5 مشاهد فلسطينية: محاولة لفك «الشيفرة» Posted: 01 Mar 2017 02:33 PM PST تعكس بعض المشاهد الفلسطينية والعربية والإقليمية التي جرت في الأيام الماضية مفارقات مدهشة وغريبة تحتاج الكثير من التفحّص لتلمّس سيرورة الواقع الفلسطيني في علاقاته مع إسرائيل والمنظومة العربية والإقليم والعالم. من هذه المشاهد كان قرار ما يسمى «محكمة الصلح» الإسرائيلية اعتبار المسجد الأقصى «أقدس مكان لليهود»، والذي يبدو ردّاً على قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) العام الماضي اعتبار الأقصى وحائط البراق تراثين إسلاميين خالصين. المشهد الثاني كان منع السلطات المصرية يوم الأحد الماضي أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» من دخول البلاد، والذي يبدو تصعيداً لخلاف مكتوم بين القاهرة ورام الله حول الدور الذي ترتأيه السلطات المصرية للقيادي الفتحاوي محمود دحلان، الذي ترفضه القيادة الحالية للحركة، والتي لها حصّة الأسد في تسيير شؤون السلطة الفلسطينية، وهو ما تبدّى بإقصاء دحلان وأنصاره في المؤتمر السابع للحركة الذي عقد مؤخرا. المشهد الثالث كان إعلان أحمد جبريل، قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، في لقاء عبر قناة «الميادين» من طهران (وبعد لقاء مع الجنرال الإيراني قاسم سليماني) «سندخل الأردن بهدف تحرير فلسطين سواء وافق أو رفض»، وهو ما اعتبرته السلطات الأردنية المعنيّة تصويباً من طهران عليها وتهديداً (ولو كان كاريكاتوريا) من نظام دمشق لعمّان وقد ردّ عليه برلمانيون وإعلاميون بالقول إن الطريق الأقرب لفلسطين هي الجولان أو الأراضي اللبنانية، وأن الأولى أن يعمل جبريل على تحرير فلسطين من مناطق حليفيه، النظام السوري و»حزب الله» اللبناني. المشهد الرابع كان «المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج» السبت الماضي الذي حمل رئيسه، د. أنيس القاسم، بشدّة على قيادة السلطة الفلسطينية واتهمها بتعطيل طاقات الفلسطينيين في الخارج واستثنائهم من المشروع الوطني، وهو ما أثار غضب فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي اعتبرته «تجاوزا للممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني»، ومحاولة لإطلاق جسم تمثيلي مواز أو بديل للمنظمة. المشهد الخامس الذي انتقيناه (وإن كنا لن نعدم مشاهد مثيرة أخرى) كان إيقاف وسيلة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لصفحة حركة «فتح» بعد نشر صورة قديمة لنائب رئيس الحركة المنتخب حديثا يسلّم فيها سلاحاً غنمته الحركة من أسير إسرائيلي (ثم اعتذارها وإعادتها للصفحة)، وهو أمر يشير إلى كيفيّة ممارسة إسرائيل لنفوذها على «فيسبوك» ونتائج هذه الممارسة الاعتباطية التي تثير السخرية الممزوجة بالغضب. الاستنتاج الأول الذي يمكن الخروج به من محاولة فك «الشيفرة» التي تجمع بين هذه المشاهد هي أنها فيما تقوم إسرائيل بافتراس هويّة الفلسطينيين وثقافتهم وأرضهم، وتصعّد النزاع الوجوديّ إلى جذر معتقداتهم والأماكن التي تمثّل مقدّساتهم، تقوم الجغرافيا السياسية المحيطة بهم بدعم «اجتهادات» الفلسطينيين في طرق تمثيلهم والأشخاص الذين يعبّرون عن وحدتهم، وهو ما يؤدّي، في أغلب الأحيان، إلى عكس المفترض والمرتجى، سواء كان تحت زعم «تحرير فلسطين من النهر إلى البحر» عبر الإساءة للأردن ولسيادته، أو عبر محاولة فرض زعيم مرضيّ عنه إقليميّاً بغض النظر عن رأي الفلسطينيين أنفسهم، أو باعتبار طهران أكثر غيرة على شأن فلسطين من العرب (والفلسطينيين أنفسهم)، أو بعقد مؤتمر للشتات يصعّد الجدل الداخلي أو في إظهار إسرائيل لعجرفتها وغرورها وجبروتها ولو على نشر صورة قديمة! 5 مشاهد فلسطينية: محاولة لفك «الشيفرة» رأي القدس |
حدث في بلدة جليلية… Posted: 01 Mar 2017 02:32 PM PST أمر غريب حدث في بلدة متكئة على سفوح شمال فلسطين، كان هذا قبل شهر تقريباً، في اليوم الذي أعلنت فيه وكالة ناسا الفضائية عن اقتراب كويكب صغير على مسافة صغيرة جداً من الأرض، مرّ فوق منطقة الشرق الأوسط بقرب شديد، وأنه سيعود بعد ستة وسبعين عاماً وسيشكل خطورة جدية على كوكب الأرض. في ذلك اليوم رأى أهل تلك البلدة غمامة حمراء بالعين المجردة، وشعروا بحرارة قوية مفاجئة وسمعوا صوتاً مرعباً مصماً للآذان، وتطايرت عن السطوح صحون الفضائيات ومناشر الغسيل، وحُجب نور الشمس مثلما يحدث عند انقطاع الكهرباء لثوان قبل عودة التيار، فتعطلت حواسيب وأجهزة كهربائية كثيرة. جميع الناس راحوا ينظرون إلى بعضهم البعض متسائلين، وراحوا يكتشفون بأن شعور رؤوسهم انتصبت كالدبابيس وارتفعت أرنبات أنوفهم وصيوانات آذانهم كأن هناك من شدها للأعلى، وفقد كثيرون توازنهم وشعر سائقون بفقدان السيطرة على مقاود سياراتهم وكوابحها، وقال البعض إن العمارة التي يسكنها ترنحت حتى ظنها ستسقط، وسقطت أوانٍ في البيوت، وانتظر الجميع الإعلان عن وقوع هزة أرضية، ولكن هذا لم يحصل لأنها لم تكن كذلك، لكنهم سمعوا من بعض الفضائيات عن كويكب مر فوق شمال فلسطين الذي سمّته (ناسا) شمال إسرائيل. حلّ صمت على الناس في تلك البلدة، لدرجة أنهم صاروا يحيّون بعضهم باقتضاب بكلمة «سلام» ويكتفون بالرد على بعضهم البعض بكلمة «سلام» نفسها ثم يطبق الصمت من جديد. ألفاظ أهل البلدة باتت مقتضبة جداً ومنتقاة، ملامحهم شفافة كما لو كانت ناطقة، صاروا يعدّون للمئة قبل أن يفتحوا أفواههم، كأن ما يخرج منها يُسجل في عدّاد وسيدفعون ثمن كل حرف ينطقون به. أول من انتبه لظاهرة الصمت المستجدة في البلدة هي المختصة النفسية التي تأتي من مدينة الناصرة لتعمل في إحدى المدارس، فقد فوجئت بصمت الطلاب والمدرسين والمساعدين وجيران المدرسة، حتى ذلك المعلم الذي كان يتحرش بها بحجّة أن محياها في الصباح يمنحه طاقة إيجابية مرّ صامتاً، الأمر الذي أخرجها من توازنها لتدخل غرفة المعلمين وتسأل: من الذي مات، هل قُتل أحد في البلدة! فاستغربوا سؤالها لأن أحداً لم يمت ولم يقتل، فعادت أكثر دهشة إلى غرفتها! انتبه أصدقاء افتراضيون لغياب أبناء البلدة عن صفحات الفيسبوك والتويتر وكأن الاتصال مقطوع عنهم، فكتبوا من شتى البلدان يسألون عن أخبارهم وسبب غيابهم واختفائهم المفاجئ، ولكن لم يرد أحد على الرسائل لفقدان الرغبة تماماً. صمتوا واكتشفوا روعة الصمت، وبدوا نادمين على سنين قضوها بالثرثرات العقيمة، وصارت هواية أكثرهم بلوغ النشوة الروحية من خلال تأمل ما حولهم من نبات وحيوان وجماد، صاروا يديرون حوارات صامتة حتى مع الجماد، حتى فنجان القهوة يثير تأملاتهم، كيف صنعوه ولوّنوه وركّبوه، ومن زرع القهوة وأي كمية من الماء تحتاج، وهل تتعرض شجيرة البن للمرض، وكيف يكون شكلها عند قطافها، وهل تقطف بالأيدي أم بالآلات وفي أي فصل من فصول السنة، ثم من الذي يتعهد بجمعها وتصديرها، ومن الذي يستوردها، وما الذي يفعلونه حتى تصل الأسواق مطحونة لغليها وشربها بمتعة، وهل يختلف طعم الأصناف باختلاف مصادرها، وكم يربحون من هذا، وكم يربح أولئك الذين زرعوها واعتنوا بها! فجأة صار كل شيء يثير تساؤلات سكان هذه البلدة مهما كان بسيطاً، حتى صار كل واحد منهم يتأمل ويتفكر بمعنى اسمه وبالأحرف التي رُكّب منها واللحظة التي فكر فيها والداه بإطلاق اسمه الذي سيُعرف به طيلة حياته، لماذا هذا الاسم بالذات، وماذا لو كنت أحمل اسماً آخر. كأنهم نيام، هم وحيواناتهم الأليفة التي صمتت مثلهم، وسياراتهم التي صارت تمضي بدون ضجيجها المعهود، فما عادت تُسمع أبواقها التي كانت تستعمل للتحية وللتحذير وللحث على السير وللتعبير عن الاستياء وعن الغضب والرضى وعن فوز فريق كرة القدم، وإحضار العروس إلى بيت العريس وعن الطرب والتحدي والرغبة بالإيذاء والقوة والغزل وانتقال الفنان المغني ابن البلدة إلى مرحلة أخرى في برنامج محبوب العرب، فجأة تلاشت لغة أبواق السيارات، وإذا سُمعت فهي بالتأكيد من فعل سائق غريب. كذلك فإن كل من كان مديوناً للمجلس البلدي بأثمان مياه أو ضرائب ورسوم أخرى، بادر وذهب ووقف بصمت في دور طويل ليسدد ديونه، وكثير من الأزواج توصلوا بدون صراع وباتفاق ورضى على الانفصال مفضلينه على الاستمرار بحياة لا طعم لها. كذلك كل من عليه دين لصاحب مهنة أو دكان أسرع لتسديده. وكثرت الاعتذارات عن أخطاء سابقة بحق الآخرين. في يوم الجمعة التالي لمرور الكوكب كان الحضور إلى الصلاة أقل بكثير من الأعداد المعهودة، تقدم الخطيب من مكبر الصوت وخفض قوته إلى الحد الأدنى بحيث لم يعد يسمعه سوى من هم داخل المسجد. فاجأ الجميع بأن خطبته خلت من التهديد والوعيد، وبعد الصلاة على النبي قال بهدوء: يا أبناء بلدي تباً لي، لقد نافقت وكذبت وانحزت للأقوياء منكم على حساب الضعفاء وقطعت رحمي واختلست، سافرت إلى اسطنبول وإلى إسبانيا وجدّدت سيارتي ودفعت تأمينها من أموالكم، وهناك من يتصلون بي كل صباح جمعة ليعرفوا ما هو موضوع خطبتي، فأطمئنهم بأنني سأهاجم التطرف والإرهاب وسأنكر وجود ثورات، وأنا أعرف أنه خلط للأوراق بين المقاوم للظلم والمتطرف الأحمق، هل عرفتم من هم! طبعاً ظننتم أنهم المخابرات، لا ليسوا لوحدهم، إنه طلب قادة حركات يسارية وقومية، كنت أضرب عصفورين بحجر، أسترضي المخابرات من ناحية ومن ناحية أخرى قادة اليسار، لقد منحتموني ثقة لا أستحقها، وهذه آخر مرة أقف فيها خطيباً أمامكم. بعد الصلاة تقدم منه أحد الحضور وقال: كنا نعرف ما تفضلت به، وكنا راضين لأنك على شاكلتنا، كنا نشك بأن خطبك التي أقرفتنا حياتنا بها من توصيات المخابرات ولم نتوقع أنها توصيات يسارييين وقوميين، كنا قد اتفقنا على مقاطعتك، لأننا ما عدنا نطيق تمثيلياتك على المنبر، ولكن يبدو أنك تغيّرت مثلما تغيرنا نحن منذ مرور ذلك الكوكب الغريب الذي قلب حياة البلدة رأساً على عقب، فابق معنا وعفا الله عما سلف… حدث في بلدة جليلية… سهيل كيوان |
المجد لتركيا و«الجزيرة» التي تكذب ناسا وتصدق القرآن وبلا حدود من طق طق لميسي! Posted: 01 Mar 2017 02:32 PM PST لو آمنا أن قبيلتي (يأجوج و مأجوج) قبائل فضائية، وأن ربعهم أولاد عمنا في السماء، وقريبا يصلون الأرحام الكونية، مع تصاعد احتمالات عودتهم إلى الأرض، فهذا يعني أن ظاهرة الغزو الفضائي، التي حذر منها العالم البريطاني (ستيفن هوكينغ ) وكالة ناسا – ونصحها بعدم إظهار وجودنا للغزاة الفضائيين – ليست ظاهرة علمية بحته ولا اكتشافا حديثا، إنما نبوءة وردت في الأديان السماوية الثلاثة، قبل أن تتوصل إليها فرق البحث التي أرسلت لهؤلاء ملايين من الرسائل الصوتية بكل لغات الأرض، وصورا واسطوانات موسيقية لعظماء الفنانين، دون أن تتلقى ردا يلبي نهم أحد علماء الوكالة الملقب بِـ: مستر أين هم؟ لفرط إلحاحه وسعيه الحثيث للعثورعليهم! منذ فترة أعلنت «ناسا» قلقها من تلاشي المجال المغناطيسي تدريجيا، وعبرت عن حيرتها أمام هذه الظاهرة الغريبة، التي تفسرها بعض القنوات الالكترونية على «اليوتيوب» بظاهرة فتح المعابر لاختراق النسيج الزمكاني في النطاق الفضائي، وهو ذاته سد ذو القرنين، الذي احتجز وراءه أعدادا مهولة من هذه القبائل، التي لا يمكن أن تستوعبها أو تلبي احتياجاتها طوال كل تلك القرون، مساحة أرضية أو بشرية محدودة، فهل تصدق «اليوتيوب»؟ «الجزيرة».. نصف اللغز ونصف الحقيقة أيها المشاهد، إياك أن تخاف، وإياك أن تطمئن، فتوافر المعلومات بشكل مجاني على شبكة الانترنت رفاهية خطيرة، تصيب من ينجرف وراءها بالشتات ثم النحس، وما أكثر المناحيس الذين لا يهمهم سوى قص ولصق المعلومات عشوائيا لحشد المتتبعين، أو تنظيميا لصهر الوعي، فلكل خرابة الكترونية عفريتها، وما عليك سوى اللجوء الإعلامي لـ»الجزيرة الوثائقية»، فعندها نصف اللغز ونصف الحقيقة، دون إخلال بقدسية الإعجاز العلمي في القرآن، ولا تحقير للقدرات العقلية للإنسان، التي لم يستغل منها سوى عشرة بالمئة فقط! تعرض «الجزيرة الوثائقية» تسجيلا صوتيا لأول اتصال فضائي تلقته «ناسا» على هيئة طرقات متوالية تأخذ بالتسارع، يليها صوت أمواج راديواتية، لتطرح سؤالا كونيا: هل هذه أصواتهم؟ هل هم حقيقة أم وهم؟ فإن عدت إلى لقاء أحمد منصور في برنامجه «بلا حدود» مع الدكتور زغلول النجار عن إعجاز القرآن العلمي، تجد تفسيرا لهذا في سورة الطارق، حيث عرض البرنامج التسجيلات نفسها مع تبيان طبيعة النجم الثاقب الذي يصدر نبضات أو طرقات لا علاقة لها بسواه، حتى ليبدو الأمر في فضاء الجزيرة كالتالي: الوثائقية تسأل، والفضائية تجيب. قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، التي تناولها منصور عبر سلسلة حلقات مع الدكتور النجار تكاد تكون وحدها أعظم وثيقة إعلامية تضم بين طياتها إجابات عن الأسئلة الكونية الغامضة، التي يقف أمامها علماء الفضاء عاجزين، ومنكرين، فإن قارنا بين العلم والإعلام، وبين البحث عن الحقيقة والعثور عليها، لا بد أن نتحيز لـ «الجزيرة»… لأن نصف الحقيقة لديها، يكفي للوصول إلى نصفها المفقود عند غيرها: اللاحقيقة! من طقطق لميسي أخيرا كان ميسي في مصر، للترويج لحملته ضد التهاب «الكبد الوبائي»، التي أنست الإعلام واقعة الحذاء على «أم بي سي»، وما تبعها من حمحمة الثارات والتحليفات، وقد تُوج ميسي فرعونا مستوردا على عرش الأهرامات، وعقبال زعيم شلة الأنس في الزمالك! لن أقلل من أهمية هذا الحدث إعلاميا وإنسانيا، ولكن حرصا على أمانة التقييم ودرءا لأية سقطات مشابهة في المستقبل، لا بد من الاعتراف بالإحباط بعد متابعة مراسم التتويج المبهدلة كحال «أعرج يسحب مكسح يقولو تعال نتفسح»، أو مثل «سكران يضرب في ميت، لا الأول داري ولا التاني حاسس فيه»! فالتوسل المتكرر للحضور بإنهاء الفوضى والضوضاء دن جدوى، والتخبط ثم الارتباك في الأداء أهدر البذل في الإعداد، أما القلق الذي أثقل الحدث من احتمال هجمات إرهابية، فلم يعكر الفرحة فقط بل أخل باحترافية عمرو أديب الذي لم يستطع إخفاء ابتهاجه برواح المعازيم وانتهاء العرس من طق طق لباب الطيارة، بلا طاخ طيخ! ورغم أن الإعلام – على غير عادته – لم ينس الاحتفاء بالحملة وإنجازاتها رغم انشغاله بميسي، إلا أن غصة المشاهد تكمن باختلاط السوء عليه، فمن أشد بلاء: نحن أم إعلامنا؟ وهل يفرض عليك قدرك كمشاهد تلفزيوني في هذه المناسبات، أن تستسلم لخيارين لا ثالث لهما إلا الشيطان سترا للفضيحة: فإما أن ينقل الإعلام الحدث بلا صوت ولا صورة، وإما أن يمنع تنظيم الحدث من أصله، صونا لشرف العار! المجد لدولة الدراما اعتاد الغرب أن يطلق على ليالي ألف ليلة وليلة «الليالي العربية»، فمنذ أن خرجت إلى النور بنسختها الإنكليزية الأولى عام 1706، حتى أصبحت شخصية شهرزاد رمزا أيقونيا للمرأة العربية، ببعديها الاجتماعي والإبداعي، غير أن تقهقر حال العرب مع الزمن، شوه هذا الإرث، وجعله أقرب إلى ثقافات وأمم مجاورة كالإيرانيين والأتراك والهنود، الذين تغزو أعمالهم الدرامية والسينمائية الأسواق والفضائيات العالمية، عداك عن قنوات الكترونية متخصصة بترجمتها، وعرضها مجانا، قبل أن تشتري حقوق دبلجتها وبثها دول وقارات حول العالم. يولي الإعلام الأمريكي والأوروبي اهتمامه الأكبر بالسينما الشرقية الهندية وأبطالها وبطلاتها، دون أن يوزع عدله على أبطال الدراما التركية الذين جابت شهرتهم الآفاق، متعمدا غض البصر عن هذا الاختراق الفني الهائل الذي نجحت دولة الدراما التركية بتكريسه في كثير من الفضائيات الأوروبية، عبر الترجمة أو دبلجة ملاحم درامية تاريخية واجتماعية، لاقت ترحيبا يفوق التوقع من جماهير ملت من التخمة الأمريكية المستهلكة، وتبحث عما يتجاوز الإبهار، فيعوض النقص العاطفي الذي أثقلته ثقافة الجسد، ويستدرك التعتيم الهوليوودي على مرحلة العصور الوسطى التي بلغ المجد الإسلامي والعثماني بها أوجه.. كأنه يتصدى للغزو الدرامي الجديد! انحطاط الدبلجة: عيب أم جريمة؟ الأرقام والإحصاءات تثبت اكتساح الدراما التركية، التي تحصد ملايين من المتفرجين، وصلت في الباكستان وحدها لأكثر من تسعين مليون مشاهد، عداك عن ترجمتها لأكثر من عشرين لغة حول العالم، مع الأخذ بعين الاعتبار إعادة بثها لأكثر من مرة، وهو سبق درامي ومجد إبداعي يتماشى مع العصر بل يتخطاه! ولكن على المشاهد العربي الاختيار بين متابعة هذه الدراما مترجمة أو مدبلجة، ليس فقط لضمان صدق الأداء، والانخراط عاطفيا وذهنيا في الحالة الفنية، إنما لأن الدبلجة العربية تحقر من قيمة النص بلغته الأم، وتنحدر بذائقة المشاهد العربي، بل تشوه وعيه وهي تنحاز لتسطيح اللغة و تحذف الكثير من الصيغ الإبداعية المكينة لتستبدلها بصيغ ركيكة بلهاء، وأداء أحمق جامد و مصطنع و فارغ، فتصفيها من مخزونها المعرفي الذي يراوح بين الشعر والأدب والفلسفة والرياضيات التاريخ وكل ما يخطر ببالك من علوم وفنون وتعبيرات، يزخر بها النص الأصلي حتى لتدهشك هذه الثقافة النابضة، وولع أصحابها ليس فقط بابتكار قصة مشوقة تجاريا، إنما بدعمها بترسانة حوارية وحبكات لغوية مبهرة تخض وعي المتلقي وتفتن روحه وتغذي فكره وترتقي بذائقته. أيها المسكين، إنهم يخدعونك، إذ يربون عقلك على الكسل، ويشبعون عواطفك بإثارات رخيصة على طريقة «شم ولا تذوق» تذرعا بالحشمة والعفة التي يهينونها أيما إهانة وهم يختطفون لغة الشعوب ليجردوها من قيمها الحسية والتعبيرية.. فيروجوا لنمط لغوي بليد، لا يستثمر بالوعي والوجدان، ويخلو من الطاقة الروحية او الخطط العقلية التي تعكس الجبن الثقافي والاستكانة للخمول الإبداعي في الدراما العربية المريضة، إلى الحد الذي تعجز به ليس فقط عن إنجاز درامي عظيم، بل حتى أقل من عادي ولكن بطرق غير اعتيادية، ولو كرمى لجدتها شهرزاد! يا أيها الحضيض، لم نعد نعلم إن كنت أدمنتنا أم أدمناك، ولكننا تعودنا على الإبداع والسيوف فوق رقابنا أو تحت الحزام، أما وقد دخل الغزاة إلى مخادعنا، فلم يبق علينا سوى الاعتذار للديك، الذي اضطر لتناول قرص منوم، كي لا يتابع المشهد الأخير من الحكاية: انتحار المشاهد بعد العثور على شهرزاد في ملهى إعلامي! كاتبة فلسطينية تقيم في لندن المجد لتركيا و«الجزيرة» التي تكذب ناسا وتصدق القرآن وبلا حدود من طق طق لميسي! لينا أبو بكر |
رئيس مجلس النواب يتسبب في أزمة عنيفة مع «الأهرام» والصحافة مملوكة للشعب المصري Posted: 01 Mar 2017 02:32 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي» :تسبب رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال في إشعال أزمة خطيرة للنظام، وإحراج شديد له عندما هاجم صحيفة «الأهرام» وعاير الصحافيين ومؤسساتهم قائلا «أحنا بنصرف عليكم». وتعرض إلى هجمات عنيفة ضده وضد المجلس، اضطرته للاعتذار وأنه كان غاضبا من خبر نشرته بوابة «الأهرام». كما أثار الصحافيين والسياسيين أيضا عندما تقدم ببلاغ للنائب العام ضد جريدة «المقال» ورئيس تحريرها إبراهيم عيسى، لأن الجريدة وصفت المجلس وما يحدث فيه بأنه مثل فيلم الكارتون . وقد أخبرنا أمس الأربعاء الرسام الموهوب عمرو سليم أن ميكي ماوس نفسه قدم بلاغا ضد عيسي وسمعه يقول في الهاتف: أيوة أنا ميكي ماوس زعيم أفلام الكارتون أنا كمان عاوز أتقدم ببلاغ ضد جريدة المقال. وركزت الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء على الزيارة التي ستقوم بها المستشارة الألمانية لمصر لمدة يومين، تبدأها اليوم الخميس، وستحضر مع الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتاح ثلاث محطات كهربائية ضخمة تقيمها شركة سيمنس، في مدن بني سويف والعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة البرلس في محافظة كفر الشيخ كما ستزور الكاتدرائية. واستقبل الرئيس السيسي وزير الدفاع الفرنسي وقلده وسام الجمهورية، لكن الأهم بالنسبة للمستثمرين في قطاع السياحة ترقب زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين لمصر قريبا لأنهم يتوقعون عودة السياحة أثناءها. واهتمت الصحف أيضا بمباريات كرة القدم في الكأس. وإعلان وزير الإسكان فتح باب التقدم للحصول على حوالي ثلاثين ألف شقة ومثلها قطع أراض في عدد من المدن. وتصدي الشرطة للمظاهرات التي قامت في بورسعيد تحتج على أحكام الإعدام الصادرة ضد أحد عشر شخصا في أحداث مباراة الأهلي والمصري وأسفرت عن مقتل أكثر من سبعين من مشجعي الأهلي والمطالبة بعدم تصديق رئيس الجمهورية عليها وتخفيفها، أو إتاحة الفرصة للدخول في مفاوضات للصلح مع أهالي الضحايا ودفع الدية. وتواصلت الشكوى من الجميع بسبب الارتفاعات المستمرة في الأسعار. وإلى ما عندنا…. الصحافيون ومجلس النواب ونبدأ بردود الأفعال التي تولدت ضد مهاجمة رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال لجريدة «الأهرام». وجاء الرد سريعا وحاسما من الصحافيين فقد نشرت الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء، تصريحات يحيى قلاش نقيب الصحافيين ونقلت عنه الآتي: «إذا كان مجلس النواب هو إحدى السلطات الدستورية فنذكّر الجميع أن الصحافة سلطة فوق كل السلطات. واستطرد قلاش للأسف الشديد تلك التصريحات صدرت عن رئيس البرلمان الذي كان أحد أعضاء لجنة الخمسين، التي وضعت قانون الصحافة والإعلام، وكانت آراؤه داخل اللجنة ليبرالية ومنحازة لحرية الصحافة. وتابع بعض الذين ذهبوا إلى البرلمان للمشاركة في مظاهرة مفتعلة لكي يكونوا خنجرا في ظهر النقابة عندما أبدت بعض ملاحظاتها على الجزء الأول من القانون المتعلق بتشكيل الهيئات واستقلالها، وعلى رأسهم بعض من يدعون أنهم نقابيون. واستطرد أتمنى عليهم الآن أن يذهبوا إلى البرلمان ليسجلوا احتجاجهم وموقفهم بشكل رسمي، وأن ينحازوا لمطالب الجماعة الصحافية والتكاتف من أجل ترجمة مواد الدستور الخاصة بالصحافة إلى منظومة تشريعات تُعيد بناء المنظومة الصحافية وتعالج كل الأوضاع التي يعانى منها جموع الصحافيين. «شموخ الأهرام ومنصة البرلمان» وجاء الرد قاسيا من «الأهرام» إذ كتب رئيس تحريرها محمد عبد الهادي علام مقالا في الصفحة الأولى عنوانه «شموخ الأهرام ومنصة البرلمان» ومما قاله: «يبدو أن مفهوم العلاقة بين الصحافة وسلطات الدولة غائم ومرتبك لدى بعض المسؤولين في الدولة، فهناك من يرى دور الصحف القومية تابعا ومأمورا ممن يملك السلطة، سواء كانت تنفيذية أو تشريعية. ويغيب عن أذهانهم أن الصحافة مملوكة للشعب المصري وليست تلك الملكية العامة التي تضعها تحت رحمة سلطة. وقد جاءت تصريحات رئيس البرلمان الدكتور علي عبدالعال (أمس الأول) عن قلعة الصحافة الحصينة وحامل لواء التنوير على مدى أكثر من 140عاما بأسلوب لا يليق، لا برصانة الصحيفة، ولا بثقل موقعه. لن يضير «الأهرام» شيء من هجوم رئيس البرلمان، إلا أن كلماته حملت مغالطات يجب تنبيه الرأي العام بشأنها: أولا: وبداية تؤكد «الأهرام» احترامها للمجلس ومقام رئيس برلمان مصر الرفيع. ثانيا: رئيس مجلس النواب رجل قانون كان ينبغي أن يدقق معلوماته ولا يلقي بالاتهامات جزافا تجاه مؤسسة عريقة، وأن يلتزم المبدأ الذي أرساه سابقوه ممن شغلوا هذا المقام الرفيع، وهو أن ما ينشر في وسائل الإعلام يتم الرد عليه في وسائل الإعلام، وألا يسمح باستغلال المجلس ومنصته للرد أو الهجوم على وسائل الإعلام… سابعا: أوحى رئيس البرلمان بتصريحاته عما سماه الدور المنوط بالمؤسسات الصحافية القومية في الفترة المقبلة بأن هناك ما يتم تدبيره في اتجاه سيطرة مقبلة، وهو ما يخالف الحقيقة ويتناقض مع الدستور، الذي يلزم الدولة أن تحافظ على استقلال المؤسسات الصحافية وحيادها.. تاسعا: لا تقبل «الأهرام» التعالي في لغة خطاب رئيس البرلمان لأنها مؤسسة وصحيفة عابرة للزمن، لا تأخذ دروسا في ما يصح أو لا يصح من أي مسؤول، ولكنها تقبل أن يرسل المسؤول بما لديه من ردود للنشر إعمالا والتزاما بحق الرد المنصوص عليه في القوانين المنظمة للمهنة. عاشرا: الحديث عن تبعية الصحافة القومية لأي سلطة في الدولة هو إضرار بتلك السلطة، وخسارة فادحة لصحافة الشعب بكل فئاته وتنويعاته، وقد أثبت الواقع أن إعادة بناء إعلام الدولة المصرية من صحافة وإذاعة وتلفزيون تمثل ركنا أصيلا في التغيير المنشود وليس العكس، فالإعلام الخاص ليس منوطا به نشر الفكر والثقافة، وليس ذلك من أولوياته بالنظر للطابع التجاري الذي يسيطر على عقول صانعيه، ومن ثم فإن هدم المؤسسات العامة بادعاء إنها تمثل عبئا ماليا هو من قبيل المغالطات». دور الصحافة والإعلام في المجتمع وإلى «الجمهورية» ورئيس تحريرها فهمي عنبة وقوله في مقاله اليومي الذي يكتبه تحت عنوان «على بكرة الله»: «الأشد قسوة في كل ما قاله الدكتور عبدالعال كان معايرة «الأهرام» والمؤسسات القومية بأنها تتلقي دعما من الدولة، أو كما قال «تهاجم البرلمان رغم أننا بنصرف عليها». وهو ما كان يجب ألا يخرج من مسؤول يعرف دور الصحافة والإعلام في المجتمع. وهو على يقين أن الدعم لا يمثل شيئا في الالتزامات، كما أنها مؤسسات مملوكة للشعب، وما تتلقاه من أموال الشعب، فلا مجال لأحد أن يمن على العاملين فيها، والدعم لتؤدي رسالتها فلا فضل لأحد غير المصريين على الصحافة القومية ولا وصاية لأحد عليها سوى ضمير الصحافيين العاملين بها وإيمانهم بمسؤوليتهم تجاه الوطن والمواطنين». «ما أريكم إلا ما أرى» وإلى «المقال» والبلاغ المقدم من المجلس للنائب العام ضد إبراهيم عيسى رئيس تحرير «المقال» لأنه وصف المجلس وأعماله بأنه مثل أفلام الكارتون. أما إبراهيم عيسى فكتب مقالا هجوميا ضد النظام وما سبقه من أنظمة قال فيه: «آفة مصر وبلوتها ومصيبتها في الحاكم الفردي وأسوأ من الحكم الفردي هو القبول به، وأفظع من القبول هو التنظير له، وألعن من هذا كله أن تتحول المؤسسات والأجهزة والهيئات والمجالس إلى كيانات وهمية تخدم الحكم الفردي كل هزائم مصر وانكساراتها وتراجعاتها وانهياراتها بسبب الحكم المنفرد بالسلطة، حكم ما أريكم إلا ما أرى، وما أهديكم إلا سبيل الرشاد. كل ضعف اقتصادي أو هزيمة عسكرية أو نكسة او خيبة أو ضعف بين الدول، أو تبعية أو تراجع دور إقليمي وخفوت دور دولي، أو أزمات مع دول وحكومات أجنبية كبيرة أو صغيرة، كل تحطيم للأحلام وصناعة الأوهام، كان نتيجة للاستبداد الذي يحكمنا بقراراته، وبحزمة المنافقين والموظفين وأهل الثقة والشماشرجية وفارشي السجاجيد، الذين يديرون البلد.. عبد الناصر هو الذي حرر مصر من الاحتلال والملكية، فلزاما علينا أن نسلم له رقبة البلد يسوقه لما شاء من طرق حتى لو طرق الجحيم. أما السادات فهو الذي انتشل مصر من الهزيمة وحرر سيناء بنصر عظيم فنتركه إذن يتصرف فينا كتركة، ما دام أنه بطل الحرب المبجل. أما مبارك فهو قائد الضربة الجوية الأولى الذي لا يمكن أن ننكر دوره في نصر أكتوبر/تشرين الأول ومن ثم فلندعه ثلاثين عاما متحكما في مصائر الشعب حتى برر له البعض أن يورّث مقعده لابنه، وها هو السيسي انحاز للشعب المصري في ثورته ضد الإخوان، إذن فليحكمنا وحده بحكومة وبرلمان وأجهزة مهمتها هي التسبيح بحكمة الرئيس وان قراراته لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها». قنا وتهجير المسيحيين وإلى قتل وتهجير المسيحيين من العريش، وأبرز ردود الأفعال عليهما التي بدأتها الناقدة الاديبة فريدة النقاش بقولها في عمودها «قضية للمناقشة» في جريدة «الأهالي» لسان حال حزب التجمع التي تصدر كل أربعاء: «وبرعت المؤسسات الدينية إسلامية ومسيحية في التلاعب بقضية التمييز على أساس الدين، وهي تستخدم خطابا مزدوجا له ظاهر وباطن له داخل وخارج، فأطلقت للخارج وللاستهلاك الإعلامي خطاب التسامح والتعايش والاحترام المتبادل وتأكيد النسيج الواحد والتلاحم بين الهلال والصليب، وفي داخل المؤسسات الدينية نفسها يحفر خطاب الكراهية للآخر دروبا تحتية عميقة، يعرفها جيدا كل من تعامل مع هذه المؤسسات من الداخل، سواء في مناهجها أو في سلوك أفرادها. ويظل السؤال معلقا كيف سيكون بوسعنا أن نصل إلى حل جذري لمسألة التمييز ضد المسيحيين المصريين، الذين يتطلع الكثيرون منهم إلى الهجرة بعد أن «حاصرهم» الإرهاب والعنف. وينتظرنا الفشل الذريع إذا ما واصلنا ما نقوم به الآن في هذا الصدد، أي بث الخطاب المنمق الذي يمجد الوحدة الوطنية والنسيج الواحد دون رؤية شاملة تتجاوز الحل الأمني، الذي لم ينجح وحده أبدا في مواجهة مثل هذه القضايا الشائكة». الصيد في المياه العكرة وإلى الكاتبة سحر الجعارة التي قالت أمس الأربعاء في مقال في «الوطن»: «البعض يرى أن الحديث عن «الإبادة العرقية للأقباط» هو طعم يصطاد به «أقباط المهجر» تأييد الرأي العام العالمي وإثارته ضد الرئيس السيسي، قبل زيارته المرتقبة إلى واشنطن. وعلى «فيسبوك» ستجد عملية «التحريض» ضد مصر مفضوحة، فقط أدخل على صفحة المهاجر القبطي مجدي خليل مدير منتدى الشرق الأوسط للحريات في أمريكا، ستجده يعرض حلقات مصوّرة بعنوان: «زيارة السيسي لأمريكا وتهجير أقباط العريش» وسوف تصلك مناشداته للأقباط: «على كل أسرة قبطية تم قتل أحد أفرادها أو خطفت إحدى بناتها أو سيداتها، وعلى كل أسرة قبطية تم تهجيرها من العريش أو من أي مكان في مصر، أن تتجه ويسجلوا أسماءهم فورا في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في القاهرة، وأن يكتبوا أنهم معرضون للقتل والذبح والحرق والتهديد العائلي، وأن الدولة المصرية لم تقدم لهم أي حماية وأنهم محرومون من حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم». ولم يكتفِ «شيطان الفتنة» بهذا بل شكك في وطنية رجال الدين القبطي واتهمهم بالانحياز للنظام ضد الشعب، وهو لا يدري كيف يعمل النظام؟ ولا كيف يعيش الشعب؟ إدارة الأزمة بالإعلام: سأختم من حيث بدأت من الحكومة المغيبة التي تعاملت مع أزمة تهجير الأقباط من العريش بالتجاهل، وفرضت على وسائل الإعلام التابعة لها الخرس، ثم استيقظت فجأة لتجد أهالي العريش لم تحتضنهم إلا كنائس الإسماعيلية، وأن آثار الحرق والقتل والسحل مرسومة على ملامحهم. هنا بدأت الدولة تسخّر رجالها في الإعلام أحدهم يصرخ: (الأمن لم يُرحل أحدا من العريش) ثم تدفع المراسلين لانتزاع كلام سخيف عن «الوحدة الوطنية» من الأيتام والثكالى والأرامل، وبلا أدنى رحمة يتتابع وزراء (الصحة التعليم التضامن الاجتماعى إلخ) في تأكيد «نظرية الإجازة» بحيث تتصور أن الأسر التي لم تشيع شهداءها ستذهب معهم إلى «مدينة الملاهي». الدكتورة غادة تحدثنا عن الدعم النقدي ستمنح الأقباط الأمان الذي تبدّد أو الستر الذي سقط عنهم. الأقباط ينتظرون «العدل» كما قال بيان الكنيسة يتوقعون عهدا تتحقق فيه «حقوق المواطنة» ويتوقف فيه «النزيف» . فرّق تسد ونظل في العدد نفسه من «الوطن» لنكون مع وزير الثقافة حلمي النمنم ومقاله الذي قال فيه: «استهداف أقباط العريش يعني أن الإرهابيين وصلوا إلى جنونهم الأخير، استهدفوا جنود وضباط الجيش ولم يفلحوا، وكذلك ضباط ورجال الأمن. حاولوا يوم الأربعاء 1 يوليو/تموز 2015 احتلال مقر لهم في منطقة الشيخ زويد ودكهم أفراد كمين «الرفاعي» من رجال قواتنا المسلحة ببسالة ليست غريبة عليهم. آخر ما في جعبتهم تلك هم الذئاب المنفردة يهاجمون بعض المواطنين الأقباط ويقتلونهم، عن تصور أنهم بذلك ينتقمون منا جميعا، وأنهم سوف يرهبوننا. لقد واجه المصريون من قبل ما هو أنكى وأمكن لنا الانتصار. واجه المصريون جميعا مسلمين وأقباطا رجالا ونساء في ثورة 1919 بريطانيا العظمى، التي لم تكن الشمس تغيب عنها، وكانت لتوها خرجت من الحرب العالمية الأولى منتصرة. واجهنا قوة بريطانيا العظمى كما واجهنا نظريتها «فرّق تسد» التي يحاول عملاؤها وصنائعها منذ حسن البنا العمل بمقتضاها إلى يومنا هذا. سوف يذهب هؤلاء حيث ذهب لورد كرومر وكتشنر وحسن البنا وسيد قطب وشكرى مصطفى وغيرهم سوف يذهبون ويبقى المصريون مسلمين وأقباطا».. إذكاء نيران الفتنة كما نشرت «الوطن» مقالا آخر للدكتور محمد صلاح البدري قال فيه: «استهداف المسيحيين في سيناء لم يكن مستبعدا في رأيي منذ فترة طويلة، لأسباب تتعلق بعقيدة التنظيم نفسه، ولكن التوقيت نفسه هو ما يثير الريبة. لا يفرق الدواعش بين مسلم ومسيحي فالكل في نظرهم كافر مارق، ولكن استهدافا للمسيحيين تحديدا في هذا الوقت الذي يسبق زيارة الرئيس للولايات المتحدة يجعل للأمر ثقلا عالميا، ووجود حكومة أمريكية تحمل من مقومات التطرف الكثير يجعل الموقف أكثر من رائع بالنسبة لهم أيضا. لا ينبغي أن ننساق وراء من يحاول إذكاء نيران الفتنة في النسيج المصري، ويجب ألا نبحث في كتب التاريخ عما يؤجج الفتن ولا يخمدها. لن ينال الدواعش مأربهم إن فوتنا عليهم الفرصة ولن يجد المتطرفون فائدة إن وجدوا مجتمعا واعيا مدركا لإبعاد المؤامرة التي تحاك ضده بين جبال سيناء». مجلس النواب والسادات وإلى مجلس النواب أيضا وإسقاطه عضوية محمد عصمت أنور السادات التي استنكرها وهاجمها أمس في «الأهرام» الدكتور أسامة الغزالي حرب بقوله عنها في عموده اليومي «كلمات حرة»: «إذا كان رئيس مجلس النواب وأعضاء «دعم مصر» وحلفاؤهم في المجلس يدركون عظم الفضيحة الدولية التي تسببوا فيها، من جراء إسقاط عضوية النائب أنور السادات، فتلك بالطبع مصيبة عليهم تدارك آثارها. أما إذا كانوا لا يدركون ــ وهذا هو الأرجح للأسف ــ فإن المصيبة أعظم. هل تعلمون ماذا يقال في العالم عن إسقاط عضوية النائب أنور السادات، خاصة أن إسقاط عضوية نائب في برلمان أي دولة ديمقراطية هو حدث جلل وفي منتهى الخطورة؟ يقولون إن السبب الأصلي للسعي لإسقاط عضوية السادات، هو ما أعلنه من اعتراضه منذ بضعة أسابيع على إنفاق 18 مليون جنيه (أي 11 مليون دولار) لشراء ثلاث سيارات فارهة لمجلس النواب ودفع ثمنها من ميزانية الدولة. إسقاط عضوية السادات تنطوي على رسالة مباشرة للعالم تقول، إن الديمقراطية في مصر وهم كبير، حيث لا يجرؤ نائب في البرلمان عن أن يعبر عن رأيه واعترضاته فما بالك بالمواطن العادي؟ وكما قالت «نيويورك تايمز» بالنص (27/2) «إن طرد السيد السادات ألقى الضوء على التوازن المختل في البرلمان لمصلحة الرئيس والقوى الأمنية التي تمارس تأثيرا كبيرا، من خلال عدد كبير من النواب المدجنين المشبعين بنظرية المؤامرة». غير أنني أوقن أن الرئيس السيسي لا علاقة له بما حدث في مجلس النواب، ولكن الرئيس نفسه للأسف هو الذي يمكن أن يتعرض لعواقب ذلك الإجراء، على الأقل من خلال الأحاديث الصحافية في لقاءاته الدولية القريبة المقبلة» . الظلم ظلمات يوم القيامة ومن «الأهرام» إلى «الوفد» وسليمان جودة الذي دافع عن السادات وطالب رئيس مجلس النواب بالتحقيق فيما ذكره عن حصول عشرات الجمعيات على دعم خارجي دون أن يسألها وقال: «لا تُصدّق أن النائب محمد أنور السادات قد سرب مشروع قانون الجمعيات الأهلية إلى عدد من السفارات في القاهرة، وأن هذا هو السبب وراء هذا الموقف المتعنت منه في مجلس النواب. لا تُصدّق هذا ولو حلفوا لك بالمصحف عليه، فهناك سبب آخر أنت تعرفه وأنا أعرفه، كما أن كل حُر في هذا البلد يعرفه. إن مشروع القانون إياه كان متداولا في أرجاء البرلمان وقت الحديث عن تسريبه وكان في يد النائب السادات، وفي غير يد النائب السادات، هذا بافتراض أن المشروع يمثل سرا من أي نوع وأن خروجه من بين جدران البرلمان يشكل خطرا على أي مستوى علينا. إذن أن نفتش عن سبب آخر يكون مقنعا ويكون مبررا كافيا لهذا الموقف المتشدد من نائب صاحب رأي في مقعده وصاحب عقل لا يريد أن يتخلى عنه على باب المجلس، ولا تُصدّق من فضلك أن حصول الجمعية الأهلية التي يرأسها على مساعدات من الخارج هو السبب فخطاب، الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي إلى رئيس مجلس النواب يقول بالحرف، إن كل جنيه حصلت عليه الجمعية كان بموافقة الوزارة المعنية، وكان في إطار القانون وكان وفق المعايير التي وضعتها الدولة للجمعيات كلها، وحين طلب النائب من الدكتور علي عبدالعال رئيس المجلس أن يتقصى عن أعلى خمسين جمعية حصولا على أموال من الخارج، فإنني كنت أتوقع من الدكتور عبدالعال أن يستجيب لهذا الطلب الموضوعي، وأن يتقصى فعلا وأن يعلن ذلك على الرأي العام لنكون على بينة من الأمر كله ولنعرف أسماء هذه الجمعيات وأسماء أصحابها ولنعرف أن جمعية النائب «السادات» ليست من بين الخمسين جمعية. كنت أتوقع خطوة كهذه من رئيس المجلس حتى يكون عادلا في أمر النائب وحتى لا يبدو متحاملا عليه وحتى لا يظلمه عن قصد وعن عمد فالظلم يا دكتور «عبدالعال» ظلمات يوم القيامة». سوء إدارة رئيس مجلس النواب وفي الصفحة الأخيرة من «الشروق» دخل إلى حلبة الأزمة فهمي هويدي بمقاله اليومي وكان عنوانه « من سقط في الاختبار» ليهاجم رئيس المجلس ويعايره بعدم معرفته قواعد اللغة العربية وقال: «لا يكف رئيس البرلمان في مصر عن إدهاشنا بممارساته التي تصدمنا بين الحين والآخر، وإذا كنا قد احتملنا منه في البداية فضيحة جهله بقواعد اللغة العربية، فإن فضيحة إدارته للجلسات من الصعب تمريرها، ذلك أن الأولى تتعلق بشخصه. أما الثانية فهي تسيء إلى النظام القائم، وتفقد مؤسسات الدولة هيبتها واحترامها. جلسة إسقاط عضوية النائب محمد أنور السادات قدمت نموذجا فادحا لسوء الإدارة، وإهانة المجلس التشريعي، فنحن نعلم أن النائب المذكور كان مستهدفا منذ رئاسته للجنة حقوق الإنسان وأنه حين فضح قصة الـ18 مليون جنيه التي دفعت في غمرة الأزمة الاقتصـــــادية ثمنا لشراء ثلاث سيارات لرئاسة المجلس، فإنه استفز رئيس البرلمان الدكتور علي عبدالعال الذي وجدها فرصة لتصفية الحساب المتراكم معه والتخلص منه، ولأنه اعتاد أن يبلغ النواب أن كل واحد منهم له سجله الذي يمكن أن يفتح للإطاحة به في أي لحظة، فإنه فعلها مع السادات وقالها في الجلسة نفسها لنائب آخر (حسام الرفاعي) اعترض على فصل زميله، ولم يكتف بذلك لأنه قرر طرد الأخير من الجلسة وقبل الطرد قرّعه لأنه تحدث عن أن السادات نائب وطني تم انتخابه بواسطة الجماهير في انتخابات حرة ولا يجوز تخوينه واعتبر رئيس المجلس أن هذا الكلام بمثابة مزايدة ودرس في الوطنية لا محل له. وبعد التقريع أنذره بأن لديه مآخذ عليه لم يحن أوان الكشف عنها ولم تكن رسالة الترهيب والوعيد موجهة إلى النائب وحده ولكنها بدت موجهة أيضا إلى أي نائب آخر يعترض على أسلوب إدارة جلسات البرلمان». حكومة ووزراء وإلى الحكومة والوزراء حيث اختار جلال عارف رئيس المجلس الأعلى للصحافة أن يتحدث في «الأخبار» عن وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر في عموده اليومي في الصفحة الأخيرة «في الصميم» بأن قال عنه: «يخطئ وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر إذا ظن أن ما أنجزته وزارة الكهرباء تحت قيادته غير مقدّر، لأنه لا يتحدث عنه كثيرا، العكس هو الصحيح الرجل كسب احترام الجميع بالجهد الفائق الذي بذله وبوضع علمه في خدمة الأهداف المطلوبة، وبإنجاز الكثير في أقل وقت وبإمكانيات نعرف محدوديتها. ما أنجزه الرجل يجعلني موقنا بأنه سوف يكون على رأس الفريق المنفذ لمشروع الضبعة النووي، وأنه سيحصل لمصر على أفضل اتفاقية مع الجانب الروسي، وسيكون – مع فريقه- نعم العون لمصر وقيادتها، وهي تعوض تعطيلا دام لأكثر من أربعين سنة، وتفتح الباب أمام عصر جديد من التقدم العلمي والتكنولوجي تحتاجه مصر بشدة. ما أتوقف عنده هنا أن الدكتور شاكر يظن أنه مقصر في الحديث عن الإنجازات التي تحققت في مجال الكهرباء والطاقة، ينبغي أن يطمئن إلى أن المواطن يعرف قيمة ما تم إنجازه، وأنه يدعم – بكل طاقة الجهد المبذول لكي يري مشروع الضبعة النووي النور في أقرب وقت. قلة الحديث عن الإنجازات في هذا المجال من جانب الدكتور شاكر – لم تمنع الإعلام من أن يتحدث ولم تمنع الخبراء من أن يقدروا- ولم تمنع المواطن أن يرى الواقع ويقدر الإنجاز». والحقيقة أن هذا الرجل قام بعمل يستحق عليه كل الشكر والامتنان بأن أنقذ البلاد من غرق ما لا يقل عن نصفها في الظلام، فقد كانت الكهرباء تنقطع في القاهرة مثلا يوميا ما لا يقل عن ست أو عشر ساعات، وفي بعض المدن في المحافظات ليوم أو أيام، وما يترتب على ذلك من توقف العمل في المحلات والمؤسسات العامة والخاصة، وتعطل أعمالها واضطرار أصحاب المحلات إلى أن يستعينوا بـ«مواتير» الديزيل لتوليد الكهرباء حتى لا تفسد السلع، بالإضافة إلى تفضيل الكثيرين البقاء في منازلهم. رجال مبارك أخيرا إلى رجال نظام مبارك بمناسبة صدور حكم محكمة النقض ببراءة آخر وزير سياحة في عهده زهير جرانة من تهمة التربح من بيع أرض حبشة في الغردقة وإلغاء حكم الجنايات بحبسة خمس سنوات، حيث سارعت جريدة «البوابة» في صفحتها الرابعة إلى نشر تحقيق لخالد علي قال فيه: «إمبراطور الحديد والصلب يدخل شراكة جديدة مع شركة صينية لإنشاء أكبر مجمع مصانع للحديد والصلب في العاصمة الإدارية الجديدة. ويأمل عز الحصول على مشروع في المنطقة الصناعية التي ستقام داخل العاصمة الإدارية الجديدة، لذلك وقع عقود شراكة مع شركات صينية ستعمل على إدخاله لمشروعات من خلالها حتى لا تحدث مشكلات له عن عودته لمشروعات تخص الدولة مرة أخرى. كشفت مصادر مطلعة عن مخطط جديد يقوده رجال مبارك للعودة بقوة إلى المشهد السياسي، من خلال بعض المشروعات الاقتصادية الكبيرة بشراكة أجنبية، وأكدت المصادر أنهم بدأوا بالفعل في مشروعات كبيرة في الساحل الشمالي، من بينها قرى سياحية كبرى، الفيلا الواحدة فيها لا تقل عن 10 ملايين جنيه، والقصور في الداخل لا تقل عن مليون ونصف المليون دولار، وفي ما يلي تقرير عن أبرز صفقاتهم الأخيرة، حسب المصادر يقوم ياسين منصور حاليا بإنشاء شركة في مجال الإعلام بالإضافة إلى أنه يخطط للحصول على توكيل سيارات جديد من أكبر التوكيلات الألمانية في مصر ،ويأمل أن يحدث ذلك مع بداية السنة الجديدة، بالإضافة إلى أن ياسين منصور يسعى لإنشاء أحد أكبر مصانع لصناعة السيارات في مصر، خلال الفترة المقبلة، ويكون الأكبر في إفريقيا. زهير جرانة أوشك على الانتهاء من فتح شركة سياحية كبيرة ما بين روسيا وألمانيا ومصر، ويؤسس مع الوزير أحمد المغربي أكبر منتجع سكني حاليا في مصر يتفوق على «يب تاون» كما يؤسس فرعا لشركة في منطقة «الكوربة» لبدء استعلام العملاء عن المنتجع الذي سيكون الأكبر في مصر خلال الفترة المقبلة. محمـد إبراهيم سليمان فتح منذ شهور قليلة شركة استثمار عقاري في دبي، وله علاقات كبيرة مع المستثمرين هناك، وابتعد خلال هذه الفترة الحالية عن الأسواق المصرية نهائيا ويخطط لافتتاح حزمة من المشروعات الجديدة خلال الفترة المقبلة». معارك وردود وإلى المعارك والردود المتنوعة التي بدأها في تقرير اليوم أمس الأربعاء في «اليوم السابع» سعيد الشحات الذي دافع عن حضور جمال وعلاء مبارك سرادق عزاء والد محمد أبو تريكة لتقديم واجب العزاء وهاجم من انتقدوها وقال في الصفحة العاشرة: «ذهب علاء مبارك لتقديم واجب العزاء في وفاة والد نجم كرة القدم المحبوب محمد أبوتريكة فانفجرت التعليقات الغاضبة وتبارت التحليلات التي تتكلم بفذلكة لافتة عما وراء الحدث قال متفذلك: «علاء من رجال نظام مبارك وذهابه إلى تقديم العزاء لواحد من ممولي جماعة الإخوان دليل على أن الاثنين كانا يتحالفان أثناء حكم مبارك، وها هما يستمران في التحالف». وقال آخر: «علاء مبارك يعود من بوابة أبوتريكة». لا شىء من هذا يحترم جلال الموت ولا يراعي طبيعة المصيبة وقسوتها على أهلها، ولا يعرف الأصول الاجتماعية والأخلاقية التي تحث على تقديم الواجب في مثل هذه المحن. نحن أمام واجب إنساني فعله علاء مبارك لنجم جمعته معه ذكريات طيبة أيام كان يصول ويجول في الملاعب، وذهب إلى القصر الرئاسي مع زملائه أكثر من مرة فعل «علاء» الواجب كما فعله نجوم الكرة». رئيس مجلس النواب يتسبب في أزمة عنيفة مع «الأهرام» والصحافة مملوكة للشعب المصري حسنين كروم |
كواليس مؤتمر إسطنبول: حضور 300 شخصية من الأردن أغلبهم من التيار الإسلامي وحسم خلاف على وثيقة البيان الختامي لصالح لهجة متشددة Posted: 01 Mar 2017 02:31 PM PST عمان ـ «القدس العربي»: حضر الأردن بوضوح في محطات عدة عندما كان النقاش يحتد في أروقة وكواليس المؤتمر الشعبي للفلسطينيين في الخارج، والذي أثار الكثير من الجدل في الصف الفلسطيني والأردني وعلى أكثر من نحو حتى قبل أن يبدأ. «القدس العربي» شاهدت في أروقة المؤتمر عشرات من الشخصيات الأردنية وخصوصاً الإسلامية والنقابية والبرلمانية. وأبرز شخصية من التيار الإسلامي والإطار القيادي فيه حضرت المؤتمر وبصمت ودون الإدلاء بأي تعليقات كان الشيخ حمزة منصور القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين الأردنية والذي سمعته «القدس العربي» في الأروقة يتحدث عن ضرورة توحيد الصف الفلسطيني. تغيب عن اللقاء ضيف أردني بارز كان قد تم التركيز على حضوره، وهو رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري الذي يعتبر أبرز شخصية أردنية من أصل فلسطيني في الهرم السياسي للمملكة حيث أبلغ مقربون منه «القدس العربي» بأنه اعتذر عن عدم الحضور في اللحظات الأخيرة حتى لا يفسر حضوره بغير ما ينبغي. وجهة نظر المصري اختصرتها رسالة قدمها مبكراً لمنظمي المؤتمر محذراً من أية هياكل جديدة يمكن ان تؤدي لتعزيز الشقاق الفلسطيني الداخلي. بين الحضور عضو البرلمان الناطق الرسمي بإسم كتلة الإصلاح المسنودة من الإخوان المسلمين الدكتورة ديما طهبوب التي حضرت مع والدها أحد أقطاب المؤتمر وتردد انها لم تكن مدعوة بصفة رسمية لكنها رصدت وهي تتحدث عن «أدب المقاومة» في ندوة متخصصة عن أدب العودة عقدت على هامش المؤتمر. وخطب في ندوتين على الأقل النائب السابق عبد المجيد الأقطش وهو إسلامي مستقل ابتعد عن موضوع المؤتمر، وهو يدعو للتركيز على دور منابر المساجد متحدثاً عن منعه من الخطابة مرات عدة في الأردن. شوهد أيضاً على هامش فعاليات المؤتمر نواب سابقون من التيار الإسلامي من بينهم نضال العبادي ومحمد عقل المهندس الأبرز للتركيبة الأردنية في المؤتمر مع العشرات من قدامى الفتحاويين والنشطاء النقابيين في الأردن. شخصيتان أردنيتان كانتا في مطبخ العمل المركزي في المؤتمر، وساهمتا في تفعيل برامجه وهما المرجع القانوني الدكتور أنيس القاسم والفتحاوي العريق والناصري المخضرم الدكتور ربحي حلوم. عدد الأردنيين الذين شاركوا في هوامش المؤتمر تجاوز الـ300 شخصية، وهو رقم يظهر الحراك المحتمل للحصة الأردنية في ترتيبات الشتات الفلسطيني الأخيرة، الأمر الذي يحصل عملياً لأول مرة في تاريخ لقاءات ومؤتمرات الشتات من هذا النوع. بطبيعة الحال المعارضون للمؤتمر قبل بدايته ورصد فعالياته عددهم بالمئات أيضاً من نشطاء التيار الفتحاوي التابع للسلطة أو من نشطاء اليسار. هؤلاء وقعوا بياناً ضد المؤتمر في عمان قبل انعقاده بتهمة التبعية لحركة «حماس» ووجود أجندات محتملة لتعزيز الانقسام الفلسطيني الداخلي. وهو ما لم يحصل إطلاقاً بشهادة رئيس المؤتمر لثلاثة أيام الدكتور القاسم، الذي أكد لـ»القدس العربي» مباشرة بأن هدف المؤتمر كان العكس تماماً، إنهاء الصراع الداخلي ومنع تأثيراته السلبية على المؤسسات المرجعية للشعب الفلسطيني. النشاط البارز ضد المؤتمر في عمان لم يمنع مئات الشخصيات من المشاركة فيه. الحمل «التنظيمي والإداري» في المسألة بدا واضحاً أن المناصرين لحماس في الخارج والأردن تكفلوا به في الوقت الذي تنحى فيه إسلاميو الأردن وغزة بذكاء عن الواجهة والصدارة، وتركوا لشخصيات مستقلة أو قومية أو حتى فتحاوية معارضة مثل حلوم ومنير شفيق والقاسم مهمة صياغة المخرجات، والتوصيات وبدون زحام وهو الأمر الذي يعتقد أنه منح المؤتمر زخماً سياسياً وشعبياً. أجندة المؤتمر ووثائقه وبيانه الختامي كانت بعيدة تماماً عن الأدبيات المعتادة لحركة «حماس» والدكتور حلوم أبلغ «القدس العربي» مبكراً بأن المؤتمر سيد نفسه وبأنه وكثيرين لم يكن من الممكن أن يشاركوا بناء على تصورات فصائلية او حزبية. الخلاف الذي حصل في الكواليس على وثيقة البيان الختامي حسم لصالح لهجة متشددة جداً لا تقارب أدبيات كل الفصائل المعروفة، خصوصاً عندما تعلق الأمر بالدعوة لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، والحديث عن «فلسطين تاريخية». بالمضمون السياسي كان الأردن حاضراً بقوة أيضاً خصوصاً عندما تعلق الأمر بنوايا مخاطبة الدولة الأردنية لاحقاً، وإقرار توجه وفد للتحدث معها باسم المؤتمر عن بعض التفاصيل أو عندما تعلق بالعلاقة بين مخرجات المؤتمر والكتلة الديموغرافية الأردنية الفلسطينية التي تعتبر الأضخم سكانياً في جوار فلسطين. كواليس مؤتمر إسطنبول: حضور 300 شخصية من الأردن أغلبهم من التيار الإسلامي وحسم خلاف على وثيقة البيان الختامي لصالح لهجة متشددة المصري تغيب رغم دعوته وحذر من أي هياكل جديدة تعزز الشقاق الفلسطيني بسام البدارين |
عصام حجي عضو مبادرة «الفريق الرئاسي»: مدّ حكم السيسي دعوة مفتوحة لعدم الاستقرار Posted: 01 Mar 2017 02:31 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلن عالم الفضاء المصري، عصام حجي، المستشار العلمي لرئيس الجمهورية السابق عدلي منصور، عزم الفريق الرئاسي الذي ينوي خوض انتخابات رئاسة مصر، المفترض إجراؤها العام المقبل، الذي يشهد نهاية فترة رئاسة عبد الفتاح السيسي، المضي قدما في طريق الترشح، دون تحديد اسم بعينه حتى الآن. وشدد في تصريحات خص بها «القدس العربي»، على أن «الأمور التنظيمية للحملة الخاصة بخوض انتخابات الرئاسة تسير في الاتجاه الصحيح». وأضاف: «يتم جمع وتوحيد صفوف الإصلاحيين المؤمنين بالدولة المدنية». وبين أن «قوى ثورة 25 يناير، ستشارك بقوة وبفاعلية في معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤمنة بأن نوايا التغيير التي تحتاجها مصر اليوم لا يمكن تزويرها من أي قوة». وزاد العالم المصري الذي يعمل في مركز هيوستن للفضاء التابع لوكالة «ناسا» الأمريكية لأبحاث الفضاء: «الخصم مهما زاد بطشه وتسلطه فهو أضعف من أن يدفعنا لليأس». وتعليقا على المحاولات البرلمانية المصرية الأخيرة لتعديل الدستور ومد فترة رئاسة الرئيس الحالي إلى 6 سنوات بدلا من 4، قال حجي إنها «مجرد محاولات هروب من معركة التغيير ودعوة مفتوحة لعدم الاستقرار». ولفت حجي إلى أنه عبّر بشكل عام عن اّرائه في مسألة الترشح للرئاسة المصرية ومحاولات تعديل الدستور الحالية، في الكلمة التي ألقاها في المركز الدولي لفض النزاعات في كوبنهاغن في الدنمارك، الأسبوع الماضي. وقال: «أنا لا أؤمن بأن هناك أي حل سياسي في مصر دون أن تتكاتف كل القوى الطامحة للتغيير حول مشروع أساسه النهوض بالتعليم والصحة، فهم أساس محاربة الفقر والبطالة وسبب تفشي الظلم والقمع». وحجي عالم فضاء يعمل في وكالة ناسا في مجال علم الصواريخ، وهو نجل الفنان التشكيلي محمد حجي، وشغل منصب المستشار العلمي لرئيس الجمهورية المؤقت في مصر عام 2013 عدلي منصور، لمدة 3 شهور قبل أن يقدم استقالته. ولد عام 1975 في العاصمة الليبية طرابلس، وهو واحد من أهم علماء الجيولوجيا المصريين في أمريكا، ويحمل الجنسيتين الفرنسية والأمريكية، وحصل على بكالوريوس في علم الفلك من كلية العلوم في جامعة القاهرة عام 1997، ثم انتقل إلى فرنسا وحصل على الماجستير في علم الفضاء عام 1999، وعلى الدكتوراة عام 2002، وهي أول دكتوراه مصرية في علم اكتشاف الكواكب والأقمار. وفي عام 2003، انضم إلى فريق العمل في وكالة ناسا لأبحاث الفضاء، وشارك من خلاله بالعديد من الأبحاث الخاصة باكتشاف الماء في المريخ، كما كان عضواً في فريق عمل «مصري فرنسي» لدراسة حقل نيازك ضخم يقع في الصحراء الغربية في مصر عام 2004. ويعمل حجي حالياً في القسم المختص بالتصوير بالرادار في معمل محركات الدفع الصاروخي في وكالة ناسا، ويشرف على العديد من المهام العلمية لاكتشاف كواكب المجموعة الشمسية. وصنّفت جامعة الدول العربية ومجلة «تايمز سنتبيتسبرغ» الأمريكية الدكتور عصام حجي كواحد من أهم الشخصيات الفكرية في مصر والعالم العربي، وهو لا يزال في التاسعة والعشرين من عمره، كما حصل على عدة جوائز علمية تقديراً لدوره في أبحاث الفضاء. وكان قد عيّن مستشار علميا لرئيس الجمهورية المؤقت عدلى منصور في 2013، وشن حربا إعلامية وعلمية ضد جهاز علاج مرضى فيروس سي، الذي أعلنت عن ابتكاره القوات المسلحة، واضطر إلى تقديم استقالته من منصبه بعدما وصف اختراع القوات المسلحة بـ«الفضيحة العلمية». وأعلن في لقاء تلفزيوني نهاية يوليو/تموز الماضي، تشكيل فريق رئاسي لخوض انتخابات 2018 في مصر، لافتا إلى أنه يقدم المساعدة في الملف العلمي بذلك المشروع، دون أن يكون له أي دور آخر، وأن معه خبراء آخرين يساعدون مجموعات الشباب لتقديم بديل للشعب المصري. وقال إن المشروع لم يستقر على أسماء المرشحين، وإنه يركز على كتابة الأفكار والحلول لخمس قضايا رئيسية هي التعليم والصحة والاقتصاد والمساواة والمرأة، وبعدها ستأتي مرحلة تحديد أسماء الفريق الرئاسي. وتابع: «أي مصري يرى أن الحل في التعليم والمصالحة الوطنية يمكن أن يكون طرفاً معنا في المبادرة دون النظر للانتماءات السياسية»، مؤكداً أنهم يرحبون بمؤيدي «مبارك والسيسي والإخوان» لو توافقوا معهم على هذه المبادئ. ودعا إلى مصالحة وطنية شاملة، مؤكدا أن: «قوة المصريين في أنهم يسامحوا بعضهم، ونخطو معاً للأمام، مهما كانت الأخطاء من كل الأطراف»، مشيراً إلى أن مصر تحتاج الرحمة قبل القضاء، وأن ملف المصالحة يشمل الإفراج عن كل المعتقلين بقضايا فكر سياسي أو توجهات دينية. ووجه انتقادات للأوضاع داخل السجون المصرية، كما شدد على عدم الخشية من أي تزوير مرتقب في الانتخابات، معلقا: لا يمكن تزوير إرادة الشعب المصري، والمهم هو التوعية ووصول الأفكار إلى الناس، مضيفاً «حين يدرك المصريون أن التعليم والمصالحة هما الحل، ستحكم قوى التغيير عقول وقلوب المصريين أياً كان اسم الرئيس». وانتقد حجي تصريحات الرئيس السيسي بوصف مصر بأنها «شبه دولة» قائلاً «إذا كنا في أشباه دولة يبقى إحنا أشباه مواطنين وهما أشباه حكام». وقال إن بعض المشاركين في المشروع دخلوا السجن هم أو أقاربهم، ومع ذلك لديهم استعداد للمسامحة لنبدأ جميعاً صفحة جديدة بتاريخ مصر، وضرب مثالاً بنفسه كاشفاً أن شقيقه تعرض للاعتقال 4 مرات بعد تظاهرات 30 يونيو/حزيران، وتم الإفراج عنه في المرة الأخيرة منذ شهرين فقط، لافتاً إلى أنه لم يتدخل للإفراج عنه ولم يعلن عن الموضوع. وأكد أن ما يطرحه ليس مبادرة ولا مطالب بل مشروع انتخابي لانتخابات عام 2018، مشيراً إلى أن قوى الثورة أدركت أن نتائج المظاهرات يمكن أن تتدخل أطراف لتغييرها، لذلك تتوجه حالياً لهذا الأسلوب بإعداد مشروع لتقديم بديل رئاسي. وعبر عن ثقته في وجود فرصة لهذا المشروع للفوز بالانتخابات المقبلة حتى لو ترشح الرئيس السيسي مرة أخرى. وأضاف أن التعليم هو الحل الوحيد لهزيمة الإرهاب، لأنه لا توجد قوة في العالم يمكنها هزيمة من يخرج راغباً بالموت، لذلك فإن الحل هو خلق الرغبة في الحياة لدى الشباب. عصام حجي عضو مبادرة «الفريق الرئاسي»: مدّ حكم السيسي دعوة مفتوحة لعدم الاستقرار مؤمن كامل |
المرزوقي لـ«القدس العربي»: الحكومة الحالية استسلمت للثورة المضادة وفشلت في إدارة البلاد Posted: 01 Mar 2017 02:31 PM PST باريس -«القدس العربي»: أجرت «القدس العربي» حواراً خاصاً مع الدكتور منصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق وزعيم حزب «حراك تونس الإرادة»، الذي حل في باريس في زيارة عمل. وقال إنه يتعرض لحملة شرسة من «المنظومة السياسية الفاسدة» التي تعد امتداداً لنظام بن علي، ومن «قوى خارجية» لا تريد الاستقرار لتونس أو نجاح تجربتها الديمقراطية، عبر استخدام «الإعلام الفاسد والمال الفاسد». كما شدد الرئيس السابق على أن الحكومة الحالية فشلت فشلاً ذريعاً في إدارة البلاد، واستسلمت للثورة المضادة التي عادت للإمساك من جديد بكل مفاصل الدولة. كما أعلن الدكتور المرزوقي أنه بصدد تأسيس جبهة ديمقراطية لتكون «البديل» من أجل تولي مقاليد السلطة. واتهم النظام الحالي بتشجيع الفساد ووصف تقرير «العفو الدولية» حول استشراء «أساليب القمع الوحشية» بأنه وصمة عار، وحمل كلاً من الرئاسة والحكومة المسؤولية الأخلاقية والسياسية لكل هذه الانتهاكات. كما اتهم الرئيس التونسي السابق، ما سماه «النظام الانقلابي بقيادة السيسي» بتعميق الأزمة والشقاق بين الفرقاء في ليبيا، عبر دعم خليفة حفتر. أما في ما يخص الأزمة السورية فاعتبر أن الدولة السورية لم تعد موجودة، بل أصبحت تحت الوصاية «الروسية الإيرانية». وإلى نص الحوار: منظمومة فاسدة ■ صرحت قبل أيام بأنك تتعرض لحملة شعواء من طرف «الإعلام الفاسد». لماذا هذه الحملة ضدك خصوصاً أنك لم تعد في السلطة؟ ■ هؤلاء الناس هاجموني مدة 20 سنة في عهد نظام بن علي. العقلية والجرائد نفسها والأشخاص نفسهم يواصلون المهمة، عبر اللجوء إلى أدوات التزييف والكذب. عندما كنت رئيساً للبلاد وبعد مغادرتي للحكم، تواصلت هذه الحملة المسعورة ضدي. حاليا يعتبرونني العدو الأول لمنظومة فاسدة مالياً، وسياسياً، وأخلاقياً، لكن رغم هذه الحملة الشعواء ضدي ورغم استخدام المال الفاسد في الانتخابات من أجل إخراجي من العملية السياسية، فقد صوت علي التونسيون بنسبة 44 في المئة. ■ عدد من القضايا التي استخدمت ضدك إعلامياً، سرعان ما تبين زيفها، كان آخرها تصريحات مجتزأة لتصريحات لك لقناة الجزيرة.هل تعتقد أن من يستهدفونك، يستنسخون طرق عمل الإعلام المصري الذي برر الانقلاب العسكري وبرر إقصاء الخصوم السياسيين للسيسي؟ ■ تماما. غرفة العمليات نفسها والمدرسة نفسها. هذه المدرسة تعتمد على التضليل وضخ الأكاذيب بقوة، حتى يعلق بعضها في أذهان الناس، خصوصاً الشريحة الاجتماعية غير المسيسة، أو غير المتعلمة التي يسهل التحايل عليها. الأمر الذي نزل بهذا النوع من الإعلام إلى الحضيض فلوث الفضاء السياسي وأصبح يزكم النفوس والعقول، وأضحى يشكل خطراً حقيقياً على الديمقراطية وعلى الأمن القومي. بالطبع لا يجب وضع كل الإعلاميين في الخانة نفسها فهناك اعلاميون نزهاء يدافعون عن شرف المهنة وأنا أحييهم. ■ هل تعتقد أن «الدولة العميقة» هي التي تستهدفك أم أن هناك أطرافاً خارجية لا تريد التحول الديمقراطي في تونس؟ ■ هؤلاء الصحافيون المأجورون، وراءهم قوى سياسية ومالية، تتكون من جزء داخلي وخارجي، تهدف إلى تدمير رموز الثورة وإشاعة الفوضى. هناك خطة مبرمجة، يقف وراءها خبراء متخصصون في «البروباغاندا» أو الدعاية، بينها نشر سبر الآراء الكاذبة، ونشر الإشاعات في فترات محددة من الحياة السياسية مثل قصة «فاتورة السمك المزيفة» عشية الانتخابات. فإما أن نكون ديمقراطية حقيقية عبر القطع مع هذه الممارسات، وسن قوانين تردع كل من يستعمل حرية الصحافة من أجل التشهير، والشتيمة وممارسة التضليل، وإما ستتحول تونس إلى ديمقراطية «مافيوزية» بهذا المال الفاسد والإعلام الفاسد. السبسي ضلل الشعب ■ هل هي محاولة لثنيك عن العودة من جديد للمعترك السياسي؟ ■ أكيد. هؤلاء حاولوا قطع الطريق علي أثناء المعارضة، وقبل أن أصبح رئيساً وطيلة رئاستي وحالياً بعد مغادرتي للسلطة. هذه الحملة الشعواء ضدي، لأنني أرمز لكل ما يبغضون، ولأنني أمثل تهديداً لمصالحهم. من حسن الحظ أنني أمثل قيماً وهذه القيم لها الكثيرون ممن يدافع عنها في تونس وبالتالي لن ينجحوا. كل هذه المعارك ضدي وضد الديمقراطيين، هدفها تضليل الشعب، وتبرير العجز الكبير والتخبط والارتجال، للسلطة التنفيذية في البلاد. ■ هل تقصد أن التعديل الوزاري المحدود الذي أعلن عنه السبت الماضي، يوحي بأن البلاد تعيش أزمة سياسية وتخبطاً في أدائها؟ ■ عشية الانتخابات الرئاسية الأخيرة السبسي، ضلّل الشعب بوعود كان أول من يعرف استحالة تحقيقها وأوهمه بأنه سيعيش في بحبوحة من العيش والرفاهية، وسيوفر لهم 90 ألف موطن شغل كل سنة، وله برنامج اقتصادي متكامل، أنجزه خبراء اقتصاديون دوليون. كما زعم أن له كفاءات لإدارة «أربع دول» وسرعان ما اتضح أن هذه الكفاءات لم تستطع إدارة البلاد لمدة سنة واحدة. السبسي استنسخ نفس أساليب المنظومة السياسية السابقة، وفشلت حكومته الأولى والثانية فشلا ذريعا في كل المجالات، بحيث لا توجد رؤية سياسية، أو برنامج واضح للإصلاحات، وبالتالي تعيش الحكومة تخبطاً كبيراً، ستتبعه أزمات أخرى لا محال. الحكومة الحالية فصل آخر من فصول التخبط والضياع وقد انكشفت كل الأكاذيب وتبددت كل الأوهام، والمسلسل لن ينتهي هنا للأسف. ■ الحكومة تحاول تطبيق سياسة التقشف، وأعلنت وزيرة المالية قبل أيام أنها تعتزم تسريح 10 آلاف موظف. هل تعتقد أن البلاد في غياب الاستثمارات، وتطبيق سياسة تقشفية قد يؤدي لثورة شعبية جديدة؟ ■ الحكومة الآن في ورطة كبرى، وإذا ما أقدمت على تمرير خططها التقشفية، فإن هذا قدي يؤدي إلى انفجار اجتماعي، لأنه سيزيد من تفاقم الفقر وتعميق الأزمة الاقتصادية للبلاد. الحكومة الحالية هي التي أوصلت نفسها فيما هي فيه من تخبط، لأنها لم تحارب الفساد بشكل جدي، بل تسترت عليه وشجعته، ولم تعمل على مصالحة التونسيين، عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية، تضم كل الكفاءات من مختلف التيارات، تعمل يدا في يد من أجل إخراج البلاد من أزمتها. ■ ما هو تشخيصكم للحالة الاقتصادية التي تعيشها تونس حالياً؟ وكيف تقرأ قرار صندوق النقد الدولي الذي رفض قبل يومين منح تونس الدفعة الثانية من القرض الذي أقره العام الماضي، بسبب عدم قيام الحكومة بالإصلاحات المطلوبة؟ ■ الاستثمارات الداخلية والخارجية والقروض الدولية لتحريك عجلة الاقتصاد، أمر مرهون بالاستقرار السياسي، وكل السرديات عن النجاح التونسي لا تنطلي على خبراء الصندوق الدولي والشركات الأجنبية لأنهم يعرفون أن البلاد ليست مستقرة سياسياً وأن الحكومة استسلمت للثورة المضادة التي تغولت وتوغلت في ك0ل مفاصل الدولة، وعاد الفساد لينخر البلاد من جديد، وأصبح مستشريا بطريقة غير مسبوقة. لا يمكن للمستثمرين أن يغامروا في دولة تتستر على الفساد وتشجع عليه. الحيتان الكبار ■ أقرت الحكومة قبل أيام قانون محاربة الفساد، عبر حماية المبلغين عن الفساد. هل تثمن هذه الخطوة؟ ■ الحكومة توهم الشعب بأنها تحارب الفساد، لكن هذا ذر للرماد في العيون. فهي تحارب صغار الفاسدين، والحلقة الأضعف في الفساد، لكنها لا تجرؤ على الفاسدين الحقيقيين الكبار لأنهم هم من أتوا بهذه الحكومة للسلطة من أجل مصالحهم. لولا الإعلام الفاسد والمال الفاسد لما وصلوا للسلطة. ■ هل تعتقد أن قانون «المصالحة الاقتصادية» تطبيع مع رموز الفساد؟ ■ نعم بكل تأكيد. كان أول قانون عرضه السبسي لمكافأة من أوصلوه للسلطة. كنا عبرنا عن موقفنا الرافض لمشروع القانون، باعتباره تبييضاً للفساد وتطبيعاً مع الفاسدين، ومأسسة لآلياته وحماية لرموزه، في ظرف ارتفعت فيه مؤشرات الفساد وتفاقمت أخطاره على الاستقرار الاقتصادي والسلم الاجتماعي في البلاد. هذا القانون لا يحتاج لتعديل بل يجب أن يسحب بشكل نهائي. ■ قلت أن الحكومة الحالية ليست حكومة وطنية. لماذا؟ وما هي الآفاق التي تراها للخروج من الأزمة الحالية؟ ■ مددنا أيدينا في البداية لهذه الحكومة من أجل المساعدة والعمل من أجل حوار حقيقي لكن لم تتم الاستجابة لمطالبنا. طلبت لقاء الرئيس الباجي قايد السبسي لكنه رفض استقبالي في الوقت الذي استقبلته ثلاث مرات عندما كنت رئيساً للبلاد. هؤلاء لم يكونوا يوماً جادين في مساعيهم لتشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية. قبلنا باللعبة الديمقراطية، خرجنا من السلطة وتركناهم يحكمون. قصة الوحدة الوطنية الآن فاتها الزمان. اليوم يقولون إننا في ديمقراطية. ليكن. الحكومة تحكم والمعارضة تعدّ البديل والحكم يبقى الصندوق شريطة ألا تدمّر مصداقيته بالمال الفاسد والإعلام الفاسد. نحن نعمل بجدية على إعداد بديل حقيقي لهذه الحكومة وهذه المنظومة، لأنها فشلت فشلاً ذريعاً في كل المجالات وستكنسها أي انتخابات غير مزورة. لذلك يجب على المنظومة الديمقراطية ان تستعد لتولي مقاليد الحكم. يجب عليها أن تهيئ نفسها وتحضر برنامجاً سياسياً واقتصادياً يستجيب لتطلعات الشعب. اعادت تونس إلى السكة الحقيقة ■ هل هذا يعني أنكم تحضرون من الآن للانتخابات الرئاسية في 2019، أم أنكم تقصدون انتخابات مبكرة؟ ■ أتمنى أن تصمد هذه الحكومة إلى غاية 2019 لكنني لست متأكداً أن كل هذه المنظومة المنهارة اقتصادياً وسياسياً وأخلاقياً قادرة على الوصول إلى هذا الموعد. على كل حال أنا لا أريد إلا تغييراً سلمياً ومن داخل المنظومة الديمقراطية وفي الآجال المحددة. لكنني واع أشد الوعي بأن 2019 ستكون إما بداية لديمقراطية حقيقية أو نهاية الديمقراطية وعودة الاستبداد والنظام الفاسد إذا تمّ التمسك بالسلطة عبر المال الفاسد والإعلام الفاسد وآنذاك فإن البلاد ستدخل في نفق مظلم لن تخرج منه إلا بثورة جديدة لا أحد يعرف طبيعتها. في كل الحالات يجب علينا كمعارضة وطنية حقيقية الاستعداد من الآن للدفاع عن الديمقراطية المهددة أكثر من أي وقت مضى بالمال الفاسد والاعلام الفاسد والشركات والعصابات السياسية الفاسدة وبعضها لا يخفي ارتباطه بالخارج. علينا الاجتماع وتشكيل جبهة حقيقية لمواجهة خطر عودة الاستبداد المقنع وما قد ينجر عنه من تفجر العنف. في الأيام الماضية كانت لدي اتصالات مكثفة مع كل من الإخوان، مصطفى بن جعفر، ومحمد عبو، وغازي الشواشي، وعبد الرؤوف العيادي، وسنعمل جاهدين خلال العامين المقبلين على بلورة برنامج يعيد تونس على السكة الحقيقية، ويقطع بشكل نهائي مع كل رموز الفساد والاستبداد. ■ هل هذا يعني أيضاً أنكم تحضرون للانتخابات البلدية. ولماذا يتم تأجيلها كل مرة؟ ■ هذا عار. كيف يعقل ألا يتم تنظيم انتخابات بلدية بعد ست سنوات من الثورة. لا توجد ديمقراطية حقيقية من دون انتخابات بلدية. هذا التأخر يتحمل مسؤوليته حمادي الجبالي الذي رفض طلبي بأن تعقد الانتخابات البلدية حال انطلاق حكومة الترويكا في 2012. لكن الحكومة الحالية أيضا مسؤولة عن هذا التأجيل غير المبرر، لأنها لا تريد ديمقراطية حقيقية، وبسبب فشلها الاقتصادي تعرف أنها لا تصب في مصلحتها تنظيم انتخابات بلدية، وبالتالي يتم تأجيلها كل مرة. لقد دافعت شخصياً على فكرة الحكم المحلي عندما كنا نعكف على صياغة الدستور، بتقسيم إداري إلى ست جهات من أجل كسر المركزية، التي ترسخ البيروقراطية والفساد والاستبداد. ■ هل تقبلون بالدخول في حكومة وحدة وطنية في حال عرض عليكم الأمر؟ ■ هؤلاء الناس تحكمهم عقلية استبدادية، في ثوب ديمقراطي صوري. تركنا لهم الحكم ونحن في موقعنا في المعارضة. عليهم رغم كل شيء أن يتعلموا التداول على السلطة ويقبلوا بالعملية الديمقراطية الحقيقية. ■ هل تعتقد أن تحالف حزب حركة النهضة مع نداء تونس سينعكس عليه في المستقبل، خصوصا إذا فشلت الحكومة في تسيير البلاد؟ ■ أعتقد ذلك. هدفنا كان إخراج تونس من المال الفاسد والسياسيين الفاسدين. لا يمكن أن يتحقق هذا الأمر بالاستعانة بالمنظومة السياسية الفاسدة القديمة، التي تعتبر امتداداً لنظام بن علي. حركة النهضة إذا كانت تعتقد أنها ستغير جوهر ومعدن هؤلاء الفاسدين، فأعتقد أنها خاطئة. ■ هل أنت خائف على مستقبل تونس؟ ■ نعم. أكثر من أي وقت مضى. وهو ما يدفعني إلى العودة بقوة للمعترك السياسي من أجل إعادة تونس إلى الطريق الصحيح. ■ هل ستترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2019؟ ■ لكل حادث حديث. ■ حلت قبل أيام، ذكرى تأسيس الاتحاد المغاربي. عندما كنت رئيساً لتونس قمت بجولة مغاربية، وحاولت إقناع زعماء دول الاتحاد بأهمية هذا التكتل، لكن محاولتك باءت بالفشل. ما السبيل إلى إحياء في الاتحاد المغاربي؟ ■ هذا صحيح. نعم قمت بمحاولة كنت أعتبر من واجبي القيام بها، لتحريك مياه راكدة منذ نحو ثلاثة عقود، لكن محاولتي لم يكتب لها النجاح. أعتقد أن هذه القضية أصبحت قضية أجيال. على الجيل السياسي الجديد غير المحمل بالأحقاد والضغائن، مهمة مقدسة، وهي إعادة إحياء الاتحاد المغاربي. كفى تضييعاً للوقت وكفى سياسة عقيمة ليست في صالح الشعوب المغاربية. ■ ما رأيك في عودة المغرب للاتحاد الإفريقي؟ ■ أنا جد مسرور بعودة المغرب للاتحاد الإفريقي. وأثمن هذه الخطوة. أريد أن أذكر فقط بأنني في أول خطاب لي في القمة الإفريقية عام 2012، طالبت بعودة المغرب للاتحاد الإفريقي، علما أن هذا لم يعجب بعض الأطراف، لكن هذه كانت قناعتي. ■ كيف تفسر امتناع تونس عن التصويت لصالح عودة المغرب للاتحاد الإفريقي؟ ■ لا تعليق. وضع ليبيا كارثي ■ ما هو السبيل في نظرك للخروج من الأزمة في ليبيا؟ ■ الوضع كارثي في ليبيا. أتذكر أن في ولايتي الرئاسية كان ملف ليبيا أولوية قصوى من أجل تحقيق المصالحة والموافقة بين الليبيين، لكن بعدها انسحبنا لأن أطرافا خارجية دخلت وحاولت فرض الأمر الواقع، وهنا أقصد مصر والإمارات العربية المتحدة، اللتين فرضتا خليفة حفتر بالقوة، من أجل مزيد من الاحتقان والشقاق والاقتتال. يجب علينا كمغاربيين، المواصلة بالدفع من أجل إقناع الإخوة في ليبيا على تحقيق المصالحة والتوافق، ومنع السيسي من تخريب ليبيا والمنطقة بأكملها. عدم استقرار ليبيا يهدد الأمن القومي لتونس والجارة الجزائر أيضا. يجب ألا نسمح بأن تكون لنا «حدود» إن صح التعبير مع النظام الانقلابي في مصر. ■ إلى أين تتجه الأمور في سوريا في نظرك؟ ■ أولاً سوريا كدولة مستقلة وذات سيادة انتهت لأنها تحت الوصاية الروسية والايرانية. ثانياً ما وصلت إليه سوريا الان وتحولها إلى ساحة حرب إقليمية ودولية عبر «الأوصياء»، وكنت قد حذرت من هذا السيناريو في 2012 في «مؤتمر سوريا»، حيث دعوت إلى عدم تسليح المعارضة وتركها سلمية وعدم التدخل في شؤون سوريا الداخلية. نظام الأسد نظام دموي مجرم، ما يزال ينكل بشعبه كل يوم منذ ست سنوات. ■ ما رأيك في الضغط الأوروبي على تونس في قضية عودة المهاجرين غير الشرعيين التونسيين لبلادهم؟ وهل توافق على اقتراح ألمانيا بفتح مخيمات للمهاجرين الأفارقة فوق الأراضي الليبية والتونسية؟ ■ لا يمكن رفض عودة مواطنين تونسيين لبلادهم. أما بالنسبة لاقتراح بناء محتشدات للأفارقة على أراضينا فهذا اقتراح مرفوض ولن نقبل به أبداً. ■ كان هناك سجال في تونس، في الفترة الأخيرة حول كيفية التعامل مع «المقاتلين» العائدين من سوريا والعراق. هل الحل في نظرك أمني أم اتباع سياسة إعادة إدماج؟ ■ لا يمكن التعامل معهم كلهم بالطرق الأمنية. يجب إحالة من تورط في جرائم إلى المحاكمة، أما البقية فيجب إعادة تأهيلهم، كما فعلت عدد من الدول مثل موريتانيا والجزائر والسعودية، وأثبتت العملية جدواها. عودة أساليب التعذيب والقمع ■ ما رأيك في تقرير منظمة العفو الدولية الذي يتهم قوات الأمن التونسية بـ«ارتكاب فظائع عبر استخدام التعذيب والأساليب الوحشية»، تحت ذريعة محاربة الإرهاب؟ ■ التقرير فضيحة بكل المقاييس. إبان عهدتي الرئاسية أعطيت التعليمات لكل أجهزة الأمن بالامتناع عن استخدام التعذيب أو أية انتهاكات جسدية ضد السجناء والموقوفين. وطيلة ثلاث سنوات لم تتحدث المنظمات الحقوقية إلا عن حالتي تعذيب، وعندما علمت بالأمر أحلت القضيتين على مستشاري في حقوق الإنسان للتثبت منهما ومعالجتهما. في عهدي انهارت بشكل كلي الانتهاكات الجسدية ضد الموقوفين والسجناء ما عدا حالتين فرديتين. الان، منظمة العفو الدولية تتحدث عن عودة أساليب التعذيب والقمع بشكل ممنهج في مخافر الشرطة والسجون. أقول لرجال الأمن، لا تنسوا أبداً أن الثورة أرجعت لكم كرامتكم عندما جعلت من الأمن جهازاً جمهورياً في خدمة الدولة لا في خدمة حزب أو شخص يخضع للقانون وينفذه، كما أنها حررتكم من «التعليمات» المشينة. كونوا بجانب الدستور الذي يجرم ويحرم أي مسّ بالكرامة البشرية، وكونوا خاصة بجانب شرفكم الشخصي والمهني. كما أنني أحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية لعودة هذه الانتهاكات الخطيرة، والتعذيب للسلطة السياسية المتمثلة في رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية فهم يتحملون المسؤولية سواء بتجاهل الظاهرة أو بالسكوت عنها أو بعدم التعامل معها بالجدية والصرامة الواجبة. المرزوقي لـ«القدس العربي»: الحكومة الحالية استسلمت للثورة المضادة وفشلت في إدارة البلاد هشام حصحاص |
ميركل تلتقي السيسي اليوم: الأمن والاقتصاد قبل الديمقراطية Posted: 01 Mar 2017 02:30 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: تحل المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، التي يطلق عليها «المرأة الحديدية»، ضيفة اليوم على القاهرة، في زيارة تستمر يومين، هي الأولى لها إلى مصر منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي منصبه، وبعد خلافات معلنة بين البلدين تتعلق بملف حقوق الإنسان، وإغلاق الحكومة المصرية لعدد من الجمعيات الحقوقية عقب اتهامها بالحصول على تمويل خارجي. ويتضمن جدول الزيارة، لقاءات مع السيسي، وكبار المسؤولين المصريين، والقيادات الدينية والاقتصادية. وتجتمع المستشارة الألمانية مع شيخ الأزهر أحمد الطيب، لمناقشة دور الأزهر بالوطن العربي والشرق الأوسط، وجهوده في تطوير الخطاب الديني، والتصدي للفكر المتطرف، كما تلتقي البابا تواضروس، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، حيث يتناول اللقاء أوضاع الأقباط في مصر. وقال محمد البسيوني أمين عام حزب الكرامة لـ «القدس العربي»، إن «موقف ميركل الضعيف في الانتخابات الألمانية المقررة في سبتمبر/ أيلول المقبل، دفعها للتخلي عن مواقفها السابقة من النظام المصري». وأضاف أن «استطلاعات الرأي أكدت أن ميركل التي قررت الترشح لولاية رابعة ليست مطمئنة، خاصة بعد تعالي الأصوات الرافضة لاستقبال اللاجئين». وتابع: «تواجه ميركل استياء قسم من الألمان لقرارها استقبال أكثر من مليون طلب لجوء في العامين الماضيين في ظل تعالي الأصوات القومية الشعبوية التي تتخذ من سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهجا في التعامل مع ملف اللاجئين». ومن المتوقع أن تبرم ميركل خلال وجودها في القاهرة اتفاقية أمنية بين مصر وألمانيا لوقف تدفق المهاجرين إلى أراضيها، تتضمن بنودا حول مواجهة جرائم الإرهاب وتمويله، وتبادل الخبرات والمعلومات بشأن المطلوبين فى البلدين، ومجالات تأمين المنافذ والمطارات، ومكافحة الهجرة غير الشرعية هذه الاتفاقية أمنية، وهي أشبه بتلك التي وقعتها برلين مع أنقرة، حيث أعلنت ألمانيا وأوروبا أنهما ستراجعان سياسة الجوار الأوروبية مع مصر وشمال أفريقيا بشكل جذري لتسهم في دعم استقرار هذه الدول. وتأتي تلك الاتفاقية لاستكمال إطار التعاون الأمني بعد توقيع وزير الداخلية اتفاقية، في يوليو/تموز الماضي، للتعاون الأمني بين البلدين، تتطرق لعدد من المجالات بينها الهجرة غير الشرعية، والإرهاب، والمطلوبون أمنياً، وتأمين المطارات. وكانت ألمانيا قدّمت مقترحاً لإنشاء مراكز استقبال للاجئين الذين ستتم إعادتهم من إيطاليا فيها مقابل حصول هذه الدول على دعم مادي ومساعدات لإيواء اللاجئين بشكل إنساني، حتى يتم البت في طلبات لجوئهم والسماح للبعض منهم بالهجرة إلى أوروبا بشكل شرعي. ويمثل الملف الحقوقي أحد الملفات الساخنة بين القاهرة وبرلين، حيث أعربت ألمانيا أكثر من مرة عن قلقها من الأوضاع الحقوقية في مصر على خلفية إغلاق عدد من الجمعيات الحقوقية التي اتهمتها الحكومة بالتمويل الخارجي، والعمل ضد الأمن القومي المصري. لكن أحمد فوزي نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، قال لـ «القدس العربي» إن «كل ما يهم ميركل من زيارتها لمصر، هو حل أزمة تصدير المهاجرين لأوروبا، والملف الأمني المتعلق بمواجهة الإرهاب». وأعتبر أن «أي حديث لقيادة أوروبية بشأن ملفات حقوق الإنسان لا يعدو حديثا شكليا مرتبطا بإبراء الذمة أمام أحزابهم»، مشيراً إلى أنه «رغم الأزمة التي شهدتها العلاقات المصرية الألمانية، بعد 30 يونيو/حزيران 2013، إلا أن ألمانيا تعد أكبر الدول التي أبرمت اتفاقات اقتصادية مع مصر في الفترة نفسها، وتمتلك أكبر عدد من المستثمرين الأجانب العاملين في مصر». وقال محمد عبد العزيز، مدير مؤسسة الحقانية للحقوق والحريات، لـ «القدس العربي»، إن «الملف الحقوقي والديمقراطي، تراجع أمام الملفين الاقتصادي والأمني، خاصة بعد تصاعد أزمة الهجرة غير الشرعية واللاجئين في أوروبا وأمريكا»، مضيفا: أن «كل ما يهم قادة أوروبا هو ضمان استقرار المنطقة حتى لا تصدر أزماتها لأوروبا». الأزمة السورية، أحد الملفات الهامة التي ستتناولها المباحثات، حيث يتفق الطرفان المصري والألماني على ضرورة الحل السياسي. وتعد سوريا مصدر قلق كبير بالنسبة لأوروبا، باعتبار أن النزوح الجماعي للسوريين يمثل وضعا مقلقًا لاستقرار الدول الأوروبية، ونفاذ الإرهاب إلى قلب أوروبا، خاصة العمليات المتكررة في باريس، والعملية الإرهابية الأخيرة التي شهدتها ميونيخ في يوليو/تموز الماضي، إضافة إلى تمكن الجماعات الإرهابية من استقطاب مئات من مواطني الاتحاد الأوروبي، والدفع بهم إلى سوريا، الأمر الذي يثير مخاوف من عودتهم إلى بلادهم ما يمثل قنابل موقوتة فى قلب المجتمع الأوروبي. كم تمثل الأزمة الليبية واحدا من أهم الملفات الإقليمية على طاولة المباحثات المصرية الألمانية، وتعوّل الحكومة الألمانية على مصر في المرحلة المقبلة ليس فقط في وقف نشاط تهريب اللاجئين، وإنما أيضًا على دعم الحكومة الليبية الجديدة برئاسة فايز السراج، لكي تصبح قادرة على الإمساك بزمام الأمور، وإبرام الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن محاربة عمليات تهريب اللاجئين، ما عبر عنه فولكر كاودر، زعيم الأغلبية البرلمانية في الاتحاد المسيحي الديمقراطي في ألمانيا، خلال زيارته حين عبر عن امتنان بلاده لمصر لجهودها من أجل تحسين الأوضاع فى ليبيا، قائلًا، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أبدى استعداده لدعم الجيش الليبي خلال اللقاء الذي جمع بينهما فى القاهرة. وتتناول المباحثات بين السيسي وميركل أيضاً القضية الفلسطينية في ضوء ما يلوح في الأفق من مبادرة أمريكية لمباحثات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني، والإسرائيلي، وتتمسك القاهرة وبرلين بحل الدولتين. وعلى الصعيد العسكري، فإنه من المنتظر أن يتم الاتفاق على يونيو/حزيران المقبل، موعدا لتسليم الغواصة الثانية من طراز 1400/209 للبحرية المصرية، وسلمت ألمانيا لمصر الغواصة الأولى، منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، في إطار صفقة تضم 4 غواصات من طراز «1400/ 209»، ستنضم للبحرية المصرية وفق برنامج زمني محدد ميركل تلتقي السيسي اليوم: الأمن والاقتصاد قبل الديمقراطية تامر هنداوي |
ضجة واسعة في إسرائيل بعد تقرير مراقب الدولة وفضحه أسرار فشل العدوان على غزة صيف 2014 Posted: 01 Mar 2017 02:30 PM PST الناصرة – «القدس العربي»: يثير تقرير «مراقب الدولة» في إسرائيل حول آلية اتخاذ القرارات الخاصة بعدوان ما يسمونه «الجرف الصامد» على غزة صيف 2014، ضجة واسعة جدا، لاسيما أنه يؤكد عدم مناقشة حكومتها أي بديل سياسي للحرب الباهظة الثمن بالنسبة لها أيضا. ودعت أحزاب المعارضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاستقالة وتشكيل لجنة تحقيق رسمية، فيما شكك معلقون في إمكانية تصحيح الاعوجاج ويذكرون بإخفاقات مشابهة في حروب سابقة ومتكررة آخرها حرب لبنان الثانية 2006. ومن الأسباب الأخرى للاهتمام الكبير جدا بالتقرير تجاهل كافة التحذيرات من تأثير الأوضاع الإنسانية الصعبة والقابلة للانفجار في غزة حتى اليوم. وبدلا من مناقشتها اهتمت فقط بمناقشة مخططات حربية. ومما زاد الأمر حساسية اعتراف وزير الأمن وقتها موشيه يعلون بأنه كان يمكن منع الحرب .كذلك تتفاقم ردود الفعل على التقرير في إسرائيل، بتأكيده على أن أنفاق حماس العسكرية ما زالت تهددها اليوم تهديدا استراتيجيا وسط مطالبة العائلات الثكلى باستراتيجية واضحة إزاء غزة. ويمتد التقرير الذي يأتي نشره بعد عامين ونصف على انتهاء الحرب، على200 صفحة، عالجت إجراءات اتخاذ القرارات في المجلس الوزاري المصغر بشأن قطاع غزة قبل الحرب ومع بدايتها، وكذلك مسألة معالجة الأنفاق الهجومية وإعداد الرد الاستخباري والتكنولوجي والتنفيذي لمعالجتها ولا يتناول التقرير سبل إدارة الحرب نفسها او نتائجها. وانشغلت الأوساط السياسية والإعلامية في إسرائيل بانتقادات التقرير لقادة حكومتها وجيشها خاصة قادة الحرب نتنياهو ويعلون ورئيس الأركان غانتس، الذين أقصوا المجلس الوزاري عن المعلومات، واتخذوا قرارات خوض الحرب، دون ان يدرسوا بتاتا أي بدائل سياسية تمنع التصعيد. واللافت أن المراقب يقتبس ثلاث مرات، تصريحات يعلون، بعد يومين من اندلاع الحرب، قال فيها إنه ربما كان من الممكن منع الحرب لو وفرت اسرائيل ردا على الضائقة داخل غزة في الوقت المناسب. ويصف مراقب الدولة في التقرير كيف فشل المجلس الوزاري المصغر، طوال 16 شهرا مضت منذ تشكيل الحكومة السابقة، من مارس/ اذار2013 وحتى يوليو/ تموز 2014، في إجراء أي نقاش سياسي جدي حول قطاع غزة. وقال إن الغالبية المطلقة للنقاشات، بما في ذلك التي سميت «استراتيجية» تعاملت فقط في المسائل العسكرية، مضيفا، أن غياب النقاش حول الجانب السياسي للأوضاع في غزة المحاصرة منذ 11 عاما برز على خلفية تراكم المعلومات حول تدهور الأوضاع الحياتية والاقتصادية وانهيار البنى التحتية في القطاع. كما انتقد المراقب في هذا الشأن يعلون، المسؤول عن الجيش، من جهة، وعن جهاز تنسيق العمليات في المناطق، من جهة أخرى، لافتا الى أنه عرف يعلون بالوضع الإنساني والمدني في غزة وفهم محفزات التصعيد الكامنة فيه، ورغم ذلك لم يبادر الى إجراء نقاش حول ذلك في المجلس الوزاري. وبيّن المراقب في التقرير أن يعلون ندم على ذلك بعد بداية الحرب. ومن ضمن النقاط الثماني التي يركز عليها التقرير، الأنفاق الهجومية، ويقول إن الجيش نجح بتدمير نصفها فقط وبذلك لم ينجز المهمة التي خرج من أجلها للحرب. كما يحدد المراقب أن الجيش استخدم تقنيات حربية قديمة لا تلائم مواجهة الأنفاق. ويحدد أن الحرب كشفت عن إخفاقات وعيوب في استعداد الجيش للتهديد الجوفي. وكان الجيش قد أعلن بعد الحرب بأنه تم تدمير 32 نفقا. ويتطرق المراقب الى غياب نظريات عسكرية، تقنيات حربية ملائمة لمواجهة الانفاق. هجوم استراتيجي يكشف مراقب الدولة في تقريره، أنه على مدار أشهر طويلة أخفى نتنياهو ويعلون وغانتس عن أعضاء المجلس الوزاري السياسي – الأمني، معلومات استخبارية تحذر من هجوم استراتيجي كان مخططا من قبل حماس، الذي لو تم تنفيذه لكان يمكن ان يقود الى الحرب. ويستدل من التقرير أنه تم تحويل المعلومات الى الوزراء فقط في بداية تموز 2014، قبل ساعات قليلة من العمل الذي طولبوا بالمصادقة عليه من أجل إحباط الهجوم. ويكتب المراقب، أنه يستدل من وثائق لجهاز المخابرات «الشاباك» أنه قبل عدة اشهر من حرب الجرف الصامد، تراكمت معلومات تحذيرية تم إيصالها الى الاستخبارات العسكرية في الجيش، حول نشاط عدواني وكبير سيخرج من غزة باتجاه اسرائيل. ولا يذكر التقرير بشكل مفصل ماهية ذلك العمل العدواني، ولكن حسب التقديرات يبدو ان المقصود عملية تسلل الى اسرائيل بواسطة نفق حفرته حماس باتجاه منطقة كرم ابو سالم وقامت اسرائيل بتفجير النفق في السابع من تموز/يوليو 2014.مجلس الأمن القومي لم يعرض بدائل. وتطال انتقادات التقرير مجلس الأمن القومي لأنه لم يعرض بدائل سياسية او غيرها لمخططات ومقترحات الجيش، ونتيجة لذلك تمت المصادقة على مقترحات الجيش بشكل شبه فوري. ويحدد المراقب أنه كان على شعبة الاستخبارات التركيز على القضايا الاستراتيجية وتلك التي يمكن ان تكون لها أبعاد على العلاقات الخارجية لإسرائيل، وعرض بدائل لا يعرضها الجهاز الأمني. تغيير رواية الأنفاق يستدل من تقرير المراقب، أن وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان، غير في اكتوبر/ تشرين الأول 2016، وبشكل مطلق، الرواية الأصلية التي ادلى بها أمام رجال مراقب الدولة، حول التعامل مع تهديد الأنفاق الهجومية من غزة، خلال اجتماعات المجلس الوزاري قبل الحرب. ونسب وزراء كبار في المجلس الوزاري التغيير في رواية اردان الى الضغوط التي مورست عليه من قبل مكتب رئيس الحكومة. وشغل اردان خلال فترة الحرب منصب وزير الاتصالات وعضوية المجلس الوزاري السياسي – الأمني. وكبقية أعضاء المجلس التقى به رجال المراقب في فبراير/ شباط 2015، وبدا لهم بأنه ناقد جدا في مواقفه إزاء سلوك المجلس الوزاري خلال الفترة التي سبقت الحرب، وخلال العدوان نفسه. وسمع المراقب من اردان انتقادا شديدا بشأن معالجة تهديد الأنفاق. وقال للمراقب في حينه إن «موضوع الأنفاق لم يطرح للنقاش بشكل منفرد في المجلس الوزاري ولم يشترك أعضاء المجلس في جوهر التهديد وحجمه. وقال وزير رفيع في المجلس الوزاري امس إن «اردان لاءم موقفه مع الاستعراض الذي قدمه نتنياهو للصحافيين». بعد انتهاء الحرب فقط. ويحدد تقرير مراقب الدولة، أنه رغم خطورة الانفاق، إلا أنه لم يطرح في سلم الأولويات الاستخبارية القومية إلا في مطلع عام2015 وأثر ذلك على الموارد التي تم تخصيصها لمعالجة المشكلة، ومس بقدرة اسرائيل على مواجهة تهديد الأنفاق. منظومات لكشف الأنفاق ويحدد تقرير المراقب انه حتى بعد العثور على منظومة ملائمة لكشف الأنفاق، التي تم تعريف تركيبها بأنها مشروع طارئ، إلا أن الجيش تردد في نشرها. هذا رغم حقيقة أن الجهاز الأمني يفاخر بأنه لم يترك حلا تكنولوجيا إلا وقام بفحصه، وعلى خلفية البحث المتواصل منذ سنوات عن حل تكنولوجي للتهديد. وبررت قيادة الجنوب التأخير في نشر المنظومة بالقول إن قدراتها في محل شك. وحسب المراقب فإن التشكيك بقدرات المنظومة جعل القيادة الجنوبية لا تستنفد استغلالها في وقت سابق. ورغم توجيهات رئيس الأركان في الموضوع، إلا أن التأخير تواصل أيضا خلال 2015، ما أدى الى تذمر من قبل الشركات المدنية التي قامت بتركيب المنظومة. فجوات استخبارية أكد المراقب في تقريره انه منذ منتصف 2013 وحتى بداية الحرب في تموز 2014، وخلالها، سادت فجوات ملموسة بين جهاز الامن العام (الشاباك) وشعبة الاستخبارات العسكرية في كل ما يتعلق بجمع المعلومات في قطاع غزة. وحسب تقرير المراقب، فإن الفجوات تعلقت أيضا بمسألة الأنفاق الهجومية، سواء في «تجريم» أهداف لكي يهاجمها سلاح الجو، وفي الأساس، «لتقديم مساهمة استخبارية معينة» – تجاه نوايا ونشاط قادة الجناح العسكري لحماس. ويؤكد مراقب الدولة انه يتبين من الفحص بأنه عشية عملية الجرف الصامد، لم تتوفر استخبارات كافية تسمح لسلاح الجو بإعداد خطة عسكرية لمعالجة الانفاق. تراشق بين رئيس الحكومة وبين المراقب ونشر مراقب الدولة بيانا رد فيه على الانتقادات التي وجهها اليه نتنياهو بشأن تقريره، منها اتهامه بعرض صورة منقوصة. وكتب المراقب أنه «من الحيوي جدا أن تركز القيادة السياسية والجيش والجهاز الأمني على دراسة التقرير واستخلاص الدروس وليس على الإهانات، وذلك من أجل تحسين إجراءات العمل على مختلف المستويات، بهدف الاستعداد جيدا للتهديدات القائمة والمتطورة والحرب التي يمكن ان تندلع، حتى من دون انذار مسبق». يعلون:»تقرير سياسي يقف خلفه أصحاب مصالح» وتعقيبا على تقرير مراقب الدولة، قال يعلون أمس إن سلوك المجلس الوزاري خلال الحرب كان سيئا ويفتقد الى المسؤولية. وأضاف أن التقرير سياسي، وأن سلوكه كوزير للأمن، الى جانب مسؤولية رئيس الحكومة ورئيس الأركان، منع حدوث كارثة. وتابع «هذا التقرير يفحص جوانب جزئية من معركة معقدة، وأنه يتجاهل معايير واسعة، لأنه وقع اسيرا في أيدي سياسيين كانت لهم مصلحة في تغذية مكتب المراقب بمعلومات مغرضة ولوثوا إجراءات الفحص». وحسب يعلون وفي تلميح مبطن للوزيري بينيت وليبرمان، فقد كان المجلس الوزاري السياسي – الأمني، خلال الجرف الصامد «اسوأ مجلس وأكثرها عديم المسؤولية». وأضاف: أنا أحدد ذلك كمن شارك في المجلس الوزاري المصغر منذ 1995. هذا المجلس كان سطحيا، سياسيا وشعبويا. وتابع «مجلس وزاري للتسريب، للتحدث بصوتين – صوت في الغرفة وصوت على الملأ. هذا الواقع حول النقاشات الى مهزلة كبيرة، ولولا رئيس الحكومة ورئيس الأركان وأنا لكان يمكن للأمر ان ينتهي بكارثة». واضاف يعلون:»ربما كان يجب إيجاد حل لرياض الأطفال الذي نشأ في المجلس الوزاري، في ذلك الوقت. انا فخور اليوم لأنني وقفت مع رئيس الحكومة ورئيس الأركان أمام التطرف العلني والتآمر السياسي والشخصي، حين كان مقاتلونا يتعرضون للنار. اليوم نحن نتلقى الانتقاد على ذلك، لكنه في حينه انقذ هذا الحرب. فرسان المناورات الإقليمية لم ينجحوا بجرنا الى السور الواقي 2 في الضفة وانتفاضة ثالثة واحتلال غزة». وعقب رئيس الأركان السابق بيني غانتس، على التقرير وقال ان «الجيش يستخلص الدروس، وبلور خطة عمل ويعمل على تحسين قدراته العسكرية بشكل دائم على جبهة قطاع غزة». وطالبت عائلات الجنود الثكللى نتنياهو بتحمل المسؤولية عن الإخفاقات التي يشير اليها مراقب الدولة وتنفيذ توصياته. ضجة واسعة في إسرائيل بعد تقرير مراقب الدولة وفضحه أسرار فشل العدوان على غزة صيف 2014 وديع عواودة |
«سيناء خارج التغطية» وسم يجتاح مواقع «التواصل الاجتماعي» Posted: 01 Mar 2017 02:30 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: عبر أهالي ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي في مصر عن غضبهم مما يحدث في محافظة شمال سيناء، وما وصفوه بالغموض الذي يحيط بالمدينة والأحداث الجارية هناك، وأطلقوا وسما أمس بعنوان «سيناء خارج التغطية»، لرصد وإبراز الأحداث هناك. وصحب نشطاء التواصل الاجتماعي تغريداتهم عن «سيناء خارج التغطية» بنشر صور شخصية على خلفية موحدة باللون الأصفر، تعبيرا عن رمال سيناء، تعلوها خريطة للمنطقة، تضامنا مع أهالي سيناء. كما عبّر المغردون عن غضبهم من تجاهل الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارة سيناء، مطالبينه في تغريداتهم بزيارتها حتى ولو بـ«الدراجة»، التي اعتاد ركوبها في زياراته الأخيرة لطلاب الكليات الحربية والشرطة. وقالت الناشطة السياسية والحقوقية المصرية، منى سيف الإسلام عبد الفتاح، إن هناك غضبا ملحوظا بين أهالي سيناء، إذ أنهم يعيشون في كابوس منذ أكثر من عامين، بقطع الاتصالات المستمر والتكدير والإهانات في كل كمين بمجرد رؤية محل إقامتهم في بطاقات تحقيق الشخصية. وأضافت سيف أن هناك قصفا عشوائيا متكررا واعتقالات بموجب الاشتباه، وإخفاء قسريا، علاوة على أحداث القتل والتعذيب التي يمارسها تنظيم «الدولة الإسلامية»، وهدم المنازل وإصابة ومقتل مدنيين في قصف بالخطأ. وأشارت إلى أن القلة القليلة من أهالي سيناء أو مواطنين آخرين حاولوا توثيق حقيقة ما يحدث في سيناء، مثواهم الآن إما السجن أوهم مهددون بالمحاكمات العسكرية، ما دفع العديد منهم لتدشين وسم «سيناء خارج التغطية». في سياق ذا صلة، كشف الإعلامي المصري عمرو أديب عن معلومات حصل عليها من اللواء أركان حرب أحمد وصفي، رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة، وقائد الجيش الثاني الميداني سابقا، أثناء تسجيل أحد الحوارات معه في وقت سابق، (لم تكن تلك المعلومات للنشر وقتها) تضمنت «استغلال الإرهابيين للأطفال والنساء كدروع بشرية عند الهجوم عليهم، مما يصعب الأمر على قوات الجيش للتعامل معهم ويقررون التراجع حتى لا يصاب الأبرياء بسوء». وقال أديب في برنامجه الشهير على إحدى الفضائيات المصرية الخاصة، التي شهدت مداخلات من الرئيس السيسي أكثر من مرة لهذا البرنامج بالتحديد، إن اللواء وصفي أخبره أن «الإرهابيين يأتي لهم تمويل ضخم لا حدود له وأسلحة متطورة، احنا بنخش عشة نلاقي فيها مليون دولار كاش، وسلاح مش عندنا». وطالب الدولة بمدّ وسائل الإعلام بمواد عما يحدث من حرب داخل سيناء لعرضها على الشعب المصري وإطلاعهم على كل ما هو جديد لشحذ الهمم واصطفافهم خلف الدولة المصرية بكل قوة، لافتاً إلى أن الإدارة المصرية قررت أن تجعل المصريين في أمان وتبعدهم عن حرب سيناء، وقررت تلقي رصاص الغدر في صدورها. وتابع: «المواطنون لا يعرفون هول ما يحدث على أرض سيناء بين الجيش والإرهابيين». «سيناء خارج التغطية» وسم يجتاح مواقع «التواصل الاجتماعي» مؤمن الكامل |
احتجاج في الخرطوم على تبرئة ضابط شرطة أتهم بقتل مواطنة Posted: 01 Mar 2017 02:29 PM PST الخرطوم ـ «القدس العربي»: نفذت لجنة مناصرة قضية المواطنة السودانية عوضية عجبنا، الذي قتلت برصاص الشرطة، وقفة احتجاجية، مساء أمس، أمام منزل أسرتها في الديم في الخرطوم، احتجاجا على إطلاق سراح المتهم بقتلها الملازم شرطة حامد علي حامد، بقرار قضائي، وذلك بعد الحكم عليه بالإعدام. وقتلت عجبنا أمام منزلها علام 2012، بواسطة شرطة النظام العام التي كانت تقوم بدورية داخل الحي. ووجه الاتهام لحامد الذي كان ضمن القوة، حيث أطلق رصاصة من بندقية «كلاشنيكوف» قتلت عجبنا، وحسب تقرير الطبيب الشرعي، فإن الأخيرة تعرضت للإصابة برصاصة في الرأس، أدت إلى تهشم الجمجمة، وسببت نزيف حاد أدى إلى وفاة الضحية فوراً. المحكمة، لم تدن حامد فقط، وإنما لأخرين، لعدم تقديم مساعدة لشخص محتاج لها. واعتبرت أن هؤلاء تأخروا في إسعاف المجني عليها بعد إصابتها بالرصاص. واحتج آنذاك، عدد من الضباط، على تحويل الأمر لقضية رأي عام، مشيرين إلى أن زميلهم كان يؤدي واجبه، وأن القتل جاء عن طريق الخطأ. ونحت القضية منحى قبلياً، وتطورت بشكل لافت، حيث ناصرت قبيلة الحلنقة شرق السودان، المتهم بالقتل باعتباره أحد أبنائها، في المقابل، اتحدت قبائل جبال النوبة التي تنتمي لها القتيلة من أجل أن ينال المتهم القصاص. وقال وليد عجبنا (شقيق القتيلة) إن «الغرض من الوقفة الاحتجاجية هو تنبيه الرأي العام لما حاق بنا من ظلم واضح وضياع لحق عام». وأضاف: «من حقنا إيصال صوتهم عبر الطرق السلمية. خصوصاً وأننا وجهنا العديد من المخاطبات طوال فترة التقاضي». ووفق وليد، «القضية لم تعد تخص الأسرة وحدها. فقد تكونت لجنة مناصرة تضم مختلف الفئات والجهات»، مشيرا إلى أن «اللجنة هي التي قررت هذه الوقفة التي رفعت فيها لافتات تستنكر الظلم الذي حاق بالقضية وبالقتيلة وأسرتها وبكل أفراد الشعب السوداني». وأكد أنهم سوف يواصلون كفاحهم السلمي حتى تعود الأمور إلى نصابها. من جهته، أوضح يعقوب عبد الله، وهو قانوني من لجنة المناصرة، أن «المحكمة العليا أطلقت سراح المتهم بعد أن تقدمت هيئة الدفاع بطلب (مراجعة للحكم)». وأضاف: «تم تحويل مادة الاتهام من (130) القتل العمد إلى (131) القتل شبه العمد وتغير الحكم من الإعدام للسجن لعامين ودفع الدية. واكتفت المحكمة بمدة حجز المتهم وتم إطلاق سراحه». وأشار إلى أن «هيئة الاتهام مستمرة في الجانب القانوني، وهي بصدد تقديم طلب مراجعة للمحكمة التي أصدرت الحكم الأخير لأجل إعادة حكم الإعدام»، مبيّناً أن «هيئة الاتهام شرعت بالفعل في هذا الأمر». وحول الوقفة الاحتجاجية، قال: «تصب في اتجاه إعلام الرأي العام بمسارات القضية التي تحولت منذ بدايتها لقضية رأي عام»، مؤكداً أنهم يقومون بعمل سلمي يقره القانون. يذكر أن محكم الخرطوم – شمال، أدانت المتهم بتاريخ 4/11/2014 بالإعدام بعد أن امتدت المحاكمة ست وثلاثين جلسة، ثم استأنف أهل المتهم لتصدر محكمة الاستئناف في مطلع كانون الثاني/يناير 2015 حكما بتعديل الإعدام للسجن خمس سنوات. وتقدمت أسرة القتيلة بطعن للمحكمة العليا فأعادت حكم الإعدام على المتهم بتاريخ 18/2/2015 ثم قام محامي الدفاع بطلب المراجعة لدى دائرة المراجعة في المحكمة العليا. وتم إطلاق سراح المتهم ظهر السبت الماضي. احتجاج في الخرطوم على تبرئة ضابط شرطة أتهم بقتل مواطنة صلاح الدين مصطفى |
لا قيادة في نهاية النفق Posted: 01 Mar 2017 02:29 PM PST مشكلة الانفاق لم تحل بعد، رغم الاستثمار المالي الهائل؛ والخطط العملياتية هي الاخرى لم تستكمل؛ الصواريخ، قذائف الهاون، والمقذوفات الصاروخية ستطلق إلى داخل إسرائيل ولا تستبعد امكانية ان تشل الحركة في مطار بن غوريون. السؤال ما هي سياستنا تجاه حماس ستبقى تحوم كسحابة من الغبار فوق مداولات مجلس الوزراء؛ وكذا ايضا السؤال هي نزج بقوات المشاة إلى الداخل. في السنتين الماضيتين منذئذ لم تقع لنا معجزة. فلم يجدوا جرة السمن. نحن في المعاضل ذاتها، مع القيادة ذاتها، مع الفكرة ذاتها، مع الجيش ذاته، مع تحسينات غير دراماتيكية. ولكن لماذا نتوقع ما سيحصل غدا أو بعد غد حين نعرف ما حصل أمس وأول أمس. الصواريخ اطلقت من غزة. وطائرات سلاح الجو انتجت سحابة من الدخان الاسود، لمنفعة الكاميرات، ورئيس الوزراء ألقى خطابا. نقط لي صاروخا وانقط لك قذيفة.. هذه هي الاستراتيجية التي ستقودنا نحو الحملة التالية. حملة الجرف الصامد ليست قصور يوم الغفران. فالعناوين الرئيسة الصاخبة تحيق ظلما بالحقائق. من يقرأ تقرير الرقابة بعيون واعية، محررة من الرواسب الشخصية، من الميول السياسية ومن حروب الطين بين الجنرالات، سيجد فيه الكثير من المكتشفات المقلقة إلى جانب غير قليل من بقع الضوء. لقد قام المراقب بعمله، بقيوده، لعله كان ممكنا الكتابة عن الحملة تقريرا ثاقبا أكثر بكثير، ذا مغزى أكبر بكثير، ولكن هذا ما تعرف هذه الاداة عزفه. نتنياهو هو موضع النقد الرئيس في التقرير. فالنقد يتركز على خرق اللوائح: نتنياهو لم يبلغ اعضاء مجلس الوزراء، لم يتخذ قرارات، لم يعالج ما وصفه هو نفسه كتهديد استراتيجي. والانطباع الناشيء من مجمل الامر اكثر خطورة. نتنياهو لا يتصرف كزعيم: فهو لا يرسم سياسة لان ليس له سياسة؛ لا يفرض رأيه لان ليس له رأي. في هذا الفراغ كان يمكن أن يدخل وزير الدفاع، ولكن حسب التقرير هذا ايضا لم يحصل. بوغي يعلون يبرز اساسا بامور لم يفعلها. لو كان له تأثير على اتخاذ القرارات، فإن هذا لن يجد تعبيره في مجلس الوزراء. المذهل هو الفجوة بين صورة نتنياهو كـ «سيد أمن» ودوره الحقيقي في إدارة الامن وأداءه كزعيم الحكومة، الجيش، الشعب. الرجل عبقي في التسويق. فنان. رده الاول على التقرير كان مثالا جيدا. قبل يوم من نزول تقرير عرض أداءه في الحملة بعريه، يعلن بأنه يسند الجيش الإسرائيلي حيال مراقب الدولة. فقد اصاب عصفورين بجملة واحدة ـ حرر نفسه من المسؤولية وعرض مكتب المراقب كعدو المؤسسة الاعز على قلب الإسرائيليين، كخائن. الموت للمراقبين. نتنياهو هو الوحيد بين من وجه اليهم النقد الذي يتولى المنصب الذي تولاه في الحملة ـ وعليه فإن التقرير ذو صلة به قبل كل شخص آخر. بوغي يعلون، الذي استقال، يشكل هدفا مريحا للجميع: لزملائه السابقين في الليكود، لنفتالي بينيت، ليوآف غالنت، كل وزراء اليمين الذين يحرصون على كرامة رئيس الوزراء ولكنهم ينزلون باللائمة بسرور على شريكه في الحملة، وزير الدفاع؛ وهو يشكل هدفا مريحا لليسار، لانه يوجد عميقا في اليمين. لقد كان بينيت وليبرمان مثيري المشاكل في كابنت الجرف الصامد. بينيت ركز على الانفاق. الاسئلة التي طرحها على يعلون وغانتس في الزمن الحقيقي كانت ثاقبة. وتقرير المراقب يتبناها. ولكن بينيت يعرف، بأن من الافضل له أن يتواضع في الاحتفالات: فالعائلات الثكلى تنظر. وزملاؤه في الحكومة يتهمونه منذ الان بالاحتفال على الدم. وبالنسبة لليبرمان، لم يعد يروج لاحتلال غزة، فهو يروج للتسوية مع حماس، وهو يفهم كوامن قلب الشعب. هو رسمي حتى التعب. النقد على قادة الجيش الإسرائيلي في قسم منه شامل ومعلل، وفي قسم منه مدحوض. أبدأ بالقسم المدحوض: كُتاب التقرير يشتكون من رئيس الاركان بني غانتس ورئيس شعبة الاستخبارات أفيف كوخافي في أنهما لم يعملا المزيد لاجبار رئيس الوزراء ووزير الدفاع على عقد مجلس الوزراء في نقاش حقيقي في الانفاق. المرؤوس مسؤول عن تفعيل رئيسه. وعندما أعربت عن عجبي بهذه الملاحظة على مسمع من كُتاب التقرير اجابوا: «عندما يريد الجيش، فالجيش ينال ما يريده». هذا جواب لا مكان له في تقرير كل غايته هي تنظيم عملية اتخاذ القرارات. كما أن ليس له مكان في القانون. الادعاءات الاخرى تتعلق بالانفاق. تجاه غانتس ادعي بأنه عشية الحملة أخرج القوات من البلدات بدلا من تعزيزها؛ لم يعد القوات لاحتلال الانفاق؛ وافق على القصف من الجو للفوهات رغم أنه كان يعرف أن هذا لن يعطل خطر الانفاق وسيجعل من الصعب على قوات المشاة تدمرها. «القيادة السياسية أرادت احتواء الحدث، انهاءه في اقرب وقت ممكن، دون أن تجتذب إلى عمل بري»، شرح غانتس للمراقب. «الدولة من حقها أن تجري ادارة للمخاطر الاستراتيجية». يدعي التقرير تجاه كوخافي بأنه قدر بأن حماس غير معنية بمواجهة عسكرية وان المعلومات التي وفرتها شعبة الاستخبارات عن الانفاق لم تكن كافية؛ ومن جهة اخرى فإنه يغدق الثناء على انجازات الاستخبارات في الحملة. الفرضية التي ينطلق منها التقرير هي أن الانفاق هي تهديد استراتيجي. هكذا قال نتنياهو ويعلون منذ 2013. هذه فرضية يمكن الجدال فيها: كانت وتوجد تهديدات أكبر. الدليل: اليوم ايضا، مع الانفاق الهجومية ذاتها، ولكنها اوسع وأكثر تطورا، دولة إسرائيل حية ترزق، بل وان غلاف غزة حي يرزق ويزدهر. في هذه الاثناء تسرح غانتس، وانتقل كوخافي إلى فترة خدمة ناجحة كقائد المنطقة الشمالية. وبعد بضعة ايام سيتسلم مهام منصبه كنائب رئيس الاركان. سألت احد المسؤولين عن التقرير في مكتب مراقب الدولة إذا كان النقد يمس برأيه بفرص كوخافي ليكون رئيس الاركان. وكان جوابه قصيرا: «لا». ان المقطع الاكثر تشويقا في التقرير يتعلق بقصف الفوهات. فقد قال نتنياهو للمراقب انه كان يعرف بأن القصف اشكالي، ولكن «وزير الدفاع ورئيس الاركان أوصيا. وسرت حسب توصيتهما (حسب البروتوكول، غانتس لم يُسأل ويعلوم، الذي سُئل لم يجب)»؛ غانتس كان يعرف بأنه توجد امكانية بأن يطيل هدم الفوهات من الجو الاحتلال على الارض، ولكنه فضل التجربة؛ قائد المنطقة الجنوبية، سامي ترجمان، عارض قصف الفوهات؛ سلاح الجو آمن بقدراته؛ المراقب يقول انه لم تكن للوزراء الذين اقروا العملية معرفة باشكالية القصف. لم يكن الضرر فقط في إطالة زمن السيطرة. بينيت يقدر بأن النصف، او قرابة النصف، من الجنود الذين سقطوا في الحملة سقطوا في الوقت الذي حموا فيه اخلاء الدمار. في ملاحظة جانبية يشكك التقرير في مجرد الاعتماد على قصف سلاح الجو. ويقول: «عندما قرر وزراء مجلس الوزراء مرامي الحملة واوصى الجيش الإسرائيلي بتحقيقها بالقصف الجوي فقط لم يعرف وزراء مجلس الوزراء بأن نجاعة هذه الهجمات محدودة، ضمن امور اخرى بسبب الفجوة في بنك الاهداف». ناحوم برنياع يديعوت 1/3/2017 لا قيادة في نهاية النفق صحف عبرية |
فيون يؤكد أنه لن ينسحب من السباق الرئاسي الفرنسي بعد استدعائه للمثول أمام القضاء Posted: 01 Mar 2017 02:28 PM PST باريس ـ «القدس العربي»: ما تزال فصول ما يعرف بـ«فضيحة فيون» في فرنسا تعرف تطورات جديدة، بعدما أعلن مرشح حزب اليمين الفرنسي للانتخابات الرئاسية، يوم أمس في مؤتمر صحافي عقده في مقر حملته الانتخابية، في باريس أنه تم استدعاؤه من طرف القضاء الفرنسي. وقال فيون بصوت مرتبك على غير عادته، أمام العشرات من قيادات الحزب أنه سيدلي بشهادته في «15 مارس أذار المقبل»، ومن المقرر أن توجه له النيابة المالية تهما بالفساد المالي في قضية «الوظائف الوهمية» لزوجته ونجليه. وبلغة فيها الكثير من الندية والإصرار قال فيون «لن أتنازل ولن أنسحب سأواصل السباق، والناخبون هم من يقررون فقط». يشار إلى أن فرانسوا فيون كان قد تعهد أمام الملايين من الفرنسيين في كانون الثاني/يناير الماضي أنه في حال وجه له القضاء التهم في قضية الوظائف الوهمية فإنه سيسحب ترشحه للانتخابات الرئاسية. واستنكر في كلمته، تحامل القضاء ضده، وتساءل عن السبب الذي دفع الشرطة القضائية للتحرك ضده بهذه السرعة، واستغرب من توقيت الاستدعاء قائلا: « الملف فارغ ولا تتوفر فيه أية معطيات تدينني. قضية تشغيل زوجتي كانت قانونية». وأضاف أن توقيت الاستدعاء له دلالة واحدة هي «اغتيالي سياسيا واغتيال الانتخابات الرئاسية». بحيث أن استدعاؤه أمام القضاء سيكون قبل يومين فقط من التاريخ المحدد لتسجيل المرشحين للانتخابات الرئاسية بشكل نهائي. وهاجم فيون القضاء بشكل علني قائلا «لم يتعامل معي مثل باقي المواطنين الفرنسيين. لقد تم انتهاك دولة القانون» ولم يتم احترام قضية «براءة المتهم» حتى تثبت إدانته. ورد قصر الايليزيه بشكل حازم على اتهامات فيون، وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في بيان صحافي أن «الاتهامات غير المسؤولة والخطيرة ضد سلك القضاء أمر غير مقبول» وأضاف أولاند» الترشح للانتخابات الرئاسية لايسمح لأحد باتهام القضاء أو التشكيك في نزاهته». كما أوضح فرانسوا فيون، أنه سيكون من العبث الانسحاب من السباق الرئاسي وترك الساحة السياسية ليملأها اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان أو السماح بعودة اليسار للحكم من جديد:» سأكون في الموعد المحدد، من أجل اختيار مستقبلنا الجماعي ولن أسمح بأن يكون الخيار الوحيد المطروح علينا هو المغامرة المجنونة لليمين المتطرف أو الحزب الاشتراكي مرة أخرى» وكانت النيابة المالية، قد فتحت تحقيقا، نهاية الأسبوع الماضي، بعدما تم توجيه الاتهام لفرانسوا فيون بـ»اختلاس المال العام والممتلكات العامة» و»سوء استغلال النفوذ» والإخلال بواجب إبلاغ القضاء حول شفافية الحياة العامة».وتم تعيين ثلاثة قضاة للتحقيق مع المرشح فيون وزوجته وأبنائه، بينهم قاضية معروفة، كانت اتهمت الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، بـتلقي رشاوى من طرف نظام معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية. ومباشرة بعد إعلام مرشح اليمين وحزب»الجمهوريين» أنه سيواصل السباق رغم استدعائه من طرف القضاء، سارعت قيادات في اليمين المحافظ، للاعلان عن انسحابها من الحملة الانتخابية إلى جانب فرانسوا فيون، مثل بيرونو لومير، وهو أحد كبار قيادات الحزب. وقال لومير في بيان صحافي» فيون كان قد تعهد في 26 كانون الثاني الماضي أنه سينسحب من السباق في حال تم استدعاؤه من طرف القضاء. أنا أحترم من يعطي عهودا ويلتزم بها لأن هذا يعطي مصداقية أكثر للحياة السياسية». وأضاف «كي أكون مرتاحا مع ضميري ومبادئي، فقد قررت الاستقالة من مهامي المسندة إلي في الحملة الانتخابية». كما قررت قيادات يمينية أخرى الاستقالة وعدم الاستمرار في دعم فيون، مثل الوزير السابق ايف جيغو والقيادي والنائب البرلماني جورج فينيك، الذي كان طالب في الأيام الماضية بتعويض فيون بمرشح آخر في أقرب وقت. كما أعلن حزب «الوسط» المتحاف مع اليمين المحافظ والداعم لمرشحه، أنه قرر «تعليق الحملة الانتخابية إلى جانب فرانسوا فيون» وأضاف زعيم الحزب، كرستوف لاغارد في بيان صحافي مساء أمس»قررنا تعليق حملتنا ابتداء من اليوم (الأربعاء) وسنتخذ قرارنا بشأن المواصلة في دعم فيون من عدمه، بداية الأسبوع المقبل بعد عقد اجتماع استثائي للمكتب الوطني للحزب». وإذا ما انسحب حزب الوسط من دعم فيون، فإن اليمين المحافظ سيتلقى ضربة قاصمة، قبيل أسابيع فقط من الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية. يشار إلى القضاء الفرنسي أعلن مساء يوم أمس أنه وجه الاستدعاء أيضا لبينيلوب فيون، زوجة فرانسوا فيون من أجل توجيه نفس التهم لها ولزوجها في قضية «الوظائف الوهمية». وبات فيون في وضعية لا يحسد عليها، قبل أسابيع فقط من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وتراجع شعبيته بشكل كبير في الأيام الماضية، بعدما فاز في الانتخابات التمهيدية، وجعل من تخليق الحياة السياسية» ومحاربة «الفساد» أبرز أولوياته في برنامجه الانتخابي. يذكر أن فضيحة «الوظائف الوهمية» لزوجته ونجليه التي كانت فجرتها صحيفة «لوكانار أونشينيه»، قبل نحو شهرين، وقلبت هذه القضية الحملة الانتخابية رأسا على عقب، وتحول فيون من أبرز المرشحين للفوز في الانتخابات الرئاسية، وكان يتصدر استطلاعات الرأي بفارق كبير مقارنة بباقي المرشحين، ليتراجع إلى المرتبة الثالثة، بعد تفجر الفضيحة، وراء كل من مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف والمرشح المستقل والوزير السابق إمانويل ماكرون. فيون يؤكد أنه لن ينسحب من السباق الرئاسي الفرنسي بعد استدعائه للمثول أمام القضاء هشام حصحاص |
أمينة محمد تبدأ مهام عملها نائبة للأمين العام للأمم المتحدة Posted: 01 Mar 2017 02:28 PM PST نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: أدت أمينة محمد الثلاثاء اليمين الرسمي للأمم المتحدة لتبدأ بذلك مهام منصبها الجديد نائبة للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش. وكانت السيدة محمد تشغل منصب المستشارة الخاصة للأمين العام السابق، بان كي مون، في موضوع إطلاق أهداف التنمية المستدامة 2030. وفي أول تصريح صحافي لها بعد أداء القسم أكدت على ضرورة تطوير نظام أقوى للأمم المتحدة يجعل أهداف التنمية المستدامة واقعا ملموسا، مشددة على أنها ستولي اهتمامها لأولئك الذين تخلفوا عن ركب التنمية، ومسألة عدم المساواة. وقالت: «سيكون تركيزي في المقام الأول على مساعدة الأمين العام على إعادة التنمية المستدامة إلى الأمم المتحدة. وكما صرح الأمين العام فإن التنمية المستدامة ليست غاية في حد ذاتها ولكنها أيضا أفضل الطرق التي نشعر بأنها ستمكننا من تحقيق السلام العالمي. سأولي أهمية كبيرة للوعد الذي قطعناه على أنفسنا بعدم ترك أحد يتخلف عن الركب، بدءا بأولئك الذين يقبعون في المؤخرة، والتصدي للحواجز بين الجنسين التي شهدناها باستمرار. لقد حاولنا تحقيق بعض النجاحات في هذا الصدد ولكنها غير كافية نحن بحاجة للذهاب إلى ما أبعد من ذلك. نحن بحاجة أيضا إلى تمكين الشباب، الذين هم محفزو السلام والتنمية». وأضافت أن على الأمم المتحدة أن تصبح منظمة أكثر إنسجاما مع الأغراض التي أنشئت من أجلها، مشيرة إلى أن أجندة التنمية المستدامة تقدم جدول أعمال طموح، حيث يناضل معظم الناس مع مفاهيم التكامل والشمولية المختلفة للتنمية المستدامة. ولدت أمينة محمد عام 1961 في ولاية غومبي شمال شرقي نيجيريا. وكانت تعمل قبل تعيينها نائبا للأمين العام في مجلس الدولة التنفيذي كما عملت مستشارة للأمين العام السابق في موضوع تحديد أهداف التمية المستدامة 2030. كما عملت في منصب كبير المستشارين للرئيس النيجيري محمد بخاري حول الأهداف الإنمائية للألفية ووزيرة البيئة في نيجيريا، وعملت أيضا أستاذا مساعدا في جامعة كولومبيا. وقال الأمين العام غوتيريش بعد أدائها القسم «إن المساواة بين الجنسين أمر لا بد منه وستكون أولوية واضحة (بالنسبة لي) في كافة هيئات الأمم المتحدة من أعلى المناصب إلى أدناها». أمينة محمد تبدأ مهام عملها نائبة للأمين العام للأمم المتحدة عبد الحميد صيام |
أمير قطر يرعى حفل التميز العلمي والدولة تنفق أزيد من 50 مليار على التعليم منذ 2000 Posted: 01 Mar 2017 02:28 PM PST الدوحة ـ «القدس العربي»: كرم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مجموعة من المتميزين في مجال التعليم ضمن رعايته لحفل التميز العلمي وهي مبادرة سنوية يرعاها في إطار توجه الدولة للاستثمار في هذا القطاع الحيوي الذي بلغ مجموع إنفاقها عليه أزيد من خمسين مليار دولار خلال 8 سنوات وتخصص له موازنة سنوية ضخمة تعادل ٪18.6 من إجمالي الإنفاق الحكومي بالمقارنة مع المتوسط العالمي البالغ ٪14.2. وعكس الاحتفال الضخم الذي حضره عدد من الشيوخ والوزراء، وكبار المسؤولين عن التعليم رغبة قطر في استكمال خططها في تعزيز هذا القطاع وتتصدر بذلك بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث مقدار مخصصاتها للتعليم كنسبة للناتج المحلي الإجمالي. ووفقا لأحدث البيانات الصادرة عن البنك الدولي، (صدر قبل فترة) بلغ الإنفاق العام على التعليم في المنطقة ٪18.6 من إجمالي الإنفاق الحكومي بالمقارنة مع المتوسط العالمي البالغ ٪14.2. وتؤكد الدوحة في تصريحات لمسؤوليها رغبتها بتحسين نوعية التعليم مع تخصيص ميزانية وقدرها 6.04 مليار دولار للقطاع. وتؤكد الأرقام أن الدوحة تنفق الآن حوالي ٪4.1 من ناتجها المحلي الإجمالي على التعليم والذي هو أعلى معدل في المنطقة. كما قدر خبراء اقتصاديون حجم إنفاق قطر الفعلي على قطاع التعليم في 12 عاما، أي منذ عام 2000 بنحو 180 مليار ريال (49.45 مليار دولار)، ومن إجمالي 568.5 مليار ريال (156.1 مليار دولار) حجم الإنفاق المقدر في موازنات قطر منذ عام 2006، فإن حجم المخصصات التي تم تقديرها للإنفاق على قطاع التعليم بلغت منذ ذلك العام 88 مليار ريال (24.1 مليار دولار). وأكد الدكتور محمد بن عبد الواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي القطري في كلمة له «أن التميز من الأهداف التي تسعى الدولة إلى تحقيقها في جميع مراحل منظومتها التعليمية، حيث أن التفوق والإبداع ثمرة من ثمار تحقيق الجودة». وقال إن جائزة التميز العلمي تعتبر أحد الحوافز والبرامج الفاعلة لتشجيع المتفوقين والمتميزين». وشدد على أن هذه المبادرة قد نجحت لتسجل اسمها كأرفع تكريم أكاديمي يمنح للأفراد والمؤسسات التعليمية المتميزة بالدولة في ترسيخ التميز والإبداع والابتكار في الوسط التربوي والتعليم وذلك من خلال معايير عالمية للتميز، وبرامج نوعية ساهمت في تحسين مخرجات العملية التعليمية. وأشار إلى أن حصيلة ممن نالوا شرف الحصول على الجائزة أربعمائة وخمسة وعشرين من بينهم مئة وواحد وثمانون في فئة الشهادة الثانوية، ومئة وستة عشر في فئة الشهادة الجامعية، وثلاثة وعشرون في فئة الدكتوراه، وغيرهم ممن تميزوا على مستوى المرحلتين الإعدادية والابتدائية، وفي مجال البحث العلمي للمرحلة الثانوية وكذلك على مستوى المدرسة المتميزة والمعلم المتميز. وبين أنه من خلال ما تشهده الدولة من ثمار طيبة وأعداد متزايدة من أبناء قطر الطامحين يتأكد بلا شك أن الاستثمار الحقيقي والأمثل هو الاستثمار في الإنسان وأن العناية والاهتمام بالموهوبين والمتفوقين في قمة هذا الاستثمار. واعتبر المسؤول القطري أن هذا الحدث يعكس ما أشارت إليه رؤية قطر الوطنية 2030 في ركيزتها الأولى وهي الاهتمام بجودة التعليم. أمير قطر يرعى حفل التميز العلمي والدولة تنفق أزيد من 50 مليار على التعليم منذ 2000 سليمان حاج إبراهيم |
صراعات بين قيادات الأحزاب الجزائرية حول قوائم المرشحين في العاصمة Posted: 01 Mar 2017 02:27 PM PST الجزائر – «القدس العربي»: اندلعت صراعات في أحزاب سياسية موالية ومعارضة في الجزائر على خلفية ضبط قوائم المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر إجراؤها في الرابع من أيار/مايو المقبل، علماً أن موعد تسليم القوائم الى السلطات لم يتبق عليه سوى بضعة أيام. خرج الصراع على القوائم الخاصة بالانتخابات البرلمانية المقبلة من الغرف المغلقة الى العلن بالنسبة للعديد من الأحزاب السياسية التي لم تستطع الفصل في هذا الموضوع بصمت، ولم يقتصر الامر على احزاب السلطة، بل إن أحزاب المعارضة أيضاً لم تستطع الفصل في قوائم المرشحين دون ضجة. فحركة مجتمع السلم ( اخوان) التي تحالفت مع جبهة التغيير تعيش هذه الأيام على وقع صراع عنوانه قائمة العاصمة، فمجلس الشورى الولائي للعاصمة اختار ياسر عرفات قانة، الذي يشغل منصب مدير المكتبة الوطنية، كمتصدر لقائمة الحزب في الانتخابات البرلمانية، ولكن هذا الاختيار لم يرض رئيس الحركة عبد الرزاق مقري، الذي كان يريد اسماً آخر لقيادة قائمة حزبه في العاصمة، والمتمثل في رجل الاعمال والقيادي جعفر شلي، لكن انتخاب ياسر عرفات خلط حسابات شلي ومقري، الذي أراد بعد ذلك منح رئاسة قائمة العاصمة لعبد المجيد مناصرة رئيس جبهة التغيير التي انصهرت في حركة مجتمع السلم. وحسب مصادر من داخل الحركة فإن اعتراض مقري على ياسر عرفات قانة يعود الى خلاف قديم بينهما، لما كان الأول نائب مدير مكلف بلجنة القراءة على مستوى وزارة الثقافة، ورغم تدخل الكثير من العقلاء لفض النزاع بين مقري وياسر عرفات قانة، الا أن الامور ماتزال تعرف انسداداً، خاصة أن جماعة العاصمة مصرة على ياسر عرفات لانه انتخب عن طريق الصندوق، فيما يريد مقري استبعاده. هذا الصراع الدائر منذ أيام، جعل رئيس مجلس الشورى السابق عبد الرحمن سعيدي يخرج عن صمته، مؤكداً أنه من الضروري معالجة موضوع قائمة العاصمة في إطار القانون واللوائح، وليس في إطار حسابات شخصية. حزب الحركة الشعبية الجزائرية الذي يقوده الوزير السابق عمارة بن يونس أيضاً على حافة الانفجار، بسبب الصراع على قائمة العاصمة، حيث اختار رئيس الحزب شقيقه ايدير بن يونس لتصدر قائمة العاصمة، وهو الأمر الذي رفضه القيادي في الحزب عبد الحكيم بطاش رئيس بلدية الجزائر الوسطى، الذي اختار القيادي والصحافي جمال معافة لتصدر قائمة العاصمة، ومع اصرار بن يونس على ترشيح شقيقه، قرر بطاش رمي المنشفة، وقدم استقالته أمس الى رئيس الحركة، الذي رفض قبولها، بالاضافة الى استقالات أخرى استقبلتها قيادة هذا الحزب، الذي يوجد على حافة الانفجار. التحالف الذي شكلته حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية الإسلاميتان لم يسلم أيضاً من عدوى الصراع على قائمة العاصمة، حيث تداولت الصحف أخباراً عن تزاحم كبير حول صدارة قائمة العاصمة، مشيرة الى أن النائب والقيادي حسن عريبي عرض مبلغاً يقارب المليون دولار للحصول على المركز الاول في قائمة العاصمة. من جهة أخرى بلغ التنافس والتسابق مداه داخل حزب جبهة التحرير الوطني (الأغلبية) في انتظار الكشف عن قوائم الحزب، والتي لن ترضي الجميع بأي حال من الأحوال، وستخرج الكثير من الغاضبين عن صمتهم، والذين سيقذفون حممهم على قيادة الحزب. صراعات بين قيادات الأحزاب الجزائرية حول قوائم المرشحين في العاصمة |
نصر الحريري ينسب للأمم المتحدة القول إن دمشق مستعدة للحوار بشأن الانتقال السياسي ولجنة تحقيق دولية تتهم قوات النظام ومقاتلي المعارضة بارتكاب جرائم حرب في حلب Posted: 01 Mar 2017 02:27 PM PST عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قالت المعارضة السورية امس الاربعاء إن وسيط الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا أبلغها أن مفاوضي الحكومة مستعدون لبحث انتقال سياسي في محادثات السلام في جنيف. وقال نصر الحريري رئيس وفد المعارضة للصحافيين عقب الاجتماع مع دي ميستورا «سمعنا من السيد ستافان أن هناك وبسبب الضغط الروسي- وهذه إشارة قد تكون كذلك مشجعة من الناحية المبدئية – قبول تناول القضايا المطروحة في القرار 2254 وطبعاً يهمنا منها تحقيق الانتقال السياسي لأنه السبيل الوحيد لتحقيق القضايا الأخرى في هذا القرار.» وأضاف أن الوفد الحكومي يحاول إعطاء الأولوية لنقاط أخرى لتفادي التعامل مع القضايا السياسية بشكل مباشر وأن الحكومة تلجأ للعنف على الأرض لإفساد المحادثات. من جهة أخرى اتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة أمس الاربعاء كل الاطراف التي قاتلت في حلب في شمال سوريا بارتكاب جرائم حرب. وجاء في التقرير «على اعتبار ان الاطراف المتقاتلة اتفقت على إجلاء شرق حلب لأسباب استراتيجية وليس من أجل ضمان أمن المدنيين او لضرورة عسكرية ملحة، ما أتاح تهجير الآلاف، فان اتفاق اجلاء حلب يعادل جريمة حرب للتهجير القسري». وبقيت مدينة حلب طوال اربع سنوات مقسمة بين أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المعارضة واخرى غربية تسيطر عليها قوات النظام، إلى ان تمكن الجيش السوري وحلفاؤه في 22 كانون الاول/ديسمبر 2016 من استعادة السيطرة على كامل المدينة بعد معارك طاحنة خلفت آلاف القتلى ودماراً كبيراً. وبعد حصار استمر خمسة أشهر وتخللته عمليات قصف جوي مدمرة وتسبب بنقص كيبر في المواد الغذائية والأدوية، تم إجلاء عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين من آخر جيب كانت تسيطر عليه الفصائل المعارضة في شرق المدينة، بموجب اتفاق روسي إيراني تركي. واتهمت لجنة التحقيق قوات النظام السوري والمجموعات المقاتلة المتحالفة معها بارتكاب عمليات «قتل انتقامية» اثناء العملية العسكرية للسيطرة على حلب. وجاء في التقرير «منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر وحتى انتهاء عملية الإجلاء في كانون الثاني/ديسمبر، ارتكبت بعض القوات الموالية للحكومة إعدامات في عمليات انتقامية». واضاف «في حالات معينة قتل جنود سوريون افراداً من عائلاتهم كانوا مؤيدين للمجموعات المسلحة»، في اشارة إلى الفصائل المعارضة. وطوال فترة حصار الأحياء الشرقية من تموز/يوليو، «شنت سوريا وروسيا غارات جوية يومية»، وفق التقرير. وتضمن هذا القصف استخدام «من دون شك الكيميائيات السامة وبينها غاز الكلور»، حسب التقرير الذي اشار إلى ان «لا وجود لمعلومات تدعم الادعاءات بان الجيش الروسي استخدم أسلحة كيميائية في سوريا». واتهمت اللجنة قوات النظام السوري بالقصف «المتعمد» لقافلة إغاثة إنسانية تابعة للأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري في بلدة اورم الكبرى في ريف حلب الغربي في 19 ايلول/سبتمبر. وجاء في التقرير «عبر استخدامها الذخائر الملقاة من الجو ومعرفتها ان عاملين انسانيين يعملون في المنطقة، ارتكبت القوات السورية جرائم حرب عبر تعمدها مهاجمة عاملين في الإغاثة الإنسانية والحرمان من المساعدات ومهاجمة المدنيين». واشار التقرير إلى ان الحكومة السورية كانت قد رخصت للقافلة وبالتالي «كانت على علم بمكانها في وقت حصول الهجوم». وعن انتهاكات الفصائل المعارضة في حلب، قال التقرير ان «بعض المجموعات المسلحة ارتكبت ايضا جرائم حرب عبر منع توزيع المساعدات الإنسانية للسكان المحاصرين في مناطق سيطرتها». كما اعتبر ان قصف الفصائل المعارضة عشوائياً لأحياء حلب الغربية طوال فترة الحصار «يعادل جريمة حرب». وقال ان هذه المجموعات قامت «بقصف الأحياء الغربية لمدينة حلب بشكل عشوائي وباستخدام أسلحة بدائية ما تسبب بوقوع العديد من الضحايا المدنيين». نصر الحريري ينسب للأمم المتحدة القول إن دمشق مستعدة للحوار بشأن الانتقال السياسي ولجنة تحقيق دولية تتهم قوات النظام ومقاتلي المعارضة بارتكاب جرائم حرب في حلب |
العاهل الاردني يدعو من لندن لحماية الجاليات الإسلامية في الغرب من التطرف Posted: 01 Mar 2017 02:26 PM PST لندن ـ وكالات ـ «القدس العربي»: التقى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، في العاصمة البريطانية لندن امس الأربعاء، رؤساء وأعضاء عدد من اللجان في مجلسي العموم واللوردات في البرلمان البريطاني، حيث تم تناول العلاقات بين البلدين، وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط. واجتمع مع رؤساء وأعضاء لجان الشؤون الخارجية، والتنمية الدولية، والدفاع في مجلس العموم البريطاني، كما اجتمع مع رئيس وأعضاء لجنة العلاقات الدولية في مجلس اللوردات، حسبما ذكرت وكالة الانباء الأردنية «بترا». وجرى التركيز، خلال اللقاءين، على بحث آليات تعزيز التعاون بين الأردن وبريطانيا، خاصة في المجالات الاقتصادية والعسكرية والأمنية. وأعرب عن تقدير الأردن للدعم الذي تقدمه بريطانيا لتمكين المملكة من تنفيذ برامجها التنموية، ومساعدتها في تحمل أعباء أزمة اللجوء السوري. ودعا إلى ضرورة متابعة مخرجات مؤتمر لندن للمانحين، الذي عقد في شهر شباط/فبراير من العام الماضي، والتزام الجهات المانحة في تنفيذ تعهداتها لمساعدة الدول المستضيفة للاجئين السوريين، وفِي مقدمتها الأردن. اللقاءان ركزا أيضاً على أبرز القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها الحرب على الإرهاب، وعملية السلام، والأزمة السورية. وشدد على أهمية تكثيف جهود جميع الأطراف الإقليمية والدولية للقضاء على خطر الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية، لما بات يشكله من تهديد على العالم أجمع، مؤكدا ضرورة تعزيز خطاب الاعتدال. وحذر في هذا الصدد، من ظاهرة الخوف من الإسلام وعزل المجتمعات الإسلامية في الغرب، حتى لا يستخدمها المتطرفون كوسيلة لتغذية أجندتهم الإرهابية، مؤكدا أهمية احتواء خطاب الكراهية ومعاداة الإسلام لمنع الفتنة وحماية الجاليات الإسلامية في الغرب من التطرف. وفيما يتعلق بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أكد على أهمية تحقيق السلام استنادا إلى حل الدولتين، باعتباره الحل الوحيد لإنهاء الصراع. وشدد على أن غياب الأفق السياسي لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية سيفضي لمزيد من التطرف. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، شدد على أهمية إنهاء الأزمة في إطار حل سياسي بمشاركة جميع مكونات الشعب السوري، ضمن مسار مفاوضات جنيف المنعقدة حالياً. وتم خلال اللقاءين، تناول الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في سوريا، وضمان الاستقرار في الجنوب السوري، وأهمية التعاون الأمريكي الروسي في التوصل لحل سياسي للأزمة السورية. كما تطرق اللقاءان إلى تطورات الأوضاع على الساحة العراقية، وجهود تحقيق المصالحة الوطنية هناك. بدورهم، أعرب البرلمانيون البريطانيون، خلال اللقاءين، عن تقديرهم للدور المحوري الذي يقوم به الأردن، في التعامل مع مختلف الأزمات والتحديات التي تمر بها المنطقة، لتحقيق الأمن والاستقرار لشعوبها. وشددوا على ضرورة قيام المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لتقديم الدعم اللازم للأردن والدول المستضيفة لتمكينهم من مواجهة أعباء أزمة اللجوء السوري، وتوفير الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم. وحضر اللقاءين وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب الملك، والسفير الأردني في لندن. العاهل الاردني يدعو من لندن لحماية الجاليات الإسلامية في الغرب من التطرف أكد أهمية تحقيق السلام استنادا إلى حل الدولتين… وشدد على إنهاء الأزمة السورية بحل سياسي |
تسابق في تجنيد عناصر محلية بين «البيشمركه» و«الحشد» Posted: 01 Mar 2017 02:26 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: يدور تنافس شديد بين قوات «الحشد الشعبي» والبيشمركه الكردية، على تجنيد المزيد من أبناء المناطق «المتنازع عليها» ضمن صفوفهما، في مسعى لفرض السيطرة على المناطق المتوترة المحيطة بالإقليم وبأدوات محلية. الحشد، أعلن أن آلاف المقاتلين الأكراد يعملون ضمن قواته المنتشرة في محافظة ديالى، شرق العراق. وذكر القيادي، مجيد طه بأن «1800 مقاتل كردي انخرطوا ضمن فصائل الحشد الشعبي في محافظة ديالى بشكل رسمي وتقاضون رواتب، إضافة إلى أكثر من 3000 مقاتل كردي آخرين يعملون مع الحشد دون تخصيص رواتب لهم». وأشار في تصريح متلفز إلى أن «هناك 1000 مقاتل كردي في حشد منطقة مندلي، بينما انخرط أكثر من 500 مقاتل كردي في حشد منطقة المقدادية «، وكلا المنطقتين تقعان ضمن محافظة ديالى المجاورة لإقليم كردستان. ويذكر أن مدير أمن قضاء طوزخورماتو جنوب كركوك، فاروق أحمد، سبق أن أعلن عن تأسيس لواء للحشد من الأكراد في القضاء، وبين أن عدداً من المنتسبين، هم أعضاء في الاتحاد الوطني الكردستاني. وقال لشبكة «رووداو» الإعلامية: «تم تأسيس لواء للحشد الشعبي في طوزخورماتو، وجميع أعضائه من الأكراد، وبعضهم من كوادر وأنصار الاتحاد الوطني الكردستاني، في قرية يافه»، مشيراً إلى «تأسيس لواء آخر للحشد الشعبي في كركوك». لكن الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يرأسه جلال الطالباني، نفى آنذاك هذه الأنبا، مؤكداً عدم السماح بإنشاء قوات للحشد في المناطق الخاضعة للأكراد. في المقابل، أعلن مؤخراً أحد شيوخ عشائر الموصل، عن تشكيل أول لواء عسكري من عرب المحافظة تابع للقوات الكردية (البيشمركه)، لحماية مناطق غرب الموصل، باسم لواء (غرب دجلة). وقال الناطق باسم التشكيل، مزاحم الحويد، أن «2000 مقاتل من أبناء العشائر العربية في مناطق زمار وربيعة والعياضية وقسم من قضاء سنجار، يتلقون حاليا تدريبات في معسكر (خنس) في قضاء شيخان قرب الموصل»، موضحاً أنهم «ضمن وزارة البيشمركه ويتلقون رواتبهم منها». وأوضح أن «مقاتلي العشائر العربية سيقومون بحماية مناطقهم، إضافة إلى الوقوف مع قوات البيشمركه في خطوط التماس الممتدة من أسكي الموصل إلى حدود سنجار». وكان النائب عن محافظة نينوى، فارس السنجري، أكد لـ«القدس العربي»، أن «هناك العديد من القوى والشخصيات الساعية لتشكيل قوات في المناطق المتنازع عليها، حيث سبق أن شكل المسيحيون والشبك والإيزيديون والتركمان، مجاميع مسلحة من أبناء المكونات». وأشار إلى أن «العشائر العربية في المحافظة، لم تؤيد هذا الموضوع»، مشددا على أن «هذه المناطق (غرب دجلة) عربية، ولن يتواجد فيها الأكراد، ولا يمكن أن يفرضوا سيطرتهم عليها، وهي تتمسك بارتباطها بالحكومة المركزية في بغداد». وسبق أن ذكرت مصادر كردية في حكومة الإقليم، أن حكومة بغداد شكلت حشدا شعبيا من الإيزيديين والعناصر المتعاونة مع حزب العمال التركي، المتواجدين في منطقة سنجار غرب الموصل. ويعتبر مراقبون لأوضاع المناطق المتنازع عليها بين العرب والأكراد في العراق، أن لجوء الطرفين لتجنيد أبناء تلك المناطق، هو أحد أوجه الصراع الكردي – الشيعي للسيطرة على مناطق نفوذ باستخدام أدوات محلية تكون غطاء جيدا لهم، وسط مخاوف من أن تكون هذه القوات، عامل توتر جديدا في تلك المناطق بعد الانتهاء من تواجد تنظيم «الدولة» في الموصل والعراق. تسابق في تجنيد عناصر محلية بين «البيشمركه» و«الحشد» مصطفى العبيدي |
حرب شوارع غرب الموصل وواشنطن تستبعد إرسال مزيد من قواتها Posted: 01 Mar 2017 02:25 PM PST بغداد ـ «القدس العربي» ووكالات: تواجه القوات الأمنية في المحور الجنوبي من معركة الجانب الغربي لمدينة الموصل مقاومة عنيفة من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) رغم خسارة الأخير المطار ومعسكر الغزلاني وحي المأمون، حيث يشهد حي الجوسق وأطراف حي الطيران، حرب شوارع بين الطرفين، منذ يومين. وحسب مصدر، رفض الكشف عن اسمه، فإن «التقدم على الأرض خلال أسبوع من المعارك هو أكثر سرعة من التقدم في الجانب الشرقي خلال الفترة الزمنية نفسها». وأضاف: «مقاومة مقاتلي تنظيم الدولة أشد شراسة، وأكثر عنفاً من مقاومتهم في الجانب الشرقي الذي شاركتُ في معاركه أيضاً منذ البداية»، على حد قوله. وأوضح أن الأيام الأولى «كانت أياما صعبة جداً على لواء الرد السريع والشرطة الاتحادية التي قدمت الكثير من الضحايا مع تحقيق إنجازات ميدانية قليلة خلال أيام القتال التي أعقبت السيطرة على المطار». وبين أن الشرطة الاتحادية «عززت مواقعها في المحور الجنوبي الغربي بعد وصول قوة إسناد بحجم فوج قتالي من الفرقة الذهبية، وأصبحت في وضع قتالي مريح إلى حد ما بالرغم من استمرار مسلحي التنظيم بقصف مواقعنا بالهاونات والمدفعية ومهاجمة قواتنا بالسيارات المفخخة». وأشار المصدر إلى «تقدم القوات الأمنية والتوغل في حي الجوسق على الضفة اليمنى لنهر دجلة مقابل حي يارمجة في الجانب الشرقي لتحريره وتأمينه من أجل نصب جسر عائم لعبور الجنود والآليات إلى الجانب الغربي». وتابع: أن «تنظيم الدولة شن هجوما معاكسا، أول أمس، على حي الجوسق، وكذلك قام بقصف حي الطيران بالمدفعية والهاونات قبل أن يشن هجوما عليه. وعليه، اضطرت قوات الرد السريع إلى إعادة تموضعها خارج هذا الحي قبل أن تعود ثانية للتوغل داخل الجوسق والطيران». وكشف عن أن «القوات الأمريكية الخاصة التي كانت تتواجد في هذا المحور القتالي انسحبت إلى قاعدتها في منطقة حمام العليل، 30 كيلومتراً، جنوب الموصل، بعد هجمات بطائرات مسيرة تابعة للتنظيم وسقوط عشرات القذائف». كذلك، استطاعت «الفرقة الذهبية الوصول إلى رأس الجسر الرابع والتمركز في كتلة من المباني في المنطقة على أمل أن تتخذ موطئ قدم لحماية الجهد الهندسي الذي يروم إعادة تأهيل الجسر الرابع تحت غطاء جوي على عمق كيلومترين داخل الأحياء التي لا يزال تنظيم الدولة يسيطر عليها». وتشهد أطراف حيي الجوسق والطيران حرب شوارع منذ يومين بعد سيطرة القوات الأمنية على أجزاء منهما؛ لكن هجمات «الدولة» والسيارات المفخخة والقصف العشوائي على منازل المدنيين الذين لا يزالون فيها، دفع بالقوات الأمنية للانسحاب مؤقتا لتجنيب المدنيين المزيد من الخسائر»، حسب المصدر. وكانت القوات العراقية، أعلنت عن تمكنها، من تحرير حي المأمون جنوب غربي الموصل. وقال قائد حملة «قادمون يا نينوى» العسكرية الفريق الركن عبد الأمير يار الله، عبر بيان، إن «قوات مكافحة الإرهاب (التابعة لوزارة الدفاع) نجحت في تحرير منطقة شقق المأمون، وتقف على التماس مع حي المنصور». وقال الفريق الركن عبد الغني الأسدي، قائد قوات مكافحة الإرهاب في معركة الموصل، انه «بالنسبة لمنطقة (المأمون) مجمع شقق، تعتبر مهمة جدا للسيطرة على طريق بغداد والأحياء المحيطة بها». وأضاف أن «المقاومة عنيفة وشرسة لأنهم يدافعون عن هذا الخط، وهو في تقديرنا الخط الرئيسي بالنسبة لهم». وإلى الغرب من الموصل، شّن مسلحو «الدولة» هجوما واسعاً على قوات الحشد الشعبي التي تجري تحصينات في محيط المناطق التي حررتها خلال الأيام الماضية تحسبا لهجمات. وقال الملازم أول نايف الزبيدي، الضابط في الجيش العراقي، إن «عناصر من داعش، هاجموا مواقع تتواجد فيها قوات من الحشد الشعبي، قرب منطقة سادة وبعويزة، غرب الموصل، استخدموا فيه أسلحة متوسطة وقذائف صاروخية». وأوضح أن «طائرات هجومية تابعة لطيران الجيش العراقي، هاجمت عناصر الدولة، وتمكنت من إجبارهم على الانسحاب بعد معارك استمرت نحو ساعتين»، دون أن يكشف ما إذا كانت هذه الاشتباكات قد أسفرت عن سقوط قتلى أو جرحى أم لا. كذلك، قتل 22 عنصراً 6 من القوات العراقية و16 من تنظيم «الدولة» خلال محاولة الأخير فتح ثغرة في الجانب الشرقي من المدينة. وقال المقدم تحسين العطواني، الضابط في الفرقة 16 بالجيش العراقي، إن «الجيش صد هجوماً لداعش على منطقة الكبة، شرقي الموصل، (المحور الشمالي)، وأسفرت المواجهات عن مقتل 16 من داعش و5 من قوات الجيش، وأحد أفراد الحشد التركماني، الموالي للحكومة». وأشار إلى أن «الهجوم، انطلق من بعض الجيوب شمال شرقي المدينة، والتي لا تزال تحت سيطرة داعش، وهي قرى الشيخ محمد، الجمالية، ومشروع ماء الأيسر، واستخدم فيه سيارات مفخخة وأسلحة مختلفة». وأوضح أن «الاشتباكات استمرت نحو 5 ساعات»، مشيراً إلى أنه بمثابة «محاولة من جانب التنظيم فتح ثغرة بالجانب الأيسر (شرق)، وتخفيف الضغط عن عناصره في الجانب الأيمن (الغربي) لكن الهجوم باء بالفشل». إلى ذلك، أفاد مصدر عسكري، أن القوات العراقية المشتركة فرضت سيطرتها على الطريق الاستراتيجي الرابط بين الموصل وتلعفر (شمال). وقال موسى حسن جولاق، القيادي في قوات الحشد في تلعفر، إن «القوات العراقية المشتركة فرضت سيطرتها على الطريق الاستراتيجي الرابط بين أيمن الموصل (الجانب الغربي) ومدينة تلعفر شبه المحاصرة». وأضاف، «بهذه الخطوة تكون أحياء غربي الموصل التي ما زالت خاضعة لسيطرة داعش محاصر بشكل كامل» ومنذ 19 فبراير/ شباط الجاري، تشن القوات العراقية عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على الجانب الغربي من الموصل، بعد أن أعلنت، في 24 يناير/ كانون الثاني الماضي، استعادت الجانب الشرقي للمدينة من «الدولة». والجانب الغربي من الموصل، أصغر من جانبها الشرقي من حيث المساحة، حيث يبلغ 40٪ من مساحة المدينة، لكن كثافته السكانية أعلى، ويتسم بأزقته وشوارعه الضيقة؛ ما يجبر القوات العراقية على خوض حرب شوارع مع «الدولة»، ربما تحمل أخطارا على حياة المدنيين. وتأتي هذه التطورات الميدانية في وقت قلل قائد القوات الأمريكية في العراق من احتمالات أن تنشر الولايات المتحدة أعدادا إضافية كبيرة من قوات التحالف لمحاربة تنظيم «الدولة» على الرغم من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس خياراته لتسريع وتيرة الحملة. وقال الجنرال ستيفن تاونسند، متحدثاً عبر مؤتمر بالفيديو من خلال إفادة صحافية في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) «لا أتوقع أن نستقدم أعدادا كبيرة من قوات التحالف لآن ما نقوم به في الحقيقة يحقق نجاحا». وتابع قوله «لكن في حال جلبنا قوات إضافية فسنرتب ذلك مع شركائنا المحليين هنا في العراق وفي سوريا لضمان تفهمهم لأسباب قيامنا بذلك وللحصول على دعمهم». حرب شوارع غرب الموصل وواشنطن تستبعد إرسال مزيد من قواتها رائد الحامد |
إسرائيل تحول بيت لحم لمستودع بشري على 13٪ فقط من مساحتها Posted: 01 Mar 2017 02:25 PM PST رام الله – «القدس العربي»: خلال جلستها الأسبوعية التي عقدتها في مدينة بيت لحم، أول أمس الثلاثاء، اطلعت الحكومة الفلسطينية على تقرير حول الاستيطان في محافظة بيت لحم. وهو تقرير كشف عن معاناة المدينة وسكانها بسبب الاحتلال الإسرائيلي كونها مدينة للسياحة الدينية على وجه الخصوص وأهلها يعتاشون من الصناعات السياحية. وقال جاد اسحق مدير معهد أريج للأبحاث التطبيقية لـ«القدس العربي» إن الاستيطان في بيت لحم بدأ مباشرة بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 بمستوطنة كفار عتصيون لتتبعها بموجة من المستوطنات يصل عددها إلى 21 مستوطنة مقامة على 17314 دونماً تضم 105 آلاف من المستوطنين، إضافة إلى 21 موقعاً استيطانياً بين الأعوام 1996 – 2005 لتتحول إلى بؤر استيطانية تمهيداً لتشريعها. واقتطعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 18500 دونم من أراضي محافظة بيت لحم وضمتها إلى ما تسمى بلدية القدس وارتفع هذا الرقم إلى 25000 دونم مع بناء جدار الفصل والتوسع العنصري، الأمر الذي حول المحافظة إلى مستودع بشري على مساحة 13% من مجمل مساحة المحافظة في المناطق التي يطلق عليها «أ» و «ب» حسب تصنيفات اتفاق أوسلو. وتعرضت محافظة بيت لحم لهجمة استيطانية شرسة أدت إلى الإخلال بواقعها الجيو سياسي من خلال مصادرة الأراضي الفلسطينية للأغراض العسكرية والأمنية الإسرائيلية المختلفة، تمثلت ببناء المستوطنات والبؤر الاستيطانية والقواعد العسكرية لحماية هذه التجمعات الاستيطانية. كما شملت النشاطات الاستيطانية أيضا شق الطرق الالتفافية التي عملت على تقطيع أوصال المحافظة في سبيل إيجاد تواصل جغرافي بين المستوطنات في شمال المحافظة من ناحية القد» وتلك الواقعة في جنوبها من ناحية محافظة الخليل ، وكذلك بالمدن الإسرائيلية في الداخل، إضافة إلى تسهيل حركة مرور المستوطنين من وإلى هذه المستوطنات. واعتبر اسحق ان جدار العزل العنصري الإسرائيلي هو بمثابة الفصل الأخير من أنشطة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال العقود الأربعة الماضية. وحال الانتهاء من بنائه فإنه سيعمل على الحد من إمكانية التطور العمراني في المحافظة، بالإضافة إلى تقطيع أوصالها، اذ أصبح العديد من التجمعات العمرانية الفلسطينية في المحافظة داخل معازل غير مرتبطة بعضها ببعض. كما تم خنق المدن الرئيسية الخمس في المحافظة بيت لحم، وبيت ساحور، وبيت جالا، والدوحة والخضر، الأمر الذي يهدد استدامتها اقتصاديا وعمرانيا واجتماعيا وحيويا. وسوف يعزل الجدار 26.7% من أراضي محافظة بيت لحم في منطقة العزل الغربية «بين مسار الجدار وخط الهدنة لعام 1949 المعروف بالخط الأخضر» بالإضافة إلى عزل 44.3 % من منطقة العزل الشرقية في المحافظة التي سبق أن أعلنتها إسرائيل عقب عام 1967 كمنطقة عسكرية مغلقة. وفي المجمل سوف يعزل جدار العزل حال الانتهاء من بنائه في المحافظة ما نسبته 71% من المساحة الكلية للمحافظة. ويحرم جدار الفصل العنصري ونقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية المزارعين الفلسطينيين من الوصول والعمل في حقولهم وتسويق منتجاتهم، حيث أن معظم سكان المناطق الريفية، خاصة المعتمدين على الزراعة التقليدية يعانون من البؤس والبطالة وقلة الغذاء والفقر. ويبلغ طول جدار العزل العنصري في محافظة بيت لحم 80.4 كيلومترا بين جدار مبني وجدار مخطط له وجدار جار بناؤه. وحال الانتهاء من بنائه، فإنه سيعزل ما مساحته نحو 176 كيلومترا مربعا من أراضي المحافظة، تشمل 108.6 كيلومترا مربعا من الأراضي الزراعية و49.1 كيلو متر مربع من المناطق المفتوحة والغابات. وأكد اسحق ان النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية الأحادية الجانب في محافظة بيت لحم تعتبر ناقضة للتعهدات الإسرائيلية تجاه الاتفاقيات الموقعة مع السلطة الفلسطينية إضافة إلى كونها أعمالا عدائية ضد الشعب الفلسطيني. كما أن بناء جدار العزل العنصري على أراضي محافظة بيت لحم يهدد التنمية والاستدامة في المحافظة ويشكل تهديدا على السكان فيها كما هو الحال في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة الذي لا يقتصر فقط على حرمان الفلسطينيين من الأراضي الزراعية والمراعي الخضراء، بل أيضا يضع حواجز مادية في وجه نموها الطبيعي. بالإضافة إلى ذلك، فإن القيود الجيو- سياسية الحالية من ناحية الارتفاع الملحوظ في أسعار المواد الغذائية وتقلص الدخل وارتفاع معدلات البطالة، قد عرضت الاقتصاد المنزلي إلى الخطر وأدت إلى تراكم الديون الثقيلة على الأسر خاصة الفقيرة منها وعلى تغييرات في عادات الأكل. أكدتا أنه يوفر سلطة اعتقال واسعة للاحتلال يستخدمها متى يشاء إسرائيل تحول بيت لحم لمستودع بشري على 13٪ فقط من مساحتها محاطة بـ21 مستوطنة فيها 105 آلاف شخص |
جوهر بن مبارك: اتحاد الشغل سيسحب دعمه للحكومة و«النهضة» غاضبة من التعديل الوزاري الأخير Posted: 01 Mar 2017 02:24 PM PST تونس – «القدس العربي»: قال الخبير الدستوري والمحلل السياسي التونسي جوهر بن مبارك (رئيس شبكة دستورنا) إن اتحاد الشغل بدأ عملياً بسحب اعترافه بـ«وثيقة قرطاج» التي تم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية على أساسها، كما تحدثت عن «تصدّع» الائتلاف الحاكم في البلاد، ودعا رئيس الحكومة يوسف الشاهد للتوجه إلى البرلمان لنيل ثقته فيما يتعلق بالوزراء الجدد، مشيرة إلى أن حركة النهضة عبّرت عن امتعاضها من التعديل الوزاري الجديد وقد لا تدعم مستقبلاً أي تعديلات جديدة يتم إجراؤها دون الرجوع إلى الائتلاف الحاكم. واعتبر في حوار خاص مع «القدس العربي» أن التعديل الوزاري الأخير الذي أجراه رئيس الحكومة يوسف الشاهد يتضمّن «مخالفة للدستور وخاصة لعُرف دستوري بدأ يترسّخ في الحياة السياسية التونسية منذ المجلس التأسيسي، فالحكومة تحتاج لتزكية من البرلمان، والتزكية في النظام الداخلي تأتي أولاً على الوزراء (فرداً فرداً) ثم على الحكومة بشكل جماعي، والتأويل القانوني يعني أن تغير وزير أو مجموعة من الوزراء نطبّق عليه مبدأ توازي الصيغ والأشكال، فإذا كانت تزكية الحكومة تحتاج إلى منح الثقة لجميع الوزراء فإن أي وزير جديد يحتاج أيضاً لثقة البرلمان، والعُرف الدستوري منذ خمس سنوات ينصّ على أن كل الوزراء الذين يتم تعينهم عبر تعديلات حكومية يمرّون عبر بوابة التزكية البرلمانية، وهذه الأعراف والتقاليد الدستورية لها طبيعة إلزامية». ولتجاوز الإشكال «الدستوري» الجديد، بن مبارك رئيس الحكومة إلى التوجه للبرلمان، وأضاف «عليه أن يلتجئ إلى البرلمان كي يحصل الوزراء الجدل على ثقته، وأعتقد أن هذا ما سيحصل إذ لا يمكن أن تكون هناك حكومة فيها بعض الوزراء الحاصلين على ثقة البرلمان وبعضهم لا يتمتع بها، وبالتالي لا يمكن للوزراء الجدد مباشرة مهامهم بدون تزكية من البرلمان». وكان التعديل الوزاري الجديد الذي أجراه الشاهد شمل أربع حقائب فقط، لكنه أثار جدلاً كبيراً في البلاد، وخاصة لدى اتحاد الشغل الذي اتهم الشاهد بالانقلاب على «وثيقة قرطاج»، فيما أبدت بعض الأطراف الموقعة على الوثيقة امتعاضها من عدم استشارتها في التعيين الجديد، في ظل تحفظ بعض أحزاب الائتلاف الحاكم. وقال بن مبارك «أعتقد أننا نشهد حلقة جديدة من حلقات تصدع الائتلاف الحاكم أمام ضغط الأزمة، وخاصة أن هذا الائتلاف الذي نشأ بطريقة «قيصرية» وغير طبيعية في إطار حكومة وحدة وطنية غير حقيقية، بدأ يتصدع منذ البداية مع تهديد حزب آفاق تونس بمغادرة الحكومة ثم جاءت مرحلة إقصاء الاتحاد الوطني الحر الذي كان جزءاً من الائتلاف الحاكم وأحد الأطراف الممضية على وثيقة قرطاج، حيث انسحب من الائتلاف المحاكم والتحق بـ»جبهة الإنقاذ» المعارضة للحكومة، ثم الأزمة التي بدأت منذ أشهر مع اتحاد الشغل إحدى المنظمتين الأساسيتين الداعمتين في البداية لفكرة الوحدة الوطنية، ثم إن العلاقات بين الحزبين الكبيرين المشكّلين لهذا الائتلاف (النداء والنهضة) تمرّ بمرحلة صعبة وإن كانت علاقة الرئيس الباجي قائد السبسي والشيخ راشد الغنّوشي تتحسن يومًا بعد آخر وفق ما يؤكد الرجلان، وعموماً يوسف الشاهد مرتبط سياسياً بإرادة رئيس الجمهورية، فهو لا يستطيع عزل أو تعيين وزير دون أن يكون ذلك بطلب أو موافقة رئيس الجمهورية». وأضاف «أعتقد أن هناك رسالة مشفرّة في تصريحات حركة النهضة الأخيرة، حيث أشارت إلى أنها ستدعم «هذه المرة» التعديل الوزاري الجديد، يعني أنها لن تخذل الائتلاف الحاكم هذه المرة وستوافق على قرارات الشاهد ولكن يجب ألا تمر الأمور مستقبلاً بهذه الطريقة، ويعني ذلك وجود نوع من الامتعاض من الأسلوب الذي انتهجه يوسف الشاهد في اتخاذ مثل هذا القرار دون العودة إلى الماضين على وثيقة قرطاج، وأعتقد أن هناك محاولة من الأحزاب الكبرى (النداء والنهضة) لامتصاص الأزمة التي يمكن أن تتفاقم بين اتحاد الشغل والحكومة والتعبير نوعاً ما عن الامتعاض من الأسلوب الذي اتخذه الشاهد». وحول إمكانية لجوء اتحاد الشغل إلى التخلي عن دعم حكومة الشاهد، قال بن مبارك «العلاقة مع اتحاد الشغل أخذت منعرجاً صعباً، فيما يتعلق – أولًا- بقطاع التعليم فمسألة عدم إقالة ناجي جلول تسببت بنوع من الغضب داخل المكتب التنفيذي للاتحاد، وأيضاً تعيين شخصية محسوبة على منظمة الأعراف (خليل الغرياني) لم يرضِ اتحاد الشغل وخاصة أنه عوّض الشخصية المحسوبة على اتحاد الشغل (عبيد البريكي)، لكن المسألة أعمق من ذلك، فهي تعود في الأصل إلى «الخطيئة الأولى» والمتمثلة بوثيقة قرطاج فاتحاد الشغل دخل في مغامرة على أساس وثيقة مبهمة تحتوي فقط على مجموعة من الشعارات لا تشكل أرضية لسياسة حكومة وبالتالي كل الخلافات تُركت لتدار يوماً بيوم، وهذه الخلافات تعود الآن لتطفو على السطح واحدة تلو الأخرى، انطلاقاً من مسألة قانون المالية سنة 2017 ومسألة تجميد الأجور وسياسة لي الذراع التي دخلت فيها الحكومة مع الاتحاد وخسرتها، وهذا كان أول الغيث ثم انهمرت كل الأزمات الخاصة بالملف الاقتصادي والاجتماعي والتي لم يتم فيها اتفاق مُسبق يشكل أرضية لبناء حكومة ائتلافية وكان من المفروض حسم هذه الخلافات قبل إمضاء الوثيقة». وأضاف «أعتقد أن الاتحاد – عملّاً- يغادر تدريجياً حكومة الوحدة (يسحب دعمه للحكومة) أو المجموعة الملتفة حول وثيقة قرطاج، ومن أهم الأدلة على ذلك أن يوسف الشاهد أقدم على تعديل وزاري دون استشارة الاتحاد وهي سابقة في هذا المجال، فحسب الأعراف الحكومية، كان يتم إطلاع الاتحاد على التغييرات المزمع إنجازها في الحكومات السابقة (حتى وإن لم يكن مشاركاً فيها)، ولكن يوسف الشاهد تحرك هذه المرة بشكل منفرد وهذا يعني أن العلاقة أصلاً متوترة بين الطرفين. وكان الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبّوبي التقى رئيس الحكومة يوسف الشاهد عقب التعديل الوزاري الجديد، حيث أكد الطوبي أن «صوت الحكمة والعقل هو الذي يتغلب في الاخير وتونس لا تتحمل اي توترات»، إلا أن الأمين العام المساعد للاتحاد سامي الطاهري كتب على صفحته على موقع «فيسبوك»: «صوت الحكمة والتعقّل الذي تحدث عنه الاخ الأمين العام، يعني مراجعة التعيين والتوسع في التغيير، هذا هو (القصد) لا غير». جوهر بن مبارك: اتحاد الشغل سيسحب دعمه للحكومة و«النهضة» غاضبة من التعديل الوزاري الأخير حسن سلمان |
مافيا الخطف تتخذ منحى جديداً في درعا والسويداء جنوب سوريا… إما دفع الفدية أو التصفية Posted: 01 Mar 2017 02:24 PM PST السويداء ـ «القدس العربي»: يتواصل العنف المفرط الذي بلغ منعرجاً خطيراً في محافظتي درعا والسويداء جنوب سوريا، بعد أن تطورت عمليات الخطف والخطف المضاد، التي تمتهنها عصبات مسلحة تفرض نفوذها في المحافظتين الجارتين، إلى أن نمت أساليب العنف من طلب الفدية مقابل الافراج عن الرهينة، إلى القتل والتصفية الميدانية في حال عدم الحصول على المال. وقال الناشط الإعلامي أبو غياس الشرع من محافظة درعا في اتصال مع «القدس العربي»: ان أهالي قرية المنشف، بريف السويداء الشرقي، عثروا أمس على جثة مجهولة الهوية في موقع «الحديجة» مكبلة اليدين بالجنازير، وعليها آثار تعذيب والضرب المبرح، دون ان يتمكن أحد منهم من التعرف عليها، حيث تم نقلها إلى مستشفى السويداء الوطني، لإجراء الفحوصات اللازمة، ثم تبين أن الجثة التي عثر عليها، تعود للشاب «موسى حسين سليم السكري» الذي يتحدر من قرية الكرك الشرقي في ريف درعا، والذي اختفى أثره في ريف السويداء. وأضاف المتحدث: «قتل السكري يعد تطوراً مخيفاً لأهالي المنطقتين، بعد ان كان الخاطفون يطلبون الفدية مقابل اطلاق سراح المحتجز لديهم، ثم يقوم ذوو المحتجز بخطف مجموعة للمقايضة عليها، دون دفع المال، أما الآن فإن الخاطفين قاموا بتعذيب الرهينة وقتلها بدم بارد، في خطوة جديدة تهدف إلى دب الرعب في قلوب المدنيين، ودفعهم نحو دفع المبلغ المطلوب بأي طريقة كانت». وذكر مصدر مقرب من السكري ان الشاب اختطف أثناء ساعات وجوده في عمله ضمن أحد مطاعم السويداء الأسبوع الفائت، وطالب خاطفوه بدفع بمبلغ 40 ألف دولار مقابل إطلاق سراحه، إلا ان ذوي الشاب لم يتمكنوا من جمع المبلغ أو اختطاف أحد للمبادلة عليه كما جرت العادة، مما دفع خاطفيه إلى تعذيبه والتنكيل به وقتله، ثم رميه جثة في البساتين، كرسالة مرعبة إلى الأهالي. وأضاف المتحدث الإعلامي ان الخطف الذي تمارسه مافيات السويداء ودرعا، والتي تتعاون فيما بينها، عبر اتفاق مسبق لتقاسم الأرباح، هو خطف عشوائي، لا يفرق بين غني وفقير، أو شاب وكهل، بينهم طلاب جامعيون، حيث سجلت المحافظة عشرات المخطوفين، ممن تم الافراج عنهم، او ممن بقي مصيرهم مجهولاً إلى الآن، حيث وجه أهالي درعا الكثير من المناشدات لفصائل الجيش الحر، والمحكمة الشرعية دون جدوى. وقال الناشط الإعلامي ريان معروف من محافظة السويداء لـ «القدس العربي»، ان المحافظة تشهد عمليات خطف وجرائم بشكل يومي في ظل غياب كامل للجهات المعنية، الأمر الذي بات يثير تساؤلات عديدة لدى ابناء المحافظة عن سبب غيابها ودورها. وأضاف «يجب على جميع العقلاء التدخل بأسرع وقت، في ظل التصعيد وارتفاع حالات الخطف، والتحريض الطائفي الذي يهدد السهل والجبل، ويولد الحقد بين الناس بفعل مقاطع التعذيب التي تنشرها المافيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل المنطقة مقبلة على تصعيد لا تحمد عقباه». مافيا الخطف تتخذ منحى جديداً في درعا والسويداء جنوب سوريا… إما دفع الفدية أو التصفية هبة محمد |
الاهتمام المغربي ما زال متواصلا حول حيثيات موقف كل دولة من عضوية الإتحاد الأفريقي لتحديد علاقاته المستقبلية معها Posted: 01 Mar 2017 02:23 PM PST الرباط – «القدس العربي» : رغم مرور شهر كامل على قبول الاتحاد الافريقي عضوية المغرب، فإن الاهتمام المغربي لا زال متواصلاً حول الدول التي وافقت والدول التي رفضت وحيثيات موقف كل دولة، لما في قراءة مواقف كل دولة من أهمية في علاقاتها المستقبلية مع المغرب الذي أعاد بقوة، حضوره للعمل المؤسساتي الافريقي، بعد غياب دام أكثر من 32 سنة. واذا كانت العودة للمؤسسة الافريقية جاءت بعد تحرك دبلوماسي ملكي مغربي في القارة الافريقية، ورسمياً بعد ستة اشهر من رسالة وجهها العاهل المغربي الملك محمد السادس لرئاسة الاتحاد، ثم تقديم الطلب رسمياً، والمصادقة رسمياً على الميثاق الأساسي للاتحاد الافريقي، فإن العودة لم تكن سهلة، ان كان على مستقبل الموقف المغربي في الاتحاد الى جانب الجمهورية الصحراوية التي تعلنها جبهة البوليساريو من جانب واحد، وايضاً مستقبل خارطته الجغرافية والاستحقاق التي تفرضه هذه الخارطة داخلياً وخارجياً. هذه الأسئلة طرحت في المغرب، لان اسباب الانسحاب قبل 32 سنة لا زالت قائمة، إلا ان (خصوم) المغرب رغم اعتبارهم وجود المغرب بالاتحاد، انتصاراً لهم، وقراءتهم له انه اعتراف واقعي بالجمهورية الصحراوية، فانهم كانوا يريدون ان تتم العودة بنوع من (الهزيمة) الرسمية للمغرب تحمل في طياتها (اذلالاً) إن كان من خلال وضع شروط للعودة او محاولة المفوضة الافريقية تأخير ارسال الطلب المغربي الى الدول الاعضاء حتى لا تتمكن من ارسال ردودها في الوقت المناسب وايضاً وضع عضوية المغرب كبند ثالث في جدول الاعمال. المغرب نجح في تجاوز عراقيل المفوضة الافريقية وتفادي التصويت على طلبه في الجلسة الثانية لقمة اديس ابابا الافريقية يوم 29 كانون الثاني/ يناير الماضي ونجاحه في الاعلان عن قبول عضويته، في ختام تلك الجلسة ليتسنى للعاهل المغربي الملك محمد السادس الذي كان موجوداً في العاصمة الاثيوبية قبل القمة بأيام. صحيفة «اليوم24» المغربية نشرت امس الاربعاء وثيقة تكشف لأول مرة المواقف الرسمية الكاملة لأعضاء منظمة الاتحاد الافريقي، من طلب المغرب الانضمام إلى المنظمة القارية والتي توضح أن 37 دولة إفريقية (من اصل 54 دولة) بعثت بجواب يقول «نعم» لطلب المغرب، وهو الرقم الذي يتجاوز بكثير الأغلبية الضرورية المتمثلة في 28 صوتاً. وقالت ان هذه الاغلبية «مريحة تفسّر كيف عمد خصوم المغرب إلى محاولة تأزيم الموقف ليلة 30 كانون الثاني/يناير الماضي، والحيلولة دون اللجوء إلى التصويت». وردت 8 دول إفريقية من خصوم المغرب التي ردّت على الطلب المغربي بعبارة «رد مشروط»، وهي العبارة الدبلوماسية التي تستعمل للتعبير عن الرفض وعلى رأس الدول الجزائر التي اشترطت التزاماً مغربياً صريحاً بتحقيق أهداف ومبادئ الاتحاد الإفريقي «بحسن نية»، مع الانضمام الصريح للقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي وقراراته، بما فيها تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء. فيما أرفقت جبهة البوليساريو رسالة ردها على الطلب المغربي، شرط الاعتراف بالحدود «المعترف بها دولياً للمملكة المغربية، وليس تلك المنصوص عليها في الفصل 42 من الدستور، والذي يقول بـ»الحدود الحقة» مشددة على أن المغرب لا يمكن أن يقبل إلا بعد حلّ نزاع الصحراء. وقالت دولة جنوب إفريقيا التي تولى رئيسها جاكوب زوما قيادة المعسكر المعادي للمغرب في جلسة مناقشة طلب انضمامه إلى الاتحاد الإفريقي، في وثيقة ردها الموجهة إلى المفوضية الإفريقية، إن انضمام المغرب من شأنه أن يعزز الوحدة الإفريقية، «لكنه يطرح أيضا أسئلة أساسية ترتبط بالقيم الجوهرية للاتحاد الإفريقي» أسئلة تتعلق بمدى تأثير حصول المغرب على العضوية على اعترافه بـ»الجمهورية الصحراوية». وشدّدت جنوب إفريقيا على ضرورة اعتراف المغرب بالحدود الموروثة عن الاستعمار والسيادة المتساوية لكل أعضاء الاتحاد الإفريقي. فيما برّرت جل الدول الأخرى التي رفضت الطلب المغربي، موقفها بضرورة مصادقة المغرب على القانون التأسيسي بدون تحفظات. وهو الأمر الذي تحقق بالفعل. وامتنعت ست دول إفريقية عن تقديم أي ردّ على الطلب المغربي، وهي كل من نيجيريا وغانا وأنغولا وإرتريا وغينيا بيساو والمالاوي. وظهرت في الردود الرسمية التي وردت على مفوضية الاتحاد الإفريقي، فئة رابعة من الدول الإفريقية تتمثل في موقف «نعم لكن بشرط»، وهو الأمر الذي ينطبق على كل من كينيا وبوتسوانا، التي قالت إنها توافق على طلب المغرب شرط عدم تقديمه أي تحفظ حول الاعتراف بالجمهورية الصحراوية، فيما تحدث جواب كينيا عن ضرورة اعتراف المغرب واحترامه للحدود الدولية لأعضاء الاتحاد الإفريقي وفضلت دولة موريشيوس، وهي عبارة عن جزء صغيرة في المحيط الهندي قبالة السواحل الإفريقي الرد عبر تساؤل، تقول فيه هل يحترم انضمام المغرب مقتضيات القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي؟ وارفقت الدول التي قدّمت رسائل جوابية تقبل الطلب المغربي بالانضمام إلى الاتحاد الإفريقي، رسائلها ببعض الملاحظات. دولة بنين مثلاً قالت إنها تقبل انضمام المغرب بناء على قبوله بالقيم المؤسسة للاتحاد الإفريقي وانخراطه في حماية الأمن والسلم الإقليميين والمشاركة الفاعلة في جهود تنمية إفريقيا. وقالت رسالة كوتديفوار إن انضمام المغرب سيعزز وحدة القارة وتطلع شعوبها إلى التنمية. وعلّلت مصر موقفها الموافق على طلب المغرب بكون المملكة من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية، في المقابل امتنعت كل من ليبيا وموريتانيا وتونس عن الإدلاء بأي ملاحظة، مكتفيةً بإبداء الموافقة. وتقول الصحيفة ان أهم اختراقات المغرب تجسّدت في بعض الدول الأنغلوفونية والواقعة في مجالات خارج منطقة النفوذ التقليدية للمغرب. إثيوبيا مثلاً، قالت إنها تقبل الطلب المغربي بالانضمام إلى الاتحاد الإفريقي وترحّب به، لاعتزامه الانضمام إلى اتفاقية القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي دون شروط مسبقة. فيما اعتبرت ليبيريا أن انضمام المغرب يمكنه أن يعالج بعض الاختلالات المسجلة في المبادلات التجارية البينية داخل إفريقيا، وقد يفسح المجال أمام حلّ إفريقي للنزاع الدائر حول الصحراء. وقالت دولة تنزانيا التي كانت واحدة من محطات الجولة الملك الأخيرة إلى شرق القارة الإفريقية، إنها تقبل الطلب المغربي لكون انضمام المملكة «بشارة خير» بخصوص وحدة القارة الإفريقية التي يتطلع إليها الاتحاد الإفريقي. وبدت موافقة بعض الدول على الطلب المغربي صعبة من خلال طبيعة الملاحظات التي قدّمتها، وهي على وجه الخصوص كل من مالي وتشاد، المجاورتين للجزائر، واللتين بررتا موافقتهما بكون الانضمام المغربي يحترم قواعد وقيم القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي. أما دولة غامبيا التي عاشت اضطرابات داخلية تزامناً مع انعقاد القمة الإفريقية، فقالت إن انضمام المغرب سيسمح للقارة الإفريقية بالاستفادة من تنوعها. الاهتمام المغربي ما زال متواصلا حول حيثيات موقف كل دولة من عضوية الإتحاد الأفريقي لتحديد علاقاته المستقبلية معها محمود معروف |
أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني: خطر التآكل والانهيار الداخلي يهدد بقاء الجمهورية الإسلامية Posted: 01 Mar 2017 02:23 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: حذر أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام والقائد العام الأسبق لقوات الحرس الثوري، اللواء محسن رضائي، من أن خطر التآكل والانهيار الداخلي يهدد بقاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وحسب وكالة مهر للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية، صرح محسن رضائي في اجتماع جماهيري في مدينة «لنجان» في محافظة أصفهان وسط إيران، أن خطر الانهيار الداخلي يهدد بقاء النظام الإسلامي في إيران، مضيفاً أن حجم الفساد الاقتصادي والإداري الهائل وعدم كفاءة في إدارة البلاد والانحرافات تعمل مثل القنابل الموقوتة التي في أي حين يمكن أن تنفجر. وشدد القائد العام الأسبق للحرس الثوري على أنه يجب عليهم مثلما يهتموا بتوسيع حوزات نفوذ الجمهورية الإسلامية في المنطقة، أن يركزوا على كيفية إدارة البلاد وتحسين أداء النظام الداخلي، فضلاً على فرض الرقابة اللازمة على الداخل. وأوضح أنه قد يكون لبعض الدول سياسة خارجية فعالة وأنها قوية في الخارج، لكنها ذاهبة باتجاه الانهيار الداخلي، وأن إيران مرّت بهكذا حالات تاريخياً، مشيراً إلى حقبة حكم الصفويين على البلاد التي كانت إيران قوية في الخارج لكنها انهارت من الداخل. وقال «ينخر الفساد الهائل وعدم الكفاءة في إدارة البلاد والانحرافات النظام من الداخل، وأنها مثل القنابل الموقوتة، وإذا لم نعمل على مكافحة هذه الأضرار، سيصبح النظام فارغاً من الداخل ويتآكل». وأكد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني بأن إقليم الأحواز يمر بـ «أزمة بيئية حادة»، قائلاً إن السبب الرئيسي للكوارث التي تمر بها إيران هو عدم الكفاءة في إدارة البلاد. ووصف الفساد الهائل الاقتصادي والإداري بأنه ثاني أكبر خطر على بقاء النظام الإيراني، موضحاً أنه يجب عليهم أن يعتمدوا ما اسماه «الانضباط الثوري» والعودة إلى قيم الثورة الإسلامية. أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني: خطر التآكل والانهيار الداخلي يهدد بقاء الجمهورية الإسلامية محمد المذحجي |
الإدارة الذاتية تصدر قراراً بإيقاف توزيع الخبز في ريف الحسكة Posted: 01 Mar 2017 02:22 PM PST الحسكة ـ «القدس العربي»: أصدرت الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي خلال الأيام الماضية قراراً يقضي بإيقاف توزيع مادة الخبز على سكان قرى ريف الحسكة الجنوبي، بحجة نقص مادة الطحين في المحافظة، الأمر الذي تسبب في تفاقم معاناة آلاف العوائل في المنطقة التي أجبرت إلى اللجوء للقرى والبلدات المجاورة بغية الحصول على مادة الخبز. وقال الناشط الإعلامي باسل الحسين لـ «القدس العربي»: إن إدارة الأفران التابعة للإدارة الذاتية الكردية في مدينة الحسكة أبلغت الكومنتات الأسبوع الماضي بقرار يقضي بإيقاف توزيع مادة الخبز في قرى ريف الحسكة الجنوبي، وذلك بحجة نقص مادة الطحين وعدم توفر الكهرباء بسبب الانقطاع المستمر. وأضاف أن انقطاع مادة الخبز بشكل شبه كامل عن قرى ريف الحسكة الجنوبي أدى إلى ازدياد معاناة الأهالي الذين أجبروا على الذهاب إلى مدينة الحسكة التي تشهد أيضاً صعوبة كبيرة في الحصول على مادة الخبز بسبب عدم توفر الطحين، بينما لجأت بعض العائلات التي تملك القليل من الطحين إلى الطرق البدائية في صناعة بما يعرف بـ (خبز التنور). وأشار الحسين إلى أن الإدارة الذاتية قامت كذلك بتخفيض الطحين في الأفران التي تتبع لها في مدينة الحسكة، حيث كانت توزع سابقاً كمية 25 كيساً على كل فرن، إلا أنها باتت في الفترة الحالية توزع 20 كيساً فقط. وعبر أحد سكان ريف الحسكة الجنوبي ويدعى أبو عبد الله عن معاناة أهالي قرى ريف الحسكة، قائلاً «أياما عديدة نبقى دون خبز، نتناول فيها البرغل والرز، وبعض الخضروات التي نزرعها بجانب المنزل لنطعم أطفالنا». وأضاف لـ «القدس العربي» أنه ذهب إلى مدينة الحسكة من أجل الحصول على ربطة خبز يسد بها رمق أطفاله بعد قرار الإدارة الذاتية بإيقاف توزيع الخبز إلا أنه انتظر دوره أمام الفرن لساعات دون جدوى، كما قال. وأوضح أبو عبد الله إلى أنه يحتاج وأسرته المؤلفة من 9 أفراد إلى ثلاث ربطات خبز يومياً، ولا يستطيع الحصول عليها الآن إلا عن طريق بعض السماسرة الذين يتعاونون مع أصحاب الأفران في مدينة الحسكة وبسعر مرتفع يصل إلى نحو 600 ليرة سورية. يشار إلى أن محافظة الحسكة كانت تسهم وحدها بنحو 65% من إنتاج القمح في سوريا قبل العام 2011، إلا أن تراجع إنتاجها من المحاصيل الزراعية، أدى إلى مخاوف بأن تواجه المحافظة بوجه خاص وسوريا بوجه عام مخاطر فقدان رغيف الخبز. الإدارة الذاتية تصدر قراراً بإيقاف توزيع الخبز في ريف الحسكة وسط تفاقم معاناة السكان عبد الرزاق النبهان |
الأمم المتحدة تسعى إلى قرار لمجلس الأمن الشهر المقبل لتفادي نشوب حرب بسبب نزاع الصحراء Posted: 01 Mar 2017 02:21 PM PST مدريد – «القدس العربي»: يوجد قلق كبير وسط الأمم المتحدة بسبب تطورات ملف الصحراء، ولا يرغب الأمين العام الجديد أنتونيو غوتيريس انفجار الملف بعد ثلاثة أشهر من وصوله الى الأمانة العامة، وهناك احتمال قيامه بزيارة خاطفة الى المنطقة لتفادي نشوب الحرب بعد قرار نيسان/أبريل المقبل أو على الأقل اجتماعه بمسؤولي كبار من الطرفين، المغرب وجبهة البوليساريو. وكان غوتيريس قد وجه نداء الى المغرب وجبهة البوليساريو الأسبوع الماضي لضبط النفس لتفادي نشوب حرب في منطقة الكركرات. وجاءت استجابة المغرب بسحب قواته من معبر الكركرات الفاصل بين الصحراء وموريتانيا، ولقي القرار المغربي ترحيباً من طرف العواصم الكبرى مثل باريس ومدريد وواشنطن. لكن جبهة البوليساريو قررت العكس، وعززت من وجودها العسكري في الكركرات واحتلت المراكز التي كانت تتواجد فيها القوات المغربية. واندلع هذا النزاع عندما دخل المغرب يوم 11 آب/أغسطس الى الكركرات لتعبيد الطريق حتى حدود موريتانيا، وهي على مسافة حوالي 3.7 كلم، وهي التي توجد بين الجدار العازل وموريتانيا، فردت البوليساريو بإرسال قوات عسكرية منعت تعبيد الطريق مبررة بأن المغرب خرق وقف إطلاق النار في الصحراء الموقع سنة 1991. وبقي على معالجة مجلس الأمن الدولي لهذا النزاع شهر ونصف، وعلى الأمين العام الجديد تقديم تقرير الى المجلس، ولكنه لا يوجد جديد باستثناء التوتر الحاصل هذه الأيام في الكركرات ويهدد بنشوب الحرب. وحسب ما علمت به «القدس العربي» من معلومات من مصادر مقربة من الأمم المتحدة، يوجد نقاش وسط الأمم المتحدة بزيارة خاطفة لأنتونيو غوتيريس الى الرباط ومخيمات تندوف أو إذا تعذر الأمر بسبب الأجندة إجراء لقاء مع مسؤولين كبار من المغرب وجبهة البوليساريو في محاولة لتجنب الأسوأ أي الحرب. ولم يتم الحسم في أي احتمال من الاحتمالين. وتتجلى مخاوف الأمم المتحدة في أن المغرب سيرفض رفضاً تاماً استئناف المفاوضات مع جبهة البوليساريو طالما تتواجد قواتها في منطقة الكركرات، حيث أصبحت قوات هذه الجبهة هي تراقب الشاحنات التجارية بين المغرب وموريتانيا وباقي غرب إفريقيا. وترفض البوليساريو الانسحاب، وتعتبر الكركرات مدخلاً جديداً لمعالجة الملف، وترى أنه إذا لم يسفر القرار المقبل لمجلس الأمن على خطة واضحة لإجراء استفتاء تقرير المصير قد تلجأ الى الحرب. وهناك ثلاثة عوامل تدعو للقلق على الاستقرار في المنطقة، الأول وهو عدم معارضة الجزائر لخوض البوليساريو للحرب، والثاني وهو وجود إبراهيم غالي على رأس جبهة البوليساريو الذي كان دائماً يدعو الى استئناف الحرب، وأخيراً هو الاعتقاد السائد وسط جبهة البوليساريو بأن الحرب هي الكفيلة بتحريك هذا الملف وإعادة الأضواء الدولية عليه. وهكذا، فمساعي الأمم المتحدة ستركز كثيراً على لقاء مسؤولي الطرفين لامتصاص الاحتقان الحاصل علاوة على تقديم الأمين العام لتقرير قد يتضمن آليات الثقة والحوار عبر استئناف المفاوضات على أسس جديدة لإقناع الطرفين بتفادي الحرب. الأمم المتحدة تسعى إلى قرار لمجلس الأمن الشهر المقبل لتفادي نشوب حرب بسبب نزاع الصحراء حسين مجدوبي |
المشنوق ينفي اشتراط الحريري لقبول النسبية عودته إلى رئاسة الحكومة اللبنانية… وبري يرفع 3 لاءات: للتمديد والستين والفراغ Posted: 01 Mar 2017 02:21 PM PST بيروت ـ «القدس العربي»: 3 لاءات أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري امس حول المسار الانتخابي «لا للتمديد، لا للستين، ولا للفراغ»، وأكد امام النواب الذين التقاهم في لقاء الاربعاء «أن المطلوب العمل من أجل إقرار قانون جديد في أسرع وقت قبل الدخول في المحظور مع بداية نيسان/أبريل المقبل»، مجدداً القول «إن على الحكومة مناقشة وإقرار مثل هذا القانون وإحالته إلى المجلس، مع الإشارة إلى أن أولى مهامها هو هذا الموضوع». ورأى «أن المصلحة الوطنية تقتضي الوصول إلى قانون انتخاب يعتمد النسبية لأنه بمثل هذا القانون نتجاوز الطائفية ونحافظ على الطوائف». وأبلغ بري النواب أنه سمع من رئيس الحكومة سعد الحريري في لقاء خاص قبل ايام أنه لا يمانع من اعتماد النسبية لكنه لم يسمع أي مقايضة كاشتراط عودته إلى رئاسة الحكومة بعد الانتخابات النيابية. وكانت صحيفة «الاخبار» القريبة من حزب الله تحدثت عن ان الرئيس سعد الحريري «عقد صفقة» مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و«حزب الله» تقوم على «المقايضة» بين قبوله اعتماد النسبية الكاملة ولبنان دائرة واحدة مقابل «التعهّد» المُسبق بإبقائه في السراي الحكومي طيلة العهد. ونفى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق المعلومات التي تتحدّث عن مقايضة الرئيس الحريري قانون النسبية الكاملة بضمانات لرئاسة الحكومة ، وقال «هذا الكلام غير حقيقي وغير دقيق وغير موضوعي، ولا احد يضمن احداً في هذا البلد والجميع يعلم ذلك. وان وجود الرئيس الحريري في رئاسة الحكومة هو حق له بسبب حجم تمثيله ولانه لم يستطع احد تجاوزه في السابق ولن يستطيع ذلك لاحقاً. هذا كلام فيه من المبالغات ولا علاقة له بالوقائع وهذه كمبادلة «الحديد بقضامة» على حد قول المثل الشعبي». واضاف «هذا الكلام غير جدي ولا يستأهل ان تسأل عنه او ان نجاوب عليه». وأبدى المشنوق عدم تفاؤله بالمفاوضات حول التوصل لقانون انتخاب جديد بقوله «انا لست مشاركاً في المفاوضات ولا اتابعها ولست مقتنعاً بوصولها إلى نتائج، اي انني لست مقتنعاً انهم سيتوصلون إلى قانون انتخاب جديد قبل موعد الانتخابات النيابية في 21 ايار، ان شاء الله يتفقون ونحن في وزارة الداخلية جاهزون للقيام بواجباتنا ولكي نجري انتخابات وفق معايير شفافة وجدية». وسئل إن كان سيكون هناك تأجيل تقني؟ فأجاب: «حسب الوقت اولاً، اذا أقر القانون في ايار لا يمكن اجراء الانتخابات في 21 أيار/مايو. وثانياً حسب طبيعة القانون، هل هي سهلة وبسيطة ويمكن ايجاد آلية يتدرب عليها الموظفون والقضاة ورؤساء الاقلام بسرعة ويعتاد عليها المواطنون. لقد تبين لي من خلال تجربة الانتخابات البلدية ان هناك ثغرات رئيسية في الاقلام والفرز وقد عولجت بجهد استثنائي من كل الناس. نحن نحتاج إلى وقت ولدينا عروض دولية وحماس دولي للمساعدة على اقامة دورات تدريبية. ولكن السؤال يبقى على اساس اي قانون؟ عندما يقر القانون تحدد آليات العمل ومتابعته». واذا كانت ستجري الانتخابات وفقاً لقانون الستين في حال لم يقر قانون جديد قال «القرار اصبح الآن في مجلس النواب وبيد الحكومة، واذا ارادت الحكومة اقراره تحتاج إلى توقيع رئيس الجمهورية من اجل دعوة الهيئات الناخبة، ولا يزال لديه المتسع من الوقت قانوناً، لان ولاية المجلس تنتهي في 20 حزيران، بصرف النظر عن معرفة الجميع انه في شهر رمضان لا يمكن اجراء الانتخابات. اما الامر الثاني فان الموضوع يحتاج إلى اقرار الهيئة المشرفة على الانتخابات واقرار مرسوم الاعتمادات الذي على اساسه تتم كل المصاريف والحاجات». وعن اسباب عدم تفاؤله من التوصل إلى قانون انتخاب جديد قال: «ان عدم تفاؤلي ليس من اليوم بل هو منذ اللحظة الاولى لاني اعتقد ان هناك تعقيدات سياسية كبيرة في البلد، وهناك رغبات كثيرة عند عدد من الفرقاء السياسيين لا تساعد على اقرار قانون جديد للانتخاب على الاقل في السرعة المطلوبة». وعن امكانية طرح مجمل مشاريع القوانين الموجودة في مجلس النواب قال: «لقد اجاب الرئيس بري عن هذا الموضوع وكان على حق. ذلك ان طرح مشاريع القوانين في مجلس النواب سيظهر كل البشاعات الموجودة عند الجميع، وسيقال كلام كبير جداً في المجلس سيكون له طابع طائفي ومذهبي ومناطقي وثأري وفيه درجة من الحقد عند الجميع، وبذلك سندخل البلد في ازمة سياسية هو ليس بحاجة اليها. وما يستطيعون التوصل اليه في الغرف المغلقة من السهل تسويقه داخل المجلس، لان الموجودين والمشاركين في هذه الغرف يمثلون كل الكتل السياسية الكبرى وبالتالي لسنا بحاجة لطرح الامور بصوت عال وقاس ببشاعة على شاشات التلفزيون». المشنوق ينفي اشتراط الحريري لقبول النسبية عودته إلى رئاسة الحكومة اللبنانية… وبري يرفع 3 لاءات: للتمديد والستين والفراغ سعد الياس |
مفتي القدس يعتبر الأقصى مسجدا خالصا للمسلمين… والكشف عن أكثر من مئة عملية حفر لسلطات الاحتلال في المدينة Posted: 01 Mar 2017 02:19 PM PST رام الله ـ «القدس العربي»: قال الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، إن الأقصى مسجد إسلامي خالص للمسلمين وليس كما تدعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي بأنه مكان مقدس لليهود. وتحدث المفتي في مؤتمر صحافي مشترك مع ممثل منظمة التعاون الإسلامي لدى فلسطين أحمد الرويضي في مدينة رام الله كيف أن المسجد الأقصى يتعرض لاعتداءات يومية من قبل المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، ما يشكل اعتداء على قدسية وحرمة المكان، وحق المسلمين في هذا المسجد. وتطرق إلى تصويت الكنيست الإسرائيلي على مشروع قانون لمنع رفع الأذان في القدس قائلاً إن الأذان شعيرة من شعائر الإسلام وهو مرتبط بعقيدة المسلمين وعبادتهم، ونرفض أية محاولات لسن أي قانون يمس بهذه الشعيرة وبهذه العبادة. من جهته تحدث الرويضي عن الحفريات التي تنفذها سلطات الاحتلال أسفل منطقة وادي حلوة، التي أدت إلى انهيار صف دراسي في وكالة الغوث في المنطقة، وأحدثت تشققات في منازل الفلسطينيين. وأكد أن الاحتلال بدأ بالحفريات منذ عام 1967 في محاولة للبحث عما يؤكد ادعاءاته حول وجود الهيكل المزعوم، الذي لا يوجد ما يشير إلى وجوده بحسب التقارير التي صدرت عن علماء آثار وظفهم الاحتلال لذلك. واعتبر أن الفلسطينيين المقدسيين نجحوا في إفشال محاولات الاحتلال فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، رغم حملة الاعتقالات والمضايقات التي تعرضوا لها. وأكد أن هناك تحركا لدعم موقف القيادة الفلسطينية، وهناك متابعة نقوم بها مع الهيئة الإسلامية العليا بخصوص الخطر المحدق بالمسجد الأقصى. وشدد على ضرورة توسيع نطاق زيارة المسجد الأقصى وحماية المقدسات. وكان حنا عيسى أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، قد سبقهم في الحديث عن عمليات الهدم والحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال في مدينة القدس، مؤكداً أنها تهدف لتغيير الطابع العربي الإسلامي المسيحي للمدينة المقدسة إلى طابع يهودي. وأوضح أن عمليات الحفر والهدم في المدينة المقدسة وحول وتحت الأقصى ما هي إلا خطة مبرمجة هدفها زحزحة أساسات المسجد وتغيير الطابع العربي الإسلامي المسيحي للمدينة المقدسة، وإنشاء طابع يهودي لها، مؤكداً فشل حكومة الاحتلال في تحقيق أهدافها رغم سباقها مع الزمن لحقيق هذا الهدف. لكنه حذر من محاولات حكومة الاحتلال الساعية إلى تدمير المسجد الأقصى عبر حفرياتها المتواصلة، لبناء هيكلها المزعوم، وأعلن وجود 28 نفقا تحت المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس لربط المستوطنات ببعضها. وأضاف «هناك 104 عمليات حفر تجري حاليا في مدينة القدس، اربع منها تحت المسجد الأقصى وحوله وخمس في بلدة سلوان وخمس أخرى في البلدة القديمة، وثمان في مواقع متفرقة. مفتي القدس يعتبر الأقصى مسجدا خالصا للمسلمين… والكشف عن أكثر من مئة عملية حفر لسلطات الاحتلال في المدينة |
قائد في الجهاد لـ «القدس العربي»: الحركة شرعت في إجراء الانتخابات الداخلية وشلح سيبقى أمينا عاما Posted: 01 Mar 2017 02:19 PM PST غزة – «القدس العربي»: كشف مسؤول كبير في حركة الجهاد الإسلامي في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي»، أن حركته شرعت في عملية الانتخابات الداخلية، وتشمل الدفع بقيادات شابة. وأكد أن منصب الأمين العام سيبقى موكلا للدكتور رمضان شلح، الذي يشغل المنصب منذ اغتيال فتحي الشقاقي قبل أكثر من 20 عاما. وقال الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، لـ «القدس العربي» ردا على سؤال حول تطورات ملف الانتخابات، إن حركته تجري بين الفترة والأخرى ترتيبات داخلية لـ «مواءمة ما يستجد من وقائع، ولزيادة تماسك الوضع الداخلي من الناحية الإدارية والتنظيمية». وأكد أن الانتخابات الحركية تعد «أمرا طبيعيا»، تقوم به الحركة مرارا»، وقال «نحن ماضون تجاه هذا الموضوع لزيادة فعالية الأطر والهيئات التنظيمية». وحول الأماكن التي ستشهد انتخابات الحركة الداخلية، غير قطاع غزة رفض الشيخ نافذ إعطاء المزيد من التفاصيل، واكتفى بالقول «الأفضل أن لا نتحدث عن تفاصيل». وأشار إلى أن الجهاد الإسلامي سبق وأن أجرت انتخاباتها الداخلية أكثر من مرة، مؤكدا أيضا أن الحديث عن تفاصيل هذه الانتخابات «من الممكن أن لا يكون مناسبا في وسائل الإعلام»، حسب قوله. وتجري الحركة انتخاباتها الداخلية بطرق سرية، على غرار ما تقوم به حركة حماس، ولا تتبع الطرق العلنية التي تلجأ إليها تنظيمات أخرى كحركة فتح وفصائل منظمة التحرير. والجهاد الإسلامي هي من التنظيمات الفلسطينية المعروفة، ولها جناح عسكري قوي يحمل اسم سرايا القدس، ويعد الفصيل العسكري الثاني في قطاع غزة، بعد كتائب القسام الجناح العسكري لحماس. ولم تشارك الحركة في منظمة التحرير الفلسطينية، وتجري مشاورات لدخولها مع حركة حماس، ومؤخرا شاركت في اجتماعات اللجنة التحضيرية لعقد المجلس الوطني الجديد الذي انعقد في بيروت، والمقرر أن ينتخب حال عقد لجنة تنفيذية جديدة للمنظمة. وهي من التنظيمات التي لم تشارك في أي انتخابات سواء تشريعية أو محلية أجريت في المناطق الفلسطينية، كما لم تشارك في أي حكومة فلسطينية، وترفض الدخول في المعترك الحكومي، وهي من التنظيمات التي ترفض اتفاق أوسلو للسلام، كما ترفض باستمرار عقد أي مفاوضات مع إسرائيل، وتدعم المقاومة. وحول ما يدور عن وجود ترتيبات في الحركة من أجل الدفع بقيادات من «جيل الشباب» لتولي مهام قيادية في أطر الحركة»، قال «هناك مسائل إدارية وداخلية تدفع باستمرار بالأجيال الشابة، لتسلم مواقع قيادية»، مضيفا أيضا «هذا الأمر ليس جديدا». وأكد عزام أن الانتخابات الداخلية للجهاد الإسلامي حين تجري، تشمل كل المواقع القيادية في الحركة، بما فيها المستويات «الإدارية والتنظيمية». وكشف أن هذه الانتخابات الداخلية «حاصلة الآن»، لكنه لم يشأ الحديث عن موعد انتهائها، وقال إن الأمر يعد «مسألة داخلية». وحول مخطط الحركة لاستحداث هيكل تنظيمي تحت مسمى «مجلس تنفيذي» يضم لجانا اختصاصية، توكل إليها مهام الأعمال التنفيذية وتخفيف الأعباء عن قيادة الصف الأول في قطاع غزة، قال الشيخ عزام «هذه الأمور موجودة طول الوقت، وربما أحيانا تتغير أسماء بعض الأمور الإدارية». وأضاف «هناك عمل دؤوب لزيادة فعالية الأطر والهيئات التنظيمية». وسألته «القدس العربي» إن كانت هناك توجهات داخل الحركة لانتخاب أمين عام جديد للحركة، خلفا للدكتور رمضان شلح، وإمكانية ان يكون للحركة أمين عام من الداخل على غرار ما هو متوقع في حماس، قال «موقع الأمين العام له اعتبارات كثيرة، والدكتور رمضان شلح يشرف على الحركة، وهو رمز من رموز العمل الوطني الفلسطيني». وأكد أن الأفضل للحركة أن يكون الأمين العام موجودا في الخارج، ليضمن له مساحة واسعة من حرية التحرك والاتصالات. ومنصب الأمين العام هو أعلى منصب قيادي، وهو الذي يتولى إدارة المكتب السياسي لحركة الجهاد. ويقيم الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في الخارج، وهو بالأصل من قطاع غزة. وزار الأمين العام للجهاد العاصمة الإيرانية طهران مؤخرا، حيث شارك في مؤتمر دعم الانتفاضة الفلسطينية، وقبل ذلك زار العاصمة المصرية القاهرة، والتقى فيها مسؤولي جهاز المخابرات العامة، وبحث معهم فتح معبر رفح، وكذلك ملف المصالحة الداخلية الذي ترعاه مصر. وكثيرا ما قامت حركة الجهاد بوساطات لتقريب وجهات النظر بين حركتي فتح وحماس، بسبب قضايا الانقسام الخلافية، غير أنه لوحظ مؤخرا أن توترا طرأ على علاقة الحركة مع حركة فتح، خاصة بعد كلمة الأمين العام رمضان شلح في مؤتمر دعم الانتفاضة، التي اتهم فيها السلطة الفلسطينية بمحاصرة المقاومة في الضفة الغربية والتضييق عليها ومنعها من التطور والتوسع، وهو ما قوبل بانتقادات من حركة فتح. قائد في الجهاد لـ «القدس العربي»: الحركة شرعت في إجراء الانتخابات الداخلية وشلح سيبقى أمينا عاما أشرف الهور |
معارضة في الكونغرس لخطة ترامب بتقليص المساعدات الأمريكية الخارجية وزيادة الإنفاق العسكري Posted: 01 Mar 2017 02:18 PM PST واشنطن ـ «القدس العربي»: اعلن مشرعون في الكونغرس بانهم سيقاومون اقتراحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التى تهدف إلى تقليص المساعدات الخارجية اذ قال السناتور ليندسي غراهام بأن الخطة ميتة قبل وصولها إلى «الكابتول هيل». وتصاعدت ردود الفعل السلبية السريعة من المشرعين على خطة ترامب التى تتضمن تخفيضات تصل إلى نسبة 37 في المئة من ميزانية وزارة الخارجية وقالوا في بيانات منفصلة ان التخفيضات مضللة وخطيرة في حين اضاف غراهام، رئيس لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ التى تشرف على وزارة الخارجية، ان التحول إلى ميزانية هزيلة من شأنه تعريض اولئك الذين يعملون في وزارة الخارجية في الخارج إلى خطر مشيرا إلى ان الكونغرش لن يوافق عليها. وقال زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ السناتور ميتش ماكونيل، وهو جمهوري من ولاية كنتاكي انه من المحتمل عدم تمرير اقتراحات ترامب بخفض ميزانية وزارة الخارجية. ويدرس البيت الأبيض حاليا خطة للميزانية من المفترض اصدارها في يوم 16 اذار/مارس، وهي تتضمن الأرقام النهائية للانفاق في الوكالات الحكومية، ووفقا للعديد من المسؤولين في الادارة الأمريكية فان الخطة تتضمن زيادة تصل إلى 54 بليون دولار في ميزانية الدفاع وتخفيضات موازية في ميزانية البرامج غير الدفاعية. وتتضمن الخطة تخفيضات هائلة تصل إلى 24 في المئة من ميزانية وكالة حماية البيئة، وهي خطة لاقت الكثير من الترحيب من قادة الحزب الجمهوري إلى جانب تخفيضات تصل إلى 37 في المئة من ميزانية وزارة الخارجية. وقال ترامب ان الحكومة الاتحادية يجب ان تتعلم شد الاحزمة وبذل المزيد من الجهد بموارد اقل، ووصف ترامب الزيادة في اموال الدفاع كعلامة على عزيمة وامن وقوة أمريكا في حين قلل من اهمية فوائد المساعدات الخارجية، وقال مسؤول كبير في الادارة ان العالم يجب ان يتوقع تخفيضات في بعض البرامج الكريمة التى مولتها الولايات المتحدة. وأبدى مشرعون من كلا الحزبين مخاوف من ان التخفيضات الحادة في ميزانية وزارة الخارجية قد تؤدى إلى نتائج مميتة بالنسبة إلى الدبلوماسيين الأمريكيين وضباط الخدمة الخارجية، واستشهد هولاء بكلمة شهيرة لوزير الدفاع الأمريكي الاسبق جيمس ماتيس عندما قال امام مجلس النواب في عام 2013 بأن تخفيض ميزانية وزارة الخارجية يعنى الحاجة إلى شراء المزيد من الذخيرة. وقال النائب تشارلي دنت، وهو عضو في اللجنة الفرعية للاعتمادات في مجلس النواب ان تطوير وزارة الخارجية ودعمها يعنى بأن الحاجة ستقل لشراء الرصاص، في حين اكد النائب الجمهوري توم كول ان تخفيضات وزارة الخارجية ستاتى بنتائج عكسية مشيرا إلى ان جزءا كبيرا من اموال وزارة الخارجية يذهب إلى تشغيل وحماية السفارات الأمريكية، واوضح كول ان المساعدات الخارجية دعمت العمليات العسكرية في الشرق الاوسط من خلال علاقات افضل مع الحافاء الاقليميين كما فند فكرة ان المساعدات الخارجية هي اعمال خيرية، وقال بأنها تعمل لمصلحة الولايات المتحدة. واعرب مشرعون ديمقراطيون عن قلقهم ازاء خفض تمويل وزارة الخارجية من اجل زيادة الإنفاق العسكري حيث قال السناتور جاك ريد، زعيم الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة، ان رؤية ترامب قصيرة النظر ونتائجها باهظة. معارضة في الكونغرس لخطة ترامب بتقليص المساعدات الأمريكية الخارجية وزيادة الإنفاق العسكري رائد صالحة |
فرحات لـ«القدس العربي»: الفكرة ولدت بعد ازدياد أعداد اللاجئين يومياً في الشرق الأوسط Posted: 01 Mar 2017 02:18 PM PST رام الله – «القدس العربي»: أطلقت مجموعة من الصحافيين والناشطين العرب المتطوعين موقع «لاجئون منسيونwww.mansiyoun.net» كموقع عربي مختص بتغطية قضايا نازحي/ات ولاجئي/ات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سواء في بلدانهم، وبلدان الجوار التي يتواجدون فيها أو الدول الغربية التي يتنقلون إليها. ويهدف الموقع، الذي تديره مجموعة من المتطوعين العرب إلى أوسع تغطية لقضايا اللاجئين بما يعكس مختلف نواحي حياتهم من تحديات ونجاحات وإخفاقات وانتهاكات يتعرضون لها، مع الإشارة إلى أن تغطية الموقع مستمدة من إعداد تقارير خاصة ومن خلال رصد ما يصدر في مختلف المنصات الإلكترونية ووسائل الإعلام. كما يهدف الموقع إلى تدريب مجموعات من الناشطين وطلاب الإعلام المهتمين على إعداد مواد إخبارية من منظور إنساني تستهدف التوعية بمشاكل وتحديات النازحين واللاجئين. وقالت الصحافية جمانة فرحات وهي احدى رواد هذا الموقع، في تصريحات لـ «القدس العربي» إن «فكرة الموقع ولدت خصوصاً مع تنامي التعاطي مع اللاجئين والنازحين الذين تزداد أعدادهم كل يوم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كأزمة خصوصاً في الإعلام». وأشارت إلى أن اللاجئين والنازحين حول العالم، بما في ذلك في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هم اليوم الفئة الأضعف والأكثر تهميشاً وحاجة إلى المساندة بعدما أجبرتهم الحروب على مغادرة منازلهم إلى مناطق أخرى داخل بلدانها أو إلى دول الجوار أو حتى إلى دول بعيدة. وأضافت أن فكرة الموقع بأقسامه المختلفة تهدف بالدرجة الأولى إلى مناصرة قضايا اللاجئين من مختلف جوانبها، وتقديم مقاربات تعالج أوضاعهم بمهنية. وهو ما دفع القائمين على الموقع إلى الإعداد أيضاً لمشروع لتدريب الصحافيين والناشطين على تغطية قضايا اللاجئين من منظور إنساني. وقال الصحافي اليمني فارس الجلال وهو أحد المتطوعين في الفريق التحريري للموقع، إن الفكرة انطلقت من الحاجة إلى مقاربة واقعية لقضايا النازحين واللاجئين بعدما سادت محاولات لشيطنتهم في مقابل تغييب معاناتهم وإسهاماتهم ونجاحاتهم في البلدان التي يتواجدون فيها. وأشار إلى أن الموقع يستهدف الوصول إلى تغطية تدمج بين مناصرة قضايا النازحين/ات واللاجئين/ات وتعبر عن قضاياهم من منظورهم وبين تقديم تغطية مهنية تغطي مختلف الآراء. وقال فادي الداهوك وهو صحافي سوري يتولى الإشراف التقني على الموقع، إن اضطرار العديد من النازحين واللاجئين إلى الفرار من أزمات تعاني منها بلدانهم جعلهم عرضة للاستغلال وموضع اتهام وشك في كثير من الأحيان، وساهم في ذلك غياب استراتيجيات وسائل الإعلام في تغطية قضايا اللاجئين والتعامل معها على أنها مجرد قصة من قصص العالم الكثيرة التي تحدث كل يوم، فكان لا بد من إنشاء هذا الموقع ليعبر أكثر عن أحوال هؤلاء ونقل قضاياهم ومعاناتهم بشكل أكثر تعمقاً وتخصصاً، وجعلهم محور الحدث كل يوم. وتحاول أقسام الموقع تغطية مختلف جوانب حياة اللاجئين، بينما يختص قسم «حريات» برصد القضايا الحقوقية المرتبطة بقضايا النازحين واللاجئين، ويعد قسم «من المخيمات» نافذة على حياتهم في المخيمات المؤقتة أو الدائمة التي يتوزعون عليها. أما قسم «عبور صعب» فيجسد من خلال الشهادات المصاعب التي تواجه النازحين خلال رحلة نزوحهم داخل بلدانهم أو اللاجئين خلال لجوئهم إلى دول أخرى. كما يخصص الموقع قسماً خاصاً لتغطية قضايا النازحين اللاجئين عبر الرسوم البيانية «انفوغراف» معتمداً مبدأ تبسيط الأرقام. فرحات لـ«القدس العربي»: الفكرة ولدت بعد ازدياد أعداد اللاجئين يومياً في الشرق الأوسط فادي أبو سعدى |
تذكّر نصف محايد لجوزيف سماحة Posted: 01 Mar 2017 02:17 PM PST أتذكر كلمات جوزيف سماحة، مكتوبة بخطّ يده، أو أنني، فيما أقرأ مختارات من مقالاته أعادت نشرها جريدة «الأخبار»، أروح أُخرجها من حرفها المطبوع وأعيدها إلى الحبر العادي الذي خطّه بها قلمُه. هناك أشياء يجب ألا تموت، أو تنسى، إن أردنا أن نبقي الصديق كاملا في ذاكرتنا. الكلمات المكتوبة ليست بين أصعبها على أيّ حال فالخطوط، البالغة الكثرة طالما أن لكل امرئ خطّه، لا تتداخل ولا تتزاحم ولا تنحرف بنا إلى أن نشتبه فيقول أحدنا إنه محتار بين أن يكون هذا خطّ فلان أو خطّ فلان. أعيد إذن كلمات جوزيف إلى خطّ يده الذي، وإن كنت أستطيع الآن أن أستعيده كما كان على الأوراق، إلا أنني لا أستطيع وصفه. من يستطيع أن يصف ذلك التشكيل المفرط في عاديته وسريته معا؟ كما أنني، أيضا، أعجز عن وصف تلك الإطراقة في الصورة التي تظهر جوزيف منكبا على الورقة أمامه، أو ماشيا بين آخرين في ممشى الجريدة الضيّق، أو مبتسما تلك الابتسامة في الصورة التي التقطها له مصوّر الجريدة سنة 1979 في شارع عريض في إيران، أو أن يعيّن ما الذي يجعل من جوزيف قريبا وفاتنا ومحبوبا، وحاضرا أيضا، وما الذي يبقيه كذلك، الآن، بعد عشر سنوات على رحيله. كل من أصدقائه الذين اجتمعوا لذكراه، بعد السنوات العشر، أبقى جوزيف «ه» بينه وبين نفسه. ليس فقط لأن الكلام يعجز عن وصف السريرة، بل لأن هذه لا تدرَك غالبا حتى من صاحبها. سيكون عليهم أن يكتفوا بالحكايات التي عايشها كل منهم، أو كان شاهدا عليها. وأحسب، أنا الذي كنت حاضرا بينهم، واحدا منهم، أن التذكر لم يفلح، إذ لم تكتمل حكاية أو طرفة ولم يتلقّ قائلها الاستجابة التي كان ينتظرها، أو كانت هذه المرويات تتوقّف في منتصفها، لأن قائلها أدرك أنها لن تفلح في الوصول. تلك «البطولة» التي من نوع ما تصنعه الروايات لشخصياتها، لم تتحقّق، أو لم تحقّق نفسها، في تلك السهرة. ظلّت في ما لم يُقل، في ما يعرفه كل من الحاضرين، أو يحسّه، لكنه لا يحسن قوله. هي بطولة لم تكتمل ولم تُوَلّف. بقي نصفها، أو أكثر من نصفها في ذاكرة الحاضرين الذين أدركوا أن الكلام ممكن عن تجارب جوزيف في السياسة والصحافة، لكنه ليس كافيا على رغم النجاح والشهرة اللتين تحققا له فيهما. في هاتين يمكن للكثيرين أن يشاركوا، وأن يحقّقوا إصابات فيهما، رغم التناقض بين آرائهم. لكن ليس من أجل هذا جاؤوا، هم أصدقاء جوزيف، أو بحسب ما بات معروفا، جماعة صداقته. صداقته هذه تبقى ملازمة لكل ذكر له، حتى إن كان الكلام جاريا على أسلوبه في الكتابة الصحافية وعن إدارته المبدعة لفريق عمله، وكذلك عن ذكائه وسعة معرفته بما كان يجري في العالم حوله. هو نفسه كتب مرّة، وقد أعيد نشر ذلك في مقتطف أعادت نشره جريدة «الأخبار»، «ويل لمن يشرد برهة أو يؤجّل عمل اليوم إلى الغد. حتى الإجازة بات من المستحسن قضاؤها حيث تدور الأحداث». وفي خضم ذلك لن ينسى المعلّق أن يذكر، وهذا ما حصل في أكثر ما كتب وقيل عن جوزيف في أيام الذكرى العاشرة هذه، كيف كان في دراسته وفي رياضته شابا وكذلك في بيته وكذلك ما فعله أخوه لتعليمه وكيف أعالته أمه بما يشبه طبخة البحص بحسب قول أحدهم، وأيضا تعلّقه بالنساء وتعلٌّق النساء به، وهل كان عاشقا أو معشوقا، وكيف تذكّره جيرانه في الأشرفية بعد سنوات من انتزاع بيت الأهل منه ومن أمه وأخيه (وكان صديق قريب له قد قال لي مرّة كيف أن معرفته بهذا البيت تتيح له أن يكتب عنه كتابا كاملا)، وكذلك عن حضوره في منامات أصدقائه ومتذكّريه. وكان ذلك مجرّد عناوين لقابلية جوزيف إلى أن يُروى عنه إلى حدّ أنه يبدو، كما لو أن هناك ميلا لدى الجميع إلى دعوة من لديه شيء يُروى عن جوزيف فليقله. تلك ميزة لا تشمل الجميع. لم يحظ أي من الصحافيين بها، وكذلك أي من السياسيين ولا أي من أصحاب الصداقات، بل إن الكتاب أنفسهم، أولئك الذين يؤلّفون الشخصيات أو يصنعونها، ظلت حياة أكثرهم مجهولة خلف أقلامهم وأوراقهم. قليلون منهم من أوتي حظّ أن يكون هو نفسه بطلا، من كانت حياته، أو عيشه لحياته، هي في إبداع كتابته وفتنتها. سكوت فيتزجرالد واحد، أرنست همنغواي واحد آخر استحقّ ذلك إذ كان له من نفسه وحياً لأبطال رواياته. كان بطلا لهم، بطلا بموازاتهم، بل كانوا هو نفسه في أحيان (على مثال ما كان فرانسيس موكمبير صائد السود والثيران في القصة التي تحمل اسمه). الكتّاب في العالم جميعه يتساءلون عن ذلك الذي يجعلهم حاضرين هم أنفسهم وليس فقط الشخصيات التي أحيونها، وهم يتوصّلون إلى أن ذلك سرٌّ لا يُدرك. ليست العشر سنوات كثيرة، لكننا ما نزال نشعر بالقرب ذاته من جوزيف، وما زال ما نرويه عنه أقل مما نتذكّره ونحسّه. كأننا نستمر في صداقته بعد موته، لكن كما يمكن لهذه الصداقة أن تكون. أحد من شاركوا في الكتابة عنه ذكر كيف أنه يراه في منامه، دائما أمامه أو إلى جانبه، وصامتا لا يتكلم. لكنه، هو الكاتب، لا يقول له : «تكلم، قل شيئا»، لأن ما يأتيه يكفيه وهو راضٍ به. ٭ روائي لبناني تذكّر نصف محايد لجوزيف سماحة حسن داوود |
سفير فرنسا في بوركينا فاسو: الفيلم المصري «هامش في تاريخ الباليه» نقلة نوعية وحدث مهم في تاريخ السينما Posted: 01 Mar 2017 02:17 PM PST القاهرة – «القدس العربي» : أبدى سفير فرنسا في بوركينا فاسو إعجابه الشديد بالفيلم المصري «هامش في تاريخ الباليه» الذي عرض في مهرجان «فيسباكو» ضمن المسابقة الرسمية للدورة الخامسة والعشرين التي تقام حاليا. وقال السفير، إن الفيلم يعد توثيقا مهما لفترة هامة في التاريخ المصري، وهو يمثل برأيه نقله نوعية في الأفلام الوثائقية وحدثا مهما في تاريخ السينما، مشيرا الي أن الفيلم انتقل بين الدراما والكوميديا والتراجيديا أيضا في سياق متكامل لرصد تاريخ الباليه وتاريخ الأوبرا المصرية التي تعتبر الأهم والوحيدة أيضا في قارة أفريقيا، معربا عن سعادته البالغة بالفيلم وبمشاركته في عدد من المهرجانات. الفيلم من إخراج هشام عبد الخالق وأشرف علي، تصوير المشاهد في مصر المخرج والمنتج واني يازن، وهو إنتاج فرنسي أمريكي مصري سعودي مشترك عن فكرة سحر الشربيني، وقام الفنان ريمون صقر بوضع الموسيقى التصويرية له. يذكر أن «هامش في تاريخ الباليه» مدته 158 دقيقة وعرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأخيرة ولاقى إشادة كبيرة من النقاد والجمهور، ويرصد تاريخ فن الباليه في مصر منذ بديته واهتمام الدولة به في عهد الرئيس عبد الناصر ثم تراجعه بعد ذلك في العهود اللاحقة، الأمر الذي وصل إلى ضرورة حصول راقص أو راقصة الباليه على تصريح من بوليس الآداب قبل السفر، وقد تم تصويره على مدار عام ونصف في مصر وعدد من الدول الأوروبية وأمريكا ورصد عددا من الصور الأرشيفية والوثائقية، يضم 410 من الصور النادرة لرواد فن الباليه المصري، بالاضافة للمواد الأرشيفية السينمائية التي تم العثور عليها في فرنسا ومصر. سفير فرنسا في بوركينا فاسو: الفيلم المصري «هامش في تاريخ الباليه» نقلة نوعية وحدث مهم في تاريخ السينما فايزة هنداوي |
فلسطينيو المهجر وأزمة منظمة التحرير الفلسطينية Posted: 01 Mar 2017 02:16 PM PST تبلورت فكرة عقد مؤتمر لفلسطينيي المهجر، قبل شهور قليلة، لدى مجموعة من الفلسطينيين، وسرعان ما ولدت استجابات واسعة النطاق. فلسطينيون مقيمون في أوروبا، أمريكا وأمريكا اللاتينية، كما في العالم العربي، ومن جميع الخلفيات والاهتمامات، وجدوا في الفكرة تحقيقاً لطموحاتهم في الالتقاء من أجل قضيتهم، وفرصة لتوكيد ارتباطهم بوطنهم، وللدور الذي يمكن أن يتعهدوه في مسيرة النضال الوطني. وقد عقد المؤتمر بالفعل في مدينة اسطنبول، بعد تعذر عقده في عاصمة عربية، يومي 25 و24 فبراير/ شباط الماضيين، وسط حملة من التشكيك والاتهامات. ليست هذه أيام جيدة للقضية الفلسطينية، ولا هي بتلك التي تبعث على كثير من التفاؤل. عملت حفنة من الدول العربية وغير العربية، بالتعاون مع الطبقات الحاكمة القديمة، وفي التقاء مع مجموعات عنف هوجاء وتجمعات طائفية، على إجهاض مسيرة التغيير والتحرر العربية، ودفع المجال العربي إلى هاوية من التشظي والحروب الأهلية. وعندما يخيم الموت والدمار والجوع على شعوب بأكملها، ويصبح عليها أن توجه العدو المتربص أمام أبواب بيوتها وفي سماء مدنها، يصعب أن تجد الشعوب فسحة للتفكير في فلسطين، أو فائض قوة لتكرسه لمواجهة عدو أبعد قليلاً. وربما كان هذا الانشغال عن المسألة الفلسطينية ما سعت إليه الطبقات العربية الحاكمة، أو هو بالتأكيد ما رحبت به. ولم تتردد غالبية الدول العربية، التي جعلت من مواجهة رياح التغيير والصراعات الإقليمية أولوية لها، في الصمت على، أو الترحيب بانحياز القوى الدولية المتزايد ضد الفلسطينيين وحقوقهم. وكلما تفاقم الخلل في معادلة القوة التي يرتكز إليها الصراع على فلسطين، أمعن القادة الإسرائيليون في جهودهم لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، ودفعهم إلى الحائط الأخير. فما الذي يمكن أن يأتي به هذا المؤتمر، ولماذا يتعرض المؤتمرون لهذا الهجوم الحاد من منظمة التحرير ومن تبقى ممن يتحدثون باسمها؟ بني المشروع الصهيوني من البداية على سياسة إحلال، تطلبت طرد وتهجير أكبر عدد من الفلسطينيين من وطنهم. وهناك تقديرات تشير إلى أن نصف الفلسطينيين، أي ما يقارب السبعة ملايين فلسطيني، يقيمون خارج حدود فلسطين الانتدابية. أغلب هؤلاء يعيش في البلاد العربية المجاورة لفلسطين، مثل الأردن ولبنان وسوريا، ولكن ملايين أخرى توزعت على البلاد العربية الأخرى، أو البلاد الأوروبية والأمريكيتين. بين فلسطينيي الخارج، كما باتوا يوصفون، أكاديميون كبار، رجال أعمال نافذون، طلاب، ومهنيون من كل المشارب، قدم عدد كبير منهم مساهمات هامة لنمو وتطور البلاد التي اختاروها وطناً أو ملجأ. ولأسباب يصعب تعدادها هنا، لم تزل الأغلبية العظمى من فلسطينيي الشتات ترى نفسها وثيقة الصلة بالمسألة الفلسطينية. في 1948، تسببت النكبة في تدمير الجماعة الوطنية الفلسطينية، بعد أن اقتلعت الأغلبية من مدنها وقراها وبلداتها، وانقسمت الأسر بين الملاجئ، وقوضت سبل العيش والحياة الكريمة. خلال الخمسينات والستينات، أعاد الفلسطينيون، فلسطينيو الشتات، بداية وأصلاً، بناء حركتهم الوطنية. كان فلسطينيو الشتات هم القوة الرئيسة في تأسيس حركة فتح، وهم القوة الدافعة خلف تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية. أطلق فلسطينيو الشتات الكفاح المسلح، نظموا أنفسهم في اتحادات طلابية، في تجمات نقابية، في مراكز أبحاث ودراسات، وحملوا راية شعبهم ووطنهم في الجامعات والمجتمعات والدوائر السياسية الغربية، سيما في أوروبا الغربية والولايات المتحدة. ولكن هذه الحالة من النهوض الوطني الفلسطيني أخذت في الانحسار منذ 1993 وتوقيع اتفاقية أوسلو، ومن ثم إقامة سلطة الحكم الذاتي في بعض من الضفة والقطاع. ولدت اتفاقية أوسلو من مساقات تفاوضية متشعبة، جرت جلساتها في واشنطن ولندن وبروكسل وروما، كما في النرويج، عقد بضعها بصورة سرية وبعضها الآخر غير سري. ثمة الكثير من الانتقادات التي وجهت إلى اتفاقية أوسلو، سواء من وجهة نظر وطنية فلسطينية، أو من وجهة نظر الحريصين على تقدم عملية السلام والتوصل إلى حل تفاوضي للصراع على فلسطين. ولكن مسألتين لا تبرزان كثيراً في مراجعات أوسلو وعواقبها: الأولى، مصير الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، والثانية، حقوق فلسطينيي الشتات. حقيقة الأمر، أن المفاوض الفلسطيني غض النظر عن، أو تجاهل، أو أهمل كلية هذين الملفين، واختار بالتالي التوقيع على اتفاقية سلام مع الجانب الإسرائيلي، لا تحمل نصاً محدداً يتعلق بملفي الأسرى واللاجئين. لم تزل مسألة الأسرى تؤرق ضمير وحياة المجتمع الفلسطيني بأكمله، وخصوصاً عشرات الآلاف من العائلات، التي غيب أبناؤها في سجون دولة إسرائيل، التي وقعت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية معها اتفاقية سلام. أما مسألة فلسطينيي الشتات، فمصيرها أكثر مدعاة للتساؤل. اعتبرت قيادة منظمة التحرير إقامة سلطة الحكم الذاتي (وليس تحرير الأراضي الفلسطينية التي احتلت في 1967) أهم إنجازاتها التفاوضية. وشيئاً فشيئاً، تصرفت قيادة المنظمة على أساس أن السلطة، وليس المنظمة، هي من يمثل القضية الفلسطينية، ويتحدث ويتفاوض باسمها. أهملت منظمة التحرير عن سابق تصميم وتصور، إلا عندما احتاجها رئيس السلطة لتوطيد شرعيته أو إقرار خياراته، وتحولت مؤسسات المنظمة إلى مجرد هياكل متآكلة لبيروقراطية تقدم بها العمر، ولا يريد أحد أن يتذكرها. كل التوافقات الفلسطينية الفصائلية من أجل إحياء المنظمة وإعادة بنائها لم تحقق تقدماً يذكر، ليس لأن هذه التوافقات لم تكن واقعية، بل لأن قيادة المنظمة، التي هي قيادة سلطة الحكم الذاتي، لا تريد أصلاً إحياء المنظمة ولا إعادة بنائها. تعرف قيادة سلطة الحكم الذاتي أنها منحت مقاليد السلطة ليس لتمثيل الفلسطينيين كافة، ليس لتمثيل الجماعة الوطنية الفلسطينية، ولكن لتمثيل سكان الضفة والقطاع وحسب، تمثيلهم النسبي، بالطبع، وتحمل أعباء إدارة شؤونهم البلدية والأمنية، بدلاً من سلطة الاحتلال. والمؤكد، أن سلطة الحكم الذاتي عرفت دائماً شروط المنحة التي حصلت عليها، وعملت، بإخلاص تحسد عليه، على أن تلتزم بها ولا تتخطاها. وحتى في حركة فتح، التي تمثل العمود الفقري لسلطة الحكم الذاتي، تراجع دور ووزن فلسطينيي الشتات بصورة حثيثة، حتى وصل إلى ما يشبه التلاشي في مؤتمر الحركة الأخير. والمشكلة، ليس فقط في إخفاق سلطة الحكم الذاتي في تحقيق هدف تحرير المناطق التي احتلت في حرب 1967، وتحولها إلى كيان سيادي، حر، يمثل فلسطينيي الضفة والقطاع، ولكن أيضاً في أن السلطة سرعان ما انقسمت على نفسها بين غزة ورام الله. وهذا ما يجعل الدعوة إلى وجود إطار جديد للقاء الفلسطينيين في الشتات مسألة بالغة الأهمية، وما يجعل احتجاجات بيروقراطية المنظمة غير ذات معنى. إن كان لبيروقراطية المنظمة أن تعترض، فلابد لها من الاحتجاج على الانقلاب الذي قادته سلطة الحكم الذاتي وحراس أوسلو على نضال الحركة الوطنية الفلسطينية الطويل من أجل إعادة بناء الجماعة الوطنية الفلسطينية. كان فلسطينيو الشتات الحاضنة الأولى للحركة الوطنية، وربما سيتحول اجتماعهم من جديد إلى قوة دافعة لعودة التوازن إلى معادلة القوة التي تحكم الصراع على فلسطين ومصير شعبها. ٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث فلسطينيو المهجر وأزمة منظمة التحرير الفلسطينية د. بشير موسى نافع |
مشروع قانون الانتخابات الجديد وتكريس الأزمة العراقية Posted: 01 Mar 2017 02:15 PM PST اعتمدت الانتخابات البرلمانية العراقية منذ العام 2005 نظام التمثيل النسبي، بوصفه النظام الأنسب لتمثيل أكثر عدالة في مجتمع تعددي مثل المجتمع العراقي. وهذا النظام يعتمد على قوائم انتخابية تضمن إلى حد كبير فرص تحقيق النسبية في التمثيل، خاصة وأن الأحزاب والكيانات السياسية العراقية، هي قوائم ذات طبيعة قومية ومذهبية ودينية! بل إن الائتلافات التي تحاول تسويق نفسها على أنها كيانات عابرة لهذه الهويات الفرعية، إنما تتشكل من أحزاب وكيانات ذات طبيعة طائفية أيضا! وقد نستثني من هذا التوصيف قائمة وحيدة هي قائمة التحالف الوطني الديمقراطي والتي ظهرت في الانتخابات الأخيرة عام 2014. ولم يكن اعتماد هذا النظام مجرد «خيار»، بل كان نتيجة استشارات قدمتها الأمم المتحدة، التي قامت بإجراء مناقشات موسعة، انتهت إلى الاتفاق على تبني نظام التمثيل النسبي، بناء على طلب رسمي من سلطة الائتلاف المؤقتة، ومجلس الحكم العراقي الذي تم تشكيله في تموز/ يوليو 2003 إن دراسة مقارنة للأنظمة الانتخابية المعمول بها في العالم، تكشف بوضوح، أن نظام التمثيل النسبي كان الأكثر اعتمادا في الكثير من الديمقراطيات الناشئة، تحديدا تلك التي تعاني انقساما مجتمعيا حادا، أو تلك التي تعتمد الطائفية السياسية في تشكيل أحزابها وكياناتها السياسية، كما في الحالة العراقية. ومن ثم فإن اعتماد أي نظام آخر، لا يمكن من خلاله ضمان نتائج تعكس هذا التنوع في المؤسسات التمثيلية، وما يمكن أن ينتج عن ذلك من احتكار للسلطة، سيؤدي بالتأكيد إلى نتائج كارثية يمكن أن تزيد من حدة الانقسام والصراع بدل أن تعمل على تحجيمه. إن الانتخابات ليست مجرد أداة لإيصال «ممثلين» إلى المجالس التمثيلية، سواء على المستوى الوطني أو المستوى المحلي، بل هي جزء عضوي من ترتيبات النظام السياسي نفسه، ومخرجاتها يمكن أن تنعكس سلبا أو إيجابا على هذا النظام. وقد أشرنا في مقال سابق إلى أن النظام السياسي الأمثل الصالح لحكم العراق هو الديمقراطية التوافقية، وأن بعض خصائص هذا النظام، التي ما زالت متحققة نوعا ما، سواء فيما يتعلق بالحكم من خلال ائتلاف واسع، أو التمثيل النسبي، لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال اعتماد نظام التمثيل النسبي في الانتخابات. ومن ثم فإن أي تغيير في هذا النظام سيزيد من الاختلالات في علاقات القوة، بما يفاقم الصراع القائم أصلا. مشروع القانون الجديد، الذي تقدم به رئيس الجمهورية، والذي يناقش الآن في مجلس النواب، يقترح اعتماد نظام انتخابي مختلط، يتم من خلاله توزيع 50٪ من مقاعد مجلس النواب على المرشحين الحاصلين على أكثر الأصوات في جميع القوائم الانتخابية، ضمن الدائرة الانتخابية الواحدة، بمعزل عن القائمة. وتوزيع الـ 50٪ المتبقية على القوائم الانتخابية، وفق نظام سان لاغي المعدل الذي يقسم الأصوات على (1.5، 3، 5 الخ). إن تكريس هذا النظام، إذا ما تم اعتماده، سيؤدي بالضرورة إلى إخلال كبير في التمثيل في مجلس النواب المقبل، تحديدا في المناطق المختلطة. وهي المناطق التي تشهد توترات اجتماعية وسياسية حقيقية بسبب اختلال علاقات القوة الموجود أصلا؛ ففي محافظات مثل بغداد وكركوك وديالى، وهي محافظات شهدت أعمال عنف واسعة، وعمليات تغيير ديمغرافي، كانت الانتخابات دائما، وتحديدا من خلال نظام التمثيل النسبي، قادرة على إعادة التوازن النسبي في هذه المحافظات، حتى ولو على مستوى الشكل! ففي انتخابات عام 2010 مثلا، توزعت مقاعد محافظة كركوك على النحو التالي: 6 مقاعد كردية، مقابل 6 مقاعد للعرب والتركمان، كما عكست الانتخابات التقارب الكبير بين أصوات كلا المجموعتين الكردية من جهة، والعربية التركمانية من جهة أخرى. وكان لهذه النتيحة أثرها الكبير في كشف التوزيع الديمغرافي في المحافظة بما يخالف الدعاية السياسية المتعلقة بالنسب الديمغرافية في كركوك والتي تطلقها جميع أطراف الصراع. وذلك رغم التغيير الذي سجلته انتخابات 2014 على النسب، حين حصل الكرد على 8 مقاعد، مقابل مقعدين لكل من العرب والتركمان في المحافظة، وكان ذلك بسبب التشتيت الذي حصل في القوائم السنية، مع بقاء الكتل التصويتية على حالها تقريبا. لكن التعديل المقترح يمكن أن يطيح تماما بهذا التوازن النسبي في تمثيل المكونات القومية في كركوك، بما قد ينعكس سلبا على الصراع القائم في المحافظة أصلا، والذي منع اجراء أية انتخابات محلية منذ العام 2005! فإذا ما أعدنا توزيع مقاعد المحافظة وفقا للتعديل المقترح اعتمادا على نتائج 2014، فسنكون هذه المرة أمام 9 مقاعد كردية، مقابل مقعدين تركمانيين، ومقعد عربي واحد! وهذه النتائج لا تعكس بأي حال من الأحوال الوضع الديمغرافي للمحافظة. مع الانتباه إلى أن التعديل الجديد سيدفع الأحزاب الكردية في كركوك، ذات التاريخ الطويل والبنى الحزبية الصلدة، إلى إعادة تدوير الأصوات على مرشحيها في الانتخابات بما يضمن لها الحصول على جميع المقاعد الفردية، خاصة مع عدم وجود بنى حزبية حقيقية، عربية أو تركمانية في كركوك! وهو ما يمكن أن يفضي إلى اختلال أوسع في التمثيل، مع كل ما يستتبع ذلك من تداعيات سياسية. إن تمرير قانون الانتخابات بصيغته المقترحة سيخلق مشاكل حقيقية أكثر من القانون الحالي، وهو بكل تأكيد يمكن له أن يخلق مشكلة عدم توازن في التمثيل ويزيد من حدة الصراع السياسي الموجود. ومن ثم لا بديل حاليا عن نظام التمثيل النسبي القائم، مع إمكانية العمل على ضمان حسن تنفيذه، من خلال إعادة النظر ببنية المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وضمان مراقبة دولية لعملها قبل وخلال وبعد الانتخابات، وليس مراقبة يوم الانتخابات فقط، فأغلب عمليات التلاعب تحدث قبل وبعد يوم الانتخابات، وهو ما يجب مراقبته بدقة لضمان انتخابات نزيهة وعادلة. ٭ كاتب عراقي مشروع قانون الانتخابات الجديد وتكريس الأزمة العراقية يحيى الكبيسي |
جنيف 4 Posted: 01 Mar 2017 02:15 PM PST أعلن المبعوث الأممي ستيفان دي مستورا، منذ البداية، عن تشاؤمه بشأن الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف بسبب غياب التوافق الأمريكي ـ الروسي. الواقع أن سبب غياب هذا التوافق هو عدم تبلور سياسة أمريكية، إلى الآن، في الموضوع السوري. بدلاً من ذلك هناك أولوية لدى الإدارة الأمريكية الجديدة، باتت واضحة، بشأن محاربة تنظيم «الدولة» الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا من جهة، وتحجيم التمدد الإيراني عبر الإقليم من جهة ثانية. تحت هذين العنوانين العريضين هناك تفاصيل كثيرة متشابكة الخيوط تحتاج إلى وضع استراتيجية متكاملة بشأنها، من المرجح أنها ستغير، إلى حد كبير، استراتيجية الإدارة السابقة. كانت زيارة وزير الخارجية السعودي المفاجئة للعراق من أهم وجوه تلقف القوى الإقليمية للسياسة الأمريكية الجديدة قيد التبلور. فالعراق الذي تركته إدارة أوباما مباحاً للنفوذ الإيراني، أصبح يملك خيارات الموازنة بينه وبين نفوذ عربي مدعوم أمريكيا. صحيح أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ينتمي، مثله مثل سلفه نوري المالكي، إلى تيار سياسي محسوب على إيران، لكن تبقى بوصلة الطبقة السياسية العراقية، بما فيها الكتل الشيعية، مشدودة إلى واشنطن. والآن بعدما وصل قتال «داعش» إلى داخل مدينة الموصل، بات السؤال عما بعد «داعش» هو الذي يشغل جميع القوى الفاعلة في العراق. فإذا كانت واشنطن هي البوصلة لدى الحكومة العراقية، فهذا يعني رسم سياسات ما بعد تحرير الموصل بما لا يتعارض مع التصعيد الأمريكي إزاء النفوذ الإيراني. وهو ما يتطلب عودة الموصل إلى أهلها السنة، وتحجيم دور الحشد الشعبي لمصلحة الجيش العراقي المركزي، وتفاهماً إيجابياً مع إقليم كردستان. أما في الإقليم السوري لـ»دولة الخلافة» فمعركة تحرير الرقة هي العنوان الذي تدور حوله التجاذبات السياسية. وهنا نرى إشارات أمريكية متناقضة بشأن الحليف المحلي الذي ستعتمده واشنطن في محاربة «داعش»: تركيا أم حزب الاتحاد الديموقراطي؟ فمن جهة أولى لدينا زيارة رئيس هيئة الأركان الأمريكية إلى أنقرة وقاعدة إنجرلك الجوية، والاجتماع المطول بين رئيس الوزراء التركي ونائب الرئيس الأمريكي مايكل بنس في بون، وكان موضوع معركة الرقة وتعقيداتها على رأس المباحثات في المناسبتين. ولدينا، من جهة ثانية، زيارة النائب الجمهوري جون ماكين إلى كوباني ولقائه بقادة «الاتحاد الديموقراطي» وجناحه العسكري «وحدات حماية الشعب» ومظلته العسكرية المسماة «قوات سوريا الديموقراطية». قدم الأتراك لحليفهم الأمريكي مغريات مرفقة باقتراحات: اشتباك لفظي حاد مع إيران، وخطتان للاختيار بينهما بشأن المشاركة التركية في تحرير الرقة بشرط استبعاد «قوات سوريا الديموقراطية» من العملية. وتنطوي الخطتان على مخاطر الاشتباك مع القوات الحليفة لنظام دمشق الكيميائي، في الخطة الأولى، ومع وحدات حماية الشعب وحلفائها في الخطة الثانية التي تقترح الدخول من تل أبيض باتجاه الرقة. لا يمكن لواشنطن أن تجمع القوات التركية والكردية في عملية عسكرية واحدة، ولا بد لها من المفاضلة بينهما. كما أن التوجه من الباب، وفقاً للخطة الأولى، قد يشكل نقطة تفارق تركية مع موسكو المؤيدة لنظام دمشق. وهكذا تجد تركيا نفسها، مجدداً، في وضع لا تحسد عليه، بعدما تنفست الصعداء بانتهاء ولاية أوباما. فلا روسيا متفهمة للهواجس التركية، ولا الإدارة الأمريكية الجديدة بعد السابقة. من جهة ثانية، ما زالت السياسة التي يمكن أن تتبعها إدارة ترامب إزاء روسيا غير واضحة المعالم، وهي ما من شأنها أن ترسم ملامح السياسة الأمريكية في الموضوع السوري نفسه. موسكو التي تفاقم قلقها بعد إقالة مايكل فلين من موقع مستشار الأمن القومي، لم تعد واثقة من قدرتها على تحويل إنجازاتها العسكرية لمصلحة النظام الكيميائي في سوريا إلى إنجاز سياسي في الإستانة وجنيف، من وراء ظهر الأمريكيين، عادت إلى شن الغارات الجوية على مواقع الفصائل المعارضة، جنباً إلى جنب مع طيران النظام. وهو ما يعني إجهاض وقف إطلاق النار الهش أصلاً بيديها بالذات، وليس فقط بيدي إيران وتابعه السوري. على هذه الخلفية من التطورات الميدانية والتجاذبات السياسية الإقليمية وسيطرة اللايقين بسبب عدم تبلور سياسة أمريكية متكاملة في الموضوع السوري، تدور مباحثات جنيف بصورة باهتة وبلا أي أفق غير الفشل الذي تمتنع الأطراف المشاركة عن إعلانه. وبعيداً عن جدول الأعمال «الطموح» الذي حاول ديمستورا فرضه على المتفاوضين (قضايا الحكم والدستور والانتخابات)، يبدو الإنجاز الوحيد الذي يتطلع المبعوث الأممي إلى تحقيقه في هذه الجولة هو فرض «مدونة سلوك» على الوفود السورية (النظام والمعارضة والمنصات) تتضمن التأدب في الكلام والحفاظ على سرية المباحثات وإبعاد الهواتف الخلوية عن قاعة الاجتماعات! من المشكوك فيه أن ينجح ديمستورا حتى في فرض هذه المدونة، على الأقل على بشار الجعفري ووفده. فهو الوحيد في مباحثات جنيف الذي لا يشعر بأي قلق، فيتصرف على مألوف وقاحته، لأنه ليست لديه أية مخاوف على أمور بعيدة عن اهتماماته كالكرامة أو السيادة أو هيبة «الدولة» التي يزعم تمثيلها وسمعتها. ٭ كاتب سوري |
مسرحية هزلية عربية شر البلية ما يضحك Posted: 01 Mar 2017 02:14 PM PST إن جاز تشبيه ما يجري في عموم الوطن العربي حاليا، فهو «هزل سياسي» من العيار الثقيل. وإذا كانت «العبرة في الخواتيم» وهي مقولة شكسبيرية، فإن الحالة السياسية العربية الحالية جاءت نتيجة لمقدمات وأسباب أدّت إليها، وليست مرتبطة بالنظام الرسمي العربي فقط، بل بالجماهير العربية أيضا. كمثل على ما أدّعي، منذ فترة بسيطة علمت متأكدا أن 17 فردا عربيا أنشأوا حزبا في دولة عربية ما، انتخبوا 6 أعضاء للمكتب السياسي إضافة إلى الأمين العام، استقال إثرها خمسة من المتبقين احتجاجا على عدم نزاهة الانتخابات، وبقي خمسة أعضاء في الحزب، يعملون تحت إمرة سبعة من القادة. أما لماذا التسمية بالمكتب السياسي والأمين العام، فهي عادة عربية انتقلت إلى وطننا من أحزاب كبرى كالحزب الشيوعي السوفييتي، الذي كان تعداده 20 مليون شخص، وله فقط مكتب سياسي من 11 فردا. في وطننا العربي، لم أر إحصائية رسمية لعدد أعضاء القيادات في المكاتب السياسية للأحزاب العربية، ولا عدد الأمناء العامين لها. لكن من خلال عدد الأحزاب العربية، الذي يتجاوز الألفين، يتضح لنا عدد قياداتها في المكاتب السياسية، ففي العراق وحده 300 حزب سياسي، في تونس يفوق عدد الأحزاب 100 حزب. في لبنان 115 حزبا، في الأردن 50 حزبا. وعلى ذلك قس، أي أن المواطن العربي يغفو على عدد من آلاف أعضاء المكاتب السياسية، لأحزابه ويصحو في صباح اليوم التالي ليجدهم زادوا بالمئات، هذا مع العلم أن دولا عربية كثيرة لا تسمح بقيام أحزاب سياسية فيها. السؤال هو، ماذا حقق هذا الكم الهائل من الأحزاب وقياداتها للجماهير العربية من المحيط إلى الخليج؟ رغم كل هذا العدد الهائل في أعضاء المكاتب السياسية فيها، فإن المشاريع الوطنية العربية في تراجع إلى الحضيض، وهرولةً إلى الهاوية . قلناها في مقالة سابقة على صفحات «القدس العربي» إنه في بلادنا لو أحصيتم نسبة المهتمين بالسياسة إلى نسبة المواطنين العرب، وهي نسبة غاية في البساطة نتيجة لعوامل كثيرة لا مجال لتعدادها، تتضح لكم الأرقام الحقيقية لأعضاء كل حزب. الأهم، في بلادنا تجد بين كل قائد وقائد، قائداً، على الرغم من أننا لا نعرف من القادة، الذين أحرزوا النصر لشعوبهم سوى القلائل، في كوبا، فيديل وراؤول كاسترو وتشي جيفارا، في فيتنام هوتشي منه والجنرال جياب، في نيكاراغوا دانييل أورتيغا، واعذروني أن نسيت بعض الأسماء القليلة الأخرى. عددوا بالله كم من القادة لدى الأحزاب العربية، البعض يعتقد أن القيادة تعني توجيه الآخرين لإنجاز مهمة معينة، بينما يعتقد البعض الآخر أنه يعني التحفيز الدائم للأعضاء. قد تختلف التعاريف، لكن القيادة هي توفير الرؤية والدافع للفريق ليستطيعوا العمل معاً نحو هدف واحد، ثم فهم مواهب كل فرد والقيام بتحفيز فعال لكل شخص لأن يبذل قصارى جهده في سبيل تحقيق هدف المجموعة. من وجهة نظر دافني مالوري، فإن القيادة هي فن خدمة الآخرين، من خلال تزويدهم بالتدريب والأدوات فضلاً عن الوقت والطاقة والذكاء العاطفي، حتى يتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم، سواء شخصياً أو مهنياً. أما من وجهة نظر ألكسيس ديفيس فإن القائد هو الشخص الذي يعرف الخصوصيات والعموميات حول العمل، حتى يتمكن من التعاطف مع أتباعه، بالإضافة إلى كونه ذا تأثير إيجابي على من يقودهم. في بلادنا العربية أيضا، عودة نحو الطائفية والمذهبية والإثنية، تجد مثقفين يحملون أعلى الشهادات العلمية، ولاؤهم للمرجع الديني الأعلى، يرددون أقواله وشعاراته، هدفهم الطائفة أو المذهب، ولو كان ذلك على حساب المصلحة الوطنية للبلد، حتى لو تمزق ووقع في حرب أهلية. في ليبيا، أصدر حاكم مدينة درنة العسكري، الذي يشغل منصب رئيس اركان جيش الجنرال حفتر، المسمى «الجيش الوطني» قرارا بمنع سفر النساء الليبيات دون سن الستين من غير محرم، وقد برر هذا القرار، بأنه جاء للحفاظ على «الأمن الوطني». في ليبيا الممزقة شرّ تمزيق، وغير القابلة للوحدة، ثلاث حكومات، أيضا، فإن ليبيا واليمن والعراق وسوريا مهددة بالتقسيم. كم كانت محزنة دموع الفنان اليمني عمار في مسابقة «أرب أيدول» الأخيرة، بكى تمزّق بلده، وهو الذي تحول اسمه من «اليمن السعيد» إلى «اليمن التعيس». كثير من الفلسطينيين والعرب استكثروا على غالبية شعبنا فرحه بفوز فلسطيني في البرنامج للمرة الثانية. الفلسطيني إنسان يحب ويكره ويفرح ويغضب، وهو يقاتل أيضا. نعم، في أوج الثورات الفلسطينية قديمها وحديثها، اشتهر الفن الفلسطيني أيضا، بالله عليكم ارحمونا من تنظيراتكم، لن تلهي الفلسطيني هذه الدولة أو تلك، ولا هذا البرنامج أو ذاك عن اتجاه بوصلته الوطنية. لوركا أعدمه الفاشيون وهو يلقي شعره. جيفارا كتب الشعر الغزلي والعاطفي، وإلا لماذا جاء تعبير الأدب المقاوم؟. لو لم نكن إنسانيين أولا لما كنّا مقاتلين ومدافعين عن ثورتنا ووطننا. في العديد من بلداننا يجري تعذيب للمعتقلين في السجون. في أوطاننا تجد مثقفين وساسة يملؤهم الغرور، رغم أنه «في البدء كانت الكلمة»، بالتالي فهي مسؤولية، خاصة عندما تأتي من مثقفين، والأخيرون بدورهم في مجتمعاتنا ينقسمون إلى شرائح عديدة، منها المثقفون المغرورون. ولعل تعبير «الغرور» المقيت قديم في ظهوره، وتَجدّد بقوة في العقود الأخيرة مع الانهيار المتدرج في الأوضاع السياسية العربية، للارتباط الوثيق بين الثقافة والسياسة والفن. في مرحلة المد القومي العربي، ارتقت الثقافة والفن العربي، ولأن المثقف جزء من مجتمعه، والمجتمع يعيش أجواء الدولة التسلطية والديكتاتورية الرسمية، ومع الانهيارات الرسمية العربية، فإن البنية الفوقية لها، جعلت من نفسها بديلاً للفرد وللمجتمع، وتحاول أن تنوب عنه في كل المسائل، الأمر، الذي أدى إلى زيادة تسلطية المثقفين التابعين لها.. المثقف المغرور يعيش حالته النرجسية الفردية المقيتة والشاذة، يصنع له وهمه دوائر عاجية، ربما تكون بروجا عالية أو قصورا.. لكنها تظل سرابا! فكما يذهب ظمآن الصحراء إلى بريقه ظانا أنه ماء.. فإن وصَلَه وجده شيئا آخر إلا الماء. تجري سرقة الثروات العربية على أعين الجماهير العربية. العدوان الأمريكي على العراق كان من أجل نهب ثروته النفطية، لهذا لا يبدو صادقا تصريح وزير الدفاع الأمريكي، لدى زيارته الأخيرة إلى بغداد، عندما نفى أن يكون الوجود العسكري الأمريكي في العراق بهدف الاستيلاء على النفط، كوننا نعرف هدف أمريكا من عدوانها على بلد الحضارة والتاريخ، أمريكا لا تزال تفرض هيمنتها العسكرية والسياسية والنفطية على العراق، إن هذا التواجد كان من أساسه، لأجل خدمة المصالح الأمريكية وليس من أجل سواد عيون العراقيين. نعم، لا يبدو أن أحداً يكترث لمشاهد التدمير الذاتي العربية. ولا أحد يحس بنيران الحزن عندما ثبت أن بعض العرب يدافع عن المشاريع الظلامية ويمجد الحماقة ويعشق الفوضى والإرهاب. أما الكيان الصهيوني وأعوانه فيفرحون بمشاهدة عمليات السبي والقتل والتهجير والتدمير العشوائي للمنظمات الإرهابية المتطرفة، ويشعرون بالسعادة وهم يرونها تستخدم كل أدوات قمعها البشعة، من أجل التحول إلى سلطة ارهابية متخلفة تهدد وجود أمتنا بكاملها. نسأل أين هي الآلاف من أحزابنا العربية، والآلاف المؤلفة من مكاتبها السياسية من عموم المشهد العربي؟ كاتب فلسطيني مسرحية هزلية عربية شر البلية ما يضحك د. فايز رشيد |
هادي في أبوظبي Posted: 01 Mar 2017 02:14 PM PST بعد سيطرة الحوثيين على عدن أواخر عام 2014، لجأ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى المملكة العربية السعودية، بحكم الضرورة. وأثناء فترة غياب الشرعية في الرياض نشأت مراكز قوى جديدة في المناطق التي طرد منها الحوثيون، في كل من مأرب وتعز وعدن، وعند عودة الرئيس والحكومة إلى عدن كانت القوى الجديدة في المدينة والمشكلة في مجموعها من قوات المقاومة والحزام الأمني، وبعض ألوية الجيش، قد أصبحت المسيطرة على عدن، الأمر الذي جعل من الضروري مراعاة مصالحها، وحقيقة أنها موجودة على الأرض، خاصة مع تأخر عمليات دمجها في المؤسستين الأمنية والعسكرية. عندما جاء التحالف العربي إلى اليمن، تولى الإماراتيون مسؤولية عدن والمحافظات المجاورة، وقد نسقوا مع قوى سلفية وأخرى موالية للحراك الجنوبي في عدن كيلا ينسقوا مع تجمع الإصلاح، نظراً لإشكالية العلاقة بين الإمارات وتيار الإخوان المسلمين بشكل عام. ومع الزمن، ومع طول فترة غياب مؤسسة الشرعية خارج البلاد، أصبحت عدن مقسمة إلى مربعات أمنية تخضع لفصائل من المقاومة منها ما يتبع الحراك حيث تخضع المعلا وكريتر والتواهي للسلطة المحلية ممثلة بمحافظ عدن ومدير أمنها، فيما توجد قوات أخرى تتبع تيارات سلفية في المطار والمنصورة والبريقة، فيما ألوية الحماية الرئاسية في خورمكسر وحول القصر الرئاسي، بالإضافة إلى الحزام الأمني المتولي مسؤولية الأمن في عدن وأبين ولحج والضالع. السلطة المحلية في محافظة عدن المُشَكَّلة في معظمها من الحراك تناغمت بشكل أو بآخر مع القوى العسكرية المسيطرة على مناطق شاسعة في المدينة، وهو ما أوجد نوعاً من التضارب في الصلاحيات بين مؤسستي الشرعية والسلطة المحلية، الأمر الذي تفاقم مع محاولة قوات من ألوية الحماية الرئاسية استلام المسؤوليات الأمنية في المطار، وهو ما قوبل برفض كتيبة حماية المطار المكونة من تيار سلفي مدعوم من الإماراتيين، حيث تدخلت طائرات إماراتية عاملة ضمن قوات التحالف لصالح قوات حماية المطار ضد قوات الحماية الرئاسية، الأمر الذي جعل هادي يوجه قوات الحماية بالانسحاب من محيط المطار تمهيدا لحل الإشكال بالحوار، حيث عقد الرئيس اجتماعات أمنية في عدن، لوحظ غياب محافظ عدن ومدير أمنها منها، الأمر الذي عكس خلافاً حول الصلاحيات والرؤى والبرامج السياسية في المدينة. والإثنين الماضي قام الرئيس هادي بزيارة للإمارات، على خلفية التطورات الأخيرة في عدن، حيث حمل الرئيس معه ملفات منها دمج الحزام الأمني وقوى المقاومة في المؤسسة العسكرية والأمنية، وطبيعة العلاقة بين السلطة المحلية في عدن من جهة ومؤسسة الشرعية من جهة أخرى، وإجراءات التجنيد والتسليح، وتحديد العلاقة بين مؤسسات الشرعية وقوات التحالف في عدن، وقضايا المطار والموانىء والتنمية وإعادة الإعمار والجبهة الساحلية، بالإضافة إلى قضايا مكافحة تنظيم القاعدة و»داعش»، كل ذلك كان في صلب الزيارة. لم يصدر بيان رسمي حول زيارة هادي ولقائه بنائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في أبوظبي، غير أن ذهاب هادي بعد أبوظبي إلى الرياض ينبئ عن خلافات حول الملفات التي حملها هادي إلى الإماراتيين. مصادر ذكرت أن هادي يريد ضبط العلاقة بين سلطته والتحالف على أساس أن تخضع السلطة المحلية في عدن لسلطة الشرعية، وهو الأمر الذي قوبل فيما يبدو برفض الجانب الإماراتي، على أساس أن القوى المحلية أقدر على ضبط الأمن في المدينة. تقول المصادر إن أبوظبي تريد– كذلك – ضبط علاقة هادي بالتجمع اليمني للإصلاح، الذي تبدو علاقته بالإمارات غير منسجمة، وهو ما يحتم طرح الأمور للنقاش بشكل شفاف داخل مؤسسة الشرعية، وبينها وبين الإماراتيين، حتى لا تحول هذه العلاقة الإشكالية دون تحقيق أهداف استعادة الدولة، ودحر الانقلاب. لدى الإماراتيين تحفظ – كذلك – حول بعض الشخصيات القيادية في مؤسستي الجيش والأمن، ويقولون أن عليهم قضايا فساد، فيما ترجع مصادر في مؤسسة الرئاسة ذلك إلى محاولات أبوظبي إبعاد المحسوبين على هادي في الجيش والأمن، وفي الحالين فيجب ان تناقش هذه النقطة بشكل يخدم هدف إعادة الشرعية في البلاد، وهو الهدف المعلن من قبل قوات التحالف العربي منذ اليوم الأول لانطلاق العمليات العسكرية. واضح ان أبوظبي تتمسك بالسلطة المحلية في عدن، وهذا يخلق المزيد من المتاعب للرئيس الذي يسعى لممارسة مهامه في عدن، لكن واضح أيضاً أن على هادي أن يقنع التحالف بقدرة سلطته على ضبط الأوضاع في عدن، بتقديم خطط واضحة لدمج الفصائل المقاومة والحزام الأمني بشكل سلس في اجهزة الجيش والأمن، بالتنسيق مع السلطة المحلية، بشكل لا يتعارض مع اعتبار هادي المسؤول الأول الذي يملك الصلاحيات الدستورية التي بموجبها تكون السلطة المحلية تابعة للشرعية، لا موازية لها. الإمارات دولة محورية في التحالف العربي، ولها جهود كبيرة في ضبط الأوضاع الأمنية في المناطق التي تتواجد فيها، كما أن لها جهوداً في الجوانب الإغاثية وإعادة الإعمار وتشغيل المطارات والموانئ، والإماراتيون متواجدون على الأرض بشكل يمكن أن يشكل رافعة لإسناد تواجد الدولة، وبناء مؤسساتها، على أن تحيد الخلافات الداخلية بين اليمنيين أنفسهم، وعلى أن تنسق الجهود مع التحالف بشكل يخدم الهدف الأساس من وجود التحالف العربي ذاته، على أن يعي الإماراتيون أن مهمة التحالف العربي جاءت لدعم الشرعية، ولن يتم دعم هذه الشرعية إلا بإخضاع كافة مؤسسات الدولة لسلطة واحدة، هي سلطة الرئيس المعترف به دولياً. وفي تصوري أن التحالف لن يعترض على دمج مجاميع المقاومة في المؤسسة الأمنية، والإماراتيون سيوافقون على دمج الحزام الأمني، لكنهم لا يريدون أن يتفكك الحزام الذي استثمروا فيه كثيراً، وأصبح قادرا على ضبط الوضع الأمني بصورة جيدة في عدن وجوارها الجغرافي. من حق الرئيس هادي أن يكون مرجع جميع القرارات في الجوانب الأمنية والعسكرية والسياسية، لأنه رئيس الجمهورية، ومن واجبه أن ينظر ببصيرة إلى خريطة التحالفات، وتشابك المصالح والقوى على الأرض، وأن يكون مظلتها جميعاً نحو تحقيق أهداف استعادة الدولة والتخلص من الانقلاب، والانطلاق نحو استكمال عملية التحول السياسي في البلاد. السعوديون – بدورهم – سيكون لهم جهد في المساعدة على إعادة ترتيب الأوضاع في عدن بالتنسيق مع الرئاسة والإمارات. التحالف العربي يدرك شرعية الرئيس هادي وسلطاته، وهو ما يحتم تهيئة عدن لكي تستوعب متغير عودة الرئاسة والحكومة إليها، وهذا ما على السلطة المحلية في عدن أن تستوعبه، كي لا تضيع جهودها الماضية في ضبط الأوضاع، وحتى لا تظهر بمظهر المتمرد على قرارات أو تعليمات رئيس الجمهورية، وذلك يتطلب عدم التصادم مع مؤسسة الرئاسة، وفتح عدن لتكون مدينة كل اليمنيين، والتخلي عن عقلية التفكير السائدة والقائمة على النظر إلى عدن على أساس أنها مدينة مغلقة على توجهات سياسية بعينها، وكيانات تقبل أو ترفض على أساس جهوي أو مناطقي، لأن ذلك يمكن أن يعد ضمن معرقلات عملية التحول السياسي الذي يمكن أن يؤخذ بعين الاعتبار في الأمم المتحدة. والخلاصة، على الجميع ألا يتعاملوا مع أوضاع عدن عام 2017 تعاملهم مع أوضاع صنعاء عام 2014، وهو الأمر الذي أدى إلى ما وصلنا إليه اليوم. كاتب يمني من أسرة «القدس العربي» هادي في أبوظبي د. محمد جميح |
في المسألة الكردية السورية Posted: 01 Mar 2017 02:14 PM PST من تصفح تاريخ سورية ونقب في تعاريجه ودهاليزه ألفى أن أرضها كانت ولاتزال مفتوحة لكل غاز، من فرس ورومان وعرب، وصليبيين ومغول وتتار، وأتراك وأوربيين. كما شهدت هجرات بشرية مختلفة على مر العصور، منها ما هو ديني، ومنها ما هو عرقي، كاليهود الذين احتلوا فلسطين باسم الدين، كما فعل الصليبيون من قبلهم، أو كالأرمن والشركس الذين هجروا إلى سورية مع بداية القرن العشرين، إثر الحرب العالمية الأولى، أو التركمان الذين استوطنوا سورية بعد سقوط السلطنة العثمانية. أما الكرد فوجودهم قديم حديث، تعزز مع حملات صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيين، ثم الدولة الأيوبية التي امتدت من عام 1193 ولغاية عام 1252. استوطن جزء منهم في دمشق في حي الأكراد، وتفرق جزء آخر في المدن السورية المختلفة، بينما تركز وجود معظمهم في الشمال السوري في منطقة الحسكة في مدن القامشلي، وعين عرب (كوباني) وجرابلس وعفرين. ويعتبر الكرد أكبر مكون عرقي في سورية بعد العرب (حوالي 10%) من السكان البالغ عددهم حوالي 23 مليون نسمة. في الفترة العثمانية هاجرت بعض قبائل الكرد من منطقة الأناضول إلى شمال سورية كقبيلة الرشوان واستوطنوا فيها، وبعد حكم مصطفى كمال تركيا هاجر عشرات الآلاف من الأكراد إلى سورية، وقام الانتداب الفرنسي بتجنيسهم. وانخرط جزء منهم في قوات الشرق التي شكلها الانتداب الفرنسي من الأقليات في سورية، ورغم مطالب الكرد من فرنسا بإنشاء دولة خاصة بهم أسوة بدولة العلويين، ودولة الدروز التي كانت تنوي إقامتها، إلا أنها رفضت هذا المطلب. وقد ساهم الأكراد بشكل كبير في الحياة السياسية السورية، خاصة بعد الحرب العالمية الأولى، إذ وصل عدد كبير منهم إلى أعلى مناصب الدولة، وكرمتهم سورية أفضل تكريم، كوزير دفاع الملك فيصل، يوسف العظمة الذي استشهد في معركة ميسلون ضد الجيش الفرنسي الغازي، وتمثاله ماثل إلى الآن على رصيف رئاسة الأركان السورية، في أجمل وأكبر ساحة في دمشق ساحة الأمويين. ونصب محمد علي العابد الكردي الأصل كأول رئيس للجمهورية عام 1936 ثم تبعه عطا بك الأيوبي. وبعد الاستقلال قام حسني الزعيم بأول انقلاب عسكري في سورية عام 1949 على الرئيس المنتخب شكري القوتلي، وتبعه فوزي سلو بانقلاب آخر، ثم أديب الشيشكلي (أي أن خمسة رؤساء من أصل تسعة عشر رئيسا حكموا سورية من أصل كردي). وكذلك الأمر بالنسبة لرئاسة الوزراء فكان منهم: عطا بك الأيوبي، حسني البرازي، محسن البرازي، محمود الأيوبي. وقام الكرد السوريون بتشكيل أول حزب سياسي عام 1957 باسم الحزب الديمقراطي الكردي السوري، لكن تم حظره من قبل السلطات السورية آنذاك، ثم قامت بسحب الجنسية من 120 ألف كردي بصفتهم أجانب. وأحصت المنظمة الدولية عام 1965 أن حوالي نصف مليون كردي في سورية لا يحملون الجنسية السورية. وقد قامت الحكومات البعثية المتتالية منذ تولي السلطة عام 1963 بنهج سياسة التغيير السكاني في منطقة الجزيرة، خاصة بعد اكتشاف النفط فيها، عبر توطين قبائل عربية وتهجير الكرد. وتم تضييق الخناق على كل نشاط ثقافي، فمنع الكرد من تعلم اللغة الكردية، أو إنشاء أي حزب سياسي. ومع استيلاء عائلة الأسد على السلطة في سورية عام 1970 ازداد الوضع سوءا وشهدت المناطق الكردية عدة أحداث دموية وانتفاضات، وقام حافظ الأسد الذي كان يعادي تركيا باللعب بالورقة الكردية، عبر السماح لحزب العمال الكردستاني المعارض في تركيا بفتح معسكرات في سورية ولزعيمه عبد الله اوجلان الإقامة فيها، ولكن في عام 1998 اضطر الاسد بعد تهديد تركيا الجدي بإغلاق هذه المعسكرات وطرد أوجلان، الذي استطاعت تركيا القبض عليه وإيداعه السجن. أما في عهد بشار الأسد فلم تكن حال الكرد أفضل مما كانت عليه في عهد أبيه، فالظلم الذي عاشه الشعب السوري، وحالة الاستبداد والفساد، لم يشهدها شعب سورية في تاريخه الطويل، إذ لم يفرق نظام الإجرام بين كرد وعرب أو سواهما من مكونات الشعب السوري، فعاني الكرد ما عانى أخوانهم السوريون، ولكن يضاف إلى ذلك حرمان بعضهم من الجنسية السورية، وحرية تعلم لغتهم وممارسة ثقافتهم. لكن هذا المشهد سيتغير فجأة مع اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، فمع انتفاضة الشعب السوري ضد نظام الاستبداد والفساد والطائفية، وجد الكرد فرصة لفرض وجودهم السياسي والثقافي، والاجتماعي. فتم تأسيس المجلس الوطني الكردستاني في العراق، وهو قريب من رئيس كردستان العراق مسعود بارزاني في أكتوبر 2011 الذي يضم ستة عشر حزبا كرديا، ورفع شعار «تغيير النظام» بدل شعار «إسقاط النظام» الذي رفعته الثورة السورية. وانضم للمجلس الوطني السوري، رئيسه الحالي ابراهيم برو. في المقابل برز حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي تأسس عام 2003 يقوده حاليا صالح مسلم، والتابع لحزب العمال الكردستاني التركي، كلاعب أساسي في تقاسم الأدوار مع نظام بشار الأسد، في عملية إخماد الثورة السورية، وخلط الأوراق، والوقوف في وجه تركيا الداعمة للثورة السورية، التي تحتضن المعارضة وعددا كبيرا من اللاجئين السوريين. وقد قام مسعود بارزاني بجمع حزب الاتحاد والمجلس الوطني في ما يعرف بتفاهم أربيل، وتشكيل المجلس الأعلى الكردي، إلا أن خلافات عميقة تفصل بين هذين التيارين، ففي حين أن الاتحاد الديمقراطي يهدف لقيام كيان كردي مستقل ذاتيا في الشمال السوري، يطالب المجلس الوطني الكردي بنظام فيدرالي في سورية ورفع كلمة عربية من الجمهورية العربية السورية. وقد تم تشكيل وحدات حماية الشعب الكردي المسلحة (يشار إليها بمختصر قسد باللغة الكردية) المدعومة من أمريكا، لمقاتلة «داعش» في منطقة الجزيرة التي باتت تحت سيطرتها منذ عدة سنوات. لكن حزب الاتحاد حاول الامتداد غربا ليسيطر على كل الشريط الحدودي المحاذي لتركيا، ما أثار غضب أنقرة التي ترى في هذا الحزب صنوا لحزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيا، وأنه يشكل على أمنها خطرا كبيرا، وهذا ما جعل العلاقات التركية الامريكية تتدهور بشكل كبير خلال فترة رئاسة اوباما، ما دفع بتركيا الاتجاه نحو روسيا ومصالحتها، بعد ان وصلت علاقتهما للحضيض، بعد اسقاط الجيش التركي لطائرة روسية مقاتلة فوق الاراضي السورية. والاتفاق معها على تبادل المصالح بشكل تسمح تركيا لروسيا وقوات الاسد وميليشياته السيطرة على كامل حلب، مقابل ألا تتدخل روسيا في عملية درع الفرات التي تهدف إلى إيجاد منطقة «آمنة» تبدأ من مدينة أعزاز فمدينة الباب (التي تم تحريرها) ثم المنبج، ويبدو أن النوايا التركية لن تتوقف عند هذا الحد مع بداية تباشير شهر عسل مع الادارة الامريكية الجديدة، التي تؤيد الخطة التركية في إيجاد منطقة آمنة تحتضن اللاجئين السوريين من ناحية، وتقطع الطريق على مشروع حزب الاتحاد الكردستاني إنشاء دولة في الشمال السوري. وقد رفضت تركيا ان يشارك هذا الحزب بأي مفاوضات بين النظام والمعارضة، رغم سعي موسكو لإشراكه في المفاوضات في أستانة أو جنيف، على غرار المجلس الوطني الذي يشكل جزءا من الائتلاف السوري المعارض. وتبقى الأمور حاليا مرهونة بمدى التوافق الروسي الامريكي في الملف السوري، ومدى التقارب بين واشنطن وأنقرة، وعودة أجواء الثقة بينهما، التي فقدت في عهد أوباما. إن الشعب الكردي الذي لا شك عاني من ظلم النظام البعثي الأسدي كما عاني الشعب السوري، لكن السوريين بجميع أطيافهم لا ينظرون للإكراد إلا كأخوة لهم في السراء والضراء، وهم سوريون مثلهم مثل اي سوري آخر لهم الحقوق نفسها وعليهم الواجبات نفسها. كاتب سوري في المسألة الكردية السورية رياض معسعس |
الدماء والدموع تستصرخ الإصلاح Posted: 01 Mar 2017 02:13 PM PST عندما تفشل مجتمعات في منع حدوث الانتهاكات الحقوقية والإنسانية بحق الأقليات الدينية أو المذهبية أو الثقافية من مواطنيها، فانُ عليها أن تفتش في أعمق أعماق مكونات وجودها عن الأسباب والمهيئات لحدوث تلك الانتهاكات. هذا هو واقع دول ومجتمعات العرب في حاضرهم الذي يعيشون. وهو ما يُرى في أبهى صوره في ارتكاب التهجير والمجازر واغتصاب النساء بحق المواطنين المسيحيين العرب، أو في احتلال ميليشيا شيعية لقرية سنيُة، أو في احتلال ميليشيا سنية لقرية شيعية. في بشاعة وحقارة وفسق تلك الصور ينجلي الجانب المتقيح في مكونات الوجود الاجتماعي العربي. الدلائل كلُها تشير إلى أن التهيئة لارتكاب تلك البشاعات تبدأ في القراءات المتخلفة والفهم اللامعقول، التاريخي والحاضر، لمنطوق الوحي الإلهي في الدين الإسلامي من جهة، وتنتهي في إصرار أعداد لا حصر لها ولا عد من الملقبين بالأئمة والفقهاء، والعلماء وآيات الله وحجج الإسلام والمجاهدين وأمراء المؤمنين ومنقذي ومجددي الدين عند رأس كل قرن إلخ… إصرارهم على تعيين أنفسهم وسطاء ومعلمين وميسرين وشارحين ومشرعين بين الخالق والمخلوقين. وهكذا تبعد المسافة بين المسلم وربه الرحيم الغافر الذنب المتسامح المحب، بينما تصغر المسافة بينه وبين زمرة المتوسطين المتزمتين المتعصبين عن جهالة، غير المتسامحين بانتهازية ونفعية، المنصبين أنفسهم بأنفسهم على أنهم الحماة الوحيدين لمشيئة الله ووحيه ورسالته، الذين أغرقوا الرسالة البسيطة الموجهة لفطرة الإنسان الفرد البسيط في لجج من مدارس وشروحات وتفسيرات فقهية بشرية، ألبسها بعض من أصحابها وكثير من أتباعها لباس القدسية والدلالة المؤكدة للفرقة الناجية. وهكذا تكونت إشكالية كبرى في ثقافة الإنسان العربي وترسخ مرض في عقول المجتمعات العربية. أما الإشكاليات فيجب أن تحل وأما الأمراض فيجب أن تعالج. والحل هو الإسراع بإصلاح المجالات التي أقحم الدين الإسلامي فيها بحسن نية وبجهل، إذ لا مشكلة في جوهر الدين نفسه والمقاصد الكبرى لرسالته. ومن البداية يجب التأكيد بأن الورع الديني الذي تتميز به مجتمعات العرب لن يرفض محاولة إصلاحية تستند إلى العقل والعلم، وتحترم التقوى الروحية، وذلك على الرغم من التطرف والتخبٌط الذي تمارسه بعض حركات الإسلام السياسي المتطرفة وجماعات الجهاد التكفيري العنفي. قضية الإصلاح ثم التجديد في المجال الديني، من مثل مراجعة مكوُنات وآليات ومناهج علوم الحديث والفقه، مضى عليها أكثر من قرن ونصف القرن وهي تراوح مكانها. الأسباب واضحة، فهي أولا اعتمدت في معظمها على جهود فردية أو مؤسسية محددة النفوذ والسلطة. وهي ثانيا اعتمدت على سلطات دول، هي إما غير مقتنعة بضرورة الإصلاح، أو مكتفية بالاستعمال الانتهازي للدين في صراعات السياسة أو في أحسن الأحوال قانعة بإصلاحات جزئية ترقيعيه مظهرية محدودة. والنتيجة هي أن ذلك الإهمال الذي مارسته سلطات الدول للبدء بعملية إصلاح حقيقي، قائم على العلم والعقل ودروس التاريخ، ومبتعد عن مماحكات السياسة ونفعيتها، قد أدى إلى الوضع المأساوي الذي أمامنا: عنف وإرهاب وتضليل وملاسنات وأكاذيب سممت المجال الديني وأدخلته في تيه التعصُب والجنون وانتهاكات حقوق الناس وانتهازيات السياسة. وعندما نضع اللوم الأكبر على الدولة العربية فلأنُها الأقدر على القيام بعملية إصلاح شاملة، لكن ذلك لا يعفي الأحزاب السياسية الإسلامية الإصلاحية، ولا المرجعيات الدينية شبه المستقلة ولا الجماعات الثقافية الإسلامية. لا يسمح المجال للدخول في تفاصيل متطلبات هذه العملية الإصلاحية، التي صدرت طيلة القرن الماضي مئات المؤلفات الرصينة بشأنها. لكنها لن تثمر إصلاحا حقيقيا وعميقا أن لم تتوفر لها المتطلبات الآتية: أولا: إخراج منطوق الوحي الإلهي من قبضة التاريخ، ليعود إلى حالة طهارته وبساطته وتوجهه المباشر إلى النفس الإنسانية العاقلة المكلفة المستقلة عن إدعاءات الوساطات والإملاءات. أن ذلك سيتطلب بدوره وجود مراكز بحوث ودراسات في الإسلاميات، تضمُ إضافة إلى علماء الدين علماء متخصصين في ميادين علوم التاريخ والاجتماع والنفس واللسانيات والطبيعيات وغيرها. وهو ما سيجعل الدراسات الإسلامية تستعمل المناهج الحديثة وتستفيد من منجزات علوم العصر. ثانيا: معالجة كل أنواع الخلل في منظومة التعليم الديني التخصصي، ومنظومة التثقيف الديني المدرسي والجامعي، ومنظومة الإعلام الجماهيري الديني، ومنظومة الاجتهاد الديني ومنظومة العمل السياسي الديني، وذلك كله من أجل هدف جعل مجال الدين ملكية تخصُ الأمة كلها وعموم المجتمع، وتمنع الاستحواذ عليه من قبل فئة أياَ يكون مسماها، أو ممارسة بيعه وشرائه في عوالم السياسة والصراعات الأيديولوجية المختلفة. ثالثا: تنفيذ تلك العملية الإصلاحية من خلال مبادئ العدالة، والحرية المسؤولة، وتعايش الأفكار المتعددة، والاحتكام إلى القوانين، والمساواة بين المواطنين. وذلك لأن الدين يفسده المجتمع الفاسد. إصلاح المجال الديني سيساهم إلى حدود كبيرة في تسهيل إصلاح مجالات السياسة والاجتماع والثقافة في وطن العرب المريض المأزوم المنهك. كاتب بحريني الدماء والدموع تستصرخ الإصلاح د. علي محمد فخرو |
قمة تحقيق الأحلام Posted: 01 Mar 2017 02:13 PM PST من الأوصاف التي أسبِغَتْ في إسرائيل على أوَّل لقاءٍ جمع نتنياهو بترامب قبل أيام قليلة ما جاء على لسان وزير العلاقات الإقليميَّة في حكومة نتنياهو «تْسَاحِي هَنِجْبي» حيث وصفها بقمَّة تحقيق الأحلام. يحضرني في الذَّاكرة وفي السِّياق المتَّصِل بتصريحات هنجبي ذات التَّفخيم المَسْرَحَيّ هذه المرَّة، تلك الأقوال التي كان أرئيل شارون قد أطلقها أمام مركز الليكود في غضون السَّاعات الأولى بعد إعلان فوزه على إيهود بارك في انتخابات نهاية عام 2000، تلك الانتخابات التي جرت على خلفية فشل مؤتمر كامب ديفيد واندلاع أحداث الانتفاضة الثانية. كنتُ أُتابع وأشاهد – وكما الكثيرين بطبيعة الحال – وسائل الإعلام الإسرائيليَّة الَّتي كانت تواكِب في بثّ حيّ ومباشر نقل وقائع إلقاء خطاب النَّصر من قبل أرئيل شارون في مركز حزب الليكود في تل أبيب. تأخَّرَ أرئيل شارون بعض الوقت عن موعده لدخول مقر مركز الحزب وذلك في البهو الخارجي للمقر، وكانت هناك موجة من الصَّخب والاحتجاج بين أعضاء مركز الحزب على تأخُّره، وقد وُوجِهَ بها شارون لدى دخـوله، وما أنْ دخل واعتلى منصَّة الخطاب حتَّى طـالب الجميـع بالهـدوء، وبـدأ بالقـولِ مَزْهُـوَّاً: إنَّكم تحتَجُّون وتسألون عن سبب تأخُّري عن الإسراع في إلقاء الخطاب في وقته المحدد، وإليكم السَّبب؛ لقد كان على خطِّ هاتفي ولدى اعتزامي الدُّخول إليكم الرَّئيس الأمريكي صديقي جورج دبليو بوش، وقد طالبني بأنْ أنقل إليكم تهانيه الحارَّة، وقد قال لي: «هل تذكر يا صديقي إريك عندما قَدِمتُ لزيارتك في إسرائيل وكنتُ أنا وقتها حاكم ولاية تكساس وكنتَ أنتَ مجرَّدَ عضو كنيست في المعارضة، وقد طِرْنا حينئذ معا بطائرة هيلوكوبتر في سماء القدس ويهودا والسَّامرة (الضِّفة الغربية)، وقد قُلْتُ لك ونحن في الطَّائرة: هل سيأتي اليوم يا صديقي « إريك « الذي تصبح فيه أنت رئيس وزراء إسرائيل وأنا أصبح فيه رئيس الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة؟ وها قد جاءَ هذا اليوم وتحقق الحُلُم!! «. وقد رأينا ورأى الجميع فيما بعد وخلال سنوات تولِّي كلٍّ من الصَّديقين مواقعهم تجلِّيات ذلك الحلم الذي تحققَ فوق هضاب الضِّفة الغربية والقدس وفي طول المنطقة وعرضها ابتداءً من أفغانستان ومروراً بالعراق وليس انتهاءً بسوريا، في حلقةٍ متَّصلة متناغمة بين أحلامِ كلا الرَّجلين وما يُمثِّلانِ من رؤى. وفي سياق الأمل بتحقق مسلسل الأحلام المشتركة بين سياسيي إسرائيل والولايات المتَّحدة – وإنْ كانت تجليَّات ونتائج تحقيق تلك الأحلام لا تبدو وتَتضَحُ على الدَّوام بشكل دراماتيكيّ فوريّ – ها هو الوزير الإسرائيلي عن الليكود تساحي هنجبي يصف القمَّة بين الرَّئيس الأمريكي دونالد ترامب وبين رئيس حكومته بقمَّة تحقيق الأحلام، أو أنَّها ستكون كذلك بالنَّتائج التي ستتمخَّض عنها فيما بعد، وذلك عشيَّة توجُّه الأخير إلى واشنطن في يوم الثُّلاثاء الماضي. وقد جاءَت تصريحات هنجبي تلك في سياق دفاعه عن رئيس حكومته في مواجهة الانتقادات التي وجهها له وزراء ينتمون إلى حزب البيت اليهودي – الذي له وزراء في الحكومة وعلى رأسهم الوزيرة إييلِتْ شاكيد الأكثر تطرُّفاً بين وزراء الحكومة بطبيعة الحال إلى جانب الوزير نفتالي بينِتْ– وقد جاءَتْ انتقادات وزراء البيت اليهودي على خلفيَّةِ أقوال أدلى بها نتنياهو لدى لقائه بأعضاء حزب الليكود قبل مغادرته البلاد حول ضرورة الإدراك بأن تُراعي إسرائيل في محادثاتها مع واشنطن ما تُمليه ضرورات الموقف الدبلوماسي المعلن للإدارة الأمريكيَّة بما في يخص التعامل مع طبيعة وجهات النَّظر الدَّولية المختلفة حيال سياسة حكومته الاستيطانيَّة في أراضي الضِّفة الغربية والقدس بشكل خاص، وحيال تحقيق مفهوم رؤية حل الدَّولتين الَّذي طالما تحدَّثت عنه الإدارات الأمريكيَّة السَّابقة. ولقد كان تساحي هنجبي، وعلى ما يبدو، يعني ما يقول عندما حاول عرض الأمر بكلِّ هذا التَّفخيم المسرحي لأوَّلِ لقاءٍ يجمع نتنياهو بترامب. بعد القمَّة وما رشح عنها من أقوال وتصريحات في المؤتمر الصحافي المشترك بين نتنياهو و ترامب والَّتي تناولت بشكل أساسي رؤية جديدة مُبْتَكَرة مُفْعَمة بالمراوغة وعدم الوضوح والخواء لمفهوم حل الدَّولتين واستبداله واقعيَّاً بمناقشة مفهوم حلِّ الدَّولة الواحدة – اليهوديَّة الخالصة بطبيعة الحال كما فهمها ويفهمها أصلاً وزراء حكومة نتنياهو – انضَمَّ أولئك الوزراء بمن فيهم شاكيد ونفتالي بينِتْ إلى الإشادة بنتائج القمَّة، وإلى تفخيم ذلك اللقاء مسرَحِيَّاً، وبادروا في تصريحاتٍ مُفعمةٍ بالثِّقة إلى التَّبشير بنهاية ما وصفوه بعصر الأحلام والأوهام بدولتين لشعبين، مُتَوَقِّعين أنْ يتمَّ تشييع ملهاة مفهوم حل الدَّولتين بجنازة أمريكيَّة إسرائيليَّة مُشتركة – يُدْعى إليها الجمع الدَّولي والإقليمي والعربي قريباً – إلى مثواه الأخير ودفْنه تحت أساسات آلاف الوحدات الاستيطانيَّة الَّتي يعتزمون بناءَها في عهد ترامب وفي مُقَدِمِ نهاية عصر الأوهام بموقِف أمريكيّ حاسِم من الاستيطان لطالما توسَّله العرب والفلسطينيون واجترُّوا حياله مختَلف مفردات وعبارات الدُّبلوماسيَّة والأمل والرَّجاء والاستجداء والعَتَبْ على الصَّديق الأمريكي والتَّذكير الدَّائم بتعهُّدات كلينتون وبرؤى بوش وأوباما، وبمساعي أساطين وروَّاد الدُّبلوماسيَّة الأمريكيَّة اللَّامعين ورحلاتهم المكُّوكيَّة على طريق الشَّرق الأوسط ابتداءً بهنري كيسنجر ومروراً بجيمس بيكر وليس انتهاءً بهيلاري كلنتون وجون كيري، واستمرار التَّذاكي والتَّحايل على الذَّات وعلى الواقع بأحلام وأوهام لا تجد لها أيَّ صَدىً حقيقي على جدران مبنى الكابيتول في واشنطن لدى انعقاد قمم ترسيخ وتوثيق عُرى التَّحالف والتَّعاون الإسرائيلي الأمريكي، كما توصف في العادة إسرائيليَّاً وأمريكيَّاً بما فيها القمَّة الأخيرة بين نتنياهو وترامب، تلك القمم الَّتي يجري الإعداد لها بعناية مع كلِّ إطلالَة وبزوغ لنَجْم جديد على مسرحِ المكتب البيضاوي في مبنى الكابيتول في واشنطن بما يُشبِه البروتوكول الثَّابت المصاحب لبداية فترة تنصيب الرَّئيس الجديد في الولايات المتَّحدة منذ عهد دافيد بن غوريون والرَّئيس آيزنهاور نهاية الأربعينيَّات من القرن الماضي حيث بدأتْ قصَّة الأحـلام المشـتركة وليس انتهاء بترامب ونتنياهو فـي الرُّبـع الأول من القـرن الحـادي والعشـرين. كاتب فلسطيني قمة تحقيق الأحلام رائد دحبور |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق