Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 31 يناير 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


الهجوم الكندي: مقدّمات ونتائج

Posted: 30 Jan 2017 02:28 PM PST

تواترت الإدانات العالمية من كل حدب وصوب للهجوم الذي تعرّض له مسجد في محافظة كيبيك الكندية وأدّى إلى مقتل ستة وجرح ثمانية، ولكنّ تصريح رئيس وزراء كندا كان مدهشاً في وضوح وبيانه حين قال إن الهجوم إرهاب على المسلمين، وهو أمر لم يعتد المسلمون، الذين يوصفون مع كل مطلع شمس ومغربها بالإرهاب، وينكّل بهم في المطارات، ويمنع 220 مليونا منهم من الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية في قرار فريد في فظاظته وشموليته وغبائه.
وبعد أن ذكرت وسائل الإعلام أن الهجوم نفذه كنديان، وأن أحدهما من أصل مغربي يدعى محمد خضير، أكدت الأنباء لاحقاً أن المشتبه به الرئيسي هو ألكسندر بيسونيت، وقد قام المذكور بالاتصال بالشرطة بعد تنفيذ الاعتداء وقام بتسليم نفسه، وقالت الأنباء إن المشتبه به طالب في جامعة قريبة يدرس العلوم السياسية!
من الصعب التأكد، قبل إجراء التحقيقات الرسمية، من الدوافع المباشرة للهجوم على المركز الثقافي الإسلامي في المدينة الكندية ولكن الجوّ العام الذي يحيط بالكرة الأرضية والذي يتعلّق بالمسلمين، وكون الهدف المهاجم مسجدا ومصلّين مسلمين كانوا فيه، واستخدام السلاح الناريّ الذي يهدف للقتل، كلّها عناصر تربط الحدث بالتحريض السياسي والإعلامي الكبير الذي يتوجّه، من دون مواربة، باتجاه المسلمين في العالم.
إن لما يحصل حاليّاً في العالم جذورا عميقة ضاربة في تاريخ العلاقة بين المسلمين، من سكان ما يسمى الشرق الأوسط، وتتغذّى على أحداث كبرى فعلت فعلها ليس في السياسات الراهنة وحسب، بل في مخيال ومعتنقي الأديان السماوية التي نشأت في المنطقة.
في نواة هذا المخيال المعقّد والمتشابك تقبع حروب الفرنجة للاستيلاء على فلسطين والمشرق العربي والتي سمّاها الغرب بالحروب الصليبية، وكذلك حروب استعادة الأندلس من المسلمين، وإسقاط العثمانيين للامبراطورية الرومانية الشرقية (بيزنطة) ونفوذهم في البحر المتوسط ووسط أوروبا الذي أوصلهم مرتين إلى أسوار فيينا، وهو مسلسل استمر مع احتلال فرنسا للجزائر وبلدان المغرب، وسوريا ولبنان، واحتلال بريطانيا لفلسطين ومصر والعراق، وانتهاء بالانتداب الإنكليزي الذي أفضى لنشوء إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية وما استتبعه من حروب لا تنتهي تقبع في جذرها، ولدى كل الأطراف، كل الاشتباكات التاريخية والدينية والسياسية التي حصلت خلال أكثر من ألفي عام، ويجد المتديّنون وغير المتدينين فيها أسباباً ومعاني قديمة ومستجدة لكل ما يحصل.
وقد قدّم استقرار الاستبداد العربيّ، العسكريّ منه الذي يدّعي التقدمية والاشتراكية ويبطن تغوّلاً وحشياً مذهلاً ضد شعبه، أو المحافظ الذي يلتحف بالشريعة ويحاول تدوير الزوايا بين الحداثة والاعتدال، مع نزعات الغرب المستمرة لإعادة الاستعمار واجتياح بلدان جديدة بدعوى مكافحة الإرهاب، ودعم الاستيطان الصهيوني في فلسطين، والتحالف القارّ مع أنظمة القمع، وصفة مذهلة لرفع درجة التوتّر العالي بين الثقافات والأديان والحضارات، وجعل كلمة الإرهاب تتناظر، لدى الأنظمة والغرب، من دون مواربة، مع الإسلام نفسه، يقابله، لدى اتجاهات كـ«الدولة الإسلامية» و«القاعدة» لشيطنة الغرب بأكمله، واستعداء تياراته الديمقراطية والقيم الإنسانية العميقة التي حملها، وجعله «صليبيا» و«كافرا»، وامتدّ هذا التعميم إلى الجسد الإسلاميّ نفسه، فصار السيف ذا حدّين، الأول ترفعه الاتجاهات العنصرية الغربية، ويشيطن المسلمين ويجعلهم إرهابيين بدون استثناء، والثاني ترفعه الاتجاهات الجهادية المتطرفة، ويشيطن الغرب وأي شبهة للعلاقة معه، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.
وجد هذا الصراع المجنون ضالّته الكبرى في أشخاص مثل ترامب وبوتين والاتجاهات والشخصيات العنصرية في الغرب كمارين لوبان وخيرت فيلدرز، من جهتهم، وأقطاب الطغيان والاستبداد السياسي والديني والطائفي كالأسد والسيسي ونوري المالكي والبغدادي، من جهتنا، وهذا الهجوم على المسجد في كندا ليس إلا إنجازاً من إنجازات هؤلاء وشرارة من نيرانهم التي لن تتوقف إذا بقي العالم على ما هو عليه الآن.

الهجوم الكندي: مقدّمات ونتائج

رأي القدس

زمن الانقلاب الترامبي

Posted: 30 Jan 2017 02:28 PM PST

المشهد الترامبي شبيه بالمناخات الانقلابية، فالرجل يتصرف بصفته زعيما انقلابيا، فهو منذ لحظة دخوله إلى البيت الأبيض لا يقوم سوى بالتوقيع على أوامر رئاسية هدفها إحداث تغير جذري في المناخ السياسي الأمريكي والعالمي. أوامره الرئاسية تشبه البلاغات العسكرية، وأداؤه المسرحي يشبه أداء عقداء العالم الثالث في الزمن الانقلابي، وإعجابه بنفسه لا يتوقف عن التضخم، بحيث صار العالم اليوم أمام لحظة لا تذكرنا سوى بصعود النازية والفاشية.
والرجل الذي يتباهى بثروته ويستخف بالآخرين، يقدم لنا نموذجا حيا عن معنى التراجيديا الكوميدية في السياسة. لم يعد يحق لأحد أن يتساءل كيف سُمح لهتلر بتسلق السلطة، إذ نحن اليوم أمام مشهد مشابه، فصعود المهرجين السفاحين إلى السلطة لا يحتاج إلى أكثر من اجتماع أزمة اقتصادية مع أزمة قيم أخلاقية في المجتمع، عندها يأتي من يتحايل على الشعب باسم الشعب، فيمتطي السلطة ويقود الناس إلى الهاوية.

انقلاب في أمريكا؟

هذا هو المحال، لكنه محال يتحقق بطرق ديموقراطية، أو لنقل بطرق تستخدم الديموقراطية من أجل قتلها. الترامبية ليست سوى انقلاب، وهو ككل الانقلابات يأتي مفاجئا، أو لنقل انه يفاجئ النخب والمثقفين.
وأمريكا ليست دولة عادية، إنها الامبراطورية، والامبراطورية تتهاوى من الداخل، يفترسها مرضها العنصري، ويهيمن عليها قيصر أعمى، يعتقد أن العودة إلى منطق القوة والتهديد سوف ينقذ امبراطوريته، وأن الشرط الأول للإنقاذ هو إعادة العبيد في الداخل والخارج إلى الحظيرة.
وبمقدار ما يبدو ترامب مهرجا فهو يثير الرعب، بدأ بمنع رعايا سبع دول إسلامية من الدخول إلى أمريكا، حتى ولو حمل بعضهم «البطاقة الخضراء» للإقامة الدائمة، وألغى التأمين الصحي، وأعلن البدء ببناء الجدار، وأهان رئيس المكسيك، ويهدد الصين، ويريد تأبيد الاحتلال الإسرائيلي عبر نقل سفارة بلاده إلى القدس، والحبل على الجرار.
أما في الداخل الأمريكي فإن كل منجزات حقوق الإنسان من الحقوق المدنية إلى حقوق المرأة مهددة بشكل جدي.
والرجل الذي يحيط نفسه بالعنصريين واللاساميين لا يتوقف عن إبداء إعجابه بالاحتلال الإسرائيلي، فهو لا يحفل بمنطق الحقوق، منطقه الوحيد هو الربح المادي وتسيّد الرجل الأبيض.
ترامب هو نوستالجيا الفاتحين الأوروبيين الذين اجتاحوا القارة الجديدة بالحديد والنار. فلا وجود لأي رادع أخلاقي أمام جبروت الإنسان الأبيض، كل شيء يجب أن يكون في خدمة جشعه وتسلطه وتعطشه إلى الثروة.
وترامب ليس معتوها، إنه رجل عقلاني جدا، يزن مصالحه الخاصة بدقة، تمرجل على مواطني الصومال لكنه لم يجرؤ على الاقتراب من مواطني آبار النفط، يقرأ العالم بعيون التجار، معتقدا أن الثروة تجيز له كل شيء.
لكنك لا تحتاج إلى أن تكون معتوها كي تقود العالم إلى العُته، خطر ترامب الأكبر في أنه ظاهرة كونية، من بوتين إلى لوبين وفيّون ومستبدي العالم الثالث. هؤلاء هم أنبياء انحطاط العقل، وشيوع ثقافة ما بعد الحقيقة، وعودة الغرائز العنصرية والدينية إلى واجهة العالم.
إنه زمن السقوط المدوي للرأسمالية التي كان انتصارها في الحرب الباردة بداية هزيمتها الأخلاقية والسياسية. فالحرب الباردة كانت في أحد أوجهها حربا أخلاقية، حرب قيم ضد قيم، ولكن مع سقوط الاتحاد السوفياتي ومنظومته من داخل فساد نظام الاستبداد الستاليني، وجدت الرأسمالية المنتصرة نفسها حرة إلى درجة التخلص من قيمها الليبرالية نفسها، فتوحشت، وقادت إلى أزمات اقتصادية مستعصية، سمحت للخطاب الفاشي بالعودة إلى المسرح والاقتراب من لحظة الهيمنة عليه.
العالم اليوم أمام الخطر الفاشي، وهو خطر جدي لأنه يهدد الشعوب والأفراد، ليس في القارة الأمريكية فقط، بل في العالم بأسره.
وأول الطريق إلى مقاومته يبدأ بالتأكيد على القيم الأخلاقية، وعلى رأسها قيم العدالة الاجتماعية والمساواة وحقوق المرأة ورفض الطائفية والعنصرية والاحتلال.
والمعركة ليست في أمريكا وحدها، على الرغم من ضرورة أن يلعب الأمريكيون دورا حاسما فيها، إنها معركة في العالم بأسره، وهدفها هو منع الفاشية من الانتصار وحماية الحقوق التي اكتسبها الإنسان في العصر الحديث منذ الثورة الفرنسية.
لا مجال للحياد في هذه المعركة البالغة الصعوبة. فعالم اليوم يبدو وكأنه سقط في أسر لغة الاستبداد، بين ترامب وبوتين أكثر من رابط، على الرغم من اختلاف الأداء بين القيصرين، إنهما منحازان إلى منطق القوة، ويروجان وإن بوسيلتين مختلفتين للاستبداد.
وفي هذه المعادلة يبدو العالم العربي من مشرقه إلى مغربه خارج اللعبة، أو هو مجرد ساحة لها، ويصير موتنا العربي هو أحد أثمان صعود الترامبية في العالم. لكن هذا الواقع يزيد في مسؤوليتنا، فاستعادة لغة الحق في بلادنا، من الحق في الحياة الكريمة (سوريا) إلى الحق في مقاومة الاحتلال والتطهير العرقي (فلسطين)، مرورا بحقنا في أن نكون مواطنين أحرارا في بلادنا، يجب أن تكون جزءا من هذه المعركة الكبرى التي تخوضها شعوب العالم ضد الفاشية الجديدة.
دونالد ترامب هو الأخ الأبيـــــض لعيدي أمين دادا، وسيكون فضله الكبير إنه أنهى الحلم الأمريكي وحوله إلى كابوس.
النضال ضد الترامبية في الشارع والقضاء والجامعات، وفي كل مكان، هو عنوان معركة الدفاع عن قيم الحرية والمساواة في العالم.
إنها معركة ضد هذه الكوميديا المأسوية كي نستعيد حقنا في أن نكون بشرا وتكون لنا كرامة إنسانية.

زمن الانقلاب الترامبي

الياس خوري

«سيلفي» المجزرة مستمر في سوريا.. إلهام شاهين تكره السياسة وتحب السيسي.. وموسيقيون مصريون: سنستقيل إن استقال النقيب

Posted: 30 Jan 2017 02:28 PM PST

صُمم النصب التذكاري للهولوكوست في برلين، كي يُوجد، حسب مهندسيه، شعوراً بالإرباك وعدم الراحة، ورغم أنه أقرب ما يكون إلى شكل مقبرة، ستجد أن زواره، حسب الصور المنتشرة هنا وهناك، غالباً ما يتقافزون بمرح فوقها. فوق النصب سترى صور السيلفي، ولاعبي الأكروبات، والراقصين بأوضاع شتى.
«الجزيرة بلاس» أعدت فيديو يظهر فيه فنان يجهد في إرجاع تلك الصور إلى حقيقتها العارية، حسب رأيه ونظرته، سنرى صورتين، واحدة لفتاة ترقص في ممر بين تلك المكعبات الهندسية، وواحدة لها بالوضعية نفسها ولكن بين جثث ضحايا الهلوكوست، وكذلك الأمر بالنسبة لممارسي اليوغا، والفتيات الجميلات العابرات فوق القبور، أو الجثث، حسب صور الفنان. يقصد الفنان القول إن على هؤلاء أن يخفّفوا الوطء، حين يعبرون تلك الساحة، فما أديمها، أديم تلك الأرض إلا من تلك الأجساد، الجثث.
النتيجة كانت أن بعض ملتقطي تلك الصور العائدين إلى ديارهم، أحسوا بالذنب العظيم الذي اقترفته كاميراتهم، فراحوا يبعثون برسائل الاعتذار، وعض أصابع الندم. (مع أن المقاهي ومطاعم البيتزا حول ساحة النصب تتابع عملها كالمعتاد من دون أي إحساس أنها جاءت تستثمر في مقبرة!).
لكن لماذا نريد أن نذهب بعيداً في التاريخ، ولدينا عشرات الصور القادمة من سوريا التي التقطها مذيعو الإعلام السوري لأنفسهم، أو ممثلون، مع الجثث مباشرة، مبتسمين، لا مواربة ولا نصب تذكارية ولا من يحزنون. بل أن عرساناً التقطوا صوراً لأنفسهم بثياب الزفاف فوق الأحياء المدمرة، بكامل قيافتهم، وبكامل رمادها ودمها الذي لم يجف ورائحة جثثها العابقة في سماء المكان.
وبالمناسبة، كيف يشعر الدمشقيون هذه الأيام عند المرور بدوار كفر سوسة، أو ساحة التحرير في باب توما، وجادة الخطيب، الجمارك، وسواها، هل يتذكرون أن تحت أرجلهم تماماً يقبع آلاف المعتقلين الذين تنتهك أجسادهم وكرامتهم كل لحظة من دون رادع. هل أقلّ من أن يلقى السلام على هؤلاء. لا الاعتذار لهم، ولا تحطيم الجدران والحواجز من أجلهم، فقط هل من يلقي السلام، كمن يمرّ قرب مقبرة.

لاجئون أم مهاجرون

في رسالة فيديوية له عبر راديو «هلا»، نصح الممثل السوري جمال قبّش (أرجو أن لا يحرجني أحد بالسؤال عمّن يكون، فكل ما أعرفه أنه ممثل من الدرجة 37 في سوريا) جمهور اللاجئين السوريين في ألمانيا، التي يقوم بزيارتها هذه الأيام على ما يبدو، بتعلّم اللغة، والالتزام بقوانين البلد. قال قبّش للاجئين (وللأمانة هو لم يسمّهم لاجئين) إن الفساد، هو من بين أسباب كثيرة، شرّدتنا، وأكد أن «ما في قانون بالبلد»، وأن «القانون لأشخاص وأشخاص»، مشدداً في ختام حديثه على أنه باق «بالبلد، وما بطلع من البلد».
ما يلفت في رسالة الفنان السوري أنه كان يمثّل في رسالة يفترض فيها أن يكون فيها شخصيته هو بالذات، لا أن يستعير شخصاً آخر. راح يمثل خصوصاً وهو يتحدث عن التشرد، وعن الفساد، الذي على ما يبدو كان السبب الأساس للتشرد.
ليس بالإمكان الاستنتاج من رسالة قبّش إلا أن سوريي ألمانيا هم مجرد مهاجرين من أجل لقمة العيش ليس إلا، لا دخل للساسة في الأمر، ولا علاقة للعنف البراميلي والتدمير والمجازر، إنه الفساد.
يا عزيزي الممثل، تذكّر، خصوصاً وأنت تكلف نفسك عناء الرسائل المصورة، أن «عدم تسمية الأشياء بأسمائها هي مساهمة في بؤس العالم». قول الحقيقة مجزوءة ليس سوى نوع من التزوير، قلها كاملة أو كفّ عن الرسائل.

الاحتجاج بالدم

فنانة أرادت الاحتجاج على تولي دونالد ترامب للرئاسة فرسمت بالدم لوحة تحمل اسم « Rise Up Thy Young Blood»، تقول إنها مقتبسة من أعمال شكسبير، وكما جاء في فيديو عرضته «سي ان ان بالعربي»، فقد جمعت الفنانة دم أكثر من 55 متبرعاً بالدم، ثم راحت تتحدث عن رائحة الدم التي «تشبه رائحة المعدن كثيراً كالحديد»، على ما تقول وهي تغط ريشة الرسم في وعاء الدم، وتقنع نفسها بأنه ليس سوى طلاء باللون الأحمر يشبه الألوان المائية.
لا ندري أي قيمة فنية للوحة في النتيجة، وكم يستطيع الدم كمادة للرسم أن يصمد، لكنها طريقة مقززة، تماماً مثل الفيديو الذي يليق بمشاهدين بشراً لا يستهويهم منظر الدم.
يبدو أن عهد ترامب سيكون دموياً بحق، ليس على مستوى سياسات الرئيس الأمريكي وحسب، بل وكذلك على مستوى أساليب الاحتجاج. العالم سائر إلى مصيره الدموي.

إلهام شاهين تكره السياسة

أكدت الفنانة المصرية إلهام شاهين، في ندوة بخصوص فيلم «يوم للستات»، أنها ليست في وارد المشاركة في أي عمل سياسي، وبعد أن تحدثت عن تجربتها في تأدية شخصية برلمانية خمس مرات قالت «أكره السياسة من كل قلبي». تكره شاهين السياسة، وعلى ما يبدو تستثني منها موقفها الحاسم في الاصطفاف إلى جانب نظامي عبدالفتاح السيسي وبشار الأسد.
هنا بالذات يصبح مفهوماً أن السياسة ليست سياسة تماماً، إنها نوع من التجارة، نوع من الصراع من أجل البقاء على كرسي النجومية، ممثلة لسانه حالها «نحب السيسي، وكل ما يحب السيسي، ونكره السياسة».

هاني شاكر هل يستقيل

ثم ماذا؟! هذه هي ردة الفعل التي تنتاب المرء كلما لمح خبراً عن استقالة النقيب، أي نقيب الفنانين الموسيقيين في مصر، هاني شاكر. منذ فترة والناس في متاهة «استقال، لم يستقل»، أو ما هي أبعاد استقالة النقيب، وما حال الدنيا من بعده. آخر الأخبار أن «أعضاء مجلس الإدارة الرئيسي في القاهرة، وأعضاء مجالس إدارات الفروع البالغ عددهم 24 فرعاً قرروا تقديم استقالات جماعية في حال عدم عدول شاكر عن قراره»، وذلك «لما يمثّله شاكر من رمزية في الغناء المصري والعربي».
تماماً هذا هو المتوقع، فمنذ استقالة الزعيم جمال عبدالناصر، بعيد نكسة حزيران العام 1967 ونزول الجماهير إلى الشارع مطالبين بعدوله عن الاستقالة، ونجوم الفن والسياسة أحياناً، كعلي عبدالله صالح، يستقيلون، أو يعلنون رغبتهم بالاعتزال، ثم يحرّكون الجماهير كي تنزل إلى الشوارع. النقيب باق إذاً، وخالد ربما، لأن الأمة لم ولن تلد، على ما يبدو، أمثال هاني شاكر.

كاتب من أسرة «القدس العربي»

«سيلفي» المجزرة مستمر في سوريا.. إلهام شاهين تكره السياسة وتحب السيسي.. وموسيقيون مصريون: سنستقيل إن استقال النقيب

راشد عيسى

تفكيك النظرة التشاؤمية… حراك المواطنين في بلاد العرب

Posted: 30 Jan 2017 02:27 PM PST

من بين القضايا التي يعالجها تقرير وقفية كارنيجي «انكسارات عربية» (الذي أنجزته مجموعة من الباحثين كنت من بينهم) والتي لا يشي بها عنوان التقرير، يأتي في موقع متقدم تحليل إيجابيات الحراك الاجتماعي المستمر لقطاعات واسعة في المجتمعات العربية.
فلم يستطع المواطنون العرب، منذ عقود، النفاذ إلى عمليات صنع القرار العام، والفضاءات السياسية الرسمية، وآليات الكشف الفعال عن نواحي القصور في العمل الحكومي.
ومع ذلك، لم يقف المواطنون موقف المتفرج السلبي من التطورات التي تمس بلدانهم، واستخدموا الأنشطة السلمية للتعبير عن همومهم. والواقع أن المواطنين الشباب وجماعات من نشطاء المجتمع المدني والحركات العمالية كانوا يتصدرون حركات الاحتجاج السلمية المعارضة لاستمرار الوضع القائم، والتي بلغت ذروتها في الانتفاضات العربية العام 2011. كما شدّدوا على المطالبة بتحسين الأحوال المعيشية المتدهورة ومحاربة الفساد والمحسوبية، وإلزام الحكومة باحترام حقوق الإنسان.
كانت الاحتجاجات واسعة الانتشار قبل العام 2011. فقد كانت من تشكيلة الأدوات التي استخدمها الناشطون الشباب للتنديد بما مُنيت به حكومتهم من إخفاقات. وكانت التظاهرات الاحتجاجية التي تتمحور حول المطالب السياسية أقل تواتراً، غير أنها كانت تحدث في جميع الحالات، مؤذنةً بولادة نوع جديد من الحراك والمشاركة الجماهيريّين. وحرص الناشطون الشباب والأكثر رسوخاً في المجتمع المدني وفي الأوساط العمالية، والروابط المهنية، والجماعات الطلابية على تجاوز الفجوة الدينية والعلمانية وانضموا إلى هؤلاء ليؤسسوا شبكات غير رسمية للاحتجاج. وقد قطعوا صلتهم بالسياسات الرسمية، داخل النظام والمعارضة على السواء، وكرّسوا طاقاتهم للعمل من خلال الجمعيات والمنتديات العربية واستخدام الاحتجاجات السلمية وتكنولوجيا الاتصالات. وشملت هذه المجموعات حركة شباب 6 أبريل، حركة كفاية، والجمعية الوطنية من أجل التغيير في مصر؛ والحملة الوطنية للدفاع عن حقوق الطلاب واتحاد الطلبة الديمقراطيين في الأردن؛ و»الجمعية الوطنية لحملة الشهادات في المغرب؛ وغير هذه المجموعات على امتداد بلاد العرب.
لعبت الثورة المصرية الدور الأبرز في تبيان أهمية الحراك الجديد في أوساط المواطنين العرب. فقد استلهمت دعوة المصريين للاشتراك في الاحتجاج السلمي ثورة الياسمين التونسية، وتداعت لنصرتها شبكات الاحتجاج غير الرسمية. ومع أن أكثر تيارات المعارضة السياسية الرئيسية رفضت المشاركة أول الأمر، إلا أن الناشطين الشباب تمكّنوا تدريجياً من حشد شرائح سكانية للانخراط في حركات الاحتجاج السلمية.
فيما شكّلت استقالة الرئيس السابق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011 ذروة نجاح الحراك الاجتماعي العربي، ووجِهت الانتفاضات الشعبية ضد الأنظمة الدكتاتورية في دول أخرى بقوة وحشية، كما في ليبيا وسوريا. فقد تبدّد زخم الاحتجاجات، واستعادت قوى الأمن قدراتها في مختلف أرجاء المنطقة. وسيُصار لاحقاً إلى حل القضايا المتصلة بالاضطرابات.
وعلى الرغم من الاختلاف والتناقض بين الاتجاهات التي اتخذتها البلدان العربية بعد الانتفاضات الديمقراطية في العام 2011، لايزال الحراك الاجتماعي يرسم معالم الواقع على الأرض. ففي تونس، دخل الشباب التونسيون حلبة النشاط السياسي النظامي وحافظوا على حضورهم القوي في الفضاءات غير النظامية وفي ساحات الاحتجاج على حد سواء، يدفعهم إلى ذلك، أساساً، الإحساس بالإحباط الاقتصادي والسياسي.
وفي البلدان التي استنفد الصراع طاقاتها، تركّز منظمات المجتمع المدني اليوم على إيجاد ملاذات آمنة لضمان بقائها على قيد الحياة. ومع استمرار القمع الوحشي، سيكون من الصعب على السكان العرب المشاركة في أية مناقشات مفيدة أو ذات دلالة حول العناصر الرئيسية في عقود اجتماعية جديدة. ففي مصر، قامت الحكومة المسيطر عليها عسكريا وأمنيا بتضييق الخناق على التعددية السياسية، وفرضت قيوداً مشدّدة على منظمات المجتمع المدني. غير أن ذلك لم يحل دون مواصلة الشباب المصريين المشاركة في فضاءات الاحتجاج غير النظامية، كما لم يؤثر على الطابع المتجاوز للايديولوجيات لحراك المواطنين الاجتماعي. وهكذا لجأت شبكات وحركات شبابية إما إلى توسيع أدوارها في فضاءات عامة جديدة كالمجالات الفنية أو الأدبية، أو أعادت اكتشاف معاقلها التقليدية في الجامعات والمدارس الثانوية. بين السينما البديلة والروائيين والطلاب الجامعيين تتشكل السرديات الثورية الجديدة التي لا تقتصر على المطالبة بإصلاحات ديمقراطية جذرية وحسب، بل تدعو كذلك إلى بلورة رؤية لمصر المستقبل العلمانية الحديثة.
وفي سوريا واليمن، استمرت مبادرات المواطنين في هذا الميدان، على الرغم من الحروب الأهلية الوحشية، واستأنفت المنظمات المحلية غير الحكومية وجماعات الناشطين في الإعراب عن الاحتجاج الشعبي، وسهّلت تقديم المساعدات الإنسانية للسكان الذين حاصرتهم الحرب.
وعلى الرغم مما تتّسم به القوى الرافضة للوضع الراهن من مرونة وقدرة على التكيّف، إلا أن قوى الأمر الواقع قد استعادت الزخم القديم. ذلك أن الرغبة في الاستقرار وغلبة التيار المعاكس للنشاط الديني السياسي في مصر، ناهيك عن الفوضى في سوريا واليمن، دفعا شرائح مهمة من السكان العرب إلى تبني موقف الحكام المستبدين الذين يعارضون المطالبة بالتغيير. وكان من نتائج المشاهد المفزعة للحروب الأهلية إقناع الكثير من العرب بالحاجة الماسّة إلى الاستقرار. وقد استغل المستبدون هذا الشعور فانبروا للدفاع عن حكمهم والأوضاع الراهنة باعتبارها الأسلوب الوحيد لتحاشي البلبلة والفوضى.
غير أن الفاعلين المدنيين يواصلون المشاركة باستخدام مختلف المنتجات التكنولوجية الحديثة ووسائل الإعلام الاجتماعي، حتى في هذه الأوضاع العصيبة. وحتى بعد إغلاق منافذ الإصلاح السياسي، تعاظمت أهمية الدفاع عن الحريات الشخصية عبر إطلاق حملات مطلبية ومبادرات من جانب المواطنين. وما زالت الفرص المتاحة لتحقيق التقدّم مجديةً ومجزية في مجالات عدّة من بينها، على سبيل المثال، النضال لتمكين النساء، وتحسين الأوضاع في مواقع العمل، وتحديث المناهج التعليمية، وتشجيع إجراءات محاسبة الفساد.
وفي حين أن القوى المساندة للوضع الراهن أصبحت لها اليد العليا، على ما يبدو، في أغلب البلدان العربية، من المستبعد أن يستكين المواطنون العرب لهذا الوضع، بينما تتصاعد الضغوط الاقتصادية الاجتماعية وتتحجم المعونات الاجتماعية خلال السنوات المقبلة. وهم لا يتوقّعون من الحكومات، والمؤسسات الحاكمة، والمؤسسات الرسمية، أن تؤمن لهم احتياجاتهم الأساسية، أو أن تنقذ المجتمعات من أزماتها المستمرة. ومن هنا، سيلجأ المواطنون باطّراد إلى الحراك الاجتماعي، ولو بأشكال مختلفة عن تلك التي ارتبطت بالربيع العربي، للتأثير في مصير بلدانهم.

٭ كاتب من مصر

تفكيك النظرة التشاؤمية… حراك المواطنين في بلاد العرب

عمرو حمزاوي

في أحكام القيمة وتفاوتها

Posted: 30 Jan 2017 02:27 PM PST

جاء في مقال صديقنا الكاتب المرموق أمير تاج السر «نصف نجمة لموراكامي»، المنشور في «القدس العربي» (28 يناير/كانون الثاني 2017) تعقيبا على رأي قارئة، أنّ هناك تناقضا تقييميّا للكتب، ليس هو الأوّل الذي صادفه، في سعيه لتقييم الكتب أو معرفة تقييمها، من قرّاء طالعوها أو لم يطالعوها.
والحقّ أنّ هذا التناقض ممّا يستوقف غير واحد منّا، سواء تعلّق بالشعر أو بالرواية. على أنّي تخيّرت في هذه الفسحة أن أبحث ولو بإيجاز مخلّ، في هذا التناقض، من منظور أحكام القيمة، كلّما تعلّق الأمر بشعرنا الحديث، وربّما عدت إلى الرواية، في مقال آخر. يتكشّف النّصّ الشّعري عند المعاصرين من شعراء العربيّة ـــ ولعلّ هذا هو القاسم المشترك بين أكثرهم ـــ عن منزعين يتحكّمان في انتحاء الذّات إلى الكلام (الشفوي) وإلى الكلمة (الكتابي) معا. وهو أمر ليس بالمستغرب في هذا النصّ الحديث الذي لم يقطع صلته بالعربيّة الفصحى، كما تدلّ على ذلك لغة هؤلاء، منذ أن برح الشعر العربي مداراته المألوفة في الثلث الأوّل من القرن الماضي، على الرغم من التّطوّر اللاّفت في العربيّة معجما وسجلاّ. و»شفهيّة» الشعر القديم، لم تكن خالصة، ولا هو كان يجري على السّجيّة المحض أو على الطّبع المبرّأ من مراسم الصّنعة والكتابة، بل ربّما كان على شفا النّقيض من ذلك، إذ يستعير، بحكم إنشاده في جمهرة من الناس حِيَلَهُ (بالمعنى الأسلوبيّ واللّعبي للكلمة) من سنن ومراسم ثقافيّة وخطابيّة، وينهض على خطّة محكمة في بناء القصيدة وأفانين التّخلّص فيها من مقدّمة إلى غرض أو من موضوع إلى موضوع. وللعقل الواعي أثر مذكور واضح في خلقه، وهو النّص الذي يعتمد إلى حدّ كبير على تخيّر لغته وتدبّرها وإحكام تنسيقها.
إذا كان النّصّ الشعري الحديث يراوح بين الكلام حينا والكلمة آنا، فمرّد ذلك في تقديرنا إلى ظاهرتين تتحكّمان فيه : ظاهرة الشفهيّة الرّاجعة في جانب منها إلى النّصّ القديم وإلى الإيقاع الوزنيّ والإنشاد تحديدا من جهة، وظاهرة الكتابة من حيث هي أداء نوعيّ محكوم بقوانينه الخاصّة، من جهة أخرى. ولا يخفى أن أكثر شعرائنا يكتبون وينشدون. والإنشاد ظاهرة لم تنقطع في تاريخ الشعر. وهي منشدّة إلى فضاء يتعزّز بهذه الوسائط (الأجهزة الصوتيّة والفضائيّات والإنترنت والفيديوهات) وعلى الرغم من أنّ المصطلح الأدقّ هو «الإنشاد»، فإنّ أكثرنا يستخدم مصطلح «الإلقاء»، وهو في ثقافة اليوم، أوفر حياة؛ ولكنّه ليس أوفَى دلالة. والإلقاء لا يعني أكثر من إبلاغ القول أو إملائه، أو الإصغاء. فليس بالمستغرب أن يجد الشعراء ضالّتهم في حوامل صوتيّة إيقاعيّة تتيح للكلمة أن تستعيد أجراسها وأصواتها التي طوت عليها الكتابة؛ وكأنّ الكلمة مكتوبة محاكاة للكلمة منطوقة. وهذه طريقة من بين طرائق أخرى تجريها الكتابة لـ»تشفيه» خطابها، وجعله قابلا للإنشاد أو لأداء تخاطب أبعد أثرا في المتقبّل وأشّد تأثيرا.
وإذا كان النّصّ القديم «قابلا للكتابة» ـ حتّى لو كان صاحبه جاهلا بالكتابة والخطّ؛ فإنّ النصّ الحديث «قابل للمشافهة» على معرفة صاحبه بهما، وليس أدلّ على ذلك من هذه الحوامل الصّوتيّة المكثّفة فيه (محمود درويش خاصّة). ومن المفارقة أن تكون أمارة على شفهيّته على قدر ما هي أمارة على «كتابيّته». وفي هذا المستوى يمكن القول إنّ الخطاب «ذاتانيّ» أساسه خبرة ذاتيّة باللّغة أو معرفة تصدر عن عارف منفعل بالمعروف انفعالا ذاتيّا. وقد ينمّ هذا الخطاب على وعي بقصور»المكتوب» أو بعدم كفايته، فينزع صاحبه إلى استجلاب خصائص الشّفهيّ أو إلى محاكاتها. ومن ثمّ يتأدّى الخطاب في سجلاّت لغويّة مختلفة أو متباينة.
هذا المزيح من المكتوب والشّفهيّ ومن «اللّغة العليا» و»اللّغة المحكية» أو من «الفصيح» و»العامّي» ومن «المأنوس» و»الغريب» يفضي إلى لغة «نوعيّة «ذات إيقاع خاصّ قادحه تفاعل بين كلمات مختلفة أصلا وطبيعة وعلائق حواريّة بين خطابين متجاذبين متدافعين، ولكن يغني كلّ منهما الآخر. ولعلّ هذا التّجميع وهو أقرب ما يكون إلى «تهجين» لغويّ هو الذي يجعل الخطاب الشّعريّ مثار جدل وخلاف، خاصّة أنّه سمة مفارقة فيه وأمارة على تفاوت إنشائيّته؛ بسبب من مؤثّرات شتّى، قد تكون أجنبيّة (إنكليزيّة وفرنسيّة خاصّة). ولكن من اللاّفت أنّ هذا «التّهجين» هو الذي ينتج تفاوت الإنشائيّة في النّص الواحد، ويصطنع له إيقاعه الخاصّ في آن. ومن ثمّ «يسهّل» استخراج خصائص الخطاب لغة وإيقاعا. ولعلّ في هذا ما يسوّغ القول بأنّ الخطاب الشّعريّ الحديث، خطاب قلق لا يكاد يجري على وتيرة حتّى يحرفها إلى أخرى. ومردّ قلقه إلى هذه الكتابة التي تتناءى عن «المشترك» اللـّغويّ أو «العاميّ على قدر ما تتدانى منه، وتلحقه بالنصّ وتدمجه فيه وهي تجترّه دونما انقطاع، وتضعه في مواضع متنوّعة جدّا، إذ لا يختصّ به موضوع دون موضوع. ولكنّها «تطعّمه» في الآن نفسه بالغريب اللـّغوي أو الفصيح المهجور أو المصطلح العلميّ أو الرّوسم المستعار من الشّفوي (المثل السّائر أو القول المأثور). بل لعلـّها أن تصطنع رواسمها الخاصّة كلّما تعلّق الأمر بإعادة استعمال كلمات وصيغ وتراكيب بعينها أو بإطلاقها «رواسم» في فضاء الذاكرة النصيّة، حتّى تبتعثها وتحمّلها ثانية سلطة جديدة.
شعرنا اليوم وهو مجْلى ثقافتنا في جوانب غير يسيرة منها، منشدّ إلى علائق لغويّة تضاديّة لا يمكن إلاّ أن يكون لها أثرها في بناء القصيدة وإيقاعها وصورها، وفي اختلاف مواقف القرّاء منها. فمن السّائغ أن تذهب طائفة إلى أنّ استجلاب الكلام المحكـيّ أو العاميّ المبتذل، ينتزع من الخطاب المكتوب مزاياه الفنيّة، بسبب ما استقرّ في الأذهان من «شرافة» العربيّة أو «قدسيّتها» وما يمكن أن يدلّ عليه ذلك من جماليّة مخصوصة هي جماليّة الكلمة المفردة التي ينبغي أن تقع من الكلام موقعها، فلا تنبو ولا تشوبها شائبة من لحن أو عُجْمة حتّى لا يمجّها السّمع ولا يلفظها اللـّسان.
شعرنا اليوم لا يستثني بعضه ألفاظ العوامّ «المبتذلة» في صناعة الشّعر عادة، بما فيها الألفاظ التي تختصّ بها بعض المهن والعلوم، أو تلك المستجلبة من معجم كلاميّ أو فلسفيّ أو علميّ، المخصوصة بمعان موضوعة لها؛ فهي عند المعاصرين من الشعراء المتمكّنين بموادّ شعرهم، لا تفقد دلالتها ولا تخلّ بالانسجام اللـّغويّ، إذ تُنقل إلى سياق الشّعر. ولعلّ في هذا ما يؤكّد أنّ اللغة الشّعريّة، تقع في أفق أعمّ ممّا يأخذ به أنصار التقليد منّا. يتعلّق الأمر إذن باستبدال السّياق، وهو ضرب من المسخ، ينسخ تأثير الكلمة ويسلبها قوّتها الإيحائيّة ودلالتها الوجدانيّة أو الانفعاليّة، مثلما يمكن أن يغنيها؛ إذ تزيح كلمة ما كلمة أخرى، أو هي تعود عليها، فيكون لوقع كليهما في السّياق أثر متبادل. والأمر أشبه ما يكون بنوع من «عدوى» الكلمات، أو «عدوى» الآخر أي هذا الشعر الأجنبي الذي يلابس تجارب غير قليلة من مدوّنتنا الشعريّة. هذه العلائق اللـّغويّة التّضاديّة في شعرنا، هي التي تجعل أحكام القيمة تتفاوت من قارئ إلى آخر، وتضطرب وتتناقض. وربّما لا مسوّغ لذلك إلاّ الكتابة الحديثة، فهي التي جعلت الكلمة تنتقل إلى فعل تعبيريّ وتندمج برغبة الإنسان وانفعالاته؛ وتتحوّل من ذاكرة إلى كتابة، ومن متخيّل تصوّريّ إلى متخيّل إبداعي؛ أو بعبارة أدقّ من كتابة «غير مرئيّة» متحرّرة من كلّ جسمانيّة كما هو الشّأن في الشّعر الجاهليّ وفي نصّ الوحي (لا المصحف)، إلى كتابة مرئيّة قد يكون أساسها تصوّرا مختلفا للنّظر جعل من العين شبه معدّل خطيّ للمرئيّ يجسّ الأشياء ويضبط قياسها. والكتابة، من هذا المنظور، أعمق من أن تختزل في التعبير عن اللـّغة أو في محاكاتها، وهي التي خلقت فضاء مرئيّا هو غير فضاء الكلام الشّفويّ، وزاوجت بين عالم الكلمة وعالم النّظر، على الرغم من أنّهما غريبان الواحد عن الآخر، ولكنّهما متواطئان كأشدّ ما يكون التّواطؤ.
وعلى أساس من هذا التحوّل، أخذت الصّورة الشّعريّة في شعرنا، على نحو ما كان الأمر عند المحدثين، منعطفا خاصّا تقوّضت فيه الحدود والفواصل بين الأشياء وماهياتها، وتصرّمت العلاقة بين الشّيء والاسم، وصارت، وهي المأسورة في النّـظر، عمل العقل وضربا من اليقين الذاتيّ لا رابط له بالواقع المحسوس الماثل للعيان. ولعلّ استعمال الصّورة على هذا النّحو أن يبين حقـّا عن معنى التّسمية في الشّعر الذي نحن به: فهي تدخّل الذّات اللـّغويّ في العالم وطريقتها الخاصّة في إدراكه. ولعلّها بذلك أن تجعل من العلاقة بين نظريّة اللـّغة ونظريّة الدّلالة علاقة أوضح وأجلى، وتجعل أحكام القيمة تختلف وتضطرب.

٭ كاتب تونسي

في أحكام القيمة وتفاوتها

منصف الوهايبي

«دولة الأزهر» أقوى من الدولة وفكرة تقديس «الرمز» حلّت محل «عبادة الفراعنة» وكتائب الحسبة تتحلق حول أحمد الطيب

Posted: 30 Jan 2017 02:27 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» : الموضوع الذي اهتمت به الغالبية الشعبية الساحقة وكانت له الأولوية على ما عداه وعكسته الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 30 يناير/كانون الثاني هو فوز منتخب مصر لكرة القدم على منتخب المغرب واحد صفر، قبل نهاية المباراة بحوالي ثلاث دقائق، أي في «الوقت القاتل» بعد أن كانت المخاوف تتملكهم من المنتخب المغربي.
وأحرز هدف الفوز اللاعب كهربا، لذلك كانت المانشيتات كهربا نورت مصر كهربا يصعق أسود الأطلسي كهربا يصعق المغرب، وبعد المباراة خرج الملايين إلى الشوارع في كل المحافظات يجوبونها مرددين الهتافات والأناشيد، وكانت أجهزة الأمن لا تقل سعادة عنهم لأنه لم تقع أي حادثة في أي مكان.
حدث ذلك بينما الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد وصل إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لحضور مؤتمر القمة الأفريقي، واجتمع مع رئيس الوزراء الإثيوبي ديسالين للاتفاق بشكل نهائي على عدم الإضرار بحصة مصر من مياة نهر النيل، بسبب مشروع سد النهضة.
واجتمع كذلك مع عدد من قادة الدول الأفريقية ومنهم، الرئيس كينياتا رئيس كينيا الذي قال للسيسي إنه يقدر المساعدات التي قدمتها مصر لبلاده للحصول على الاستقلال من بريطانيا، من دعم بالسلاح إلى الإعلام. وكينياتا هو ابن الزعيم جونو كينياتا الذي قدم لحركة التحرير التي قادها الزعيم خالد الذكر كل الدعم، وهو ما أسعد السيسي، الذي يجذبه حلم عبد الناصر بلا شك، وهو ما ظهر أيضا في أوضح صورة عند اجتماعه مع رؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث «الأهرام» و»الأخبار» و»الجمهورية» عندما أشاد لأول مرة باشتراكية نظامه وما حققته لمصر وهاجم نظامي السادات ومبارك لينشر الحديث في يوم ذكرى ميلاد عبد الناصر.
ومن الأخبار الأخرى التي أثارت الاهتمام أيضا تكذيب السودان ما نشر عن أنه قام بطرد الإخوان المسلمين المتواجدين على أراضيه، علما بأن النظام في مصر لم يسبق له أن طالب الرئيس البشير بطردهم، ما داموا يلتزمون بعدم القيام بأي أنشطة مضادة لمصر. وعلاقات الرئيس السيسي بالرئيس السوداني في غاية القوة، ومن أشهر فقط قلد السيسي البشير في احتفال عسكري قلادة النيل، وهي أرفع وسام مصري، بسبب مشاركته في الحرب ضد إسرائيل.
واهتم كثيرون بخبر إصدار محكمة جنايات شمال القاهرة حكما بالسجن خمس سنوات على الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل مؤسس حزب الراية السلفي، وعشرة آخرين معه بتهمة حصار محكمة مدينة نصر، أثناء نظر قضية متهم من أنصاره، وكان قد صدر ضده حكم سابق بسبع سنوات من محكمة الجنايات بتهمة تزوير أوراق والدته عندما قدم أوراق ترشيحه لانتخابات الرئاسة عام 2012. وكان من شروط الترشيح أن يكون المرشح من أبوين مصريين، واتضح أن والدته حاصلة فعلا على الجنسية الأمريكية لإقامتها مع ابنتها هناك لعدة سنوات. ونشرت صحف أمس أيضا قيام قوات مكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية وقوات من الجيش بمحاصرة جبل أسيوط، بعد اكتشاف اختباء الإرهابيين، الذين هاجموا كمين شرطة النقيب في محافظة الوادي الجديد، فيه. بالإضافة إلى اختباء عدد من العناصر الإجرامية ويتم ضربهم بالمدفعية وطائرات الهليكوبتر.
كذلك أبدت الصحف اهتماما واسعا بأنشطة معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهو ما فعلته الفضائيات، والإقبال عليه بعكس التوقعات السابقة. وبالنسبة لارتفاعات الأسعار فإن الشكوى الرئيسية الآن تتركز على ارتفاع أسعار الأدوية ووعود حكومية بقرب الانتهاء من مشكلة نقص السكر، والتبشير بأن مصر ستحقق تقدما هذا العام، بسبب البدء في إنتاج كميات هائلة من الغاز تكفي للاستهلاك المحلي وللتصدير أيضا، وهو ما سيخفف تكاليف إنتاج محطات الكهرباء التي تستخدمه. وكالعادة فإن أصحاب شركات السياحة وملايين العاملين فيها يترقبون بعد أيام إعطاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إشارة البدء بعودة السياحة الروسية بعد أن اطمأن الخبراء الروس إلى تنفيذ سلطات المطارات المصرية كل ما طلبوه وقاموا بالتفتيش بأنفسهم على سلامة الإجراءات، وإلى ما عندنا..

معارك وردود

وإلى المعارك والردود التي سيبدأها اليوم محمود مسلم رئيس تحرير «الوطن» الذي قال:
«صك الرئيس عبدالفتاح السيسى مصطلحاً جديداً يمكن أن يضاف إلى معايير استقرار الدول، عندما تحدث أمس في مؤتمر الشباب حول الفارق بين الانطباع والواقع، وأعتقد أن السيسي أدرك مبكراً أن قضية الوعي تمثل ركناً أساسياً في المرحلة الحالية، وإن كانت حكومته لم تعمل بشكل ممنهج على هذه القضية الخطيرة حتى الآن. تنشئة جيل واعٍ هو التحدي الأكبر أمام الدولة المصرية لأنه هو الذي سيحميها ويعمق استقرارها ويثبتها ويطور مؤسساتها وينتشلها من حالة شبه الدولة، وهذا سيؤدي إلى تقليل الفجوة بين الانطباع والواقع، فالوعي يؤدي إلى الاختيار الأفضل دائماً ما يزيد من درجة الثقة في المستقبل ليكون أفضل من الواقع والحقائق أقوى من الانطباع».

«عدلنا الحكومة وبقينا قرايب»

ونظل مع الحكومة والتعديل الوزاري الذي وعد به الرئيس عبد الفتاح السيسي وقال عنه محمود نفادي في جريدة «البوابة» اليومية المستقلة ساخرا من مجلس النواب وكيف سيكون موقفه: «عدلنا الحكومة وبقينا قرايب، عدلنا الحكومة وبقينا نسايب، هذه الأغنية سوف تتردد على ألسنة جميع أعضاء مجلس النواب يوم الأربعاء المقبل، عقب تلاوة رسالة رئيس الجمهورية للمجلس بشأن إجراء تعديل وزاري في حكومة المهندس شريف إسماعيل، وموافقة المجلس على التعديل طبقا للمادة 147 من الدستور بالغالبية المطلقة للحاضرين، وبما لا يقل عن ثلث أعضاء المجلس، واعتبار هذا التعديل وخروج بعض الوزراء من مناصبهم انتصارا كبيرا لمجلس النواب، فغالبية أعضاء المجلس يترقبون هذا التعديل بفارغ الصبر، حيث أن بعض النواب سوف يشمتون ببعض الوزراء الذين ستتم الإطاحة بهم لعدم استجابتهم لمطالب النواب، والرد عليها بتأشيرات سياسية لا تغني ولا تسمن من جوع، وأنهم لم يستجيبوا لنصائح النواب في تعديل سياستهم ومنحهم تأشيرات مرضية وتحقق مطالبهم. وبعض النواب سوف يعتبر هذا التعديل انتصارا شخصيا له وسوف يتباهى أمام أبناء دائرته بأنه وراء الإطاحة بهؤلاء الوزراء وتسجيل هذا الانتصار في كشف حسابه الخالي من أي إنجازات أخرى حققها على مدار أكثر من عام على أرض دائرته الانتخابية، وكلا الفريقين من النواب ينسون أنهم وراء استمرار هؤلاء الوزراء ومنحهم الثقة البرلمانية، وتقاعسوا عن فرض رقابتهم عليهم، وعدم تقديم استجوابات لهم لسحب الثقة منهم، خاصة أن جدول المجلس يخلوا من وجود أي استجوابات مقدمة لوزراء الزراعة والتربية والتعليم والثقافة والسياحة والقوى العاملة والتعليم العالي».

زيادة السكان

وإذا كانت الدولة تعاني من مشكلة عويصة بسبب تزايد عدد من لا يرغبون في تولي منصب الوزير، فإنها تعاني من مشكلة أخرى مضادة هي زيادة أعداد السكان بما يهدد التنمية، أو كما قال زميلنا فهمي هويدي في مقاله اليومي في «الشروق» أمس: «حين ينتقد الشعب المصري لأنه مستمر في الإنجاب فتلك شهادة لصالحه، نعني أنه ما يزال متشبثا بالاستمرار في الحياة، رغم صعوبة الاستمرار فيها، في ظل الظروف القاهرة الراهنة. في الوقت ذاته فإن ذلك بمثابة اعتراف غير مباشر يؤكد فشل مؤسسات الدولة المسؤولة عن التخطيط والتنمية في أداء مهامها، لذلك أزعم أن ما في مصر ليس مشكلة سكانية، ولكن مشكلتها الحقيقية تكمن في عجز الإدارة وسوء التخطيط، ما أدى إلى الفشل في استثمار الموارد وتلبية احتياجات المجتمع.
هذا النقد للمجتمع تردد أخيرا على ألسنة بعض المسؤولين في مصر، وهو ليس جديدا لأننا نسمع الحجة ذاتها تطلق وتسوق في مواجهة كل أزمة اقتصادية، وقد ذهب الرئيس الأسبق حسني مبارك في نقده إلى حد التعبير عن حيرته إزاء استمرار المجتمع في الإنجاب وقوله ضاحكا: «هل نضطر إلى وضع شرطي إلى جانب كل سرير؟». في بلادنا ما أسهل أن يشير المسؤول بأصابع الاتهام إلى مسؤولية الشعب عن الأزمة، وما أصعب أن يحاسب المسؤول على فشله. ومن رابع المستحيلات أن يعترف من جانبه بمسؤوليته عن الفشل. في هذا الصدد لا نستطيع أن نتجاهل الإنجاز الذي حققته حكومتا الصين والهند في مجال النهوض وتوفير الاحتياجات الأساسية للمجتمع، رغم أن سكان كلا البلدين تجاوز المليار نسمة، حيث اعتبرت كل منهما أن البشر مصدر للقوة إذا أحسن استثمارهم بقدر ما أنهم يصبحون عبئا على النظام إذا ما أسيء استثمارهم. ولا ننسى في هذا الصدد أن دولا عدة مثل اليابان وروسيا وألمانيا تحث الناس على الإنجاب لزيادة الأيدي المنتجة، كما أن تركيا تعمل على ذلك وتوفر مكافآت عدة للمواليد الجدد».

السلطة تحسن صورتها على حساب المواطن

وعن كلفة مؤتمرات الشباب ومن الذي يتحملها كتب محمود سلطان رئيس التحرير التنفيذي لـ«المصريون» قائلا: «إشارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر أسوان الشبابي، الذي اختتم يوم 28/1/2017، إلى أن مصر «دولة فقيرة»، أثارت استياء وغضب البعض: وأعجبني «بوست» على الـ«فيسبوك» يقول: نحن البلد الوحيد في العالم، الذي ينفق الملايين على مؤتمرات، لكي نقول للعالم «نحن فقراء». «بوست» لاذع وساخر، ولكنه يلخص تفاصيل كثيرة، عن التناقض في ممارسات السلطة، التي تدعو الناس إلى التقشف، فيما تنفق هي بسخاء على «الأبهة» بمؤتمرات وبروتوكولات حتى الآن لم تثمر شيئًا. وقبل الولوج إلى الموضوع، فإن مصر فعلاً دولة ليست فقيرة، وإنما هي غنية وشديدة الثراء، ولكن المشكلة في الفساد الذي تمارسه الدولة أو على الأقل تتسامح معه، حال كانت أجهزتها ومؤسساتها التي تعتمد عليها في سياسيات «الترويع» جزءًا منه. على سبيل المثال يوجد في مصر 141 منجم ذهب، 191 حقل نفط، وعاشر أكبر احتياطي للغاز، ثلث آثار العالم، وأكبر بحيرة صناعية، وقناة السويس ونهر النيل. وهي ثروات طبيعية ضخمة، تبني دولة عظيمة، وتجعلها قوة اقتصادية مبهرة.. فمن أين تأتي السلطة بكل هذه الادعاءات عن فقر مصر؟ وأين تذهب كل هذه الثروات؟ لجيوب وكروش وحسابات مَن؟ وعلى سبيل المثال، لا أحد يعرف تكلفة فاتورة عقد مؤتمرات الشباب وعلى تلك «الأبهة» التي ظهر بها الموكب الرئاسي في النيل، وكم تكلفت إقامة الوفود في الفنادق وتذاكر سفرهم إلى أسوان؟ ومَن تحمل الفاتورة، مؤسسة الرئاسة أم رجال أعمال أم دافع الضرائب المواطن المصري البائس والفقير الذي لا يجد علاجا ولا طعاما ولا ما يفي به احتياجات أسرته وعائلته؟ أين هي الشفافية؟ وهل تخضع فاتورة مؤتمرات الشباب وغيرها، لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات؟ وإذا كانت تخضع للرقابة، فإنه من مقتضيات احترام الشعب والرأي العام، أن يعلن قيمة ما ينفق من خلال بيانات رسمية، أو تكشف الحكومة صراحة، عن الممول والراعي الرسمي لهذه المؤتمرات، إذ سيمسي من دواعي السخرية، أن نعقد مؤتمرًا ينفق عليه بالملايين.. كي نعلن للعالم بأننا «دولة فقيرة» كما أشرت في مستهل هذا المقال. في تقديري أن الدولة عليها أن تنصح نفسها ابتداء، وأن تبدأ بنفسها في اتباع سياسات تقشفية، تقنع الرأي العام، بأنها جادة. فما نراه لا يمكن أن يبعث على التفاؤل ولا على الثقة ولا يشجع على التقشف، إذ يبدو المشهد في محصلته النهائية، وكأن السلطة تأخذ من الناس قيمة ما تنفقه على تحسين صورتها وعلى إعلام مهمته الدفاع عنها بالحق وبالباطل.. نريد مَن يحترم العقل لا مَن يهينه».

وعود لم تنفذ

وإلى مؤتمر الشباب الشهري الذي عقد في أسوان أيضا وما قاله عنه أمس الاثنين في «المصري اليوم» الدكتور عمرو هاشم ربيع: «في مؤتمر الشباب الذي عقد في أسوان منذ أربعة أيام وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمات كثيرة تخص أبناء الدولة، إذ أشار إلى أن التنمية عملية مشتركة بين الدولة والمواطن، وأن المهمة الراهنة تتعلق بمواجهة ارتفاع الأسعار، وهو أمر يخص رقابة الحكومة على الأسواق وهي مهمة رئيس الوزراء ووزير الداخلية، وفي الوقت نفسه أشار الرئيس إلى أن التحدى الأكبر على المواطنين هو أن يدركوا مشكلاتهم الحقيقية. هذه الكلمات تعبر عن وجود أعباء مشتركة وهو أمر يتسم بالجدية والصراحة، فالمواطن كما أن عليه أن يتمسك بدأبه على العمل، على اعتبار أن العمل هو أساس رفع معدلات النمو والعكس، فإن التكاسل والتواكل يفضي إلى المزيد من المشكلات الاقتصادية المتصلة بخفض الإنتاج الزراعي والصناعي، ومن ثم ارتفاع أسعار السلع والخدمات نتيجة شح الموارد المحلية والاعتماد على الخارج من خلال الاستيراد المكلف والمواكب لخفض سعر العملة المحلية، بسبب سوء الإنتاج. في مواجهة ذلك كله يعتقد أن المواطن تحمل الكثير وصبر بشكل لافت على خفض الدعم بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، هنا يبقى الدور المحوري للسلطة، هنا نشير للوعود الكثيرة التي قطعت في الفترة السابقة وكان نصيبها من التنفيذ محدودًا للغاية، ما أثر على شعبية الحكم نتيجة الإحباط الذي ألم بالمواطن من كثرة الوعود غير المنفذة والأعباء الكثيرة التي يعانى منها المواطن».

مبارك والبرادعي وشفيق

وإلى معركة أخرى مختلفة عن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ونجليه علاء وجمال مبارك، حيث أشاد بهم يوم الأحد زميلنا في «اليوم السابع» دندراوي الهواري في مقال له عنوانه «مبارك وعلاء وجمال أرجل من البرادعي وأيمن نور وأحمد شفيق» قال فيه: «عايز تعترف بحقيقة أن مبارك وزوجته وأبناءه علاء وجمال أشجع وأرجل مليون مرة من محمد البرادعي وأيمن نور ووائل غنيم وعمرو حمزاوي وأحمد شفيق أنت حر. «عايز» تهرب من الواقع إلى الخيال المريض المسيطر على كل المتثورين لاإراديًا بأن عائلة مبارك رفضت الهروب وقررت بإصرار ورباط جأش مواجهة أعاصير 25 يناير/كانون الثاني التي تجاوزت خطورتها إعصار تسونامي، وتحاول أن تلصق بها تهم الفساد فهذا شأنك. «عايز» تصدق أن محمد البرداعي وأيمن نور وعمرو حمزاوي ووائل غنيم وبلال فضل وأحمد شفيق وباقي شلة الهاربين من مصر خوفًا من المواجهة وقرروا النضال خارج الحدود إنهم ثوار أنقياء فأنت حر أيضًا، لكن تبقى الحقائق نبراسًا عاليًا يضيء الطريق يستعصي على إطفائها أحد، ويبقى مكر التاريخ مسيطرًا على صفحاته تنطق بالحق والحقيقة، مهما كانت حملات التشويه وستنتصر في النهاية رافعًا راية «لا يصح إلا الصحيح».
يمكن لأي معارض وكاره لمبارك ونظامه أن ينتقده ويتهمه بتدشين الفساد الذي ضرب الأرض والبحر والجو، وأنه أدار حكم مصر في السنوات العشر الأخيرة وقبل تنحيه باعتباره «عامل محارة بلدي أو ما يطلق عليه في الدارج مليساتي» يحاول الترقيع و»التلييس» في علاج المشاكل المستعصية، حتى استفحل خطرها، وهو أمر أنا شخصيًا أتفق مع جزء كبير منه، لكن يبقى أنه ونجليه وزوجته وباقي أفراد أسرته قرروا المواجهة وإبراء ذمتهم من كل الاتهامات وقضايا الفساد والقتل والتعذيب التي حركها ضدهم خصومهم، وانتصر لهم القانون وانحاز لهم التاريخ. نعم علاء وجمال يحضران مباريات كرة القدم على المدرجات بين الجماهير من دون حراسة ومن دون تأفف، كونهما ولدا وفي فميهما ملاعق ذهب وماس، في الوقت الذي يخشى فيه كل من البرادعس وأيمن نور وعمرو حمزاوس الحضور للقاهرة والتحرك بين الناس بمنتهى الأريحية».

25 يناير

لكن من جهة أخرى فسوف تبقي قضية هجرة أو هروب الكثيرين خارج البلاد للنضال من بلاد أجنبية بـ«الصوصوة» أي التغريدات أو إنشاء محطات فضائية لم يدفعوا ثمنها نقطة قوية في صالح مبارك الذي قال عنه أمس زميلنا في «الأسبوع» محمد السيسي وهو يشيد بثورة يناير: «خرجوا يواجهون الهزيمة التي عاشوها في انتشار الفساد وموت الضمير، بعد أن تحول المواطن إلى عميل يدفع ليحصل على أبسط حقوقه، سواء كان ذلك بايصال مختوم بختم النسر أو من دونه. خرجوا في 25 يناير/كانون الثاني يواجهون الهزيمة على يد الفقر التي تجسدها حالات الطلاق والزواج العرفي ومجانين الشوارع والمخدرات على النواصي وفي المقاهي والنوادي والمدارس والجامعات والتكالب على السفر لدول النفط والهجرة للدول الأوروبية والانتحار في مواسم دخول المدارس والأعياد، خرجوا من كل فج عميق يواجهون الهزيمة في زواج السلطة بالمال وبيع القطاع العام وفتح أبواب الاقتصاد من جديد أمام الأجانب والتخلي عن الصناعة الوطنية وتوسيع الفوارق بين الطبقات، وخصخصة المدارس وإفساد الجامعات وإلغاء مجانية التعليم ونهب ثروات الوطن لنصبح شعبا يعيش تحـت خط الفقــــرخرجوا يواجهون طبقة النصف في المئة التي تحصل على كل شيء من دون أن تبذل أي شيء يحرقون العلمين الأمريكي والصهيوني ويعلنون نهاية دولة كامب ديفيد، ويرفعون صور الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ويرددون كلماته وعباراته في مواجهة طوابير العيش وطوابير المستشفيات وطوابير الهجرة أمام السفارات والطوابير أمام الأتوبيسات وفي محطات المترو وطوابير موائد الرحمن وطوابير شنطة رمضان».

باي باي يناير

وإلى «المصريون» وكاتبها الساخر محمد حلمي: «*كان المطلب الأول في هتاف أو شعار ثورة يناير2011 هو (العيش) من لحظتها أضيفت إلى الشعب المصري صفة القناعة والرضا بالقليل.. لأول مرة في التاريخ يثور شعب ليطلب عيشا بدون غموس. * على مسؤوليتي.. آخر كلام عن ثورة 25 يناير/كانون الثاني من وحي الأمثال الشعبية: ـ اللي ثاروا ماتوا ـ واللي قَبَض مماتش. لكي تفهم ما حدث في 25 يناير تذكَّر أن ميدان التحرير وفي عز الأيام القليلة التي أعقبت الثورة، شهد أول (قفا سياسي) في التاريخ.. كان الكف ذو الرنين المُدَوِّي الذي هوى على قفا السيد البدوي زعيم حزب الوفد العتيق، الرسالة كانت واضحة وضوح الشمس، وهي أن القفا كان موجها للجميع.. وكل قفا وانتم طيبون.. قصدي كل سنة وانتم طيبون».

معارك الإسلاميين

وإلي معارك الإسلاميين حيث سارعت زميلتنا الأديبة سحر الجعارة يوم الأحد في «الوطن» إلى شن هجوم على شيخ الأزهر في مقال عنوانه «رعبتنا يا فضيلة الإمام» قالت فيه: «كم تمنيت أن أرى الأزهر بعيني الرئيس، أن أكون منحازة لعلمائه مؤمنة بأنهم يحاربون التطرف والإرهاب، بينما هم ـ في الواقع ـ يهيئون له التربة ويمنحونه الحصانة أحياناً (رفض شيخ الأزهر تكفير «داعش» فيما ظل يهاجم الشيعة والعلويين) في يناير الحالي قال الدكتور الطيب لشباب بورما: «درسنا أن البوذية دين إنسانية في المقام الأول، وأن بوذا كان من أكبر الشخصيات التاريخية الإنسانية وكبار العلماء يصفون رسالته بأنها دين رحمة»! الإمام الذي يعترف بأن «البوذية دين» هو نفسه من يطارد رجاله المثقفين والمبدعين وكل من يجرؤ على الاقتراب من ملف تنقية التراث والرد على الأفكار المتطرفة، (سجن إسلام بحيري نموذجاً) لقد تصدى رجال الطيب داخل مجلس النواب لمشروع قانون بإلغاء الفقرة «و» من المادة 98 من قانون العقوبات التي تتعلق بعقوبة «ازدراء الأديان» الذي تقدمت به النائبة الدكتورة آمنة نصير ونجحوا في إجهاضه لتثبت «دولة الأزهر»، أنها أقوى من الدولة وأن فكرة تقديس الرمز حلت محل «عبادة الفراعنة» من البخاري إلى الطيب، لكن شيخ الأزهر احتفظ بحصانته الأبدية بموجب المادة السابعة من الدستور التي تتضمن نصاً: (شيخ الأزهر مستقل غير قابل للعزل وينظم القانون طريقة اختياره من بين أعضاء هيئة كبار العلماء) وبالتالي تحولت الهيئة إلى ما يشبه «ملالي إيران»ونجح «ملالي الأزهر» في معركة «خطبة الجمعة» على وزارة الأوقاف لينتشر الدعاة الأزهريون للاستحواذ على المساجد وخلق مجتمع مستلب يسلم عقله ووجدانه لمَن يحدثه عن معجزات «السلف الصالح»، والرئيس لا يرغب في تصديق الأفكار التي يعتنقها الإمام الأكبر وأن قناعاته الأصلية تقدس كتب التراث (بكل ما فيها من خرافات وتناقض مع القرآن الكريم) وأنه المسؤول عن تحويل «البخاري ومسلم» إلى «تابوهات مقدسة» كل من ينتقدها تلاحقه لعنة «كتائب الحسبة» التي تتحلق حول الطيب».

المعارض الحق

وإلى قضية أخرى مختلفة هي ضرورة توثيق الطلاق كما اقترح الرئيس عبد الفتاح السيسي وأثارت جدلا شديدا بين من يؤيدون الطلاق الشفهي وبين من يعارضونه، وقال عنه في «اليوم السابع» وائل السمري في مقاله في الصفحة الأخيرة: «قال الرئيس أنه يجب ألا نعتد بالطلاق إلا إذا كان موثقًا، وذلك حرصًا منه على أن نتجنب اللغو في مسألة جدية كهذه، طارحًا مخرجًا لأزمة التسرع في اتخاذ قرار الطلاق الذي يتورط فيه ملايين البشر فتخرب بيوت ويشرد أطفال ويتفكك مجتمع، فلماذا يعارض البعض هذا الأمر من باب المعارضة فحسب؟ فالرئيس عبدالفتاح السيسي ارتعب من زيادة هذه الظاهرة، واجتهد في أن يجد لها حلا، فماذا فعلت أنت لكي تواجه هذه الظاهرة؟ الرئيس شعر بالأزمة وفكر وتدبر واهتدى إلى حل ربما لم يعجبك فإلى ماذا اهتديت أنت؟ ولماذا لم تتخذ هذه الدعوة المفتوحة لعلاج الأزمة وسارعت بطرح وجهة نظر جادة من أجل وقف نزيف تفكك الترابط الأسري في مصر؟ ولماذا تصر على استنزاف المجتمع في قضايا فارغة شكلا ومضمونا، محاولا إجهاض أي تجديد وإغماض أي عين متطلعة؟ فمتى سنتعلم أن المعارضة مسؤولية حقيقية أشد صرامة من الموالاة؟ ومتى سندرك أن المعارض الحق هو خير معين للدولة وخير حام لها؟».

مسلمون وأقباط

وإلى أشقائنا الأقباط حيث قام مشكورا في «الشروق» محمد سعد عبد الحفيظ في عموده «حالة» بتذكيرنا بحادثة كدنا ننساها ستظل وصمة عار في جبيننا جميعا، ما لم يقم النظام بتطبيق القانون بصرامة على الجميع قال: «عندما سئلت السيدة سعاد ثابت التي تمت تعريتها وحرق منزلها ومنازل باقي أقباط قرية الكرم في مركز أبو قرقاص في محافظة المنيا قبل 7 شهور: كيف تم حفظ القضية؟ قالت السيدة السبعينية بلهجة صعيدية: «بص يا بيه القضية اتلعب فيها كل الاطراف منهم والشهود منهم واحنا غلابة يا بيه هنروح لهم فين حقنا راح في الرجلين». و»منهم» في هذا السياق تعود على المسلمين الذين تعتبرهم السيدة سعاد الطرف الثاني في القضية «الباغي» أو «الجاني» الذي اعتدى وأحرق وعرّى وسحل، ثم قرر دفن القضية فقط لأن المعتدى عليها مسيحية، ليس لها ظهر ولا سند «الشهود كل اللي شاف حاجة قال عليها قدام المباحث وقالوا أني اتعريت واتبهدلت ملط في الشارع وأن بيوتنا اتحرقت» أضافت المجني عليها وهي تبكي في مداخلة تلفزيونية قبل أيام، وأشارت إلى أنها لم تدخل لا هي ولا أبناؤها القرية منذ طردهم منها قبل أكثر من نصف عام «مش قادرين نرجع لو رجعنا هيبهدلونا العائلة اللي اعتدت علينا كبيره ومعاهم سلاح، وفي الوقت نفسه مش قادرين على المعايش ابني وولاده بيناموا على حصيرة». الحكومة قررت دفن القضية وأهالت التراب عليها منذ البداية وأرسلت وفودها إلى القرية لإقناع الأنبا مكاريوس أسقف المنيا بالتراجع عن موقفه المنتصر لدولة القانون، والرافض لجلسات «تبويس اللحى»، وضغطت على كل الأطراف بما فيها رأس الكنيسة البابا تواضروس، الذي أصدر حينها بيانا يطالب فيه الجميع بـ»ضرورة ضبط النفس وغلق الطريق على من يحاولون المتاجرة بالحدث لإشعال الفتنة الطائفية»، فلحقت القضية بما سبقها من قضايا مشابهة لم يقدم فيها جان واحد إلى المحاكمة بدءا من «الكشح» مروراً بـ»صنبو وأبو قرقاص والعياط والعامرية وكنيسة القديسين» وغيرها العشرات من الأحداث التي أهدرت فيها دولة القانون» .

توقيف خالد يوسف

ومن الأخبار الأخرى التي اجتذبت اهتمام الكثيرين أمس الاثنين خبر ضبط أقراص «الزناكس» « المخدرة المحظورة، مع عضو مجلس النواب والمخرج السينمائي خالد يوسف وبدأت على الفور الشكوك في أن النظام يستهدفه، لأنه من مجموعة نواب يشكلون تكتلا اسمه 25/30 أي المنتمين لثورتي يناير ويونيو/حزيران، لكن تامر عبد المنعم وهو من أشد مؤيدي مبارك وكارهي ثورة يناير دافع عنه أمس بحرارة في بروازه «في الجول» في الصفحة الأخيرة من «اليوم السابع» بقوله: «تم توقيف المخرج السينمائي والعضو البرلماني خالد يوسف في مطار القاهرة ومنعه من السفر إلى باريس بسبب حيازته مئة قرص من عقار «الزناكس» المهدئ، بعد أن شكّك ضابط الأمن في المطار في كتلة ضوئية ظهرت على جهاز التفتيش الشعاعي. أثار هذا الموقف أزمة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد انتشار أخبار القبض على خالد يوسف وفي حوزته أقراص مخدرة وترامادول، على مواقع صحافة إلكترونية بكل أسف، لم تتحر الدقة في نقل أخبارها إلى القارئ. وكان رد خالد يوسف أنه قد اشترى هذه العبوة لزوجته التي تعيش في باريس لعدم توافر العقار في باريس. في حقيقة الأمر أنا لا أرى أي مشكلة في ما قام به خالد، وإن كان قد خالف القوانين، مع العلم أنني من أشد معارضي أفكاره ومعتنقاته السياسية، بل ومن أشد مهاجميه، ولكن أنا لا أخشى لومة لائم في قول الحق، فالرجولة والفروسية تحتمان ذلك. أخيرا تحية لـ«اليوم السابع» الوحيدة التي اختارت بخبرها لفظ توقيف وليس القبض على خالد يوسف».

«دولة الأزهر» أقوى من الدولة وفكرة تقديس «الرمز» حلّت محل «عبادة الفراعنة» وكتائب الحسبة تتحلق حول أحمد الطيب

حسنين كروم

الهجوم على مسجد كيبيك الكندي يثير عاصفة من التنديد الدولي… وقلق في أوساط المسلمين في الغرب

Posted: 30 Jan 2017 02:26 PM PST

كيبيك ـ «القدس العربي» ـ وكالات: أعلنت السلطات الكندية أن عدد المصابين جراء الهجوم المسلح على مسجد تابع للمركز الثقافي الإسلامي في مقاطعة كيبيك، بلغ 19 شخصاً بينهم خمسة حالتهم حرجة.
وقال مدير العمليات الوطنية في شرطة الخيالة الملكية الكندية «مارتين بلانت»، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع مدير شرطة مقاطعة كيبيك «أندريه غوليت»، إن 19 جريحاً يرقدون في المستشفيات في الوقت الراهن لتلقي العلاج جراء هجوم كيبيك.
ولفت إلى أن خمسة من المصابين حالتهم خطيرة، بينهم ثلاثة في حال حرجة للغاية.
وأشار المسؤولان أن ستة أشخاص قتلوا في مكان الحادث يتراوح أعمارهم مابين 35- 70 عاماً، موضحين أن نساء وأطفال كانوا في الطابق العلوي من المسجد أثناء وقوع الهجوم.
ومن جهة أخرى قال محمد ديغر مدير مسجد «دورفال» في مدينة مونتريال الكندية، تعليقاً على الهجوم «إن حياتنا في خطر، ومساجدنا دون حماية، وإذا ما أراد أحد شن هجوم على المساجد ينفذ ذلك بسهولة، لقد تعرض مسجدنا إلى عدة هجمات».
من جانبه قال رئيس منتدى المسلمين في كندا سمير محجوب في تصريح للصحافيين، إنهم لم يتوقعوا أن تحدث مجزرة بهذا الحجم في كندا أو كيبيك، مؤكداً أنهم يعيشون موجة من الصدمة جراء هول الحادث.
في سياق متصل تناقلت وسائل إعلام هولندية، أنباء تفيد بإغلاق أكبر أربعة مساجد في البلاد أبوابها، أثناء الصلوات الخمس، بعد الهجوم المسلح الذي تعرض له مسجد في مدينة كيبيك الكندية أمس الأول الأحد وأسفر عن ضحايا.
وأشارت الوسائل ذاتها إلى أن هذا القرار يأتي بعد الاجتماع الذي عقده مسؤولو المساجد الأربع الكبرى في مدن أمستردام، روتردام، لاهاي، وأوترخت أمس الاثنين.
ونقلت الوسائل بيانا مشتركا عن مسؤولي المساجد، أكدوا فيه اضطرارهم لاتخاذ هذا القرار، معربين عن أسفهم لذلك.
والقرار يعني إغلاق أبواب المساجد بعد دخول المصلين إليها تحسباً لأي تهديدات محتملة.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت تلك المساجد تلقت تهديدات معينة، أو تحذيرات أمنية، كما لم تكشف مدة استمرار ذلك القرار.
بدورها فرضت إجراءات امنية مشددة على مساجد في الولايات المتحدة خشية من من أعمال انتقامية لمتشددين ضد الجاليات المسلمة.
في هذه الأثناء تواصلت ردود الأفعال المنددة بعملية كندا الإرهابية وحذرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والدول الإسلامية من استهداف المسلمين في الغرب وتنامي الاعمال الإرهابية، فيما حذر دبلوماسيون من أن قرارات ترمب الانتقامية قد يكون له أثر عكسي على محاربة الرهاب دوليا.

الهجوم على مسجد كيبيك الكندي يثير عاصفة من التنديد الدولي… وقلق في أوساط المسلمين في الغرب

إيران تحيي ثورة الخميني وتحتفل بعيدها السابع والثلاثين في عاصمة الأمويين دمشق

Posted: 30 Jan 2017 02:26 PM PST

دمشق ـ «القدس العربي»: احتفل الإيرانيون برعاية سفارة بلادهم في العاصمة السورية دمشق، بمناسبة حلول «عشرة الفجر» وهو العيد السابع والثلاثين لعودة الخميني من منفاه في فرنسا إلى طهران، أو ما يسمى بذكرى «عيد الثورة الإسلامية» التي أطاحت بحكم الشاه الإيراني «محمد رضا بهلوي» وذلك بمشاركة رسمية من قبل مسؤولي النظام السوري ومؤسساته المدنية العسكرية.
ونشرت وكالات الأنباء الفارسية المقربة من الحرس الثوري صورا للاحتفال في دمشق وقالت «سوريون احتفلوا في العاصمة السورية دمشق، بمناسبة «دهه فجر» عشرة الفجر، التي تحتفل فيها إيران بمناسبة ذكرى عودة مفجر الثورة الإسلامية الإمام السيد روح الله الخميني إلى إيران في عام 1979».
الاحتفال بالأعياد الوطنية الإيرانية في دمشق، ظاهرة باتت تنتشر بنسبة تتماشى مع ازدياد النفوذ الإيراني وأتباعه من جنسيات مختلفة عرب وآسيويين، في سوريا عموما، ومدينة دمشق خصوصا، خلال سنوات الثورة السورية، التي أرّخت سجل انفراط عقد الجيش النظامي، وحلول الميليشيات الإيرانية والميليشيات الرديفة لها والمدعومة من قبل حكومة طهران مكان الجيش الذي كان عدده يقارب الربع مليون عنصر وضابط.
وفي إطار إعادة هندسة خارطة دمشق وريفها من جديد، وتشريد أهلها المناهضين لحكم النظام السوري، واستبعادهم من دون رجعة، واحلال المقاتلين الأجانب وعوائلهم وكل من دافع عن سوريا بنظر رئيسها، مكان المهجرين قسرا، قال المعارض السوري والمحلل السياسي أبو الخير العطار في تصريح لـ «القدس العربي»: بطريقة سهلة من الممكن أن نتعرف على هوية المهجرين، إذا زرنا مخيمات اللجوء في الدول المجاورة لسوريا، ومراكز الإيواء داخلها، فلن نجد إلا أولئك المستضعفين السنة، من عوائل الشهداء والجرحى والمقاتلين، وحتى يكفي أن يكون واحدهم من الرافضين لحكم طاغية متجبر».
وأردف المتحدث: من حل مكان الأهالي، هو من هجرهم بقوة السلاح، من ميليشيات وفيالق وأولية مولتها إيران بكل ما تحتاجها لأداء المهمة المنوطة بها، وباتت سوريا الآن تحصد ما زرعه بشار الأسد طيلة سنوات الثورة الست، وليقف أبناؤها عاجزون أمام شبح محاربة واضطهاد الأكثرية السنية، بنسبة توازي أو تفوق التمدد الشيعي، الذي يسعى حثيثا لنشر طائفيته وطقوسه على حد سواء.
الاحتفال الوطني الخاص بإيران حضره حسب مصادر فارسية» ممثل ولي الفقه في سوريا أبو الفضل طباطبائي اشكذري، وكبار مسؤولي الدولة، وعدد من الهيئات المدينة والعسكرية»
وكانت السفارة الإيرانية في دمشق قد أقامت احتفالا بالمناسبة ذاتها العام الفائت في فندق داما روز بدمشق، بمشاركة أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين في دمشق، وقادة الفصائل الفلسطينية ورجال دين وعدد من المستثمرين، إضافة إلى كبار مسؤولي النظام السوري وفي مقدمتهم رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام ورئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي وعدد كبير من الوزراء وأعضاء مجلس الشعب، والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة النظام السوري بثينة شعبان، ومفتيه أحمد بدر الدين حسون.

إيران تحيي ثورة الخميني وتحتفل بعيدها السابع والثلاثين في عاصمة الأمويين دمشق

هبة محمد

 19 معتقلا بتهمة «مطاطة» بدأت عائلاتهم تثير «ضجة» في الأردن… رسائل تحذر من خطر على حياتهم وتشير إلى اعتبارات «كيدية وشخصية»

Posted: 30 Jan 2017 02:25 PM PST

عمان ـ “القدس العربي”: قد لا تخدم محاولة بعض الأطراف الرسمية النفخ سياسياً وجنائياً في التهمة الموجهة لـ19 ناشطا نظام العدالة والقانون في الأردن ولا الموقف الدولي للمملكة التي تسعى لتقديم نموذج إصلاحي في العالم.
بدأ أهالي بعض الموقوفين ومنهم شخصيات بارزة بالشكوى علنا من ظروف الاحتجاز وخلفية الاعتقال لأولادهم الذين تنحصر مشكلتهم حسب رفاقهم وعائلاتهم في الدعوة للإصلاح والتصدي للفساد فقط.
وفي بعض الأحيان يشتكي الأهالي من معاملة سيئة تقول عائلة النائب والبرلماني السابق المعتقل وصفي الرواشده بأنها «كيدية وشخصية».
إطالة فترة توقيف 19 ناشطا سياسياً بدأ يثير ضجة في هذا البلد الذي يعاني من ظروف مغرقة في الحساسية إقليمياً واقتصادياً وزوار الموقوفين من ذويهم وأهلهم يغادرون الصمت باتجاه إتهام بعض المسؤولين بالمبالغة بهذه القضية لأسباب غير مفهومة. بالمقابل لا توجد قرائن تدعم سعي بعض الأوساط الرسمية لإضفاء طابع مرتبط بأجندة إقليمية للموقوفين فيما عرف بقضية اجتماع الإصلاح أو الموت.
ولا تبدو مقنعة إطلاقا تلك التسريبات التي يروجها البعض في أروقة وقنوات دولية واجتماعية عن وجود خلفيات سياسية مرتبطة بأطراف أو بحالة غير وطنية لهذا الاعتقال الجماعي الذي اعتبره التيار الإسلامي في مذكرة وجهها لرئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي مساساً بالحريات العامة وحريات الرأي خصوصا وأن بين الموقوفين نخبة من شخصيات محسوبة أصلا على الدولة ومؤسساتها وخدمت بصورة لا مجال للتشكيك فيها.
لا تحتفظ السلطات الأردنية بالعادة لوقت طويل بمعتقلين على خلفية قضايا وملفات رأي خصوصا مع عدم وجود نشاطات مباشرة ومادية مخالفة للقانون أو معادية لمصالح الدولة خارجياً وداخلياً.
ومع عدم وجود شروحات للرأي العام حول خلفية هذه الاعتقالات خلافاً لأن بعض الموقوفين أصدروا بيانات مضادة للفساد والفاسدين وطالبوا بتسليم متهمين نافذين أدانتهم المحكمة أو خاطبوا القصر الملكي في إطار وسياق معتادين وحول قضايا حساسة حرصاً على النظام كما فعل النائب الرواشده الذي لم تتضح بعد أسباب اعتقاله.
بين المعتقلين لواء متقاعد من الأجهزة الأمنية هو الدكتور محمد العتوم الذي شاركته «القدس العربي» بلقاءات تلفزيونية وبينهم النائب الرواشده الرئيس السابق للجنة الزراعية في مؤسسة التشريع إضافة لموظف كبير أصبح رمزا للإعلام الجريء هو الدكتور حسام العبداللات.
وبينهم أيضا حراكيون نشطاء وعضو قيادي في جبهة العمل الإسلامي. والسلطات لم توضح بعد تلك الروابط بين هذه الشخصيات.
ولم تكشف عن حيثيات تهمة تقويض نظام الحكم التي تحدث عنها رئيس الوزراء علناً تحت قبة البرلمان في الوقت الذي تستعد فيه كتلة التيار الإسلامي في البرلمان لتوجيه استفسارات دستورية عن خلفية هذه الاعتقالات التي يعتبرها المحامي موسى العبداللات في نقاشه مع «القدس العربي»: سياسية بامتياز وتتعلق بحريات الرأي.
مؤخرا علمت» القدس العربي» من شقيق الدكتور العبداللات بأن: الموقوفين تم نقلهم بين سجون عدة في الأسبوع الأخير دون فهم الأسباب ورغم أن المسألة إجرائياً هنا من صلاحية إدارة السجون بالأمن العام إلا أن أهالي الموقوفين بدأوا بعد طول صبرهم التحدث عن أجندة «كيدية وشخصية» وراء الاعتقال.
عائلة العبداللات تتحدث عن: تأخير مقصود في تمكين ولدها وهو موظف رفيع في الجهاز البيروقراطي أصلا وصاحب مبادرة مليون توقيع ضد الفساد والفاسدين من الحصول على دوائه المقرر.
والدكتور هاشم رواشده شقيق البرلماني الموقوف نشر رسالة علنية يحذر فيها بعض المسؤولين بأسمائهم من تعرض شقيقه للخطر على حياته جراء نقله مرات عدة بين سجن وآخر. وتحدثت الرسالة عن «سوء معاملة» خلال البرد حرمت شقيقه وهو عقيد متقاعد أيضا من الغطاء والتدفئة معتبرا أن مدير الأمن العام سيكون مسؤولا عن أي ضرر يطال شقيقه وحياته جراء ظروف السجن غير اللائقة في قضايا حرية التعبير والرأي.
السلطات لا تذكر التفاصيل وتقول بأن الموقوفين نشروا عبر الإعلام الإلكتروني ما من شأنه أن يمس بقواعد المجتمع ويحرض على تقويض الدولة في تعابير استخدمها الملقي الذي يتفاعل بدوره مع تداعيات الملف ولا يتدخل به على أساس أنه بين يدي سلطات القضاء فيما يقول الأهالي الذين زار بعضهم مكتب «القدس العربي « في عمان «بأن ظروف الإقامة في السجون لا علاقة لها بالجهاز القضائي معتبرين أن قضية أولادهم سياسية وإعلامية ولا تستوجب كل هذا الاحتقان والتوسع في الاتهامات».

19 معتقلا بتهمة «مطاطة» بدأت عائلاتهم تثير «ضجة» في الأردن… رسائل تحذر من خطر على حياتهم وتشير إلى اعتبارات «كيدية وشخصية»

عمان ـ «القدس العربي»:

بونوا آمون يدعو قوى اليسار لرص الصفوف بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية الفرنسية

Posted: 30 Jan 2017 02:25 PM PST

باريس ـ «القدس العربي»: انتهت الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي، بفوز المرشح بونوا امون، على غريمه مانويل فالس، وأصبح آمون المرشح الرسمي لعائلة اليسار للانتخابات الرئاسية المقررة في مايو/ أيار المقبل.
وفاز آمون بفارق كبير بعدما حصل على نحو 59 في المئة، بينما حصل فالس على 41 في المئة، بعدما تم فرز نحو 60 في المئة من مكاتب الأصوات، وبلغ عدد المصوتين أكثر من مليوني ناخب.
وفي خطاب أمام أنصاره، سارع فالس إلى الاعتراف بهزيمته، كما هنأ آمون بحرارة، وأعلن دعمه غير المشروط له في معركة الرئاسيات المقبلة. «ولائي لمبادئي ولعائلتي اليسارية، إضافة إلى العهد الذي قطعته على نفسي، فإن بونوا الذي أحييه على فوزه البين، يعتبر من الان فصاعدا ممثلا لعائلتنا اليسارية.
أتمنى له التوفيق في مهمته من أجل توحيد صفوفنا» كما حذر فالس من استغلال اليمين المتطرف واليمين المحافظ للانقسام والتشرذم لليسار: «يجب أن نبقى يقظين وحذرين. أرفض رؤية مارين لوبن رئيسة لفرنسا، وأرفض فوز فرانسوا فيون، الذي ينوي تدمير نظامنا الاجتماعي. يجب عدم الاستهانة بهذين الخطرين المحدقين بقيم جمهوريتنا». ولإظهار هذه الوحدة رغم المعركة الشرسة بين المتنافسين خلال الأسابيع الماضية، ومحاولة إصلاح ذات البين بين أنصار الفريقين، تصافح كل من فالس وآمون في مقر الحزب الاشتراكي، إلى جانب الأمين العام للحزب جان كرسيتوف كامبديليس.
من جانبه دعا المرشح الفائز آمون إلى وحدة الصف اليساري بكافة تياراته، كما طالب أنصاره إلى التشمير على سواعدهم من أجل مساعدته على «بناء فرنسا المستقبل» بكل طاقاتها الحية ومن دون إقصاء أحد.
ووجه آمون رسالة إلى مرشح اليسار الراديكالي، ومرشح حزب الخضر، ودعاهما إلى العمل سوية من أجل مصلحة البلاد «أدعو كلا من جان لوك ميلونشون ويانيك جادو إلى تغليب مصلحة فرنسا وترك المعارك الشخصية جانبا» وأضاف آمون «سأقترح عليهما توحيد الصفوف من أجل الحصول على أغلبية حكومية متجانسة، مبنية على قيم التقدم الاجتماعي والايكولوجي والديمقراطي».
لكن دعوة آمون لم تلق لحد الساعة تجاوبا من طرف المرشحين يانيك جادو جان لوك ميلونشون، اللذين رفضا من قبل الانسحاب من السباق الرئاسي والالتفاف حول مرشح واحد تجنبا لتشتيت أصوات اليسار، الذي يبقى الحل الوحيد في نظر المراقبين من أجل ضمان المرور للجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية. كما ان المهمة بالنسبة لبونوا لمون ستكون صعبة جدا، خصوصا في ما يتعلق بتوحيد صفوف عائلته السياسية داخل الحزب الاشتراكي. يذكر أن عددا مهما من أنصار معسكر مانويل فالس، بينهم قيادات سياسية، ترفض البرنامج الانتخابي لبونوا امون، وأعلن بعضهم صراحة أنه سيلتحق بالمرشح المستقل، إمانويل ماكرون.
ويرى ملاحظون أن مرشح الحزب الاشتراكي سيسعى في الأيام القليلة المقبلة، إلى مراجعة بعض مقترحاته في برنامجه من أجل طمأنة أنصار مانويل فالس، والاستجابة لبعض مطالبهم، خوفا من نزيف سياسي، بعد تلويح جزء كبير منهم بالالتحاق بالمرشح امانويل ماكرون، الذي يعتبر الأقرب إلى توجهاتهم السياسية، لأنه يمثل التيار الإصلاحي الاجتماعي.
وصوت الناخبون الفرنسيون بكثفافة لبونوا آمون، خصوصا في الجولة الثانية، لإبراز تشبثهم بقيم الحزب الاشتراكي التقليدية، المتمثلة أساسا في التضامن، والعدالة الاجتماعية، والعيش المشترك، كما أن النتيجة تعكس رفضا كبيرا للبرنامج الانتخابي لمانويل فالس، وتوجهاته الليبرالية والإصلاحية، ومواقفه المتشددة من العلمانية والهجرة.
ونجح امون، الذي فاجأ الجميع بصلابة عزيمته، وقدرته الكبيرة على استمالة شرائح واسعة من الناخبين اليساريين خصوصا الشباب منهم، ونجاحه في إقناعهم بجدية برنامجه الانتخابي رغم حملات «التسفيه» التي طالته من طرف خصومه.
وكان من بين المقترحات الجريئة التي لاقت تجاوبا كبيرا من طرف أنصار اليسار، اقتراحه لـ«الراتب الأدنى» أو«الراتب الشامل « بقيمة 750 يورو شهريا لكل الفرنسيين، للفئة العمرية ما بين 18 و25، وعزمه توفير هذا العائد المادي القار لفئات اجتماعية أخرى مهمشة وضعيفة مثل المزارعين، والعاطلين عن العمل. كما اقترح تخفيض ساعات العمل الأسبوعية من 35 إلى 32 ساعة، وتعهد بإلغاء حالة الطوارئ، المستمرة منذ نحو عامين، معتبرا أنها تقيد الحريات الشخصية للأشخاص. كل هذه المقترحات كان فالس واجهها بالرفض القاطع واعتبرها بعضها غير قابلة للتحقيق ووصف بونوا آمون بأنه «طوباوي»، لا يتفور على التجربة الكافية ولا يعي جيدا الظروف الصعبة التي يعيشها العالم وفرنسا على وجه الخصوص.
وتعتبر هزيمة مانويل فالس في الانتخابات التمهيدية رسالة واضحة من الفرنسيين، الذين عبروا أيضا عن رفضهم لخمس سنوات عجاف، تنكرت فيها حكومة أولاند الاشتراكية لبرنامجها الانتخابي، وقامت بإصلاحات ليبرالية قاسية أثارت سخط الناخبين الإشتراكيين واليساريين.
اليمين المتطرف يتصدر استطلاعات الرأي وفي آخر استطلاع للرأي أجراه معهد سوفريس، يوم الأحد، فإن حزب اليمين المتطرف الذي تقوده مارين لوبن تصدر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بنسبة 25 في المئة، يليه حزب اليمين المحافظ، بقيادة فرانسوا فيون، بنسبة 22 في المئة، وحل امانويل ماكرون المرشح المستقل، صاحب حركة «إلى الأمام» في المرتبة الثالثة بنسبة 21 في المئة، بينما حل بونوا آمون في المرتبة الرابعة بنسبة 15 في المئة، والحزب الراديكالي اليساري في المرتبة الخامسة بنسبة 10 في المئة.
واستطاع آمون أن يقنع ناخبي اليسار الاشتراكي ببرنامجه الطموح، لكن الطريق للوصول إلى قصر الايليزيه لا تزال في بدايتها، وسيتوجب عليه حتما توسيع قاعدته الشعبية، عبر ايجاد أنصار له من خارج عائلته الاشتراكية، خصوصا التيار الراديكالي ذو التوجه الشيوعي، الذي يتزعمه جان لوك ميلونشون، وحزب الخضر الايكولوجي، الذي يقوده يانيك جادو. لكن قبل كل هذا، سيتوجب على آمون أولا، توحيد ورص صفوف عائلته الاشتراكية، لوقف الشعبية الجارفة لايمانويل ماكرون الذي استنزف الحزب الاشتراكي من عدد من طاقاته وكوادره.

بونوا آمون يدعو قوى اليسار لرص الصفوف بعد فوزه في الانتخابات التمهيدية الفرنسية

هشام حصحاص

قياديون في «أحرار الشام» يلتحقون بـ «هيئة تحرير الشام» ومخاوف من وضع الأخيرة على لائحة الإرهاب

Posted: 30 Jan 2017 02:24 PM PST

حلب ـ «القدس العربي»: انضم عدد من قادة «حركة أحرار الشام»، وبعض الكتائب فيها، إلى هيئة «تحرير الشام» بقيادة هاشم الشيخ القائد العام الأسبق لحركة «أحرار الشام» التي أُعلن عنها يوم السبت 28 كانون الثّاني/ يناير، في وقت حذّر البعض من تأثير هجرة قادة الحركة على مستقبلها، بالتزامن مع الخشية من تصنيف التشكيل الجديد على لوائح الإرهاب الدولية، كون «فتح الشام» (النصرة سابقا) تعتبر من أهم أركانه.
وأكدّ أبو يوسف المهاجر القيادي السابق في الحركة، والملتحق بصفوف «هيئة تحرير الشّام» لـ «القدس العربي» انضمامه إلى الهيئة، بالإضافة إلى قائد الهيئة أبو هاشم الشيخ، فضلاً عن القائد العسكري الأسبق في الحركة «أبو صالح طحان»، وكذلك الشرعي العام فيها «أبو محمد الصادق».
وأُعلن السبت 28 كانون الثّاني/ يناير عن تشكيل هيئة تحرير الشّام من ائتلاف كبرى الفصائل السورية العاملة في الشّمال السوري، وهي: «فتح الشّام، نور الدين الزنكي، جيش السنة، لواء الحق، وجبهة أنصار الدين».
وأشار المهاجر إلى أنّ الاستقالة من «حركة الأحرار»، والالتحاق بـ»تحرير الشّا»، لم تقتصر على الأفراد، بل تعدته إلى عدد من التشكيلات العسكرية فيها، من أبرزها «لواء التمكين» واصفاً إياه بـ»الأوسع، والأضخم، والأكثّر قوة في الحركة»، منوهاً بأنّ «أحرار الشّام» ستفقد برحيله المناطق المهمة في إدلب، ومنطقة الوسط.
من جهته، علّق الناطق باسم «حركة أحرار الشّام» أحمد قره علي على تصريحات المهاجر، بخروج «لواء التمكين» من الحركة، قائلاً «خرج قسم من اللواء لكنه لم يخرج بشكل كامل، والكتائب التابعة له لم تخرج من الحركة، لكن خروج قائد اللواء، في إشارته إلى هاشم الشيخ- وقيادته للتشكيل الجديد، جعله يصدر بيان بالتحاق كامل اللواء بالتشكيل الذي يقوده».
وهو ما أكدّه بيان صادر عن عدد من قادة «لواء التمكين»، حيث أعلنوا فيه الاستمرار في بيعة القائد العام لحركة «أحرار الشّام «علي العمر.
ويرى الناشط محمود أبو عاصم من مدينة إدلب خلال حديثه لـ «القدس العربي» :أنّ معظم القوة العسكرية للأحرار، التي يُعتمد عليها في المعارك، قد أصبح مع «هيئة تحرير الشام»، مشيراً إلى أنّ أغلب من بقي مع الحركة هم من الإداريين، وعناصر الحواجز، والمتمسكون بالحلول السياسية على الأرض، وتقديمها على الحلول العسكرية.
وهو ما ينفيه مصدر قيادي في الحركة، فضّل عدم نشر اسمه، خلال حديثه لـ»القدس العربي» مشيراً إلى: أنّ الحركة لم تخسر الكثير من ألويتها، وكتائبها العسكرية، مشيرا إلى أنّ لواء «التمكين» الذي كان يقوده هاشم الشيخ لم ينضم أقل من نصفه إلى «هيئة تحرير الشّام»، وكذلك لواء العباس الذي ادعت الهيئة انضمامه إليها، لكن قائده نفى ذلك في وقت لاحق، مؤكداً على تجديد البيعة لأمير الحركة علي العمر.
ولم يقتصر الانضمام إلى «هيئة تحرير الشّام» على الفصائل والمقاتلين، حتّى وصل إلى الشرعيين الذين كانوا يدّعون إلى ما قبل الإعلان الأخير الحيادية، وينظرون في الخلافات الفصائلية، والذين من أبرزهم: «عبد الله المحيسني، عبد الرزاق المهدي، مصلح العلياني، أبو الحارث المصري، وأبو الضاهر الحموي».
في هذا الإطار، يؤكد الشيخ عبد الرزاق المهدي خلال حديثه لـ»القدس العربي» : على أنّهم سيكونون أول من يمنع التشكيل الجديد من البغي على الآخرين، مشيراً إلى ثقة الفصائل غير المنتمية للهيئة بهم.
ويرى المهدي أنّ من أبرز أسباب انضمامه إلى الهيئة المعلن عنها مؤخراً، يعود «إلى كونه أول اندماج ننتظره وهو وإن كان محدوداً، لكنه يضم فصائل ذات شوكة، وعسى أن يكون بداية لاندماج كل الساحة، إضافة إلى العمل على وقف القتال، تنشيط العمل العسكري ضد النظام، المتوّقف منذ فترة حتى تبادر إلى الأذهان أن الأعمال العسكرية قد انتهت».
ويختتم المهدي أسباب انضمامه إلى «هيئة تحرير الشّام» بالعمل مع اللجنة الشرعية على مراجعة الملفات المختلفة والّتي من أهمها ملف الموقوفين منذ فترة طويلة دون محاكمة، إضافة إلى رفع التجاوزات التي يقف وراء أغلبها الأمنيين.
وأُعلن هاشم الشيخ قائد «هيئة تحرير الشّام» وقف كامل لإطلاق النار في الشّمال السوري، بُعيد الإعلان عن التشكيل الجديد، الذي أتى على خلفية مهاجمة فصيل «فتح الشّام» لعدد من الفصائل المشاركة في مؤتمر الاستانة، والتي من أبرزها «جيش المجاهدين، صقور الشّام، والجبهة الشّامية»، التي سارعت للانضمام إلى «حركة أحرار الشّام».
وبالرغم من إعلان قائد «هيئة تحرير الشام» عن وقف إطلاق النار، إلا أنّ نشطاء أكدوا لـ»القدس العربي» استمرار القتال والتحشيد بين الطرفين في جبل الزاوية، وباب الهوى، والريف الغربي من حلب.
وفيما يبدو أنّ الصراع بين الهيئة الجديدة، ونظرائها من الفصائل على الساحة، لم تخبُ جذوته في وقت قريب، أكدّ قره علي : على استمرار النفير العام في الحركة، مع الإشارة في الوقت ذاته إلى دعوة قائد «الأحرار» إلى تشكيل محكمة للفصل في النزاعات بين الفصائل، وضمان حقن الدماء.
ويتخوّف عددٌ من المنضوين تحت راية التشكيل الجديد، من التصنيف على لوائح الإرهاب الدولية، إلا أنّهم يرون في الوقت ذاته أنّ الاندماج هو الحل الوحيد لإنقاذ الساحة.
وبالرغم من نفي القائمين على التشكيل الجديد، أن تكون «فتح الشّام» قد انضمت إليه بمسماها القديم، حالها في ذلك، حال جميع الفصائل، مشيرة إلى حل جميع الفصائل لنفسها، قبيل الاندماج في التشكيل الجديد، بالرغم من التسريبات التي تحدثت في وقت سابق عن تسلم زعيم «فتح الشّام» للقيادة العسكرية، وتوفيق شهاب الدين لمجلس الشورى في التشكيل الجديد.
لكن مصادر في الهيئة قالت لـ»القدس العربي»: إنّ التشكيل الجديد لن تكون فيه القيادة لأحد من قادة الفصائل، وسيتم الزج بوجوه شابة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنّ قادة جبهة «فتح الشّام» تخلوا عن جميع المناصب العسكرية والسياسية في التشكيل الجديد.
وحول المخاوف من التصنيف على لوائح الإرهاب، يقول المنضوي تحت لواء الهيئة مؤخراً، أبو يوسف المهاجر: إنّ الاندماج في التشكيل الجديد، هو خطوة نحو تعطيل التصنيف، مشيراً إلى أنّ «فتح الشّام» لم تدخل في التشكيل الجديد إلا بعد حل نفسها، وكذلك الفصائل الأخرى المشكلّة للهيئة.
كلام قياديي هيئة «تحرير الشّام» لن يُثني على ما يبدو المجتمع الدولي، وفي مقدمته تركيا، والولايات المتحدة الأمريكية، عن وضع الهيئة الجديدة على لائحة الإرهاب، وهي الرسائل التي أرسلها عدد من المسؤولين الأوربيين لبعض المنتسبين للتشكيل الجديد.
ويذهب الناشط إياد المعري بعيداً في التفاؤل بـ «هيئة تحرير الشّام» معتبراً إياها تُعبّرُ عن تطلعات الشعب، وآماله، مشيراً إلى أنّ الهيئة ستشكل الدرع الواقي للثورة، بعد انتكاساتها في حلب، وريف دمشق.
ولايرى المعري خلال حديثه لـ»القدس العربي» أنّ مستقبل الهيئة، سيكون كسابقاتها من التشكيلات، التي سرعان ما انحلت، بُعيد تشكيلها بأسابيع قليلة، كون الفصائل المشكّلة لها، كبيرة، ولها وجودها على الساحة بقوة، معتبراً أنها كانت صاحبة الكلمة الفصل بحسم كثير من المعارك الكبيرة بالشمال السوري، مثل: «وادي الضيف، ومعسكر القرميد، ومطار أبو الظهور، وثم إدلب المدينة، وصولاً لأطراف حماة واللاذقية بسهل الغاب.
ومن ينظر لمناطق النفوذ الفصائلية في الشّمال السوري، يجد تعدد الرايات والفصائل، وتواجد الفصائل بمعظمها في جميع المناطق، مع حالة نسبية لسيطرة أكبر لهذا الفصيل أو ذاك، على هذه المنطقة أوتلك، حيث تُعتبر «حركة نور الدين الزنكي» الفصيل الوحيد الذي يملك منطقة نفوذ متفرداً في الريف الغربي من حلب، والممتدة من «دارة عزة» إلى تخوم حلب المدينة، ما قد يُشكل حالة من الصراع بين الفصائل المشكّلة لـ»هيئة تحرير الشّام» من جهة، والفصائل الأخرى التي تمسك برايتها حركة «أحرار الشّام» من جهة أخرى.

قياديون في «أحرار الشام» يلتحقون بـ «هيئة تحرير الشام» ومخاوف من وضع الأخيرة على لائحة الإرهاب

منار عبد الرزاق

العاهل المغربي : نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ينسف جهود تسوية القضية الفلسطينية

Posted: 30 Jan 2017 02:24 PM PST

الرباط – القدس العربي: قال العاهل المغربي الملك محمد السادس، إن احتمال إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على نقل مقر سفارتها في «إسرائيل» إلى مدينة القدس، «من شأنه أن ينسف جهود تسوية القضية الفلسطينية العادلة، فضلا عن تداعياته الوخيمة على الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره».
وأوضح في رسالة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، أنه بالرغم من أن الناطق الرسمي الجديد للبيت الأبيض قد أعلن أن موضوع نقل السفارة لازال في إرهاصاته الأولى، إلا أن سلطات الاستيطان قررت إطلاق بناء 566 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية، كخطوة تصعيدية للتهويد الممنهج للمدينة. وأضاف الملك وهو رئيس لجنة القدس الإسلامية أنه «في الوقت الذي حققت فيه القضية الفلسطينية مكتسبات هامة، حيث تحظى بتأييد واسع من لدن المجتمع الدولي الذي يدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على مجموع أراضيه المحتلة منذ سنة 1967، وعقب قرار مجلس الأمن 2334 الذي أدان الاستيطان «الإسرائيلي»، العائق الأساسي أمام حل الدولتين، تستغل «إسرائيل» هذه التصريحات لمواصلة سياستها ضد الشعب الفلسطيني، واستهتارها بالحق العربي والإسلامي في هذه المدينة المقدسة، واستفزازها لمشاعر الملايين من المسلمين عبر العالم».
وجدد محمد السادس التأكيد على أنه لن يدخر جهدا في الدفاع عن مدينة القدس ونصرة أهلها، وصيانة حقوقهم المشروعة التي يكفلها لهم القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وأحكام اتفاقية جنيف الرابعة، وذلك «بصفتنا رئيسا للجنة القدس، وانطلاقا من إيماننا العميق بعدالة القضية الفلسطينية وما تحظى به لدينا مدينة القدس من أهمية قصوى».
وقال «إننا نتابع هذه الأحداث عن كثب، ونقوم، بكل مسؤولية، بتقييم منتظم لمختلف المؤشرات والاحتمالات. وفي هذا الصدد، نعرب لكم عن كامل استعدادنا للتنسيق مع فخامتكم ومع باقي أشقائنا قادة الدول العربية والإسلامية، ورؤساء الدول الصديقة المؤيدة للحق الفلسطيني ومسؤولي المنظمات العربية والإسلامية والدولية المعنية، من أجل الدفاع، بجميع الوسائل القانونية والسياسية والدبلوماسية المتاحة، عن الوضع القانوني للقدس الشرقية كما تنص عليه قرارات الشرعية الدولية، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتجنيب المنطقة مزيدا من أسباب التوتر وإشاعة الشعور بالظلم والإحباط الذي يستغل من طرف البعض في محاولة لتبرير التطرف والعنف والإرهاب».

العاهل المغربي : نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ينسف جهود تسوية القضية الفلسطينية

موريتانيا: «تيار النصرة» يحشد أنصاره اليوم أمام المحكمة العليا

Posted: 30 Jan 2017 02:24 PM PST

نواكشوط -« القدس العربي»: يحشد «تيار النصرة» المدافع عن الرسول عليه السلام اليوم أنصاره الذين يعدون بالآلاف أمام المحكمة العليا في قلب العاصمة نواكشوط تزامنا مع الأجل الذي قررته المحكمة للنطق بالحكم الأخير في قضية الشاب محمد الشيخ ولد امخيطير الذي قضت محكمة جنايات نواذيبو (شمال موريتانيا) عام 2014 بإعدامه في حكم لها أكدته محكمة الاستئناف.
وأكد نشطاء تيار النصرة في تدوينات لهم أمس «أن مصادرهم ترجح قيام المحكمة العليا بتأجيل النطق بالحكم في هذه القضية للمرة ثانية، ضمن سلسلة غير متناهية من التأجيلات حتى يمل الداعون لإعدام الشاب وتحال القضية للنسيان».
ويواصل التيار منذ أشهر تنظيم مهرجانات مساء كل جمعة للحث على إعدام المدون، كما تابع علماء موريتانيا إصدار الفتاوى الداعية لإعدامه.
وتدوولت أمس في نواكشوط فتوى جديدة للعلامة أباه ولد عبد الله، وهو أحد أكبر المرجعيات الدينية في موريتانيا، أكد فيها أنه وجد «الحكم بقتل ساب النبي صلى الله عليه وسلم وتشريد من خلفه ممن هو على مذهبه بقتله، حز في المفصل بحثاً واستدلالا وتنزلا على النازلة النازلة».
وقال «لا أظن أحدا يتوقف في صحة قتل الساب أو تأخذه رأفة في ساب النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان أباه أو أخاه».
وفي إطار هذه الضغوط، دعا منتدى العلماء والأئمة الموريتانيين في فتوى أخيرة إلى «إعدام محمد الشيخ ولد امخيطير كاتب المقال المسيء إلى رسول الإسلام عليه أزكى السلام، انتصاراً لنبي الأمة صلى الله عليه و سلم».
وأكدت الفتوى أنه « لا خلاف بين أعلام الأمة أن المسلم البالغ العاقل إذا ارتد عن الإسلام فحكمه القتل بعد الاستتابة فإن لم يتب قتل، وإن تاب درئ عنه القتل إلا في سب الرسول صلى الله عليه وسلم، أو غيره من الرسل والأنبياء المجمع على رسالتهم ونبوتهم والملائكة الكرام، وكذلك في من عيره أو عابه عليه السلام، فهذا لا خلاف في قتله ولو تاب فالتوبة لا تدرأ عنه عقوبة القتل فهو قتيل الشريعة الغراء بدون خلاف».
وأوضحت الفتوى «أن الاختلاف إنما هو في وجه قتله فمنهم من قال إنه يقتل حداً ومنهم من قال إنه يقتل ردة، فكلهم متفقون على قتله ولو تاب».
وشرحت الفتوى أن ما ورد في المادة 306 من القانون الجنائي الموريتاني رقم 162 / 83 ، من صرف عقوبة القتل عن المرتد إذا تاب لا يتناقض مع الوارد في الفتوى لأن المادة المذكورة تقول إن «الزنديق يقتل ولو تاب».
وخلص الأئمة في فتواهم إلى أنه «بناء على ما سلف فإننا نحن منتدى العلماء والأئمة لنصرة نبي الأمة نصدر فتوانا بكفر ساب رسول الله صلي الله عليه وسلم والمنقص به ابن امخيطير وزندقته، وبأن الحكم الشرعي في شأنه أن يقتل بدون قبول توبته إن تاب».
واختتم المنتدى فتواه قائلاً «نطلب من الجهات المختصة السهر على القيام بما يجب في شأنه من الحكم بقتله وتنفيذ ذلك عليه إلى أن تسوى تربة القبر فوقه، امتثالاً لأمر الله وتطبيقاً لشرع الله وانتصاراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم».
هذا وتابع المدونون الموريتانيون انشغالهم بهذه القضية فجعلوها مادة لتدويناتهم وتغريداتهم، ومع اقتراب موعد النطق بالحكم غصت صفحات التدوين والتغريد بالمطالبات الملحة بقتل الشاب المسيء حدا مع توجيه السب المقذع لمحامييه وهما الوزير السابق محمد ولد أمين الذي طرده السلك الوطني للمحامين، والحقوقية فاتماتا امباي.
وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بأمداح النبي عليه السلام وإعلان الانتصار له وموالاته نثراً وشعراً وغناءً، كما عرضت عشرات الفتاوى التي تؤكد ألا نجاة للشاب ولد امخيطير من القتل حداً حتى ولو تاب طبقاً للمذهب المالكي المطبق في موريتانيا.
وكان المدون قد أعلن أمام المحكمة الابتدائية في أول جلسات محاكمته، عن توبته وبراءته، موضحاً «أنه لم يكن ينوي انتقاد النبي عليه السلام بل الدفاع عن الطبقة المهمشة التي ينتمي إليها (طبقة الحدادين)».
وتنص المادة 306 من القانون الجنائي الموريتاني على أن حكم الإعدام بتهمة «الردة» غير قابل للطعن بينما ينص القانون على أنه «في حالة توبة المحكوم عليه قبل تنفيذ الحكم فإن النيابة تحيل الأمر إلى المحكمة العليا للتأكد من التوبة». واعتقل محمد الشيخ ولد امخيطير يوم 2 كانون الثاني/يناير 2014 بسبب مقال نشره على الإنترنت اعتبر مسيئاً للنبي محمد عليه السلام، حيث صدر حكم بإعدامه في كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه.
وتطبق الجمهورية الاسلإمية الموريتانية أحكام الشريعة الإسلامية ولم تلغ حكم الإعدام لكن أحكام الإعدام والجلد لم تعد تطبق فيها منذ ثلاثة عقود.
وتضع هذه القضية الحكومة الموريتانية بين مطرقة الضغط الشعبي الداخلي، وسندان هيئات حقوق الإنسان المعارضة لحكم الإعدام والتي تعتبر مقال المدون تعبيراً عن رأيه الذي يكفله له القانون.

موريتانيا: «تيار النصرة» يحشد أنصاره اليوم أمام المحكمة العليا
ضغوطه متواصلة منذ أشهر لإصدار حكم بإعدام الشاب المسيء

التعديل الوزاري: أول أزمة بين الحكومة المصرية والبرلمان بسبب اختصاصات الدستور الجديد

Posted: 30 Jan 2017 02:23 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: ما يحتاج إلى تصويب سنصوبه، بهذه الكلمات أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي في 16 يناير/ كانون الثاني الجاري عن تعديل وزاري قريب، وذلك في أثناء حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية.
ومنذ إطلاق هذا الإعلان بدأت تلوح في الأفق علامات صراع ما بين البرلمان والحكومة بخصوص التعديل المنتظر، حيث صرح عدد من النواب برغبتهم في أن يعرض كل وزير من الوزراء المرشحين للحقائب الوزارية الجديدة رؤيته للوزارة والخطة التي سيعتمدها لإدارة الملفات الهامة بوزارته على البرلمان قبل طلب الحكومة الحصول على ثقة البرلمان في التعديل، وذلك للاطمئنان على قدرة الوزير على إدارة قضايا وزارته بشكل جيد وتقديم الدعم التشريعي الذي سيحتاجه مستقبلاً.
وتعد تلك المرة الأولى التي يشعر فيها البرلمان المصري بقوة حضوره في قضية تشكيل أو تعديل الحكومة، وذلك وفقا للوضع المتميز الذي حصل عليه بموجب دستور مصر 2014، والذي نص على أن رئيس الجمهورية يكلف «رئيس لمجلس الوزراء، بتشكيل الحكومة وعرض برنامجه على مجلس النواب، فإذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية اعضاء مجلس النواب خلال ثلاثين يوماً على الأكثر، يكلف رئيس الجمهورية رئيسا لمجلس الوزراء بترشيح من الحزب أو الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد مجلس النواب».
وحسب الدستور «إذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خلال ثلاثين يوماً، عُدٌ المجلس منحلاً ويدعو رئيس الجمهورية لانتخاب مجلس نواب جديد خلال ستين يوماً من تاريخ صدور قرار الحل. وفي جميع الأحوال يجب ألا يزيد مجموع مدد الاختيار المنصوص عليها في هذه المادة على ستين يوماً».
وفي حالة «حل مجلس النواب، يعرض رئيس مجلس الوزراء تشكيل حكومته، وبرنامجها على مجلس النواب الجديد في أول اجتماع له. وفي حال اختيار الحكومة من الحزب أو الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد مجلس النواب، يكون لرئيس الجمهورية، بالتشاور مع رئيس مجلس الوزراء، اختيار وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والعدل»، طبقاً للدستور.
سياسياً، يجب عرض المرشحين للوزارات على البرلمان حتى يتبنى تمرير التعديل، هكذا علق أحمد عيد، عضو لجنة الخمسين لكتابة الدستور في تصريح خاص لـ«القدس العربي»، على الأزمة القائمة.
وأضاف: «قد لا يتم هذا الأمر في الحالة الموجودة حاليا بسبب ضمان الحكومة لامتلاكها أغلبية برلمانية ستوافق على ما تطرحه وهي المتمثلة في ائتلاف دعم مصر والأصل أن يرسل رئيس الجمهورية أسماء المرشحين للبرلمان للتصويت عليها ولكن المساحة السياسية تقتضي طرح الأسماء عليهم مسبقاً».
وعن روح المواد المتعلقة بنظام الحكم في الدستور ومضابط الجلسات أثناء كتابتها، لفت إلى أن «روح هذه المواد كان محاولة تأسيس نظام حكم مختلط بين الرئاسي والبرلماني، وقد كانت هناك معركة كبيرة في لجنة الخمسين بهذا الخصوص».
وتابع: «كان توجه الكثيرين نحو إنشاء نظام برلماني ولكن بعد اعتراض أخرين تم التوصل للصيغة الحالية، فخرجت المادة 147 التي تنص على أنه لرئيس الجمهورية إعفاء الحكومة من أداء عملها بشرط موافقة أغلبية أعضاء مجلس النواب. ولرئيس الجمهورية اجراء تعديل وزاري بعد التشاور مع رئيس الوزراء وموافقة مجلس النواب بالأغلبية المطلقة للحاضرين وبما لا يقل عن ثلث أعضاء المجلس».
النائب محمد فؤاد عضو مجلس النواب عن حزب الوفد قال في تصريح خاص لـ»القدس العربي»: «طبقا لنصوص الدستور فهذه الطلبات غير دستورية وأنا أعتبرها غير سياسية أيضاً، فإما أن نشكل نحن كبرلمان حكومة جديدة ولدينا الصلاحيات الكافية لنفعل ذلك أو نتلقى ما ستعرضه علينا الحكومة ونسكت».
وأضاف: «أعتقد بأنه لا توجد إرادة لأن يقوم البرلمان بهذا الدور فيوجد 318 نائبا سيصوتون كتلة واحدة على ما ترغب فيه الدولة، وهذه الأزمة تشبه أزمة سابقة أثارها بعض النواب برغبتهم في المشاركة في تعيين رؤساء المدن، وهو حق أصيل لوزير التنمية المحلية ولا علاقة لهم به».
وعن حقيقة وجود مشاورات غير معلنة مع كتل بالبرلمان حول التعديل الوزاري ومرشحيه، قال فؤاد :»ما أعلمه أن ذلك لم يحدث حتى أن عددا من نواب ائتلاف دعم مصر اشتكوا من ذلك».
وأوضح: «في التعديل الوزاري السابق قد تمت استشارة حزب الوفد بشكل ودي، ولكن لم يحدث هذا على الإطلاق هذه المرة».
وتابع: «لست غاضبا من هذا التصرف فهذا من حقهم ومن حقي أنا أيضا أن أشكل حكومة والمشاركة الآن في التشكيل حتى ولو بشكل ودي هو استدراج يعوق مساءلتنا لها في المستقبل وكان رأينا من البداية في حزب الوفد هو ضرورة تغيير حكومة شريف إسماعيل كلها».
ومن حق الحكومة أن تطرح الأسماء التي تراها مناسبة للتعديل الوزاري ومن حق البرلمان الموافقة أو الرفض، هكذا علق النائب أحمد محمد زيدان الدمرداش، عضو مجلس النواب وأحد أعضاء ائتلاف «دعم مصر» المحسوب على الدولة، في تصريح خاص لـ«القدس العربي». وأضاف: «أنا مع طرح الزملاء النواب بضرورة عرض المرشحين للتعديل الوزاري على البرلمان قبل جلسة إعطاء الثقة حتى نتمكن من دراسة الموقف ومناقشة مدى احتياجنا لوزير تكنوقراط أم وزير سياسي».
وأكد الدمرداش رداً على سؤال هل تم بشكل غير معلن التباحث مع كتل برلمانية حول المرشحين : «لم يحدث ذلك، فلم يتم عرض أسماء المرشحين للوزارات على ائتلاف دعم مصر للنظر فيها ونحن من جانبنا نرفض التمييز في أمر هام مثل هذا، فهذه حكومة مصر وليست حكومة حزب بعينه وبناء عليه نرفض أن يعرض علينا ولا يعرض على باقي الأحزاب المكونة للبرلمان».

التعديل الوزاري: أول أزمة بين الحكومة المصرية والبرلمان بسبب اختصاصات الدستور الجديد

ناصر عبد الحميد

أمير قطر والرئيس اليمني يبحثان في الدوحة مستجدات الأوضاع اليمنية

Posted: 30 Jan 2017 02:23 PM PST

الدوحة ـ «القدس العربي»: استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمس الإثنين، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية «قنا»، إنه «جرى خلال المقابلة في الديوان الأميري في العاصمة الدوحة، استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تنميتها وتعزيزها، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك».
وأطلع الرئيس اليمني أمير قطر «على آخر مستجدات الأوضاع على الساحة اليمنية، والجهود الدولية الداعمة للشرعية في اليمن».
وأعرب هادي عن شكره وتقديره لأمير دولة قطر على «ما تقدمه من دعم تنموي وإنساني للمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، لاسيما الدعم المقدم لقطاع الكهرباء».
من جانبه أكد أمير قطر على مواصلة بلاده «جهودها وسعيها لحل الأزمة اليمنية، ودعمها ومساندتها للحكومة الشرعية، وحرصها على وحدة اليمن واستقراره».
ووصل هادي في وقت سابق أمس، إلى الدوحة في زيارة عمل لم يعلن عن مدتها.

أمير قطر والرئيس اليمني يبحثان في الدوحة مستجدات الأوضاع اليمنية

الجزائر: تلاسن بين أحزاب معارضة بسبب الانتخابات البرلمانية المقبلة

Posted: 30 Jan 2017 02:22 PM PST

الجزائر-«القدس العربي»: بدأت الخلافات في وجهات النظر والرؤى بين أحزاب المعارضة بشأن الانتخابات البرلمانية المقبلة تتحول إلى تلاسن وتبادل للاتهامات، خاصة وأن هذه المعارضة التي كانت قد توحدت مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، انفرط عقدها مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، بعد أن فشلت هذه المعارضة في الاتفاق على موقف واحد بخصوص هذه الانتخابات.
واندلعت أزمة بين حزب جيل جديد الذي قرر مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة، بدعوى أن هذه الانتخابات مزورة سلفا، وبين حركة مجتمع السلم ( إخوان) التي قررت المشاركة في الانتخابات، وتحالفت مع حزب إسلامي آخر هو جبهة التغيير، إذ نشر سفيان جيلالي على صفحته بموقع فيسبوك منشورا يطالب فيه بانسحاب حركة مجتمع السلم من هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة، مشيرا إلى أن الحركة تبعث برسائل إلى السلطة وتغازلها من أجل الحصول على حصتها من مقاعد البرلمان في الانتخابات المقبلة، والعودة إلى الحكومة. وكانت الدعوى التي وجهها سفيان جيلالي قد استفزت قيادة حركة مجتمع السلم إذ اعتبر الناطق باسم الحزب فاروق تيفور في وقت أول أن رئيس جيل جديد قد تجاوز حدوده، وأنه سمح لنفسه بالتدخل في الحركة وكأنه عضو فيها، معتبرا أنه إذا رأى ( سفيان جيلالي) أن هيئة التشاور لم تعد مناسبة لحزبه، فما عليه إلا الانسحاب منها، أما المزايدة على الآخرين فهي غير مقبولة، ولا معقولة وليست أخلاقية. من جهته علق أيضا عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم على ما جاء في صفحة سفيان جيلالي، مؤكدا أن حركته ستدخل الحكومة بشروط وهي ألا تكون الانتخابات مزورة، وإذا نجحت الحركة في الانتخابات، وإذا تم الاتفاق على برنامج يضمن الانتقال من اقتصاد الريع إلى اقتصاد منتج، وأن حركته ستعمل ما استطاعت لأن تكون انتخابات ما بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة توافقية، تشمل كل القوى السياسية ذات المصداقية. وعاد مقري مجددا للتعليق على الموضوع دون أن يذكر جيلالي سفيان بالاسم، قائلا»: بعض من ينقصه التركيز يقول إن حركة مجتمع السلم ترسل رسائل إلى السلطة، لتحصل على «كوطة» ( حصة) في الانتخابات البرلمانية المقبلة، فهل يمكن أن يقول لنا هؤلاء الأذكياء إذا كان الجميع يؤكد أن كل الانتخابات كانت مزورة، والجميع يقر بأن حركة مجتمع السلم هي الحزب الوحيد الذي يواجه حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي في الولايات، أليست هي أكبر المتضررين من التزوير؟ مشددا على أن حزبه لا يريد سوى ألا تزور الانتخابات، أما «كوطته» فمضمونة من الشعب».
ويأتي هذا التلاسن كمؤشر على الشقاق الذي أصاب المعارضة بسبب الانتخابات البرلمانية المقبلة، خاصة وأنها انقسمت بين من يرى أن المقاطعة موقف طبيعي نتيجة للخطاب الذي كانت المعارضة تردده منذ أكثر من سنتين حول شغور منصب رئيس الجمهورية، ولا شرعية السلطة الحالية، وبين من يرى أن المشاركة ضرورية، حتى لو أقدمت السلطة على تزوير الانتــخابات.

الجزائر: تلاسن بين أحزاب معارضة بسبب الانتخابات البرلمانية المقبلة

ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة وغزة وفلسطين 48 يستخدمون «فيسبوك» و«واتس اب»

Posted: 30 Jan 2017 02:22 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: كشف تقرير فلسطيني أن قرابة ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وفلسطين المحتلة عام 1948 يستخدمون موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. اي بنسبة تصل إلى 51% كما جاء في تقرير أصدرته شركة iPoke الفلسطينية المتخصصة بمواقع التواصل الاجتماعي على الصعيد الفلسطيني، تحت عنوان «استخدام الفلسطينيين لمواقع التواصل الاجتماعي عام 2016» .
وحسب التقرير فإن عدد مستخدمي فيسبوك في الضفة وغزة بلغ 2,037,800 مستخدمًا و950  الفا في فلسطين المحتلة عام 1948 منهم 53% ذكورا و47% من الإناث. ويقدم التقرير فكرة شاملة عن كيفية استخدام الفلسطينيين لمواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا والاتجاهات التي يسلكونها خلال استخدامهم لهذه المواقع.
وقدم التقرير أرقامًا ملخصة حول توفر الإنترنت لدى الفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وفلسطين المحتلة عام 48 وأكثر منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي استخداماً في الآونة الأخيرة خاصة في عام 2016. كما استعرض التقرير ومن خلال عدة عناوين الأسباب التي تدفع الفلسطينيين لاستخدام هذه المواقع وانطباعاتهم عند استخدامها والتحديات التي تواجههم أثناء استخدامها، وأبرز الحالات التي تعرضت للاعتقال أو المضايقة بسبب استخدامها.
وبين التقرير ان ما نسبتهم 50% من الفلسطينيين يتمتعون بخدمات الإنترنت في فلسطين المحتلة عام 1948 بواقع 1,109,250 نسمة، بينما يتمتع بهذه الخدمة في الضفة وغزة قرابة 3,007,869 نسمة. وذكر التقرير أن 60% من المستخدمين يتصفحون مواقع التواصل عبر الموبايل فقط و30% عبر الموبايل والكمبيوتر معًا، أما 10% فيستخدمونها عبر الكمبيوتر فقط.
وتطرق التقرير إلى ساعات ذروة استخدام مواقع التواصل، كشف أنها تكون في الفترة المسائية الواقعة ما بين الساعة 5 عصرًا حتى 9 مساءً بواقع 45% من المستخدمين. فيما أشار التقرير الى  أن فيسبوك وواتس آب هما المنصتان الأكثر استخدامًا في فلسطين إذ يستخدمها 51 % في الضفة وقطاع غزة والداخل مقارنة بـ يستخدمون 38% يوتيوب و33% أنستغرام و30% فايبر و19% سناب شوت و18% تويتر و17% غوغل بلس.
وأظهر تفاوت النسب بخصوص أسباب استخدام وسائل التواصل، فمنهم من يهدف إلى التواصل مع الناس، و38% لمتابعة آخر الأخبار و17% لمشاهدة فيديو وصور وموسيقى و6% لتعبئة الفراغ و1% بسبب الخدمات المجانية و3% لأسباب أخرى.
وأشار التقرير إلى ما كانت «القدس العربي» قد نشرته في تقرير سابق ان 19% من الشّباب الفلسطينيّ تعرضوا لمساءلة أو تحقيق من الاحتلال والسلطات الفلسطينية في الضفة وغزة نتيجة تعبيرهم عن آرائهم منهم 35 % في الضفة الغربية و9.5% بغزة و11% في فلسطين المحتلة عام 1948.
كما أن 8% من الشباب تعرضوا لتهديد أو ابتزاز عبر الشبكات الاجتماعية منهم 19% في الضفة و11% بالداخل المحتل و2% في غزة. كما بين أن 20% من الشباب الفلسطيني تعرضوا لهجوم من متطفلين أو هاكر منهم 29% في الضفة، و13% في الداخل المحتل و18% في غزة.
وبشأن الاعتقالات التي حدثت بسبب «فيسبوك» أوضح التقرير أن الاحتلال اعتقل 250 فلسطينيًا بسبب منشورات فيسبوك منذ بداية انتفاضة القدس في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2015 منها 85 حالة منذ 2016. أما بشأن انتهاكات شركة فيسبوك فأوضح التقرير أن «فيسبوك متهم بمراقبة المحتوى الفلسطيني والتعامل بمعايير مزدوجة».
وحسب ما جاء في التقرير فقد ارتفع عدد الانتهاكات والحذف خلال عام 2016 إلى عشرات الصفحات ومئات الحسابات. وبلغت الانتهاكات ذروتها في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي بعد إعلان وزيرة العدل في الحكومة الإسرائيلية ايليت شاكيد عن وجود اتفاق سري مع فيسبوك. ووصلت طلبات الاحتلال من فيسبوك خلال النصف الأول من عام 2016 إلى 432 وكانت نسبة استجابة الشركة لطلبات فيسبوك بنحو 53% .

ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة وغزة وفلسطين 48 يستخدمون «فيسبوك» و«واتس اب»

فادي أبو سعدى

«جيش العزة» يعلن انسحابه من اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا و366 خرقا لوقف إطلاق النار خلال شهر معظمها من النظام

Posted: 30 Jan 2017 02:22 PM PST

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أعلنت إحدى جماعات المعارضة التي تقاتل تحت لواء «الجيش السوري الحر» في شمال غرب سوريا انسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار الهش في أنحاء البلاد، مشيرة إلى حدوث خروقات من جانب الحكومة وحلفائها.
وأصدر «جيش العزة» الذي كان قد وقع على الاتفاق الذي توسطت فيه روسيا وتركيا بيانا قال فيه «بسبب عدم التزام روسيا كطرف ضامن لاتفاق وقف إطلاق النار… نحن في جيش العزة نعلن أننا واعتبارا من تاريخه غير ملتزمين بهذا الاتفاق وفي حل منه وأننا سنواصل الدفاع عن أرضنا وأهلنا.»
وأضاف أن قراره يأتي ردا على ما وصفه بقصف روسي مكثف على مواقعه ومناطق محيطة بها في محافظة حماة.
ويخرق القتال وضربات جوية اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الحكومة وجماعات المعارضة السورية منذ سريانه في أواخر ديسمبر/ كانون الأول وتتبادل الفصائل المقاتلة اللوم على بعضها بعضا.
وبعد مفاوضات جرت على مدى يومين في كازاخستان الأسبوع الماضي اتفقت روسيا وتركيا وإيران على ضمان تنفيذ الهدنة بالكامل.
وألقى «جيش العزة» الذي حصل على مساعدات من دول معارضة للرئيس السوري بشار الأسد باللوم أيضا على قوات الحكومة وحلفائها في خرق وقف إطلاق النار في وادي بردى قرب دمشق. وانسحاب «جيش العزة» ومقره حماة من الهدنة سيزيد من تعقيد أرض المعركة في الجزء الواقع تحت سيطرة المعارضة في الشمال الغربي في سوريا حيث ما زالت تتقاتل فصائل متشددة وأخرى أكثر اعتدالا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه رغم تراجع العنف إجمالا فإن أكثر من 400 مدني قتلوا في اشتباكات وقصف منذ بدء الهدنة.
إلى ذلك قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، امس الاثنين، إنها سجلت 366 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، بعد شهر من إقرارها في 30 ديسمبر/كانون أول الماضي، معظمها من طرف النظام.
وأوضحت الشبكة في تقرير أصدرته بمناسبة مرور شهر على الاتفاق، أن خروقات النظام وحده بلغت 315 خرقاً. ولفتت إلى أن «الخروقات أدت إلى مقتل نحو 100 شخص، هم 95 مدنياً، من بينهم 24 طفلاً، و14 سيدة، قتل معظمهم على يد قوات النظام السوري».
وتابعت أن «5 من مقاتلي المعارضة قتلوا أيضاً جراء هذه الخروقات».
وأشارت إلى أن «التقرير استند إلى عمليات المراقبة والتوثيق، والتحدث مع ناجين من الهجمات، أو مع أقرباء للضحايا، أو مع شهود عيان».
من ناحية أخرى، استعرض التقرير أبرز الخروقات التي ارتكبت من خلال عمليات قتالية، أو عمليات اعتقال من قبل الجهات الملتزمة باتفاقية الهدنة، وهي قوات النظام السوري، والقوات الروسية، وكذلك فصائل المعارضة المسلحة.
وشمل الاستعراض، حسب التقرير، المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، والمناطق الخاضعة لسيطرة مشتركة بين فصائل المعارضة المسلحة، وتنظيم جبهة «فتح الشام»، في حين لم يستعرض أي عمليات عسكرية في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة ـ داعش».
وفصّل التقرير الخروقات الـ366، مشيرا إلى أن «333 منها وقع عبر عمليات قتالية، و33 من خلال عمليات اعتقال، منها 315 خرقاً على يد قوات النظام، حصل معظمها في محافظة حماة (وسط)، حيث بلغ عدد الخروقات فيها 108 خروق، تلتها حلب (شمال) بـ51 خرقاً، ثم ريف دمشق (جنوب) بـ46 خرقاً».
كما سجل التقرير «41 خرقاً في إدلب (شمال) و37 في حمص (وسط)، و22 في درعا (جنوب)، و6 خروق في دمشق (جنوب)، و3 خروق في الحسكة (شمال شرق)، وخرقاً واحداً في دير الزور (غرب)».
وأشار التقرير إلى أن «القوات السورية ارتكبت 43 خرقاً، منها 15 في حلب، و3 في حماة، و25 في إدلب».
ووثق «8 خروقات ارتكبتها فصائل المعارضة المسلحة في محافظتي حلب وحماة».
وتابع التقرير أن «معظم الخروقات الموثقة صدرت عن النظام السوري، وحليفه الميداني النظام الإيراني، المتضررين الأكبرين من أي اتفاق سياسي يهدف إلى تسوية شاملة». من جانبه شدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، امس الاثنين، أن أية «عملية يتم من خلالها إخراج أو تهجير مدنيين من بيوتهم وبلداتهم، تحت أي ذريعة، هي خرق وانتهاك واضح لاتفاق وقف إطلاق النار» الموقع بين النظام وقوات المعارضة قبل يومين.
ولفت الائتلاف، في بيان، إلى «وجود مخططات مكشوفة من نظام بشار (الأسد) من أجل التغيير الديمغرافي القسري (…) وهذا الأمر يعد جريمة ضد الإنسانية».
وفي الإطار نفسه، أدان الائتلاف «إجبار سكان وأهالي وادي بردى على ترك أرضهم، وتخييرهم بين الخروج منها، أو الجوع والحصار، أو العودة والخضوع لقمع النظام والميليشيات الإرهابية الأخرى».
وشدد على أن «تلك الميليشيات القادمة لقتل الشعب السوري، هي التي يجب أن تغادر تراب سوريا إلى غير رجعة».
وطالب الائتلاف «مجلس الأمن بإصدار قرار تحت الفصل السابع، يقضي بوقف كل أشكال القتل والحصار والتهجير القسري، وإلزام جميع الأطراف باحترام اتفاق وقف إطلاق النار».
وتابع «ويقضي كذلك بـ»انسحاب كل قوى الاحتلال والميليشيات الطائفية الإرهابية من سوريا، ويساهم في الوصول إلى حل سياسي يضمن حقوق الشعب السوري، ويحقق تطلعاته في الحرية والعدالة والكرامة».
ويدور الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة حول ما تتخذه المنظمة الأممية من أعمال ، حال تهديد السلم والإخلال به ووقوع عدوان على المدنيين في دولة من الدول.
وتوصلت المعارضة السورية وقوات النظام، السبت الماضي، إلى اتفاق يقضي بتسليم منطقة «وادي بردى» غرب دمشق للنظام، وإخراج المقاتلين الرافضين للاتفاق إلى محافظة إدلب (شمال سوريا).
وفي اليوم نفسه، قال المحامي فؤاد أبو حطب، المفوض عن الهيئات المدنية في الخارج عن منطقة وادي بردى، للأناضول، إن «الاتفاق ينص على دخول قوة عسكرية من الحرس الجمهوري، التابع للنظام، قوامها 20 عنصراً إلى نبع عين الفيجة، المغذي الرئيسي للعاصمة دمشق بالمياه»، كشكل من أشكال السيطرة الرمزية.
وأوضح أبو حطب أن «الاتفاق ينص أيضاً على دخول سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر لنقل الجرحى إلى منطقة دير قانون، الخاضعة لسيطرة النظام، وذلك تمهيداً لنقلهم إلى الشمال السوري».
واعتباراً من 30 كانون الأول/ديسمبر الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، بعد موافقة النظام السوري والمعارضة عليه، بفضل تفاهمات تركية روسية، وبضمان أنقرة وموسكو.

«جيش العزة» يعلن انسحابه من اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا و366 خرقا لوقف إطلاق النار خلال شهر معظمها من النظام
الائتلاف المعارض: تهجير أهالي «وادي بردى» انتهاك للهدنة

ألمانيا: أحكام بحق أشخاص سرقوا كنائس بحجة تمويل الجهاد

Posted: 30 Jan 2017 02:21 PM PST

برلين ـ «القدس العربي»: أصدرت المحكمة العليا في مدينة كولونيا الألمانية أحكاما بالسجن في حق ثمانية سلفيين، تتراوح بين عامين وسبعة أشهر وبين أربعة أعوام وعشرة أشهر، بسبب عمليات سطو استهدفت كنائس لتمويل «الجهاد».
وقام هؤلاء الرجال بعمليات السطو والسرقة من أجل تمويل الجهاد في سوريا، حسب مصادر قضائية. وأكدت المحكمة تورطهم أيضا في عمليات السرقة المنظمة والاعتداء الجسدي. في حين لم يثبت عليهم لتخطيط لعمل عنيف يهدد أمن الدولة، كما أوضح رئيس المحكمة رالف ـ بيتر سوسنا أمس الاثنين أثناء النطق بالحكم.
وتابع رئيس المحكمة أنه وطيلة التسعين مداولة التي عقدت في إطار القضية لم يتم تحديد الجهات التي استفادت من الأموال التي أرسلتها المجموعة وجنتها من أعمالها الإجرامية. وأظهر بعض المتورطين تعاطفهم لتنظيم «الدولة الإسلامية». وأحدهم متهم منذ العام الماضي بالانتماء إلى تنظيم إرهابي أجنبي.
وتراوحت عقوبة السجن للرجال الثمانية، الذين وجدت المحكمة أنهم في معظم القضايا مذنبون بارتكاب السرقة ضمن عصابة، بين عامين وسبعة أشهر إلى أربع سنوات و 10 أشهر. كما وجدت المحكمة الجزئية في كولونيا أن العديد من هؤلاء الرجال مذنبون بتهمة الاعتداء البدني الشديد وسط وجود تعاطف من أفراد العصابة مع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» المتطرف.
ووفق ما استمعت إليه المحكمة، فقد كانت العصابة تسطو أساسا على الكنائس في كولونيا ومدينة سيجن القريبة على مدى أكثر من ثلاث سنوات لسرقة أشياء ثمينة وبيعها لجمع أموال من أجل دعم المقاتلين في سورية.
ومع ذلك، قال القاضي إن الجلسات لم تتوصل لمعرفة أين ذهبت الأموال التي تم جنيها من السرقة، ولا ما إذا كانت مبالغ كبيرة من المال تدفقت إلى سورية من العصابة. كما مثل أحد الذين تم الحكم عليهم الإثنين أيضا، حاليا أمام محكمة في دوسلدورف للاشتباه في دعمه منظمة إرهابية أجنبية.
ووفقا لمصادر الاستخبارات الألمانية يوجد زهاء 548 متطرفا يقيمون أو أقاموا في ألمانيا يشكلون حاليا خطرا على الأمن العام.
إلا أن تقارير صحافية أكدت في وقت سابق قالت أن نحو نصف الإسلاميين الذين صنفتهم السلطات الأمنية بألمانيا ضمن ما يطلق عليهم «إرهابيين محتملين» والبالغ عددهم 548 شخصا يحملون جنسيات أجنبية.
وجاءت هذه البيانات ردًّا من وزارة الداخلية الاتحادية على سؤال لصحيفة «فيلت أم زونتاغ» الألمانية الأسبوعية ورجحت المصادر الاستخبارية أنه ليس جميع هؤلاء الأشخاص الذين لا يمتلكون جواز سفر ألماني والبالغ عددهم 224 شخصا يقيمون بألمانيا حاليا. وكشفت أيضا أن 62 منهم صدر بحقهم قرار «الترحيل الإلزامي» بعد أن «رفضت طلباتهم للجوء».
غير أن وزارة الداخلية الاتحادية ذكرت في الوقت ذاته أنه لم يتضح بعد عدد الحالات التي لا يمكن تطبيق قرار الترحيل الإلزامي بشأنها لعدة أسباب من بينها عدم وجود وثائق شخصية نظامية.
وأكدت برلين مرارا نيتها ممارسة ضغوط على البلدان التي ترفض استعادة طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم عبر تقليص أو إلغاء مساعدات التنمية، وفق ما أفاد وزيرا الداخلية توماس دي ميزير والعدل هايكو ماس في وقت سابق. وبالنسبة إلى من ترفض طلبات لجوئهم، يمكن احتجازهم إذا رفضت بلدانهم الأم استعادتهم ضمن مهلة ثلاثة أشهر.
كما تشمل الإجراءات الجديدة تشديد شروط الإقامة بالنسبة لطالبي اللجوء الذين يقدمون بيانات خاطئة عن هوياتهم.
وتأتي هذه الخطوة كرد فعل من السلطات الألمانية على هجوم الدهس الذي نفذه التونسي أنيس عامري الشهر الماضي في العاصمة برلين وأسفر عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص. إذ أدخلت عملية الاعتداء الإرهابي في سوق للميلاد في برلين السجال حول الإجراءات الأمنية الواجب اتخاذها في ألمانيا طورا جديدا.
يشار إلى أن التونسي المتهم بتنفيذ هجوم برلين أنيس عامري كان مصنّفا في ألمانيا ضمن ما يطلق عليهم «إرهابيين محتملين». وكان من المفترض أن يرحّل من البلاد بصفته طالب لجوء مرفوضا، ولم يتسن ذلك بسبب عدم توفر الوثائق الشخصية اللازمة من بلده.

ألمانيا: أحكام بحق أشخاص سرقوا كنائس بحجة تمويل الجهاد

علاء جمعة

البرلمان العراقي يدعو للرد بالمثل على القرار الأمريكي بمنع دخول العراقيين

Posted: 30 Jan 2017 02:21 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: صوّت مجلس النواب العراقي، أمس الاثنين، على توصيات لجنة العلاقات الخارجية النيابية بالتعامل بالمثل مع أمريكا، التي تم طرحها في جلسة يوم الاثنين، رداً على منع دخول العراقيين إلى الولايات المتحدة.
وتضمنت توصيات اللجنة، حسب ما نشره المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، «التعامل بالمثل مع الولايات المتحدة»، فضلاً عن «مطالبة الامم المتحدة والمنظمات الدولية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي باتخاذ قرار بهذا الشأن»، إضافة إلى «مخاطبة الكونغرس الأمريكي بمراجعة القرار ومطالبة الادارة الأمريكية بمراجعة قرارها».
وذكرت مصادر برلمانية، أن البرلمان أدرج فقرة منع الرئيس الأمريكي لدخول العراقيين إلى الولايات المتحدة، على جدول اعماله، في جلسة يوم امس الاثنين، وذلك بناء على طلبات العديد من النواب وأغلبهم من التحالف الوطني الشيعي.
كما قررت وزارة الخارجية العراقية، استدعاء السفير الأمريكي لدى العراق دوغلاس سيلمان إلى مقر الوزارة لبحث قرار رئيس بلاده دونالد ترامب، في منع دخول رعايا 7 دول إسلامية، بينها العراق إلى الولايات المتحدة.
وطالبت الخارجية، الرئيس ترامب، بإعادة النظر بقرار منع دخول العراقيين إلى الولايات المتحدة، واصفة القرار بـ«الخاطئ».
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد جمال، في بيان، إن وزارته «تعبر عن أسفها واستغرابها» من قرار الرئيس الأمريكي المتضمن تقييد إجراءات دخول حملة الجنسية العراقية للولايات المتحدة.
وأضاف أنه «من المؤسف جداً أن يصدر هذا القرار تجاه دولة حليفة ترتبط بشراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة وأن يتزامن مع الانتصارات التي يحققها مقاتلونا بدعم من التحالف الدولي على عصابات (داعش) الإرهابية في معركة تحرير مدينة الموصل (شمالي البلاد)».
وتابع «نرى أنه من الضروري قيام الإدارة الأمريكية بإعادة النظر بهذا القرار الخاطئ».
وشدد المتحدث باسم الخارجية العراقية على وجود رغبة حقيقية لدى بلاده لتعزيز وتطوير الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وزيادة التعاون في مكافحة الإرهاب والمجال الاقتصادي وكل ما يخدم مصالح البلدين.
وتباينت ردود أفعال القوى العراقية على قرار ترامب، بمنع دخول العراقيين إلى بلده، بين دعوة رئيس الحكومة حيدر العبادي إلى عدم الرد على القرار، وبين مطالبات البرلمان والقوى السياسية، الرد بالمثل.
وكان العبادي، أكد، أن تعامل الحكومة العراقية مع الإدارة الأمريكية عقب صدور قرار منع العراقيين من دخول الولايات المتحدة، لن يكون بالمثل، مضيفا: «لن تكون هناك إجراءات مضادة إزاء موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير».
وقال العبادي في كلمته في مركز الرافدين للدراسات والبحوث الاستراتيجية في العاصمة العراقية: «يجب أن نتعامل بهدوء، وألا تكون هناك إجراءات مضادة لموقف ترامب».
وتابع: «يجب ألا نجعل الشعب الأمريكي عدواً لنا بسبب قرار صادر من ترامب».
ورغم موقف العبادي، لكن القوى الشيعية الأخرى، اتفقت على رفض قرار الرئيس الأمريكي، حيث دعا الناطق باسم هيئة الحشد الشعبي أحمد الاسدي، الجهات الحكومية والدوائر ذات العلاقة إلى اتخاذ الاجراءات التي وصفها بأنها تحفظ حق العراق كدولة وتحفظ كرامة العراقيين كشعب يقاتل الاٍرهاب.
وطالب بيان للنائب الاسدي، بـ»منع دخول الأمريكيين إلى العراق وإخراج الموجودين منهم من جميع الاراضي العراقية».
كما انتقد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في تغريدة كتبها على موقع التواصل الاجتماعي، «تويتر»، قرار ترامب. وكتب الصدر، مخاطباً الرئيس الأمريكي: «أخرج رعاياك قبل أن تخرج الجاليات»، مضيفا أن «تدخل إلى العراق وباقي البلدان بكامل الحرية وتمنع دخولهم إلى بلدك فأن ذلك تعالٍ واستكبار».
بدورهم، شن نواب كتلة القانون بزعامة نوري المالكي هجوما على القرار، اذ طالبت النائبة زينب عارف البصري، باستدعاء السفير الأمريكي في العراق وتسليمه مذكرة احتجاج على قرار ترامب، ودعت الحكومة العراقية إلى أن لا تكون بموقف المتفرج».
وطالبت النائبة عالية نصيف، امس الاثنين، بإلغاء عقود الشركات الأمريكية النفطية العاملة في جنوب العراق، وطالبت كذلك بإيقاف التعاملات التجارية مع الجانب الأمريكي.
كذلك، وصفت كتلة ائتلاف الوطنية التي يقودها إياد علاوي، القرار بـ«المؤسف».
واستغرب رئيس الكتلة النيابية لائتلاف الوطنية كاظم الشمري في بيان له، قرار ترامب داعياً «وزارة الخارجية والحكومة إلى استخدام جميع اوراق الضغط الممكنة لتفعيل اتفاقية الإطار الاستراتيجي بما يضمن حقوق العراق وهيبة شعبه».
وقال الشمري، إن «خطوة ترامب الاخيرة بمنع منح تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة هو قرار مؤسف وبداية غير موفقة لادارته على رأس الحكومة الأمريكية الجديدة»، مضيفاً: «هكذا بداية تسئ للعلاقة بين العراق وأمريكا».
وأضاف، «هناك اتفاقية للإطار الاستراتيجي وقعتها الحكومة العراقية السابقة مع الولايات المتحدة، تفرض التزامات على الجانبين أحدها دعم العراق ومساندته»، لافتا إلى أن «اتخاذ هكذا قرارات غير مدروسة ستؤثر بشكل سلبي على العلاقة بين البلدين».
ووقع ترامب قراراً يسمى «حماية الأمة من دخول إرهابيين أجانب إلى الولايات المتحدة» ويتمثل في تعليق دخول اللاجئين بالكامل إلى بلاده لمدة 120 يوما على الأقل واللاجئين السوريين إلى أجل غير مسمى، وشمل منع الدخول مواطني العراق.
ويتوقع مراقبون أن تتواصل ردود الافعال الرافضة لقرار الرئيس الأمريكي بمنع دخول العراقيين إلى أمريكا، من قبل القوى السياسية، وخاصة تلك التي تتخذ مواقف مناوءة للولايات المتحدة عموماً كالقوى الشيعية أو التي تهدف للمزايدة، في حين
تبدو الحكومة العراقية غير قادرة في ظروفها الحالية على الرد بالمثل.

البرلمان العراقي يدعو للرد بالمثل على القرار الأمريكي بمنع دخول العراقيين

مصطفى العبيدي

مصادر لـ «القدس العربي»: تيار دحلان يبدأ التحضير لعقد مؤتمر بمشاركة 2000 شخص

Posted: 30 Jan 2017 02:20 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» من مصادر أن ما يعرف بـ «تيار دحلان» الذي يديره محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح، بدأ بإجراء التحضيرات الأولية لعقد مؤتمر مناهض لمؤتمر حركة فتح السابع، يتردد أنه سيعقد في مصر، بمشاركة نحو 2000 شخصية من قطاع غزة والضفة الغربية والخارج، بينهم قيادات فصلت من الحركة في أوقات سابقة.
وحسب المعلومات التي حصلت عليها «القدس العربي» من مصادرها الخاصة، فإن أنصارا لدحلان شرعوا في قطاع غزة، بإجراء اتصالات مع العديد من الشخصيات في قطاع غزة، من أجل معرفة إمكانية مشاركتهم من عدمها في المؤتمر المنوي عقده قريبا.
وشرع الفريق المختص بهذه الاتصالات في قطاع غزة، بأخذ بيانات الأشخاص الذين أبدوا الموافقة على المشاركة، من خلال الحصول على أسمائهم رباعية، إضافة إلى أرقام جوازات سفرهم، ضمن إجراءات ترتيب السفر الخاص بالمشاركين من معبر رفح.
وتشمل هذه الإجراءات أيضا الأشخاص المفترض مشاركتهم من الضفة الغربية ومن الدول العربية والأجنبية.
وعلمت «القدس العربي» أيضا أن هناك شخصيات فتحاوية من غزة، أبلغت المشرفين على الترتيبات عدم موافقتها على تلبية الدعوة للحضور.
وتشمل القائمة التي وضعت للمشاركين أسماء شخصيات قيادية من حركة فتح، بعضها يشغل مناصب رسمية في هيئات الأقاليم والمكاتب الحركية، ويتردد أن من بينها شخصيات شاركت في المؤتمر العام السابع لحركة فتح، وترشحت في ذلك المؤتمر ولم يحالفها الحظ في الفوز بعضوية المجلس الثوري.
ومن المقرر أن يعقد هذا المؤتمر في شهر فبراير/ شباط المقبل. وكان من المفترض أن يعقد مباشرة بعد المؤتمر السابع لحركة فتح، الذي اختتم اعماله في مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وكان غسان جاد الله المقرب من دحلان، قد قال في تصريحات سابقة، إنهم سيعقدون مؤتمرا رداً على مؤتمر فتح السابع الذي وصفه وقتها بـ «الحفلة العائلية». وذكر أن مؤتمرهم سيمثل كافة الفتحاويين من قطاع غزة والضفة والخارج. وأوضح في حينها وحسب ما نقل عنه أنه تم تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر مكونة من 31 شخصاً وأنها ستبدأ بعقد اجتماعاتها فور انتهاء المؤتمر السابع.
وأشار إلى أن المؤتمر المنوي عقده سيكون تحت عنوان «إنقاذ حركة فتح من خاطفيها»، وسيضم حوالى 2000 كادر فتحاوي منهم أعضاء مشاركون في المؤتمر السابع، لم يعجبهم حسب قوله ما جرى هناك.
وقال أيضا إن المؤتمر المنوي عقده سيكون «سيد نفسه» وإن الحضور هو من سيقرر النتائج، وإنه لن يعترف بالمؤتمر السابع ونتائجه.
وينفي المقربون من دحلان نيتهم الإعلان عن جسم تنظيمي بديل عن حركة فتح، أو أن يعلنوا انشقاقهم عن الحركة، ويؤكدون أنهم سيبقون على اسم الحركة وسيرفعون شعارها في المؤتمر المنوي عقده، على خلاف الانشقاقات التي حدثت في حركة فتح في ثمانينيات القرن الماضي.
في المقابل من المتوقع أن ترد اللجنة المركزية لحركة فتح بقوة على مؤتمر دحلان حال عقده، ومن المتوقع أن تصدر قرارات بفصل أي عضو يشارك رسميا في المؤتمر بتهمة «التجنح».
وكان مسؤولون كبار من فتح قد قللوا سابقا من قدرة أي شخص على شق صفوفها، مشيرين إلى فشل تجارب الانشقاق السابقة، وبقاء الحركة قوية في مواجهة العديد من المؤامرات الخارجية.
ويأتي مؤتمر دحلان حال عقده، بعدما فشلت كل الجهود التي بذلتها عدة أطراف عربية لإعادة دحلان وأتباعه إلى صفوف حركة فتح، وكذلك بعد إصرار الرئيس محمود عباس على رفض فكرة عودته، وانتقاده للتدخلات العربية في شؤون حركة فتح الداخلية، والرد على ذلك بعقد المؤتمر العام السابع.
وكانت اللجنة المركزية لفتح قد أصدرت قرارا بفصل دحلان من الحركة في يونيو/ حزيران 2011، حيث كان يشغل وقتها منصب عضو لجنة مركزية، ووجهت له تهما عديدة منها اختلاس أموال.
وشكلت اللجنة المركزية لجنة سميت «لجنة التجنح» لمواجهة أنصار دحلان داخل الحركة، وأصدرت عدة قرارات فصل طالت نوابا في المجلس التشريعي، وأعضاء في المجلس الثوري، ووجهت لهم تهم العمل خارج إطار الحركة الرسمي.
ومؤخرا أصدرت المحكمة الدستورية العليا قرارا يعطي الحق للرئيس عباس في رفع الحصانة البرلمانية عن نواب، عقب ذلك قيام الرئيس في 12 ديسمبر/كانون الأول الماضي، برفع الحصانة عن خمسة نواب من فتح، وهم إضافة إلى دحلان، كل من شامي الشامي، ونجاة أبو بكر، وناصر جمعة، وجمال الطيراوي، وذلك بهدف إحالة ملفاتهم للمحاكم الفلسطينية، تمهيدا لمحاكمتهم بتهم جنائية وأخرى لها علاقة باختلاس أموال.
وفي غزة رفض أنصار دحلان القرار، وخرجوا في تظاهرة في باحة المجلس التشريعي انتقدت قرار الرئيس الفلسطيني، ورفعت صورا لدحلان والنواب المفصولين. ويقيم دحلان منذ خروجه من الضفة الغربية بعد قرار الفصل، في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي سياق متصل تردد أن أجهزة الأمن الفلسطينية شنت خلال الأيام الماضية حملة اعتقالات طالت عددا من الطلبة شمال الضفة الغربية، لقيامهم بالعمل لصالح ترويج أنشطة لدحلان، ممولة من لجنة المساعدات الإماراتية. وتحظر السلطة الفلسطينية كل الأنشطة المدعومة من دحلان، وتمنع فتح أعضاءها في قطاع غزة من المشاركة في أي أنشطة مشابهة.

مصادر لـ «القدس العربي»: تيار دحلان يبدأ التحضير لعقد مؤتمر بمشاركة 2000 شخص
أجهزة الأمن اعتقلت شبانا روّجوا لأنشطة مدعومة من دحلان شمال الضفة

البرلمان العراقي يختار وزيري الداخلية والدفاع

Posted: 30 Jan 2017 02:20 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: بعد ماراثون مباحثات وصراع طويل على اكمال الوزارات الشاغرة، في الحكومة العراقية، صوّت مجلس النواب، أمس الإثنين، على مرشحي رئيس الوزراء حيدر العبادي، لوزارتي الدفاع والداخلية الشاغرتين منذ أشهر، بينما تم رفض أسماء المرشحين لوزارتي الصناعة والتجارة.
واختير قاسم محمد الاعرجي وزيرا للداخلية، وهو نائب حالي وقيادي في منظمة بدر الشيعية. كما اختير عرفان الحيالي لمنصب وزير الدفاع، بينما تم رفض مرشح وزارة الصناعة نجم الدين محسن، ومرشحة وزارة التجارة انعام العبيدي. وقرر البرلمان تأجيل طرح اسماء الوزارات الثلاث الشاغرة (الصناعة والتجارة والمالية) إلى جلسة الثلاثاء المقبل.
وكانت وزارتا الدفاع والداخلية تدار بالوكالة منذ أشهر من قبل العبادي بعد استقالة وزير الداخلية السابق محمد الغبان واقالة البرلمان لوزير الدفاع السابق خالد العبيدي.
وافادت مصادر في البرلمان، بأن «العبادي، حضر جلسة مجلس النواب يوم الاثنين لتقديم اسماء مرشحي الوزارات الاربع الشاغرة ومناقشتها امام أعضاء البرلمان».
وأضافت أن «العبادي قدم للبرلمان اسماء والسيرة الشخصية لمرشحي أربع وزارات التي تم الاتفاق والتصويت عليها باجتماع الهيئة السياسية للتحالف الوطني مساء يوم الاحد الماضي».
وذكرت المصادر أن «العبادي حضر إلى البرلمان مصطحبا معه الوزراء الاربعة المرشحين لاحتلال المناصب الشاغرة».
وكان التحالف الوطني (الشيعي)، عقد مساء امس الأول الأحد، اجتماعاً في مكتب رئيس التحالف عمار الحكيم، حضره العبادي. وكان أبرز هدف للاجتماع هو
«حسم ملف الوزارات الشاغرة وتحديد المرشحين لها».
وذكرت المصادر، أن «الهيئة السياسية للتحالف الوطني اختارت أربعة مرشحين لشغل أربع وزارات شاغرة، وقرر المجتمعون اختيار عرفان الحيالي لمنصب وزير الدفاع، وقاسم محمد الاعرجي لمنصب وزير الداخلية، وانعام العبيدي لمنصب وزير التجارة، ونجم الدين محسن لمنصب وزير الصناعة»، فيما بقي منصب وزير المالية شاغرا لعدم الاتفاق على المرشح له، كونه من حصة الكرد، ضمن المحاصصة السياسية المعتادة.
وتحدثت النائبة عن التحالف الكردستاني أشواق الجاف أن «التصويت على وزيري الدفاع والداخلية لم يواجه اعتراضات من الكتل السياسية لوجود اتفاق عليهما، ولكن الخلاف تركز على مرشح وزارة الصناعة نجم الدين محسن، وهو تركماني من كركوك واعترض عليه النواب التركمان لعدم اخذ التحالف الوطني رأيهم في اختياره، وكذلك عارضت بعض الكتل مرشحة وزارة التجارة».
وأعلن النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني، عرفات كرم، عزم حزبه تقديم اسم مرشح لشغل حقيبة وزارة المالية، لافتاً إلى أن هنالك أطراف تسعى لاسقاط حكومة العبادي.
وبين أن «الديمقراطي الكردستاني لديه الكثير من الكفاءات ذات الخبرة والقدرة على تولي حقيبة وزارة المالية والتي نعتقد انها ستحظى بمقبولية واسعة من اغلب الكتل السياسية داخل البرلمان»، منوهاً إلى ان «الديمقراطي الكردستاني سيعمل لحسم اسم مرشح وزارة المالية كونها استحقاقا انتخابيا».
من جهتها، أعلنت كتلة ائتلاف الوطنية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق، إياد علاوي، بأن انسحابها من جلسة التصويت على مرشحي الوزارات الشاغرة هو لاعتراضها على الترشيحات التي مثلت تكريسا للمحاصصة السياسية والحزبية، مؤكدة بأنها ترفض هذه المحاصصة.
وقال رئيس الكتلة كاظم الشمري في مؤتمر صحافي مشترك مع نواب الكتلة، إن «كتلة ائتلاف الوطنية اثبتت مرة اخرى انها كتلة عابرة للطائفية، كما اثبتت الحكومة مجددا سياستها الاقصائية».
وأضاف أن «ائتلاف الوطنية قدم مرشحين لوزارة الدفاع لتكون خطوة للقضاء على المحاصصة السياسية والطائفية، حتى لا يقال ان الوزارة الفلانية محصورة للمكون الفلاني»، مبينا أن «رغبتنا كانت منسجمة مع رغبة المتظاهرين والمرجعية الرشيدة لكنها اصطدمت اليوم برغبة الحكومة لتكريس السياسة المقيتة التي انعكست سلبا على حياة المواطن العراقي والعملية السياسية».
وتابع أن «كتلة الوطنية انسحبت من الجلسة لاعتراضنا على هذه الترشيحات التي مثلت تكريسا للمحاصصة السياسية والحزبية وقفزت على ارادة الجماهير المطالبة بالإصلاح والدولة المدنية»، مؤكدا ان «ائتلافه يرفض هذه المحاصصة والاقصاء وسيلجأ إلى كافة الوسائل الدستورية والقانونية للدفاع عن حقوقنا وانهاء سياسة الاقصاء المتعمدة للوطنية».
ويشير مراقبون في العاصمة العراقية، أن التصويت على اختيار الوزراء الامنيين في البرلمان، أجل مؤقتا أزمة حكومة العبادي الوزارية، حيث ما زالت ثلاث وزارات شاغرة بدون وزراء بسبب الخلافات بين الكتل السياسية، كما توجد اسماء خمسة وزراء على قائمة الاستجواب امام مجلس النواب واحتمال اقالة بعضهم واردة، ضمن الصراع السياسي بين الكتل.
والحيالي، هو من مواليد العام 1956. مرشح اتحاد القوى العراقية لتولي منصب وزير الدفاع خلفاً للوزير السابق خالد العبيدي الذي أقيل من البرلمان في آب/اغسطس الماضي.
تخرج من الكلية العسكرية برتبة ملازم في العام 1977. ونقل للكلية العسكرية في العام 1983، ضمن الملاك التدريبي وعمل فيها لمدة ثماني سنوات.
وتدرج بعدة مناصب على الصعيدين العسكري والسياسي. فعلى الصعيد العسكري تقلد منصب أمر فصيل، ضابط ركن الإدارة، مدير عام دائرة شؤون الأفراد، ومدير التدريب والتطوير في جهاز مكافحة الإرهاب ولا يزال قائم على منصبه حتى اللحظة.
وعلى الصعيد السياسي انضم في العام 1991 إلى تنظيم من الضباط والقوى المدنية في محافظة الأنبار، وبدأ بالعمل السري في التنظيم حتى تم اعتقاله في ذات العام.
وفي العام 1993، أطلق سراحه بعفو خاص نتيجة الضغط العشائري من قبل شيوخ محافظة الأنبار، حيث تم الإفراج عنه بعد أن كان قد صدر بحقه حكماً بالإعدام.
أما الاعرجي وزير الداخلية الجديد، يبلغ حوالي 53 عام. ولد في محافظة واسط وتحديدا قضاء الكوت ومتزوج ولديه اربعة ابناء، وقد قام بالدارسة الابتدائية في المدرسة الغربية وأنهى الاعدادية في مدرسة الكوت للبنين وحصل على بكالوريوس محاسبة من جامعة ايه الله مطهري وبكالوريوس علوم إسلامية من كلية الامام الكاظم للدراسات المسائية.
وانضم الاعرجي إلى فيلق بدر في إيران وانخرط في التدريب هناك لمواجهة القوات العراقية التي كان يرأسها الرئيس السابق صدام حسين وقد تدرج في المناصب بقيادة فيلق بدر، وقد تم اعتقال الاعرجي على يد القوات الأمريكية في الكاظمية عام 2007 وتم إدراجه ضمن معسكر بوكا بالبصرة، وتم إطلاق سراحه في وقت سابق.
اما الشأن السياسي فقد قرر الترشح كنائب للبرلمان العراقي، وكان عضوا عن محافظة واسط وأحد أعضاء لجنة الامن والدفاع في البرلمان، وايضا رئيسا لكتلة بدر بالبرلمان والتي انضمت لائتلاف دولة القانون.
والأعرجي، من اشد المدافعين عن «الحشد الشعبي» وانتقد العديد ممن انتقدوا الحشد، ويعارض ايضاً السياسات الأمريكية، وخصوصا بالعراق.

البرلمان العراقي يختار وزيري الداخلية والدفاع

بانتظار قانون العدل

Posted: 30 Jan 2017 02:20 PM PST

يُعد قانون التسوية الذي سيرفع اليوم للتصويت بالقراءة الثانية والثالثة، ليكون مقرا نهائيا حتى صباح يوم غد مثابة معجزة. فعدد الأشخاص في الساحة السياسية ممن اعتقدوا قبل سنة بأن اجازة هذا القانون ممكنة كان يحصى على أصابع الكف الواحدة بل وسيبقى مزيد من الأصابع الفائضة. صحيح أن عمونه، وتسعة منازل في بلدة عوفرا وربما أيضا منازل «نتيف هأفوت» في غوش عصيون لن ينقذها هذا القانون، ولكن ما يوجد فيه هو بشرى عظيمة جدا.
أكثر من أي شيء آخر، فإن قانون التسوية هو الإعلان الحقيقي الأول لدولة إسرائيل بأننا لسنا ضيوفا للحظة في يهودا والس أمر ة. قد يبدو هذا غريبا، ولكن بالذات في الأماكن التي نشأ فيها شعب إسرائيل وأصبح شعبا، السكان اليهود، مواطنو دولة إسرائيل، يعتبرون في واقع ال أمر «سكانا أجانب»، عديمي المكانة. هذه المشكلة أوسع بكثير من موضوع قانون التسوية، ولكن القانون هو عمليا الخطوة الأولى للإصلاح الوضع المشوه.
ليس كثيرون يعرفون، ولكن قانون التسوية ولد بقدر كبير من الإصرار على رؤية السكان اليهود في يهودا والس أمر ة أجانب في وطنهم. بأي قدر أجانب؟ قد تفاجأون للسماع بأن اليهودي المواطن في اسرائيل بشكل عام لا يمكنه أن يشتري أرضا في يهودا والس أمر ة. والطريقة الوحيدة التي يشتري فيها اليهود الإسرائيليون الأراضي في يهودا والس أمر ة هي من خلال اقامة شركات «محلية»، فلسطينية زعما. وفقط بواسطتها يمكن لليهودي أن يشتري أرضا حقيقية في بيت ايل، عوفرا وشيلو.
صحيح، قانون التسوية لن يحل هذه المشكلة حلا كاملا، ولكنه بالتأكيد سيعطي السكان اليهود في يهودا والس أمر ة على الأقل الحماية الدنيا التي تتوفر لمن هو ابن المكان. وهكذا فإن الأولاد اليهود، الجيل الثالث بل واحيانا الجيل الرابع في بلاد آبائهم وأجدادهم في يهودا والس أمر ة، لن يجدوا أنفسهم مقتلعين من بيوتهم فقط في اعقاب الفكرة القضائية التي تقضي بأنهم أجانب في بلادهم.
ان قانون التسوية هو أولا وقبل كل شيء قانون يصنع العدل. فهو يصنع العدل مع السكان اليهود الذين سيحظون لأول مرة بالمكانة القانونية التي يستحقها كل انسان في بلاد وطنه. كما يصنع القانون العدل أيضا مع من هم زعما مالكو الأراضي الفلسطينيون. فهؤلاء سيحصلون لأول مرة على مسار قانوني للحصول على ما يستحقونه دون أن يخشوا من الإعدام، الرسمي أو العملي، على أيدي السلطة الفلسطينية وأذرعها المختلفة.
فضلا عن ذلك، فإن قانون التسوية يعيد السيطرة على الوضع إلى منتخبي الشعب. فليس القانونيون هم الذين يقررون بعد الآن الحقائق فيما يقف المنتخبون أمامهم بأياد مكبلة. فمنتخبو الشعب يأخذون إلى ايديهم الصلاحيات للحسم، ومعها أيضا المسؤولية للحرص على أن يكون الطريق الذي يسيرون فيه هو الأصح والأكثر عدلا.

شلومو بتركوبسكي
يديعوت 30/1/2017

بانتظار قانون العدل

صحف عبرية

لبنان: صيغة اللجنة الرباعية حول القانون المختلط تتعرّض للسهام السياسية

Posted: 30 Jan 2017 02:20 PM PST

بيروت ـ «القدس العربي» : تعرّضت الصيغة الانتخابية التي توصلت إليه اللجنة الرباعية التي تناقش قانون الانتخابات إلى نكسة وهجوم مضاد من عدد من الاطراف السياسية وعلى رأسهم اللقاء الديموقراطي وحزب الكتائب والرئيس نجيب ميقاتي والكتلة الشعبية.
وبدا أن رئيس مجلس النواب نبيه بري الممثل في اللجنة الرباعية بمعاونه السياسي الوزير علي حسن خليل غير مقتنع تماماً بصيغة المختلط التي نوقشت في اللجنة، وهذا ما جعل أوساطه تنفي ما أشيع من أجواء تفاؤلية خصوصاً على لسان رئىس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. ونقل عن الرئيس بري قوله أمام زواره إن الصيغة الفضلى هي النسبية، أو أن نطبّق الدستور الذي يقضي بانتخاب مجلس وطني لا طائفي وإنشاء مجلس شيوخ.
وأفيد أن فكرة اعتماد النظام الأكثري في الأقضية إذا ما تجاوزت نسبة الطائفة أو المذهب في المحافظة الدائرة الـ66%، هي فكرة لا تحظى بتأييد من معظم أعضاء اللجنة.
وفي إطار التحركات حطّ وفدان من حزب الكتائب واللقاء الديموقراطي في عين التينة امس والتقيا الرئيس بري بعد لقاء كتائبي اشتراكي جمعهما قبل الظهر في الصيفي، أكد بعده النائب أكرم شهيب على الشراكة مع الكتائب في الجبل. وأضاف «يقال إن أسوأ أنواع الظلم هو الادعاء أن هناك عدلاً، ونحن في الحزب التقدمي الإشتراكي لم نقفل باباً يوماً، لا على الحوار ولا التلاقي ولا المشاركة، لا في الانتخابات ولا خارج إطار الانتخابات، لإيماننا بلبنان الواحد الذي يتسع لكل أبنائه. وفي الجبل هناك شراكة كاملة مع كل الأطراف واللقاء الديمقراطي معروف بتعاطيه الإيجابي مع الجميع، وحينما كانت الظروف مؤاتية لقانون النسبية قام رئيس اللقاء النائب وليد جنبلاط بطرح النسبية بشجاعة. وبكل شجاعة نقول إن ظروف النسبية غير مؤاتية اليوم ونسعى إلى التوزان والعمل المشترك من أجل قانون لا يلغي أحداً».
وسأل: «من أعطى الحق للجنة الرباعية بأن تتحكم بالموجودين في البلد؟».
وشدد على أن «ما قرأناه ووصلنا بالتواتر، نعتبر أنه مشروع هجين لا علاقة له بالتوازن ولا بوحدة معايير ولا بصحة تمثيل، وفيه نبرة استعلاء ورغبة في الإلغاء إذا تمكنوا من الإلغاء، وهذا غير وارد بقاموسنا السياسي على مرّ كل المراحل التي مررنا بها».
بدوره، أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل «أن موضوع الجبل خط أحمر والمطلوب أن نجد قانوناً يؤمن صحة التمثيل والتعددية والديموقراطية المطلوبة في هذا الظرف كي يتمكن كل فريق من أن يتمثل على قدر حجمه».
وأكد «أن القانون الانتخابي النيابي هدفه تمثيل كل الأفكار والهواجس وكل فئات المجتمع اللبناني، ونأمل أن يكون العمل على قانون الانتخاب موضوعياً ويراعي هواجس الجميع».
ومن طرابلس، اعتبر الرئيس نجيب ميقاتي «أن ما رشح خلال الأيام القليلة الماضية عن المناقشات الجارية لإعداد قانون جديد للانتخاب لا يعكس طموحات اللبنانيين بقانون عصري، بل هو محاولة جديدة لتفصيل قانون الانتخاب على قياس الأشخاص والتحالفات واختزال أصوات الناخبين، كما أنه يقدم نموذجاً انتخابياً يحمل الكثير من سيئات « قانون الستين» الذي نطالب بتغييره».
وقال: إن الشرطين الأساسيين لنجاح قانون الانتخاب العتيد هما وحدة المعايير في كل المناطق وتأمين صحة التمثيل لأوسع شريحة من المواطنين، بينما ما يجري تداوله يعني عملياً الكيل بمكيالين وتطبيق نظرية «ما لنا لنا وما لكم لنا ولكم»، من خلال اعتماد النظام الأكثري في بعض المناطق حيث التحالفات السياسية الطائفية تختزل غالبية المقاعد، فيما يفرض على المناطق الأخرى لاسيما المدن الكبرى نظام نسبي بهدف نيل بعض المشاركين في إعداد هذا المشروع الهجين مكاسب إضافية على حساب تمثيل فئات عدة لها حضورها ووزنها».
وأوضح ان لا خروج من النقاشات العقيمة حول قانون الانتخابات إلا بحل من اثنين، إما العودة إلى مشروع القانون الذي أقرته حكومتنا السابقة الذي يعتمد النسبية الكاملة على ثلاث عشرة دائرة انتخابية، وحظي بموافقة المشاركين في الحكومة وفي طليعتهم التيار الوطني الحر، وأما العودة إلى طرح ما ورد في اتفاق الطائف حول إجراء الانتخابات النيابية خارج القيد الطائفي وإنشاء مجلس للشيوخ تتمثل فيه كل الطوائف وفق روحية ما يسمى «قانون اللقاء الارثوذكسي».
من ناحيتها، تهكّمت «الكتلة الشعبية» على ما وصفته بالـ «همّة السياسية المفاجئة» بعد تقاعس ثماني سنوات كانت متاحة لاإجاز قانون عصري للانتخاب، وعبّرت عن تخوفها «مما يتم طبخه خلف الدوائر المغلقة».وطالبت الكتلة في بيان «بحق اللبنانيين في الوصول إلى المعلومة الانتخابية وبحق المرشحين ممن هم خارج الالتفاف السياسي أن يضمنوا نقاشاً وقانوناً لا يهمّش دورهم ويُصيب مدنهم وأقضيتهم بداء التقسيم غير العادل و»غب الطلب» السياسي».
وأكدت «أننا كنا ولا زلنا نؤمن أن النظام النسبي هو الحل للتمثيل المتوازن وعدم إجحاف أو طغيان فئة على فئة»، لكنها اعتبرت «أن ما يتم تداوله من تقسيمات لم يلحظ إلا مصالح ومخاوف جهات سياسية تخشى على وضعها الانتخابي وتخاف كل من هو ضدها».
وحذّرت الكتلة «من صيغ انتخابية ستأتي بثوب نسبي ومضمون إلغائي، لأن النسبية هدفها الشراكة وليس البحث عن تقسيم دوائر متعرّج يهدف إلى ضرب كل من امتلك حيثية انتخابية»، مشيرةً إلى «أن ما يتم تداوله يضع معايير نسبية للنسبية ويستحضر قانون «الستين» مغلفاً بتسميات وهمية، لا بل تصبح ضمانة المرشحين هي في الانضمام حصراً إلى نادي الأقوياء لتحقيق الفوز ولا يعود قانون الانتخاب هو ضمانتهم».
وفي ما خص زحلة، شددت الكتلة الشعبية على «أننا نتطلع إلى قانون لا يحمل في طياته جوائز ترضية لأي من «الخائفين» على مقاعدهم»، مؤكدةً «أن زحلة تحديداً لن تكون مسرحاً للعب بمقاعد ممثليها أو تقديم أحد مقاعدها كهدية «للمزنوقين» انتخابياً، وليس مسموحاً التعامل مع زحلة مدينة وقضاء، كرقعة شطرنج وتحريأ احجارها وكش ملك».

لبنان: صيغة اللجنة الرباعية حول القانون المختلط تتعرّض للسهام السياسية
بري ينفي التفاؤل… شهيّب: من أعطاهم حق التحكم بالموجودين في البلد؟
سعد الياس

خلية «الجديدة» كانت تستهدف شخصيات سياسية وسفارات ومنشآت سياحية

Posted: 30 Jan 2017 02:19 PM PST

الرباط – القدس العربي: حذرت السلطات الأمنية المغربية المواطنين من تأجير منازلهم لأشخاص دون إبلاغ السلطات بهوية المستأجرين وذلك بعد اكتشاف السلطات قيام خلايا تنظيم «الدولة» (داعش) بالمغرب باستئجار شقق مفروشة واتخاذها أوكارا لهم للتخطيط للعمليات الإرهابية التي كانوا يعدون لها.
وقال بلاغ لوزارة الداخلية المغربية أرسل لـ»القدس العربي» أمس الاحد «إنه على إثر تفكيك بعض الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة، تبين أن هؤلاء يكترون في حالات عدة بيوتا أو شققا من بعض المواطنين دون أن يبلغوا بذلك السلطات الأمنية».
وأضافت الوزارة أنها «تثير الانتباه إلى ما يشكله هذا التصرف من تهديد مباشر لأمن بلادنا باعتباره يسهل تواري الأشخاص المشبوهين ويساعدهم على التحضير لأعمالهم التخريبية».
وأهابت وزارة الداخلية المغربية «بالمواطنين والمواطنات أصحاب المنازل والشقق المفروشة التي يتم وضعها تحت تصرف الغير كليا أو جزئيا إلى الحرص على إبلاغ السلطات الأمنية بهوية المكترين»، علما أن أي تهاون منهم قد يعرضهم للمساءلة القضائية باعتبارهم شركاء محتملين لمنفذي الجرائم.
وفكك المكتب الوطني للأبحاث القضائية التابع للمخابرات الداخلية يوم الجمعة الماضي خلية إرهابية، كان عقلها المدبر يقيم في «بيت أمن» بمدينة الجديدة/ جنوب الدار البيضاء، حيث تم حجز أسلحة نارية ، و7 مسدسات، وكمية وافرة من الذخيرة الحية، و4 سكاكين كبيرة الحجم، وجهازين للاتصالات اللاسلكية، بالإضافة إلى سراويل عسكرية، وعصي تلسكوبية.
وفي شهر ايلول/ سبتمبر الماضي، تم تفكيك خلية إرهابية مكونة من ثلاثة عناصر، كانوا يستهدفون مواقع حساسة وحيوية بكل من وجدة والسعيدية وفاس دبدو، ولتنفيذ هذا المخطط الإرهابي، قام زعيم هذه الخلية بايجاد «بيت أمن» في ضواحي مدينة وجدة/ شرق البلاد، تم تخصيصه لإيواء أفراد خليته، وتحضير وصناعة العبوات المتفجرة عن بعد. وأسفرت مداهمة هذا «البيت» حينها عن حجز كميات من مواد كيماوية يشتبه في استعمالها في صناعة المتفجرات، بالإضافة إلى قنينتين تحتويان على مواد سائلة مشبوهة، ومسحوق معدني، وطنجرة ضغط، وأسلاك كهربائية، وكمية من المسامير، وآلة لقياس التيار الكهربائي، وأنابيب بلاستيكية وأسلحة بيضاء وسواطير.
وكشف عبد الحق الخيام رئيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية، امس الأول الأحد، حقائق حول الخلية الإرهابية الخطيرة التي تم تفكيكها، يوم الجمعة، وتتكون من 7 عناصر إرهابية، كانوا ينشطون بمدن الجديدة وسلا والكارة وبالجماعة القروية «بولعوان» (إقليم الجديدة) ودوار «معط الله» (قيادة ولاد زبير، دائرة واد أمليل، إقليم تازة).
وقال الخيام في لقاء صحافي عقد بمقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية، بسلا، أن زعيم الخلية الذي يدعى «ي.ع»، كان ينوي تفجير عبوة ناسفة كانت مجهزة سلفا لأجل استعمالها أثناء مداهمته من قبل العناصر الأمنية، مضيفا أن سرعة بديهة العناصر مكنت من التدخل بطريقة احترافية لأجل استباق العملية التي كان ينوي بها زعيم الخلية ذو العشرين عاما.
وأوضح الخيام أن الخلية التي كان ولاؤها تابعا لتنظيم «داعش» المتطرف، تم استدراجها من قبل «جند الخلافة» ،عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وتم تسريب الأسلحة التي تم ضبطها لدى عناصر الخلية بمنزلهم الأمن بالجديدة عبر الحدود المغربية الجزائرية، حيث كان المعني بالأمر يربط اتصالات مع قياديين ميدانيين من «دولة الخلافة»، بواسطة شخص معين من جنسية مغربية يقطن بالجزائر، لم يذكر اسمه، في إطار التنسيق فيما بينهم لأجل مدّ زعيم خلية الجديدة بالأسلحة والمواد اللوجستية وتنفيذ العمليات الإرهابية داخل المملكة المغربية.
وأضاف الخيام، بأن الخلية الإرهابية، التي يتزعمها «فلاح» من مواليد 1997 ويقطن بين مدينتي تازة والجديدة، كانت تستعد للقيام بعمليات إرهابية تستهدف شخصيات سياسية وعمومية وأماكن سياحية في المغرب بالإضافة إلى استهداف التمثيلية الدبلوماسية بالبلاد، حيث مكنت يقظة المكتب المركزي للأبحاث المركزية، من ترصد وتتبع عناصر الخلية الذين كانوا ينوون القيام بعمليات إرهابية في أماكن حساسة في المغرب، من خلال العمليات الاستباقية التي تميز عمل المخابرات المغربية حفاظا على الأمن وأرواح المواطنين.
وقال بعد استعراض الأسلحة المختلفة والمبالغ المالية المحجوزة، والمواد التي تستخدم في صنع مواد متفجرة، والتي تم ضبطها بمنزل زعيم الخلية بالجديدة، أن تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، يستهدف الفئات البسيطة التي لا تملك مستوى ثقافيا معينا، وتستقطب الشباب منهم، حيث أن أفراد الخلية المفككة الذين تتراوح أعمارهم بين 20و29 سنة، جميع عناصرها ليس لهم مؤهل دراسي عال، وهو يشتغلون كمياومين وفلاحين وحرفيين.
وشدد المدير العام للأبحاث القضائية، أن التحقيقات ما زالت متواصلة مع العناصر الإرهابية، بينما الأبحاث جارية لاعتقال باقي الأفراد الذين لهم علاقة بالخلية المذكورة.
وتم حجز أسلحة نارية عبارة عن مسدس رشاش مزود بمنظار ليلي وكمية وافرة من الذخيرة الحية، و4 سكاكين كبيرة الحجم وجهازين للاتصالات اللاسلكية وسترات وسراويل عسكرية ومواد كيميائية وسوائل تستخدم في صناعة المتفجرات وحزامين ناسفين، حيث تتكون الخلية من سبعة عناصر ينشطون بمدن الجديدة وسلا والكارة وبالجماعة القروية «بولعوان»، ودوار «معط الله» (قيادة اولاد زبير، دائرة واد أمليل إقليم تازة).
وأوضح مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية أنه «بناء على معلومات دقيقة توصل بها من قبل مديرية مراقبة التراب الوطني تم تفكيك خلية خطيرة، سمت نفسها فرع «تنظيم الدولة في المغرب»، من مختلف المناطق وحجز مجموعة من المواد التي تدخل في صنع المتفجرات وبعد التتبع تم التدخل في الوقت المناسب لاعتقال هذه الخلية التي أعطت بيعتها وولاءها لما سمي بـ «الدولة الاسلامية». وقال إن «المستوى العمري للموقوفين يتراوح بين 20 و 29 سنة، أما المستوى الدراسي لأفراد هذه الخلية أغلبهم في مستوى الإعدادي إلا شخص واحد له مسـتوى جــامعي».

خلية «الجديدة» كانت تستهدف شخصيات سياسية وسفارات ومنشآت سياحية
الأمن المغربي: الأسلحة التي ضُبطت دخلت عبر الحدود المغربية الجزائرية

أطباء السودان ينفذون وقفات احتجاجية بعد مقتل أحدهم في عيادته

Posted: 30 Jan 2017 02:19 PM PST

الخرطوم ـ «القدس العربي»: نفذ أطباء السودان، أمس الاثنين، عددا من الوقفات الاحتجاجية في العاصمة والولايات، احتجاجاً على مقتل طبيب في عيادته وللمطالبة بالإسراع في سن قانون حماية الطبيب، والكوادر الصحية.
وشهدت مدينة سنار، وسط السودان، يوم الخميس الماضي، اغتيال مبارك آدم عربي، استشاري الجلدية في المدينة، من قبل مريض انتظر دوره في العيادة الخاصة وسدد طعنات بسكين أودت بحياة الطبيب على الفور.
وإضافة إلى الوقفة الاحتجاجية، التي نظمت أمام وزارة الصحة الاتحادية في الخرطوم، نفذ إضراب عن العمل في العيادات الخاصة لمدة 24 ساعة في كل بقاع السودان ابتداءً من صباح يوم أمس الاثنين، وتزامن مع ذلك تنظيم وقفات مماثلة بكليات الطب والعلوم الصحية في الجامعات السودانية المختلفة.
ولم تكتف مطالب الأطباء بالحماية فقط، بل استعادوا معظم مطالبهم القديمة والمتمثلة في تحسين البيئة في الوحدات الصحية والتي تضمنت تهيئة أقسام الحوادث في 22 مستشفى بمعدل خمسة مستشفيات في العاصمة و17 في الولايات، وتفعيل مجانية العلاج للحالات الطارئة والأطفال.
وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن «جريمة إغتيال شهيد المهنة والواجب مبارك آدم عربي استشاري الجلدية في سنار، ليست جريمة نمطية يختصر أطرافها على الجاني والمجني عليه، ولكن هي جريمة مركبة أسهم فيها كل من له غرض في فقدان الثقة بين الطبيب والمريض».
وأرجعت اللجنة، «تطور ظاهرة الاعتداء على الأطباء إلى تراكم حالة التدهور على مستوى الحقوق بشكل عام والشحن السالب الموجه على الطبيب والكودار الطبية المساعدة».
وبينت أن ما سمته بالشحن السالب «الغرض منه استهداف الرئة التي نتنفس من خلالها هامش الحقوق، فالأطباء هم أصحاب إرادات حرة في الفعل والعمل والرأي، لذلك كان توجيه الآلة الإعلامية الضخمة تصيداً لمنسوبي هذا القطاع العتيق من صحف وبث إشاعات مغرضة لهز الثقة في الطبيب السوداني الذي شهد بكفاءته جميع العالم».
وأشادت لجنة أطباء السودان المركزية، بالأطباء الاختصاصيين بمدينة سنار والذين توقفوا عن مزاولة عملهم في العيادات الخاصة من تاريخ الحادثة إلى يوم أمس «تعبيرا عن الرفض لهذه الجريمة واحتجاجا على التدهور المريع الذي أصاب المهنة وقيمها».
وأكدت أن «زمن العزلة بين الأطباء وزمن المواجهة أو التصدي الفردي للتحديات والصعوبات قد ولى بلا عودة، وأن الأطباء اليوم جسد واحد متصل من أقصى الوطن إلى أقصاه وأنه لا سبيل لانتزاع الحقوق والحفاظ على شرف المهنة وكرامتها إلا عن طريق التماسك والحراك المشترك».
الدكتور طلال دفع الله عضو (نقابة الأطباء الشرعية) قال في حديث لـ»لقدس العربي» إن «نقابتهم مهتمة جدا بهذا الموضوع». وأوضح أن «زميلهم نجيب نجم الدين موجود حاليا في مدينة سنار بصحبة عدد من المحامين لمتابعة الجهود القانونية في هذا الموضوع».
ويرى طلال أن «مبدأ الحماية منصوص عليه بالقانون لكل أفراد الشعب السوداني، وليس الأطباء فقط»، مبيّناً أن «الحماية في مثل الحادثة التي تعرض لها زميلهم الطبيب صعبة جداً، إن لم تكن مستحيلة».
وتابع: «لا يمكن توفير رجل شرطة في كل عيادة خاصة، كما أن القاتل مثّل دور المريض الذي جاء لمقابلة الطبيب، ولا يعقل أن يتعرض كل المرضى لتفتيش شخصي قبل الدخول للعيادات».
وأضاف أن «المجتمع كله يعاني من ثقافة العنف التي تفشت في السنوات الأخيرة، فالصحافيون والمحاميون والناشطون وغيرهم يتعرضون باستمرار للعنف والقمع والخطف في سبيل أداء مهامهم».
وطالب بـ»بتكوين رأي عام لإستعادة الروح السودانية والقيم الأصيلة واحترام القانون»، معتبراً أن «الجهات النظامية نفسها غير معفية من نشر مثل هذا النوع من العنف»، مستشهدا بالعديد من الاعتداءات على الأطباء والتي قام بها أفراد ينتمون للقوات النظامية.
وكان أطباء السودان نفذوا في العام الماضي، اضراباً شاملاً عن العمل في كل مستشفيات البلاد، مطالبين بتحسين الخدمات الصحية في المستشفيات وحماية الأطباء والكوادر الصحية من الاعتداءات المتكررة عليهم من قبل أفراد ينتمون لقوات نظامية ومواطنين ثائرين على ترديء بيئة العمل في المستشفيات.
وشهد العام الماضي اعتداءات متكررة على الأطباء في المستشفيات، كان من ضمنها تحطيم قسم الحوادث في مستشفى أمدرمان، مما أدى لوفاة مريضة.
وتعددت أسباب الاعتداءات، لكن أبرزها كان بسبب رفض الأطباء معالجة الإصابات الناتجة عن حوادث جنائية بدون تدوينها في أورنيك (8) حسب ما ينص القانون، ونتيجة للتصعيد الإعلامي، أصدرت وزارة العدل منشورا أعفى الأطباء من هذه القيود.

أطباء السودان ينفذون وقفات احتجاجية بعد مقتل أحدهم في عيادته

صلاح الدين مصطفى

جاويش أوغلو : إعادة فتح السفارة التركية في طرابلس مساهمة منا في السلم والاستقرار وإعادة الإعمار في ليبيا

Posted: 30 Jan 2017 02:18 PM PST

لندن -« القدس العربي»: قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن إعادة فتح السفارة التركية في طرابلس الاثنين هي مساهمتنا في ‏السلم ‏والاستقرار وإعادة الإعمار في ليبيا. وأضاف أوغلو في تغريدة عبر حسابه الشخصي على موقع «تويتر» أن هذه المساهمة ‏‏ستستمر بشكل أقوى.‏
وأعلنت وزارة الخارجية عبر موقعها الإلكتروني أن «السفارة التركية في طرابلس عادت إلى ممارسة نشاطها الاثنين بعدد ‏‏أقل من الموظفين كمرحلة أولى».‏وذكرت أن السفير أحمد آيدان، الذي كان يقيم في تونس، أشرف خلال الشهور ‏الماضية على تحضيرات إعادة ‏فتحها.
‏وأُغلق أمس الاثنين الطريق الذي تقع فيه السفارة بالقرب من ساحل طرابلس كما كان هناك تواجد أمني كثيف هناك. وتبعد ‏السفارة التركية نحو 600 متر عن السفارة الإيطالية.‏
وفيما أغلقت تركيا سفارتها في طرابلس وقنصليتها في بنغازي منذ العام 2014 بسبب مخاوف أمنية، بقيت قنصيلها في ‏‏مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) مفتوحة.‏
وكان أوغلو توجه في ايار / مايو العام الماضي إلى ليبيا لإعادة فتح السفارة التركية في العاصمة طرابلس، وقالت وزارة ‏الخارجية التركية آنذاك إن أوغلو يلتقي رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، ووزير الخارجية ‏محمد سيالة ‏خلال الزيارة.‏
وكانت وزارة الخارجية التركية أعلنت أن انقرة أعادت فتح سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس الاثنين بعدما ‏أغلقتها لمدة ثلاثة أعوام إثر تردي الوضع الأمني. وقالت الوزارة إن «السفارة التركية في طرابلس عادت إلى ممارسة نشاطها ‏الاثنين بعدد أقل من الموظفين كمرحلة أولى».‏
ويوجد في ليبيا وفي طرابلس ذاتها عدد كبير من الجماعات ذات الولاءات المتغيرة والمتضاربة والتي سعت لملء الفراغ في السلطة بعد مقتل القذافي. وفي عام 2104 أسفر الاقتتال بين فصائل مسلحة تدعم طرفين سياسيين متناحرين عن تشكيل حكومتين منافستين في العاصمة وفي شرق البلاد.
ومنذ آذار/ مارس العام الماضي تسعى حكومة ثالثة مدعومة من الأمم المتحدة إلى ترسيخ نفسها في طرابلس ولكنها لم تتمكن من كسب دعم كل الجماعات. وقال البيان «ستواصل تركيا دعم سلامة أراضي الشقيقة ليبيا ووحدتها الوطنية»وكان سفير تركيا متمركزا في تونس منذ غلق السفارة في حين ظلت القنصلية العامة التركية في مدينة مصراتة بغرب ليبيا مفتوحة دون انقطاع.

جاويش أوغلو : إعادة فتح السفارة التركية في طرابلس مساهمة منا في السلم والاستقرار وإعادة الإعمار في ليبيا

إتحاد الشغل التونسي: العلاقة الجيدة مع الحكومة تتوقف على مدى التزامها بوثيقة قرطاج

Posted: 30 Jan 2017 02:18 PM PST

تونس – «القدس العربي»: قال سامي الطّاهري الناطق باسم اتحاد الشغل التونسي إن العلاقة الجيدة مع الحكومة تتوقف على مدى التزامها بـ«وثيقة قرطاج»، مشيرا إلى وجود «اختلاف في المصالح» بين الاتحاد ومنظمة الأعراف و«نأمل أن تكون لدينا شراكة لحل المعضلات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد».
وأكد، من جهة أخرى، على أن عودة المرأة إلى المواقع القيادية في الاتحاد بعد غياب نحو ستة عقود، تساهم في «تعزيز مبدأ التناصف وحضور المرأة في مراكز القرار السياسي والمدني في البلاد»، واعتبر أن تخصيص هيئة «الحقيقة والكرامة» لجلسة علنية للحديث عن «الخميس الأسود» يساهم في تسليط الضوء على جزء صغير من الانتهاكات الكثيرة التي تعرض لها النقابيون منذ الاستقلال وحتى قيام الثورة في تونس.
وأضاف في حوار خاص مع «القدس العربي»: «علاقتنا بالحكومة حددناها منذ التوقيع على وثيقة قرطاج، وقلنا إن التزامها بوثيقة قرطاج سيدفعنا إلى مساندتها ودعمها، ولكن إذا ما ابتعدت عن الخط الاجتماعي وتعاملت بطريقة ليبرالية (مع ملف الشغالين) فنحن مضطرون إلى انتهاج علاقة متوترة معها، بدليل أنه خلال مناقشة الميزانية (في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي) أرادت الحكومة التخلي عن التعهدات التي التزمت بها الحكومات السابقة فيما يتعلق بمسألة الزيادة في الأجور، ولذلك نشأت علاقة تصادم معها واضطررنا إلى القيام باحتجاجات اجتماعية ونحن نؤكد أنه ليس لدينا (كاتحاد شغل) صداقات أو عداوات دائمة مع أي طرف وهذا الأمر يتوقف على كيفية تعامله مع الملفات المتعلقة بالشغالين، وإذا ابتعدت الحكومة عن هذا التوجه الاجتماعي فنحن مضطرون لمجابهتها».
وفي ما يتعلق بالعلاقة مع منظمة الأعراف (اتحاد الصناعة والتجارة)، قال الطاهري «هناك اختلاف في المصالح (بطبيعة الحال) ونأمل أن تكون لدينا شراكة لإنقاذ اقتصاد البلاد وتقوية المؤسسات لأن هذا يساهم في توفير مواطن الشغل القار (الثابت)، ولكن أيضا بيننا وبين منظمة أرباب العمل خلافات كثيرة تتعلق بمسألة الزيادة في الأجور منذ عام 2015 وحتى الآن وهذا الخلاف لم يُحل حتى بعد المؤتمر، ونأمل أن يكون هناك تفاهم لطلبات عمال القطاع الخاص المتضررين من الأزمة الاقتصادية كثيرا سواء بالتسريح من العمل أو بالضغط على مقدرتهم الشرائية، في حين كلما كان تفاهم بيننا كانت علاقة الشراكة ممكنة لحل المعضلات الاقتصادية والاجتماعية التي نرى أن لأرباب العمل دورا للمساهمة في حلها».
وكان اتحاد الشغل أعلن قبل أيام عن انتخاب النقابي نور الدين الطبّوبي أمينًا عامًا جديدًا خلفًا لحسين العباسي، بعدما فازت قائمة «الوحدة النقابية» التي يرأسها بأغلبية مقاعد المكتب التنفيذي.
وأشار الطاهري إلى وجود ثلاث أولويات لدى القيادة الجديدة للاتحاد تتعلق بـ«ضرورة تحديد الحكومة بوضوح للسياسات الاقتصادية والاجتماعية التي يجب اتباعها في المرحلة القادمة وبالتحديد مسألة المنوال التنموي الذي يجب تحصيله للخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وهي مسألة هامة وحيوية، وأعتقد أن أي منوال تنموي لا يكون له بعد اجتماعي وليس للدول أي دور رئيسي فيه لا يمكن أن ينجح، ومن ثم الإصلاحات التي تمس المنظومات الموجودة في تونس، كالجباية والصحة والتعليم وغيرها من المنظومات التي يجب أن تتم معالجتها جذريا لتوفير ظروف تنمية حقيقة ومستدامة، بعد ست سنوات من الانتظار».
وأضاف «ثمة أولوية ثالثة هي أولوية داخلية تتعلق بإعادة تنزيل (تطبيق) ما تم تعديله في القانون الأساسي للاتحاد في نظامه الداخلي بما يمكّن من تطوير وتحديث العمل النقابي وتمكينه من كل الآليات التي تساعد على أن تصبح هذه المنظمة مواكبة كالعادة لكل التطورات الواقعة في البلاد على المستوى الاقتصادي والاجتماعي».
وشهد الاتحاد في مؤتمره الأخير عودة ملحوظة للقيادات النسائية إلى مواقع صناعة القرار بعد غياب لنحو ستة عقود، وهو ما اعتبره الطبوبي الانتصار الأكبر الذي حققه الاتحاد في هذا المؤتمر.
وقال الطاهري «هذا الأمر شكل تحديا كبيرا لنا، وهو محاولة اعتراف للمرأة بدورها ومكانتها ومنزلتها في اتحاد الشغل وأيضا إعطاء صورة تنسجم مع المشهد في المجتمع السياسي والمدني في تونس، وخاصة فيما يتعلق بمسألة التناصف ودور المرأة وحضورها في مراكز القرار السياسي والمدني، كما أن هناك أهمية دولية لهذا الأمر فنحن لدينا علاقات دولية في جميع المستويات وشركاؤنا النقابيون في المنظمات الدولية مهتمون بمسألة الجندرة والنوع وحضور المرأة في مراكز القرار، وحرصنا في هذه المرة على أن يتم وصول المرأة إلى مراكز القرار عبر الصندوق الانتخابي فضلا عن إعادة مراجعة القانون بما يمكن المرأة بنسبة من الحضور حتى وإن خذلها الصندوق في هذا الأمر، فهذه المرة نجحنا بواسطة الصندوق ونأمل أن نعزز هذا النجاح بواسطة القانون أيضا لمنح نسبة للمرأة في كل الهياكل (المؤسسات) وخاصة الوسطى».
وبخصوص قرار إحداث إذاعة خاصة باسم «راديو الشعب» ناطقة باسم اتحاد الشغل، قال الطاهري «هذا القرار اتخذناه منذ مؤتمر طبرقة وعملنا على امتداد خمس سنوات للتحضير له وكان هناك إعداد على المستوى اللوجستي والتهيئة والمبنى والتجهيزات وتم تخصيص منحة جائزة نوبل للسلام الأخيرة كلها لانطلاق هذه الإذاعة في أقرب الأوقات، ونرغب بأن تكون هذه الإذاعة مكتملة قبل نهاية العام الحالي لتكون منبرا للعمال التونسيين، كما أنه ستكون أيضا متنوعة وجامعة وليست مختصة فقط في الجانب الاجتماعي».
وكانت هيئة «الحقيقة والكرامة» عقدت مؤخرا جلسة استماع علنية خاصة لتسليط الضوء على ما يسمى بـ»الخميس الأسود» والذي يعتبر مرحلة مفصلية في تاريخ تونس، حيث شهدت بداية الصدام بين اتحاد الشغل ونظام الحبيب بورقيبة، فقد تم الاستماع إلى شهادات عدد من النقابيين التونسيين حول الانتهاكات والتعذيب الممارس ضدهم من قبل نظام بورقيبة.
وعلق الطاهري على ذلك بقوله «هذا الأمر مهم جدا لأن الانتهاكات التي طالت النقابيين التونسيين كثيرة، وتسليط الضوء على إحداها (عام 1978) يُنصف ضحايا الانتهاكات من النقابيين ويعطي أيضا صورة للشعب على أن العمال والنقابيين هم ضحايا للاستبداد، وللأسف وقع فقط التركيز على الخميس الأسود، رغم أن الانتهاكات التي طالت النقابيين بدأ منذ سنة 1956 حيث تم بعد الاستقلال مباشرة اعتقال عدد كبير من النقابيين، وهناك انتهاكات أيضا خلال أعوام 1966 و1973 و1978 و1985 وغيرها، وتقريبا كل عشرية (عقد) لا بد أن تعتدي السلطة على الاتحاد وتنتهك حقوق العمال فلدينا نقابيون كثيرون قُتلوا تحت التعذيب، وكما أسلفت تخصيص جلسة للخميس الأسود هو أمر جيد لأنه من المهم أن يعرف التونسيون جزءا من هذا التاريخ ويكتشفوا من خلال المشاهدات فظاعة ما سُلّط على النقابيين والذي كانوا من أول ضحايا الاستبداد في تونس، ورغم ذلك لم يترددوا في مواصلة النضال من أجل دحر الاستبداد والديكتاتورية من البلاد».

إتحاد الشغل التونسي: العلاقة الجيدة مع الحكومة تتوقف على مدى التزامها بوثيقة قرطاج

حسن سلمان

مدير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية: مقاضاة الرئيس ترامب لسحب قراره المخالف للدستور

Posted: 30 Jan 2017 02:17 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: أكد نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية لـ«القدس العربي» أن منظمته ستقيم دعوى ضد الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترامب ضد دخول اللاجئين السوريين ومنع المسلمين من 7 دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة لأنه مخالف للدستور الأمريكي.
في الوقت الذي دافع راينوس بريبوس، رئيس موظفي البيت الأبيض في مقابلة أمس مع شبكة «أن بي سي» الأمريكية عن اختيار تلك الدول التي اعتبرتها إدارة أوباما خطرة وتؤوي الإرهابيين وأن 75 في المئة من الشعب الأمريكي يؤيدون هذا الأمر التنفيذي الرئاسي.
وأشار إلى أنه قد تضاف دول مثل السعودية ومصر وباكستان إلى اللائحة. بينما انتقد عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين هذا الأمر التنفيذي.
وقال السناتور جون ماكين في مقابلة على شبكة «سي بي أس» إن تطبيق حظر دخول الولايات المتحدة على مواطني سبع دول شرق أوسطية عملية غير منتظمة وستزود الإرهابيين بالذخيرة لمهاجمة وانتقاد الغرب.
واعتبر الستاتور لبينزي غراهام الجمهوري أن الحظر جرح أحدثناه لأنفسنا في حربنا ضد الإرهاب. بينما طالب تشاك شومر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ (48 سناتورا) الرئيس ترامب بسحب قراره لمنع اللاجئين ومواطني سورية وليبيا والعراق وإيران والسودان والصومال من دخول الولايات المتحدة. بينما تسستمر المظاهرات المعارضة للقرار في 17 مدينه أمريكية وسط حالة من التذمر والتهديدات.

مدير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية: مقاضاة الرئيس ترامب لسحب قراره المخالف للدستور

تمام البرازي

الرئيس عباس يلتقي نظيره المصري في أديس أبابا بعد غياب طال

Posted: 30 Jan 2017 02:16 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: التقى الرئيس الفلسطيني بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، على هامش أعمال القمة الثامنة والعشرين للاتحاد الأفريقي، في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وذلك قبل أن يطير من هناك إلى باكستان في زيارة رسمية.
ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» فإن الرئيس عباس وضع الرئيس السيسي خلل اللقاء بصورة الأوضاع في فلسطين، في ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وأرضه. وشمل اللقاء أيضا استعراض الرئيس عباس آخر التطورات والمستجدات في المنطقة، والجهود المبذولة لتحريك عملية السلام. وتبادل الرئيسان خلال اللقاء وجهات النظر حول مختلف القضايا في المنطقة، وبحثا تعزيز العلاقات الثنائية وسبل تنميتها وتطويرها في شتى المجالات.
يأتي هذا اللقاء بعد فترة من الغياب، خاصة وأن الرئيس عباس زار قبل التوجه الفلسطيني الأخير إلى مجلس الأمن للحصول على قرار لإدانة الاستيطان، العاصمة السعودية الرياض، وقبل أيام توجه الرئيس الفلسطيني للعاصمة الأردنية عمان، والتقى هناك الملك عبد الله الثاني، قبل الوصول إلى أديس أبابا، دون أن يتوجه إلى القاهرة للقاء السيسي.
وكانت مصر الدولة العضو في مجلس الأمن، قد سحبت المشروع المقدم باسم المجموعة العربية لإدانة الاستيطان، وعقب ذلك قدم المشروع باسم أربع دول غير عربية، ومرر المشروع بعد امتناع الإدارة الأمريكية عن استخدام «الفيتو». ولم يتحدث أي من الطرفين عن وجود خلافات في المواقف بين القيادتين الفلسطينية والمصرية، في ظل معلومات تشير إلى ذلك.
إلى ذلك التقى الرئيس عباس بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، على هامش أعمال القمة، حيث وضعه بصورة الأوضاع في فلسطين، مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وأرضه، واستعرض آخر التطورات والمستجدات في المنطقة، والجهود المبذولة لتحريك عملية السلام.وفي سياق متصل وقعت فلسطين ومفوضية الاتحاد الأفريقي، مذكرة تفاهم، شملت التعاون بين الطرفين في عدة مجالات تموية.ووقع على الاتفاقية عن الجانب الفلسطيني رياض المالكي وزير الخارحية، وعن المفوضية نائب الرئيس استيريوس موينشا. ورسمت اتفاقية التفاهم «علاقة استراتيجية وشراكة طويلة الأمد بين الطرفين»، وتضمنت بنودها التعاون بين دولة فلسطين ومفوضية الاتحاد الأفريقي في مجالات تنموية مختلفة، أهمها الصحة، والزراعة، والطاقة، والبيئة، والمياه، وتعزيز مشاركة المرأة، وحقوق الإنسان، وبرامج وأنشطة تنموية يتفق عليها الطرفان وتدخل ضمن إطار الخطة الأفريقية. كذلك شملت مذكرة التفاهم استفادة الطرفين من البرامج الخاصة بالتعاون المتعدد، بما فيها الآليات المتاحة في مفوضية الاتحاد الإفريقي وغيرها.
وشكر الوزير المالكي في كلمة له عقب التوقيع، رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي على جهودها في التوصل إلى اتفاق مهم يمهد للانخراط في برامج تخدم مصلحة الطرفين. وأكد حرص دولة فلسطين على «رد الجميل للقارة الأفريقية» من خلال مشاركتها المعرفة والخبرة الفلسطينية، التي تشكل رأس المال الفلسطيني، ودعا إلى البدء بتنفيذ البرامج المشتركة بشكل فوري.
ورحب نائب رئيس المفوضية الأفريقية بوزير الخارجية، مؤكداً أهمية الاتفاقية الموقعة، وأكد على دعم المفوضية وتضامنها مع حقوق الشعب الفلسطيني. وأكد المسؤول الأفريقي أيضا، وجود إرث تاريخي مشترك، يجمع شعب فلسطين مع شعوب القارة الأفريقية، معبرا عن أمله في البدء بتنفيذ برامج تعاون مشتركة تحقق الغايات المرجوة.

الرئيس عباس يلتقي نظيره المصري في أديس أبابا بعد غياب طال
توقيع مذكرة تفاهم بين فلسطين ومفوضية الاتحاد الأفريقي

المتحدث باسم وفد المعارضة إلى الاستانة لـ «القدس العربي»: تسلمنا مسودة الدستور الروسي ورفضنا النقاش بشأنه

Posted: 30 Jan 2017 02:16 PM PST

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: قال المستشار القانوني أسامة أبو زيد والمتحدث باسم وفد المعارضة إلى الاستانة: إن الوفد تسلم نسخة من المسودة الروسية لمشروع الدستور السوري الذي أعدته روسيا للمرحلة الانتقالية، وذلك خلال المفاوضات مع وفد للنظام السوري في العاصمة الكازاخستانية.
وتابع أبو زيد لـ»القدس العربي»: رفض الوفد أن يناقش مسودة الدستور الذي أعدته روسيا لسوريا، وكأن البحث خلال الاجتماع عن الأوضاع الإنسانية وتثبيت وقف إطلاق النار والإفراج عن المعتقلين.
وكانت روسيا قد سلّمت وفدي النظام والمعارضة في الاستانة نسخة عن مسودة روسية لمشروع الدستور السوري، وكذلك قامت بتسليم المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا نسخة أخرى عنه، ولكن لم يتم النقاش حول مشروع الدستور خلال المفاوضات ليكون بديلاً للدستور السوري حسب أبو زيد.
وفي لقاء مع المنسق العام لفصائل المعارضة عبد المنعم زين الدين قال «تحاول روسيا أن تستخدم كل الوسائل الممكنة للضغط على قوى المعارضة والثورة لصالح النظام».
وتابع زين الدين «ولعل ورقة الدستور تشكّل مكملاً مهماً للوسائل العسكرية والسياسية التي استخدمتها في تدخلها المباشر في الأزمة السورية، ولتعطي تطمينات لقوى معارضة تـمثل أقلياـت بأنـها لن تسير طويلاً مع الحليف التـركي وقواه على الأرض»
وأضاف عبد المنعم زين الدين في حديث لـ»القدس العربي»، «تتقصد روسيا إثارة حساسيات قومية ودينية، قد يرى البعض أن ما قدمه النظام هو أفضل منها. ومع التدخل التركي المباشر والغطرسة التي ينتهجها القوميون الأكراد يعول الروس على مايبدو على استثارة مشاعر قومية عربية من جديد والتي نعرف أن النظام هو أكثر قدرة من غيره على احتضانها».
وختم زين الدين «نحن نعرف أن طرح ما يتعلق بالأمور القانونية والدستورية ثمة آداب سياسية عامة يجب أن تحترم بجميع الظروف ومن جميع الأطراف، لكن الطريقة المباشرة والفجة في طرحها من قبل الروس تدل على أن هدفهم ليس المشروع، بل خلق خلافات جديدة في صفوف المعارضة».
وتداول نشطاء وسياسيون مسودة الدستور الروسي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تركّزت التعليقات على حذف كلمة «العربية» من اسم الجمهورية العربية السورية، وإزالة ديانة رئيس الجمهورية والتي كانت «مسلم»، بالإضافة إلى الحكم الكردي الذاتي ليتحول اسم مجلس الشعب إلى جمعية الشعب.
كما حذفت المسودة الروسية اسم الجلالة من خطاب قسم رئيس الجمهورية، واسقطت بند الإسلام مصدراً للتشريع في سوريا.

المتحدث باسم وفد المعارضة إلى الاستانة لـ «القدس العربي»: تسلمنا مسودة الدستور الروسي ورفضنا النقاش بشأنه

ياسين أبو رائد

الحمد الله: نأمل أن نصل للشراكة الكاملة مع أوروبا لنكون الدولة العربية الرابعة

Posted: 30 Jan 2017 02:16 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إن الحكومة ستعلن خلال جلستها الأسبوعية اليوم الثلاثاء موعد الانتخابات المحلية، داعيا حركة حماس للمشاركة وقبول مبادرة الرئيس محمود عباس بتشكيل حكومة وحدة وطنية تمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية من أجل تكريس الوحدة الوطنية.
وأثنى الحمد الله على جميع الخبرات والعقول المنضوية والمشاركة في «اللجنة الفلسطينية – الأوروبية المشتركة» وما يتصل بها من لجان فرعية، معتبرًا أنهم أساس وقلب العمل الدؤوب الذي يبذل لتعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والارتقاء بها إلى كافة الأصعدة والمجالات وصولا إلى تكريس اتفاقية الشراكة الكاملة معه خلال الأعوام القليلة المقبلة. جاء ذلك خلال كلمته في اجتماع اللجنة الفلسطينية-الأوروبية المشتركة واللجان الفرعية، في رام الله.
وتابع الحمد الله في كلمته أمام اجتماع اللجنة الفلسطينية – الأوروبية المشتركة «عملكم الدؤوب، كما كل مكونات العمل الدبلوماسي الذي تخوضه قيادتنا الوطنية في وقت لا يزال فيه الاحتلال الإسرائيلي جاثما على أرضنا، يصادر مواردها ويقطع أوصالها ويحولها إلى مشاع لاقتحاماته واجتياحاته العسكرية ويحاول اقتلاع وتهجير أبناء شعبنا في القدس والأغوار وسائر المناطق المسماة (ج) إذ هدمت قواته منذ مطلع هذا العام حوالي مئة وأربعين منزلا ومنشأة منها تسعة وستون منشأة ممولة من المجتمع الدولي نفسه. في حين هدمت خلال العام الماضي حوالي ألف وأربعة وتسعين منزلا ومنشأة بينها أكثر من ثلاثمئة ممولة دوليا».
وقال «يأتي هذا في وقت يتواصل فيه الحصار الإسرائيلي الخانق على قطاع غزة وتتواصل الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا العزل التي كان آخرها جريمة قتل الشاب محمـد أبو خليفة في مخيم جنين». وأضاف أن «إسرائيل بكل هذا إنما تهدف إلى تقويض حل الدولتين وعرقلة عملنا المؤسساتي الهادف للبناء والتطوير وتعزيز صمود شعبنا، وتجريد دولتنا من مقومات بقائها وصمودها».
وأوضح الحمد الله: «في خضم هذا الواقع نناشد المجتمع الدولي بلورة موقف جدي وموحد وفاعل، لإيجاد سقف زمني محدد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتطبيق توصيات مؤتمر باريس وقرار مجلس الأمن 2334 ونتوجه بعملنا الدبلوماسي والمؤسساتي، نحو المزيد من حشد الزخم والدعم لحقوقنا الوطنية العادلة ونعول كثيرا على الدور الهام والحيوي الذي من الممكن أن تلعبه أوروبا في صنع السلام وفي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف استيراد بضائع المستوطنات، ونتطلع إلى المزيد من دعمها السياسي والاقتصادي لدولتنا».
وخاطب رئيس الوزراء المجتمعين بالقول: «كلي ثقة بأنه بتفانيكم ووطنيتكم ومسؤوليتكم الوطنية العالية ستكرسون اتفاقية شراكة كاملة مع الاتحاد الأوروبي لتكون فلسطين الدولة العربية الرابعة نستفيد منها دوليا وسياسيا واقتصاديا ونرسخ بها اسم فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية ومكانتها في الخارطة الدولية».
في غضون ذلك قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إنه بعد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفع جميع القيود عن عمليات البناء الاستيطاني في الضفة المحتلة بما فيها القدس، بدأ الكنيست الإسرائيلي وبتوجيهات مباشرة من ديوان نتنياهو إجراءات لإقرار مشروع قانون ما يسمى بـ (التسويات) الذي تبناه الائتلاف الحاكم في إسرائيل والهادف الى شرعنة المستوطنات ومصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية.
واعتبرت أن هذه المخططات الاستيطانية غير المسبوقة تأتي وسط تصاعد الدعوات الإسرائيلية الرسمية لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية وضم أجزاء واسعة من أراضي الضفة الى إسرائيل كما جاء على لسان عدد من أركان اليمين الحاكم مثل يسرائيل كاتس ونائب وزير الحرب الحاخام ايلي بن دهان من حزب البيت اليهودي الذي اعتبر: «عرض مشروع القانون للتصويت بالقراءتين الثانية والثالثة بشرى طيبة للسكان اليهود في يهودا والسامرة وخطوة أولى باتجاه فرض القانون الإسرائيلي على منطقة يهودا والسامرة».
وأدانت الخارجية المخطط الاستيطاني التوسعي «الذي يعبر عن حالة من الهستيرية الاستيطانية غير المسبوقة، التي تجتاح الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل وتعكس حالة من فقدان العقلانية وغياب التوازن السياسي باتت تسيطر على الأوضاع في إسرائيل منذ تسلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهامه في البيت الأبيض. وتتزامن أيضا مع الأزمات الداخلية التي يعاني منها نتنياهو في بحثه عن مخارج مقبولة من التحقيقات والتهم الموجهة اليه». وقالت إنه من الواضح أن الحكومة الاسرائيلية تقوم بإطلاق رصاصة الرحمة على حل الدولتين وتعدمه ميدانيا على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ضاربة بعرض الحائط القرارات الأممية بما فيها القرار الأخير لمجلس الأمن رقم 2334، والجهود الدولية الرامية الى استئناف المفاوضات.
ورأت الخارجية أن مصداقية الأمم المتحدة وبالذات مصداقية مجلس الأمن والمجتمع الدولي برمته باتت أمام اختبار جدي وحاسم أكثر من أي وقت مضى سواء إزاء الحرص على القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، أو الدعوات والمطالبات بانقاذ حل الدولتين ما يستدعي عدم الاكتفاء ببيانات الإدانة وصيغ التعبير عن القلق والتخوفات على حل الدولتين، للخروج بقرارات وآليات ملزمة كفيلة بلجم الانفلات والتمرد الإسرائيلي على القانون الدولي وتضع حدا للاستخفاف الإسرائيلي بقرارات الشرعية الدولية.

الحمد الله: نأمل أن نصل للشراكة الكاملة مع أوروبا لنكون الدولة العربية الرابعة

تمديد فتح معبر رفح حتى مساء اليوم… ومصر تسمح بإدخال سيارات إلى غزة

Posted: 30 Jan 2017 02:15 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: في إطار التعاملات التجارية التي ظهرت أخيراً بين قطاع غزة ومصر، سمحت السلطات المصرية خلال عملية الفتح الاستثنائي لمعبر رفح، بإدخال عشرات السيارات الحديثة لتجار غزة، وذلك للمرة الثانية خلال عمليات تشغيل المعبر، التي سبقها إدخال كميات من القمح للقطاع الخاص، في اليوم الأول لعمل المعبر.
ومن المقرر حسب ما قاله أحد تجار السيارات في غزة، أن تسمح السلطات المصرية بإدخال عدد آخر من المركبات للقطاع الخاص في عمليات الفتح الاستثنائي المقبلة.
وهذه هي المرة الثانية التي تسمح فيها مصر بإدخال سيارات إلى قطاع غزة، حيث سمحت في عملية الفتح السابقة قبل 38 يوما بإدخال العشرات.
وفي عملية الفتح السابقة سمحت مصر إضافة إلى إدخال عشرات السيارات بمرور شاحنات تقل مواد بناء ودهانات، وفهم أنها تنم عن نية القاهرة بتوسيع حجم التبادل التجاري مع قطاع غزة، وهو أمر دعت إليه مرارا حركة حماس.
ولجأت السلطات المصرية لتسهيل عمليات الفتح الاستثنائي للمعبر خلال النصف الأخير من العام الماضي، بعدما استضافت العديد من الوفود الشعبية والأكاديمية والتجار، وناقشت معهم سبل تخفيف حصار غزة وحل مشاكلها، وانتهت تلك الاجتماعات بتوصيات قدمت للجانب المصري بتسهيل حركة مرور البضائع لقطاع غزة، وإقامة منطقة تجارية حرة، وفتح معبر رفح بشكل كامل.
ورغم أن السلطات المصرية لم تنفذ كل تلك الطلبات، إلا أنها لجأت لتسهيل عمليات السفر، من خلال تخفيض عدد أيام إغلاق المعبر، بحيث لجأت إلى فتحه مرة أو مرتين شهريا، بدلا من استمرار إغلاقه لثلاثة أشهر متتالية، إضافة إلى سماحها بإدخال كميات من السلع خاصة مواد البناء، التي تضع إسرائيل بموجب الحصار قيودا مشددة على إدخالها.
وخلال عمليات الفتح الاستثنائي تسمح مصر لأعداد من أصحاب الحالات الإنسانية من مرضى وطلاب وأصحاب إقامات بالسفر من المعبر، في عملية سفر شاقة جدا.
ويلجأ أصحاب الحالات الإنسانية إلى التوافد مع ساعات الفجر الأولى إلى معبر رفح، من أجل إتمام إجراءات السفر، واستقلال الحافلات التي تنقلهم لبضع مترات وهي المسافة ما بين الصالتين الفلسطينية والمصرية من المعبر، التي تحتاج الحافلة في بعض الأحيان، إلى أكثر من ثلاث ساعات متتالية من الانتظار قبل السماح لها بالمرور إلى الجانب المصري. وواجه المسافرون هذه المرة ظروفا جوية صعبة، بسبب الأمطار الغزيرة التي تساقطت في اليوم الأول لعملية الفتح التي بدأت السبت، وما تلاها من انخفاض كبير في درجات الحرارة. واشتكى العديد من المسافرين من إجراءات التفتيش على الحواجز العسكرية المقامة على طول طرق منطقة سيناء، من خلال إعاقتها وصول المسافرين من وإلى القاهرة، حيث اضطر عدد من المسافرين لقضاء ليلتهم أمام تلك الحواجز بانتظار بزوغ الشمس لمواصلة طريق العودة نحو غزة.
إلى ذلك أوضحت هيئة المعابر في غزة أن 658 مسافرا فقط، كانوا على متن ست حافلات تمكنوا من المغادرة إلى مصر في اليوم الثاني، مقابل عودة 1340 مسافرا، بينهم حالتا وفاة، فيما أرجعت السلطات 40 مسافرا دون ذكر الأسباب. وأعلنت أن السلطات المصرية قررت تمديد العمل على معبر رفح، ليوم واحد، ومن المقرر أن يعاد إغلاق المعبر مساء اليوم الثلاثاء.

تمديد فتح معبر رفح حتى مساء اليوم… ومصر تسمح بإدخال سيارات إلى غزة

باصورا محمد خضير هذا المكان السائل كدموع

Posted: 30 Jan 2017 02:14 PM PST

بما يشبه الوعد بالتنويع الكتابي على اسم وفضاء البصرة يكتب محمد خضير (باصورا كتاب لن يكتمل، ولفظٌ لن يُضبط إلا في تأتأته واشتقاقه اللساني المتحوّل في لُسُنٍ متراطنة. يكتب ذلك الاستهلال الشاعري المحمول على لفحة أسطورية في كتابه «أحلام باصورا» الصادر حديثاً عن منشورات الجمل. وهو وعد روحي وأدبي أشبه ما يكون بالميثاق مع غبطة بداياته، يريد من خلاله ليس الإبقاء على رنين بئره الأولى في المدار الكوني وحسب، بل التلذُّذ الذاتي بالكشف عن (الطبقة المفقودة من البصرة الأولى).
كما يتأكد هذا المنزع في مراودته الأولى (بصرياثا – صورة مدينة) حيث كتب آنذاك «ما كانت بصرياثا لتولد، لو لم أستولد خططها في هذا الكتاب. نطفة الكتاب قدمت من العدم، تموت بصرياثا لو مات كتابها». بمعنى أنه يكتبها لا ليستذكرها، بل ليؤجل موتها وليبعثها من هجعتها وفق (خطة طوباوية متربعة على طبقات من الخطط القديمة) فهي دفقة أحلام باصورية تختزن هواجس سردية عمرها ستون عاماً.
سيمر وقت طويل، كما يقول «كي ندرك علاقة نصوص باصورا بذلك الاسم الصخري الأبيض الهش، وبأركيولوجيا الاسترجاع والتبديل والتحريف». وعلى هذا الأساس يؤدي فروض استرجاعها في مشاهد اليومي والعادي «خطوات مؤذن هرمٍ يقصد مكان الأذان خمس مرات في اليوم، أو من تسارع أصابع تضفر خوصات لُدْنّا في سفيف زنبيل ومروحة وحصير، أو من تناوب تغريد أطيار على نوتات الصباح والمساء». فهذا الاسترجاع القائم على أحلامه المشتبكة بغابة النخيل، وعلى قياس الحفْر والانسلاخ يتراوح ما بين «الفوضى والركون، القيام والقعود، البطء والإسراع، الفطرة والتمدّن، الوهم والحقيقة، الصواب والانقلاب عليه، الكلام واختراع ألفاظه وحوارياته» بمعنى أن اللغة التي يستمتع محمد خضير بنحت قوام مفرداتها هي التي ستستولد باصورا. على هذا الأساس يرسم ارتدادات باصورا الجغرافية والتاريخية والثقافية والأسطورية، ليؤثث منصته الذاتية للكلام عن (باصوراه) حيث يؤرخ لذلك الاكتشاف بخروجه لأول مرة من الحيّ الذي يسكنه بخطواته الصغيرة ناحية دار السينما الصيفية كمتلصص سينمائي. وكلما توغل أكثر في «ملاعب الوقت» وابتعد عما يعتقده «الباصوريون» حول مدينتهم «سُرّة العالم» أصبحت باصورا أصغر، حيث أبلى أزواجاً من الأحذية «لا يبليها عشرة مشائين مجتمعين».
كما لعب بالدمى الطينية حتى استحق اسم «اللاعب بالطين» في مدينته التي تعيش اليوم «نسختها الحادية عشرة أو العشرين من باصورا القديمة»، مؤكداً على انتفاء رغبته في دخول باصورا دخولاً فانتازياً، بل بتقاطع بين الحقيقية والمفترضة.
واستعادة أحلام تحافظ على «فوريتها وعلاقتها الوثيقة بالواقع الاجتماعي المتشابك الجذور والمصادر، ولا تتوانى عن الإحالة الصريحة إلى التجربة الشخصية الواقعية أساساً لتأويل
الحلم، وإلى الحقيقة الصلدة مقياساً للخيال المنمّق».
باصورا – هذا المكان السائل كدموع – بتصوره «صنعتها ألعاب الوقت» أو كما يزعم المؤرخون «أن السيف والكتاب وبئر النفط كانت وراء نشوء باصورا». وتلك هي طريقته في التورية اللغوية، والتكثيف المشهدي، واستزراع نصه بغابة من العلامات والوخزات الناقدة. حيث يصنّف لاعبي باصورا إلى ثلاثة أصناف لاستجلاء خدع الأوهام السائدة، لاعبي السطح الوافدين من النسخ البائدة. ولاعبي الكهوف الافتراضيين. ولاعبي أكاديمية الوقت المولودين مع ولادة النسخة الجديدة من المدينة، متسائلاً إن كان سكان باصورا مجرد لاعبين بلا ألعاب، وإن كان العالم يصدق أصلاً بوجود هذه المدينة. ويعرف معجمها الذي «سُلخت منه طبقات». فمشكلة لغة باصورا تكمن في المعاني الظاهرة والمعاني الباطنة، حيث «قُصد أن يحتوي المعجم المسائل المستحدثة التي وسعتها طرق الهجرة والانتشار المتزايد للهجات الهجينة والألفاظ الوافدة».
وهكذا تتهدج نبرته وينحى نصه للرثاء بتداعي المشاهد الآفلة، فكل ما عاشه يتبدد بذرائع مختلفة، كأن يرثي اختفاء خطاطي باصورا الذين كانوا مكوّناً من مكوناتها الروحية، وضياع
ألبوم صور ولوحات المستشرقين والرسامين، معدداً بشكل تفصيلي معالم تلك المنظومة الحُلمية مرتداً إلى ما جاء في (دير قنى) عن باصورا. وما يسميه بالكشكول السرياني الذي يختزن جذور كلماته العربية وطبقات تكونه الثقافي. وبما يشبه مزج الأزمنة، وتركيب الأحلام على الكوابيس من خلال الحصارات المتتابعة رصد لحظة تغييب نجيب محفوظ عن القارئ العراقي، حيث حدثت القطيعة بينه وبين الأديب العراقي «مثل قطيعة نص هيروغليفي مع قرائه». كما رسم نهاية مؤلمة لأبي زيد السروجي الخارج من مقامات الحريري بعد أن استنطقه وطوّح به في فضاء باصورا. ليسرد سيرة شاعرها المنتمي إلى عُصبة (التموزيين) ويقصد بدر شاكر السياب، حيث انطفأت شمسه في المستشفى الأميري في الكويت «وهَمّد البحرُ مبتلعاً آهة الغريب».
لم تتوقف نصوص باصورا عن التقدم إلى الوراء، فهي نصوص يأمل أن «تؤوّل على مذهب المقايضة السردية بنصوص أحلام الرائين الكبار». وهي نصوص منذورة لنبش الماضي للتعرّف على ما آل إليه حاضر المدينة. وهذا هو ما يفسر ارتباطها بالأحلام والمنامات والثيمات المفتاحية، وكذلك الاستعادات الصريحة لمحمود البريكان، ومهدي عيسى الصقر، ومحمود عبدالوهاب، وسعدي يوسف، باعتبارهم من الشهود الباصوريين، الذين يحملون أسماء صريحة. ولهم وجهة نظر ثقافية في المدينة التي لم تكف عن التلوّن والتشكُّل، مقابل السيرورة اليومية الحيّة للمدينة ضمن ما سمّاه (روائح العائلة) في بناء مشهدي تأصيلي لمنظومة من القيم والعادات التي لا يمكن التماس معها إلا على إيقاع (تراجع الزمان). وهكذا يؤسس سرده بشعور (المتخلي) الذي يشعر بأنه مطارد لكنه لا يعرف من يطارده، ولذلك يتفحص الوجوه والفضاءات والأسماء. فذاكرته تختزن «وجوهاً كثيرة مضغوطة في علبة صغيرة، أو محشورة في حافلة كبيرة لنقل الركاب»، وكأنه ينحدر في العُمر والزمان والمكان بميلان هاوية أفقية تتأرجح ببطء. وكما يفتش في الكتب والتاريخ والمخطوطات والخرائط لتقشير طبقات باصورا، يمسح شوارعها صباح كل جمعة برفقة ولده، ابن الخامسة عشرة «بحثاً عن مصدر متاح لأحد كتبي التي أعكف هذه الأيام على تأليفها من بقايا اللغة القديمة». وكأنه يكاشف قارئه بسيرة نصه، حاملاً «بُشرى الكتابة بقلم الواقع الوليد، بعد ليلة مدّلهمة بصور الماضي البعيد المتسابقة للظهور والتجلي»، حيث يذهب بعيداً في المصارحة ليطابق أحلامه بأحلام نجيب محفوظ في ختام مراحل عمره الحياتي والأدبي، ويختبر لمحته على حافة فترة نقاهته. «اقترعَتْ أحلام نجيب محفوظ نقاهة الوعي المجروح في دهاليز الفكر الأصولي المتشدّد. أما أحلامي فقد اقترعَتْ على ما اقترع عليه العراقيون، على المستقبل الغامض الذي يلوح في لاوعي الطقوس اليومية للقتل والتكفير والتهجير. لذا فإن كلا النوعين من الأحلام يقاوم حاجز اللاوعي الكهنوتي، ويكشف اللثام عن تعبير يخطو باتجاه تحقيق رؤيته والنور».
٭ كاتب سعودي

باصورا محمد خضير هذا المكان السائل كدموع

محمد العباس

ما الذي سينبع من سهل نينوى بعد معركة الموصل؟

Posted: 30 Jan 2017 02:13 PM PST

من الذي سيقتطع ماذا بعد معركة الموصل؟ الساسة الكرد، ميليشيا الحشد، الميليشيا الوطنية، حكومة بغداد، أمريكا، التنظيمات الإرهابية سابقا ولاحقا؟
الساسة الكرد يصرون على عدم التنازل عما دفعوا ثمنه دما، كما يقولون، متناسين كيف أعدوا عدة الهرب من عاصمتهم عام 2014، لولا القصف الجوي الأمريكي و قوات التدخل السريع لحمايتهم. حكومة الإقليم بحاجة ماسة الى «العدو»، أيا كان، فهي منخورة بداخلها فسادا ونزاعا بين عائلتي الحزبين الرئيسيين، والمحسوبية والمنسوبية مع انتشار البطالة، وانعدام التنمية الاقتصادية، واعتماد الإقليم باقتصاده على التهريب، بالإضافة إلى كون الإقليم «محمية» عسكرية تابعة، وأن أعلن غير ذلك، من قبل «قوات التحالف» بقيادة أمريكا.ثم إن نزاع الساسة الكرد مع ما يسمى بحكومة بغداد لم يعد يقتصر على المناوشات الكلامية وتبادل قذف نواب الطرفين قناني المياه الفارغة بل تطور إلى مستوى الاقتتال الفعلي. فكيف سيكون شكل المفاوضات «السلمية» بينهما لتقرير مصير «موصل ما بعد التحرير»؟
مع حكومة بغداد بأطرافها المتنازعة، والكرد المتنازعين فيما بينهم، هناك ميليشيا الحشد، المتقاتلة بداخلها ومع الكل (بضمنهم حلفاؤها)، في آن واحد، هادفة إلى نشر رسالة «إسلام ولاية الفقيه» مقابل «الإسلام الوهابي» الذي تراه متمثلا بتنظيم « الدولة» وانتقاما لدم الحسين الذي ترى ان على أهل العراق حمله كالصليب على ظهر المسيح، أو مثل صخرة سيزيف، تجرهم إلى العالم السفلي، عالم الظلام والموت. في الصفوف الخلفية، يجلس أعضاء ميليشيا «الحشد الوطني» الجامع ما بين الرضا والتدريب الأمريكي – التركي. فالمطامع الإقليمية بلا حدود. ولم لا والعراق بلا حكومة وطنية، وقواته لا تعرف معنى الولاء للوطن، والمؤسسات تتقاذفها الطائفية يمينا ويسارا. والإعلام منشغل بإيصال أصوات حكومة لصوص يفضح بعضهم البعض؟
بل وأمتد النزاع، وما يترتب عليه من عنف وانتقام، حاليا، الى تعريف ماهية مدينة الموصل نفسها. كما تتعالى أصوات «مستقلة» داعية الى رسم حدودها واستقلالها أو عزلها عن بقية ما بات يعرف باسم سهل نينوى الذي لم يعد عراقيا بل منطقة « متنازع عليها» بين العرب والكرد والايزيديين والشبك. وأتوقف هنا عن السرد، لأنني، بصراحة، لا اعرف من الذي سينبع من «سهل نينوى»، بعد أيام أو ساعات، من أقوام تطالب بحصتها التي تدعي ملكيتها منذ ما قبل الميلاد بمئات السنين أو بعده بقليل.
بعيدا عن أقوام ما قبل وبعد التاريخ، ومدى أحقيتهم بمدينة يحاولون تغيير هويتها، تسللت الولايات المتحدة عائدة الى العراق، بقوتها العسكرية، ومرتزقتها، وقوات العمليات الخاصة وسيطرتها الجوية المطلقة. ولأن أمريكا حريصة، ظاهريا، على ألا يكون غزوها لبلد ما إلا بدعوة من حكومة البلد أو وفق اتفاقية أو معاهدة « صداقة»، لاحظنا، في الآونة الأخيرة، عودة الحكومة العراقية، متمثلة بوزير خارجيتها ابراهيم الجعفري، إلى عادتها القديمة أي شرعنة الاحتلال عبر قناع تطبيق معاهدة الإطار الاستراتيجي، المُوقـَّعة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكيَّة عام 2008، بعد إعادة تدويرها تحت عناوين على غرار «استثمار الاتفاق الاستراتيجي» أو «علاقة الصداقة والتعاون». وإذا ما أخذنا بيان وزارة الخارجية على محمل الجد، في زمن من الصعب جدا القيام بذلك، فان العمل على إحياء المعاهدة يعني ان الحكومة الحالية عازمة على بيع العراق بالجملة، حماية لمصلحة ساستها وأحزابهم المرتبطين بحبل سرة الأجنبي.
يذكر البيان ان الوزارات التي ستشملها «الشراكة» هي: «وزارات الدفاع، والداخليّة، والنفط، والتخطيط، والمالية، والصحة والبيئة، والتعليم العالي والبحث العلمي، والثقافة، والنقل، والصناعة، والتجارة، والتربية، والإسكان والاعمار، والعدل، والشباب والرياضة، والكهرباء، الموارد المائية، ومكتب رئيس الوزراء، والهيئة الوطنية للاستثمار وجهاز الأمن الوطنيّ، وجهاز مكافحة الإرهاب». بمعنى آخر، أن الإدارة الأمريكية، بسياستها التخريبية تجاه العراق، ستكون حاضرة حتى في دقائق الهواء الذي يستنشقه المواطن، ولنقرأ الفاتحة على كل ما قد يرمز، ولو من باب رفع العتب أو الترقيع والتزويق والادعاء، بسيادة العراق. حيث ستواصل أمريكا استخدام العراق كساحة مقايضة مع إيران على السلاح النووي وسوريا و«الممانعة».
وإذا كان للادعاءات وتصنيع الأكاذيب جوانبها المستندة إلى الواقع، فانها، خاصة إذا كانت صادرة عن السيد الجعفري، لا تخلو، والحق يقال، من سعة الخيال والطرافة، حيث يؤكد ان هدف المعاهدة هو «زيادة حجم التعاون بين بغداد وواشنطن في المجالات كافة». مما قد يوحي للمواطن المسكين ان العلاقة بين البلدين متكافئة في كل المجالات في الوقت الذي أصبح فيه العراق، بلدا متنازع عليه، تتكالب عليه دول الجوار والعالم من كل الاتجاهات.
تحت هذه الظروف يصبح السؤال الرئيسي عن مدى نجاح سياسة تغيير هوية العراق، وليس مدينة الموصل لوحدها، في خضم حملات التزوير وفبركة القوميات والهويات وشراهة القضم الجغرافي؟
تؤكد يوميات الإضرابات والاعتصام في طول البلاد وعرضها احتجاجا على الفساد والطائفية، بأن عملية تغيير ملامح العراق ليست بالسهولة التي افترضها المحتل وساسته، وأن تشكيل الوعي الزائف لم يحقق النجاح السريع الذي كان متوقعا، لذلك يواصل الساسة حملات تكميم الأفواه والاختطاف والاعتقالات، وضخ الأموال الطائلة لشراء الولاءات الفرعية، وتسويق « الشراكة الاستراتيجية» مع أمريكا، وتقديم شباب الطبقة المسحوقة قربانا للأكاذيب. كل ذلك على أمل ديمومة الحاجة لبقائهم كعملاء محليين.

٭ كاتبة من العراق

ما الذي سينبع من سهل نينوى بعد معركة الموصل؟

هيفاء زنكنة

ترامب وجنونه: أليس فيكم رجل رشيد؟

Posted: 30 Jan 2017 02:13 PM PST

الأسبوع الأول من حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أدخله التاريخ من حيث أنه كان دراميا، بالوقائع وبالخيال. اختار الرجل إنهاء ذلك الاسبوع بقرارات تنفيذية خطيرة وغير واقعية، ما كان عقل سويّ سيقبلها في سياق آخر.
نحن أمام رجل لم يتغيّر ولم يتراجع. ترامب المرشح للرئاسة هو نفسه ترامب الرئيس، مع سلطات واسعة وخطيرة بين يديه لا يبدو أنه سيقصّر في استعمالها. قرار منع مواطني سبع دول مسلمة من دخول أمريكا يضع العالم أمام أمر واقع غير مألوف، لأنه يصدر ويُنفّذ عكس التيار، في زمن حركة الشعوب وتداخل الثقافات والحركة التجارية.
لا شيء يمنع تنفيذ هذه القرارات على أرض الواقع. لكن عمليا ستكون لها تبعات معقدة وغير إنسانية، وتترتب عنها قصص ستكون جديرة بأن تغذي الأدب والسينما العالميين.
إذا كانت القرارات قد أصابت بالذهول قادة أوروبيين، فمن باب أولى أن تحرك حكومات ومجتمعات الدول التي مستها.
لكن لا حياة لمن تنادي بما أننا أمام أشباه دول تتراوح أوصافها بين الفاشلة والآيلة إلى الفشل.
لا شيء ولا موقف يُنتظر من الحكومة السورية. ليبيا ميؤوس منها للمئة سنة المقبلة. لا شيء يؤمل من اليمن ولا خير في الصومال وفي العراق. حكومة السودان تحاول، بفشل بائن، لعب دور الرافض والمحتج. مرة أخرى ستتميز إيران وتنفرد. كانت إيران ستتميز حتى لو لم يشمل ذلك القرار شعبها، لأنها في السنوات الخمس الأخيرة احترفت تسجيل الأهداف في المرمى العربي الشاغر.
هاته الدول، وغيرها لو وُجدت في القائمة، ما كانت لتغيّر من الواقع شيئا أو تجرؤ على دعوة ترامب إلى التراجع. أمر مفهوم ولا أحد يطالب بأكثر منه، لو كان الأمر يتعلق بقرارات اتُخذت بناءً على قناعات وحسابات سياسية. الأمر يتعلق أكثر بقرارات دوافعها عرقية وعنصرية ودينية، في زمن ليس فيه غير حديث العرق والدين والإثنيات.
هذا الذي كان مأمولا أن يحرك النخوة الميتة لدى حكومات الشعوب المشمولة بقرار الجمعة.
أفضل المأمول كان أن ترد هذه الحكومات بما يشبه المثل، وتوقف التعاون الاقتصادي والفني مع الولايات المتحدة، وتعلق دخول الأمريكيين إلى أراضيها. وما كان ذلك سيضر الإدارة الأمريكية الجديدة لأن شعارها الجديد هو «نأكل أمريكي ونلبس أمريكي ونركب أمريكي».
البدائل موجودة في الصين والهند إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية، وكلها تنتظر الفرصة لملء الفراغ. الاستغناء عن أمريكا أصبح ممكنا وفي كل المجالات. وسيصبح متاحا أكثر كلما زادتها قرارات ترامب المقبلة عزلة وانغلاقا على نفسها.
دول الخليج في يدها الكثير لو تريد أن تضغط وتعرف كيف. ربما لن تستطيع منع وجود عسكري أمريكي فوق أراضيها لحمايتها من التغوّل الإيراني، لكنها تستطيع أن تناور وتقول «ممنوع البيرة للعسكريين» لأننا أرض مسلمة! و»ممنوع اختلاطهم نساء ورجال لأننا ندين بديانة تمنع الاختلاط»! وممنوع إقامة احتفالات الميلاد والفصح «لأننا ندين بديانة مختلفة لا يحبها رئيسكم».. إلخ.
لكن بدل إبداء شيء من التضامن سارعت دول، تقدمتها مصر، إلى تنفيذ قرار ترامب في مطاراتها منذ السبت.
تصرفت القاهرة ـ وغيرها ـ مدفوعة بـ»روح التعاون» مع أمريكا مثلما تصرفت، وحكومات أخرى، مع إدارة جورج بوش الإبن غداة هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 عندما تسابق العالم لإبداء فروض الطاعة والولاء.
تصرفت القاهرة، وبعدها الأردن، وكأن المصريين والأردنيين غير مشمولين بما صدر في واشنطن من قرارات. بلى، إنهم مشمولون حتى لو تتضمن القائمة مصر أو الأردن بالإسم.
ليست القاهرة أو عمّان استثناء، وليستا «الأجبن» في القطيع، بل هما أول مَن فُرض عليه أن يتعامل مع القرار. دول أخرى كانت ستتصرف مثلهما تماما، بلا تردد.
البدائل الحقيقية بين أيدي المجتمع المدني في الغرب، وفي يد القضاة والمحامين والإعلاميين والنقابيين. ثم في يد المجتمع المدني المحسوب عرقيا علينا في الجزء الشمالي من العالم، والذي هبت عليه بعض نسائم الحرية والنضج. وقد أثبت المجتمع المدني هناك أنه حيّ ينبض بالروح.
أطرف ما في الموضوع أن هذه القرارات تصدر عن رجل متزوج من مهاجرة دخلت البلاد بطريقة غير شرعية وتجنست حديثا جداً، ويبدو إلمامها باللغة والثقافة الأمريكيتين متواضعا جدا. وقبلها تزوج من سيدة قادمة من تشيكوسلوفاكيا عندما كانت بمثابة سجن من سجون المعسكر الاشتراكي الشيوعي.
المؤلم أن هذه القرارات تصدر من رجل بنى ثروته الطائلة من الاستثمار لدى الغير، ويقود دولة بنت قوتها من جمال الفسيفساء الثقافي والعرقي لمجتمعها وتسامحه الديني والعقائدي.
أخيرا، يحق التساؤل هل سينجح هذا الرجل بجرأته المتهورة تلك أن يفرض حمائيته الزائدة في ـ وعلى ـ بلد أذرعه الاقتصادية والمالية والحربية في كل مكان؟ هل يستطيع حماية بلد بمؤسسة حكم لا تصبر طويلا بلا حروب ونزاعات؟ هل سترضى هذه «المؤسسة» بالوضع الجديد؟ هل ستأمن على مستقبلها من هذا الرجل؟
لا شيء يضمن انها ستتحمله إلى النهاية. ونماذج الحلول موجودة.. جون كينيدي في 1963 وريتشارد نيكسون في 1972.

٭ كاتب صحافي جزائري

ترامب وجنونه: أليس فيكم رجل رشيد؟

توفيق رباحي

ولماذا مصر فقيرة؟

Posted: 30 Jan 2017 02:12 PM PST

يقول دييجو مارادونا لاعب كرة القدم الشهير: «زرت الفاتيكان يوما ورأيت سقفا مصنوعا من الذهب، وسمعت البابا يتحدث عن قلقه على الأطفال الفقراء.. ثم ماذا؟ بيعوا السقف». تعليق في قلب التناقض الذي نشاهده كثيرا، خاصة عندما يكون المتحدث من أصحاب السلطة وبحكم منصبه قادر على اتخاذ القرارات التي تتعامل مع الفقر أو تخفف عن الفقراء.
تعليق يطرح نفسه أيضا في سياق حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الشباب، الذي عقد في محافظة أسوان عن فقر مصر، من دون أن ينظر لتناقض المقولة مع السياق، وحتى مع فكرة دورية انعقاد مؤتمر لم يقل أحد للمواطن ما هو مردوده الحقيقي على الدولة والشعب، وما هي أهميته لدولة بهذا الفقر الذي يشير إليه، ليعقد بشكل شهري مثله مثل الكثير من المشروعات التي يعلن عنها بوصفها مشروعات قومية. المؤتمر الذي عقد يومي 27ـ 28 يناير 2017، بوصفه المؤتمر الشهري الثاني، لابد أن يكون ضمن سؤال كبير عن أسباب فقر أو إفقار المحروسة.
مؤتمر يعقد بحضور 1300 مشارك ولا أحد يحاسب على ضرورته من عدمها أو تكلفته مقابل مردوده، وفي الوقت نفسه يقول الرئيس فيه إن الدولة فقيرة جدا، في كلمة قاطعة تطلق وكأنها حقيقة مطلقة، لا تميز بين ما تملكه مصر من موارد وإمكانيات غنيه وثرية وما تتعرض له من سياسات فقيرة ومفقرة عبر عقود. فقر تم التعامل معه بوصفه جزءا من حمولة العيوب التي يفترض أن تضيف لعظمة الحاكم، بدلا من أن تثير سؤالا عن مسؤولية كل نظام في استمرار الفقر بدلا من مواجهته، ووضع استراتيجيات حقيقية للتنمية. استهدف الحديث من يركز على السلبيات ويتناسى فقر مصر، حاملا رسالة تقول إن ما يقدمه الحاكم مهما كان هو إنجاز لأننا في دولة فقيرة جدا، حيث قال: «أنا جاي هنا عشان تفهموا أهل الشر مش عايزينكم تعيشوا.. بيقولك خلي بالك ده مش سائل فيك، خلي بالك دول مش واخدين بالهم منك، خلي بالك ده ما بيأكلكش، خلي بالك ده ما بيعلمكش، بس ما قالكش خلي بالك إن انت فقير قوي، ما حدش قالك إن انت فقير قوي، لا يا ريت حد يقولكم إن احنا فقرا قوي فقرا قوي». وعندما ظهر صوت من بين الحضور زاد السيسي من حدة حديثه وارتفاع صوته قائلا: «إسمع الكلام، إسمع الكلام أحنا بنقول لكم المرض». كانت حدة الخطاب واضحة، ومحافظته على الصوت الواحد الأكثر ارتفاعا والرافض للحديث مسيطرة، لأنه وحده يعرف المرض كما يرى. ولكن المرض ليس في أهل الشر فقط، والحل ليس في الصوت الواحد، كما أن المسؤول لا ينفق على الدولة المصرية والمواطن ليس عالة على المسؤول.
والسؤال، هل يصح أن نتكلم عن ضرورة التقشف والفقر، ثم نعقد مؤتمرات شهرية وسفريات ورحلات ووفود مصاحبة بتلك الصورة؟ وهل تخضع تلك المؤتمرات لدراسات جدوى؟ وهل قياس الناتج عنها مع التكاليف التي تحتاج إليها ينفي وجود آليات أخرى لتحقيق أهدافها؟ بالطبع يوجد ولكن هناك حاجة لوضع الزعامة في مواجهة الكاميرا، وتركيز الأضواء على حديث الإنجازات، وتكرار فرصة الظهور الشهري وتجديد خطاب الأرقام عن إنجازات لا يشعر بها المواطن بالضرورة على أرض الواقع، في ظل المعاناة التي تواجهه للحصول على خدمة صحية أو مواد غذائية أصبحت بعيدة عن متناوله، في ظل الانخفاض الحاد في قيمة الجنيه والارتفاع الحاد في الأسعار.
هل يصح أن نتكلم عن التقشف وضرورة الصبر على الأوضاع الاقتصادية وإلغاء بطاقات التموين، في وقت تقوم فيه الحكومة بطلب رفع رواتبها، ويسافر رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية في طائرة خاصة، في حين أن العديد من الدول تلزم المسؤول باستخدام الدرجة الاقتصادية في الطائرات العادية. وإن كانت تلك حالة لمسؤول نعرف عنه عبر الأخبار، فلماذا لا توجد ضوابط معلنة تحدد حركة المسؤولين بما يتماشى مع ما تفرضه العديد من الدول لحماية أموال الشعب، وبما يحد من النفقات غير الضرورية ويضع ضوابط يمكن الاحتكام إليها لحماية المال العام؟ وفي السياق نفسه هل يصح أن نتكلم عن التقشف والفقر ويقوم مجلس النواب بشراء ثلاث سيارات ملاكي بقيمة 18 مليون جنيه يعلن عنها عبر سؤال وجهه عضو البرلمان النائب محمد أنور السادات لرئيس المجلس، عن شراء السيارات، رغم أنها لم تكن مدرجة بالأصل في مشروع موازنة المجلس قبل اعتماده، مؤكدا على أنها أضيفت بعد ذلك باعتماد تم تمويله من بنك الاستثمار القومي. ورغم نفي المجلس، أكدت البيانات الواردة عبر السادات وعبر الحساب الختامي لموازنة المجلس لعام 2015 ـ 2016 التي نشرها وجود اعتماد إضافي بمبلغ 22 مليون جنيه بند وسائل النقل، بعد أن كانت صفرا. في وقت يفترض أن يكون هناك ترشيد نفقات، فإن هذا الترشيد يفترض أن يبدأ في مؤسسات الدولة، وفي الأرقام الكبيرة، ولكن غياب الشفافية يؤدي إلى الكثير من الإهدار. بالطبع يحدث هذا لأن الشعب هو من يدفع ولا يفترض به أن يعرف، وإن عرف لا يفترض به أن يحاسب، وإن طرح أسئلة يمكن أن يرد عليه بالكلام المكرر عبر عقود، عن الواجهة وشكل العضو وما يمثله من مكانة للدولة والمؤسسة التي يمثلها، وكلها جزء من خطاب مستهلك يصب في استمرار حالة سوء الاستخدام، وإهدار أموال الدولة.
هل يصح أن نتكلم عن التقشف والأزمة الاقتصادية، وأن يزيد بناء السجون بتلك الصورة ليصبح السجن المركزي في منطقة الطور في جنوب سيناء، الذي صدر قرار إنشائه في يناير الحالي هو السجن رقم 21 خلال الست سنوات التي تلت ثورة 25 يناير. وهو أمر يطرح الكثير من التساؤلات حول أسباب تضاعف عدد السجون والحاجة إليها، إن كانت تعبيرا عن تضاعف عدد الجرائم فعليا، أم جزءا من وضع سياسي عام، خاصة أنها تمثل عامل ضغط آخر على موارد الدولة، وعلى قيم أخرى تم رفعها خلال ثورة يناير وما بعدها.
هل يصح أن نتكلم عن التقشف والفقر في وقت يتم الإعلان في كل لقاء تقريبا
عن مشروع قومي ما؟ وهل يفترض أن عقد مؤتمر شهري للشباب في المحافظات سيرتبط بطرح مشاريع قومية؟ وإن حدث الإعلان، كيف يتم التنفيذ ووفقا لأي خطط وموارد؟ وألا يتناقض كل هذا مع أحاديث سابقة للرئيس نفسه وهو يؤكد أنه لن يعلن عن أي مشروع قبل وجود دراسات واضحة له؟ وهل يمكن منطقيا لدولة في وضع طبيعي، وليس في وضع الأزمة الاقتصادية القائمة، أن تقوم بتنفيذ مشروعات قومية بالتوازي في كل المحافظات؟ ومتى تظهر نتائجها ومن يحاسب عليها ومن يستفيد منها حقا؟ كلها أسئلة لا تشغل النظام وهو متفرغ لملف الأرقام التي تؤكد على عدد المشاريع التي أعلنت والخطط التي وضعت، وكلها أمور لا تصل للمواطن فعليا، وتظل مساحة لإنفاق المزيد من الموارد، من دون مردود حقيقي مباشر يخفف من الأزمة الاقتصادية أو يقلل من الفقر.
وفي النهاية، هل لا يدرك السيسي التناقض بين خطاب «بكرة تشوفوا مصر» وخطاب «أشباه الدول» و»الوطن الضائع» والدولة «الفقيرة» جدا؟ أو التناقض بين حديث الإنجازات والقدرة على التقدم من دون أسانيد واضحة من حالة «أشباه الدول والفقر القوي»؟ طبعا يدرك ولكن الإدراك هنا يختلف عن فكرة التناقض، ويخدم فكرة التفرد والزعامة. إدراك السيسي مرتبط بقراءته لدوره في المشهد المصري، فهو فقط القادر على أن يحدد المشكلة، هو فقط الذي يعرف أهل الشر ويعرف أساليبهم، وهو وحده القادر على ضبط إيقاع «شبه الدولة الفقيرة جدا التي تفتقد للتعليم اللازم لحمايتها في مواجهة الأعداء»، وبالتالي هو وحده القادر على إدارة مصر إلى «بكره» الذي لا نعرف له تاريخا محددا، ولكنه موجود في مكان ما في تصوره. تصور لا يساعد وضع السجادة الحمراء أو أحاديث أهل الشر على إيضاحه أو ضمانه في ظل واقع تتم فيه الإضافة لجيوب الأغنياء والسحب من جيوب الفقراء، ويبدو أن الفقر فيه يزدهر في ظل إفقار مباشر وغير مباشر وسياسات لا تتسم بالشفافية ولا تحاسب أصحاب السلطة.
كاتبة مصرية

ولماذا مصر فقيرة؟

عبير ياسين

تركيا وترامب وروسيا والمنطقة الآمنة في سوريا

Posted: 30 Jan 2017 02:12 PM PST

كانت الحكومة التركية من اوائل من دعا لإقامة مناطق آمنة داخل سوريا للهاربين من القتل والجرائم، التي يقوم بها نظام الأسد، وبالأخص بعد أن أخذت أفواج اللاجئين السوريين تتدفق نحو تركيا بعشرات الآلاف يومياً، فتركيا طرحت فكرة المناطق الآمنة منذ عام 2012 حتى تكون هذه المناطق ملاذات آمنة للشعب السوري، وحتى لا يضطر للخروج من بلاده.
وقد حاولت بعض الدول الأوروبية تفهم الأمر، ولكن إدارة أوباما في أمريكا رفضت هذه الفكرة، بحجة كلفتها المالية، وتعذر ضمانها عسكرياً، بينما كانت خطتها ترك الأزمة السورية تتوسع داخليا وخارجياً، بهدف إضعاف المنطقة كلها أمنيا وعسكرياً، بالتوافق مع الرؤية الإيرانية التي كانت لا تزال تفاوض جون كيري حول ملفها النووي، حتى قيل إن إيران تنازلت عن مشروعها النووي مقابل توسيع نفوذها السياسي والعسكري والأمني والاجتماعي والديمغرافي في سوريا والعراق ولبنان واليمن، والمنطقة العربية بما فيها دول الخليج العربي لاحقاً، بينما جاءت إدارة ترامب بخطة وأفكار جديدتين في المنطقة والعالم، في مقدمتها إقامة منطقة آمنة في سوريا لحماية المدنيين، وعدم تركهم يهاجرون إلى أوروبا ولا إلى دول الجوار.
هذا الخطوة الأمريكية بإقامة منطقة آمنة في سوريا، وما يتبعها من إقامة ملاذات آمنة للسوريين على أراضيهم وحمايتهم من العدوان، سواء بالقصف الجوي او البري، وهذا يتطلب منطقة حظر طيران فوق هذه المناطق، سواء كانت في شمال سوريا على الحدود التركية، أو في المناطق الجنوبية على الحدود الأردنية، او المناطق الغربية على الحدود اللبنانية، ما يعني أن سوريا كاملة سوف تصبح تحت هيمنة الطيران الأمريكي والدولي، الذي سوف يحظر الطيران فوقها، وعلى الأخص الطيران الحربي، سواء كان لجيش بشار الأسد أو الجيش الروسي. والجيش الروسي كان يظن أنه أصبح صاحب الكلمة الأولى والعليا في سوريا، لذلك كان طبيعيا أن يأتي الموقف الروسي معبرا عن عدم رضاه، وهو لا يجرؤ على رفضها، لذلك عبّر عن استغربه من أن أمريكا لم تشاوره بالأمر، وكأن بوتين كان ينتظر ان يستأذنه الرئيس الأمريكي ترامب لإقامة هذه المنطقة، أو المناطق الآمنة في سوريا، بل ذهب البيان الروسي إلى تحذير أمريكا من عواقب هذه المناطق الامنة، إن شرعت امريكا لإقامة هذه المناطق دون موافقة روسية.
لا شك أن القرار الأمريكي لإقامة مناطق آمنة في سوريا يمثل صدمة للقيادة الروسية، خاصة أنه جاء دون إخبار روسيا بذلك، فقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف: «إن الحكومة الأمريكية لم تشاور روسيا قبل أن تعلن نيتها إقامة مناطق آمنة في سوريا»، وقال: «إن على واشنطن أن تفكر في العواقب المحتملة لتنفيذ هذه الخطة، وإن من المهم ألا تفاقم أوضاع النازحين». هذا الموقف الأمريكي يعني أن أمريكا سوف تغير من طريقة تعاملها مع الأزمة السورية اولاً، وربما يشمل ذلك كل سياستها في المنطقة أيضاً، أي أن القرار الأمريكي يشير إلى مرحلة أمريكية جديدة في سوريا، من أهم معالمها أنها لن تعير الأطراف المشاركة في الأزمة من الدول الخارجية أي قيمة، كما كانت تفعل إدارة أوباما من قبل، وقد يكون من ضمنها السعي الجدي لقطع علاقات أمريكا مع التنظيمات الارهابية في المنطقة، وهو ما تأمله تركيا وتطالب به، لذا كان من الطبيعي أن تؤيد تركيا الخطوة الأمريكية، فقال المتحدث باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو: «إن بلاده تؤيد منذ فترة إقامة مناطق آمنة في سوريا لحماية النازحين»، وحيث أن الرئيس ترامب طلب تقديم دراسة عن الخطوات التنفيذية في هذا الاتجاه من وزارتي الدفاع والخارجية، أضاف أوغلو: «إن المهم هو نتائج هذه الدراسة، وما نوع التوصية التي ستخرج بها»، علما بأن هناك دراسات أمريكية عديدة منذ عهد اوباما، ولكن القرار لم يتخذ في ذلك الوقت، وهو ما يفتح الأسئلة المشككة عن اهداف ترامب الحقيقية من المناطق الآمنة؟
من المهم التأكيد والتأييد للفكرة نفسها، وعلى الأخص إذا كانت تعني تقديم العون والحماية للسوريين داخل بلادهم، بحكم ما قاله ترامب نفسه: «سأقيم بالتأكيد مناطق آمنة للمدنيين في سوريا، وأعتقد أن أوروبا ارتكبت خطأ جسيما باستقبالها ملايين اللاجئين والسماح بدخولهم إلى ألمانيا وغيرها من الدول، ما جرى هناك كان كارثة، ولا أريد حدوث ذلك هنا»، فالفكرة وجود تصور عن أخطاء ارتكبت في الفترة السابقة إيجابي، وإصلاح الأخطاء إيجابي أيضاً، وأن ترامب ملتزم بوعوده في حملته الانتخابية، حيث وعد خلال عرض ملامح سياسته الخارجية بإقامة مناطق آمنة في سوريا، وقال: «إن دول الخليج هي التي ستمولها».
لقد جاء في مسودة الأمر التنفيذي «توجه وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الدفاع في غضون تسعين يوما من تاريخ هذا الأمر بوضع خطة لتوفير مناطق آمنة في سوريا، وفي المنطقة المحيطة يمكن فيها للمواطنين السوريين الذين نزحوا من وطنهم انتظار توطين دائم مثل إعادتهم لبلادهم أو إعادة توطينهم في بلد ثالث»، وهذا يعني أن القرار الأمريكي سوف يتعاون مع الدول المجاورة لسوريا أولاً، والدول التي فيها مواطنون سوريون بأعداد كبيرة ثانياً، وفي مقدمة هذه الدول تركيا، وحيث أن تركيا بعد أن فقدت الأمل في مشاركة أمريكا في إقامة منطقة آمنة سابقاً، عمدت إلى إقامتها بنفسها وبموافقة روسية أيضاً، بحكم تواجد روسيا العسكري في سوريا، فإن من اهم اهداف عملية درع الفرات كان إقامة منطقة آمنة شمال سوريا بمساحة خمسة آلاف كم2، تمكنت تركيا حتى الآن من إقامة هذه المنطقة على مساحة الفي كم2، وإن من يقف دون توسع هذه المنطقة هي إيران وميليشياتها، التي تعرف أن مبدأ المناطق الآمنة سوف يحبط مشروعها، ولعل توقف أو تأخير توسيع المنطقة الآمنة بعملية درع الفرات عند مدينة الباب، التي ابتدأت باستهداف ثلاثة جنود اتراك قبل شهرين، أصبحت واضحة المعالم، فمن يعطل ويمنع إقامة المنطقة الآمنة هي إيران وميليشياتها، وكانت روسيا قد وافقتها على ذلك في البداية، ولكن مصالح روسيا مع تركيا غيرت المعادلة مع إيران، وكذلك عدم حاجة إدارة ترامب لالتزامات امريكا السابقة مع إيران في قضية الملف النووي سوف يغير التفاهمات الإيرانية الأمريكية في سوريا، وهذا يجعل أمريكا في حل من التزاماتها مع إيران أولاً، ويجعل الموقف الأمريكي الجديد متناغم مع الموقف التركي من دون تعارض مع الموقف التركي الروسي أيضاً.
كاتب تركي

تركيا وترامب وروسيا والمنطقة الآمنة في سوريا

محمد زاهد غول

ما مضمون وثائق الاستخبارات العربية إذا تمت إزالة السرية عنها؟

Posted: 30 Jan 2017 02:12 PM PST

كشفت الاستخبارات الأمريكية في شهر يناير الجاري عن 12 مليون وثيقة من الوثائق التي كانت تعتبر حتى السنوات الماضية مصنفة بالسرية، والتساؤل الذي نطرحه بالمناسبة، ما هو مضمون وثائق المخابرات في العالم العربي لو تمت إزالة السرية عنها؟
ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي تقدم فيها إدارة الاستخبارات الأمريكية المعروفة بالحروف اللاتينية CIA، على إزاحة السرية عن وثائق حررها عملاؤها في مختلف مناطق العالم، أو في شعبة التحليل في مقرها في لانغلي في فيرجينيا، بل حدث الأمر في الماضي. وهذه الوثائق تعتبر مرجعا مهما لسببين، الأول وهو المعلومات السرية التي تتضمنها، وإن لم تعد سرية الآن، وبالتالي هي مرجع مهام للغاية للمؤرخين والباحثين في العلاقات الدولية.
ثانيا، وارتباطا بالنقطة السابقة، تسمح هذه الوثائق بتشكيل فكرة عن كيفية صناعة القرار الأمريكي تجاه مختلف دول العالم. صناعة القرار ترتكز على المعلومة وتحليلها وتقييم السيناريوهات المرتبة.
وشخصيا، اطلعت على عشرات من هذه الوثائق حول المغرب ودول الجوار من إسبانيا والجزائر، علاوة على نزاع الصحراء، وهذا ساعدنا في فهم نسبة لا بأس بها من الأحداث التاريخية. وإذا أزاحت فرنسا السرية عن وثائق الخارجية والاستخبارات ستكون مكملة بشكل كبير لفهم الأحداث، نظرا لنفوذها التاريخي في المغرب العربي – الأمازيغي وتغلغلها في دواليب هذه الدول.
مبادرة الاستخبارات الأمريكية ليست جديدة وليست وحيدة، فقد قامت دول أخرى، ومنها بريطانيا بالكشف عن وثائق الخارجية أساسا، كما فعلت الاستخبارات الإسبانية الأمر نفسه، ولكن مع وثائق قديمة جدا ولا تتعلق بالعقود الأربعة الأخيرة. وما يمكن استخلاصه من مختلف وثائق الاستخبارات والخارجية هو مدى عمل هذه الأجهزة من أجل الدفاع عن مصالح شعوب الدول التي تنتمي إليها، ولكن من دون الإساءة إلى مواطنيها. وهذا الوضع يجرنا إلى تكرار التساؤل الذي طرحناه في البدء: على ماذا سنعثر في وثائق الاستخبارات العربية في حالة الكشف عن مضمونها؟ الجواب على هذا التساؤل يجرنا الى ضرورة معرفة نوعية الاستخبارات في العالم العربي، هل هي استخبارات بمفهومها الراقي والمتقدم الذي يمكن اختزاله في خدمة الشعب أو حماية الدستور؟ أو هي أجهزة في خدمة السلطة الحاكمة، هذه الأخيرة التي ليست ديمقراطية؟
في البدء، معظم الأجهزة الاستخباراتية في العالم العربي بعيدة كل البعد عن المفهوم الراقي للاستخبارات الذي أشرنا إليها، فهي استخبارات تعتمد جمع المعلومات مثل الاستعلامات البوليسية، ولا تعتمد في الغالب على التحليل للمساهمة في صناعة القرار، الذي يخدم مصلحة الشعب والوطن. وإذا حدث وقامت بالتحليل، فهي تبدع في رواية تعرض البلاد لمؤامرات بما يفوق أكبر مبدعي الخيال العلمي. في الوقت ذاته، معظم أفراد الاستخبارات في العالم العربي يتعاطون مع الناشطين السياسيين أو العاملين في الحقل السياسي عموما، كما يتعاطون مع الإجرام، لا فرق بين السياسي والمجرم، وإن كان الأخير لا يحظى بالمحاربة والمكافحة مثل السياسي. وهكذا، فبينما تستقطب الأجهزة الغربية طلبة نابغين من كبريات الجامعات، تستقطب الأجهزة العربية من الأحزاب الوحيدة ومن الشرطة والفاشلين من الجامعات.
وإذا كانت الدول العربية تفتقر للتعددية السياسية الحقيقية، فهي تشهد التعددية في أجهزة الاستخبارات بشكل مثير ومرعب، إذ تتجاوز دولا مثل المانيا وفرنسا وبريطانيا، وتتنافس في هذا الصدد مع روسيا والولايات المتحدة، علما بأن الدولة الأخيرة لديها أجندة عالمية، سياسيا واقتصاديا وثقافيا وعسكريا، بينما العربية لديها أجندة واحدة تتلخص في قمع الشعوب العربية والسيطرة عليها. وتعداد الأجهزة الاستخباراتية للتنافس في خدمة الحاكم في العالم العربي لا تنفع عند «الامتحان الحقيقي» الذي هو ثورة الشعوب. ويقدم الربيع العربي درسا رائعا في هذا الصدد، فجيش الاستخبارات لم يحم الرئيس حسني مبارك من السقوط عام 2011، كما أن التعدد الاستخباراتي التونسي لم ينفع الرئيس زين العابدين بن علي الذي جرى طرده، والأمر نفسه مع الرئيس الليبي معمر القذافي الذي سقط. فهي لم تقف سدا أمام انتفاضة الشعوب، ولم تستطع رصد ما يعتبرونه مؤامرة أطراف خارجية لتفجير الربيع العربي، فقد خسرت في امتحان الداخل والخارج. وكما فشلت في حماية الأسماء المذكورة ستفشل مستقبلا في حماية أولئك الذين يستمرون في قمع شعوبهم وملاحقة مواطنيهم السياسيين. وهكذا، إذا حصل وتمت عملية الكشف عن مضمون وثائق الاستخبارات في كل دولة عربية، لن تحدث المفاجأة، فهي وثائق لا تتضمن حماية مصالح البلاد العليا، بقدر ما هي تبدع في حماية الحاكم وتبرير جرائمه السياسية والمالية وتعزيز الفساد. لا تتضمن تقارير عن دول أجنبية ومنها غربية، بقدر ما تتضمن متابعة الناشطين، وبطبيعة الحال الإبداع في الكذب الى مستوى متدن، والإبداع في تركيب الملفات وتلفيق التهم لاعتقالهم.
ولعل من العناوين الدالة على هذا الوضع، أن معظم الدول العربية لديها مشاكل ترابية – حدودية، ولم يساهم أي جهاز استخباراتي في حماية وحدة البلاد من التفتت الداخلي، وتفادي التنازل للخارج. في الوقت ذاته، تجد الاستخبارات العربية وقد أصبحت مجندة لتلبية طلبات الاستخبارات الغربية، مثل استقبال مشتبه فيهم بالإرهاب لتعذيبهم، بينما العربية فيما بينها تعيش حربا ضروسا ممتدة في الزمن بسبب عداوة الحكام بينهم. لكن تبقى الطامة الكبرى أن بعض الحكام العرب كانوا عملاء لدول أجنبية، وقد كشفت وثائق عن هذا في الماضي. ويحدث إما لأنهم يخافون من ملاحقة قضائية دولية، بسبب خرقهم لحقوق الإنسان وسرقتهم أموال الشعب، أو تحت ضغط الكشف عن ملفات أخلاقية تورطوا فيها. لهذا، لا تنتظروا إزالة السرية عن هذه الوثائق، فمضمونها معروف للغاية: خدمة الحاكم وقمع الشعب.
كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي»

ما مضمون وثائق الاستخبارات العربية إذا تمت إزالة السرية عنها؟
 
د. حسين مجدوبي

فلسطينيو لبنان والحياة بطعم الموت

Posted: 30 Jan 2017 02:11 PM PST

من يستمع لروايات وقصص العذاب التي يعيشُها الفلسطينيون في لبنان، لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يضبط نزيف الدموع من عينيه، ولا فيضان الأسئلة من دماغه، فكيف لو رأى بعينيه أو زار أو عاش في مخيم من مخيمات الإذلال والعذاب التي يعيش فيها آلاف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، الذين يعانون من حالة عقاب جماعي تعسفي، لا علاقة لها بأي ذنب ارتكبوه، بل الكارثة الأكبر أن غالبية هؤلاء من المولودين على أرض لبنان.
يسود الاعتقاد أن نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني يعيشون في لبنان، إلا أن وكالة «أونروا» قالت في عام 2010 إن العدد أقل من ذلك بكثير، حيث يتراوح بين 260 و280 ألفاً فقط، إذ يبدو أن عدداً كبيراً منهم هرب من الحياة المأساوية، وفرَّ إلى أماكن أخرى، ما يعني أن اللاجئين الفلسطينيين من حملة الوثائق اللبنانية ربما يصل عددهم الى نصف مليون، أما من لا يزال فعلاً على أرض لبنان فهو نصف هذا العدد في أحسن الأحوال.
أما المعلومة الأهم فهي أن نصف هؤلاء الفلسطينيين لا تزيد أعمارهم عن 25 عاماً، و53% منهم من النساء والفتيات، ما يعني أن الأغلبية الساحقة منهم مولود في لبنان ولا علاقة له مطلقاً بكل الصراعات التي شهدتها البلاد خلال العقود الماضية، بما فيها الحرب الأهلية التي انتهت في عام 1990. يولد الفلسطيني في لبنان فيجد نفسه محروماً من كل معاني الحياة وتفاصيلها، فهو يحمل «وثيقة سفر» وليس جواز سفر كالذي يحمله باقي البشر، وهو ممنوع من العمل في 72 مهنة، وممنوع من الحصول على الحقوق المدنية والإنسانية الأساسية، بما فيها التعليم والعلاج (إلا من خلال وكالة الأونروا)، وهو ممنوع أيضاً من التملك والتنقل والبناء والتعمير والتطوير، وليس أمامه سوى الإقامة في مخيمات محاصرة ومغلقة وممنوع عنها أي نوع من إمدادات الحياة.
مخيمات الفلسطينيين في لبنان، مثل عين الحلوة وبرج البراجنة ونهر البارد، ما زالت على حالها تقريباً منذ أقيمت في عام 1948، لا بل هي قابعة تحت الحصار خوفاً من أن يتجرأ أحدهم ويقوم بأي تغيير عليها، ولذلك فإن بعض العائلات تعيش في منازل ليس لها سقوف منذ النكبة، فضلاً عن أن تلك المخيمات لم تتوسع ولو متراً واحداً، كما أن مبانيها لا يمكن أن تتوسع طولياً أيضاً لأن أغلبها بدون سقوف، ومن كان يتمتع بنعمة السقف فسقفه لا يحتمل المزيد من البناء.. وهكذا يتكدس فلسطينيو لبنان في علب صغيرة داخل مخيماتهم. في الوضع المأساوي لفلسطينيي لبنان الكثير من التفاصيل؛ حيث يتحدث أحدهم عن «أزمة الموت»، إذ منذ ستين عاماً لا تسمح السلطات اللبنانية للفلسطيني الميت بأن ينام في قبر خارج حدود المخيمات، ولا تسمح له بالاختلاط مع غيره من الموتى، فضلاً عن أن من يموت من سكان المخيمات يضطر ذووه في كثير من الأحيان إلى حمله على الأكتاف لأن أزقة المخيم ضيقة لدرجة أنها لا تتسع لمرور النعش.. وهذا ينسحب أيضاً على سيارة الإسعاف التي لا يمكن أن تدخل لانقاذ مريض، أو السرير المتنقل الذي يُستخدم لنقل كبار السن والمرضى. ثمة أزمة أخرى صامتة، وهي أن نسبة كبيرة من أطفال المخيمات الفلسطينية يواجهون الموت يومياً بالصعقات الكهربائية، بسبب عدم وجود بنية تحتية حديثة ولا تمديدات كهربائية آمنة، وهو ما يؤدي الى وفاة عدد من الأطفال سنوياً بسبب هذه الصعقات.
اللاجئون الفلسطينيون في لبنان وغيره موجودون بسبب الاحتلال الاسرائيلي وليسوا مهاجرين بمحض إرادتهم ،ولا لأي سبب من الأسباب، ولذلك فإن التعامل معهم يجب أن يتم على أساس التضامن معهم ودعم صمودهم، وليس على قاعدة عقابهم جماعياً والانتقام منهم. والحال المأساوي الذي يعيشه الفلسطيني في لبنان يمثل عاراً يجب عدم السكوت عنه، كما أنه من المستحيل قراءة هذا الحال على أنه يندرج في إطار «عدم التوطين» ودليل ذلك أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يتناقص بسبب سياسة «التطفيش» التي تستهدف وجودهم، فيفرون هاربين الى دول أجنبية تمنحهم إنسانيتهم وتتعامل معهم كبشر.
المطلوب من الدول العربية أن تمنح اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم الأساسية كبشر حتى يتمكنوا من الصمود، وحتى تظل قضيتهم حاضرة في أي مفاوضات مع الاسرائيليين، وليس مطلوباً من الدول العربية أن تقوم بتوطينهم ولا تطفيشهم، لأن دفع اللاجئ للهروب الى الخارج يؤدي في النهاية خدمة لدولة الاحتلال وليس لأي طرف آخر.
كاتب فلسطيني

فلسطينيو لبنان والحياة بطعم الموت

محمد عايش

معالجة التطرف سياسيا وفكريا

Posted: 30 Jan 2017 02:11 PM PST

تصور أن العالم استيقظ على خبر اختفاء تنظيم الدولة من على الخارطتين الاقليمية والدولية. فهل سيتحقق السلام والامن وتقل الاعمال الإرهابية والقتل والدمار؟ هل بالفعل يمكن تحقيق ذلك؟ ولماذا فشلت كل الجهود الدولية والاقليمية حتى الآن في هذا الخصوص. هناك 68 دولة ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم وهناك تحالف اسلامي بقيادة السعودية يعمل على تحقيق نفس الهدف.
هناك قرارات دولية من قبل مجلس الامن ضد التنظيم ومحاولة تجفيف منابع تمويله. اصبح التنظيم محظورا في دول كثيرة. هناك ضربات موجعة للتنظيم في كل من الموصل والرقة وقد فقد التنظيم العديد من قياداته. ماهو المطلوب للقضاء على هذا التنظيم الذي يؤرق القوى الكبرى والصغرى؟
نهاية التنظيم هي حلم يراود البعض وأمل يرنو اليه آخرون وهدف يسعى اليه كثيرون.
صرح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن القضاء على التنظيم في الموصل سيستغرق أشهرا ولكن مضى حتى الآن أكثر من شهرين ولم يحدث ذلك. والاقرب إلى الواقع هو عدم القدرة على تحديد وقت معين للقضاء على التنظيم في الموصل ناهيك عن الرقة. فقد ذكر لي الكولونيل جون دوريان المتحدث باسم قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم والذي يضم 68 دولة في مقابلة خاصة أنه لا يمكن تحديد جدول زمني للقضاء على التنظيم عسكريا في الموصل نتيجة استعدادات التنظيم الكبيرة من خلال حفر الانفاق وزرع الالغام واستخدام المدنيين كدروع بشرية، وهو ما يصعب مهمة استعادة الموصل.
يضاف إلى ذلك مظالم العرب السنة في العراق التي عانوا منها على يد نور المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق وكذلك عدم ثقة السنة في رئيس الوزراء الحالي في انصافهم. واذا انتقلنا إلى الرقة، فهناك ضربات جوية للتحالف ضد التنظيم في الرقة ومحاولة حصارها ولكن حتى الآن لايزال التنظيم باقيا في الرقة. تجدر الاشارة إلى تراجع التنظيم وعدم تمدده حسب شعاره «يبقى ويتمدد» نتيجة العمليات التي يقوم بها التحالف، ولكن قد يأخذ الامر أكثر من سنة للقضاء عسكريا على التنظيم في الرقة والموصل.
اذا كان القضاء عسكريا على التنظيم يمكن أن يتحقق خلال سنوات، فان التخلص منه ايديولوجيا قد يحتاج إلى عقود.
لقد نجح التنظيم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد آخرين وجلب أموال ونشر الكراهية. إن الجهاديين الذين قدموا من البلدان الغربية والذين قدرتهم اجهزة الاستخبارات بالآلاف يؤمنون بايديولوجية التنظيم في مواجهة ما يرونه هجوما على الإسلام والمسلمين من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية واسرائيل في الشرق الاوسط. ويجب مواجهة الايديولوجية بايديولوجية مغايرة وليس بالسلاح فقط. ان التحالف وغاراته الجوية على مواقع التنظيم قد قتلت عددا من قياداته واوقفت تمدده، ولكن العمل العسكري لا يمكنه القضاء عليه. ومن هنا يحتاج الامر إلى حزمة متكاملة. ويجب أن تشمل تلك الحزمة الجوانب العسكرية والسياسية والفكرية وكلما تأخر عنصر عن العمل طال أمد بقاء التنظيم.
هناك برامج في بعض البلدان الغربية مثل «القناة» في بريطانيا و«الحياة» في ألمانيا لمعالجة التطرف قبل أن ينقلب إرهاباً. ولكن نجاح تلك البرامج محدود لأسباب منها قلة من ينخرط في تلك البرامج، وتخوف المنظمات الإسلامية من تلك البرامج باعتبارها تحت رعاية الحكومات وغيرها.
وتتبع اجهزة الاستخبارات المولجة بالرقابة على المساجد في ألمانيا المتطرفين، ولكن قوانين تلك الدول بها الكثير من الثغرات التي تمكن بعض هؤلاء من التحرك بحرية دون وضعهم في السجون وحماية المجتمعات من أفكارهم التي تحمل الكراهية والعنف مثل أبوقتادة وحتى وقت قريب أنجم شودري. يضاف إلى ذلك المدارس التي تدرس الأطفال مناهج تحض على كراهية الآخرين واعتبار غير المسلمين كفارا مثل المدارس التي تدرس اللغة العربية ايام العطلات الاسبوعية في بريطانيا ولا توجد رقابة عليها.
أعتقد انه على الجاليات المسلمة والقيادات الإسلامية في الشرق الاوسط والغرب مسؤولية كبيرة لمواجهة خطر ايديولوجية التنظيم مثل مؤسسة الازهر والبرلمانيين المسلمين في دول أوروبا وأئمة المساجد. والتعاون بين الحكومات في تلك البلدان وتلك القيادات الدينية يمكن أن يسفر عن استراتيجية واضحة لتجفيف منابع التجنيد لذلك التنظيم الذي سفك دماء الابرياء ولايزال دون الاعتبار أن الله هو الذي خلق الانسان ولا يجب قتله.

خبير في شؤون الجماعات الإسلامية

معالجة التطرف سياسيا وفكريا

د. سعيد جوهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق