Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 30 يناير 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


ملهاة ترامب ومأساة العرب

Posted: 29 Jan 2017 02:29 PM PST

أدّى إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا تنفيذياً بمنع دخول رعايا ست دول عربية هي اليمن والعراق وسوريا والسودان وليبيا والصومال، إضافة إلى رعايا إيران، مجموعة من التناقضات السياسية والقانونية المثيرة، والتي بدأت تفعل فعلها بشكل مؤلم، بالنسبة لأغلب رعايا الدول المذكورة، ناهيك عن الإشكاليات الواقعية الكثيرة التي سيخلقها والتي تشبه الكوميديا السوداء التي تختلط فيها الملهاة بالمأساة.
الواضح من القرار الذي بدأ تطبيقه يوم الجمعة الماضي وسيستمر 90 يوماً أنه يستجيب، بالدرجة الأولى، للتعهّدات الشعبوية التي أطلقها ترامب خلال حملته الانتخابية والتي لقيت استجابة لدى اتجاهات عنصرية ويمينية محافظة وكذلك لدى جمهور خائف مما يجري في العالم وتمّ إفهامه من قبل مرشّحه الملياردير أن إغلاق الحدود ومنع المسلمين من المجيء إلى أمريكا سيوفّر لهم الأمن والطمأنينة والسلام.
باستثناء النزوع اليمينيّ الرائج في كل العالم (بما فيه – يجب أن نعترف – لدى سلطات ونخب وجماهير تنتمي إلى الدول الإسلامية والعربية المتضررة من قرار ترامب!) لتحميل المسؤولية على «أجنبيّ» ما، واستثمار الاتجاهات العنصرية للمخاوف من الإرهاب، والقلق البشريّ الملازم لكل ذلك والذي تتكفل عولمة وسائل الإعلام والانترنت ومسلسلات التلفزيون الموجّهة بالخصوص ضد العرب والمسلمين (مثل مسلسل «هوملاند» الأمريكي الشهير والذي ينتجه إسرائيليون، وكان الدراما المفضلة لدى باراك أوباما!) فإن لا أسباب واقعية وحقيقية يمكن أن تسند قرار ترامب.
لا يحتاج هذا الأمر إلى مراكز بحث استراتيجية للتأكد منه وكان مسلّياً، ومفيداً، أن نجد إحدى شخصيات تلفزيون الواقع الشهيرة (مثل ترامب نفسه)، كيم كارداشيان، تحاول أن تلقّم الرئيس الأمريكي معلومة متوافرة وبسيطة تشير إلى أن شخصين أمريكيين يلقيان حتفهما سنوياً على أيدي جهاديين مهاجرين مسلمين بينما يُقتل 11 ألف شخص على أيدي أمريكيين مثلهم.
لم يبن ترامب قراره إذن على أسباب حقيقية ووقائع محددة يمكن منها استنتاج المنطق السياسي أو الأمني من قراره، فهو لا يستطيع أن يثبت واقعة واحدة كان فيها أحد من رعايا الدول التي حظرها متورّطاً بعمل إرهابيّ، والأغرب من ذلك أن ما بدأ عهد «الحرب على الإرهاب» الأمريكية التي ما زالت مستمرة هو هجمات 11 أيلول /سبتمبر 2001 وكان منفذوها من أربع جنسيّات، أغلبهم سعوديون (15 شخصاً)، واثنان منهم إماراتيان وواحد مصريّ وواحد لبناني، وقد أدّت هذه العمليّة، كما هو معلوم، لاجتياح أفغانستان والعراق، وخلقت بسبب هذين الاجتياحين موجة لا سابق لها من «إرهاب الدولة» الأمريكية وردّ فعل هائل من الإرهاب المعاكس الذي انتشر بشكل لا نظير له من قبل.
إحدى المفارقات التي سرعان ما كشف عنها قرار ترامب إمكانية وقوع عرب محسوبين على واشنطن (وربما كانوا عملاء وجواسيس لها) وكرّسوا حياتهم لتنفيذ خططها في «الحرب على الإرهاب» المزعومة في شراك محاولة تطبيق السلطات الأمريكية للقرار، كما حصل مع مترجم عراقيّ يعمل في القنصلية الأمريكية في أربيل تم توقيفه في أحد مطارات أمريكا ثم تدخّلت جهة ما فأدخلته، وكان ملفتاً للنظر التذمّر الذي أبداه جنود عراقيون يعملون بالتحالف مع واشنطن على اقتحام الموصل، واعتبروا أن هذا يجعلهم شركاء استراتيجيين لأمريكا ومنعهم من زيارة هو افتئات على هذه «الشراكة».
وبذلك تتعرّض نظرية «أمريكا أوّلاً» لمساءلة من يرفعونها، فهذه «الأولوية»، وبسبب مصادرها العنصرية، لم تستبعد رعايا تلك الدول المذكورة فحسب، بل الرعايا الافتراضيين لـ«أمريكا أولاً» والذين ليسوا مهاجرين من أوروبا العرق الآري، كما هو حال ترامب، أو الساميّة اليهودية، كما هو حال زوج ابنته جاريد كوشنر، وتم تفصيل القرار على مقاس رعايا دول لا تملك أن تفتح ملاعب لرياضة الغولف لشركة ترامب على أراضيها، أو بحجز فنادقه، أو بالتهديد بسحب أرصدتها!
سؤال بسيط: لو أن الدول العربية (أو المؤثرة منها) كانت قادرة على معاملة الرعايا الأمريكيين بالمثل فهل كان ترامب سيصدر قراره؟

ملهاة ترامب ومأساة العرب

رأي القدس

تشرشل الآخر: الأقبح!

Posted: 29 Jan 2017 02:29 PM PST

في سنة 1972 كان المخرج السينمائي البريطاني ريتشارد أتنبورو، صاحب «غاندي»، و«شابلن»، و«في الحب والحرب» (الذي يروي عن «المراسل الحربي إرنست همنغواي» خلال الحرب العالمية الأولى)، قد أنجز شريطاً بعنوان «ونستون الشاب»، عن العقود الأولى من حياة السياسي البريطاني الشهير ونستون تشرشل (1874 ـ 1965). الشريط ملحمي، كعادة أتنبورو حين يتناول موضوعات تاريخية تدور حول شخصيات محورية، ليس دون تشديد على الأبعاد النفسية التي تكتنف التنشئة، خاصة في سنوات اليفاعة، كما في علاقة ونستون الشاب بأبيه، السياسي المتسلط الذي لمع نجمه ثمّ هوى، أو بوالدته التي تمزج الحنان بالصرامة.
وكان المؤرخ البريطاني مارتن جلبرت قد أصدر، في سنة 1991، مجلداً ضخماً يقع في ألف صفحة ونيف، بعنوان «حياة تشرشل»، وهو العمل الذي سرعان ما حوّل جلبرت إلى الكاتب الرسمي لسيرة رئيس الوزراء البريطاني الأشهر. ولأنّه، أيضاً، كان ويظلّ أغزر مؤرّخي بريطانيا، والغرب بأسره ربما، في شؤون الهولوكوست، فقد أسبغ جلبرت صفات إضافية على شخصية تشرشل، تخصّ تعاطفه مع الصهيونية.
وذاك انشغال قاده، كذلك، إلى وضع مؤلف خاصّ، هو بدوره مجلد ضخم، بعنوان «تشرشل واليهود»، يساجل بأنه إذا كان اللورد بلفور هو قاطع الوعد المشؤوم، فإنّ السير ونستون هو أوّل مَن شرع في الوفاء به، بل ظلّ أبرز الساهرين على حسن تنفيذه.
ومؤخراً أصدرت الكاتبة والصحافية الأمريكية كانديس ميلارد عملاً (ضخماً بدوره، وإنْ كان لا يرقى إلى أحجام جلبرت!)، عنوانه «بطل الإمبراطورية: حرب البوير، الفرار الجسور، وصُنْع ونستون تشرشل». وكما يشير العنوان، تركز ميلارد على واقعة ذهاب تشرشل إلى جنوب أفريقيا، في تشرين الأول (أكتوبر) 1890، لتغطية الحرب هناك، كصحافي، ثمّ وقوعه في الأسر، واعتباره أسير حرب، ونجاحه في الفرار من السجن.
ويسرد الكتاب أهوال المسيرة الطويلة الشاقة (قرابة 300 ميل)، التي قطعها تشرشل الشاب لوحده، في أرض معادية، بلا خريطة أو بوصلة أو سلاح أو طعام، عرضة في أية لحظة لخطر الاعتقال والإعدام، قبيل نجاحه في الوصول إلى شرق أفريقيا البرتغالية (الموزامبيق الحالية)، حين أطلق تلك الصرخة الشهيرة (التي تسجلها ميلارد في الكتاب، مثلما سجلها أتنبورو في الفيلم): «أنا حرّ! أنا حرّ! أنا حرّ! أنا ونستون اللعين تشرشل، وأنا حرّ!».
هذه، وسواها كثير من الأعمال التي تناولت حياة تشرشل، أو غالبيتها الساحقة في الواقع، تغفل المناقشة المفصّلة لوقائع أخرى في حياة «أسد بريطانيا»، لا تعكس المجد والفخار والشجاعة، بل نقائض هذه تماماً، من أفعال لا تصحّ فيها إلا صفات القبيح والشائن والشنيع.
وحتى حين تُذكر بعض هذه الوقائع، لأغراض معاكسة تسعى إلى تجميل الصورة أو إظهار المصداقية في التوثيق، فإنها غالباً لا ترقى إلى أي مستوى من المُساءلة الأخلاقية للفعل، أو وضعه على محكّ الذمّ والاستنكار والإدانة.
ولعلّ المثال الأوّل الذي يقفز إلى الذهن هو تبشير تشرشل باستخدام أسلحة الدمار الشامل ضدّ أبناء العراق، عرباً (تحالف العشائر) وكرداً (حركة الشيخ محمود الحفيد البرزنجي في لواء السليمانية)، على حدّ سواء.
كذلك كان ذلك «الأسد» حريصاً، بصفة خاصة، على استخدام الأسلحة الكيماوية «ضدّ العرب العصاة، من باب التجريب»، معتبراً أنّ الاعتراضات على هذه الأسلحة «غير عقلانية»، مضيفاً تلك الجملة الأشهر: «أنا أؤيد بقوّة استخدام الغاز السامّ ضدّ القبائل غير المتمدنة، وذلك لكي يدبّ الذعر في نفوسهم».
وباتت الآن معروفة تلك المذكّرة السرّية البشعة، التي تضمنت فقرات مسهبة في تبرير استخدام غاز الخردل، والتهكم على أصحاب المواعظ الأخلاقية المناهضة لتلك الأسلحة. والتاريخ يسجّل، في باب أشنع نصوص الفكر السياسي وأقبح أدبياتها (من رجل نال جائزة نوبل في الأدب، للتذكير!)، تلك المقارنة التي عقدها تشرشل بين سلاح غاز الخردل، وتبدّل أطوال تنورة المرأة: «إنه لمن السخف اعتماد المبدأ الأخلاقي في هذه الموضوع، حين نعرف أنّ الكلّ استخدم هذه الأسلحة في الحرب الأخيرة دون كلمة شكوى من وعّاظ الكنيسة. ومن جانب آخر، كان قصف المدن المفتوحة محرّماً في الحرب الأخيرة، ولكنّ الكلّ يمارسه اليوم وكأنه أمر مألوف. إنها ببساطة مسألة موضة تتبدّل، بين القصير والطويل، في تنّورة المرأة»!
كذلك كانت زيارته الأولى إلى فلسطين، سنة 1922، صحبة المفوّض السامي هربرت صمويل وتوماس إدوارد لورنس (أو «لورنس العرب»، في اللقب الشائع)، قد أنعشت آمال اليهود، بقدر ما خيّبت آمال العرب.
يومها اعتبر تشرشل أنّ معارضة العرب للهجرات اليهودية إلى فلسطين تنمّ عن «موقف عنصري»، أوّلاً، كما تتناقض، ثانياً، مع حقيقة أنّ هؤلاء المهاجرين جلبوا إلى فلسطين الرخاء والرفاه والنموّ الاقتصادي. وفي السنة ذاتها، كان «الكتاب الأبيض» الذي وضعه تشرشل قد أقرّ معدلاً للهجرة غير مسبوق، سمح بقدوم واستيطان قرابة 300 ألف يهودي في فلسطين، كما ثبّت مبدأ الهجرة اليهودية بوصفها مسألة «حقّ تاريخي»، وليس مجرّد مثوبة على معاناة اليهود.
وهكذا، فإنّ أسد بريطانيا الهصور يمكن أن يتكشف عن أحد أشرس ضباعها، بحيث لا تسفر الحصيلة عن شخص مختلف، فقط، بل عن تشرشل آخر، أقبح أيضاً!

تشرشل الآخر: الأقبح!

صبحي حديدي

«إيفانكا» تلهب شعراء البادية والدها ترامب على درب «آل مخلوف»… ورسالة لنانسي عجرم بسبب «كوز ذرة»

Posted: 29 Jan 2017 02:29 PM PST

تمكنت محاورة ذكية في التلفزيون الأردني من طراز الزميلة عبير الزبن، من مساندة رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي في إظهار أفضل ما لديه من مخزون في رسائل مبرمجة تميزت بالشفافية وخدمت «رواية الحكومة» المعنية بالأزمة الإقتصادية من حيث الخلفيات والتداعيات.
بصراحة: كنا قد توقعنا بأن يتدخل بعض الجراحين المختصين بالقص واللصق في العبث بمحاور حديث تلفزيوني مبرمج في إطار المصارحة مع الناس، كما كان يحصل في العادة، حيث المعلبات إياها في الرف الإعلامي الرسمي.
السؤال الذكي وسقف العبارة، الذي يعكس نبض الناس والدخول والتعليق بدون «تابوهات» مسبقة نجح في تحويل مقابلة تلفزيونية إلى وجبة دسمة تدفق الملقي، وهو يشرحها بدون لف ودوران ومراوغة معتادة وتشدق وهي في كل حالات صفات لا تقترب من رئيس الوزراء الحالي.
الملقي كان قد تحدث عن مقابلته التلفزيونية في برنامج جماهيري هو «60 دقيقة» من باب الجاهزية الفنية في مجلس الوزراء.. بادره أحدهم بسؤال متسرع: دولة الرئيس.. هل ستعلن رفع الأسعار في هذه المقابلة؟
كان ذلك الاستنتاج الأسرع للانطباع، الذي يصبح أحيانا أقوى من الحقيقة، فما دام أحد وزراء الحكومة يتصور أن برنامج خفض العجز في الميزانية ليس أكثر من «رفع للأسعار»، فما الذي يمكن توقعه من الناس والرأي العام… هنا استقر ذهن الملقي على ضرورة التحدث للشارع وبوضوح.
طبعا ذلك لا يعني عدم اعتراضي وبقوة على رفع الأسعار ولا يعني أن الحكومة لا ترفع الأسعار بل تفعل وبشراسة وأحيانا بلا رحمة.

ترامب على درب مخلوف

حاولت محطة «العربية» بصعوبة ملموسة استضافة محللين يستطيعون تفكيك خبايا تلك التعيينات، التي قررها الرئيس الأمريكي الجديد أو «قذافي واشنطن» الجديد على حد تعبير الزميل سنان شقديح، لكن دون فائدة.
استمعنا عبر سلسلة فضائيات للتعيينات العليا، التي يتابعها ويراقبها الجميع على طريقة بريطانيا العظمى، حيث «مندوب سام» سيتجول بين الدول والشعوب بإسم «الزعيم الضرورة» دونالد ترامب.
ورغم المساحة العريضة، التي أفردتها شاشة «الجزيرة» لفوضى المطارات، التي أثارها ترامب تحت ستار معاقبة المسلمين إلا أن التركيز سيكون على مسألة التعيينات.
لاحظوا معي إيفانكا فاتنة شعراء بادية العرب وإبنة الرئيس مرشحة لمنصب بعدما فازت بخمس قصائد بدوية عربية على الأقل.
وزوجها الناعم جاريد كوشنر سيحظى بموقع مبعوث الشرق الأوسط ومحامي ترامب، الذي يقال إنه أنقذه بـ»مال عربي» 11 مرة من حالة إفلاس مؤكدة سيصبح سفيرا لأمريكا في تل أبيب.
مع هؤلاء ثمة «كلب مجنون» سيعين وزيرا للدفاع ورجل يجسد الحلم الأمريكي سيصبح وزيرا للخارجية.
ترامب يستعين بابنته وصهره ومحاميه وثلاثة أصدقاء يلعب معهم الشطرنج على الأقل… هذا ما اتضح حتى الآن وهو يشبهنا كثيرا في العالم الثالث «النايم».

الأقربون أولى بالمعروف

لو حظي ترامب بابن مهيوب لأصبح قائدا للقوات الخاصة أو للحرس الجمهوي، كما حصل في اليمن وسوريا، ولو كان شقيقه على قيد الحياة لأصبح الآمر الناهي كما يحصل في الجزائر.
بقي على ترامب أن يعين عمه الأكبر بالسن رئيسا للوزراء وخالة زوجته مسؤولة عن قطاع المخابز وصهر شقيقة المدام رئيسا لجمعية تسويق البيض.
ولو كنت مكانه لاخترت فتيات الإعلانات اللاتي ظهرن معه قبل الحملة الإنتخابية في مشاهد «مخلة بالأدب» عضوات في مجلس إستشاري خاص.
ولو كنت مكانه لأصبح إبن عمي قريبا جدا من «لهف» مصفاة البترول وإبن خالتي مسؤولا للميزانية المالية وشقيق زوجتي على الأرجح سيشرف على قطاع الجامعات وإبنة أخته يمكن أن أسلفها باسم الديمقراطية قطاع الطيران برمته.
أما إبن خالي فالضرورة تقتضي أن يستلهم تجربة رامي مخلوف العبقرية في السيطرة على الإتصالات وبقالة «دنيا» الفضائية والعقارات والفنادق قبل تدمير سوريا عن بكرة أبيها من أجل عيون الخال وأولاده.
أنا شخصيا سعيد بالناخب الأمريكي لأنه أظهر أوجه الشبه الشديدة بيننا وبين بلاده.
لا يختلف ما يفعله هذا الرجل عن ما يحصل في المشيخات وجمهوريات الموز وكوريا الشمالية ودول إفريقيا البائسة وبالتأكيد في عالمنا العربي.
هنيئا لنا نحن ضحايا المؤسسة الأمريكية العريقة بهذا الطود الشامخ الذي سيقلب «عاليها واطيها» فالمسألة للشعوب المقهورة أصلا لا تنطوي على خسارة جديدة فقد كشف القرد عن تلك الألوان الحمراء عندما وعدوه بالسخط.

كوز ذرة على رأس نانسي

في قرى بلادي ثمة مفردة إسمها «طنطور» وتصرف في مناسبتين لا ثالث لهما.. كومة الحجارة الصغيرة، التي تتحالف وتتجمع فوق بعضها دون سبب منطقي، والمرأة التي تترك كل تسريحات الدنيا فتجمع خصلات شعرها في منطقة أعلى الرأس على شكل «كوز ذرة».
الأخت الفاضلة نانسي عجرم وفي الحلقة الأخيرة من برنامج «آراب أيدول» كانت كذلك… شعر نانسي في العادة ناعم وودود ومتسدل كالحرير ولا يوجد أي مبرر – من وجهة نظري كملاحظ متميز للشعر- بتحويله إلى طنطور من هذا النوع حتى بدت كالزرافة.. عموما تلك مجرد ملاحظة.

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

«إيفانكا» تلهب شعراء البادية والدها ترامب على درب «آل مخلوف»… ورسالة لنانسي عجرم بسبب «كوز ذرة»

بسام البدارين

المقاومة القضائية في مواجهة دونالد ترامب

Posted: 29 Jan 2017 02:28 PM PST

كمن يشهر أوراق «المتناسقة الملكية» (الرويال فلاش) في لعبة البوكر استصدر الرئيس دونالد ترامب ستة أوامر تنفيذية في الأسبوع الأوّل من دخوله البيت الأبيض. المشترك بينها التعامل مع فترة الرئيس السابق باراك أوباما كما لو كانت عهداً بائداً يطاح به في عملية ثورية وليس في صناديق الإقتراع في دولة تزاول الديمقراطية الإنتخابية منذ وقت طويل. تظهر هذه الأوامر التنفيذية كتطبيق مبكر لشعارات ترامب خلال السباق إلى الرئاسة، لكنها لا تخفي بعد آخر: إدراك ترامب وفريقه بأنّ العمل جار لتقويض ولايته من داخل مؤسسات وأجهزة الدولة ووسائل الإعلام، ومن الشارع، وردّه على ذلك بالإستخدام الأقصى لما في يده من مفاتيح.
ومن الشروع في تفكيك نظام الرعاية الصحية (أوباماكير)، بعد أن كان ترامب قد خفّف بعض الشيء من لهجته حياله في إثر إعلان فوزه، إلى الإنسحاب من الشراكة العابر للمحيط الهادىء، كدليل على مضيّه في سياسة حمائية تتعامل مع حرية التجارة من الآن فصاعداً كمطية في يد الشيوعية الصينية، إلى التضييق على حق المرأة في الوقف الإرادي للحبل، رغم قرار المحكمة العليا الذي يبيحه، وذلك من خلال منع التمويل عن المنظمات غير الحكومية التي تتضمن خدمات مسهّلة للإجهاض خارج الحدود الأمريكية، إلى اعادة تشغيل خط أنابيب كيستون، بعد أن تمكّن النضال البيئي من وقف هذا الخط في عهد أوباما، ورغم قلّة جدواه اليوم، ما دام النفط الكندي الذي يستقدمه هذا الخط لم يعد أقل تكلفة من سواه كما كان الحال سابقاً، وتشغيل خط أنابيب داكوتا الذي يهدّد معاش جماعات السكان الأصليين، وفيه مكسب مباشر لترامب الذي له أسهم في الشركة، إلى تطوير الحاجز بين الولايات المتحدة والمكسيك، المقام في عهد جورج بوش الإبن، ليتحول إلى جدار فصل يحتاج إلى خمسة وعشرين ملياراً من الإنفاق عليه، ويريد ترامب أن تدفعها المكسيك بنفسها، إلى الأمر التنفيذي المتعلّق بصدّ الباب أمام اللاجئين لفترة، والمنع الشامل لمواطني عدد من البلدان ذات الغالبية المسلمة التي تشمل خمس سكان العالم الإسلامي من دخول الولايات المتحدة لثلاثة أشهر من تاريخه، بدعوى «حماية الأمة» من دخول إرهابيين أجانب. وبالإضافة إلى هذه المتناسقة الملكية السداسية، أوصى ترامب فريقه بنشرة أسبوعية لجرائم المهاجرين ضدّ المواطنين الأمريكيين.
بأخذ عنصر المبادرة على هذا النحو، والعمل على استئصال الأوباميّة كما لو أنّها الرجس الذي يمنع الولايات المتحدة من أن تعود «عظيمة» مرة ثانية، يعمل ترامب على توثيق عرى التضامن في المعسكر اليميني المحافظ، وإبعاد فكرة تقويض رئاسته أو تنحيته التي أطلت برأسها بشكل أو بآخر يوم أثير الخبر حول فضيحة «الغولدن شاور» في جناح فندق «الريتز كارلتون» بموسكو، وتقاطع ملف هذه الفضيحة مع محتويات ملف التدخّل الروسي في الإنتخابات الأمريكية.
لأجل ذلك، جاء تصدّي القاضية الفدرالية ان دونيلي لأمر ترامب التنفيذي المتعلّق بالبلدان المسلمة السبعة، وتعطيله جزئياً، من خلال السماح لمن معهم تأشيرة ووصلوا إلى التراب الأمريكي من الإقامة في البلد، ليعيد إلى الواجهة أهمية المؤسسة القضائية في هذه اللحظة بالتحديد، لحظة تزنّر ترامب بالأوامر التنفيذية الصادمة والسريعة لتوطيد رئاسته، بدلاً من البحث عن توطيدها بالوقت المطلوب لإقلاع الإدارة الأمريكية الجديدة، بمختلف وزاراتها.
وآن دونيلي من «تركة أوباما»، بل أنّ المنازعة بين أوباما وبين الرافضين داخل مجلس الشيوخ لتعيينه لها في محكمة استئناف دائرة شرق نيويورك دامت عاماً كاملاً قبل تبوئها المنصب. ما لفت العالم أجمع كان سرعتها في الردّ على قرار ترامب، والأهم: يأتي ذلك لإستباق المنازعة الكبرى التي تلوح في الأفق بدءاً من الثاني من شباط، حين سيقوم ترامب بتسمية خلف للمقعد الشاغر في المحكمة العليا، أعلى سلطة قضائية في الولايات المتحدة والهيئة الموكلة مراقبة دستورية القوانين، والمرجع في تفسير الدستور وضمان الحقوق الأساسية للمواطنين. هذا المقعد شغر بوفاة القاضي الكاثوليكي المحافظ انتونين سكاليا في شباط الماضي، دون أن يتمكّن أوباما من تسمية خلف له، نظراً لرفض الغالبية الجمهورية داخل مجلس الشيوخ من حيث المبدأ قيام رئيس بتسمية أحد أعضاء المحكمة العليا التسعة، في نهاية ولايته (رغم أنه سبق لرونالد ريغان القيام بذلك). ولمّا كان أعضاء المحكمة العليا يعيّنون من قبل الرؤساء المتعاقبين، بعد نيل موافقة مجلس الشيوخ، مدى الحياة، فإنّه ينظر إلى الإسم الذي سيقترح ترامب كتتمة للزخم اليميني المتصلّب لأسبوعه الأول في البيت الأبيض، وهذا الإتجاه سيتعزّز إذا وافت المنية عضو المحكمة القاضي التقدمي المتقدم في السن رث غينسبرغ، الأمر الذي سيطيح بكل توازن بين المحافظين والليبراليين داخل المحكمة.
الصراع على تكوين المحكمة العليا مفتوح منذ رحيل القاضي سكاليا، وهو الآن على أشدّه. الأسماء التي سمّاها ترامب لتبوؤ الوزارات والمناصب في إدارته، والأوامر التنفيذية المتصلّبة والسريعة لأسبوعه الأوّل، توحي بأنّه بصدد تسمية قاضي يميني للغاية بدل سكاليا، وإذا قام بذلك فالواضح أنّه سيكون أمام مشكلة مع الأقلية الديمقراطية داخل مجلس الشيوخ، التي تملك عددياً ما يكفي للجوء إلى حق المماطلة التشريعية (الفيليبستر)، طالما أنّ الشيوخ الجمهوريين لا يملكون غالبية الستين صوتاً الضرورية للمصادقة على التعيين المقترح من ترامب. وهنا يرتسم المفترق: فإمّا يبحث ترامب عن مرشّح أقل يمينية أو «توافقي» (باللبنانية!) لاستكمال عضوية المحكمة العليا، وإمّا تذهب الأكثرية الجمهورية في مجلس الشيوخ في الإتجاه الترامبي، حيث هناك مجال لتمرير قرار داخله، بأكثرية بسيطة، بأنّ تسمية القاضي التاسع لهذه المحكمة بمنأى عن الفيليبستر، الأمر الذي سيصعّد من مستوى التشنّج.
حتى الآن لم يظهر ترامب فقط في مظهر من يعمل على ترجمة وعوده الإنتخابية بسرعة، بل أيضاً كمغامر بمستطاعه ربط المعسكر اليميني الجمهوري الأمريكي بالمسار الذي يرتئيه: مطواعية الحزب الجمهوريّ لرجل كان يهدّد بالذهاب إلى الإنتخابات الرئاسية بمفرده إن هو لم ينل ترشيح الحزب، هذه المطواعية هي على ما يبدو معطى لم يكن مقدّراً إلى هذا الحدّ. وفي المقابل، المضادات الحيوية ضد ترامب تفرزها بشكل أساسي الملايين من النسوة، في حدث جماهيريّ غير مسبوق، بهذه السعة والطابع «الجندري» الواضح. وهذا المعطى مرشح للإستمرار.
بالتوازي، يبقى القضاء الأمريكيّ، المؤسسة الأقل إحتكاماً لخيارات الناخبين مقارنة بالسلطتين التشريعية والتنفيذية الرئاسية (مع أنّ آليات الإنتخابات معتمدة فيه، ولاختيار المدعين العامين، في أمريكا أكثر من أي بقعة أخرى)، هو مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية الأمريكية وعن ميزان السوّية في عالم اليوم، إن أفلتت بطبيعة الحال، من محاولة يمين اليمين وضع يده عليها، بدءاً من قمة هرمها، المحكمة العليا.
وما بين ملايين النسوة في الشارع، في حركة الإحتجاج ضدّ ترامب وسياسته «الميزوجينية»، وما بين المحكمة العليا، الذي يتقدّم معظم أعضائها في السنّ، سيسجّل التاريخ للقاضية آن دونيللي «سرعة القرار»، لا بل «سرعة البديهة». ما جرى لم يكن فقط تعطيلاً جزئياً لأحد أوامر ترامب الكارثية الست، بل أيضاً، إعلاناً بالنية، على استنزافه بشكل واضح، ومن داخل جهاز الدولة. فالمعركة مع ترامب قضائية، مثلما أنها صراع على مفاتيح القضاء، ومقاومة سياسات ترامب هي بالدرجة الأولى قضائية، ليس فقط حين يتجاوز صلاحياته، بل أيضاً حين يمارس كل صلاحياته في شكل «متناسقة ملكية» تصادر المسار المؤسساتي الإنسيابي، بما فيه مسار إدارته هو.

٭ كاتب لبناني

المقاومة القضائية في مواجهة دونالد ترامب

وسام سعادة

استمرار فتح معبر رفح لليوم الثاني والمسافرون يشتكون من صعوبات الطريق من وإلى القاهرة

Posted: 29 Jan 2017 02:28 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: واصلت السلطات المصرية فتح معبر رفح في عملية استثنائية تنتهي مساء اليوم الاثنين، ما لم تقم بتمديدها. وتمكن المئات من سكان القطاع من ذوي الحالات الإنسانية من المغادرة، إضافة إلى عودة المئات منهم إلى القطاع، بعد رحلة سفر شاقة بسبب الحواجز الأمنية وعمليات التفتيش الدقيق في مناطق سيناء.
وقالت هيئة المعابر في غزة إن 457 مسافرا، كانوا على متن أربع حافلات فقط، غادروا في اليوم الأول باتجاه الصالة المصرية من المعبر.
وأعلنت أن تلك الحافلات كانت عبارة عن حافلة جوازات مصرية، وحافلتين كشوفات داخلية، وحافلة تنسيقات مصرية.
وذكرت الهيئة أن 591 مسافراً وعالقاً وصلوا إلى الصالة الفلسطينية من المعبر، وحالة وفاة واحدة.
ولفتت إلى أن السلطات المصرية أرجعت 38 مسافراً من الصالة المصرية دون إبداء أسباب لذلك، مشيرةً إلى أن الجانب المصري فتح البوابة المصرية للمعبر عند الساعة السابعة والنصف مساء.
وجاءت عملية الفتح الاستثنائي الجديد للمعبر، بعد 38 يوما من الإغلاق، وخصصت كالعادة لسفر ذوي الحالات الإنسانية من مرضى وطلاب وأصحاب إقامات في الخارج.
وفي السياق يؤكد المسافرون المغادرون وكذلك العائدون أن رحلة السفر من وإلى القاهرة، معقدة جدا، خاصة في ظل تعرضهم للتفتيش الدقيق أكثر من مرة، وانتشار الحواجز الأمنية بشكل كبير.
ويقول مسافرون أنهم يضطرون لفتح حقائب السفر أكثر من مرة عند الحواجز العسكرية، وإن هناك العديد منهم قضوا ليلتهم أمام تلك الحواجز بانتظار فتحها في ساعات الصباح من أجل الوصول إلى بوابة المعبر. ويضطر المسافرون العائدون، أن يخرجوا في سيارات أجرة خاصة في ساعات الليل قبل يوم من العودة إلى غزة، من أجل الوصول إلى بوابة المعبر في وقت عملية الفتح المحددة، وذلك لعلمهم بإجراءات التفتيش التي قد تصل على أحد الحواجز إلى نحو الساعتين أو أكثر من ذلك. كذلك يضطر المسافرون المغادرون من القطاع، للوجود في ساعات الصباح الأولى أمام بوابة المعبر من الجانب الفلسطيني، لعلمهم أن قطع طريق السفر يحتاج لنحو 24 ساعة.
وتصل المسافة بين معبر رفح من الجانب المصري والعاصمة القاهرة الى 450 كيلومترا، وقطعها بالشكل الطبيعي يحتاج لنحو ستة ساعات كحد أعلى، غير أن الإجراءات الحالية التي تبدأ بالتنقل من الجانب الفلسطيني إلى المصري من المعبر، وبعدها إتمام عملية الموافقة على السفر من الجانب المصري، وقطع طريق سيناء، تحتاج ليوم كامل، وهو ما يرهق كثيرا كبار السن والمرضى، خاصة وأن الكثير منهم يكون عائدا للقطاع، بعد إجراء عملية جراحية صعبة.
وترجع السلطات المصرية إجراءات التفتيش لـ»دواع أمنية» خاصة في ظل العمليات التي تشنها ضد الجماعات المسلحة في سيناء.
يشار إلى أن مصر تغلق معبر رفح منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، ولا تفتحه إلا لأيام معدودة وعلى فترات متباعدة، غير أن الأشهر الأخيرة من العام الماضي شهدت تحسنا في عمليات الفتح، وأعداد المسافرين المغادرين، فبدلا من استمرار الإغلاق لثلاثة أشهر، أصبح الإغلاق يقتصر على شهر كحد أعلى، وشهدت مرات سابقة فتح المعبر لمرتين خلال شهر واحد.
يشار إلى أن الإحصائية الأخيرة لوزارة الداخلية في غزة التي تشرف على عمليات السفر، أظهرت أن السلطات المصرية فتحت بوابة المعبر خلال العام الماضي أمام حركة المسافرين بالاتجاهين 41 يوماً، بينما تم إغلاق المعبر لمدة 324 يوما، وهي نسبة أعلى من عمليات الفتح في عام 2015. جاء ذلك في ظل توجهات القاهرة الجديدة، حيث استضافت مصر قبل أشهر وفودا شعبية وأكاديمية ورجال أعمال من القطاع، أوصوا جميعا بتسهيل فتح المعبر، وكذلك السماح بعمليات التبادل التجاري.
وفي هذا السياق سمحت السلطات المصرية ضمن عملية فتح المعبر الحالية، بإدخال كميات من القمح لقطاع غزة، لصالح القطاع الخاص. وذكرت مصادر فلسطينية أن ثلاث شاحنات كبيرة، تحمل حاويات قمح دخلت إلى القطاع، عبر المعبر السبت الماضي.
وسبق ذلك أن سمحت في المرة السابقة بإدخال مواد بناء وعدد من السيارات لتجار غزة.
ويعاني قطاع غزة من نقص كبير في المواد الخام، في ظل استمرار فرض إسرائيل حصارها المشدد منذ عشر أعوام، حيث تمتع وصول الكثير من السلع للسكان، خاصة مواد البناء.
وضمن إجراءات القاهرة الجديدة للتخفيف عن غزة، وفي إطار إعادة تواصلها مع حركة حماس بعد القطعية التي حدثت عقب عزل الرئيس مرسي، استضافت مصر الأسبوع الماضي وفدا من الحركة برئاسة إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، الذي وصل غزة يوم الجمعة الماضي بعد رحلة طويلة بدأت منذ موسم الحج الماضي، وقضى معظمها في العاصمة القطرية الدوحة.
وقال هنية عند عودته إلى غزة «نحن أمام مرحلة واعدة في العلاقة بين الشعب الفلسطيني وبين مصر». وأكد أن العلاقات ستشهد «نقلات نوعية للأمام» ترسخ طبيعة العلاقة التاريخية بين الشعبين، واصفا زيارة وفد حماس للقاهرة بـ»الناجحة».
وأعلنت حماس فور انتهاء زيارة وفدها لمصر أنه التقى مدير المخابرات العامة اللواء خالد فوزي، وأن اللقاءات مع المسؤولين المصريين بحثت عدة ملفات مهمة على الصعيد السياسي والعلاقات الثنائية، والمصالحة الفلسطينية، وأوضاع غزة في ظل الحصار، إضافة لبحث الوضع الأمني على الحدود الفاصلة.

استمرار فتح معبر رفح لليوم الثاني والمسافرون يشتكون من صعوبات الطريق من وإلى القاهرة
مصر سمحت للمرة الأولى بإدخال شاحنات تحمل القمح للقطاع الخاص

الجيش الإسرائيلي يبدأ تدريبا عسكريا واسعا في «غلاف غزة» تحسبا لمواجهة عسكرية مقبلة

Posted: 29 Jan 2017 02:28 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم أمس بتدريبات ومناورة عسكرية كبيرة، تستمر لمدة أسبوع، في مناطق «غلاف غزة»، ضمن الاستعدادات لأي مواجهة عسكرية مقبلة.
ونقل عن متحدث عسكري باسم الجيش الإسرائيلي قوله إن هذه التدريبات تهدف «لرفع جهوزية وكفاءة القوات».
وحسب تقارير إسرائيلية فإن المناورات الحالية تشمل تدريب فرق الجبهة الداخلية وفرق الإسعاف والطوارئ، وسيلاحظ أيضا حركة نشطة لقوات الأمن الإسرائيلية في تلك المناطق الحدودية مع قطاع غزة.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن تلك المناورات التي يجريها بشكل منظم تأتي ضمن الخطط المقررة والمعدة للحفاظ على جاهزية قواته تحسبا لاندلاع أي مواجهة.
وكثيرا ما أجرى الجيش الإسرائيلي مناورات حربية في كافة المدن الإسرائيلية وتركز الكثير منها حول منطقة «غلاف غزة»، بعد انتهاء الحرب الأخيرة ضد القطاع صيف عام 2014. وجاءت هذه المناورات ضمن ما يعرف بتوصيات «استخلاص العبر»، حيث تدرب الجيش على كيفية التعامل مع المخاطر الأمنية لحظة المواجهات العسكرية.
وتعرضت البلدات الإسرائيلية الواقعة في منطقة «غلاف القطاع» خلال الحرب الأخيرة على غزة، لقصف مكثف من فصائل المقاومة بالصواريخ المختلفة، وكذلك شهدت تسلل مقاتلي حماس في أكثر من مرة، خلف الحدود وتنفيذ هجمات ثم العودة إلى غزة عبر «أنفاق المقاومة».
وركزت مناورات عسكرية سابقة نفذها جيش الاحتلال في منطقة «غلاف غزة» أيضا على التعامل مع إطلاق صواريخ المقاومة، وعلى كيفية التعامل مع خطر خروج المقاتلين من الأنفاق، وتنفيذ هجوم على تلك البلدات بهدف خطف الجنود، كما شمل أحد التدريبات التعامل مع إخلاء منطقة الغلاف في أي حرب مقبلة.
ويقطن مناطق غلاف غزة الحدودية نحو نصف مليون إسرائيلي، وخلال الحرب الأخيرة هجر معظمهم منازلهم، وتوجهوا للإقامة في وسط وشمال إسرائيل، فيما مكث العدد الباقي في الملاجئ، خشية من صواريخ المقاومة.
وفي سياق متصل ذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن قوات من الجيش اعتقلت مساء أول من أمس السبت، فلسطينيين عبرا السياج الحدودي من منطقة شمال قطاع غزة.
وتقيم إسرائيل على طول الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة سياجا إلكترونيا فاصلا، ومنطقة أمنية عازلة بعمق 300 متر داخل حدود قطاع غزة، تمنع سكان تلك المناطق والمزارعين من الوصول إليها.
ويوم أمس استهدفت قوات الاحتلال منازل المواطنين وأراضي المزارعين شرق مدينة غزة، بوابل من الرصاص الحي. وأطلق جنود الاحتلال المتمركزون في الأبراج العسكرية بمحيط موقع «ناحل عوز» العسكري الرصاص من أسلحة رشاشة ثقيلة على المنازل والمزارعين، شرق حي الشجاعية.
ولم يوقع الهجوم أي إصابات، غير أنه خلف أضرارا مادية في المناطق المستهدفة، وحال دون وصول المزارعين لحقولهم الزراعية القريبة خشية على حياتهم.
وكثيرا ما تشن قوات الاحتلال اعتداءات مماثلة، علاوة عن أخرى تستهدف الصيادين، وكذلك عمليات توغل برية في مناطق الشريط الحدودي. وتخالف هذه الهجمات اتفاق التهدئة القائم برعاية مصرية منذ صيف عام 2014، الذي ينص على وقف الهجمات المتبادلة بين الطرفين.

الجيش الإسرائيلي يبدأ تدريبا عسكريا واسعا في «غلاف غزة» تحسبا لمواجهة عسكرية مقبلة
اعتقل اثنين تسللا عبر السياج شمال القطاع وهاجم مزارعي حدود غزة

الحكومة تطالب المواطنين بالتقشف وشد الأحزمة وفي الوقت نفسه تبحث في زيادة رواتب المسؤولين

Posted: 29 Jan 2017 02:27 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» : كان الموضوع الأكثر اجتذابا لاهتمامات الغالبية هو مباراة المنتخب المصري مع المغربي يوم الأحد، مع مخاوف شديدة من نتيجة المباراة هذه المرة، بسبب قوة منتخب المغرب وعدم تمني لقائه، رغم تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي توفير أعداد كبيرة من شاشات العرض في مراكز الشباب والميادين في جميع المحافظات.
كما أثار الاهتمام، حوار الرئيس مع الشباب في أسوان، وهو واحد من اللقاءات الشهرية التي يعقدها معهم لمتابعة ما تم من توصيات في مؤتمر الشباب العام في مدينة شرم الشيخ، خاصة أنه أدى إلى امتلاء فنادق المدينة بالزائرين، وحرص الرئيس على مقابلة السائحين في المنطقة، والتقاط الصور معهم، مع ترقب بدء وصول السائحين الروس بعد أيام، وإنهاء أزمة كساد حركة السياحة، ولوحظ أنه بينما كادت ظاهرة الشكوى من الغلاء وارتفاع الأسعار تختفي بسبب يأس الناس من وضع حل لها، فإن الصراخ لا يزال عاليا من الارتفاعات الكبيرة في أسعار الأدوية، لأن زيادتها أو اختفاءها أخطر على صحة الإنسان.
ومن الأخبار الأخرى التي نشرت في الجرائد المصرية الصادرة أمس الأحد 29 يناير/كانون الثاني، زيارة إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وعضوي المكتب موسى أبو مرزوق وروحي مشتهي، لمصر وعقد اجتماعات مع اللواء خالد فوزي رئيس جهاز المخابرات العامة. وفتح معبر رفح لمدة أربعة أيام في الاتجاهين، وإمداد قطاع غزة بالكهرباء. كما حدث اهتمام ببدء أعمال معرض القاهرة الدولي للكتاب والمعروف أن دورته الأولى بدأت عام 1969، أي بعد هزيمة يونيو/حزيران 1967 بعامين فقط، وأثناء استمرار حرب الاستنزاف، كما تم في عام 69 الانتهاء من إتمام مشروع السد العالي. ومن القضايا التي اجتذبت اهتمامات قطاعات لا بأس بها قضية الطلاق الشفهي، وهل يقع شرعا، أم لا بد من أن يتم توثيقه لدى المأذون للحد من ظاهرة انتشاره ولضمان مستقبل الأطفال؟
بعض رجال الدين قالوا إنه يقع شرعا وآخرون قالوا لا. أما كل من شاركوا في الإدلاء بآرائهم على قنوات التلفزيون التي أثارت الموضوع، فكانوا مع أنه لابد من توثيقه. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي هو أول من أثار هذه القضية وطالب بوضع حل لها حتى لا نواجه مزيدا من أطفال الشوارع. كما لوحظ استمرار الاهتمام من جانب كثير من الكتاب والصحافيين بذكرى ثورة يناير/كانون الثاني، وهل كانت لمصلحة البلاد أم قادت إلى تخريبها؟ وما حدث بعد ذلك من فوضى وتطورات أدت إلى ثورة أخرى في الثلاثين من يونيو 2013.
أيضا اهتم كتاب وصحافيون ومحللون وسياسيون بما سيصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قرارات، وشاركهم الاهتمام قطاع عريض من الناس العاديين الذين يتساءلون عن آخر قرارات ترامب. والبعض تابع آخر الأخبار عن مسلسلات شهر رمضان المقبل، التي يتم إعدادها من فترة، وقرب انتهاء إجازة نصف السنة والعودة للدراسة. واهتمت الصحف بكتابة مقالات وتحقيقات عن وفاة صديقنا الشاعر سيد حجاب. وهناك حالة ترقب مما سيحدث في مجلس النواب من مناقشة قضية جزيرتي تيران وصنافير وموافقة المجلس عليها باعتباره صاحب السيادة في مثل هذه الاتفاقيات. وإلى ما لدينا اليوم..

الرئيس السيسي

ونبدأ بردود الأفعال على رئاسة السيسي مؤتمر الشباب الشهري في أسوان الذي قال عنه يوم السبت في «المقال» سامح عيد: «بداية «ملزَّقة» للمؤتمر بدأت بفيلم تسجيلي لصور فلاحين يضحكون وشباب مبتسم وناس متفائلة، وكلمات لا تعبر عن الواقع الحقيقي والآلام الحقيقية التي يعترف بها الرئيس نفسه. فتيان وفتيات لا أظنهم ممثلين لشباب الصعيد، هم غالبا من الطبقة العليا في هذا المجتمع، هم الموالاة ولا يختلفون عن رسائل الإعلام الموالي عن الإنجازات وعن الأراضي الزراعية، المليون ونصف المليون فدان، التي لم يستلم أي شاب أي فدان منها حتى الآن، وفاعلية هذا المشروع ما زالت محل شك كبير. تحدثوا عن الإسكان الاجتماعي مع العلم أن أفشل المدن التي بني بها الإسكان الاجتماعي هي مدن الصعيد، فالإقبال على مدينة سوهاج الجديدة كان 5٪ فقط لأنه غير مناسب لظروفهم، وأغرب شيء سمعته هو الكلام عما يسمى نموذج المحاكاة للحكومة المصرية، رغم أن الضوء الأخضر صدر لانتهاك الحكومة من كل أطراف الموالاة، فالبرلمان رفع راية النقد اللاذع للحكومة، وكذلك الإعلام الموالي، لأن هناك رغبة في أن « يشيلوا الشيلة»، خصوصا أن التعديل الوزاري على وشك الصدور فكيف تصير محاكاة حكومة فاشلة إنجازا فظيعا؟ الشباب يقرأ من ورق مكتوب بطريقة بيانات حكومية وردية وتم الحديث عما يسمى المبشرون بجنة الحكومة، مما يسمى شباب البرنامج الرئاسي، وهم أبناء الصفوة والموالون المرشحون لتولي مناصب في الدولة وأقرانهم من خريجي الجامعات يعملون عمال تراحيل في مشاريع المدن الكبيرة، فهم يحملون الطوب والرمال بينما هم المحظوظون يلبسون أشيك البدل ومبشرون بمواقع مهمة كنواب وزراء ونواب محافظين. 500 شاب تم اختيارهم من 30 مليون شاب وبرعاية الأجهزة الأمنية يعني بما يمثل 1 من 100 ألف، هل هذا أمر فيه شفافية وتكافؤ فرص؟ أشك في ذلك وأي اختيار تدخل فيه الأجهزة الأمنية فهو محل شك ومحل ضبابية».

زيارات الرئيس

لكن كلام سامح عيد لم يقنع الدكتور أسامة الغزالي حرب في «الأهرام» لذلك قال في عموده اليومي «كلمات حرة»: «زيارة الرئيس السيسي لأسوان بمناسبة افتتاح مؤتمر الشباب، توحي لي باقتراح وتساؤل معين: لماذا لا يجعل الرئيس من إقامة المؤتمر الشهري للشباب تقليدا يجري كل مرة في محافظة مختلفة؟ هذا الشهر في أسوان وليكن الشهر المقبل في إحدى محافظات الوجه البحري، وبعدها في إحدى محافظات القناة، وبعدها يعود إلى محافظة أخرى في الصعيد.. الخ. إنني أطرح هذا الاقتراح لأكثر من سبب: أوله أن زيارة رئيس الجمهورية لمحافظة معينة يسهم بلا شك في إحداث «هزة» للأوضاع فيها، فضلا عما يمكن أن تتضمنه من افتتاح مشروعات مؤجلة وتفقد مشروعات قديمة ومراجعة أوضاع المرافق المختلفة والمدارس والمزارع ومصايد الأسماك والمشروعات الانتاجية.. الخ. وكما رأينا في أسوان فقد زار الرئيس السد العالي وتفقد محطة توليد الكهرباء العملاقة فيه، وأيضا قابل الرئيس سائحين أجانب. وكنت أتمنى أن يزور أيضا بعض المواقع الأثرية ليطمئن على حسن تقديم الخدمات فيها».

سائق الحنطور

ونظل مع الرئيس وجولته في أسوان لافتتاح المؤتمر الشهري للشباب، ولكن هذه المرة مع محمد أمين في «المصري اليوم» وقوله في عموده اليومي «على فين»: «لا ينسى الرئيس السيسي أن يتصرف كمواطن مصري، فيركب الحنطور على أنغام الأغنية الشهيرة «الأقصر بلدنا بلد سواح». ولا ينسى أن يركب اليخت في نيل أسوان، ويقوم بجولة خلف السد العالي ويلتقي السائحين، وهي أمور مقصودة تماماً لذاتها، حيث ترسل رسائلها المحلية والدولية وتعكس أمن واستقرار البلاد، وهذه بلا شك قيمة مضافة أخرى لمؤتمر الشباب في صعيد مصر. تبادلنا مع بعضنا بعضا فيديوهات للرئيس والسيدة حرمه يستقلان الحنطور شعرنا بالابتهاج، بعض «المنفسنين» قالوا إن سائق الحنطور «مخبر» تبين أن الرئيس أخذ أول حنطور في الدور كأي مواطن. حكايات المخبرين لم تعد تنطلي على أحد وزمن المخبرين انتهى. سائق الحنطور دخل التاريخ كان الرئيس مبارك يلتقى المخبرين ويشرب معهم الشاي. السيسي يعرف أن الزمان غير الزمان، تحركات الرؤساء «محسوبة» بلا أدنى شك، والرئيس حين تحرك إلى أسوان تحركت معه الكاميرات والفضائيات، وأكاد أقول إن افتتاح معرض الكتاب لم يشعر به أحد، كما اهتم الرأي العام بجولات الرئيس التي سبقت مؤتمر أسوان. مهم أن يذهب الرئيس إلى الصعيد ليهتم بقضاياه، فالحكاية ليست شرم الشيخ فقط، مناطق أخرى تنتظر أن يزورها المؤتمر مثل المنصورة والإسماعيلية والإسكندرية طبعاً».

الترويج للسلطة

لكن في اليوم التالي أمس الأحد كان لحسام مؤنس في «المقال» رأي آخر مختلف، إذ قال: «تحولت مؤتمرات الشباب مع الانعقاد الثالث لها إلى منصة للترويج والتسويق لسياسات وإجراءات السلطة، في ما جاء حضور الشباب شكليا للغاية، لمجرد ملء القاعة وغياب ما يمكن أن يطرحوه أو يقترحوه أو يقدموه من أفكار، خصوصا في ظل طبيعة تشكيلة وتركيبة حضور المؤتمر أيضا، ولا تبدو هذه النتيجة المستخلصة من متابعة جلسات مؤتمر الشباب الشهري الثاني، التي انتهت بالأمس في أسوان، أمرا جديدا أو مفاجئا، بل أشار له الرئيس بنفسه في إحدى مداخلاته في المؤتمر الشهري السابق، الذي أنعقد في القاهرة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكن تجسيده يبدو هذه المرة أكثر وضوحا بعد أن تحولت غالبية الجلسات ومضمون ما يطرح فيها إلى أن ما يقوله الرئيس، وما يقوله رئيس الحكومة والوزراء، وهو حتى بقياس نسب عدد ووقت الكلمات في مختلف الجلسات، يشير بوضوح إلى أن ممثلي السلطة لم يعقدوا هذه المؤتمرات ليستمعوا إلى الشباب، حتى إن كان قد تم اختيارهم من النوع الذي لا يزعج السلطة بمعارضته وانتقاداته، وإنما ليتحدثوا هم ويعتبروا تلك المؤتمرات منصة ترويج وتسويق تحت غطاء شبابي من حيث الشكل، أما من حيث المضمون فربما لا جديد على الإطلاق في كل ما قيل على مدى يومين خلال المؤتمر».

معارك وردود

وإلى المعارك والردود وأولها ما يتردد عن التغيير الوزاري وحجمه وهو ما ضايق لأبعد الحدود أحمد هاشم في «أخبار اليوم» فقال عنه ساخرا في عموده «آخر كلام»: «رغم الحديث الدائر عن التغيير الوزاري المرتقب، إلا أن المواطن البسيط لم يعد مهتما بأسماء الوزراء الراحلين، أو حتى مجرد البحث عن أسماء القادمين، فكل ما يهمه كيفية تدبير احتياجاته هو وأسرته، بعد أن واصلت موجة الغلاء ارتفاعها الجنوني ليغرق الجميع في الحديث عن الأسعار التي تتغير عدة مرات في اليوم، وهو السبب الرئيسي لغضب الشارع من الحكومة بصفة عامة، رغم أن هناك بعض الوزراء الذين يستحقون البقاء بعد أن كتبوا من خلال إلمامهم بملفات وزاراتهم وتفانيهم في العمل شهادة بقائهم في التشكيل الوزاري الجديد، لكن جهد هؤلاء يضيع لدى رجل الشارع، بسبب الأداء المتدني لعدد من الوزراء. وإذا لم تحل الحكومة الحالية أو المقبلة مشكلة الغلاء، لن ترضي المواطنين عنها، فالمواطن لا يهمه الحديث عن تعافي الاقتصاد وإعادة هيكلة الأداء المالي للدولة، أو ارتفاع الدولار، أو قرض صندوق النقد الدولي، أو حتى طرح السندات الدولارية في الأسواق الدولية، فكل كلام عن هذه الأشياء ترف لا يطمح إليه المواطن البسيط، بل يهتم فقط بما يدخل جيبه. لقد أصبح المواطن يشتكي من ثمن أبسط الأشياء فارتفعت أسعار الفول والطعمية والكشري، وغيرها من الأكلات الشعبية بشكل غير مسبوق. بينما تقلص حجم رغيف الخبز حتى أصبح يقترب من اللقمة، بخلاف الزيادات اليومية في أسعار الخضراوات، حتى البيض زاد سعره بشكل غير مبرر، فأصبحت الكرتونة تقترب من 50 جنيها، على الرغم من أن مصر لديها اكتفاء ذاتي منه، بخلاف الزيادات الرهيبة في أسعار الدواجن واللحوم، فأين الأجهزة الرقابية التابعة لوزارة التموين من ضبط الأسواق وضبط المخالفين المتلاعبين بأقوات الناس؟».

أصحاب الإنجازات الكبيرة

ونظل في إطار التغيير الوزاري، ولكن هذه المرة مع الشاعر فاروق جويدة في «الأهرام» وقوله في عموده اليومي « هوامش حرة»: «قبل أن يتم التعديل الوزاري لديّ بعض الملاحظات، أولاً: إذا كان هناك مسؤول نجح في موقع تنفيذي وحقق نتائج طيبة، أتركوه في مكانه، لأنه ليس من الضروري أن ينجح في موقعه الوزاري. وهناك نماذج كثيرة تؤكد ذلك، ما أكثر الذين فشلوا في المنصب الوزاري، رغم نجاحاتهم في مواقع أخرى . ثانياً: ينبغي ألا يخضع دمج الوزارات للأسباب المالية أو توفير النفقات، ولكن يجب أن يخضع لدراسات عميقة، خاصة أن لنا تجارب كثيرة سابقة فى دمج الوزارات ما بين الثقافة والآثار والسياحة والطيران والاستثمار والاقتصاد والمالية والتأمينات والتجارة والصناعة والتموين والتعليم العالى والتربية والتعليم .. هناك قصص كثيرة حول هذه الاندماجات خاصة أن لكل قطاع ظروفه ومؤثراته، ومواقع العمل فيه، ابتداء بالمنشآت والمكاتب وانتهاء بالمسؤولية والاختصاصات.. ويجب أن يراعى في ذلك كله حجم المسؤولية في ظل توسعات ضخمة شهدتها الدولة في أنشطة كل وزارة. ثالثاً: الاعتذارات عن المنصب الوزاري يتحمل الإعلام الجزء الأكبر منها، فقد تحول إلى دولة داخل دولة، في أحيان كثيرة يتعرض المسؤول إلى حملات إعلامية ضارية، قد يكون خلفها أحد أصحاب الفضائيات لأغراض مشبوهة، وقد تكون وراءها صفقة إعلانات ضخمة تحتاج إلى موافقة غامضة، وقد يكون هناك لوبي من أصحاب النفوذ والأموال يرغب في رحيل الوزير، وقبل ذلك كله هناك وزراء يخافون من المسؤولية، ومنهم من بقي في منصبه سنوات لم يوقع قرارا واحدا ذا قيمة. رابعاً: لا أدري لماذا انتهى زمن الوزير العلامة، هذا الشخص الذي يترك خلفه الأثر الطيب والإنجاز الكبير، الذي لا ينساه الناس. إن الأزمة الحقيقية الآن أن الناس لا تعرف اسم الوزير ولا تتذكر ملامحه فهو يذهب كما أتى. من منا نسي القيسوني وعزيز صدقي وسيد مرعي والجريتلي والعمري وممدوح سالم وعبد القادر حاتم وعبد العزيز حجازي وحلمي مراد وأبو غزالة والجمسي وصادق وأحمد بدوي واحمد رشدي، الناس لا تنسى أصحاب الإنجازات الكبيرة حتى لو غاب أصحابها».

ازدياد عدد المعتذرين عن تقبل المسؤولية

وأمس الأحد أعطى صلاح منتصر في «الأهرام» في عموده اليومي «مجرد رأي» تفسيرا لاختباء المرشح للوزارة تحت السرير فقال: «الواقع أن التعديل الوزاري اليوم أصبح أصعب كثيرا من أيام عبد الناصر والسادات ومبارك، فقد كان هناك الاتحاد الاشتراكي وأنشطته، وبعد ذلك الحزب الوطني ولجانه، وفي كلا الاثنين كانت هناك أسماء كثيرة يتقدم بعضها ويتمنى البعض الآخر التقدم، وبالتالى كانت فرصة الاختيار أمام القيادة السياسية أكبر. اليوم ليس هناك للرئيس السيسي أو للمهندس شريف إسماعيل حزب تبرز فيه أسماء يمكن الاختيار من بينها، بالإضافة إلى أن نغمة الإعلام أصبحت أقسى وأشد كثيرا، في ظل نحو 25 صحيفة يومية و30 قناة تلفزيونية وعدد لا يحصى من رواد الفيسبوك، لدرجة أنها أصبحت عامل طرد وضاقت بسببها دائرة الاختيار، بعد أن زاد عدد المعتذرين عن الذين يقبلون المسؤولية».
خيانة الوطن

وأخيرا إلى «الوفد» ورئيس التحرير التنفيذي والمشرف العام وجدي زين الدين الذي وجه تهمة الخيانة للوزير الذي يرفض قبول المنصب، بسبب قلة المرتب، وقال في عموده اليومي «حكاوي»: «من المبررات الغريبة والعجيبة التي أطلقها مسؤولون حكوميون، أن تقديم الحكومة مشروع قانون بزيادة مرتبات الوزراء والمحافظين إلى البرلمان، للتشجيع على قبول المنصب، سواء للوزير أو المحافظ، وحتى تبرير تقديم مشروع القانون المستفز، يثير استفزازاً أكثر. الذي نعرفه أنه في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، وفي ظل مطالبة الشعب بالتقشف في حياته ومطالبته بشد الحزام حتى تزول هذه الظروف الصعبة، لا يجد المواطن قدوة حكومية، ويفاجأ بما يثير أعصابه بالقرف الحقيقي. كيف تنادي الحكومة المواطن بالتقشف وهي في الوقت ذاته تبحث عن زيادات في الراتب؟ الوزير أو المحافظ الذي يرفض، كما تقول الحكومة تولي المنصب بزعم أن الراتب ضئيل، لا نجد وصفًا له سوى أنه لا يصلح في الأساس لتولي هذه المكانة، ولا يمكن أن نتوقع منه عطاءً أو خدمة للوطن أو المواطن، ولا أكون مبالغًا في القول إذا قلت، إن الذي يرفض خدمة الوطن في أي مجال من المجالات، سواء كان في منصب الوزير أو المحافظ، يعد خائنًا والخيانة ليست فقط في التآمر على الوطن أو العمل ضده إنما الذي يرفض أن يتولى مسؤولية العطاء وبيده ذلك أو يملكه، يعد ضمن الخونة. لا يوجد تفسير لذلك سوى هذا الوصف، ورغم أنني لا أحبذ ترديد ما نطلق عليه خيانة وخلافه، إلا أن الأمر بصراحة يثير الاستفزاز، أن يطلب الوطن خبرة شخص وعلمه أو فكره ويرفض هذا الشخص تلبية نداء الوطن فهل هذا يقبله أي دين أو منطق أو خلق؟».

معارك الإسلاميين

وإلى اخواتنا في التيار الإسلامي ومعاركهم، حيث شنت يوم السبت جريدة «الدستور» هجوما عنيفا وساخرا في بابها «اشتباك» في الصفحة الأخيرة ضد الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس جمعية الدعوة السلفية، التي أنبثق منها حزب النور، الذي يرأسه الدكتور يونس مخيون، وله عدد من الأعضاء في مجلس النواب. وقالت الجريدة عن فتوى سابقة له عادت بعض المواقع السلفية لترديدها: «في عصر ازدهار الفقه الإسلامي ظهر اتجاه أطلقوا عليه «الفقه الافتراضي» كأنَّ الفقهاء قد انتهوا من كل القضايا التي تشغل المسلمين وتعقد حياتهم، ووصلوا فيها لقول فصل، ثم تفرغوا بعد ذلك لافتراض قضايا فقهية ليست موجودة أصلًا، وبدأوا الاجتهاد فيها، وبعضها كان يكشف عن بصيرتهم وتوقعاتهم لما يمكن أن يستجد في حياة المسلمين الآن، ولأننا نعيش عصرا من الانحطاط في كل شيء نجد شيوخ السلفية – الذين يتفق البعض على أنهم من فقهاء هذا العصر – يتركون قضايانا المهمة والملحة، وينشغلون بما لا يختلف عليه الناس، ولا يحتاج لكلمة فصل من الدين. خلال الأيام الماضية تجددت فتاوى شيوخ السلفية عن كرة القدم، بعضها قديم لكنه لا يزال موجودًا على مواقعهم يقرؤه مريدوهم ويهتمون به مع كل بطولة رياضية جديدة، ولأن مصر الآن تشارك في بطولة الأمم الأفريقية في الغابون، فقد استدعى البعض فتاوى سلفية في شأن كرة القدم، ومنها فتوى ياسر برهامي. يرى برهامي أن كرة القدم محرمة، وإن كان تحريمها مقيدًا، أما ما هي الأمور المحرمة التي يرصدها برهامي في كرة القدم ويعتبرها مأساة تثير غيظه، فهي إلهاء الشعوب والأمم عما ينفعها بهذا اللهو ويجعلها تدمر الشعوب. يقول برهامي: مباريات كرة القدم نوع من الإلهاء الشديد وتغييب العقل عما يحتاجه المسلم من انتباه لأمر دينه وبناء شخصيته، ومن ينشغل بها بالتأكيد سوف يحدث له نوع من أنواع الخلل. ويضيف برهامي إلى أسباب تحريمه أنها تتضمن إلهاءً عن فعل واجب، وتتضمن فعلًا محرمًا كالعصبية أو كشف العورات أو حب وموالاة الكفار والمنافقين. وعليه فيؤكد أن من ينشغل بها واقع في هذه المحرمات. هل رأيتم تهافتًا أكثر من هذا؟ يضيع برهامي وقته في تقديم فتوى لا تقدم ولا تؤخر متجاهلًا أنها لعبة تقوم بدور كبير في ترسيخ العلاقات بين الشعوب، فهي بمثابة دبلوماسية شعبية، وحتى لو حدثت بعض الخلافات فهي مقبولة ويمكن السيطرة عليها، ثم إنها بعض من اللهو البريء الذي لا يمكن أن يحرمه الله، لكن ماذا نفعل فيمن يعتقدون أنهم أصحاب توكيلات الحلال والحرام فيحرمون علينا حياتنا وعيشتنا؟ لقد فشل الكابتن ياسر برهامي في السياسة، ولم يكن غريبا أن يفشل كفقيه يعرف ما يعاني منه الناس فيقدم لهم العون فيه وهذه هي الحقيقة التي لا يدركها ولا يريد أن يعترف بها».

المجددون في الدين

وإلى معركة أخرى خاضها في اليوم ذاته صابر شوكت في «أخبار اليوم» ضد السلفيين في بابه «بين الصحافة والسياسة» بقوله عنهم: «إن مجددي اليوم وخوارج الأمس لغتهم واحدة، قال عنهم الإمام علي هم أخوة لنا بغوا علينا. وقال عنهم سيدنا النبي يمرقون من الإسلام كمرق السهم من النبال. والعبد لله الفقير يرى الفريقين المستترين باسم الدين والطريق إلى الله وتجديد الفكر الديني، فكلاهما يؤول النص القرآني وفق هواه. إن من يدعون اليوم زورا وبهتانا إنهم يجددون الفكر الديني بإهانة الأئمة الأربعة والسابقين الأولين كالبخاري ومسلم، يرتكبون الجريمة الانسانية نفسها التي شاهدتها بعيني وأنا أعيش وسط جماعات التكفير منذ ربع قرن. إن هؤلاء المجددين مثل هؤلاء التكفيريين يريدون أن يعبدوا الله كما يريدون، لا كما يريد الله عز وجل. ويطالبون الناس أن يسيروا على طريقهم، فإن رفض عباد الله طريقهم قام التكفيريون بتكفيرهم، بينما المجددون يسفهونهم. والحقيقة الأكيدة أن المجددين والكفراتية لم يقدروا الله حق قدره، وتجرأوا عليه وعلى الرسول الكريم، الذي أنذرنا في حديث صحيح قوي بأن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، ولكن أصحاب كلا الطريقين غرقوا فيه حتى النخاع، لأنهم تصدوا لتأويل آيات القرآن وفق هواهم، وبما يخدم مصالحهم البشرية، إما عن جهل لعدم تسلحهم بخلفية دينية عميقة، وإما عن قصد وتربص لحساب أجندات وأجهزة استخباراتية عديدة، درسوا ديننا الجميل طويلا ورصدوا وتربصو وأطلقوا علينا أقوى أسلحتهم بحروب الجيل الرابع، وعلى رأسها جماعات التكفير في التسعينيات. واليوم المجددون في الدين، وسوف تسوق الأدلة الدامغة مستقبلا، وعن جرائم تأويل النص القرآني بما يخدم هواهم، شاهدت بنفسي بعض الزوجات اللاتي انضممن لإحدى جماعات التكفير، وكان بعض الأخوة من الباعة الجوالين وقتها منتشرين في الميادين، يدعون النساء بكثرة، ومنهن من اقتنعن وتركن بيت الزوجية باعتبارها حياة كفر وذهبن للجماعة باعتبارها جماعة المسلمين التي ستنجيهن من جهنم، ونطقن الشهادتين أمام الامام باعتبارهن يعلن إسلامهن لأول مرة، ولكن هناك كما يرون في بيوت دار الكفر أزواج وأبناء يبحثون عنهن ببلاغات في أقسام الشرطة».

أبو تريكة

وإلى معركة أخرى مختلفة أيضا وهي قضية إدراج اسم لاعب كرة القدم محمد أبو تريكة على قائمة الإرهابيين، وكنت قد علمت أن هناك اتجاها في النيابة باستبعاد اسمه حتى لا يثير ردود أفعال لا داعي لها، لأن محبيه كثيرون، خاصة أنه ينتمي لفريق الأهالي، وقال عن ذلك يوم السبت في «الوطن» عبد العظيم درويش في عموده «تعليق»: «بالتأكيد كان وقع الصدمة حاداً وعنيفاً هز قلوب عشاقه ومريديه، فقد أصبح «أمير القلوب»- في نظر القانون وبحكم قضائي هو عنوان الحقيقة – إرهابياً، على الرغم من أنه لم يضبط في يوم ما ممسكاً بسلاحه يطلق رصاصاته على صدر مواطن أو مجند أو ضابط، سواء في الجيش أو الشرطة ولم يلق أبداً «زجاجة مولوتوف» ليحرق بنيرانها اقتصاداً مرهقاً بالفعل، أو قنبلة على كمين شرطة، أو يشارك مجموعة إرهابية في الهجوم على معسكر في سيناء أو يزرع لغماً في طريق مدرعة شرطة أو جيش. لم يُقدم على ارتكاب أي من هذه الجرائم، ولكنه وفق الحكم القضائي «إرهابي» ساعد جماعة كل همها أن تحرق وطناً لا يعنيها في كثير أو قليل، فالوطن في نظر أعضائها «مجرد حفنة تراب» ولا يعنيها من يحكم، سواء كان ينتمى لهذا الوطن أو من أي ركن من أركان الكرة الأرضية. على كل حال فإن المنطق والعدل يؤكدان ضرورة أن يتحمل مرتكب أي جريمة نتائج جريمته -سواء بحسن نية أو بقصد الإضرار- ولن تحميه جماهيرته أو نجوميته التي يعتقد البعض أنها سياج حديدي يحيط به ويحول دون المحاسبة والأمثلة على ذلك كثيرة: «رونالدو ليمار ميسى مارادونا وكريم بنزيمة»وإلا كانت موهبة أي منهم قد حالت دون محاكمته. ولأننا نستهدف بناء وطن يسوده العدل ويحترم دماء شهدائه فلابد أن نلتزم بتطبيق نصوص القانون على الجميع دون استثناء وأن يخضع كل من ارتكب جريمة للعقاب ولننتظر بقية الإجراءات القانونية وحكم القضاء النهائي، وإذا كان بريئاً فوجب على كل من ظن به السوء الاعتذار، ولكن الأهم أن نكف عن الكيل بمكيالين، فمن يهاجم القضاء الآن هم الأشخاص ذاتهم الذين أشادوا به قبل أيام عند النطق بالحكم في قضية «تيران وصنافير»! بشرط أن تعلن الحقيقة كاملة بدون أي خداع حتى لا يصبح أبوتريكة «ريجيني» جديداً في الملاعب».

العبرة بالخواتيم

وأمس كتب أشرف محمود في الأهرام مقالا دافع فيه عن أبو تريكة وقال: «كنت أتمنى لو أن القرار الاتهامي لأبو تريكة جاء مقرونا بحيثيات معلنة تحول دون حالة اللغط التي أعقبته من ردود أفعال متباينة ومتطرفة من الاتجاهين المدافع عنه والمعادي له إذ كان يجب تقدير الموقف بالصورة التي تمنع وقوع اللغط، فمجتمعنا في أمس الحاجة للاستقرار. إن أبو تريكة نفسه لم ينبث ببنت شفة منذ ادلى بحواره الوحيد لـ«الأهرام» الذي انفرد به الزميل علاء عزت فور صدور قرار التحفظ على أمواله، وهو الحوار الذي كشف فيه ابوتريكة عن تفاصيل شراكته وعن بعض من كواليس عملها، وكان للحوار صدى واسع، واستقبلته وسائل الإعلام بالاهتمام اللازم وأفردت له مساحات نشر في الصحف والمواقع، وعرض على الشاشات، حيث نقلت عن «الأهرام» ما قاله أبوتريكة لاول مرة عن موقفه المالي وعلاقته بشركة السياحة التي تسببت له في مشكلات كثيرة، أخطرها اقتران اسمه بالجماعة الإرهابية، وإن كان يحسب لأبوتريكة الذي يعرف عنه انه يعشق الصمت إلى حد تلقيبه بأبي الهول، لم يوكل أحدا من محاميه لإصدار بيان عنه، كما لم يسمح لأحد من المحيطين به بالتعليق على القضية، وكل ما صدر عن محاميه كان التأكيد على احترام موكله للقضاء، وأنه ينتظر تسلم صورة القرار ليبدأ معها المشوار القانوني، كما حدث في قضيته الأولى عند وضع أمواله تحت الحراسة، وهو ما انتهى إلى براءته ورفع الحظر عنه، وأن موكله الموجود في الخارج الآن لتحليل مباريات كأس الأمم الأفريقية سيعود للوطن فور انتهاء البطولة، لأنه يثق في قراءته، ولأن الكلمة النهائية في هذه القضية لم تنطق بعد فهل نلزم جميعا الصمت، وننتظر إسدال الستار؟ والأهم هل نعي في إعلامنا ومجتمعنا وحتى في تغريداتنا أن العبرة بالخواتيم، وأن أحكام القضاء لا تصبح نهائية إلا باستنفاد درجات التقاضي؟ وهل تكون فتنة قضية أبوتريكة هي آخر القضايا الشائكة التي ننتظر القول الفصل فيها وصدور حيثيات تحسم أمر صاحبها إما بالإدانة أو البراءة؟».

الحكومة تطالب المواطنين بالتقشف وشد الأحزمة وفي الوقت نفسه تبحث في زيادة رواتب المسؤولين

حسنين كروم

هل هناك محاولة للانقلاب في إسرائيل؟

Posted: 29 Jan 2017 02:27 PM PST

بـ 27 كلمة، مثل عدد اعضاء الكنيست الذين قادهم في العام 2009، عندما قام بتشكيل الحكومة وتجاوز تسيبي لفني، التي تغلبت عليه في فرز الاصوات (مثل هيلاري كلينتون مقابل دونالد ترامب) صاغ بنيامين نتنياهو في نهاية الاسبوع أوامر عمليته ضد افيحاي مندلبليت: «ضغط الإعلاميين والسياسيين على المستشار القانوني وسلطات تطبيق القانون من اجل تقديم لائحة اتهام بأي ثمن ضد رئيس الحكومة نتنياهو. هذه محاولة لتنفيذ انقلاب في الحكم بطريقة غير ديمقراطية».
محاكمة منتخب الجمهور المشبوه جنائيا لا تناقض الديمقراطية، فهي في الاصل جوهر الديمقراطية. الناخبون يدافعون عن أنفسهم من خلال سلطات تطبيق القانون التي تتعرض للاهانة من نتنياهو، في وجه منتخبيهم الذين يتجاوزون القوانين التي تعهدوا باحترامها. الديمقراطية الوحيدة التي يعرفها نتنياهو هي الصفقراطية ـ صفقة رؤساء الاحزاب فيما بينهم، من اجل سيطرة من حظي بربع الاصوات. وعند التوقيع على الصفقة تكون هذه هي السلطة، وكل تحدٍ لها على خلفية جنائيا، هو محاولة للانقلاب. ليس ثورة تعتمد على الجمهور الواسع، بل انقلاب يتم من قبل جهات قوية داخل النخبة التي تسيطر.
عندما يواجه السياسي صعوبات يصرخ «انقلاب». وهكذا ادعى نتنياهو مع وزير دفاعه ايهود باراك ضد رئيس الاركان غابي اشكنازي في قضية هرباز. مراقب الدولة والمستشار القانوني للحكومة قاما بالفحص وقالا إنه لا اساس لهذا الادعاء. وبين هذا وذاك تغير وضع باراك الذي كان على مدى اربع سنوات المتعاون مع نتنياهو، واكتشف الضوء فقط بعد انفصاله عنه. باراك انسحب إلى نفيه ييرك وتحول من متهِّم إلى متهَّم. عندما يقول نتنياهو إن وسائل الإعلام والسياسيين يضغطون، فهو يقصده ايضا. رغم أنه ليس واضحا الآن إلى أي من الجماعتين ينتمي باراك.
لكن سهام نتنياهو موجهة ايضا ليس على من يضغطون، بل على من يتم الضغط عليهم. الضباط الشباب برئاسة الكولونيل عبد الناصر يضعون على أكتافهم زعيم دُمية، هو الجنرال نجيب. المنطق الحديدي الذي قاد بطريقة علمية، للسبب والنتيجة من «لا شيء» ومرورا بـ «لأن» وانتهاء بـ «لم يكن هناك أي شيء»، أصبحت معاكسة. الآن ورغم عدم وجود أي شيء، والملف سينتهي بتبرئة محرجة للادعاء، يحتمل أن تكون لائحة اتهام. مندلبليت سيخضع للضغط وينكسر ويقوم بمحاكمة نتنياهو. هذا سيكون انقلاب بمشاركة سلبية أو ايجابية، بارادة أو اضطرار، من المستشار القانوني.
ليس مهما أن مندلبليت أدار معركة لكبح طلب الكف عن ازعاج الشرطة والانتقال من الفحص إلى التحقيق، وما فعله في نهاية المطاف هو بدون خيار. كان هذا ذات مرة. الآن هو العدو ويجب كشف وجهه الحقيقي وضعضعة ثقة الجمهور بصحة قراراته. وبعد لحظة سيلوح نتنياهو ضده باللافتة وسيحتل المكان الذي أبعدت الشرطة منه ميني نفتالي في المظاهرات أمام منزل مندلبليت في بيتح تكفا.
إذا كانت التفاصيل معروفة له جيدا، فان المواطن رقم 2 يشك في براءة قرارات المدعي العام، لماذا يثق المواطن العادي بجهاز تطبيق القانون الذي يتغذى فقط على ما يقوله له السياسيون مثل نتنياهو، والإعلاميون الذين يلتقي ناشرهم سرا مع نتنياهو؟.
هذا ليس آخر الاضرار التي يتسبب بها نتنياهو. فهناك ضررين آخرين ايضا. اولا، اقتراح قرار لاقالة مندلبليت، مثل ريتشارد نيكسون «بمذبحة مساء السبت» في ذروة حرب يوم الغفران ـ اقالة المدعي الخاص في «ووترغيت» واستقالة وزير العدل ونائبه. وبعد ذلك، بناء على الدعاوى المقدمة لمحكمة العدل العليا، صدام مباشر مع محكمة العدل العليا، التي هي ايضا سيتم اتهامها بأنها تخضع للضغط. كيف تباكى نتنياهو وهو يتمسك بالحكم؟ كل السبل لها تبرير.

أمير أورن
هآرتس 29/1/2017

هل هناك محاولة للانقلاب في إسرائيل؟

صحف عبرية

اليمن: إنزال جوي أمريكي في محافظة البيضاء يسفر عن قتل عشرات المدنيين بينهم 17 من القبائل مشتبه في انتمائهم لـ«القاعدة»

Posted: 29 Jan 2017 02:27 PM PST

تعز ـ «القدس العربي»: ذكرت مصادر قبلية أن إنزالا جويا أمريكيا استمر 3 ساعات صباح أمس في بلدة قيفة القبلية، إحدى ضواحي مدينة رداع، في محافظة البيضاء، وسط اليمن، أسفرت عن مقتل 32 مدنيا، بينهم 17 مسلحا قبليا ومشتبها بالانتماء لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وقالت لـ«القدس العربي»: «ان الانزال الجوي الأمريكي الذي استمر من الساعة الثانية وحتى الساعة الخامسة فجر أمس الأحد، في منطقة قيفة القبلية أسفر عن مقتل 32 مدنيا، بينهم 17 من مسلحا قبليا يعتقد انتماء بعضهم لتنظيم القاعدة».
وأضافت أنه «قتل في عملية الإنزال الجوي الأمريكي أيضا كل من الشيخ القبلي عبدالرؤوف الذهب وشقيقه الأصغر الشيخ سلطان الذهب، ورجل عجوزا قريب لهم، بالإضافة إلى 8 نساء ونحو 4 أطفال».
وأوضحت أن عملية الإنزال تمت على بعد نحو 3 كيلو متر من المنطقة التي استهدفت بعملية الإنزال، حيث بدأت بالقصف الكثيف واطلاق غازات على المناطق المستهدفة من قبل القوات الأمريكية ثم لحقتها باقتحام المنازل وقوبلت بمواجهات مسلحة من قبل رجال القبائل المسلحين وأيضا من قبل عناصر يشتبه انتمائهم للقاعدة.
ونفت المصادر القبلية أن يكون الشيخ عبدالرؤوف الذهب من تنظيم «القاعدة»، وإنما كان شيخا قبليا لمنطقة قيفة، لكن ربما كان متعاطفا مع عناصر «القاعدة»، الذين كانوا يتواجدوا في منطقته القبلية، إثر قيام القوات الأمريكية وقوات الرئيس السابق علي صالح بقتل العديد من اخوانه خلال السنوات السابقة، على ذمة ملاحقة أحد اخوانه الذين يعتقد انه من تنظيم القاعدة وهو نبيل الذهب والذي كان قد قاتل قد اعتقل في سوريا وتم ترحيله إلى اليمن وأمضى بعض الوقت في معتقلات نظام صالح بعد عودته من سوريا.
الى ذلك أوضح موقع «المصدر أونلاين» الإخباري المستقل «أن العشرات من مروحيات الأباتشي والطائرات بدون طيار (درونز) حلّقت فوق أجواء قرية قيفة عند الساعة الثانية فجر الأحد، وأن المروحيات بدأت بقصف مواقع يتمركز فيها مسلحو تنظيم القاعدة بالصواريخ».
وأضاف «عقب ذلك بدأت المروحيات تنزل الجنود بالمظلات في القرية، وبعد دقائق بدأوا بمهاجمة منزل عبدالرؤوف الذهب ودارت معارك عنيفة بين الطرفين، ودوت انفجارات».
وأشار إلى أن المقاتلات الحربية التي يعتقد أنها أمريكية كانت تقصف بالرشاشات الحرارية منزل الشيخ الذهب ومواقع مفترضة لعناصر تنظيم «القاعدة».
وأرجعت مصادر قبليلة أخرى أسباب استهداف بلدة قيفة القبلية، وأسرة الذهب على وجه التحديد إلى «أنها كانت أولى القبائل التي قاومت التمدد الحوثي جنوبا بقوة السلاح، بعد سيطرة الميليشيا الحوثية على العاصمة صنعاء وتجاوزها لمحافظة ذمار المحاذية لمحافظة البيضاء، حيث تصدت قبيلة قيفة للمسلحين الحوثيين المدعومين بقوات الرئيس السابق علي صالح، المتعاونة مع القوات الأمريكية في مواجهة عناصر تنظيم القاعدة في اليمن.
وقالت لـ«القدس العربي» إن «تلك المواجهات المقاومة للحوثيين في منطقة قيفة استمرت عدة أيام بينهم نهاية العام 2014، حتى تدخلت حينها الطائرات الأمريكية بدون طيار في تلك المواجهات وشكلت غطاء جويا للتقدم الحوثي في محافظة البيضاء، والتي استهدفت العديد من الشخصيات القبلية البارزة من قبيلة قيفة في تلك المواجهات بينهم نبيل الذهب المتهم بالانتماء إلى تنظيم القاعدة والذي قاتل مع مجموعة من عناصر القاعدة إلى جانب المسلحين القبليين الذين واجهوا الميليشيا الحوثية التي بدأت اجتياح منطقتهم القبلية».
وأوضحت أن الشيخ عبدالرؤوف الذهب الذي قتل في عملية الإنزال الجوي يوم أمس في قيفة «كان من بين المشائخ القبليين في منطقة رداع الذين تزعموا تلك المقاومة ضد التقدم الحوثي المسلح في منطقة قيفة، ولذا لا تستبعد مصادر قبلية ان يكون هذا الإنزال الأمريكي جاء ضمن تنسيق حوثي أمريكي للتخلص من الشخصيات القبلية الشديدة البأس المناهضة للحوثيين في المناطق الريفية السنّية المحيطة بمدينة رداع في محافظة البيضاء اليمنية».
وأشارت إلى «احتمال وجود تسهيلات أيضا من الاستخبارات التابعة للرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي يكن لعائلة الذهب عداء تاريخيا منذ حياة الشيخ الذهب الأب أحمد ناصر الذهب، الذي يعتقد أن صالح يقف وراء مقتله في ظروف غامضة، قبل بضع سنوات، إثر خلافات بينهما، حيث كان الذهب الأب من المشائخ القبليين القلائل الذي كان على خلاف معلن وحاد مع علي صالح خلال فترة حكمه».

اليمن: إنزال جوي أمريكي في محافظة البيضاء يسفر عن قتل عشرات المدنيين بينهم 17 من القبائل مشتبه في انتمائهم لـ«القاعدة»

خالد الحمادي

الأردن بين موسكو ولندن و«أصدقاء جدد» في واشنطن وحراك دبلوماسي سريع ومكثف حتى تتسلل المصالح

Posted: 29 Jan 2017 02:26 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: اختصر وزير الخارجية الأردني الجديد أيمن الصفدي مساحة واسعة من البروتوكول عندما التقى في قمة دافوس الأخيرة وبعد ساعات فقط من استلامه مهامه الجديدة العشرات من رموز العمل السياسي والدبلوماسي وقادة العالم.
ويستثمر الوزير الصفدي ببطء ولكن بعمق في تلك المساحات التي توفرها المظلة الملكية الأردنية وسط المجتمع الدولي ويقر على هامش مناقشة سريعة مع «القدس العربي» بين محطتي موسكو وواشنطن بأن المطلوب منه ومن غيره في أطقم الإدارة العمل فقط بسبب المكانة الكبيرة للبلاد والملك في الأروقة الدولية.
وعموما وبعيدا عن هذه التفصيلات أجندة الوزير الصفدي كانت مليئة بالحراك والعمل مؤخرا. بعد دافوس غادر إلى موسكو وحضر قمة الملك عبدالله الثاني مع الرئيس فلاديمير بوتين التي خطفت الأضواء محليا وإقليميا في الأونة الأخيرة عشية التحضيرات لاستضافة القمة العربية.
ولم تنكشف بعد طبيعة أوتفصيلات النقاش الأردني الروسي الحيوي الذي تستطيع «القدس العربي» أن تؤكد بأنه أنجز في ظل تنسيق أردني مع طاقم الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب.
والأهم في ظل مشاورات مع المملكة العربية السعودية التي يتردد أنها كانت حاضرة في لقاء موسكو على نحو أو آخر.
مهم جدا في السياق ملاحظة الحركة التي لم تكن مبرمجة وبدت مفاجئة للعاهل الأردني بعد لقاء موسكو حيث غادر إلى لندن يومين ثم يفترض أن يتوجه اليوم الإثنين إلى واشنطن وللمرة الثانية في أقل من شهر.
وما أعلن عنه رسميا هو لقاءات سيجريها الملك في واشنطن مع أركان طاقم ترامب وشخصيات أساسية في الكونجرس.
ولم يعلن عن لقاء متوقع مع الرئيس ترامب نفسه لأن الاتصالات الترتيبية حصلت عبر دائرة ضيقة للغاية في الديوان الملكي الأردني ولم تكن المستويات السياسية والدبلوماسية بالصورة.
لم تعرف بعد المستجدات التي حركت المؤسسة الأردنية مجددا باتجاه واشنطن مباشرة بعد الوقوف على محطتي موسكو ولندن.
ولكن يمكن قراءة بعض المضامين المتوقعة من باب التحليل للطبخة المحتملة فالأردن في ظل ظرف اقتصادي حساس وخيارات إقليمية حرجة والحاجة ملحة جدا لضخ مياه جديدة في جسد «الدور الإقليمي الأردني».
هنا لابد من التوقف عند الحاجة الأساسية للتنويع في الخيارات الدبلوماسية وإلى مبادرة فعالة وسريعة بالمسار الاقتصادي قد تفسر العودة السريعة لأطقم الحزب الجمهوري في الكونجرس وعبر قناة الملك تحديدا وشخصيا.
والتواصل مجددا مع رموز في إدارة ترامب قد يكون من بينها هذه المرة وزير الخارجية المرشح الجديد ريكسي تيلرسون الذي يتردد أن صلة إيجابية تربطه بالأمير الشاب الذي أصبح مؤخرا كبيرا للأمناء في القصر الأردني هاشم بن الحسين.
منطقيا يمكن القول بأن مغادرة الصفدي فورا بعد موسكو إلى واشنطن قد تنطوي على تمهيد لتواصل ما مع طاقم الخارجية الأمريكية الجديد.
ويمكن القول بأن التسريع باتصالات مع الكونجرس قد يوفر حماية للاستثمار في مشروع الطاقة الأردني الجديد. وهو المشروع النووي عبر روسيا وبإسناد أمريكي وباحتمالية مرجحة لتمويل سعودي محتمل حسب بعض التقديرات.
وفي الوقت نفسه لا يمكن قراءة الحركة الأردنية المتكررة وبسقف زمني قصير بإتجاه واشنطن وللمرة الثانية خارج سياق التفاعل الكبير للاتصالات الأردنية الروسية أولا والأردنية السورية المباشرة ثانيا تحت عنوان ما يمكن أن يحصل في جنوب سوريا.
قد تبدأ قريبا إستراتيجية جديدة تتطلب حصول الأردن سريعا على ضوء أخضر من الطاقم الجديد في البيت الأبيض بامتداد مواجهة الإرهاب عسكريا لمناطـق نفوذ تنظيم «الدولة ـ داعش» في جنوب سوريا وصـحرائها وتـحديدا في تدمـر ومحـيط جبل العـرب.
أغلب التقدير أن الأردن يناور ويحاور ويتحرك بسرعة وفعالية لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وإقليمية قبل أن يتقاسم الجميع كعكة الطاقة ومشاريع إعادة إعمار سوريا بدونه وبعيدا عنه.
وتحاول عمان عبر مناوراتها الأخيرة بين موسكو ولندن ثم واشنطن التسلل بدورها ومصـالحها بعـد الاستعصاء المالي الاقتصادي الخليجـي أولا والإسـرائيلي اليمـيني المتطرف ثانيـا.
هل يتجاوب البيت الأبيض مع الحراك الأردني النشط المتواصل فيترتب الأمر بلقاء قمة مبكر جدا مع ترامب؟ أتوجد إجابة معلوماتية شافية حتى اللحظة لكن من الواضح أن عمان تلقت رسالة ما من «أصدقاء مهمين» تمكنت من التقاطهم مؤخرا في طاقم ترامب وسهلوا لها مهمة التواصل الأوسع مجددا.

الأردن بين موسكو ولندن و«أصدقاء جدد» في واشنطن وحراك دبلوماسي سريع ومكثف حتى تتسلل المصالح
مناورات بالجملة لاستعادة «الدور» وآمال بالتلاقي أكثر مع ترامب
بسام البدارين

تنظيم «الدولة» أعدم نحو 69 شخصا في مناطق سيطرته في سوريا خلال الثلاثين يوما الماضية

Posted: 29 Jan 2017 02:26 PM PST

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأحد بأنه وثّق إعدام تنظيم «الدولة ـ داعش» لأكثر من69 شخصا في مناطق سيطرته في سوريا خلال الثلاثين يوما الماضية.
وأوضح أن التنظيم نفذ عمليات الإعدام في محافظات الرقة ودير الزور وحمص وحلب والحسكة خلال الفترة من 29 كانون أول/ديسمبر الماضي وحتى الـ 29 من كانون الثاني/يناير الجاري.
وذكر أنه وثق إعدام 41 مدنيا بينهم سيدة، وستة من الفصائل الإسلامية والمقاتلة، وخمسة عناصر من تنظيم «الدولة»، و17 عنصراً على الأقل من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها.
ويتهم التنظيم من قام بإعدامهم بـ «التجسس، والعمالة لمرتدي القوات الكردية، والعمالة للتحالف الدولي، وسب الله عز وجل، وإعطاء مواقع وإحداثيات عسكرية، والعمالة لمخابرات الحكومة الأردنية المرتدة، والعمالة لصحوات الردَّة …».
ووفقا للمرصد، فإن إجمالي عدد من أعدمهم التنظيم منذ إعلانه «الخلافة» في 29 حزيران/يونيو من عام 2014 ارتفع إلى 4577 من المدنيين والمقاتلين وعناصر القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها وعناصر من التنظيم . وقتل عشرة مدنيين على الأقل، بينهم سبعة أطفال، في غارات جوية استهدفت السبت قرى مجاورة لمدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة» في شمال سوريا، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتأتي هذه الغارات غداة سيطرة قوات النظام السوري على ثلاث قرى قريبة من الباب وتقدمها بالتالي إلى مسافة 7 كيلومترات من هذه المدينة الشمالية، حسب المرصد الذي قال ان القوات التركية تحشد من ناحيتها شمال المدينة.
وتتعرض مدينة الباب إلى هجوم كثيف منذ اسابيع حيث تشن المقاتلات التركية والروسية والسورية غارات على المدينة ومحيطها.
ومساء السبت قال المرصد إن تسعة مدنيين بينهم سبعة هم «رجل وزوجته وأطفالهما الخمسة استشهدوا في القصف الجوي التركي على منطقة العريمة بريف الباب الشمالي الشرقي (…) وطفل ومواطنة استشهدوا في قصف جوي تركي على بزاعة وقصف تركي على مدينة الباب».
وأضاف أن «طفلة استشهدت جراء إصابتها في قصف لطائرات مروحية يعتقد أنها سورية على مناطق في بلدة تادف التي يسيطر عليها» التنظيم الجهادي. والجمعة قال المرصد السوري إن عشرة مدنيين من بينهم طفل قتلوا في غارات جوية تركية وقصف على المنطقة.
وتشن القوات التركية غارات جوية منتظمة على المدينة لدعم الهجوم البري الذي تشنه داخل الأراضي السورية منذ اب/أغسطس الماضي ويستهدف مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» والمقاتلين الاكراد.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن الغارات الجوية الأخيرة أدت إلى مقتل 22 من «ارهابيي تنظيم الدولة».
وحققت عملية «درع الفرات» التي يدعم فيها الجيش التركي فصائل سورية معارضة موالية لانقرة نجاحا في آب/اغسطس إذ تمكنت تلك القوات من طرد الجهاديين من مدن حدودية عدة بينها جرابلس.
إلا أن السيطرة على الباب تبدو مهمة أصعب بكثير. ففي حين توقع المسؤولون الأتراك خلال الأسابيع الماضية السيطرة سريعا على المدينة، لم تظهر في الأفق أي نهاية واضحة للعملية.
وحسب إحصاء لوكالة فرانس برس، قتل 48 جنديا تركيا على الأقل في العملية حتى الآن، معظمهم في المعارك لاستعادة الباب التي بدأت في 10 كانون الاول/ديسمبر.
إلى ذلك لقي اثنان من متطوعي الهلال الأحمر السوري حتفهما امس الأحد جراء حادث سير على طريق دمشق السويداء.
وقال تمام محرز مدير العمليات في الهلال الأحمر السوري إن الحادث نجم عن الأحوال الجوية، حيث انزلقت السيارة التي كانت تقلهما بين قريتي ناحتة والمتونة على طريق دمشق السويداء.
وأضاف أن السيارة كانت في طريقها إلى بلدة شهبا استجابة لحالة إسعافية، وتسبب الحادث في وفاة اثنين من كوادر الهلال الأحمر وتضرر السيارة.

تنظيم «الدولة» أعدم نحو 69 شخصا في مناطق سيطرته في سوريا خلال الثلاثين يوما الماضية
مقتل عشرة مدنيين في غارات جوية قرب مدينة الباب شمال سوريا

المياه إلى دمشق ومقاتلو نبع بردى إلى إدلب

Posted: 29 Jan 2017 02:25 PM PST

ريف دمشق ـ نبع الفيجة ـ «القدس العربي»: اقتحام حرم نبع الفيجة بريف دمشق والوصول إلى «المياه الدافئة» تطلّب استقدام جزء من وحدة المهام الخاصة التابعة لقوات الحرس الجمهوري لخوض معركة الساعة الأخيرة التي جرت بين الأنابيب والمضخات والجدران الاسمنتية الضخمة.
المعارك درات خلال الساعات الأخيرة للحصول على نقطة المياه المحبوسة منذ أربعين يوماً عن سكان العاصمة الذين استنتجوا أن جزءا من درع العاصمة يقع بعيداً عن أسوارها وتحديداً في وادي بردى.
قبل الوصول إلى مكان النبع في بلدة عين الفيجة كان لابد من المرور في بلدات وادي بردى الأخرى، عدد قليل منها دخل دائرة الاشتباكات المسلحة لكن بلدة النبع كانت مسرح العمليات ومحورها، وصول القوات الحكومية السورية إلى داخل نبع الفيجة جاء بشقين سياسي وميداني لكن الساعات الأخيرة اعتمدت الجانب الميداني أكثر حيث استقدمت قيادة الجيش السوري جزءا من جنود وحدة الاقتحام التابعة للواء 105 حرس جمهوري يقودهم ضابط برتبة رائد.
وتحت جنح الظلام ومع انعدام الرؤية ليلاً تحت وابل من الثلوج كانت وحدة الاقتحام تلك قادرة على مباغتة مقاتلي نبع الفيجة والوصول إلى أماكن تحصينهم قبل بزوغ الفجر لتكسب القيادة السورية جولة ميدانية هي الأهم في الوقت الحالي، بعد ذلك كان لا مانع من العودة إلى المسار التفاوضي، فالمقاتلون هناك خسروا أبرز ورقة لديهم وهي النبع، نقطة تدركها جيداً الحكومة السورية التي راحت تفاوض على استسلام من تبقى من المقاتلين أو إبعاد من لا يرغب بالاستسلام إلى مدينة إدلب.
أقل من ألف مسلح أبدوا رغبتهم بالرحيل إلى إدلب لكنه قد لا يبدو خياراً جيداً في هذا التوقيت مع تحول إدلب إلى أرض ملتهبة في ظل احتدام المعارك بين الفصائل الإسلامية المتشددة هناك وعلى رأسها جبهة النصرة. هؤلاء جُهزت عشرات الحافلات لنقلهم إلى مدينة إدلب بعيداً عن عدسات الإعلام وفضول المراسلين.
عين الفيجة حيث يوجد النبع نالت نصيبها من معارك المياه فبدت آثار الاشتباكات قوية على أحيائها ومبانيها، المطاعم والمنتزهات هي الأخرى نالت نصيبها من وقع الحرب.
مياه نبع الفيجة لا شيء يلوثها وهي صالحة للشرب، الفرق الفنية التابعة للحكومة السورية دخلت حرم النبع وبدأت أعمال الصيانة والترميم في الأجزاء الفنية للنبع التي بدت متضررة كثيراً بفعل الاشتباكات. مسؤول حكومي قال إن ضخ المياه إلى العاصمة دمشق سيتم فوراً بوسائل إسعافية ريثما يُعاد إصلاح كامل النبع.

المياه إلى دمشق ومقاتلو نبع بردى إلى إدلب

كامل صقر

قمة أديس أبابا تنطلق اليوم على خلفية سجال حول طلب المغرب الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي

Posted: 29 Jan 2017 02:25 PM PST

الرباط ـ «القدس العربي»: تنطلق اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أعمال الدورة العادية الثامنة والعشرين لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، وتخصص هذه الدورة التي تستمر يومين لانتخاب هياكل الاتحاد، بما فيها منصب الرئيس ورئيس المفوضية، بحسب المذكرة الإعلامية الصادرة عن رئاسة المنتظم القاري. كما يوجد ضمن جدول أعمال القمة مناقشة طلب المملكة المغربية الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي، وذلك في إطار جلسة مغلقة.
وبينما يعلّق المغرب آمالا عريضة على عودته إلى ساحة العمل الإفريقي، بعد غياب دام 33 سنة، أفادت مصادر أن القرار سيبلغ الى المغرب بعد انتهاء القمة. وبهذا الخصوص، يقوم العاهل محمد السادس منذ أول أمس بزيارة رسمية إلى أديس أبابا، ضمن مساعيه من أجل عودة المملكة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي، مثلما جاء في بلاغ للديوان الملكي.
ويرى مراقبون أن الشروط مشجعة لحصول رد إيجابي على الطلب، أولا باعتبار المغرب بلدا إفريقيا، وثانيا لكونه وضع طلبا بهذا الخصوص لدى مفوضية الاتحاد الإفريقي دون اشتراط إبعاد ما يسمى «الجمهورية الصحراوية»، وثالثا لكون أكثر من أربعين بلدا إفريقيا أبدوا موقفا إيجابيا في الموضوع بعد استشارة أطلقتها مفوضية الاتحاد الإفريقي، والحال أن ميثاق هذا المنتظم القاري يستلزم التوفر فقط على أغلبية نسبية مكونة من 28 دولة.
وكان وفد مغربي برئاسة صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية والتعاون، التقى الخميس الماضي رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي نكوسازانا دلاميني زوما، على هامش الدورة 28 من القمة العادية لرؤساء الدول والحكومات، حيث أخبرتهم المسؤولة الإفريقية أن الطلب المغربي وُضع ضمن جدول أعمال القمة، بعد الحصول على عدد من الأجوبة في الموضوع من لدن رؤساء الدول الأعضاء في الاتحاد. وأوضحت زوما أن القرار سيعلن عنه رسميا بعد القمة المقررة يومي 30 و31 كانون الثاني/ يناير، مثلما جاء في بلاغ صادر عن رئاسة الاتحاد الإفريقي.
ووصفت صحيفة مغربية هذا البلاغ بـ«المريب»، حيث لاحظت أن العبارة الأخيرة فيه توحي بأن المغرب لن يحصل على القرار النهائي الذي يعلن انضمامه الفعلي إلى الاتحاد الإفريقي، إلا بعد انتهاء أعمال القمة، بينما يفترض جدول أعمال المؤتمر أن يحسم في الأمر في الاجتماع المغلق الأول الذي يعقده قادة الدول الأعضاء في الاتحاد، صباح الاثنين، قبيل الجلسة الافتتاحية العلنية للقمة. وكتبت صحيفة «اليوم 24» الإلكترونية أن عبارة «القرار سيعلن عنه رسميا بعد القمة» وإضافة إلى إشارتها المريبة إلى احتمال تأجيل إعلان عضوية المغرب إلى ما بعد القمة، ينطوي على تأويل خاص لميثاق الاتحاد الإفريقي، يفيد بأن الحصول على الحد الأدنى الضروري، أي الأغلبية النسبية، يؤدي إلى إدراج الطلب ضمن جدول أعمال القمة وليس إعلان حصول العضوية الفعلية داخل الاتحاد.
وكان طلب الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي أثار سجالا قويا في الأوساط السياسية والأكاديمية والإعلامية المغربية، على هامش مصادقة البرلمان المغربي على الميثاق التأسيسي للاتحاد، حيث رأى البعض في ذلك إقرارا بوجود «البوليساريو» ضمن أعضاء الاتحاد المؤسسين، في حين أن خروج المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية قبل 33 سنة، كان بسبب اعترافها بما يسمى «الجمهورية الصحراوية» التي توجد في نزاع مع المغرب حول الصحراء الغربية، منذ 1975.
وبينما يشترط ناشط سياسي مغربي أن تكون عودة المغرب إلى المنتظم الإفريقي «بكامل التراب الوطني»، يعتبر قيادي في جبهة «البوليساريو» الانفصالية أن مصادقة المغرب على الميثاق التأسيسي «يفرض عليه الامتثال لهذه الوثيقة الأساسية التي تلح على احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار.»
ونقلت قناة «الغد» عن الناشط الحقوقي المغربي محمد طارق السباعي، رئيس «الهيئة الوطنية لحماية المال العام» قوله «إن تصويت البرلمان المغربي على ميثاق الاتحاد الإفريقي، هو تصويت على عودة المغرب بكامل ترابه الوطني، أما إذا كان الأمر غير ذلك فلابد من استفتاء شعبي وحل البرلمان لأن التفريط في شبر من التراب الوطني يعتبر جريمة وخيانة وطنية». وتابع قائلا: «نحن أمام خيارين: إما أن يقبل الاتحاد الإفريقي بالمغرب بكامل ترابه، بما فيه الصحراء، وإما أن يعرض هذا الأمر على استفتاء شعبي». وأشار إلى أن «الشعب المغربي لا يمكنه التفريط في ترابه الوطني، أي في صحرائه، ولا يمكن للمنتظم الإفريقي أن يغبط حق المغرب وسيقبله بكامل ترابه»، موضحا أن هذا القانون «لم يناقش لا على صعيد البرلمان ولا على صعيد الأحزاب السياسية، وجاءت المصادقة عليه بشكل مسرع وبالإجماع.»
أما جبهة «البوليساريو»، فكان لها تأويل خاص للموضوع، حيث نقلت صحيفة «الخبر» الجزائرية عن محمد سالم ولد السالك بوصفه «وزير الشؤون الخارجية» في الجمهورية المزعومة، قوله «إن المغرب يريد الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي للخروج من عزلته على المستوى الإفريقي والدولي بسبب سياسته الاحتلالية» على حد تعبيره، معتبرا أن المغرب هو «البلد الإفريقي الوحيد الذي لا يعترف بالحدود الموروثة عند الاستقلال». وألح قيادي «البوليساريو» على أن هذه الأخيرة «لا تشكك في حق المغرب ـ بصفته بلدا إفريقيا ـ في الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي، ولكنها تعتبر أن هذا الانضمام مناقض لمبادئ ورؤية وروح المنظمة الإفريقية المتضمنة في العقد التأسيسي للاتحاد». وأضاف أن مصادقة البرلمان المغربي على الميثاق التأسيسي «يفرض عليه الامتثال لهذه الوثيقة الأساسية التي تلح على احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار» بحسب قوله.
وسارعت الجزائر المعروفة بمساندة «البوليساريو»، إلى الإعراب عن موقفها من الطلب المغربي، حيث قال عبد القادر مساهل، الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والإفريقية والعربية، إن المغرب الذي ستنظر القمة الإفريقية المرتقبة في ملف انضمامه لن «يوفق» في إخراج «الجمهورية الصحراوية» من المنظمة، وتابع قوله في حديث لقناة «الشروق» إن «المغرب غادر بيت الاتحاد الإفريقي منذ 33 سنة، وحاول مؤخرا العودة إليه مقابل إخراج الصحراء الغربية ولكنه لن ينجح».
في السياق ذاته، ذكر رمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري، في تصريح إلى مجلة «جون أفريك» أنه «لن يكون هناك نقاش حول عضوية الجمهورية الصحراوية، لأنها عضو مؤسس له الحقوق والالتزامات نفسها مثل الجميع، والنقاش هو حول طلب انضمام قدمته المملكة المغربية.» وبخصوص سؤال حول إذا ما كان الأمر يتعلق بعودة المغرب إلى المنتظم الإفريقي أم بطلب انضمام، قال المسؤول الجزائري: «ليس هناك نقاش في هذه المسألة، هناك منظمة جديدة (الاتحاد الإفريقي تأسس عام 2002 على أنقاض منظمة الوحدة الإفريقية)، وهناك دولة لم يسبق أن انتمت إلى هذه المنظمة. ولا يحتاج المرء للتخرج من السوربون أو حيازة دكتوراه في القانون لمعرفة أن الأمر يتعلق بانضمام وليس عودة، والبقية مجرد دعاية» بحسب تعبيره الذي نقلته عنه صحيفة «الشروق اليومي».

قمة أديس أبابا تنطلق اليوم على خلفية سجال حول طلب المغرب الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي

الطاهر الطويل

الجزائر: النقابات المستقلة تهدد بالتصعيد بخصوص قانون التقاعد وحماية القدرة الشرائية

Posted: 29 Jan 2017 02:24 PM PST

الجزائر -»القدس العربي»: نظمت النقابات المستقلة في الجزائر السبت وقفات احتجاجية في مناطق عدة من البلاد للتأكيد على استمرار رفض النقابات لقانون التقاعد الجديد، الذي قضى بإلغاء الحق في التقاعد دون شرط السن، وكذا المطالبة باتخاذ الحكومة لإجراءات من أجل حماية القدرة الشرائية، كما قررت النقابات عقد اجتماع بداية الشهر المقبل من أجل وضع خطة طريق للمرحلة المقبلة.
نفذت النقابات تهديدها بتنظيم وقفات احتجاجية لرفض قانون التقاعد الجديد، وذلك أياما قليلة بعد اللقاء الذي جمع بين وزير العمل والتشغيل محمد الغازي والنقابات، والذي لم يسفر عن أي نتيجة، خاصة وأن الوزير لم يأت بأي شيء، عدا التأكيد على استعداد الحكومة فتح الباب للحوار مع النقابات، وخاصة المستقلة منها، وهو الأمر الذي رحبت به النقابات من حيث المبدأ، لكنها في المقابل اعتبرته غير كاف، لأن لديها مطالب مرفوعة منذ أشهر، والأولى هو الاستجابة لها، قبل الحديث عن التأسيس لحوار دائم بين النقابات والحكومة.
وكانت النقابات قد نظمت وقفات احتجاجية في مدن عدة، وقد تفادت تنظيمها في العاصمة، حتى لا تقع تحت طائلة المرسوم التنفيذي الذي يمنع التظاهر في العاصمة، لذا اختارت ولاية البليدة ( 45 كيلومترا غرب العاصمة) لتنظيم الوقفة الاحتجاجية لوسط البلاد.
وقال مسعود بوديبة أن هناك أربعة اعتصامات نظمت في الشرق والغرب والجنوب والوسط، وأنها تعبير عن تمسك العمال بمكاسبهم ومطالبهم عبر حركات سلمية، وأن النقابات تتمنى أن تدرك بأن العمال لم تتم استشارتهم بخصوص الاجراءات التي اتخذت مؤخرا، وفي مقدمتها إلغاء الحق في التقاعد المبكر، وكذا حول ملف القدرة الشرائية وقانون العمل الجديد، وأن العمال سيظلون متمسكين بالنضال النقابي السلمي حتى تتحقق كل مطالبهم.
وأوضح جيلالي أوكيل رئيس النقابة المستقلة لعمال التكوين المهني أن العمال متمسكون بمطالبهم، خاصة ما تعلق بالتقاعد والقدرة الشرائية التي تدهورت كثيرا خلال السنتين الأخيرتين، بسبب التضخم وارتفاع الأسعار والزيادات في الضرائب، كما أن النقابات تطالب باشراكها في صياغة قانون العمل الجديد، واحترام الحرية النقابية، والمطالبة بإعادة كل العمال المفصولين لمناصب عملهم، مشددا على أن التكتل النقابي سيجتمع بداية الشهر المقبل للفصل في الخطوات التي سيتم اتباعها مستقبلا.
وتنوي النقابات المستقلة المنضوية تحت لواء التكتل النقابي عقد اجتماع يوم 4 فبراير/ شباط المقبل في العاصمة، من أجل الفصل في ورقة طريق المرحلة المقبلة، خاصة وأن الحكومة لا تبدو على استعداد للتراجع عن قانون التقاعد الجديد، الذي تمت المصادقة عليه من طرف البرلمان بغرفتيه، ووقع عليه رئيس الجمهورية ليدخل بعدها حيز التطبيق، كما أن الحكومة لا تبدو قادرة على اتخاذ إجراءات لحماية القدرة الشرائية للعمال، خاصة وأنها أصلا اتخذت قرار إلغاء التقاعد المبكر بسبب الأزمة الاقتصادية وتراجع مواردها بسبب انهيار أسعار النفط، وكل ما يمكنها تقديمه في الوقت الراهن هو إشراك النقابات في صياغة قانون العمل الجديد، وذلك يبدو غير كاف بالنسبة إلى النقابات.

الجزائر: النقابات المستقلة تهدد بالتصعيد بخصوص قانون التقاعد وحماية القدرة الشرائية

موريتانيا: كاتب روائي يعلن عن تأسيس رباط مدني لقلب النظام العسكري

Posted: 29 Jan 2017 02:24 PM PST

نواكشوط- «القدس العربي»: فجر الدكتور موسى ولد أبنو الفيلسوف والكاتب الروائي الموريتاني الشهير أمس قنبلة كبيرة في المشهد السياسي الموريتاني بعد نشره بيانا يعلن عن تأسيس مجموعة من المثقفين الموريتانيين رباطا للجهاد السلمي بغية «قلب النظام العسكري الحاكم في موريتانيا عن طريق انقلاب مدني يرجع المواطن إلى الدائرة السياسية».
وأكد البيان التأسيسي الذي نشره ولد ابنو على صفحته ليحظى بمتابعة واسعة «أن هذا الرباط وفاء لروح رباط ابن ياسين، وإيمانا بحق الموريتانيين في الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ودعما لمقاومة شعبنا الأبي ضد طغيان الأحكام العسكرية».
إن «رباط الجهاد السلمي»، يضيف البيان، كيان يجمع موريتانيين، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية ومشاربهم الثقافية، على الإيمان بالشرعية الدستورية وعلى العمل من أجل بناء دولة القانون التي تعبر عن إرادة الشعب وعن حقه في اختيار من يحكمه، كما يجمعهم على مناهضة الانقلابات العسكرية وجميع أنواع الفساد والاستبداد وعلى رفض تدخل الجيش في السياسة».وأكد البيان «أن «رباط الجهاد السلمي» أسس بمبادرة جماعة من المثقفين تدعو إلى التضامن الوطني وإلى العمل المشترك من أجل إنقاذ الأمة وترسيخ الوحدة الوطنية والاستقرار السياسي والسلم الاجتماعي والتنمية الاقتصادية».
وأوضح رباط الجهاد السلمي «أنه ينطلق من مسلمات عدة بينها أن الانتماء إلى الوطن فوق الانتماءات القبلية والعرقية والطائفية والحزبية، وأن المصالح العليا للأمة فوق مصالح الأفراد والجماعات، وأن روح الانفتاح بين التيارات السياسية المختلفة مبدأ أساسي من مبادئ العمل السياسي».
وشدد مؤسسو الرباط «أنهم إذ يعلنون أمام الشعب الموريتاني عن تأسيس رباط الجهاد السلمي، دعما منهم لقوى المعارضة وللمقاومة الشعبية ضد طغيان الحكم العسكري الفاسد وأساليبه القمعية، فإنهم يؤكدون أنهم ليسوا بديلا عن القوى الميدانية، ولكنهم يدعمون ويساندون النشاطات التي تقوم بها هذه القوى، مؤكدين إصرار الشعب الموريتاني على استرجاع حريته وكرامته وحقه في اختيار من يحكمه».
ودعا مؤسسو الرباط «جميع الموريتانيين إلى السعي من أجل تحقيق الأهداف التي يسعون إليها وهي قلب النظام العسكري عن طريق انقلاب مدني يرجع المواطن إلى الدائرة السياسية، ودعم المقاومة الشعبية وكل قوى المعارضة، وتفكيك دعائم الفساد والقمع، وإعادة بناء الدولة على أسس المواطنة والعدالة والحرية والكرامة الإنسانية والشفافية وسيادة القانون».
وأوضح المؤسسون «أن رباط الجهاد السلمي يؤكد حق الموريتانيين في رفض قمع وظلم وإرهاب الحكم العسكري، وفي المقاومة وفي متابعة المجرمين، مشددين على أن هذه مبادرتهم وهذه دعوتهم الموجهة إلى الجميع».
هذا وأحدث نشر هذا البيان الذي وقعه الدكتور موسى باسم مؤسسي هذا الرباط الذين لم يتعرف بعد على هوياتهم، ضجة كبيرة في موريتانيا، حيث انشغل به رواد شبكات التواصل بين مرحب به لما يحظى به الدكتور موسى من مصداقية علمية، وباحث عن خلفياته وبين ناقم عليه وعلى شخص الدكتور موسى الذي أعلن تأسيسه.
وكتب الإعلامي علي عبد الله «نبارك لكم في هذه المبادرة و نتمنى لها النجاح إلا أنه سيكون من الصعب عليها أن لا تنحاز لأحد أحزاب المعارضة، ولا ضير في انحيازها إن حصل».
واهتم المدونون بمرجعية ومعنى كلمة «رجس» المختصرة لاسم الرباط حيث دعا الكثيرون لتغيير مسمى الاختصار ليكون «جرس» بدل «رجس».
وفي هذا الصدد كتب المدون أحمد بن حرمة «قرأت الاختصار «جرس» وليس «رجس»، ولعلكم تعرفون أن حركة التحرير الفلسطينية، كان اختصارها «حتف» ولكنهم قلبوها إلى «فتح».
وأضاف «أبارك الإعلان عن هذا الرباط وأدعو النخبة المثقفة والمهتمين بدولة المؤسسات، للانضمام لهذه المبادرة، فمشكلتنا الأولى هي تخلي النخبة عن القيام بدورها في التنوير واصطفافها في ذيل الحكام».
ونبه المدون مختار عالي سالم فال في تدوينة له أمس مؤسسي الرباط «إلى أن اختصار الاسم في كلمة «جرس» من أجل لفت النظر إلى هذه المبادئ السامية يحمل إيحاءات قد تحيل إلى أجراس الكنائس»، مضيفا «أخاف أن يعمد البعض سيّء النية الاختصار اسم المبادرة حسب ترتيب كلمات «رباط الجهاد السلمي» فتنقلب إلى «رجس» التي هي في مرجعيتنا الإسلامية من عمل الشيطان».
واحتج المدون حمزة المحجوب على اعتماد مؤسسي الرباط على مرجعية عبد الله بن ياسين، وأضاف «بهذا البيان وبوفائكم لابن ياسينكم فقد أقصيتم أغلب الموريتانيين من عرب وزنوج وحراطين، لأن رمزكم هذا لا يجمعنا فابحثوا عن رمز يجمعنا كلنا وإلا فلا».
أما الإعلامي مختار ولد عبد الله عضو القيادة السياسية للحزب الحاكم فقد كتب مخاطبا مؤسسي الرباط «أطمع في الحصول على إذنكم بقبول ضم رأيي المتواضع لرأي العميد «عبد الله السيد» وهو من جهابذة تفكيك ولف ونشر أساليب اللغة العربية وتعابيرها، ثم أضيف أن الانطباع الأول الذي يتركه مختصر تسمية رباطكم الجديد («رجس» ولا أخاله كذلك، أو «جرس» وما عهدنا بكم من مصدري الطنين…) لدى المتلقي الساذج مثلي منذ البداية مصنفا في دائرة مغلقة بين «الرجس» أعوذ بالله، و»الجرس» بدلالته الكنائسية، لا سمح الله، خاصة في هذه الأيام التي يسهل فيها التكفير و»التلحيد» كما يسهل فيها التضليل بين السياسي والديني والاجتماعي أحيانا».
«وعليه، يضيف المختار عبد الله، فالتسمية تلك تستدعي مراجعة « قبل فوات الأوان»…. دمتم وأعاذكم الله من رياح السياسة المختلفة تماما عن رياح المدنية التي أثارت نقعها في عوالم الأدب، روايتكم «مدينة الرياح».
ويشتهر الدكتور موسى ولد ابنو في الأروقة الأكاديمية فيلسوفا وروائيا وباحثا أكثر من شهرته في المشهد السياسي الموريتاني الذي ظل يعتزله، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون، وقد تبوأ مناصب مهمة في عهد الرئيس الأسبق معاوية الطايع، بينها مستشار الرئيس ومدير عام وكالة الأنباء الحكومية ورئيس قسم الفلسفة في جامعة نواكشوط.
وطوال الفترة التي قضاها موسى ولد ابنو في الغرب من 1977 إلى 1996 متجولا بين باريس ونيويورك، اقتصرت كتاباته على بعض البحوث الفلسفية، ولكن عندما عاد إلى موريتانيا عام 1997، تولى رئاسة قسم الفلسفة في جامعة نواكشوط، بدأ يفكر في كتابة موقفه من إشكاليات العصر، وأساساً تحديات مجتمع التكنولوجيا وعلاقة التراث العربي الإسلامي بمجتمع التكنولوجيا والغزو الحضاري الغربي، ومكانة المجتمع العربي الإسلامي في العالم، وبعض الإشكاليات الأخرى التي تهم المشتغلين بالفلسفة.
وقصد ولد ابنو فن الرواية ليكون وسيلته للتعبير عن هذه المواقف كلها، لأنه كما قال في تصريح سابق له «لم يعد هناك اليوم أزمة ميتافيزيقيا، ولم يعد أحد يكتب كتباً فلسفية محضة، لأنه لا يوجد قراء للفلسفة».
وهكذا اتجه الدكتور موسى لكتابة الرواية، فكتب نصين بالفرنسية، الأول صدر في باريس عام 1990 وهو في عنوان يمكن ترجمته بـ»الحب المستحيل» بحسب العنوان الذي صدر به في العربية، في دار الآداب، فيما بعد، والثاني بعنوان «البرزخ» صدر في باريس أيضاً عام 1994، لكنه عاد وكتبه بالعربية ليصدر عن دار الآداب تحت عنوان «مدينة الرياح».

موريتانيا: كاتب روائي يعلن عن تأسيس رباط مدني لقلب النظام العسكري

عبد الله مولود

تونس: المحاصصة الحزبية تطل برأسها مجددا في تعيينات حكومية جديدة

Posted: 29 Jan 2017 02:24 PM PST

تونس – «القدس العربي» : أثارت التعيينات الجديدة التي أجراها رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد على سلط المعتمدين (مدراء المناطق) موجة من الانتقادات لدى عدد كبير من السياسيين، حيث اعتبر البعض أنها قائمة على المحاصصة الحزبية، فيما تحدث آخرون عن «تدني» المستوى التعليمي للمعتمدين الجدد، وطالبوا الشاهد بالكشف عن المعايير المعتمدة في تعيينهم.
وكان الشاهد قرر قبل أيام إجراء حركة واسعة في سلك المعتمدين شملت جميع الولايات التونسية (24 ولاية)، حيث تم تعيين 114 معتمدا (من أصل 272) بينهم 11 معتمدة، وهي المرة التي يتم فيها تعيين نساء في هذا المنصب، وهو ما يعتبره البعض ترجمة فعلية لخطاب الشاهد المتعلق بتوسيع مشاركة المرأة في صناعة القرار، بعد منحه حقائب (وزيرات وكاتبات دولة) لثماني نساء في حكومته الجديدة.
وأثار القرار موجة انتقادات من قبل عدد من السياسيين (من الحزب الحاكم والمعارضة)، حيث كتبت النائبة عن حزب «نداء تونس» صابرين القوبنطيني على صفحتها في موقع «فيسبوك»: «كنت لا أحبذ أن طرح هذا السؤال، لكن لا بد لرئاسة الحكومة أن توضح: ماهي المعايير التي يتم على اساسها تعيين أو عزل أو ترقية أو نقلة أو تثبيت معتمد؟ ما نراه (في التعيينات الأخيرة) غريب جدا، ولا علاقة له بالموضوعية أو بالكفاءة أو بالقدرة على تولي المنصب»، وأضاف النائب والقيادي في حركة «مشروع تونس» حسونة الناصفي «ما يثير الانتباه في حركة المعتمدين الأخيرة هو تعيين معتمد في معتمدية هامة جدا مستواه العلمي أقل من بكالوريا».
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن حزب «نداء تونس» يستأثر بحصة الأسد في التعيينات الجديدة (34 معتمدا) تليه حركة «النهضة» (27 معتمدا) وحزب «آفاق تونس (10 معتمدين)، فضلا عن أحزاب أخرى مرتبطة بالحكومة كـ»الجمهوري» و»المسار الديمقراطي» و»المبادرة الدستورية».
وكتب القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» هشام العجبوني «الفصل 7 من المرسوم عدد 87 المتعلّق بتنظيم الأحزاب السياسية، ينصّ على أنه لا يجوز الانخراط في حزب سياسي بالنسبة إلى العسكريين المباشرين والمدنيين مدة قيامهم بواجبهم العسكري، والقضاة، والولاة والمعتمدين الأول والكتاب العامين للولايات والمعتمدين والعمد (…) وبالتالي التعيينات الأخيرة التي أجراها رئيس الحكومة يوسف الشّاهد والتي اعتمدت على المحاصصة الحزبيّة، أي على تعيين معتمدين منخرطين في الأحزاب المشكّلة للحكومة، هي خرق واضح للمرسوم عدد 87!».
فيما أشارت مصادر إعلامية إلى اندلاع احتجاجات في مدينة «نفطة» التابعة لولاية «توزر» (جنوب غرب) إثر قرار عزل معتمد المدينة والذي يحظى بشعبية كبيرة، حيث تجمع المحتجون أمام مقر المعتدية، مطالبين رئيس الحكومة بإعادة المعتمد السابق، والذي أكدوا أنه مستقل ولا علاقة له بالأحزاب، ووصفوا قرار تعويضه بمعتمد جديد بـ»الجائر».
في حين اعتبر نائب رئيس حركة النهضة علي العريض أن التعديل الأخير في سلك المعتمدين هو «تغيير دوري وعادي ويقوم به وزير الداخلية بالتشاور مع رئيس الحكومة»، كما أكد رئيس حزب «آفاق تونس» أن حزبه قدم أفضل الكفاءات القادرة على تولي منصب معتمد، مشيرا إلى أن عدد المعتمدين التابعين للحزب في البلاد يبلغ 12 معتمدا بينهم 10 تم تعيينهم في التعديل الأخير.
يذكر أن الشاهد أجرى قبل أشهر تعديلا جزئيا في سلك الولاة (المحافظين)، أثار أيضا انتقادات كبيرة من قبل عدد من السياسيين، من بينهم بعض قياديي حركة النهضة، بسبب ما اعتبروه محاولة «نداء تونس» السيطرة على مفاصل الدولة.

تونس: المحاصصة الحزبية تطل برأسها مجددا في تعيينات حكومية جديدة

حسن سلمان

حماس تشرع رسميا بالانتخابات بعد اختيار قادة هيئة السجون تمهيدا لانتخاب رئيس وأعضاء المكتب السياسي

Posted: 29 Jan 2017 02:23 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: بما يشير إلى بدء حركة حماس استعداداتها النهائية لإجراء الانتخابات الداخلية لاختيار أعضاء ورئيس جديد للمكتب السياسي، خاصة بعد عودة إسماعيل هنية قائد الحركة في قطاع غزة يوم الجمعة الماضية، كشفت الحركة النقاب عن قيام أسرى الحركة في السجون الإسرائيلية بانتخاب هيئة قيادية جديدة لهم.
وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية لأسرى حركة حماس في سجون الاحتلال، عن نتائج انتخابات الهيئة القيادية العليا لأسرى الحركة في السجون لدورة 2017 الى 2019 حيث أوضحت أن هذه الانتخابات أٌجريت حسب اللوائح التنظيمية المعمول بها لدى أسرى الحركة وشملت كافة السجون والمعتقلات، وكانت على أربع مراحل. وأشارت إلى أن المرحلة الأولى بدأت بانتخاب مجلس الشورى العام، والمكون من 51 عضواً موزعين على مختلف السجون والمعتقلات.
وتمت المرحلة الثانية بانتخاب الهيئة القيادية العليا من بين أعضاء الشورى العام، وعددهم 11 عضواً، يضاف إليهم مسؤولو أكبر أربعِ سجون هي النقب وعوفر وريمون ومجدو ليصبح عدد أعضاء الهيئة 15 عضواً.
وأشارت الحركة إلى أن المرحلة الثالثة، تمثلت بانتخاب رئيس الهيئة القيادية العليا لأسرى الحركة، بينما تمثلت المرحلة الرابعة والأخيرة انتخاب نائب رئيس الهيئة القيادية العليا. وحسب ما أعلن رئيس لجنة الانتخابات لأسرى حماس مهند شريم، فقد جدد أسرى الحركة ثقتهم للمرة الثانية بالأسير محمد عرمان، ليكون رئيساً للهيئة القيادية العليا للأسرى، والأسير عباس السيد نائباً للرئيس. وذكر أن كلا من الأسرى أحمد القدرة، ومحمود شريتح، وعثمان بلال، ومنير مرعي، وسلامة القطاوي، ومعمر شحروري، وبلال البرغوثي، وإسلام جرار، وأشرف زغير، فازوا كأعضاء للهيئة القيادية العليا لأسرى حماس في السجون.
وتمكن أسرى حماس من عقد هذه الانتخابات بالرغم من تباعد السجون الإسرائيلية، وعدم وجود قنوات اتصال مباشر بين الأسرى، في تحد جديد لمنظومة الأمن الإسرائيلية.
ولم تكشف هيئة أسرى حماس عن الطريقة التي استخدمتها في عملية انتخاب قيادتها في سجون الاحتلال، خاصة وأن أعضاء هذه الهيئة موزعون على عدة سجون.
وتعتقل إسرائيل في سجونها المختلفة نحو سبعة آلاف أسير فلسطيني، موزعين في الانتماء على عدة فصائل.
وجاء الإعلان عن نتائج انتخابات الهيئة القيادية لأسرى حماس في ظل وصول أطر الحركة في الداخل والخارج، لمرحلة الاستعدادات النهائية لانتخاب هيئات قيادية جديدة للحركة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق الخارج.
وفي غزة من المتوقع أن تبدأ قريبا عملية انتخاب هيئات الحركة في كافة مناطق القطاع، تمهيدا لانتخاب أعضاء مجلس الشورى، وذلك بعد وصول إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي، وقائد حماس في القطاع، بعد غياب طال لأربعة أشهر.
وكان هنية قد وصل يوم الجمعة الماضي إلى القطاع عائدا من زيارته الخارجية التي قضى معظمها في قطر، وانتهت بزيارة هي الأولى له لمصر، منذ خروج الإخوان المسلمين من الحكم.
ولا يتحدث قادة حماس عن ملف الانتخابات الداخلية في هذه الأوقات، خاصة وأن الحركة تجري انتخاباتها بطريقة سرية، على خلاف حركة فتح.
وكانت تقارير إعلامية محلية ذكرت أن حماس بدأت المراحل الأولية للعملية الانتخابية الداخلية للحركة. ويتردد أن هذه الانتخابات، تمر بعدة مراحل تبدأ بحصر من يحق لهم الانتخاب والترشح والتقسيمات الجغرافية، وصولا لعملية الاقتراع واختيار قادة الحركة الجدد.
وتشمل البدء في إجراء انتخابات حماس في المناطق، وصولا إلى اختيار ممثلي كل موقع (الضفة وغزة والخارج) تمهيدا لاختيار أعضاء المكتب السياسي ورئيس الحركة القادم,
وتردد مؤخرا أن هنية والدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي، أبرز المرشحين للوصول إلى منصب رئيس المكتب، خلفا لخالد مشعل.
وتجري حماس انتخاباتها مرة كل أربع سنوات، وأجرت آخر انتخابات لها بمشاركة قياداتها من الداخل والخارج في العاصمة المصرية القاهرة، خلال وجود الرئيس محمد مرسي على سدة الحكم.
ولا يعرف كيف وأين ستجرى انتخابات المكتب السياسي للحركة، غير أن أحد قادتها أكد في وقت سابق أن عدم إتاحة الفرصة لخروج قادة الحركة من غزة، لا يعني عدم إجراء الانتخابات، وأن الحركة لديها من الطرق ما يتيح لها إجراء انتخاباتها العامة، دون وجود أعضاء مجلس شورى الحركة في مكان واحد.
وهناك توقعات بألا يشهد المكتب السياسي تغييرات كبيرة، خاصة وأن حظوظ الفوز متاحة لغالبية الأعضاء الحاليين.
وعلى الموقع الرسمي لحركة حماس على الإنترنت، تضع الحركة أسماء أعضاء مكتبها السياسي، ونبذة مختصرة عن كل عضو، كذلك تضع أسماء وصور الأعضاء السبعة الذين شاركوا في تأسيس الحركة في عام 1987 إلى جانب الشيخ أحمد ياسين.

حماس تشرع رسميا بالانتخابات بعد اختيار قادة هيئة السجون تمهيدا لانتخاب رئيس وأعضاء المكتب السياسي

أشرف الهور

جدل واسع في تركيا.. منهاج التعليم الجديد يحتوي على «الجهاد» ويقلص دروس أتاتورك والعلمانية

Posted: 29 Jan 2017 02:23 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: يتصاعد الجدل في تركيا مع تأكيد وسائل إعلام معارضة على أن منهاج التعليم الجديد الذي يتم تغييره وإعادة كتابته من جديد يُقلص من الدروس التي تتحدث عن سيرة وقيم مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، إلى جانب إضافة دروس تتعلق بتعريف «الجهاد» وأخرى تتعلق بانتصارات الجيش العثماني.
وبينما تقول الحكومة إن تغيير المنهاج يأتي في إطار عملية واسعة للارتقاء بالتعليم وتطويره تقول المعارضة العلمانية واليسارية إن المنهاج الجديد الذي تقوم وزارة التعليم الوطني بإعداده يهدف إلى إحداث تغيير فكري واجتماعي لدى الأجيال الجديدة ويركز على إضعاف علمانية المجتمع وإضفاء الصبغة الإسلامية عليه.
ويرفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد منذ 14 عاماً الاتهامات لهم بالسعي لـ«أسلمة المجتمع» بالقول إن 99 ٪ من الشعب التركي هو مسلم ولا يصح إطلاق هذا الوصف على مجتمع غالبيته المطلقة هي من المسلمين بالأصل.
وتعمل وزارة التعليم منذ فترة طويلة على إحداث عملية تغيير واسعة في المنهاج التعليمي لكافة المراحل سوف يبدأ تطبيقه تدريجياً العام المقبل، وتقول الوزارة إن الهدف من ذلك تحسين نوعية التعليم وحذف الكثير من «الحشو غير اللازم والتركيز على ما يفيد الحياة العملية للطالب».
لكن حذف «الحشو» طال، حسب المعارضة، المواضيع التي تتحدث عن حياة وتاريخ و«بطولات» أتاتورك الذي يأخذ حيزاً واسعاً من منهاج التعليم خاصة في المراحل الابتدائية الأساسية ويعتبر المساس بقيمه بمثابة «خط أحمر» للمعارضة العلمانية التي أسسها الزعيم الراحل.
ويرى مراقبون أن هذه الإجراءات تساهم في إضعاف «قدسية» أتاتورك في المجتمع ولدى الأجيال الجديدة.
ويبدو أن 14 عاماً من حكم حزب العدالة والتنمية ـ المحافظ ـ غيرت من مبادئ الدولة وتوجهات المجتمع، فبعد أن كان مجرد حديث الرئيس عن علمانية الدولة أو المساس بأتاتورك تهمة تستوجب حد الإعدام بات الأمر ممكناً وقابل للنقاش والتطبيق.
وحسب تقرير نشرته صحيفة «جمهورييت» المعارضة فإن المنهاج الجديد يحتوي في مادة «التربية والدين والأخلاق» للصف السابع على تعريف «الجهاد في سبيل الله» و«الاستشهاد» وبعض التعريفات الإسلامية فيما تم حذف الكثير من البنود المرتبطة بالعلمانية.
وعمل أردوغان خلال السنوات الأخيرة على إعادة إحياء ودعم وتوسيع ما يعرف بـ»مدارس إمام خطيب» الدينية والتي درس فيها خلال طفولته بمدينة طرابزون على البحر الأسود. وبعد أن تقلص عدد طلاب هذه المدارس إلى عشرات الآلاف نتيجة التضييق في السابق، تمكن أردوغان من رفع عدد طلابها مجدداً إلى أكثر من مليون طالب.
كما تم إضافة دروس تتحدث عن «انتصارات الدولة العثمانية» لا سيما معركة «كوت العمارة» التي جرت بين الجيش العثماني والإنكليزي في العراق في الحرب العالمية الأولى وانتصر فيها العثمانيون بعد حصار طويل استسلم في نهايته الجيش البريطاني. كما سيُعاد الاحتفال بهذه المناسبة في المدارس بعد أن تم إلغائها منذ عشرات السنوات بضغط من المملكة المتحدة.
أردوغان الذي شارك في حفل ضخم بمناسبة الذكرى الأولى للمعركة واعتبرها «صفحة مضيئة في التاريخ العثماني، ومثالا للوحدة بين الأمة الإسلامية»، قال: «ميراث وتقاليد الدولة العثمانية التي ورثها الأتراك، متناثرة في منطقة جغرافية كبيرة منذ ألفين و200 عام».
وفي سياق عدم رضاه عن مواد التاريخ التي تدرس في المدارس التركية، عبّر أردوغان، عن انتقاده لتلك المواد بشكلها الحالي، مضيفًا: «من المؤسف، أننا أعددنا تاريخنا الرسمي لسنوات، بالشكل الذي أراده البريطانيون»، مضيفاً: «مناهج كتب التاريخ في تركيا، ناقصة»، مشدداً على أن «الذين يشرحون التاريخ التركي القديم، وينتقلون مباشرة إلى تاريخ الجمهورية، متجنبين، ذكر تاريخ حقبة زمنية استمرت 600 عام (في إشارة إلى الدولة العثمانية)، هم أعداء لنا».
وإلى جانب ذلك، حذفت من المنهاج التعليمي الجديد الدروس المتعلقة بنظرية «التطور» للبريطاني «تشارلز دارون» بعد جدل طويل حول واقعيتها ومدى توافقها مع العلم، بالإضافة إلى اعتبارات أخرى تقول إنها «تتعارض مع الدين الإسلامي»، وهو ما عارضه العلمانيون.
ويركز المنهاج الجديد أيضاً على شرح محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد في الخامس عشر من يوليو/ تموز الماضي والتي كانت تهدف إلى الإطاحة بحكم العدالة والتنمية والرئيس أردوغان، ويتم شرح المحاولة من باب «الدفاع عن الديمقراطية في البلاد».
وقبل أشهر دخلت البلاد في حالة واسعة من الجدل والاحتقان عقب تصريحات لرئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان قال فيها إن الدستور الجديد سيكون على أساس ديني وخال من العلمانية، الأمر الذي أثار شريحة واسعة من الشعب التركي، ورفعت شعارات «تركيا علمانية» و«العلمانية ستنتصر» و«لا لدستور شريعة».
وبدأ ترسيخ العلمانية في تركيا عقب تأسيس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية عام 1923، وفي تعديل دستور عام 1924 تم إزالة عبارة «دين الدولة هو الإسلام»، وبنيت العلمانية في تركيا على ما يعرف بـ«الأيديولوجية الكمالية»، وترد صفة العلمانية صراحة في المادية الثانية من الدستور التركي.

جدل واسع في تركيا.. منهاج التعليم الجديد يحتوي على «الجهاد» ويقلص دروس أتاتورك والعلمانية

إسماعيل جمال

المتحدث باسم «حرس نينوى» لـ«القدس العربي»: كتلة المالكي حركت نواباً لإبعادنا عن الموصل

Posted: 29 Jan 2017 02:22 PM PST

الموصل ـ «القدس العربي»: أعتبر المتحدث الرسمي باسم قوات حرس نينوى، زهير الجبوري أن قرار استبعاد قوات حرس نينوى عن مهمة حفظ الأمن في الساحل الأيسر من الموصل، جاء بسبب ضغوط قوى سياسية معروفة لا تريد لأبناء نينوى أن يكون لهم دور في تحرير الموصل وادارتها لاحقا»، مشيراً إلى أن «عدد من النواب أثروا على رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بدفع من كتلة القانون برئاسة نوري المالكي، التي تحركهم، لاتخاذ هذا القرار».
وشدد على أن «البلد لا يمكن ان يقاد بهذه الطريقة».
وكان قائد حملة تحرير الموصل، قرر أول أمس السبت، استبعاد قوات «حرس نينوى» (سنة) من المدينة، واقتصار مهمة حفظ الأمن بها على قوات الجيش والشرطة. الأمر الذي واجه انتقادات من أثيل النجيفي، قائد الحرس.
وأشار الجبوري في حديث مع « القدس العربي» إلى «الكثير من النفاق موجود للأسف ويريد إعادة الامور إلى المربع الأول»، مذكرا بـ»الفوضى التي كانت سائدة في الموصل قبل مجيء تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأضاف: «اليوم تعاد الفوضى من خلال عدم احترام الخطة التي وضعتها قيادة عمليات الموصل التي يفترض الالتزام بها، ولكن تم الاخلال بها بسبب الخلافات السياسية».
وحدد الجبوري، الشخصيات والقوى التي ساهمت في التأثير على قرار سحب حرس نينوى، وهم النواب عن الموصل، عبد الرحيم الشمري وأحمد الجبوري وعبد الرحمن اللويزي وميزر العاكوب، الذين قاموا بالتأثير على رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بدفع من كتلة القانون برئاسة نوري المالكي، التي تحركهم.
وذكر بأن «قوات حرس نينوى انسحبت الآن من الساحل الأيسر من الموصل بعد أن شاركت في عملية التحرير وقدمت 36 قتيلاً و94 جريحاً خلال المعركة».
وتابع: قواتنا «عادت إلى قواعدها السابقة في منطقة الشلالات خارج الساحل الايسر»، مبيناً أن «قوات حرس نينوى ستبقى تحت إمرة القيادة العسكرية للقوات المسلحة بانتظار أي أوامر جديدة».
ولفت على أن «القادة العسكريين أقروا بدور الحرس وشجاعتهم في تنفيذ الواجب في معركة التحرير».
وعن قرار القاء القبض على محافظ الموصل السابق أثيل النجيفي، أشار إلى أن الأخير «موجود في العراق والقرار جاء لثنيه عن أداء دوره في تحرير الموصل»، مؤكداً أن «القرار وراءه الخلافات السياسية التي كانت هي السبب في ضياع الموصل ووصول العراق إلى ما وصل اليه».
وكانت قيادة العمليات المشتركة، أعلنت، أن مذكرة القاء قبض صدرت بحق النجيفي.
من جهته، أشار النجيفي في منشور على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن «قوى سياسية لا تعرف كيف تفصل بين صراعاتها السياسية وأمن وطنها، استطاعت ان تضغط على القيادات العسكرية لتغير خططها وقراراتها وتطلب ابعاد حرس نينوى عن مدينة الموصل». وأضاف: «بعد نشري المنشور السابق حول مسك حرس نينوى لاحياء من مدينة الموصل الذي كان يهدف لتعبئة المواطنين والتعاون في بسط الأمن والاستقرار، ثارت ثائرة قوى سياسية».
وأكد أن «قوة حرس نينوى تسعى للتعاون مع الجميع ولن تكون سببا في مشكلة»، مضيفا «أننا لا ننظر لمسك الارض على انه تشريف وإنما واجب عسكري ومهمته لن تنجح بدون الثقة والتعاون التي نراها ضعيفة في ظل تدخل الأطراف السياسية».
وتابع: «إذا كانت القيادة العسكرية ترى ان بامكانها الاستغناء عن قوتنا، فإننا على أتم الاستعداد للخروج وإعادة تنظيم قواتنا، فلازلنا على قناعة بأن معركة الاٍرهاب في الموصل لم تنته بعد ولازالت داعش تمتلك خلايا نائمة وتقوم بهجمات بين الحين والآخر»، مستدركاً «رغم يقيننا بان وجودنا داخل الموصل سيساعد الجميع، إلا اننا نحترم القرارات حتى ولو كنا نراها غير موفقة».
وكان النجيفي، قد أعلن، السبت الماضي، عن «تكليف قواته بمسك 30 حياً في الجانب الأيسر من الموصل من أصل 74 حي»، داعياً إلى «ملاحقة خلايا تنظيم داعش بكل حزم وقوة». وطالب «أهالي تلك الأحياء بالتعاون مع حرس نينوى».
يذكر أن دعوى قضائية رفعها خصوم النجيفي ضده متهمين إياه بـ«الخيانة العظمى» لتعاونه مع القوات التركية في تدريب قوات «حرس نينوى»، وهي خطوة اعتبرها مراقبين موقفا سياسيا موجها ضد قوى سياسية معينة في الموصل.
وحسب المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، العميد يحيى رسول أن «مهمة عملية مسك الأرض داخل احياء الساحل الايسر من مدينة الموصل أصبحت على عاتق قطعات الجيش العراقي باشتراك شرطة نينوى».
وأضاف: «فيما يخص الحشد الشعبي لأبناء نينوى (حرس نينوى) سيكون تواجده خارج احياء الساحل الايسر في المناطق والقرى التي تكون اكثر امنا وبعيدة عن التماس مع العدو».
وكان المتحدث باسم التحالف الدولي ضد «الدولة الإسلامية»، العقيد جون دوريان، قد بين الجمعة، إن «القوات العراقية ستتحرر الجانب الأيمن من الموصل بشكل أسرع» من الساحل الأيسر للمدينة. وذكر في تصريح صحافي، أن «القوات العراقية تستطيع احلال الأمن والاستقرار في الجانب الايسر من الموصل الذي تم استعادته مؤخراً».
وأشار إلى وجود «تنسيق عال بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان في الحرب ضد داعش»، مؤكداً بإن "معركة الموصل مهمة بالنسبة للتحالف الدولي». وأوضح المتحدث باسم التحالف الدولي، أننا «نفذنا 100 غارة جوية ضد داعش خلال الأسبوع الجاري».
وكانت قيادة العمليات المشتركة أعلنت الثلاثاء الماضي تحرير الساحل الايسر للموصل بالكامل من «الدولة الإسلامية»، كما دعا العبادي، القوات المسلحة إلى الاسراع بالتحرك لتحرير الجانب الايمن من المدينة.

المتحدث باسم «حرس نينوى» لـ«القدس العربي»: كتلة المالكي حركت نواباً لإبعادنا عن الموصل

مصطفى العبيدي

خندق جديد للفصل بين المحافظات الجنوبية في العراق

Posted: 29 Jan 2017 02:22 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: أعلن قائد أمني في وزارة الداخلية العراقية عن توجه لحفر خندق يفصل بين محافظتي المثنى والديوانية جنوب العراق، وذلك غداة الاعلان عن إنجاز نسبة 70٪ من العمل على خندق مماثل لمحافظة النجف، في وقت دعا برلماني عراقي سكان محافظة البصرة إلى جمع تواقيع ترمي لإعلان المحافظة دولة مستقلة في حال عدم تراجع الحكومة في بغداد عن منح تنازلات حدودية إلى الكويت.
وقالت وزارة الداخلية العراقية، في بيان إن «قائد شرطة محافظة الديوانية فرقد العيساوي، أمر في حفر خندق بين حدود الديوانية والسماوة بعرض مترين وعمق ثلاثة أمتار وذلك لمنع المتسللين من الدخول إلى المحافظة لتنفيذ مأربهم».
ويأتي الاعلان الحالي بالتزامن مع تأكيد قيادي في ميلشيا «الحشد الشعبي «عن إكمال 70٪ من خندق النجف الممتد عبر صحراء كربلاء والديوانية والسماوة.
وقال قائد اللواء الثاني في تشكيل فرقة الامام علي التابعة للحشد، كريم الخاقاني إن «الحشد وبجهود ذاتية اكمل ما نسبته 70‎٪ من مساحة الخندق في بادية النجف الاشرف»، موضحاً أن «الهدف من انشاء هذا الخندق الذي تكفل به الحشد الشعبي هو حماية العتبات المقدسة والمواطنين ومواجهة أي اعتداء إرهابي من جهة الصحراء الغربية». ويرى مراقبون أن أسلوب الخنادق في عزل المحافظات العراقية عن بعضها الاخر، بالإضافة إلى فرض القيود على الدخول والمرور بها، يؤشر على فشل واضح في إدارة الملف الأمني عبر العمل الاستخباري والمعالجات الفاعلة واللجوء إلى ابسط الوسائل وهي عزل المدينة بشكل كامل عن جوارها.

خندق جديد للفصل بين المحافظات الجنوبية في العراق

أمير العبيدي

تصاعد الرفض الشعبي والنيابي عقب منح قناة «خور عبد الله» للكويت

Posted: 29 Jan 2017 02:22 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: تتفاعل قضية موافقة حكومة حيدر العبادي، على التخلي عن المنفذ البحري (خور عبد الله) إلى الكويت، وسط انتقادات نيابية وشعبية غاضبة لما يلحقه القرار من أضرار وغبن كبيرين بمصالح البلاد، بالتزامن مع اتهامات برشوة الكويت، لمسؤولين عراقيين.
وانتقد عدد من النواب بشدة تصويت مجلس الوزراء على منح القناة للكويت، معتبرين أنه «خيانة للعراق»، كما شددوا على أن القناة «عراقية».
وطالب عدد من أعضاء مجلس النواب بضرورة عرض قرار ترسيم الحدود مع الكويت للاستفتاء الشعبي للمصادقة عليه أو رفضه من قبل الشعب، مطالبين الكويت شعباً وحكومةً «التحلي بالحكمة»، ورفض ما يعكر صفو العلاقة بين البلدين.
ودعا النائب عبد الكريم العبطان في مؤتمر صحافي مشترك مع عدد من النواب، «الحكومة العراقية إلى عدم تنفيذ القرار المجحف المطعون به قانونيا لما له من تداعيات خطرة على سيادة وأراضي العراق منها فقدان المنفذ البحري للعراق»، مطالباً «الشعب والحكومة الكويتيـة التحلي بالحكمة والعقل ورفض ما يعكر صفو العلاقة بين البلدين».
وذكر العبطان، أن «الخلاف على الحدود بين دولتين لا يدخل ضمن المسائل المتعلقة بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين التي يختص بها مجلس الأمن»، داعياً إلى «عرض قرار ترسيم الحدود مع الكويت للاستفتاء الشعبي للمصادقة عليه أو رفضه».
وأضاف أن «مجلس الأمن قام بعمل خارج اختصاصه بإصدار قرار رقم 833 لسنة1993»، لافتا إلى أن «هذا القرار لم ينفذ خلال المدة التي تلت صدوره رغم ضعف العراق فكيف تجيز الحكومة الحالية لنفسها الموافقة على تنفيذه ؟»
أما النائبة عالية نصيف، فقد وصفت الاتفاقية بأنها «خيانة لمصالح الشعب العراقي»، مؤكدة أن «اللجنة الوزارية العراقية التي تفاوضت مع الكويت حول خور عبد الله تلقت رشاوى من الكويت عند إجراء المفاوضات».
وكشفت نصيف أن لجنة برلمانية استضافت وزير الخارجية السابق هوشيار زيباري الذي أكد استلام اعضاء الوفد المفاوض هدايا ثمينة من الكويت عند زيارتها للتفاوض حول الخور»، مبينة أن «أعضاء الوفد الآخرين، اضافة إلى زيباري، هم وزير النقل السابق قائد منظمة بدر هادي العامري ووزير المالية السابق رافع العيساوي ووزير النفط السابق كريم لعيبي، وآخرين».
وذكرت النائبة أنها «جمعت تواقيع النواب من اجل اعادة مناقشة قرار مجلس الوزراء حول خور عبد الله بأقرب وقت لالغاءه لوجود مخالفات قانونية، إضافة إلى الاضرار التي سببها للعراق».
وفي محافظة البصرة جنوب العراق التي يعود لها خور عبد الله، انطلقت تظاهرات شعبية واسعة ضد اتفاقية «خور عبد الله» مع الكويت والتي وصفتها بأنها «ستقضي على آخر معبر بحري للعراق».
وهدد المئات من مواطني البصرة وعدد من شيوخ العشائر ورجال الدين ومنظمات المجتمع المدني، في تظاهرة نظموها، أمام مقر مكتب المفوضية العليا للانتخابات باتخاذ عدد من الإجراءات السلمية في حال لم تتنازل الحكومة الاتحادية عن قرارها الخاص بقناة خور عبد الله، محذرين بأنهم سيتخذون اجراءات ضد الاتفاقية مثل تنظيم اعتصام مفتوح أمام ميناء ام قصر وقطع الطريق بالكامل أمام المركبات القادمة منه.
كما انتقد بعض خطباء صلاة الجمعة في البصرة، تصويت مجلس الوزراء على القرار، فيما اعتبروا ذلك القرار مجحفا بحق الشعب العراقي.
وشهدت مدينة الديوانية ايضاً، وقفة احتجاجية في ساحة الراية وسط مركز المدينة نظمت من قبل ناشطين وشباب لمطالبة الحكومة المركزية بإلغاء قرارها الخاص بمنح خور عبد الله العراقي للكويت.
كذلك، دعا برلماني عن محافظة البصرة، جنوب العراق، أبناء المحافظة وحكومتها المحلية إلى الاعتصام والشروع بجمع التواقيع لإعلان البصرة «دولة مستقلة» في حال عدم تراجع الحكومة رسمياً عن قرارها بـمنح حدود العراق المائية إلى الكويت.
وقال النائب عبد السلام المالكي، إن «العراق وضمن اتفاقية خور عبد الله الموقعة مع الكويت سيتحول إلى دولة مغلقة بحريا بعدما ارتكب زعماؤه هفوتهم البحرية الكارثية الثانية، بالمصادقة على الاتفاقية الملاحية مع الكويت، فاعترفوا رسميا بالقرار (833)، الذي أطاح بسيادتنا الدولية على آخر ما تبقى لنا من الممرات الملاحية التي تربطنا ببحار الله الواسعة، واقتنعوا بإنزال العلم العراقي من فوق صواري السفن المتوجهة إلى أم قصر، حسب تعبيره».
وأوضح أن «التصديق على المعاهدة سيمنح الكويت حق التمدد باتجاه سواحلنا، ويصادر آخر مسطحاتنا البحرية، ويحرمنا من الصيد والملاحة، خصوصا بعدما اقتنع البرلمان العراقي بسيادة الكويت على خور عبد الله، واعتبرها متفضلة علينا بالسماح لنا في التحرك والإبحار في مياهنا الإقليمية التي صارت الآن ملكاً صرفاً للكويت، محذراً من خسارة العراق لمنصاته النفطية العائمة في خور الخفقة، وحقل العوامات الرحوية».
ووصف المالكي، «الطريقة التي تم اخذ خور عبد الله بانها غدر وتخاذل ولا يمكن استعادته إلا بالقوة»، لافتاً إلى ان «أهل البصرة ليسوا جبناء أو متخاذلين ليتنازلوا عن حقوقهم ولن يخضعوا لإرادات غايتها إرضاء الولايات المتحدة الأمريكية ورجالاتها بالمنطقة».
واعتبر، «صمت الكتل السياسية ومجلس النواب عن هذه الكارثة هو خيانة عظمى للعراق»، وأضاف: «في حال عدم إيقاف هذه الجريمة فسنعمل بكل قوة على تفعيل قضية استقلال البصرة كدولة وليس فقط إقليم».
بدوره، كشف وزير النقل العراقي السابق عامر عبد الجبار أن لجان التفاوض مع الكويت غير كفوءة وغير مطلعة على الحقائق حول خور عبد الله، وأن الاتفاقية حققت للكويت اطماعا بالاراضي والمياه العراقية.
وأكد عبد الجبار في لقاء متلفز أن «مسؤولية تنفيذ الاتفاقية تتحملها وزارة الخارجية ومجلس النواب السابق، وعلى الحكومة والبرلمان ان يصححوا الخطأ الجسيم الذي اوقعوا العراق فيه».
وأضاف: «عند لقائي بالوزراء الذين وقعوا الاتفاقية، تأكد لي انهم لا خبرة لهم ولا علم لهم بتفاصيل الموضوع وان معلوماتهم مغلوطة»، مبينا ان «مجلس شورى الدولة أصدر قرارا اعتبر فيه ان لجان التفاوض العراقية مع الدول الاخرى غير كفوءة، ونصح بعدم عقد اتفاقيات دولية في الوقت الحاضر».
كما نوه إلى ان هذا القرار يوفر الغطاء لتأجيل تنفيذ الاتفاقية.
وحسب عبد الجبار، فإن «البرلمان استضافه مع خبراء آخرين وابلغ النواب أن الاتفاقية فيها أخطاء قانونية واجحاف كبير وانتهاك لسيادة العراق، موضحاً أنه «طلب لقاء رئيس الحكومة حيدر العبادي لتوضيح الحقائق».
وبين أن «هناك اجراءات يمكن ان يقوم بها البرلمان والحكومة لتصحيح الاوضاع دون اثارة أزمة مع الكويت، منها ابلاغ الجانب الكويتي بتأجيل القرار او الغائه بسبب ظروف العراق الحالية».
وكذلك، «ايقاف مشروع السكك بين الكويت والعراق وتحديد عبور الركاب دون البضائع في منفذ صفوان الحدودي بين البلدين، واجراءات اخرى يمكن ان تحمل البلدين على تعديل الاتفاقية بشكل رضائي».
وكان المتحدث الرسمي باسم الحكومة، أعلن أن «الكتل والنواب الذين كانوا في الدورة السابقة ويعترضون حاليا على تطبيق القانون، لم يعترضوا في الدورة السابقة ولم يطعنوا في القانون لدى المحكمة الاتحادية»، مشددا ان «الاتفاق يأتي ضمن اتفاق ترسيم الحدود بين الجانبين في أعقاب غزو النظام العراقي السابق للكويت في مطلع تسعينيات القرن الماضي».

تصاعد الرفض الشعبي والنيابي عقب منح قناة «خور عبد الله» للكويت

نتنياهو يطلب من ترامب تأجيل قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس

Posted: 29 Jan 2017 02:21 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: ادعى رئيس فرع الحزب الجمهوري الأمريكي في إسرائيل، مارك تسيل أن التأخير في صدور قرار أمريكي بشأن نقل السفارة من تل ابيب الى القدس جاء بناء على طلب إسرائيلي رسمي، فيما كشف أمس عن تصعيد إسرائيلي لتسمين الاستيطان. وردا على ذلك قال نتنياهو في جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس إن موقف حكومته هو أن مكان السفارة الأمريكية وكل السفارات في العاصمة القدس.
وفي إطار محادثته مع «هآرتس» اقتبس تسيل مصادر إسرائيلية وأمريكية، وقال إن ترامب يدعم نقل السفارة بشكل قاطع، ولم يطرأ أي تغيير على موقفه، لكنه يحذر بسبب المخاوف التي طرحتها جهات إسرائيلية مسؤولة طلبت منه التريث».
مع ذلك أضاف تسيل، الذي قاد حملة ترامب الانتخابية بين اليهود الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأمريكية، أنه متأكد من ان نقل السفارة سيتم في نهاية الأمر. وتابع «لقد صرح ترامب في أكثر من مرة بأن ادارته ستحترم رغبة الحكومة والشعب الإسرائيلي في المسائل المتعلقة بدولة إسرائيل عامة، وبالقدس خاصة». وقال إنه لا يوجد دليل أفضل على ذلك من عدم الرد التاريخي على الإعلان الإسرائيلي في الأسبوع الماضي، عن بناء 2500 وحدة إسكان في الضفة الغربية المحتلة. وأضاف»اعتقد أن إسرائيل ستمنح الضوء الأخضر لنقل السفارة، وعندما يتم ذلك، ستنتقل السفارة الى القدس».
من جهته قال ترامب لشبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، أول من أمس انه «لا يزال من المبكر لأوانه الحديث عن نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل ابيب الى القدس»، موضحا أنه ليس معنيا بالحديث عن الموضوع في الوقت الحالي. وينضم تصريح ترامب هذا الى ما قاله الناطق بلسان البيت الأبيض، شون سبايسر في بداية الأسبوع الماضي، من أنه «لم يصدر قرار بعد» في هذا الموضوع، وأن الإدارة لا تزال «في المراحل الأولى من إجراءات اتخاذ القرار». ولا يستوي تصريح ترامب هذا مع ما قاله لصحيفة «يسرائيل هيوم» قبل عدة أيام، من أنه «لا ينسى» وعده الانتخابي بشأن السفارة.
كما أوعز رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لرئيس الائتلاف عضو الكنيست دافيد بيتان، بدفع إجراءات سن مشروع قانون التسوية لشرعنة الاستيطان ومصادرة أراض فلسطينية.
وذكرت الإذاعة الاسرائيلية العامة امس أن رئيس الطاقم في مكتب نتنياهو، يوآف هورفيتس، أعلن عن هذه التعليمات الجديدة لنتنياهو خلال لقائه مع مستوطنين من مستوطنة «عوفرا»، وذلك إضافة إلى قرار نتنياهو بدفع مخطط لبناء 68 وحدة سكنية في هذه المستوطنة «تعويضا» لقرار المحكمة العليا بهدم 9 بيوت أقيمت على أراض بملكية فلسطينية خاصة.
وأضافت الإذاعة أنه جرى يوم الخميس الماضي توزيع دعوة على أعضاء كنيست للمشاركة في نقاش حول المصادقة بالقراءتين الثانية والثالثة، سيجري اليوم الاثنين، خلال اجتماع لجنة خاصة مؤلفة من ممثلين عن لجنة الخارجية والأمن ولجنة القانون والدستور التابعتين للكنيست. ويأتي قرار نتنياهو بدفع إجراءات سن هذا القانون، رغم تصريحات في الأسابيع الأخيرة حول نيته عدم القيام بذلك. كما أن وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، أعلن أن القانون لن يُسن أبدا.

احتجاج مكسيكي على تصريحات نتنياهو

وفي سياق العلاقات الأمريكية ـ الإسرائيلية كشفت صحيفة «هآرتس» أن مسؤولين كبارا في وزارة الخارجية المكسيكية، اجروا مساء السبت اتصالا مع السفير الإسرائيلي لدى المكسيك، يوني بيلد، ونقلوا اليه احتجاجا شديد اللهجة من وزير الخارجية لويس فيدغاري، على ما كتبه نتنياهو، تأييدا لقرار ترامب، بناء جدار فاصل بين البلدين. وقال مسؤول دبلوماسي إسرائيلي رفيع للصحيفة إن الغضب المكسيكي الكبير جعل ديوان نتنياهو ووزارة الخارجية يصدران بيانا توضيحا لما كتبه نتنياهو.
وكان نتنياهو قد كتب باللغة الانكليزية على حسابه في تويتر أن «الرئيس ترامب محق وتابع محاولا إضفاء الشرعية على جدران الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة وسيناء من خلال الحديث عن الجدار المزمع إقامته على حدود المكسيك «أنا بنيت جدارا على الحدود الجنوبية لإسرائيل وأوقف كل الهجرة غير القانونية. كان النجاح كبيرا. هذه فكرة عظيمة».
وبهذه العبارة اقحم نتنياهو نفسه مباشرة في النقاش السياسي في الولايات المتحدة حول سياسة ترامب، ولكن أيضا، وربما بشكل أكبر، أقحم نفسه في الأزمة الخطيرة التي نشأت بين الولايات المتحدة والمكسيك التي أدت الى إلغاء اللقاء بين الرئيسين الأمريكي والمكسيكي. وكان ترامب قد قال لشبكة فوكس، في نهاية الأسبوع، إنه استلهم من إسرائيل كل ما يتعلق ببناء الجدار على الحدود المكسيكية. وفي أعقاب الاحتجاج المكسيكي، وبعد عدة ساعات، نشر ديوان نتنياهو الذي يشغل وزارة الخارجية ايضا توضيحا جاء فيه ان «رئيس الحكومة تطرق الى الظروف الخاصة بإسرائيل والى التجربة المهمة التي اكتسبناها، التي نحن على استعداد لتقاسمها مع أمم العالم. هذا لا يعني الإعراب عن موقف بشأن العلاقات بين الولايات المتحدة والمكسيك».

نتنياهو يطلب من ترامب تأجيل قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
مصدر أمريكي في إسرائيل يكشف:

جيش الاحتلال: إطلاق النيران أكبر تهديد أمني في الضفة الغربية

Posted: 29 Jan 2017 02:21 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: ادعى جيش الاحتلال أن العام المنصرم 2016 بلغ رقما قياسيا جديدا من ناحية مصادرة وسائل قتالية لدى فلسطينيين وانخفاض عدد عمليات المقاومة، معتبرا أن إطلاق النار في الضفة الغربية يشكل التهديد الأمني الأكبر في الضفة الغربية المحتلة. وحسب معطيات جيش الاحتلال خلال 2016 طرأ ازدياد حادّ في عدد عمليات مصادرة الوسائل القتالية في المنطقة الوسطى (الضفة الغربية المحتلة) وفي المقابل انخفاض بعدد العمليات «التخريبية».
وحتى نهاية عام 2016 كشفت قوات الاحتلال وضبطت 43 ورشة لتصنيع الوسائل القتالية و 445 قطعة سلاح في الضفة، مشيرا الى أنه في 2015، على سبيل المقارنة، صودرت 170 قطعة سلاح (ما يقارب ثلث الكمية في السنة التي تليها) كما لم يتم في العام ذاته الكشف عن ورشات عمل لتصنيع الأسلحة في المنطقة.
ويزعم جيش الاحتلال أن نجاح قواته من هذه الناحية أدى أيضًا لازدياد ملحوظ في سعر الأسلحة بسبب نقصها، منوها أن سلاحا ذاتي الصّنع الّذي كان يكلّف ما يقارب 400 دولار يباع الآن بأربعة أضعاف. ويقول الجيش الذي لا تخلو بياناته بطبيعة الحال من المضامين والمصطلحات الدعائية إن ممارسات قواته هذه هي جزء من تنفيذ فكرة «الإحباط الشّامل للإرهاب» التي تم اتخاذها بهدف تشويش وإحباط محاولات المقاومة الفلسطينية في الحاق الضرر بالجانب الإسرائيلي.
بناءً على ذلك يوضح جيش الاحتلال أن قواته عملت في السنة الأخيرة بشكل مكثّف ومستمر في الضفة الغربية وداخل البلدات العربية داخل أراضي 48. كما يدعي أنه طرأ انخفاض ملحوظ في عدد العمليات ضد أهداف إسرائيلية. ويقول على سبيل المثال إنه في عام 2016 طرأ انخفاض بنسبة 54% في عمليات الدهس بالنسبة للسنة التي سبقتها وعدد عمليات التفجير هبط بنسبة 75% عام 2016. معتبرا أن نجاحاته المزعومة تم انجازها العام الماضي بفضل النشاطات المتواصلة التي شملت اعتقالات «المحرضين» والمساعدين في تنفيذ العمليات» الإرهابية» وإغلاق محاور وبنى تحتية خرجت منها الكثير من العمليات، وحملات لمصادرة أموال المقاومة، والكشف عن المواد التحريضية، ومصادرة السيارات التي تم استخدامها لتنفيذ العمليات.
في المقابل تنقل صحيفة «هآرتس» عن ضابط اسرائيلي رفيع قوله
إن جيش الاحتلال يعتبر عمليات إطلاق النيران هي التهديد الأمني الرئيسي في الضفة الغربية. وقال الضابط خلال تلخيص للعام 2016 أمام المراسلين العسكريين، إن عدد عمليات الدهس والطعن وإطلاق النار انخفضت في عام 2016، مقارنة بعام 2015. ومع ذلك، ورغم انخفاض عمليات إطلاق النيران التي استهدفت جنود الجيش وشرطة حرس الحدود، الا أن عمليات إطلاق النار التي استهدفت المدنيين في 2016 بقيت كما كانت عليه مقارنة بعام 2015: ففي كل سنة تقع 18 عملية كهذه. وحسب أقوال الضابط، فإنه لا توجد للأحداث الأخيرة في الضفة، من بينها ثلاث عمليات اطلاق للنيران وقعت قبل أيام علاقة بتسلم الرئيس الامريكي دونالد ترامب لمنصبه ولتصريحه بشأن نيته نقل السفارة الأمريكية الى القدس المحتلة، مضيفا: «نحن لا نرى علاقة بين الأمور، فعمليات إطلاق النار تتزايد منذ عدة أشهر، ومع ذلك، فإن كل ما يرتبط بالقدس، وهي مسألة تشغل الفلسطينيين، يمكنه التأثير على الميدان. لكننا لا نرى، حاليا، مثل هذا التأثير».
ويركز الجيش في الآونة الأخيرة على منع انتاج الأسلحة الفلسطينية ولذلك يقوم بمداهمة المصانع التي تنتجها ويصادر المعدات ويعتقل أصحاب المخارط مما تسبب بارتفاع حاد بالأسعار. وحسب الضابط فإن ارتفاع عدد عمليات إطلاق النار في الأشهر الأخيرة، يرتبط بمحاولة تقليد عمليات سابقة، نجحت بالتسبب بضرر او بإصابات في صفوف الإسرائيليين. وأضاف ان إطلاق النيران على الطرقات هو أكبر خطر.

عقوبة الانتقام

وفي سياق متصل أمهلت المحكمة العليا الإسرائيلية، الدولة 45 يوما لتفسير الادعاء بأن تعديل قانون العقوبات القاضي بإلغاء دفع المخصصات الاجتماعية لعائلات الأولاد الذين يدانون برشق الحجارة، لا يتناقض مع مبدأ المساواة.
وكان البرلمان الإسرائيلي( الكنيست) قد صادق على هذا التعديل قبل نحو سنة، كجزء من الخطوات التي انتهجتها لتشديد العقوبة الانتقامية على راشقي الحجارة. وحسب التعديل القانوني، فإنه في حال إدانة قاصر بارتكاب مخالفة على خلفية قومية، يتم على الفور ومن دون الحق بالاستئناف، إلغاء مخصصات الأولاد وضمان الدخل والنفقة التي تستحقها أسرته، طوال فترة اعتقاله. وقد التمس مركز عدالة القانوني، ومركز الدفاع عن الفرد، ومركز الضمير، والحركة العالمية لحماية الأولاد، ضد هذا التعديل. وادعى الملتمسون أن الدولة تستخدم المخصصات الاجتماعية كوسيلة للعقاب، وأن القانون يميز ضد القاصرين الفلسطينيين مقارنة بالقاصرين اليهود، الذين لا يتم إلغاء مخصصاتهم حتى إن ارتكبوا مخالفات أشد.

الجيش مستعد لإخلاء عمونا

ونقلت إذاعة الجيش عن ضابط كبير آخر قوله ان قواته بدأت التخطيط لإخلاء المستوطنين من عمونا في إطار عملية سيطلق عليها اسم «حديقة مغلقة2». وقال إن إخلاء عمونا لا يشكل بالضرورة محركا لاستئناف العنف في المنطقة. وتابع «إذا تلقى الجيش أمرا بإخلاء البؤرة فسيفعل ذلك مع بقية قوات الأمن المعنية، كالشرطة وحرس الحدود». وأوضح «نحن مستعدون لعمل ذلك بدون إصابات على أساس دروس الإخلاء السابق في عمونا، والتي تقف أمام ناظرينا».

جيش الاحتلال: إطلاق النيران أكبر تهديد أمني في الضفة الغربية

وديع عواودة

مجدلاني: تصريحات أمين عام الأمم المتحدة بخصوص الهيكل تجاوز خطير

Posted: 29 Jan 2017 02:20 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: أعربت الأمانة العامة للجامعة العربية عن تطلعها إلى موقف أمريكي لا يشكّل تراجعاً عن السياسة الأمريكية القائمة منذ سنوات، باعتبار القدس أرضا فلسطينية محتلة. وقال السفير سعيد أبو علي الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في تصريحات صحافية، إن هناك محاولات إسرائيلية في الوقت الراهن لتوظيف واستثمار المرحلة الحالية لعمل الإدارة الأمريكية الجديدة، من أجل تنفيذ ما ورد في الحملة الانتخابية بشأن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وتتطلع الجامعة العربية حسب أبو علي الى عدم تغيير الموقف الأمريكي باعتبار القدس مدينة فلسطينية محتلة وجزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً أن نقل السفارة الأمريكية الى القدس يعد عدوانا على حقوق الشعب الفلسطيني في عاصمته الأبدية مدينة القدس الشرقية، كما يعد انتهاكا جسيما لقرارات ومواثيق المجتمع الدولي ومجلس الأمن، ويعد نكوصا وتراجعا عن المواقف الأمريكية التاريخية في التعامل مع مدينة القدس، خاصة أننا نعلم أن في مدينة القدس قنصلية أمريكية منذ 140 عاما للعلاقات الفلسطينية الأمريكية.
وذكّر بموقف الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي ظلت تعتبر القدس مدينة فلسطينية محتلة وترفض أي إجراءات تؤدي الى تغيير في طابع وطبيعة هذه المدينة. مؤكدا أن الموقف الانتخابي الذي عبر عنه الرئيس دونالد ترامب بحاجة الى المزيد من التروي. وقال «نتطلع إلى أن تعيد الإدارة الأمريكية الجديدة دراسة موقفها بما ينسجم ويخدم دورها كراعٍ لعملية السلام بصورة موضوعية».
وكشف السفير أبو علي أن هناك تقييما مستمرا فلسطينيا وعربيا لتداعيات نقل السفارة إن حدث، وأن هناك متابعة حثيثة وتحذيرا دائما لهذا الموضوع وتداعياته. كما أن هناك جهودا تبذل في الوقت الراهن للحيلولة دون تنفيذ وإتمام هذه الفرضية، وكذلك هناك جهود منسقة مبنية على مواقف قمم عربية سابقة حيال مثل هذه المحاولات في إعادة دراسة وتقييم العلاقات الفلسطينية العربية الأمريكية إلى جانب ما يمكن اتخاذه من خطوات في إطار المجموعة العربية، بالتنسيق مع مجموعات إقليمية أخرى.
وقال «نحن نرى أن المواقف الدولية بصفة عامة والأوروبية بصفة خاصة ترفض مثل هذه الخطوة نظرا لتداعياتها الخطيرة وما تمثله من انتهاك للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية، خاصة قرار مجلس الأمن الصادر بهذا الشأن. مذكّرا بأن القرار الأخير الصادر عن المجلس رقم 2334 بشأن الاستيطان أكد على أن القدس مدينة محتلة.
وفي سياق القدس المحتلة كذلك اعتبر أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس «تجاوزا سياسيا خطيرا، وضربا لمصداقية الأمم المتحدة كهيئة أممية وانحيازا لقوة الاحتلال التي من المفترض أن تكون مع الشعوب المحتلة».
وجاء تعقيب مجدلاني خلال اجتماع لقيادة جبهة النضال في الضفة الغربية ردا على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة خلال مقابلة مع «صوت إسرائيل» باللغة العبرية التي زعم فيها «يهودية الهيكل» في القدس. وأضاف «على الأمين العام للأمم المتحدة توضيح موقفه من هذه التصريحات التي تشكل ضربة للجهود الدولية وتعطي للاحتلال الضوء الأخضر لمزيد من الإجراءات ضد مدينة القدس». وأكد أن الامين العام للأمم المتحدة تنقصه الثقافة والإطلاع في مجال اختصاصه فنذكره بقرار اليونسكو اعتبار المسجد الأقصى وكامل الحرم الشريف موقعا إسلاميا مقدسا ومخصصا للعبادة. وأوضح أن على الأمم المتحدة القيام بواجباتها الأخلاقية والقانونية تجاه شعب ما زال تحت الاحتلال، وأن تقدم المبادرات الداعمة لحل القضية الفلسطينية، وأن التهرب من تحمل مسؤولياتها يجعلها هيئة اممية غير ذات جدوى بل تشكل عبئا على المجتمع الدولي.
الى ذلك قال مجدي الخالدي مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشؤون الدبلوماسية، معقبًا على قانون شرعنة البؤر الاستيطانية المقرر التصويت عليه في الكنيست، إنه عقب قرار مجلس الأمن الأخير بشأن الاستيطان فإن جميع القوانين والقرارات الإسرائيلية عمل داخلي غير معترف به دوليا، وإنه يجري العمل حاليا مع المجتمع الدولي لوضع آليات لتطبيق قرار مجلس الأمن.
وكشف أن القيادة الفلسطينية تجري حاليا اتصالات مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتوثيق العلاقات، مؤكداً على موقف الرئيس محمود عباس المعلن بخصوص استعداده للتعامل مع ترامب والعمل لصنع السلام.
وتطرق الخالدي خلال تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية لكلمة الرئيس عباس في القمة الأفريقية فقال إن الرئيس سيستعرض في كلمته الأوضاع في فلسطين بهدف التشاور معهم حول مساهمة بلادهم في دعم الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في المحافل الدولية. وأضاف أن الرئيس سيلتقي بعدد من القادة الأفارقة وسيجري معهم محادثات لتطوير العلاقات الثنائية.

مجدلاني: تصريحات أمين عام الأمم المتحدة بخصوص الهيكل تجاوز خطير
الجامعة العربية: جهود للحيلولة دون نقل السفارة الأمريكية إلى القدس

خالد يوسف ضحية جديدة لحملة نظام السيسي لتشويه سمعة المعارضين

Posted: 29 Jan 2017 02:20 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أطلق، أمس الأحد، سراح البرلماني والمخرج المصري خالد يوسف، بعد توقيفه، عقب الكشف عن 100 قرص زانكس (مخدر) في حقائبه، أثناء، استعداده للسفر إلى باريس، وسط اتهامات بأن الواقعة تأتي ضمن سياق حملة التشويه التي تشنها السلطة ضد معارضيها.
وقال يوسف عقب الحادثة إن «الأقراص هي أقراص مهدئة طلبتها منه زوجته المقيمة بباريس والتي تستخدمها كعلاج ومضاد للاكتئاب».
وقررت نيابة حوادث شرق القاهرة إخلاء سبيل يوسف بضمان تحقيق الشخصية في ختام التحقيقات التي باشرتها النيابة معه.
وجرى استدعاء الضباط المسؤولين عن التفتيش في مطار القاهرة لسماع أقوالهم، خلال التحقيقات، وكذلك استدعي الطبيب المعالج بناء على طلب من يوسف، فهو صاحب قرار التوصيف الدوائي لزوجته، والصيدلي الذي قام بصرف الأقراص المضبوطة
وقال هيثم الحريري، عضو مجلس النواب المصري وعضو ائتلاف 25 ـ 30 المعارض الذي ينتمي إليه يوسف لـ «القدس العربي»: «هي بشكل مجرد واقعة يحق للنيابة التحقيق فيها ولكن الملفت أنه قد تم استخدامها سياسيا لتشويه نائب له مواقف وطنية مشرفة مثل خالد يوسف وأخر هذه المواقف هو قضية تيران وصنافير».
وأضاف: «هناك أجنحة داخل النظام تريد تشويه أي صوت مختلف في البرلمان المصري، بالضبط كما حدث مع الإعلام الذي أرى أنه قد تم تأميمه وإسكات كل الأصوات المعارضة فيه وإبعادها عن المشهد الإعلامي تماما، ولذلك أعتقد أن الموضوع يطال تكتل 25 ـ 30 وليس خالد يوسف فقط».
وعن إمكانية أن يكون لتكتل 25 ـ 30 رد فعل ما، أوضح الحريري، «لن يكون لنا رد فعل لأنه أمر قانوني». وأضاف: «لكن لماذا يتم تصدير الموضوع وكأن خالد يوسف تاجر مخدرات، وأرى أن هناك تربصا واضحا به وأتمنى أن يتوقف ذلك».
وأشار إلى أن «آخر المواجهات الساخنة بين تكتل 25 ـ 30 وبين ائتلاف دعم مصر المؤيد للدولة كانت معارضتهم الشديدة لطرح الاتفاقية على البرلمان بعد حكم محكمة القضاء الإداري، وأنهم قد نجحوا في ذلك حتى الآن، ولكن لا نعرف ما الذي سيحدث في المستقبل».
النائب خالد شعبان عضو تكتل 25-30 الذي كان مع يوسف في النيابة، قال لـ«القدس العربي»: «الأقراص محل الواقعة ليست مخدرة بالمرة فضلاً عن أن العلبة الواحدة بها 100 قرص وهي أقراص مهدئة ومضادة للاكتئاب. ما يحدث غريب، فالتحقيقات مستمرة منذ 6 ساعات ونحن عاجزون عن فهم ما يحدث ونضع عليه علامات استفهام عديدة».
بدوره، قال طارق سعيد أمين الإعلام في حزب الكرامة وعضو المكتب السياسي لـ»القدس العربي» إن «محاولات القضاء على المعارضين عبر تشويه سمعتهم أسلوب قديم تلجأ اليه الأنظمة الأمنيه الفاشلة».
وأعتبر أن «ما حدث مع يوسف مجرد بروفة ستتكرر مع كثير من معارضي النظام او حتى ممن يعترضون على بعض مواقفه، فسلطة العجز اختارت الحلول الأمنية لمشاكلها منذ اللحظة الاولى، وهو خيار لا يتيح لها إلا هذا العبث الذي سيزداد في الفترة المقبلة».
ويوسف كان أحد أعضاء الفريق الاستشاري للحملة الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي ثم انضم إلى تكتل 25 ـ 30 المعارض بعد نجاحه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وقد تعرض للهجوم والتشويه سابقا ُعندما عرض الإعلامي أحمد موسى مقاطع مصورة على شاشة إحدى الفضائيات المصرية زعم أنها من فيديوهات جنسية لخالد يوسف وذلك في ديسمبر/كانون الأول من عام 2015، ثم عاد واعتذر عن تلك الصور في حلقات لاحقة، وقال إنها «مفبركة».
مواقف وتصريحات يوسف منذ دخوله البرلمان كانت حادة في قضايا كثيرة وفي مواجهة توجهات ورأى السلطة، خصوصاً تأييده لمصرية جزيرتي تيران وصنافير.
أما تكتل 25-30 المعارض في البرلمان، والذي ينتمي إليه يوسف فكانت له وقفات عديدة في مواجهة مشروعات قوانين حكومية التي كان يدعهما ائتلاف «دعم الدولة» صاحب الأغلبية في البرلمان. فقد انسحب التكتل من جلسة مناقشة قانون القيمة المضافة، وعقد أعضاؤه مؤتمراً صحافيا لإعلان أسباب رفضهم للقانون وتمت إحالة عدد منهم إلى لجنة القيم على خلفية ذلك.
وانسحب أعضاء التكتل أيضاً بسبب عدم تمكنهم من إبداء رأيهم أثناء مناقشة مشروع قانون التنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام واعترضوا عليه. كما أعلن التكتل تحفظه على إصدار البرلمان قانون الجمعيات الأهلية، مطالباً رئيس الجمهورية بعدم التصديق على القانون، وإرساله إلى البرلمان مرة أخرى لمزيد من الدراسة. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وقع جميع أعضاء التكتل على طلب سحب الثقة من حكومة شريف إسماعيل كنوع من الضغط السياسي عليها.
ويوسف،هو مخرج عمل مساعدا للمخرج العالمي يوسف شاهين في أفلام المهاجر والمصير والآخر وإسكندرية نيويورك، وأخرج عددا كبيرا من الأفلام من بينها العاصفة وجواز بقرار جمهوري وحين ميسرة ودكان شحاته، وكان آخر أفلامه كف القمر، الذي عرض نهاية عام 2011.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي عقب إعلان احتجاز يوسف في مطار القاهرة، فالبعض أكد رغم انتهاء الأزمة وعقب مغادرته من النيابة، ان الهدف كان بالأساس هو تشويه سمعة النائب وخلق حالة من الجدل، بهدف التشكيك في كل من دافع عن مصرية جزيرتي تيران وصنافير، وتلقاها آخرون بحالة من القلق حول مدى سهولة تلفيق الاتهامات لكل من يتجرأ على اتخاذ موقف مغاير لموقف النظام، حتي ولو كان من مؤيديه في يوم من الأيام.

خالد يوسف ضحية جديدة لحملة نظام السيسي لتشويه سمعة المعارضين

ناصر عبد الحميد ووليد صلاح

الخرطوم تستدعي القائم بأعمال سفارة واشنطن بعد منع السودانيين من دخول أمريكا

Posted: 29 Jan 2017 02:20 PM PST

الخرطوم ـ «القدس العربي»: استدعت وزارة الخارجية السودانية، أمس الأحد، القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الخرطوم بعد قرار بمنع السودانيين من دخول الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر أمرا تنفيذيا يمنع دخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر ومنع أيضا المسافرين من السودان وست دول إسلامية أخرى من دخول الولايات المتحدة لمدة 90 يوما.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن الخارجية قولها إن «السودان ينتظر من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية أن يتم رفع اسم السودان عاجلاً من قائمة الدول الراعية للإرهاب وأن يعاد النظر في القرار التنفيذي 13769 الذي قيد دخول المواطنين السودانيين للولايات المتحدة».
وقالت الخارجية: «من المؤسف حقاً أن جاء القرار متزامناً مع إنجاز البلدين لخطوة تاريخية مهمة برفع العقوبات الاقتصادية والتجارية الأمريكية عن السودان وشروع المؤسسات الاقتصادية والمالية ورجال المال والأعمال في البلدين، في التواصل وفي تطوير مشروعاتهم الاستثمارية والتجارية بغية توظيف ما يتمتع به البلدان من موارد وإمكانات طبيعية وبشرية واقتصادية هائلة لصالح شعبي البلدين».
وحسب وكالة الأنباء الرسمية، فقد أدان محمد المصطفى الضو، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني، القرار، مشيراً إلى أن «صدوره تزامن مع تطلع السودان بعد رفع الحظر الاقتصادي في الأيام القليلة الماضية إلى مزيد من الاعتماد المتبادل بين قطاعات الشعبين والتواصل بين قطاعات البلدين من خلال مشاريع ملموسة تصب في مصلحة الشعبين».
وتداول السودانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الحالات التي حدثت لمواطنين كانوا في طريقهم للولايات المتحدة بتأشيرات مسبقة، ما عكس حالات الإحباط والمشاكل التي تسبب بها هذه القرار. وذكرت وكالة «رويترز»، أن طالبة سودانية تعرضت لاحتجاز مهين، عقب عودتها من الخرطوم، رغم أنها تحمل إقامة قانونية في الولايات المتحدة.
وفتح العديد من السودانين باب النقاش حول جواز السفر السوداني، مشيرين لسهولة اقتنائه للأجانب وتم عرض صور العديد من الأجانب الذين يحملون وثائق سفر سودانية. وجرى تداول وثائق، لم يتسن التأكد من صحتها، تشير لمنح مواطنين من عدة دول الجنسية السودانية بموافقة رئاسة الجمهورية.
وأصدرت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الخرطوم تعميماً أكدت فيه وقف إصدار التأشيرات للأجانب من بلدان عديدة هي العراق، إيران، ليبيا، الصومال، السودان، سوريا واليمن على الفور حتى إشعار آخر، وذلك بعد أيام قليلة من دعوة السفارة للطلاب السودانيين للتقديم للدراسة في أمريكا في مختلف التخصصات.
وطالبت سفارة واشنطن، مواطني الدول المذكورة بعدم التقديم للحصول على تأشيرة دخول أمريكا وعدم دفع أي رسوم بهذا الخصوص.
وأضافت أن القرار يشمل حتى الذين بدأوا الإجراءات ونصحتهم بعدم المضي قدماً في هذا الاتجاه، مشيرة إلى أن القرار لا يشمل السفر لأغراض حكومية رسمية أو إنابة عن المنظمات الإنسانية.
وحول خلفيات القرار، يرى الصحافي موسى حامد، أن «وصول ترامب إلى سُدة الرئاسة، جاء وفقاً لتخطيطٍ مدروسٍ، لمؤسسات قويّة في الولايات المتحدة، ترى بأنّ مصالح دولتها في تمرير جُملة من القرارات، التي بدأت بالفعل بمنع مهاجري بعض الدول العربية/الإسلامية من دخول أمريكا».
وتابع: «القرارات الكبيرة، للمؤسسات القوية في أمريكا، لن تصدر إلا عبر شخصيات بمواصفات ترامب، متهورة، غرائبية، شُعوبية، كارهة للآخر، وتُصنّف كل تصرفاتها ضمن الكوميديا السوداء».
وأعتبر أن «هذه القرارات والتي وصفها بالعنصرية، تتعارض مع القوانين الأمريكية وحقوق الإنسان، وتصدر وفق مخطط، وترتيب لهذه المؤسسات، التي تنظر بالأساس إلى مصلحة الولايات المتحدة فقط، لا غيرها»، موضحاً أن «هذه المؤسساتٌ تعرف تماماً أنّ قراراتها الغرائبية هذه، في حاجة إلى رئيس غرائبي».
ورغم أن المحلل وأستاذ العلوم السياسية، صلاح الدومة، انتقد طريقة منح الجنسية السودانية للأجانب في الفترة الأخيرة ووصفها بالعشوائية، مؤكداً أن الشعب هو الذي يدفع الثمن، لكنه لم يُرجع قرار منع السودانيين من دخول أمريكا لهذا الأمر.
وأكد أن القرار لا يعكس السياسة الأمريكية بقدر ما يحدد حالة شاذة لرئيس أمريكي وصفه بغير السوي. وأضاف: «حتى الشعب الأمريكي رفض ترامب رغم أنه وصل إلى البيت الأبيض عبر صناديق الإقتراع، وتظاهر الآلاف ضده مرتين، الأولى يوم إعلان النتيجة والثانية يوم تنصيبه، يضاف إلى ذلك رفض المجتمع الدولي لسياسة الرئيس الأمريكي الجديد ووصفها بالحماقة».
ولفت إلى أن «الخطر قادم»، متوقعاً أن «يلغي ترامب القرارات التي أصدرها أوباما والخاصة برفع أو تعليق العقوبات الاقتصادية ضد السودان، خاصة وأنه بدأ ينفذ كل وعوده الانتخابية والتي ترتكز بشكل واضح على عزل الدول أو الحكومات ذات الخلفية الإسلامية والضغط عليها».
وأعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية يوم السبت الماضي قرارا يحظر دخول مواطني سبع دول هي : السودان، سوريا، العراق، إيران، اليمن، ليبيا والصومال.
وقالت الوزارة إن القرار يشمل أيضا حملة البطاقة الخضراء التي تسمح لهم بالإقامة الدائمة بشكل شرعي في الولايات المتحدة.

الخرطوم تستدعي القائم بأعمال سفارة واشنطن بعد منع السودانيين من دخول أمريكا

صلاح الدين مصطفى

لبنان: اللجنة الرباعية تتوصّل إلى صيغة جديدة لقانون مختلط مع تأجيل تقني لأيلول وجنبلاط مشبّهاً ترامب بـ «كاليغولا»: نأمل ألا تخرج بحصان… ووهّاب يردّ: يحبّون الحمير

Posted: 29 Jan 2017 02:19 PM PST

بيروت ـ «القدس العربي»: شبّه رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكاليغولا الامبراطور الروماني الذي اشتهر بوحشيته وجنونه، وكتب عبر «تويتر» «ترامب هو كاليغولا الحديث». وقال متطرقاً إلى قانون الانتخاب «أيام الامبراطور ترامب الشبيه بكاليغولا كل شيء قد يحدث. نأمل الا تخرج اللجنة الرباعية الانتخابية بحصان».
وسرعان ما ردّ رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب على جنبلاط بالقول «كاليغولا على الأقل عيّن الحصان قنصلاً… المشكلة عندنا أنهم يحبون تعيين الحمير وليس الأحصنة».
ويأتي كلام جنبلاط في وقت تنكبّ اللجنة الرباعية على إنجاز صيغة لقانون الانتخاب الجديد تزاوج بين النظام الأكثري والنظام النسبي بعد موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في جلسة مجلس الوزراء الذي اعتبر بمثابة إنذار لوضع قانون جديد وإلا فإنه بين الفراغ والتمديد لمجلس النواب أو اعتماد قانون الستين فسيختار الفراغ.
وتضم اللجنة الرباعية التي حققت تقدماً في التوافق على صيغة جديدة للقانون المختلط الوزير جبران باسيل عن التيار الوطني الحر والوزير علي حسن خليل عن حركة أمل والنائب علي فياض عن حزب الله ومدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري عن تيار المستقبل.
وأفيد أن هذه اللجنة ناقشت صيغة بمعيار شبه واحد تراعي بين الاقتراح المقدم من الرئيس نبيه بري والاقتراح المقدم من الثلاثي المستقبل والقوات اللبنانية والحزب الاشتراكي وتكون جاهزة للإقرار قبل موعد دعوة الهيئات الناخبة في 20 شباط/فبراير المقبل.
وتقوم هذه الصيغة على انتخاب 64 نائباً وفقاً للنظام الأكثري في 26 دائرة وانتخاب 64 نائباً وفقاً للنظام النسبي في 9 دوائر مع تقسيم محافظة جبل لبنان إلى دائرتين ومراعاة خصوصية النائب وليد جنبلاط عبر ضم عاليه والشوف من دون بعبدا لعدم طغيان الصوت الماروني ولا الصوت الشيعي على الصوت الدرزي.
وإذا كانت الدوائر الـ 26 هي نفسها الأقضية المعتمدة في قانون الستين فإن الدوائر الـ 9 الجديدة التي ستجري فيها الانتخابات على أساس النسبية هي: جبل لبنان دائرتان: جبيل وكسروان والمتن وبعبدا دائرة واحدة، الشوف – عاليه دائرة واحدة، البقاع دائرتان : البقاع الغربي وزحلة دائرة واحدة، بعلبك – الهرمل دائرة واحدة، الجنوب دائرتان : قضاء النبطية دائرة واحدة، وصور دائرة ثانية، وفي الشمال عكار وبعض المناطق دائرة واحدة وطرابلس والمنية دائرة ثانية. أما بيروت فستبقى دائرة واحدة.
وسيتضمن اقتراح القانون الجديد بنداً عن تأجيل تقني ما بين 3 و6 أشهر وعلى الأرجح حتى نهاية أيلول لتعذر إجراء الانتخابات في موسم الشتاء.
وفي ما يشبه التنويه بتفاهم اللجنة الرباعية قال الرئيس ميشال عون امس « لبنان الغد سيكون المثال الذي سيعتمده العالم وعالم التعددية سينتصر «.
وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أول من بشّر بتوصل اللجنة الرباعية إلى مثل هذه الصيغة التوافقية، واعتبر «أن ثلاثة عوامل ساهمت في بلوغ الخواتيم السعيدة: وضوح موقف الرئيس ميشال عون وحزمه، والتحالف القائم بين القوّات والتيّار الوطني الحرّ، والموقف المتفهّم لتيّار المستقبل الذي ساعد على إقرار قانون جديد «. فيما الرئيس بري قال « بعد ما صار شي، بدنا ناكل عنب، حتى الآن لا يمكننا القول أن ثمة نتائج تحقّقت». وأضاف « أولويتي هي التوافق على قانون».
أما رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الذي جال امس بين فرن الشباك والشيّاح وزار كنيسة مار مخايل حيث جرى توقيع وثيقة تفاهم مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل 10 سنوات فشرح موقف الرئاسة الأولى بقوله «رئيس الجمهورية ميشال عون قال فلننجز قانون الانتخاب كي لا نقع في الفراغ، ومن لا يريد القانون فسّر الأمر أن الرئيس يسـعى للفراغ».
وذكّر أن «هناك من قال إننا بعنا قانون الانتخاب بالرئاسة، واليوم العكس فالتيار الوطني الحر لا يبيع ويشتري ونحن قريبون من إنجاز قانون الانتخاب».
وتحدث باسيل عن فوائد التفاهم مع كل من حزب الله والقوات اللبنانية قائلاً «إن تفاهم مار مخايل هدّ حائط خطوط التماس ، وتفاهم معراب هدّ خطوط التماس في الأحياء والبيوت، وتفاهمنا مع المستقبل يهدّ حائط التهميش لأجل الشراكة»، لافتاً إلى أن «من اعتقد أن الرئاسة تعني التخلي عن الشراكة الكاملة في قانون الانتخاب اخطأ».
وشدّد على «أننا نريد قانوناً انتخابياً يعطينا حداً أدنى من مفهوم الشراكة، وشرطنا لقانون الانتخاب المعايير الواحدة»، مشيراً إلى «أننا لا نستطيع ان نستمر في فتح كل الخيارات بينما البعض لا يريد قانون الانتخاب».
تزامناً، رأى الوزير والنائب السابق فريد هيكل الخازن «أن ما يتم تحضيره للبنانيين هو قانون انتخاب يشبه ذلك الذي فُرض عام 1957 والذي كاد يحدث فتنة في البلاد إثر أحداث 1958».
وقال «القانون سيكون على قياس إقطاع سياسي جديد وسيبقي على الطبقة السياسية نفسها المسؤولة عن كل أزماتنا الوطنية»، مضيفاً «سيتم تنفيذ حكم إعدام سياسي بحق أكثر من 45 في المئة من القوى المسيحية وهذا يبشّر بمزيد من الانشقاق والتفتت الوطني عموماً والمسيحي خصوصاً».

لبنان: اللجنة الرباعية تتوصّل إلى صيغة جديدة لقانون مختلط مع تأجيل تقني لأيلول وجنبلاط مشبّهاً ترامب بـ «كاليغولا»: نأمل ألا تخرج بحصان… ووهّاب يردّ: يحبّون الحمير

سعد الياس

ألمانيا ترفض قرارات ترامب بحظر دخول المسلمين إليها وتعتبر سياسته مهددة لاقتصادها

Posted: 29 Jan 2017 02:19 PM PST

برلين – «القدس العربي» : في أول رد فعل لها على قرار الرئيس الأمريكي بحظر سفر مواطنين من سبع دول عربية وإسلامية، اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن القرار «غير مبرر».
وأكدت المستشارة الألمانية أن القيود التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هجرة مواطنين من سبع دول إسلامية «غير مبررة»، كما قال الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أمس الأحد.. وقال في تصريحات أمام وسائل إعلام ألمانية إن ميركل «مقتنعة بأنه حتى في إطار مكافحة الإرهاب التي لا بد منها، من غير المبرر تعميم الشكوك على أشخاص حسب أصولهم أو معتقداتهم».
وأضاف أن الحكومة الاتحادية سوف «تفحص حاليا نوعية العواقب الناتجة عن إجراء الحكومة الأمريكية بالنسبة للمواطنين الألمان ذوي الجنسية المزدوجة، وكذلك تمثيل مصالحهم إذا لزم الأمر في مواجهة شركائنا الأمريكيين».
وتابع المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن ميركل «تأسف» على قرار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب وأنها أوضحت هذا الموقف أمس السبت أيضا في محادثتها الهاتفية التي استمرت 45 دقيقة مع ترامب. وأشار إلى أن اتفاقية جنيف للاجئين تطالب المجتمع الدولي باستقبال لاجئي الحروب لأسباب إنسانية، وأكد بقوله: «إن جميع الدول الموقعة على الاتفاقية ملزمة بذلك. وأوضحت المستشارة الألمانية هذه السياسة للرئيس الأمريكي في المكالمة الهاتفية « بينهما يوم السبت.
وأثار الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس ترامب يوم الجمعة والذي يعلق دخول المسافرين من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن الأراضي الأمريكية لمدة 90 يوما على الأقل، ردود فعل واسعة داخل الولايات المتحدة وفي بلدان عربية وإسلامية.
وكان البيت الابيض قد أعلن ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل شددا في اتصال هاتفي بينهما السبت على «الاهمية الاساسية للحلف الاطلسي».
وجاء في بيان صادر عن البيت الابيض ان «الرئيس والمستشارة متفقان على الاهمية الاساسية للحلف الاطلسي في إطار علاقة اوسع بين طرفي الاطلسي، وعلى دور الحلف في ضمان السلام والاستقرار»، موضحا ان ترامب سيشارك في تموز/يوليو المقبل في قمة مجموعة العشرين في هامبورغ، كما انه سيستقبل «قريبا المستشارة في واشنطن». بدورها اصدرت المستشارية الالمانية في برلين بيانا بالالمانية استعاد تقريبا نفس التعابير الواردة في بيان البيت الابيض.
وفي سياق متصل أظهر استطلاع حديث أجرته صحيفة ألمانية شمل اقتصاديين بارزين أن النهج المتشدد المعادي للعولمة الذي يتبعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهدد الرخاء في ألمانيا أيضا.
وقال مارسل فراتسشر رئيس المعهد الألماني لأبحاث الأقتصاد في تصريحات لصحيفة «فرانكفورتر ألجيماينه زونتاغ تسايتونغ» الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر الأحد: «يهددننا دخول حرب تجارية واقتصادية مع أمريكا»، وحذر قائلا: «إذا نفذ ترامب جديا ما أعلنه من قبل، سيكون لذلك آثار سلبية على الرخاء العالمي».
من جانبه تحدث كلمنز فوست، رئيس معهد «إيفو» للاقتصاد بمدينة ميونيخ الألمانية في تصريحاته للصحيفة عن «سيناريو مروع لألمانيا»، وقال: «يمكن القول إجمالا إن 1.6مليون وظيفة سيتعرضون للخطر، إذا تلاشت العلاقات الاقتصادية مع أمريكا». وأوضح أن هناك مليون وظيفة في قطاع التصدير الألماني سوف تتعرض للخطر، فضلا عن 600 ألف وظيفة في شركات أمريكية بألمانيا، وقال: «حال تصعيد الإجراءات المضادة لأوروبا، سيتعرض كل ذلك للخطر».
وأكد أن ألمانيا بصفتها بلدا مصدرا تتأثر بشدة من القيود المفروضة على التجارة العالمية بشكل أكبر من أي دول أخرى.
وقال دنيس سنوفر رئيس معهد كييل الألماني للاقتصاد العالمي للصحيفة الألمانية إنه يشعر بأنه يتذكر فترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية عندما تسببت النزاعات التجارية في انهيار الاقتصاد العالمي-ما أسفر عن عواقب سياسية وخيمة.
وحذر سنوفر من هذه السياسات مؤكدا «من هذه التجربة المريرة تعلم الجميع دروسهم – ماعدا دونالد ترامب – إننا نعيش في زمن يتعرض فيه النظام الليبرالي العالمي للخطر.
وتشعر كل من المانيا وفرنسا بالقلق بشأن انتقادات ترامب لحلف شمال الاطلسي ووصفه له بانه «عفا عليه الزمن»، واشادته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تتهمه كل من فرنسا والمانيا بالسعي لتقويض وحدة الغرب.
وأكد ترامب وميركل في مكالمتهما على ضرورة تحديث الحلف الاطلسي لكي يتمكن من مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، مشددين على ان «دفاعنا المشترك يتطلب استثمارا مناسبا في القدرات العسكرية لضمان ان كل الحلفاء يساهمون بطريقة متساوية في امننا الجماعي».

ألمانيا ترفض قرارات ترامب بحظر دخول المسلمين إليها وتعتبر سياسته مهددة لاقتصادها

علاء جمعة

سياسة الأدب

Posted: 29 Jan 2017 02:18 PM PST

لم اختلف دارسو الأدب اختلافا بينا كبيرا مثل اختلافهم في تحديد وظيفة الأدب. ولعل النظرية الأدبية المعاصرة أكثر النظريات، في تاريخ الأدب، إظهارا لهذا الاختلاف واستيعابا لمذاهبه وتياراته التي اعتورت وجوده منذ بداية القرن العشرين إلى بداية الواحد والعشرين. وهي بداية صعبة لهذا الأدب، لأنها تضعه في منطقة (المابين) ـ منطقة بينية أشبه بالجسر المعلق في الهواء، الذي يفترض فيه وصل أوله بآخره، وجهتيه بقوته.
في منتصف الخمسينيات – من القرن العشرين- كان الاعتقاد الشائع الراسخ يرى للأدب وظيفة أساسا تتمثل في إيقاظ الرأي، وكان محبو الأدب يرددون هذا القول: «ما أرخص الأدب لو أنه كان مثل السياسة طريقا إلى اكتساب الثقة، لا.. إن الأدب طريق إلى إيقاظ الرأي». وهو قول يشف عن منظور متميز لسياسة الأدب (فكل ما نحياه مخضب بالسياسة) سياسة عميقة تنصب على فكر الإنسان – الذي يحتاج دوما إلى من يوقظه من سباته، والأدب يوقظ بقوة من القوى- لعله في منظور هؤلاء قوة الأدب ذاته، وإن كان تحديد هذه القوة وفهمها مما اختلف فيه أيضا اختلافا بينا، وإن كان هذا الاختلاف قد انقسم قسمين كبيرين: الأول يرى قوة الأدب في الفكر الذي ينتجه. والثاني يرى قوة الأدب في الفن الذي يؤسسه.
ولقد اشتهرت بين المهتمين تلك القسمة بين (المضمون) و(الشكل) مما لم يعد لها الآن أثر أو تأثير، فهي مما يندرج في تاريخ الأدب وتاريخ فكره. بيد أن الاختلاف لا يزال قائما في تحديد وظيفة الأدب، لأن جذوة الإيديولوجيات لم تنطفئ (ويبدو أنها لن تنطفئ)، لذلك نجد الكثيرين يخلطون بين الأدب والحياة الجارية خلطا مروعا، فينسبون إلى الأدب ما ليس فيه، ينسبون إليه تصوير الحياة القائمة كما هي ولو كان أساس تصويره الخيال، وهذا شطح نقدي في التفسير والتحليل لا مسوغ له. أما الذين يتحدثون عن الأدب باعتباره متعة أو لذة من متع وملذات الحياة، فإنهم لم يستطيعوا أن يحددوا للأدب وظيفة إلا الوظيفة الجمالية التي لا تتعدى التأثير الآني للحظة القراءة ليس إلا. لقد كانت للأدب دائما سياسة مرتبطة بنشأته (كأدب) وبتداوله (كنتاج فكري إنساني). فتفسير رواية، مثل «اللص والكلاب» لنجيب محفوظ أثارت من التأويلات والافتراضات ما جعلها تبدو في تفسير الكثيرين، كأنها (صك اتهام) للسياسة الاجتماعية القائمة في مصر (على عهد كتابة الرواية ونشرها)، خاصة أن نجيب محفوظ ساعد على الذهاب بقوة إلى هذا التفسير، عندما أكد أن كتابته هذه الرواية جاء ثمرة متابعاته اليومية، كسائر قراء الصحف المصرية، لحوادث الجرائم المروعة التي ارتكبها «سفاح الإسكندرية»، بيد أن الرواية حين كتابتها وصياغتها الفنية بالشكل الذي هي عليه بين أيدي جميع القراء، قد انفلتت من إسار الحادث الاجتماعي الذي ترتهن إليه في انبثاقها، إلى ما هو أبعد، بكلمة إن رواية «اللص والكلاب» اتخذت من حادث جزئي ذريعة لمعاينة ما هو (كلي)، لمحاكمة (السياسة الاجتماعية)، وكأن الرواية بذلك، وبحكم جماليتها الروائية تواجه عالما ضاريا ساريا في المجتمع، له من القوة الجبارة ما يهدد كيان أسر كثيرة، أتكون سياسة الرواية (الأدب) هي مواجهة السياسة الاجتماعية؟ أيستطيع الأدب بجمالياته أن يضاهي أعتى القوى السياسية القائمة؟ أتستطيع الرواية أن تحقق ما لم تحققه السياسة الاجتماعية؟ ليس يسيرا الجواب عن هذه الأسئلة.
إن خطر العودة إلى (الوظيفة القديمة) للأدب قائم، وهو خطر لن يزول إلا إذا قدمنا بديلا عنه سياسة جديدة للأدب، والنظرية الأدبية تحفل – الآن – بالأدب ذاته، أكثر مما تحفل بوظائفه، أيا كانت هذه الوظائف، وإن كان من غير المستساغ الاهتمام بالأدب دونما الاهتمام بما يقوم به، أو بما يمكن أن يقوم به، بل لعلنا، أكثر من أي وقت مضى، في حاجة إلى معرفة ما يمكن أن يقوم الأدب به، خاصة أننا في مرحلة- مفترق الطرق- لأننا نشرئب إلى عهد جديد من الحياة البشرية. تطورت فيه الحياة تطورا كبيرا سريعا لم تعرف البشرية، من قبل، ما يماثله من التطور والتغير والتجدد في المواقف والرؤى والقيم. إن عالما يتغير بسرعة في حاجة إلى فهمه بما يلائم من القوة لتمثل كل التحولات في الحياة وممارساتها، وفي النظر إلى هذه الحياة. لقد كان الأدب دوما صانعا الحياةَ، إنه ينبع من الحياة ليصب فيها، فكل ما يقوم به الأدباء من ابتكارات، وما ينجزونه من إبداعات خلاقة لا يراد بها إلا تجديد النظر إلى الحياة، بالكشف عما هي عليه وما يمكن أن تكون عليه. والحياة رغم ذلك، لا تحفل بمن يستوعبها في أي وعاء، لغة كان هذا الوعاء أو صورة أو رسما أو نحتا أو موسيقى وغيرها من أشكال الفن والتعبير الجمالي. إلا أن الأدب يراود الحياة بأقوى ما في الحياة الإنسانية، يراود اللغة الإنسانية فيطوعها في أوعائه وأشكاله الفنية الجمالية، وهو إذ يفعل ذلك إنما ليسوس الحياة ويظفر بها ويجعلها مما يخضع لسلطانه، وأي سلطان هو سلطان الأدب، إن أمما كثيرة تقدم نفسها لغيرها بتقديم أسماء كبار أدبائها، ها هم الإسبان يزدهون بثرفانتس مبدع رواية «الدون كيخوته) وها هم الألمان يفخرون بجوته صاحب التحفة النادرة «فاوست» والإنكليز بشكسبير «هاملت- الملك لير- مكبث». أما الفرنسيون فلا يكتفون بواحد منهم، فهم يقدمون، في كل مناسبة، بما يوائمها من أسماء، فإذا كانت ذكرى فلسفة التنوير وآدابها قدموا فولتير وروسو وديدرو، وإن كانت ذكرى التماع شرارة الحداثة افتخروا برائدها بودلير، وهكذا. والحضارة القائمة التي تحفل بالصنائع والمخترعات وآليات السيطرة على الطبيعة والإنسان لا تخفي خطورة الأدب وأهميته في الحياة العامة والثقافية للناس، ولذلك تراها تبتكر من الوسائل التقنية كل ما يجعل الأدب في متناول الجميع يهتم به اهتمامه بمختلف أنشطة الحياة. وإذا كانت للأدب هذه القيمة، فإنما استمدها من السياسة التي يمارسها في حياة الناس، فكل ما يعني الناس في معاشهم وثقافتهم ينطوي على سياسة، تقود هؤلاء الناس هذه الوجهة أو تلك، ولقد تطور الأدب في الحضارة القائمة، واستطاعت بعض أنواعه الظفر بامتياز السلطان الأول، ومن هذه الأنواع الرواية، التي يقرؤها الناس لإخصاب معرفتهم بالحياة وما يجري فيها من أحداث جسام، تروع العقول مثلما تروع القلوب، وليست الرواية وحدها التي تستطيع كشف حقائق الحياة، بل إن سائر الأنواع الأدبية المعاصرة تقوم بهذه الوظيفة خير قيام، لا يلزمها إلا أدباء أكفاء يعلون بما يكتبون العلو الجمالي اللازم لإشاعة القيم الجميلة الجديدة، التي صار الجميع يحتفي بها ويعيش على إيقاعها – الإيقاع السريع للحياة المعاصرة، ولو شئنا معرفة سر حظوة الرواية، عند عامة القراء، لألفيناها في ذاك الامتداد أو الإيقاع الذي تقوم عليه، والذي يجعلها مهمة بالنسبة إلى القارئ المعاصر، وبتطور آليات القراءة تتطور الرواية، وإن كان هذا التطور مما يزيدها قوة ووهجا جماليا.
والأدب في كليته، هو ما يرافق الإنسان في تعلمه أبجدية الحياة، وما يساير تطور الإنسان في عيش الحياة وفي ممارستها، وفي ذاك تكمن خطورته. وهذا ما جعل رضوان ظاظا يقول في مقدمة ترجمة كتاب «سياسة الأدب» للفرنسي جاك رانسيير: «فالسياسة، بحسب رأيه، ليست صراعا على السلطة فحسب، بل هي (تقسيم العالم المحسوس) ومواجهة حول أساليب رؤية الواقع وتنظيمه». والأدب يمارس سياسته، أيضا، في صوغه الحياة التي نحياها في هذا الكون، وفق رؤى فكرية وجمالية تختلف باختلاف إحساسنا بالعالم (المحسوس)، ولهذا تتعدد الآداب بتعدد الأدباء، وإن كانت آداب الأمم كلها تنتظمها رؤى كبرى، هي التي يصح وسمها بسياسة أدب أمة من الأمم. ولقد أضحى الأدب بهذا المعنى، مما يمكن التعويل عليه في خوض صراع (البقاء) في هذا الكون، وهذه الحياة. ولقد استطاعت الآداب دوما، الرقي بالشعوب وتوجيهها الوجهة الظافرة، وكان التنويريون العرب، على عهد ما يعرف باسم النهضة، يعولون على الآداب في التغيير والتحرير، وتحقق من أحلامهم ما تحقق، ونحن، الآن، في حاجة إلى معرفة تجليات التنوير في الرواية والقصة القصيرة والشعر والمسرح وغيرها من فنون الآداب، لأننا نستطيع تحقيق أفقنا التنويري الجديد بتجديد النظر إلى الأدب العربي، قديمه وحديثه، واعتماده في التأسيس لحياة جديدة، مفروضة علينا، في هذا النظام الجديد الذي تمخضت عنه الحياة الإنسانية المعاصرة، ما زلنا في حاجة إلى التنوير لأننا لم نحققه، رغم صيحات ونداءات الكثير من أدبائنا ماضيا وحاضرا، وليس حلما أن نرفع صيحاتنا من أجل تحقيق التنوير، لأن هذا التنوير واقع ملزم لنا. وقد لا يتحقق التنوير بطريق الطفرة أو الفورة، ولكنه سيتحقق لأنه ملزم للحياة الإنسانية القائمة، فالخيارات أضحت نادرة، وإن لم تكن الحتمية كاملة أو حادة، ولكن أفق الحضارة القائم، مغلق على خيارات لا محيد عنها، وبأقل من ذلك هو مشرع على خيارات نادرة ندرة الأدب الذي يسوس أمما بكاملها، ومع ذلك فإن ما يبقى، ما يدوم، يؤسسه الأدب: وهذه هي سياسة الأدب.

٭ قاص وناقد مغربي

سياسة الأدب

عبداللطيف الزكري

في الدِّيسِ الهاذِي في الأنقاض

Posted: 29 Jan 2017 02:18 PM PST

ها قد استيقظَ فينا المَجازُ حجَراً حجَراً.
كأنَّنا نقطفُ همسَنا الجُوريَّ مِنْ مُعادلةِ الشَّوك
أو كأنَّنا نعصرُ رُؤوسَ مَناماتٍ تُنازِعُ، وتحتَها الشَّهوةُ رماد.
كما لَوْ أنَّ الرِّيحَ
إسمنتٌ يرصفُ جباهَنا
كما لَوْ أنَّ الفضاءَ
قبضةُ مَساميرَ تُثبِّتُنا على مِشجبِ المَجهول
رحَلَ فينا الغيابُ، وما زلتُم على حِبال التَّثاؤب..
ابنُ رُشدٍ مُحنَّطٌ في كُحولِكُم المُجفَّف
والحلَّاجُ عادَ إليكُم جُثَّةً هامدة فوقَ
حصان الحضارة.. وما كانَ لكُم إلَّا أنْ تُنقِّبوا عن مُسوِّغاتٍ
مُعتلَّةٍ في أحاجي الزُّبدة واللَّبن في السُّلالاتِ الأميرة في اجترارِ
الحصَى والهواء في الشَّبح الأنشوطة في الدِّيس الهاذِي في الأنقاض
بلا مادَّة تُكَوِّرُها وفي إبادةِ البرتقالِ الطَّائرِ حينما تُسفَحُ الصَّرخةُ
فوقَ عماماتِ البساتين:
(تستقبلُكُم الأحلافُ على حفلة شاي ومِشنقة
وتُودِّعُكُم الأحلافُ على مِشنقة شاي ومِشنقة).
هل استيقظَ أحدُكُم تحتَ رذاذِ بكاءٍ مَغمور
وسألَ نفْسَهُ: مَنْ أنا؟
هل تساءَلَ مَنْ كُنّا، ومَنْ سنكون؟
هل استسلَمَ لذكرىً قديمة مُتوهِّجة
لقومٍ أغرارٍ يحلُمونَ بالعدالة؟
هل أعادَ لذوي الإراداتِ الأقوى غنائمَ معركةٍ لَمْ تحصلْ؟
وهل اكتشفَ أنَّ حصَّتَهُ كانتْ ذاكرةَ أحدِ القتلى
فعزَّى ذاتَهُ بتوليد عالَمٍ تستبيحُهُ العواصِمُ
ورصَّعَهُ بأنشودةٍ على نارٍ لا تستريح؟
(يا آلهةَ المُحال
النَّبيذُ يُفجِّرُ نهاياتِ اللَّيل
ودُخانُ السَّجائرِ يلفُّ الفضاءَ
كمَدْفنٍ يتمدَّدُ على أرضٍ زراعيَّة).
والآنَ..
أيُّنا سيعترفُ قبلَ الآخَرينَ
ليصيرَ لنا
قفلٌ مِنْ ماء، ومفاتيحُ مِنْ سمك؟
مَنْ سيعلنُ أنَّ قُلوبَنا لَمْ تتآكَلْ
في ريحٍ مُنطوية تحتَ اللُّحاف
أو مُلتصقة بمدفأةِ الخوف
إنَّما خرَجْنا مِنْ أصنامٍ تعبدُ نفسَها
كيْ نقليَ المساحةَ العذراء بجناح سنونوةٍ
وبينما كُنَّا نتنزَّهُ في السُّهوبِ المُوغلةِ في الرُّعب
صدَّعَتْ ناقةٌ مُصفَّحة نُهوضَنا المُتثاقِلَ
حلَقَتْ أهدابَ الحُروف بالخديعة
بتَرَتْ أصابعَ المرج الابتدائيِّ
قبْلَ أنْ ينبسِطَ في حناجرِ الأطفال
فيُناهِزَ بيضةً مَسلوقة وكُوبَ حليب
ولهفةَ أمٍّ تُخبِّئ الدُّميةَ
لابنها الهاربِ مِنْ ولاداتٍ تشتعِلُ في ريش الطّواويس
والآنَ..
مَنْ سيَقوى على الوُقوف عاريًا أمامَ الكون
مِنْ شُعوبٍ غابِرة وأسرابِ حَمامٍ وأزهارِ ياسمينٍ مُحبَط؟
مَنْ سيتجاسَرُ مُعارِكًا مُكبِّراتِ الصَّوت؟
ليعترِفَ بِغُنَّةٍ واثِقة وضَميرٍ مَفلول
أنَّنا نحنُ..
مَنْ ركَلْنا هَديرَ الرُّعودِ السّاخِرة بِحُرْقة
وأنَّنا نحنُ..
مَنْ اكتشَفْنا في النِّهاية
أنَّها مُجرَّدُ حِجابٍ مُحكَم
وأنَّنا..
مُجرَّدُ
شمَّاعة.

٭ شاعر سوري

في الدِّيسِ الهاذِي في الأنقاض

مازن أكثم سليمان

يطالب بحقوق المرأة ويرى في ترامب رمزاً لاحتقارها:   «هواجيس».. فيديو سعودي يهجو الرجال في المملكة

Posted: 29 Jan 2017 02:18 PM PST

78

باريس ـ «القدس العربي»: أكثر من ستة ملايين ونصف المليون مشاهدة حتى الآن هي رقم مشاهدات الفيديو كليب السعودي «هواجيس» للمخرج والموسيقي ماجد العيسى، منذ أن وضعها على قناته على يوتيوب  أواخر الشهر الماضي، وهو رقم استثنائي تحصده أغنية وكليب عربي على يوتيوب.
لا يأخذ الفيديو أهميته ورواجه فقط من مطالبته بحقوق المرأة السعودية وعلى رأسها قيادة السيارة، بل أولاً بسبب الموسيقى المشغولة بعناية، والمعتمدة أساساً على أهازيج شعبية سعودية، إلى جانب الكليب المصور.
يبدأ الفيديو بمشهد سيارة تصعد إلى مقعدها الخلفي نساء منقبات، لكن في المقدمة يصعد طفل يرتدي الملابس التقليدية السعودية ثم يبدأ بقيادة السيارة على نحو عابث فيما النساء مرميات في المقعد الخلفي. هنا تبدأ أغنيتهن «جعل الرجاجيل للماحي، حطوا بينا أمراض نفسية»، أي «ليُمح الرجال، فقد وضعوا بنا أمراضاً نفسية». وعلى هذا المنوال من الكلمات تستمر الأغنية في هجائها للرجل، حيث «كل واحد بيه دنيّة».
لكن نساء الأغنية لا يبقين في المقعد الخلفي، بل ينطلقن في ركوب السكوتر والتزحلق جيئة وذهاباً في عرض الطريق، وفي لعب كرة السلة، أو في ملاهي الأطفال، حيث قيادة سيارات اللعب، بل وفي الرقص على إيقاع الأغنية. ورغم العباءات السود التي تجلّلن بها فقد ظلت ثيابهن الملونة تحت العباءة هي الطاغية، فساتين زرقاء وصفراء ووردية وفيروزية كأنما تعد بعالم مليء وغني بالألوان وراء العالم المعتم والمغلق للمرأة السعودية.
وفي وقت تمضي نساء الأغنية في ممارسة اللعب والرقص والغناء سنرى في موازاتهن دائماً سيارة يقودها رجلان سعوديان يتتبّعانهم، كما لو أنهما مطوّعان، مهددين أو زاجرين. ويعرض الكليب كيف أنه أحدهما يشير إلى صورة في المقعد الخلفي لم تكن سوى صورة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن لم يكن ترامب عند نشر الأغنية قد تسلّم الرئاسة بعد.
هذه الالتفاتة لترامب سنجدها مرة أخرى في صورة لشعار البيت الأبيض الأمريكي وقد كتب عليه «وايت هاوس الرجاجيل»، كأنما هناك، مع رئاسة ترامب، بات مقرّ زعامة قهر نساء العالم وظلمهن واحتقارهن. في إشارة ربما إلى الاحتقار الذي عكسته تصريحات ترامب ووعوده الانتخابية وما فيها من احتقار للمرأة. الأمر الذي قاد الأمريكيين إلى تظاهرات نسائية بعد مراسم تنصيب ترامب، كأنما لتعد تلك الاحتجاجات ببدء نضال مديد متجدد للمطالبة بحقوق المرأة.
ورغم الفارق الكبير بين ما وصلت إليه المرأة في الغرب من حقوق لم تصل المرأة السعودية إلى القليل منه، إلا أن الفيديو ينجح في وضع نضال المرأة السعودية في سياق نضال عالمي.

 

  بيت الدمية

أما على المستوى السعودي فقد استطاعت الأغنية أن تحرّك جدلاً لا يغيب إلا ليتجدد مع كل عمل فني يتناول قيادة المرأة للسيارة.
بعض كتّاب الصحف الرسمية قال إن «السخرية من مشاكل المجتمع عن طريق الفن هي ممارسة راقية، وتساهم في لفت الانتباه لها ومعالجتها.. لكن، في حالة «هواجيس» العيسى لم تكن الأغنية إلا فرقعة يوتيوبية انفجرت في وجوهنا نحن فقط، إذ يبدو أن منتجي الأغنية تجاهلوا حقيقة أنه لم تعد السطوح التي ينشر فيها الغسيل معزولة عن بعضها، وأن غسيلنا شاهده كل العالم في وقت تتعرض فيه بلادنا لحملة إعلامية بالغة الضراوة والسلبية». هكذا تعود نغمة الأولويات الوطنية لتطفئ الجدل حول أولويات «مطلبية».
لكن الجدل الأكبر كان على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حفلت بعدد هائل من التعليقات، ففي وقت حاول البعض أن يربط تلك المطالبات بمحاولة قلب الحكم في المملكة، وبعداء للدين الإسلامي قالت سيدة «نحن لسنا ضد ديننا الإسلامي الحنيف، ونحن لسنا ضد حكومتنا الحبيبة، فقط نقول إن المرأة تحتاج لأن تحصل على حقوقها التي حرمتها منها عادات وتقاليد متخلفة».
وهناك من اعتبر أن الكليب جزء من مؤامرة كونية على المملكة، فقال أحد المعلقين «تحس أنها حملات منظمة ومدعومة من جهات خارجية وحسابات مشبوهة.. عندهم هدف واحد، هو تحرر المرأه السعوديه من حشمتها وعفتها. لكن بإذن الله ما راح يصير هالشي، ما دام آل سعود حكامنا، وعيال القبايل أحرار ما يرضينا هالشي».
في أواخر القرن التاسع عشر كتب المسرحي النرويجي مسرحية «بيت الدمية» التي انتهت باصطفاقة باب ضربته الزوجة خلفها بعد أن تركت إلى الأبد منزل الزوج. اعتبرت صفقة الباب لعقود رمزاً للرفض والغضب. ولطالما قيل إن صوت صفقة الباب دوّى في أرجاء القارة، فهل يفعل الفيديو السعودي المليئ بكل هذا الرفض والهجاء لاضطهاد المرأة واحتقارها دويّاً مماثلاً؟

 

يطالب بحقوق المرأة ويرى في ترامب رمزاً لاحتقارها:   «هواجيس».. فيديو سعودي يهجو الرجال في المملكة

الفيلمان السوري والمصري «آخر رجال في حلب» و«حادثة فندق هيلتون النيل» يتصدران جوائز مهرجان صندانس للأفلام المستقلة

Posted: 29 Jan 2017 02:18 PM PST

لوس أنجليس – «القدس العربي» : تصدر فيلمان عربيان جوائز مهرجان صندانس للأفلام المستقلة وهما فيلم المخرج السوري فراس فياض التسجيلي «آخر رجال في حلب»، الذي حصد جائزة لجنة التحكيم الكبرى لأفضل فيلم وثائقي، وفيلم المخرج السويدي – المصري طارق صالح «حادثة فندق هيلتون النيل»، الذي اقتنص جائزة لجنة التحكيم الكبرى لأفضل فيلم روائي.
وأعلن عن نتائج الجوائز في حفل مساء أمس افتتحته مديرة المهرجان التنفيذية، كيري بوتمان، بخطاب ضد الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وذلك لأن ثلاثة من المدعوين لم يتمكنوا من دخول الولايات المتحدة بسبب كونهم من الدول المتهمة بدعم الإرهاب. وأشعلت التصفيق من قبل الجمهور عندما قالت: «أنا أريد أن أعبر عن شكري للفنانين من الدول المسلمة الذين شاركونا في مهرجان هذا العام».
وللعام الرابع على التوالي، يسلط مهرجان صندانس للأفلام المستقلة الأضواء على الكارثة السورية من خلال عرض أربعة أفلام تسجيلية تسبر الواقع السوري منذ اندلاع الثورة ضد نظام بشار الأسد وتحولها إلى حرب أهلية مروعة، أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من السوريين وتشريد الملايين منهم. رواد المهرجان، الذين حضروا عروض هذه الأفلام أصيبوا بالهلع مما شاهدوه من بشاعة إنسانية، وخاصة تجاه الأطفال الابرياء، وكأنهم كانوا يشاهدون أفلام رعب خيالية. ويتسمرون في مقاعدهم بعد نهاية عرض كل فيلم بدون حركة أو صوت وكأنهم أصيبوا بالشلل الجسدي والنفسي.
الفيلم الأول وهو «صرخات من سوريا» من إخراج الأوكراني، يفغيني أفينيفسغي، الذي رُشح فيلمه «شتاء مشتعل: كفاح أوكرانيا من أجل الحرية» لأوسكار أفضل فيلم تسجيلي العام الماضي. ويفتتح أفنيفسغي الفيلم بمشهد الطفل السوري، آلان كردي، الذي قذف البحر جثته على سواحل تركيا نهاية عام 2015، ومن هنا يعود إلى عام 2011 في مدينة درعا، حيث انبثقت شرارة الثورة السورية، بعد أن تم اعتقال بضعة أطفال بسبب كتابة شعارات تنادي بالحرية على حائط مدرستهم وإرجاعهم إلى أهاليهم جثث ممزقة من التعذيب. أهالي درعا انتفضوا سلميا من خلال مسيرات طالبوا فيها بالحرية والديمقراطية، ولكن رد النظام كان الرصاص الحي والاعتقالات العشوائية والتعذيب الوحشي، مما أشعل غضب الجماهير السورية في مدن أخرى، مثل حمص، حيث برز أحد قيادات الثورة وهو المغني الشعبي وحامي مرمى كرة القدم الشهير، عبد الباسط الساروت، الذي كان أيضا محور الفيلم الوثائقي «العودة إلى حمص»، الذي فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان صندانس عام 2014.
الفيلم يقدم صورا مرعبة لجثث رجال ونساء وأطفال، كانوا تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب. هؤلاء الناس لم يرتكبوا أي جرائم وذنبهم الوحيد هو أنهم تجرأوا على المطالبة بالحرية. أحدى النساء «المحظوظات»، التي لم تلق مصرعها في السجن، انفجرت بالبكاء أمام الكاميرا عندما تحدثت عن أغتصاب رجال وأطفال ونساء وحتى العجز منهن أمام أعينها وأمام عيون اهاليهم على يد عناصر مخابرات النظام السوري. بشاعة النظام أدت إلى نزوح العديد من قيادات جيشه وانضمامهم الي الثورة، التي تحولت من سلمية إلى عسكرية يقودها الجيش السوري الحر، الذي حقق انتصارات مهمة وسيطر على أهم المناطق السورية وكان على وشك أن يهزم النظام عندما تدخلت قوات حزب الله اللبناني وقوى إيرانية وبثت روح الحياة في قوات النظام، التي كانت تنازع.
النظام السوري قام أيضا بإطلاق سراح المجرمين والاسلاميين المتطرفين من سجونه لكي يثير الفوضى في المدن التي كانت تسيطر عليها المعارضة. وبالفعل ذلك كان ما حدث. عناصر القاعدة ومن ثم داعش تغلغلت في مناطق المعارضة وبدأت تفرض سيطرتها عليها مستخدمة وسائل همجية لا تقل بشاعة عن بشاعة النظام كقطع الرؤوس وخلع العيون واستئصال الأسنان والجلد المبرح والتعذيب بالكهرباء. فجأة حلم الحرية تحوّل إلى كابوس مرعب. واشتعلت سوريا بنيران حرب أهلية بين فئات عدة، مما دفع أبنائها للبحث عن الأمان في دول قريبة وبعيدة، مخاطرين بأرواحهم عبر البحار الهائجة، التي التهمت المئات منهم. أما الذين بقوا في ديارهم، فكان مصيرهم الموت تحت أنقاض بيوتهم، التي قصفتها الطائرات الحربية الروسية.
الصورة التي يطرحها «صرخات من سوريا» مفجعة ومحبطة. كيف يمكن لأي زعيم أن يحطم بلده ويقصف معالمها التاريخية ويشرد شعبه ويقتل مئات الملايين منهم من أجل الحفاظ على كرسيه؟ وكيف يمكن للعالم والإنسانية أن يقفا صامتين مكتوفين الأيادي أمام هذه الجرائم الوحشية؟ ولكن من مستنقع هذا الانحطاط البشري نبعت قيم إنسانية راقية. الفيلم يعرض بطولات سورية لا مثيل لها توحي بروح الأمل والثقة بالإنسانية. أمام شر النظام ولا مبالاة العالم، صمد الشعب السوري بشجاعة باسلة وأخذ زمام الأمور بنفسه. مجموعة من المتطوعين يسمون «الخوذات البيضاء» أسسوا الدفاع المدني من أجل خدمة أبناء شعبهم ونشل المصابين من تحت أنقاض الدمار واسعافهم. هؤلاء المتطوعين هم من المدنيين المهنيين، الذين يخاطرون بحياتهم من أجل إنقاذ أبناء شعبهم، الذي أهمله العالم. ومنذ 2013 أنجدوا حياة أكثر من 60 ألف شخص.
«الخوذات البيضاء» كانوا محور فيلم فراس فياض الوثائقي «آخر رجال في حلب»، الذي يوثق فعالياتهم البطولية التي يعجز عن تحقيقها أبطال أفلام هوليود الخيالية. رغم نقص الأدوية والمعدات والتكنولوجيا الحديثة وتعرضهم للقصف المتواصل إلا أنهم يتمكنون من الوصول إلى كل حدث ولا يتركون المكان حتى يتأكدون من نشل كل من كان تحت الانقاض واسعافه ونقله إلى مستشفى، بينما تحلق فوق رؤوسهم الطائرات الروسية، التي قتلت عدة منهم بينما كانوا يقومون بنجدة ضحايا قصفها.
ولكن حتى هؤلاء الأبطال الجسورين، ينهارون أمام المناظر المروعة التي تتجلى أمامهم من أشلاء أطفال وأبرياء وينفجرون بكاء. وفي الوقت نفسه تعمهم الفرحة والبهجة عندما ينقذون طفلا أو رضيعا حيا وهذا ما يحثهم للاستمرار في عملهم رغم المخاطر التي يواجهونها.
وكما هي العادة في معظم الأفلام، التي تطرح الوضع السوري، ينتهي الفيلم باستشهاد عدد من أبطاله. أحدهم كان يوّد أن يهاجر إلى تركيا ولكنه قرر أن يؤجل ذلك لكي يخدم في صفوف الدفاع المدني ويلقى حتفه من قصف روسي، بينما كان يقوم بإنقاذ ضحايا قصف سابق. ويُذكر أن فيلم آخر يدور حول «الخوذات البيضاء» بالاسم نفسه مرشح لأوسكار أفضل فيلم وثائقي قصير هذا العام.
فيلم ثالث وهو «مدينة الأشباح» يقدم بطولات أخرى ليست أقل خطورة وأهمية يقوم بها سوريون صحافيون وهي توثيق القمع والجرائم التي يرتكبها النظام السوري وداعش بحق شعبهم. الفيلم هو من إخراج ماثيو هينيمان، الذي رُشح فيلمه «أرض عصابات تجارة المخدرات» لأوسكار أفضل فيلم تسجيلي العام الماضي.
«مدينة الأشباح» لا يخلو من مشاهد الجرائم البشعة، ولكن تركيزه هو على الذين يخاطرون بكل شيء من أجل أن يوثقوها ويبثوها للعالم وهم أعضاء حملة «رقة تذبح بصمت»، التي أسسوها بعد احتلال داعش لبلدهم رقة. بداية كانوا يعلمون من داخل سوريا ولكن بعد اعتقال وقتل عدد منهم على يد عناصر داعش، انتقلوا إلى تركيا، معتمدين على المعلومات التي كان يبعثها لهم ناشطون من داخل بلدهم. وسرعان ما لاحقتهم داعش إلى تركيا وصارت تغتال أعضاءها. فابتعدوا إلى ألمانيا مما دفع داعش للانتقام من أقاربهم وارسال فيديوهات إعدامهم لهم. ففي أحد المشاهد المفجعة، يشاهد أحد أعضاء «رقة تذبح بصمت» فيديو ذبح أبيه على يد عناصر داعش. وهذا كان مصير أقارب كل أعضاء هذه الحملة.
فيلم آخر وهو «ساعي البريد الطيب» الذي يحكي قصة ساعي بريد بلغاري يخوض انتخابات رئاسة مجلس بلدته التي تقع على حدود تركيا وهي أول محطة أوروبية للاجئين السوريين، الذين يواجهون معاملة سيئة من السلطات البلغارية العنصرية، التي تعاملهم بعنف وترجعهم من حيث أتوا. «ساعي البريد» يخوض حملة لإقناع سكان بلدته وحكومته بالسماح للاجئين السوريين بالسكن في بلدتهم، التي باتت خالية من سكانها منذ نهاية الحكم الشيوعي في بلغاريا وذلك من أجل بث روح الحياة فيها ولكن دون جدوى.
وفي مقابلة أجريتها مع نائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور، الذي حضر المهرجان مع فيلمه الوثائقي «التكملة غير المريحة»، الذي يحذر فيه من عواقب تلوث البيئة والاحتباس الحراري، قال لي إن السبب وراء الحرب الأهلية السورية هو الجفاف، الذي أسفر عن نزوح 1.5 مليون سوري من المناطق الريفية إلى المدن مما ساهم في إشعال الثورة الشعبية.
رغم الصور المحزنة والمحبطة التي تعرضها كل هذه الأفلام إلا أنها تثير شعور التقدير والإعجاب تجاه الشعب السوري، الذي رفض الاستسلام وصمد أمام أبشع أنواع القمع. ثمن هذه الثورة كان غاليا ولكنها لم تفشل، إذ أنها كشفت عن طاقات هائلة وقيم أخلاقية راقية لأبنائها وخلقت بطولات خارقة وأنبعت مواهب مبدعة. فما بالك لو كان ينعم هذا الشعب بالحرية والديمقراطية، مثل غيره من شعوب العالم الغربية. تبا للحكام العرب الذين خنقوا طاقات ومواهب شعوبهم ودفنوها في مستنقع التخلف والإحباط من أجل الحفاظ على كراسيهم المعفنة. هؤلاء الحكام هم أشد عداء للشعوب والحضارة العربية من الغرب وروسيا وإسرائيل.
أما فيلم طارق صالح «حادثة فندق هيلتون النيل» فهو يكشف عن فساد السلطة والمباحث المصرية قبل اندلاع ثورة يناير 2011 من خلال سرد قصة ضابط مباحث فاسد يتمرد على مسؤوليه، الذين يجبرونه على إغلاق ملف قتل عشيقة عضو برلمان ثري من زملاء إبن الرئيس حسني مبارك.
الفساد هو آفة تعاني منها كل الدول العربية ولكن المحزن هو أن الثورة المصرية التي اندلعت من أجل القضاء على هذا الفساد لم تغير شيئا. السلطات المصرية الحالية لم تسمح لصالح بتصوير الفيلم في مصر، وقال لي بأنه هُدّد بالمسّ بسلامة عائلته إذا لم يترك مصر خلال 30 يوما: «أنا محظوظ لأنني أملك الجنسية السويدية ولكن تخيل الضغوط التي يواجهها الفنانون المصريون،» يعلق صالح، الذي اضطر أن يصوّر فيلمه في الدار البيضاء في المغرب.
وبينما كان يتألم رواد مهرجان صندانس الأمريكيون من مشاهدة عناء الشعب السوري، أعلن رئيسهم ترامب عن إلغاء برنامج هجرة السوريين إلى الولايات المتحدة. ولكن الشعب السوري، الذي صمد أمام أصعب التحديات، أثبت أنه لا يهزم لا على يد بشار أو بوتين أو ترامب.

الفيلمان السوري والمصري «آخر رجال في حلب» و«حادثة فندق هيلتون النيل» يتصدران جوائز مهرجان صندانس للأفلام المستقلة

حسام عاصي

الرياض قادرة على تحييد عبثية ترامب

Posted: 29 Jan 2017 02:16 PM PST

سيظل الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، لغزا محيرا للكثيرين، سواء بسبب الطريقة التي وصل بها إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بدون ان يخدم في اي منصب حكومي متقدم، ام بسبب خطابه الذي يخلو من الدبلوماسية او اللباقة، ام اجندته التي ليس لها هوية او اتجاه واضحان.
ومن الصعب التنبؤ بسياساته في الشرق الاوسط خصوصا منطقة الخليج. وقد بادرت المملكة العربية السعودية لاستباق الامور بمحاولات مد الجسور مع ادارته منذ ان اتضح انه سيفوز بالمنصب. مع ذلك فليس معلوما ما إذا كانت سياساته تجاهها ستتغير عما كانت عليه في العقود الاخيرة. ومن الارجح ان تستمر سياسات واشنطن تجاه دول مجلس التعاون محكومة بالمصالح والاعتبارات الاستراتيجية لاسباب عديدة: اولها ان المؤسسة الحاكمة في أمريكا لها ثقلها في توجيه السياسات الخارجية على وجه الخصوص، وكذلك الصداقات والتحالفات. وما تزال هذه المؤسسة تعتبر منطقة الخليج دائرة نفوذ طالما منعت الاتحاد السوفياتي من الوصول اليها خلال الحرب الباردة. ثانيا: ان بريطانيا ستضغط على واشنطن لعدم تغيير سياساتها تجاه السعودية، خصوصا ان بريطانيا تستعد للعودة إلى المنطقة بعد تقلص الحضور الأمريكي واتجاه واشنطن نحو بحر الصين والمحيط الهادئ. كما ان الاوضاع الاقتصادية الأمريكية والبريطانية تفرض عوامل اضافية لاعادة تقويم علاقات واشنطن ولندن مع دول مجلس التعاون خصوصا السعودية. فالديون الأمريكية تبلغ حوالي 20 تريليون دولار، بينما تجاوزت الديون البريطانية 1200 مليار جنيه استرليني. وهذه الديون تتصاعد تدريجيا.
وفي المستوى المنظور ستبقى دول مجلس التعاون مصدرا للمال الذي تحتاجه أمريكا وبريطانيا. ثالثا: ان قانون «جاستا» اصبح سوطا مسلطا على المملكة العربية السعودية، ومن المتوقع ان تستخدمه ادارة ترامب للابتزاز او للحصول على اموال تفوق التصور. فاذا اصرت واشنطن على تفعيله فستطالب السعودية ليس بتعويض القتلى الـ 3000 فحسب بل لدفع كافة التكاليف التي نجمت عن ذلك بما فيها الحرب على العراق. وفي الوقت الذي يسعى ترامب فيه لبلورة اجندة سياسية كبرى مقلقة للكثيرين، فان اعادة رسم خريطة التحالفات في المنطقة خصوصا في ظل التطبيع مع «اسرائيل» اصبح عاملا ضاغطا على التحالف الجديد الروسي الإيراني السوري. وثمة عامل آخر يخفف هذا الضغط يتمثل بما يبدو من علاقة جيدة بين ترامب وبوتين، وانعكاسات ذلك على السياسة الخارجية الأمريكية.
السعودية تسعى لتحقيق امور ثلاثة على صعيد تلك السياسة: اولها ضمان استمرار الالتزام الأمريكي بامن النظام السعودي، وثانيها: اعادة الاهتمام الأمريكي بالقضية السورية وتوجيهها لتشمل اسقاط نظام بشار الاسد، والثالثة وقف اي تقارب بين أمريكا وإيران. ولذلك ما ان صرح وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، منتقدا السياسة الاستيطانية للاسرائيليين حتى تصدت له رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، بالنقد.
ثمة ابعاد مترابطة لاستشراف السياسة الأمريكية تجاه السعودية والشرق الاوسط. اولها القرار الأمريكي في السنوات الاخيرة بنقل ثقلها العسكري إلى جنوب شرق آسيا لمواجهة النفوذ الصيني الذي يزداد توسعا. ثانيها: عودة بريطانيا إلى المنطقة وزيادة دعمها لدول مجلس التعاون، وتعميق هذا الحضور من خلال بناء قواعد عسكرية بالاضافة للقاعدة البحرية التي افتتحت قبل شهرين في البحرين.
ثالثها: هذا الدور البريطاني الذي صرح به وزير الخارجية البريطاني السابق، فيليب هاموند، قبل عامين، يحتاج لتوافق مع أمريكا ودعم سياسي مؤسس على صداقات مع دول مجلس التعاون. وكان هاموند قد قال في العام 2014: نظرا لقرار نقل الاهتمام الأمريكي بمنطقة جنوب آسيا والمحيط الهادئ يتعين على بريطانيا وحلفائها القيام بدور اكبر في الشرق الاوسط والخليج». ثالثها: ان السياسات السعودية في السنوات الاخيرة اصبحت اكثر نشاطا، خصوصا بعد ان اصبح عادل الجبير وزيرا للخارجية بعد وفاة الامير سعود الفيصل. من الدول التي تساير السعودية في سياساتها. كما استطاعت السعودية توسيع دائرة التحالف المشارك في الحرب على اليمن. بل ان السعودية حظيت بدعم الولايات المتحدة وبريطانيا في تلك الحرب وترفضان وقف امدادها بالاسلحة المستخدمة برغم تعالي الاصوات المطالبة بذلك.
رابعها: ان دخول الروس على خط الاستقطاب السياسي في المنطقة اضفى على قضايا المنطقة وتوازناتها السياسية والعسكرية بعدا دوليا. وهذا التدويل يمنع أمريكا من الانفكاك تماما عن المنطقة. خامسها: ان من العوامل التي تزيد الوضع تعقيدا من وجهة نظر الادارة الأمريكية الوضع السوري.
ماذا يعني ذلك في الاطار السعودي؟ بعد بضع سنوات من التغير الذي طرأ على الوضع السعودي الداخلي بصعود الملك سلمان ونجله محمد (ولي ولي العهد) اصبحت السياسة السعودية اكثر جرأة على الصعيدين الداخلي والخارجي. ووصل الاضطراب إلى اوساط العائلة المالكة التي شهدت في العقود السابقة انتقالا سهلا للسلطة من الملك إلى ولي عهده.
هذه المرة تشير المعلومات لاحتمال تنصيب محمد بن سلمان ملكا بدلا من ولي العهد الرسمي، محمد بن نايف. وبموازاة ذلك تضغط قضايا المرأة وحقوقها على نظام الحكم بسبب الدعاية الخارجية واهتمام المنظمات الحقوقية الدولية بهذا القضية. وتكرر اعتقال النساء اللاتي تمردن على قرارات منع السياقة وقوانين الولاية والسفر بدون محرم وسواها. وبرغم التفاعل الغربي مع هذه القضايا إلا انها لم تصل مستوى الضغط الحقيقي على نظام الحكم ليتفاعل معها عمليا. مع ذلك وفي غياب اي مشروع للاصلاح السياسي فمن الارجح تفاقم المصاعب التي تواجهها المملكة.
وعلى صعيد المحيط تبرز العلاقات السعودية المصرية إلى الواجهة نظرا لتعقيداتها وتباين وجوهها. ويسعى الطرفان لتجاوز الازمة التي تتفاقم على مستويات عدة. فعلى الصعيد السياسي يبدو موقف مصر ازاء الازمة السورية اقرب إلى الموقف الإيراني الذي يصر على بقاء الاسد مع استهداف المجموعات المسلحة. وكان للموقف السعودي بوقف امداد مصر بالحصة النفطية المتفق عليها ليتحول إلى موقف شعبي سلبي تجاه المملكة. ثم جاءت قضية جزيرتي صنافير وتيران، لتعمق الشرخ في العلاقات. وبعد ان قضت المحكمة العليا المصرية بان الجزيرتين ارض مصرية، اصبح تنازل السيسي عنهما صعبا جدا. وهنا لا يمكن التقليل من شأن الرأي العام المصري واثره على السياسات الخارجية للدولة.
وتبقى الحرب على اليمن جرحا نازفا فشلت كافة الجهود في السيطرة عليه. وفي الاسابيع الاخيرة اتخذت الرياض مبادرة عسكرية متميزة، وذلك بالسعي لمحاصرة قوات التحالف اليمني (انصار الله والمؤتمر الشعبي) ففتحت جبهات جديدة على المدن والسواحل الغربية وفي الشرق بالقرب من حضرموت وفي الشمال لتكثيف الضغط على مدينة صعدة. امام ذلك الاصرار السعودي على حسم الحرب في اليمن ثمة تلكؤ في المبادرات السياسية التي يقودها المبعوث الاممي، ابن الشيخ، للتوصل إلى مخرج سياسي من الازمة التي تعسف بالمنطقة.

٭ كاتب بحريني

الرياض قادرة على تحييد عبثية ترامب

د. سعيد الشهابي

إعادة النظر في «نهاية التاريخ»!

Posted: 29 Jan 2017 02:16 PM PST

حدثان تسيدا المشهد في غرّة 2017، وضاعفا من حالة القلق المخيم أصلا على كوكب الأرض. الحدث الأول، محتوى خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إحتفال تنصيبه، والذي أكد فيه تعهداته إبان حملته الإنتخابية، وضمّنه ذات المعاني تحت شعار أمريكا أولا. وقد أثار الخطاب موجة رفض عارمة في مختلف الأوساط، يمينا ويسارا، بل وذهب البعض إلى مدى تشبيهه بأطروحات هتلر والنازيين الجدد. أما الحدث الثاني، فكان إجتماع قمة زعماء أحزاب اليمين المتطرف في اوروبا والذي وصف بالقمة الأوروبية المضادة التي تجسد طموحات وتطلعات اليمين المتطرف قبل الانتخابات التي ستجرى في عدة بلدان أوروبية هذا العام. والحدثان مترابطان، ويغذي كل منهما الآخر، ويشكلان معا نذر إحتمالات عاصفة، ترفض قيم التسامح، وتعزز الخوف من الآخر، وتهاجم بضراوة أسس النظام الليبرالي، وتهدد بعودة النازية.
صاحب كتاب «نهاية التاريخ»، فرانسيس فوكاياما، ذرف الدمع مدرارا في مقال له بعنوان «أمريكا ترامب والنظام العالمي الجديد» نشر في الفاينانشيال تايمز، عدد السبت 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، واصفا إنتصار ترامب بنقطة تحول مفصلية، ليس ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ، ﺑﻞ ﻭﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺑﺄﺳﺮﻩ. وقال «يبدو ﺃﻧﻨﺎ سنلج ﻋﺼﺮﺍ جديدا من القومية الشعبوية، يتعرض فيها النظام الليبرالي، الذي أخذ في التشكل منذ خمسينات القرن العشرين، ﻟﻠﻬﺠﻮﻡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺎﺕ الديمقراطية الغاضبة والمفعمة بالطاقة والحيوية. ثمة خطورة هائلة من الإنزلاق نحو عالم من القوميات المتنافسة والغاضبة في نفس الوقت، وإذا ما حدث ذلك فإننا بصدد لحظة تاريخية حاسمة أشبه بلحظة سقوط حائط برلين 1989». ويقول فوكاياما أن الذين صوتوا لترامب هم سكان المساحات الشاسعة ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﻳﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻠﺪﺍﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، وﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﻀﻮوﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺗﻠﻘﻮﺍ ﺿﺮﺑﺔ ﻣﻮﺟﻌﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺃن ترامب وﻋﺪﻫﻢ ﺑﺄﻥ «ﻳﻌﻴﺪ ﻷﻣﺮﻳﻜﺎ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ» ﻣﻦ ﺧﻼﻝ إﺳﺘﻌﺎﺩﺓ وظائفهم ﺍﻟﺘﻲ فقدوها ﻓﻲ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﺔ.
ويذكرنا فوكاياما بأن القوى المصوتة لترامب هذه، هي من ذات العينة التي صوتت لصالح خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، وأن الأمر ذاته ينطبق ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺣﻴﺚ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﻧﺎﺧﺒﻲ الطبقة ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﺁﺑﺎﺅﻫﻢ ﻭﺃﺟﺪﺍﺩﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻳﺼﻮﺗﻮﻥ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ، ﺑﺎﺗﻮﺍ ﺍﻵﻥ ﻳﺼﻮﺗﻮﻥ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ المتطرفة ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﺃﺳﻬﺎ ﻣﺎﺭﻱ ﻟﻮﺑﺎﻥ. ويشير فوكاياما إلى فشل النظام الليبرالي الأمريكي، حيث ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﻭﺍﻗﻌﺎ ﺗﺤﺖ وطأة هيمنة ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ جنوا ﺃﺭﺑﺎﺣﺎ طائلة ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ، بينما تحول ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﺇﻟﻰ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻬﻮﻳﺔ وقضايا النسوية، والأمريكيين الأفارقة والذين من أصول لاتينية، والمدافعين عن البيئة، ومجتمع المثليين والمتحولين جنسيا. ويختتم فوكاياما حديثه بدعوة النخب التي أوجدت النظام الليبرالي ﺇﻟﻰ الإستماع ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻐﺎﺿﺒﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺎﺕ، ﻭﺃﻥ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻛﻘﻀﺎﻳﺎ ﺫﺍﺕ ﺃﻭﻟﻮﻳﺔ قصوى ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﻄﺮﻕ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ، محذرا من أن رئاسة ترامب سوف تؤذن ﺑﻨﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺭﻣﺰﺍً للديمقراطية.
يوما بعد يوم، يكشف إنتهاء الحرب الباردة عن إفتقار المنظومة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية لليبرالية إلى أي رؤية متسقة ومنطقية لإخراج البشرية من حالات التمزق والتنافس والتفاوت الصارخ في مستويات المعيشة وممارسة الحقوق والتمتع بالحريات الأساسية. وهذه المنظومة وضعت الرأسمالية على المحك كإطار لإدارة الموارد العالمية المادية والبشرية، لكن الرأسمالية فشلت في ذلك، مثلما فشلت في تحقيق آمال الشعوب في العدالة والحرية والديمقراطية، والتي كانت تعلقها على النظام الاشتراكي، ثم إنتقلت بها إلى الليبرالية وإقتصاد السوق بعد إنهياره. وفي واقع الحال، أبدا لم يؤدِ انتصار الرأسمالية الليبرالية إلى أي نتائج ملموسة فيما يتعلق بتحقيق التنمية الاقتصادية ودولة القانون والديمقراطية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان. فلم يرَ العالم سوى الحروب الداخلية والخارجية المدمرة، التي لن تؤدي في النهاية إلا إلى الاستقطاب الاجتماعي في داخل الدول الوطنية، وحرمان الشعوب الأضعف من مواردها وثرواتها لمصلحة الدول الأقوى لزيادة فرص النمو فيها وتقوية حظوظها في حرب المنافسة الإقتصادية والإستراتيجية العالمية. وإذا استمر التناقض الخطير الراهن بين السوق العالمية والسوق الوطنية، فربما لن يكون هناك أي أمل في الحدِ من هذه الحروب وفي تقليص التنافس من أجل السيطرة على الموارد البشرية؛ وفي التنمية أو حتى الحفاظ على مستويات المعيشة الحالية في معظم بلدان العالم. خلاصة القول، وهو ذات ما عبر عنه فوكاياما في متن مقاله، أن النظام الليبرالي العالمي دخل في أزمة نبعت من داخله، وليس بسبب أي قوى خارجية. وعموما هذه القوى الخارجية غير موجودة، أو غير منظمة حتى الآن. وأعتقد أن فوكاياما ربما يستعد الآن لإعادة النظر في أطروحته عن توقف عجلة التاريخ ونهايتة عند النظام الليبرالي الرأسمالي!.
والأطروحات التي تضمنها خطاب الرئيس ترامب، أثارت العديد من التساؤلات، كما أن بعضها، وللمفارقة، يمثل نقاط إلتقاء معنا، وإن كنا لا نعرف «المستخبي».
مثلا، تحدث ترامب عن عدم قناعته بحلف الناتو، وهو الحلف الذي ظلت الشعوب المقهورة، والرافضة لسياسات الأحلاف العسكرية، تدعو لحله لأنه أداة تهديد بيد القوى العظمى. وإدعى ترامب أن إدارته غير مسؤولة عن حماية أي دولة أو أنظمة أخرى، ونحن نسأل «بسذاجة» هل هذا الأمر ينطبق على إسرائيل؟. ويقول ترامب إنه سيعمل على إزالة التطرف الإسلامي من الوجود. ونحن نوافق على إزالة أي تطرف، إسلامي أو غير إسلامي، ولكن هل سيعمل ترامب على لجم السياسات والمؤسسات الأمريكية التي صنعت وغذت هذا التطرف؟. ويقول ترامب أن أمريكا لن تشتري المنتجات والبضائع إلا من أمريكا، فهل سيبيع المنتجات الأمريكية للبلدان الأخرى وما يعنيه ذلك من اتفاقات ومعاهدات؟. ثم، وأهم من ذلك كله، هل سيتخلى ترامب عن مشروع «الشرق الأوسط الجديد»؟

٭ كاتب سوداني

إعادة النظر في «نهاية التاريخ»!

د. الشفيع خضر سعيد

السيسي وترامب

Posted: 29 Jan 2017 02:16 PM PST

هل نحن بصدد دورة علاقات قوية جديدة للقاهرة مع واشنطن؟ تبدو البوادر مغرية بالتصديق، فقد كان الاتصال الهاتفي لدونالد ترامب مع الرئيس السيسي هو الثاني في المنطقة.
وكان الاتصال الأول للرئيس الأمريكي الجديد بعد تنصيبه مع رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودعاه إلى زيارة رسمية لواشنطن، تماما كما دعا الرئيس السيسي من بعده، وهو ما يعكس أولويات ترامب، وما يتصوره من دور لمصر في التعاون مع السياسة الأمريكية، خاصة أن الرئيس السيسي كان من الذين راهنوا على فوز ترامب، والتقاه في نيويورك قبل شهور، وقت أن كان مرشحا للرئاسة الأمريكية، واستمر اللقاء الدافئ لوقت طويل، قياسا إلى لقاء بارد مع المرشحة المنافسة هيلاري كلينتون، وبدا أن «كيمياء توافق» ما تجمع السيسي إلى ترامب، وكلاهما عموما من أشد المعجبين بزعامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولأول وهلة، يبدو التفاهم الشخصي مؤثرا، والموقف من جماعة الإخوان في الأولويات، فالقاهرة الرسمية تدرج الإخوان في خانة الجماعات الإرهابية، وبوتين فعلها في روسيا من زمن طويل، وإدارة ترامب تبدي استعدادا، وأرسلت إشارات في شهادة ريكس تيلرسون ـ وزير خارجية ترامب ـ أمام الكونغرس، التى أدرجت الإخوان مع «القاعدة» و»داعش» و»الحرس الثوري الإيراني» في سياق متقارب، وثمة تحركات نشيطة في الكونغرس لإحياء مشروع قانون للسيناتور تيد كروز، يدرج «الإخوان» في القائمة الأمريكية لجماعات الإرهاب.
كل ذلك لا يعني أن الطريق بات سالكا بالضرورة، فليس كل ما يريده ترامب يستطيع عمله، فصحيح أن الرجل رئيس جمهوري، وصحيح أن أغلبية مجلسي النواب والشيوخ من الجمهوريين، لكن ترامب لا يمثل سوى جناح يخصه من الحزب الجمهوري، وقادة كثيرون في الحزب يعارضون ترامب، ويفزعون من فظاظته، وقد لا يتحمسون لإقرار قانون «إرهابية» الإخوان، مع توقع معارضة محسوسة بالطبع من نواب الحزب الديمقراطي الذى خسرت مرشحته هيلاري، ويقود المعارضة لترامب في الكونغرس والشارع، ويتصدى مع آخرين لعنصرية ترامب، وربطه الآلي الجهول بين الإسلام والإرهاب، وعداوته الظاهرة للأقلية المسلمة في أمريكا، كما حربه المعلنة ضد اللاتينيين والزنوج، وكلها ثغرات قد تفيد جماعة الإخوان سياسيا، وتغل يد ترامب إلى حد ملحوظ.
وقد لا تكون «حكاية الإخوان» هي الأكثر أهمية في علاقات القاهرة الجديدة مع واشنطن، فثمة عنوان أخطر هو المعونة وتوابعها، وقد تعرضت المعونة العسكرية لمصر إلى التقليص في سنوات أوباما الأخيرة، وبالذات بعد 30 يونيو 2013، وإزاحة الرئيس الإخواني محمد مرسي، ولم يدم توقف المعونة كليا سوى 14 شهرا، عادت بعدها للتدفق جزئيا، مع لقاء أوباما والسيسي على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، وهو ما مثل وقتها اعترافا وتسليما من واشنطن بالوضع الجديد في مصر، ولكن دون توافق تام، فقد تباطأ توريد شحنات الأسلحة الأمريكية إلى مصر، وتأخرت إعادة طائرات «الأباتشي» التي احتجزتها أمريكا بدعوى الصيانة، ولم تفوت القاهرة الفرصة، واتخذت قرارها التاريخي بتنويع مصادر السلاح، والبدء في صناعات عسكرية مشتركة مع آخرين، ودون إيقاف لاتفاقات مشتركة أقدم مع واشنطن، وربما تتطلع القاهرة لاستفادة مؤثرة من علاقات التفاهم الأفضل مع ترامب، وإبداء الرئيس الجديد رغبته في دعم القاهرة بحربها ضد الإرهاب، وربما تزويدها بتكنولوجيا سلاح أكثر تقدما، وبما يعين مصر على تسريع وتيرة الفوز الكامل في الحرب الجارية بمنطقة محصورة أقصى شمال شرق سيناء، كذا الحصول على تفاهم سياسي، يتيح إتمام النجاح الذي حققته القاهرة في إعادة ترتيب الوضع الليبي المجاور، خاصة أن مصر جمعت في يدها أوراقا مؤثرة، وبما يمكنها من لعب الدور المحوري في صياغة مستقبل ليبيا، ومع فرص متاحة للعب دور أكبر في حل الأزمة السورية، وهو ما يزيد من مكانة مصر، ودورها المؤثر في تفاعلات المنطقة، ويدفع واشنطن إلى توطيد علاقاتها مع القاهرة، وتشجيع الشركات الأمريكية الكبرى على زيادة استثماراتها في مصر.
إذن، فثمة فرص تلوح، واحتمالات قوية لتطوير علاقات القاهرة مع واشنطن، خاصة بعد تآكل علاقات التبعية القديمة، وميل القاهرة الرسمية إلى انتهاج سلوك براغماتي، والسير على خطوط متوازية، لم تعد تتأثر كثيرا بتباطؤ أو انتعاش المعونة العسكرية الأمريكية، ودون غلق الباب على استفادة من تكنولوجيا سلاح تملكها أمريكا دون غيرها، وقد يكون ذلك مما يخدم المصريين، ويجعل العلاقات أكثر سلاسة، وربما تكون شخصية ترامب العملية جدا، وضعف حساسيته إزاء تطور علاقات مصر مع روسيا، ربما يكون ذلك مفيدا في خلق مساحة استقلال مطلوبة لعلاقات القاهرة مع واشنطن، دون ربطها ميكانيكيا مع علاقات القاهرة بتل أبيب، وهذه هي المشكلة الكبرى المعيقة، فصحيح أن القاهرة تلتزم رسميا بما يسمى معاهدة السلام مع «إسرائيل»، لكنها ـ أي القاهرة ـ تريد تعديلا جوهريا في المعاهدة، وفي ملاحقها الأمنية بالذات، يعترف رسميا بالأمر الواقع الجديد في سيناء، وهو أن مناطق نزع السلاح اختفت عمليا، وعاد الجيش المصري بكامل هيئته حتى حافة الحدود التاريخية لمصر مع فلسطين المحتلة، وهو إنجاز يتم لأول مرة منذ ما قبل هزيمة 1967، ويتجاوز القيود الأمنية المذلة التى فرضتها المعاهدة المشؤومة، وفيما أبدت تل أبيب قدرا من التعاون الأمني، سهل مهمة القاهرة في فرض وقائع السلاح الجديدة، وبما خلق واقعا لن تعود القاهرة عنه أبدا، بينما تريد إسرائيل تصوير الأمر كحالة طارئة، ولا تريد التسليم رسميا بالتغير الذي جرى، وطالب الرئيس السيسي على أساسه بتعديل «معاهدة السلام» في خطاب تنصيبه، وهذه قضية جوهرية متصلة بدور واشنطن، فأمريكا هي الضامن للمعاهدة، ومتحالفة مع إسرائيل في إلزام مصر بقيودها، وترامب كأي رئيس أمريكي، يعطى أولوية مطلقة لعلاقات واشنطن مع تل أبيب، ويزيد ترامب عن سابقيه في إبداء الولاء لإسرائيل، وفي تأكيد التطابق الاستراتيجي بين أمريكا وكيان الاغتصاب الإسرائيلي.
ودعا نتنياهو للقاء قمة قبل لقاء السيسي، ويعتزم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وعين صهره اليهودي كوشنر مبعوثا لما يسميه «السلام» في الشرق الأوسط، وهذه كلها مصائب، لن تكون مريحة تماما للقاهرة الرسمية، وربما تزيد من حرج العلاقات الناشئة مع ترامب، فنقل سفارة واشنطن إلى القدس، وتأكيد الاعتراف الأمريكي بدعوى كون القدس «عاصمة أبدية موحدة» لإسرائيل، وأيا ما كان موضع السفارة المنقولة، في القدس الغربية أو في القدس الشرقية، وأيا ما كان التحايل في تفرقة مزمعة بين محل إقامة السفير في أي مكان بالقدس، مع الإبقاء على السفارة نفسها في «تل أبيب»، أيا ما كانت صورة القرار المتوقع لترامب، فسوف تثير عاصفة غضب كبرى في العالمين العربي والإسلامي، وسوف تنسف أي دعاوى عبثية لتنشيط ما يسمى مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتدفع ربما إلى انتفاضة فلسطينية جديدة، وهذه كلها تطورات واردة، لا تستطيع مصر الرسمية أن تعزل نفسها عنها، فمصر هي قلب العالمين العربي والإسلامي، والشعب المصري أكثر شعوب الدنيا كراهية للصهيونية والسياسة الأمريكية المنحازة إليها، وفلسطين قضية وطنية مصرية بامتياز، والمصريون هم الأكثر تضحية في كل جولات الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وعقيدة الجيش المصري راسخة، لم تتغير، رغم عقد المعاهدات إياها، ووجود إسرائيل في ذاته خطر على الوجود المصري في ذاته، وكلها عناصر كامنة مؤثرة، لا يستطيع أي حاكم مصري الخروج بالكامل عن مقتضياتها، فلا يستطيع الرئيس السيسي، بعد نقل السفارة الأمريكية المتوقع إلى القدس، أن يواصل كلاما عن مبادرة سلام جديدة، ولا أن يجد مؤازرة من طرف فلسطيني يعتد به، وربما لا يملك وقتها فرصا مريحة، ولا سياقا آمنا لتطوير علاقات القاهرة مع واشنطن، وهذا هو المأزق المتوقع، فقد لا يمكن وقتها الجمع بين نقيضين، أي التنديد بقرار ترامب، مع توثيق العلاقات معه في نفس واحد، وإذا حدث العكس لا قدر الله، وقررت القاهرة الرسمية تجاهل قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، فلن تكون المشكلة وقتها فقط في مصاعب تطوير العلاقة مع واشنطن، بل ربما يتطور الوضع إلى مشكلة إضافية للرئيس في علاقته بالشعب المصري، وربما لا يحتمل الوضع الحرج مزيدا من الأزمات.
يبقى، أنه لا أحد يكسب أبدا بالرهان على غيره، والأفضل هو الرهان على الذات، فلن يقلع لنا أشواكنا غيرنا، وقد يكون من العقل أن نفيد من تطورات العالم الجديدة، ومن التغير المحسوس في أدوار القوى العظمى، وبينها أمريكا بالضرورة، وفي لحظة حاسمة، يعاد فيها تشكيل العالم، وإعادة صياغة المنطقة العربية، ورسم خرائط الأدوار المؤثرة فيها، والتطلع لاستعادة الدور القيادي لمصر، وكل هذا مفهوم ومشروع ومقدر، ولكن بشرط عدم الانزلاق إلى رهان في غير موضعه، أو لا يكون محسوبا على نحو دقيق، يعطي المصلحة الوطنية المصرية أولويتها المطلقة، ويعطي الدور القيادي لمصر عربيا أفضليته الحاسمة، فاقتران الوطنية المصرية بالقومية العربية اختيار بلا بديل، أكدت عليه دروس سنوات الضياع وانحطاط مصر وتدهور مكانتها، ولأسباب بينها وضع السادات 99% من أوراق اللعبة بيد أمريكا، ومنح المخلوع مبارك لواشنطن مئة بالمئة من أوراق مصر، بما انتهى بنا إلى خراب وبوار، لن يجعله الرهان المجاني على ترامب عسلا ولبنا و»تفاح أمريكاني».
كاتب مصري

السيسي وترامب

عبد الحليم قنديل

نحو قراءة جديدة لقوى المعارضة السورية

Posted: 29 Jan 2017 02:15 PM PST

جاءت السنوات الست الأولى من عمر الثورة السورية المعاصرة حافلة بالمبادرات والمؤتمرات والائتلافات، في مخاض عسير كان ينقصه ولا يزال شيء من الانفتاح والحوار، بين مجموعة الشخصيات والقوى السياسية المكونة لهذا الحراك الثوري السياسي، التي راحت تتبارز في تشكيل كيانات سياسية قد تكون غير ناضجة، أو تفتقر للخبرة السياسية النضالية المطلوبة في مواجهة النظام الفاشي الحاكم في سوريا وحلفائه.
بل إن بعضها نشأ على أساس المبادرة الفردية، حيث وجدت بعض الشخصيات المتلفحة بعباءة البراغماتية، في التطور الدراماتيكي للأحداث في سوريا ومحيطها والعالم، أرضا خصبة لتحرك بات يشكل في بعض جوانبه حجر عثرة، أمام التوصل إلى صيغة واحدة وموحدة للعمل السياسي الوطني المشترك، الذي لا يختلف عاقلان على أنه الرافعة الوحيدة الكفيلة باستمرار هذه الثورة، بما هي عليه من زخم وصولا إلى غاياتها النهائية، التي لا يشكل إسقاط النظام فيها سوى حلقة واحدة فقط في سلسلة المهام والواجبات المترتبة على عاتق قوى الثورة والمعارضة مجتمعة، وكل قوة وشخصية سياسية وطنية فيها على حدة.
في هذا المشهد الملبد بغيوم الافتقار للرصيد السياسي اللازم، شكلت ضرورات العمل السري أحيانا، ومراوغات البعض وارتباطاتهم الخارجية والداخلية أحيانا أخرى الذريعة السهلة المتاحة للتماهي مع حالة التفرد والإقصاء والتقليل من شأن الآخرين وازدرائهم، حتى لو كان ذلك على حساب بعض مرتكزات الثورة وأهدافها، وتجاوزا لتضحيات السوريين المنخرطين في الثورة بشهدائهم وجراحهم ومعتقليهم ولاجئيهم والملاحقين منهم، بعد أن تراجعت شعارات الثورة الأساسية المطالبة بالحرية والكرامة والتغيير السياسي إلى الخلف، مفسحة الطريق أمام ظهور تكتيكات وآليات عمل مجتزأة من سياقها الوطني العام، لتوضع في بوتقة تكتلات ضيقة لا ترى أبعد من أنف القائمين عليها.
خلف جدار هذه الفوضى الكيانية والتكوينية، راحت تتوارى القوى الفاعلة تاريخيا على الأرض وصاحبة المصلحة الحقيقية بالتغيير، التي تعتبر وقود ثورة كان يصعب حتى وقت قريب تصديق إمكانية اندلاعها بهذا العنفوان، في ظل القبضة الحديدية للنظام الفاشي الحاكم في سوريا، بينما بدأت تظهر كيانات سياسية فتية لا تخلو من المراهقة السياسية، هنا وهناك، كان من شأنها تمييع الخريطة السياسية للقوى الثورية في سوريا، وخلط حابل ضرورات العملية الثورية بنابل المصالح الفردية والفئوية والدينية الضيقة، بحيث بات المواطن السوري أو المراقب للوضع السوري، بحاجة إلى عدسة مكبرة حتى يتبين حقيقية ما يراه من توالد متسارع لتلك الكيانات، التي بات ملحا رفع شعار غربلتها وتقنينها في مجرى العمل الوطني الأصيل، من خلال فتح الباب على مصراعيه للحوار في جو لا وجود للغة الإقصاء فيه.
كما حكمت هذا الحراك الثوري على المستويين السياسي والعسكري وحتى المدني مجموعة من التجاذبات والاستقطابات السياسية المرتبطة بمنظومة المصالح الاقليمية والدولية، وهذا أمر طبيعي لو بقي في حدود روح الوطنية السورية، بينما يكمن الجانب المثير للجدل منه في مدى استجابة القوى المشكلة له للعامل الخارجي في معادلة الصراع الدائر على الأرض السورية والتماهي مع شروطه ومتطلباته، إلى درجة إلغاء الذات الوطنية في بعض الحالات أو ربما الكثير منها.
ثمة محطتان رئيسيتان شكلتا انعطافتين خطيرتين في مسيرة هذا الحراك، الأولى تمثلت في التسليم بمبدأ تصنيف القوى الثورية من منظور أعدائها على قاعدة محاربة ما يسمى بالإرهاب، ما يشكل حالة اصطفاف موازية يتخندق فيها بشكل موضوعي طرفا الصراع، أي النظام والمعارضة، ويعزز سردية الأول على حساب سردية الثاني في هذا الميدان، أما الانعطافة الثانية، فهي حديثة الولادة ونشهد فصولها في عملية فرز واختيار ممثلي الحراك الثوري، في مؤتمرات تعالج الشأن السوري مثل مؤتمر أستانة الذي استبعدت من المشاركة فيه التشكيلات السياسية الثورية والمعارضة لصالح التشكيلات العسكرية حصريا، وبذلك يكون المستوى السياسي من الصراع قد تراجع، في هذه المحطة، خطوات إلى الوراء ومن المرجح أن يترتب على ذلك تخل تدريجي عن حصيلة قرارات المجتمع الدولي المتعلقة بالشأن السوري ومعها مخرجات مؤتمر جنيف بنسختيه.
علاوة على ذلك وفي سياق رجحان كفة الصراع لصالح النظام وحلفائه الاقليميين والدوليين في الوقت الراهن، اثر التدخل الروسي الساحق منذ نهاية عام 2015 بالتناغم مع المجهود الحربي الايراني غير المسبوق الرامي إلى إعادة رسم الخريطة السياسية السورية الداخلية، بما يتجاوز مسألة بقاء رأس النظام أو رحيله، نجحت الترويكا الروسية التركية الايرانية في سحب الملف السوري من أروقة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وحشرته في إطار مفاوضات ثنائية أو ثلاثية، على غرار إصرار القيادة الاسرائيلية ونجاحها في إبقاء مسألة معالجة الملف الفلسطيني حكرا على طرفي الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني برعاية أمريكية، ما ينزع عن كلا الملفين طابعهما الانساني الكوني الشامل والعادل ويترك الشعبين الفلسطيني والسوري حبيسي صيغة إدارة الأزمات البعيدة بطبيعتها عن عناء البحث عن حلول سياسية جذرية وعادلة لها.
انطلاقا من هذه الفرضية، تكاثرت الدعوات في الآونة الأخيرة، وهذا أمر طبيعي أيضا، إلى التصدي لعملية مراجعة شاملة لأوضاع قوى الثورة والمعارضة السورية، وإلى إعادة قراءة المشهد السياسي السوري برمته من جديد، وموقع هذه القوى ودور كل منها فيه، فضلا عن الدعوة إلى رسم خريطة تحالفاتها على كافة الصعد والمستويات الداخلية والخارجية، على حد سواء، ما يشكل فرصة ذهبية أمام القوى العلمانية والديمقراطية الوطنية المعارضة، المغيبة عن هذا المشهد طوال سنوات وصاحبة الحق التاريخي في مقارعة النظام، لإحداث ثغرة في جدار خريطة القوى الاسلامية والجهوية المهيمنة عليه منذ سنوات، لكن دون أن يعنى ذلك الدخول في حالة صراع حادة معها، وإنما على قاعدة المشاركة وفتح قنوات اتصال وحوار معها بغية توسيع دائرة القوى المناهضة للنظام، وترسيخ موقفها المعارض له، وإغلاق الطريق أمام إمكانية التحاق فصائل عسكرية وربما قوى وشخصيات سياسية في ركب مصالحات وتسويات النظام، الذي يبدو مؤتمر أستانة شكلا موسعا منها وفقا لرؤية هذا النظام لحل نزاع لا يرى فيه سوى الجانب العسكري والأمني.
كاتب فلسطيني

نحو قراءة جديدة لقوى المعارضة السورية

باسل أبو حمدة

بين جدارين.. من القومية الاشتراكية إلى اليمين البديل

Posted: 29 Jan 2017 02:15 PM PST

كانت الحملة الانتخابية لدونالد ترامب بمثابة الجرعة الحرجة التي عملت على تخصيب ما يسمى باليمين – البديل، وهو في طوره الأساسي، وكشفت الغطاء عن حالة الاستياء التي حرَّكت الناخبين البيض لأسباب كثيرة.
وتم على إثرها وبصورة تراجيدية إزاحة «الذهنية الأوبامية»، التي سيقت بوسائل قريبة إلى التجريد الرياضي والفلسفي وربما الجمالي أحياناً في رؤية العالم وإشكالياته، دون أن يستجيب الواقع العملي بما يؤيدها خلال ثمانية أعوام من حكمة، لتحل محلها وبصورة صادمة «الترامبية»، بخطها الشعبوي، التي تسعى إلى كشط رخام الأرضية السياسية والقيمية، التي يفترض أنها ترسخت وأصبحت شديدة الثبات والصلابة في المجتمع الغربي. ورغم أن الحكومات المتعاقبة للولايات المتحدة بغض النظر عن خلفياتها الحزبية، لم تخرج عن طقوس التبادل الروتيني للسلطة التي تمثل في العادة تحالف رجال السياسة والمال والصناعات، وتأخذ طابع الأوليغارشية في نظام ديمقراطي، إلا أن 
مراقبين يعتقدون أن ترامب الذي أتى من خارج المؤسسة الحزبية، وفي ظروف مختلفة، سيحاول هذه المرة الخروج، ليس عن التفاصيل، ولكن عن بعض المتون في السياسة والاقتصاد والدفاع. وإلى حد ما عن القيم المتراكمة التي جعلت من أمريكا أقوى وأغنى دولة ديمقراطية متعددة الأعراق والأديان والثقافات.
ترامب، حسب اعتقاد بعض الكتاب، لا يمثل فقط ظاهرة للعاصفة الشعبوية التي تجتاح الغرب قاطبة، وإنما يجسد إشكالية النظام الرأسمالي، وتقادُم وسائله ومؤسساته الديمقراطية. فلم يعد الرجل يتصالح حتى مع مجتمع واشنطن الرسمي بكياناته ومؤسساته العريقة، ومع الدولة الأمريكية العميقة، مثلما لم يعد يحتمل العولمة والاتفاقيات التجارية المتعددة الأطراف، وحلف الناتو، والحماية التي «تقدمها أمريكا كخدمات مجانية لحلفائها»، ومستوى القوة الأمريكية الموزعة حول العالم، بل والنظام العالمي بأكمله. وفي سعيه إلى جعل أمريكا، القوة المطلقة فوق الجميع، فإنه على استعداد للدفع نحو سن 
قوانين مختلفة، قد تخرج أمريكا عن الإيقاع الذي يضبط حركة العلاقات الدولية.. وهذا أمر شديد الخطورة، نظراً لتراكم وتشابك المصالح الدولية، خاصة في مرحلة ما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة والعصر الرقمي.
كتب جون كيري في إحدى مقالاته: «هناك من يرون الكوابيس أينما أشاحوا بوجوههم، ويصرون على أن النظام العالمي بأسره معرض للانهيار وأن موقف الولايات المتحدة، باعتبارها زعيمة العالم المعاصر هو في تراجع وهبوط شديدين»، ثم يؤكد في سرديته، تعليقاً على فرضيات ترامب، «بأن أغلب الاتجاهات العالمية ما تزال في صالح أمريكا كما كانت في أي وقت مضى». وهو ما يعني أن الاختلاف مع عاصفة ترامب الجديدة لا يمس جوهر الهيمنة الأمريكية الشاملة، ولكن يتحدد بمستوى الهيمنة، والسعي لتحريك موارد عديدة لتحقيق عظَمة أمريكية من طراز جديد لم يسبق للعالم أن رآها.
إن المفارقات الخطرة في طروحات سيد البيت الأبيض الجديد دونالد ترامب لا ترتكز على استعادة دور أمريكي ضائع وإنما تنطلق من إشاعة القناعة بأن بلاده أعطت العالم كل شيء دون مقابل، أي أن هناك استحقاقات ومقايضات كبرى يفترض على الولايات المتحدة أن تتعامل مع العالم على أساسها. وكأن الرجل لا يكتفي بالهيمنة الاقتصادية والعسكرية والثقافية والحضارية التي كرستها أمريكا طوال العقود الماضية وما تزال، حتى أن النمط الأمريكي في الحياة دخل عوالم مختلفة وغزا حضارات بعيدة، ناهيك عن أن أهم الحروب 
وأكثرها كارثية، في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، هي تلك التي أشعلتها الولايات المتحدة في بلدان كثيرة سواء بشكل مباشر أو في سياقات الحرب الباردة.
إن نجاح اليمين السياسي الشعبوي في أقوى دولة ديمقراطية سيكون له ارتدادات كبيرة في العالم، كونه يمثل القاطرة الخلفية للدفع بالخطاب المتطرف إلى الواجهة، والتأثير الكبيرعلى الكتل الانتخابية في العالم الحر، وتأطير «الخلطة الحرجة» من حالات الإحباطات عند شرائح واسعة من البيض وهواجسهم القومية والعرقية، داخل المنظومة السياسية الحاكمة، إضافة 
إلى أنه يمثل البداية الموضوعية للتغييرات الكبيرة المحتملة، التي ستدخل العالم في دورة مختلفة، ربما تسود فيها العزلة بين القارات وتتشظى الكتل الاقتصادية، وغير ذلك من التداعيات المتسلسلة لمرحلة قد تُعرَّف، في زمن ما، بأنها مرحلة ما بعد جدار المكسيك «الذي سوف يؤرخ لانتهاء العولمة»، كما يرى بعض المفكرين، أو بالأصح يضع نهاية لتاريخها الذي بزغ، حسب فوكوياما، حين تجمعت سواعد الألمان الشرقيين لهدم جدار برلين في ليلة ليلاء من «ربيع أوروبا الشرقية» الذي دشن مرحلة ما بعد الحرب الباردة. وكأن التاريخ 
الحديث بطريقة ما يستحضر بداية الحكاية في ألمانيا منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وحالة نهوض القومية الاشتراكية كأيديولوجيا مهدت لتداعيات كارثية على قارة أوروبا والعالم ليقارب ولكن بصورة معكوسة سفر الولايات المتحدة المحتمل ابتداءً من «جدار المكسيك» إلى مجاهيل مفتوحة على احتمالات كثيرة، قد تضع العالم أمام سيناريوهات مقلقة للغاية. إن أي قراءات درامية عميقة لحالة «الجدارين» قد تحرّض الخيال السياسي لأن يطلق صافرة إنذار لاستدعاء «المفاجئات» الضرورية لإزاحة هذا الكابوس الصاعد، الذي ربما إن ساد نموذجه في الغرب فإنه لا يضع نهاية لتاريخ العولمة، ولكن ربما لتاريخ الحضارة التي نعرفها. 
كاتب يمني

بين جدارين.. من القومية الاشتراكية إلى اليمين البديل

أحمد عبد اللاه

لبنان:لماذا لا يُشّرعون قانونا للانتخابات يكفل عدالةالتمثيل وتطبيق الدستور؟

Posted: 29 Jan 2017 02:14 PM PST

أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أخيراً موقفاً لا رجوع عنه: لا انتخابات نيابية وفق قانون الانتخاب لعام 2008 (المعروف بقانون «الستين») ولا تمديد لمجلس النواب. ثم اكّد الرئيس عون موقفه مجدداً في تصريح إلى صحيفة «الأخبار»: «لن أخرق خطاب القسم»، داعياً القوى السياسية إلى «عدم تضييع الوقت، والذهاب نحو إعداد قانون جديد يصحح التمثيل الشعبي لجميع اللبنانيين»، ومؤكداً أنه «مع النسبية المطلقة».
أدركت القوى السياسية أن الرئيس لا يمزح ولا يهوّل، وانه لن يتردد في استخدام صلاحياته الدستورية في سبيل تحقيق غاياته السياسية. كيف؟
بالامتناع عن توقيع مرسوم تعيين اعضاء هيئة الإشراف على الانتخابات وتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لها، كما بالامتناع عن توقيع مرسوم دعوة الهيئات الانتخابية في المهلة المحددة قانوناً لانتخاب اعضاء مجلس النواب.
أدركت القوى السياسية أيضاً أن عدم إجراء الانتخابات يؤدي بالتأكيد إلى فراغ تشريعي وسياسي، فضاعفت جهودها التفاوضية من أجل التوصل إلى توافق حول قانون جديد للانتخاب يكون مقبولاً من معظم القوى السياسية. قولُ الرئيس عون إنه «مع النسبية المطلقة» ضّيق هامش التوافق أمام القوى السياسية التقليدية المختلفة، ذلك أن لكلٍّ منها مقاييس لقانون انتخابٍ يخدم مصالحها وأغراضها المتباينة.
ما المخرج؟
تحاول القوى السياسية الرئيسية تدوير الزوايا بأن تتفاهم على أنموذجٍ لقانون انتخابٍ يقوم على التوفيق بين نظام التمثيل الأكثري ونظام التمثيل النسبي في آن. لكن حتى لو توصلت القوى السياسية المتصارعة إلى تسوية وسطية في هذا المجال فإن ذلك لا يحظى بالضرورة بموافقة الرئيس عون وحلفائه السياسيين، ولاسيما اولئك الذين يجارونه في تفضيل النسبية الكاملة.
مع ذلك، من الممكن إزاء مخاطر الفراغ التشريعي والسياسي الناجم عن عدم إجراء الانتخابات، أن يتوصل زعماء الكتل السياسية المتصارعة إلى تسوية قوامها اعتماد قانونٍ للانتخابات على الأسس الآتية:
ـ انتخاب 64 نائباً على أساس نظام التمثيل الأكثري و64 نائباً على أساس نظام التمثيل النسبي وفق التوزيع الطائفي المعمول به للمقاعد النيابية.
ـ يُنتخب نواب النظام الاكثري الـ64 في الدوائر الانتخابية الحالية، على أساس أن يكون لكل ناخب صوت واحد أو صوت جمعي (أي التصويت لأكثر من مرشح واحد) ويُنتخب نواب النظام النسبي الـ64 بالتصويت للوائح مرشحين حزبية أو إئتلافية ببرامج سياسية تتنافس في مجمل البلاد كدائرة وطنية واحدة.
ـ يجري تضمين قانون الانتخاب الجديد بنداً يقضي بتمديد ولاية مجلس النواب الحالي «تمديداً تقنياً» على ألا يزيد عن تسعة اشهر بغية استكمال الآليات والمتطلبات اللازمة لإجراء الانتخابات وفق احكامه.
يشكو هذا الأنموذج الانتخابي المختلط من ثغرات وتحفظات متعددة أهمها ثلاثة:
1 ـ معارضة عدد كبير من القوى السياسية والنواب للاستمرار في اعتماد نظام التمثيل الاكثري الذي لا يؤمّن تمثيلاً حقيقياً أو عادلاً للاقليات السياسية والاقليات المذهبية.
2 ـ التفاوت الكبير المحتمل في عدد الاصوات التي ينالها المرشحون الفائزون، وفق النظامين الاكثري والنسبي بسبب التفاوت بين عدد الناخبين في الدوائر الصغيرة وعدد الناخبين في الدائرة الوطنية الواحدة (أو الدوائر الموسعة) الأمر الذي يتعارض مع المادة 7 من الدستور التي تنص على أن «كلا من اللبنانيين سواءٌ لدى القانون وهم يتمتعون بالسواء بالحقوق المدنية والسياسية، ويتحملون الفرائض والواجبات العامة دون ما فرق بينهم».
3 ـ مخالفة المادة 27 من الدستور التي تنص على أن «عضو مجلس النواب يمثل الامة جمعاء»، اذ كيف يمكن لنائب منتخب بحسب النظام الاكثري في دائرة انتخابية صغيرة ذات عدد محدود من الناخبين أن «يمثل الأمة جمعاء؟».
غير أن الاعتراض الاكبر والأوزن يتمثّل في موقف الرئيس عون المتمسك بعدم جواز مخالفة قانون الانتخاب الجديد لمواد الدستور، لاسيما المواد التي مضت عشرات السنين على إقرارها من دون أن تنفذ كالمادة 22 مثلاً التي تنصّ على انه «مع انتخاب اول مجلس نواب على أساس وطني لاطائفي يُستحدث مجلس للشيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية وتنحصر صلاحياته في القضايا المصيرية».
هذا الاعتراض الوازن الصادر عن رئيس الجمهورية، الحريص على تطبيق أحكام الدستور، وبالتالي عدم خرق خطاب القسم المبني على المادة 49 من الدستور، قد يُضطَر القوى السياسية الكبرى، متذرعةً بإرادة أكثرية اللبنانيين المؤيدين للنسبية (بحسب مؤسسات استطلاع الرأي الاكثر صدقية) إلى التسليم باعتماد قانونٍ للانتخابات يقوم على أساس النسبية الكاملة في دائرة وطنية واحدة، الأمر الذي يؤمّن صحة التمثيل الشعبي وعدالته.
الى ذلك، إذا ما أبدت القوى السياسية تجاوباً مع الرئيس عون وأكثرية اللبنانيين في اعتماد النسبية في إطار الحرص على تطبيق أحكام الدستور، فإن فرصة تاريخية تكون قد سنحت وجديرة بأن يغتنمها رئيس البلاد الذي لا ينفك يعلن تمسكه بأحكام الدستور روحاً ونصاً، للضغط على مختلف القوى السياسية بغية إقناعها، بعد قبولها الانموذج الانتخابي المختلط، المعروض آنفاً، بزيادة عدد نواب البرلمان إلى 152، يُنتخب 128 منهم على أساس النظام النسبي خارج القيد الطائفي، ويُنتخب القسم الآخر (22 نائباً) على أساس النظام الاكثري وفق التوزيع الطائفي، على أن يقوم المجلس النيابي الجديد، بالتزامن مع تشريعه القوانين اللازمة لوضع المادة 22 من الدستور قيد التنفيذ، بتعديل أحكام قانون الانتخاب النافذ على نحوٍ يصبح النواب الـ128 المنتخبون على أساس النظام النسبي وخارج القيد الطائفي نواةَ المجلس النيابي الوطني اللاطائفي، ويصبح النواب الـ22 المنتخبون على اساس النظام الاكثري وفق التوزيع الطائفي للمقاعد النيابية نواةَ مجلس الشيوخ المختص بتمثيل العائلات الروحية (الطوائف).
أدعو الرئيس ميشال عون، القائد الوطني المتميّز بازدرائه عقلية اهل النظام الطائفي المركانتيلي الفاسد، إلى التقدم بصيغةٍ قانونيةٍ مميزة لقانونِ انتخابٍ على اساس النسبية يساعد على انتخاب مجلس نيابي قادر على القيام بالمهمة الجلل وهي تطبيق أحكام الدستور، ولاسيما المادة 22 منه.
بمثل هذه الصيغة المميزة يحقق العهد هدفين وطنيين جليلين في آن: الحرص على تطبيق أحكام الدستور، وضمان صحة التمثيل الشعبي وعدالته.
كاتب لبناني

لبنان:لماذا لا يُشّرعون قانونا للانتخابات يكفل عدالةالتمثيل وتطبيق الدستور؟

د.عصام نعمان

السياسي المتسول مصيبة العرب… واسألوا الفارابي

Posted: 29 Jan 2017 02:14 PM PST

«فالذين يتسولون بالسياسة يشكلون لك صدمة، بل هم أنفسهم صدمة كبيرة لهذا البلد»حين يطرق بابكم السياسي المتسول و يقول لكم : صوتوا علينا في سبيل الله : فينبغي عليكم أن تتذكروا تلك اللحظات العصيبة التي مرت بكم: فما الذي يريده هؤلاء الذين ساهموا في مأساة هذا الشعب ؟وأي برنامج هذا الذي يتحدثون عنه ؟ و ما علاقة فشلهم في التدبير بالمستقبل؟ ألا يكون هؤلاء الذين يتنافسون من يـمر قبل الآخرين ينتهون في صراعهم إلى نسيان هـدف سـباقهم و هـو سـعادة الأبريـاء؟
لا نسعى من وراء هذه الأسئلة المضطربة أن تقوم بتفكيك صناعة السياسة على طريق المراء، ببيان سوفسطائي الذي ينفع في كل المدن التي تضاد المدينة الفاضلة مثل المدينة الجاهلة، والمدينة الفاسقة، والمدينة المبتذلة، والمدينة الضالة، لأن أهل هذه المدن حرموا من البيان البرهاني، ومن سياسة الحرية، ويعيشون في شقاء أبدي، ولذلك لا يحتاجون إلى الفلسفة التي تسعى إلى إيقاظ العقل من سباته الدوغمائي، لأن العقل قد مات فيهم، وأصبحوا يتلذذون بأجسادهم كالبهائم، هكذا تكون سياسة «السوقة» هي وحدها من يستطيع تدبيرهم، ولعل الفارابي كان مطمئنا لسكان هذه المدن وللشقاء الذي ينتظرهم، حيث نجده يقول: «المدينة الضرورية هي التي قصد أهلها الاقتصار على الضروري مما به قوام الأبدان من المأكول والمشروب والملبوس والمسكون والمنكوح والتعاون على استفادتها… ومدينة الخسة والسقوط هي التي قصد أهلها التمتع باللذة من المأكول والمشروب والمنكوح…
ولا يتوقف الفارابي عند وصف هاتين المدينتين، بل يحتقر المدينة الفاسقة، والمدينة الضالة، ومدينة التغلب وغيرهم، ذلك أن هذه المدن تلتهم زمانها في المحسوس والتخيل والتمويهات والمخادعات والغرور، مما يجعلها تضع بينها وبين الحقيقة حجابا على حجاب، وتضطهد العلوم والفلسفة لأنها مصابة بالصمم الذي يبعدها عن متعة الغاية، ويمنحها إقامة بئيسة بجوار متعة اللهو: «فهم سعيهم إلى متعة الغاية يستبدلونها بمتعة اللهو..
ولعلنا لا نخطئ الظن باعتقادنا أن هذا هو السبب الذي يلتمسون لأجله تحصيل السعادة بواسطة تلك اللذات وبخاصة لذة الغناء والموسيقى التي تهيج النفس لتتوجه بشراسة نحو المأكول والمشروب والمنكوح، ولعل الشره في هذه اللذات مفسد للأخلاق، وإذا انهارت الأخلاق في بلد ما، فإن السياسة تنهار بدون شك، لأن خير الأخلاق هي دوما خير السياسات، وهذه هي المبادئ الأساسية التي تعتمد عليها كل الدول المعاصرة والتي تسعى السلطة إلى تطبيقها في برامجها التربية والثقافية، ذلك أن السياسة المدنية هي خير إلى أن ينتهي الخير، لأن كل ما ليس بخير فهو شر، ولذلك أن شر السياسة يتجلى في سياسة «السوقة» التي تعتمد على تلك الأخلاق الشعبية، حيث يسود الاعتقاد في الخرافة والشعوذة والسفسطة، التي تعد في الحقيقة مواطنين من أحط الطبقات يتباهون بالأمور القبيحة الفظة.
فما الذي يجعل السياسة كسلاح يستخدمه الإنسان ضد الإنسان من أجل حرمانه من الخير والسعادة؟ ومن أين استمدت السياسة هذا الشر العام؟ وكيف أصبح «السوقة» يتعـاطون السـياسة؟
إذا كان لا سبيل لهم أن ينصرفوا إلى تحصيل أصول الفضيلة، فكيف يمكنهم معرفة السياسة باعتبارها أشرف العلوم، لأنها نظام للدول يتناول كيفية توزيع السلطات، ويحدد السلطة السياسية العليا، وغاية كل مجتمع، والشرائع المتميزة عن القوانين الأساسية الدالة على نهج السياسة، وهذه المبادئ ضرورية من أجل التشريع للدولة، بيد أن القيام بهذا الواجب يقتضي أن يكون الإنسان قد تلقى تربية علمية وثقافية وتمكنت الفضيلة من التسلل إلى كينونته، وأصبح بذلك مواطنا على الاطلاق، وليس مواطنا مبدئيا كما هو الحال بالنسبة للسوقة الذين لا يعرفون حتى حقوقهم وبالأحرى الدفاع عن حقوق الآخرين، ومع ذلك الدفاع عن حقوق الآخرين، ومع ذلك يلتجئون إلى خدعة الناس في الأسواق ويستثمرونهم لكي يتجرون فيهم ويحصلون على الثروة بغية تحقيق اللذات الحسية، وهذه خطة سياسية فاسدة، لا يمكن أن تنتج إلا مجتمعا فاسدا.
هكذا يتبين أنه من السهل تفكيك بنية هذه السياسة الفاسدة، لأنها تستند على قاعدة حسية، لا تتطلب مجهودا عقليا كما هو الحال مع السياسة المدنية التي تعتمد على بنية برهانية يسندها العلم السياسي والفكر الفلسفي والعلوم الإنسانية.
ومن الطبيعي حسب كتاب السياسة لأرسطو أن: «الإنسان يولد وهو مسلح بسلاحي الفهم والفضيلة فيتهيأ له أن يتذرع بهما لمحاربة ما يناقضهما على الأخص، ولذلك إن خلا من الفضيلة تمادى في السفه والفظاظة «هؤلاء الذين يتمرغون في السفه والشراهة لا يفهمون ما أقول وما أنا بالصوت الذي يلائم هذه الاسماع، أينبغي علي أن أسد آذانهم ليتمرنوا على الإصغاء بعيونهم، وقد أدفعهم إلى الغروب في جمح الظلام، وربما أن الفجر سيتمكن من نشر تباشيره، لأن شمسا جديدة تنتظر الشروق حاملة معهما آمال التحرر من خفافيش الليل الذين لطخوا براءة السياسة وحولها إلى تجارة للمكر والخداع والتفاهة. لكن كيف يمكن التخلص من «السوقة» وتحرير السياسة باعتبارها أوفر الأعمال حظا من البراءة؟، بل كيف يمكن تأسيس مدننا على سياسة الحرية بواسطة الحكماء والفضلاء؟.
ومهما يكون من أمر فإن الأمل لم يمت بعد، على الرغم من أنه أصيب بمرض عضال، كاد أن يقضي عليه، ولولا تشبث بعض الفضلاء بمبادئهم وخوضهم صراعا شرسا مع «السوقة» لتم القضاء على الأمة بكاملها. ومن الحكمة أن نعترف بأن السياسة بقدر ما تنمي المجتمع بقدر ما تقضي عليه: «فميل الجميع إذن إلى الاجتماع المدني هو أمر طبيعي.
وأول من حققه كان علة أكبر خير. لأن المرء إذا اكتمل أمسى أفضل الحيوانات، وإذا ابتعد عن خطة العدل عدّ أحط العجماوات. والجور إذا تسلح بلغ غاية العنف» ذلك أن العدالة فضيلة اجتماعية، لأنها نظام المجتمع المدني: «وما العدالة إلى القضاء بالحق» بيد أن من ساء خلقهم أو كانوا ميالين إلى السوء، بدا جسدهم مسيطرا على النفس، وذلك في غالب الأحيان، لخسة ما طبعوا عليه، وانحرافهم عن سنة الطبيعة، لأن التدبير يبدأ أولا من سيادة النفس على الجسد، والعقل على الشهوة: «وفي هذه الأشياء، يتبين أن الطبيعة تقضي بأن تتسلط النفس على الجسد وأن تتسلط القوة المدركة والقوة العاقلة على الهوى والميل؛ وأن في ذلك فائدة للطرفين، ولكن إن تساوت فيهما الحقوق أو توليا السيادة على نقيض ما تفرض الطبيعة، عاد ذلك عليهما بالضر» فكيف يمكن لمن تعودوا على استعمال جسدهم كأفضل ما يصدر عنهم أن يدبروا مدننا، ويتحكموا في التشريع لها؟، ألا يبدو هذا الوضع أسمى مراتب الانحطاط؟.
والحال أن الفاضل من الفضلاء، كما أن الإنسان من الإنسان، والحيوان من الحيوان، والطبيعة تروم في الغالب تحقيق تلك الأمنية، ولكنها لا تستطيع تحقيقها دائما؟

كاتب مغربي

السياسي المتسول مصيبة العرب… واسألوا الفارابي

د.عزيز الحدادي

هاني شاكر يستقيل من منصب نقيب المهن الموسيقية في مصر بسبب «طبّال هيفاء وهبي»

Posted: 29 Jan 2017 02:01 PM PST

القاهرة – «القدس العربي»: أعلن المطرب المصري هاني شاكر استقالته من منصب نقيب المهن الموسيقية في مصر، على خلفية الأزمة الأخيرة بينه ومجلس النقابة من جهة وبين عازف الإيقاع سيد عشماوي السيد الشهير بـ «سيد الأبيض» من جهة أخرى.
ويعود سبب استقالة شاكر إلى عازف الإيقاع «سيد الأبيض»، الشهير داخل الوسط الفني بـ «طبّال هيفاء وهبي»، حيث كان الأخير قد شتم هاني شاكر.
وكانت الأجهزة الأمنية قد ألقت القبض على الأبيض، بتهمة السب والتشهير لهاني شاكر، وذلك بعد أن قام «ياسر قنطوش» المحامي والمستشار القانوني الخاص للفنان هاني شاكر ونقابة المهن الموسيقية بتقديم بلاغ إلى الشرطة ضد «سيد الأبيض» واتهامه بالسب والقذف والتشهير.
وأفاد قنطوش، في بلاغه بأن المشكو في حقه دائم التعرض بالسب والتشهير للفنان هاني شاكر بشخصه وصفته نقيب المهن الموسيقية، وذلك على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال حساب المتهم الشخصي وصفحته الشخصية على «الفيسبوك»، وحرر محضر بالواقعة تحت رقم 747 لسنة 2017 قسم شرطة الطالبية.
وتم ضبط المتهم وأحيل إلى النيابة العامة التي وجهت له تهمة السب والقذف والتشهير وخروجه عن حدود اللياقة والآداب العامة بتعرضه لقامة ورمز للفن العربي المتمثل في شخص الفنان هاني شاكر، والتقليل من قدر نقابة المهن الموسيقية، وكان قرار النيابة العامة بحبس المتهم على ذمة التحقيقات، وطلب تحريات المباحث حول واقعة البلاغ المقدم ضده، إلا أن هاني شاكر قرر «بصفته نقيب المهن الموسيقية التنازل عن البلاغ ضد عازف الايقاع»، مراعاة لظروفه وأسرته، مؤكدا أنه والنقابة أكبر من الدخول في خصومة مع أحد، وحرصا على أعضاء جمعيته العمومية، وأنه لا تشغله معاقبته لحرصه في المقام الأول على نقابة المهن الموسيقية وأعضاء الجمعية العمومية ونثر الخير بينهم.
وقد تصور الجميع أن الأزمة قد انتهت بهذا الشكل إلا أنهم فوجئوا بهاني شاكر يعلن استقالته ويصدر بيانا حاء فيه: السادة أعضاء الجمعية العمومية الموقرة شكراً على حالة الصمت والسكوت في الفتره السابقة، أمام هذا التطاول والانحطاط والسب غير المبرر لشخصي ولتاريخي ولأسرتي ولمجلس النقابة، من مجموعة معروفة الأهداف، وعلى رأسهم شخص مسجل خطرا ظل شهورا طويلة يهاجم ويهين الجميع ولَم تتحرك الجمعية العمومية لمنع هذا التدني، الذي ليس فقط يسيء لي ولكن يسيء لنا جميعا كنقابة محترمة وقوية وكبيرة.
كان شغلي الشاغل أنا والمجلس المحترم، الذي انتخبتموه أنتم، هو تحقيق الانجازات والوقوف بجانب الصغير قبل الكبير، ومد يد العون لكل إنسان وعودة الهيبة والكرامة لأصغر موسيقي في النقابه، وتحسين صورة الموسيقي أمام الجميع بعد الفترة التي اهتزت فيها هذه الصوره والحمد لله يشهد الجميع أن ما تم في هذه الشهور القليلة الماضية لم يتحقق على مدار أكثر من ثلاثين عاما.
وفِي الوقت الذي قررت وقف هذه المهزلة وهذا التطاول، وتكليف المستشار القانوني الأستاذ ياسر قنطوش باتخاذ اللازم ومحاسبة هذا المسجل خطرا على ما قام به وتم فعلا القبض عليه وتحويله للنيابه وجدت نفسي حتى بعد كل هذه الاهانات غير راض عن حبسه وقررت العفو عنه لمصلحه أسرته وأولاده في الوقت الذي لم يراعي فيه هو أنني أيضا لدي أسرة وأولاد
والغريب أنني في لحظه اتخاذ هذا الاجراء القانوني تجاه هذا المدعو سمعت صوت الجمعية العمومية أخيرا تستنكر ما حدث وتستنكر محاسبة المخطئ وتتعاطف مع التطاول والتجريح للنقيب ولشخصي ولأسرتي وللمجلس المحترم المنتخب.
لقد كنت أظن أننا جميعا في قارب واحد. نرجو من الله عز وجل أن يوصلنا لبر الأمان بنقابتنا لتكون منارة موسيقية وفنية في العالم العربي، لكن اتضح لي العكس أنني في واد وكثير من محبي ومشجعي التطاول والسب في واد آخر،
لذا قررت الاستقاله وعدم الاستمرار في هذا الموقع حفاظا على اسمي وتاريخي وأسرتي الحبيبة. وأتمنى للجميع دوام النجاح والتوفيق.

هاني شاكر يستقيل من منصب نقيب المهن الموسيقية في مصر بسبب «طبّال هيفاء وهبي»

فايزة هنداوي

سيرينا تحصل على قدر هائل من الثقة بعد الفوز بلقب السيدات

Posted: 29 Jan 2017 02:00 PM PST

ملبورن – د ب أ: تدخل الأمريكية سيرينا ويليامز المرحلة التالية من موسم الرابطة العالمية للاعبات التنس المحترفات في حالة تحفز ذهني بعدما حصدت اللقب الـ23 لها في بطولات الغراند سلام الأربع الكبرى.
وفازت سيرينا السبت بلقب بطولة أستراليا بعد فوزها في المباراة النهائية على شقيقتها فينوس 6/4 و6/4. وتوجت الشقيقتان بـ30 لقبا في بطولات الغراند سلام الأربع الكبرى بواقع 23 لقبا لسيرينا وسبعة ألقاب لفينوس. لكن سيرينا أكدت أن الأرقام القياسية لم تكن أبدا هي المحفز الرئيسي بالنسبة لها. وقالت سيرينا (35 عاما): «لم أضع أبدا سقفا لإنجازاتي، هذا هو الجانب الجمالي في الأمر، عندما بدأت هذه الرحلة، أردت فقط الفوز بالغراند سلام، ثم أردت فقط أن أواصل الفوز، كل مرة أدخل فيها إلى الملعب أريد الفوز، هذا هو هدفي الحقيقي». المحطة التالية لسيرينا ستكون عبر بطولة إنديان ويلز للأساتذة بعد خمسة أسابيع. وأوضحت سيرينا: «تعاقدت على المشاركة في إنديان ويلز، أشعر بالرضا عن أدائي، لا أريد أن تتوقف هذه المسيرة، أريد المواصلة، لم أفكر كثيرا في البطولة المقبلة، لنرى ما سيحدث حينذاك». واستعادت سيرينا صدارة التصنيف العالمي للاعبات التنس المحترفات بعدما انتزعته منها الألمانية انجيلكه كيربر في أيلول/ سبتمبر الماضي. وتشعر سيرينا بجو من الألفة مع بطولة أستراليا بعدما حصدت لقبها السابع في ملبورن. وأضافت اللاعبة الأمريكية: «أول لقب لي في الغراند سلام جاء من هنا، ثم وصلت إلى رقم 23 هنا». وتابعت: «أشعر بانها اللحظة المناسبة، بالنظر إلى كل ما يحدث، لقد تعلمت شيئا جديدا وهو أنه يتوجب عليك الاستمتاع بكل لحظة تقضيها داخل الملعب». وأضافت: «هذا هو الشق الجمالي في الفوز بلقب بطولة أستراليا بعد عدة أشهر من الراحة، إذا فزت بلقب بطولة أستراليا فهذا سيعني حفاظي على اللقب، بعد بطولة أستراليا سأحاول أن أعيش اللحظة قبل البطولة التالية في الغراند سلام حيث بطولة فرنسا المفتوحة في حزيران/ يونيو المقبل». وتشعر سيرينا بسعادة حقيقية لتخطيها الرقم القياسي للأسطورة الألمانية شتيفي غراف من خلال الفوز على شقيقتها فينوس. وقالت: «نحن نشعر بفخر حقيقي، نشعر بأننا محظوظتان لان مثل هذه الفرصة اتيحت لنا». وختمت بالقول: «فينوس وأنا عملنا بشكل شاق للغاية، ما زلنا حتى هذا اليوم نعمل كتفا بكتف، نحاول تحفيز بعضنا بعضا، الحافز الذي تمنحه لي فينوس لا يعوضه أي شيء».

سيرينا تحصل على قدر هائل من الثقة بعد الفوز بلقب السيدات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق