Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 28 أبريل 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


هل سنشهد حرباً نووية في كوريا؟

Posted: 28 Apr 2017 02:27 PM PDT

شهد أمس الجمعة جلسة وزارية مخصصة للتوتر الحاصل في شبه الجزيرة الكورية في مجلس الأمن الدولي حضرها وزيرا الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون والصيني وانغ بي، وهما عمليّاً، الطرفان المولجان في هذه القضية (مع تراجع روسيا، ذات الحدود المشتركة مع كوريا الشمالية، عن التدخّل المباشر).
وفيما اعتبرت الصين إبرام اتفاق سلام هو «الخيار الوحيد الصائب» في النزاع النووي مع كوريا الشمالية «عن طريق الحوار والمفاوضات»، وحذرت من «كوارث أكبر» في حال استخدام القوة، فإن الطرف الأمريكي كان واضحاً في إعلان جدّية التهديدات الكورية الشمالية بشنّ هجوم نووي على كل من اليابان وكوريا الجنوبية، وهو أمر يتوقّع أن يرفع درجة التصعيد بين واشنطن وبيونغيانع، وبالتالي، فإن على العالم ألا يستبعد تماماً حصول حرب تقليدية أو نووية بين البلدين.
لمنع حصول هذا السيناريو المرعب سنشهد فصولاً طويلة من المفاوضات المعقدة، يتدخّل فيها الأمريكيون والصينيون، بشكل رئيسي، ولكنها ستهم أيضاً المجتمع الدولي والأمم المتحدة، والأطراف الأخرى القريبة جغرافيا، كاليابان وروسيا، ولكن وعلى الأخص، كوريا الجنوبية التي لا تبعد عاصمتها سيؤول أكثر من 40 ميلاً من المنطقة التي قامت فيها بيونغيانغ بإطلاق قذائف مدافعها تهديداً وتحذيراً خلال عرض عسكريّ ضخم قبل أيام.
من المعلوم أن بكين تستطيع عملياً تجميد حركة الاقتصاد الكوري الشمالي تماماً كونها البلد الأساسي الذي تعتمد عليه بيونغيانغ في جلّ وارداتها وصادراتها، لكن الواضح أن الصين تريد لعب الورقة الكورية الشمالية إلى نهاياتها القصوى، وبالتالي فإن خيار التهديد سيبقى مفتوحاً خلال المفاوضات المرتقبة مع كوريا الشمالية (ومن خلفها الصين).
سبب التصعيد الحالي يعود إلى أن كوريا الشمالية قامت خلال السنوات الأربع الماضية من حكم كيم جونغ أون الحالي بـ66 تجربة صواريخ وهو عدد يماثل ضعف ما قام به والده كيم جونغ إيل خلال حكمه الذي دام 17 عاماً إضافة، بالطبع، إلى محاولات كوريا الشمالية تعديل ترسانتها النووية بحيث يحمل كل صاروخ نووي 16 حمولة بدلا من 10، وهناك أنباء أن بيونغيانغ قادرة على تحميل رؤوس نووية على صواريخ متوسطة المدى قادرة على ضرب كوريا الجنوبية واليابان، وحسب التقديرات الأمريكية فإن كوريا الشمالية ستتمكن خلال 18 إلى 36 شهرا من تطوير صاروخ برؤوس نووية يصل إلى لوس أنجلوس.
البلدان المقسومان إلى شطرين، شمالي وجنوبي، عاصرا حرباً سابقة انتهت عام 1953، وسكّان كوريا الجنوبية يعرفون أنهم يعيشون تهديداً واقعيّاً وفي حال لجوء أمريكا إلى ضربة استباقية ضد الصواريخ الكورية أو المواقع النووية فليس هناك إمكانية للقضاء على كل المدافع والصواريخ الموجهة نحو كوريا الجنوبية إلا إذا استخدم الأمريكيون قنابل نووية وفي هذه الحال فإن الحرب المندلعة ستكون مفتوحة لكل الاحتمالات.
خلال الحرب الكورية الأولى بين عامي 1950 و1953 قتل قرابة مليونين وسبعمئة ألف كوري كما قتل 800 ألف صيني و33 ألف أمريكي، ورغم أن الكوريين الجنوبيين لديهم خطّتهم العسكرية لضربة استباقية فإن الزعيم الكوري الشمالي أيضاً لديه خطته العسكرية لاجتياح جارته الجنوبية «لتوحيد الأمة الكورية»، كما تقول وسائل إعلام بيونغيانغ.
وحسب كتاب لباحث أمريكي فلتنفيذ خطته لاحتلال جارته سيستخدم كيم جونغ أون آلاف المدافع الجاهزة للإطلاق وأسلحة نووية وكيميائية باتجاه كوريا الشمالية واليابان لتأخير الإمدادات الأمريكية، وحين بحث الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون فكرة ضرب كوريا الشمالية عام 1994 فقد تم إعلامه بأن الحرب ستؤدي إلى مليون قتيل وخسارة تقدّر بترليون دولار، وستكون الخسائر حاليّاً أكبر بكثير.
الشيء الأكيد إن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح لكوريا الشمالية بامتلاك قدرات نووية قادرة على ضربها ولذلك علينا أن نتوقع كل الاحتمالات بما فيها الحرب النووية.

هل سنشهد حرباً نووية في كوريا؟

رأي القدس

من يومها يا غسان، ونحن نقرع جدران الخزان!!

Posted: 28 Apr 2017 02:27 PM PDT

أُحب الكتابة عن غسان كنفاني في ذكرى عيد ميلاده، وتصادف ذلك في 27 نيسان/ابريل قبل يومين ربما لأنني أشعر أن غسان مات مرة لكنه ولد مرات.. إنه يولد ويتناسل ويتكاثر متجسداً في الفلسطينيين المناضلين في معركة استعادة الوطن السليب. ثم ان غسان كان ماسة متعددة الوجوه.. كان مناضلاً سياسياً وأديباً مبدعاً حقاً لكنه كان أيضاً رساماً..

غسان كنفاني: ريشته بندقية!

قلائل يعرفون ان «الفنان التشكيلي» كان أحد وجوه الماسة المدعوة غسان. كان عاصفة من الإبداع الذي يعبّر عن نفسه تارة بالأبجدية وأخرى بالريشة.. كأن أوراق العالم لا تكفيه ولذا امتطى حصان الريشة وركض بها فوق قماش اللوحة والألوان..
ويذكّرني ذلك بكثير من المبدعين كجبران خليل جبران وسواه من الذين عبّروا عن أنفسهم كتابة ورسماً في الشرق والغرب.. ولم يتزوج غسان بمدرسة فنية ما.. كان حراً كإعصار.. وقد أهداني العديد من لوحاته وما زلت احتفظ بها وأراه عبرها.. كان انطباعياً في لوحة ما، وتجريدياً في أخرى جريئاً في اللعب بالألوان ومبدعاً كطفل، مما يذكّرنا بمقولة بيكاسو عن نفسه انه بدأ الرسم كناضج واستغرق منه الأمر عمراً ليتعلم كيف يرسم كطفل..
غسان اجترح ذلك منذ بداياته التشكيلية وكان يقرع الأبواب كلها ليجد بيته الفني الحقيقي لكن العدو الإسرائيلي لم يترك له الوقت لذلك واغتاله وهو في الثلاثينات من عمره.. ومن بين لوحاته العديدة التي أهداها لي لوحة تمثل رجلاً يبدو لاجئاً وقد جلس مهموماً يده على خده وأنهارٌ من الأحزان تتفجر من عينيه. رسمه في الخواء (ما من أفق خلفه) بل البياض المفتوح على النضالات، وتبدو اللوحة نبوءة بزخم المقاومة الفلسطينية واستمراريتها.

الكتابة قرحٌ على جدران الخزان

قد تكون رواية «ما تبقى لكم» لغسان الأكثر نضجاً على الصعيد الفني الاسلوبي وهو ما تراه د. سلمى الخضراء الجيوسي ففيها يُذكّرنا غسان بأسلوب الكاتب الشهير فولكنر.
ولكن رواية «رجال في الشمس» لغسان كنفاني التي تحولت ايضاً الى فيلم سينمائي هي الأكثر انتشاراً ربما لبساطة أحداثها مع العمق الجارح.. فهي حكاية لفلسطينيي الأحزان والهموم والعذابات مع تحصيل الرزق حيث يحاول ثلاثة منهم الانتقال من بلد عربي الى آخر بعدما اغتصب «التغول» الإسرائيلي وطنهم. «أبو الخيزران» سائق الشاحنة يقوم بإخبائهم في صهريج الماء ـ بعد إفراغه ليقطع بهم الحدود إلى حيث الرزق.
لكن «أبو الخيزران» يضطر لإطالة الوقوف تحت الشمس المحرقة على الحدود لتعقيدات إدارية، وحين ينجو أخيراً بهم يجدهم ماتوا اختناقاً في الخزان كضحايا لإسرائيل التي شردتهم.
وقد تكون هذه القصة فلسطينية ولكنها ذات أبعاد إنسانية تبلغ حدود النبوءة كما هو الأدب الكبير ونتذكر اليوم موت المهاجرين العرب الهاربين من أماكن عديدة تشتعل هياجاً، موتهم في المراكب بعد صهريج الهرب.. وقتلى الصهريج هم ايضاً الطفل ايلان وسواه من الهاربين من الحروب والقمع والفقر إلى حلم الرزق والأمان.

العمق والالتزام دونما تعقيد!

كان ذلك المبدع غسان قادماً من أسرة راقية السلوك الإنساني وقد ذكر في إحدى رسائله لي جدّه الوطني وهو ما تتصف به عائلة غسان.
وكان أيضا متواضعاً وخفيف الظل.
وذات رحيل لي من لندن إلى بيروت دعاني غسان للغداء في اليوم التالي مع صديقه رسام الكاريكاتور المصري الشهير بهجت..
ويومها اخترت الغداء في حريصا بعد ركوب (التلفريك) إلى هناك من جونيه.. وقبلها جلسنا على شرفة متدلية فوق البحر في مقهى في جونيه يدعى «الاطلال» (أما زال هناك؟) وكان المناخ مرحاً بخفة ظل غسان وذكائه الاستثنائي حتى ان بهجت انسجاماً مع الجو قال للنادل حين حمل لنا القهوة: من فضلك (وطّي) صوت البحر (كما لو كان هدير الأمواج قادماً من مذياع)..
ويومها التقط لنا المصور ونحن نهبط من التلفريك تلك الصورة المنشورة على غلاف كتاب رسائل غسان لي.. ويبدو فيها بهجت وهو لا يزال داخل عربة التلفريك غير قادر على النهوض من الخوف!!..

غسان أنقذني
من السجن بفضل أمير الشارقة

وحُكمت بالسجن لثلاثة أشهر في سوريا لأنني من حملة الشهادات العالية وغادرت عملي لمتابعة دراستي في بيروت دونما إذن! وكان الحكم بمفعول رجعي وبتهمة «كيديه» كما كتب «ربيع الصلح» المحامي الذي ترافع عني، فأنا يوم غادرت سوريا لم يكن القانون موجوداً بعد!
وهكذا لم يعد في وسعي يومئذ تجديد جواز سفري في السفارات السورية في أي قطر في العالم. وهنا دعمني غسان وتوسط لي عبر صديق مستشار حتى منحني أمير الشارقة مشكوراً جواز سفر انقذني من السجن..
ويجد المرء في (بطاقة الهوية) لزوجي عبارة: «متأهل من رعايا الشارقة». وكم دُهش نزار قباني قريبي وأحد شهود زواجي من ذلك. وعشت عامين على هذا النحو أنا (الشامية العتيقة) ريثما حصلت على الجنسية اللبنانية. هذا هو غسان: يجده المرء إلى جانبه حين يكاد يقع!
ويوم أصدرت كتابي الثالث «ليل الغرباء» حمل غسان معه عشر نسخ إلى القاهرة وقام بتوزيعها على أصدقائه من كبار الصحافيين وكان لدعمه أثر كبير لانتشاري عربياً في بداياتي.
كان غسان وفياً لأصدقائه ويدعمهم في الشدة ولن أنسى فضله وحاكم الشارقة في إنقاذي من السجن.
ألم أقل لكم أن غسان كان ماسة متعددة الوجوه إبداعياً وإنسانياً؟

من يومها يا غسان، ونحن نقرع جدران الخزان!!

غادة السمان

ثلاثي صرف الأنظار عن الخيبة الثقيلة!

Posted: 28 Apr 2017 02:27 PM PDT

عندما يريد النظام الانقلابي في مصر، صرف الأنظار بعيداً عن فشله وعن قضية تلفت الانتباه وتنال منه، فإنه يستدعي عبر أذرعه الإعلامية «ثلاثي أضواء المسرح»: «إسلام بجيري»، و»فاطمة ناعوت»، و»فريدة الشوباشي»، حيث تتحول برامج «التوك شو»، إلى «دقة زار»، وبالطعن في الثوابت الدينية، يمكن بالتالي شغل الناس عن مأزق الحكم وأزماته!
ولا يتوقف الاستدعاء على ثلاثي أضواء «المسرح السيساوي العائم»، فهناك أسماء أخرى مثل «سيد القمني»، الذي كنا قد انتهينا منه قبل الثورة، عندما قامت جريدة «المصريون» بحملة ضده، كشفت أنه مفكر مزيف، وأن درجة الدكتوراه حصل عليها من جامعة أمريكية تخصصت في تزوير الشهادات العلمية قبل أن يتم إغلاقها، مع أن المجلس الأعلى للجامعات في مصر قام بمعادلة شهادتها بالشهادات التي تمنحها الجامعات المصرية!
ولم يصد «القمني» أو يرد، وإنما اختفى، وقد أطلق ابنته لتعلن عبر الفضائيات أن والدها مختبئ في مكان ما، لأنه مهدد بالاغتيال وأنه سيهاجر خارج مصر، وقد هاجر فعلاً، لكنه لم يجد الكرم المنتظر في واشنطن، فعاد إلى المحروسة، وإن انتهى فكرياً بعد حملة «المصريون»، التي وصلت إلى التشكيك في إنتاجه الفكري، لكن الانقلاب العسكري نفخ فيه من روحه فعاد نجماً يُحتفي به في إعلام الثورة المضادة، ليكون ضمن فريق «المهام الصعبة» التي تلفت الانتباه بعيداً.
لقد كنت قريباً في فترة من الفترات، ممن يمثلون الفكر الرافض للتراث ولأدبيات تيار الإسلام السياسي، ومن سعيد العشماوي، إلى فرج فودة، إلى أحمد صبحي منصور، وأطلعت على كل ما كتبه نصر حامد أبو زيد، لكن هؤلاء كان لديهم شيء يقولونه، وعلم يؤخذ منه ويرد، وفكر هو نتاج بحث واجتهاد، لكن الكائنات التي يحتفي به إعلام الانقلاب هي ليست على شيء، ويجري الاحتفاء بها وفق نظرية «الشو الإعلامي»، وثلاثي أضواء المسرح، اطلعوا على العناوين في إنتاج هؤلاء، من أجل الشهرة ولمهمة الاستغلال السياسي، وهم ومعهم «خالد منتصر» و»إبراهيم عيسى»، يطالعون عناوين ما كتب الدكتور «أحمد صبحي منصور» فيطلقونها كألعاب نارية، لخطف الأنظار وسرعان ما تختفي!
ليس الموقف من الإمام البخاري هو الرأي الوحيد للدكتور أحمد صبحي منصور، فله دراسة مهمة عن الرمز الصوفي «أحمد البدوي .. الحقيقة والخرافة» ودراسته التي نال بها درجة الدكتوراه كانت عن التصوف في العهد المملوكي، وما حذف منها يمثل مادة للإثارة، إذ كان خاصاً بالنظرة الجنسية للتصوف في هذه المرحلة، لكن ليس لمثقفي آخر الزمان القدرة على القراءة والصبر على الإطلاع على إنتاج أكاديمي وإن احتوى على ما يثير، فالإثارة في حد ذاتها ليست مستهدفة، فالمطلوب هو ما تريده السلطة لشغل الناس، وفي الوقت ذاته يزعزع يقينهم الديني، وهي المهمة التي أخذتها دولة العسكر على عاتقها، منذ أن تأسست في سنة 1952، لأن الدين يظل بدعوته للمؤمنين به إلى مقاومة الظلم والتصدي للاستبداد، يمثل خطراً على هذه الأنظمة، ومن هنا يظل المطلوب هو التدين الصوفي، لكن النظام العسكري الذي حارب مفكراً جاداً كصبحي منصور، فانتهى به المطاف لاجئا في الولايات المتحدة الأمريكية، هو ذاته الذي يحتفي عبر إعلامه بالأدعياء والمقلدين، لأنهم يعملون وفق البرنامج الإذاعي القديم «ما يطلبه المستمعون»، وقد كانت الإذاعة البريطانية «هنا لندن» – رحم الله موتاكم – تقدم برنامجاً مماثلاً «ما يطلبه المستمعون من الأغاني العربية»!

أزمة التفجيرات

ولأن دولة العسكر في مصر، في «حيص بيص»، بعد أن ثبت عجزها في أزمة تفجير الكنيستين، فقد كان طبيعياً أن يستدعي «عمرو أديب»، «إسلام بحيري»، ومن الواضح أنه انتقل إليه ليظهر في مكتبته وخلفه أمهات الكتب، مع أن من المعروف عربياً أن وجود المكتبات في البيوت لا يعني وجود القارئ لها، فهي مثلها مثل «السفرة»، التي تكون مثار خلاف بين المقبلين على الزواج وهل هى على «العريس» أم على «العروس» وبعد الزواج يتركونها ويأكلون على الأرض. ما لزوم طاقم «السُفرة» إذن؟ فتكون الإجابة: حتى يراه الضيوف. مع أنه تمر سنة وراء سنة دون أن يدخل البيت ضيفا!
كانت المهمة أيضاً في هذه الحلقة بجانب لفت الانتباه وتغييب العقول، هي الهجوم على شيخ الأزهر، فيجري تقديم من قرأ عناوين كتب على أنه مفكر عصره وزمانه، في بلد لم تنزل مفكراً جاداً منزلته، فلا تستضيف القناة الأولى أستاذ الفلسفة مراد وهبه الذي قضى حياته يدعو إلى تحرير العقل من الخرافة، إلا عندما يكون في الحالة «مغيباً» ويستهلك الخرافة وينتجها، ويقول على شاشة التلفزيون المصري: «إن ترمب رسول الله مثله مثل السيسي جاء ليخلصنا من الخلافة الإسلامية»!
لقد كان مهماً أن تخصص «قناة مكملين» حلقة من برنامج «مع زوبع» للرد على ما قاله «بحيري» واحتفى به برنامج تلفزيوني في واحدة من ترسانة السيسي الإعلامية.. «أون تي في». وكان ضيف «مكملين» الشيخ «عصام تليمة»، وهو تلميذ نابه في مدرسة الشيخ محمد الغزالي من حيث سعة الإطلاع والقدرة على الكتابة الجميلة، ومن الندرة بمكان أن تجد شيخاً يجيد الكتابة، فأنت تقرأ لخطيب يقف فوق المنبر وليس لكاتب. كما أن «تليمة» يتفوق على «الغزالي» من حيث اهتمامه بجانب الفكر بالفقه فجمع بين مدرستين: الأولى مدرسة الغزالي الفكرية والأدبية. والثانية مدرسة القرضاوي الفقهية.
ما يميز «عصام تليمة»، بالإضافة إلى هذا، سعة الإطلاع والمتابعة، ومنذ الانقلاب نجح الإنقلابيون في تمرير الكثير من الأكاذيب، استغلالاً لعدم المتابعة، من قبل مناظريهم، وأفخر أنني كشفت أحدهم ذات مرة، وضبطته متلبساً بالكذب، عندما طل من شاشة قناة «الجزيرة» ليقول إن محمد مرسي هو من أفرج عن الإرهابيين مثل شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وقلت إن رموز التيار الجهادي تم الإفراج عنهم في عهد المجلس العسكري، وشقيق الظواهري كان صدر ضده حكماً بالإعدام من المحكمة العسكرية، لكن هذه المحكمة انعقدت بعد الثورة وحكمت ببراءته!
كان الفتى يعمل في مركز للدراسات السياسية والإستراتيجية، ولا يمل من أن يقول في كل لقاء إنه حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، بما يؤكد أهليته للإفتاء السياسي. وقد اكتشفت أن الدعاية الخاصة عن دور مرسي في الإفراج عن الإرهابيين من «أهله وعشيرته» شائعة في إعلام الانقلاب، واستمرت رغم أنني قلت وكتبت عن الحقيقة في هذا الملف أكثر من مرة، لكن قد أسمعت لو ناديت حيا!

التلبس بالكذب

ما يردده إعلام السيسي، عبر مسرحه العائم، أن هيئة كبار العلماء هي من اختيار الإخوان، فقد صدر قرار تعيينها من قبل الرئيس محمد مرسي، وذلك ضمن حملة اغتيال شيخ الأزهر معنوياً، وحمله على الاستقالة، لا سيما وأن الهيئة اجتمعت بكامل أعضائها، وقررت رفض فتوى عبد الفتاح السيسي، بأن الطلاق لا يقع إلا أمام «المأذون»!
ما قاله الشيخ «تليمة» في برنامج «مع زوبع»، أن هيئة كبار العلماء صدر قرار تشكيلها من المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري، بعد إعلان فوز الرئيس محمد مرسي، وقبل حلفه لليمين الدستورية.
وهي نقطة مهمة، كان يُستدعى الوقوف عندها طويلاً، فقد تم ضبط من يروجون لهذه الأكذوبة متلبسين بالكذب البواح، وهو أمر لابد وأن يلفت الانتباه إلى تصرف المجلس العسكري، فليس هذا هو القرار الأول من نوعه الذي اتخذه العسكر، فقد اختار المشير طنطاوي في هذه الفترة رئيس الحرس الجمهوري، والمسؤول عن الشؤون المالية بالقصر الرئاسي، وقد كتبت استنكر هذه الوصاية حينئذ، بزرع الجواسيس، لكن عندما ثبت بعد ذلك بأقل من شهرين تواطؤ قائد الحرس في مهمة الاعتداء على الرئيس محمد مرسي في تشييع جنازة ضحايا مجزرة رفح، أقاله الرئيس وكان من نقل له المخطط هو مدير المخابرات الحربية اللواء عبد الفتاح السيسي!
ويُذكر بهذه المناسبة، أن توفيق عكاشة ظل الليلة السابقة يهدد ويتوعد باعتداء أنصاره على الرئيس، وعبر قناته «الفراعين»، وتراجع مرسي عن الذهاب في اللحظة الأخيرة ليتم الاعتداء على رئيس الحكومة الدكتور هشام قنديل!
ما علينا، فنقطة أن تشكيل هيئة كبار العلماء تمت بقرار من طنطاوي لم تأخذ حظها من الاهتمام، ذلك لأن صديقنا «حمزة زوبع» انشغل بمقاطعة ضيفه أكثر من اهتمامه بما يقول، فكان ما قاله طلقة لم تحدث دوياً ولم تصب هدفاً. هرمنا من «المقاطعة»، حتى صار الشعار أنت لست مذيعاً إلا إذا قاطعت ضيفك ومنعته من أن يُكمل جملة، أو يستوفي فكرة. وقد سألني سائل: لماذا تتكلم بسرعة؟ فأجابت لسببين: الأول، حتى أتمكن من أن أكمل رأيي. والثاني، لأن الكلام سريعاً يربك المذيع فيعطله عن القيام بواجبه المهني متمثلاً في المقاطعة!
في برنامج «أون تي في» قدم «إسلام بحيري» نفسه على أنه مخترع الذرة والطائرة بدون جناحين، عندما قال بقتل المسلم قاتل المسيحي. وذلك في معرض حديثه عن تفجير «داعش» للكنائس وقتلها لمسيحيين. وفي برنامج «مكملين» قال «عصام تلمية» إن هذا فكر الإخوان وفكر الأزهر، لكن على «إسلام» أن يمد الحبل على استقامته ويقول إن هذا الكلام يسري على قتل الجيش للمسيحيين في أحداث «ماسبيرو» الشهيرة. وهو بذلك وضعه في «خانة اليك»!
إن إبطال مفعول من يستخدمهم الانقلاب العسكري في مهمة صرف الأنظار بعيداً عن خيبته الثقيلة، مهم، لا سيما وأنه بهم كالعنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت!

صحافي من مصر

ثلاثي صرف الأنظار عن الخيبة الثقيلة!

سليم عزوز

الى الدويلة الطائفية المذهبية العرقية دُر

Posted: 28 Apr 2017 02:26 PM PDT

لا ننكر أبداً أنه كانت هناك محاولات خجولة بعد جلاء الاستعمار عن بلادنا لبناء دول وطنية مستقلة وذات سيادة، لكن تلك المحاولات أو مشاريع الدول ظلت ناقصة لأن الطبقات السياسية التي وصلت إلى السلطة بعد رحيل المستعمر لم تكن نخباً وطنية، بل كانت إما استمراراً لعهد الاستعمار بوجوه أخرى، أو أنها اهتمت بدوائرها الضيقة أكثر من الوطن. فهذا بنى نظامه على أساس عسكري ومخابراتي وليس على أساس وطني، فطغت المؤسستان العسكرية والأمنية على الدولة، وحولتها إلى ملك خاص يعربد فيه وبه كبار ضباط الأمن والجيش وأتباعهم من المستفيدين والطفيليين. وذاك بنى نظام حكمه على الطائفة، فسادت النزعة والتسلط الطائفي على كل مناحي الدولة، لا بل إن بعض القيادات التي تشدقت بالوطنية بنت حكمها على أساس عائلي كما حدث في سوريا، فتحولت الجمهورية المعلنة إلى إقطاعية عائلية وطائفية مفضوحة. وقد شاهدنا كيف سيطرت النزعة العائلية على النظام في ليبيا بحيث ارتبطت الفترة التي حكم فيها القذافي ليبيا بعائلة القذافي وأنصاره وتهميش بقية أطياف الوطن الليبي. دعكم من أدبيات حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا والعراق. ودعكم من شعارات الاتحاد الاشتراكي في مصر الناصرية. ودعكم من خزعبلات اللجان الثورية في ليبيا، فكل تلك الأحزاب والحركات لم تكن سوى غطاء للحكم الفردي والعائلي والطائفي والعسكري والمخابراتي. لقد غطت الأنظمة العربية التي جاءت بعد الاستعمار عوراتها بأوراق توت حزبية وثورية وعقائدية سرعان ما سقطت عند أول امتحان وطني حقيقي.
لقد بنت تلك الأنظمة الساقطة والمتساقطة أشباه دول وطنية، وأبقتها في مراحلها البدائية، ولم تعمل على تحصينها داخلياً، فقمعت الشعوب، وداستها، وحرمتها من أبسط حقوقها بسياساتها العسكرية والمخابراتية الوحشية، فأصبحت الشعوب تنتظر أي فرصة للانقضاض على تلك الأنظمة الدموية التسلطية. وهذا ما حدث فعلاً فيما أصبح يُعرف بالربيع العربي. وبغض النظر عما إذا كانت الثورات مدفوعة من الداخل ضد الظلم والطغيان، أو بتحريض من الخارج لتخريب بلادنا، فإن المسؤول الأول والأخير عما حدث من خراب هي الأنظمة الحاكمة التي أعطت المتآمرين في الخارج كل الأسباب التي تساعد المؤامرات على النجاح. فلو بنت تلك الأنظمة دولاً وطنية حقيقية لكل أبنائها لما حدثت الثورات أصلاً، ولما نجحت المؤامرات إذا كانت الثورات مؤامرات فعلاً.
إن المسؤول عن هذا النكوص التاريخي من مرحلة بناء الدولة الوطنية إلى ظهور الدويلات الطائفية والمذهبية والعرقية القميئة الآن هي الأنظمة نفسها. وبدل أن نقوم بتطوير أشباه الدول الوطنية في بلادنا إلى دول وطنية حقيقية، كان مشروع الفوضى الأمريكي الخلاقة بالمرصاد لنا، فاستغل الثورات ومظالم الشعوب والأخطاء الكارثية للأنظمة الديكتاتورية ليعيدنا الآن إلى دويلات مذهبية وطائفية وعرقية بدائية وعصر ملوك الطوائف. ولولا الاستعداد الداخلي الذي وفرته الأنظمة القمعية في غير بلد عربي لما مرت الفوضى الخلاقة بشكلها المدمر الذي نعيشه ونحياه الآن، فعندما يكون صاحب البيت رجلاً يستطيع أن يحل مشكلاته مع عائلاته بنفسه، فلن تتدخل أمريكا لإذكاء نار الصراع بين الشعوب والأنظمة كما في سوريا مثلاً.
لقد بُني مشروع الفوضى الخلاقة على دراسات دقيقة للأوضاع العربية ولحال الحكام العرب وتفكيرهم وسلوكهم وردة فعلهم، ولم يُبن على عبث. لقد كان أصحاب المشروع يعرفون جيدا عقلية الحكام وضباطهم ومخابراتهم العفنة، وكيف سيتصرفون في حال حدوث معارضات ومظاهرات.

لقد رفع القومجيون العرب شعار الوحدة العربية من المحيط إلى الخليج، لكنهم فشلوا حتى في توحيد دولهم داخلياً، فزرعوا فيها ألف لغم ولغم طائفي وعرقي واجتماعي وثقافي ومذهبي بحيث تحولت إلى ملل ونحل متناحرة عند أول هزة كما حدث في سوريا. لقدر راهن النظام السوري مثلاً على الصراع الداخلي بين الطوائف والمذاهب كي يستخدمه في اللحظة المناسبة عندما ينتفض الشعب عليه.
وهذا ما فعله فعلاً، فراح يذكي نار الطائفية والمذهبية بين أطياف الشعب كي يقضي على الثورة ويحول أنظار السوريين من قضيتهم الرئيسية ضد النظام إلى صراع داخلي وحرب أهلية. وقد نجح في ذلك، لكنه هو وأمثاله عاد بسوريا إلى زمن ملوك الطوائف والدويلات والإقطاعيات. والمضحك أنه ما زال حتى الآن يرفع شعار وحدة حرية اشتراكية.

٭ كاتب وإعلامي سوري
falkasim@gmail.com

الى الدويلة الطائفية المذهبية العرقية دُر

د. فيصل القاسم

السيسي يتنفس الصعداء بعد موقعة القضاء لكنه يتحسس موضع قدميه قبل مواجهة مرتقبة مع الإمام الإكبر

Posted: 28 Apr 2017 02:26 PM PDT

القاهرة – «القدس العربي»- من حسام عبد البصير: سيقولها التاريخ بكل تأكيد مستقبلاً لأحفاد الذين قضى أجدادهم سنواتهم في السجون «السيسي زاهد في الحكم لكنه بالتأكيد حمل بعض سمات أسلافه من الحكام المستبدين الذين يرون في البطش بالمعارضة أسلم الطرق لقضاء وقت هادئ في مؤسسة الرئاسة.. هو زاهد حسب تصريحاته أمام الكاميرات حيث المؤتمرات التي باتت النشاط الوحيد لشبه الدولة كما انه ديكتاتور يحكم الحقائق على الأرض، فالسجون تزدحم بأهلها من النشطاء والمعارضين فيما لم يقدم الرجل على ارض الواقع على إجراء يكشف عن رغبته في استعادة ثروات الوطن التي نهبها نظام مبارك في الوقت الذي يقبل بإجراءات ويفعّل قوانين شبه يومية تزيد من معاناة الفقراء و«تجعل من حياتهم بروق على الموت البطيء» ..
بالأمس كانت القاهرة تترقب زيارة البابا التي اهتم بها السيسي والدولة من ورائه على أمل ان تسفر عن مزيد من دعم خارجي لحكمه الذي يواجه المخاطر… ومن المؤسف انه في اللحظة التي كانت الصحف المختلفة عن بكرة ابيها ترحب ببابا الفاتيكان وتنشد له القصائد والاشعار واصلت رجم الإمام الأكبر شيخ الازهر الذي وجد نفسه ومعه مؤسسة في العراء يواجهون بطش سلطة مستبدة لا تقيم اعتباراً لمؤسسة دينية او دستورية ..كان العنوان الأبرز لصحف امس.. القضاة يرفعون «راية الغضب»: سنختار من نشاء فيما سعت الصحف الحكومية لتجاهل تداعيات الازمة بين القضاة ومؤسسات الدولة المختلفة خاصة السيادية منها وقد جاء العنوان الرئيسي لمعظم الصحف الداعمة للنظام حول تصديق نهاية الاسبوع على قانون يمنحه حق تعيين رؤساء هيئات قضائية، رغم رفض الأخيرة لذلك أعرب الفنان حسين فهمي، سفير النوايا الحسنة للأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عن سعادته الشديدة وإعجابه الكبير بتنظيم الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمؤتمر الشباب بشكل شهري.
«المصريون»: العدالة في قبضة
ديكتاتور رغم «زهده»

بينما يقسم رئيس الجمهورية بأنه زاهد في السلطة وسيتخلى عنها في ثانية إذا إذا أراد الشعب ذلك، فإن برلمانه يقوم بحرب داحس والغبراء لتشديد قبضته على السلطات والمؤسسات الأخرى ما يجري حاليًا حسب فراج اسماعيل في «المصريون» هو:
«صراع سلطة» وفق تعبير الدكتور مصطفى الفقي في حديثه التلفزيوني أمس، مستعيراً اللفظ المغربي الدارج الذي يطلق على صراع السلطات. يقوم به مجلس النواب، أو برلمان علي عبدالعال، بالوكالة عن السلطة التنفيذية، وتنفيذا لرغباتها الدفينة التي لا تبديها علنا ربما تقلب كلمة «داحس» إلى «داعش» فهذه بالفعل حرب على طريقتها، يتم خلالها قطع رقبة كل سلطة مستقلة، فلا ترى أو تتنفس او تتحرك إلا من خلال السلطة التنفيذية التي تملك القوة والجبروت وتطويع نواب مجلس عبدالعال لنزقها ونزواتها وإرادتها وانتقامها من كل من يعارض ما تفكر، بل ما تحلم به.
العالم كله شهد مذبحة القضاء على يد البرلمان يوم الأربعاء 26/4. في جلسة عامة، لم يرها الرأي العام كالعادة، منذ منع بث الجلسات تلفزيونياً. صوت النواب وقوفاً، على أخطر مشروع قانون، يسلب القضاء استقلاله وعدالته، ويجعله في قبضة الرئيس.
جاءت الموافقة بسرعة غريبة ومخالفة للوائح مجلس النواب ولكل الأصول البرلمانية المتعارف عليها. عندما تفصل القوانين لاستبعاد أشخاص معينين، فذلك أخطر ما يجري على ساحة التشريع. ودون مناقشة اعتراضات الهيئات القضائية عليه، فهو غير دستوري، وأكد الرئيس السيسي في الاسماعيلية في اليوم نفسه أنه أقسم على احترام القانون ويؤكد فراج أنه يوم هزيمة مريرة لسيادة القانون والعدالة. مذبحة للقضاء لم تشهدها مصر في أسود عصورها الديكتاتورية. المفارقة المدهشة أن مرتكبها هو البرلمان الذي من المفترض أنه يسن قوانين العدالة وحماية الناس والدولة».

… أيجوز أن يختار الرئيس من يحاكمه؟

استنكر المستشار محمد زكي، نائب رئيس مجلس الدولة، إقرار قانون السلطة القضائية من قبل الرئيس ، متسائلاً:» كيف يختار الرئيس من ينظر القضايا التي يختصمه فيها؟
ووجه زكي حديثه للنائب البرلماني أحمد حلمي الشريف، الذي تقدم بقانون السلطة القضائية ووافق عليه البرلمان، وصدق عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي قائلاً: «من اشتكى لكم، وقال إن هناك مشكلة في تعيين رؤساء الهيئات القضائية؟
وأضاف نائب رئيس مجلس الدولة حسب «المصريون» «القضاة لم يكن لديهم مشكلة، وأنتم تقولون لا يوجد مساس باستقلال القضاء، ولكن هل يجوز لرئيس الجمهورية أن يختار من يحاكمه؟ وتابع: رئيس مجلس الدولة ينظر في عشرات القضايا التي تختصم رئيس الجمهورية، فكيف يختار الرئيس من ينظر القضايا التي يختصمه فيها»، مؤكدًا أن هذا النظام لا يوجد في فرنسا، ولا توجد دولة تتدخل في القضاء بهذا الشكل، كما يدعي صاحب القانون.
وفي السياق ذاته شدد الدكتور محمد نور فرحات ، الفقيه الدستوري،على أن الاستقلال ليس مطلبًا مهنيًا للقضاء بل هو صون لحقوق وحريات الشعب وقال فرحات عبر تدوينة على صفحته الخاصة على «الفيسبوك» :» القضاء سلطة من سلطات الدولة الثلاث»، مضيفاً:» السلطة القضائية حتى تكون عادلة وغير منحازة ومحايدة وتؤدي وظيفتها بكفاءة في صيانة الحقوق والحريات وإعلاء مبدأ سيادة القانون وسمو الدستور، يجب أن تكون مستقلة عن تدخلات السلطتين التنفيذية والتشريعية. وأشار فرحات الى ان «الاستقلال ليس مطلباً مهنياً للقضاء بل هو صون لحقوق وحريات الشعب.
وطالب القضاة بأن يراجعوا المشهد بأكمله من بداياته، وأن يسترجعوا تجاربهم وخبراتهم السابقة، وألا يترفعوا عن النقد الذاتي، ليتفهموا ما يحدث الآن».

«المصري اليوم»: ليس بالهاشتاغات يرحل

ومن الثناء على السيسي ما أشار إليه حمدي رزق في «المصري اليوم»: قطع الرئيس قول كل خطيب، وأسند الأمر إلى أهله، إلى المصريين، وهم أصحاب الحق الأصيل في الاختيار، «ولو المصريون مش عاوزيني مش هقعد ثانية»، الكلمة إذن للمصريين، قول الفصل، ليس بالهشتاغات يقعد أو يرحل الرئيس، الفيس بوك لن يختار لنا رئيساً، إرادة المصريين نافذة، والرئيس يحترمها، يحترم المصريين، وحق عليه وعلى السامعين احترام إرادة المصريين، والمصريون يعرفون جيداً الطريق، طريق واعر، ولن تختطف إرادتهم»…
الحملة على الرئيس عاتية، هاشتاج «مش عايزينك» يتصدر «تويتر» قبل أن يجف مداد خطاب الرئيس، حسناً رد المصريون على المختطفين بما يليق بالمصريين، بهاشتاج «هننتخب السيسى»، الإخوان يحكون أنف المصريين، حملة فيسبوكية قذرة حركتها أذناب الإخوان كراهية في الرئيس .. أصدق ابتداء الرئيس، وأثمن قولته «ولن تجدوني ثانية واحدة متشبثاً بالحكم»، قالها واستحق التصفيق، فاكرين تشبث رئيس الإخوان أبوجلد تخين، يا نحكمكم يا نقتلكم، هذا للذكرى، والذكرى تنفع المصريين في هذا التوقيت الحرج الذي يواجه الرئيس ومشروعه لبناء مصر حملة كراهية وتفشيل».

«البديل»: حلم الهيمنة على الأزهر

نبقى مع الحرب على الأزهر التي يندد بها هيثم أبو زيد في «البديل»:
«إذا كان إعلاميو الأمن، وكتاب الأجهزة، لا يصلحون لحوار أو نقاش، ولا يجدي معهم نقد أو حتى شتائم؛ لأنهم يتلقون عمن يشغّلهم، ويأتمرون بأمر من أوصلهم إلى منابرهم وقنواتهم.. فمن الأجدى أن نتوجه بحديثنا إلى أصحاب الضمائر، ممن يرفضون بيع مواقفهم وتأجير أقلامهم، حتى لو اختلفنا معهم في محتوى نقدهم للأزهر، وفي توقيت مشاركتهم في التهجم والتوقح على شيخه.
ليس من شك في أن الأزهر يحتاج إلى إصلاح فكري وهيكلي، وأن مناهجه وطرق التدريس فيه أحوج ما تكون إلى تغيير جذري، أو حتى إلى «النسف» كما يحب بعضهم أن يعبر.. لكن أليس من السفه والغفلة أن نتحدث عن إصلاح مؤسسة واحدة، وأن نتجاهل ما في غيرها من مؤسسات «شبه الدولة» من تحلل وفساد وضعف؟ وهل توجد إمكانية أصلاً لإصلاح مؤسسة واحدة لتتقدم وتقف على قدميها ومن حولها كل هذا الخراب؟.. بالطبع لا، لأن الإصلاح يجب أن يكون شاملاً، وأن يكون في إطار رؤية كلية، وهو ما يرتب أن يكون الإصلاح السياسي هو أولى الأولويات، ومحور كل تغيير، وبما أننا نحيا في ظل سلطة تكره السياسة وسيرتها، فلا أمل في إصلاح للأزهر أو لغيره.
وليس من شك في أن الهجوم السلطوي الحالي على الأزهر وشيخه لا يهدف لإصلاح ولا لتطوير، وإنما هي الرغبة في الهيمنة الكاملة، وإخضاع المشيخة ومعاقبتها بعد أن أحرجت رئيس الدولة أكثر من مرة، لتدخله فيما لا يعنيه وما لم يحط به علماً، كما تهدف السلطة إلى محو الاستقلال النسبي الذي وفره الدستور الحالي للأزهر وشيخه، مع رغبة واضحة في الإطاحة بالدكتور أحمد الطيب، ليحل محله واحد من صبيان النظام المعممين».

السيسي يبيع الوهم للشعب

تعهد الرئيس السيسي، من جديد، خلال فاعليات ما سمي بـ»مؤتمر الشباب» بالإسماعيلية ، بتحقيق انجازات وقال وفقاً لجريدة «الشعب»: «ونقول لكل مزايد وحاقد ومش فاهم إحنا مش هنبيع الوهم لشعبنا، وحنبني ونعمر ونعمل بجد..» ، لكن هذا التعهد أعاد للأذهان العديد من الوعود البراقة والمشروعات القومية التي لم تؤت أكلها بعد مرور نحو 3 سنوات على توليه مقاليد الحكم في مصر، مما يثبت فعليًا أن السيسي يبيع الوهم للشعب المصري.
السيسي بدا معترفًا بأزمات تلاحق المصريين ، ولم يقلل من حجم تلك الأزمات، داعيًا إلى «مواجهة الحقيقة وتغيير الواقع»، لكنه وكالعادة ربط بين واقع مصر الاقتصادي وأوضاع دول أخرى أقل مساحة وعدد سكان، وأصر، كأنه يبرر الأزمة الاقتصادية، على استحضار واقع دول أخرى، قائلًا: «حتى لو كانت الموازنة تريليون جنيه، يعني كام حوالي 60 أو 70 مليار دولار، هناك دول عدد سكانها أقل منا بالعشر، موازنتها أكثر من هذا الرقم.
وعلى العكس من تصريحات سابقة هاجم فيها المصريين بشدة ، وعدهم سببًا في الأزمات ، كانت لهجة حديثه أقل حدة بكثير، بل وكأنه تعمد أن يترأف بالمواطنين، ويظهر قلقه عليهم ورغبته في تحسين أوضاعهم، حتى ولو كانوا هم راضون عنها، وذلك حين قال: «كلام صعب.. عشان إحنا غلابة، عاوزين ترضوا بغلبكو.. أنا مبرضاش بالغُلب، وأنا عارف إيه اللي بيتعمل في مصر وأنا موجود معاكم، والمشروعات هتغير بلدنا». هذه اللهجة الجديدة المتزنة إلى حد كبير، لم تخل من قاسم مشترك في جميع كلمات السيسي تقريبًا، وهي دعوة الشعب إلى الصبر والتحمل».
ما حملته الكلمات من اعتراف بالأزمة، جاء اعترافًا بطعم الفشل، هذا الفشل الذي يبدو أنه لن يجد طريقه إلى اعترافات السيسي..

«الوطن»: لا يليق بالأزهر

المعارك ضد مؤسسة الازهر وقياداته لا تتوقف وهو مانعثر على آثاره حسين القاضي في «الوطن»: في عدد الأربعاء الماضي من جريدة «صوت الأزهر» تكرر اسم فضيلة الدكتور الإمام أحمد الطيب 42 مرة، في الوقت الذي لم تُذكر فيه كلمة «الإسراء والمعراج» أو «تحرير سيناء» أي مرة!! ولا شك أن الإمام يستحق كل احترام وتقدير، لكن لا بد من الاعتدال في كل شيء، أما أن نكون في أسبوع به مناسبة عظيمة جليلة هي مسرى خير البشر سيدنا «محمد» في أعظم موقف تجلى فيه تعظيم السماء لرسول الإنسانية -عليه الصلاة والسلام- وهو الحدث الذي رصده القرآن الكريم، وأفرد له العلماء مؤلفات شتى، وهو يوم من أيام أربعة غيَّرت مسار البشرية، ثم لا يُذكر لا من بعيد ولا قريب في «صوت الأزهر»، فهذا دليل على أن «صوت الأزهر» يخرج في أجواء حماسية مشحونة متعصبة، فغلب عليه الدفاع عن الأشخاص، ونسي المناسبات العظيمة، وتأثر بما يثيره الإعلام، وفي هذا إساءة للأزهر حين نلتقط كلمة هنا وهناك في كتب الأزهر، فنخرج بحكم عام بإدانة مناهج الأزهر التي خرَّجتْ أجيالاً كانت مفخرة للأمة، فهذه إساءة للأزهر، والرد الأزهري على ذلك يجب أن يكون رداً علمياً مقنعاً، وأما الرد بالسب ففيه إساءة للأزهر، فهذا أساء للأزهر بالتحامل على منهجه، وهذا أساء للأزهر حين رد على التحامل بالصياح والهياج والشعارات لا بالعلم والمنطق – حين ننزل بمكانة الأزهر فنجعل انتقاد إدارة الأزهر هو انتقاد للأزهر نفسه، و«دلالة قاطعة على إضمار النوايا الخبيثة نحو الدين نفسه»، فهذه إساءة للأزهر، لأنه جعل إدارة المشيخة هي الأزهر».

«مصر العربية»: لا تعترف لها بحبك

الكلام عن المعتقل احمد دومه وحنين زوجته له حرك مشاعر احمد جمال زيادة في «مصر العربية»: عليك أن تحذر، لا تقل لها «أحبك» فالمخبرون لو سمعوها قد يظنون أنها كلمة مشفرة، هم لا يعرفون الحب ولا يفهمون سوى لغة الأموال؛ سيضعون كلمة «أحبك» في الأدلة على إدانتك في قضية جديدة ليماطلوا في حبسك مرة أخرى، وسيدرس الأمن الوطني الكلمة مائة عام، وينظر فيها القضاء مائة عام؛ مائة عام من الحبس الاحتياطي، من الحبس الانفرادي، من الجلوس على كرسي متحرك، من العساكر التي تحاوطك في كل مكان، من الاشتياق إلى زوجتك ورفاقك، من النظر إلى سقف زنزانتك، من البُرش والتعيين والجراية، ومنع الكتب والأدوية، ومصادرة الراديو الصغير، مائة عام من الهراء والعبث، وانتظار شيء لا تعلمه .
هكذا يبدو شعور «نورهان حفظي» زوجة السجين السياسي «أحمد دومة»، تبدو لي دائمًا في كل حديث عن زوجها أنه معتقل منذ أكثر من مائة عام، ولم لا وقد دخل السجن أكثر من 18 مرة في عهدي مبارك والمجلس العسكري؟! مائة عام لرجل عمره 32 عامًا؛ أفلا يجبرك هذا أن تتضامن معه أيًا كان انتماؤك والآن يحاكم دومة كغيره من آلاف الشباب، ويبدو أنه لا يعاقب إلا بتهمة الانتماء للثورة، فالقضية التي سجن من أجلها كانت مظاهرة رافضة للمحاكمات العسكرية للمدنيين أمام مجلس الشورى في 3 ديسمبر/ كانون الأول 2013، واتهم بالتظاهر بدون تصريح أمام محكمة عابدين وحكم عليه بـ 3 سنوات سجن ومثلهم مراقبة و50 ألف جنيه غرامة، وكان من المفترض أن يكون دومة خارج السجن الآن بعد قضائه أكثر من 3 سنوات في السجن، لكن انتماءه للثورة جعل أعداء الثورة يتآمرون ضده، ودومة في سجنه لم يكفر بالثورة».

«اليوم السابع»: الإخوان بلا فقهاء

من المعارك ضد الإخوان دراسة سلطت عليها الضوء «اليوم السابع»: مراكز بحوث الإخوان تعترف بالحقيقة متأخراً.. دراسة لمعهد إخواني يؤكد افتقار الجماعة للعقلاء وسارت نحو هلاكها.. المركز التابع لعمرو دراج: قرار المشاركة بالرئاسة جاء بعد لقاء الشاطر بماكين.. وبأن: استفاقتهم متأخرة لم تتوقف دعوات قيادات إخوانية للمراجعات الداخلية، واستعراض أخطاء قيادات الجماعة خلال السنوات الماضية، بعدما طرح المعهد المصري للدراسات، الذى يشرف عليه عمرو دراج، رئيس المكتب السياسى لجماعة الإخوان فى الخارج، دراسة حول الأخطاء التى ارتكبتها الجماعة بعد ثورة 25 يناير وفقا للدراسة التى حملت عنوان «مراجعات الثورة»، أكدت أن الجماعة تفتقر إلى الفقهاء، والكفاءات، واعتبرت أن قرار التنظيم الذي اتخذه بالدفع بمرشح في انتخابات الرئاسة عام 2012 كان قراراً خاطئاً.
الدراسة قالت، إن المراجعات، بوجه عام، لا تعني بحال من الأحوال الانكفاء على الذات، والنظر في أفعال القوى الثورية، فالإخوان الذين نزلوا معترك الرئاسة بإعلان الأول من نيسان/أبريل 2012، وفق كلمات محمد مرسى، رئيس حزب الحرية العدالة ـ المنحل – آنذاك، رغم نفيهم الأمر قبلها بأشهر فحسب، فعلوا الأمر بناء على اجتماع لمجلس شوراهم العام انعقد لثلاث مرات، فيما يرتاح إليه كثيرون، لتواتر النقل عن ثقات، رغم التصويت بالرفض لمرتين، دون مبرر قوي للإعادة اللهم إلا سوى تفاصيل سياسية كانت واضحة للعيان من قبل، واستجابة الجماعة للحراك الدافع بها نحو مسيرها المضني المحير نحو الهلاك».

«الشروق»: ماكرون لا يمكن أن يكون مصرياً

إذا عقدنا المقارنة بين المشهد الفرنسى والمشهد السياسي المصري يبدو السؤال وجيهاً: هل من الممكن أن يظهر ماكرون المصري خلال الفترة المقبلة؟ الإجابة على لسان مصطفى النجار في «الشروق»:
«لا نحن فى بيئة سياسية مفتوحة؛ ففي فرنسا تسمح بحرية الحركة وحرية التنظيم والاجتماع والتعبير عن الرأي وهذه البيئة الصحية التي مكنت ماكرون من بناء حركته الشبابية عبر التواصل مع الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي أولاً، ثم في الشوارع ثانياً عبر المقابلات المباشرة، ثم مرحلة حشد الأنصار وتنظيمهم في كيان سياسى وليد استطاع التقدم على كل الكيانات التقليدية في معركة انتخابية شديدة الضراوة والتنافسية.
فتحت ثورة يناير باباً للأمل عبر انتهاء الأفكار الشائخة وبزوغ فجر الشباب بحيويتهم وإبداعهم. وتوقع الناس أن الانتخابات الرئاسية التي كانت ستتم في سنة 2020 سيكون المتنافسون فيها شباباً في بداية الأربعين حيث إن أغلب الشباب الذين شاركوا فى ثورة يناير من مواليد سنة 1980 وما بعدها، لكن تم إجهاض الأمل وابتعدنا عن المسار الصحي الذي خلقته ثورة يناير تخيل أن شاباً اليوم من جيلنا قرر أن يصنع تجربة مشابهة لتجربة ماكرون في فرنسا وبدأ بالتواصل مع الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعى وعبر اللقاءات المباشرة في ندوات أو مقابلات بالشارع، خلال أيام قليلة سيتم إلقاء القبض عليه وتوجيه التهم التالية: السعي لتأسيس تنظيم محظور على خلاف أحكام القانون والدستور يهدد السلم الاجتماعى، ومحاولة قلب نظام الحكم والإساءة لشخص رئيس الجمهورية، واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي لتأليب الرأي العام ضد سياسات الدولة وتشويه المؤسسات الوطنية، والتواصل مع جهات خارجية بهدف إثارة الفوضى وزعزعة الاستقرار. سيبدأ الإعلاميون إياهم بإذاعة مكالماته الشخصية وتحريفها عبر الشاشات وفبركتها وتأويلها كما يريدون لشيطنته لدى الجمهور لإثبات أنه منحل أخلاقياً ومتآمر ضد الوطن».

«الأهرام»: الدور على مصر والسعودية

أهمية التقارب المصري السعودي ونبذ الخلافات باتت قضية تهم الكثيرين من الكتاب من بينهم فاروق جويدة في «الأهرام»: في ظل حالة العنف التي أصابت أربع دول عربية في لحظة واحدة وهي العراق وسوريا وليبيا واليمن يبقى السؤال: ماذا حدث لهذه الدول التي تفككت جيوشها وقدراتها ومؤسساتها وأصبحت غنيمة أمام المغامرين.. ان هذه الدول تعيش أكثر من محنة ما بين قوات أجنبية تحارب على أراضيها وحشود إرهابية لا احد يعرف من يحركها وكيف كانت نشأتها وما هي مطامعها؟ في هذه الحالة ووسط هذا الركام تقف مصر والسعودية امام هذا السيل من الانهيارات التي لحقت بالمنطقة ملايين المهاجرين. مذابح بشرية من كل لون حروب أهلية خلفت وراءها مشاعر من الكراهية تحتاج مئات السنين حتى يغتسل الناس من أدرانها، والأخطر من ذلك حروب عقائدية قسمت ابناء الشعب الواحد إلى اكثر من دين واكثر من عقيدة..
هنا يقف الذئاب حول الوليمة كل ذئب يريد أن يقتطع جزءاً ان ايران لن تكتفي بالعراق والشيعة فيه بل انها تمد نظرها ومطامعها حتى دمشق والجيش الإيراني يحارب في حلب والأخطر من ذلك أن ايران تحارب الآن في اليمن وحشدت الحوثيين في حرب أهلية دمرت واحدة من اعرق حضارات العرب. في الجانب الآخر تقف تركيا وأمامها خريطة جديدة لدولة استعمارية صاعدة بعد أن رفضها الغرب لتكون ضمن ولايته فلم يجد السلطان أردوغان غير أن يتجه إلى أطلال الدولة العثمانية القديمة لعله يجد عند العرب زعامة جديدة بعد أن خسروا كل شيء».

«الشروق»: ضيوف حسب الاتفاق

الهواجس لدى الكثيرين بشأن كيفية اختيار الضيوف في مؤتمرات الشباب، وجهها عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» إلى مسؤول مهم وشديد الإطلاع في مؤسسة الرئاسة، فقال له إن الرئاسة غير مسؤولة عن اختيار غالبية الضيوف. يضيف :«نحن نرسل إلى رؤساء المؤسسات والهيئات والجامعات المختلفة طلباً رسمياً. ونطلب منهم ان يرشحوا لنا من يرونه مناسباً من شخصيات تمثل هذه الجهات، وربما نقوم فقط بدعوة رؤساء التحرير، وفي المؤتمر الأول في شرم الشيخ طلبنا من كل جريدة أن ترشح لنا عدداً من محرريها، ووافقنا عليهم جميعا بغض النظر عن أفكارهم وانتماءاتهم هذا المسؤول قال لي ــ بحضور الإعلامي الكبير محمد علي خيرــ انهم فقط تحفظوا ذات مرة على ترشيح إحدى الشخصيات العامة، لأن وجودها كان سيعطي رسالة شديدة السلبية للرأي العام قلت له، ولماذا لا تقومون بدعوة أصوات مختلفة، بل ومعارضة، فقال نحن لا نتخذ مواقف مسبقة من أي شخص ومنفتحون على الجميع ما داموا يؤمنون بالقانون والدستور وطبقاً لما سمعته من هذا المسؤول البارز فإن المؤتمرات المقبلة سوف تشهد مزيدًا من الأصوات المختلفة، بل والمعارضة، لكن لن يكون من بينها أي شخص يستخدم السب والشتم سلاحاً.
ويرى عماد أن منظمي المؤتمر نجحوا هذه المرة في مؤتمر الإسماعيلية بصورة كبيرة، خصوصاً في فقرة «اسأل الرئيس» وكذلك في نوعية الأسئلة وبالأخص في أسئلة تيران وصنافير ومكتبات جمال عيد التي أغلقتها أجهزة الأمن.
صاحب فكرة «اسأل الرئيس» بكل أسئلته غير الخاضعة للفلترة والرقابة يستحق التحية والتقدير، لأننا رأينا أخيراً مظهرًا من مظاهر استخدام السياسة».

«المصري اليوم»: الجيش في القلب

الإشادة بالقوات المسلحة كانت حاضرة بقوة امس ومن بين من أثنوا على الجيش عبد الناصر سلامة في «المصري اليوم»:
«جندي مصر، أيها السادة، ليس ككل الجنود، ليس كباقي أجناد الأرض، هو الذي شهد له قادة الحروب في العالم، من نابليون بونابرت، مروراً بإدولف هتلر، وحتى الأعداء الصهاينة، هو الذي لم يسجل التاريخ أنه كان معتدياً أبداً، دائماً وأبداً كان مدافعاً عن تراب وطنه، مناصراً للحق في العمق الاستراتيجي للوطن، من فلسطين إلى اليمن إلى الكويت، لم تستهوه البطولات الزائفة، ولم ينجذب للفتن الطائفية، كما لم يكن ذات يوم أجيراً أو مرتزقاً من هنا كان جنود مصر محل تقدير العالم، من مدنيين وعسكريين، كان تصنيفه في المقدمة تدريباً وتهذيباً، وأنه سوف يظل فوق الرؤوس، سوف يظل فوق الأعناق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، هكذا كانت مشيئته، وهكذا سوف تظل.
إذا كان البعض يعتقد أن هناك مكاناً آخر لجنود مصر سوى الرؤوس والأعناق فهو اعتقاد خاطئ، وإذا كان البعض يرى أن هذه الحالة الاستثنائية يمكن أن تستمر أكثر من ذلك فهو أيضاً اعتقاد خاطئ، أما إذا كان هناك من يريد لجنودنا أن يكونوا في خندق مختلف عن إخوانهم في العزب والنجوع والشوارع والميادين فهو واهم، ذلك أن مصر، على امتداد تاريخها، أمة واحدة، مسلمين وأقباطاً، مدنيين وعسكريين، رجالاً ونساءً، شباباً وشيوخاً، لم تفلح أبداً محاولات شَرْذَمة شعب تناولته كل الكتب المقدسة بأطيب الآيات والذكر الحكيم، لم تنجح كل رهانات التقسيم والتفتيت، من هنا كان التميّز ربما كان هناك من يرى أهمية لاستمرار هذه الحالة أو تلك تحقيقاً لمآرب معينة، إلا أن ذاكرة شعب متجذر في أعماق التاريخ لا يمكن أن تخونه إلى هذا الحد للقبول بذلك، الوعي».

«اليوم السابع»: مع السودان شدة وتزول

ما بين تصريحات المسؤولين «الدبلوماسية» في القاهرة والخرطوم وبين ما تحمله صفحات وشاشات الإعلام في البلدين كما يرى محيي الدين سعيد في «اليوم السابع» فجوة كبيرة، يبدو فيها الصوت الأعلى دائما للفريق الأخير، بما يوحي بأن هناك أزمات طاحنة في العلاقات بين الجارتين العربيتين، في وقت يحاول فيه فريق ثالث «لملمة « الأمر والسيطرة على أية محاولة لانفلات الأمر بشكل ربما يؤدي إلى تداعيات لا يتحملها البلدان في وقت تحيط فيه التحديات بخارطة الأمة العربية من كل اتجاه، ولا تتحمل الأوضاع أي قطيعة أو أزمة أخرى بين بلدين عربيين قبل أيام استضافت العاصمة السودانية الخرطوم وزير الخارجية المصري سامح شكري رئيساً لوفد مصر في اجتماعات لجنة المشاورات السياسية مع السودان، وهي إحدى اللجان المنبثقة عن اللجنة العليا المشتركة بين البلدين على المستوى الرئاسي، وعقدت أولى اجتماعاتها في القاهرة 5 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وبدأت زيارة الوزير المصري بلقاء مع الرئيس السوداني عمر البشير نقل إليه خلاله رسالة من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، وحسب بيان للخارجية المصرية، فإن السيسي شدد في رسالته على» عمق واستراتيجية العلاقات بين البلدين، وأهمية الحفاظ عليها وتطويرها في كل المجالات» ، فضلاً عن التأكيد على أن أمن واستقرار مصر من أمن واستقرار السودان والعكس، وكذلك على أهمية الحفاظ على التواصل الدائم بين البلدين وفي المقابل فإن البشير شدد بدوره على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وخاصة في ظل التحديات الإقليمية الراهنة، التي تفرض على الجانبين التكاتف والتعاون والتضامن لمواجهتها، مشددا على أن أمن مصر واستقرارها أولوية لدى السودان».

«الأهرام»: من حقنا الفرح… رياضياً

نختتم الرحلة بمعركة رياضية يشعلها علي بركة في «الأهرام»:
«ما الذي يريده هواة الصيد في الماء العكر أكثر من أن يطفئوا فرحتنا بتنظيم مصر لبطولة العالم لشباب السلة في الفترة من 1 الى 9 تموز/يوليو المقبل .. حين ملأ هؤلاء الدنيا صياحاً وقد طالبوا بسحب مصر طلبها الترشيح لاستضافة بطولة العالم بدعوى أن إسرائيل من الممكن ان تتأهل ومن ثم يحق لمنتخبها المشاركة ولن تقدر مصر وقتها على عدم السماح بمشاركة إسرائيل في البطولة.
وكان الدكتور مجدي أبو فريخة رئيس الاتحاد المصري واثقاً من موقفه وقد أطلع المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة على الأمر برمته وأكد له استحالة أن تنجح إسرائيل في التأهل عن قارة أوروبا واللعب في بطولة العالم مهما كانت الدولة التي تنظمها.. وهو ما حدث بالفعل إذ خرج المنتخب الإسرائيلي بكل سهولة فلم يكن له أدنى فرصة في التأهل.
والآن يطل علينا من جديد بعض الانهزاميين وللأسف فقد بدأت موجة جديدة من التشكيك يتزعمها بعض كُتاب المواقع الالكترونية للأسف والذين أرى أنهم أساؤوا كثيراً للمهنة بجهلهم وعنادهم وعدم تفضيلهم للمصلحة العامة للوطن بترويج آراء وأفكار أقل ما يمكن وصفها بأنها «متخلفة»! حين حصلت إحدى القنوات الإسرائيلية من الاتحاد الدولي للعبة على حقوق بث بعض مباريات بطولات العالم ومنها بطولة الشباب المقامة بالقاهرة.. وكيف أن هذه المواقع صورت الأمر على كونه «كارثة» كونية كبرى رغم أن الطبيعي أن هذه القناة الإسرائيلية لن تستطيع إذاعة المباريات التي حصلت على حقوق بثها الى أي من قنوات التلفزيون المصري».

السيسي يتنفس الصعداء بعد موقعة القضاء لكنه يتحسس موضع قدميه قبل مواجهة مرتقبة مع الإمام الإكبر
قضاة مصر نادمون على دعمه… صحف السلطة ترحب بالبابا وتحمل على الشيخ الطيب

هل يُحضِّر النظام مفتي مصر شوقي علام لخلافة شيخ الأزهر؟

Posted: 28 Apr 2017 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: بعد الهجمة الإعلامية الشرسة في مصر ضد مؤسسة الأزهر الشريف، وتحديدا شيخها الدكتور أحمد الطيب، المدعومة بتحركات برلمانية لتغيير قانون تنظيم أعرق مؤسسة دينية، طُرحت العديد من التساؤلات حول مستقبل الطيب، وأهم الأسماء المتداولة لخلافته في حال استقالته، المحتملة، ممن يعرفون بقربهم من النظام.
وزير الأوقاف الحالي، محمد مختار جمعة، رغم موالاته الشديدة للسلطة، وتحركاته الطامحة لإرضاء النظام على المستوى الديني بغلق زوايا الصلاة والسيطرة على المساجد ومنابرها وتوحيد خطبة الجمعة، ما كان له أثر بالغ في خلاف شيخ الأزهر معه، لكن عدم عضويته بهيئة كبار العلماء، تستبعده من خلافة الطيب.
ومع تقدم أعضاء هيئة كبار العلماء في السن، وهم الذين يشترط القانون الحالي اختيار شيخ الأزهر من بينهم، تتناثر أطروحات اختيار شيخ الأزهر المقبل، ليكون مطوعا في خدمة السلطة، مثل مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، والمفتي السابق الدكتور علي جمعة.
منسق حركة استقلال الأزهر، عبد الغني هندي، قال لـ«القدس العربي»، إن الحديث عن خلافة الطيب يعد أمرا سابقا لأوانه، مشددا على أن الأزهر وهيآته وعلمائه يقفون بكل قوة خلف شيخ الأزهر ضد محاولات تطويع المنصب عبر قانون مجلس النواب.
هندي، رفض طرح أسماء بعينها حاليا لخلافة الطيب في حالة استقالته، إلا أنه أكد على وجود العديد من العلماء في الأزهر يصلحون للمنصب.
وينص قانون تنظيم الأزهر رقم 103 لسنة 1961، فى المادة الخامسة، على أنه «عند خلوّ منصب شيخ الأزهر، يُختار من يشغله بطريق الانتخاب من بين أعضاء هيئة كبار العلماء في الأزهر، وتختار الهيئة لهذا المنصب ثلاثة من أعضائها الذين تتوافر فيهم الشروط المقررة بشأن شيخ الأزهر عن طريق الاقتراع السري في جلسة سرية يحضرها ثلثا عدد أعضائها، ثم تنتخب الهيئة شيخ الأزهر من بين المرشحين الثلاثة، في الجلسة ذاتها، بطريق الاقتراع السري المباشر، ويصبح شيخاً للأزهر إذا حصل على الأغلبية المطلقة لعدد أصوات الحاضرين، ويباشر عمله شيخاً للأزهر اعتباراً من تاريخ انتخابه، ويُعتمد اختياره بقرار من رئيس الجمهورية».
ولم يكتمل عدد أعضاء هيئة كبار العلماء بتشكيلها الحالي، الذي يضم 17 عالماً من أصل 40 المفترض عضويتهم في الهيئة، حسب لائحتها الداخلية، لكن بعد ظروف وفاة عدد من علمائها وعزل آخر، وعدم تعيين العدد المتبقي، يبقى العدد منقوصا.
الباحث في الشؤون الإسلامية، سامح عيد، رأى أن المنافسة لخلافة شيخ الأزهر في حال استقالته أو استبعاده من المنصب بأي شكل، قد تنحصر بين مفتيي مصر السابق علي جمعة، والحالي شوقي علام، مشيرا إلى أن الاثنين قد لا يكون هناك غبار عليهما من التوافق مع السلطة، ورضى أعضاء هيئة كبار العلماء عنهما.
وأضاف لـ«القدس العربي» أن يكون الاختيار بين شخصيات مقبولة من أطراف عديدة أهمها هيئة كبار العلماء، حتى لا تدخل الرئاسة في صدام حاد مع الأزهر مثلما حدث مع القضاء، لافتا إلى أن مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية أسامة الأزهري، مستبعد كذلك لعدم عضويته بهيئة كبار العلماء.
وتابع: موالاة وزير الأوقاف الشديدة، تجعله غير مقبول في المنصب، خصوصا مع كبار العلماء الذي يرفضون العديد من تحركاته فيما يخص خطبة الجمعة الموحدة.
وقالت مصادر في مشيخة الأزهر إن هناك تقارير من جهات سيادية درست جميع أعضاء هيئة كبار العلماء، وتحديدا مستشار شيخ الأزهر الدكتور محمود مهنا، وأعضاء هيئة كبار العلماء الدكتور أحمد عمر هاشم، والدكتور طه أبو كريشة، وعبدالفضيل القوصي، ووزير الأوقاف الأسبق محمود حمدي زقزوق، والمفتي الأسبق نصر فريد واصل، والمفتي السابق علي جمعة، والمفتي الحالي الدكتور شوقي علام.
وأشارت المصادر إلى أنه تم التوصل إلى أن الشخص الأكثر جاهزية والأصلح حاليا لتولي منصب شيخ الأزهر ولن يكون عليه اعتراض من الرأي العام، هو الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية.
وذكرت التقارير أن الدكتور شوقي علام لديه «سجل نظيف» من أي توجهات سياسية فلم ينضم لأحزاب أو جماعات دينية وآراؤه تصب دائما نحو وسطية الدين، وهو بعيد عن التشدد، كما كان أول المنادين بتجديد الخطاب الديني.
وتربط المفتي الحالي علاقة طيبة مع مؤسسة الرئاسة، ما ظهر بوضوح في تأييده لقضية توثيق «الطلاق الشفوي».
ويقف تقدم السن عائقا أمام اختيار الدكتور أحمد عمر هاشم والدكتور محمود حمدي زقزوق في منصب شيخ الأزهر، بجانب عضويتهما السابقة في الحزب الوطني المنحل.
وكشفت المصادر في تقارير إعلامية أن النظام بدأ خطة تلميع الدكتور شوقي علام، بتخصيص برامج فضائية ثابتة للظهور للرأي العام، عبر لقاء أسبوعي في برنامج «حوار المفتي» المذاع على قناة «أون لايف»، ولقاء آخر في برنامج «من ماسبيرو» الذي يذاع على القناة الأولى المصرية، كما يعتبر ضيفا أساسيا في ندوات وزارة الدفاع والداخلية، وجولات المحافظين وكان التلميع الأكبر اختياره ليكون خطيب الرئيس في مسجد المشير طنطاوي.

هل يُحضِّر النظام مفتي مصر شوقي علام لخلافة شيخ الأزهر؟

مؤمن الكامل

تصعيد أنقرة ضد «الاتحاد الديمقراطي الكردي» في شمالي سوريا يهدف إلى تأمين حدود تركيا وتوقعات بعملية كبيرة جديدة

Posted: 28 Apr 2017 02:25 PM PDT

الحسكة ـ «القدس العربي»: يبدو أن القصف الجوي التركي على مواقع «وحدات الحماية الكردية» منذ أيام في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، ما هو إلا بداية لعملية عسكرية جديدة، حيث يواصل الجيش التركي حشد قواته على الحدود السورية – التركية وذلك بعدما ما أبلغت القيادة العسكرية التركية فصائل الجيش السوري الحر التابعة للمعارضة السورية المسلحة أن يكونوا على أهبة الاستعداد لما قد يحصل في الأيام القادمة.
وأكد الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل العربية مضر حماد الأسعد لـ «القدس العربي» أن القيادة العسكرية التركية أبلغت كتائب «الجيش الحر» و»العشائر» أن يكونوا في استعداد كامل لما قد يحصل في الأيام القادمة.
وأضاف: «إن ما يجري حالياً عملية تنظيف من قبل الجيش التركي للحدود السورية – التركية لما يسمّى جيش سوريا الديمقراطية والاسايش الكردية الذين شكلوا تهديدا كبيراً للأمن القومي التركي وكذلك ارتكبوا مجازر مروعة بحق الشعب السوري في محافظات الحسكة والرقة وريف حلب، وكذلك بسبب وقوفهم مع النظام السوري في قتال الجيش الحر ودرع الفرات وقيامهم في احتلال الكثير من البلدات والمدن بمساعدة من الطيران الأمريكي الروسي ونظام الأسد».
وأشار إلى أن «القيادة التركية مصممة على إخراج عناصر سوريا الديمقراطية تماما من شمال الرقة ومن محافظة الحسكة، وخاصة بوجود المئات من المرتزقة الأتراك والإيرانيين والأجانب ضمن صفوف جيش سوريا الديمقراطي، ورغم التحذيرات المتكررة من قبل تركيا وقيادة الجيش الحر والعشائر العربية والتركمانية والكردية لهم ولكنهم تكبروا وارتكبوا المجازر والتهجير بحق الشعب السوري، لذلك جاء الرد التركي عنيفاً جداً على المخافر والحواجز القريبة من رأس العين والدرباسية والقامشلي والمالكية وعفرين وتل أبيض».
ويرى الناشط السياسي محمد الأشقر ان التصعيد التركي ضد «وحدات الحماية الكردية» من خلال القصف الجوي والمدفعي وإرسال تعزيزات عسكرية إلى الحدود السورية – التركية يأتي بعدما ما انتهت مرحلة التعديلات الدستوري في تركيا، حيث كانت تشير جميع التوقعات إلى تحرك عسكري تركي في شمالي سوريا عندما تنتهي مسألة الاستفتاء
وأضاف لـ «القدس العربي»، «أن الحكومة التركية كانت قد أصرت على دخول معركة الرقة في وقت سابق، حيث دعت واشنطن مرات عدة للتراجع عن إشراك قوات سوريا الديمقراطية في معركة الرقة والاعتماد على فصائل درع الفرات وأبناء المنطقة المحليين، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تستجب لذلك وهو ما دفع أنقرة إلى استهداف مواقع الوحدات الكردية دون طلب استئذان أحد».
وتوقع ان «تشهد الأيام القليلة المقبلة عملية عسكرية تركية على الشريط الحدودي مع سوريا خاصة بعدما ما حذرت تركيا مرارا وتكرارا من وجود وحدات الحماية الكردية على طول حدودها، والتي تقوم بتأمين المقاتلين وتهريب الأسلحة لحزب العمال الكردستاني في الداخل التركي، لافتاً إلى أن الضربات الجوية التركية ما هي إلا البداية لعملية عسكرية لم تتضح معالمها بعد».
يشار إلى أن العديد من الناشطين السوريين تناقل عبر مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة، أن قوة من الجيش التركي اقتلعت السلك الشائك على الحدود المحاذية لمنطقة تل أبيض، بريف الرقة الشمالي «تمهيداُ للتوغل فيها»، فيما يواصل الجيش التركي قصفه على قرية سوسك بريف تل أبيض، بالتزامن مع تحليق المقاتلات التركية في سماء المنطقة. وأفادت مصادر أخرى أن قوات سوريا الديمقراطية أمرت بإخلاء جميع مقراتها في البلدات الحدودية مع تركيا، فيما حضّت مآذن مساجد تل أبيض المدنيين على الخروج من المدينة حفاظاً على حياتهم.

تصعيد أنقرة ضد «الاتحاد الديمقراطي الكردي» في شمالي سوريا يهدف إلى تأمين حدود تركيا وتوقعات بعملية كبيرة جديدة

عبد الرزاق النبهان

فتح تتوعد حماس بتحميلها مصاريف الحكم كاملة… والسائقون يتهافتون على المحطات خشية وقف الإمدادات

Posted: 28 Apr 2017 02:25 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: وسط خشية سكان قطاع غزة من تفاقم الخلافات السياسية بين المتخاصمين، وانعكاس ذلك سلبا على مجمل أوضاع الحياة، دفعت شائعات جديدة السائقين للتهافت على محطات الوقود، لتخزين البنزين والسولار، خشية انقطاع إمداداتها خلال الأيام المقبلة، في الوقت الذي توعد فيه مسؤول من حركة فتح، بتحميل حماس كامل مصاريف الحكم، إن رفضت تسليم غزة لحكومة التوافق، ضمن الخطوات الهادفة لـ «دحر الانقسام».
وبعد يوم من الازدحام الشديد أمام محطات التعبئة، اصطفت خلاله سيارات خاصة وأخرى أجرة في طوابير كبيرة، أفاق القطاع على يوم مشابه لتلك التي كانت سائدة في سنوات الحصار الأولى، وقد أغلقت تلك المحطات أبوابها بعد نفاد ما لديها من مخزون، في انتظار وصول إمدادات أخرى عن طريق معبر كرم أبو سالم التجاري.
جاء ذلك كله بعدما سرت شائعات جديدة في قطاع غزة، تحدثت عن أزمة وقود قريبة، على غرار أزمة الطاقة.
ولم توقف تطمينات المسؤولين عن ملف الاقتصاد في غزة اندفاع السائقين نحو المحطات، خاصة وأن ذلك جاء بعد إعلان إسرائيل عن تلقيها طلبا من السلطة الفلسطينية، بوقفها دفع قيمة كهرباء غزة، وهو أمر جعل السكان يخشون مما هو أسوأ، في ظل انتظارهم لقرارات أخرى ضمن «الخطوات غير المسبوقة» التي توعدت السلطة باتخاذها، لدفع حركة حماس لقبول خطة الرئيس محمود عباس لإنهاء الانقسام.
وقال أحد سائقي الأجرة، وهو من بين من اصطفوا في طوابير طويلة لأكثر من ساعة أمام أحد محطات التعبئة اول من أمس الخميس، إنه تمكن من تعبئة خزان سيارته وعدد من الغالونات بالسولار، لضمان أن يعمل لأيام حال انقطع الوقود، مشيرا إلى أنه يعيل أسرة كبيرة، وحال توقف عن العمل، لا يجد ما يطعم به أبناءه.
ويتطابق حال هذا السائق مع الكثير من سائقي سيارات الأجرة، في ظل معايشتهم كباقي سكان غزة أوضاعا اقتصادية سيئة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عشر سنوات، خاصة في ظل التوقع بصعوبة الأوضاع الاقتصادية، حال طبقت «الخطوات غير المسبوقة» للضغط على حماس.
ولم يعلن أحد من المسؤولين عن أزمة مقبلة في قطاع غزة، حيث فتحت السلطات الإسرائيلية يوم أمس الجمعة معبر كرم أبو سالم استثنائيا، لضخ كميات من الوقود.
وتلا ذلك أن قالت الهيئة العامة للبترول إنه لا توجد أزمة وقود في القطاع، وإن الأمور مستقرة وطبيعية، وناشدت المواطنين لعدم الخوف والانجرار وراء الشائعات.
ودعا أيمن البطنيجي الناطق باسم الشرطة، المواطنين إلى عدم تخزين الوقود دون مبرر «حتى لا يسهموا في إحداث أزمة غير موجودة». وأكد أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المحطات التي تحتكر الوقود وتفتعل الأزمة.
وطالبت وزارة الاقتصاد جميع محطات الوقود إلى الالتزام الكامل بفتح المحطات أمام المواطنين والعمل حسب الروتين اليومي. وتوعدت محطات التعبئة التي تقوم بأي عملية تلاعب، من شأنها أن تؤثر سلبا على القطاعات الاقتصادية التجارية وخاصة الصناعية في قطاع غزة، مؤكدا أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق كل من يخالف. وتلا ذلك أن أعلنت الهيئة العامة للبترول في غزة عن إغلاق محطات وقود بسبب «الاحتكار واستغلال المواطنين بهدف افتعال أزمة».
لكن اندفاع المواطنين تجاه محطات التعبئة جاء في ظل توقعهم لأن تكون الخطوات التالية التي ستتخذها السلطة تجاه غزة، بإعلانها وقف خدماتها المقدمة للقطاع، في شتى المجالات، حيث قال عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في تصريحات تلفزيونية الليلة قبل الماضية «إما أن تحل حماس هذه اللجنة (اللجنة الادارية)، وتسلم إدارة قطاع غزة لحكومة الوفاق الوطني ولا ننتظر تشكيل حكومة وحدة وطنية، أو تحملوا المسؤولية، وأن تتحمل مصاريف الحكم كاملة».
وقال «الآن على من نفذ الانقسام أن يتحمل المسؤولية، والانقسام له طرف واحد وهو حماس، وإما أن تنهي الانقسام وتسلم الحكم للحكومة، ونذهب بعدها لصناديق الاقتراع لتحكم بيننا، أو تتحمل مسؤولية الحكم، فلا يعقل أن نمول حكم حزب يختطف قطاع غزة».
وأكد الأحمد أن حركة فتح «لن تعاقب شعبنا في قطاع غزة»، مشيرا إلى أن الإجراءات ستكون «تجاه القوة الخاطفة لقطاع غزة». وذكر بأن منظمة التحرير الفلسطينية خلال الثورة كانت تمول الشعب الفلسطيني في الداخل رغم وجود الاحتلال، وأكد أن السلطة لن تتخلى عن سكان قطاع غزة «رغم أنه مختطف من قبل قوة مسلحة».
وحمل حماس المسؤولية عن استمرار الانقسام، وعدم تطبيق اتفاقيات إنهاء الانقسام التي وقعت سابقا بينهم.
يشار إلى أن فتح وحماس تبادلتا، خلال الأيام الماضية، الاتهامات حول الجهة التي تعطل تطبيق اتفاق المصالحة، والتفاهمات التي أجريت بينهما مؤخرا حول تسلم الحكومة عملها في غزة.

فتح تتوعد حماس بتحميلها مصاريف الحكم كاملة… والسائقون يتهافتون على المحطات خشية وقف الإمدادات

أشرف الهور

مستشارة كندية: «الدولة» حفر شبكة أنفاق وصنّع مركبات «انتحارية»

Posted: 28 Apr 2017 02:25 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: كشفت المستشارة العسكرية الكندية ديفين مورو، عن مصادر ومسار الأسلحة التي يستخدمها تنظيم «الدولة»، خلال تفقدها شبكة واسعة من الأنفاق لإخفاء وتخزين الذخائر تحت مدينة الموصل.
ويعود الفضل لاكتشاف الأنفاق إلى الفرقة التاسعة في الجيش العراقي ولكن مورو المستشارة الفنية لبحوث النزاعات المسلحة تقوم بمهمة صعبة لا تقل أهمية عن هذا الاكتشاف إذ أنها تقوم بتحليل الأسلحة المضبوطة من التنظيم، وكشف مصادرها ومسار وصولها إلى «الدولة». وأكدت مورو، أنها تتفقد الذخائر وقذائف الهاون التي تم الاستيلاء عليها من التنظيم خلال هجوم الموصل للتحقيق في مصدرها عبر فحص العلامات والرقم التسلسلي، كما تعمل على توثيق وتصوير الأسلحة. وتبين أن مئات الأسلحة المضبوطة هي من نوع (ايه كي 47)، وفقا لمورو التي قالت إن من «السهولة الاتجار بهذا النوع من الأسلحة».
وأضافت أنها «تدوم لفترة طويلة، وتستخدم على نطاق واسع في الشرق الأوسط، والمنتج الرئيسي لها روسيا والدول السابقة في الاتحاد السوفييتي».
واشارت مورو إلى أن «الناس تداولوا هذه الأسلحة في المنطقة منذ عقود»، مشيرة إلى أنها «لا تعتمد إلى جانب فريقها الفني على معلومات ثانوية أثناء تحليل الأسلحة بل يتم قضاء الكثير من الوقت أثناء الفحص للتوصل إلى نتائج دقيقة».
وكشفت المستشارة الكندية، عن قيام التنظيم في الفترة الأخيرة بإنتاج أسلحة ومعدات من بينها عبوات ناسفة وقذائف هاون. إضافة إلى انتاج المركبات الانتحارية المعروفة باسم سيارات (سفييد)، إذ يتم تحميل سيارات رياضية متعددة الأغراض بالمتفجرات وتغطيتها بصفائح معدنية ثقيلة تساعد على الاقتراب من الخطوط الأمامية.
وحسب مورو، «الدولة» استخدم آلات حفر الأنفاق لشق أنظمة أنفاق واسعة بين المنازل وتحت الطرق لإرباك قوات التحالف. كذلك، أكدت «استخدام التنظيم أسلحة قديمة جداً، بما في ذلك ذخيرة عثر عليها في شمال العراق في عام 2014 تم صناعتها في عهد ألمانيا النازية».

مستشارة كندية: «الدولة» حفر شبكة أنفاق وصنّع مركبات «انتحارية»

رائد صالحة

لبنان: نتيجة المزايدة في السوق الحرة في المطار تكشف حجم الفساد والملايين المتطايرة

Posted: 28 Apr 2017 02:24 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي» : تابع اللبنانيون بإهتمام أمس أخبار المزايدة لادارة واستثمار السوق الحرة في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت والتي رست على شركة «باك» وهي نفس الشركة التي كانت تلتزم استثمار السوق الحرة منذ العام 1996 ولكن بمبلغ زهيد ما يدل على حجم الفساد الذي كان مسيطراً على القطاع وعلى التغطية الرسمية له.
وقد فوجىء مدير عام ادارة المناقصات جان العليّة بالرقم الذي تقدمت به الشركة التي يملكها رجل الأعمال الصيداوي محمد زيدان وأبلغ الأمر إلى وزير الأشغال والنقل يوسف فنيانوس. وقد فازت الشركة بالمزايدة بعدما عرضت مبلغ 111 مليار ليرة لبنانية أي ما يوازي 74 مليون دولار سنوياً .
وهذا الرقم يصل إلى 100 مليون دولار لأن الشركة ستدفع علاوة سنوية على ركاب المطار تبلغ 26 مليون دولار.
وعلى الرغم من الأرباح التي ستجنيها الدولة اللبنانية جراء هذه المزايدة، فقد نظر اليها كثيرون على أنها تكشف فضيحة كبيرة. واستهلت محطة LBCI نشرتها الاخبارية بالقول « اليوم فضيحة بثمانين مليون دولار، الشركة التي كانت تلتزم السوق الحرة في مطار بيروت كانت تدفع سنوياً 20 مليون دولار، اليوم رست على الشركة نفسها، المزايدة بقيمة 100 مليون دولار».
وسألت « كيف تقفز المزايدة 80 مليون دولار في السنة؟ هذه الملايين المتطايرة أين كانت تغط قبل اليوم؟ في جيوب من؟ في خزائن من؟ وفي حسابات من؟».
وأوردت محطة MTV عن نتيجة المزايدة الآتي: «ما أنجز نقطة مضيئة بقدر ما هو نقطة سوداء، ما لم تلزم الدولة محمد زيدان بدفع مليار دولار تعويضاً ومحاسبة من حماه وما لم تصبح الشفافية قاعدة التلزيمات».
وكان سبق إطلاق المزايدة حملة على شركة «باك» وانتهاء عقدها الرضائي لادارة السوق الحرة ومن ثم تجديده بطريقة مريبة. وأطلقت سهام في اتجاه الرئيس فؤاد السنيورة بوصفه شريكاً خفياً لمحمد زيدان. ولفتت صحيفة «الاخبار» المقرّبة من حزب الله إلى «أن أصحاب هذه الشركة، العلنيين والسريين، يواصلون الإفادة من أرباح صافية غير مشروعة، يقدّرها العارفون بما بين 125 ألف دولار و225 ألف دولار عن كل يوم عمل فعلي، وذلك على أساس حجم أعمال يصل، في أوقات الذروة، إلى نصف مليون دولار يومياً، حسب ما تفيد به لوائح المبيعات المسلّمة إلى إدارة الجمارك في العام الماضي».
وبعد صدور نتيجة المزايدة علت الاصوات لمكافحة الفساد، واعتبر بعضهم أن مسألة السوق الحرة في المطار لا تختلف عن غيرها من المرافق العامة التي تتعرض لاحتكارات من شركات القطاع الخاص، التي يلقى أصحابها تغطية سياسية تكفل لهم الاستمرارية في تشغيل المرفق العام.
وكان عقد شركة «باك» تمّ تجديده بعد العام 2011 أكثر من مرة بطريقة رضائية بحجة عدم اتساع الوقت لاجراء دفتر شروط ما أتاح للشركة الاستمرار بتشغيل المنطقة الحرة في المطار بحكم الأمر الواقع.
في المقابل، نوّهت أوساط صيداوية بفوز إبن المدينة في مزايدة السوق الحرة بعدما حاول الكثير من السياسيين ورجال الأعمال محاربته حسب هذه الأوساط التي لفتت إلى حملات اعلامية منظمة شُنّت عليه للحؤول دون التجديد له في ادارة السوق الحرة .وذكرت الأوساط الصيداوية أن شركة «باك» أثبتت انها من أهم الشركات عالمياّ، حيث حلّت في المرتبة الثانية في العالم بعد النجاحات التي حققتها في السنوات الماضية.
وكان المدير العام لإدارة المناقصات جان العلية قد اعلن في بيان انه «نتيجة مزايدة لإدارة وإستثمار مساحات مخصصة للبيع بالمفرق في مبنى محطة الركاب الحالي ومبنى الطيران العام في مطار رفيق الحريري – بيروت، إن اللجنة، بعد مقارنة الأسعار الإجمالية المقدمة من العارضين قررت إرساء التلزيم مؤقتاً على العارض: شركة فينيسيا آر رينتا ش.م.ل (باك) بالسعر الإجمالي الأعلى المقدم منه والبالغ: 111.000.000.000 ل.ل. فقط ماية وإحدى عشرة مليار ليرة لبنانية لا غير. ولا مانع من إعادة التأمين المؤقت إلى العارضين الذين لم يرس عليهم الإلتزام «.
وأكد وزير الأشغال العامة يوسف فنيانوس في مؤتمر صحافي عن مناقصة السوق الحرة في المطار أن «ما حصل يجب ان يكون نموذجاً لكل التلزيمات العائدة لوزارة الاشغال»، معتبراً أن «المديرية العامة للطيران المدني وجهاز المطار يعانيان كبقية ادارات الدولة بسبب الشغور»، ومؤكداً أن «الإعلان عن المزايدة تم نشره في الجريدة الرسمية و4 صحف وعلّق على باب الإدارة وفق الأصول وقررت اللجنة النظر بالعروض في الشكل وتم قبول العرض الرقم 13872 والعرض الرقم 13874».
اما رئيس هيئة التفتيش المركزي جورج عطيّة فرأى «أن الرابح الأساسي في مناقصة السوق الحرة في المطار هو الوطن».
ولفت إلى «تحقيق موجود في القضاء بما حصل في خلال السنوات الماضية».

لبنان: نتيجة المزايدة في السوق الحرة في المطار تكشف حجم الفساد والملايين المتطايرة

سعد الياس

الحكومة التونسية: وحدة البلاد خط أحمر ولن نسمح بالمس بها

Posted: 28 Apr 2017 02:24 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قالت الحكومة التونسية إن المس بوحدة البلاد «خط أحمر» في أول رد لها على شعارات تطالب بـ»الانفصال» أطلقها بعض المحتجين في ولاية تطاوين (جنوب)، فيما دعت أطراف في الائتلاف الحاكم المحتجين إلى تغليب منطق الحوار والتفاعل الإيجابي مع المقترحات والحلول العاجلة الحكومية، في ظل الحديث عن تعليق شركات النفط لعملها لحين استقرار الوضع في الجهة.
وقال الناطق باسم الحكومة إياد الدهماني في مؤتمر صحافي عقده أمس الجمعة في العاصمة إن الحكومة متفهمة للمطالب الشرعية للمحتجين «ولكن حق التظاهر والتعبير يجب أن يكون في إطار القانون».
وأضاف رداً على الشعارات المطالبة بـ«الانفصال» في ولاية تطاوين: «كل من يمسّ بوحدة البلاد سوف يتحمل مسؤوليته. وسوف نتعامل معــه بصرامة لأن تونس مسؤولية الجميع». وتابع الدهماني: «تونس ذات سيادة.. ولن نسمحَ لأي كان المسّ بوحدتها (…) دورنا كحكومة هو حماية وحدة البلاد وسوف نتحمــل مسؤوليتنا تُجاه تونس، وكل من يحرض على خرق القانون سوف يتحمل مسؤولته».
وكان رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد عقد اجتماعاً عاجلاً في مقر الحكوم ضم كلاً من وزيري الداخلية والدفاع وعدداً من المسؤولين الأمنيين في البلاد بهدف دراسة الوضع الأمني في ولاية تطاوين، حيث رجحت بعض المصادر أن يتم إقالة عدد من المسؤولين في الجهة مع فرض حظر التجول في المدينة التي تعاني احتجاجات متواصلة تطالب بالتشغيل والتنمية تصاعدت حدتها في الأيام القليلة الماضية، في ظل الحديث عن سيطرة عدد من المحتجين على معبر «الذهيبة» الحدودي مع ليبيا.
وتأتي التطورات الأخيرة إثر «فشل» الاجتماع الذي عقده الشاهد مع مملثين للمحتجين في مدينة «تطاوين» والذي انتهى برفع شعار «ديغاج» (ارحل) في وجه الشاهد والوفد الحكومي المرافق له.
وقدم خلال اجتماعه مع المحتجين 62 قراراً حكومياً جديداً لصالح «تطاوين» تضمن وعوداً كثيرة بالتشغيل والتنمية، غير أن الوعود المقدمة لم تقنع الشباب العاطلين عن العمل الذي قرروا مواصلة احتجاجاتهم.
وكان عدد من المحتجين قطعوا الطريق المؤدي إلى معبر «الذهيبة» الحدودي في ظل الحديث عن سيطرة «مجهولين» على المعبر، كما قام المحتجون بإغلاق المنافذ المؤدية إلى حقول النفط والغاز في المنطقة، وهو ما دعا شركات النفط إلى تعليق العمل لمدة شهرين إلى حين استقرار الوضع في المنطق.
وعبّر اتحاد الشغل عن قلقه من الوضع المضطرب في مدينة تطاوين وعدد من المناطق في الجنوب التونسي، حيث شبّه الناطق باسمه سامي الطاهري الوضع الحالي في البلاد بما كان عليه عام 2010 (الذي مهد لاحقا للثورة التونسية)، مشيراً إلى أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي لم يشهد أي تحسن منذ عام 2011.
فيما أصدر حزب «تونس بينا» بياناً دعا من خلاله من سمّاهم «عقلاء الجهة» الى تغليب منطق الحوار والتفاعل الإيجابي مع المقترحات والحلول العاجلة التي قدمتها الحكومة «لتحريك عجلة التنمية في الجهة واعتبارها منطلقا لتحقيق تنمية اشمل من خلال تفعيل المشاريع التي اقرها مخطط التنمية لفائدة الجهة على أساس مبدا التمييز الإيجابي وبالتالي قطع الطريق امام من يدفع نحو تأزيم الأوضاع والنيل من الوحدة الوطنية»، مؤكدا بالمقابل أنه يتفهم ويساند الاحتجاجات السلمية ومطالب التشغيل والتنمية المشروعة وتوزيعها بشكل عادل.
كما اعتبر أمين عام حركة «مشروع تونس» محسن مرزوق أن «كل المطالَب الاجتماعية (يجب أن تكون) تحت سقف الدولة، كما يجب على الحكومة والأحزاب ان يرتفعوا الى مستوى الدولة».

الحكومة التونسية: وحدة البلاد خط أحمر ولن نسمح بالمس بها

حسن سلمان

بابا الفاتيكان يدعو من مصر لنبذ التطرف الديني ومواجهة بربرية العنف

Posted: 28 Apr 2017 02:23 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: انتهى البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، أمس الجمعة، اليوم الأول لزيارته إلى مصر، حيث التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، وكذلك، تواضروس الثاني بابا الأقباط الأرثوذكس، كما زار الكنيسة البطرسية التي شهدت الحادث الإرهابي نهاية العام الماضي.
ووصل البابا إلى مطار القاهرة في الساعة الثالثة عصر أمس حيث كان في استقباله المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء المصري، وتوجه فور وصوله إلى قصر الاتحادية للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، إن السيسي عقد جلسة مباحثات ثنائية مع البابا، أعقبها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين.
وأضاف المتحدث الرسمي أن البابا أكد على أهمية الدور الذي تقوم به مصر في الشرق الأوسط، مثمناً جهودها من أجل التوصل لتسويات للمشكلات الملحة والمعقدة التي تتعرض لها المنطقة والتي تتسبب في معاناة إنسانية كبيرة للبشر، مشيرا إلى دعمه لجهود مصر في وقف العنف والإرهاب، فضلاً عن تحقيق التنمية.
وأكد السيسي، أن المصريين المسيحيين هم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني المصري، وأن الدولة تتعامل مع كل أبناء مصر على أساس المواطنة والحقوق الدستورية والقانونية، فضلاً عن ترسيخ ثقافة المساواة والانتماء الوطني، الأمر الذي حصّن مصر بنسيج اجتماعي متين تمكنت بفضله من دحر قوى التطرف والظلام.
وفي ختام لقائه بالسيسي، توجه البابا، إلى مشيخة الأزهر، حيث كان في استقباله، الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف. وعقد البابا والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لقاء مغلقا بعيدا عن أعين وسائل الإعلام، قبل أن يتوجها إلى مقر انعقاد المؤتمر العالمي الإسلامي، حيث دعا شيخ الأزهر الحضور للوقوف دقيقة حداد على ضحايا الإرهاب في مصر والعالم.
ودعا البابا، في كلمته في المؤتمر، إلى «الحفاظ على كرامة الإنسان التي هي عزيزة على الله، من خلال التعارف والحوار الديني، الذي لابد وأن نسير فيه معا لأن مستقبل الجميع يعتمد على الحوار بين الأديان والثقافات».
وأضاف بابا الفاتيكان: «لن يكون هناك سلام دون تعليم للأجيال الشابة، ولن يكون هناك تعليم ما لم يلب حاجات الشباب الأساسية».
وتابع : «علينا أن نعزز نشر الوعي والهوية المنفتحة على الجميع، وعلى كل الزعماء الدينيين الاتحاد ورفض أي شكل من أشكال العنف الذي يرتكب باسم الدين أو باسم الله، فالله هو السلام».
وأكد بابا الفاتيكان على أهمية مواجهة «بربرية من يحرض على الكراھية والعنف».
وحدد بابا الفاتيكان «ثلاثة أمور لإتمام حوار ناجح هي الهوية والشجاعة والإخلاص في النوايا، فواجب الهوية هي النقطة الأولى في الحوار فلا حوار مع الغموض وعدم الصراحة».
واستطرد «والنقطة الثانية الشجاعة على أن الخلاف الديني والثقافي لا يعني وجود عداوة بين المخالفين، أما النقطة الثالثة هي الإخلاص في النوايا مع اعتماد استراتيجية كاملة لتحويل التنافسية إلى تعاون».
ولفت إلى «ضرورة تعليم الحوار المتبادل والمخلص مع الآخر، وتحقيق الحريات الدينية لبناء الحضارات حيث لا وجود بديل عن اللقاء والحوار».
وقال إن «التآلف والتآخي أصبحا ضرورة في وقتنا، ولا يمكن للبشرية أن تصل للسلام دون الاعتراف بدور الدين (..) فعالمنا اليوم الذي شهد عولمة يشهد كثيرًا من الإهمال والتجاهل للدين، ولابد أن تزدهر الأديان من جديد، ونؤكد أن الدين ليس هو المشكلة بل هو جزء من حل المشاكل التي نعاني منها».
وأضاف إن «الله يحب الحياة ويؤكد دائما أنه لا مجال للعنف، وأن الهدف المطلوب هو حب السلام، حيث لا يوجد مبرر للعنف؛ لأن العنف هو إنكار لحقائق الأديان (..) ولا يمكن تبرير أي صورة من صور العنف باسم الله».
وتابع: «نكرر رفضنا الواضح لأي شكل من أشكال العنف التي ترتكب باسم الدين أو باسم الله، وأنه لا يوجد توافق بين العنف والدين، وبين الإيمان والكراهية»، مؤكدا أن «الإيمان بالله ينمي حب الآخر، وأن الدين ليس مدعوا للكشف عن الشر فقط وإنما لنشر السلام».
وأكد بابا الفاتيكان أن «زيادة التسليح لا يكفي لتحقيق الحماية وإنما لابد من صناعة السلام لا إلى إثارة النزاعات».
وقال شيخ الأزهر: «التاريخ لم يعرف مثيلا للمأساة التي يعيشها العالم الآن، وندفع ثمنها من حريتنا ودمائنا، وخلفت الكثير من الأرامل واليتامى»، مشيراً إلى أن السبب الوحيد المقنع لهذه المأساة هو تجارة السلاح التي تسعى مصانع الأسلحة لبيعه وانتشاره واستخدامه.
وتساءل الطيب: «كيف أصبح السلام العالمي الآن وسط كل هذه الإنجازات هو الفردوس المفقود؟ وكيف شهد عصر حقوق الإنسان من الأعمال الهمجية ما لم يشهده عصر من قبل؟».
وأضاف شيخ الأزهر: «الذي يثير الإحباط أن تحدث هذه الأزمة الحادة في القرن الـ21، رغم كونه قرن التحضر والرقي وحقوق الإنسان والتقدم العلمي والتقني الهائل، وكذلك في عصر مؤسسات السلام ومجالس الأمن وتجريم استخدام القوة والتهديد بها في العلاقات الدولية».
وتابع: «الإجابة التي أعتقد أن حضراتكم توافقوننى عليها هو تجاهل الحضارة الحديثة للأديان الآلهة، وقيمها الخلقية الراسخة التي لا تتبدل بتبدل المصالح والنزوات والشهوات، وأولها قيمة الأخوة والتعارف والتراحم بين الناس، وتذكيرهم الدائم بأن الخلق كلهم عيال الله، وأن أحبهم إلى الله أنفعهم لعياله».
وشدد على ضرورة العمل على تنقية صورة الأديان مما علق بها من فهم مغلوط وتطبيقات مغشوشة وتدين كاذب يؤدي إلى الصراع ويبث الكراهية ويحث على العنف، وألا نحاكم الأديان بجرائم قلة عابثة من المؤمنين بهذا الدين أو ذاك».
وأضاف الطيب، «الإسلام ليس دين إرهاب بسبب أن طائفة من المؤمنين به سارعوا إلى اختطاف بعض نصوصه وراحوا يسفكون الدماء ويروعون الآمنين ويجدون من يمدهم بالسلاح والمال والتدريب، كما أن المسيحية ليست دين إرهاب بسبب أن طائفة من المؤمنين به حملوا الصليب وراحوا يحصدون الأرواح ولم يفرقوا بين أحد، وليست اليهودية دينا إرهابيا بسبب توظيف تعاليم موسى في احتلال أراض راح ضحيته الملايين من أصحاب الحقوق من شعب فلسطين المغلوب على أمره، وليست الحضارة الأوروبية والأمريكية حضارة إرهاب بسبب ما ارتكبته قنابلها من تدمير في هيروشيما وناجازاكي».
واختتم شيخ الأزهر كلمته: «لا يزال الأزهر يسعى للتعاون في المجال الدعوي والعمل في مجال متفق عليه بين المؤمنين بالأديان، دون فرز ولا تصنيف وتمييز، ولنواجه معا، سياسات الهيمنة ودعوات الإلحاد وما ينشأ عن ذلك من تدمير للأسرة».
وتوجه البابا، إلى أحد فنادق القاهرة لحضور استقبال رسمي بحضور السيسي وكبار المسؤولين في الدولة، قبل أن يتوجه إلى الكاتدرائية المرقسية في العباسية لمقابلة البابا تواضروس الثاني، بابا الأقباط الأرثوذكس.
ووقع البابا تواضروس وبابا الفاتيكان اتفاقا تاريخيا حول سر المعمودية.
ويقضي الاتفاق باعتراف الكنيسة المصرية بمعمودية الكنائس الأخرى، حيث كانت الكنيسة المصرية لا تعترف بمعمودية الكنائس الأخرى، وتلزم المسيحي الذي يتحول اليها من أي كنيسة أخرى بإعادة التعميد وفقا لطقوسها.
وقام البابا فرنسيس بعد ذلك بزيارة الكنيسة البطرسية التي شهدت الحادث الإرهابي نهاية العام الماضي للصلاة على روح الضحايا
ومن المفترض أن يقوم البابا فرنسيس بالقداس الإلهي في استاد الدفاع الجوي من خلال سيارة مفتوحة، وبحضور العديد من الشخصيات العامة وأبناء الطائفة الكاثوليكية.
وانتشرت اللافتات على الطرق الرئيسية في القاهرة للترحيب بزيارة البابا، وجاءت اللافتات تحمل صور البابا مذيلة بشعار «بابا السلام في مصر السلام».
وفرضت إجراءات أمنية مشددة لتأمين الزيارة شارك فيها الجيش، حيث صدر بيان عن القوات المسلحة جاء نصه: «بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، أتمت القوات المسلحة اتخاذ كل إجراءات التنسيق والتعاون الكامل مع الأجهزة الأمنية لوزارة الداخلية لاتخاذ جميع التدابير والإجراءات الأمنية لتأمين الزيارة الهامة لقداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان والوفد المرافق له إلى مصر».
وأضاف البيان: «بدأت عناصر القوات المسلحة في رفع درجة الاستعداد والانتشار لمعاونة أجهزة وزارة الداخلية لتأمين زيارة قداسة البابا، وتنفيذ الكمائن والدوريات الأمنية الثابتة والمتحركة، لتهيئة المناخ الملائم للأمن والاستقرار خلال الأنشطة والفعاليات التي من المقرر أن يشارك بها قداسة البابا مع إحكام السيطرة الأمنية الكاملة على الطرق والمحاور الرئيسية باستخدام أحدث الأنظمة والوسائل التكنولوجية الحديثة».

بابا الفاتيكان يدعو من مصر لنبذ التطرف الديني ومواجهة بربرية العنف

تامر هنداوي

البرلمان الألماني يصادق على الحظر الجزئي للنقاب

Posted: 28 Apr 2017 02:23 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: صادق النواب الألمان على قانون يفرض حظرا جزئيا على النقاب، خصوصا للموظفات في الدولة، في عملية تصويت جرت بعدما استقبل هذا البلد أكثر من مليون مهاجر، معظمهم من المسلمين. وتفتح المانيا بذلك جدلا كبيرا داخل مجتمعها، وذلك لوجود ثقل كبير للجالية المسلمة فيها، خاصة بعد التحذيرات التي أطلقتها جهات حكومية منذ بداية الجدل حول هذا القانون بأنه يمس بالحرية الدينية وغير دستوري.
ويرغم النص الأول الموظفات الحكوميات على الكشف عن وجوههن تماما في سياق وظائفهن، لكنه لا يحظر النقاب في الأماكن العامة. ويتعلق القانون الذي صدر قبل أشهر من الانتخابات التشريعية في 24 أيلول/سبتمبر حيث ستلعب مسألة دمج المهاجرين الذين تدفقوا إلى هذا البلد دورا أساسيا، بموظفات الدولة والإدارات العامة، بما في ذلك القاضيات والجنديات. كما يشمل عناصر اللجان الانتخابية.
كذلك ينص القانون بالنسبة للنساء غير العاملات في الدولة، على أنه «حين يكون التعرف إلى الهوية ضروريا ومطلوبا» بوسع السلطات المطالبة بإزالة النقاب عن الوجه. ويتضمن القانون الذي أقر مساء الخميس استثناءات، مثلا في حال خطر العدوى.
والحظر الجزئي لا يقتصر رسميا على النقاب الإسلامي، غير أن صياغته جرت بشكل واضح لاستهداف النقاب وأقر بعدما استقبلت ألمانيا منذ 2015 بقرار من المستشارة أنغيلا ميركل أكثر من مليون طالب لجوء معظمهم مسلمون قادمون من سوريا والعراق وأفغانستان.
وأثار تدفق اللاجئين هذا تساؤلات داخل المجتمع الألماني بشأن دمجهم، وعزز موقع حزب «البديل من أجل ألمانيا» القومي المعادي للهجرة، والذي ارتفعت نسبة التأييد له إلى 15٪ من نوايا الأصوات، قبل أن يعود ويتراجع إلى 10٪.. وجاء في نص القانون «من واجب الدولة أن تقدم نفسها على أنها محايدة عقائديا ودينيا» مضيفا «إن حجب الوجه لدواع دينية أو عقائدية أثناء ممارسة وظيفة عامة (…) أمر يتعارض مع واجب الحياد هذا». وقال وزير الداخلية توماس دي ميزيار في بيان الخميس «الاندماج يعني أيضا أن نعبر بوضوح وننقل إلى ثقافات أخرى قيمنا وحدود تسامحنا». وما زال يتعين إقرار القانون في مجلس الولايات «بوندسرات» حتى يصبح نافذا.
وسبق أن حظرت عدة دول من الاتحاد الأوروبي سواء كليا أو جزئيا النقاب، أو باشرت آلية لحظره. وكانت فرنسا أول دولة أوروبية تحظر النقاب في الأماكن العامة بموجب قانون دخل حيز التنفيذ عام 2011. وحذت بلجيكا حذوها في السنة نفسها. وفي هولندا، ينظر مجلس الشيوخ حاليا في مشروع قانون أقر عام 2016 وينص على حظر جزئي. في المقابل، لم يصدر أي حظر للنقاب في دول مثل بريطانيا وإسبانيا والبرتغال.
وكانت حكومة ولاية بافاريا الألمانية قد أقرت في فبراير/ شباط 2017 مشروع قانون يحظر ارتداء النقاب ـ أو البرقع ـ في عدد من الأماكن العامة بالولاية. وبموجب القانون، سيتم حظر ارتداء النقاب في الخدمة العامة (الحكومية) وفي الجامعات والمدارس وحضانات الأطفال، بالإضافة إلى المقرات الأمنية والخدمات البلدية، وأيضاً أثناء الانتخابات.
وصرحت الحكومة الاتحادية الألمانية حينها أنها تعكف على قانون لحظر ارتداء النقاب أو كل ما يغطي الوجه لموظفي الخدمة العامة والعاملين في الجيش الألماني، إلا أن بقية الولايات الألمانية بقيت مترددة في تطبيق هذا القانون أو التعامل معه.
وصرح وزير داخلية حكومة بافاريا، يوآخيم هيرمان، بأن موظفي الخدمة العامة على وجه الخصوص مطالبون بإظهار الحيادية التامة أثناء تعاملهم مع المواطنين، كما أن هناك ضرورة للتثبّت من الهوية للعاملين في القطاع الأمني وأثناء فترة الانتخابات. وأضاف هيرمان أن تغطية الوجه تتعارض مع الواجب الحكومي للتربية والتعليم في المدارس وحضانات الأطفال.
وأشار هيرمان، الذي ينتمي إلى حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي ـ الشريك الأصغر للاتحاد المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل، أيضاً إلى أن تغطية الوجه ليست جزءاً من القيم الديمقراطية والحرة المبنية على الدين المسيحي، والتي ساهمت في تشكيل هذا البلد، معتبراً أن «ثقافة التواصل» لا تُبنى من خلال اللغة فقط، بل أيضاً «من خلال النظرات وتعابير الوجه والجسد… لذلك فإن تغطية الوجه تتعارض مع ثقافة التواصل هذه».
وكان رفضُ وزير الداخلية توماس دي ميزير (الحزب المسيحي الديمقراطي) المطالبات بحظر النقاب في ألمانيا لم يثن بعض السياسيين الذين ينتمون إلى حزبه وحزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي شريكه في الائتلاف عن مواصلة المطالبة بحظر البرقع. ومن بين هؤلاء ينس شبان عضو مجلس إدارة الحزب المسيحي الديمقراطي الذي شدد في حوار مع صحيفة «دي فيلت» على ضرورة حظر النقاب قائلا: «لابد أن يكون من الواضح لكل شخص يشق طريقه إلى ألمانيا، أن حياته هنا سوف تبدو مختلفة تماما عما هي عليه في موطنه». وتابع قائلا: «يتعين عليه التفكير بشكل أكثر دقة فيما إذا كان راغبا حقا في العيش في هذه الثقافة الغربية أم لا».
في المقابل حذرت مفوضة الحكومة الألمانية الاتحادية لشؤون الهجرة والاندماج أيدان أوزوغوز من الوقوع فيما أسمته «نقاشات رسمية»، مؤكدة أنها ضد ارتداء النقاب، لكنها في نفس الوقت ضد استصدار قانون لحظره. وقالت أوزوغوز في حوار مع صحيفة «بيلد» الألمانية الشعبية واسعة الانتشار «البرقع لباس معاد للمرأة، وهو بمثابة سجن للمرأة». لكنها لفتت الانتباه إلى أن مثل هذه النقاشات ستكون لها أثارا سلبية على «فئة مغبونة». وشددت أوزوغوز على أنه «لا توجد أي صلة بين الانتحاريين وارتداء البرقع»، وأن هذه النقاشات الفارغة لن تفيد النساء المعنيات بذلك».
ومن الجدير ذكره أن نائب رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي رالف شتيغنر قد أكد في آب/ أغسطس من العام الماضي أن حظر ارتداء البرقع حسب اقتراح وزراء داخلية التحالف المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل، لا يتوافق مع الدستور.
وقال في تصريح للقناة الأولى في التلفزيون الألماني في ذلك الوقت «أنا أيضا لا تعجبني تغطية الوجه كله… ولكن ليس بوسع الإنسان أن يحظر كل ما لا يعجبه».
ووصف شتيغنر مطالبات وزراء داخلية الولايات التي تحكمها أغلبية من التحالف المسيحي الديمقراطي بشكل عام بأنها «تنافس أساسي مع اليمينيين الشعبويين». وقال إن ذلك ينطبق أيضا على مبادرة حظر البرقع، مضيفا: «فلتحاولوا حظر ذلك بالدستور، هذا أمر صعب فيما يتعلق بالحرية الدينية».

البرلمان الألماني يصادق على الحظر الجزئي للنقاب

علاء جمعة

جبهة البوليساريو بدأت في إزالة الحواجز من منطقة الكركرات ‏

Posted: 28 Apr 2017 02:22 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»‏ ‏ : حالت وضعية قوات جبهة البوليساريو في منطقة الكركرات، على الحدود المغربية – الموريتانية، دون ‏إصدار مجلس الأمن الدولي، الخميس، قراره الجديد ذات الصلة بالنزاع الصحراوي، بعد تحفظ روسيا ‏والأورغواي. ‏
وتتوقع مصادر الأمم المتحدة أن يصوّت المجلس الجمعة بالاجماع على قراره الجديد بعد ان شرعت ‏جبهة البولساريو، صباح امس الجمعة في سحب قواتها التي تنشرها في المنطقة منذ قيام المغرب في ‏منتصف آب/ اغسطس الماضي بتطهير المنطقة، الواقعة خارج الجدار الامني، من المهربين وتجار ‏المخدرات وتعبيد الطريق الفاصل بين نقطتي الحدود الموريتانية – المغربية. ‏
وقالت مصادر إعلامية إن جبهة البوليساريو شرعت صباح امس الجمعة في إزاحة الحواجز بما فيها ‏سياج الحجارة وإطارات السيارات، التي وضعوها منذ أسابيع بمنطقة الكركرات على الطريق الرابط ‏بين نقطة الحدود الموريتانية ب ك 55 انواديبو ونقطة الحدود المغربية بير غندوز، وتفكيك الخيمة ‏التي كانت قد نصبت قبل شهور من دون ان تسحب كل دورياتها المنتشرة ومن دون عرقلة الحركية ‏التجارية والشاحنات.‏
وأفادت المصادر ان «قرار تخفيض عدد القوات الصحراوية بمنطقة الكركرات جاء عقب إجتماع ‏للقيادة العسكرية الصحراوية في المنطقة مساء الخميس، حيث توصلت القيادة بأوامر من السلطات ‏العليا بضرورة تخفيض التواجد العسكري في المنطقة» وان كانت تتوقع ان يتم الانسحاب الكامل خلال ‏الايام الـ10 المقبلة.‏
ومنح مشروع القرار، الذي يصوّت عليه مجلس الامن امس الجمعة، جبهة البوليساريو مدة 30 يوماً ‏لإخراج قواتها من المنطقة العازلة الكركرات، ويعرب عن قلقه إزاء انتهاكات الاتفاقات القائمة، داعيا ‏الطرفين إلى احترام التزاماتهما ذات الصلة، كما رحب التقرير باستجابة المغرب الإيجابية في 26 ‏شباط/ فبراير 2017، لنداء الأمين العام أنطونيو غوتيريس، لكلا الطرفين الانسحاب من الشريط ‏العازل في الكركرات.‏
‏ ويعرب مشروع القرار عن بالغ قلقه لأن عناصر جبهة البوليساريو لا تزال في الشريط العازل ‏‏»الكركرات»، مؤكداً أن هذا يشكل إعاقة لحركة المرور التجارية العادية عبر المنطقة.‏
وشكّل مشروع القرار صدمة بالنسبة لجبهة البوليساريو، حيث نصّ على إلزامية انسحابها من منطقة ‏الكركرات من دون شروط، محدداً أجل 30 يوماً كأقصى حد، وهو ما تم تنفيذه فوراً، بالإضافة إلى ‏توصيات أخرى أصدرها المجلس وتم تسريبها من طرف مصدر إسباني، يصب جلها في مصلحة ‏المغرب بعد تقديم البوليساريو مساء أمس لطلب لمجلس الأمن الدولي عن طريق دولة ناميبيا، ‏بخصوص تأجيل التصويت على مشروع قرار مجلس الأمن الدول إلى غاية الإنسحاب من المنطقة، ‏ومنح المجلس مهلة ثلاثين يوماً للبوليساريو قصد الانسحاب.‏
ويضيف مشروع القرار في فقرته الرابعة: «أن مجلس الأمن سيطلب إحاطة من الأمين العام في ‏غضون 30 يوماً، حول ما إذا كانت جبهة (البوليساريو) فد انسحبت من منطقة الكركرات. وفي حالة ‏لم يحدث انسحاب كامل وغير مشروط، سينظر المجلس في أفضل السبل من أجل تحقيق هذا الهدف».‏
ويؤكد مجلس الأمن في مشروع القرار على ضرورة الاحترام الكامل للاتفاقيات العسكرية، التي تم ‏التوصل إليها مع بعثة الأمم المتحدة، في ما يتعلق بوقف إطلاق النار، داعياً كلاً من المغرب ‏والبوليساريو إلى التقيد التام بتلك الاتفاقيات، ومعرباً عن بالغ قلقه لوجود عناصر من الجبهة في ‏الشريط العازل بالكركرات، ومنذراً من اتخاذ موقف أكثر صرامة في حالة تم رفض الأمر.‏
ويطلب مجلس الأمن من طرفي النزاع التعاون مع بعثة الأمم المتحدة، بما في ذلك تفاعلها الحر مع ‏جميع المتحاورين، ومؤكداً على أهمية إلتزامها بمواصلة عملية التحضير لجولة خامسة من ‏المفاوضات، مشيراً إلى تأييده لتوصية نيسان/ أبريل 2008، والتي مفادها الواقعية والروح والتوصل ‏إلى حل توافقي من جانب الأطراف، أمر أساسي لتحقيق تقدم في المفاوضات، وتشجيع البلدان ‏المجاورة على تقديم مساهمات هامة في هذه العملية.‏ ويؤكد على دعمه الكامل لالتزام الأمين العام ومبعوثه الشخصي من أجل إيجاد حل لمسألة الصحراء، ‏لاستئناف عملية التفاوض بدينامية وروح جديديتين تؤديان إلى التوصل لحل سياسي يرضي الطرفين، ‏ومشيراً إلى ضرورة العودة للمفاوضات تحت رعاية الأمين العام، من دون شروط مسبقة وبحسن ‏نية، كما طلب أن يقدم الأمين العام إلى مجلس الأمن بشكل منتظم، وعلى الأقل مرتين في السنة.‏ وجاء في المشروع أن مجلس الامن يطلب من الأمين العام أن يحيطه في غضون ستة أشهر من تعيين ‏المبعوث الشخصي الجديد بشأن السبل التي يسير بها، والعمل مع الطرفين نحو التوصل إلى حل ‏يرضيهما معاً، مشجعاً إياهما على استئناف التعاون مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ‏لاستعراض تدابير بناء الثقة وتوسيع نطاقها حيثما أمكن.‏
وحضّ المجلس الدول الأعضاء على تقديم تبرعات جديدة وإضافية لتمويل برامج الأغذية، لتلبية ‏الاحتياجات الإنسانية للاجئين على نحو كاف، كما طلب من الأمين العام مواصلة اتخاذ التدابير ‏اللازمة لضمان امتثال البعثة التام لسياسة عدم التسامح مطلقاً إزاء الاستغلال، وإبقاء المجلس على ‏علم، مع تأييد نسبة الموظفين الطبيين تماشيا مع تقرير الأمين العام، وإبقاء المسألة قيد نظره.‏
ونال مشروع القرار، الذي اعدته الولايات المتحدة بالتشاور مع فرنسا وروسيا واسبانيا، إجماع ‏اعضاء مجلس الأمن باستثناء الفقرة المتعلقة بتواجد جبهة البوليساريو بمنطقة الكركرات التي أبدت ‏روسيا والاورغواي اعتراضهما عليها ووصفتها بالانحياز وبأنها «تحابي المغرب على حساب جبهة ‏البوليساريو»، داعية إلى «مسودة قرار أكثر توازنا». ‏
وأعادت أوساط مغربية الموقف الروسي على خلاف مواقفها السابقة من قرارات مجلس الامن ذات ‏الصلة بالنزاع الصحراوي الى «استمرار تشبت موسكو بحليفتها التقليدية الجزائر لاعتبار مصلحي ‏يكمن في استيراد الاسلحة الروسية في سباق نحو التسلح مع المغرب، وبحث موسكو على موطىء قدم ‏في قضية الصحراء من أجل اللعب على أوتار علاقتها مع المغرب الاقتصادية والاستراتيجية وكذلك ‏مع الجزائر واستمرار العلاقة الاقتصادية.‏
وقال موقع هبه برس المغربي ان روسيا تتبعت موقف الادارة الامريكية في عهد رئيسها الجديد ‏ترامب الذي راسل الحلف الاطلسي من اجل انخراط المغرب في الحلف ضد الإرهاب بدون «شروط» ‏وهو ما يذهب في اتجاه رغبة البيت الأبيض ان يكون المغرب مشكلا للدرع الذي تريد ان تبنيه ‏الولايات المتحدة في منطقة شمال افريقيا، وهو ما يعني سد الخناق على روسيا في المنطقة، خصوصا ‏بعد ان سجلت تواجدها في الشرق الاوسط بدعمها لبشار الاسد وكذلك إيران.‏
من جهة أخرى تأكد بشكل رسمي حسب القرار الأممي 40/2017، تعيين هورست كولر الرئيس ‏الألماني الأسبق مبعوثا شخصيا للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء خلفا للدبلوماسي الأمريكي ‏كريستوفر روس وأعلن كل من المغرب والبوليساريو موافقتهم على الألماني كولر.‏

جبهة البوليساريو بدأت في إزالة الحواجز من منطقة الكركرات ‏

محمود معروف

نقاش صريح و«موجع» حول «آلام» المغترب الأردني: الحكومة «لا تعرف الكثير» والبيانات قليلة جداً و«الحنين الوطني» مرتبط فقط «بجذب المال»

Posted: 28 Apr 2017 02:22 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي»: تلمس «مغترب أردني» عميق واحدة من أكثر مشكلات التعاطي الرسمي مع كتلة المواطنين المغتربين في الخارج عندما تحدث عن «تغييب تام» للتفاعل «السياسي الوطني» في النظر للمغترب الأردني مقابل التركيز على المسارين « المالي والإستثماري».
مقاصد المغترب وهو سعيد أبو عودة كانت صريحة ومباشرة خلال جلسة تفكير مغلقة حضرتها نخب بعضها في دوائر القرار وبعضها الآخر خارجها.
بعبارة موجزة فاجأ أبو عوده مشاركين في جلسة العصف الذهني من خبراء إقتصاد ومال وسياسية وحتى من بعض المسؤولين الحاليين والسابقين عندما انتقد بعبارة عميقة وصغيرة التعامل مع الأردني المغترب وكأنه ليس عضواً في «الإطار السياسي للوطن».
اللقاء عقد بمبادرة من مؤسسة بحثية إستراتيجية تعمل مع القطاع الخاص وفي الظل بالعادة وأداره بإقتدار وزير الخارجية السابق والمخضرم عبد الإله الخطيب وحضره وزير الخارجية و»شؤون المغتربين» حالياً أيمن الصفدي.
بعيداً من اللقاء نفسه وبرأي خبراء الحديث عن «غياب المغترب الأردني سياسيا» يؤشر على مشكلات محددة بذهن أي محلل سياسي إبتداء من طبيعة علاقات السفارات والسفراء في الخارج بالجاليات ورموزها وفقط في مواسم الإحتفالات الوطنية ولأغراض التحشيد مروراً بالمركزية البيروقراطية التي تخيف المغترب عند المراجعة والوثائق والمصالح ومروراً بشعور غالبية ساحقة من المستثمرين الأردنيين في الخارج بأن بلادهم لا تخاطبهم .
ملاحظة في غاية الأهمية سجلها وزير سابق للتخطيط ومصرفي بارز عندما لاحظ بأن شؤون المغتربين يستوجب ان تحظى بوزارة مستقلة وكاملة لأنها ستكون الوزارة الوحيدة التي تدر دخلاً سنوياً على البلاد مقداره بالأرقام ملياري دولار فيما تلتهم بقية الوزارات الخـزينة ولا تغـذيها.
تم الإقرار بأن «شؤون المغتربين» ورغم ارتباطها من حيث الإسم فقط بوزير الخارجية ومنذ عدة سنوات ما زالت ليست أكثر من «إدارة صغيرة وخاملة وغير ناشطة وفي بعض الأحيان لا تعمل» داخل مقر الوزارة.
الوزير الصفدي أقر بـ»عدم وجود تحديث للبيانات والمعلومات» ويمكن الإستنتاج بأن ما يلفت الأنظار له أبو عودة الذي تحدث بإسم المغتربين وكخبير مثقف يتعلق بشعور المغترب بأنه «جزء من المجموعة الوطنية» وبالحقوق السياسية للأردني بالخارج ومقدار حنينه للمشاركة.
الناشط السياسي والحزبي عبدالله غوشه لديه تقييم في المسألة على هامش نقاش مع «القدس العربي» فالقصور واضح في المجال الحكومي في التواصل مع المغتربين الأردنيين في الخارج بما يعود بنتائج سلبية على حصتهم ودورهم في الإستثمار.
ويردد رجال أعمال بارزون التقتهم «القدس العربي» في عدة مناسبات أن حجم الإستثمارات التي يعمل بها ويديرها أردنيون في الخارج يقدر في أسوأ الأحوال بنحو 120 مليار دولار، وفي الأسابيع القليلة الماضية فقط إهتم القصر الملكي بتحفيز الحوار للعمل على»توطين» ولو جزء من إستثمارات الأردنيين في الخارج.
«القدس العربي» سمعت ذلك الرقم في أكثر من موقع داخل وخارج الدولة وسبق لرئيس مجلس النواب عاطف طراونة ان إشتكى أمامها من إخفاقه شخصيا رغم التشجيع المرجعي في إقناع المؤسسة الأمنية في عهد الجنرال المقال فيصل الشوبكي بإتخاذ خطوات بيروقراطية بسيطة جداً تسمح بدفع نحو 2000 مليونير بالحد الأدنى من أبناء قطاع غزة المقيمين في السعودية فقط بإستثمار مليون واحد من الدولارات في الأردن.
ما تقصد طراونة الإشارة إليه هو غرق الكثير من تفصيلات الإستثمار في العقدة البيروقراطية والمبالغة في المخاوف الأمنية إضافة للفساد الأمر الذي يفسر عدم تحقيق ولو تقدم واحد من أي نوع على صعيد ملف المغتربين في وزارة الخارجية ولسبع سنوات في الماضي بدليل ان السنوات التي كان فيها مخضرم من وزن ناصر جودة وزيراً للحقيبة المعنية لم يتخللها إنجاز مهمة بسيطة من طراز»تعزيز البيانات».
وسرب مصدر في وزارة الخارجية حقيقة مرة: الحكومة الأردنية لا تعرف أين يوجد الأردنيون بالخارج وماذا يفعلون وكيف وأين يستثمرون وماذا يعملون بصورة محددة وماهي إمكاناتهم وطاقاتهم؟».
مع تنامي الأزمة الإقتصادية والمالية في خزينة الدولة تزايد الحديث عن إبتكار إستراتيجيات لإستقطاب رأس مال أردني نشط يستثمر في الخارج أو يقود إستثمارات.
الكلام تكاثر في الأقنية المغلقة في هذا السياق لكن أي خطوات عملية عميقة لم تتخذ بعد تماما كما يحصل مع ملف مكافحة التطرف الداخلي حيث لا يزور الأردنيون سفاراتهم إلا عند حصول مشكلة أو حاجة ولا ينشط السفراء أصلاً في الإستقطاب إلا بصورة فردية وموسمية.
وحيث لا يشارك المغترب بأي إنتخابات ولا يشعر بالود عند زيارته أو عودته ولا يحظى بأي إمتيازات تحفزه على توطين ولو جزء من أمواله.
والأهم حيث الآثار المدمرة لجدل سحب الجنسيات وسهولة تبديل القيود المدنية وإلغاء الوثائق عند عودة بعض المغتربين اصلا وتفكيرهم خصوصا على مستوى الطبقة الوسطى بالإقامة ونقل المال خلافا للنظرة السلبية في المطارات والحدود للموظـفين عند حضـور مغـترب او عودته.
الهاجس الأمني تحديدا بقي طوال الوقت العائق الأسـاسي برأي كثير من المحللين امام صاحب القرار السياسي لتطوير التواصل الوطني مع كتلة فاعلة وناشطة وناجحة من مغتربي الخارج، هذا تحديدا ما تقوله تأملات الندوة التي أشارت لها «القدس العربي» ونقاشات خلف الستارة بخصوص موضوع ينبغي ان لا يكون بكل هذه الحـسـاسية.

نقاش صريح و«موجع» حول «آلام» المغترب الأردني: الحكومة «لا تعرف الكثير» والبيانات قليلة جداً و«الحنين الوطني» مرتبط فقط «بجذب المال»
الهاجس الأمني و«سحب الجنسيات» يضربان «التواصل السياسي» بقوة ويعيقان «توطين» رؤوس الأموال
بسام البدارين

نهاية عهد الغموض

Posted: 28 Apr 2017 02:22 PM PDT

إن ما حدث حتى فترة قصيرة بنوع من الغموض، اذا لم نقل السرية، يحدث الآن على الملأ. أكدت سوريا أمس في خبر لوكالة الانباء الرسمية أن سلاح الجو الإسرائيلي قصف في الصباح الباكر موقع عسكري قرب مطار دمشق. وزير الاستخبارات إسرائيل كاتس اعترف بمسؤولية إسرائيل في مقابلة صباحية في «صوت الجيش» من الولايات المتحدة وقال «إن الحادثة تناسب تماما سياستنا في منع نقل السلاح إلى حزب الله». وكل ذلك حدث اثناء وجود وزير الدفاع ليبرمان في روسيا التي تعطي الدعم الاساسي لنظام الاسد في سوريا.
جاءت اقوال كاتس استمرارا للاعتراف الإسرائيلي الاولي بعد عشرات التقارير في وسائل الاعلام العربية، بقصف سلاح الجو لسوريا في نهاية آذار/مارس. وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش في يوم الثلاثاء الماضي للمراسلين عندما تحدث عن القصف في آذار/مارس، إنه تم تدمير عدد من الصواريخ كان من المفروض أن يصل البعض منها إلى حزب الله.
ليس من المؤكد رغم ذلك، أنه تم اتخاذ قرار سياسي بالتخلي عن الغموض الذي امتنعت إسرائيل في اطاره خلال السنوات الخمسة الماضية عن المصادقة أو نفي القصف. يبدو أن الغموض يعتمد على فرضية أن هذا التجاهل هو أقل احراجا للنظام ويقلص الرغبة في الانتقام من قبل السوريين. يمكن القول إن الغموض قد تم الاخلال به بالصدفة، وليس نتيجة لتفكير استراتيجي بعيد المدى.
أمس وصل ما يبدو كأنه رد أولي من سوريا على الهجوم: طائرة بدون طيار تم تشغيلها كما يبدو من قبل سلاح الجو السوري، اقتربت من حدود هضبة الجولان، وتم اسقاطها بواسطة الباتريوت التي أطلقت من صفد. وخلافا للسابق، يبدو أن إسرائيل لا تريد الاعتماد على ضبط نفس سوريا على عمليات سلاح الجو.
في التقارير الاولية من دمشق لم يتم تفصيل الوسائل الحربية التي استخدمت صباح أمس. مصادر استخبارية عربية (اقتبسها مراسل رويترز من عمان) قالت إن ارساليات السلاح التي تصل من إيران والتي يتم تهريبها في طائرات الركاب من مطار دمشق الدولي، هي التي كانت مستهدفة. أما سوريا فقد قالت إن الطائرات الإسرائيلية لم تخترق أبدا المجال الجوي السوري، بل قامت باطلاق الصواريخ في سماء إسرائيل. وهذا قد يفسر امتناع الدفاعات الجوية الروسية والسورية عن الرد على الطائرات. رغم أن الرادار السوري في شمال غرب سوريا يستطيع ملاحظة حركة الطائرات في جزء كبير من مجال الجو الإسرائيلي.
لماذا لم تفعل روسيا أي شيء؟ بعد القصف في آذار/ارس قيل إن موسكو قدمت احتجاجا لإسرائيل لأن الهدف السوري الذي تم قصفه في تدمر كان قريبا جدا من معسكر روسي. ويبدو أن موسكو تهتم أقل طالما أن القصف لا يعرض بقاء الاسد للخطر. اغلبية الجنود والطائرات الروسية توجد في شمال غرب سوريا، في اللاذقية وطرطوس، وهناك لم يحدث قصف إسرائيلي منذ بدء تواجد روسيا العسكري في ايلول 2015. في الصعيد التكتيكي يبدو أن إسرائيل وروسيا تستطيعان التفاهم في ظل الفوضى السائدة في سوريا: الطاقم العسكري الذي يهدف إلى منع الاحتكاكات الجوية بين الدولتين يعمل بوتيرة طبيعية، وهناك قادة في إسرائيل، على رأسهم رئيس الحكومة نتنياهو، يقومون بالتشاور مع نظرائهم في روسيا.
على الصعيد الاستراتيجي بعيد المدى توجد لإسرائيل مشكلة وهي أن النجاح في الحرب يعني انقاذ نظام الاسد، وفي نفس الوقت انجاز لحلفائه إيران وحزب الله. واذا قررت روسيا تحقيق مصالح اطراف التحالف في سوريا فسيكون ذلك على حساب مصالح إسرائيل.
لقد أكد ليبرمان في محادثاته في موسكو على الخط الاحمر الجديد الذي وضعته إسرائيل وهو لا للتواجد العسكري الإيراني، أو تواجد حزب الله قرب الحدود السورية في هضبة الجولان. ومع تقدم قوات الاسد في جنوب الدولة توجد تقارير اولية عن وصول مقاتلين من حرس الثورة وحزب الله ومليشيات شيعية وفلسطينية إلى منطقة الحدود، لا سيما في شمال الجولان. اضافة إلى منع تهريب السلاح تعتبر هذه مسألة اساسية تقلق إسرائيل الآن. واذا قررت العمل من اجل تطبيق موقفها، كما قال وزير الدفاع، فستضطر إسرائيل إلى أن تأخذ في الحسبان الاحتكاك المحدود مع إيران، وايضا تغيير محتمل في علاقتها مع موسكو.

يوم غضب

اضراب الاسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية عن الطعام، الذي يدخل اليوم إلى يومه الـ 12، يجد حاليا صعوبة في التحليق. وحسب تقارير مصلحة السجون فإن المشاركين في الاضراب هم 1150 أسير معظمهم من فتح. مشاركة أسرى حماس في الاضراب هامشية، وهذا تراجع بنسبة 15 في المئة مقارنة مع ذروة المشاركة في ايام الاضراب الاولى. زعيم الاضراب مروان البرغوثي تم نقله من سجن هداريم في الشارون إلى العزل في سجن كيشون. القسم الذي وجد فيه البرغوثي مع أسرى آخرين كانوا نشطاء في تنظيم الاضراب، تم اخلاءه وتوزيع السجناء على السجون الاخرى. يبدو أن البرغوثي قد توقع ذلك مسبقا، لأنه ترك لدى زوجته ومحاميه في رام الله توجيهات مفصلة قبل بدء الاضراب. ولكن لأنه لا يوجد خطر على حياة المضربين عن الطعام، ولم تحدث أي مواجهة متعمدة، فان اهتمام المناطق بما يحدث في السجون محدود. الجمهور الفلسطيني غير مبال نسبيا، رغم التأييد الكبير لمطالب الأسرى في تحسين ظروف الاعتقال والغاء الاعتقال الاداري.
صحيح أن فتح قد أعلنت عن يوم غضب في الضفة الغربية أمس، لكن هذا لم يرض الرئيس محمود عباس كما يبدو، الذي يعتبر البرغوثي منافسا فظا لوراثته. وهو في الاصل قلق من الاستعدادات للقاء مع رئيس الولايات المتحدة في الاسبوع القادم في واشنطن. لقد قام عباس بالغاء خطاب مخطط له، وكان يتوقع أن يتحدث فيه عن اضراب الاسرى وعن الازمة بين السلطة الفلسطينية وحماس في قطاع غزة. وحتى الآن الاهتمام الدولي باضراب الاسرى محدود. ووسائل الاعلام الغربية منشغلة بالانتخابات الفرنسية، وبالخشية من عمليات ارهابية اخرى في اوروبا، بعد الحادثة التي أطلق فيها أحد مؤيدي داعش النار على شرطي في الشانزليزيه في باريس. والعالم العربي ينشغل بمشاكله، من سوريا وحتى اليمن.
لقد وفر اضراب الاسرى لنتنياهو فرصة لادخال المزيد من الدسم إلى المفاوضات السياسية. نتنياهو الذي طلب في هذا الاسبوع من السلطة الفلسطينية وقف المساعدات المالية للسجناء الامنيين ولعائلات المخربين الذين قتلوا، يعرف أن ذلك لن يحدث الآن. إن التنصل من اجمالي الصراع الفلسطيني سيكون مثابة الانتحار السياسي لعباس. ولكن الادارة الامريكية الحالية المتشددة أكثر ضد الارهاب قد تجد الشرط المسبق الجديد لنتنياهو بأنه مقنع أكثر من الادعاء الإسرائيلي القديم حول التحريض في وسائل الاعلام وكتب التعليم الفلسطينية. ترامب يفكر في زيارة إسرائيل للمرة الاولى بعد أقل من شهر. وبعد هذه الزيارة يمكن التحدث أخيرا عن سياسة الادارة تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
نتنياهو يتصرف بحكمة حتى الآن مع الرئيس الامريكي غير المجرب. إن موافقة رئيس الحكومة على التوصل بسرعة إلى تفاهمات مع الادارة الامريكية حول تجميد البناء في المستوطنات، خدمته مرتين. فمن جهة أخرجت الرياح من الصقوريين في حزبه، الذين طلبوا استغلال فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية للتملص نهائيا من حل الدولتين وضم مناطق ج في الضفة. ومن جهة اخرى اعتبرت واشنطن ذلك تنازلا إسرائيليا سياسيا، وهذا يجعل الامريكيين ينتظرون المقابل من الفلسطينيين. كل ذلك قام نتنياهو بفعله دون أن يتعرض لأي ضرر سياسي داخلي.
إن ما يتم فعله بدهاء قبالة ترامب، يتم بهزلية مطلقة قبالة الاوروبيين، كما تبين في هذا الاسبوع في قضية الغاء اللقاء بين نتنياهو وبين وزير الخارجية الالماني غبريئيل. الدول المتصدرة في الاتحاد الاوروبي تهتم كثيرا باستمرار الاحتلال الإسرائيلي للمناطق والبناء في المستوطنات ونشاط منظمات السلام مثل بتسيلم ونحطم الصمت. وهي تغرق ايضا في هذه المواضيع، حيث لا تخصص أي تفكير للتساؤل عن رغبة القادة في الطرفين في التوصل إلى حل دائم. نوايا غبريئيل في لقائه مع ممثلي نحطم الصمت، ساعدت نتنياهو الذي سارع إلى استغلال ذلك من اجل احتياجاته السياسية.
في نفس الوقت حرف رئيس الحكومة النقاش الجماهيري في إسرائيل نحو البحث عن خونة داخليين، واستمر ايضا في سحق ما تبقى من الشرعية لانتقاد التأثير الاخلاقي للاحتلال. اليمين في إسرائيل هاجم تلون المانيا على خلفية حقيقة أن القضية تفجرت عشية يوم الكارثة. ولم يقدروا هناك ما أظهره نتنياهو تجاه حكومة ميركل التي تقوم بصناعة السفن والغواصات لإسرائيل، والتي تم تمويل جزء كبير منها من اموال دافع الضرائب الالماني.
في نهاية الاسبوع اضاف نتنياهو لمسة خاصة للهجوم: اللقاء السنوي بينه هو وزوجته مع أيتام الجيش الإسرائيلي عشية يوم الذكرى منحه الفرصة لتكرار ذكر المنظمات «التي تقوم بتشويه صورة الجيش الإسرائيلي».

مشكلة حكم

محمود عباس سيصل إلى البيت الابيض بأيد فارغة، ايضا عندما يتم الحديث عن غزة. وكما كتب هنا فإن الرئيس الفلسطيني قد قرر وقف التمويل للقطاع دون أن تسمح حماس للسلطة الفلسطينية بأخذ بعض المسؤوليات في ادارة القطاع. وبسبب ذلك جاء الضغط الذي تستخدمه السلطة على حماس من خلال تقليص رواتب عشرات آلاف موظفي السلطة في القطاع. وفي نفس الوقت اشتد الجدل بين السلطة وحماس حول دفع ضريبة السولار الذي يدخل إلى القطاع، والذي يضر بتوفير الكهرباء للقطاع. وقد انخفض زمن توفير الكهرباء في القطاع إلى 3 ـ 4 ساعات يوميا في بعض المناطق. وأعلنت السلطة أمس عن اجراء آخر يزيد الخناق على القطاع. فهي ستكف عن الدفع لإسرائيل من اجل توفير الكهرباء لغزة. ولكن خطوة عباس لن تحقق أي شيء في الوقت الحالي. حماس تصمم على موقفها وهي لا تريد اعطاء السلطة أي صلاحيات في غزة.
واذا اختار البيت الابيض استخدام ادعاء من ادعاءات نتنياهو البارزة الذي يقول إنه لا يمكن التقدم مع عباس لأنه لا يمثل فعليا كل الشعب الفلسطيني، وليست لديه سيطرة في غزة، ولن يكون لديه أي رد على ذلك.
حسب رأي إسرائيل، المشكلة هي أن الصراع بين السلطة الفلسطينية وحماس ليس صراعا على الربح والخسارة فقط، يكون فيه تراجع مكانة حماس مثابة خدمة للمعسكر الفلسطيني الاكثر اعتدالا، وبالتالي خدمة لإسرائيل بشكل غير مباشر.
عندما تكون ظروف الحياة الاساسية في غزة بائسة إلى هذه الدرجة، فليس هناك ضمانة بأن صراع القوة الداخلي لن يتحول إلى عنف ضد إسرائيل. وقد اعترف نتنياهو في الاسبوع الماضي في الكنيست بأنه لم يرغب في الحرب الاخيرة مع حماس في صيف 2014، بل هو انجر إلى ذلك في اعقاب اختطاف الفتيان الثلاثة في غوش عصيون والتصعيد بعد ذلك في حدود القطاع. التسخين البطيء لوعاء الضغط في غزة عن طريق ازمة الرواتب وضائقة الكهرباء تزيد من فرص اشتعال الحريق. وفي منطقتنا هناك ميل طبيعي للتصرف بعقلانية أقل عندما تزداد درجة الحرارة في الخارج.

عاموس هرئيل
هآرتس 28/4/2017

نهاية عهد الغموض

صحف عبرية

براك: حكومة نتنياهو تسعى لإسقاط السلطة الفلسطينية وتقود إسرائيل للهاوية

Posted: 28 Apr 2017 02:21 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: قال رئيس حكومة إسرائيل ووزير أمنها الأسبق إيهود براك إن الصهيونية أكثر المشاريع القومية نجاحا في القرن العشرين لكن الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو تقودها اليوم نحو منزلق خطير ونحو تهديد وجودي.
وردا على سؤال صحيفة «يديعوت أحرونوت» جدد براك هجومه على نتنياهو، ونفى أن يكون مثله متورط بترهيب الإسرائيليين، مشددا على أن الحكومة الحالية تدفع إسرائيل بقوة نحو دولة ثنائية القومية من البحر للنهر. وتابع مكررا تحذيراته «في حال تم الحفاظ على الديمقراطية ستكون هنا دولة مع أغلبية فلسطينية تشهد حربا أهلية. وإن تم كسر الديمقراطية في إسرائيل فإنها ستتحول لدولة فصل عنصري (أبرتهايد) تعيش تحت خطر الانهيار وهذا تهديد وجودي».
ويعلل رؤيته بالقول إن منطق الدولة الواحدة يقود اليمين بالضرورة لإضعاف الجهاز القضائي، والمجتمع المدني والإعلام الحر.
وردا على سؤال إن اليمين ملزم بدهورة منظومة قيم الجيش ونتنياهو يقود حكومة مهووسة، وشباب إسرائيليين يهاجرون إلى برلين….
عن ذلك قال براك إنه لا يحب ظاهرة هجرة الإسرائيليين لكنه يفهم من أين تنبت. وتابع «ترعرع هؤلاء على قيم ليبرالية تتركز بالفرد. تهبط في برلين، ولندن أو نيويورك وبسهولة تجد ذاتك هناك. مجتمعات يمينية وتقليدية تشدد أكثر على قيم الجمهور- ولاء للمجموعة ولمن يقف على رأسها. هناك أمور مقدسة. لا استخف بهذه القيم فهي تمنح الحياة معناها. في العقود الثلاثة الأخيرة تم الإخلال بالميزان بين مجموعتي القيم. اليسار تبنى قيم الفرد وأهمل قيم الجماعة، وتنازل عن طموحات دافيد بن غوريون بتشكيل مجتمع مثالي. والحكومة تتحدث باسم الأمن وهي تمس به باستيطانها في كل مكان».
وأكد براك أن حكومة نتنياهو تحاول زعزعة السلطة الفلسطينية وتساءل وهل تظن أن حركة «بيتار» الصهيونية ستستبدلها غداة انهيارها؟.. وتابع «عندئذ ستستبدلها حماس وهذه مريحة أكثر لليمين. حماس ستأتي ومعها تأتي صواريخ على كفار سابا.
وعن إمكانية عودته للسياسة وهو ابن 75 سنة قال»تصلني توجهات كثيرة وبهذه المرحلة لست معنيا. ربما تكون محاولات وأنا لا أطمح لها. أنا لست القصة. القصة هي نتنياهو».
وردا على سؤال لماذا سعى ونتنياهو لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، كشف براك أن النية كانت دفع الولايات المتحدة لتصعيد عقوباتها على طهران والقيام بعملية أيضا ضدها، لافتا إلى أنه كان صقرا أكثر من نتنياهو. ويتابع «افترضنا أن الولايات المتحدة تعرف كل شيء- تعرف عن الضربة التي خططنا لها وعن معارضتها من قبل قائد الجيش غابي اشكنازي ورئيس الموساد مئير دغان ورئيس الاستخبارات العسكرية عاموس يادلين ورئيس المخابرات العامة (الشاباك) يوفال ديسكين. لم يحب الرئيسان جورج بوش وباراك أوباما خطتنا لاستهداف إيران لكنهما احترما موقفنا بأننا وحدنا نملك الحق باتخاذ القرار في مواضيع تتعلق بأمن إسرائيل ومستقبلها. وحينما سألني مسؤول أمريكي بأي وقت مبكّر ستبلغوننا وتنذروننا بالضربة على إيران فقلت: بضع ساعات فقط لأننا نريد المفاجأة. وأبلغتنا واشنطن أنها تعارض الضربة لكن في حال وقوعها ستقف لجانبنا».
وردا على سؤال أن التحضيرات الإسرائيلية لضرب إيران كلفت إسرائيل ثلاثة مليارات دولار راحت سدى، قال براك بتهديد مبطن إن التحضيرات كانت مبررة أولا وثانيا إن المشروع النووي الإيراني لم يختف بعد بل تم تأجيله عشر سنوات. سلاح نووي بحوزة إيران سيكون على نسق السلاح النووي لدى كوريا الشمالية وهو سيغير وضع المنطقة ومن شأنه التحول لمشكلة وجودية لإسرائيل بعكس المشروع النووي الليبي أو في جنوب إفريقيا والمعد لهدف الردع فقط.

دير الزور

وقال إن المعارضين للضربة عللوا موقفهم بالقول إن إيران ستعيد بناء قدراتها بعد سنوات قليلة. ويواصل إن إسرائيل حينما ضربت المفاعل النووي العراقي في 1981 لم تكن تعرف كم من الوقت ستحتاج لترميمه لكن الطرف المستهدف يخشى عادة من محاولة البناء من جديد. وتابع «وهذا ينطبق على المفاعل النووي في دير الزور في سوريا الذي ضربته إسرائيل وفقا لتقارير أجنبية. وتابع القول «في إسرائيل يصادق على العمليات العسكرية عندما تتوفر ثلاثة شروط: قدرة عملياتية، وشرعية دولية وحاجة ملحة للتحرك فورا لأنه لا يمكن القيام بالعملية نفسها مستقبلا. المشروع النووي الإيراني هو ليس كمركبة في الطريق يمكن استهدافها طالما أنها تسير على هذا الطريق. هي تشبه قطارا يدخل رويدا رويدا لنفق وكلما دخل فيه قلت جدوى العملية».
كما أوضح براك أن معارضة قائد الجيش للضربة الجوية لا تمنعها ولكن عندما يؤكد أمام المستوى السياسي صاحب صلاحية القرار أنه لا توجد قدرة عملياتية فهذا يعني منعها وللأسف تلقى المعارضون من الأجهزة الأمنية دعما بهذا المضمار من رئيس الدولة الراحل شيمون بيريز الذي لم أنجح بإقناعه مثلما لم أنجح بإقناع بقية المعارضين رغم الحديث معهم ساعات طويلة».
كذلك كشف براك أنه مع توالي السنوات زادت شكوكه حول مدى تصميم نتنياهو على تنفيذ الضربة.

لاعبون غير متوقعين

براك الذي يدأب على مهاجمة نتنياهو بقسوة في الشهور الأخيرة وربما طمعا بالعودة لرئاسة الحكومة يتابع «اقترحت على نتنياهو التقدم بالشأن الفلسطيني ليس من أجل تسوية الصراع فقط بل للحصول على دعم دولي للهجوم على إيران ويبدو أن الحاجة لفعل شيء ما في الموضوع الفلسطيني هو الذي أخافه وربما خشي تحمل مسؤولية عن قرار عارضه كل رؤساء الأجهزة الأمنية فهو لا يحب أصلا اتخاذ قرارات بعكسي».
وردا على سؤال عما إذا كان النزاع بين الولايات المتحدة وبين كوريا الشمالية من شأنه أن يتطور لحرب قال براك إنه سأل ذات مرة مسؤولا صينيا رفيعا ما رأيه بكيم جونغ أون فقال: ماذا تريدون منا  فأون تتلمذ على أيديكم، وداخل مدرسة للأثرياء في سويسرا». وتابع «المثير في هذا النزاع وجود أكثر من لاعب غير متوقع. مقابل أون يقف رئيس أمريكي يصعب جدا معرفة ما ينوي فعله. وفي حالة الغموض هذه هناك امتياز ولكن مخاطر أيضا».
وعن الضربة الأمريكية في سوريا اعتبر براك أن ترامب اختار الخيار الأكثر محدودية ومع ذلك نجح بأن يفاجئ، منوها إلى أن الولايات المتحدة ما زالت الدولة الأقوى بالعالم وميزانية الأمن فيها توازي ميزانيات الأمن في روسيا، والصين، ألمانيا، واليابان، وفرنسا وغيرها ويضيف «لذا حينما تقول واشنطن كفى فهذا يحمل معنى. في المئة يوم الأولى له في الحكم تنازع ترامب مع روسيا، والصين، وكوريا الشمالية وإيران».

كوريا الشمالية

ويستبعد براك نزاعا أمريكيا روسيا لأن روسيا دولة أوروبية ومسيحية بنهاية المطاف ويحذر من احتمالات نشوب مواجهات مع بقية الدول المذكورة على خلفية أسباب عدة ممكن أن تكون سفينة أمريكية تبحر في الصين أو تحليق طائرة أمريكية في المنطقة لا سيما أن الصينيين يعتبرون أنفسهم متساوون مع الولايات المتحدة. ويضيف معللا تقديره سهولة اشتعال مواجهة عسكرية بالقول «ترامب محاط بعدد من المسؤولين والخبراء الرصينين ومع ذلك فإن تفكيرا جماعيا قطيعيا، (الانجرار خلف الرئيس)، قراءة مغلوطة للمخاطر- كل هذا من شأنه أن يحدث وسبق أن حصل».

براك: حكومة نتنياهو تسعى لإسقاط السلطة الفلسطينية وتقود إسرائيل للهاوية

وديع عواودة

رغم عيون الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» مواطن لبناني يتسلل إلى الجليل ويتجول في مستوطنة كريات شمونة

Posted: 28 Apr 2017 02:21 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: قالت الشرطة الإسرائيلية أن أجهزة الأمن واصلت أمس التحقيقات مع مواطن لبناني غير مسلح اجتاز الحدود ودخل الجليل الأعلى خلسة ووصل لمستوطنة كريات شمونة (الخالصة) وتجول في أسواقها ومحطة الحافلات المركزية فيها مساء الخميس الفائت.
وحسب ما جاء في بيان مقتضب للجيش الإسرائيلي الذي سبق وأعلن عن تعزيزه في الشهور الأخيرة المنشآت المعيقة على الحدود فقد دخل المواطن اللبناني من جهة قرية مركبا في جنوب لبنان مقابل مستوطنة مارجليوت. وقال الجيش إنه يواصل بالتعاون مع الشرطة التحقيق مع اللبناني حول تسلله للبلاد وعلاقته بالتنظيمات العسكرية المعادية وإلقاء القبض عليه بعد ما شكّك بهويته مارة يهود.
ونقل موقع « والا « الإخباري عن إيتان دافيدي مواطن إسرائيلي قوله إنه كان وشقيقه يسيران عند الساعة السادسة مساء بالقرب من مستوطنة مارجليوت في الجليل عندما شاهدا شخصاً ملتحياً يعتمر قبعة. وأضاف: « قال لي شقيقي : يبدو لي أن هذا الشخص لبناني لكنني خلت أنه مجرد متنزه في الطبيعة. سار الشخص بمحاذاة الشارع نحو كريات شمونة ولاحقاً فوجئت بالنبأ حول اعتقاله لأن سلطات الأمن لم تسأل أحداً في المستوطنة عن الموضوع «. واعتبر دافيدي تسلل اللبناني إخفاقاً خطيراً وقال إنه لو لم يكن محزناً لكان الحدث مضحكاً، لافتاً إلى أن السؤال عما إذا كان مسلحاً هو سؤال غير ذي صلة بهذه الحالة.
وتابع: « الأسئلة ذات الصلة صعبة ومقلقة : كيف يتمكن لبناني من اجتياز الحدود بهذه السهولة ؟ كيف تمكن من التقدم كيلومترات من دون أن يتوجه له أحد بالسؤال وبلوغ كريات شمونة من دون أن يلحظه أحد ؟ إن كونه غير مسلح يعني أنها مسألة حظ لكن هذا لا يقلص من حجم الفشل». وتساءل الموقع كيف نجح اللبناني بالتسلل عبر الحدود رغم عيون الجيش الإسرائيلي وعيون «حزب الله» الذي يبذل جهوداً لمنع الاقتراب من الحدود. وقال الجيش إنه ما زال يحقق بالإخفاق المذكور ويوضح أنه يولي اهتماماً بالغاً لحراسة الحدود مع لبنان لا سيما بعد تهديدات «حزب الله» باقتحام الجليل.
وتابع الناطق بلسان الجيش: «ولذا عزز الجيش أنظمة الحراسة على الحدود وثبّت مجسات وكاميرات كثيرة للرقابة علاوة على أبراج مراقبة من الأرض ومن الجو والبحر. كما تم تجريف مناطق حدودية مختلفة من أجل ضمان مجال رؤية واضحة إضافة إلى أن قوات البر الحدودية غيّرت جهوزيتها وانتشارها في المنطقة لمواجهة إمكانية مهاجمتها للمرة الأولى بشكل مباغت ومن دون معلومات استخباراتية مسبقة».

رغم عيون الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» مواطن لبناني يتسلل إلى الجليل ويتجول في مستوطنة كريات شمونة

السيسي يصادق على تعديلات «السلطة القضائية» ومعارضون يرونها انتهاكا للدستور

Posted: 28 Apr 2017 02:21 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: صادق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء الخميس، على تعديلات قانونية تتيح له اختيار رؤساء الهيئات القضائية من مرشحين عدة بعد أن كانت الجمعية العمومية لكل هيئة تقدم المرشح لرئاستها.
وجاءت مصادقة الرئيس، بعد موافقة البرلمان، على مشروع القانون المقدم من النائب أحمد حلمي الشريف، وكيل لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية في مجلس النواب ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب المؤتمر، مشروعا لقانون السلطة القضائية في 23 ديسمبر/كانون الأول عام 2016، تضمن تعديلا لقوانين السلطة القضائية رقم 46 لسنة 1972، وقانون هيئة النيابة الإدارية رقم 117 لسنة 1958، وقانون هيئة قضايا الدولة رقم 75 لسنة 1963 وقانون مجلس الدولة رقم 47 لسنة 1972، والخاص بكيفية تعيين رؤساء الهيئات القضائية، قبل أن يحيله رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال، بعدها بثلاثة أيام، إلى كل الهيئات القضائية لأخذ الرأي فيه.
وتنص التعديلات على أن يعين رئيس النيابة الإدارية ورئيس هيئة قضايا الدولة ورئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس مجلس الدولة بقرار من رئيس الجمهورية، من بين 3 من أقدم 7 أعضاء بكل هيئة، يرشحهم المجلس الأعلى لكل هيئة عدا مجلس الدولة حيث ترشحهم الجمعية العمومية لمستشاري مجلس الدولة.
وكان مشروع القانون لاقى معارضة قوية من القضاة المصريين الذين اعتبروه يخل بمبدأ الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، ويمثل إهدارا لاستقلال القضاء.
وأرسل نادي القضاة مذكرة ملاحظات لمجلس النواب، بشأن ملاحظتهم على مشروع القانون، جاء فيها، أن مجلس النواب منح رئيس الجمهورية، وهو رئيس السلطة التنفيذية بموجب المادة 139 من الدستور، سلطة اختيار رؤساء الجهات والهيئات القضائية، وهذا تغول من السلطة التنفيذية على السلطة القضائية وفيه إهدار لمبدأ الفصل بين السلطات. وكان قسم التشريع انتقد عدم عرض مشروع القانون على الجهات القضائية لأخذ رأيهم، بالمخالفة لنص المادة 186 من الدستور التي نصت على أخذ رأي الهيئات القضائية في مشاريع القوانين المنظمة لشؤونها.
وكانت المجالس العليا للهيئات القضائية رفضت، للمرة الثانية، الأسبوع الماضي، مشروع التعديلات المقترحة على قانون السلطة القضائية، وخاطبت مجلس النواب برفضها، إعمالًا للمادة 185 من الدستور التي توجب أخذ رأي الهيئات القضائية في مشروعات القوانين الخاصة بها.
وقال المستشار محمد عبد المحسن، رئيس نادي قضاة مصر، في تصريحات صحافية، إن مجلس إدارة النادي في حالة انعقاد مستمر، لبحث تداعيات أزمة تعديلات قانون السلطة القضائية الخاص باختيار رؤساء الهيئات القضائية.
وأضاف، إن نادي القضاة سلك كل الطرق القانونية والدستورية، من أجل توضيح رأيه المتعلق برفض مشروع القانون، عن طريق مذكرات إيضاحية شارحة لأسباب رفض تعديل المادة (44) من قانون السلطة القضائية الخاصة بتعيين رؤساء الهيئات القضائية الأربعة، إلى أعضاء مجلس النواب كل على حدة، وذلك بعد التواصل مع الأمين العام للمجلس المستشار أحمد سعد.
وتابع أن هناك تواصلا مع جميع أعضاء الهيئات القضائية، للتواصل والتشاور، مؤكداً أن كل الخيارات مفتوحة بعد عقد الجمعية العمومية في 5 مايو/ايار المقبل، للرد على انتهاك السلطة القضائية، بينها طرح استقالة مجلس إدارة النادي.
واعتبر معارضون أن موافقة البرلمان والرئيس على قانون تعديلات السلطة القضائية يمثل، تعديا على الدستور.
وقال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب مصر القوية على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي: «إصرار البرلمان على انتهاك الدستور بإصدار قانون الهيئات القضائية رغم رفض القضاة له لهو عدوان قبيح وفج على كرامة المصريين وسقوط لهذا البرلمان».
فيما قال المرشح الرئاسي السابق ومؤسس التيار الديمقراطي المعارض حمدين صباحي، إن تعديلات قانون الهيئات القضائية تمثل انتهاكا جديدا للدستور وعدوانا جائرا على استقلال القضاء. «الدفاع عن استقلال القضاء واجب وطني».

السيسي يصادق على تعديلات «السلطة القضائية» ومعارضون يرونها انتهاكا للدستور

تامر هنداوي

تحركات النظام السوري في القنيطرة والبحث عن موطئ قدم أوسع له ولـ «حزب الله» قرب الجولان المحتل

Posted: 28 Apr 2017 02:20 PM PDT

درعا ـ «القدس العربي»: لا تنطوي العمليات العسكرية التي أطلقتها قوات النظام والميليشيات الموالية لها في ريف القنيطرة خلال الأيام الماضية على أهداف تقتصر على تقليص مساحة سيطرة المعارضة من محافظة القنيطرة أو حصار بعض قرى ريف القنيطرة الشمالي جباثا الخشب، إنما تتوسع لتشمل مساعي لسيطرة النظام على معبر القنيطرة مع الجولان المحتل وقضم جزء كبير من الأراضي التي تسيطر عليها قرب الحدود مع الجولان المحتل لتستطيع قوات النظام إتاحة مجال أكبر لحركة وتنقل عناصر «حزب الله» وإثارة القلاقل مع الكيان الصهيوني في تلك البقعة الحساسة.
الناطق باسم «ألوية الفرقان» أحد أبرز فصائل «الجيش الحر» العاملة في القنيطرة والجنوب السوري صهيب الرحيل قال في حديث لـ «القدس العربي»: «إن اهداف النظام من خلال هذ الحملة العسكرية هو الحصول على حدود مع الجولان المحتل بشتى الوسائل، ناهيك عما يؤمنه هذا التقدم من فصل للريف الجنوبي من المحافظة عن الشمالي من خلال السيطرة على سد المنطرة أكبر سدود القنيطرة وأكثرها أهمية، إضافة لحصار بلدة جباثا الخشب بالريف الشمالي للقنيطرة من خلال السيطرة على سد المنطرة بحيث تصبح طرق الإمداد نحو البلدة مقطوعة».
وتحدث عن إحباط أكثر من خمس هجمات لقوات النظام على بلدات ريف القنيطرة خلال الأيام الماضية قائلاً: «لقد استطعنا افشال مساعي قوات النظام للتقدم وأوقعنا عدداً من القتلى والجرحى في صفوفهم وفي خلال آخر هجوم قتلنا ستة عناصر من قوات النظام بينهم ضابط برتبة ملازم، إضافة لتدمير مضاد واستهداف قوات النظام بالمدفعية والهاون بخان ارنبة».
وعلى غير عادتها لم تعلن صفحات النظام عن أسماء قتلاها في القنيطرة وبرر الرحيل ذلك قائلاً: «ان احتمالية وجود عناصر «حزب الله» بين العناصر هو أحد هذه الأسباب فالنظام قد روّج طوال الفترة التي سبقت الهجوم في القنيطرة عن انحساب لعناصر «حزب الله» اللبناني من القنيطرة بغية تخفيف وطأة الغارات الإسرائيلية على تحركات الحزب الامر الذي ننفيه بشكل قاطع حيث يواصل عناصر الحزب المشاركة في العمليات العسـكرية بالقنيـطرة إلى جانـب النظـام».
وأفاد الرحيل»ان المعلومات الواردة تتحدث عن نية النظام لشن هجوم أخير بعد فشل اول خمس هجمات، وإذا فشل الهجوم ستتم الاستعانة بجميعة البستان وهي جمعية ذات لون طائفي تحاول تشييع المنتسبين لها وتضم متطوعين وجنوداً منشقين صالحوا وعادو لحضن النظام وآخرين موالين التحقوا بها بغية تحقيق مصالح مادية لما يوفره الانتساب للجمعية من رواتب جيدة وسلسل غذائية».
واعتبر أبو احمد الجولاني وهو ناشط اعلامي من القنيطرة «ان مساعي النظام كتب لها الفشل منذ البداية فالتحصين الجيد والخطوط الدافعية الحصينة هي نتيجة جهد كبير لفصائل الثوار طيلة العامين الماضين منذ تحرير معبر القنيطرة وبلدات الحميدية والقحطانية والصمدانية الغربية في العام 2014».
وتابع «ان حفظ ماء الوجه بالنسبة للنظام بات أمراً مهماً خصوصا بعد الخسائر الكبيرة التي منـيت بها قواته في كـل المنشية بدرعـا البـلد والقنـيطرة مؤخـرا».
وتشكل مناطق سيطرة فصائل المعارضة أكثر من ثلثي محافظة القنيطرة، حيث تتواجد قواتها على أكثر من 90 بالمئة تقريبا من الحدود مع الجولان المحتل لتبقى في يد النظام فقط بلدة حضر وجزء بسيط من الحدود مع الجولان المحتل وهي لا تشكل ورقة رابحة للضغط على إسرائيل بالنسبة للنظام فيما لو كانت بامتداد أكبر وتواجد أكثر لمليشيات «حزب الله».

تحركات النظام السوري في القنيطرة والبحث عن موطئ قدم أوسع له ولـ «حزب الله» قرب الجولان المحتل

مهند الحوراني

نائب يطالب حكومة العبادي بكشف مصير آلاف المفقودين العراقيين وإطلاق سراحهم

Posted: 28 Apr 2017 02:20 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي» ووكالات: أعلنت وزارة الخارجية العراقية، أمس الجمعة أن «العراق وضع يده على الأموال القطرية التي أدخلها إلى البلاد مفاوضون قطريون كفدية مقابل الافراج عن مواطنين لهم اختطفوا في العراق، بهدف «محاربة ظاهرة الاختطاف» ومنع وقوعها، فيما طالب نائب عراقي، حكومة بلاده بالعمل للكشف عن مصير آلاف المحتجزين والمخطوفين وإطلاق سراحهم.
وأعلن في 22 من الشهر الحالي، إطلاق سراح 24 صيادا قطريا وسعوديين اثنين خطفوا في العراق في أواخر العام 2015 وعودتهم إلى بلادهم.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الثلاثاء أن السلطات تتحفظ على «مئات ملايين الدولارات» أحضرها مفاوضون قطريون إلى بغداد لدفع فدية لقاء الافراج عن مواطنين لهم مخطوفين.
لكن قطر نفت دفع فدية لإطلاق مواطنيها، ونقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية عن محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري، قوله قبل يومين إن حكومته «احتاطت في وقت سابق بإدخال أموال إلى العراق بشكل رسمي وواضح وعلني لدعم جهود السلطات العراقية في إطلاق سراح المختطفين القطريين». وأضاف «هذه الأموال كانت ستكون تحت تصرف السلطات العراقية» مؤكدا أن «دولة قطر لم تتعامل مع المجموعات المسلحة الخارجة عن سلطات الدولة».
وقال بيان عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد جمال، أمس الجمعة إن «وضع اليد على الاموال القطرية (…) يصب في اتجاه تحكيم القانون ومحاربة ظاهرة الاختطاف والترويج للابتزاز المالي ومنع حصول أي جهة على اموال طائلة من خلال تعريض حياة المواطنين العراقيين او رعايا الدول الاخرى ممن يدخلون العراق لهذا الخطر مستقبلاً وللوقوف بقوة امام هذا المنهج الخطير».
في السياق، طالب النائب عن ائتلاف الوطنية وعضو اللجنة الأمنية النيابية حامد المطلك، الحكومة والقوات الامنية، بالعمل للكشف عن مصير آلاف العراقيين المحتجزين والمخطوفين وإطلاق سراحهم.
وذكر المطلك، في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان، إن «عملية خطف الصيادين القطريين على الاراضي العراقية وهم يحملون تأشيرة الدخول الرسميـة كانت خرقا للقانون وإضعافا لهيبة الدولة وتشويها لسمعة العراق».
وطالب، الحكومة والأجهزة الأمنية بـ»الكشف عن مصير آلاف العراقيين من المحتجزين والمخطوفين واطلاق سراحهم»، مشدداً على الحكومة أن «لا تسمح للخارجين عن القانون بالإساءة إلى وحدة العراقيين».
كما دعا الحكومة أن «لا تترك مبررا لأي جهة داخلية أو خارجية لتعبث بأمن البلد وتتدخل في شؤوننا وتنتهك السيادة، كما حدث في سنجار»، في إشارة إلى القصف التركي على جبل سنجار، غرب الموصل.
وتابع: «أننا في الوقت الذي ندعم فيه وبقوة مسعى الحكومة لأي جهد انساني يساعد في بناء العلاقات مع الدول العربية ودول الجوار على اساس الاحترام المتبادل واحترام القوانين والمصالح المشتركة، فاننا نتساءل عن مصير المختطفين العراقيين في معبر الرزازة وعددهم بالآلاف، ومن المسؤول عن حمايتهم، وهل المطلوب ان يدفع ذويهم المنكوبين الفديـة عنهم أم تدفعها دولة قطر أم الحكومة العراقية».

نائب يطالب حكومة العبادي بكشف مصير آلاف المفقودين العراقيين وإطلاق سراحهم

المسالخ في الضفة الغربية بدون رقابة وخارج القانون

Posted: 28 Apr 2017 02:20 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: أصدر مركز العمل التنموي «معا» تقريراً جديداً تحدث فيه عما سماه «الذبح الأسود» في المسالخ الفلسطينية بتداعياته الصحية، وقوانينه التي تُنحرُ أيضًا بفعل اختراقها وتنطلق من نظام المسالخ في الهيئات المحلية لسنة 1997، وقانون الزراعة رقم 2 لسنة 2003، اللذين فرضا قيوداً صارمة على الذبح ومنعا تنفيذه خارج المسالخ، واشترطا في كل الحالات توفر «أصول الفحص والمعاينة» على الذبائح، ووجود طبيب بيطري كما في المواد 5 و7 و17 من النظام، والمادتين 71 و72 من القانون.
على الأرض، تجري يوميًا عمليات الذبح في الطرقات العامة، ولا يتم احترام القانون أو مراعاة صحة المستهلكين إلا في مدن قليلة، وتغيب عن محافظات ومدن وتجمعات بأكملها.
وقال سامح أبو سير مدير دائرة الطب البيطري في جامعة النجاح إن نظام المسالخ العام يجبر كل هيئة محلية يزيد سكانها عن 10 آلاف على إنشاء مسلخ عمومي، ويجوز لأكثر من هيئة محلية التشارك، شرط وجود طبيب بيطري أو مفتش لحوم. ونوه إلى أنه ليس لديهم في الضفة الغربية سوى ثلاثة مسالخ وفق المواصفات الأجنبية هي: «نابلس والبيرة وجنين»، وحالياً يجري العمل على أخرى في الخليل وأريحا وبيت لحم وغيرها.
ويعني الذبح خارج المسالخ عدم فحص الذبيحة من الأمراض التي يمكن أن تتنقل للإنسان، وأهمها السل والدودة الوحيدة وأمراض بكتيرية وطفيلية أخرى، كما يمكن للجراثيم إفراز مواد كيماوية في جسم الذبيحة والعضلات كاليرقان والصفار الشديد. ولا يضمن هذا حالة الذبيحة، وهل هي حية أم مريضة أم ميتة؟ أو جرى تصفية دمها جيدًا؟ أو حتى معرفة نوعها وهل هي لحمار أو لشيء آخر؟
وأفاد: «شاهدت ذبيحة صفراء اللون بشكل لافت في إحدى القرى، جراء إصابتها بالتهاب الكبد واليرقان، وحين سألت صاحبها عن السبب، قال: «إنه عجل بلدي وتلك آثار العشب». وتابع إن أمراض الحيوانات المذبوحة خارج المسالخ تنقل عن طريق الاستهلاك المباشر أو تقطيعها أو التعامل معها في المطبخ. كما أن الدماء والفضلات حتى لو لم تكن مصابة تلوث المياه العادمة، وتجعلها غير قابلة لإعادة التكرير.
وأكدّ مدير صحة البيئة في وزارة الصحة إبراهيم عطية أن الذبح ممنوع خارج المسالخ، لاعتبارات صحية وبيئية وقانونية. وقال: «الذبح داخل التجمعات السكنية يعني جلب الحيوان إلى هذه المنطقة ومن الممكن أن يكون مريضًا، ودون رقابة صحية وبيطرية وربما تكون اللحوم من مصدر مريض، ويجري الذبح في جو بعيد عن الاشتراطات الصحية».
 وتبعًا لعطية فإذا ما تم الذبح في مناطق غير نظيفة، أو مليئة بالمياه العادمة، فسيؤدي إلى تلوث الذبائح والأخطر دم هذه الذبائح، الذي تنمو فيه البكتيريا، وتتجمع عليه الحشرات، كما تنمو فيه البكتيريا والجراثيم والفيروسات بسرعة وتنتشر في الوسط الموجودة فيه، ويمكن أن تنقل الأمراض إلى المحيط كالبشر واللحوم، وإذا كان الحيوان مصاباً فإن دمه ينقل الأمراض للبشر، كما أن كل مخلفات الذبح ضارة ويجب التعامل معها بطريقة صحية.
وأضاف أن المدن الكبيرة تغيب عنها أحيانًا المسالخ الكافية، فمسلخ البيرة بالكاد يكفيها هي ورام الله وبيتونيا، وهناك مشكلة لوجستية، تتطلب برادات ومركبات مخصصة لنقل اللحوم للبلدات الأخرى في المحافظة. وأشار إلى أن القانون يجبر الهيئات المحلية على إنشاء مسالخ مركزية وليس بالضرورة أن تؤسس كل هيئة مسلخًا مستقلاً، وعلى الجهات الرقابية كالبيطرية، والصحة، وسلطة جودة البيئة متابعتها.
وأكد مدير مسلخ بلدية جنين أحمد جردات أن القانون يأمر بمصادرة كل ما يذبح خارج المسالخ، وما لا يوجد عليه ختمًا يشير إلى مكان الذبح. وأفاد أن وجود المسلخ يوفر لحومًا صحية بجودة عالية، وخالية من الأمراض بعد فحصها، كما تنقل بسيارات مبردة خشية تعرضها للتلف. مثلما تُحافظ المسالخ على البيئة من خلال ضبط تصريف مخلفات الذبح، وعدم رميها العشوائي.
أما المدير الإداري للمسلخ محمد صلاح فتحدث عن حصر دور المسلخ ومفتشي صحة البلدية داخل حدود بلدية جنين، وبعض المناطق القريبة. وقال: يتطلب الوضع تدخل وزارة الحكم المحلي لتكون المسالخ إلزامية لكل التجمعات، كما يمكن للمحافظ فرض مسلخ مركزي. وأضاف: «تجري يوميًا عمليات تنظيف وتعقيم للمكان بعد انتهاء الذبح، ويتم الاحتفاظ بالأختام الخاصة بالذبائح في خزنة خاصة، كما تُنقل المخلفات يوميًا إلى المكب، ويجري تنسيق إتلاف اللحوم مع وزارة الصحة».
وينتشر الذبح على الطرقات في الكثير من التجمعات والبلدات، وتعمل في إحداها 11 ملحمة في شارع واحد. وقال قصّابان يعملان في هذه المهنة منذ 15 عامًا إن» الناس لا تؤمن» بالمسالخ، وتحب مشاهدة الذبيحة مربوطة أمام الملحمة، وبخلاف ذلك لا تشتري، وتظن أن اللحمة مجمدة أو  بقر كبير السن».
وأكد رئيس جمعية حماية المستهلك صلاح هنية أنه ليس من المنطقي الذبح في الطرقات، وعلى أبواب المحلات، وأحيانا يتم ذبح أبقار وتباع على أنها عجول، وتذبح خراف كبيرة، ولا يميز المستهلك بينها، بينما يُفرق ختم المسلح. وقال: «هناك قرار من مجلس الوزراء بضرورة إنشاء مسالخ في البلديات التي لا يوجد فيها مسالخ، وكلفت وزارة الحكم المحلي بالمتابعة».
ووفق هنية، لا يراعي أيضًا ذبح الدواجن في «المعاطات» السلامة الصحية وهذه ليست «فتوى» بل نتيجة لتعليمات مؤسسة المواصفات والمقاييس ووزارة الصحة لضمان السلامة. فيما تتابع  الجمعية مع جهات الاختصاص آلية ضمان سلامة المستهلك. وتجد مشكلة في وجود مدن كبرى كبيت لحم والخليل دون مسالخ. ووزارة الصحة وأقسام الصحة والبيئة في البلديات والمحافظين يصدرون التعليمات بشأن المسالخ وغيابها، بناء على توصية الصحة، وملفات المخالفين تحول للقضاء عبر وزارة الصحة التي تحمل صفة الضابطة العدلية.
 وقال مدير وزارة الاقتصاد الوطني في جنين عماد أبو طبيخ إن قانون المسالخ غير مطبق حالياً، ويحتاج إنفاذه إلى تجهيز مسالخ. وخاصة أن الموجود في جنين لا يلبي احتياجات المحافظة بأكملها، لعدم توفر خدمات لوجستية، وإذا وجدنا أن بوسعه القيام بذلك سندعمه؛ لأنه مراقب صحيًا ومنظم.فيما كشف مدير سلطة جودة البيئة عبد المنعم شهاب أن مكتب جنين لم يتلقَ حتى اليوم أي شكاوى من مواطنين بخصوص الذبح في الطرقات. وأشار إلى أن الروائح والدماء تترك آثاراً بيئية وصحية وتلوث الشوارع وتنشر الحشرات.

المسالخ في الضفة الغربية بدون رقابة وخارج القانون
الذبح خارجها يسبب السل والدودة الوحيدة وأمراض بكتيرية وطفيلية أخرى

مسؤول محلي: مدنيو غرب الموصل رهائن لدى «الدولة»

Posted: 28 Apr 2017 02:19 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: مع دخول معركة استعادة الموصل شهرها السابع، أصدرت الأمم المتحدة تحذيرا من كارثة ربما ستكون الأسوأ على المدنيين المحاصرين في أحياء الجانب الغربي من المدينة، وسط نيران المعارك.
وفي هذا السياق، أكد عضو مجلس محافظة نينوى، خلف الحديدي، لـ«القدس العربي» على «جدية وواقعية تحذيرات الأمم المتحدة مع وجود الآلاف من المدنيين في داخل الأحياء السكنية التي تشهد معارك مستمرة».
وأضاف أن «تنظيم الدولة الإسلامية تعمد بعدم السماح للسكان بالخروج من الأحياء السكنية التي لا تزال تحت سيطرته داخل أحياء الموصل القديمة التي تضم كثافة سكانية عالية جداً، والأحياء الأخرى غير المحررة».
ووصف الحديدي السكان المدنيين بـ»الرهائن عند التنظيم»، موضحاً أن «الدولة قام مؤخرا بإغلاق الأبواب داخل المنازل على خطوط المواجهة باستخدام مكائن اللحام لمنع خروج السكان من أبوابها الخلفية إلى مناطق سيطرة القوات الأمنية».
وأضاف أن «بين هؤلاء أطفالا ونساء وكبار سن ومرضى وعاجزين عن الحركة».
وبين أن «مؤن هذه العوائل من المواد الغذائية والدوائية قد نفدت منذ وقت طويل، مع توقف تام لمشاريع ضخ المياه الصالحة للاستهلاك البشري».
ووفق الحديدي، تنظيم «الدولة» «طوق بعض الأحياء، بينها حي 17 تموز بالكتل الاسمنتية مع الإبقاء على منفذ واحد يخضع لسيطرة مشددة من عناصر التنظيم».
وأشار إلى وجود «عدد من المعطيات تؤكد ما ذهبت إليه منسقية الأمم المتحدة التي حذرت من كارثة إنسانية قد تكون الاسوأ»، مشدداً على أن «سكان الاحياء الغربية من الموصل مقبلون على كارثة لا مثيل لها في هذا العصر».
وأعتبر السياسي المستقل، غانم العابد، أن «الكارثة واقعة لا محالة نتيجة للعجز الدولي والحكومتين المركزية والمحلية، وغياب أي دور لممثلي سكان نينوى في مجلس النواب العراقي».
ولفت إلى «عدم وجود خطة واقعية تتكفل باغاثة النازحين والسكان المحاصرين»، مقترحاً «حجب المخصصات الشهرية الممنوحة كبدلات حماية لنواب المحافظة وتحويلها كأموال لإغاثة ومساعدة النازحين».
وأضاف هذا هو «الحل الأمثل والاسرع لإنقاذ أهالي الموصل وتلبية احتياجاتهم الأساسية بشكل عاجل»، مشيراً إلى «إمكانية توفير مبلغ يصل إلى 765 مليون دينار شهريا»، أي ما يعادل 650 ألف دولار».
وطبقاً للعابد، «34 نائباً في مجلس النواب العراقي يمثلون محافظة نينوى ويتقاضى كل نائب 22.5 مليون دينار عراقي شهريا لمنتسبي حماياتهم البالغ عددهم 30 عنصرا لكل نائب يتقاضى كل عنصر مبلغ 750 ألف دينار عراقي».
وأكد على عدم حاجة «هؤلاء النواب لأي حمايات حيث ان محلات اقامتهم أما في المنطقة الخضراء المحصنة أو في عواصم الأردن والامارات وتركيا وغيرها».
وكانت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق، ليز غراند، كشفت، في بيان نشرته وسائل اعلام، عن أن هناك «حصارا ومئات الآلاف ليس لديهم ماء وغذاء فسيكونون في خطر هائل».
وحذرت من أن سكان الموصل «قد يواجهون كارثة إنسانية ربما ستكون الأسوأ في الصراع بأسره»، مقدرة «السكان الذين نزحوا من الموصل خلال نصف عام من المعارك بنحو نصف مليون نسمة».
في الموازاة،، كشف النائب عن اتحاد القوى الوطنية، أحمد المشهداني أن «الفصائل المسلحة تمنع عودة النازحين إلى مناطقهم في ناحية جرف الصخر».
وذكر، في تصريح، أن «هذه الافعال تلغي دور الدولة والمؤسسات الامنية وتجعل مصير العائلات النازحة مجهولا، إضافة إلى نسف جهود المصالحة الوطنية التي يسعى اليها الجميع»، داعيا رئيس الوزراء، حيدر العبادي إلى اتخاذ قرار والتحرك لإزالة هذه المعوقات.
وكان نواب، قد أكدوا، أن منطقة جرف الصخر في محافظة بابل، التي حررت من تنظيم «الدولة» منذ سنتين، منعت الميليشيات بعض سكانها من العودة.
ودعا مجلس محافظة صلاح الدين، شمال بغداد، الحكومة العراقية لإعادة السكان إلى المناطق المحررة التي يمنع أهلها من دخولها حتى الآن.
وذكر المجلس، في بيان صدر عقب اجتماع له في تكريت، أن «المجلس قرر بالإجماع مطالبة رئاسة الوزراء والقيادات الأمنية والحشد الشعبي، بإعادة النازحين إلى مناطقهم المحررة في عموم مدن المحافظة. وجاء هذا القرار بعد مناقشات مستفيضة لأعضاء المجلس عن الواقع الإنساني والمعيشي المتردي الذي تعيشه العائلات النازحة في المخيمات».
إلى ذلك، قال نائب الرئيس العراقي، رئيس ائتلاف «متحدون»، أسامة النجيفي، إن «الميليشيات المسلحة الخارجة على القانون تتحدى الدولة وتمنع النازحين من العودة إلى منازلهم، في مناطق جرف الصخر وديالى ويثرب وحزام بغداد ومناطق أخرى».
وشدّد في تصريحات سابقة على «ضرورة إلزام الحكومة المليشيات المسلحة بإخلاء هذه المناطق، وعلى رفض أي تغيير ديمغرافي في أي منطقة عراقية»، مؤكداً أن «عودة النازحين إلى مناطقهم حق مشروع».

مسؤول محلي: مدنيو غرب الموصل رهائن لدى «الدولة»

رائد الحامد

البشير يعلن تشكيل الحكومة السودانية الجديدة خلال أيام

Posted: 28 Apr 2017 02:19 PM PDT

الخرطوم ـ «القدس العربي»: أعلن الرئيس السوداني، عمر البشير، أمس الجمعة، اكتمال المشاورات حول تشكيل حكومة الوفاق الوطني، أكد أن إعلانها سيكون خلال أيام، داعياً الشعب لتأييدها ودعمها، كما جدّد التزامه بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وستشكل حكومة الوفاق الوطني من ممثلي الأحزاب والحركات المسلحة التي شاركت في مؤتمر الحوار.
وقد انضم مؤخراً للمشاركين في الحكومة حزب المؤتمر الشعبي وقوى المستقبل للتغيير.
وشهدت الخرطوم، أمس، بداية أعمال المؤتمر العام الرابع لحزب المؤتمر الوطني في السودان بمشاركة أعضاء الحزب، وقيادات قوى سياسية وطنية وأجنبية وشخصيات قومية وممثلين لمنظمات المجتمع المدني.
وقال البشير، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الرابع لحزبه، إن الهدف الأساسي للحكومة القادمة، هو «توفير العيش الكريم للشعب من خلال البرامج والسياسات والمعالجات اللازمة»، مشيرا إلى «توقيت تشكيل الحكومة في أجواء جيدة داخليا وخارجيا».
وركّز على «تطور العلاقات مع دول أوروبا وأمريكا تعزيزا للمصالح المشتركة»، مشيداً بما «ظلت تقدمه الدول الشقيقة والصديقة من دعم متواصل على كل الأصعدة».
وأضاف أن حزبه «يسعى لتحقيق السلام الشامل والدائم كخيار استراتيجي لا تراجع عنه عبر الحوار». ووجه رسالة ضمنية لقوى المعارضة وحاملي السلاح بـ»الاستجابة للدعوات الداعمة لاستقرار الوطن من خلال الوفاق».
وتعهد البشير، بـ«الاستمرار في البرنامج المطروح ضمن ملف إصلاح الدولة في المناحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وصولاً لتعزيز التعددية السياسية للتداول السلمي للسلطة».
وجدّد الدعوة للرافضين دخول الحوار الوطني لـ«الانضمام مسيرة الوفاق»، وقال إن «برنامج إصلاح الحزب الحاكم بدأ بتجديد القيادات وتطوير الرؤى والمواقف وتصعيد العضوية الناشئة إلى مواقع صنع واتخاذ القرار».
وأوضح الرئيس السوداني أن «أجهزة حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) أعدت دراسات لوضع الدستور الدائم للبلاد»، مؤكدا أن «التزامات الفترة المقبلة للحوار تتمثل في إرساء الدستور الدائم للبلاد وتأسيس منهج وطرق لتحقيق أوسع مشاركة سياسية ومجتمعية».
وبين أن «المرحلة المقبلة ستشهد تأسيس تجربة وطنية قائمة على التعددية والديمقراطية والشورى وعلى حرية الأفراد والتنظيمات والممارسة السياسية وتعزيزا للحريات والحقوق والواجبات وحمايتها استنادا إلى الوثيقة الوطنية».
ودعا «القوى السياسية بمختلف ألوانها للمساهمة بأفكارها ومقترحاتها لإنزال الوثيقة على أرض الواقع».
وطالب البشير، بـ«تقوية مؤسسات المجتمع وفي مقدمتها الأحزاب حتى تكون قادرة على قيادة المجتمع من خلال الالتزام بالشورى والبناء التنظيمي السليم والالتزام بقضايا الشعب».
وأعرب عن أمله في أن «تشهد المرحلة الثانية للحوار ممارسة سياسية رشيدة سواء من خلال أجهزة السلطة أو عبر المعارضة المسؤولة، حتى يسهم ذلك في بناء ديمقراطي فاعل ليتم تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الوطني».
من جهته، أعلن الأمين العام لحركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، مساندة حكومة وشعب بلاده للسودان.
وأثنى، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، على «تجربة الحوار الوطني في السودان»، متمنيا «اتفاق كل السودانيين على نهضة بلادهم» التي وصفها بأنها «غنية بالثروات والخيرات».
كذلك، عبّر نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» التركي، يس اكتاني، عن أمله في «تحويل الشعارات المطروحة من قبل الحزب الحاكم في السودان إلى رؤى واقعية عبر الاستغلال الأمثل للإمكانات المادية والبشرية التي يتمتع بها السودان».
وشبّه التحديات التي يمر بها السودان بما تمر به تركيا، مؤكدا «قدرة الشعبين على تجاوزها».

البشير يعلن تشكيل الحكومة السودانية الجديدة خلال أيام

صلاح الدين مصطفى

عباس: نجري اتصالات دولية للضغط على إسرائيل للاستجابة لمطالب الأسرى الإنسانية والعادلة

Posted: 28 Apr 2017 02:19 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: التزم الفلسطينيون في جمعة الغضب التي أعلنتها اللجنة الوطنية لمتابعة إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ووقعت مواجهات عقب المسيرات الجماهيرية في كل من محيط سجن عوفر من جهتي رام الله والقدس وحاجز قلنديا شمال القدس وبيتا جنوب نابلس وعلى المدخل الشمالي لبيت لحم وفي الناقورة شمال نابلس وبيت امر في الخليل وعلى المدخل الغربي لبلدة سلواد شرق رام الله.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية أن العشرات أصيبوا بحالات اختناق في مختلف مدن الضفة الغربية بسبب الغاز المسيل للدموع الذي تطلقه قوات الاحتلال، فيما أعلن عن إصابة حرجة في الرأس بالرصاص الحي في قرية النبي صالح القريبة من مدينة رام الله.
وأكدت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة أن 1200 أسير في سجن عوفر القريب من رام الله أدوا صلاة الجمعة باللباس البني الموحد المعروف باسم «الشاباص وهو اللبس الخاص بالأسرى وأعادوا وجبات الطعام إسناداً ودعماً للأسرى المضربين في بقية السجون الإسرائيلية.

 قوات القمع تعتدي
على المضربين في عسقلان

من جهته نقل محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين كريم عجوة عن الأسيرين المضربين عن الطعام في سجن عسقلان نصر أبو حميد المحكوم بالمؤبد، والأسير المريض سعيد مسلم إن وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال، أقدمت على اقتحام غرف الأسرى المضربين واعتدت عليهم لرفضهم الوقوف للتفتيش وإثر ذلك أُصيب خمسة أسرى برضوض في الوجه والرأس وتم نقلهم إلى عيادة السجن.
وأوضحت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة، المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، أن محامي الهيئة نقل شهادة للأسير نصر أبو حميد إثر زيارة أجراها له وفيها قال «إن أوضاع المضربين صعبة للغاية، نتيجة لاستمرار إدارة السجون بالاقتحامات والتفتيشات المكثفة بشكل يومي بهدف إرهاقهم وإنهاكهم وإذلالهم». وأشار إلى أن إدارة السجن أجرت محاكمات داخلية للأسرى المضربين وفرضت عليهم عقوبات وغرامات مالية بقيمة 500 شيقل على كل أسير وعزل في الزنازين لمدة عشرة أيام، وتم سحب الملح من المضربين كوسيلة ضغط عليهم لكسر الإضراب.
وأضاف الأسير أبو حميد «أن الأسرى المضربين يقاطعون الفحوصات الطبية وهناك مخاوف وقلق على حياة المرضى منهم، خاصة الأسير نزيه عثمان المصاب بمرض القلب وإبراهيم أبو مصطفى المصاب بأمراض الكلى والكبد، اللذين نُقلا أكثر من مرة عنوة إلى المستشفيات وعيادة السجن.»
وذكر المحامي عجوة أن الأسير المريض سعيد مسلم الذي يعاني من أمراض القلب نُقل إلى مستشفى برزلاي مرات عدة بسبب التعب الشديد، وضيق التنفس الذي طرأ عليه، وقد مكث في المستشفى ستة أيام.»
من جهة ثانية ناشد أسرى فتح في سجن النقب الصحرواي وجميع الأسرى الذين يخوضون الإضراب عن الطعام جميع أبناء الشعب الفلسطيني للقيام بمزيد من الحراك والتضامن معهم. وقال الأسير المحرر مجدي الصوص (34 عاما) من مخيم جنين بعد الإفراج عنه لانتهاء محكوميته التي استمرت 14 عاما في سجون الاحتلال إن الأسرى بحاجة لحراك دائم لنصرتهم.
وشدد على أن الأسرى يؤكدون استمرارهم في الإضراب لتحقيق مطالبهم العادلة، حتى ولو وصل الأمر إلى الامتناع عن شرب الماء، وإن الأسرى موحدون ومستمرون في الإضراب، وهم قرروا الانتفاض على الظلم الممارس بحقهم وخاضوا الإضراب لنيل حقوقهم المشروعة دينيا ووطنيا وإنسانيا. وأوضح أن الإضراب جاء رفضا لسياسة سياسة العزل والحرمان للمعتقلين في السجن وفرض الغرامات المالية الباهظة عليهم، وانتهاج سياسة الاقتحامات والتفتيش للأقسام وحرمانهم من الحقوق الإنسانية.
 
الرئيس عباس التقى
مع عائلات الشهداء والأسرى

واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، وفداً من عائلات الشهداء والأسرى المضربين عن الطعام من مختلف محافظات الوطن. وأكد أن القيادة الفلسطينية تجري اتصالات مع مختلف الأطراف الدولية للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل الاستجابة لمطالب الأسرى الإنسانية والعادلة.
وأشار إلى أن قضية الأسرى تحتل الأولوية في اهتمامات القيادة، داعيا الجميع إلى الوقوف إلى جانب الأسرى وقضيتهم العادلة، والتخفيف من معاناتهم ومعاناة أهاليهم. وناشد الوفد الرئيس عباس لبذل أكبر جهد ممكن من أجل إنقاذ حياة أبنائهم الأسرى، وخاصة أن إضرابهم دخل يومه الثالث عشر، مؤكدين أن الرئيس يقف دوما إلى جانبهم، ويخفف من معاناتهم. وقدم مدير عام مركز أبو جهاد للحركة الأسيرة فهد أبو الحاج الجزء الثاني من موسوعة «تجارب الأسرى الفلسطينيين والعرب، والأسيرات داخل السجون الإسرائيلية». كما قدم التقرير السنوي للمركز الذي يحتوي على 120 الف وثيقة، ومتحف للحركة الأسيرة الفلسطينية.
 وحضر اللقاء أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ونائب رئيس حركة فتح محمود العالول، وأمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج.
 
الأمن الفلسطيني يعتدي
على الأسير المحررعدنان

ورغم محنة الأسرى في سجون الاحتلال إلا أن الاعتداءات على الأسير الفلسطيني المحرر الشيخ خضر عدنان استمرت، وهذه المرة كانت على أيدي أجهزة الأمن الفلسطينية. وقال القيادي في حركة حماس ووزير الأسرى السابق في الضفة الغربية وصفي قبها إن ما أقدمت عليه الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مدينة نابلس من اعتداء على الشيخ خضر عدنان والأستاذ محمد علان خلال مشاركتهما في فعالية إضراب الحرية والكرامة نصرة للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، يعتبر تجاوزا لكل الخطوط الحمراء، وهو بمثابة الاعتداء على الشعب الفلسطيني ومسيرته النضالية، فضلا عن كونه اعتداءً على كرامة الأسرى عموما.
وأوضح قبها في تصريح صحافي أن هذا الاعتداء هو استهداف للمقاومة والحركة الوطنية، وأن الأصل تكريم من لهم دور بالتصدي للاعتقال الإداري ومن هو عنوان للوحدة والمقاومة. واستنكر الحملة الظالمة واللاأخلاقية التي يتعرض لها الشيخ خضر، معتبراً أن هناك مخططا وأجندات جاهزة لكيل الافتراءات والاتهامات لتشويه الشيخ وصورته النضالية، وأن كل ما يجري بحق الشيخ خضر يصب في مصلحة الاحتلال.
ودعا قبها إلى محاسبة ومعاقبة كل من اعتدى على الشيخ خضر، كما تمنى الشفاء لماهر الأخرس الذي يرقد الآن في أحد مستشفيات نابلس نتيجة ما تعرض له من اعتداءات وحشية ولا إنسانية من قبل الأمن في نابلس.

عباس: نجري اتصالات دولية للضغط على إسرائيل للاستجابة لمطالب الأسرى الإنسانية والعادلة

فادي أبو سعدى

كوبا تقدم تطمينات للبوليساريو عقب عودة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب

Posted: 28 Apr 2017 02:18 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: ‏ بعث الحزب الشيوعي الحاكم في كوبا، رسائل تطمينية إلى جبهة البوليساريو عقب عودة العلاقات ‏المغربية – الكوبية بعد قطيعة دبلوماسية دامت 37 سنة.‏
ونشرت يومية «غرانما» لسان حال الحزب الشيوعي الكوبي، في أعقاب تطبيع العلاقات المغربية – ‏الكوبية، تحت عنوان «كوبا والمغرب: الإرادة السياسية لبناء الجسور من دون أن ننسى التاريخ والمبادئ» ‏وهو عبارة عن رسالة طمأنة لقيادة جبهة البوليساريو.‏
وجاء في المقال أن «السلطات الكوبية تؤكد أن موقفها ثابت من مسألة قضية تقرير المصير في ‏الصحراء، وأنها ستستمر في دعم وتدريب المئات من الشبان الصحراويين في مراكزها التعليمية، ‏وتقديم المساعدات في قطاعي الصحة والتعليم».‏
واوضحت أن «تطبيع العلاقات بين كوبا والمملكة المغربية، وافتتاح المملكة سفارة لها بجانب سفارة ‏الجمهورية الصحراوية مبادرة تتماشى مع «روح إعلان أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي للسلام، ‏الذي تم اعتماده في المؤتمر الثاني لمجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، الذي عقد في هافانا في ‏كانون الثاني/ يناير من سنة 2014».‏

كوبا تقدم تطمينات للبوليساريو عقب عودة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب

ترامب يهدد كوريا الشمالية بمعركة كبيرة… ويضغط على «زر أحمر» في مكتبه لجلب «الكولا»

Posted: 28 Apr 2017 02:18 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: لم يستبعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اندلاع صراع كبير بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بسبب الخلاف حول البرنامج النووي والصاروخي ولكنه قال بانه يفضل انهاء النزاع بالسبل الدبلوماسية.
يحمل هذا التصريح الكثير من الإشارات التى تدعو للقلق والخوف لأنها صادرة عن رئيس يفضل الحلول العسكرية ولا يستبعد الخيارات النووية وفقا للعديد من المحللين الأمريكيين ولكن المشكلة التى كانت تدعو للجزع حقا هي وجود «زر أحمر» في مكتب الرئيس الأمريكي كان من المعتقد بانه لغاية اطلاق الضربات النووية.
ودفع الفضول العديد من الإعلاميين لسؤال ترامب عن سر «الزر الأحمر» في المكتب البيضاوي، وكانت الإجابة الغريبة ان الغرض من «الزر الأحمر» ليس للضربات النووية بل لاستدعاء أحد الخدم لإحضار زجاجة أو علبة ( كوكا كولا ).
واتضح ان الزر الغامض في مكتب «روسليت» قد تم استخدام من قبل الرؤساء منذ عشرات السنين لاغراض مختلفة ليس من بينها توجيه شفرة خاصة إلى قيادات الترسانة النووية للبدء في ضربة مدمرة.

ترامب يهدد كوريا الشمالية بمعركة كبيرة… ويضغط على «زر أحمر» في مكتبه لجلب «الكولا»

رائد صالحة

موريتانيا: الشيوخ المتمردون يتشاورون والرئيس منشغل بتصدع الأغلبية

Posted: 28 Apr 2017 02:17 PM PDT

نواكشوط- «القدس العربي»: يواجه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز هذه الأيام معركة على جبهتين إحداهما جبهة شيوخ موالاته المتمردين الذين أسقطوا تعديلاته الدستورية في ضربة مفاجئة ألجأت للمادة (38) من الدستور المختلف في تأويلها، والثانية جبهة المنتدى المعارض الذي ينسق صفوفه وخططه بمهارة صفوفه جاذبا إليه مزيد المؤيدين.
فبعد أن تأكد الشيوخ من أن الرئيس غير مهتم بتمردهم وبأنه مستمر في تنفيذ أجندة الاستفتاء، وبعد أن نظموا ليلتهم السياسية الوطنية تحت إشراف الفنانة بنت الميداح وبحضور أكبر المعارضين، بدأ الشيوخ أمس مشاورات لتحديد خطواتهم اللاحقة.
وحسب مصدر مقرب من لجنة المتابعة، فإن «الشيوخ سيستمرون في موقفهم الرافض لتعديل الدستور، حيث سيواجهون جميع مراحل الاستفتاء بالتنديد والرفض، وسيخاطبون الشعب عبر وسائل الإعلام لإظهار بطلان ما يسعى إليه الرئيس وأغلبيته».
وأكد الدكتور الشيخ ولد حننه رئيس لجنة المتابعة في مجلس الشيوخ (شيوخ الموالاة المتمردون) «أن الشيوخ كانوا يأملون في أن يتعامل الرئيس بشكل عادي مع نتيجة التصويت الرافضة لتعديلات الدستور لأن البرلمان يجسد إرادة الشعب الذي يمتلك وحده السيادة»، مضيفا «أن الشيوخ غير مقتنعين بنتائج الحوار السياسي الذي انبثقت عنه تعديلات الدستور».
وقال «لقد رفض مجلس الشيوخ التعديلات الدستورية لأسباب عدة بينها أن التعديلات ليست أولوية وطنية في الوقت الراهن، وبينها أنه من المحتمل أن يكون للتعديلات أثر سلبي على الاستقرار والانسجام الوطنيين، ونحن نعتقد أن لمجلس الشيوخ دورا مهما في التوازن بين السلطات وهو أمر ضروري لديموقراطيتنا».
وحول ما إذا كان الشيوخ الرافضون للتعديلات سينضمون للمعارضة، أوضح الدكتور حننه «أن الشيوخ يشكلون جزء لا يتجزأ من الموالاة غير أنهم يأملون طبقا لمصلحة البلد، ألا ينظم الاستفتاء وأن يعلق التوجه نحو تنظيمه وهو أمر ضروري ومطابق للدستور أيضا». ولا تولي الحكومة أهمية لهذه المواقف، حيث أعلن الناطق باسمها الوزير محمد الأمين ولد الشيخ في مؤتمر صحافي أمس «أن الأمسية التي نظمتها الشيخة المعلومة بنت الميداح كغيرها من الأماسي الثقافية لا تستحق بالضرورة أن يعلق عليها أو يتم تقييمها، مشيرا إلى أن «الشيخة المعلومة طردت من طرف التشكيلة السياسية التي تنتمي إليها»، أي من الحزب الحاكم.
وفي المؤتمر الصحافي، أعلن أحمدو ولد عبد الله وزير الداخلية واللامركزية «أن مجلس الوزراء أقر يوم أمس مرسوما قاضيا بتنظيم احصاء إداري ذي طابع انتخابي تكميلي من أجل إتمام وتحيين القائمة الانتخابية التي أجريت على أساسها الانتخابات الرئاسية الأخيرة لسنة 2014».
وأكد «أن هذا الإحصاء سيشمل كافة التراب الوطني والموريتانيين في الخارج»، موضحا «أن اللجنة المستقلة للانتخابات هي المسؤولة عن العملية الانتخابية وتنظيمها وعليها أن تصدر مداولة تتعلق ببداية ونهاية هذا الإحصاء».
وبخصوص ما تناوله الإعلام وتداوله المدونون حول انشغال الرئيس برأب تصدع أغلبيته، أكد موقع «28 نوفمبر» الإخباري المستقل «أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز أصبح مقتنعا أكثر من أي وقت مضى بضرورة اتخاذ إجراءات سريعة لعلاج التصدع الحاصل في أغلبيته التي لم يعد يجمعها غير الاسم».
وأضاف الموقع في تحليل سياسي له أمس «أن إجراءات الرأب التي قد لا تروق للبعض لم يكشف بعد عن تفاصيلها»؛ ثم تساءل الموقع قائلا «هل سيفاجئ الرئيس أغلبيته بقرارات جريئة خلال الأيام المقبلة ليتوقف قطار الشائعة، أم أنه سيترك السكة «المريضة» تسير على حالها؟
وفي جانب المعارضة، أكد حزب التناوب الديمقراطي في بيان وزعه أمس «أن نظام محمد ولد عبد العزيز يهدف من وراء التعديلات الدستورية التي سيقدمها للاستفتاء إلى عدة أمور من أهمها التغطية على الواقع الاقتصادي والاجتماعي والأمني المتدهور الخارج عن السيطرة بسبب نهب الثروة وإثقال كاهل المواطن بالضرائب وفشل المقاربة الأمنية».
«ومن الأهداف التي يسعى النظام لتحقيقها من وراء التعديلات، يضيف حزب التناوب، إشغال المعارضة بجدل دستوري وصرف نظرها عن المخطط الخطير الذي يسعي النظام من خلاله إلى تثبيت نفسه بطريقة جديدة عبر عملية استخلاف يتم الإعداد لها بعد رحيل رأسه، وذلك للهيمنة المطلقة على السلطة وحصر التداول عليها في محيطه الضيق، كما أن النظام يسعى لتوفير الحماية لولد عبد العزيز ولجميع شركائه المفسدين من المتابعة مستقبلا ومن مساءلتهم عن جميع التجاوزات التي ارتكبوها خلال فترة تسييرهم الكارثي للبلد وهو ما تم من خلال مقترح إلغاء محكمة العدل السامية».
وشدد الحزب على «أن النظام الحاكم قام خلال الأيام الماضية بحملة عبثية لشرح التعديلات الدستورية المقدمة للاستفتاء الشعبي في المدن الداخلية على أساس أنها أتت لتعميق الديمقراطية وبناء دولة القانون والمؤسسات وهي أكاذيب لم تعد تنطلي على سكان تلك المناطق التي تعاني من الجفاف والعطش وارتفاع الأسعار وانعدام الأمن».
وشدد الحزب المعارض على «أن التعديلات المقترحة تفتقر للإجماع فهي مؤسسة على حوار عبثي غابت عنه القوى السياسية الوازنة في البلد وحددت مخرجاته من طرف ولد عبد العزيز في خطابه الذي ألقاه من مدينة النعمة، وبالتالي فهي لا تعبر إلا عن رأي النظام الديكتاتوري الحاكم».
وأكد حزب التناوب «أن التعديلات تم إسقاطها من طرف البرلمان الموريتاني بعد تصويت مجلس الشيوخ ضدها وهذا ما يجعل طرحها للاستفتاء بعد ذلك، خرقا سافرا وخطيرا للدستور واحتقارا للشعب الموريتاني وإرادته ومؤسساته ودليلا على أن ولد عبد العزيز يعتبر نفسه مصدر كل السلطات بدل أن يكون الشعب مصدر كل السلطات، طبقا للدستور».

موريتانيا: الشيوخ المتمردون يتشاورون والرئيس منشغل بتصدع الأغلبية

عبد الله مولود

مشعل: لن يطول الزمن حتى نجبر الاحتلال على الإفراج عن الأسرى

Posted: 28 Apr 2017 02:16 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: تواصلت الفعاليات التضامنية في قطاع غزة، لنصرة الأسرى المضربين عن الطعام لليوم الـ 12 على التولي، في الوقت الذي توعد فيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، بتحريرهم قريبا من السجون الإسرائيلية.
وقال في كلمة متلفزة بثتها قناة «القدس» الفضائية، ونقلها أيضا موقع حركة حماس أنه «لن يطول الزمن حتى نجبر الاحتلال على الإفراج عن أسرانا». وأكد في كلمته يوم أمس إن الأسرى المضربين عن الطعام «يعطون رسالتهم بأمعائهم الخاوية ليذكروا العالم بقضيتهم».
وأضاف موجها حديثه للأسرى الذين يواصلون خوض إضراب مفتوح عن الطعام رفضا لسياسات الاحتلال «نتوحد جميعاً وفي كل المحافل الدولية في سبيل إيصال رسالة الأسرى»، مضيفا «نفعل المستحيل من أجل حرية أسرانا».
وأكد أن الجميع مدعو للتضحية بأغلى وأعلى ثمن من أجل الأسرى، وقال «الشعوب لا تنسى شهداءها ولا أسراها الذين ضحوا من أجلها». وشدد على أن إضراب الأسرى يجدد التذكير بقضيتهم والاستشعار بالمسؤولية تجاههم.
وجاء ذلك في الوقت الذي تواصلت فيه الفعاليات التضامنية مع أكثر من 1500 أسير من المضربين عن الطعام لليوم الـ 12 على التولي، خاصة في ظل تدهور الوضع الصحي للكثير منهم، بسبب الإجراءات القمعية التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم. وفي مدينة غزة تواصلت الفعاليات التضامنية في خيمة الاعتصام الرئيسة المقاومة في منطقة السرايا وسط المدينة، التي تحتضن الفعاليات الشعبية والرسمية المؤيدة لقضية الأسرى العادلة.
وفي جنوب قطاع غزة اختتم الاتحاد الفلسطيني لألعاب القوى وجمعية الثقافة والفكر الحر، سباق لاختراق الضاحية، والذي جاء  هذه المرة دعماً للأسري في سجون الاحتلال.
وجرى السباق بمشاركة 300 عداء يمثلوا مدارس التربية والتعليم ومراكز العاب القوى في مدينة خانيونس.
وأكد الاتحاد على أن البطولة هذه تحمل طابع خاص كونها تنظيم دعما ً للأسرى المضربين عن الطعام.

مشعل: لن يطول الزمن حتى نجبر الاحتلال على الإفراج عن الأسرى

إلغاء إقامات آلاف العراقيين في تركيا

Posted: 28 Apr 2017 02:15 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: عاد مؤخراً الآلاف من العراقيين المقيمين في تركيا على بلادهم، بعد إلغاء إقاماتهم الشرعية من قبل السلطات هناك، ومطالبتهم بالمغادرة، دون ذكر الأسباب.
وتجمع عشرات العراقيين، الذين شملهم قرار إنهاء الإقامة والترحيل عن الأراضي التركية أمام سفارة أنقرة في بغداد، وهم يحاولون إيجاد سبيل للعودة إلى تركيا.
وذكرت زهراء حسين، لـ«القدس العربي» إنها «كانت تقيم مع ابنائها الثلاثة في أنطاليا شمال تركيا، منذ أربع سنوات بعد مقتل زوجها في حادث إرهابي.
وأضافت: «كنا نخطط للحصول على الجنسية التركية بعد إكمال خمس سنوات من الإقامة في تركيا حسب قانونها، لكن فوجئنا باستدعاء دائرة الاقامة لنا وابلاغنا إنهاء إقامتنا وضرورة مغادرة تركيا خلال أسبوع دون بيان الأسباب».
وتابعت: «الأمر شكل لي صدمة غير متوقعة، نظراً لكون ابنائي الثلاثة يدرسون في مدرسة تركية وفي نهاية الفصل الدراسي. كما كنا اشتريت اثاث بيت كامل اثناء اقامتي هناك، إضافة إلى متعلقات أخرى».
اضطرت زهرة إلى ترك كل شيء والمغادرة على وجه السرعة للعودة إلى العراق، مؤكدة أن ابناءها أصيبوا بصدمة لضياع السنة الدراسية منهم ولتعودهم على الحياة المستقرة في تركيا بعد مأساة مقتل والدهم. بدوره، ابدى، صباح العزاوي لـ«القدس العربي»، استغرابه لقرار السلطات التركية، بشن حملة لإلغاء الاقامة الآلاف من العراقيين دون ذكر الأسباب.
وغادر العزاوي محافظته ديالى قبل خمس سنوات واستقر في تركيا بعد تقاعده من الوظيفة نظراً لتدهور الأوضاع في العراق وسوء الخدمات وخوفه على ابنه الشاب، الوحيد من الخطف أو القتل على يد الميليشيات المنتشرة في ديالى، وفق ما أكد.
وقد حاول تلبية شروط الإقامة في تركيا من أجل الاستقرار والعيش فيها، فقام ببيع بيته في العراق، واشترى شقة في انقرة، وأودع مبلغ 50 ألف دولار في المصارف التركية.
يقول: «كنت أنوي الاستقرار في تركيا لحين تحسن الأوضاع في العراق، لكن قرار إلغاء اقامتي دون سبب قضى على خططي، فعدت إلى بغداد لكون منطقتي السابقة في ديالى ما زالت غير مستقرة».
أمل العزاوي في العودة إلى تركيا لم ينته، لذا كلف محامي تركي لمتابعة موضوعه ومحاولة إعادة حصوله على الفيزا، واسترجاع الاقامة هناك، «في حال عدم نجاح المحاولة، فقد أحاول الاستقرار في اقليم كردستان أو أي بلد آخر يقبل العراقيين»، يقول.
وفي السياق، تقوم السفارة العراقية في تركيا، بتنظيم حملات لتشجيع عودة اللاجئين العراقيين إلى بلادهم، وخاصة في المناطق المحررة من الموصل. إذ نظمت احتفالاً بمناسبة عودة 250 لاجئ إلى مناطقهم في الموصل.
وقال السفير العراقي، هشام علي العلوي، في الحفل، إنّ «عدداً من العراقيين من اهل الموصل اضطروا للجوء إلى تركيا بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على مناطقهم عام 2014».
ونوه إلى أن قوات الجيش العراقي استطاعت إلى الآن، تطهير 80 في المئة من الموصل، وأنّ حكومة بلاده تبذل قصارى جهدها لإحلال الأمن والاستقرار في المدينة.
وأضاف: «نقوم بكل ما يجب من أجل عودة العراقيين إلى بلادنا، ونتعاون مع السلطات التركية لتأمين سلامة المواطنين أثناء عبور الحدود».
وأشار إلى أن «الدفعة الأولى ستكون عبارة عن 250 شخصاً، وسيدخلون الأراضي العراقية عبر معبر إبراهيم خليل الحدودي».
وحسب السفير العراقي «يوجد قرابة 207 آلاف عراقي يعيشون داخل الأراضي التركية، منهم 155 ألف ممّن سجلوا في قيود الدولة التركية، وآمل أن تزيد طلبات العودة إلى البلاد خلال الأيام المقبلة».
يذكر أن تركيا تعتبر من الدول المفضلة للعراقيين الراغبين بالسفر والاستقرار فيها، نظراً لقربها من العراق إضافة إلى التسهيلات في منح الاقامة في الفترات السابقة.
ولا تبدو واضحة، حتى الآن، أسباب إلغاء السلطات التركية لإقامة آلاف العراقيين، وسط توقعات المراقبين أن يعود بعضها إلى تدهور العلاقات بين البلدين مؤخراً.

إلغاء إقامات آلاف العراقيين في تركيا

مصطفى العبيدي

إنطلاق عملية التصويت في الانتخابات البرلمانية للجاليات الجزائرية في الخارج

Posted: 28 Apr 2017 02:15 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: يشرف وزير الخارجية والتعاون الدولي الجزائري رمطان لعمامرة اليوم السبت على افتتاح غرفة العمليات الخاصة بمتابعة عملية التصويت في الانتخابات البرلمانية، بالنسبة إلى الجزائريين المقيمين في الخارج، والذين ستنطلق عملية الانتخاب بالنسبة إليهم اليوم السبت وتستمر حتى الخميس المقبل، أي اليوم الذي ستجرى فيه الانتخابات البرلمانية بالنسبة إلى المواطنين المقيمين داخل التراب الجزائري.
وينتظر أن يشارك قرابة مليون جزائري مسجلين على مستوى القنصليات في هذه الانتخابات البرلمانية، لاختيار ممثليهم في البرلمان المقبل، وسعت السلطات الجزائرية من خلال قنصلياتها إلى حض أفراد الجالية المقيمين في الخارج على المشاركة في هذه الانتخابات، لاختيار النواب الذين يملثون الدوائر الانتخابية الموجودة في الخارج.
وستكون هذه المرة الأولى التي تتم فيها متابعة عملية التصويت عن طريق غرفة عمليات موجودة على مستوى وزارة الخارجية، والتي سيكون بإمكان المسؤولين عنها متابعة عملية التصويت لحظة بلحظة، وستكون مهلة خمسة أيام كافية لأفراد الجالية الذين يريدون التصويت في هذه الانتخابات، حتى ينتقلوا إلى مكاتب الاقتراع التي تم فتحها لهذه المناسبة على مستوى القنصليات.
وحسب وزارة الداخلية الجزائرية فإن الدوائر الانتخابية تحدد عن طريق مناطق جغرافية، وعددها أربع: المنطقة الأولى تضم الدوائر القنصلية لمدن باريس، نانتير، بوبيني، فيتري، بونتواز، ليل، ستراسبورغ وميتز، أما المنطقة الثانية فتضم الدوائر القنصلية لمدن ليون، نانت، بيزانسون، غرونوبل، سانت إيتيان، مرسيليا، نيس، مونبيليه، تولوز وبوردو، في حين أن المنطقة الثالثة تضم الدوائر الدبلوماسية والقنصلية لمدن المغرب العربي، المشرق العربي، إفريقيا، آسيا وأوقيانوسيا، والمنطقة الرابعة تضم الدوائر الدبلوماسية والقنصلية لأمريكا وباقي الدول الأوروبية، وقد خصصت السلطات الجزائرية مقعدين لكل منطقة، بمجموع ثمانية مقاعد بالنسبة إلى الدوائر الموجودة في الخارج.
وينص قانون الانتخابات بالنسبة للمترشحين على أن القوائم تقدم إما تحت رعاية حزب سياسي أو عدة أحزاب سياسية، أو بعنوان قائمة حرة مدعمة بمئتي توقيع على الأقل، بالنسبة لكل مقعد مطلوب شغله، من توقيعات ناخبي الدائرة الانتخابية، وأنه لا يسمح لأي ناخب أن يمنح توقيعه لأكثر من قائمة، لأن ذلك يعني إلغاء التوقيع، ويعرض صاحبه لعقوبات.
وينتظر أن تختتم الحملة الانتخابية يوم الأحد، ليدخل المترشحون والأحزاب في فترة صمت انتخابي لمدة ثلاثة أيام، يتوقفون خلالها عن القيام بأية نشاطات ترويجية أو دعائية، على أن تجرى الانتخابات البرلمانية يوم الخميس المقبل، وأن تعلن النتائج المبدئية يوم الجمعة الموالي من طرف وزير الداخلية، قبل أن تثبت النتائج بعد دراسة الطعون، التي تستمر قرابة أسبوع، ليعلن بعد ذلك المجلس الدستوري عن النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية من خلال بيان توضيحي، بخصوص التعديلات التي حدثت على النتائج المبدئية المعلنة من قبل وزير الداخلية.

إنطلاق عملية التصويت في الانتخابات البرلمانية للجاليات الجزائرية في الخارج

وزير العدل الموريتاني: مواجهة الجريمة كانت الشغل الشاغل للقضاء منذ مطلع العام الحالي

Posted: 28 Apr 2017 02:15 PM PDT

نواكشوط -« القدس العربي»: أكد إبراهيم ولد داداه وزير العدل الموريتاني في تقرير إحصائي قدمه لمجلس الوزراء عن نشاط القضاء خلال الفصل الأول من العام الجاري «أن مواجهة الجريمة وتنوعها وأساليبها كان الشغل الشاغل للقضاء والعدالة بشقها الجزائي في الفترة ما بين 01 يناير 2017 و20 ابريل 2017».
وأوضح في مؤتمر صحافي أمس «أن القضاء الموريتاني سجل لحد الآن 8000 حكم وقرار للمدانين وتم أمام جميع وكالات الواردات للشكاية والمحاضر أمام وكالات الجمهورية على جميع التراب الوطني، تسجيل 3705 محضر أو شكاية، حيث عولجت 3542 منها أي أنها وجهت فيها التهمة وتحركت فيها الدعوى العمومية وأرسلت للدواوين المختصة كل نازلة تتعلق بها».
وأبرز الوزير «أنه عقدت في الفصل الأول من العام، 232 جلسة وتمت جدولة 2018 قضية من بينها قضايا نوعية تتعلق بالقتل العمد والاغتصاب والمخدرات، وهي القضايا التي لا بد من أن تمر على التحقيق من حيث المسطرة ومن حيث قانون الإجراءات، كما صدر بها 1705 حكم أو قرار وتم تحرير 1307 حكم أو قرار بخصوصها».
وتحدث «عن إيجابيات التجربة الخاصة بمداومة النيابة يوميا بعد المداومة الرسمية لمعالجة الملفات وذلك للنظر وتسهيل البت في القضايا المطروحة أمام المحاكم وحلها وبخاصة في الجانب الجزائي».
وقال «إن هذه التجربة كانت إيجابية في الحد من الشكاوى المرتبطة ببطء الإجراءات القضائية ومن عدم استمرارية الجلسات بالمحاكم، حيث عولجت القضايا المتراكمة بالمحاكم وخفف اكتظاظ السجون وسهلت استمرارية العمل ليتماشى والسياسة الجنائية المرسومة في هذا المجال».
وأكد الوزير «أن من ضمن الإجراءات المقررة تطوير الموقع الالكتروني للنيابة العامة لدى المحكمة العليا الموريتانية».

وزير العدل الموريتاني: مواجهة الجريمة كانت الشغل الشاغل للقضاء منذ مطلع العام الحالي

التلفزيون الإيطالي يبث تحقيقا حول «دعارة القاصرين» في المغرب

Posted: 28 Apr 2017 02:14 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: بث برنامج «لي ييني LE IENE» (الضباع) التلفزيوني الإيطالي، مساء الأربعاء على قناة «إيطاليا 1» التابعة لقنوات «ميدياسيت» تحقيقاً حول «دعارة القاصرين» في المغرب. وهو التحقيق الذي تسبب في إبعاد معده في أيلول/ سبتمبر الماضي، من المغرب لمدة 5 سنوات.
وتمكن الصحافي الإيطالي «لويجي بيلاتسا»، من إنجاز التحقيق التلفزيوني، الذي كان قد صوره في المغرب بعد حوالي سبعة أشهر من ترحيله من مراكش، بعد أن اقتحم الأمن شقة كان يصور فيها شهادات مع قاصرين في المدينة الحمراء وأوقفه برفقة مرافقه، كما صادر كل معداته.
وقال عبر صفحته على «فيبسوك» وهو في طائرة الترحيل متجهاً نحو ألمانيا، إنه «ورغم الطرد تمكن من توثيق تورط العديد من السياح الأجانب في دعارة القاصرين في مدينة مراكش»، حيث وبسبب علمه بأن مجهوده قد يحجزه الأمن في أي لحظة، كان يبعث كل ما يصوره كل مساء إلى القناة للاحتفاظ به، وبفضل ذلك تمكن من إنجاز تحقيقه.
وكشف الإعلامي الإيطالي في تحقيقه «سهولة الوصول إلى أطفال وقاصرين لممارسة الجنس معهم مقابل مبالغ مالية»، فبعد تبادل مجموعة من الكلمات مع إحدى «نقاشات» الحناء في ساحة جامع الفنا الشهيرة عرضت عليه طفلة لم تتجاوز بعد ربيعها العاشر كما التقى، بيلاتسا الذي يعد أحد المحققين التلفزيونيين الإيطاليين، أيضاً بوسطاء ووسيطات عرضوا عليه خدماتهم، وحاور قاصرات ساءلهن عن حياتهن وعن ما يقمن به.
وختم بيلاتسا عمله بكلمة حكى فيها ما تعرض له في المغرب عند دخول عشرة من رجال الأمن لتوقيفه، وتمكن من تسجيل حواره مع الأمنيين الذين اقتحموا الشقة التي كان فيها، والذين اقتادوه لمقر الأمن للتحقيق معه، وهناك بقي لعشر ساعات، قبل أن يرافقوه إلى الفندق لجمع حقيبته، ثم الذهاب به إلى المطار، حيث رحلوه إلى ألمانيا وأن وزارة الداخلية في المغرب أصدرت قراراً يمنعه من دخول المغرب لمـدة خـمس سـنوات.

التلفزيون الإيطالي يبث تحقيقا حول «دعارة القاصرين» في المغرب

انتفاضة الأسرى والنخوة الموءودة للسياسة العربية

Posted: 28 Apr 2017 02:13 PM PDT

في مطلع ثمانينيات القرن الماضي ارتبطت المقاومة الفلسطينية بوجود فعلي لكيان فلسطيني مواز على أرض لبنان، وجاء ذلك في وقت تصاعد فيه الكفاح الإيرلندي المسلح ضد بريطانيا، وأخذ «الجيش الجمهوري الإيرلندي»، بخيار الإضراب المفتوح عن الطعام، وبدأ بأبرز قادته وأشهرهم؛ «بوبي ساندز». واعتمد التكتيك الإيرلندي على ألا يُضرِب السجناء عن الطعام في وقت واحد، ويلتحقون بالإضراب تباعا واحدا بعد آخر؛ بفارق زمني متفق عليه، وكان الهدف هو إطالة أمد الإضراب، حتى لو توفي واحد أو أكثر من المضربين.
وحين توفي أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني قرر رفاق «ساندز» ترشيحه في الانتخابات التكميلية. ونجح بالفعل، ومعه زاد الاهتمام العالمي بـ«الجيش الجمهوري الإيرلندي» ومتابعة حالة «ساندز»، وأصرت «مارغريت ثاتشر» على موقفها واعتبرته مجرمًا، ومنعت معاملته معاملة المعتقلين السياسيين، ولم تستجب لمطالبه ولا لمطالب رفاقه، وأعلنت أن ما يقوم به انتحار، وهي لا تتدخل في خياره هذا. ونتج عن تعنتها وعنادها أن لقي «ساندز» حتفه في الخامس من أيار/مايو 1981؛ في اليوم السادس والستين من إضرابه المفتوح عن الطعام، وحتى الثالث من تشرين الأول/أكتوبر من نفس العام لحق به تسعة من رفاقه الآخرين، من بينهم من واصل الإضراب لمدة 73 يومًا، وتوقِف الإضراب بتأثير ضغوط أسر المضربين وذويهم وتدخل القادة السياسيين لـ«الشين فين» (الظهير الحزبي والسياسي للجيش الجمهوري الإيرلندي)، وقامت السلطات البريطانية بعد موت «ساندز» بثلاثة أيام بتلبية مطالب السجناء؛ بصمت ودون إعلان.
تحققت كثير من مطالب شمال إيرلندا، وسلك حزب «الشين فين» والجمهوريون الطريق البرلماني لتحقيق ما يطمحون إليه، وبعد أن كانوا «إرهابيين» صاروا «شركاء سياسيين» في الإدارة والحكم، وأصبح لهم ممثلون في المجلس التشريعي.
وسبق لـ«مهاتما غاندي» أن سلك أسلوبا شبيها؛ عاش على الكفاف، وتخلى عن زيه الأوروبي، وكان يرتديه كمحام زمن إقامته بجنوب افريقيا؛ استبدل الزي الأوربي بإزار هندي يدوي بسيط يغزله لنفسه، وأقام في كوخ متواضع، ومعه عنزة يقتات من حليبها، وبذلك المسلك قاد أكبر مقاطعة في التاريخ للمنتجات والبضائع البريطانية، وكان ذلك طريقه لتحرير شبه القارة الهندية، وأصبح مضرب المثل بين سير رواد وأبطال المقاومة السلمية، بينما جاره الزعيم التاريخي للصين؛ ماو تسي تونغ اعتمد المقاومة المسلحة للفلاحين‫.‬ ونيلسون مانديلا؛ استمر في سجون نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا لسبعة وعشرين عاما، وبعد إطلاق سراحه انتُخب أول رئيس افريقي لجنوب أفريقيا.
وليس معنى ضرب هذه الأمثلة من خارج «القارة العربية» وبعيدا عن إقليم الشرق الأوسط؛ ليس معناه إهمال موجات المقاومة والمقاطعة العربية المستمرة حتى سبعينيات القرن الماضي، وكانت فترة شبه معقمة من الاقتتال الطائفي، ومن التكفير الديني والمذهبي، وخلو من الانقسام القبلي والعشائري والانعزالي، وهو ما أدى إلى إجلاء الانكليز عن وادي النيل، وخروج الفرنسيين من الشام وشمال افريقيا، فضلا عن تحرير عدن و«الجنوب المحتل» ومحميات الخليج، وكان القرن العشرين قد شهد أطول إضراب في التاريخ عام 1936 في فلسطين‫؛‬ كانت البوصلة الفلسطينية هادية في ذلك الزمن الغابر‫.‬ وهل يعيدها هذا الإضراب إلى سابق عهدها وإلى ما كانت عليه؛ بوصلة هادية وقضية جامعة؛ قبل أن تصبح غريبة بين عرب تغيرت أحوالهم واندفعوا بسرعة البرق نحو حتفهم؛ يقتلون بعضهم بعضا، ويدمرون بلادهم بأيديهم، وملايينهم تهرب إلى التيه؟‫!‬
وها هم الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني، وقد بدأوا إضرابا مفتوحا عن الطعام، منذ السابع عشر من هذا الشهر، وهو من الوسائل التي ما زالت باقية لمواجهة الاحتلال وصلفه وعنصريته، وهو الذي حرمهم من أبسط الحقوق القانونية والإنسانية والمعيشية والصحية، وفرض عليهم الحبس الانفرادي، وطبق عليهم إجراءات الاعتقال الإداري، ومنع عنهم هذه الحقوق العادلة والمشروعة، باحتلال دموي وإذلال عنصري لا يقيم وزنا لشيء‫.‬ وهذا الإضراب يشارك فيه أكثر من 1500 أسير؛ في أكثر من سجن ومعتقل‫.‬
وضمن المجهودات الداعمة دعت «اللجنة الوطنية لمساندة إضراب الأَسْرى» إلى مقاطعة شاملة للبضائع والسلع الصهيونية طيلة فترة الإضراب. وتستمر ما استمر تعنت الاحتلال في خطابه وسلوكه وإجراءاته القمعية ضد الأسرى، ويخوض الفلسطينيون ملحمة، ويظهرون إصراراً وثباتاً قل نظيره، وجاءت دعوة المقاطعة الشاملة لدعم صمود المضربين وشد أزرهم في معركتهم البطولية، وناشدت اللجنة جالبي وموردي البضائع والسلع الصهيونية التوقف فوراً عن جلبها إلى الأسواق، أو توريدها لمراكز التوزيع ومنافذ البيع الفلسطينية، وطالبت المواطنين بالتوقف كلياً عن شراء البضائع الصهيونية، التي ما زالت معروضة في الأسواق، ومنع أى سيارة أو شاحنة تحمل بضائع صهيونية من دخول الأراضي الفلسطينية‫.‬
واعتبرت «اللجنة الوطنية لمساندة إضراب الأسرى» ان ما يقوم به المواطن، وامتناعه عن شراء السلع والبضائع الصهيونية هو دعم ومساندة للإضراب. وحسم للمعركة لصالح الأسرى الصامدين في سجون الاحتلال‫.‬ هذا بالإضافة إلى إضراب شامل؛ أقرب إلى «العصيان المدني»؛ تم الإعلان عنه أمس الأول ‫(‬الخميس 27/04‫)‬، ليشمل كل مجالات الحياة التجارية والتعليمية والخدمية والحكومية والأهلية والقطاع الخاص والمدارس والجامعات باستثناء طلاب الثانوية العامة.
وأكدت «هيئة شؤون الأسرى والمُحَرَّرين» أن عددا من المضربين عن الطعام نقلوا إلى مستشفيات وعيادات السجون الصهيونية، وتدهورت أحوالهم الصحية، وبينهم مرضى أصروا على المشاركة في الإضراب.. وأوردت تقارير عن أحوال المضربين بأن أوزانهم نقصت مع بداية الأسبوع الثاني للإضراب، وبدأت معاناتهم من أثر الامتناع عن تناول الطعام، وتتضاعف معاناتهم مع استمرار سلطات الاحتلال في إجراءاتها العقابية والتعسفية بحقهم ومنعهم من التعامل مع أطباء وعيادات السجون، وحرمانهم من إجراء الفحوصات الطبية والرعاية الصحية اللازمة‫.‬
ومع استمرار أَسْر آلاف الفلسطينيين وتصاعد حملات التحريض العنصرية ضدهم ودعوات جنرالات الاحتلال المحمومة لقتلهم، وهذا يتطلب استعادة النخوة الموءودة للسياسات العربية، ورفع الوصاية عن النشاط الأهلي والشعبي الخيري التطوعي؛ لو رفعت الوصاية ما تُرك المضربون وحدهم؛ يراهنون على «المجتمع الدولي»، وإذا كان الظهير العربي والإسلامي والافريقي غائبا، فهذا مطلوب لإحداث فراغ يملأه العنف المسلح و«عسكرة» النشاط الأهلي الخيري التطوعي، والتعويل على «المجتمع الدولي» غير مجد فهو لا يعترف بغير الأقوياء ويقف سندا للأغنياء، وحتى تعود النخوة الموءودة إلى السياسات العربية فعلى المواطن الفرد تقديم ما يستطيع، وسيكتشف سكان «القارة العربية» أن قضية الأسرى قضية عربية وحقوقية وإنسانية قبل أن تكون مسألة فلسطينية، فالدولة الصهيونية التي وجدت تحالفا دوليا يمكنها من اغتصاب فلسطين كان وما زال يستهدف الوجود العربي‫.‬ لهذا فإن الانتصار لأسرى فلسطين قبل أن يكون انتصارا للعرب، فهو انتصار لقيم الحق والعدل والمساواة والسلام، رغم ظروف مأساوية حلت بالعرب، وجعلت من أغلب ساستهم رديفا للاستيطان الصهيوني، وأكثر اعتمادا على الإدارة الأمريكية وطوع بنانها‫!.‬

٭ كاتب من مصر

انتفاضة الأسرى والنخوة الموءودة للسياسة العربية

محمد عبد الحكم دياب

الأدب أصدق أنباء من السياسة والإعلام

Posted: 28 Apr 2017 02:13 PM PDT

أكثر من كتبوا عن الناقد الأدبي الفذ توفيق بكار، الذي انتقل إلى رحمة الله الاثنين عن سن تناهز التسعين، هم من الأكاديميين والباحثين الذين كانوا من طلابه في الجامعة التونسية. فقد كانت له، فضلا عن أنه من جيل الآباء المؤسسين، ريادة الاضطلاع بتأصيل الاتجاه الحداثي في مناهج النقد الأدبي في تونس بينما اضطلع صنوه وخليله صالح القرمادي بريادة تبيئة اللسانيات الحديثة (التي ظلت، حتى أواخر السبعينيات، تعرف باسم «الألسنية»). ولكن الجامعيين لا يمثلون إلا شريحة محدودة من جمهور واسع لديه معرفة بتوفيق بكار تبلغ، عند الكثيرين، حد الإعجاب. ذلك أن اسم هذا الناقد الفريد المقام قد اقترن، في الوعي العام، باسم أعظم أديب أنجبته تونس في القرن العشرين. إذ ليس هناك بين مئات آلاف التلاميذ في الثانوية، على مر العقود، من يستطيع اقتحام مجاهل أدب محمود المسعدي دون أن يكون قد توسل إليه، بادئ الأمر، بالمفاتيح القرائية التي يجود بها توفيق بكار في تلك المقدمات التأطيرية التنويرية البديعة الملازمة، لزوما يقارب الضرورة، لكل من روايات «السد»، و»حدث أبو هريرة، قال» و»من أيام عمران».
وجه التفرّد الأخاذ في نصوص توفيق بكار النقدية هو أنها كثيرا ما تضارع بإبداعيتها العمل الإبداعي الأصلي، حتى أنك يمكن أن تقرأها مستقلة بذاتها: نصوصا هي من أبدع البديع، حسب العبارة التي أطلقها هو نفسه، في نهاية العام الماضي، وصفا لمسرحية «الإخوة هاملت» للكاتب توفيق بن بريك. وإضافة للتجديد في المناهج – باستلهام الشكلانية عند الروس والبنيوية والإنشائية (أو الشعرية) عند رومان ياكبسون وتزفيتان تودوروف (الذي كنا كتبنا عنه هنا بمناسبة وفاته قبل ثلاثة أشهر) والبنيوية التوليدية عند لوسيان غولدمان – جدد توفيق بكار في مادة المتن الأدبي الذي كان يدرّسه للطلاب، فأدخل أسماء تونسية شملت علي الدوعاجي والبشير خريف وعز الدين المدني ومحمود المسعدي. كما أدخل أسماء عربية كان منها الطيب صالح واميل حبيبي وجمال الغيطاني وعبد الرحمن منيف وفؤاد التكرلي ومحمود درويش.
وأذكر أني شهدت في دار الثقافة ابن خلدون عام 1983، أيام كان الكاتب المسرحي سمير العيادي مديرا لها، المحاضرة التي قدّم فيها توفيق بكار رواية «الياطر» للكاتب السوري حنا مينه وأشاد بها أيّما إشادة. وقد قام بعد ذلك بإصدارها في سلسلة عيون المعاصرة التي لا تزال مستمرة حتى اليوم منذ أن أسسها عام 1979 مع محمد المصمودي صاحب دار الجنوب للنشر. وكان مما قاله توفيق بكار ردا على المثقفين الذين عاتبوه ليلتها على شدة شغفه بأدب المسعدي: الرأي عندي أن نص المسعدي هو أقوى نصوص الأدب التونسي، ولكنني متعطش دوما لاكتشاف الجديد، وخصوصا جديد الشباب. ثم التفت إلى المنشّط الثقافي أحمد حاذق العرف الذي كان جالسا بجانبه وأشهده قائلا: ألست دائما ما ألح عليك في تزويدي بالجديد؟
ولأنه لا يني يتصيّد الجديد، فقد كان هو الذي قدّم لرواية المناضل الوطني والنقابي مصطفى الفيلالي «مانعة: من أيام قرية الجبل» التي صدرت في سلسلة عيون المعاصرة عام 2004. وهي رواية متميزة اكتشفنا بفضلها أن الشيخ التسعيني الجليل مصطفى الفيلالي ليس شخصية وطنية فحسب وإنما هو، كذلك، أديب أصيل!
كان توفيق بكار أكاديميا رائدا وسم أجيالا من الجامعيين بميسمه التكويني الفارق. وكان مناضلا يساريا حررته سعة الالتزام الثقافي من ضيق الانتماء السياسي. أما الأوقع والأبقى فهو أنه كاتب فذ يتقن نفث السحر في النثر، على ما في مقوله النقدي من دقة الرأي وبنائية الاستدلال. الحسن والتفنّن هما علامتا جميع كتاباته، بما فيها ترجماته الفرنسية مع صالح القرمادي لمختاراتهما من الأدب التونسي. وليس أدل على أناقته في استثمار المناهج الحديثة في دراسة الأدب من نصه التحليلي لقصيدة أبي نواس الشهيرة التي مطلعها «نضت عنها القميص لصب ماء… فورّد وجهها فرط الحياء». وقد نشر النص مطلع الثمانينات بعنوان «في جدلية الانكشاف والاحتجاب». أما دراساته في الأدب العربي المعاصر وما يثيره من خطير القضايا الاجتماعية والسياسية ودفينها، فإنها أقوى مصداق على صحة قوله البليغ: (..) ولا ينبئك عمّا بقوم أصدق من أدبهم.

٭ كاتب تونسي

الأدب أصدق أنباء من السياسة والإعلام

مالك التريكي

ماذا يخبئ اردوغان في جعبته للعالم وللمنطقة العربية!

Posted: 28 Apr 2017 02:13 PM PDT

يعتبر فوز الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بداية الاسبوع الماضي في استفتاء توسيع سلطاته، مكملا لفوزه الأول في 2002 كأول رئيس ينبثق من التيار الإسلامي… وإن كان فوزه الثاني ليس بنفس مستوى الحماس والشعبية التي حظي بها في السابق… فالفوز كان هذه المرة بفارق لا يتجاوز 2٪ بمعنى أنها تعبّر بشكل كبير عن عدم رضا وخوف من المستقبل من شريحة كبيرة من المجتمع التركي وخوفا من العودة إلى الوراء… سواء للأسلمة المجتمعية التي عمل لها خلال فترة حكمه… أو العودة إلى الديكتاتورية واستبداد السلاطين الذي ستخوله له التعديلات الدستورية الجديدة. خاصة مقارنة بالنهج العلماني الذي أسس له منقذ الأمة التركية كمال الدين أتاتورك.
في حال نجح اردوغان في لملمة جراح الشعب التركي وإعادة الوصال والوحدة بين قطاعاته المنقسمة… وأعاد الحياة للاقتصاد المتدهور… والأهم تحجيم آمال الأكراد. فإن نتيجة هذا الفوز ستتخطى حدود تركيا سواء على الصعيد الإقليمي أو الأوروبي وحتى الدولي. وعلى رأسها الصعيد الإسلامي وأحلام الخلافة.
اعتبر الإسلاميون هذا الفوز انتصارا كبيرا للإسلام، أما على الصعيد الإقليمي خارج الحدود التركية، وفي ظل التدهور والاحتقانات في العديد من الدول العربية سيعمل اردوغان على خلق شخصية الخليفة المؤمن واستغلالها في المنطقة العربية من خلال تعاطف الشعوب العربية مع هذه الصورة، وسيساندها الحكام العرب وبالذات الدول الخليجية خوفا من محاولات الهيمنة الإيرانية والتشيع.
ليس هناك شك في تنافسه الإقليمي الغير معلن مع إيران التي رسّخت لوجودها العسكري الفعلي في العراق وسوريا، ولكن ومما لا شك فيه بأن اردوغان يطمح لاستعادة دوره الإقليمي من خلال التحالف القوي مع واشنطن التي احتارت في كيفية التعامل مع المنطقة، من خلال توظيف الملف النووي الإيراني لصالحه في هذا التحالف. ولكن هذا الدور أعطاه الرئيس الحالي دونالد ترامب لمصر لما لها من مكانة شعبية في المنطقة ولدعمها الحقيقي في العمل على محاربة التطرف والحرب على الإرهاب. فمن الذي ستدعمه الشعوب العربية.
على الصعيد الأوروبي، مل اردوغان من رفض الاتحاد الأوروبي المتكرر لقبول عضوية تركيا، دهاؤه السياسي كان في استعمال ورقة المهاجرين (2.8 مليون) في ابتزاز الاتحاد التي أخذ فيها بلايين الدولارات من أوروبا في السنة الماضية، ثم استغلاله للاجئين كورقة لصالحه في الاستفتاء الأخير حيث أعطى الجنسية للآلاف منهم. وربما يدفعه طموحه وحقده على الاتحاد الأوروبي بفتح الحدود أمام المهاجرين وهي ورقة لا يزال يحملها في جعبته لتهديد أوروبا. المواجهة الفعلية مع دول الاتحاد كانت حين حاول اختبار أوروبا بفتح أبوابها لوزرائه لحشد أصوات المواطنين من أصول تركية للاستفتاء الأخير على الدستور، والذي رفضته الدول الأوروبية شكلا وموضوعا على اعتبار انهم مواطنون أوروبيون يحملون جنسية الدولة التي يقيمون فيها وأن هذه الدولة لا تريد التورط في الأمور الداخلية لتركيا. إضافة إلى خوفها من انقسام بين مواطنيها من الأصول التركية او الكردية مما يهدد السلم المجتمعي فيها.. كل ذلك مهد الأرضية لاردوغان للتخلي عن هذا الحلم، وتبديله بحلم الزعامة الإقليمية في المنطقة وبالذات المنطقة العربية لإعادة إحياء اقتصاده المتدهور في واحدة من أكبر المناطق الاستهلاكية في العالم. حقيقة أن نتيجة الاستفتاء أذهلت اوروبا وأخرجت الانتقادات الحادة بسؤال واحد: كيف رضي الشعب التركي بشكل من أشكال الاستبداد؟ وأكّد الخوف من الإسلام وأعادت إلى الأذهان حروب تركيا في اوروبا في الماضي. الأمر الذي حدا بالاتحاد الأوروبي بالتمسك بإرسال بعثة لتقييم التعديلات الدستورية خاصة ادعاءات المخالفات منها. ولكن السؤال هو ما الذي ستستطيع أوروبا عمله لتحجيم هذا العملاق الجامح؟ مرة أخرى تحدى اردوغان الاتحاد الأوروبي الذي على وشك الانفراط حين صرّح بورقة استفتاء عام على إعادة العمل بعقوبة الإعدام التي لغتها الحكومة التركية سابقا بناء على طلب الاتحاد لتسهيل قبول عضوية تركيا فيه. إن مثل هذا الاستفتاء سيؤكد للاتحاد وللعالم أجمع في حال نجاحه استحالة وعي الشعوب الإسلامية بمبادىء حقوق الإنسان. وسيعمل على عزل تركيا وحرمانها من الاستثمارات الأجنبية، ولكن وبالتأكيد أن تعويل اردوغان الأكبر سيكون على الدول الخليجية الغنية.
السؤال الحتمي والذي يفرض نفسه هو هل سيستبدل العرب محاولات إيران في الهيمنة الإقليمية ومعرفتهم بدوافعها وطموحاتها، بطموحات وهيمنة تركية في ظل تجربتهم المظلمة من الخلافة العثمانية؟ في كل الأحوال هو نصر مرهون مسبقا بـ1-قدرته على تأكيد عدم المس بنتائج الانتخابات التي يطعن فيها حاليا كلا أكبر حزبين معارضين في تركيا حزب «الشعب الديمقراطي» المتعاطف مع حقوق الأكراد وحزب «الشعب الجمهوري» وينظر لها الاتحاد الأوروبي بعين الريبة والشك. 2- قدرته على توحيد الشعب التركي المنقسم بين استبداد اردوغان والأسلمة المجتمعية التي عمل عليها خلال السنوات الماضية. وبين شريحة أخرى من الشعب لا تملك الوزن الاقتصادي للشريحة الأولى؟ فوزه في الاستفتاء نصر آخر… ولكن قد يكون أغلى من حياته السياسية والفعلية، أو ثورات مشابهة لثورات الربيع العربي الذي لم يزهر.

٭كاتبة وناشطة فلسطينية

ماذا يخبئ اردوغان في جعبته للعالم وللمنطقة العربية!

أحلام أكرم

لاءات بريطانيا الثلاث

Posted: 28 Apr 2017 02:12 PM PDT

لم يكن مستهجناً أو مفاجئاً قرار الحكومة البريطانية رفض طلب الاعتذار على جريمة إصدار وعد بلفور المشؤوم قبل نحو مئة عام، ولم يكن متوقعاً على الاقل بالنسبة لي ان تذعن وزارة خارجية لندن للطلب في أول محاولة وبدون ضغوط فعلية وحقيقية وبدون ان تشعر او تحس بأنها ستدفع ثمناً باهظاً لهذا الرفض.
وليس رفض الطلب هو أسوأ ما في الرد البريطاني على الطلب الفلسطيني الذي جاء على لسان الرئيس أبو مازن في اكثر من مناسبة وآخرها في الحوار الذي اجرته معه «القدس العربي» على هامش القمة العربية، أواخر آذار/مارس الماضي. وهدد ابو مازن في ذاك الحوار بملاحقة بريطانيا في كل المحافل الدولية.
وكما أسلفت فقد كان الرفض متوقعاً وقد ارادت وزارة الخارجية البريطانية بردها الفظ والوقح والاستفزازي «فرك بصلة» في أعين الفلسطينيين ومن يؤيدهم في هذه الحملة. وهي عملياً تقول للجميع «اللي يطلع بإيدكم يطلع في مكان آخر…» ويجب ألا نلومها بل نلوم انفسنا.
«أليست لندن هي مربط خيولنا؟»
.. أوليست اسكتلندا هي التي تصنع لنا او كانت قبل دخول الصين على الخط، اجود أنواع «الاشمغة» رمز الفخر والاعتزاز العربي»؟
ولكن ما لم يكن متوقعاً هو اعراب الوزارة وبكل صفاقة ووقاحة عن فخرها واعتزازها بدور لندن في إيجاد دولة اسرائيل، دون الاشارة بأي شكل الى انها جاءت على حساب تهجير ودماء شعب آخر.. أي وقاحة هذه وأي استخفاف بمعاناة الشعب الفلسطيني…
وفي الحقيقة ومن باب جلد الذات اننا ولا اقصد الفلسطينيين فحسب بل العرب بالمجمل نستحق هذه المعاملة لاننا لم نتعلم الدروس من تجاربنا وتجارب غيرنا وجاءت مطالباتنا بحقوقنا متأخرة عشرات السنين.. ويضيع أي حق ليس وراءه مطالب.
بيد أنه يجب ألا يكون هذا الرفض آخر المطاف بل لا بد أن يكون محفزاً لبذل المزيد وإيجاد الطرق الكفيلة باقناع او بالأحرى الضغط على حكومة تيريزا ماي المحافظة ومن يخلفها ان هي خسرت في الانتخابات المقبلة، للاعتذار عما تسببت به بريطانيا من مآسٍ بسبب الوعد المشؤوم قبل نحو مئة عام، لا يزال الشعب الفلسطيني ومنطقة الشرق الاوسط برمتها يدفعون ثمنه.
ان رد الحكومة البريطانية يعكس ايضاً استخفافها بنا وبمشاعرنا وبأحاسيسنا وبمآسينا لأنها لو كانت تقيم لنا، أي وزن.. لوازنت على الاقل بين فخرها واعتزازها بالمساعدة في اقامة دولة لليهود، بإعلانها الاعتراف بدولة فلسطين ولمارست دورها في تطبيق الجزء الثاني من قرار التقسيم الدولي رقم 181. ولكنها لا.
وللتذكير فقط وليس محاولة لتقديم محاضرة في التاريخ، فبلفور، هو وزير الخارجية البريطانية آرثر جيمس بلفور، كاتب الرسالة التي اصبحت وعداً، وبعث بها في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1917 الى اللورد الصهيوني ليونيل وولتر دي روتشيلد، واعداً فيها بان تساعد بريطانيا، في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
ومنحت الخارجية البريطانية هذا الوعد حتى قبل ان تكون فلسطين خاضعة لانتدابها (1920 – 1948) وفق تقسيمات اتفاق سايكس بيكو لعام 1916، بين فرنسا ممثلة بالدبلوماسي فرانسوا جورج بيكو، وبريطانيا ممثلة بالمستشار الدبلوماسي الكولونيل سير مارك سايكس، وبموافقة روسيا القيصرية. وفي هذا الاتفاق تناهشت القوتان الاستعماريتان الرئيستان في حينه، سراً مخلفات الدولة العثمانية في منطقة الهلال الخصيب بعد هزيمتها في الحرب العالمية الاولى. وظل الاتفاق الكولونيالي، طي الكتمان الى ان فضحته الثورة البولشفية التي اطاحت حكم القياصرة في روسيا عام 1917.
وللتذكير ايضاً فإن وزير الخارجية البريطاني الحالي هو بوريس جونسون أشد المغرمين بإسرائيل وديمقراطيتها!، وان كنا لا نحمّله وحده، مسؤولية هذا الرد، فالحكومة بمعظمها شديدة التأييد لدولة الاحتلال مع أنها تقف في بعض القرارات الدولية ضد الاحتلال مثل القرار الدولي 2334 الذي أدان الاستيطان.. ولكنها في الوقت نفسه قاطعت عملياً مؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط، وحالت دون تبني الاتحاد الأوروبي للبيان الختامي للمؤتمر.
نعود الى رد الخارجية البريطانية على الاعتذار الذي طالب به أكثر من11 ألف بريطاني في عريضة قدمت قبل نحو اسبوعين، وهو ما يلزم الحكومة البريطانية بإرسال رد رسمي في غضون أيام ثلاثة.
بالمناسبة لو حصلت العريضة على مئة ألف توقيع لأرغمت الحكومة على مناقشة الطلب في مجلس العموم. ولكن للأسف فإن الكثير منا لم يكلف نفسه عناء إضافة اسمه او اسمها الى العريضة.. ورغم ذلك فان الوقت لم يفت بعد ولا يزال هناك نحو ستة أشهر قبل ان تحيي بريطانيا الذكرى المئوية لوعد بلفور.
فماذا جاء في الرسالة:
«إن اعلان بلفور هو بيان تاريخي، ليس لدى حكومة جلالتها النية للاعتذار عنه. ونحن فخورون بدورنا في إقامة دولة اسرائيل ومهمتنا الآن هي تشجيع التحرك نحو السلام.
ان الاعلان كتب في عالم قوىإمبريالية متنافسة، في خضم الحرب العالمية الاولى وفي نهاية الامبراطورية العثمانية. وفي هذا السياق فان اقامة وطن لليهود في الارض الذي تربطهم بها علاقات تاريخية ودينية قوية، كان الشيء الصح والاخلاقي، خاصة على خلفية قرون من الاضطهاد. بالطبع فان تقييماً كاملاً للاعلان وما تبعه هو أمر يترك للمؤرخين.
الكثير حدث منذ عام 1917. نحن نعترف بأن الاعلان كان لا بد ان يدعو الى حماية الحقوق السياسية للمجموعات غير اليهودية في فلسطين، خاصة حق تقرير المصير. ولكن الشيء المهم الان هو ان نتطلع الى الامام ونحقق الامن والعدل للاسرائيليين والفلسطينيين عبر تحقيق سلام دائم. ونحن نعتقد ان افضل السبل لتحقيق ذلك هو من خلال حل الدولتين: تسوية متفاوض عليها تقود الى اسرائيل آمنة ومؤمنة الى جانب دول فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة، على أساس حدود 1967 مع تبادل أراضي متفق عليه، والقدس عاصمة مشتركة للدولتين وحل عادل وواقعي ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين.
نحن نعتقد ان مثل هذه المفاوضات ستنجح فقط إذا ما جرت بين الإسرائيليين والفلسطينيين مع دعم مناسب من المجموعة الدولية. وسنظل على تواصل وثيق مع الطرفين والشركاء الدوليين للتشجيع على مفاوضات ثنائية ذات معنى. نحن لا نقلل من شأن التحديات ولكن اذا ما ابدى الطرفان قدرات قيادية شجاعة، فان السلام سيكون ممكناً. وان المملكة المتحدة مستعدة لان تعمل ما بوسعها لتأييد هذا الهدف».
فماذا نقرأ من هذا الرد.. اولاً ان بريطانيا تعاطفت مع اليهود بسبب الاضطهاد الذي لحق بهم على مدى قرون وعلى ايدي اوروبيين، وارادت ان تكون كريمة معهم.. وهذا حقها ولكن كان يجب ان يكون كرمها من «كيسها» كما يقال وليس من كيس غيرها.. وعلى حسابها وليس على حساب شعب اخر.
ثانياً ان بريطانيا تأبى ان تتعاطف مع الشعب الفلسطيني رغم مرور قرن على مسؤوليتها عن مأساته وتهجيره، بل تمعن في غيها وتحتفل بذكرى نكبته.
ثالثاً ان بريطانيا تريد ان تقول لنا يا «جماعة خلص» وعفا الله عما سلف ونحن ابناء اليوم وليس زمن التنافس الامبريالي… ولكنها لا تطبق هذه السياسة على نفسها.. وهي مستعدة لخوض حرب حتى مع اسبانيا لانها تطالب بجبل طارق.. كما فعلت مع الارجنتين في جزر الفوكلاند في ثمانينيات القرن الماضي.
رابعاً ان احياء الذكرى المئوية للوعد المشؤوم ستتم في موعدها، ضاربة بعرض الحائط بمشاعر وأحاسيس ومآسي الفلسطينيين.
وخامساً ان بريطانيا بلؤمها لم ترد ان تقطع الحبل بالكامل، فألقت لنا بعظمة الاعتراف بأن الاعلان كان يجب ان يدعو الى حماية الحقوق السياسية للجاليات غير اليهودية في فلسطين، خاصة حق تقرير المصير… ولكنها لم تحاول ان تدفع ولو جزءاً من الفدية بالاعتراف بدولة فلسطين.
وباختصار فان بريطانيا ترد بثلاث لاءات.. لا للاعتذار عن الجريمة.. ولا للتراجع عن الاحتفال بالجريمة.. ولا للاعتراف بدولة فلسطينية دون موافقة إسرائيل.. «واللي مش عاجبه يبلط البحر».
«كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

لاءات بريطانيا الثلاث

علي الصالح

ملاحظات من وحي المكلمة

Posted: 28 Apr 2017 02:12 PM PDT

لم يفقد الرئيس السيسي قدرته على إثارة دهشتي بعد في كل المناسبات التي يتكلم فيها، خاصةً حين يرتجل، ويتعين علي في هذا السياق أن أعترف بأنني أنتظر متشوقاً تلك الفرص وأتابعها بشغف. آخرها كان في مؤتمر الشباب في الإسماعيلية، تلك الحلقة الثالثة من ذلك المسلسل/التقليد الجديد الذي لا نعرف إلى متى سيمتد.
ما لم أصل إلى فهمه حتى الآن هو ولع الرئيس بتلك الاستفاضات في شرح رؤاه حيث ينتهز كل فرصةٍ سانحة ليقلبها إلى مكلمة، وإذ يذكرني في ذلك بالمرحوم الرئيس السادات الذي دأب بدوره في آخر أيامه على التعامل مع مقابلاته التلفزيونية كأحاديث مصاطب، فإنه يؤكد تلك القناعة المتنامية التي خلُصتُ إليها بأن الكثير من الظواهر سواءً في السلوك الشخصي أو الجماعي في بلداننا، خاصةً في ما يتعلق بسلوك الرؤساء لا يمكن تحليله وفهمه سوى على أرضية علم النفس، ولعل الصلة تتوثق حين نتذكر أن الرئيس السيسي تسلم سيفاً من السادات في المنام…ما لم يوضحه من طعن به.
أمران يشغلانني في مؤتمرات الشباب تلك، أولهما الغرض منها والثاني ما يمكن قراءته مما جاء فيها.
وقد ذهب البعض إلى كونها مفيدة معتبراً إياها نوعاً من بادرة الانفتاح السياسي على الشباب وفرصةً للتنفيس للتقارب معهم، إلا أنني أرى في ذلك الكثير من حسن النية وإن لم يخل من وجاهة.
أولاً، نحن لا نعلم ما هي المعايير أو المقاييس التي تراعى في اختيار هؤلاء الشباب. عن نفسي لا أرى لدى النظام أي نية للانفتاح السياسي بمعنى التعددية ومشاركة السلطة وتداولها، ولعل من اللازم هنا التذكير بشهادة حازم عبد العظيم التي صرح فيها بوضوح لا يحتمل اللبس أن قائمة حب مصر اتفق عليها داخل جهاز المخابرات. الأقرب إلى ذهني هو أن أحداً ما في النظام قد فطن إلى وأدرك أنه يعاني فراغاً تنظيمياً. في صعوده للرئاسة اعتمد الرئيس السيسي وتلك التركيبة الحاكمة التي تشكل نظامه على القوات المسلحة والمنظومة الأمنية – الاستخبارية فأطاح بجماعة الإخوان وانطلق يطاردهم في ما بات يمكن تشبيهه ب»مطاردة ساحرات» وزج بمعارضيه في السجون ضارباً عرض الحائط بأي سقفٍ أو موانع أو تحفظاتٍ على العنف، لكنه يكتشف الآن أن ذلك لا يكفي. يجوز أن ثمة أحزاباً على الساحة، المعارض منها والمساند، غير أنها في المجمل لا تمثل النظام تماماً ولا تنطق باسمه ولا ينتمي الرئيس لأيٍ منها كما كان الحال مع كل التنظيمات السابقة والأطر التي ولدت في أحضان السلطة بدءاً من هيئة التحرير ووصولاً إلى الحزب الوطني، وبالتالي فإن الحكومة الحالية لا تعدو كونها مجموعة من التكنوقراط نعلم بطبيعة الحال ولاءهم للنظام إلا أنهم في الظاهر لا ينتظمون في صفوف حزبٍ يضم الرئيس.
من الوارد جداً أن يكون الهدف من تلك الاجتماعات هو جس النبض ومحاولة التخفيف من حدة الاحتقان المتنامي جراء السياسات الاقتصادية المجحفة في حق السواد الأعظم، أي الظهور بمظهر الانفتاح السياسي والتواصل الجماهيري.
من ناحيةٍ أخرى، قد تشكل نواة حشدٍ للشباب في إطارٍ تنظيميٍ مستقبلي لم تختمر فكرته بعد يكون وسطاً أو خليطاً بين التنظيم الطليعي وجمعية جيل المستقبل.
أما في ما يتعلق بما يمكن قراءته، فلا يعنيني شكوى الرئيس من التلكؤ وعدم الكفاءة، فهو بذلك يكرر ما قاله مراتٍ عدة من قبل من كون مصر لم تعد سوى شبه دولة. ما لفت انتباهي شخصياً هو ما قاله عن «فهمه» هو للتحديات، وهذا بالتحديد ما يخيفني: فهمه.
فقد تحدث عن الجيش الذي يقوم بدورٍ تنموي موازٍ للدولة وأنه وضعه تحت أقدام المصريين. حسب معلوماتي فالمؤسسة العسكرية جزءٌ تابعٌ للدولة تتلقى مخصصاتها المالية منها ومن المفترض أن تخضع ميزانيتها للرقابة العامة ممثلة في نواب الشعب والإعلام الخ بشفافية.
ليس من المفترض أن تقوم بدورٍ اقتصادي «يوازي» دور الدولة، كما أنه لما كان الجيش المصري يعتمد على المجندين فمن غير المقبول أن يمن علينا بوضعه تحت أقدامنا، وهو ما لم يفعله في حقيقة الأمر، وإنما يتم استغلالهم في امبراطورية الجيش الاقتصادية الأضخم والمتشعبة في ظروف سخرة بهدف التربح أولاً.
مزعجٌ جداً أيضاً أن نرى رئيساً مفاهيمه عن معنى كلمة الدولة وأدواتها ملتبسة إلى هذا الحد كما يخلط بين النمو والتنمية. أجل، فهمه ذاك هو ما يقلقني ويخيفني، وفي غيبة أي حزبٍ حقيقي، أصبح هو الدولة والدولة هو، وعلى ذلك فهذا البلد الذي تحدق به كل تلك الكوارث (باعترافه وإلحاحه ) يقوده هو بفهمه ذاك!
وكعادته، لم يفته أن ينهر الحاضرين ويخوفهم من التحرك ضد الدولة والنظام لأن في ذلك مجلبةً للخراب، وبالتالي فهو سيمضي في طريقه وانحيازاته محملاً مسؤولية أي خرابٍ مقبل على تذمرٍ محتمل.
أليس من الممكن أن يحتوي الناس مثلاً وينحاز لهم، أن يقدم بعض التنازلات ما دام خائفاً إلى هذه الدرجة من الانتفاضات أو الثورات؟!
فهم الرئيس هو المشكلة. فهمٌ تقليدي متشرب من الثقافة الدارجة التي وصلتنا عبر عقود وقرون الانحطاط المديد تضاف إليها ثقافة عسكرية محدودة وشحيحة المصادر.
لست ممن يراهنون على توقيت سقوط النظام أو ثورةٍ وشيكة، فأنا أدرك أن هناك بديلاً للثورة: التوحش والتفسخ المجتمعي، كما أنني ما زلت أرى أن أحد أكبر أزماتنا الملحة هو غياب التنظيمات ذات الشعبية التي تطرح نفسها كبديل (عدا الإخوان بالطبع) إلا أن كل ذلك لا ينفي ولا يتعارض مع ما خرجت به من اللقاء: الأزمة الاقتصادية – الاجتماعية المتفاقمة والإفلاس السياسي مع المحاولات اليائسة لملئه.

ملاحظات من وحي المكلمة

د.يحيى مصطفى كامل

تمرد الأسرى اللاعنفي… وقلب معادلة القمع

Posted: 28 Apr 2017 02:11 PM PDT

في فلسطين المحتلة جبال من التعقيدات الجاثمة على صدور الناس. الأكثر تعقيداً في بنية هذه الجبال، هو انعدام الأفق، غياب الرؤية، تضاعف الظلم والالم بشكل يومي. الاحتلال هو الأساس في كل العقد، وهو المسبب الأول لكل أشكال الاحباط وضيق الأفق.
لا حاجة لنا في تذكير أنفسنا بالحجم الهائل من الصعوبات والمشاق التي خلقها الاحتلال ولا زال عبر آلته العسكرية، وسيطرته الكاملة على كل مناحي الحياة الفلسطينية. هناك يقين بأن الاحتلال يريد ان يستمر الى ما لا نهاية، وان يمارس احتلاله بشكل رخيص جداً، احتلال وحشي ظالم، ولكن دون تكاليف عالية. احتلال يمارس عنجهيته وقهره دون أي حساب، الا إذا كان هذا الحساب مدفوعاً من جيوب الفلسطينيين.
في نظرة مبسطة على الأمور، نجد ان الاحتلال الإسرائيلي قد نجح فعلياً في خلق قواعد جديدة لتوطيد رموزه الاحتلالية بشكل غير مسبوق، بحيث يصبح هذا الاحتلال العنصري، ممولاً من قبل الجهات المانحة والفلسطينيين أنفسهم، وما تستفيد منه دولة الاحتلال على كل المستويات.
في العقدين الأخيرين، وبخطوات عملية صارخة نراها بأم العين، أريد للاحتلال ان يتحول إلى قدر لا فكاك منه او من قيوده الكابتة لأنفاس الفلسطينيين ومناصريهم حول العالم. شهدت هذه العملية تحولات أساسية في كيفية تعاطي الاحتلال الإسرائيلي مع الشعب الفلسطيني بقطاعاته المختلفة وسلطته الحاكمة.
في خضم ذلك، لم يتوقف الاحتلال عن حملات الاعتقالات التعسفية اليومية دون اعتبار لوجود السلطة الفلسطينية على الأرض والتي ترتبط معه باتفاقيات امنية واقتصادية وسياسية مفصلة. الحصيلة آلاف من المعتقلين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية. في هذه المعتقلات، تتعمد إدارات سجون الاحتلال اذلال المعتقلين وقمعهم، بل وحرمانهم من ابسط حقوقهم الإنسانية. هذا بالإضافة الى الاعتقال الإداري الذي ورثه الاحتلال الإسرائيلي عن الحكم العسكري البريطاني أيام «انتدابه على فلسطين»، والذي يستخدم كسيف مسلط على رقاب الالاف من النشطاء الفلسطينيين، ومن ضمنهم رواد المقاومة الشعبية اللاعنفية، أولئك الذين يزجون في السجون دون أي محاكمات او اتهامات او الخضوع للتحقيق، ويمضي بعضهم العديد من السنوات على هذه الحال.
بعض هؤلاء المعتقلين قرروا خوض اضرابات فردية مفتوحة عن الطعام، وصلت في بعض الأحيان الى تسعة أشهر متواصلة حتى يتم إيقاف اعتقالهم الإداري، كما حصل مع سامر العيساوي.
وعلى الرغم من الاختراقات الفردية التي حققها هؤلاء المعتقلين والتي انتهت بالإفراج عن عدد منهم او بإيقاف تمديد اعتقالهم الاداري، الا ان ذلك لم يغير شيئاً من الممارسات اللاإنسانية لإدارات السجون، بل ان هذه الإدارات استمرت في نهجها القمعي ظناً منها بعدم قدرة المعتقلين على توحيد قرارهم بكيفية مواجهة حملات القمع المنهجية بحقهم.
يأتي اضراب الاسرى الجماعي المستمر منذ أسبوعين تقريباً بقيادة مروان البرغوثي المعتقل منذ 15 عاماً، كرسالة واضحة بأن صبر المعتقلين قد نفد، وبأنهم قادرون على قلب معادلة القمع على دولة الاحتلال. بل وان الاسرى، وعلى رأسهم البرغوثي، يرسلون رسالة لا مشقة في قراءتها، بأن الاسرى هم سر الإجماع الوطني، وسر وحدة فصائله وتوحدهم حول رمزية الاسرى دون حسابات ضيقة مقيتة. تتجلى هذه القدرة من خلال التضامن الشعبي الواسع مع حركة الاضراب، وتصعيد الخطوات الداعمة له في كل أماكن التواجد الفلسطيني، وكأن الاسرى يعيدون البوصلة الى اتجاهها الصحيح، بل ويرسخون قدرتهم على القيادة بروح وطنية جماعية يبدو انها تربك الاحتلال وقياداته.
يتحرك الاسرى بإضرابهم نحو الامام، لكن هذه المرة بصياغة مختلفة، فيها إصرار على إعادة التفكير بالقيمة المضافة للحركة الوطنية الاسيرة، وقدرتها على إعادة صياغة وتمتين المقاومة الشعبية الجماعية المؤثرة، والقادرة على حصد النتائج المطلبية وتعزيز قيمة المطالب الوطنية السياسية. يتفاءل الكثيرون بان تقوم الفصائل الوطنية والسلطة الفلسطينية باتخاذ خطوات عملية مستمدة من الروح القتالية للأسرى المضربين عن الطعام، وان تبث حياة جديدة في الروح الوطنية الفلسطينية التي تراخت عبر العقدين الماضيين، والاهم من ذلك، تصليب الوحدة الداخلية على المستوى الشعبي بعيدا عن الانقسامات الفصائلية التي تعمق الجراح وتشوش على قدرة الفلسطينيين بتحقيق انجازهم الوطني. الاسرى يعودون بسلاح لا عنفي جديد قديم، يؤسسون لروح وطنية جامعة ومتجددة أيضا، ربما اريد لها، في عقول وقلوب قادتها أن تؤشر لبداية مرحلة جديدة.
في اتجاه اخر، وتزامنا مع اضراب الاسرى، فقد اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالآلاف من المنشورات والتعليقات الصادرة عما يسمى «حراك الاتصالات» والمعنون ب «بكفي يا شركات الاتصالات». هذا الحراك وصل تقريبا الى ربع مليون عضو، كلهم أو جلهم يحتجون على المعاملة غير العادلة التي يتلقاها المشتركين من مزودي الاتصالات الرئيسيين في الأرض المحتلة وخصوصا شركتا جوال والاتصالات الفلسطينية «بال تل»، وبأقل حدة شركة الوطنية.
من المثير ان يتطور الحراك بشكل تصاعدي ويكتسب دعما يوميا من القطاعات الشعبية المختلفة. ومن المثير أكثر بأن هناك تجاوب عريض للخطوات التي يقودها الحراك والتي دفعت الاف المشتركين لايقاف اشتراكاتهم مع هذه الشركات، رافضين العودة عن ذلك الا بعد قبول شركات الاتصالات بشروط الحراك واولها تخفيض تعرفة الاتصالات الثابت والجوال والنفاذ الى شبكة الانترنت، وتحسين شروط الخدمات المقدمة، مع مقارنة دائمة بما تقدمه الشركات الإسرائيلية والاردنية من شروط وأسعار الخدمات المماثلة.
التحرك الجماعي، تحرك لم يسبق ان حصل من قبل، على الرغم من الازمات والضوائق الاقتصادية الكثيرة التي مرت على الفلسطينيين في العقدين الأخيرين، ولكن ما يمكن ان يستشف او يقرأ مباشرة من مطالب الحراك هو التمرد ضد الاحتكارات الرأسمالية «واهمها في قطاع الاتصالات» والتي جعلت بعض السلع الأساسية بيد دائرة ضيقة جداً من المستثمرين الذين يحتكرون قطاعات استثمارية متعددة تمس حاجات الناس اليومية. مجمل التعليقات التي يمكن قراءتها تأتي في إطار التعبير عن نفاد صبر الناس العاديين، وبدء مرحلة رفع الصوت بشكل عالٍ وإلحاقه بخطوات احتجاجية عملية مباشرة، يبدو أنها بدأت بالتأثير فعلياً على حجم أرباح شركة الاتصالات التي أعلنت تقلص أرباحها للربع الاول في هذا العام بأربعة ملايين دينار أردني قياساً بما يقابله من أرباح الربع الأول من العام الماضي.
طبعاً الأسئلة المطروحة كثيرة وذات اتجاهات متعددة، وربما انها تحمل دلالات بحاجة الى قياس علمي وموضوعي، ولكن التقدير العام، يؤشر الى ان الفلسطينيين، في هذه الحالة هم الاسرى، ونشطاء حراك الاتصالات، يبعثون وبشكل لا لبس فيه، بأن الوضع السياسي الحالي، ممثلاً بالاحتلال ومخلفاته، والحالة الاقتصادية، ممثلة بالاحتكار وأدواته، يؤجج حالة ضغط هائلة لم يعد بالإمكان تحملها أكثر مما حصل في العقدين الأخيرين. لعل الإضراب والحراك لم ينسقا معاً، ولكن جاءا في وقت يعبران فيه عن غبن يلحق بالأسرى وقيادتهم، وهم يشعرون بأنهم تحولوا الى ارقام يحصون أرقاماً بسنوات أعمارهم في السجون، ويتعرضون لعملية قمعية لاإنسانية مستمرة، مع عذابات حقيقية على كل المستويات. يخوضون إضرابهم صارخين بأن الكيل قد طفح، وبأنه قد حان الوقت لإعادة تعريف هويتهم ومكانتهم الوطنية القيادية بعيداً عن الإحصاءات والأرقام. يذكّرون الكل الفلسطيني بأنهم لا زالوا قادرين على خوض المعركة، بل وتصعيدها وتحقيق الالتفاف الفلسطيني الوطني حولها رغم ظروف اعتقالهم والقيود المفروضة عليهم.
في حراك الاتصالات، الناس العاديون أو «المستهلكون» يكشفون عن مرارة لم يعد بإمكانهم تجرعها أكثر مما فعلوا طيلة العقدين الأخيرين. يضعون شعورهم المر بوطأة الاستغلال على طاولة صناع القرار، ويؤسسون لإشارات جدية وجلية بأنهم أيضاً قادرون على التغيير بعيداً عن الأطر السياسية، وبعيداً عن دعم الإعلام الذي تركهم يخوضون معركة العدالة الاجتماعية لوحدهم، ويبدو انهم فعلياً قد ابتدعوا او في طور إبداع تغيير حقيقي مؤثر قد يكون له السبق في إعادة تصحيح المسار ومحاربة اشكال الاحتكار الذي تنام عنه الحكومة أو صناع القرار.
الاضراب والحراك، رسائل وطنية بحجم الوطن وبشاعة المحتل. ربما إنهما يصوغان قواعد جديدة في إدارة المعارك الوطنية مع المحتل، وفي تصحيح المسار الاجتماعي والاقتصادي الداخلي باتجاه مجتمع أكثر عدالةً وتوازناً، مع صرخة رفض قاطعة لأي نوع من أنواع الاستغلال لجيوب الناس وتعميق جراحهم الاقتصادية التي تمس قوتهم اليومي. هي معركة يخوضها الحراك، ربما تكون إشارة البدء لحراكات أخرى مستقبلية تعزز من مشاركة الناس العاديين في صناعة قدرهم وحاضرهم وتساهم في كسر الاحتكارات من كل الأنواع، وتعلن ان الاحتكار والاستغلال يضعفان من عزيمة الفلسطينيين وصمودهم في وجه الاحتلال.
أستاذ في القانون مقيم في لندن

تمرد الأسرى اللاعنفي… وقلب معادلة القمع

د. نهاد خنفر

العبادي كوجه معتدل للسياسات الطائفية نفسها

Posted: 28 Apr 2017 02:11 PM PDT

منذ سنوات يتواصل الحديث عن دور لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في مواجهة النفوذ الايراني في العراق، ويبدو أن تلك الاحاديث والتقديرات ظلت في دائرة التكهنات لا أكثر، إذ ان سياسات الحكومة العراقية ازدادت قرباً وولاءً لإيران ومنظومة الحرس الثوري منذ تولى العبادي موقعه في السلطة.
بل ان أكبر مؤسسة أمنية موالية لايران وهي الحشد الشعبي نشأت وتمددت ومارست كل هيمنتها وتجاوزاتها بتأييد وتغطية كاملة من العبادي نفسه، وفوقها قبلته الشهيرة على رأس أحد رموزها «ابو عزرائيل» الذي يتفاخر بممارساته الوحشية في التمثيل بالجثث، بل ان العبادي منح الشرعية للحشد وحوله من ميليشيا لقوة رسمية مرتبطة بالحكومة العراقية وسط معارضة كبيرة لم يعبأ بها، قائلاً جملته الشهيرة ان «اليد التي تمتد للحشد الشعبي سنقطعها».
حقيقة إن الامر لا يتعلق فقط بشخص العبادي، إذ يجري الحديث عنه أحياناً وكأنه مستقل او تابع لقوى شيعية ليبرالية مثلا! العبادي في النهاية ينفذ سياسات حزب الدعوة الشيعي أحد اعضاء تحالف القوى الشيعية الموالية لايران التي تهيمن على السلطة في بغداد، وهذا لا ينفي وجود خلافات بينه وبين قادة آخرين في حزب الدعوة او بين حزب الدعوة والمجلس الاعلى مثلاً والتيار الصدري، فهذه الخلافات قديمة ومعروفة بين الفرقاء الشيعة، ولكنها تبقى خلافات البيت الشيعي الواحد التي لم تؤثر يوماً على مواقفهم الموحدة مع باقي الافرقاء المحليين كالقوى السنية او بنهجهم السياسي الاقليمي او الدولي، فهم قد يختلفون في كل شيء ولكنهم متفقون على خصومهم، عكس الفرقاء السنة مثلاً بالعراق الذين يتفقون مع الجميع إلا مع انفسهم.
 البعض يرى ان العبادي يحاول مواجهة تمدد ايران، وهو يصدر تصريحات في بعض الاحيان تنتقد التدخل الايراني، لكن كل هذه النظرة ليست سوى تكهنات لا تنسجم ابداً مع الافعال وسياسات القوى المنتمي لها والتي تصب جهدها في وجهة اخرى تماماً، ويتناقل كثيرون احاديث تخرج من الدائرة القريبة من العبادي تتناول بالنقد بعض السياسيين الآخرين من الاحزاب الشيعية، وهذه ليست سوى عادة اشتهرت بها اروقة مجالس المشتغلين بالشأن العام بالعراق ولم يتخلصوا من هذه العادة بعد توليهم مناصبهم السياسية، فالجميع ينتقد الجميع، وكلام الليل يمحوه النهار، وعندما كنا نلتقي العبادي في بغداد بعد اشهر من سقوط بغداد كان وزيرًا للاتصالات حينها، كانت هذه الاجواء سائدة حينها وكان البعض ممن يستمع له يخرج بتكهنات مبالغ بها عن طبيعة علاقات الفرقاء الشيعة ببعضهم، قبل ان يتبين أنها ليست سوى ثرثرات مجالس ينغمس فيها الجميع، ورغم خلافاتهم فان مرجعيتهم السياسية والدينية كانت دائما قادرة على ضبطهم، عكس القوى السنية كما قلنا.. والبعض يرى في العبادي سياسياً يمتلك علاقات طيبة مع حكومات عربية وخليجية تحديداً وأكثر قرباً من الولايات المتحدة، حسناً.. هذا هو ما يريده التحالف الشيعي ومن خلفه إيران في العراق.. وكما وصفه أحد الكتاب الشيعة فهو يمارس سياسة «التقية» السياسية ببراعة ..انه الوجه الذي يستفيد منه  لكسب دعم بعض الحكومات الخليجية وإدامة الود مع الولايات المتحدة في العراق للاستفادة منها في دعمها السياسي والعسكري واسباغ الشرعية على كل ممارسات حكومته وقواته الامنية والحشد الشعبي الطائفية، لدرجة ان سفير الولايات المتحدة في بغداد زار جرحى الحشد الشعبي في المستشفيات. 
فالغطاء الامريكي العسكري والسياسي استفادت منه القوى الشيعية باعادة واخضاع كل المدن السنية لحوزة الحكومة العراقية وميليشياتها الطائفية، وفي المقابل لم تحصل الولايات المتحدة على اي نفوذ لها بالعراق مقارنة بالنفوذ الايراني، فكل القوى التي تملك القرار السياسي والعسكري في بغداد موالية للاحزاب الشيعية المرتبطة بطهران، بل ان بعض الشخصيات الشيعية التي كانت يوماً موالية لامريكا كأحمد الجلبي اضطرت بالنهاية للتخلي عن ملامحها الليبرالية وتتقرب من المنظومة الشيعية التقليدية لتحصل على موطئ قدم ودور سياسي، ليحافظ على مكانه في البيت الشيعي بدفنه بعد وفاته في «العتبة الكاظمية المقدسة».
اما حلفاء امريكا الاخرون من السياسيين الشيعة كإياد علاوي فلا تكاد تجد لهم ذكراً ولا دوراً يذكر في عراق ما بعد 2005 ، وهو الامر ذاته ينطبق على اصدقاء الولايات المتحدة من السياسيين السنة كالهاشمي والعيساوي الذين لم تتمكن واشنطن حتى من حمايتهم من الطرد من العراق! مما حدا بباقي الشخصيات السنية الراغبة بالحصول على حصة من طرف الكعكة ان يولوا وجوههم صوب طهران وليس واشنطن، لدرجة ان ابرز شخصيتين رسميتين دينيتين للسنة اليوم في بغداد وهما الصميدعي والهميم يسبحان بحمد المرشد الخامنئي ليل نهار!  
العبادي اذن جزء منسجم من هذه التركيبة، التي قد تكون مختلفة لاسبابها الداخلية ولكنها منسجمة في مواقفها الاستراتيجية من التحديات التي تواجه ايران وحلفاءها في بغداد، هذا التحالف يهيمن اعضاؤه على مراكز السلطة ومفاصل الدولة في منظومة منضبطة ايرانياً، وزملاء العبادي في هذا الحلف هم انفسهم قادة الحشد الشيعي ..وقادة الاجهزة الامنية العراقية وأبرز ضباط تشكيلاتها العسكرية المدعومة أمريكياً هم انفسهم كانوا قادة في ميليشيات بدر، بل ان وزير الداخلية العراقي الاعرجي هو قيادي شهير في منظمة بدر سبق ان قاتل مع الجيش الايراني بالثمانينات، فعن أي دور مواجه لايران ونفوذها يريد ان يضطلع به العبادي كما يتردد؟! الذي يرأس حكومة وزير داخليتها من ميليشيا ايرانية تابعه للحرس الثوري وابرز اعضائها ينتمون للاحزاب نفسها التي تشكل وتقود الحشد الشعبي؟! لذلك يبدو الحديث عن تفضيل امريكي لدعم قوات الحكومة العراقية التابعة للوزير البدري الاعرجي امراً مثيراً للسخرية. صحيح ان هذه القوات التابعة للداخلية والحكومة تملك تنسيقاً وتعاوناً مع الامريكيين لا يتوفر للحشد الشعبي، لكن معظم  قادة هذه القوات كما قلنا هم انفسهم منتمون للميليشيات الشيعية نفسها وابرزها منظمة بدر، فالامر اذن لا يعدو كونه تبادلاً للادوار، والهدف منه كما تريد ايران هو الحصول على الدعم العسكري الامريكي، وبما ان الامريكيين لا يستطيعون علناً دعم قوات ميليشاوية كالحشد فان كل ما يريدونه هو تغيير زيها لا اكثر، تماماً كما قال الاخضر الابراهيمي عندما كان مبعوث الامم المتحدة للعراق إن القوات الحكومية ليست سوى «ميليشيات بزي رسمي»، وهذا يتم عبر القوات المسماه حكومية، بينما تقاتل الى جانبها شقيقتها قوات الحشد الشيعي، بل ان قوات الحشد الشيعي باتت تسيطر اليوم على معظم مفاصل القرار الامني في المدن التي شارك في استعادتها الامريكييون في العراق، ولا ننسى ان ابرز قادة الحشد الشيعي الخزعلي كان معتقلاً لدى الامريكيين واضطر الامريكييون لاطلاقه رغم تورطه بمهاجمة قواتهم، وهذا يظهر مدى السطوة التي تمتلكها ميليشيات ايران مقابل الدور الهامشي الامريكي في العراق، والذي لم يستطع حتى من معاونة دولة حليفة له في استعادة مختطفيها الذين ظلوا بحوزة ميليشيات ايرانية لاكثر من عام، فعن اي نفوذ امريكي نتحدث عنه في العراق ؟!
وحتى اليوم في الموصل، تخوض القوات الحكومية المعارك بدعم امريكي، ثم تأتي قوات الحشد الشعبي لتستلم كثيراً من تلك الاحياء، لذلك قوات الحشد الشعبي اليوم ليست في تلعفر وخارج الموصل فقط، بل هي تسيطر بشكل كامل على اهم الاحياء التي تمثل بوابة الموصل في الجانب الايسر الشرقي، وهي احياء كوكجلي والسماح وصدام، وتنتشر قوات الحشد مع الشرطة المحلية كالعصائب وبدر وعلي الاكبر داخل باقي الاحياء بشكل علني، كما ان قوات الحشد تقاتل منضوية تحت لواء الشرطة الاتحادية في الجانب الايمن الغربي بالموصل القديمة، ولكن من الصعب تفريقهم لان الرايات الطائفية التي يرفعها عناصر الشرطة الاتحادية  تكاد تكون نفسها رايات الحشد الشعبي!  
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

العبادي كوجه معتدل للسياسات الطائفية نفسها

وائل عصام

عقوبة بعد العقوبة: كيف يعيش الشباب المفرج عنهم مع مراقبة في مصر؟

Posted: 28 Apr 2017 02:10 PM PDT

القاهرة – «القدس العربي» – من أحمد رمضان : أحكام بالسجن يتبعها «مراقبة»، أو قرارات بإخلاء السبيل بـ»تدابير احترازية»، شباب يقضي فترة من عمره في السجن لمعارضته النظام أو التظاهر ضد قراراته، ليخرج ويجد نفسه في سجن آخر «سجن صغير داخل سجن كبير» حرفيا.
في الآونة الأخيرة، تعددت قرارات إخلاء سبيل شباب متهمين في قضايا سياسية، بعد قضاء فترة ما في الحبس الاحتياطي، ولكن معها ظهر أيضا مصطلح «تدابير احترازية»، ربما المصطلح قانونا ليس جديدا، ولكن كثرة تنفيذه أصبحت محط أنتظار وتساؤل.
إلى جانب الإخلاء بتدابير احترازية، تعددت أيضا أحكام القضاء بمراقبة بعد انتهاء المدة، بمعنى أن يقضي الشاب فترة سجن 3 سنوات على سبيل المثال، وبعدها عليه أن يقضي فترة مماثلة في المراقبة.
تتنوع المراقبة والتدابير الاحترازية من شخص لآخر، على سبيل المثال، إخلاء سبيل الناشط المصري المعارض «زيزو عبده» كان مشروطا بالتوجه 3 أيام في الأسبوع إلى قسم الشرطة التابع له لمدة ساعتين يوميا، فيما يقضي الناشط المصري البارز أحمد ماهر، فترة مراقبته لمدة 3 سنوات، يوميا في قسم الشرطة من السادسة مساء وحتى السادسة صباحا، 12 ساعة يوما.
«القدس العربي» في رحلة للبحث عن إجابة سؤال «كيف يقضي الشباب حياتهم بعد انتهاء مدتهم أو إخلاء سبيلهم في ظل التدابير أو المراقبة».

لمحة قانونية: ماذا يعني تدابير احترازية أو مراقبة؟

تعرف الموسوعة العربية القانونية، قرار التدابير الاحترازية بـ»هي مجموعة من الإجراءات، نص عليها القانون إلى جانب العقوبات الأصلية، ينزلها القاضي بمن ارتكب جريمة، وثبت أنه خطر على السلام العام، ويخشى أن يقدم على أفعال أخرى، يعاقب عليها القانون، والقصد من هذه التدابير هو القضاء على ظاهرة العودة إلى الجريمة، وحماية المجتمع من الخطر الذي يتهدده ودرؤها عنه، وتخليص المجرم منها.
أما المراقبة، في قانون رقم 98 لسنة 1945، هي أن يقضي المتهم مدة مماثلة لفترة الحكم عليه تحت المراقبة الشرطية، إذا كان الحكم بالسجن 10 سنوات تكون المراقبة 10 سنوات أيضا، إذا كانت 5 سنوات تكون المراقبة 5 سنوات، حيث يظل المراقب في قسم الشرطة التابع له منذ غروب الشمس وحتى شروقها، أي من السادسة مساء وحتى السادسة فجرا.

«مش عارف اشتغل»

3 سنوات قضاها أحمد ماهر، مؤسس حركة شباب 6 ابريل، في السجن على خلفية اتهامه في قضية تظاهر عرفت إعلاميا باسم «أحداث مجلس الشورى».
يقول أحمد ماهر، أحد المعارضين البارزين ضد نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك: «مش عارف أعيش حياتي، 12 ساعة بالتمام والكمال يوميا في قسم الشرطة فقط، مقابل 12 ساعة أخرى للأكل والشرب والعمل والانتقالات والجلوس مع الأسرة وعيش الحياة بكل تفاصيلها».
حكم على ماهر مع زملائه أحمد دومة ومحمد عادل وعلاء عبد الفتاح بالسجن 3 سنوات و5 سنوات للأخير، بعد اتهامهم في 2014 بخرق قانون التظاهر والدعوة لوقفة احتجاجية أمام مجلس الشورى، وحكم عليهم أيضا بالمراقبة لمدة 3 سنوات مماثلة.
«مش عارف اشتغل، ومفيش حد عايز يشغلني، حياتي متوقفة تماما، ولو في أي وقت تأخرت على المراقبة، من الممكن أن يتم تحرير محضر هروب من المراقبة وقد تصل إلى عودتي إلى السجن مرة أخرى، أحلى أيام أطفالي كانوا لوحدهم عشان أنا في السجن، دلوقت مش عارف أعمل أيه»، يقول ماهر.
ويحكي ماهر حوارا دار بينه وبينه صديقه الناشط السياسي أحمد دومة، والمحكوم عليه بذات العقوبة وأيضا بالمراقبة بعد الخروج من مدته: "تحدثت مع أحمد عن الحكم والعقوبة والاتهامات، وفوجئت لما قال لي أنه مش فارق معاه المدة نفسها بقدر ما قلقان من فترة المراقبة، والآن اكتشفت صحة كلامه».

عقوبة بعد العقوبة

يقول طارق حسين، المحامي الحقوقي في المركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية ومحامي بعض النشطاء الشباب في القضايا السياسية، إن المحامين يلجأون إلى مطالبة النيابة العامة أو قاضي التحقيقات بالإفراج عن الشباب بتدابير احترازية، لأنه وإن كان «تكديرا لهم بعد إخلاء السبيل» ولكنه في كل الحالات أفضل بكثير من البقاء رهن الاحتجاز في ممارسة قانونية وهي التظاهر علىى سبيل المثال.
يضيف: «أما عن المراقبة، فهي تعتبر عقوبة بعد العقوبة نفسها وقضاء مدة السجن، وكانت المفاجأة بالنسبة لنا في فرض عقوبة المراقبة في قسم الشرطة على سجناء في قضايا سياسية، حيث كان أول حكم بالمراقبة كان على النشطاء في قضية التظاهر بمنطقة عابدين – وسط القاهرة – في نهاية 2013".
ويتابع: «الشاب لا يستطيع أن يمارس حياته بشكل طبيعي بعد قضاء العقوبة والخروج، هو بالطبع حق قانوني للقاضي أو جهات إنفاذ القانون، ولكنه قد يؤدي إلى شلل تام في حياة الشباب ومستقبلهم، بكل بساطة أنت مطالب بأن تقضي نصف حياتك داخل قسم الشرطة».
وعن أصل قرارات التدابير أو الحكم بالمراقبة، قال: «بدأ في الظهور خلال أخر 3 سنوات تقريبا، كانت المراقبة مفروضة من قبل ولكن على المتهمين في قضايا سرقة أو نصب، لضمان ألا يعود المتهم إلى جريمته مرة أخرى، ولكن أن تفرض على سياسيين هذا هو الجديد».

اختفاء واتهامات بالهروب ثم ظهور

مساء 8 شباط/فبراير الماضي، تجمع 5 من النشطاء السياسيين البارزين، زيزو عبده وعمر حاذق ونور خليل ومحمود محمد وأحمد شاهين، تجمعوا على أحد مقاهي وسط البلد للمشاركة في فعالية فنية ليس لها أي علاقة بالسياسة، بعد ساعات قليلة، اقتحمت قوة أمنية مكان تجمعهم واعتقلتهم جميعا وأخفتهم، حتى ساعة متأخرة من مساء هذا اليوم وظهورهم واحد تلو الآخر.
إلا أن اختفاء زيزو عبده لم يمر مرور الكرام، خاصة وأنه تسبب في تغيبه عن «التدابير الاحترازية» التي كانت مقررة عليه في هذا المساء، ليفاجأ بتحرير قسم الشرطة محضرا يتهمه بالهروب من التدابير، ويتم احتجازه لحين عرضه على النيابة. زيزو لم يكن لديه ما يثبت أنه كان بحوزة قوات الأمن، لم يتم تحرير محاضر أو ما يثبت هذه الرواية، سوى شهادته ومن كانوا معه.
قبلت النيابة تظلم زيزو وقررت عدم حبسه واستمراره في التدابير الاحترازية، خاصة وأن لديه سجلا كبيرا من الالتزام في الحضور والانصراف منذ إلزامه بها.
ولكن الأزمة في قضية زيزو عبده، هو الخطورة التي تصبح قرارات التدابير الاحترازية أو المراقبة، إذ أن أي خطأ ولو لم يكن مقصودا، من الممكن أن ينتهي بصاحبه إلى السجن من جديد، في اتهامات أصلا غير دستورية، خاصة تلك المتعلقة بالتظاهر أو حرية الرأي والتعبير.
فيما تواصلت «القدس العربي» مع زيزو عبده لمعرفة كيف يقضي ويعيش حياته في ظل التدابير، إلا أنه رفض الحديث عن أي شيء يتعلق بوضعه وحبسه، «لا أريد التحدث»، هكذا قال.

شهر من العذاب

حالة جديدة من التدابير الاحترازية تعرضت لها المصورة الصحافية إسراء الطويل، أبعد من مجرد البقاء في القسم عدد ساعات يوميا أو حتى التوجه إلى القسم مرات بعينها، التدبير الآن «إقامة جبرية».
في 12 كانون الأول/ديسمبر 2015، قررت محكمة جنايات القاهرة، إخلاء المصورة الشابة بتدبير احترازي وهو «عدم مغادرة المنزل إلا بموافقة الشرطة»، مع التوجه مرة أسبوعيا إلى أقرب قسم والإمضاء فيه، حتى جلسة 20 كانون الثاني/يناير حيث تم إلغاء الإقامة في المنزل والاكتفاء بالتوجه إلى القسم أسبوعيا فقط.
تقول إسراء: "كنت ممنوعة من مغادرة المنزل إلا بموافقة الشرطة، كان لدي رقم هاتم ضابط الشرطة المسؤول، وكنت أتواصل معه قبل كل مرة أود الخروج فيها، كانت جميع تحركاتي إلى العلاج الطبيعي حيث أنني مصابة بقوة في فقرات الظهر».
وتتابع: «كان شهر من العذاب، الحياة كانت متوقفة تماما، وسبب ذلك مشاكل خاصة وأن علاجي الطبيعي يحتاج 3 زيارات أسبوعية، وكان من الخطورة الخروج من المنزل دون الموافقة.. كل ذلك استمر حتى تم إلغاء القرار والاكتفاء بزيارة القسم، إلى منتصف نيسان/ابريل من 2016 ألغيت التدابير الاحترازية تـماما بـعد التـقدم بـأوراق ومسـتندات وتقارير طبـية تفيد بضـرورة التفرغ للعـلاج».

عقوبة بعد العقوبة: كيف يعيش الشباب المفرج عنهم مع مراقبة في مصر؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق