ترامب «يمسح داعش عن وجه الأرض»! Posted: 26 Mar 2017 02:59 PM PDT فيما العالم مشغول بآخر وقائع العمليات الإرهابية في أوروبا، ومتوجّس من إمكانيات اتساعها بحيث يتحسّب الجمهور (وخصوصاً المسلمين الخائفين من أي عملية إرهابية وما يتبعها عادة من هجمات إعلامية أو فعلية عليهم) لأي خبر فيه خبر دهس بالسيارات (كما حصل أمس في ألمانيا وقبلها بأيام في بلجيكا) أو هجوم على ملهى ليلي (كما حصل أمس في أوهايو الأمريكية) كانت طائرات الإدارة الأمريكية الجديدة تنفّذ رؤية رئيسها الجديد دونالد ترامب: «سوف ندمّر الدولة الإسلامية»، و»سوف نمسحها عن وجه الأرض». المحمول اللغوي العنيف الذي يستخدمه ترامب، من مسح التنظيم المتطرّف «عن وجه الأرض» إلى محو «صراصير داعش» (بحسب مستشاره لشؤون الإرهاب سيباستيان غوركا) تمت ترجمته في سوريا والعراق مجازر مروّعة لمئات المدنيين، كما حصل خلال الأيام الماضية في الموصل وقبلها في جامع عمر بن الخطاب في إدلب ومدرسة في قرية قرب الرقة، وهو ما دفع منظمة Airwar في بيان الجمعة الماضية إلى وقف عمليات متابعة المجازر التي يقوم بها الروس للتركيز على ما يفعله الأمريكيون وحلفاؤهم بعد أن تم تسجيل وقوع أكثر من ألف قتيل مدني خلال شهر آذار/مارس، وهو ما اعتبرته المنظمة قريبا بأسوأ مراحل القصف الروسي في سوريا. وفيما يستمرّ السوريون يتعرّضون لأبشع أنواع قصف النظام بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية، كما حصل أمس في قرية اللطامنة، والعراقيون لأنواع التمييز والاضطهاد والبطش من نظامهم الطائفيّ التابع لإيران، فإن إعطاء إدارة ترامب الإشارة الخضراء لجنرالات جيشها ولاستخدام إحداثيات حلفائها من أتباع حزب العمال الكردستاني التركي على الأرض (العاملين تحت اسم «قوات سوريا الديمقراطية») في سوريا، والجيش العراقي و«الحشد الشعبي» في العراق، تأخذ المنطقة المنكوبة بنظاميها وحصادهما المسمى «داعش» إلى كوارث غير مسبوقة من قبل. من الواضح أن واشنطن غير مهتمة بعدد القتلى بين المدنيين العراقيين والسوريين في سبيل إنجاز هدف «مسح صراصير الدولة الإسلامية عن وجه الأرض» وإنهاء «إرهاب الإسلام الراديكالي»، وربّما هناك اعتقاد لدى إدارة ترامب أن مسح مناطق بأكملها من السكان سيطهّر تلك المساحات المحروثة بالقوة الناريّة الهائلة لأمريكا ليس من عناصر «داعش» فحسب بل وكذلك من حاضنتهم الاجتماعية، وهي الاستراتيجية المتبعة أصلاً لدى النظام السوري وحلفائه الإيرانيين واللبنانيين والتي كانت سبباً في صعود أفكار «القاعدة» و«الدولة الإسلامية» واشتداد قوّتها في بلد كان لقرون طوال أبعد ما يكون عن الغلوّ والتطرّف. إحدى الكوارث المتوقّعة حالياً هو انهيار سد الفرات وذلك بعد أن قامت القوات الأمريكية بقصف غرف التحكّم في السد وانقطاع التيار الكهربائي عنها ما أدى إلى خروج تجهيزاته وأقسامه عن الخدمة بشكل كامل. وقد شهدنا في هذه الحادثة موقفاً غير مسبوق حيث رأينا التنظيم الإرهابي المتطرّف قلقا من تأثيرات انهيار السدّ على سكان المنطقة ويطالب المدنيين بالخروج من مدينتي الرقة والطبقة، حفاظاً على أرواحهم، فيما دعاة حقوق الإنسان وحريات الشعوب والديمقراطية يخسفون مناطق بسكانها ويقتلون مئات المدنيين ويقصفون أهم سدّ في سوريا فاتحين احتمالية انهياره وتهديد منطقة شاسعة بالغرق وهي كارثة كبرى وخسارة عظمى للسوريين. كان الاجتياح الأمريكي للعراق أيام الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، والذي فتح المنطقة بأكملها للخراب، يستخدم شعارات تحرير الشعب العراقي من الطاغية الذي يحكمه ونشر الديمقراطية والسلام، أما إدارة ترامب (وكي لا نضحك على أنفسنا: إدارة أوباما أيضاً) فلديها هدف واحد وشعار واحد ترفعه، وهي إنهاء «داعش»، وفي سبيل ذلك لا مانع أن يغور شعبا العراق وسوريا في الأرض وأن تنفتح فوّهات الجحيم وتنهار السدود… وبالتحالف، فوق كل ذلك، مع الأنظمة الطاغية! ترامب «يمسح داعش عن وجه الأرض»! رأي القدس |
ممدوح عدوان: «انضباط جندي أمام سنبلة» Posted: 26 Mar 2017 02:58 PM PDT تصدر، خلال أسابيع قليلة، مختارات من قصائد الشاعر السوري الراحل ممدوح عدوان (1941ـ2004)؛ تشرفتُ باختيارها، والتقديم لها، استجابة لمزيج من ضرورة عامة، في أن تُقترح على القارئ العربي نماذج من شعر عدوان، وتلك كانت رغبة الصديق مروان عدوان، نجل الشاعر ومدير «دار ممدوح عدوان»؛ وباعث شخصي، في أن أمنح نفسي الفرصة لتثمين، وإنصاف، تجربة شعرية ثرّة وكبيرة. وعدوان ابن جيل شعري سوري كان في الأصل متشعب التجارب ومتنوّع التيارات والميول، لكي لا يتحدّث المرء عن تصارع الأشكال والأساليب، في غمرة تعايشها وائتلافها. كانت الحقبة تلك، مطالع الستينيات وأواسطها، تضمّ علي الجندي (الذي انتمى إلى المجموعة رغم أنه كان يكبرهم سنّاً ومراساً ونشراً، إذْ صدرت مجموعته الأولى «الراية المنكسة» سنة 1962، وسبقتها سنوات من النشر في دوريات أدبية سورية ولبنانية)؛ وخليل الخوري («حبات قلب»، 1961)؛ وفايز خضور («الظلّ وحارس المقبرة»، 1966)؛ وعدوان نفسه («الظلّ الأخضر»، 1967)؛ بالإضافة إلى الشاعر الفلسطيني فواز عيد («في شمسي دوار»، 1963). وفي ظنّي أن إرث الإسهامات الأغنى لتلك المجموعة من الشعراء كان قد ابتدأ من نجاحهم في إقامة الصلة الحداثية، بمعنى التحديث المعمّق في الشكل مثل الموضوعات، بين حلقة عبد الباسط الصوفي وسليمان العيسى وشوقي بغدادي، حيث هيمن شكل «الشعر الحرّ» أو التفعيلي، الذي لم يكن يخرج جذرياً عن عمود الخليل، وينتهج تقطيع العمود طباعياً دون المسّ ببنيانه في الجوهر؛ وحلقة الثلاثي علي الناصر وأورخان ميسر وخير الدين الأسدي، حيث النماذج الأبكر من قصيدة النثر السورية، والميول السيريالية؛ ثمّ الحلقات المتميزة المنفردة، في الشكلين، كما مثّلتها تجارب نزار قباني ومحمد الماغوط. المستوى الثاني العميق في إسهامات الجندي وكنعان وعدوان والخوري وخضور وعيد، وعدد من الشعراء سواهم، وإنْ بدرجات تتفاوت بالطبع (وأجدني أخصّ بالذكر الشاعر الكردي الراحل حامد بدرخان، الذي كتب قصيدة نثر ثورية الشكل والمحتوى، تعتمد فصحى خاصة من طراز بكر وعالي الإيحاء)؛ هو أنّ إقامة تلك الصلات الحداثية كانت تتمّ والشعراء على وعي تامّ بمقدار الضغوطات التي كانت القصيدة العمودية السورية تمارسها على الذائقة العامة. وتلك كانت مراكز ضغط فاعلة، متعددة المواقع، سواء على يد مجايلين من أمثال وصفي القرنفلي وحامد حسن وسعيد قندقجي وعبد الرحيم الحصني؛ أو مخضرمين وأصحاب سطوة، من أمثال عمر أبو ريشة وبدوي الجبل ونديم محمد، من جيل الكبار السابق. ولقد توقفتُ، في التقديم للمختارات، عند خصائص عديدة امتاز بها شعر عدوان؛ بينها القصيدة السياسية، أو بالأحرى ميل عدوان الدائم إلى «تسييس» موضوعات قصائده بالمعنى الأوسع نطاقاً، وبالتالي الأشدّ تشعباً، لمفهوم السياسة. هذا يعني، في المقام الأول، أنّ جماليات القصيدة عند عدوان ليست، البتة، مترفعة عن هواجس السياسة، أو الاجتماع السياسي في معنى أدقّ؛ ابتداءً من مختلف أزمات الحياة اليومية، مروراً بمشكلات الحرّية والتحرّر والتحزّب والانحياز، وليس انتهاءً بالقضايا الكبرى المحلية والوطنية والكونية. كما يعني، في مقامٍ تالٍ، أنّ الواقعة الفعلية المرتبطة بالبشر، وبطبقاتهم وآلامهم وآمالهم، تتحلى في ذاتها بمقدار كافٍ، أو عالٍ أيضاً، من الدلالة القِيَمية، أمام أيّ وكلّ دلالة جوهرانية أو كونية أو طبيعية. وبذلك فإنّ التاريخ، في الشعر تحديداً، لا يعمل على صعيد استثارة العاطفة والوجدان، والتفنن في البلاغة والجماليات، وما إلى هذه وتلك، فقط؛ بل هو أداة جبارة لاستكشاف العالم، الداخلي والخارجي معاً، ولتجسيد حاضره واستشراف مستقبله، ضمن منظورات «أدبية» شتى، لا مناص لها من إدراج السياسة والتسيّس والتسييس. وإذْ أدرك عدوان أنّ بعض ضرورات هذا التسييس يمكن أن تفضي، في كثير أو قليل، إلى جرعة من الجموح الشعاراتي، ومجازفة نهوض البنية الشعورية في القصيدة على نبرة اللافتة السياسية المعارضة تارة، أو البيان الاحتجاجي التحريضي طوراً؛ فإنّ سلسلة الحلول الفنية التي انتهجها، لدرء هذه الأخطار، لم تكن من طراز «كلاسيكي» انتهجه معظم الشعراء الكبار المنخرطين في تسييس الشعر (على شاكلة و. ب. ييتس وإزرا باوند، في الشعر الإنكليزي؛ وبول إيلوار ورونيه شار في الشعر الفرنسي؛ ومحمود درويش وأمل دنقل في الشعر العربي…)، فحسب؛ بل لقد جعل من تلك الحلول كتلة خيارات تعبيرية قائمة في ذاتها، تضيف إلى، وتغني، بصمته الأسلوبية الإجمالية الفارقة. بعض هذه الحلول يمكن تلمّسها في تشديد النبرة الدرامية، والإفلات من تحويل الشخوص والأساطير إلى أقنعة، واعتماد تكوين بشري تشكيلي يحتمل الذهني والمجرد والنوستالجي ولا يتنافر مع الملموس والعياني والتسجيلي. حلول أخرى صنعتها اللغة الشعرية ذاتها، من حيث أنها تقيم موازين تبادلية دقيقة بين إطلاق المشاعر والأحاسيس، أو ضبطها وأحياناً كبحها عند حدود الإيعاز السياسي. ويبقى أن المسعى الجمالي ـ والنقدي أيضاً، إذا جاز لي أن أضيف ـ وراء اقتراح هذه المختارات، هو أن تفلح في التذكير بقامة شعرية رفيعة، مثّلها «ابن الحياة الحر»، «المتعالي على التعالي»، المنحني «بانضباط جنديٍ أمام سنبلة»، والناظر «حزيناً غاضباً، إلى أحذية الفقراء المثقوبة»، المنحاز «إلى طريقها الممتلئ بغبار الشرف»؛ كما عبّر محمود درويش في رثاء عدوان. ممدوح عدوان: «انضباط جندي أمام سنبلة» صبحي حديدي |
إلى «ريما»: «لا تندهي ما في حدا»… ترقبوا «وظيفة» قمة البحر الميت»… وشاشات «الشعوذة» تزدهر ومآسي خطبة جمعة موحدة في الأردن Posted: 26 Mar 2017 02:58 PM PDT يبلغني صديق بأن أحد المستثمرين في افتتاح محطات فضائية متخصصة بالحجامة وبيع الماء المقدس ومساحيق السحالي، التي ترفع نسبة الخصومة تمكن بحمد الله ورعايته من افتتاح شبكة كبيرة من الفضائيات وصل عددها إلى 16 محطة تلفزيونية. الرجل وجد ضالته بشعوب المغرب العربي، التي كنا نقول إنها أكثر تحضرا منا نحن في المشرق بحكم جوار جنوب المتوسط وبطبيعة الحال يحقق صاحبنا عبر تعاقدات مع شركات إتصالات أرباحا هائلة. فضائيات الشعوذة السياسية لا ينافسها إلا شاشات الشعوذة الشعبية والمستمع العربي عالق تماما بين حواة ومشعوذين يتحدثون مرة باسم الله والسماء والإسلام ومرة باسم الأمة ومصالحها وقضاياها. مشهد الفضائيات العربية المتخصصة ببيع الوهم يبعث على الحزن والأسف، فقد تجولت بين بعضها… ثمة شاشة اسمها «التقوى» تقترح الوسيلة السرية للقضاء على الخلافات الزوجية وإعلان على شاشة تحمل اسم الضوء يعد بالشفاء من البهاق والجرب خلال خمسة أيام . وثالث يتقمص مقولة «كيف تتعلم كاراتيه بدون معلم» على النحو التالي «كيف تعالج الضعف الجنسي بدون تناول اية مواد «. يصطف مستمعون بالطابور للتحدث مع الشيخ المشعوذ وتقبل وصاياه ويجد المحترفون في هذا الكار دوما زبائن بالجملة ومن مختلف البلدان والأعمار. كل المطلوب إدارة مكالمة هاتفية بسعر دولي ليس أكثر ولا أقل. «الدبس من دقن النمس»! «لا تندهي ما في حدا»… مطلع مقولة أو أغنية مناسبة للدكتورة ريما خلف، التي استعانت ببرنامج «بلا حدود» على محطة «الجزيرة» لكي تحذر النظام العربي من مغبة الإسترسال في «التطبيع» مع دولة «الأبرتهايد» الإسرائيلية،حيث لا تسقط جرائم الحرب ضد البشر بالتقادم. نحترم مجددا الدكتورة خلف، لكن عليها أن توضح مقاصدها لنا بعد جرعة الجرأة السياسية النابهة على شاشة «الجزيرة»: ما هي حجة العرب أمام الضمير الكوني والتاريخ وهم يتسابقون مع إسرائيل في ارتكاب جرائم حرب ضد شعوبهم أصلا!؟ الأخت الفاضلة عمليا تطلب «الدبس من دقن النمس»، فغالبية الأنظمة العربية أصلا تمارس «التمييز» ضد شعوبها وتسرق أموال أوطانها، وإذا كانت ريما، مهتمة باحراج المطبعين مع إسرائيل فالبحث ممكن عن نقاط التقاطع والاشتراك بين الطرفين. ما هو اسم الحالات التالية: طائرات سوخوي دفع ثمنها الشعب السوري تقصفه… دبابات دفع ثمنها الشعب المصري تسحق عظامه في ميدان رابعة… ما يجري في الموصل واليمن … ما تفعله قوات «داعش» وميليشيات إيران في العراق… أليست هذه جرائم ضد الإنسانية يراد لها أن تسقط بالتقادم؟ مسألة أخرى أشك بان الدكتورة ريما لا تعرفها: ثمة «وظيفة مرسومة» للقمة العربية فكرتها اليوم النجاح بتقديم مبادرة عربية جديدة لعملية السلام سيبصم عليها الفلسطينيون لكي يلحق بهم العرب جميعا لأنهم جميعا يستعينون بإسرائيل ضد جيرانهم وشعوبهم! الأخوة الأشقاء يا دكتورة يترقبون بفارغ الصبر قمة البحر الميت حتى تبرر لهم الإلتحاق بركب التطبيع مع دولة «الأبارتهايد» وليس العكس… أتصور أنك تعرفين ذلك جيدا. وأتصور أن التشبيك مع كيان «الأبرتهايد» هو المطلوب وليس العكس. خطبة جمعة موحدة يوم الكرامة هو علامة ضوء في عتمة هذه الأمة سطرته دماء النشامى والفدائيين في غور الأردن… طبعا هذا يوم يستحق خطبة جمعة «موحدة» ينقلها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة من مسجد الملك المؤسس وسط عمان العاصمة. لكن في الجمعة السابقة تسمرنا أمام الشاشة لنستمع للخطبة الموحدة عن «حوادث السير» ويبلغني صديق بأن النص الموحد قُرئ في مساجد المملكة قبل جمعتين عن «بر الوالدين» وهو الموضوع نفسه، الذي نسمع ونقرأ عنه بالجملة منذ الصف الثاني إبتدائي «ج». أحاول بشغف التقاط ما هو جوهري في مسألة خطبة الجمعة الموحدة، التي قررتها وزارة الأوقاف في الأردن، فلا أجد ما ألتقطه. مثلا يعجبني أن يتثقف الناس عبر المنابر الدينية عن ضرورة الالتزام بقواعد السير. لكن يعجبني أيضا لو قرر وزير الأوقاف إطلاق خطبة موحدة لرجال السير على أمل ردعهم عن استهداف المواطنين وتحرير مخالفات بحق سياراتهم بمناسبة وبدون مناسبة أو على أمل التخلص من تكنيك مخالفة كل ما هو متحرك. الوزارة تقرر كل جمعة خطبة موحدة في الموضوع نفسه للشعب برمته، لكنها لم تفكر ولا مرة واحدة بخطبة موحدة للحكومة مثلا أو للعاملين فيها لعلهم يدركون معاني «التقوى»، بدلا من الاسترسال في تلقين الدرس القديم حول نواقض الوضوء أو «إماطة الأذى عن الطريق». «جيت لي» و«دونالد ترامب» فيلم الأسبوع من حزمة «أم بي سي 2 » هذه المرة هو ذلك الكوميدي الأكشناتي السخيف للبطل الصيني «جيت لي»، حيث حرب عصابات صينية وأخرى في إحدى مدن الموانىء الأمريكية. لفتت نظري عبارة واحدة قالها صاحب عقار قبل اطلاق الرصاص عليه لرجل عصابات أجبره على بيع ملكيته… «ماذا… هل تريد التحول إلى دونالد ترامب»؟ الفيلم للعلم منتج قبل ربع قرن تقريبا… يعني صاحبنا ترامب مستقر «عقاريا» كرجل عصابات في وجدان السينما العالمية قبل سنوات طويلة من اللحظة، التي أكرم فيها الله البشرية بـ «طلته البهية»! مدير مكتب «القدس العربي» في عمان إلى «ريما»: «لا تندهي ما في حدا»… ترقبوا «وظيفة» قمة البحر الميت»… وشاشات «الشعوذة» تزدهر ومآسي خطبة جمعة موحدة في الأردن بسام البدارين |
من تيلاك إلى السيّد حسن: سنّ الزواج وتسوية التصادم بين الذهنيات Posted: 26 Mar 2017 02:58 PM PDT فوق كل استعصاءاته المتراكمة، فُتحت في لبنان جبهة للإشتباك، «الثقافيّ»، جديدة، متّصلة بمسألة زواج القاصرات. فعشية توجّه النائب عن «القوات اللبنانية» ايلي كيروز إلى تحويل مشروع يؤطّره البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، وتطالب به المنظمات النسائية، إلى اقتراح قانون لتحديد سن الزواج القانونية في لبنان بالثامنة عشرة، وإلزام كل الطوائف الدينية بذلك، كانت كلمة حادّة النبرة لأمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصر الله في «يوم المرأة المسلمة» حمل فيه على المثلية الجنسية، من موقع الدفاع عن قيم الطهارة، وأدان فيه العمل على تحديد سن الزواج القانونية بسن الرشد المتعارف عليه عالمياً، معتبراً أنّ «الزواج المبكر خيار الهي ومن يعمل ضده يخدم الشياطين»، مدرجاً الأمر في سياق المقاومة الحضارية. يحدث هذا في بلد يرعاه نموذج مركّب للدولة. فالدولة اللبنانية ليست هي نفسها بالنسبة إلى المسيحيين وبالنسبة إلى المسلمين. الكنائس المسيحية لها شخصيات معنوية مفصولة عن الدولة، فيما المؤسسة الدينية الإفتائية عند المسلمين متصلة عضوياً بهذه الدولة. الدولة اللبنانية «علمانية» من جهة المسيحيين وليست كذلك من جهة المسلمين، وهذا التفاوت قد وطّدته الحقبة الكولونيالية الفرنسية سواء في لبنان أو في المجتمعات الأفريقية المختلطة بين المسلمين وغير المسلمين. هذه الدولة، التي هي من الناحية الدينية إذاً دولتان، تجمع شملها مع ذلك المادة التاسعة من الدستور، التي تضمن من خلالها الدولة الواحدة «للأهلين على اختلاف مللهم احترام نظام الأحوال الشخصية والمصالح الدينية». النائب القواتي اعتبر في محاضرة له عن الموضوع أنّ «حق الطوائف التاريخية بالتشريع في مجال الأحوال الشخصية غير مطلق». اعتبره مشروطاً من الناحية الدستورية بـ»عدم الاخلال بالنظام العام»، وهذا ملتبس دستورياً، لأن «عدم الإخلال بالنظام العام» لا يذكر حين يتعلّق الأمر بنظام الأحوال الشخصية، بل يذكر قبل ذلك مباشرة، حين يتعلق الموضوع بـ»حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها (الدولة) على أن لا يكون في ذلك إخلال في النظام العام». تختلف. صحيح في المقابل، أنّ الدستور يلتزم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومبدأ السوية في الحقوق، لكن الحالات العديدة لإنعدام السواسية بين اللبنانيين في مختلف المجالات المغطاة بالتشريع القانوني، لا يبيح التأسيس عليها، لحسم الجدل في موضوع السن القانوني للزواج. صحيح أيضاً، أنّ حدّة لسان السيّد حسن حيال هذا الموضوع هي صدى لحملة رسمية تتبناها السلطات الإيرانية للتشجيع على الزواج المبكر في السنوات الأخيرة، بل يجري التفاخر في الجمهورية الإسلامية بارتفاع معدّل الزيجات المبكرة عاماً بعد عام، كما أنّها تتّصل بصيانة المخيّلة الديموغرافية «التكاثرية» للجماعة، بالتوازي مع تواصل حرب الإستنزاف التي يخوضها مقاتلو الحزب في سوريا، إلى جانب قوات النظام والحرس الثوري الإيراني. إلا أنّه لن يصعب، في هذا الموضوع تحديداً، أن تلاقي الممانعة الخمينية عليه، صدى لها في الأوساط المحافظة السنّية. في المقابل، تتقاطع حول هذه المسألة ثلاث فئات متباينة، يهمّها الإشتراك في معركة تحديد سن الزواج. الفئة الأولى، هي المنظمات النسائية و»مجتمع العلمانيين» في لبنان، ما بين خطاب مقاومة السيطرة الأبوية الذكورية على أجساد النساء، وخطاب مركزه تكريس سن الرشد كنقطة فاصلة بين الطفولة بالمعنى القانوني وبين ما فوقها. الفئة الثانية هي الأوساط المسيحية كتلك التي يمثّلها النائب كيروز، والتي من المشروع الظن بها، بطريقة أو بأخرى، أنّها تعتبر كل ما أمكن للمسيحية القبول به من تحديث، فعلى أتباع الديانات الأخرى ارتضاؤه (فالفئة المسيحية المتدينة التي قد تدعم تحديد سن الزواج بسن الرشد بقوة في لبنان ستكون أكثر من متشدّدة في موضوع مواجهة حقوق المثليين أو زواجهم، ومتلاقية هنا في حرب مقدّسة واحدة مع السيد حسن، ضد «السدوم عموريين» كما كان يصفهم الشاعر سعيد عقل). أما الفئة الثالثة، المتداخلة مع الفئة الأولى إلى حد ما، فهي لأولئك الذين يعطون مكانة وافرة للمشكلة الثقافية ـ القيمية مع «حزب الله»، وبالتالي يتخذون من هذه المسألة مساحة إضافية للكباش أو الجدل، إمّا على هامش إتفاقهم مع الحزب في «الإستراتيجيات» (المقاومة أو حتى التدخّل في سوريا)، وإمّا كسبب إضافي لمناهضة الحزب من فوق إختلافهم معه في الإستراتيجيات. كل هذا، دون أن تترك مساحة لمساءلة ما يساق على أنّه بديهيات موجبة، إن يكن من قبل المتزّمتين دينياً أو من قبل غلاة العلمانوية. فالطبيعة المتفاوتة للدولة، كـ«علمانية» من جهة المسيحيين، و«متصلة» بالمؤسسة الدينية من جهة المسلمين، يهمل كما لو أنّه لا يقدّم ولا يؤخر في المسألة، وهذا غير صحيح، هو لب الموضوع. وواقع أنّ هناك ولايات عديدة في أمريكا تخفض سن الزواج، في حين يندر فيها من يتزوج وهو قاصر، في حين تحدّده الهند بسنّ الرشد، في حين تحصل 47 بالمئة من الزيجات فيها ما دون الثامنة عشرة، و18 بالمئة ما دون الخامسة عشرة، هذا بالنسبة إلى الفتيات، هو واقع مقارن أكثر جدّية من المعياريّة الحقوقية الغليظة عندما تطرح نفسها كمتجرّدة عن الواقع الثقافيّ، بحجّة عدم الغرق في «النسبية الثقافوية». هناك منظومتان ثقافيتان مختلفتان، واحدة تتمحور نظرتها للزواج بسن البلوغ الجنسي، وثانية بسن الرشد أي إكتمال أسباب الإرادة الفردية. لا يمكن التعامل مع المنظومة «التقليدية» كما لو أنّها مائلة أو قابلة للإنحسار في سنوات قليلة. قبل قرن وربع، تحديداً في العام 1891، وقف المصلح الإجتماعي والتربوي، ورائد الحركة التحرّرية الهندية بال غونغادهار تيلاك في مواجهة رفع البريطانيين في الهند لسن الزواج القانوني من عشرة أعوام للفتاة إلى اثنتي عشر. كان هذا مباشرة بعد حملة من تيلاك نفسه لرفع سنّ الزواج إلى ستة عشر للفتيات وعشرين للفتيان! اعتبر تيلاك أنّه ليس من حق القانون البريطاني أن ينظّم العادات الإجتماعية للجماعات الهندية أو طرائق عيشها، حتى لو افترضنا أنّه يعود بالنفع وهو صائب! لا تختزل محاججة تيلاك ضد رفع سن الزواج إلى «نكاية بالإنكليز» أو بالإستعمار، بخلاف هذه النظرة الشائعة لموقفه. بل كان موقفاً يتعلّق بالعلاقة بين القوانين العامة للدولة وبين ما للجماعات الاهليّة. نظرة تيلاك أنّ أموراً كالزواج والطلاق تدبّرها كلّ جماعة أهلية بمعرفتها، حسب تقاليدها. كانت نظرة تيلاك رجعية، ليس في ذلك أدنى شك، مثلما أن تيلاك أوّل من بلور فكرة الإستقلال التام (سواراج) للهند عن بريطانيا، كان له باع في تطوير التعليم في زمانه للذكور، ورفض تعميمه للإناث. يبقى أنّ تيلاك ينطق بإسم «وجهة النظر الأخرى»، وجهة نظر جماعات أهلية كثيرة في عالم اليوم، غير مقتنعة بعد، بأنّ القوانين الوضعية المشرّعة سواء من طرف ادارات استعمارية أو برلمانات، يمكنها، أو يجب، أن تسيطر تماماً على التقاليد والعادات الإجتماعية. الفارق بين تيلاك والسيد حسن هو في منطق تعليل موقفهما قبل كل شيء. تيلاك ربطه بموقف «سوسيولوجي» على طريقته: زواج هندي من هندية مسألة تعني طبقتهما الدينية ولا تعني قانون البريطانيين ولا حتى قانون ما بعد البريطانيين. في المقابل، منطق السيد حسن: زواج مسلم من مسلمة مسألة لا تعني «القوات اللبنانية» و«الأمم المتحدة» والمنظمات النسائية، بل هي مسألة تحكمها الشريعة الإلهية، التي لها أن تحدّد وحدها سنّ الزواج. لا يلغي هذا أنّ «منطق تيلاك» يستوعب جزءاً من «منطق السيد حسن». مثلما أنّ منطق تيلاك، يظل يفسح المجال، على رجعيته، لإمكانية التسوية، بين منظومتين ذهنيتين أو ثقافيتين مختلفتين. تيلاك، هو بالمناسبة الرجل نفسه، الذي عمل في بومباي وبونا وولاية مهاراشترا، لثني الهندوس عن المشاركة في محرّم مع الشيعة، وشجّعهم على محاكاة شعائر عاشوراء بمهرجان للإله الشعبي غانيش (ذي رأس الفيل، وإبن شيفا). انتهت هذه المحاكاة عام 1894 بتصادم دموي بين المعزّين بالحسين وبين محيي عيد غانيش. أن تحيي كل جماعة تقاليدها وعاداتها بنفسها، فهذه لم تكن وصفة توافقية تماماً بين الجماعات، في وقت تيلاك. كذلك هي الحال اليوم: دولة تنفصل كل جماعة فيها بسنّ قانوني للزواج مختلف عن الأخرى هي ورطة، مثلما أن دولة يطرح فيها الموضوع كما لو أنّ سنّ الرشد القانوني هو نفسه في كل المعاملات، لا يتبدّل ولا يعدّل، ولا يأخذ بالحسبان حال الجماعات الأهلية، هو أيضاً ورطة. «الحسم» ليس دائماً بالشيء الإيجابي. في أحيان كثيرة، «الحسم» هو الإسم الحركيّ للمكابرة. ٭ كاتب لبناني من تيلاك إلى السيّد حسن: سنّ الزواج وتسوية التصادم بين الذهنيات وسام سعادة |
للشعر للأمهات للنيروز ولنزار: كل سنة وأنتم بخير Posted: 26 Mar 2017 02:58 PM PDT يقول المثل الشعبي الشائع «شو جمع الشامي بالمغربي؟» وإن صعبت الإجابات المبنية على إستحالة الجمع بين شيئين متباعدين فإن الشعر جمع الشامي بالمغربي، والحكاية تقول إن ثلاثة شعراء من فلسطين طالبوا ذات سنة – من باريس – منظمة الأونيسكو بتعيين يوم عالمي للشعر، هم محمود درويش وعز الدين لمناصرة وفدوى طوقان، وتابع شعراء مغاربة الطلب حتى تم إقراره عام 1999. وهكذا اجتمع «الشامي والمغربي» في أول يوم من أيام الرّبيع، ولا أدري إن كان اختيار هذا التاريخ تحديدا تم لأن له علاقة بأبهى الفصول؟ أم أن الصدفة هي التي وضعت أصبعها على تاريخ مولد الشاعر نزار قباني، لأن المطالبين شعراء عرب، ولأنه صادف في تلك الفترة التي دُرس فيها القرار في كواليس الأونيسكو أن توفي الشاعر نزار قباني، الذي نال خبر وفاته المساحة الأكبر في الإعلام العربي والغربي. فقد تصدّرت صورته الصفحات الأول للجرائد، وانشغل به الإعلام على مدى أشهر، وهذا أدهش العاملين في هذه المؤسسة، فقد مات الرجل ليذكر هؤلاء أنه كان على مدى نصف قرن من الزمن الشاعر العربي الأول، سواء من حيث الشهرة أو من حيث المبيعات. ودون قصد منه عرفوا ذائقة العرب الشعرية، وأنهم شعب يقرأ إن وجد شاعرا يفهم دواخله وازدواجيته ومصائبه ومآربه. صحيح أن جزءا من العالم على مدى قرون احتفل بالشعر في الخريف، كل خامس عشر من أكتوبر/تشرين الأول في ذكرى ميلاد الشاعر العظيم فرجيل، لكن الزمن لم يعد زمن فرجيل، فقلب العالم اليوم هو المنطقة العربية بكل تناقضاتها. وسواء قرأنا الشعر أو لم نقرأه فإن هذه المنطقة بلاد العجائب فعلا، ففيها من البحور ما هو أبيض، وما هو أحمر، وما هو حي وما هو ميت، وفي أرضها مغارات العجب العجاب، وكنوز لا تفنى حتى إن كانت تقارير أهل الاقتصاد تقول العكس. وحين بدأت هذه الأمة تهتز وتفقد توازنها، اُستهدِف الشعر أولا، فقد كان دوما النّاقل الأول للغة، واللغة مفتاح الحضارات ما خفي منها وما ظهر. وغير ذلك فالشعر ناقل للحب وللموسيقى، وأكاد أجزم أنه مفتاح القلوب حين لا تلين، وشاطئ أمانها حين تبحر في مغامرة بدايتها الشوق ونهايتها الاستقرار. أقول ذلك وكل المبررات عندي، فمن الطبيعي أن أنحاز للشعر، لا لأني شاعرة حسب البعض وشويعرة حسب البعض الآخر، وطفيلية شعر، حسب القلة التي تصلني وشوشاتها السرية، فقد عشقت الشعر منذ نعومة أظافري، وخلتني ولدت في مهد من الشعر غزلته أمي برموش عينيها، وأشعة حبها، ولم تحرمني من كتاب وددت قراءته، ولا من أقلام اشتهيتها ودفاتر رغبت أن أملأها شعرا، وقد فعلت ذلك فعلا. ولدت من رحم القصيدة الأجمل في حياتي، أمي حبيبتي، والمرأة التي عرفت حتى دون أن تعجن المدارس ومقرراتها مادة تفكيرها، حملتُ كل جينات الشعر منها وقد وضعتني على طريق التميز وهي تصر أن أكون جميلة كقصيدة. أمي المعجزة كباقي الأمهات المعجزات اللواتي ولدن في القفار وأنجبن أولادهن فيها، ولكنهن أبدعن في تحويلهم إلى أشجار مزهرة ومثمرة ومعطاءة. وها أنا كما أنا، أطوف في أفلاك الشعر مهما حاولت أن أبتعد، وأذكر أمي حيثما حللت. بالنسبة لي، جناحاي هما أمي والشعر، وقد صادف أن اجتمع العيدان في تاريخ واحد، فهل هي الصدف مرة أخرى؟ وهل هي الصدف نفسها التي قادتني إلى عشق نزار قباني لأنه كتب أجمل قصيدة للأم «صباح الخير يا أمي، صباح الخير يا قديستي الحلوة» قبل أن يكون مادة أطروحتي لنيل شهادة الماجستير؟ والذي ربطتني به نصوص وكتب وقائمة طويلة من الدارسين والباحثين، اكتشفتهم خلال سنوات دراستي وتحضير أطروحتي. هل هي الأقدار أم قدري أنا وحدي أن أحتفل بعيد نزار الرابع والتسعين وأنا أطفئ شمعة لأمي وشمعة للشعر الذي جعلني أعيش أكبر تحولات حياتي؟ وشمعة لحافظ الشيرازي في عيد النيروز، حيث تلتقي الحياة بالشعر منذ أكثر من ألفي سنة؟ نعم تلتقي هذه الأعياد كباقة جميلة في مزهريتي الخاصة، سواء أحبها الناس أو لم يحبوها، فأنا أعرف أن من فقدوا الرغبة بقراءة الشعر فقدوا نبض قلوبهم الحقيقي، وفتحوا ثقوبا شوهت رؤيتهم للحياة نفسها. تلك الثقوب أشبه بالجراح التي تنزف ولا دواء لها غير لمسة سحرية من آلهة الشعر، تماما مثل لمسة الأم حين تحضن ابنها المريض. إنها سر الكلمة، فالكلام لا يرمى جزافا، إن لم ينبثق من الأغاني التي غنيناها ونحن أطفال فإنه لا فرق بينه وبين ثغاء الغنم. هل تريد أن تقتل أمة؟ لا داعي لحشد الجيوش وقصف المباني وقتل البشر. إبن عازلا بين الشعوب والشعراء واتركها تثغوا، وتتراشق بأبشع الأصوات. زمان حكى لي أحدهم أن نزار قباني قرأ شعرا في جامعة عربية، فكان الحشد كبيرا، وقبل انتهائه نزلت سيدة فاتنة من آخر المسرح وتقدمت نحوه تحت أنظار الجميع ورفعت تنورتها قليلا حتى انكشف بعض فخذها وطلبت منه أن يوقع لها عليه، شاعر المرأة المنبهر بشجاعة فريدة من نوعها لم يصادفها لا في أسفاره ولا في مضارب أرضه، أخرج القلم من جيبه ووقع لها، والسيدة أوقفت أنفاس الرجال والنساء من دكاترة وطلاب وخرجت بالإيقاع نفسه وكعبها يعزف معزوفة انتصارها. في الجامعة نفسها بعد سنوات راح يقرأ الشاعر نفائس إبداعاته فارتفع صوت متشدّدٍ ديني من آخر المسرح يلعنه ويلعن الشعر ويهدر دمه ويردد « الله أكبر». ارتعب الشاعر وارتعب الحضور، وكان ذلك الصوت بداية لتشييد العازل الذي ارتفع حتى غاب الشعراء كشمس الشتاء خلف الغيوم. لم يعاود قباني زيارة ذلك البلد، وتقلّص حجم الشعراء فيه وعددهم، هرب من هرب، وتنكر منهم من تنكر للشعر، وقتل بعضهم ليكونوا موعظة لمن يتعظ، قبل أن يكتسحَ البلدَ جرادٌ أسودُ أكل الأخضر واليابس. وفي تاريخ الحضارات العظمى، هناك اطّراد وطيد بين حركات الشعر النهضوية ونهضة الشعوب، لا مجال لدحض هذه النظرية. واليوم لإحياء تلك الأرض وكل الأراضي التي حلّت عليها لعنة التشدد والجراد الأسود، هل يكفي أن نحتفل بعيد للشعر والعازل قائم بيننا؟ هل نترك العازل يزداد سماكة أم نحاول إذابته بوهج الشعر؟ أقرأ الجرائد وأستغرب هذا الكم الهائل من المقالات التي تستسخف عيد الأمهات وعيد الشعر وأعيادا أخرى، حتى ذكرى مولد نزار قباني غابت تقريبا عن مشهدنا الثقافي، وبرزت بدلا منها عدائية غريبة نحو الشاعر من أشخاص يسمون أنفسهم «دعاة» ويتهمون نزار بالتطاول على الذات الإلهية يا للحماقة، فحتى الديناصورات انقرضت بحكمة الخالق، ولا يزال عندنا من يعتقد أن الذات الإلهية «صنم « يحتاج للحماية وأن هذه الذات هشة لدرجة أن كلمة مجازية في قصيدة يمكن أن تؤثر عليها؟ الله يرحمك يا نزار، ولن أقول في عيدك سوى ما قاله المتنبي ذات يوم: «لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها» فكل عام وأنت بألف خير . وسأردد مقولة النيروز الجميلة «غدا يوم جديد» مفعمة بكل آمال الدنيا، لأن المظــــالم ليست أبدية مهما طالت والحي أبقى من الميت مهما كثرت أسباب الموت. ٭ شاعرة و إعلامية من البحرين للشعر للأمهات للنيروز ولنزار: كل سنة وأنتم بخير بروين حبيب |
افتتاح أول كشك لشراء القمامة من المواطنين والأسعار حسب السلعة والنظام يحارب الزبالين في أرزاقهم Posted: 26 Mar 2017 02:57 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: كثيرة كانت الموضوعات والأخبار المهمة التي تناولتها الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد 25 و26 مارس /آذار، والتي اجتذبت اهتمامات الأغلبية، وأولها طبعا ارتفاع الأسعار، وإعلان وزير الكهرباء محمد شاكر أنه اعتبارا من أول يوليو/تموز المقبل ستتم زيادة أسعار استهلاك الكهرباء، مع تعهده باستمرار العمل بكفاءة أكبر، وتدعيم نجاح الوزارة في توفير الطاقة. ومن الأخبار الأخرى التي اجتذبت اهتمام الجماهير السماح بدخول عشرين ألف متفرج إلى استاد برج العرب لحضور مباراة المنتخب المصري لكرة القدم مع منتخب توجو يوم غد الثلاثاء، وكذلك الاهتمام بمباريات الكرة المحلية. والصدمة التي أصابت الكثيرين بعد استشهاد ثلاثة ضباط وسبعة جنود من الجيش واثنان من الشرطة في عمليات إرهابية في سيناء، ما دعا الرئيس السيسي إلى عقد اجتماع عاجل لاعضاء المجلس العسكري والمجلس الأعلى للشرطة بحضور وزيري الدفاع والداخلية، لبحث الأمر. كما أعطى الرئيس أوامر للحكومة بإزالة التعديات على نهر النيل، بعد أن تباطأت الحكومة سنوات في تنفيذ قرارات الإزالة لأن أصحابها من ذوي النفوذ ورجال الأعمال الكبار، فهل ستتحرك هذه المرة أو ستحاول التسويف كما فعلت؟ كما تواصل اهتمام الأغلبية بما أعلنته الحكومة من أنها استعدت تماما لشهر رمضان المقبل بتوفير احتياطي ضخم من السلع الغذائية. وأقدمت على رفع سعر تذكرة مترو الأنفاق من جنيه إلى جنيهين، وقيمة الاشتراكات من خمسة وسبعين قرشا إلى جنيه ونصف الجنيه. وكانت أجهزة الأمن تحذر طوال السنوات الماضية من اللجوء إلى هذا الإجراء، لكن المدهش أنه لم يلق اعتراضا أو استياء ذا بال من حوالي ثلاثة ملايين يستخدمونه يوميا، لإحساس الأغلبية بالفعل بأن ما يدفعونه قليل وأنه يوفر لهم الكثير من الوقت والمال، لأنهم يدفعون خمسة جنيهات إذا ركبوا التوك توك. كما كثرت المقالات عن القمة العربية وغيرها من القضايا. وإلى ما لدينا من تفاصيل هذه الأخبار وأخبار أخرى غيرها.. مبارك بعد البراءة ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على عودة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك إلى منزله بعد الحكم ببراءته، وقول عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» أمس الأحد في عموده اليومي «علامة تعجب» مطالبا باحترام الحكم القضائي: «بعد أن كتبت أكثر من مرة مدافعا عن ضرورة الإفراج الصحي عن محمد مهدي عاكف مرشد الإخوان الأسبق، وكل المرضى كبار السن من المساجين لاعتبارات إنسانية، اتصل بي أكثر من زميل وقارئ يسألني، ولماذا لم تشمل دعوتك الرئيس الأسبق حسني مبارك؟ قلت لهم: «معكم كل الحق وسأفعل ذلك إن شاء الله». للأسف وبسبب الأحداث المتلاحقة لم أتمكن من الكتابة حتى صدر قرار تبرئته أخيرا في قضية قتل المتظاهرين، ثم عاد الرئيس الأسبق لمنزله في مصر الجديدة صباح الجمعة الماضي بعد ست سنوات قضى معظمها في المستشفيات المختلفة، خصوصا مستشفى القوات المسلحة في المعادي. في الشق الإنساني أؤيد معاملة مبارك أفضل معاملة إنسانية ممكنة؛ لأن الرجل صار كبيرا في السن ويعاني من أمراض متعددة. الآن عادت قضية «هدايا الأهرام» من جديد، ومبارك أحد المتهمين الأساسيين، وقد يكون هناك قرار قضائي بإعادة حبسه على ذمة القضية، وهو الأمر الذي لا أتمناه بالمرة، فالرجل الذي بلغ عمره الآن أكثر من 89 عاما ينبغي أن يعيش في بيته وتحت رعاية مباشرة من أسرته، وهو الأمر الذي يفترض أن يتوافر لكل الحالات المماثلة. هذا على مستوى الشكل والجانب الإنساني. أتحدث عن التقييم السياسي فجريمة مبارك الحقيقية هي الحالة التي أوصل إليها مصر، خصوصا في التعليم والصحة والخدمات والقيم والأخلاق العامة. أرجو من كل أنصاره أن يسألوا أنفسهم بهدوء وموضوعية عن حصيلة الثلاثين سنة، فنظامه جرف المجتمع بصفة عامة، خصوصا المدني منه، وقتل الحياة السياسية مع سبق الإصرار والترصد، لكن مبارك أيضا ولأنه حكم ثلاثين عاما فقد بنى بعض المشروعات وترك بعض الإيجابيات، لكنها في المحصلة العامة قليلة جدا بالنظر للسلبيات الكثيرة. علينا أن نتعلم الفصل بين الشخصي والعام، علينا أن نعامل مبارك ومرسي وطنطاوي وعدلي منصور وسائر الحكام بأفضل الصور الممكنة، بما لا يخالف القانون. وإذا كان البعض يطالبنا باحترام حكم القضاء بتبرئة مبارك من تهمة قتل المتظاهرين، فإننا نطالبه أيضا باحترام حكم القضاء الذي أدانه إدانة باتة ونهائية في قضية القصور الرئاسية، بأنه فاسد هو ونجلاه، وأرجو من أنصاره أيضا أن يراجعوا قائمة الهدايا التي حصل عليها هو وزوجته وولداه وكبار أركان نظامه من مؤسسة الأهرام، إذا فعلوا ذلك فسيعرفون في أي عهد كنا نعيش؟ ثم إن البعض يقول إن الحكم بالبراءة في قضية قتل المتظاهرين ليس دليل براءة نهائيا؛ لأن تكييف القضية من البداية كان غريبا والقاضي حكم في النهاية بالأوراق الموجودة أمامه، ورغم ذلك علينا احترام الحكم في كل الأحوال». «الفيلم» حقق نجاحا مشهودا أما زميله فهمي هويدي فقال في العدد نفسه من «الشروق»: «بعدما تمت تبرئة مبارك وعاد إلى بيته معززا مكرما، في حين لايزال الذين ثاروا ضده في السجون، لا مفر من الاعتراف بأن «الفيلم» حقق نجاحا مشهودا وأن الأطراف التي أشرفت على إنتاجه وإخراجه بلغت مرادها حتى إشعار آخر على الأقل، وترتب على ذلك أن ارتفع في الفضاء المصري شعار «آسفين يا ريس» بحيث كاد ينسى كثيرون أن نحو ألف من أجمل شباب مصر قتلوا وما لا يقل عن أربعة آلاف اصيبوا أو تمت إعاقتهم وتشويههم، قبل أن يتم خلع الرجل الذي جثم مع أعوانه على صدر مصر نحو ثلاثين عاما، كان عنوان البراءة للجميع هو ما أعلن في أعقاب تبرئة الرجل التي سبقتها خطوات محكمة ومدروسة مهدت لذلك من خلال تبرئة أعوانه. ليس لديّ كلام عن سنوات حكم مبارك. لأن الإجماع الشعبي الذي بلغ ذروته في 25 يناير/كانون الثاني كان بمثابة محاكمة حقيقية له، أدانته وأسقطته بجدارة استحقها. وأزعم أن فيلم وقائع الثورة الذي أتحدث عنه جرى إنتاجه وإخراجه بعد ذلك هو ما يستحق الحديث. ذلك أن الفيلم كتبت له روايتان إحداهما أعدها القضاء النزيه، والثانية كتبتها الدولة العميقة. الرواية الأولى كتبت في مرحلة براءة الثورة وصفاء الإجماع الوطني، وتمثلت في لجنتي تقصي الحقائق التي رأسها اثنان من أرفع القضاة وأكثرهم نزاهة هما، المستشار عادل قورة الرئيس الأسبق لمحكمة النقض، الذي رأس لجنة تقصي حقائق أحداث الثورة. واللجنة الثانية رأسها المستشار عزت شرباص رئيس محكمة النقض الأسبق، وهذه تقصت حقائق مرحلة المجلس العسكرى. وبطبيعة الحال فقد شارك مع كل منهما عدد معتبر من الإخصائيين والخبراء الذين تولوا بأنفسهم تحري الحقيقة في هاتين المرحلتين. أما الرواية الثانية فقد كتبتها عناصر الدولة العميقة واعتمدت على تحريات وتقارير الأجهزة الأمنية، التي استعادت موقعها ودورها، واستهدفت إزالة آثار «عدوان» 25 يناير. ولأسباب مفهومة تم إعدام الرواية الأولى ولم يعد لها ذكر. في حين أصبحت الرواية الثانية بمثابة التاريخ الرسمي للثورة، الذي أعاد مبارك إلى بيته مرة أخرى بعدما غاب عنه في إجازة استغرقت 6 سنوات، واقتضاها حسن إخراج المشهد. ليس ما حدث استثناء في الثورات التي عرفتها البشرية. ذلك أن ما كتب في ظلها كان مجرد شهادات أغلبها كان تزويرا وتدليسا، ولم يكتب تاريخها إلا بعد زوالها. وهو ما يستدعي السؤال التالي: هل عودة مبارك إلى بيته هو كل الفيلم أم جزؤه الأول؟». ابتسامة مبارك وفي «الجمهورية» قال السيد البابلي في عموده اليومي في الصفحة الثانية «رأي»: «من حق مبارك أن يبتسم، وقد عاد إلى بيته حرا طليقا بعد 6 سنوات قضاها بصبر يحسد عليه في المحاكم، وهو على يقين من أن هذه اللحظة سوف تأتي حتما، ولقد أدار دفاع مبارك محاكمته بكل البراعة في توظيف كل الأحداث الاجتماعية والسياسية لصالحهم، فقد استغلوا الفراغ الأمني بعد الثورة في تذكير الناس بالأمن الذي كان موجودا في عصر مبارك. واستغلوا الأزمة الاقتصادية في تبرير فساد رجالات مبارك قائلين فساد فساد، بس كان فيه شــــغل وحركة وناس بتكسب، واستغلوا كل أزمات مصر بعد الثورة، إلى الحد الذي دعا أحد مذيعي الفضائيات إلى القول بعد براءته «أراد ربنا أن يبقيه حيا علشان نعرف قيمته ونرى الذل بعده «. لذلك تقبلت الناس بكل الهدوء أنباء براءة مبارك وعودته لمنزله وانتهاء محاكمته، وزاد على ذلك عودة رجالات مبارك إلى الواجهة وتصدرهم المشهد، وباتت الثورة رجسا من عمل الشيطان وابتسم مبارك ومن حقه أن يبتسم وأن يقضي ما بقي له من عمر وهو يضحك». بعد 6 سنوات وأخيرا إلى «المصري اليوم» وكاركتير الرسام الموهوب عمرو سليم الذي أخبرنا أنه كان في زيارة لمسؤول سابق فوجده ممسكا بجريدة مكتوب فيها بعد ست سنوات مبارك في بيته وكان يتحدث في الهاتف مع صديق ويقول له: مبارك رجع بيته؟ عظيم جدا طب واللي دعوا للثورة عليه؟ في السجن؟. سجن الصحافيين وبمناسبة وجود من ثاروا على مبارك ووجودهم في السجن قال محمد الخوالي في «المقال» أمس الأحد تعليقا على صدور حكم بالحبس على نقيب الصحافيين السابق وسكرتير النقابة ووكيلها ووقف تنفيذ الحكم: «المهم الآن هو قراءة الرسائل التي يقولها الحكم، لأنها ستكون كاشفة عن طبيعة العلاقة بين نظام الحكم وقضية حرية الرأي والتعبير بشكل عام والصحافة والإعلام بشكل خاص، فمهما حاولت أجنحة في الدولة توجيه الرأي العام بأن القضية جنائية ولا علاقة لها بحرية الرأي والتعبير، فلن ينجحوا في ذلك فالجميع بمن فيهم من يروجون لهذه الأكذوبة يعرفون أن الهدف والقصد هو كسر أنف النقابة». مشاكل وانتقادات وإلى المشاكل والانتقادات، ومنها المشكلة التي اشتعلت بين الحكومة والزبالين بسبب قيام الأولى بافتتاح أول كشك في حي مصر الجديدة في القاهرة لشراء القمامة من المواطنين وتحديد الأسعار للكيلو غرام الواحد التي تختلف من نوع إلى آخر، مثل علب الكانز والزجاجات الورق والكرتون وغيرها. ومهاجمة الزبالين لذلك باعتبار الحكومة تحاربهم في أرزاقهم. ونشرت مجلة «الإذاعة والتلفزيون» التي تصدر كل يوم سبت عن اتحاد الإذاعة والتلفزيون تحقيقا أعده أيمن إبراهيم قال فيه المهندس حافظ السعيد رئيس هيئة النظافة في القاهرة: «هي حالة تم اختلاقها من جانب البعض، لأنه عكس كل مرة كان يتم الكلام عن وجود تلال من القمامة، لكن هذه المرة الحديث عن فكرة تطوير جمع وفرز القمامة من المنبع بشكل حضاري، والمواطنون استجابوا لذلك وهناك رغبة حقيقية من جانب الجميع في نجاح هذه الفكرة، والدليل على ذلك هو استجابة وسعادة المواطنين بذلك. ثم أن هذه المنظومة الجديدة تتم من خلال أكشاك جمع القمامة، ليس لدينا مانع من دخول المتعهدين وجامعي القمامة فيها، ولا يتم تهميشهم، لأن الهدف منها ليس الربح من جانب الدولة، وإنما هو رفع كفاءة الشارع ونظافته بشكل حضاري، وترسيخ ثقافة لدى المواطن بأن القمامة التي يرميها في الشارع لها قيمة حقيقية ويمكن أن تدر عليه عائدا». «يا واخد قوتي يا ناوي على موتي» وفي صفحتها الواحدة والسبعين نشرت المجلة حديثا مع نقيب الزبالين شحاتة المقدس أجرته معه عفاف علي قال فيه مهددا ومهاجما «يا واخد قوتي يا ناوي على موتي» وأضاف: «الموضوع بالنسبة لنا موضوع حياة أو موت، وسوف نقوم بعمل اجتماع طارئ في النقابة للاتفاق على موقف جماعي. ويتساءل ماذا لو يحل المحافظ المشكلة من جذورها، بدلا من حرماننا من أهم استفادة من الزبالة، ويترك لنا بواقي الأكل والأكياس البلاستيكية وحفاضات الأطفال. هل أي مطبخ يتحمل تخزين كيلو زجاجات مياه 100 زجاجة بلاستيكية وكيلو الكانز 200 علبة، وطبعا ولاد الشوارع والبلطجية سوف تكون مهنتهم النبش. وأنا كنقيب للزبالين هاشتري نص مليون فوطة صفرا ونشتغل في إشارات المرور نلمع سيارات، وإذا لم يتراجع المحافظ في قراره سوف نصعد المواقف الاحتجاجية، ونحن مضطرون لذلك. نحن فئة ليست لنا مطالب عند الحكومة، لكن الحكومة هي اللي عاوزة تقطع عيشنا، وتغلق ورش التدوير وهذا لا يرضي أحدا». المشكلة تتفاقم وتبقى مشكلة القمامة كالكرة تتقاذفها الحكومة مع الزبالين وكل طرف لا يرضي عن أداء الآخر فالحكومة تتهم الزبالين بأنهم حققوا ثروات طائلة من وراء القمامة، وحان الوقت أن تستفيد منها الحكومة والمواطن، والعاملون فيها يتهمون الحكومة بأنها طمعانة في رزقهم وأكل عيشهم. وتعتبر مشكلة القمامة من المظاهر التي تسيء إلى العاصمة القاهرة والإسكندرية فما بالكم بالمحافظات الأخرى التي لا تسلط وسائل الإعلام الأضواء عليها، واكتسبت هذه القضية عام 2003 أبعادا سياسية ووطنية مهينة للمصريين في وزارة الدكتور عاطف عبيد عندما حضر توقيع أول عقد بين محافظة الإسكندرية وشركة فرنسية لجمع القمامة، مقابل مبلغ مالي لا أتذكره الآن بالضبط. وقال عبيد أن ذلك تطبيق لما ينادي به الإسلام، من أن النظافة من الإيمان. وعلى الفور أخذت عدة محافظات تتسابق للاتفاق مع شركات إسبانية ومصرية خاصة لجمع القمامة، وكذلك بعض أحياء القاهرة ووصلت جملة المبالغ التي تتحملها الدولة تسعمئة مليون جنيه. والإهانة هنا أن الحكومة حكمت على المصريين بالعجز حتى عن جمع القمامة، وكانت عملية نصب كبرى لأن هذه الشركات اعتمدت على عمال وموظفي ومعدات هيئات النظافة الحكومية، كذلك وضعت الحكومة على فواتير الكهرباء مبلغ عشرة جنيهات لكل شقة، رسوم نظافة، وقد تم كشف الخديعة بواسطة محافظ قنا وقتها اللواء عادل لبيب عندما أسند إلى هيئة النظافة العملية مقابل ثلاثة جنيهات لكل شقة، وتحولت مدينة قنا إلى أنظف مدينة في مصر. «شيل يا معلم وببلاش» المهم أن هذا الخلاف بين محافظ القاهرة وجامعي القمامة انتقل إلى لجنة الإدارة المحلية في مجلس النواب، كما تناولها يوم السبت في «أخبار اليوم» محمد عمر في عموده «كده وكده» بقوله: «لا أعرف من العبقري «سابق عصره» الذي أوحي أو «بخ» في ودان محافظ القاهرة بفكرة بيع الزبالة للحكومة، فمنذ أن أعلنت المحافظة عن تلك الفكرة وتم تطبيقها في حي مصر الجديدة وأنا على يقين أنها مجرد «شو» لن يكتمل ولن يستمر، أصل ربنا عرفوه بالعقل. مين في منطقة مصر الجديدة التي تضم الطبقة الوسطى في أغلب أحيائها حيقعد «يكوم» في بيته «أزايز وكانز وكراتين» لغاية ما يملي شوالين وينزل يبيعهم، كلام عبيط طبعا ومش حيحصل، والأعبط منه لما يقول لك إنهم حيعمموا الفكرة على الأحياء الفقيرة والعشوائية، طب مين بقى من الفقراء اللي معاه «قوي» علشان يشرب «كانز» ولا بيشربها كل أد إيه علشان يلمها ويبعها، ويا سيدي يا محافظ القاهرة ما دام إنت عاوز تشتري الزبالة ما تريح نفسك وتلف شوارع مصر الجديدة مش حتلاقي أكتر منها شيل يا معلم وببلاش». التسول في حمى الدولة ومن الحكومة والزبالين والنصب الذي يمارسه الاثنان صد المواطنين إلى الشحاذين الذين يفعلون النصب نفسه على المواطنين، وحدثنا عنه أمس الأحد في «الأهرام» أحمد عبد التواب بقوله في عموده اليومي «كلمة عابرة» في الصفحة الحادية عشرة: «البداية الجديرة بالتوقف أمامها طويلا بالدرس والتمحيص، جاءت في خبر عن بعض الأجهزة الرسمية جرى نشره بكثافة قبل أيام، يقول إن إحدى المتسولات استأجرت صبيا معاقا من أمه مقابل 300 جنيه في اليوم بواقع 9 آلاف جنيه شهريا، وأنها كانت تسرح به في المترو لتستدر به عطف الجمهور. والبداهة ودون أي معلومات تؤكد أنها كانت تكسب من ورائه أضعاف قيمة الإيجار، فكم تتخيل يصل دخلها؟ وكم تكون أعداد زميلاتها المتسولات بالطريقة نفسها أو باجتهادات أخرى؟ ثم أن كل ما يتحصلن عليه يأتيهن من جيوب فئات من المواطنين يتوزعون بين متوسطى الحال والفقراء، فلماذا يضعف هؤلاء أمام مهارات محترفي التسول في وقت ينفرون فيه أو لا يتحمسون من التبرع للأعمال الخيرية أو للمشروعات الوطنية، حتى إذا كانت معنية بتقديم خدمات مفيدة للمحتاجين؟ لاحِظْ أنه لا يمكن لداء التسول أن يبقى للحظة واحدة إذا لم يكن هناك من يدفع للمتسولين. ولاحِظْ أيضا أن الدولة لم تنجح حتى الآن، أو ربما لم تسع جادة، في تبيان المخاطر الاجتماعية الهائلة من تفشي ظاهرة التسول. كما أن الأجهزة المعنية، وللغرابة، وفي حين أنها تقوم مشكورة بواجبها بدرجات متفاوتة من النجاح ضد الباعة الجائلين، إلا أنها لا تكترث بتطبيق القانون على من يفترش إلى جوارهم للتسول، حتى إن المنظر بات مألوفا، وبمجرد ظهور المخبرين، أن يهرع الباعة في حالة من الفزع في لمّ بضاعتهم والاختفاء بها في مكان بعيد عن الأعين، في حين لا يطرف للمتسول جفن ويبقى في أمان على الرصيف نفسه يمد يده ويتحصل على النقود ضد القانون! هل هناك دراسات علمية يمكن الاعتماد على دقة بياناتها ونتائجها عن أعداد المتسولين وأماكن سكناهم ومعيشتهم وأعرافهم الخاصة، وعن الجريمة في عالمهم السفلي..إلخ؟ وهل هناك أفكار جادة عن منع إضافة متسولين جدد، وعن تأهيل الموجودين للحياة بكرامة، وعن استئصال هذه الكارثة المعيبة، الخطيرة، المؤذية للعين وللمشاعر، المتعارضة مع الإنسانية والحضارة؟». الإصلاح الديني وإلى قضية الإصلاح الديني في مصر، التي ناقشها يوم السبت في «الشروق» إكرام لمعي أستاذ مقارنة الأديان في مقال عنوانه «العالم يحتفل بالإصلاح الديني فماذا عندنا؟» بدأه بتجربة الإصلاح التي قادها الراهب الألماني مارتن لوثر في عام 1517 بمهاجمة ممارسات الكنيسة ثم التفت إلى مصر وقال: «البداية يا سيادة الرئيس الإصلاح الديني، والإصلاح الديني من المستحيل أن تقوم به المؤسسات الدينية (مسيحية أو إسلامية) فلم يحدث في التاريخ الإنساني أن جاء إصلاح ديني من داخل مؤسسة دينية، لذلك عليك أن تقوم سيادتك بالتمهيد لهذا الإصلاح بعدة إجراءات، أولها إطلاق الحريات، ومن أهمها حرية أن نفكر وأن نعلي العقل وهذا لا يتم إلا بإلغاء المادة الفضيحة مادة تحريم ازدراء الأديان من الدستور، وصياغة مواد تصون وتحمي حرية التفكير، وإعطاء المفكرين والمصلحين أن يجتهدوا كما يشاءون وأن يحاورهم الآخرون. أطلق يا سيادة الرئيس شرارة الإصلاح بإطلاق الحريات، فتبدأ خطوات الإصلاح الديني هذا وإلا كل مجهوداتك في الإصلاح الاقتصادي والسياسي والمجتمعي والتعليمي إلخ سوف تذهب أدراج الرياح هباء منثورا ولنا في الإصلاح الأوروبي خير مثال». معارك وردود رسالة وصلت لرئيس تحرير «المصريون» جمال سلطان من مواطن مصري مهاجر في الولايات المتحدة، يعلق فيها على تصريحات وزير التعليم الجديد، ينشرها بنصها، وحتى بالعنوان الذي اختاره، يقول في رسالته التي بدأها بشرح سبب سؤال عنوانه: أعني هنا من يتوسدون مراتب الوزراء في مصر (أو من يوسدون هذه المراتب) خاصة منصب وزير التعليم. كلما طل علينا وزير نفاجأ بأنه غير مختص في مجال عمل وزارته ووزير التعليم ليس استثناء فنجد أن همه الأهم وشغله الشاغل هو الثانوية العامة، رغم أنها أصبحت لكثرة التطوير والتعديل أشبه بثوب مهلهل لا معنى له ولا طعم. هل نقبل أن يأتي كل وزير للتعليم لينتقم من الثانوية العامة مستذكرا عذاباته معها أو عذابات أقاربه والمحيطين به؟ ولماذا يجب أن نقبل أن يظل مخرب للتعليم (لا وزيرا) كحسين كامل بهاء الدين، مثلا، في منصبه وهو الذي كانت كل التقارير، الرصينة، تشير إلى فشله، عكس كل التقارير المشتراة، والتي كانت تنشر كل أسبوع تقريبا، حتى أتت الطامة وفشلت مصر (كالعادة) في مسابقة تعليمية عالمية، ليصدر أوامره بتحويل كل مناهج المرحلة المتوسطة (الإعدادية) لتناسب هذا الامتحان، دون أي اعتبار لخطط تعليمية سابقة لهذه المرحلة أو لاحقة لها؟ أصبحت الثانوية العامة «ملطشة» لكل مراهق فكري أسعده حظه بأن يكون عميلا لأجهزة أمنية يتربى على يديها إلى أن يصبح وزيرا، فإذا كان الوزير من أبناء الفقر والعوز في بدء حياته، أي من أبناء الثانوية العامة، فهو ينتقم منها ومن زملائه ممن تفوقوا عليه فيها، وإذا كان من أبناء الـ GCE (شهادة الثانوية الإنكليزية السابقة على الـ GCSE) فإنه يعبر عن امتعاضه من زملائه من الحاصلين على الثانوية العامة وكانوا أفضل منه علميا في كليته بأن ينتقم منها أيضا. يا سيادة المسؤول الأول، ويا سادة يا سكرتارية المسؤول الأول إن مشكلة التعليم الأساسية في بلدكم هي الفقر (أوي أوي) الفقر المعنوي المتمثل في انعدام الرؤى وانعدام المختصين المخلصين وانعدام الإرادة الحقيقية لتعليم الناس حتى يسهل قيادهم؛ ثم الفقر المادي (الفلوس يعني) الذي يتسبب الفقر المعنوي في إهدار مواردها وعدم التخطيط الجيد لاستخدام المتبقي منها. مشكلة التعليم في المرحلة الابتدائية هي تعليم التلاميذ الأسس للقراءة والكتابة والتعبير والنحو والحساب (مش الرياضيات،) ومبادئ العلوم وليس كما هو من تدريس جميع أعضاء الجسم والأجهزة الحيوية بطريقة عمل تفصيلية لطفل (طفل) في العاشرة من عمره… الحديث عن التعليم طويل وذو شجون وقد ابتلينا بمن يفرض علينا الدفاع عن المتاح البائس لا الحديث عن التطوير والتحديث الدائم». مصر والسودان وإلى الأزمة التي نشبت بين مصريين وسودانيين بسبب تصريحات مسؤول سوداني عن الأهرامات في بلاده وغيرها. واشتبك مواطنون في وسائل التواصل الاجتماعي في البلدين في معارك حامية الوطيس ولكن «الأهرام» أمس الأحد في تعليقها في الصفحة الثالثة قالت: «تأتي الرسالة الخطية التي تسلمها الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس الأول من شقيقه الرئيس السوداني عمر البشير ـ خلال استقباله طه عثمان الحسين وزير الدولة السودانية ومدير مكتب الرئيس البشير ـ لتعيد تأكيد عمق العلاقات والروابط التاريخية والأخوية بين البلدين الشقيقين وشعبيهما، والحرص على مواصلة العمل لتعزيز التعاون المشترك بين الجانبين في مختلف المجالات، وترد على محاولات الوقيعة بين البلدين، وتؤكد أن ما يتم تناوله عبر وسائل الإعلام في البلدين لا يرقى لمستوى هذه العلاقات، ويبعث برسالة قوية إلى المتربصين بالعلاقات المصرية ـ السودانية، الذين يحاولون العبث بها بأن محاولاتهم فاشلة، وأن يكفوا عن هذه المحاولات البائسة. إن حرص القيادتين المصرية والسودانية على تأكيد عمق العلاقات بين البلدين والعمل على تطويرها والسعى إلى دعم أطر التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك خصوصية هذه العلاقات، وأن أي محاولات لإثارة المشكلات أو بعض القضايا الخلافية لن تعدو إلا أن تكون زوبعة في فنجان». مصر والسعودية وإلى مصر والسعودية والتقارب بينهما، وأبرز ملامحه عودة شركة أرامكو لإرسال شحنات البترول التي توقفت إلى مصر، واعتراض البعض عليها في وسائل التواصل الاجتماعي، بما دفع رأفت الكيلاني في «أخبار اليوم» لأن يقول في بابه «بهدوووء» ردا عليهم: «بعد أن أعلنت شركة أرامكو السعودية استئناف توريد شحناتها لمصر من البترول مرة أخرى، خرجت علينا بعض أقلام المتنطعين من الإعلاميين الذين يسبحون بحمد أي نظام، لأنهم يقتاتون على ذلك فيضيفون أحيانا كثيرة عبئا على ذلك النظام ويضرونه أكثر مما ينفعونه ويعرضون مصالح الوطن للخطر، بتلك الممارسات التي تخرج عن الرسالة الإعلامية الصحيحة والشريفة، ولمن لا يعلم من هؤلاء الإعلاميين، أن الاتفاق السعودي المصري في شحنات أرامكو اتفاق تجاري يقترب إلى حد كبير من المساعدات، ومصر والسعودية يسيّران علاقاتهما السياسية والاقتصادية بمعرفة مسؤولي البلدين، وكل طرف يعمل لمصلحة بلده، فارحمونا أنتم أيها الإعلاميون من افتكاساتكم عبر الفضائيات المغرضة وشكرا للمملكة العربية السعودية الشقيقة». حكومة «لم الفلوس» وأخيرا إلى «الوطن» ومقال الدكتور محمود خليل الذي عنونه بـ«حكومة لم الفلوس» قال: «مقولة «حق يراد به باطل»، تنطبق على الطريقة التي عالج بها البعض قرار مضاعفة سعر تذكرة المترو. كثيرون قالوا إن المواطن يدفع في الميكروباص والتوك توك أضعاف ما يدفعه في تذكرة المترو، الذي يقطع به مسافة أكبر. هذا الكلام صحيح بالطبع، لكن تكراره ينذر بخطر كبير على هذا البلد. هناك من يسوق منذ عدة أشهر لمعادلة أن الشعب لا بد أن يدفع ثمن السلعة أو الخدمة التي ينالها من الحكومة، طالما يدفع «شيء وشويات» في الحصول على الخدمة الشبيهة التي يقدمها أصحاب المشروعات الخاصة، وهو خطاب تدعمه الحكومة بقوة من أجل تبرير قراراتها التي تعكس اتكالا على جيب المواطن في حل مشكلاتها، لتقلب معادلة رعاية الحكومة للمواطن، إلى معادلة «رعاية المواطن للحكومة». زيادة سعر أي خدمة في الدنيا مشروط بتحسينها أو تجويدها، والحكومة لدينا لا تحسن ولا تجود شيئا، إنها ترفع وفقط. الخطر أن المسألة لن تتوقف عند محطة «المترو»، بل ستمتد إلى غيرها. تجربتنا مع الحكومة الحالية تقول ذلك، تلك الحكومة التي لا تفهم إلا فى التعويم وفرض الضرائب والتخلص من الدعم، ولا يبين له أي أثر فيما عدا ذلك. توقع في المستقبل أن تسمع أحاديث يصح أن تترجم إلى قرارات عن إلغاء مجانية التعليم، وقتها ستجد ألسنة تردد كلاما مقنعا عن الفلوس اللي أد كده التي يدفعها الفقير والغني في الدروس الخصوصية، وما ينفقه التلميذ على الموبايل وكروت الشحن، وهو كلام صحيح في عمومه، لكن السؤال: هل الحكومة تستهدف من وراء تسعير التعليم وإلغاء المجانية تطوير المنظومة التعليمية في مصر أم أن الهدف مجرد «لم الفلوس»؟ نحن نعيش في ظل توجهات تريد من المواطن أن يتحمل فاتورة كل شيء يستهلكه تحت شمس بلاده، بلاده التي توجد فيها خيرات كثيرة تحصلها أيدي المسؤولين، لكنها لا تريد إنفاق مليم منها على المواطن. أساس هذا التوجه يرتبط بإحساس لدى المسؤولين بأنهم ورثوا هذا البلد، أو بعبارة أخرى أنهم أصحاب البلد، أما المواطن فكائن متطفل يريد أن يقتات على ما لا يملك». افتتاح أول كشك لشراء القمامة من المواطنين والأسعار حسب السلعة والنظام يحارب الزبالين في أرزاقهم حسنين كروم |
«من دَق دُق».. أردوغان يتخذ مقولة بـ«العربية» شعاراً لمعركته المتصاعدة مع أوروبا Posted: 26 Mar 2017 02:57 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: يكرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاباته اليومية في الآونة الأخيرة المقولة العربية الشهيرة «من دَق دُق» بلفظها العربي كقاعدة وشعاراً لمعركته مع دول الاتحاد الأوروبي والتي تصاعدت على خلفية منع وزرائه من القيام بحملات ترويج لحملة التصويت بـ»نعم» في الاستفتاء المقبل بتركيا حول التعديلات الدستورية وتحويل نظام الحكم في البلاد إلى رئاسي. المقولة التي تعني بأن لأي فعل رد فعل وتشير إلى الرد بالمثل، أقرب إلى المثل الشعبي العربي «من دق باب الناس دقوا بابه»، وهو يشير بذلك إلى أن هجومه الحاد على الدول الأوروبية يأتي كرد فعل على ما تقوم به الأخيرة ضده وأنه لن يتوانى عن الرد على «الحملة الأوروبية» بقوة. وقالها أردوغان بشكل آخر وأكثر وضوحاً، وكررها خلال خطاباته الأخيرة متوجهاً إلى أوروبا: «طالما واصلتم وصفي بالديكتاتور سوف أستمر بوصفكم بالنازية والفاشية»، وقال في خطاب آخر قبل أيام: «يقول العرب في مثل شعبي جميل «من دقّ دُق»، ونقول لأوروبا إننا نتصرف معكم بنفس المعاملة التي تتصرفون بها معنا». العديد من الدول الأوروبية اعتبرت أن مساعي أردوغان لتحويل نظام الحكم في البلاد إلى رئاسي في الاستفتاء المقبل تهدف إلى تعزيز صلاحياته والتفرد بالحكم في البلاد، وأطلق مسؤولون أوروبيون والصحف ووسائل الإعلام الأوروبية وصف «الديكتاتور» على أردوغان. في المقابل، فتح النار على أوروبا بشكل غير مسبوق، وبات يصف عدد من الدول الأوروبية بـ«الفاشية والعنصرية والنازية»، وأطلق ضدها أوصاف حادة وتهديدات غير مسبوقة، ويقول أردوغان إنه يعلم بأن هذه الأوصاف تُزعج الدول الأوروبية ولهذا السبب يستخدمها. وعقب أن لجأت صحف ألمانية إلى نشر صور مُعدلة لأردوغان ووصفته بالديكتاتور، كما نشرت العديد من رسوم الكاريكاتور التي تصف أردوغان بـ»المتسلط»، نشرت صحيفة تركية مقربة من الرئاسة صورة معدلة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تصفها بزعيم النازيين أدلوف هيتلر. ودخل التصعيد بين الجانبين إلى مراحل جديدة عقب أن استدعى الاتحاد الأوروبي السفير التركي في بروكسل لطلب توضيحات حول تصريحات لأردوغان اعتبرت أنها تحتوي على تهديد مباشر لأمن المواطنين الأوروبيين، والسبت جدد أردوغان التأكيد على أن «صبر تركيا له حدود حيال المواقف العدائية الصادرة عن دول أوروبية فلا يمكن قبول إساءات لبلادنا وشعبنا ودبلوماسيينا ووزرائنا كل يوم». وعلى الرغم من تأكيد عدد من المسؤولين الأوروبيين نيتهم عدم التصعيد مع تركيا وتصريح ميركل عن تفضيلها الحوار مع تركيا، لا يبدي الرئيس التركي أي تراجع في الهجوم الذي يتصاعد يومياً ضد الدولة الأوروبية الذي أعاد، الأحد، اتهامها بدعم الإرهاب وتقديم تسهيلات لعناصر تنظيم بي كا كا الإرهابي ومؤيديهم الذي رفعوا السبت في سويسرا يافطة ضخمة تطالب بقتل أردوغان. كما أعاد أردوغان، السبت، الإشارة إلى أن بلاده ربما تلجأ إلى إجراء استفتاء حول استمرار عملية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، وقال: «في ما يتعلق بمفاوضات (الانضمام)، قد نسلك طريق استفتاء ونمتثل للقرار الذي تتخذه الأمة»، واعتبر أردوغان أن الاتحاد الأوروبي «سيسهل أمامه المهمة» في حال قرر من تلقاء نفسه التخلي عن مفاوضات انضمام أنقرة المعطلة منذ أعوام. ولا يعرف على وجه التحديد ما إن كان هذا التصعيد غير المسبوق بين تركيا وأوروبا نابعا من إرادة فعلية بالقطيعة من الجانبين، أم أنها مجرد استغلال للنزعة القومية والحادة من أجل مساعي أردوغان لتعزيز مكانته في الاستفتاء المقبل، ومساعي أطراف أوروبية لتعزيز مكانتها في الانتخابات والاستفتاءات الجارية فيها خلال هذه الفترة. «من دَق دُق».. أردوغان يتخذ مقولة بـ«العربية» شعاراً لمعركته المتصاعدة مع أوروبا إسماعيل جمال |
في إشارة الى القصر الملكي… العثماني: وجود الاتحاد الاشتراكي في الحكومة قرار سيادي Posted: 26 Mar 2017 02:57 PM PDT الرباط ـ «القدس العربي» : أثار قرار مشاركة الاتحاد الاشتراكي في حكومة سعد الدين العثماني ردود فعل لدى غالبية الرأي العام المغربي، على اعتبار أن مساءلة مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة كانت من الخطوط الحمراء التي تشبث بها رئيس الحكومة السابق عبد الاله بن كيران والتي كانت سبباً في تعثر مشاوراته لما يزيد عن خمسة أشهر. فبعد الحسم في التشكيلة الحكومية، التي ضمت كلاً من العدالة والتنمية وحزب التجمع الوطني للأحرار والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي، أكد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المكلف، أمام أعضاء لجنة الاستوزار التابعة لحزب العدالة والتنمية، أن وجود الاتحاد الاشتراكي في الحكومة، هو «قرار سيادي» دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل، وهو ما فهم منه أن جهات عليا في القصر أوصت بضم الاتحاد للتشكيلة الحكومية. وقال لحسن الداودي، عضو الامانة العامة لحزب العدالة والتنمية وعضو لجنة التفاوض حول تشكيل الحكومة بحزب العدالة والتنمية إن «هذا التحالف ليس هو ما كان ينتظره المغاربة، لكنه هو الممكن، وأخف الضررين» وقال إن «المغاربة ينتظرون من العدالة والتنمية تشكيل الحكومة وهذا ما سيتم». وكان رئيس الحكومة السابق المعفى بقرار ملكي، عبد الإله بن كيران، يصر بعد خروج حزب الاستقلال من المشاورات الحكومية، قد رفض مقترح حزب التجمع الوطني الأحرار القاضي بإدخال الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأصر على عدم مشاركته، في حكومته بناءً على أن الكاتب الاول ادريس لشكر، لجأ إلى المناورة ولم يحسم موقفه بشأن المشاركة، طيلة الأشهر الثلاثة الأولى من المشاورات. واستمر اصرار بن كيران على عدم دخول الاتحاد الاشتراكي إلى حدود أيامه الأخيرة في رئاسة الحكومة، إذ حسم الجدل الحول مشاركة الاتحاد الاشتراكي بالحكومة بقوله: «إلا دخل الاتحاد الاشتراكي للحكومة انا ماشي بن كيران». واطلق عدد من نشطاء الفيسبوك هاشتاغ أسموه «حكومة الإهانة»، وذلك بعد قبول سعد الدين العثماني دخول الاتحاد الاشتراكي للحكومة، والشعور بالذل والإهانة، حيث خلف دخول الاتحاد الاشتراكي إلى حكومة سعد الدين العثماني نكسة قوية بين صفوف مناضلي حزب العدالة والتنمية والمتعاطفين معه، وشعر الكثيرون منهم، خاصة القواعد الشبابية، بالإهانة والذل، واعتبروا مشاركة الاتحاد الاشتراكي في الحكومة نكسة لمسار «الديمقراطية الفتية» في المغرب. وحملوا رئيس الحكومة مسؤولية «ذبح حزب العدالة والتنمية وتمريغ كرامته في الوحل»، معتبرين أن إدخال الاتحاد للحكومة، جلب للإهانة لحزب العدالة والتنمية ولأمينه العام عبد الإله بن كيران الذي رفض وصمد قبل إقالته وفرض الاتحاد على الحكومة. ونشرت سمية بن كيران، نجلة رئيس الحكومة المعفى، تدوينة على صفحتها بالفيسبوك، حول طريقة تشكيل حكومة العثماني، وتعبر عن سخطها مما يعرفه الحزب، دون أن تشير إلى ذلك بصريح العبارة. وقالت «رحمة الله عليك عمي عبد الله بها (صديق بن كيران والرجل الثاني في الحزب الذي توفي نهاية 2014) في هذه الليلة المؤلمة مشيتي فالضو ولم تشهد هاد الذل لي طاح علينا، الله يلحقنا بك صالحين يا رب و يجمعنا في جنان خلد عند حكيم مقتدر». وأعلن ادريس بنرحو عضو حزب العدالة والتنمية ونائب الكاتب الإقليمي للحزب، عن استقالته النهائية من الحزب مسؤولية وعضوية، لما اعتبره انحراف الحزب وقادته عن مشروع الحزب النضالي والإصلاحي وسلسلة التنازلات التي لا تنتهي وكان أمرها، بعد التضحية بالزعيم، القبول بضم حزب لشكر للأغلبية الحكومية مما يعد في رأيي بداية نهاية الحزب». ووجهت كتائب حزب العدالة والتنمية انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني وصبت جام غضبها عليه بسبب رضوخه لشروط «التحكم» ووصف النشطاء الحكومة الجديدة بـ«حكومة الإهانة» عن طريق هاشتاغ «صلح الحديبية»، في إشارة إلى تدوينة سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذي قارن مشاورات ومفاوضات العثماني بـ»صلح الحديبية»، في إشارة إلى قبول رفاق لشكر في الحكومة، الذي رفضه بن كيران طوال خمسة أشهر الأمر الذي أوقف المفاوضات وتسبب في البلوكاج الحكومي. واعتبر أحد المدونين أن العثماني خذل ابن كيران بقبوله مشاركة الاتحاد في الحكومة «ابن كيران قال إنه لن يكون عبد الإله حقيقياً إذا شارك الاتحاد .. للأسف العثماني قبل بالاتحاد». وقالت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد (يسار معارض)، إن «الأطراف التي أفشلت عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المعفى، من تشكيل الحكومة هي نفسها التي تساعد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المعيّن في تشكيل الأغلبية». واضافت في لقاء حزبي أن «الدولة بصدد إغلاق القوس الذي فتح مع الربيع الديمقراطي ومع حركة 20 فبراير (حراك الشباب المغربي)، التي أعادت طرح مسألة البناء الديمقراطي والإنهاء مع الربيع السياسي، «هناك صفقة أبرمها النظام مع حزب «العدالة والتنمية» للالتفاف على مطالب حركة 20 فبراير. وقالت ان من بين أسباب فشل بن كيران في تشكيل أغلبيته الحكومية وعرقلة مهمته «وجود تحكم «حقيقي» في المشهد السياسي، حيث يتم صنع أحزاب موالية للسلطة تعمل على ضرب الأحزاب الوطنية المستقلة، وان «الأجهزة السلطوية بتواطؤ مع عدد من الأحزاب تهيمن على السلطات رغم التغييرات الدستورية». واضافت أن «الملكية الوراثية في المغرب يجب أن تنتقل إلى ملكية عصرية، تواكب روح تطور العصر، وقالت إن «حزب العدالة والتنمية أدار ظهره لحركة 20 فبراير، مفضلاً الدفاع عن الدستور، الذي يعتبر حداثياً في الشكل وتقليدياً في العمق ولم يظهر صلاحيات أخرى تقوي مؤسسة رئيس الحكومة و«بن كيران قام بمقاومة متأخرة، فهو لم يحارب أدوات السلطوية، بل عمل على التطبيع مع الفساد والريع السياسي، لأنه كان عليه أن لا يقبل بمشاركة الأحرار عوض أن يبعد «الاستقلال» من الحكومة». ويرى مراقبون للشأن السياسي في المغرب، أن مشاركة الاتحاد الاشتراكي الحاصل على المرتبة السادسة ب20 مقعدًا في الانتخابات التشريعية، في الحكومة، يشكل صفعة ثانية لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران، وتتعمد إظهاره كمسؤول عن حالة «البلوكاج» التي استمرت لأكثر من 5 أشهر، وأن التحالف الحكومي الجديد، أظهر أيضاً أن هناك شخصنة لعملية التفاوض. واعتبر مراقبون، أن التحالف الحكومي الجديد، أظهر أن هناك إكمالاً لمسلسل إضعاف مسيرة الانتقال الديمقراطي في المغرب. وقال عبد الاله سطي المتخصص في العلوم السياسية «على ما يبدو إن الوثيرة التي خاض بها السيد سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المعين عملية المشاورات الأولية، وكذا المنهجية التي اعتمدها منذ البداية في مقاربته لعملية التفاوض كانت تنبئ بأن الرجل سيتمكن من تشكيل الأغلبية الحكومية في وقت وجيز، مادامت العراقيل والشروط التي وضعت في النسخة السابقة من المشاورات قد تم التنازل عنها والعودة لنقطة الصفر في المشاورات. لهذا فالتشكيلة الحكومية الحالية لا تعتبر مفاجئة ما عدا دخول حزب الاتحاد الاشتراكي لتكميل التحالف الحكومي والذي اعتبر حجر عثرة في المشاورات السابقة التي كان يقودها السيد عبد الإله بنكيران». وقال لـ«القدس العربي» بأن الأمور، أمام ميلاد لتحالف حكومي هجين يجمع بين أحزاب سياسية نشبت فيما بينها معارك انتخابية وصلت لحد التخوين المتبادل بين كل الأطياف المشكلة لها. واضاف «لهذا لن تكون مهمة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، في قيادة هذا التآلف الحكومي بالمهمة السهلة، سواء في ما يتعلق بمسألة التصورات الاستراتيجية للسياسة العمومية، أو فيما يتعلق بطريقة التدبير القطاعي للمؤسسات الحيوية للبلاد. فالانتظارات الشعبية واسعة وكبيرة، تقتضي معه توفير حكومة منسجمة وقوية تعبر عن الإرادة الشعبية، وكفيلة بتوفير الحلول المناسبة للمشاكل الاجتماعية والسياسية التي يتخبط فيها المواطن بشكل يومي. وهو ما يعتبر اختباراً فعلياً لمدى الانسجام الذي ستعبر عنه هذه الحكومة بين أطرافها في المقبل من السنوات». وقال محمد لغروس مدير موقع «العمق المغربي» الالكتروني، المقرب من حزب العدالة والتنمية، لـ»القدس العربي»، إن «حزب العدالة والتنمية انتصر بمعنى من المعاني، ولكن الراسبين في 7 تشرين الاول/ أكتوبر، والواقفين وراء الانسداد أيضاً انتصروا، وأن الإرادة الشعبية تم التلاعب بها عبر توظيف أحزاب مفعول بها سياسياً، ورئيس الحكومة سيكون أمام امتحان القيادة الفعلية للحكومة، ما حدث يعكس حالة غير منطقية يعيشها المغرب «فكيف لأحزاب مارست التدليس والمماطلة طيلة خمسة أشهر أن تحل عقدتها بين عشية وضحاها، أعتقد أن المطلوب كان رأس بن كيران ويبقى السؤال هل سيكتفون به فقط، أم المستهدف هو العدالة والتنمية والانتقال الديمقراطي الفتي بالمغرب». واكد أن شباب «العدالة والتنمية» في عمومهم وفئات من المغاربة مصدومة اليوم مما يقع وأعتقد أن مخرجات ما حدث سيكون له تأثير على الصف الداخلي للعدالة والتنمية. في إشارة الى القصر الملكي… العثماني: وجود الاتحاد الاشتراكي في الحكومة قرار سيادي فاطمة الزهراء كريم الله |
السيسي يلتقي رئيس الكونغرس اليهودي Posted: 26 Mar 2017 02:57 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي» : التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، رئيس الكونغرس اليهودي العالمي رونالد لاودر، وسط تأكيد على حرص بلاده على «مواصلة الإسهام بشكل إيجابي في تهيئة المناخ اللازم لاستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل ونهائي يستند إلى حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية». وأشار السيسي إلى «انفتاح مصر على التواصل مع كل أطياف المجتمع الأمريكي، بهدف تعزيز جسور التواصل والتفاهم المشترك حول طبيعة التحديات التي تواجه المنطقة، وسبل التصدي لها»، لافتاً إلى أن «العلاقات المصرية الأمريكية علاقات وثيقة وممتدة وذات طبيعة استراتيجية، وأن المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز هذه العلاقات على كافة الأصعدة». وأعرب لاودر عن «تقديره لدور مصر المحوري كقوة استقرار وسلام في الشرق الأوسط، وللجهد الكبير الذي تبذله مصر في الحرب على الإرهاب ومواجهته على نحو حاسم». وأشاد بـ«جهود الإصلاح الاقتصادي المتواصلة»، مؤكدا أن «زيارة السيسي المرتقبة إلى الولايات المتحدة خلال الأسبوع الأول من شهر أبريل/ نيسان المقبل، ولقاءه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تكتسب أهمية خاصة في تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ودفعها نحو آفاق أرحب». وأشار أيضاً إلى «التقدير الكبير في الولايات المتحدة لجهود السيد الرئيس في تعزيز قيم التسامح وقبول الآخر ومحاربة الأفكار المتطرفة». يذكر أن الاتحاد اليهودي العالمي الذي يتراسه دونالد لاودر، هو اتحاد دولي للمنظمات اليهودية المؤيدة للحركة الصهيونية التي عملت على إقامة دولة إسرائيل، ويتضمن أكثر من 70 منظمة يهودية مناصرة للحركة الصهيونية في أكثر من 70 دولة، ويسعى المؤتمر لتقوية الوحدة بين اليهود. ويتكون الاتحاد اليهودي الدولي من 5 فروع إقليمية، هي المؤتمر اليهودي العالمي شمال أمريكا، المؤتمر اليهودي لأمريكا اللاتينية، المؤتمر اليهودي الأوروبي، والمؤتمر اليهودي الأورو ـ آسيوي، والمؤتمر اليهودي إسرائيل. ويتولى لاودر رئاسة المؤتمر منذ عام 2009، بعد انتخابه في مؤتمر عقد في القدس. السيسي يلتقي رئيس الكونغرس اليهودي تامر هنداوي |
هامش المناورة الأبرز في تحضيرات القمة: تكهنات باتصالات في الملف الفلسطيني تثير حساسية الأردن… والبخيت تطوع لقرع جرس الإنذار وكل الأعين تراقب «الحراك السعودي» المرتقب Posted: 26 Mar 2017 02:57 PM PDT عمان ـ «القدس العربي»: قد لا تكون «الجرعة « التي تقدم بها رئيس الوزراء الأردني الأسبق والخبير معروف البخيت عندما حذر علناً من تجاهل «مصالح بلاده» في أي تسوية جديدة تتعلق بفلسطين على هامش تحضيرات البحر الميت» مباغتة». لكنها بكل حال جرعة «مطلوبة» تعكس شعور بعض النخب الخبيرة بالالتقاط بوجود اتصالات على صعيد الملف الفلسطيني. وهي في الاعتبار السياسي مهمة ومباغتة لأن بعض المسؤولين في إدارة ملف القمة العربية من جانب الدولة الأردنية سارعوا للرد ضمنياً على مضمون ما قاله البخيت في مسرح الجامعة الأردنية على هـامش إحـدى المحاضـرات. التصريحات التي وردت على لسان رئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر الدكتور محمد مومني وبمعيته الناطقة باسم التحضيرات السفيرة ريما علاء الدين وسفير الأردن في القاهرة الوزير السابق علي العايد، كلها تصريحات حاولت بوضوح الرد ضمنياً على البخيت ولملمة أي آثار محتملة في الشارع المحلي لتحذيراته العلنية. يعني ذلك ببساطة ان تحذيرات البخيت الذي كان سفيراً في تل ابيب ورئيساً للديوان الملكي ثم للوزراء ومديراً لمكتب الملك ونائبا اليوم لرئيس مجلس الأعيان لم تكن «منسقة» مع طاقم الإدارة الرسمي في بلاده وخصوصاً الذي يتولى إدارة شؤون القمة حيث نظيره فايز طراونة في رئاسة الديوان ونظيره الآخر في مكتب الملك جعفر حسان ووزير الخارجية أيمن صفدي والسفير النشط علي العايد. تحذير البخيت موسمي وسبق ان عرض مثله على لسانه مرات عدة ويختص بالتحذير من أي مقترحات او تعديلات على المبادرة العربية او صياغات لها علاقة بالقضية الفلسطينية على حساب الأردن والأردنيين حيث ان بلاده كما قال لها دور اساسي ومباشر في اهم القضايا بما في ذلك القدس وحق العودة والحدود والمياه واللاجئون. عمليًا بوصلة البخيت لا تتحرك في وقت حساس لو لم يسمع ولو عن بعد عن صياغات او تسويات مقترحة لها علاقة بالقضية الفلسطينية وستعرض على جدول أعمال القمة العربية. لاحقاً ابرزت صحف محلية «لهجة النفي» لمهندسي ترتيبات القمة مثل الثلاثي مومني وعلاء الدين والعايد حث جرعة تقابل جرعة البخيت وتنفيها وتؤكد عدم وجود «أوراق جديدة» بخصوص القضية الفلسطينية، الأمر الذي أعلنه بكل حال القيادي الفلسطيني صائب عريقات من رام الله ايضاً. يرد المسؤولون الأردنيون على «رئيس سابق لهم مثل البخيت» لأسباب سياسية او تكتيكية عدة والمومني تحديداً وضع كل الخيارات عندما قال بان القضية الفلسطينية «بند دائم» على جدول أعمال مؤسسة القمة العربية. لكن الرد الجماعي للمسؤولين الثلاثة يؤشر ايضاً على ان المؤسسة الرسمية المستضيفة للقمة لا تريد الظهور بمظهر من يتبنى ان اية أفكار جديدة لها علاقة بالقضية الفلسطينية حيث توثقت «القدس العربي» من أن القرار الرسمي العربي ان يترك شأن المبادرات الجديدة التي لمح الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الـغيط لها سـابقاً للرئيس الفلسـطيني محمود عبـاس. أو يوحي الرد الرسمي الأردني بأن البند المثير للجدل بعنوان تسريبات تتحدث عن «خطة جديدة» بشأن عملية السلام لم يصل بصورة نظامية بعد عبر قنوات ترتيبات القمة العربية ولم يتحول لقرار. في المقابل وبكل الأحوال لا يتحدث البخيت من فراغ. المؤشر الأهم في تحضيرات القمة حتى مساء الأحد بعد احتمالية حضور عدد كبير من الزعماء العرب هو تداول التسريبات عن مشروع سلام جديد «واقعي أكثر» يتم التحضير له وبرافعة سعودية ومصرية ومن خلفهما أردنية قد يشكل عنصر المفاجأة الأبرز واليتيم في اختراقات قمة البحر الميت المفترضة. الحراك السعودي المفترض يتحدث عنه الجميع ومن الواضح ان بعض الرموز في المعادلة الأردنية لا يعجبها الحديث مجدداً عن تعديلات مقترحة على المبادرة السـعودية وتراقب التفاصيل في رسالة تطوع البخيت لها دون ان يعـلم بعد ما إذا كانت حركته تأتي في إطار«تقاسم الأدوار» داخل المؤسـسة الأردنـية أم في سـياق التحذير الوطني الفعلي بعد الحديث عن التصالات المـشار إليها. هامش المناورة الأبرز في تحضيرات القمة: تكهنات باتصالات في الملف الفلسطيني تثير حساسية الأردن… والبخيت تطوع لقرع جرس الإنذار وكل الأعين تراقب «الحراك السعودي» المرتقب بسام البدارين |
في رسالة سرية قبل 5 سنوات: القرضاوي ينصح «الإخوان» بدعم مرشح إسلامي للرئاسة Posted: 26 Mar 2017 02:56 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: كشف الداعية الإسلامي، عصام تليمة، عن رسالة سرية أرسلها يوسف القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين قبل 5 سنوات، إلى محمد بديع مرشد الإخوان، وقيادات مكتب الإرشاد وأعضاء مجلس شورى الجماعة، تحت عنوان «رسالة مفتوحة إلى الإخوان المسلمين»، دعاهم فيها، لدعم مرشح إسلامي في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2012 في مواجهة التيارات الأخرى. وقدم في رسالته نصائح لقيادات الإخوان بينها عدم تبني موقف معين من مشاركة الجماعة في الانتخابات من عدمه، وترك الشباب والأفراد للتوجه حسب ضمائرهم، وضرورة أن تتبنى الجماعة مرشحاً تراه أقرب لفكرها وأهدافها من المرشحين الإسلاميين، وأهمية أن تسقط العقوبات التي اتخذتها ضد عدد من أفرادها من المختلفين مع مواقفها السياسية. كما اقترح أن يتفق التيار الإسلامي على مرشح رئاسي واحد، في مقابل تعيين أكثر من نائب له من الفصائل الإسلامية، حال وصوله لكرسي الرئاسة، مشبهاً تلك التجربة بما يحدث في منصب المرشد العام للإخوان، ووجود نواب له. وأشار القرضاوي في رسالته إلى تلقيه رسائل واتصالات من شباب في جماعة الإخوان، تتعلق بموقفه من مرشحي الرئاسة، ويتساءلون: «هل يساندون من تطمئن ضمائرهم إليه، وإن خالف رأي الجماعة أم لا؟». وتابع: «رغم أني أجبت بعضهم شفهيا، وألح البعض أن أكتب رأيي، ولكني خشيت أن يحدث رأيي فتنة بين صفوف أبناء الإخوان، وهو ما لا أرتضيه ولا أحبه، فأردت أن أنصح وأشير على إخواني بهذه النصائح، الإدلاء بالصوت في الانتخابات أمانة وشهادة، وأنصح إخواني بألا يتبنوا موقفا معينا، ويتركوا للشباب والأفراد التوجه حسب ضمائرهم، وألا يتعجلوا فتنة بعض أفراد الصف، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى جهد كل أخ منهم، فإذا كنا نمد أيدينا للقريبين معنا فكريا، فأولى بنا أن نحافظ على كوادرنا وأفرادنا، ولعل في هذا التوجه ما يفيد ويكون فيه الخير إن شاء الله، وهو رأي استشرت فيه عددا لا بأس به من أهل العلم والخبرة السياسية فنصحوا به، وألا يشهر في وجه من يجتهد في التصويت إرضاء لضميره سلاح الضغط، أو التهديد بالفصل». ونصح القرضاوي الإخوان بعدم الدفع بمرشح، معتبراً أن ذلك سيفتت أصوات المسلمين، مطالبا الجماعة بتبني مرشح تراه أقرب لفكرها، وأهدافها من المرشحين الإسلاميين. كما طالب، الإخوان، بالتراجع عن قرارات فصل بعض أفراد الجماعة كبارا وصغارا الذين خالفوا قرار عدم الترشح، في إشارة إلى القيادي الإخواني السابق عبد المنعم أبو الفتوح. وقال في رسالته: «أدعوكم بحكم أنكم الفصيل الكبير في الحركة الإسلامية، إلى تبني رؤية تجمع بين المرشحين الإسلاميين، والالتفاف حول مرشح واحد، أو أن يحل الأمر بأن يكون الترشح بين المختلفين على الرئاسة ونيابة الرئيس، ولو اقتضى الأمر أكثر من نائب، كما في منصب المرشد فله أكثر من نائب، فقد رأينا فلول النظام تطل برأسها للترشح، وانسحاب البعض للإفساح لغيره، وكأنه أمر معد مسبقا، مما يدعونا كإسلاميين إلى أن نكون على قدر المسؤولية في هذه اللحظة الحاسمة من مصير أمتنا». وقال محمد القصاص، القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين، وعضو المكتب السياسي لحزب مصر القوية الذي أسسه عبد المنعم أبو الفتوح القيادي الإخواني السابق، لـ«القدس العربي»، إن «جماعة الإخوان لم تستمع لنصائح الكثيرين من المنتمين لتيار الإسلام السياسي، الذين طالبوها بعدم الدفع بمرشح والالتفاف على مرشح يعبر عن الفكرة الإسلامية»، مشيراً، إلى أن الجماعة صمت أذنها عن تلك النصائح ما أوصل تيار الإسلام السياسي إلى هذا الحال». وفي سياق منفصل، قررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، تأجيل محاكمة 215 من عناصر جماعة الإخوان المسلمين، في قضية «كتائب حلوان»، لجلسة 21 مايو/ أيار المقبل، لتغيب المتهمين، وتغريم مأمور السجن المودع به المتهمون 500 جنيه، بسبب تغيبهم دون عذر مقبول. كان النائب العام الراحل المستشار هشام بركات أحال في شهر فبراير/ شباط 2015، المتهمين إلى المحاكمة الجنائية، مع استمرار حبس 127 متهما احتياطيا على ذمة القضية، والأمر بضبط وإحضار بقية المتهمين الهاربين وتقديمهم للمحاكمة محبوسين. واتهمت التحقيقات التي باشرتها نيابة أمن الدولة العليا، قادة جماعة الإخوان، بوضع مخطط إرهابي من داخل محبسهم بهدف إسقاط نظام الحكم، ونقل التكليفات لعناصر الجماعة خارج السجون، وتأسيس 3 لجان نوعية في القاهرة والجيزة، اضطلعت كل منها بتأسيس مجموعات مسلحة عرفت باسم «كتائب حلوان» وتكونت من عناصر من الجماعة الإرهابية وروابط الألتراس ومن الكيان المسمى بـ «تحالف دعم الشرعية»، إضافة إلى إشراكهم لعدد من العناصر الجنائية معهم لتتولى تنفيذ عمليات عدائية ضد أفراد وضباط الشرطة ومنشآتها وتخريب الأملاك والمنشآت العامة، خاصة أبراج ومحولات الكهرباء. ووجهت نيابة أمن الدولة للمتهمين، تهم استهداف القوات الأمنية في محيط المدينة الجامعية لجامعة الأزهر، ما أسفر عن مقتل 3 مجندين، وإصابة 12 ضابط وفرد شرطة وأحد المواطنين، وإتلاف مركبتي شرطة، إضافة إلى الاعتداء على مسؤولي الأمن الإداري في المدينة الجامعية، التي تخلف عنها إصابة 3 منهم وتخريب مبنى نقطة شرطة الحي العاشر، ومحاولة استهداف كوبري المشاة بطريق النصر باستخدام مفرقعات، وتخريب 10 أبراج كهرباء ضغط عال، و6 أعمدة كهرباء ضغط متوسط، ومحولي توزيع كهرباء، وغرفة للغاز، على نحو ترتبت عليه أضرار مالية جسيمة بلغت قيمتها 40 مليون جنيه تقريبا. كما وجهت النيابة للمتهمين تهمة قتل كل من النقيب مصطفى نصار معاون مباحث قسم شرطة 15 مايو، والرقيب رمضان فايز في وحدة مباحث قسم شرطة حلوان، والمجند مصطفى خليل جاد بوحدة مرور حلوان، وإصابة 7 من ضباط وأفراد الشرطة و3 مواطنين من بينهم امرأة ورضيعها، فضلا عن تخريب 3 منشآت شرطية وديوان حي حلوان و 11 مركبة شرطة وسرقة محتويات إحداها، وتفجير سيارة أحد المواطنين استهدافا لقوات الشرطة، وتخريب سيارة أحد الضباط وحافلة نقل عام، ومحاولتهم تخريب قسم شرطة حلوان واستهداف قوات الشرطة المارة في نفق الحكر باستخدام المفرقعات، إضافة إلى تصويرهم فيديو باسم «كتائب حلوان». في رسالة سرية قبل 5 سنوات: القرضاوي ينصح «الإخوان» بدعم مرشح إسلامي للرئاسة تامر هنداوي |
استنكار وغضب وتحقيق في مقتل مدنيين بغارات لـ«التحالف» غرب الموصل Posted: 26 Mar 2017 02:56 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي» ووكالات: تواصلت، أمس الأحد، عمليات انتشال الجثث في أحياء غرب الموصل التي شهدت غارات جوية لـ«التحالف الدولي» أعلن الأخير أنها جاءت بطلب من الجيش العراقي، الذي نفى ذلك، محملاً تنظيم «الدولة الإسلامية» المسؤولية الكاملة. وأكد الجيش العراقي «انتشال أكثر من 60 جثة من تحت أنقاض مبنى فخخه تنظيم داعش في الجانب الغربي من مدينة الموصل». وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، فتحتها تحقيق في الحادثة. وفي بيان لها أكدت خلية الإعلام الحربي، أن المكان الذي تم طلب ضربه كان في حي الرسالة، وليس كما تناولت وسائل الإعلام (الموصل الجديدة). وقالت: «بتاريخ 17 مارس/آذار 2017 شرعت قطاعات جهاز مكافحة الإرهاب باقتحام حي الرسالة، وفجّرت عصابات داعش الإرهابية عدداً من العجلات المفخخة الكبيرة مع انتحاريين لإعاقة تقدم قطعاتنا». وأضافت «بعد تدمير العدو استطاعت قواتنا تطهير كامل حي الرسالة». وحسب الخلية، «جرى تشكيل فريق من الخبراء العسكريين من القادة الميدانيين لفحص مكان البيت الذي تناقلته وسائل الإعلام وتبين أنه مدمر بشكل كامل 100٪ وجميع جدرانه مفخخة ولا توجد اي حفرة او دالة على انه تعرض إلى ضربة جوية». كما وجد فريق التحقيق بجوار البيت «عجلة كبيرة مفخخة مفجورة وتم انتشال 61 جثة منه». ولفت البيان إلى أنه «خلال الحديث مع شهود عيان من المنطقة أفادوا أن داعش فخخ البيوت وأجبر العوائل على النزول في السراديب، ليعطي منازلها للانتحاريين لإطلاق النار باتجاه قواتنا الأمنية». ووفق البيان، فإن «عناصر التنظيم فجروا عدداً من العجلات المفخخة مع انتحاريين لإعاقة تقدم القوات، ما استدعى الطلب من قوات التحالف بتوجيه ضربة جوية على مجموعة من الدواعش ومعداتهم». وفي وقت سابق أمس، أقرّ الجيش الأمريكي، بتنفيذ الغارة الجوية، بطلب من قوات أمن عراقية. وقال النقيب في الجيش العراقي جبار حسن، إن «نسبة الخطأ في القصف الجوي لأهداف داعش متوقع، والسبب يعود إلى أن القيادات العسكرية تتلقى معلومات كثيرة من مدنيين في الأحياء غير المحررة، وبطبيعة الحال المعلومات عادة لا تكون دقيقة». وتابع: «عناصر داعش يتنقلون بسرعة بين الأزقة والمنازل فهم ليسوا أهدافا ثابتة ليسهل عملية استهدافهم بالقصف الجوي، لذا عمليات القصف التي حصلت رافقها أخطاء غير مقصودة، لكن طبيعة المعارك الجارية والتداخل بين المسلحين والمدنيين يخلف قتلى أبرياء». وتوالى ردود الافعال الغاضبة تجاه المجزرة، فقد دعا رئيس البرلمان سليم الجبوري، إلى عقد جلسة طارئة لبحث حيثيات الحادثة. وطالب، الجهات الأمنية المختصة بتقديم تقاريرها حول العمليات العسكرية الجارية في الجانب الأيمن لمدينة الموصل. وذكر في بيان أن «ما يحدث في الساحل الايمن خطير جدا وعلى الجهات الأمنية تقديم تقاريرها حول اسباب سقوط مئات المدنيين الأبرياء»، طالباً من «الجهات المسؤولة عن الملف الامني بتقديم تقارير سريعة وعاجلة إلى مجلس النواب تتضمن مجريات ما يحدث في الساحل الايمن من مدينة الموصل واسباب سقوط مئات المدنيين الابرياء خلال المعارك». وأشار إلى أن «ما يحدث في الساحل الايمن من مدينة الموصل أمر بالغ الخطورة ولا يمكن السكوت عنه في اي حال من الاحوال، وان مجلس النواب سيناقش هذه القضية في جلسته المقبلة». ودعا «منظمات حقوق الانسان الدولية والمحلية إلى متابعة الموضوع واعداد تقارير خاصة بذلك من اجل الاطلاع على الحقيقة ومعرفة من المسؤول عن سقوط هذه الاعداد الكبيرة من المدنيين». وعبّر نائب رئيس الجمهورية، أياد علاوي، عن أسفه لسقوط مدنيين ضحايا للدروع البشرية والقصف الجوي والبري. وذكر على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي، أن «مسار عملية تحرير الجانب الأيمن من الموصل، وبعد شهر من المعارك الضارية، قد حاد عن الالتزام بقاعدة (تحرير الإنسان أولا)، فالعمليات العسكرية وممارسات الإرهابيين حوّلت المدنيين العزل إلى أسرى ودروع بشرية وحطب للنيران الجوية والبرية، وبعدما كانوا ضحايا سياسات لا مسؤولة أوقعتهم فريسة سهلة للمجاميع الإرهابية الضالة بالأمس يعودون اليوم فريسة لخطط مرتجلة تستعجل النصر على مآسيهم وأوجاعهم ودمائهم». وشدد على «ضرورة مراعاة العمليات العسكرية عراقية المدنيين المحاصرين وإنسانيتهم، وكذلك الاتفاقات والقوانين الدولية والإنسانية الراعية لحقوق المدنيين في زمن الحروب». كذلك، دعا الأمين العام للجبهة العراقية للحوار الوطني، صالح المطلك، في بيان، إلى عدم تضييع «حلاوة النصر» في مدينة الموصل بـ«العنف المفرط» ضد الأهالي الأبرياء، داعياً إلى انتهاج استراتيجية عسكرية جديدة لاستكمال تحرير الساحل الأيمن من المدينة وأشار إلى أن «هناك من يريد حسم المعركة بسرعة بغض النظر عن الخسائر». وشدد على «أهمية عدم توظيف دماء الأهالي دعائيا واستغلالها سياسيا، مطالبا بـ»فتح تحقيق عاجل لتحديد من ويقف وراء أعمال القصف العشوائي». وطالب قوات التحالف الدولي إلى «وقف تلك العمليات وتوخي الدقة وحقن دماء العراقيين الأبرياء في الموصل». إلى ذلك، حمل النائب عن اتحاد القوى، عادل المحلاوي، رئيس الحكومة، حيدر العبادي، مسؤولية الاخطاء العسكرية في عمليات تحرير الموصل، داعيا إلى « تشكيل لجنة تحقيق فورية يتم بموجبها احالة المقصرين إلى القضاء لينالوا جزاهم العادل بسبب إهمالهم ان كان بقصد او غير قصد». وبين إلى أن «النتيجة واحدة هي استشهاد أكثر من263 مدنيا في مجزرة واحدة، فضلا عن آلاف آخرين خلال شهر واحد». وتساءل «ما قيمة النصر ان كان على حساب حياة آلاف من الشهداء من الاطفال والنساء وهل للنصر من قيمة، ان كان اهلنا في الموصل لازالوا يبكون قتلاهم المدنيين ويبحثون عن جثث ذويهم بين الأنقاض». كما وصف النائب عن محافظة نينوى، علي المتيوتي، الجانب الايمن للموصل «كوباني العراق» بعد تسوية البنى التحتية مع الارض إثر القصف والعمليات العسكرية الجارية. كذلك، أعرب بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس روفائيل ساكو، عن «صدمته» بشأن «مجزرة» حي الموصل الجديدة في الساحل الأيمن لمدينة الموصل، فيما دعا إلى احترام قوانين الحرب. دولياً، عبر مكتب بعثة الأمم المتحدة في بغداد عن صدمته للتقارير التي تحدثت عن خسائر فادحة في أرواح المدنيين في ايمن الموصل. وكانت منظمة حقوقية عراقية، أعلن أول أمس السبت، أن 3 آلاف و846 مدنيا قتلوا في الجانب الغربي لمدينة الموصل شمالي البلاد، منذ بدء العمليات العسكرية لاستعادته من تنظيم «الدولة» في 19 فبراير/شباط الماضي. استنكار وغضب وتحقيق في مقتل مدنيين بغارات لـ«التحالف» غرب الموصل مصطفى العبيدي |
السوريون في أوروبا: لماذا لم يندمجوا في المجتمعات الأوروبية إلا على مستوى اللغة فقط؟ Posted: 26 Mar 2017 02:55 PM PDT غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: منذ بداية عام 2013 وحتى الآن شهدت الدول الأوروبية وصول أفواج كبيرة من السوريين الهاربين من القصف والمعارك الدائرة في سوريا، ومنذ ذلك الحين لم تعد تركيا الوجهة الوحيدة لهؤلاء اللاجئين، بل باتت محطة عبور إلى القارة العجوز. وعلى الرغم من وصول آلاف السوريين لأوروبا والكثير منهم مضى على إقامته هناك سنتان وأكثر، إلا أن مظاهر الاندماج بالمجتمع الأوروبي كانت محدودة بشكل واضح لدى غالبية الواصلين، باستثناء الأطفال واليافعين من الطلبة، حيث أن ارتيادهم المدارس ساعدهم على الاندماج بشكل أسرع من باقي الفئات العمرية. الاندماج اللغوي «الإجباري» أولى محطات الاندماج المستقبلي لدى السوريين في أوروبا هو تعلم لغة بلد اللجوء الذي يقدر بحدود ستة أشهر أساسية، طبعاً مع إمكانية الانتقال للمراحل اللاحقة للغة بالنسبة لطلاب العلم، أما بالنسبة للأطفال فيتم إلحاقهم بالمدارس. في معظم الدول الأوروبية يُفرض على اللاجئ بعد حصوله على الإقامة طبعاً الالتحاق بـ «دورة إندماج» يتعلم من خلالها لغة البلد المتواجد فيها، إضافة لبعض التوجيهات التي تساعده في فهم طبيعة المجتمع الجديد واذا لم يلتحق بدورة تعليم اللغة فسوف يتم إيقاف صرف تعويضاته المالية الشهرية وذلك حسب سيف عزام وهو لاجئ سوري في السويد. ويضيف قائلاً «تعلم اللغة هو المفتاح لدخول سوق العمل، وبدونها لن يتحقق مفهوم الإندماج، ولكن غالبية اللاجئين يلتحقون بدورات اللغة من أجل الحصول على التعويضات المادية فقط، وليس لرغبتهم في الإندماج ضمن المجتمعات المتواجدين بها». ويشبّه سيف وضع السوريين في السويد بحالة نظرائهم في تركيا فكما صنع السوريون في تركيا مجتمعاً منعزلاً عن المجتمع التركي، يحاول بعض السوريين تكرار الحالة، فهم وحسب سيف قليلو الاحتكاك بسكان البلد الأصليين إلا حسب ما تقتضيه الحاجة فقط ويفضلون الاحتكاك بلاجئين من جنسيات عربية كالعراق واليمن أكثر من الانخراط في المجتمع السويدي. وتتفق منال وهي لاجئة في الدنمارك مع سيف من حيث الدافع لتعلم اللغة لدى بعض السوريين، ففي الدنمارك يتم اقتطاع جزء من الراتب عند غياب اللاجئ عن دروس تعلم اللغة، وفي حال تكرر الأمر أو الغياب النهائي، يتم إيقاف صرف الراتب الشهري، لحين عودة اللاجئ للإلتحاق بصفوف التعليم، وتؤكد منال أنه لولا ذلك لما اهتم الكثير من السوريين بتعلم اللغة الدنماركية. إيجاد فرص عمل مناسبة هو دافع آخر لإلزامية تعلم اللغة بالنسبة للسوريين في أوروبا ولكن هذا الدافع يصطدم لدى البعض بصعوبات الحصول على الفرصة الملائمة لمؤهلاتهم، لاسيما هؤلاء الذين لا يملكون أوراقاً رسمية أو صور مصدّقة عن شهادتهم الجامعية، تقول منال «بعد حصول اللاجئ على الإقامة في الدنمارك يتم تقييم مستواه التعليمي من أجل وضعه في العمل المناسب له ضمن برنامج التشغيل من أجل الإندماج». وتضيف منال لـ «القدس العربي»، «كوني محامية ولدي أوراق رسمية تثبت ذلك من جامعة حلب إضافة لكشف علامات مصدّق، جعلني ذلك أحظى بفرصة أفضل ضمن برنامج التشغيل،حيث تم تكليفي بالعمل في مدرسة ثانوية كمترجمة للطلبة السوريين، ولكن هناك الكثير ممن أعرفهم من حملة الشهادات الجامعية ولكنهم لا يملكون أوراقاً تثبت ذلك فهؤلاء يتم تشغيلهم بأماكن لا تناسب مؤهلاتهم كمحلات البقالة (سوبر ماركت) أو المطاعم وما شابه.لأنهم في نظر الحكومة الدنماركية غير مؤهلين علمياً». عدم توافر الشهادة الجامعية لدى البعض شكّل عائقاً أمام رغبتهم في استكمال تعليمهم في البلد المستضيف، ما ولّد حالة من الشعور بعدم جدوى الإندماج في مجتمع لا يستطيعون فيه تحقيق ذاتهم ورغباتهم. حسن قوطرش لاجئ سوري مقيم في ألمانيا خريج اقتصاد من جامعة دمشق، جاء إلى برلين في منتصف عام 2015 وتعلم اللغة الألمانية، وأصبح لديه القدرة على الالتحاق بالجامعة غير أن طموحه في استكمال تحصيله العلمي في شهادة الماجستير لم يتحقق بسبب عدم وجود شهادته الجامعية معه. يقول لـ «القدس العربي»، «طلبت من أحد معارفي في دمشق استخراج كشف علامات لي ونسخة مصدقة من شهادتي الجامعية، لكن الأمر لم يتم لأنهم طلبوا توكيلاً رسمياً من صاحب العلاقة للشخص المكلف باستخراج الأوراق وهي عملية معقدة ويلزمها وقت طويل». كان أمام حسن حل آخر وهو اللجوء لمكاتب تسيير معاملات متواجدة في تركيا، حيث يقومون بكل ما يلزم للحصول على نسخة من الشهادة الجامعية مقابل مبلغ مالي قد يتجاوز الـ1500 دولار، بحجة أنهم يضطرون لرشوة موظفي النظام من أجل تسهيل وتسريع المعاملات وهو مبلغ لا يتوافر مع اللاجئ الذي يعيش على راتب شهري بسيط تمنحه إياه الحكومة في البلد المقيم بها. ويختم حسن قائلاً «كنت أتمنى أن أتابع دراستي في ألمانيا لأتمكن من الحصول على مستقبل أفضل وأكون فرداً فاعلاً في المجتمع بطريقة إيجابية وتلائم امكانياتي وحتى أتمكن من مساعدة أهلي الذين يقيمون في سوريا حتى الآن». تهجير وليس غربة نادر سعد وهو خريج إرشاد نفسي وتربوي يوضح لـ «القدس العربي» أن الحالة التي يعيشها اللاجئون السوريون سواء في تركيا ودول الجوار أو أوروبا متخبطة نفسياً لأسباب متعددة «اللاجئ اضطر بشكل قسري للخروج من بلده وغالباً لم يكن لديه خيار انتقاء المكان الذي يذهب إليه هو فجأة وجد نفسه في مجتمعات غريبة عنه، وهذا من شأنه أن يولّد حالة من التخبط النفسي التي قد تصل لمرحلة الرفض للواقع الجديد إضافة للناحية العاطفية لدى الكثيرين وتعلقهم بفكرة أنهم سيعودون لسوريا بعد فترة، ما يجعلهم رافضين لفكرة الإندماج في المجتمع الجديد رغم أنهم يعيشون في بيئة آمنة خالية من الحروب». ويصف الأستاذ نادر حالة السوريين بـ «التهجير» وليس «غربة» لأنه في حالة الغربة يكون الشخص قد اتخذ قراره بترك بلده بإرادته، وحالما يتم اتخاذ هذا القرار يتم التخطيط لاختيار الوجهة الجديدة تبعاً لإمكانيات الفرد التعليمية والمادية، والوقت المناسب. أما في الحالة السورية اللاجئون يعيشون حالة (تهجير)، فهم خرجوا من ديارهم بسبب القصف وبدون أي تفكير واع ومنطقي، وقرار الهجرة جاء بناءً على ظرف أمني واقتصادي صعب، وليس بناء على رغبة شخصية، الأمر الذي يعطيهم شعوراً دائماً بأنهم غرباء وعالة على تلك المجتمعات وغير مرحب بهم، وهذا من شأنه أن يزيد من عزلة اللاجئ ويتضخم الحاجز بينه وبين المجتمع الجديد الذي اضطر للعيش فيه. السوريون في أوروبا: لماذا لم يندمجوا في المجتمعات الأوروبية إلا على مستوى اللغة فقط؟ نسرين أنابلي |
ابتهاج إسرائيلي لإطلاق سراح مبارك مع عودة مصر لاستيراد الغاز من تل أبيب بعدما كانت تصدره لها Posted: 26 Mar 2017 02:55 PM PDT الناصرة ـ»القدس العربي»: فيما لم تنبس إسرائيل رسميا ببنت شفة حيال إطلاق الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، عبرت بعض أوساطها الإعلامية عن ابتهاجها بذلك وأسهبت في الشرح عن وجبة العشاء الأول في بيته والمكون من الفول والفلافل والعسل الملكي. وكشفت في الوقت نفسه عن عودة مصر لاستيراد الغاز من إسرائيل بعدما كانت تصدره لها. وكُشف في إسرائيل أن وفدا من مجموعة استثمار إسرائيلية تدعى « تمار» والمختصة بالتنقيب عن حقول الغاز الطبيعي توجه إلى القاهرة في زيارة يلتقي خلالها مسؤولين بشركة « دولفينز « المصرية الخاصة للغاز الطبيعي، لاستكمال مباحثات تصدير الغاز الإسرائيلي. وقال مصدر أمني في مطار القاهرة الدولي كان في استقبال الوفد لوكالة « الأناضول « إن الوفد يشمل ثلاثة من كبار مسؤولي شركة «تمار». وأوضح المصدر أن الوفد سيلتقي خلال زيارته قيادات شركة « دولفينز « لاستكمال المباحثات بشأن التوصل إلى اتفاق تصدير الغاز من الحقول الإسرائيلية خلال الشهور المقبلة. هذه الزيارة وهي الثانية من نوعها هذا العام سيستعرض الوفد مع الجانب المصري ملف مد خط أنابيب جديد للغاز، يمتد من حقول « تمار « قبالة سواحل حيفا إلى مصر بتكلفة حوالى نصف مليار دولار. يشار أن المتحدث باسم وزارة البترول المصرية حمدي عبد العزيز قال في تصريحات صحافية قبل أيام إن الحكومة المصرية ليست طرفاً في هذه الصفقة، لكنها لا تمانعها. ويقع حقل « تمار « الذي اكتشف في 2009، على مسافة 90 كيلو متراً قبالة الساحل الشمالي للبلاد ويحتوي على نحو 10 تريليونات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي. وبعد أن كانت مصر تصدر الغاز الطبيعي لإسرائيل بموجب اتفاق منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، انهار الاتفاق عام 2012 إثر هجمات متكررة على الخط في شبه جزيرة سيناء، لتتحول مصر إلى مستورد للغاز. وتحت عنوان « فلافل، فول وعسل ملكي» عبرت صحيفة « يديعوت أحرونوت» عن ابتهاج إسرائيل بالإفراج عن الرئيس المخلوع حسني مبارك. وقالت إنه كما في عملية عسكرية سرية تم يوم الخميس ليلا إخراج كل الأغراض الشخصية، وكل ما تجمع طوال سنوات الاعتقال الثلاث في القسم الأكثر حراسة في المستشفى في حي المعادي. وفي الصباح وصلت السيارات، وتم إدخال حسني مبارك إلى سيارة الإسعاف التي اجتازت الاكتظاظ المروري في الطريق إلى حي هليوبوليس. وتابعت « لم يعد مبارك «المخلوع» وإنما «الرئيس الأسبق» الذي يرجع لمنزله المطل على القصر الذي أدار منه مصر طوال 30 سنة. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه عندما يخرج رئيس عربي للحرية بعد سنوات من الاعتقال، وبعد أن أدخلوه قفصا حديديا وأداروا ضده «محكمة القرن»، فهذا يعتبر حدثا غير مسبوق، ليس في مصر وحدها. وادعت بلهجة متضامنة مع مبارك أنه لم يحدث حتى الآن أن تم خلع رئيس في أعقاب تمرد مدني، ومحاكمته في محكمة عسكرية، ومطالبة النيابة بفرض عقوبة الإعدام عليه، ومراوحة الحكم بين السجن المؤبد وعشرات السنوات في السجن، ومعالجة القضية من قبل ثلاثة أنظمة ـ عسكري، متدين إسلامي، ونصف مدني. وقالت إنه لم يصدق أحد أن هذا المسن، الذي سيبلغ 89 عاما بعد شهرين، سيرى نور الشمس خارج محطات حياته الأخيرة. وتستذكر أنه في عهد المجلس العسكري الأعلى حصل مبارك على تصريح بالانعزال في شرم الشيخ. وعندما وصلت حركة «الإخوان المسلمين» إلى السلطة، تم إرساله للقسم المغلق في سجن طرة، وعندما قام الجنرال السيسي بالانقلاب على مرسي، حظي مبارك بالترقية: غرفة تطل على نهر النيل وإشراف طبي ملازم. وذكرت أن محاميه الشخصي فريد الديب الذي ترافع من قبل عن الإسرائيلي عزام عزام المتهم بالتجسس لاسرائيل أخذ قضية مبارك كمشروع حياة. وأشارت لقيامه بعقد صفقات، ولم يتنازل للمدعين وعرف كيف يجند وسائل الإعلام. وذكرت أن الديب فاخر بتناوله وجبة العشاء الأولى معه : فلافل، فول مصري وعسل ملكي. ونبهت الصحيفة إلى أنه تم الاعلان عن براءة مبارك من المسؤولية عن قتل مئات المتظاهرين ضده، منذ ثلاثة أسابيع، وتم تأجيل إطلاق سراحه عمدا. كذلك نبهت إلى أن أجهزة الدولة سعت لفحص مستوى الغضب في الشارع، وضمان عدم عودة المتظاهرين وعائلات قتلى الثورة الذين بلغ عددهم 850 قتيلا إلى الميادين. وتعتبر أن انصراف المصريين عن الانشغال بمبارك مرده انشغالهم بشكل أكبر بملاحقة سلة الغذاء اليومي والتذمر من ارتفاع سعر التذكرة في المترو. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه مقابل إطلاق مبارك وزبانيته ووزرائه فإن المتظاهرين الذين غمروا الميادين من الشبان الذين رأوا نقطة الضوء للحظة، يقبعون في السجون في ظروف تعيسة. وخلصت للقول بلهجة تشف « هذه هي الرسالة التي ينطوي عليها إطلاق سراح الرئيس الذي طرد في منتصف الليل: الثورة لم تعد قائمة. لقد أبقوا مبارك للنهاية، ولم يعد هناك من يتحمل المسؤولية عن قتل مئات المتظاهرين. بعد قليل سيبدأ الحج إليه، وسيكشف بحرص ما تراكم لديه في بطنه. حين تكاد ثورة ميدان التحرير تموت، يبقى مرسي والإخوان المسلمون هم أعداء الدولة. يمكن للسيسي السفر بهدوء إلى القمة العربية، ومواصلة لقاء ترامب والبدء في التخطيط للانتخابات لولاية رئاسية ثانية». ووسط كل ذلك كان السفير الإسرائيلي في القاهرة قد قال في نهاية الأسبوع المنصرم إن علاقات إسرائيل مع نظام السيسي في شهر عسل اليوم وتقوم على الثقة والتعاون والاحترام المتبادل. ابتهاج إسرائيلي لإطلاق سراح مبارك مع عودة مصر لاستيراد الغاز من تل أبيب بعدما كانت تصدره لها وديع عواودة |
لأول مرة في الأردن: «أمن الدولة» تحاكم 3 نساء بتهمة الترويج لأفكار تنظيم «الدولة» Posted: 26 Mar 2017 02:55 PM PDT عمان – «القدس العربي» : بدأت محكمة أمن الدولة الأردنية لأول مرة في تاريخها، بمحاكمة 3 نساء أردنيات بتهمة «الترويج لأفكار جماعة ارهابية» تنظيم «الدولة الاسلامية»، حيث تلت عليهن لوائح الإتهام استنادا لأحكام قانون منع الارهاب. وتعتبر محاكمة النساء الأردنيات بتهمة الترويج لأفكار تنظيم «الدولة الاسلامية»، هي الأولى من نوعها في ما يتعلق بقانون منع الارهاب الساري المفعول منذ عام 2014 في الأردن، حسب ما أكده وكيل التنظيمات الاسلامية موسى العبداللات. وحسب لائحة الاتهام، التي حصلت «القدس العربي» على نسخة منها، فقد قامت إحدى المتهمات، التي تتحفظ الصحيفة على نشر أسمائهن، بإنشاء صفحة لها على موقع (فيسبوك) وتواصلت مع أحد المؤيدين للتنظيم من خارج الأردن، الذي أخذ يقنع المتهمة بفكر تنظيم «الدولة الاسلامية»، وكانت تقوم بمتابعة المواقع الخاصة للتنظيم مثل موقع (أعماق) وكانت تقوم بنشر أخبار التنظيم على صفحتها الخاصة في (فيسبوك). فيما تواصلت أخرى مع مجموعة عبر موقع (فيسبوك) وقامت بنشر الإصدارات والخطابات الخاصة بزعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي. وطالب العبداللات بالإفراج عن المتهمات، معتبرا أن هناك تقصير في وسائل الإعلام الرسمي حول موضوع التوعية المتعلقة بالترويج للتنظيم المتطرف في مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة للنساء، فيما أشار إلى أن هذه الاتهامات للنساء لا تعتبر ظاهرة داخل المجتمع الأردني، مقارنة بأعداد النساء المؤيدات للتنظيم في دول أخرى مجاورة للأردن. واقترح أن تتم معالجة مثل هذه القضايا بالحوار والحكمة وأن يكون هناك دور للعلماء المسلمين في توعية المجتمع وخاصة النساء، محذرا من تفشي هذه القضايا وانتشارها داخل المجتمع الأردني، حيث انها ستمثل خطورة كبيرة بين جميع الفئات. لأول مرة في الأردن: «أمن الدولة» تحاكم 3 نساء بتهمة الترويج لأفكار تنظيم «الدولة» طارق الفايد |
إنجاز طبي عالمي في فلسطين وتسجيله كبراءة اختراع قريبا في دبي Posted: 26 Mar 2017 02:55 PM PDT رام الله -« القدس العربي»: أعلن أطباء فلسطينيون يعملون في مجال الإخصاب أن الرجال الذين يعانون من صعوبة في الإخصاب الطبيعي ويعتمدون على التلقيح الاصطناعي لإنجاب الأطفال، لا ينقلون الصفات الجينية المتعلقة بصعوبة الإخصاب إلى أبنائهم. وحسب سالم أبو خيزران مدير مركز رزان لعلاج العقم وأطفال الأنابيب في المستشفى الاستشاري في رام الله «فإنه للمرة الأولى في العالم يتمكن أطفال أنابيب من منطقة الخليل من الزواج والإنجاب بشكل طبيعي رغم أن والدهم كان يعاني من صعوبات في الإنجاب». وأضاف أن الشابين التوأم محمد ويحيى طالب الشراونة ( 19عاما) من دورا في الخليل، واللذين عانى والدهما من صعوبة في الإنجاب نتيجة لوجود خلل جيني، نجحا مؤخرا في إنجاب طفلين بشكل طبيعي جدا، وهما أول شابين في العالم جرى إنجابهما عن طريقة الإخصاب الصناعي نجحا في إنجاب أطفال بشكل طبعي، وهذا يؤكد أن الأمراض الجينية المتعلقة بصعوبات الحمل والإنجاب لا تنتقل جينيا للأطفال. وأعلن أن ما أثبت في فلسطين سينقل قريبا للعالم وسيجري تسجيله كبراءة اختراع لفلسطين في مؤتمر خاص بالخصوبة وأطفال الأنابيب على مستوى الشرق الأوسط سيعقد في سبتمبر/ أيلول المقبل في دبي. إنجاز طبي عالمي في فلسطين وتسجيله كبراءة اختراع قريبا في دبي |
تدابير أمنية جديدة تتضمن إغلاق المنافذ مع إسرائيل بعد اغتيال «مازن فقهاء» Posted: 26 Mar 2017 02:55 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: لا تزال التحقيقات التي تجريها أجهزة حركة حماس الأمنية متواصلة، للكشف عن ملابسات جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس مازن فقهاء، الذي قتل مساء الجمعة برصاصات مجهولين أطلقت من سلاح كاتم صوت، في منطقة سكنية تقع جنوب مدينة غزة. وأغلقت الأجهزة الأمنية حاجز بيت حانون «إيرز» الفاصل عن إسرائيل، في الوقت الذي شرعت فيه قوى المقاومة باتخاذ تدبيرات أمنية مشددة. وأشار مسؤول في أحد فصائل المقاومة الفلسطينية لـ «القدس العربي» إلى أن قيادات المقاومة الفلسطينية هم جزء من المواطنين، وأنهم يمارسون حياتهم كباقي السكان، مع اتخاذهم تدابير أمنية. وأكد أن إجراءات أمنية جديدة تتخذها الفصائل، بعد عملية اغتيال فقهاء، مؤكدا أن الهدف منها تفويت أي فرصة على الاحتلال لـ «النيل من رجال المقاومة»، عقب لجوء الاحتلال لتنفيذ هذا النوع من عمليات الاغتيال في غزة، لافتاً إلى أن العملية تعطي مؤشرات على إمكانية تنفيذ أخرى مماثلة. وأشاد المصدر بالحالة الأمنية الموجودة في غزة، ودعا في الوقت ذاته لتشديد المتابعة من قبل أجهزة الأمن، لافتا في سياق تصريحاته لـ «القدس العربي» إلى أنه سبق وأن تمكنت أجهزة الأمن في غزة من الكشف عن شبكات عملاء كانت تخطط لعمليات استهداف مماثلة. وأكد أن إسرائيل تعمل على تنفيذ عمليات اغتيال، من خلال اتباع سياسة تبعد بينها وبين تحمل المسؤولية عن هذه العمليات، مشيرا بذلك إلى ما جرى ترويجه قبل أيام من إحباط محاولة اغتيال فاشلة للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح في بيروت، على أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية»، لافتاً إلى أن ما جرى تناقله، كان عبارة عن «مخطط إسرائيلي لاستهداف قيادات المقاومة». وكان فقهاء وهو أحد الأسرى المحررين في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة مع إسرائيل، وأحد مسؤولي حركة حماس، اغتيل بعدة رصاصات أطلقت من كاتم صوت، مساء الجمعة، عند إحدى البنايات في حي تل الهوا جنوب مدينة غزة. ووجد فقهاء وقد فارق الحياة بعد إصابته برصاصات في الرأس، وشيع جثمانه السبت بمشاركة جماهيرية واسعة، تقدمها قادة حركة حماس، التي حملت إسرائيل المسؤولية وتوعدت بالرد. وأعلن إياد البزم الناطق باسم وزارة الداخلية، أن الأجهزة الأمنية ما زالت تتابع التحقيق بصورة مكثفة بهدف كشف ملابسات جريمة الاغتيال. ودعا المواطنين ووسائل الإعلام إلى «التحلي بالمسؤولية في التعاطي مع الحدث، وعدم تداول الشائعات، والاعتماد فقط على ما يصدر من الجهات الرسمية». وأعلن أنه في إطار الإجراءات المتخذة من قبل الأمن عقب جريمة الاغتيال، جرى إغلاق معبر بيت حانون «إيرز» شمال القطاع، حتى إشعار آخر، باستثناء الحالات الإنسانية. وهذا المعبر يسلكه التجار وبعض المواطنين والأجانب الذين يزورون القطاع، خلال تنقلاتهم من وإلى غزة. كذلك شملت عملية الإغلاق التي اتخذت ضمن الإجراءات الأمنية منطقة البحر، والحدود الشرقية والشمالية الفاصلة عن إسرائيل، حيث تظهر عملية الإغلاق عمل أجهزة الأمن على منع خروج أي شخص من القطاع. جاء ذلك في ظل ترقب الشارع لمعرفة ملابسات اغتيال هذا الناشط، الذي لم تعلن إسرائيل صراحة عن قيامها بتنفيذ العملية، رغم أنها وضعته سابقا على قائمة المطلوبين لديها، لاتهامه بتجنيد خلايا مسلحة في الضفة نفذت عمليات عسكرية، بعد إطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى، وخلال وجوده في غزة. وأمس سرد موقع مقرب من حركة حماس ما وصفها بـ «التفاصيل الدقيقة» لعملية الاغتيال. ونقل موقع «فلسطين الآن» عن مصادر مطلعة، قولها إن الشهيد فقهاء وصل البرج السكني الذي يقطن فيه مع اقتراب الساعة السادسة مساءً من يوم الجمعة الماضي، وكانت زوجته وطفلاه برفقته، حيث ترجلوا من السيارة أمام باب البرج، وصعدوا إلى شقتهم السكنية بعد نزهة خارج البيت. وبعد أن دخلت عائلة الشهيد فقهاء مبنى البرج السكني الذي تحيط به العديد من الأبراج في المنطقة ذاتها، قام فقهاء بإدخال سيارته إلى «مرآب» أسفل العمارة، والذي يتم الدخول إليه بمنحنى إلى تحت الأرض قليلا من خلال باب يتم التحكم فيه إلكترونيا. ولحظة إدخاله السيارة إلى المرآب كان المنفذون ينتظرونه في الداخل ونفذوا عملية الاغتيال فورا دون انتظار، ودون وقوع أي اشتباكات بأربع رصاصات. وحسب المصادر فالمستغرب أن إحدى البوابات الخاصة بالبرج السكني كانت مفتوحة، رغم أنها لم تفتح نهائيا منذ فترة طويلة، مما يظهر ذلك تحكم المنفذين للعملية بمنافذ البرج وتخطيطهم جيدا للعملية وتنفيذها بدقة. وحسب الموقع فإنه بعد مرور قرابة الساعة وجد أحد سكان البرج لدى دخوله المرآب، فقهاء مقتولا داخل سيارته، واستدعى الشرطة فورا وبدأت بالتحقيق في الجريمة. وقال مسؤول أمني رفيع لموقع «المجد الأمني» المقرب من الجناح المسلح لحركة حماس كتائب القسام، إن منظومة الأمن في القطاع تعي حجم الجريمة التي أدت لاستشهاد فقهاء، والرسائل التي أرادها المهاجمون. وأضاف «العدو يحاول فرض معادلة جديدة عبر الحرب الأمنية الصامتة، نتيجة فشله في التحكم في قيادة المعادلة الميدانية العسكرية التي كسرتها المقاومة في الفترة الأخيرة». وأكد أن الأجهزة الأمنية والمقاومة «تعملان معاً كتفًا بكتف للوصول للعملاء والخونة وذلك في فترة قريبة»، مشيرا إلى أن ما وصفها بـ «»معادلة الحرب الأمنية الصامتة»، ستكون مؤقتة وأن المقاومة ستتجاوزها بسرعة. وقال إن الواقع خلال الفترة الحالية «يشير إلى أن المقاومة فرضت معادلتها وقوتها على العدو حيث بات يخاف من الذهاب لمواجهة أو حرب جديدة». وأكد كذلك الموقع الأمني، أن مستوى سخونة رسالة الاحتلال عالية، وأنه على المقاومة وقادتها أن «يعيدوا معاييرهم»، وأنه لا بد أن تعاد برمجتها «وفق هذا المؤشر الخطير». ومن ضمن التحقيقات الجارية في غزة لكشف ملابسات جريمة اغتيال فقهاء، خاصة وأنها لم تعهد من قبل، حيث كانت إسرائيل تصفي نشطاء المقاومة بالقصف الجوي، قالت النيابة العامة إنها باشرت مهامها فور وقوع حادثة الاغتيال. وقال النائب العام إسماعيل جبر إن النيابة توجهت فور وقوع الحادث إلى مسرح الجريمة للمعاينة، ولتحديد الطب الشرعي سبب الاستشهاد. وأشار إلى أنه جرى تكليف المباحث العامة بالبحث والتحري عن المجرمين، والأدلة الجنائية لتحديد نوع المقذوف والسلاح المستخدم في الجريمة. وكانت حركة حماس توعدت إسرائيل عقب العملية، وقال عضو المكتب السياسي للحركة المقاومة خليل الحية، «إن العقول القسامية المقاومة المبدعة التي صنعت أسطورة مواجهة الأدمغة قادرة بإذن الله أن ترد بالمثل على جريمة اغتيال الشهيد مازن فقهاء»، مضيفا «لا نغالي إن قلت بالطريقة المناسبة التي تكافئ هذا الجرم الكبير». وكانت كتائب القسام قالت في بيان لها إن الاحتلال سيدفع ثمن الجريمة. وأضافت متوعدة «من يلعب بالنار سيحرق بها». وشددت على أن معادلة «الاغتيال الهادئ» التي يريد أن يثبتها الاحتلال في غزة «سنكسرها وسنجعل العدو يندم على اليوم الذي فكر فيه بالبدء بهذه المعادلة». يشار إلى أن فقهاء من مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، وقضى في سجون إسرائيل عشر سنوات، حيث حكمت عليه إسرائيل بالسجن تسعة مؤبدات، وأطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى عام 2011 إلى غزة. وقالت كتائب القسام إن فقهاء «كان له دور كبير وباع طويل في التخطيط والإشراف على عدد من العمليات النوعية البطولية كان أبرزها عملية الرد على مجزرة اغتيال القائد العام الشهيد صلاح شحادة». تدابير أمنية جديدة تتضمن إغلاق المنافذ مع إسرائيل بعد اغتيال «مازن فقهاء» أشرف الهور |
روسيا تستقبل وفداً من البوليساريو وقد تتبنى موقفاً غير ودي في القرار المقبل لمجلس الأمن حول الصحراء Posted: 26 Mar 2017 02:54 PM PDT مدريد- «القدس العربي»: في الوقت الذي يحضر فيه ملف الصحراء الغربية في الاتحاد الأوروبي هذه الأيام بسبب الطابع الاقتصادي المتعلق بثروات هذه المنطقة، تقدم موسكو على خطوة مفاجئة باستقبالها وفداً من جبهة البوليساريو لتدارس هذا النزاع. وتأتي المبادرة الروسية على بعد أسابيع قليلة من استعداد معالجة مجلس الأمن الدولي للملف، وهي الدولة التي كانت قد اتخذت موقفاً غير ودي تجاه المغرب السنة الماضية. وتعمل جبهة البوليساريو على الرفع من تدويل ملف الصحراء خاصة بعد أزمة الكركرات، وكان الأمين العام لهذه الحركة قد توجه الى نيويورك وأجرى منذ عشرة أيام مباحثات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس كان من نتائجها رفض البوليساريو الانسحاب من منطقة الكركرات. كما تعمل على استحضاره بقوة في مؤسسات الاتحاد الأوروبي خاصة الشق المتعلق بمدى قانونية إدماج صادرات منطقة الصحراء في الاتفاقيات المغربية-الأوروبية. لكن الحركة السياسية الملفتة هي قرار روسيا استقبال وفد من جبهة البوليساريو خلال الأسبوع الماضي. في هذا الصدد، استقبل ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي مستشار الرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفداً ممثلاً لجبهة البوليساريو. وبحث هذا المسؤول مع وفد البوليساريو الذي ترأسه امحمد خداد المسؤول المكلف بالعلاقات مع المينورسو تطورات الصحراء سواء في الكركرات أو الملف برمته ثم مستقبل المينورسو في النزاع مستقبلاً. ويجهل طبيعة التوافقات بين البوليساريو وروسيا، لكن المسؤول الروسي شدد على الموقف الكلاسيكي لبلاد وهو «حل عادل ودائم يضمن تقرير مصير الصحراويين». ويبقى المثير في هذا اللقاء هو رغبة روسيا في الرفع منه بتولي مستشار الرئيس بوتين شخصياً استقبال الوفد، وهو الشخصية نفسها التي تولت استقبال المسؤولين العرب خلال زيارتهم لموسكو وتولت استقبال الملك محمد السادس عندما زار روسيا خلال آذار/مارس من السنة الماضية. في الوقت ذاته، يأتي قبل أسابيع معدودة من معالجة مجلس الأمن الدولي لنزاع الصحراء الغربية. وبالتالي يطرح تساؤلات وعلامات استفهام حول الموقف الروسي في اجتماع مجلس الأمن. وكانت روسيا قد تحفظت على القرار الأخير لمجلس الأمن ورفض التصويت عليه لأنها كانت ترغب في فرض عقوبات على المغرب بسبب طرده المكون المدني لقوات المينورسو بسبب سوء التفاهم الذي وقع مع الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كيمون الذي زار مخيمات تندوف واعتبر الوجود المغرب «احتلالاً». وتبنت روسيا ذلك الموقف غير الودي تجاه المغرب شهراً واحداً بعد زيارة الملك محمد السادس الى موسكو، حيث جرى الحديث عن احتمال تطور كبير للعلاقات الثنائية بين البلدين في مجال الزراعة والتعاون العسكري والسياسي. لكنه حدث العكس، كان موقف روسيا في مجلس الأمن ثم تأتي زيارة وفد البوليساريو الى موسكو المثيرة للتساؤلات حول موقف روسيا الشهر المقبل من نزاع الصحراء. روسيا تستقبل وفداً من البوليساريو وقد تتبنى موقفاً غير ودي في القرار المقبل لمجلس الأمن حول الصحراء حسين مجدوبي |
الديب: طبيب مبارك الألماني تلقى تهديدات بالقتل Posted: 26 Mar 2017 02:54 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: كشف فريد الديب محامي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، في تصريحات تلفزيونية، أن الطبيب الذي جرى استدعاؤه من الخارج لمتابعة حالة مبارك، تلقى رسائل تهديد بالقتل، حال وصوله إلى مصر. وأضاف: «مبارك طلب ذلك الطبيب تحديدا لأنه أجرى له جراحة في مارس/ أذار 2010». وكان الطبيب الألمانِي ماركوس ولفغانغ بوشلر، أجرى لمبارك عملية استئصال ورم سرطاني من البنكرياس في مارس/ آذار عام 2010 في مدينة هايدلبرغ الألمانية. وتعد هذه هي المرة الثانية التي تتردد فيها أنباء عن تلقي الطبيب الألماني تهديدات بالقتل حال قدومه لمصر لمتابعة حالة الرئيس الأسبق. فقد سبق وقال بوشلر عام 2011، إنه تلقى تهديدات بالقتل في رسالة عبر بريده الإلكترونِي إذا سافر إلى مصر لعلاج مبارك، وإنّ السلطات الألمانية ألقت القبض على صاحب التهديدات. وأوضح وقتها أنه لم يتمكن من الحضور إلى مصر رغم علمه بقرار النائب العام المستشار عبد المجيد محمود وقتها بالسماح له بالحضور في 20 يوليو/تموز 2011، بسبب ارتباطات طبية مسبقة منعت حضوره لمصر، كما كشف عن إصابة مبارك بالسرطان، وأبدى اندهاشه من تكتم السلطات المصرية على خبر إصابته. وكان النائب العام المصري ـ وقتها ـ عبد المجيد محمود وافق في 2011، على طلب مبارك السماح لطبيبه الألماني وفريقه الطبي بالحضور إلى مصر لتوقيع الكشف الطبي عليه بعدما تدهورت حالته الصحية. وكان النائب العام تلقى طلبا من مبارك عبر محاميه فريد الديب شرح فيه تدهور حالته الصحية وضرورة استدعاء طبيبه الألماني وفريقه بسرعة لعلاجه في مصر. الديب: طبيب مبارك الألماني تلقى تهديدات بالقتل تامر هنداوي |
لماذا انسحبت قوات الأسد والميليشيات الموالية له من مناطق في شرق حلب؟ Posted: 26 Mar 2017 02:53 PM PDT الحسكة ـ «القدس العربي»: أثار اقدام قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له، السبت، على الانسحاب من مدينة تادف وقرية أبو طلطل في شرق حلب شمالي سوريا، الكثير من التساؤلات، لا سيما أنه جاء دون مقدمات، وكان السؤال الأبرز، هل كان قرار الانسحاب منفرداً أم أنه جاء ضمن التوافقات الروسية التركية. ويرى الكاتب والصحافي السوري حسن النيفي «أن هناك احتمالين لهذه الخطوة: إما أن نظام الأسد يشعر بالحاجة الشديدة إلى عناصر تؤازر قواته التي تواجه الثوار في ريف حماة واضطر إلى سحب قواته من تادف وهذا الاحتمال الأقوى، بينما يهدف الاحتمال الثاني إلى نصب فخ لقوات درع الفرات من أجل الدخول إلى تادف ووضع تركيا في مواجهة روسيا». وأضاف لـ «القدس العربي»، «أن قوات درع الفرات لو بادرت بعد تحرير مدينة الباب مباشرة إلى الدخول لتادف لكانت قد قطعت الطريق أمام النظام من الوصول إلى الريف الجنوبي لمدينة منبج، ولكن في الوقت الراهن اختلف الأمر وخاصة أننا نشهد توتراً في العلاقات الروسية التركية ودخول قوات درع الفرات إلى تادف أعتقد ستعتبره روسيا استفزازاً لها وهذا ما تتحاشاه تركيا في الوقت الراهن». واستبعد النيفي دخول قوات درع الفرات إلى تادف حالياً والسيطرة عليها لأنها ليست مكسباً استراتيجياً، خاصة أن قوات النظام لها أكثر من معبر أو طريق بين حلب والريف الجنوبي دون المرور بتادف. وقال المحلل السياسي أسامة عمر لـ «القدس العربي»، «ان مجموعة تفاهمات تجري الان بين روسيا وتركيا تعيد بناء الثقة بين الدولتين، بالإضافة إلى محاولة روسيا منع تركيا من التعاطي الايجابي مع أمريكا. وأضاف، انه من جهة أخرى فإن تواجد قوات النظام في هذه المنطقة لا فائدة مرجوة منها خاصة وأنها ضمن منطقة النفوذ التركي عاجلًا أم آجلًا، بالإضافة إلى أنه يقلل من فرص الصدام المباشر بين النظام ودرع الفرات، الأمر الذي يربك الروس. وتوقع عمر أن تشهد مناطق أخرى في شرق حلب انسحابات لقوات النظام السوري في الايام المقبلة، حيث ان شرق الفرات وغرب الفرات هي مناطق متفق عليها سابقاً، ولن تدخل أمريكا مع تركيا في سجال أو تفريط للعـلاقة بينـهما من أجل ذلك». في المقابل نفى القائد العسكري في «فيلق الشام» إحدى الفصائل المشاركة في عملية درع الفرات انس شيخ ويس، دخول فصائل «الجيش الحر» إلى مدينة تادف وقرية أبو طلطل بعد انسحاب قوات النظام منهما. واعتبر: «ان اذناب النظام يعملون على بث الشائعات لاحراج حليف ثورتنا واظهاره بمظهر الضعيف والذي لا يستطيع الالتزام بعوده». يذكر ان قوات النظام السوري والميليشيات الموالية له كانت قد سيطرت على مدينة تادف جنوب مدينة الباب في شرق حلب في 26 شباط/ فبراير الماضي اثر انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية منها. لماذا انسحبت قوات الأسد والميليشيات الموالية له من مناطق في شرق حلب؟ عبد الرزاق النبهان |
النظام السوري يهاجم مركزاً طبياً في ريف حماة بغاز الكلور السام… وطبيب يفارق الحياة بعد رفضه ترك جريح بين يديه داخل غرفة العمليات Posted: 26 Mar 2017 02:53 PM PDT دمشق ـ «القدس العربي»: أفادت مصادر حقوقية وأخرى إعلامية بتنفيذ الطائرات المروحية التابعة للنظام السوري هجومين جويين بواسطة البراميل المتفجرة المحملة بغازات الكلور السام على ريف حماة الشمالي. الهجومان على مدينة «اللطامنة» في ريف حماة الشمالي بحسب المصادر وقعا خلال فارق زمني لم يتجاوز 24 ساعة، وإحدى هاتين الهجمات السامة استهدفت مركزاً طبياً يقدم الخدمات الطبية للأهالي من مرضى وجرحى في المدينة، مما أدى إلى وقوع العديد من الضحايا بين الكوادر الطبية والمدنيين وحالات اختناق. مديرية صحة حماة، أكدت مساء/السبت، عبر بيان رسمي، تعرض مشفى «اللطامنة» الواقع بريف حماة الشمالي والتابع لها إدارياً، لهجوم جوي مباشر من قبل النظام السوري ببراميل محملة بغاز الكلور السام، وأشارت المديرية إلى سقوط البرميل المتفجر المحمل بالغازات السامة على مدخل المشفى، مما أدى إلى وقوع ضحايا بين جرحى المشفى، واختناق كامل طاقم المشفى، وعدد من سائقي منظومات الإسعاف. وأشارت مديرية صحة حماة، في بيانها الصادر باللغتين العربية والإنكليزية، إلى تدفق الغازات السامة بكثافة عالية إلى أروقة مشفى «اللطامنة» ولا سيما غرف العمليات، وأن فقدان الأجهزة المولدة للأوكسجين وندرة الأقنعة الواقعية فاقم نتائج الهجوم الجوي الذي نفذه النظام السوري عبر براميل محملة بغاز الكلور السام. وأعلنت مديرية صحة حماه عن خروج المشفى عن الخدمة بشكل كامل جراء القصف والتلوث السام، ليكون مشفى «اللطامنة» بريف حماة رابع المشافي، التي تخرج عن العمل خلال أقل من شهر، بسبب استهداف الطيران الروسي والسوري لها. كما نعت مديرية حماة، الطبيب علي الدرويش، الذي كان يتواجد داخل غرفة العمليات، جراء استنشاقه لكميات كبيرة من الغاز السام. وقال الناشط الإعلامي في ريف حماة حسن الأعرج لـ «القدس العربي»: الدكتور علي درويش الذي قضى في هجوم غاز الكلور السام، كان أحد أبرز الأطباء العاملين في مشفى «اللطامنة» ومشفى «كفر زيتا»، والدكتور درويش من الأطباء المختصين في مجال الجراحة العظمية التي تعتبر من المجالات قليلة في سوريا. وأضاف الأعرج خلال اتصال خاص معه، عندما نفذت المروحية التابعة للنظام السوري هجوماً جوياً بغاز الكلور السام على المشفى، كان الطبيب درويش يتواجد في غرفة العمليات ويقدم العلاج لأحد الجرحى، ورغم تدفق الغازات السامة بشكل كبير داخل غرفة العمليات، رفض الطبيب ترك مريضه تحت «التخدير» والخروج من غرفة العمليات، فاستمر بتقديم العلاج له محاولاً إنقاذ حياته. إلا أن الطبيب درويش استنشق كميات كبيرة من الغازات السامة، فسقط على الأرض بجوار مريضه الذي كان يقدم العلاجات له، لتتدخل فرق الإسعاف محاولةً إنقاذ الطبيب مع المريض الذي كان يداويه، فتم نقله على وجه السرعة نحو بلدة «كفر زيتا»، ولكن حالة الطبيب كانت قد وصلت إلى مراحل حرجة، فحاولت فرق الإنقاذ نقله على وجه السرعة نحو النقاط الطبية المتواجد بالقرب من معبر باب الهوى على الحدود السورية ـ التركية، إلا أن الطبيب «علي الدرويش» فارق الحياة خلال رحلة الإنقاذ، ولم يصل إلى المشافي الحدودية إلا جثة. وقال حسن الأعرج: أما المريض الذي كان يقدم له الطبيب علي الدرويش العلاج، فقد فارق الحياة هو الآخر جراء استنشاقه للغازات السامة داخل غرفة العمليات. يعتبر الطبيب درويش من أبرز الأطباء الموالين للثورة السورية منذ انطلاقتها، وقد تعرض للعديد من محاولات الاعتقال خلال 2011، و2012، إلا إنه لجأ إلى المغارات والكهوف هرباً من بطش المخابرات السورية، وعندما تحررت بلدة «كفر زيتا» على يد الجيش السوري الحر، عمل الطبيب في مشفى المدينة، وكذلك عمل في مشفى «الوسام الجراحي». وبعد أن تعرض مشفى كفر زيتا في وقت سابق للهجمات الجوية من قبل النظام السوري، توجه الطبيب إلى مشفى حاس ومشفى أورينت للمساهمة في تقديم العلاج للسوريين المصابين والجرحى، والطبيب درويش هو وحيد لعائلته. النظام السوري يهاجم مركزاً طبياً في ريف حماة بغاز الكلور السام… وطبيب يفارق الحياة بعد رفضه ترك جريح بين يديه داخل غرفة العمليات هبة محمد |
تونس: محامية عائلات ضحايا الثورة تقاضي وزيرة اتهمتها بابتزازهم Posted: 26 Mar 2017 02:53 PM PDT تونس – «القدس العربي»: قررت محامية عائلات ضحايا الثورة التونسية مقاضاة وزيرة الشباب والرياضة، بعدما اتهمتها الأخيرة بتلقي أموال طائلة من موكّليها. وأكدت المحامية ليلى حدّاد أنها تقدمت ومجموعة من المحامين بدعوة قضائية ضد الوزيرة ماجدولين الشارني مجموعة من المحامين تقدموا بشكاية جزائية في حقها لدى وكالة الجمهورية بتهمة «القذف ونسب أمور غير صحيحة لها». وكانت الشارني أكدت في لقاء تلفزيوني أن حداد تلقت 5 آلاف دينار (أكثر من ألفي دولار) عن ألف من موكليها من عائلات جرحى وشهداء الثورة. وتنوب حداد حوالي 4 آلاف من ضحايا نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي خلال الثورة التونسية، وتتهم الشارني بمحاولة التشهير بها والإساءة إلى سمعتها. وتضامن عدد من الحقوقيين مع حداد، حيث كتب المحامي شكري بن عيسى على صفحته في موقع «فيسبوك»: «ادعّم الاستاذة ليلى حداد لان وزير الشباب والرياضة مفترض له من المشاغل والالتزامات والتحديات والرهانات ما يمنعه من الخوض في الهامشيات، وان كان فعلاً لدى الشارني ادلة تدين ليلى الحداد فلماذا المزايدات في المنابر الاعلامية فالقضاء مفتوح للجميع؟». وأضاف أحد الناشطين « ليلى حداد ارقى من ان تُهان من طرف من باع دم أخيه واتخذ الثورة كأصل تجاري (في إشارة إلى الشارني)». وكانت حداد نشرت توجهت قبل أشهر برسالة إلى رئيس الحكومة يوسف الشاهد أكدت فيها قيام الشارني بتجاوزات عديدة، من بينها اقالة مسؤولين وتعيين آخرين بما يخالف القوانين المعمول بها في البلاد، فضلاً عن عدد من التهم المتعلقة بالفساد، وهو ما دفع عدداً من النشطاء والحقوقيين إلى مطالبة الشاهد بإقالة الشارني التي نفت مراراً هذه التهم متهمة «خصومها» بمحاولة تشويه سمعتها. تونس: محامية عائلات ضحايا الثورة تقاضي وزيرة اتهمتها بابتزازهم حسن سلمان |
انتقادات لفشل النظام المصري في مواجهة الإرهاب في سيناء Posted: 26 Mar 2017 02:53 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: تتصاعد العمليات التي تنفذها المجموعات المتطرفة في سيناء ضد الجيش والشرطة المصرية، وسط انتقادات للأساليب التي تتبعها السلطة، والتي أثبتت فشلها طوال المدة السابقة. وقد أصيب 3 جنود في محافظة شمال سيناء أمس الأحد، جراء هجوم مسلح على حاجز أمني جنوب مدينة العريش، حسبما أشارت مصادر أمنية، بعد مقتل 3 مجندين وإصابة 6 آخرين أمس الأول، في استهداف مدرعة عسكرية بعبوة ناسفة. جاء ذلك بعد يومين من مقتل 3 ضباط و7 مجندين، أثناء مداهمة بؤرة إرهابية في وسط سيناء، التي أعلن الجيش المصري نتائجها بتصفية «15 تكفيريا». ورغم الاجتماعات الدورية التي يعقدها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع قادة الجيش والشرطة، وكان آخرها اجتماع أمس الأول، لمتابعة تطورات الأوضاع الأمنية في كافة أنحاء الجمهورية، وخاصة في شمال سيناء، لكن العمليات الإرهابية التي يتبناها غالبا تنظيم «أنصار بيت المقدس» المبايع لتنظيم «الدولة الإسلامية» مستمرة. واستهدف مسلحون معهدا أزهريا جنوب العريش بالتفجير، للمرة الثانية خلال 24 ساعة، وقالت مصادر سيناوية إن الانفجار أحدث دويا هائلا. وبينت مصادر من سيناء إن إدارة مدرسة العريش الثانوية بنات، أنزلت الطالبات إلى فناء المدرسة، أمس، حفاظا على حياتهن بعد سماع إطلاق نار كثيف قرب المدرسة. وانتقد خبراء عسكريون واستراتيجيون ما وصفوه بـ«التراخي وعدم الحسم» في مواجهة إرهاب الجماعات في سيناء. وقال الخبير العسكري المصري اللواء مختار قنديل لـ«القدس العربي»، إن الدولة تحتاج لتطوير استراتيجيتها في محاربة الإرهاب في سيناء، مستنكرا قيام مجموعة إرهابية بإخلاء عمارة سكنية بالكامل وتفجيرها وإحراقها، في غياب واضح من قوات الجيش والشرطة. وأضاف «محاربة الإرهاب يجب أن تكون بالمواجهة المسلحة الحاسمة والصارمة، بالتوازي مع التنمية واستغلال المناطق المحيطة ببؤر الإرهاب في سيناء بالزراعة وتوطين مزيد من المصريين، خصوصا في منطقة وسط سيناء، التي يلوذ بها الإرهابيون في المساحات الشاسعة، وتحديدا في منطقة جبل الحلال». وتابع: «يمارس التكفيريون في سيناء حربهم على الجيش والشرطة بمبدأ مرونة الحركة أو مبدأ (اضرب واهرب) وذلك تحت ظلام الليل، أو أثناء حظر التجول وهم ملثمون، ويظهرون بين المواطنين كأناس أبرياء لا يعرفون شيئا عما يدور، ورجال الجيش والشرطة أبطال مخلصون لوطنهم ولكنهم مقيدون بالتعليمات والأوامر والتوقيتات ومركباتهم ولباسهم وسلاحهم معروف لأفراد العصابات». ودعا لـ»مراجعة نظام الكمائن الثابتة والتوقيتات المحددة، وكذلك مصادقة الأهالي وحمايتهم وتقديم كل عون لهم إذا كان المجرمون يقتلون ويحرقون بقسوة». فيما اعتبر الباحث في شؤون الإسلام السياسي وحركاته التنظيمية، أحمد بان، تصاعد العمليات الإرهابية في سيناء من حين لآخر رغم مجهودات قوات الجيش والشرطة في مواجهته، نتيجة عدة معضلات أهمها مسرح المواجهة الذي أكد أنه غير تقليدي، كما أن العدو للقوات المصرية غير تقليدي. وقال لـ«القدس العربي» إن الجماعات الإرهابية ليست جيشا نظاميا، فهي مجموعات لديها مجال تحرك واسع، وتنشط في مثلث رفح والعريش والشيخ زويد، وهي المناطق المتاخمة لحدود مصر مع إسرائيل وقطاع غزة، لافتا إلى أن الحركات الإرهابية تنجح دائما في الاختباء بحاضنة سكانية مما يصعب المواجهة. وأضاف: نقطة البدء في أي مواجهة ضد الإرهاب في العالم هي عزل الجماعات الإرهابية عن الحاضنة السكانية، وهو ما فشلت فيه القوات المصرية، وبالتالي فالحركات الإرهابية في سيناء لديها القدرة على إخفاء عناصرها وأسلحتها، وفي المواجهات لا توجد اشتباكات مباشرة في ساحة واضحة، ولكن عمليات كر وفر في محيط فارغ. وأرجع الباحث في شؤون الحركات الإسلامية كذلك الفشل في الحد من نشاط الإرهاب في سيناء، إلى فشل استخباراتي في المقام الأول، علاوة على ما وصفها بـ«فجوة تقليدية» في التسليح والتدريب، وهو ما يمدد زمن المواجهة. انتقادات لفشل النظام المصري في مواجهة الإرهاب في سيناء مؤمن الكامل |
تأييد سنّي لدعوة الصدر حل ميليشيات «الحشد الشعبي» Posted: 26 Mar 2017 02:52 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: أثارت مطالبة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر بحل «الحشد الشعبي» بعد الانتهاء من الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية»، خلافات ورفض واسع بين القيادات الشيعية، مقابل ترحيب سني. وحذر زعيم ميليشيا العصائب، قيس الخزعلي، رئيس الحكومة الحالية حيدر العبادي من المساس بميليشيات «الحشد» أو محاولة حلها عقب انتهاء معركة تحرير الموصل وأطرافها في محافظة نينوى. وقال، في تصريح صحافي، إن «الحشد يضم جميع أبناء العشائر وكُل الجامعات ومن كل محافظات العراق، ويجب علينا أن نحميه، وأن كل فعالياتنا هي لدعمه وتقديرا لتضحياته». وأضاف: «يجب التصدي للمؤامرة الخطيرة والكبيرة، التي يتعرض لها الحشد من خلال المشروع الأمريكي والأوامر التي يمليها على الحكومة الحالية، بهدف تقوية نفوذه في العراق، وتطبيقا لأهداف واشنطن بتقسيم العراق». وسبق للخزعلي أن أعلن خلال حضوره مهرجانا ثقافيا في كربلاء مؤخرا، إن «الحشد الشعبي باق ويتمدد ولن يلغى أبدا». أما من جانب المكون السني، فقد ايد «المشروع العربي في العراق»، دعوة الصدر، مبينا أنها» سوف تساهم في وأد الفتنة وزوال الاحتقان بين مختلف أبناء الشعب العراقي». واعتبر المكتب السياسي للمشروع العربي، الذي يرأسه الشخصية السنية البارزة خميس الخنجر، في بيان أن «دعوة الصدر لحل قوات الحشد الشعبي بعد الانتهاء من استعادة الموصل، فيها «نظرة عميقة وبعداً استراتيجياً داعماً لاستقرار مؤسسات الدولة وتقويتها، وتبني مدنية الدولة، وتجنب عسكرة المجتمع». وأكد أنها «سوف تنعكس إيجاباً في «وأد الفتنة وزوال الاحتقان بين مختلف أبناء الشعب العراقي». كما دعا المشروع جميع القوى السياسية في العراق إلى تفهم وتبني تلك الدعوة، لأنها «خطوة مهمة في تحقيق الاستقرار المنشود»، مشددا على أن يكون الأمن العراق وشعبه منوطاً بجيشه وقواته المسلحة». القوى السياسية السنية، سبق أن عارضت بشدة لقانون «الحشد الشعبي» الذي صدر عن البرلمان في نوفمبر /تشرين الثاني 2016، معتبرة أن الحشد سيكون جيشا رديفا للجيش العراقي، ولا مبرر له بعد الانتهاء من خطر تنظيم «الدولة الإسلامية»، معتبرين استمرار وجود الحشد بعد ذلك، هو «بمثابة عسكرة للمجتمع». وكان الصدر، دعا إلى حل هيئة «الحشد» ما بعد مرحلة استعادة الموصل. وتعهد الصدر، في مقابلة مع موقع «ميدل ايست» بـ«حل سرايا السلام بعد الانتهاء من معركة داعش الإرهابي»، منتقدا القانون الذي اقره مجلس النواب والخاص بالحشد الشعبي لانه سيجعل من العراق تحت حكم الميليشيات». وأعتبر أن «الأمن يجب أن يكون من مسؤولية الجيش فقط»، داعيا إلى «الحوار بين الساسة العراقيين السنة من أجل منع المواجهات بين الشيعة والسنة، وكذلك العرب والأكراد». وأعرب عن خشيته في أن «تكون هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في الموصل بداية مرحلة جديدة»، مؤكداً أن ما يقترحه على الساحة السياسية «دافعه الخوف من الطائفية والنزاعات العرقية بعد تحرير الموصل». كما ابدى اعتراضه، على «التدخل في سوريا واستخدام القوة الجوية العراقية لضرب اهداف هناك، لأن ذلك قد يزيد النزاع في ذلك البلد»، معبرا عن خشيته من أن «تنتقل النزاعات إلى العراق». وبين رئيس الوزراء حيدر العبادي، أن «البعض في الحشد الشعبي يريد أن يستغل دماء الشهداء من أجل اشياء أخرى». وأضاف، اثناء لقائه بقادة «الحشد» عقب عودته من الولايات المتحدة، «لا يمكن بناء جيوش متعددة ذات ولاءات متعددة في البلد». وجدد العبادي التأكيد أن «كل السلاح يجب أن يكون تحت إطار الدولة ولن نسمح مطلقا لاي سلاح يكون خارج إطار الدولة»، مشيرا إلى ان «هناك من يدعي الانتماء للحشد ولكنه يسيء له». وأطلق من واشنطن تصريحات، فسرها مراقبون بأنها تشير إلى امكانية حل «الحشد الشعبي» بعد القضاء على تنظيم «الدولة»، منع مشاركته في الانتخابات. ويعتقد المراقبون أن لقاء العبادي مع قادة الحشد، هو لتطمينهم إلى حقوق المقاتلين في حالة إلغاء الحشد. وحسب هؤلاء، فإن «مسألة دور ومستقبل الحشد الشعبي في العراق يعتبر مسألة في غاية الدقة بالنسبة للقيادات الشيعية العراقية، ولن يكون سهلاً أمام العبادي الاستجابة للضغوط الأمريكية ومحاولة الغاء الحشد وسط مراهنة كل القيادات الشيعية والميليشيات وإيران، عدا التيار الصدري، على استمرار وجود الحشد، بل وعلى أن يمارس دورا سياسيا في السلطة مقابل التضحيات التي قدمها في محاربة تنظيم «الدولة». تأييد سنّي لدعوة الصدر حل ميليشيات «الحشد الشعبي» |
الشهيد مازن فقهاء كان مطلوباً أيضا للمخابرات الأمريكية Posted: 26 Mar 2017 02:52 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: ما زالت مدينة طوباس شمال الضفة الغربية تتذكر وتتحدث عن الشهيد مازن فقهاء الذي اغتيل في قطاع غزة، فهو ابن المدينة وولد فيها في 1979 وعاش فيها حتى اعتقاله في 2002. ودرس الفقهاء في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس في تخصص إدارة الأعمال وتخرج في 2011. لكن دور الشهيد فقهاء برز منذ دخوله الجامعة في صفوف الكتلة الإسلامية فيها، وهناك بدأ مشواره مع مجموعة من قادة العمل العسكري لـ»كتائب القسام» (الجناح العسكري لحركة حماس) أمثال سليم حجة وقيس عدوان ومهند الطاهر وأبو هنود والسركجي وغيرهم. وعقب حصوله على شهادة البكالوريوس من جامعة النجاح اعتقل من قبل جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني بعد إدراج اسمه على قوائم المخابرات الأمريكية ( سي آي أي)، لكن الضغط الشعبي على السلطة وأجهزتها الأمنية أدى إلى إطلاق سراحه ليصبح مطلوباً لدى الاحتلال وأجهزته الأمنية. وقد أعادت الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقاله مرة أخرى في العام نفسه، ثم أُفرج عنه من جديد بعد ضغط الأهالي، ليعود إلى العمل المقاوم وإعداد المجموعات القسامية، حيث أشرف على عدد من العمليات في منطقة الأغوا، أبرزها عملية معسكر تياسير المجاور لطوباس، والتي راح ضحيتها قائد المعسكر في مارس/ آذار 2004، فضلا عن هجمات أخرى على المستوطنات القريبة من طوباس. وعقب الضربات التي تلقتها كتائب القسام في جنين وطوباس باغتيال واعتقال عدد كبير من قادتها، عمد الشهيد فقهاء وبعض القادة إلى تشكيل لجان المقاومة الشعبية، بهدف توسيع قاعدة المقاومين والقيام بمهمات ملاحقة العملاء المتورطين في تصفية المقاومين على أرض طوباس. بعد اغتيال الشهيد صلاح شحادة في قطاع غزة، والذي يعد أحد أبرز قادة حركة حماس وكتائب القسام، شارك الشهيد فقهاء في الرد على عملية الاغتيال واتهمه الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء تخطيط عملية حافلة صفد الاستشهادية التي قتل فيها تسعة مستوطنين يهود وأصيب أكثر من أربعين آخرين. وذكر المدون الفلسطيني محمد أبو علان من طوباس لـ «القدس العربي» فقد تمكن أفراد وحدة دوفدوفان التابعة لجيش الاحتلال من اعتقال فقهاء وعدد من رفاقه بعد العملية الفدائية في أحد المنازل في مدينة طوباس وتحديداً في الخامس من شهر آب/ أغسطس من 2011، ليحكم عليه بالمؤبد تسع مرات و50 عاماً. وبعد أن أمضى الشهيد فقهاء 10 سنوات متنقلا بين سجون الاحتلال، أٌفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار أو «صفقة شاليط» كما عرفت عام 2011 وأبعد إلى قطاع غزة مع عدد من الأسرى المحررين. ورغم الإبعاد إلا أن المخابرات الإسرائيلية اقتحمت منزل عائلته في طوباس عدة مرات، وهددت عائلته باغتياله ان لم يتوقف عن العمل في المقاومة حتى أن أحد ضباط المخابرات هاتفه من بيت عائلته في طوباس مهدداً بعد أن طلب من والد مازن الاتصال به. وفي ديسمبر/ كانون الأول 2013 زعمت صحيفة «هآرتس» العبرية أن حركة حماس أقامت من جديد قيادة الجناح العسكري في الضفة الغربية المحتلة، ولكنها تُدار من قطاع غزة عبر أسرى محررين بصفقة «وفاء الأحرار» من بينهم الشهيد مازن فقهاء. وتزوج الشهيد فقهاء بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال بفلسطينية من قرية تل القريبة من نابلس، بعد أن سافرت إليه في غزة عبر مصر إلى معبر رفح برفقة والديه، وله منها طفلان هما سما ومحمد، وهم ما زالوا يقيمون في قطاع غزة. الشهيد مازن فقهاء كان مطلوباً أيضا للمخابرات الأمريكية اعتقل مرتين من قبل الأمن الفلسطيني لكن الضغط الشعبي على السلطة أدى إلى الإفراج عليه |
الخرطوم توافق على فتح مسار جديد لإيصال مساعدات لجنوب السودان Posted: 26 Mar 2017 02:52 PM PDT الخرطوم ـ «القدس العربي»: وافقت الحكومة السودانية على فتح مسار جديد يتضمن أربعة محاور لإيصال الإغاثة على وجه السرعة للمتأثرين بالمجاعة في دولة جنوب السودان. وقال أحمد محمد آدم، مفوض العون الإنساني في السودان، في مؤتمر صحافي أمس، إن «المسار الجديد يشتمل على أربع مناطق هي الأبيض وربكونا وهجليج وبانتيو». وأوضح أن «الهدف من هذه الخطوة هو تسريع إيصال مواد الإغاثة للمتضررين في ولايتي الوحدة وبحر الغزال اللتين تضمان النسبة الأكبر من المحتاجين للعون». وأشار إلى أن «الحكومة السودانية وافقت على هذا الخيار رغم وجود صعوبات عديدة وذلك نسبة للوضع المأساوي الذي يعيشه مواطنو دولة الجنوب جراء المجاعة». وبين أن «عدد القادمين من الجنوب تجاوز 700 ألف لاجئ انتشروا في 16 ولاية سودانية، بعضهم تم تسجيله والبعض الآخر لم يسجّل»، مضيفا أن «هذه العدد الكبير يقتسم الموارد المحدودة في الشمال انطلاقا من واجب التعاون الإنساني بين مواطني الدولتين». ورحبت مارتا رويداس، منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان، بقرار الحكومة فتح مسار جديد لتقديم المعونة الغذائية من قبل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة للمحتاجين في جنوب السودان. واعتبرت أن هذا القرار «يسهم في تقديم العون لحوالى مئة ألف يعانون من أزمة إنسانية كبيرة ويحتاجون لدعم عاجل». وقالت رويداس إن «القرار يؤكد استمرار حكومة السودان في التزامها بالمشاركة في إنقاذ شعب جنوب السودان وتعزيز جهود دول الجوار في التقليل من حجم هذه الكارثة الإنسانية خاصة، وأن المجاعة آخذة بالاتساع ويمكن أن تؤثر على مليون شخص آخرين». وبيّنت أن «فتح المسار الجديد يأتي في وقت حرج قبل بداية موسم الأمطار في أيار/ مايو حيث تكون الطرق غير قابلة للاستعمال». وعدّدت إيجابيات أخرى للمسار الجديد، بينها تقليل الاعتماد على النقل الجوي وتخفيض التكلفة بنسبة كبيرة. كما أعلنت عن تسليم 11 ألف طن متري من الذرة بما فيها 1000 ألف طن تبرعت بها حكومة السودان. وعلى صعيد متصل، أعلن مفوض العون الإنساني في ولاية النيل الأبيض المتاخمة لحدود دولة الجنوب، عدم قدرة الولاية على استيعاب العديد من اللاجئين. وبين أن 700 لاجيء يعبرون الحدود يومياً في ظروف صعبة من خلال معبري جودة والمقينص. وأشار إلى أن «المعسكرات الموجودة أخذت كفايتها تماماً، ولا مخرج سوى ببناء معسكرات جديدة وتأهيلها لاستقبال القادمين». الخرطوم توافق على فتح مسار جديد لإيصال مساعدات لجنوب السودان صلاح الدين مصطفى |
أمير قطر يستقبل السراج والوفد المرافق له Posted: 26 Mar 2017 02:52 PM PDT لندن – «القدس العربي»: استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مكتبه في الديوان الأميري صباح أمس الأحد، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج والوفد المرافق له، وفقًا لوكالة الأنباء القطرية. وتحدث السراج عن مستجدات الوضع في ليبيا، والجهود المبذولة من أجل إرساء وتعزيز الأمن والاستقرار فيها. وأكد أمير قطر دعم بلاده، وتأييده حكومة الوفاق ومساندة جهودها من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم عبر الحوار الشامل والمصالحة الوطنية بما يحفظ احترام سيادة ليبيا ووحدة أراضيها واستقرارها وأمنها لما فيه خير ومصلحة الشعب الليبي الشقيق. وتم خلال المقابلة بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تنميتها وتطويرها، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. أمير قطر يستقبل السراج والوفد المرافق له |
زكي لـ«القدس العربي»: ننتظر ما سنسمع من المبعوث الأمريكي في 15ابريل… وموقفنا ثابت من إزالة المستوطنات وإنهاء الاحتلال Posted: 26 Mar 2017 02:51 PM PDT رام الله -»القدس العربي»: قال مصدر في الإدارة الأمريكية إن المحادثات بين اسرائيل والولايات المتحدة في موضوع البناء في المستوطنات في الضفة، لا يتوقع ان تؤدي الى تصريح ملزم من جانب اسرائيل في هذا الموضوع، وإنما «يتوقع ان تقود الى التزام عام وليس التزاما عينيا، بتخفيف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة». واعتبر المصدر أنه ليس من الواقعي توقع توقيع نتنياهو على اتفاق مع الإدارة يقيد البناء من ناحية عددية أو جغرافية، ولذلك فإن الولايات المتحدة ستقيس النجاح بناء على أدلة تشير إلى تخفيف البناء. وقالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إنه تم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين حول «صيغة ترامب» وبموجبها ستسمح الإدارة لإسرائيل بإقامة مستوطنة جديدة لمستوطني عمونة سابقا، وستعترف بآلاف الوحدات الاستيطانية التي تم الإعلان عنها، مقابل موافقة نتنياهو على كبح البناء والتقدم في البناء داخل الكتل فقط. وجاء من ديوان نتنياهو أن «التقرير ينطوي على كثير من عدم الدقة». في السياق نفسه قال مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيقولاي ملدانوف، خلال نقاش في مجلس الأمن الدولي إن «هناك وتيرة عالية من تراخيص البناء في المستوطنات مقارنة بعام 2016، وحدث ارتفاع مقلق بشكل خاص في تراخيص البناء التي صدرت في كانون الثاني/ يناير الماضي. المستوطنات هي أكبر عقبة أمام السلام». لكن سفير اسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون رفض تصريحات المبعوث الأممي، وقال إن المستوطنات ليست العقبة أمام السلام وإنما «التحريض والإرهاب الفلسطيني». وأضاف: لا يمكن مقارنة الإرهاب وقتل الاسرائيليين الأبرياء ببناء البيوت. الهوس الأعمى ضد إسرائيل يجب أن يتوقف. وعبَّر المبعوث الأممي عن أسفه لارتفاع عدد القذائف التي تطلق من غزة على اسرائيل، معتبراً أنه أمر يثير القلق، خاصة وأن السلطة الفلسطينية لم تشجب هذه الحالات، كما أن استمرار التحريض على العنف ضد اليهود من جانب المتطرفين في «حماس» وبعض التنظيمات الفلسطينية غير مقبول ويمس بالثقة وبفرص السلام، على حد وصفه. على الجانب الفلسطيني اعتبر عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في تصريح لـ «القدس العربي» أن الموقف الفلسطيني شديد الوضوح، لكن هناك حاجة لانتظار وضوح الموقف الأمريكي، لأن التعيينات التي أقرتها إدارة ترامب توحي أن أمريكا شريك لإسرائيل كما كانت في المادة حليفاً استراتيجياً. وأضاف «كانت هناك أحاديث عن نقاط قدمت لنا خلال زيارة المبعوث غرينبلات وهو أمرغير صحيح إطلاقاً، ونحن بانتظار يوم الخامس عشر من إبريل/ نيسان المقبل وماذا سيقولون للرئيس محمود عباس عند لقائه بالرئيس ترامب.أما بالنسبة للمفاوضات بين أمريكا وإسرائيل بخصوص الاستيطان، فهي حسبه شأن داخلي للطرفين. ومعروف أن من يدعم الاحتلال ويفرض الفيتو هي الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1975، لكن قد يكون لتعدد الأزمات لدى الولايات المتحدة الأمريكية والحاجة إلى الانكفاء وتطوير قدراتها واستعادة اقتصادها يمكن أن يكون مصدر استفادة بالنسبة لنا كفلسطينيين». وأكد المسؤول الفلسطيني أن» ثوابتنا الفلسطينية هي الأساس بوجوب زوال الاستيطان نهائياً وأن هذا الاحتلال يجب أن ينتهي وأن تكون لنا دولة بسيادة كاملة واستقلال، وأن تكون القدس هي العاصمة، وكذلك العمل على إيجاد حلول للقضايا التي كانت مؤجلة مثل قضية اللاجئين والمياه وأيضًا إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين وتبييض السجون». وكان مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية قد حذر من خطورة التعاطي الفلسطيني مع محظورات سياسية ودبلوماسية يجري الترويج لها مثل التجميد الجزئي للاستيطان مع استمراراه في القدس والكتل الاستيطانية، أو فكرة استبدال الإطار الدولي المستند للقوانين والقرارات الدولية بإطار إقليمي بهدف تمرير خطة نتنياهو للتطبيع مع الدول العربية دون تلبية حقوق الشعب الفلسطيني. كما حذر من خطورة السماح بترويج الرواية الإسرائيلية حول ما تسميه «التحريض الفلسطيني»، في حين تقوم المؤسسة الاسرائيلية ليس فقط بالتحريض بل وبقتل الأطفال والشباب الفلسطينيين بالإعدامات الميدانية كما جرى لشهيد الجلزون محمد الخطاب والشهيد باسل الأعرج. وقال «إن أخطر المحظورات هو ما يعاد طرحه لما يسمى بدولة الحدود المؤقتة بهدف تسهيل ضم وتهويد أكثر من نصف الضفة الغربية، وتحويل فكرة الدولة الى كيان هزيل على معازل و»بانتستونات» محكومة بما يسمونه الشراكة الأمنية وطرح تسهيلات اقتصادية كبديل للحل السياسي، في حين يعلم الجميع أن جذر الأزمة الاقتصادية يكمن في الاحتلال ونظام الأبارتهايد العنصري الإسرائيلي». زكي لـ«القدس العربي»: ننتظر ما سنسمع من المبعوث الأمريكي في 15ابريل… وموقفنا ثابت من إزالة المستوطنات وإنهاء الاحتلال فادي أبو سعدى |
مع استبعاد خيار «الحرب المفتوحة»… كيف سيكون رد حماس على «الاغتيال الهادئ» لفقهاء؟ Posted: 26 Mar 2017 02:51 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: ينتظر الفلسطينيون الطريقة التي سيرد بها الجناح المسلح لحركة حماس (كتائب القسام) على إسرائيل، بعد اتهامها باغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء، في ظل استبعاد لجوء الفصيل الأكثر تسلحا في غزة لخيار الحرب المفتوحة، على غرار ما قام بعمله عند اغتيال قائد الجناح المسلح السابق أحمد الجعبري، رغم أن هناك توقعات إسرائيلية أخذت بالحسبان إمكانية الرد العسكري. فالجناح المسلح لحركة حماس لم يبدأ فور عملية اغتيال فقهاء، بانتهاج طريقة الرد العسكري، من خلال إطلاق رشقات صاروخية على بلدات إسرائيل المحيطة بغلاف غزة، ولا على مدن الوسط، كما كان الحال عند اغتيال الجعبري في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، غير أن الجناح المسلح لحماس توعد إسرائيل التي حملها مسؤولية الاغتيال، بالرغم من عدم تبنيها لها. وفي بيان عسكري تعهدت «كتائب القسام» بكسر عملية «الاغتيال الهادئ» التي يريد الاحتلال أن يثبتها على أبطال المقاومة في غزة، وقالت متوعدة «سنجعل العدو يندم على اليوم الذي فكر فيه بالبدء بهذه المعادلة». وأكدت أن «العدو سيدفع ثمن هذه الجريمة بما يكافئ حجم الاغتيال»، مضيفة «أن من يلعب بالنار سيحرق بها». وهناك من يرجح أن يلجأ الجناح المسلح لحركة حماس، الذي خاض معارك مسلحة ضد إسرائيل خلال الحرب الأخيرة على غزة مع فصائل المقاومة، إلى الأسلوب الجديد، وهو الرد على العملية بأخرى مماثلة. وتحسبا لأي طارئ، دخلت قوات الجيش الإسرائيلي العاملة في محيط غزة في «حالة التأهب»، بناء على أوامر عسكرية، خشية أن ترد حماس على اغتيال فقهاء. وتحت عنوان «كيف سيكون رد القسام على الاغتيال»، اهتمت الكثير من وسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية بتحليل هذا العنوان، الذي برز بشكل كبير فور الإعلان الرسمي عن عملية الاغتيال بعد استبعاد خيار «الحرب المفتوحة». من ضمن التصريحات التي جرى الاهتمام بها، عقب عملية الاغتيال، تلك التي أدلى بها النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، والقيادي في حركة حماس الدكتور أحمد بحر، حين أكد «كل الساحات مفتوحة أمام كتائب القسام» للرد على العملية، وأن الرد سيكون في الوقت والمكان المناسبين، وقال متوعدا «كما كان الرد على اغتيال الشهيد القائد صلاح شحادة سيكون الرد على اغتيال القسامي مازن فقهاء». وعقب اغتيال شحادة، نفذ الجناح المسلح لحماس سلسلة هجمات فدائية أوقعت قتلى إسرائيليين، أشرف عليها الشهيد فقهاء، لكن رغم الحديث عن الرد وإيقاع الخسائر، إلا أن حركة حماس، لم تتحدث لا من قريب ولا من بعيد عن أسلوب الرد الجديد، في ظل استبعاد المتابعين والمحللين السياسيين لدخول المقاومة الفلسطينية في «حرب مفتوحة»مع الاحتلال الإسرائيلي، معتبرين أن المقاومة لديها القدرة على الرد، بما يناسب طبيعة العملية. وفي هذا السياق قال المحلل السياسي مصطفى الصواف لـ» القدس العربي» إن طبيعة الرد على الاغتيال «لن يكون سريعا»، معتبرا أن قيام كتائب القسام بعملية بالمستوى نفسه يحتاج إلى وقت.ورأى أن عملية الاغتيال تأتي في سياق «حرب الأدمغة بين الاحتلال والمقاومة». وأشار إلى أن الاحتلال خطط لعملية اغتيال فقهاء منذ سنوات، وقام بالتكتيك المطلوب لها، لافتا إلى أن ذلك يعني أن على حركة حماس العمل بـ «عقلية أمنية أكثر جدية»، خاصة مع الشخصيات القيادية، كوننا لا تعيش في «منطقة آمنة». وتمكنت المقاومة الفلسطينية سابقا من الرد بطرق مغايرة عن التقليدية، انتقاما لعمليات تصفية طالت قادتها، ومن بينها قيام مجموعة مسلحة تتبع تنظيم الجبهة الشعبية، باغتيال الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي، بسلاح كاتم صوت، في أحد فنادق القدس في أكتوبر/ تشرين الأول 2001، ردا على اغتيال الأمين العام وقتها أبو علي مصطفى. ودفع ذلك المراقبين الإسرائيليين للتحذير من «رد غير عادي» لحماس. وقد حذر موقع «واللا» من خطورة رد غير روتيني للحركة قد يكون أكثر إيلاما من إطلاق الصواريخ. وقال الموقع الإسرائيلي في تقرير تناول الحادثة، إن المنفذين لم يتركوا أثرا خلفهم، وإن ذلك هو الدليل الوحيد على أنها نفذت بأيد إسرائيلية، كون فقهاء متهما بتوجيه خلايا عسكرية لحماس بشمال الضفة الغربية. ورأى أن الهدف من وراء العملية هو إرسال «رسالة قلق» لقادة حماس وجناحها العسكري حيث سيتخذ هؤلاء تدابير أمنية مشددة من الآن فصاعداً. وذكر التقرير الإسرائيلي أن امتناع حماس عن الرد المباشر على العملية ساعة الاغتيال لا يدل بالضرورة على أن الرد لن يأتي، خاصة وأنه يقف على رأس الهرم القيادي لحماس في غزة يحيى السنوار الذي يوصف بأنه بالغ الخطورة، ولا يمكن توقع تصرفاته. وقد توقع التقرير كذلك أن يكون رد حماس وأشار من خلال عمليات تفجيرية مع عدم ترك البصمات حتى لا تجر الحركة قطاع غزة لحرب جديدة، في حين سترسل حماس عبر ردها رسالة واضحة لإسرائيل بأن استمرار التصفيات سيجر ردوداً قوية. يشار إلى أن الفصائل الفلسطينية أكدت على أن عملية الاغتيال التي طالت الأسير المحرر تستوجب رداً من المقاومة. وفي هذا السياق قال الدكتور صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحركة حماس «على الاحتلال الإسرائيلي ألا يفرح كثيرا بنجاح عملية اغتيال فقهاء فإن الحرب سجال». وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان لها أن عملية الاغتيال تستوجب رداً رادعاً من المقاومة، بما فيها ملاحقة منفذي هذه الجريمة. يشار إلى أن هناك تحليلات أشارت إلى توقع إسرائيل ردا عسكريا من قبل حماس، حيث تربط هذه التحليلات الأمر باستدعاء الجيش الإسرائيلي لألفي جندي احتياط، بشكل عاجل الأسبوع الماضي، للتدريب على محاكاة وقوع حرب جديدة في محيط غزة. مع استبعاد خيار «الحرب المفتوحة»… كيف سيكون رد حماس على «الاغتيال الهادئ» لفقهاء؟ تحذيرات إسرائيلية من الرد «غير الروتيني» للمقاومة الفلسطينية |
الأزهر يتدخَّل لحل أزمة طائفية في الأقصر ومناشدات برلمانية لمنع تفاقمها Posted: 26 Mar 2017 02:51 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي» : توتر وترقب حذر شهدته قرية المهيدات في محافظة الأقصر، جنوب مصر، أمس الأحد، بعد يومين من التجمهر والاشتباكات بين مواطنين مسلمين وقوات الأمن، إثر اختفاء فتاة قبطية أشيع «إسلامها» لعلاقة تربطها بشاب مسلم، فيما أوفد الأزهر الشريف قافلة دعوية لحل الأزمة. وفي الوقت الذي يدعي فيه مسلمون اختفاء الطالبة أميرة وتعذيبها على يد أهلها، كشف والدها، جرجس خليل، أن ابنته موجودة حالياً في الكنيسة ولم تعتنق الدين الإسلامي. وأكد في تصريحات إعلامية، أن أميرة تلقت تهديدات من شاب يدعى إبراهيم قال لها إنه سيخطفها لو ذهبت للقاهرة لتسلم جائزة تفوقها فى الثانوية العامة، مطالباً الحكومة بتوفير حماية له ولابنته ولأسرته، مضيفاً: «ابنتي مسيحية وليس لها علاقة بأي شاب مسلم، وكل ما أشيع في هذا الاتجاه غير صحيح». وقال رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان في جنوب مصر، رأفت سمير، لـ«القدس العربي»، إن «طلاب مدرسة تم إخراجهم بالكامل، أمس، للتظاهر أمام منازل الأقباط، للمطالبة بعودة أميرة، وقوات الشرطة فرقتهم». وأضاف: «ليست هناك أدلة أو شهادات شهود تثبت صحة أقوال المدعين بإسلام الفتاة»، لافتا إلى أن سبب الأزمة شاب يدعى إبراهيم محمد أحمد نور، وأصدرت سلطة النيابة العامة قرارا بضبطه وإحضاره، كما أمرت بتجديد حبس 11 مواطنا مسلما تجمهروا أمام منازل الأقباط 4 أيام على ذمة التحقيقات. وحسب سمير: «الأوضاع هادئة نسبيا، لكن هناك تحريض واضح ضد الأقباط في هذه القرية لما تعج به من متشددين بجانب القرى المحيطة، ونواب المحافظة تدخلوا للتهدئة. والأقباط يرفضون تماما الجلسات العرفية واجتماعات بيت العائلة التي تجمع قيادات الإسلام والمسيحية، لعدم جدواها وتجاهلها حقوق الأقباط». وتقدمت عضو لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب، مارغريت عازر، ببيان عاجل لرئيس الوزراء بشأن واقعة فتاة الأقصر في قرية المهيدات التابعة لقرية العديسات بمركز الطود في الأقصر. وأكدت في بيانها، أنها تتابع الواقعة منذ بدايتها، وأن الفتاة صاحبة الواقعة «أميرة جرجس قاصر وفي المرحلة الثانوية ولا يجوز زواجها أو إشهار إسلامها، ولم تعتنق الإسلام أو تتزوج حسبما أشيع من شاب مسلم يدعى إبراهيم»، لافتة إلى أنه «بناء على تهديدات وصلت إليهم بقتل والدها في حالة رفضه زواج ابنته من الشاب المسلم، ومنعاً للمشكلات خرج بها والداها من القرية لحل الخلاف». وأوضحت أن «هناك من استغل هذه الواقعة ويعبث بأياد خفية لبث الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط داخل القرية واندلاع أعمال عنف وتحريض والتى ما زالت مستمرة من المتشددين في القرية ومن القرى المجاورة يشيعون بأن الأقباط يحبسون فتاة تريد الإسلام ويتجمهر المئات من المتشددين لإشعال أزمة وتفتيت الوطن». وطالبت النائبة، الحكومة بمواجهة هذه الأزمة بكل حسم ضد من يشعل الفتنة بين المسلمين والأقباط، وسن تشريع لرفع سن الزواج، وعودة جلسات النصح والإرشاد الخاصة المعتقدات الدينية ووجود رادع أمني حتى لا يحدث أي نوع من الفتن الطائفية. وأوفد الأزهر الشريف، أمس، قافلة دعوية إلى قرية العديسات في الأقصر لوأد الأزمة الطائفية التي نشبت قبل أيام. وقال وكيل الأزهر، عباس شومان، إن أحمد الطيب شيخ الأزهر يتابع بنفسه آخر التطورات هناك لحظة بلحظة مع القيادات التنفيذية والأمنية والمجتمعية لاحتواء الأمر. وناشد الأزهر الشريف شباب الأقصر بعدم الانسياق وراء ما وصفها بـ«الشائعات التي يطلقها مغرضون يتربصون بأمن الوطن لاستغلال حماس الشباب وحميتهم»، داعيا كذلك وسائل الإعلام لتحري الدقة فيما يذاع أو ينشر وأن تكون المعالجة في إطار مساعدة جهات الأمن ومؤسسات الدولة لبسط الأمن والقضاء على الفتنة في مهدها. وفرضت أجهزة الأمن طوقاً أمنيا حول القرية، لمنع وقوع اشتباكات بين الطرفين. وتجمهرت مجموعة من الأهالي بعد صلاة الجمعة الماضي، وتدخلت قوات الأمن لفض التجمهر، وإلقاء القنابل المسيلة للدموع، ما أدى لاندلاع اشتباكات بين الأمن والأهالي، ما أسفر عن إصابة 3 ضباط بجروح قطعية، و4 مجندين بإصابات خطيرة. الأزهر يتدخَّل لحل أزمة طائفية في الأقصر ومناشدات برلمانية لمنع تفاقمها مؤمن الكامل |
موريتانيا: جدل بين الموالاة والمعارضة حول دستورية الاستفتاء Posted: 26 Mar 2017 02:50 PM PDT نواكشوط – «القدس العربي»: دخلت الحكومة الموريتانية أمس في عمق الاستعدادات لتنظيم الاستفتاء الشعبي حول التعديلات الدستورية الذي دعا إليه الرئيس محمد ولد عبد العزيز الأربعاء الماضي عبر تفعيله للمادة (38) من الدستور التي تقول إن «لرئيس الجمهورية أن يستشير الشعب عن طريق الاستفتاء في كل قضية ذات أهمية وطنية». وبدأت وزارة الداخلية الموريتانية واللجنة المستقلة للانتخابات الاستعداد لتنظيم عملية الاستفتاء الذي أكد خبراء في اللجنة أن تنظيمه يتطلب ثلاثة أشهر على الأقل، لكونه يستلزم إصدار مجموعة من المراسيم التطبيقية والإجرائية ومراجعة للقائمة الانتخابية، واستعداداً من المجلس الدستوري لمواكبة عمليات الاقتراع بوصفه الجهة المخولة للإعلان الرسمي عنها. وتتزامن هذه الاستعدادات مع جدل فقهي محتدم منذ أيام بين الفقهاء الدستوريين في صفي الموالاة والمعارضة حول دستورية انتقال الرئيس، بعد أن رفض مجلس الشيوخ مشروع التعديلات الدستورية، من الفصل الحادي عشر الخاص بمراجعة الدستور عبر البرلمان قبل تقديمه للاستفتاء، إلى تفعيل المادة (38) التي تسمح له باستفتاء الشعب بصورة مباشرة وهي المادة المندرجة ضمن الباب الخاص بالسلطة التنفيذية. وفيما يندفع الحزب الحاكم وحكومة الرئيس وأنصاره في الأغلبية، نحو تنظيم الاستفتاء بدون تراجع، جدد المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة الذي يجمع أطياف المعارضة من أحزاب ونقابات وشخصيات مرجعية، في بيان له أمس «عزمه القوي على الوقوف بحزم في وجه ما سماه «الانقلاب الجديد، وخوض كافة أشكال النضال لإفشاله». ودعا المنتدى المعارض «كافة القوى الوطنية الى التكاتف والتلاحم والتعبئة من أجل هبة شاملة تسد الطريق أمام مخطط ولد عبد العزيز الرامي الى الاستمرار في إحكام قبضته على البلد عبر الانقلابات على الشرعية والمؤسسات الدستورية». وأضاف «خلافاً لما قاله ولد عبد العزيز وكرره في حديثه قبل أمس، فإننا ننظر الى الجيش الوطني بكل تقدير واحترام ولا نرضى له أن يكون وسيلة تستغل في الصراع السياسي والانتخابي وتستدعى لحماية الانقلاب على الدستور ومقتضياته، وخدمة الأحادية والاستبداد، ونريد الجيش وقوات الأمن للوطن لا للنظام، للاستقرار والأمن، لا للانقلابات والقمع». وتابع المنتدى انتقاده للرئيس قائلاً «مرة أخرى ينقلب ولد عبد العزيز على الشرعية وعلى مؤسسات الجمهورية من خلال إصراره على تمرير تعديلاته الدستورية المنبوذة التي سقطت نهائيا طبقا لأحكام الدستور، فمحاولة ولد عبد العزيز امتطاء المادة 38 من الدستور، المقيدة نصاً وروحاً بالباب الحادي عشر ومواده المفصلة الصريحة 99 و100 و101 المحددة للطرق والإجراءات الحصرية المتعلقة بتعديل الدستور، يعتبر انتهاكا صارخا للقانون الأساسي الذي يحدد سير وصلاحيات مؤسسات الجمهورية، إنه تمرد جديد على الشرعية ومحاولة جديدة لفرض إرادة فرد على الأمة ومؤسساتها واستمرار في اختطاف الدولة لخدمة أجندة شخصية». وزاد «لقد كان المؤتمر الصحافي الذي عقده ولد عبد العزيز مساء الأربعاء الماضي بمثابة إعلان عن انقلاب جديد سيدخل البلاد متاهات لا يمكن التنبؤ بعواقبها، وهو ما حذر منه المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة غداة إسقاط التعديلات المرفوضة من طرف مجلس الشيوخ، داعياً الى تغليب الحكمة واحترام الشرعية». وفي بيان آخر، دعا حزب «الوطن» ذو النزعة البعثية «النظام وبخاصة الرئيس، للتراجع عن فرض الأجندة الأحادية عموما، وبخاصة مسألة المس بالدستور في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد». ودعا الحزب «جميع الوطنيين في الأغلبية والمعارضة وخصوصا المنتخبين منهم، إلى الوقوف ضد المس بالدستور بأجندة أحادية». وتأتي هذه التطورات بعد أن رفض مجلس الشيوخ الموريتاني (الغرفة العليا في البرلمان) يوم 17 آذار/مارس 2017 ، المشروعَ الذي تقدم به الرئيس محمد ولد عبد العزيز لمراجعة الدستور الموريتاني، وهو الرفض الذي جاء بعد إقرار الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى) لهذا المشروع يوم 9 آذار/مارس الجاري. وشكل رفض مجلس الشيوخ الذي يتمتع الرئيس فيه بأغلبية مريحة (46 من أصل 56)، سابقة في الحياة السياسية الموريتانية. وتشمل هذه التعديلات إلغاء مجلس الشيوخ والاكتفاء بغرفة النواب، وإنشاء مجالس جهوية لتحقيق اللامركزية وتعويض جانب من تمثيل الشيوخ للمقاطعات، وتغيير العلم الوطني بإضافة خطين أحمرين في أعلاه وأسفله يرمزان للمقاومة الوطنية، وإلغاء المحكمة السامية التي تحاكم الرئيس في حالة الخيانة العظمى وإسناد مهمتها للمحكمة العليا.. ويعارض هذه التعديلات أعضاء مجلس الشيوخ، والمعارضة غير المشاركة في الحوار التي رفضت مبدأ تعديل النظام للدستور في الوقت الحالي، بحجة أن الدستور لا ينبغي تغييره في أجواء غير توافقية، كما تعارضه أطياف سياسية ومجتمعية رافضة لتغيير العلم لأسباب تاريخية ورمزية. وقد وضعت هذه التطورات المشهد السياسي الموريتاني بشقيه الموالي والمعارض في حالة من الإرباك الشديد، وهي الحالة التي يتوقع أن تطبع المشهد خلال الفترة التي تفصل عن الانتخابات الرئاسية لعام 2019، بل إنها ستتحكم في الانتخابات المقبلة، حيث أن الصراع المشتعل حاليا إنما هو صراع حول خلافة الرئيس محمد ولد عبد العزيز. وقد أعطى المدون حبيب الله ولد أحمد قراءة واضحة للمشهد السياسي الموريتاني اليوم حيث أكد «أن الأغلبية ليست متصدعة ومنهارة ومرهقة وحدها فحتى أغلبية الظل (التحالف والوئام والصواب)، تعاني المشاكل نفسها، لكن مشاكل المعارضة أكثر سوء وتعقيدا لكونها ليست على قلب رجل واحد ولا يعرف أي طرف فيها متى يطعنه طرف آخر من الخلف أو حتى في البطن». وأضاف «ان المنتدى والتكتل طرفي المعارضة الموريتانية الجادة، أمامهما خياران أحلاهما حنظلي المذاق، فإن قاطعا استفتاء الدستور فسيخلو الجو للقبرة العزيزية لتعشش وتبيض وتفرخ في صناديق الاقتراع كما تشاء ولن تلقي بالاً للقول بأنها زورت الاستفتاء أو انقلبت على الدستور أو تصرفت بشكل أحادي، وإن شاركا فسيركب النظام ظهرهما لأنهما بالمشاركة لن يزيدا على إعطاء شرعية وهمية لانقلاب واضح وفاضح على كل المؤسسات الدستورية في البلد بل حتى على الدستور نفسه». وتابع المدون قائلاً «لقد أربك المهرجان الصحافي للرئيس الساحة المحلية كلها وألقى قنابل صوتية انشغلت الأغلبية ببعض شظاياها وانشغلت أغلبية الظل ببعض شظاياها، أما الشظايا الأكثر قسوة وصلابة وغموضاً وتجمداً فقد كانت من نصيب التكتل والمنتدى وهما فعلاً منشغلان بها عبثاً، أما الشعب الموريتاني كله فقد وجد نصيبه من شظايا كلام رئيس قال كل شيء ولم يقل أي شيء». موريتانيا: جدل بين الموالاة والمعارضة حول دستورية الاستفتاء عبد الله مولود |
وزارة الدفاع الجزائرية تعلن القضاء على قائد فرع تنظيم «الدولة» Posted: 26 Mar 2017 02:50 PM PDT الجزائر – «القدس العربي»: قالت تقارير إعلامية إن الجيش الجزائري تمكن من القضاء على قائد فرع تنظيم «الدولة» في الجزائر المسمى كتيبة الغرباء، وذلك في إطار عملية تمشيط تقوم بها قوات الجيش في منطقة «جبل الوحش» في مدينة قسنطينة (400 كيلومتر شرق العاصمة) وذلك بعد اسابيع قليلة من محاولة تنفيذ عملية انتحارية ضد مركز للشرطة في قسنطينة، وهي العملية التي أعلن تنظيم «الدولة» عن تبنيها. وذكرت وسائل إعلام جزائرية نقلاً عن مصادر أمنية أن قوات الجيش نجحت في القضاء على قائد كتيبة الغرباء التي تقدم نفسها كفرع لتنظيم «الدولة» في الجزائر، وذلك في إطار عملية تمشيط تقوم بها فيها في أعالي منطقة «جبل الوحش» في مدينة قسنطينة، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بالمدعو أبو همان قائد كتيبة الغرباء، الذي تورط في قتل شرطي في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وأن سلاح الشرطي عثر عليه بحوزة قائد كتيبة الغرباء. وأوضحت المصادر ذاتها أن الإعلان الرسمي عن مقتل قائد كتيبة الغرباء سيتم بعد إجراء التحاليل الجينية، مما سيمكن من التأكد بشكل رسمي أن الأمر يتعلق بقائد تنظيم «داعش» في الجزائر. وتأتي هذه العملية بعد حوالي شهر من محاولة الاعتداء الانتحاري ضد مركز للشرطة في وسط مدينة قسنطينة، والتي تم إحباطها بفضل يقظة أحد رجال الشرطة الذي أطلق النار على الإرهابي الذي كان يقترب من مركز الشرطة محاولا تفجير نفسه بالقرب منه، لينفجر قبل الوصول إلى مركز الشرطة، الأمر الذي جعل الحصيلة لا تتجاوز إصابة ثلاثة رجال شرطة بجروح، في وقت كانت الحصيلة ستكون أثقل لو تمكن من الاقتراب أكثر من مركز الشرطة الموجود أسفل عمارة آهلة بالسكان، وهي العملية التي سارع تنظيم «الدولة» إلى إعلان تبنيها. وكانت قوات الأمن قد أوقفت قبل أيام شخصاً متورطاً في محاولة الاعتداء الإنتحاري ضد مركز الشرطة في قسنطينة، وذلك بعد تحريات قامت بها، إذ تمت عملية الاعتقال مباشرة بعد أن استعمل المتهم هاتفه المحمول الذي كان تحت المراقبة، الأمر الذي مكن قوات الأمن من إلقاء القبض عليه في مدينة سطيف ( 300 كيلومتر شرق العاصمة) وذلك في الوقت الذي كان يستعد فيه للصعود إلى الجبل والالتحاق بإحدى الجماعات المسلحة، وفور اعتقاله تم نقله إلى مدينة قسنطينة للتحقيق معه في ظروف وملابسات محاولة الاعتداء الانتحاري ضد مركز الشرطة بالمدينة. جدير بالذكر أن عملية القضاء على قائد كتيبة الغرباء إن تم تأكيدها تعتبر ضربة موجعة أخرى للجماعات المسلحة، سواء تلك التي تنضوي تحت لواء تنظيم «الدولة» أو تلك التي تنشط تحت غطاء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهي تدخل أيضا في إطار العمليات النوعية التي يقوم بها الجيش الجزائري منذ فترة، باستهداف رؤوس الجماعات المسلحة بالاعتماد على عمل استخباراتي حثيث. وزارة الدفاع الجزائرية تعلن القضاء على قائد فرع تنظيم «الدولة» |
موت الاستبداد الشعري Posted: 26 Mar 2017 02:50 PM PDT قد يكون الاستبداد الشعري شبيها بالاستبداد السياسي. وربما أكثر خطورة منه، لأنّه يمسُّ الوجدان العربي، والذاكرة، والفكرة القديمة للديوان والسير والأسفار. خطورة الاستبداد الشعري، يمكن أن تكون شبيهة أيضا بـ(الاستبداد النفطي) كما سمّاه الراحل سليم الوردي، فكلا الاستبدادين صار لهما سلطة، وقياس، ومرجعيات، فالثاني احتكر فكرة الثروة، وسلطة المؤسسة، والثاني ظل مسكونا بما يشبه أشباح الرعب الثقافي الراكز في لاوعي التمثلات العربية، عبر توصيفها الأنثربولوجي، أو عبر رهابها العصابي، وتعالقاته بظواهر السلطة والمقدس والجسد، فضلا عن تعالقات هذا اللاوعي بصياغة الصور الترانستدالية للحكاية والرمز، وكذلك الصور المُتخيّلة عن الأمّة والبطولة والفحولة، ووظيفة الشاعر في تكريسها. الاستبداد الأدبي بوصفه الشعري، أو الحكواتي، ضيّق على مجال الثقافة أفق التمدد المعرفي، وعلّق البحث عن أسئلة تخص الفكر والوجود والمعنى، فضلا عن كونه الأكثر احتكارا لاستعمالات اللغة ولوظائفها الدلالية والتواصلية، حتى باتت مقولة (إننا أمّة شعرية) هو السائد والمهيمن والقامع، وهو الفرضية التي يؤسَس عليها أطروحات لا تخرج عن وضع الأدبي/ الشعري في سياق المركزيات التي تُعطّل ما حولها. فرضية الاستبداد تعكس – في جوهرها- واقعا ثقافيا وسياسيا مأزوما ومحدودا، وبعيدا عن إمكانية ربط القيمة الأدبية بالفكر الفلسفي والعلوم والنظريات والمناهج الحديثة، وحتى الباحث في مجال المعارف والنقود القديمة، يجد نفسه غير قادر على فك سطوة المركزيات النصوصية والأبوية، بما فيها نصوص المقدس، ونصوص القصص والمرويات، وحكايات الخرافات والأساطير والميثولوجيات، التي موضعت الأديب داخل معايير البلاغة والصدق الفني، حتى بات هذا الأديب رهين محابس كثيرة، وضعته كلُّها في سياق وهمي لسلطة الشعريات، ولذات التوصيف الذي تموضع فيه الحكيم القديم الذي يأخذ من كلِّ شيء مُضغة. واليوم حين نجد أنفسنا أمام معطيات مفارقة للتوصيف الثقافي، والأدبي بشكلٍ خاص، فإننا ندرك أهمية البحث عن توصيف آخر لاستعمالات الأدب ولتحديد وظائفه وعلاقاته الاجناسية مع المعارف والعلوم المجاورة. وحتى علائقه بالعلوم، والمعارف والدراسات التي تخصّ التاريخ والأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع والنفس وغيرها. وإذا كنّا نحسب أنّ الرواية المعاصرة هي الجنس الادبي الأكثر جرأة في مواجهة التوصيف النمطي للاستبداد الشعري، فإنّ الضرورة الثقافية تقتضي- أيضا- وضع الرواية في سياقٍ يتجاوز أثر الشعري، ويلامس فاعليتها في مواجهة التوصيف المنهجي للكتابة، ولتحدياتها المفهومية التي تحدّث عنها جاك دريدا في كتابه «علم الكتابة» التي ستعيش- حتما- اغترابها النوعي إزاء ما هو راسخ في كتاباتنا، تلك التي تعيش كثيرا من هواجس المتحف، والمزاج الشعري، وصورة المرأة/ المرآة، وصور البطل العالق بذاكرة شائهة للقصيدة. كتابة الرواية تستدعي وعيا بتقانات الكتابة، فهي تحدٍ للعقل الشعري العربي، وأنّ انشغالها بالوثائق والتاريخ والنسقيات المضمرة، تستدعي أيضا فحصا، لتحسين فعل الأداء الكتابي من جانب، ولوضع فاعلية الكتابة في سياق الأفكار، وفي مجال تحوّلها إلى تداولية سردية من جانب آخر، على مستوى القصّ، أو على مستوى توصيف الكتابة ذاتها في تأهيل بنية الحكي الروائي، والتغيرات الأخرى التي تخص المبنى الفني للخطاب الروائي، وكذلك في النظر إلى جدّتها في توظيف تلك الوثائق، وما يتعلّق بالملفات والرسائل، وحتى وظائفية الميتاسرد في التقانات الجديدة، يمكن أنْ نعدّها واحدة من فعاليات التمرد على النمط، والسياق الأفقي في الكتابة الأدبية، ليس بالمعنى الذي طرحته الكتابات الإنشائية، ولا بالنمطية التي كرستها وظيفة الحكواتي في الذاكرة الجمعية، وهيمنة ما كرّسته الكتابة التقليدية التي كتبها الواقعيون وكتاب السير والأسفار والمغازي. الاستبداد الأدبي وتفكيك الاستبداد السياسي من الصعب فصل الصناعة الأدبية وتداولها عن السلطة، فهذه السلطة التي احتكرت النظام السياسي والتعليمي والديني، احتكرت أيضا اللسان وقاموسه، ووضعت تأويله تحت جهاز المراقبة والمنع. وحتى موضوع الاستبداد الشعري ليس بعيدا عن فهم السلطة لقصدية الترويج الأدبي، ولسهولة مراقبة الشعراء، وصولا إلى تورطيهم في حروب العُصاب واليافطات. تفكيك النظام السياسي والأيديولوجي قد يكون عتبة لتفكيك الاستبداد الأدبي/ الشعري، لكن هذا الاستبداد ليس يسير التداول، لأنه جزء من لعبة التحوّل الاجتماعي والاقتصادي، وأنّ إثارة الأسئلة التي تخصّ التجديد والمغايرة، لا يمكن فصلها عن النظام التعليمي، وعن قيم الحرية والوعي وأنسنة الهويات، إذ باتت هذه التمظهرات علامات مهمة لصناعة مستويات فاعلة لتداول الحقوق والحريات العامة والخاصة والعدل الاجتماعي، وهو ما يعني شرعنة تفكيك ما هو مركزي، وما هو مُكرّس في النظام السياسي التقليدي. كما أنّ أطروحات (ما بعد الحداثة) قابلة لأنْ تكون مدخلا للحديث عن فاعلية تفكيك المركزيات الثقافية، بما فيها الشعريات المركزية، حيث تفكيك ما هو عُصابي ومهيمن، والدعوة للعودة إلى جوهر الفرد الرافض لها والبحث عن حريته واسئلته، وأحسب أنّ التجاوزات الثقافية التي باتت تثيرها أطروحات النقد الثقافي تمثل أيضا محاولة مفارقة لتفكيك الأنساق المهيمنة، بما فيه نسق القصيدة والسلطة والجسد والدين، وغيرها من السرديات الكبرى التي تكرّست في لاوعينا القومي والإنساني. القصيدة العمودية وقناع الاستبداد صور الاستبداد الأدبي تبدت أكثر عمقا في ظاهرة القصيدة العمودية والمهرجانات العمومية، إذ تحولت إلى قناع آخر للاستبداد، فهي تتلبّس وجها للأنموذج التاريخي من جانب، ولظاهرته الصوتية من جانب آخر، فضلا عن كونها مجالا استعراضيا لإشهار البلاغة بحمولتها البيانية والاستعارية العالية، فضلا عما تعمد إليه من تضخيم ظاهرة (الاسماء) التي كرّستها السلطة سياسيا وأيديولوجيا، وهو ما جعل هذه الظاهرة أكثر رعبا في صناعة أشكال معقدة للحوار الثقافي ولتداول السؤال الثقافي. قصيدة العمود هي قصيدة السلطة، بدءا من سلطة الذاكرة والجماعة والقومية والطائفة، وانتهاء بسلطة الحكومات، فلا يوجد شاعر للجماعة أو للأمة أو للحاكم خارج التوصيف العمومي، حيث تكون القصيدة الصوتية مُهيّجة ومُحرّضة وغرائزية، ودافعة لخلق ما يسمى بعدوى التمثّل والخضوع والاستجابة. من هنا ندرك أهمية تفكيك هذه الظاهرة، وعبر العمل على تفكيك مرجعياتها البلاغية/ السلطوية، وعبر تنشيط (مؤسسة) الحداثة على مستوى صناعة الكتاب، والخطاب، والميديا، فضلا عن مأسسة العمل الثقافي، عبر دعم فاعليات النقد، والتوجهات المدنية التي تتكئ على قيم الحرية والعدل والحق والمشاركة والقبول بالآخر. توصيف قصيدة العمود ليس موقفا نقديا ضديا، بقدر ما هو توصيف سيميائي لمصادر الهيمنة على العقل العربي، إذ إنّ مرجعيات هذه الهيمنة لا تنفصل عن مرجعيات الهيمنة البلاغية، والهيمنة العُصابية، التي تتداخل فيها سلطة الحكواتي والخطيب مع الشاعر الحافظ لوجود القبيلة والأمة، مع الفقيه والمُفسّر والمستشار. ٭ ناقد عراقي موت الاستبداد الشعري علي حسن الفواز |
الصين تمنع شركاتها المحلية من الاستثمار في هوليوود Posted: 26 Mar 2017 02:49 PM PDT لوس أنجليس – «القدس العربي»: اجتاحت الشركات الصينية هوليوود العام الماضي مثل السيل العارم، مقتنصة استوديوهاتها الصغيرة والكبيرة بمبالغ هائلة من مليارات الدولارات، وعندما أخفقت في شراء استوديو بالكامل، اشترت جزءا منه أو عقدت اتفاقية شراكة معه. وبينما رحبت هوليوود بهذه الاستثمارات المغرية، صارت واشنطن تشكك في نوايا الشركات الصينية، معتبرة إياها أدوات تستخدمها الحكومة الصينية من أجل التغلغل في الاعلام الأمريكي والسيطرة على حضارتها من خلال التحكم بالإنتاج السينمائي والتلفزيوني. وحث أعضاء كونغرس من كلا الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، البيت الأبيض على التحقيق في الأمر. ولكن يبدو أن رد فعل السياسيين الأمريكيين كان مبالغا به وليس له مبررا، إذ أن الحكومة الصينية نفسها قامت مؤخرا بفرض قيود على الشركات المحلية تمنعها من الاستثمار المفرط في الولايات المتحدة، مما أسفر عن إلغاء عقود ضخمة بين شركات صينية وهوليوودية. الصدمة الكبرى حدثت الأسبوع الماضي، عندما ألغت شركة العقارات الصينية، «داليان واندا»، التي يملكها أغنى رجل أعمال صيني، وهو جيانلين وانغ، صفقة شراء شركة الانتاج التلفزيوني، «ديك كلارك»، التي تنتج أهم حفلات توزيع الجوائز مثل «الغولدن غلوب»، «ملكة جمال العالم»، و«ميوزيك بورد». وكان فاجأ وانغ هوليوود عندما أعلن عن شراء شركة «ديك كلارك» في شهر تشرين الثاني/ أكتوبر العام الماضي بمبلغ مليار دولار، وهو ثلاثة أضعاف قيمة الشركة الحقيقية، حسب تقدير الخبراء. أهمية الخبر تنبع من أهمية الشخصية وراءه. وانغ، الذي تبلغ ثروته ما يعادل 150 مليار دولار، هو من أكبر المستثمرين في الولايات المتحدة وفي عالم الترفيه. ففي عام 2012 قام بشراء أكبر شبكة دور عرض أفلام في أمريكا وهي AMC وتلا ذلك باقتناص أكبر شركات دور عرض أفلام في أوروبا وهي «أوديون» و«نورديك»، ليصبح مالك 20 % من دور عرض الأفلام في العالم. وفي بداية العام الماضي، قام بشراء استوديو «ليجندري»، منتج سلسلة أفلام «فارس الظلام» و«غودزيلا»، بـ 3.5 مليار دولار، وهذا المبلغ أيضا أعلى بكثير من قيمة الاستوديو. كما أنه حاول شراء استوديوهات هوليوودية كبرى مثل «باراماونت» الصيف الماضي، عارضا 5 مليارات دولار، وعندما رفضت «باراماونت» عرضه، قام بعقد شراكة مع ستوديو «سوني بيكتشرس». ووعد مؤخرا في مؤتمر صحافي في قمة دافوس للتجارة عن نيته استثمار 5-10 مليار دولار في مجال الترفيه خارج الصين. السؤال الذي يطرح نفسه هو هل فشل صفقته الأخيرة يوحي بنهاية الاستثمارات الصينية في هوليوود، وخاصة أنه مقرب من الحزب الشيوعي الحاكم وقياداته؟ «أنا توقعت ذلك قبل عام»، يعلق خبير هوليوودي يعمل مع شركات صينية: «قبل الصينيين، وقع الألمان، واليابانيون والعرب والهنود وأغنياء النفط من تكساس في فخ هوليوود، وعندما استيقظوا من غفوتهم وجدوا أنها أفلستهم، ورجعوا من حيث أتوا بخفي حنين. يبدو أن الصينيين استيقظوا من حلمهم. هوليوود هي مثل الكازينو، لا أحد يربح فيها غير مالكها». ولكن هدف الصين ليس جمع الأرباح المادية وحسب، وإنما نشر حضارتها وبسط نفوذها وتأثيرها حول العالم من خلال استخدام القوة الناعمة وهي الاعلام والترفيه. وهي تدرك أن السبيل لتحقيق ذلك يمر من هوليوود، التي تصل أفلامها كل أقطار العالم، ولهذا شجعت الشركات المحلية للاستثمار في مدينة الأحلام. وخلال أقل من عامين قامت شركات صينية بسكب مئات مليارات الدولارات على شركات هوليوودية، بعضها كانت تعاني من مشاكل مادية صعبة، مما أدى إلى خسارات فادحة. كما أن تدفق المبالغ المادية الضخمة إلى خارج الصين أسفر عن انخفاض الاحتياطات النقدية الصينية تحت مستوى الـ 3 تريليون دولار وهبوط عملتها 7 % العام الماضي. وهذا دفع السلطات الصينية على فرض قيود تمنع من تحويل الأموال إلى الخارج. والسؤال هو هل تخلت الصين عن مشروع بسط نفوذها حول العالم؟ «لا أعتقد ذلك»، يقول لي خبير في شؤون الصين: «هذه القيود الجديدة لا تطال شركات الترفيه الصينية وإنما فُرضت لمنع شركات ليست لها علاقة بعالم الترفيه، من تبذير رأسمالها على شركات ترفيهية أجنبية بدون فهم هذه الصناعة. وذلك ما أثار شك السلطات بدوافعها». فعلا فعدد من الشركات الصينية، التي عقدت صفقات شراء في هوليوود تتخصص في صناعات ليست لها علاقة بالأفلام. فعلى سبيل المثال، قامت شركة مناجم النحاس، «أنوي جينكي»، في شهر نوفمبر/تشرين الأول الماضي بعقد صفقة شراء شركة الانتاج فولتيج، التي كانت وراء أفلام فازت بالأوسكار على غرار «هيرت لاكار» و»دالاس بايرز كلاب»، بمبلغ 350 مليون دولار. ولكن السلطات الصينية منعتها من تحويل المبلغ إلى الولايات المتحدة مما أسفر عن إلغاء الصفقة. صفقات مماثلة أخرى تم إلغاؤها للسبب نفسه. ولكن واندا هي شركة ترفيهية. إذ لماذا لم تتمكن من شراء شركة «ديك كلارك»؟ واندا تذب قيود السلطات الجديدة. ولكن قلة في هوليوود يصدقون ذلك. فضلا عن كون واندا شركة ترفيهية ومقربة من السلطات، كان بإمكانها أن تدفع ثمن الصفقة من ممتلكاتها خارج الصين، التي تقدر بمئات مليارات الدولارات. إذاً ما الذي دفع واندا إلى المجازفة بإلغاء هذه الصفقة، علما بان الإلغاء سيكلفها 50 مليون دولار غرامة ويحط من سمعتها وقيمتها في صناعة الترفيه العالمية؟ السبب الأول قد ينبع من تجربة «واندا» السلبية في هوليوود. شركة «ليجندري»، التي اشترتها العام الماضي، خسرت 78 مليون دولار بعد فشل فيلمها الأخير «السور العظيم» في شباك التذاكر، إضافة إلى 500 مليون دولار التي خسرتها عام 2015. كما أن شركة وندا نفسها شهدت عام 2016 هبوطا في أرباحها للمرة الأولي منذ تأسيسها بمعدل 14%، فضلا عن تدهور قيمة اسهم شبكتها لدور السينما في البورصة بأكثر من 29 % في آخر 12 شهرا. هذه الخسارات ربما كانت بمثابة تحذير لمسؤولي واندا وأجبرتهم على التأني وإعادة النظر في الصفقة، علما أن قيمة «ديك كلارك» هي أقل بكثير من مليار دولار. كما يشك بعض المراقبين في أن واندا كانت تعتقد أن ديك كلارك تملك جوائز «الغولدن غلوب»، و«ميوزيك بورد» وغيرها من الجوائز المهمة، قبل عقد الصفقة ولكن عندما اكتشفت أن الشركة لا تملك شيئا وأنها مربوطة بعقود زمنية مع مالكي هذه الجوائز لانتاج حفلات توزيعها وحسب صارت تعيد حساباتها. فإذا انتهت هذه العقود، التي هي مصدر دخل الشركة الأساسي، فسيكون مصيرها هلاكا، مما سيسفر عن خسارات فادحة لواندا، وهذا أمر لا يمكن أن تتحمله في وضعها الاقتصادي الراهن. السبب الآخر ينبع من ظهور ادارة جديدة في الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب، الذي لم يخف عداءه للصين، وكان توعد بسياسة صارمة تجاهها خلال حملته الانتخابية. كما أنه عيّن مسؤولين معادين للصين من أجل إبرام اتفاقيات اقتصادية جديدة معها. فلهذا لا يمكن لأحد أن يتكهن بنتيجة هذه المفاوضات، التي ربما ستسفر عن صراع اقتصادي بين الدولتين وتؤثر سلبيا على كل الصفقات التجارية بين الشركات من كلا الطرفين. بلا شك ان هذا الوضع أثار الشكوك والمخاوف والترقب في قلوب مسؤولي واندا ويحثهم على الانتظار قبل الالتزام باتفاقية مكلفة. ضحية كل هذه التطورات السلبية هي هوليوود واستوديوهاتها، التي بحاجة إلى الاستثمارات من أجل إنتاج أفلامها الضخمة. ولكن مسؤولا هوليووديا ينكر ذلك: «نحن لسنا بحاجة إلى استثمارات الصينيين، هناك كثير من صناديق التحوط تود أن تستثمر أموالها في مشاريعنا. ولكننا بحاجة للشركات الصينية لكي تفتح لنا أبواب السوق الصينية». فعلا، فالسوق الصينية هو ثاني أكبر سوق في العالم بعد الولايات المتحدة ولا يمكن لشركات هوليوود أن تتغلغل فيها، لأن السلطات لا تسمح لشركات أجنبية بالتجارة هناك. الطريقة الوحيدة لدخول ذلك السوق الضخم هي عقد شراكة مع شركات صينية. هذه الشراكة أيضا تساهم في تفادي قيود أخرى تفرضها الصين على الشركات الأجنبية ومنتجاتها، مثل منع عرض أكثر من 34 فيلما اجنبيا كل عام في دور السينما المحلية، ودفع 25 % من نسبة الأرباح لشركات الانتاج الأجنبية بدلا من نسبة 40% التي تحققها الشركات المحلية. وفي الوقت نفسه، الشركات الصينية بحاجة ملحة لأفلام هوليوود، التي تجذب الناس إلى دور السينما. مؤخرا تفوقت الصين على الولايات المتحدة بعدد دور السينما وما زال هذا العدد يزداد يوميا ولكن المشكلة هي أن الصين لا تملك البنية التحتية لصنع أفلام تجارية ضخمة وبكميات هائلة تكفي لتلبية طلب الجمهور. واذا لم تسمح بعرض أفلام هوليوود في دور السينما فسوف يلجأ الناس إلى مواقع قراصنة الأفلام وتتكبد شركات العرض الصينية خسائر فادحة. فالعام الماضي، اضطرت السلطات إلى السماح لعرض 5 أفلام هوليوودية فوق الـ 34 فيلما بعد هبوط ملحوظ في إيرادات شباك التذاكر. وهذا يشير مرة اخرى إلى حاجة السوق الصينية للأفلام الهوليودية. ملخص الحديث هو أن كلا من الصين وهوليوود تدركان أنهما بحاجة لبعضهما البعض. ولكن كلاهما أيضا رهينة بأيدي سياسة ترامب وإدارته. فإذا قرر ترامب أن يرفع التعرفة الجمركية على المنتجات الصينية بـ 40 % كما وعد خلال حملة الانتخابات فسوف تشتعل حرب تجارية بين الدولتين تسفر عن كارثة اقتصادية للجهتين. الصين تمنع شركاتها المحلية من الاستثمار في هوليوود مع تنامي الصراع السياسي بين واشنطن وبكين حسام عاصي |
الإسلام والإنسانية في فكر ابن باديس Posted: 26 Mar 2017 02:49 PM PDT «لمن أعيش أنا»؟ «أعيش للإسلام والجزائر». عندما يكون السائل والمجيب شخصا واحدا، فلا ريب أن المقام مقام تعليم وتوجيه، ألا إنّ المعلم هنا، هو الإمام الثائر عبد الحميد بن باديس، رائد النهضة الحديثة في المغرب العربي، ومؤسس الحركة الإصلاحية بالجزائر. بينما كنت أطالع آثار ابن باديس، وقعت عيني على تفاصيل محاضرة ألقاها ذلك العلامة على أعضاء جميعة التربية والتعليم الإسلامية، وتتناول العلاقة بين الإسلام والإنسانية من زاوية عميقة تتناسب مع عمق فكرته، ويزاوج بين هذا الكائن البشري الذي كرّمه الله في العموم «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا»، وبين خصوصية اصطفائه بحمل رسالة الإسلام. ذلك لأن الإسلام ليس له كوكب خاص به، إنما هو رسالة عالمية، تتحمل عبء رعاية الإنسانية والعمل من أجلها، يتعدى في ذلك نطاق معتنقيه، إلى العناية بالكائن البشري بصفة عامة. لقد كان تحرير الإنسانية من ربقة الظلم والاضطهاد والتمييز، أحد مفردات رسالة الإسلام وغاياتها التي عبر عنها ربعي بن عامر بقوله: (الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة). ينطلق ابن باديس في تحرير هذه العلاقة من التأكيد على خدمة الإنسانية واحترامها استئناسا بالتذكير القرآني بوحدة الأصل والتكوين «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى» فهم جميعا في الشرف ـ بالنسبة الطينية إلى آدم وحواء ـ سواء، كما نصّ على ذلك الإمام ابن كثير. ثم يمضي ابن باديس في استشفاف غاية التعارف البشري من خلال قوله تعالى «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا»، مع الأخذ في الاعتبار أن الإيمان هو السمة المميزة والمعيار الأوحد في تفاضل البشر «إن أكرمكم عند الله أتقاكم». ويؤسس رائد النهضة المغربية لتلك العلاقة بين الإسلام والإنسانية بقوله «لكن هذه الدائرة الإنسانية الواسعة ليس من السهل التوصل إلى خدمتها مباشرة ونفعها دون واسطة، فوجب التفكير في الوسائل الموصلة إلى تحقيق هذه الخدمة وإيصال هذا النفع». ولطبيعة الإسلام التي تحترم النوع الإنساني، وتفرض العدل والقسط دون انتقائية مدفوعة باختلاف الجنس واللون والدين والعرق، إضافة إلى كونه دين الفطرة، يؤكد ابن باديس على أن الإسلام دين الإنسانية الذي لا نجاة ولا سعادة إلا به، وأن خدمة هذه الإنسانية لا تكون إلا على أصوله، ويقرر أن إيصال النفع للبشرية لا يكون إلا من طريقه، فمن ثم كانت خدمة الإسلام ونشر هدايته، هي في حقيقتها خدمة للإنسانية وسعيا من أجل سعادتها وخيرها في جميع الأجناس والأوطان. فالعمل إذن للإسلام ونهضة المسلمين، في الحقيقة ليس انعزالا عن واقع الإنسانية أو وضع حدود فاصلة معها، إنما هو بناء إنساني متكامل، بشرط أن يقدم نموذج الإسلام الصحيح في نسخته الأولى. وتلك هي النظرة التي تتفق مع عالمية الإسلام ومع كونه دين رحمة وتسامح لا يكره الناس على اعتناقه، وعلى ذلك يمتد نفعه وثمره إلى ما وراء جغرافيته. إن تحرير هذه العلاقة يضع حدا فاصلا بين مسلكين كلاهما أكثر ظلامية من الآخر، أولهما ذلك الاتجاه الذي ينزع إلى الانفصال عن العالمية وإغفال حقيقة كون الأمة الإسلامية جزءًا لا يتجزأ من المنظومة الإنسانية على كوكب الأرض. وثانيهما اتجاه يدفع إلى الذوبان وإهدار خصائص وميزات الفكرة الإسلامية، تحت مظلة التعايش البشري، ومن ثم أُقصيت المبادئ التي يفترض أن ينطلق منها المسلمون لخدمة الإنسانية. انسحبت تلك النظرة الباديسية الامتدادية، إلى تحرير علاقة أخرى بين الوطنية وبين الإقليمية أو العالمية، فهو يرى أن شخصية المسلم جزء لا يتجزأ من وطنه وأرضه، منه استمد مقوماته الشخصية، وأن هذه الروابط تفرض عليه أن يكون رافدا مباشرا لخدمة ذلك الوطن وإيصال النفع إليه. غير أن امتداد أفق ابن باديس وانسيابية نظرته للحياة، تجعله يرى أن خدمة الوطن تحمل في ذاتها خدمة ممتدة إلى الأوطان القريبة التي يرتبط معها وطنه بصلات العقيدة واللغة والأخلاق والتاريخ والمصلحة، إلى أن تصل إلى وطن الإنسانية العام. فهو يرى أن خدمة الوطن والعمل على رفعته هي خدمة لأوطان أخرى قريبة وبعيدة، وذلك على اعتبار أن موجات النهوض والرقي تجتاز الحدود، وتؤثر في المحيط الإقليمي. خدمة الوطن الإنساني العام عند ابن باديس، لا يمر إلا من خلال السعي لرفعة الوطن الخاص، وفي ذلك يقول: «ولن نستطيع أن نؤدي خدمة مثمرة لشيء من هذه كلها إلا إذا خدمنا الجزائر. وما مثُلنا في وطننا الخاص ـ وكل ذي وطن خاص ـ إلاّ كمثل جماعة ذوي بيوت من قرية واحدة. فبخدمة كل واحد لبيته تتكون من مجموع البيوت قرية سعيدة راقية. ومن ضيع بيته فهو لما سواه أضيع». إنه لمن الأهمية بمكان، تحرير العلاقة بين الشخصية الإسلامية والمنظومة الكونية، وفهم مصطلحات تلك العلاقات، وفق المنهج الرباني، بلا غلو أو تفريط، بدون تمييع أو تكلف، وبعيدا عن التنطع وضيق الأفق والنظرة الضيقة السطحية الانتقائية لنصوص الشريعة. ٭ كاتبة أردنية الإسلام والإنسانية في فكر ابن باديس إحسان الفقيه |
الثورة السورية «المغدورة» Posted: 26 Mar 2017 02:48 PM PDT مجموعة من النشطاء السوريين، تتعدد وتتنوع مشاربهم السياسية والفكرية، والإثنية حتى، ولكنهم توحّدوا…! وحّدهم بكاء الروح همّا وحسرة على الوطن الذي إستوطنه الدمار والموت، بعد أن قذف بالبسطاء من أبنائه إلى لجة المجهول. ووحّدهم سؤال المعاناة والحزن النبيل: «سوريا إلى أين؟». يبتسمون إليك وعيونهم مغرورقة بالأسى على مآلات الثورة «المغدورة» كما أسموها. عرّفوا أنفسهم بكل صدق وشفافية: «نحن مجرد أفراد ننتمي لسوريا ولثورة شعبنا «المغدورة»، لا نمثل حزبا سياسيا أو أية مجموعة أو أحدا، ولا ندعي تمثيل كل السوريين ولا أغلبھم، مع أننا ّ جزء من تلك المخاضات التي شغلت كل السوريين بعد الانتكاسات الأخيرة، والتي جاءت كإستجابة لدعوات وضرورات القطيعة الفكرية والسياسية مع كل التصورات والممارسات الخاطئة للمرحلة السابقة». عقدوا في برلين، بتاريخ 18 آذار/مارس الجاري، جلسة حوارية إبتدر فيها النقاش كل من الإعلامية سميرة مسالمة والدكتور جلبير الأشقر والأستاذ ميشيل كيلو. وشاركنا، د. حامد فضل الله وشخصي، بالإستماع للحوار والإستمتاع به. وعلى الرغم من أن الثورة السورية إنطلقت بمشاركة 8 ملايين سوري، حوالي 35٪ من الشعب السوري، إلا أنها أكملت عامها السادس دون انتصار، بل عائدها اليوم جاء تدميرا ومناقضا لأهدافها المعلنة..، لماذا؟! تقرير وسؤال، جاءا ضمن حديث الأستاذ ميشيل كيلو، والذي جزم بعدم إمكانية انتصار ثورة تتبنى برنامجين، أحدهما ديمقراطي والآخر ديني، مشيرا إلى أن الثورة بدأت إجتماعية المحتوى وسلمية الوسيلة قبل أن تنحرف إلى المذهبية والعسكرة مما أصابها في مقتل. وعلى ذات المنوال كان حديث الأستاذة سميرة مسالمة التي دفعت بأن التدخلات الإقليمية والدولية حورت النزاع من صراع في سوريا إلى صراع على سوريا!. أما الدكتور جلبير الأشقر فقدم تحليلا قيما لاستراتيجية التدخل الدولي في سوريا، وتحديدا أمريكا التي تحاول الاستفادة من دروس العراق لتجنب أخطاءها التي ارتكبتها هناك. وجوهر هذه الاستراتيجية هو الحفاظ على بنية النظام، على جهاز الدولة، متحالفا مع أمريكا وخادما لمصالحها، مع الإطاحة برأس النظام وغطائه السياسي، أو إستمالتهما إن صعبت الإطاحة. أيضا، نادى الدكتور الأشقر بضرورة أن تراجع الثورة السورية حساباتها وتكتيكاتها، مشددا على أن الأولوية هي لوقف الحرب ولوقف تدمير سوريا، وأن هذه الأولوية هي شرط أساسي لإعادة بناء وتنظيم صفوف الثورة. مبتدرو الحوار، وأكثر من مناقش في القاعة، ظلوا جميعا يرددون فكرة أن الثورة السورية لم تفشل، وإنما فشلت النخب المعارضة التي تزعّمتها زوراً وبهتاناً. ولكني شخصيا، لا أجد مشكلة في تقبل فكرة الفشل، لأني لا أراه فشلا مطلقا وإنما نسبيا، في هذه المرحلة، والنجاح يمكن تحقيقه في مراحل قادمة، ما دامت أسباب الثورة لا تزال قائمة. وكما حدثنا التاريخ، ليس غريبا ان تمر الثورات بعدة مراحل قبل ان تكشف عن كل إمكانياتها وتتبلور في نهاية الأمر بوصفها تكويناً جديداً جذريا. فمثلا، في فرنسا، تطلب الأمر بعد ثورتها العظمي في الفترة ما بين 1789م/ 1793م، حدوث ثلاث ثورات أخرى في الأعوام 1830 و 1838 و1871، لانتصار الثورة واستقرار بنيتها الجديدة بقيادة البرجوازية. ونفس الشيء انطبق على بريطانيا، حيث في أعقاب ثورة كرومل 1649م جاءت الثورة المجيدة في فترة 1688م/ 1689م ثم إصلاحات 1832م، لكي تستقر الثورة. وفي المانيا كانت هناك ثورتان ديمقراطيتان في 1818م/ 1918م وما بينهما حدثت الاصلاحات العنيفة في ستينات القرن التاسع عشر والتي نفذها بسمارك بقوة الحديد والدم. وهكذا، يمكن أن تمر الثورة بعدة محاولات، كل محاولة منها يمكن أن تعتبر قاصرة ودون النجاح المطلوب بالنسبة للأهداف النهائية، حتى تأتي المرحلة الأخيرة، حيث يتحقق الإنتصار. وبالطبع، بعد كل مرحلة، بالنسبة للثوار، لا بد من وقفة مراجعة ونقد ذاتي، ولا بد من إعادة النظر في تركيبة وبرنامج وتكتيكات قوى الثورة. وأعتقد، أن هذا ما اتفق عليه ثوار سوريا الطامحون في بناء دولة المواطنة المدنية الديمقراطية في سوريا. ملاحظتان هامتان أثيرتا في اللقاء، الأولى: مآل الثورة السورية الراهن أكد فشل مشروع الإسلام السياسي، سياسيا وعسكريا، وفتح الباب لتستعيد القوى الديمقراطية والوطنية زمام المبادرة. والملاحظة الثانية، أن هنالك يقظة شبابية للعودة بالثورة إلى سيرتها الأولى بعيدا عن المذهبية والعسكرة. ومن جانبنا، نضيف النقطتين التاليتين، وهما قطعا في مقدمة تفكير الثورة السورية: الأولى: أمريكا تسعى لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، عبر التحالف، أو التنسيق، مع بعض تيارات الإسلام السياسي في المنطقة. ولا يستبعد أن ينص المشروع على تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ، مع الإبقاء على وحدة سوريا الجغرافيّة تحت النفوذ الروسي، ومع ضمان مصالح كل الأطراف الأخرى، بما في ذك تطمين تركيا وإيران. الثانية: فئة الشباب، بمختلف شرائحها الاجتماعية ومشاربها الفكرية، ربما تلعب دورا حاسما في تخفيف حدة الاختلافات والفوارق الفكرية والايديولوجية بين مختلف مكونات الشارع الثائر، مثلما حدث في تونس والقاهرة، وصهر هذا الشارع في بوتقة الشعارات المندفعة بنفس النغمة ونفس قوة تردد الموجة. وهي فئة تمتلك حيوية وقدرة على المغامرة، ونهم للمعرفة وإدراك المصير، وكلها من صفات إحداث التغيير الجذري. وباستطاعة الشباب تجاوز حدود الحراك التقليدي للقوى السياسية المعارضة، فلا يتوقف عند فكرة برنامج الحد الأدنى بقدر ما يبحث عن بداية الطريق الصحيح لإعادة ترسيم مصير الوطن عبر إرادة حقيقية تفرض العدالة التي لا تستثني أحدا. وأعتقد أن وضع النقاط الأربع هذه في الاعتبار، سيساعد كثيرا في إعادة رسم تحالفات الثورة، وفي إعادة صياغة أهدافها وجدولتها وفق أولويات محددة، وفي ابتداع أفضل التكتيكات لتحقيق هذه الأهداف، علما بأن ما تواجهه الثورة السورية ليس النظام وحده، وإنما تحالفا دوليا وإقليميا يسعى لإجهاض الثورة، وتطلعات الشعب السوري، وسائر شعوب المنطقة. ٭ كاتب سوداني الثورة السورية «المغدورة» د. الشفيع خضر سعيد |
عودة لمبارك ولصوصه Posted: 26 Mar 2017 02:48 PM PDT لو كان المخلوع مبارك قد أصبح ماضيا، لما كنا نعود مجددا إلى سيرته، لكن التاريخ لا يعرف كلمة «لو»، وما جرى منذ ثورة 25 يناير 2011 إلى الآن، جعل ظل الرجل الكئيب مخيما حاضرا في حياتنا، ببلادته الحسية والشعورية، وبجماعته التي لاتزال تحتل مراكز قرار في الحكومة والبرلمان والجهاز الإداري، وبالفساد المتوحش الذي هو «كلمة السر» في كل ما يتصل بمبارك ونظامه، فقد صارت كلمة «الفساد» هي المعادل الرمزي، وربما المرادف اللغوي لاسم مبارك شخصيا، والفساد ـ كما ترى ـ لايزال ينخر في بدن الدولة وروح المصريين، وهو أخطر من الإرهاب مليون مرة. نعم، نحن لا نخوض معركة في الماضي، ولا نحارب طواحين الهواء في الربع الخالي، ولا رجلا استبدت به أمراض الشيخوخة، حتى لو انتقل من مصير الدفن في سرير بمستشفى المعادي، التي ظل فيها لسنوات، يعالج على نفقة الشعب، وينقلونه الآن إلى «فيللا» منيفة، اشترتها عائلته بمال الشعب المسروق، وقد كان يمكن أن نتغاضى عن هذا كله، أو أن نعتبره من سخريات الزمان ومفارقاته، لولا أن ما جرى، ولا يزال يجري إلى الآن، لم تطو صفحة الكوارث والصدمات فيه، فقد قامت في مصر ثورة شعبية عظمى، بلا نظير في التاريخ، وقررت خلع مبارك ونظامه، ثم كان أن ذهب الرجل مرغما إلى مصير الخلع، لكن نظامه لم يذهب بعد، لا باختياراته التي انتهت بمصر إلى موارد التهلكة، ولا حتى بشخوصه، الذين توارى منهم من كانوا في الصفوف الأولى. لكن صفوف «الفرز العاشر» لا تزال تواصل التحكم في مصائر مصر والمصريين، وتسيطر في السلطة والاقتصاد والإعلام، وتواصل عمليات «الشفط» والنهب، وتريد أن تجعل حاضرنا كماضينا القريب الأسود، فالثورات لا تقوم لمجرد استبدال أشخاص، ولا تنهض بغير قطيعة ثقافية وسياسية واقتصادية مع ما كان قبل الثورة، وهو ما كان يفترض أن يحدث مع محاكمات ثورية عادلة، جرى استبدالها بمحاكمات عادية جدا، وبالقوانين ذاتها التي أصدرها حكم المخلوع، وهو ما كان سببا في نهايات «التبرئة بالجملة» للفاسدين والظالمين، وفي قضايا بالغة الأهمية كقتل المتظاهرين، وكأن الثوار هم الذين قتلوا أنفسهم، أو كأن طائفا من مس شياطين الجن قد ذهب بهم إلى العالم الآخر، بينما تفرغ شياطين الإنس للسخرية من الثورة وأهلها، والادعاء ببراءة مبارك، ورد اعتباره القانوني، إلى حد زعم محامي المخلوع أن موكله لا يملك مليما، وكأن محامي الشيطان لم يتلق أتعابه بعشرات الملايين من الجنيهات، أو كأنه كان في عمل خيري، يشبه بالضبط دوره في الدفاع كمحام عن الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، فالطيور على أشكالها تقع، ومبارك المخلوع كان خادما لإسرائيل بدرجة رئيس، وأخطر من أي جاسوس جنده «الموساد»، وانقلب على ماضيه البعيد كقائد عسكري في حرب أكتوبر 1973، وعلى دوره في الضربة الجوية لإسرائيل، ووجه لمصر والمصريين «ضربة نووية» بالمعنى الوجودي، حين صار رئيسا، وجرد مصر من كل قوة وقدرة، وهو ما كان موضع امتنان عظيم من قادة كيان الاغتصاب الإسرائيلي، وعلى طريقة وصف الجنرال بنيامين بن أليعازر لصديقه مبارك بأنه كان «أعظم كنز استراتيجي لإسرائيل»، ووصف شيمعون بيريز للمخلوع بأنه «المؤسس الثاني لدولة إسرائيل بعد المؤسس الأول بن غوريون». وقد نكون في حاجة إلى إعادة التذكير بأصول ما جرى، وحتى لا يتصور النصابون المتهافتون، أن كل شيء ينسى بعد حين، وأن ذاكرة الشعوب قصيرة، فاللاعبون بالثلاث ورقات، وجماعات المصالح المليارية والتريليونية، يجهدون لإثبات مزاعم براءة مبارك، وادعاء أنه ترك الحكم بسلام وسلاسة، وكأنه كان لديه خيار آخر، بعد أن وقف الجيش مع ثورة الشعب، وهو ما أفضى إلى خلع مبارك تلقائيا، وحال في الوقت نفسه، دون أن تصل الثورة إلى السلطة، لا بالبرنامج ولا بالشخوص، فالجيش هيئة نظامية لا ثورية، وحتى القوى التي تقافزت إلى السطح بعدها، ومن نوع جماعة الإخوان وأخواتها، كانت رجعية بطبيعة تكوينها، ولم تدع إلى الثورة على مبارك ونظامه في أي وقت، وهو ما سرى بأشكال متزايدة من التباطؤ والتواطؤ في سيرة محاكمة مبارك، حتى بعد أن اضطروا إلى اعتقال مبارك ورجاله، وسوقهم إلى محاكمات تحت ضغط مليونيات ميدان التحرير. وبعد أن ظل المخلوع وعائلته في حرية تامة لستين يوما بعد الخلع، كانت أكثر من كافية للف «الفيل في منديل»، ولتهريب مئات المليارات، ولإخفاء أي دليل يثبت التهم قضائيا، وهو ما يفسر السيرة المراوغة لقصة استعادة الأموال المنهوبة إلى الخارج، التي جدد «الاتحاد الأوروبى» أخيرا التحفظ على بعض فتاتها، وأعدت حولها عشرات التقارير، عبر جهاز الكسب غير المشروع وغيره، وتكلفت اجتماعات وحوافز وسفريات لجان الفحص والمتابعة عشرات الملايين من الجنيهات، ودون أن يجري تحريك التقارير من الأدراج، أو أن تنتهي التحقيقات إلى قرارات باتهامات ومحاكمات، لا في أصول سرقات ولصوصية مبارك وعائلته بالداخل المصري، ولا في عشرات المليارات التي اختفت في سراديب مناطق «الأوف شورز» حول العالم، أو في صورة أمانات وودائع محفوظة لدى حكام خليجيين من أصدقاء المخلوع. والمحصلة أنه لم يعد لمصر مليم مما نهب، ولم يحاكم مبارك سوى في قضية سرقة واحدة، هي المعروفة باسم أموال القصور الرئاسية، التي صدر فيها حكم نهائي بات عن محكمة النقض، أدان مبارك ونجليه في قضية سرقات أميرية، وحكم على كل منهم بالسجن لثلاث سنوات، وقضى بتغريم ثلاثتهم مبلغ 147 مليون جنيه، وهو الحكم الذي أسقط كل اعتبار قانوني لمبارك ونجليه، وصار بعده المخلوع في وضع «الحرامي بختم النسر»، وفي محاكمة عادية جدا، كل الفرق بينها وبين قضية قتل المتظاهرين، أن قرار الاتهام فيها كان محكما، بينما قرار الاتهام في قضية قتل المتظاهرين كان مثقوبا، وبتعمد بدا مدبرا، وهو ما كشفه قاضي التبرئة المستشار حسن الرشيدي، الذي استند في حيثياته إلى خطأ قانوني شاب قرار الاتهام، أدرج اتهام مبارك في تاريخ لاحق لاتهام الآخرين، وهو ما أدى في النهاية إلى عدم قبول الدعوى، وكأننا بصدد «تاجر مخدرات»، كسب حكم البراءة لخطأ في إجراءات الضبط، وإن كان القاضي الرشيدي أراد أن يخلص ضميره، وأن يورد إلى جوار حكم التبرئة، اتهامات أغلظ لحكم مبارك وعائلته، وأعلن في جلسة النطق بالحكم المذاعة على الهواء عن الحقيقة المحجوبة، وقال إنه لم يجد قانونا يحاكم به خطايا وآثام الثلاثين سنة، ولا وجد سبيلا للاقتصاص من جرائم الشفط والنهب والانحطاط والتوريث والتدهور والاستبداد والتخلف، أي أن قاضي التبرئة أدان مبارك في اللحظة نفسها، ودون أن يدافع المخلوع عن نفسه بحرف، فهو يعرف الحقيقة التي يعرفها عموم الناس، وهي أن مصر لم تشهد لصوصية ونهبا كما شهدته في عصر المخلوع، وأن المحصلة حتى في المحاكمات العادية الهينة اللينة التي جرت إلى الآن، هي الإدانة القطعية النهائية الباتة لمبارك. لكن غياب المحاكمات الثورية، أي المحاكمات بقضاة طبيعيين، وبقانون خاص شامل افتقده قاضي التبرئة في قضية قتل المتظاهرين، غياب هذه المحاكمة الواجبة، أعفي مبارك من العقاب المستحق، فقد كان يستحق الإعدام لألف مرة على الأقل، وكان صدور الحكم الواجب بإعدامه، حتى لو لم ينفذ، كفيلا بترجمة معنى القطيعة مع ما كان، وليس الاكتفاء بمنعه من السفر وحرمانه من التصرف في الأموال، أو تهدئة غضب الرأي العام بوعود عن محاكمات تالية، فكل ذلك لا يجدي، ولا يخفي الأثر السياسي الفادح لما جرى، فقد أحست عصابة مبارك باطمئنان مضاف، ورأت أن بوسعها مواصلة عمليات الشفط والنهب والتجريف، ودون خوف من عقاب لم يلحق بكبيرهم الذي علمهم السرقة، وهم يرون في ترويج دعوى براءة مبارك على خلاف الحقيقة وأحكام القضاء، خشبة إنقاذ، وفرصة لغسل سمعة الأموال المنهوبة، خصوصا بعد التلاعب المضاف في قانون الكسب غير المشروع، وإقرار مبدأ المصالحة مع الفاسدين، والحصول على البراءة التلقائية بعد دفع مبالغ تافهة، والعودة إلى اللصوصية ذاتها، وكأن شيئا لم يكن، وكأن ثورة لم تقم من أصله، وكأن الفساد لا يزال يحكم ويعظ، رغم غارات الرقابة الإدارية على أوكار المرتشين الصغار والمتوسطين، لكن اللصوص الكبار يظلون في حمى ما سرقوا بالخصخصة و»المصمصة» والقوانين الملوثة، وفي ظل السياسات نفسها، التي تعطى «المستحمرين» صفة «المستثمرين». وقد لا تكون القصة في محاكمات ولا في مساومات، فالقصة الأصلية في مصير الثورة اليتيمة المغدورة، التي ينشغل أهلها بأي شيء إلا واجب الوقت، وهو بناء حزب سياسي ثوري قادر على الوصول للسلطة، يتركنا غيابه ندور في حلقة مفرغة، تخون فيها السياسة دائما فكرة الثورة، وتجعل حكم الثورة المضادة كأنه القدر المحتوم، فقد انتحلت جماعة الإخوان صفة ثورة 25 يناير، وتنتحل جماعة مبارك صفة الموجة الثورية الثانية في 30 يونيو 2013، وتصورها كانقلاب على الثورة الأصلية، تماما كما يقول الإخوان، وتسعى ـ كما يسعى الإخوان ـ إلى الاستيلاء على الوضع كله، ومع فارق ملموس، هو وجود جماعة مبارك في مفاصل السلطة السياسية والأمنية، وقيادتها لتحالف مماليك البيروقراطية الفاسدة ومليارديرات المال الحرام، وهو خطر لو تعلمون عظيم، قد ينتهي بمصر إلى انفجار جديد. كاتب مصري عودة لمبارك ولصوصه عبد الحليم قنديل |
«الرؤية» السعودية أمام تقلبات النفط وتداعيات المنطقة Posted: 26 Mar 2017 02:48 PM PDT يُنظر إلى «الرؤية 2030» بأنها استراتيجية شاملة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وبناء منظومة اقتصادية حديثة تحد من حالة الاعتماد الكامل على عوائد النفط، وتنمّي القدرات الإنتاجية المتطورة في الصناعات المدنية والعسكرية وقطاع الخدمات، لتصبح المملكة، على أساس تلك الرؤية، واحدة من أهم اقتصاديات العالم. وفي سياقات «الرؤية» التي يعتبرها كثير من المراقبين بأنها أهم «برنامج نظري» طموح في تاريخ المنطقة، تظل شركة أرامكو السعودية المكون الرائد في دينامية التحولات المرسومة، نظراً لوزنها المحوري في اقتصاد المملكة، فهي على رأس قائمة كبريات الشركات النفطية في العالم، وتنتج بمفردها ما نسبته 12% من الإنتاج العالمي، ولديها حجم هائل من الاحتياطيات القابلة للاستخراج من النفط الخام والمكثفات تصل إلى 261 مليار برميل. ورغم بعض الاجتهادات وبيانات المواقع المتخصصة، إلا أنه، من الناحية العملية، لا تستطيع أي جهة في الوقت الحاضر أن تضع أرقاما ثابتة لتقدير قيمتها السوقية. ومع ذلك فإن طرح جزء من أسهم الشركة سيحقق عوائد مالية كبيرة وسيقود في الوقت ذاته إلى ارتفاع نوعي لقيمة الأسهم المحلية السعودية. من زاوية مقابلة يحث كثير من الاقتصاديين على عدم المبالغة في التوقعات، لأن العوائد تتناسب في الأساس مع كمية الأسهم وعدد المشاريع المطروحة للاكتتاب. والمملكة ربما لا تجازف إلا بطرح جزء ضئيل منها. كما أن المعلومات المتوفرة لا تشير إلى نوع الأسهم المزمع طرحها.. بمعنى هل ستكون من أسهم شركة أرامكو ذاتها، أو من أسهم الشركات التابعة والمشتركة التي تدير مشاريع مختلفة في صناعات التكرير والبتروكيماويات والتوزيع والخدمات الفنية واللوجستية وغيرها؟ وبالطبع ستكون هناك حاجة إلى معرفة كيفية إدارة القفزة المالية واستيعاب الطاقة الاستثمارية المُضافة وفق أولويات مدروسة بعناية. وفي هذا المضمار بدأت تظهر بوادر تنافس بين بورصات عالمية، حيث من المتوقع أن يتم البدء بإدراج «جزء» من أسهم شركة أرامكو، خلال النصف الثاني من عام 2018 . ومن الطبيعي أن تتجه الأنظار إلى عدد من أسواق الأوراق المالية، في مقدمتها بورصات نيويورك ولندن وهونغ كونغ، مع توقعات بأن يتم النظر في البعض الآخر مثل، سنغافورة، اليابان، تورونتو. وهذا الأمر بحاجة إلى دراسة عدة عوامل تتعلق بأهمية كل سوق مالية وأدائها، ضمن حزمة من المعايير الاقتصادية التي تلبي مصالح المملكة. إشكالية الرؤية السعودية، حسب اعتقاد مراقبين، أنها أتت في ظروف معقدة للغاية، ألقت بظلالها على المملكة ووضعتها في حالة مواجهات متعددة. أهمها التحديات الخطيرة الناجمة عن عدم الاستقرار والحروب في المنطقة العربية، بالإضافة إلى المخاطر الجيوسياسية المتعددة التي تواجه المملكة، جراء التدخلات الإيرانية، ناهيك عن خطر الإرهاب، وغياب تحالفات إقليمية واسعة وثابتة. يرافق ذلك، ولأسباب موضوعية، اهتزاز الثقة بالحلفاء التقليديين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة. وبما أن المملكة السعودية دولة إقليمية رائدة تسعى لقيادة العالم الإسلامي، فإنها تتحمل العبء الأكبر في إدارة كثير من الملفات، خاصة ملف الأزمة اليمنية، الذي دفع بالمملكة إلى أن تقود تحالفا عربيا لمواجهة التمدد الإيراني في البلد الجار، بعد أن اقترب من أبوابها الجنوبية، وتسجل بذلك تحولا استراتيجيا تاريخيا في سياسات المواجهات المباشرة. كل تلك الأزمات القريبة والبعيدة، التي تسببت بخسائر بشرية كبيرة، تعمل في الوقت ذاته وبصورة يومية على استنزاف كبير ومتواصل لموارد المملكة، في مرحلة تتهيأ فيها لإدارة التحولات الاقتصادية الكبرى، وفقاً للرؤية التي قيل عنها بأنها ظهرت للنور بعد دراسات عميقة ساهمت فيها جهات متعددة ومراكز متخصصة. وعلى مستوى آخر هناك مسألة بالغة الأهمية تتعلق بتقلبات أسعار النفط، وبروز النفط الصخري كمنافس استراتيجي يعمل في كل الأحوال على إعادة تصميم نظام السوق العالمي، ويؤثر بصور مختلفة على أسعار النفط، بالقدر نفسه الذي يفعله النفط التقليدي. وربما تابع كثيرون منسوب التوتر داخل منظمة أوبك في الفترة الأخيرة، بسبب أداء الأسعار بعد الخفض في إنتاج المنظمة، وهو ما اعتُبر في وقت سابق إنجازا كبيرا بالاتفاق مع روسيا الاتحادية. لقد مثل صعود إنتاج النفط الصخري الأمريكي خلال شهر مارس هذا العام (4.87 مليون برميل/يوميا، حسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية) صدمة جديدة ربما لم تكن في حسبان الدول الأعضاء في منظمة أوبك، رغم أن الولايات المتحدة اتخذت تدابير معلنة لتحقيق الاستقلالية الكاملة عن النفط المستورد، كما تبنت حوافز ضريبية تشجع الشركات على الاستثمار ودعم التطوير المتسارع لتكنولوجيا استخراج النفط الصخري، بهدف تخفيض كُلَف الإنتاج إلى مستويات اقتصادية تمكنه من المنافسة الحقيقية. ورغم نمو الاقتصاد العالمي الذي يعد واحدا من أهم العوامل المؤثرة على أسعار النفط، إلا أن الأسعار وفقاً لتوقعات المملكة ومعها منظمة أوبك في الفترة الأخيرة كانت مخيبة للآمال. عدم استقرار نظام السوق النفطي وبروز عوامل جديدة تراه بعض المراكز الاستشارية، ينطوي على ثنائية متلازمة، فهو من ناحية يمثل قوة دفع خلفي لأن تمضي المملكة رغم الصعوبات باتجاه إعادة هيكلة القطاعات الاقتصادية، ومن زاوية أخرى فإن ذلك سيؤثر على دخل المملكة من النفط، الذي يعتبر الرافد الأساسي لتنمية مصادر الدخل المتجدد وفقاً للرؤية 2030. خلاصة القول: إن المملكة العربية السعودية تدرك أن هناك أمرا لم يعد يقبل التأجيل مهما كانت الظروف، يتمثل في الحاجة الملحة إلى مراجعات جذرية في سياساتها الاقتصادية والمالية. وبصرف النظر عن أن المملكة تقدمت قليلاً أو تأخرت كثيراً قبل أن تقارب تلك الضرورات من خلال رؤيتها المعلنة، إلا أن هناك شعورا طاغيا بأن الوقت حان أيضاً لإعادة تقييم شامل، وبصورة واقعية، لمتطلبات الحاضر والمستقبل التي تتناسب مع وزن المملكة ودورها.. ومعرفة التغييرات المنسجمة مع روح العصر.. خاصة وقد أصبح العالم على أبواب الثورة الصناعية الرابعة بكل ما تحمله من تحولات مذهلة ليس فقط في اقتصاديات العالم بل وفي حياة الأفراد والمجتمعات. وقد عايش العالم الانعكاسات العميقة التي خلفتها ثورة المعلومات وانفجار الميديا، وأصبحت مؤشرا معياريا لما سيأتي لاحقاً في سياق التطور المتسارع والطفرات المتوقعة. كل ذلك سيضع المملكة السعودية، ومعها بالطبع دول المنطقة، أمام مواجهات متنوعة وغير مسبوقة، وبالتأكيد سيدفعها إلى العمل المثابر مهما كان حجم التحديات الداخلية والخارجية. كاتب يمني «الرؤية» السعودية أمام تقلبات النفط وتداعيات المنطقة أحمد عبد اللاه |
وسط البلد Posted: 26 Mar 2017 02:48 PM PDT إنه تعبير متداول، كما هو معروف، في أنحاء مصر العمرانية بأنواعها، وفي القاهرة بصورة منتشرة جدا. فالعاصمة المصرية يتعدى وسطها مجرد كونه تقاطع شوارع رئيسية يؤدي بالمارة وكذلك بصفوف «عربياتها» غير المنتهية إلى ميداني التحرير وطلعة حرب. وسط البلد في مصر فلسفة قبل أن يكون تعبيرا متعلقا بحركة المرور، إنه نقطة تلاقي ابناء الطبقة الميسورة المدعوة أيضا، دون أن يكون التقاطع بين الصفتين حتميا، بالطبقة الفكرية. فضلا عن تسمية جوقة عازفين أنفسهم بالمسمى ذاته. لقد دخلت فرنسا فلسفة «وسط البلد» أيضا، ولكنها لم تدخلها في تقديري على الطريقة المصرية. دخلتها تدريجيا وفي حقب مختلفة من تاريخها المعاصر. عرفت «أوساط البلاد» الفرنسية ساعتها الذهبية الأولى عند تطور ظاهرة الـgentrification التي تعرف اصطلاحا بانتقال الطبقة البورجوازية إلى أحياء في المدن بالإقامة (وأحيانا الإقامة والعمل معا) في مناطق ينتمي سكانها اصلا إلى الوسط «الشعبي» أكثر. الدائرة الحادية عشرة في باريس مثلا شاهدة على هذا الانتقال والتحول، لتنطبق على الموقع تسمية جديدة، مستوحاة من مصطلح «bobo»الدارج على الألسن في فرنسا والذي يعني «البورجوازي». من هذا المنطلق، انتشر تعبير «boboisation»للدلالة على ظاهرة تحول الأحياء تلك إلى مناطق يؤمها «البورجوازيون» في الأغلب. إلى أن غالبت الحياة السياسية الفرنسية «فلسفة وسط البلد» أيضا. فليس الوسط الذي نشهد تطوره في الوقت الراهن في السياسية الفرنسية وسطا سياسيا عاديا. تروج فكرة ان هذا «الوسط الجديد»، «لا يميل إلى الوسط ولا يميل إلى اليمين» ربما.. لكن الأهم لا يكمن هنا، الأهم يكمن في الفلسفة التي تجعل من الشأن السياسي الفرنسي شأنا يقاس بمعايير جديدة، تتصور قوى التقدم والعدالة الاجتماعية داخل منظومة تتعامل مع المبادرة الليبرالية بدل ان تهمشها. فيصبح الوسط الفرنسي مركز تجمع طيف ينطلق من أبناء الطبقة الوسطى الفرنسية المرفهين جدا إلى أبناء الطبقة الوسطى المرفهين نسبياً، لتتحقق على أرض الواقع مقولة فرانسوا ميتران المعروفة: «الوسط ليس من اليسار». مقولة بعيدة الدلالة وضاربة جذورها في المفارقة يقصد بها أن السواد الأعظم من المعنيين ينتمون لليسار عقيدة ويغيبونه سلوكا. قيد التحقيق في فرنسا الآن هو المشهد الذي استبقه رئيس الجمهورية اليساري الاسبق (وإن كان في ما يخصه أكثر من علامة استفهام بشأن انتمائه إلى «اليسار» بالمفهوم الفرنسي للكلمة). فالسواد الأعظم من الناخبين في فرنسا أصبح يبحث عن البديل. بديل مارين لوبان طبعا لا يمكن أن يستبعد ( وان كنت استبعد شخصيا وصول الأخيرة إلى سدة الحكم)، لكن بديلا آخر أكثر تجذرا في الوعي السياسي الجمعي المتواصل اصلا مع الأحزاب المعتدلة يتنامى أيضا، ويكمن في رفض فكرة التحزب والتصويت لأحزاب. من هذه الزاوية تمكن إيمانويل ماكرون من إحداث شرخ في المنظومة السياسية الفرنسية التقليدية بدفع «إلى الأمام» حركة أسسها وسماها بالاسم ذاته. حركة وليس حزبا. ومن هذا المنطلق ارتفعت أصوات لتعلق على هذا الجديد السياسي المتجذر في المجتمع المدني – على مستوى النوايا على الأقل – فأطلقت عليه توصيفا من قبيل «جعجعة ولا أرى طحنا». «الجعجعة» طبعا هنا بمعنى الحركة التي تتوخى نسف ركائز الطبقة السياسية الفرنسية التقليدية من أساسها، و»الطحن» الغائب بمعنى انعدام قدرة الرجل على تأمين أغلبية حاكمة في حال وصوله إلى سدة الحكم. وهنا يكمن التحدي. تحد يتفرع إلى فرعين أساسيين: 1.قابلية ماكرون على إسقاط تغيير جذري على كيفية تصور تركيبة الطبقة السياسية الحاكمة في فرنسا بنقلها من منطق التحزب أسير فكي أيديولوجية الثنائية «يمين/ يسار» إلى منطق الحركة القائمة على تخليص أفكار صالحة للتطبيق الميداني من عصف ذهني غني بالمبادرات والمصادر والمراجع. 2 ـ قابلية ماكرون لإحداث تغيير في «المفاعل النووي» للعقيدة الفكرية التي تقف له بالمرصاد، وهي عقيدة اليسار التقليدي التي ينتمي إليها عدد من المسؤولين السياسيين البارزين الذين أعلنوا – صراحة أو ضمنا – عن رغبتهم في الانضمام إلى حركة «إلى الأمام». فلا يغترن مغتر. وعلى الرغم مما يدعيه ماكرون نفسه، فهو لن يتمكن من إقامة صرحه السياسي مستعينا حصرا بشريحة شبابية لم تمارس السياسية أو بالكاد. هو نفسه الذي يتباهى بانعدام انتمائه الى «الطبقة السياسية» أصلا يغيب من حجاجه هذا – المفترض له أن يكون قويا، وأن لديه – وإن لفترة قصيرة – خبرة توليه وزارة الاقتصاد، أي «عصب حرب» الدولة، لا أكثر ولا أقل. عمق المسألة سيكمن هنا: في مدى تمكن «فيلة» الاتحاد الاشتراكي (وهي التسمية التي تطلق على منتسبي الحزب من الحرس القديم) المنضمين إلى ماكرون، من مجابهة بعقلية متجددة مواضيع مثل محاربة البطالة وإصلاح قطاع التعليم، وتنافسية فرنسا الاقتصادية وضمان مكانتها كقوة اوروبية قيادية وموقع بلدنا في العالم. مثل السلاح، التحدي ذو حدين: يتوقف من جهة على تقبل المواطن الفرنسي لرياح التغيير وركوبه موجة جديدة يراد بها اكتساح ساحة من الصور النمطية والقوالب السياسية الجاهزة، ويتعلق التحدي من جهة أخرى بمدى اعتناق السياسي المحنك عقيدة التجديد وركوبه الموجة ذاتها. وأخيرا وليس آخرا، وعلى سبيل خلاصة القول، يتجذر التحدي في مدى مغادرة عقلية «وسط البلد» البرجوازية دغماءيتها المريحة وطنافسها الأيديولوجية الوثيرة للتحرك في خدمة الوطن وإشعاعه. تحد ذو حدين وايضا ثلاثي الأبعاد. باحث أكاديمي وإعلامي فرنسي وسط البلد بيار لوي ريمون |
«الخلافة» تتهاوى.. مَن الخلَف؟ Posted: 26 Mar 2017 02:47 PM PDT أطراف الحرب في سوريا وعليها مجمعون على إنهاء خلافة «الدولة الإسلامية» (داعش) في سوريا والعراق، لكنهم مختلفون عمّن يكون الخَلَف. لم يبقَ الكثير من أحياء مدينة الموصل ليكتمل تنظيفها من الداعشيين. أما مدينة الرقة، عاصمة «الخلافة»، فيجري تطويقها من جهات أربع للزحف عليها في مستقبل قريب. غير أن قرب تهاوي»الخلافة» لا ينبئ بقرب ظهور الخَلَف. لماذا؟ لأن أطراف الحرب، ولاسيما الولايات المتحدة وروسيا وتركيا و»اسرائيل»، مختلفون عمّا يجب ان يكون عليه وضع سوريا والعراق خلال الحرب وبعدها. ذلك كله يوحي بأن خلَف «الخلافة» لن يكون من طينتها. الولايات المتحدة تكشف عن موقفها تدريجياً مذّ اعتلى رونالد ترامب عرش رئاستها في 2017/1/20. فقد بادرت، اولاً، الى تعزيز قواتها المرابطة في مواقع متعددة من شمال سوريا الشرقي كانت سيطرت عليها «قوات حماية الشعب الكردي» المدعومة من واشنطن والعاملة معها ولها. قامت، ثانياً، بتعزيز قواتها بإنزال المزيد من المشاة في مناطق قريبة من مدينة الطبقة وسد الفرات، وعلى مقربة من «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) الكردية التي تهيؤها القيادة العسكرية الامريكية لتكون رأس الحربة في الهجوم على الرقة. روسيا أبدت استعداداً للتنسيق مع الولايات المتحدة لاقتلاع «داعش» من الرقة وغيرها من المناطق السورية المحتلة، شريطةَ ان يتمّ ذلك بالتنسيق مع الحكومة السورية وبمشاركة فاعلة من جيشها. وازاء عدم تجاوب واشنطن في هذا الصدد، بل قيامها بإنزال قوات قرب الطبقة لقطع الطريق على الجيش السوري، الذي كان يتهيأ ايضاً لتحرير الرقة، قامت موسكو مؤخراً بمناورة لافتة، اذ نشرت قوات ومدرعات روسية في منطقة عفرين الكردية في أقصى شمال سوريا الغربي. تركيا تبدو، ظاهراً، مكتفية بسيطرة قوات «ردع الفرات» المطعمة بجنود اتراك على مدينة الباب شمال حلب، قاطعةً بذلك الاتصال الجغرافي، على طول الحدود السورية- التركية، بين مناطق سيطرة الأكراد السوريين في شمال سوريا الشرقي (الحسكة) وشمالها الغربي (عفرين). الى ذلك، اعلنت انقرة معارضتها استخدام قوات «قسد» الكردية للسيطرة على الطبقة، لكنها أبدت موافقة على مشاركة وحدات «الجيش الحر» الموالي لها في الهجوم على الطبقة والسيطرة عليها. «اسرائيل» التي تشارك مباشرةً في الحرب على سوريا بدعمها قوات جبهة «النصرة» بالمدفعية والطيران في الجيب الذي تسيطر عليه في الجولان (منطقة القنيطرة) ومداورةً بمعالجة جرحى التنظيمات الإرهابية في مستشفياتها، يهمها إدامة الحرب لتوسيع رقعة جيب «النصرة» في الجنوب السوري بغية تأمين دور للكيان الصهيوني في المفاوضات السياسية لتقرير مستقبل سوريا. هذه الواقعات الميدانية، كيف تبتغي الأطراف المتصارعة ترجمتها الى مشروعات سياسية؟ وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون أعلن ما سبق أن أشار إليه رئيسه ترامب عن عزم واشنطن إقامة «مناطق مستقرة « في سوريا بموازاة سعيها إلى هزيمة تنظيم «داعش». إلى ذلك، تسعى واشنطن إلى منع مقاتلي «داعش» الهاربين من الموصل من التوجّه إلى الرقة بدفعهم باتجاه محافظة دير الزور التي تسيطر»داعش» على قسم من عاصمتها. كما تقوم طائرات «التحالف الدولي» الامريكية والقاذفات الإسرائيلية بضرب مواقع الجيش السوري في البادية بين تدمر ودير الزور للحؤول دون حصول تواصل وتعاون بين سوريا والعراق في وجه «داعش». يتحصّل من حركة القوات الأمريكية وتموضعها في شمال سوريا وشرق العراق، كما من تصريحات المسؤولين السياسيين في واشنطن ان الولايات المتحدة ترمي من خلال إقامة مناطق آمنةً أو «مناطق مستقرة» الى اتخاذها نقاط رسوّ ومنطلقات لبناء كيانات سياسية جديدة في شمال سوريا وشرقها، يستفيد منها الاكراد السوريون الساعون للانفصال عن سوريا، كما السوريون والعراقيون من أهل السنّة المتحالفون مع الولايات المتحدة والمدفوعون الى إقامة كيان سياسي انفصالي على جانبي الحدود السورية – العراقية. كذلك تستفيد «اسرائيل»، ومن ورائها الولايات المتحدة، من إقامة هذا الكيان– الإسفين الذي يفصل سوريا عن العراق وتالياً عن ايران. تركيا تؤكد دائماً أنها لن تسمح بإقامة دويلة مستقلة للأكراد السوريين على حدودها مع سوريا. واشنطن تسعى الى اقناع حكومة اردوغان بأن القوات الامريكية العاملة في سوريا كفيلة بدحر»داعش» كما بتعويض الاكراد السوريين مشاركتهم في معركة الرقة بإقامة منطقة حكم ذاتي لهم في الحسكة، وان «المناطق الآمنة « التي ستديرها واشنطن في شمال سوريا كفيلة بقطع الاتصال الجغرافي بين منطقتي الحسكة وعفرين، الأمر الذي من شأنه طمأنة أنقرة. لهذا السبب قامت أنقرة، بالتفاهم مع واشنطن، بالايعاز الى جبهة «النصرة» والتنظيمات المتحالفة معها بفتح جبهتين ضد الجيش السوري في الغوطة الشرقية (جوبر والقابون) وفي شمال محافظة حماة بقصد إنهاكه واضعاف قوته الردعية وحمل دمشق على صرف النظر عن التوجه لمقاتلة «داعش» في الرقة، كما لإجهاض خططها الرامية الى تحرير محافظة دير الزور من الدواعش، وتفادياً لقيامها بالتواصل والتعاون مع العراق في محاربة الأعداء المشتركين. ولعل أنقرة وواشنطن يسرّهما تعويض «النصرة» عن جهودها آنفة الذكر بإقامة كيان انفصالي تحت وصايتها في محافظة إدلب. روسيا تبدو ملتزمة سياسياً دعم وحدة سوريا ونظامها بقيادة بشار الأسد، بالإضافة الى مشاركتها السخية والجادة في محاربة «داعش» و»النصرة» على مدى الساحة السورية برمتها. غير أن نظرتها إلى مستقبل نظام سوريا السياسي لا تتوافق بالضرورة مع نظرة دمشق. تبدّى هذا التباين بعد قيام موسكو بتوزيع ورقة مشروعها لدستور سوري جديد على الوفود المشاركة في مفاوضات جنيف، لكن روسيا ستبقى على الارجح حريصة على مراعاة حساسية دمشق ومصالحها، ولن تمضي في مسار سياسي يقلق حليفيها السوري والايراني. «اسرائيل» جادة في جهودٍ شتى لتأجيج الحرب في سوريا وعليها. ويبدو ان اهتمامها الاول في هذه الآونة هو الحؤول دون تزويدها اسلحة روسية او ايرانية كاسرة للتوازن، مخافةَ ان تتسرب الى حزب الله اللبناني المنخرط في مقاومتها. إلى ذلك، تسعى «إسرائيل» إلى إقناع إدارة ترامب بتعظيم وجودها العسكري في كلٍ من سوريا والعراق، من حيث هو رافعة للمخطط الصهيوني الرامي إلى تقسيم الجوار العربي، ولا سيما في سوريا والعراق. ليس من شأن المعطيات آنفة الذكر والجهود الناشطة لاستثمارها أن تؤدي بالضرورة الى نجاح مخططات امريكا وتركيا واسرائيل ضد سوريا والعراق. ذلك ان مناهضيها الفاعلين، خصوصاً سوريا وحزب الله وايران وروسيا، ليسوا واهني الإرادة ولا قليلي الحيلة، وإنهم بالتالي سيواجهون بقوة وتصميم المخططات المعادية لمصالحهم وسياساتهم وتطلعاتهم. وعليه، يمكن القول إن الحرب في سوريا وعليها ستشتد وتطول في الحاضر والمستقبل المنظور، كون اطرافها جميعاً جادين في العمل لتحقيق اهدافهم وأغراضهم. كاتب لبناني «الخلافة» تتهاوى.. مَن الخلَف؟ د. عصام نعمان |
هل يطول بنا الانتظار يا ثوار مدينة حماة؟ Posted: 26 Mar 2017 02:47 PM PDT بداية أستعجل فأقول: إن سوريا جسد واحد ومدنها وبلداتها أعضاء فيه لا يستغنى عن واحدة منها. اشتركت جميعها في التاريخ النضالي في عهد الاستعمار الفرنسي. ومنذ أن انطلقت ثورة آذار المباركة وحتى اليوم، لم تتوان أي بلدة، كبيرة كانت أو صغيرة، عن المشاركة في عبء هذه الثورة وإن تأخر بعضها عن البعض الآخر في الثورة، لكن هامش المشاركة لم يتأخر إلا لأشهر قليلة حسب ظروف كل مدينة وبلدة. كنا نقول قبل انطلاق الثورة أن درعا هي مدينة النافذين في حزب البعث، لكنها كانت المدينة الأولى بتقديم الشهداء للثورة، وتبعتها مدينة دوما، ثم الرستن ثم قرى جبل الزاوية، ثم انتشرت الثورة انتشار النار في الهشيم في كافة محافظات القطر وبلداته. لقد كانت قلوب كل السوريين تمتلئ ألما وغيظا على حكم الطائفة وحكم العائلة واحتكار أسرة الأسد ومخلوف وشاليش خيرات سوريا، رافقه إفقار وتجويع واستعباد للشعب السوري. في خضم هذا الإعصار الذي عصف بسوريا وانتظمها كلها بما فيها محافظات الساحل إلا بؤرا محصورة حول القرداحة وطرطوس، كانت الأنظار تتجه نحو «حماة» المدينة التي ضربت أروع الأمثلة في ميدان الشهادة والموت في عام1982عندما حاصرتها قوات البطش والتنكيل ممثلة بسرايا دفاع رفعت الأسد والوحدات الخاصة التي يقودها الضابط النصيري «علي حيدر» وفروع المخابرات العسكرية، وذلك خلال شهر كامل وما رافق ذلك من تعتيم إعلامي ضربته واشنطن حول سوريا، إلا ما كان من جريدة «التيمز» اللندنية التي دخل محررها روبرت فيسك إلى حماة المحاصرة ونقل التقارير من داخل حماة المحاصرة. أقول كانت الأنظار تتجه نحو حماة التي أصبحت انشودة القاشوش (ارحل يا بشار) على كل شفة ولسان وعمت المظاهرات حماة وانخراطت في الثورة التي عمت سوريا كلها من أقصاها إلى أقصاها. لكن نظام بشار قابل مظاهرات السوريين بالقمع والقتل والاعتقال، وأصبحت المدن والبلدات مسرحا لمذابح يقيمها شبيحة بشار في كل المدن. لم يكذّب ريف حماة خبرا. فقد انطلقت بلداته تشارك في الثورة. فانضم ريف حماة الجنوبي إلى ريف حمص الذي تقوده الرستن وتلبيسة، كما ساهمت بلدات الغاب مع ريف إدلب في محاصرة قرى سفوح جبل العلويين، وانضمت مورك وحيش وصوران وماجاورها إلى خان شيخون وباقي ريف إدلب الجنوبي. حاصر الثوار مدينة حماة من كل الجوانب حتى اقتربوا من مطار حماة الذي كان يزود الطائرات بالبراميل التي أهلكت الحرث والنسل وكادوا يوقفـون حركة الطيران فيه. كان ثوار ريف حمـاة يتطلعون إلى قيادات العمل الوطني في مدينة حمـاة لـيرفدوا إخـوانهم في الـريف بالـشباب الحـموي الذي كان يتحـرق للدخـول فـي المعركة. لـكن طال الانتظـار. كانت الحاجة ماسة لمشاركة مدينة حماة عندما حوصرت أحياء حلب القديمة. وقام جيش الفتح مرتين بمحاولة فك الطوق عن أحياء حلب القديمة أواخر عام 2016 واستطاع جيش الفتح أن يتصل بالمحاصرين داخل المدينة القديمة. سحب النظام عناصره من حماة ودمشق وزجها في قتال جيش الفتح. وانتهى الأمر بفشل المحاولتين، بعد أن تضافرت قوات إيران مع الميليشيات الممولة منه مع بقايا جيش النظام وبقايا حزب الله وتعززها طائرات المجرمين الروس لإجهاض جيش الفتح، وتم تهجير أهالي حلب القديمة. اليوم تقاتل فصائل غوطة ومعسكر القابون، وتشن هجوما واسعا عبر ساحات العباسيين وعبر شارع فارس الخوري في دمشق، وتقوم بهجمات جريئة على نظام الفساد والجريمة، وتقاتله يحدوها إيمان بالله أن تنال من عدوها الذي توحش وأفحش في ظلم السوريين. وحتى لا يكون مصير هجوم هذه الفصائل كمصير جيش الفتح في حلب، قام ريف حماة بهجمات صاعقة استعاد فيها بلدة صوران وبلدة معردس وحاصر بلدة القمحانة على تخوم مدينة حماة.كما قصف جيش «العزة» مطار حماة وصار على بعد كيلومترات قليلة منه، واضطر النظام أن يسحب قواته التي تحرس مداخل حماة الجنـوبية. ودخل فيلق الرحمن وجيش الإسلام وهيئة تحرير الشام في معارك كر وفر مع النظام في غوطة دمشق، واستعاد الثوار بعض المواقع وردوا بهجوم معاكس استعادوا فيه ما خسروه وأضافوا إليه مواقع الشركات الوطنية التي كانت ترفد اقتصاد سوريا بالكثير من المنتجات مثل الشركة الخماسية وسيرونيكس وشركة توليد الكهرباء التي تغـذي مدينـة دمشـق وضواحيـها. استطرادا كما قلت سابقا، لو أن الجبهات السورية المقاتلة تحركت وقاتلت النظام كل في جبهته أثناء قيام جيش الفتح بتحرير مدرسة المدفعية والكليات العسكرية في الراموسة، لما استطاع النظام إجهاض تحرك جيش الفتح. استفرد النظام المجرم بالمدن السورية واحدة بعد الأخرى: خرجت حمص من المعركة بعد أن أثخنتها الجراح. وخرجت داريا بعد أن لم يبق فيها مقاتل واحد. أما درعا فقد ذهب بعض قادة الفصائل إلى الأردن ولا أحد يدري لماذا ذهبوا وتركوا الساحة؟ أما حلب القديمة فلم تلق السلاح إلا بعد أن لم يبق فيها إلا أصحاب الخوذ البيضاء. وأما حماة وما أدراك ما حماة؟ فما زلنا ننتظر، فهل سيطول الانتظار؟ ومما يؤسف له أن يقف قيادي من مدينة حماة يعيش في المنفى ليقول: «إن قرار مشاركة حماة في القتال لم يحن بعد»،فلماذا لم يحن بعد؟ وهل شاركت كل المدن السورية إلا مضطرة للدفاع عن نفسها؟ لكن: (إذا لم تكن إلا الأسنة مركبا فما حيلة المضطر إلا ركوبها). كاتب سوري هل يطول بنا الانتظار يا ثوار مدينة حماة؟ الطاهر إبراهيم |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق