Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأحد، 29 يناير 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


ترامب والعرب: معايير كشف الحجاب

Posted: 28 Jan 2017 02:15 PM PST

للمرء أن ينتظر زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني إلى واشنطن، مطلع هذا الأسبوع، حيث من المنتظَر أن يكون أوّل زعيم عربي يلتقي بالرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب؛ حتى يتضح المزيد من توجهات الإدارة الجديدة حول شؤون الشرق الأوسط، وشجونه، وبصدد سلسلة الملفات الساخنة بادئ ذي بدء. في المقابل، قد لا يسفر هذا اللقاء العربي الأول مع ترامب إلا عن مزيد من الغموض، أو التضارب والتشويش واختلاط المعطيات؛ لأسباب يمكن أن يبدأ أولها من واقع حال البيت الأبيض ذاته، الرئيس شخصياً ورجالاته، من حيث وضع النقاط على الحروف وتبيان المواقف.
على سبيل المثال، يصل الملك الأردني وسط تأكيدات قاطعة من ترامب، خلال الحملة الانتخابية وبعد التنصيب أيضاً، أنّ الولايات المتحدة سوف تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وستعترف بالمدينة عاصمة رسمية لإسرائيل. في المقابل، كان وزير الخارجية المعيّن، ريك تيليرسون، خلال جلسة الكونغرس للمصادقة على تعيينه، قد تعمّد إشاعة طراز من «الغموض البنّاء» حول هذا القرار. والأرجح أنّ الأمر سوف يُطرح في محادثات عبد الله مع ترامب، سرّاً على الأقل؛ إذا لم تتكفل الدوائر الصحافية المحابية لإسرائيل بإجبار الرئيس الأمريكي على إيضاحه علانية خلال المؤتمر الصحافي المشترك.
كذلك يصل الملك الأردني عشية اعتزام ترامب توقيع أمر إداري يحظر تأشيرة الدخول لرعايا ستّ دول عربية، هي سوريا والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن، فضلاً عن إيران. وهذا نذير مبكر على ما ينتظر العالم العربي، والإسلامي، من إجراءات مماثلة تترجم، في كثير أو قليل، روحية التعهدات العدائية تجاه العرب والمسلمين، والتي قطعها ترامب خلال الحملة الانتخابية، وكان بعضها بمثابة روافع شعبوية حاسمة رجحت فوزه.
ولأنّ بعض رعايا هذا العالم، العربي والمسلم، هم أبرز ضحايا استخدام التعذيب أثناء التحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن الأمريكية؛ فإنّ تقلّب آراء ترامب حول هذا الأمر يشكّل، بدوره، وجهة ليست محدودة الأهمية في التكهن حول قراراته المستقبلية الخاصة بالمنطقة. خلال الحملة كان قد تعهد بترخيص استخدام «تقنيات» التعذيب، التي سعى سلفه باراك أوباما إلى حظرها أو الحدّ منها على الأقلّ؛ لكنّ وزير الدفاع الجديد، الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، أوحى بأنّ الجيش الأمريكي لن يلجأ إليها. ومؤخراً، خلال مؤتمره الصحافي مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أعلن ترامب أنه أعطى ماتيس ـ «جنرال الجنرالات»، كما أسماه مادحاً ـ تفويضاً تاماً باتخاذ ما يراه مناسباً في هذه المسألة، حتى إذا خالفه الرئيسُ الرأي!
كذلك أشاع ترامب مناخاً من البلبلة في الموقف من الملفّ السوري، حين تحدث، بنبرة جازمة تماماً، خلال حوار مع قناة أمريكية كبرى: «إنني قطعاً سوف أقيم مناطق آمنة في سوريا»؛ لأنها «أداة» ضرورية للحدّ من تدفق اللاجئين إلى أوروبا والبلدان المجاورة، وهذا كان «كارثة». صحيح أنّ البنتاغون نفى تلقّي أوامر بهذا الخصوص، لا من البيت الأبيض ولا من وزير الدفاع؛ وأنّ موسكو أعلنت، بلسان ديمتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنّ واشنطن لم تتشاور معها حول نيّة كهذه؛ وأنّ كلام ترامب، في الليل، قد يمحوه نهار اليوم التالي إجمالاً… إلا أنّ التشوّش حدث، في كلّ حال، وبوّابة التكهن والتكهن المضاد فُتحت على مصراعيها.
هذه بعض المعايير الأولى، ولكن المبدئية، التي يمكن انتظار أيّ مقدار من العزم أو الجزم، في طريق حسمها، قبيل اتضاح عناصرها الفعلية؛ وبالتالي انتظار تحوّلها إلى معايير عملية تتيح انكشاف الحجاب عن سياسات ترامب المستقبلية في المنطقة، معظمها أو بعضها، خاصة وأنّ الملفات ساخنة مؤثرة. وذاك انتظار لن يطول، وهو لناظره قريب وشيك.

ترامب والعرب: معايير كشف الحجاب

صبحي حديدي

حرب بالإجماع بلا قضية عامة

Posted: 28 Jan 2017 02:15 PM PST

العالم كله اليوم في حرب ضد القاعدة و«داعش»، لكن ليس هناك خطاب تحرر في مواجهة جيلي القاعدة الأول والثاني هذين، ولا يتكلم أحد على التغيير السياسي، على الديمقراطية، على الحرية أو العدالة الاجتماعية. ولا يبدو أن هناك قضية عادلة لهذه الحرب تتجاوز القضاء على القاعديين. ينبغي أن يكون هذا وضعاً بالغ الغرابة، لا يغاير فقط نسق المواجهة بين المعسكرين الرأسمالي والشيوعي في زمن سبق، أو نسق مواجهة الاستعمار والتحرر الوطني في زمن أسبق، وإنما حتى نسق مواجهة «الدول المارقة» في زمن قريب منا، وقد كان يتوسل خطاب الديمقراطية والتخلص من الدكتاتوريات.
اليوم كل الدول والمنظمات الدولية والتيارات الايديولوجية والأحزاب السياسية والمثقفين في إجماع نادر على محاربة هذه التشكيلات المارقة، لكن لا يقتصر الأمر على أن أحداً لم يدعُ إلى التفكير بمعالجات سياسية لهذه المشكلة الدولية، أو يقترح محكمة دولية خاصة لجرائم السلفيين الجاديين بما يحقق العدالة لضحاياهم، بل وتغيب عن هذا الإجماع ما يمكن أن تكون قضية عامة إيجابية ترد على من قد يتساءل: لماذا يجب مواجهة هذه الكيانات والشبكات؟ ومن أجل ماذا؟
ويتصل هذا الضمور في البعد التحرري لمواجهة «داعش» والقاعدة بتضخم في البعد الدولاني لهذه المواجهة في المقابل، على نحو وضع أمثال بشار الأسد وبوتين ونتنياهو وحسن نصر الله وخامنئي والسيسي، ودول الخليج العربية، في موقع مشترك. هذه قد تكون أول حرب في التاريخ الحديث تجمع بين أوسع إجماع عالمي (من لا يشارك، هو حتماً مساند) وبين صفر من المحتوى القيمي. وهو ما يسوغ القول إننا حيال حرب مطلقة، تجنح إلى الانفلات من أي قواعد للحرب، ويعتبر كل ما يمارس فيها عادلاً، على ما جرى فعلاً في حروب الأمريكيين التالية لـ 11 أيلول (سبتمبر) 2001. لكن أليست هذه الحرب المطلقة هي بالضبط الحرب التي تخوضها «داعش» والقاعدة ضد العالم: حرب بلا قواعد ولا أصول، ولا ضوابط ذاتية، ولا محتوى قيمي عام؟
هناك في الواقع خطاب لهذه المواجهة هو خطاب «الحرب ضد الإرهاب». لكن عدا أن هذه الحرب مظلة انتهازية، يمكن أن ينضوي تحتها قتلة ومجرمون، وحتى من لا يزالون مصنفين كـ»إرهابيين» في قوائم محاربي الإرهاب وصناع خطابه، مثل حزب الله اللبناني التابع لإيران، فإن خطاب «الحرب ضد الإرهاب» خطاب أمن واستقرار وقوة، وليس خطاب تغيير أو حرية أو عدالة، وهو لا يعد عموم السكان في منطقتنا، بمن فيهم الخاضعون اليوم لسيطرة جيلي القاعدة، بفرص سياسية أو اقتصادية أفضل. من يمتثلون لسلطة «داعش» والقاعدة آمنون على أنفسهم منهما (وليس من القصف الأسدي والروسي والأمريكي) بقدر لا يقل عن أمان الممتثلين لسيطرة بشار الأسد والميليشيات الشيعية المحاربة معه. حرياتهم الاجتماعية أقل دونما شك، لكن الحريات الاجتماعية للفقراء في المناطق الأسدية لا تكاد تكون أوسع من المتاح للعموم تحت سلطان جيلي القاعديّين.
وبقدر ما إن خطاب «الحرب ضد الإرهاب» متمركز حول الدولة وأدواتها، فإنه يقوي من هم أقوياء سلفاً ويضعف من هم في الأصل ضعفاء من عموم السكان، ما يضعه في تعارض تام ومباشر مع الديمقراطية. ما يجعل منه أيضاً عنصراً مشرعاً لاستراتيجية سيطرة اجتماعية وسياسية مناسبة جداً لأمثال بشار الأسد.
 ويتعدى الاجماع المضاد للسلفية الجهادية الدول إلى التيارات الإيديولوجية والمثقفين. لا فوارق تذكر بين اليسار واليمين في هذا الشأن في الغرب. ولعل الجذر المشترك لهذا الإجماع هو إنكار الطابع السياسي والعام للمشكلة الجهادية. يجري التعامل مع المشكلة كما لو أنها تتعلق بمجرمين بلا قضية من أي نوع، بل هم أقل من ذلك، فلا حق لهم أيضاً في العدالة خلافاً لعموم المجرمين. وهو ما تُثبّته عموماً المقاربات الثقافوية للجهادية، وهي تعيدها إلى خلل ذاتي في التكوين الإنساني أو العقدي للجهاديين، ما يجعل التخلص منهم واجباً. رفض توسل الإنسانيات والعلوم الاجتماعية في مقاربة الجهادية على المستوى النظري يقترن برفض السياسة والعدالة على المستوى العملي، وبتبني الإبادة منهج علاج. مفهوم الإرهاب هو يتضمن التشخيص: إجرام لا أسباب له، والعلاج: حرب إبادة بلا سياسة ولا عدالة.
ولا يبدو، بعد ذلك، أن معظم المثقفين في الغرب يعرفون شيئاً جدياً عن مجتمعاتنا وعن الإسلامية المعاصرة كي يقولوا شيئاً مفيداً. لا يبدون أيضاً في موقع قريب من النظر إلى القاعدة بوصفها أحد أوجه مسألة عالمية كبيرة، المسألة الإسلامية، وأنه لا يستقيم الكلام على العالم المعاصر وأوضاعه المُكئبة اليوم بدون نظر معمق في هذه المسألة. وهذا قصور من قبل القادرين لا موجب لتفهمه. تكفي إشارة سريعة إلى أن الانكفاء الغربي خلال السنوات الماضية هو، في جانب منه، تراجع أمام ضربات السلفية الجهادية، في الغرب ذاته، وفي العراق، وبلدان أخرى (عمليات في السعودية، أندونيسيا، نيجيريا، ليبيا وغيرها…). هذا القصور يرفد الانكفاء السياسي بانكفاء فكري، فيُثبِّتُه في المحصلة.
والواقع أن ضمور خطاب التحرر في مواجهة السلفية الجهادية اليوم لا يقتصر عليها. لا يكاد يصادف المرء خطابات تحرر تجمع بين التطلع إلى التغير السياسي، وتقرب بين قيم المساواة والحرية من جهة والشرائح الأكثر حرماناً من جهة ثانية، في أي مكان. هناك انكفاء عالمي عن التغير، ونمو للنزعة الدولانية و«أمننة» السياسة إن جاز التعبير، في كل مكان. وهو ما يخلق أجواء سياسية دولية، يجد فيها أمثال السيسي وبشار الأسد أنفسهم في بيوتهم.
في مثل هذه الشروط يتساءل المرء عما إذا كانت السلفية الجهادية سبب صعود النزعات الدولتية المحافظة، أم أنها بالأحرى حاجة للنخب السياسية والاقتصادية والأمنية النافذة عالمياً، تتيح لها إجماعاً انتهازياً على حساب الأضعف دولياً في طور تحول كبير في النظام الدولي، وعلى حساب الأضعف محلياً في المجتمعات التي تديرها هذا النخب، في الغرب وغيره. ولعله لذلك لا يبدو أن أحداً في عجلة من أمره في مواجهة ما يجمع عالم اليوم على أنه بعبع متوحش يجب القضاء عليه. لا الروس ولا الأمريكان مستعجلون، ولا الإيرانيون، ولا الصغار من أمثال بشار عندنا وشركاؤه الطائفيون.
ما يمكن أن يكون ركيزة صلبة لقضية تحررية عادلة ضد القاعدة ومشتقاتها هي ربط هذه المواجهة بالديمقراطية والتغير السياسي من جهة وبحاجات الشرائح الأضعف من السكان من جهة ثانية، وأن يدمج في ذلك ما يتصل بالحريات الاجتماعية بما فيها الحرية الدينية، وأوضاع النساء. وحين يكون 80٪ من السوريين تحت خطر الفقر اليوم (37٪ عام 2007)، فإن التحرر السوري يتمثل في فتح نوافذ أمل للسوريين بالتخلص من بشار الذي لا يعد المفقرين بغير مزيد من الفقر والقهر، وإعادة بناء البلد حول أكثريته الاجتماعية المفقرة. لا يُستغنى عن محاربة القاعدة في جيليها، لكن ليس لهذه المواجهة بعد تحرري ما لم تكن جزءاً من عملية أوسع، توفر فرصاً اجتماعية وسياسية لأكثرية السوريين.
على أن الأمر لا يقتصر على سوريا، فأوضاع الشرق الأوسط هي التي أنتجت القاعدة بجيليها، وهذه أوضاع بعيدة عن العدالة وعن الديمقراطية والتغير السياسي، وهي ما يتعين استهدافها بالتغيير بقدر لا يقل عن الأنظمة المحلية التي تستند إليه في واقع الأمر. والقوة المسيطرة في الشرق الأوسط هي المحور الأمريكي الإسرائيلي أولاً وأساساً، وهو المحور الذي يعمم خطاب الإرهاب والحرب ضد الإرهاب أكثر من غيره. يبقى المبدأ هو نفسه: التغير السياسي والعدالة والكرامة لعموم السكان هي القضية العادلة للصراع ضد التشكيلات العدمية.
والقضية بعد ذلك عالمية: مقاومة الميل العالمي للأمننة والدولانية والانكفاء، مما لم يعد يستقيم عمل تحرري في أي مكان في ظل استمراره.
«الحرب ضد الإرهاب» ليست اتجاه تحرر، محلي أو عالمي. ولا نزعة مناهضة للامبريالية، خارجية ومجردة ولا يفعل شيئأً معتنقوها الذين وجدوا أنفسهم طوال السنوات الست الماضية في مواقع أقرب إلى الدولة الأسدية. ولا تجدي بالمثل العلمانية الدولانية بمضمونها الاجتماعي والقيمي الفقير، والإيديولوجية الثقافوية المؤسسة لها. مقاومة تمييز الإسلاميين ضد النساء والأقليات وغير النمطيين اجتماعياً ودينياً متهافتة حين لا تندرج في تطلع للتغير السياسي ومقاومة التمييز بين السكان على أسس دينية أو إثنية.
نظام العالم اليوم متشكل حول منع التغير السياسي والاجتماعي، وهذا صحيح بخاصة في الشرق الأوسط حيث يُشفع منع التغير مع نفي العدالة السياسية والاجتماعية. هذا هو المنبع الأول للعدمية والإرهاب في إقليمنا اليوم، وربما بعد حين في غيره.

حرب بالإجماع بلا قضية عامة

ياسين الحاج صالح

نصف نجمة لموراكامي

Posted: 28 Jan 2017 02:15 PM PST

لفت نظري مؤخرا، في موقع عالمي للقراءة ومناقشة الكتب، وتقييمها، اعتدت أن أمر عليه من حين لآخر، لمعرفة الجديد، أو رأي القراء في أعمال قرأتها، أو مشاركة رأيى الشخصي، مع قراء أعرفهم وأتبادل معهم الآراء؛ أن قارئة ربما إنكليزية، أو أمريكية، كتبت كلاما مشجعا جدا عن رواية للكاتب الياباني الظاهرة هاروكي موراكامي، واصفة النص بالسحرية والشاعرية، والتدفق السردي وسلاسة اللغة، والعوالم الجديدة المدهشة، وكثير من تلك الجمل التي نراها تتحاوم في الإنترنت، من موقع إلى موقع، تتحدث عن أشياء ليست بالضرورة ساحرة، أو رشيقة، لكن يستخدمها معظم الناس كنوع من الهوس الاجتماعي، ومحاولات اكتساب صداقة افتراضية بعيدة مع كاتب أو شاعر بعينه، ربما يفيد في مصلحة ما، أو امرأة ذات وجه مليح، تكتب الخواطر الوجدانية، وقصص الحب والهجر، والدموع، وتنتظر الآراء الجيدة فقط.
 لقد وصفت القارئة رواية موراكامي المعروف بجنونه الكتابي فعلا، بكل ذلك وفي النهاية أضافت تلك الجملة المعول، أو الناسفة لكل معنى مدهش وجميل كتبته قبلها: تستحق الرواية في رأيي نصف نجمة من مجموع خمس نجوم.
في الواقع، هذا التناقض التقييمي للكتب، الذي ذكرته لم يكن الأول الذي يصادفني في سعيي لتقييم الكتب أو معرفة تقييمها من قراء طالعوها، أو لم يطالعوها… لا أدري، لكنهم يصرون على التواجد حيث تقيم، ويكتبون آراء لن يعرف أحد أبدا إن كانت صادقة أم مجرد آراء عشوائية، نبعت من التأثر بالمحيط الذي يسبحون فيه، وكم من مرة تجد قراء في تلك المواقع، لهثوا خلف رواية رديئة فعلا، وملأوا الصفحات مدحا لمجرد أن هناك أصدقاء لهم، مدحوها قبلهم، والعكس طبعا حين تصبح بعض الآراء المجحفة من قراء ذوي نفوذ في التواجد على الإنترنت، نكبة لبعض الأعمال التي تستحق الأفضل ولا تحصل عليه غالبا. وتأتي تلك الآراء الطائشة التي هي في أغلبها، كلام عام بعيد تماما عن النص الذي تسعى لتقييمه مع الآخرين، وتضع نجمة لرواية موراكامي أو أمين معلوف أو بول أوستر أو مجموعة قصصية شيقة ومؤثرة للعظيم يوسف إدريس مثلا. وكنت قرأت مرة لواحد كتب عن مجموعة ليوسف، الذي وصف كثيرا بأنه ملك القصة القصيرة، وما تزال قصصه مدارس في الكتابة: هذا الكاتب يحتاج إلى كثير من التجارب ليكتب بنضج. وهذا القارئ المفترض، لا يعرف طبعا أن يوسف نضج جدا ومات منذ عقد، وكان شيخا في العمر والكتابة. وأيضا أحسست بالضيق مرة حين وجدت تعليقا عن رواية لكاتب راحل، نحترمه كثيرا، ونعتبره أستاذا في الكتابة والإنسانية، كتب عنها: أنها أسوأ عمل قرأته.
أعتقد أن لا أحد يحجر حرية القارئ أو غير القارئ الذي يدعي القراءة، في أن يكتب ما يحلو له، على أي صفحة في الإنترنت، وعادي جدا أن يتجنى على ماركيز وساراماغو، وغيرهما من لصوص الخيال الرائعين الذين أمتعونا زمنا وعلمونا مطاردة الخيال وسرقته، حتى من أكثر المعطيات جفافا في الدنيا، ورحلوا راضين تماما، وفي موتهم هيبة كبرى. لن نقول لأحد مثلا، أن «الحب في زمن الكوليرا» رواية فذة وعليه أن يكتب أنها فذة، حتى لو لم تعجبه، ولن نقول أن رواية «العمى» لساراماغو، من عيون الكتابة الإبداعية، ونمنع أحدا من ابتكار عيون كتابة أخرى هو يريدها، وكثيرا ما نطالع قوائم لأفضل مئة كتاب في العالم، تصدر هنا وهناك، وفيها اختلاف كبير، بمعنى أن كل قائمة منها تضم الأفضل الذي اقترحه من وضع القائمة. ولطالما كانت الجوائز الأدبية التي تحدثت عنها الأسبوع الماضي، بمناسبة إعلان قائمة البوكر الطويلة، محفزة لمتابعة الأعمال وقراءتها ومراجعتها في الفضاء الإلكتروني، كل حسب رأيه طبعا، فقط نريد الصدق، بمعنى أن الذي يتصدى لكتاب بغرض مراجعته وتقييمه، أن يكون صادقا وأنه فعلا قرأ الكتاب، ويود مشاركة رأيه مع الآخرين، سواء إن كانوا أفرادا أو مجموعات قرائية، من تلك التي انتشرت مؤخرا في كل الدول، وأعتبر ذلك انتشارا إيجابيا. وأذكر أنني تابعت مرة بدافع الفضول ربما، أو بدافع البحث عن شخصية روائية لعمل يختص بالقراءة، كنت أحاول إنجازه تلك الفترة، واحدة طافت على مئات الكتب الإبداعية لكتاب كبار وصغار، عرب وأجانب، في موقع هام للقراءة، ووضعت أمام كل كتاب نجمة واحدة.
هذه القارئة ليست قارئة على الإطلاق، لأن من المستحيل أن يكون الأدب المنتج في الدنيا كله غير صالح للقراءة، وينبغي تقييمه بهذه الرداءة، وأيضا من المستحيل جدا، أن يقرأ واحد، حتى لو تفرغ تماما للكتب، وعاش بلا التزامات حياتية، أكثر من ثلاثة آلاف كتاب في عام واحد. لا أحد يقرأ كذلك، ولن يحدث أن يتحقق رقم هائل مثل هذا أبدا، أفضل القراء في رأيي لن يتجاوز الخمسين أو الستين كتابا في العام، مع توفر كل العوامل المساعدة للقراءة.
التناقض، أي وصف العمل بكل عبارات الهيام المتاحة في الدنيا، وتقييمه بنصف نجمة، هذا لن يصدر من قارئ حقيقي، لا عربي ولا أجنبي، فما دام العمل ساحرا فهو ساحر وله نجوم متلألئة، وما دام رديئا فهو رديء، ومنطفئ ومنبوذ، هكذا… ورغم أن موراكامي وكثيرين غيره لا يعنيهم إن قيموا بجمال أو بقبح، بصدق أو عشوائية، وأنهم يكتبون وينتشرون ويترجمون لكل لغات العالم، لكن تبقى هيبة القارئ المطلوب توفرها فيه، تماما مثل هيبة الكاتب المطلوبة بإلحاح. وحتى تنشأ تلك الصلات الطيبة بين الكاتب والمتلقي، ومعروف أن الكاتب يخاطب المتلقي، والمتلقي مرآة للكاتب، وأي نص يكتب بفوقية وبعيدا عن ذهن القراءة، لن ينجح أبدا، وربما يحدث ثغرة في الود بين الكاتب وقرائه. وأعتقد أن القارئ حتى لو اختلف مع الكاتب، وأن نصا له لم يعجب القارئ، قطعا توجد نصوص أخرى للكاتب نفسه، أعجبته، شيء أشبه بالعادات التي تلاحظ في الصداقة، تعجبك عادة عند الصديق ولا تعجبك أخرى وتظلان صديقين حميمين.
إذن لن آخذ تقييم نصف النجمة لرواية الياباني الظاهرة موراكامي، على محمل الجد أبدا، لن أعتبرها سوى مزحة طفيفة، كتبت بقصد أن تكتب فقط، وغالبا فإن القارئة لا تعرف شيئا عن رواية موراكامي، ولن تعرف إلا لو حطت في عالمه بجدية، وعثرت على تلك الأعاجيب التي يبتكرها ولا يبدو عليه من شدة التواضع أنه يبتكر شيئا، والذي يقرأ «كافكا على الشاطئ» مثلا برغم أن فيها قصتان متوازيتان، سيشعر بخمس نجوم حية، تتلألأ أمامه، لا نصف نجمة بائس.
كاتب من السودان

نصف نجمة لموراكامي

أمير تاج السر

اليمن: الانقلابيون يضيعون فرص السلام ويخسرون السيطرة على الأرض

Posted: 28 Jan 2017 02:14 PM PST

تعز ـ «القدس العربي»: ذكر العديد من المحللين العسكريين والسياسيين أن الانقلابيين الحوثيين والرئيس السابق علي صالح أضاعوا فرص السلام في اليمن، عبر إفشال العديد من جولات المباحثات مع الجانب الحكومي، فيما يخسرون الآن الشارع اليمني وأيضا يفقدون السيطرة على الأرض في المناطق التي كانوا يسيطروا عليها وكانت تشكل لهم مصدر قوة.
وقالت مصادر لـ«القدس العربي» «انه في الوقت الذي أضاع فيه الانقلابيون فرص السلام التي كانت يمكن أن تتحقق عبر مباحثات السلام اليمنية – اليمنية، سواء التي عقدت في سويسرا أو الكويت، هاهم اليوم يخسرون الشارع اليمني في المناطق التي يسيطرون عليها بدءا بالعاصمة صنعاء وغيرها، بعد أن أثبتوا للناس أنهم ليسوا رجال دولة وإنما مجموعة منتفعين وأصحاب مصالح مادية متدثرة بعباءة الحوثية».
وأوضحوا أن أبرز دليل على ذلك نهبهم للأموال العامة من موارد مؤسسات الدولة التي يسيطرون عليها ونهبهم للسيولة المالية التي كانت متوفرة في البنوك الحكومية وفي مقدمتها البنك المركزي في صنعاء، وتكديس مليارات الريالات في أماكن سرية تابعة لهم، وحرمان موظفي القطاع الحكومي من رواتبهم للأربعة أشهر الماضية، ما اضطر الحكومة الشرعية الى إرسال رواتب للموظفين الحكوميين إلى العاصمة صنعاء عبر شركات التحويلات المالية الخاصة، بعيدا عن البنوك التي يسيطر عليها الانقلابيون، حتى يضمنوا وصولها للمستفيدين.
وأضافوا «ان هذه الحالة أفقدت الموظفين الحكوميين الثقة بالانقلابيين الحوثيين وصالح بعد أن وصل بهم الوضع المزري إلى فقدانهم رواتبهم ومصادر رزقهم، فيما الأموال مكدسة في قصور الانقلابيين في صعدة وصنعاء».
وإلى جانب فقدان الانقلابيين للشارع اليمني في المناطق التي يسيطرون عليها ها هم يخسرون كل يوم مواقع عسكرية استراتيجية كانوا يسيطرون عليها، أمام التحركات العسكرية للقوات الحكومية والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، التي انطلقت مؤخرا من أكثر من جبهة، وحققت الكثير من المكاسب العسكرية وسيطرت على العديد من المناطق العسكرية والبلدات والمدن وفي مقدمتها مدينة المخا الاستراتيجية وكذا بلدات ذوباب والمندب وغيرها على الساحل الغربي لمحافظة تعز.
وأكدوا أنه إذا استمر الوضع على هذا النحو سيستمر الانقلابيون في ضياع الفرص وفي فقدان ما بأيديهم وستتوالى عليهم الخسائر العسكرية والشعبية حتى يضطروا في الأخير إلى تسليم «الجمل بما حمل» مع الاحتفاظ ببعض المكتسبات من خلال مباحثات لإنهاء الحرب.
واعتبروا أن حل القضية اليمنية «مسألة وقت» حيث أن كل تأخير في حسم الأمور السياسية، يكون لصالح الحكومة على كل الأصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية وغيرها، حيث أن الحكومة عملت خلال الفترة الماضية على إنشاء مؤسسة عسكرية مبنية على أسس وطنية، وأيضا أنشأت وضعا اقتصاديا جديدا سحبت من خلاله هيمنة الانقلابيين عليه عندما كانوا يسيطروا على البنك المركزي في العاصمة صنعاء.
وجاءت هذه المكاسب الحكومية على الصعيدين العسكري والاقتصادي بعد فترة طويلة من الإعداد لذلك وتوالي خطوات البناء لمؤسسات الدولة اليمنية من القمة إلى القاعدة، وتحويل المؤسسات التي يسيطر عليها الانقلابيون إلى مؤسسات جوفاء لا روح فيها ولا سند قانوني محلي أو دولي. المكاسب العسكرية المتوالية لصالح القوات الحكومية والمقاومة الشعبية في الساحل الغربي لمحافظة تعز عكس المعادلة العسكرية وأفرز وضعا جديدا يكشف الاختلال في ميزان القوى بين القوى الانقلابية والقوات الحكومية، وهو ما يعطي مؤشرا قويا أن المرحلة المقبلة قد تكون أكثر وضوحا فيما يتعلق بالوضع العسكري الهش الذي يعيشه الانقلابيون في العديد من الجبهات.
وركزت القوات الحكومية خلال الفترة السابقة على التدريب وعلى الإعداد لبناء الجيش، وأيضا لإعطاء فرصة لجهود السلام في حال تم التوصل إلى وضع حد للحرب اليمنية من خلال هذه الجهود، غير أنه عندما فشلت كافة المحاولات لاقناع الانقلابيين بالمقترحات التي قدمها الوسطاء وتم التباحث حولها خلال مفاوضات السلام، أصبح الخيار الوحيد أمام الحكومة اللجوء إلى الخيار العسكري لسحب البساط من تحت أقدام الانقلابيين عبر استعادة السيطرة على الأرض في أكثر من منطقة وصولا إلى العاصمة صنعاء التي ستكون الهدف الأخير للقوات الحكومية بعد أن تحاصرها من كافة الاتجاهات، لتجنيبها حالة الاقتتال التي حدثت في العديد من المدن الأخرى وتسببت في تدميرها، وفقا لمصادر عسكرية.
وفقا للعديد من المصادر، ما زال أمام الانقلابيين بعض الفرص إذا ما التقطوها من الآن قبل أن يفقدوا كل شيء وهذا ما يحاول المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد اقناعهم بها، وكان صريحا في إحاطته أمام مجلس الأمن قبل يومين، بأن التنازل ضروري للتوصل إلى حل الأزمة اليمنية وأن الحل السلمي ما زال ممكنا حتى الآن.

اليمن: الانقلابيون يضيعون فرص السلام ويخسرون السيطرة على الأرض

خالد الحمادي

العراق بين تحرير نصف الموصل وصراع حيتان الفساد

Posted: 28 Jan 2017 02:14 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: جاء إعلان القوات العراقية، عن نجاحها في تحقيق انجاز عسكري ومعنوي كبير عبر تحرير الجانب الأيسر من الموصل من يد تنظيم «الدولة» ليعزز معنويات القوات المسلحة والشعب العراقي الذي يسعى للخلاص من ظاهرة التنظيم وكل الآثار السلبية التي تركتها على الوضع العراقي من دمار واسع وقتل الآلاف وتشريد الملايين وخسائر لا يمكن حصرها حاليا.
كما بدأت القوات العراقية، استعداداتها لمعركة تحرير الجانب الأيمن من الموصل، آخر معاقل التنظيم الكبيرة في العراق، حيث هيأت الجسور المتحركة لعبور نهر دجلة وبدأت عمليات قصف جوي وبري مركز على مواقع التنظيم في الجانب الأيمن، بالتزامن مع محاولات إعادة الحياة والخدمات إلى الجانب الأيسر المحرر والبدء بإعادة سكانه النازحين إليه، رغم استمرار قصف التنظيم للمنطقة.
ومع اعلان موعد الانتخابات المقبلة في هذا العام، بدأ صراع شرس بين القوى السياسية في سباق مبكر للتحرك وترتيب أوضاعها وتحالفاتها. ويبدو واضحا ان كتلة القانون بقيادة زعيم حزب الدعوة نوري المالكي، عازمة على خوض غمار الانتخابات باشعال العديد من الحروب مع القوى الأخرى، أبرزها الصراع مع التيار الصدري على كسب الشارع الشيعي. وقد عمد أعضاء كتلة المالكي في مجلس محافظة بغداد إلى استجواب وإقالة محافظ بغداد علي التميمي من التيار الصدري بعد عقد صفقة بين كتلة القانون الشيعية واتحاد القوى السني لاقصاء المحافظ، مقابل السكوت عن استجواب وزير التربية المحسوب على اتحاد القوى في البرلمان على قضايا فساد وتقصير.
كما شنت كتلة القانون هجوما على الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني عبر توجيه الاتهامات بالاستئثار بالسلطة والنفط في الإقليم، حيث رد حزب البارزاني باتهامات مماثلة لنوري المالكي، كما اتهمه بدعم حزب العمال التركي للبقاء في سنجار.

لعبة استجوابات الوزراء

كتلة المالكي من جانبها تحاول اظهار ضعف حكومة حيدر العبادي عبر خلق الكثير من المشاكل لها مثل إعادة لعبة استجوابات الوزراء في البرلمان والتهديد باقالتهم وشمول العبادي نفسه بالاستجواب، ويروجون لفكرة ان «المالكي هو أقوى شخصية سياسية حاليا، وانه قادر على حل مشاكل العراق» حسب ادعائهم، في محاولة للتغطية على صورة راسخة في أذهان العراقيين ومرجعية النجف، عن فشله وتحميله مسؤولية تدهور أوضاع العراق خلال ثماني سنوات عجاف تولى فيها رئاسة الحكومة.
ووجه السيد مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، رسالة تحذير إلى الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب من مغبة تنفيذ وعوده بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وأكد الصدر، إن «نقل السفارة الأمريكية إلى القدس هو إعلان للحرب على الإسلام، وبصورة أكثر من ذي قبل»، داعيا إلى «تشكيل فرقة خاصة لتحرير القدس في حال تنفيذ القرار».
وطالب الصدر الجامعة العربية «إما أن تستقيل أو تحل نفسها أو أن تقف وقفة جادة لمنع ذلك التحدي الصارخ»، داعيا إلى «إغلاق السفارة الأمريكية في العراق فورا»، إذا لم تتراجع واشنطن عن مساعيها.
ويعبر موقف الصدر، الذي قاتل اتباعه القوات الأمريكية في العراق، عن عامل توتر جديد يضاف إلى المشهد العراقي، خاصة مع توقع ان تعلن فصائل شيعية أخرى موقفا مشابها تجاه المصالح الأمريكية، لتحقيق أغراض مختلفة، ربما الكثير منها لا علاقة له بالقضية الفلسطينية.
وفي مؤشر ذي دلالة خطيرة عن الأوضاع في العراق، كشف القاضي المعروف منير حداد، هذا الاسبوع، عن حجم الفساد ونفوذ حيتان الفساد والجريمة في العراق ووصولها إلى القدرة على توجيه الأمور في البلاد وفق مصالحها، وخاصة ما يتعلق بالقضاء الذي يتعرض إلى ضغوط هائلة من الكتل السياسية الكبيرة لاجباره على اتخاذ قرارات تخدمها. وذكر القاضي احدى أبرز حالات خضوع القضاء لضغوط السياسيين عندما قررت المحكمة الاتحادية اعتبار التحالف الوطني الشيعي هو الكتلة الأكبر التي تشكل الحكومة بدل كتلة اياد علاوي الذي حقق فوزا بمقاعد أكثر في الانتخابات السابقة، وأعطى القاضي بذلك صورة عن حقيقة هيمنة مافيات وحيتان الفساد والقوى السياسية على السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية) وتسخيرها لخدمة مصالحها الخاصة، مؤكدا الحاجة إلى «حاكم دكتاتوري عادل» في العراق يستطيع تطبيق القانون وإدارة البلاد بالقوة، وبغير ذلك فلا أمل في اصلاح الأوضاع».

المزيد من الخلافات

وفي كردستان شمال العراق، أقرت حكومة الإقليم قرارا أثار المزيد من الخلافات بين الأحزاب الكردية، عبر تحديد موعد اجراء انتخابات البرلمان ورئاسة الإقليم في نهاية العام الحالي. ففي حين أكدت أحزاب عديدة عدم تنسيق الحكومة معها حول موعد الانتخابات، شككت أحزاب أخرى في امكانية عقد انتخابات في الاقليم هذا العام، بسبب استمرار الأزمة السياسية بين الأحزاب الكردية الكبيرة والأزمة المالية، اضافة إلى الوضع الأمني في الحرب ضد تنظيم «الدولة» والعلاقات بين الاقليم وبغداد.
كما اصبحت عقدة وجود حزب العمال التركي في بعض مناطق الاقليم مثل سنجار وقنديل، ورقة مساومة سياسية بين القوى المحلية والاقليمية، فمن جهة تطالب حكومة اربيل والولايات المتحدة وتركيا برحيل حزب العمال عن سنجار، بينما تتعامل الحكومة العراقية وبعض الأحزاب والقوى السياسية بضبابية مع تواجده، وسط تسريبات بوجود تنسيق ودعم غير مباشر للحزب المذكور مع بعض الأطراف الحكومية مثل الحشد الشعبي الذي اقتربت فصائله من تلعفر وسنجار، حيث عمد الحزب المذكور إلى الاعلان عن تشكيل فصيل مسلح جديد ملحق به في سنجار هذه الأيام، اضافة إلى مؤشرات التنسيق والتعامل الواضح بين أاحزاب السليمانية (الاتحاد الوطني والتغيير) مع فصائل الحزب.
ويبدو واضحا ان المشهد العراقي، مقبل على مزيد من التوتر في مرحلة ما بعد تنظيم «الدولة» ومع اقتراب الانتخابات المقبلة التي تراهن عليها القوى السياسية بقوة للحفاظ على مصالحها، دون ان يعني ذلك للعراقيين سوى استمرار أجواء الأزمات في الواقع المأساوي بعيدا عن سراب الاصلاحات.

العراق بين تحرير نصف الموصل وصراع حيتان الفساد

مصطفى العبيدي

خليط من التكنوقراط والسياسيين يخفف حدة التوتر في الشارع: لغة جديدة في الأردن وحكومة الملقي أكثر استرخاء

Posted: 28 Jan 2017 02:14 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: منذ زمن بعيد لم يرصد المواطن الأردني وزيرا للداخلية يسبق الجميع عندما تحصل مشكلة ميدانية.
 وزير الداخلية الجديد غالب الزعبي لا يجيد اطلاقا لعبة الأضواء ولا يؤمن بلعبة النخب السياسية.
عندما انهارت عمارتان في حي جبل الجوفة المزدحم وسط عمان كان وفد وزاري بقيادة الزعبي ووجود وزير التنمية الاجتماعية وجيه العزايزة في المكان نفسه حتى قبل بعض أجهزة العمليات المختصة.
 وعندما سد انهيار جبلي طريقا حيويا بين العاصمة عمان ومدينة اربد شمالي البلاد في ساعات الفجر الأولى وصل وزير الداخلية لموقع الميدان برفقة وزير الاشغال سامي هلسة.
الانهيارات مشهد لا يألفه الأردنيون بسب الصرامة في تطبيق كودات البناء، لكن عندما حصلت بدا واضحا ان لهجة الوزراء تتغير خصوصا بعد تعديل الحكومة الأخير حيث يشاهد المواطنون وزراءهم أو بعضهم في الميدان فورا.
 تلك في كل حال مشاهد تنسجم مع توجيهات الملك العليا واصرار رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي.
وعلمت «القدس العربي» من وزير الداخلية الجديد الذي يحظى باحترام بسبب خلفيته القانونية والدستورية ان العمل الميداني يحظى بالأولوية وان أجهزة وزارته ينبغي ان تكون جاهزة باستمرار.
هذا النمط من التفاعل النخبوي الوزاري مع قضايا الجمهور خصوصا الطارئة جديد على الحكومات في الأردن.
ومن الواضح ان كل التوجيهات في غرفة القرار تركز على هذا الموضوع ما دامت السلطة السياسية ذاهبة باتجاه اجراءات مالية واقتصادية خشنة واصلاحات هيكلية في مرحلة توصف من أعلى المرجعيات بانها حساسة.
 مستوى الانسجام الذي تحقق في حكومة الرئيس هاني الملقي بعد التعديل الوزاري الأخير لا يمكن انكاره فالعلاقات تبدو دافئة وتقاسم الصلاحيات والأدوار والتفويضات فعال ورئيس الوزراء في حالة ميكانيكية وديناميكية أفضل بعدما تخلص من وزراء محددين كانوا في رأيه وتقييمه يعيقون العمل.
 بدا لافتا في السياق ان الوزراء الذين دخلوا الحكومة في التعديل الوزاري الأخير من الطراز الذي لا يهتم بهيبة المكاتب فالحكومة المعدلة لم تجتمع حتى للتعارف بعد صدور الإرادة الملكية طوال ثمانية أيام بسبب الالتزام بنقاشات مشروع الموازنة المالية تحت قبة البرلمان.

المزاج الشعبي أقل حدة

 انعكس وجود شخصيات مخضرمة في الحكومة مثل الدكتور ممدوح العبادي والوزير غــالــب الزعــبـــي على المــنـاخ الــعـام في البلاد وتحديدا على المزاج الشعبي تجاه الحكومة.
المزاج الشعبي أقل حدة وأقل نقدا والرئيس الملقي لاحظ بداية الاسبوع الماضي ان الرأي العام ووسائط التواصل تتناقل روايات غير دقيقة عن خطة الحكومة الاقتصادية خصوصا في مجال رفع الأسعار والضرائب.
 أجرى الملقي الاستشارات اللازمة وقرر الظهور في حوار شامل يتعلق بخطة حكومته واجراءاتها المقبلة وعلى شاشة التلفزيون الرسمي.
 أجاب الرجل بوضوح على التساؤلات المطروحة في الشارع وشرح فلسفة حكومته الاقتصادية الاضطرارية وقدم اجابات على الاسئلة المعلقة مبتعدا عن التنظير ومكتفيا باشراك وزرائه في الترتيب لمثل هذا الحوار وهي خطوة إدارية تكتيكية أيضا وغير معتادة، لان رؤساء الحكومات يميلون للاستئثار بالميكرفون أكثر وقبل غيرهم.
 في اجتماع تقييمي وزع الملقي الصلاحيات والتفويضات وطلب من أركان الوزارة العمل في الميدان دوما وعدم ترك اسئلة بلا جواب والاهتمام ببقاء برنامج الشراكة فعالا مع مجلس النواب مقترحا انه لا يريد شخصيا الاستماع لآراء نقدية من مؤسسة البرلمان تتحدث عن نقص في المعلومات التي يطلبها نواب يمثلون الشعب.
 يبدو الملقي مع وجود خبراء هم خليط من التكنوقراط والسياسيين في فريقه الوزاري أكثر ارتياحا فيما تبدو الحكومة أقل تشنجا وتصريحات الوزراء أكثر فاعلية وأقل ارتجالا بعدما تبين ان الرأي العام الأردني يتقبل الحقائق والوقائع عندما تتحدث معه وعنه الحكومة بشفافية وصراحة.
الشفافية هنا مطلوبة جدا وأساسية حسب رأي الناشط السياسي والحزبي عبد الله عاصم غوشة الذي اقترح عبر «القدس العربي» على الحكومة الاستمرار في الحوار مع كل الأطراف في المجتمع والقطاع الخاص وعلى أساس ان الكثير من المشكلات يمكن مواجهتها عبر المشاورات وبعيدا عن التعقيدات البيروقراطية.
 ويقترح المهندس غوشة وهو قيادي في حزب مبادرة زمزم على السلطة التنفيذية استخلاص ما هو مفيد في سلسلة من المبادرات الشعبية والمهنية وبصورة تقلص حجم السلبيات في الحوار واختلاف وجهات النظر وتصهر الجميع في بوتقة عمل جماعي يفيد الوطن والمواطن.
على هذا الأساس تبنى المهندس غوشة مبادرة اقترحها زميل له بخصوص فحص الأبنية والعمارات التي يمكن ان تكون مهددة فنيا بعد حادثة انهيار بنايتين في حي الجوفة الشعبي مشيرا لإمكانية إطلاق مبادرة من قـبـل مهـنـدســين مخـتصين لإجراء تقيم شامل وبصورة مجانية لأكثر من 500 بناية وعمارة.
 وينتظر غوشة ورفاقه من نشطاء العمل العام والنقابات ودور الخبرة المهنية مساحة لمشاركة الحكومة والمجتمع في معالجة المشكلات الصغيرة مشددا على ان المبادرات في عمقها الاجتماعي من هذا النوع قد تقدم مساهمة نشطة جدا تريح جميع الأطراف.
حكومة الملقي تبدو منفتحة على خيارات من هذا النوع لكنها ما زالت بطيئة بحكم اعتبارات موضوعية في توفير جهاز مركزي يشرف على هذه المبادرات المجتمعية وهي مهمة في كل الأحوال قد يكون أصلح من يعمل عليها بكفاءة ونشاط الرجل الثاني في الحكومة حاليا وهو الدكتور ممدوح العبادي.

خليط من التكنوقراط والسياسيين يخفف حدة التوتر في الشارع: لغة جديدة في الأردن وحكومة الملقي أكثر استرخاء

بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس القمة الافريقية تدرس اليوم في جلستها الأولى طلب بلاده الانضمام للاتحاد الافريقي

Posted: 28 Jan 2017 02:13 PM PST

الرباط ـ «القدس العربي»: لم تأخذ المفوضة الافريقية بعين الاعتبار التحولات التي عرفتها خلال الأسابيع الأخيرة العلاقات بين الاتحاد الافريقي والمغرب والتي ستتوج يوم غد الاثنين بالإعلان عن عضوية المغرب في الاتحاد واستعادة دوره في العمل المؤسساتي الافريقي.
وإذا كانت المفوضة الافريقية تحمل في داخلها على ما يبدو عداء تاريخيا للمغرب، فان التوقيت كان يفرض عليها صوغ تقريرها، الذي قدمته يوم الاربعاء الماضي لاجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الممهدة للقمة، الذي جاء حافلا بالاتهامات للمغرب ومنحازا لمقاربة جبهة البوليساريو للنزاع الصحراوي وتطوراته وتسويته.
وتستعد العاصمة الاثيوبية، اديس ابابا، لاحتضان القمة الافريقية الـ28 التي تعقد يومي 30 و31 كانون الثاني/يناير الجاري بحضور 37 رئيساً، من بينهم العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي تدرس الجلسة الأولى للقمة طلب بلاده الانضمام للاتحاد الافريقي، بعد ان سلم المغرب يوم الاثنين الماضي نسخة من مصادقة مؤسساته الدستورية على الميثاق الأساسي للاتحاد.
ولقي طلب المغرب ترحيبا من الدول الافريقية (39 دولة) بما فيها الدول المعترفة بالجمهورية الصحراوية التي أعلنتها جبهة البوليساريو من جانب واحد 1976 وكان قبول هذه الجمهورية في منظمة الوحدة الافريقية 1982 سببا لانسحاب المغرب 1984 من المنظمة والعمل المؤسساتي الافريقي. وقدمت 28 من 53 دولة في الاتحاد مذكرة في تموز/يوليو الماضي ترحب فيها بعودة المغرب وتطالب بتعليق عضوية الجمهورية الصحراوية التي لا تعترف بها سوى17 دولة بعد ان كانت تحظى باعتراف أكثر من 30 دولة 1982.

العداء الكامل للمغرب

وأعلنت نكوسازانا ديلاميني زوما، رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي، عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي، «تويتر» يوم الخميس أنها التقت وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار، والوفد المرافق له للقمة من أجل إطلاعهم على مسار الطلب الذي تقدم به المغرب للعودة إلى الاتحاد.
وستغادر زوما المتحدرة من جنوب افريقيا، رئاسة مفوضية الاتحاد الافريقي، التي ظلت تشرف عليها منذ سنة 2012، متبنية سياسة العداء الكامل للمغرب والدعم المطلق لجبهة البوليساريو.
وجددت زوما التعبير عن موقفها المعادي للمغرب، في التقرير الذي قدمته للدورة الثلاثين للمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي، وتبناه المجلس ليشكل أرضية لقرارات القمة وذلك من خلال سلسلة الفقرات التي خصصتها لتطورات النزاع الصحراوي حيث شددت على «الحاجة الملحة إلى رصد مستقل ومستدام لوضع حقوق الإنسان في كل من الصحراء الغربية ومخيمات اللاجئين». وقالت ان حماية حقوق الإنسان للسكان الصحراويين شكلت قلقا خلال السنوات القليلة الماضية لدى الاتحاد الافريقي ما يحتم توفير الحماية اللازمة لهم.
وأضافت ان الاستياء المتزايد للسكان الشباب الذين يعيشون في ظروف سيئة وتدهور الوضع الإنساني، يستدعي حلولا عاجلة وتركيزا أكبر على الشباب، لمنعهم من التوجه نحو جماعات التطرف أو الجماعات الإرهابية.
وتطرقت زوما إلى أزمة الكركرات التي أوجبت تدخل الأمم المتحدة بعد قيام المغرب بتطهير المنطقة الواقعة على الحدود المغربية الموريتانية من المهربين وتجار المخدرات وتعبيد طريق بين نقطتي الحدود وهو ما رفضته جبهة البوليساريو ووصفته بانه خرق لاتفاقية وقف إطلاق النار 1991. وقالت زوما ان»حدة التوتر التي زادت مؤخرا في منطقة الكركرات جنوب غرب الصحراء الغربية سببها اختراق القوات المغربية في اب/اغسطس الماضي».
وقالت «ان هذا الاختراق يعد انتهاكا لاتفاق وقف إطلاق النار لعام 1991» مذكرةً ببيان الاتحاد الافريقي الذي حث الطرفين على احترام اتفاق وقف إطلاق النار ودعت إلى توفير البيئة الملائمة لاستئناف المحادثات والتعجيل بإجراء الاستفتاء للصحراويين، طبقا لمقررات الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي.
كما تناولت زوما، طرد المغرب للمكون المدني بعثة الأمم المتحدة بالصحراء المينورسو، في اذار/مارس 2016 احتجاجا على وصف الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون الوجود المغربي بالصحراء بـ«الاحتلال» مطالبة بالتنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن رقم 2285 (2016) بخصوص عودة المكون المدني للمينورسو إلى مدينة العيون.
وقالت أمام مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الافريقي في اديس ابابا انه «وخلال الفترة قيد البحث عن حل سلمي للنزاع في الصحراء الغربية، عانت العملية من نكسة أخرى بعد ان اتخذ المغرب تدابير أحادية الجانب ضد المينورسو حيث قام بطرد 4 من موظفي البعثة الافريقية ضمن المكون المدني للبعثة بمن في ذلك جميع من كانوا في ممثلية الاتحاد الافريقي في العيون».
وأضافت ان مسألة استغلال الموارد الطبيعية للصحراء الغربية من قبل غير الصحراويين يعتبر مصدر قلق كبير للاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي. وذكرت بقرار محكمة العدل للاتحاد الأوروبي بأنه «نظراً للوضع المنفصل والمتميز الذي منح لأراضي الصحراء الغربية وفقاً لميثاق الأمم المتحدة ومبدأ تقرير المصير للشعوب، فان الاتفاقيات المبرمة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب في 2012 لا تنطبق على هذه الأراضي».
ويتهم المغرب رئيسة المفوضية الافريقية من خلال سلسلة مواقف ومنذ رسالة العاهل المغربي للقمة الافريقية الـ27 في كيغالي في تموز/يوليو الماضي، عرقلة عودته للاتحاد من خلال تصريحات معادية.

بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس القمة الافريقية تدرس اليوم في جلستها الأولى طلب بلاده الانضمام للاتحاد الافريقي

محمود معروف

الفريق الوزاري لترامب: تنوع على أرضية المغامرة

Posted: 28 Jan 2017 02:13 PM PST

نيويورك ـ «القدس العربي»: يتميز الفريق الوزاري في الولايات المتحدة بثلاث مزايا قد لا توجد في بلد آخر:
أولا- عدد الوزراء محدود جدا ويكاد يكون الأقل بين جميع الدول الديمقراطية. فعدد الوزراء خمسة عشر وزيرا بالإضافة إلى رئيس القضاء وهو برتبة وزير العدل والممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة يعتبر أيضا برتبة وزير (إلا في عهد الرئيس ريغان الذي خفضه لمستوى سفير فقط).
ثانيا- لا يوجد في الولايات المتحدة منصب رئيس الوزراء لذلك يشرف الرئيس بنفسه على انتقاء الوزراء ومتابعة أعمالهم والتنسيق بين الوزارات المختلفة للتأكد من أن التوجه العام للرئيس يتم الالتزام به وعدم التناقض مع سياسة الرئيس من قبل جميع الوزراء.
ثالثا – كل وزير مكلف يخضع لجلسة مطولة أمام لجنة مختصة في الكونغرس ليتأكد نواب الشعب أن المكلف بتلك الحقيبة الوزارية يتمتع بالمؤهلات المناسبة للمنصب. ويخضع المكلف لاختبار عسير يمتد أحيانا لعدة أيام يتلقى فيه العديد من الأسئلة قبل أن يتم التصديق على أهليته للمنصب. الوزارة في الولايات المتحدة عبارة عن تكليف ومسؤولية وتحد وليس منصبا شرفيا يفاخر به المكلف أمام أهله وعشيرته وأصدقائه، ومن السهل طرده بقرار من الرئيس.
مقياس الكفاءة والأهلية كانت هي البوصلة التي تضبط قرارات الرؤساء الأمريكيين قبل وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. فنسف كل تلك المقاييس وقام بتعيين شخصيات من خارج المؤسسات السياسية ودور البحث والمعاهد التعليمية الكبرى. ترامب اعتبر الولاء الشخصي له ودعم حملته الانتخابية والتبرع لها بالأموال وعلاقات العمل هي الأساس في هذا التعيين. وفيما يلي أسماء الأشخاص الذين انتقاهم ترامب للوزارات المختلفة وبعضهم تم التصديق عليه من الكونغرس وبعضهم ما زال ينتظر:
1. ريكس تيليرسون: وزيرا للخارجية وهو المدير العام التنفيذي السابق لشركة إكسون موبيل العملاقة.
لم يعمل طوال حياته إلا في شركة إكسون- موبيل حيث أبرم مئات الصفقات مع دول العالم بما في ذلك الدول العربية المنتجة للنفط وروسيا وأماكن عدة في القارات كلها لاستكشاف النفط واستخراجه وتنقيته وتصفيته وبيعه.
وقد تعرض لمساءلات قاسية بشأن علاقته مع روسيا، في ضوء الاتهامات التي وجهتها إدارة الرئيس أوباما قبيل رحيلها من البيت الأبيض بأن روسيا تدخلت في الانتخابات الأمريكية لصالح الرئيس دونالد ترامب وضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ويحمل تيليرسون أرفع وسام روسي لغير مواطن حيث تمكن من إبرام الصفقة النفطية الأكبر في التاريخ بين شركته (إكسون- موبيل) وروسيا ولكن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة في أعقاب سيطرة روسيا على جزيرة القرم عرقلت المضي قدما بالتعاون.
  تطرق تيليرسون إلى موضوع التعاون مع روسيا عند مساءلته من قبل لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس بالقول إنه «يجب على واشنطن أن تسعى للتعاون معها حيثما أمكن ذلك».
وكرر الموقف الأمريكي المعهود بأن إسرائيل «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط هي الحليف الأول للولايات المتحدة في المنطقة» موبخاً السلطة الفلسطينية لعدم تعاونها مع إسرائيل في محاربة الإرهاب.
وأوصى بـ «مراجعة شاملة» للاتفاق النووي مع إيران لكنه لم يدع في الوقت ذاته إلى رفض شامل للاتفاقية التي تم إبرامها عام 2015.
وحول حل الدولتين أكد تيليرسون تأييده لحل الدولتين: «كون ذلك الهدف هو الذي يتفق عليه الجميع «يجب أن يكون الطموح المشترك لنا جميعا وأن دور وزارة الخارجية الأمريكية في هذه الحالة يجب أن يركز على محاولة خلق بيئة تجمع الطرفين معا والاهتداء لطريقة للمضي قدما».
2. جيمس ماتيس: وزيرا للدفاع (تم اعتماده من قبل الكونعرس) القائد السابق للقيادة العسكرية المركزية وجنرال متقاعد من مشاة البحرية.
ورفع عنه حظر التعيين في منصب مدني لأنه لم يمض على تقاعده أكثر من 3 سنوات بينما يتطلب القانون مرور خمس سنوات على أي عسكري ليتسلم منصبا مدنيا. كان رئيس أركان القيادة المركزية الحادي عشر والقيادة الموحدة للقوات المقاتلة، ومسؤولا عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. وتم إعتماده في مجلس الشيوخ بـ 98 صوتا إيجابيا واعتراض صوت واحد. وهو أول شخص اختاره ترامب للانضمام إلى وزارته.
وفي استجواب الاعتماد أكد ماتيس أن مقر السفارة الأمريكية سيبقى في تل أبيب. وأجاب الجنرال المتقاعد والملقب بـ «الكلب المسعور ماتيس» وهي الكنية التي أطلقها عليه جنوده تحبباً ووصفا لشجاعته في الميدان ردا على سؤال خلال الجلسة بشأن ما إذا كان يؤيد نقل السفارة «في الوقت الراهن أؤيد السياسة القائمة حالياً في الولايات المتحدة بهذا الشأن أي الإبقاء على السفارة في مكانها». 
3- بيك بيري: وزيرا للطاقة، حاكم ولاية تكساس السابق ومفوض الولاية للزراعة. ورشح نفسه لرئاسة الولايات المتحدة مرتين.
4. رايان زنك: وزيرا للداخلية، عضو مجلس النواب عن ولاية مونتانا وعضو في لجنة مجلس النواب المعنية بالموارد الطبيعية. وكان ضابطا في قوات البحرية.
5. ستيفن منوشن: وزيرا للخزانة، رئيس تمويل حملة ترامب الانتخابية وشريك سابق في بنوك غولدمان ساكس ومنتج أفلام في هوليوود.
6. جيف سيشن: وزيرا للعدلية (المدعي العام) وعضو في مجلس الشيوخ عن ولاية ألباما.
7. بن كارسون: وزيرا للإسكان والتنمية الريفية ومدير سابق لجراحة المخ والأعصاب لدى الأطفال في مستشفى جون هوبكنز. وقد رشح نفسه لانتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016.
8. ويلبور روس: وزيرا للتجارة، مستثمر وصاحب مصارف سابق.
9. توم برايس: وزيرا للصحة والخدمات الإنسانية وعضو في مجلس النواب عن ولاية جورجيا ورئيس لجنة الميزانية بمجلس النواب وهو جراح عظام.
10. بيتسي ديفوس: وزيرة للتربية والتعليم لا توجد أي مؤهلات للسيدة ديفوس لهذا المنصب. كل ما لديها أنها تبرعت بمبلغ 200 مليون لحملة ترامب الانتخابية. ووعد أعضاء الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ بمحاولة افشال ترشيح ديفوس لهذا المنصب المهم.
11. إلين شاو: وزيرة للمواصلات ووزيرة عمل سابقة في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الإبن ونائبة وزير المواصلات في عهد الرئيس بوش الأب، من مواليد تايبي بتايوان.
12. نيكي هايلي: سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة (تم اعتمادها من قبل الكونعرس).
حاكمة ولاية كارولاينا الجنوبية. لا علاقة لها بالسياسة الخارجية ولا الداخلية. قدمت أوراق اعتمادها يوم الجمعة 27 كانون الأول/ديسمبر للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووعدت أنها ستعمل لإصلاح المنظمة الدولية.
13. أندرو بوزدر: وزيرا للعمل وكان مديرا تنفيذا لسلسة مطاعم وعمل محاميا في شركات خاصة وهو معروف بمعارضته للاجهاض.
14. جون كيلي: وزيرا للأمن الوطني. جنرال بحرية متقاعد. القائد السابق للقيادة العسكرية الجنوبية. اعتمد في مجلس الشيوخ بغالبية 88 مقابل 11 عضوا صوتوا ضده.
15- ديفيد شولكين: وزيرا لشؤون المحاربين القدماء. طبيب ورئيس مستشفى سابق وكان وكيل وزير الصحة مسؤولا عن شؤون المحاربين القدماء في إدارة الرئيس أوباما.
16. سوني بيردو: وزيرا للزراعة، حاكم جورجيا السابق.
17. مايكل فلين: مستشار الأمن القومي والمدير السابق لوكالة الاستخبارات العسكرية. وجنرال عسكري متقاعد.
18. سين سبايسر: المتحدث الرسمي للبيت الأبيض (برتبة وزير) ومدير التخطيط الاستراتيجي والاتصال وعضو في اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري.
من الملاحظ أن معظم الوزراء تنقصهم الخبرة في المجال الذي عينوا فيه كما أن الكثير من المرشحين للوزارات ينتمون إلى الطبقة الفاحشة الثراء والتي لا علاقة لها بالطبقات الفقيرة التي يدعي ترامب أنه جاء يمثلها لأنها هي التي أوصلته إلى البيت الأبيض. فقلة الخبرة التي جاء بها معظم المرشحين للمناصب الوزارية قد تكون مقصودة ليعطي ترامب نفسه المبررات لقرارات غريبة وغير مسبوقة في المراحل المقبلة كما تبين لنا في الأيام الأخيرة وخاصة موضوع السور الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك.

الفريق الوزاري لترامب: تنوع على أرضية المغامرة

عبد الحميد صيام

ترامب يبدأ بالقضاء على العولمة لمحاصرة الصين مستقبلا

Posted: 28 Jan 2017 02:13 PM PST

لم يتأخر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تنفيذ برامجه السياسية التي التزم بها أمام الناخبين وعلى رأسها نهاية التجارة الحرة بدون قيود التي تعني بدء نهاية العولمة، وهو قرار يجد الترحيب من الكثير من مواطني العالم ولكن يجد الشجب والرفض من طرف شركات وبنوك عابرة للقارات التي استفادت كثيرا من العولمة. والحلقة الأخرى لبدء نهاية العولمة هي البريكسيت.
من ضمن القرارات الأولى التي قام بها الرئيس الجمهوري المثير للجدل بمجرد وصوله إلى رئاسة البيت الأبيض هو التركيز على الشق الاقتصادي، هذا الشق الذي له ارتباط وثيق بالشق العسكري، وإن كان هذا الأخير لم يلمسه الكثير من المحللين حتى الآن.
وهكذا، فقبل وصوله إلى الرئاسة، أجبر شركة فورد على التراجع عن مخطط الاستثمار لصناعة السيارات في المكسيك، كما جعل شركة تويوتا اليابانية تفكر في الأمر نفسه، ودفع بشركات أخرى للتفكير جيدا في انعكاسات الاستثمار في المكسيك للبيع في السوق الأمريكية.
في الوقت ذاته، أعلن تخليه عن اتفاقية التبادل التجاري الحر لمنطقة الهادئ التي تضم إضافة إلى الولايات المتحدة دولا مثل المكسيك واليابان والتشيلي والبيرو وكندا وأستراليا.
وتتجلى الخطوة المقبلة في التخلي عن اتفاقية التبادل التجاري الحر بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وهي اتفاقية تطلبت عقدين من الزمن من المفاوضات وكان سيتم التوقيع عليها في نهاية الفترة الرئاسية لباراك أوباما، ولكن حدثت اعتراضات قوية من طرف بعض دول وأحزاب سياسية في الاتحاد الأوروبي. وكانت هذه الاتفاقية مرشحة أن تكون أكبر اتفاقية تجارية في تاريخ البشرية. ومن ضمن الضربات التي تعرضت لها الاتفاقية كان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكسيت».
في الوقت ذاته، يعد ترامب وفريقه سياسة المواجهة الاقتصادية مع الصين من خلال سحب جزء من الاستثمارات من هذا البلد وكذلك رفع الضرائب على الواردات من الصين. وهذه المواجهة ستتجاوز ما هو تجاري إلى ما هو سياسي وعسكري حول النفوذ في العالم.
ووسط كل هذه الإجراءات، اتخذ فريق دونالد ترامب قرارا هاما هو التخفيض من الضرائب لتشجيع الشركات الأمريكية على العودة إلى الاستثمار في الولايات المتحدة وخلق أعلى نسبة من مناصب الشغل في تاريخ البلاد.

مفتاح التطورات الاستراتيجية

وخلال فترته الرئاسية، سيعمل هذا الرئيس والفريق المرافق له إلى تغيير السياسة التجارية الأمريكية والعالمية معها بشكل جذري للغاية، وهذا سيجر إلى بدء نهاية العولمة التي انتعشت في العقدين الماضيين، وبدأت تتعرض للمساءلة لأنها أغنت جزءا قليلا من المستثمرين والشركات وأفقرت غالبية سكان العالم.
ويعتبر الاقتصاد مفتاحا لفهم التطورات الاستراتيجية الكبرى بما فيها العسكرية، وتقف أهداف أمنية قومية وعسكرية وراء قرار الولايات المتحدة بدء التخلي عن العولمة وبدء فرض سياسة حمائية لاقتصادها.
في هذا الصدد، تعتبر الطبقة المتوسطة الركيزة الحقيقية التي تقوم عليها البلاد والمؤسسات. وتراجعت هذه الطبقة السياسية في الولايات المتحدة بشكل ملفت للنظر خلال العشرين سنة الأخيرة. إذ أصبح قرابة 60٪ من الشعب الأمريكي يحصل فقط على ثلاثة آلاف دولار للشهر، وتقتطع منها الضريبة على الدخل ليكون الأجر هو قرابة ألفي دولار. وهذه النسبة لا تسمح بالعيش حتى في المدن المتوسطة فكيف بالمدن الكبرى مثل نيويورك وسان فرانسيسكو وشيكاغو. والمثير أن الشركات التي تصنع في الخارج تحافظ على الأسعار في السوق الأمريكية وكأنها مصنوعة في معامل أمريكية، وبهذا تكون الشركات تربح بسبب الاستثمار في الخارج، حيث اليد العاملة الرخيصة، وتربح بسبب البيع في السوق الأمريكية والأوروبية حيث الأسعار مرتفعة.
ولهذا، تتلخص الرؤية الاقتصادية للإدارة الجديدة في ضرورة التصنيع في الولايات المتحدة حتى يتم رفع أجور العمال كما ستكون مداخيل الدولة أكبر بكثير مما عليه في الوقت الراهن. ويريد فريق ترامب تطبيق نقطة رئيسية أخرى وهي الحد من المهاجرين لأنه يعتقد في تخفيض المهاجرين للأجور بقبولهم العمل دون الحد الأدنى الذي يحدده القانون، ما يجعل الأمريكي في بطالة. وهنا تأتي سياسة بناء الجدار على الحدود مع المكسيك للحد من الهجرة القادمة من أمريكا اللاتينية.
وفي ارتباط بالنقطة السابقة، نقلت الكثير من الشركات الأمريكية مصانعها للخارج وخاصة نحو الصين، وكانت النتيجة هي الرفع من مهنية اليد العاملة الصينية على حساب اليد العاملة الأمريكية، وهو ما جعل الكثير من المحللين يحذرون وينبهون من خطورة تراجع جودة العامل الأمريكي.
وهذه من العوامل التي جعلت الكثير من الأمريكيين من الطبقة المتوسطة سواء البيض أو السود يصوتون على دونالد ترامب، في الانتخابات وخاصة في الولايات التي تضررت من هروب المصانع مثل ويسكونسن وميشغان.
وتخلي الولايات المتحدة عن العولمة يرمي أساسا إلى محاصرة الصين التي تبقى الدولة الأكثر استفادة من العولمة حتى الآن، وكعنوان لهذا، جميع دول العالم تقريبا لديها عجز في الميزان التجاري مع الصين. في الوقت ذاته، استطاعت الصين تحقيق المرتبة الثانية اقتصاديا مزيحة دولا من حجم المانيا وفرنسا واليابان. ويبلغ التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والصين ما يقارب 580 مليار دولار، حيث تصدر الصين للسوق الأمريكية ما يتجاوز 440 مليار دولار وتستورد فقط 136 مليار دولار (إحصائيات 2015). وهذا يعني أن الصين تستفيد من أكثر من 300 مليار دولار لصالحها.
وفي علاقة بين الاقتصاد والسياسية لفهم أعمق لقرارات فريق دونالد ترامب، كتبنا في هذه الصفحات منذ شهور أن المؤسسة العسكرية تعتبر الصين هي عدو الحاضر غير المعلن وعدو المستقبل المعلن. كما ترى أن المواجهة/المنافسة الاستراتيجية تجري الآن بين الصين والجيش الأمريكي في المحيط الهادئ بل وهددت واشنطن بمنع الصين من الوصول إلى ما يسمى جزر اصطناعية في المياه الدولية. وهنا التساؤل الكبير الذي طرحته المؤسسة العسكرية الأمريكية: إذا كانت الصين هي الخطر الذي يهدد قوتنا في العالم، وإذا كان البنتاغون نقل ومنذ سنوات معظم أساطيله العسكرية نحو المحيط الهادئ، فكيف يعقل أننا نستمر في الاستثمار في الصين ونستمر في منحها الأفضلية التجارية؟ وتؤكد المؤسسة العسكرية وبعض رجال الأعمال القوميين «السياسة الأمريكية الحالية، عن وعي أو بدونه، تمول الصين الآن لكي تزيحنا مستقبلا عن المركز الأول عالميا في الاقتصاد والقوة العسكرية، إننا ندمر أنفسنا بأيدينا».
إن الإجراءات التي يطبقها فريق دونالد ترامب الآن ومستقبلا ترمي إلى الحد من تأثيرات العولمة على الاقتصاد الأمريكي والحد من تأثير الشركات، حيث تهدف إلى بناء الطبقة المتوسطة من خلال التصنيع المحلي بدل الخارجي، والرفع من الناتج الإجمالي الخام للبلاد والحد من تطور الصين على حساب الاقتصاد الأمريكي.
لقد كشف الواقع أن اقتصاد بريطانيا لم يسقط مع البريكسيت عكس الدراسات التشاؤمية، كما أن الاقتصاد الأمريكي لم يتأثر بوصول ترامب بل البورصة حققت أرقاما قياسية ومنها داو جونس الذي تجاوز 20 ألف نقطة هذه الأيام، في رقم قياسي تاريخي.
لقد انطلقت العولمة من الولايات المتحدة وبريطانيا، والآن ستتراجع انطلاقا من البلدين بعد البريكسيت ووصول ترامب إلى البيت الأبيض. وبحكم أن معظم المبادرات الاقتصادية والسياسية تأتي من الغرب الأنكلوسكسوني، فمن المنتظر انتقال ظاهرة نهاية العولمة إلى باقي دول العالم خاصة بعدما أكدت المعطيات ارتفاع ظاهرة رفض العولمة في الخطابات السياسية في دول ومنها الاتحاد الأوروبي بعدما تبين أن الرابح الأكبر هي الشركات ومدراؤها والمساهمون فيها. لقد كانت العولمة قرارات سياسية في عهد بيل كلينتون، وساد الاعتقاد بقوة الشركات على حساب القرارات السياسية، لكن هذه المرة الشركات بدأت ترضخ للقرار السياسي. إذن لننتظر بدء نهاية العولمة.

ترامب يبدأ بالقضاء على العولمة لمحاصرة الصين مستقبلا

د.حسين مجدوبي

ترامب يبدأ بالقضاء على العولمة لمحاصرة الصين مستقبلا

Posted: 28 Jan 2017 02:13 PM PST

لم يتأخر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تنفيذ برامجه السياسية التي التزم بها أمام الناخبين وعلى رأسها نهاية التجارة الحرة بدون قيود التي تعني بدء نهاية العولمة، وهو قرار يجد الترحيب من الكثير من مواطني العالم ولكن يجد الشجب والرفض من طرف شركات وبنوك عابرة للقارات التي استفادت كثيرا من العولمة. والحلقة الأخرى لبدء نهاية العولمة هي البريكسيت.
من ضمن القرارات الأولى التي قام بها الرئيس الجمهوري المثير للجدل بمجرد وصوله إلى رئاسة البيت الأبيض هو التركيز على الشق الاقتصادي، هذا الشق الذي له ارتباط وثيق بالشق العسكري، وإن كان هذا الأخير لم يلمسه الكثير من المحللين حتى الآن.
وهكذا، فقبل وصوله إلى الرئاسة، أجبر شركة فورد على التراجع عن مخطط الاستثمار لصناعة السيارات في المكسيك، كما جعل شركة تويوتا اليابانية تفكر في الأمر نفسه، ودفع بشركات أخرى للتفكير جيدا في انعكاسات الاستثمار في المكسيك للبيع في السوق الأمريكية.
في الوقت ذاته، أعلن تخليه عن اتفاقية التبادل التجاري الحر لمنطقة الهادئ التي تضم إضافة إلى الولايات المتحدة دولا مثل المكسيك واليابان والتشيلي والبيرو وكندا وأستراليا.
وتتجلى الخطوة المقبلة في التخلي عن اتفاقية التبادل التجاري الحر بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وهي اتفاقية تطلبت عقدين من الزمن من المفاوضات وكان سيتم التوقيع عليها في نهاية الفترة الرئاسية لباراك أوباما، ولكن حدثت اعتراضات قوية من طرف بعض دول وأحزاب سياسية في الاتحاد الأوروبي. وكانت هذه الاتفاقية مرشحة أن تكون أكبر اتفاقية تجارية في تاريخ البشرية. ومن ضمن الضربات التي تعرضت لها الاتفاقية كان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكسيت».
في الوقت ذاته، يعد ترامب وفريقه سياسة المواجهة الاقتصادية مع الصين من خلال سحب جزء من الاستثمارات من هذا البلد وكذلك رفع الضرائب على الواردات من الصين. وهذه المواجهة ستتجاوز ما هو تجاري إلى ما هو سياسي وعسكري حول النفوذ في العالم.
ووسط كل هذه الإجراءات، اتخذ فريق دونالد ترامب قرارا هاما هو التخفيض من الضرائب لتشجيع الشركات الأمريكية على العودة إلى الاستثمار في الولايات المتحدة وخلق أعلى نسبة من مناصب الشغل في تاريخ البلاد.

مفتاح التطورات الاستراتيجية

وخلال فترته الرئاسية، سيعمل هذا الرئيس والفريق المرافق له إلى تغيير السياسة التجارية الأمريكية والعالمية معها بشكل جذري للغاية، وهذا سيجر إلى بدء نهاية العولمة التي انتعشت في العقدين الماضيين، وبدأت تتعرض للمساءلة لأنها أغنت جزءا قليلا من المستثمرين والشركات وأفقرت غالبية سكان العالم.
ويعتبر الاقتصاد مفتاحا لفهم التطورات الاستراتيجية الكبرى بما فيها العسكرية، وتقف أهداف أمنية قومية وعسكرية وراء قرار الولايات المتحدة بدء التخلي عن العولمة وبدء فرض سياسة حمائية لاقتصادها.
في هذا الصدد، تعتبر الطبقة المتوسطة الركيزة الحقيقية التي تقوم عليها البلاد والمؤسسات. وتراجعت هذه الطبقة السياسية في الولايات المتحدة بشكل ملفت للنظر خلال العشرين سنة الأخيرة. إذ أصبح قرابة 60٪ من الشعب الأمريكي يحصل فقط على ثلاثة آلاف دولار للشهر، وتقتطع منها الضريبة على الدخل ليكون الأجر هو قرابة ألفي دولار. وهذه النسبة لا تسمح بالعيش حتى في المدن المتوسطة فكيف بالمدن الكبرى مثل نيويورك وسان فرانسيسكو وشيكاغو. والمثير أن الشركات التي تصنع في الخارج تحافظ على الأسعار في السوق الأمريكية وكأنها مصنوعة في معامل أمريكية، وبهذا تكون الشركات تربح بسبب الاستثمار في الخارج، حيث اليد العاملة الرخيصة، وتربح بسبب البيع في السوق الأمريكية والأوروبية حيث الأسعار مرتفعة.
ولهذا، تتلخص الرؤية الاقتصادية للإدارة الجديدة في ضرورة التصنيع في الولايات المتحدة حتى يتم رفع أجور العمال كما ستكون مداخيل الدولة أكبر بكثير مما عليه في الوقت الراهن. ويريد فريق ترامب تطبيق نقطة رئيسية أخرى وهي الحد من المهاجرين لأنه يعتقد في تخفيض المهاجرين للأجور بقبولهم العمل دون الحد الأدنى الذي يحدده القانون، ما يجعل الأمريكي في بطالة. وهنا تأتي سياسة بناء الجدار على الحدود مع المكسيك للحد من الهجرة القادمة من أمريكا اللاتينية.
وفي ارتباط بالنقطة السابقة، نقلت الكثير من الشركات الأمريكية مصانعها للخارج وخاصة نحو الصين، وكانت النتيجة هي الرفع من مهنية اليد العاملة الصينية على حساب اليد العاملة الأمريكية، وهو ما جعل الكثير من المحللين يحذرون وينبهون من خطورة تراجع جودة العامل الأمريكي.
وهذه من العوامل التي جعلت الكثير من الأمريكيين من الطبقة المتوسطة سواء البيض أو السود يصوتون على دونالد ترامب، في الانتخابات وخاصة في الولايات التي تضررت من هروب المصانع مثل ويسكونسن وميشغان.
وتخلي الولايات المتحدة عن العولمة يرمي أساسا إلى محاصرة الصين التي تبقى الدولة الأكثر استفادة من العولمة حتى الآن، وكعنوان لهذا، جميع دول العالم تقريبا لديها عجز في الميزان التجاري مع الصين. في الوقت ذاته، استطاعت الصين تحقيق المرتبة الثانية اقتصاديا مزيحة دولا من حجم المانيا وفرنسا واليابان. ويبلغ التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والصين ما يقارب 580 مليار دولار، حيث تصدر الصين للسوق الأمريكية ما يتجاوز 440 مليار دولار وتستورد فقط 136 مليار دولار (إحصائيات 2015). وهذا يعني أن الصين تستفيد من أكثر من 300 مليار دولار لصالحها.
وفي علاقة بين الاقتصاد والسياسية لفهم أعمق لقرارات فريق دونالد ترامب، كتبنا في هذه الصفحات منذ شهور أن المؤسسة العسكرية تعتبر الصين هي عدو الحاضر غير المعلن وعدو المستقبل المعلن. كما ترى أن المواجهة/المنافسة الاستراتيجية تجري الآن بين الصين والجيش الأمريكي في المحيط الهادئ بل وهددت واشنطن بمنع الصين من الوصول إلى ما يسمى جزر اصطناعية في المياه الدولية. وهنا التساؤل الكبير الذي طرحته المؤسسة العسكرية الأمريكية: إذا كانت الصين هي الخطر الذي يهدد قوتنا في العالم، وإذا كان البنتاغون نقل ومنذ سنوات معظم أساطيله العسكرية نحو المحيط الهادئ، فكيف يعقل أننا نستمر في الاستثمار في الصين ونستمر في منحها الأفضلية التجارية؟ وتؤكد المؤسسة العسكرية وبعض رجال الأعمال القوميين «السياسة الأمريكية الحالية، عن وعي أو بدونه، تمول الصين الآن لكي تزيحنا مستقبلا عن المركز الأول عالميا في الاقتصاد والقوة العسكرية، إننا ندمر أنفسنا بأيدينا».
إن الإجراءات التي يطبقها فريق دونالد ترامب الآن ومستقبلا ترمي إلى الحد من تأثيرات العولمة على الاقتصاد الأمريكي والحد من تأثير الشركات، حيث تهدف إلى بناء الطبقة المتوسطة من خلال التصنيع المحلي بدل الخارجي، والرفع من الناتج الإجمالي الخام للبلاد والحد من تطور الصين على حساب الاقتصاد الأمريكي.
لقد كشف الواقع أن اقتصاد بريطانيا لم يسقط مع البريكسيت عكس الدراسات التشاؤمية، كما أن الاقتصاد الأمريكي لم يتأثر بوصول ترامب بل البورصة حققت أرقاما قياسية ومنها داو جونس الذي تجاوز 20 ألف نقطة هذه الأيام، في رقم قياسي تاريخي.
لقد انطلقت العولمة من الولايات المتحدة وبريطانيا، والآن ستتراجع انطلاقا من البلدين بعد البريكسيت ووصول ترامب إلى البيت الأبيض. وبحكم أن معظم المبادرات الاقتصادية والسياسية تأتي من الغرب الأنكلوسكسوني، فمن المنتظر انتقال ظاهرة نهاية العولمة إلى باقي دول العالم خاصة بعدما أكدت المعطيات ارتفاع ظاهرة رفض العولمة في الخطابات السياسية في دول ومنها الاتحاد الأوروبي بعدما تبين أن الرابح الأكبر هي الشركات ومدراؤها والمساهمون فيها. لقد كانت العولمة قرارات سياسية في عهد بيل كلينتون، وساد الاعتقاد بقوة الشركات على حساب القرارات السياسية، لكن هذه المرة الشركات بدأت ترضخ للقرار السياسي. إذن لننتظر بدء نهاية العولمة.

ترامب يبدأ بالقضاء على العولمة لمحاصرة الصين مستقبلا

د.حسين مجدوبي

ترامب وفن تدمير العالم: اسبوع من الحرائق المشتعلة واغضاب الحلفاء وتزلف بريطانيا

Posted: 28 Jan 2017 02:12 PM PST

كان الأسبوع الأول للرئيس ترامب في المكتب البيضاوي فوضويا بكل المعنى، فعلى الصعيد المحلي تبدو كل القرارات التنفيذية التي وقعها من إعادة العمل ببناء خط أنابيب النفط «اكسل كي ستون» الذي يمر عبر مناطق الهنود الأصليين إلى الجدل حول بناء الجدار على طول خطوط المكسيك لن تجد طريقها إلى النور بسبب ما يعتريها من ثغرات قانونية وموقف الكونغرس. إلا أن ترامب في حلقاته الجديدة من «تلفزيون الواقع» التي يبثها من البيت الأبيض استطاع أن يحقق نجاحا عندما وصلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي كأول مسؤولة أجنبية للقائه. وهي الزيارة التي حظيت بنقد داخل بريطانيا كونها جاءت في ظل تصريحات الرئيس حول المكسيك وخطط منع المهاجرين من دول إسلامية «تعاني من العنف المتطرف».

فوضى خارجية

وعلى الصعيد الخارجي أعلن ترامب عن خروج أمريكا من معاهدة التجارة الحرة ووقف الدعم لمؤسسات في الأمم المتحدة. ورغم حماسه لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس خفض فريقه حجم التوقعات بشأنها. وأظهر على الساحة الخارجية تناقضا، فهو وإن قال إنه مع التعذيب أو اسلوب التحقيقات المعزز إلا أنه عاد يوم الجمعة وقال إن الأمر بيد جنرالاته، خاصة وزير دفاعه الجنرال جيمس ماتيس الذي يرى أن الأسلوب لا يجدي نفعا. ومجرد فتح ترامب موضوع التعذيب فإنه يفتح بابا للجدل خاصة داخل «سي آي إيه» التي انتقد قادتها واتهمهم بتسريب الملف القذر الذي جمع فيه الروس معلومات حساسة عنه. وكما يقول ديفيد إغناطيوس في «واشنطن بوست» (26/1/2017) فهناك قانون يحظر التعذيب ولهذا السبب فطرحه يعتبر «صدمة للضمير» وسترفض الكثير من الدول الأجنبية مشاركة أمريكا بالمعلومات إن عادت لاستخدامه. وبدا الانفصام بين تعليقاته المدمرة والطريقة الحساسة للحكم من خلال مسودة قرار تنفيذي لاعادة العمل بالسجون السوداء حصلت عليها «نيويورك تايمز» مع أن المتحدث باسم ترامب شون سبايسر أكد «لا علاقة للبيت الأبيض بها» إلا أن ترامب بعد ساعات من تصريحات متحدثه الإعلامي كان يقول أن التعذيب «فعال» و «يجب قتال النار بالنار». وحذر إغناطيوس من أثر هذه التصريحات على الإدارة الجديدة خاصة وكالة الاستخبارات المركزية لأنها تجعل مهمة مديرها الجديد مايك بومبيو معقدة. ويقول إن الحرائق التي أشعلها في اسبوعه الأول جعلت فريقه منشغلا بإطفائها بدلا من التركيز على الواجبات المهمة.

حلفاء خائفون

ومن هنا سيجد جيمس ماتيس وريكس تيلرسون وزيرا الدفاع والخارجية صعوبة في تطمين قادة الدول الخارجية. وكانت أول مكالمة يجريها ماتيس مع الأمين العام لحلف الناتو حيث أكد له أن أمريكا ستواصل دورها كقائدة للعالم مع أن ترامب شكك في الحلف ووصفه بالمتهالك. وسيزور ماتيس اليابان وكوريا الشمالية في أولى رحلاته الخارجية وبعدها أوروبا قبل أن يشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» (26/1/2017) عن جاك ريد، السناتور الديمقراطي عن رود أيلاند وعضو لجنة القوات المسلحة «الجنرال ماتيس مستعد لتقديم أفضل ما عنده من نصائح للرئيس حتى لو لم يرغب الرئيس للإستماع لها»و «السؤال إلى متى سيظل يفعل هذا بدون أن يحصل على رد؟». وكشفت الصحيفة عن طلب ترامب من وزارة الدفاع تطوير خطة سريعة لمكافحة تنظيم «الدولة» وكذا طلب من ماتيس وتيلرسون تقديم خطة عن كيفية إنشاء مناطق آمنة في سوريا خلال 90 يوما. وخطط كهذه يرى فيها المراقبون تورطا أمريكيا أوسع. ولطالما رفضت إدارة أوباما الاستماع للمطالب التركية بإنشاء مناطق حظر جوي في شمال سوريا. ومن هنا فالتصريحات النارية التي يطلقها ترامب تقوض قدرته على معالجة القضايا الحساسة كما بدا في موضوع التعذيب مثلا والذي يؤثر على مكافحة الإرهاب.

أوروبا القلقة

وبدا لقاؤه مع تيريزا ماي استثناء حيث لم يخرج على النص والتزم بما كتب له وتبادل معها كلمات الثناء والإطراء حيث لعبت ماي على نرجسيته المفرطة عندما هنأته على فوزه «المدهش» وقدمت دعوة له وللسيدة الأولى من الملكة لزيارة بريطانيا هذا العام. ويجب قراءة مسارعة رئيسة الوزراء إلى واشنطن رغم القلق داخل بلادها من الرئيس الأمريكي على أنها ركض يائس من رئيسة وزراء تخلت عن السوق المشتركة وتواجه مصاعب للتفاوض حول الخروج من الاتحاد الأوروبي. ووصف جوناثان فريدلاند في «الغارديان» (27/1/2017) مسارعة ماي لمصافحة يد ترامب الصغيرة بأنه مذل وأنها محاولة لقطع الطريق على نايجل فاراج، زعيم حزب الاستقلال السابق والذي كان أول من يلتقي ترامب ومايكل غوف، وزير العدل السابق الذي منحه ترامب مقابلة صحافية نشرتها صحيفة «التايمز» بداية هذا الشهر. وقال فريدلاند إن حصول ماي على دعم ترامب «100٪ لحلف الناتو» وإن كان نقطة مهمة في زيارتها إلا أن خلف الكلام اللطيف حالة يأس يعرفها ترامب، فهو كمقاول عقارات يفهم أن ماي بعد فترة ستكون بدون بيت عندما تخرج من الاتحاد الأوروبي ولهذا فهي بحاجة ماسة لبيت جديد. وبحدسه التجاري يعرف استعداد المضطر لدفع أي ثمن يعرض عليه. فماي بحاجة لأي صفقة مهما كانت صورتها لتثبت أن «البريكسيت» لم يكن كارثة. وستظل المنافع الاقتصادية التي ستحصل عليها بريطانيا قليلة مقارنة مع علاقتها مع أوروبا. ولكن الخسارة ليست اقتصادية بل علاقة الجوار. فموقف ماي المتسرع يتناقض مع مخاوف المستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي تحدثت تلميحا يوم الجمعة عن مخاطر الرئيس الجديد الذي يقوم بتقويض النظام العالمي. ويرى فريدلاند أن هناك سذاجة في التسرع البريطاني تشبه مواقف الجمهوريين الذين تعاملوا معه العام الماضي وظنوا أنهم قادرون على تغيير تصرفاته. فالحكومة البريطانية تعتقد أن بإمكان ماي أن توجه ترامب نحو أهمية الناتو والمؤسسات المرتبطة بالأمم المتحدة. وهذا تعلل بالأماني فلن يتغير ولا يمكنه التغير كما أظهرت جنونيات أسبوعه الاول.
ويقول فريدلاند أن ترامب عادة ما يتفق مع آخر شخص يتحدث إليه. فهو وإن أكد على العلاقة الخاصة مع ماي التي أخطأ في لفظ اسمها، يعرف أن علاقته الخاصة تكمن مع شخص واحد وهو فلاديمير بوتين الذي تحدث معه يوم السبت وكذا مع ميركل وفرانسوا أولاند، الرئيس الفرنسي.

ألمانيا وفرنسا

وترى»واشنطن بوست» (27/1/2017) أنه بعيدا عن المشاعر الشخصية فالفجوة بين قادة ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة تبدو واسعة نظرا لمواقف ترامب من الناتو وانتقاده للاتحاد الأوروبي ووصفه سياسة الترحيب بالمهاجرين التي تبنتها ميركل بالكارثة. وفوق كل هذا مخاوف برلين وباريس على الأمن الأوروبي وسط إشارات عن إصلاح العلاقات الأمريكية- الروسية وعروض ترامب إعادة النظر في العقوبات المفروضة على موسكو بعد تدخلها في أوكرانيا مقابل تخفيض السلاح النووي الروسي. وتشعر ألمانيا تحديدا بالخوف خاصة أنها هدف لعملية تضليل إعلامي روسية في عام تشهد فيه البلاد انتخابات حاسمة تحاول فيها ميركل الفوز بولاية رابعة. وينظر لألمانيا على أنها نقطة مضادة لأمريكا ترامب. فرغم كون ميركل تمثل يمين- الوسط إلا أنها مع حقوق الإنسان والتجارة الحرة ومواجهة التغيرات المناخية ومع فرض عقوبات على روسيا. وكزعيمة لأكبر اقتصاد في أوروبا فبيدها القرار وهي خائفة. ولهذا قالت في مؤتمر صحافي مشترك مع أولاند يوم الجمعة «نشاهد تغيرا مطردا ودراميا في الإطار الدولي وعلينا الرد على هذه التحديات عندما يتعلق الأمر بالمجتمع الحر والدفاع عن التجارة الحرة». وكان وزير الخارجية الذي سيتسلم المنصب الرئاسي الإسمي في ألمانيا فرانك وولتر شتاينمر أكثر صراحة في وصفه للحالة الأمريكية حيث قال في تصريحات لصحيفة «سودويتش زيتونغ» أنه لم ير شيئا مثيرا للقلق مثل ترامب. والفجوة نفسها موجودة مع فرنسا التي اتهم وكالاتها الأمنية بالتقصير وأنها لم تكن قادرة على منع هجمات إرهابية راح ضحيتها المئات. فعندما قتل مهاجم 86 في نيس واعدم قس في قرية أعلن ترامب «لم تعد فرنسا فرنسا» وهو ما أغضب قادتها. وكان أولاند، صريحا في دعوته الأمريكيين رفض ترامب حيث قال إن «إسرافه يجعلك ترغب بالتقيؤ». وقبل يوم واحد من حديثه مع ترامب أعلن أولاند أن الرئيس الأمريكي «يمثل تهديدا على مستقبل أوروبا». وهو أمر قررت بريطانيا تجاهله والتركيز على مصالحها الشخصية أو كما قال وزير الخارجية البلجيكي السابق غاي فيرهوفستاد في «بروجيكت سيندكيت»(26/1/2017) تريد أن تركب حصانين في وقت واحد. ولهذا غيرت سياستها الخارجية على حساب حماية أوروبا الموحدة. وكما علقت مجلة «إيكونوميست» (28/1/2017) فالزيارة هي تعبير عن حالة يأس بريطانية في وقت لم يعد لها أصدقاء كثر في القارة. وستكتشف مي أنها راهنت على حصان حرون لا يوثق بكلامه.

ترامب وفن تدمير العالم: اسبوع من الحرائق المشتعلة واغضاب الحلفاء وتزلف بريطانيا

إبراهيم درويش

الفلسطينيون تسلموا رسائل طمأنة من ترامب أن نقل السفارة ليس من أولويات الرئيس الجديد

Posted: 28 Jan 2017 02:12 PM PST

رام الله ـ «القدس العربي»: يبدو أن القيادة الفلسطينية نفذت هجوما مباغتا على الساحة الدولية للجم الأفكار التي طرحها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية الخاصة بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة. وكانت البداية على الصعيد العربي ثم الأوروبي وروسيا على وجه الخصوص وتكللت الاتصالات برسالة مباشرة من الرئيس محمود عباس إلى ترامب قبيل دخوله البيت الأبيض بعدة أيام توضح مخاطر الإقدام على مثل هذه الخطوة.
وكشف نبيل شعث مفوض العلاقات الدولية لحركة فتح أن القيادة الفلسطينية بذلت جهوداً متواصلة من شأنها حض الأسرة الدولية على رفض قرار نقل السفارة بما فيها حلفاء الولايات المتحدة. وردت القيادة الفلسطينية على إعلان الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية بخطوات مسبقة عبر الذهاب إلى مؤتمر باريس ومجلس الأمن واستصدار قرار 2334 ما جعل هذه الخطوة مرفوضة من الأسرة الدولية بكاملها ومن بينها حلفاء أمريكا.
واعتبر المسؤول الفلسطيني أن هناك ضرورة لاستثمار الجانب الفلسطيني فترة دراسة ترامب القرار لتوجيه موقف يوضح التكلفة العالية للإدارة الأمريكية حال نفذ القرار لردعها عن هذه الخطوة. مؤكداً أن الفلسطينيين لن يدخلوا في عملية السلام من خلال الولايات المتحدة إذا قامت بنقل سفارتها للقدس كما لن يتم السماح لترامب بتحقيق السلام من خلال دعمه لإسرائيل ولعملية الاستيطان.
وتأتي هذه التصريحات في وقت كشف أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ان الفلسطينيين تسلموا رسائل مطمئنة من الإدارة الأمريكية الجديدة تفيد أن «موضوع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ليس مطروحا في مقدمة جدول أعمال الرئيس ترامب وان الإدارة ستركز على استئناف العملية السياسية».

رسائل مباشرة

كما كشف مجدلاني أن رسائل مباشرة وصلت إلى الرئيس ترامب من دول عربية كالسعودية والأردن إلى جانب رسائل من روسيا والاتحاد الاوروبي تفيد أنه ستكون لهذه الخطوة آثار مدمرة لمكانة الولايات المتحدة كقوة وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي وذلك لأن «مثل هذا القرار يشكل خرقا فظا للقرارات المتعلقة بالقدس من جانب المجتمع الدولي».
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اجتمع في مقر الرئاسة الفلسطينية مع القنصل الأمريكي العام في القدس دونالد بلوم. وحسب تقرير لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» فقد أبلغه عباس استعداده للتعاون مع إدارة ترامب من أجل السلام. وحسب مصدر مطلع على الاجتماع فان الدبلوماسي الأمريكي لم يدل خلال اللقاء بأي تصريحات أو التزامات من الإدارة الأمريكية. بل قال للرئيس عباس فقط أن التصريح الرسمي الوحيد المتوفر لدينا هو تصريح الناطق بلسان البيت الأبيض القائل أن موضوع السفارة لا يزال في مراحل الدراسة الأولية. وسمع القنصل الأمريكي من الجانب الفلسطيني موقفه من العملية السياسية.
ووصفت إسرائيل الأجواء في «رام الله» أنه يسودها التخوف ازاء امكانية قيام ترامب وإدارته باصدار قرار فوري بشأن نقل السفارة وهو شعور تعزز خلال الأيام الأخيرة، ولذلك عمل الفلسطينيون على الحلبة الدولية بهدف منع ذلك.
لكن الناطق بلسان البيت الأبيض شون سبايسر في أول ظهور له أمام وسائل الإعلام اعلن «أن إدارة الرئيس ترامب لم تتخذ قرارا بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس». وقال للصحافيين أيضا «إن نيتنا هي عدم الكذب عليكم ابدا».
ولا يتوقف التخوف الفلسطيني على موضوع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وحسب بل أيضاً من مخطط الرئيس الأمريكي ترامب تقليص دور الولايات المتحدة في الأمم المتحدة والتنظيمات الدولية الأخرى، حسب ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز». وحسب مسودة الخطة فان أحد المعايير التي يحددها ترامب لتقليص التدخل الأمريكي في الأمم المتحدة هو منح العضوية الكاملة للسلطة أو منظمة التحرير الفلسطينية.
ولم يختلف موقف القيادة الفلسطينية في ما يتعلق بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة عن موقف حركة المقاومة الإسلامية حماس. فقد عبرت الحركة عن رفضها الكامل لنوايا الإدارة الأمريكية نقل سفارتها مشددة على أن «الحركة والشعب الفلسطيني وأحرار الأمة لا تقرّ ولا تعترف للاحتلال بشبر واحد من أرض فلسطين».

انعدام النزاهة الأمريكية

وقالت الحركة التي أعلنت موقفها من نقل السفارة في بيان رسمي وصل إلى «القدس العربي» إن نقل السفارة إلى القدس المحتلة إذا ما حدث سيدشن مرحلة جديدة من الصراع مع الاحتلال ويخلق واقعا تتحمل الإدارة الأمريكية المسؤولية عنه. هذه الخطوة تُمثل انحيازاً تاما للكيان الصهيوني بما يُفقد الإدارة الأمريكية أي دور سياسي متعلق بالصراع مع الاحتلال في المنطقة، ويؤكد ما ذهبنا إليه دوما بانعدام النزاهة الأمريكية ومحاولة للإجهاز على ما تبقى من حقوق شعبنا الفلسطيني وقضيته. كما جاء في البيان.
واعتبرت الحركة أن الخطوة تُشكل انقلابا صريحا وعمليا على كل القرارات الأممية والدولية المتعلقة بالقدس وحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه، وتدخلاً سافراً لصالح الاحتلال بما يجعل الولايات المتحدة شريكا حقيقيا في جرائم الاحتلال.
وأشارت حماس في بيانها إلى أن «الإدارة الأمريكية بهذه الخطوة تخلق مناخات متفجرة وتصب الزيت على النار المشتعلة ولا تخدم سوى النهج الاحتلالي العنصري المتطرف وتكرس منهجه» محملةً الإدارة الأمريكية مسؤولية كل ردود الفعل المترتبة على الخطوة الحمقاء.
ودعت الحركة الفلسطينيين بكل قواهم إلى التوحد لمواجهة هذه السياسة الأمريكية وما يترتب عليها من خطوات من قبل الاحتلال، والتوقف عن الرهان الخاسر على عملية التسوية التي تقودها الولايات المنحازة للاحتلال وتفعيل انتفاضة القدس والمقاومة كخيار استراتيجي لمواجهة التحديات الجسام أمام شعبنا وقضيته الوطنية. وطالبت الحركة الأمة العربية والإسلامية بالتوحد حول هذه القضية المركزية والتحرك العاجل لمنع أي إجراء من هذا النوع ومواجهته وتبني قضية القدس في كل المحافل الدولية ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته.
ودعت حماس كل الأحرار في العالم إلى الوقوف أمام هذه السياسة المدمرة التي تمارسها الإدارة الأمريكية الجديدة، محذرةً من المساس بمشاعر العرب والمسلمين في العالم. وشددت الحركة في بيانها على أن القدس أرض محتلة ستبقى فلسطينية خالصة لن يغير من تاريخها أو واقعها أي خطوة يقوم بها أي طرف سواء الاحتلال أو دولة أخرى في العالم، وستظل قبلة للنضال الوطني الفلسطيني.
وعاد الرئيس الأمريكي للتطرق مجددا إلى قضية نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس بالقول خلال لقاء مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية «أن من السابق لأوانه الحديث في هذا الموضوع». ولم يتطرق لموضوع تجميد الدعم المالي للسلطة الفلسطينية الذي قرره الرئيس أوباما مؤخرا.
ولم يتوقف الأمر عند قضية نقل السفارة وحسب فقد أعلنت الخارجية الأمريكية نيتها إعادة النظر في القرار الذي اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته أوباما بدعم السلطة الفلسطينية بقيمة 221 مليون دولار وفقا لما نشرته وسائل الإعلام العبرية.
وجاء في التفاصيل أن إدارة الرئيس ترامب ستدرس مجددا قرار الإدارة السابقة بدعم السلطة الفلسطينية خاصة أن هذا القرار جاء في اليوم الأخير لها وتجاوز قرار تجميد الدعم المالي للسلطة الصادر في 2016. والجدير ذكره أن الكونغرس الأمريكي قام بتجميد الدعم المالي للسلطة الفلسطينية خلال العام المنصرم بعد اعتراض عضوين من الحزب الجمهوري، على خلفية انضمام السلطة الفلسطينية إلى منظمات الأمم المتحدة والتي اعتبرت أمريكياً خطوات احادية الجانب من قبل الجانب الفلسطيني.
وعلى عكس التوقعات أعلن في تل أبيب عن بدء أعمال ترميم السفارة الأمريكية وكون أعمال الترميم غير مرتبطة بنقل السفارة من عدمه إلى مدينة القدس لكنه مرتبط بقرار سابق للخارجية الأمريكية لترميم المبنى الواقع في مدينة تل أبيب خاصة وأن آخر ترميم نفذ قبل خمسة عشر عاما.
ويدور الحديث عن مقاول أمريكي فاز في عطاء بتنفيذ أعمال الترميم ووصل بالفعل إلى تل أبيب قبل ستة أشهر مصطحبا معه طاقم عمال من الولايات المتحدة بعد استيفاء الشروط الأمنية لكافة العمال في المشاريع التابعة للخارجية الأمريكية.
وأعلن أن أعمال الترميم بدأت في السابع عشر من الشهر الحالي وتهدف لتغيير واجهة السفارة على أن تستمر لفترة زمنية قد تصل إلى سنوات دون أن تعرقل عمل السفارة وطاقمها، كون العمل سيجري على مراحل وأجزاء.

الفلسطينيون تسلموا رسائل طمأنة من ترامب أن نقل السفارة ليس من أولويات الرئيس الجديد

فادي أبو سعدى

إيران وترامب: العشق الممنوع

Posted: 28 Jan 2017 02:12 PM PST

مع تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقاليد الرئاسة رسمياً، في العشرين من كانون الثاني/يناير، تكون إيران قد دشنت هي أيضاً مرحلة التحضير للانتخابات الرئاسية الثانية عشرة، التي ستجرى في أيار/مايو المقبل، من خلال الحديث العملي عن مرشحين جدد من التيار المتشدد، لأسمائهم وقع، أعلنوا استعدادهم خوض السباق، بما سيؤثر بشكل مباشر على موقف الداعين إلى إعادة انتخاب الرئيس الحالي المعتدل حسن روحاني.
ويبدو للوهلة الأولى أن إعلان القيادي السابق لقوات التعبئة الشعبية (الباسيج) والحرس الثوري، وزير النفط السابق رستم قاسمي نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، سيكون المنافس الأقوى لروحاني، غير أن هذا التكهن يظل مجرد بداية سطر من رسالة يريد الحرس الثوري إيصالها إلى ترامب والمعنيين في المنطقة، خصوصاً أن ذلك تزامن مع استعدادات يظهرها الحرس لإجراء المزيد من المناورات العسكرية هذا العام وتحديداً في مياه الخليج. 
ورغم أن طهران استقبلت في الاسبوع الأول لتنصيب ترامب، مبعوثاً كويتياً رفيعاً حمل إليها باسم دول مجلس التعاون الخليجي، رسالة خطية من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد حول الرغبة في إطلاق حوار إيجابي للوصول إلى تفاهم لتفادي تداعيات أي تصعيد متوقع بين طهران وواشنطن، فقد أكمل الحرس الثوري استعداداته للرد على أي تطور سلبي قد تشهده العلاقة المتوترة مع واشنطن، خصوصاً وأن الحرس الثوري غير مرتاح أصلاً، لما يسميه قادته «تراخي حكومة روحاني في التعاطي مع الاستفزازت السعودية» وآخرها تغريدة وزير الدولة لشؤون الخليج والسفير السعودي السابق في بغداد العميد ثامر السبهان على تويتر هاجم فيها وبقوة ما تصفه طهران بتكهنات إعلامية عن تعيين إيرج مسجدي كبير مستشاري قائد فيلق القدس قاسم سليماني، سفيراً في بغداد .
ويطالب الحرس الثوري الرئيس الروحاني بابداء مواقف «صلبة» و«غير رخوة» إزاء السعودية، وبالفعل أظهر روحاني مباشرة بعد وفاة سنده رفسنجاني، قدراً «غير مألوف» من هذه المواقف «الصلبة»، وذلك في مؤتمر صحافي وضع فيه أيضاً، مسافة بينه ونهج رفسنجاني «المعتدل» بالتلميح وبالتصريح أنه سيلجأ إلى اسلوب التشدد فيما لو اختار ترامب المواجهة مع إيران، وكأنه بذلك كان يرضي القائد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي، وفريق المتشددين الذين سربوا أنباء عن احتمال رفض مجلس صيانة الدستور ترشيحه للانتخابات المقبلة.

النووي

لا يريد الرئيس روحاني أن يصدق جدية تهديدات ترامب بإلغاء أو إعادة النظر في الاتفاق النووي، وقال في المؤتمر الصحافي ذاته بعد وفاة رفسنجاني إن ترامب لا يستطيع أن يقوم بإلغاء الاتفاق لأنه جماعي تم في إطار الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا، ومشاركة فعالة من الاتحاد الأوروبي. غير أن فريقاً من الخبراء الإيرانيين يعمل مع الحرس الثوري، قدموا للمجلس الأعلى للأمن القومي الذي يرأسه روحاني، قراءة سوداوية عن مستقبل الاتفاق النووي ورأوا أن معظم الدول الأوروبية قد تذعن لرغبة ترامب في اتفاق المناخ والاتفاق النووي. كما أن روسيا التي يراهن ترامب عليها لتفترق عن إيران، عندما تتصادم مصالحها معها في سوريا، حليف لا يُعتمد عليه كما يقولون، مشيرين إلى أن كل قرارات العقوبات الدولية «الظالمة» على إيران بسبب برنامجها النووي صدرت بموافقة روسيا التي هي الشريك الأساسي لإيران في هذا البرنامج خصوصاً في إنشـاء مفاعل بوشهر ومفاعلات أخرى تم الاتفاق بشأنها. 
وفي هذا الواقع ينظر فريق آخر من الخبراء قريب من روحاني إلى التعيينات التي قام بها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب منذ توليه الرئاسة حتى الآن، من واقع أنه يكشف أن أي تغيير إيجابي لن يحصل في السياسة الأمريكية تجاه إيران. خصوصا وأن حكومة ترامب تتشكل من أشخاص لهم توجهات معادية لإيران.
وبينما انشغلت وسائل الإعلام الإيرانية خلال الأيام القليلة الماضية، بهذا الموضوع في محاولة للإجابة على سؤال: هل سيغير ترامب مواقفه التي أطلقها خلال حملته الانتخابية حيال إيران، في السنوات الأربع المقبلة؟ يأتي الرد الأقرب للمنطق كما يرى الخبراء الإيرانيون، وهو عدم توقع أي تغيير في مواقف الرئيس الأمريكي حيال إيران، مستندين بذلك إلى أن أياً من المرشحين (دونالد ترامب وهيلاري كلينتون) لم يبديا في حملتهما الانتخابية أي رغبة في التقارب مع إيران وكلاهُما أكدا خلال الحملة، على ضرورة تشديد العقوبات عليها.
ويدعو الخبراء الرئيس روحاني إلى التعامل مع الواقع الجديد وكأن شيئاً لم يتغير، مشيرين إلى أن حكومة أوباما السابقة لم تكن جادة في التقارب مع إيران، بل أنها شددت من عقوباتها بعد التوقيع على الاتفاق النووي بقليل، ولم تف بوعودها، ولم يتم الالتزام بالاتفاق بالشكل المطلوب رغم كل نقاط الضعف والقوة فيه.

 ترامب

في إيران الرأي الغالب هو أنه لا يمكن انتظار حدوث تغيير مع مجيء ترامب، إلا في مجال واحد وذلك في ما يخص» داعش». لأن ترامب يعتبر السياسة التي كانت تتبناها حكومة أوباما تجاه «داعش» والمجموعات المسلحة الأخرى في سوريا، كارثية.
كما أنه لا يمكن التأكد في الوقت الحالي إيرانياً، أن ترامب سيفي بوعوده الانتخابية تجاه الخارج كثيراً، لأنه منشغل حالياً بوعوده الانتخابية في ما يخص الشأن الداخلي الأمريكي، كما أن العالم شهد تراجعه عن بعض تصريحاته ووعوده الانتخابية السابقة.

نصيحة

وينصح روحاني وباقي قادة إيران بعدم الالتفات كثيراً إلى ما يمكن أن تكون عليه ردة فعل الساسة في الداخل خصوصاً في مجلس الشيوخ والكونغرس. ويقولون: «حتى لو افترضنا أن ترامب سيفي بوعوده الانتخابية، ويمكن أن يكون هذا إيجابياً، إلا أن من غير المتوقع أن يحدث ذلك تغييراً تجاه إيران، لأن ترامب يعتقد أنه قادر على تأمين مصالح بلاده في احداث تغيير في المنطقة. وهذا الأمر إن حدث مهما كانت الأسباب، فإنه ينصب في صالح الاستقرار والسلام في كل من العراق وسوريا. 
وإذا تغيرت سياسات ترامب في ما يخص «داعش» والمجموعات التكفيرية في سوريا مقارنة بحكومة أوباما، فهذا سيحصل لأن أولويات ترامب تركز على تأمين مصالح أمريكا». لذا لا يجد معظم الإيرانيين أي سبب يدفعهم للتفاؤل في تغيير سياسات الولايات المتحدة تجاه إيران، «وإن حدث فسيكون لفترة مؤقتة لأن جميع الأطراف تعتبر المجموعات الجهادية المسلحة الخطر الأكبر للسلم العالمي وعلى عكس الحكومة السابقة في أمريكا لا تعتقد حكومة ترامب أن المجموعات الجهادية تؤمن مصالح أمريكا».
وبالنظر للتعيينات الأخيرة في حكومة ترامب، يمكن التكهن بمدى إمكانية حدوث أي صدام بين إيران وأمريكا لكنه متوقع كما يقول خبراء في طهران وهم ينصحون بالتركيز على عدد من الأمور لتعزيز موقف إيراني موحّد، يستغل أن ترامب هو من أكثر منتقدي حكومة أوباما في ما يخص الحروب في المنطقة وهو يعلم أن الشعوب تعبت ومن جهة أخرى وعد ناخبيه بإعمار أمريكا.
ترامب يعلم جيدا أن بإمكانه إعمار الولايات المتحدة من خلال توفير فرص لزيادة أرباح شركات الأسلحة وغيرها لكنه في الوقت نفسه يعلم أن البلاد لن تبنى من خلال الحروب وأمريكا لن يتم إعمارها بالحرب. بل سيزيد الأمور سوءا، ويعلم ترامب جيدا أن فوزه والتصريحات التي أدلى بها مؤخرا أوجدت شرخا كبيرا في المجتمع الأمريكي بين أنصاره ومعارضيه. كما يعلم أن أي تصرف متسرع منه قد يُنزل من جديد معارضيه للشارع وهذا سيربكه.

روسيا

وأخيراً، حتى لو خضع حلفاء أمريكا التقليديون لترامب في ما يتعلق باعادة النظر في الاتفاق النووي، لكن ترامب كما يقول خبراء إيران القريبون من روحاني سيجد صعوبة في أن يخلق أي اجماع بخصوص سياساته التصعيدية ضد إيران.
فعلى إيران أن تقنع روسيا أن المصالح الطويلة الأجل لها في سوريا والمنطقة تكمن في بقائها ومحاربة الإرهاب ولهذا عليها ان تبقي روابط تلك العلاقة مع إيران في أحسن حالاتها.
وطبعاً كل شيء رهن بنتائج الانتخابات المقبلة في إيران. 

إيران وترامب: العشق الممنوع

نجاح محمد علي 

خريطة ترامب «العربية» تمنح روسيا تفويضا في سوريا والعراق: مصر في الأحضان والأردن والسعودية يفقدان «الأفضلية»

Posted: 28 Jan 2017 02:11 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: لا يمكن تحديد وترسيم خريطة فيها قدر معقول من الصدقية يمكنها ان تتوقع بوصلة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تجاه الملفات والقضايا العربية أو تلك التي تهم الدول العربية رغم ان غالبية العواصم تتطلع قدما إلى مخاطبة وأحيانا مغازلة إدارة ترامب أملا في اتقاء أي شر محتمل ومساس بالمصالح أو تحقيق مكاسب.
ثمة تغيرات وتبديلات جوهرية لا يمكن اسقاطها من الحسابات عندما يتعلق الأمر بقراءة التوقعات في المحور المخصص لعلاقات ترامب المتوقعة بالنظام العربي الرسمي.
ويبدو واضحا في السياق ان الأردن تحديدا قد يفقد مع الأسابيع المقبلة تلك الميزة الإضافية التي طالما روجتها الدبلوماسية الأردنية في أروقة وأوساط ومؤسسات القرار الرسمي العربي.
دبلوماسية الأردن كانت قد راهنت على فوز حاسم لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون ولم تهتم طوال الحملة الانتخابية الرئاسية الصاخبة بالتواصل مع حملة الجمهوريين والرئيس ترامب.
 هنا النتائج واضحة المعالم، فبمجرد إعلان فوز ترامب بدأ وزير الخارجية الأردني المخضرم ناصر جودة يفقد أوراقه المتفوقة في عمان بعد تسع سنوات من الجلوس على مقعد وزير الخارجية. وقبل أيام فقط من تنصيب ترامب رسميا غازلت عمان طاقمه برسالتها الأولى حيث اقصي الوزير جودة عن موقعه وجلس في مكانه ايمن الصفدي الذي يتردد انه مقرب من أطراف فاعلة في الجهاز الاستشاري التابع لإدارة وطاقم ترامب.
قبل التنصيب أيضا زار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني واشنطن وتواصل مع مسؤولين في فريق ترامب وفقا لما أعلنته صحيفة «الغد» اليومية قبل ان يعلن الملك شخصيا انه سيلتقي ترامب بعد انتهاء القمة العربية في نهاية اذار/مارس المقبل.
الأردن ما زال يملك القدرة على الاتصال بشخصيات قوية من طاقم ترامب. لكن أفضليته في الولايات المتحدة يتوقع لها ان تنقص في المستقبل القريب حيث يقول مسؤولون في عمان ان عاصمتهم قد تفقد ورقة الأفضلية المتمثلة بالقدرة على ايصال الرسائل مستقبلا للبيت الأبيض بأقصر وقت وبكفاءة كما كان يحصل في الماضي.
 عمان هنا كغيرها من العواصم مهتمة بأجندة ترامب في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
 لكنها تراقب في الوقت نفسه التنامي الملموس في العلاقة ما بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وترامب شخصيا حيث التقى الرجلان مرة قبل الانتخابات وتواصلا هاتفيا بعد حفل التنصيب الرسمي وبصورة تؤشر على ان مصر السيسي قد تحظى في المراحل اللاحقة بأحضان دافئة خصوصا وان ترامب شخصيا امتدح السيسي مرتين على الأقل وعلنا.
 إدارة ترامب وعندما يتعلق الأمر بصناعة الكيمياء بين النظام الرسمي وروسيا تبدو غير مهتمة بإعاقة تطور العلاقات الاستراتيجية بين موسكو ونظام السيسي لا بل يرجح خبراء ان ترامب يدعم نمو مكانة وتقدم الدور المصري في ظل مفهومه للشراكة بمعالجة قضايا الشرق الأوسط.
 ثمة دليل على مثل هذا المنطق يمكن رصده من خلال أول القرارات التنفيذية التي اتخذها ترامب وهو يوعز للكونغرس بزيادة حجم المساعدات العسكرية لمصر رغم ان جهات متعددة في الحزب الديمقراطي الأمريكي كانت تأخذ على نظام السيسي مبالغته في خطط التسلح من روسيا بعد تقديم بعض دول الخليج لمساعدات مالية قد تتجاوز 50 مليار دولار لمصر.
دور السيسي بهذا المعنى قد يتفاعل أكثر في ظل أواصر المودة التي يعبر عنها طاقم ترامب تجاهه وذلك يعني أو قد يعني لاحقا تلقائيا ان ترامب سيعمل باتجاه اعادة ترسيم ملامح وهوية تحالفات واشنطن الأساسية في المنطقة العربية إذا تمكن فعلا من ذلك ولم تقاومه مؤسسات الإدارة والحكم العريقة.
ويبدو واضحا هنا ان الحديث عن إعادة ترسيم التحالفات قد يصادق على تلك الاستنتاجات التي تتوقع علاقات أقل حميمية بين إدارة ترامب وبعض دول الخليج العربي وتحديدا المملكة العربية السعودية.
ولم يعد سرا في السياق الحديث المتزايد عن ملامح تراجع في مستوى التواصل بين طاقم ترامب والرياض تحديدا بالرغم من الخطوات التكتيكية الاستباقية التي برمجتها السعودية وهي تدعو علنا للحفاظ على تاريخ الصداقة والتحالف القديم بين البلدين.
في سوريا من الواضح والملموس ان تعهدات ترامب العلنية بعنوان القضاء على التنظيمات الإرهابية وبصورة نهائية قد يشكل المدخل المناسب للبقاء على التفويض الأمريكي الممنوح لروسيا في إدارة المقاطع والأجزاء والمفاصل المتعلقة بالملف السوري سواء على صعيد التمهيد للمرحلة المقبلة سياسيا أو تفعيل الهدنات أو حتى الميدان العسكري والأمني.
إدارة ترامب بهذا المعنى ستعزز صلاحيات تفويض موسكو في الملف السوري ضمن سلسلة تفاهمات استراتيجية لم يعد من الممكن انكارها وعلى أساس القاعدة التي تحدث عنها مسؤولون في أوروبا عدة مرات مؤخرا وتحديدا في القاهرة وعمان والتي تقول ان كل تفاصيل ملفات الوضع السوري ستحسم بعد الآن في إطار الحوار والتفاهم الذي ينمو بشكل واضح بين ترامب وإدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
 الإسقاط السياسي هنا يمكن تجييره لصالح تفاهمات أكبر مع روسيا قد تطال ملفات أساسية أخرى في المنطقة العربية والشرق الأوسط من بينها مرحلة ما بعد اغلاق ملف الإرهاب أو التطرف والتعددية السياسية في العراق ومن بينها ترسيم حدود الدور الاقليمي التركي في الجنوب العربي بالإضافة إلى ضمانات روسية تضبط الايقاع الإيراني ثم الانتقال إلى الملف الفلسطيني وتفصيلاته الفرعية المعقدة تحت شعار وافقت مصر السيسي في ما يبدو عليه وعنوانه دولة فلسطين المستقلة في قطاع غزة.
نمطية الترتيبات التي يمكن توقعها في مصر والنظام الرسمي العربي قد تؤهل إدارة ترامب للانتقال إلى مستوى الإنتاج رقم 2 في الجناح الغربي والأفريقي للعالم العربي حيث ملفات لا تقل أهمية وتعقيدا من بينها الوضع في السودان والصومال بعد اليمن بطبيعة الحال، والجزائر في مرحلة المخاض والاشكالات الليبية والمغربية.

خريطة ترامب «العربية» تمنح روسيا تفويضا في سوريا والعراق: مصر في الأحضان والأردن والسعودية يفقدان «الأفضلية»

بسام البدارين

من خلال غولن والمنطقة الآمنة: هل يستعيد ترامب تركيا من المعسكر الروسي؟

Posted: 28 Jan 2017 02:11 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: يرى مراقبون أن التطورات الأخيرة المتعلقة بالملف السوري يمكن أن تدفع تركيا إلى إعادة ترتيب تحالفاتها من جديد لا سيما في ظل عودة الحديث عن إمكانية دعم أمريكا لإقامة منطقة آمنة في سوريا، والكشف عن أن الدستور الذي صاغته روسيا لسوريا يتضمن منح الأكراد حكما ذاتيا على حدود تركيا.
فرفض إدارة أوباما المطلق طوال السنوات الماضية لمقترح تركيا إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا للاجئين والمدنيين كان أبرز أسباب الخلافات التي وصلت إلى ذروتها بين واشنطن وأنقرة التي ترى أن «التخاذل الأمريكي» هو السبب فيما وصلت إليه الأمور في سوريا وانقلاب الموازين لصالح روسيا ونظام الأسد.
لكن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الذي أعلن سابقاً نيته إقامة منطقة آمنة في سوريا أكد، الخميس، عزمه إقامة منطقة آمنة لحماية المدنيين. وأشار ترامب في لقاء تلفزيوني، مع قناة «إيه بي سي» الأمريكية، أنَّ أوروبا ارتكبت خطأ كبيرا بالسماح لملايين اللاجئين بالدخول إليها، قائلاً: «حتما سأقيم منطقة آمنة في سوريا».
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، الأربعاء أن ترامب بصدد «تمهيد الأرض لتصعيد التدخل الأمريكي في سوريا عن طريق الإيعاز إلى وزارتي الدفاع والخارجية بوضع خطة لإنشاء مناطق آمنة للمدنيين الهاربين من الصراع في سوريا».
وعلى الرغم من أن تركيا تمنت هذا الموقف الأمريكي منذ سنوات، إلا أن أنقرة ترى طرحه الآن «متأخرا جداً»، وسوف يضعها في موقف صعب ومعقد مع روسيا التي بذلت جهداً غير مسبوق على طريق ترميم العلاقات معها من أجل التوصل إلى صيغة لإنهاء الأزمة في سوريا والتي أنهكت تركيا سياسياً وأمنياً واقتصادياً.
الخارجية التركية وفي أول تعقيب لها على القرار أكدت أنها دافعت منذ بداية الأزمة السورية عن فكرة إقامة مناطق آمنة في هذا البلد، وقال حسين مفتي أوغلو المتحدث باسم الخارجية في مؤتمر صحافي بأنقرة: «المهم كيف ستكون نتائج هذه الخطوة؟ وما هي المعلومات والتوجيهات التي ستصدر عن المؤسسات الأمريكية في هذا الشأن؟».
واعتبر المتحدث التركي أن عودة آلاف السوريين إلى مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي، بعد بسط الأمن فيها عقب عملية «درع الفرات»، تعدّ من أبرز الأمثلة على أهمية إنشاء المناطق الآمنة في سوريا.

منطقة آمنة

وتقول تركيا إنها أنشأت فعلياً منطقة آمنة في المناطق التي طردت منها مسلحي تنظيم «الدولة» في شمالي سوريا لا سيما في منطقة جرابلس التي عاد إليها عشرات آلاف السوريين وشكلت فيها جهازا للشرطة المحلية بعد أن أخرجت منها الفصائل العسكرية المسلحة. ومن المتوقع أن تتوسع هذه المنطقة حيث أعلن الجيش التركي في بيان له، الجمعة، أن تنظيم «الدولة» بدأ يتجهز للانسحاب من مدينة الباب التي يحاصرها شمالي سوريا وذلك في ظل غطاء جوي روسي جاء بعد امتناع التحالف الذي تقوده واشنطن عن تقديمه لتركيا.
ويرى مراقبون أن العملية العسكرية التركية المتواصلة في شمالي سوريا «درع الفرات» تتم بتوافق كامل مع روسيا وبشكل غير مباشر مع النظام السوري، وإن دعم تركيا لأي مخطط أمريكي لمنطقة آمنة جديدة يعني اضطرارها لتغيير تحالفاتها السابقة، إلا إذا جاءت الخطوة الأمريكية بتوافق مع روسيا.
لكن ذلك يبدو أنه لن يحدث، ففي أول تعقيب روسي على مخطط ترامب، قال الكرملين، الخميس، إن خطط الولايات المتحدة الأمريكية لإقامة مناطق آمنة في سوريا لم يتم التشاور حوله مع روسيا وينبغي أن ينظر فيها بدقة. وشدد المتحدث باسم بوتين «على أهمية الحساب الدقيق لكافة العواقب المحتملة» لهذا الإجراء.
وتم تدارس المناطق الآمنة، التي اقترحت من قبل ترامب ومنافسته هيلاري كلينتون خلال حملتهما الانتخابية، من قبل إدارة أوباما قبل سنوات وتم استبعاد الأمر خوفا من أن يضع الولايات المتحدة في صراع مباشر مع رئيس النظام السوري بشار الأسد وروسيا، التي تشن حملة جوية لمساعدة قوات الأسد منذ أيلول/سبتمبر 2015. وفي تشرين الأول/أكتوبر، حذر الجيش الروسي الولايات المتحدة تحديدا من ضرب القوات الحكومية السورية، قائلا إن أسلحة دفاعاته الجوية في سوريا ستردع أي هجوم.

دستور سوريا الجديد

في سياق آخر، كشفت مصادر إعلامية روسية عن تفاصيل المقترح الروسي لدستور سوريا الجديد، الذي اقترحه الوفد الروسي على فصائل المعارضة في محادثات أستانة، مطلع الأسبوع الماضي، وقال الموقع الإخباري الروسي «آر بي سي» إن المقترح الروسي مكون من 27 مادة، وتنص المادة الأولى فيه على تغيير اسم «الجمهورية العربية السورية» إلى «الجمهورية السورية» بحذف كلمة العربية. وبينما نص الدستور على منح الحكم الذاتي للأكراد، يعترف بحق المناطق الإدارية في اختيار لغتها الرسمية. وهو ما يفتح الباب أمام اعتماد اللغة الكردية في مناطق الحكم الذاتي الكردي التي يقترحها الدستور.
ومن المتوقع أن تؤدي هذه النقطة إلى خلافات روسية تركية جديدة لا سيما وأن أنقرة ترفض منح أكراد سوريا حكم ذاتي وترى في ذلك «خطراً على أمنها القومي» وتعتبر وحدات حماية الشعب الكردية «منظمة إرهابية» والذراع السوري لحزب العمال الكردستاني الإرهابي في تركيا.
وفي حين استجابت موسكو لضغوط تركيا باستبعاد الوحدات الكردية من محادثات أستانة حول مستقبل سوريا، أكد حزب الاتحاد الديمقراطي أبرز فصيل كردي معارض في سوريا تلقيه دعوة للقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، في خطوة من المتوقع أن تثير غضب أنقرة.

إعادة غولن

وكانت أنقرة أعربت عن أملها في أن تمتلك الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب رؤى لتأسيس السلام في الشرق الأوسط، وقال المتحدث باسم الحكومة نعمان كورتلموش: «نأمل في عدم معاودة الأخطاء المتكررة خلال فترة الإدارة السابقة وخاصة من ناحية العلاقات التركية الأمريكية».
وأكد المتحدث أن تركيا تتطلع لأن تعيد إدارة ترامب النظر في مسألتين من أجل تعزيز العلاقات مجددًا بين البلدين «أولاها، إعادة غولن (إلى تركيا) فهو رئيس عصابة قطاع طرق ارتكبوا جريمة ضد هذا الشعب بأسره من خلال محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو الماضي، والثانية يتمثل في وقف الدعم المقدم لـ «ب ي د» (الوحدات الكردية في سوريا)». مضيفاً: «ضمن إطار علاقات الصداقة والتحالف بيننا، نطرح بكل إصرار في كافة المحافل طلباتنا المتعلقة بتسليم غولن، ونأمل في أن نحصل على نتائج بهذا الخصوص».

من خلال غولن والمنطقة الآمنة: هل يستعيد ترامب تركيا من المعسكر الروسي؟

إسماعيل جمال

وزيرة الشؤون القانونية في اليمن نهال العولقي لـ «القدس العربي»: المبعوث الأممي مقتنع بأن الحوثيين لن يقبلوا بأي اتفاق ما لم ينهزموا

Posted: 28 Jan 2017 02:11 PM PST

يمكن وصفها بـ «عقل الدولة القانوني». إنها وزيرة الشؤون القانونية في اليمن الدكتورة نهال العولقي، التي تندرج مهامها في إطار الحفاظ على النظام والقانون والدفاع عن الشرعية الدستورية، والتي شاركت ضمن فريق الشرعية في المفاوضات مع وفد «الانقلابيين» برعاية الأمم المتحدة.
ترى العولقي أن التقدم العسكري لقوات الشرعية مؤخراً يعود إلى جهوزية الجيش بعدما أضحى أكثر تمكّناً وأكثر احترافية، ولا توافق مَن يقول أن الشرعية، بعد تحريرها محافظات الجنوب، تلكأت في استكمال تحرير محافظات الشمال، ودليلها أن مآرب هي من محافظات الشطر الشمالي التي تحررت منذ البدايات وتشكّل مقر قوات الجيش الوطني. انتقال الرئاسة والحكومة إلى عدن ـ العاصمة المؤقتة ـ يُعطي رسائل قوية للخارج وللانقلابيين، عدا ما يحمله من رمزية سياسية، ويقـوّي الشرعية ويُرسّخ هيبتها التي بدأ المواطنون باستشعارها، وانعكس ذلك تحسناً على الوضع الأمني ولاسيما مع إنجاز تفاهمات بين الفصائل المسلحة ودمجها في القوات المسلحة.
هي على يقين بأن المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد وصل إلى قناعة بأن الحوثيين لا يريدون سلاماً حقيقياً، وأنهم لن يسلّموا ما لم ينهزموا، ولن يقبلوا بأي اتفاق، وأوضحت بأنه سَـلّم رؤية معدّلة للرئيس عبد ربه منصور هادي قد تُحدث اختراقاً يُمهّد لجولة مفاوضات جديدة، رغم أن تصريحات «المجلس السياسي الانقلابي» السلبية تجاه ولد الشيخ تشي بأن الرؤية المعدّلة لم تعد تلائمهم.
المطلوب من المجتمع الدولي، برأيها، ليس التدخل العسكري لأن اليد الطولى في الملف اليمني هي لدول الجوار وخاصة المملكة العربية السعودية، ويتم العمل العسكري كله تحت مظلة هذا التحالف العربي وبقرار أممي، بل ممارسة الدول الراعية للعملية السياسية الضغط السياسي على «جماعة الحوثي»، إذ أنها لم تتعرّض لضغط حقيقي لأسباب متعددة، منها علاقات الولايات المتحدة بإيران على خلفية الاتفاق النووي، والدور الصاعد لروسيا في المنطقة.وهنا نص الحوار:
○ بداية، كيف يمكن قراءة التقدّم العسكري المتسارع الذي تحققه قوات الشرعية والمقاومة الشعبية؟
• العمليات العسكرية تتم وفق خطة موضوعة سلفاً، لكن تحكمها ظروف عديدة. منذ إطلاق «عاصفة الحزم» في آذار/مارس 2015، قررت الشرعية وبمساعدة من المقاومة الشعبية أن تستعيد المناطق التي سيطر عليها الانقلابيون وإعادتها إلى حضن الشرعية. الخطة يجري تنفيذها بدقة.
○ لكن المراقب يرى أن هناك تطورات مهمة وتقدماً سريعاً لقوات الشرعية في الميدان، هل هذا يعود إلى تحسّن جهوزية الجيش الوطني أم إلى قرار سياسي واضح وجاد بوضع حدّ للأزمة اليمنية؟
• من أهم أسباب إذكاء هذه الحرب وانتشارها بهذا الشكل هو انقسام المؤسسة العسكرية، التي كانت تعاني من هيمنة الرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين، والذي سخّر إمكانات الجيش الوطني لخدمة مشروعه. هذا الأمر استوجب إعادة بناء الجيش من جديد، مع ما يتطلبه هذا الأمر من تأخير في الوصول إلى الأهداف المرسومة. طبعاً هناك تأثيرات إقليمية ودولية ولكنها لا تؤثر في الاستراتيجية العامة. منذ البداية كانت أهدافنا واضحة: استعادة الدولة، دحر الانقلاب وإسقاطه والعودة إلى العملية السياسية التي انقطعت بفعل هذا الانقلاب، ونحن ماضون في هذه الخطة. الوتيرة أصبحت أسرع لأن الجيش أصبح أكثر تمكّناً وأكثر احترافية، وهذا ما أحدث هذا الفارق.
○ هل يمكن البناء على الأنباء التي تتحدث عن انشقاقات في صفوف قوات صالح ـ الحوثي؟
• الانشقاقات في صفوف الانقلابيين كانت تحدث منذ البداية، ولكن كان يتم استيعابها بفضل التماسك الذي كان موجوداً، أما الآن فقد تراجعت قوتهم بشكل كبير، وهناك خلافات حادة، عسكرية وسياسية، بين الحوثيين وصالح وصلت إلى حد الصدام المسلح في بعض المعسكرات. هذا جعل هذه الانشقاقات تتزايد وتتمظهر بشكل أكثر وضوحاً.
○ بعض المحللين يرى أن الشرعية تلكأت عن استكمال تحرير مناطق الشمال، بمعنى أنها حرّرت مناطق الجنوب وتوقفت، وأن ما نراه اليوم من «انتصارات» يعود إلى اتخاذ الرئيس اليمني والحكومة اليمنية قراراً حاسماً باستكمال التحرير وبمساعدة من الجنوبيين؟
• لا أوافق على هذا القول. أولى المحافظات التي خرجت هي في الشمال، مأرب مثلاً هي من محافظات الشطر الشمالي، وجغرافياً تقع شرق اليمن، لقد هبّ اليمنيون من كل المناطق للدفاع عنها، وصمدت، وهي الآن تحتضن مقرّات الجيش الوطني، أما كون أن بعض المحافظات الشمالية، مثل تعز وصنعاء، ما زالت غير محررة، فهذا يدخل ضمن التكتيكات العسكرية، ولا أريد التفصيل في هذا.
○ هل من تباينات في صفوف الشرعية اليمنية؟
• أهداف الشرعية واضحة وبنيانها قوي سياسياً وعسكرياً. نحن لا نتحدث عن شخص الرئيس عبد ربه منصور هادي أو حكومته، وإنما نتحدث عن القوى السياسية المساندة للشرعية والتي تؤيد مشروع الدولة الاتحادية الذي انقلب عليه الحوثيون. قد تكون هناك بعض التباينات في الرؤى حول مسار العمل العسكري مثلاً في توجيه العمليات لكن الأمر يُترك للقادة العسكريين لحسمه، وقد تكون هناك تباينات في كيفية التعاطي مع ما يعرضه المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ولد الشيخ أحمد لكنها لا تصل إلى حد الخلاف. هدف الشرعية موحّد ولا خلاف حوله، وهذا هو الأساس في أي عمل سياسي.
○ إلى أي مدى اختلف الوضع في عدن بعد انتقال رئيس الجمهورية والحكومة إليها؟
• يكفي ما يحمله هذا الانتقال من رمزية سياسية، عدن اليوم هي العاصمة المؤقتة. هذا الانتقال سوف يسرّع في عملية تطبيع الأوضاع في المحافظات الجنوبية وتحسين الخدمات التي يبحث عنها المواطن، وهو يعطي رسائل قوية للخارج وللانقلابيين الذين كانوا ينعتوننا بـ «حكومة المنفى» أو «حكومة الرياض». هذا الانتقال يقوّي الشرعية ويرسّخ هيبتها التي بدأ المواطنون باستشعارها.
○ هل بات الوضع الأمني تحت السيطرة في عدن؟
• التحرير العسكري لمنطقة ما لا يعني أنها أصبحت آمنة، والدليل أن عدن بقيت لفترة طويلة تعاني انفلاتاً أمنياً كبيراً، وهذا أمر طبيعي. الأوضاع السابقة أفرزت فصائل عدة من المقاومة الشعبية، مختلفة في ايديولوجياتها وتوجهاتها السياسية، ولكن كان يجمعها هدف واحد هو تحرير الأرض والدفاع عن العرض. اليوم الوضع أفضل بكثير مع وجود الرئيس هادي وحكومته، تم إنجاز تفاهمات بين هذه الفصائل وتم دمجها في القوات المسلحة.
هذه التدابير انعكست على الوضع الأمني. الأوضاع الأمنية اليوم أفضل بكثير، وبإمكان أي زائر أن يلحظ ذلك، مثلاً الوضع الأمني في حضرموت ممتاز. هناك تعثر في خدمات الكهرباء ومشتقات البترول لكن هذا أمر طبيعي في بلد خرج لتوه من حرب مدمرة، ونحن نعمل على التخفيف من وطأته.
○ عدن كونها العاصمة المؤقتة وتضم رموز الشرعية والمؤسسات، ما هو حجم التواجد الدبلوماسي فيها اليوم؟
• هناك لقاءات دائمة يجريها رئيس الوزراء ووزير الخارجية مع ممثلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة لتطمينهم وحثهم على فتح سفاراتهم وقنصلياتهم ومكاتبهم في عدن، ولكن كما تعلمون أن هذه البعثات تحكمها اتفاقيات دولية ومعايير معينة يجب تأمينها ومنها المعيار الأمني، والعمل جار على قدم وساق لتذليل الصعاب.
○ سياسياً ماذا حمل ولد الشيخ أحمد معه من تصوّرات خلال زيارته الأخيرة؟
• لقد سلّم رؤيته المعدّلة للرئيس هادي في عدن، وهذه جهود تصبّ في خانة إعادة المسار التفاوضي، تماشياً مع مبدأ أن تطبيق قرارات الشرعية الدولية لا يكون إلا بالعمل العسكري أو التفاوضي.
○ وهل يمكن لرؤيته أن تشكل اختراقاً في جدار العودة إلى المفاوضات؟
• نعم، حسب علمي أن هناك رؤية جديدة قد تُحدث اختراقاً يمهّد لجولة مفاوضات جديدة إن شاء الله، رغم تصريحات «المجلس السياسي الانقلابي» بأن المفاوضات مع المبعوث الخاص أصبحت غير مجدية. هذا يُظهر أن الرؤية المعدّلة لم تعد تلائمهم، الآن هم ينتقدون دور المبعوث الدولي ويقولون أن التفاوض المباشر مع القوى الإقليمية والدولية قد يكون أجدى بالنسبة لهم من التعامل مع الأمم المتحدة.
○ خلال مشاورات الكويت تم الوصول إلى شبه اتفاق استمكالاً لمحادثات «بيال» السويسرية، لكن ولد الشيخ أحمد حمل لاحقاً تعديلات على الاتفاق رفضتها الشرعية، لأنها تتضمن خروج الرئيس هادي بعد فترة معينة. اليوم نرى عودة المبعوث الدولي مع رؤية معدّلة هل هذا التعديل مرتبط بالإنجازات العسكرية التي تحققها الشرعية؟
• بالتأكيد. ولد الشيخ وصل إلى قناعة بأن الحوثيين لا يريدون سلاماً حقيقياً. في الكويت كنا ناقشنا كل القضايا ووصلنا إلى مشروع اتفاق قدمته الأمم المتحدة بعد نقاشات استمرت ثلاثة أشهر، ووافقنا عليه كحكومة شرعية لكنهم تلكأوا ولم يُوقعوا عليه مع أنه يضمن لهم شراكة حقيقية على المستوى الأمني والسياسي، وهو اتفاق سلام شامل وليس كما ادعوا بأنه مجتزأ.
○ ماذا تضمّن تحديداَ؟
• من ضمن ما ينص عليه انسحاب الميليشيات من المحافظات الثلاث (صنعاء، تعز والحديدة)، وتشكيل لجنة عسكرية مشتركة يتم التوافق عليها من خلال المفاوضات بين الطرفين تُشرف على عملية الانسحاب وتتسلم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. بعد ذلك بـ45 يوماً يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية وتوافق سياسي، لكن مع ذلك رفضوا لأنهم يرفضون فكرة الانسحاب من الأساس. هذه الحقيقة اقتنعت بها الأمم المتحدة بأن الحوثيين لن يسلّموا ما لم ينهزموا، ولن يقبلوا بأي اتفاق. لقد أصبحوا حكاماً بين ليلة وضحاها. لقد أفلسوا البنك المركزي بعدما كان الاحتياطي بحدود 5 مليارات دولار. أصبحوا أثرياء خلال سنتين وأنشأوا شركات لنقل النفط، هم يعيشون حلماً، لذا لا يمكن أن يتنازلوا حتى لو بقيت سيطرتهم مقتصرة على صنعاء، لقد عجز المجتمع الدولي عن تقديم الاقتراحات. السفيران الأمريكي والبريطاني وسفراء دول الخليج أصيبوا بالصدمة لردة فعل الحوثيين. الاتفاق أنصفهم وأعطاهم مكانة لم يكونوا حتى يحلمون بها، لكنهم لا يفكرون في المستقبل لأنهم ليسوا سياسيين، هم ميليشيات لا يهمها إلا أعمال النهب.
○ هذا يعني أن الحسم العسكري هو الخيار الوحيد المتبقي؟
• أي صراع عسكري ينتهي باتفاق سياسي، هذا متعارف عليه، لأن القوة العسكرية قد ترجّح كفة فريق على آخر، لكنها لا تحسم الخلاف بشكل نهائي خصوصاً إذا كان الخلاف فيه جانب سياسي، لكن بالتأكيد لا بدّ من العمل العسكري من أجل ردع هؤلاء لأنهم لا يفهمون منطق السياسة ولا يُؤمنون بالشراكة.
○ الدول الكبرى تلكأت في معالجة الأزمة اليمنية وتطبيق القرار 2216 الذي صدر تحت الفصل السابع مراعاة لإيران ولملفها النووي هل المطلوب تحرّك دولي جدي أم أنه لم يعد ذا جدوى؟
• المجتمع الدولي تأثيره اليوم محدود. اليد الطولى في الملف اليمني هي لدول الجوار وخاصة المملكة العربية السعودية، والعمل العسكري كله تحت مظلة هذا التحالف العربي ولكن بقرار أممي. الأمم المتحدة يجب أن تدافع عن قراراتها وخاصة تلك الصادرة تحت البند السابع، لكن «عاصفة الحزم» انطلقت والتدخل الدولي لن يُفيد شيئاً الآن، بل على العكس، قد يُعقّد المشهد. المطلوب ضغط سياسي من قبل الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن على هذه الجماعة التي لم تتعرّض لضغط حقيقي لأسباب متعددة، منها علاقات الولايات المتحدة بإيران لإنجاز الاتفاق النووي، والدور الصاعد لروسيا في المنطقة. حصل نوع من التهاون في التعامل مع هذه الجماعة والبعض اعتقد أنه يستطيع أن يستخدمها لإبقاء الملف اليمني مفتوحاً في مقابل الملف السوري.
الأمر محسوم بالنسبة لنا وللدول التي تدعمنا، لا نريد الاستمرار في العمل العسكري لمجرّد القتل، نحن نتمنى لو أن الميليشيات تنسحب من المناطق التي احتلتها وتعيد السلاح إلى الدولة وتعود كقوة سياسية إلى طاولة المفاوضات لتكون شريكة في لجنة صياغة الدستور. نحن نريد من الأمم المتحدة أن تنفذ قراراتها ليس بالقوة وإنما بالضغط السياسي من خلال المفاوضات وأن تقدم مشاريع اتفاقات ورؤى متجانسة.
○ اليوم مع وصول إدارة أمريكية جديدة والكلام عن سياسة مختلفة في المنطقة، هل تتوقعين تحولاً ما في المشهد اليمني؟
• حسب قناعاتي، الوضع اليمني يتأثر بالتطورات الإقليمية أكثر، أمريكا لم تهتم كثيراً بالملف اليمني في السابق، هناك عملية احتواء فقط. المبادرة الخليجية رغم أن آليتها التنفيذية صيغت في الأمم المتحدة إلا أنها محاطة برعاية خليجية. التحالف العربي يحظى برعاية خليجية، والمفاوضات تتم برعاية خليجية أيضاً. هناك دعم سياسي من قبل القوى الدولية الراعية للعملية السياسية، لكن تأثيرها ليس ذاته كما هو الحال في سوريا، الوضع اليمني يختلف كثيراً عن الوضع السوري، لذلك أنا لا أعتقد أن وصول إدارة أمريكية جديدة سيؤثر كثيراً على الوضع اليمني، إلا إذا كان هناك تبدّل في العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا، أو بين الولايات المتحدة وإيران، لأن العلاقات الأمريكية ـ الإيرانية تُلقي بظلالها على العلاقات الإيرانية ـ السعودية، وبالتالي يتأثر الوضع في اليمن. بشكل عام اليمن بالنسبة لإيران لا يحتل الأولوية كما هي الحال في سوريا والعراق.
○ الترابط بين الأزمتين اليمنية والسورية أصبح واقعاً، بحيث يتعقد الوضعان معاً أو ينفرجان معاً؟
• نعم، هناك ترابط هدفه المقايضة وتسوية الخلافات على هذا الأساس. إيران ليس لها مصالح استراتيجية في اليمن، مصالحها في العراق وسوريا، لكن هي تريد أن يبقى الملف اليمني مفتوحاً حتى تحسم وضعها في سوريا. المصالح الأمنية القومية لدول الخليج مرتبطة باليمن، اليمن هو عمق المملكة العربية السعودية ودول الخليج وأمنه مِن أمنها، لذلك تسعى إيران لدسّ خنجرها في خاصرة هذه الدول من أجل المقايضة في أماكن أخرى، وبالتالي هناك ترابط بين المسارين، فأي انفراج في الأزمة السورية سوف يقابله انفراج في الأزمة اليمنية.
○ ما المعطيات التي يستند إليها وزير خارجيتكم عبدالملك المخلافي حين يُعلن أمام طلاب من جامعة هارفارد أن عام 2017 سيكون عام السلام والإعمار في اليمن؟
• بالتأكيد هو لديه معطيات تستند إلى النجاحات العسكرية التي تحققها الشرعية، وإلى إمساكها بالأوضاع في المناطق المحررة. ربما لديه قراءات أيضاً حول الإدارة الأمريكية الجديدة أو العلاقات الروسية ـ الأمريكية المستجدة، أو الانفراجات التي تحدث اليوم في مسار الأزمة السورية. هذه الاستنتاجات تعطي مؤشرات واضحة على أن السلام سيحل قريباً إن شاء الله، ونحن نأمل ذلك.
○ ثمة أحاديث عن تعديلات حكومية تطال المراكز الحساسة هل لكِ أن تطلعينا على هذه الأجواء؟
• قد يحدث شغور في بعض المراكز العليا في الدولة تستدعي بعض التشكيلات، لكنّي لا أملك تفاصيل دقيقة حول هذا الأمر.
○ في حال إنجاز الحسم العسكري، هل سيُستأنف المسار السياسي من النقطة التي توقف عندها، أم ستكون هناك تعديلات على الرؤية السياسية التي سبق لليمنيين أن توافقوا عليها؟
• نحن نميّز بين متطلبات السلام ومتطلبات بناء اليمن الجديد وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، متطلبات السلام هي التدابير الأمنية والانسحابات وتسليم الأسلحة وإخلاء المدن من المعسكرات والمظاهر العسكرية، تمهيداً للعودة إلى طاولة الحوار للاتفاق على شكل حكومة يشارك فيها الجميع لإدارة هذه المرحلة الانتقالية ولاستكمال العملية السياسية. الكل يعترف بهذه الأسس وبأن المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني هي الأساس لأي اتفاق مقبل، وبالتالي فإن مشروع الدستور وإن خضع لتعديلات فلن تكون جوهرية خاصة عندما نتحدث عن تقاسم السلطة وتوزيع الثروة. بالتأكيد لن يتم الخروج عن هذه الاتجاهات الرئيسية.
○ هذا يدفعنا إلى الاستنتاج بأن ما جرى لم يكن إلا محاولة عبثية لن تغيّر شيئاً مما تم الاتفاق عليه قبل نشوب الحرب؟
• الحوثيون قالوا أنهم دخلوا صنعاء من أجل تطبيق مخرجات الحوار الوطني، ولا يزالون يعلنون تمسكهم بها. لكن ماذا فعلوا؟ هم حكموا ونهبوا وأقصوا الجميع عن السلطة، أي أرادوا تطبيق مخرجات الحوار بأسلوبهم الخاص، وهنا تلاقت مصالحهم مع مصالح الرئيس السابق علي عبدالله صالح. لا يمكن أن نعود بعد كل هذا إلى المربع الأول، أي إلى نقطة الصفر. الثورة قامت في العام 2011 للتخلص من المركزية الشديدة التي أدت إلى إقصاء الكثير من المناطق، فلا يمكن اليوم بعد كل هذا وبعد كل هذه التضحيات التي قُدمت أن نستسلم ونعود إلى مفهوم الدولة المركزية السابقة، هذا غير وارد. اليوم يجب البحث عن صيغة جامعة، وليس هناك أكثر ملاءمة للواقع السياسي والاجتماعي والثقافي من صيغة الدولة الاتحادية ذات الأقاليم المتعددة.
○ هل لديكم تصوّر معيّن لمستقبل علي عبدالله صالح في التركيبة الجديدة لليمن؟
• لقد أصبح هو وعائلته خارج المشهد السياسي اليمني، وأعتقد أن ترتيب وضعه سوف يكون ضمن اتفاق التسوية.

وزيرة الشؤون القانونية في اليمن نهال العولقي لـ «القدس العربي»: المبعوث الأممي مقتنع بأن الحوثيين لن يقبلوا بأي اتفاق ما لم ينهزموا

حاورتها: رلى موفّق

النقب …صحراء بين بحرين ومعركة مفتوحة على الأرض والرواية

Posted: 28 Jan 2017 02:10 PM PST

الناصرة ـ «القدس العربي»: تشكل صحراء النقب ثلثي مساحة فلسطين وكانت آخر منطقة فيها يستكمل احتلالها في فبراير/شباط 1948 ضمن عملية «يواف» ومن وقتها لم تنته المعركة على تهويدها ويواجه البدو المتبقون فيها نوعا من التطهير العرقي. ينقسم البدو (15 في المئة من فلسطينيي الداخل) إلى فئتين رئيسيتين، الأولى تشكل أقلية تقيم في الجليل والثانية هي الأكثرية المقيمة في النقب وفي الحالتين أصولهم واحدة من سيناء وشبه الجزيرة العربية. لأسباب تاريخية وثقافية يقيم البدو الفلسطينيون أيضا في معزل جغرافيا واجتماعيا عن بقية فلسطينيي الداخل واستخدمت إسرائيل ذلك وسيلة لسلخهم عن بقية شعبهم كما تجلى بالضغط عليهم لأداء الخدمة العسكرية في الجيش كقصاصي أثر في الصحراء في الأساس. ويقيم في النقب اليوم نحو 200 ألف فلسطيني يقطن عدد قليل منهم في عاصمة الصحراء مدينة بئر السبع والبقية في ست قرى ومدينة رهط وفي 45 قرية غير معترف بها إسرائيليا ومحرومة من أقل الخدمات. واحتدمت المعركة على هوية النقب مجددا قبل نحو عقدين بعدما أعد رئيس حكومة إسرائيل الراحل أرييل شارون خطته لمحاصرة البدو عددا ومساحة جغرافية.

رسالة بن غوريون لولده

وهذه فكرة صهيونية قديمة، فقد بعث ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل رسالة إلى ابنه عام 1938 يقول له فيها «إن أراضي النقب محفوظة للمواطنين اليهود متى شاءوا واينما شاءوا ولابد من طرد العرب وأخذ مكانهم». وفعلا لم يبق في عام 1951 من البدو إلا 13 ألف نسمة مع أن عددهم كان يتراوح أواخر الأربعينيات بنحو 90 ألف نسمة. في أواخر عام 1953 أصدرت الأمم المتحدة تقريراً ذكرت فيه أن سبعة آلاف بدوي من النقب جرى ترحيلهم إلى مناطق قريبة من الأردن والى غزة وسيناء اللتين كانتا خاضعتين للحكم المصري مع أن الكثير منهم انسل عائدا عبر الحدود دون أن يتمكن أحد من اكتشافهم. ويستذكر الجغرافي الباحث د. ثابت أبو راس أن موشيه دايان، قائد القوات الإسرائيلية، في حرب عام 1967 وأكثر القادة العسكريين شهرة قد تحدث عما يدور في خلد الإسرائيليين عندما تنبأ بقرب زوال ظاهرة البدو عن الوجود.

رحم المرأة البدوية

ويوضح أبو راس لـ «القدس العربي» أن أسباب هذا العداء الذي يكنه القادة الإسرائيليون للبدو ذو شقين، فالحكومات الإسرائيلية التي كانت تسعى إلى بسط سيطرتها على الأرض والسكان، كان يساورها القلق حيال نسبة الإنجاب عند البدو وهي من الأعلى في العالم. كما أن نمط حياة البادية القائم على الترحال يجعل من المستحيل ضبط تحركاتهم ومراقبة أنشطتهم كما هو حاصل بالنسبة للتجمعات السكنية العربية الثابتة.
تعتبر منطقة النقب الممتدة حتى عسقلان وسدود على البحر الأبيض المتوسط والعقبة على ساحل البحر الأحمر أفضل بقعة شاسعة لاستيعاب موجات الهجرة اليهودية مستقبلا، كما أن الطبيعة القاحلة لهذه الصحراء وصعوبة اختراقها أو مشاهدة التحصينات فيها، جعلها مكانا مناسبا لإنشاء القواعد العسكرية والعمليات الحساسة. فقد تم على سبيل المثال إنشاء المفاعل النووي الإسرائيلي بالقرب من بلدة ديمونا في النقب وهناك تم اجراء تدريبات على مخطط لاغتيال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. يطلق على المنطقة التي يتجمع فيها البدو في النقب «منطقة الحصار» حيث تم إنشاء حلقة محكمة من المستوطنات اليهودية لاحتواء البدو، حيث أخذت أراضيهم تُلتهم تدريجيا جراء إنشاء المزيد من المناطق الصناعية والقواعد العسكرية والمحميات الطبيعية، إضافة إلى مطار.
كل قرية من القرى البدوية محاصرة ومفصولة عن سائر القرى البدوية الأخرى بمزارع يهودية ومستوطنات ومدن تطوير ويعيش البدو في النقب اليوم على 2 في المئة فقط من المساحة الإجمالية.

لا ماء ولا كهرباء

ظلت إسرائيل منذ الستينات تصنف التجمعات السكنية البدوية بالنقب كتجمعات مبعثرة غير معترف بها ومارست ضغوطات شديدة على سكانها للتخلي عن نمط الحياة الزراعي. وعرضت الدولة على البدو الانتقال إلى واحد من سبع قرى تشبه مخيمات ريفية تم إنشاؤها في السبعينات وهي البلدات التي تتقوقع عند أدنى معدلات التطور الاقتصادي والاجتماعي. أما بالنسبة للفرد الذي يرفض عرض الدولة فقد يضطر للعيش في قرى غير معترف بها، وهذا يعني انه محروم من تلقي الخدمات العامة كالمياه والكهرباء والعيادات الصحية والمدارس. على سبيل المثال يضطر الأطفال في قرية عبدة السفر 87 ميلا في اليوم ذهاباً وإياباً إلى منطقة معترف بها من أجل تلقي التعليم في المدرسة. وجميع مساكن البدو غير مرخصة (ليست لهم بلديات يقدمون فيها طلب الحصول على رخصة بناء)، وبالتالي فهم عرضة لأوامر الهدم. هناك نحو 30 ألف مسكن بدوي معرض للهدم بدعوى أنهم غزاة ولا يملكون وثائق طابو تثبت ملكيتهم لذلك يضطر أغلب سكان القرى البدوية للعيش في خيام أو أكواخ الصفيح المعدنية.

دوريات سوداء

كان شارون الذي يملك مزرعة شاسعة في النقب، أول العدائين ضمن سباق طويل نحو ترحيل البدو من أرضهم التاريخية، فقد انشأ أوائل السبعينات عندما كان يشغل منصب وزير الزراعة، شرطة شبه عسكرية خاصة بالنقب، أطلق عليها اسم «مضلل» وهو الدورية الخضراء ووصفها البدو بـ «السوداء» بهدف تنفيذ أوامر هدم بيوت السكان البدو ومصادرة قطعان الماشية والأغنام التي يملكونها، ووعد شارون آنذاك بأن يؤدي إنشاء الدوريات الخضراء إلى إعادة انعاش النقب، وقد سنحت له الفرصة بعد أن أصبح في 2001 رئيساً للوزراء لإنهاء المهمة التي بدأها. في 2003، صادقت حكومة شارون على خطة خماسية متعددة رصدت لها ميزانية تقدر بنحو 200 مليون دولار كمحاولة جادة لمعالجة المشاكل التي يعاني منها البدو وكذلك معالجة قضية الأراضي.

تطهير عرقي

أما البدو الذين نظموا أنفسهم في «مجلس إقليمي» للقرى غير المعترف بها فقد اعتبروا الخطة إعلان حرب عليهم لا سيما أنه لم تتم مناقشة الخطة مع أي من ممثليهم. ومن وقتها المعركة تكاد لا تتوقف يوميا على تنفيذ هذه الخطة بكل نسخها وطبعاتها ويرى فيها رئيس «المشتركة» النائب أيمن عودة غطاء أداة سياسية مرتبة لاستعمال القوة لطرد كل البدو من قراهم المبعثرة إلى ثلاثة مخيمات أنشئت على أنقاض ثلاث قرى سابقة غير معترف بها أُنشئت على طول خط القرى السبع القائمة. عودة الذي يكرس الكثير من طاقاته لأجل حماية النقب وأصيب في المواجهات الأخيرة بعيار مطاطي في وجهه يعتبر أن النقب يواجه اليوم عمليات تطهير عرقي تتجلى بوضوح في محاولات هدم قرية أم الحيران وبناء مستوطنة لليهود على أنقاضها ترث أرضها واسمها. ويتم ذلك بقوة قانون خاص بمنع «غزو البدو للأرض» يعتبر أصحاب الأرض منذ قرون غزاة ويهدف التمهيد لتوطين مهاجرين يهود تم استقدامهم من أصقاع الدنيا. ويواجه بدو النقب تحديات كثيرة في ظل غرامات باهظة تفرض عليهم تباعا وتباد مزارعهم بالمبيدات الكيميائية أو بحرثها بالجرارات مثلما يتم هدم قراهم عشرات المرات. فقرية العراقيب وحدها هدمت حتى الآن 110 مرة حتى باتت رمزا لصمود وبقاء البدو بل كل فلسطينيي الداخل على أراضيهم.

بجوار الموتى

التقينا الشيخ صياح مديغم الطوري أبو عزيز داخل براكية مجاورة لمقبرة قرية العراقيب تستخدم عادة بيتا للعزاء، أقام فيها ريثما تكتمل عملية إعادة بناء ما هدمته الجرافات الإسرائيلية. ويتابع»في المرة السابقة أبعدونا لمدة يومين فعدنا للمقبرة والمسجد بأمر من المحكمة بعدما أوضحنا أن أغنامنا بقيت هناك ولابد من رعايتها». ويدعو الشيخ الطوري لنشر صور الأحياء التي يقيمون فيها بجوار مقبرة نتيجة ممارسات إسرائيل ويتابع بما يشبه النكتة المرّة «الحمد لله … هنا يكفل الأموات الأحياء ويساعدونهم على البقاء وهذه مقبرة تاريخية تحتضن رفاة أجدادنا منذ العهد العثماني وقبل أن تولد الصهيونية». يراهن أبو عزيز على المسار الشعبي والصمود على أرضه لإفشال مخططات ترحيل وتهجير العراقيب بموازاة ادعائه القضائي لإثبات ملكيته على الأرض في القرية الممتدة على مساحة 1050 دونما ويسكنها قرابة 300 إنسان.

أملي بالله

ويتابع بلهجة واثقة «لا أعول كثيرا على المسار القضائي لأننا فاقدون الثقة بالعدل وهذه الدولة حتى لو لم تحكم بالعدل لدينا أمل بالله بأن ينسفها على من فيها». خلف كانون فيه كومة جمرات يحتضن أواني القهوة العربية التقليدية، يستذكر أبو عزمي أن إسرائيل شنت حملتها الأولى على العراقيب وهو طفل عام 1953 لكنها كثفت حملات التهجير بعد 1967. ويؤكد أن في حوزته أكثر من دليل على ملكيته الأرض منها الكواشين وعقود شراء تاريخية. ويشدد أبو عزمي رفضه مساومته على أرضه بتعويضه ماليا أو تبديلها بأرض في مكان آخر ويتابع: «لن أرحل ولو عرضوا علي عشرة دونمات عن كل دونم فهي ليست منطقة عسكرية وغير مخصصة للصالح العام وأنا أحق بها فكيف أترك أرضي وأقيم في أرض الغريب؟».

سر الصمود

وللتدليل على تشبثه وأقاربه بالعراقيب بكل ثمن توجه لأحفاده الصغار المتحّلقين من حوله، سعيد، ومحمد وربيع فأجابوا على سؤال بالتأكيد القاطع أنهم يرفضون الانتقال لمدينة رهط وغيرها فيردف حازما: «والله لو فرشوها ذهبا ما سكنا في المدينة». وعن سر صموده في أرضه رغم اقتلاع الزيتون وهدم منزله يقول إنه وأقاربه اعتادوا على سياسات التعذيب والممارسات الوحشية الإسرائيلية ويضيف «مصممون على البقاء فالحياة لمن يصمد». يشار إلى أن جرافات الهدم الإسرائيلية قد اقتلعت 4500 شجرة زيتون تملكها عائلة أبو عزيز كان بدأ بقطف ثمارها عام 1999 بعدما رباها بـ «دموع العين» واستجلب الماء من مناطق نائية لريّها.

مصابون بداء الكلب

ويشير أبو عزمي بلهجة واثقة غاضبة أن العراقيب أقدم من إسرائيل وبخلافها هي لم تغز أحدا ويتابع «هؤلاء الذين يتخذون قرارا بهدم منازل على رؤوس أهلها بالقيظ والقرّ هم مرضى وغير أسوياء وربما مصابون بداء الكلب». وتابع «داهمونا في المرة الأخيرة بعد صلاة الفجر فهدموا الخيام والمنازل الإسمنتية دون منحنا فرصة إنقاذ أثاثها، بل هدموا قن الدجاج والحمام واقتلعوا الشجر». وردا على سؤال يضيف «لم يبق شيء نبكي عليه وطالما بقيت الأرض ونحن عليها فلن نبكي على بيت هدم». النائب أيمن عودة الذي سبق وأقام في العراقيب نحو الشهرين قبل دخوله الكنيست واعتقل عدة مرات يؤكد أن الشيخ الطوري هو عزيز النقب ويستحق منحه جائزة إحياء القفار والصحاري بدلا من اقتلاعه وأهله.

النقب …صحراء بين بحرين ومعركة مفتوحة على الأرض والرواية

وديع عواودة

أسقط ورقة التوت عن السلطة: إقصاء المنتخب الجزائري يثير زوبعة واسعة في البلاد ويتحول إلى قضية رأي عام 

Posted: 28 Jan 2017 02:10 PM PST

الجزائر ـ «القدس العربي»: عندما تقرأ عند نزولك من سلم الطائرة، وقبل أن تحط قدمك على أرض مطار هواري بومدين الدولي، لافتة ترحب بقدومك إلى الجزائر، ما من حديث أو نقاش يمكن أن تسمعه أو يقتحم أذنك، غير الكرة وشؤونها، على ضوء إقصاء منتخبها الوطني في الدور الأول من أمم افريقيا التي تجري وقائعها حاليا في الغابون.
عندما تقدمت من موظف الهجرة والأمن سألني مباشرة وهو يختم جواز سفري وطبع على شاشته أنني أقيم في الدوحة عن قناة «بي أن سبورت» القطرية التي احتكرت بث المباريات. أخبرني أنه يحمد الله لعدم اقتناء جهاز البث الذي قال ان سعره غال ويتجاوز امكانياته المادية، وتردد كثيرا قبل أن يحسم قراره بعدم تجديد الاشتراك مع الأعباء التي يتكبدها. همس الشرطي لي بلباقة وكأنه لا يصدق الأمر، أنه يفكر جديا في الابتعاد عن أجواء هذه اللعبة التي جعلته يعيش على أعصابه في الفترة الأخيرة ويتجرع وقع صدمة إقصاء المنتخب، ليهتم أكثر بمستقبل أولاده. وقبل أن أودعه مبتسما مازحني قائلا، أن الأمر صعب تنفيذه مثل مدمن مخدرات، فهو لن يتوب عن عشقه وولهه بالكرة التي تسكن في الدم مثلما قال.
شكرته وتوجهت لأسحب عربة تحمل حقيبتي، لأفاجئ بموظف الجمارك يسألني ممازحا بلغة تحمل طابع التهكم، كم جهاز استقبال فضائي لقنوات «بي أن» جلبت معي؟
رد نيابة عني حتى قبل أن يسمع الجواب أنني لن أبيع أي وحدة، إذا جلبت معي الكثير منها، لأنها تعتبر بضاعة بائرة في الوقت الحالي بعد النكسة.
غادرت المطار بعد استكمال الإجراءات وأثار انتباهي هذا النقاش الذي بدأت أسمعه في كل مكان عن المنتخب، والكرة، ورئيس الاتحاد والمدرب، واللاعبين، وقنوات النهار والشروق والهداف، وكلُّ يفتي، ويحلل، ويناقش، كأنه خبير لا يضاهي علمه شخص آخر.

تغييب للانشغالات المحورية

تصورت أن أسمع حديثا جادا عن موجة الغلاء بسبب رفع الدولة نسب الرسوم والضرائب على بعض المواد والمعاملات التجارية، مع دخول قانون المالية حيز التنفيذ والتي صاحبها بعض الاحتجاجات في مناطق عدة، ومع ما رافق ذلك من تدن في حياة الناس. لكن لا شيء من ذلك ولا عن الحريات، ولا عن مستوى المعيشة، والتعليم، أو نسب الفساد وتصنيف المنظمات الدولية للجزائر في ذيل الترتيب.
في الطريق إلى وجهتي في وسط العاصمة لم يتوقف سائق سيارة الأجرة الذي أقلني عن الحديث عن المنتخب ونكسته وأثرها في نفوس أهل البلد الذين يعشقون هذه اللعبة ويمضون يومهم وهم يتناقلون أخبار منتخبهم، ونتائجه ويحللون سير المباريات. بوعلام شاب أربعيني، أقلني على مركبته بمبلغ خيالي وفق بورصة أسعار محددة لا يمكن التفاوض حولها، لم يسألني عن أحوالي ولا عن ظروف الغربة كدأب أصحاب السيارات ولغوهم في هذه المواضيع باستمرار، واكتفى طيلة زمن الرحلة بالحديث عن ما أسماه فاجعة الإقصاء المر التي تجرعها الجميع. لم يستوعب كثيرون حتى الآن أي خطب ألم بالفريق الذي بنوا حوله الأحلام وتصوروا وصوله بسهولة ويسر إلى الأدوار النهائية، وهو الآن ينحدر إلى هذا الدرك. كانوا يمنون النفس بانتصارات تزرع الفرحة في قلوبهم وعلقوا أمالا عريضة على فوز يزين أيامهم ويدخل البهجة على أنفس كانت متعطشة لجرعة من النشوة تنسيهم شظف العيش، كان يعبر بأسى الرجل وهو يقف على ناصية الشارع لأغادر نحو وجهتي.
خيبة الأمل لهذه الانتكاسة كانت كبيرة، وتلمستها في كل مكان، وحيثما توجهت وفي أغلب المناطق.
عندما تجولت في سوق باب الوادي الشعبي الذي كان إلى وقت قريب خزان الثورات ومنه تنطلق جل المظاهرات التي تعم أرجاء البلد، المزاج لم يكن رائقا. حركة الناس كانت مضطربة والمقاهي تجمعت فيها جموع بشرية من شتى الأعمار، ومسحة الحزن تعلو الوجوه.
الكل يتحدث في الكرة وعن قضية رئيس الاتحاد الحاج روراوة مثلما يلقب هذا المسؤول الذي تحول إلى أحد القربان واسمه على الألسن.
فريد عبد القادر وهو موظف في أحد الشركات الوطنية كان يتحدث مع رفقائه عن التسجيل الذي بث على قناة خاصة لمحادثة شخصية بين الصحافي والزعيم (رئيس اتحاد الكرة) مثلما يسمى ويدور نقاش حول الموضوع. دافع الشاب عن الرجل واعتبره بطلا قوميا لأنه جلب لهم وفق رأيه لاعبين كثر واشتراهم على حد وصفه بمبالغ وسحبهم من بلدانهم التي آوتهم منذ الصغر ليصنع منتخب الجزائر القوي. رفقاؤه لم يوافقوا على نهجه واعتبروا أن الرجل يجب أن يغادر ويترك مكانه لغيره.
احتدم النقاش بين التلة وعلا الصياح والتنابز وكاد يتحول إلى عراك بالأيدي مع تعصب كل رأي لفكرته. جل الطاولات داخل المقهى كانت على ذات الشاكلة، وعلى مدخله وقف بعضهم يدخنون على قارعة الشارع ويستكملون النقاش حول المنتخب الذي يسكن أفئدتهم ويعيشون أيام السنة على رزنامة مبارياته.

اهتمام عابر للأمكنة والأحياء

غادرت الحي الذي هالني الانحدار الذي يشهده مع سوء حالة البنايات القديمة والتراثية التي تعود إلى حقبة الاستعمار الفرنسي، لم يتم صبغ واجهات مبانيها منذ سنوات خلت، مع زيادة ملموسة ومضطردة كانت جلية لسكان باب الوادي العريق.
وصلت إلى وادي حيدرة حيث مقر وزارة المالية، بمحاذاة حي شعباني الراقي في أعالي العاصمة، غير بعيد عن مقر وزارة الطاقة التي تغذي البلاد، لاستطلاع الوضع العام وأخذ فكرة عن المزاج في هذه الأماكن. تتواجد في المنطقة أغلب مقار الوزارات والمؤسسات الكبرى في الدولة والسفارات الأجنبية والمراكز والمعاهد وبعض الأجهزة الخاصة. وتقطن هذا الحي فئة مرفهة من كبار المسؤولين والمدراء التنفيذيين، وطبقة من الميسرين من أصحاب الدخل المرتفع، ويرتاده عدد من أصحاب المشاريع والشركات الخاصة.
توقفت في أحد صالونات الشاي من المصنفة ضمن أفضل الأماكن في المنطقة، وكان الديكور هنا مختلفا بالرغم من بساطته إلا أنه يوحي بذوق رفيع لصاحبه، والأثاث مختار بعناية فائقة وبمعرفة بذائقة رواده ويحاكي تطلعهم لارتقاء السلم الاجتماعي نحو استيعاب حياة تضاهي مكانتهم مستقبلا.
أمامي كانت مجموعة من الصبايا اليافعات يجلسن بدلال وتمختر بملابس تحمل ماركات عالمية كانت مدموغة على نحو بين في بعض القطع، وبجانبهن حقائب يد غالية، وعلى الطاولات تصطف مجموعة مفاتيح سيارات لعلامات مشهورة وغالية ليس بوسع أي كان تحمل كلفة ركوبها. «الأراجيل» أو زجاجات «الشيشة» التي أصبحت موضة في البلد، كانت منتشرة حول أكثر من مجموعة ويدخن الفتيان كما الصبايا على نحو متساو وترتفع دوائر دخانهم إلى سقف القاعة وتتدلى منه ثريا فخمة. صاحب المكان قبل أن يسألني عن طلبي بادرني بلغة فرنسية موزونة وربما لإدراكه أنني جديد على محله، عن حالي مع هذه النكسة التي دمرت كل الأحلام وجعلت الناس يتجرعون علقم آلامهم.
لم يكن مجديا أن أستمر في طرح الأسئلة على البقية، فالأصوات التي كانت ترتفع تمتزج فيها الفرنسية مع بعض العربية جلها تدور في فلك الكرة وإقصاء المنتخب وعن مصير الجزائر الكروي طبعا.
وأنا أغادر المحل تناهى إلى سمعي حديث أحدهم في هاتفه يستجدي صديقا له أن يتوسط له مع مسؤول في إدارة الضرائب ليعفيه من دفع نسبة منه لأنهم رفضوا التصريح الذي أعلنه عن أحد صفقاته التجارية.

الإعلام في قلب المعركة

كنت على موعد مع زملاء صحافيين في أحد مقاهي حي ديدوش مراد قرب الجامعة المركزية التي كانت قبل الاستقلال تصنف ضمن أفضل الجامعات على المستوى الدولي، وتخرّج منها عباقرة، وبعضهم من الحاصلين على جوائز دولية مرموقة.
الحديث مع زملائي وجلهم ممن يعمل في مؤسسات محلية، وبعضهم يراسل قنوات أجنبية، كان يدور عن الإعلام والصحافة الجزائرية ودورها في هذا النقاش الدائر حول الكرة.
يعترف أحدهم أن الصحافة الجزائرية تتحمل بدورها جزءا من إثم المشاركة والمساهمة في هذا الإلهاء المتعمد للشعب في أحاديث المنتخب، وجعل الكرة مركز اهتمام الناس بعيدا عن الانشغالات الأساسية والحقيقية.

المنتخب الجزائري
وسيلة تفريغ لغضب الجماهير

ولفهم هذه الظاهرة وسر الاهتمام المبالغ في هذا الجانب، وإذا كان الأمر طبيعيا أم أن هذا الهوس صفة عادية تشترك فيها الشعوب جميعها، حاولت استنباط الحقيقة من بعض المتابعين لإحاطة الموضوع بنظرة شاملة.
يعتبر المحلل السياسي والكاتب خضير بوغايلة المشهور بزاويته الساخرة «أطرش في الزفة» في حديثه مع «القدس العربي» أنه منذ مونديال مكسيكو 1986 تغير مفهوم المنتخب الوطني في الجزائر، من فريق غايته الأساسية سمعة البلد، والسعي إلى اكتساب مراتب مشرفة ضمن الفرق العالمية، إلى منتخب تتحرك حوله الأنانيات والمصالح التي لا علاقة لها أصلا بمصلحة المجموعة ولا سمعة الوطن.
ويستطرد أنه في البداية كان الداء مصدره اللاعبين الذين استغلوا مواقعهم للانتفاع الشخصي وصار اللعب للمنتخب سجلا تجاريا يتيح لحامله جني الثروات، متشجعين في ذلك بما بدر عن الدولة من «سخاء»، ولعل الذين عايشوا تلك المرحلة يتذكرون جيدا كيف أن بعض اللاعبين أرادوا التعبير عن استيائهم من عدم حصولهم على ما أرادوا من مكافآت بتعمد تقديم أداء كانت نتيجته تردي الفريق وانطفاء شعلته شيئا فشيئا. ثم جاءت الكارثة على حد قوله، عندما دخل السياسيون في الحلبة وأرادوا هم أيضا اتخاذ الفريق سلّما يرتقون به إلى قلوب الجماهير. وذكّر في هذا السياق، كيف صار اختيار اللاعبين والمدربين والمشرفين على اتحادية كرة القدم يتم على أسس ومعايير «شللية» ومنفعية بعيدا تماما عن أي اعتبار له علاقة باللعبة وقواعدها.
ويمضي في تحليله بالتأكيد أن هذه الكارثة لقيت استجابة لدى عموم الجماهير الذين بدأوا يخلطون بين كرة القدم والسياسة، فانساقوا تدريجيا نحو مستنقع السياسيين ورضخوا للواقع الجديد مسلّمين بأن الحاكم أحسن من يفقه في شؤون الرياضة والفريق الوطني تحديدا، وصار الحكام هم الأوصياء على الفريق بدل أن يكونوا كغيرهم من باقي الجماهير مجرد مناصرين ومحبين لفريق بلادهم. ويؤكد المحلل خضير أنه كنتيجة لذلك صارت الجماهير غافلة ومتسامحة مع أي زلل وإخفاق في تسيير شؤون البلاد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا مقابل أن تتلقى جرعة انتصار تثير فيهم النشوة. فاكتشف الحاكم أن هنالك «هدية» يمكن أن يقدمها للشعب ويرضى بها غير الحكم الرشيد والحرص على تقدم البلد ورخاء المواطن، وهي في طبيعة الحال «هدية» شديدة المفعول وسهلة التحقيق. ويشرح الأمر بكون الأموال موجودة ونجوم الكرة متوفرون في كل مكان، ولم يبق فقط إلا صرف هذه الأموال (بلا حساب) على اللاعبين وعلى الاتحادية ومرات على الجماهير بتوفير تذاكر سفر للتنقل مع المنتخب.
ويختتم صاحب زاوية «أطرش في الزفة» التي يعبر فيها عن تحليله لواقع الجزائر مقاربته بالسؤال عن النتيجة التي وصل إليها البلد في ظل هذا الانحدار.

طالما فاز المنتخب الوطني

ويجيب بنفسه على هذه الإشكالية بالقول ان إدمان الجماهير على حب الفريق (الحاكم) وجعل الكرة محور كل شيء في البلد، أدى إلى انهيار الاقتصاد، وضياع الشباب، وانحدار مستوى التعليم نحو الحضيض، ولا ضير في كل ما فات ولا يهم. ويؤكد أنه بالرغم من أن «مستقبل الجزائر في المجهول، والبلد يحكمه لصوص ومستهترون، لم يعد الأمر يثير الأمر حفيظة الناس، طالما أن المنتخب الوطني فاز». ويعتبر أن الاستثناء في ما فات هو «وان، تو، ثري، فيفا لالجيري (شعار تشجيع المنتخب) وعدم تأهله، فإن هذه، غير مقبولة، والدنيا تنقلب، والبلد يصبح في حالة طوارئ بحثا عن الخلل وتنديدا بالمدرب ومطالبة بمعاقبة المتسببين في الكارثة». ويستطرد بأن «الحاكم يستجيب ويحضر حقنة أخرى ستنتشي لها الجماهير بلا شك، مع مدرب جديد وربما رئيس جديد للاتحادية (لزوم المرحلة). ويختم بوغايلة قوله أنه يسأله أحيانا الأصدقاء، كيف يصل بك الأمر إلى أن تتمنى الخسارة للمنتخب الوطني؟ وجوابه هنا هو لأنه لا يريد أن تُختصر الجزائر في كرة تتقاذفها الأرجل عشوائيا، وكل عاقل على يقين أن البلد لن تهدأ ولن تستقر إذا كانت لعبة بين الأرجل، فكيف بها عندما تكون تلك الأرجل دخيلة على المهمة التي استحوذت عليها؟
المحلل والناقد الرياضي، العربي محمودي بدوره يعتبر أن ارتباط العلاقة بين كرة القدم بالسياسة في الجزائر ليست بالأمر الجديد مع استغلال الرياضة في الكفاح ضد الاستعمار وتواصل الأمر بعد الاستقلال لكن في شقه السلبي. ويشدد أن الكرة أصبحت سببا في تخدير الشعب الشغوف بها في العهود اللاحقة. ويوضح أن هذه العلاقة لم تكن لتظهر إلى العلن من 1962(استقلال البلاد عن المستعمر) حتى 1988 (أحداث أكتوبر التي أرست تعددية سياسية في البلاد)، وهذا بالنظر إلى طبيعة النظام الحاكم في ظل إعلام حكومي موجه. ويستطرد قائلا أنه مع التغيير الشكلي لنظام الحكم حيث أعلن عن توجه نحو التعددية ولو كانت صورية، وظهور وسائل إعلام خاصة تغيرت الأمور بعض الشيء وصار الشعب يعرف جزءا مما يجري في كواليس الكرة فازداد تعلقا بها وبنتائجها خاصة في ظل عدم توفر أي قدوة في مجال آخر قد تقود الرأي العام.
ويؤكد المحلل في تصريحه أن كرة القدم في الجزائر مثل غيرها من الدول العربية تعتبر وسيلة فعالة يمتلكها النظام ويحوزها مع أجنحته المتصارعة لأنها الوحيدة التي تلهّي الشعب في الحالتين، الهزيمة والانتصار.
ويشير إلى أن ما يحدث مع روراوة (رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم الذي يواجه حملة إعلامية شرسة من قبل قنوات تلفزيونية خاصة مقربة من أجنحة السلطة) بعد الإقصاء هو نتيجة واقعية، يعكس أهمية الكرة كوسيلة فعالة في تحويل مجرى النقاش نحو قضايا تهم مختلف فئات الشعب لتبعده عن التفكير جديا بمصيره واهتمامه بما هو أهم. ويكشف المحلل سر الهالة التي أحيطت بهذا الرجل المسؤول على أهم مؤسسة في الجزائر (اتحاد الكرة) أن الصراع بين القوى الفاعلة في النظام خاصة تعكس ذلك، خصوصا وأن قدوم روراوة إلى الاتحاد عام 2001 كان نتيجة لعلاقاته مع جهة نافذة في الحكم، وحتما هو محسوب على طرف من الأطراف المتصارعة. ويختم قوله بالتأكيد على أن كل الجدل المثار حاليا يعبر عن أهمية كرة القدم في الجزائر، «التي توحد الجميع على طاولة عشقها، البسيط ينسى بها همومه، والحاكم يسير بنتائجها طموحه ومطامعه».

على إيقاع الأزمة مع مصر

الجدل الدائر حاليا حول خلفية خروج المنتخب الجزائري «الخضر» من الدور الأول لكأس أمم افريقيا 2017 وما رافقها من نقاش حول مصير رئيس اتحاد الكرة، وتبعات الموضوع ذكّر الجمهور بمجريات الأزمة التي حدثت مع مصر بسبب التنافس على بطاقة التأهل إلى مونديال جنوب افريقيا 2010. وحدثت اضطرابات قبل وبعد مباراتي المنتخبين وصل حد التوتر الدبلوماسي بين البلدين.

أسقط ورقة التوت عن السلطة: إقصاء المنتخب الجزائري يثير زوبعة واسعة في البلاد ويتحول إلى قضية رأي عام 

سليمان حاج إبراهيم

«بشري» اللبنانية مملكة السنديان والأرز منها خرج جبران خليل جبران ليشيع رسالة تسامح إلى العالم

Posted: 28 Jan 2017 02:10 PM PST

يتميز لبنان بتنوع ثقافي وحضاري قل نظيره في هذا العالم، انعكس على مدنه وقراه الجميلة المتناثرة التي تعددت وتميزت عن بعضها البعض بخاصيات عدة. فلكل مدينة لبنانية سحرها وجاذبيتها سواء تعلق الأمر بالشمال أو الجنوب أو الجبل أو بسهل البقاع ناهيك عن العاصمة بيروت ورمزيتها.
وتعد بشري، ودون مبالغة، واحدة من أجمل وأروع مدن شمال لبنان الذي له عشاقه من اللبنانيين وغير اللبنانيين يزورونه على مدار السنة. فهي مدينة تشعر زائرها بالرهبة والخشوع والتأمل في عظمة الخالق الذي أبدع طبيعة ساحرة واستثنائية يحبذها الرهبان والمتصوفة والزاهدون في الحياة الدنيا.

درة الشمال اللبناني

فوق جبل يرتفع 1400 متر عن سطح البحر تقع بلدة بشري، هذه القرية التي تعانق أحلامها الضباب وفيها تنتشر أشجار الصنوبر والسنديان وبين بساتينها وجبالها الشامخة ولد حلم لبناني وعربي يدعى جبران خليل جبران. هنا تعانق السماء قمم الجبال …وهنا للصمت والرؤيا معنى آخر وقيم أخرى …هنا تنشد فيروز اعطني الناي وغني ويبحث الشاعر والفيلسوف اللبناني طويلا عن مخيلته ليجدها في هذا النور اللانهائي وفي قدسية نهر الأساطير القديمة «قاديشا».
تنتمي بشري إلى محافظة لبنان الشمالي، الذي تعتبر طرابلس عاصمته وكبرى مدنه فيما بشري هي درته، وتضم المحافظة ستة أقضية منها قضاء بشري الواقع على الجانب الغربي من جبل المكمل، وهو أعلى جبل في لبنان. وتحد هذا القضاء من الشمال زغرتا والمنيا ـ الضنية ومن الشرق قضاء بعلبك ومن الجنوب قضاء البترون ومن الغرب قضاء الكورة.
وينتشر سكان قضاء بشري في أكثر من 21 بلدة، وفيه 12 مجلسا بلديا، هي قنات، وبقاع كفرا، وبقرقاشا، وبان، وبرحليون، وبزعون، وبشري، وحدث الجبة، وحدشيت، وحصرون، وطورزا، وعبدين. وتتجمع بعض هذه البلديات في اتحاد يسمى اتحاد بلديات قضاء بشري ويضم بلديات قنات، وبقاع كفرا، وبقرقاشا، وبزعون، بوشرّي وحدث الجبه، وطورزا.

موقع متميز

يوضح المؤرخ اللبناني عمر عبد السلام تدمري في حديثه لـ «القدس العربي» أهمية هذه البلدة وموقعها الجغرافي قائلا: «تقع بشري في شمال لبنان ويشرف عليها جبل المكمل الذي يخترقه وادي قاديشا باتجاه الغرب ويبلغ عمقه نحو 500 متر ومنه تتدفق مياه نهر قاديشا الذي يصل إلى طرابلس ويصب في البحر، وفيها يسمى نهر ابو علي. وفوق بشري توجد غابة شجر الأرز الشهيرة وهي تعلو سطح البحر بنحو ألفي متر وتتوسط الأرزة العلم اللبناني لرمزيتها عبر التاريخ بضخامتها وشموخها عبر مئات السنين. وفي أسفل الغابة مغارة قاديشا التي يتدفق منها ينبوع الينابيع بمياهه الباردة في عز الصيف وتسمى بمياه رشعين نسبة إلى أحد فروع هذا النهر الذي يسقي بساتين طرابلس.
ويشير المؤرخ تدمري إلى ان اسم بشري ورد ذكرها في «معجم البلدان» لياقوت الحموي وفيه: «جبة بشري» وإليها ينسب ابو محمد عبد الله الجي الطرابلسي الذي كان أبوه قسيسا وهو من أبرز العلماء وتنقل بين طرابلس ودمشق وبغداد واصفهان وفيها توفي سنة 1208 م وتخرج على يديه عشرات العلماء ومن بينهم المؤرخ المعروف ابن الجوزي صاحب كتاب «المنتظم في تاريخ الأمم».

أهم المعالم والآثار

في بشري ونواحيها آثار ترتقي في تاريخها إلى آلاف السنين ومنها مغارة من العصر الحجري تسمى «مغر الأهوال» نسبة لمنظرها. ومنها «قاموع بشري» وهو هرم من الحجارة يرتفع نحو عشرة أمتار على سفح منحدر تحته قاعة فيها مدافن قديمة يعود تاريخها إلى ما قبل ظهور المسيحية.
ويتابع تدمري بالقول، في بشري كنيسة تعرف بـ «سيدة الدر» مزينة برسوم جدارية، وهي في الأساس كانت محبسا فرديا، ويعتقد أهل البلدة ان هذه الكنــيـــسة هي شفــيــعة للنــســاء الـــعــواقر. وفـــي وادي قـــاديـشـــا يوجـــد دير سيدة قنوبين الذي يتخذ منه بطاركة الموارنة في لبنان مقرا للاصطياف كل عام.
ويذكر ان سلطان دولة المماليك الظاهر «برقوق» دخل هذا الدير بعد ان فر من سجنه في الكرك في الأردن سنة 1388 وكان متنكرا بشكل درويش ودخل بشري فقام بتعيين الشدياق «يعقوب بن ايوب» مقدما وكتب مرسوم تعيينه على صفيحة من نحاس ثم نزل إلى دير قنوبين فبات فيه وأعجبته حياة الرهبان فكتب صحيفة أخرى باعفائهم من الرسوم.

متحف جبران

ولعل أهم معالم بشري هو متحف جبران خليل جبران الكاتب والشاعر والأديب والمفكر المنحدر من هذه المدينة الساحرة ليصل إبداعه إلى شمال القارة الأمريكية ناهيك عن أوروبا والعالم العربي. في هذا المتحف يرقد جبران بسلام بمعية أشياء تخصه ولوحات رسمها ومخطوطات كتبها بخط يده.
والمتحف هو في الأصل دير يعود للمار سركيس وهو قديس ماروني عاش قبل قرون، وقد أوصى جبران أن يدفن فيه وكان له ذلك. فقد عملت شقيقة الأديب والشاعر والرسام على شراء الدير وفقا لوصية شقيقها، وكان لجبران ما أراد، أي أن يرقد بسلام بهدوء بعيدا عن ضوضاء وضجيج كبرى المدن الصاخبة وهو الفنان والمبدع والمفكر.
ويقبع متحف جبران، أو دير مار سركيس، في واحد من أروع أمكنة العالم تحيط به الطبيعة الغناء ومنابع المياه التي يضفي خريرها على المكان سحرا خاصا. ويحتار المرء أيهما أروع لزيارة المكان، أهو فصل الشتاء حيث بياض الثلوج هو الطاغي على المشهد، أم صيفا حيث خضرة الكساء النباتي الذي يغطي الجبال؟ فلكل فصل سحره في وادي القداسة أو وادي قاديشا حسب التسمية الفينيقية القديمة.
ولعل مجسم رأس جبران خليل جبران خارج المتحف والمطل على الوادي هو خير دليل على عشق الأديب اللبناني لقاديشا «العميق». ففي نحت هذا التمثال ووضعه في ذلك المكان رمزية، إذ بين جبران وبشري وواديها قصة عشق لا متناهية دفعت بالأديب الذي جاب أقاصي الأرض أن يوصي بأن يدفن في بشري.

محمية الأرز

تضم بشري واحدة من أهم محميات العالم التي تضم أقدم أشجار الأرز، ذلك الشجر الصلب والعملاق الذي يقال ان الفينيقيين صنعوا منه سفنهم التي جابت أصقاع العالم. وفسر البعض تفوق الفينيقيين بحرا بصلابة خشب الأرز اللبناني الذي يمكن السفن من تحمل الأمواج العاتية والذي تراجع وجوده في السنوات الأخيرة.
وباعتبار أن الأرز هو شعار لبنان ورمزه، فإن بشري بمحمية أرزها تختزل كل لبنان من شماله إلى جنوبه ومن سهل بقاعه إلى بحره مرورا بالجبل. ولعل تلك الأرزة الكبيرة الشهيرة التي يعرفها اللبنانيون وغير اللبنانيين والتي تزين البطاقات البريدية هي رمز أساسي من رموز بشري وعموم لبنان باعتبار أن بشري تختزل لبنان.
ومن المهم لكل زائر للبنان أن يذهب إلى محمية الأرز في بشري ويرتاد استراحتها خاصة أن التنقل على الطرقات الجبلية متعب ومرهق. ومن المهم أيضا أن يقتني زائر المكان التحف الخشبية والتذكارات التي تباع هناك للسياح الراغبين في الاحتفاظ بما يذكرهم بلبنان وباللحظات الجميلة التي تم قضاؤها في ربوعه الساحرة ومن ذلك بشري ومحمية الأرز.

القمم البيضاء

وتتميز بشري بقممها البيضاء المرتفعة التي تغطيها الثلوج وتوجد فيها محطة للتزلج يقبل عليها اللبنانيون والأجانب لممارسة رياضتهم المفضلة. وقرب هذه المحطة فنادق ذات جودة عالية يرتادها الفارون من حرارة الطقس صيفا وهواة التزلج خلال فصل الربيع على وجه الخصوص باعتبار أن كثافة الثلوج شتاء تتسبب في أحيان كثيرة في قطع الطرقات.
وتتميز هذه القمم البيضاء حيث المنتجعات السياحية الصالحة لكل الأوقات، بهوائها النقي المفيد لصحة الإنسان. فهذه الأماكن هي أبعد ما تكون عن التلوث وصخب المدن الكبرى التي أنهكت غلافها الجوي المصانع ووسائل النقل التي تنفث سمومها في كل الاتجاهات.
وتظهر هذه القمم البيضاء مرتفعة شامخة من بعيد، حتى من السهول والشواطئ التي تبعد مئات الكيلومترات عن وادي قاديشا ومحيطه. ففي بلد صغير مثل لبنان لا يرى أحيانا على الخرائط، يوجد تنوع لا مثيل له في بلدان العالم، فخلال أيام من فصل الربيع، يمكن مثلا للمرء أن يسبح في بحر شكا ثم يصعد إلى قمم بشري البيضاء ومحيطها للتزلج.
مدينة التصوف والمتصوفة

يقول أمين البجاوي وهو رجل تعليم تونسي من عشاق مدينة بشري اللبنانية في حديثه عنها: «أنا من عشاق جبران خليل جبران. قرأت كل ما كتبه على حد علمي وأعدت قراءته واكتشفت عبقرية أدبية لا مثيل لها. فأردت زيارة مدفنه في لبنان فكانت مناسبة لاكتشاف مدينة بشري ومحيطها ووادي قاديشا، فأصبت بحالة عشق خرافي لهذه المدينة أو البلدة الساحرة.
لقد أدركت أن في هذا المكان من وادي قاديشا سرا ما جعل جبران يبدع رغم أنه عاش بعيدا وتحديدا في الولايات المتحدة الأمريكية. في بشري تتكسر أجنحتك فلا تقوى على مغادرتها فتصبح مجنونا أو نبيا في مكان قصي عن المدن وعن ساحل البحر حيث لا رمل ولا زبد فترى عرائس المروج والمواكب أينما وليت وجهك حتى في زمن العواصف والأرواح المتمردة. فتصرخ في الأرجاء الفسيحة وتشدو (أعطني الناي وغني) في هذا الوجود الرحب وجها لوجه مع أرباب الأرض، وتتراوح مشاعرك بين الدمع والابتسام وتختلط عليك المشاعر لتكون بحق إحدى البدائع والطرائف. أنت في حديقة النبي تشعر بوجود يسوع ابن الإنسان وكل رسل السماء إلى الأرض.
إن بشري وواديها هما قطعة من قطع الجنة على هذه الأرض بما رحبت، هي أرض التصوف والمتصوفة للإنسانية جمعاء أيا كانت الديانة. فيها تهفو الروح إلى خالقها وتتحد السماء بالأرض في مشهد سريالي عجيب لا يعرف سره إلا من زار بشري وذهب حيث يرقد جبران بسلام، وأطل على وادي القداسة الشاهد في صمت على أسرار القديسين والنساك والزاهدين ممن مروا منذ قرون خلت في هذا الهيكل الطبيعي.
هناك أكثر من مكان جميل في هذه الأرض، لكن لبشري عبقها وسحرها الخاص حيث يختلط فيها جمال الطبيعة بالروحانيات التي ألهمت جبران والمار سركيس وستلهم غيرهم من النساك والعابدين. ونصيحتي هي اكتشاف هذا المكان الذي سيعود إليه زائره في كل مرة تتاح له الفرصة لقضاء أيام من السكينة والصفاء الروحي».

«بشري» اللبنانية مملكة السنديان والأرز منها خرج جبران خليل جبران ليشيع رسالة تسامح إلى العالم

روعة قاسم

صراحته جارحة ولغته لا تقصّر في بذاءة ألفاظها… مُظفّر النوّاب: شاعر لجميع الأذواق

Posted: 28 Jan 2017 02:10 PM PST

مُظفّر النوّاب شاعر عراقي عروبي الهوى، لا أحسب أن الزمان سيجود بمثله في المستقبل القريب أو البعيد، إلا إذا عادت الأحوال الثقافية والسياسية التي كانت سائدة في العراق منذ سبعين سنة فصاعداً. وهذا لا أحسبه ممكناً، حكماً على ما جرى للثقافة، والسياسة منذ الغزو الأمريكي عام 2003، وما تبع ذلك من انهيار الوضع الثقافي والتعليمي، ومن تفكك المجتمع الذي قاد إلى ظهور سياسات غير واضحة المعالم، شديدة التقلّب، لا نعرف لها رأساً من أساس، وكلٌّ يدّعي وصلاً بليلى.
موهبة مظفر الشعرية تأتي أولاً، تدعمها خبرة في الحياة والمجتمع، تتوكأ على ثقافة مما أصاب في قسم اللغة العربية في كلية الآداب الوليدة في بغداد الخمسينات. لكن سعيه الثقافي كان انتقائيا، يدعم قناعته السياسية اليسارية، مما كان توجُّه الكثير من الشباب النابهين في خمسينات القرن العشرين في العراق. كان بعض من ذلك التوجُّه اندفاعاً وراء شعارات براقة، لم تلبث ان انقلبت إلى ضدها في بعض الحالات، أو إلى تلاشيها وزوالها في حالات أكثر.
لكن التزام مظفَّر بالفكر اليساري ألجأه إلى حزبية محظورة، قادته إلى الملاحقة ثم إلى سجن «نقرة السلمان» الصحراوية. لكن عناده والتزامه الفكري جعله يحفر بيديه، مع رفاقه، في أرض «النقرة» ورمالها حتى ابتعد معهم بما يكفي للخروج من السجن، والهرب من ملاحقة السلطة، ولو إلى حين. وأنا لا أعرف عن حالة هروب مماثلة، سابقة في العراق، أو في غيره. وأرى في هذا العناد والتصميم التزاماً بالصدق في المعتقد، وفي كل ما قاله في قصائده، بالعربية الفصيحة، في مهاجمة جميع أصحاب السلطة العرب دون استثناء، كما في قصائده بالعامية العراقية، وخاصة في موضوعات الحب، التي توحي بأصالة في الموقف، لا بوقفة مسرحية مفتعلة.
كأن أول بروز طاغٍ لشاعرية مظفَّر قصيدته الهائلة بالعامية العراقية «للريل وحَمَد» 1956. أتذكَّر يوم طبعت ثانية، أو ثالثة عام 1957 أني رأيت رجلاً يدفع أمامه «عربة حمل» مثقلة بنسخ من تلك القصيدة، خارجاً من المطبعة والناس يتدافعون من حوله لشراء نسخة من «للريل وحَمَد». بعد ذلك لم نسمع سوى أن الشاعر قد التجأ إلى بلاد عربية، يتنقل من بلد إلى آخر، حيث يرحِّب به الجميع، لشاعريته الفذة بالدرجة الأولى، أو لخصومة سياسية مع بلده العراق. ثم بدأنا نتابع قصائده النارية في هجاء السلطويين العرب في كل مكان. وهذا المسار هو الذي نصّبه شاعر الصراحة الفذّ.
لم يَسلم حاكم أو رئيس عربي من هجوم مظفّر وتعرية سلطويته في ظلم شعبه على الرغم من شعاراته وادعاءاته الزائفة. كان مظفّر يقول هذا كله بصراحة جارحة ولغة لا تقصّر في بذاءة ألفاظها، لأن تلك البذاءة هي غاية التعبير الصريح في رأيه. هموم فلسطين تشغل القسم الأكبر من هموم مظفّر، إلى جانب هموم الجزائر ومصر والأحواز، إضافة إلى تعرية حكام البلاد النفطية وأدعياء القومية والحفاظ على الإسلام. وقد عوتِب مظفر على بذاءة الفاظه في الهجوم على جميع الحكام العرب. فكان جوابه: «اغفروا لي حزني وخمري وغضبي وكلماتي القاسية. سيقول البعض… بذيئاً… لا بأس. أروني موقفاً أكثر بذاءة مما نحن فيه» . بهذا الأسلوب يُهاجم ملكاً عربياً يدعو إلى الاشتراك في «الحل السلمي» لقضية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، فيقول بكل صراحته «البذيئة»:
«شارك في الحل السلمي قليلا/كيف قليلا؟ / نصف لواطٍ يعني؟» وأكبر أمثلة صراحته الجارحة «البذيئة» هي قصيدة «يا قاتلتي» التي تفضّل جماهير المعجبين تسميتها «القدس عروس عروبتكم» إشارة إلى عبارة غبية «تفوّه بها» مسؤول خليجي جاهل يدّعي أن بلاده تدعم الكفاح الفلسطيني، فجاءت في قصيدة مظفّر في صياغة ساخرة مرّة، ما بعدها مرارة: «القدس عروس عروبتكم؟/ فلماذا أدخلتم كل زُناةِ الليل إلى حجرتها/ وسحبتم كل خناجركم/ وتنافختم شرفاً/ وصرختم فيها أن تسكتَ صوناً للعَرض/ فما أشرفكم أولاد القحبة/ هل تسكتُ مغتصبَة؟/…/أعترفُ الآن أمام الصحراء بأني مبتذلٌ وبذيء/كهزيمتكم/…/لا أستثني أحداً…
الذي لا أستطيع فهمه، وبي حاجة شديدة إلى من يقدّم لي ولأمثالي، من الجهلاء بعلم النفس، تفسيراً عُصابياً، سيكوباثياً، أو أيشيئيا، لانتشار قصائد مظفّر السياسية «البذيئة» في جميع البلاد العربية التي لم يسلم حكامها من شواظ مظفّر! أنا شاهد على حالة طريفة في احدى بلاد الخليج: كان الناس يسوقون سياراتهم المُغلقة نوافذها المُسدلة ستائرُها الشغّالة مكيفاتُها، في نزهات ليلية على امتداد شواطئ الخليج يستمعون إلى أشرطة كاسيت من أشعار مظفّر، البذيئة، في أمان من شرطة المرور في تلك الليالي الحارة الرطبة. أي استمتاع هذا بالفاكهة المحرّمة؟
ثم، قبل بضعة سنوات دُعيَ مظفّر دعوة رسمية إلى أبو ظبي لتقديم قراءات شعرية. ذهبنا ذلك المساء لنصل قبل الموعد بنصف ساعة في الأقل. فلما وصلنا «المجمع الثقافي» كانت الشوارع مكتظة بالناس، ولم نستطع الوصول إلى باب القاعة الكبرى التي تتسع لألفين من البشر، ولولا معرفتي ببعض موظفي المجمع لما استطعت الوصول إلى كرسي واحد في جهة متطرفة من المسرح، ثم حظيتُ بتحية باليد من مظفّر لما ظهر على المسرح، وأنا أعرفه جيداً، ولم أستطع الاقتراب منه بعدها لأن الجمهور كان أشبه بيوم القيامة. وقيل لي بعد ذلك إن المسؤول الكبير طلب تسجيلات ما جرى تلك الليلة. وكلما كان مظفّر المتعَب جداً، يرتاح قليلا خارج المسرح ويعود، كان الجمهور يصرخ بصوت واحد: القدس عروس عروبتكم… فيضطر المسكين إلى الانصياع لرغبة الجماهير.
أما كيف استضاف أحد شيوخ الخليج هذا الشاعر العجيب ويسّر له العيش الآمن، مادياً ومعنوياً، فالحاجة الآن إلى تفسير يتجاوز الكرَم العربي.
الجانب الآخر من إبداع هذا الشاعر هو قصائد الحب والعواطف الرقيقة التي لم يلتـــفــت إليها كثيرون، مع الأسف الشديد.
ففي مجموعة «وَتريات ليلية» نقرأ: في تلك الساعة من شهواتِ الليل/ وعصافير الشوك الذهبية/ تستجلي أمجاد ملوكِ العرب القدماء/ وشجيرات البَرِّ تفيح بدفء مراهقةٍ بدوية/ يكتظ حليب اللوز/ ويقطر من نهديها في الليل/ وأنا تحت النهدين إناء/. ومن «ثلاثة أمنيات على بوابة السنة الجديدة» نقرأ: مرّة أخرى على شُبّاكنا تبكي/ ولا شيء سوى الريح/ وحبّاتٌ من الثلج.. على القلب/ وحزنٌ مثل أسواقِ العراق/ مرّة أخرى أمدّ القلبَ/ بالقربِ من النهر زُقاق/ مرّة أخرى أحنّي نصف أقدام الكوابيس بقلبي/ وأضيء الشمع وحدي/.
كان مظفر من موجة الشعر العراقي الحديث في خمسينات القرن الماضي حيث شاع أسلوب «شعر التفعيلة» الذي سُميَ خطأ باسم «الشعر الحر». لكنه لم يهجر شعر الشطرين التراثي تماماً، بل أبدع فيه، وفي عدد من الموضوعات قدر إبداعه في الشعر الذي يقوم على التفعيلة التراثية دون الالتزام بعدد التفعيلات في الشطر والعـــجــز. هــذه أبيات من قصيدة تاريخها 29/12/1971 عنوانها «اللون الرمادي»:
دمشق عدتُ بلا حزني ولا فرحي يقودني شبح مضنى إلى شبح…
أسى حرير شآميّ يُداعبُه
إبريق خمرٍ عراقي شجٍ نَضِح…
دمشقُ عُدتُ وقلبي كله قُرَحٌ
وأين كان غريبٌ غيرَ ذي قُرَح
أصابحُ الليلَ مطلوباً على أملٍ
ان لا أموتَ غريباً ميتة الشبحِ
لقد تعب مظفر من الترحال بين دمشق والقاهرة وليبيا وبعض البلاد الأوروبية. وآخر عهدي به في إمارة الشارقة في الخليج العربي. ولكن يبدو أنه تعِب من الترحال، وقد ثقُل عليه المرض الجسدي، فخاف الموتَ «غريبا ميتةَ الشبح» فعاد أخيراً إلى مسقط رأسه في الكاظمية العراقية، ولكنه عاد إلى الشارقة من جديد. ويرجو محبّوه والمعجبون بشعره أن يستعيد عافيته في وطن لن ينساه .

صراحته جارحة ولغته لا تقصّر في بذاءة ألفاظها… مُظفّر النوّاب: شاعر لجميع الأذواق

عبد الواحد لؤلؤة

بين أعمال فيرتوف وتنظير بازان: جماليات التحايل وتنظيم الفوضى في الواقع الفيلمي

Posted: 28 Jan 2017 02:09 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: كان لكل من المخرج الروسي دزيغا فيرتوف والناقد والمُنظّر الفرنسي أندريه بازان، أفكارهما التنظيرية عن السينما والتفكير الجمالي للفن ووظيفته من خلالها. وإذا كان بازان وجدت بعض أفكاره حيز تنفيذها من خلال أفلام الموجة الجديدة، التي كانت انعكاساً مباشراً لكتاباته في كراسات السينما، نجد أن فيرتوف قام بتطبيق نظرياته الجمالية بنفسه، في عدة أعمال أشهرها فيلم «الرجل والكاميرا». وكل منهما نادى بواقعية السينما ودورها، وانتقد تزييف الواقع في الأعمال السينمائية الأخرى، على مستوى الفكر والتقنية، وبالأخص الوسائل التقنية التي تجعل الفيلم جديرا أن يعبّر عن الواقع، في شكل حاد يصل إلى حد التطرف.

تنظيم فوضى الواقع

بداية يرى فيرتوف أن الوثائقي هو الوسيلة الإعلامية للثورة، وأن التوثيق لابد وأن يحل محل التمثيل، ولذلك على الفيلم الروائي أن يندثر، فالوثائقي يسجل الحياة كما هي عن طريق الكاميرا، أو الآلة التي تظهر العالم كما هو. ذلك انطلاقاً من قدرة الوثائقي ــ حسب رأيه ــ أن يكون عيناً على المجتمع بطريقة تتجاوز قدرة الإنسان على الملاحظة، وهنا تغيب تقاليد الفيلم الوثائقي التقليدي فلا راو يخبر بحدث، ولا خبراء يمثلون المرجعية الموثوق بها، وموسيقى الفيلم لا تستخدم للإيعاز بمشاعر مرتبطة بالقصة أو الحكاية. وعلى الرغم من أن فيرتوف أكد تأكيداً قاطعاً على الإعجاز العلمي لعين الكاميرا وقدرتها على إخبار الحقيقة على نحو يتجاوز الأبعاد البشرية، إلا أنه حذا حذو فلاهيرتي وغريسون، حين ذهب إلى أن الراوي البشري كانت له أهمية بالغة. ومثل العين البريئة للفنان التي نادى بها فلاهيرتي، وادعاء وغريسون بأن الفيلم الوثائقي معالجة خلاقة للواقع، كان قول فيرتوف بحق المونتير في تنظيم فوضى الحياة الواقعية، وكان هذا تصريح لصانع الفيلم أن يفعل كل ما يحلو له.

التحايل على ما يُسمى بالواقع

لقد أطلقوا جميعا ادعاءات مُتطرّفة لقيمة الحقيقة في أعمالهم، وفي الوقت نفسه صوّروا صانع هذا العرض الصادق فناناً يحتاج إلى الحرية كي يبدع. فيرتوف الذي انطلق من قناعات تدافع عن الثورة الروسية، وصولاً إلى التحايل على الواقع من أجل قناعات معينة، هذا ما توضحه أكثر الفقرة التالية «لم يكن يطمح إلى (عرض المعلومات بدون تحيز)، بل على العكس من هذا تماماً، كان يعمل على (التأثير على العقل ودفعه إلى إتجاه معين)، ولم تكن هذه البدعة من بنات أفكار فيرتوف، بل كانت شيئاً مُعتاداً من قِبل الصحافة السوفيتيية، استمد منها الأسلوب والتوجه في عرض المعلومات، ودعم وجهة النظر الخاصة به، والتواصل مع الجمهور. فخلال تلك الفترة ــ العشرينيات ــ كانت أفلام فيرتوف امتداداً لنموذج الصحف الشيوعية. هذه أحد الآراء في أعمال فيرتوف، لكن لا يمكن الأخذ بها على إطلاقها، لأن الرجل كان ينطلق من منطلقات ثورية في الأساس وليست دعائية، فقد كان يصدّق ما يفعله، ويُحرّض على فعله، مثله في ذلك مثل مايكوفسكي الذي ارتبط به وبفكره فيرتوف إلى حد كبير.
ويوضح فيرتوف الأمر أكثر من خلال مقالاته التنظيرية ويومياته العملية في صناعة الأفلام، خاصة وهو يتحدث عن المونتاج، إذ يقول «نفهم المونتاج على نحو مختلف، فهو تنظيم العالم المرئي». فالمونتاج وفق فيرتوف ما هو إلا كتابة من خلال الكادرات السينمائية، وهو كما يُطلق عليه فيرتوف نفسه «نوع أعلى من تنظيم المادة السينمائية الوثائقية».
هذه الوسيلة التقنية هي أسلوب تفكير في الأساس في اللقطة ومفرداتها ومكوناتها ووظيفتها قبل كل شيء، لم يكن هناك أي مجال لشيء من التسلية أو المجانية، فالأمر أشبه ــ كما نستشف من كتابات فيرتوف ــ بعمل صارم، له قوانينه وآلياته التي لم يحد عنها في أعماله قدر المُستطاع، لذا انصب اهتمامه على «ترتيب اللقطات وتنظيمها نظرياً، مما أوصله لأن يجعل الأشياء تقول كل ما كان يفكر في النطق به».

الصورة السينمائية وأصولها الفوتوغرافية

أما بازان الذي ينطلق من الطبيعة الفوتوغرافية للصورة السينمائية، فيرى الواقعية تتمثل في اللقطة الطويلة وعمق المجال، لتحقيق درجة أعلى من الواقعية، وهو أمر أشبه بالمَسرَحة (الميزانسين)، بخلاف مونتاج إيزنشتين، الذي من وجهة نظر بازان يتلاعب بالمشاهدين ويقضي على حريتهم في الاختيار بجعلهم لا يشاهدون سوى ما يريده المخرج. من ناحية أخرى يؤكد بازان على الأساس الفوتوغرافي للفيلم السينمائي، فالمعنى يكمن في اللقطة المنفردة، وليس المونتاج رغم أهميته إلا أداة التعبير الأولى، فالأسلوب السينمائي الهادف هو الذي يوظف اللقطة الطويلة وعمق المجال، فالحدث الكامل الذي توفره اللقطة الطويلة، يضاهي الواقع، من حيث المكان وزمنية وقوع الحدث، ويستشهد بازان بفيلم «المواطن كين» عام 1941 لارسون ويلز.
ويُلاحظ اتفاق كل من دزيجا فيرتوف وأندريه بازان على رفض أسلوب إيزنشتين، الذي يفصل تماماً بين الصورة السينمائية والواقع، فاللقطة المفردة ليست بذات معنى، إلا إذا وضعت في سياق بنائي مُحكم لإنتاج دلالة جمالية وفنية. وهو بذلك يميز تمييزاً حاداً بين الفيلم والصورة الفوتوغرافية.

المونتاج وتأثيره على وعي المُشاهد

أما أسلوب المونتاج فيحد من قدرات المشاهد على الخيال، ويفرض عليه رؤية صانع الفيلم، وبالتالي تنتفي الموضوعية والواقعية حسب رأي بازان. إلا أن مفهوم الواقعي الذي استشهد به بازان، والكامن في اللقطة الطويلة التي استخدمها فلاهيرتي كتكنيك إخراجي، لم يكن في الحقيقة يعبر عن الواقع بأي حال. إضافة إلى أن ما يظهر على الشاشة ليس عالم الواقع، بل رؤية للعالم، وهي الرؤية الذاتية للمخرج، وحريتنا تظل باقية في مواجهة هذا الواقع الثاني، فأحكامنا لم تعد واقعية بل تقيمية لتجربة جمالية.

جماليات الفن السينمائي

والمفارقة الجمالية التي يتحدث عنها بازان تكمن في الأسلوب الواقعي في الفن، لذلك يرى أن الفيلم الفني ينبغي أن يكون مقارباً للواقع، دون أن يطابقه، وإلا انتفت عنه صفة الفن. ولكن الفيلم في أكثر حالاته اقتراباً من الواقع فهو لا يصوره، وإنما يقترب منه على أكثر تقدير. إن اعتبار الشخصيات والأحداث والمواقف في فيلم ما واقعية أو غير واقعية لا يعتمد على توقعاتنا المُطلقة حول العالم خارج الفيلم، أي خبراتنا بالعالم، وإنما على التوقعات التي يفرضها الفيلم ذاته. كما أن قابلية تصديق الشخصية يُحكم عليها من خلال علاقاتها داخل الفيلم، «ولهذا لا تحتاج تصرفاتها إلى اعتبارها غير واقعية في ضوء حكم الواقع، بل اعتبارها واقعية فقط في ضوء المعتقدات والتوقعات المتولدة من داخل العمل الفني (الفيلم). وحتى تكون الشخصية أو الشيء أو الفعل أو الحدث غير الواقعي داخل عالم الفيلم، يجب أن يكون مجافيا لطبيعته التي تأسست من قبل خلال الفيلم». فمهما بلغت اللقطات من الطول والعمق فهي ستظل محدودة وحكمها في ذلك حكم اللقطات القصيرة قليلة العمق.
الأسلوب الفيلمي وتهافت التنظير

كما أن هذه الأحداث نفسها سواء كانت معاشة أم خيالية، تتألف دائماً من علاقات بين وقائع، وأقل ما يطرأ عليها بفعل فاعل، من شأنه أن يزيف أصليتها وحقيقتها. وحتى الصورة الفوتوغرافية لم تسلم من هذا التزييف «لم يعد الفوتوغرافي في النهاية أكثر مناعة من فن الرسم ضد الشكوك الحديثة حول أي علاقة واضحة المعالم مع الواقع، فالواقع يحتاج إلى عين كاميرا انتقائية وأكثر دقة، لأنه ببساطة ما ظهر من الواقع هو أكثر من ذي قبل». (سوزان سونتاج حول الفوتوغراف). إن ما يقدمه بازان كاتجاهين منفصلين ومتعارضين جذرياً في بناء الفيلم ليسا في الحقيقة سوى دافعين متضادين ومتعارضين لآلية واحدة، لا يعملان إلا عبر صراعهما، ويحتاج أحدهما للآخر، وتاريخ السينما هو طور نحو البناء وآخر نحو تصوير الواقع. فالسينما المعاصرة ليست امتدادا آليا لأحد الاتجاهين، بل نتاج تركيبهما المعقد. فالأسلوب المزدوج والتقابل ما بين المونتاج واستخدام اللقطة الطويلة هو انقسام خاطئ، فرغم عدم وجود قطع بالمعنى الحرفي، فهناك الكثير من حركة الكاميرا التي تحقق التأثيرات المماثلة للقطع، فالحركة هنا انتقائية إلى حد كبير، وتوجه انتباه المتفرج إلى تفاصيل خاصة بالميزانسين أو اللقطات القريبة لوجوه الشخصيات، بطريقة تحقق التأثير الناتج عن المونتاج.

بين أعمال فيرتوف وتنظير بازان: جماليات التحايل وتنظيم الفوضى في الواقع الفيلمي

محمد عبد الرحيم

ديوان عبد المنعم رمضان: كشف الأستار في الحب والغواية

Posted: 28 Jan 2017 02:09 PM PST

يبدأ عبد المنعم رمضان في مجموعته الشعرية الأولى، من المجلد الشعري الأول، بنقد الماضي، ونبذ التاريخ الملطخ بالدم، والاحتراب الدامي حول المال والسلطة والثوابت في احتكار الحياة ومعطياتها، وتسخير الزمن وتحولاته لجهة معينة، وفئة طبقية بعينها. ولعل هذه المجموعة وهي تكشف مسالك الماضي الجريح، لم تملْ للقول بأن قائل هذه القصائد هو شاب في المطالع، وفي بداية اليفاع، بل أنبأتنا بأننا أمام شاعر ممتلك لناصية التعبير الشعري وحائز على الأداة الفنية والتعبيرية بجدارة. فليس في هذه الفواتح الشعرية من نوافل وطرائد لغوية هائمة بين السطور، وشتات بياني وتهاويم لفظية ووعورة كتابية، تنبئ عن شاعر بديء، بل إننا نقف إزاء قصائد مكتملة وناضجة، تكشف عن مقدرة غير عادية، وموهبة مميزة. وهذا ما وضحته السنوات اللاحقة والمجاميع الشعرية الكثيرة التي أصدرها عبد المنعم رمضان، لترفد مسيرة شعرية لافتة، تميزتْ منذ نشر باكورته المتسائلة هذه «لماذا ايها الماضي»؟ وهو تساؤل زمني ممضّ، طارد الشعراء طويلاً، تساؤل عن معاني الزمن والوجود، وتلك المجاهل التي ستترك آثارها وأمشاجها وحوادثها المروِّعة، على حاضر الشاعر، وحتى على مستقبله، ومستقبل وعي الأمة التي ظلت تنظر للماضي بعين العائد إلى الخلف وليس بعين المتقدم إلى الآتي .
يهمس الشاعر المصري عبد المنعم رمضان، من موقعه الشعري، المنعزل عن الصخب السياسي والتكتلات الثقافية، والبعيد أشد البعد عن الانغماس بعالم التيارات والجماعات، يهمس لينبئنا على أن الشعر يأتي من العزلة الإرادية والوحدة المستبطنة ذاتها الرؤيوية، وكأنه بذلك يقول، كان زمناً ذاك الذي أسَّسنا فيه تياراً اسمه «أصوات» مع كل من رفاق دربه الذين أصبحوا شعراء فاعلين، مثل أحمد طه ومحمد سليمان وعبد المقصود عبد الكريم ومحمد فريد أبو سعدة ومحمد عيد إبراهيم. وهو تيار شعري نشأ بموازاة تيار شعري آخر، دعم على نحو فني وجمالي وتعبيري مسيرة الشعر المصري، وعزز من قوَّته، وتنوع أشكاله وأساليبه، داخل سياق الشعر العربي. وكان هذا التيار والذي عرف بـ «إضاءة» يضم تحت جناحه شعراء فاعلين أيضاً كحلمي سالم ورفعت سلام وحسن طلب وجمال القصاص وأمجد ريان، وربما هناك أسماء أخرى انتمت وساهمت في كلا التيارين، وعززت من منشورات وحساسية كلا الاتجاهين، والهدف هنا ليس تعداد الأسماء، بل تبيان مسيرة ورؤى وتصوّرات ومفاهيم كلا النسقين الشعريين، لغرض إضاءة المسار الشعري العام لذلك الجيل الذي أسس لطريقة مختلفة، وجديدة ومغايرة ومفارقة للسائد في ساحة الشعري العربي بشكل عام .
تنقسم المجموعة الشعرية الأولى، إلى خمسة أقسام، كل قسم هنا قائم بذاته، ويبلور على نحو واضح بِنية القسم وطواياه ورؤياه وسياقاته الفنية. فعن الحاكم بأمر الله فإنه يخصه بكتاب «الخطط والوصايا وصحراء الخوف»، يليه كتاب «دمي صوب كل الجهات»، وكتاب «الفقد والحكمة»، وكتاب «أنا راحل في انتظارك»، وكتاب «عن ملامح وجهي وقلبي». والكتاب الأخير وأعني القسم الخامس، يمثل في ظني، خير تمثيل ماهية التجربة لمجموعة أولى، لشاعر شاب، لديه معرفة بفن الشعر ودروبه، وهو لم يزل في البدايات، وقلما تلحظ التأثيرات الواردة إلى شعره من شعراء آخرين، أكبر تجربة وسناً وضلوعاً، وإن حاولت تلك التأثيرات أن تطل برأسها، وهذا شيء طبيعي لشاعر لم يزل في خطواته الأولى، فإنها تأتي من ناحية الشكل والبِنْية ومعمار هندسة القصيدة، وليس عبر التوغّل في عمقها، لمسخها ومن ثم تحويلها إلى نسخة من الشاعر المتأثَر به. وفي السياق ذاته، ثمة ميل إلى تأكيد الصوت وفرادته وحيازته للقول الخاص. فالقسم الأخير من المجموعة الأولى، وهو يمثل قرابة نصف المجموعة، يجعلنا نلتفت إلى مناخه الثري، فمثل قصائد إلى ليليان ومحمد عفيفي مطر وأنور كامل، لا تشي إلا بذلك، ولا تهجس بغير هذا الذي قلناه فيما أنف أعلاه. إنها قصائد تزدحم بالصور والرموز والأسماء والذكريات المرسومة للشخوص الذين يعبرون في هذا الحيز، وهو حيز «ملامح وجهي وقلبي» وهو يتقرى عبره ملامح الآخرين وسيرتهم، عبر حدوس القلب وما يرمي إليه من مظانّ وتوابع، فعن ليليان يقول:
«كانت الريح تملأ راحتها بالأعاصير،
ثمّ تجيء فتطردُ كل اليمام
وكان المقيمون في غرف القلب يستدفئون بأنفسهم
حين يقبل كلّ اليمام
وكان الرجال الجديرون ينتشرونَ على الأرضِ
حتى يموت اليمام».
يبدو أن لفتاته هذه حياة صعبة، فهناك في قصيدة طفولة، ثمة إحالات لماض فيه رسم لحياة وأيام دراسة وطاولة وكتب عربية. وفي قصيدة «اغتصاب» هناك معاناة واضحة لأمر ما حدث، ولكنها في «النشيد» يبدو أنها ترتب أوضاعها «أستعين على حاجتي في رثاء المواسم». بينما نراه في القصائد الثلاث التي خص بها أنور كامل، يحاول درس شخصية الرجل وسبر غورها، لتقديم ملامحه كاملة، لتكون وافية وتعطي الدلالة البنيوية لمغزى القصائد الثلاث:
"كيف تربط نفسك بالنارِ
ثم تنام على شجرةْ
الوجد الذي كنت تعنيهِ
ليس الوجود الذي كان يعنيه خصمك
والمقبرةْ
في أدقّ التفاصيل
ليس سوى المقبرةْ».
هذا ما تشي به بعض رؤى المجموعة الأولى، وتدفع به كقصائد مبكرة، تخفي موهبة جلية، ومميزة لشاعر سوف يوظف فيها عبد المنعم رمضان الزمن كله الذي سيعيشه للشعر، مكرِّساً جل وقته وطاقته ومعرفته وتطلعاته الفنية والجمالية للشعر وحده، في وقت أمسى يتنكر للشعر من قبل الفنون الجميلة التي صعدتْ كلها على كتفه الرهيفة، في زمن مختلف وسريع، تتناوشه الإلكترونيات ووسائل التواصل الاجتماعي، واللهاث وراء السلعة والسوق والربح المريع، وترك المنتوجات الجمالية والعقلية والإبداعية لرياح التغيير الهابة في كل اتجاه، زمن التخلي عن الرؤى والخيال والسنتيمونتاليتالية، أي العاطفة والشغف وعالم الرومانسيات، ولكَم وجدنا من تآلف بين هذه العوالم، وعالم الشعر والموسيقى في شعر رمضان. ثمة تطويع بيِّن للبحور، والإفادة من تقنيات العروض، والعمل على كشف ميِّزاته، وسحره ونبرته النغمية التي لطالما تواءمت وتماهت، على نحو هارموني مع الموسيقى، فالسلم الموسيقي هو ذاته العروض والوزن المتناغم مع التفاعيل والبحور الشعرية، وهنا واصل عبد المنعم تنغيمه على العروض، كفن موسيقي وإضافي، ينضاف كسند فني لبهاء القصيدة، ولكنه وهو المهجوس بعالم التحول والخروج من نسق الثبات، كان ينبغي عليه أن يخضع للتحديث الوافد، ويكتب قصيدة النثر، مثل بقية أبناء جيله، فالتنويع في الأنساق والأشكال والأساليب يخدم في النهاية الشاعر المتطلع والمتشوِّف إلى نهج جديد، يخرج به عن طابع السدور والركون والملاذ الآمن، إلى طابع مفارق، فيه نوع من المغامرة والانعطاف والتجريب، إلى حيث السباحة في مياه أخرى، ربما تكون محيطاً وأوسع من عالم البحور، ولكن هذه السباحة في مياه مختلفة تجعله يتحسَّب من الشط والابتعاد
عن محاولة الانزلاق في المياه الخطرة التي قد تعرِّض خائضها إلى الغرق. وهذا ما أدى فعلاً ببعض الأصوات الشعرية التي اعتمدت قصيدة النثر سياقاً واحداً لها، إلى الغرق، وهي لم تزل في بداية الطريق، لأنها لم تكن محتاطة وعليمة ولديها خبرة بفن العوم، في كل البحور والضفاف، والدراية التامة بعالم الجوانيِّات والأعماق ومياه المحيط من ضمنها، أقصد الفن الشعري عامةً. ومن هنا سر تنوُّع تجربة عبد المنعم رمضان، التجربة المغامرة ولكن المتحسِّبة والعارفة أين تضع خطوتها، وهي تخطو في طرق التخييل. في ظل هذا السياق، تأتي المجموعة الثانية وهي صدى للأولى، لكنها الأكثر غنى وتبحُّراً وتألقاً، كونها أضافت إلى الأولى نزق الاختلاف وطيف التحوّل وحرارة التجربة التي ترسَّختْ وأصبحت أكثر سعة وانفتاحاً على الدلالة بمعناها التداولي. في هذه الثانية التي وِسِمتْ بـ «قبل الماء فوق الحافة» وضمّتْ في متونها فصولاً وتسميات إشارية، أليغورية، مثل «تحت سماء واطئة» و«أيضاً في الليل» و«بوابات أخرى على الوقت» و«فوق الحافة»، وهو متن يحمل نصف المجموعة تقريباً، وهو يضم عناوين عديدة تنضوي في سياقها الشعري قصائد كثيرة. وثمة أسماء تبرز كعناوين، تشكل مفاتيح لمعاني القصائد، مثل قصائد «مهى» و«درية» و«ناريمان» وغيرها من الكنايات كـ «ثلاثية العاشق»، و فصل كبير تحت عنوان «نشيد الإنشاد» يتفرع منه عنوانان «الرسولة 1» و«الرسولة 2» وكأنه بذلك يحاول تذكيرنا بعوالم أنسي الحاج الشعرية. في مفتتح المجموعة يستعين عبد المنعم بالقصيدة المدوَّرة، مائلاً إلى بحر «الأخفش» المتمثل بوحدته الإيقاعية «فَعَلُن» المستساغ كبحر واسع ومتقبِّل للسرديات. في المآل تشكل هذه المجموعة وهي الثانية إضافة بارزة للمجموعة الأولى، في المجلد الكبير من عالم شعري شديد الثراء والتنوع، سيواصله عبد المنعم رمضان في الأجزاء اللاحقة .

ديوان عبد المنعم رمضان ـ الجزء الأول
الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 2015
583 صفحة

ديوان عبد المنعم رمضان: كشف الأستار في الحب والغواية

هاشم شفيق

إصدارات

Posted: 28 Jan 2017 02:09 PM PST

 ميلياغروس الجداري: «إنْ كنت سورياً.. سلام!»
ترجمة: عادل الديري
مراجعة وتعليق: تيسير خلف
هذه مجموعة قصائد في الحب والموت، كما يقول عنوان الكتاب الفرعي، للشاعر السوري الهلنستي ميلياغروس، ابن مدينة جداريا، الذي عاش في القرن الثاني قبل الميلاد، ويعدّ أحد أهم الرموز الشعرية التي أثرت في الغرب اليوناني واللاتيني، والأوروبي فيما بعد. فعلى الرغم من أنه كان يستخدم اليونانية في كتابة قصائده، إلا أن انتماءه لروح وطنه الأول ظل حاضراً على الدوام في شعره، وظلت نزعته الإنسانية التي تلقاها في أكاديمية مدينته، دليله الذي لم يحد عنه طوال حياته؛ كما يكتب تيسير خلف في المقدمة. تلك النزعة ميّزت، أيضاً، شاعراً آخر، مواطناً له، أطلق على نفسه اسم «فيلوديموس»، محبّ الإنسان. وهذه النزعة نابعة من طبيعة الحضارة السورية الضاربة في العمق والمنفتحة على الآخر، والتي عبّر عنها خير تعبير شاعر جداري آخر سبق ميلياغروس بنحو قرنين من الزمان، هو الفيلسوف الساخر مينيبوس. فقد حفرت فلسفة الأخير وسخريته عميقاً في روح شاعرنا، الذي أعلن أكثر من مرة انتماءه إلى ذلك الفيلسوف ومنهجه في الحياة.
وجدارا كانت مدينة تشرف على بحيرة طبرية من سفح جبل، هلنستية الثقافة، سورية الهوى. وعلى الرغم من أنها لم تكن محورية من الجانب السياسي، فقد كانت بمثابة أثينا السورية كما يقول الشاعر، امتدت حضارتها إلى الحقبة المسيحية في المنطقة، وكانت نبعاً لا ينضب من الشعراء والأدباء والفلاسفة المجددين. ويشير خلف إلى أنّ الصور في قصائد ميلياغروس ما تزال «حقيقة نابضة» في مواقع راهنة مثل أم قيس الأردنية، والحمّة السورية؛ خاصة وأنّ جدارا كانت أشبه بواسطة العقد في اتحاد المدن السورية العشر، «ديكابوليس»، التي كانت تبدأ جنوباً من عمّان (فيلادلفيا)، وتنتهي شمالاً في دمشق (دماسكوس).
دار التكوين، دمشق 2016؛ 175 ص. 

                             
أرماندو سالفاتوري: «سوسيولوجيا الإسلام: المعرفة والسلطة والمدنية»
ترجمة: ربيع وهبة
تشكل سوسيولوجيا الإسلام مجالاً استراتيجياً جديداً من مجالات البحث، والتعليم، والجدل الواقع في تقاطع دقيق بين تنوع من التخصصات المعرفية، من بينها علم الاجتماع، والتاريخ، والدراسات الإسلامية، والأنثروبولوجيا، والديانات المقارنة، والتحليلات الحضارية المقارنة.
لذلك تعد تغطية هذا المجال من الدراسة مشروعاً طويل الأمد، سعى من خلاله أرماندو سالفاتوري إلى تقديم تحليل لمدى احتياج سوسيولوجيا الإسلام كمجال ومشروع إلى بحث وتحقيق في مقاربة إسلامية متميزة لبناء أنماط من سلوكيات الحياة والأنشطة الاجتماعية التي يمكن أن تندرج تحت عنوان «المدنية». وذلك عبر إطار مقارن حافل برؤى عن التشابكات والتفاعلات الكثيفة والعوالم الحضارية الأخرى. ولا تقع هذه العملية بمعزل عن مؤسسات الحكم المتغيرة إلى حد كبير والمرنة في الغالب. من هنا جاء مجال هذا الكتاب معنياً بعرض مسار التطورات التي تجلت في التاريخ والمجتمع الإسلاميين، عن معادلة المعرفة – السلطة الحضارية بطرائق أصلية ومرنة في أغلبها. تلك التطورات التي انبثقت عن تنوع من تفاعل العوام والنخب في الأوساط الحضرية والزراعية والبدوية.
جدير بالذكر أنّ سالفاتوري هو أستاذ الدراسات الدينية العالمية في جامعة ماكجيل، مونتريال؛ وأستاذ في مركز الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الوطنية الأسترالية، كانبيرا. وأبحاثه، في ميدان العلوم الاجتماعية، تركز على المقارنات الدينية المناطقية، وتستكشف مسارات الإسلام الاجتماعية. ومن مؤلفاته: «الإسلام والخطاب السياسي للحداثة»، «الإسلام الشعبي والصالح العام»، و»الإسلام والحداثة: مسائل وسجالات أساسية».
الشبكة العربية للأبحاث والنشر، بيروت 2017؛ 342 ص.

وليد علاء الدين: «ابن القبطية»
جاء المؤلف إلى الرواية من بوابة الشعر (له تردّني لغتي إليّ، وتفسّر أعضاءها للوقت)، والمسرح (عمله «العصفور» نال جائزة الشارقة للإبداع العربي،  كما نال «72 ساعة عفو» جائزة ساويرس لأفضل نصّ مسرحي). وعن روايته هذه، كتب الناقد المغربي سعيد يقطين: «بين لغة الراوي ولغو الشخصية تتشكل عوالم رواية ابن القبطية. وبما أن الراوي هو الشخصية تتأكد أمامنا خصوصية العلاقة بين اللغة واللغو في تقديم رواية أبدع وليد علاء الدين في تقديم واقع اشكالي من خلالها. ابن القبطية من أب مسلم وأمّ مسيحية، تختاره راحيل اليهودية لتنجب منه بنتاً تجمع بين الديانات الثلاث. رواية تضرب في واقع متناقض، يؤدي ثمنه يوسف الراوي ـ الشخصية، بحثاً عن صفاء وجودي من مرض اسمه الواقع. ابن القبطية رواية عميقة، كتبت بلغة صافية رقراقة وجميلة، ومبنية بطريقة متقنة، وباقتصاد سردي مكثف».
هنا مستهلّ من فصل بعنوان «الشيخ ضباب»: «يقول العارفون الثقاة إن الشيخ ضباب كان رجلاً غير عادي، يخرج مع طلعة الصباح، يغوص بقدميه الحافيتين في طين الشوارع، التي لم تكن قد عرفت الإسفلت بعد. يحمل على كتفه جوالاً، قابضاً على عصا غليظة صنعها من فروع الأشجار. لم يذكر أحد قط أنه قد رأى الشيخ ضباب في النهار الواحد، في مكان واحد، أكثر من مرة، فقد كان على دراية بالسكك القديمة التي لا يعرفها أحد غيره، يجوب المدينة كلها ولا يترك مكاناً لا يطرقه. ويزيدون، فيقولون إنه قبل أن يقع ما وقع، كان الشيخ أسمر البشرة نحيفاً، لكنه مع ذلك وللوهلة الأولى، يترك إحساساً بأنه غير مؤهل للتعامل مع البشر، أو أن البشر غير مؤهلين للتعامل معه، ربما للنظرة المختلفة في عينيه، اللتين لا تنظران ولكنهما تحلقان في أجواء لا يستطيع أحد أن يتخيل ماذا يحدث فيها، وربما لأسباب أخرى، ولكن الجميع اتفقوا على أن الرجل غير عادي».
الكتب خانة للنشر والتوزيع، القاهرة 2016؛ 184 ص.

Florence Bergeaud-Blackler : « Le Marché halal ou l'invention d'une tradition «
«سوق الحلال، أو اختراع تقليد»، كتاب الأنثروبولوجية الفرنسية فلورانس بيرجو ـ بلاكلر، هو العمل الأوّل الجامع، واللامع حقاً، حول ظاهرة «الحلال»، أو ما يعتقد المسلمون في المهاجر عامة، وفي الغرب تحديداً، أنها موادّ مطابقة للشريعة الإسلامية. ومن طقس بسيط حول أصول ذبح الأنعام، تطوّر مفهوم «الحلال» ليشمل ما هو أبعد من الذبائح بكثير: من اللحوم والدواجن والمأكولات والأطعمة المحفوظة، إلى الأدوية والسياحة والصيرفة. وكانت حرية تأويل النصوص، التي تمتعت بها سلطات الإفتاء الدينية على الدوام، قد أفسحت المجال تدريجياً أمام «فضاء معياري» لم يعد يترك للمؤمنين خياراً آخر سوى البحث عن «الحلال» وتجنب سواه. كذلك فإنّ الرقابة على المنتجات المطابقة للشريعة، والتي تمارسها جهات وسيطة شبه تجارية وشبه دينية معاً، صارت بدورها تتطابق مع سلوك الشاري ومتطلباته في الالتزام بـ»الحلال».
ما الذي أتاح هذا التوسّع الهائل لـ»منظومة الحلال»، حسب تعبير الكاتبة، بحيث صار المسلم المؤمن مستهلكاً، والأمّة قوّة اقتصادية؟ من قلب مذابح اللحوم، وصولاً إلى لجان التصنيف المعياري حيث تتقرّر سياسات اقتصادية كاملة بصدد «الحلال»، يناقش هذا الكتاب ـ الممتع في الواقع، رغم صرامته الأكاديمية ـ ذلك اللقاء غير المتوقع بين نظامين من اليوتوبيا في نهاية القرن العشرين: الأصولية الإسلامية، والليبرالية الجديدة. وإذْ تبرهن المؤلفة أنّ اختراع سوق «الحلال» المعاصرة لم يكن ممكناً لو أنّ مصالح السوق لم تُقدّم على الواقع الطبيعي للدولة وللحرية الدينية؛ فإنّ بيرجو ـ بلاكلر تفكك أيضاً التحديات والسجالات التي تشطر الرأي العام في بلد مثل فرنسا.
ويبقى أنّ المؤلفة، أستاذة الأنثروبولوجيا في المركز الوطني للأبحاث العلمية وفي جامعة إكس ـ مرسيليا، تعمل على موضوع «الحلال» منذ 20 عاماً، وهي سلطة علمية وبحثية بارزة في هذا المضمار.
Seuil, Paris  2017; 272 p.

إصدارات

غسان ومارينا مخيبر: «لوبام جاز» مشروع مجتمع جمعنا كثنائي

Posted: 28 Jan 2017 02:08 PM PST

بيروت ـ «القدس العربي»: سنة 2008 أنشأ النائب غسان مخيبر الجمعية اللبنانية لنشر الموسيقى الأوركسترالية «لوبام». مرحلة شكلت قمة الانقسام في حياة اللبنانيين على الصعيد الوطني والسياسي. لا شك أنه سمع من يقول له حينها «هلق وقتا»؟ إنما آخرون آمنوا بمشروعه ومدوا يد العون. كبرت «لوبام» وانتشرت مراكزها في أكثر من منطقة بعد انطلاقها من بيت مري في المتن. «لوبام جاز» أول مولود لتلك الجمعية التي تُعلم الموسيقى مجاناً. قبل أيام أحيت حفلاً ناجحاً في دار النمر للثقافة والفنون لقي الإقبال والترحيب من جمهور أغلبه في عمر الشباب.
أن يكون حفل «لوبام جاز» حاشداً أمر مشجع ومفاجئ في آن. مارينا واكيم مخيبر عضو الهيئة الإدارية ومسؤولة العلاقات العامة في «لوبام» تقرأ في عنصر المفاجأة وتقول: سنة هو عمر «لوبام جاز» تتكون من 40 طالباً. المتقدمون في «لوبام جاز» أحيوا حفل دار النمر، والآخرون من متوسطي الحرفية في عزف الجاز. جميعهم منتسبون لبرنامج «لوبام» إنما الجاز هو برنامج مضاف لمن يرغب. المنضمون إلى «لوبام جاز» يتدربون لساعات اضافية كوننا مع برنامج مختلف عن سياق التدريب الخاص بالفرقة الأوركسترالية التي تعنى بالموسيقى الكلاسيكية واللبنانية وسواها كما الجاز.
عن نواة «لوبام جاز» تقول مخيبر: كريس مايكل مسؤول عن فرق الجاز، وهو من أشرف على حفل دار النمر. مواطن لبناني وأمريكي الهوية، يُدرّس في «لوبام» العزف على الآلات الإيقاعية، إنما الجاز اختصاصه الأساسي. كانت له رغبة في تأسيس «لوبام جاز». وبعد دراسة من قبل المسؤولين أعطي الموافقة للبدء بخطواته الأولى بعد توفر كافة الامكانيات. كانت الانطلاقة مع خمسة طلاب ومن ثمّ بدأ العدد يرتفع بعد انضمام مجموعة من تلامذتنا للبرنامج الجديد.
تصف مارينا مخيبر صلتنا كعرب بموسيقى الجاز من خلال الحفلات التي تحييها «لوبام جاز» خاصة في دار النمر «أنها موسيقى فرح وترقب لما سيأتي». وتضيف: كان الحفل مفرحاً لنجاحه وللاقبال الذي تميز به. فدار النمر استقبل «لوبام جاز» لأن سياسته الثقافية تدعم الفرق الموسيقية الجديدة. نجاح أننا معاً تولينا الدعوة لحضوره والدعاية له، مع التأكيد على أهمية جمهور دار النمر. اللقاء مع المؤسسين والعاملين في دار النمر هو الأول بالنسبة لنا، ولم نكن نعرف ما ينتظرنا في الحفل. كان الجمهور كبيراً ومنسجماً، وتهمني الإشارة أن «لوبام جاز» تعطي الحرفية ذاتها وكذلك الاحساس حتى لو تألف الحضور من شخص واحد، المهم هو الاستمتاع بالموسيقى. وفي حفل دار النمر كان الاستمتاع كبيراً خاصة خلال عزف الموسيقى البرازيلية، ومعزوفات أخرى يستسيغها الشباب ومعروفة من قبلهم.
بوصول النائب غسان مخيبر دون موعد معه يشارك في الحوار قائلاً: لا يشكل الجاز سوى جانب من أنواع الموسيقى التي تعزفها الفرقة الأوركسترالية. البرنامج الخاص بالجاز في «لوبام» يتطور ويتقدم، وستفاجئين قريباً بإحدى طالباتنا تعرف الجاز على آلة الناي. الجاز في النمط الغربي ربما هو الأقرب للموسيقى العربية والشرقية القائمة على جمل موسيقية، فيما يتناوب الموسيقيون على الارتجال بناء على خط متفق عليه. أهمية الجاز وصعوبة تعلمه تكمن في حرية العزف فلا نوطة أمام العازف، عكس الموسيقيين الكلاسيكيين الذين يعزفون معاً جملة موسيقية موحدة، ومن ثمّ يتناوبون في إبداع موسيقى خاصة بكل منهم، حيث تظهر مهاراتهم على آلاتهم.
بوصفه للطلاب العشرين المصنفين متقدمين في فرقة «لوبام جاز» ومدى قدراتهم على الإبداع والارتجال يقول النائب مخيبر: إنها التربية الموسيقية الخاصة بالجاز تفعل فعلها. يقوم العزف الكلاسيكي على قراءة نص مكتوب لا يمكن الخروج عنه، فيما يقوم الجاز على ثقافة الخروج على النص. هذا ما يتدرب عليه طلاب «لوبام جاز» والهدف الوصول إلى التقاسيم، كما نقول في الموسيقى الشرقية. التقاسيم في الجاز هي ارتجال العازف على آلته ومن خلال أنماط متفق عليها، وتكون خاضعة لإلهام اللحظة.
تصف مارينا مخيبر العام الأول من عمر «لوبام جاز» بالحيوي. وتقول: بما أننا نقدم الحفلات مجاناً فنحن نلبي الدعوات التي نتلقاها. في العام 2016 أحيينا عشرين حفلا، منها المشاركة في عيد الموسيقى. وختام العام كان عيد الميلاد حيث عزفنا في أربعة مستشفيات. كان عزف لمرضى الأمراض المزمنة والمستعصية الذين لا يتمكنون من ترك أسرتهم حتى بمناسبة الأعياد. رافقتنا إلى المستشفيات فرقة جاز صغيرة اتاحت لبعض الطلاب العزف مع الجمهور. الهيئة الإدارية تحرص لأن يعرف الطلاب قيمة ما يتلقونه مجاناً عندما يقدمون الفرح لآخرين، ومجاناً أيضاً. نحن نكتفي بوضع صندوق للتبرعات خلال حفلاتنا ولمن يرغب. لم تكن لدينا مطلقاً بطاقات للحضور.
تنظر مخيبر إلى السنة الأولى من عمر فرقة «لوبام جاز» على أنها الدخول في الاحتراف نظراً لعدد الحفلات التي احيتها. تقول: لا شك نحن نواة، ونهدف لعدد أكبر من العازفين، ولمزيد من الحفلات، وهو حلم طبيعي. سنة 2008 بدأت «لوبام» كفرقة أوركسترالية مع 40 تلميذا، والآن 450. أما السؤال إلى أين تصل الحدود المستقبلية للوليد الأول فرقة «لوبام جاز» فهذا لا نعرفه بعد.
في آلية عمل «لوبام» كما تبلغنا مارينا مخيبر: نقل الراغبين بتعلم الموسيقى من منازلهم إلى مكان التدريب وإعادتهم، وكذلك تقديم الآلات الموسيقية مجاناً. عملنا هذا يستند إلى تبرعات مالية، أو تبرعات بالآلات. وهذه المساعدات نتلقاها من المراكز الثقافية في السفارات، ومن الشركات أو من أفراد يهتمون بالثقافة. انطلق العمل أولاً في فرع بيت مري. الفروع زادت وهي بعقلين، بيت مري، بسكنتا وطرابلس. نحن نعلّم جيلاً من الشباب والشابات ومن خلال الموسيقى قيما إنسانية منها التعاون، احترام الاختلاف، فهم من أديان ومناطق وأعمار. كذلك يستضيف المخيم الصيفي شبابا من الأردن ومن بلدان عربية أخرى. وفي هذا المخيم الذي يستمر لثمانية أيام دروس يقدمها اساتذة في الموسيقى من الولايات المتحدة وأوروبا.
ويرى النائب مخيبر في تأسيس «لوبام» حلما جميلا تحقق. وهو يكبر سنة بعد أخرى وعلى مراحل. ويقول: لوبام كما المنحوتة التي تُحفر في الصخر. لم يكن التوسع مفاجئاً، بل انبهاراً بمدى قدرة الشباب اللبناني على إنتاج موسيقى راقية وجميلة. وكذلك اعجاب باهتمام الكثير من اللبنانيين بهذا المشروع، واهتمام المعنيين بالموسيقى في المنطقة العربية. استقبلت «لوبام» اساتذة وتلاميذ من فلسطين قدموا من غزّة، رام الله وكذلك من الأردن. هناك اهتمام وتعطش لمشاريع مماثلة في الدول العربية. تعددت الفروع، والطموح تأسيس أخرى في الجنوب، البقاع، بيروت وغيرها. والهدف التالي بعد الانتشار الأوسع اقرار التعليم الإلزامي للموسيقى في المدارس. مع العلم أننا في «لوبام» نقدم التعليم المجاني ونستقطب الأكثر حاجة. نقوم بعملنا إلى حين تصبح الموسيقى الزامية في كافة المدارس، فنحن نعمل وفق برنامج أوركسترالي ولسنا فقط برنامجاً لتعليم الموسيقى. نحن حيال مشروع مجتمعي، إنمائي وثقافي. تطوير الموسيقى هو قيمة مواطنة مضافة تؤكد على احترام الاختلاف والتعاون.
النائب مخيبر الشغوف بالموسيقى والحاضر أغلب الحفلات ليس في وارد تطوير عزفه. يقول: لسوء الحظ الوقت لا يسمح. جميعه للنشاط السياسي. في شبابي عزفت الغيتار، ودرست آلة «أوبوا» في المعهد الموسيقي الوطني لسنتين. وهي آلة أوروبية كلاسيكية نفخية. من دوافعي لتأسيس «لوبام» هي آلة «أوبوا» التي نامت في الأدراج وبقيت تلح عليّ كي يأتي من يعزفها. وفي «لوبام» تلامذة كثر أحبوها. أنا فرح جداً لأني تمكنت من منح آخرين امكانية لم تتوفر لي.
مارينا واكيم بدأت عازفة في «لوبام». وتطور حضورها إلى التنظيم ومن ثم الارتباط بالحلال مع النائب مخيبر. تقول: وهكذا جمعتني الموسيقى بعلاقة اعجاب ثم حب ثم زواج مع النائب غسان مخيبر. «لوبام» وجه خير على حياتك، نقول لمارينا؟ يسارع النائب مخيبر للتأكيد قبلها: وعليّ كذلك. تقول مارينا: الزواج أدى لتراجعي عن العزف. زادت مسؤولياتي العائلية وفي لوبام كذلك. لكني موسيقية حتى وإن كان للإدارة والعلاقات العامة أن تستحوذ على الجزء الأكبر من وقتي. أنا وغسان نغني أحدنا للآخر في كل لحظة متاحة. لكني لا أعزف في البيت. آلتي كبيرة تشبه البوق، صوتها مرتفع جداً لا يمكن للجيران تحمله.
«لوبام» تهتم بتعليم الموسيقى على آلات النفخ والإيقاع فقط. تؤكد مارينا مخيبر قدرة النساء على هذه الآلات كما الرجال تماماً. المهم هو اكتمال الرئتين وتعلم التقنية في النفس. أما جديد اوركسترا لوبام الأعداد لسي دي موسيقى لبنانية وعالمية.

غسان ومارينا مخيبر: «لوبام جاز» مشروع مجتمع جمعنا كثنائي
فرقة تلقى ترحيباً في حفل دار النمر
زهرة مرعي

من سوريا الكبرى إلى سوريا الصغرى: معرض فني حول تشكل الجالية السورية في نيويورك

Posted: 28 Jan 2017 02:08 PM PST

نيويورك ـ «القدس العربي»: افتتح يوم 19 كانون الثاني/ يناير الجاري في قاعة كلية «متروبوليتان» في منهاتن معرض فني حول تشكل الجالية السورية ونموها وازدهارها في مدينة نيويورك منذ عام 1880 ولغاية العقد الأول من القرن العشرين. والمقصود في الجالية السورية هنا أبناء سوريا ولبنان وفلسطين من المسيحيين الذين كانوا أول من هاجر بجواز سفر تركي للعالم الجديد الذي تمثله الولايات المتحدة الأمريكية. ويستمر المعرض لغاية 24 اذار/مارس 2017. ومن المساهمين في إقامة المعرض «المتحف العربي» في بلدة ديربورن في ولاية ميشيغان.
اختار المهاجرون الأوائل منطقة شارع «واشنطن» في ما يسمى «منهاتن السفلى» قرب ما سمي لاحقا منطقة الوول ستريت ومركز التجارة العالمي حيث بني فيما بعد البرجان الشهيران اللذان دمرا في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001. وأطلقت «نيويورك تايمز» على المنطقة «قلب العروبة في نيويورك» بينما كان السوريون يطلقون عليها «حارة أو مستوطنة السوريين».
وعن أسباب الهجرة تقول السيدة يعقوب في افتتاح المعرض إن السبب الرئيسي هو أن المسيحيين الشوام كانوا قد التقوا بالمبشرين والمدرسين والبعثات الأجنبية ودرسوا في مدارس أجنبية مثل «الكلية البروتستانتية السورية» التي سميت فيما بعد الجامعة الأمريكية في بيروت. فهؤلاء قد استهوتهم فكرة السفر والمغامرة والانتقال إلى عالم جديد غني. وهناك سبب آخر طرحه أول مهاجر سوري وهو يوسف أربيلي لدى وصوله جزيرة إليس في منهاتن التي كانت تستقبل المهاجرين، فقال في مقابلة «نحن مسيحيون وقد تعرضنا لاضطهاد كبير على أيدي الأتراك العثمانيين». لكن قد لا يكون هذا الكلام دقيقا، فالتاريخ يؤكد أن الدولة العثمانية لم تمانع من سفر المسيحيين العرب فهي لم تجندهم للحروب العديدة التي كانت تخوضها. لكن العزف على نغم التعصب الديني العثماني كان يترك أفضل الأثر عند الأمريكيين كما تقول ليندا. لكن موجة النزوح من المدن والقرى الشامية كانت منتشرة، فقد كتب أحد المررخين أن بلدة زحلة (اللبنانية الآن) قد شهدت نزوح 2000 مواطن عام 1898 من مجموع سكانها الثمانية عشر ألفا. لكن هناك مصدرا تشير إليه الكاتبة نقلا عن مهاجر مغربي اسمه حسن بن علي يقول إن المدينة عام 1889 كان فيها 600 مسلم وهم «يخططون لبناء أول مسجد خوفا من تحولهم أو تحول أولادهم للديانة المسيحية».
يضم المعرض صورا ولوحات ونماذج عن النشاط العربي في المنطقة في تلك الأيام. وتقول ليندا يعقوب، أحد أحفاد العائلات السورية الأصلية، ومؤلفة كتاب: «غرباء في الغرب» إن المهاجرين الأوائل الذي وصلوا مع بدابة عام 1880 اختاروا أن يكونوا باعة متجولين يبيعون البضائع نقدا أو بالتقسيط. وما هي إلا مدة قصيرة حتى افتتحت أول بقالة سورية أطلق عليها «السمانة السورية الأصيلة» لصاحبها سليم فرج الله زلوم وشركاه. وكتب عليها «كل أنواع السمانة السورية الفاخرة من مأكولات ومشروبات نستجلبها رأسا وهي من أجود الأصناف وخالية من الغش». ثم افتتح عدد من محلات الحلوى والمطاعم. وهناك إعلان لراقصة سورية اطلق عليها لقب «سفينة سوريا» والإعلان يشير إلى ساعات العرض في الكباريه. أما الصورة الجميلة التي تلفت الأنظار فهي صورة أعضاء «الرابطة القلمية» التي تجمع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وأمين الريحاني. وقد أنشأت الجالية السورية أول صحيفة بالعربية إسمها «الهدى» وأخرى «كوكب أمريكا» ثم أصدروا كتيبا يحمل أسماء أصحاب الأعمال وأنواعها لتسهيل التعامل والتواصل فيما بينهم. وكان مرتب الموظف في «كوكب أمريكا» عام 1890 يصل إلى 40 دولارا في الشهر. أسس المجلة الاخوان إبراهيم ونجيب أربيليو ومعهم صديق أرمني اسمه أرتين بيتركيان عام 1892 وظهر منها العدد الأول المثبتة صورته في المعرض بتاريخ 15 نيسان/أبريل من السنة نفسها.
أما «الهدى» فقد أنشأها نعوم مكرزل عام 1898 في فيلادلفيا ثم نقلها صاحبها إلى نيويورك عام 1903 واستمرت المجلة لغاية عام 1971. وأسس الاخوان نيقولا وإبراهيم مقصود أول مطبعة عربية في نيويورك عام 1902. ويحصي القائمون على المعرض 44 إصدارا (نشرة، مجلة، صحيفة) باللغة العربية بين عامي 1892 و 1930.
على هامش المعرض التقت «القدس العربي» مع السيدة ليندا يعقوب، المتكلمة الرئيسية في الافتتاح والمتحدرة من أصل سوري وصاحبة كتاب «غرباء في الغرب» وأجرت معها الحوار القصير التالي بعد أن أنهت حفل توقيع كتابها لزوار المعرض.
○ هل لك أن تتفضلي وتعرفي القراء على ليندا يعقوب؟
• اسمي ليندا يعقوب وأعيش في نيويورك وأحمل شهادة الدكتوراه في علم الآثار في الشرق الأدنى. ولدي عدة مؤلفات منها كتاب عن إيران. أجدادي الأربعة كلهم من سوريا. جدي من الأب وصل من سوريا عام 1981 ومن جهة الأم وصلوا إلى هذه البلاد عام 1897. كنا نعيش في بروكلين وكان عندنا محلات تجارية. جدي من الأب كانت لديه شركة استيراد وتصدير وجدي للأم كان بائعا متجولا ويتعامل مع شركة سويسرية. وأنا أحد المؤسسين لدار النشر «الكلمة».
○ وماذا عن كتاب «غرباء في الغرب»؟
• هذا هو أول كتاب نشر عن الجالية السورية في نيويورك ونشأتها وتاريخ وصول المهاجرين العرب إلى هذه البلاد. والمقصود بسوريا بلاد الشام حيث كانت كتلة جغرافية واحدة تحت الحكم العثماني.
○ لماذا كان غالبية المهاجرين من المسيحيين العرب؟
• لأنهم كانوا قد انفتحوا على الغرب، واحتكوا بالبعثات الغربية التي كانت منتشرة في ما يدعى اليوم لبنان وفلسطين وسوريا. فتكونت لديهم معرفة جديدة وجيدة حول الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بالتحديد. وكانت هذه هي الجهات المستهدفة من قبل أوائل المهاجرين العرب من سوريا الكبرى.
○ ولماذا اخترتم كلية «متروبوليتان» لإقامة المعرض؟
• لأنها تقع في قلب ما كان يسمى الحارة السورية أو الحي السوري قرب شارع واشنطن. فإقامة المعرض هنا إنما يربط العلاقة بين محتوى المعرض وهو تشكل الجالية السورية في نيويورك والمنطقة التي احتضنت أوائل المهاجرين السوريين. فالعلاقة بين الزمان والمكان أمر مهم ومثير لأنك إذا خرجت من باب المعرض واتجهت مسافة شارع واحد إلى الشرق تستطيع أن ترى شارع واشنطن والبنايات الثلاث الباقيات منذ تلك الفترة.
○ ومن المسؤول عن تنظيم المعرض؟
• الحقيقة أن الجهد الأكبر يعود الفضل فيه للمتحف العربي في ديربورن والذي نظم مثل هذا المعرض في العاصمة الأمريكية من قبل. ويستمر المعرض قرابة ثلاثة شهور. وللعلم فسوف يتم وضع قطعة فنية مجسدة لتخليد ذكرى جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وأمين الريحاني في هذه المنطقة. وهناك مسابقة بين ستة فنانين لاختيار القطعة الفنية المعبرة أكثر عن الجالية السورية المبدعة التي أضافت الكثير لنسيج الحياة الثقافية والفنية لهذه البلاد وخاصة نيويورك.
هناك أيضا لجنة محلية منبثقة عن جزيرة إيليس القريبة من هنا والتي كانت تستقبل المهاجرين لتسجيلهم ثم توزيعهم داخل نيويورك أو خارجها.

من سوريا الكبرى إلى سوريا الصغرى: معرض فني حول تشكل الجالية السورية في نيويورك

عبد الحميد صيام

كأس الأمم الافريقية… فسحة أمل وفرصة لكسب الرزق في القارة السمراء!

Posted: 28 Jan 2017 02:08 PM PST

ليبرفيل ـ «القدس العربي»:  نفس جديد وفرص كسب جديدة في مختلف أرجاء القارة السمراء، أتاحتها كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، والتي انطلقت فعاليات نسختها الـ31 الاسبوع الماضي في الغابون.
فمن نيامي عاصمة النيجر إلى كنشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية، مرورا بباماكو في مالي وصولا إلى داكار السنغالية وحتى في دوالا الكاميرونية، نبضت الحياة على إيقاع جديد واستثنائي. وبين من ابتاع لنفسه جهازا تلفزيونا جديدا حرصا على متابعة جميع المباريات، وبين من سارع بإصلاح جهازه، يتابع الأفارقة بشغف كبير التظاهرة الكروية القارية، محاولين في جميع الأحوال، التشبّث بحدث يكسر رتابة أيامهم، أو ينسيهم أزمات بلدانهم، دون إغفال الهدف المحوري في كل ذلك وهو الكسب المادي.
المقاهي والمطاعم وجميع المحلات التجارية حتى الصغيرة منها، إلى جانب صالونات الحلاقة، استعدّت بشكل خاص لحلول هذا الحدث القاري الذي من المنتظر أن تتواصل مبارياته إلى 5 فبراير/ شباط المقبل. الجميع بدا متحمّسا إلى درجة لم يتوان معها على إنفاق المبالغ المالية اللازمة لابتياع تجهيزات جديدة لمحلّه، وأجهزة تلفزيون متطورة، أملا في استقطاب أكبر عدد ممكن من عشاق كرة القدم.
سخاء لم تمنعه الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة نوعا ما في معظم بلدان القارة السمراء. حركية لافتة دبّت فجأة في جميع الأنشطة التجارية، حتى باعة قمصان المنتخبات المشاركة في البطولة الإفريقية، يستعيدون حيويتهم استعدادا لموسم الذروة بالنسبة لهم، بحسب باسيونس وهي طالبة كونغولية.
باسيونس قالت إن كرة القدم تستحوذ على اهتمام حتى من لا يكنّ حبا خاصا لهذه الرياضة في باقي الأيام، بل إن السيدات يقبلن خلال هذه الفترة على متابعة المباريات وتشجيع فريقهن المفضّل، بذات الشغف والحماس الذي يبديه الرجال. «في مثل هذه المنافسات القارية»، تضيف بحماس، «يصبح تشجيع المنتخب الوطني واجبا وطنيا، لذلك ينبغي أن نصطفّ جميعا وراء منتخبنا الكونغولي».
أجواء استثنائية شملت حتى البلدان الإفريقية التي لم تترشح منتخباتها للبطولة، مثل النيجر، هذا البلد الذي لن يكون ممثلا في التظاهرة الكروية إلا عبر الحكم يحي محمدو. فالنيجريون استقبلوا الحدث بسعادة كبيرة، كما يقول الصحفي إبراهيم تيكيري، وعدم وجود بلاده في المسابقة لا يمنع أبدا عشاق الكرة المستديرة من متابعة المباريات بذات الشغف والحماس، بحسب قوله. تيكيري أضاف أن «غياب منتخبنا الوطني عن البطولة القارية، دفع كل واحد منا لتبني منتخب آخر لدعمه». ولاستقطاب أكبر عدد من المتفرّجين، حرص أصحاب المقاهي والحانات في نيامي على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتأمين بثّ كامل للمباريات، سعيا نحو الزيادة في إيراداتهم اليومية.
عمر نيجري يدير حانة «غيغينغنا» في نيامي، قال: «قمنا بتثبيت شاشات عملاقة في جميع جدران المحل تقريبا، ليتمكّن زبائننا أينما اختاروا الجلوس، من متابعة المباريات في أفضل الظروف». وتحسّبا من انقطاع مفاجئ أو عطب كهربائي مفاجئ، لم يغفل عمر التفكير في الحصول على مولّد كهربائي لاستخدامه عند الحاجة. وخلافا للحماس النابض في نفوس النيجيريين، استقبل الكاميرونيون كأس الأمم الإفريقية لهذا العام بشكوك طغت على تفاؤلهم، رغم وجود منتخبهم «الأسود التي لا تقهر» في البطولة. الكاميرونية أنيت كانت تجلس أمام محلها الذي تديره في حي بيلونغي في مدينة دوالا، العاصمة الاقتصادية للبلاد، وهي ترمق جهاز التلفزيون أمامها بنظرات غاضبة. بدا من الواضح أن مقتطفات الحصص التدريبية للمنتخب الكاميروني التي تبثّها قناة خاصة لم ترق لها. وبنبرة غاضبة قالت: «لست مقتنعة تماما بمدرّب الأسود هوغو بروس، إذ لم يتمكّن من فعل أي شيء إلى درجة أننا لم نستطع الفوز على منتخب زيمبابوي في المباراة الودّية». أما في كنشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية، فاستقبل سكانها التظاهرة الكروية القارية بكثير من الحماس والأمل.
وبغضّ النظر عن الآمال العريضة التي يعلّقها الكونغوليون على منتخبهم للفوز بالكأس، إلا أن هذا الموعد الرياضي يشكّل نوعا ما مهربا من واقع سياسي اتّسم بكثير من التوتر في الفترة الأخيرة. وتعيش الكونغو الديموقراطية، منذ أشهر، على وقع أزمة سياسية ناجمة عن إرجاء الانتخابات الرئاسية إلى 2018، بما يمدد إقامة الرئيس جوزيف كابيلا في القصر إلى ما بعد انقضاء ولايته في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وهو ما رفضته المعارضة في بلاده. «هذه البطولة وسيلتنا للهرب من واقعنا المتوتر»، يقول الكونغولي ايريتييه نغوي، «وعشقنا لكرة القدم يجعلنا ننسى ولو مؤقتا مشاكلنا مع البطالة والحرب في المناطق الشرقية لبلادنا وحتى ديمقراطيتنا الفاشلة».
وعلاوة على الفسحة النفسية التي توفرها البطولة الإفريقية لسكان كنشاسا، يعلق عليها التجار آمالا عريضة أيضا، فهذه التظاهرة تعد لهم فرصة ذهبية لتحقيق إيرادات مجزية، خصوصا لأصحاب المقاهي. إلسا، صاحبة محل في حي كيتامبو وسط كنشاسا، قالت إن «البطولة الإفريقية والتظاهرات الكروية الكبرى من هذا النوع تترافق بالنسبة لنا بصعود تاريخي لمبيعاتنا… استعددنا كما يجب، وجددّنا مخزوننا وقمنا بتثبيت شاشة عملاقة». وأمام محلّها، يعرض جون ديزيريه على المارة بضاعته من القبعات والقمصان والسترات وغيرها من الأكسسورات الرياضية بألوان المنتخب الكونغولي. ألوان خفّفت عن كنشاسا مسحة التوتر الغارقة فيها جراء أزمتها السياسية، حتى أنه فجأة توقف سكانها عن الحديث عن بقاء كابيلا في الحكم، وعن الحوار السياسي، وأصبح حديثهم يدور حصريا عن حظوظ منتخبهم في الفوز وأداء لاعبيه، بحسب صحفي مقيم في كنشاسا فضل عدم نشر هويته.
التغيير نفسه تعيش على وقعه باماكو عاصمة مالي هذه الأيام. فالحديث عن البطولة الإفريقية سرعان ما تغلّب، ومنذ يومه الأول، على الحدث الأبرز مؤخرا، وهو القمة الإفريقية، الفرنسية المنعقدة في باماكو، وفق علي مايغا صاحب محل لبيع الملابس الرياضية. ومايغا أضاف أن «قمصان المنتخب المالي تلقى رواجا كبيرا في الأسبوعين الأخيرين». ومستدركا: «صحيح أن أداء منتخبنا أمر مشكوك فيه، إلا أننا نعتقد أنه قادر مع ذلك على المضي بعيدا في هذه المسابقة». من جهتهم، لم يفوّت الباعة المتجوّلون على أنفسهم الفرصة، ليعرضوا على المارة في شوارع باماكو، الجدول الكامل لمباريات المنتخبات المشاركة في البطولة. أما على القناة الرسمية، فتضاعفت الإعلانات بناء على طلب من المعلنين للاستفادة من ارتفاع نسب الإقبال على متابعة المباريات، والترويج تبعا لذلك لسلعهم. وغير بعيد عن باماكو، وتحديدا في العاصمة السنغالية داكار، استكمل السكان استعداداتهم وبدأوا بمتابعة المنافسة بحماس غير مسبوق. ومع أن المباريات انطلقت الاسبوع الماضي، إلا أن الكثير منهم لا يزالون يتدافعون في المحلات لابتياع أجهزة تلفزيون جديدة، أو لإصلاح أجهزتهم القديمة، فالمهم لهم، في النهاية، هو متابعة المباريات بأجود صورة ممكنة. السنغالي كاظم بوين يقيم في ضاحية روفيسك بداكار، قال إن منزله يتحوّل في كل تظاهرة كروية إلى ملتقى يجمع أصدقاءه من عشاق كرة القدم لمتابعة المباريات. «نحتسي الشاي»، ويقول مضيفًا «ومعظم أصدقائي يأتون مرتدين قبعات وتي شيرتات بألوان منتخبنا الوطني، كما يحصل وأن أستقبل في منزلي 30 شخصا دفعة واحدة».

كأس الأمم الافريقية… فسحة أمل وفرصة لكسب الرزق في القارة السمراء!

البطولة الأفريقية تثير القلق في دورتموند!

Posted: 28 Jan 2017 02:07 PM PST

دوسلدورف (ألمانيا) ـ «القدس العربي»: قد يكون بيير إيمريك أوبامينغ نجم هجوم بوروسيا دورتموند الألماني والمنتخب الغابوني من أبرز النجوم في كأس الأمم الأفريقية الحادية والثلاثين التي انطلقت فعالياتها في الغابون.
لكن دورتموند يتطلع إلى استعادة اللاعب في أسرع وقت ممكن ويأمل في ألا يعاني من أي إصابة خلال قيادته لمنتخب بلاده في البطولة الأفريقية.
كما يخشى دورتموند أن يساهم تألق اللاعب المتوقع في البطولة الأفريقية في تزايد الجدل بشأن إمكانية انتقاله لناد آخر. ولهذا، يترقب تومس توشيل مدرب دورتموند انطلاق البطولة الأفريقية في الغابون بمشاعر مختلطة لأن نجاح المنتخب الغابوني في البطولة سيكون سلاحا ذا حدين بالنسبة لدورتموند. ويعتلي أوباميانغ قائمة هدافي الدوري الألماني في الموسم الحالي برصيد 16 هدفا حتى الآن. ولهذا، يضاعف أوباميانغ من حجم الترشيحات التي تضع المنتخب الغابوني في زمرة المنتخبات المتنافسة على اللقب أو المراكز الأولى في البطولة الأفريقية التي تستضيفها بلاده حتى الخامس من شباط/ فبراير المقبل.
وإذا حقق المنتخب الغابوني النجاح المتوقع له وأكمل طريقه حتى نهائي البطولة، سيغيب أوباميانغ بهذا عن صفوف دورتموند في ثلاث مباريات بالبوندسليغا حيث تستأنف البطولة فعالياتها بعد أسبوع واحد فقط عقب انتهاء فترة التوقف للعطلة الشتوية. وستكون المواجهة مع لايبزيغ هي أهم هذه المباريات الثلاث في البوندسليغا كما سيغيب اللاعب على الأرجح عن مباراة فريقه أمام هيرتا برلين في كأس ألمانيا في الثامن من شباط/ فبراير المقبل. ويأمل توشيل بالطبع في أن ينجح دورتموند في تعويض غياب أوباميانغ عن هذه المباريات وأن يعود اللاعب لصفوف الفريق معافى بدنيا وبروح معنوية عالية من خلال النجاح مع منتخب بلده في هذه البطولة. وقال توشيل: «ما من شيء سيكون أفضل لثقته بنفسه من النجاح مع منتخب بلاده في هذه البطولة… أراقب البطولة بقلق بالغ. وكل ما أرجوه هو أن يعود لصفوف الفريق سليما ومعافاً». ويرى غيرنوت رور المدرب السابق للمنتخب الغابوني أن أوباميانغ (27 عاما) يمكنه أن يلعب دورا بارزا في صفوف المنتخب الغابوني. وقال: «لديه الفرصة بالتأكيد ليصبح هدافا للبطولة».
وأكد رور المدرب الحالي للمنتخب النيجيري، الذي لم يتأهل للبطولة الأفريقية هذه المرة، أن أوباميانغ من بين النجوم البارزين في هذه البطولة وأنه يستطيع التفوق على نجوم كبار سابقين مثل الكاميروني صامويل إيتو والإيفواريين ديدييه دروغبا ويايا توريه. وقال أوباميانغ إنه على استعداد للمهمة وجاهز لقيادة منتخب الغابون مثلما فعل والده بيير أوباميانج قبل 16 عاما. وقال أوباميانغ: «كان والدي هو قائد المنتخب الغابوني. والآن أصبحت القائد للفريق. أفتخر بقيادة هذا المنتخب… أعتقد أنه تحد مهم. لدينا فريق جيد. لماذا لا نفوز باللقب للمرة الأولى؟ «. ويبرز أوباميانغ على رأس قائمة تضم 11 لاعبا من المحترفين في أندية البوندسليغا والدرجة الثانية بألمانيا سيشاركون مع منتخبات بلادهم في البطولة الأفريقية. ومن بين اللاعبين في هذه القائمة، ينشط ثلاثة لاعبين في شالكه المنافس العنيد لدورتموند، وهم الجزائري نبيل بن طالب والغاني برنارد تيكبيتي ومواطنه عبدالرحمن بابا.
وكان الاختيار وقع على أوباميانغ ليفوز بلقب أفضل لاعب في البوندسليغا بالنصف الأول من الموسم الحالي، وذلك في استفتاء مجلة «كيكر» الألمانية الرياضية. كما حل أوباميانغ ثانيا خلف الجزائري رياض محرز نجم ليستر حامل لقب الدوري الإنكليزي وذلك في استفتاء الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) على جائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2016 .وسبق لأوباميانغ أن فاز بهذه الجائزة في استفتاء الكاف لعام 2015 ولكنه ظهر بشكل غريب في حفل جوائز الكاف لعام 2016 قبل نحو أسبوع حيث ارتدى قميصا ذا لون أحمر بدلا من ارتداء حلة أنيقة لحضور الحفل. وكان هذا بسبب فقدان اللاعب لحقائبه خلال رحلة السفر إلى أبوجا في نيجيريا لحضور الحفل. وربما يكون لدى توشيل سبب آخر للشعور بالقلق، بخلاف الخوف من إصابة اللاعب، وهو تزايد الجدل المحتمل على انتقال أوباميانغ عقب انتهاء الموسم الحالي إذا تألق اللاعب في البطولة الأفريقية. وذكرت تقارير أن ريال مدريد الأسباني ومانشستر سيتي الإنكليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي من بين الأندية الكبيرة التي ترغب في التعاقد مع أوباميانغ. كما يدور الجدل بشأن رغبة نادي شنغهاي سيب الصيني في ضم اللاعب مقابل 150 مليون يورو لدورتموند. وأكد دورتموند أنه لا يعرف شيئا عن هذا العرض القياسي ولكن كل شيء من الممكن أن يتغير إذا تألق أوباميانغ في البطولة الأفريقية بالغابون.

البطولة الأفريقية تثير القلق في دورتموند!

«الكاديز»… الجنود المجهولون في لعبة الغولف!

Posted: 28 Jan 2017 02:07 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: أصاب غاريث لورد زملاءه بمفاجأة كبيرة حين حضر لأول مرة إلى بطولة الغولف، بسيارته الفيراري الفارهة، باهظة الثمن.
وهذا النوع من السيارات لو قاده بطل غولف ناجح يتمتع بالمال والشهرة، سيكون الأمر طبيعيا ومنطقيا ومفهوما، لكن هل يعقل أن يقودها حامل مضارب (كادي)؟
رافق الإنكليزي لورد لاعب الغولف السويدي هنريك ستنسن في جولاته حول العالم ليخوض مبارياته ويقهر منافسيه، ولذا يعتبر حجر الزاوية في نجاحه وعودته القوية خلال السنوات الثلاث الماضية إلى الملاعب. وكان ستنسن كريما للغاية مع حامل مضاربه لورد، حيث منحه عشرة بالمئة من قيمة الجوائز والمكافآت التي حصل عليها من البطولات التي حققها والبالغة قيمتها 20 مليون دولار. يذكر أن اللاعب السويدي فاز العالم الماضي ببطولة بريطانيا المفتوحة، ليتصدر مرة أخرى التصنيف السنوي على مستوى القارة الأوروبية، وبطبيعة الحال عاد الأمر بالنفع على لورد، حيث حصل على شيك سخي من البطل السويدي. يشار إلى أن «الكاديز» أو حاملي المضارب، ليسوا مجرد حاملي حقائب جلدية تحمل مختلف أنواع المضارب والكرات، بل ترقى مهامهم إلى مرتبة المساعد، وأحيانا يصل بهم الأمر إلى التواطؤ مع البطل.
ويقول حامل الرايات الأسكتلندي كراغي كونيلي: «يقضي لاعب الغولف وقتا أطول مع حامل مضاربه أكثر من الذي يقضيه مع منافسه في اللعب على الرقعة الخضراء. في يوم عاد من أيام البطولة، يمتد بهما الوقت من سبع إلى عشر ساعات معا، وهو ما يوثق الصلات بينهما». ويرافق كونيلي الحاصل على لقب بطل العالم مرتين الألماني مارتن كايمر على المضمار الأخضر .ويقول حامل الرايات الأسكتلندي إن «إحدى أهم مهام حامل الرايات هي التأقلم على أسلوب لعب مرافقه، حساب المسافات، والاستعداد بالمضارب نظيفة وجاهزة. إنها أبسط الالتزامات التي يتعين عليه القيام بها». كما يضيف كونيلي إن «بعد ذلك يتعين عليه دعم لاعبه، بالعثور على العبارات والكلمات المناسبة لكل لحظة من عمر المباراة. استيعاب نفسية اللاعب عليها عامل كبير في العلاقة بين الاثنين. إذا لم يعثرا على هذا الوفاق والانسجام، فإن اللاعب وحامل مضاربه يتعين عليهما الانفصال». وبالفعل انفصل كونيلي وكايمر عام 2011، عندما خسر الألماني لقب المصنف الأول عالميا، وفي نهاية الأمر تعاقد كايمر مع كريستيان دونالد، إلا أنه لم يحقق النجاح المتوقع معه، فاضطر لمعاودة الاتصال بكونيلي، حيث أثبت جدارته بحصوله لعامين متتالين على لقب «حامل رايات العام»، عقب فوز كايمر بألقاب «بطولة العالم للاعبين» و«بطولة أمريكا المفتوحة» و«بطولة كأس رايدرز». ويقول كونيلي: «أنا سعيد بإثباتي جدارة في مرافقة مارتن. إنه شخص لطيف ويتحمل مسؤولية قراراته، بدون محاولة إلقاء اللوم علي عندما تسوء الأمور في بعض الأحيان». الطريف في الأمر أنه أثناء التدريب، اعتاد كونيلي اللعب ضد كايمر، وحقق أمامه إنجازا طيبا بفارق أربع حفرات فقط عن بطل العالم. يشار إلى أن هناك أبطالا في اللعبة بدأوا مشوارهم كحاملي رايات، بينهم لاعب الغولف الأرجنتيني أنخل كابريرا، الحائز على لقب اثنين من البطولات الكبرى «أمريكا المفتوحة» عام 2007، وبطولة «أوغوستا للأساتذة عام 2009 . كان اللاعب الملقب بالـ»باتو»، وتعني البطة، يعمل بنادي غولف بييا أييندي، الذي كان يمارس اللعبة به إدواردو روميرو، أحد أبطال الجولف البارزين في الأرجنتين. لكن لا يقتصر الأمر على التناغم فقط بين حامل المضارب ولاعبه، فعلى سبيل المثال، الانفصال بين تايغر وودز، بطل العالم السابق، وحامل مضاربه، حدث بصورة مؤسفة، خاصة وأن حامل المضارب النيوزيلندي رافق البطل الأمريكي لفترة طويلة تعتبر من أفضل ما قدم، حيث توجت بحصوله على ألقاب البطولات الكبرى رقم 13 و14.
وبطبيعة الحال، ليس كل حاملي المضارب مليونيرات، بالإضافة إلى أن مكسبهم بعد حمل حقائب مليئة بمضارب معدنية يصل وزنها إلى أكثر من 20 كلجم لساعات طويلة، غير مضمون، ويعتمد في كثير من الأحيان على فوز اللاعب ومدى نجاحه. ولهذا نظم حاملو المضارب، أثناء بطولة أمريكا المفتوحة احتجاجات مطالبين بالحصول على رواتب ثابتة وتأمين صحي. تجدر الإشارة إلى أن السينما احتفت بشخصية حامل الرايات وأفردت له أعمالا سينمائية، كان أولها عام 1953 بعنوات «الكادي حامل المضارب»، بطولة دين مارتن وجيري لويز، وينتمي للنوع الكوميدي الإنساني، حيث يقدم شخصية لاعب غولف عصبي شديد الانفعال. أما الثاني «بيغر فينس» 2000، فيقدم شخصية «حامل المضارب بصورة سيئة، على أنه خبيث وانتهازي. الفيلم بطولة مات دايمون وشارليز ثيرون وويل سميث في دور حامل المضارب المحتال.

«الكاديز»… الجنود المجهولون في لعبة الغولف!

التنس العالمي يترقب في 2017 ميلاد جيل جديد من اللاعبين الموهوبين

Posted: 28 Jan 2017 02:07 PM PST

ملبورن ـ «القدس العربي»: تشهد ملاعب التنس في الوقت الراهن، وجود جيل جديد من اللاعبين الشباب الموهوبين، الذين يشكلون جزءا من عملية تجديد دماء اللعبة البيضاء، التي لا تتوقف وتسير بشكل متسارع.
ويمكن اعتبار عام 2017 هو عام الظهور لهؤلاء النجوم الجدد، الذين يأتي على رأسهم اللاعب الألماني ألكسندر زفيريف، المصنف 24 عالميا والبالغ من العمر 19 عاما. ودأبت الرابطة العالمية للاعبي التنس المحترفين على نثر بذور هذه المواهب طوال فترة طويلة من الزمن من أجل تهيئة الظروف المواتية لسطوع نجوميتهم في المستقبل. وقامت الرابطة في إطار مساعيها لإخراج جيل جديد من نجوم رياضة التنس بإطلاق قناة تسمى «الجيل القادم» عبر موقعها الرسمي على الانترنت، كما ستقوم هذا العام بتنظيم النسخة الأولى من بطولات الماسترز «الأساتذة» لهذه الفئة. وتقام البطولة الجديدة في الفترة بين السابع والحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل في مدينة ميلانو الإيطالية، وهي البطولة، التي سيخوضها أفضل ثماني لاعبين من مواليد عام 1996 وما بعده. ولن يتمكن لاعبون مثل دومينيك ثيم ونك كريغيوس، اللذان يعدان من اللاعبين الواعدين في هذا الجيل الجديد، من المشاركة في هذه البطولة، كونهما ولدا قبل العام 1996. ويخوض منافسات بطولة «الماسترز» الجديدة، لاعبون مثل زفيريف والكرواتي بورنا كوريتش والروسيان كارين خاتشانوف ودانيل وميدفيديد والأسترالي ثاناسي كوكيناكيس والأمريكيون تايلر فريتز وفرانسيس تيافوي وجاريد دونالدسون. ويعتبر معظم هؤلاء اللاعبين مجهولين بالنسبة لغير المتابعين لموسم بطولات التنس، ولكنهم يشاركون في بطولة أستراليا المفتوحة، ماعدا كوكيناكيس المصاب. وقال اللاعب الأسباني رافايل نادال، الفائز بـ14 لقبا في البطولات الأربع الكبرى «غراند سلام»: «من المنطقي والضروري أن يظهر جيل جديد». وأضاف: «لن يستمر فيدرر أو موراي أو ديوكوفيتش أو أنا أو فيرير أو بيرديتش أو تسونغا هنا للأبد». وزفيريف هو لاعب متكامل يبلغ طوله متر و98 سنتميترا، وصل إلى المركز الـ20 في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وإذا استمر في التقدم بهذا الإيقاع المتميز، فإنه سيجتاز هذا الحاجز بكل تأكيد في الأشهر الأولى من 2017. وتابع نادال متحدثا عن اللاعب الألماني، الذي لعب أمامه في دور الستة عشر من بطولة انديان ويلز 2016: «زفيريف هو حامل لواء هذا الجيل الجديد، إنه اللاعب الأكثر تكاملا والأكثر تركيزا، حيث أن تطوره جاء سريعا». وحذر اللاعب الألماني السابق مايكل ستيتش، الفائز ببطولة ويمبلدون، من صعوبة المواجهات القادمة لزفيريف، وقال: «لم يعد لاعبا صاعدا، الجميع يرغب في الفوز عليه، الوصول إلى القمة أصعب من البقاء على القمة، هنا تكمن الصعوبة». واستطرد نادال: «لقد شاهدت دونالدسون في وقت سابق وكان يلعب بشكل جيد، كيرغيوس أيضا يتمتع بقوة كبيرة، فيما يتعافى كوكيناكيس من إصابته، لقد تدربت مع خاتشانوف مؤخرا ولديه إمكانية التواجد في المقدمة خلال الفترة المقبلة». ويحتل خاتشانوف (20 عاما) المركز 52 في الترتيب العالمي، فيما يحتل كوريتش (20 عاما) المركز 59، بعد تعرضه لإصابة في الركبة، وميدفيديد (20 عاما) في المركز 63 وفريتز(19 عاما) في المركز 93 ودونالدسون (20 عاما) في المركز 96.
وخارج قائمة اللاعبين المئة الأوائل، يأتي الأمريكي تيافوي (19 عاما) في المركز 108 عالميا، والكوري الجنوبي هيون تشونغ (20 عاما) في المركز 105، وكوكيناكيس (20 عاما) في المركز 277، والأمريكي ارنستو اسكوبيدو (20 عاما) في المركز 131. وقال تيافوي، الذي وصل إلى الدور الأول من أستراليا المفتوحة بعد أن عبر الأدوار التمهيدية: «هدفي هذا العام هو قطع خطوات جديدة نحو قائمة اللاعبين الخمسين الأوائل، أعمل يوميا من أجل هذا الغرض». وسيدخل جميع اللاعبين المذكورين في صراع مرير من أجل احتلال أحد المراكز الثمانية الأولى في فئة اللاعبين الصاعدين من مواليد عام 1996 وما بعده للمشاركة في بطولة الماسترز الأولى لهذه الفئة في ميلانو. وقال كريس كيرمود، رئيس الرابطة العالمية للاعبي التنس المحترفين، عندما أعلن عن ميلاد هذه البطولة الجديدة: «تغيير الحرس القديم بات وشيكا، يتعين علينا أن نتطور وأن نقدم أشخاصا أصبحوا يشاركون في البطولات ويقدمون مواهب رائعة».

التنس العالمي يترقب في 2017 ميلاد جيل جديد من اللاعبين الموهوبين

لاعبتا كرة طائرة من إيران تصنعان تاريخا في بلغاريا!

Posted: 28 Jan 2017 02:06 PM PST

صوفيا ـ «القدس العربي»: انضمت لاعبتان إيرانيتان لفريق نادي شومين للكرة الطائرة في بلغاريا لتصنعا تاريخا باعتبارهن أول لاعبات من الجمهورية الإسلامية يحترفن في أوروبا.
ولم تأت هذه الخطوة بشكل مفاجئ لكنها جاءت بعد مفاوضات استمرت سنوات مع السلطات الإيرانية ويمكن أن تساعد في كسر بعض الحواجز بين الجنسين في إيران. ولا يُسمح حتى الآن للنساء بحضور مباريات الكرة الطائرة للرجال في إيران، رغم المحاولات التي بُذلت منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني في 2015 لتخفيف بعض القواعد الصارمة التي تقصر الأنشطة النسائية على الأسرة والبيت. ووصلت اللاعبتان الإيرانيتان مائدة برهاني (28 عاما) وزينب غيوه (34 عاما) لمدينة شومين في شمال شرقي بلغاريا وسط موجة مد وطني في الدولة الأوروبية، فجرها تدفق المهاجرين بشكل هائل على أوروبا خلال العامين الماضيين حيث كانت بلغاريا ممر عبور لأعداد كبيرة منهم. ويعيش في شومين منذ سنوات، جالية مسلمة تشكل نحو 12 في المئة من سكان بلغاريا البالغ عددهم نحو 7.2 مليون نسمة. ومنعت الحكومة البلغارية ارتداء النقاب علنا في سبتمبر/ أيلول. وأصبحت برهاني وغيوه أول لاعبتين تضعان حجابا في الدوري البلغاري، لكن برهاني قالت إنه يجب ألا يكون لما ترتديه اللاعبة أثر يذكر. وقالت مائدة برهاني: «الحجاب اعتقاد ودين. وهذا أمر غير مهم عندما نلعب. نؤمن بذلك ويمكننا أن نُري الجميع أن الاختلاف في الدين أو اللون لا يمثل مشكلة.» وعبرت برهاني عن أملها في أن يفتح انتقالها وزميلتها إلى شومين المجال أمام لاعبات إيران للاحتراف، وأضافت: «أتصور أن هذه الخطوة تفتح طريقا جديدا لكل الرياضيات في إيران، لا سيما لاعبات الكرة الطائرة. الإيرانيات يلبسن الحجاب بفخر وآمل أن نتمكن من تحقيق نتائج جيدة من أجل كل اللاعبات في بلدنا.» وقالت اللاعبة الإيرانية زينب علي غيوه: «ما يُسعدني هو أن كل الناس في شومين يقبلون قراري الخاص باللعب بالحجاب.» وعن وضع الفتاتين مع فريق شومين، قال محمد بصران مدير الفريق ومدربه: «تكيفتا بسرعة كبيرة. استقبلتهن الفتيات الأخريات والباقون في النادي بحرارة ملموسة. كونهن يضعن حجابا لا يهم بالمرة.»

لاعبتا كرة طائرة من إيران تصنعان تاريخا في بلغاريا!

صندوق النقد الدولي: ديون اليونان لا تحتمل وقابلة للانفجار

Posted: 28 Jan 2017 02:06 PM PST

حذر صندوق النقد الدولي في تقرير من ان ديون اليونان «لا تحتمل» و«قابلة للانفجار» على المدى الطويل، مطالبا منطقة اليورو بتخفيف هذا العبء عن كاهل اثينا عبر اجراءات «أكثر مصداقية».
ويقول الصندوق في تقريره المتشائم والذي يفترض ان يحيله إلى دوله الأعضاء في مطلع شباط/فبراير المقبل ان «الدين اليوناني لا يحتمل بتاتا. حتى مع التطبيق الكامل والشامل للاصلاحات التي تم اقرارها في إطار برنامج (المساعدة المالية لاثينا) فان الدين العام واحتياجات التمويل ستصبح متفجرة على المدى البعيد».
واضاف انه إذا لم تستفد اثينا من اجراءات لتخفيف عبء هذا الدين عن كاهلها فان حجم الدين سيبلغ 275٪ من اجمال الناتج المحلي للبلاد.
وشارك صندوق النقد الدولي في برنامجين لدعم اليونان ماليا في 2010 و2012، ولكن قواعده الداخلية تحظر عليه المساهمة في أي قرض لأي بلد إلا إذا اعتبر ان هناك احتمالات كبيرة جدا بأن يتمكن هذا البلد من سداد ديونه.
ومن شأن هذا التقرير ان يقوض مساهمة الصندوق في أي خطة دعم مالي لاثينا مما يمكن ان يقوض الخطة بأسرها لان العديد من الدول الاوروبية وفي مقدمها المانيا تعتبر مشاركة الصندوق أساسية في أي خطة لدعم اليونان.
(أ ف ب)

صندوق النقد الدولي: ديون اليونان لا تحتمل وقابلة للانفجار

صناعة الزجاج في مصر حرفة تأبي الانكسار

Posted: 28 Jan 2017 02:05 PM PST

القاهرة / ربيع السكري: يومًا ما كانت في سيناء (شمال شرقي مصر)، قبل أن تتجمع تلك الحبات الرملية، في أيدي عمال مهرة بالإسكندرية (شمال)، ينفخونها بوسائل بدائية عبر نار ملتهبة، فتتحول إلى زجاج لامع، يستخدم كتحف فنية.
حرفة صناعة الزجاج، التي ما يزال أصحابها في مصر يتمسكون بطريقتهم البدائية، واحدة من أقدم المهن في البلاد.
ورغم التطور الواسع في التكنولوجيا، إلا أنها أبت الانكسار، ككثير من المهن والحرف القديمة، تدخل منتجاتها في كل بيت ومصنع مصري، وفق صناع.
فعلى امتداد ألف متر، يتجمع عشرات العمال، في مصنع بحي محرم بك، بالإسكندرية، لإنتاج الزجاج بأشكاله المتعددة، يغلب تصنيع مكونات مرتبطة بشكل كبير بالأدوات والتحف الكهربائية، على إنتاجهم.
كريم عبدالعزيز الشاب الثلاثيني، مدير مبيعات المصنع، يقول إن صناعة الزجاج من الصناعات العتيقة في مصر عامة والإسكندرية خاصة، ومصدر رزق للكثيرين في الحي الذي يقام عليه المصنع المذكور.
يعمل في المصنع المشيد منذ ستينيات القرن الماضي، نحو مئة عامل، من الجنسين، كل حسب دوره، دون الاعتماد على أطفال، بسبب تخوف أصحابه من تأثير حرارة المكان الذي تستخدم فيه نيران تصل درجة حرارتها نحو 4 آلاف درجة مئوية، بجانب خطورة بواقي الزجاج (المكسور). يُصنَّع الزجاج بشكل أساسي من الرمال، وفي المصنع المشار إليه، يأتون بتلك الرمال من سيناء.
وتمر صناعة الزجاج بعدة مراحل، تبدأ بتجميع كيميائيات الخلطة، وهي عبارة عن رمل، كربونات الصوديوم، الملح، الحجر جيري، وأغلبها مواد مستوردة، باستثناء الرمل. وحسب عمال المصنع، فإن المواد الأساسية التي تستخدم في تصنيع الزجاج، هي الرمال التي تحتوي على حمض السيليكون، الصوديوم الذي يساعد في تقليل درجة انصهار الزجاج، وبالتالي المساعدة في التحكم بتشكيله، وأكسيد الكالسيوم والذي يعطي الزجاج صلابته.
وتقوم طريقة التصنيع على نفخ الخليط في النار، بدرجات حرارة عالية تتراوح ما بين 3 و4 آلاف درجة مئوية، ووضع تلك الخلطة في الفرن لمدة من 4 إلى 5 ساعات، حتى تأخذ درجة الانصهار المناسبة، للبدء في تصميم الأشكال والكميات المطلوبة.
وفي هذه المرحلة يرتدي العمال قفازات مخصصة ويمسكون بعصا حديدية طويلة لحماية أيديهم من لهيب النار، ثم يقومون بتحريك قطع الزجاج فوق النار بخفة ملحوظة، لتوزيع النار بشكل متساو على جنبات القطعة الزجاجية المراد تشكيلها.
بعد استخرج الخليط من الفرن يتم وضعه في آلة تسمى «التمبرة»، وفائدتها تقوية الزجاج، ومنحه صلابة أكبر، ثم تبدأ مرحلة التحميص وتحويل الزجاج من سادة أبيض إلى مسنفر (أكثر لمعانا).
وعقب سنفرة الزجاج، تبدأ رحلة زخرفة كل قطعة زجاجية على حدة، بوضع الرسومات عليها، وفق الشكل المطلوب.
ويشير مدير مبيعات المصنع، إلى أنهم ينتجون نحو 5 آلاف قطعة يومياً تقريبًا، تحتاج نحو ألف عامل يقسمون على المهام المختلفة، وقد يكون من بينهم فتيات للتعبئة. يبيع المصنع القطعة الواحدة للتجار مقابل نحو 7 جنيهات (نصف دولار تقريبًا)، إلى أن تصل للمستهلك بسعر يقترب من الضعف.
يحصل العاملون في المصنع على مقابل مادي يتراوح ما بين 70 و 100 جنيه ( 3.5 دولارات إلى 5 دولارات تقريبًا) يومياً، حسب دور كل واحد منهم.
وتأثرت إنتاجية المصنع بتراجع قيمة الجنيه أمام الدولار في مصر، كغيره من المصانع العاملة في البلاد، ولم يعد يُصدِر إلى الخارج، كما كان في السابق، نتيجة المنافسة الشرسة، حسب مدير مبيعاته.
ويوضح كريم أن «ارتفاع أسعار المواد الخام، وزيادة أجر العمالة، أثرت بشكل كبير على الكمية المنتجة، التي لم تعد تكفي حاجة السوق». وتعيش مصر حاليا أزمة اقتصادية حادة تعترف بها الحكومة، حيث ارتفعت أسعار سلع استراتيجية ومواد صناعية بصورة غير مسبوقة، مع ارتفاع قيمة الدولار أمام الجنيه.
وقررت مصر في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تعويم الجنيه أمام العملات الأجنبية ليخضع لقواعد العرض والطلب ورفع أسعار الوقود، ولامس الدولار 20 جنيهاً في السوق المصري.
ولا توجد أرقام رسمية بعدد مصانع الزجاج في مصر، غير أن تقريرًا حكوميًا صادرًا عن شعبة الصناعة والتعدين في العام 2002، رصد أن هذه الصناعة دخلت طورها الحديث في البلاد عام 1932 بإنشاء مصانع شركة النصر للزجاج والبلور (حكومية)، وقد بلغ عدد الشركات المنتجة لجميع أنواع الزجاج نحو 20 شركة كبيرة، بالإضافة إلى الكثير من الورش الصغيرة المملوكة لأفراد. 
ووفق عاملين في المهنة، يقدر عدد المصانع التي تُدار بطريقة بدائية حاليًا بالمئات، أغلبها في محافظات الوجه البحري (شمالي مصر). 
ويعد تشكيل الزجاج عبر نفخه، الاختلاف الأبرز بين الطرق التقليدية والحديثة، حيث تتم عملية صب المصهور والنفخ آليا. 
فيما تتميز الطرق الحديثة باستخدام آليات أكثر أمانًا من التقليدية، من بينها المداخن ومنافذ التهوية الضخمة، والتي لا يعتمد عليها يدويا، وفق مصنعي الزجاج. 
وتتميز سيناء، بالرمال البيضاء، التي ترتفع فيها نسبة أكسيد السليكا، الذي يدخل في صناعة الزجاج، وتتعدد استخدامات الرمال في صناعات السيراميك والموصلات الكهربائية والكريستال والخلايا الضوئية والعدسات وصناعة الزجاج وصناعة الأسمنت الأبيض. 
أحمد الصباغ مدير معهد بحوث البترول (حكومي)، قال إن رمل السيليكا لها درجة نقاء عالية، وهو واحد من المعادن الصناعية الهامة في سيناء والذي يعتبر من أجود أنواع الرمال في العالم. 
وأشار في تصريحات صحافية، في وقت سابق إلى أن احتياطيات هذا النوع من الرمال الموجودة في سيناء قد تصل إلى 27 مليون طن وهو المكون الرئيسي لجميع أنواع الزجاج القياسية والخاصة. (الاناضول)

صناعة الزجاج في مصر حرفة تأبي الانكسار

الصين تندد بـ«الحمائية» الأوروبية بعد القيود على الفولاذ المصنع لديها

Posted: 28 Jan 2017 02:05 PM PST

نددت الصين بـ«الحمائية» الأوروبية بعد اتخاذ الاتحاد الاوروبي اجراءات تستهدف الفولاذ المصنع لديها، واكدت انها ستتخذ «الاجراءات اللازمة» لحماية مؤسساتها.
وكانت المفوضية الأوروبية أعلنت فرض ضرائب بين 30،7٪ و64،9٪ على بعض منتجات الفولاذ الصينية بينما يشهد هذا القطاع في العالم فائضا في العرض.
وتستخدم المنتجات المعنية بالتعرفات وهي «كماليات لأنابيب من الفولاذ المقاوم للتأكسد» بشكل عام في القطاع البتروكيميائي واعداد الأطعمة وأعمال البناء البحرية وإنتاج الطاقة.
وأعلنت وزارة التجارة الصينية في بيان على موقعها الالكتروني أمس «ازاء الاساليب الخاطئة للاتحاد الأوروبي التي تخالف قواعد منظمة التجارة العالمية، ستتخذ الصين الاجراءات اللازمة للدفاع عن حقوق مؤسساتها».
وشدد وانغ هيكون مدير مكتب التحقيقات والالتماسات التجارية في وزارة التجارة ان «اتخاذ اجراءات حمائية بشكل متهور ليس سوى هجوم جديد على التجارة الدولية». وندد بـ«الضرائب العالية» التي «تضر جدا بمصالح المؤسسات الصينية».
وتنتج الصين نصف الفولاذ العالمي تقريبا. لكن مصانعها ترزح تحت عبء التباطؤ الاقتصادي في البلاد والفائض في القدرات المقدر بمئات ملايين الأطنان. وتقوم هذه المصانع بتصريف قسم من فائضها في الأسواق العالمية مما يؤدي إلى تراجع الأسعار واغراق قطاعات المعادن في اسيا واوروبا وامريكا.
وتعهدت بكين بعد تعرضها للانتقاد بالحد من قدراتها الإنتاجية بين 100 و150 مليون طن من أصل إنتاج يفوق المليار طن بحلول العام 2020.
ويقول الاتحاد الاوروبي انه سيتم تطبيق 39 اجراء لمكافحة اغراق الأسواق بمنتجات من الفولاذ، 17 منها يستهدف الصين. واتفقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في كانون الاول/ديسمبر على نص يتيح لبروكسل في المستقبل فرض عقوبات تعريفية على المواد الأولية وذلك من أجل التصدي للصادرات الصينية.(أ ف ب)

الصين تندد بـ«الحمائية» الأوروبية بعد القيود على الفولاذ المصنع لديها

مبيدات إسرائيلية تقتل محاصيل زراعية في غزة وتكبّد أصحابها الخسائر

Posted: 28 Jan 2017 02:05 PM PST

غزة/محمد ماجد- هاني الشاعر: ثلاثة أيام فقط، كانت كافية لإفساد المحاصيل الزراعية الخضراء التي نمت على مدار أكثر من شهرين، وتحويل لونها إلى أصفر ذابل، داخل حقل المزارع الفلسطيني محمد النجار، الواقع بالقرب من السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل. 
وعلى مساحة تُقدر بـ13 دونما (الدونم يعادل 1000 متر مربع) بدأ النجار (38 عاما) في اقتلاع النباتات التي أصابها الجفاف واحتلتها بقع بيضاء، جراء رش طائرات إسرائيلية لمبيدات ومواد كيميائية على طول حدود القطاع، وصفها مزارعون بـ«الحارقة». 
وتقول السلطات الإسرائيلية إن عمليات الرش تجري داخل مناطقها وليس في أراضي غزة، وذلك كـ»إجراء أمني اعتيادي». 
لكن جمعية حقوقية إسرائيلية، أكدت أن الرياح تنقل هذه المبيدات إلى داخل أراضي غزة، وطالبت السلطات بإيجاد بدائل أخرى «لا تضر المزارعين الفلسطينيين». 
المشهد الذي يتكرر في هذا التوقيت منذ 3 أعوام متتالية، يصيب المزارع النجار بحسرة شديدة، كما يقول.  ويضيف النجار الذي تقع أرضه على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة: «ليس الورق الذي حُرق، بل قلوبنا هي التي احترقت».
ويتابع وهو ينتزع أوراق نبات السبانخ التالفة من بين ثنايا المحصول الممتد على طول أرضه الزراعية: «أُبيد المحصول كله، لم يبق ورق ولا سبانخ، وخسرت كل شيء». 
وقدّر النجار، الخسائر المالية التي تعرض لها بنحو 6 آلاف دولار أمريكي. 
وناشد المؤسسات الحقوقية، بوضع حد لتلك «الانتهاكات الاسرائيلية بحق المزارعين».  واستطرد:» لا يجوز أن نبقى نزرع، وإسرائيل تخرب». 
وشكا مزارعون في قطاع غزة، خلال الأيام القليلة الماضية، من تلف محاصيلهم القريبة من الحدود مع إسرائيل، بعد رشها بمبيدات ومواد كيميائية. 
وبالقرب من النجار، وقف جاره، المزارع علاء الشامي (35 عاما)، يراقب حقله الزراعي الواسع، بوجه تبدو عليه علامات الحزن والغضب، جراء تلف محصوله الذي بدأ بزراعته منذ ثلاثة شهور. 
وقال:» الطائرات الإسرائيلية تقوم في كل يوم وفي ساعات الصباح، برش المساحات الزراعية القريبة من الحدود بمبيدات كيميائية غريبة تتسبب بتلف المزروعات».
وأضاف الشامي التي تبلغ مساحة أرضه المزروعة بالخس والبازلاء نحو 200 دونم:» محصولي الزراعي كله تعرض لتلف بسبب تلك المبيدات الحارقة».
ولفت إلى أن خسائره تقدر بنحو 15 ألف دولار أمريكي. 
ومضى متسائلاً:»بأي ذنب تتحول هذه المساحات الخضراء إلى صفراء ذابلة، بعد كل ما بذلناه من جهد في العناية بها؟». 
ويقول المزارعون إن أكثر المحاصيل المتضررة هي السبانخ والفول الأخضر والبقدونس والبازلاء، والتي يزداد الطلب عليها في مثل هذا الوقت من كل عام. 
وكانت جمعية «چيشاه-مسلك» الحقوقية الإسرائيلية (غير حكومية)، قد قالت في تقرير لها نشر الأسبوع الماضي إن طائرات إسرائيلية تقوم برش مبيدات في منطقة السياج الحدودي مع قطاع غزة، وتحملها الرياح إلى الحقول المزروعة داخل القطاع. 
وحسب الجمعية، تقوم وزارة الأمن الإسرائيلية بالتعاقد مع شركات مدنية لإجراء الرش بواسطة طائرات بجانب السياج الحدودي، وذلك كجزء من «النشاطات الأمنية العادية»، في إشارة إلى استهداف إسرائيل كشف الأرض من أي نباتات لتسهيل عملية المراقبة. 
وقالت وزارة الزراعة في غزة، إن رش مبيدات الأعشاب في المناطق الحدودية، أدى خلال العامين الماضيين إلى خسائر فادحة في القطاع الزراعي، دون تحديد رقم بعينه. 
وناشدت في بيان كافة المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان «بالوقوف إلى جانب المزارعين واتخاذ الإجراءات الفاعلة لتقليل الخسائر أو تفاديها والضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها التي تضر بالبيئة والزراعة الفلسطينية».
ويغطي القطاع الزراعي وفق إحصائيات الوزارة حوالي 11٪ من نسبة القوى العاملة في قطاع غزة، أي ما يقارب 44 ألف عامل. (الأناضول)

مبيدات إسرائيلية تقتل محاصيل زراعية في غزة وتكبّد أصحابها الخسائر

المصريون يحيون ذكرى ثورة يناير على الانترنت والسيسي على «الحنطور»

Posted: 28 Jan 2017 02:04 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: طغت الذكرى السنوية السادسة لثورة يناير على شبكات التواصل الاجتماعي وحديث الانترنت في مصر خلال الأيام الماضية، رغم أن الذكرى غابت عن الشارع الذي لم يشهد أي محاولات ملموسة لتجديد الثورة، كما لم يشهد أي احتجاجات تُذكر، فيما فاجأ الرئيس عبد الفتاح السيسي المصريين بجولة مع زوجته على «الحنطور» في شوارع مدينة أسوان ليخطف الأضواء ويدفع الكثير من المصريين للتعليق.
وأطلق النشطاءُ العديد من الحملات والوسوم على شبكات التواصل في ذكرى الخامس والعشرين من يناير، فيما تجاوب مع هذه الحملات الكثير من المصريين الداعين إلى تجديد الثورة والاحتجاج على الأوضاع الراهنة في البلاد.
وتصدرت العديد من الوسوم المتعلقة بثورة يناير قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولاً على تويتر في مصر خلال الأيام الماضية، من بينها الوسم (#25Jan) الذي استقطب مغردين من المؤيدين للنظام الحالي والمعارضين له، كما استقطب مغردين بالعربية والانكليزية في آن واحد، إضافة إلى وسوم أخرى عديدة من بينها (#الثورة_لم_ولن_تموت)، و(#الثورة_في_الميادين)، و(#يناير_يجمعنا) وغير ذلك.
ورصدت «القدس العربي» العديد من التغريدات والتدوينات على شبكات التواصل الاجتماعي في ذكرى ثورة يناير، حيث كتب الوزير السابق محمد محسوب تغريدة على «تويتر» يقول فيها: «اليوم سيظل فخرا لكل من شارك فيه، وعارا لكل من انقلب عليه، وسيعود ليملأ مصر بروح الأمل».
أما الصحافي سليم عزوز فكتب تدوينة على «فيسبوك» يقول فيها: «كل القوالب القديمة لا تصلح لقيام ثورة جديدة… كل الزعامات القديمة انتهى عمرها الافتراضي…على الشباب ألا يهتم بالحركات والجماعات والتنظيمات فقد صارت جميعها عبئا على الثورة بل وعلى العمل الوطني العام. إذا كان تنظيمك عقبة في طريق الثورة فاتركه. فالتنظيمات كانت طول الوقت إلا في استثناءات قليلة جزءاً من أنظمة الاستبداد، عزتك في وطن حر وليس في تنظيم خانع!».
أما الصحافي والإعلامي المصري أحمد عبد الجواد فكتب في يوم 25 يناير: «في مثل هذا اليوم أنجبت مصر مولوداً عملاقا إسمه «الثورة» تكالبت قوى دولية وإقليمية وبعض الخونة لوأده، لكن هذا العملاق ولد كي يعيش».
وكتبت الناشطة ياسمين فوزي: «الثورة لم ولن تموت، وهفضل أقولها لحد ما أموت، صوت الثورة مش هيموت، عسكر تاني مش هيكون، أنا للثورة مش راح أخون».
أما الناشطة التي تطلق على نفسها اسم «ريحانة الثورة» فكتبت على «تويتر» تقول: «المجد كل المجد لكل من ثبت على موقفه منذ ثورة 25 يناير حتى الآن ولم يترك الشارع ولم يبال باتهامات التخوين من أجل رفعة دينه ووطنه».
وكتب الأستاذ الجامعي والناشط الدكتور محمود خفاجي على «تويتر»: «هل ماتت الثورة؟ قطعاً لا. ما الدليل؟ الثورة تعيش داخلنا وفي يوم ما ستنــطلق من جديد»، فيما اكتفى المؤرخ المصري الدكتور محمد الجوادي بعبارة واحدة على تويتر في ذكرى الثورة: «25 يناير هو تاريخ ميلاد أمة جديدة وليس ذكرى ميلاد ثورة».
وغرَّدت الناشطة نيفين جمال: «النهاردة ذكرى ثورة شعب تحولت لثورة عسكرية. العسكر يحكم الان عيني عينك. المفروض عليهم ان يحتفلوا بـ25 يناير لانه الانتصار الحقيقي ليهم!!».
السيسي وزوجته على «الحنطور»
وبينما كان الكثير من المصريين يحيون ذكرى «يناير» على الانترنت كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يتجول في شوارع «أسوان» على «الحنطور» الذي هو عبارة عن عربة تقليدية شعبية يجرها الحمار، وكان يرتدي الملابس غير الرسمية قبل أن يحل ضيفاً على مقهى شعبي لمتابعة مباراة المنتخب المصري مع منتخب غانا.
وأشاد العديد من المغردين والمدونين على مواقع التواصل الاجتماعي بجولة السيسي على الحنطور والرسائل التي أراد إرسالها من خلال الجولة، حيث أشار بعضهم إلى أن «السيسي أراد القول ان مصر بلد الأمن والأمان، وأنه كرئيس لمصر يتنزه بحنطور وسط مدينة أسوان الجميلة، ويستقل الحنطور للتمتع بجمال النيل وكورنيش محافظة أسوان، أحد المقاصد السياحية المهمة».
وكتب رجل الأعمال المصري أشرف السعد تغريدة علق فيها على جولة السيسي بالقول: «حكمت فعدلت فأمنت فركبت الحنطور، السيسي يركب الحنطور في الصعيد ويتجول في شوارعها دون حراسة».
أما الدكتور والخبير الاقتصادي أشرف دوابة فكتب مغرداً على «تويتر»: «عندما يظن محنطر ومحنطرة أن رجوع السياحة في ركوب الحنطور، فاعلم أنك في جمهورية موز البرادعي… #السيسي_والحنطور».
وعلق الناشط أحمد خير قائلاً: «صور زيارة السيسي لأسوان حسستني إنهم جابوا حرس متنكر في جلاليب عشان يسوقوا الحنطور، وحرس تاني اتنكر في شكل أحصنة تجر الحنطور».
أما ناشطة تطلق على نفسها «ميونيزا» فكتبت بسخرية: «السيسي كان في أسوان وقت الماتش وشكله غافلنا وهيبيع السد العالي!! الحضري خط أحمر يا سيسي».
وكتب مغرد آخر ساخراً: «متخلوش الماتش يلهيكوا عن إن السيسي دلوقتي راكب الحنطور وبيتحنطر في أسوان واحنا قاعدين بنتفرج على منتخب الغابون»، فيما قال آخر: «السيسي استغل إن الشوارع فاضية أثناء الماتش وراح يركب حنطور في أســـوان، ضـحــك السنين أقسم بالله».
وسخر مغرد يُطلق على نفسه اسم منير بالقول: «السيسي فاكر نفسه عبدالحليم وتحية هي شادية وبيتحنطر في أسوان وعامل زي الطالب اللزج اللي ملوش في الكورة ومخدش باله من الجون».
يشار إلى أن مصر تشهد في ذكرى ثورة يناير من كل عام دعوات لتجديد الثورة والنزول إلى الشوارع مرة أخرى للاحتجاج على الأوضاع التي وصلت إليها البلاد، لكن أعداداً قليلة من المصريين خرجوا العام الحالي في ذكرى ثورة يناير، كما أن الدعوا أصلاً للاحتجاج كانت محدودة هي الأخرى، وذلك على الرغم من تدهور الأوضاع المعيشية في مصر بصورة حادة خلال الشهور الأخيرة، خاصة مع ارتفاع الأسعار بشكل حاد في أعقاب انهيار سعر صرف الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية.

المصريون يحيون ذكرى ثورة يناير على الانترنت والسيسي على «الحنطور»

جدل على «فيسبوك» بعد مطالبة أحد مؤيدي ترامب بطرد أوباما من أمريكا

Posted: 28 Jan 2017 02:04 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: اشتعل الجدل على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» في الولايات المتحدة بعد أن طالب أحد مؤيدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بطرد الرئيس السابق باراك أوباما من الولايات المتحدة لأنه مسلم وإعادته إلى كينيا التي جاء أجداده منها، وهو ما دفع إدارة «فيسبوك» لوقف الحساب الذي تم توجيه الدعوة العنصرية منه وتعطيله. وحسب ما نقلت جريدة «دايلي ميل» البريطانية فان المحامي في حكومة مقاطعة سان لورانس في نيويورك، جويل لابيير وجه الإهانة الشخصية للرئيس السابق أوباما وسخر منه ووصفه بأنه «ذو الأذنين الكبيرتين»، مطالباً بطرده من الولايات المتحدة لأنه مسلم، لكن إدارة «فيسبوك» سرعان ما أغلقت حساب المحامي الأمريكي الذي يثير العنصرية ويدعو إلى الكراهية.
وكان لابيير كتب تدوينته في الخامس من كانون الثاني/يناير ثم حُذفت، لكن الصحافي المستقل، لورِن دوكا صورها ونشرها مجدداً، ليشعل الجدل بشأنها على شبكات التواصل في الولايات المتحدة.
وصوت المحامون في نيويورك بالأغلبية على منع لابيير من مواصلة العمل في المهنة بسبب هذه التدوينة، على أن المنع سيصبح نهائياً إذا تم إقراره من جديد في السادس من شباط/فبراير المقبل.
ووجّه لابيير رسالة اعتذار نشرتها صحيفة «واترداون دايلي نيوز»، وقال: «أود الاعتذار عن تصريحاتي المهينة التي تفوهت بها على صفحتي الشخصية في فيسبوك في الخامس من كانون الثاني/يناير الماضي».
وكان ترامب قد اتهم أوباما بأنه مسلم مولود في كينيا وتحداه على الملأ أن ينشر شهادة ميلاده، معتبراً أن شهادة الميلاد تكشف أنه كان مسلماً، وربما لا يزال مسلماً، فيما كان ترامب قد تعهد خلال حملته الانتخابية بمنع دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة متهماً إياهم بالإرهاب.
وأثار ترامب جدلاً واسعاً باتهاماته التي ألقى بها ضد المسلمين، فيما وقع بعد أيام قليلة على دخوله إلى البيت الأبيض على قرار يمنع بموجبه دخول رعايا سبع دول، من بينها ست دول عربية، وذلك على الرغم من أن ترامب يقيم علاقات صداقة قوية مع رجال أعمال عرب من بينهم رجل أعمال إماراتي يعمل في قطاع العقارات كان ترامب قد أثنى عليه في أول مؤتمر صحافي له بعد الانتخابات، وهو حسين السجواني مالك شركة «داماك» العقارية الإماراتية.

جدل على «فيسبوك» بعد مطالبة أحد مؤيدي ترامب بطرد أوباما من أمريكا

تكنولوجيا جديدة ستجعل جوازات السفر تختفي قريباً

Posted: 28 Jan 2017 02:03 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: ظهرت تكنولوجيا جديدة من شأنها أن تجعل دول العالم تستغني عن جوازات السفر التقليدية قريباً، حيث بات بمقدور جهاز ماسح ضوئي أن يتعرف على وجه الشخص خلال ثوان قليلة بدقة عالية جداً، وبالتالي يُحدد هويته بما يغني عن جوازات السفر التقليدية التي يحملها الناس بين أيديهم، والتي لا تزال معرضة للتزوير والاستخدام من قبل الغير.
وأعلنت وزارة الهجرة الأسترالية وحماية الحدود أنها تبنت بالفعل هذه التكنولوجيا الجديدة ومن المقرر أن يتم تعميمها والعمل بها بحلول عام 2020 حيث بمقدور هذه التقنية التعرف على وجوه، وربما أيضا بصمات أصابع، المسافرين الذين يمرون عبر مطارات البلاد.
وستعفي هذه التقنية المسافرين، القادمين إلى أستراليا أو المغادرين منها، من ضرورة إظهار جواز سفرهم لضباط الهجرة، وفق ما ذكرت صحيفة «دايلي تليغراف» البريطانية، التي أشارت إلى أنه ستتم إضافة محطات إلكترونية خاصة بالخدمة الجديدة.
وتأمل الحكومة الأسترالية من خلال هذه التقنية الحديثة أن تُنشئ نظاما قادراً على التعامل مع 90 في المئة من المسافرين بصورة تلقائية، ومن دون تدخل بشري، علما بأن نجاح التجربة سيؤدي بالأرجـح على تعميمها حول العالم.
وقال وزير الهجرة الأسترالي، بيتر دوتون، إن المشروع الذي ستبدأ تجربته اعتباراً من شهر تموز/يوليو المقبل من مطار كانبرا في العاصمة هدفه «اعتماد المسافر على نفسه في القيام بالإجراءات الضرورية، بالإضافة إلى تمكين ضباط الهجرة من التركيز بشكل كبير على الركاب المشكوك في أمرهم».

الهاتف المحمول بدل الجواز

وهذه ليست المرة الأولى التي تبحث فيها سلطات الهجرة في الدول المتقدمة عن بديل لجوازات السفر التقليدية، حيث كانت شركة بريطانية أعلنت العام الماضي أنها تحاول ابتكار أول بديل من نوعه في العالم لجوازات السفر حيث تريد تحويل الجواز إلى مجرد تطبيق على الهاتف المحمول بما يُغني المسافرين عن حمل الجواز التقليدي في المستقبل.
وقالت تقارير صحافية في بريطانيا إن شركة «دي لا رو» التي تنتج جوازات السفر البريطانية تدرس حالياً إصدار جوازات سفر إلكترونية وتحميلها على الهواتف المحمولة لتحل بديلاً عن الجواز التقليدي، وذلك بالتنسيق مع السلطات المختصة في بريطانيا، وفي حال تم تنفيذ هذا المشروع فسوف تكون بريطانيا أول دولة في العالم تقوم بتحويل جوازات سفر مواطنيها من دفاتر محمولة إلى تطبيقات محملة على الهواتف المحمولة.
وحسب القائمين على المشروع فإن الكثير من المسافرين ينسون حمل جوازات السفر وهم في طريقهم إلى المطار أو عند مغادرة المنزل، ويضطر كثيرون إلى العودة من أجل اصطحاب جواز السفر، فيما يفقد بعض المسافرين رحلته الجوية وتضيع تذكرة سفره بسبب أنه يكتشف عند وصوله المطار أن جواز سفره ليس بحوزته، ونتيجة لكل هذه المتاعب ترغب الشركة المختصة في بريطانيا في تحويل الجواز إلى الهاتف المحمول بحيث يظل بحوزة صاحبه طوال الوقت.
وقال المدير التنفيذي لشركة «دي لا رو» مارتن سوثرلاند إن شركته بدأت العمل على تطوير تكنولوجيا خاصة جديدة قد تتيح تخزين بيانات جواز السفر على الهواتف المحمولة الذكية بأمان وفعالية، لتحل بذلك بديلاً عن دفاتر جوازات السفر التقليدية التي عفا عليها الزمن».
وقالت جريدة «التايمز» البريطانية في تقرير سابق لها إن جوازات السفر الإلكترونية سوف تتيح للمسافرين المرور عبر بوابات دوائر الهجرة ومراقبة الحدود في المطارات دون أن يضطروا لحمل أي أوراق أو أدوات مادية باستثناء الهاتف المحمول الذكي الذي يكون أصلاً بحوزة الشخص خلال تنقلاته.
كما لفت تقرير آخر لجريدة «دايلي تلغراف» البريطانية إلى أنه في حال أصبح جواز السفر الإلكتروني حقيقة في العالم فإنه سوف يتيح للشخص المرور عبر بوابات الهجرة والحدود خلال لحظات، حاله حال بطاقات الصعود إلى الطائرة التي أصبحت هي الأخرى يتم تحميلها على الهاتف المحمول ومن ثم تمريرها بواسطة «الباركود» على البوابات من أجل المرور إلى بوابة الطائرة، ودون أن يتم المرور بأي موظف أو التحدث إليه في المطار.
يشار إلى أن غالبية شركات الطيران في العالم إن لم تكن كلها أصبحت حالياً تصدر تذاكر سفر إلكترونية لمسافريها، إضافة لبطاقات الصعود إلى الطائرة بشكل إلكتروني، وهو ما يعني أنه في حال تحول جواز السفر إلى إلكتروني فهذا يعني أن المسافر لن يعود بحاجة لحمل أي أوراق معه للتنقل من دولة إلى أخرى.

تكنولوجيا جديدة ستجعل جوازات السفر تختفي قريباً

قرود وشامبانزي في رحلة لغزو الفضاء

Posted: 28 Jan 2017 02:03 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: تعتزم روسيا إرسال وفد لغزو الفضاء ويتضمن عدداً من القرود والشمبانزي المدربة، بهدف الوصول إلى كوكب المريخ الذي لم يتمكن البشر حتى الآن من الوصول إليه.
وقالت وكالة «إنترفاكس» الروسية إن معهد البحوث الطبية في مدينة سوتشي الروسية بدأ بإعداد قرود مكاك للقيام برحلة فضائية إلى المريخ. وقال مدير المعهد سيرغي أورلوف للوكالة الاخبارية الروسية إن المعهد سيتعاون مع معهد الفيزياء النووية الروسي الذي سيخلق ظروفا تشبه ظروف انعدام الجاذبية الأرضية والإشعاعات الفضائية لتتكيف القرود معها.
وأعاد أورلوف إلى الأذهان أن روسيا سبق لها أن أعدت القرود للرحلات الفضائية في ثمانينات القرن الماضي، إلا أن العلماء الروس أعلنوا فيما بعد أنهم لن يطلقوا حيوانات كبيرة الحجم إلى الفضاء.
وكانت إيران قد أطلقت في العام 2013 قردا إلى الفضاء، وذلك تمهيدا لإطلاق الإنسان عام 2021 وقام العلماء الإيرانيون بدراسة عمل جسم القرد في ظروف انعدام الجاذبية. وفي نهاية عام 2013 أطلقت إيران إلى الفضاء قردا آخر باستخدام الصاروخ العامل بالوقود السائل.

قرود وشامبانزي في رحلة لغزو الفضاء

طائرة الـ«درون» الأقوى في العالم تحمل طنين من القنابل

Posted: 28 Jan 2017 02:02 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: تمكنت الصين من ابتكار طائرة بدون طيار «درون» هي الأحدث والأقوى على مستوى العالم، وقادرة على نقل ما يصل إلى طنين من القنابل دون أن تحتاج إلى أي شخص يديرها بل يتم التحكم بها عن بعد بشكل آلي ولاسلكي.
وأطلقت الصين على الطائرة الجديدة اسم (Sharp Sword) وفازت هذه الطائرة بالمركز الثاني في مسابقة العلوم والتكنولوجيا في الصين.
وقالت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية التي أوردت تقريراً عن الطائرة اطلعت عليه «القدس العربي» أن نموذج (Sharp Sword) قد يدخل حيز الخدمة بحلول العام 2019 أو العام 2020 وذلك لاستخدامه في مهام استطلاعية كتتبع السفن الحربية الأجنبية، بالإضافة إلى استخدامه في نطاق القتال الحربي.
وتقول الصحيفة إن الطائرة الجديدة مصممة من قبل شركة صناعة الطيران الصينية، وهي مجهزة باثنين من حوامل القنابل الداخلية، حيث يمكنها حمل نحو أكثر من 2 طن من القنابل.
وزودت طائرة الدرون (Sharp Sword) بجناحين يقرب طولهما من 14 مترا، إضافة إلى محرك مروحي من طراز (WS-13) مع تقنيات ضرورية لمنع رصدها برادار العدو.
وحلق النموذج الأول من الطائرة الجديدة الخارقة لأول مرة في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2013، ويبدو مشابها للطائرة الأمريكية الصغيرة حاملة القنابل (American X-47B).
وبدأ اختبار طيران النموذج الثاني من طائرة الدرون في العام الماضي، وهي تتميز بقدرتها على نقل الحمولة نفسها من القنابل التي تحملها الطائرة العادية ولكن ضمن مساحة أصغر.
يذكر أن الصين كانت قد كشفت قبل بضعة أشهر النقاب عن أقوى درون حاملة للقنابل ويمكنها الطيران مدة يومين مسافة 15 ألف ميل دون التزود بالوقود.
وقامت المقاتلة الصينية (CH-5) بأول رحلة لها في العام الماضي، ولكن أُعلن عنها للمرة الأولى في معرض الطيران العسكري، وتتميز طائرة (CH-5) بقدرتها على حمل القنابل الذكية والصواريخ، بالإضافة إلى تزويدها بتكنولوجيا التشويش على الرادارات.
وقال المصمم الصيني شي ون: «لقد أعرب العديد من الدول الأجنبية عن رغبته في شراء (CH-5)، وهنالك محادثات جارية معها».
يشار إلى أن صناعة طائرات الـ«درون» سجلت طفرة في العالم خلال السنوات الأخيرة وتحولت إلى مجال للمنافسة بين الدول الكبرى، خاصة مع انتقال الصناعة إلى المجالات السلمية ونجاح الشركات الصينية في تصنيع الكثير من الطائرات لأغراض مختلفة وبأسعار رخيصة جداً نسبياً.
وكشف العديد من التقارير أخيرا أن من الممكن أن يستخدم الهاكرز طائرات بدون طيار في أعمال القرصنة واختراق شبكات الكمبيوتر من خلال التحليق في مكان قريب من شبكة «واي فاي» معينة، وهو ما يهدد السلامة الالكترونية للكثير من المصالح والجهات الحكومية، فضلا عن أن الطائرات التي تتضمن كاميرات تصوير تلقى رواجاً هي الأخرى حيث تتميز بأسعارها المنخفضة وإمكانية التحكم فيها عن بعد عبر الهاتف المحمول.
وكانت اليابان ابتكرت أخيرا طائرات بدون طيار تعمل على حماية السماء من الطائرات الخبيثة، وأنشأت شرطة العاصمة اليابانية فريقاً هو الأول من نوعه يتضمن أسطولا من طائرات الـ«درونز» التي تعمل على اعتراض أي طائرة مشبوهة تحلق في سماء طوكيو. وفي الهند كشفت تقارير صحافية أن علماء هنودا يعملون حالياً على تطوير طائرات بدون طيار فائقة القدرة وتحلق على ارتفاعات منخفضة لا تتعدى خمسة آلاف قدم ولفترة تحليق متصلة تصل إلى 10 ساعات.
وقالت مصادر في قطاع التصنيع العسكري الهندي إن المفاجأة هي أن الطائرات التي يتم تطويرها ستكون لها القدرة على المسح التصويري والاستهدافي لمسافة تصل إلى 150 كيلومترا، وبذلك ستكون تلك مفيدة في مراقبة الطرق السريعة بين الأقاليم الهندية، ومراقبة الأرصاد الجوية والأوبئة وغزو الجراد وخلافه.

طائرة الـ«درون» الأقوى في العالم تحمل طنين من القنابل

«فيسبوك» تكافح من أجل التصدي لتفوق «سناب شات»

Posted: 28 Jan 2017 02:02 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: أطلقت شبكة التواصل الاجتماعي الأضخم في العالم «فيسبوك» خدمة جديدة غير مسبوقة تهدف إلى التصدي للصعود السريع لشبكة «سناب شات» التي تقوم على تداول مقاطع الفيديو القصيرة، والتي باتت تحقق نجاحاً هائلاً في العالم، خاصة في أوساط الشباب.
وبدأت «فيسبوك» تجربة مميزة جديدة تسمى «قصص فيسبوك» أو (Facebook Stories) وتتوافر بشكل مبدئي في ايرلندا فقط، حيث تقدم هذه الميزة وظيفة مشابهة جداً لميزة القصص التي يتداولها مستخدمو «سناب شات».
وتعمل ميزة «قصص فيسبوك» بشكل يشابه إلى حد كبير ميزة القصص في انستغرام، حيث تظهر الصور الدائرية الطافية، أعلى خلاصة الأخبار عند فتح تطبيق فيسبوك، بحيث تحمل صور الملفات الشخصية للأصدقاء.
ويمكن للمستخدمين استعمال عدد لا يحصى من الفلاتر والتأثيرات التي توفرها «فيسبوك» من أجل صنع قصصهم بالطريقة التي يرغبون بها، وتختفي تلك القصص عن المشاهدين بعد مرور 24 ساعة على طرحها، تماماً كما يحدث ضمن خدمتي انستغرام وسناب شات.
ولا تظهر الصور ومقاطع الفيديو المستخدمة أو المضافة إلى قصص المستخدم ضمن خلاصة تغذية الأخبار أو على الجدول الزمني للمستخدم، وتبعاً لذلك لا يمكن التعليق على تلك القصص بالطريقة التقليدية المستخدمة ضمن فيسبوك بل ينبغي إرسال رسالة مباشرة للرد على قصة شخص ما.
ولا تتوفر معلومات واضحة بعد حول إمكانية إضافة الصور الموجودة مسبقاً ضمن حساب المستخدم على فيسبوك إلى قصصه الخاصة، ولكن بما إن انستغرام لا تسمح بذلك فقد تتبع الطريقة نفسها ضمن الشركة الأم فيسبوك.
وأعلنت شركة «فيسبوك» أدخلت ميزة القصص حالياً تبعاً للتغير الكبير في الطريقة التي يستعملها المستخدمون من أجل مشاركة المحتوى خلال السنوات القليلة الماضية والتي أدت إلى استخدام المزيد من الصور ومقاطع الفيديو بشكل أكبر من أي وقت مضى.
ويبدو أن النجاح الكبير الذي حققته الميزة دفع «فيسبوك» إلى استعمال آلية عملها نفسه بشكل يتطابق تماماً مع ما تقدمه انستغرام، حيث تشير آخر إحصائيات انستغرام إلى استعمال الميزة من قبل أكثر من 150 مليون شخص، أي ما يعادل تقريباً مجمل مستخدمي سناب شات، وذلك خلال مدة زمنية لا تتجاوز الخمسة أشهر منذ طرحها.
ويتوقع أن يجري طرح ميزة القصص لجميع مستخدمي الشبكة الاجتماعية في جميع أنحاء العالم خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة، وصرح المتحدث باسم الشركة إلى نية فيسبوك جلب الميزة الجديدة للمزيد من البلدان.

«فيسبوك» تكافح من أجل التصدي لتفوق «سناب شات»

كمبيوترات «آبل» تساعد مستخدميها على النوم ليلاً

Posted: 28 Jan 2017 02:02 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: أضافت شركة «آبل» الأمريكية ميزة جديدة لنظام تشغيل كمبيوتراتها لتجعلها قادرة على مساعدة مستخدميها على النوم في الليل والتغلب على الأرق، خاصة وأن الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية أصبحت في السنوات الأخيرة أحد أسباب الأرق وعدم القدرة على النوم بالنسبة لكثير من الناس بسبب الانشغال بها ليلاً.
وطرحت «آبل» الأسبوع الماضي النسخة التجريبية الأولى والموجهة للمطورين من نظام التشغيل (macOS Sierra) والتي تحمل الرقم 10.12.4، وتتضمن ميزة «عمل الليل» والتي تعدل درجة حرارة لون الشاشة خلال ساعات محددة لمساعدة المستخدمين على النوم.
ويصدر عن شاشات الأجهزة الإلكترونية بما في ذلك الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية والشخصية قدر كبير من الضوء الأزرق، وهو الذي يمثل مشكلة كبيرة لأنه يمنع إفراز هرمون الميلاتونين الذي يبدأ في الارتفاع قبل بداية النوم بساعات قليلة، ويعد إشارة من الجسم للاستعداد للنوم، ما يعني أن الهواتف والأجهزة الذكية تحرم الشخص من النوم في موعده الطبيعي.
وكانت دراسة أمريكية صدرت في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، دعت الناس الراغبين بنوم هانئ إلى الابتعاد عن هذه الأجهزة خاصةً في فترة ما قبل النوم، ووجدت أن زيادة الوقت الذي يقضيه الناس على الأجهزة الإلكترونية، ترتبط بالإخلال بأنماطه، بما في ذلك التسبب في استغراق وقت أطول للنوم.
ويُعتقد أن توقيت إطلاق هذه الميزة على كمبيوترات «ماك جيد» من جانب شركة آبل، وذلك بالنظر إلى أن منافستها مايكروسوفت تعتزم تضمين ميزة مشابهة في نظام التشغيل ويندوز 10 في التحديث المقبل من النظام.
وتتيح ميزة (Night Shift) على نظام «آي أو إس» للمستخدمين جدولتها للعمل من لحظة الغروب إلى الشروق، أو خلال وقت محدد يختارونه، كما تتيح تعديل درجة حرارة اللون، الذي كلما كان دافئًا أكثر كان أفضل للعين.
يُشار إلى أن ميزة مشابهة باسم «ضوء الليل» تتوفر على هواتف «غوغل» الذكية، بكسل وبكسل إكس إل، لكنها لم تتوفر بعد في النسخة النهائية من الإصدار 7.0 «نوغا» من نظام التشغيل أندرويد.
يُذكر أن «آبل» أطلقت أيضا، إلى جانب النسخة التجريبية الأولى من الإصدار 10.12.4 من نظام ماك أو إس سييرا، نسخة تجريبية من نظام «آي أو إس» 10.3، تجلب عددا من المزايا أبرزها إمكانية العثور على سماعات «أير بودز» اللاسلكية ضمن خاصية العثور على آيفون.

كمبيوترات «آبل» تساعد مستخدميها على النوم ليلاً

الرئيس الغامبي الجديد يصل إلى بلاده

Posted: 28 Jan 2017 02:01 PM PST

تجمع حشد كبير من المواطنين الغامبيين في مطار بانغول لاستقبال رئيسهم الجديد اداما بارو الذي عاد من السنغال التي انتقل إليها منتصف كانون الثاني/يناير الماضي بناء على طلب مجموعة غرب افريقيا التي خشيت على سلامته بعد ان فاز في انتخابات رئاسية جرت في كانون أول/ديسمبر الماضي، على حساب سلفه يحيى جامع الذي رفض التخلي عن السلطة.
وواجه جامع، الذي حكم البلاد 22 عامًا، اتهامات من المعارضة بـ»ممارسة الديكتاتورية والتسلط والإخفاء القسري والإعدام خارج نطاق القضاء». 

الرئيس الغامبي الجديد يصل إلى بلاده

بالحب واستخدام المشاعر والقيم يمكن حل المشاحنات الزوجية

Posted: 28 Jan 2017 02:01 PM PST

الشجار الذي لا ينتهي، والصراخ والعنف اللفظي الذي قد يتحول إلى جسدي، عدم احترام الزوج لزوجته والعكس والخصام وانقطاع الحوار وفقدان التواصل والحميمية بين الزوجين كلها أسباب تجعل الأطفال يشعرون بالخوف والقلق والتوتر.
يقال ان البيوت أسرار وخلف الأبواب المغــلقة هناك الكثير من المشاحنات اليومية والفرح والمرح واللحظات السعيدة أيضا.
جميع الأسر تعاني من وقت إلى آخر من مشاكل ومشاحنات بين الأزواج ومن الصعب دائما إخفاؤها عن الأطفال الذين عادة ما يلتقطون هذه الخلافات التي للأسف تؤثر تأثيرا سلبيا شديدا عليهم وقد يمتد هذا التأثير ويستمر مع الطفل حتى يكبر.
الأخصائيون يعتبرون أن الخلافات مسألة صحية في بعض الأحيان لأنها تعلم الطفل أن بعد الخلاف هناك دائما تصالح بينما ينصح البعض الآخر بضرورة إبعاد الطفل عن الشجار والسيطرة على الغضب حتى لا تؤثر بشكل سلبي على نفسيته وتربيته وصحته ومستقبله وعلاقته مع الآخرين.
سناء عيسى مؤسسة «التربية بالحب» للتدريب والاستشارات تحدثت لـ»القدس العربي» عن هذا الموضوع قائلة:
«هناك وعي كبير اليوم وبدأ الكثير من الناس يتدربون ويتابعون. الفئة الأكثر اهتماما بموضوع التربية هن الأمهات، لأن الرجل ليس لديه استعداد أو قدرة على قراءة أو حضور الدورات. رسالتي إلى الرجل أن يدعم زوجته ام أولاده أو إذا لم يستطع دعمها ليتركها في حالها، لان أغلب الامهات من اللواتي يدخلن دوراتي يواجهن مشكلة كبيرة مع أزواجهن، في البداية يمنعون زوجاتهم من حضور الدورات ويستخفون في أهميتها وأحيانا الزوجة تحاول اقناع الزوج من أجل أن يدفع لها للمشاركة في الدورة.
وتضيف: هناك رجال يدفعون لنسائهم ويسمحون لهن بالمشاركة لكن ينتقدونها باستمرار فقد يقول زوجها مثلا «دخلت دورة والأمور كما هي، دخلت دورة ومش شايف تغيير، وين اللي حضرت دورة عن الغضب بشوفك عصبتي» وهنا تشعر المرأة بضغط كبير.
هذا أمر مزعج جدا ويجعل الأم تشعر بالإحباط ولا تستفيد بالشكل المطلوب بسبب انتقادات الزوج المستمرة لها وعدم وجود دعم.
تغيير السلوك ليس بالأمر السهل ويحتاج إلى وقت وطاقة وجهد حتى تستطيع المرأة أن تطبق ما تتعلمه من الدورة التدريبية.

المشاكل ظاهرة صحية

وتعتبر سناء ان المشاكل ظاهرة صحية لأننا لا نستطيع ان نمنع أطفالنا من التعرض للسلوكيات السلبية، لكن هذا لا يعني ان يمر الطفل بظروف صعبة وأن يترك دون أن يعالج، هذا الفرق. بمعنى لو شعر الطفل بخوف أو حزن أو ضيق، أو شعر بالذنب أنه هو السبب في مشاكل أهله من المفترض بعد ان يهدأ الأهل أن يحتضنوا طفلهم ويشرحوا له أن لا دخل له، ليس صحيا ان يرى الطفل والده يضرب امه، موقف صادم ومؤلم للطفل ان يرى أكثر اثنين يحبهما في الدنيا يتشاجران.
يجب تفريغ مشاعر الطفل حتى لا تصبح لديه عقدة من الزواج والارتباط، وهناك نقطة أساسية على الأهل ان يفهموها انه ليس عيبا أن نختلف أمام أولادنا فقط بل يجب ان نتصالح أمامهم أيضا، فهذا يعلم الطفل ان الزواج آمن وانه حتى لو مر بمشكلة يستطيع حلها وليس من العيب ان يحضن الزوج زوجته أمام الأطفال ويقول لها مثلا «كنت منفعلا أرجو ان تتحمليني».

بين ضحية وظالم

وتشير سناء عيسى إلى أننا جميعنا نحتاج إلى الحنان والحب وكلنا نتنقل بين ضحية وظالم وبين منقذ أو مساعد.
«ما يحدث هو ان بامكاننا أن نستخدم مشاعرنا للتعبير عن أنفسنا بشكل جميل دون الإساءة إلى أحد.
أغلب المشاكل يكون سببها حاجتنا إلى تقدير واهتمام من الآخر أو احتياجات لم نتحصل عليها بعد كالحب والدعم والتشجيع أو الاعتبار وبدلا من تبادل الاتهامات يجب السماع والاهتمام والبحث عن حلول».

المشاجرات الزوجية والحلول

وعن الحلول تقول: علوم الحب واستخدام المشاعر وأنماط الشخصيات والقيم كلها أمور تساعدنا على فهم أنفسنا ومن نحب.
اتمنى ان تكون هناك شهادة اجتياز لأن الحياة المشتركة يلزمها مهارات وإذا لم نتعلمها فسندخل حياة زوجية جديدة بالمهارات التي تربينا عليها. ورش العمل مفيدة مع أشخاص مؤهلين للتدريب واتمنى ان تتبنى الوزارات الاجتماعية والأوقاف في بلادنا هذه الورش التي تفيد الناس وتساعد على استمرار الحياة الزوجية ونجاحها بعيدا عن المنغصات، ومن لم يستطع حضور هذه الدورات فهناك الانترنت حيث كل المعلومات متوافرة وللجميع».
وترى سناء أن الحل يبدأ من ان نعرف أنفسنا ومن نحن وماذا نريد وما هي لغة الحب التي أحب أن يعاملني احبابي بها وما الذي يزعجنا وماذا نفعل عندما نكون في حالة من الضيق أو نشعر بالإهانة أو عدم التقدير فأكثر شيء يقتل المرأة عدم التقدير وأكثر شيء يقتل الزوج ان لا يشعر بانه بطل زوجته.
وتنصح باستخدام لغات الحب التي تختلف بين شخص وآخر فهناك من يحب الهدية وهناك من يحب الكلام الجميل والإطراء وهناك من يحب الاحتضان وهنــاك من يــحــب الاســتـــماع والاهتمام واعطــاء جـــزء من الوقت، تختلف لغات الحب لكــنــها مـــهــمة لتــجديد العلاقة بين الزوجين ومنح السعادة والطمأنينة لهما.

بالحب واستخدام المشاعر والقيم يمكن حل المشاحنات الزوجية

وجدان الربيعي

مسالا الدجاج

Posted: 28 Jan 2017 02:00 PM PST

المكونات: كيلو صدور دجاج
4 حبات طماطم
2 رأس بصل
ربطة كزبرة
3 فصوص ثوم
بهارات مسالا وفلفل أحمر وبهارات صحيحة
علبة صغيرة رب الطماطم وعلبة صغيرة لبن وكوب كريمة طبخ

طريقة التحضير

تتبيلة الدجاج: نقطع صدور الدجاج مكعبات وسط نضع علبة اللبن والثوم وبهارات مسالا وفلفل أحمر وبهار الكزبرة وزنجبيل وكمون وخل وزيت زيتون ونتركها لفترة من الوقت لتتشرب النكهات.
نشوي الدجاج أو نقليه.
صلصلة المسالا: نضع في مقلاة زيت زيتون ونضيف البهارات الصحيحة ونقلبها إلى ان نشم رائحتها ومن ثم نضع البصل المقطع إلى أن يذبل ويصبح لونه اشقر، نضع بعدها الطماطم المقطعة ومعجون الطماطم وفص ثوم وفلفل أخضر حار حسب الرغبة، بعدها نضيف بهارات المسالا وفلفل اسود وملح وبابريكا ونصف شدة كزبرة مفرومة ناعماً، ونتركها على نار هادئة إلى ان تتسبك، ثم نضع الدجاج وكريمة الطبخ ونتركها لمدة عشر دقائق وبعدها تكون جاهزة.
نقدمها مع الرز الأبيض أو الخبز ونزين الطبق بباقي الكزبرة .

مسالا الدجاج

طبق الأسبوع

جذور الزهايمر تبدأ من الرحم

Posted: 28 Jan 2017 02:00 PM PST

أفادت دراسة كندية حديثة، أن التفاعلات الكيميائية الحيوية التي تسبب مرض الزهايمر، تبدأ حينما يكون الجنين في رحم أمه، وبعد الولادة مباشرة، إذا لم يحصل الطفل على ما يكفي من فيتامين «أ».
الدراسة أجراها باحثون بجامعة كولومبيا البريطانية في كندا، ونشروا نتائجها السبت، في دورية علمية.
وأجرى فريق البحث تجاربه على فئران معدلة وراثيًا، ووجدوا أن نقص مستويات فيتامين «أ» التي يتلقاها الجنين خلال الحمل، قد يعزز إنتاج بروتين «أميلويد بيتا» في الدماغ.
ويعتبر «أميلويد بيتا» واحدًا من البروتينات الضارة المسؤولة عن حدوث حالة الخرف، عبر تشكيل لويحات لزجة لتدمير الخلايا العصبية، ما يؤدي إلى فقدان الذاكرة عند الكبر.
وقال الباحثون، إن عدم تناول كميات كافية من الفواكه والخضروات أثناء الحمل من الممكن أن يؤدي إلى إصابة الأطفال بمرض الزهايمر، عند وصولهم إلى سن متقدم.
وأضافوا أن دراستهم أثبتت أن نقص فيتامين «أ» له تأثير سلبي كبير على نمو دماغ الرُضع والأطفال، وله تأثير طويل الأمد قد يعجل بالإصابة بمرض الزهايمر في وقت لاحق من الحياة.
ولكشف تأثير ذلك على كبار السن، أعطت الدراسة أيضا أدلة جديدة للعلاقة بين نقص فيتامين «أ» والخرف في السنوات اللاحقة في حياة البشر.
وفحص الباحثون 330 شخصا صينيا من كبار السن، ووجدوا أن 75٪ من المصابين كان لديهم نقص فيتامين «أ»، ما تسبب في ضعف الإدراك، مقارنة مع 47٪ من الذين لديهم مستويات طبيعية.
ونصحوا النساء الحوامل على وجه الخصوص بتناول كميات من مكملات فيتامين «أ»، واتباع نظام غذائي متوازن، لوقاية أطفالهن من الزهايمر.
وتشمل قائمة الأطعمة الغنية بفيتامين «أ» على البطاطا الحلوة، والطماطم، والسبانخ، والملفوف، والجزر، والخس، والغريب فروت، والمانجو، والبطيخ، والمشمش، والكبد، ومنتجات الألبان، وزيت السمك، والبيض.
وخلص تقرير أصدره معهد الطب النفسي في جامعة «كينغز كوليدج» في لندن، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للزهايمر، في أيلول/سبتمبر 2014، إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الزهايمر ارتفع بنسبة 22٪ خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة ليصل إلى 44 مليونًا، وأن العدد سيزداد 3 أضعاف بحلول عام 2050 ليصبح عدد المصابين بالمرض 135 مليونا تقريبا في العالم، بينهم 16 مليونا في أوروبا الغربية. (الأناضول)

جذور الزهايمر تبدأ من الرحم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق