Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الخميس، 27 أبريل 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


سوريا والرئيس الكيميائي الضاحك!

Posted: 27 Apr 2017 02:45 PM PDT

رغم مرور أكثر من ست سنوات على بدء الثورة السورية تحوّلت خلالها أخبار القتل الجماعي وقصف المشافي والأسواق والمساجد والآثار ومآسي النزوح إلى أمور لا تثير غير أحاسيس فظيعة بالعجز واليأس والقهر فإن رئيس تلك البلاد المنكوبة، بشار الأسد، يبدو الشخص الوحيد في العالم الذي يستطيع، في ظل هذه التراجيديا الهائلة التي قام بصنعها، أن يظهر على شاشات التلفزة ووسائل الإعلام سعيداً متضاحكاً ومبتهجاً متسائلاً إن كان الأطفال الذين قتلهم بغاز السارين قد قُتلوا حقّا!
لتحليل هذه الشخصية فلنتوقف عند أخبار الأمس فحسب، والتي شهدت قصف روسيا، التي قام الأسد نفسه بشكرها مرّات عديدة على حفاظها على نظامه، لمستشفيات وحواضن أطفال في إدلب، ولكنّ هذه الدولة الراعية والحامية لعرش الرئيس لم تمنع الطائرات المقاتلة لإسرائيل من قصف مستودع أسلحة لإيران، الدولة الراعية الثانية للنظام، وأين؟ في مطار دمشق نفسه ليس بعيداً عن قصر الرئيس السعيد بـ«سيادته» على البلد وبوثوقه من «الانتصار»!
في أخبار أمس أيضاً أن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الذي كان يحيّي الأسد عندما كان خارج السلطة، يصرّح بأن بريطانيا ستشارك في أي قصف جديد على النظام السوري إذا طلبت منها حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية ذلك.
الأسد، هو «رئيس» بلد تتحكم فيه قواعد روسيّة وتخزن إيران أسلحتها في مطاراته وثكناته وتنشر حرسها الثوري وميليشياتها الأفغانية والباكستانية والعراقية في ربوعه فيما تستبيح أجواءه وأراضيه طائرات أمريكا وفرنسا وبريطانيا وتتوسع فيه دويلات كرديّة وسلفيّة سنّية تنوس بين تنظيم «الدولة» وحلفاء «القاعدة»، وتسيطر تركيا على شريطه الحدودي الشمالي، والأردن على شريطه الجنوبي، ويندفع جهاديو «حزب الله» اللبناني إلى حلب ودير الزور ودرعا وادلب (لإنقاذ «السيدة زينب» التي رعى السوريون ضريحها لأكثر من ألف وثلاثمئة عام قبل ظهور «حزب الله») وقتل من يقف من المعارضين السوريين في طريقهم، وفوق كل ذلك تختار إسرائيل أي وقت تريد وتقصف ما تراه مناسباً، فيتجاهل الأسد كل ما يحصل ويصبّ جام غضبه على مواطنيه فحسب ثم يخرج على الشاشات ليتضاحك على فكرة أن الأطفال الذين ماتوا خنقا ربما لم يموتوا وأن الغارات السامّة «مفبركة مئة بالمئة».
في أحد الايميلات المسرّبة لزوجته أسماء الأخرس يرسل الأسد مقطعا مفضّلاً لديه من برنامج «أمريكا غوت تالانت» لشخص متعطش للدماء يقوم بقطع مساعده إلى نصفين، وهو أمر تعلّق عليه صحيفة «دايلي ميل» البريطانية بأن هذا يدلّ على شخصية إجرامية مريضة تتلذّذ بآلام الآخرين، ولكن المشكلة هنا أن الموضوعين، فعلاً، على خشبة التعذيب، هم أطفال ونساء ورجال سوريا الذين قوبلت أحلامهم البسيطة ببلد مدنيّ ديمقراطي بإصرار رئيس ساديّ على قمع تلك الأحلام بوحشية مريعة ما أدّى، في النهاية، إلى صيرورته أداة صغيرة بأيدي الدول التي اندفعت لحماية نظامه، وإلى تفسّخ البلد سياسيا وعسكريا واجتماعيا وتحوّله إلى فيضان من الآلام الجماعية التي انداحت على العالم وأسقطت ورقة التين الهشّة عن المجتمع الدولي.

سوريا والرئيس الكيميائي الضاحك!

رأي القدس

قلنسوة

Posted: 27 Apr 2017 02:45 PM PDT

في دولة المؤسسات، يمكن أن يتم إنتخاب حاكم معتوه بعظمته، فلا يوجد شعب في الدنيا محمي تماماً من الوقوع في هذا الخطأ الكارثي، فأحياناً يختار الشعب ليس طبقاً للمبدأ، ولكن طبقاً للمصالح والمخاوف، فيوصلون الشخص الخطأ إلى المكان الخطأ، ويكون الدرس قاسياً والثمن فادحاً. إلا أن دولة المؤسسات، حتى عندما تضع طاغية على الكرسي القيادي الأول، فإنها تسلط آلاف، ان لم يكن ملايين، الأعين على هذا الكرسي والجالس عليه، تسجل عليه حركاته وسكناته، تتدارس كل قراراته وآثارها قريبة وبعيدة المدى على جسد الدولة، تحاسبه وتراقبه وترهبه بعصا عزله القادم من المشهد ان هو لم يحسن الأداء. في دولة المؤسسات، دائماً يوجد معارضون غاضبون، حتى في أحسن حالات الدولة وفي أكثر أوضاعها أمناً وإستقراراً، فشعوب دولة المؤسسات تفهم أن المعارضة صمام أمان، وأن غضبها فوهة تنفيس، فإن غابت، غاب معها التوازن السياسي والمنطق النقدي لينفجر قدرها المغلي الملتهب في أي لحظة في وجه شعبها.
في دولة المؤسسات يوجد وعّاظ سلاطين بالتأكيد، ولكن لا توجد لهم قدسية، لا تلبسهم عماماتهم أو طواقيهم أو قلنسواتهم لباس الكمال، لا تفضي عليهم جلابيبهم حظوة ولا تمنحهم حق السمع والطاعة. في دولة المؤسسات رجل الدين كرجل السياسة، لربما لتشابه مؤسستي الدين والسياسة، لا رحمة تأخذ الشعب به إن تمادى أو أخطأ، لا قداسة يأخذ بها هو الشعب ليقسره على طريق سلطانه. في دولة المؤسسات لا يملك الحاكم أن يحكم شعبه باسم دينه، لا يستطيع إقناعهم أن تخليهم عنه سيفضي بهم الى النار، له أن يحاول من خلال وعّاظه، نعم، ولكن لن تكون لواعظه أبداً قداسة تحميه من النقد القاذع أو ترد عنه سخرية الناس، وسيبقى الواعظ وحاكمه تحت سلطان مؤسسة حرية الرأي والحق الإنساني، فلا يستطيع الواعظ أن ينمو أبداً الى حجم الكمال أو يتضخم الى درجة القدسية التي تفضي اليها مجتمعاتنا بسكوتها الخائف وأحياناً الطامع عن وعّاظها.
في دولة المؤسسات، دولة الحريات، يمر حكّام سيّئون، يتقلد مراكز القوة معتوهون، يتنصب الأغنياء الواصلون بأموالهم والطامعون بالمزيد، في دولة المؤسسات تصدر قرارات مؤذية، تمر سياسات قاهرة، تصدر قوانين غير عادلة، فدولة المؤسسات مكونة من بشر في النهاية، مخلوقات على أول سلم التطور، فقط تطور عقلهم منذ بضع ملايين السنوات ليصل إلى المرحلة البدائية التي هو عليها الآن، فلا يمكن تصور أن يكونوا قادرين، في هذه المرحلة، على خلق مجتمعات تقترب من المثالية. إلا أن لدولة المؤسسات حظوة لا يمتلكها غيرها، هي مؤسساتها وحق هذه المؤسسات في المراقبة المستمرة القاسية، هي في شعوبها وحق هذه الشعوب في المشاركة الحقيقية في حكم نفسها، هي في تقديسها لمفهوم الحرية الذي يتيح لكل بشر في حيزها على أن يقول ويكون ما يريد، هي في تعظيمها لمفهوم المواطنة الذي يعطي لكل فرد حق معرفة ما يجري وكشف ما يجري ثم محاسبة الدولة على كل ما يجري.
في دولة المؤسسات يحاول الحاكم أن يستخدم رجل الدين، ويحاول رجل الدين أن يستخدم الحاكم، في دولة المؤسسات تُنتهك الحقوق وتصدر القرارات الشائنة وتتصدر السياسات المؤذية، في دولة المؤسسات تُرتكب الأخطاء، الكبيرة منها والصغيرة، فيقع الضحايا ويتأذى الضعفاء، ولكن في دولة المؤسسات هناك «سيستم» يعدل أخطاءه بنفسه، هناك منهجية تنطبق على الجميع ويتبعها الجميع، هناك أفراد لا فرد واحد، أفكار لا فكرة وحدة، أصوات لا صوت واحد. في دولة المؤسسات النقد مقدس والغضب محمود والفرد له قيمة، أياً كان ومهما كان هذا الفرد. في دولة المؤسسات يوجد حاكم ولا يوجد تمجيد، يوجد دين ولا يوجد ترهيب، في دولة المؤسسات تعلو الحرية على ما عداها، ويهبط الفكر الأبوي الشوفيني والترهيب الغيبي الديني الى أدناهما، وفي صعود الأولى وهبوط الثانيتين، يتشكل صمام أمان قوي قادر على ضمان استمرار الدولة ونجاحها لفترة أطول. في دولة المؤسسات، لا يخوف الحاكم شعبه بالدين ولا يحكم رجل الدين الشعب من خلال الحاكم ولا يشتري الغني الشعب والدولة بأمواله، ففي هذه الدولة يسود العقل ما استطاع وتعتلي الحرية العرش أبداً.
وها نحن في انتظار أن تنقذ الولايات المتحدة نفسها ان كانت دولة مؤسسات حقيقية.

قلنسوة

د. ابتهال عبدالعزيز الخطيب

موسم الكذب السياسي في المغرب مثلما لم يتوقعه أحد… و«الكذابون الثلاثة» يتحدثون للتلفزيون دون أقنعة!

Posted: 27 Apr 2017 02:45 PM PDT

تذكرتُ الحلقة التي خصّصها البرنامج التلفزيوني المغربي «قصة الناس»، منذ بضع سنوات، لموضوع «الكذّابين»، وأنا أتابع السجال الدائر هذه الأيام بين رئيس الحكومة المعين، سعد الدين العثماني (المنتمي لحزب «العدالة والتنمية» الإسلامي) وبين إلياس العماري، أمين عام حزب «الأصالة والمعاصرة».
يقول «العماري» إن «العثماني» استنجد به من أجل المصادقة على قانون المالية في البرلمان المغربي. لكن «العثماني» يسارع إلى تكذيب ذلك بالقول إنه التقى «العماري»، مثلما التقى غيره من قيادات الأحزاب الممثلة في البرلمان ورؤساء فرقها في مجلسي النواب والمستشارين لإخبارهم بمراحل مناقشة البرنامج الحكومي.
ثم يعود «العماري» ليقول إنه يتوفر على تسجيلات للمكالمات الهاتفية التي تؤكد أقواله وتكذب توضيحات «العثماني». ويستمر مسلسل التشويق، حيث تأتي نائبة برلمانية من حزب «الأصالة والمعاصرة»، هي زهور الوهابي، لتعضد موقف رئيسها في الهجوم على القيادي الإسلامي رئيس الحكومة المعين. ويكون النقل التلفزيوني المباشر ـ على الهواء ـ لجلسات البرلمان فرصة للنائبة المذكورة لتوجيه السهام نحو «رئيس الحكومة» المعين، قائلة إنه دشّن مساره الجديد «بالتضليل حتى لا نقول الكذب»، ولتخاطبه على رؤوس الأشهاد: «دعوتم الأسبوع الماضي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة للقاء من أجل مناقشة الأدوار المناطة بالمعارضة وكذا للتسريع من مناقشة قانون المالية، لكن طلعتم علينا هذا الصباح أو مَن طلبتم منهم الحديث باسمكم ليقولوا إنكم لم توجهوا الدعوة للأمين العام، علما بأن رئاسة ديوانكم اتصلت بإلياس العماري للاجتماع معكم، مرفقا بمحمد شرورو وعزيز بنعزوز، والتسجيلات الصوتية تشهد على ذلك ويمكنكم الرجوع إليها.» ثم تواصل البرلمانية كلامها وسط تصفيقات زملائها النواب المنتمين لحزبها: «السيد رئيس الحكومة المحترم، إذا كنتم ستستمرون في تضليل الرأي العام ووسائل الإعلام، فإننا نؤكد لكم بأن أي لقاء لنا معكم في المستقبل كيفما كان، سيكون بحضور الإعلاميين».
هكذا، إذن، تنطلق حلقات جديدة من المسلسل السياسي في المغرب، وسط تبادل الاتهامات بالكذب، لتتأكد ـ من جديد ـ المقولة الشهيرة التي مفادها أن «السياسة فن الكذب»، ويتضح للناس أن السياسيين من أكبر «الكذابين»، وأن كذب المواطن العادي قد يهون أمام كذب الكبار من أصحاب القرار السياسي والاقتصادي.

هوس الكذب… تلفزيونيا

صحيح أن الحلقة التلفزيونية من «قصة الناس» التي كانت الإعلامية والشاعرة نهاد بنعكيدة قد خصصتها لحالات ثلاثة أشخاص بارعين في الكذب، اعتُبرتْ حلقة مثيرة وطريفة، ما جعلها تسترعي باهتمام مشاهدي قناة «ميدي 1»، ولكن ما يعاب على هذا البرنامج ـ شأنه شأن جل البرامج التلفزيونية الاجتماعية في المغرب ـ كونه يركز على الناس البسطاء من عامة الشعب، دون أن يقدر على الاقتراب من «علية القوم»، لأن هؤلاء لا يقبلون أن يتحدثوا بوجه مكشوف عن الجوانب السلبية في حياتهم.
أما «الكذابون الثلاثة»، يوسف وحسن وإبراهيم، فلم يترددوا في الحضور إلى «بلاتوه» البرنامج وتعرية سرائرهم والكشف عن طباعهم بكل جرأة، وتسليط الضوء على المرض النفسي الذي يعانونه: «هوس الكذب». منهم مَن يُرجع الكذب إلى مرحلة الطفولة حيث كان يحمل لقب «الكذيذب» (تصغير للكَذّاب)، ومنهم من يرجعه إلى فترة المراهقة، حتى ارتقى إلى منصب «أمين الكذابة» (أي عُرّابهم أو قيّمهم).
الكذاب، كما تبين من خلال البرنامج، انتقل من الهواية إلى الاحتراف، لدرجة أن رأسه صار يؤلمه حين لا يتحدث كذبا، فالكذب عنده «إكسير الحياة»، وهو أيضا طريقة لكسب الرزق، مبرره في ذلك أن الناس لم تعد تقبل الحقيقة في البيع والشراء ومختلف المعاملات.
لقد خلقت حلقة «الكذابين الثلاثة» الفرجة والتشويق والإثارة، ولكنها وقفت عند هذا الحد المرسوم لها، ولم تطرح سُبل الخروج من هذا المرض. بمعنى أنها اكتفت بالتشخيص السطحي للحالات المعروضة دون الوصول إلى العلاج. كما أن تلك الحلقة لم تشر إلى نماذج من الكذب الذي يمارسه السياسيون، سواء خلال الحملات الانتخابية، أو خلال مهماتهم في الأحزاب والمجالس المنتخبة والمؤسسات العمومية. ومن ثم، هل يمكن القول إن التلفزيون بدوره، قد يسقط أحيانا في التضليل والكذب، عبر تحوير النقاش عن عمق الأشياء، والاكتفاء بالأمور السطحية؟

الصورة التلفزيونية فاضحة «للكاذب الأدبي»

إذا كان يقال «أعذب الشعر أكذبه»، فإن أحد الأشخاص فهم هذه المقولة على نحو خاص، فاقترف جريرة الكذب بسرقة إحدى القصائد ونسبتها إليه. ولم يكتف بنشر تلك القصيدة في إحدى الصحف، وإنما عمل أيضا على قراءتها في برنامج تلفزيوني عربي ليحصل على عبارات الإعجاب والإشادة من مقدّم البرنامج.
السارق (…) نشر قصيدة تحت عنوان «أعاند الأيام» في صحيفة «الوطن» العُمانية بتاريخ 16 نيسان/ أبريل. لكن، سرعان ما بلغ إلى علم الصحيفة نفسها أن النص الحقيقي هو للشاعر السعودي محمد الدحيمي، فأعادت يوم الأحد المنصرم نشره بعنوانه الأصلي «المغفرة والذنب». وحسب ما ورد في الصحيفة، فإن السارق برر ما قام به بالخطأ غير المقصود، واعتذر عما حدث. لكن سلوكه قوبل بالاستهجان من رواد «الفيسبوك»، ومن ضمنهم الأديب والإعلامي سليمان المعمري الذي تساءل في تدوينته: «هل قرأ النص المسروق أيضا في التلفزيون بطريقة غير مقصودة؟! وعندما أعجب المذيع بالقصيدة وقال له: (بياض الويه) فرد عليه (ويهك أبيض) هل كان أيضا بطريقة غير مقصودة؟!

كاتب صحافي من المغرب

موسم الكذب السياسي في المغرب مثلما لم يتوقعه أحد… و«الكذابون الثلاثة» يتحدثون للتلفزيون دون أقنعة!

الطاهر الطويل

صندوق الاقتراع الفرنسي: ثنائية برج الكنيسة ومئذنة المسجد

Posted: 27 Apr 2017 02:44 PM PDT

الفرنسية كريستين بوتان وزيرة سابقة، ونائبة سابقة في البرلمان، وقد انتمت على الدوام إلى ما يُسمّى «اليمين المسيحي»؛ في فرنسا، ولكن أيضاً على نطاق أوروبي أوسع. وهي، من موقعها في زعامة «الحزب الديمقراطي المسيحي»، تجاسرت على إعلان ما تضمره شرائح ليست ضئيلة ضمن تيارات اليمين الفرنسي: أنها، في الدور الثاني من الانتخابات الفرنسية، سوف تصوّت لصالح مارين لوبين مرشحة اليمين العنصري المتطرف، ضدّ إيمانويل ماكرون.
وإذا بدا هذا الموقف جديداً من حيث سياقات الواقعة التي ينطلق منها، أي المفاضلة بين لوبين وماكرون؛ إلا أنه، في العمق وفي الخلفيات الإيديولوجية، يستعيد مواقف سابقة لهذا اليمين تحديداً، بصدد المثليين، وحقّ الإجهاض؛ ثمّ، بصفة خاصة واستثنائية: الموقف من الإسلام كديانة، ومن المسلمين كـ»مكوّن ديمغرافي» يهدد ثقافة الغرب الدينية، المسيحية الكاثوليكية على وجه التحديد. وبذلك فإنّ بوتان ليست صوتاً منفرداً، في الحياة السياسية لليمين المسيحي الفرنسي، بل هي نموذج ونمط وتيار…
وقبل سنوات، في مناسبة التصويت السويسري على حظر بناء المزيد من المآذن، انتقلت أصداء سجالات السويسريين إلى معظم أرجاء أوروبا؛ وهي أرض الكون المسيحي كما يتوجّب القول، تحرّياً لدقّة أكبر، ما دمنا في المصطلح الديني، وفي مدلولاته.
وفي فرنسا خاصة، قال استطلاع متعجّل أجرته مؤسسة «إيفوب» إنّ 46٪ من الفرنسيين يؤيدون حظر المآذن، وقبلت بها نسبة 40٪، ورفضت نسبة 14٪ الإفصاح عن الرأي. لكنّ المغزى الأهمّ للاستطلاع كان التالي: نسبة 19٪ فقط هي المؤيدة لبناء المساجد، وهي النسبة الأضعف منذ ثلاثة عقود؛ بل هي أضعف حتى من نسبة ما بعد تفجيرات 11/9 سنة 2001، إذْ بلغت 22٪، وهي اليوم 41٪.
يومها لم تتورع السيدة بوتان عن القول إنّ «المئذنة ترمز إلى الديانة الإسلامية، ونحن لسنا في دار الإسلام»؛ متجاهلة تماماً أنّ الأمر ليس تناظراً بين الإسلام والمسيحية، بل هو يخصّ واحداً من حقوق الإنسان الجوهرية، أي حقّ المعتقد وممارسته والتعبير عنه بالوسائل التي يكفلها القانون. فماذا يمكن أن تقول، وسواها، لو أنّ استفتاء معاكساً جرى في القاهرة أو بغداد أو دمشق أو الرباط، وهي عواصم مسلمة بامتياز؛ فأفضت نتيجته (بنسبة 57,5٪، كما في المثال السويسري) إلى حظر تزويد الكنائس بالأجراس، وحظر قرعها أيام الآحاد والمناسبات الدينية؟ ألا يشكل استفتاء كهذا اعتداءً على حرّية المعتقد المسيحي، في «ديار الإسلام»؟ وهل ستقول ردود الأفعال في الغرب إنّ الاستفتاء خطوة ديمقراطية مشروعة، يتفق المرء معها أو يختلف؛ أم ستعتبره ممارسة أصولية متشددة، منتظَرة تماماً من «ديانة تعسفية لا تحترم عقائد الآخرين»؟
والحال أنّ النسبة العالية للـ»نعم» السويسرية كانت قد فاجأت مختلف النُخب هناك، على مستوى الساسة والمعلّقين ورجال الدين؛ دون أن ينسى المرء رجال المال والأعمال والمصارف، الذين أخذتهم خشية من أن يلجأ الأثرياء العرب والمسلمون إلى سحب ودائعهم الخرافية كخطوة ثأرية.
والمفاجأة تلك، مثل مفاجأة الاستطلاع الفرنسي، نجمت ببساطة عن ذلك الشرخ المتزايد في النظر إلى الإسلام، بين تفكير النخبة ورأي الشارع العريض؛ أو بالأحرى بين ما اقترفته بعض تلك النُخب ذاتها في شحن الرأي العام الشعبي، والشعبوي، وتبدو اليوم مندهشة من طبيعته ونطاقاته. كانوا على ثقة من أنّ الـ»لا» هي النتيجة المرجحة منطقياً، وتناسوا أنهم كانوا طيلة السنوات الأخيرة يزرعون مشاعر الـ»نعم» في النفوس، وهم اليوم أمام الحصاد… المنطقي، بدوره.
هذه ديار مسيحية لا ريب، ومن المفهوم أن يشعر المسيحيّ المتديّن البسيط ـ التقليدي أو العصري، سواء بسواء في الواقع ـ بأخطار تتهدد ديانته، من ديانة لا يكفّ أهل النخبة، في المذياع والتلفاز والصحيفة والكتاب، عن وصفها بالمتشددة والمتطرفة والمنغلقة، فضلاً عن كونها صانعة الإرهاب. بيد أنّ هذه أيضاً، ولا ريب، بلاد ديمقراطية تعددية، وموطن أكثر من شرعة كونية لتعزيز حقوق الرأي والتعبير والمعتقد. هل ثمة تناقض موروث ومتأصل ومستعصٍ، إذن؟ وكيف، ومن أين ينبثق؟ وإذا كان طراز الديمقراطية السويسري تحديداً، الذي يُكثر من الاعتماد على استفتاء الشعب، قد أماط اللثام عن حقائق ذلك التناقض؛ فكيف يمكن أن تتكشف حقائق مماثلة في طراز آخر من الديمقراطية، في فرنسا مثلاً؟ على غرار خطاب بوتان؟
الأكاديمي الفرنسي جان ـ بول ولايم، الأخصائي في علم اجتماع الأديان، يرى أن المجتمع الفرنسي تَعَلْمَن، لكنه لم يتجرّد البتة من تديّنه، و»بقي المخيال الوطني ضارب الجذور في المسيحية»؛ بدليل ذلك الملصق الذي اختاره فرنسوا ميتيران، أوّل رئيس اشتراكي في الجمهورية الخامسة، أثناء حملته الانتحابية: صورته واقفاً أمام كنيسة عتيقة، في عمق الريف الفرنسي. ولهذا فإنّ المئذنة، في رأي ولايم، «تخدش المشهد الثقافي، لتفرض تعددية دينية لا تبدو يسيرة القبول». والفرنسيون، مثل الأوروبيين، لديهم ردّ فعل سيادي، وضِيْق من العولمة الاقتصادية والثقافية والدينية. وتطرح عليه صحيفة «فيغارو» الفرنسية ـ اليمينية، للتذكير المفيد ـ السؤال التالي: البعض يرى في المئذنة رمزاً سياسياً ـ دينياً، وعلامة اجتياح»، فيجيب: «إنّ الصروح الدينية هي صيغة تعبير عن تحدّيات حيازة السلطة، إذْ كان الكاثوليك في القرن التاسع عشر مخوّلين ببناء الكنائس في الشوارع الرئيسية، وتُرك للبروتستانت أن يبنوا معابدهم في الشوارع الخلفية والجانبية فقط».
وبالفعل، ألم تعتبر المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنّ من الممكن بناء المآذن، شرط أن لا ترتفع أعلى من برج الكنيسة، حيث يُقرع الجرس؟ أليس في جوهر هذه المواقف ما يطلق عليه ولايم، دون تردّد، تسمية «الكاثو ـ علمانية»، نسبة إلى تَكَثْلُك أو كَثْلَكة الحياة اليومية التي تبدو علمانية في المظهر، ولكنها في الباطن تواصل تديّنها القديم، بدليل التقويم المسيحي، والأعياد الدينية، وعادات المأكل والمشرب؟ أليست جميع الأديان التوحيدية مشتركة في صفة الأداء الشعائري للعبادات والمناسك، وبالتالي من غير الممكن بلوغ تعددية دينية فعلية، وتعايش مشترك صادق، دون احتمال الجميع للجميع؟
ليس مدهشاً، إذن، أن يعود التفكير الغربي إلى أطروحات هنتنغتون كلّما ثارت خصومة بين الإسلام والغرب، أو بالأصحّ بين المؤسسات التي تحسن إدارة هذه المعارك وتتقن فنون تأجيجها؛ في الغرب كما في الشرق، وفي المسجد كما في الكنيسة. كانت أطروحة هنتنغتون قد نهضت على القول بأنّ الثقافة والهويات الثقافية هي التي تصنع اليوم أنساق التجانس والتنافر، والتصالح والتنازع، والسلام والحرب، في عالم ما بعد الحرب الباردة. وقد رأينا تلك الأطروحة تجدد نفسها كلما وجدت الديمقراطيات الغربية أنها أمام مأزق انسياق صندوق الاقتراع نحو تضخيم تلك الثنائيات الزائفة: شرق وغرب، إسلام ومسيحية، العوالم المتقابلة، المركز والأطراف… هي، أيضاً، تشخيصات نسفت نظرية انقسام العالم إلى «مناطق سلام» و«مناطق اضطرام» (زبغنيو بريجنسكي)؛ ونظرية الجحيم في قلب الفردوس المفقود (دانييل باتريك موينيهان)؛ وكانت، أصلاً، قد نسفت نظرية انتهاء التاريخ (فرنسيس فوكوياما).
ثمّ، أليس مما له دلالة كبيرة، ونوعية، أنّ الصوت الوحيد الذي تجاسر على إعلان التصويت لصالح لوبين، ضمن صفوف اليمين الفرنسي، خرج من حزب يعلن الانتماء إلى الديمقراطية من جهة، وإلى والمسيحية من جهة ثانية، أو إليهما معاً في جناس وتجانس؟ أو، في عمق المسألة، أن تستقرّ ثنائية برج الكنيسة/ مئذنة المسجد في قلب… صندوق الاقتراع؟

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

صندوق الاقتراع الفرنسي: ثنائية برج الكنيسة ومئذنة المسجد

صبحي حديدي

السيسي من «أصحاب الكرامات» لكن الذباب يلاحقه في الإسماعيلية… زاهد في الكرسي والجوع خصمه الأول!

Posted: 27 Apr 2017 02:44 PM PDT

القاهرة – «القدس العربي» ـ من حسام عبد البصير: بالأمس كرر الرئيس السيسي أمام حشد من الشباب هم تقريباً الوجوه نفسها التي تحيط به كلاماً قديماً سبق ان أطلقه في العديد من المناسبات فحواه أنه زاهد في الحكم وأنه لن يبقى في المنصب ثانية إذا رفضته الأغلبية.
ومما لا خلاف عليه ان الأجهزة السيادية التي تعمل على مدار الساعة وتحصي على الجماهير أنفاسها تمد مؤسسة الرئاسة بالتقارير ومعدلات الرأي التي تفيد بانهيار شعبية الرئيس حتى بين أنصاره الذين نزعوا عن وجوههم رداء الخجل وباتوا ينددون بالسنوات العجاف التي دخلت فيها مصر متاهة الفقر والخوف من أوسع الأبواب… بالأمس ايضاً قفزت السلطة قفزة تاريخية في مسلسل العصف بالأجهزة السيادية حيث أقر البرلمان قانون السلطة القضائية الذي يحظى برفض واسع بين أعضاء مؤسسة العدالة ومن تقارير الأمس قالت «المصريون» انتشر الذباب حول الرئيس عبد الفتاح السيسي والحضور في الصف الأمامي في مؤتمر الشباب، حيث راح السيسي يلوح بيديه يميناً ويساراً لطرد الذباب من حوله وظهر الرئيس خلال فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر الشباب الشهري المنعقد حاليًا في محافظة الإسماعيلية، غاضبًا من عودة الذباب على وجهه مرات عدة ليعاود التلويح بيديه مرة أخرى.
وانطلق المؤتمر الدوري الثالث للشباب الثلاثاء، بمشاركة مئات من شباب الجامعات والأحزاب السياسية، وحضور رئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء، والعديد من الوزراء وكبار مسؤولي الدولة ومن تصريحات صحف الخميس:
الرئيس أمام مؤتمر الشباب: نواجه حرب إرهاب وعقول وإعلام .. زيادة القدرات الدفاعية للجيش لمواجهة التهديدات بالمنطقة.. طرح سلع غذائية بأسعار مخفضة قبل رمضان. النائب محمد أبو حامد، يؤجل تقديم مشروعه لتعديل قانون الأزهر الشريف إلى الأسبوع المقبل.. قرار رئاسي بوقف تصدير الأسماك .. الإعلامي محمد الغيطي، يشن هجومًا حادًا على أحمد موسى، مقدم برنامج «على مسؤوليتي»، قائلاً: «مطبلاتي وعايز ينسب نفسه على النظام، ومسطح وجاهل ومخبر طول عمره وأمثاله قرف للمهنة.
ولي الصالحين

البداية مع وصلة إعجاب غير مسبوقة بالرئيس السيسي الذي يتناقص انصاره بشكل لافت بسبب الأزمات الإقتصادية الطاحنة التي تعصف بالأغلبية لكن بعض محبيه لازالوا على العهد حيث اشاد الكاتب الصحافي محمد الباز بإنجازاته مؤكدًا أن أهم ما يميز الرئيس من صفات هو «الاستقامة» وقال في لقاء مع برنامج «صالة التحرير» الذي تقدمه الإعلامية عزة مصطفى: «الصفة الأكثر وضوحًا في شخصية عبد الفتاح السيسي هي الاستقامة.. لا بيلاوع ولا بيزين الكلام ولا بينافق) حتى هو قال جملة امبارح وهي (هستفيد إيه بالشعبية لو سيبت البلد خربانة).
وأضاف: «إحنا أمام شخصية استقامتها أدت لأنها تأخذ قرارات كان يجب أن تؤخذ من 40/50 سنة وتم الإحجام عنها خوفًا من رد الفعل الشعبي .. الرئيس دخل الرئاسة بشعبية جارفة وصلت به إلى درجة الأسطورة ووضعه المصريون في مصاف أولياء الله الصالحين أصحاب المعجزات.. أنا بالنسبالي بنظر له حتى هذه اللحظة على أنه ولي من أولياء الله الصالحين».

«المصريون»: الرئيس «العاطفي»

بدا الرئيس السيسي أمس عاطفياً كعادته عندما أجاب عن سؤال: ماذا لو خسرت الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأكد في جوابه على زهده في المنصب وعلى أنه لا يمكن أن يفرض نفسه على المصريين وهم له كارهون أو لا يريدونه، والحقيقة التي يقرها جمال سلطان في «المصريون» أن هذا الكلام العاطفي من الصعب أن يبنى عليه سلوك سياسي عملي حقيقي، ويكفي أن صاحب السؤال للسيسي، أخفى اسمه من ورقة السؤال، وعندما ألح السيسي على أن يعرف من صاحب السؤال لم يجرؤ شخص واحد من الموجودين على أن يقول: أنا، رغم أنه سؤال عادي وبديهي في التقييم السياسي، ولكن لأن المناخ العام في مصر الآن هو مناخ خوف ولا يعطي أي دلالة على قبول الدولة وأجهزتها القوية لحرية الاختيار أو التعبير، ولك أن تتصور كيف ستكون الانتخابات الرئاسية المقبلة، إذا كان الخوف يملأ قلوب الناس ويجعل المواطن يعجز حتى عن أن يسأل الرئيس سؤالاً بديهياً: ماذا لو خسرت الانتخابات؟
الديمقراطية ليست مجرد صندوق انتخاب، هذا هو الشعار الذي كان مؤيدو السيسي يرفعونه في وجه الرئيس المنتخب محمد مرسي ، بمعنى أن الانقسام الشعبي الحاد على شخص الرئيس، وسوء أداء الدولة وتعاظم المخاطر التي تهددها ، يجعل من الضروري أن يتقدم الرئيس باستقالته ليفوض الشعب باختيار جديد ، ينهي الانقسام ويفسح الطريق أمام أفكار جديدة وخبرات جديدة لتعمل على إنقاذ البلد ، وبهذا المنطق نفسه الذي تقدم السيسي من خلاله بقرار عزل مرسي، أناشد السيسي أن يكون جريئا في الخطوة الضرورية لإنقاذ هذا الوطن ، ووقف الانقسام المروع بين أبنائه ، وهي أن يعلن بوضوح عن عدم ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية في انتخابات 2018».

… ولكن من يجرؤ؟

إذن هناك انتخابات وقد تأكدت رسمياً من هذا الذي أجاب به الرئيس على سؤال أحد الشباب. لكن جوانب أخرى كثيرة كما يشير فراج اسماعيل في «المصريون» ستظل خافية ولم يتطرق القسم لها ولا يمكنه، لكنه بسلطته كرئيس للدولة ينبغي أن يعالجها عملياً.
فلا أحد يعلم ما إذا كان سيُترك باب الترشح حراً لمن أراد من الكفاءات مهما كانت خصومتها مع الدولة، أم سيترشح منافس واحد فقط على طريقة حمدين صباحي في الانتخابات الماضية، وحينها قال كثيرون إنه مجرد استكمال للديكور. أما من كان يطرح نفسه مرشحاً فقد ذهب إليه من أقنعه بالتراجع متطوعاً أو مكلفاً من جهة ما.
لكي يقول الشعب رأيه بحرية، لا يكفي التعهد بعدم تزوير الاقتراع، فلا توجد قوة على الأرض يمكنها اقناعه بالخروج للتصويت إذا اكتشف أن المسرح الانتخابي معد سلفاً أو مهيأ للسيسي فقط وليس لغيره. أي نتائج في تلك الحالة لن تكون معبرة عن الواقع وعن الموقف الجمعي للمصريين ثم إن الإعلام المتطوع دائما للتطبيل والنفاق لن يترك مرشحاً قوياً. سيشن عليه الحملات وينهال عليه بالاتهامات التي تصل أحياناً إلى السباب والتخوين حتى يجبره على بلع لسانه والتراجع عما يفكر فيه وتبقى البيروقراطية والدولة العميقة التي ستقوم بكل ما أوتيت من قوة بدعم السيسي، وستنطلق الشعارات ويطبل المطبلون الذين اعتدناهم وألفناهم، ونعرف متى يأتون ومتى يذهبون».

«الوفد»: الرئيس لن يترككم

ومن بين الذين اثنوا على السيسي امس مجدي سرحان في «الوفد»: وحاسمة يوجهها رئيس الدولة إلى أهل سيناء.. من خلال لقائه مع ممثلي الشباب في مؤتمرهم في الإسماعيلية.. قال الرئيس السيسي لأهلنا في سيناء.. في مدن شمال سيناء تحديداً التي تمثل جبهة القتال في الحرب الشرسة ضد فلول الإرهاب وعصابات المرتزقة باسم الدين: «اطمئنوا.. مش هانسيبها.. ومش هانسيبكم».
ليست مصادفة أن تأتي رسالة الرئيس هذه من هنا.. من الإسماعيلية.. حيث يتزامن – عن قصد – انعقاد مؤتمر الشباب مع احتفالات مصر بعيد تحرير سيناء.. حيث تحل هذه الذكرى الوطنية الخالدة بينما تراب هذه الأرض الطيبة الغالية مازالت ترويه الدماء الطاهرة لخيرة شباب الوطن.. من رجال القوات المسلحة والشرطة الذين يزيدون بأرواحهم وحياتهم في تلك الحرب ضد فئة معتدية ضالة باغية.. ولولا صمود هؤلاء الرجال وتضحياتهم.. لما أمنا جميعاً على العيش بين جدران بيوتنا.. ولوجدنا هؤلاء القتلة يعيثون داخل كل مدننا وقرانا وشوارعنا.. فساداً وتدميراً وتخريباً وإزهاقاً للأرواح وسفكاً لدماء الأبرياء ذبحاً وحرقاً وتنكيلاً.
قالها الرئيس في حضور شيوخ وممثلي القبائل والعشائر السيناوية: مصر.. الدولة والقيادة والجيش.. لن تترك أهل وأرض سيناء لعصابات التطرف والإرهاب ولا لمرتزقة «شياطين الأرض».. الذين اجتمعوا بدعم وتمويل معلوم المصدر والغرض على محاولة زرع فتنة كبرى تبدأ من هناك.. ثم تمتد إلى باقي أوصال الجسد الوطني.. فلا تترك نيرانها أخضر ولا يابساً إلا وحرقته ودمرته تنفيذاً لمؤامرة التقسيم الاستعمارية الكبرى التي تستهدف كل دول المنطقة العربية.. بلا استثناء.. وتقف مصر نيابة عن كل الأشقاء حائط صد منيعاً من أجل إفشال هذا المخطط الدموي الإمبريالي الخبيث».
«الشروق» عن مكافحة التعذيب: لا تفضحونا

«أيصح أن يعاقب اثنان من القضاة ــ حتى يتعرضا لاحتمال الفصل ــ لأنهما شاركا في وضع مشروع لمكافحة التعذيب؟ السؤال يطرحه فهمي هويدي في الشروق: التعذيب إذا كان قد أصبح من الخطوط الحمراء و»الثوابت الوطنية»، فلماذا لا ندع الذين يكافحونه وشأنهم، بحيث يعدون المشروعات التى تعِنّ لهم، فى حين يستمر الوضع كما هو عليه، كما هو الحاصل مع المنظمات الحقوقية التي ما برحت تندد بالتعذيب ليل نهار، دون أن يؤثر ذلك على «ثوابت» الداخلية وممارساتها .. أذكر بأن فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتهز فرصة إطلاق سراح المصرية الأمريكية آية حجازي واستقبال الرئيس لها فى واشنطن، وحوّل المسألة إلى فيلم دعائي لتحسين صورة الرئيس الأمريكي. أما نحن فنتطوع بين الحين والآخر بإهداء وسائل الإعلام قصصاً وأخباراً تشوه صورة البلد.
لقد أعلن هذا الأسبوع أن مجلس الصلاحية في وزارة العدل انعقد للنظر في أمر القاضيين الجليلين المستشار عاصم عبدالجبار نائب رئيس محكمة النقض والمستشار هشام رؤوف الرئيس في محكمة الاستئناف، بعد اتهامهما بالاشتراك فى وضع مشروع قانون لمكافحة التعذيب، ونسب إليهما أنهما «عملا مع جماعة غير شرعية يرأسها المحامي نجاد البرعي (الحقوقي المعروف)» لهذا الغرض، وكان رئيس مجلس القضاء الأعلى قد طلب من وزير العدل فى شهر نيسان/إبريل من عام 2015 ندب قاض للتحقيق في تعاون القاضيين مع الأستاذ البرعي لإنجاز المشروع .. من يتابع الموضوع، خصوصاً بيان المجموعة المتحدة يدرك أنه من شقين، أحدهما يتعلق بنشاط المجموعة ومواقف واتصالات الأستاذ نجاد البرعي، الذي وجهت إليه الاتهامات السابق ذكرها. الشق الثاني ينصب على تعاون القاضيين مع المكتب فى إنجاز مشروع مكافحة التعذيب. والاتهامات الأولى تؤسس للشق الثاني، على اعتبار أنه من وجهة نظر الادعاء مكتب «مشبوه» اشترك القاضيان في بعض أنشطته. بما يستوجب المساءلة والعقاب.
الأصل أن نأخذ مثل تلك الادعاءات على محمل الجد، إلا أن خبرتنا لا تشجعنا على ذلك. وقائمة الاتهامات الجسيمة التي وجهت إلى آية حجازي وجمعيتها (بلادي) وبرأتها المحكمة منها جميعاً، دليل حي بين أيدينا يؤيد تلفيقها».

«اليوم السابع»: داعش… سقط القناع

نتحول بالحرب نحو تنظيم «داعش» الذي يهاجمه بقوة في «اليوم السابع» كريم عبد السلام: لم نكن نحتاج إلى دليل جديد يؤكد خيانة الخونة، ويكشف المخدوعين أمام أنفسهم، لكنها طبيعة الأشياء، لا يمكن أن تظل الحقائق تحت سطوة الأكاذيب طوال الوقت، وها هو تنظيم داعش الإرهابي يعتذر لإسرائيل عن بضع رصاصات أطلقت بالخطأ على الجولان المحتل، بينما يدير أبشع حرب تدميرية دموية ضد المواطنين العزل في سوريا والعراق وليبيا، ويرسل خلاياه إلى شمال سيناء بمصر.
انتهى الدرس إذن، وسقطت آخر ورقة توت كان يتستر بها هذا التنظيم الإرهابي، الذي جرى تصميمه على غرار أفلام الأكشن الأمريكية الرديئة ليقوم بمهمة واحدة.. تقويض المجتمعات العربية بالقتل والتدمير والحروب الأهلية، وتأجيج نار التخلف والكراهية فى قلوب العرب، باستخدام التفسيرات المنحرفة للدين الإسلامي.
لم نرَ من هذا التنظيم الإرهابي إلا تأجيج الصراعات الطائفية وإشعالها حربًا دموية بسرعة، من خلال قتل المختلفين معه وترويعهم، وكذلك التشويه المتعمد وفق منهج استخباراتى مصمم، ليظهر الإسلام باعتباره دين الوحشية والهمجية الذي لا يمكن أن تستوعبه أو تحتمله الدولة المدنية المعاصرة…».

«مشروع قانون» بنوايا خبيثة

ومن الحرب على داعش نتحول نحو أزمة الأزهر مع النظام حيث يبدو سعيد الشحات في «اليوم السابع» مستاءً للغاية: «لا يقتصر سوء مشروع تعديل قانون الأزهر، الذي تقدم به النائب محمد أبوحامد إلى البرلمان على توقيته، وإنما يمتد إلى مواده.
في مسألة التوقيت، فإننا أمام مشروع قانون يتقدم به النائب، بينما تشتد حملة الهجوم على الأزهر التي يختلط فيها الصالح بالطالح، وتتوارى الآراء الجادة لصالح ارتفاع نغمة تحميل الأزهر المسؤولية الكاملة عن الإرهاب، وفي هذا السياق، سيكون من السهل اتهام «مشروع أبو حامد» بأنه غير حسن النية والمقصد، ولا ينفصل عن حالة الهجوم الحالية ضد الأزهر وشيخه، وفي حال عرضه للمناقشة تحت قبة البرلمان، سنجد أنفسنا أمام حالة شبيهة بتلك التي حدثت مع مشروع قانون السلطة القضائية.
أما في مسألة المواد التي يطالب بتعديلها «أبو حامد»، فهي للوهلة الأولى تعمق السيطرة على الأزهر وليس العكس، وتلك هي مشكلته الدائمة مع السلطة السياسية منذ سنوات طويلة، وليس صحيحاً كما يذهب البعض، أن هذه السيطرة بدأت منذ ثورة 23 يوليو 1952 وقانون تطوير الأزهر، الذي صدر عام 1961، فمسألة اختيار شيخ الأزهر لو عدنا بها منذ حكم محمد على، سنجد أن أصابع السلطة فيها بشكل متواصل، ويكمن الاختلاف فقط في الطريقة وأسلوب الإخراج.
يتحدث مشروع القانون الذي تقدم به أبو حامد عن تعيين «شيخ الأزهر من بين ثلاثة ترشحهم هيئة كبار العلماء»، وهذا النص كفيل بإثارة كل الشكوك، لأنه ببساطة سيعني أنك تترك لمن يختار الحرية في تفضيل اسم على آخر من بين الثلاثة، وذلك دون وجود أي ضمان لترجيح الأفضل بينهم، كما أنه يفتح الباب أمام الشكوك في أن الاختيار يتم بمعيار الموالاة وليس بمعيار الكفاءة والاستقلال».

«المصري اليوم»: عار يجب محوه

المشروع المتعلق بتعديل قانون الأزهر، والمقدم من عدد من نواب البرلمان، هو بمثابة عار سوف يلحق بالبرلمان إن تمت الموافقة عليه، حسب عبد الناصر سلامة في «المصري اليوم»: بالفعل هي فرصة تاريخية لنواب البرلمان لأن يثبتوا أنهم على مستوى المسؤولية برفض هذا المشروع جملة وتفصيلاً، هي فرصة ولو لمرة واحدة يثبتون فيها أنهم ليسوا دمى يمكن اللهو بها في أي زمان ومكان، هى فرصة لمحو آثار السمعة السيئة التي لحقت بالبرلمان منذ اليوم الأول لانعقاده، هي فرصة ليثبتوا من خلالها أنهم على وعي كامل بما يُحاك للوطن، وفى مقدمته الأزهر الشريف، هي فرصة للتصدي لمحاولات النيل من الأزهر والدين فى آن واحد»…
«مصر العربية»: حال دولتنا لا تُسر

ومن تداعيات الهجوم على رأس النظام ذلك السيل الهادر الذي يشنه محمد الصباغ في «مصرالعربية»: أصدر «السيسي» إعلان حالة الطورئ الجديدة لتكون مظلة لمزيد من القبضة الاستبدادية؛ التي تحاول أن تستمر لأطول فترة ممكنة مسيطرة على «السلطة الاستبدادية» في مصر؛ ومن أجل تمرير إتفاقيات وسياسات النظام المرفوضة من أغلبية الشعب المصري. وواقعياً انتهي نظام السيسي حتى ولو استمر الرئيس السيسي على رأس الجزء الظاهر من « قاطرة السلطة « وسوف يستمر السيسي لفترة قصيرة؛ وكأنه هو رئيس مصر؛ إلى أن يغطس غرقًا» في متاهته التي بدأها منذ يومه الأول في «رئاسته العشوائية المضطربة».
والحال في مصر الآن لا يسر العدو ولا يسر الحبيب؛ فحتي «العدو «كان يرجو أن تكون مصر دولة ضعيفة ولكن ليس على الحالة التي هي عليها الآن: دولة ضعيفة ضائعة، يتسول نظامها الطعام ويأتي لشعبها بالطعام الفاسد والمسرطن، ويتسول النظام الحاكم الحماية من أكثر من جهة دولية متعارضة المصالح؛ بما يكشف أن النظام لا يعرف حقاً أهدافه ولا كيفية تحقيقها ولا يعرف النظام: عدوه من صديقه الحال في مصر: بذخ شديد وثراء في السلطة وتقطير شديد على الشعب، لدرجة شد الحزام ليس على البطون؛ بل على «الرقاب» بما يعني قتل الفقراء»…

«البديل»: الإخوان ليسوا كفاراً

لا يقر جمال الجمل في البديل بأن المهاجمين لدعوة الاقتراب من الإخوان، يدركون خطيئة الكفر بحقوق المواطنة، وتخيلوا معي لو أن هذا السلوك انتشر في الواقع، وأننا فقدنا كل المشتركات والأسس التي تجمع بيننا كمصريين، فكم سنة تتبقى من عمر هذا الوطن؟
«إن الدعوة للمواطنة، وحق الجميع فيها، هي الأصل، ولا يحق لأي فرد أو طرف إسقاط حق المواطنة عن مصري يلتزم بقواعد الاتفاق الاجتماعي من دستور قائم وقوانين، فلا عقوبة إلَّا بحكم قضائي نهائي، كما أن المواطنة تأتي قبل الانتماء العقائدي والانتماء الحزبي والسياسي، فالمصري هو المصري ثم بعد ذلك نتعامل ونتشارك ونتنافس فيما بيننا كمسلمين وأقباط وأهلاوية وزملكاوية وإخوان ووفديين، وفق قواعد المنافسة الشريفة على أرضية الوطنية، أما أن نتلذذ بالبلوك ونستسهل التخوين، ونتعامل مع بعضنا بعضًا كأعداء، فهذه المرحلة الأخيرة من دولة الأشلاء، وبعدها نصير في العراء.. في حالة اللا مجتمع واللا دولة».

«الشعب»: أسد على مرسي نعامة على السيسي

ونتحول نحو صحيفة «الشعب» حيث يقول الأستاذ عبدالحميد بركات – نائب رئيس حزب الاستقلال ـ متسائلاً: القضاة والمهتمون باستقلال تلك المؤسسة، أين غضبتكم التي أعلنتموها على الفور من الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي، والإشاعة التي أكد «بركات» أنها كاذبة، والتي كانت تقول إن برلمان الثورة يقوم بمناقشة قانون السلطة القضائية دون الرجوع للقضاة، وقمتم بالتصعيد حد عدم صعود منصة القضاء لمباشرة أعمالكم وأوضح «بركات» في تصريحات خاصة لـ»الشعب» توابع الموضوع وبداياته حتى يضع القارئ على الطريق الصحيح من تلك القضية، وقال: أولاً مجلس النواب قام بعمل مشروع لتعديل السلطات القضائية، وقام بإرساله لمجلس الدولة، واعترض عليه الأخير وأعاده لمجلس النواب، الذي قام بعمل تعديل واحد به وأرسله مرة أخرى إلى مجلس الدولة، وتكرر اعتراضه لنفس الأسباب وزاد عليها أموراً تخص التعديل الأخير وأضاف «بركات» أن مجلس النواب صرح بأن المجلس سيد قراراته ولا شأن لأحد في التدخل بشؤونه، لأنه هو صاحب السلطة التشريعية، مشيرًا إلى أن هذا القانون من ضمن القوانين المكملة للدستور، وقام بعمل الآتي : أكد على أن القانون من ضمن القوانين المكملة للدستور، وهو ما يستدعي موافقة ثلثي الأعضاء عليه، ولكن علي عبدالعال -رئيس المجلس- قام بعرض مشروع القانون على الأعضاء دون مناقشة في اللجنة العامة.
وأكد «بركات» أن ما حدث أثناء مناقشة المشروع هو «فوضى» لأنه كان يجب على عبدالعال أن يأخذ بالتصويت الإلكتروني أو بالنداء، حتى يتم إثبات أن الثلثين أو أكثر قد وافقوا على مشروع القانون، وهذه احدى النقاط الشكلية النقطة الثانية والمتمثلة في نادي القضاة، غضبوا وثاروا»..

«المصري اليوم»: لهذا نجح ابن الملك

القرار الذي اتخذه الملك سلمان، قبل ثلاثة أيام، بإعادة صرف جميع البدلات، والمكافآت، لموظفي السعودية، له قصة تقف وراءه.. ولولاها في تقدير البعض ما كان القرار وفي القصة التي يرويها سليمان جوده في المصري اليوم ما يمكن أن يفيدنا كثيراً – على المستوى الاقتصادي – لو أن أحداً ممن يعنيهم الأمر أخذ منها درسها الواجب وكانت بدايتها في اللحظة التي تراجع فيها سعر برميل البترول من 150 دولاراً إلى ما دون الستين للبرميل الواحد، فانخفض دخل الرياض من النفط بأكثر من النصف.. وكان السؤال هناك هكذا: ما الحل؟ وكان الحل جاهزاً لدى الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، بحكم أنه يرأس المجلس الاقتصادي في البلد اقترح الأمير، من خلال مجلسه، ومن خلال مستشاريه المختارين بعناية، وفق معيار الكفاءة وحده، أن ينشأ في الرياض جهاز اسمه: جهاز كفاءة الإنفاق. هذا الجهاز له مهمة واحدة، هي أن يراجع كل مشروع تريد الحكومة تنفيذه، ملتزماً في المراجعة بهدف وحيد، هو أن يجري تنفيذ أي مشروع بنفس مواصفاته الموضوعة مسبقاً، ولكن بتمويل أقل وتبين من خلال التطبيق أن مبدأ كفاءة الإنفاق مبدأ ساحر، وأنه فعّال، وكانت النتيجة أن الدولة وجدت نفسها أمام باب من الدخل لم يكن على بالها لم يتم تأجيل مشروع واحد، بسبب عدم وجود موارد.. ولا تم إلغاء أي مشروع، بسبب تراجع أسعار البترول.. ولكن كل ما تم، أن الجهاز أصبح يراجع إنفاق كل ريال، ليرى ما إذا كان إنفاقه في مكانه فعلاً، أم أنه من الممكن خفض الريال إلى نصف ريال، وتحقيق النتيجة نفسها؟ أوقفت الدولة هدر الإنفاق العام، وذهبت بالحصيلة إلى جيوب مواطنيها».
«الوطن»: الغناء يزيد الأزمة

الانفجار السكاني هل من الممكن مقاومته بالغناء يجيب محمود خليل في «الوطن»:؟ لو كان ذلك كذلك لأفلحت الفنانة «فاطمة عيد» عندما شدت بموال «حسنين ومحمدين»، في السبعينات من القرن الماضي، ذلك الموال الذي كان نسل المصريين يزيد على أنغامه، ولو كان النجوم يؤثرون، لأفلحت المرحومة كريمة مختار في الحملة الإعلامية التي شاركت فيها لتنظيم الأسرة. المسألة أعقد من ذلك، وتجربة ما ثبت فشله وأهدرت فيه أموال كثيرة، تعني إصراراً على الفشل. أرجو ألا يُفهم من ذلك أنني أُقلل من خطورة مشكلة الانفجار السكاني، لكنني أتحفّظ على طريقة فهمها وأسلوب التعامل معها. نحن أمام مشكلة معقّدة الأسباب، فوراءها تكمن ثقافة اجتماعية، وفقه ديني، وظروف اقتصادية، وعادات أسرية، تفرض على من يتصدى لها درجة أكبر من العمق فى التفكير، وإبداع أكبر في التماس وسائل حلها.
إنتاج الأغنية يشهد على تقليدية وقدم من يقف خلفها، فقد سلك المسلك نفسه، الذى عِشناه قبل ثورة يناير، فالتقط اهتمام الرئيس بالتعداد، وزيارته إلى الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، ، فجاءت أشبه بالمنشور السياسي الدعائي، وليس بها أي «رائحة للفن»، وبالتالي فقد قلد القديم بطريقة ركيكة، لأنك لو استمعت إلى موال «حسنين ومحمدين» فستجد فيه كلمة ولحناً وشدواً. ويردنا إصرار القائمين على أمر البلاد على التماس الطرق التقليدية نفسها فى التعامل مع المشكلة السكانية، إلى «الفكر القديم» ذاته، الذي سئمناه لعلك تذكر أن الرئيس الأسبق «مبارك» لم يكن يفوت مناسبة، وإلا ويعاير فيها المصريين بزيادة الإنجاب، التعامل بالأسلوب ذاته يعني أن السلطة الحالية تتعامل مع هذا الملف بمنطق «تجريب المتجرب».

«الشروق»: فرنسا تتغير

عودتنا فرنسا في عديد انتخاباتها الرئاسية والتشريعية كما يرى جميل مطر في «الشروق» على احترام استقطابها الأساسي، فالقضايا في فرنسا تدور حول يمين ويسار والمرشحون ملتزمون بعقيدة أحزابهم وتوجهاتها. حدث في هذه الانتخابات وللمرة الأولى أن يصل مرشحان يتنافسان على منصب رئيس الجمهورية لا ينتميان إلى أي من الأحزاب السياسية الأكبر..
أثار الانتباه في انتخابات فرنسا هذه المرة أن كلاً من المرشحين اللذين فازا ووصلا إلى الجولة النهائية استخدم أساليب شعبوية في حملته الانتخابية مثل تلك التي استخدمها المرشح ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ومن نوع الأساليب التي يستخدمها الرئيس فلاديمير بوتين. لا يفوتني الإشارة إلى أن كلاً من ترامب وبوتين استقبلا السيدة مارين لوبان رئيسة الجبهة الوطنية ولم يخفيا تشجيعهما لها. لا يفوتنا أيضاً أن القضايا الرئيسة المطروحة في هذه المرحلة من الانتخابات تحتل مكانة متقدمة في اهتمامات الرئيسين الأمريكي والروسي. الاستقطابات الجديدة في الساحة السياسية الفرنسية بشكل عام وفي الانتخابات الجارية بشكل خاص تدور حول عولمة ورفض لها والاندماج في أوروبا الموحدة أم الانسحاب منها، وأخيراً حول أسبقية تركيز الاهتمام على المدن أم على الريف.
من هنا كثر الحديث عن الأهمية القصوى للجولة المقبلة في انتخابات الرئاسة الفرنسية. فالرئيس القادم، إن كان السيدة لوبان فهي تتعهد إخراج فرنسا من الاتحاد الأوروبي، وإن كان السيد ماكرون فيتعهد دعم الاتحاد الأوروبي والعمل على تعويض الخسارة الناجمة عن خروج بريطانيا من ناحية أخرى يتوقع كثيرون دعماً مباشراً لماكرون من جانب حكومة أنغيلا ميركل في ألمانيا. فوز ماكرون يعني الكثير بالنسبة لألمانيا. يعني بشكل من الأشكال رد الاعتبار للاتحاد الأوروبي الذي ما زال يعاني من آثار صدمة

«الوطن»: مصر بريئة منها

نبقى مع الانتخابات الفرنسية حيث يؤكد سعيد اللاوندي في «الوطن» اننا لن نفرح كثيراً لأن السيدة مارين لوبان، زعيمة حزب اليمين المتطرف، اكتشفت أن والدة جدتها وتدعى «بولين» هي في الأصل قبطية مصرية ولدت في الإسكندرية وتزوجت عام 1907 من رجل كان يعمل قائد أشغال في حظيرة بناء، وبالتالي تفخر السيدة مارين بأصلها المصري وتستخدمه حالياً في معركتها الانتخابية الرئاسية الحالية لجذب أصوات الجالية المصرية، التي لا تقل عن نصف مليون مواطن، إلا أن التطرف الذي تتبناه في أفكارها لا علاقة له بمصر والمصريين! فهي ورثت حزب الجبهة اليميني المتطرف عن والدها (جان ماري لوبان) الذي كان ضابطاً فرنسياً سابقاً فى الجزائر، كما اعتنقت أفكاره المتطرفة، سواء ضد الأجانب فترفع شعار «فرنسا للفرنسيين لا للأجانب ولا للعرب والمسلمين»، وترفض مجانية التعليم، لأن الذي يستفيد منها الأجانب، وتطالب في الوقت ذاته بالانسحاب من الاتحاد الأوروبى وترفض الصيغة التي وضعها الآباء المؤسسون فى أوروبا وهي حلم الولايات المتحدة الأوروبية».

«الاهرام»: الجيش لا يعرف الخيانة

ونتحول نحو الدفاع عن الجيش الذي يشيد به احمد يوسف احمد في «الاهرام»: كلما ازدادت الدعاية المسمومة الموجهة للجيش المصري ازددت يقيناً بعظمة هذا الجيش ومحورية الدور الذي يقوم به في حماية الدولة الوطنية في مصر، ويتصور الأقزام عادة أن بمقدورهم أن يمسوا هذا الجيش وسمعته ببعض الأعمال الصبيانية، غير واعين بأن هذه الأعمال لا يكون لها مردود إلا فضح ضآلتهم، ولقد سبق لي أن كتبت فى هذه الصفحة مقالاً بعنوان «عساكر الجزيرة» علقت فيه على ذلك الفيلم المتهافت الذى أنتجته تلك القناة في محاولة لإثبات أن الجيش الذى يصنف عالمياً وفقاً لأقسى المعايير وأشدها صرامة بأنه ضمن أقوى اثني عشر جيشاً في العالم يعاني من سوء التدريب وشكليته والعصف بحقوق مجنديه.. ومنذ أيام تكررت محاولة تقويض دور الجيش المصري في محاربة الإرهاب بشريط فيديو هزيل يزعم أنه يقتل «ضحاياه» بدم بارد ويتضمن كرنفالاً من الأزياء واللهجات لا يمكن نسبته إلى جنود الجيش المصرى لم يكتف جيش مصر الوطنى بدوره في حماية أمن الوطن ضد العدوان الخارجى وإنما لعب على الدوام دوراً استراتيجياً فى الحفاظ على حقوق أبناء الوطن وكرامتهم بدءاً من أحمد عرابي وصيحته المشهورة في وجه خديوي مصر طالباً المساواة والكرامة للمصريين ومروراً بثورة 23 يوليو ودورها فى دعم الاستقلال والتنمية والعدالة الاجتماعية وهو دور مازال له من يخاصمه لكن التاريخ سوف يحسمه كما حسم مراحل قبله ووصولاً إلى الانحياز للشعب فى ثورتي يناير ويونيو».

السيسي من «أصحاب الكرامات» لكن الذباب يلاحقه في الإسماعيلية… زاهد في الكرسي والجوع خصمه الأول!
المعارضة تهتف برحيله… البرلمان يطيح باستقلال العدالة والأزهر في قبضة المجهول

وماذا عن معاقي الجيش الإسرائيلي؟

Posted: 27 Apr 2017 02:44 PM PDT

رقم قياسي جديد بالوقاحة: يقول رئيس حكومة إسرائيل ان على السلطة الفلسطينية أن تثبت بانها ملتزمة بالسلام من خلال وقف اعطاء الاموال لعائلات الاسرى والقتلى الفلسطينيين.
الدولة التي كان من المفترض ان تقوم بتعويض جزء كبير من هذه العائلات ـ بسبب القتل الذي لا لزوم له، والمعاقين الذين لا لزوم لهم والأسرى الذين لا لزوم لهم ـ تطالب بمنع السلطة الفلسطينية من عمل ذلك. الدولة التي أدى احتلالها العنيف إلى وجود المقاومة العنيفة: والتي اعتقلت مئات الاف الفلسطينيين وفرضت عليهم عقوبات شديدة، ويد جنودها سهلة على الزناد ولا يمر يوم تقريبا دون التسبب بالقتل والاصابة بشكل زائد ـ هي بالذات التي تتعامل بسخاء مع مصابيها واسراها واهالي قتلاها ـ تطالب بهكذا طلب من الفلسطينيين. هل يستطيع أحد التفكير بوقاحة أكثر من هذه؟ تخيلوا: بان يطالب محمود عباس بان تتوقف إسرائيل عن دفع المخصصات لارامل الجيش الإسرائيلي كاختبار لنواياها السلمية.
يجب أن نتغاضى طبعا عن الشروط التي تتبدل واختبارات السلام المضحكة التي يضعها بنيامين نتنياهو للمفاوضات بدون شروط مسبقة. في جوهر كل شيء توجد الفرضية الأكثر خطورة: الفلسطينيون هم أدنى منا. ابطالنا مقدسون وابطالهم مجرمون. ان مجرد المقارنة تحدث عاصفة هنا. وإلى أن يتم اقتلاع هذه المفاهيم المشوهة من جذورها وإلى أن نضع أنفسنا بدلا منهم ونعتبرهم مساوين لنا في كل شيء ـ فانه لن يتغير شيء.
الاسرى الفلسطينيون هم أسرى حرب بالنسبة لهم، ابطال الشعب. والقتلى مقدسون. وهل يمكن ان يكون الأمر مختلفا عن ذلك؟ هم الاشخاص الذين ضحوا بكل ما لديهم من اجل الصراع الذي لا يوجد اكثر عدالة منه. إذا كان هناك شيء صحيح تقوم بها السلطة الفلسطينية فهو المساعدة المالية لعائلات الشهداء والاسرى. الدعاية الإسرائيلية فقط أو أجهزتها الأمنية تستطيع الاعتقاد بان هناك فلسطيني ذاهب للقتل والموت أو سيصبح معاق أو سيمضي ايام حياته بالسجن وكل هذا من أجل 1.200 شيكل شهريا لعائلته. العقل المشوه فقط يستطيع الاعتقاد بانه لا يوجد لدى المحاربين الفلسطينيين دافع آخر باستثناء المال.
واذا توقفت الاموال سيتوقف الإرهاب. وان هناك جندي إسرائيلي واحد ذهب ليقتل ويُقتل من أجل المخصصات المالية؟ هل يمكن ان يخطر هذا على بال احد؟ ولكن يمكن اتهام الفلسطينيين بأي شيء. فهم ليسوا مثلنا.
على احد أن يهتم بعائلات الاسرى الفلسطينيين الكثيرة. انها ضحية الاحتلال. لا يوجد شخص مستقيم واحد يفكر بجدية أنه يجب معاقبتهم. وعلى أحد ان يهتم بهذه العائلات. لا يوجد شخص مستقيم يعتبر أنهم جميعا يستحقون الموت. بما في ذلك الطفلة التي كانت تحمل المقص. وملقي الحجارة الصغير. والمرأة التي وقفت على النافذة. وأيضا المخربين، نعم المخربين أولئك الذين قاموا بأفعال سيئة والحقوا الضرر بالابرياء هم ايضا ابطال بنظر ابناء شعبهم ويجب الاهتمام بعائلاتهم بالضبط مثلما أن القتلة عندنا هم ابطال والدولة تهتم بهم وبعائلاتهم.
السلطة الفلسطينية تفعل ذلك. هذا هو دورها. إسرائيل تقدم اموال اكثر بكثير من أجل احترام وتخليد ابطالها. ومنها بالذات يجب أن نتوقع بعض التفهم للجانب القومي المشابه للشعب الاخر.
سخرية القدر: ان طلب نتنياهو الوقع قبل يوم ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي باسبوع يوم الوفاء القومي لابطالنا. لا يجب أن نقيس كميات الدم التي سفكها ابطالنا امام ابطالهم. أو مدى البشاعة والضرر الذي لحق الابرياء. يكفي أن نتذكر: مثلما اننا نقف دقيقة صمت احياء لذكرى ابطالنا ونهتم بعائلاتهم فمن حق الفلسطينيين عمل ذلك بالضبط.

جدعون ليفي
هآرتس 27/4/2017

وماذا عن معاقي الجيش الإسرائيلي؟

صحف عبرية

أيمن نور لـ«القدس العربي»: شرعية مرسي يجب أن لا تكون شرطاً لأي تحالف معارض مقبل

Posted: 27 Apr 2017 02:43 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: يمثل أيمن نور، أحد رموز المعارضة المصرية الموجودة في الخارج، الذي أعلن منذ البداية رفضه الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين، وكان جزءاً من التحالف الذي سمي بدعم الشرعية، كما رفض أيضاً بيان 3 يوليو / تموز 2013.
ترددت أحاديث عن سعيه لتشكيل تحالف جديد يتخلى عن شرعية الرئيس الأسبق محمد مرسي لإجراء مصالحة في مصر، ما دعا بعض قيادات جماعة الإخوان في الخارج لإطلاق اتهامات بحقه تتعلق بخيانته للجماعة، والبحث عن مصلحته الشخصية.
نور تحدث لـ «القدس العربي»، عن حقيقة هذا التحالف، وعن مستقبله السياسي ورؤيته لما تشهده مصر من أحداث، فضلاً عن حكم بسجن 5 سنوات صدر ضده أمس الخميس، بتهمة «نشر أخبار كاذبة».
وفيما يلي نص الحوار:

٭ كيف ترى الأوضاع في مصر الآن؟
٭ مصر تعود للخلف، والنظام أضاع كل الفرص، بفعل الفشل والعناد والفساد، وأصبح لا يَصلُح ولا يُصلح
٭ تتهم في مصر بعلاقتك بالإخوان وتتهم في الخارج بالتخلي عنهم؟
٭ دعهم يزايدون هنا وهناك، فهذا لا يغير مواقفي الثابتة والواضحة وضوح الشمس، فالكل في الداخل والخارج يعلم أني على علاقة طيبة بكل القوى السياسية المصرية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وأؤمن بأهمية استعادة لُحمة الجماعة الوطنية المصرية لاستعادة الحرية والديمقراطية، لوطن لا يستحق ما آلت إليه أوضاعه. المزايدة من هنا أو هناك لا تعبر إلا عن استقلال موقفي وثباتي على المبادئ التي أؤمن بها، ولا أفرط فيها، وفى مقدمتها القبول بالآخر ورفض الإقصاء، إلا أن هذا لم ولن يؤثر على رؤيتي وموقفي السياسي والحزبي الواضح وضوح الشمس، فأنا ومن اللحظة الأولى ضد أي انقلاب على الصندوق والديمقراطية، وهذا لا يعني أني أؤمن لحد اليقين بأن الجميع شريك في الخطأ الذي يصل الآن لحد الخطيئة لأننا لم نتعلم بعد من دروس الماضي.
٭ ما حقيقة دعوتك لتشكيل تحالف جديد يقود مصالحة في مصر يتخلى عن شرعية مرسي في الحكم؟
٭ التحالفات تقوم على المشترك والمتفق عليه بين الجميع ولا تقوم على الأمور التي مازالت محل خلاف بين الفرقاء، وأي تحالف حقيقي لابد أن يقوم على مبادئ عامة ومجردة بعيدًا عن الأشخاص أو الأسماء. أنا شخصياً ضد الانقلاب ومن اللحظة الأولى من بيان 3 يوليو/تموز وحتى الآن أؤمن بأن محمد مرسي هو الرئيس الشرعي والمنقلب عليه.
ولكني أيضاً أدرك أن هناك من هو ضد السيسي لكنه ضد عودة مرسي، وإذا كانت لدينا رغبة في بناء تحالف واسع بين كل القوى السياسية فعلينا أن نتوافق على المشترك، ولكل فريق الحق في التمسك بما يراه في الأمور التي لم يتم التواصل لاتفاق حولها وأخلص مما فات للآتي، أولاً: لا تحالف يقوم على التخلي عن شرعية مرسي أو العكس. وثانيًا: أنا لست صاحب دعوة، ولم أطلق دعوة، بل أشارك في كل الحوارات بين مختلف القوى منذ ثلاثة أعوام ولم تسفر هذه الحوارات للآن عن إطار جامع لكل قوى الثورة المصرية، ما أتمنى أن يظهر في أقرب وقت ممكن. وأخيراً: لا حديث عن مصالحة مع هذا النظام، فنحن بحاجة لمصالحة بين قوى الثورة ثم مصالحة مجتمعية وكل من كان سببًا في الأزمة لا يمكن أن يكون جزأً من حلها.
٭ هل التمسك بشرعية مرسي بعد مرور 4 سنوات على الإطاحة به يمثل حلاً منطقيًا للأزمة السياسية في مصر؟
٭ النقطة الفاصلة هي أن نتمسك بوصف ما حدث يوم 3/7 أنه انقلاب وكل ما بُني على باطل فهو باطل، وأحسب أن الهم الأكبر الآن هو إسقاط هذا الانقلاب واستعادة الحياة الديمقراطية ويكون وقتها الشعب صاحب القرار.
٭ البعض يتهمك بالاستقواء بالخارج، فما ردك؟
٭ هذه الأكذوبة بدأت في زمن حسني مبارك عندما ترشحت ضده وهددت عرشه ومشروع توريث نجله، وظل الإعلام الرسمي يروج هذه الأكذوبة التي سقطت بسقوط نظام مبارك، ويبدو أنها عادت مع عودة هذا النظام وإعلامه في صورته الجديدة. وأعتقد أن انتمائي الوحيد هو محدود بحدود خريطة مصر وقضاياها وهمومها، والخارج الذي يدعى البعض الاستقواء به هو دائمًا بجانب الاستبداد وضد مواقفنا المناهضة له.
٭ هل تكتفي بالمعارضة من الخارج، أم أنك تطرح حلولا للأزمة؟
٭ مصر تشهد أكثر مما يمكن أن نصفه باحتقان، مصر يتهددها نظام فاشل وفاشي ودموي، ولا سبيل لإنقاذها إلا بخروج هذا النظام واستعادة الديمقراطية ومكتسبات ومبادئ وقيم ومطالب الثورة المصرية.
٭ ألا ترى ان تمسككم بعودة مرسي يقابل برفض من القوى السياسية والمواطنين في مصر؟
٭ القضية الآن أن يستعيد الشعب حقه في الاختيار، وعندما يختار الشعب بحرية ونزاهة علينا جميعاً أن نحترم هذا الاختيار وندافع عنه ولو اختلفنا معه.
٭ هل ستدعى للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة أم المقاطعة؟
٭ لا حديث عن انتخابات في ظل مناخ استبدادي واعتقالات وسجون وإعدامات وإقصاء للجميع، وأظن أن حزب «غد الثورة» مازال يدرس هذا الاحتمال ولم يصدر قرار نهائي من الحزب الذي أتشرف بالانتماء إليه.
٭ ما الأخطاء التي وقعت فيها القوى المدنية بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني؟
٭ الكل ارتكب أخطاء فادحة في حق الثورة، فهناك من فشل في بناء تحالف وطني واسع أخطأ، ومن لم يحترم نتائج الصندوق أخطأ، ومن لم يتعلم للآن من كل هذه الأخطاء يرتكب خطيئة كبرى.
٭ هاجمك بعض المحسوبين على الإخوان، منهم آيات عرابي متهمة إياك بالسعي لمصلحتك فقط؟
٭ لا أعرف من هي آيات عرابي ولا أحب الدخول في مثل هذه المعارك الجانبية الصغيرة التي لا تخدم إلا السيسي ونظامه.
٭ بعض قيادات الإخوان اتهمك بالاتصال بالفريق سامي عنان؟
٭ لم يحدث أن اتهمني أحد من قيادات الإخوان بهذا أو غيره ولا أظن أن أحدًا له هذا الحق لأني لا أفعل شيئا أخجل منه أبداً، وعلى كل حال لا يوجد اتصال مباشر بيني وبين الفريق سامي عنان منذ أن ترك موقعه الرسمي، وميثاق الشرف اُرسل لكل الأحزاب السياسية ومن بينها الحزب الذي يرأسه عنان، ولم يكن من الأحزاب التي وقعت على الميثاق أصلاً.
٭ ترددت أحاديث عن علاقتك بحزب الله وحصولك على تمويل منه؟
٭ هذا شيء مضحك ومؤسف، ولا يتجاوز كونه نوعا من أنواع الهبل، وبالأصح الاستهبال الذي يمارسه البعض على سبيل الابتزاز بالتشويه والتجريح، ويتناقض مع الحد الأدنى من المنطق والعقل.
٭ هل ترى أن الإخوان يقدمون حلولاً للأزمة التي تعيشها الجماعة أم أن الأمر بات مجرد تمسك بشعارات؟
٭ لم أتعود أن أتدخل في أي شأن داخلي لأي حزب أو جماعة سياسية لست عضواً فيها، ولكني أتمنى لم شمل كل تيار لأجنحته فهذا لا ينفصل عن احتياجنا للم شمل الجماعة الوطنية ككل.
٭ كيف يمكن مواجهة موجة الإرهاب التي تضرب مصر؟
٭ بالعدل والقانون والمساواة.
٭ ما تعليقك على الحكم الذي صدر ضدك أمس بالحبس 5 سنوات في نشر أخبار كاذبة؟
٭ أنا فوجئت بالحكم، ولا أعرف خلفيته أو موضوعه، لكنه يبدو أنه من نوعية الأحكام التي تصدر فجأة، وقد كلفت محامين لمعرفة خلفية الموضوع الخاص بالحكم، ومنطقيا الحكم غيابي، لا يحاسب رئيس مجلس إدارة سواء في الصحف أو في القنوات الفضائية، والمحكمة الدستورية قالت إن المسؤولية تقع على رئيس التحرير، إن كان الأمر يتعلق بنشر أخبار في صحيفة الحزب.

أيمن نور لـ«القدس العربي»: شرعية مرسي يجب أن لا تكون شرطاً لأي تحالف معارض مقبل

تامر هنداوي

معارض سوداني: نريد علاقة استراتيجية مع مصر لكن حكومتها لا تعمل على ذلك‎

Posted: 27 Apr 2017 02:43 PM PDT

الخرطوم ـ الأناضول: قال الأمين عبد الرازق، عضو الأمانة العامة في حزب المؤتمر الشعبي الإسلامي السوداني (معارض)، أمس الخميس، إن «العلاقة مع مصر يجب أن تكون استراتيجية، لكن حكومتها في الوقت الراهن لا تعمل لتحقيق ذلك».
وأضاف في ندوة، عقدت في جامعة الخرطوم، تحت عنوان «العلاقات السودانية المصرية تحديات الواقع وآفاق المستقبل»، «علينا ألا نخسر مصر، لكن عليها أن تعمل من أجل القصد ذاته أيضاً»، حسب مراسل الأناضول
وتابع «السياسيون في البلدين لم ينجحوا في تطوير العلاقات لتكون استراتيجية، خاصة أن هنالك مصالح مشتركة منها أمن البحر الأحمر والعلاقات التجارية والثقافية».
ومضى عبد الرازق، الذي يعمل أيضاً محاضراً في العلاقات الدولية، «مصر تستضيف المعارضين السودانيين، ولا تكترث للإساءات التي يقدمها بعض إعلامييها للسودان وشعبه».
وأضاف: «تُبْنى غالبية المواقف الرسمية المصرية على ملف المياه، خاصة أن الحزب الحاكم في السودان حزب إسلامي ومصر تتعامل معه مثل ما تتعامل مع جماعة الإخوان المسلمين».
ودعا عبد الرازق حكومة البلدين لـ»اتباع نهج الحكومة التركية خاصة بعد وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة، حيث انفتحت على كل دول العالم وفق تبني استراتيجية قائمة على المصالح المشتركة واحترام الآخر».
واتهم وزير الإعلام السابق بولاية النيل الأبيض ( جنوب)، عبد الماجد عبد الحميد مصر بـ«التعامل بعقلية أمنية مع الإعلاميين السودانيين، وهو نهج خاطئ لا يخدم المصالح.
وقال في الندوة ذاتها إن» الحديث عن وضع مصر لقائمة حظر لصحافيين سودانيين يوجب على حكومتنا وضع قائمة مماثلة للصحافيين الذين يسيئون للسودان».
وتابع «سياسة مصر الحالية تكسبها العداء من جيل الشباب السوداني الحالي الذي بات ينظر إليها كدولة مسيئة».
وزاد بالقول «وهذا الجيل تصدى لحملة الإساءة من بعض الإعلاميين المصريين بوسائل التواصل الاجتماعية الحديثة، متجاوزاً الإعلام الرسمي».
واعتبر عبد الحميد هذا التصدي «فعلا يشير إلى أن هذا الجيل لا يرتكن لمواقف السياسيين في البلدين وقد يتجه لخطوة أكثر تصعيداً».
وتابع: «العلاقة مع مصر مهمة لكن يجب أن تبنى على أساس من تبادل الاحترام ورعاية المصالح المشتركة».
وتوترت العلاقة بين البلدين، بعد مشاحنات في وسائل الإعلام، على خلفية قضايا عدة، منها النزاع على مثلث حلايب الحدودي، وموقف الخرطوم الداعم لسد النهضة الإثيوبي الذي تعارضه القاهرة، مخافة تأثيره على حصتها من مياه نهر النيل.
وأول أمس الأربعاء قال مساعد رئيس الجمهورية، ونائب رئيس حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) في السودان، إبراهيم محمود، إن «استراتيجية الدولة تتمثل في «تصفير الصراع مع مصر وكل دول القارة الإفريقية».
والأسبوع الجاري منعت وأبعدت السلطات المصرية إيمان كمال الدين، الصحافية في صحيفة (السوداني)، وكانت قبلها اتبعت النهج ذاته مع الصحافي الطاهر ساتي، الكاتب في صحيفة (الانتباهة)؛ ما أعتبره الاتحاد العام للصحافيين السودانيين «استهدافاً» واضحاً للصحافيين السودانيين بلا استثناء.
وكان وزيرا خارجية البلدين، السوداني إبراهيم غندور، والمصري سامح شكري، أعلنا تأييدهما لإبرام ميثاق شرف إعلامي بين بلديهما، يجنب «الإساءات» من أي طرف للآخر.

معارض سوداني: نريد علاقة استراتيجية مع مصر لكن حكومتها لا تعمل على ذلك‎

الخارجية تنتقد جلسة في الكونغرس الأمريكي حول مصر

Posted: 27 Apr 2017 02:43 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبو زيد، أمس الخميس، عن «الأسف الشديد للمنهجية والأسلوب الذي تم به تنظيم جلسة الاستماع التي نظمتها اللجنة الفرعية للاعتمادات الخارجية لمجلس الشيوخ الأمريكي بشأن مصر مؤخراً»، وما تضمنته من مطالبات من جانب الشهود الذين استمعت إليهم اللجنة بضرورة إعادة تقييم برنامج المساعدات الأمريكى لمصر على ضوء وجود انتهاكات لحقوق الإنسان.
واعتبر أن «النقاش حاد بشكل فج عن النمط المعتاد لتنظيم مثل تلك الجلسات على مدار سنوات طويلة، الأمر الذى أدى إلى خروجها بمثل هذا القدر من عدم الحيادية وتعمد القراءة السلبية للأوضاع في مصر».
وقال باحثان أمريكيان كبيران، أحدهما مسؤول سابق، إن «الانتهاكات غير المسبوقة لحقوق الإنسان والقمع السياسي في مصر يفاقمان حدة الأوضاع في البلاد»، وأوضحت مديرة برنامج الشرق الأوسط في معهد «كارنيغي» الأمريكي، ميشيل دان، خلال الجلسة إلى إن المظاهرات الشعبية زادت بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية.
وقالت إن «مصر تواجه خطرا إرهابيا حقيقيا، لكن الانتهاكات غير المسبوقة لحقوق الإنسان والقمع السياسي الممارس من طرف الحكومة منذ عام 2013، يشعل الوضع أكثر بدلا من إخماده».
وأكد كبير الباحثين في المجلس الأمريكي للعلاقات الدولية، توم إليوت إيرامز، إن الجيش المصري قد يكون قادرا على صد عدوان خارجي، لكنه ليس مهيأ للتعامل مع الوضع الداخلي، مشيرا إلى أن «زج آلاف المعارضين السياسيين في السجون من طرف نظام السيسي يزيد أعداد المتشددين».
وقال إن «مصر تصرف أموالها على تعزيز القدرات التقليدية للجيش، وبعض المشتريات تثير الأسئلة بشأن علاقتها بمكافحة الإرهاب».
ولفت إلى أن ‏تعامل مصر مع الأزمة الحالية «يؤدي إلى خلق الجهاديين، فإذا أخذت 60 ألف سجين سياسي في السجون المصرية – وهم أشخاص لم يرتكبوا أعمال عنف- وقمت بضربهم وإهانتهم في السجون وسجنتهم سنوات وحبسهم مع الجهاديين الحقيقيين، فإنك ستحصل في نهاية المطاف على المزيد من الجهاديين؛ وهذا ما يحصل في السجون المصرية».
وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية أن «أي متابع دقيق ومنصف لاتجاهات الرأي ومواقف عدد من المسؤولين الأمريكيين السابقين تجاه مصر، يكتشف من اللحظة الأولى أنه تم تنظيم تلك الجلسة بهدف الإضرار بالعلاقات الإيجابية التي تربط مصر بالإدارة الأمريكية الحالية، حيث تم توجيه الدعوة لثلاثة مسؤولين سابقين معروف عنهم توجهاتهم السلبية ضد الحكومة المصرية وتحيزهم المطلق ضد مصر وانحيازهم لقوى ومصالح أجنبية، تستهدف زعزعة استقرار مصر وأمنها».
وقال أبو زيد: «تم توجيه الدعوة للمسؤولين الأمريكيين السابقين الثلاثه المشار إليهم خلافاً لما جرت عليه العادة من أن يُدعى للشهادة ممثلون عن اتجاهات مختلفة مؤيدة ومعارضة ووسطية لضمان إثراء النقاش وحياديته».
وتابع: «بمتابعة النقاش الذي دار، يتبين تعمد تجاهل الدور الهام والمحوري الذي تقوم به مصر من أجل دعم استقرار منطقة الشرق الأوسط ومواقفها البطولية في الصفوف الأولى في الحرب ضد الإرهاب والأفكار المتطرفة والمسمومة، وما تواجهه من تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية نتيجة صمودها أمام عوامل عدم الاستقرار المحيطة بها إقليميا، والتي تتحمل أطراف خارجية المسؤولية الرئيسية فيما آلت إليه من دمار واضطراب».
وطالب المتحدث باسم الخارجية نواب الكونغرس الأمريكي بمجلسيه، ممن يتابعون مختلف جوانب العلاقات الأمريكية المصرية، بأن «يساهموا بإيجابية في ترميم بنيان تلك العلاقة وأن يواجهوا تلك الحملة التي تسعى لافساد الروح الإيجابية التي انطلقت من جديد في العلاقات المصرية الأمريكية، والتي من شأنها أن تفتح الآفاق مرة أخرى لضخ روح جديدة فى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في وقت يواجه فيه العالم تحديات جسام تتطلب بناء شركات ثابتة وقوية بين القوى الكبرى دوليا وإقليميا».

الخارجية تنتقد جلسة في الكونغرس الأمريكي حول مصر

مؤمن الكامل

إجراءات أمنية مشددة لتأمين زيارة بابا الفاتيكان لمصر اليوم

Posted: 27 Apr 2017 02:42 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: يصل البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، مصر اليوم الجمعة، في زيارة تستمر يومين يلتقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، كما يشارك في مؤتمر عالمي للسلام.
وتجري الاستعدادات في استاد الدفاع الجوي لاستقبال البابا، حيث خصص اليوم الثاني من زيارته، وهو يوم السبت، للقداس الذي سيجري في الاستاد في منطقة في التجمع الخامس.
ومن المقرر أن يصل البابا فرانسيس إلى الاستاد في الساعة التاسعة والنصف صباحا، ويدخل لتحية المواطنين الذين جاؤوا من جميع محافظات مصر، ممثلين للطوائف الكاثوليكية الست في مصر.
ومن المتوقع أن يبلغ عدد الحضور 25 ألف مواطن، منهم 2500 تقريبا سيتواجدون في أرض الاستاد لمشاركة البابا القداس.
ويشهد محيط استاد الدفاع الجوي استنفارا أمنيا ونشر التشكيلات الأمنية، ويجري قسم المفرقعات في وزارة الداخلية مسحا شاملا للاستاد وتعقيمه بالكامل بواسطة الكلاب البوليسية وأجهزة الكشف عن المفرقعات.
وستتم إقامة نقاط تفتيشية متقدمة عن الأبواب الرئيسية لتأمين الصلوات والمترددين على المكان، وتفعيل منظومة كاميرات المراقبة والاستعانة بالشرطة النسائية، للمشاركة في عملية التأمين والتفتيش الذاتي للسيدات.
وعقد مساعدو وزير الداخلية والقيادات الأمنية أمس اجتماعات مع الضباط والأفراد وقوات الأمن المشاركين في تأمين الزيارة، حيث راجعوا خطط التأمين وبدائلها وشددوا على اليقظة وتوسيع دائرة الاشتباه، والتعامل بحسم وقوة مع أي محاولات للخروج على القانون، كما تم نشر القوات في جميع مداخل ومخارج العاصمة.
كما مشط خبراء المفرقعات المنشآت الهامة والحيوية والأماكن التي من المفترض أن يزورها البابا، وشددت الأجهزة الأمنية على أهمية تمشيط الشوارع من السيارات المجهولة والدراجات البخارية بجوار الكنائس والمنشآت.
وطالب وزير الداخلية، القيادات الأمنية في الوزارة، بتطبيق الخطة الأمنية على مستوى الجمهورية تحسباً لقيام العناصر الإرهابية بتنفيذ عمليات من شأنها إفساد زيارة البابا لمصر.
كذلك، تشن أجهزة الأمن حملات موسعة تستهدف مناطق عدة في القاهرة لاستهداف العناصر السياسية والجنائية المطلوبة للجهات الأمنية.
وترتكز خطة وزارة الداخلية على محاور أبرزها، تأمين شخصية بابا الفاتيكان نفسه، منذ وصوله للمطار، بتعيين طاقم أمني رفيع المستوى من قبل الإدارة العامة للحراسات الخاصة وضباط العمليات الخاصة بوزارة الداخلية، لمرافقة البابا في كل تحركاته، فضلاً عن تأمين القيادات القبطية التي تصاحبه أثناء تحركه وعلى رأسهم البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية.
وتصاحب قوة تأمين بابا الفاتيكان، سيارات للتشويش على المواد المتفجرة وأجهزة الكشف عنها، فضلاً عن تأمين مسارات موكب البابا أثناء تحركاته منذ وصوله للبلاد وحتى مغادرته للمكان.
وتشارك سيارات الشرطة الحديثة المزودة بأحدث الوسائل والمعدات التكنولوجية ووسائل الاتصال والربط، ومدعمة بمنظومة كاميرات متطورة، كما تؤمن وزارة الداخلية زيارة البابا لمشيخة الأزهر، واللقاءات التي يجريها البابا أثناء وجوده في القاهرة، بواسطة قوات الأمن المركزي.
وقال مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، غريغ بورك، في مؤتمر صحافي حول الزيارة الرسولية الثامنة عشرة للبابا: «ما من قلق فيما يتعلق بزيارة البابا إلى مصر»، وأضاف: «البابا لا يريد استخدام سيارة مصفحة خلال زيارته إلى مصر وسيستخدم سيارة مغلقة، لكن غير مصفحة».
وبين أن «البابا سيلقي خلال الزيارة خمسة خطابات، بدءًا من الخطاب الأول في المؤتمر العالمي للسلام، ويليه اللقاء مع السلطات المدنية، والزيارة إلى البابا تواضروس الثاني على أن يتوجها في ختام اللقاء إلى كنيسة القديسين بطرس وبولس من أجل صلاة مسكونية على شهداء اعتداءات كنيستي مار جرجس والمرقسية، أما في اليوم الثاني فسيحتفل قداسته صباحاً بالقداس الإلهي، على أن يلتقي بعد الظهر بالإكليروس المحلي».
وتابع، مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، «نحن نعيش في عالم، حيث يشكل العنصر الأمني جزءًا من الحياة اليومية، وعلى الرغم من ذلك فإننا نود المضي قدمًا بشكل عادي، وفق ما أراده البابا».
وأشار إلى أن «البابا يريد أن يعطي علامات إيجابية بأنه مطمئن وهو يعرف جيداً الوضع في مصر، ويعرف ما حصل مع الأقباط في السنوات الأخيرة خاصة يوم أحد الشعانين، لكنه يريد أيضاً أن يعطي علامة إيجابية، وبالتالي سيتنقل بسيارة عادية خلال القداس الإلهي يوم السبت ليكون وسط الناس وخلال اللقاء في الإكليريكية مع الكهنة والمكرسين والإكليريكيين».
وحول أهمية المؤتمر العالمي للسلام، أشار بورك إلى أن «الرسالة الحقيقية للمؤتمر هي التحدث عن السلام كأشخاص دينيين يعملون من أجل السلام»، مؤكدا أن «البابا يرغب من هذه الزيارة في بناء حوار ينعكس في الأبعاد الثلاثة لزيارته: البعد الراعوي من أجل الجماعة الكاثوليكية الحاضرة في البلاد، والبعد المسكوني في الحوار مع الأقباط الأرثوذكس، وبُعد الحوار بين الأديان».

إجراءات أمنية مشددة لتأمين زيارة بابا الفاتيكان لمصر اليوم

تامر هنداوي

ملك الأردن «يدافع بالعمق» على حدود سوريا… ما الذي تعنيه هذه «العبارة»؟… الرد على «تحرش» الأسد تضمن تشخيصاً يفيد بأنه أراد «إستعراض» قدرته على الوصول لمعلومات فقط

Posted: 27 Apr 2017 02:42 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي»: ما الذي تعنيه بصورة محددة عبارة» ندافع بعمق» التي إستعملها العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني أمس الأول وللمرة الثانية فقط خلال إستقباله أركان الإعلام الرسمي ورؤساء التحرير في بلاده؟
طبعاً لا يوجد تفسير «سياسي» مباشر لهذه العبارة التي رددها الملك مرتين فقط وبالتالي لم يلتقطها الإعلام الرسمي المحلي ولم تحظ بالأضواء المناسبة رغم أهميتها في تقديم شرح مفصل ودقيق لإستراتيجية الأردن عندما يتعلق الأمر بالحدود مع جنوب سورية.
بوضوح إرتبطت عبارة «الدفاع بعمق عن حدودنا» بالشطر الثاني من الفكرة الملكية والتي تقول مباشرة «لا حاجة لنا لإرسال الجيش الأردني إلى الأرض السورية «.
العبارة بكل حال ليست سياسية بل «فنية وخبيرة ولها علاقة بالبعد العسكري» ويستعملها العسكر المحترفون فقط وفقاً لمصادر «القدس العربي» وعندما صدرت عن العاهل الأردني برزت رداً ضمنياً في ما يبدو للتهديد من تلويحات وتهديدات الرئيس بشار الأسد للأردن الأسبوع الماضي.
في رأي وتحليل غرفة القرار الأردنية تحرك الأسد ووصف الأردن بالإسم في تصريح شهير تم تجاهله ورد عليه فقط الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد مومني حصريا بعدما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاهل الأردن بأنه «محارب» بالتزامن مع تحديد مكان جغرافي «اقرب للحدود مع سوريا» لإستضافة النسخة الجديدة من مناورات الأسد المتأهب بمشاركة 23 دولة.
تقرأ الغرفة الأردنية ايضا ما يلي: الأسد لم يقل مباشرة بأن الجيش الأردني يتهيأ لدخول سورية من الجنوب بل ربط الأمر بـ»معلومات لديه» مع اشارة غامضة تمكن الخبراء الأردنيون من تفكيكها لاحقا عن مصادر «عائلات وعشائر» في جنوب سورية يصر الأردن على انه قريب جداً منها.
لذلك وعندما بحث الأردنيون عن تفسير منطقي لأسباب وخلفيات التصريح الشهير للرئيس الأسد حول دخولهم الوشيك عسكريا للجنوب بأوامر أمريكية كما قال لم يجدوا أكثر من «الإيحاء الرئاسي بوجود معلومات».
ترددت الفكرة بوضوح ولم تخرج للإعلام خلال اللقاء الملكي في عمان مع نخبة من الإعلاميين فقد فهم الحضور بأن التشخيص الرسمي يميل للإعتقاد بأن الرئيس بشار «إخترع» قصة دخول الأردن عسكريا لجنوب بلاده لسبب واحد فقط يتيم وهو «الإستعراض بأن لديه معلومات» والإيحاء لوسائل إعلامه والشعب السوري بأن الحصار المفروض عليه في دمشق لا يمنع قدرته على إستخلاص المعلومات.
يبدو الإستنتاج منطقياً في جانبه السياسي لأن الأسد تحدث مباشرة عن قدرة نظامه على إستخلاص معلومات من عائلات وعشائر في درعا تزعم عمان بأنها قريبة جدا منها .
وربط بوضوح ايضا تحذيراته بخصوص دخول قوات اردنية بفكرة «إملاءات أمريكية» تزامنت مع الزيارة الملكية الأخيرة لترامب وواشنطن.
الأردنيون يقولون بوضوح الأن بأن الأسد «نهشهم قليلا» ليس بناء على معلومات حقيقية ولكن بموجب الإيحاء بأن لديه معلومات.
لذلك إستوجب موقف الأسد رداً ملكياً مختصراً وملكياً «لا نحتاج اصلا عسكريا لدخول سوريا، الجيش الأردني لا يحتاج ذلك فنيا، وإستراتيجتنا الدفاع بعمق وحدودنا الشمالية لديها كل الوسائل المطلوبة للتصدي للإرهاب».
يمكن ببساطة ملاحظة ان من يتحدث ويرد هنا هو «القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية» ورأس الهرم وليس أي مسؤول حكومي.
بوضوح يكرر وزير الإتصال الناطق الرسمي الأردني لـ «القدس العربي» مجدداً بأن موقف بلاده أوضح من أي موقف آخر والإستراتيجية لم تتغير.
لكن مثل هذا التصريح العمومي لا يكفي لتعبئة فراغات فضول التساؤلات عند الرغبة في تفكيك شيفرات التشخيص العسكري الفني الذي قدمه الملك عبدالله الثاني وبلغة سياسية وأمام إعلاميين في مسألة إستراتيجته الأمنية بخصوص ما يجري على حدود بلاده الشمالية .
خبراء العسكر وليس السياسة يعلمون بأن منهجية «الدفاع بالعمق» تعني ببساطة ثلاث تقنيات أمنية عسكرية أساسية، الردع ثم الرقابة بعمق الأراضي السورية وحيث الخطر، وأخيراً القدرة الفنية على التحرك الرشيق عندما يحتاج الأمر.
ليس سراً هنا ان الردع متحقق في معادلة «تأمين الحدود» بأحدث وسائل الدفاع حيث منصات صواريخ أمريكية وقوات ج`اهزة للإلتح`ام براً وج`واً.
الرقابة بعمق أيضاً شرط متحقق حيث أجهزة رادار متطورة جداً تراقب وترصد أي حركة على بعد 40 كيلومتراً مع «دوريات جوية» وصور لأقمار صناعية من المرجح ان إسرائيل تتكفل بها أحيانا .
يبقى التحرك الرشيق إذا ما تحرك الخطر أو وجد أصلا وهنا حصريا يكمن مفهوم «الدفاع بالعمق» بمعنى توفير إمكانية فنية لتحريك قوة ردع دفاعية صغيرة العدد ورشيقة تنهي «مهمة خاصة» وصغيرة وسريعة لأسباب دفاعية أردنية إذا لزم الأمر ومبرر التحريك هنا هو إصرار بشارالأسد على ترك جنوب سورية وعدم وجود ما يسميه المومني بمظاهر سيادة الدولة السورية في الجنوب.
نتحدث هنا عن قوة»عمليات خاصة» تستطيع التحرك ضد تنظيم «الدولة ـ داعش» حصريا إذا ما فكر بالإقتراب وفي عمليات سريعة يتيحها القانون الدولي ومن دون الحاجة «لإرسال جيش نظامي»، الأمر الذي يعتقد انه سبب قول الملك بأن الجيش الأردني لا يحتاج لدخول الأرض السورية .

ملك الأردن «يدافع بالعمق» على حدود سوريا… ما الذي تعنيه هذه «العبارة»؟… الرد على «تحرش» الأسد تضمن تشخيصاً يفيد بأنه أراد «إستعراض» قدرته على الوصول لمعلومات فقط
«القدس العربي» تتبع الخيط:… ثلاثية ردع ثم رقابة وتحرك قوة خاصة برشاقة عند الحاجة
بسام البدارين

لبنان: إضراب الشاحنات استمر وجنبلاط سخر من برودة أعصاب وزير الداخلية… والحريري يخلط الاوراق قبل جلسة 15 أيار بإنقلابه على التمديد للمجلس

Posted: 27 Apr 2017 02:42 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي»: لليوم الثاني على التوالي وقع قسم كبير من اللبنانيين أمس رهينة أصحاب الشاحنات الذين لم ينجحوا في قطع شرايين الطرقات الرئيسية بعد قرار مجلس الأمن المركزي برئاسة وزير الداخلية نهاد المشنوق بعدم السماح بقطع الاوتوسترادات بعد اتصال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بوزير الداخلية وتلويحه بالاستعانة بالجيش اللبناني لفتح الطرقات.
ولقيت خطوة اقفال الطرقات وتفرّج القوى الأمنية على المعتصمين استياء العديد من المواطنين ووسائل الاعلام حيث اعتبروا ما حصل استباحة لكرامة اللبنانيين وإهانة جماعية لهم في وضح النهار، والاسوأ أن الطرقات أقفلت على مرأى ومسمع العناصر الأمنية التي اكتفت في المرحلة الأولى بتأدية دور «الوسيط» أو قوة الفصل بين المعتصمين والمواطنين الغاضبين.
وفي تعليق على هذا المشهد، غرّد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أمس عبر حسابه على موقع «تويتر»، قائلاً: «يدير وزير الداخلية أمن الطرقات وحوادث السير واضراب الشاحنات ببرودة اعصاب وكأنه في القطب الشمالي عند أهله على مهلُه.»
واعتبرت مصلحة النقابات في حزب القوات اللبنانية أن «الاعتصامات المطلبية التي شهدها لبنان خرجت وللأسف عن إطارها المطلبي المحق لتأخذ المواطنين رهائن من خلال إقفال الطرقات، والأخطر من ذلك الإعتداء عليهم بالضرب كما الترهيب بالسلاح المتفلت مما يعيد للأذهان منطق شريعة الغاب التي تتناقض مع مبدأ قيام الدولة القوية القادرة التي نسعى لبنائها». وطالبت المصلحة « القوى الأمنية بالقيام بواجبها في حماية المواطنين ومنع إقفال الطرقات كما إستخدام القوة إذا لزم الأمر لتطبيق القوانين وفرض هيبة الدولة». واختتمت: «من مسؤولية القوى الأمنية حفظ الحريات ومن مسؤولية الشعب أن يعي أن حريته تنتهي عند المساس بحرية الآخرين».
ولم تخل هذه التحركات من الطابع السياسي، وطرح كثيرون أسئلة حول توقيت هذه التحركات بالتزامن مع احتدام الخلاف بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري حول قانون الانتخاب والتمديد للمجلس النيابي حيث رفع عون نبرته ضد التمديد للمجلس ولو لدقيقة واحدة. وقال: «التمديد للمجلس النيابي يجب ان لا يحصل ولا يهدّد احدٌ به، لأنّ فيه خراباً للبنان».
وأضاف: «حتى مهلة 20 حزيران / يونيو المقبل يمكن وضعُ قانون انتخابي جديد وحتى لو وصلنا إلى 20 حزيران، لا فراغ سيحصل في المؤسسات وليقرأوا الدستور»، سائلاً: «من في استطاعته أن يقول لنا انّنا إذا ما مدّدنا للمجلس مرّة ثالثة، انّ هذا الأخير لن يقوم بالتمديد لنفسه مرّة رابعة؟».
وقد قابل بري موقف رئيس الجمهورية بالقول: «أنا كرئيس مجلس حدّدت موعد جلسة 15 أيار / مايو لتفادي الفراغ».
وأضاف: «أنا ضدّ تمديد الولاية النيابية لسَنة، وحتى إذا ذهبنا إلى القانون النافذ فإنّ التمديد يجب ان يقتصر على الوقت الضروري لإجراء الانتخابات من خلال تعديل المهل، ولن يتعدّى هذا التمديد خمسة أشهر».
وتابع: «في حال عُدنا إلى قانون 2008 أي قانون الستين، فلينزع البعض من رؤوسهم فكرة نقل مقاعد نيابية كشرط لاجراء الانتخابات وفق الستين».
لكن الجديد السياسي هو موقف رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أبلغه إلى الرئيس بري برفض حضور جلسة التمديد للمجلس في 15 أيار في حال لم يتم الاتفاق على قانون الانتخاب، مبدياً انفتاحه على الطروحات الانتخابية المتداولة وداعياً الأطراف الاخرى إلى تقديم تنازلات متبادلة للالتقاء حول مشروع مشترك، مذكّراً أنه كان ضد اعتماد النسبية ثم وافق عليها. ولم يعترض الحريري على الصيغة التأهيلية بعكس بري وحليفه النائب وليد جنبلاط. واعتبر الحريري « أن المشروع التأهيلي فرصة للتوافق بين الفرقاء في ظل وجود صعوبة في الاتفاق على مشروع آخر».
ودعا الحريري إلى التضحية من أجل البلد، معلناً أنه لم يعد موافقاً على التمديد للمجلس النيابي لأنه لا يريد خلافاً مع القوى المسيحية الرئيسية وانقساماً كبيراً في البلد.
وعلمت «القدس العربي» أن الحريري يطرح إجراء الانتخابات على اساس النسبية في مجلس نيابي يحترم المناصفة بين المسيحيين والمسلمين إلى جانب تأليف مجلس للشيوخ ينتخب على اساس مشروع اللقاء الاورثوذكسي. وفي المعلومات أن الرئيس بري أنجز مشروعه الانتخابي وأرسله إلى عدد من الأطراف بينها الحريري والرئيس ميشال عون وأرسله امس الوزير علي حسن خليل إلى النائب وليد جنبلاط بواسطة النائب غازي العريضي، واقتراح بري ليس بعيداً عن اقتراح الحريري لجهة التأكيد على المناصفة في المجلس النيابي رغم أن اتفاق الطائف يتحدث عن تشكيل مجلس الشيوخ بعد انتخاب أول مجلس نيابي خارج القيد الطائفي.
وحسب أوساط الرئيس بري فإنه كرئيس مجلس يتخلى طوعاً عن جزء من صلاحياته كرئيس مجلس لصالح إنجاز التسوية وتأليف مجلس شيوخ.
وبذلك خلط الحريري الاوراق قبل جلسة 15 أيار التي تعارضها الأحزاب والكتل المسيحية الرئيسية.
وكان الرئيس بري أعلن أنه «ليس مع اقتراح التأهيل الطائفي الذي طرح اخيراً للنقاش»، وقال امام لقاء الاربعاء النيابي: «لدي أكثر من صيغة للنقاش منها الصيغة المستمدة من الدستور والتي ترمي إلى انتخاب مجلس نيابي على أساس النسبية وإنشاء مجلس للشيوخ».

لبنان: إضراب الشاحنات استمر وجنبلاط سخر من برودة أعصاب وزير الداخلية… والحريري يخلط الاوراق قبل جلسة 15 أيار بإنقلابه على التمديد للمجلس

سعد الياس

عشرات القتلى والجرحى في قصف جوي على ريف إدلب شمالي سوريا وغارات على مرفقين طبيين تودي بحياة رضيعين

Posted: 27 Apr 2017 02:41 PM PDT

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قتل 18 مدنياً بينهم نساء وأطفال وسقط عشرات الجرحى بقصف جوي على عدة بلدات بريف إدلب شمالي سوريا، استهدف خلالها مستشفى ونقطة طبية.
وقال عبادة ذكرة مسؤول قطاع الدفاع المدني في مدينة معرة النعمان وريفها جنوب إدلب، إن أربعة أطفال وامرأة قتلوا وأصيب 8 آخرون بقصف جوي يعتقد أنه روسي على بلدة معرشورين كما خلف القصف دماراً وحرائق في المكان المستهدف.
وأوضح أن الطيران الحربي قصف مستشفى الجامعة بقرية دير شرقي مدينة معرة النعمان، بأربعة غارات جوية أدت لسقوط ثلاثة قتلى مدنيين وإصابة 10 آخرين بينهم عدد من كادر المستشفى الذي خرج من الخـدمة بشـكل كامـل.
ولفت إلى أن الطائرات تعمّدت استهداف فرق الدفاع المدني أثناء عمليات الإنقاذ حيث أدى القصف لأضرار في المعدات من دون سقوط ضحايا.
وأضاف ذكرة أن الطيران الروسي استهدف نقطة طبية في بلدة معر زيتا بذات المنطقة ما أدى لسقوط أربعة قتلى بينهم أطفال وإصابة 10 آخرين وخروج النقطة الطبية عن العمل.
وأكد المتحدث أن الطيران التابع لسلاح الجو الروسي يتعمد استهداف المستشفيات والنقاط الطبية في محافظة إدلب بشكل مباشر وهو ما أدى لخروج نحو 10 مراكز ونقاط طبية، من العمل كحصيلة لهذا الشهر.
وقتل ثلاثة أطفال ووالدتهم بقصف جوي روسي بتسع غارات جوية بصواريخ شديدة الانفجار استهدف بلدة خان شيخون جنوب ادلب ما أدى لدمار واسع وتمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال عدة مصابين.
وقتلت طفلتان وأصيب ثلاثة آخرون بقصف جوي روسي استهدف بلدة سرجة بجبل الزاوية جنوب إدلب، كما أصيب عدد من المدنيين بقصف على حمام اثري وسط بلدة سرمين شمال مدينة إدلب حسب معلومات حصل عليها مراسل الأناضول من ناشطين محليين.
وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بقتل عشرة مدنيين بينهم رضيعان امس الخميس في غارات ان «طائرات روسية على الارجح» نفذتها على مرفقين طبيين في شمال غرب سوريا، متسببة بتضرر حاضنات أطفال.
وهذه هي المرة الثالثة التي تتعرض فيها مرافق طبية في محافظة ادلب لضربات جوية منذ السبت الماضي.
وأفاد المرصد بأن «طائرات حربية يرجح انها روسية استهدفت فجر الخميس بأربع غارات متتالية مستشفى قرب قرية دير شرقي» في ريف ادلب الجنوبي.
وأدى القصف إلى تضرر مضخة الأوكسيجين في المستشفى وبالتالي انقطاع الأوكسيجين عن المرضى، ما أودى بحياة «ستة مدنيين بينهم رضيعان، كانوا موجودين في العناية المشددة وحواضن الأطفال»، كما أصيب آخرون بجروح بعضهم في حالات خطرة.
وتضررت في قسم الأطفال حديثي الولادة حاضنة على الاقل وسقطت من مكانها ولحق دمار كبير بغالبية اقسام المستشفى وبينها العناية المركزة والاجهزة الطبية، كما انهار جدار الصيدلية التابعة للمستشفى، على رفوف وصناديق الادوية.
وتحولت جدران غرف عدة إلى ركام سقط على الاسرة، كما تدلت القضبان الحديدية من جدران اروقة المستشفى.
ويأتي استهداف المرفقين الطبيين الخميس بعد يومين من استهداف طائرات «يرجح انها روسية» محيط مستشفى ميداني في بلدة كفر تخاريم في ريف ادلب الشمالي الغربي ما أدى لخروجه عن الخدمة، وفق المرصد.
كما استهدفت طائرات لم يعرف ان كانت روسية أم سورية السبت مستشفى ميدانياً داخل مغارة في منطقة عابدين، وتسببت أيضا بخروجه من الخدمة وإصابة خمسة من أفراد طاقم عمله.
وتعرض ريف ادلب الجنوبي أمس لتصعيد في القصف الجوي، تسبب وفق المرصد بمقتل أربعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال في قرية معرشورين بالاضافة إلى ثلاثة مدنيين هم سيدة واثنان من أطفالها في خان شيخون إلى جانب طفلتين في قرية سرجة.
ولا يزال عدد القتلى مرشحاً للارتفاع نتيجة وجود جرحى في حالات خطرة فضلا عن مفقودين، حسـب المرصـد.
ويسيطر ائتلاف فصائل مقاتلة وإسلامية أبرزها «جبهة فتح الشام»، (النصرة سابقا) منذ صيف العام 2015 على كامل محافظة ادلب التي غالباً ما تتعرض لغارات جوية سورية وروسية. كما يستهدف التحالف الدولي بقيادة واشنطن دورياً قياديين جهاديين في المحافظة.
وتنفذ موسكو، أبرز حلفاء دمشق، منذ أيلول/سبتمبر 2015 ضربات جوية مساندة لقوات النظام في سوريا، تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات أخرى.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 320 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

عشرات القتلى والجرحى في قصف جوي على ريف إدلب شمالي سوريا وغارات على مرفقين طبيين تودي بحياة رضيعين

إعلامية موالية للنظام خلال مؤتمر في العاصمة دمشق: الإعلام السوري كذَّاب وغير وطني

Posted: 27 Apr 2017 02:41 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي»: رغم كل محاولات التستر والتعمية التي يمارسها نظام بشار الأسد، على الفئة الموالية لتغييب الحقائق، تظهر بين الفينة والأخرى أصوات نشاز، من الفئة الموالية أوالطائفة العلوية، تدرك الحقائق، وتصرح بها.
وفي هذا الصدد ضج مدرج مكتبة الأسد في قلب العاصمة السورية دمشق، بصوت الإعلامية الموالية، وفاء سمور وهي تتهم الاعلام السوري بأعلى صوتها بـ «الاعلام الكذاب والغير وطني» واصفة بعض الإعلامين بالكذب، في إشارة إلى الدكتور «فايز الصايغ» مدير وكالة «سانا» الرسمية الأسبق.
اصطحب المؤتمر الوطني الأول الذي نظمته وزارة الإعلام السورية، في مكتبة الأسد تحت عنوان «حق المواطن في الإعلام» خلال جلسته الأولى ضجة كبيرة، بعد أن وصفت الإعلامية سمور في مداخلة لها خلال المؤتمر، الإعلام الرسمي بالكاذب وغير الوطني، ناعتة مؤسسات الإعلام السورية بالغير وطنية، وأنها لو كان وطنية «لما تفجر القضاء لأن الإعلام هو دار القضاء»، متهمة الإعلاميين ومسؤولي المواقع الإعلامية الموالية بالكذب على بشار الأسد، متابعة انتقادها للإعلام الموالي حيث اتهمت مسؤولي تحرير الصحف الرسمية بالخوف على مناصبهم، وعدم قدرتهم على العمل كإعلاميين وتأدية مهامهم بشكل وطني.
الإعلامي نضال زغبور، المنسق العام للمؤتمر حاول من على منصته الرئيسية، اسكات سمور وتهدئتها، إلا أنها رفضت ثنيها عن متابعة اتهاماتها، ودللت على صحة كلامها حول كذب الاعلام السوري، بأنها كانت في زيارة لمدير وكالة «سانا» الأسبق فايز الصايغ وأخبرها خلال الجلسة ان «رؤساء التحرير يخافون، خشية على مناصبهم»، وذلك بحضور الصايغ نفسه، حيث توجهت سمور في سؤالها إلى الحضور «اذا كان رئيس تحرير في «سانا» يخاف، فكيف ببقية الناس، بل كيف يمكننا كإعلاميين ممارسة عملنا، ومتى يمكن لهذا الاعلام أن يصدق، الاعلام بحاجة إلى قلم صادق، الاعلام السوري ليس وطنياً، ولو كان وطنياً لما تفجر القضاء، انتم كذبتم على الأسد، ولن أسمح لكم ان تسكتوني، انتم غير محترمين»، مما اضطر أحد منسقي الحفل، إلى اعتراض حديثها منتزعاً مكبر الصوت «المكرفون» من يدها، وذلك بحضور وزراء وباحثين وإعلاميين وكتّاب، للبحث في حوارات مفتوحة حول الحرية والإعلام «المرجعيات والرؤى» ودور المؤسسات في صناعة الرأي العام والإعلام «الوطني» والخاص والنخب والمرأة والثقافة والبعد الديني في الإعلام.
وحسب وكالة «سانا» للأنباء التي نقلت في شريط مصور فعاليات المؤتمر، واقتطعت منه مداخلة الإعلامية سمور فقد ركزت «مداخلات المشاركين في الجلسة الأولى للمؤتمر على ضرورة ضمان حق المواطن في الحصول على المعلومة الصحيحة ومنح وسائل الإعلام المساحة الكاملة للعمل بعيداً عن أي قيود ووجود نصوص قانونية واضحة وصريحة لمعرفة حقوق وواجبات هذه الوسائل».
ودعا المشاركون إلى «إعادة رسم الاستراتيجيات والأهداف للإعلام السوري للوصول بشكل أكبر إلى قضايا المواطنين الخدمية والمعيشية حيث من حقهم أن يلامس الإعلام مشاكلهم وهمومهم اليومية مؤكدين ضرورة إيلاء الإعلاميين اهتماما كبيرا وإيجاد صيغ قانونية تضمن لهم ممارسة عملهم والتطرق بمهنية وشفافية إلى مختلف القضايا التي يواجهونها»، حسب الوكالة.
فيما صرح زغبور خلال المؤتمر إلى أن «ما روجه الإعلام المعادي لسورية الذي تم تسخير تقنيات مذهلة وأموال خرافية لخدمته كان مجرد هراء وأكاذيب راهنت على الوقت والاحتيال والخديعة والإيهام وأن الأيام والوقائع أثبتت انحيازه وكذبه» حسب تعبيره.
فيما اعتبر الإعلامي والصحافي المعارض «سليم الجوخدار» ان الإعلامية «وفاء سمور» التي صرخت أمام حضور عشرات الشخصيات الهامة والمؤثرة في حكومة النظام، بأن «الاعلام كاذب، وغير وطني، لم تصرح بما صرحت به، لولا نفاد صبرها، وضيق صدرها بما يحصل من كذب وتغيير للواقع من قبل الوكالات الرسمية الناطقة باسم حكومة النظام، أو حتى الخاصة منها، والتي يترأسها ويمولها مسؤولو النظام وأزلامه».

إعلامية موالية للنظام خلال مؤتمر في العاصمة دمشق: الإعلام السوري كذَّاب وغير وطني

هبة محمد

معارك فصائل المعارضة في حماة تتحول من الهجوم إلى الدفاع

Posted: 27 Apr 2017 02:41 PM PDT

حماة ـ «القدس العربي»: استطاع النظام السوري السيطرة على المناطق التي هاجمتها عدة فصائل كان من أبرزها «هيئة تحرير الشام»، ولم تقف سيطرة النظام عند هذه الحد بل تمكن من السيطرة على مناطق كانت بحوزة الفصائل من أهمها بلدة طيبة الإمام وحلفايا، وسط مخاوف من استمرار النظام بتوسيع سيطرته لتشمل بلدة مورك واللطامنة.
وحول هذا الموضوع، يؤكد عمر خطاب الناطق العسكري باسم « حركة أحرار الشام»: «أن الحركة لم تغب عن معارك الهجوم حتى تغيب عن معارك الدفاع، وهذا واجب علينا، ومن كان على الأرض في ريف حماة الشمالي يعلم أن أحرار الشام لها من نقاط الرباط ما هو متفق عليه مع بقية الفصائل وآزرت إخوانها، وهذا واجب علينا أديناه».
وأكد أن الحركة تطالب وتسعى لتشكيل غرفة عمليات مشتركة، مبيناً «لطالما سعينا لتشكيل غرفة عمليات مشتركة سواء في معارك الهجوم أو في معارك الصد، وللآن نسعى ويدنا ممدودة للجميع لتوحيد الجهود العسكرية، ونبحث عن تشكيل جديد على غرار جيش الفتح، وليس من المحال أن يعود هذا الجيش ليضم فصائل الثورة وعلى نطاق أوسع».
كما طالب خطاب، بعمل عسكري فيه تكتيك جديد وأن يكون عملاً مشتركاً للفصائل، مشيراً إلى «أن العمل العسكري يحتاج تطويراً في الاسلوب وتغييراً في التكتيك فلا نريد أن نفتح معركة لمجرد المعركة فقط ويجب أن نبحث عن عمل مشترك جامع لفصائل الثورة نحقق من ورائه مكاسب تعيد إلى الثورة ألقها وبريقها».
وحول هذا الموضوع، يقول الناشط في ريف حماة عبيدة أبو خزيمة لـ «القدس العربي»: «بسيطرة قوات النظام على مدينة حلفايا تكون بذلك أمنت عمق المناطق الخاضعة لسيطرتها ومنها محيط مدينة محردة، كما تعتبر حلفايا مفتاح الريف الحموي شمالا وسوف تتخذ منها قوات النظام نقطة للانطلاق باتجاه المناظق في ريف حماة الشمالي وتستخدمها كنقطة ارتكاز، وبذلك ينتقل النظام إلى الهدف الحالي وهو السيطرة على الزلاقيات والبويضة كونهما تشكلان الطريق للوصول إلى مدينة مورك كهدف أول و إجبار الثوار على التراجع إلى الخطوط التي انطلقوا منها في معركة مروان حديد».
ويذهب الناشط إلى أن هدف النظام إذا تمكن من الوصول للزلاقيات هو مدينة مورك، وعن أهميتها يقول: «تكمن أهمية مورك كونها مفتاح ريف إدلب، وإذا سيطرت قوات النظام على مدينة مورك تكون اقتربت من الوصول إلى خان شيخون بالإضافة إلى إشرافها على طرق إمداد الثوار في ريف حماة الشمالي وادلب الجنوبي، وتبعد مورك عن صوران قرابة 13 كم وعن تل بزام 6 كم التي تسيطر عليهما قوات النظام، علماً أن قوات النظام حاولت السيطرة على حاجز السيريتل لكي تقترب من مدينة مورك».
وحول مشاركة الفصائل في التصدي لهجوم النظام على الريف الحموي يقول الناشط عبيدة: «معظم الفصائل شاركت في العملية العسكرية والتصدي لقوات النظام ولكن تفاوتت نسبة المشاركة فبعضها شارك بكامل قواه بينما بعض الفصائل كانت مشاركتها خجولة، ومن أبرز الفصائل المشاركة بشكل فعال هيئة تحرير الشام وجيش العزة والنصر والفرقة الوسطى وجيش إدلب الحر».
ويعزو أسباب تقدم النظام المتسارع إلى «استخدامه أسلحة محرمة»، لافتاً إلى «أن استخدام النظام للسلاح المحرم الدولي هو من جعله يتقدم، لأنه قبل ذلك لم يتمكن من التقدم ولو شبراً واحداً، ولكنه استخدم الغازات السامة على جبهة الزوار وفي مدينة اللطامنة ايضا، بالإضافة إلى استقدام النظام تعزيزات من كافة المناطق السورية ومشاركة الميليشيات اللبنانية والعراقية في المعارك».
كما بيّن «أن القيادة الروسية قادت المعارك بالتعاون مع ميليشيا سهيل الحسن، ما يدل على حجم القوة البشرية الهائلة التي جمعت للمعركة من قبل النظام، كما أن الطيران الحربي والقصف الصاروخي المتواصل واتباع سياسة الأرض المحروقة جميعها أسباب أدت لتراجع الثوار، فقد وصل عدد الغارات الجوية على مدينة صوران قبل سيطرة النظام عليها 450 غارة جوية ومئات الصواريخ وقذائف المدفعية وتكرر الامر قبل تقدم النظام إلى أي بلدة أخرى».
وفي هذا الصدد يقول عماد الدين مجاهد، مدير العلاقات الإعلامية، في «هيئة تحرير الشام»: «إن معارك حماة حققت مكتسبات كبيرة وتمت فيها السيطرة على أكثر من أربعين موقع لجيش النظام في وقت قصير وبتكاليف قليلة، واستمرت المعارك ما يقارب الشهرين تكبدت فيها قوات العدو خسائر فادحة حيث بلغت أكثر من 400 قتيل من بينهم ضباط وجنود في الحرس الثوري الإيراني».
ويواصل قوله: «ثم لجأت قوات النظام لقصف عنيف بالطـائرات الحـربية على جـبهات الريف الحموي لتحاول بـذلك إيقاعنا بحرب استنزاف لا جدوى منها، فكان الانسـحاب مـدروس ومخـطط وعلى مراحـل».
ويعتبر النقيب مصطفى معراتي الناطق باسم «جيش العزة»، أن «كثافة القصف واستخدام الغازات السامة من قبل النظام هي التي أجبرت الثوار على التراجع، بغطاء جوي روسي لم نسمع به منذ الحرب العالمية الثانية، وباستخدام ذخائر وقذائف وكلور وغازات من المفترض ان النظام لا يملكها».

معارك فصائل المعارضة في حماة تتحول من الهجوم إلى الدفاع
مخاوف من وصول النظام إلى مدينة مورك
سلطان الكنج

ولد عباس: الصحابي عقبة بن نافع مِلكٌ لجبهة التحرير الجزائرية!

Posted: 27 Apr 2017 02:40 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: يواصل الأمين العام لحزب السلطة الأول في الجزائر، حزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، تصريحاته المثيرة قبل وأثناء حملة الانتخابات التشريعية المقررة في الرابع من مايو/ أيار المقبل، والتي تدخل أيامها الأخيرة، ففي مهرجان شعبي في ولاية بسكرة صرح أن الصحابي عقبة بن نافع ، الذي يعتبر من أبرز قادة الفتح الإسلامي لبلاد المغرب، هو «مِلكٌ لجبهة التحرير الوطني لوحدها»!.
وفي أجواء «كرنفالية» تملأها الطبول والمزامير و الرقصات الشعبية، قال ولد عباس إن «عقبة بن نافع ( الذي نطقه بونافع!)، الذي هو ملكٌ للإسلام و للجزائريين، ليس ملكاً لأي تيار، إنما هو ملكُ للأفلان ( جبهة التحرير الوطني)!.
وكان يتحدث عن عقبة نافع في خطابه على اعتبار أنه قُتل في ولاية بسكرة ، و بالضبط في احدى بلدياتها، التي تحمل اسمه «سيدي عقبة» و يوجد فيها ضريحه ومسجده.
ويثير ولد عباس ( 83 عاما) الجدل بتصريحاته «التراجيكوميدية»، منذ كان وزيراً للتضامن لأول مرة في 1999 مع وصول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للرئاسة، وذهب رئيس الحكومة السابق أحمد أويحي، وأمين عام حزب السلطة الثاني «التجمع الوطني الديمقراطي»، إلى وصفه في 2007 بـ «بابا نوال»! و اشتعلت حرب التصريحات بين الإثنين مؤخراً على خلفية من هو الأولى بالرئيس بوتفليقة! واعتبر ولد عباس بوتفليقة «ملكاً» لجبهة التحرير لوحدها.
و كان بعد تعيينه في أكتوبر / تشرين الأول 2016 أميناً عاما لجبهة التحرير الوطني سارع للدعوة لعهدة ( ولاية) خامسة للرئيس المريض المقعد بوتفليقة، وقال إنه بصفته حالياً كـ»أقدم طبيب في الجزائر»، فإنه يتوقع «أن يقف الرئيس على رجليه و يمشي بهما خلال أشهر»!.
وشكّك كثيرون في رواية أنه «طبيب حاصل على شهادة «، كما شكّك كثير من مجاهدي ثورة التحرير الجزائرية وأصدروا بيانات مناقضة لتصريحاته المتكررة عن أنه «مجاهد محكوم عليه بالإعدام من السلطات الاستعمارية وأنه كان مع الرعيل الأول للثورة «. وأطلق ولد عباس هذا الكلام لأول مرة رداً على اتهامات وجهت لنجله بالتورط في فضيحة رشى بمليارات الدينارات و آلاف الأوروهات لبيع قوائم الترشح في الانتخابات التشريعية.
و من تصريحاته «المثيرة» خلال حملة هذه الانتخابات «أن جبهة التحرير ستحكم مئة سنة أخرى و أننا سنراقبكم من السماء!» ، وقوله قبل أسبوع : «عندما أخبروني أنني سأحضر مهرجاناً نسوياً ، حضرت بكل سرور لأنني أملك علاقات كبيرة قوية مع النساء مند سنين طويلة، فأحضرت ربطة عنق و جوارب وردية اللون احتراماً للنساء»!.

ولد عباس: الصحابي عقبة بن نافع مِلكٌ لجبهة التحرير الجزائرية!
بعد تصريحه «إرتديت ربطة عنق وجوارب وردية اللون احتراماً للنساء»…

محكمة مغربية تقضي بسجن وتغريم متهمين بمقتل بائع السمك في مدينة الحسيمة

Posted: 27 Apr 2017 02:40 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قضت محكمة مغربية من الدرجة الاولى في مدينة الحسيمة/ شمال البلاد، مساء أول من أمس الاربعاء بالسجن والغرامة بحق متهمين بالتسبب في وفاة بائع سمك في شاحنة ازبال في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي وأدت الى اندلاع حراك شعبي لم يهدأ حتى الان ويحتمل التصعيد.
وأعلن الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف في الحسيمة أن غرفة الجنايات الابتدائية بهذه المحكمة أصدرت، قراراً يقضي بعقوبات حبسية نافذة تراوح ما بين خمسة وثمانية أشهر، في حق سبعة متهمين من أصل 11 متهما متابعا في قضية وفاة بائع السمك محسن فكري.
وذكر بلاغ للوكيل العام للملك، أن هذا القرار الذي بادرت النيابة العامة باستئنافه، قضى أيضا بأداء المدانين السبعة غرامة نافذة قدرها 500 درهم (50 دولاراً)، وذلك بعد إعادة تكييف التهمة بالنسبة للبعض منهم من جناية التزوير في محرر رسمي بإثبات صحة وقائع يعلم أنها غير صحيحة إلى جنحة صنع عن علم شهادة إدارية تتضمن وقائع غير صحيحة فيما برأت المحكمة بقية المتهمين مع تعويض لكل من والدي القتيل.
ولم يصدر ناشطو مدينة الحسيمة أي موقف من الأحكام الصادرة في وقت تعمل السلطات على تلبية مطالبهم بتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة والتي كانت الشعارات الاساسية خلال تظاهرات الناشطين على مدار الشهور ال6 الماضية. ويعتزم ناشطون من مختلف أنحاء المغرب تنظيم «قافلة تضامنية وطنية لدعم حراك الريف ومطالبه العادلة» يومي السبت 13 والأحد 14 ايار/ مايو المقبل، وهو ما أثار جدلا داخل نشطاء الحراك بالحسيمة وسارع عدد من نشطاء الحراك إلى «التشكيك في نواياها»، واتهموها بـ»استهداف الحراك»، في وقت قال فيه أحد النشطاء البارزين في الحراك خلال مهرجان خطابي نظم مؤخراً «إذا أرادت هذه اللجنة أن تتضامن مع حراك الريف فمرحباً بها، لكن فلتتضامن معه من العاصمة الرباط، فما الفائدة من المجيء إلى الحسيمة».
واتهم بعض النشطاء، حسب ما نقل عنهم موقع «بديل»، هذه المبادرة بـ«التنسيق مع إحدى الجمعيات التي قالوا إنها أنشأت مؤخراً من طرف أشخاص محسوبين على السلطات، وأنه منذ تأسيسها وهي تستهدف الحراك باتهامات باطلة».
وقال منسق «اللجنة الجهوية في جهة الشرق لدعم حراك الريف» العضو في اللجنة الوطنية لدعم الحراك، شكيب السبايبي: «منذ فترة ونحن نفكر في كيفية دعم الحراك السلمي والبطولي لسكان إقليم الريف ورفع الحصار الأمني المفروض على المنطقة، وبعد ستة أشهر من انطلاق الحراك ارتأينا تنظيم قافلة وطنية لدعم هذا الحراك وإضفاء صبغة وطنية عليه لأن مطالب الحراك هي جزء لا يتجزأ من مطالب الشعب المغربي بكل مناطق الوطن». واضاف السبايبي: «من حق نشطاء الريف التشكيك في أية مبادرة، وذلك راجع لضعف في التواصل معهم، وهذا ما سنحاول استدراكه مستقبلا».
وأعلنت فعاليات «يسارية وحداثية» تأسيس «اللجنة الوطنية لدعم حراك الريف ومطالبه العادلة»، في لقاء تأسيسي نظم في العاصمة الرباط، وهي الهيئة التي تضم نشطاء وفعاليات سياسية وحقوقية ونقابية تنتمي إلى الصف الحداثي اليساري الديمقراطي، من دون الحساسيات الإسلامية، بهدف «بحث سبل دعم حراك المواطنات والمواطنين في أقاليم الريف من أجل تحقيق المطالب الاجتماعية العادلة والمشروعة للمنطقة وساكنتها».
وكشفت اللجنة الوطنية عن «برنامج يتضمن سلسلة من الأشكال النضالية السلمية وتنظيم قافلة تضامنية وطنية لدعم حراك الريف ومطالبه العادلة، والتي تنطلق من جميع جهات البلاد نحو الحسيمة»، مشددة على أنها «تدعم المطالب العادلة والمشروعة للحراك الريفي السلمي والبطولي، الذي ما زال صامداً، بالرغم من المناورات والاعتقالات ورفع الحصار الأمني على الإقليم».

محكمة مغربية تقضي بسجن وتغريم متهمين بمقتل بائع السمك في مدينة الحسيمة

جبهة البوليساريو تشن هجوماً عنيفاً على الأمانة العامة للأمم المتحدة

Posted: 27 Apr 2017 02:40 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : شنّت جبهة اليوليساريو هجوماً عنيفاً ضد الأمانة العامة للأمم المتحدة على خلفية التقرير الذي قُدّم لمجلس الامن الدولي يوم الاثنين الماضي ويشكل ارضية لمشروع القرار الذي يصدره المجلس مساء امس الخميس حول تطورات النزاع الصحراوي بين المغرب وجبهة البوليساريو الذي تزال تسويته، حتى الآن، بعيدة المنال.
ومن المقرر ان يعقد مجلس الأمن امس الخميس، جلسة للتصويت على مشروع القرار الجديد، بعد جلسة تشاور مغلقة عقدها يوم الثلاثاء الماضي ناقش فيها مشروع القرار الذي يجدد ولاية بعثة الأمم المتحدة المنتشرة بالمنطقة (المينورسو) سنة إضافية ويدعو طرفي النزاع إلى استئناف المفاوضات، ويدعو جبهة البوليساريو إلى سحب قواتها من منطقة الكركرات، التي تشهد توتراً منذ آب/ أغسطس الماضي. وقالت تقارير صحافية ان الفقرات التي تسربت من مشروع القرار الجديد لمجلس الأمن الدولي، تتضمن عكس السنوات الأخيرة نقاطاً ايجابية لصالح المغرب، حيث يمدد المجلس ولاية المينورسيو من دون الإشارة الى توسيع صلاحياتها في ميدان حقوق الانسان، وهو ما كانت تطالب به جبهة البوليساريو ومساندوها كما يطالب جبهة البوليساريو بسحب عناصرها المسلحة فوراً من منطقة الكركرات الحدودية بين المغرب وموريتانيا والاشارة الإيجابية الى سحب المغرب لقواته من المنطقة في شباط/ فبراير الماضي. وقالت مصادر مطلعة على سير النقاشات داخل أروقة الأمم المتحدة، إن اجتماع مجلس الأمن الدولي كشف توجهاً بشبه إجماع نحو تمديد ولاية بعثة المينورسو لسنة جديدة، من دون توسيع صلاحياتها، في مقابل مطالبة البوليساريو بسحب قواتها من الكركرات بشكل فوري، كما فعل المغرب قبل أسابيع استجابة لنداء من الأمين العام للأمم المتحدة. كما تضمن دعوة المجلس كلاً من المغرب وجبهة البوليساريو، إلى استئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى حل «عادل، دائم، ومقبول من الطرفين». دعوة يستجيب فيها المجلس إلى ما أوصى به الأمين العام الأممي الجديد، أنطونيو غوتيريس، في تقريره السنوي حول الصحراء، حيث دعا إلى استئناف المفاوضات بروح جديدة وطالب البوليساريو بالانسحاب من الكركرات للمساهمة في ذلك. وكشف المراسل الصحافي لوكالة الانباء الفرنسية المعتمد لدى الأمم المتحدة، مضامين حوار دار بينه وبين السفير الفرنسي لدى مجلس الأمن الدولي، فرنسوا دولاتر، أكبر مدافع عن المغرب في ملف الصحراء داخل مجلس الأمن. وقال ان دولتر ابلغه ان سبب عدم توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، إن «حقوق الإنسان توجد في جيناتنا… هناك طرق متعددة للعمل من أجل حقوق الإنسان».
وقال أن الوقت حان لإعادة إطلاق المفاوضات حول الصحراء، «وهذا بالضبط ما نريده» وهي دعوة تضمّنها مشروع القرار الجديد لمجلس الأمن الدولي، الذي تولّت الولايات المتحدة الأمريكية إعداده، بالتنسيق مع كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا وإسبانيا، المشكلين لمجموعة دول أصدقاء الصحراء. وإحياء مسار المفاوضات سيتم عبر إجراء المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة، الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر، جولة هي الأولى له بعد تعيينه رسميا، ستقوده إلى كل من المغرب والجزائر وموريتانيا.
وهاجمت جبهة البوليساريو وقبل صدور قرار مجلس الامن الامانة العامة للأمم المتحدة ومشروع القرار وقال منسق الجبهة مع بعثة المينورسو أمحمد خداد، أن هناك نزعة لدى الأمانة للأمم المتحدة لتغيير طبيعة النزاع بالصحراء، في إشارة إلى ما ورد في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس و الذي دعا التى تحديد شكل و طبيعة « تقرير المصير «. واعتبر القيادي في الجبهة أن البوليساريو لن تقبل بهذا الأمر وانتقد خداد عدم توسيع صلاحيات المينورسو وقال أنها «بعثة عرجاء لا تأتي بجديد سوى تأكيد أو الدفاع عن الأمر الواقع».
واعتبر المنسق الصحراوي مع بعثة المينورسو بأن هناك نزوعاً على مستوى الأمانة العامة لمنظمة الأمم المتحدة لتغيير طبيعة النزاع في الصحراء الغربية، مؤكداً رفض كل تفاوض خارج إطار الشرعية الدولية، أن» كل هذه المناورات لا تفضي الى شيء بل تهدف إلى تغيير طبيعة النزاع. هناك نزوع على مستوى الأمانة العامة نحو تغيير وتمييع طبيعة النزاع والتمهيد لتجسيد نوايا المغرب التوسعية».
ونقلت وكالة الانباء الجزائرية عن اخداد من نيويورك «ان قضية الصحراء الغربية هي مسألة تصفية استعمار مدرجة في جدول أعمال اللجنة الخاصة الأممية المكلفة بتصفية الاستعمار» ووصف تقرير غونتريس بـ«المتحيز»، وقال أن «هذه المناورات لا تفضي إلى شيء» وان جبهته لن تقبل «بأي تفاوض خارج الإطار القانوني للنزاع وهو تسوية مسألة تصفية استعمار مهما كانت الضغوطات و المناورات». وقال خداد بأن 26 سنة من الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل تسوية هذه المسألة فإنه قد حان الوقت للأمانه العامة للأمم المتحدة ولمجلس الأمن الأخذ في عين الاعتبار الوضع الحقيقي في الأراضي المتنازع عليها. وأضاف أن الأمانة العامة للامم المتحدة «التي دفعت من طرف بعض القوى بمجلس الأمن من أجل افتعال هذه الأزمة قد تسرعت» غير أنها» تتحمل المسؤولية». وقال ان بعثة الأمم المتحدة (المينورسو) لا تتوافر على المعايير التي تعمل وفقها بعثات حفظ السلم «أنها بعثة عرجاء لا تأتي بجديد سوى تأكيد أو الدفاع عن الأمر الواقع للاحتلال». وزاد: «أن وجود الأمم المتحدة في الصحراء يتمثل في استتباب السلم في هذا الإقليم».
وجدّد اخداد رفض جبهته الانسحاب من منطقة الكركرات «نحن في الكركرات من أجل الدفاع عن نص وروح اتفاق وقف إطلاق النار وهو حضور من اجل السلام «، وقال أن انسحاب المغرب من هذه المنطقة لا يعدو أن يكون سوى مناورة من أجل إخفاء الخرق الصارخ لاتفاق 1991.

جبهة البوليساريو تشن هجوماً عنيفاً على الأمانة العامة للأمم المتحدة

محمود معروف

مقتل 19 مدنياً في قصف لـ«التحالف الدولي» غربي الموصل

Posted: 27 Apr 2017 02:39 PM PDT

نينوى ـ «القدس العربي» ـ وكالات: قُتل 19 مدنياً، أمس الخميس، في قصف جوي لـ«التحالف الدولي» لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» على أحد أحياء الجانب الغربي لمدينة الموصل العراقية (425 كم شمال العاصمة بغداد)،
ونقلاً عن مصدر عسكري، طلب عدم نشر اسمه، قال الناشط المدني العراقي، أحمد علوان، وهو متواجد في مناطق محررة غربي الموصل، إن «19 مدنيا قتلوا في قصف جوي للتحالف الدولي على حي الإصلاح الزراعي غربي الموصل، والذي لا يزال تحت سيطرة الدولة الإسلامية».
وأضاف أن «القصف أسفر أيضا عن تدمير منزلين بالكامل كان عناصر من الدولة يستخدمون أسطحهما لمقاومة القوات العراقية.. ولا تزال جثث الضحايا تحت الأنقاض».
وعن حادث آخر، قال الناشط العراقي إن «مدنيا قتل وأصيب ثلاثة آخرون بقصف صاروخي وقذائف هاون شنته القوات العراقية على منطقة الزنجلي غربي الموصل، وهي أيضا لا تزال خاضعة لتنظيم الدولة».
وقال العقيد أحمد الجبوري، في قيادة عمليات نينوى، إنه «تم تفجير مبنى دائرة الإحصاء في شارع الجمهورية وسط الموصل من قبل الشرطة الاتحادية، بعد أن كان المبنى مفخخا من قبل الدولة، وسبق وأن تعرض لقصف جوي قبل سيطرة القوات العراقية عليه».
وأضاف «تم تفجير ثان لمحلات تجارية ضمن مناطق قريبة من منطقة باب الطوب كان داعش قد فخخها أيضا.. والمنطقة خالية من السكان تماما».
وفي جنوب الموصل، قال مدير ناحية الشورة، خالد الجار، إن «القوات الأمنية فرضت حظرا للتجوال على ناحية الشورة (45 كم جنوب الموصل)، وبدأت الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي (قوات شيعية موالية للحكومة العراقية) حملة تفتيش في المنطقة بحثا عن مطلوبين وخلايا نائمة تسللوا إلى الناحية».
وأوضح أن «حظر التجوال والتفتيش تم على خلفية معلومات وردت إلى القوات الأمنية بتسلل ستة من عناصر داعش إلى الناحية».
وضمن حملة عسكرية تحمل اسم «قادمون يا نينوى»، تعمل القوات العراقية، بدعم من التحالف الدولي، منذ 19 فبراير/ شباط الماضي، على استعادة الجانب الربي من الموصل، بعد أن استكملت السيطرة على جابنها الشرقي، في 24 يناير/ كانون ثان الماضي.
وأعلنت قيادة عمليات الحملة العسكرية، أمس، استعادة السيطرة على كامل قضاء الحضر، جنوب غربي الموصل.
واستطاعت القوات العراقية، وفق تصريحات قيادات عسكرية، استعادة أكثر من نصف مساحة النصف الغربي للموصل، ضمن الحملة المتواصلة منذ 17 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، لاستعادة المدينة، التي يسيطر عليها «الدولة» منذ يونيو/حزيران 2014، وتمثل آخر معقل رئيس للتنظيم.
وفي الأنبار، ذكرت قيادة الفرقة السابعة للجيش العراقي أن طيران التحالف الدولي نفذت ضربة جوية أمس على مقار لتنظيم «الدولة الإسلامية» في قضائي عنه وراوة ودمرت معمل تفخيخ للتنظيم.
وقال قائد الفرقة السابعة اللواء الركن نومان الزوبعي في تصريحات إعلامية أن» طيران التحالف الدولي تمكن صباح من تنفيذ ضربات جوية على معاقل تنظيم الدولة في قضائي عنه وراوة غربي الأنبار».
وأضاف، أن «الضربات استهدفت معمل تفخيخ للسيارات ومضافة للتنظيم، إضافة إلى تدمير عجلتين مصفحتين فخخها داعش، وأن الضربات قتلت 11 عنصرا من التنظيم».
وكان تنظيم «الدولة» شن قبل أيام هجوم على القوات العراقية في الأنبار قرب الرطبة وقتل عدد منها.
وحسب ما أكد مصدر أمني في قيادة عمليات الجزيرة في محافظة الانبار فإن التنظيم يمتلك مواقع ومخابئ قرب الطريق الدولي في المناطق الغربية من المحافظة.
وأوضح في تصريحات لوسائل إعلام عراقية أن «الدولة بات يستخدم مواقع ومقرات له غرب الأنبار لشن هجمات على القوات الأمنية»، مضيفا أن «عناصر التنظيم قاموا باختطاف 7 جنود عائدين من إجازاتهم قرب قضاء الرطبة قبل يومين».
وأوضح أن «الهجمات الأخيرة التي شنها الدولة على قوات الجيش وحرس الحدود في منطقة الصكار غربي الانبار، جرت انطلاقا من منطقة عكاشات ووادي حوران وأم اللوز حيث تنتشر مقار للتنظيم على امتداد الطريق الدولي وبشكل سري غير ظاهر للعيان ولرصد الطيران الحربي».
كما أشار إلى «وجود مضافات ومعاقل وخنادق تحت الارض، يشن منها داعش هجماته ضد القوات الامنية».
إلى ذلك، أعلن الحشد الشعبي، عن مقتل العشرات من عناصر تنظيم «الدولة» إثر احباط هجوم شنه التنظيم جنوب غرب قضاء تلعفر.
وذكر الحشد في بيان ان «اللواء 40 تمكن من قتل 80 عنصرا من داعش والتصدي لـ17 سيارة مفخخة»، مشيراً إلى أن «عناصر التنظيم هاجموا قوات الحشد الشعبي في قرية المراحية، جنوب غربي تلعفر».
وقال مصدر مطلع من الحشد، في تصريحات إعلامية، أن عناصر التنظيم حاولوا التسلل إلى المناطق التابعة لقضاء تلعفر لكن قوات الحشد تمكنت من احباط هجمات التنظيم وقتلت العشرات منهم».

مقتل 19 مدنياً في قصف لـ«التحالف الدولي» غربي الموصل

اقتصاد كردستان ينتعش بسبب احتياجات المناطق المحررة في الموصل

Posted: 27 Apr 2017 02:39 PM PDT

الموصل ـ «القدس العربي»: جاءت معركة تحرير الموصل، وعمليات إعادة البناء وعودة النازحين إلى المناطق المحررة، بمثابة طوق نجاة لاقتصاد إقليم كردستان الذي يعاني من أزمة حادة منذ سنوات.
وذكر تجار من الموصل، بأن حركة تجارة واسعة بدأت منذ الساعات الاولى لعودة النازحين إلى الجانب الأيسر المحرر من الموصل حيث تدفقت سيول من المواد الغذائية والاستهلاكية الآتية من الإقليم وتركيا نحو المدينة التي تحتاج كل شيء بعد فترة عوز وتقييد سببها تنظيم «الدولة الإسلامية» لأهل المدينة.
وقال التاجر أحمد الجبوري، وهو صاحب محلات تجارية في الجانب الايسر من الموصل لـ«القدس العربي» إن «هناك حركة كبيرة لاستيراد المواد والسلع من الاقليم لسد احتياجات الناس في المدينة المحررة مؤخراً».
وأشار إلى «قوافل لا تنقطع من الشاحنات التي تنقل البضائع والسلع من محافظات كردستان إلى الموصل وتتضمن المواد الغذائية والمنزلية والسكائر والأجهزة الكهربائية والملابس والبطانيات وغيرها من المواد الشحيحة في أسواق المدينة».
وبين الجبوري أن سياسة تنظيم «الدولة» في المدينة، تمثلت بالتحكم بالسوق ومنع بعض السلع كالسكائر وألعاب الأطفال وأجهزة الاتصالات كالموبايل وصحون واجهزة استقبال البث الفضائي وغيرها من الأجهزة، اضافة إلى الحصار المفروض على المدينة سابقاً».
كل ذلك، أدى إلى حرمان السكان من الكثير من السلع التي كانوا متعودين عليها، وفق المصدر، الذي أكد أن «تحرير المدينة فتح الأبواب واسعا للتعويض عن فترة الحرمان من خلال شراء كل شيء ضروري، وخاصة للذين لديهم إمكانيات مالية جيدة».
وحسب الجبوري، «تجار الإقليم ونظرا للاقبال الواسع على السلع والبضائع من سكان الموصل زادوا من حجم تجارتهم مع تركيا وأخذوا يستوردون كميات كبيرة من البضائع والسلع وخاصة الغذائية منها لسد حاجة الموصل المحررة».
وأنعشت حملة إعادة الإعمار في المناطق المحررة، وخاصة في الموصل حركة تجارة مواد البناء التي يحتاجها سكان تلك المناطق لإعادة بناء دورهم ومناطقهم التي دمرتها الحرب، مثل الاسمنت والطابوق والحديد، وفق ما أوضح التاجر من السليمانية، مصطفى حمه كريم لـ«القدس العربي».
وأضاف: «أصبحت المعامل المنتشرة في السليمانية تعمل بكل طاقتها لسد احتياج سوق البناء في الموصل مع توقعه بإزدياد الإقبال على شراء هذه المواد بعد اكمال تحرير الموصل وخاصة في الجانب الايمن الذي تعرض إلى دمار هائل جراء المعارك».
ووفق المصدر «عقود كبيرة وقعها تجار كردستان مع التجار الاتراك، بصفقات كبيرة من المواد الغذائية والمواد الاستهلاكية والكهربائية ومواد البناء، ما خلق فرص عمل وتجارة واستثمار جيدة، أنعشت اقتصاد الاقليم الذي كان يعاني ركود إثر على حياة المواطنين جراء قطع رواتب الموظفين وتوقف المشاريع في الاقليم بعد الأزمة بين بغداد واربيل».
وأشار إلى أن «منظمات الاغاثة الانسانية المحلية والاجنبية التي تقدم الاغاثة لمخيمات النازحين تعتمد كثيراً على تجار الاقليم في توفير المواد الغذائية والاغاثية الاخرى لكون الاقليم المنفذ الوحيد لهذه المواد حاليا، وهي الطريقة الاسهل والاسرع من استيراد تلك المواد من تركيا او إيران».

اقتصاد كردستان ينتعش بسبب احتياجات المناطق المحررة في الموصل

هل تتطور علاقة التيار الصدري والحزب الشيوعي لتحالف انتخابي؟

Posted: 27 Apr 2017 02:39 PM PDT

النجف ـ «القدس العربي»: في تنام ملحوظ للعلاقة بين الطرفين، استقبل زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، في مقره في النجف، وفد الحزب الشيوعي العراقي، لبحث تطور التعاون والتنسيق بينهما لمواجهة التطورات السياسية والتحديات التي يمر بها البلد.
وناقش وفد الشيوعي، مع الصدر، «الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد وظروف المعيشة القاسية لملايين المواطنين»، فيما أكد الطرفين أن المعركة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» لن تحقق أهدافها كاملة دون التصدي للفساد والفاسدين.
وأوضح الحزب في بيان أن «وفداً من قيادة الحزب الشيوعي العراقي برئاسة رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية زار مقتدى الصدر في مقر اقامته في مدينة النجف»،
وتداول الجانبان، وفق البيان «الظروف المعيشة القاسية لملايين المواطنين وبضمنهم الاعداد الغفيرة من النازحين والمهجرين، والحاجة الماسة إلى تضافر جهود المخلصين في مواجهة المخاطر الجمة التي تتهدد الشعب والوطن».
وشددا على أن «المعركة المظفرة ضد داعش والإرهاب لن تحقق أهدافها كاملة من دون التصدي في الوقت نفسه للفساد والفاسدين وإلحاق الهزيمة بهم وبه».
كما دعيا إلى «ضرورة التنسيق بين القوى الحريصة على البلاد ومستقبلها، ومواصلة الكفاح ضد المحاصصة الطائفية والاثنية المقيتة، والعمل من اجل الإصلاح وتوفير شروط التغيير بما يؤمّن بناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية».
وعبر وفد الشيوعي اثناء اللقاء عن «الامتنان لموقف السيد الصدر التضامني ضد الاعتداء الغادر الذي تعرض له أخيرا مقر الحزب في الديوانية».
وقال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، مفيد الجزائري لـ«القدس العربي»، أن زيارة الوفد التي كان عضوا فيه للصدر «جاء للتداول في الهموم المشتركة، حيث أن التيار الصدري والتيار المدني هما جزء اساسي في الحراك الشعبي ويجري التنسيق بينهما منذ سنوات».
وأكد، «وجود تقارب مشترك بين حزبه وبين الصدر فيما يخص تقييم الوضع العراقي ومعاناة الشعب وتدهور الاوضاع، كما يشتركان في ضرورة تغيير هذا الواقع المتردي».
وأشار إلى أن «حزبه والتيار الصدري يسعيان وفق نظرية أن القوى الفاشلة والفاسدة التي أوصلت العراق إلى ما وصل اليه يجب ان ترحل، ولكن يجب ايجاد كتلة وطنية قادرة على ايجاد الحلول لمشاكل البلد تحظى بثقة الشعب، وبالتالي، فلا بد أن يهيئ التيار المدني والتيار الصدري وكل القوى الخيرة أنفسهم ليكونوا البديل عن القوى الفاسدة والفاشلة في المعارك الانتخابية المقبلة».
وأضاف الجزائري أن «انفتاح الحزب الشيوعي على القوى الاخرى يأتي لأن الوضع في العراق أصبح خطرا جدا واوضاع الناس يرثى لها على كل الصعد وآفاق المستقبل مدلهمة وكل شيء مقلق، ولا يمكن لأي عراقي حريص أن يشعر بالاطمئنان، لذا نبحث عمن يشاركنا في هذا الشعور للتعاون معه».
وحول وحدة التيار المدني، قال: «هو عنوان كبير جداً، ويضم شرائح مختلفة واسعة، ولكنه تيار مشتت ومبعثر وغير منظم وليس له كيان واحد، لذا ليس من السهولة جمعه. لكن المساعي المبذولة في هذا الاتجاه تؤتي نتائج طيبة وتحقق التفاف جماهيري واسع».
ويذكر أن وفدا من الهيئة السياسية للتيار الصدري، زار في الشهر الماضي مقر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي. وأجرى الطرفان مباحثات حول كيفية تنسيق الجهود في مجال تعبئة الجماهير وراء هدف الإصلاحات المطلوبة في العراق.
وقدم وفد التيار الصدري خلال الزيارة، التهاني بانعقاد المؤتمر الوطني العاشر للحزب وانتخاب رائد فهمي سكرتيرا للجنته المركزية، وتمنى له النجاح في اعماله.
ويرى متابعون للعلاقة المتنامية بين التيار الصدري والحزب الشيوعي، أن اللقاءات المتواصلة بينهما مؤخرا، هي مؤشر على تصاعد تنسيق المواقف إزاء التطورات السياسية الحالية والمستقبلية.
هذا التعاون، وفق توقعات المتابعين، لن يقتصر على التنسيق في قيادة الحراك الشعبي الاصلاحي وتنظيم وتوجيه التظاهرات والاحتجاجات المطالبة بالإصلاحات ومحاربة الفساد والفاسدين فحسب، بل قد يمتد ايضاً إلى مستوى متقدم، بما يخص الانتخابات المقبلة، وهو ما يمكن أن يلعب دورا كبيرا في تغيير قواعد اللعبة السياسية في العراق.

هل تتطور علاقة التيار الصدري والحزب الشيوعي لتحالف انتخابي؟

مصطفى العبيدي

تسريبات عن تغيير قريب في الحكومة التركية… هل طلب أردوغان الاستعانة مجدداً بـ«مهندس النهضة الاقتصادية»؟

Posted: 27 Apr 2017 02:38 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: تزايد الحديث خلال الأيام الأخيرة عن بدء الرئيس رجب طيب أردوغان فعلياً في إجراء مراجعات واسعة مبنية على نتائج الاستفتاء الذي جرى في السادس عشر من الشهر الحالي حول التعديلات الدستورية والنظام الرئاسي والذي تم تمريره بفارق بسيط لم يتجاوز 1.4٪ مع خسارة المدن الكبرى وظهور تملل لدى شريحة جديدة من الشعب التركي من سياسات الحزب الحاكم والحكومة.
أبرز هذه المراجعات حسب التسريبات التي توالت خلال الأيام والساعات الأخيرة تتمثل في إجراء تغيير واسع في تشكيلة حكومة رئيس الوزراء بن علي يلدريم ومحاولة تعزيز العنصر الشبابي والشخصيات المحبوبة جماهيرياً والقادرة على إحداث نهضة فعلية في عمل الحكومة تعيد ثقة الشارع التركي فيها بشكل أوسع قبيل الاستحقاقات الانتخابات الحاسمة التي ستشهدها البلاد عام 2019.
وعلى الرغم من نجاح أردوغان بتمرير التعديلات الدستورية، إلا أن النتائج أظهرت تراجعاً نسبياً في الالتفاف الشعبي حول الحزب الحاكم، وهو ما دفع يلدريم للقول قبل أيام إن النتائج حملت معها رسائل لجميع الأحزاب وأن حزب العدالة والتنمية والحكومة فهموا الرسالة وسيعلمون على تلبية مطالب الشعب التركي بشكل أفضل، وقال لاحقاً إن حزبه يجري دراسات من أجل لماذا قال جزء مهم من الشعب «لا».
هذه المطالب تتعلق بالجانب الاقتصادي إلى حد بعيد، فبعد سنوات طويلة من تحقيق حكومات العدالة والتنمية أرقام اقتصادية لافتة، شهد العامان الأخيران تراجعاً ملحوظاً في نسب النمو الاقتصادي في الدولة وتصاعد كبير في نسب التضخم وارتفاع ملحوظ في معدلات البطالة، وهو ما يؤشر إلى ضعف في أداء الحكومة الاقتصادي بشكل عام بالإضافة إلى الأسباب الأخرى المتعلقة بالأوضاع السياسية في المنطقة والضرر الذي تسببت به محاولة الانقلاب والهجمات الإرهابية وتراجع السياحة.
وفي هذا الإطار قالت صحيفة جمهورييت التركية، أمس، إن معلوماتها كشفت عن أن الحديث يدور بقوة في الأوساط المعنية عن احتمال إعادة وزير الاقتصاد السابق ونائب رئيس الوزراء السابق «علي باباجان» إلى الحكومة، حيث عرف «باباجان» على مدار السنوات الماضي بـ»مهندس النهضة الاقتصادية» في البلاد.
و«باباجان» 50 عاماً، هو واحداً من أبرز مؤسسي حزب العدالة والتنمية الحاكم، وشغل منصب وزير الاقتصاد من عام 2002 حتى عام 2007، قبل أن ينتقل لوزارة الخارجية حتى عام 2009، وعقب ذلك عاد «باباجان» لوزارة الاقتصاد حتى عام 2011، وبالتوازي مع ذلك، ظل يشغل منذ عام 2009 وحتى عام 2015 نائب رئيس الوزراء التركي فيما يتعلق بشؤون الاقتصاد.
ويرى مراقبون في عودة «باباجان»-إن حصلت- محاولة مهمة لإعادة الثقة إلى الاقتصاد التركي لا سيما وإن الوزير المحنك لديه صيت إيجابي ويتمتع بثقة كبيرة من قبل المستثمرين ورجال الأعمال في تركيا والعالم، كما أنه يتمتع بخبرة واسعة في النهوض بالاقتصاد التركي الذي تمكن النهوض به بقوة عندما كان متهالكاً عقب وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم عام 2002 ولذا السبب أطلق عليه مسمى «مهندس النهضة الاقتصادية» التركية.
وتحدثت صحيفة حرييت التركية عن التغيير الحكومة المرتقب، وقالت إن التحركات تؤشر إلى أن التغيير المتوقع أن تشهده الحكومة سيكون واسعاً ويهدف إلى إعادة الثقة بالحكومة وإحداث نهضة في عملها ورفدها بخبرات شابة وقوية وتتمتع بشعبية جماهيرية، وتوقعت حسب مصادرها أن يتم تغيير قرابة 10 وزراء بارزين.
لكن أبرز ما تحدثت عنه الصحيفة هو احتمال دخول إبراهيم قالين الناطق باسم الرئاسة التركية إلى الحكومة، حيث يعتبر قالن من المقربين جداً خلال السنوات الأخيرة من الرئيس أردوغان، وفي حال حصول ذلك فإنه يؤشر بقوة إلى عودة بروز خيارات أردوغان في الحكومة التي سيكون من صلاحياته بعد عام 2019 تشكيلها بنفسه بشكل مباشر.
كما يجري الحديث عن احتمال تقديم الحزب الحاكم عرضاً إلى حزب الحركة القومية الذي دعم أردوغان في الاستفتاء الأخيرة من أجل تعيين وزراء له في الحكومة المقبلة، وذلك بالتزامن مع اللقاء المفاجئ الذي ضم بن علي يلدريم وزعيم الحزب القومي دولت بهتشيلي في أنقرة، الأربعاء، دون تأكيد أو نفي تطرقهم إلى هذه القضية، لكن مراقبون يرون أن الحزب القومي لن يوافق على هذا الطرح.
من المتوقع أن تترافق التغييرات المرتقبة في الحكومة مع التغيرات التي سيشهدها الحزب الحاكم، حيث من المتوقع أن تعلن لجنة الانتخابات المركزية قبيل نهاية الشهر الحالي النتائج النهائية للاستفتاء، وبالتالي سيقدم أردوغان طلب انتساب جديد للحزب الذي سيعقد مؤتمر عام استثنائي قالت صحيفة «صباح» المقربة من الحزب إنه سيكون في 20و21 الشهر المقبل، لإعادة انتخاب أردوغان أميناً عاماً له من جديد.
لكن المؤتمر لن يتعلق بانتخاب أردوغان فقط وسيشمل أيضاً انتخابات للهيئات المختلفة للحزب، لا سيما اللجنة المركزية التي يمكن أن تشهد دخول أو بقاء الشخصيات التي يفكر أردوغان أن يخوض معها معركته المقبلة المتعلقة بتهيئة الدولة لتطبيق النظام الرئاسي وخوض الانتخابات الحاسمة التي ستجري عام 2019.

تسريبات عن تغيير قريب في الحكومة التركية… هل طلب أردوغان الاستعانة مجدداً بـ«مهندس النهضة الاقتصادية»؟

إسماعيل جمال

«جيش العدل» يتبنى مقتل 12 من الحرس الثوري وإيران تحمل باكستان المسؤولية

Posted: 27 Apr 2017 02:38 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تبنت منظمة «جيش العدل» البلوشية المعارضة للنظام الإيراني مسؤولية العملية التي أدت إلى مقتل 12 من قوات الحرس الثوري وجرح عدد آخر. بينما حمل المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني، بهرام قاسمي، الحكومة الباكستانية مسؤولية ذلك، وأكد موقع «الدبلوماسية الإيرانية» بأنه تقارب إسلام آباد من دول الخليج العربي يبلغ مستوى تحالف ضد طهران.
وحسب موقع «راديو زمانة» التابع للمفوضية الأوروبية والبرلمان الهولندي والخارجية الكندية، أعلنت منظمة «جيش العدل» البلوشية المعارضة أن مجموعة من مقاتليها هاجمت موقعاً تابعاً للحرس الثوري على الحدود الإيرانية الباكستانية قرب مدينة «مير جاوة» في إقليم بلوشستان جنوب شرقي إيران، وأنها تمكنت من قتل 12 من قوات الحرس الثوري وجرح عدد آخر منها، وأنها غنمت العتاد والأسلحة التي كانت في الموقع.
وأكدت المنظمة أنها ستواصل معركتها ضد النظام الإيراني طالما لم يكف عن سياساته العنصرية والتميزية ضد الشعوب غير الفارسية وأهل السُنّة والجماعة، وأضافت أن طهران تنتهج سياسة تدمير البشر والجغرافيا في آن واحد في المناطق غير الفارسية، وأنها شكلت محاكم لتفتيش العقائد في البلاد، وأنها وضعت عشرات الآلاف في السجون، فضلاً على إعدام آلاف آخرين.
تجدر الإشارة إلى أن الحرس الثوري يتولى مهام حماية الحدود في بلوشستان والأحواز وكردستان، بدلاً من قوات حرس الحدود التابعة للشرطة الإيرانية.
وفي السياق ذاته، أعرب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإيراني، بهرام قاسمي، عن تعازيه لمقتل عدد من القوات الإيرانية في هجوم من قبل «جيش العدل» على الحدود الإيرانية الباكستانية، مؤكداً أن الحكومة الباكستانية تتحمل مسؤولية ذلك.
ووفقاً لوكالة مهر للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية، استنكر بهرام قاسمي العمليات على الحدود الإيرانية الباكستانية واصفاً إيها بالإرهابية، وأضاف أن العمليات التي ينفذها الأشرار المسلحون العملاء لقوى العنف والتطرف والتكفير مدانة ومرفوضة، وشدد على أن الحكومة الباكستانية تحمل مسؤولية تواجد هؤلاء المجرمين والعمليات الإجرامية التي تنطلق من داخل الحدود الباكستانية.
وأكد أن الحكومة الباكستانية يجب أن تجيب عن سبب وجود هذه العصابات الإرهابية على أراضيها وعدم التصدي لهم.
وتابع أنه يجدر بالدول التي تشارك في التحالفات المناهضة للإرهاب الرد وإيضاح كيف أنها تعجز عن التصدي لزمر وأشرار مسلحين إرهابيين في أراضيها، بالإشارة إلى إسلام آباد. وقال قاسمي إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية إذ تتابع القضية من جميع القنوات الدبلوماسية والسياسية تحتفظ لنفسها بحق الدفاع في التصدي لمثل هذه الأعمال الشريرة.
وبعد مضي أيام على تعيين القائد العام السابق للجيش الباكستاني، الجنرال راحيل شريف، قائداً لقوات التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب بقيادة السعوديّة، أعرب السفير الإيراني في إسلام آباد، مهدي هنر دوست، عن استياء بلاده تجاه تعيين الجنرال الباكستاني قائداً للتحالف الإسلامي، مؤكداً أنه كان من المفروض أن تقوم باكستان باطلاع إيران قبل إصدار الترخيص للجنرال راحيل شريف لتولي رئاسة التحالف الإسلامي، وأن ذلك لا يعني موافقة إيران أو قبولها بقرار إسلام آباد.
وأوضح هنر دوست أن إيران كانت قد أعلمت باكستان بأنها لن تنضم إلى التحالفات العسكرية كالتحالف الإسلامي.
واعتبر موقع «الدبلوماسية الإيرانية» المقرّب من وزارة الخارجية الإيرانية، تقارب باكستان مع دول الخليج العربي بأنه يتجاوز مجرّد العضوية في التحالف الإسلامي الذي أسسته السعودية، وأنه يبلغ حد التحالف فيما بين هذه الدول لمواجهة إيران.

«جيش العدل» يتبنى مقتل 12 من الحرس الثوري وإيران تحمل باكستان المسؤولية

محمد الذحجي

تغريم الفرنسي «مينار» بعد اتهامه بالتحريض على الكراهية ضد الأطفال المسلمين

Posted: 27 Apr 2017 02:37 PM PDT

باريس ـ «القدس العربي»: حكم القضاء الفرنسي بالغرامة المالية على روبير مينار عمدة بيزييه جنوب فرنسا لتحريضة على «الكراهية والعنصرية» ضد الأطفال المسلمين في مدينته.
وقضت المحكمة بتغريم روبير مينار، مبلغ ألفي يورو وهو صحافي سابق ومؤسس منظمة «مراسلون بلاحدود»، دخل عالم السياسة، وتبنى أفكار اليمين المتطرف، واعترف مرارا برفضه للوجود الإسلامي في فرنسا، وبتبنيه سياسة معادية للهجرة والمهاجرين، وتفضيله لفكرة «الأولوية للفرنسيين» الذي تدعو إليه مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان. وكان مينار قد صرح في لقاء صحافي، قبل عام بوجود «عدد كبير جدا من الأطفال المسلمين في مدارس مدينته». كما عبر غير مرة، عن تصريحات عنصرية، كان أبرزها إثر تغريدة في أول أيام بدء الدوام في المدارس العام الماضي، حينما قال إن «فرنسا تعرف عملية الاستبدال الكبير». وهذا المصطلح، يستخدمه منظرو اليمين المتطرف، الذين يرون في المهاجرين من العرب والمسلمين خطرا على مستقبل الفرنسيين من المسيحيين البيض، الذين سيصبحون أقلية في المستقبل، لو تواصلت سياسة الهجرة والاندماج، حسب زعمهم.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، اشتكى روبير مينار لمحطة تلفزيون «ال سي اي» من وجود «91 في المئة من التلاميذ في أحد الصفوف، في إحدى مدارس مدينتي، هم من المسلمين، وهذه مشكلة كبيرة» وأضاف «هناك حدود للتسامح، ولكن ليس لهذا الحد». وكانت الطبقة السياسية، وعدد من المنظمات الحقوقية، والجالية الإسلامية استهجنت تصريحات مينار، كما قام القضاء بفتح تحقيق في الحادث وقام بمداهمة وتفتيش مكتب روبير مينار في البلدية، بعد اتهامه من طرف الساكنة بوضع سجلات طائفية، لإحصاء التلاميذ من أصول مهاجرة ومن المسليمن.
ويحظر القانون الفرنسي البيانات التي تصنف المواطنين اعتمادا على معتقداتهم الدينية أو أعراقهم أو ألوانهم.
واستنكر القاضي ما قام به عمدة بيزييه، وقال إنه «أمر معيب أن يتم استهداف أطفال بطريقة عنصرية بسبب أصولهم أو دينهم». كما رفض القاضي، وصف روبير مينار الأطفال من أبناء المهاجرين باعتبارهم « يمثلون ثقلا اقتصاديا على كاهل الدولة الفرنسية».
وأصدر محكمة باريس حكما على عمدة بيزييه، بالغرامة المالية قدرت بألفي يورو، إضافة إلى منح مبلغ ألف يورو من تكاليف المحكمة للجمعيات المناهضة للعنصرية التي رفعت القضية.
واستنكر روبير مينار القرار وقال ساخرا: «لم أكن أعرف أن قول الحقيقة أصبح جناية. لقد قلت فقط ما يراه ويعتقده العديد من المسؤولين المحليين ولا يجرؤون على التصريح به بشكل علني» وأضاف «لقد وصفت فقط الوضع في مدينتي. إنه ليس حكم قيمة بل حقيقة». وطعن روبير مينار في قرار القضاء، وقال إنه سيتأنف الحكم.
في المقابل، رحب محامي منظمة «رابطة الدفاع عن حقوق الإنسان الفرنسية» بقرار المحكمة، وقال إن «العدالة في بلادنا ما تزال تمارس دورها في منع ومعاقبة أفكار اليمين المتطرف التي تحرض على الكراهية والعنصرية». فيما اعتبرت منظمة حقوقية أخرى أن الحكم جاء مخففا وكانت طالبت القضاء بـ«حرمان روبير مينار من حقوقه السياسية، ومنعه من الترشح للانتخابات البلدية، عقابا له على تصريحاته».
يشار إلى أن عمدة بيزييه، تبنى مرات عديدة تصريحات معادية للمسلمين، وزعم أن فرنسا تفقد هويتها المسيحية شيئا فشيئا بسبب عملية ما أسماه «أسلمة المجتمع الفرنسي».
كما أن عمدة مدينية بيزييه، كان أثار صدمة الطبقة السياسية الفرنسية، عندما أقدم، السنة الماضية، على نشر لافتات «عنصرية» ضد المهاجرين في حملة أطلقتها بلديته وُصفت بأنها «غير مسبوقة» في البلاد. وكتب على اللافتات عبارة «لقد وصلوا: المهاجرون في قلب مدينتنا، الدولة تفرضهم علينا» ويظهر بها عدد من الشباب الملتحين، وفي خلفيتهم صورة لكنيسة تبدو وكأنها محاصرة بالمهاجرين.
ويعتبر روبير مينار إحدى الشخصيات اليمينية المتطرفة التي تحظى باحترام ودعم زعيمة «حزب الجبهة الوطني» مارين لوبان، التي تخوض جولة الاعادة للانتخابات الرئاسية في السابع من أيار /مايو المقبل ضد زعيم حركة إلى الأمام، إيمانويل ماكرون.

تغريم الفرنسي «مينار» بعد اتهامه بالتحريض على الكراهية ضد الأطفال المسلمين

هشام حصحاص

قيس سعيد لـ«القدس العربي»: قانون المصالحة ذو طابع سياسي ولن يقدم أي فائدة لتونس

Posted: 27 Apr 2017 02:37 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قال الخبير الدستوري والمحلل السياسي قيس سعيّد إن مشروع قانون «المصالحة» يفتقر إلى نص واضح وقد تم إعداده «تحت جنح الظلام» ورافقته حملات إعلامية كبيرة لتهيئة الرأي العام للقبول به، مشير اً إلى أنه يتضمن أساساً المصالحة بين الأطراف السياسية ولن يقدم أي فائدة للاقتصاد التونسي كما أنه لن يساهم في إعادة الأموال المنهوبة خلال عهد بن علي.
وأكد، في السياق، أنه تقدّم عام 2012 بمقترح للمجلس التأسيسي يتعلق بالعدالة الانتقالية ويقضي بإحداث هيئة قضائية تختص بقضايا الفساد السياسي والاقتصادي، كما يتضمن المقترح إبرام صلح مع رجال الأعمال الفاسدين يتعهدون من خلاله بإعادة 6 مليارات دولار وهو ما يعادل نصف ميزانية تونس في تلك الفترة، على أن يتم ذلك عبر إحداث مشاريع تنموية في جميع المدن التونسية وخاصة الجهات الأكثر فقراً في البلاد، مشيراً إلى أن مشروعه قوبل برفض شديد خوفاً من أن يستفيد منه عدد من الأطراف السياسية.
وكانت لجنة «التشريع العام» في البرلمان التونسي بدأت الأربعاء بمناقشة نسخة جديدة من مشروع قانون المصالحة الذي اقترحه الرئيس التونسي الباجي قائد التونسي عام 2015 ولقي معارضة شديدة في ذلك الوقت، قبل أن تتم إجراءات تعديلات جديدة عليه ليعاد طرحه مجدداً على البرلمان للمصادقة عليه.
وقال سعيد في حوار خاص مع «القدس العربي»: «من المفارقات أن البرلمان اليوم يناقش مشروعاً جديداً لكن من دون نص، حيث لم يتم التقدم بنص كما أن المشروع لم يكن موضوعا على جدول الأعمال، في حين تم توظيف أغلب أجهزة الإعلام لتهيئة الرأي العام التونسي للقبول بموضوع المصالحة، كما صدرت أحكام بالسجن ضد بعض الأشخاص الأقل تورطاً في الفساد، حتى يُقال إن الوقت قد حان للمصالحة».
وأضاف: «المصالحة ستتم اليوم بين أطراف سياسية وليس بين الشعب التونسي ومن تورطوا في الفساد، ولكن لو كانت النية صادقة (لدى القائمين على المشروع) لتم البحث أصلا عن حل منذ الأشهر الأولى التي تلت الثورة التونسية. وأود الإشارة هنا أن هذا المشروع تم إعداده تحت جنح الظلام وداخل الغرف المغلقة ليتم لاحقا مناقشة مبدأ المصالحة من دون وجود نص، فضلاً عن أن هيئة الحقيقة والكرامة لا تزال موجودة، وفي حال تم تمرير هذا النص سيتم سحب عددد من القضايا والملفات منها وخاصة المتعلقة بقضايا الفساد الاقتصادي والمالي، والدليل على أن المسار خاطىء اليوم في كافة المجالات سواء بالمصالحة أو من دونها، وهذه الاحتجاجات التي عادت من جديد بالشعارات نفسها تقريبا (التي كانت سائدة خلال الثورة) في كل مناطق الجمهورية، والسلطة المركزية اليوم تتحرك بنفس السياسادت السابقة البالية وتقدم هذه المشاريع على أنه منّة وفضل على الشباب».
وتابع سعيد: «للأسف لم يفهوا أن تونس دخلت مرحلة جديدة في التاريخ ولا يمكن أن يتعامل الحكّام اليوم مع التونسيين كما كانوا يتعاملون معهم من قبل، ولو صدقت النوايا في السابق وعادت الأموال المنهوبة إلى الفقراء منذ البداية لما صلنا إلى هذا الوضع (الاقتصادي والاجتماعي) المتردّي، فمن يريد صناعة تاريخ جديد عليه أن يتعظ بالتاريخ القديم، ولكن هناك قوى تسعى للإبقاء على مراكز نفوذها المالي وعلى تأثيرها في السلطة السياسية حتى تدعم مراكزها، يعني القضية سياسية بامتياز تدل على أن المنحى الذي سارت به تونس كان خاطئا، حيث تم الانحراف بالمسار الثوري والمطالب الحقيقية للتونسيين».
وفي السياق أكد سعيد أنه تقدم في 20 آذار/مارس عام 2012 بمقترح للمجلس التأسيسي يتعلق بالعدالة الانتقالية عموما، ومن بين المقترحات التي تقدم بها «إحداث هيئة قضائية عليا تتكون من خمسة قضاة (من القضاء العدلي والإداري والمالي)، وتتولى هذه الهيئة الإشراف على ست دوائر، تختص الأولى بالنظر في قضايا الفساد السياسي والإداري وتختص الثانية بالجرائم الاقتصادية والمالية وتختص الثالثة بالجرحى والشهداء، فيما تختص الرابعة بالتعويض والخامسة بقضايا حقوق الإنسان والسادسة بالأرشيف».
وأضاف: «كنت اقترحت في إطار الدائرة الثانية يومئذ إبرام صُلح جزائي مع عدد من الذين تورطوا في الفساد وتم بيان تورطهم بتقرير وضعته هيئة مكافحة الفساد والرشوة وكان عددهم حينها 460 رجل أعمال، وكان المبلغ المطلوب منهم يراوح بين 10 مليارات دينار و13500 مليار دينار (حوال 6 مليارات دولار) أي حوالي نصف ميزانية تونس حينها، واقترحت أن يتم إبرام صُلح جزائي مع هؤلاء وأن يتم ترتيبهم بشكل تنازلي من الأكثر إلى الأقل تورطاً، وأن يتم ترتيب المعتمديات في تونس (عددها 264 معتمدية) ترتيب تنازلياً من الأكثر إلى الأقل فقراً، على أن يتولى رجال الأعمال الأكثر تورطاً القيام بما يطالب به الأهالي في المنطقة الأكثر فقراً من بنية تحتية (مساكن ومؤسسات استشفائية وتربوية وطرق) وغيرها».
وأشار سعيد إلى أنه عرض مقترحه على عدد من الخبراء الدوليين حيث لقي استحسانا كبيرا، ولكنه حن قدمته للمجلس التأسيسي «ظهرت ضده عدد من الأطراف خوفا من أن تستفيد منه أطراف سياسية، أي دخلت حسابات السياسة فضاعت حقوق الشعب التونسي، ولو تم العمل بهذا المقترح لتحولت تونس إلى حظيرة أشغال، ولكن رفُض المطلب وجاء قانون العدالة الانتقالية وجاءت تركيبة هيئة الحقيقة والكرامة في ظل التوازنات التي كانت قائمة بعد سنة 2011، والآن تغيرت هذه التوازنات بعد 2014 وهناك حصار لا يخفى على أحد على هذه الهيئة حيث لم يتم سد المناصب الشاغرة فضلا عن الحملات الإعلامية التي تستهدفها كل يوم».
وتشهد تونس مؤخراً احتجاجات متواصلة في عدد من المدن، وخاصة المناطق المهمشة، تطالب بتنفيذ الوعود الحكومية المتعلقة بالتشغيل والتنمية، فيما يجري حاليا رئيس الحكومة يوسف الشاهد جولة داخل البلاد مقدما وعودا جديدة لسكان هذه المناطق بهدف تهدئة الاحتقان الاجتماعي المستمر.
وعلّق سعيد على ذلك بقوله: «لا يمكن اختصار القضية بمطالبة الحكومة بجملة من المشاريع، تونس اليوم بحاجة إلى بناء دستوري وإداري جديد ينطلق من المحلي إلى المركزي مروراً بالجهوي، هذا البناء هو في الظاهر جديد ولكنه في الواقع قديم، فلو تم إنشاء مجالس محلية في كل معتمدية (منطقة) يتم انتخاب أعضائها بطريقة الاقتراع على الأفراد مع إمكانية سحب الوكالة من النائب أثناء المدة النيابية في حال فقد ثقة ناخبيه».
وأضاف: «هذه المجالس المحلية هي التي تتولى وضع مشاريع التنمية في كل معتمدية، ومنها تنبثق مجالس جهوية في كل ولاية تتولى التأليف بين مختلف المشاريع التى يتم وضعها في المستوى المحلي، وهذه المجالس المحلية تختار من يمثلها في المركز، فتونس تتوافر على كل الثروات والإمكانيات ولكن للأسف يريدون إعادة التاريخ إلى الوراء، ولكن التاريخ لن يسير إلى الوراء على الإطلاق».

قيس سعيد لـ«القدس العربي»: قانون المصالحة ذو طابع سياسي ولن يقدم أي فائدة لتونس

حسن سلمان

حملة تضامن واسعة مع محامية تونسية مهددة بالسجن بعد انتقادها القضاء العسكري

Posted: 27 Apr 2017 02:37 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: أطلق حقوقيون وسياسيون ونشطاء تونسيون حملة واسعة للتضامن مع محامية صدر في حقها حكم بالسجن بعد انتقادها للقضاء العسكري في بلادها.
وأكدت المحامية والقيادية في حزب «التيار الديمقراطي» نجاة العبيدي أنه تم إعلامها بصدور حكم غيابي يقضي بسجنها لمدة عام بتهمة «نسبة أمور غير قانونية لموظف عمومي»، مشيراً إلى أن الحكم جاء بناء على شكوى تقدمت بها رئيسة دائرة في المحكمة العسكرية على تدوينة للعبيدي عام 2015 على موقع «فيسبوك» انتقدت فيها الخروقات التي اعترت محاكمة بعض رموز التعذيب، من بينهم عز الدين جنيح مدير أمن الدولة خلال حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، والذي صدر ضده حكم غيابي بالنفاذ العاجل إلا أن القضاء العسكري لم يصدر بطاقة إيداع بالسجن ضده.
ووصف المحامي سيف الدين مخلوف الحكم ضد العبيدي بأنه «انحراف خطير بالعدالة، واعتداء صارخ على حق الدفاع، وتواطؤ مفضوح مع الكبار القتلة والسارقين والجلادين. هذه نتيجة إرجاع رموز المنظومة البائدة للحكم. بدل محاكمتهم»، معبراً عن تضامنه اللامشروط مع العبيدي.
وكتب القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» هشام العجبوني عل صفحته في موقع «فيسبوك»: «بسبب انتقادها لعدم تطبيق القانون على عز الدين جنيّح والاخلالات القضائيّة التي عرفها ملفّه، الاستاذة نجاة العبيدي يقع الحكم عليها غيابيّا بالسجن لمدة سنة! كل التضامن و المساندة». وأضاف القيادي في حزب «حراك تونس الإرادة» طارق الكحلاوي: «بالمناسبة عز الدين جنيح المتهم في قضايا تعذيب وقتل لم يتم ايقافه طيلة مسار المحاكمات. كل التضامن مع الاستاذة العبيدي».
كما عبّر رئيس مجلس شورى حزب «جبهة الإصلاح» الإسلامي عن تضامن حزبه المطلق مع العبيدي «المعروفة بدفاعها عن مسار الثورة وسعيها لكشف ملفات الفساد»، معتبراً أن محاكمتها غيابيا «تندرج في اطار النيل منها والضغط عليها للحد من عزيمتها في كشف الحقائق للراي العالم والحال ان الاستاذة من الوجوه المعروفة وعنوانها معروف للجميع وهي تمارس نشاطها بصفة واضحة ويومية. وهذا توظيف للقضاء للتخلص من الخصوم السياسيين».

حملة تضامن واسعة مع محامية تونسية مهددة بالسجن بعد انتقادها القضاء العسكري

أول إضراب شامل يعم الضفة والقدس منذ الانتفاضة الأولى وقراقع يحذر من استشهاد عدد من الأسرى المضربين

Posted: 27 Apr 2017 02:36 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: في صورة أعادت إلى الأذهان إضراب التاسع من كل شهر إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت في عام 1987، عم الإضراب الشامل أمس مختلف محافظات الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الاسرائيلي منذ السابع عشر من ابريل/ نيسان الحالي.
وشمل الإضراب إغلاق المؤسسات الحكومية والخاصة والمحال التجارية في مختلف المحافظات، إضافة إلى الجامعات والمدارس، باستثناء الخدمات الصحية وطلبة التوجيهي. كما أعلنت نقابة النقل والمواصلات، إضرابا شاملا وعاما في كل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية.
وشهدت الضفة الغربية العديد من فعاليات إسناد الأسرى المضربين عن الطعام، ففي رام الله أعلن عن مسيرة الحرية والكرامة في خيمة ميدان الشهيد ياسر عرفات. فيما نفذ أعضاء مجموعة «قوارب» الشبابية نشاطاً وهم معصوبو الأعين ومكبلون بالأصفاد ويرتدون الأسود، وشهدت طولكرم مسيرة نظمتها نقابة المحامين وكذلك مسيرة سيارات دعت إليها نقابة المواصلات، وفي نابلس جرى مهرجان إسناد للأسرى في ميدان الشهداء، أما في قلقيلية فنفذت وقفة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في الخيمة ميدان الشهيد أبو علي اياد ووقفة لبلدية حبلة وجميع فعاليات البلدة تضامنًا مع الأسرى.
وحذر عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين من سقوط شهداء من بين الأسرى المضربين عن الطعام منذ السابع عشر من الشهر الحالي. وأضاف في كلمة له خلال المسيرة الحاشدة التي جابت شوارع رام الله والبيرة تضامنا مع الحركة الأسيرة، أن «على العالم أن يسمع صوت الأسرى وصوت الشعب الفلسطيني، ونحن شعب لا يريد سوى الحرية وأسرانا ليسوا إرهابيين، بل هم أبطال مناضلون وأسرى شرف وحرية».
وأوضح أن دولة الاحتلال هي التي تنتج الإرهاب، والأسرى مصممون على مواصلة الإضراب حتى نيل مطالبهم المشروعة أو الشهادة، مؤكدا على أن الشعب الفلسطيني وقيادته يقفون إلى جانب الأسرى في إضرابهم المفتوح عن الطعام.
وقال واصل أبو يوسف منسق عام القوى الوطنية والإسلامية، العضو المراقب في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير «إن أسرانا المضربين عن الطعام سينتصرون على الاحتلال، وأن الشعب الفلسطيني سيواصل التضامن مع الأسرى حتى النهاية».
في غضون ذلك تقدمت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية عدالة بالتماس للمحكمة العليا الإسرائيلية، للسماح للمحامين بزيارة الأسرى المضربين عن الطعام، بعد استمرار إدارة سجون الاحتلال في منع المحامين من الالتقاء بالمضربين.
وأوضحت اللجنة الإعلامية للإضراب والمنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، أن هذا الالتماس قدم بنص واضح ضد سياسات الاحتلال بمنع لقاء الأسرى المضربين بشكل غير قانوني، واستخدام أساليب متعددة للحيلولة دون السماح بالزيارة، ولكشف حقيقة الجريمة التي ترتكب بحق الأسرى المضربين، حيث تحاول سلطات الاحتلال التفرد بهم وفصلهم عن العالم الخارجي.
وأضافت اللجنة أن الالتماس أرفق بطلب عاجل للنظر فيه، وذلك لما تحتمه ظروف الأسرى المضربين، حتى لا يترك للاحتلال مساحة للمماطلة في دراسة الاستئناف. وتقوم سلطة السجون منذ بداية الإضراب بممارسة الضغط على الأسرى المضربين، فزادت عمليات التفتيش في غرف السجن، ومصادرة الملح الذي جمعه المضربون عن الطعام. كما تصادر سلطة السجون كل أنواع البهارات والسجائر. وقال نشطاء من أجل الأسرى إن المضربين عن الطعام يعيشون على الماء والملح ولذلك فان مصادرة الأملاح تهدف إلى تحطيم معنوياتهم.
كما قلصت سلطة السجون من حقوق الأسرى، وتتعامل معهم كموقوفين وهذا يعني عدم السماح لهم بالتقاء أبناء عائلاتهم ومصادرة أجهزة الراديو والتلفزيون، ومنعهم من تلقي الصحف. كما تقوم بمعاقبة الأسرى من خلال نقلهم إلى سجون أخرى. وتم هذا الأسبوع تفكيك قسم الأسرى الأمنيين في سجن هداريم وتوزيع الأسرى على سجون أخرى. وقال مدير نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، إن «سلطة السجون فصلت الأسرى المضربين عن الطعام عن العالم الخارجي بشكل كامل». وحسب أقواله فإنه بالإضافة إلى مصادرة الأجهزة ومنع زيارات العائلات، ولا يسمح لغالبية الأسرى بالتقاء المحامين «رغم أن الكثير من المحامين يصلون إلى السجون وفقا لتنسيق مسبق». وقال إن الاتصال الوحيد مع الأسرى يتم بواسطة المحامين الذين يمثلون الأسرى الذين لا يشاركون في الإضراب عن الطعام. وأضاف فارس أن إسرائيل تقمع الإضراب ولا تحاول محاورة المضربين.
وكشفت مصادر إسرائيلية أنه ورغم أن سياسة سلطة السجون المعلنة هي رفض مفاوضة الأسرى المضربين، إلا أنها تجري محادثات يومية معهم بهدف «فحص نبض» الإضراب، لكن الأسرى يرفضون الحديث إليها إلا من خلال الهيئة القيادية للإضراب برئاسة مروان البرغوثي.

أول إضراب شامل يعم الضفة والقدس منذ الانتفاضة الأولى وقراقع يحذر من استشهاد عدد من الأسرى المضربين

فادي أبو سعدى

ترامب ينوي زيارة إسرائيل وربما بعض الدول العربية في الشهر المقبل

Posted: 27 Apr 2017 02:36 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: كشف في إسرائيل أمس أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينوي زيارتها وربما زيارة بعض الدول العربية وسط تكهنات عما إذا كان سيأتي وفي حوزته مبادرة سياسية جديدة أو للإعلان عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس».
ونقلت إذاعة الجيش أمس عن مسؤول إسرائيلي رفيع محجوب الهوية أن البيت الأبيض يفحص إمكانية زيارة ترامب إلى إسرائيل ودول أخرى في المستقبل. وكشف المسؤول المذكور أنه تجري اتصالات بين ديوان رئيس الحكومة نتنياهو والبيت الأبيض، في محاولة لترتيب الزيارة إلى إسرائيل، خلال شهر مايو/ ايار المقبل. وحسب الموظف الرفيع، يجري فحص مواعيد عدة خلال الثلث الأخير من شهر أيار، لكنه لم يتم بعد الحديث عن موعد نهائي. يشار إلى أن ترامب سيقوم في أواخر أيار/مايو بأول زيارة له إلى الخارج كرئيس، حيث سيزور بروكسل للمشاركة في قمة حلف شمال الاطلسي ويرجح في إسرائيل أن تكون هي محطته الأولى. وقال المسؤول الإسرائيلي إن طاقما من البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية والخدمات السرية، وصل امس إلى إسرائيل من أجل مناقشة التحضيرات للزيارة. وستجري المناقشات في مقر وزارة الخارجية وديوان الرئاسة ، وستتناول المسائل الأمنية واللوجستية.
وتأتي الاتصالات لتنظيم زيارة ترامب إلى إسرائيل قبل أيام من الزيارة المتوقعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى واشنطن، للقاء ترامب، في الثالث من مايو/ايار؛ وذلك بعد سلسلة من اللقاءات التي أجراها ترامب مع قادة دول عربية عدة في محاولة لتحريك العملية السياسية والتوصل إلى صفقة إسرائيلية – فلسطينية. وستشمل زيارة ترامب إلى المنطقة دولا عربية، لكنه ليس من الواضح إذا ما ستشمل السلطة الفلسطينية أيضا.
يشار إلى أن زيارة ترامب إلى إسرائيل في أواخر مايو/ايار، ستأتي بين تاريخين مهمين ففي 21 أيار/مايو سيتم إحياء ما يعرف بـ « يوم القدس» احتفاء بمرور 50 عاما على توحيد شطري المدينة  المحتلة في 1967، ويوم الاول من حزيران/يونيو الذي ينتهي فيه مفعول القرار الذي وقعه الرئيس السابق باراك اوباما بتجميد قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وسيكون على ترامب اتخاذ قرار حتى ذلك الموعد أن يحدد ما إذا سيمدد قرار التأجيل أو يمتنع عن ذلك وبالتالي يسمح بنقل السفارة إلى القدس المحتلة.

ما الذي سيطرحه ترامب على نتنياهو؟

في السياق نفسه أوضحت صحيفة «يديعوت احرونوت»  أنه لم يتضح حتى الآن الجدول الزمني المتوقع لزيارة ترامب إلى إسرائيل، ورجحت أنه سيتم ترتيب الزيارة قبل أو بعد مشاركته في مؤتمر قمة حلف شمال الاطلسي في بروكسل. وكما يبدو ستكون الزيارة قصيرة، تستغرق يوما ونصف يوم وتشمل زيارة قصيرة إلى السلطة الفلسطينية. وتتابع» لكنه في ظل التساؤلات المفتوحة حول الزيارة هناك أمر واحد جوهري بات يظهر وهو أن الرئيس سيعلن عن تغيير في السياسة الأمريكية، يقضي باعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل لجانب إعلان الدعم لقيام دولة فلسطينية».
في المقابل تقول إنه ليس من المتوقع أن يعلن ترامب عن نقل السفارة إلى القدس المحتلة كما التزم في السابق، وسيكتفي كما يبدو بتصريح مفاده أن الظروف لم تنضج بعد». وتنوه بأنه سواء كانت زيارة ترامب إلى إسرائيل رسمية أم زيارة عمل، من المنتظر أن يجتمع بالرئيس الإسرائيلي ورئيس الحكومة لكي يناقش معهما دفع مبادرته السياسية. ويسود التقدير بأن ترامب ما كان سيصل إلى المنطقة لو لم يطرأ تقدم في الاتصالات حول المبادرة السياسية الإقليمية، التي يسعى لدفعها.
وفي الأسبوع المقبل سيجتمع ترامب في البيت الأبيض، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وذلك على خلفية التقارير التي تتحدث عن نيته عقد قمة في البيت الأبيض بمشاركة قادة عرب فلسطينيين وإسرائيليين. ويسود التقدير في إسرائيل الرسمية بأن البرنامج الذي سيطرح خلال القمة هي المبادرة العربية التي لا يوافق نتنياهو على مركباتها. وتدعي الصحيفة أنه تم من وراء الكواليس مؤخرا، التوصل إلى تفاهمات تنص على اهتمام ترامب بقيام نتنياهو بكبح البناء الاستيطاني في الضفة وعدم البناء خارج الكتل الاستيطانية الكبرى، بينما يبدي الرئيس عباس استعدادا لخطوات بناءة للثقة ويوافق على الدخول في المفاوضات برعاية أمريكية والعمل ضد» الإرهاب».
وتوضح أن إدارة ترامب تعمل هذه الأيام على صياغة الاقتراح الأمريكي لاتفاق السلام، في حين ترى بالأردن ومصر والسعودية شركاء في تحقيقه. وتدلل على ذلك بالقول إنه ليس صدفة أن المبادرة الأمريكية تتبنى أجزاء واسعة من المبادرة السعودية. ومن المتوقع أن يقوم ترامب خلال زيارته إلى المنطقة بزيارة الأردن والسعودية أيضا، من أجل إظهار التزامه ببناء «تحالف سني» مع واشنطن.
وتنقل عن مصادر سياسية محلية قولها إن هناك سببا آخر للزيارة، وهو استعداد ترامب لبث رسالة صداقة لإسرائيل خلافا لسابقه اوباما الذي زارها فقط خلال دورته الرئاسية الثانية، وهو قرار ندم عليه. إلى ذلك، علم امس أنه بعد زيارة ترامب إلى إسرائيل، سيصل إلى المنطقة «وزير خارجيته ريكس تيلرسون، وسفيرة بلاده في الامم المتحدة نيكي هايلي.

ترامب ينوي زيارة إسرائيل وربما بعض الدول العربية في الشهر المقبل

غزة تواصل الالتحام مع معركة السجون وتصعد الخطوات التضامنية مع الأسرى

Posted: 27 Apr 2017 02:35 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: عم الغضب الشعبي جميع مناطق قطاع غزة، في ظل الأخبار التي تشير إلى دخول الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، مرحلة «الخطر الشديد»، وذلك بالتزامن مع اتساع حجم الفعاليات التضامنية، في ظل الإضراب الشامل الذي عم جميع مدن ومخيمات وقرى القطاع.
وتوقفت في قطاع غزة وكذلك الضفة الغربية المكاتب الحكومية والشركات الخاصة عن العمل، كما توقف العمل والدوام الرسمي في الجامعات، وفي جميع مدارس القطاع الحكومية دون مدارس «الأونروا»، وأغلقت المحال التجارية أبوابها، وفق دعوات الإضراب الشامل التي دعت إليها لجنة الأسرى في القوى والفصائل الفلسطينية، واستجابت لها الهيئات الحكومية والخاصة.
وتوافد على خيمة الاعتصام الرئيسية المقامة في منطقة «السرايا» وسط مدينة غزة، حشود جماهيرية كبيرة، من جميع الأطياف السياسية، وأخرى من المؤسسات والجمعيات والهيئات الخاصة، للتضامن مع الأسرى المضربين.
وزارت الخيمة أمهات الأسرى وزوجاتهم وأطفالهم، ورفعت لافتات كثيرة تنادي بإنهاء معاناتهم.
وتبادل المشاركون الحديث عن آخر تطورات إضراب السجون، وعن أوضاع الأسرى، خاصة في ظل تواصل إدارة السجون الإسرائيلية فرض إجراءاتها العقابية بحق الأسرى، والمتمثلة في عمليات نقلهم من سجن لآخر، ووضعهم في زنازين عزل انفرادية، ومصادرة ممتلكاتهم، ومنع تواصلهم مع العالم  الخارجي، من خلال منع زيارة المحامين.
وأكد مسؤولون تحدثوا في كلمات عدة عبر مكبرات الصوت ضمن الفعاليات المتواصلة في خيمة الاعتصام، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فوري، لمنع  وقوع أي مكروه قد يصيب المضربين عن الطعام، بعد تعرضهم لأمراض عدة. وانتقدوا في الوقت ذاته ما وصفوه بـ «الصمت على الجريمة الإسرائيلية»، خاصة وأنها تخالف كل القوانين الدولية التي تتحدث عن حقوق الإنسان.
وشارك وفد من وزارة الداخلية والأمن الوطني، في الخيمة التضامنية، وقال وكيل الوزارة اللواء توفيق أبو نعيم، إن قضية الأسرى بحاجة لوقفة قانونية دولية لدعمهم ونصرتهم. وأشار إلى أن جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية والأجهزة الأمنية في غزة «تساند الأسرى لتؤكد أن جميع قوى وفئات شعبنا تتوحد لدعم قضيتهم». وشدد على ضرورة الوقوف أمام تجاهل العالم لقضية الشعب الفلسطيني ومعاناة الأسرى في سجون الاحتلال».
وقال عبد الروؤف الحلبي رئيس هيئة القضاء في  غزة، في كلمة له خلال المشاركة في خيمة الاعتصام، إن الاحتلال انتهك جميع الأعراف والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان. وطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف واضح وحازم تجاه قضية الأسرى الفلسطينيين وحقوقهم بنيل حريتهم قريبا. وأكد على ضرورة أن تكون هناك تحركات من قبل المراكز الحقوقية الفلسطينية لدعم صمود الأسرى.
وأثنى النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة حصار غزة، في تصريح صحافي، على الأسرى في سجون الاحتلال، داعياً لتوحد فلسطيني دعما لهم ولحقوقهم، مع خوضهم الإضراب المفتوح عن الطعام.
وتواصلت الحملة الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، الداعمة للأسرى، التي تقوم على أسس التغريد بمختلف اللغات على وسم #إضراب_الكرامة.
وتأتي الفعاليات في ظل مواصلة أكثر من 1500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم منذ 17 ابريل/ نيسان الحالي، مطالبين بجملة حقوق مشروعة، في مقدمتها الحصول على العلاج اللازم، ووقف سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي، وتحسين ظروف زيارات الأهل. ويشترك في الإضراب أسرى من جميع التنظيمات الفلسطينية، بقيادة الأسير مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح.

غزة تواصل الالتحام مع معركة السجون وتصعد الخطوات التضامنية مع الأسرى
توسيع حملة التغريد على وسم إضراب الكرامة

إسرائيل تكشف طلباً للسلطة بوقف تمويل كهرباء غزة.. وحماس تصفه بـ«تصعيد خطير وضرب من الجنون»

Posted: 27 Apr 2017 02:34 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: بما يشير إلى فشل الاتصالات الأخيرة التي أجرتها حركتا فتح وحماس بهدف إنهاء الانقسام، وبدء تطبيق «الإجراءات غير المسبوقة» التي توعد بها الرئيس محمود عباس سابقا للضغط على حماس، كشفت تقارير إسرائيلية عن قيام السلطة الفلسطينية بإبلاغ السلطات الإسرائيلية المختصة، وقف تمويلها لفواتير الكهرباء التي تورد من إسرائيل إلى غزة، وهو ما يشير إلى قرب دخول القطاع في أزمات إنسانية عديدة.
وذكرت تقارير صحافية إسرائيلية أن الجانب الفلسطيني أبلغ إسرائيل عدم القيام مجددا بخصم قيمة أثمان الكهرباء التي تورد إلى قطاع غزة، من قيمة الضرائب التي تجبيها حكومة تل أبيب، من البضائع الفلسطينية التي يتم إدخالها عبر الموانئ الإسرائيلية، نهاية كل شهر كما جرت العادة، وفق الاتفاق الاقتصادي الموقع بينهما.
وقالت صحيفة «هآرتس»، إحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية التي أوردت النبأ، إن السلطة الفلسطينية أبلغت أمس إسرائيل، بأنها ستوقف فواتير الكهرباء، التي تقدمها إسرائيل إلى قطاع غزة.
وأبلغ الجانب الفلسطيني منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية الجنرال يواف مردخاي، حسب ما أعلن مكتب الأخير.
وتزود إسرائيل غزة بالكهرباء من خلال عشرة خطوط نقل تحمل 120 ميغاواط، بتكلفة شهرية تبلغ 40 مليون شيكل (نحو 11 مليون دولار).
والمعروف أن قطاع غزة الذي يعاني من أزمة كهرباء حادة جدا، يعتمد على ثلاث مواد تشكل في مجملها أقل من نصف الكمية التي يحتاجها السكان، وتعد أكبر الكميات هي التي تورد من الجانب الإسرائيلي، في حين توفر محطة التوليد المتوقفة عن العمل أيضا بسبب الخلافات بين طرفي الانقسام الفلسطيني، الكمية الثانية، وقدرها أقل من 70 ميغاواط، في حين توفر خطوط قادمة من مصر الكمية الأقل التي تغذي مناطق جنوب القطاع، وقدرها 25 ميغاواط، وكثيرا ما تتوقف هذه الخطوط عن العمل، بسبب أعطال فنية تصيب الشبكة.
ويتطلب توفير الكهرباء، على مدار 24 ساعة إلى سكان القطاع، وأن تتوفر كميات من الطاقة بشكل يومي ما بين 450 إلى 500 ميغاواط.
ومنذ نحو أسبوعين توقفت محطة التوليد، لخلاف بين المسؤولين عن قطاع الطاقة في غزة والضفة الغربية، على كيفية شراء الوقود المخصص لتشغيلها، بعد نفاد منحة قطرية ضمنت تشغيل المحطة لثلاثة أشهر متتالية، حيث تطلب السلطات في غزة إعفاء الوقود من الضريبة وهو أمر ترفضه وزارة المالية. وبسبب توقف المحطة وتعطل الخطوط المصرية المستمر، لم يعد التيار الكهربائي يصل السكان سوى أربع ساعات وصل، مقابل 12 ساعة قطع، وفي حال توقفت إسرائيل عن توريد الكميات التي اعتاد عليها السكان، فإن ذلك سيقطع إمدادات الكهرباء بشكل كامل عن القطاع، وسيدخله في أزمات إنسانية وصحية كبيرة. وحذرت سلطة الطاقة في غزة من الأمر، وقالت إنها تشكل «خطوة كارثية»، وإن لها تبعات خطيرة على كل مناحي الحياة في القطاع، لافتة إلى أنها تحاول التأكد رسميا من صحة المعلومات التي وردت في وسائل الإعلام عن وقف قرار السلطة الجديد.
وقال سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس، في رده على ما جرى تداوله، إن الأنباء عن طلب السلطة قطع الكهرباء عن غزة يعد «تصعيدا خطيرا وضربا من الجنون». وحذر الاحتلال من القيام بهذه الخطوة، وقال إن الاحتلال عمليا يقوم بخصم قيمة فاتورة الكهرباء من حصة غزة من المقاصة الضريبية.
وهذه الخطوة حال طبقت ستكون ضمن الخطوات التي توعدت السلطة الفلسطينية باتخاذها ضمن «الإجراءات غير المسبوقة» ضد حركة حماس في غزة، في إطار الضغط عليها للموافقة على شروط وضعتها اللجنة المركزية لحركة فتح، بهدف إنهاء الانقسام.
وتقول فتح نها لم تتلق ردا من حماس على الرسالة التي نقلت إليها قبل عشر أيام وتحتوي على «خريطة طريق» لإنهاء الانقسام، وتشمل تمكين حكومة التوافق من عملها في غزة، وحل اللجنة الإدارية التي شكلتها حماس لإدارة الوزارات، وعقد انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني، في وقت كانت فيه حركة حماس قد أعلنت عن قيامها بالرد، من خلال قبولها بحل اللجنة، حال بدأت الحكومة بممارسة كامل أعمالها في القطاع. وكان الرئيس عباس أكد قبل أيام جديته في تعزيز الوحدة الوطنية، موضحا أنه بصدد القيام بـ «خطوات غير مسبوقة» بشأن الانقسام خلال الأيام المقبلة.
وأول من أمس قال أسامة القواسمي الناطق باسم فتح لـ «القدس العربي»، إن القيادة الفلسطينية ستلجأ إلى اتخاذ إجراءات مؤقتة «بهدف تحقيق هدف سام وعادل وهو إنهاء الانقسام»، من خلال تحميل حماس المسؤولية عن إدارة قطاعات الصحة والتعليم والخدمات الأخرى، لافتا إلى أن هذه الخطوات سيشعر بها الجميع.
ولا يعرف كيفية حل الأزمات التي سيخلقها انقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن قطاع غزة، حال قامت إسرائيل بتنفيذ مطلب السلطة، في ظل التوقعات بدخول المنظمات الدولية على الخط، في مسعى لمنع وقوع كوارث.
وتأتي الأزمة الجديدة المرتقبة، بعد أن حذرت سابقا وزارة الصحة في غزة من توقف العديد من خدماتها، بسبب أزمة الكهرباء السابقة، خاصة وأنها أكدت أنها لا تستطيع توفير أثمان الوقود الخاص بتشغيل مولداتها في المشافي، لتعويض نقص الكهرباء.
كذلك سبق أن حذرت بلديات قطاع غزة من أزمة صحية وبيئية، وقالت إنها لن تتمكن من تشغيل محطات الصرف الصحي، وإن انقطاع الكهرباء سيضطرها إلى ضخ المياه العادمة للبحر دون معالجة، وهو ما يهدد بوقوع الأمراض.
ونظمت في قطاع غزة خلال الأيام الماضية العديد من التظاهرات التي دعت إليها حماس، وحملت الرئيس عباس والسلطة الفلسطينية المسؤولية عن الأزمة. وطالبت تظاهرة نظمها لاجئون فلسطينيون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» أن تتولى ملف الكهرباء في المخيمات الفلسطينية، وأمس نظمت في خان يونس تظاهرة جديدة، دعت المنظمة الدولية لتحمل مسؤولياتها، في ظل رفض الأخير للطلب.
وتلا ذلك أن حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من استمرار انقطاع الكهرباء، ووقف وصول الوقود الخاص بتشغيل محطة توليد الطاقة في غزة، وقالت إنه يعرض النظام الصحي بأكمله للخطر.

إسرائيل تكشف طلباً للسلطة بوقف تمويل كهرباء غزة.. وحماس تصفه بـ«تصعيد خطير وضرب من الجنون»

أشرف الهور

وزير إسرائيلي يعترف بالتلميح على هجمة إسرائيلية في سوريا

Posted: 27 Apr 2017 02:33 PM PDT

الناصرة – « القدس العربي»: بخلاف السياسيات الرسمية المتبعة في إسرائيل اعترف وزير المواصلات والاستخبارات فيها يسرائيل كاتس بقيامها بهجمة جوية على أهداف في سوريا في الليلة قبل الفائتة. في حديث لإذاعة جيش الاحتلال قال من واشنطن أمس في تلميح غليظ إن الهجمة في سوريا تناسب تماما السياسات الإسرائيلية الخاصة بنقل السلاح لحزب الله. وانتقدت أوساط إسرائيلية غير رسمية خرق الوزير كاتس للسياسات الإسرائيلية القائمة على مبدأ عدم المصادقة وعدم النفي حيال ضربات تنسب لها ضد أهداف في سوريا منذ سنوات. وقال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الجنرال بالاحتياط عوزي ديان للإذاعة العامة أمس إنه يستغرب الخروج عن حدود السياسة الإسرائيلية المذكورة معللا رفضه له بالقول إنه من شأنه إحراج نظام الأسد واضطراره للرد على الهجمة بخلاف سكوته على مهاجمة أهداف في بلاده والاكتفاء التهديد بالرد بالوقت المناسب.

وزير إسرائيلي يعترف بالتلميح على هجمة إسرائيلية في سوريا

هل اغتالت إسرائيل قائد عملية «ليلة الطائرات الشراعية» في الجليل؟

Posted: 27 Apr 2017 02:33 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: تساءلت جهة إسرائيلية عما إذا كان الهجوم الجوي الذي استهدف مدينة القنيطرة، يوم الاحد الماضي ونسب إلى إسرائيل، وأسفر عن قتل ثلاثة أشخاص وإلحاق ضرر كبير بالقاعدة العسكرية السورية، هو عملية اغتيال؟.. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة التي يحارب رجالها إلى جانب النظام السوري بشار الأسد، وزعت بلاغا عسكريا تؤكد فيه مقتل عبد الرحيم أحمد عتيق، القائد الرفيع في التنظيم في سوريا.
وجاء في البلاغ إن عتيق قاد الخلية التي شاركت في عملية «ليلة الطائرات الشراعية» في عام 1988، في منطقة مستوطنة كفار يوبيل في الجليل الأعلى وكان من كبار قادة الجبهة الشعبية القيادة العامة. وقد ولد عتيق في 1948، في قرية المجيدل المهجرة قضاء الناصرة داخل أراضي 48 وانضم في شبابة إلى تنظيمات فلسطينية إلى أن تم تعيينه قائدا لقوة فلسطين في  الجبهة الشعبية – القيادة العامة التي يتزعمها أحمد جبريل.
في العملية النوعية التي عرفت في إسرائيل بعملية ليلة الطائرات الشراعية، خرج فدائيون من تنظيم أحمد جبريل من لبنان وتسللوا إلى الجليل بواسطة طائرات شراعية. وهبط أحدهم في منطقة الحزام الامني وقتل بأيدي الجيش الإسرائيلي، وتمكن الثاني من الهبوط بالقرب من مستوطنة كفار يوبيل، حيث فتح النار على جنود مروا في المكان وهاجم قاعدة عسكرية بعد قتل الحارس في مدخلها وتمكن من قتل ستة جنود وإصابة عشرة قبل أن يتم قتله خلال اشتباك معهم.
وتنقل الصحيفة الإسرائيلية عن مسؤول في الجبهة الشعبية القيادة العامة قوله إن عتيق، توفي في سوريا قبل أيام لكن المصدر لم يذكر تفاصيل أكثر من ذلك، مشيرة إلى أن الشائعات التي راجت تحدثت عن قيام إسرائيل بتصفية الحساب مع القائد المخضرم المسؤول عن تلك العملية النوعية التي أربكت إسرائيل وتم الادعاء في قسم من التقارير بأنه تم اغتيال عتيق خلال الهجوم الذي شنه سلاح الجو على القنيطرة ليلة السبت – الاحد.
وجاء أيضا أن جنديين سوريين قتلا خلال الهجوم وأصيب عدد مماثل من الجنود. وادعت تقارير أخرى أن الهجوم لم يستهدف اغتيال عتيق وإنما قتل خلاله لأنه تواجد في المكان غير الصحيح وفي الوقت غير الصحيح منوهة بأن جهات إسرائيلية معنية رفضت التعقيب على الموضوع.
 

هل اغتالت إسرائيل قائد عملية «ليلة الطائرات الشراعية» في الجليل؟

الرئيس اليمني يجتمع بأعضاء مجلس الدفاع الوطني

Posted: 27 Apr 2017 02:33 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي» ووكالات: ذكر مصدر سياسي رفيع أن انسداد الأفق امام الحلول السياسية للأزمة اليمنية الراهنة حشر الحكومة اليمنية والتحالف العربي في زاوية ضيقة من الخيارات ودفعهم نحو خيار قد يكون وحيدا في الوقت الراهن وهو (خيار الحسم)، وهو ما بدأت القوات الحكومية وقوات التحالف التنفيذ العملي لهذا الخيار.
وقال لـ(القدس العربي) «للأسف الشديد، بعد فشل كل مشاريع الحلول السياسية ووصول جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد حيال إحلال السلام في اليمن إلى طريق مسدود، وعدم وجود أي خريطة طريق جديدة للحل الجذري للمشكلة اليمنية، اضطرت الحكومة اليمنية والتحالف العربي إلى خيار الحسم العسكري، رغم حرصهم الشديد على عدم اللجوء لهذا الخيار».
وأوضح أن قوات التحالف العربي والقوات الحكومية اليمنية والمقاومة الموالية لسلطة الرئيس عبدربه منصور هادي بدأت بالتنفيذ العملي على ارض الواقع لخيار الحسم العسكري، في مختلف الجبهات، والذي «لا شك سيكون مكلّفا لكل الأطراف ولكنه الخيار الوحيد المتاح في الوقت الراهن».
وأشار إلى أن الحكومة اليمنية والتحالف اضطروا أيضا اللجوء إلى هذا الخيار «نظرا لأنه الوحيد الذي سيضمن استعادة الشرعية بدون تنازلات، بينما الحلول السياسية ستتضمن تنازلات والتي قد تكون على حساب السلطة الشرعية في البلاد، والمشكلة الأكبر أنها لن تضع حلولا نهائية للأزمة اليمنية بقدر ما ستعمل على تهدئة الوضع قليل وترحيل الأزمة لفترات لاحقة».
وعقد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس الخميس، اجتماعاً لمجلس الدفاع الوطني، في العاصمة السعودية الرياض، بحضور نائبه، الفريق الركن علي محسن الأحمر، ورئيس الوزراء، أحمد بن دغر.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن المجلس، الذي يعد أعلى هيئة عسكرية حكومية، ناقش في اجتماعه المستجدات في اليمن على مختلف المستويات.
وشدد الرئيس اليمني في الاجتماع، على ضرورة تعزيز قدرات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وحفظ الاستقرار في المناطق المحررة من مسلحي «الحوثي» والرئيس السابق، علي عبد الله صالح.
وأشاد المجتمعون بالتعاون والتنسيق مع دول التحالف، وفي مقدمتها السعودية والإمارات، التي «تجترح المواقف وتقدم التضحيات مع الشعب اليمني»، وفق ما نقلت الوكالة.
كما أشاد المجلس بـ»نجاح» مؤتمر الاستجابة للإغاثة الإنسانية لليمن، الذي عقد بجنيف الثلاثاء، والذي «أكد من خلاله المجتمع الدولي دعمه السياسي للشرعية وجهودها في تطبيع الأوضاع في البلاد».
ويعد مجلس الدفاع الوطني أعلى هيئة قيادية لشؤون الدفاع والحماية والسيادة الوطنية، ويضم عدداً من قيادات الجيش والأمن، ويرأسه رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي.
إلى ذلك، أعلنت القوات الموالية للرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، أمس الخميس، مقتل اثنين من قيادات جماعة أنصار الله الحوثية، في معارك جنوب غربي البلاد.
وقال مركز صعدة الإعلامي التابع للقوات الموالية لهادي في هذه المحافظة: إن» القيادي الميداني الحوثي مرداس مزاقم مرداس لقي حتفه على أيدي الجيش الوطني في منطقة المخا غربي محافظة تعز».
وأضاف البيان الذي نشره المركز على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن مرداس كان يعد أحد القيادات الحوثية التي تلقت تدريبها في إيران ولبنان وينتمي لمديرية ساقين في محافظة صعدة.
وتابع أن «قياديا حوثيا آخر، يدعى باطش شريف، قتل بنيران الجيش الوطني في منطقة المخا، والذي ينتمي لمحافظة صعدة أيضا».
وأشار البيان إلى أن هذين القياديين يعدان من القيادات التي ترتبط بشكل مباشر بعبدالملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي، الذي يوليها ثقة كبيرة.
وفي الوقت الذي لم يذكر البيان تاريخا معينا لمقتل القياديين، لم يصدر أي تعليق من قبل الحوثيين حول ذلك.
ومن ناحية أخرى، نجا قيادي بارز في المقاومة الشعبية الموالية لهادي، أمس، من محاولة اغتيال في محافظة تعز 275/ كم جنوب صنعاء./
وقال بيان صادر عن الجبهة الشرقية للمقاومة الشعبية في تعز إن « قائدها عادل فارع المكنى أبوالعباس( من التيار السلفي) نجا من محاولة اغتيال في المحافظة، دون ذكر المكان.
واتهم البيان- أفرادا من اللواء 17 مشاه الموالي للرئيس هادي، بمحاولة اغتياله، مشيرا إلى أن أبو العباس تفاجأ بإطلاق النيران عليه من رشاشات ومعدلات أطلقت من تلال جبلية واقعة تحت سيطرة هذا اللواء العسكري، غير أنه نجا من العملية.
وكانت مدينة تعز قد شهدت خلال الفترة الأخيرة اشتباكات بين فصائل تابعة للقوات الموالية لهادي، مخلفة قتلى وجرحى، في حين مازالت تشهد المدينة عمليات اغتيالات طالت قيادات في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وعلى الصعيد الإنساني، بحث نائب رئيس الوزراء اليمني، حسين محمد عرب، مع مدير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عدن، جاكلين بارليفليت، سبل التعاون المشترك بين الجانبين في قضايا اللاجئين.
جاء ذلك خلال لقاء جمع الطرفين، أمس الخميس، بقصر معاشيق في مدينة عدن، حسب وكالة «سبأ» التابعة للحكومة الشرعية. ونقلت الوكالة، أن «عرب» ناقش مع مدير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة، جاكلين بارليفليت، سبل التعاون المشترك بين الحكومة والمفوضية، خاصة فيما يتعلق باللاجئين وطالبي اللجوء، وسبل نقلهم إلى مخيمات النزوح التابعة للمنظمة. وأشاد عرب بدور مفوضية شؤون اللاجئين في اليمن، مؤكداً استعداد الحكومة تقديم كافة التسهيلات وتوفير الحماية الأمنية للمنظمات الأممية في العاصمة المؤقتة عدن.
وثمّنت بارليفليت، جهود الحكومة اليمنية في استضافة اللاجئين وتوفير الحماية اللازمة لهم. وأكدت المسؤولة الأممية أهمية تعزيز مجالات التعاون بين الحكومة والمنظمة، بما يخدم المصلحة المشتركة.
وأشارت إلى ضرورة إعادة تفعيل مكاتب الهجرة والجوازات في مناطق وصول اللاجئين وطالبي اللجوء والفئات الأخرى في محافظة «شبوة» (جنوب شرق)، ومديرية «رأس العارة» جنوب غرب اليمن.
وتعلن منظمة الهجرة الدولية والسلطات اليمنية بشكل متكرر، عن وصول عشرات المهاجرين الإثيوبين والصوماليين إلى اليمن عن طريق البحر.
وفي نهاية تموز/ يوليو الماضي، أعلنت الداخلية اليمنية، وصول أكثر من 64 ألف لاجئ إلى البلاد عبر البحر بطرق غير مشروعة منذ بداية العام 2016، بينهم 10 آلاف يحملون الجنسية الصومالية، فيما البقية من الإثيوبيين.
ويثير تزايد تدفق اللاجئين الأفارقة إلى اليمن، مخاوف من انخراطهم في الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عامين، بين القوات الحكومية من جهة، ومسلحي «الحوثي» والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى.
وقتل عسكريان سعوديان في انفجار لغم أرضي وإطلاق قذائف مصدرها اليمن عند الحدود الجنوبية مع البلد المجاور الغارق في نزاع مسلح، حسب ما أفادت أمس الخميس وزارة الداخلية السعودية.
وقالت الوزارة في بيان نقلته وكالة الانباء الرسمية «أثناء قيام دورية حرس حدود بمهامها بقطاع العارضة بمنطقة جازان، تعرضت لانفجار لغم أرضي وإطلاق قذائف من الأراضي اليمنية».
وأضافت ان الحادثين نجم عنهما «استشهاد الرقيب جابر أحمد يتيمي، ووكيل الرقيب محمد موسى جابر الريثي»، مضيفة «باشرت الجهات المختصة بحرس الحدود التحقيق في ذلك».
وتقود السعودية منذ آذار/مارس 2015 تحالفا عسكريا عربيا في اليمن دعما لقوات الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي في مواجهة المتمردين الحوثيين الشيعة المتهمين من قبل الرياض بتلقي مساندة إيرانية.

الرئيس اليمني يجتمع بأعضاء مجلس الدفاع الوطني

خالد الحمادي

السينما الحديثة ابتعدت عن الواقع وصارت تصنع عالما خياليا… وهوليوود متهمة بغسل الأدمغة وتجهيل الأجيال

Posted: 27 Apr 2017 02:32 PM PDT

لوس أنجليس – «القدس العربي» : قبل ثلاثة أعوام سألت مارتين سكورسيزي (سائق التاكسي، الأصدقاء الطيبون، ذئب وولت ستريت) عن انطباعه عن أفلام المؤثرات الخاصة التي تنتجها هوليوود هذه الأيام فقال: «أنا لا أشاهدها ولا يمكنني التعليق عليها. أنا أشاهد الأفلام الأجنبية والمستقلة وحسب».
ومؤخرا صرح المخرج العريق بأن السينما ماتت. «السينما التي نشأت على مشاهدتها والتي أصنعها انتهت»، قال لاسوشيتد برس شهر ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي. مخرج عريق آخر وهو ريدلي سكوت (مملكة السماء، غلادييتر) ردد تصريح سكورسيزي قائلا في مؤتمر صحافي قبل شهرين أن السينما بدت سيئة جدا».
كلا المخرجين اتهم استوديوهات هوليوود بالتخلي عن الأفلام الأصلية والإبداعية وخنق حرية الابتكار الفني من أجل ضمان الأرباح في شباك التذاكر من خلال التركيز على صنع أفلام أبطال القوى الخارقة، المدججة بالحركة والمؤثرات الخاصة والخالية من القيم الفنية والمضامين المهمة، حسب رأيهم. وكشف سكوت بأنه رفض عروض إخراج هذا النوع من الأفلام لأن قصصها غير منطقية وبعيدة عن الواقع.

أفلام أبطال القوى الخارقة

انتقاد أفلام المؤثرات الخاصة ينبع من أنها لا تعتمد على عناصر السينما الكلاسيكية، التي تخلق الدراما والتشويق في سرد قصصها، وإنما تتكل على أدوات رقمية تخلق واقعا غير منطقي وتشعل الإثارة العابرة عند المشاهد بدلا من التفاعل العاطفي مما ينتج عن نسيان ما حدث في الفيلم فورا بعد نهايته ولا يترك أثرا ذهنيا أو نفسيا في المتلقي. فعلى سبيل المثال، بطل الفيلم، سوبرمان، يمد يده إلى الأعلى ويطير إلى السماء وأحيانا الفضاء بدلا من السعي لوجود حل واقعي للطيران لملاحقة عدوه. أو بطل النملة الذي يتقلص إلى حجم ميكروسكوبي للهروب من أو التغلب على أعدائة. سهولة خروج البطل من مأزقه من خلال قواه الخارقة غير الواقعية تقلل من شعور التماهي معه عاطفيا من قبل المشاهد، الذي تكون حواسه مخدرة ومنهكة من هجوم الموثرات البصرية والسمعية عليها. أما بطل فيلم من الأنواع الأخرى فهو يكون عادة مستلهما من واقع المشاهد ويتصرف مثله في مواجهة تحدياته وحل مشاكله في الحياة مما يسهل التعاطف معه والانغماس في واقعه وبالتالي تكون تجربة مشاهدة الفيلم مؤثرة وتحويلية واحيانا ابدية.
صحيح أن السينما تنقلنا إلى واقع خيالي تقطنه أحيانا شخصيات خيالية، مثلما نشاهد في «حرب النجوم» المدجج بشخصيات ومخلوقات غريبة وعجيبة وتتلاحم بأسلحة لا مثيل لها على وجه الأرض. ولكن تلك الشخصيات تتلائم مع واقع القصة، التي تجري أحداثه في زمن بعيد ومكان بعيد.
أما أبطال القوى الخارقة فهم يعيشون في عالمنا، ولكنهم يملكون صفات وقدرات تتنافى مع قوانين الطبيعة والفيزياء ولا يمكن للعقل السليم تقبلها. ولهذا يتهم سكورسيزي هذه المؤثرات الخاصة بتخدير مشاعر الناس وخاصة الأجيال الشابة، التي فقدت القدرة على التفاعل مع سرد القصص وصارت مدمنة على الإثارة العابرة.
هذه التصريحات تثير غضب مدير شركة مارفيل للكوميكس، الرائدة في انتاج أفلام القوى الخارقة على غرار «الرجل الحديدي»، «كابتن أمريكا»، «رجل النملة»، «حراس المجرة» و«المنتقمون». وقال لي في مقابلة أجريتها معه العام الماضي إنه يشعر بالإهانة عندما تُتهم شركته بحط قيم أفلام هوليوود وتضحيل مضامينها.
«كلما نشرع في صنع فيلم نعمل على أن يكون ترفيهيا ومثيرا ومحثا للاذهان وممتعا»، يقول آي فيغ «نحن نشغف أفلامنا مثل صانعي الأفلام الفنية والمستقلة. لهذا وصْفنا كماكينة هوليوودية مضرة للسينما هو مهين وغير مسؤول وعادة يأتي من الذين لا يعرفون شيئا عنا ولا يشاهدون أفلامنا».
فعلا فإن الذين يشاهدون أفلام مارفيل هم حقا مهووسون بها وليس فقط الجماهير المحلية والعالمية، التي تتدفق كالسيل العارم إلى دور السينما لمشاهدتها عندما تنطلق، وإنما أيضا نقاد السينما، الذين يستقبلونها بالمدح والتقدير. ويذكر أنه منذ تأسيس مارفيل، لم يفشل فيلم من أفلامها تجاريا أو نقديا، ودائما تتصدر لائحات ايرادات شباك التذاكر، وهذا ما عجزت عن تحقيقه الأفلام الفنية، التي يتحسر سكورسيزي على فنائها. فيلمه الأخير وهو «صمت»، الذي كلفت ميزانية صنعه 50 مليون دولار، فشل فشلا ذريعا في شباك التذاكر محققا ما يعادل 7 ملايين دولار.
المخرج ستيفن سودربرغ (ترافيك، سلسة اوشين، وماجيك مايك) يقر أن السينما تواجه هجوما ليس من هوليوود وحسب وإنما أيضا من الجمهور، الذي بات مدمنا على المؤثرات الخاصة. وهذا فعلا ما يردده مسؤولو هوليوود مدعين أنهم يصنعون هذه الأفلام لتلبية رغبة الجماهير المحلية والعالمية لها.
«بعض أفضل الأفلام السينمائية لم يشاهدها أحد»، علق الممثل كريس إيفانز، الذي يجسد دور كابتن أمريكا في أفلام مارفيل، عندما قابلته الشهر الماضي لمناقشة دور البطولة الذي قام به في فيلم مستقل صغير وهو «موهوبة»: «بلا شك أن أفلام أبطال القوى الخارقة باتت العمود الفقري لهوليوود وتدر أرباحا هائلة حتى عندما تكون سيئة. صعب معرفة من جاء أولا: الدجاجة أم البيضة: هل الجمهور طالب بهذه الأفلام أم أن هوليوود فرضتها عليه»؟ يتساءل النجم الهوليوودي، الذي قام باخراج فيلم مستقل قبل عامين وعرضه في مهرجان صندانس للأفلام المستقلة. ولكنه يؤكد على أنه فخور بمشاركته في أفلام مارفيل ويصر على أنها أفلام ذات قيم فنية راقية ومضامين مهمة. «في رأيي أفلام مارفيل لا تختلف بقيمها السينمائية وجودتها الفنية عن الأفلام المستقلة». يقول إيفانز.
حقا فإن أفلام مارفيل كثير ما تسبر مواضيع سياسية واجتماعية معاصرة مهمة من خلال المأزق الذي تورط فيه شخصياتها. ففيلم «كابتن أمريكا: حرب أهلية» خاض في قضية حرية الفرد مقابل استبداد السلطة في حالة تدهور الأمن الوطني وهي قضية مثيرة للجدل بين الليبراليين والمحافظين في كل أقطار العالم. أما فيلم «المنتقمون: جيل الألترون» فركز على خطر تسلط الآلات الذكية على الإنسانية وتدميرها، وهو أيضا موضوع يشغل أذهان العلماء والمفكرين والسياسيين هذه الأيام. ولكن سودربرغ يصر على أن هذه مواضع شاملة وعادية تُطرح في الأفلام التجارية وليس في السينما.

السينما والأفلام

سودربرغ يميز بين الأفلام والسينما ويزعم أنه خلافا للافلام، السينما هي رؤية فريدة للمؤلف أو الفنان أو المخرج، تحمل منظومته الجمالية والفكرية وتعبر عن ذاته وأيديولوجيته ولا تعكس رغبات الجمهور. المخرج المؤلف هو الذي يطوّر السيناريو ويختار طاقمه من التقنيين والممثلين، الذين يثق بهم من أجل تحقيق رؤيته، بدون تدخل من جهة أخرى: «إنها العكس التام للعادي والشامل ولا تصنع على يد لجنة أو شركة أو الجمهور. اذا لم يصنعها مخرج فهي غير موجودة أبدا»، يوضح سودربرغ.
صحيح أن إعطاء الضوء الأخضر لمشروع ما في استوديوهات هوليوود هذه الأيام يتم في أقسام الترويج والتسويق العالمية وليس في أقسام تطوير السيناريوهات، كما كان الحال في الماضي. فالهدف هو طرح موضوع في الفيلم يجد صدى عند أكبر عدد من الجماهير وبوضوح وبدون تعقيد من أجل در أضخم الأرباح من كل أسواق العالم. ولكن فيغ يصر على أنه لا يتدخل في قرارات مخرجيه ويمنحهم الحرية الفنية والفكرية التامة في صنع أفلامهم.
فعلا فهو عادة يستأجر مخرجين من عالم الأفلام المستقلة أو التلفزيون ومن ضمنهم كان المخرج والممثل البريطاني كينيث برانا، الذي صبغ الجزء الأول من سلسلة أفلام «ثور» عام 2011 بصبغة شكسبيرية. كما أكد لي مخرجو أفلام مارفيل الأخرى مثل الاخوين جو وانطوني روسو بان مارفيل منحتهم الحرية التامة في صنع أفلام «كابتن امريكا». وهذا ما أدلى لي به أيضا مخرج «حراس المجرة» وهو جيمس غان. طبعا لا يمكن لهؤلاء المخرجين أن يشرعوا بالعمل على فيلم بدون الحصول على الضوء الأخضر من مسؤولي الاستوديو وخاصة أن هذه الأفلام تكلف مئات الملايين من الدولارات. كما عليهم مشاورة الاستوديو خلال صنع الفيلم والحصول على رضاه عنه قبل اطلاقه. فمخرج أفلام مارفيل هو مؤلف يعمل تحت رقابة الاستوديو.

هل السينما هي فن أم ترفيه؟

أول أفلام السينما التي ظهرت في نهاية القرن الـ19 وبداية القرن الـ 20، كانت عبارة عن مقاطع بدائية قصيرة تعرض قطارا متحركا أو أمواج بحر هائجة أو مسافرين في محطة قطار. ومع تطور اللغة السينمائية، تمكن السينمائيون من سرد قصص درامية من خلال استخدام ممثلين، لقطات بأحجام مختلفة والتوليف، وثم الصوت واللحن الموسيقي. كل هذه العناصر جُندت لابتكار شخصيات معقدة تخوض تجارب مختلفة منها الغرام، الحرب، الإجرام وغيرها من أمور تربط المشاهد عاطفيا مع الفيلم. ولكن في هوليوود، هذه السينما كانت تجارة ترفيه لا أكثر ولا أقل. وعندما سمع مخرجو هوليوود العريقون على غرار جون فورد، الفريد هيتشكوك وبيلي وايلدر بنعتهم بالمؤلفين من قبل النقاد الفرنسيين مثل جون غودار وفرانسوا تروفوا، ردوا بسخرية، معلقين بأنهم لم يعرفوا أنفسهم كفنانين وإنما كصانعي ترفيه.
إذا تعريف السينما كفن ظهر بداية في أوروبا وتبنته صناعة الأفلام الأمريكية في الستينيات، بعد إسدال الستار على عهد السينما الهوليوودية الكلاسيكية وظهور السينما المستقلة، التي لم تخضع لمنهج الاستوديوهات التجاري وخلقت جيلا جديدا من المخرجين الذين اعتبروا أنفسهم فنانين وليسوا صانعي ترفيه يعملون لحساب الاستوديوهات.
صحيح أن أفلام الستينيات والسبعينيات والثمانينيات كانت تطرح رؤية فريدة لصانعيها، ولكن تلك الرؤية كانت تُطرح من منظور أمريكي أبيض بحت، الذي كثيرا ما يكون نمطيا وعنصريا.
أفلام رعاة البقر، على سبيل المثال، كانت تقدم الهنود الحمر كهمج ومجرمين. شخصيات عرقية أخرى مثل العرب والسود والآسيويين، كانت أيضا تطرح بصورة سلبية. في ذاك الوقت، لم تعر استوديوهات هوليوود اهتماما بذلك التنميط لأن سوق أفلامها كان محصورا في الولايات المتحدة وأوروبا وكان معظم جمهورها من البيض، ولكن مؤخرا لن تسمح لمخرجيها بفعل ذلك لأن 70 % من إيرادات أفلامها تأتي من خارج الولايات المتحدة، ولهذا لا يمكنها أن تخاطر بجرح شعور الجماهير العالمية من غير البيض وتقوم بصنع أفلام شاملة ترضي الجميع، مما يجعل من اضمحلالها أمرا لا محال منه.
ولكي تحافظ هوليوود على جرعة الأكشن بدأت في صناعة أفلام تتعاطى مع الإرهاب كمادة جاذبة للجمهور.

المنصات الإلكترونية

المخرجون المؤلفون وجدوا بيتا في شركات البث الإلكتروني الضخمة مثل «نيتفليكس» و»أمازون»، التي تمنحهم حرية ابداعية كاملة ولا تتدخل في قراراتهم الفنية والانتاجية. واحد منهم هو سكورسيزي نفسه، الذي حصل مؤخرا على 100 مليون دولار لصنع فيلمه «الايرلندي» من بطولة روبرت دي نيرو وآل باتشينو.
من المفارقات أن مناهضي هوليوود هم أيضا غير راضين من «نيتفلكس»، التي يصفونها بمقبرة الأفلام، لأنها لا تعرضها في صالات السينما، بل تطلقها على منصتها الإلكترونية، حيث تضيع في محيط شاسع من الأفلام. كما صرح المخرج كريستوفر نولان (سلسلة فارس الظلام، انسيبشين) الشهر الماضي أن المنصة الوحيدة لعرض فيلم سينمائي هي الشاشة الكبيرة في دور السينما.
ولكن سودربرغ يصر على أن السينما هي سينما بغض النظر عن طريقة تصويرها أو شاشة عرضها. «يمكنك أن تشاهدها في غرفة النوم، أو الايباد او الايفون او على موقع يوتوب، ما دامت تعبر عن رؤية خاصة».
إذا ليس هناك خوف على السينما، التي يحن لها سكورسيزي، لأن شركات الانترنت تقوم بصنعها وبدعمها وعرضها على منصاتها الالكترونية. الواقع هو أن السينما تعيش في فترة نهضة بفضل هذه الشركات، التي تحضر مهرجانات الأفلام المستقلة وتدفع مبالغ باهظة مقابل أفلام كانت في الماضي تغرق في بحر النسيان بعد عرضها هناك. المشكلة هي أن الجماهير وخاصة اأاجيال الجديدة لا تعير اهتماما لهذه الأفلام.

تأثير الانترنت

البعض يلوم استوديوهات هوليوود ويتهمها بغسل أدمغة وتجهيل الأجيال من الصغر من خلال تعويدها على مشاهدة أفلام المؤثرات الخاصة، ولكن في الواقع هناك عوامل أخرى مثل الانترنت، التي عودتنا على الحصول على كل شيء في رمشة عين وبدون انتظار وعلى مشاهدة كليبات الفيديو المثيرة القصيرة على مواقع التواصل الإجتماعي. فهذه الأيام نحن بحاجة دائمة للاثارة المستمرة لأن بدونها لا يمكن للمخرج أن يستحوذ على اهتمامنا. وهذا ما فعله جورج ميلر في الجزء الجديد من سلسلة «ماكس المجنون» قبل عامين. فخلافا لاجزاء «ماكس المجنون»، التي طرحها بداية الثمانينيات، لم يقدم مقاطع طويلة في الجزء الحديث بل قصّرها لدرجة أن عددها كان ثلاثة أضعاف مقاطع الأجزاء القديمة.
إذاً، يبدو أن الإنسانية بأكملها في حالة تراجع وأصبحت ملكا للكمبيوتر الذي يخلق كل شيء بسرعة، إن كان تزويدنا بالمعلومات من خلال بحث الانترنت بثوان او توفير الاثارة المستمرة في أفلام هوليوود. أما السينما فهي لم تمت وإنما تمر في مرحلة تحوّل.

السينما الحديثة ابتعدت عن الواقع وصارت تصنع عالما خياليا… وهوليوود متهمة بغسل الأدمغة وتجهيل الأجيال
أفلام رعاة البقر كانت تقدم الهنود الحمر والعرب والسود كهمجيين… والآن يطغى عليها موضوع الإرهاب
حسام عاصي

استعادة قطاع غزة إلى الشرعية الفلسطينية

Posted: 27 Apr 2017 02:31 PM PDT

عالم يفور باحداث جسام. واخبار تتلاحق دون توقف، تثير الرعب بين ابناء دول وشعوب العالم. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهدد كوريا الشمالية تصريحا وتلميحا، وبدعوات لاجتماعات وجلسات متخمة بالايحاءات، وبمناورات عسكرية تعززها صور نيران القذائف والصواريخ.
عندما تندلع الشرارة الاولى سيرى العالم اول الانفجارات لحظة وقوعها. لكن لا احد في العالم: لا الطرف المبادر ولا الطرف المتلقي (الضحية)، سيعرف كيف ستتطور الامور، ومن الذين سيشملهم محيط دائرة العنف والقتل والتضرر. ولا احد يعرف على وجه الدقة، كيف سترد كوريا الشمالية، في حال تعرضها للقصف، وباي من انواع الاسلحة، وضد أي اهداف في كوريا الجنوبية واليابان، وضد اي اهداف أمريكية قريبة، سواء في البحر او في بَرّ دول الجوار، بل وربما في البر الأمريكي ايضا. ولا احد ايضا يعرف كيف ستكون تصرفات وردود افعال الصين وروسيا ودول اوروبا ذات الاوزان المؤثرة، ومجمل دول الجوار والعالم.
يضاف إلى هذا الجو المشحون، ما تشهده دول الغرب، وحاليا اوروبا، من معارك انتخابات لتحديد سياساتها، وبشكل خاص سياساتها بخصوص الإرهاب، (وجميع منابعه في ارضنا العربية والإسلامية)، ومخاطر المهاجرين، (وجميعهم من دولنا الطاردة لمواطنيها)، وانحصار المنافسات الجدية تقريبا، بين اليمين الذي يتبرّأ منا ومن سلوكياتنا و»قِيَمنا» من جهة، واليمين المتطرف العنصري الذي يزيد على ذلك بوجوب انزال العقوبات، من شتى الاشكال، ضد شعوبنا ودولنا، ضد الحاكمين بالحديد والنار، وضد ضحاياهم المنكوبين بهم.
نهتم بكل ما يحدث في العالم. نتابع تفاصيله وتطوراته وانعكاساته على مجمل الاوضاع في العالم بشكل عام، وفي عالمنا العربي بشكل خاص، ونتحسّر. فلا وزن للعرب ولا حضور في أي تفصيل من تفاصيل الاحداث في العالم، التي تحدد حاضر وواقع ومستقبل الامم والشعوب والدول، بل والافراد ايضا. ولا حضور ولا وجود عربي على مقاعد موائد المفاوضات حول مصير ومستقبل العالم العربي ذاته ايضا. وآخر مثال فاقع على ذلك، هو الغياب الكامل للعرب عن اللقاءات والمؤتمرات التي تعقد لتحديد مستقبل سوريا العربية وشعبها، وقبل ذلك الغياب العربي، الكامل ايضا، عن مفاوضات إيران و»الاربعة زائد واحد»، حول البرنامج النووي الإيراني.
نضيف إلى الغياب العربي عن الاحداث والوقائع العربية، الغياب الفلسطيني، شبه الكامل، عن الاحداث والوقائع الفلسطينية. فكل الكلام والبيانات والصياغات اللفظية فلسطينية، لكن كل الخطوات العملية والحقيقية على ارض الواقع، غير فلسطينية.
هل هذا هو قدرنا الذي لا فكاك لنا منه؟، ام ان ذلك واقع قابل للتغيير؟. هذا هو السؤال الاول والأهم. وجوابي عليه: ان التغيير ممكن بكل تأكيد.
نأخذ مثلا واحدا للتدليل على صحة ما ذهبنا اليه. فخلال ايام يلتقي الرئيس الفلسطيني، ابو مازن، في البيت الابيض، مع الرئيس الأمريكي ترامب. وسيدور بينهما حديث ومناقشات وحوار حول مجمل القضايا التي تهم شعبنا، وامكانيات ان تلعب الدولة الاقوى في العالم، والحليف الاستراتيجي لاسرائيل، دورا مختلفا عن ادوار الادارات الأمريكية السابقة: دور الساعي إلى انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وليس «إدارته». ولا حاجة هنا لتذكير ابو مازن بالثوابت الحقيقية للشعب الفلسطيني، فهو اكثر الناس معرفة بها، واكثر الناس قدرة على صياغتها بلغة سياسية عصرية مقبولة ومقنعة. لكن، ماذا لو استفاد ابو مازن من لحظة التصوير التلفزيوني الاولى في المكتب البيضاوي، باطلاق مناشدة علنية للرئيس الأمريكي، ان يعمل ما بوسعه لتأمين ما يكفي من امكانيات مادية، ومن قرارات ملزمة لاسرائيل، لإقامة محطة ضخمة لتحلية مياه من بحر غزة، تكفي لإرواء مليوني مدني فلسطيني، اغلبهم من اللاجئين، يقيمون في القطاع الذي تحاصره اسرائيل برا وبحرا وجوا، ولتخليصهم من مضار وامراض العطش ومخاطر؟.
كيف يمكن ان يكون وقع تلك المناشدة على المشاهدين والمتابعين في العالم؟. والاهم من ذلك: كيف سيكون وقع تلك المناشدة على الفلسطينيين بشكل عام، وعلى اهل قطاع غزة بشكل خاص؟.
لا اعتقد بضرورة امتلاك خيال واسع، او قدرة فائقة على التقدير، لمعرفة الحجم الايجابي الهائل لهذه اللفتة البسيطة المتواضعة على القطاع واهله، الذين سيشعرون ان ذلك الضيف في البيت الابيض هو رئيسهم الذي يحس بمعاناتهم ويعمل على رفع ما امكنه منها. دون التنازل طبعا عن القضايا والثوابت الفلسطينية المشروعة القابلة للتطبيق. بل حتى يمكن لها ان تُنسي جزئيا، او تغطي الضرر الذي تسبب به اقتطاع 30 في المئة تقريبا من رواتب موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية في غزة، في مطع هذا الشهر. وستكون تلك المناشدة، بما تحمله من رسائل انسانية، إلى العالم والى الفلسطينيين في قطاع غزة، خطوة اولى على درب عودة الشرعية إلى غزة وعودة غزة إلى الشرعية.
لا يجوز ان تشغلنا أي من احداث العالم، القريبة او البعيدة، عن واقعنا الذي نعيشه، وعن واجبنا مواصلة شرح تفاصيل قضايانا العادلة، ونقل صور معاناة شعبنا من الاحتلال والاستعمار الاسرائيلي، والكشف امام الرأي العام العالمي، ان ما يخشى هذا العالم وقوعه في حال نشوب حرب تستهدف القدرات النووية والصاروخية لكوريا الجنوبية، هو الواقع ذاته الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني.
حقيقة هي ان لا فرق بين موت وموت. فالموت جراء انفجار صاروخ يحمل ويفجر قنبلة ذرية، او الموت من اصابة برصاصة مسدس او من ضربة عصا، او الموت من جوع او عطش او من قهر، متساوين في الجوهر والنتيجة. فـ»تعددت الاسباب.. والموت واحد». ومن الظلم لابناء شعبنا في غزة، ضحايا قذائف وحصارات اسرائيل لهم، في البر والبحر والجو، وتاليا لذلك الحصار تحت الارض، في محاولات لمنع تفعيل الأَنفاق، ان ننسى ولو للحظة، وان لا نعمل كل ما هو ممكن ومطلوب، لرفع الظلم الذي يعانون منه، جراء بطش وقهر اسرائيل وجيشها واجهزتها الامنية.
لكن كل جهد فلسطيني في هذا الاتجاه، لن يكون مثمرا بما فيه الكفاية، إذا لم يترافق مع عمل فلسطيني جدي، ينقذ اهلنا في قطاع غزة، من «ظلم ذوو القربى»، ومقرهم رام الله، ومن ظلم وبطش وتخلف «أُولي الامر» في غزة، ويعيد للشعب الفلسطيني وحدته وتماسكه والتفافه حول كل ما يتم التوافق عليه، ويندرج تحت عنوان المصلحة الوطنية العليا.
فرص استعادة قطاع غزة إلى الشرعية الفلسطينية، لما فيه مصلحة اهل غزة واهل الضفة الغربية وكل الفلسطينيين وقضيتهم بالغة التعقيد، عديدة ومتكررة، بل ومتجددة باستمرار، وهي النتيجة النهائية بكل تأكيد، رغم كل ما تبذله جهات متعددة من جهود لمنع تطور الامور في هذا الاتجاه.
اول العاملين على تقسيم ما تم احتلاله من الوطن الفلسطيني في حرب حزيران الكارثية قبل خمسين سنة، هي اسرائيل طبعا. ولم يكن انسحابها من القطاع دون تنسيق إلا تنفيذا لهذا الهدف. لكن بين المستفيدين من هذا الشقاق و»الهجر» افراد يضعون مصالحهم الشخصية الصغيرة الضيقة فوق كل اعتبار، ويجندون من اجل ذلك عصبيات تنظيمية وادعاءات ايديولوجية واساليب اخرى اقل وجاهة، هادفين ابقاء الحال القائم، على ما هو عليه.
قطاع غزة، في هذه المرحلة، هو الاجدر بالعناية. سئِل اعرابي حكيم: أي ابنائك احب اليك؟، فقال: «الصغير حتى يكبر، والغائب حتى يعود، والمريض حتى يشفى».
قطاع غزة بالنسبة للفلسطينيين هو الصغير الذي لم يكبر بعد، وهو الغائب الذي ما زال غائبا، وهو المريض الذي يعاني من الامراض، وليس من مرض واحد فقط. وهو الذي يجب ان يحتل الموقع الاقرب إلى وجدان وضمير وقلب كل وطني فلسطيني.

٭ كاتب فلسطيني

استعادة قطاع غزة إلى الشرعية الفلسطينية

عماد شقور

جولة جديدة في معركة الديمقراطية في المغرب

Posted: 27 Apr 2017 02:30 PM PDT

جرت مياه كثيرة بين يوم 7 أكتوبر 2016 تاريخ تنظيم الانتخابات التشريعية الأخيرة في المغرب وبين يوم 17 مارس تاريخ التعيين الملكي للدكتور سعد الدين العثماني وتكليفه بتشكيل الحكومة خلفا للأستاذ عبد الإله بنكيران الذي سبق أن تم تعيينه يوم 10أكتوبر، أي بعد يومين من كشف النتائج الانتخابية التي بوأت حزب العدالة والتنمية الرتبة الأولى ب 125 مقعدا أي بنسبة 32 في المئة‏ من حجم المقاعد المتنافس حولها في ظل نظام انتخابي بدور واحد.
قبل يومين حصلت حكومة الدكتور سعد الدين العثماني على التنصيب البرلماني بعدما نالت ثقة الأغلبية المطلقة لأعضاء مجلس النواب، وهو ما يعني أن حزب العدالة والتنمية سيترأس الحكومة المغربية للمرة الثانية، ومع ذلك فهناك شعور متزايد لدى العديد من الفئات بأنه حصل نوع من الالتفاف على أصواتهم بعد إزاحة بنكيران من رئاسة الحكومة وتعيين العثماني محله..هذا الشعور سيتحول لدى البعض إلى الإحساس بالإحباط وطرح الأسئلة حول الجدوى من الممارسة الانتخابية، وهو ما يحتاج إلى جواب سياسي قوي من أجل استعادة الثقة في النموذج السياسي المغربي والاستمرار في مصالحة المواطنين مع السياسة..
النقاش الدائر داخل فئات واسعة من المجتمع ولاسيما وسط الشباب حول المرحلة السياسية الراهنة هو نقاش حيوي يعكس عودة الاهتمام بتفاصيل الشأن السياسي الوطني ويخفي وراءه حجم الآمال التي ينتظرها الناس من الفاعل السياسي، صحيح أن الطابع التراجعي الذي ميز المسار السياسي لتشكيل هذه الحكومة من الناحية الديمقراطية، خلف نوعا من الإحباط والتشكيك في جدوى الممارسة الانتخابية لدى عينات مهمة من الناس، لكن من المؤكد أن هناك فهما عميقا للإشكاليات البنيوية التي فسحت المجال لتكالب العديد من الأطراف من أجل إفشال تشكيل الحكومة الجديدة بناء على نتائج اقتراع السابع من أكتوبر تحت رئاسة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذي بوأه الناخبون المرتبة الأولى في رسالة واضحة من أجل ولاية ثانية تحت رئاسته..
المهم أن القضية الآن لم تعد قضية حزب العدالة والتنمية لوحده، ولكنها قضية فئات اجتماعية واسعة وأجيال من الشباب، ميزتها الأساسية أنها عابرة للانتماءات الحزبية وللاصطفافات الإيديولوجية وليست منغلقة في أُطر تنظيمية تقليدية وهي تحمل طموحات مختلفة عن الثقافة السياسية السائدة وسط النخب التقليدية وتؤمن بإمكانية تحقيق التغيير.
الرسالة التي حاول خصوم الديمقراطية بعثها إلى هذه الفئات هي رسالة الإحباط والتشكيك في فعالية أصواتهم الانتخابية ودفعهم إلى فقدان الإيمان بجدوى الممارسة السياسية، والانسحاب من ساحة التدافع السياسي والتراجع عن معركة الإصلاح..
إن المساعي والمجهودات التي بذلها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بصفته رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة اصطدمت بإرادة معاكسة، اشتغلت بشكل منهجي من أجل إفشال هذه المهمة التي كان من شأن نجاحها أن تعزز ثقة المواطنين في أصواتهم وفِي إرادتهم الحرة المعبر عنها يوم الانتخابات، ولذلك تجند خصوم الديمقراطية من أجل بعث رسالة تشكيك وإحباط إلى الناخبين والناخبات..
قال لي بائع الخضر في أحد الأسواق الشعبية: «شعرت بالاحتقار ( الحكرة) بعد إزاحة بنكيران..وفكرت في عدم الذهاب مرة أخرى إلى مكتب التصويت، لكني قلت إذا بقي ناس العدالة والتنمية رجال لن أتخلى عنهم».. وأضاف عبارات من الإطراء والاعتراف في حق الأستاذ بنكيران…
الكرة الآن في ملعب حزب العدالة والتنمية والجميع ينتظر تقييمه المؤسساتي لنتائج هذه المرحلة، ومن المؤكد أن هناك بعض التمايزات الواضحة التي تعكس نوعا من الاختلاف في قراءة معطيات المرحلة الراهنة، التي تستبطن أيضا اختلافا حقيقيا في قراءة المسار السياسي الذي أسفر عن تشكيلة حكومية من ستة أحزاب وشخصيات «تكنوقراطية» لا انتماء حزبي لها، بالإضافة إلى بعض الوزراء الذين التحقوا في آخر لحظة بأحد الأحزاب السياسية…
كيفما كان تقييم هذا المسار فإن الأمل في استمرار مصداقية شعار «الإصلاح في ظل الاستقرار» مرتبط باستمرار أداة الإصلاح قوية وفعالة تتمتع باستقلالية قرارها وبيقظة حسها النقدي..
تعرف كيف تدعم الحكومة في اختياراتها الإصلاحية، وتعرف كيف تقول «لا»بكل وضوح حينما يتعلق الأمر بعكس ذلك، استعدادا لجولة جديدة في معركة النضال من أجل الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
ومن المؤكد أن ذكاء المغاربة ووعيهم بأن معركة الديمقراطية هي مسار شاق وطويل من النضال والتضحيات، سيؤدي لا محالة إلى انتصار الشعوب في النهاية.

٭ كاتب من المغرب

جولة جديدة في معركة الديمقراطية في المغرب

د. عبد العلي حامي الدين

رسالة هافانا… ملاحظات عابرة بعد زيارة لأحد عشاقها

Posted: 27 Apr 2017 02:30 PM PDT

1. شعور عميق انتابني وأنا أهبط في مطار هافانا لأول مرة. فرح ممزوج برومانسية العاشق الذي التقى بحبيبته بعد فوات الأوان. كم تمنيت هذه الرحلة من قبل والتي كانت ممنوعة وقد تؤدي بمن يقوم بها إلى مساءلة معقدة.
كنت واثقاً أن دورة الزمن لن تتوقف وأن اليوم الذي يطير فيه الأمريكيون إلى كوبا سيأتي آجلاً إن لم يكن عاجلاً. لقد ظلت كوبا حاضرة في الوجدان العربي وشكلت رمزاً للنضال ضد الهيمنة الأمريكية ومحاولات التدخل الخارجي وفرض نظام مصنع في الخارج على الكثير من شعوب العالم الثالث. وكم من الزعماء دفعوا ثمناً باهظاً لأنهم رفضوا الانصياع. لقد ظل إسم فيديل كاسترو ورفيقه تشي غيفارا يثيران العديد من المشاعر المتعلقة بالكرامة والصمود وعدم الانحناء أمام قوة الضغط الهائلة التي كانت تمثلها الإمبريالية الأمريكية على شعب صغير وجزيرة لا تبعد عن أقرب نقطة حدود أمريكية إلا 90 ميلاً.
2. في زيارتي الخاطفة لكوبا التقيت بمسؤولين حزبيين ودبلوماسيين عرب ومواطنين عاديين وقمت بزيارة للريف الكوبي للاطلاع أساساً على صناعة السيجار المشهور والتعرف على أوجه الحياة للشعب الكوبي.
كما قمت بزيارة شاملة لمدينة هافانا واطلعت على كنوزها العديدة. وتجولت في المدينة القديمة ووقفت مع الباعة وأصحاب المحلات التجارية والعمال والطلاب والسياح مستخدماً حصيلة معرفتي باللغة الإسبانية التي أهملتها منذ زمن وإذا بها تطفح إلى السطح وتسعفني في كثير من المواقف. كنت كأنني أدخل في متحف لم تتغير كنوزه العديدة منذ زمن بعيد. في هذه المدينة صنع التاريخ وقدمت كوبا نموذجاً لثورات الفقراء لحقت بها بعد قليل ثورات القارة الأفريقية العديدة فصممت الولايات المتحدة على إسقاط النظام بأي وسيلة بما فيها الغزو والتمرد المسلح والإنزال والاغتيال.
وبعد فشل غزوة خليج الخنازير قامت أمريكا بنشر صواريخها الباليستية في كل من إيطاليا وتركيا فرد الاتحاد السوفييتي آنذاك بنشر الصواريخ الباليستية في الجزيرة عام 1962 الأمر الذي أطلق ما سمي «أزمة الصواريخ» والتي أوصلت العالم إلى أقرب نقطة لإشعال حرب عالمية ثالثة ستكون هذه المرة نووية.
لقد انتهت الأزمة دون مواجهات لكن النظام الاشتراكي إستطاع أن يخرج منتصرا. فقامت الولايات المتحدة بفرض حصار على الجزيرة لم يرفع إلا في شهر تموز/يوليو السنة الماضية بعد أن اتخذ الرئيس الأمريكي باراك أوباما قراره الشجاع بإعادة العلاقات مع كوبا دون أن يتغير النظام وأنهى مسلسل الحصار والعقوبات. ولو تأخر أوباما أشهراً قليلة إلى أن وصل ترامب لتغيرت المعادلة بالتأكيد.
3. يزيد عدد سكان هافانا عن المليوني نسمة من مجموع سكان كوبا البلغ عددهم 11 مليوناً، قسم كبير منهم هاجر من الأرياف إلى العاصمة بحثاً عن عمل سواء مع الحكومة أو محلات القطاع العالم بعد إعادة توزيع الأراضي على الفلاحين. ومن اللحظة التي تصل المطار وتستقبلك ضابطات الشرطة بابتسامة وترحيب تشعر كأنك في بلد تعرفه وتعرف أهله. كل من تتكلم معه يرد عليك بأدب ويتطوع لتقديم مزيد من المساعدة. الناس هنا مؤدبون بطريقة تثير الإعجاب. لا تسكع في الشوارع ولا عصابات تحاول أن تبتز السياح ولا أحد يتحرش بفتاة تلبس ثياباً بسيطة وأنيقة وكاشفة. وكم من مدينة زرت في هذا الكون لكنني لم أجد مدينة أكثر أمناً وأماناً من هافانا. مدينة هادئة غير صاخبة وشاعرية تنتشر فيها الحدائق الخضراء والتماثيل الكثيرة لقادة عالميين من أبراهام لنكولن إلى المغني جون لينون الذي صرخ ورفاقه «أعطوا السلام فرصة». كل ما فيها يذكرك بماضٍ عريق وكأن هذه البلاد كانت تتأهل لتصبح أعظم دول أمريكا الوسطى لولا سلسلة العقوبات والحصار والغزوات والمؤامرات التي تعرضت لها الثورة الكوبية وهروب رؤوس الأموال الكوبية والطبقة الأرستقراطية التي نمت وكبرت في حضن الجار الأمريكي.
4. مبانٍ فاخرة وكنائس ومقرات حكومية انتشرت في المدينة القديمة وعلى شاطئ البحر هجر بعضها لزمن طويل وبدأت الآن عملية ترميم شاملة تحتاج إلى سنوات وملايين الدولارات لإكمالها. فقد أعلنت اليونسكو عام 1982 مدينة هافانا القديمة تراثاً إنسانياً يجب المحافظة عليه. إنها كنز محفوظ كما هو، علا على وجهه بعض الغبار وبحاجة إلى أيادٍ ماهرة تمسح عنه عوادي الزمن ليعود إلى وهجه التاريخي. ويساهم خبراء اليونسكو بتقديم المشورة والمساعدات غير المادية للحكومة الكوبية وهي تضطلع بأكبر مشروع ترميم في تاريخها كي تعيد لهافانا الوهج الذي تمتعت به لسنين طويلة. قلعة كبانا والجدار والمدافع التي كانت تحمي المدينة من القراصنة ما زالت قائمة. وكل يوم الساعة التاسعة مساء يطلق مدفع الحماية قذيفة لتخليد الذكرى التي كانت تنذر باقتراب القراصنة والاستعداد لحماية المدينة.
5. ما زال الفراغ الذي خلفه غياب كاسترو ملموساً ليس لأن البلاد تعودت على حضوره الكبير فحسب بل لأنه شكل حالة وجدانية ورمزية لا أحد يمكن أن يملأها. لقد كان فيديل يمثل الزعيم المتفق عليه وشكل قاسماً مشتركاً لكافة فئات الشعب ويذكرني بالزعماء العظام في تلك المرحلة والذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس من عبد الناصر إلى تيتو ومن أنديرا غاندي إلى سوكارنو ومن نكروما إلى سلفادور ألندي. تجد صوره منتشرة باقتباس قصير يتحدث عن الثورة المستمرة وحتمية النصر لكن الزعيم الأسطوري تشي يحظى باهتمام أكبر فاينما حللت وحيثما إتجهت تجد صورا له ومجسمات وجداريات تقتبس قوله المشهور «ثورة مستمرة حتى تحقيق الانتصار».
5. كأنك تدخل متحفاً للسيارات القديمة. قمت بجولة في هافانا القديمة في سيارة شيفروليه عام 1950. كأنها صنعت قبل شهرين أو ثلاثة. قلت لرفيقي فؤاد: يبدو لي أن أهم مهنة هنا ميكانيك السيارات. كيف لهذه السيارات الفارهة أن تتحدى الزمن وتبقى شغالة لأكثر من 60 سنة. لقد زادوها جمالاً فوق جمالها الأصلي فلونوها بألوان زاهية لم نعد نراها في سيارات اليوم كالأرجواني والأخضر الربيعي والزهري الفاتح والأحمر القاني. وفي جولة مع سائق يعتبر موظف حكومة أطلعنا على معالم المدينة التي لا تنتهي. قال لنا رغم تساوي الناس إلا أن في هافانا فيللاً ومساكن جميلة وبسيطة يسكنها الفناون والكتاب والشعراء والمؤلفون والموسيقيون الذين يكسبون جزءا آخر غير معاشاتهم الأصلية والتي تتراوح بين 25 دولارا للعامل و40 دولارا للطبيب. طبعا التعليم والرعاية الصحية والدواء مجاناً. بل إن طالب الجامعة يتقاضي أجراً بسيطاً للمواصلات. هذا لا يعني أن ليس هناك فقراء. بالتأكيد هناك فقر ونقص في المواد التموينية. فآثار 57 سنة من الحصار الظالم لن تنتهي بين ليلة وضحاها. لذلك تصاب بالحسرة وأنت ترى كثيرًا من المحلات التجارية شبه فارغة أو طابوراً طويلاً على أفران الخبز أو بائعة بسكويت في الشارع.
6. في كوبا نحو 30 ألفاً من أصول عربية من بينهم ثلاثة آلاف من أصول فلسطينية. كما يوجد الآن 120 طالباً فلسطينياً يدرسون الطب بأنواعه على حساب كوبا. معظم العرب هنا وصلوا إلى هذه البلاد في نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين عندما كانت كوبا مقصداً للمهاجرين. وقد شرح لي بإسهاب عن أحوال العرب في الجزيرة سعادة السفير الفلسطيني، الدكتور أكرم سمحان، الذي تفضل ومنحني من وقته ومعرفته العميقة بالبلاد حيث يتقن الإسبانية ربما أفضل من أهلها، ما ساعدني على الاستفادة أكثر من الزيارة القصيرة والتي كما وعدت مسؤولة الحزب التي سأخصص للقائي معها مقالاً خاصاً بأنها الزيارة الأولى ولن تكون الأخيرة.
العرب هنا يعتزون بأصولهم العربية لكن معظمهم من أبناء الجيل الثالث والرابع الذين لا يتقنون العربية. ذهبت لمقر المركز الثقافي الكوبي العربي وللأسف وجدته مغلقاً. كنت أتمنى أن استزيد معرفة من السيد الفريدو درويش من بلدة بيت ساحور.
7. ما زال الانفتاح على الولايات المتحدة غير مكتمل ويدخلونه بحذر شديد. فالأمريكي، كما يقتنع الكوبيون، إذا أعطيته إصبعاً إلتهم ذراعك وإذا أعطيته الذراع أتى على الجسد كله. آخر ما يريدونه لبلادهم أن تتحول إلى بنما أخرى أو جامايكا أو جمهورية الدومينكان تخدم الخمسة بالمئة حتى ولو ذهب ال 95% في «ستين داهية». التنمية الشاملة قادمة ولكن ببطء وبحكمة وعقلانية. وللحديث بقية.
محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز في نيوجرسي

رسالة هافانا… ملاحظات عابرة بعد زيارة لأحد عشاقها

د. عبد الحميد صيام

فرح فلسطيني صغير في لندن

Posted: 27 Apr 2017 02:30 PM PDT

كانت سفرتي إلى لندن هذه المرة أصعب من سابقاتها، فقضاء خمس ساعات على ارتفاع ثلاثين ألف قدم ومحشورًا في كرسي يشبه القفص، لم تعد مهمة عادية لمن اجتاز عتبة الستين بقلب هرم مسكون بوجع كثير، وبرئتين أعطبت أطرافهما سجائر الشباب وسمنة بغيضة فضاقتا حتى صارتا كرئتي عصفور.
دعاني «الاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في أوروبا» «ولجنة حركة فتح إقليم بريطانيا» للمشاركة بندوة يقيمانها حول الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال وليعرض خلالها فيلم «مروان» الذي أنتج مؤخرًا وعرض في فلسطين وغيرها.
وصلت لندن ووجدت بين المنظمين قلقاً، فلقد أعلموني عن تغيير مكان الندوة بعد تراجع إدارة الفندق عن احتضانها راضخين لضغوطات «اللوبي الصهيوني» وتهديداته.
في المطار استقبلتنا ابنة غزة والسفارة، ميسون الشرفا، وأخبرتنا أن فندقًا آخر اختير لإقامة النشاط وقد تعاقد المسؤولون فيه مع المنظمين على ذلك.
لندن في هذه الأيام تبدو كسيدة في خمسينياتها،لا تخفي إرباكها ولا تحتفي بأنوثتها الملتبسة، ورغم ذلك قد تحبها لأنها مأوى لوخز التاريخ وإغوائه وتذكار للحكمة وابنها الندم، ولأنها، رغم التجاعيد البارزة في صدرها، لا تخجل من ليلها وتنام على خواصر دامية وعلى دلع.
«كيف تركت فلسطين؟» كان سؤال كل اللحظات والمحطات؛ هكذا سألت ميسون بعد لحظة لقائنا الأولى، وهكذا سألني الصديق إبن القدس ميشيل عبدالمسيح، المحامي الشهير، الفلسطيني دومًا والبريطاني إقامة، الذي جاء مساءً ليصطحبنا الى أحد المطاعم القريبة من فندقنا. إنه أصعب الأسئلة إذا ما تعمدت الإجابة عليه بلغة النساك الذين لا يكذبون، لكنه أهونها إذا نسلته من «كبكوبة» صوف جدتك؛ ففلسطين سيدة المدى وتنفس الصبح عبر الأزمان، عند عتباتها تخثر التاريخ وفي أحشائها تكسّر، فكيف تركتها إذًا؟
تركتها جافلة تفتش عن نجاة وعن ثدي يحصّنها ولا يدمي شفاهها الغضة، تمامًا كما جفلت جدتي وجدتك عند أول النباح ولمّا غادرتهن القوافل وتبعت رائحة التوابل والوعود المسكرة، وتركتها غير واثقة من برق السماء وعواء الريح وشحوب القمر، فهي حبلى بفرح البسطاء وسذاجتهم وبالزكام، أما قدسها، تلك التي شربْتٓها أنت على مهل صغيرًا وحين كنتٓ تتمرمغ في تراب شوارعها القديمة، لم تعد، كما أخبرْتٓني وحلمُك، فهي اليوم، يا عبد المسيح، ليست غنجة «المجدلية» ترديك كما كانت تفعل في الصباح وتحييك عند أقدام المساء، قدسك رحلت في أعقاب تلك القوافل وتحت عباءات الغيوم، واستوطن في جنبات بيوتها الجريحة الضعف ونما الملح وطغى الرياء وفوق بواباتها تتنازع الأنبياء.
لم أنتبه لردة فعله على كلامي، فلقد انشغلت في متابعة سيل من رسائل زملائي المحامين العاملين معنا في نادي الأسير الفلسطيني وبعضها كان يوجز لي نتائج زياراتهم، وأخرى تخبرني برفض إعطائهم من مصلحة السجون الإسرائيلية تصاريح لزيارة للأسرى المضربين، وذلك في مسعى لتضييق الخناق وإحكام عزل الأسرى حتى عن محاميهم، بهدف كسرهم وهزيمتهم في الأيام الأولى «للمعركة».
نظرت إليه وقد ألقى برأسه على حائط كان وراءه، بدا مهمومًا وفي عينيه حنين للقدس ينافسه تعب واضح، وجهه اكتسى سمرة لم يغيرها ضباب لندن، وشاربه المميز كان يقظًا يخبئ تحته بسمة وشت بأنه، رغم الخسارات التي عاشها وعاشتها مدينته، لم يزل متفائلًا، فهو المحامي العنيد الذي يعرف طعم النصر خاصة ذلك الذي يحرز بعد الهزيمة والكبوات.
بعد لحظات من الصمت اقترح أن نختار ما سنأكل ليستأنف بعدها الكلام، فهذه المرة عليه الدور وإجابة تساؤلي: كيف ينجح اللوبي اليهودي بضغوطه و»نحن» عاجزون عن إفشاله في أبسط المهام حتى في لندن التي كانت ولم تزل عاصمة العرب الأثيرة وموعدهم مع الفجر البسام وحلبتهم للرقص مع العبث ومع لينات الملامس.
في صباح اليوم التالي أُخبرت أن الفندق الثاني تراجع عن موافقته على عرض الفيلم وإقامة الندوة في إحدى قاعاته، خاضعًا، بدوره، لضغوطات «اللوبي الصهيوني» وبدعم، هذه المرة، من عناصر رسمية في الشرطة وبلدية لندن. في البداية انتشر الغضب بين المنظمين والحيرة ، لكنهم لم ييأسوا، بل، كما تبين لاحقًا، زادتهم هذه المطاردة إصرارًا وعزمًا، فباشروا بتوجيه الجمهور إلى مركز «البيت الفلسطيني» البعيد نسبيًا، وهناك تم عرض الفيلم وأقيمت الندوة بنجاح، رغم ما سبقها من تداعيات وإلغاءات وعراقيل، وهذا ما دفعهم إلى أعادة العرض والمحاضرة مرة ثانية في مقر الغرفة التجارية العربية البريطانية وبنجاح لا يقل عن سابقتها.
في الليل اجتمعنا، فلسطينيون قادمون من وطن معرض في كل لحظة للانفجار أو ربما لتيهان جديد في دروب الغيب والسراب، ومنفيون يعيشون هناك على حافة العتمة بلا دلال ولا ترف ولا حتى راحة عادية، فالمنفى مكلف بالبؤس والركض وراء «الخبز الحافي»، ومهاجرون صارت لبعضهم لندن فضاءً يحميهم وبيتًا يؤوي أحلامهم التي ما زالت تؤثث لياليهم بذوق فلسطيني رفيع وبنكهة البرتقال وطعم الزيت والزعتر.
سألوني عن الأسرى وإضرابهم وعن القدس وأسوارها وعن غزة ورام الله وعن الأمس والغد والذي بعده. أجبتهم بما أعرف ولم أخفِ ما يوجعني ويقلقني، لأنه، في الواقع، يوجعهم ويقلقهم؛ فعندهم ما عندنا من «فتح « وأفخاذها وحمائلها وبطونها، وعندهم «حماس» التي لا تشارك حتى وهي في المنفى في ندوة عن الأسرى، وعندهم أتباع «دحلان» الذين يقاطعون نشاطًا عن نضالات الحركة الأسيرة لأنه من تنظيم «فتح أبو مازن»، وعندهم فتحاويون يحسدون «مروان» على سجنه ويخشون من «نجوميته» واضرابه.
هكذا في لندن وفي جميع أنحاء الشتات الفلسطيني، فهم فلسطينيون مثلنا، وإن كان هنا الصوت فهناك الصدى، وكل ما نجده هناك أوجدناه في البدء هنا: فمعظم الأسرى لم ينضموا للإضراب لأنهم أبناء في السجون لآباء طلقاء، وولاءاتهم دومًا لما تخطه العصي في شوارع الوطن وميادينه وما يمليه الدم وتوثقه العرى، فقبائل «الحماس» لن تسير وراء قبائل «الفتح» ولن ترجو نصرها حتى لو كان على سجان يقمعهم ويقمع جميع الفلسطينيين معهم، وبعض بطون قبيلة «الفتح» لم تشارك في الإضراب لأنها ترفض أن تكون عونًا لفخذ «البرغوثي» وحلفائه من آل يونس وحميد وعويس وغيرهم، وبعيدًا عن السجون نرى في غزة إمارة وفي رام الله سلطة ولا يجمع بينهما سوى ضرائب الكلام وما تخبئه خوابي السياسة والدواهي .فكيف لا ينجح اللوبي الصهيوني بملاحقة عرض فيلم وندوة وحفلة ورقصة وعرس ومأتم في لندن والقدس وبرلين وأوتاوا؟
ينجحون لأنهم كلٌ في واحد، وفي كل واحد كلٌ، فالصهيوني في العالم يشعر بأن واجبه القومي يحتم عليه الوقوف في وجه أي نشاط فلسطيني، صغيرًا كان أم كبيرًا، وهو يقوم بدوره بلا علاقة لانتمائه السياسي الحزبي أو الحركي الفئوي الضيق؛ فما نسميه « باللوبي الصهيوني» هو في الواقع عبارة عن جسم متخيّل أو شخصية غازية «هيليومية» منتشرة هنا وهناك، أو كائن له آلاف الأذرع «الهيولية» التي لا ترى ولا تحس حتى تضرب وتخنق وتنسل على مهل.
بالمقابل سنجد في الجالية الواحدة لوبيات فلسطينية ولوبيات عربية وكلها تحارب كلها وتتناكف حتى يتحول مجرد عرض فيلم ومحاضرة إلى مهمة أصعب من رفع صخرة الحق على مسرح يصير عمليًا أعلى من جبل الجرمق.
لقد حللت قبل أربعة أعوام، في ذكرى يوم التضامن مع الأسير الفلسطيني، ضيفًا على الجالية الفلسطينية، وحينها شعرت أن لندن كلها صارت جالية، أما هذه المرة فوجدت الجالية جاليات ولندن تبتعد عنها وتتغير؛ فعدت إلى الوطن حزينًا، لكنني لم أخبر الأسرى عن مئات سيارات الأشقاء العرب وهي تملأ أرصفة الشوارع وواجهات الفنادق الفارهة، سيارات من صنع الجن وخياله تجوب بعنجهية وتكبّر مستفزين، وأصحابها يتكدسون في الغرف الوثيرة ويمارسون رياضات الضياع، ولن أخبرهم عن عذابات جالية صغيرة وصراعاتها، فللحقيقة، يحاول بعض بناتها وأبنائها أن يبقوا الشعلة مضاءةً وصوت الوجع الفلسطيني رنانًا في أرجاء مدينة تتصرف كأنثى في خمسينها.
لقد نجحوا بعرض فيلم «مروان» مرتين ومرتين جعلوا صوت الحرية الفلسطينية يصدح وذلك بعكس ما تمنته أنوف كثيرة، فصنعوا في لندن فرحًا فلسطينيًا صغيرًا.
ألم تكن أفراحنا في فلسطين دومًا صغيرة؟
كاتب فلسطيني

فرح فلسطيني صغير في لندن

جواد بولس

إضراب الأسرى.. تضاريس الجوع الفلسطيني

Posted: 27 Apr 2017 02:29 PM PDT

وكما هي الحال في أمور كثيرة فإن فلسطين ما زالت تشهد مجموعة من الظواهر البائدة من العالم بأسره، ومع المعازل العنصرية والمستوطنات تبقى قضية الأسرى إحدى الإشكاليات ذات الطبيعة الفلسطينية التي لا يمكن أن تندرج ضمن المواصفات القياسية لأية تعريفات شائعة أو متداولة في إطار المتعارف عليه في أي مكان في العالم.
فالأسير لا يمكن أن يعتبر من الأشخاص الذين تقيد حريتهم بناء على فعل جنائي أو جزائي أو سياسي، كما أن معظمهم لا يمكن أن يصنفوا على أي درجة من الخطورة التي تتطلب احتجاز الحرية، فكل ما في الأمر أن جزءاً من الشعب الفلسطيني يجب أن يبقى أسيراً لدى اسرائيل لتتوازى محنة الإنسان مع أزمة الأرض، فالسياسات الإسرائيلية المطبقة تجاه أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة من جيل الشباب يمكن أن توصف فعلياً وحرفياً بالسادية السياسية والأمنية، ودون أن يضطر المحللون لتتبع أية أسباب أخرى ضمن العلاقة المشوهة بين الاحتلال الإسرائيلي ومن تبقى من الفلسطينيين على أرضهم التاريخية.
إسرائيل تطبق منذ سنوات طويلة سياسة تقييد الحريات بصورة عشوائية ودون وجود أسباب واضحة أو مبررات مقبولة من أجل إهدار فعلي لحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، أو ما يمكن وصفه بالإعدام المعنوي، وهذه السياسة لا يمكن أن تعتبر وقائية أو ذات أي قيمة أمنية في ظل أن حالة الأسر تعتبر من العوامل الملهمة للمقاومين الفلسطينيين، وتمثل في حد ذاتها تحريضاً مبطناً على استهداف اسرائيل من أجل الوصول إلى صفقات التبادل التي كان لها دور في إطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى.
وما تستفيده اسرائيل هي الإبقاء على الرعب الثقيل لمحنة الأسر على مئات الآلاف من الشباب الفلسطيني الذين يقفون على تخوم الفعل المقاوم الإيجابي ودفعهم للعناية بمشاريعهم الشخصية وبالغة الفردية والتخلي عن الواجبات الوطنية.
الفلسطينيون يقاومون من خلال مؤسساتهم  المحدودة لاستيعاب الأسرى في المجتمع من جديد وبصورة احتفائية من الناحية المعنوية على الأقل، وفي بعض الأحيان من الناحية المادية، ولكن تراجع المجتمع المدني الفلسطيني أضر بقدرة الفلسطينيين على إدماج أسراهم بعد انتهاء سنوات الاحتجاز، فالأمر يتطلب أن يحتوي المجتمع على طاقات كبيرة وفاعلة من أجل استيعاب الكهول الذين يخرجون من الحياة وهم دون الصفر وبحيث يقدمون نموذجاً مقبولاً للشباب الفلسطيني من أجل استمرار روح المقاومة، وحتى مع تراجع القدرة المؤسسية على استيعاب الأسرى فإن اسرائيل ما زالت تواجه الحس البطولي الذي يترجم نفسه بالقصص الملهمة التي تمنح جانباً من القدسية الملحمية للأسير، فتتوارد القصص عن تهريب النطف خارج القضبان لتزرع في الحياة طفلاً لم يتمكن أبواه من مجرد العناق العفوي البسيط.
الحرب بالرمز هي ما يرد به الأسرى الفلسطينيون اليوم، فإذا كانت اسرائيل تقدم الإنسان المحطم والذي يخرج من الحياة صفراً في منجزاته الشخصية لتعزز من حالة الأنانية لدى جيل جديد من الفلسطينيين، فإن الأسير الفلسطيني يقدم الرمز المقابل والذي يفضح ممارسات اسرائيل التي تنتمي لعصور الممارسات الفاشية والعنصرية التي أصبحت تنتمي إلى تاريخ ظلامي يحاول العالم تجاوزه، ولذلك فإن المعركة التي تجري اليوم بين عزيمة المضربين عن الطعام من الأسرى في مواجهة منظومة القمع والتخويف الاسرائيلية لا تقتصر على الزنازين الصغيرة وإنما تتسع في آفاقها لتشمل العالم بأسره، وتقدم الأسير مروان البرغوثي بوصفه المعادل الموضوعي لنيلسون مانديلا، وهو الأمر الذي بدأ يمثل تهديداً حقيقياً لاسرائيل.
الشباب الفلسطيني المقصود بسياسة التخويف من الأسر المجاني الذي يحمل مظاهر إخصاء احتمالات الحياة الكريمة ووأد الأحلام الشخصية ويحرض الدافع الأناني ليس وحده المستهدف اليوم في حرب الرموز بين الأسير المجرد من كل شيء والذي يدخل المعركة بأمعائه الخاوية، فقطاع واسع من الشباب الإسرائيلي سيجد نفسه في موقع العزل الأخلاقي في المجتمعات التي يتماس معها، وسيجد نفسه يحمل على كتفيه ميراث الكهنة والحاخامات القدامى الذين دفعوا بالسيد المسيح إلى الصليب، وسيجد نفسه مضطراً لأن يردد وبكثير من الاستجداء والتهالك النفسي مونولوجات شايلوك الشكسبيرية.
ويتواصل التقصير مع الأسرى، كما أن عمليات الدعم والإسناد التي كان يفترض أن تتدفق من الدول العربية تغيبت وتراجعت، فإن الإعلام يقف اليوم في صورة المتفرج وكأنه ينقل بحيادية مجموعة من الأخبار التي لا تمثل له أي قيمة معنوية، فبينما يفترض أن تتزنر الشاشات الفضائية العربية بما يعني التضامن مع الأسرى، وأن يتكاثف حضور قضيتهم في وسائل الإعلام، فإن الأداء الرسمي والإعلامي وحتى الشعبي يبقى دون المستوى المطلوب، وكأن رياح الربيع العربي حملت معها جرثومة اللا مبالاة وعقيدة قارب النجاة الذي يحاول الجميع اللحاق به ونسيان وجوه الغرقى ومعاناتهم وصرخاتهم من أجل التهرب من ضريبة تأنيب الضمير.
ربما القيادة الفلسطينية ما زالت تقف بعيدة عن المستوى المطلوب تجاه قضية الأسرى، ولكن لا يتوقع الكثيرون أن تستطيع السلطة الفلسطينية بتركيبتها الحالية أن تمتلك القدرة على مجاراة طموح الإضراب المفتوح للأسرى في السجون والمعتقلات الاسرائيلية، ولكن ذلك لا ينفي المطالب بألا تتيح السلطة الفرصة لأي أحد من أجل اجهاض الزخم الرمزي والنضالي لإضراب الأسرى كما فعلها من قبل سري نسيبة عند توقيعه اتفاقية التعاون الأكاديمي والثقافي مع رئيس الجامعة العربية في الوقت الذي كان المجتمع الأكاديمي البريطاني يتوجه لتطبيق عقوبات تجاه جامعات اسرائيلية احتجاجاً على سياسة التجهيل الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين.
لم يكن أحد يستمع للفلسطينيين عندما كانوا يتحدثون عن اسرائيل في صورة المغتصب والمعتدي، فحمى التعاطف مع اليهود بعد المحرقة جعلتهم في دور الضحية، وبعض المتحمسين اعتبروهم رسلاً للحضارة الغربية من أجل تمدين الشرق المتخلف والتائه عن طريق الحداثة، والبعض اعتبر المحنة الفلسطينية وكأنها أعراض لكارثة طبيعية أو مجاعة نتجت عن انحباس المطر وليست نتيجة عملية تهجير غير قانوني وغير مشروع وغير أخلاقي لمصلحة مهاجرين قادمين من بلدان وثقافات أخرى يحملون تراثاً دينياً كهنوتياً منبوذاً من أوروبا العلمانية والحداثية، واليوم فإن العالم يلتفت للمعاناة الفلسطينية مع الصرخة الصامتة من الأسرى وأمعائهم الخاوية وجوعهم الذي يدين الضمير الإنساني، وفي الوقت نفسه يشهد تساقط الأقنعة الدعائية عن اسرائيل ويظهر وجهها العنصري والعصابي ويؤكد استمرار الضغينة التوراتية وتجذرها في الشخصية الإسرائيلية التي اضطرت لاستدعاء كل ذلك الماضي الدميم من أجل البحث عن هوية معاصرة تلملم شتات هذه الشعوب المختلفة في شخصية قومية واحدة.
لذا يجب على مناصري القضية الفلسطينية سواء من خلال الالتزام القومي أو الإنساني أن يساعدوا الأسرى اليوم على أن يواجهوا السادية الاسرائيلية.
كاتب أردني

إضراب الأسرى.. تضاريس الجوع الفلسطيني

سامح المحاريق

مراجعة نظامية التجربة الإنسانية

Posted: 27 Apr 2017 02:29 PM PDT

ليس منزع المراجعة مسلكاً جديداً على الذهنيّة العربية الإسلامية إذ اتّضح ذلك منذ بدايات تأسيس التقليد العلمي وتثبيت سننه في البيئة الثقافية العربية الإسلامية منذ القرن الثاني للهجرة (حلقة خالد بن يزيد وحلقة جعفر الصادق)، وبداية من القرن الثالث خاصة (مع الجاحظ والكندي…) ومنذ القرن الرابع الهجري بصفة أخصّ (الفارابي- أبي بكر الرازي…) أو أهل القرن الخامس (ابن الهيثم والبيروني…) ترسيمًا لمستقبل الثقافة العربية الإسلامية ورغبة في تثبيت وظائفها في تحرير الإنسان وفي ترسيخ منزلتها في بناء الثقافة الإنسانية والحية ومسايرة لتطوّر الإنسانية نحو التعبير أكثر فأكثر عن الهويّات الفكرية والحضارية.
وفي مثل هذه البيئة الثقافية كان الخطاب الفلسفي يشتغل بإعادة النظر باستمرار في المقدّمات والأوضاع الحضارية التي ينطلق منها الفيلسوف بما في ذلك ماهية النظر الفلسفي ذاته، وفي الدلالات الأصلية للألفاظ التي تُصاغ منها تلك المقدّمات، والمناهج الصالحة لمعالجة الإشكالات الفلسفية.
ولمّا كانت المذاهب الفكريّة إنّما هي ظواهـر حضارية معبّرة، فإنّ الفلسفة بمعناها الواسع لم تكن منفصلة عن الحياة في البيئة الإسلامية، بل كانت متّصلة بها متفاعلة معها لا تنقطع عن التأثير والتأثّر بها تعبيراً عن الدّوافع والاهتمامات والحاجات والعقائد والأفكار والمثل والقيم السائدة في البيئة الحضارية المتعيّنة بالزمان والمكان، وإعادة تنظيمها من جديد ومراجعة نظامية التجربة الإنسانية بشكل عام كلّما كان ذلك ممكناً. وهي في كلّ ذلك تتأثّر بالبيئة الحاضنة لها في وجهها العقلي السائد وبالعوامل الاجتماعية والسياسية والدينية والاقتصادية التي تحيط بها . وبمواقف أجيال خلت وأصول أفكار غبرت، وفي ذلك يقول الكندي: «فأمّا أرسطوطاليس مبرّز اليونانيين في الفلسفة، فقال: ينبغي لنا أن نشكر آباء الذين أتوا بشيء من الحق، إذ كانوا سبب كونهم، فضلاً عنهم، إذ هم سبب لهم، وإذ هم سبب لنا إلى نيل الحق- فما أحسن ما قال في ذلك».
ويضيف بأنّه من أوجب الحق ألاّ نذمّ من كان أحد أسباب منافعنا الصغار الهزلية، فكيف بالذين هم أكبر أسباب منافعنا العظام الحقيقية الجدّية، فإنّهم وإن قصروا عن بعض الحق، فقد كانوا لنا أنساباً وشركاء فيما أفادونا من ثمار فكرهم التي صارت لنا سبلاً، وآلات مؤدّية إلى علم كثير ممّا قصروا عن نيل حقيقته.
بدا الخطاب الفلسفي بذلك ضروريا أكثر من أي وقت مضى في البيئة الثقافية العربية الإسلامية باعتباره أداة النظر ووسيلة الفهم والاستيعاب والمراجعة، فكانت عقلية الفحص النقدي وقواعد الفهم العلمي والتنبّه إلى مواطن الخلل، ورصد أسباب الخطأ أو السهو أو التساهل في مزاولة الفعل العلمي من خصائص المنهج العلمي ومن مطالب العقلية العلمية. فأصبح الفهم قائماً على مساءلة المادّة المعرفية السّائدة، وأصبحت تلك المساءلة ركناً من أركان الفعل العلمي من جهة فهم يرى أنّ كل معنى تغمض حقيقته وتخفى بالبديهة خواصّه وشابه في بعض أحواله غيره فالشك متسلّط عليه، وللمُعاند والمتشكّك طريق مهيّأ إلى معاندته والطعن فيه وخاصة العلوم العقلية والمعاني البرهانية إذ العقل والتمييز مشترك لجميع الناس، وليس جميعهم متساوي الرتبة فيها وليس يذعن واحد من الناس لغيره فيما يدّعي صحّته بالقياس، ولا تصحّ دعواه في نفسه إلاّ بعد أن يصحّ له ذلك المعنى بقياسه وتمييزه الذي استأنفه هو وتتشّكل صحته في عقله، والعاجز المقصّر الضعيف التمييز ليس تتشكّل صحّة المعنى المعقول في عقله في أوّل تمييزه بل هو في أكثر الأحوال يسرع إليه التشكك في صحّته، ثم إذا طال الفكر والتمييز ظهرت له حقيقته، وربّما لم ينته مع غاية اجتهاده وإطالة الفكر فيه إلى معرفة حقيقته. فأكثر ذوي العقول والتمييز الصحيح فضلاً عمّن هو دونهم إذا مرّ بأحدهم معنى من المعاني اللّطيفة والحقائق الخفية فليس تظهر له تلك الحقيقة بالبديهة، وإذا لم تظهر له الحقيقة فقد عرض له التشكّك، فالتشكّك واقع لأكثر الناس في المعاني الخفية.
كان حينئذ فهم الفلاسفة والعلماء قائماً على أنّه لا قيمة حقيقية لعلم لا يسهم في تحرير الإنسان ومعرفته لنفسه وللعالم الذي يعيش فيه، وكان ذلك المهاد الباني لقواعد الفكر النقدي بجعله يدرك شيئاً من غنى الوجود وتعقيدات المسائل الإنسانية والتي تبقى الإحاطة بها أمراً متعذّراً لمحدودية الإدراك الإنساني فضلاً عن أنّ تحصيل الفعل العلمي يبقى اجتهاداً بشرياً قابلاً للمساءلة والمراجعة والمعارضة والاستدراك والتخطئة والتصويب ترسيماً لقواعد المنهج وآليّات الفهم في ترقية العقلية العلمية وجعلها مكوّناً من مكوّنات البنية الذهنية العربية الإسلامية نظرياً وعمليّاً، وهي جرأة علمية لم تكن دافعة إلى الحطّ من أقدار القدامى والسابقين بل كان استحسان الحق، وتقدير معينه معنى جارياً على ألسنتهم وحاكماً في أنشطتهم الفكرية وموجّهاً لأعمالهم العلمية. ذلك أن الفكر الفلسفي إنّما يتقدّم في مراجعـة دائـمـة لتاريخه ولأفـكاره ، وتقدّمـه كثيرا ما يعـرف التعطّل والانكفاء والانحراف كما يعرف الإصلاح والإكمال والانبعاث وغير ذلك من أشكال التواصل في طلب الحقيقة، وهو يقف موقف من يفحص كلّ شيء ويحكم على كلّ شيء ويشرئب دائماً إلى بلوغ ذروة الوعي وهو المتّهم لظنّه في المعاني الخفية، المتّبع الحجة والبرهان لا قول القائل الذي هو إنسان، المخصوص في جبلّته بضروب الخلل والنقصان.
كاتب تونسي

مراجعة نظامية التجربة الإنسانية

لطفي العبيدي

تحديات العراق في تأمين الموصل

Posted: 27 Apr 2017 02:28 PM PDT

تبدو مدينة الموصل بعد مرور ستة أشهر تقريباً على بداية المعركة فيها -التي وصفها خبراء عسكريون غربيون كثر أنها الأكثر دموية منذ الحرب العالمية الثانية- كأنها على وشك السقوط بأيدي القوات المسلحة العراقية المدعومة من قبل التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة. وبعد المرحلة الأولى الشاملة، سقط الشطر الواقع شرقي دجلة بأيدي القوات الأمنية في كانون الثاني/يناير 2017. والآن تبدو استعادة السيطرة على الجزء الغربي من المدينة مسألة وقت فقط، ربما بضعة أسابيع إن لم تكن بضعة أيام.
يأتي ذلك بعد مرور ثلاث سنوات تقريباً على هجوم تنظيم الدولة الخاطف عليها، ويبدو الأمل اليوم كبيراً بين أهالي المدينة، الذين عانوا كثيراً وتمّ تشريدهم بعشرات الألوف وربما مئات الألوف منذ 2014.
ويتوقع المتفائلون أن النصر -الذي كُنّي لتوه باسم «أم المعارك»- سينهي أكثر من عقد من الزمان من العنف، ويسمح في النهاية للعراق أن يعيد بناء نفسه كدولة وكمجتمع على حد سواء. بيد أن عدم اليقين الذي يحيط بكل مجريات فترة ما بعد الدولة الإسلامية لا يزال حياً منذ إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدء العمليات العسكرية في خريف 2016. إذ كيف يمكن استعادة الأمن المستدام في مدينة محررة ولكن مدمّرة كالموصل؟ وتحت أي صيغة وعلى يد أي القوات سيحدث ذلك؟ وأخيراً، كيف يمكن ترجمة النجاح العسكري إلى أمن دائم وتقدم مؤسسي؟
من دون تأمين الموصل لا يمكن لأي حكم محلي أن يتشكل، ولا لأي استقرار أن يحدث. وأيضاً، لا يمكن أن تتم إعادة البناء إذ يصعب على أي نظام مؤسسي أن يعيد تأسيس نفسه حيث انهار. ومن وجهة النظر هذه، لم تكن لبغداد على الإطلاق أي خطة فيما يتعلق بمرحلة ما بعد الدولة الإسلامية سواء في الموصل أم في غيرها.
ولم تنشأ ترتيبات الأشهر الأخيرة بين مختلف القوى المعبأة إلا من خلال هذه المعركة الأخيرة. ومن بين هذه القوى الجيش العراقي وقوات مكافحة الإرهاب التابعة له، والتي كان لواؤها الأول في خطوط القتال الأمامية لمواجهة المجموعات الجهادية، وهو الذي تمّ تدريبه على يد الولايات المتحدة الأمريكية.
وتمثل هذه «الفرقة الذهبية» الشهيرة، التي تضم عشرة آلاف مقاتل من كل الأطراف، بالنسبة للعراقيين الأملَ في إعادة الأسس القومية، وقد لقي أعضاؤها الترحاب باعتبارهم محرِّرين أصيلين. وقد سمحت المثابرة والمهنية والنزاهة التي تتمتع بها هذه الفرقة للحكومة المركزية أن تستعيد شرعيتها في بعض أوساط السكان السنّة، الذين كانوا قد استُبعِدوا في مراحل سابقة من القوات المسلحة المركزية، التي كان يُنظر إليها باعتبارها طائفية وفاسدة وغير مؤهلة.
إلا أن قدرة الجيش على تهدئة الأمور في بلد مفتت لا تزال تتعثر على مستويين اثنين على الأقل:
المستوى الأول عسكري، فإذا كان عود القوات الأمنية العراقية قد تصلّب بفضل النضال الشرس من أجل الموصل، وقبل ذلك في أماكن مثل الرمادي وهيت والفلوجة؛ فإن الدولة الإسلامية لم تقل بعدُ كلمتها الفصل وهي تضاعف هجماتها الانتقامية (مثل التفجيرات الانتحارية والاغتيال المستهدف) في المناطق السنية كما في بغداد.
وبهذا المعنى، فإن مفهوم «التحرير» سيغدو مخادعاً إذا لم يترافق مع إستراتيجية أمنية واضحة ومتفق عليها. فمن دون قضية مشتركة، ستعود خطوط التقسيم التي كانت سائدة قبل الدولة الإسلامية إلى الظهور على السطح، بل قد تظهر أيضاً تقسيمات إضافية.
ولا تزال حكومة إقليم كردستان تعمل مع الجيش العراقي، وهي ترسل قوات البيشمركه إلى الجبهات الشمالية والشمالية-الشرقية، ولكن من دون أن تدخل الموصل نفسها. ولم يترك الأكراد أي مجال للشك في عزمهم ضمّ أي منطقة يستولون عليها إلى منطقة حكمهم الذاتي بشكل منفرد، بما في ذلك المناطق المتنازع عليها مع الحكومة المركزية، حيث كان يعيش الكرد والعرب والأقليات الأخرى سوية لزمن طويل.
وثمة لاعب آخر يتنافس أيضاً مع القوات النظامية، وخاصة تلك التي لم يخترقها بعد، وهو «الحشد الشعبي»، الذي يضم آلاف الرجال المنتمين في معظمهم إلى الميليشيات الشيعية والذين يفترض أن أوامرهم تصدر من العبادي، بيد أن شخصيتهم التي يصعب التحكم بها وعلاقاتهم بطهران أدت إلى أعمال انتقامية طالت المجتمعات السنية.
وكما هي الحال، فإن الجيش العراقي لا يستطيع المناورة لمنع حدوث حرب أهلية جديدة. أضف إلى ذلك أن أحداً لا يمكنه التكهن كيف ستستطيع الحكومة فرض سيطرتها على الفصائل المسلحة، وبخاصة عشائر الأنبار العربية السنية والحشد الوطني الذي يتبع محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي المدعوم من قبل الجيش التركي، وأيضاً الميليشيات المسيحية والإزيدية التي تدعمها حكومة إقليم كردستان.
المستوى الثاني سياسي، حيث تختلف الأطراف الرئيسية المعنية في رؤيتها لمرحلة ما بعد الدولة الإسلامية. بالنسبة لبغداد، فإن المسألة كانت على الدوام غسل الإهانة التي أصابتها في 2014 عندما تبعثرت القوات المسلحة في الموصل وهربت، مُسلِّمة المدينة إلى الدولة الإسلامية.
ولكن الموصل بالنسبة للعبادي هي أيضاً أداة سياسية لتعزيز موقعه في مواجهة حكومة إقليم كردستان وقادة الميليشيات (مثل هادي العامري رئيس منظمة بدر وغيره من الأشخاص المؤثرين للغاية)، والقوى الإقليمية كإيران وتركيا، وبدرجة أقل العربية السعودية. وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2016، شرّع البرلمان العراقي الحشد الشعبي باعتباره هيئة رسمية إلى جانب الجيش.
أما على الجانب السني، فقد أثارت التطورات الأخيرة المخاوف من عودة الحال التي كانت قائمة من قبل، وزيادة الإفلات من المسؤولية للميليشيات الشيعية. ويدّعي أثيل النجيفي، الذي تكرهه الحكومة وتحمّله دوماً مسؤولية أحداث 2014، تشكيل الإقليم السني ذي الحكم الذاتي. وتدعمه في ذلك أنقرة التي تقاتل قواتها حالياً في العراق ضدّ وجود قوات حزب العمال الكردي PKK وتخطط لاجتياح الأرض بعملية عسكرية تحت اسم: «درع دجلة».
باختصار، من المؤكد أن التوترات والتناقضات القديمة أو المستجدّة على الهيمنة على المناطق المحررة والسلطة السياسية والموارد لا تزال بعيدة عن الحل.

باحثة في العلوم السياسية

تحديات العراق في تأمين الموصل

ميريام بن رعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق