Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 24 فبراير 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


لماذا تضغط الأمم المتحدة لشرعنة بقاء الأسد؟

Posted: 23 Feb 2017 02:32 PM PST

تكرّرت مواقف عديدة لمسؤولين مختلفين للأمم المتحدة تصبّ كلها، بطريقة أو أخرى، في خانة الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد بحيث تحوّلت المؤسسة الأممية إلى شريك معلن في الجريمة التي يمثّلها بقاء نظام استنفد كل مقوّمات شرعيته وثبّت على نفسه، بطرق أكّدتها مؤسسات للأمم المتحدة ومنظمات حقوق إنسان، تهم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب ضد مواطنيه والجرائم ضد الإنسانية، وهو تناقض مذهل بمقاييس الأمم المتحدة نفسها.
جاء آخر هذه المواقف من ستافان دي ميستورا المندوب الأممي لسوريا من خلال ضغطه على وفد المعارضة السورية بمحاولة مساواة ما يسمى بمنصتي القاهرة وموسكو بوفد المعارضة الرئيسي بحيث يصبح للمعارضة ثلاثة وفود، أحدها محسوب أصلاً على روسيا التي هي طرف رئيسي في الصراع وهو واضح ليس بأجندته السياسية الداعمة للأسد ونظامه بل كذلك بطائراته وبارجاته الحربية وصواريخه التي تنهمر على المشافي والمخابز والتجمعات السكانية في المدن والبلدات والمناطق السورية، وبتحالفه الوثيق مع إيران صاحبة أجندة التغيير الديمغرافي الطائفي والدعم المطلق للنظام، فيما تحتمي المنصّة الأخرى بنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبّر أكثر من مرّة عن دعمه لـ«وحدة الجيش والمؤسسات السورية»، وهي الصيغة الملطّفة للنظام السوري الذي أفرغ المؤسسات والجيش من معناهما وحوّلهما إلى عصابات وحشية أفلتها على شعبه.
وفد المعارضة السورية الذي أسقط في يده بعد إحساسه بوقوعه في كمين أممي اضطر للموافقة على رغبة موسكو (… وإيران والنظام) التي كان دي ميستورا قد عبّر عنها بطلبه ضم ممثلي القاهرة وموسكو إلى وفد المعارضة وأيّاً كانت النتيجة فإن مطلوب النظام السوري وحليفتيه إيران وروسيا يكون قد تحقّق باستكمال خلخلة وتهشيم أركان المعارضة السياسية من خلال تطعيمها بشخصيات قريبة على النظام، فيما يستكمل النظام وحلفاؤه الروس والإيرانيون وأدواتهم اللبنانية والعراقية في الداخل عملية تهشيم المعارضة العسكرية وتهجير وتجميع حواضنها الشعبية إلى إدلب (ليكون دورها تالياً) أو حصار وقصف وتجويع باقي المناطق المتمردة.
لم يكتف دي ميستورا بذلك بل إنه استخدم، بحسب وكالات الأنباء، تهديدات رئيس النظام السوري للمعارضة لتطويعها بقوله في اجتماع مغلق «إن فشلت المفاوضات سيفعل الأسد بإدلب ما فعله بحلب»، وهو ما يمحو الفارق بين خطاب المنظمة الأممية وخطاب النظام نفسه.
تلغيم وفد المعارضة وإجبارها على الجلوس مع طابور خامس تم تأليفه في موسكو والقاهرة يضاف إلى السقف المفروض عليها للتفاوض وهو القرار 2254 الذي لا يتناول الموضوعة الأسّ لكل ما حصل في سوريا: الانتقال السياسي بل يحافظ على الأسد كرئيس يقود «المرحلة الانتقالية» المفترضة.
تقوم «طبخة» جنيف 4 السياسية إذن على فرضيّة إخضاع المعارضة السياسية كمحصّلة واقعية للتراجعات التي تعرّضت لها المعارضة العسكرية وخصوصاً بعد سقوط مدينة حلب في يد النظام، وإذا كان الاستعجال الروسي لإدخال المعارضة السياسية في ثقب إبرتها للتسوية مفهوماً فإن غير المفهوم هو استعجال الأمم المتحدة ومسؤوليها، وعلى رأسهم دي ميستورا، في اختراع تسوية غير ممكنة تستند إلى قرار واحد كان محصّلة لتقارب إدارتي بوتين وأوباما في الملف السوري وتلغي القرارات السابقة ووثيقة جنيف 1 التي كان الانتقال السياسي الذي يفضي إلى خروج الأسد من السلطة أهم أركانها.
يقوم موقف دي ميستورا على فهمه لموازين القوى الحالية في سوريا التي تميل للنظام ولكنّه بدفنه قرارات الأمم المتحدة ومواقفها السابقة والسياق الأخلاقي والقانوني والإنساني للأزمة التي نتجت عن الثورة على نظام طاغية، يقوم بدفن شرعة الأمم المتحدة ومعناها المفترض.

لماذا تضغط الأمم المتحدة لشرعنة بقاء الأسد؟

رأي القدس

حان الأوان

Posted: 23 Feb 2017 02:31 PM PST

غريبة هي الإنسانية في انتظارها الدائم لمخلص ما، لبطل ينتشلها من الضياع وينقلها من الظلام الى النور. لربما بدأت هذه الفكرة مع بداية الحضارات القديمة وتكون مفهوم البطل الأوحد، هذا الإنسان الذي ينقذ قبيلته بأكلمها من إغارة أو يقود مدينته برمتها لمركز السيادة أو يحرر جماعته من طاغية. دوما ما كان هذا البطل أهم من الجماعة، الجماعة المستوجب عليها ليس فقط إطاعته ولكن التضحية من أجله، الجماعة التي كانت مهما إشتد بها الخطب لا تستجمع قواها لتقاوم ولكن لتدعو بقدوم هذا المخلص لينتشلها من الأسى وليحررها من عبوديتها.
وهكذا بقي البشر دوماً ينتظرون مخلصاً ما، إنسان أوحد (عادة رجل) يأتي ليوازن ميزان الحق (عادة الحق في جانب الجماعة محل الذكر) وليعلو بهم الى أعلى مراتب الدنيا. نرى هذه الفكرة تتكرر عبر التاريخ البشري، حيث لا فكرة هزمت مفهوم الجماعة وخلقت طغاة أكثر منها. فحتى من تقدم الزمن وتطور الفكر الإنساني، بقي البشر ينتظرون مخلصاً، بطلاً ما يعيد «للحق» نصابه. يحاول الغرب اليوم التخلص نوعاً ما من هذه الفكرة بتعظيم مفهوم القيادة الجمعية وفكرة «الشعب يحكم الشعب»، إلا أن التوق «للمخلص» لا يزال ساكناً في جنبات النفس البشرية، فيظهر بين فترة وأخرى حتى في أكثر المجتمعات تقدماً وديموقراطية.
في مجتمعاتنا العربية والإسلامية لا تزال فكرة المخلص غاية في الإلحاح، وقد كان لنا تجارب مع أبطال خلقتهم أممهم، بدؤوا مخلصين للمبدأ لينقلبوا لاحقاً الى طغاة بفعل التمجيد المستمر، ولربما لنا في رمز مثل جمال عبد الناصر أوقع مثال على تأثير التمجيد المستمر الذي يضع على كاهل «البطل» عبئاً هو أكبر من طاقة انسان منفرد، والذي يخلق منه طاغية أحياناً يرى في العنف والديكتاتورية سبيل قيادة، والذي يهدل من عزيمة الأمة بأكملها وهي تقبع أسفل قيادة إنسان منفرد تعليه مقام إله وتنتظر خلاصها بين يديه. حالة الخميني لا تختلف كثيراً من حيث المبدأ العريض رغم الإختلاف الشاسع في الأحداث، فالرجل بدأ بطلاً بين التجمعات اليسارية قبل حتى الدينية، ليتحول بعدها الى رمز مقدس، والرموز المقدسة لا يمكنها أن تكون ديمقراطية، فهي، بحكم تعريف قداستها، لا تشارك أحداً في رأي ولا تقبل خلافاً أو معارضة. وهكذا يتحول الزعيم الوطني الذي كان من المفترض أن يخلص أمته من طاغية الى طاغية آخر.
ولقد زحفت هذه الفكرة حتى إلى الأديان التي يعتنقها الإنسان، فلا يكاد يخلو دين على وجه الأرض من فكرة المخلص المرتقب الذي ينتظره أتباع هذا الدين ليأتي آخر الزمان فيحق الحق وينصر أمته (حيث أن بقية الأمم كلها ضالة) وينشر العدل والسلام. المفارقة الغريبة هي أن البشر يحيون مئات آلاف من السنوات، وفي الغالب سيحيون ملايين قادمة أخرى من السنوات، في عذاب وأسى وظلم وحروب وصراعات حول من يمتلك الحق ومن هو في جانب الله، ليأتي المخلص الديني في آخر الزمان بتسارع من الأحداث، فيحق الحق ويعلي شأن هذا الدين ويسيده على العالم، ثم تنتهي الحياة وتقوم القيامة. غريب جداً هذا المفهوم وغريب أكثر توق البشرية له، فمن المفترض أن الأديان تهبط على البشر لتحقق لهم رخاء أخلاقي وتيسر حيواتهم على الأرض لحين حلول نهاية الزمان، إلا أن الحاصل الآن هو صراعات وحروب وقتل وإبادات بأسماء هذه الأديان ونيابة عن مخلصي آخر الزمان، إنتظاراً وتمجيداً لهؤلاء المخلصين، الذين ما أن يأتون، حتى تنتهي الدنيا. كيف إذن إستفاد البشر؟ كيف حقق لهم الدين فكرة الرخاء اذا كان العدل لا يستتب و»الدين الحق» لا يسود الا والدنيا على شفا حفرة من الفناء؟ لربما حان وقت مراجعة مفهوم المخلص الديني كما تمت مراجعة مفهوم المخلص السياسي، ربما حان وقت إحلال العدل والسلام الآن…والكف عن الإنتظار.

حان الأوان

د. ابتهال الخطيب

عن قصة الخروج التوراتيّة درامياً ووثائقياً.. رواية من جانب وحيد في خدمة الهيمنة الإسرائيلية على الشرق

Posted: 23 Feb 2017 02:31 PM PST

سلطة الهيمنة الإمبراطوريّة الأمريكيّة المتحالفة مع تابعها العبراني المزروع في قلب الشرق لم تعد قوّة سلبيّة، بمعنى أنها تُلغي أو تنفي أو تراقب أو تقصف، إذا تطلب الأمر. بل هي ، كما يقول الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو، سلطة مُنتِجة: تُعيد من خلال تحالف آثم بين ذراعها الإعلامي القابع في هوليوود ودولة الكيان العبري إنتاجَ «الحقيقة»: أي كل سياقات الأحداث وطقوس فهم التاريخ الذي أوصلنا إلى الراهن.
كان يمكن قبل عصر «الصورة» الذي نعيش مواجهة مثل هكذا تحالف: الكتاب بكتاب نقيض، والمقالة بعشر أمثالها، والمحاضرة بمئة. اليوم ذلك الإمكان يبدو أنه غدا مستحيلاً. فالأمريكيون هيمنوا بالمطلق أو كادوا على معظم الإنتاج الثقافي المرتبط بالشاشات السينمائية والتلفزيونيّة و»لوغاريتمات» وسائل التواصل الإجتماعي- التي اكتسحت وسائل الإعلام والمعرفة التقليديّة- وهم في سيرتهم هذه يشكلون وعي العالم ويرسمون له هيئةَ «الحقيقة» التي يريدون. وبدون جعجعة، وبدأبٍ شديد، يوظف الإسرائيليون المعاصرون هذه الهيمنة لإعادة إنتاج رواياتهم الأسطوريّة وفرضها على عقل العالم «المتفرج» بوصفها حقائق موضوعيّة، تسهل للمغفلين تفهم وابتلاع التفوق المادي والأخلاقي (المزعوم) لإسرائيل على الشرق الأوسط الحزين.

وثائقيّات لإعادة تصنيع «الحقيقة»

تحضرني نظريّة ميشيل فوكو عن دور السلطة – أو «الهيمنة» بالمفهوم الغرامشي – في إنتاج الحقيقة خلال مشاهدتي آخر منتجات هوليوود الدراميّة والوثائقيّة عن قصة الخروج: أي الرّواية التوراتيّة (غير المثبتة) لحياة العبران القدماء في مصر الفرعونية، ومن ثمّ رحلة خروجهم المزعوم منها والتيه في سيناء، قبل انتقالهم إلى الأرض الموعودة في فلسطين وعبر الأردن، وانتصارهم على السكان الأصليين بمعونة إلهيّة!
إليكم مثال البرنامج الوثائقي الجديد الذي كتبه وأخرجه الأمريكي تيم ماهوني بعنوان «قصة الخروج: سياقات الأدلة». يقدم البرنامج الذي عُرِض على نطاقٍ واسع في قنوات تلفزيونية عدة وتوفر مؤخرا على خدمة نيتفلكس – التي تقترب لتشكل ما يشبه ذاكرة العالم البصرية في القرن الحادي والعشرين – 115 دقيقة من التصوير المبهر وتقنيات العرض المتقدمة والمقابلات الهامة مع قادة سياسيين ومفكرين ومؤرخين من الطراز الأول (ليس أقلّهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو – المؤرخ وابن المؤرخ – ، والرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز وغيرهم) طرحاً شديد الإقناع لنظريّة جريئة تنقل سياقات أحداث القصة التوراتيّة من أيام الدولة الحديثة في مصر الفرعونيّة أيّام رمسيس وفق التيار العام الغالب بين المؤرخين – حيث صعوبات جمّة في تقديم إثباتات للرواية من واقع الجغرافيا والآثار والنصوص غير المقدّسة – إلى فترة نهاية الّدّولة الوسطى، حيث توجد شذرات جُمعت من زوايا مختلفة – لا سيما خلال فترة الضعف السياسي والعسكري الذي عاشته مصر، وما ترتب عليها من فوضى بالغة سهلت دخول أقوام غرباء كالـ»هكسوس» وغيرهم إلى البلاد – يمكن إذا توفرت النيّة المبيتة والمكر السيء أن تقدم نوعاً من مناخ عام يمكن تفسيره لمصلحة الرواية العبريّة القديمة. ويستشهد ماهوني في فيلمه بآراء مؤرخين توراتيين ينطلقون في عملهم من النص التوراتي المقّدس ثم يبحثون في الآثار عما يؤكد نصوصهم مع تجاهل أية وثائق أو لُقىً أثريّة تتنافى معها، بينما يعرض – لإعطاء المشاهد إحساسًا بالاتزان والحياديّة في التقديم – مجتزءات من أقوال خبراء معارضين لتفاصيل دقيقة في الرواية، لكنهم عمليّاً لا ينفونها لا جملةً، ولا تفصيلاً.

غياب تام لرواية نقيضة بذات الأدوات

الخطورة في مثل هكذا عمل وثائقي – فائق الإبداع بصرياً وتقنيّاً – يدّعي النزاهة والبحث الموضوعي تتمثل في ثلاثة أمور. أولها توظيف الفيلم الوثائقي بوصفه السلاح الأمضى للتلاعب بالعقول والتأثير عليها لتقديم «الحقيقة» بما يتناسب مع الأساطير المؤسِسة للكيان العبري في الشرق، وثانيها انصراف الكتل الشعبيّة في أغلبيتها الساحقة عن أدوات الإطلاع التقليديّة واعتمادها «الصورة» كمصدر أساس لمعلوماتها، فلا أحد مستعد لأن يقرأ بعد الآن كتباً عتيقة لمعرفة دقائق الأمور المطروحة ،وبالتالي فإن الوثائقيات و « الصورة في عمومها» هي مصدر أساس لمعلوماتهم، وثالثها ذلك الغياب الكامل والنهائي لأية رواية مضادة نقيضة في ذات الملعب. فـ «الهواء» صار ملك رواية وحيدة، لا يمتلك أمامها غير المتخصص سوى أن يقرأ «الحقيقة» واحدةً، ومن خلالها فحسب، فيما يشبه احتكاراً طاغياً للتاريخ.

الدراما أيضاً في خدمة المهيمنين

وليس الأمر مقتصراً على الوثائقيات الجادة – إن صح التعبير -، التي يمكن أن لا تستقطب القطاع الأوسع من الجمهور، بل وقدّمت هوليوود حديثاً ذات الرواية العبريّة المحضة لقصة الخروج في عمل درامي ضخم (قصة الخروج: ملوك وآلهة من إخراج البريطاني ريدلي سكوت) أنفقت في إنتاجه ثروة ضخمة، وجلب في شباك التذاكر عبر العالم وقت عرضه أكثر من 270 مليون دولار. يعيد العمل تقديم فكرة الخروج كما في النص التوراتي من خلال قصة دراميّة مبهرة تستعير الأسماء والشخصيات والمواقع التاريخيّة الفرعونيّة، طارحةً إياها كقصةِ تحررٍ قوميٍ من نير الطغيان وانتصار للفقراء أبناء شعب الله «المختار» على الوثنيين المصريين المتعجرفين. وعلى الرّغم من أن الفيلم لم يحظَ بدعم كبير من النّقاد وقت عرضه لأول مرّة، إلا أنه يمثل – إلى جانب وثائقي «سياقات الأدلة» – عملاً مرجعيّاً متكاملاً – و دائماً وفق التصوّر التوراتي – لكل من يريد راهناً أن يفهم موضوعة «قصة الخروج» دون استثمار كبير وقت في الرجوع للمصادر التاريخيّة المكتوبة.
استنتاجات المُشاهد لهذه الأعمال – وثائقيات و دراما كليهما – لن تخرج عن سياق قبول الرّواية على عواهنها، وهذا يتضمن – دون الدّخول في نقاشات لاهوتيّة عميقة – قبول فكرة عبقريّة العنصر اليهودي التي لا تُرد، فهم الذّين أنقذوا مصر- أرقى إمبراطوريات العالم القديم – من الخراب، وأعادوا إعمارها وبنوا بأيديهم أشهر صروحها المعماريّة العديمة النظير من الأهرامات، فأبو الهول إلى أهم المعابد والقصور القديمة، ولاحقاً تقبّل فكرة الأرض الموعودة و تحرر اليهود من طغيان المصريين من خلال تطهير الأراضي الفلسطينيّة عرقيّاً وحرق مدن كنعان واحدة تلو الأخرى!

الحقيقة لن تحرركم هذه المرة

و هكذا تُبنى «الحقيقة» في عقول الناس تماماً كما أرادها التحالف الآثم بين هوليوود ودولة الكيان العبري، شيئاً فشيئاً، فيلماً فيلماً، ووثائقياً وثائقيّاً. ولذا عندما يصعد زعيم الشعبوية العالميّة دونالد ترامب ليُعلن موت فكرة «الدّولة الفلسطينية» – المكسب النظري الوحيد للفلسطينيين من اتفاقية أوسلو – ممكنٌ جداً أن لا يُفاجأ عديد من البشر على امتداد المعمورة، ربما فقط عدة أميين لم تُتح لهم حظوة مشاهدة وثائقيات وأفلام هوليوود، لأنهم لا يحصلون على رفاهية الصورة البصرية في منازلهم الرّثة. البقيّة تعلم «الحقيقة». و»الحقيقة» لن تحرركم هذه المرّة.

إعلامية من لبنان تقيم في لندن

عن قصة الخروج التوراتيّة درامياً ووثائقياً.. رواية من جانب وحيد في خدمة الهيمنة الإسرائيلية على الشرق

ندى حطيط

ليست أقلّ خطورة من الدولة العميقة: دولة ترامب الضحلة

Posted: 23 Feb 2017 02:31 PM PST

«لقد قرر هذا الرئيس أنه إذا كان ضحلاً، وأنصاره ضِحال مثله، فإنه سيبذل ما في وسعه ليجعل مجتمعنا أكثر ضحالة. لعلّ هذا هو هدفه الأشدّ طموحاً، بالنظر إلى مستوى ما انحدرنا إليه». هكذا تكلم دافيد روثكوف، المدير التنفيذي والمحرر في مجموعة «فورين بوليسي»، في توصيف حال «الدولة الضحلة» كما يقودها، حالياً، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وهذه الدولة، على نقيض تلك «العميقة» بالطبع، تبغض «المعرفة، والعلائق، والرؤية، والاحتراف، والمهارات الخاصة، والإرث، والقيم المشتركة»، وتحتفي بالجهل، ولهذا فإنّ ترامب هو بطل هذه الدولة، وقد فاز بالسلطة لأنّ أنصاره «يتهددهم ما لا يفهمونه، وما لا يفهمونه هو كلّ شيء تقريباً»، يضيف روثكوف، في مقال نشره موقع «فورين بوليسي مؤخراً، تحت عنوان «الدولة الضحلة».
ليس هذا فقط، وأبعد من ترامب نفسه (إذْ يقرّ روثكوف أنّ رؤساء على شاكلة رونالد ريغان وجورج بوش الابن لم يكونوا أعلى مستوى، فكرياً، من الرئيس الحالي)، بل إنّ تسمية «أعداء الشعب» التي استخدمها ترامب لتوصيف الصحافة، إنما تنبثق من حقيقة أنّ الرئيس وأنصاره «في حالة حرب مع الحقيقة والمعرفة». وهذه الإدارة صعدت إلى السلطة لأنّ أمريكا «سمحت بانحدار الخطاب، ومستوى التعليم الذي يتلقاه أطفالنا، والمعايير التي اخترناها لأنفسنا»، ولهذا فإنّ ترامب «يسعى إلى مأسسة ذلك الانحدار. إنه في حالة حرب مع ذاك الذي جعل مجتمعنا عظيماً»! وعند الكثيرين من أنصار ترامب، «المعرفة ليست أداة مفيدة بل هي عائق خبيث خلقته النخبة لإبعاد السلطة عن المواطن العادي، رجلاً وامرأة»، والخلاصة ذاتها تنطبق، عندهم، على التجربة، والمهارات، والخبرة، وبالتالي، «الحقيقة صعبة، والضحالة سهلة»، يستخلص روثكوف.
والحال، بادئ ذي بدء، أنّ «أنصار ترامب» ليسوا زمرة أو عصبة أو جمهرة، بل هم 62,979,636 من الناخبين، نساء ورجالاً، أي 46,1 في المئة من مجموع الذين صوّتوا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وهم، كذلك، 304 (مقابل 228 للخاسرة هيلاري كلنتون) من مجموع الهيئة الانتخابية. هذا يعني أنهم دولة عميقة، بالمعنى الديمغرافي (والديمقراطي، أيضاً، حتى إذا كانت كلنتون قد تفوقت على ترامب في مستوى الاقتراع الشعبي العام)، ولا يغيّر من هذه الأرجحية أنهم، وفق منظورات روثكوف، أنصار دولة ضحلة. حري أن يدور السجال، في المقابل، حول ما إذا كانت الهوية الفعلية لأمريكا الراهنة هي ذلك المقدار من التكامل بين ما هو عميق وما هو ضحل، ما هو معرفيّ وما هو جهل، ما هو كلنتون وما هو ترامب…
وثانياً، وهو التفصيل الأهمّ ربما، هل نمت هذه «الدولة الضحلة» فجأة، من غامض علوم التاريخ الأمريكي؟ وهل استقرت، وباتت ثقافة وسلوكاً وإيديولوجية، في غفلة من أزمنة أمريكا؟ وأين كان روثكوف، نفسه، حين أخذت الضحالة تضرب بجذورها في نفوس 62 مليون امرأة ورجل من نساء أمريكا ورجالها، شيبها وشبابها؟ هذه أسئلة جديرة بإعادة النقاش إلى مفهوم «الإمبريالية الثقافية»، الذي تغنى به روثكوف نفسه قبل عقدين من الزمان، حين كان المدير الإداري لمؤسسة «كيسنجر وشركاه»، أشهر معاقل الاستشارات الكونية الجيو ـ سياسية، حيث عمل عشرات الخبراء، وكبار متقاعدي مناصب رفيعة في الإدارات الأمريكية، من مرتبة مستشار الأمن القومي إلى وزير الخارجية.
أبرز أفكار روثكوف، بصدد «الإمبريالية الثقافية»، سارت هكذا:
ـ تكنولوجيا المعلوماتية، وبالأحرى انفجار تكنولوجيا المعلومات، هو أبرز مظاهر العولمة الراهنة التي يشهدها العالم بأسره.
ـ الولايات المتحدة هي سيّدة هذه الثورة وصاحبة الباع الأطول في تطويرها وتصديرها. إنها تسيطر تماماً على «أوتوستراد المعلومات»، أكثر من أي بلد آخر على الإطلاق. العالم يصغي إلى الموسيقى الأمريكية، ويشاهد التلفزات الأمريكية، ويستخدم البرامج الكومبيوترية الأمريكية، ويأكل الأطعمة الأمريكية، ويلبس الثياب الأمريكية. الأمريكيون يتحكمون في سمع وبصر وذوق ومعدة وعقل العالم. العالم يتأمرك بقوة واضطراد.
ـ ثقافات العالم الأخرى لا تستطيع مقاومة هذا الغزو الأمريكي الشرعي، وحالها أشبه بحال الملك كانوت (أحد ملوك الفايكنغ في القرون الوسطى)، الذي نصب عرشه أمام البحر، وأمر الأمواج بالانحسار. مطلوب بالتالي أن تستغل مختلف إدارات البيت الأبيض هذا الوضع الاستثنائي، فتترجم شعار «الولايات المتحدة بلد لا غنى عنه»، إلى واقع فعلي يدشّن القرن الحالي، ويهيمن عليه.
ـ لا ديمقراطية، ولا أوهام ليبرالية أيضاً، حول ضرورة إفساح المجال أمام الثقافات الوطنية لكي تترعرع وتحتفظ بهوياتها الوطنية. ولا مجال أيضاً أمام فكرة «التعددية الثقافية»، الرومانتيكية في الجوهر، المنتمية إلى عصور القوميات، المعرقلة للمزيد من نشر وانتشار العولمة الشاملة.
ـ البديل الوحيد المتاح، بل المطلوب بإلحاح شديد، هو تعميم الثقافة الأمريكية، وحدها وحصراً. وكتب روثكوف حرفياً: «قد يجادل الكثير من المراقبين بأنه من غير المستحب انتهاز الفرص التي تخلقها الثورة المعلوماتية العالمية، من أجل فرض الثقافة الأمريكية على الآخرين. ولكنني أجادل بأن هذا النوع من النسبوية خطير بقدر ما هو خاطىء. ذلك لأن الثقافة الأمريكية مختلفة جوهرياً عن جميع الثقافات الأصيلة في العالم، وهي جماع متجانس من المؤثرات والمقاربات الكونية، وهي منصهرة في خلاصة خاصة تتيح تطوّر الحريات الفردية والثقافات الفردية على حدّ سواء».
ـ تأسيساً على هذه المحاجّة، تابع روثكوف: «ينبغي أن لا يعفّ الأمريكيون عن القيام بما هو في صلب مصالحهم الاقتصادية والسياسية والأمنية، التي ليست في نهاية الأمر سوى مصالح العالم على اختلاف جغرافياته وثقافاته. وينبغي على الولايات المتحدة أن لا تتردد برهة واحدة في تعميم قيمها وأخلاقياتها. وينبغي على الأمريكيين أن لا ينسوا لحظة واحدة أن ثقافتهم، وحدها ودون ثقافات جميع الأمم على امتداد تاريخ العالم، هي الأكثر عدلاً، والأكثر تسامحاً، والأكثر استعداداً لإعادة تقييم وإعادة تطوير عناصرها، والنموذج الأفضل من أجل مستقبل الإنسانية».
حسناً، أليست هذه الثقافة، الأمريكية والإمبريالية، التي اقترحها روثكوف على الإنسانية جمعاء، هي، ذاتها، التي أنتجت ترامب، وأنصاره، ودولتهم الضحلة التي تبغض المعرفة والحقيقة؟ أم أنّ هذه الثقافة تبدّلت وتحوّلت، أو حتى مُسخت، وجاز التخلي عنها أو نقدها على الأقلّ، وفي هذه الحالة، لماذا لا ينتهج روثكوف هذا الخيار، هذه الأيام تحديداً؟ وهل يصحّ، عقلياً ولكن تاريخياً أيضاً، فصل عوالم السياسة الداخلية الأمريكية، عن السياسات الخارجية، والتساؤل، بالتالي، عن أبعاد «الضحالة» في مواقف ترامب الأخيرة من حلّ الدولتين في فلسطين، مثلاً، أو مراجعة اتفاقيات المناخ، والتجارة الدولية، والنووي مع إيران، في أمثلة أخرى؟
المنطقي أنّ روثكوف غير غافل عن فلسفة الرئيس الأمريكي الأسبق وودرو ولسون (الذي يصعب اتهامه بصناعة دولة ضحلة!)، بصدد الدور الداعم الذي يتوجب أن يلعبه جهاز الدولة في أمريكا، بالنيابة عن الرأسمالية الكونية: «لأنّ التجارة تضرب صفحاً عن الحدود، والصناعيّ يلحّ على امتلاك العالم بأسره سوقاً له، فإنّ من الواجب على عَلَم بلاده أن يرفرف خلف ظهره. ويجب على جيش الأمة أن يقاتل لكي تنفتح الأبواب الموصدة أمام التجارة والصناعة. وينبغي على أجهزة الدولة حماية التنازلات التي يتوصل إليها التاجر والصانع، حتى إذا اقتضى الأمر انتهاك سيادة الأمم في هذه السيرورة. ويجب الحصول على المستعمرات أو إقامتها إذا لم تكن موجودة، بهدف استثمار وتوظيف كل زاوية من جهات الكون».
أليس ترامب، في نهاية المطاف، رئيس دولة عظمى، ثانياً، لكنه، أوّلاً، وقبلئذ، رجل أعمال… رأسمالي؟

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

ليست أقلّ خطورة من الدولة العميقة: دولة ترامب الضحلة

صبحي حديدي

الدولة باتت أكثر توحشا منها في زمن مبارك والداخلية تُمنح صلاحيات أوسع لمعاقبة المعتقلين

Posted: 23 Feb 2017 02:30 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: كلما مر مزيد من الوقت على بقاء السيسي في السلطة استشعر الثوار بنقص معدلات الأوكسجين في «ميدان التحرير»، ففعل التظاهر الذي مارسوه طويلاً في زمن المخلوع مبارك، بات الآن «ممنوع من الصرف». كما أن الأجهزة الأمنية على الرغم من مرور ثورتين وبزوغ فجر دستور جديد، إلا أنها باتت متحصنة بالقوانين التي تكفيها لأن تحصي على الثوار أنفاسهم، وتحول بينهم وبين التردد على الميادين، أو حتى الجلوس على مقاهي وسط القاهرة، التي تغلق السلطات معظمها، كلما سعى الناشطون إلى استعادة حالة الزخم الثوري.
غير أن رياحاً تلوح في الأفق تشير إلى أن مصر «على الأقل ثوارها» باتت راغبة في البحث عن «مخلص» جديد، بعد أن استنفد معسكر 30 يونيو/حزيران من عمر البلاد ما يزيد على ثلاثة أعوام، من غير أن يدفع بالبلاد نحو التخلص من أزماتها الكبرى، بل ساهم في سكب مزيد من الجاز على النار المشتعلة في الصدور، بفعل الأزمات الاقتصادية المتتالية، التي عصفت بحياة الغالبية، وأتت على ما تبقى من منجزات الطبقة المتوسطة.
وفي الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 23 فبراير/شباط كشف كتّاب عن ضيقهم من حالة القهر التي يبديها النظام مع القوى الوطنية، التي تُرمى بالشبهات وباتت تلاحق بالتشكيك في وطنيتها، واعتبارها «طابورا خامسا» تمثل خطراً على مصر حكومة وشعباً.. في صحف أمس ترحيب حار باللاعب ميسي الذي زار القاهرة في مهمة «إنسانية» رفيعة لدعم مرضى الفيروسات الكبدية. كما اهتمت الجرائد بأداء الحكومة المتخبط، واستفسر كتّاب عن سبب استمرار ارتفاع الأسعار على الرغم من انخفاض قيمة الدولار وإلى التفاصيل:

المعارضة تركع عند الحاجة

«لم يعد أحد في مصر يرفع صوته في الحديث عن موت السياسة، أو ابتذال سلطة الشعب عبر برلمان هزلي يتسلى أعضاؤه بعرض الحكومة عليهم تفاصيل تعديل وزاري لا يقل، كما يصفه أحمد بان في «البديل»، هزلية عن المشهد العام بجملته، بعدما تكفلت آلة القمع الناعمة في مصر بتهذيب سلوك المعارضة، التي تراجع سقف معارضتها أبعد بكثير مما كان عليه حتى في عهد مبارك، حتى صدق فيهم قول الشاعر: رب يوم بكيت منه … فلما مضى بكيت عليه. لم يعد أحد يقدر على الحديث عن الجدية في مكافحة الفساد، بعد أن أصبح مشهد رئيس الرقابة الإدارية في افتتاح كل مشروع شهادة براءة للمشروع من أي فساد، وبعد أن تكرس مشهد قمع المستشار هشام جنينة ليكون رسالة لمن تسول له نفسه أن يشير إلى أي وجه من وجوه الفساد، ما لم تقر به السلطة التنفيذية، فهي وحدها من يحدد حجم الفساد، وهي وحدها من يحدد حجم الاشتباك معه ونطاقه، بحيث لا ينال الحرم الآمن للفساد الذي يعبر عن كبار الحيتان الذين يفرضون إيقاعهم في النهاية على كل مؤسسات الدولة. أوجاع مصر متعددة ولا تتسع لها سطور مقال واحد، لكن لونا من ألوان الفساد في الخلق والضمير وانتهاك القانون والدستور تعكسه آلة القمع الخشن، أعنى التعذيب، لا يمكن التسامح معه أو السكوت عنه أطول من ذلك. الإنسان بنيان الرب، هكذا وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لاعنا من هدم بنيان الرب، مكفول الكرامة حيا وميتا، فكيف تنتهك كرامته بالتعذيب المادي والمعنوي، الذي تحول في مصر إلى سلوك راسخ في أداء أكبر وأعرق مؤسسة مصرية يمتد عمرها منذ آلاف السنين، التي سجنت الأولياء والأبرياء والأهم الأنبياء دون رحمة، في ظل احتقار مواد الدستور والقانون الممنهج في مصر، أقدمت وزارة الداخلية على إدخال تعديلات على اللائحة الداخلية لتنظيم السجون، تضمنت منح صلاحيات أوسع لمعاقبة المعتقلين، منها استعمال القوة متدرجا من استعمال خراطيم المياه إلى أعيرة الخرطوش، ومنع الزيارات وزيادة الحد الأٌقصى لمدة الحجز الانفرادي من 15 يوما إلى 6 أشهر».

لقاء في الظلام

الاجتماع السري الذي جمع نتنياهو بالسيسي وعبد الله أثار فزع الكثيرين من بينهم محمد مصطفى موسى في «مصر العربية»: «إذا كان الهدف من لقاء الـ«فيلد مارشال» عبدالفتاح السيسي، بالإرهابي بنيامين نتنياهو، والعاهل الأردني الملك عبدالله، برعاية أمريكية في العقبة، العام الماضي، هو دفع ما يقال إنها «لا مؤاخذة» عملية سلام، فلماذا التأم الاجتماع في ظلام السرية، ولم تعلن القاهرة عنه في حينه، حتى انبثقت الفضيحة «أم جلاجل» من تل أبيب؟ إذا كانت النوايا شريفة بريئة، وليست على طريقة «البيت ده طاهر ويا أم المطاهر رشي الملح سبع مرات»، فلمَ لمْ تقدّم الخارجية المصرية الحقائق بشفافية.. عوضا عن بيانها المبستر المتهافت التافه، مثلما مقالات المتحدث العسكري السابق، أعلاها مفكك أسفلها مهترئ أولها تعتعة آخرها هراء لزج؟ مصر بل الأمة العربية بأسرها، في لحظة مفصلية حقًا، ورغم النكد والغم وروائح الخيانة المتعفنة التي تحاصرنا، يبدو السقوط الآن أشبه بلحظة سقوط خط بارليف. الغموض الذي خيم على بيان الخارجية، والجفاف المعلوماتي الذي اتسم به، لم يبل للظمأى إلى الحقيقة ريقًا، ولم يقل في الواقع شيئا، باستثناء أن اللقاء السري قد وقع بالفعل، وبما أن الأمر ملتبس ضبابي، فالأقرب إلى المنطق أن تكون المعلومات الإسرائيلية صحيحة، فما من نفي مصري، وما عبارات على نحو التشديد على الالتزام بالقضية الفلسطينية، والوقوف المبدئي إلى جانب الحق، والدعم المطلق لتأسيس الدولة، سوى مخدرات رسمية مضروبة لا «تسطل» دماغا أو تعدل مزاجا.
ما تسرب من تل أبيب، يفيد بأن وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري طرح مبادرة سلام إقليمية أو بالأحرى مشروع انبطاح عربي «جماعي» يقضي بالاعتراف «بالدولة اليهودية» مقابل رمي عظمة إلى العرب حتى يلعقونها، إنه عبث الأقدار حقًا.. يتابع الكاتب: لقد تدحرجت الأمة إلى أسفل سافلين».

منتصر يخاطب مهزومين

نبقى مع اللقاء الذي أثار ريبة الكثيرين من بينهم فهمي هويدي في «الشروق»: «المعلومات التي نشرت عن مؤتمر العقبة السري ذكرت أن الطرف العربي الحاضر كان موافقا على النقاط التي طرحها جون كيري، في حين أن الذي رفضها كان نتنياهو. بما يعني أن العرب الحاضرين رضوا بالهم في حين أن الهم لم يرض بهم. وقد استغرب بعض الكتاب الإسرائيليين موقف رئيس الوزراء، حتى أن أحدهم ــ رفيف دروكير ــ كتب في «هآرتس» قائلا: إنه كان يفترض أن ينهال نتنياهو بالقبلات على كيري، لا أن يقابل عرضه السخي بالرفض». وقال آخر أكثر من ذلك، إذ كتب أوري مسغاف أن ما جرى في لقاء العقبة يدل على أن نتنياهو «كذاب وجبان ورافض للسلام. حين رفض نتنياهو مشروع جون كيري، فإنه قام بتعلية سقف طلباته. فقد اشترط أن توافق السعودية والإمارات على إرسال ممثلين كبار عنهما إلى مؤتمر علني يشارك فيه شخصيا، بما يدلل على نقل العلاقات مع البلدين إلى العلن، ومما ذكره باراك رافيد محرر «هآرتس» وصاحب السبق الصحافي أنه إلى جانب ذلك، فقد طلب الرجل موافقة الإدارية الأمريكية على إطلاق يد إسرائيل في التجمعات السكانية الكبرى في الضفة الغربية، إضافة إلى التزام أمريكي بإحباط أي تحرك ضد إسرائيل في المحافل الدولية. وفي مقابل كل ذلك فإنه وعد بأن يقدم بعض التسهيلات للفلسطينيين للبناء في مناطق «جـ» في الضفة الغربية، وسمح بتجميد البناء في المستوطنات النائية، التي تقع في أقاصي الضفة. في استعلائه وصَلَفه فإن نتنياهو قام بدور المنتصر الذي يملي شروطه على المهزومين. وإذا لاحظت أنه تحدث بهذه اللغة أثناء حكم الرئيس باراك أوباما، فلك أن تتصور موقفه الآن، في ظل الرئيس الجديد الذي يقف على يمين إسرائيل، ويعتبر أن الخطأ كله في جانب الفلسطينيين».

في خدمة ترامب

حل الدولتين ولقاء العقبة السري الذي أعلن عنه مؤخراً ينذر بعواقب خطيرة ستكون لها تداعياتها، وفق ما يرى محمد عصمت في «البديل»: «بشكل أو بآخر، ترتبط مقترحات توطين الفلسطينيين في سيناء بأفكار طرحتها دوائر أكاديمية إسرائيلية منذ سنوات طويلة، تتعلق بتبادل أراضٍ بين مصر وإسرائيل؛ بحيث تتخلى مصر عن جزء من سيناء لصالح الدولة الفلسطينية، يتم بمقتضاها توسيع ساحل البحر المتوسط أمامها، وتحل المشكلة الديمغرافية في غزة، ويتم تعويض مصر بمساحة أقل من الأراضي في صحراء النقب، لكنها تربطها بريا بقارة آسيا، بالإضافة إلى 100 مليار دولار ومحطات لتحلية البحر الأحمر، ليعم بعد ذلك السلام في المنطقة بعد تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل. فهل هناك ارتباط بين هذا المشروع وخطط ترامب للمنطقة؟ وهل تمت مناقشة ذلك في اجتماع العقبة؟ لا أحد يعرف شيئا في مصر، وبيان المتحدث الرئاسي لم يتطرق إلى أفكار ترامب الجديدة بخصوص رفضه لحل الدولتين، خاصة أن طرحه لحل الدولة الواحدة التي يتعايش فيها الفلسطينيون مع اليهود، يثير تساؤلات حول ضم أراضي سيناء لإسرائيل، بعد تصريحاته مع نتنياهو في مؤتمرهما الصحافي؛ بالتوازي مع كل ما سبق، هل جاءت رغبة السلطة في مصر في التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، ضمن صفقة كبرى يرعاها ترامب لإعادة ترتيب المنطقة، لتلبي مطالب نتنياهو بإشراك السعودية والإمارات فيها، خاصة أن هناك تسريبات صحافية تؤكد مشاركة مسؤول سعودي مهم في اجتماع العقبة؟ أم أنه لا توجد أي علاقة بين الجزيرتين ومشروع ترامب؟ مثل هذه القضايا الكبرى بتساؤلاتها الخطيرة يجب عدم معالجتها بمثل هذا البيان الرئاسي المقتضب، ولا في الغرف المغلقة، لكن بطرح كل تفاصيلها على الرأي العام صاحب الحق الأول والأخير في تحديد المسارات التي يمكن أن نقبلها أو نرفضها، أو هكذا الحال في الدول الديمقراطية».

لماذا يغيب أبو مازن عن المشهد؟

هل تنتظر مؤسسة الرئاسة أن نعرف من راديو إسرائيل أو مونت كارلو؟ هل تنتظر أن نعرف من قنوات «مكملين» و«الشرق» و«الجزيرة» و«بي. بي. سي»؟ يتساءل أحد المقربين من السيسي وهو محمد أمين في «المصري اليوم» منتقداً إياه: «ألا تعرف الرئاسة أن الرأي العام قد عاد من جديد لمشاهدة هذه القنوات مرة أخرى؟ سيدي.. الشعب لم يعد يكتفي بالكلام عن تطابق وجهات النظر والعلاقات الثنائية. هذا الإعلام عفا عليه الزمن. هل ننتظر أن تكشف «هآرتس» ما دار في قمة الملك والرئيس؟ سيادة الرئيس: هل صحيح أنك حضرت قمة سرية رباعية في العقبة، أطرافها الملك عبدالله ونتنياهو وجون كيرى؟ هل صحيح ما يُثار عن قمة مارس/آذار العام الماضي؟ ولماذا كانت سرية؟ أليست لنا علاقات دبلوماسية مع تل أبيب؟ هل كانت هناك تنازلات مصرية لحل الدولتين؟ هل تعوّل على الرئيس ترامب في حل القضية الفلسطينية بعيداً عن المخطط القديم الخاص بسيناء؟ وماذا أعددت قبل اللقاء به؟ سيادة الرئيس: يُقال إن المُعارض يشد أزر المُفاوض في أمور كهذه، فهل تعتبر المعارضة أداة مساعدة للحكم؟ أم يضيق صدرك بها ولا تهتم بما تقوله؟ هل كنتَ تحتاج إلى أرضية شعبية تستند إليها، كما حدث في ملف الإرهاب، أم أنك تعتبر هذه الأمور من المحرمات، ولا يصح الكلام فيها تاااني؟ تذكر يا سيدي أن مبارك لم يستسلم للأمريكان، وقد دفع الثمن غالياً، وترك لنا كل شبر في الوطن كما هو.
أخيراً، مازلت أنتظر معلومات عن رؤية مصر لحل الدولتين، وإن كان الرئيس قد حضر قمة العقبة في مارس الماضي أم لا؟ ومازلت أرى أن دعم القضية الفلسطينية لا يكون بمنحها جزءاً من سيناء، ولكن بالنضال حتى تأخذ أراضيها المغتصبة.. وبالمناسبة: لماذا يغيب الرئيس أبومازن عن المشهد».

شيء ما بين مصر والأردن

العلاقات بين مصر والأردن باتت محل اهتمام الكثيرين في الفترة الأخيرة، من بينهم عماد الدين أديب في «الوطن»: «منذ أسابيع سافر وزير خارجية مصر سامح شكري، إلى عمان، حاملاً رسالة شخصية إلى الملك عبدالله الثاني من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعدها سافر الملك الأردني إلى واشنطن، وكان أول مسؤول عربى يقابل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض. ومنذ أيام قام ملك الأردن بتلبية دعوة الرئيس السيسي للقيام بزيارة رسمية إلى مصر. يتساءل الكاتب ما الذي يدور بين «القاهرة» و«عمان»؟ وما أهمية هذه العلاقة المتنامية في ظل التغيرات الإقليمية والدولية؟ يجب ألا يخفى عن الجميع أن الرئيس دونالد ترامب كرر عدة مرات فور فوزه بالانتخابات الرئاسية أنه يعتقد أن «مصر والأردن» هما الدعامتان اللتان سوف يعتمد عليهما بقوة في حربه المقبلة ضد الإرهاب، وفي خططه الإقليمية. باختصار يبدو أننا نشهد ميلاد نوع من المحور الإقليمي المهم على الجهة الشمالية بين مصر والأردن للأسباب التالية، أهمية التقارب الجغرافي والسواحل البحرية بين البلدين.. أهمية المصالح الاقتصادية التي تربط بين «القاهرة» و«عمان»، بدءاً من خط الغاز وخط الكهرباء والعمالة المصرية في الأردن.. التجانس العسكري بين المؤسستين المصرية والأردنية في التسليح والتدريب وكفاءة القتال.. الاتفاق السياسي على أعلى مستوى في كيفية وتوقيت استخدام أي قوات برية في أي صراع إقليمي بشكل حذر ومقيد وعاقل، هذا يحدث قُبيل قمة عربية ينتظر أن تلعب فيها الأردن دوراً رئيسياً في تحقيق مصالحات عربية».

أشد قسوة من مبارك

«أزمة نقابة الصحافيين، ليست استثناء من أزمات المجتمع والقوى السياسية والنقابية والأحزاب وحتى البرلمان وأعضائه، الذين يطردون ويهددون بالمحاكمة على أي خلاف أو نقد. وعلى حد رأي جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون» فهناك «غشومية» واضحة في إدارة الدولة لأزماتها، الأمر يختلف كثيرا حتى عن «صلف» مبارك ونظامه، لكن كان وقتها هناك عقل سياسي في الدولة يدير الأزمات ويعرف حدودها ويحسب بدقة مآلاتها السياسية، ومسألة اعتصام الصحافيين في النقابة تكررت من قبل، حتى أيام مكرم محمد أحمد، ولم تحاول الدولة أبدا التفكير ـ مجرد التفكير ـ في اقتحام النقابة بقوات الأمن للقبض على الصحافيين. كما أن الجميع يعلم أن الحملة على النقابة كانت غضبا من المظاهرات الحاشدة والمفاجئة في أزمة تيران وصنافير، التي شهدت ـ لأول مرة ـ هتافات تطالب برحيل السيسي، وتسببت في حرج للنظام، ففهم الجميع من وقائع ما جرى بعدها أن الدولة تحاول «تأديب» الصحافيين. بغض النظر عمن يفوز من المرشحين، قلاش أو سلامة، فكلاهما يحظى بسمعة طيبة، وكلاهما يملك خبرة نقابية، لكنني أتفق مع ما قاله ضياء رشوان بأن النقابة في حاجة إلى وقف الانقسامات داخلها، كما أن المجلس الجديد سيكون بحاجة إلى إيجاد ما يشبه مجلس أمناء أو مستشارين من شيوخ المهنة وخبرائها».

على خطا السيسي

الضيق الذي يبديه النظام ضد الصحافة متجسداً في ملاحقة نقيب الصحافيين في المحاكم يبدو شبيهاً إلى حد ما بكراهية الرئيس الأمريكي للصحافة، وهو الأمر الذي دفع مكرم محمد أحمد للتساؤل: «على كثرة الخلافات التي وقعت بين الرؤساء الأمريكيين والصحافة، وبعض هذه الخلافات اتسم بحدة المواجهة، لم يحدث أن وصف رئيس أمريكي صحافة بلاده بأنها ليست فقط عدوا للرئيس، ولكنها عدو للشعب الأمريكي بأكمله، كما فعل الرئيس ترامب أخيرا، عندما ذهب إلى فلوريدا ليتحدث مباشرة إلى جمع من مؤيديه، دون وساطة الصحافة التي يعتقد ترامب أنها مقززة ومنحازة وغير أمينة، ومع أن كثيرا من الرؤساء الأمريكيين اختلفوا مع الصحافة إلا أن ترامب تجاوز كل السوابق والأعراف، ودفع بخلافه مع الصحافة إلى مستويات صعبة، ربما لأن ترامب لم يعد يعتمد على الصحافة المكتوبة أو نشرات محطات التلفزيون الإخبارية للوصول إلى جماهيره، وبات يفضل أدوات التواصل الاجتماعي، يغرد على تويتر معظم مواقفه وتعليقاته لاعتقاده أن التواصل المباشر مع جمهوره دون وساطة الصحافة يضمن وصول رسائله دون أن تتعرض لانتقاء الصحافيين، الذين يتهمهم ترامب باجتزاء الحقائق، ولا يختلف كثيرا عن ذلك موقف كبير مستشاري ترامب ستيف بانون الذي يصف الصحافة بأنها (حزب المعارضة) دون تحديد لصحف بعينها، عكس ما فعله ترامب عندما سمى صحيفة «نيويورك تايمز» وخمسا من كبريات المحطات التلفزيونية بينها «سي أن أن» و«سي بي سي» بأنها عدو للشعب الأمريكي، وربما يكون الرئيس الأسبق نيكسون في محنته مع فضيحة ووترغيت الاقرب إلى ترامب عندما وصف الصحافة بأنها (العدو)، لكن نيكسون كان يحادث وزير خارجيته هنري كيسنجر تليفونيا، ولم يطلق هذا الوصف على الملأ. وما يزيد من صعوبة الموقف الراهن أن ترامب يواصل حملته دون توقف متهما الصحافيين بأنهم يتعمدون تشويه مواقفه وينكرون عليه إنجازاته».

«واحد كفتة وصلحه»

نتحول للساخرين ومحمد حلمي في «المصريون» الذي يهاجم منافقي السيسي: «في تقديري أن الرئيس السيسي أصابه الملل من مبالغات بعض الإعلاميين وغيرهم في النفاق، لاسيما أنه يبلغ حدا من الصعب استساغته.. ولدي إحساس أنه استشعر أن أخطر ما يواجهه هو درجة النفاق التي فاقت حدود العقل والمنطق. وأظنه يدرك ذلك أكثر من الآخرين، فهو رجل معلومات وتحليل مضمون وقياس رأي. وما لم يتدارك الموقف ويوقف المنافقين عند حدهم، فربما يصل الأمر إلى أن نسمع إحدى المنافقات الغبيات وهي حامل تقول: أنا متأكدة أن اللي في بطني الخالق الناطق (نجم) الريِّس.. ألم يقل شاعر منافق: «نساؤنا حبلى بنجمك»؟ وفي مقال آخر يقلب حلمي الطاولة على مخترع علاج الإيدز بالكفتة ومن يقفون خلفه، منتقدا صورة المحروسة التي لحق بها التشويه في الخارج: ظهور عبدالعاطي أستاذ ورئيس قسم الكفتة في كلية طب المغربلين، أهاج الذكريات حول الفضيحة الكونية التي جعلت من مصر مسخرة.. من ذكريات الفضيحة ذات مرة فحص الطبيب المريض فاكتشف أنه مصاب بالإيدز وفيروس سي والسكر والضغط وتصلب الشرايين.. وبينما هو يكتب الروشتة سأله المريض: هاتكتب لي كفتة يا دكتور؟ قال له: لأ..هاكتب لك رُبْع مشَكِّل. لقد أعادتنا الحكاية إلى أساطير الأولين في الجاهلية الأولى..واتضح أن الفرق بين الجاهلية الأولى وجاهلية اليوم.. أن الأولين كانوا يصنعون إلههم من العجوة ،وإذا جاعوا زَلَطوه.. واليوم يصنعون إلههم من صباع الكُفتة وإذا جاعوا وضعوه في ثلاجاته، ياريت نمشيها ثلاجاتهم وبلاش مشاكل».

هل يستيقظ ضميره؟

السؤال عن رئيس الوزراء الذي يتخيل صبري غنيم في «المصري اليوم» أن ضميره استيقظ: «سيدي الرئيس، حاولت أن أكون امتدادك في العطاء، خاصة بعد ثقتكم التي أوليتموني إياها بتكليفي بالوزارة، وما جاء بعدها من تعديل. وأشهد أن مؤسسة الرئاسة لم يكن لها دور في الاختيار أو الإبعاد، من هنا وجدت شيئا ما يخنقني، كلما شرعت في النوم، لإحساسي بأن هناك وزراء خرجوا من الوزارة بغير حق، فقد راجعت نفسي ولا أعرف سببا للمبررات التي نقلتها لسيادتك لكي تتقبل وجهة نظري في إبعادهم، فقد أكون ظلمتهم لشيء ما في نفسي، لذلك يا سيدي لا أجد ما يشفع لي هذا الخطأ غير استقالتي، حتى يرتاح ضميري، وأنا أعلم أن هناك أشخاصا أكفأ مني، وأعترف بأنني لا أستطيع أن أتحمل مرحلة الإصلاح الاقتصادي التي تحملها أحلامك. الذي يؤلمني أن سيادتك تنحت في الصخر وحدك من أجل الطبقات الفقيرة. لقد فشلنا في ضبط الإيقاع لحالة الغلاء وانفلات الأسعار. أعترف يا سيادة الرئيس بأن موجة الغلاء التي أكلت معها الأخضر واليابس أكبر من إمكانيات الحكومة، رغم مطالبتك لنا بالسيطرة على الأسعار، حتى باتت الألسنة تسأل أين الرئيس السيسي. معنى هذا الكلام أن الناس لم تعد تثق بالحكومة ولا في رئيسها. سيادة الرئيس، أعترف بأنني ظلمت رجلاً صاحب عطاء، كالوزير أشرف العربي مع أنه صديقي، فالرجل وحده تحمل عبء قانون الإصلاح الإداري، فهو موسوعة في التخطيط، ولا أعرف لماذا كنت أخطط لإبعاده.. هل لأنني كنت أخشى ترشيحه رئيسا للحكومة.. أكيد كانت هناك هواجس في داخلي، لكن لمجرد التفكير في الثقة التي منحتنى إياها تراجعت وحاسبت نفسي، بعد أن وافقتني على التعديل وقد كان في إمكانك أن تنحيني، وسترضي الشارع المصري الذي كان ينتظر شيل الحكومة».

مبارك أنجح منه

هناك من الكتاب من لايزال يشعر بالحنين لأيام المخلوع مبارك، ومن هؤلاء سليمان جودة في «المصري اليوم» الذي تكاد حروف كلماته تنطق بأن المخلوع نجح في إدارة الدولة أفضل من السيسي: «هل يجادل أحد في أن الوزراء رشيد محمد رشيد، وأحمد المغربي، ومحمد منصور، وحاتم الجبلي – كانوا ناجحين في أدائهم كوزراء قبل 25 يناير/كانون الثاني 2011؟ إنك تستطيع طبعاً أن تضيف إليهم الدكتور يوسف بطرس، والدكتور محمود محيي الدين، رغم أنهما ليسا من أصحاب الأعمال، ولكنهما، مع المجموعة التي أشرت إليها، كانوا جميعاً أصحاب أداء مكمل لبعضه، وكانوا يعملون وفق رؤية واحدة تجمعهم، بصرف النظر عن اتفاقك أو اختلافك معها، وكانوا يتوجهون نحو هدف واحد، وكان أداء كل واحد منهم «يُخدِّم» على أداء الآخر، ويكمِّله. ويوافق الكاتب على رأي البعض بشأن أن معدل النمو الذي تحقق في حكومتهم، لم نستطع أن نحقق نصفه على مدى حكومات ما بعد 25 يناير كلها، ودون استثناء، سوف يرد واحد ويقول إن المصريين في عمومهم لم يجدوا ترجمة عملية في حياتهم لذلك المعدل من النمو، وإن ثورة لهذا السبب قد قامت. وسوف أرد وأقول إن هذا صحيح نسبياً، وفي حدود معينة، لأن للثورة التي قامت أسباباً أخرى تماماً، ومسببات مختلفة كلياً، ليس هذا هو مكان الخوض فيها، ولأن الوصول بثمار معدل النمو المرتفع إياه إلى عموم الناس في صورة خدمات عامة آدمية – كان مسؤولية نظام سياسي حاكم، وليس مسؤولية مجموعة وزراء أدوا في مواقعهم أداءً جيداً ومنتجاً».

لغز الدولار

الأزمة الاقتصادية باتت تنذر بثورة جياع، لذا اختار إبراهيم البهي في «الأهرام» أن يدق أجراس الخطر: «ما يحدث في مصر ليس له مثيل في العالم، فعلى مدى الأشهر الماضية ارتفعت الأسعار بشكل جنوني لا يصدقه عقل، نتيجة لارتفاع سعر الدولار الذي اقترب في وقت من الأوقات من 20 جنيهاً، حيث استغل هذه الظروف الفاسدون من التجار الذين تلاعبوا بالأسعار في كل السلع حتى تضاعفت الأسعار في الكثير منها لأكثر من ثلاثة أضعاف، فماذا بعد أن انخفض سعر الدولار طوال أيام الأسبوع الماضي والحالي وفقد 5 جنيهات، فهل انخفضت الأسعار؟ للأسف الكل يتلاعب بالمواطن، والحكومة في غياب كامل بكل أجهزتها في هذا الأمر، ولم تنخفض الأسعار، بالأمس توقفت سيارتي وفوجئت بانتهاء عمر البطارية، وعلى الفور توجهت لشراء البديل، وقد أصابني الذهول أمام البائع عندما أخبرني بأن سعر البطارية قد تعدى ألف جنيه، وكان سعرها عندما اشتريتها منذ عام 300 جنيه، أخبرت البائع بأن الدولار فقد من قيمته خمسة جنيهات، فهل انخفضت أسعار البطاريات؟ قال (يا باشا اللى بيطلع في مصر مبينزلش) هذا مثال بسيط لمئات الأمثلة التي تحدث مع المصريين يومياً، ومن الممكن أن يستمر الدولار في تراجعه أمام الجنيه لأكثر مما وصل إليه، إلا أن الأسعار ثابتة لم تتحرك لتهبط كما هبط الدولار، لأن الحكومة تترك «الحبل على الغارب» كي يتلاعب التجار بالمواطنين ويستمروا في جشعهم الذي استفادوا منه طوال الأشهر الستة الماضية، بدرجة لم يكن لها مثيل. على جميع أجهزة الدولة الرقابية أن تتابع انخفاض سعر الدولار وتلزم التجار وأصحاب المحال بتخفيض الأسعار بالقيمة نفسها التي انخفض بها حفاظاً على الطبقة الوسطى التي كادت تندثر وتتآكل في المجتمع».

ألا يغارون من ميسي؟

اهتم الكثيرون بزيارة اللاعب ميسي للقاهرة وهي حسب محمود خليل في «الوطن»: «زيارة تأتي في سياق دعم حملة «عالم خالٍ من فيروس سي». ثمة نقطة أساسية أريد التوقف أمامها على هامش هذا الحدث، تتمثل في «التوجه الخيري» الواضح الذي تتسم به شخصية هذا اللاعب، فسيرته الذاتية تشهد بحبه للأعمال الخيرية، وتخصيص جانب كبير من وقته لها، وتوظيف نجوميته في عالم الكرة في دعمها. فمنذ عام 2007 أسس ميسي مؤسسة خيرية تسهم في تأمين التعليم والرعاية الصحية للأطفال، الاهتمام الملحوظ للنجم العالمي بالعمل الخيري، يدفعنا إلى التفكير المباشر في موقع الكثير من نجوم الكرة المصريين على خريطة العمل الخيري. من حين إلى آخر نسمع عن تبرع أو عطاء قدمه أحد لاعبي الكرة، لكننا بحال لا نستطيع أن نشير إلى نجم بعينه منهم، ونقول إنه يؤدي في هذا السياق كما يؤدي النجم ميسي. قرأت مثلاً أن أحد لاعبينا تبرّع ببناء مسجد في غانا، وآخر تبرّع بمبلغ مالي لصندوق «تحيا مصر»، ومن حين إلى آخر يظهر أحد نجوم الكرة في إعلانات تدعو إلى التبرّع (لست أدرى هل هي مجانية أم مدفوعة)، ولست أستطيع بحال أن أنفي عن غيرهم القيام بأعمال أخرى شبيهة، لكنها كلها تقع في سياق ما يمكن وصفه بالزكاة أو الصدقة، ولا تتحقق فيها السمة المؤسسية التي تمنحها من التواصل والتأثير المطلوب. نجوم الكرة في مصر مشهورون أكثر في عالم «البيزنس»، فبعضهم مشهور بالعمل في مجال السمسرة (بيع وشراء اللاعبين)، أو في تجارة الأراضي والسيارات، أو بالاستثمار في المطاعم».

الدولة باتت أكثر توحشا منها في زمن مبارك والداخلية تُمنح صلاحيات أوسع لمعاقبة المعتقلين

حسام عبد البصير

أبو القيعان لم يدهس الشرطي في أم الحيران ولا علاقة له بـ«داعش»

Posted: 23 Feb 2017 02:30 PM PST

الناصرة – القدس العربي»: تدعو أوساط سياسية وإعلامية متزايدة في إسرائيل رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو ووزير أمنها الداخلي غلعاد أردان للاستقالة بعدما كشفت تسريبات من تحقيق وزارة القضاء حقيقة ما جرى في قرية أم الحيران في النقب، وأن يعقوب أبو القيعان قتل قبالة منزله دون مبرر. وأعلن قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة «ماحاش» في وزارة القضاء الإسرائيلية أنه يعتزم الإعلان عن أن أفراد الشرطة أطلقوا النار على سيارة أبو القيعان، الأمر الذي أدى إلى فقدانه السيطرة على السيارة وتدهوره في الوادي ودهس شرطي واستشهاد أبو القيعان، ونفى المزاعم حول عملية الدهس عمدا.
وكان نتنياهو قد صرح في يوم جريمة أم الحيران، في 18 كانون الثاني/ يناير الماضي، بأن شرطيا إسرائيليا ‘قُتل في عملية دهس، و»سنعمل بكل القوة على ضد المحرضين على الإرهاب والمؤيدين له، بما في ذلك هدم بيوت وسحب المواطنة». الوزير إردان، الذي تمادى بالتحريض ونسب الشهيد أبو القيعان لتنظيم الدولة «داعش» حاول أمس التنصل من مسؤوليته عن جريمة أفراد الشرطة الذين قتلوا أبو القيعان في قرية أم الحيران وسعى إلى تبرير تحريضه العنصري ضد فلسطينيي الداخل ونوابهم في الكنيست، واعتبر أن الأمر يمكن أن ينتهي بالاعتذار لعائلة الشهيد أبو القيعان إذا تبين أنه لم تكن هناك عملية دهس.
يشار الى أن الشرطة تواجدت بقوات معززة جدا في أم الحيران من أجل تنفيذ جريمة هدم بيوت القرية، وبينها بيت المربي الشهيد أبو القيعان. وغداة الجريمة بدت رواية إسرائيل الرسمية تتهاوى بعد الكشف تباعا عن أشرطة فيديو إعلامية بعضها للجزيرة أظهرت أن الجنود لم يطلقوا الرصاص بالهواء وأن سيارة أبو القيعان تدحرجت بعد إصابته وليس العكس. وجاء تقرير معهد التشريح العدلي لينسف الرواية الرسمية بتأكيده أن رصاصة أصابت أبو القيعان في ركبته اليمنى مما أدى لفقدانه السيطرة عليها. وقال بعض رجال الشرطة محجوبي الهوية في تصريحات إعلامية إن زميلهم الذي «دهس» مات نتيجة إطلاق نار عليه قبل ارتطام مركبة أبو القيعان به، مرجحين أنه رصاص بعض زملائه.
ودعت مختلف الفعاليات السياسية داخل أراضي 48 أمس لتشكيل لجنة تحقيق ولاستقالة وزير الأمن الداخلي ومفتش الشرطة بعد تقرير وزارة القضاء الذي سبقه تقرير للمخابرات العامة «الشاباك» ينفي وقوع عملية «إرهابية» في أم الحيران وقتها. وسخرت رسومات كاريكاتيرية نشرتها الصحف العبرية من الوزير ومن مفتش الشرطة وفي رسم «يديعوت أحرونوت» ظهرا وهما مذعوران يتشبثان بغصن فيما يقوم محققو وزارة القضاء بقطع الشجرة.
ودعت صحيفة «هآرتس» أمس في افتتاحيتها لاستقالة الوزير أردان والمفتش العامة للشرطة على خلفية تورطهما بالكذب والتحريض للمرة الثانية بعدما تورطا بذلك خلال حرائق اشتعلت في البلاد في الخريف الماضي، واتضح أنها جراء ظواهر طبيعية وليست فعل فاعل فلسطيني بعكس مزاعمهما. واعتبر إردان أن هناك حملة هائلة وكاذبة تجري ضده وضد المفتش العام للشرطة، زاعما أن الاتهامات ضد الشرطة وكأنها تستخدم العنف المتعمد ضد العرب، بدأت في أعقاب الدهس مباشرة. ورغم تكشف التحريض العنصري من جانب إردان، إلا أنه واصل اليوم تحريضه ضد النواب العرب أيضا بقيادة أيمن عودة الذين حرضوا سكان المكان في الأشهر التي سبقت الحدث، وشنوا حملة إعلامية وشعبية واسعة هدفها ردع الشرطة وردعي من الاستمرار في تطبيق القانون ضد البناء غير القانوني.
وأمام الانتقادات الواسعة له في منتديات التواصل الاجتماعي أشار إردان أنه سيستمر في تطبيق القانون والنظام ودفع التعايش والمساواة» لافتا إلى استعداده للاعتذار من ذوي أبو القيعان بحال ثبت رسميا ما نسب لوزارة القضاء، لكن عائلة الشهيد وكل فلسطينيي الداخل يرفضون اعتذاره كما تجلى في بيانات كثيرة صدرت أمس ويطالبونه بالاستقالة والمثول للقضاء بتهمة التحريض والتسبب بقتل مواطن وشرطي.

أبو القيعان لم يدهس الشرطي في أم الحيران ولا علاقة له بـ«داعش»
تحقيق في إسرائيل يفضح أكاذيب وزير شرطتها

باحثة ليبية: المشهد السياسي «ذكوري» وجميع الأطراف تتفق على عدائيتها للمرأة

Posted: 23 Feb 2017 02:30 PM PST

تونس – «القدس العربي»: قالت الباحثة الليبية نجوى بن شتوان إن المشهد السياسي في ليبيا يتّسم بالطابع الذكوري، مشيرة إلى أن وجود النساء في حكومتي طبرق وطرابلس هو مجرد «ديكور» ويأتي في إطار بروتوكولي تماشياً مع الضغوط الدولية، مشيراً إلى أن قرار منع المرأة من السفر دون «محرم» الذي اتخذ من قبل الحاكم العسكري في «درنة»، سبق أن طبّق لعدة مرات خلال حكم الرئيس السابق معمّر القذافي وتم التراجع نتيجة الضغط الشعبي.
وأضافت لـ«القدس العربي»: «المشهد الليبي هو أكثر من ذكوري والدليل عل ذلك هو قرار سفر المرأة بمحرم مؤخراً!، أما التمثيل النسائي في الحكومة فقد أصبح من بروتوكلات أي حكومة تتأبط إدارة ليبيا، إذ لا بد أن تطعّم نفسها بعدة نساء تمشّياً مع الضغوط الدولية التي تُلزمها بتمكين المرأة، ففي ليبيا جميع الأطراف المتناحرة تتفق على عدائيتها للمرأة وفي الوقت نفسه نجدها تستعمل نساء في واجهتها، حكومة طبرق وحكومة طرابلس سواء بسواء، بل حتى داعش (الدولة الإسلامية) لديهم نسائهم. أما الوضع السياسي فلا يرسمه حقيقة إلا الذكور، والتسلسل الذي مرت به ليبيا كله صنعه الرجال، والمرأة كانت ولا تزال مجرد تابعة».
وكان اللواء عبد الرازق الناضوري رئيس الأركان في «الجيش الليبي» التابع للجنرال خليفة حفتر اتخذ قبل أيام قراراً مثيراً للجدل يتعلق بحظر سفر النساء دون ستين عاما إلى الخارج دون محرم، مبرراً ذلك بأنه «للحفاظ على الأمن القومي الليبي»، غير أنه اضطر لاحقاً إلى تجميده بسبب الضغط الشعبي.
وعلّقت بن شتوان على ذلك بقولها «مثل هذه التصرفات العشوائية مرت بها ليبيا خلال العهد السابق، فعلها القذافي من قبل لأثر من مرة واضطر إلى إلغائها سريعاً حتى في ظل عدم وجود ضغط شعبي كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالذي حدث هذه المرة، لأنها قرارات ارتجالية ولا أساس حكيم لها، كما أن الأسباب التي قدمها الحاكم العسكري للقرار مخزية جداً، وهو إن تعنت ولم يتراجع عنها سيعرّضه ذلك لطائلة القانون وإن طال مدى الجدل أو الفوضى في استعمال المنصب، فهو سيكون مطالباً في يوم ما يتغير فيه وضع الكراسي في ليبيا إلى مسألة قانونية من أي امرأة ليبية شملها قراره، فضلاً عن اتهامه بالعمالة والجوسسة».
وحول السيناريوهات المحتملة للوضع الحالي في ليبيا، قالت بن شتوان «الرؤية في ليبيا مشوّشة جدا، والأوضاع على الأرض معقّدة ومتداخلة بشكل كبير، هناك توازن في القوة بين جميع الأطراف المتناحرة على السلطة وهذا ما يجعل حسم القتال بينهم بعيداً، ومحاولة ايجاد حل سياسي أمر صعب، فالتسلّح الذي تمكنت منه جميع الأطراف، وربما من نفس الداعمين للحرب في ليبيا في نفس الوقت، يجعل الحسم على الطاولة مستحيلا لأنه مرتبط بالحسم العسكري، ولا أعتقد أن ما قامت به الأمم المتحدة ناجع أو أنه سيفيد في سبيل حل الأزمة الليبية. فاللاعبون في ليبيا إقليميون ودوليون بأيدٍ ليبية».
وكانت عدة أطرف دولية وإقليمية قدمت مؤخراً مبادرات عدة لحل الأزمة الليبية، كان آخرها المبادرة الثلاثية التي جمعت بين تونس والجزائر ومصر، حيث اجتمع وزراء خارجية الدول الثلاث في تونس واتفقوا على دعم «التسوية السياسية الشاملة في ليبيا».
وقالت بن شتوان «ثمة مبادرات كثيرة لحل الأزمة القائمة في ليبيا، لكن في النهاية القوي هو من سيفرض كلمته، فالجميع مدعوم من قوى إقليمية ودولية تطيل أمد الحرب، ولا أحد لديه الرغبة في حل، وأسواق السلاح تثري من الحرب الليبية والمقابر لدينا تزدهر وأموال ليبيا تذهب بسهولة إلى جيوب المقامرين ومدراء الصراع، فيما الوطن والمواطنون هم من يدفعون الضريبة عن صراع الكل من أجل السلطة والمال».

باحثة ليبية: المشهد السياسي «ذكوري» وجميع الأطراف تتفق على عدائيتها للمرأة

حسن سلمان

الأردن قبل شهر من قمته العربية: رسالة تتضمن دعوة للتفاهم من روحاني وتفاهمات مع السيسي وترقب لحضور خليجي قوي

Posted: 23 Feb 2017 02:29 PM PST

عمان- «القدس العربي» : بدأت القمة العربية المنوي عقدها في العاصمة الأردنية عمان تحكم بوصلة الجانب المضيف والعديد من الدول العربية على أمل تحقيق إختراقات ديبلوماسية على الأقل تتقدم للمجتمع الدولي بكلمة موحدة في أضيق الأحوال.
السفير الأردني في القاهرة علي العايد بدا نشطاً جداً خلال الأسابيع الثلاثة الماضية وهو يحضر الاجتماعات المكثفة بالترتيب مع مقر الجامعة العربية، والتركيز على الملفات والأوراق متحدثاً بصورة علنية عن مساحات توافقية تهتم بلاده فيها لمعالجة التحديات والأولويات.
عمان تلقت إشارة «مشجعة» من الحكومة القطرية قبل يومين عندما استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني السفير الاردني في الدوحة بصفة رسمية ومنحه وساماً رفيع المستوى في الوقت الذي تكشف فيه مصادر أردنية خاصة لـ»القدس العربي» النقاب عن ان القناة الاتصالية المألوفة بين عمان والدوحة تتنشط حالياً ولأول مرة منذ عدة سنوات.
الخطوة القطرية تشجع وزير خارجية الاردن أيمن الصفدي على الاعتقاد بأن أمير قطر سيحضر شخصيا القمة العربية في عاصمة بلاده.
العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز سيحضر شخصيا إلى عمان حسب معلومات خاصة على رأس وفد رفيع المستوى وكبير وقبل يوم واحد من موعد انعقاد القمة الرسمي في اشارة تضامنية مع الأردن نقلت لعمان عبر قنوات الوزيرين الصفدي وعادل الجبير.
زيارة الملك سلمان مرتقبة ومنتظرة وبالنسبة للأردنيين سيكون لها الكثير من الدلالات خصوصا وان إطلاق علاقات إستراتيجية وأساسية بين عمان والرياض بقي دوما يمثل الإتجاه الذي لا بديل عنه بالنسبة للأردن كما يوضح وزير الإتصال الناطق الرسمي محمد المومني الذي أكد لـ»القدس العربي» ان ترتيبات انعقاد القمة تسير على قدم وساق في بلاده وبأجواء ايجابية.
الأردن وقبل أكثر من شهر على انعقاد القمة يراهن على حضور سعودي ملكي مكثف يحدث فارقاً خصوصاً وان عمان تريد لفت نظر الجميع إلى أنها قادرة في ظروف المنطقة الحالية على استضافة القمة العربية وبالحد الأدنى من الإشكالات وبتغطية مساحة أكبر من التوافقات وهي الصيغة التي سمعتها ايضا «القدس العربي» من رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي الخبير الأبرز أردنياً في مؤسسة القمة العربية بحكم عمله الطويل في الجـامعة العربيـة والقـاهرة.
المناورة الأردنية الأبرز ضمن سياقات تحضيرات القمة العربية كانت مع مصر حيث عُقدت في القاهرة قمة أردنية – مصرية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وصدر بيان مشترك، يمكن القول بأنه يستدرك ويقود أحد مناخات القمة العربية قبل انعقادها وهو البيان الذي تضمن اتفاق البلدين على ان «حل الدولتين» هو الخيار الأمثل عربيا لصنع السلام وحسم الصراع العربي – الإسرائيلي.
التوافق الأردني – المصري بالخصوص يؤسس لاستنتاجات مبكرة دبلوماسيا إلى أن عمان تريد من القمة العربية تبني خيارها المتفق عليه مع المصريين بخصوص حل الدولتين حتى لا تصبح تلويحات اللقاء الشهير بين الرئيس دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو هي الأساس الذي يتم ترويجه في المجتمع الدولي بخصوص حل الصراع والقضية الفلسطينية.
الأردن يسير بسرعة نحو تحضيرات القمة العربية ليس في الجانب اللوجستي الأمني فقط حيث وضعت خطة في غاية الإحكام.
لكن في الجانب السياسي من المرجح أن تسعى عمان إلى أن تتبنى القمة العربية الشهر المقبل مضمون خطابها المتفق عليه مع مصر بخصوص حل الدولتين وإن أظهر جميع المسؤولين حرصاً شديداً على ان تتمكن بلادهم من تحصيل مكاسب سياسية واقتصادية على هامش انعقاد القمة العربية.
الأردن ينوع ايضا في اتصالاته تحضيراً لأجندة القمة العربية حيث حصل تواصل نادر مع القيادة الإيرانية بعد لقاء حميم بين الرئيس حسن روحاني ورئيس مجلس النواب الأردني عاطف طراونة الذي زار طهران وقابل روحاني في رسالة ديبلوماسية جديدة من الجانب الإيراني.
روحاني وجّه سلسلة رسائل مجاملة للأردن وللملك عبدالله الثاني عبر طراونة، الذي نقل بدوره تحيات القيادة الأردنية لمؤسسة الرئاسة الايرانية التي قارنت جغرافياً ولأول مرة بين إيران والأردن من حيث صفة مشتركة هي جوارهما للعراق وسوريا حيث الاشتعال الإقليمي.
كانت تلك حصرياً ابلغ رسالة ايرانية مباشرة توجه لعمان قبل القمة العربية على أمل تذكيرها بالواقع الجغرافي وتبديد مخاوفها من طهران وإظهار إمكانية العمل على قواسم مشتركة.

الأردن قبل شهر من قمته العربية: رسالة تتضمن دعوة للتفاهم من روحاني وتفاهمات مع السيسي وترقب لحضور خليجي قوي
ترتيبات الجانب السياسي بعد الأمني… تطلعات لتحصيل مكاسب سياسية واقتصادية على هامش انعقادها
بسام البدارين

أولاند يتهم اليمين المتطرف والمتشددين الإسلاميين بتغذية خطاب الكراهية ومعاداة السامية

Posted: 23 Feb 2017 02:29 PM PST

باريس ـ «القدس العربي»: نظم مجلس ممثلي المؤسسات اليهودية في فرنسا مساء الأربعاء، عشاءه السنوي في أحد أفخم الفنادق في باريس، وعرف حضور أكثر من 800 شخصية، من سياسيين ومثقفين وفنانين. كما شهدت حضور الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، إضافة إلى المرشحين للانتخابات الرئاسية، باسثناء زعيم الحزب الراديكالي اليساري جان لوك ميلونشون، ورئيسة حزب «الجبهة الوطنية» المتطرف، مارين لوبان، بدعوى التحريض على الكراهية ومعاداة إسرائيل. كما لم يتم توجيه الدعوة ليانيك جادو، مرشح حزب «الخضر» لاتهامه بمناصرة حركة «بي دي اس» الداعية لمقاطعة الدولة العبرية.

عدم دعوة كل من يستعدي إسرائيل

وفي كلمة الافتتاح، قال فرانسيس خليفة رئيس مجلس ممثلي المؤسسات اليهودية في فرنسا، إنه لم يوجه الدعوة لهؤلاء المرشحين الثلاثة على اعتبار أنهم «يحرضون على الكراهية. لوبان تحرض ضد الأجانب ولها خطاب عنصري، أما ميلونشون، فيحرض ضد إسرائيل. ويانيك جادو يدعو لمقاطعتها. وبالتالي لا مكان لهم بيننا في هذا العشاء». واستطرد قائلا «مجلس ممثلي المؤسسات اليهودية في فرنسا يدعو بشكل صريح إلى قطع الطريق على كل من اليمين المتطرف واليسار الراديكالي في الانتخابات الرئاسية». كما اتهم فرانسيس خليفة «بعض المسلمين في فرنسا وليس كلهم» بمعاداة السامية كما استنكر «الخطاب الذي يعادي الصهيونية، لكن في حقيقة الأمر هو خطاب يعادي السامية» حسب زعمه.
ودافع فرانسيس خليفة عن دولة إسرائيل قائلا: «إنها دولة ديمقراطية، ودولة الحريات والحقوق… لكن هناك من يسعى لإظهار إسرائيل كدولة مارقة».
كما ألقى الرئيس الفرنسي كلمة مطولة دامت 30 دقيقة، وعبر فيها عن التزام الحكومة الفرنسية بحماية اليهود الفرنسيين، ومعاقبة كل أشكال معاداة السامية. ورحب أولاند بـ«انخفاض نسبة معاداة السامية بـ58 في المئة في عام 2016» وأكد أن الحكومة عملت على «تعزيز حماية 820 مؤسسة يهودية فرنسية» واصفا ذلك بأنه «أولوية وطنية ملحة». كما تعهد بمواصلة محاربة «خطاب الكراهية ضد اليهود في وسائل التواصل الاجتماعي، ومعاقبة كل من يقف وراء ذلك». واعتبر أولاند أن كلا من الفكر الإسلامي المتطرف، واليمين المتطرف يغذيان كل أشكال الكراهية بما فيها معاداة السامية. وبنيرة حادة، تعهد أولاند قائلا « لن نسمح أبدا للأفكارالمتطرفة بالانتشار مهما كان مصدرها».
كما عرج الرئيس الفرنسي، في كلمته، بالتأكيد على وقوف فرنسا منذ تأسيسها إلى جانب إسرائيل، واصفا إياها بـ«الدولة الصديقة والديمقراطية الحية». التي تعيش وسط «التهديدات» من طرف جيرانها. وأكد أولاند أن فرنسا ستقف إلى جانب الدولة العبرية، و«لن تسمح أبدا بمن يهدد وجودها.(…) ولن نسمح أبدا بإيران كقوة نووية».
وأوضح الرئيس الفرنسي أن بلاده تعادي كل من يعادي إسرائيل لذلك «عززت من ترسانتها القانونية لتصبح أول دولة في العالم تجرم مقاطعة الدولة العبرية، مثل حركة «بي دي اس». وأضاف «محاربة الصهيونية ليست مشروعة، وهي شكل مقنع من أشكال معاداة السامية».
في المقابل، دافع فرانسوا أولاند عن الموقف الفرنسي الداعم لحل الدولتين: «من أجل السلام في الشرق الأوسط، الحل يبقى حل الدولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا إلى جنب بسلام» وأضاف: «عبرنا أيضا عن موقفنا من الاستيطان الذي يتواصل بوتيرة خطيرة، الأمر الذي يعيق قيام دولة فلسطينية، وبدون دولة فلسطينية، لن يكون هناك سلام».مؤكدا في الوقت نفسه أنه لن يكون هناك ضغوط على إسرائيل في هذا الإطار»الحل لن يكون أبدا مفروضا من المجتمع الدولي. الأمر يعود للإسرائيليين والفلسطينيين للاتفاق على كل مسائل الوضع النهائي، وخصوصا القدس».
يشار إلى أن أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية حضروا أيضا مأدبة العشاء، وقال مرشح اليمين المحافظ فرانسوا فيون، «لبيت الدعوة كباقي الأعوام السابقة، وهي فرصة للتعبير عن مشاعر الاحترام والود لليهود الفرنسيين، ومن أجل التضامن معهم ضد كل أشكال الكراهية ومعاداة السامية، التي يجب محاربتها بكل قوة». أما المرشح المستقل إمانويل ماكرون، صاحب حركة «إلى الأمام» فعبر عن «ارتباطه القوي بالطائفة اليهودية في فرنسا، وما يكنه لها من احترام ومودة».
وقال مرشح الحزب الاشتراكي بونوا آمون «جئت لأعبر عن مشاعر الأخوة التي أصبحت مهددة بسبب صعود الخطاب العنصري، والكراهية ومعاداة السامية من طرف تجار الخوف». في إشارة إلى اليمين المتطرف.

حزب الخضر: لا لتجيير الحقيقة من أجل دعوة للعشاء

وفي ردود الأفعال للأحزاب التي لم تتم دعوتها للعشاء من طرف مجلس ممثلي الديانة اليهودية، استهجن المرشح اليساري الراديكالي، جان لوك ميلونشون، الاتهامات التي وجهها له فرانسيس خليفة، المتمثلة في «التحريض على كراهية إسرائيل». ورد ميلونشون قائلا «يا للعار. إن رئيس مجلس ممثلي الديانة اليهودية يشتمني.
كيف يجرؤ على مقارنتي باليمين المتطرف، علما أنني أقوم بحرب لا هوادة فيها ضد كل أشكال الكراهية ومعاداة السامية».
واستطرد قائلا: «إذا كان مجلس ممثلي الديانة اليهودية يمثل الحكومة الإسرائيلية فأنا أعارضه. وأجدد معارضتي لنتنياهو ولكل من يخرق قرارات مجلس الأمن».
كما أن مرشح الخضر «يانيك جادو» تمت مقاطعته، ولم يتم توجيه الدعوة له، واتهمه مجلس المؤسسات اليهودية، بمناصرة حركة «بي دي اس» في فرنسا التي تدعو لمقاطعة إسرائيل. ورد جوليان بايو، المتحدث باسم الخضر قائلا «لا يمكن التستر عن الحقيقة، أو تجييرها من أجل دعوة للعشاء. الاستطيان عائق أمام عملية السلام.
والمقاطعة أداة سلمية في يد المواطنين وأضاف بايو «لا يمكن قبول الظروف غير الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون، داخل هذه المستوطنات، التي تنتج أيضا هذه المواد التي ندعو لمقاطعتها. مجلس ممثلي الديانة اليهودية له موقف مؤيد لهذه المسائل، ونحن ندافع عن حل الدولتين».
يشار إلى أن العشاء السنوي لمجلس ممثلي المؤسسات اليهودية في فرنسا، يأتي هذا العام في فترة مفصلية، لأن البلاد مقبلة على انتخابات رئاسية في أقل من شهرين، وكل استطلاعات الرأي تشير إلى أن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان ستتصدر نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان، على أن تهزم في الدورة الثانية في السابع من مايو/أيار، أيا كان المرشح الذي سيواجهها، سواء من اليمين أو اليسار.
ويرى مراقبون أن الحضور المكثف للسياسيين، وتسابق المرشحين للانتخابات الرئاسية لحضور العشاء السنوي الذي نظمه مجلس ممثلي الديانة اليهودية، يعكس حجم القوة والنفوذ التي تتمع بها هذه المؤسسة، ورغبة هؤلاء المرشحين خطب ود اليهود واللوبي الصهيوني في فرنسا.

أولاند يتهم اليمين المتطرف والمتشددين الإسلاميين بتغذية خطاب الكراهية ومعاداة السامية

هشام حصحاص

الرئاسة المصرية: توطين الفلسطينيين في سيناء شائعات

Posted: 23 Feb 2017 02:29 PM PST

القاهرة ـ « القدس العربي»: في أول تعليق رسمي صريح من النظام المصري على مقترح توطين الفلسطينيين في سيناء، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير علاء يوسف، إن ما تردد بشأن توطين الإخوة الفلسطينيين في سيناء، هو أمر لم يسبق مناقشته أو طرحه على أي مستوى من جانب أي مسؤول عربي أو أجنبي مع الجانب المصري.
وقال المتحدث في بيان، أمس، إنه من غير المتصور الخوض في مثل هذه الأطروحات غير المتوقعة وغير المقبولة، خصوصا أن أرض سيناء جزء عزيز من الوطن، شهد ولا يزال يشهد أغلى التضحيات من جانب أبناء مصر الأبرار.
وشدد على أهمية عدم الالتفات إلى ما وصفها بـ»الشائعات التي لا تمت للواقع بصلة»، متهما البعض بإثارتها بهدف بث الفتنة وإثارة البلبلة وزعزعة الثقة في الدولة، مشيرا إلى أنه من الأجدى مواصلة العمل على تعزيز وحدة الصف والتكاتف الوطني باعتبارهما السبيل الوحيد للتصدي لمثل هذه الشائعات.
إلى ذلك، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، اجتماعا مع قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والمجلس الأعلى للشرطة، بحضور الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع، ومجدي عبد الغفار وزير الداخلية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة إن الاجتماع ناقش التطورات الأمنية في كافة أنحاء الجمهورية، إضافة إلى مستجدات مكافحة الإرهاب في شمال سيناء، في إطار المتابعة الدورية للتدابير والخطط الأمنية التي نفذتها القوات المسلحة والشرطة لملاحقة العناصر الإرهابية والتصدي لمساعيها للنيل من أمن المواطنين وزعزعة استقرار البلاد.
وأضاف أن «الرئيس وجه بالتنسيق المكثف بين الجيش والشرطة، والعمل على إطار منظومة أمنية متكاملة، وضرورة التحلي بأعلى درجات الحيطة الأمنية والاستعداد القتالي لإحباط محاولات الجماعات الإرهابية لتهديد أمن وسلامة البلاد».
وأشار السيسي إلى ضرورة الاستمرار في توفير التدريب الأمني الراقي لأفراد القوات المسلحة والشرطة، وفقا لأعلى المعايير وأحدث ما وصلت إليه العلوم العسكرية في هذا المجال، بما يضمن تحقيق أعلى درجات الجاهزية، والاستعداد لتنفيذ المهام التي ستوكل إليهم خلال المرحلة المقبلة، بهدف حماية أمن مصر.
وأوضحت الرئاسة المصرية أن الاجتماع شهد التأكيد على ضرورة القضاء على الإرهاب في شمال سيناء والتصدي لأي محاولات لاستهداف المدنيين والنيل من وحدة النسيج الوطني.

الرئاسة المصرية: توطين الفلسطينيين في سيناء شائعات

مؤمن الكامل

عون في استقبال عباس: اللاجئون الفلسطينيون ضيوف ونحرص ليكون وجودهم إيجابياً

Posted: 23 Feb 2017 02:28 PM PST

بيروت – «القدس العربي»: حظي الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، باستقبال رسمي لافت، من قبل نظيره اللبناني العماد ميشال عون، الذي أجرى معه محادثات ثنائية وموسعة في قصر بعبدا حضرت فيها قضية المخيمات الفلسطينية.
وشدّد عون خلال اللقاء على «أهمية دور الرئيس الفلسطيني في المحافظة على استقرار المخيمات الفلسطينية في لبنان، كي لا تتحوّل بؤراً لمن يبغي استغلال مآسي الشعب الفلسطيني، واستثمارها في الإرهاب والإخلال بالأمن».
وأضاف أن « مأساة فلسطين التي بدأت مع وعد بلفور، قد بلغت هذه السنة عامها المئة. وهي الجرح الأكبر في وجدان العرب، وأول ضحاياها الشعب الفلسطيني ثم الشعب اللبناني. ولا شك أن عدم الوصول إلى حل عادل هو في أساس ما تعاني منه منطقتنا من تخبط واختلال توازن وانعدام استقرار. لقد أكدت لفخامته أن المقاربة التي تعتمدها إسرائيل منذ نشوئها، في صراعها مع العرب، والتي تقوم على قاعدة القوة، ومرتكزها قوة نارية تدميرية هائلة، قد تحقق لها بعض انتصارات آنية، ولكنها لا توصل للحل ولا للسلام، فلا سلام من دون عدالة، ولا عدالة من دون احترام الحقوق».
وتابع: «لقد سقطت الأحادية في العالم، ولا يمكن أن تبنى دولة على آحادية دينية ترفض الآخر وتطرده من أرضه ومن هويته ومن ثقافته، وتتوقع بعد ذلك أن تنعم بالسلام. من هذا المنطلق، شددت لفخامته على ان التحدي الأبرز الذي يواجه عالمنا العربي، هو مدى قدرتنا على فرض الحل العادل والشامل، لجميع أوجه الصراع العربي – الإسرائيلي، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، ومرجعية مؤتمر مدريد، والبنود المتكاملة للمبادرة العربية للسلام، التي تؤكد الحق العربي في الأرض، وفي قيام الدولة الفلسطينية الحرة والمستقلة، وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين».
من جهته، أكد عباس أن «اللاجئين الفلسطينيين على الأرض اللبنانية ما هم إلا ضيوف وإننا نعمل دائماً أن يكون وجودهم إيجابياً إلى حين عودتهم المؤكدة إلى ديارهم ووطنهم فلسطين»، مشدداً على «أننا سنواجه النشاطات الاستيطانية وقرار الكنيست الأخير الذي يشرّع سرقة الأرض الفلسطينية».
أضاف أن : «اللاجئين الفلسطينيين على الأرض اللبنانية ما هم إلا ضيوف عليكم، فهم أهلكم، ونحن على ثقة بأنكم ستستمرون في حسن رعايتكم لهم واحتضانهم، ومن جانبنا، فإننا نعمل دائماً أن يكون وجودهم إيجابياً إلى حين عودتهم المؤكدة إلى ديارهم ووطنهم فلسطين، الذي نصرّ عليه. هذا ونحرص كل الحرص دائماً لأن يبقى أبناء شعبنا بمنأى عن الدخول في صراعات المنطقة، وشعبنا في لبنان أكد على انضباطه وحفاظه على الأمن والاستقرار في المخيمات، وهنا أشيد بالتزام جميع الفصائل الفلسطينية برؤيتنا هذه، وأشكر جميع أجهزة الدولة اللبنانية في هذا الخصوص، الأمر الذي يساهم في تعزيز العلاقات الفلسطينية اللبنانية».
أضاف عباس «تعلمون بأننا نقف مثلما تقفون ضد الإرهاب بأشكاله ومصادره كافة، ونحن منذ البداية دعونا إلى الحوار البناء بين الأطراف في الأقطار التي تشهد صراعات، وأكدنا كذلك على ضرورة صون وحدة وسلامة أراضي كل قطر عربي. أما على صعيد تطورات القضية الفلسطينية، فكما تتابعون ما زالت العملية السياسية تراوح مكانها، رغم أننا نمد أيدينا للسلام وفق قرارات ومرجعيات الشرعية الدولية، إلا أن إسرائيل ما زالت تصر على مواصلة احتلالها لأرضنا، وإبقاء شعبنا في سجن كبير، وهو ما لن نقبله وسنواصل العمل بالطرق السياسية والدبلوماسية واستخدام أدوات القانون الدولي وحشد الدعم الدولي الثنائي والمتعدد، وسنعمل على تطبيق قرار مجلس الأمن 2334، وسنواجه النشاطات الاستيطانية وقرار الكنيست الأخير الذي يشرع سرقة الأرض الفلسطينية».
وكان الرئيس الفلسطيني وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي عند الرابعة من بعد ظهر أمس، حيث كان في استقباله رئيس بعثة الشرف وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، ومحافظ بيروت القاضي زياد شبيب، وقائد منطقة جبل لبنان العسكرية في الجيش العميد جورج خميس، ومساعد قائد جهاز امن المطار العميد عزام الحسن، ومدير عام الطيران المدني محمد شهاب الدين وأعضاء سفارة دولة فلسطين في لبنان وفصائل منظمة التحرير والتحالف.

عون في استقبال عباس: اللاجئون الفلسطينيون ضيوف ونحرص ليكون وجودهم إيجابياً

سعد الياس

بدء الخطوات العملية لتجنيس اللاجئين السوريين في تركيا وسط جدل سياسي واجتماعي متجدد

Posted: 23 Feb 2017 02:28 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: بعد أشهر من التصريحات والوعود، وفي أول خطوة عملية، أكد والي اسطنبول واصب شاهين أن الجهات المعنية بدأت بإجراءات فعلية لمنح الجنسية للاجئين السوريين في تركيا، في خطوة أعادت الجدل السياسي والاجتماعي الحاد حول هذه القضية مجدداً إلى الواجهة بالتزامن مع الاحتقان السياسي الذي تعيشه البلاد مع اقتراب موعد التصويت في الاستفتاء المقبل على التعديلات الدستورية والنظام الرئاسي.
والي اسطنبول أكد في تصريحات صحافية أمس الخميس، أن الإجراءات في هذا الإطار بدأت بالفعل وأن ملفات 2000 لاجئ سوري تم تجهيزها بشكل نهائي وإرسالها إلى العاصمة أنقرة لمتابعة الإجراءات النهائية حولها.
ولكن وخلال أقل من ساعة وبعد الضجة الكبيرة التي أحدثها الخبر في وسائل الإعلام التركية ومواقع التواصل الاجتماعي، اضطر الوالي إلى اصدار تصريح آخر أكد فيه أنه لن يتم عملياً منح الجنسية للاجئين السوريين وإنما فقط تم تجهيز ملفاتهم وإرسالها للجهات المعنية في أنقرة لمتابعتها.
وفي السياق ذاته، أصدر مساعد رئيس الوزراء التركي ويسني كايناك بيان مشابه أكد فيه أنه لن يتم منح جنسيات للاجئين السوريين قبيل موعد الاستفتاء المقبل حول التعديلات الدستورية والنظام الرئاسي في السادس عشر من نيسان/أبريل المقبل، مشدداً على أن النظر في طلبات الجنسية سوف يتم عقب الاستفتاء المقبل، و»الحكومة التركية لا تريد لهكذا موضوع أي يشوش على الاستفتاء المقبل». ويُظهر الرد السريع من قبل الوالي والحكومة مدى حساسية هذا الملف سياسياً واجتماعاً في البلاد، حيث تخشى الحكومة أن تستثمر المعارضة هذه القضية في الحملات المتصاعدة لحشد الشارع التركي للتصويت بنعم أو لا في الاستفتاء المقبل والذي يعتبره حزب العدالة والتنمية الحاكم «استفتاء مصيري» كما أنه سوف يحدد حجم شعبية الأحزاب في الشارع التركي.
ويعيش في تركيا قرابة 3 ملايين سوري، 250 ألف منهم في المخيمات الحدودية ويتلقون مساعدات كاملة من الحكومة التركية. أما الباقون فيتوزعون بين المحافظات المختلفة ويتلقون مساعدات محدودة في مجالي التعليم والصحة بالإضافة إلى تسهيلات الإقامة الإنسانية والعمل.
وقبل يومين، قال نائب رئيس الوزراء التركي إن هناك قرابة 20 ألف عائلة سورية بواقع 80 ألف شخص مناسبين لشروط المواطنة التي تم تخصيصها من قبل حكومة بلاده، لافتاً إلى أنه تم تأجيل موضوع تجنيس السوريين عقب عملية الاستفتاء على الدستور «وذلك لتجنب الاتهامات للحكومة بتجنيسهم بحجة دعم عملية التصويت على الدستور».
وبينما كشف عن أن الفحوصات الأمنية لجزء كبير من المرشحين لنيل الجنسية التركية ما زالت مستمرة، لفت إلى أن كلًا من حاملي إذن العمل، والمؤهلات العملية، بالإضافة إلى أصحاب المهن سيستفيدون من فرصة الجنسية التركية، مبينًا أن هناك أكثر من 10 آلاف عامل سوري في تركيا.
ويقصد بالعاملين هنا من حصلوا على تصريح إذن عمل رسمي ويزاولون أعمالهم بشكل قانوني، وهم بذلك تنطبق عليهم إلى حد كبير الشروط العامة للجنسية للتركية، لكن في المقابل يوجد مئات آلاف السوريين الذين يعملون بشكل غير قانوني ولا يحملون مؤهلات علمية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد في أكثر من خطاب له نية بلاده منح شريحة من اللاجئين السوريين الجنسية التركية موضحاً أنه سيتم التركيز على أصحاب الكفاءات والمؤهلات العلمية كالأطباء والهندسين وأصحاب المواهب، لافتاً إلى أن منح الجنسية ستساعد اللاجئين على العمل بشكل قانوني والاندماج بالمجتمع كمواطن لا يعتمد على المساعدات.
وكشف سابقاً عن انه «من الممكن أن يتم تطبيق ازدواج الجنسية بالنسبة للسوريين الذين من المتوقع منحهم الجنسية التركية»، حيث أن الحصول على الجنسية التركية ـ في أغلب الأحوال- يتطلب التخلي عن الجنسية الأصلية، ولفت إلى إمكانية منح المواطنين السوريين حق التملك في المشروعات السكنية التي تقوم الحكومة التركية ببنائها عن طريق مؤسسة «توكي»، حيث يدفع السوريون ثمنها بالتقسيط المريح وبأسعار مناسبة.
وأشار وزير الجمارك والتجارة التركي بولنت توفنكجي إلى أن «التركيز في عملية التجنيس يتم في هذه المرحلة على الأشخاص ذوي الكفاءات وغير المتورطين بجرائم»، وقال: «الحكومة عاقدة العزم على تفعيل آلية منح السوريين الجنسية للمساهمة في دخول أصحاب الكفاءات منهم إلى سوق العمل وتعزيز اعتمادهم على أنفسهم، وبالتالي إشراكهم في المساهمة بالاقتصاد التركي».
وطول الأشهر الماضية ومع كل تصريح عن إمكانية تجنيس اللاجئين، تصاعد النقاش الداخلي بين أنصار الحكومة التركية والمؤيدين للقرار وأتباع المعارضة الذين يعارضون خطط منح الجنسية للاجئين بقوة، ونظموا حملات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وطالبوا بطرد اللاجئين.
لكن مبدأ منح الجنسية التركية إلى الأجانب هو أمر قانوني وغير جديد. وحسب القانون التركي يحق لأي شخص عاش في تركيا لمدة 5 سنوات متواصلة دون انقطاع التقديم وبدء إجراءات محاولة الحصول على الجنسية التركية. لكن الكثير من الأجانب الذين يعيشون في البلاد منذ سنوات طويلة وتنطبق عليهم الشروط ينتظرون لسنوات دون إتمام إجراءاتهم، التي تتسم بالبطء الشديد.
كما يمنح مجلس الوزراء التركي بشكل دوري الجنسية التركية بطريقة أسرع وأسهل ضمن كشوفات «الاستثناءات»، حيث يوقع وزير الداخلية ورئيس الوزراء على أسماء الأشخاص بشروط استثنائية ليس بالضرورة تنطبق عليهم الشروط العامة، وتشمل في كثير من الأحيان أشخاصا ذوي كفاءة عالية ولاجئين سياسيين وآخرين لأسباب سياسية وأمنية.
ويسود اعتقاد عام أنه سيكون من الصعب جداً على الرئيس التركي وحكومته تمرير قرارات سريعة لتجنيس أعداد لافتة من اللاجئين، بمعنى أنه من شبه المستحيل أن يحصل تجنيس على نطاق واسع مرة واحدة، وربما لن يتجاوز الأمر عشرات الآلاف في أبعد تقدير خلال السنوات القليلة المقبلة.
والاستثناء الأهم الذي سيتم منحه للسوريين بموجب الإجراءات الحاصلة الآن أن الشرط العام يتطلب الإقامة لمدة 5 سنوات متواصلة دون انقطاع طويل وأن يكون حاصل على إقامة عمل وهو ما لا يمتلكه اللاجئين السوريين، وبذلك ستعمل الحكومة على احتساب سنوات إقامة اللجوء والسياحة للسوريين ضمن السنوات الخمس التي يتم احتسابها كشرط للتقدم للحصول على الجنسية.

بدء الخطوات العملية لتجنيس اللاجئين السوريين في تركيا وسط جدل سياسي واجتماعي متجدد

إسماعيل جمال

رفع عقوبة السجن في الأردن على الانتماء لتنظيم «الدولة» لـ15 عاماً والكشف عن مخططات هجومية

Posted: 23 Feb 2017 02:28 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: ضاعف القضاء الأردني في الفترة الأخيرة من العقوبات في ما يتعلق بقضايا الارهاب وتشدد بها، وأصبحت المحكمة المختصة تحكم بالحد الأقصى للعقوبة وهي 15 عاماً، وذلك بعد أحداث مدينة الكرك الدامية.
واعتبر وكيل التنظيمات الاسلامية موسى العبداللات أن هذه الأحكام المضاعفة رسائل أردنية للداخل، بعدم التهاون مع المتعاطفين مع تنظيم الدولة الاسلامية، ورسائل للخارج أيضا، تؤكد بأن الأردن يسعى لمحاربة الارهاب والقضاء عليه.
وطالب في تصريح لـ «القدس العربي» السلطات الاردنية بإجراء اصلاحات واسعة في القضاء، وتفعيل ما يعرف بإسم «لجنة الاصلاح» داخل السجون الأردنية والتي يرأسها الأمير غازي، وأن تأخذ بعدها الحقيقي في إصلاح المتهمين بقضايا الارهاب داخل السجون.
واصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية الاربعاء أحكاما بالسجن لمدد تتراوح بين ثمانية اعوام و15 عاماً على تسعة أشخاص مؤيدين لتنظيم الدولة الاسلامية أو مرتبطين به، بعد ادانتهم بالترويج والتخطيط لعمليات إرهابية داخل المملكة.
وحكمت المحكمة بالسجن 15 عاماً مع الاشغال الشاقة في ثلاث قضايا منفصلة، على ثمانية أشخاص مرتبطين بتنظيم الدولة الاسلامية أو ينتمون اليه وادينوا «بالمؤامرة بقصد القيام بأعمال ارهابية».
ويفيد محضر الاتهام في القضية الأولى أن أربعة من هؤلاء تربطهم صلة قرابة ومرتبطين بالتنظيم الجهادي، خططوا لضرب حافلة تقل جنوداً أردنيين في الزرقاء (شمال شرق عمان).
وفي القضية الثانية، صدر الحكم بالسجن على شخص ينتمي للتنظيم و «خطط للقيام بتفجير في مطار ماركا العسكري (شرق عمان) باستخدام حزام ناسف يحتوي على مواد متفجرة وسامة».
أما في القضية الثالثة فقد ادين ثلاثة مؤيدين لتنظيم الدولة الاسلامية لانهم خططوا لضرب خطوط كهرباء تربط غور الأردن بالضفة الغربية وسفارات أجنبية بواسطة عبوات ناسفة.
وأخيراً، حكمت المحكمة في قضية رابعة على متهم عشريني بالسجن مع الأشغال الشاقة ثمانية أعوام بعد ادانته «بالترويج لافكار جماعة ارهابية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك»، في اشارة إلى تنظيم الدولة الاسلامية.
وبدأ الأردن اعتباراً من الشهر الماضي بتشديد العقوبات التي يفرضها على المروجين لافكار تنظيم الدولة الاسلامية أو الذين يحاولون الالتحاق بهذا التنظيم.
وشدد الأردن منذ اندلاع الأزمة السورية في آذار/ مارس 2011، إجراءاته على حدوده مع سوريا واعتقل وسجن عشرات الجهاديين لمحاولتهم التسلل إلى جارته الشمالية للقتال هناك.
وعقب سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق واسعة في سوريا والعراق، شددت المملكة اجراءاتها الأمنية ضد «الفكر المتطرف» كجزء من حملتها ضد التنظيم الذي باتت تترصد كل متعاطف معه حتى عبر الانترنت.

رفع عقوبة السجن في الأردن على الانتماء لتنظيم «الدولة» لـ15 عاماً والكشف عن مخططات هجومية

طارق الفايد

لبنان: إخلاء سبيل بهيج أبو حمزة رغماً عن إرادة جنبلاط… ووهّاب يشمت

Posted: 23 Feb 2017 02:27 PM PST

بيروت – «القدس العربي»: بعد سنوات على توقيفه بموجب 17 دعوى قضائية رفعها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ضد مدير أعماله السابق بهيج أبو حمزة أخلي سبيل الأخير.
إذ أقدمت الهيئة الاتهامية على فسخ قرار قاضي التحقيق في بيروت فريد عجيب المقرّب من جنبلاط، والذي ردّ طلب تخلية سبيل أبو حمزة لعدم اكتمال اجراءات التحقيق في دعوى الزعيم الدرزي ضده. لكن الهيئة، منعت أبو حمزة من السفر لضرورات التحقيق.
وكانت الاعلامية منى أبو حمزة وجّهت رسالة إلى جنبلاط، دعته فيها إلى لقاء زوجها، معتبرة أن «الامر تعدى كونه مسألة عائلية أو شخصية وتحوّل إلى مبدأ واقتناع وقضية حريات واستباحة كرامات».
وفور صدور قرار تخلية السبيل غرّد رئيس حزب التوحيد الوزير السابق وئام وهّاب قائلاً: «سقط الطاغوت، فاز القضاء، انتصر الحق، قُضي الأمر، بهيج أبو حمزه حراً، تحية لسليم جريصاتي وطنوس مشلب وفادي عنيسي وسهيل عبود أعدتم الأمل بالقضاء».
وكان قاضي التحقيق في بيروت، فادي عنيسي أصدر قراراً بإخلاء سبيل أبو حمزة من دون أي كفالة في الدعوى المرفوعة ضدّه من شركة «إلوود» البانامية بتهمة «الإفلاس الاحتيالي».
واستنكرت أوساط الحزب الاشتراكي القرار ولمّحت إلى تدخلات سياسية في القضاء، في إشارة غير مباشرة إلى وزير العدل الجديد، سليم جريصاتي.

لبنان: إخلاء سبيل بهيج أبو حمزة رغماً عن إرادة جنبلاط… ووهّاب يشمت

سعد الياس

رفض تظاهرات عشائر عربية من الموصل طالبت بالانضمام إلى إقليم كردستان

Posted: 23 Feb 2017 02:27 PM PST

الموصل ـ «القدس العربي»: قوبلت تظاهرات لعشائر عربية في الموصل تطالب بالانضمام إلى إقليم كردستان، برفض قوى سياسية وعشائرية من المحافظة، معتبرة إياها محاولة لتكريد مناطق عربية في وقت تخوض فيه الحكومة العراقية حرب شرسة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).
وقال النائب عن نينوى، عبد الرحيم الشمري إن «التظاهرة التي خرجت فيها بعض العشائر العربية في إحدى مناطق الموصل، والتي طالبت بالانضمام إلى إقليم كردستان، هي عملية مدبرة من حكومة الإقليم».
وأشار في مؤتمر صحافي في مبنى البرلمان، إلى أن «التظاهرة التي نظمها بعض شيوخ العشائر العربية المتعاونين مع سلطات الإقليم وطلبة المدارس، تمت بضغط من الحزب الديمقراطي الكردستاني».
وأكد أن «أفرادا من تلك المناطق اتصلوا به وأبلغوه بوجود ضغوط وتهديدات من البيشمركه على سكان بعض مناطق نينوى مثل اسكي موصل وأنه وربيعة وزمار وغيرهما، لإجبارهم على الخروج في التظاهرة والمطالبة بالانضمام إلى الإقليم، من أجل تصويرهم وبث الفلم عبر وسائل الإعلام».
وكشف أأن «البيشمركه هددوا المعارضين لرغبات الكرد بطردهم إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش».
وذكر الشمري بأن «الحزب الديمقراطي عمد مؤخرا إلى تطويع أعداد من العرب ضمن البيشمركه، مستخدما الإغراءات والقوة أحيانا، وهذا الإجراء مخالف للدستور والقانون، وفي الوقت نفسه منعت سلطات الإقليم سكان تلك المناطق من التطوع في الجيش والشرطة لكي تبعد أي انطباع بعروبة سكان تلك المناطق عندما تأتي جهات دولية للاطلاع على واقعها عندما يتم ضمها إلى الإقليم». وتساءل «هل تسمح سلطات الإقليم للقوة العربية التي شكلتها بالعمل في دهوك أو أربيل». وشدد على أن «العشائر العربية في محافظة نينوى تتمسك بعروبتها وبعائدية مناطقها إلى حكومتي نينوى وبغداد، معربا عن أسفه لـ»استغلال الإقليم، الظروف الاستثنائية التي تمر بها المحافظة حاليا من أجل إجراء تغيير سكاني فيها».
وحذر من «بروز مشاكل مستقبلا بين سكان المنطقة»، داعيا أن «لا يقوم أي أحد بتعكير فرحة الانتصار على داعش بمثل هذه الإجراءات».
وسبق أن وجه العديد من النواب في محافظة نينوى منهم عبد الرحمن اللويزي وأحمد الجبوري وآخرون، اتهامات إلى حكومة إقليم كردستان بمحاولة الاستحواذ على مناطق عربية ضمن المحافظة مستغلة انشغال الحكومة المركزية بالحرب على تنظيم «الدولة».
وأظهرت مشاهد عرضت على قنوات محلية، تظاهرة في إحدى مناطق نينوى، تضم بعض الرجال وطلاب المدارس تحت حراسة عناصر البيشمركه، وهم يرددون شعارات وهتافات تطالب بضم مناطقهم إلى الإقليم.
يذكر أن أحد شيوخ عشائر الموصل، أعلن في خلال الشهر الحالي عن تشكيل أول لواء عسكري من عرب المحافظة تابع للقوات الكردية (البيشمركه)، لحماية مناطق غرب الموصل، باسم لواء (غرب دجلة).
وقال الناطق باسم ما يسمى «حشد عشائر نينوى» مزاحم الحويد، إن «2000 مقاتل من أبناء العشائر العربية في زمار وربيعة والعياضية وقسم من قضاء سنجار، يتلقون حاليا تدريبات في معسكر (خنس) في قضاء شيخان أوشكت على الانتهاء خلال الأيام القليلة المقبلة».
وتخضع بعض المناطق العربية في محافظة نينوى حاليا لسلطة إقليم كردستان بعد احتلال تنظيم «الدولة» للموصل في حزيران/يونيو 2014، مما أدى إلى وجود فراغ من الحكومة المركزية، عمدت البيشمركه على أشغاله والمطالبة بضم تلك المناطق إلى الإقليم بحجة كونها من المناطق المتنازع عليها.

رفض تظاهرات عشائر عربية من الموصل طالبت بالانضمام إلى إقليم كردستان

ناشطون مسيحيون يتهمون «الحشد الشعبي» بإشعال الفتنة بينهم

Posted: 23 Feb 2017 02:26 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: اتهم نشطاء مسيحيون ميليشيا «الحشد الشعبي» بإشعال نار الفتنة بينهم، عبر تسليح مجموعة من الفصائل المتناحرة، وذلك بعد نزاع مسلح حصل في بلدة مسيحية قرب الموصل.
وقال الناشط المسيحي، هيثم ياقو، إن «نزاعا اندلع في بلدة بغديدا جنوب الموصل بين فصيلين مسيحيين أشرف على تدريبهما وتسليحهما قادة الحشد الشعبي»، مبيناً أن «النزاع أسفر عنه إصابات واعتقال أحد أبرز قادة فصيل صقور السريان، وهو الشاب سلوان موميكا».
وأضاف لـ«لقدس العربي» أن «الصراع على النفوذ في المناطق المسيحية وصل إلى حد قيام فصيل بابليون بزعامة ريان الكلداني المدعوم من قيادة الحشد الشعبي بمهاجمة مقر حزب الاتحاد السرياني واعتقال قائد فصيل نسور السريان الشاب سلوان موميكا ونقله إلى جهة مجهولة».
وبين أن «حالة من التذمر الشديد تسود بلدة بغديداعلى خلفية النزاعات المستمرة بين الفصائل المسيحية التي تم تدريبها وتسليحها بواسطة ميليشيا الحشد الشعبي».
من جهته ناشد الكاتب المسيحي سيزار هرمز، رؤوساء الكنائس المسيحية أن يخرجوا بموقف موحد من «فتنة هوجاء» يراد لها أن تندلع بين مسيحيي العراق بعد التطور الأخير الذي وصل إلى استخدام السلاح والاختطاف المتبادل.
وأشار في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» إلى أن «الاستمرار في سياسة التسليح المتبادل والشحن المستمر من شأنه أن يلحق بما تبقى من مسيحيي العراق عواقب وخيمة تفوق ما تعرضوا له على أيدي مسلحي تنظيم الدولة» (داعش).
ولفت إلى أن «منطقة سهل نينوى تشهد يومياً تأسيس فصائل وميليشيات مسلحة مسيحية ومنها أسود بابل، وكتائب بابيلون، وسرايا أبناء السريان، والنسور السريانية، وقوات سهل نينوى»، موضحاً أن «أغلب هذه الفصائل تم تدريبها على أيدي زعامات الحشد الشعبي وفي معسكر التاجي القريب من العاصمة بغداد».
إلى ذلك رأى المدون هيثم حنا، وجوب اتخاذ الحيطة والحذر من تعامل ميليشيا الحشد الشعبي مع ملف المسيحيين في العراق، موضحاً أنهم لو أرادوا الخير بالمسيحيين لدربوا قوات موحدة تمثل جميع الطوائف المسيحية، ولكنهم سلحوا ودعموا مجموعة من الفصائل المتناحرة والتي تفتقر إلى أدنى حد من التفاهم والانسجام.
وتابع في تعليق له على موقع «المجلس السرياني» في «فيسبوك» أن تدريب هذه الفصائل المتناحرة والتدخل لصالح طرف دون آخر هي سياسة رامية إلى جعل شباب المكونات السيحية العوبة بأيدي غيرهم ووسيلة لتنفيذ مخططات وأفكار زعماء الحشد.
إلى ذلك، حمل حزب الاتحاد السرياني الديمقراطي في العراق قوات الحشد الشعبي مسؤولية الاعتداء الذي تعرض له مقره واعتقال القيادي الشاب سلوان موميكا بطريقة همجية وتعسفية.
وقال في بيان أن هذا الاعتقال يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وتدخلا سافرا في شؤون المنطقة، معرباً عن شجبه واستنكاره لهذا الانتهاك والعمل الإرهابي الدنيء بحق وحرية أبناء هذه المدينة السريانية العريقة.
ودعا الحزب الحكومة العراقية إلى التدخل والإيعاز إلى الجهات المعنية من أجل إطلاق سراح زعيمهم الشاب، محذراً من مؤامرة يراد لها أن تحصل بين أبناء المكون المسيحي.
وكان زعيم كتائب بابيلون ريان الكلداني، وهو مقرب من قيادة ميليشيا الحشد الشعبي، قد هاجم في وقت سابق رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم لويس روفائيل ساكو، واصفاً إياه بأنه رجل دين مسيس وتصريحاته مدفوعة الثمن.
ويعد تصريح الكلداني الأول ضد رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، وهو ما اعتبره مراقبون بأنه البداية في صراع مقبل بين الزعامات الدينية للمسيحيين في العراق وقادة الفصائل المسيحية المسلحة التي تدين بالولاء لميليشيا الحشد الشعبي.

ناشطون مسيحيون يتهمون «الحشد الشعبي» بإشعال الفتنة بينهم

أمير العبيدي

طلب استدعاء لوزير الداخلية في مجلس النواب المصري

Posted: 23 Feb 2017 02:26 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: تقدم النائب المصري، هيثم أبو العز الحريري، عضو تكتل « 25 ـ 30»، بطلب إحاطة إلى وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار، بشأن ما وصفها بالممارسات المرفوضة دستوريا وقانونيا من بعض أفراد وزارة الداخلية تجاه المواطن المصرى.
وقال في الطلب الذي تقدم به لعلي عبد العال رئيس مجلس النواب: «لقد أقسمنا جميعا على احترام الدستور المصري، الذي منح أعضاء مجلس النواب الحق في مراقبة أداء الوزراء واستخدام كل الوسائل الرقابية لمحاسبة الحكومة، كما أن استدعاء أي وزير حق أصيل في مجلس النواب، والدستور المصري لم يمنح اي وزير حصانة من الاستدعاء والمحاسبة».
وقال الحريري لـ«القدس العربي»: «خرجت ثورة يناير المجيدة ضد ممارسات غير دستورية وغير قانونية وغير إنسانية، تلك الممارسات التي قامت على تلفيق الاتهامات والتعذيب وقتل المواطنين، ومن حق الشعب علينا ومن واجبنا كممثلين عن الشعب أن نتخذ كل الإجراءات التي تحافظ على حياة المواطن المصري ولا تنتهك كرامته».
وأضاف: «على الرغم من تعديل قانون الشرطة طبقا لما طالبت به الحكومة ممثلة في وزارة الداخلية، إلا أن ممارسات أفراد وضباط وزارة الداخلية مستمرة بدون تغير».
وتابع: «كل يوم نرى ونسمع عن مقتل مواطن مصري بيد ضابط شرطة أو أمين شرطة، كل يوم نرى ونسمع عن تعذيب مواطن مصري داخل القسم أو في السجون أو في الشوارع، هذه الممارسات التي تشعر المواطن بانعدام العدل والرحمه تجعله يسخط على النظام المصري بأكمله».
وأكد الحريري أنه طلب استدعاء وزير الداخلية شخصيا للجنة المختصة لمناقشة طلب الإحاطة، بخصوص اتهامات بقتل وتعذيب عدد من المواطنين فى محافظات مختلفة على أيدي بعض ضباط وأمناء الشرطة في وزارة الداخلية.
وكان العام الجاري شهد عدة وقائع اتهم فيها الأهالي أفراد الشرطة بقتل ذويهم سواء في الأقسام أو الشوارع.
ففي 12 فبراير/ شباط 2017، أعلنت أجهزة الأمن في محافظة الغربية، القبض على أمين شرطة قتل مواطناً بطلق ناري أطلقه بطريق الخطأ، خلال مطاردة سائق توك توك في شوارع مركز زفتي.
وفي 8 فبراير 2017، تجمع المئات من أهالي قرية مشلة في كفرالزيات في محافظة الغربية، أمام أبواب المستشفى العام؛ احتجاجًا على تأخر تشريح جثة شاب توفي داخل قسم شرطة المركز.
وقال أهالي المتوفى إن ضباط مباحث قسم شرطة كفرالزيات، ألقوا القبض على الشاب وزميليه، وتم إخلاء سبيل المرافقين، بينما ظل الشاب محتجزًا داخل ديوان قسم شرطة المركز، واتهموا ضباط الشرطة بضرب الشاب وتعذيبه بالكهرباء، دون أن يكون متهمًا في أي قضية أو مسجل خطر، والتحقيق معه دون إثبات المحضر.
وفي 4 فبراير 2017، حرر مواطن في أسيوط، محضراً، اتهم فيه قوة من مركز شرطة البداري بقتل نجله، بطلقات نارية من سلاح آلي، في قرية عرب مطير في المركز.
وقال المواطن في المحضر الذي حمل رقم 703 لسنة 2017، إن قوة مكونة من ضابطي شرطة، و5 أمناء، ومخبرين، مستقلين سيارة ميكروباص غير تابعة للشرطة، قامت بالتعدي على نجله في أثناء وجوده بالحقل، بإطلاق أعيرة نارية تجاهه، أودت بحياته، بعدما أصابته في الرئة والكبد، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، فيما قالت المصادر الأمنية، إن القتيل هارب من حكم بالمؤبد فى قضية قتل ارتكبها عام 2011، وصدر حكم ضده عام 2012، وإن معلومات وردت للقوة الأمنية بوجوده في القرية، فتوجهت لضبطه، إلا أنه أطلق نار على القوة فبادلته إطلاق النار، وأصيب بطلقة واحدة وتم اصطحابه إلى المستشفى، إلا أنه فارق الحياة.
وفي 10 يناير/كانون الثاني 2017، اتهم مواطن ضابط شرطة بقسم شرطة أول الزقازيق بقتل نجله، أثناء التحقيق معه في قضية «سرقة هاتف»، وقال الأب إن نجله أُلقي القبض عليه منذ 3 أشهر، في قضية سرقة هاتف نجل مستشار، موضحا أنه عندما حضرت قوة من الشرطة لضبطه، فتشت المنزل، ولم يعثروا على الهاتف، وأفاد بأنه أخبرهم بأن أحد الأشخاص توجه له لمطالبته بفك شفرة على الهاتف، لكنه رفض وانصرف هذا الشخص دون أن يعلم أن الهاتف مسروق من الأساس.
يذكر أن وزارة الداخلية أعلنت في 11 فبراير/شباط الجاري، انطلاق حملة وطنية تحت شعار «الانضباط أسلوب حياة» بمشاركة عدد من الوزارات ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية والدينية والشبابية، مدة 7 أيام بهدف إعادة الانضباط للشارع المصري والقضاء على التصرفات المسيئة.

طلب استدعاء لوزير الداخلية في مجلس النواب المصري

تامر هنداوي

جنيف – 4: المعارضة ترفض جمعها مع النظام والمنصات على «طاولة مستديرة»

Posted: 23 Feb 2017 02:26 PM PST

جنيف ـ «القدس العربي»: بدأت مفاوضات جنيف – 4 حول سوريا، أمس الخميس، بثلاثة لقاءات جمعت، المبعوث الدولي، ستافان دي ميسورا مع وفود النظام، والمعارضة، ومنصتي موسكو والقاهرة.
وحسب مصادر «القدس العربي» دي ميستورا حاول جمع كل الأطراف على طاولة مستديرة، وهو ما رفضته المعارضة، لأن ذلك يعني المساواة بينها وبين منصتي القاهرة وموسكو، خلال المحادثات.
واعتبرت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، أن «المبعوث الدولي بهذه الطريقة ينسف الرؤية التي تتمثل بأن المفاوضات تقوم بين المعارضة والنظام، ويحولها إلى مفاوضات بين أطراف سورية متنازعة».
وما زال فريق دي ميستورا يتكتم على جدول الأعمال وآلية التفاوض.
وقالت مصادر سورية معارضة لـ»القدس العربي» أن «اجتماعات بين أعضاء وفد المعارضة في فندق كراون بلازا في جنيف، استمرت حتى فجر الخميس، وأدت إلى التأكيد على أن الهيئة العليا للمفاوضات هي مرجعية التفاوض، خاصة وأن يحيى قضماني نائب المنسق العام للهيئة، هو من تراس وفد المعارضة خلال الاجتماعات مع دي ميستورا أمس الخميس وعضوية كل من نصر الحريري وكبير المفاوضين محمد صبرا».
ولم يتوقع، يحيى العريضي، عضو الوفد الاستشاري المشارك في مفاوضات جنيف، خلال حديث مع الـ»القدس العربي» «اي أختراق جدي خلال هذا الجولة من المفاوضات»، مؤكداً أن « هنالك اطرافاً عدة تحاول عرقلة الحل في سوريا».
وحول خيارات المعارضة في حال فشلت العملية السياسية، قال «خيارات الشعب السوري كثيرة». أما في ما يتعلق بالمناطق الامنة التي ينوي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقامتها في سوريا عبّر القيادي المعارض عن مخاوفه من أن «تتحول هذه المناطق إلى واقع يؤدي في النهاية إلى تقسيم سوريا».
وكان دي ميستورا، عبّر الأربعاء، خلال مؤتمر صحافي، عن حصول اقتحام كبير في المفاوضات، لكنه أضاف «يجب ان تستمر العملية السلمية والسياسية لا أتوقع تغيراً كبيراً، لن تكون هناك شروط مسبقة».
وبيّن أن المفاوضات ستكون وفق مقتضيات القرار رقم 2254، وستركز على مسائل تشكيل حكومة غير طائفية تتمتع بالثقة، وجدول إعداد مسودة الدستور الجديد، وإجراء انتخابات نزيهة وفق الدستور الجديد تحت إشراف الأمم المتحدة.
وشدد على أن الشعب السوري هو الوحيد الذي يحق له إقرار المسائل المتعلقة بدستوره الجديد، وأصر دي ميستورا على ضرورة التخلي عن أي شروط مسبقة.
إلى ذلك، امتنع رئيس وفد النظام، بشار الجعفري عن الإدلاء بأي تصريحات صحافية بعد وصوله إلى جنيف أول من أمس، ولم يتحدث عن إمكانية إجراء حوار مباشر.
وحسب مصادر صحافية من الأمم المتحدة، فإن وفد النظام السوري يضم 12 عضواً، إلى جانب الجعفري هم: مستشار وزير الخارجية والمغتربين أحمد عرنوس، والسفير السوري في جنيف حسام الدين آلا، وعضوا مجلس الشعب، أحمد الكزبري وعمر أوسي، وكذلك أمجد عيسى وأمل يازجي وجميلة شربجي وحيدر علي أحمد وأسامة علي، والعقيد سامر بريدي.

جنيف – 4: المعارضة ترفض جمعها مع النظام والمنصات على «طاولة مستديرة»
يحيى العريضي لـ «القدس العربي»: تخوف من تحوّل المناطق الآمنة إلى واقع وبداية للتقسيم
أحمد المصري

 خطة النقاط العشر

Posted: 23 Feb 2017 02:25 PM PST

قبل بضعة ايام نشر براك ربيد في هذه الصحيفة معلومات دراماتيكية حول القمة السرية في العقبة، التي تم عقدها قبل عام بمشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري وعبد الله ملك الاردن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. هذه القمة التي أكد رئيس الوزراء انعقادها، وخطوات اخرى تم اتخاذها في تلك الفترة، كانت الاساس الذي جعلني أكون مستعدا لنقاش خيار حكومة الوحدة الوطنية مع نتنياهو بين آذار ـ أيار 2016 من اجل تغيير صورة الشرق الاوسط.
لقد قلت مرارا وتكرارا في تلك الفترة إنه يوجد أمام إسرائيل فرصة تاريخية لخطوة سياسية دراماتيكية واعدة، تستوجب اتخاذ قرارات سياسية شجاعة. استعدادي للذهاب في خطوة تشبه الانتحار السياسي ـ بعد قولي في الانتخابات إما نحن وإما هو ـ نبع من شعوري بواجب انقاذ إسرائيل من كارثة الدولة الواحدة، ومنع قتلى اضافيين في الطرفين، شعرت أن من واجبي عدم ادارة ظهري للصورة التي ظهرت أمامي.
لقد قمت بالسعي طوال حياتي إلى السلام، لذلك قررت الدخول برأس مفتوح من اجل فحص هذه الفرصة، بعد أن حصلت على رسائل من الزعماء البارزين في المنطقة وفي السياسة الدولية، الذين اعتبروا أن انضمام المعسكر الصهيوني للحكومة هو الدليل على جدية الطرف الإسرائيلي. وأكدوا لي على أنهم قد حصلوا على تعهد من نتنياهو للتقدم في العملية السلمية، حيث كان لاعبا أساسيا في تشكله.
للأسف، نتنياهو تراجع في لحظة الحسم، واستسلم لليمين ولمخاوفه، ونفى تعهداته وقضى على فرصة حقيقية كانت قائمة في تلك الفترة من اجل اتفاق اقليمي لتغيير صورة الشرق الاوسط. أنا من ناحيتي كنت على استعداد لتحمل الاهانة والانتقاد من داخل البيت ومن الخصوم السياسيين كي أعفي شعبي ووطني من جولة دموية اخرى، التي يعدنا بها وزراء رفيعون في الكابنت في الاسابيع الاخيرة.
الرئيس المصري والملك الاردني عادا وكررا في هذا الاسبوع الشروط الاساسية لخطوة اقليمية على شاكلة هدف دولتين لشعبين. وليس اعتبار الاردن دولة فلسطين، مثلما تريد تسيبي حوطوبلي، وليس اعتبار شبه جزيرة سيناء دولة فلسطين، كما يريد أيوب قره. يجب علينا، نحن المسؤولون، السعي إلى السلام وحل الدولتين، لأن هذا هو الحل الوحيد الممكن.
في هذه اللحظة، وعلى ضوء قمة نتنياهو ـ ترامب، بات واضحا أكثر من أي وقت أن دولة إسرائيل توجد بعد خمسين سنة على حرب الايام الستة على مفترق تاريخي حاسم. في هذه اللحظة يجب علينا أن نقول الحقائق الصعبة.
احدى الحقائق هي حول مشروع الاستيطان الذي وصل إلى مستوى يهدد وجود إسرائيل كدولة يهودية. استمرار البناء في جميع المستوطنات طوال الوقت سيؤدي إلى استبدال دولة الاغلبية اليهودية إلى دولة اغلبية عربية. قانون التسوية، الاصوات التي تدعو إلى هذا الضم أو ذاك، بما في ذلك المطالبة بضم مناطق ج، والتي تصدر عن قادة الجمهور، هي التعبير الاكثر ملموسية لهذا الخطر. الكتل الاستيطانية الكبيرة هي جزء من الحل. قرارات استمرار البناء في يهودا والسامرة هي جزء من المشكلة.
حقيقة ثانية هي أن السيطرة المستمرة على شعب آخر وصلت إلى نقطة خطيرة تهدد طابع إسرائيل الاخلاقي وهويتها كدولة ديمقراطية.
حقيقة ثالثة هي أنه يجب علينا الاعتراف بأن محاولة التوصل إلى اتفاق دائم بخطوة واحدة في مؤتمر واحد أو في عملية تشمل صيغ ومعايير متفق عليها للاتفاق الدائم، لم تنجح. فقد فشلت المرة تلو الاخرى، مع إيهود باراك عندما حاول ذلك في كامب ديفيد، ومع إيهود اولمرت عندما حاول ذلك في أنابوليس ومع بنيامين نتنياهو في صيغة كيري، عندما حاول ذلك في السنوات الاخيرة. جميع هذه الجهود فشلت، والبعض منها أدى إلى تصاعد العنف والكراهية والشك بين القيادات والشعوب.
يحظر التسليم بالوضع القائم، لكن ايضا يحظر تكرار اخطاء السابق. ممنوع تهديد الأمن وممنوع السير بعيون مفتوحة نحو الانتحار القومي.
لا مصادرة ولا ضم لملايين الفلسطينيين، الذين سيطالبون بحقوق مدنية كاملة. فقط حل الدولتين من شأنه اعطاء المخرج لإنهاء الصراع الدموي الذي يستمر منذ سنوات طويلة. وأساس ذلك كان موجودا قبل عام وهو موجود الآن أكثر من أي وقت مضى.
إنه موجود على شكل الرغبة الاقليمية في الدخول إلى العملية السياسية بفضل حلفاء اقليميين جديين وأقوياء، وبفضل المصالح المشتركة لنا ولجيراننا في القضاء على داعش وكبح إيران والتقدم مع الفلسطينيين، وبفضل مباديء مبادرة السلام العربية التي ما زالت قائمة، والتي يجب دمجها مع صيغة للانفصال بيننا وبين الفلسطينيين، بغطاء من ادارة ترامب.
هاتان المسألتان ـ الاساس الاقليمي والانفصال ـ مع خطوات من خارج الصندوق يمكنهما أن تكونا الاساس لخريطة طريق جديدة. خريطة طريق واقعية ومدروسة تشكل النقيض لخطة نفتالي بينيت.
مقابل جمود الحكومة في هذا الشأن أقترح صيغة معدلة تشمل، من خلال عملية متعددة المراحل، الخطوات والمكونات التالية كخريطة طريق معدلة. خطة النقاط العشرة.
٭ يجب العمل من اجل اعادة المصادقة على تعهدات الاطراف والمجتمع الدولي حول الهدف النهائي للدولتين اللتين تعيشان إلى جانب بعضهما البعض بأمان وسلام.
٭ على الاطراف تحديد فترة من عشر سنوات يتم خلالها تثبيت المنطقة في غرب نهر الاردن كمنطقة خالية من العنف بجميع اشكاله. ويتم الاتفاق على العمل المشترك لتنفيذ ذلك ومعاقبة أي نوع من الإرهاب والتحريض بلا هوادة. مجلس الامن يتخذ قرار فيما يتعلق بذلك ويقوم بمتابعته بشكل مباشر.
٭ في نفس الوقت تتوجه الاطراف في هذه الفترة نحو تطبيق حل الدولتين. إسرائيل تستمر في عملية الانفصال عن الفلسطينيين من خلال استكمال الجدار الذي سيدافع عن القدس والكتل الاستيطانية، واقامة حاجز بين القدس والقرى الفلسطينية المحيطة بها، واعطاء صلاحيات اخرى للفلسطينيين في الميدان، بما في ذلك الصلاحيات المدنية في اجزاء من المناطق ج، من اجل التمكين من التطور والبناء للفلسطينيين بين الحاضرات القريبة من الجدار وبين المدن الفلسطينية الكبيرة. خلافا لما يطلبه بينيت بالضبط.
٭ تقوم إسرائيل بتجميد البناء خارج الكتل الاستيطانية، وتمتنع عن أي عمل يغير الواقع، باستثناء الاحتياجات الأمنية من اجل التمكين من تحقيق حلم الدولتين.
٭ يتم تسريع النمو الاقتصادي للفلسطينيين بشكل دراماتيكي وبأدوات اقليمية ودولية، بما في ذلك تطوير المدن واعمار مخيمات اللاجئين وخلق اقتصاد قابل للبقاء.
٭ الفلسطينيون من ناحيتهم يعملون على منع الإرهاب والتحريض. وايضا يعملون من اجل بلورة موافقة داخلية فلسطينية واسعة تشمل مناطق الضفة الغربية وغزة تحت سيادة واحدة. واذا فعلوا ذلك سيكون من حقهم الاعلان عن دولة فلسطينية في حدود مؤقتة، وسيكون واضحا أن حدودها النهائية سترسم فقط من خلال الاتفاق. إسرائيل تفحص بشكل ايجابي الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتعلن أنها تعتبرها شريكة في تحقيق الاتفاق النهائي الدائم.
٭ الجيش الإسرائيلي يستمر في العمل في جميع ارجاء الضفة الغربية حتى نهر الاردن وفي محيط قطاع غزة. التعاون الامني مع السلطة الفلسطينية يستمر وبشكل أكبر.
٭ يعمل الطرفان على اعمار غزة، بما في ذلك اقامة ميناء، بناء على ترتيبات أمنية متشددة، ونزع كامل للسلاح وهدم الانفاق.
٭ مع مرور الوقت المحدد، على فرض أن العنف سيتلاشى في هذه السنوات، يتم البدء في المفاوضات المباشرة، بغطاء من دول المنطقة والمجتمع الدولي بدون شروط مسبقة وبجدية وتصميم، من اجل السير باتجاه اتفاق السلام الكامل والنهائي وحل المسائل المختلف فيها، ومن ضمن ذلك رسم الحدود الدائمة وانهاء المطالب وانهاء الصراع.
٭ دول المنطقة تقوم بدعم هذه الخطوات بشكل علني وبقوة كجزء من خطوة اقليمية واسعة ودراماتيكية. وتبادر إسرائيل إلى اقامة مؤسسات شرق اوسطية مشتركة تعمل على التطوير الاقليمي والتعاون في مجالات مختلفة، من ضمنها الامن والاقتصاد والمياه وانتقال البضائع والعمال، وتقترح أن تكون القدس مركزا لهذا الوضع الاقليمي.
عندما تحيط بنا عاصفة شديدة، وعند وجود خطر بضياع دولة إسرائيل كدولة قومية، تكون حاجة إلى استئناف العملية السلمية المدروسة والواقعية من اجل تحقيق حلم الدولتين، الامر الذي سيؤدي إلى التهدئة التي سيحصل كل طرف فيها على نصيبه في كل مرحلة. الفلسطينيون سيحصلون على الاعتراف والصلاحيات ومناطق أخرى، وإسرائيل ستحصل على الأمن والاعتراف الاقليمي والأمل.
لن يكون هناك تدهور غير مكبوح نحو المجهول، وفي جدول زمني غير ممكن. الاتجاه سيتغير ليصبح أكثر تفاؤلا. واشتراط الهدوء المطلق سيجبر الفلسطينيين والإسرائيليين على العمل ضد العنف والإرهاب. والأهم من ذلك هو أنه سيتم وضع حد لموضوع الضم. أو السير نحو جهنم، مثلما حدث في البوسنة ومثلما يحدث الآن في سوريا. ويتم الحفاظ على صيغة الدولتين، والعملية تتحول بين الشعبين إلى أمر حقيقي. ويتم الانفصال بالتدريج وينمو الاقتصاد الفلسطينيين وتتطور الشبكات الاقليمية.
هكذا يمكننا أن ننقذ الكتل الاستيطانية والابقاء عليها تحت سيادة إسرائيل. هذا سيكون الانتصار الحقيقي للصهيونية. الواقع الجديد والأمن والثقة المتبادلة هي التي ستمهد الطريق لاتفاق سلام وتمنع الكارثة.

اسحق هرتسوغ
هآرتس 23/2/2017

 خطة النقاط العشر

صحف عبرية

الحمد الله يبحث مع ملادينوف سبل تعزيز التعاون ولافتات ضخمة على مدخل رام الله تروج «للدولة الواحدة»

Posted: 23 Feb 2017 02:25 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: استقبل رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في مكتبه برام الله المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، وبحث معه سبل التنسيق والتعاون المشترك’ ومواءمة إطار عمل الأمم المتحدة للمساعدات الإنمائية مع أجندة السياسات الوطنية الفلسطينية للأعوام الست المقبلة.
وناقش رئيس الوزراء مع ملادينوف آخر التطورات السياسية والاقتصادية، وانتهاكات الاحتلال خاصة التصعيد الاستيطاني ومصادرة الأراضي، وحملة الاعتقالات بحق المواطنين. ودعا الأمم المتحدة إلى مساندة الحكومة في تنفيذ خططها التنموية في ظل سياسة إسرائيل في فرض الأمر الواقع وسيطرتها العسكرية خاصة على المناطق «ج» وحرمان الفلسطينيين من الاستفادة من مواردهم الطبيعة.
واستقبل الحمد لله وفدا من مجلس الشيوخ البرازيلي، بحضور السفير البرازيلي لدى فلسطين فرانسيسكو ماورو اولند براسيل، حيث أطلعهم على التطورات السياسية وانتهاكات الاحتلال. وشدد على أن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، هو حل الدولتين، الذي تناضل القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس من أجل الحفاظ عليه عبر كافة الوسائل السلمية والدبلوماسية.
ووضع الوفد في صورة مخاطر الاستيطان على العملية السياسية وحل الدولتين، معبرا عن أمله في أن تقوم البرازيل ببذل مزيد من الجهود للضغط على إسرائيل وإلزامها بوقف انتهاكاتها بحق المواطنين الفلسطينيين وإلزامها بمتطلبات السلام، ووقف سياستها في الاستيطان والتهجير القسري.
وثمن الحمد الله العلاقات الثنائية بين فلسطين والبرازيل، ورفع تمثيل فلسطين إلى سفارة العام الماضي، مقدما الشكر على دعمها المالي لإعادة إعمار قطاع غزة.
في غضون ذلك فوجىء الكثير من الفلسطينيين الداخلين والخارجين من وإلى مدينة رام الله في الضفة الغربية وتحديداً المارين في شارع القدس المؤدي إلى قلنديا بلافتات ضخمة معلقة وسط الشارع تروج لفكرة الدولة الواحدة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وحملت اللافتات الضخمة شعار «إذا كان الخيار بين دولة واحدة أو دولتين، فأنا أختار الدولة الواحدة». ويبدو أن اختيار مكان وضع اللافتات لم يكن اعتباطياً كونها وضعت على مدخل بلدة كفر عقب التي تخضع للسيادة الأمنية الإسرائيلية وبالتالي سيصعب على الفلسطينيين إزالتها بسهولة. وقضية اللافتات هذه لم تكن الأولى من نوعها كون مجموعة إسرائيلية حاولت الترويج لهذه الفكرة على الطرقات الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية قبل فترة ليست بالبعيدة، فيما علقت على مدخل رام الله وفي المنطقة ذاتها، لافتات تروج للدولة الواحدة قبل قرابة العام.
وتروج هذه المجموعات لفكرة اتفاق سياسي يقوم على أساس دولة واحدة ديمقراطية لشعبين، وهو ما زاد الاعتقاد أن تكون الحركة الشعبية للدولة الديمقراطية الواحدة على فلسطين التاريخية وراء هذه اللافتات وهي حركة تأسست قبل نحو أربع سنوات. وأبدى الفلسطينيون امتعاضاً من هذه اللافتات، خاصة أنها على مدخل مدينة رام الله المدينة الرئيسية للسلطة الفلسطينية وكذلك للديبلوماسيين وزوار المدينة الفلسطينيين والأجانب، وكذلك لأنها تزامنت مع رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قيام دولة فلسطينية وحديث الرئيسي الأمريكي دونالد ترامب عن عدم معارضته لفكرة الدولة الواحدة.

الحمد الله يبحث مع ملادينوف سبل تعزيز التعاون ولافتات ضخمة على مدخل رام الله تروج «للدولة الواحدة»

تضارب أنباء حول السيطرة على مدينة الباب شمالي سوريا

Posted: 23 Feb 2017 02:24 PM PST

إسطنبول – «القدس العربي» : تضاربت الأنباء حول سيطرة الجيش السوري الحر المدعوم من قبل الجيش التركي على مدينة الباب الاستراتيجية شمالي سوريا، وسط تأكيدات عن تطهير المدينة من جميع عناصر «الدولة الإسلامية» وإزالة الألغام والكمائن المفخخة التي تركها التنظيم خلفه.
المستشار القانوني لقوات الجيش الحر، أسامة أبو زيد، أعلن أن الأخير تمكن من بسط سيطرته على كامل المدينة، وكتب على تويتر: «مدينة الباب محررة بالكامل بعد معارك ضارية خاضها أبطال الجيش السوري الحر في مواجهة تنظيم داعش».
من جهته، أكد وزير الدفاع التركي، فكري أشيق، أن «الجيش التركي وقوات السوري الحر سيطروا بشكل شبه تام على مدينة الباب».
وأضاف: «تمت السيطرة على كامل مدينة الباب تقريباً، ودخلت القوات إلى مركز المدينة، والآن تجري أعمال البحث والتمشيط»، متابعاً: «عند الانتهاء من عمليات البحث والتمشيط سنقول حينها إن الباب تطهرت بالكامل من عناصر داعش.. لم تعد هناك حاجة لوقت كثير، اليوم دخلت القوات إلى مركز المدينة بالكامل».
وحسب وكالة الأناضول الرسمية فإن قوات درع الفرات شنت ليلة الأربعاء هجوماً على مواقع «الدولة» في الباب لاستكمال السيطرة عليها، حيث تمكنت من السيطرة على «المربع الأمني» ومواقع أخرى وسط المدينة وشرقها.
ولفتت الوكالة، إلى أن الفصائل تقوم حاليا بتمشيط أرجاء المدينة للبحث عن وتفكيك كم هائل من الألغام التي خلفها التنظيم.
وأعلن عدد من الفصائل السورية العسكرية المنضوية تحت لواء عملية درع الفرات «تحرير المدينة بشكل كامل» وقتل العشرات من عناصر التنظيم، وأشارت إلى أن قواتها تواصل إزالة الإلغام وتطهير أحياء المدينة.
لكن «المرصد السوري لحقوق الانسان»، قال إن مقاتلي الفصائل المعارضة سيطروا على «نحو نصف» أحياء المدينة إلا أن مسلحي تنظيم الدولة لا يزالون فيها.
وفقد الجيش التركي قرابة 70 من جنوده في أوسع معركة يخوضها خارج حدوده منذ سنوات طويلة. وينوي التوجه بعدها إلى مدينتي الرقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة ومنبج التي تسيطر عليها الوحدات الكردية، لكن مجرد السيطرة على الباب من شانه أن يعطي زخماً كبيراً لاستراتيجية تركيا في تدمير مشروع إقامة كيان كردي وربط مناطق سيطرة الوحدات الكردية في شمالي سوريا.
ولمّح أردوغان قبل أيام إلى أن الجيش التركي ربما يتجه إلى منبج قبل الرقة، لكن مراقبين يرون أن الجيش التركي سوف يحتاج لفترة من أجل تطهير كامل المدينة وتثبيت مواقعه فيها بالإضافة إلى أن أي تحرك نحو الرقة أو منبج سوف يحتاج قراراً سياسياً وهو مالا يمكن لتركيا اتخاذه قبل الاتفاق عليه بشكل نهائي مع واشنطن التي لم ترسم بعد خطتها النهائية للحرب على الإرهاب في سوريا والتي سترسم بناء عليها خريطة تحالفاتها المقبلة في المنطقة.

تضارب أنباء حول السيطرة على مدينة الباب شمالي سوريا
الجيش التركي لن يتحرك نحو الرقة أو منبج قبل الاتفاق مع واشنطن
إسماعيل جمال

نتنياهو من استراليا يتحدث عن حكم ذاتي للفلسطينيين فقط وهرتسوغ يدعو لمفاوضات بعد عشر سنوات تهدئة في الضفة

Posted: 23 Feb 2017 02:24 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: بعدما دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لاختيار ما يريانه مناسبا من حلول، تراجع رئيس حكومة الاحتلال عن تسوية الدولتين واقترح بدلا منها حكما ذاتيا، وبالتزامن اقترح رئيس المعارضة دولة فلسطينية مؤقتة وبدون سيادة.
ومن استراليا حيث يواصل زيارة رسمية أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رفضه لقيام دولة فلسطينية واقترح حكما ذاتيا مكانها، وكرر تلويحه بالشروط التعجيزية لتسوية الصراع. متنكرا لمواقفه المعلنة السابقة منذ خطاب بار إيلان في 2009. واعتبر نتنياهو، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأسترالي، ملكوم تورنبول، أمس، أنه يفضل عدم التعامل مع الشعارات بل مع المضمون، مستخدما مجددا الترهيب الديماغوجي من دولة فلسطينية إسلامية متطرفة على حدود إسرائيل.
وتجاهل الحصار السياسي منذ عقد ونيف على غزة والحروب العدوانية التي شنتها ضدها والدمار الرهيب الذي خلفته فيه. وادعى وفقا لبيان صادر عن مكتبه، أن إسرائيل انسحبت من غزة واقتلعت جميع المستوطنات هناك وأعطت الأراضي للسلطة الفلسطينية، لكن غزة تحولت إلى دولة إرهابية حمساوية مدعومة من قبل إيران.
وعلى غرار إلقاء الكرة في ملعب الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتهم نتنياهو حركة حماس أيضا بأنها تطلق آلاف الصواريخ نحو إسرائيل. وكرر شروطه لحل الصراع بدعوة الفلسطينيين من جديد لاعتراف غير معقول بإسرائيل كدولة يهودية. وتابع في توجهاته التي تعتبرها أوساط إسرائيلية أيضا تضليلية «لا يعقل أن هناك من يقول إنه يجب على الفلسطينيين أن يحصلوا على دولة وبنفس الوقت يواصلون المناشدة بتدمير الدولة اليهودية إسرائيل. إذن، مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بالدولة اليهودية هو أمر إجباري». واستثمر حالة الفوضى القائمة في بعض الدول العربية لتبرير تعنته بالقول «نعرف ما هو الواقع في الشرق الأوسط. وإن لم تكن هناك إسرائيل لتضمن الأمن فالدولة الفلسطينية سرعان ما تتحول إلى قلعة أخرى للإسلام المتطرف. علينا أن نضمن أن الفلسطينيين سيعترفون بالدولة اليهودية، كما يجب علينا أن نضمن أن تمتلك إسرائيل السيطرة الأمنية على جميع الأراضي» قاصدا كل فلسطين.
في المقابل وكمن يخاطب الإسرائيليين خاصة ممن يخشون تحول إسرائيل لدولة ثنائية القومية زعم نتنياهو أنه لا يريد ضم مليوني فلسطيني إليها كمواطنين ولا إخضاعهم للسيطرة الإسرائيلية، مدعيا أنه يريد لهم «التمتع بحرية في حكم ذاتي، ولكن بدون القدرة على تشكيل تهديد على إسرائيل». وكرر الزعم أن لب الصراع مع الفلسطينيين هو الرفض الفلسطيني المستمر للاعتراف بالدولة اليهودية مهما كانت حدودها. وخلص لتبرير رفضه للتسوية بالقول «حينما يعترف الفلسطينيون بالدولة اليهودية وببقائها وبحق إسرائيل بالوجود على أنها الدولة القومية للشعب اليهودي على أرض أجداده ستقع سائر القضايا في محلها».
وبدلا من التصدي لممارسات نتنياهو الديماغوجية ودعوته لتسوية الصراع على مبدأ الدولتين حتى ومن منطلق كونها خدمة لإسرائيل أيضا، فإن رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ عاد ليقترح خطة تسمى الدولتين، لكن بمثالب كثيرة تعتريها عدا عن اعتبارها قابلة للتحقيق بعد عشر سنوات فقط.
وفي مقال نشرته صحيفة «هآرتس» أمس استعرض هرتسوغ رؤيته لحل الصراع، التي تهدف أساسا إلى الحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية، والاحتفاظ بالكتل الاستيطانية تحت السيادة الإسرائيلية، لتحقيق الانتصار الحقيقي للصهيونية». هرتسوغ الذي سبق وقال قبل شهور إنه لا يمكن تسوية الصراع بهذه الفترة استعرض من خلال «خطة النقاط العشر» رؤيته للوصول إلى حل الدولتين القائم على إبقاء الكتل الاستيطانية وتطويرها تحت السيادة الإسرائيلية، وإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وتظل الضفة الغربية تحت قبضة الاحتلال، كما تفرض ترتيبات أمنية صارمة في قطاع غزة. ويسعى هرتسوغ إلى حل الدولتين بعد عشر سنوات تعمل فيها السلطة على نزع فتيل المقاومة، ويجري خلالها تعزيز التعاون مع الدول العربية في المنطقة، خاصة الأمني والاقتصادي، في هذه الأثناء تستكمل إسرائيل بناء الجدار الفاصل، والجدار المحيط بمدينة القدس المحتلة، وعزل القرى الفلسطينية القريبة من القدس.
وهو يشير إلى أن مقالته تعتمد على ثلاث حقائق: الأولى هي أن مشروع المستوطنات وصل إلى أبعاد تعرض وجود إسرائيل كدولة يهودية للخطر وسيحولها لدولة عربية. كما أن «قانون التسوية» و الأصوات التي تطالب بضم أجزاء من الضفة، المنطقة ج، هي تعبير عن هذا الخطر. وفي حين أن الكتل الاستيطانية هي جزء من الحل، فإن القرارات الجارفة بمواصلة البناء في الضفة هي جزء من المشكلة.
أما الحقيقة الثانية فهي أن استمرار السيطرة على شعب آخر وصلت إلى نقطة خطيرة تهدد اليوم، الطابع الأخلاقي لإسرائيل، وتهدد هويتها كدولة ديمقراطية. والحقيقة الثالثة وفق مزاعم هرتسوغ هي أن هناك حاجة للاعتراف بأن محاولة التوصل إلى سلام دائم دفعة واحدة في مؤتمر واحد، أو من خلال عملية تشتمل على معادلات وثوابت متفق عليها للحل الدائم، لم تنجح. لافتا الى انها فشلت مع إيهود باراك في كامب ديفيد، ومع إيهود أولمرت في أنابوليس، ومع بنيامين نتنياهو في مبادرة كيري، متناسيا دور اسرائيل في فشل التسوية.
ورسميا يقول إن التسوية ممكنة فقط بحل الدولتين «وهذا الحل قائم من خلال الرغبة الإقليمية في الاندماج بعملية سياسية، وبفضل حلفاء إقليميين جدد وأقوياء، وبفضل المصلحة المشتركة لنا ولجيراننا في القضاء على داعش، وصد إيران، والتقدم مع الفلسطينيين، وبفضل أسس مبادرة السلام العربية التي لا تزال قائمة، التي يجب دمجها بمخطط الفصل بيننا وبين الفلسطينيين، في ظل دعم إدارة ترامب». ويعتبر أن إسرائيل أمام فرصة تاريخية للقيام بعملية سياسية درامية وواعدة، تلزم باتخاذ قرارات سياسية شجاعة متهما نتنياهو بتفويت الفرصة في لحظة الحسم، وخضع لأصدقائه في اليمين، ولمجمل مخاوفه، وتنصل من التزاماته، وقضى على احتمال حقيقي كان قائما في ذلك الوقت للتوصل إلى تسوية إقليمية وتغيير وجه الشرق الأوسط.
وتشمل الخطة العشرية العمل على إعادة التأكيد مجددا على التزام الطرفين والمجتمع الدولي بالهدف النهائي وهو حل الدولتين اللتين تعيشان إلى جانب بعضهما البعض بسلام وأمن، وعلى الطرفين تحديد فترة تصل إلى 10 سنوات، تحدد خلالها المساحة الواقعة غرب نهر الأردن كمنطقة بدون عنف بكافة أنواعه. ويتم الاتفاق على إنفاذ القانون بشكل مشترك وفرض عقوبات بدون مهادنة ضد كل أنواع الإرهاب والتحريض. ويتخذ مجلس الأمن قرارا بشأن ذلك، ويراقب تطبيقه بشكل مباشر.
وحسب الخطة فإنه في نفس الوقت، يتحرك الطرفان باتجاه تطبيق حل الدولتين: إسرائيل تواصل التقدم في عملية الانفصال عن الفلسطينيين من خلال استكمال الجدار الذي يحمي الكتل الاستيطانية (والقدس ضمن هذه المستوطنات) وإقامة منطقة عازلة بين القدس المحتلة وبين القرى الفلسطينية في محيطها، وكذلك عن طريق نقل صلاحيات أخرى للفلسطينيين على الأرض، بما في ذلك صلاحيات مدنية للفلسطينيين في أجزاء من المنطقة ج، بهدف تحقيق تطوير فلسطيني بين البلدات القريبة من الجدار، وبين المدن الفلسطينية الكبرى. وحسب مقترحات هرتسوغ الذي لا يأخذه الإسرائيليون على محمل الجد كمشروع معارضة أو سلطة حاكمة مستقبلا تجمد إسرائيل البناء خارج الكتل الاستيطانية، وتمتنع عن أية عملية تغير الواقع على الأرض في هذه المناطق، باستثناء احتياجات الأمن، لإتاحة المجال لتطبيق حل الدولتين. وبشكل مواز، يتم تسريع التطوير الاقتصادي الفلسطيني بشكل كبير، ويضمن ذلك بأدوات إقليمية ودولية، تشمل تطويرا مدنيا وتطوير مخيمات اللاجئين، وتطوير اقتصاد وصناعة قابلة للاستمرار.
وعلى الفلسطينيين وفق الخطة، منع كل إرهاب وتحريض، كما يعملون على بلورة اتفاق داخلي فلسطيني قومي واسع، يضم الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سلطة واحدة. وفي حال نفذوا ذلك، سيكون بإمكانهم الإعلان عن دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، ويكون واضحا أن تحديد حدودها النهائية يتم باتفاق فقط. وتدرس إسرائيل وفق الخطة بالإيجاب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتعلن أنها ترى فيها شريكا لتطبيق تسوية دائمة نهائية. وضمن الخطة التي لن تجد من يقبلها في الجانب الفلسطيني سيواصل جيش الاحتلال العمل في الضفة الغربية، حتى حدود نهر الأردن، وفي محيط قطاع غزة ويستمر التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية وأجهزتها. كما يعمل الطرفان على تطوير قطاع غزة، ويضمن ذلك إقامة ميناء، بما يتماشى مع ترتيبات أمنية صارمة، ونزع كامل للسلاح، وتدمير الأنفاق.
وبعد مرور هذه الفترة، وعلى فرض أنه لن يكون عنف في هذه السنوات في المنطقة، تبدأ المفاوضات المباشرة بين الطرفين، بدعم من دول المنطقة والمجتمع الدولي، وبدون شروط مسبقة، وعلى قدم المساواة، وبجدية وحزم، باتجاه اتفاق سلام كامل ونهائي، وتسوية كل المسائل المختلف عليها المتبقية، وبضمنها ترسيم الحدود الدائمة، والقضايا الجوهرية، ووضع حد للمطالب والصراع. وتقضي الخطة التي تبدو نوعا من رفع العتب ضمن التجاذبات الإسرائيلية الداخلية، بدعم كل المنطقة لهذه الخطوات علانية وبكل قوتها، كجزء من عملية واسعة. وتبادر إسرائيل إلى إقامة مؤسسات شرق أوسطية مشتركة، تعمل على التطوير الإقليمي والتعاون في مجالات مختلفة، بينها الأمن والاقتصاد والمياه ومرور البضائع والعمال، وتقترح أن تكون القدس مركز هذا المجتمع الإقليمي. وكمن يحاول إمساك العصا من طرفيها وإرضاء اليسار واليمين يخلص هرتسوغ للقول إن المخاوف من خسارة إسرائيل، كدولة قومية تتحول في المحور الزمني القريب إلى ملموسة، ولذلك يجب تحريك عملية تحقيق حل الدولتين مجددا وبشكل مدروس وواقعي، يحول دون التدهور المنفلت العقال نحو المجهول. وبذلك أيضا يمكن إنقاذ الكتل الاستيطانية، والاحتفاظ بها تحت السيادة الإسرائيلية، وهو الانتصار الحقيقي للصهيونية».

نتنياهو من استراليا يتحدث عن حكم ذاتي للفلسطينيين فقط وهرتسوغ يدعو لمفاوضات بعد عشر سنوات تهدئة في الضفة

وديع عواودة

عوائل الجنود الإسرائيليين الموجودين لدى حماس تطلب مساعدة الإدارة الأمريكية لإعادتهم

Posted: 23 Feb 2017 02:23 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: طلبت عائلة الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس هدار غولدن، من الإدارة الأمريكية المساعدة في إعادة الجنود الموجودين في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال لقاء جمع العائلة الليلة قبل الماضية مع مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي. وطلب أفراد عائلة غولدن من المندوبة الأمريكية أن تساعد في المساعي لإعادة جثماني ابنهم والجندي الثاني أورون شاؤول لدفنهما في إسرائيل.
وخلال اللقاء شكر سفير إسرائيل لدى المنظمة الدولية داني دانون المندوبة الأمريكية، وقال في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية، إنه لن يهدأ لحكومته بال حتى تعيد جثماني الجنديين من قطاع غزة.
وتؤكد إسرائيل أن جندييها اللذين فقدت آثارهما في الحرب الأخيرة على غزة، قتلا في أرض المعركة قبل ووقوعهما في قبضة مقاتلي حركة حماس، خلال معارك اندلعت على الحدود الشرقية لمدينتي غزة ورفح، أثناء الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014.
ورغم ذلك لم تعط كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أي تفاصيل حول الجنديين، سوى الإعلان فقط عن أسر الجندي شاؤول، دون أن تفصح إن كان حيا أو ميتا.
وإضافة لهذين الجنديين يوجد لدى حماس مواطنان إسرائيليان دخلا غزة متسللين، أحدهما يهودي من أصل إثيوبي، والآخر بدوي.
وفي سياق متصل قلل أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، من قيمة الحكم الصادر بحق الأسير نائل البرغوثي الذي أطلق سراحه في صفقة تبادل الأسرى السابقة التي كان تعرف بصفقة شاليط، بين حماس وإسرائيل عام 2011، وأعيد اعتقاله عام 2014. وأول من أمس أعادت إسرائيل الحكم بحقه الذي كان قائما قبل الصفقة، وهو السجن المؤبد إضافة إلى 18 عاما. وقضى البرغوثي بالسجن 36 عاما.
وقال، في تغريدة على حسابه على موقع «تويتر»، «إن الحكم الصادر بحق القائد نائل البرغوثي حكم منعدم ولا قيمة له».
وتابع «والقسام قرر تحرير الأسرى وباتت مسألتهم بإذن الله مسألة وقت فقط».
وسبق أن أعلن قائد رفيع في كتائب القسام، قبل يومين أن قيادة الكتائب تلقت مؤخرا عروضا إسرائيلية مختلفة عبر وسطاء إقليميين ودوليين لإجراء صفقة لتبادل أسرى جديدة مقابل جنودها الأسرى في غزة. وقال إن الأعداد والصيغة التي قدمتها إسرائيل حتى الآن للصفقة المقترحة «لا ترقى إلى الحد الأدنى من مطالب المقاومة». وأكد وقتها كذلك أنه لا صحة لما نشرته إسرائيل حول عرض إنجاز الصفقة مقابل تسهيلات تجارية.
يشار إلى أن صفقة الأسرى السابقة بين حركة حماس وإسرائيل، شملت إطلاق إسرائيل سراح 1027 أسيرا فلسطينيا، بينهم أسرى من ذوي المحكوميات العالية، مقابل إطلاق الحركة سراح الجندي جلعاد شاليط. وجرت الصفقة وقتها برعاية مصرية، غير أن إسرائيل أعادت اعتقال العديد من الأسرى الذين أطلق سراحهم ضمن تلك الصفقة في مناطق الضفة الغربية.

عوائل الجنود الإسرائيليين الموجودين لدى حماس تطلب مساعدة الإدارة الأمريكية لإعادتهم
القسام أعلن أن تحرير الأسرى مسألة وقت

موريتانيا: الجدل يحتدم حول تعديل الدستور ويفجر أزمة سياسية جديدة

Posted: 23 Feb 2017 02:23 PM PST

نواكشوط – «القدس العربي»: فجّر تخصيص دورة برلمانية تتواصل جلساتها حالياً، لإجازة مشروع القانون الدستوري الذي قدمته الحكومة للبرلمان بوصفه حصيلة لحوار أكتوبر/ تشرين الأول 2016، أزمة سياسية جديدة انضافت للتجاذب السياسي الذي لم يهدأ في موريتانيا منذ سنوات.
وتشمل التعديلات المقترحة عدة أمور بينها إلغاء غرفة الشيوخ واستبدالها بمجالس جهوية، وتغيير العلم والنشيد الوطنيين.
وتظاهر أنصار الرئيس أمس ورفعوا صوره المكبرة ورددوا شعارات مؤيدة للتعديلات أمام البرلمان، بينما تظاهر بالقرب منهم نشطاء حراك «تغيير الدستور محال» الذي يعارض المساس بالدستور، والذي يضم خليطاً من نشطاء المعارضة ونادي المدونين.
ورفع مناهضو تعديل الدستور شعارات مناوئة، ووصفوا تعديل الدستور بالخطوة الخطأ غير التوافقية، ودعوا أعضاء البرلمان إلى رفضه، بينما طالب أنصار الرئيس النواب بالإسراع بإقرار التعديلات، التي اعتبروها منسجمة مع مصلحة الشعب الموريتاني في حاضره ومستقبله، وترسيخاً لتجربة موريتانيا الديموقراطية.
ودخل الحسن ولد محمد الزعيم الرئيس لمؤسسة المعارضة الديمقراطية في لجة هذا الصراع حيث وجّه رسالة للبرلمانيين ذكّرهم فيها بعدة نقاط بينها «أن الدساتير يحتاج وضعها وتعديلها لمستوى من التوافق، إن لم يكن الإجماع، يمنحها بعد إجازتها مستوى من الثبات، والاستقرار والمصداقية لأنها أسس القوانين، وأهم النصوص في البلاد».
وأكد «أول تعديل لهذا الدستور منذ الإعلان عنه سنة 1991، كان في عام 2005 أي بعد ربع قرن من الزمن، وفي ظرف توافقي من غالبية الموريتانيين»، مضيفاً «أن تعديله شمل إضافات وإصلاحات كبيرة بررت تعديله، ونال شبه إجماع في الاستفتاء الذي أجري لإقراره».
وأوضح زعيم المعارضة «أن عدم ثبات هذه الوثيقة الأساسية يؤثر على صورتها الرمزية، ويطعن في مصداقيتها، وخصوصا إذا كانت هذه الخطوة تتم من دون مبررات واضحة أو دوافع مقنعة».
وطرح زعيم مؤسسة المعارضة مجموعة من الأسئلة على النواب تساءل فيها عن الذي تغير بعد التعديل غير التوافقي للدستور الذي جرى في عام 2012 حتى نحتاج لتعديل من جديد؟، وهل يقبل أن يتم تعديل الدستور كل أربع سنوات؟، وما الذي استجد في موضوع العلم والنشيد بعد 2012 حتى يُفرض تعديلهما اليوم ووفق إجراءات الاستعجال؟، وما الذي ستقدمه هذه التعديلات للمواطن المقهور المتطلع لإجراءات تخفف عنه غلاء الأسعار وتوفر له تعليماً لائقاً وصحة رائقة؟، وما الذي تغيّر في وضعية مجلس الشيوخ بين العامين 2012 و2017 حتى يكون إلغاء هذا المجلس ضربة لا مفر منها؟».
وخاطب النواب قائلاً: «إنني وأنا أضع هذه النقاط بين أيديكم، لأعول على إدراككم لقيمة المرحلة التي تمر بها البلاد، واستثنائيتها، ومحوريتها في دخول مرحلة جديدة من تاريخها بأقل تكلفة، وأكبر مكاسب، وهو ما يستدعي منكم موقفاً لله ثم للتاريخ برفض التلاعب بأهم وثيقة قانونية في البلاد وأذكركم أن حاضر موريتانيا ومستقبلها رهين، في جزء معتبر منه، بما ستقررونه حول هذه الوثيقة المرجعية لكل الموريتانيين، وأملي كبير في أن تكونوا على مستوى طموحات وآمال الشعب الموريتاني الطامح لمستقبل يضع فيه قواعد موريتانيا الجميع بشكل توافقي لا إقصاء فيه، ولا استعجال، ولا انشغال بالشكليات على حساب الجوهر».
وفي بيان آخر، أعلن منتدى المعارضة الذي يضم أحزاباً ونقابات وشخصيات مرجعية هامة من جديد أمس عن «رفضه الحازم للتعديلات الدستورية العبثية التي يصر النظام على تمريرها ضد إرادة الغالبية الساحقة من الشعب ومن الطبقة السياسية». وأكد المنتدى «عزمه القوي على القيام بكل ما من شأنه إفشال هذه المناورة التي يراد منها إلهاء البلد عن مشاكله الحقيقية ليستمر النظام في تنفيذ أجندته الأحادية»، مطالباً جميع البرلمانيين، من شيوخ ونواب، «بعدم تمرير هذه التعديلات التي ستبقى آثارها المعنوية والسياسية بينما سيذهب الحكم الحالي الذي هو في آخر مأموريته الأخيرة».
واستنهض المنتدى السياسي المعارض «جميع القوى الحية الموريتانية من أحزاب سياسية ومجتمع مدني وشخصيات وطنية وشباب ونساء ومدونين من أجل التوحد في سبيل إحداث هبة واسعة وقوية لإفشال هذه المناورة وإسقاط الأجندة الأحادية للسلطة».
وأكد المنتدى في بيانه «أن إصرار النظام على تمرير تعديلاته الدستورية العبثية، مناورة جديدة للقفز على الأزمة السياسية التي تعيشها موريتانيا منذ سنوات، وللتلبيس على الفضائح التي تتكشف يوما بعد يوم، وإشغال الرأي العام عن المشاكل الخانقة التي يعيشها المواطنون من غلاء وبطالة وتسريح للعمال وإهانة أمام مكاتب الحالة المدنية وتهميش وظلم، كما يعكس تعنت النظام وتماديه في الهروب الى الأمام ورفض التحديات الحقيقية التي تفرضها المرحلة، وهو بذلك يجر البلاد نحو المنزلقات الخطيرة التي عصفت باستقرار بلدان عديدة ارتهن مستقبلها من طرف من نصبوا أنفسهم أوصياء عليها». وأضاف: «إن موريتانيا تقف اليوم على مفترق طريقين لا ثالث لهما، فإما أن تقبل الطبقة السياسية والقوى الحية بأن تظل البلاد مختطفة من طرف حاكم يعتبر البلد وأهله غنيمة مستباحة يتصرف فيها كما يشاء ويورثها لمن يشاء، وإما أن تتغلب إرادة الحكمة والمسؤولية، ويأخذ الموريتانيون الغيورون على وطنهم مسؤولياتهم لرفع التحديات وفرض إرادتهم الحرة من أجل حماية وطنهم وحتى لا يذهب مستقبلهم ومستقبل أبنائهم ضحية لأهواء من لا يهمه سوى السلطة والتسلط».
وأضاف بيان المنتدى المعارض «إن ما تحتاجه موريتانيا اليوم ليس قطعاً تعديلات دستورية لا تكتسي أي طابع استعجالي، ولا تقدم حلاً لأي من المشاكل الكثيرة والملحة، ولا تعدو كونها مصدراً لتعميق الخلافات بين الموريتانيين وتأزيم الوضعية السياسية، في ظرف تطبعه حدة الأزمة بين الفرقاء وبطرق مشكوك في شرعيتها، فما تحتاجه موريتانيا اليوم أجل وأسمى من تعديلات دستورية عبثية تؤخر أكثر مما تقدم، تفرق أكثر مما تجمع، وتطرح من المشاكل أكثر مما تحل ذلك أن القضية المطروحة علينا جميعا قضية مستقبل ومصير وبقاء».
وتابع المنتدى تبرير رفضه لتعديلات الدستور قائلاً: «إن ما تحتاجه موريتانيا اليوم هو التوجه نحو المستقبل والعمل، بصورة توافقية، على حل الأزمة الراهنة وخلق المناخ السياسي والظروف الطبيعية والآليات المؤسسية التي تضمن التناوب السلمي على السلطة في أفق نهاية آخر مأمورية للرئيس الحالي، مما يشكل الضمانة الوحيدة لتجنيب البلاد المطبات الخطيرة، وما تحتاجه موريتانيا اليوم هو حل المشاكل الحقيقية التي تعاني منها ويعاني منها مواطنوها، وهو ما يجمع شعبها ويوطد لحمته ووحدته، وهو ما يرفع الظلم والتهميش عن فئات واسعة منه، وهو ما يخفف من معاناة المواطنين الذين يرزحون تحت وطأة الفقر وغلاء المعيشة، وهو ما يوفر العمل لعشرات آلاف الشباب الضائعين بين البطالة واليأس، وهو مع كل ذلك الرفع من مستوى الخدمات المتردية في جميع المجالات».

موريتانيا: الجدل يحتدم حول تعديل الدستور ويفجر أزمة سياسية جديدة

عبد الله مولود

استخدام كلمة «الصهيونية» بدلا من «الإسرائيلية» في تقرير الأمانة العامة للجامعة العربية

Posted: 23 Feb 2017 02:22 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: وافقت اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، في ختام أعمالها في مقر الجامعة العربية، أمس الخميس، برئاسة أمجد شموط، على اقتراح وفد فلسطين، باستبدال كلمة الإسرائيلية بكلمة «الصهيونية» في تقرير الأمانة العامة للجامعة، حيث تم تعديل عنوان البندين «الثاني والثالث» ليصبح «التصدي للانتهاكات الصهيونية لحقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة» و»الأسرى والمعتقلين العرب في السجون الصهيونية وجثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب المحتجزين لدى سلطات الاحتلال الصهيونية في مقابر الأرقام».
ورحبت اللجنة، بقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2334) بشأن عدم شرعية المستعمرات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتجدد تأكيدها على عدم شرعية الاستيطان بكافة أشكاله وإدانة إقرار الكنيست الصهيوني (قانون التسوية) والذي يشرعن ويضم أكثر من 40000 وحدة استيطانية في 50 بؤرة استيطانية مقامة على الأراضي الفلسطينية.
وأكدت اللجنة على قرار مجلس الجامعة على مستوى القمة المنعقدة في نواكشوط، بدعوة كل الدول والمؤسسات والشركات والأفراد إلى وقف كل أشكال التعامل مع المستعمرات الصهيونية المقامة على الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك حظر استيراد منتجاتها أو الاستثمار فيها بشكل مباشر أو غير مباشر لمخالفتها للقانون الدولي، وإيجاد آلية فعالة بالتواصل مع حركة المقاطعة الدولية للاحتلال الصهيوني، وذلك أسوة بقرار الاتحاد الأوروبي في هذا الخصوص.
ودعت المجتمع الدولي للتقيد بالتزاماته الدولية ومحاسبة الكيان الصهيوني على انتهاكاته المستمرة للقانون الدولي. وكررت اللجنة دعوتها وحثها الأمم المتحدة والأطراف الدولية المتعاقدة على اتفاقيات جنيف التحرك لفرض عقوبات على الكيان الصهيوني واتخاذ التدابير اللازمة لضمان حماية الحقوق الفلسطينية الأساسية.
وشددت اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان، على استمرار المسؤولية الثابتة للأمم المتحدة نحو قضية فلسطين حتى يتم إيجاد حل عادل وشامل لكل جوانبها يكفل إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف بما فيها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.

استخدام كلمة «الصهيونية» بدلا من «الإسرائيلية» في تقرير الأمانة العامة للجامعة العربية

منظمة العفو الدولية ترسم صورة رمادية عن أوضاع حقوق الانسان في المغرب

Posted: 23 Feb 2017 02:22 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: رسمت منظمة العفو الدولية (أمنستي) صورة رمادية عن الوضعية الحقوقية بالمغرب، وتحدثت عن فرض الحكومة قيوداً على الحق في حرية التعبير والتجمع وتكوين الجمعيات، وملاحقة الصحافيين قضائياً، ومعاناة المرأة من التمييز في القانون وفي الواقع الفعلي، بالاضافة إلى استمرار تجريم العلاقات الجنسية بالتراضي بين أفراد من الجنس نفسه وإلى الاحتجاجات الشعبية التي عرفتها المدن الكبرى في المغرب: الرباط ومراكش والحسيمة بعد وفاة محسن فكري بائع السمك بطريقة محطة للكرامة الانسانية.
وقالت المنظمة في تقريرها لسنة 2016 الذي قدم في ندوة صحافية بالرباط أول من أمس الاربعاء أن القانونين اللذين أقرهما البرلمان في شباط/ فبراير من السنة الماضية، بشأن «المجلس الأعلى للقضاء»، و»النظام الأساسي للقضاة»، لم يحققا استقلال القضاء، وأن «مشروع قانون لتعديل وإتمام القانون الجنائي» احتوى على بعض الأحكام التي تمثل تقدماً، لكنه لم يتصد للعيوب المهمة في القانون الحالي، من بينها عقوبة الإعدام، والقيود التي لا مسوغ لها على حرية التعبير والعقيدة.
وأكد التقرير في ما يتعلق بحرية التعبير أن السلطات المغربية واصلت الملاحقة القضائية للصحافيين ومنتقدي الحكومة لممارستهم حقهم في حرية التعبير السلمي، «وكان من بينهم عليّ أنوزلا، وهو صحافي مستقل بارز اتُّهم في كانون الثاني/ يناير بالدعوة للإرهاب ودعمه والتحريض عليه، وذلك في مقال نُشر في موقع «لكم» الإلكتروني في عام 2013 وإذا أُدين، فقد يُحكمُ عليه بالسجن مدة أقصاها 20 سنة» بالاضافة الى التهم التي وُجهت لسبعة صحافيين ونشطاء، من بينها «المس بسلامة الدولة»، و»عدم التصريح بالتمويل الأجنبي» لمشاركتهم في مشروع ذي تمويل أجنبي لتدريب الناس على مزاولة الصحافة الشعبية باستخدام الهواتف المحمولة، «وقد يُحكم عليهم بالسجن مدة أقصاها خمس سنوات في حالة إدانتهم».
وقال التقرير ان مجلس النواب المغربي اعتمد في تموز/ يوليو الماضي مشروع قانون بشأن مكافحة العنف ضد المرأة، ويحتوي هذا المشروع على بعض العناصر الإيجابية مثل إجراءات لحماية النساء ضحايا العنف خلال الإجراءات القضائية وبعدها، لكنه لم يكفل للنساء حماية فعّالة من العنف والتمييز وذلك بعدم تعزيزه للضمانات التي يحتويها بشكل كبير.
وأكد التقرير أن شرط إخطار طرف ثالث وموافقته، التي نصّ عليها القانون الجنائي في ما يتعلق بالإجهاض، قد يؤخر الحصول على الإجهاض القانوني، ويعرض صحة المرأة الحامل للخطر، منتقداً قانون عمال المنازل الذي يسمح بفترة انتقالية مدتها خمس سنوات يجوز خلالها استمرار استخدام الأطفال في سن 16 و17 سنة كعمال منزليين.
وسجل تقرير منظمة العفو الدولية، مواصلة السلطات ملاحقة المثليين والمثليات، وذوي الميول الجنسية الثنائية، والمتحولين جنسياً، ومزدوجي النوع قضائياً وسجنهم بموجب الفصل 489 من القانون الجنائي الذي يُجرِّم العلاقات الجنسية التي تُقام بالتراضي بين أفراد من الجنس نفسه، مقدماً المثال بملاحقة السلطات قضائياً لـرجلين كانا ضحيتين لهجوم بسبب العداء للمثليين على أيدي شبان في مدينة بني ملال.
وسجلت المنظمة الدولية استمرار السلطات في عرقلة التسجيل القانوني لعدة منظمات لحقوق الإنسان، من بينها فروع «الجمعية المغربية لحقوق الإنسان» وجمعية «الحرية الآن» و»التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان». كما منعت منظمات حقوق الإنسان من عقد اجتماعات وتجمعات عامة، وفرقت بالقوة احتجاجات الأساتذة المتدربين في إنزكان.
واشارت إلى المعاملة السيئة التي تعرض لها، ابراهيم صيكا، الناشط في «تنسيقية الأطر العليا المعطلة الصحراوية»، وأيضاً استمرار علي أعراس (يحمل الجنسيتين البلجيكية والمغربية)، في السجن بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على صدور قرار «فريق الأمم المتحدة المعني بالاحتجاز التعسفي» الذي أنصفه.
وسجل التقرير استمرار السلطات المغربية في قمع المعارضة السلمية في الصحراء حيث أنها فضت تظاهرات سلمية، وضيقت على المدافعين عن حقوق الإنسان عند عودتهم من مناطق خارجية، مستنكراً في ذات الوقت ما سمّاه بالمحاكمة الجائرة في حق 23 محتجاً وناشطاً صحراوياً كانوا قد سجنوا في أعقاب اشتباكات مميتة وقعت عام 2010 في «أكديم إيزيك»، قبل أن تطالب محكمة النقض بإعادة محاكمتهم في محكمة مدنية.
وتطرق ذات التقرير إلى طرد محامين إسبان، وبلجيكيين وفرنسيين وقاض إسباني وصلوا إلى الرباط لتمثيل سجناء «أكديم إيزيك»، موجهة في الوقت نفسه انتقاداتها لجبهة «البوليساريو» بسب تقاعسها، في معاقبة منتهكي حقوق الإنسان في المخيمات التي تسيطر عليها.
واتهمت المنظمة السلطات الجزائرية بمواصلة سياستها في التغطية على الجرائم التي ترتكبها جبهة البوليساريو الانفصالية في المخيمات التي تسيطر عليها، رغم النداءات المتكررة للكف عن ذلك.
وأكد المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية – فرع المغرب، صلاح عبد اللاوي، أن الجزائر استمرت في نهج سياسة التغطية عن جرائم جبهة البوليساريو رغم النداءات المتكررة التي أطلقها العديد من المنظمات الحقوقية والدولية، وفي مقدمها منظمة العفو الدولية لمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب تلك الجرائم.
ودعا محمد السكتاوي، مدير فرع منظمة العفو الدولية بالمغرب، الحكومة المغربية إلى «الالتزام بتطبيق حقوق الإنسان»، محذراً من «مغبة الإجهاز عليها عبر التذرع بالرأي العام حفاظا على الأمن والاستقرار، خاصة في ظل ما بات يعيشه العالم من مطبات وعواصف».
وقال السكتاوي إن «على السياسيين المغاربة الابتعاد عن الكذب وعن ممارسة الشعبوية واللجوء إلى الحلول السهلة واللعب على وتر: هذا ما يريده المواطنون» و»لا يجب أن يتاح للحكومة الإفلات من مسؤولياتها للقيام بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية تجاه مواطنيها».
ومن جهته أفاد صلاح العبدلاوي أن السلطات المغربية لا تزال تحمي المتورطين في تلك الانتهاكات من العدالة بشكل صارخ، على الرغم من مرور 10 سنوات على تقديم هيئة الإنصاف والمصالحة لتقريرها، الذي مثّل علامة بارزة بشأن الانتهاكات الجسيمة التي وقعت في سنوات الرصاص.

منظمة العفو الدولية ترسم صورة رمادية عن أوضاع حقوق الانسان في المغرب

موسكو تريد «استقرار السلطات الشرعية» في سوريا

Posted: 23 Feb 2017 02:21 PM PST

جنيف – « القدس العربي» : أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، تزامناً مع بدء جولة جديدة من المفاوضات السورية في جنيف ان هدف روسيا في سوريا هو «استقرار السلطات الشرعية» وتوجيه «ضربة حاسمة» للإرهاب.
وقال خلال لقاء مع ضباط الأسطول الروسي العائد من سوريا «لا نحدد لأنفسنا هدف التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا» حيث تخوض موسكو حملة عسكرية منذ خريف عام 2015 لدعم نظام الرئيس بشار الأسد.
وأضاف حليف نظام دمشق ان لدى روسيا «مهمة الحفاظ على استقرار السلطات الشرعية في البلاد وتوجيه ضربة حاسمة للإرهاب الدولي».
وتابع بوتين وفق لقطات بثها التلفزيون الروسي «كلما تم الاسراع في التوصل إلى حل سياسي ازدادت فرص المجتمع الدولي لإنهاء طاعون الارهاب على الأراضي السورية».
وتتزامن هذه التصريحات مع بدء جولة جديدة من المفاوضات بين ممثلين للنظام السوري والمعارضة الخميس في جنيف، وإعلان سيطرة الفصائل السورية الموالية لأنقرة على مدينة الباب، آخر معقل في محافظة حلب لتنظيم «الدولة الإسلامية».
وأسفر التدخل العسكري الروسي في سوريا عن تغيير المعادلة الميدانية لصالح الجيش السوري الذي كان يواجه صعوبات مع الفصائل المدعومة من دول الخليج والغرب. وفي كانون الثاني/يناير الماضي، قررت روسيا سحب حاملة طائراتها من المياه السورية، بعد ان أعلنت في كانون الاول/ديسمبر أنها «ستخفض» وجودها العسكري في سوريا.
وأشاد بوتين بالأسطول الذي يضم خصوصاً حاملة الطائرات الوحيدة في الخدمة، اميرال كوزنتسوف، مؤكداً انه ساهم «في توجيه ضربة كبيرة للجماعات الإرهابية» وفي «تهيئة الظروف لمواصلة محادثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة».
واعتبر ان البحارة الروس ساهموا من خلال مهمتهم في سوريا «بشكل مباشر في ضمان أمن روسيا». وتقول أجهزة الامن الروسية ان «نحو أربعة آلاف مواطن روسي وخمسة آلاف مواطن من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق» يقاتلون في صفوف الجهاديين في سوريا ما يشكل «خطراً كبيراً» بالنسبة إلى روسيا وفقاً لبوتين.
وفي الموازاة، قال أليكسي بورودافكين، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف، أن موسكو تنظر إلى فكرة إقامة «مناطق آمنة» في سوريا بتحفظ شديد.
واعتبر مطالب المعارضة السورية برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، «تافهة».
وقال: «يترك موقف الحكومة السورية انطباعاً مختلفاً تماماً بالمقارنة مع ما نسمعه من المعارضين الذين يصلون من الرياض، إذ يطرحون من جديد شرطاً مسبقاً يتمثل في مطلبهم التافه بخصوص استقالة الرئيس السوري بشار الأسد فوراً.
بورودافكين، أكد أيضا أن تعليق الضربات الجوية خلال المفاوضات لا يعني وقف محاربة الارهابيين بالاعتماد على غارات الطيران الحربي.
وجـاء هذا الكلام في سياق توضيحه حول ما أعلن سـابقاً عن طلب وجهته موسكو إلى دمشق بتعليق الضـربات الجـوية خـلال عمـليات التفـاوض.
وقال: «في ما يخص توجيه الضربات الجوية، فينص نظام وقف إطلاق النار على عدم توجيه أي ضربات إلى فصائل المعارضة التي انضمت إلى الهدنة. وتلتزم بذلك بشكل صارم القوات الجوية الفضائية الروسية وسلاح الجو السوري، لكن ذلك لا يشمل المجموعات الإرهابية»، موضحاً أن الحديث يدور عن تنظيمي «الدولة» و»النصرة».

موسكو تريد «استقرار السلطات الشرعية» في سوريا

كامل صقر ووكالات

أول إحصائية رسمية بتعداد الأقباط في مصر تصدر نهاية 2017

Posted: 23 Feb 2017 02:20 PM PST

القاهرة ـ»القدس العربي»: قال نجيب جبرائيل، مستشار الكنيسة القبطية المصرية، إن أول إحصائية رسمية لتعداد الأقباط في مصر ستصدر نهاية العام الجاري.
وكان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أضاف خانة خاصة لتحديد الديانة في استمارة التعداد السكاني الذي يجريه الآن، ما آثار جدلا واسعا بين الأقباط وتضمنت الاستمارة عدة أماكن مخصصة لاختيار ديانة الفرد.
وأشارت مصادر من داخل الجهاز إلى أن رئيسه اللواء أبو بكر الجندي، اتخذ القرار بعد مشاورات مع طاقم مكتبة ومستشاريه استنادا على المفاهيم الدولية الحديثة المعمول بها في عملية التعداد. وقال جبرائيل إن وضع خانة الديانة تمثل بادرة هامة في إطار المصارحة المجتمعية لمعرفة الأعداد الحقيقية الرسمية للأقباط وبقية الطوائف الأخرى.
وأوضح جبرائيل أنه سبق وأقام دعوى قضائية ضد الجهاز المركزي للتعبئة لإعلان الأعداد الحقيقية للمسيحيين، ما سيترتب عليه حصولهم على حقوقهم في الوظائف العامة، والحكومية وتمكينهم من بناء كنائس بما يتفق مع نسبهم، وأنه كان بالأحرى أن يكون القرار الزاميا وليس اختيارىا وهو أمر متفق مع الدستور ولا يخالفه بدليل انه عمل كوتا للأقباط في البرلمان الحالي كدورة واحدة لحين تشبع الثقافة الشعبية وتقبلها للوضع. وتوقع أن تصدر نهاية العام الجاري، أول إحصائية رسمية للأقباط التي ستتراوح بين 11 و12 مليون نسمة بحسب الإحصائيات التي أجراها عددا من مؤسسات المجتمع المدني والكنائس.
و قال المستشار هلال بديع جيد المستشار القانوني لكنائس شرق القاهرة إن تخصيص خانة للديانة في أوراق تتصل بجهة رسمية عليا في الدولة مثل الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء هي دعوة تمييزية وكانت ستلقى قبولا إذا كانت عامة وأكثر شمولا بالتطرق لتعداد الفتيات أو المسنين أو الأطفال، ولكن أن يجري التصنيف على أساس الدين بهذه الصورة فهو أمر مرفوض ولن يضيف أي إيجابيات جديدة للمجتمع، خاصة في ظل مناخ ثقافي يسعى لتفعيل المواطنة بشكل عملي وهدم أي فوارق يمكنها أن تصنع فجوات بين أبناء الوطن الواحد، ما تجلى في الغاء خانة الديانة في جامعة القاهرة وبعض الجامعات الأخرى والنقابات.
وتساءل عن مصير اللادينيين والعائدين وأصحاب الديانات غير الرسمية. وأضاف المستشار القانوني لكنائس شرق القاهرة، أن الإعلان عن تعداد تلك الفئات سيكون له مردود سلبي لدى التيارات المتشددة التي ستستخدمة حتما كورقة للضغط على النظام باعتباره يساندها ويحتويها.
وتابع: «منذ عهد البابا الراحل شنودة الثالث نختلف على الرقم الرسمي لعدد الأقباط ويحدث تضارب بين ما تعلنه الحكومة والكنيسة والجهاز المركزي للإحصاء ولا يعنينا كمسيحيين معرفة تعدادنا لكن يهمنا الخدمات التي تقدمها الكنيسة لكل فئات الشعب دون تمييز».
وقال ممدوح رمزي عضو مجلس الشورى الأسبق، إنه ضد وضع خانة للديانة في أي محررات رسمية لأنه نوع من التصنيف الطائفي الممجوج والنشطاء الأقباط الذين يروجون لها ويؤيدون تطبيقها هم متاجرون بالقضية ولا تشفع لهم أي مبررات واهية.

أول إحصائية رسمية بتعداد الأقباط في مصر تصدر نهاية 2017

تقارير دولية: لا تحسن في أوضاع حقوق الإنسان في السودان

Posted: 23 Feb 2017 02:19 PM PST

الخرطوم ـ «القدس العربي»: أكدت ثلاث جهات دولية، عدم تحسن أوضاع حقوق الإنسان في السودان واستمرار القمع والتدهور خلال الفترة الماضية، رغم زعم الخرطوم حدوث تحسن واضح في هذا الملف.
وجاء ذلك، من خلال التقرير السنوي لمنظمة العفو الدولية، والبيان الصحافي لخبير الأمم المتحدة المستقل والمعني بحالة حقوق الإنسان في السودان، أريستيد نونونسي، إضافة لتقرير حكومة المملكة المتحدة في آخر تحديث عن وضع حقوق الإنسان في الستة أشهر الماضية.
وخلص تقرير العفو الدولية إلى أن السلطات السودانية واصلت رفضها لتنفيذ أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس عمر البشير وعدد من المسؤولين الآخرين.
وأضافت أن الأوضاع ظلت متردية في ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان «مع الانتهاكات الواسعة النطاق للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان».
وحسب «أمنيستي» فإن الأدلة تشير إلى استخدام القوات الحكومية للأسلحة الكيميائية في دارفور، إضافة إلى تقييد الحقوق في حرية التعبير والتجمع السلمي وتكوين الجمعيات والانضمام إليها.
وقالت المنظمة إن «من يشتبه في أنهم معارضون للحكومة تعرضوا للقبض والاحتجاز بصورة تعسفية وغير ذلك من الانتهاكات. وأدى إفراط السلطات في استخدام القوة عند فض التجمعات إلى سقوط العديد من الضحايا». كذلك، عبّر الخبير المستقل لحقوق الإنسان عن قلقه، حيال حالات الاعتقالات والاحتجازات التي تستهدف ممثلي منظمات المجتمع المدني، من غير الحصول على التمثيل القانوني، أو السماح لهم بمقابلة عائلاتهم.
وطالب أريستيد نونونسي، في ختام زيارته للسودان والتي امتدت بين 10 ـ 22 شباط/ فبراير، الحكومة باحترام حقوق الحريات الأساسية المنصوص عليها في الدستور الوطني الانتقالي، والسماح للمواطنين السودانيين بممارسة هذه الحريات ممارسة تامة والإفراج العاجل عن جميع أعضاء المجتمع المدني المعتقلين تعسفياً.
وعقب عودته من إقليم دارفور، أوضح الخبير المستقل أن «الوضع مستقر نسبيا، لكن المخاوف الرئيسية التي لا تزال تؤثر على السلام والأمن والتعايش بين المجتمعات المحلية، وهي قطع الطرق والنهب المسلح، والاعتداءات، وجرائم القتل والاغتصاب وعمليات الاختطاف التي يتعرض الأشخاص النازحون داخلياً، والصراعات بين الجماعات السكانية المختلفة بسبب الأراضي الزراعية».
وأضاف أن «عدم إصدار تأشيرات العمل لموظفي حقوق الإنسان التابعين لليوناميد، من شأنه أن يؤثر على مقدرة البعثة في تنفيذ ولايتها على حقوق الإنسان، وبالتالي يؤثر على مطالبة السلطات السودانية باتخاذ التدابير التصحيحية اللازمة، لضمان استمرار ولاية حقوق الإنسان في دارفور».
ورغم تلك الملاحظات فقد أشاد خبير حقوق الإنسان، بالحكومة السودانية على الإصلاحات التي اتخذتها لضمان تحقيق المزيد من فصل السلطات بين وزارة العدل ومكتب النائب العام، مؤكدا أن هذا الإصلاح «سيعزز من سيادة القانون والأداء الفعال للسلطة القضائية». وكانت حكومة المملكة المتحدة، نشرت الأسبوع الماضي آخر تحديث عن وضع حقوق الإنسان في السودان للفترة ما بين تموز/ يوليو وكانون الأول/ ديسمبر 2016، أوضحت خلاله أن الوضع العام لحقوق الإنسان لم يتحسن خلال الستة أشهر الماضية.
وقالت حكومة المملكة المتحدة في تقريرها «نرحب بوقف إطلاق النار من جانب واحد الذي أعلن، ولكن ما زلنا نشعر بالقلق إزاء أوضاع حقوق الإنسان في جميع أنحاء السودان، بما في ذلك اعتقال شخصيات المعارضة السياسية والقيود المفروضة على حرية التعبير».
ولفت التقرير إلى حدوث انخفاض في مستوى القتال في كل من دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق خلال الفترة الماضية. لكنه أشار إلى أن الوضع الأمني العام في دارفور لا يزال هشا، وخصوصا خارج المدن الكبيرة.
وحسب التقرير، الوضع الإنساني الحرج مستمر ويوجد أكثر من 5.8 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية، أي بزيادة قدرها 400 ألف في النصف الأول في عام 2016.
وأضافت: «على الرغم من وقف إطلاق النار، فإن وصول العاملين في المجال الإنساني الدولي وبعثة حفظ السلام في دارفور (يوناميد) في دارفور لا يزال يمثل مشكلة، لا سيما في منطقة جبل مرة».
وتناول التقرير الاعتقال التعسفي والقيود المفروضة على الحريات الصحافية خلال الفترة المشمولة بالتقرير، مشيرا إلى وجود 55 حالة قمع للصحف (مقارنة مع 20 مثل هذه الحوادث في النصف الأول من عام 2016).
وبين أن البيئة لعمل لمجتمع المدني في السودان لا تزال صعبة، مشيرا إلى احتجاز ثلاثة أفراد من مركز مسارات للتدريب والتنمية البشرية بعد اعتقالهم في يونيو / حزيران.
وأضاف أن حرية الدين أو المعتقد لا تزال مصدر قلق بالنسبة لبريطانيا.لافتا إلى أن السودان يعد ضمن ثماني دول يصعب تعايش المسيحيين فيها.

تقارير دولية: لا تحسن في أوضاع حقوق الإنسان في السودان

صلاح الدين مصطفى

محكمة النقض توافق على حضور نجلي مبارك محاكمته

Posted: 23 Feb 2017 02:18 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: وافقت محكمة النقض المصرية، أمس الخميس، على الطلب المقدم من نجلي الرئيس المخلوع حسني مبارك علاء وجمال، لحضور جلسة محاكمة والدهما في قضية «قتل المتظاهرين» إبان ثورة 25 يناير2011، والمعروفة إعلاميًا بـ«محاكمة القرن»، والمقررة في 2 آذار/ مارس المقبل.
واستخرج رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس الأسبق، فريد الديب، التصاريح الخاصة بنجلي الرئيس، إضافة إلى تصاريح هيئة الدفاع عن مبارك للسماح لهما بالدخول إلى أكاديمية الشرطة وحضور الجلسة.
ووافقت محكمة النقض على انتقالها لأول مرة في تاريخها خارج دار القضاء العالي لتتخذ من أكاديمية الشرطة مقرًا لمحاكمة الرئيس الأسبق في قضية قتل متظاهري ثورة 25 يناير، بعد تداول القضية في المحكمة لأكثر من عام و4 أشهر، كانت ترفض فيها الانتقال للأكاديمية، معللة ذلك بكونه مكان غير مستقل.
ووافق على قرار الانتقال، كل من المستشار أحمد عبدالقوي رئيس الدائرة التي تنظر محاكمة مبارك، ورئيس محكمة النقض رئيس مجلس القضاء الأعلى المستشار جمال الدين شفيق.
وأرسلت «النقض» خطابات رسمية، إلى 3 جهات رسمية تعرب فيها عن موافقتها الانتقال إلى أكاديمية الشرطة يوم 2 مارس/ آذار، لمحاكمة مبارك في قضية قتل المتظاهرين.
وعلى مدار أكثر من عام بداية من 21 يناير 2016، كانت «النقض» تؤجل نظر موضوع الدعوى لحين توفير مكان مؤمن ومستقل للانتقال إليه لصعوبة نقل مبارك إلى دار القضاء العالي، مقر انعقادها.
وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، قضت النقض بتأييد حكم محكمة الجنايات الثاني، الصادر ببراءة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، و6 من مساعديه، من تهم قتل المتظاهرين، وبراءة «مبارك» ونجليه من تهم الفساد المالي.
وألغت النقض حكم محكمة الجنايات الصادر بعدم جواز محاكمة الرئيس المخلوع عن تهم قتل المتظاهرين، لما تضمنه الحكم من خطأ قانوني اعتمد على صدور أمر ضمني من النيابة العامة بألا وجه لمحاكمة «مبارك».
وحددت النقض جلسة 21 يناير/ كانون الثاني 2016 لنظر موضوع الطعن، وبعد انعقاد الجلسة بدار القضاء تبين تغيب المتهم عن الحضور لصعوبة نقله إلى دار القضاء.
واقترحت وزارة الداخلية نقل جلسات المحاكمة إلى أكاديمية الشرطة، إلا أن المحكمة رفضت ذلك لكونه مكانا غير مستقل، وأجلت الدعوى إلى 7 أبريل/ابريل 2016، وتغيب مبارك أيضا فأجلتها إلى 3 نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه لقرارها السابق، وفي الجلسة ذاتها تغيب للمرة الثالثة فأجلت المحكمة القضية إلى 2 مارس/آذار المقبل لتوفير مكان مناسب لانعقادها.

محكمة النقض توافق على حضور نجلي مبارك محاكمته

تقرير:المغرب سيواصل إنفاقه العسكري لمواجهة التهديدات الجزائرية

Posted: 23 Feb 2017 02:17 PM PST

الرباط ـ «القدس العربي»: كشف تقرير جديد «لمعهد ستوكهولم للسلام» عن حجم عملية التسلح في المغرب والجزائر، وهو ما حدا بصحيفة محلية إلى القول إن الحرب الديبلوماسية بين البلدين الجارين على الساحة الإفريقية لا يمكن أن تخفي سباقاً محموماً نحو التسلح بين الجانبين.
وبينت الأرقام التي نشرتها صحيفة «أخبار اليوم» وموقع «لكم2» أن المغرب احتل الرتبة 24 عالمياً والثانية إفريقياً في مقتنيات السلاح، وبلغت نسبة ما استورده على الصعيد الإفريقي 15 في المئة، فيما اقتنت الجزائر 46 في المئة من هذه المقتنيات واحتلت الرتبة الخامسة عالمياً، والأولى إفريقياً.
واستورد المغرب 1.2 في المئة من مجموع واردات العالم من الأسلحة، بينما بلغت نسبة الجزائر 3.7 في المائة. وتعد أمريكا المورد الأول للسلاح بالنسبة للمغرب حيث إن 44 في المئة من الأسلحة التي اقتناها المغرب ما بين 2012 و 2016 قادمة من أمريكا، متبوعة بفرنسا بنسبة 34 في المئة ثم هولندا بنسبة 18 في المئة. وتعد أمريكا أول دولة مصدرة للسلاح في العالم حيث تصدر لوحدها 33 في المئة من مجموع الصادرات، متبوعة بروسيا بنسبة 23 في المئة والصين بنسبة 6.2 في المئة.
وبينما ينفق المغرب 3.5 مليون دولار سنوياً في هذا المجال، تنفق الجزائر حوالي 10 ملايين دولار سنويا.
وذكر تقرير «معهد ستوكهولم للسلام» أن المغرب بصدد اقتناء قمر صناعي خاص بالاستخدام العسكري، ليكون بذلك ثالث دولة إفريقية تحصل عليه بعد جنوب إفريقيا ومصر. وكشف التقرير أن المقتنيات المغربية المقبلة من الأسلحة تتمثل في المزيد من الطائرات المقاتلة والمروحيات والغواصات وأنظمة الرادار والسفن الحربية.
وأشار التقرير إلى أن مجموع ما سينفقه المغرب من الآن حتى 2022 سيبلغ 18.6 مليار دولار، موضحاً أن هذه الجهود تخصص أساساً لمواجهة التهديد الذي تمثله الجزائر على الرباط.

تقرير:المغرب سيواصل إنفاقه العسكري لمواجهة التهديدات الجزائرية

السلطات المغربية تضبط محاولة لتهريب أكثر من طنين من المخدرات

Posted: 23 Feb 2017 02:16 PM PST

الرباط – «القدس االعربي»: أجهضت أجهزة الأمن المغربية محاولة تهريب أكثر من طنين من المخدرات في منطقة الكركرات على الحدود المغربية الموريتانية وألقت القبض عل سائق الشاحنة التي كانت محملة بتلك المخدرات.
وقال بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني ان عناصر الأمن الوطني وإدارة الجمارك بالمركز الحدودي الكركارات جنوب مدينة الداخلة، تمكنت مساء أول من أمس الأربعاء من إجهاض محاولة لتهريب أكثر من ثلاثة أطنان من المخدرات على متن مقطورة تجرها شاحنة مسجلة بالمغرب، وذلك في إطار الجهود المبذولة لمكافحة الاتجار الدولي في المخدرات والمؤثرات العقلية.
وأفاد بلاغ المديرية أن إجراءات المراقبة الحدودية وعمليات التفتيش أسفرت عن توقيف سائق الشاحنة، وهو مواطن مغربي يبلغ من العمر 48 سنة، كما تم العثور على المخدرات المحجوزة داخل قارورات من الحجم الكبير مخصصة لمواد التجميل كانت موجهة للتصدير نحو إحدى الدول الإفريقية.
وأضاف أن الكمية الإجمالية للمخدرات المحجوزة في إطار هذه العملية بلغت 3 أطنان و134 كيلوغراماً من مخدر الحشيش، وأحيلت على إدارة الجمارك للاختصاص، بينما تم وضع الشخص الموقوف رهن إشارة المصالح الأمنية المختصة ترابياً لإجراء بحث قضائي في النازلة. وكانت عناصر الأمن المغربي بمركز الكركرات تمكنت، قبل شهور قليلة، بالتنسيق مع عناصر إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، من إجهاض محاولة تهريب 765 كيلوغراماً من مخدر الحشيش.
وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، في حينها، أنه تم ضبط هذه المخدرات المحجوزة على متن شاحنة للنقل الدولي، يقودها مواطن من جنسية سنغالية، كانت محملة ببضاعة معدة للتصدير.
وقامت السلطات المغربية في الصيف الماضي بتطهير منطقة الكركرات من المهربين وتجارة المخدرات وتعبيد الطريق الرابط بين نقطتي الحدود المغربية والموريتانية (3 كلم ونصف) الا ان جبهة البوليساريو التي تناهض سيادة المغرب على الصحراء الغربية التي استردها من اسبانيا 1976قالت ان ما قام به المغرب اختراقا لوقف اطلاق النار مما تسبب في توتر في المنطقة تدخلت الامم المتحدة لمنع حدوث أي اصطدام عسكري بين الطرفين.
واتهمت جبهة البوليساريو في رسالة لمجلس الامن االدولي السلطات المغربية بتسهيل تهريب المخدرات في المنطقة وقالت في مذكرة للمجلس الذي عقد اجتماعا الاربعاء حول الصحراء أنه وخلافا لما حاول المغرب الترويج له خاصة بين أعضاء مجلس الأمن، بالقول أن غرضه من بناء الطريق هو وضع حد للتجارة غير المشروعة بجميع أنواعها ، فان قوات جبهة البوليساريو تمكنت في شهر كانون الاول/ ديسمبر 2016 ، وعلى بعد كيلومترات من منطقة الكركارات، من حجز خسمة آلاف كلوغرام من مخدر الحشيش المغربي.
وقالت منابر اعلامية مغربية انه في تطور خطير قامت الوحدات العسكرية التابعة لجبهة البوليساريو، بمنع شاحنة بضائع مغربية من مواصلة طريقها في اتجاه مدينة نواذيبو الموريتانية، عبر معبر الكركرات، وطلبت من سائقها العودة من حيث أتى.

السلطات المغربية تضبط محاولة لتهريب أكثر من طنين من المخدرات

الحبكة والتجديل التأويليّ

Posted: 23 Feb 2017 02:16 PM PST

لقد سبق أن عُولجت مسألة تأويل الرواية في المقال السابق الذي عُدّ فيه الفنّ الروائيّ فنًّا مُؤوِّلًا للعالم يسعى إلى فهمه بوصفه خطابًا، وعُدَّ جهد المُؤوِّل فيه ماثلًا في إعادة التجسيم الذي هو وسيلة الحكي في بناء المعنى إلى أصله التجريديّ الضمنيّ غير الظاهر، الذي يكمن خلف كلّ صيرورة سرديّة روائيّة، ولنعُدَّ هذه الأخيرة مُحدَّدة في الحبكة، بوصفها أداة كلّ تجسيم حكائيّ.
ويتّجه السعي اليوم في هذا المقال إلى نقل ما أُثْبِت نظريًّا إلى مجال التطبيق، حتّى يكون القارئ على بيِّنة من الطريقة التي يُمْكِن اتّباعها في مُمارسته التأويل الروائيّ على مستوى التحبيك، وحتّى تُدفع الدعوى التي ترى في التنظير جهدًا غير ذي فائدة في مُقاربة النصوص. وستُعتمد ـ في هذا النطاق ـ روايةُ «الجريمة والعقاب» للروائي دوستويفسكي نموذجًا أساسًا في هذا الصدد، لكونها ـ من جهة ـ نصًّا روائيًّا معروفًا لدى أغلب القرّاء، ولكونها ـ من جهة ثانية ـ حظِيتْ بكثير من الاهتمام من قِبَل عديدٍ من المُنظِّرين. وسيكُون من الأليق ـ قبل الشروع في التطبيق ـ الإشارة إلى أنّ هذا المقال تجريب تصوّر جديد للرواية تُعَدُّ بمُوجبه فنًّا يقوم على تجديل تأويليٍّ؛ أي أنّها فنٌّ يتأسَّس التخييل فيه على تأويلات مُتعارضة فيما بينها؛ وتُعَدُّ هذه التأويلات المُتعارضة صراعا مُنظَّما بين حبكات مُختلفة. وينبغي في هذا النطاق إعادة النظر في كلّ دعوى ترى في الرواية تجسيما لسؤال تجريديّ واحد بوساطة اعتماد حبكة واحدة مُوحَّدة.
ستكُون الانطلاقةُ في التحليل من عَدِّ رواية «الجريمة والعقاب» تجسيما حكائيًّا لسؤال تجريديّ (خلفية تجريديّة كما أشار إليها جورج لوكاتش) هو كالآتي: «عثور الروح على ذاتها بعد إضاعتها». ويُعَدُّ هذا السؤال التجريديّ خلفية للحبكة – القصديّة الأساس. وينبغي تأجيل فهم هذا الأمر الذي يبدو مُلتبسًا إلى مرحلة تالية على بسط التجديل التأويليّ بين الحبكات المُتعارضة المُتعدِّدة في هذه الرواية. فما هي- إذن- هذه الحبكات؟
هناك ثلاث حبكات أُسُس: أ- الحبكة الواقعيّة التي هي مُحدَّدة (سراب النظرية) وفق العالم الموسوعيّ الذي يرسم الكيفيةَ التي نستطيع بها تعاطي الحياة والوسائلَ التي يتحقّق بها العيش (المال) فيها، من طريق مُراعاة الشرعية (السُّنَن). ب- الحبكة التخييليّة التي تخرق الحبكة الواقعيّة، وتَمْثُلُ هذه الحبكة في اعتماد وسائل غير شرعيّة في تحقيق الغاية (العيش) بوساطة القتل (قتل راسكولنيكوف العجوز المُرابية). ج- الحبكة القصديّة الأساس التي تُعَدُّ بمثابة إصلاحٍ أخير للخرق من طريق قبول العقاب، لا بوصفه مُجاوزة للإثم، ولكن بوصفه الاختيار الأصوب، وتتمثَّل هذه الحبكة في قبول السجن بفعل الاقتناع بالمسيحية بوصفها حلًّا؛ حيث ينتهي راسكولنيكوف في السجن مُمْسِكًا بالإنجيل.
تُعَدُّ هذه الحبكات تأويلات للعالم؛ حيث ترسم جميعُها مسارات لفهم الحياة وكيفية تعاطيها. لكن كيف نستخلص الحبكة التي تُمثِّل الاقتناع الأخير بالنسبة إلى راسكولنيكوف، التي تقوم على الحبكة القصديّة الأساس («عثور الروح على ذاتها بعد إضاعتها»)؟ لا بدّ من التذكير بكون التأويل الروائيّ ينبغي أن يتمّ في حضن الأدب أو المكتبة أو قراءة الرواية وتأويلها بوساطة الرواية نفسها أو بوساطة النصوص الثقافيّة المُؤسِّسة (المُؤثِّرة في الفكر والمعرفة)؛ فما يُنير الحبكة القصديّة في رواية «الجريمة والعقاب» هو ربطها بكتاب مُؤسِّس في الثقافة الدينيّة المسيحيّة، ألَا وهو «الاعترافات» للقديس أوغسطين، خاصّة ما يرد فيه من أسئلة في صدد الذاكرة والنسيان، ومن ربطٍ لها باللاهوت. ولا بدّ من اعتماد مثال من هذا الكتاب من شأنه أن يُضيء الحبكة القصديّة في رواية دوستويفسكي. يُورد القديس أوغسطين في كتابه المذكور مثال امرأة تبحث عن عقد نسيتْ أين وضعته في بيتها، وتُحاول جاهدة للعثور عليه استذكار المكان الذي أودعته فيه. والغاية من هذا المثال سؤال مهمّ: هل يُمْكِن أن نتحدَّث عن النسيان إذا كانت المرأة تستذكر العقد، وتستذكر أنّها وضعته في مكان ما؟ فالعقد موجود في الذاكرة على الرغم من نسيان المكان الذي وضعته فيه. هذا المثال ليس هو الأساس، وإنّما يترتَّب عليه من نتائج في مجال آخر غير الذاكرة المحض؛ فهو مُجرَّد خادم لغاية أخرى مُفارقة له. ويتّضح هذا في إحلال الله محلّ العقد؛ فقد يحدث نسيانه أو إنكار وجوده، لكنّه مع ذلك موجود داخلنا. هذه هي الخلفية البعيدة التي تكمن خلف الحبكة القصديّة في رواية «الجريمة والعقاب»؛ فالروحي بوصفه الحل الأمثل للأزمة التي تعيشها الذات (راسكولنيكوف) موجود في أعماقها، لكن النسيان طاله، وحلّت محله الحبكة التخييليّة الخارقة (القتل) التي تترجم الدنيويّ وهيمنته، وما يترتب عليها من أزمة نفسيّة – روحيّة. وتكُون الحبكة القصديّة تجلية للجهد الذي يقود إلى العثور على الروحي بعد إضاعته. وحتّى تكتمل صورة التجديل التأويليّ لا بدّ من التذكير بأمر مهمّ يُساعد على فهم الكيفية التي يتمّ بها تأويلُ الروايةِ العالمَ في هذه الرواية. والمقصود بهذا أنّ العقد الضائع قد يُعثر عليه بفعل علامة أو شيء يساعدان الذاكرة على الاستذكار والاهتداء إلى موضوعها المنسي أو الضائع. وليس هذه العلامة أو الشيء- في الرواية- سوى الداعرة سونيا التي تُمثِّل التأويل المسيحيّ للعالم والعيش فيه؛ فهي التي تساعد راسكولنيكوف على العثور على الروحي الضائع. ومن ثمّة يُعَدُّ اعترافه بالجريمة التي ارتكبها في حقّ العجوز (القتل) مُقدِّمةً لتفسّخ الحبكة التخييليّة الخارقة التي هي تمثيلٌ تأويليٌّ للعالم مُستمدٌّ من رؤية باكونين الفوضويّة، وبدايةً لاشتغال التأويل الروحيّ الذي تُمثِّله الحبكة القصديّة الأساس، مع ما يقتضيه هذا من إثبات لكلّ الأشكال الروحيّة التي تُمثِّل حقيقة العالم، وكيفية العيش فيه؛ ومن ثمَّة يُعَدُّ قبول العقاب (السجن) جزءًا من حبكة الروحي الذي عُثِرَ عليه، إذ تكمن خلفه خلفية التطهّر المُفضي إلى الخلاص.
نستخلص من التحليل أعلاه أنّ الرواية فنٌّ يقوم على التجديل بين تأويلات مُختلفة، وتُترجَم هذه التأويلات بوساطة حبكات مُتعارضة داخل نسيج الحكي. وليس من الضروري أن تكُون هذه الحبكات ظاهرة في النص الروائيّ، إذ من المُمْكِن أن تكُون ضمنيّة متروكة للاستنتاج. لكن ما لا يُمْكِن نفيه- في هذا الصدد- هو وجود حبكتيْن على الأقلّ بالضرورة في كلّ نصّ روائيّ: حبكة الواقع (كيف نفعل في الواقع وفق الثقافة والقانون) والحبكة التخييليّة التي تخرق الحبكة الواقعيّة، وقد تكُون الحبكة التخييليّة أحيانًا هي نفسها الحبكة القصديّة الأساس.

٭ أديب وأكاديمي مغربي

الحبكة والتجديل التأويليّ

عبد الرحيم جيران

شربل خليل: لم أسىء للإمام الصدر ولبري… ولا أمل في الاعتذار

Posted: 23 Feb 2017 02:16 PM PST

بيروت ـ «القدس العربي» : في أول إطلالة إعلامية له بعد الحركة الاحتجاجية الاعتراضية من قبل عناصر من حركة أمل على ما اعتبروه إهانة للامام المغيب موسى الصدر ولرئيس مجلس النواب نبيه بري، ضمن برنامجه الساخر «دمى كراسي» على شاشة تلفزيون «الجديد»، أكد المعدّ والمخرج شربل خليل انه «لا يخاف من التهديدات ولن يقّدم اعتذاره، كونه لم يهن ايّاً من الإمام الصدر و لا الرئيس بري.
وخلال مقابلة في برنامج «لهون وبس» على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، حمل خليل في يده ، و هو على المسرح سلة مملؤءة بالحجارة التي وزّعها على حداد وعلى أعضـاء الفرقة الموسيقية محتفظاً بحجرة مـعه «لـيرشق بها من يريد انتقاده»، كما قال ممازحاً، وذلـك في تلميح لما حصل من أعمال شغب الأسـبوع الماضـي أمـام مبـنى تلـفزيون الـجديد.
و انتقد من ينصّبون أنفسهم أنهم مفتون ويقومون بتوزيع الإتهامات من دون أي اثبات مقنع. واعتبر أن ما حصل الأسبوع الماضي من تحركات احتجاجية ما هو إلاّ مجرد تحريض للشارع ضده، وقال «إنه لم يتم فهم حقيقة ما عرضه في الحلقة التي لم تحمل أي إساءة للإمام موسى الصدر أو للرئيس نبيه بري»، واعتبر أن الحـلقة كـانت جـديّة وليـست هزلـية.
وعن موقف إدارة تلفزيون «الجديد» بشأن مضمون الحلقة وخصوصاً أن هناك خلافاً بين القناة والرئيس بري، رأى خليل أن ليس له علاقة بالخلاف القائم بين الاثنين، كاشفاً في الوقت نفسه أن الادارة لم تكن على علم بمضمون الحلقة التي بثت يوم الإثنين لأن التصوير حصل مساء الأحد.
وحول اعتذارالقناة بيّنَ أن الأخيرة «وضعت شريطاً لحظة عرض حلقة من البرنامج لتوضـح أنه ليس مقصوـداً إهـانة الإمام موسى»، لكن خليل صرح «أنا لم أقل إنني سأعتذر فبالإعتذار ما في أمل، وأنا ضد هذه التصرفات وإذا إعتـبروا أن هناك إساءة أو إهانة ليتوجهوا إلى القضـاء ولا أخـاف من التـهديدات».

شربل خليل: لم أسىء للإمام الصدر ولبري… ولا أمل في الاعتذار
رداً على الإحتجاجات ضد برنامجه الساخر «دمى كراسي» على تلفزيون «الجديد»
ناديا الياس

ترامب… إسرائيل… وفلسطين

Posted: 23 Feb 2017 02:14 PM PST

كثيرة هي الدلائل التي تشير إلى أن وتيرة وأسلوب وأهداف التحرك على محور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مرشحة لأن تشهد تطورات كبيرة، وتغييرا جذريا خلال الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة، عما كان عليه الحال خلال السنوات الثلاث الماضية. ويمكن أن يكون لهذا التغيير امتدادات وتأثير على ما ستحمله الأيام لسنوات عديدة مقبلة. ولنا أن نتابع سيلا من المقترحات والخطط و»خرائط طريق»، ولقاءات سرية وعلنية، تكون كل منها دوائر حوار ومحادثات ومفاوضات بين وفود من كل حدب وصوب، لكن لجميع هذه الدوائر مركز واحد: قضية فلسطين.
هذا أمر طبيعي ومتوقع. فقضية فلسطين، كما نعرف، قضية دولية من الطراز الأول، نشأةً وتطورا، منذ تخليقها زمن نابليون بونابرت، ثم تبنيها من قبل الامبراطورية البريطانية، وصولا إلى إعلانها في المؤتمر الصهيوني الأول عام 1896 في بازل في سويسرا، ولاحقا بذلك التمهيد البريطاني الفرنسي لها من خلال اتفاقية سايكس بيكو قبيل انتهاء الحرب العالمية الأولى، ثم إعلانها صراحة كهدف في «وعد بلفور»، قبل مئة سنة بالتمام والكمال، ووضع برنامج عمل لتحقيقه، إلى ركوب التعاطف مع ضحايا الجرائم النازية، وخاصة يهود أوروبا، وإقامة دولة إسرائيل، ثم تمكينها من الحياة والنمو بدعم سياسي بريطاني، ودعم عسكري فرنسي، ودعم مالي الماني، إلى حين انتصارها المدوي في حرب حزيران/يونيو 1967، وانتهاء بضمان أمريكا لتفوقها وتحويلها إلى «دولة عظمى»، بمقاييس إقليمية، وحتى يومنا.
غني عن القول إن الحدث الدولي الأهم في العالم، في وقتنا الراهن، هو انتخاب دونالد ترامب رئيسا لأمريكا، بكل ما يحمله هذا التغيير من اختلاف ما كان عما سيكون. ومن هنا يأتي الترابط الذي لا فكاك له، بين الحدث الدولي الأهم، والقضية الدولية الأقدم: انتخاب ترامب، وقضية فلسطين.
كل تقليل من تبادل التأثر والتأثير بين الحدث والقضية، يحمل في طياته خطأً جوهرياً، يجدر بقيادة العمل الوطني الفلسطيني تجنبه: لتجنيب الشعب الفلسطيني مخاطر ممكنة، ويمكن لها أن تمدِّد وتعمق معاناته من الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي، من جهة، ولمحاولة التعامل بحكمة وبشجاعة مع هذا التغير الجوهري في إدارة القوة الأكبر في العالم، على أمل تحقيق مكاسب للشعب الفلسطيني، من جهة ثانية.
وصل ترامب إلى سدة الحكم في أمريكا، حاملا قناعات راسخة بضرورة إحداث ثورة ضد العديد من أوضاع، وقواعد تعامل، ومسلّمات، باتت شبه بديهية، بين مكونات وطبقات المجتمع الأمريكي.
أخطر من ذلك، قناعات وقرارات وتوجهات ترامب لإحداث ثورة على الصعيد الدولي: في نوعية ونمط العلاقة، بين «الامبراطورية الأمريكية» وحلفائها وخصومها وأعدائها من دول العالم. كل ذلك يأتي به ترامب تحت يافطة عريضة، تقول إنه رجل فعل وليس رجل قول. إنه «رجل أعمال» يتقن فن عقد صفقات مع أصدقاء وحلفاء ومع معارضين ومنافسين، ومع أعداء تقليديين أيضا. تحكم تصرفاته معادلة الربح والخسارة، المنفعة والضرر، وليس القانون المحلي القائم، ولا قواعد التعامل الدولي، وفق الاتفاقيات الدولية، والشرعية الدولية وقراراتها، ممثلة بهيئة الأمم المتحدة، وما تفرع ويتفرع عنها من هيئات ومنظمات ومحاكم، ومتحررا، بفضل وضعه المالي، من إمكانية ابتزازه من قبل «مدمني» التبرع للمرشحين في كل انتخابات لكل موقع، وتحويل «منافع» التبرع من التزام للدافعين، لالتزام نحو «عجوز» بلغت من العمر سبعين سنة، وما زالت تتصرف كطفلة مدلَّلَة، وتستمتع أيضا بتعامل الإدارات الأمريكية معها كطفلة مدلوعة ومدلّلَة.
ترامب يهز، منذ توليه مقاليد الحكم، «قواعد اللعبة» في بلده أمريكا، بل ويسعى لنسف ثوابتها وأساساتها. وأثار على الصعيد الدولي، قضية التكاليف المادية للحلف العسكري الذي يجمعه مع غالبية دول أوروبا. ويتبنى سياسة تحميل الدول التي تستعين بالقوة العسكرية الأمريكية لحمايتها وحماية حدودها، ثمنا ماديا لهذه الحماية. وأكثر من ذلك أيضا: تحميل المكسيك تكاليف إقامة جدار على حدودها مع أمريكا، لمنع مواطنيها من الهجرة غير الشرعية إلى جارتها الشمالية. دون أن ننسى في هذا السياق، مطالبته باعإدة النظر في الاتفاقيات التجارية بين القارتين الأمريكيتين حول انسياب البضائع والمنتجات بين دولهما.
هذا عن الحلفاء والجيران، أما «العدو» التاريخي والتقليدي لأمريكا، الاتحاد السوفياتي سابقا، وروسيا الاتحادية حاليا، فيرى فيه ترامب، (وربما عدد كبير من أركان إدارته الرئيسيين)، غير ذلك، بل إنه يتبادل الغزل المعلن مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
أما على صعيد «العولمة»، وانفتاح الأسواق العالمية أمام البضائع الأمريكية، مقابل انفتاح أمريكا للبضائع من دول العالم، وخاصة من الصين، فإن ما يعلنه ترامب من سياسة على هذا الصعيد، هو أشبه ما يكون بانقلاب كامل عليه.
الأمر ذاته ينطبق على موضوع الانبعاثات التي تتسبب في «الانحباس الحراري» ورفع درجة حرارة كوكب الأرض، وما يشكله ذلك من تأثير، حسب علماء متخصصين بهذا الشأن، على مستقبل البشرية والحياة على هذا الكوكب.
هذه الجبهات المتعددة، التي يخوض ترامب معاركه فيها، والتي بادر هو إلى افتعال بعضها، ليست محسومة النتائج مسبقا. ولا دليل يؤكد أو يشير إلى أنها ستنتهي، جميعها على الأقل، لصالحه. لكن المؤكد حتى الآن، هو إنه ماض بها، بل وماض ربما في فتح جبهات جديدة. ويمكن التقدير، منطقيا، أن الأكثر تأثرا بها، هم الأشد ارتباطا بالإرادة الأمريكية، وبالإدارة الأمريكية.
حجم وقوة أمريكا في العالم يعني تأثر الجميع بكل ما يصدر من واشنطن من قرارات وأفعال ومواقف سياسية. ينطبق الأمر على الأمريكيين أنفسهم، كما ينطبق على مواطني الدول الأخرى. لكن قدرات كل واحد من المتأثرين بذلك على المناورة تختلف جذريا بين هؤلاء. فالمجتمع الأمريكي، بأحزابه السياسية، وقواه الاقتصادية، من صناعية وزراعية ومصرفية وغيرها، وصحافته وطبقاته وانتماءاته العرقية، إضافة إلى وضعه القانوني في أمريكا، يحتكمون لقوانين تتماشى مع الدستور الأمريكي. وهذا الاحتكام للدستور، وهو الملزِم والأكثر ثباتا من القوانين والقرارات الصادرة من البيت الأبيض ومن الكونغرس، يعطي لخصومه من الأمريكيين مساحة واسعة من القدرة على المواجهة والمناورة والرفض، بالتظاهر والاحتجاجات بكل أشكالها، وعلى حسم القضايا الخلافية باللجوء إلى القضاء، كما ثبت ذلك في موضوع التعامل مع قرار ترامب بخصوص مواطنين من سبع دول ذات أغلبية إسلامية.
ما ينطبق على المواطنين الأمريكيين، لا ينطبق على حكومات ودول العالم. وقدرة القانون الدولي والشرعية الدولية على الإلزام أضعف بما لا يقاس من الدستور والقانون الوطني، خاصة بالنسبة إلى من يستطيع أن يلجأ إلى قوته الذاتية.
من هنا فإن قدرة كل طرف دولي على الصمود والمواجهة والانتصار، أو، على الأقل، إحباط ما يسعى إليه ترامب وإدارته، يتوقف على قدرة هذا الطرف أو ذاك، في الحفاظ على قراره المستقل نسبيا، في عالم اليوم، الذي انتفى فيه «القرار المستقل» كاملا، بفعل الترابط والتداخل بين كل دول وشعوب العالم، والتعقيدات التي ترتبت على ذلك.
يمكن التاكيد في هذا السياق، إن إسرائيل هي الأكثر، أكرر: الأكثر تأثرا، من بين جميع دول العالم، بالقرار الأمريكي، لألف سبب وسبب، ولا حاجة لذكر أي منها هنا. ولما كنا نحن الطرف الثاني في معادلة الصراع الفلسطيني، فإننا ثاني الأكثر تأثرا بالقرار الأمريكي. هذه الحقيقة تجعل ضرورة مراقبة ومتابعة كل ما يدور في أروقة الإدارة الأمريكية، ومحاولة التأثير فيها، بالاستعانة بكل رافعة ممكنة، مسألة في غاية الأهمية.
يستدعي هذا تحركا فلسطينيا فوريا، وليس عاجلا فقط، لترتيب الأوضاع الفلسطينية الداخلية، وأكرر هنا مرة أخرى: «تحركا فوريا»، إذ لا ينوب أي ترتيب لأي تحالفات أو استعانات بروافع عربية أو إسلامية أو دولية، عن ترتيب وإعادة تماسك الجبهة الفلسطينية الداخلية، من منظمة التحرير وكل ما تفرع وانبثق عنها، تماسك الحركات والجبهات والفصائل والمستقلين…وفتح أولاً.

٭ كاتب فلسطيني

ترامب… إسرائيل… وفلسطين

عماد شقور

ذكريات مع الراحل امحمد بوستة

Posted: 23 Feb 2017 02:14 PM PST

لم تتحقق نبوءة الباحث الفرنسي كلود بالازولي بالوفاة البطيئة للحركة الوطنية، ولكن سنة الله في خلقه أبت إلا أن تختطف قادة الحركة الوطنية واحدا واحدا.. نهاية الأسبوع الماضي ودعنا قائدا كبيرا من قادة الحركة الوطنية، في ظرفية سياسية دقيقة تحتاج فيها البلاد إلى حكمة رجل من حجم الأستاذ امحمد بوستة.
رحل عنا مولاي امحمد بوستة عن سن يناهز 94 سنة، وبوفاته فقد المغرب رجلا من طينة القادة السياسيين الكبار الذين تَرَكُوا بصماتهم في الكثير من المحطات المفصلية في تاريخ المغرب المعاصر..
اشتهر بموقفه الرافض لتولي منصب الوزير الأول في حكومة يتواجد بها إدريس البصري وزير الدولة القوي في الداخلية آنذاك، بعدما رفض العرض السياسي الذي اقترحه عليه الراحل الحسن الثاني سنة 1993، القاضي برئاسة حكومة التناوب من طرف حزب الاستقلال أحد أكبر الأحزاب في الكتلة الديموقراطية آنذاك..
كان المغرب يمر بظروف اقتصادية وسياسية صعبة، وكان الحسن الثاني يدرك أن الأحزاب الوطنية التي تتمتع بالمصداقية اللازمة هي المؤهلة لقيادة الحكومة في تلك الظروف دون التضحية بالرجل القوي في تلك المرحلة، لكن امحمد بوستة اعتبر بأن تواجد الراحل إدريس البصري في الحكومة سيبعث إشارات خاطئة إلى الرأي العام حول جدية التناوب وحول قدرة الحكومة على مباشرة الإصلاحات اللازمة مع حضور أحد رموز السلطوية في تلك المرحلة..
كان امحمد بوستة رجل دولة بامتياز تولى المسؤولية العمومية في العديد من القطاعات الهامة: في الخارجية والعدل والوظيفة العمومية، كما قاد حزب الاستقلال لأزيد من عقدين بعد وفاة الزعيم علال الفاسي..
لم يتردد سنة 2000 في ترؤس لجنة إصلاح مدونة الأحوال الشخصية بعد الانقسام المجتمعي الذي عرفته البلاد، ونجح بحكمته وذكائه في بناء توافق تاريخي انتهى إلى حسم واحد من الإصلاحات الكبرى في عهد محمد السادس، بعدما تعثرت اللجنة الأولى التي كان يرأسها إدريس الضحاك ولم تنجح في استكمال مهمتها. تعرفت عليه بشكل مباشر سنة 2002، عندما قرر «منتدى 21 للحوار والتنمية» الذي كنت أشغل عضوية مكتبه التنفيذي، والذي كان يرأسه أستاذنا محمد تاج الدين الحسيني، أن يستضيف فقيدنا ليفتتح ندوة كبيرة حول موضوع حساس يتعلق بـ « الأمم المتحدة وقضية الصحراء»، دافع في كلمته بحماس عن ضرورة اعتماد نظام للحكم الذاتي في المناطق الجنوبية واعتبره نظاما متطابقا مع نظام الجهوية المعتمد في المغرب خصوصا إذا أدخلت عليه إصلاحات جديدة. خلال هذا اللقاء شاركت بمداخلة تحليلية حول «السلطة التشريعية والتنفيذية في ورقة اتفاق الإطار» التي وضعها المبعوث الأممي آنذاك جيمس بيكر، وكم كانت سعادتي كبيرة وأنا أسمع تعليق السي بوستة الذي كان يترأس الجلسة وهو يثني على مداخلتي..
بعدها ببضعة أسابيع تلقيت دعوة من مؤسسة علال الفاسي تدعوني للمشاركة في ندوة علمية حول آفاق النظام الجهوي في المغرب، عرفت فيما بعد أنها كانت بتوصية من المرحوم امحمد بوستة.
وبالفعل كانت ندوة متميزة ترأسها الراحل امحمد بوستة بنشاط وحيوية تثير الدهشة بالنسبة لرجل في مثل سنه، وكانت أساريره تنفرج كلما سمع انتقادا للنظام الجهوي القائم آنذاك ودعوة صريحة لتطوير هذا النظام ليقترب من النماذج الناجحة في العالم، بل كان المرحوم يؤمن بالجهوية المتقدمة كمدخل أساسي من مداخل تطوير النظام الديموقراطي في المغرب، وهو ما استنتجته من خلال العديد من النقاشات الثنائية التي جمعتني بالفقيد. في سنة 2005 حصلت على جائزة علال الفاسي الفكرية، فكانت مناسبة توطدت فيها علاقتي بالمرحوم وأصبحت صديقا دائما للمؤسسة التي كانت ولازالت فضاءً للحفاظ على تراث المرحوم علال الفاسي وإثارة الكثير من النقاشات الرصينة حول قضايا الفكر والسياسة والاقتصاد والاجتماع.
كنت أتصل به من حين لآخر لتدقيق بعض المعطيات التاريخية، خصوصا منها تلك التي ترتبط بحزب الاستقلال. في إحدى المرات اتصلت به، للتأكد من واقعة لم تكن معروفة لدى الكثيرين، وهي مدى صحة ذهابه للدفاع عن سيد قطب أمام القضاء المصري بعدما قرر جمال عبد الناصر إعدامه، وبالفعل أكد لي أنه ذهب رفقة المرحوم عبد المجيد بنجلون إلى القاهرة عن طريق بيروت، وفيها وصلهما خبر إعدام سيد قطب فرجعا إلى المغرب بتعليمات من علال الفاسي رحمه الله، الذي قرر طباعة كتاب «معالم في الطريق» في مطابع الرسالة في الرباط بعدما كان ممنوعا في القاهرة، وكتب رثاء طويلا في حق سيد قطب على صفحات جريدة «العلم».
يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول 2016، أي بعد عشرة أيام من الانتخابات الأخيرة ترأس المرحوم امحمد بوستة ندوة علمية في مقر مؤسسة علال الفاسي تحت عنوان «السلطة التنفيذية في المجال الدستوري والسياسي المغربي» كان لي شرف المساهمة فيها..أتذكر جيدا أن فقيدنا قال فيها بأن «ممارسة السلطة التنفيذية تتطلب الحكمة والشجاعة لتحقيق التوازن بين جميع السلطات، واستكمال المسار الديمقراطي الذي لن يأتي بالخطابات بل بتنزيل القرارات وتنفيذها.»..
كانت تلك آخر مرة أرى فيها الراحل بوستة، وقد بدا فيها متعبا بعض الشيء دون أن يفقد تركيزه ومتابعته ليوميات السياسة المغربية والعالمية.
استمرت اتصالاتي الهاتفية به أو بنجله العزيز الأستاذ خليل بوستة، للسؤال عن أحواله الصحية وقد كنّا على أمل اللقاء به في أقرب فرصة رفقة بعض الأصدقاء الأساتذة إلى أن عاجله قضاء الله الذي لاراد له.

٭ كاتب من المغرب

ذكريات مع الراحل امحمد بوستة

د. عبد العلي حامي الدين

برنامج «أرب أيدول» والهروب الجماعي من القهر إلى الأمل

Posted: 23 Feb 2017 02:14 PM PST

«بحلف لو كانت السياسة مثل غناك ما كان في مشاكل». تعليق بسيط أطلقته المغنية الإماراتية أحلام في برنامج «أرب أيدول» يلخص ببساطة قضية مهمة مفادها أن السياسة هي السبب في مشاكل العالم العربي، بينما لو ترك الأمر للفن لصفى القلوب وأشاد الجسور وقرب الشعوب من بعضها بعضا. فالعرب أمة واحدة فرقتها السياسة الظالمة، سواء فرضت من الخارج أو نبعت من الداخل، يوحدها الفن والتاريخ والحضارة واللغة والهم والألم والأمل.
لقد لعب الفن بأشكاله المتعددة في العصور الحديثة دورا كبيرا في تقريب العرب من بعضهم، قلوبا وعقولا، مشاعر وهموما، فرحا وحزنا. كانت عندما تغني سيدة الغناء العربي أم كلثوم كل يوم خميس من أول كل شهر من شهور الصيف، يستمع العالم العربي لها من محيطه إلى خليجه. وكذلك فعلت فيروز التي جعلت من بلدان العالم العربي باقة من الزنبق تتغنى بها وأبت بكل شموخ أن تغني للأشخاص مهما سمت مراتبهم. وفعل الشيء نفسه الشعراء مثل نزار قباني ومحمود درويش، والممثلون والممثلات مثل فاتن حمامة وفريد شوقي وشكري سرحان، والمطربون الكبار أمثال محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ووديع الصافي وناظم الغزالي وصباح فخري ومحمد عبدو. وكذلك فعل رسامو الكاريكاتير مثل ناجي العلي وصلاح جاهين وعلي الفرزلي وكتاب الرواية والمسرحيات وأخيرا دخل المذيعون والمذيعات ومقدمو البرامج التلفزيونية على الخط، وأصبحت بعض البرامج الحوارية والثقافية والترفيهية تحظى بشعبية كبيرة يشاهدها ملايين العرب.

الراحة الأسبوعية في أحضان «أرب أيدول»

الغناء جزء أصيل من النفسية العربية، بسبب تعلقنا كأمة باللغة العربية أساسا وبالكلمة الجميلة الساحرة وباللحن الأصيل، الذي دعا كاتبا مثل أبي الفرج الأصفهاني لأن يدون أغاني العرب في كتابه الشهير «الأغاني» في 24 مجلدا، حيث استغرق تأليفه 50 عاما. فكيف لعربي أصيل ألا يطرب لفيروز في روائعها عن زهرة المدائن وشوارعها العتيقة، ويسأل مع جوليا بطرس أين ملايين العرب ويذرف الدمع على بكائيات سعدون جابر ويهدي والدته في عيد الأم رائعة فايزة أحمد «ست الحبايب». لهذه الأسباب وعشرات غيرها يهرب العرب زرافات ووحدانا يومي الجمعة والسبت ليستمتعوا ببرنامج «أرب أيدول» الذي يذاع على شاشة «إم بي سي» من بيروت وتصبح كل حلقة من الحلقات حديث الناس في البيوت والمقاهي ومواقع التواصل الإجتماعي وبرامج الصباح على الراديو والتلفزيون، ويختصم الناس فيمن سيفوز باللقب، ومن صاحبة أو صاحب أجمل صوت. لكن الفائز الحقيقي هو الشعور القومي، والتواصل العربي وتوحد المشاعر العربية حول موضوع ما حتى لو كان الغناء.
تعبنا من الأخبار- تعبنا من الاقتتال العربي العربي، تعبنا من التجاذبات الطائفية، تعبنا من أخبار الميليشيات والجماعات الإرهابية والبراميل المتفجرة وأخبار الانتحاريين والتكفيريين، تعبنا من أخبار قادة لا يحلون عنا إلا بموت طبيعي أو بموت مدبر. تعبنا من تدمير تراث الأمة ومعالمها التاريخية باسم الإسلام. تعبنا من أخبار التدخلات الأجنبية وغطرسة الكيان وتهميش نصف المجتمعات. تعبنا من هدر الأموال العربية أو تبديدها في شراء الأسلحة. تعبنا من أخبار الفساد والفاسدين الذي يسرقون قوت شعوبهم ويكنزونها في بنوك الغرب. تعبنا من تسريبات ويكيليكس وتسريبات الجزيرة. حقيقة تعبنا ونريد أن نأخد استراحة قصيرة. فهل مسموح لي كعربي بسيط أن أتابع برنامجا ترفيهيا يقربني من إخوتي العرب، ويشعرني بأن أمير هو أخي الصغير ومحمد بن صالح هو جاري وهمام هو صديقي ودالية هي بنتي ويعقوب معلم حفيدتي، ومهند هو تلميذي في الجامعة وروان هي صديقة بنتي. وهل هناك برهان أكبرعلى تقارب الشعوب العربية خُلقا وخـِلقة أكثر من هذه الباقة من النجوم الصاعدة؟

فلسطين فوق الخلافات – تحية للجنة التحكيم

هكذا يجب أن يتعامل العرب مع فلسطين. فلسطين يجب أن تكون فوق الخلافات وفوق الشبهات وفوق الإقليميات وفوق الأيديولوجيات وفوق الأحزاب. فلسطين يجب أن تبقى القاسم العربي المشترك الذي يلتف عليه أبناء العروبة الصادقين الطيبين المتحررين من العنصرية بكافة أشكالها. يجب أن تظل الخيمة التي يلتقي فيها العرب جميعا حتى لو اختلفوا على كل الأشياء الأخرى. لقد مثل حكام «أرب أيدول» هذه العينة الجميلة من المواطنين العرب الذين يحترمون فلسطين وأبناءها ومواهبها وشعبها المناضل. فمنذ البداية ظلت فلسطين حاضرة على مدى البرنامج. كانت تمثلها عشرة أصوات موهوبة واستقر الأمر على اثنين في الحلقة النهائية أمير ويعقوب. فلسطين كانت حاضرة في تحيات أحلام للشعب الفلسطيني العزيز وقناعة نانسي بأن فلسطين ستبقى تنضح بالزهور والمبدعين، وموجودة في تحيات وائل للأصوات الجملية التي مثلت شعبها المناضل وتعليقات حسن الموزونة لفلسطين وممثليها على مسرح أرب أيدول. فلسطين كانت حاضرة في الموسم الثاني الذي فاز به محمد عساف، والموسم الثالث ممثلة بصوتي منال موسى وهيثم خلايلي. وها هي حاضرة بقوة في الموسم الرابع وتستعد للفوز باللقب مرة ثانية. وفي رأيي أن فوز فلسطين يسعد ملايين العرب أكثر من أي فوز آخر. فوز الفلسطيني هو فوز لقضية شعب مظلوم محاصر مشرد. فوز يقدم صورة حضارية أخرى لشعب مبدع ينجب العلماء والشعراء والكتاب والمغنين والممثلين والإعلاميين. الفوز يرد على كل من يحاول أن يشيطن هذا الشعب سواء كان موجودا وراء البحار أو في الساحات الداخلية.
لقد فازت فلسطين حتى لو لم تفز باللقب النهائي. لقد فازت بحب الملايين من العرب لأمير ويعقوب ونادين وروان. وفازت فلسطين عندما جلس ملايين العرب حول تلفازاتهم يستمعون لأمير ويعقوب يصدحان بالأغاني الشعبية الفلسطينية، وبإدخال كلمة فلسطين في الموال والأغنية، حتى لو لم تكن موجودة في الأصل. فازت فلسطين والحكام الأربعة الواحد تلو الآخروهم يثنون على المواهب الفلسطينية ويوجهون التحية للشعب المناضل أينما كان، بل إن سعادتي تضاعفت عندما رأيت نادين قادمة من الناصرة وأمير دندن قادما من مجد الكروم ليقفا إلى جانب ابن بيت لحم وروان عليان ابنة غزة. هذه هي وحدة الشعب الفلسطيني الحقيقية وليس من يجلسون على الكراسي إلى الأبد في غزة ورام الله. لذلك يعتبر الفلسطينيون أن هذا اللقب، إن حازوا عليه، لا يمثل انتصارا لشخص فحسب، بل لشعب عريق تم الاعتداء على وطنه وتمزيقه ورميه في الشتات. هذا التمزق الجغرافي حاولت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الصهيونية أن تستثمره بكل وقاحة وكتبت في صفحاتها: عربي إسرائيلي ينافس فلسطيني من الضفة فرد أمير ويعقوب على هذا الإدعاء التافه بأننا «فلسطينيون حتى العظم، وأن علم فلسطين فقط سيرتفع، سواء فاز يعقوب أو أمير». وأود أن أؤكد أن من يمنع صوته عن أمير لأسباب جغرافية إنما يوجه طعنة للشعب الفلسطيني الواحد، ومن يمنع صوته عن يعقوب لأسباب دينية إنما يوجه طعنة للشعب الفلسطيني كذلك. وكل ما نتمناه أن يمنح أبناء الوطن العربي أصواتهم لمن يستحق بالفوز عن جدارة لأسباب تتعلق بالقدرات والإمكانيات والمواهب الفنية فحسب.

مساحة صغيرة للحلم العربي

كدنا نيأس من وجود فضاء ولو صغير يجمع العرب جميعا أو يجتمعون حوله فوجدناه في برنامج تلفزيوني. فقد أكدت الإحصائيات أن عدد مشاهدي البرنامج يصل إلى عشرات الملايين. وفي الحلقة التي فاز فيها محمد عساف ذكرت تقارير حينها أن عدد من شاهدوها تجاوز الثمانين مليونا. إذن هي مساحة للقاء العرب جميعا بمكوناتهم العرقية والدينية والثقافية في أجواء من المحبة والتنافس الشريف الحضاري البعيد عن العنف والتخوين والتهميش والاستعلاء والتصنيف. إنها مساحة جمعت أيضا المكونين الكردي والأمازيغي للوطن العربي، فما زادوا الحلقات إلا ثراء وجمالا ومحبة. لقد وجدنا في برنامج «أرب أيدول» رقعة جغرافية عربية بدون حدود وبدون تأشيرات وبدون عنف وبدون كراهية وبدون تمييز. إنها مساحة للحلم لأمثالنا الذين تربوا على حلم الوطن العربي الكبير من «الشام لبغدان ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان». فدعونا نحلم بذلك اليوم الذي لا بد أن يأتي عندما يسمح للشعوب العربية أن تقرر مصيرها بنفسها.
محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجرزي

برنامج «أرب أيدول» والهروب الجماعي من القهر إلى الأمل

د. عبد الحميد صيام

سياسة في المزاد العلني

Posted: 23 Feb 2017 02:13 PM PST

قد يعزو البعض سبب إعلان عدد من الشخصيات العربية في إسرائيل عن نيتهم إقامة أحزاب أو حركات سياسية جديدة إلى ما ورد في الأخبار من تكهنات حول إمكانية تقديم موعد الانتخابات العامة؛ وإن نفع هذا التبرير لتفسير توقيت تلك التصاريح تبقى الدوافع الحقيقية لهذه المبادرات موزعة بين حالات تغذيها مشاعر الخيبة عند من لم تستوعبهم الأطر السياسية القائمة في الصدارة، ولم تضمن لهم مكانًا ومقامًا في الصفوف الأولى، وبين حالات جدية تعكس أهداف حراكات سياسية مدروسة بعناية، ونوايا القائمين عليها في منافسة أو إضعاف أو النيل من أدوات العمل السياسية الفاعلة بين المواطنين العرب في إسرائيل، وفي طليعتها القائمة المشتركة ولجنة المتابعة العليا.
في البداية يتوجب التأكيد على أن حق كل مواطن في تأسيس حركة سياسية أو حزب يبقى حقًا أساسيًا ومكفولًا، لا غضاضة عليه ولا اعتراض، بيد أن ما يجري في حالتنا الفريدة يستدعي التوقف عند حروفه والتمعن بين نقاطه، فبعض المبادرات، كما أعلن عنها أصحابها، وإن كانت حقًا مكتسبًا لهم، تستنفر كثيرًا من التساؤلات وتستثير جملة من التحفّظات أو التحديات، لاسيما على خلفية ما يعصف بالأحزاب والحركات والسياسة من أزمات وإشكالات.
ثم إن إنكار معظم قادة الأحزاب الرئيسية العربية والحركات السياسية الكبيرة لحقيقة مرور تنظيماتهم بأزمات تضعف كياناتهم وتهدد بعضها، يشكّل أحد أهم العوامل لتفاقم الأزمة التي تعيشها النخب وترزح تحتها البنى السياسية القيادية والاجتماعية؛ ويغذي هذا الانكار نمو مناخ يساعد مؤسسات الدولة على اختراق مجتمعنا بوسائل شتى، هذا من جهة، ويتيح كذلك للعديد من مراكز القوى الاقتصادية الجشعة والاجتماعية المتخلفة والدينية المهيمنة والسياسية الطامعة، التجرؤ على تحدي رصيد تلك القيادات وحاضرها وبعض أولئك المنافسين ينشط وعنده من الانتماء القويم ما يسوّغ طموحه في القيادة، وآخرون ينتهزون بؤس الحال وانحطاط اللحظة، فيتقدمون ومعاولهم مشهرة على جذوع الشجر الباسق ومنقضة على بوابات القلاع والموانيء.
وإذا قمنا بعملية مسح سريعة سنهتدي، من غير صعوبة، إلى جملة من تلك الأزمات؛ فحزب التجمع يواجه أزمة قيادة ظاهرة وحالة من الانفصام المخفي/ المكشوف بين ولاء بعض قياديه الأعمى لمؤسس الحزب والشخصية التي ما «زالت تقيم ليل الحزب وتقعده» من خلف الستائر والصحراء، وبين من يسعى للتخلص من هذا الرباط الذي يعتبرونه كانشوطة مشدودة على الرقاب لا أكثر ولا أقل، هذا علاوة على إشكالية بنيوية في تعريفه كحزب يمثل القومية العربية وضادها، في حين يعمل ممثلوه من حضن البرلمان الصهيوني وتحت سقفه وهوامشه اللعينة، وما يخلقه ذلك من بون شاسع وتعقيدات ومنزلقات بين الشعارات المحّلقة وإمكانيات تنفيذها على أرض الواقع.
أما أزمة الجبهة الديمقراطية فهي تبدو أكثر تشعبًا وأخطر عمقًا، فـ»زواج» الحزب الشيوعي الإسرائيلي مع مركبات جبهوية أخرى بات أقرب للوهم منه إلى الحقيقة، وأكثرية تلك الفئات الأصيلة التي كانت جزءًا من تركيبة الجبهة في بداياتها الذهبية اختفت وتبخرت، وما تبقى منها ليس أكثر من أطلال تذكّر بذلك الهرم الكبير الذي لامست قوته المعجزات ونفذت الخوارق، وقد نجد فيما كتبه أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي، قبل أيام على صفحته في الفيسبوك، أصدق تعبير عن هذه العلاقة المتأرجحة غير المتكافئة عندما أجزم أن «ما بناه العمالقة لن تهدمه الحشرات، نقطة»، في تعبير حزبي متزمت وجو يعرف فيه الجميع من هو/ هم المقصود/ ون، بكونهم حشرات ولم يسجل أحد من الرفاق تحفظًا على هذا التهجم الخطير، بل عبر كثيرون منهم عن مؤازرته وبضمنهم من يقفون على رأس الهرم الحزبي.
وإذا أضفنا إلى هذه العلاقة الملتبسة قضية خسارة الجبهة لهويتها السياسية الواضحة سنخلص إلى أنها تواجه عاصفة رملية ساحقة وهي، برأيي، أهم وعاء نضالي جماهيري قيادي له في تاريخنا أنصع الأثر، ولنا في قوته أكبر الأمل، فمن الصعب أن يُجمع على ما هي هوية الجبهة السياسية اليوم، أهي ذات توجهات وطنية ليبرالية وواقعية كفاحية كما يمثله أيمن عودة رئيسها ومعه حزبيون وأكثرية أعضائها؟ أم ذات توجهات شبه قومية وشبه اشتراكية وتقليدية كما يرشح من مواقف بعض أعضاء قادة الحزب الشيوعي؟
وبعيدًا عن مشاكل باقي الأحزاب والحركات السياسية (قد نتناولها في المستقبل) وبنظرة الى أكبر مؤسستين شعبيتين قياديتين ناشطتين بين العرب، سنكتشف أن الوضع هناك ليس أقل تعقيدًا وصعوبة، فلجنة الرؤساء تحصر دورها بالخدماتي والمدني الضيق وتبتعد عن وظائفها السياسية والتعبوية الجماهيرية، في واقع يعكس ما مرت به عملية الانتخابات للسلطات البلدية والمحلية التي أفرغت عمليًا من مضامينها السياسية بشكل كلي، وأفرزت قيادات من معادن جديدة ونوايا مثيرة .
في الماضي خصصنا مقالات لقضية لجنة المتابعة العليا، التي ما زالت تعمل ببناها القديمة وبلجانها الفرعية ذاتها، ومن أهمها لجنتان اثنتان: الأولى «لجنة الحريات» التي يرأسها الشيخ كمال الخطيب، والثانية لجنة مكافحة العنف التي يرأسها النائب السابق المحامي طلب الصانع، الذي قرأنا له، قبل أيام، إعلانًا يصرّح فيه بشكل مباشر ومتحد عن وجود فكرة لإقامة «جسم بديل للقائمة المشتركة ويعطي بديلًا للناخب العربي». ومن اللافت أن يدلي بتصريحه هذا وهو ما زال يشغل منصب رئيس لجنة مكافحة العنف، لا بل وهو يؤمن أن: «خطاب القائمة المشتركة هو خطاب عقيم ويفتقد إلى الخبرة ويحوّل التمثيل إلى مجرد رقم بدون تأثير». وبعد قراءة ذلك نسأل كيف سيولي المواطن العادي احترامًا لهذه الأحزاب وقياداتها تحارب قادتها، وإذا كان ذلك غير كاف فماذا سيقول المواطن العادي إزاء ما كتبه رئيس «لجنة الحريات» على صفحته شامتًا وفرحًا وشاكرًا ربه بعد سقوط طائرة روسية كانت تقل العشرات من فرقة الاوركسترا العسكرية ويعلن «أنه لولا أني لا أعرف الرقص لرقصت على أنغام الأوركسترا الروسية، فهذه أتركها لمن يطربون على الموسيقى الروسية، ولكنني سجدت شكرًا لله تعالى، وهنا تجوز الشماتة بكل تأكيد»، هكذا بكل بساطة ووجع قرأ الجميع. سكتوا كما سكتنا في الماضي عن بوستات لا أقل إثارة وإيلامًا .
وللتأكيد أقول ألا شأن لي بما يكتبه أي شخص على صفحاته الخاصة، وبشكل عام، فحرية التعبير لديّ موقف لا يُساوم فيه ولا عليه، لكن القضية تختلف إذا كتب عضو قيادي في حزب نحترمه ونؤيد مواقفه مجاهرًا وواصفًا كثيرين من قادة اليوم «بالحشرات» ولا يعيره أحدهم ملاحظة أو همسة، وكذلك تختلف الأمور إذا ارتأى رئيس لجنة «مكافحة العنف» في أهم مؤسسة لدينا أن ما يقوله نواب القائمة المشتركة «عقيم» وهم ليسوا أكثر من «أصفار»، وتختلف الأمور كذلك إذا دعا رئيس «لجنة الحريات» الناس ومن يعرف الرقص منهم أن يرقصوا على سقوط جثث عشرات الموسيقيين الروس فالشماتة في هذا الموت جائزة .
هذه هي حالنا وهذا هو فضاء معيشتنا، ولذلك نعود على بدء ونتساءل: من يسمع ويشاهد ويقرأ ما جئنا به كعينة صغرى من صورة أقتم كيف له ألا يستوعب ولا يتوقف مستهجنًا أو متفهمًا أو معارضًا ما يعلنه، مثلًا، مدير مركز المجتمع المشترك في « جفعات حبيبا» الدكتور محمد دراوشة عن نيته لتأسيس حركة سياسية واجتماعية كي «تضع نصب أعينها تفضيل القضايا الاقتصادية والاجتماعية والإنجازات الفعلية لمجتمعنا الفلسطيني في الداخل، على الخطابات الجوفاء التي لا تنفع ولا تغني عن جوع»، ويتحدى عمليًا معظم قيادات الجماهير العربية ويتهم خطابها السائد «بالأجوف» وأفعالها بالهلامية، ويجزم، أيضًا، من دون أن يفهمنا ما هي بدائله، أن ظروف الجماهير العربية في إسرائيل قد تغيّرت بشكل يجب أن يقودنا إلى «تغييرات في استراتيجياتنا إذ لا يمكن أن نستمر بالعمل في آليات وطرق أكل عليها الزمان».
البعض سيلجأ مناكفًا هذا الإعلان أو مسائلًا إلى امتحان النوايا، وهذا صحيح وصادق ولكن ألا يتوجب أولًا على الرامين بالشك والهمس اولئك «الخطاة» بتهمة أو بحجر أو قصيدة أو شعار أن يزيلوا القذى من عيونهم ويكنسوا أحزابهم من العابثين والمزايدين وقصيري النظر. فالسياسة عندنا في مزاد علني ووكالتنا تبحث عن بواب أو ربما بوابين.
كاتب فلسطيني

سياسة في المزاد العلني

جواد بولس

نهاية نسخة الخميني السلفية

Posted: 23 Feb 2017 02:13 PM PST

توافد الآلاف من المشيعين لقرية الجمالية في محافظة الدقهلية لحضور جنازة الدكتور عمر عبد الرحمن الذي توفي في السجون الأمريكية، وربما هو أكبر استعراض للقوة للجماعات الإسلامية على مختلف أطيافها، منذ اعتصام رابعة 2013، وعلى الرغم من التحذيرات الأمنية التي حالت دون الاستقبال واسع النطاق للجثمان الذي وفد من الولايات المتحدة، إلا أن الأمر لم يكن كذلك في الدقهلية البعيدة عن مركزية القاهرة وسطوتها.
عمر عبد الرحمن من الشخصيات التي أثارت جدلاً شديداً، خاصة بعد أن جرى تداول اسمه بوصفه صاحب الفتوى، التي أسفرت عن اغتيال الرئيس السادات، ومع أن الفتوى التي استصدرها عبد الرحمن كانت ضمنية افتقدت للصراحة، ولم يكن ليعتد بها لولا وجود قرار تنظيمي بالقضاء على السادات ومحاولة السيطرة على المشهد في مصر من قبل الجماعات الإسلامية، وواقع الأمر أنه أفتى بجواز قتل الحاكم الذي يخالف الشرع على إطلاق الأمر، وذلك يتسق أيضاً مع فتاوى لشيوخ آخرين مثل عبد الحميد كشك، ودون أن تقترن الفتاوى صراحة بشخصية السادات، وعلى الرغم من أن الشهود اختلفوا حول المدى الذي تقصدت أن تصله عملية الاغتيال، إلا أن وقائع أحداث أسيوط الساخنة بعد الاغتيال بيومين توحي بالمخطط الشامل للاستيلاء على السلطة وتأسيس جمهورية اسلامية، حسب الوصفة الايرانية.
كان يمكن لعمر عبد الرحمن أن يتحول لنسخة مصرية من الخميني، ولكنه تحول إلى طريد من القوى الأمنية، والمرجح أن انتقاله للولايات المتحدة كان جزءاً من صفقة ما للتخلص من عبئه الأمني في مصر، وبقيت تطارد الشيخ في منفاه الأمريكي أطياف تنظيم الجهاد، ومع البروفة الأولى لمشروع أيمن الظواهري لضرب مركز التجارة العالمي في 1993 كان الشيخ الضرير يبدأ صفحة جديدة من حياته، سجيناً بتهمة التآمر في عملية التفجير، التي دشنت فصلاً دموياُ من علاقة الولايات المتحدة مع الجماعات الإسلامية، أو لعلها أنهت جميع أوهام وأكاذيب حرب أفغانستان بعد أن استنفدت جميع أغراضها بالنسبة للأمريكيين.
تغيرت الذهنية السلفية خلال العقدين الأخيرين، ومع أنها كانت الحاضنة التي أطلقت عقال الجماعات الإسلامية المتطرفة إلا أنها تنحو اليوم إلى اتخاذ حلول سياسية مرنة، والدخول في تسويات محددة الأطر مع السلطة، فلم يعد حلم التيار السلفي يقتصر على استعادة الماضي، الذي يتصوره الإسلاميون خالياً من أي شائبة وفوق ذلك يعتبرونه أداة مطلقة القدرة على تحقيق الغلبة والخروج النهائي والمبرم من حالة الاستضعاف، ولكنه يكتسب أطيافاً للحضور السياسي وبأقل تكلفة ممكنة.
السلفيون ومع كل ضغطهم على جماعة الإخوان المسلمين للالتجاء لهم أثناء رئاسة محمد مرسي، ودفعهم بالرئيس إلى تزعم مهرجان خطابي على النمط التقليدي للسلفيين، ينادي بالجهاد في سوريا ضد نظام الأسد، تمكنوا من الالتفاف مئة وثمانين درجة ليتحولوا إلى أحد أدوات ازاحة الإخوان من السلطة، ويدخلوا في صفقات متتابعة مع السلطة، التي اهتمت باستقطابهم في مرحلة ما بعد الرئيس مرسي.
تدرك القاهرة أن السلفيين ليسوا تنظيماً مشابهاً أو منافساً للإخوان، وهذا يمثل مشكلة في الاحتواء، حيث أنهم يبقون توجهاً من الصعب العمل على تتبع تفاعلاته وتطوراته، والسلفيون يمثلون خطوة أيضاً للتقدم إلى الإسلام السياسي، سواء من خلال الالتحاق بالتنظيمات الجهادية، أو الالتحاق بالكتلة التنظيمية للإخوان المسلمين، وحسب طبيعة تشكيلها في كل بلد على امتداد قوس واسع من المغرب إلى بنغلاديش، وذلك لا يعني بالطبع بقاء النواة الصلبة للسلفيين، وإن كانت بحد ذاتها قابلة لأن تنضوي في المشروع ونقيضه، كما كانت حالتها مع الإخوان وبعدهم، وذلك ليس بالضرورة تعبيراً عن انتهازية مستوطنة لدى السلفيين، فإن كان ذلك ينطبق على بعضهم، فإنه من المتعذر تعميمه على الجميع. والأقرب لتوصيف الحالة السلفية هو أصالة القلق في مشروعها بما تراه وتنكره في الوقت نفسه من علاقة صعبة مع الحداثة والعالم بشروطه الجديدة، وما تتطلع له من حركة ارتدادية للماضي، وفوق ذلك فإن البعد الاجتماعي للحركة السلفية يجعلها تضع قائمة من الأولويات المتعلقة بشكل المجتمع، وهذه القائمة يمكن أن تدمج في أي مشروع، خاصة إذا كانت قريبة أصلاً من مساحة التقاليد المتعارف عليها اجتماعياً.
المشهد في الدقهلية يعيد الحركة السلفية لمسرح الأحداث، فما بدا تراجعاً للسلفيين بعد 30 يونيو 2013 والحاقهم كصورة ذهنية بالإخوان المسلمين، لم يجر استثماره من الدولة المصرية بتحقيق الوعود التي أطلقتها بعد ازاحة الرئيس مرسي، كما أن إدارة العلاقة وتحجيمها من مستوى الوعد بشراكة استراتيجية إلى مربع التعامل الأمني كان من شأنه أن يعيد السلفيين، بوصفهم أحد الحلول أو على الأقل يمنحهم فرصة جديدة لإعادة إنتاج ذاتهم من مدخل المجتمع الموازي أو التحتي في مصر، كما كانوا في الجزائر وغيرها من الدول التي شهدت صعوداً للتيارات الإسلامية.
الزعيم الملتبس للجهاديين والرجل الذي يحظى بتقدير واسع بين السلفيين بوجه عام، يطوي برحيله صفحة مهمة، من دون أن يتطوع أحد في هذه المرحلة لفتح صفحة جديدة، فهل يمكن للسلفيين أن يقدموا خطة لدخولهم العصر الحديث بمعطياته المعقدة؟ أم أنهم سيبقون في ذات المربع الذي يحمل أطياف وأشباح عصر عمر عبد الرحمن وزمن الجهاد الأفغاني؟
ربما من المبكر القفز إلى استنتاجات حول مستقبل الحركة السلفية في مصر وغيرها من الدول العربية، فالتجربة التي تزامنت في مصر وتونس، وما زالت تتفاعل بصورة أو بأخرى في المغرب، تؤكد على أن المشروع الإسلامي ما زال يطرح نفسه على الساحة بشكل أو بآخر، كما أن الافتراض بأن ذلك المشروع يمتلك أجندة يمينية أو أقرب لليمين يمكن أن يدفعه لانتعاشة مقبلة على أساس الاستجابة لصعود يميني متطرف متمسك بالهويات الفرعية في الولايات المتحدة وأوروبا، كما أن هذه الكتلة قابلة للتوجيه والاستثمار في خضم هذه المعادلة، ومن دون أن يمتلك أحد تقديم أي ضمانات حول سلوكها المتوقع.
الشيخ عمر لم يكن سوى قيادة رمزية تحاجج بها أعضاء تنظيم الجهاد ضد بعضهم بعضا عندما صدرت مراجعاتهم الفكرية التي أدانت اتخاذ العنف منهجاً، وكانت المزاعم من كل طرف أن رأي الشيخ مختلف ومغاير عما تطرحه كل جهة، فهو مرة يقف مع المراجعات ومرة أخرى ضدها، وفي ثالثة لا يتخذ موقفاً واضحاً أو يترك مساحة واسعة للتأويل كما كان الأمر في فتواه المتعلقة باغتيال السادات، أو التي كانت ذريعة لمن نفذوا عملية الاغتيال، وبرحيل الشيخ الضرير والأسير فإن السلفيين لا يبدون متحمسين لإشغال مكانه بقيمة رمزية موازية، كما أن أحداً لم يطرح نفسه لهذا الموقع ولا أحد في هذه المرحلة يمتلك الكاريزما اللازمة ويستطيع أن يستقطب الأطياف المتباينة للسلفيين في مصر.
كاتب أردني

نهاية نسخة الخميني السلفية

سامح المحاريق

الخيارات المعادية للنظام الإنساني

Posted: 23 Feb 2017 02:12 PM PST

أعلنت أمريكا رسميّا عام 2002 قبل تدمير العراق، وذلك في الصياغة الخطابية الرسمية لاستراتيجية الأمن القومي، أنّها لن تسمح لأي دولة بأن تبني قوة عسكرية يعتدّ بها، مُؤكدة على أنّ القوات العسكرية الأمريكية «يجب أن تكون قوية بما فيه الكفاية لثني الخصوم المحتملين عن مواصلة بناء قوة عسكرية بأمل مضاهاة القوّة الأمريكية أو تجاوزها.
حاولت الولايات المتحدة بذلك المحافظة على عالم أحادي القطب لا مكان فيه لندّ من شأنه أن يُزاحمها هيمنتها وسيطرتها، ولكن بدايات الألفية الثالثة، خاصة العقد الثاني منها، كشفت بوضوح تغيّر التوازنات الدولية، واليوم يتّضح بشكل جلي حضور روسيا والصين اللتين أعادتا توازن العلاقات الدولية، ولم تعد الهيمنة الدائمة التي أرادتها الولايات المتحدة ممكن استمرارها، وغدا زعيم الكون بالأمس عاجزا هذه الأيام متلكّئا مضطربا في قراراته، مفضوحا في سوء نواياه، ومثال ذلك ما اتّخذته إدارة أوباما في أيّامها الأخيرة من إجراءات ضدّ روسيا.
وفي المحصّلة يكشف تاريخ الولايات المتحدة التي أسقطت الكثير من الحكومات الديمقراطية، بدءا بغواتيمالا سنة 1954 وصولا إلى تدمير العراق وليبيا وفعلها التخريبي المباشر في سوريا، عقيدة دولة تتجاهل القانون الدولي وجميع المؤسسات الدولية، فهي غير ذات قيمة أمام الامبراطورية التصحيحية، كما يسمّيها جون ايكنبري خبير الشؤون الدولية المعروف، ومثل هذه العقيدة في التعامل جعلت العالم أشدّ خطرا من أيّ وقت مضى وأكثر انقساما وأقسى عنفا، جرّاء مشاريع الهيمنة الأمريكية التي خلّفت دمارا في العديد من دول العالم، خاصة الشرق الأوسط، وكان من شأن مثل هذه الأفعال أن تضع الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان محلّ تساؤل كبير، ضمن أطر زيف الادّعاء بتبنّي مثل هذه المفاهيم، فالازدواجية والمعيارية هي العنوان الكبير الذي يسم الإدارة الأمريكية مُحافظين جُدُدا أو غيرهم.
ولعلّ العقائد النيوليبرالية هي العنوان الكبير للهيمنة غير العابئة بمصير الشعوب وهي المُخرّبة للاقتصادات الوطنية، فمخلّفاتها كارثية في تقويض التعليم والصحة وتكريس اللامساواة وتخفيض دخل العمّال، وهي تأثيرات مدمّرة للسلم الاجتماعي، فالنيوليبرالية أدّت إلى ارتفاع ملحوظ في الفقر والحرمان لدى أمم وشعوب العالم الأكثر فقرا بطبعها، وكشفت عن بيئة عالمية مُفزعة ومُفجعة، ولم يعد الاقتصاد العالمي يشهد توازنا، وإنّما سمته التقلّب، وهي موجة عارمة أكسبت الثروة الطائلة للأغنياء الذين ينشرون الدعاية الكاذبة ضمن سياقات تحرير الأسواق، بأنّ ثمار النيوليبرالية سوف تعود بالنفع على الفقراء وسيعُمّ الخير الجميع تدريجيا. وفي الحقيقة السياسات النيوليبرالية ضاعفت المشكلات الاقتصادية وفاقمتها وعمّقت تفقير الفقراء وزادت في حجم التفاوت بين الشمال والجنوب.
في غياب البديل المنافس للمُنصف النيوليبرالي، يستفيد دعاة النيوليبرالية ويتمسّكون بمثل هذه الورقة الرابحة، كما يسمّيها ماك تشيزني، آخذين في الاعتبار فشل سياسات المجتمعات الشيوعية والديمقراطية الاجتماعية ودولة الرفاه الاجتماعي، مؤكّدين على أنّ النيوليبرالية تمثّل النظام الاقتصادي الوحيد المُمكن. وهو تحدّ بالنسبة إلى الدول العربية المتضرّرة اقتصاديا، والتّابعة ماليّا التي تجد نفسها أمام ضرورة التفكير من جديد في دلالات مثل تلك السياسات وتقييمها اجرائيا، وأن تفتح من جديد صفحات من تفكيرنا العقلاني، السياسي منه والعلمي خصوصا، وفق ما تدعو إليه شروط السياق التاريخي الجديد وما تطرحه مكتسبات العلوم الإنسانية المعاصرة، بالنظر إلى تحدّيات العصر وطبيعة العلاقات الدولية التي تحكمها المصالح بالدرجة الأولى، وهي مصالح متغيرة بتغيّر المحاور والتحالفات الجوسياسية ومن يرفض الاستماع وينظر بعين الارتياب لهذا المعطى المكشوف اقتصادا وسياسة، ستبقى محاولاته ضربا من المجهود العبثي لا طائل من ورائه.
كاتب تونسي

الخيارات المعادية للنظام الإنساني
 
لطفي العبيدي

سوريا وسلطة الشعب الأمريكي

Posted: 23 Feb 2017 02:12 PM PST

قال دونالد ترامب خلال خطابه الأول كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية: «إن الأمر الهام الآن هو أن الشعب الأمريكي أصبح هو من يحكم. الشعب أصبح الآن هو الرئيس». يبدو أن هذه الكلمات كانت هي الأكثر صحة وواقعية ضمن الألف وأربعمئة كلمة التي كونت الخطاب كله. ولم يتوقع ترامب أن واقعية هذا الكلمات ستكون ضده وأن الشعب الأمريكي سيطبقها فوراً ضد سياساته، وأن الشعب «الرئيس» سيصادر بسرعة صلاحياتٍ هامةٍ من صلاحياته وسيجمد قرارات مركزية من قراراته وبوقت قياسي غير مسبوق. فقد خرج في اليوم التالي لخطاب ترامب أكثر من مليون متظاهر في الولايات المتحدة في أكثر من ثلاثمئة مدينة أمريكية، وكانت حصة واشنطن العاصمة أكثر من خمسمئة ألف متظاهر، وبلغ عدد المظاهرات في الولايات المتحدة وكل أنحاء العالم أكثر من 600 مظاهرة.
خرجت كل هذه المظاهرات ضد نوايا ترامب التي صرَّح عنها في حملته الانتخابية. وعندما بدأ ترامب بتنفيذ تعهداته الانتخابية بعد أسبوع من توليه وأصدر مرسوماً يوم الجمعة 27/يناير كانون الثاني يتضمن أمورا عدة منها تعليق استقبال اللاجئين وتعليق إصدار تأشيرات ومنع دخول مواطني سبع دول إسلامية لمدة 90 يوماً…عاجلته المظاهرات الحاشدة والوقفات الاحتجاجية المتزايدة والانتقادات الصحافية اللاذعة، وراحت تتصاعد باستمرار… و أدت في وقت قياسي إلى سلسلة من الأحكام القضائية التي أصدرها قضاة فدراليون بتعليق العمل بقرار الرئيس الأمريكي في ولاياتهم. وفي نهاية المطاف توِّج ذلك بعد أسبوع واحد من مرسوم ترامب بقرار أصدره القاضي الفدرالي في مدينة سياتل الأمريكية التابعة لولاية واشنطن "جيمس روبرت" يقضي بتعليق العمل بمرسوم ترامب الخاص بحظر دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى أمريكا في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية, وليس في ولاية واحدة.
ولم يستطع ترامب إلا وصف القرار بالسخيف وأنه سيتغلب عليه. أما فريق ترامب فأصدر بياناً صرح فيه شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض أن قرار المحكمة الأمريكية الخاص بتعليق العمل بمرسوم ترامب مخز، لكن تم حذف هذه الجملة من نسخة محدثة من البيان خوفاً من قرار قضائي جزائي بتهمة تحقير المحكمة.
ولم تقدم وزارة العدل استئنافاً لقرار القاضي كما صرح سبايسر بل أصدرت وزيرة العدل بالوكالة سالي ييتس مرسوماً تطلب فيه من المدعين العامين عدم تطبيق قرار ترامب المثير للجدل … فأقالها ترامب من منصبها فوراً وأمر بديلها بتقديم الاستئناف المطلوب. ولكن محكمة الاستئناف الأمريكية في الدائرة التاسعة في مدينة سان فرانسيسكو رفضت دعوى الاستئناف المقدمة من وزارة العدل الأمريكية ضد الحكم الذي أصدره القضاء الفيدرالي. وتمردت كذلك وزارة الأمن الداخلي الأمريكي على ترامب وأصدرت أوامرها لعناصر مراقبة الحدود الأمريكية بعدم تطبيق القرار التنفيذي الخاص بعدم استقبال اللاجئين ودخول مواطني الدول الإسلامية السبع إلى أمريكا، على خلفية تعليق محكمة سياتل لقرار ترامب.
أما الخارجية الأمريكية فقد اضطرت أيضاً لإصدار بيان أعلنت فيه المتحدثة باسم الوزارة عن تراجع الوزارة عن سحبها المؤقت للتأشيرات استنادا إلى المرسوم الرئاسي، وأنه يمكن لحاملي التأشيرات الصحيحة التي لم يتم إلغاؤها دخول الولايات المتحدة الأمريكية .
وواجهت الخارجية أيضاً توقيع أكثر من ألف دبلوماسي أمريكي على مذكرة اعتراض تندد بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب… وكان هذا الاعتراض بهذا الحجم غير المسبوق جزءاً من الاعتراض الشعبي العارم ودلَّ على وجود السلطة الشعبية بقوة داخل السلطات التنفيذية نفسها.
كل ذلك حصل بالضغط الجماهيري الذي هتف فيه ألوف وألوف من المتظاهرين «نحن مع المسلمين»، و»إذا كان هناك ظلم في مكان ما فهذا تهديد لكل مكان»، وترددت هتافات عديدة مناهضة للإسلاموفوبيا فقد رددت الناشطة غلوريا ستينام «إذا أراد ترامب تسجيل ومراقبة المسلمين فسنسجل كلنا أننا مسلمون».
إن ما حصل في أمريكا خلال أسبوعين لهو ملفت وفريد وكاشف. لقد كشف سلطة متفوقة للشعب الأمريكي، وتبين جلياً أن الشعب الأمريكي عندما يكتشف أن هناك من يعبث بقيمه ومن يشرخ مبادئه ويناقض ما وُضع في دستوره ووثيقة استقلاله فإن غالبيته ترفض وتتظاهر وتضغط بشدة لكبح العابث وردعه وإبطال قراراته.
والملفت العجيب أن كل القرارات التي صدرت من ترامب إلى الآن وانتفض عليها الشعب الأمريكي لم تمسّْ الأمريكيين أنفسهم وإنما مسَّت اللاجئين والمهاجرين والقادمين من غير الأمريكيين بل ومن غير المسيحيين لأن ترامب أصلاً استثنى في قراراته الأقليات في الدول المشمولة بالمنع. وعندما تعلم أن ترامب قد حطم رقما قياسيا جديداً كأسرع رئيس يواجه رفضاً شعبياً بهذا الحجم ولهذه الدرجة فإنك أمام أمر يستحق البحث والدراسة. لقد كان من الطبيعي والمألوف في أمريكا أن لا تخرج أي تظاهرات من الشعب الأمريكي ضد أي رئيس لمدة تُجاوز السنة ليتسنى للشعب تكوين فكرة سلبية أو إيجابية عن الرئيس الجديد ولكن دونالد ترامب حقق رقماً قياسياً هائلاً فبعد 10 أيامٍ فقط من توليه مهام منصبه وصلت النسبة المئوية لمعارضيه من الشعب الأمريكي 53% وهذه النسبة لا تخص من انتخب منافسته بل تخص من قرر الوقوف ضده وهو رقم غير مسبوق نسبة وزماناً.
وعندما تجد استجابةَ وإذعانَ السلطة الرابعة الأمريكية «الميديا الأمريكية» لشعارات ومزاج الشعب الأمريكي وهي السلطة التي عانت دائما من ثغرات وأثَّرت فيها ضغوطات وتوجيهات فإنك لا تستطيع رغم ذلك أن تنكر أن الشعب الأمريكي يسحب السلطة الرابعة وراءه إذا عرف الحقيقة.
وعندما تجد الاستجابة العاجلة من القضاء الأمريكي للضغط الجماهيري، ثم تجد إذعان أهم المؤسسات التنفيذية لما يريده الشعب ويحكم فيه القضاء فاعلم أنك أمام حقيقة تقول إن سلطة الشعب الأمريكي فوق السلطة التنفيذية، وإن سلطة الشعب إنْ تحركت فإنها تحرك السلطتين التشريعية والقضائية وتُلزم السلطة الرابعة لتتبعها.
إنها سلطة الشعب الأمريكي… سلطة فوق كل السلطات.
من أجل ذلك قلنا في القضية السورية لكل المعارضين في أول مؤتمر عُقد للمعارضة في أنطاليا بتركيا في شهر مايو/أيار 2011: علينا أن نُنشئ تنسيقيات في الخارج، تنسيقيات تعمل في كل مدينة هامة خارج سوريا، وأن نكسب للثورة في البداية أبناء الجاليات السورية الذين يحملون الجنسيات المختلفة ثم نعتمد عليهم لكسب شعوب البلاد التي يعيشون فيها، ولكسب البرلمانيين وأصحاب التأثير على القرار في هذه البلاد ليتشكل رأي عام ضاغط على الإدارات والحكومات في الغرب خاصة وسائر أنحاء العالم عامة. وبينما كنا نشرح ذلك كخطة عمل شاملة ونروِّج لها في الإعلام كان الجميع يتسابق لنيل تذكرة الركوب في الحافلة التي ظنوها متجهة رأساً إلى رأس السلطة في سوريا على طريق معبد مفروش بالورود.
وقد وثَّق تلك الخطة الصحافي اللبناني حسن صبرا الذي حضر المؤتمر ونشر التفاصيل في أسبوعية «الشراع» اللبنانية في أحد أعداد حزيران/يونيو 2011 الذي صدر آنذاك بعد المؤتمر.
كانت الخطة تتحدث عن الإسهام بإسقاط نظام بشار الأسد عبر الوصول إلى الشعوب لتضغط بسلطاتها على إداراتها وممثليها في البرلمانات ولتستخدم حتى محاكمها. وشبهنا الجهود المطلوبة وقتها بالجهود والضغوط الخارجية التي أسهمت في إسقاط نظام جنوب افريقيا العنصري.
وفي 2012 التقينا بفورد السفير الأمريكي السابق في دمشق وكان ممسكاً بالملف السوري وكان هناك بين الحاضرين أمريكيون من أصل سوري يقولون إنهم معارضون، وقد طالبناهم أمام فورد بأن يرفعوا دعاوى قضائية أمام المحاكم الأمريكية ضد إدارة أوباما بتهمة إخفاء المعلومات الخاصة بجرائم آل الأسد عن الشعب الأمريكي والعالم ومن في الإدارة تصلهم المعلومات ممن يملك أحدث التقنيات في المراقبة والتجسس، وقلنا لفورد سنستدعيك شاهداً تحت القسم في هذه الدعاوى. حينها لم يتحرك أحد ولم يتجاوب أحد بل أعترض أكثرهم وزمجر، ويبدو أنهم لم يكونوا إلا من اللاهثين اللاحقين بالحافلة الموهومة. وفي عام 2013 بعد مجزرة الكيماوي كانت الطرق ممهدة إلى جلسة استماع داخل الكونغرس ولم يتقدم إليها أحد من المعارضين لا من أمريكا ولا من خارجها. وفي عام 2014 بدأ نظام بشار الأسد وأولياؤه بإقناع الإدارة الأمريكية والكونغرس أن لابديل له إلا الإرهاب، ونجحوا بالتدريج عبر شركات علاقات عامة ووسطاء خبراء في انتزاع موافقة تامة من إدارة أوباما للإبقاء على بشار الأسد، وتشكل في الولايات المتحدة ما يشبه اللوبي الأسدي الذي يشرف عليه بشار الجعفري صاحب الولاء المزدوج لإيران وبشار. وأوصل هذا اللوبي السياسة الأمريكية إلى إعطاء الفرصة كاملة لبشار والميليشيات الإيرانية لارتكاب عدد غير محدود من المجازر وعمليات التهجير الطائفي. وفي عام 2015 و2016 سمحت إدارة أوباما لروسيا أن تمارس دور الشرطي القذر وأن تتبع أسلوب سحق المدنيين وقتلهم بأعداد كبيرة كوسيلة عسكرية لإخراج الفصائل المقاتلة وإجبارها على الاستسلام.
كل ذلك وغيره جرى بمعزل عن علم الشعب الأمريكي.
ففي هذين العامين كان أحد السوريين في أمريكا يُجري كل عدة أشهر استطلاعاً ضمن عينة عشوائية من الأمريكيين من أربع ولايات تعدادهم مئة في كل مرة، وكان يسألهم: ماذا تعرفون عما يجري في سوريا عدا الحرب على تنظيم «الدولة» (داعش)، وكانوا كلهم يقولون في كل مرة: لا شيء.
لقد كان الشعب الأمريكي مغيب تماماً ولم يكن يعلم عن حقيقة ما يجري في سورية شيئا، لا الإدارة الأمريكية التي تعلم كل شيء أبلغت شعبها، ولا الإعلام الأمريكي أوصل الحقيقة إلا في مرة أو مرتين عابرتين، ولا أفراد المعارضة السورية المُجنَّسون أمريكيا أو الذين في الشتات اخترقوا الحجب فوصلوا للإعلام والكونغرس ثم إلى الشعب الأمريكي.
ولو وصلوا وأوصلوا نصف الحقيقة المفزعة إلى هذا الشعب لضغط على كل السلطات لتنتزع قراراً ملزماً باستئصال نظام بشار الأسد كنظام معادٍ للإنسانية.
ويبقى السؤال الذي نكرره منذ فترة :هل ترامب هو الأسوأ فثار الناس ضده بسرعة وشدة؟
ويقفز فوراً الجواب الأكثر إقناعاً لهذا السؤال: إن ترامب ليس الأسوأ بل هو الأقل احترافاً في الإخفاء والمناورة والمداهنة والتمرير، وأوباما هو المحترف الذي مرر ما يريد وهو بلباس المتواضع المسالم الهادئ المتلوِّي كالحية الملساء من تحت تبن.
وباتجاه عنفوان الشعب الأمريكي الذي أظهر في الأسبوعين الأخيرين ربيعاً أمريكياً عاصفاً ذا قيم مازالت الفرصة سانحة أن تصل الثورة السورية وحقائقها إلى هذا الشعب الذي أثبت أنه صاحب أعلى السلطات في بلاده، وأنه لن يسكت ولن يتفرج على مآسي ومعاناة غيره إن علم حقائق الأمور.

كاتب سوري

سوريا وسلطة الشعب الأمريكي

د. أسامة الملوحي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق