Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

السبت، 29 أبريل 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


انتخابات فرنسا: سيناريوهات مفتوحة على المجهول

Posted: 29 Apr 2017 02:22 PM PDT

انتهت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية إلى وضع غير مسبوق، تضمن خروج التيارين الديغولي اليميني والاشتراكي اليساري، وصعود الليبرالية التكنوقراطية الوليدة في منافسة مع التشدد القومي العنصري. وإذا كان انتخاب ماكرون في الدورة الثانية شبه مضمون حسابياً، فإنّ منافسته لوبان تتطلع إلى اجتذاب شرائح ليست ضئيلة من مناصري اليمين التقليدي.
(ملف حدث الأسبوع، ص 6 ـ 13)

 

انتخابات فرنسا: سيناريوهات مفتوحة على المجهول

ماكرون ولوبين: حسابات الهوة الفاغرة

Posted: 29 Apr 2017 02:19 PM PDT

على الورق، وفي المعادلات الحسابية المنطقية، تبدو حظوظ إيمانويل ماكرون، مرشح حركة «إلى الأمام!»؛ أكبر من تلك التي تُقدّر لمنافسته مارين لوبين، مرشحة «الجبهة الوطنية»، حزب اليمين المتطرف الأبرز في فرنسا المعاصرة. ثمة، مع ذلك، حسابات أخرى، قد ترتسم على ورق آخر، بعيداً عن الإحصاء والحساب وموازين التصويت المنتظَرة، وتنتهي بالتالي إلى مآل طارئ ومفاجئ؛ من الطراز الذي جاء بنموذج دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أو أخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في تصويت «بريكست»….
وبمعزل عن الأصوات التي ستذهب إلى لوبين من داخل صفوف مناصريها وأنصار سياساتها، ليس علانية فحسب، بل بحماس وفخار واعتزاز (والنسبة، هنا، لا يُستهان بها البتة)؛ ثمة شرائح سوف تصوّت لها، كما يقول ذلك المنطق الآخر، لأسباب قد لا تتطابق تماماً مع عقيدة «الجبهة الوطنية»، ولكنها تتناقض مع أطروحات «إلى الأمام!»، أو تصفّي حساب اليمين التقليدي مع المرشح الشاب ماكرون، الذي هبط على الحياة السياسية الفرنسية من خارج أحزابها ومراتبها ومقاماتها.
وهكذا، قد تحظى لوبين بالكثير من أصوات مرشحي اليمين الذين نالوا أقلّ من 5٪ في الدورة الأولى (وأبرزهم نيكولا دوبون آينيان)؛ وببعض أصوات حركة جان ـ لوك ملنشون اليسارية (خاصة وأنّ مرشحها لم يعط أيّ تفضيل بين ماكرون ولوبين)؛ وبعض أصوات اليمين الديغولي، التاريخي أو الراهن (رغم تصريح أبرز أقطابه، وخاصة مرشحه الخائب فرنسوا فيون، أنّ مفهوم «الجبهة الجمهورية» يقتضي التصويت لصالح ماكرون).
هذا، كلّه، إذا وضع المرء جانباً تتمة بالغة الأهمية لانتخابات الرئاسة، بل يذهب البعض إلى وضعها في موازاة ما سيقرره الناخب الفرنسي يوم السابع من أيار (مايو) المقبل؛ أي الانتخابات التشريعية، التي سترسم ملامح الأغلبية الحاكمة، أو ائتلافها على نحو ما، في «المجلس الوطني»، برلمان فرنسا. وكما هو معروف، قد يفلح ماكرون (في حال انتخابه رئيساً، بالطبع!) في أقناع الفرنسيين بمنحه أغلبية كافية تتيح له الحكم المريح؛ أو قد يفشل، وتأتي الانتخابات التشريعية بأغلبية معارضة، فيجري تكبيل يديّ سيّد قصر الإليزيه في ميادين شتى.
ولقد حدث في الماضي، مراراً في الواقع، أنّ فجوة فاغرة اتسعت بين أن يذهب الفرنسي إلى صناديق الاقتراع، ليضع أغلبية مطلقة (ودكتاتورية في الواقع، لأنها صاحبة قرارها الأوحد)؛ وأن يتظاهر بالملايين ضدّ ممارسة هذه الأغلبية، ذاتها، لسياسات وقوانين وتشريعات هي علّة وجودها وضمان استمرارها في الحكم. كذلك توفرت هوّة فاغرة مماثلة، بين شغف الفرنسي بدور القوة العظمى الذي يتوجب أن تلعبه فرنسا، على صعيد عالمي عسكري وسياسي ومالي؛ وبين الذعر وتحسّس الرأس، لأنّ السوق المالية الكونية (أياً كانت تسمياتها، ما دامت أكبر الجميع، والعملاق الأوّل بلا منازع) يمكن أن تجرّد الفرنسي من تقاعده وتعويضه الصحي وتعليمه الجامعي.
كذلك توفّر، ثالثاً، خيار نقل الاحتجاج إلى صيغة أقرب إلى «عصيان مدني» ضدّ قانون صدر عن البرلمان، الشرعي المنتخب، في نظام ديمقراطي حر؛ ضمن ما اعتُبر نموذج «انشقاق» مشروع، لمواطن مارس حقّه الانتخابي الأقصى، فانتخب ممثله إلى الهيئة التشريعية الأعلى في البلاد، بحرية مطلقة. المثال الأبرز على هذا وقع مطلع العام 1997، بصدد مشروع قانون حول تنظيم الهجرة، وضمن حركة احتجاج ضدّ فقرة محدّدة تُلزم المواطن الفرنسي بإبلاغ السلطات أنّ الضيف الأجنبي الذي زاره قد غادر الأراضي الفرنسية بالفعل، وأنه لم ينقلب إلى «مهاجر سرّي» غير شرعي.
هذه مستويات ثلاثة لحسابات الهوّة الفاغرة التي قد تجابه الرئيس الفرنسي القادم، هي في صدارة سلسلة أخرى من المجابهات، السياسية والاجتماعية والإيديولوجية المعقدة؛ إذا وضع المرء جانباً مختلف السيناريوهات، المتناقضة والمتقاطعة، التي تكتنف انتخابات رئاسية لا تشبه سواها، ربما على امتداد تاريخ الجمهورية الفرنسية بأسره.

ماكرون ولوبين: حسابات الهوة الفاغرة

صبحي حديدي

على هامش المحنة السوريّة: أيّة كتابة؟

Posted: 29 Apr 2017 02:19 PM PDT

كلّ محنة إنسانيّة عظيمة، كهذه التي يعيشها الشعب السوري؛ حتى أنّها تكاد تحجب عنّا المأساة الفلسطينيّة، هي أقرب ما تكون إلى الأسطورة.. لأقلْ هي لغة رفيعة، ينسلخ فيها المعنى عن الأساس اللغوي الذي يجري فوقه، فيمّحي النصّ الأوّل غير المقروء، ومعه يمّحي كلّ العمق الذي لا ينضب أي عمق الكلمات حيث هذا السوري أو هذه السوريّة.. لأقل هذا الكائن الأخرس وهو يرفع سبّابته في وجوهنا نحن جميعا.
لا أحد بمقدوره أن يملي على السوري كيف يكتب هذه المحنة، ولا هذا من حقّه. فهذا سياق اجتماعيّ تاريخيّ يثير مجادلات وسجالات إيديولوجيّة شائكة، فضلا عن أنّها محنة تقول وتخفي. وهي مع ذلك تعرّينا، وتضعنا في مواجهة أنفسنا. محنة تمهّد السبيل إلى معرفة أو كتابة مغايرة.. وتجعل المرئيّ مرئيّا؛ وهي تومئ إلى لحظة تاريخيّة تنشأ أو هي تُنجز حيث المستقبل السوري أشبه ببذرة أو إمكان في فضاء مشرع على احتمالات شتّى. تتجذّر هذه المحنة شأنها شأن قرينتها الفلسطينيّة في «ما وراء اللغة»، وتنمو مثل بذرة، وليس مثل خطّ. وفيها وبها يمكن للكاتب السوري قبل غيره، أن  يرى مُكْتنَهَ التقاء الذات والتاريخ، واللغة والإيديولوجيا؛ بمنأى عن هذه الثنائيّات العامّة التي يتنامى فيها الخطاب السياسي البراغماتي: النظام/ المعارضة أو الشرّ/ الخير أو الجلاّد/ الضحيّة وما إليها؛ فهذه على جدارتها السياسيّة، تلوح معزولة عن سياقها الاجتماعي التاريخي؛ وكأنّها ثنائيّات ميتافيزيقيّة ثابتة تحيا خارج الزمن أو خارج التاريخ، وتكاد تحوّل المحنة السوريّة إلى معادلة رياضيّة فيزيائيّة يمكن استنساخها وتكرارها؛ فيما هي أفق منفتح، ولغة يصعب علينا نحن البعيدين، تأويلها بغير لغتها المتوتّرة المتقطّعة ولسانها المبهم.
وهذه محنة تكاد في كلّ منعرج تأخذنا من بداية ربّما هي لم تكن مفاجئة للسوريّين الذين يعانون منذ عقود، إلى نهاية، ثمّ من نهاية إلى بداية، وتقفز بنا من قمّة إلى أخرى؛ فوق هاوية أو أرض براحٍ، تعجز عقولنا عن أن تجسرها أو تملأها؛ فيما هي عند السوري قد تكون العمق الذي يصل ويربط كلّ هذه القمم بعضها ببعض، أو يجعلها تتواصل على نحو من الأنحاء، في حوار الذات مع الذات حيث التعدّديّة والانفصام، والمتناهي واللامتناهي يسيران يدا بيدٍ.. حيث العلوّ باطن في الموجود نفسه.
لا أحد ـ ما عدا الضالعين في الجريمة ـ ينكر اليوم أنّ هناك طائفيّة تَبِينُ عن وجهها البشع في قتل الناس وتهجيرهم بأشدّ الأسلحة فتكا، ولكن ينبغي الحذر، واجتناب التعميم؛ فليس كلّ من ينتمي إلى هذه الطائفة أو تلك، هو طائفيّ ضرورة. نقول هذا ونحن نعرف أنّ بعض هذه الطوائف تتقنّع بالتقيّة، في علاقة أتباعها ومريديها بالآخرين، وتؤكّد أنّ مبادئها وتعاليمها سرّ مصون، لا يجوز إفشاؤه أو إذاعته. وهي تلزم أتباعها ذلك إلزاما يبلغ حدّ تكفير من يجرأ منهم على كشفها أو الاستهانة بها. فضلا عن أنّ لبعضها كتبا سريّة يتداولونها فيما بينهم. وإذا أمكن لبعض المستشرقين نشر بعضها، فإنّ أكثرها مخطوط، لا يزال مجهولا. وفي مستهلّ الثمانينات أطلعتني السيّدة سيغريد كاهل ابنة المستشرق السويدي نوبرغ، وكنت وقتها أساعدها في ترجمة نماذج من شعر أدونيس، على بعض هذه النصوص السريّة. ثمّ ضاعت منها، كما أخبرتني قبل وفاتها بمدّة؛ إذ استلمها منها مسؤول سوريّ كبير في الجامعة العربيّة بتونس، بغية فحصها ومساعدتها في فهمها؛ ثمّ رفض أن يعيدها إليها، متذرّعا بأنّه افتقدها. على أنّي لا أزال أحتفظ بشذرات متفرّقة منها، وأكثرها صور استعاريّة ملغزة: الإنسان الذي يظهر الإله بصورته ويخلق بيده ويأمر بلسانه، أو يسكن السحاب، وصوته الرعد وضحكه البرق، أو هو حالّ في القمر عند بعضهم وفي الشمس عند طائفة منهم، وما إلى ذلك ممّا يتعلّق بصاحب الحجاب والباب الذي يفضي إلى الحكمة، وأسرار الباطن وباطن الأسرار، وتقديس شجرة العنب، وتخليص اللاهوت من الناسوت، وجواز ظهور الروحاني بالجسد الجسماني… وبعضها شبيه بحلوليّة لاوتسو في فلسفة «الطاو» حيث الأرض رمز للظلّ والبرودة والأنوثة، فيما السماء رمز للنور والحرارة والذكورة، والناس مزيج من عناصر سماويّة وأرضيّة وذكوريّة وأنثويّة.
ومع ذلك فالسوري كان ولا يزال ينتمي إلى مكان بعينه وزمان بعينه؛ وليس إلى الأمكنة جميعها والأزمنة جميعها، كما نقرأ في بعض الشعر السوري والعربي الحديث الذي يلامس اللغة ولا يلامس هذه المحنة. وقد يتذرّع بعضهم بـ»الكونيّة» حينا و»العولمة» حينا آخر، تأسّيا بفكر الاختلاف، هذا الفكر الذي يرفض أن يكون الغرب «مركز إشعاع» إذ هو في تقديرهم ما انفكّ يستهدف نواة الحضارات الأقدم، ويستنزف عمقها الثقافي، ويسعى إلى إرساء رؤية ذات بعد واحد، من شأنها أن تقمع كلّ فكر مغاير أو مخالف، وكلّ من يرفض أن يرى نفسه في مرآتها، أو ينخرط في لعبتها.
قد يكون هذا النزوع إلى الاختلاف أو إلى معارضة الأنماط الفكريّة السائدة، حقّ الكتّاب والمبدعين والمفكّرين عامّة؛ ولكنّه في محنة كالتي نحن بصددها، يغدو ترفا أو نرجسيّة فكريّة بل هو ينافي فكر الاختلاف نفسه.
يقول أبو حيّان التوحيدي في «الليلة الثلاثين» من «الإمتاع والمؤانسة» إنّ الشيء قد يوصف بأنّه واحد بالمعنى وكثير بالأسماء، وواحد بالاسم وهو كثير المعنى، وواحد بالجنس وهو كثير بالأنواع، وواحد بالنوع وهو كثير بالشخوص، وواحد بالاتّصال وهو كثير بالأجزاء، وواحد بالموضوع وهو كثير بالحدود… ونقدّر أنّ فكر الاختلاف يصعب أن يجري في غير هذا المنحى «المفرد الجمع»، أمّا عدا ذلك؛ فليس سوى الجحيم الأرضي حيث يجد الفرد (السوريّ المقيم أو المهاجر داخل أرضه أو خارجها) نفسه موكولا بنفسه، منغلقا عليها، غريبا عن الآخرين، غريبا حتى عن نفسه. وإذ تضيع «الأنت» تضيع «الأنا» وهي المحدّدة اجتماعيّا، منذ البداية، ولا يكون سوى الموت الممكن الذي هو مصيرنا جميعا؛ وليس الموت الحدث الذي يمكن أن يؤنسن الزمن، وأن يتحوّل إلى ضرب من الكشف، يكتشف به الانسان وجهه وينفذ إلى انسانيّته.
ونحن ندرك، وهذا ليس عزاء للسوريّين، أنّ الحياة في سوريا؛ لا تتوقّف بهذا الموت الدمويّ اليوميّ، بل هي تحيا به، وتمتدّ وتتواصل في هيئات وأشكال جديدة. بل الموت من حيث هو تعبير عن ارتباط الفرد بالنوع. وفي سوريا عُثر في القرن الماضي، على هياكل بشريّة مكوّرة في هيئة أجنّة؛ وقد أحيطت ببعض الأواني، حتى لكأنّ العودة إلى القبر هي عودة إلى الرحم؛ بانتظار ولادة جديدة، أو أنّ المروّع بداية الرائع، أو أنّ الزمن نفسه زمن انسانيّ يتميّز عن ديمومة الأشياء والكائنات الأخرى، ويعلّمنا أنّ الإنسانيّة وحدة، وأنّنا نسغها موتى وأحياء. بل هو زمن يعلّمنا أنّ اللحظة التي حفر فيها الإنسان قبرا، هي ذاتها اللحظة التي بدأ فيها يحفر طريق الحضارة، ويردم الحيوان فيه. صحيحٌ أنّ الموت يجتثّ التوازن العضوي، ولكنّه يحرّر قوّة الحياة المكبّلة في الجسم.
لا أحد يملي على المبدع السوريّ كيف يقول هذه المحنة أو يكتبها، أو أن يطابق بين فكره وواقعه؛ والكتابة ليست من باب الرياضيّات، ولا هي من معادلات الأرقام المجرّدة، والمثلّثات والدوائر وما إليها؛ وإنّما هي بطريقة أو بأخرى، معادلات للانفعالات الإنسانيّة. والكتابة ليست تصنيفا، وكلّ تصنيف قد لا يكون أكثر من ضرب من ضروب القمع. والكاتب السوري شأنه شأن أيّ كاتب عربي، يجابه قمعيْن اثنيْن أو سلطتيْن هما قمع اللغة وقمع التراث؛ وكلاهما مؤسّسة اجتماعيّة أو عقد اجتماعي، ولكنْ هناك قمع النظام «مؤسّسة الانغيار»( وهذا مصطلح من نحت أستاذنا الراحل صالح القرمادي، وهو يعني معنى من معاني الاغتراب أو الفناء في الغير)؛ وهذه المؤسّسة لا هدف لها سوى تحويل المواطنين جميعهم، إلى مثال واحد؛ إذ هي لا تتقبّل الأبعاد المفقودة، أو هذه المسافة، أو هذا العدول الذي يُفترض أن يعقد صلة خاصّة بين الفنّ والواقع؛ وبفضله يظلّ التوتّر بين الراهن والممكن قائما.
الزمن في سوريا اليوم هو «زمن القتلة»، وقدر المبدع السوريّ أن يختطّ لنفسه طريقا للخروج من هذا التناقض المرعب بين «الحياة» الواقعيّة في وطنه، وفنّه؛ أو أن يبدع وينشئ تحت وطأة الإحساس أو الانخطاف بالحاجة إلى سماء مضادّة؛ حتى يتحرّر ويحرّرنا من المؤسّسة التي تملؤنا بوهم الامتلاك، وتقتل فينا كلّ نزوع إلى إنسانيّتنا أو «كَينونتنا». المؤسّسة التي تجتثّنا قبل أن يحين حيننا، قبل أن يحلم الموت فينا؛ فإذا «نهايتنا تسقط في أعماقنا، ثمرة فجّة حامضة لم تنضج بعد». تلك هي الحريّة، إذا اعتبرنا الحريّة معرفة بالقوانين التاريخيّة والاجتماعيّة، وتوظيفا لها في سبيل الأفضل والأجمل.
كاتب تونسي

على هامش المحنة السوريّة: أيّة كتابة؟

منصف الوهايبي

العراق بين نفوذ الجماعات المسلحة والدولة الخفية ومساعي الاصلاح

Posted: 29 Apr 2017 02:18 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: احتلت تداعيات صفقة إطلاق سراح الصيادين القطريين في بغداد، حيزاً كبيراً من الاهتمام في العراق، بالنظر إلى الحقائق الخطيرة التي كشفتها.
واستغل العديد من النواب والقوى السياسية السنية، صفقة إطلاق سراح القطريين لمطالبة الحكومة بكشف الجهة الخاطفة، وضرورة بذل الجهود نفسها لإطلاق سراح آلاف المخطوفين العراقيين من قبل الجماعة نفسها، التي خطفت القطريين. بينما انتقد نواب وسياسيون آخرون الحكومة لتساهلها وسكوتها على جرائم الجماعات المسلحة، التي تعرض هيبة الدولة والقانون إلى الامتهان داخليا وخارجيا.
من جهة أخرى حذر العبادي خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي من وجود قوى سياسية وعشائرية تتعمد إثارة فوضى مقصودة في محافظة البصرة التي وصفها بـ«سلة العراق» من خلال افتعال المشاكل والخروقات الأمنية المتواصلة ومنها النزاعات المسلحة بين العشائر ونشاط الجريمة المنظمة والمخدرات وغيرها، محذراً من نتائج إثارة الفوضى، التي أكد أن الحكومة لن تسكت عليها. ويرى مراقبون أن هذا الإقرار من الحكومة بوجود قوى تعمل ضدها لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية خاصة بها، يؤكد حقيقة مقولة «الكيان الموازي» التي شاعت مؤخرا في المشهد العراقي للتعبير عن وجود قوى سياسية خفية تعمل وفق أجندات ومشاريع خاصة بها من خلال أدوات وآليات تابعة لها في كيان الدولة وخارجه.
أما الحدث الآخر الذي أثار الاهتمام فهو تصويت البرلمان بعدم الاقتناع بإجابات مفوضية الانتخابات أثناء استجوابها من قبل نائبة في التيار الصدري، والتي كشفت جوانب سلبية كثيرة وتزوير ومخالفات في عمل المفوضية. ومع أن التصويت بعدم الاقتناع يتطلب جلسة جديدة للبرلمان للتصويت على إقالة المفوضية، لكنه يتطلب توافقات ومساومات وصفقات بين القوى السياسية خاصة وأن بعضها مستفيدة من المفوضية الحالية ومدافعة عنها. إلا أن القرار جاء مقنعا للكثير من العراقيين وللتيار المطالب بالاصلاح، والذين يعتبرون المفوضية معبرة عن مصالح الأحزاب والكتل التي فشلت في إدارة البلاد وبالتالي فإن عملية التغيير المطلوبة للعملية السياسية يجب أن تبدأ بتغيير مفوضية الانتخابات وقانونها المنحاز للكتل الكبيرة.
واعتبر المراقبون أن تصويت البرلمان بعدم الاقتناع هو نصر معنوي للتيار الصدري والتيار المدني الذين يقودان حملة لإقالة مفوضية الانتخابات كخطوة أولية لا بد منها لتحقيق مطالب الاصلاح. وجاءت زيارة وفد من الحزب الشيوعي ولقاءه بزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر ضمن سلسلة لقاءات بين الطرفين لتنسيق جهود قيادة الحراك الشعبي. وقد وصف القيادي في الحزب الشيوعي مفيد الجزائري لـ«القدس العربي» هذه اللقاءات بأنها لبحث هموم الشارع المتعب والأوضاع المأساوية في العراق على كل الأصعدة، معبراً عن قناعة الطرفين بضرورة توحيد جهود كل المخلصين المحملين بهموم الوطن، حيث أكد «أن حزبه والتيار الصدري يسعيان وفق نظرية أن القوى الفاشلة والفاسدة التي أوصلت الـعـراق إلى ما وصـل إليه يجب أن ترحل، ولكن يجب إيجاد كتلة وطنية قادرة على إايجاد الحلول لمشاكل البلد تحظى بثقة الشعب، وبالتالي، فلا بد أن يهيئ التيار المدني والتيار الصدري وكل القوى الخيّرة أنفسهم ليكونوا البديل عن القوى الفاسدة والفاشلة في المعارك الانتخابية المقبلة».
ويرى متابعون للعلاقة المتنامية بين التيار الصدري والحزب الشيوعي والتيار المدني، أن اللقاءات المتواصلة بينهما مؤخرا، هي مؤشر على تصاعد تنسيق المواقف، وأن لا يقتصر على التنسيق في قيادة الحراك الشعبي الإصلاحي وتنظيم وتوجيه التظاهرات والاحتجاجات المطالبة بالإصلاحات ومحاربة الفساد والفاسدين فحسب، بل قد يمتد أيضاً إلى مستوى متقدم يشبه التحالف يضمهما مع باقي القوى الوطنية الساعية للإصلاح الحقيقي، وخاصة فيما يخص الانتخابات المقبلة، لتغيير الواقع السياسي في البلد نحو الأفضل.
أما الحدث الأمني الأبرز هذا الأسبوع فقد تمثل في قصف الطائرات التركية لمواقع حزب العمال التركي الكردستاني في منطقة سنجار غرب الموصل وفي سوريا، والتي ألحقت أضرارا بشرية ومادية كبيرة في تلك المواقع .
ورغم إدانة البرلمان والحكومتين في بغداد وأربيل إضافة إلى القوى الشيعية للهجوم باعتباره انتهاكاً للسيادة العراقية إلا أن حكومة كردستان أقرّت بأن وجود حزب العمال في الأراضي العراقية يوفر الذريعة لتركيا لشن الهجمات على تلك المواقع، محملةً حزب العمال مسؤولية الهجمات التركية، خاصة وأن الحكومة التركية أعلنت مرارا أانها لن تسمح بتحويل حزب العمال لمنطقة سنجار إلى قنديل جديدة، في إشارة الى تمركز الحزب في الجبال قنديل شمال العراق، وبالتالي فإن الهجوم متوقع بل وقد يتكرر مستقبلا في ضوء تنامي نفوذ ونشاط الحزب في سنجار بتواطؤ ودعم من قبل بعض القوى الكردية في السليمانية وفي بغداد.

العراق بين نفوذ الجماعات المسلحة والدولة الخفية ومساعي الاصلاح

مصطفى العبيدي

وزارة الملقي الأردنية من الداخل: خبرات «عميقة» لكنها «مرتبكة» وتغييب لفكرة «المطبخ» ورئيس شغوف بالتفاصيل ولا يركز على «رسم السياسات»

Posted: 29 Apr 2017 02:18 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي»: عمدة العاصمة الأردنية عمان المخضرم والمحنك عقل بلتاجي زار رغم مغادرته لوظيفته وتعيينه في وظيفة جديدة مكتبه القديم ليومين متتاليين ثم أطل في اليوم الثالث على مقر البلدية وبصورة أثارت التساؤل حول البعد العاطفي والسياسي في المسألة.
 قد تكون المسألة اعتبارات شخصية لإن البلتاجي الشهير في نسخته الأردنية ساهم إلى حد كبير في دعم خيار خليفته المؤقت في الموقع الوزير السابق يوسف شواربه.
 الأهم ان الظهور لثلاثة أيام في مكاتب مؤسسة غادرها رسميا بدا غريبا ويحتاج لتفسير إداري وإن كان يوحي بالولاء ومحبة العمل خصوصا وان البلتاجي ترك مقعده في رئاسة بلدية العاصمة إلى موقع آخر مهم كنائب لرئيس مجلس إدارة شركة الملكية للطيران.
تركيز المسؤولين على مؤسسات سبق ان عملوا فيها ليس سابقة، بل يبدو طقسا بين الحين والآخر، فرئيس الوزراء الأسبق نادر الذهبي عندما أصبح رئيسا للحكومة منتقلا من موقعه في رئاسة إقليم العقبة بقي مهتما بكل تفاصيل العقبة وبصورة يقول بديله آنذاك حسني ابو غيدا انها أعاقت عمله وتلمسه لمشكلات الإقليم .
يبدو أيضا ان رئيس الوزراء الحالي الدكتور هاني الملقي لا يريد ان يطوي صفحة وظيفته السابقة كرئيس لسلطة العقبة حيث يحظى طاقم الإقليم الذي استلم العمل من الملقي بوزن إضافي من الرقابة التفصيلية .
الملقي أيضا لا يريد ان يترك بعض التفاصيل لتستقر وتعمل باستقلالية، فقد زار مؤخرا شركة الملكية الأردنية للطيران مرتين وكذلك المطار وأطلق تصريحا غريبا من حيث الخلفيات عن دور بارز  للملكية في تعزيز الاستثمار الاقتصادي في المملكة في توقيت غامض حيث ما زالت الشركة مديونة بل متعثرة وتحتاج لخطة إنقاذ في رأي الخبراء.
 لماذا يتحدث رئيس الحكومة عن دور إضافي لمؤسسة مثل الملكية وهو يعرف بن الوضع صعب ومعقد؟ هذا السؤال جال بين حتى بعض الوزراء دون إجابة واضحة مع العلم ان مجلس الوزراء وبناء على ملاحظات متراكمة إداريا بدأ يرصد صورتين للرئيس الملقي تختفيان وتظهران بالتناوب وبسرعة .
 الأولى صورة الرئيس الذي يدقق بالتفاصيل ويقتحمها ويصرعلى مناقشتها حتى ان بعض الوزراء البارزين طلبوا منه عدة مرات الإنشغال في «رسم السياسات وإنتاج التوجيهات العليا» وترك التفاصيل الفنية والتقنية لهم وللفرق التكنوقراطية.  الثانية صورة الرئيس الذي يمتنع عن الاستجابة أحيانا لشروحات الوزراء حتى تنامى الشعور أحيانا أن حكومة الملقي تبدو بمظهر وزارة متعددة الرؤساء حيث لكل وزير طريقة خاصة في الأداء ومستقلة في ترسيم السياسيات دون مطبخ مركزي للقرار اعتاد عليه الجميع.
ثمة وزراء يشتكون من ان الرئيس الملقي يكثر من التدخل بتفاصيل عملهم ويخاطبهم بقسوة وآخرون يشتكون من عدم التدخل واستعصاء الاستجابات الرئاسية والتجاهل التام. لذلك يعمل فريق الملقي بدون روح حماسية ولذلك أيضا ظهرت وفقا لخبراء بعض الأخطاء في قرارات كانت تحتاج لشكل وهوية ولتوقيت أفضل بما فيها أخطاء في التشريع.
يقال في أروقة ضيقة جدا أن خطأ التوزير الأول الذي تورط به الملقي كان الاستعانة عندما كلف بتشكيل حكومته بأربعة من أصدقائه الشخصيين ومجالسيه وسرعان ما خرج هؤلاء الأربعة من مواقعهم عند أول تعديل وزاري.
حصل الملقي على جرعات دعم قوية جدا من القصر الملكي وبصورة مبكرة وقياسية فقد تمكن من إجراء تعديل وزاري كبير وصدرت توجيهات مباشرة توحي بحمايته عند الإعلام والصحافة خلال لقاء شهير.
 وتم وضع حد سريع عبر ممر إجباري لرئيس مجلس النواب عاطف طراونة طلب فيه من الأخير «التعاون مع الملقي» مع التلويح الضمني بقاعدة «أربعة بأربعة» الشهيرة وهي قاعدة ملكية تؤشرعلى ان السلطتين التنفيذية والتشريعية تغادران معا وتتعايشان معا .
هذه الحماية الملكية التي ترجمت نفسها دوما بتدخلات لصالح الحكومة في عهد مدير المخابرات الأسبق الجنرال فيصل الشوبكي واسناد من الطاقم العامل مع رئيس مكتب الملك الدكتور جعفر حسان كان لها دور إيجابي في تمكين الحكومة قبل اتخاذ قرارات صعبة ومعقدة اقتصاديا مرت شعبيا بصعوبة وبجهد كبير من المستوى الأمني.
الملقي يبدو توافقيا ولا يتصرف بدهاء سياسي ويحاول إحداث فارق ويشيع أجواء إيجابية، لكن تلك الصفات لا تكفي للصمود وللحد من المشكلات.
 ولا تكفي لمنح حكومته دافعية الثقل في الشارع ومؤسسات الحكم وإن كان في وضع مريح بصورة استثنائية مؤخرا بعدما تغير مدراء أربع مؤسسات سيادية أمنية كبرى في عهده بمعنى أنه لم يرث مركزا قويا ونافذا في الحكم ولم يجد نفسه مضطرا للتعايش مع «رجل أو رجال» أقوياء جدا ينتجون الإحباط في وجه حكومته أو يعتقدون أنهم أهم منها.
 بمعنى أن المؤسسات الشريكة في الإدارة والحكم مطواعة للملقي ولا تنافسه وتلتزم بتوجيهات الرؤية الملكية الداعية لتمكين حكومته من العمل بدون ضغوط.
 وهذا الوضع يدفع الملقي للتفكير بعمق أكثر في تغيير اسلوب تفاعله مع المشهد السياسي خصوصا عبر ثلاثة مسارب يقترحها التشخيص العام والمهني وحلقة الموالين له.
وهي «التدقيق أكثر» في حلقة تحالفاته الشخصية خارج الوظيفة أولا، وتوفير آلية لإطلاق الطاقات الكامنة في بعض أعضاء فريقه بالتوازي مع التركيز على «رسم السياسات» وترك التفاصيل الأصغر من الموقع.
والعمل ثالثا بجدية هذه المرة على مغادرة منطقة الشكوك واطلاق الفرصة لتأسيس مطبخين منتجين يتصرفان وطنيا الأول سياسي والثاني اقتصادي حيث توجد خبرات كبيرة وعميقة لكنها «مرتبكة».

وزارة الملقي الأردنية من الداخل: خبرات «عميقة» لكنها «مرتبكة» وتغييب لفكرة «المطبخ» ورئيس شغوف بالتفاصيل ولا يركز على «رسم السياسات»

بسام البدارين

لبنان: تعثر خيار التمديد وعودة الاصطفاف السياسي إلى ما كان قبل انتخابات الرئاسة

Posted: 29 Apr 2017 02:18 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي»: يستمر العد العكسي حتى 15 أيار/مايو موعد الجلسة التشريعية التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لإقرار تمديد ولاية المجلس النيابي الحالي، إلا أن حظوظ إنعقاد جلسة التمديد تراجعت بعد إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري عودته عن السير بالتمديد ما يعني غياب الميثاقية عن الجلسة، التي تغيب عنها أصلاً ثلاث كتل مسيحية رئيسية هي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب. وكان الرئيس بري يعوّل على حضور كتلة نواب المردة ونواب مسيحيين مستقلين وينتمون إلى كتلة المستقبل، غير أن موقف الحريري المعترض على التمديد يعني أن النواب المسيحيين في كتلة المستقبل لن يحضروا جلسة التمديد وبالتالي ستفقد الجلسة التشريعية الميثاقية المسيحية وستفقد أيضاً الميثاقية السنية بغياب رئيس الحكومة السنّي ونواب تيار المستقبل.
وقد دفع موقف الحريري الأطراف السياسية الرئيسية إلى تكثيف الإتصالات واللقاءات بهدف الخروج بحل يجنّب البلد مخاطر الفراغ بعد استبعاد خيار التمديد للتمديد. وفي إطار اللقاءات زار الحريري قصر بعبدا والتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وزار رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط في حضور نجله تيمور والوزير مروان حماده والنائب غازي العريضي وشرح له أن اعتماد المشروع التأهيلي سيكون لمرة واحدة مع ضمانات بإنشاء مجلس شيوخ، وأوفد جنبلاط إلى معراب النائبين أكرم شهيب ووائل ابو فاعور للقاء رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. اما المعاون السياسي للرئيس بري الوزير علي حسن خليل فزار الرئيس الحريري.
وجرت هذه اللقاءات في ظل تسجيل تطور في موقف الرئيس الحريري بقبوله السير بمشروع التأهيل ولو كان على اساس طائفي رغبة منه في تسهيل التوصل إلى اتفاق.وهكذا بات المشهد على الشكل الآتي: التيار الوطني الحر والمستقبل والقوات اللبنانية إلى جانب «التأهيلي»، ومعهم أيضاً «حزب الله» حسب ما أبلغ الوزير باسيل معراب، فيما حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي أبرز معارضيه. وعبّر جنبلاط عن هذا الاصطفاف بقوله «في هذه المدة لا حلفاء لي إلا الرئيس بري، والتأهيلي قانون متخلف وكان الرئيس الحريري يريدنا أن نسير به». وشبّه بعضهم هذا الاصطفاف بمشهد الانتخابات الرئاسية بإستثناء تصويت الحزب التقدمي الاشتراكي للرئيس عون على عكس الرئيس بري ونواب كتلة التنمية والتحرير. إلا أن السؤال الذي يطرحه البعض هو هل سيسير حزب الله هذه المرة ايضاً في معركة قانون الانتخاب إلى جانب الرئيس عون من دون الرئيس بري كما حصل في الاستحقاق الرئاسي؟
ووسط كل هذه الحركة لفتت قناة «OTV « الناطقة بلسان رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر في نشرتها الاخبارية إلى ما يلي «إما قانون يقوم على النسبية الكاملة ومجلس الشيوخ أو التصويت على التأهيلي أو الوصول إلى الهاوية».
وكانت طفت على السطح الفكرة التي طرحها الرئيس بري والتي كشفت عنها «القدس العربي» والتي تقوم على انتخابات وفق النسبية الكاملة تقترن بإنشاء مجلس للشيوخ على أن يحافظ مجلس النواب المنتخب على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين خلافاً لما نصّ عليه اتفاق الطائف لجهة تشكيل مجلس الشيوخ بعد انتخاب مجلس على اساس غير طائفي حيث ورد في المادة 22 من الدستور «مع انتخاب أول مجلس نواب على أساس وطني لا طائفي يُستحدث مجلس للشيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية وتنحصر صلاحياته في القضايا المصيرية». وقال بري أمام زواره «أعتقد أنني بهذين المشروعين أقدم حلاً ومخرجاً للازمة الراهنة ولا أرى سبيلاً سواهما».
ولكن رغم كثرة الاقتراحات والأفكار هناك من لا يزال متشائماً بعدم إمكان الوصول إلى تسوية. وهنا تُطرح سيناريوهات متعددة بينها العودة إلى قانون الستين الساري المفعول أو إتفاق رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة على حل مجلس النواب قبل انتهاء ولايته في 20 حزيران، وستكون هذه الخطوة إذا تمت أول خطوة من نوعها أيضاً بعد استخدام الرئيس عون لأول مرة منذ 1927 صلاحية لرئيس الجمهورية بتأجيل انعقاد المجلس لفترة شهر.
وفي حال اللجوء إلى خيار حل المجلس وفقاً للمادة 55 من الدستور، يُفترض أن يشتمل قرار الحل بحسب المادة 25 من الدستور «على دعوة لإجراء انتخابات جديدة في مدة لا تتجاوز الثلاثة أشهر»، وتستمر هيئة مكتب المجلس في تصريف الأعمال حتى انتخاب مجلس جديد. وفي حال عدم إجراء الانتخابات ضمن المهلة المنصوص عنها يُعتبر مرسوم الحل باطلاً وكأنه لم يكن ويستمر مجلس النواب في ممارسة سلطاته.

لبنان: تعثر خيار التمديد وعودة الاصطفاف السياسي إلى ما كان قبل انتخابات الرئاسة
هل يكون آخر السيناريوهات العودة إلى الستين أو حل مجلس النواب؟
سعد الياس

هل يستطيع إيمانويل ماكرون تجديد الساحة السياسية الفرنسية قلبا وقالبا؟

Posted: 29 Apr 2017 02:16 PM PDT

كان يا ما كان في حديث الزمان، طالب متفوق ارتقى درجات التميز بسرعة الصاروخ فبرهن لمن يحتاج إلى برهان أن الجمهورية الفرنسية ونظام التعليم فيها تحديدا لا يزالان قادرين على إعطاء مقولة «من جد وجد، ومن زرع حصد» معنى قويا.
ها هو إيمانويل ماكرون، ابن مدينة أميان، ابن المحافظات وليس الوسط الباريسي الموصوف بالمغلق، تنقل من المدرسة العليا الفرنسية للإدارة، إلى موقع كبير منسقي «تقرير النمو» تحت إشراف المستشار الحكومي المعروف جاك اتالي، اتالي الذي عمل أثناء حكم فرانسوا ميتران أساساً، وخلال ولاية نيكولا ساركوزي أيضا ضمن فريق «مستشاري الظل».
لإيمانويل ماكرون مسيرة مهنية لا كبوة فيها ولا عثرة، انطلقت من منصب تنسيق تقرير اقتصادي عن النمو المستديم في فرنسا، تقرير ذاع صيته في أوساط خبراء الاقتصاد في البلد ونشر للجمهور، فتواصلت مسيرة الرجل بالعمل مصرفيا لمؤسسة «روتشيلد» الشهيرة – وهو ما يؤاخذه عليه البعض لتوجيهه اتهام جهل الشعب، فتولى وزارة الاقتصاد «بيرسيه» مرورا بمرحلة الأمين العام المساعد في الإيليزيه في بداية ولاية فرنسوا أولاند.
كرس إيمانويل ماكرون عصارة ما نسميه هنا «الفضل الجمهوري» أي المقدرة على تخطي عتبات الترقي بالكفاءة والعمل الدؤوبين، بعيدا عن منطق الوساطات والشبكات والدعم والمساعدات.
كان يا ما كان في أحدث الأزمنة، فترة لا يبعدنا عنها سوى …عام واحد 6 نيسان/أبريل 2016 تاريخ تأسيس حركة «ان مارش» حركة وليس حزبا، سابقة في المشهد السياسي الفرنسي توخت القطيعة مع النمط السياسي الكلاسيكي التقليدي الذي أودى بالكثيرين إلى العزوف عن السياسة في رفض لمنطق التحزب
على حساب الالتزام.
إيمانويل ماكرون حامل شعلة التجديد في سياق انتخابي طالته سوابق ومفاجآت لسنا في مأمن من العثور على مثيلاتها في القادم من الأيام. ولأن درجة الاستفهامات أعلى بكثير من فرص النيل بأجوبة مقنعة، تتكاثف المحاور التي تدور حولها تحديات الرجل الشاب.
أولها مدى قدرة مترشح يعتبر وريثا لـ«نظام» و«ابن فرانسوا أولاند الروحي» على الإتيان بالبرهان القاطع أنه قادر فعلا على تجديد الساحة السياسية الفرنسية قلبا وقالبا. هذه نقطة جوهرية يقف له فيها بالمرصاد أكثر من واحد.
ومن فروع تحدي التغيير الأساسية المطروحة على ماكرون التواصل مع الطبيعة المطلبية لالتماسات الشعب الفرنسي. هذا يمر أولا عبر قدرة مؤسس حركة «إلى الأمام» على تقديم أدلة امتلاكه الحنكة وهامش المناورة الكفيلين بالتصدي لمشاكل الناس الملموسة التي تحتل فيها معضلة الوظائف ومناصب الشغل موقعا أساسيا، معضلة تطرح في سياق تسعى فيه العولمة إلى فرض مبدأ نقل خدمات الشركات إلى الخارج كواقع مسلم به. ولا أدل على الصعوبة التي يواجهها ماكرون في التواصل مع أبناء الطبقة العمالية، زيارة قليلة التنظيم قام بها أخيرا إلى مصنع آلات الغسيل المعروف «وايربول» في مسقط رأسه أميان، كان بالإمكان التخطيط لها والتحكم في تفاصيلها لو استبقت أطوارها، سلفا.
هنا يظل مأخذ القطيعة بين النخبة والشعب عقبة كأداء في وجه ماكرون، هو الذي طال به أمد زيارة أهل المحافظات في زخم أعطى الانطباع أن لا شيء صار يعلو على باريس في تقديره، هو أيضا الذي لا ينسى كثيرون نعته شريحة من أبناء الطبقة العمالية بالـ «أميين» وان اعتذر فيما بعد عن زلة لسان وقع فيها أثناء مقابلة إذاعية كان يدعو فيها إلى محاربة الأمية.
كما سيتعين على ماكرون مجابهة تهمة «الإفراط في الليبيرالية» التي تصاعدت أثناء صياغته القانون الذي يحمل اسمه واشتهر فيه بتحرير قطاع النقل بنتائج متباينة في نظر كثيرين.
ويبقى أكبر تحد في حالة وصول الشاب ماكرون إلى سدة الحكم بعد أقل من اسبوعين – وهو ما يقع في دائرة الاحتمال الشديد- قدرته على تأمين أغلبية برلمانية تؤهله للحكم فعلا. لقد أكد ماكرون وبإصرار شديد عدم رغبته بتشكيل «حكومة تدوير» تتلاقى فيها وجوه سياسية معتادة مألوفة لا تتقمص الوجوه الجديدة إلى جانبها إلا دورا شكليا يسهم بوضوح في إعادة إنتاج وصفات وممارسات أكل عليه الأخضر واليابس واعتبر المواطن نفسه منها بريئا. بإرساله لماكرون رسالة قوية تتمثل في إسناده المرتبة الأولى في تصويت الدورة الأولى، يريد المواطن الفرنسي إثبات نفسه خارج مدار الأحزاب ومهنيي السياسة، وخير ممثل هذا المطلب الجوهري المجتمع المدني… فالمجتمع المدني الفرنسي من صارت بيده المفاتيح. وأكثر من أي وقت مضى. أولم يؤكد إيمانويل ماكرون أن وجوها جديدة، لم يكشف منها سوى النزر اليسير، ستظهر على الساحة وستحمل شعار التجديد بما لا يترك مجالا للارتياب؟
لكن أم الأسئلة: هل ستكون هذه الوجوه قادرة على تشكيل الأغلبية البرلمانية الكفيلة بممارسة حكم لا يخضع لديكتاتورية التحالفات التي قد تشل البلد؟

هل يستطيع إيمانويل ماكرون تجديد الساحة السياسية الفرنسية قلبا وقالبا؟
حامل شعلة التجديد في سياق انتخابي طالته مفاجآت
بيار لوي ريمون

الانتخابات الفرنسية: عندما يكون المركز بديلا عن اليمين واليسار وجدارا ضد الشعبوية

Posted: 29 Apr 2017 02:16 PM PDT

في آب (أغسطس) 2014 كان إيإيمانويل ماكرون يقود دراجته على طول الساحل الشمالي لفرنسا قرب لو توكي حيث تملك زوجته بريجيت ترونو بيتا عندما تلقى مكالمة من قصر الإيليزيه. كان هذا عندما اختلف مع الرئيس الاشتراكي فرانسوا اولاند لأن هذا الأخير رفض منح مستشاره الاقتصادي البالغ من العمر 36 عاما منصبا وزاريا في التعديل الوزاري الذي قام به. وكان ماكرون استقال وقرر وضع السياسة وراء ظهره ونوى إنشاء شركة في قطاع التعليم، إلا ان رئيسه السابق عرض عليه في ذلك الصيف وظيفة وزير الاقتصاد ولهذا عاد ماكرون إلى السياسة.

قصة

ويتميز ماكرون بأنه يحمل معه لو فاز قصة شغلت كل من تابع مسيرته السياسية في بلاده والعالم، حبه وزواجه من مدرسته بريجيت حيث يفصل بينهما عشرون عاما. وحزبه السياسي «إلى الأمام» والذي أنشأه العام الماضي ويؤكد أنه لا يمثل اليسار أو اليمين. ولكنه قسم اليسار وتجاوز المحافظين ومرشحهم فرانسوا فيلون الذي لا يزال يواجه اتهامات بالتجاوزات المالية. وفي بلد يعاني من تراجع النخبة السياسية وكدمات الهجمات التي نفذها متشددون من تنظيم «الدولة» قرر ماكرون تبني حملة متفائلة وعد فيها إصلاحات اقتصادية واسعة. ولو صدقت استطلاعات الرأي فإنه مرشح للفوز في الجولة الثانية بنسبة 60٪ بشكل يوقف المد الشعبوي الذي جلب الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وأخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

جيل

وترى صحيفة «فايننشال تايمز» (28/4/2017) أن ماكرون ينتمي لجيل شاهد صعود وتطبيع اليمين المتطرف في الحياة السياسية. فعندما نجح جين ماري لوبان زعيم الجبهة القومية للجولة الثانية ضد جاك شيراك في 21 نيسان (إبريل) 2002 كان موظفا متدربا في السفارة الفرنسية في نيجيريا. وبعدها بست سنوات عمل في بنك روتشيلد الاستثماري. وكان استثماريا ناجحا حيث حصل على 2.9 مليون يورو للدور الذي لعبه في نصيحة شركة «نسلة» لامتلاك جزء من شركة «بيفزاير» بقيمة 12 مليار دولار عام 2012. وفي أوقات فراغه ساعد المرشح الاشتراكي فرانسوا اولاند للترشح قبل خروج المرشح المفضل، رئيس صندوق الدولي السابق دومينك شتراوس-كان بسبب فضائح.
وفي عام 2015 أصبح شخصية شعبية وعدوا لمعسكره لانتقاداته لقانون العمل 35 ساعة اسبوعيا وضريبة الثروة والمميزات التي يحصل عليها المستشارون الاقتصاديون.

حظوظ

ولم يكن ماكرون ليقف على أعتاب الإيليزيه لولا تطورات حدثت لم يكن يتوقعها وضربت معسكري اليمين واليسار، فخسارة ألان جوبيه لفيلون الذي كان يسير على خطوات مارغريت تاتشر في بريطانيا كمرشح للجمهوريين وفضيحة بينلوب التي لاحقته فيما بعد ومن ثم قرار الرئيس الحالي عدم الترشح لولاية ثانية كلها منحته فرصة. وبحدسه السياسي استفاد من كل هذه الفرص. وساعده في انتهاز الفرصة زوجة كانت مدرسة دراما وظلت إلى جانبه حيث دربته على طريقة الخطابة وساعدته على تقديم «حزب الأمل». وأمام ماكرون الآن مهمة صعبة ويحتاج لكل أصوات الفرنسيين. خاصة أن حملة الانتخابات الفرنسية لم تعد بين اليمين واليسار كما في السابق ولكن على هوية البلد: منعزلة أم مفتوحة على العالم؟ خارج الاتحاد الأوروبي أم داخله؟ وكان لافتا في الشعار الانتخابي الذي أعلنت عنه لوبان يوم الأربعاء «انتخبوا فرنسا» الذي كتب على صورها. والرسالة واضحة وهي أن لوبان مستقبل فرنسا. ولا يخفى التلاعب هنا بالرموز وتجادلها بين رمز الحرية «ماريان» التي أقيم لها تمثال في كل بلد ومدينة فرنسية والتي تمثل كل ما تعنيه الجمهورية الفرنسية واسم زعيمة الجبهة الوطنية، فمارين لوبان هي بالضرورة ماريان فرنسا. ولهذا فأمام ماكرون أيام قليلة لإقناع الناخبين خاصة ممن يعيشون في القرى والبلدات المعزولة والداعمين لرؤية لوبان الإنعزالية أنه يمثلهم ويمثل طموحاتهم أيضا.
وكانت الجبهة الوطنية ناجحة في الفوز داخل المناطق المحرومة في الشمال والشرق والجنوب أيضا فيما فاز ماكرون في الغرب والمناطق الحضرية والمدن الكبيرة. وجاءته أكبر الأصوات في الجولة الأولى من العاصمة باريس، والتي تعتبر جزيرة معزولة نابضة بالحياة وبعيدة عن التشاؤم الذي تعيشه بقية مناطق البلاد حيث انتعش هناك فكر اليمين المتطرف وأهمية العزلة عن النخبة السياسية الحاكمة والعالم. وكما لاحظت أنجليك كريسافيس من صحيفة «الغارديان» (24/4/2017) فخريطة فرنسا بعد الجولة الأولى كشفت ما عبر عنه الفيلسوف الفرنسي رفائيل غلوكسمان «الانقسام الاجتماعي الحقيقي».
ويقول ماكرون إنه يستطيع جلب الأمل لأكثر البلاد تشاؤما في العالم وبعد مقتل 230 شخصا في هجمات إرهابية وسنوات من التدهور الاقتصادي التي جعلت 3 ملايين بدون عمل. وعليه كما تقول كريسافيس الخروج من منطقته المريحة وإظهار أنه يفهم الانقسام الذي تعيشه بلاده وعمل «مصالحة» في فرنسا بين الذين يملكون ولا يملكون.

أصوات غاضبة

وفي الوقت الذي قد لا يتفق الكثير من الفرنسيين مع سياسات لوبان المجنونة والتي تدعو لحماية الاقتصاد المحلي والصناعات واغلاق فرنسا على العالم الخارجي إلا أن الكثير من أبناء المناطق المحرومة والعمال صوتوا لصالحها، تماما كما فعلت المناطق التقليدية لحزب العمال في بريطانيا بدعم الخروج وتخلي السود وأبناء الأقليات وأعضاء الحزب الديمقراطي عن كلينتون وجلسوا في بيوتهم مقارنة مع حماس الذين خرجوا لصالح ترامب. ومن هنا تعتقد صحيفة «فايننشال تايمز» (27/4/2017) أن اقناع الصوت الغاضب مهم. فالحل القائم على الاقتصاد الليبرالي والحماية الاجتماعية يقدم الأمل للمناطق الفرنسية في المرحلة ما بعد الصناعية. ومن الضروري اقناع الناخب الغاضب الذي يشعر بالخيبة أن الحكومة يمكنها تحسين حياته وإلا تحولت نسبة 49٪ منهم وتشعر بيأس للطرف المتطرف وتتحول بالتالي إلى غالبية.

ليس محتوما

وعلى العموم فقد علمنا الدرس الفرنسي على الأقل الآن وفي نهايته المتفائلة أن صعود اليمين ليس قدرا محتوما. وفي هذا السياق كتبت المعلقة الفرنسية المقيمة في بريطانيا ناتالي نوغريد بمقال لها بصحيفة «الغارديان» (28/4/2017) أن اليمين المتطرف وإن كان في حالة صعود إلا أن فوز ماكرون سيضع حدا لصعوده. وأشارت في بداية مقالها لمقولة للروائي والمفكر السياسي البريطاني جورج اورويل الذي كتب إن البريطانيين لا يهتمون بشكل كاف بالقضايا الفكرية بطريقة تجعلهم ضدها. وهم على خلاف الفرنسيين الذين يستمتعون بالقضايا الفكرية «وكمواطنة فرنسية مقيمة في لندن أراقب بلدي وهو يحضر لانتخابات الرئاسة في 7 أيار (مايو) وبريطانيا وهي تحضر لانتخاباتها العامة الأولى التي تعقدها في مرحلة ما بعد البريكست فإنني لا أعتقد أن الفروق المفترضة بينها كبيرة كما نحب أن نفكر. وأرى دروسا مما جرى على الطرف الثاني من القنال الإنكليزي». وتشير أن الفرنسيين يفكرون بالكارثة التي تلوح في الأفق من إمكانية انتخاب لوبان رئيسة لهم كما يكافح البريطانيون لفهم ما قادهم لقرار الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وترى الكاتبة أن ماكرون يمثل في الانتخابات الفرنسية الإثارة فهو ليس روسبيرو المحامي والسياسي الذي لعب دورا في الثورة الفرنسية إلا أنه تحدث في واحد من خطاباته الانتخابية مقتبسا كامو الذي قال «كل جيل يعتقد، بلا شك أنه سيعيد تشكيل العالم أما مهمة جيلنا فهي أضخم وتقوم على منع العالم من الإنهيار». ورغم ان مقارنة حال فرنسا وبريطانيا حاضرة في هذه المقولة وإن بشكل نسبي. فالخروج من الاتحاد الأوروبي لن يقضي على القيم الديمقراطية البريطانية مقارنة مع الحال في فرنسا حالة انتخبت لوبان التي ستقضي على كل القيم التي تحملها وتدافع عنها الجمهورية. ورغم انتشار عدد من الحوادث المعادية للأجانب بعد البريكست إلا أن انتخاب زعيمة الجبهة الوطنية رئيسة سيضع 7 ملايين فرنسي من أصول مسلمة وأفريقية وعربية تحت التهديد المستمر. فالتعصب الذي رافق حملاتها الانتخابية سيتوسع على نطاق البلد ويدمر معه النسيج الاجتماعي الذي تأثر بالهجمات الإرهابية.
وتعتقد الكاتبة أن صعود ماكرون يقدم درسا على البريطانيين التعلم منه وهو أن هناك فرصة لتيار الوسط لكي يوقف الشعبوية المتطرفة. فالوسط أو المركز ليس فعالا أو عفا عليه الزمن. فقد تنهار البنى القديمة كما انهارت الأحزاب السياسية التي نشأت فيما بعد الحرب العالمية الثانية ولكن لا يعني أن البديل الوحيد الذي سيخرج من ركامها هو اليمين المتطرف.
ومقارنة مع هذا يدعو ماكرون إلى ثورة هادئة متدرجة تعالج كل مظاهر القصور في الحياة الفرنسية خطوة خطوة. فهو لا يعادي الرأسمالة أو العولمة وبالتأكيد لا يدعو للمحلية. ولا يريد تحريض الطبقات الاجتماعية والإثنية ضد بعضها البعض. وهو مهتم مثل التفكير البريطاني بما يعمل بالممارسة وليس بالنظرية. ومدخل كهذا يمثل علاجا لكل القارة التي تشهد صحوة للقومية بكل أشباحها. فلوبان تمثل القومية الصاعدة في فرنسا وفيكتور أوربان في هنغاريا وياروسواف كاتشينسكي في بولندا.
ويمكن تفسير البريكست على أنه نوع من صحوة القومية البريطانية. وترى الكاتبة ان صعود ماكرون قد يشجع الراغبين في بريطانيا بطريق آخر يواجه الخطاب الذي قاد للخروج من أوروبا ويخفف من حدة الفراق. ولم يعد التيار الميال لليسار قادرا على القيام بالمهمة فلا بد من مركز مثل الذي شهدناه في فرنسا قائم على البراغماتية والأخلاق والتفاؤل وباحتمالات قوية. ومن هنا فنتائج 7 أيار (مايو) لن تترك أثرها على فرنسا وحدها بل والعالم وبريطانيا تحديدا.

الانتخابات الفرنسية: عندما يكون المركز بديلا عن اليمين واليسار وجدارا ضد الشعبوية

إبراهيم درويش

ألمانيا مرتاحة من تقدم ماكرون: فوز اليمين المتطرف في فرنسا سيشكل ضربة لألمانيا

Posted: 29 Apr 2017 02:16 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: قوبل انتقال المرشح المؤيد لأوروبا ماكرون للدور الثاني للانتخابات الرئاسية الفرنسية بارتياح شديد في ألمانيا. حيث يخشى الساسة الألمان من أن تقدم المرشحة اليمينة لوبان، سيمثل تهديدا للسياسة الألمانية من تضاعف فرص حركة بيغيدا المتطرفة، والتي تتشابه ميولها السياسية والمرشحة الفرنسية لوبان.
وهنأ الزعماء الأوروبيون مرشح الوسط الفرنسي والمتصدر مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان لنتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية إيمانويل ماكرون التي جرت (23 نيسان/ أبريل 2017). ورحــب شتــيـــفن زايبــرت المتحدث باســـم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بانتقال ماكرون للدور الثاني للانتخابات الرئاسية.
وقال في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر : «جيد أن إيمانويل ماكرون وبرنامجه الداعي إلى أوروبا قوية واقتصاد السوق الاجتماعي، انتصر. بالـتـوفيق في الأســبوعين المقبلين».
يأتي ذلك بعد أن كشفت النتائج الأولية أن ماكرون وزير الاقتصاد الفرنسي السابق والسياسي المنتمي إلى تيار يسار الوسط، تمكن مع مارين لوبان مرشحة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، من حســم الجولة الأولى، ليخــوض الاثنان الجولة الفاصلة في السابع من أيار/مايو المقبل.
وشنت مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية لوبان، هجوما لاذعا على منافسها الليبرالي ممثل تيار الوسط، إيمانويل ماكرون، قائلة إنه يجسد «البرنامج الخبيث للنظام» ويمثل «حكم الأقلية (الأوليغاركية». وعزفت لوبان على وتر السنوات الأربع التي قضاها ماكرون مع بنك روتشيلد، قائلة إنه «ينقصه الشعور اللازم بهذه المهنة، والقدرة على اتخاذ القرارات، دون أي اعتبار للعواقب البشرية».
كما رأت أن الانتخابات الرئاسية التي تجري دورتها الثانية في 7 أيار/مايو هي «استفتاء مع فرنسا أو ضدها» متحدثة خلال تجمع انتخابي في نيس في جنوب شرق فرنسا.
وقالت لوبان التي تدعو إلى «الوطنية الاقتصادية» إنها تريد أن «تعيد لفرنسا حدودا» و«تضبط العولمة» متهمة خصمها الوسطي إيمانويل ماكرون، بالسعي لتحويل البلاد إلى «قاعة سوق» باعتباره مصرفي أعمال سابقا، وتابعت «العولمة هنا أنا لا أنكرها أريد ضبطها بدون طوباوية، مع وضع فرنسا في ظرف يسمح لها باستخراج أفضل ما فيها، وليس الأسوأ».

نجاح لأوروبا الموحدة

كما هنأ رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ماكرون. وأشاد في بيان نشره على موقع تويتر بـ «النتيجة التي حققها» ماكرون في الدورة الأولى وتمنى له «التوفيق لاحقا» في الدورة الثانية عندما سيتواجه مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.
بدوره رحب مارتن شولتس، مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمنصب مستشار ألمانيا، بنجاح ماكرون في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية ووصف هذا النجاح بأنه نجاح لأوروبا الموحدة. وقال شولتس إنه بعد الهولندي خيرت فيلدرز المنتمي لليمين الشعبوي، تعاني الهزيمة الآن لوبان «العنصرية الصريحة والمناوئة لأوروبا» مشيرا إلى أن هذا خبر سار لفرنسا ولألمانيا ولأوروبا.
ورأى منافس المستشارة انغيلا ميركل في الانتخابات المقبلة، أن على كل الفرنسيين الراغبين في أوروبا متسامحة وحدود مفتوحة، أن يحتشدوا في الجولة الثانية خلف ماكرون. وكان شولتس قد هنأ المرشح المؤيد لأوروبا إيمانويل ماكرون في تغريدة له على تويتر قائلا: «يجب على جميع الديمقراطيين في فرنسا الآن أن يتحدوا حتى لا يصبح لفرنسا رئيسة قومية».
وأوضح الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي أنه يتعاون بشكل وثيق مع ماكرون منذ أعوام، وأعرب عن تفاؤله حيال تقدمه في النهاية، «وعندئذ يمكننا، هو كرئيس في فرنسا وأنا كمستشار في ألمانيا، البدء في إصلاح الاتحاد الأوروبي، وذلك على أساس تعاون فرنسي ألمانيا وثيق ومستدام».
ورحب وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، بنجاح المرشح الرئاسي الفرنسي، إيمانويل ماكرون في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية. وخلال زيارته للعاصمة الأردنية عمان، قال: «أنا متأكد أن ماكرون سيكون الرئيس الفرنسي الجديد». وتابع نائب المستشارة أنغيلا ميركل، قائلا إن ماكرون هو «المرشح الوحيد المؤيد لأوروبا والذي لم يكن يختبأ وراء أحكام مسبقة تجاه أوروبا».
وقال في فيديو نشره موقع وزارة الخارجية الألمانية في تويتر، إن ماكرون المرشح الوحيد الحقيقي الذي كان مؤيدا لأوروبا. ووعد غابرييل بدعم ماكرون في معركته الانتخابية للجولة الثانية من الانتخابات، واصفا اياه بإنه مرشح رئاسي رائع «كما أنه أيضا إنسان محبوب بشكل هائل وصديق طيب».

ألمانيا مرتاحة من تقدم ماكرون: فوز اليمين المتطرف في فرنسا سيشكل ضربة لألمانيا

علاء جمعة

مارين لوبان تصب الماء على طاحونة نتنياهو رغم اتهامها باللاسامية

Posted: 29 Apr 2017 02:15 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: في طبيعة الحال تلتزم إسرائيل الرسمية الصمت حيال الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية عدا إشارة غير مباشرة من رئيسها رؤوفين ريفلين الذي هاجم اللاسامية وإنكار المحرقة والكارثة اليهودية من قبل أوساط في حزب مارين لوبان.
وقبل أيام وبطريقة مفاجئة وغير مألوفة دبلوماسيا نظرا لتوقيت التصريحات وحدتها قال رؤوفين عن لوبان إنها تتنكر لمسؤولية بلادها عن طرد يهود فرنسا إبان الحرب العالمية الثانية إلى معسكرات الإبادة النازية. ودلل على ذلك بالإشارة إلى أن أحد أعضاء حزب لوبان ذهب إلى حد التنكر لحدوث المحرقة أصلاً وشكك في تسلسل الحادثة التاريخية. وأكد ريفلين أن المسؤولية عن إبادة اليهود على أيدي النازيين وأعوانهم تحولت في السنوات الأخيرة من حدث يفترض أن يكون تاريخياً إلى أمر سياسي مركزي في العالم الغربي. كما كد الرئيس الإسرائيلي أن هذا بات مصدر إزعاج لا مثيل له، لا سيما في وجود أصوات في بعض الدول الأوروبية تتنكر للمسؤولية عن حدوث المحرقة ضمن حدودها. وكانت مارين لوبان أطلقت في وقت سابق العديد من التصريحات بشأن محرقة اليهود، وخاصة إعلانها في بداية الشهر الجاري أنها لا تعتبر فرنسا مسؤولة عن حملة اعتقالات اليهود في البلاد عام 1942، والتي تم بنتيجتها إرسال اليهود إلى معسكرات الموت النازية. وكانت الخارجية الإسرائيلية أدانت وقتها هذا التصريح بشدة لكن ريفلين لم يوجه سهام نقده من أجل التدخل في الانتخابات الفرنسية ومحاولة المساس بحظوظ لوبان بالفوز بل جاءت أقوله في سياق الحديث عن المحرقة بذكراها السنوية. بيد أن هذا التصريح غير الدبلوماسي للرئيس الإسرائيلي يعكس موقفه المعهود من اليمين المتطرف محليا وعالميا وهو بذلك مختلف عن الحزب الحاكم في إسرائيل والذي يغازل قوى اليمين في الدول الأوروبية على مبدأ العداء المشترك للإسلام ومحاولة شيطنة العرب والفلسطينيين وطرح تبريرات لتهربه من تسوية الصراع معهم.
وينضم المحلل للشؤون الدولية في صحيفة «يسرائيل هيوم» بوعز بيسماوت لمحللين كثر في إسرائيل من احتمال حصول هزة سياسية تتجاوز بقوتها مفاجأة دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية بمئة ضعف. وعلى مستوى العلاقات مع إسرائيل والصراع مع الفلسطينيين يرى بيسماوت أن منافسها ماكرون ورغم نقده المتوقع للسياسات الإسرائيلية لكنه أفضل لها من منافسته التي تحاول إخفاء هويتها الفاشية والعنصرية. ويؤكد أن عنصرية لوبان الموجهة في الأساس للأجانب خاصة المسلمين من شأنها أن تعود كيدا مرتدا على اليهود وعلى إسرائيل. ولكن في كل الأحوال هو يتنبه إلى أن فلسطين لم تعد حاضرة كما كانت عليه في فرنسا وغابت عن برامج المرشحين الكبار، ولا في النقاشات المألوفة بكل جولة انتخابات رئاسية في فرنسا. في المقابل يتنبه بيسماوت أيضا إلى أن منافسها ليس مرشحا مفضلا لإسرائيل في هذه الانتخابات لأنه ليس نيقولا ساركوزي. وربما هذا ما يفسر ما تنبأ به استطلاعات رأي فرنسية تقول إن الجماعة اليهودية في فرنسا مشتتة الأصوات لأول مرة، فالنخبة المالية محسوم قرارها إلى جانب ماكرون المصرفي السابق لدى مجموعة الثري اليهودي التاريخي «روتشيلد» المالية وممثل أسواق المال، في حين أن المواطن الفرنسي اليهودي العادي موزع بين اليمين التقليدي واليمين المتطرف من منطلق كراهية المسلمين والتصعيد ضدهم، تحت شعارات محاربة الإرهاب.
ويبدي وزير خارجية إسرائيل الأسبق يوسي بيلين تعاطفه مع ماكرون ويتفق مع ريفلين بأن لوبان تشكل خطرا على اليهود رغم عدائها للإسلام والمسلمين وربما بسبب ذلك لأنه بنهاية المطاف كافتهم أغراب بالنسبة لها. بيلين أحد مهندسي اتفاق أوسلو لا يخفي تعاطفه مع ماكرون لأنه أقرب لدعم موقفه المؤيد لتسوية الدولتين بخلاف لوبان التي تبدي مواقف بعيدة عن التدخل بشؤون الشرق الأوسط.
في مقال نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم» يرجح بيلين أن انتخاب ماكرون سيبقي فرنسا على موقفها الفعال من أجل تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على مبدأ الدولتين. ولكن بيلين يخشى من حالة «غرور» قد تصيب ماكرون وحزبه محذرا من التراخي وعدم التسليم بأنه بات رئيسا قادما لفرنسا ويتابع «المعركة لم تحسم أبدا بخلاف ما تبدو من الخارج لأن أنصار لوبان منظمين ومتحمسين أكثر ولأن ماكرون يفتقد للجهاز الحزبي ولقدرات دفع المصوتين لصناديق الاقتراع». ويستذكر بيلين أنه في 2002 تغلب والد لوبان على ممثل الحزب الاشتراكي رئيس الحكومة الأسبق ليونيل جوبان وتنافس مقابل جاك شيراك على منصب الرئاسة ووقتها تجند الحزب الاشتراكي لدعم خصمها التاريخي شيراك وساعده بتحقيق الانتصار. ويحذر بيلين من أن ذلك لن يتكرر مع ابنته لوبان نتيجة حالة الإحباط لدى اليمين واليسار والناجمة عن نتائج الجولة الانتخابية الأولى وذلك رغم دعوة فرنسوا فيون أنصاره للتصويت لماكرون. ويرى بيلين أن أحدا لن ينقذ فرنسا من ذاتها أمام مخاطر فوز لوبان ويقول إن ذلك من شأنه أن يفكك الاتحاد الأوروبي ويزيد من توجهات وسياسات الانعزالية في فرنسا. ويعتبر بيلين أن من شأن ذلك أن يصب الماء على طاحونة حكومة إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو الذي يتمنى دولا غربية منشغلة بذاتها وبمشاكلها الداخلية كي تكف عن التدخل لتسوية الصراع مع الفلسطينيين بما يتناقض مع رؤيته الأيديولوجية القائمة على «أرض إسرائيل» الكاملة وإدارة الصراع بدلا من تسويته. بين هذه وذاك تنتظر وتترقب إسرائيل حكومة وشارعا من سيدخل الإيليزيه يوم الأحد المقبل وهناك ما يبرر هذا الترقب على ما يبدو.

مارين لوبان تصب الماء على طاحونة نتنياهو رغم اتهامها باللاسامية

وديع عواودة

إدارة ترامب تغازل لوبان وسط محاولات لإعادة تجربة «الناخب المتخفي» في فرنسا

Posted: 29 Apr 2017 02:15 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: رفض مساعدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استنتاجات تشير إلى ان الإدارة الأمريكية تفضل فوز المرشحة مارين لوبان في الانتخابات الرئاسية الفرنسية. إذ قال رينيس بريبوس ان ترامب لا يدعم على الاطلاق لوبان في السباق الانتخابي، ولكن العديد من المحللين لاحظوا نوعا من الاعجاب المتبادل عبر الأطلسي بسبب الأفكار الشعبوية المتوافقة بين الطرفين مع رسالة شعبية وموقف مناهض للمهاجرين.
والتقط المصورون صورا للمرشحة اليمينية الفرنسية وهي تتناول البوظة في برج ترامب، وحصلت لوبان على أكبر مجاملة سياسية يمكن ان تحصل عليها، حيث غرد ترامب في صفحته الخاصة على «تويتر» بانها ستحصل على صوته لو كانت أمريكية. ورأى الكثير من المراقبين في تصريحات لترامب تفيد بان الهجوم الإرهابي في باريس له تأثير كبير على الانتخابات الفرنسية بانها تشير إلى دعم قوى من البيت الأبيض للوبان.
ولم يحدد ترامب ما هو «التأثير الكبير» للهجوم الإرهابي في باريس ولكن من السهل تخمينه، فالتغريدات كانت مفهومة على انها تأييد ضمني لزعيمة حزب الجبهة الوطنية التي تعارض الهجرة وتردد الكثير من الهرطقة مثل الحديث المتكرر عن التأثير غير المبرر للإسلام في المجتمع الفرنسي وبعبارة أخرى يستخدم رئيس الولايات المتحدة سلطته للتدخل في السياسة الداخلية لبلد متحالف.
وتمثل هذه التعليقات انذارا في أوروبا والولايات المتحدة تجاه التزام واشنطن بالمؤسسات الكبيرة في القارة بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بعد أسابيع من الإشارات المطمئنة من ترامب وإدارته، وهناك اعتقاد ان ستيفان بانون، كبير الاستراتيجيين في إدارة ترامب، الذي أشاد بالحركات القومية في القارة قد يؤثر على وجهة نظر ترامب ناهيك عن ملاحظة ان ترامب لا يستطيع كبح نفسه.
ولم يتدخل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في الحياة السياسية منذ خروجه من البيت الأبيض ولكنه قام بمحادثة هاتفية مع المرشح الرئاسي الفرنسي إيمانويل ماكرون، ولم يعلن أوباما عن تأييد رسمي للمرشح ولكن، من الواضح، انه كان داعما قويا لماكرون. وفي انعكاس للانقسام داخل الحزب الديمقراطي للولايات المتحدة فقد أيدت مجموعة من السياسيين الذين قادوا حملة المرشح السابق بيرني ساندرز المرشح اليساري جان لوك ميليشون وقاموا بعملية مقارنة وتشبيه بكفاحه السياسي مع ساندرز بما في ذلك تلقي الاتهامات الزائفة نفسها من الخصوم السياسيين.
ووقع مجموعة من المشاهير، بمن في ذلك نعوم تشومسكي، واوليفر ستون، ومارك روفالو، وايف انسلر، ونانسي فريزر وداني غلوفر عريضة تدعو الناخبين الفرنسيين إلى تفادي الاضطرار بين الوضع الليبرالي القائم على تأسيس الشركات والمعتقدات الشعبوية في كراهية الأجانب.
ومن الصعب قياس تأثير تدخل أوباما الذي يحظى بشعبية في فرنسا، وتجدر الإشارة إلى انه تدخل ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل التصويت، وذهب إلى بريطانيا لشن حملة ضده ولكن الناس اختاروا الخروج من الاتحاد، وعلى النقيض من ذلك، يرى العديد من المحللين انه من الممكن ان يكون تأييد أوباما له تأثير غير مقصود من تعزيز اليمين المتطرف بمن في ذلك المرشحة القومية المعروفة بكراهية الأجانب لوبان التي لديها بعض التشابه مع قادة حركة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويدعم ماكرون تخفيضات لا تحظى بشعبية كبيرة في نظام المعاشات التقاعدية، بما في ذلك رفع السن التقاعدي للحصول على استحقاقات كاملة من 65 إلى 67 عاما، وهذه السياسة قاسية جدا مقارنة من الزيادة التي أقرتها الولايات المتحدة للاستفادة التامة من نظام الضمان الاجتماعي في عام 1983 والفارق هنا ان أمريكا أعطت العمال المتضررين عقودا من الاشعار المسبق في حين تم ضرب العمال الذين يقتربون من التقاعد على حين غرة، ولحسن الحظ، لم يتبع أوباما هذا النوع من البرامج الاجتماعية ردا على الركود الكبير بل حاول الدفع باتجاه تخفيض نــســبة البــطـــالة وخلــق فرص جديدة من العمل وهي سياسة لا يركز عليها ماكرون.
ولكن المشاكل التي يعاني منها المرشح الفرنسي الوسطي من وجهة نظر أمريكية لا تقارن مع المشاكل العميقة التي تواجه لوبان، وهي على حد تعبير الكثير من المحللين تفوق المشاكل التي واجهت ترامب قبل فوزه المفاجئ مما يعني الشك في تقديرات استطلاعات الرأي والخبراء، وهناك نظرية طرحها العديد من المراقبين تفيد ان لوبان قد تحصل على الكثير من الدعم الخفي في اللحظات الأخيرة من الناخبين الذين لم يقرروا تماما مثل تجربة ترامب، فالناخب الأمريكي صوت لترامب في يوم الانتخابات ولكنه لم يفصح عن هذه الرغبة خشية ان يقال انه يؤيد المرشح الذي لا يلتزم بالصواب السياسي خشية التعرض لاتهامات بانه متحيز تجاه مجموعة أقلية دينية أو عرقية.
في نهاية المطاف، فوز لوبان سيعني، بلا شك، انقلابا كبيرا للحركة القومية اليمينية التي يعتبر ترامب من أحد محاورها، والرسالة هنا متشابهة لأولئك الذين تعود أفكارهم وجذورهم الايدلوجية إلى الفاشية في منتصف القرن الماضي، وهي ان الهجرة ستجعل فرنسا أقل فرنسية، والعدو هنا بالطبع هو الإسلام حيث هرعت لوبان إلى اعلان ان الإسلام عبارة عن «ايديولوجية استبدادية وحشية أعلنت الحرب على امتنا الحضارية» في حين حاول أوباما كبح هذه الموجة عبر دعوة صريحة للناخب الفرنسي للدفاع عن (القيم الليبرالية) وفي الواقع، تبدو الأمور في باريس وكأنها معركة بالوكالة بين ترامب وأوباما ولكن مستقبل فرنسا وأوروبا، على ما يبدو، في أيدي الناخبين الذين يخفون مشاعرهم الحقيقية.

إدارة ترامب تغازل لوبان وسط محاولات لإعادة تجربة «الناخب المتخفي» في فرنسا
أوباما يؤيد مرشحا لا يتفق مع برامجه الاجتماعية
رائد صالحة

ظلال الهاكرز الروس تخيم على الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية

Posted: 29 Apr 2017 02:14 PM PDT

بعد يوم واحد من اختتام الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تجددت التهم لروسيا بشن هجمات قرصنة الكترونية تستهدف مرشحا واحدا. وحسب تقارير «اي تي ـ غروب تريند مايكرو» الموقع الإعلامي الياباني، فإن الهاكرز الروس حاولوا فتح خادم كمبيوتر المقر الانتخابي للمرشح ايمانويل ماكرون. والتقطت قناة «سي أن أن» التهم فضلا عن وسائل الإعلام الفرنسية.

الدب اخطبوط الشبكة

وأعلن ممثلو فريق ماكرون طيلة فترة الحملة الانتخابية تدخل وسائل الإعلام الروسية لصالح ماري لوبان وفرنسوا فيون. ونفت الجهات الروسية الرسمية مثل ذلك التدخل. بيد ان المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف لم يخف وجود علاقات طيبة تربط الرئيس فلاديمير بوتين وفرنسوا فيون قامت منذ ان كان فيون رئيسا للوزراء. وتعرفت ماري لوبان على الرئيس الروسي قبل زيارتها لموسكو في اذار/مارس الماضي، وسعت خلال اللقاء ان تظهر ان هناك من يدعمها من بين زعماء العالم النافذين، وحينها تفاعل الكرملين بانزعاج مع هبوط شعبية فيون.
وقال الأمين العام لحركة «إلى الأمام» ريتشارد فيرون أن نشطاء مقر الحركة يتعرضون لهجمات سيبرانية من روسيا. وأعلن أن موقع حملة ماكرون وقاعدة البيانات الخاصة به تتعرض على أساس يومي لـ«مئات أو حتى آلاف الهجمات الالكترونية الصادرة من أراضي الاتحاد الروسي». ووفقا لفيرون، فان تحول ماكرون إلى هدف للهجمات الخارجية يعود إلى انه يقف إلى «جانب أوروبا قوية، أوروبا التي تستعرض قوتها، بما في ذلك في مواجهة روســيا، في حـين أن المرشـــحين الآخــرين يتخذون مواقف أكثر ودية تجاه روسيا.»
وكرس «تريند مايكرو» الياباني تقريرا من 40 صفحة تناول محاولات الهاكرز لاختراق أنظمة الكمبيوتر لحركة «إلى الأمام». ونشر صحافيون في دورية «عشرين دقيقة» الإعلامية الفرنسية الذين اتفق لهم الاطلاع على الوثيقة أهم نقطة اتهام فيها والتي ترجح ان الهاكرز يرتبطون بالمجموعة السبرانية «فانسو بييرس» وانهم سجلوا عدة روابط (دومين) مرتبطة أو تشبه رابط حركة «إلى الأمام». وفي الوقت الذي كانت الرسائل تخرج من تلك المواقع فانهم حاولوا ان يستطلعوا عن طريق الحيلة كلمات المرور لأعضاء فريق ماكرون.
وقال مساعدو ايمانويل ماكرون انهم لا يستغربون الأنباء القائلة ان الهاكرز من روسيا، وأكدوا: ان أحدا من أصحاب النوايا الشريرة، لم يتمكن من الكشف عن أي كلمة مرور. ويتندر الروس في هذه الحالة ويقولون «ليست هناك اختراقات ولكن ثمة تهم». ويخشى فريق المرشح الرئيسي لقصر الايليزيه من ان يحصل الهاكرز الروس على معلومات للتشهير بماكرون وتقليل حظوظه الانتخابية. وأكد مساعدو مرشح «إلى الأمام» ان موقع الحركة تعطل بعض الوقت بسبب هجمات قرصنة من اوكرانيا، ورصدوا في الهجمة يد روسيا. ورغم تأكيد فريق ماكرون ان المعلومات الأكثر أهمية لا تُنقل عبر البريد الالكتروني، غير ان مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان اسانج لمح عن احتمال ان تتضمن رسائل مرشحة الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون تشهيرا بماكرون، بيد ان ماكرون في 2012 وهو تاريخ رسائل كلينتون شغل منصبا ثانويا، ولم يتضح بعد المناسبة التي ذكرته بها كلينتون في رسائلها.
وردت الجهات الرسمية الروسية عدة مرات على اتهامها بممارسة الضغط على فرنسا، ووصف الناطق الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الاتهامات ضد السلطات الروسية بالتورط في الهجمات الالكترونية على مقر حركة المرشح الرئاسي ماكرون بانها «سخيفة». وقال: «لا يمكن الشك في تورط موسكو بهذه الهجمات، ولا يمكن ان يحصل».

تهم لا أساس لها من الصحة

وقال بيسكوف في نيسان/ابريل الماضي ان الكلام يدور «عن تهم ما زالت معلقة في الهواء» أي لا أساس لها من الصحة. وتثير البراهين بشأن جرائم الروس الاستغراب أحيانا في موسكو. فقد كشفت صحيفة اليسار الوسط «الفيغارو» عن ان محطة تلفزيون «قناة زفزدا» (النجمة) الخاصة بوزارة الدفاع الروسية نشرت على موقعها خلال سير الحملة الانتخابية الرئاسية في فرنسا علامة المربع «#JevoteMarine» ما يعني «أني أصوت لصالح ماري لوبان». ولفتت الصحيفة إلى ان الكلام يدور عن قناة تلفزيونية تابعة لوزارة الدفاع الروسية.
وعلى العموم جرى موسم الانتخابات، ليس في فرنسا وانما في أوروبا بأسرها، تحت ظلال الهاكرز الروس، بزعم انهم يحاولون التدخل في سير الحملات. وضمن هذا السياق نشرت وسائل الإعلام الألمانية في كانون الثاني/يناير الماضي أنباء عن هجوم نفذه الهاكرز الروس على مواقع منظمة الأمن والتعاون الأوروبي. وأفادت الدورية الإيطالية «11 ميساجرو» في شباط/فبراير الماضي عن هجمات الهاكرز الروس على وزارة الدفاع الايطالية الذي تأخر الكشف عنه بسبب ان الهجمة نفذت ببراعة خارقة.

بين ماكرون ولوبان

وقالت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الخميس وهي تعلق خلال حديث لـ«Yahoo Global News» على كون روسيا تدعم ماري لوبان في الانتخابات الفرنسية: «اننا لا ندعم المرشحين للانتخابات في الدول الأجنبية». بيد ان المتابع لوسائل الإعلام الروسية المدعومة من قبل الحكومة، يرصد ان هناك تعاطفا واضحا مع ماري لوبان. ان هذا الموقف طبيعي، لأن خطاب زعيمة الجبهة الوطنية يتضمن الكثير من الوعود السارة لروسيا، ولاسيما رفع العقوبات المفوضة على روسيا وإنعاش العلاقات الاقتصادية التي تدهورت بحدة بسبب تلك العقوبات، كما انها ستعترف بمشروعية انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، إلى ذلك هناك تناغم واضح بين شعارات لوبان بشأن القيم الاجتماعية وقضايا المهاجرين وغيرها والخطاب الرسمي الروسي الذي يتبنى المحافظة العقلانية في الشؤون الداخلية.
ويجمع المحللون في روسيا على ان ماكرون يتمتع بحظوظ أكبر للفوز في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية. ويقول المحلل السياسي ايغور بونين في حديث مع موقع «روسبالت» الإخباري الروسي على الانترنت: ان فوز ايمانويل ماكرون في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية حيث ستواجهه زعيمة اليمين المتطرف ماري لوبان، مضمون. وأضاف «بيد ان القضية تبقى فقط في حجم الأصوات التي ستحصدها لوبان 36٪ أو 40٪».
ان موسكو معنية أكثر في طبيعة السياسة الخارجية التي سيعتمدها الفائز في المنصب الرئاسي في فرنسا. وعلى حد رأي خبير الشؤون الدولية فلاديمير فولي، فان ماكرون في حال انتخابه لمنصب الرئيس سيواصل السياسة الخارجية للحكومة الحالية، في شأن القضية الاوكرانية الحساسة للغاية بالنسبة للكرملين. وسيستمر في النهج السياسي القائم حاليا حيال روسيا في حال تسنمه السلطة في قصر الايليزيه، بمعنى تكون حيادية وبراغماتية.
وهناك توقعات بان تطرح قضية تخفيف العقوبات على روسيا في حال أصبح ماكرون رئيسا لفرنسا، ولكن هناك مخاوف من ان يدعم اوكرانيا في المواجهة مع روسيا، نظرا لالتزامه بالخط الأوروبي العام والموقف المشترك بشأن القرم والنزاع في شرق اوكرانيا والعلاقات بروسيا.

ظلال الهاكرز الروس تخيم على الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية

فالح الحمراني

انتخابات فرنسا: ترقب في العالم العربي وقلق في أوساط الجاليات

Posted: 29 Apr 2017 02:14 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: أشعلت نتائج الجولة الأولى للانتخابات الفرنسية حالة من الترقب في العالم العربي، بينما تسببت في شيوع حالة من القلق في أوساط الجاليات العربية والمسلمة في فرنسا تحسباً لفوز المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان والتي يمكن أن تؤثر سلباً على العرب والمسلمين المقيمين في البلاد والذين يعانون أصلاً من عدة مشكلات.
وانتهت الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية بتأهل المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان إلى الجولة النهائية، وذلك بعد حصولهما على أعلى النسب من الأصوات في الجولة الأولية، وبالتالي سيتنافسان في الجولة الثانية والنهائية من الانتخابات والمقرر أن تجري في 7 أيار/مايو المقبل.
ورغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن ماكرون سيفوز بشكل كبير على لوبان في الدورة الثانية من الانتخابات، إلا أن حالة من القلق باتت تهيمن على الجاليات العربية في فرنسا خوفا من أن تنتهي هذه الانتخابات بفوز لوبان التي كانت قد دعت قبل الانتخابات بأيام قليلة إلى «طرد المهاجرين المدرجة أسماؤهم على قوائم المراقبة الأمنية وتعزيز عمليات الفحص على الحدود».
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي العربي المقيم في باريس سعد المسعودي أن «حالة من القلق تهيمن على المهاجرين عموماً، بمن فيهم العرب والمسلمون الذين يشكلون نسبة كبيرة من هؤلاء المهاجرين»، مشيراً إلى أن «الجاليات العربية ستواجه مزيداً من التهميش والشعور بالعزلة إذا نجحت مرشحة اليمين المتطرف في الوصول إلى الرئاسة وبدأت بتنفيذ وعودها وسياساتها».
ويقول المسعودي لـ«القدس العربي» إن «هذه الانتخابات هي الأولى التي تشهدها فرنسا وتكون على هذه الدرجة من المساس بالعرب، وتكون الجــاليــات العربية في فرنسا معنية بها بهذه الدرجة».
ويعتقد أن العرب والمسلمين في فرنسا يشعرون بأنهم «مواطنون من الدرجة الثانية أو حتى الثالثة» مشيراً إلى أنه «حتى الأجيال الجديدة التي ولدت داخل فرنسا والتحمت مع المجتمع الفرنسي فانها لا تزال مهمشة، وفي حال فازت مرشحة اليمين المتطرف فهذا معناه مزيداً من التهميش بالنسبة لهؤلاء العرب والمسلمين».

السياسة تجاه الشرق الأوسط لن تتغير

أما فيما يتعلق بالسياسات الفرنسية تجاه العالم وتجاه الملفات العربية الملتهبة مثل القضية الفلسطينية والحرب على الإرهاب والصراع في سوريا واليمن وغير ذلك، فيؤكد المسعودي إنه على الرغم من وجود حالة من الترقب في العالم العربي لنتائج الانتخابات الفرنسية إلا أنه «من غير المرجح أن تتغير أو حتى تتأثر السياسات الفرنسية الخارجية، وخاصة تجاه العالم العربي».
ويبرر المسعودي ذلك بقوله إن «السياسات الفرنسية تجاه الشرق الأوسط تنبع من مبادئ لا تتغير، مثل ضرورة حل القضية الفلسطينية على أساس الدولتين وبينهما سلام دائم، وكذلك الحرب على الإرهاب والقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية سواء في سوريا أو العراق أو مالي أو أي مكان من العالم».
ويقول إن السياسات الخارجية عادة ما يقرها البرلمان ومؤسسات الدولة الفرنسية، وليست من اختصاص الرئيس بمفرده، وهو ما يعني في النهاية أنه من غير المتوقع أن تتغير في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي ستظهر نتائجها في السابع من أيار/مايو، وفي الشهر التالي سوف تجري الانتخابات البرلمانية أيضاً.
وكانت المرشحة اليمينية لوبان قد أطلقت عدداً من التصريحات المثيرة للجدل ضد المهاجرين، وهي تصريحات أعادت التذكير بما أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية وبدأ بتنفيذه فور وصوله إلى الحكم في واشنطن، وهو ما جعل كثيرين يعتقدون أن لوبان يمكن أن تقدم على ترجمة بعض الشعارات التي أطلقتها خلال الانتخابات.
وكانت لوبان، كرئيسة الجبهة الوطنية قد دعت أيضا إلى تخلّي الدولة عن تدريس الأطفال المهاجرين الذين توجد أسرهم في وضعيات غير قانونية، أو لم تتم تسوية أوضاعهم بعد، كما طالبت بتقليل استقبال فرنسا للمهاجرين.
وقالت إن فرنسا لم تعد لديها الإمكانيات للاستمرار في تحمل نفقات المهاجرين، وإن على الدولة أن تخصص جهودها وتضامنها الوطني للفئات الأكثر فقرا داخل المجتمع الفرنسي، لافتة إلى أنه أضحى ضروريا إلزام الأسر الأجنبية التي تستفيد من الإقامة في فرنسا، ولا يعمل معيلها الرئيسي، بدفع مساهمة مالية للدولة نظير تعليم أبنائها.
يشار إلى أنه يوجد في فرنسا نحو ستة ملايين مسلم، يمثلون الجالية الأهم في البلاد، كما يوجد عدد من الجاليات العربية التي لا يتوفر إحصاء دقيق أو أعداد واضحة لأبنائها بسبب أن أغلبهم يحملون الجنسية الفرنسية، ومن بينهم نسبة كبيرة ولدوا وعاشوا في فرنسا لآباء مهاجرين، إلا أن باحثاً في المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية يقول أن في فرنسا 7 ملايين شخص من أصول عربية.

انتخابات فرنسا: ترقب في العالم العربي وقلق في أوساط الجاليات

 تركيا وإيران: الرابح والخاسر في الانتخابات الرئاسية الفرنسية

Posted: 29 Apr 2017 02:14 PM PDT

تتجه أنظار المسلمين وخصوصاً في إيران وتركيا هذه الأيام إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، إذ برز الموقف من الإرهاب والإسلام في حملات المرشحين الرئاسيين في المرحلة الأولى، فيما لا تزال البلاد تعاني من مخلفات اعتداءات إرهابية راح ضحيتها العشرات، ونجحت السلطات الفرنسية في إحباط هجوم وشيك قبيل الاستحقاق الرئاسي، ما دفع المرشحين إلى إعادة تسليط الضوء على الجانب الأمني في حملاتهم.
وإذ حصل مرشح الوسط إيمانويل ماكرون ومرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان على نتائج تؤهلهما لخوض الجولة الثانية المقررة يوم السابع من الشهر المقبل، فان المرشح الرئاسي الوسطي المستقل إيمانويل ماكرون، الذي صعد نجمه كقوة رئيسية في الحياة السياسية الفرنسية، رغم أنه لم ينتخب قط لمنصب حكومي، قال إنه لن يتخذ أي خطوات جديدة فيما يتعلق بالإرهاب، واستبعد ما وصفه بالسياسات الرمزية، مثل سحب الجنسية الفرنسية من المتورطين في أعمال إرهابية من ذوي الجنسية المزدوجة، وهي سياسات قال إنها ستقسم البلاد.
وأضاف أنه لن يقبل أبدًا أن يوسم الناس بناء على دينهم أو معتقداتهم، كما أنه يرفض أي تعصب على أسس دينية، وقال إن الأمر المهم هو جعل الإجراءات الأمنية المتخذة حاليًّا أكثر فعالية.

ماكرون

يصف بعض الإيرانيين النافذين إيمانويل ماكرون» بأنه ظاهرة فريدة في السياسة الفرنسية والانتخابات الرئاسية» بينما التوقعات تشير إلى احتمال فوزه بنسبة كبيرة.
 ماكرون الذي يبلغ من العمر 39 عاما أصبح المرشح الوحيد تقريبا الذي يغرد خارج سرب الأحزاب السياسية التقليدية في فرنسا، وهو يعرف نفسه بالمرشح المستقل الذي لا ينتمي إلى أي من اليمين أو اليسار اللذين تعود غالبية الناخبين الفرنسيين على التصويت لمرشحيهما .
وحول ملف الهجرة والمسلمين أشار ماكرون إلى المهاجرين من أصل جزائري، كما أنه هاجم بشدة تاريخ فرنسا المتعلق باحتلالها للجزائر ووصف معاملة الفرنسيين أبّان الاستعمار الفرنسي للجزائر بالوحشي واعتبرها إبادة جماعية، الأمر الذي أثار الكثير من الانتقادات داخل فرنسا.
ومن المعروف أن ماكرون من مدافعي مبادئ العلمانية والذي يمكن ان نصفه في هذا المجال بالمتطرف المدافع عن العلمانية.

 النظرة إلى الإسلام

وفيما تعتبر لوبان من أشد المناصرين للإسلاموفوبيا، ليس في فرنسا فقط إنما في أوروبا باكملها، وتصر على اعتبار الإسلام والهجرة ثنائية غير قابلة للتجزئة، زاعمة أن الإسلام «جسم غريب عن فرنسا» بيّن ماكرون موقفه بالتأكيد على أنه لا علاقة للإسلام بالعمليات الإرهابية، مشيراً إلى أنها إهانة كبيرة لمسلم أن يشار إليه بالضلوع فيها، وأكد: «لدينا عدو وهو داعش، لكن التنظيم ليس الإسلام»، مشددًا على «تساوي مكانة جميع الأديان في المجتمع الفرنسي».
ويبدو أن مرشحة أقصى اليمين المتطرف تريد استثمار التطورات الأمنية الأخيرة في البلاد لإعطاء زخم جديد لحملتها، مركزة بذلك على ملفات الأمن والهجرة، حيث ربطت مارين لوبان بين الملفين، وأكدت أن الأخير يؤثر بشكل كبير على استقرار البلاد، وسعت إلى تحويل النقاش في الأسبوع الأخير قبل الانتخابات إلى الهجرة، إذ تتطلع للحصول على دعم لتعويض تراجعها في استطلاعات الرأي.
 
مارين لوبان 

 مارين لوبان المرشحة الرئاسية الأكثر إثارة للجدل ومنذ الدور الأول من الإقتراع وضعتها استطلاعات الرأي في المركز الثاني بعد إيمانويل ماكرون، وعلى عكس شخصية منافسها الغامضة تعرف لوبان بأنها الأكثر وضوحها في تصريحاتها.
 وتعرف الجبهة الوطنية على أنها من أشد معارضي سياسات الهجرة الأوروبية وتتبنى مواقف معادية للمسلمين في أوروبا وتعارض هجرتهم من شمال وغرب أفريقيا وتطالب بإعادتهم إلى بلدانهم، لكن ومنذ تنحي جان ماري لوبان والد مارين من رئاسة الحزب خفف الحزب من حدة هجماته المعهودة ضد الهجرة والاتحاد الأوروبي، كما أنها غيرت نوعا ما من خطاب الحزب حيث تدافع عن حق المواطنة في الفرنسية، وتعتبر كل من يحمل الجنسية مواطنا بغض النظر عن عرقه ولونه ودينه.
ومثل منافسها ماكرون، تدافع لوبان عن مبادئ العلمانية، وكانت قد ألغت لقاء مع مفتي عام لبنان بسبب عدم رغبتها ارتداء الحجاب واحتجاجها على صلاة المسلمين في الميادين العامة في فرنسا وشبهت تصرفاتهم بالاحتلال النازي.
وحول الأزمة السورية التي تختلف بشأنها إيران وتركيا، لا تخفي لوبان دفاعها عن فكرة بقاء بشار الأسد في سدة الحكم، وحسب رأيها فإنها تعتبر الأسد يمثل الحل الوحيد للأزمة السورية ومحاربة داعش، وإن الدعم الفرنسي للمعارضة «المعتدلة» سيدعم الإرهاب والتطرف الإسلامي في سوريا والشرق الأوسط.
واستندت لوبان في حملتها الانتخابية إلى الإسلاموفوبيا وربط الأحداث التي جرت في السنوات الأخيرة في فرنسا من قبل مسلمين متشددين ينتمي البعض منهم إلى داعش، بمبادئ الإسلام. إلا إن تلك السياسة قد تتحول إلى سلاح ذي حدين وقد تضر بحملتها الانتخابية.  
وعلى أي حال فإن الجولة الثانية ستغيب عن المنافسة الانتخابية فيها الأحزاب اليمينية واليسارية التقليدية للمرة الأولى، الجمهوري والاشتراكي، وهذا ما فجر المفاجأة الغريبة في تاريخ نشاط الأحزاب السياسية الفرنسية.
  
انقسام إيراني

وانقسم الإيرانيون والتيارات السياسية من الأصوليين والمحافظين والمعتدلين من بينهم الإصلاحيون بين ماكرون ولوبان خصوصا وأن الانتخابات الرئاسية الإيرانية على الأبواب.
فالمحافظون الذين يؤيدون المرشد والحرس الثوري يتمنون فوز المرشحة اليمينية المتشددة مارين لوبان وذلك لتبرير معارضتهم للاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع مجموعة 1+5 الذي حرمهم من الكثير من الامتيازات الاقتصادية في البلاد، كونها تكن العداء للعالم الإسلامي بما فيها إيران، وقد تسلك المسار نفسه الذي سلكه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التهديد والوعيد في إلغاء الاتفاق النووي وفرض المزيد من العقوبات، خصوصاً وهي لا تخفي إعجابها بترامب، وتصرح كثيرا ما يشبه تصريحاته أثناء حملته الانتخابية.
أما التيار المعتدل بمن فيهم الإصلاحيون والرئيس حسن روحاني يمنون النفس في فوز ماكرون وتمسكه بجميع التعهدات التي وقعت عليها حكومة بلاده في الاتفاق النووي، وأن يسدوا الطريق أمام المحافظين والتمسك بالاتفاق النووي والمكاسب الاقتصادية التي حصلوا عليها من ورائه.

تركيا 

وفِي خضم الجدل التركي الأوروبي حول الهجرة واللاجئين وأثناء عملية فرز أصوات المشاركين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، لوحظ وجود العديد من الملاحظات والصور الخاصة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان داخل صناديق الاقتراع في مدن فرنسية مختلفة. فقد قام عدد من المواطنين الأتراك الحاملين للجنسية الفرنسية، بشطب أسماء مرشحي الرئاسة الفرنسية واستبدالها باسم الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، ربما هي رسالة تحدّي بعد نجاح الاستفتاء في تركيا.

 تركيا وإيران: الرابح والخاسر في الانتخابات الرئاسية الفرنسية

نجاح محمد علي

عبد العزيز رحابي وزير الإعلام الجزائري الأسبق لـ«القدس العربي»: السلطة أخطأت عندما قدمت الانتخابات البرلمانية المقبلة على أنها المخرج من الأزمة

Posted: 29 Apr 2017 02:13 PM PDT

الجزائر ـ «القدس العربي»: يرى عبد العزيز رحابي وزير الإعلام الجزائري الأسبق والذي سبق له أن كان سفيرا ودبلوماسيا لبلاده في دول عدة أن الانتخابات البرلمانية المقبلة التي ستشهدها الجزائر لن تختلف عن سابقاتها، وأن الإشكال القائم يتمثل في النظام الانتخابي، الذي يبقى دائما محل شكوك واتهامات بالتزوير، وأن الحل، حسبه، يكمن في إصلاح جذري لهذا النظام الانتخابي للخروج من التشكيك المتكرر في مصداقية الانتخابات. كما تحدث رحابي في هذا الحوار عن الجهود التي تبذلها الجزائر في حل الأزمة الليبية، مؤكدا أن الدبلوماسية الجزائرية تعمل في صمت وبعيدا عن الأضواء، وأن لها من الإمكانيات ما يمكنها من إيجاد حل للأزمة التي يتخبط فيها هذا البلد الجار، وعرج الوزير والدبلوماسي السابق الذي اختار نهج المعارضة منذ مغادرته الحكومة على موضوع العلاقات الجزائرية ـ المغربية، مشددا على أن الجزائر لها موقف مبدئي ثابت من قضية الصحراء الغربية، بوصفها قضية تصفية استعمار وأن هذا الموقف لم يتغير منذ 1975. وهنا نص الحوار:
○ الجزائر مقبلة على انتخابات برلمانية في الرابع من أيار/مايو المقبل، وتوليها السلطات الجزائرية أهمية كبيرة، وتقدمها على أنها رهان حقيقي، وتعمل على حث المواطنين على المشاركة فيها بكثافة، لماذا في رأيك تتعامل السلطات مع هذه الانتخابات وكأنها قضية حياة أو موت؟
• أعتقد أن السبب الأول هو تخوف السلطة من العزوف الانتخابي، وهو عزوف عرفته كل الانتخابات التي شهدتها الجزائر منذ استقلال البلاد سنة 1962. وهي نفسها تشك في مصداقية الانتخابات وشفافيتها، وهذا ليس بالأمر الجديد، لأنه يتكرر مع كل موعد انتخابي، الجديد هو أن المعارضة بكل أطيافها طلبت أن تكون هناك آلية مشتركة بينها وبين السلطة التنفيذية والقضاء لمراقبة العملية الانتخابية والسهر على شفافيتها، ولكن رد السلطة على هذا المطلب كان بطريقة محتشمة، من خلال الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، التي لم تحظ بإجماع كل الطبقة السياسية.
عزوف الناخبين عن هذه الانتخابات يعود أيضا لوجود انطباع عام بأن الانتخابات المقبلة نتائجها محسومة سلفا، كما أن قضايا الفساد وشراء الذمم التي صاحبت إعداد القوائم الانتخابية، والتي تسربت إلى الصحافة التي نشرت الكثير عنها، طعنت أيضا في مصداقية العملية الانتخابية لدى المواطن البسيط.
ثانيا، السلطة تقدم هذه الانتخابات، مثلما حدث في الانتخابات الرئاسية لسنة 1995 حتى وإن كان ذلك لأسباب مختلفة، على أنها هي مفتاح الخروج من الأزمة، بسبب غياب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن الساحة السياسية، وتقلص النشاط الرئاسي، وهذا في رأيي خطأ، فالسلطة ما كان عليها أن تقدم هذه الانتخابات وكأنها آلية للخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد.
○ ألا تعتقد أن العزوف، الذي أصبح منتشرا حتى في الدول الديمقراطية، يعود أيضا لأسباب أخرى، غير تلك التي ذكرت، وهل الأحزاب التي دعت إلى المقاطعة قادرة على تجنيد الشارع، أم أنها ركبت الموجة فقط؟
• التخوف من العزوف راجع أساسا إلى فقدان الثقة في النظام الانتخابي، واستحالة إعادة النظر في هذا النظام الموروث منذ عهد الحزب الواحد، والذي أصبح لا يتلائم مع متطلبات المرحلة الحالية، خاصة ما تعلق بالنزاهة والشفافية، وهذا النظام في حاجة إلى إصلاحات جذرية، حتى نبتعد عن الصورة النمطية الموجودة لدينا بخصوص الانتخابات، لأن الإشكال في الجزائر هو أن الطبقة السياسية لا تثق في النظام الانتخابي، ولا ترى أنه كفيل بضمان النزاهة والشفافية، وهذا الأمر ليس قاصرا على الجزائر، لأن دولا كثيرة في إفريقيا وأمريكا اللاتنية مثل الأرجنتين والبرازيل منذ حوالي 40 سنة، كانت تعاني من الإشكال نفسه، وكانت الانتخابات فيها مطعون في نتائجها دائما، وقد عالجت الإشكال بإعادة النظر في النظام الانتخابي بشكل جذري، وهذا هو الأمر الذي تحتاجه الجزائر مستقبلا، إن أرادت وضع لهذا التشكيك الدوري والآلي في كل الانتخابات التي تنظمها السلطة.
المشكل في الجزائر أن لا أحد يستطيع أن يدعي أنه قادر على تجنيد الشارع، لأن السياسة عندنا لا تجند إلا في وقت الأزمات، نوظف السياسة لتضخيم أزمة أو لحلها، كل مواعيدنا في الجزائر سياسية، وفي رأيي أن علينا أن نقلل من السياسة ونكثر من الثقافة والتعليم، لأن البلد أصبح رهين السياسة وأجنداتها.
○ هل الضمانات التي أعطتها السلطة بخصوص نزاهة العملية الانتخابية كافية، وهل السلطة اليوم مجبرة على تنظيم انتخابات نزيهة، للخروج ببرلمان يتمتع بشرعية أكبر من سابقه، علما وأنه البرلمان الذي سيشهد تنظيم الانتخابات الرئاسية سنة 2019، وهو الذي سيكون على عاتقه تمرير قوانين «غير شعبية» على خلفية الأزمة التي تعيشها البلاد؟
• السلطة الحالية لم تعط إلى حد الآن أي إشارات بخصوص وجود نية لديها لإحداث تغيير ديمقراطي، الرئيس بوتفليقة بنى سلطة قوية ومهيمنة، وبالتالي لا أظن أن هناك نية في تنظيم انتخابات حرة ونزيهة تعبر عن آمال وآلام المجتمع الجزائري، وبالتالي إذا كان البرلمان في الجزائر أو في غيرها من الدول غير معبر عن واقع المجتمع فلن تكون أي مصداقية، البرلمان ليكون شرعيا يجب أن يمارس دوره في الرقابة على عمل الجهاز التنفيذي، وأن يحاسب المسؤولين عن طرق تسييرهم للشأن العام، وإذا كانت هناك قضايا فساد يتحرك فيها، ويؤسس لجان تقصي حقائق تقوم بالتحقيق فعلا، وتخرج بتقارير تكشف نتائج عملها. الطبقة السياسية ومؤسسات الدولة يجب أن تكتسب شرعية وهذا لن يتأتى إلا من خلال انتخابات حرة ونزيهة، وما نعيشه اليوم من مشاكل هو من تداعيات الأزمات التي عشناها منذ الاستقلال وحتى اليوم.
○ لننتقل إلى الملف الليبي، الجزائر اليوم تلعب دورا أكثر تقدما بخصوص حل الأزمة الليبية، ما الذي دفعها للعب هذا الدور؟
• أولا، يجب أن نعرف أن الجزائر دولة جارة لليبيا، وأن لديها حدود معها بطول 1000 كيلومتر، وكل ما يحدث في ليبيا من تداعيات للأزمة التي يعيشها هذا البلد يؤثر بشكل مباشر على الجزائر، الأمر الذي جعل الملف الليبي أساسيا في السياسة الخارجية للجزائر، الكثير من الدول العربية تدخلت في الملف الليبي دون أن تكون معنية بشكل مباشر بما يجري في هذا البلد، بل وجدت نفسها موظفة في إطار أجندات غربية.
الجزائر كدولة جارة من حقها أن تحمي نفسها ومصالحها، وأن تسعى لإيجاد جل للأزمة الليبية، لأن استمرارها مكلف بالنسبة للجزائر، خاصة مع تعلق بحماية الحدود، فضلا عن الأخطار التي تتهدد التراب الجزائري بسبب غياب سلطة ليبية قادرة على ضبط الأمن وحماية الحدود. لكن المشكل أن الكثير من الأطراف المتدخلة في الأزمة الليبية هي أطراف خارجية، وهذا أمر مخيف بالنسبة إلى الجزائر، لأنه يخلق وضعا جديدا، ويهدد بتقسيم ليبيا.
في الحقيقة الجزائر لم تبتعد يوما عن ملف الأزمة الليبية، لكن الكيفية التي تتعامل بها الجزائر مع هذا الملف، هي التي جعلت الكثيرين يعتقدون أنها كانت بعيدة، فالجزائر ليست من الدول التي تتحرك دبلوماسيا في إطار استعراض للعضلات، وهذا يعود إلى هوية الدبلوماسية الجزائرية التي كانت دائما تفضل التكتم والسرية والابتعاد عن الأضواء عند الاقتراب من الأزمات، لتسهل عليها عملية جمع الفرقاء حول طاولة الحوار، وهذه المرحلة الأولى هي الأصعب في الأزمة الليبية، فكلما اقتربت الجزائر من جمع الفرقاء الليبين يتدخل طرف أجنبي لتفريقهم.
○ هل الجزائر تمتلك الإمكانيات لحل الأزمة في ليبيا، بعيدا عن مسألة الجوار ومصلحتها في إيجاد حل لهذه الأزمة؟
• نعم الجزائر لها الإمكانيات البشرية، ولديها رؤية، وتمتلك التقنية اللازمة في معالجة الأزمات والخلافات، ولها تجارب سابقة، كما أن الجزائر لديها علاقات مع كل الأطراف، سواء كان ذلك مع الإسلاميين أو خليفة حفتر، مع أن بعض الأطراف اتهمها في وقت سابق أنها كانت تدعم العقيد معمر القذافي.
○ أكانت الجزائر فعلا تساند القذافي؟
• لا، هذا غير صحيح، الجزائر اتهمت باطلا أنها تدعم القذافي، خاصة لما استقبلنا عائلة القذافي، ولكن هذا تم لأسباب إنسانية وبعد استشارة الأمم المتحدة، الجزائر لم يكن في إمكانها أن تدعم العقيد القذافي الذي كان طرفا في الأزمة، والوقوف إلى جانبه كان سيفقد الجزائر حيادها، وبالتالي يحرمها من قدرتها على القيام بوساطة بين الفرقاء.
○ تعرف العلاقات الجزائرية ـ المغربية توترا متزايدا في الفترة الأخيرة، وكانت آخر حلقات هذا المسلسل الاتهام المغربي للجزائر بنقل رعايا سوريين إلى داخل التراب المغربي، ورد الخارجية الجزائرية باتهام المغرب بإدخال رعايا سوريين إلى التراب الجزائري، ما هو سبب هذا التصعيد؟
• أعتقد أن الرواية الجزائرية هي الصحيحة، لأن الجميع يعرف أن المغرب هو بوابة أوروبا، وأن السوريين الذين يريدون السفر إلى أوروبا بطريقة غير شرعية إلى أوروبا يقصدون المغرب، وهذا كله ليس بالجديد، مثلما هو الحال بالنسبة إلى التهريب وتجارة المخدرات، المغرب يستغل كل ما يستطيع كأسلحة دبلوماسية في حربه الدعائية ضد الجزائر. وبالعودة إلى موضوع اللاجئين السوريين أكثر من 50 ألف لاجئ دخلوا الجزائر وأقاموا فيها، دون أن يشتكي أحد منهم من سوء المعاملة. الجزائر لديها حدود مع سبع دول، وكلها دول تعيش أزمات وعدم استقرار، أما المغرب فله حدود مع دولة واحدة هي الجزائر، وهي حدود آمنة، لذا ليست لدينا الأجندة نفسها.
○ لماذا هذا التصعيد الذي تعرفه العلاقات في الفترة الأخيرة؟
• هذا التصعيد عادي ودوري يذهب ويعود، لأن هذا هو الملف الوحيد الذي بنيت عليه الدبلوماسية المغربية، خلافا للدبلوماسية الجزائرية التي لديها أجندة مختلفة واهتمامات أخرى، وليس لديها مشكل لا مع المغرب ولا مع غيره. نلاحظ في برنامج الحكومة المغربية الجديدة، وقد قرأته، أنه لا توجد أي إشارة إلى اتحاد المغرب العربي، بل فيه وصف للجزائر بأنها عدو للوحدة الترابية، وهذا نشر للعداء ضد الجزائر بشكل واضح وعلني ورسمي، دون أن نجد شيئا مماثلا لدى الطرف الجزائري، فالرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يرد ولا مرة على اتهامات الملك المغربي محمد السادس، الذي تهجم على الجزائر عشرات المرات في خطابات رسمية، دون أن يرد بوتفليقة.
○ ما رأيك في طريقة تعاطي الجزائر مع المغرب؟
• هذه هي قوة الدبلوماسية الجزائرية، الموقف الجزائري من قضية الصحراء الغربية لم يتغير منذ 1975 عكس المغرب الذي اتخذ خطوات وتراجع عنها، انضم إلى منظمة الوحدة الإفريقية ثم انسحب منها، ثم عاد ليطلب الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي (التسمية الجديدة لمنظمة الوحدة الإفريقية) المغرب وافق على تنظيم استفتاء تقرير مصير في الصحراء الغربية ثم تراجع عنه، في حين أن الموقف الجزائري ثابت ومنتظم، ويعكس قوة ومصداقية الدبلوماسية الجزائرية، وهذا الكلام سمعته من عديد الدبلوماسيين الأجانب. لما ظهرت فكرة تأسيس الاتحاد المغاربي قال المغرب إنه يأمل في أن يساهم الاتحاد في حل أزمة الصحراء الغربية، والجزائر قالت آنذاك أن من الأفضل فصل الاتحاد المغاربي عن موضوع الصحراء، وهو ما تم في وقت أول، وتأسس الاتحاد، ولكن المغرب تراجع عن التزاماته وربط بين اتحاد المغرب العربي وبين أزمة الصحراء الغربية، ما الذي تغير منذ 1989 تاريخ تأسيس الاتحاد المغاربي؟ هل غيرت الجزائر مواقفها أم أن المغرب هو الذي غير.
○ المغرب ينتقد كثيرا السلطات الجزائرية بسبب رفضها فتح الحدود البرية، لماذا ترفض الجزائر فتح هذه الحدود؟
• لماذا يعزل ملف الحدود عن باقي الملفات العالقة بين الجزائر والمغرب؟ هذه ليست معالجة براغماتية وليست دبلوماسية، ليس من المنطقي فصل ملف الصحراء عن باقي الملفات، يجب على المغرب أن يعترف بأن موقف الجزائر من قضية الصحراء هو موقف مبدئي ثابت منذ عام 1975، وعلى المغرب أن يوقف أيضا الهجمات ضد الجزائر، وأن يتخلى عن خطابه العدائي، علما أن الطبقة السياسية المغربية ترفض الاعتراف حتى بالحدود بين البلدين، مع أن هذه الحدود مثبتة منذ اتفاقية لالة مغنية في 1854 ثم اتفاقية 1972 والتي صادق عليها المغرب، كما أنه يتعين على الرباط وقف إغراق الجزائر بالمخدرات، علما أنني أجريت دراسة ووجدت أن هناك 48 دولة لديها حدود برية مغلقة، والأمر لا يقتصر على الجزائر فقط. إذا كان المغرب يريد فتح الحدود يجب أن يوقف خطابه العدائي ضد الجزائر، لا يمكنك أن تشتمني ليل نهار في خطابات رسمية، ثم تطلب مني فتح الحدود، يجب المبادرة بإجراءات بناء الثقة، وهذا أمر معروف في الدبلوماسية، أليس المغرب هو الذي أوقف الزيارات التي كان البلدان يتبادلانها في إطار تطبيع العلاقات؟ ألم يكن المغرب هو من رفض استقبال أحمد أويحيى لما كان رئيسا للحكومة، مع أن المغرب هو الذي وجه له الدعوة، فمن غير المعقول أن توجه الدعوة لمسؤول بحجم رئيس حكومة ثم ترفض استقباله، وهذا كان السبب في القطيعة بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والملك محمد السادس.

عبد العزيز رحابي وزير الإعلام الجزائري الأسبق لـ«القدس العربي»: السلطة أخطأت عندما قدمت الانتخابات البرلمانية المقبلة على أنها المخرج من الأزمة

كمال زايت

عودة غير محمودة لعقوبة التوقيف والحبس: «منع من النشر» يوثق حالة الحريات الإعلامية في الأردن وتزايد غير مسبوق في قرارات «حظر النشر»

Posted: 29 Apr 2017 02:13 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي»: تحت عنوان «مُنع من النشر» كشف التقرير السنوي لحالة الحريات الإعلامية في الأردن لعام 2016 عن تسجيل ورصد غير مسبوق لقرارات «حظر النشر» بعد أن شهد عام 2015 عودة واسعة لعقوبتي التوقيف والحبس.
وأعلن مركز «حماية وحرية الصحافيين» في تقريره السنوي الذي درج على إطلاقه منذ 16 عاماً بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة ويصادف الثالث من أيار/مايو من كل عام أن مؤشرات الحريات الإعلامية لم تشهد تقدماً لافتاً، وفي الوقت ذاته لم تشهد انتكاسات، وسادت حالة الإحباط والتشاؤم عند الصحافيين.
وبين التقرير أن التشريعات تحولت لأداة تقييد لحرية التعبير والإعلام ولا تتوائم مع الدستور والمعايير الدولية لحرية الإعلام وحقوق الإنسان.
وكشف التقرير عن وقوع 135 انتهاكاً تعرض لها 67 إعلامياً وإعلامية عام 2016.
ونبه مركز «حماية وحرية الصحافيين» في تقريره إلى أن الانتهاكات الجسيمة وصلت إلى 17 انتهاكاً بلغت نسبتها 12.6 في المئة.
وأوضح تقرير حالة الحريات الإعلامية الذي حمل عنوان «مُنع من النشر» أن الانتهاكات والتجاوزات التي وقعت بحق الصحافيين توزعت على 24 شكلاً ونوعاً وكان أبرزها المنع من التغطية والنشر والمعاملة المهينة والتهديد بالإيذاء بالإضافة إلى الاعتقال وحجز الحرية التعسفي.
التقرير السنوي الذي يتضمن استطلاعاً لرأي الصحافيين وتوثيقاً للانتهاكات التي تقع عليهم كشف النقاب عن أن84.6 في المئة من الإعلاميين يصفون الحريات الصحافية بأنها متدنية ومقبولة ومتوسطة ولا يجدها جيدة سوى 13 في المئة وممتازة فقط 1.5 في المئة.
وأعلن 39.4 في المئة من الإعلاميين عن اعتقادهم بأن حالة الحريات الإعلامية شهدت تراجعاً، في حين يراها 44.4 في المئة أنها بقيت على حالها ولم تتغير، ولم ينظر لها بعين الرضى والتقدم سوى 16.6 في المئة.
وبين التقرير أن وحدة المساعدة القانونية للإعلاميين «ميلاد» التابعة لمركز حماية وحرية الصحافيين انتزعت 20 قراراً لمصلحة الصحافيين من محكمة الاستئناف، وترافعت في 95 قضية منها 62 في محاكم الدرجة الأولى «البداية» و33 قضية لدى محكمة الاستئناف خلال العام 2016.
وأظهرت الإحصائيات الصادرة عن «ميلاد» ونشرت في التقرير أنها حضرت 1177 جلسة للدفاع والترافع عن الصحافيين خلال العام الماضي.
ومن أبرز ما نشره التقرير من مؤشرات استطلاع رأي الصحافيين تزايد قناعاتهم بأن وسائل الإعلام ساهمت في إذكاء خطاب العنف وإقصاء الآخر لتصل بين الإعلاميين إلى 89 في المئة، فيما تصدر فيسبوك المرتبة الأولى بين وسائل الإعلام في إشاعة خطاب الكراهية وبنسبة 37.2 في المئة تليه المواقع الإلكترونية بنسبة 18.8 في المئة.
ومن اللافت في نتائج الاستطلاع أن 93.6 في المئة يؤيدون تغليظ العقوبات على من يقوم بترويج خطاب الكراهية في الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي.
وسجلت الرقابة الذاتية التي يفرضها الإعلاميون على أنفسهم مؤشرات عالية حيث بلغت 93.6 في المئة لعام 2016 وهي أكثر من عام 2015 بقليل، وبدا لافتاً تزايد نسبة الإعلاميين الذين يتجنبون انتقاد الحكومة لتصل 54 في المئة وبزيادة قدرها 14 في المئة عن عام 2015. وتزايد أيضاً من يتجنبون البحث في القضايا الدينية ليصلوا إلى 83 في المئة وبارتفاع 6 في المئة عن عام 2015.
واعتبر 79.3 في المئة أن تعاميم حظر النشر التي تصدرها هيئة الإعلام أو جهات أخرى، رقابة مسبقة وتضييقاً على حرية الإعلام.
ووفقا لنتائج الاستطلاع فإن أكثر من ثلثي المستجيبين 78.9 في المئة يرون أن استخدام السياسات الإعلامية في الأردن يستهدف السيطرة على الإعلام، فيما انخفضت نسبة من يرون انها تستهدف تطوير الإعلام الى (16.5في المئة) سنة 2016 مقابل (24.3 في المئة) سنة 2014.
وحول تدخل الحكومة في وسائل الإعلام كشفت نتائج الاستطلاع أن 80.5 في المئة من الإعلاميين يعتقدون بتدخل الحكومة مقابل 16.2 في المئة نفوا أن تكون الحكومة قد تدخلت في وسائل الإعلام عام 2016.
وتحسنت قليلاً نظرة الإعلاميين لمحطة الإعلام المستقلة، حيث يعتقد 24.1 في المئة بأنها سترفع سقف الحريات.

حرية الإعلام لا تشكل خطراً

الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحافيين نضال منصور أعرب في توطئة التقرير عن أمله بالتغيير والتقدم خطوات والاشتباك الإيجابي مع الأصوات الراشدة التي تؤمن أن حرية الإعلام لا تشكل خطراً داهماً وإنما قاعدة صلبة للإصلاح وتجذير الديمقراطية وسيادة القانون وتحقيق التنمية المستدامة.
وقال إنه «مقتنع رغم النكسات أحياناً والحصار والتضييق والتجاهل أحياناً أخرى بأن الأردن ما زال يملك فرصة تاريخية ليخط طريقاً مختلفاً عن الإقليم الذي يعاني الحرائق والتسلط والاستبداد وانتهاكات حقوق الإنسان».
وأضاف منصور «لو استبعدنا تعاميم حظر النشر من المشهد الإعلامي لعام 2016 والتي كانت علامة فارقة، فإنه يمكن القول بيسر أن حالة حرية الإعلام في الأردن لم تشهد انتكاسة أو انتهاكات جسيمة لافتة، وفي الوقت ذاته ليس مجافياً للحقيقة أن نعترف أيضاً بأن حرية الإعلام لم تحقق تقدماً وتطوراً يستحق الإشادة والإقرار به».
وتساءل منصور «لماذا ظلت الحكومات لا ترى في بعض الأحيان أبعد من أنفها، فحين تضع تشريعاً تحيله لأداة لتقييد الحق، ولماذا أيضاً يعتقدون أنهم حين يحظرون النشر تنتهي المشكلة ولن تصل المعلومات والحقائق للناس في زمن (السوشيال ميديا)؟».
وسجل التقرير الذي جاء في 203 صفحات من القطع المتوسط تعرض 67 صحافياً وصحافية لانتهاكات واعتداءات، وقد وقعت هذه الانتهاكات في 34 حالة اعتداء منها 18 حالة فردية، و16 حالة جماعية استهدفت عموم الصحافيين.
وبين أن الانتهاكات التي تحقق برنامج «عين» من وقوعها في عام 2016 شملت طيفاً واسعاً من الحقوق، وأظهرت البيانات أن الانتهاكات الماسة في الحق بحرية الرأي والتعبير والإعلام قد جاءت في المرتبة الأولى، بمعدل 89 انتهاكاً، وبنسبة بلغت 66 في المئة من مجموع الانتهاكات الموثقة، فيما حلت في المرتبة الثانية الانتهاكات الماسة في الحق بعدم الخضوع للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة القاسية أو المهينة والحق في السلامة الشخصية بمعدل 20 انتهاكاً وبنسبة بلغت 15 في المئة.
وأظهرت الحالات التي عرضها التقرير الذي يعد أحد أبرز التقارير الوطنية والإقليمية بأن سياسة الإفلات من العقاب إزاء ما يرتكب بحق الإعلاميين من انتهاكات ما زالت شائعة في الأردن.
ولفت التقرير إلى أن السلطات الرسمية لم تتخذ أي خطوات حقيقية أو جدية لوقف العمل بهذه السياسة التي تنتهجها منذ سنوات طويلة ولاتخاذ التدابير اللازمة لإنصاف الضحايا ومساءلة الجناة عن الانتهاكات الماسة بحقوق الصحافيين.
وأشار التقرير إلى أن فريق «عين» لرصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة على حرية الإعلام في الأردن التابع لمركز حماية وحرية الصحافيين رصد ووثق 28 انتهاكاً بمنع التغطية أثناء قيام الإعلاميين بتغطية يوم الاقتراع في الانتخابات النيابية لمجلس النواب الثامن عشر في الأردن والتي جرت في 20 أيلول/سبتمبر 2016 وقد أصدر المركز تقريراً خاصاً بالانتهاكات التي وقعت على حرية الإعلام في ذلك اليوم.
ورصد التقرير 10 قرارات حظر النشر أبرزها حظر النشر في قضية خلية إربد، وحظر النشر في قضية الأيتام بوزارة التنمية الاجتماعية، وقضية الهجوم على مكتب المخابرات العامة، وقضية الاعتداء على عامل مصري، وقضية التسريبات الصوتية لرئيس نادي الوحدات بقرار من اللجنة التأديبية للاتحاد الأردني، وفي محاكمة ناهض حتر بقرار من المدعي العام، وفي قضية الداعية الإسلامي أمجد قورشة، وحظر نشر أي أخبار عن العائلة الملكية والالتزام بما يقدمه الديوان الملكي، وفي قضية اغتيال ناهض حتر بقرار النائب العام لمحكمة أمن الدولة، إضافة إلى حظر النشر في الأمور التي تتعلق بالقوات المسلحة الأردنية.

موقف الصحافيين
من الحريات الإعلامية

وأظهرت أبرز نتائج الاستطلاع السنوي لرأي الصحافيين حول حالة الحريات الإعلامية في الأردن عن مراوحة حالة الحريات الإعلامية لمكانها عام 2016.
وبينت الإجابات أن الإعلاميين في الأردن مقتنعون بأن الجهات الأمنية هي الأكثر تأثيراً بالمشهد الإعلامي وبنسبة 24 في المئة تليها الحكومة وبنسبة (18 في المئة)، ويتبعها الديوان الملكي وبنسبة (10.2 في المئة)، والأقل تأثيراً هم الإعلاميون أنفسهم وبنسبة أقل من (1في المئة).
وكشفت إجابات الصحافيين في استطلاع عام 2016 والذي شمل 266 إعلامياً عن حجم التناقضات في رؤية الصحافيين وحاجتهم الملحة إلى رفع وعيهم القانوني والحقوقي.
وتضمن الاستطلاع لعام 2016 تطويرا على استمارته من خلال تحديث العديد من الأسئلة والتوسع في محور خطاب الكراهية في وسائل التواصل الاجتماعي.
واعتمدت دراسة الاستطلاع على ذات المضامين المتعلقة بمحور وصف حالة الحريات الإعلامية في الأردن، فضلا عن اختصار بعض الأسئلة المتعلقة بالتشريعات الإعلامية وأثرها على حرية الإعلام.
وركز الاستطلاع على تعاميم منع النشر التي صدرت بكثرة هذا العام ومدى تأثيرها على حرية الإعلام ومدى توافقها مع الدستور والقوانين المحلية والمعايير الدولية.
وتوسع الاستطلاع بطرح العديد من الأسئلة حول أثر حبس مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على حرية الرأي والتعبير ومدى توافق ذلك مع الدستور والقوانين والمعايير الدولية لحرية الرأي والتعبير، كما اهتم بمحور التنظيم الذاتي للسنة الثانية على التوالي.
وتضمن استطلاع رأي الصحافيين الذي نفذه المركز خلال كانون الأول/ديسمبر من العام 2015 على ثمانية أقسام رئيسية ركزت على حالة الحريات والتشريعات الإعلامية، السياسات الإعلامية، الانتهاكات، أساليب احتواء الإعلاميين، المهنية والتنظيم الذاتي، الرقابة الذاتية، وسائل التواصل الاجتماعي وخطاب الكراهية في الإعلام.
وتكون مجتمع الدراسة من حوالي 1153 صحافياً وإعلامياً، استنادا لسجلات الأعضاء في نقابة الصحافيين، وإلى كشوف مركز حماية وحرية الصحافيين والتي عمل على تحديثها حتى تاريخ تنفيذ الاستطلاع في الفترة من 8 ولغاية 24/12/2016.
واعتمد في تصميم عينة الدراسة أسلوب العينة العشوائية المنتظمة وبمستوى ثقة (95 في المئة) وخطأ معياري مقداره (5.27 في المئة)، حيث تم تقسيم الصحافيين والإعلاميين إلى فئتين وبالأسلوب المتناسب مع الحجم في كل فئة، وشملت الفئة الأولى الصحافيين والإعلاميين العاملين في القطاع الحكومي وبلغت نسبتهم في الإطار (23.1 في المئة) فيما شملت الفئة الثانية الصحافيين والإعلاميين العاملين في القطاع الخاص وبلغت نسبتهم حوالي (76.9في المئة).

حالة الحريات
والتشريعات الإعلامية 2016

عبر (58.3 في المئة) من الصحافيين عن أن التشريعات الناظمة للإعلام الأردني تؤثر سلبا في سياسات الإعلام مقابل (12.8 في المئة) قالوا انها لا تؤثر على الإطلاق، فيما قال (26.8 في المئة) أن التشريعات الناظمة للإعلام الأردني تساهم إيجابا في سياسات الإعلام.
وحسب نتائج الاستطلاع فإن (55.3 في المئة) يعتقدون أن التشريعات الإعلامية تعتبر قيدا على حرية الإعلام، مقابل (11.3 في المئة) يرون أنها ساهمت في تقدم حرية الإعلام، فيما يعتقد (32.3 في المئة) لا يرون لها أي تأثير على حرية الإعلام، كما أن (58.3 في المئة) من الإعلاميين يعتقدون أن التشريعات الناظمة للإعلام الأردني تؤثر سلبا في سياسات الإعلام الأردني مقابل (12.8 في المئة) لا يرون لها أي تأثير على الإطلاق.
وأوضحت النتائج أن (78.5 في المئة) من الإعلاميين يعتقدون بتوافق التشريعات الإعلامية الناظمة للإعلام في الأردن مع المعايير الدولية سنة 2016 بدرجات كبيرة ومتوسطة وقليلة مقابل (18.4 في المئة) يرفضون توافقها.
وبالرغم من أن أكثر من ثلثي الإعلاميين يعتقدون بتوافق التشريعات الإعلامية الأردنية مع المعايير الدولية إلا أن (84.5 في المئة) من المستجيبين يرون أن هذه التشريعات تساهم في الانتهاكات التي تقع على العاملين في الإعلام بدرجات كبيرة ومتوسطة وقليلة مقابل (13.2 في المئة) فقط يرفضون ذلك.

توصيات التقرير

وأوصى التقرير الحكومة الأردنية التقدم إلى مجلس النواب بتعديل قانون المطبوعات والنشر بما يحقق إلغاء شرط الترخيص لتأسيس المواقع الإلكترونية، واعتبار الجرائم التي تقع بواسطة المطبوعة الصحافية قضايا مدنية وليست جزائية، إضافة إلى الالتزام بمبدأ شخصية العقوبة في إسناد الاتهامات للصحافيين، وإنهاء المسؤولية المفترضة لرئيس التحرير، وإلغاء سلطة مدير هيئة الإعلام في حجب المواقع الإلكترونية، وإضافة نص قانوني يضمن ألا يحال ولا يحاكم الصحافي إلا بموجب قانون المطبوعات والنشر.
وطالب التقرير الحكومة بالتقدم إلى مجلس النواب بتعديل قانون ضمان حق الحصول على المعلومات ليسهم في صيانة حق المجتمع والإعلاميين في المعرفة.
وأوصى الحكومة بالتقدم إلى مجلس النواب لإعادة النظر بقانون الإعلام المرئي والمسموع وبتعديل قانون نقابة الصحافيين بما يتيح التوافق مع معايير القانون الدولي لحقوق الإنسان.
وطالب الحكومة بالتقدم إلى مجلس النواب بتعديل قانون العقوبات على نحو يتوائم مع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ومنها عدم الاختصاص في النظر بقضايا المطبوعات والنشر و/ أو قضايا الإعلام المرئي والمسموع، وإلغاء المادة التي تجيز إحالة الصحافيين لمحكمة أمن الدولة. وقف تصنيف واعتبار أن جرائم حرية التعبير والإعلام جرائم تقع على أمن الدولة الداخلي والخارجي.
وأوصى التقرير مجلس النواب بتعديل النظام الداخلي للمجلس الذي يتيح عقد جلسات مغلقة ومنع الصحافيين من تغطيتها، وإنهاء العمل بنظام الاعتماد المُقيد للصحافيين الراغبين في تغطية أعمال المجلس، إضافة إلى إنهاء أي تمييز في معاملة الصحافيين والإعلاميين، وعدم اشتراط عضويتهم في أي نقابة أو جمعية نقابية، لتسهيل عملهم في المجلس.
وطالب التقرير منظمات المجتمع المدني والمؤسسات العاملة في الدفاع عن حرية التعبير وحرية الإعلام بإيجاد آليات عمل بين المنظمات المعنية لتعزيز الرقابة على تنفيذ الحكومة لالتزاماتها الدولية المتعلقة بحماية حقوق الإنسان وحرية التعبير، والعمل على حث الحكومة لتعديل القوانين والتشريعات التي تمس بحق الجمهور في الوصول إلى المعلومات.

عودة غير محمودة لعقوبة التوقيف والحبس: «منع من النشر» يوثق حالة الحريات الإعلامية في الأردن وتزايد غير مسبوق في قرارات «حظر النشر»

طارق الفايد

تجديد الخطاب الديني معركة «الرئاسة والأزهر»

Posted: 29 Apr 2017 02:12 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أكثر من عامين مرا على دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني، دعوة تعامل معها المصريون باعتبارها موجهة لمؤسسة الأزهر الشريف المنوط بهذا الأمر باعتباره أكبر مؤسسة دينية في مصر.
ومع كل حادث إرهابي يضرب مصر أو آخر يتعلق بفتنة طائفية، يتجدد الحديث عن تجديد الخطاب الديني، وتوجه أسهم الانتقاد من قبل مؤيدي وإعلاميي نظام السيسي إلى الأزهر، باعتباره فشل في تحقيق ما دعا إليه السيسي، بل يصل الأمر إلى اتهام البرامج التي يدرسها الأزهر في مؤسساته التعليمية بالمسؤولية عن الإرهاب.

هجوم إعلاميي النظام على الأزهر

وكانت حادثة تفجير كنيستي مارجرجس في مدينة طنطا والمرقسية في الإسكندرية بالتزامن مع احتفالات الأقباط بأحد السعف، كأنها إشارة البدء لهجوم إعلاميين مقربين من نظام السيسي على الأزهر الشريف، وقال الإعلامي أحمد موسى، أحد أكبر مؤيدي النظام الحاكم في مصر في برنامجه الذي يحمل اسم «على مسؤوليتي» المذاع على فضائية «صدى البلد» إن تشكيل الرئيس عبد الفتاح السيسي مجلسا أعلى لمواجهة الإرهاب، يعني فشل مؤسسة الأزهر الشريف في مواجهة الإرهاب، مشدداً على أنه لا يوجد في مصر خطاب ديني قادر على مجابهة الفكر المتطرف.
وأضاف موسى: «بح صوت السيسي على مدى عامين ونصف من أجل تجديد الخطاب الديني، ولم يفعل أحد شيئا، البقاء لله في الأزهر، والسيسي أعلن وفاته اليوم»، مشيرا إلى أن «الأزهر فشل في مهمته الرئيسية لتجديد الخطاب الديني وحقن دماء المصريين».
وأضاف أن «كثيرا من مناهج الأزهر تحتاج إلى النسف»، مشيراً إلى أن «الأشخاص الذين نفذوا عملية اغتيال النائب العام هشام بركات من خريجي الأزهر الشريف».
ولم يكن موسى وحده الذي شن هجوما على الأزهر، حيث هاجم الإعلامي عمرو أديب مقدم برنامج «كل يوم» على فضائية «أون تي في»، الأزهر، عقب حادث تفجير الكنيستين، قائلاً إن «الرئاسة قررت التحرك في ملف تجديد الخطاب الديني بمفردها دون انتظار الأوقاف أو الأزهر لإقرار مجلس أعلى لتجديد الخطاب الديني». كما نشرت جريدة «اليوم السابع» المقربة من النظام الحاكم في مصر نتائج استطلاع، أجرته حول قدرة الأزهر، على مواجهة الأفكار المتطرفة، وأعلنت أن 79٪ من المشاركين في الاستطلاع تبنوا موقف أن الأزهر لن يتمكن من تجديد الخطاب الديني أو مواجهة الأفكار المتطرفة. وكان المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين المعبر عن تيار «التغيير» داخل الجماعة أو ما يعرف بـ «الكماليين» نسبة لمحمد كمال القيادي الإخواني الذي قتل على يد قوات الأمن المصرية، أصدر بيانا انتقد فيه الإجراءات التي أعلنها السيسي، واعتبرها تمثل محاولة للإساءة للدين الإسلامي والأزهر الشريف.

مشروع قانون يهدف
للإطاحة بشيخ الأزهر

تقدم النائب محمد أبو حامد لمجلس النواب المصري بمشروع تعديل قانون تنظيم الأزهر رقم 103 لسنة 1961.
وأوضح أبو حامد، الذي يشغل منصب وكيل لجنة التضامن الاجتماعي في مجلس النواب، لـ»القدس العربي» أن «مشروع القانون الذي قدمته يحمل عنوان حوكمة تشكيل هيئات الأزهر، ويتعلق بإجراءات اختيار هيئة كبار العلماء ومجلس مجمع البحوث الإسلامية وكل المؤسسات التابعة للأزهر، وصولاً لشيخ الأزهر نفسه».
وأضاف: «ينص مشروع القانون على أن يكون تعيين أعضاء هيئة كبار العلماء عن طريق الرئاسة وليس شيخ الأزهر، إضافة إلى توسيع دائرة الأعضاء لتشمل عددا أكبر بحيث ينضم إليها علماء ومتخصصون في أمور أخرى ليسوا في الدين فقط كعلماء النفس والاجتماع والطب والاقتصاد، وألا يقل سن العضو عن 45 عاماً وألا يزيد عن 80 سنة».
وتطرق أبو حامد، في مشروع القانون، إلى المؤسسات العلمية التابعة للأزهر، وقسم هذه المؤسسات إلى قسمين، الأول خاص بتدريس الدين كالمعاهد الدينية، بينما وزع المدارس التابعة للأزهر التي تقدم علوما ورياضيات وغيرها من المواد العلمية إلى وزارة التربية والتعليم، ونقل تابعية الجامعات إلى المجلس الأعلى للجامعات.

أقباط يهاجمون الأزهر

وهاجمت منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان «القبطية» عدة مؤسسات مصرية، على رأسها الأزهر والبرلمان، مؤكدة أن فكر التطرف لا يوجد فقط داخل تنظيمات إرهابية مسلحة وإنما أيضا داخل الكثير من مؤسسات الدولة.
وقال البيان الصادر عن مؤتمر «أنقذوا الأقباط من داعش الإرهابي»، الذي عقدته المنظمة بعد أحداث تهجير عشرات الأسر القبطية من العريش، إن «الخطاب الديني الذي تعهد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بتنقيته ما زال غير مؤثر، وإن الأقباط لا يزالون يتلقون صدمات الخطب التي تبغض وجودهم وتنال من ديانتهم وتكفرهم من علماء أزهريين».
وشدد على أن «ما يتعرض له أقباط مصر من عمليات إجرامية وإرهابية على أيدي تنظيم داعش إنما الهدف منه محاولة النيل من وحدة الشعب المصري وصلابته، وأن ذلك نتاج فكر متطرف كاره للآخر ما زال منتشرا».
وأشار إلى أن «الأقباط لا يزالون يشعرون أن هناك تفرقة من القيادة السياسية حتى وإن كانت لا تألوا جهدا في اعتبار التأكيد على أن الأقباط هم مصريون وشركاء هذا الوطن ولهم كافة الحقوق وعليهم كافة الواجبات».
وهاجم المؤتمر مجلس النواب، معتبرا أنه ما زال قاصر النظر في أداء دوره التشريعي. كما طالب القضاء المصري بالنظر إلى قضايا ازدراء الدين المسيحي النظرة ذاتها التي ينظرها لقضايا ازدراء الدين الإسلامي.

الأزهر يرد على منتقديه: مناهجنا خرجت رواد النهضة المصرية

وردت هيئة علماء المسلمين على منتقدي الأزهر، وقالت في بيان أصدرته عقب اجتماعها يوم 18 نيسان/إبريل الجاري برئاسة شيخ الأزهر، إن مؤسسة الأزهر تقف إلى جانب الكنيسةِ المصرية في وجه كل من يعتدي عليها أو يَمسُّها بسوء.
وأكدت الهيئة أن الشعب المصري الأبي قادر بصمودِه مع مؤسسات الدولة المصريَّةِ على دحر قوى التطرفِ والإرهابِ التي فَشِلتْ كُلُّ مُخطَّطاتها الخبيثةِ في النَّيْلِ من صُمودِها، ومن وَحدَةِ نَسيجِهم الوطني.
وذكرت الهيئة أن ما وقَع من تفجيرات استهدفت مُواطِنين أبرياء ودورا للعبادةِ أمرٌ خارجٌ عن كُلِّ تعاليمِ الإسلامِ وشريعتِه التي حَرَّمت الاعتداءَ على النَّفسِ الإنسانيَّةِ أيا كانت دِيانتُها أو كان اعتقادُها، وحرَّمت أشَد التحريمِ استهدافَ دُورِ العبادةِ، وفرضت على المسلمين حِمايتَها، وأوجبت حُسنَ مُعامَلةِ غيرِ المسلمين ومودَّتَهم والبرَّ بهم، وقد أكَّد القُرآنُ الكريمُ على حُرمةِ دُور العبادةِ في نصٍّ صَرِيحٍ في القُرآنِ الكريم: وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا.
وقال إن الإسلامُ يحرم على المسلم تحريمًا قاطعًا تَفخِيخَ نفسِه وتفجيرَها في وسَطِ الأبرياء، وجعَل جَزاءَه الخلودَ في جهنَّم؛ فقال النبيُّ الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن قتَل نفسَه بشيءٍ عُذِّبَ به يومَ القيامة»، واعتداءُ هؤلاء ا المجرمين البُغاةِ على الأبرياء هو إيذاءٌ لرسول الله نفسِه صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الحديث النبويِّ الشريف.
وأكدت الهيئة أنَّ مناهجَ التعليمِ في الأزهرِ الشريفِ في القَدِيمِ والحديثِ هي وحدَها الكفيلةُ بتعليمِ الفكرِ الإسلاميِّ الصحيح الذي يَنشُرُ السلامَ والاستقرارَ بينَ المسلمين أنفسهم، وبين المسلمين وغيرهم، تَشهَدُ على ذلك الملايين التي تخرَّجت في الأزهر من مصرَ والعالم، وكانوا ولا يزالون دُعاةَ سلامٍ وأمنٍ وحُسن جوار، ومن التدليس الفاضح وتزييف وعي الناس وخيانة الموروث تشويه مناهج الأزهر واتهامها بأنها تفرخ الإرهابيين.
وأضافت الهيئة قائلة: الحقيقة التي يَتنكَّرُ لها أعداء الأزهر بل أعداء الإسلام هي أن مناهج الأزهر اليوم هي نفسها مناهج الأمس التي خرجت رواد النهضة المصرية ونهضة العالم الإسلامي بدءا من حسن العطار ومرورا بمحمد عبده والمراغي والشعراوي والغزالي، وصولا إلى رجال الأزهر الشرفاء الأوفياء لدينهم وعلمهم وأزهرهم، والقائمين على رسالته في هذا الزمان.
وقالت إن على هؤلاء المنكرين ضوء الشمس في وضح النهار أن يلتفتوا إلى المنتشرين في جميع أنحاء العالم من أبناء الأزهر، ومنهم رؤساء دول وحُكومات ووزراء وعلماء ومفتون ومُفكرون وأدباء وقادة للرأي العام، ويتدبروا بعقولهم كيف كان هؤلاء صمام أمن وأمان لشعوبهم وأوطانهم، وكيف كان الأزهر بركةً على مصر وشعبها حين جعل منها قائدا للعالم الإسلامي بأسرِه وقبلة علمية لأبناء المسلمين في الشرق والغرب.
واختتمت الهيئة: ليَعلَمْ هؤلاء أنَّ العَبَثَ بالأزهر عَبَثٌ بحاضر مصر وتاريخها وريادتها، وخيانةً لضمير شعبها وضمير الأمة كلها.

«الطلاق الشفوي» أول المعارك

وكانت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى عدم الاعتداد بالطلاق الشفوي، القضية التي أخرجت الخلاف بين مؤسستي الرئاسة والأزهر للعلن. وقالت الهيئة عقب اجتماعها «بإجماع العلماء باختلاف مذاهبهم وتخصصاتهم انتهوا إلى وقوع الطلاق الشفوي المستوفي أركانَه وشروطَه، والصادر من الزوج عن أهلية وإرادة واعية وبالألفاظ الشرعية الدالة على الطلاق، وهو ما استقرَّ عليه المسلمون منذ عهد النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وحتى يوم الناس هذا، دونَ اشتراط إشهاد أو توثيق، وأنه على المطلِّق أن يُبادر في توثيق هذا الطلاق فَوْرَ وقوعِه، حِفاظًا على حُقوقِ المطلَّقة وأبنائها، ومن حقِّ وليِّ الأمر شرعًا أن يَتَّخِذَ ما يلزمُ من إجراءاتٍ لسَنِّ تشريعٍ يَكفُل توقيع عقوبةً تعزيريَّةً رادعةً على مَن امتنع عن التوثيق أو ماطَل فيه، لأنَّ في ذلك إضرارًا بالمرأة وبحقوقها الشرعيَّة».
وناشدت الهيئة «جميعَ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها الحذَر من الفتاوى الشاذَّة التي يُنادي بها البعض، حتى لو كان بعضُهم من المنتسِبين للأزهر، لأنَّ الأخذَ بهذه الفتاوى الشاذَّة يُوقِع المسلمين في الحُرمة».
وأضاف البيان: «تتمنَّى هيئةُ كبار العلماء على مَن يتساهلون في فتاوى الطلاق، على خلاف إجماع الفقهاء وما استقرَّ عليه المسلمون، أن يُؤدُّوا الأمانةَ في تَبلِيغ أحكامِ الشريعةِ على وَجهِها الصحيح، وأن يَصرِفوا جُهودَهم إلى ما ينفعُ الناس ويُسهم في حل مشكلاتهم على أرض الواقع؛ فليس الناس الآن في حاجةٍ إلى تغيير أحكام الطلاق، بقدر ما هم في حاجةٍ إلى البحث عن وسائل تُيسِّرُ سُبُلَ العيش الكريم».
وكان الرئيس السيسي، قد وجه في خطابه بمناسبة ذكرى عيد الشرطة في 24 كانون الثاني/يناير الماضي، بضرورة سن قانون يمنع وقوع الطلاق، لكن في حالة استيفاء الأوراق الرسمية وأمام مأذون شرعي. ويرى السيسي أن معدلات الطلاق في ازدياد مضطرد في مصر وأن الآثار الاجتماعية لذلك كبيرة جدا.
وقد اختتم الرئيس المصري، توجيهه بعبارة لفتت نظر السامعين والمتابعين للخطاب وقتها إذ قال موجها حديثه لشيخ الأزهر الذي كان في مقدمة الحضور «تعبتني يا فضيلة الإمام»، وهي العبارة التي وجدها الكثيرون وقتها تخص قضايا أخرى عالقة بين الرئاسة والأزهر.

تجديد الخطاب الديني معركة «الرئاسة والأزهر»

تامر هنداوي

بنزرت التونسية: المدينة الاستراتيجية الساحرة التي هرول إليها الغزاة

Posted: 29 Apr 2017 02:12 PM PDT

تونس ـ «القدس العربي»: مدينة بنزرت لها مكانة خاصة في قلوب الوطنيين التونسيين، فهي آخر معاقل الاستعمار الفرنسي التي خاض التونسيون من أجل تحريرها ما سمي في معركة الجلاء التي سقط فيها الكثير من الشهداء والتي اندلعت بعد سنوات من استقلال تونس. وحصل خلاف بين التونسيين حول هذه المعركة التي كانت إحدى ملاحم الجيش التونسي التي تبعث على الفخر.
إذ يعتبر البعض أن الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة قام من أجل نرجسيته بزج التونسيين بعد استقلال البلاد في معركة غير ضرورية مع الفرنسيين باعتبار أن فرنسا في رأيهم كانت ستسلم بنزرت وقاعدتها العسكرية للتونسيين، في حين يرى آخرون أنه لولا شجاعة بورقيبة ومبادرته بالهجوم على الجيوش الفرنسية بقوات مسلحة تونسية فتية وحديثة التشكيل لكان مصير بنزرت كمصير سبتة ومليلية المغربيتين اللتين ما زالتا ترزحان تحت الاحتلال، باعتبار أن فرنسا في رأي هؤلاء كانت راغبة في الاحتفاظ بمدينة بنزرت بعد أن بادرت بتوسعة مدرج الطائرات في قاعدتها الجوية.

موقع استراتيجي هام

وتقع بنزرت في أقصى شمال البلاد التونسية، وفي أقصى شمال القارة الافريقية أيضا مطلة على البحر الأبيض المتوسط وعلى مضيق صقلية الذي يفصل شرق المتوسط عن غربه. وهي محطة هامة في طريق الملاحة الدولية الذي يعبر المتوسط من خلال مضيق جبل طارق وقناة السويس رابطا بين المحيطين الأطلسي والهندي.
وفي المدينة بحيرة كبرى ترتبط بالبحر بقناة بحرية ما جعل الوصول إليها من ناحية الشرق يتم عبر جسر متحرك، يرفع حين عبور السفن الكبرى للقنال، ويعود إلى وضعه الطبيعي لتعبر فوقه السيارات والشاحنات والدراجات وكذا البشر، وذلك في غياب السفن القادمة من البحر والمتجهة صوب الميناء. ويطل هذا الجسر على واحد من أجمل المناظر التي يمكن أن تشاهدها العين المجردة إذ يمكن رؤية يابستين شمالا وجنوبا وبحرين شرقا وغربا يفصل بينها جميعا هذا الجسر.
لقد زار رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق جول فيري مدينة بنزرت سنة 1887 أي ست سنوات بعد إقرار ما تسمى «الحماية الفرنسية» على تونس، وقام بجولة بحرية في بحيرة بنزرت وانبهر بما رأى قائلا «لقد كنت محقا حين أتيت». وأضاف أن قيمة هذه البحيرة تضاهي قيمة البلاد التونسية بأسرها وأن احتلال فرنسا لتونس تم من أجل بنزرت التي جرى إنشاء قاعدة عسكرية بحرية ضخمة على ضفافها ورثها الجيش التونسي البحري لاحقا بعد جلاء الفرنسيين.
وتشبه القاعدة البحرية في بنزرت، والتي تضم أيضا قاعدة جوية، نظيرتها في الميناء البوني التاريخي في قرطاج الذي مضت قرابة الثلاثة آلاف سنة على إنشائه. فهي قاعدة داخلية خفية بعيدة عن المياه الإقليمية وأعالي البحار ويمكن حماية المنشآت والسفن والآليات العسكرية داخلها في زمن الحروب وإصابة أي هدف يقترب منها سواء للاستطلاع والرصد أو للاستهداف المباشر.

الميناء القديم

أهم معالم بنزرت هو حتما الميناء القديم والمخصص اليوم للصيد البحري، فهو ميناء على غاية من الجمال مكن البحر من الحصول على مساحة شاسعة داخل المدينة بعد أن تغلغل في أعماقها. ويجعل هذا الميناء بنزرت شبيهة بمدينة البندقية الإيطالية التي يتداخل فيها البحر باليابسة حتى صعب أو استحال الفصل بينهما في بحر متوسطي عرف كثيرا من أهم حضارات هذا الكون.
وتتجمع على ضفتي هذا الميناء الجميل مقاه ومطاعم ومبان وأسواق ومعالم أثرية هي من مكونات المدينة العتيقة لبنزرت، وأهم هذه المعالم القصبة وجامعها. وتوفر القصبة، بحجارتها التاريخية القديمة، مع زرقة البحر، مشهدا رائعا للعين جلب إليه العديد من الفنانين الذين انبهروا بجمال بنزرت وصاروا من روادها الأوفياء.
ويتمكن رواد الميناء القديم لبنزرت من تذوق أجود أنواع الأسماك وبثمن بخس، إذ يكفي فقط التجول في سوق السمك الذي تتوفر فيه أنواع لا تحصى، واقتناء كميات منه ثم أخذها للشواء بعد تنظيفها في السوق من قبل البائع أو غيره بثمن زهيد. ويقدم الشواؤون مع طبق السمك أنواعا من السلطة التونسية مثل السلطة المشوية والتسطيرة وغيرها.

تاريخ عريق

وتواجدت بنزرت منذ ما قبل التواجد الفينيقي في تونس، فسماها الفينيقيون هيبو أكرا والرومان هيبو ديارتوس ولعبت دورا بارزا في الصراع بين القرطاجيين والاغريق من أجل السيطرة على المتوسط، ولاحقا بين القرطاجيين والرومان في حربهم المريرة التي دامت قرونا. وعرفت بنزرت أيضا حكم الوندال والبيزنطيين، ثم جاء الإسلام وتداولت عليها كما سائر مدن تونس دول عديدة مثل الأغالبة والفاطميين والصنهاجيين والموحدين.
وعادت لبنزرت أهميتها خلال العهد الحفصي حيث باتت تونس مسرحا لصراع هيمنة جديدة على المتوسط بين الأتراك العثمانيين والاسبان الذين طردوا أعدادا كبيرة من مسلمي الأندلس الذين استوطن كثير منهم البلاد التونسية. فظهرت حول بنزرت مدن وقرى أندلسية جديدة ساهمت في تطوير الجهة مثل مدن رفراف ورأس الجبل والعالية وغار الملح وقلعة الأندلس.
وقد جلب الأندلسيون معهم عادات جديدة وكانوا يتقنون علم الزراعة وحرفا وصنائع كثيرة مما ساهم في تطوير الجهة بأسرها. فقد وجد القادمون من قرطبة وإشبيلية وبلنسية حضنا دافئا في بنزرت ومحيطها استعاضوا به عن فردوسهم المفقود وخفف بعضا من آلامهم التي تسبب فيها في الأساس فرديناند وإيزابيلا ملكا قشتالة والأراغون.
ومثل أغلب المدن الساحلية التونسية نمت بنزرت وازدهرت مع العثمانيين باعتبار اهتمامهم بالبحر للغزو والقرصنة. فزادوا من تحصينها في العهدين المرادي والحسيني وخلال الفترة التي كان يعين فيها حاكم تونس من الباب العالي مباشرة والتي سبقت حكم العائلتين المرادية والحسينية.
واحتل الفرنسيون تونس وكانت بنزرت دافعهم إلى هذا الاحتلال على حد تعبير جول فيري، فزادت التحصينات حول المدينة الأعلى في القارة الافريقية والمتاخمة للأراضي الايطالية وللأسطول السادس الأمريكي. ولم تغادر فرنسا المدينة إلا بعد خمس سنوات من استقلال تونس بعد معركة حرر فيها التونسيون أرضهم لكن بعد سقوط أعداد كبيرة من الضحايا. ويذهب رؤساء تونس سنويا يوم 15 تشرين الأول/أكتوبر إلى بنزرت لإحياء ذكرى عيد الجلاء وللترحم على شهداء هذه الملحمة التاريخية بمقبرة الشهداء بالمدينة الرمز.

بنزرت اليوم

أصبحت بنزرت واحدة من أكبر وأهم المدن التونسية على جميع الصعد فهي تضم أكبر وأهم ميناء تجاري في البلاد إضافة إلى مرافق سياحية وصناعية وخدماتية. وهي متنفس سكان العاصمة الرئيسي إلى جانب مدينة الحمامات إذ تستقطب شواطئها الجميلة الصخرية والرملية والنظيفة وفنادقها العائلات التونسية والجزائرية والليبية. وفي بنزرت جزر خلابة متوسطية لعل أهمها وأشهرها جزيرة جالطة التي تعتبر آخر نقطة في القارة الإفريقية من ناحية الشمال.
ويعتبرها البعض رئة تونس بالنظر إلى طبيعتها الغناء التي تضم جبالا وغابات تعتبر ثروة بكل ما للكلمة من معنى. ولعل أهم ما في بنزرت هي محمية إشكل التي تضم بحيرة إشكل وغابات وجبال هي مستقر لإحدى أنواع الجواميس البرية ولأنواع عديدة من الطيور المهاجرة وحيوانات أخرى يرتادها باستمرار طلاب المدارس في ترحالهم أثناء العطل المدرسية إضافة إلى العائلات التونسية والجزائرية والليبية.
وفي بنزرت أيضا أراض زراعية خصبة ممتدة ومترامية فهي ولاية فلاحية بامتياز تنتج الحبوب والزيتون والأشجار المثمرة. وفيها أيضا زراعة سقوية بالنظر إلى أهمية المائدة المائية في بنزرت التي تشهد تساقطات هامة من الأمطار وأحيانا الثلوج في بعض المناطق. لذلك تنتشر عيون الماء والمنابع الصافية في كل ركن من أركان ولاية بنزرت الساحرة الغناء التي تغذي العاصمة ومدنا أخرى داخل البلاد.
وفي المدينة مصانع هامة تعتبر من أعمدة الاقتصاد التونسي مثل مصنع تكرير النفط ومصنع الفولاذ والصلب في منزل بورقيبة الذي كان من مفاخر الصناعة التونسية والاقتصاد الوطني لكنه يشهد صعوبات مفتعلة من بعض المافيات في الآونة الأخيرة والهدف هو تفليسه تمهيدا لخوصصته وبيعه بأبخس الأثمان مثلما يحصل للعديد من المرافق العمومية الأخرى في عصر «الفوضى الخلاقة» الذي تعيشه تونس.
كما أنها على غاية من الأهمية من الناحية العسكرية ففيها أهم قاعدة عسكرية بحرية في البلاد وأيضا قاعدة سيدي أحمد الجوية التابعة لجيش الطيران. كما تضم ثكنة عسكرية هامة تابعة لجيش البر حتى أن البعض اعتبرها أهم ولاية في البلاد لكونها الحصن الحصين لتونس وواجهتها الأمامية في البحر الأبيض المتوسط.
فليس من باب الصدفة أن يفكر الغزاة في مهاجمتها في كل مرة تشهد البلاد حالة من الضعف والوهن على مدى تاريخها الطويل والضارب في القدم قرونا قبل ميلاد المسيح. فهي نقطة هامة في صراع القوى من أجل الهيمنة على البحر الأبيض المتوسط الذي كان خلال مختلف الحقب قلب العالم وازدادت أهميته بعد حفر قناة السويس، إذا لا يمكن التحكم في حركة الملاحة في المتوسط دون السيطرة على بنزرت أو الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع من يسيطرون عليها.
فإن كان مضيق جيل طارق وقناة السويس هما بوابتا المتوسط فإن مضيق صقلية ومدينة بنزرت تحديدا هي قلبه النابض الرابط بين الشطرين الشرقي والغربي. لذلك احتلت تونس في عصر ما من أجل بنزرت وقد تكون هي المخلص للاقتصاد التونسي وانقاذه من حالة الركود لو تم استغلال موقعها الاستراتيجي كأحسن ما يكون وهي المحطة الهامة في حركة الملاحة العالمية والتي تتوسط أيضا قارتي أوروبا وافريقيا، ومنها ومن رأس الرجاء الصالح في جنوب افريقيا يبدأ العد لاحتساب مساحة القارة السمراء باعتبارها أعلى نقطة في أقصى الشمال.

بنزرت التونسية: المدينة الاستراتيجية الساحرة التي هرول إليها الغزاة

روعة قاسم

غابرييل غارسيا ماركيز في الذكرى الثالثة لرحيله: كاتب غرد روائيا خارج سربه فملأ الدنيا وشغل الناس

Posted: 29 Apr 2017 02:12 PM PDT

 في السابع عشر من شهر نيسان/ابريل الجاري حلت الذكرى الثالثة لرحيل أعجوبة الواقعية السحرية في أدب أمريكا اللاتينية، الكاتب الكولومبي ذائع الصيت غابرييل غارسيا ماركيز الذي كان وُلد في السادس من آذار/مارس 1927 في قريته الصغيرة « أراكاتاكا» التي ستغدو في روايته «مئة عام من العزلة» (ماكوندو) والتي ستتحول على يديه من ضيعة مغمورة صغيرة، إلى قرية أسطورية مشهورة في العالم أجمع، روائي من هذا الطراز الذي أضفى سحراً خاصاً على الرواية العالمية المعاصرة ليس من السهولة واليُسر أن يطويه الردى، ويحجُبه الغيابُ عن قرائه، ومُعجبيه الذين يُقدرون بالملايين ليس في لغة سيرفانتيس وحسب، بل في مختلف لغات العالم.
لم تتوان، الأوساط الأدبية في مختلف بلدان العالم الناطق باللغة الاسبانية عن التذكير بهذه المناسبة، كما لم تأل الصحف اليومية، والأسبوعية الكبرى في اسبانيا، وفي بلده كولومبيا وفي أمريكا اللاتينية في التعرض لهذا الموضوع، وإبراز العديد من الجوانب المضيئة في حياة هذا الكاتب. وفي هذا السياق نشرت جريدة «الباييس» الاسبانية الواسعة الانتشار مؤخراً مقالاً بقلم الكاتب الاسباني مانريكي سابوغال حول هذا المبدع الذي يحلو لمختلف الكتاب، والنقاد تسميته باسمه المُدلل «غابو» يشير الكاتب فيه إلى أن حفلات التكريم التي خُصصت للكاتب في ذكرى رحيله شملت مختلف بلدان العالم الناطقة باللغة الاسبانية، مروراً بنصف قرن على نشره لروايته الشهيرة «مئة عام من العزلة» وبمناسبة مرور سبعين سنة على نشره لأولى قصصه القصيرة، وأخيراً بمناسبة مرور 35 سنة على حصوله على جائزة نوبل في الآداب عام 1982.
يذكرنا صاحب المقال بولادة غابرييل غارسيا ماركيز حيث صاحت عمتُه فرانسيسكا في ذلك اليوم تقول: إنه ذكر …إنه ذكر، وهي تهرول وتفتح طريقها وسط طوفان من الأمطار الغزيرة التي كانت تهطل بدون انقطاع على سطح منزل جده لحظة ولادته. ويخبرنا أنه سُمي غابرييل تيمناً باسم والده، وعاش غابو منذ تلك اللحظة 87 سنة من الإبداع المتواصل والعطاء الثر إلى أن توفي في 17 نيسان/ابريل 2014.

بين الواقع والخيال

عاش المولود الصغير ثماني سنوات في هذا المنزل محاطاً بالعديد من قريباته، وأصغى غابو إلى القصص، وحكايات، وخرافات ما وراء القبور والموت المشحونة بالخوف، والفزع، ثم صار يقضي اليوم كله مع جده الذي كان يتحدث إليه كما لو كان يتحدث إلى رجل بالغ. كان يرافقه في كل مكان، ويحكي له بدون انقطاع أحداث وأهوال الحروب التي خاضتها كولومبيا. وعاش غابو الصغير بين عالمين يقومان على طرفي نقيض، بين عالم جده الحقيقي والواقعي الملموس، وعالم جدته الذي كان يقوم على الخيال، والخرافات الغرائبية الرهيبة. وأما المرحلة الثانية من حياته التي استقى منها مواضيع إبداعاته، فقد كانت شوارع قريته أراكاتاكا، والنقع المتطاير في فضائها بفعل حرارة الشمس الكاريبية الحارقة، وظلال لياليها الدافئة، كل ذلك كان العالم الذي أوحى له بقصصه الأولى.
كان قد تجدد الحديث بإفاضة عن ماركيز قبل وفاته، حيث نُشرت كتب عدة حوله، كان مثيراً للجدل في حياته الخاصة، ورواياته، وتصريحاته، أو مع أصدقائه وخلانه، أو بخصوص كبريائه، وخيلائه، وعناده، والمشاكل الصحية التي بدأت تنتابه بخصوص الضعف الذي كان يعاني منه في ذاكرته.
بعد حوالي أربعين يوماً من احتفاله بعيد ميلاده السابع والثمانين، في بلد إقامته المكسيك، غيب الحمام في17 نيسان/ابريل 2014 صاحب «مئة عام من العزلة» التي قال عنها بابلو نيرودا إنها من أعظم الروايات التي كتبت في اللغة الاسبانية بعد «دونكيخوته دي لا مانشا» لمغيل دي سيرفانتيس، يُضاف إليها «الحب في زمن الكوليرا» و»الكولونيل ليس لديه من يكاتبه» و»يوميات موت مُعلن» و»الجنرال في متاهته» و»خريف البطريرك» وسواها من الأعمال الإبداعية الأخرى.
لقد فتحت آداب ماركيز الباب على مصراعيها للإبداعات الأدبية في أساليب جديدة مبتكرة، كان كذلك من أبرز وأهم كتاب «البوم» الأدبي الشهير للرواية الاسبانية -الأمريكية في العالم أجمع، كما كان من أشهر كتاب موجة «الواقعية السحرية» في الآداب الأمريكية اللاتينية، التي انتشرت واشتهرت منذ السبعينيات من القرن المنصرم.
ماذا إذن تعني رواية «مئة عام من العزلة» التي ملأت الدنيا وشغلت الناس؟ وما هي أهميتها بالنسبة لباقي أعمال ماركيز؟ وما هو سر أو سحر نجاحها وشهرتها وانتشارها ونقلها إلى مختلف لغات الأرض؟ (ترجمت إلى 37 لغة بما فيها العربية). هذه الرواية التي توج بها غابو رحلته الطويلة في عالم الخلق والإبداع بجائزة نوبل في الآداب عام 1982، وملأ بها الدنيا وشغل الناس، كان قد كتبها في المكسيك ونشرها في بوينس أيريس ولم يكن يتجاوز عمره آنذاك التاسعة والعشرين. وكان أول نقد كتب حول هذه الرواية بقلم الناقد المكسيكي إيمانويل كاربايُو عام 1967 عندما قرأها وهي بعد مطبوعة على الآلة الكاتبة، ولم تكن قد صدرت. لقد ذهب هذا الناقد في ذلك الوقت إلى القول: «إنه وجد نفسه أمام واحدة من أعظم الروايات في القرن العشرين» ولم يخطئ. خرج غابو من قريته عام 1930 ومن كولومبيا عام 1954 إلا أنه ظل وفياً لقريته وللذكريات التي عاشها فيها. ونظراً للحرارة المفرطة المعروفة عن هذه القرية، فإننا نجد هذا ينعكس على معظم قصص ماركيز.

 العرب المغتربون في الرواية

يتعرض ماركيز في هذه الرواية للمغتربين العرب الأوائل الذين وصلوا إلى «أراكاتاكا» (ماكوندو) وعن مهن التجارة التي كانوا يزاولونها، وعن الباعة المتجولين، وبائعي الحلي والمُجوهرات، وهو يستعمل في تسميتهم مُصطلح «الأتراك» (وهو مصطلح غير دقيق سُموا كذلك فقط لأنهم عند هجرتهم كانوا يحملون جوازات سفر مسلمة لهم من الدولة العلية العثمانية التركية) وتبدو في الرواية بعض العادات والتقاليد العربية، فشارع الأتراك سيصبح في الرواية فضاء سيعرف تغييرات وتحولات واضحة سيكون لها تأثير على معظم سكان ماكوندو التي يقول عنها ماركيز أنها «سرعان ما تحولت من ضيعة صغيرة إلى قرية نشيطة ذات دكاكين وورش للصناعات التقليدية، وإلى طريق تجاري دائم من حيث وصل العرب الأوائل» الذين تعاطوا التجارة والمقايضة وأحدثوا في القرية تنظيماً اجتماعياً أساسياً، وحياة ثقافية، وحملوا معهم «ألف ليلة وليلة» وقصصها العجيبة وخيالها المجنح. إن وصول هؤلاء المهاجرين إلى القرية وانتشار مفهوم التجارة فيها قد يكون تلميحاً أو رمزاً لوصول الاسبان إلى العالم الجديد.
 بعد قراءة متأنية لهذا العمل الإبداعي قمتُ بإجراء إحصاء دقيق للكلمات العربية أو التي تتحدر من أصل عربي الموجودة فيه فإذا هي عديدة لا حصر لها مبثوثة هنا وهناك في الرواية منها على سبيل المثال: القطن، والمسجد، والسوسن، والضيعة، والجلباب، والمخزن، العقرب، والكحول، والكافور، والقطران، والزيت، والمسك، والسوط، والياسمين، والزهر، والخزامى، والبركة، والساقية، واللقاط، والزعفران، والزناتي (التي استقرت في الاسبانية بمعنى الفارس) والكيل، والثرثرة، والشراب، والقاضي، والقائد، والبابوش (عربية- فارسية) وسواها من الكلمات. ولقد فوجئ العديد من المثقفين والكتاب الكولومبيين بذلك عندما ألقيتُ محاضرة باللغة الاسبانية حول «مئة عام من العزلة» منذ بضع سنوات خلال أمسية أدبية في نادي «نوغال» المرموق في بوغوتا، إذ يصعب في كثير من الحالات رد بعض الكلمات العربية، أو ذات الأصول العربية التي استقرت في الاسبانية منذ قرون إلى أصلها العربي.
الناقد إمانويل كاربايو يشير إلى أن ماركيز بأعماله الروائية المبكرة إلى جانب روائيين آخرين أسس قواعد الرواية الجديدة في هذه القارة، ونال إعجاب القراء والنقاد إلى جانب كتاب مثل الراحل كارلوس فوينتيس وماريو برغاس يوسا الذين انطلقوا من التزامهم باللغة ثم عمدوا إلى التحليل العميق لواقع الإنسان الأمريكي اللاتيني، وعالجوا بذكاء أساطير، وإرهاصات العالم الذي نعيش فيه، وتعكس أعمالهم حياة قارة بأكملها. إن الروائيين الذين يعتبرون إخوة كبار لماركيز وهم كاربنتيير وكورتثار ومارشال، ورولفو، أمكنهم كذلك خلق فن روائي جيد على مستوى القارة. أول قصة كتبها ماركيز لم يكن يتجاوز 19 سنة ونشرها بعد ثماني سنوات وهي «تساقط الأوراق» صدرت في بوغوتا عام 1955، ثم رواية «الكولونيل ليس لديه من يكاتبه» أنهى كتابتها في باريس عام 1957، ثم «الساعة النحسة» التي حصل بها على أول جائزة أدبية عام 1961 وفي عام 1967 ظهرت «مئة عام من العزلة» التي تعد من أجود الروايات التي شهدتها لغة سيرفانتيس في القرن المنصرم.
قدم ماركيز للرواية الاسبانوأمريكية ما قدمه وليم فولكنر للرواية الأمريكية، إن قصصه القصيرة هي بمثابة فصول مستقلة لم تجد مكانها في رواياته، أو ربما كتبت لتنير حياة بعض الشخصيات، أو تفسير بعض أحداث هذه الروايات الأكثر انتشاراً في العالم، وهي قصص مكتوبة بطريقة تقليدية تجعل بينها وبين الماضي حداً بواسطة الصمت الذي يغدو في أعمال ماركيز صوتاً مدوياً صاخباً.

تطويع الأسلوب

إن وجهة نظر ماركيز لا يمكن أن يعاتب عليها، لأنه لا ينكر فضل هذه الرواية الجديدة، ولا الاكتشافات القائمة في التقليد الأدبي الأمريكي اللاتيني، وهكذا يمكن أن يقدم بارتياح للقراء عملاً أمريكياً، وهو عمل لا يمكن أن يغبط تلك الأعمال التي تكتب في أماكن أخرى من العالم. إن «مئة عام من العزلة» تعتبر من أدق وأعمق وأجود الروايات، لكن إلى أي حد يمكن استعمال هذا الوصف دون أن ينأى عن الحقيقة؟ إن البنية، والتاريخ والشخصيات والأسلوب والجو الذي تدور فيه الرواية كل ذلك يفي بدقة متناهية بالغرض، فالرواية استعراض في أرقى مظهره للحياة، والألم، والمعاناة، والموت والأمل، حيث الخيال والعبث وكل ما يمكن أن يتخيله المرء يغدو أمامه حقيقة ماثلة. ماركيز بعد هذه الرواية أمكنه أن ينام هانئ البال مطمئن الخاطر حتى وإن كان هناك احتمال مؤداه أن هذا العمل الأدبي قد يقصي الكرى عنه كالأرق الذي كانت تعاني منه ماكوندو وستظل كذلك ما تبقى لها من الأيام. ويشير كاربايو إلى أنه بعد أن أعاد قراءة نقده الأول لهذه الرواية ينبغي له أن يتنبه إلى أن التنبؤات أو قراءة الغيب في الأدب يمكن أن تبتعد وأن تنأى عن الصواب. ففي هذا العرض كان قد توقع الناقد أن ماركيز مثل رولفو وغيره من الذين بعد كتابتهم لعملٍ جيد وممتاز قد يلوذون بالصمت، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث فبعد هذه الرواية استمر ماركيز في الكتابة والإبداع، ونشر كتباً كثيرة جديدة.

غابرييل غارسيا ماركيز في الذكرى الثالثة لرحيله: كاتب غرد روائيا خارج سربه فملأ الدنيا وشغل الناس

محمد محمد الخطابي

لوحة «دورية الليل» اللعنة التي ظلّت تلاحق رامبرانت

Posted: 29 Apr 2017 02:11 PM PDT

تونس ـ «القدس العربي»: رامبرانت فانْ رايِنْ، رسّام هولندي وُلد في مدينة ليدن جنوب هولندا يوم 15 يوليو/تموز 1606 وتوفّي في مدينة أمستردام يوم 4 تشرين الأول/أكتوبر 1669. عَرفت حياةُ هذا الرسّام تموّجاتٍ عديدة بلغت أحيانا حدَّ الرَّفاه والشُّهرة، وانزلقت أحيانا أخرى إلى مهاوي الإفلاس والإذلال.
تنتمي عائلة رامبرانت إلى طبقة اجتماعية مُرَفَّهة، فوالده هارمن غريتزون راين، يملك طاحونة حبوب، وأمّه نيلتجين فان راين ابنةُ خبّازٍ شهير. أدخله أبوه إلى المدرسة اللاتينية على غرار أبناء جيله، فتعلّم اللاتينيةَ ومبادئَ فنِّ الرسم وعلومَ الدّين، وهو ما هيّأه، في سنّ الرابعة عشرة، للتسجيل في كلية الفلسفة في جامعة ليدن، غير أنّه لم يدرس بهذه الكليّة ولم يستفد منها إلا بمجانية الأكل والإقامة لبعض السنوات لينصرف كليّا إلى الرسم من خلال حضوره دروس الفنان الشهير جاكوب فان سوانِنْبورغ.

الفنُّ والتّيهُ

سافر رامبرانت إلى أمستردام وانتمى لفترة وجيزة إلى ورشة الرسام بيتر لاستمان، حيث تعلّم السيطرةَ على تفاصيل موضوع لوحاته لونًا وحركةً، ثم عاد إلى مدينته ليدن، حيث فتح مرسما بالاشتراك مع صديقه جان ليفينس وعكف على تطوير أسلوبه الفنيّ وكانت أولى لوحاته في هذه الفترة بعنوان «رجم القديس ستيفان». وقد تميّز رامبرانت بقدرته على خلق حوارية بين الظِلِّ والضوء في لوحته مانحا إيّاها عمقًا يسمح لها بأن تكون فضاءً تجري فيه أحداث المشهد المرسوم، بعيدا عن كلّ سكونية الفن المعهودة آنذاك، فإذا بالخطوط ينسلُّ بعضُها من بعضٍ كاشفةً عن أدقِّ التفاصيل التي تتحرّك تعبيريَتُها على مساحة اللوحة مشحونةً بكميات وجدانية كبيرة تُنبئ بها حرارة الألوان وتنقلها إلى عين المُشاهِد بكلّ صفاءٍ.
إنّ ما يُجمع عليه كُتّابُ سيرة رامبرانت هو أن هذا الرسّام، وبعد أن ذاع صيتُه في مدينة ليدن، سافر إلى أمستردام مرة ثانية عام 1631 ليستقرّ فيها بمساعده ثريّ يسمّى هندريك فان ويلنبورغ، وهو تاجر تحف فنية، حيث مكّنه من مخالطة الطبقة الاجتماعية الراقية في المدينة، فانهالت عليه عُروض رسم شخصيات المجتمع البورجوازي، وتعاظمت شهرتُه الفنية، فاقتنى بيتا كبيرا متخذا له فيه مرسما خاصًّا كان يقدّم فيه دروسا لبعض تلامذة الفنّ، لعلّ من أشهرهم غوفرت فلنكر وغيربرانت فان دين وفرديناند بول. تزوّج رامبرانت بالشابة سَاسْكِيَا، قريبةَ هندريك فان ويلنبورغ، فأنجبت له أربعة أطفال مات منهم ثلاثة وبقي له ابن واحد اسمه تيتس. وتُعدّ هذه الفترة من أزهى فترات الإنتاج الفني لهذا الرسّام، حيث أعقبتها فترة أخرى طويلة عنوانُها الإفلاسُ وضمورُ الشهرة، فقد باع فيها رامبرانت بيتَه الكبير، واشترى بيتا متواضعا أنجز فيه لوحته الشهيرة «فرقة الكابتن فرانس بانينغ كُوكْ» المعروفة بـ»دورية الليل». وبموت زوجته سَاسْكِيَا سنة 1642 عاش اضطرابا عائليا واجتماعيا، كان من نتائجه ضرورة البحث عن مرضعة لابنه تيتس، فانتدب لذلك المربية غيرتج ديركس ودخل معها في زواج غير مُعلَن واهِبًا إيَّاها مجوهرات زوجته المتوفّاة، وهو ما أثار غضب عائلتها. غير أنّ امتناعه عن إعلان الزواج بهذه المربية أثار فيها شكوكَها حول صدق نواياه، فحاولت سرقة المجوهرات والهرب من البيت، وهو ما اضطرّ رامبرانت إلى اتهامها بالجــنــون وإدخالها مصحًّا عقليا للتخلّص منها. وبعد فترة من ذلك انتدب مربية ثانية تسمّى هندريكه ستوفيلس، ثم تزوّجها سرًّا وأنجبت له ابنته كورنيلياعام 1654، وبسبب ذلك وبّخته الكنيسة واعتبرته مرتكِبَ خطيئةٍ.
شهد رامبرانت في هذه الفترة تراجع العروض الفنية، فقلّت مداخيلُه، وساءت سمعتُه الفنيةُ، حتى قيل إنّ أغلب لوحاته ليست له، وإنما هي من رسم تلامذته، وهو يسطو عليها ويُمضيها باسمه ويبيعها لسداد ديونه. وهو ما دفع ابنه تيتس وخليلته هندريكه إلى وضعه تحت وصايتهما للتخلّص من شكاوى دائنيه التي كانت تُرفع ضدّه باستمرار. لمّا ماتت هندريكه عام 1662، لم يجد رامبرانت كلفة دفنها، فباع من أجل ذلك قبر زوجته الأولى ساسكيا الموجود في كنيسة أمستردام. وبوفاة ابنه تيتس، دخل رامبرانت في حالٍ من ازدراء الذّات وهجرة الناس، فتنقّل بين أرياف أمستردام لفترة، وفرَّط في كثير من لوحاته ومن تُحفه الفنية التي جمعها، وراح يُكثر من اقتراض الأموال حتى وفاته يوم 4 أكتوبر 1669 .

لوحة الإفلاسِ

توزّعت موضوعات أعمال هذا الرسّام التي ناهز عددها الأربعمئة لوحة على الأوتوبرتريه (رسم 70 لوحة في هذا الغرض أرّخ فيها لجميع مراحل حياته)، والمشاهد الاجتماعية والقِصَص الدّينيّة والطبيعة الساكنة، ولوحات الأعيان والنبلاء. ومن أهمّ أعماله لوحات «القديس بطرس»، و»الخطيبة اليهودية»، و»عودة الابن الضّال» و»عشاء عند آموس» و»ساسكيا». وقد أثّر رامبرانت في كثير من فناني جيله، وتأثّر به كلّ من الرسّامين غويا وديلاكروا وبيكاسو وغيرهم كثيرٌ.
وتُعَدُّ لوحة «دورية الليل» التي رسمها رامبرانت حوالي عام 1642 من أشهر أعماله، وقد شغلت بخصائصها الفنية كثيرا من الباحثين فكتبوا حولها مئات الدراسات التي حاولوا فيها تحليل مضمونها، فاتفقوا في ذلك قليلا واختلفوا كثيرا. كما حوّلها المخرج البريطاني بيتر غريناواي سنة 2008 إلى فيلم سينمائي بالعنوان نفسه قام فيه بدور رامبرانت الممثل مارتن فريمان. رسم رامبرانت هذه اللوحة بطلب من فرقة الكابتن فرانس بانينغ كُوكْ، وهي فرقة تضمّ مجموعة من الفتوّة المكلّفين بحراسة أحد أحياء أمستردام، لتعليقها في القاعة الكبرى لمبنى هذه الفرقة إشادةً منهم ببطولاتهم. وقد رسمها رامبرانت بمقابل مالي مرتفع قَدْرُه 1600 غيلدر (وهي عملة هولندية) علما أنّ ما كان يحصل عليه الموظّف الحكومي آنذاك خلال عام كامل لا يتجاوز 200 غيلدر. وكلّ عنصر من هذه الفرقة كان قد شارك بقسط ماليّ مقابل ظهوره في اللوحة عدا ضارب الطّبل (في يمين اللوحة)، ولا شكّ في أنّ القائد فرانس بانينغ كُوكْ ومساعده فان رويتنبورغ، دفعا قسطيْن كبيريْن حتى يظهرا في مقدّمة الفرقة وبكامل تفاصيلهما.
وما إن عرض رامبرانت لوحته بمقاس كبير (أربعة أمتار في خمسة أمتار) على عناصر هذه الفرقة حتى امتعضوا منها واعتبروها عملا لا يعبّر عنهم، وراحوا يُشهِّرون برامبرانت لدى طبقة النبلاء وأعيان المدينة نافين عنه كلّ إبداع، وهو ما نفّر هؤلاء منه ومنعهم من أن يواصلوا التعامل التجاريّ معه. وقد نذهب إلى القول بأنّ هذه اللوحة إنما هي لعنة على رامبرانت، فقد جلبت له حظا سيئا، وفتحت أمامه باب الإفلاس. وربّما سوء طالع هذه اللوحة ظلّ يتبعها منذ إنجازها إلى الآن، فقد نُقلت من مقرّ فرقة الحراسة إلى بَهْوَ «نزل المدينة» في أمستردام سنة 1715، وتمَّ اقتطاع أجزاء منها، خاصة من جهة الشمال، حتى تُناسب مساحة الحائط الذي عُلِّقت عليه. وفي سنة 1887، نُقلت اللوحة إلى متحف ريكس في أمستردام، وقد تعرّضت سنة 1975 إلى 12 طعنة بسكّين أحد الزوّار وكان يصيح قائلا: «أنا مبعوثٌ من قِبَل المسيح، عليّ أن أفعل هذا، عليّ أن أفعل هذا». وفي يوم 6 أبريل/نيسان من العام 1990 رشّ عليها أحد الزوّار الهولنديّين حامض الكبريت المركَّز ولولا تدخّل الحرّاس وقبضهم عليه لكان ألحق بها ضررا بليغا.

لوحة «دورية الليل» اللعنة التي ظلّت تلاحق رامبرانت

عبدالدائم السلامي

سامية قدري في «الجسد بين الحداثة وما بعد الحداثة»: فصام الاحتجاب والتسليع

Posted: 29 Apr 2017 02:11 PM PDT

القاهرة ــ «القدس العربي»: بين اليمين الديني ورؤيته للجسد واعتباره عورة تتوجب الإخفاء والإقصاء، وكذلك النظرة السائدة للرأسمالية التي ترى في هذا الجسد سلعة يتعين ترويجها مضمونة الربح، يحاول كتاب «الجسد بين الحداثة وما بعد الحداثة» لمؤلفته سامية قدري أن تفند تبعات هذه النظرة إلى الجسد الإنساني، وجسد المرأة بشكل خاص، وهو ما نتج عنه تشكيلات من أعراف وقوانين وطقوس تتماس بكل ما هو اجتماعي وثقافي. ومن النظرة الكلاسيكية للجسد ودوره، سواء دور سوسيولوجي أو أنثربولوجي، حتى النظرة الحديثة وصولاً إلى فكرة العولمة، التي محت الحدود إلى حد كبير، وجعلت من الجسد ووظائفه مشروعاً ثقافياً كبيراً يزداد الاهتمام به وبدراسته وفق متغيرات المجتمات التي ضربتها مظاهر الحداثة وما بعدها. وسنحاول استعراض بعض من النقاط التي يثيرها الكتاب، ويتداخل من خلالها مع العديد والأنشطة الإنسانية التي تمثل في الأخير وجهة النظر الثقافية للجسد ودلالاته.

الجسد والدين

يعد الجسد أهم ملمح للتجسيد الديني، مفهوماً وطقساً، وتراوحت الأديان ــ الإبراهيمية في الأساس ــ في نظرتها إلى الجسد وطريقة ضبطه بما يتناسب وسلطة هذا الدين، بهدف انتزاعه من الفوضى كما يزعم. فعند بعض الطوائف المسيحية، التي تفصل ما بين الروح والجسد، يصبح الأخير هو مصدر الخطيئة، ويتم تطهيره دوماً من خلال الجانب الروحي، فهو المدنس دوماً ومصدر الخطر، كما أن إفرازاته المحظورة تحاط بالعديد من مظاهر الطقوس والتحريم. ومن خلال الرؤية الإسلامية ــ تستشهد المؤلفة بدراسة رمضان بسطاويسي المعنونة بـ – فلسفة الجسد/إدراك ما يمكن إدراكه ــ في أنه يرفض الثنائية المسيحية، ويرى أن الجسد يتشكل وفق علاقة الإنسان بنفسه والعالم، فالخطاب الإسلامي يكرمه ويراه (أمانة) لدى الإنسان لا ينبغي له تدميرها، إضافة إلى أن المتصوفة كانت وسيلتهم في المعراج الروحي هو الجسد، فالجسد لديهم هو بوابة للصعود إلى عالم تتوحد فيه الأشياء. من جهة أخرى ترى الدراسات النسوية أن الجسد مكان للخيال الديني، وبالتالي يصبح جسد المرأة بمثابة رسم لخريطة دينية، تتباين ورؤية المجتمعات المختلفة، هو بذلك يعد مسرحاً للسلطة وتراتبيتها، وتجسيدها في صورة تحكم وتضبط تعاملات هذا الجسد ووجوده. وتضرب المؤلفة مثالاً حول الدين وغواية الجسد، من خلال رؤية الحركة الإسلامية في مصر، بعزل جسد المرأة وتطويعه وتحقيره، وقمعه بدعوى منع الغواية وحماية المجتمع من الانهيار الأخلاقي. هذا الجسد نفسه الذي يصبح محلاً للعقاب الإلهي، إذا ما خرج صاحبه (صاحبته) عن هذه الضوابط، فالجسد سيمرض ويعاني، ويتهدد وجوده!

الجسد والمعتقد الشعبي

الاعتقاد الآخر بعد الدين وكيفية النظر إلى الجسد والتعامل معه ومن خلاله، يظهر في المعتقدات الشعبية، والتي تكون ممارساتها أكثر التصاقاً بالجسد في حياته اليومية، فالجسد يعد مسرحاً كبيراً للمعتقد الشعبي وتجلياته، كالكتابة والتدوين على الجسد، الوشم والوخز، الكي والمَس والختان وتحضير الأرواح، والقرين والعلاج بالقرآن. فكل ما تمتلئ به العقلية الشعبية تسقطها على الجسد، وهي ترى فيه بشكل أو بآخر مصدراً من مصادر الإثم، وعن متتابعات الإيذاء تسمو صاحبته وتتطهر، كالبكارة والختان، وهذه المفاهيم التي تتفق والنظرة الدينية كونه مصدراً للإغواء لابد من الحد منه أو القضاء عليه وفق رؤية المجتمع، القضاء عليه باحتجابه وتغيبه قدر الإمكان.

الجسد والموضة

تحت عبارة «حديثة لكن محتشمة» تمت مناقشة قضية الزي وعلاقته بالحداثة، وتضرب المؤلفة مثالاً بالمجتمع الإيراني بعد الثورة الإسلامية، وكيف أن الحداثة والاحتشام مُسمى مائع، وأنه يعد مصدراً للفصام الأخلاقي والاجتماعي والسياسي في إيران ــ الحديث يصلح عن مصر أيضاً ــ هذه الحدود التي لا تتضح إلا في حالة تجاوزها. وفي دراسة هامة بعنوان «الاحتجاج الهادئ» قامت بها الباحثة آرلين ماكيلود حول مجموعة من نساء الطبقة الوسطى العاملات في مصر، وقد ارتدين الحجاب وخرجن للعمل، وهو من ناحية محاولة حتى يثق الرجل في المرأة، وقد تهاوى دوره في ظل الظروف الاقتصادية السيئة، كما أنه المفر الوحيد حتى تستطيع الخروج والعمل. ظاهرة التحجب هنا لم تكن مفروضة من الدولة كما الحال في إيران، لكن من التيارات الدينية، والتي سمح لها النظام بالتصرف على هواها، واعتبر الأمر يمس الحرية الشخصية ــ خطابات الشعراوي ورفاقه ــ ومنذ أن ضرب التشدد مصر من سبعينيات القرن الفائت، وصولاً إلى حالات التحرّش الجماعي المنتشرة، والتي كانت آخرها منذ أسابيع، بحجة أن الفتاة لم تكن ترتدي زياً مناسباً! ونختتم هذه الفقرة بدراسة محمد حافظ دياب المعنونة بـ «ملبس النساء وسؤال العولمة» ليرى أن هناك أربعة أنماط، يمثل كل نمط منها جسداً بعينه، جلباب الفقيرات للجسد المقهور، والحجاب للجسد المروّض من قِبل السلطة البطريركية، وحجاب الموضة للجسد المتراوح بين التقليد والتحديث، وأخيراً الملبس العولمي، الخاص بالفئة المترفة، والذي تتحكم فيه قوى السوق والثقافة الاستهلاكية.

الفصام وتسليع الجسد

بداية من الموضة والجراحات التجميلية، ثم الإعلانات والأغاني، وصولاً إلى مسابقات ملكات الجمال، يبدو جسد المرأة أكثر رواجاً، بينما في المقابل وفي الوقت نفسه هذا الجسد أيضاً هو العورة التي يجب حجبها! فما بين الثقافة الاستهلاكية والتقليدية يتجلى التناقض والفصام الذي نعيشه.
يرى رواد مدرسة فرانكفورت أن التسلط في المجتمع الصناعي لا ينشأ من خلال فئة أو طبقة معينة، وإنما بفعل قوة لا شخصية، هي قوة «العقلانية التكنولوجية» التي تخلق ما يسمى بالـ «الشخصية التسويقية» التي تقوم بممارسة الشخص لذاته كسلعة، حيث أصبح الكائن سلعة في سوق الشخصيات، ومن هنا تخضع الحياة اليومية للأشخاص إلى المؤسسة الرسمية وما تنتجه من أفكار وثقافة.
ومن خلال ميشيل فوكو وكتابه «تاريخ الجنسانية» وقد أصبح الجسد ما هو إلا مقولة اجتماعية، وبالتالي محلاً وصراع للسلطة، ومحاولتها الدؤوب على تدجينه. ومن هنا تأثرت الحركة أو الرؤية النسوية بهذه الأفكار، خاصة وأنه أشار إلى الجسد الأنثوي كمحل لخطاب السلطة، والسيطرة عليه في ظل النظام الأبوي، وتطور الأمر من خلال الفكر النسوي، فالجسد هنا يخضع لسلطة العام، كالنظام السياسي والإيديولوجي، والخاص المتمثل في النظام الأخلاقي، حيث جسد المرأة يعد تجسيداً لقيم الذكورة، فلا يظهر إلا من خلال التمثيلات الاجتماعية، رغم كونه في الوقت نفسه موضوعاً للرغبة، لارتباطه بالجمال والإغراء والإثارة، وبالتالي كانت ضرورة محاصرته وإخضاعه.
أما التسليع نفسه فقد طال ما يُسمى بـ «ما بعد النسوية» فأصبحت ظاهرة يحركها السوق. ونختتم باستشهاد المؤلفة بعبارت من كتاب «المرأة الكاملة» لجيرمين جرير، وتعليقاً على الرؤية النسوية وما بعدها، فتقول، «قال لنا إن المستقبل مؤنث، وقد حققت النسوية الغرض منها ويجب أن تتوقف الآن. إن المرأة في تيار النسوية لها شعر طويل وترتدي زياً خشناً وأقراطاً مدلاة. أما المرأة في ما بعد النسوية فترتدي حلة عالم الأعمال، وترفع شعرها وتستخدم أحمر الشفاه، أما المرحلة الثالثة لما بعد النسوية فتتسم بطبيعة داعرة، بصورة استعراضية وسلوك غير منضبط».

سامية قدري: «الجسد بين الحداثة وما بعد الحداثة»
الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة 2016
373 صفحة.

سامية قدري في «الجسد بين الحداثة وما بعد الحداثة»: فصام الاحتجاب والتسليع

محمد عبد الرحيم

روجر هاردي في «البئر المسممة: الإمبراطورية وإرثها في الشرق الأوسط»: الغرب لم يفهم بعد أسباب نشوء القومية العربية والإسلامية

Posted: 29 Apr 2017 02:10 PM PDT

يؤكد الصحافي والباحث البريطاني روجر هاردي في كتابه الصادر مؤخراً بعنوان «البئر المسممة» أن الأزمات والنزاعات الناشبة حاليا في العالم العربي لها جذورها في الماضي الاستعماري الذي تعرضت له دول المنطقة خصوصاً في مرحلتي الحربين العالميتين الأولى والثانية وبعد انهيار السلطة العثمانية وتطبيق نظام الانتداب. ومن الصعب، في رأيه، فهم الصراع العربي ـ الإسرائيلي أو نشوء الراديكالية الإسلامية أو أسباب غياب الديمقراطية في الشرق الأوسط من دون العودة إلى هذه الحقبة التاريخية.
وبالتالي، فإن الكاتب يعتبر ان مقاربة كتابه تركز على توضيح خلفيات الصراعات لتحقيق الاستقلال في عشر دول تواجهت شعوبها وقادتها مع استعمار أجنبي كان يسعى بشكل رئيسي للسيطرة على الموارد الطبيعية والنفطية التي توافرت في معظم هذه الدول (الدول العربية وإيران وتركيا) عبر توسيع نفوذه ووجوده فيها.
المقاربة الأساسية في الكتاب هي حسب قوله ان الاستعمار الأجنبي ليس المسؤول حصراً عن التطورات السياسية والعسكرية التي حدثت في المنطقة، برغم ان سياسات الدول الاستعمارية لعبت دوراً هاماً وأساسياً في احداث هذه التطورات، وأن الغرب لم يفهم بعد وحتى الساعة أسباب نشوء القومية العربية والإسلامية.
الدول التي تناولها الكتاب هي تركيا وإيران والسعودية وسوريا وفلسطين والأردن ومصر والعراق والجزائر واليمن.
ويشير هاردي في الصفحة (198) إلى ان بريطانيا وفرنسا فرضتا حدوداً مرتجلة خلال انتدابهما على المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى، وهذه الحدود فُرضت لكي تستمر هيمنة الدولتين الاستعماريتين على الخيرات الطبيعية لهذه الدول.
ويضيف ان الدول والمجموعات السياسية التي انبثقت عن مرحلة الانتداب البريطاني ـ الفرنسي لم تتعامل بديمقراطية مع الأقليات الدينية والاثنية المقيمة فيها وبعضها نكّل بهذه الأقليات وهجّرها متهماً إياها بالعمالة للاستعمار ومستخدماً نشوء إسرائيل كحجة للممارسة السلطوية الاستبدادية ضد هذه الأقليات.
ويعتبر ان مرحلة القضاء على الاستعمار والهيمنة الأجنبية على المنطقة لم تصل إلى نهايتها بعد وان المشكلة لم تكن فقط في اتفاقية «سايكس بيكو» التي قسّمت المنطقة بشكل عشوائي بل باستمرار الدول الأجنبية في التدخل السياسي والعسكري في شؤون دول المنطقة حتى الساعة وكأن لها الحق في القيام بذلك أو عبر اختلاق الحجج لتبرير تدخلاتها ولدعم قادة دكتاتوريين لا يتمتعون بتأييد شعوبهم ويخدمون مصالح الدول الأجنبية.
ورغم ان بعض قادة المنطقة، مثل محمد مصدق في إيران وجمال عبد الناصر في مصر وقادة المقاومات العربية والإسلامية، بذلوا مجهودا كبيرا لمواجهة استمرار الاستعمار للمنطقة بشكله الجديد، فإن ثوراتهم ومواقفهم الجريئة أخمدت أو يتم السعي لإخماد ما تبقى منها.
واستند المؤلف إلى مراجع أولية ومقابلات ومطالعة مذكرات كبار اللاعبين السياسيين في المنطقة أو الذين ما زالوا على قيد الحياة، وتوصل إلى نتيجة هي أن الغرب لم يدرك حتى الساعة الدوافع التي أدت إلى نشوء القومية العربية والإسلامية والمقاومات والثورات الداعية إلى التحرر من الهيمنة الأجنبية على شؤون المنطقة في الأشكال المختلفة التي تتخذها حالياً أو انه يتجاهل عن قصد محاولة فهم هذه الدوافع.
في الفصل الأول، يتطرق هاردي إلى تركيا، ويؤكد انه بعد وفاة القائد مصطفى كمال اتاتورك عادت القيادات والجماهير التركية التي أيدته وتبعته إلى اعتناق المبادئ الإسلامية السياسية في وقت تزامن مع تصاعد دور المؤسسة العسكرية التركية وحصلت صراعات بين الجانبين أوصلت إلى القيادة التركية الحالية. ويشير إلى ان معظم القيادات العربية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي كانت من نتاج الدور الكبير والطويل الذي لعبته السلطنة العثمانية في المنطقة حتى الحرب العالمية الأولى وخلال بسط سيطرتها السياسية على دولها.
اما أهم ما ورد في الفصل الثاني من الكتاب عن نشوء وتطور المملكة العربية السعودية فهو إشارة الكاتب إلى الوعد الذي قدمه الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في نهاية الحرب العالمية الثانية إلى مؤسس الدولة السعودية الملك عبد العزيز آل سعود بان أمريكا ستتعهد بالدعم السياسي والعسكري للسعودية والدفاع عن القضايا العربية، وخصوصا قضية حقوق الشعب الفلسطيني، مقابل السماح لها بالتنقيب عن النفط واستخراجه في منطقة الظهران السعودية الشرقية.
ورأى ان نشاط شركة «أرامكو» في السعودية شكل انطلاقاً لوعي اجتماعي ونقابي واقتصادي في البلد.
ويشير المؤلف انه بعد الحرب العالمية الثانية. تصاعد دور الولايات المتحدة في المنطقة على حساب الإمبراطورية البريطانية، وبالتالي، التي لم تكن مرتاحة لانتشار وتوسع سلطة آل سعود في المنطقة على حساب العوائل العربية المقربة منها.
في الفصل الثالث من الكتاب الذي تناول الوضع في سوريا مطلع القرن الماضي، يشير الكاتب إلى ان الجنرال الفرنسي شارل ديغول كان منزعجاً خلال وبعد الحرب العالمية الثانية بسبب محاولات تقويض دور فرنسا لمصلحة بريطانيا في سوريا ولبنان وأنه اختلف مع وزير الدولة البريطاني لشؤون المنطقة الجنرال ادوارد سبيرز في هذا المجال مما اضطر رئيس الحكومة البريطانية الجديد (آنذاك) انتوني ايدن إلى إقالة سبيرز من منصبه.
وفي الفصل الرابع يتطرق إلى فلسطين، ويشير المؤلف إلى ان قاد الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد مشروع بريطانيا للسماح بهجرة اليهود إلى فلسطين وإقامة وطن لهم في ثلاثينيات القرن الماضي كان عز الدين القسام فيما كان القائد الأقوى والأكثر فعالية ميدانياً في اربعينيات القرن الماضي المقاوم عبد القادر الحسيني. والقائدان استشهدا، فقُتل الأول على ايدي قوات الاستعمار البريطانية في جنين عام 1935 والثاني في معركة قرب القدس مع القوات الصهيونية عام 1948 بعد تنظيمه عمليات مقاومة فاعلة ضد فرض انشاء دولة إسرائيل، علما ان القسام قاد ثورة 1936 ـ 1939 ضد المشاريع الصهيونية المدعومة من بريطانيا في فلسطين.
وفي الفصل الخامس، يتناول دور الملك الأردني عبد الله الأول في المشاريع البريطانية في المنطقة التي طرحها وروج لها وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرتشل والذي وعد الملك عبد الله بانه سيوسع مملكته في الأردن مقابل تعاونه مع بريطانيا في فلسطين. كما يوضح المؤلف دور الجنرال البريطاني جون غلوب الذي جمع القبائل الأردنية في بوتقة الجيش الأردني ودعم العرش الأردني، علماً ان الملك الأردني آنذاك (حسب الكتاب) وعد بان مملكته ستتوسع لتشمل الضفة الغربية العربية لتنسيقه مع بريطانيا، لكن المشاعر القومية العربية والفلسطينية المعارضة لذلك كانت قد تطورت في المنطقة ما أدى إلى اغتياله عام 1951.
وفي الفصل السادس المخصص لإيران، يركز هاردي على أسباب فشل محمد مصدق، رئيس الوزراء في مطلع الخمسينيات، في الاستمرار في مشروعه لتأميم النفط الإيراني رغم تعاونه مع الرئيس الأمريكي هاري ترومان، خلال مواجهته لبريطانيا، إذ ان صعود دوايت ايزنهاور إلى الرئاسة الأمريكية بدل الأمور.
لدى قراءة صفحات الكتاب المعنية بهذا الموضوع، يتبين ان الصراع لم يكن فقط بين الشعب الإيراني والاستعمار البريطاني بل كان أيضا بين بريطانيا وأمريكا للسيطرة على النفط الإيراني علماً ان بريطانيا كانت قد أنشأت ما سمي «بريطانيا الصغيرة» في عبادان (منطقة تواجد النفط الإيراني) التي تعرضت للتأميم عام 1951 عندما حول مصدق شركة النفط البريطانية (AIOC) إلى شركة وطنية.
وفي الفصول التالية يتطرق المؤلف إلى دور الاستعمار في التطورات في العراق والجزائر واليمن في منتصف القرن الماضي وأهمية تسلم الرئيس جمال عبد الناصر السلطة في مصر آنذاك ودعوة عبد الناصر إلى الوحدة العربية لمواجهة الاستعمار وإسرائيل مما أدى إلى وقوع انقلابات عسكرية في المنطقة.
وكان الرئيس المصري تواجه مع الدول الغربية بخصوص ملكية قناة السويس وعدم مساهمة هذه الدول في تمويل سد أسوان فقرر رئيس الحكومة البريطاني انتوني ايدن، بالتعاون مع فرنسا وإسرائيل عام 1956 شن هجوم على مصر وتم إفشاله وإيقافه بفضل تدخل الرئيس الأمريكي ايزنهاور وفرضه هدنة على ايدن وأعوانه أدت إلى استقالته من منصبه. ويركز هاردي في الفصل المخصص لمصر على خطورة التدخل العسكري الميداني للدول الأجنبية في شؤون المنطقة التي تطورت في العقود اللاحقة إلى ان أدت إلى الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 الذي كان، في رأيه، كارثياً وما زالت تفاعلاته السلبية مستمرة.
وفي الفصل عن الجزائر، يشير المؤلف إلى ان الرئيس عبد الناصر دعم الثورة الجزائرية ضد فرنسا بتزويد الثوار هناك بالأسلحة والدعم المالي ما ساهم في نجاح هذه الثورة في انتزاع الاستقلال من فرنسا. وبالنسبة إلى اليمن، يؤكد انه لولا نجاح الثورة في مصر بقيادة عبد الناصر لما تصاعدت موجة القومية العربية فيه حيث كان الاستعمار قد أسس محمية نفطية في عدن تحولت إلى ما يشبه الولاية في الإمبراطورية البريطانية.

المؤلف:
Roger Hardy : The Poisoned Well, Empire and Its Legacy in the Middle east
Hurst and co. London, 2016
pages 272

روجر هاردي في «البئر المسممة: الإمبراطورية وإرثها في الشرق الأوسط»: الغرب لم يفهم بعد أسباب نشوء القومية العربية والإسلامية

سمير ناصيف

وفاء الدريسي: «الجواري والغلمان في الثقافة الإسلامية: مقاربة جذرية»

Posted: 29 Apr 2017 02:10 PM PDT

ما قيمة الحديث عن الجواري والغلمان في الثقافة الإسلامية في زمن العولمة، وما تطرحه من جدليات الهوية، والخصوصية، والانفتاح على الغير؟ وأي مكان للعبيد بين مشاكل المهمشين وقضايا المرأة وغيرها من البحوث، التي تبدو أجدر بالدراسة الأكاديمية؟
هي تساؤلات مشروعة في عصر تفاقمت فيه الهوة بين عالم متقدم منتج وعالم يلتمس طرائق النمو، ليدرس القضايا التي تعوقه عن اللحاق بالركب فيبدع، ففي «عالم الجواري والغلمان» ما يختزل جلّ القضايا المعاصرة.
حبّر علماء الاجتماع دراسات عديدة عن المغتربين، الذين فقدوا علاقاتهم بأوطانهم الأصلية، ولم يقدروا على الاندماج كلياً في مجتمعات الإقامة. والمؤلفة تحلل في أطروحتها وضعيات عبيد أُخرجوا من محيطهم الأصلي، لينتقلوا إلى بيئة أخرى مباينة أشدّ التباين، وجلبوا بعض عاداتهم ومزجوها بعادات بلد الإقامة فأثروها، وهذا ما أفقدهم الكثير من خصوصياتهم لينصهروا في المجتمع الجديد، بعد ما أثّروا فيه، وتأثروا به، وقام عالمهم على أقليات عرقية واثنية شاركت في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
والمؤلفة ترى أنّ دراسة مختلف أوجه حضور الجواري والغلمان في الثقافة الإسلامية، وباعتماد «المقاربة الجندرية» إلى حدّ كبير؛ قد مكّنتها من تبيّن الآليات التي تمّ بوساطتها تحويل ما هو بيولوجي طبيعي إلى ما هو ثقافي، واستطعنا أن نتبين، أيضاً، الدوافع الخفية الكامنة وراء مساهمة الجواري والغلمان في مختلف مجالات الحياة في الثقافة العربية الإسلامية.
جدير بالذكر أنّ المؤلفة أستاذة في كليّة العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة في تونس، وباحثة في الحضارة الإسلامية.
مؤمنون بلا حدود، الرباط 2017
 

وفاء الدريسي: «الجواري والغلمان في الثقافة الإسلامية: مقاربة جذرية»

أفونسو كروش: «هيا نشترِ شاعراً»

Posted: 29 Apr 2017 02:09 PM PDT

كيف نقدّم، أدبياً، مجتمعاً محاصراً داخل فضاء مالي في تعلو القيم المادية على كل شيء، لتصبح جوهر العلاقات الإنسانية؟
سؤال حارق يجيب عنه الروائي البرتغالي أفونسو كروش، باقتراح ظريف يتمثل في شراء شعراء مثلما تُشترى أي بضاعة أخرى من المحلات التجارية. فقد طلبت طفلة مراهقة عمرها 12 سنة من والديها شراء شاعر، أسوة بالعائلات الأخرى التي تجد في الحيوانات (قططاً وكلاباً…) ألفة في البيوت، أو لأنه لا يكلف كثيراً من الناحية المالية، وثانياً لأنه لا يترك أوساخاً مثل الرسامين والنحاتين.
بهذه الفكرة، التي تبدو لنا ساخرة وغريبة، يعرّي الكاتب مجتمعاً بأكمله، مجتمعاً يقيس الناس بالأرقام والموازين، وتُحدد العلاقات الإنسانية فيه بدرجة نفعها، وكل ما خرج عن ذلك النظام فهو باطل.
هل هنالك مكان للشعراء في مجتمع كهذا؟ هل انتهى زمن الشعر وآن الأوان لكي تشيّع القصيدة إلى مثواها الأخير؟ أم أنّ القصيدة هي حصن الإنسان الأخير للحفاظ على إنسانيته واستعادة ما هُجّر منه تحت أسماء كثيرة: الحداثة، التقدّم، النجاعة، الربح…؟ ذلك ما تتكفل بالإجابة عنه هذه الرواية.
من خاتمة العمل: «يقول الشاعر إنّ أبيات الشعر تحرر الأشياء. وأننا حين ندرك شاعرية الحَجَر فإننا نحرره من تحجّره. ننقذ كل شيء بالجمال. ننقذ كل شيء بالشعر. ننظر إلى جذع ميت فنبعث فيه الحياة. هو فقط نسي ماذا كان. علينا تحرير الأشياء وهذا عمل كبير. أعرف أنّ أشياء كثيرة في حياتي تغيرت بفضله. لذلك، لن أتخلى أبداً عن الجلوس إلى جانبه باستعارات في الحلق لنتبادل أشياء غير نافعة، وقبل النوم أكرر الصلاة التي تعلمتها مع الشاعر: عليّ أن أقطع أميالاً لأنام».
مسكيلياني، تونس 2017

أفونسو كروش: «هيا نشترِ شاعراً»
ترجمة: عبد الجليل العربي

عصام بو خالد: رائع أن تحكي الدمية عن مأساتها

Posted: 29 Apr 2017 02:08 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي»: لم يلعب عنوان «مأساتي» وتالياً تعريف العرض المسرحي بـ «عرض لدمية واحدة» لصالح المسرحية الذي أخرجها عصام بو خالد ضمن احتفالات عشرينية مسرح المدينة في البدايات. قدِم بعضهم مستطلعاً وراغباً بكشف المستور خلف العرض، ومنجذباً إلى اسم المخرج الموثوق. مع تكرار العروض في أوقات متباعدة، ومع الدعاية الشفوية المتمثلة بروّاد المسرح، ولفتهم إلى جديد لم يكن معهوداً في فرجتهم تحول العرض إلى سيرة وأسئلة استفهام. هو عرض دمية للكبار. دمية تحاورهم. تسألهم. تطلب مشاركتها الغناء كما كبار الفنانين. تنطق بجمل فلسفية «الحياة لعبة بلا جوهر مثلي أنا دمية بلا حشوة». ولا تتوانى عن علم النفس «أنا منفصم… شكلاً ومضموناً… أنا نص… أنا اسفنجة… أنا نص اسفنجة». في كل ما تقوله تتمتع تلك الدمية بخطاب سلس، مضغوط بقليل من الوقت، فيه ملخص اجتماعي، سياسي، فكري، عقائدي، بيئي، تربوي وربما غير ذلك. كل ذلك صيغ بتعاون وتكافل بين سعيد سرحان وعصام بو خالد ففاض سخرية ومرارة. وفي كل عرض يبلغ التفاعل بين الدمية والجمهور أوجه وخاصة الضحك الذي يصدر عفو الخاطر. ففي زمن لا يتجاوز الـ50 دقيقة كرجت إلى أسماعنا ومخيلتنا أفكار ذات أهمية بالغة ومن خلال نص ينهل من أعماق السخرية.
لعصام بو خالد عروض مسرحية كثيرة بدأها منذ تخرجه من معهد الفنون في الجامعة اللبنانية. حضوره الأول كان على مسرح بيروت حين قدم «أرخبيل» سنة 2002 لفت إلى موهبته ولا يزال يتابع بحماس. قدم «مارش» و»بنفسج» وغيرها، وخبر العديد من أساليب العمل المسرحي.
نسأله إن كان حضور الدمية تعويضاً له بعد استهلاكه للعديد من أدوات المسرح؟ بل هي جزء من تجارب دائمة عندي. وحالياً أحضر عرض «كارنيفورو». أعمل على أفكار جديدة دائماً. في الواقع فكرة الدمية تعود إلى زمن معرفتي بمحرك الدمى رشاد زعيتر، وخلال لقاءاتنا حين كنا نعمل في قطر كان يلح على أن ننفذ فكرة معاً وللكبار. عندما طُرحت المشاركة في عشرينية مسرح المدينة وجدتها مناسبة لعرض ماريونيت صغير. وتالياً كان القرار بعرض ماريونيت منفردة. بين العرض الأول والآن طرأ تطور ملحوظ، بدأ بـ30 دقيقة ويتراوح حالياً بين 50 و55 دقيقة. تطور النص والتحريك. عرض الدمية ليس مرتبطاً باستهلاك خيارات مسرحية، بل هو الخيار الذي تمّ التزامه من البداية. للدمية رمزية كبيرة ويمكنها قول أفكار يعجز عن إيصالها ممثل عادي. لهذا الدمية كانت خياراً، وليست مهرباً.
خيار عصام بو خالد هل أخذ في الاعتبار ردة فعل الجمهور على عرض بطلته دمية؟ لم يراودني هذا الهاجس.
يقول عصام: بدأت عملي المسرحي بتحريك الدمى في «الطمبوري لابس حافي» ومن ثمّ «شو صار بكفرمنخار». كثيرون استعملوا الدمى في عروض للكبار، لم أخش عدم الإقبال، بل العكس، فلأننا تسلينا جداً خلال العمل كنت على قناعة بأن الجمهور سيكون له الانطباع نفسه. الهاجس أن يعرف الجمهور أن العرض للكبار. الوقت كان كفيلا بذلك. كان للعروض دورها، والشرح عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لكن أن يعتقد الجميع بأننا حيال عرض مأساوي نتيجة العنوان، فهذه اشكالية بحد ذاتها.
«مأساتي» عنوان تراجيدي لماذا حملته لدمية؟ يقول: في رأيي رائع أن تحكي دمية عن مأساتها. في مرحلة كتابة النص أو في اعداده للعرض كنا في غاية المرح والتسلية جميعنا. في أحيان كانت التمارين تتوقف لدخولنا في حالة ضحك لا تقاوم ولا تنتهي.
لم يكن العرض مهموماً رغم حمله عناوين هي هم مقيم أو حتى مأساة وطنية. يعلق بو خالد: قدما الهم بمنأى عن الهم الدرامي. كفريق وكمخرج حملنا همّ عرض يجب أن يكون راقياً ويليق بأسمائنا. لكننا تمتعنا خلال التحضير، ونتمتع في كل مرة نقدمه للجمهور. كمخرج أجد متعة بالتعاون مع الممثلين حتى في أكثر العروض سوداوية كما في «بنفسج». في «مأساتي» ترافقت المتعة مع الضحك.
قبل الدخول في تفاصيل الدمية نسأله: هل هي دمية شقية أم ضحية؟ بل يقول: تشبهنا تماماً. هي ضحية وشقية ومتمردة، لكنها في النهاية دمية. وهي عبرت بأن أحدهم يستغلها ليأتي القرار في مصلحته. تردد كثيراً بأن صوتها غير مسموع. ونحن بدورنا طالما رددنا لا يجب «أن نكون غنماً» ولا يجب أن «نُستغل طائفياً ودينياً ومذهبياً وأثنياً وقومياً». مع الدمية دُفعت الأمور إلى نهاياتها. كان الكاريكاتور سبيلاً لوضع الاصبع على الجرح. حمّلنا هذه الدمية رسائل لها علاقة بالطائفية، والمجتمع، والعنصرية، والمسرح وجمهور المسرح.
كررت الدمية استياءها من التحرش الجنسي بها فهل أردتها رسالة أم لطشة لجمعيات NGOS؟ نعم التحرش مسألة مهمة في حياة الأطفال ورغم ذلك دخل بزار التسويق والتجارة. ليس انتقاداً لجمعيات NGOS بل لأن موضوعات خطرة على الصعيد الاجتماعي توضع في خانة المصالح. ليس التحرش وحسب بل كذلك تشجيع الأمهات على الرضاعة الطبيعية، وهو ما تمّ تناوله في العرض وكأنه جزء من مسرحية «نوي يا قطة نوي» والتي تنتهي بسحب تومبولا. فحوى الموضوع أن الموضوعات المهمة تُسخف وتُسطح. لأن الهدف ليس علاج القضية بل التجارة.
هل يسّرت لك شخصية الدمية أن تحملّها تلطيشاً لعشيرة زعيتر بشأن المخدرات وكذلك تناول مسألة الإرهاب الديني؟ حضور رشاد زعيتر كمحرك للدمية وناطق بصوتها ساعد في وجود تلك الجملة. كافة العائلات خير وبركة. صديقي رشاد يدرك تماماً كيف يُنظر إليه بتمييز عندما يعرف الآخرون أنه من آل زعيتر. رشاد بذاته حمّل الدمية التوصيف العنصري، المسطح والتافه من خلال اسم، دين أو أي شيء آخر يميزه. وبصراحة لولا وجود رشاد وإشارته إلى ما يعانيه من تمييز نتيجة اسمه لما خطر الأمر على بالي.
«مأساتي» عرض خفيف على الروح، عميق وذو دلالات، تماوج بين العامية والفصحى في جمل مفصلية، ونهل من أسلوبي شكسبير وماكبث ولم يثقل على المتلقي. كيف ذلك؟ جواب عصام بو خالد أنه مخرج أتى إلى المسرح من خلفية أكاديمية. يقول: كدارس في الجامعة مررت في اختبارات لا تحصى على صعيد المدارس المسرحية. أسعى في عروضي لتمرير بعضها ليتعرّف إليها الجمهور. الدمية كما أي ممثل لها أحلامها الكبيرة بأن تلعب هاملت، ماكبث والملك لير. كما غنت لوديع الصافي. لم يبحث محرك الدمية عن امكاناتها بل قدّم المستوى الذي يتمتع به كشخص. كل هذا شجع الجمهور.
كيف توصلت مع سعيد سرحان إلى نص مضغوط ومعبر بهذا المستوى؟ يجيب: تعاونت مع سعيد سرحان في ثلاث مسرحيات. كتابة «مأساتي» هي النص الثاني لنا معاً. ابتدعنا طريقة في الكتابة نتسلّى من خلالها. نحن معاً لا نحب الثرثرة ولا الحشو.
هل بلغتك كلمة شكراً لكونك أمتعت الجمهور بعرض دمية فكاهي ساخر؟ فكر قليلا وقال: ألمس أن الجمهور يتسلى ويفرح. وفي الوقت عينه أسمعهم يرددون «واو شو فيها معاني». هذا يسعدني جداً. منذ بدأت العمل والكوميديا السوداء تشدني نحوها. كما أني أرغب بـ»بلف» الجمهور بالمعنى الإيجابي بحيث لا يتوقع ما سيراه في العرض، أو أن يتوقع أمراً ويرى آخر.
حمّل عصام بو خالد ومشاركوه في عرض «مأساتي» للدمية مأساة كبرى بمقاس XXL فهل يا ترى ستكون له مع الدمية حمّالة «الأسية» لقاءات تصل إلى مقاس XXL؟ بظنه أنه بلغ هذا المقاس مع «مأساتي». بتصوري أن ملحقات منتظرة بعد هذه التجربة مع رشاد زعيتر وسعيد سرحان. امكانات التطور مستقبلاً كبيرة للغاية. وأرجح أننا سنتجاوز مقاس XXL.
لماذا محرك الدمية متشح بالسواد؟ يلغي محرك الدمية نفسه لصالحها. ويضيف المخرج: صراحة رغبت بإلغائه إلى حين يظهر نفسه فيكون كما الدمية اسفنجيا وفارغا من الداخل. في رأيي ورغم كون الدمية اسفنجاً فهي تتحلى بإحساس، وجدان وضمير أكثر من بعض من لديهم لحم وعظام، ولا دماغ لهم.
يُحسب لفريق مسرحية «مأساتي» بكليته قدرته المطلقة في جذب الحضور للعرض لحظة بلحظة، رغم اقتصاره على بطولة الدمية. يعيد بو خالد ذلك إلى: عمل مختلف في تحريك الدمية. رشاد زعيتر يحرك الدمى مذ بدأ التمثيل، وهو يردد أنه كان مختلفاً عن سنوات عمله السابقة. اتجهنا نحو أسلوب كان جديداً على رشاد، ممتعاً لي، وأبحرنا في إخراج كل فكرة في العرض. رشاد مبدع وموهوب واستثنائي في تحريك الدمية. وفي هذا العرض كان للدمية أن تعيش.
بعيداً عن العرض المسرحي الناجح والمرشح لأن يدوم لسنوات وأن ينتقل من بيروت إلى غيرها، عصام بو خالد في ورشة كتابة لسيناريو سينمائي فماذا عنه؟ يجيب: سفري للعمل في الدوحة أخّر الإنجاز الذي كان مفترضاً من ثلاث سنوات. التأجيل لم يعد وارداً والاحتمال كبير بأن يكون التصوير في الخريف المقبل. أتشارك في «تقفيل» السيناريو مع سعيد سرحان، وفي بالي أسماء لمن لهم حرفية تصويب مسار السيناريو، فلست سينمائياً.
من رشح عصام بو خالد للتمثيل؟ من المؤكد سعيد سرحان، وبرناديت حديب، واحتمال أن أمثل شخصياً. وأرغب بالتعاون مع سرمد لويس في الاخراج كوني لست مخرجاً سينمائياً.

عصام بو خالد: رائع أن تحكي الدمية عن مأساتها
مهمومة بواقعنا شقية وساخرة
زهرة مرعي

صناعة الصابون بأفخر أنواعه «تذوب» في نابلس

Posted: 29 Apr 2017 02:08 PM PDT

تشتهر مدينة نابلس في فلسطين منذ القرن العاشر الميلادي بصناعة الصابون الذي يتميز عن غيره من الأنواع الشهيرة الأخرى مثل الصابون الحلبي والطرابلسي بلونه الأبيض ويكاد لا يملك أي رائحة، وقد تدهورت صناعته خلال القرن العشرين، ففي حين كان هناك 30 مصنعا للصابون النابلسي في المدينة عام 1907، لم يتبقَ اليوم سوى مصنعين فقط.
في هذا المقال يستعيد الكاتب باهر شكيب يعيش ذكرياته مع هذه الصناعة:
تعتبر مدينة نابلس الفلسطينية مهد صناعة الصابون بأفخر أنواعه، وكانت مصانع الصابون أو «الصّبّانة» كما يسميها النابلسيون، تعج صالاتها ومفارشها وبيت النار فيها بالعاملين، يغرفون بدلائهم الزيت من فتحات أقبية آبار تقبع أسفل كامل أرضيّة المبنى. زيت الزّيتون، زيت البركة، عزيز عليهم كمن يخرج من أصلابهم، صُلب شجرة زرعت التاريخ «شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارُ نُّور عَلَى نُور». ويبجل النابلسيون زيتهم وشعارهم «خلّي الزّيت في جراره …حتّى تيجي أسعاره». ومعاصر زيتهم ساحات عزّ وافتخار بالنسبة لهم، وأقبيته يشيّدونها في رحم الأرض لتحميه وتحفظه يانعًا طيب المذاق، قلاع أرضيّة بجدران سميكة وأعمدة حجرية تقيه البرد والحر. في «الصّباّنات» يسكبون مقادير منه مع الخميرة والملح والماء بنسب يحدّدها معلّم الطّبخ «أبو العزّ» في «حلة» حجرية عملاقة بحجم غرفةٍ، ذات قعر عملاق من نحاس تربض كجبل جليد يختفي جلّها في بطن الطابق الأرضي فوق غرفة النار (القمّيم). في هذه الأثناء يقرفص»أبوغالب رجل النار» يقذف بقطع من خشب وكلّ ما هو قابل للإشتعال داخلها عبر فتحة واطئة لإستدامة النار أسفل القاع النحاسي للحلّة. ثم يقوم بحّارة الصابون بتحرّيك المزيج بمجاذيف (ملاعق) خشبيّة عملاقة في ما يشبه «مركب أندلسي لصابون نابلسيّ». يستمر التهاب النيران والتجذيف لأيّام حتى تبدأ المحتويات بالغليان. فقاقيع كحمم في قعر فوّهة تشبه بركانا تعالج بالنار لبعث الحياة في أجنّةٍ من صابون. جنينٌ عجينيٌ تبدأ تباشيره بالظهور على سطح الحلّة بلون عاجي طحيني كدرجة اللّون في زيته.
ينقل عجين الصابون بعد اكتمال عدّة الحياة فيه ساخنا في أوعية يحملها عمّال «مصابن» أشداء مخضرمون على أكتافهم وهم يهجزون بأحلى الأغاني النابلسيّة عن الزيت والزيتون والجبل. يشكّلون ساقية بشريّة إلى الطابق العلوي أو «المفرش» كما يسمى. ثم يُسكب المعجون على أرض المفرش. يسوّى سطحه تماما مثل تسوية الاسمنت. تترك عقدة العجينة الصابونية لتكسب قواما لدنا، ليقوم بعدها «معلّم التّقطيع» بعد سويعات بتقسيم دقيق للسّطح بمربعات لا نهائيّة وببراعة كأنه في ملعب عملاق لرقعة شطرنج هو لاعبه الوحيد، وباستعمال أدوات بسيطة وليس آلات مساحة ولا كمبيوترات، ليجري ختمها بمطرقة خشبيّة تحمل في رأسها ختما دمشقيا من نحاس يحمل اسم ماركة «الجواهر» وصاحبها «شكيب ومفتاح الرّزق» (نابلس، صابون نابلسي). وبعدها تقطّع بالصفوف برأس نصل حاد مربوط بحبل يدور حول وسط معلّم التقطيع. رجلٌ قويّ الزّند، هزيل البنية شديد العصب والعزيمة، يغرز سكينه في بدن الصابون القوي الّلدن، يسحبها ليشقّ بها كافّة خطوط المربّعات بقوّة وعزم من صلب عظام كالصّوّان. ثم يتم بعدها رصّ القطع أو «الفلقات» لتكون متجانسة مكعبة الشّكل في صوامع (تنانير) مخروطيّة الشّكل مع الاحتفاظ بنوافذ صغيرة يتسلل ضوء النّهار منها، ويلفحها هواء جبلي «جرزيم» و»عيبال»، فيصلبّ عودها كما الصّخر فيها، وتنتشي وترتاح «الفلق» الفتيّة جذلى بعد رحلة الحمل والولادة في مسكنها البراح الجديد، ليعلن ولادة جيل جديد من «فلق» صابونة نابلسيّة، شديدة المراس عظيمة المفعول.
لكن صناعة الصابون في نابلس تعاني، مثلما هو الحال مع صبّانة حارة التوتة، في حي القريون من نابلس العتيقة، المكان الذي كانت تبدع فيه أيدي معلّمين مهرة من عائلات تخصّصت أجيالها بطبخه، وتقطيعه وختمه، وأخرى برصّه في تنانير وتوضيبه عريانا أو مغلّفا بورق يحمل شعار المصنع، ليشدّ الرّحال إلى الدّنى صابونا نابلسيا. هذه الصبّانة أُغلقت أبوابها قسرًا في بداية الانتقاضة الأولى لوقوعها في قلب نابلس العتيقة بيت النار من جبل النّار، ثمّ تبعتها الانتفاضة الثانية فالاجتياحات المتكرّرة والدّمار الكبير الذي لحق بالمدينة بوجه عام وبالبلدة العتيقة بوجه خاص. ونظرا للوضع الخاص للموقع وصعوبة المناولة والقلق الذي لا تتعايش معه صناعة أو اقتصاد، فقد استمر الاغلاق حتى الآن.

 

صناعة الصابون بأفخر أنواعه «تذوب» في نابلس
فلقة الصابون…نابلسيّة بأمتياز…لكن؟!

ليونيل ميسي الاسم الذي لن تنساه جماهير «سانتياغو بيرنابيو»!

Posted: 29 Apr 2017 02:08 PM PDT

مدريد ـ «القدس العربي»: كسر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، مهاجم برشلونة، صيامه عن التهديف في مرمى ريال مدريد والذي امتد إلى ألف و127 يوما، بإحراز هدفين في المباراة التي جمعت الأحد الماضي بين الغريمين التاريخيين في الدوري الأسباني، وانتهت بفوز برشلونة 3/2 على ملعب «سانتياغو بيرنابيو» بفضل تألق أسطورة الكرة الأرجنتينية، الذي منح النادي الكتالوني قبلة الحياة للاستمرار في الصراع على لقب الليغا.
وقاد النجم الأرجنتيني (29 عاما) برشلونة لتحقيق الانتصار في مباراة الكلاسيكو الأشهر في العالم، حيث سجل هدف التعادل لفريقه بعد خمس دقائق فقط من الهدف الأول لريال مدريد، كما تسبب في طرد مدافع النادي الملكي سيرخيو راموس في الدقيقة 77، ثم سجل في الثانية الأخيرة من المباراة هدفه الثاني والثالث لبرشلونة في المباراة، ليصعد الأخير إلى صدارة الليغا قبل خمسة مراحل من نهايتها، علما أن ريال مدريد لديه مباراة واحدة مؤجلة.
وقال ايفان راكيتيتش، لاعب وسط برشلونة وصاحب الهدف الثاني لفريقه في المباراة: «إذا كان هناك من تفاجأ مما قام به ليو فعليه مراجعة تاريخ كرة القدم، يمكن أن يكون بأي مكان حتى لو في مركز الظهير، ولكنه إذا رغب في القيام بشيء فسيقوم به على أي حال، فليستمر على هذا النحو فنحن نحتاج إليه». ولم يسجل ميسي في شباك ريال مدريد منذ 23 أذار/ مارس 2014، عندما سجل ثلاثية (هاتريك) في ذلك اليوم في «سانتياغو بيرنابيو» في المباراة التي فاز بها برشلونة 4/3. ولعب ميسي منذ ذلك التاريخ ست مباريات كلاسيكو بدون تسجيل أي هدف، ولكنه انتفض الاحد الماضي من جديد ووصل إلى هدفه رقم 500 مع برشلونة.
وتعتبر مباراة الاحد الماضي انعكاسا حقيقيا للمستوى الحالي لليونيل ميسي، فهو يدافع عندما لا يملك برشلونة الكرة ولكنه مع الاستحواذ يبدأ في السيطرة على مجريات اللعب في وسط الملعب ويقوم بصناعة اللعب كما لو كان تشافي هيرنانديز، ثم ينطلق بسرعة جنونية ويراوغ الخصوم على النحو الذي يريد ليقترب من المرمى ويصوب بدقة بالغة. وفي ظل غياب نيمار للإيقاف كان برشلونة في حاجة كبيرة وأكثر من أي وقت مضى لميسي الذي لم يخذل زملاءه وأظهر مرة أخرى أنه روح برشلونة الذي كان ليودع حلم الصراع على لقب الليغا إذا خرج مهزوما أو متعادلا من لقاء الأحد. وسقط ميسي أرضا بدون حراك في الدقيقة 20 من المباراة بعدما تلقى ضربة بمرفق الذراع من الظهير الأيسر لريال مدريد، البرازيلي مارسيلو. ونزف ميسي من فمه كثيرا على إثر الإصابة ليخرج من الملعب لتلقي العلاج وعاد واضعا ضمادة طبية يطبق عليها بين شفتيه، حيث ظل على هذا الحال طوال الشوط الأول من المباراة. ولعب ميسي، الذي يعتبر كابوسا حقيقيا لريال مدريد، في مركز متأخر بين وسط الملعب والهجوم، وهو ما ساعده على تسجيل هدفه الأول قادما من الخلف. وكانت جماهير ريال مدريد لا تزال تحتفل بهدف كاسيمرو في الدقيقة 28 عندما سجل ميسي هدف التعادل بعد ذلك بخمس دقائق، بعدما تسلم تمريرة من راكيتيتش ورواغ لوكا مودريتش، لاعب وسط ريال مدريد، ثم كارفاخال، الظهير الأيمن للنادي الملكي، ثم صوب كرة زاحفة عبرت من تحت يد الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس. وفي الشوط الثاني، أمطر ميسي بتمريراته السحرية زميله الأوروغواني لويس سواريز، الذي غاب مرة أخرى في ليلة الاحد عن تهديد مرمى الفريق المنافس. وفي الدقيقة 77 تعرض ميسي لتدخل عنيف من سيرخيو راموس خلال هجمة مرتدة للفريق الكتالوني، ليظهر حكم اللقاء البطاقة الحمراء في وجه قائد المنتخب الأسباني. وهكذا حصل برشلونة على أفضلية اللعب بزيادة عددية لمدة 13 دقيقة، إلا إن ريال مدريد نجح في العودة وسجل هدف التعادل.
وسجل هدف ريال مدريد الكولومبي خاميس رودريغز في الدقيقة 85، بعد نزوله إلى الملعب بثلاث دقائق. وسنحت بعض الفرص لريال مدريد بعد هدف رودريغز وكان قريبا من خطف المباراة وحسم الفوز لصالحه، ولكن ميسي كان له رأي آخر عندما تلقى تمريرة على أطراف منطقة الجزاء وصوب بدقة بالغة لتسكن كرته شباك كيلور نافاس على بعد سنتيميترات قليلة من قائم المرمى. ويعد هذا الهدف الـ31 لميسي في الدوري الأسباني هذا الموسم، الذي يتربع على صدارة ترتيب الهدافين فيه، كما أنه الهدف رقم 23 في مرمى ريال مدريد، ليؤكد أنه الهداف التاريخي لمباريات الكلاسيكو وأكثر من سجل في شباك النادي المدريدي عبر تاريخ الدوري الأسباني. وبعدما سجل هدف الحسم، خلع ميسي قميصه وقام برفعه في وجه جماهير «سانتياغو بيرنابيو» ليروا اسمه ورقمه.
ورغم عدم احتياج ميسي لهذا، لن تنسى جماهير ريال مدريد هذا اللاعب، الذي يحفظون اسمه ورقم قميصه جيدا. وعوض ميسي بتألقه في مباراة الاحد إخفاقه مع رفقائه في بطولة دوري أبطال أوروبا بعدما خرج النادي الكتالوني خاوي الوفاض من دور الثمانية على يد يوفنتوس الإيطالي. هذا بالإضافة إلى الدفعة المعنوية الكبيرة التي حصل عليها بعد هذا الفوز التاريخي في ظل أزمته الخانقة مع المنتخب الأرجنتيني إثر صدور قرار من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بإيقافه أربع مباريات دولية، بسبب إهانته لأحد الحكام. ولم يتبق لبرشلونة هذا الموسم سوى الصراع على الفوز بالألقاب المحلية (الدوري وكأس الملك) بعد خروجه من دوري الأبطال.

ليونيل ميسي الاسم الذي لن تنساه جماهير «سانتياغو بيرنابيو»!

اذا أراد أن يبقى الريال عظيماً عليه التخلص من الـ«بي بي سي»!

Posted: 29 Apr 2017 02:07 PM PDT

لا شك أن لكل بداية نهاية، وكلما كانت الفترة جميلة وناجحة، تحوي في طياتها ذكريات جميلة، كلما كان التفكير في فك الارتباط صعبا، لكن كثيرين من عشاق ريال مدريد باتوا يشعرون أن الوقت حان للتغير… بل لتغيير جذري يعيد الهيبة والرونق الى «سانتياغو بيرنابيو».
ربما من الصعب تقبل هذا الحديث عن فريق ما زال أبرز المرشحين للفوز بلقب الدوري، وسيلعب في نصف نهائي دوري أبطال اوروبا، مدافعاً عن لقبه الذي أحرزه للمرة الحادية عشرة، لكن عقب هزيمة الكلاسيكو الاخيرة على أرضه، بات كثيرون ينظرون بعيون الشك والريبة، ولا يعتبرون ما حدث مجرد كبوة عابرة، بل نظروا الى الفوز على البايرن في دور الثمانية لدوري الأبطال من خانة حسن الطالع، لذا بات يتعين على فلورنتينو بيريز البدء في التخطيط للموسم المقبل، باعادة تجديد دماء الفريق، وهو ربما ما حدث في الأيام الماضية، حين انتشرت أنباء عن تخلي الريال عن 7 لاعبين من نجوم الصف الأول في نهاية الموسم، بدءاً من الحارس كيلور نافاس، الذي أعتبر انه خاض موسماً اضافياً مع النادي الملكي بعدما تعثرت صفقة ضم حارس مانشستر يونايتد دافيد دي خيا، الذي بات قدومه شبه مؤكد، بالاضافة الى قلبي الدفاع ناشو وبيبي، فالأول لم يثبت أحقيته ولم يغتنم الفرص كلما سنحت لغياب الاساسيين، فيما عانى الثاني من الاصابات وتقدم السن (34 عاماً)، فيما ثارت علامات استفهام كثيرة على لوكا مودريتش، الذي أيضاً دخل في الثلاثينات، وهو السن الذي يعتبر بداية النهاية، خصوصاً للاعبي الوسط. لكن بالنسبة لي فان أكبر الخائبين هذا الموسم كان الثلاثي الهجومي بيل وبنزيمه وكريستيانو، الشهير بـ»بي بي سي»، وتعرضوا لانتقادات عدة، بل تأثر رونالدو كثيراً من صيحات الاستهجان ضده في الاسابيع الاخيرة، وطبعاً أهدافه الخمسة في مرمى البايرن أسكتت العديد من الغاضبين، ولو موقتاً، لكن كريستانو، ابن الـ32 عاماً، لم يعد هو النجم السابق الذي كان يرعب المدافعين باختراقاته وسرعته ومراوغاته، حتى تخليصه للفرص لم يعد كما كان، فهناك فرص سهلة أضاعها في المباريات الأخيرة، عدا عن انتقاله تدريجياً من مركره المعتاد في الجناح اليسار، الى قلب الهجوم، بسبب فقدان بعضا من السرعة والقوة البدنية التي تمتع بها في السابق، ما أربك دور زميله بنزيمه، الذي يلعب موسمه الثامن مع النادي، وهو بحد ذاته انجاز كبير، علماً أن الموسم الماضي كان الأفضل له في سجله التهديفي مقارنة بعدد المباريات، حيث سجل 28 هدفاً في 36 مباراة، لكنه بات الآن يصطدم بتحركات رونالدو، ولا يستطيع القيام بدوره المعتاد في فتح اللعب واستخراج الأفضل لدى زميليه المهاجمين، وببلوغه التاسعة والعشرين، سيكون مرشحا بقوة للرحيل، في حيل أن الضلع الثالث في القوة الهجومية بيل بات يمضي أكثر أوقاته خارج الملعب، اما للعلاج من اصابات متكررة او عقابا على طرد سخيف. ورغم ان هذا الثلاثي يمثل لبيريز علامة تجارية مربحة، الا أن عندما يحدث العطب في كل الأضلاع يتوجب الأمر حلا جذرياً، ورغم أن هناك انتخابات على رئاسة النادي خلال الصيف المقبل، فان بيريز غير قلق من عدم التجديد، وبالتالي قد نشهد موافقته على رحيل اثنين على الاقل من الثلاثة، خصوصاً أن جماهير «بيرنابيو» يحثونه على ذلك، خصوصا انه كلما شارك الواعدون موراتا واسينسيو وفازكيز وأيضاً ايسكو، تتصاعد الصيحات المطالبة بابقائهم أساسيين، وفي ظل تهديد موراتا وايسكو بالرحيل اذا لم يحصلا على فرصتيهما، فان الضغوط ستزداد على عاتق المدرب زيدان، خصوصاً أن طابوراً من المهتمين ينتظرون لحظة خطفهما. لكن بيريز ينظر بمنظور تجاري دائماً، ويريد أن يتخيل أي الأسماء ستباع فانلاتهم حول العالم أكثر… رونالو ام ايسكو؟ بنزيمه أم موراتا؟ بيل أم اسينسيو؟ وهنا المأزق.

اذا أراد أن يبقى الريال عظيماً عليه التخلص من الـ«بي بي سي»!

خلدون الشيخ

هل ميسي وحده كاف كي يحقق برشلونة لقب الدوري الأسباني هذا الموسم؟

Posted: 29 Apr 2017 02:07 PM PDT

مدريد ـ «القدس العربي»: قدمت مباراة الكلاسيكو الأسباني التي جمعت الأحد الماضي بين ريال مدريد وبرشلونة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في أبهى صوره بالشكل الذي يجوز معه القول أن أحد أفضل اللاعبين عبر تاريخ كرة القدم قد عاد بكل قوته.
وكان ميسي وحسب هو الوحيد الذي تمكن من صنع معجزة لصالح برشلونة ممتلئ بالعيوب، مما يثير تساؤلا مهما، وهو هل يمكن للاعب واحد أن يقود فريقه للفوز ببطولة الدوري الأسباني؟. وستظهر إجابة هذا السؤال في نهاية الموسم، ولكن على الأقل أنقذ ميسي برشلونة من السقوط في مباراة الاحد الماضي، حيث أن الخسارة أمام ريال مدريد كانت تعني إهداء النادي الكتالوني لقب الليغا لصالح نظيره الملكي. لكن الأرجنتيني بهدفيه وأدائه الرائع، قاد رفاقه لاعتلاء قمة الليغا مرة أخرى، بعد فوزهم 3/2 على ريال مدريد على ملعب «سانتياغو بيرنابيو»، وسحقهم أوساسونا 7/1 في منتصف الاسبوع.
وقال ميسي عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «لقد ذهبنا إلى البيرنابيو من أجل الفوز كي نستكمل صراعنا على لقب الليغا، لا يزال هناك طريق طويل ولكننا سنعود مفعمين بفرحة قطع خطوة مهمة». ورغم أن برشلونة لا يزال لا يعتمد على نفسه في حسم لقب الليغا، حيث أنه تعادل مع ريال مدريد في عدد النقاط مع وجود مباراة مؤجلة للنادي الملكي منذ شباط/ فبراير الماضي، يرغب ميسي في أن يظل فريقه في الصراع على اللقب، الذي لا يعد شيئا قليلا بعد الاحباط الكبير الذي أصاب جماهيره بعد سقوطه في بطولة دوري أبطال أوروبا. وبعد أن قدم مباريات دون المستوى مؤخرا في بطولة دوري أبطال أوروبا، من بينها مباراة برشلونة مع يوفنتوس التي حسمت خروج الفريق الأسباني من المنافسات، أظهر ميسي في مباراة الكلاسيكو كل ما يمكن أن تطالب به لاعب حائز على جائزة الكرة الذهبية خمس مرات: قيادة وشراسة ومستوى راق وأهداف. وكان كل هذا كافيا وأكثر للتفوق على ريال مدريد الذي عجز عن إيجاد حلول تكتيكية للحد من خطورة نجم برشلونة. وبعيدا عن النجم الأرجنتيني، فمن المؤكد أن برشلونة كشف النقاب عن جميع عيوبه في مباراة الاحد وهي العيوب التي لم تفارقه طوال الموسم الجاري وتحديدا في الشهرين الأخيرين. وتتجلى عيوب برشلونة في الهشاشة الدفاعية وصعوبة بسط السيطرة على المباريات وتباعد الخطوط وتراجع مستوى بعض اللاعبين المؤثرين مثل سواريز واندريس انيستا وآخرين. وبطبيعة الحال أشادت الصحافة الأسبانية بنجم الكرة الأرجنتينية، حيث قالت صحيفة «سبورت» الأسبانية: «ميسي هو ملك كرة القدم ولقد عاد ليدلل على ذلك أمام كل العالم بفضل أداؤه الذي لن ينسى في تاريخ مباريات الكلاسيكو». وأضافت «ماركا»: «ميسي قرر استمرار الصراع على الليغا»، فيما قالت «آس»: «لقد بسط سيطرته على مباراة مجنونة». ويتعلق الأمر الآن بالانتظار حتى نرى إن كان ميسي قادرا على الحفاظ على مستواه الفني الرائع الذي ظهر به في مباراة الأحد الماضي خلال الأسابيع المقبلة من الليغا، وإذا كان برشلونة سيضيف إلى خزائن بطولاته ثنائية جديدة (الدوري والكأس) بعدما كان قريبا من الخروج خاوي الوفاض من الموسم الجاري. وأثبت ميسي على الأقل في الوقت الراهن أنه، بعد أن وصل إلى الـ29 من العمر، لم يكل من خوض المباريات وخاصة من فئة الكلاسيكو وقيادة فريقه نحو تحقيق الألقاب. لكن ما لا يعرفه أحد حتى الآن هو إذا كان ميسي وحده كافيا كي يحقق برشلونة لقب الدوري الأسباني هذا الموسم.

هل ميسي وحده كاف كي يحقق برشلونة لقب الدوري الأسباني هذا الموسم؟

بوروسيا دورتموند يتطلع إلى المستقبل بمنظور مختلف بعد الإخفاق الأوروبي!

Posted: 29 Apr 2017 02:06 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: في الأعوام الأخيرة بنى بوروسيا دورتموند الألماني سمعة طيبة في عالم الساحرة المستديرة بشكل سريع، عبر الكرة الهجومية لكن الصورة جاءت متناقضة تماما في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
دأب موناكو متصدر الدوري الفرنسي على تسجيل الأهداف بشكل منتظم هذا الموسم، ولم يواجه أي صعوبة في الفوز على ضيفه دورتموند 3/1 الاسبوع الماضي، ليبلغ المربع الذهبي لدوري الأبطال عبر الفوز في مجموع المباراتين 6/3. وقال رومان بوركي حارس دورتموند الذي تسبب في الهدف الأول في شباك فريقه: «كانت أخطاء فردية تسببت في الأهداف، لم نكن مستعدين منذ اللحظات الأولى، ربما كان تركيزنا منصب على تسجيل الأهداف». لقد عانى دورتموند كثيرا بعد الهجوم على حافلة الفريق الاسبوع الماضي، ما أسفر عن إصابة المدافع الأسباني مارك بارترا، وتأجيل مباراة الذهاب أمام موناكو 24 ساعة. وذكرت محطة «يوروب 1» الإذاعية الفرنسية: «كان من الصعب معرفة كيف سيظهر دورتموند في المباراتين وسط الأجواء المختلفة». لكن نادرا ما ستجد شخصا يختلف مع صحيفة «لو باريسيان» التي أشارت إلى أن موناكو «كان بكل بساطة هو الأقوى». المهاجم الكولومبي راداميل فالكاو واصل توهجه في سن الحادية والثلاثين بعد فترة من المعاناة بسبب الإصابة في الركبة، كما تسبب الصاعد الواعد كيليان مبابي في إزعاج مستمر لدفاعات دورتموند. وقال توماس توشيل مدرب دورتموند: «لم ندافع بشكل جيد في ما يخص المساحات، كما لم ندافع بشكل جيد على المستوى الفردي، وبشكل عام لم نؤد بشكل قوي على المستوى الدفاعي، في الوقت الذي كنا نحتاج فيه إلى تأمين مرمانا على النحو الأمثل في مثل هذه المباراة». وأضاف: «لم تكن لدينا الكفاءة، لم نشعر أبدا بأن الأمور تسير في صالحنا، لقد خرجنا من البطولة عن استحقاق». ويعيش توشيل حاليا ثاني موسم له مع دورتموند منذ خلافة يورغن كلوب، ويحظى بحب جماهير الفريق بعد طريقته في التعامل مع حادث التفجير الذي وقع بالقرب من حافلة الفريق. لكن لا يوجد فريق، حتى لو أجبر على عملية إعادة بناء ذاته عقب خسارة جهود أمثال ماتس هوميلز والكاي غندوغان وهنريك مختريان، عبر إنفاق أكثر من 100 مليون يورو بدون أن تثار العديد من علامات الاستفهام عندما تسير الأمور بشكل خاطئ.
خروج دورتموند من دور الثمانية لدوري الأبطال لم يلحق به العار، ولكن بالنظر إلى وضع الفريق في البوندسليغا فإنه يحتل المركز الرابع برصيد 53 نقطة ويتقدم بفارق 16 نقطة عن شالكه صاحب المركز الحادي عشر، وهو نفس عدد النقاط الذي يفصله عن بايرن ميونيخ المتصدر. ويحتاج دورتموند إلى كثير من العمل من أجل ضمان حجز بطاقة التأهل لدوري الأبطال في الموسم المقبل. والمبرر الوحيد لما يحدث في دورتموند هو أن العديد من اللاعبين المؤثرين ما زالوا صغارا في السن وفي مرحلة التطور، مثل عثمان ديمبيلي وكريستيان بوليسيتش وجوليان فيغل، لكن من المؤكد أنهم سيتطورون مع مرور الوقت، وهم الذين قادوا الفريق الى التأهل الى المباراة النهائية لكأس ألمانيا بالفوز على البايرن 3/2 في مباراة مثيرة. وقال مارسيل شميلزر: «بالنسبة للكثير منا فإنه الموسم الأول في دوري الأبطال، علينا العمل بشكل أكبر من أجل الوصول إلى الثبات في الأداء». في أي موسم آخر فإن الخروج من دوري الأبطال بمثل هذه الطريقة كان سيصبح مؤلما للغاية ولكن دورتموند هذه المرة لديه نظرة مختلفة للأمور.

بوروسيا دورتموند يتطلع إلى المستقبل بمنظور مختلف بعد الإخفاق الأوروبي!

قطر تطوي حملة «التشكيك» في «نزاهتها» وتحطم الأرقام استعداداً لمونديال 2022

Posted: 29 Apr 2017 02:06 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: طوت قطر سريعا حملة التشكيك في «نزاهة» استحقاقها لشرف تنظيم مونديال 2022، وبدأت تحصد شهادات اعتراف دولية متتالية من أعلى الهيئات الرياضية والسياسية التي تتنبأ بقدرة الدوحة على تنظيم مونديال تاريخي، هو الأول من نوعه لدولة عربية وشرق أوسطية. وأثبتت الدوحة نجاحها في تحطيم أرقام قياسية عالمية، من حيث سرعة إنجاز المنشآت الرياضية ومرافق البنى التحتية استعدادا للحدث الكروي الأبرز دولياً، كان آخرها إشادة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بنجاح قطر في فرش أرضية عشبية جديدة لأستاد خليفة الدولي، أحد الملاعب المرشحة لاحتضان المونديال، في زمن قياسي عالمي جديد.

انتصار عربي يثير القلق!

منذ الإعلان عن فوز ملف قطر بتنظيم مونديال 2022، وجدت الدوحة نفسها في «وجه المدفع»، تواجه حملة إعلامية وسياسية شرسة، تشكّك في نزاهة الملف القطري، وتراهن على سحب شرف احتضانها للحدث الرياضي الأبرز عالمياً، ولم تجد بعض الدول حرجاً في التشكيك في قدرة دولة عربية على تنظيم حدث رياضي عالمي، هو الأبرز والأضخم عالميا، متفوقة على منافسين بحجم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة! وشهدت الحملة الإعلامية والسياسية ضد قطر، انحرافا خطيرا في بعض مراحلها، اتخذت طابعا «عنصريا» فاضحاً، لم تشهد روسيا مثيلا له، وهي التي تستعد لاحتضان مونديال 2018! وإزاء تلك «الحملة الشرسة»، اضطرت قطر للرد على تقارير إعلامية وسياسية عديدة، ودافعت عن شرعية فوزها باحتضان المونديال، مستشهدة بنجاحها في استضافة أحداث رياضية، من قبيل الألعاب الأولمبية 2006، ومونديال كرة اليد 2016، وبطولة التنس الدولية السنوية التي تستقطب أفضل الأسماء العالمية، فضلاً عن شهادات لنجوم رياضيين زاروا الدوحة، ووقفوا عن قرب على الطفرة الاقتصادية التي تشهدها الدوحة، والتقدم المسجل في بناء المرافق الرياضية، من ملاعب المونديال، إلى جانب الخطة العمرانية الجديدة لتطوير البنى التحتية وشبكات المترو والأنفاق التي ستمكّن جماهير الكرة المستديرة لأول مرة في تاريخ مونديال كرة القدم من حضور 3 الى 4 مباريات يومياً، بفضل شبكة القطاعات السريعة التي ستربط ملاعب المونديال السبعة.
وكان آخر الإنجازات التي حققتها الدوحة، وأكسبها شهادة اعتراف دولية جديدة، إشادة الفيفا بفرش أرضية عشبية جديدة لأستاد «خليفة الدولي» في زمن قياسي عالمي جديد، قدره 13 ساعة و30 دقيقة وبفارق زمني كبير عن المعدلات الأوروبية والتي تبلغ حاليا 18 ساعة. وسجلت اللجنة العليا للمشاريع ومؤسسة «أسباير زون» الاثنين الماضي إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل نجاحاتهما بعدما تمكن الفريق العامل على زراعة وتطوير أرضيات الملاعب من فرش أرضية عشبية جديدة لأستاد «خليفة الدولي» ضمن عمليات إعادة التطوير الحالية في الاستاد.
وتعليقا على الإنجاز «الباهر»، قال الفيفا عبر موقعه إن «هذا النجاح يعد دليلا آخر على الالتزام المتواصل لكافة الجهات العاملة على التحضير لاستضافة بطولة كأس العالم 2022 بتقديم أعلى مستويات الأداء وتحدي الذات لتقديم أفضل ما لديها، بعد أن كسر الفريق العامل الرقم القياسي السابق خلال عملية فرش أرضية عشبية لملعب نادي السد والذي استغرق وقتها 14 ساعة و40 دقيقة. ومن جانبه، علّق السيد عبدالله ناصر النعيمي، المدير العام لمؤسسة «أسباير لوجستكس»، عضو مؤسسة «أسباير زون» قائلاً: «لطالما كان استاد خليفة الدولي مسرحا للعديد من الأحداث الرياضية الخالدة، وها هو اليوم يشهد خطوة للأمام على طريق المؤسسة نحو تحقيق رؤيتها الرائدة بأن تكون مرجعا عالمياً في التفوق الرياضي بحلول عام 2020». وأضاف: «يجب ألا يحسب هذا النجاح للمؤسسة فقط، بل لدولة قطر ككل والتي تبرهن في كل يوم على قدرة أبنائها على تحقيق إنجازات غير مسبوقة وتطويع القدرات التكنولوجية والإمكانات البشرية لتكون الوجهة الأولى للرياضة العالمية». وبدوره، قال السيد يوسف المصلح، نائب المدير التنفيذي لمنشآت البطولة في اللجنة العليا للمشاريع والإرث: «يسرّني أن أتوجه بالتهنئة لشركائنا في مؤسسة أسباير على هذا الإنجاز العالميّ الذي يعكس التزام دولة قطر بتنظيم بطولة تاريخية لكأس العالم تُقدم مثالاً للبطولات المقبلة ليس فقط لناحية تجربة الجماهير واللاعبين عام 2022، بل أيضاً لناحية سرعة ونوعية إنجاز مشاريع البطولة. كما أن تطوير العشب المستخدم في حاضنة في دولة قطر يمُثل نموذجاً للإرث الذي تحرص كافة الجهات في الدولة على أن تتركه بطولة كأس العالم لقطر والمنطقة».

تدفق الإنجازات والاعترافات

ومن إنجازات قطر الاستثنائية في تاريخ المونديال أن صادق الفيفا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على استخدام نظام تقييم الاستدامة العالمي «جيسا» للملاعب المرشحة لاستضافة مونديال 2022، خلال منتدى «غرين اكسبو فورم» الذي احتضنته الدوحة. ويعدّ نظام تقييم الاستدامة العالمي أول نظام قائم على الأداء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهو مصمم لتقييم المباني والبنية التحتية الخضراء. ووضع القائمون على الملاعب المرشحة لاستضافة مباريات كأس العالم 2022 هدف الحصول على اعتماد «جيساس» أعينهم. وعلّق حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، الضوء خلال المنتدى، على أهمية الإنجاز، قائلاً: «قطر إحدى الدول الرائدة في مجال الاستدامة حيث تنص إحدى مواد دستورها على حماية البيئة والتوازن الطبيعي لأجل تحقيق تنمية مستدامة وشاملة لجميع الأجيال، كذلك فإن التنمية البيئية المستدامة تمثل أحد أركان بناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة حسب ما هو مبين في رؤية قطر الوطنية 2030». وبعد جولة قادتها إلى خمسة ملاعب، من أصل ثمانية مرشحة لاحتضان مونديال 2022، اطلعت خلالها على شبكة الطرق، ومواقع شركة السكك الحديد القطرية، ومطار حمد بن خليفة للوقوف على آخر التحضيرات، أشادت السيدة فاطمة سامورا، الأمين العام للفيفا، بمستوى التخطيط والحماس الذي تظهره دولة قطر في تنظيم كأس العالم 2022، وقالت: «كانت هذه الجولة مدهشة ليس فقط لي بصفتي الأمين العام للاتحاد الدولي، بل للقيادة الجديدة التي تسير بـالفيفا في عملية الإصلاح… عمليات البناء تسير بصورة جيدة حيث يتم التركيز على سلامة العمال وأمنهم، شهدنا أيضا الطبيعة المتقاربة للبطولة والتي ستتيح للجماهير فرصة حضور مباريات مختلفة في اليوم ذاته». وأضافت: «أرى أن مستوى الالتزام لدى اللجنة العليا للمشاريع والإرث، ومستوى الحماس الذي لمسته منذ وصولي لدى اللجنة المنظمة المحلية، يثبت أن اختيار قطر لتنظيم كأس العالم كان صائبا وأن البطولة ستشهد حضورا جماهيريا متميزا». وتابعت: «كنت أتساءل كيف سيتم استكمال البنية التحتية للطرق لدعم حركة الجمهور، لكنني عرفت من العروض التوضيحية أنه سيتم استغلال طرق متنوعة، بينها الطرق المائية»، معتبرة أن هذا سيحدث فارقا كبيرا في طريقة تنظيم الاستادات مقارنة بالدول الأخرى التي استضافت كأس العالم».

تحدي «إكراهات الطبيعة»

ولأن حملة التشكيك في قدرة قطر على احتضان مونديال 2022، ارتكزت في أبرز جوانبها على صعوبة المناخ، رفعت اللجنة العليا للمشاريع والإرث التحدي، والرهان على استخدام الحلول المبتكرة في مجالات مختلفة، إطار استعدادها لتنظيم المونديال، بإعلانها التعاون مع باحثين من جامعة قطر وأكاديمية أسباير في تطوير خوذات تعمل بالطاقة الشمسية تساعد على تقليل درجة حرارة جسم عمال التشييد حتى 10 درجات مئوية، ومن المقرر بدء استخدام الخوذات المبردة في مواقع الإنشاء التابعة للجنة اعتبارا من فصل الصيف، مع احتمال تطبيقها في الدول ذات المناخ الحار عبر العالم. وتواصلت النجاحات التي حققتها اللجنة العليا للإرث، بتمكنها من إنتاج نماذج ملاعب كأس العالم المطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث استطاع الباحثون في جامعة قطر بالاشتراك مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث إنتاج هذه النماذج وتم اختبارها في نفق هوائي للتأكد من أن جميع المواقع التي تشيد لاستضافة كأس العالم 2022 تستخدم هندسة عالية الجودة تجعلها ذات جدوى اقتصادية وتساعد تقنية التبريد المستخدمة في الاستادات على الوصول لدرجة الحرارة المثالية لممارسة لعبة كرة القدم على مدار العام.

«العمالة»… ورقة ضغط «خصوم قطر»

ولا يمكن الحديث عن المراحل التي قطعتها قطر الى حد الآن في التحضير لمونديال 2022، بدون تجاهل الانتقادات التي طالتها بسبب «قانون الكفالة»، والتقارير التي تتهمها بإساءة معاملة العمال، وصولا إلى التحذير من سقوط ضحايا من العمال في مشاريع إنجاز ملاعب المونديال. وكانت تلك أكثر الانتقادات التي طالت قطر ولا تزال من منظمات مثل «فريدوم هاوس» و«أمنيستي»، إلى جانب تقارير إعلامية لأبرز الصحف البريطانية على وجه الخصوص. وردت قطر مرارا على التقارير الإعلامية، متهمة إياها، بـ«التحامل» على قطر، مستدلة باتخاذ خطوات إصلاحية، أبرزها تعديل قانون العمل، وبناء مدن عمالية ضخمة وفق أحدث المعايير الدولية. وكان من أبرز الخطوات التي اتخذتها قطر، لطمأنة الفيفا والعالم بمصير العمال وجماهير المونديال، الإعلان عن تعيين «إمباكت» كمراقب خارجي مستقل للجنة العليا للمشاريع والإرث. وفي الأول من مارس/ آذار 2016، نشر الإصدار الثاني من معايير رفاهية عمال اللجنة العليا والتي ترسي بوضوح متطلبات اللجنة بخصوص استقدام وتوظيف ومعيشة وظروف عمل كل شخص مشترك في اللجنة العليا. وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، انتزعت قطر اعترافا جديدا بجهودها في تطوير ظروف معيشة العمال، حيث رحب الفيفا بالقرار الذي اتخذته محكمة زيوريخ التجارية برفض الادعاء الذي تقدمت به نقابة العمال الهولندية «اف أن في» ونقابة العمل البنغلادشية، واتحاد عمال البناء والأخشاب البنغلادشي والمواطن البنغلادشي ناديم شاريفول ألام، في ما يخص مزاعم تورط الفيفا في ارتكاب سلوك غير قانوني وانتهاكات لحقوق الإنسان، في ما يتعلق بكأس العالم 2022. وأكد الفيفا، في بيان نشره على موقعه، أنه يتعامل مع قضية ظروف العمل وحقوق الإنسان في ما يخص بكأس العالم 2022 بأقصى درجات الجدية، ويراقب الوضع عن كثب. وأوضح البيان أن جاني انفانتينو رئيس الفيفا صرح أن الفيفا سيواصل حث السلطات القطرية على ضمان ظروف عمل ملائمة وآمنة لعمال البناء. وذكر الفيفا أن السنوات الأخيرة شهدت إقرار سلسلة من العمليات والإجراءات لتحديد ومعالجة مخاطر حقوق الإنسان المرتبطة بنهائيات 2022. ومن جانبه، أكد فدريكو اديتشي ممثل الفيفا أن «هناك مجهودات جبارة في قطر لاحترام حقوق العمال، وعلاقة تعاونية مع الفيفا تبرهن على احترام حقوق الأمن والسلامة، وتضرب بيد من حديد على أي تلاعبات، أو اختلالات مع شركات توريد العمالة، وأي عوائق في سبيل تحسين ظروف العمال في الدولة بشكل عام». وخلال جلسة «الأحداث الرياضية الكبرى في آسيا وتأثيرها على حقوق الإنسان»، خلال اليوم الثاني من المنتدى الإقليمي لقارة آسيا حول «الأعمال التجارية وحقوق الإنسان» الذي احتضنته الدوحة في أبريل/ نيسان من العام الماضي، قال فدريكو إن «هناك مجهودات جبارة لاحترام حقوق العمال، وعلاقة تعاونية تؤكد احترام حقوق الأمن والسلامة وتضرب بيد من حديد على أي تلاعبات، أو اختلالات مع شركات توريد العمالة، وأي عوائق في سبيل تحسين ظروف العمال في الدولة بشكل عام. وسنضاعف تعاوننا في الأيام المقبلة، ونرى ضرورة أساسية لتحسين أحوال العمال في البلد ككل، وسنستمر بالتعاون مع الجهات المحلية لإثارة انتباههم حول بعض الملاحظات».

قطر تطوي حملة «التشكيك» في «نزاهتها» وتحطم الأرقام استعداداً لمونديال 2022

صندوق النقد الدولي «متشائل» بآفاق الاقتصاديات الافريقية

Posted: 29 Apr 2017 02:06 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: حذّر صندوق النقد الدولي من التحديات التي مازالت تواجهها العديد من اقتصاديات القارة الإفريقية برغم نظرته المتفائلة نسبيا لآفاقها.
ومع أن معدل النمو الإفريقي بعيد في واقعه اليوم من نسبة الـ 5٪ التي بلغها عام 2000، فإن صندوق النقد الدولي أكد في آخر مؤشراته «أن الصدمة الناجمة عن انهيار أسعار المواد الأولية وعن الظروف الاقتصادية الصعبة، التي تمر بها أوروبا والتحديات، التي تواجهها الصين، قد تم تجاوزها الآن».
وتوقع الصندوق أن يتسارع معدل نمو منطقة إفريقيا جنوب الصحراء ليصل إلى 2.6٪ في 2017، وربما إلى 3.5 ٪ في 2018.
وفي السنة الماضية انهارت اقتصاديات ثمان دول إفريقية واقعة جنوب الصحراء هي بوروندي وتشاد والكونغو وليبيريا ونيجريا واوازيلاند وغينيا الاستوائية وجنوب السودان.
وإذا كان المتوقع أن تشهد معدلات النمو في دول الكامرون والغابون وكينيا تباطؤا مقلقاً، فإن معدلات النمو في أنغولا ونيجريا وجنوب إفريقيا ستشهد انطلاقة جديدة قد تبلغ نموا يصل 1٪.
وتوقع أن تسجل اقتصاديات افريقية معدل نمو فوق الـ 6٪ في 2017، بينها إثيوبيا ذات الاقتصاد المقاوم بنسبة (٪7.5)، وجيبوتي بـ (7 ٪)، والسنغال وتنزانيا (6.8 ٪)، وبوركينا فاسو ورواندا (6.1٪).
واللافت أنه وفيما يخص ليبيا يتوقع الصندوق أن يرتفع معدل نموها بشكل خيالي لحدود 53.7٪ إذا ما استؤنفت عمليات التصدير من منصاتها وآبارها النفطية، وشريطة ألا تفاقم المليشيات حالة الفوضى التي يشهدها البلد.
وإذا كان الصندوق يتوقع أن تستعيد تونس قوتها بنسبة نمو (1٪ في 2016 و2.5٪ في 2017)، وموريتانيا بـ (1.5٪، و3.8٪) على التوالي، والمغرب بـ (1.5٪ و4.4٪) ، فإنه يتخوف أن يواصل اقتصاد الجزائر هبوطه الخطير من 4.2٪ إلى 1.4٪).
وفيما يخص مصر، توقعا تذبذبا بين 4.3٪ و3.5٪.
ومع نشر هذه المؤشرات، فإن صندوق النقد الدولي أوصى بالتعامل مع هذه التوقعات بحذر شديد لأن الأحداث العالمية المتتالية قد تغير معطيات الاقتصاد العالمي.
وتوقعت تحليلات صندوق النقد أثرا إيجابيا للسياسات المتذبذبة للرئيس دونالد اترامب الذي يتضمن برنامجه استثمارات ضخمة في البنى التحتية الأمريكية.
ويمكن أن ينجم عن هذه السياسات إقلاع اقتصادي مهم لإفريقيا مع أو بدون رفع سعر الدولار، ومع أو بدون رفع معدل الفوائد، وهو ما قد ينعكس سلبا على الدول الإفريقية ذات المديونية العالية.
ومن ناحية أخرى، فإن نتائج الانتخابات في فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانــيـــا، يمكـــن أن تتمخض عن سياسات حذرة ستؤدي لتباطؤ التجارة الدولية ولانخفاض أسعار المواد الأساسية التي يعتمد عليها اقتصاد القارة الإفريقية.
ويمكن للعوامل الكابحة الناجمة عن الإرهاب أن تجمد هي الأخرى، المشاريع الصناعية والسياحية للدول الإفريقية التي تسعى لتنويع اقتصاداتها.
وخلاصة تحليل صندوق النقد الدولي أن الخطر قد تم تحييده غير أن استمرار السير الآمن نحو الأفضل، مسألة غير مضمونة.

صندوق النقد الدولي «متشائل» بآفاق الاقتصاديات الافريقية

وقفة في غزة احتجاجاً على «أزمة الكهرباء»

Posted: 29 Apr 2017 02:05 PM PDT

شاركت العشرات من النساء الفلسطينيات في قطاع غزة، أمس ، في وقفة، احتجاجاً على تواصل أزمة الكهرباء، التي تُهدد حياة المرضى. 
ورفعت المشاركات في الوقفة، التي نظّمها تجمع نسوي أطلق على نفسه اسم «نساء ضد الحصار»، أمام قسم «غسيل الكلى»، بمجمع الشفاء الطبي، لافتات كُتب على بعضها:» لا لحصار المرضى»، «المرضى مهددون بالموت». وقالت إسراء فروانة، المتحدثة باسم التجمع:» استمرار أزمة الكهرباء، يهدد حياة المرضى، ويفاقم من معاناتهم، خاصة المرضى الذين يحتاجون إلى غسيل دوري للكلى «.
وتابعت، خلال كلمة ألقتها خلال الوقفة:» قطاع غزة يمرّ بمرحلة قاسية من الحصار المطبق، فالمرضى باتوا يعانون من نقص في الأدوية، والمعدات، ومن أزمة الكهرباء، ومنع السفر لاستكمال العلاج».
وبيّنت فراونة أن فترة وصل الكهرباء خلال الفترة الحالية، لا تكفي لتشغيل أجهزة غسيل الكلى، بمستشفيات غزة. 
وطالبت المؤسسات الحقوقية المعنية بحقوق المرضى بـ»الوقوف عند مسؤولياتها، تجاه مرضى غزة».  وأعلنت سلطة الطاقة في غزة (تديرها حركة حماس)، منتصف الشهر الجاري، عن توقّف محطة توليد الكهرباء عن العمل، وأرجعت السبب إلى الضرائب التي تفرضها الحكومة الفلسطينية برام الله، على الوقود الخاص بالمحطة. 
وتزوِد إسرائيل حاليا القطاع بنحو 120 ميغاوات من الكهرباء، لا تكفي لوصل التيار سوى لمدة تتراوح ما بين 6 إلى 8 ساعات في اليوم. 
ويُخشى أن تتفاقم الأزمة في حال أوقفت إسرائيل إمداد القطاع بالطاقة، في حال توقفت الحكومة الفلسطينية عن دفع ثمن الكهرباء. 
وكان مكتب منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، يوآف مردخاي، قد قال نهاية الأسبوع الماضي، إن السلطة الفلسطينية ستتوقف عن دفع مستحقات الكهرباء التي تزودها اسرائيل لغزة. 
كما أكد مصدر حكومي فلسطيني، الخميس الماضي، أن السلطة اتخذت قراراً سيدخل حيز التنفيذ قريباً، يقضي بوقف تمويل مصروفات قطاع غزة من الطاقة الكهربائية. 
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف، إن القرار يأتي ضمن الجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية لإنهاء الانقسام الفلسطيني، والضغط على حماس لتسليم القطاع. 
ويحتاج القطاع إلى نحو 450 ميغاواط من الكهرباء على مدار الساعة، بينما لا يتوفر حالياً سوى 210 ميغاوات. 
وتحصل غزة على حاجتها من الكهرباء في الوقت الحالي من إسرائيل بواقع 120 ميغاواطإضافة إلى محطة توليد الطاقة بـ 60 ميغاواط، ومن الجانب المصري بنحو 30 ميغاواط.  (الأناضول)

وقفة في غزة احتجاجاً على «أزمة الكهرباء»

الاتحاد الأوروبي يعتمد بالاجماع استراتيجية مفاوضات خروج بريطانيا

Posted: 29 Apr 2017 02:05 PM PDT

اعتمد قادة الاتحاد الأوروبي أمس، «بالاجماع» المبادىء التوجيهية الكبرى التي ستحدد مسار المفاوضين الأوروبيين خلال عملية «بريكست» ( خروج بريطانيا) ما يدل على وحدة صفهم في مواجهة بريطانيا.
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك على «تويتر» بعيد افتتاح أول قمة استثنائية في بروكسل للدول الأعضاء الـ27 حول «بريكست» أنه «تم تبني المبادىء التوجيهية للمفاوضات بالإجماع. التفويض الحازم والمنصف لأعضاء الاتحاد الـ27 حول مفاوضات «بريكست» جاهز».
وكان توسك شدَّد عند وصوله إلى القمة على ضرورة «البقاء متحدين» طوال مسار المفاوضات على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتي يفترض أن تستمر لسنتين.
وقال «هكذا فقط نكون قادرين على إنجاز هذه المفاوضات، ما يعني أن وحدة صفنا هي أيضا لصالح» لندن. وأكد الفرنسي ميشال بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي حول بريكست أن وحدة الدول الأعضاء الـ 27 «ليست موجهة ضد بريطانيا».
من جهته قال الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند الذي يشارك في آخر قمة أوروبية، إن «أوروبا ستعرف كيف تدافع عن مصالحها».
وبعد شهر بالتمام على إبلاغ لندن الاتحاد الأوروبي رسميا بعزمها الخروج من صفوفه وبعد عشرة أشهر على الاستفتاء البريطاني، تجري أولى الاستعدادات «بدون أي عقبة» من الجانب الأوروبي حسب ما قال دبلوماسي.
ويظهر الأوروبيون وحدة صفهم بعد تحذير وجهته المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إذ نددت بـ»أوهام» بعض المسؤولين البريطانيين، ما أثار توتراً مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.
وأبدت ماي من لندن مخاوف من أن «يتكتل» باقي الاتحاد الأوروبي ضد بريطانيا.
وقال توسك «نريد جميعا علاقة مستقبلية قوية مع المملكة المتحدة»، مشددا على أنه قبل الكلام عن المستقبل، على الأوروبيين تسديد حسابات الماضي مع بريطانيا التي ظلت شريكة لهم على مدى أربعين عاما.
وسترسي «توجيهات المفاوضات» النهج «التدريجي» الذي يدعو إليه الأوروبيون، والمبدأ القاضي بإحراز «تقدم كاف» في المفاوضات حول النقاط الثلاث الأساسية التي حددها الاتحاد الأوروبي، وهي حقوق المواطنين والفاتورة المترتبة على بريطانيا والمسألة الإيرلندية، قبل الانتقال إلى بحث «العلاقة المقبلة» بين الطرفين.
وقال مصدر أوروبي في بروكسل أمس إن القادة «سيحاولون تحديد رؤية شاملة حول أفضل طريقة للمضي قدما».
ولفت توسك في هذا الصدد إلى أن المفوضية الأوروبية، التي تشرف على المفاوضات من خلال تعيين الفرنسي ميشال بارنييه على رأس فريق مفاوضيها، وضعت قائمة بالحقوق الواجب «حمايتها» للمواطنين الذين سيتضررون جراء «بريسكت»، وهم ثلاثة ملايين أوروبي يقيمون أو يعملون في بريطانيا ويخشون على إقاماتهم، وكذلك مليون بريطاني يقيمون في باقي الاتحاد الأوروبي.
كما يتحتم على الطرفين التوصل إلى توافق حول تسديد الحسابات العالقة، وهو أكثر المواضيع السياسية حساسية. وتبدو فاتورة الخروج فادحة على بريطانيا، وتقدر بحوالى ستين مليار يورو.
بموازاة ذلك، تمنى وزير المالية الألمانية فولفغانغ شويبله في مقابلة صحافية ألا تضطر بلاده إلى زيادة مساهمتها المالية للتعويض عن حصة بريطانيا بعد خروجها.
وقال مسؤول أوروبي كبير إن الدول الـ27 ستقيّم مدى التقدم الذي يتم إحرازه، قبل الانتقال إلى المرحلة التالية، ربما قبل نهاية العام «إذا جرت الأمور بشكل جيد».
وتتعلق النقطة الثالثة بـ»المسألة الإيرلندية». فلا أحد يود إقامة حدود فعلية مجددا بين إيرلندا وإيرلندا الشمالية، ولا إعادة النظر في اتفاقات السلام التي تم التوصل إليها بعد نزاع استمر ثلاثين عاما وأوقع أكثر من ثلاثة آلاف قتيل.
كما سيباشر القادة الـ27 البحث في مسألة الوكالتين الأوروبيتين المتمركزتين حاليا في لندن، السلطة المالية الأوروبية ووكالة الأدوية الأوروبية، واللتين سيتم نقلهما حتى تبقيان على أراضي الاتحاد الأوروبي.
وتصدر المفوضية الأوروبية الأسبوع المقبل اقتراحها لـ»توجيهات» مفاوضات مفصلة أكثر، على أن تقرها الدول الـ27 في 22 أيار/مايو.
ويأمل الأوروبيون البدء في المفاوضات بعد الانتخابات العامة التي دعت تيريزا ماي إليها في 8 حزيران/يونيو بهدف الحصول على دعم سياسي ثابت. (أ ف ب)

الاتحاد الأوروبي يعتمد بالاجماع استراتيجية مفاوضات خروج بريطانيا

ترقب وقلق يعصف بقناة «سكاي نيوز عربية» بسبب موجة «التفنيشات»

Posted: 29 Apr 2017 02:04 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: هيمنت حالة من القلق والترقب على الموظفين العاملين في قناة «سكاي نيوز عربية» المملوكة لأبوظبي طوال الأسبوع الماضي وسط توقعات أن تتوسع موجة الاستغناء عن الموظفين في القناة وأن تطال رؤوساً كبيرة هذه المرة، بعد أن تم التخلص من رئيس القسم الاقتصادي وطلبت منه السلطات أن يغادر البلاد إلى غير رجعة، فضلاً عن أنه خسر وظيفته في القناة.
وحسب التفاصيل التي حصلت عليها «القدس العربي» من مصادر مطلعة داخل القناة، وتسرب بعضها إلى وسائل إعلام مختلفة فإن رئيس القسم الاقتصادي مارون بدران تم إنهاء خدماته دون سابق إنذار، وصدرت أوامر من رئيس مجلس إدارة القناة شخصياً سلطان الجابر بوقفه عن العمل فوراً، فيما جاء الاستغناء عن بدران بعد فترة وجيزة من طرد المذيعة السورية زينة اليازجي والتي يبدو أنها غادرت دولة الإمارات بالفعل بعد أن فشلت في الحصول على فرصة عمل بديلة.
وتقول المعلومات التي حصلت عليها «القدس العربي» إن المذيعة ألما عنتابلي أقيلت من منصبها أو أجبرت على الاستقالة ولم تعد تظهر على شاشة «سكاي نيوز» لأسباب لا تزال غير واضحة، كما أن رئيس التحرير في القناة مصطفى سعيد أقيل من منصبه هو الآخر لكنه ظل يعمل في القناة في وظيفة هامشية ليحل بدلاً منه الصحافي السابق في قناة «العربية» هاني أبوعياش.
كما استقالت المذيعة السورية ريتا معلوف من القناة أو أقيلت، دون أي أسباب معلنة، فيما تمت إقالة أحد الصحافيين العاملين في قسم الاقتصاد أيضاً، ويتوقع أن ينتهي به الأمر إلى الطرد خارج البلاد وليس فقط خارج القناة، وذلك بسبب المشكلة ذاتها التي أطاحت برئيس القسم مارون بدران.
وتتباين الأسباب المعلنة لعمليات الاستغناء عن الموظفين في «سكاي نيوز عربية» إلا أن العاملين يقولون ان من غير الممكن خروج كل هذا العدد من القناة دون وجود سياسة ممنهجة تقصد تقليل أعداد العاملين، فضلأً عن أن بعض التوقعات تشير إلى أن عمليات الاستغناء قد تطال الإدارة العليا في القناة وقد تصل إلى مديرها الإعلامي الأردني نارت بوران.

غضب إدارة القناة

أما الأسباب المعلنة للإطاحة ببعض العاملين في القناة، فهي أن القسم الاقتصادي بث تقريراً أساء للسعودية وشكك في «رؤية المملكة 2030» وهو ما يبدو أنه أغضب إدارة القناة المملوكة بالكامل لحكومة أبوظبي وأحرجها أمام بعض المسؤولين في السعودية، أما المذيعة اليازجي فكانت ذريعة الإطاحة بها أنها ظهرت على قناة «أم بي سي» السعودية، فيما لا يزال غير معروف إن كانت المذيعتان عنتابلي ومعلوف قد أقيلتا بقرار من القناة أم استقالتا بقرار منهما، وليس معروفاً أيضاً إن كانت استقالتهما على خلفية الاحتجاج على أمر ما داخل القناة.
ونشرت جريدة «الأخبار» اللبنانية تقريراً الأسبوع الماضي قالت فيه إن اليازجي تمت إقالتها بسبب مواقفها السياسية، حيث أنها تميل إلى تأييد النظام السوري، فيما تقول بعض الآراء أن الإقالة كانت بسبب حوار أجرته مع معارض سوري أظهرت فيه دفاعاً عن النظام، لكنها نفت جملة وتفصيلاً هذه المعلومات وقالت في تغريدة لها على «تويتر» اطلعت عليها «القدس العربي» إن «إقالتها من قناة سكاي نيوز عربية ليست لها أي علاقة بالسياسة».
وقالت اليازجي في التغريدة: «ما حصل معي ليس له علاقة بأي مواقف سياسية ولا تصنيفات، عقدي مع سكاي نيوز عربية انتهى ولا يحتمل الأمر تأويلاً أكثر من ذلك. شكراً لاهتمامكم ودعمكم».
وذكرت جريدة «الأخبار» اللبنانية أن مدير العلاقات العامة في قناة «سكاي نيوز عربية» اعتذر عن عدم قدرته على الحديث بحجة أن الوقت متأخر، وبسبب تواجده في القاهرة في مهمة عمل، طالبا تأجيل الحديث لحين عودته إلى العاصمة الإماراتية. لكنه اكتفى بالتعليق بـ»أن المحطة لم تستغن عن أحد. كل ما حصل هو انتهاء فترة التعاقد مع الإعلامية السورية زينة يازجي، وقد تم توجيه كتاب شكر رسمي لما بذلته من جهود على الشاشة الإخبارية من دون إبداء رغبة لتجديد العقد معها».
ونقلت «الأخبار» عن مصدر داخل القناة فضل عدم الكشف عن اسمه قوله إن «القناة تعمل وفق منطق يعيد حساباتها، كما تمليه المصالح السياسية، بالصيغة نفسها التي تنتهجها غالبية الوسائل الإعلامية الخليجية، وأنها تتخبط بقرارات عشوائية».
وتابع: «هذا الأمر يؤكده تغييب القيادات التحريرية بشكل دائم والتغييرات الاعتباطية التي تطرأ فجأة، وهو ما أطاح بزينة يازجي ومارون بدران». وأكد المصدر أن «عملية التطهير لن تقف عند هذا الحد، بل إن أسماء أخرى أصبحت خارج أسوار سكاي نيوز وأخرى مهددة» وأضاف: «إن كان السوري هو المستهدف فعلا باعتبار أن زينة وألمى وريتا من الجنسية ذاتها، لا أعرف كيف لمحطة ناشئة لم تكمل سوى خمسة أعوام وتعاقب عليها ثلاثة رؤساء تحرير هم ياسر ثابت، ومصطفى سعيد وهاني أبو عيّاش حتى الآن؟ هل صارت المحطة بيئة طاردة؟» مستطردا: «السلوك الإداري الذي يتم التعاطي فيه مع العاملين في المحطة ينقصه الوعي والمهنية والمسؤولية».
وأشار المصدر إلى أن زملاءه مضطرون للصمت في الوقت الحالي، مؤكدا أن معطيات كثيرة عن كواليس ما حدث ستظهر إلى العلن لاحقاً، على حد تعبير الصحيفة اللبنانية.
يشار إلى أن قناة «سكاي نيوز عربية» هي استثمار مشترك بين شركة أبوظبي للاستثمار الإعلامي ومؤسسة سكاي البريطانية، وقد انطلق بثها من العاصمة الإماراتية أبوظبي في 6 أيار/مايو 2012. ولدى القناة نحو 400 صحافي ومراسل.

ترقب وقلق يعصف بقناة «سكاي نيوز عربية» بسبب موجة «التفنيشات»

شبكات التواصل تنتفض تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين وإضراب الكرامة

Posted: 29 Apr 2017 02:04 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: شارك آلاف النشطاء الفلسطينيين والعرب في انتفاضة الكترونية تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وإضراب الكرامة الذي ينفذونه منذ عدة أيام احتجاجاً على أوضاعهم داخل السجون، ومن أجل الضغط على الاحتلال أن يستجيب لمطالبهم.
وشارك عدد كبير من المغردين على «تويتر» والمدونين على «فيسبوك» في التضامن مع الأسرى استجابة لدعوة وجهتها اللجنة الإعلامية لـ»إضراب الحرية والكرامة» إذ دعت في بيان لها إلى التغريد اعتباراً من الأربعاء الماضي عبر الوسوم: (#اضراب_الكرامة) و(#dignitystrike).
وأشارت اللجنة في بيانها إلى أن «الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، منذ 17 نيسان/إبريل الجاري، يواجهون السجان لأجل استعادة حرّيتنا وكرامتنا جميعاً. الحرية التي سلبها الاحتلال منّا منذ العام 1948، والكرامة، تلك القيمة الإنسانية التي يوظف كل طاقاته حتى يكسرها وفي جميع الميادين، لا سيما في السجون».
وأضافت: «مهمّتنا جميعاً هي إسناد هؤلاء الأسرى مسلوبي الحرية، ورافضي طأطأة الرأس، بكلّ ما نملك من أدوات مهما كانت بسيطة».
ويخوض نحو 1500 أسير فلسطيني من مختلف الفصائل الفلسطينية إضراباً مفتوحاً عن الطعام، منذ 17 نيسان/إبريل الحالي، وانضمت دفعات أخرى من الأسرى إلى الإضراب في وقت لاحق.
ونشر النشطاء على الانترنت مطالب الأسرى التي يضربون من أجلها ومنها: «السماح بعرض القنوات الفضائية داخل السّجون، وإدخال الكتب والصحف والملابس والمواد الغذائية للأسير بالإضافة إلى السماح لهم بالتصوير مع ذويهم».
وكتب الصحافي محمد منى مغرداً على تويتر: «الأسرى يدخلون بعد قليل يومهم الحادي عشر في إضرابهم عن الطعام. الأسير المضرب يفقد يومياً كيلوغراماً تقريباً من وزنه في الأيام العشرة الأولى من إضرابه، فيما يفقد بين 300 إلى 600 غرام خلال الأيام التالية لهذه الفترة».
وكتب الأسير المحرر بلال كايد، الذي خاض تجربة الإضراب عن الطعام لأكثر من سبعين يوماً، عبر حسابه على «فيسبوك»: «شعوراً بشعورهم ولمشاطرتهم الألم أنا بالغد مضرب عن الطعام، المجد يركع لصانعيه».
أما الصحافية مجدولين حسونة فكتبت: «كلمات الحب لم تصدأ، ولكن الحبيب واقع في الأسر. يا حبي الذي حملني شرفات خلعتها الريح. أعتاب بيوت وذنوب. لم يسع قلبي سوى عينيك في يوم من الأيام، والآن أغتني بالوطن.. #إضراب_الكرامة».
وكتب وليد صالح: «أنا وليد صالح أعلن تضامني مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني، وسأقوم بالإضراب لمدة 24 ساعة، والاكتفاء بالماء والملح، وذلك من فجر اليوم الخميس حتى فجر الجمعة، الرجاء ممن يستطيع المشاركة في هذا الإضراب التضامني أن يشارك ذات المنشور. فلسطين أمّنا وأبناؤها إخواننا».
وكتبت صحافية وباحثة بريطانية بالانكليزية على «تويتر» إن»يوجد في سجون الاحتلال 500 أسير على الأقل بدون محاكمات ولم يتم توجيه تهم لهم» وأضافت في تغريدة ثانية: «يوجد 300 طفل أيضاً في السجون الإسرائيلية من بينهم 13 فتاة» كما نشرت عدداً من الصور التي تظهر فيها اعتداءات الجنود الإسرائيليين على الأطفال واعتقالهم.
وغرد الفنان الفلسطيني المعروف محمد عساف عبر حسابه على «تويتر» بأبيات من الشعر تقول: «يا دامي العينين والكفين، إن الليل زائل، لا غرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل».
ونشر الناشط الفلسطيني في غزة يحيى حلس صورة من الجزائر يظهر فيها الأسير مروان البرغوثي، وكتب معلقاً عليها: «شعب الجزائر الأبي يتضامن مع أسرانا المضربين عن الطعام. كل الحب والشكر للشعب الجزائري العظيم».

شبكات التواصل تنتفض تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين وإضراب الكرامة

طفلان في السجون المصرية بسبب التدوين على «فيسبوك»

Posted: 29 Apr 2017 02:03 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: اعتقلت قوات الأمن في مصر طفلين دون السن القانونية بسبب تدوينات نشراها على «فيسبوك» لتتصاعد بذلك حالة الترهيب والملاحقة التي يعيشها المصريون، إذ سبق وتم اعتقال صحافيين وأطفال بتهم تتعلق بالانتماء للإخوان أو التظاهر، أما الكتابة على «فيسبوك» فهذه هي المرة الأولى التي يتم الكشف عن اعتقال من هذا النوع في مصر.
وكشف المحامي المصري طارق العوضي أن أجهزة الأمن اعتقلت مساء الأربعاء الماضي طفلين بتهمة الكتابة والتدوين على «فيسبوك» أحدهما يبلغ من العمر 14 عاماً فقط، بينما الثاني أقل من الثامنة عشرة بقليل، وكلاهما دون السن القانونية.
وقال إن المعتقلين هما مصطفى أحمد شكري (14 عاماً) وهو طالب في الفرقة الثالثة في المرحلة الإعدادية، وعبدالله أحمد شكري (18 عاماً) في الفرقة الأولى في كلية آداب القاهرة، مشيراً إلى أن السبب «الكتابة على فيسبوك».
وأضاف العوضي في تدوينة عبر حسابه على «فيسبوك» إن «قوات الأمن الوطني اقتحمت منزل الطفلين، وهما شقيقان يقطنان منطقة حدائق المعادي، جنوب القاهرة، وما زال مكانهما غير معلوم».
ويأتي اعتقال الأطفال الاثنين بعد أيام قليلة على اعتقال الناشط السياسي وعضو حزب «الدستور» الليبرالي المصري نائل حسن في الاسكندرية وإحالته للتحقيق، حيث وجهت النيابة له اتهامات «الإساءة لشخص رئيس الجمهورية عن طريق الإنترنت، والانضمام لجماعة مؤسسة على خلاف أحكام القانون، والاشتراك مع مجموعة لإثارة الرأي العام وعرقلة مؤسسات الدولة وإسقاط النظام». ويأتي تصاعد وتيرة ملاحقة الكتاب والصحافيين وأصحاب الرأي والنشطاء على الانترنت في الوقت الذي تراجعت فيه أوضاع الحريات في مصر إلى مستويات دفعت منظمة «مراسلون بلا حدود» إلى وضع مصر على القائمة السوداء لحرية الصحافة، وهي القائمة التي تضم الدول الأسوأ في حرية التعبير على مستوى العالم على الاطلاق.
وحذرت منظمة «مراسلون بلا حدود» في أحدث تقرير لها الأسبوع الماضي من أن «حرية الصحافة لم تكن قط مهددة على النحو الذي هي عليه اليوم».
وقال التقرير إن «مصر والبحرين يزجان بالصحافيين في السجن مع إبقائهم خلف القضبان لمدد طويلة إلى حد مفرط».
وذكر تقرير المنظمة أن «المصور الصحافي محمود أبو زيد، باسمه المستعار شوكان، قيد الاعتقال التعسفي منذ ثلاث سنوات، لا لشيء سوى لأنه غطى التدخل الأمني الدموي لتفرقة اعتصام نظمته جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها السلطات المحلية منظمة إرهابية».
كما لفتت المنظمة إلى أنه «لا يزال الصحافي المستقل إسماعيل الإسكندراني يقف وراء القضبان منذ اعتقاله في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 رغم صدور حكم يقضي بالإفراج عنه في تشرين الثاني/نوفمبر 2016».
ولفتت المنظمة إلى أن وضع الصحافة «خطير للغاية» في 72 دولة (من أصل 180 شملها إحصاء المنظمة) من بينها الصين وروسيا والهند وكل دول الشرق الأوسط تقريبا وآسيا الوسطى وأمريكا الوسطى وثلثي دول افريقيا. وأعربت المنظمة عن القلق من حصول «تحول كبير» في وضع حرية الصحافة «خاصة في الديمقراطيات العتيدة». في غضون ذلك فان عدداً من النواب في البرلمان المصري يعملون استصدار تشريعات جديدة أكثر صرامة في التعامل مع الآراء المخالفة التي يتم نشرها على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتراوحت المقترحات التي قدمها النواب المصريون في الآونة الأخيرة بين الغرامة والحبس والدخول بالبطاقة الشخصية وفرض رسوم مالية باهظة على استخدام «فيسبوك» و»تويتر» من خلال أن يكون الدخول على هذه المواقع باشتراك وتحدّد له تسعيرة من خلال المؤسسات المعنية في الدولة، وتعقب كل الاتصالات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كما اقترح رئيس البرلمان علي عبد العال مؤخراً تطبيق قانون الطوارئ على مروجي الشائعات في مواقع «فيسبوك» و»تويتر» و»يوتيوب» وحبسهم خمس سنوات مع الشغل.

طفلان في السجون المصرية بسبب التدوين على «فيسبوك»

اشحن هاتفك بالزجاجات الفارغة وتغلب على أزمة البطارية

Posted: 29 Apr 2017 02:03 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تمثل مشكلة نفاد البطاريات التحدي الأكبر الذي يواجهه صانعو الهواتف المحمولة في العالم، حيث تتسابق الشركات المنتجة على ابتكار الحلول البديلة، في الوقت الذي لا يزال العديد من الخبراء يعملون من أجل إيجاد بطاريات تعيش طويلاً، بينما اتجهت شركات منتجة إلى صناعة هواتف تتضمن خاصية توفير الطاقة في محاولة لإبقاء البطارية مدة زمنية أطول. وتمكن باحثون مؤخراً من تصميم بطارية قابلة للشحن مصنوعة من القوارير الزجاجية المعاد تدويرها، وهي قادرة على تخزين الطاقة أكثر من البطاريات التقليدية بـ4 أضعاف.
وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية فمن الممكن تحويل القوارير الزجاجية المعاد تدويرها إلى مسحوق ناعم، لخلق أقطاب السيليكون الأساسية وهو ما يؤدي إلى تحسين عمر البطاريات المستخدمة في تشغيل الأجهزة المختلفة بما في ذلك الهواتف الذكية وصولا إلى البطاريات العملاقة التي تقوم بتشغيل السيارات الكهربائية.
وتحتوي بطاريات الليثيوم أيون التقليدية القابلة لإعادة الشحن، على قطبين: أحدهما مصنوع من الليثيوم يسمى الكاثود، والآخر من الكربون، يسمى الأنود.
والبطاريات الجديدة التي صممها باحثون في جامعة كاليفورنيا تحتوي على الكاثود القائم على السيليكون.
وبدأت الفكرة لدى الباحثين بسبب أن برامج إعادة التدوير تستهلك المليارات من الزجاجات الموجودة في مدافن القمامة كل عام، ما دفعهم إلى التساؤل عما إذا كان بالإمكان استخدام ثاني أكسيد السيليكون الموجود في نفايات الزجاجات لإنتاج السليكون عالي النقاء للبطاريات القابلة لإعادة الاستخدام.
وحسب الباحثين الأمريكيين فانه في حين أن أقطاب السليكون (anodes) يمكن أن تخزن المزيد من الطاقة مقارنة بتلك التي تحوي الكربون فإن التوسع والانكماش في أثناء الشحن والتفريغ يُمكن أن يجعلاها غير مستقرة. ومع ذلك، فإن تقليل حجم جسيمات السيليكون إلى النانو، قد يقلل من هذه المشكلة.
واستخدم الباحثون عملية مكونة من 3 خطوات لإنشاء أقطاب السيليكون (anodes) تتمثل في سحق وطحن الزجاجات لتحويلها إلى مسحوق أبيض ناعم، ومن ثم يضيفون المغنيسيوم مع التسخين في تفاعل كيميائي حيث يطابقون الخليط الناتج مع الكربون. وهذا الأمر يجعل من جسيمات السيليكون النانوية، أكثر استقرارا مع تعزيز الطاقة التخزينية.
ويمثل هذا الاختراع الجديد أحدث الصيحات في عالم ابتكار البطاريات القابلة لإعادة الشحن، وهو مجال لا يزال يستحوذ على اهتمام كبير من قبل الشركات المنتجة للأجهزة، وخاصة الهواتف المحمولة، حيثُ أصبحت الهواتف الذكية المتطورة تستهلك كميات كبيرة نسبيا من الطاقة وكلما تم ابتكار بطاريات أكبر حجماً كلما ازداد الاستهلاك عبر الهاتف المحمول، ما جعل من البطاريات مشكلة لصانعي الهواتف المحمولة في العالم.

شحن البطارية خلال 15 دقيقة

وكانت شركة صينية ابتكرت تكنولوجيا جديدة يمكن من خلالها شحن بطارية الهاتف المحمول بشكل كامل خلال 15 دقيقة فقط، لتكون بذلك قد حلت جزئياً مشكلة البطارية التي يعاني منها مستخدمو الهواتف المحمولة الذكية في مختلف أنحاء العالم على اختلاف أنواعها.
وكشفت شركة «أوبو» الصينية عن تقنيتين جديدتين، إحداهما تتيح شحن هاتف ذكي بالكامل في نحو 15 دقيقة فقط، وأوضحت أن تقنية «سوبر في أو أو سي» التي ستستخدمها في هواتفها الذكية المستقبلية تتيح شحن بطارية سعتها 2500 ميلي أمبير/ساعة في 15 دقيقة فقط، وفي غضون 5 دقيقة فقط يمكن أن تمتلئ البطارية بنسبة 45٪.
وأضافت «أوبو» أن تقنية (Super VOOC) الجديدة تعمل مع منفذي «مايكرو يو إس بي» و»يو إس بي تايب-سي» ثم إنها تتطلب شاحناً مع كيبل خاص يدعمها، وتمتاز هذه التقنية التي ما تزال في مراحلها التجريبية، بإمكانية شحن الهواتف بـ5 فولت، وهي قادرة على نقل الطاقة إلى البطارية مباشرة دون أن يطرأ أي تحول على الفولتية، وبذلك فهي قادرة على تحقيق كفاءة في الشحن تصل إلى 97٪.
ويعتبر نفاد الطاقة من البطارية أحد أهم المشكلات التي تواجه مستخدمي الهواتف المحمولة الذكية، فيما تعمل كبريات الشركات المتخصصة، إضافة إلى شركات إنتاج الهواتف الذكية على تجاوز مشكلة البطارية بمختلف الوسائل.
ومؤخراً، نحج باحثون بريطانيون في تجربة استخدام الطاقة الكهربائية التي تنتج من البرق، في شحن هاتف ذكي، في محاولة لإبتكار طرق بديلة لشحن البطارية، فيما تمكن باحثون آخرون من ابتكار تكنولوجيا يمكن من خلالها شحن بطارية الهاتف باستخدام الصوت والضجيج المحيط به، ما يعني ان الهاتف يمكن أن يعيد شحن نفسه تلقائياً عندما يتنقل صاحبه في الشارع أو يسير في السوق ووسط الإزدحامات.
وفي الولايات المتحدة تمكن باحثون مؤخراً من ابتكار تكنولوجيا جديدة من المفترض أن تؤدي إلى إنتاج بطاريات تعمر حتى عشر سنوات دون الحاجة إلى إعادة شحنها، حيث أعلنت شركة «أتميل» الأمريكية المتخصصة في تصميم ودراسات أشباه الموصلات والرقائق الالكترونية أنها تعمل حالياً على تطوير بطاريات جديدة تقوم بشحن نفسها عبر استلهام الطاقة من جسم الإنسان، وهو ما سيجعل بطارية المحمول تقوم بإعادة شحن نفسها طوال مدة حملها من قبل المستخدم.
يشار إلى أن مشكلة البطارية تعتبر الأكثر تعقيداً في عالم الهواتف المحمولة، فيما تعمل الشركات الكبرى مثل «أبل» الأمريكية و»سامسونغ» الكورية على تطوير قدرات البطاريات في هواتفها والبحث عن حلول لنفاد طاقتها الكهربائية في وقت مبكر.
واضطرت شركة «سامسونغ» مؤخراً لإنتاج هواتف جديدة تتمتع بخاصية توفير الطاقة، ولكن شريطة تعطيل بعض المزايا في الجهاز، بما في ذلك الشاشة الملونة وذلك لإبقاء البطارية على قيد الحياة مدة أطول.

اشحن هاتفك بالزجاجات الفارغة وتغلب على أزمة البطارية

العثور على كوكب جديد شبيه بالأرض وقد يكون مأهولاً بمخلوقات

Posted: 29 Apr 2017 02:02 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: عثر فريق دولي من علماء الفيزياء الفلكية على كوكب يقع خارج المنظومة الشمسية لكنه ينتمي إلى مجموعة الكواكب الكبيرة الشبيهة بالأرض، وأطلقوا عليه اسم (LHS 1140b).
ويقع الكوكب في منطقة تأثير جاذبية نجمه حيث يحتمل وجود الماء السائل، وبحسب العلماء فإن هذا الجرم الفلكي مرشح ليكون كوكبا صالحا للحياة أو مأهولاً. وقالت قناة «روسيا اليوم» التي بثت الخبر إن الكوكب يدور حول القزم الأحمر (LHS 1140) الذي يشع كمية من الطاقة العالية، تقل عما ترسله الأجرام المشابهة. وتتميز بمثل هذا الإشعاع النجوم الفتية التي تدمر عادة أجواء الكواكب.
مع ذلك فإن حجم الكوكب يزيد عن حجم الأرض بـ 1.4 مرة، الأمر الذي يشير إلى أن سطحه احتوى محيطا من الحمم ملايين الأعوام، ما أشبع أجواءه ببخار الماء.
وحسب العلماء فإن عمر الكوكب يبلغ 5 مليارات عام، وتزيد كتلته عن كتلة الأرض 7 أضعاف، ما يدل على أن كوكب LHS 1140b يعد جرما فلكيا كثيفا جدا، وتضم بنيته صخورا جبلية، أما نواته فيشكلها الحديد.
أما السنة في الكوكب فتمتد 25 يوما، ويعتبر علماء الفلك أن من المحتمل أن يكون مأهولا بكائنات حية. ويزيد هذا الاحتمال عما هو عليه في كوكب «Proa b» أو كواكب نظام TRAPPIST-1. لكن الدراسات القادمة يجب أن تحدد بدقة أكبر كمية الإشعاعات الواردة من القزم الأحمر إلى سطح الكوكب.

العثور على كوكب جديد شبيه بالأرض وقد يكون مأهولاً بمخلوقات

سيارات طائرة تتزاحم في السماء لنقل الركاب قريباً

Posted: 29 Apr 2017 02:02 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: بات حلم «السيارات الطائرة» وشيك التحقق في العالم، وسط توقعات بأن تزدحم السماء بالمركبات الطائرة خلال سنوات قليلة من الآن، ليتغلب البشر بواسطتها على الازدحامات المرورية التي باتت تعيق الحركة والعمل في العديد من المدن العالمية الكبرى والأماكن المزدحمة.
وفي الوقت الذي تقوم فيه شركات كبرى بتجربة هذا النوع من المركبات فان شركة «أوبر» العالمية الشهيرة أعلنت أنها سوف تبدأ تشغيل «التكسي الطائر» بحلول العام 2020، أي خلال ثلاث سنوات من الآن.
وقال جيف هولدن رئيس المنتجات في «أوبر» إن الشركة تتوقع إطلاق خدمة التاكسي الطائر في دالاس فورت وورث في ولاية تكساس الأمريكية وفي دبي في دولة الإمارات العربية بحلول العام 2020.
والتاكسي الطائر لأوبر سيكون طائرة كهربائية صغيرة تقلع وتهبط عموديا بدون أي انبعاثات وفي هدوء يمكنها من العمل في المدن.
وسيقلص التاكسي الطائر الوقت لنقل الأفراد بين مارينا في سان فرانسيسكو إلى مدينة سان خوسيه إلى 15 دقيقة فقط بدلا من أكثر من ساعتين بالسيارة حسب تقديرات «أوبر».
وقال هولدن إنه في المرحلة الأولى من العملية يُمكن للشركة أن تُحصل رسوما بواقع 1.32 دولار للميل من الراكب وهو أعلى قليلا من الرسوم على المسافة المماثلة في خدمة «أوبر إكس».
وعلى المدى الطويل تتوقع «أوبر» أن تنخفض تكلفة استخدام التاكسي الطائر إلى أقل من تكلفة امتلاك سيارة، لكن الأمر يحتاج إلى بضعة سنوات حتى يصل إلى هذا المستوى.
في هذه الأثناء، فان السيارات الطائرة يبدو أنها ستكون متوافرة في الأسواق للبيع والاستخدام قبل الموعد المقرر لاستخدامها من قبل «أوبر» حيث أعلنت الشركة المصنعة للسيارات الطائرة «كيتي هوك» المدعومة من قبل المدير التنفيذي لشركة «غوغل» لاري بيدج أن أول سيارة طائرة ستكون في الأسواق قبل نهاية العام الجاري.

طائرة كهربائية

ووفق ما جاء على موقع «ذي إنسايدر» فإن سيارة «كيتي هوك» هي طائرة كهربائية، تبدو، في نسختها الحالية مثل الدراجات النارية، مشيرا إلى أن نسختها النهائية ستصبح مختلفة عن النموذج الذي تم نشره.
وتزن «كيتي هوك» حوالي 100 كيلوغرام، ويمكنها السفر بسرعة تصل إلى 25 ميلا (40 كيلومترا) في الساعة.
وتطير «كيتي هوك» بشكل عمودي مثل طائرة هليكوبتر، ولكنها تعمل بالطاقة الكهربائية.
وجرى إخضاع السيارة الطائرة لمجموعة من الاختبارات للتأكد من فعاليتها وسلامتها، قبل إطلاقها نهاية عام 2017 بسعر ما يزال مجهولا حتى الآن.
وكانت شركة هولندية أعلنت في وقت سابق من العام الحالي أنها ستبدأ بيع السيارات الطائرة اعتباراً من العام المقبل 2018 مقابل 400 ألف دولار أمريكي للسيارة الواحدة.
وتمكنت شركة هولندية من تطوير أول سيارة طائرة وبدأت بالفعل في تلقي طلبات الشراء من المستخدمين، إلا أن التسليم سيكون العام المقبل، لتكون شركة (PAL-V) الهولندية هي أول من حول الحلم إلى حقيقة.
وحسب تقارير غربية متعددة فان السيارة الطائرة التي تقوم الشركة الهولندية بصناعتها هي عبارة عن مركبة هجينة تتضمن مقعدين فقط، ويمكنها السير بسرعة قصوى تصل إلى 180 كلم في الساعة، ويمكن استخدامها كسيارة عادية تقليدية تسير على الطريق، أو تحويلها إلى سيارة طائرة، بما يتيح لراكبها أن يتجنب الازدحامات المرورية على الشوارع، أو الوصول إلى المكان المنشود عبر اختصارات الطرق ودون المرور بتعرجات الطريق التقليدي.
ويمكن لهذه المركبة التحليق على ارتفاع يصل إلى أربعة آلاف قدم، أي أنها لا ترتفع كثيراً كما هو حال الطائرات التقليدية، أما التحول من مركبة تقليدية إلى سيارة طائرة فيحتاج إلى عشر دقائق فقط.
وتقول الشركة إن مستخدمي هذا الطراز الجديد من السيارات يتوجب عليهم أن يكونوا حاصلين على رخصة قيادة سيارة عادية، إضافة إلى شهادة طيار رياضي، وهي رخصة الطيران التي يحصل عليها هواة الطيران من أجل قيادة الطائرات الصغيرة دون التجارية في مختلف أنحاء العالم.

طلبات شراء مسبقة

وبدأت شركة (PAL-V) في تلقي طلبات الشراء المسبقة من الراغبين في شراء النــســـخة الأولى، علــى أن سعرها في أول طرح سيكون 600 ألف دولار، وسينخفض لاحقاً إلى 400 ألف فقط.
وحسب الشركة فإن السيارة ستكون وصلت إلى الشوارع وتسير على الطريق مع نهاية العام 2018.
يشار إلى أن شركات السيارات في العالم تتسابق حالياً لانتاج أجيال جديدة من المركبات، ومن بينها السيارات ذاتية القيادة التي يتوقع أن تغزو العالم في المستقبل القريب، كما أن العديد من الشركات عملت على تطوير سيارات ذاتية القيادة تطير في الهواء أيضاً، وهي مركبات قد تحدث نقلة جدية في عالم المواصلات في المستقبل.
وشهدت صناعة الطائرات بدون طيار انتعاشاً كبيراً في السنوات الأخيرة، وطفرة غير مسبوقة، سواء في الاستخدامات العسكرية أو المدنية، فيما دخل هذا النوع من الطائرات بقوة في عالم التصوير خاصة مع انخفاض تكلفتها وتوافرها في الأسواق بأسعار متواضعة، وهو ما أتاح انتشارها بشكل كبير.
وتعمل شركة صينية تدعى (EHang) حالياً على إنتاج أول طائرة بدون طيار في العالم لنقل الركاب، حيث سيتم التحكم بها عن بعد من خلال «ريموت كونترول» على الأرض.
والطائرة الجديدة المشار إليها تستطيع أن تحمل راكباً واحداً ويتم التحكم بها عن بعد، حيث قالت الشركة إنها عبارة عن «تكسي طائر» يتيح للركاب تجاوز الازدحامات والتحليق في الهواء من أجل الوصول سريعاً إلى المكان المطلوب، على أن الطائرة عبارة عن مروحية يقل حجمها عن حجم السيارة الصغيرة، وبالتالي يمكن أن تهبط على أسطح البنايات أو في الساحات المحيطة بالمباني.
وتقول الشركة إن التنقل عبر هذه الطائرة أمر في غاية السهولة، حيث أن كل ما على الراكب أن يقوم بفعله هو أن يحدد الوجهة التي يريد السفر إليها، ومن ثم يطلب عبر تطبيق هاتفي الوجهة، ثم يقوم بالاسترخاء داخل الطائرة لتقوم هي على الفور بنقله إلى الوجهة التي أمر بها.
وتتضمن قمرة الطائرة حاملاً للهاتف المحمول أو الكمبيوتر اللوحي من أجل التحكم في مسار الطائرة، إضافة إلى حامل آخر يمكن للراكب أن يضع عليه كوباً من الشاي أو القهوة أو العصير لاحتسائه خلال الرحلة، إضافة إلى كرسي مريح يجلس عليه الراكب.

سيارات طائرة تتزاحم في السماء لنقل الركاب قريباً

نصف سكان منطقة الخليج يُفضلون التسوق على الانترنت

Posted: 29 Apr 2017 02:02 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تبين من دراسة حديثة أجريت بتكليف من «سيمليس الشرق الأوسط» المعرض الأكثر شمولا في المنطقة لتكنولوجيا وحلول الدفع والتجارة الإلكترونية والتجزئة، أن 48٪ من سكان دول مجلس التعاون الخليجي يفضلون التسوق عبر الإنترنت، مع اعتقاد 33٪ من المستطلعين أن التسوق عبر الإنترنت هو بنفس مستوى أمان التسوق من المتاجر التقليدية.
وكشف الاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية الشهر الماضي أن حصة المنطقة الحالية من سوق التجارة الإلكترونية العالمية تمثل 1٪ فقط، ومع ذلك، تسلط نتائج المسح الضوء على فرص ازدهار التجارة الإلكترونية في المنطقة.
وقال النائب الأول لرئيس الاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية علي الخوري: «إن الشهية الحالية للتسوق عبر الإنترنت في الشرق الأوسط تشكل فرصة واعدة للمستثمرين الدوليين والإقليميين في قطاع التجارة الإلكترونية. وسوف يلعب الاتحاد العربي للتجارة الإلكترونية دورًا محوريا في دعم وإسداء المشورة للقطاعين العام والخاص في الدول العربية لضمان النمو المستمر وزيادة تطوير التجارة الإلكترونية في المنطقة، ونحن نسعى جاهدين للحصول على حصة عالمية ملائمة من الصناعة الرقمية».
وعلى الرغم من تأهب سكان الخليج لتبني التجارة الإلكترونية بشكل كامل، إلا أن 34٪ من المشاركين في الاستطلاع أعربوا أن ضعف الثقة في أمن المدفوعات يحولهم دون التسوق عبر الإنترنت. ويشعر 29٪ من المستطلعين في الإمارات العربية المتحدة أن التسوق التقليدي هو أكثر أمنًا، في حين قال 31٪ فقط أن التسوق عبر الإنترنت هو على قدم المساواة من ناحية الأمن.
وقال إريك كلوديل، نائب الرئيس للخدمات المصرفية وحلول الدفع لرابطة الدول المستقلة والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة جيمالتو المتخصصة في مجال التكنولوجيا الرقمية: «إن النمو الحالي والمتوقع للتجارة الإلكترونية في المنطقة شجع على دفع عجلة تطوير تجارب الدفع الرقمي. فالطلب على تجربة الدفع الأمثل ـ من ناحية السرعة والراحة والوصول المتعدد القنوات والأمان- ينمو بوتيرة سريعة. ومفتاح ضمان رضا العملاء هو تقديم تجربة سلسة من خلال حلول الدفع الآمنة والمبتكرة».
وقال جوزيف ريدلي، المدير العام لـ»سيمليس الشرق الأوسط» لدى شركة «تيرابين» المنظمة للحدث: «تعتبر التجارة الإلكترونية موضوعًا ساخنًا عالميًا، كما أن اللاعبين الرئيسيين في هذه الصناعة يبدون اهتماما متزايدا في الشرق الأوسط، ويوفر سيمليس الشرق الأوسط منصة لخبراء التجارة الإلكترونية والمدفوعات وقطاع التجزئة لاستكشاف إمكانات السوق من خلال تقاسم المعرفة، فضلا عن عرض المنتجات والتكنولوجيات الجديدة للجهات الرئيسية ذات العلاقة في المنطقة».

نصف سكان منطقة الخليج يُفضلون التسوق على الانترنت

تحرير الموصل بات قريبا

Posted: 29 Apr 2017 02:01 PM PDT

صرح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس السبت بأنهم يتهيأون لإعلان النصر الكبير على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وأضاف العبادي، خلال حضوره مهرجان الوحدة الوطنية الذي أقيم تحت شعار «انتصارنا العظيم طريقنا نحو السلام» أن العراق على أعتاب مرحلة جديدة رغم التحديات الكبيرة والمستمرة، قائلا إن «من أكبر اولوياتنا بناء السلام والحياة الكريمة لمواطنينا فهذا الوطن لجميع العراقيين بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم».
وذكر أن «ابطالنا يخوضون المعارك ويحققون انتصارات وهي حرب ليست سهلة ولكن البعض يحاول احباط معنويات مقاتلينا من خلال تبنيه أكاذيب العدو، لان لديهم خلافات مع الحكومة وادعو هؤلاء لترك ابطالنا الشجعان».

تحرير الموصل بات قريبا

دعوات لإيقاف العنف الأسري ضد الأطفال في العراق

Posted: 29 Apr 2017 02:01 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: في ظاهرة ملفتة للنظر، تصاعدت جرائم العنف الأسري وتعذيب الأطفال من قبل ذويهم في العراق وبشكل غير مسبوق، ما أثار موجة من الاستنكار والدعوات لردع هذه الجرائم، وسط تعمد تأخير اقرار «قانون العنف الأسري» في مجلس النواب منذ سنوات.
وانتشرت حملة واسعة في وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام، جرى خلالها نشر المزيد من الأفلام عن التعذيب الذي يتعرض له أطفال على يد عائلاتهم.
فقد أظهرت أفلام قيام أب في البصرة بتعذيب الطفلة زهراء وعمرها سنة بطريقة الضرب والعض ما أدى لنقلها إلى المستشفى للعلاج إلا انها توفيت نتيجة عدم تحملها الإصابات. وأظهر فيلم آخر قيام أب في النجف بتعذيب طفلتيه زهراء وغدير بالعض والضرب أيضا ما تطلب نقلهما إلى المستشفى بعد اصابتهما بكسور وجروح في جميع أرجاء الجسم. وكذلك أظهر فيلم آخر فتاة تدعى بنين في بغداد وقد تم تعليقها في السقف بالمقلوب وضربها من قبل أفراد عائلتها بطريقة تشبه أساليب الأجهزة القمعية، كما عرضت المواقع الطفل علي عباس في كركوك الذي تم تعذيبه بالضرب بالآلات التي تركت آثارا واضحة على ظهره وساقيه تطلبت نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وحوادث أخرى كثيرة. وقد تبين ان معظم الذين يرتكبون هذه الانتهاكات يتعاطون المخدرات والمسكرات المنتشرة بكثرة في العراق حاليا.
وضمن الأحداث الداعية لموقف مسؤول من الحكومة والبرلمان تجاه هذه الانتهاكات، انتقدت عضو لجنة المرأة والأسرة النيابية ريزان شيخ دلير، البرلمان لكونه يقف متفرجاً إزاء حالات التعذيب التي يتعرض لها الأطفال على أيدي ذويهم، داعية القضاء إلى اتخاذ أقصى العقوبات بحق من وصفتهم بـ»الوحوش البشرية» فيما طالبت مجلس النواب بإقرار قانون مناهضة العنف الأسري لإنقاذ النساء والأطفال من تلك «الجرائم» شبه اليومية.
وقالت شيخ دلير في بيانها، أن «حالات الاعتداء على الأطفال والتفنن في تعذيبهم ظاهرة تفاقمت مؤخراً من قبل أشخاص يدعون أنهم ذووهم وهم لا يمكن وصفهم إلا بالوحوش البشرية نظراً لبشاعة الحالات ضد أطفال لا ذنب لهم سوى أنهم أبناء تلك العوائل التي لا تعي حجم المسؤولية وقيمة الطفل لمستقبل العراق».
وأضافت أن «حالات الاعتراض على تشريع قانون مناهضة العنف الأسري قائمة من قبل البعض من النواب الذين يرفضون التصويت عليه دون معرفة سبب ذلك» داعية القضاء إلى «اتخاذ أقصى العقوبات بحق هؤلاء الأشخاص غير الطبيعيين».

مجلس النواب يعرقل قانون «العنف الأسري»

وكشفت النائبة والعضو السابق في مفوضية حقوق الإنسان بشرى العبيدي، ان المعرقل الرئيسي لصدور قانون «العنف الأسري» حاليا هو مجلس النواب، مشيرة إلى ان القانون يراوح بين الحكومة ومجلس النواب منذ عام 2009.
وأكدت العبيدي في لقاء تلفزيوني تابعته «القدس العربي» ان الموقف القانوني والبرلماني مخجل تجاه الاعتداءات على الطفولة التي تتواصل منذ سنوات، ولكنها انتشرت الآن بشكل مخيف في العراق، مشيرة إلى ان قانون «العنف الأسري» الذي يوفر الحماية للأطفال والنساء، يرقد الآن في مجلس النواب بسبب اعتراضات بعض النواب بحجج مختلفة منها رفض المرجعية في النجف للقانون، مؤكدة ان لجنة من النواب زاروا المرجعية ونفت رفضها للقانون، كما يريد بعض النواب فرض غرامات مالية فقط على مرتكبي هذه الجرائم دون الحاجة إلى سجنهم، معربة عن اعتقادها بعدم تمرير القانون في البرلمان.
ودعت العبيدي الرأي العام ووسائل الإعلام، إلى القيام بحملة وطنية واسعة للضغط على مجلس النواب واجباره على اقرار قانون «العنف الأسري» إضافة إلى حملة توعية اجتماعية بمخاطر الاعتداءات على الأطفال ومستقبلهم.
وضمن السياق، أعلنت وزارة الداخلية العراقية في بيان، إن «الوزير قاسم الاعرجي استقبل، الطفلة المعنفة بنين وشقيقها»، حيث أكد أن «الطفلة تعرضت إلى تعذيب وحشي من قبل أقاربها وبطريقة لا تمت للإنسانية وقيم احترام حقوق الإنسان والطفل بصلة».
وأضافت، أن «الوزير اطلع على أحوال الطفلة وشقيقها وأمر بتكريمهما مادياً ومعنوياً لمحاولة إزالة آثار التعذيب الذي تعرضت له وتلطيفها معنوياً وإنسانيا»، مبينة أن «الوزير وعد باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق هؤلاء وكل الذين على شاكلتهم ووفقاً للقوانين النافذة».
ووجه الوزير، حسب البيان، الدوائر ذات الاختصاص في الوزارة مثل حماية الأسرة والطفل والدوائر الأخرى بـ»القيام بواجباتها المتعلقة بالتثقيف والتوعية، فضلاً عن ضرورة رصد الحالات الشاذة من أجل اتخاذ اللازم بشأنها».
يذكر أن الشرطة اعتقلت المتهمين في قضية تعذيب الأطفال من ضمنهم الطفلة بنين، في منطقة السيدية جنوبي بغداد، وذلك بعد انتشار قصتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت ردود فعل غاضبة.
ويؤكد مراقبون للوضع الأسري في العراق ان تفشي العنف والجريمة والمخدرات والفقر وضعف الاهتمام الرسمي، تعتبر من الأسباب المهمة لانتشار الظواهر الاجتماعية السلبية الغريبة عن عادات المجتمع العراقي بعد 2003 والتي تعبر عن التفكك الأسري مثل العنف ضد الأطفال والنساء وكثرة حالات الطلاق وغيرها من الظواهر الاجتماعية التي تدعو للقلق.

دعوات لإيقاف العنف الأسري ضد الأطفال في العراق

مصطفى العبيدي

يخنة البازيلاء والجزر

Posted: 29 Apr 2017 02:00 PM PDT

المقادير: 500 غرام لحم مقطّع إلى مكعبات صغيرة
بازيلاء مع الجزر ـ كيس
بصلة متوسطة الحجم مقطّعة إلى مكعبات
كوبان عصير طماطم
ملعقة كبيرة فلفل أسود
مكعب مرق لحم
ملعقتان كبيرتان زبدة
2 ورق غار
حبتا حبهان

طريقة التحضير: في قدر، نذوّب الزبدة.
نشوّح البصل جيداً.
نضيف مكعبات اللحم ونقلّبها حتى يتغير لونها.
نتبل الخليط بالفلفل الأسود والحبهان ونضع ورق الغار.
نضيف عصير الطماطم ونترك الخليط على نار متوسطة حتى يتسبك.
نسكب الماء المغلي ونترك الخليط على النار حتى ينضج اللحم تماماً .
نغسل البازيلاء والجزر (لإزالة المادة الحافظة) ونضعهما في القدر مع مكعب المرق.
نترك المزيج على النار حتى النضج.

يخنة البازيلاء والجزر

طبق الأسبوع

أجهزة قياس ضغط الدم في المنزل قد لا تكون دقيقة بما يكفي

Posted: 29 Apr 2017 02:00 PM PDT

رغم اعتماد الأطباء المتزايد على أجهزة قياس ضغط الدم في المنزل للتعامل مع مرضى ضغط الدم المرتفع، خلصت دراسة صغيرة إلى أن الكثير من هذه الأجهزة غير دقيق بما يكفي.
ويقول الباحثون إن أجهزة قياس ضغط الدم في المنزل لم تكن دقيقة في نحو 70 في المئة من الحالات التي درسوها إذ كان الفارق بين نتائجها والمعدل الصحيح في نطاق 5 ملليمترات زئبقية فيما وصل الفارق في 30 في المئة من الحالات إلى 10 ملليمترات زئبقية.
وقالت جنيفر رينجروز كبيرة الباحثين في الدراسة وهي من جامعة ألبرتا بكندا إن ارتفاع ضغط الدم «هو السبب الأول للوفاة والعجز في العالم».
وأضافت «الإرشادات توصي بأن يعزز الأطباء اعتمادهم على نتائج الأجهزة الأوتوماتيكية والمنزلية لقياس ضغط الدم لتشخيص ومتابعة ضغط الدم المرتفع. نحتاج إلى التأكد من أن هذه النتائج المنزلية دقيقة».
ودرست رينجروز وزملاؤها دقة أجهزة قياس ضغط الدم في المنزل لدى 85 مريضا واختبرت الفروق بين قياس المعدل من أعلى الذراع مقارنة بالرسغ والأنواع المختلفة للأجهزة.
واختبر مراقبان كل مريض في وقت واحد وجمعا إجمالي تسعة قياسات لضغط الدم بالتبديل بين الجهاز الذي يستخدم في المنزل والجهاز التقليدي الذي يُستخدم في عيادة الطبيب.
ويتم قياس ضغط الدم بواقع رقمين: ضغط الدم الانقباضي عندما يضخ القلب الدم والضغط الانبساطي عندما يرتاح القلب بين الضربات. وضغط الدم أقل من 120 ملليمترات زئبقية انقباضي/80 ملليمترات زئبقية انبساطي يعد صحيا. وضغط الدم فوق 140/ 90 يعد ضغطا مرتفعا.
وخلص الباحثون إلى أن أجهزة قياس ضغط الدم التي تستخدم في المنزل كثيرا ما تخطئ في قياس ضغط الدم الانقباضي. بالنسبة لأربعة وخمسين بالمئة من المرضى اختلف القياس بواقع 5 ملليمترات زئبقية عن الجهاز التقليدي وأخطأ بواقع عشرة ملليمترات زئبقية لدى 20 في المئة من المرضى وبواقع 15 ملليمترات زئبقية لدى سبعة بالمئة من المرضى. أما بالنسبة لضغط الدم الانبساطي حدث ذلك بالنسبة إلى 31 بالمئة و12 في المئة وواحد بالمئة من المرضى.
وتوصل الباحثون إلى أن حجم الذراع وجنس المريض كانا أهم أسباب الاختلاف بالنسبة لضغط الدم الانقباضي إذ أن الاختلافات كانت أكبر لدى الرجال. وأيضا كان السن ومحيط الذراع الأكبر ونماذج الأجهزة الأقدم من عوامل الاختلافات فيما يتعلق بضغط الدم الانبساطي.
وكتب الباحثون في الدورية الأمريكية لارتفاع ضغط الدم أن عمر وتصلب الأوعية الدموية على سبيل المثال يمكن أن يحدثا فارقا إذا لم يجر ضبط جهاز قياس الضغط بشكل يناسب المريض الذي يستخدمه. (رويترز)

أجهزة قياس ضغط الدم في المنزل قد لا تكون دقيقة بما يكفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق