Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الخميس، 29 يونيو 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


كيف أصبح زبون إيران الكردي نجماً سعوديا؟

Posted: 28 Jun 2017 02:32 PM PDT

تعتبر المسألة الكرديّة في تركيّا وسوريا والعراق وإيران إحدى القضايا الكبرى المفتوحة في الإقليم مما جعلها موضوعاً دائماً للتدخّلات الإقليمية والدولية، وقد سمح هذا الجرح التاريخي المفتوح منذ عقود طويلة – معطوفاً على أزمات المنطقة العميقة – لإمكانيات التنافس والتدخّل والتوظيف بحيث وجدت دول عديدة في الأحزاب والحركات المسلحة الكثيرة الكرديّة استعداداً للعمل ضد أنظمة بلدانها (أو مع أنظمة بلدانها ضد شعوبها!)، وضد القوى الكرديّة الأخرى، كما هو حال الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني في العراق، وحال حزب العمال الكردستاني التركي وفرعيه السوري (حزب الاتحاد الديمقراطي) والإيراني (الحياة الحرّة).
شكّل اندلاع الثورة السورية عام 2011 فرصة كبيرة لحزب العمال الكردستاني وتشكيلاته المحلّية السورية، فردّاً منهما على تدخل تركيا لصالح الثورة السورية قام النظامان الإيراني والسوري بدعم حزب «الاتحاد الديمقراطي» وتسليحه وتسليمه مهمة فصل المناطق الكردية عن الحراك الثوري ضد نظام الأسد وصدّ فصائل المعارضة السياسية والعسكرية.
ما لبث الحزب أن فتح قنوات اتصال مع الأوروبيين والأمريكيين وكانت تلك فرصة تاريخية لحذفه من قائمة المنظمات الإرهابية وتعهيده، هو نفسه، مهمة «مكافحة الإرهاب» التي راجت مع انتشار الحركات الجهادية السلفية المسلّحة التي ظهرت بعد القمع الرهيب الذي تعرّض له الحراك المدني والعسكري الثوري.
مقابل التصعيد الكبير للقتال في المناطق التي ينتشر فيها حزب العمال الكردستاني ضد السلطات التركية، وسيطرته المباشرة على مناطق سورية كبيرة، والتوسّع من جبال قنديل إلى سنجار العراقية، فقد عمل الحزب على منع أي حراك في المناطق الكرديّة الإيرانية، عملاً بترتيبات صفقته الواضحة مع إيران.
مع دخوله على خط محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، زادت قائمة زبائن الحزب المذكور، الذي تم التغاضي عن كونه على «قائمة الإرهاب» الأوروبية، وخوضه حرباً ضروساً ضد تركيّا (تدخل ضمن أساليبها العمليات الانتحارية ضد المدنيين)، كما تم تجاهل تحالفه العضويّ مع نظامي علي خامنئي وبشار الأسد، وصار الحزب على رأس قائمة الزبائن، الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتحالفة معها، والتي لم تكتف بتقديم الغطاء الجوّي والدعم العسكري له بل صارت أحياناً ترفع علم الحزب على مركباتها العسكرية أو تسمح له برفع الأعلام الأمريكية لحمايته، وتم تفريغه، في سوريا والعراق، للمهمّة المطلوبة منه حاليّاً: قتال تنظيم «الدولة».
الحزب الكرديّ الذي، من بين إنجازاته الكثيرة، اضطهاده لكل الأحزاب الكرديّة التي تقف في وجهه، انضاف زبونان جديدان لقائمة طالبي خدماته هما السعودية والإمارات.
رئيس حزب «الاتحاد الديمقراطي» صالح مسلم (الذي من تصريحاته الشهيرة خلال الأزمة السورية إبعاد التهمة عن نظام الأسد بعد قصفه ريف دمشق بالأسلحة الكيميائية واتهام المعارضة بقصف نفسها!) أصبح فجأة ضيفاً دائماً على الوسائل الإعلامية للسعودية والإمارات غير أن المهمة المطلوبة منه لا علاقة له بقمع معارضيه الأكراد والسوريين، أو بقتال تنظيم «الدولة»، وتتلخّص، حاليّاً، بكيل الاتهامات لتركيا… وقطر وتأييد الحصار ضد الأخيرة.
يدخل الأمر إذن في عقد توظيف إضافيّ جديد ومجز للحزب الكرديّ السعيد الحظّ، والذي تكاثر محبّوه وأصدقاؤه وزبائنه، الذين يجمع بين كثيرين منهم، على ما يبدو، هذا العداء القديم لتركيا، والمستجدّ لقطر، ولو كانت غنائمه، في النهاية، تصبّ في صالح إيران.
غير أن هذه العلاقة الزبائنية الجديدة لا يمكن أن تمرّ من دون أن تترك أسئلة مزعجة ومنها، على سبيل المثال، من هم أعداء السعودية الحقيقيون: هل هي قطر التي تتشارك معها الحدود البرّية والأنساب والعشائر والدين والمذهب والمصالح، وتركيّا التي تواجه إيران وحلفاءها في سوريا والمنطقة العربية، وتعبّر بصراحة عن استعدادها للدفاع عن الخليج العربي ضد أعدائه، أم إيران وحلفاؤها المتربّصون بها في اليمن والخليج العربي والعراق وسوريا ولبنان، وبينهم زبونها الجديد: حزب العمال الكردستاني التركي؟

كيف أصبح زبون إيران الكردي نجماً سعوديا؟

رأي القدس

فلسطين في غرف العصافير

Posted: 28 Jun 2017 02:32 PM PDT

في تصريح متلفز شهير له، قال رئيس السلطة الفلسطينية: (أنا أتحدى (الكيان الصهيوني) إذا كان لديه أي معلومة أمنية، فأنا سأقوم بها (أنفذها)، وإذا لم أقم بها فليأت هو وينفذها، صح؟!)
لا يستدعي هذا القول سؤالاً استنكارياً، فحسب، مثل: كم من زعيم استطاع أن يقول كلاماً كهذا ووطنه لم يزل يرزح تحت الاحتلال؟ لأن الجملة خرجت من إطار التصريح، وباتت جزءاً من الحقائق المُرة على الأرض، مع نشر أكثر التقارير إثارة للرعب، الصادر عن مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، الذي كانت نتيجته: إن عدد المطلوبين لجيش الاحتلال الصهيوني في مناطق الضفة الغربية المحتلة هو صفر، بمعنى أنه لا يوجد الآن أي مطلوب أو مطارد أو فلسطيني مضطر للتخفي بتهمة مقاومة الاحتلال!
في ظني أن هذا التقرير هو أخطر تقرير عن فلسطين منذ أن اجتاحتها القوات الإنجليزية عام 1917، حتى اليوم. فالظاهرة الجديدة التي تبين لنا أن النمور في اليوم العاشر، حسب عنوان القصة الفذة لزكريا تامر، ومضامينها، تستدعي مراجعة كل شيء من جديد، ولا تبدو السلطة الفلسطينية وحدها التي في القفص، وإن كانت قد لعبت دور المُفسد والمُروِّض المُروَّض والحليف والصديق لعدو لم يزل يحتل الأرض، بل تجلس، مع هذه السلطة، في القفص كل التنظيمات الفلسطينية، سواء تلك التي نحبها ونحترم تاريخها، الذي عُرف نقياً ومبدئياً، وكذلك التنظيمات التي استطاعت أن تلعب على الحبلين، أو مائة حبل، أو التنظيم الأكبر، الذي لم يزل يعتقد أنه الأكثر تأثيراً لأنه الحزب الحاكم، فوجود أي حزب على رأس الحكم، لم يعن في أي يوم من الأيام أنه الحزب المختار شعبياً، فما يحدث من سنوات طويلة في الضفة الغربية على مستوى تمثيل الناس، لا علاقة له بأي قيم ديمقراطية، واستمرار الانقسام، يضاعف لا ديمقراطية الوضع بحيث لا يمكننا الدفاع عن ديمقراطية غزة أيضاً، ففلسطين أعظم من أن تتقاسمها سلطتان.
ونعود للتقرير الذي تلعب السلطة دوراً أساساً في محصلة نتائجه، لكن الانقسام الفلسطيني، أيضاً، هو حزب خامس أو سادس أو سابع يضاف إلى قائمة الأحزاب التي أوصلت نمورنا إلى يوم ترويضها في اليوم العاشر المشؤوم.
.. ولعل الأمر بات يستدعي جرأة أكبر في الحديث عن جذور هذه المسألة، التي تفتحت بكل تأكيد، بعد وصول السلطة إلى الداخل، وما تلا هذا الوصول من عد تنازلي أوصل النضال الفلسطيني إلى نقطة الصفر هذه.
لعل من الضروري أن تتم إعادة مراجعة تلك المقولات الرجراجة التي ظلت تُتداول حول السلطة، كوسيلة للدفاع عنها، كأن يقال بأن فلانا كان مُفسداً وليس فاسداً! وهي جملة ماحية للوعي، أو تسعى لمحوه بليونة غير عادية، لأن الإفساد كان هو الظاهرة الخطيرة، الظاهرة التي بدأت تتقصد النخب السياسية والثقافية، ثم تم تعميمها على الشارع، لا بالاستعباد المباشر للناس، بل بتحويلهم إلى رهائن للرواتب، التي استُخدمت كسياط للتجويع والترويع، حسبما اقتضى الموقف، كما تستخدم اليوم مسألة الكهرباء في غزة، وقطعها من قبل السلطة تماماً عن القطاع، أو توفير نصف الاحتياجات. كما أن تحويل البشر إلى رهائن للقروض والقرارات الإجبارية المبكرة للإحالة على التقاعد، التي حيدت كل من له رأي أو له كلمة مسموعة أو رؤية مختلفة لطبيعة الصراع، كل ذلك أوصل الأمر إلى نقطة الصفر هذه.
قبل فترة بثت قناة الجزيرة فيلماً وثائقياً عن العملاء، والتقت عميلاً يفتخر بموقفه، ويدافع عنه، حتى بعد تعرضه، حسب قوله، إلى سبع عشرة عملية اغتيال، تركت إحداها رصاصة في داخل رأسه، موجودة حتى اليوم.
يستعرض العميل عبد الحميد الرجوب تجاربه، ويعيد إلى نفسه الفضل في فكرة تأسيس غرف العصافير، وهي اصطلاح لتلك الزنازين التي يتم إدخال المقاومين الفلسطينيين الذين لم يعترفوا، إليها، وهناك يجدون مجموعة من المتعاونين مع الاحتلال الذي يدّعون بأنهم أسرى، فيتظاهرون بحبهم للمقاوم وتشجيعهم، ويبدأون بسرد بطولاتهم، كي يسرد بطولاته، أو يأمره أحدهم باعتباره مسؤولاً في التنظيم، أن يقدِّم تقريراً حول كل ما قام به، وهكذا يسقط المقاوم في الفخ.
عبد الحميد الرجوب هذا يقول: بدل أن يتعذب المحققون الإسرائيليون لأيام أو أسابيع أو أشهر وهم يحاولون انتزاع اعتراف (المتهم)، فإنني خلال ساعة أحلّ لهم المشكلة!
.. وفي حديث لأسير بطل عن تجربته، قال إن بعض العصافير هؤلاء يكونون الأكثر تشددا على المستوى المبدئي للقضية، ويوهمونك أنهم حماتها، كما أن أحد العصافير كان ينهانا عن كل منكر، ويجبرنا على أن نحفظ كل يوم صفحة من القرآن الكريم، بحيث لم نشك فيه أبداً.
بالطبع، تنبهت الحركة الوطنية الأسيرة للعصافير وغرفهم منذ زمن طويل، بحيث تم إعدام بعض العصافير في تلك الغرف، لكن المسألة باتت اليوم أعقد من ذلك.
العميل البغيض عبد الحميد الرجوب يتساءل في مقابلته مع الجزيرة: هل أنا فعلا خائن؟ لماذا؟ هل لأنني ساهمت في قتل مطلوبين؟ في سجنهم؟ في تعقيد حياتهم؟ أبداً، انظروا إلى ما يفعله فلان ..، وفلان..، وفلان… كنت أطارد شخصاً أو شخصين، ولكنهم يطاردون شعباً بأكمله، فهل أنا العميل فعلاً؟
بالتأكيد، سيبقى عبد الحميد الرجوب عميلاً، وفق كل المعايير الإنسانية، لكن ما يرعب هو كيف تم تحويل الضفة بأكملها، من قبل مجموعة فاسدة إلى غرفة عصافير كبيرة تلجم وتكتم وتسحق أي محاولة تمرد؟
على أي حال، ورغم هذا التقرير بالغ القتامة، فأمر كهذا لا يمكن أن يستمر، لأن التقرير يتحدث عن بعض من صمتوا وبعض من استكانوا وبعض من تم ترويعهم، ولكننا واثقون من أن كل واحد من مئات الآلاف ممن ليسوا مطلوبين، هو مقام مستتر تقديره ضمير الوطن، ولعل الحقيقة الأعمق، أن السلطة والكيان الصهيوني، بتنسيقهما الأمني وسواه، لن يستطيعوا معرفة أي من أولئك الذين يُضمر وعيهم ويرعى حب فلسطين وحريتها؛ فهؤلاء دائماً هم من يفاجئون كل توقعات العملاء، وفي كل مكان في الأرض، أليسوا هم من يفجر الثورات مرة تلو أخرى.
لن نتشاءم، لأن من يديرون غرف العصافير من داخلها وخارجها لن يكونوا متفائلين أو مطمئنين، مهما فعلوا.

فلسطين في غرف العصافير

إبراهيم نصر الله

نصر الله وتيم حسن: بطلان لمعركة خاسرة وميدالية المقاومة لخرائب اسطنبول

Posted: 28 Jun 2017 02:31 PM PDT

الدم وصل للركب في الخليج، دون أن يتم إطلاق رصاصة واحدة، وصناعة القتل في «غرابيب سود» أصبحت متعة فضائية، وفنا استعراضيا، يستقطب الانتحاريين، وطوابير الجثث، قبل النسب الرقمية المتعطشة لدماء البطيخ المذبوح عالسكين، من «الهيبة» حتى فلسطين، أما العريس تيم حسن، فيدخل إلى قفص الزوجية ببندقية، بعد أن تحول من رتبة «وصيف» في الموسم السابق إلى «شبيح» خلال هذا الموسم الدرامي، ويا إلهي ما ألذ الرجال، حين تكون بنادقهم سواعد العاصفة… مع الأخذ بعين الاعتبار حكمة تحول عادل إمام من زعيم إلى عفريت!
في إحدى خزائن ملوك الهند، هناك، في ذكريات الأزمنة الفضائية البعيدة، كانت الطيور والبهائم وحدها من تستأثر بأدوار البطولة، لتخلد معجزة الفيلسوف «بيدبا» في عمل أسطوري هو «كليلة ودمنة»، وبأداء قصصي مذهل، يعجز عنه بنو البشر، دون أن تحتاج تلك الحيوانات لا إلى مخرجين ولا شركات إنتاج ولا خبراء أزياء وماكياج، ولا إلى محطات فضائية أو مهرجانات تكريم، أو رواتب خيالية، أو حتى مشاهدين، كل ما هنالك، شوية حكمة على شوية ذكاء وحلاوة روح وعفوية مقصودة، وخيال ملعون، وسخرية بنت حرام، ومعجزة النبي سليمان لفك شيفرة التخاطب بين تلك الكائنات، وطاغية لا يمكن ترويضه إلا بخفة يد لا يملكها السحرة ولا المشعوذون، ولا القتلة، إنما الكتبة الذين أقسم ربهم بأقلامهم وبما يسطرون… لا بما يسرقون!

«جبل» ونصر الله: بين التحصين والاختباء

التخايل، الذي يشبه التحايل بمعناه الإبداعي، يستوحي من شخصية السيد حسن نصر الله ظلالا خلفية، لشخصية «جبل» في مسلسل الهيبة، التي يؤديها الفنان السوري تيم حسن، مستعينا بثيمة الاختباء، التي تكرس حضورا مهيبا يعزز التأثير ويسبغ عليه هالات غوائية لاهبة، وسحرا ملوعا بالشغف والزيف، لأن الأقاويل تفعل فعلها، فتزيد من جرعة الإبهار وخصوبة الافتتان… وربما لهذا السبب ظل المشاهد مشدودا إلى «الهيبة»، رغم الفارق الرمزي الخطير بين الجبل كحصن والمقاومة كمخبأ!
تحبه؟ ولم لا تفعل؟ ألم يخدعك باقتدار؟ ألا تجذبنا الخديعة أكثر مما تفعل الحقيقة، التي نرفضها حين لا تقدر على إقناع مخيلتنا السرية، كلما اصدمت بهلوساتنا المضمرة؟ طيب، ماذا عن جرائمه؟ ألم يعترف هو بلسانه أن لكل حرب ثمنها؟ كل ما أراده، أن يقاتل ليحمي، وأن يقتل ليذود، وهذه سنة الآلهة، في اختراع الموت كمهمة ملائكية، وليست كمعركة خاسرة بين عزرائيل والموتى! ولكن هل يعشق الأبطال؟ هل تليق بهم تلك الأدوار الحميمية الناعمة، التي يتحول بها الرجال من محاربين مفترسين إلى نمور تموء دون أن تخرمش فوق سرير القمر؟ ربما حين يتعلق الأمر بمسلسل «في الداخل» التركي، الذي حقق أعلى نسب مشاهدة على «اليوتيوب»، يغدو الإغراء بالعلاقات العاطفية بخسا جدا، لأن الدور يحتاج إلى شحنة عالية ومركزة من الارتباط الذهني والوجداني بالعائلة، ما يقتضي عدم تشتيت أو توزيع العواطف بين جهات أو أطراف عديدة تقتطع حصصها من هذا التركيز وتضر بالقصة الأساسية للعمل الدرامي والتي تدور حول البحث عن أخ مختطف من عصابات الشوارع، وهو ما دفع الكاتب لقتل البطلة خلال الحلقات الأولى، من أجل حصر وتكثيف كل الانفعالات في بؤرة واحدة، بالتالي ضمان خاتمة متقدة، إلى الحد الذي يمكن به أن تصدق أن باستطاعة الأتراك أن يؤدوا أكثر المشاهد «القبلات» سخونة، بألسنة فرنسية مبتورة! الأبطال لا يعشقون، ولهذا جاء أداء «أخيل» براد بيت – البطل الأسطوري في ملحمة طروادة، هزيلا يثير الضحك أكثر مما يشعل النيران المتأججة في مرمى الجمرات الراكدة، وهو يمارس ما يمارسه مع أسيرته!
أيها المشاهد، أعرف أن عقلك يأخذك إلى حيث يردك، فلماذا تتعب نفسك بالبحث عن المعنى، طالما أن الأجمل يكمن بالعثور على ما تريده أنت لا ما تمليه عليك الرموز، هنا فقط تغدو صاحب قرار، وقبطانا للغة، لا كلب أثر يتقفى لعناتها.. ولنتفق أنا وأنت على افتداء البطولة بدم اللغة.. وسمها… وهذا يكفي كي نحب الموت في سبيل الحب، قبل أن نحب الأبطال الذين يموتون في سبيل الدراما!

نزار من المخيم إلى الجبهة

نزار ليث أسعد، طفل فلسطيني من مخيم البقعة في الأردن، وأحد المرشحين لجائزة الشيخ محمد بن مكتوم لتحدي القراءة العربي، بعث لي بفيديو مصور، يوثق للحياة اليومية لأطفال المخيم، يقوم فيه بدور تمثيلي بين المدرسة والبيت والعمل، حيث يعكس المعاناة اليومية لهذه الشريحة، التي تواجه قسوة الظروف وشح الإمكانيات وإلحاح الضرورات ما يضطرها لتوزيع الجهد الذهني والنفسي والعضلي بين الدراسة واللعب وكسب الرزق لإعانة العائلة، وبعيدا عن الفذلكات المبتذلة والاستهلاك التعبيري المجاني، يجنح نزار إلى العفوية، واقتضاب اللغة، للتركيز ولو دون قصد تام، على الحالة من الداخل وليس ما يحيطها أو ما يعبر عنها، ليصل بك إلى فلسطين، الرسالة والهدف والحقيقة، كأنه بشكل أو بآخر يطل من بوابة البشرى والوعد الحاسم للسيد حسن نصر الله في خطابه في ذكرى يوم القدس العالمي، مبشرا بشعوب عربية لا تستكين لتطبيع العلاقات مع العدو ولا تعترف سوى بالحق والمسؤولية تجاه قضيتها الأعظم، مهما بلغت الجهود والإمكانيات العربية والدولية المبذولة لتذويبها، بالتالي التفريط بها. في تلك القنوات الالكترونية، يبدو المشهد أكثر سطوعا، فالجيل الجديد لم ينس قضيته، وكيف ينساها وهو ابن يومياتها، التي لم تزل راهنة وثقيلة كوطأة طازجة، ولكن ما اختلف هو طريقة التعاطي مع القضية، في ظل تعدد وتنوع الجبهات الالكترونية، التي تحتشد بهمم وطاقات خلاقة، تحمل أمانة النضال حين تأبى الجبال من «الهيبة» إلى سيرك «فيلق» سليماني الجوال!

رياضة تشليح وجوه

قد لا تحب الفقرة الثانية من خطاب السيد حسن نصر الله، التي أسهب خلالها في التحدث عن إيران ودورها وفضلها على القضية الفلسطينية، ولكنك ستتجاوزها متعمدا، كرمى لكل ما عداها، فمنذ الكلمة الأولى لشيخ المقاومة وحتى قفلة الخاتمة، وأنت تقفز بمرونة وخفة من نصر إلى نصر ومن وعد إلى وفاء بالوعد، وكلما أوشكت أن تقول للشيخ: يا شيخ سيبنا من إيران ولنبق في القدس، سبقك إليها، وهو يبشر بجماهير عربية وقواعد للمقاومة لا حصر لها في امتدادات جغرافية من سوريا ولبنان والعراق واليمن والبحرين وصولا إلى لندن وتغريبة الحرمين، فما الذي يميز هذا الخطاب عن سواه يا ترى؟
عداك عن اعتراف الشيخ بعفوية وصدق ووطنية الحراك الشعبي «أو ما يسمى بالربيع العربي»، والحرص على عدم التشكيك به، فإن الوعد بنصر فلسطيني جديد يقهر العملاء والأعداء، طالما أن الوجوه تعرت ليسهل فرزها وكشف نفاقها، هو بحد ذاته يحسم النتيجة لصالح المقاومة مجددا! حسنا إذن، لا حاجة لعينيك كي تبكي على خذلان العرب، في هذه المسابقة الماراثونية، ما دمت لن تحتاج سوى إلى يديك لتصفق للفائزين برياضة شلح الوجوه، وتحتفظ بميدالية المقاومة لـ»شاتاي أولسوي»، الممثل التركي الشهير بأمير، والحائز على جائزة أفضل ممثل عن دوره في مسلسل «الداخل» المقتبس من الفيلم الأمريكي «المغادرون» 2006، والمقتبس بدوره من الفيلم الصيني «شؤون جهنمية» 2002، والذي تم تصويره في أحياء وخرائب مدمرة، وأطلال متهاوية، وأزقة مهجورة ومهملة، في اسطنبول، تكرس لنفس درامي مقاوم، يلقي الضوء على الهموم الإنسانية المنسية، وراء مغريات درامية تافهة ورخيصة، منتصرا لدمه، قبل قلبه، غير مؤمن بالحب كعلاقة جنسية بحته بقدر ما هو تجربة ثانوية، لا تتحول إلى حقيقة راسخة إلا حين تنتهي بالموت… هنا فقط، تصير الحقيقة حقا، والإبداع مطلبا!
كاتبة فلسطينية تقيم في لندن

نصر الله وتيم حسن: بطلان لمعركة خاسرة وميدالية المقاومة لخرائب اسطنبول

لينا أبو بكر

في يوم الأب: أبي بمداده الحيّ

Posted: 28 Jun 2017 02:31 PM PDT

الأب موضوع فرويدي بامتياز، وهو بمثابة قانون أساسي في سياق أوديبي، أي تحريم سفاح القربى أو ارتكاب المحارم. وكان ذلك محاولة منه في وصف انتقال الإنسان من الحياة الحيوانيّة إلى العالم الإنساني؛ أي لحظة ولادة الكائن البشري في إنسانيّته الخالصة وظهور الثقافة.
وهو بذلك يحرّر أسطورة يمكن أن نسِمَها بـ «التأسيسيّة» تسلّط الضوء على هذا الانتقال؛ وقاعدته التي ينهض عليها، أنّ الكائن البشري «انصار»( وهذا اشتقاق خاصّ بي ، من الفعل صار) أو هو درج في العالم الإنساني، بواسطة «قتل الأب».
وقبل هذا الزمن الحسّي لا التاريخي، لم يكن هناك أيّ علاقة مُؤنسنة بالآخر، ولا أيّ مجال للعيش معا، وإنّما هناك عالم العشيرة أو القوم الرحّل؛ حيث سلطان الذكر الذي يزيح أو يقتل كلّ من يتهدّد سلطته، أو ينافسه على ملكيّة الإناث. هذا الأب «الأوّلي» يتجلّى في كامل قوّته أو قدرته، ولا قانون يحتكم إليه سوى متعته اللامحدودة الملغزة اللامتوقّعة، أو الكيفيّة التي يبسط بها سلطانه. وهو مصدر نفسه أو أصل نفسه أو هو قانونه الخاصّ. إنّ «أبا العشيرة» ليس أبا؛ أو هو»أب» ينفي أن يكون «ابنا»، أو هو يتمثّل صورة الأب الذي لم يكن ابنا؛ ويزعم أنّه أصل الكائنات والأشياء. وهذا ما يجعل موت الأب أي « أبُو العشيرة» في المنظور الفرويدي الأسطوري هو الذي يؤسّس الفضاء الإنساني، حيث الذات لا تتجلّى إلاّ في صورة الابن؛ أو لا يكون أبا إلاّ إذا كان ابنا. ولا أحد بمقدوره أن يكون له الصدر دون العالمين، إلاّ إذا ادّعى أنّه «أبو العشيرة» أي الذي لا ينتمي إلى عالم البشر، ما دام يعتبر نفسه مصدر نفسه.
وعند فرويد فإنّ موت الأب أو قتله؛ ممّا يصعب على الأبناء قبوله، فهم بعد إزاحته، يقيمون طوطما أو رمزا أو وثنا يتمثّله، ويقدّمون له النذر وطقوس الفداء. والطوطم هو الصورة المثاليّة لـ»الأب» الذي نخضع له ونخلص له، رجاءً في أن نسلبه قوّته أو نستحوذ عليها؛ كما هو الشأن عند أكل الطوطم. وفي هذا المجال يضع فرويد المعتقدات الدينيّة في صورة «الإله ـ الأب» من حيث هي طرائق في رفض المنزلة الإنسانيّة، والاعتقاد في سلطة تمتلك ما نحن محرومون منه. والأمر يتعلّق بتحويل «أب العشيرة» إلى أب مثالٍ أو أيقونة
٭ ٭ ٭
اليوم،عندما أزور البستان الذي وقفت عليه أمّي شبابها وبعضا من طفولتها (وهي التي تزوّجت ولم تتخطّ الرّابعة عشرة من عمرها)، اسأل نفسي أيّ طينة من النساء كانت؛ فأنا لا أذكر وقد رافقتها حتى ساعاتها الأخيرة في الحياة وساعاتها الأولى بعد الحياة، أنّها اشتكت عوزا أو مرضا أو ضيقا. ويعلم الله كم هي عسيرة فترات الضّيق والعوز والحزن التي مرّت بها، ولكن قلبها كان يسع ذلك كلّه دون عناء كثير أو هكذا أتصوّر. اليوم عندما أعود إلى تلك الغرفة الوحيدة المطلّة على بستان أمّي، يخيّل إليّ أنّي أرى أبي يأخذ ضيفا له بعيدا بين أشجار الزّيتون واللوز والتّين. يخيّل إليّ أنّي أسمع ضيفه بلهجته الجريديّة يقول:» يا سي مختار هذه وديعة استودعها عندك فلا تسلّمها لأحد غيري. أني أرى أني أمنت شرّهم.. فلقد مرّت ثلاثة أيام ولم يلحق بي أحد منهم، وأعتقد أنّهم يأسوا من العثور عليّ، ولو إلى حين. لذلك سأسافر غدا إلى القيروان عساي ألحق بسي علي قبل أن يعود إلى تونس».
وما كنت لأسترق السّمع حتى أسمع أبي، فقد كان صوته دائما مجلجلا كما ضحكته: «سأرافقك حتـّى الهوارب، حيث لك أن تستقلّ الحافلة وإن شئت رافقتك حتى القيروان». دوّن أبي في أوراقه أنّ الرّجل أخرج من خُرْجِهِ كرة من الشمع لفّها في خرقة وهو يقول: «هذه وديعتي عندك». ويقول أبي في روايته إنـّه رافق ضيفه في الهزيع الأخير من الليل، خشية العيون، وإنـّهما بلغا دشرة الهوارب والفجر لم ينبلج بعد. ويقول:»كنت قد توجّست خيفة من تلك الرحلة، لا على نفسي وإنّما على ضيفي؛ فقد كان قلبي يحدّثني أنـّنا مقدمان على أمر جلل، ولكنـّي كرهت أن أجاهره بحديث قلبي، فألححت عليه أن أرافقه حتى القيروان، متعلّلا بأنّ ركوب الإبل خير من ركوب حافلة كثيرة الأعطاب والعطل. ولكنـّه امتنع قائلا: «كفاية عليك كلّ هذه المشقـّة»، وترجّل عن الناقة فربطت عنانها إلى عنان ناقتي وودّعته وانصرفت.
كان فجر ذلك اليوم يبطئ متعمـّدا، وكأنّ شمسه لم تحسم أمرها بعد أتبزغ أم لا تبزغ؛ وكأنـّني نمت أو هكذا تخيـّلت، ولكنّ الناقتين جفلتا ولم أسمع صوت الطلق النـّاري. إنـّما سمعت الوادي يردّد صداه كأنـّه طلقة إثر طلقة إثر طلقة، أو كأنـّه طلقة واحدة لا تنتهي. وخزت ناقتي وعدت على أعقابي. كان هناك ثلاثة رجال وامرأة وصبيّ ينتظرون الحافلة. عرفني الرّجال فساروا نحوي وحدّثوني كيف مرّت السيّارة، وتجاوزتهم؛ ثمّ عادت وأطلق أحد ركّابها النار على الغريب، ثم نزل فحشره في المقعد الخلفي، ثمّ مرقت السيارة لا تلوي على شيء. يقول أبي: «لا ادري ماذا فعلت بعد ذلك، فقد اعتكفت على نفسي أيّاما طويلة، وألمّ بي حزن شديد؛ ولم أَكُ أعرف الحزن والهمّ والغمّ «. أقول وأنا أقلّب أوراقه «لا بدّ أنّه كان محقّا في ذلك»، إذ لا أذكر وقد عاشرته حتى ساعاته الأخيرة في الحياة وساعاته الأولى بعد الحياة، أنّي رأيته حزينا أو مهموما، فقد كان أكثر ما يصيبه حالات من الغضب العارم، سرعان ما تزول لتترك مكانها لإقبال عجيب على الدنيا كأنه يشكّلها عجينة بين يديه.
٭ ٭ ٭
منذ سنوات قليلة، بدأت أتفطّن للتّجاعيد الخفيفة التي أخذت تتشكّل حول عينيّ وعلى جبيني؛ ولم أهتمّ للأمر كثيرا، فأنا من سلالة تكاد لا تهرم، فلم أر للزّمن أثرا على وجوه أهلي، حتّى خيّل إليّ أنّهم لا يموتون، لولا أنْ فعلها أبي، وبعده أمّي؛ بشهرين. ومن قبلهما جدّي؛ وإن كنت أشكّ أنّهم ماتوا بفعل الزّمن، وأرجّح أنّ والدي ووالده ماتا لأنّهما كانا، كعهدي بهما طلعتيْن، يريدان أن يغيّرا رتابة الحياة؛ وأن يذهبا ليكتشفا عالما آخر، يسمعان عنه، فلا يصدّقان، ولا يكذّبان. كان جدّي، وهــــو على فراش موته (1975)، يفتح عينيه، وينظـــر في الواقفين حول سريره، ويهمس: »لا تجـــــزعوا! إنّها إغفاءة قصيرة، ثمّ أنهض! الموت ليس من عاداتنا.. عائلة الوهايبي» ووالدي يعلّق بفرنسيّته: «نحن نمرض ونعتلّ.. مِسْقامون..»مالاديف Maladifs

«مثل كلّ البشر.. ولكنّنا قلّما نموت»

على أنّني أعود إلى كرّاسات أبي (1951). يقول أبي يوم عرف أنّ ابن عمّه علي اختلس محفظة أحد وزراء الأمين باي: يا علي يا ابن عمّي، كان أهلك على فقرهم وعوزهم أشدّاء مكابرين، ولكنّهم لم يكونوا سرّاقا ولصوصا. هل غيّرت تونس من طباعك فأصبحت قاطع طريق؟ ويحتجّ علي: «لا تقل هذا يا مختار. أنا استردّ ما سرقه اللصوص منّي ومنك ومن أهلنا جميعا. هذا لحمنا.. دمنا.. وعرقنا. هؤلاء ليسوا أخوتي. هؤلاء أعدائي وأعداؤك. فلماذا تريد أن أكون بهم رحيما؟ اسمع يا مختار.. لماذا لا نؤسّس لأنفسنا إمارة.. مملكة صغيرة تمتدّ من وادي مرق الليل إلى تخوم سيدي بوزيد أو أبعد قليلا.. إلى ما وراء قفصة والرديف مثلا؟ هل ترى مولانا الأمين باي أو الفرنسيس يغضبون أو يعارضون؟ ما أظنّ. سنخفّف عنهم العبء ونريحهم من بلاد معوزة فقيرة. سنريحهم من البطالة وطلبات العاطلين والجياع، وسنترك لهم تونس ومدن الساحل بزرعها وضرعها. فهل استكثروا علينا فقرنا وفاقتنا؟ ثم ما أدراك يا مختار لعلنا نفوز ببئر نفط أو غاز، فيتسارع إلينا المستثمرون من كلّ حدب وصوب، ونصير في حماية الأمريكان، ويلجأ إلينا الطليان والألمان والفرنسيس. ربّما نطالب في ما بعد بمنفذ إلى البحر نسوّق منه نفطنا. فلا بد من موانئ ومرافئ. لا تخف فلن يرفض لنا أحد رغبة أو طلبا. أنسيت أنّنا في حماية الأمريكان؟».
ويقول أبي» يا مسكين يا علي. هؤلاء جاءونا من قرنين من الزمن وما زالوا. شبابنا يلجأ إليهم في قوارب الموت وهم يأتوننا مبجّلين مكرّمين. يا علي يا ابن عمي.. أعــــــد إلى الوزير حافظة أوراقه وأرحنا من البليّـــة وابحث لنفسك إن شئت عن فريسة على قدر شدقيك وأنيـــــابك. ويضحك علي الساسي ساخرا متهكما: «يا مختار.. لا تخف.. هؤلاء قطط تحكي صولة الأسود.. لو رأيت وزيرك هذا عاريا مرتعشـــا متعثّرا يبحث عن نظارتيه لأشفقت عليه ورثيت لحاله. هؤلاء لا أنياب لهم. نحن أنيابهم ومخالبهم».

كاتب تونسي

في يوم الأب: أبي بمداده الحيّ

منصف الوهايبي

تناقض النخبة يدعم الثورة المضادة ويعيد دولة المخلوع للخدمة والتنازل عن الأرض هدية العيد للمصريين

Posted: 28 Jun 2017 02:31 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: عبثاً تسعى النخبة التي تعيش في نعيم السلطة المستبدة في العالم العربي، لأن تخفي رأسها في الرمال، كي لا تواجه حقيقة مؤلمة لا يستطيع أحد إنكارها في المسألة الخليجية، التي هي بصدد أن تتحول لمأساة، بعد أن ارتضت القوى المتربصة بقطر بمسجل خطر من سلالة بوش، الذي سبق أن دمر العراق، لأن يلعب دوراً في الخلاف المخيم على البيت الخليجي.
أما الحقيقة التي تخفيها النخبة، التي لا تقل استعلاء واستبدادا عن السلطة مكممة الأفواه، التي تسير في ركابها، أن الخندق الذي تقف فيه ضد الدوحه هو الخندق نفسه الذي لعب دور البطولة في الثورة المضادة لثورات الربيع العربي، ولأن التاريخ لا ينسى فمجرد استدعاءالمواقف السعودية والإماراتية تحديدا، مع نظام مبارك وزين العابدين، تكشف بجلاء كيف أن كلا الدولتين، ومن ورائهما البحرين وبعض البلدان الأخرى، دأبت على التحريض ضد ثورات الياسمين، تلك الثورات التي تترحم عليها الآن سائر القوى المعارضة، التي باتت تقف في خندق واحد مع أصدقاء الديكتاتور المستبد مبارك في الخليج، في موقف يكشف بجلاء حجم التناقض الكبير وحالة الفصام الفكري التي باتت تلازم تلك النخب، التي تتماهى مع السلطة الحاكمة، والتي تتفوق عليها بدورها في الثبات على موقفها، فيما بعض الشخصيات التي تدور في فلك النظام تتلون كالحرباء، فبعد أن كان لا نشاط لها سوى الهجوم على الرياض وأبوظبي، باعتبارهما معقل أنصار نظام مبارك، انقلبت مؤخراً على عقبيها، حيث لا تكف عن توجيه آيات الثناء للعواصم التي تدعو لفناء قطر وغزو الدوحة، وإلى التفاصيل:

لهذا السبب لن تندلع الحرب

«أكثر من سبب يمنع تطور أزمة الخليج إلى حرب رابعة في المنطقة تكون في هذه المرة أشبه بالحرب الأهلية، لأنها بين أطراف ذات طبيعة واحدة. أهم الأسباب حسب فراج إسماعيل في «المصريون» أن قوتين كبريين وثالثة إقليمية تنتمي للمنطقة نفسها تعمل بكل قوة حاليا على حل الأزمة بالحوار. نعني بتلك القوى الولايات المتحدة ممثلة في الكونغرس والتصريح الحاسم لرئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كروكر، بأنه لا تصديق على صفقات الأسلحة قبل حل الأزمة. ألمانيا التي لها مصالح وعلاقات اقتصادية كبرى في قطر، تعمل بكل قوة وبصفتها المؤثرة في الاتحاد الأوروبي على جلوس دول مجلس التعاون على مائدة الحوار. أما إيران فرغم الاستفادة التي يجنيها اقتصادها بملء الفراغ الذي أدى إليه حصار قطر من الدول الشقيقة، تقوم حاليا بجهود مضنية لمنع الحل العسكري، وقد رأينا المؤتمر الصحافي المشترك لوزير خارجيتها مع وزير خارجية ألمانيا يوم الثلاثاء 27/6 ومناشدته للدول التي لها نفوذ في المنطقة بالتوسط. ربما فهم البعض من تصريحات أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي وتهديداته المستمرة، خصوصا تصريحه عن الطلاق البائن، ومن التصريح الأخير لوزير خارجية البحرين الذي قال فيه أن قطر باستعانتها بقوى أجنبية – يقصد تركيا – تدفع نحو الحرب، ربما فهم من ذلك أن المنطقة ذاهبة إلى الحرب في غضون أسابيع، إن لم تكن أياما، يضاف إليه تصريح السكرتير الصحافي للبيت الأبيض شون سبيسر بأن ما يجري مسألة عائلية ويجب عليهم – يقصد دول الخليج – حلها بأنفسهم».

أي الطرفين أولى بالإدانة؟

تجاوزت آثار الأزمة الخليجية آفاقاً بعيده من عدم الحياد، وها هو فهمي هويدي في «الشروق» ينتقد غسان شربل الذي بدا متحاملاً على قطر: «في مقاله خص شربل قطر بنقده، في حين أن الطرف الآخر في الأزمة الخليجية أو قيادته على الأقل، تمتلك القوة المالية الضارية التي تحدث عنها، وتسعى جاهدة لإحداث التغيير في المنطقة، بمشرقها ومغربها، وإذا جاز لنا أن نتصارح أكثر فسنجد أن أذرع تلك الدول التي تتحرك وتسعى لتحقيق التغيير الذي تنشده، أوفر وأكثر عددا من كل ما تتوسل به قطر. وسبق أن قلت إن كل ما يؤخذ على قطر يمكن أن يتحول إلى لائحة اتهام للذين يقودون حملة مقاطعتها وحصارها. وذلك جانب تجاهله الكاتب الذي يعرف جيدا حقيقة الدور الذي يؤديه المال النفطي في العالم العربي وخارجه. كما أنني لا أشك في أنه يدرك أن المشكلة ليست فقط في طموحات بعض الحكام الذين يملكون القوة المالية «الضارية»، وإنما أيضا في الفراغ العربي المروع الذي سمح لتلك الطموحات بأن تتعاظم وتستشري. لقد ظلم الكاتب موضوعيته مرتين، الأولى حين وجه رسالته إلى الدوحة فقط، في حين أنها واجبة التعميم على بقية العواصم العربية الضالعة في الأزمة، إذ بدا وكأنه حرّم على قطر ما استحله الآخرون وأوغلوا فيه. أما المرة الثانية فحين تجاهل الأهداف التي يرنو إليها كل طرف، من وقف إلى جانب الثورة المضادة بكل قوة وشراسة، ومن وقوف مع تطلعات الشعوب العربية في الحرية والكرامة والعدل الاجتماعي».

انقلاب بنكهة أمريكية

مازالت التغييرات التاريخية في السعودية مثار اهتمام الكثيرين من بينهم طلال سلمان في «الشروق»: بقبلات على اليدين والقدمين «انتزع» ولي ولي العهد الاعتراف من ولي العهد، الذي ربت على كتف «بديله» و«خليفته» ثم غادر وعلى وجهه طيف ابتسامة سيختلف الخبراء في ترجمتها وهكذا، وببساطة لافتة، خرج الأمير محمد بن نايف من موقعه الممتاز بينما «خلفه» محمد بن سلمان يسعى بين يديه مودعا بشيء من الارتباك. وتقدمت المملكة خطوة في قلب الغموض العائلي المقدس، في اتجاه المستقبل ــ كما جرى التبرير ــ علما بأن ولي العهد «المخلوع» هو من «جيل الشباب» قياسا بتقاليد العائلة المالكة، لكن الهدوء الذي أحاط هذا التغيير كثيف جدا وينشر ضبابا لا يساعد على وضوح الرؤية، مع أن القرار بتوريث الملك سلمان نجله محمد كان شبه معلن، منذ أن قدمه على «أعمامه» المتقدمين في السن، مثله، والذين كان قد استبعدهم، أصلا، مستبقيا منهم الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ثم لم يلبث أن خلعه ليعين ابنه الأمير محمد وليا لولي العهد محمد بن نايف. لم تهتم الدول الحليفة والشقيقة والصديقة بهذه التطورات الملكية التي كان الكثيرون يتوقعونها، بل سارع الملوك والرؤساء (بمن فيهم الرئيس اليمني المخلوع منصور هادي) إلى تهنئة الملكين الوالد والنجل ولي العهد المفرد، باعتبار أن هذا الأمر من الشؤون الداخلية التي لا علاقة للخارج بها.. مع أن الأوساط المتصلة بولي العهد الجديد سارعت إلى التذكير بعلاقته المميزة بالولايات المتحدة الأمريكية، وزيارته واشنطن، حيث حظي باستقبال ملكي في البيت الأبيض، وعقد معه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعا رئاسيا، احتل فيه الأمير ووفده جانبا من الطاولة الرئاسية في مواجهة الرئيس الأمريكي ووزرائه ومعاونيه. كانت واشنطن، إذن، على علم ــ بل لعلها شريكة ــ بالانقلاب الأبيض الذي سيقوم به الأمير الشاب، مستندا إلى دعم والده، الذي سيفتح أمامه الأبواب ليكون ملكا مع غياب أبيه، والذي بات يتعجل تدبير أمر الحكم بعده».

للصبر حدود جلالة الملك

ومن المعارك الصحافية ضد النظام السعودي على خلفية التغييرات الأخيرة ما كتبه ماهر الجعبري في «الشعب»: «تسلم الملك سلمان –أمريكي الولاء المُلك، ثم جاء ترامب الجمهوري المتبجح ليسارع في أمركة الخليج، وليعمل على خلع ما تبقى من نفوذ بريطاني فيه ما استطاع إلى ذلك سبيلا. بادر الملك سلمان إلى تعيين ابنه أمريكي الولاء ولي ولي العهد، ووزيرا للدفاع (في المؤسسة ذات الولاء الأمريكي)، في خطوة أولى لمحاصرة ولي العهد مقرن- بريطاني الولاء. برز محمد بن سلمان في إدارة الحرب (الأمريكية) التي تقودها السعودية في اليمن، ثم حانت الفرصة وخلع الملك سلمان الأمير مقرن من ولاية العهد، مخالفا لما أكّد عليه الملك السابق عبد الله، من أن تعيين مقرن غير قابل للتغيير، حيث كان قد أصدر مرسوما يمنع عزل وليّ وليّ العهد (في حينه) عين الملك سلمان الأمير محمد بن نايف بديلا عن مقرن –مرحليا- وكان بذلك أول أحفاد الملك عبدالعزيز آل سعود، الذين تم تصعيدهم لهذا المنصب، كسابقة ممهدة لتعيين الحفيد محمد بن سلمان وليا للعهد. صحيح أن محمد بن نايف تخرج في كلية لويس آند كلارك الأمريكية، إلا أن له «ثارا»، في ما وصف بأنه اغتيال لأبيه نايف بين عبد العزيز، الذي كان الملك السابق عبد الله –بريطاني الولاء- عينه وليا للعهد قبل سلمان – الملك الحالي. ولي العهد الحالي محمد بن سلمان أمريكي الولاء ومحارب شرس في «الحرب الأمريكية على الإرهاب»، ومنسجم مع عقلية ترامب الصدامية وقابل للتلقّي والتنفيذ من أسياده الأمريكان ضمن استراتيجية القوة الصلبة (العسكرية) للجمهوريين. يسيطر محمد بن سلمان على غالبية مفاصل الحكم في السعودية، ومن الممكن أن لا يطول الزمان قبل أن يصبح ملكا، بتنحي سلمان أو وفاته».
من يدعم الإرهاب؟

وإلى وجهة نظر يبدو صاحبها حسين أبوطالب في «الوطن» موغرا صدر واشنطن كي تلوي ذراع قطر: «لقد كُتب الكثير عن تخبط إدارة «ترامب»، وعن عدم تحركها وفق رؤية استراتيجية واضحة ومتماسكة، وليس مجرد تغريدات تصدر بنت اللحظة، وتعبر عن انفعال شخصي بالحدث، وليست تعبيراً عن سياسة دولة عظمى بحجم أمريكا. وهو تخبط من شأنه إرباك الأصدقاء والحلفاء ودفعهم إلى الابتعاد عن واشنطن والبحث عن حلفاء وأصدقاء آخرين، حتى لو كانوا أقل تأثيراً ونفوذاً في الشؤون الدولية المختلفة. والواضح من أزمة قطر أن تحركاتها تهدف إلى استهلاك الوقت وافتعال معارك سياسية فرعية، وبالتالي التملص من الالتزام بالشروط الثلاثة عشر، التي سبق أن وافقت على أغلبها الدوحة كتابة في العامين 2013 و2014 لإنهاء الخلاف بينها وبين دول مجلس التعاون الخليجي، التي كانت قد سحبت سفراءها مطلع عام 2014. وبمقارنة المطالب الجديدة بما تعهدت الدوحة بالالتزام به ولم تنفذه، نجد أن الجديد ينحصر في ثلاثة أمور تتعلق بإغلاق القاعدة العسكرية التركية، وبتحجيم العلاقات المتصاعدة مع إيران، والالتزام بالضوابط التي يقرها مجلس التعاون بشأن منظمات الإرهاب ومواجهته، فضلاً عن الخضوع لآلية مراقبة تستمر بعض الوقت لضمان التطبيق الفعلي بلا مناورات أو خداع. ومع افتراض أن المواقف الأمريكية المتساهلة والرافضة ممارسة أي نوع من الضغط على قطر، نابعة من حسن نية واشنطن في إنهاء أزمة بين أشقاء في بيت واحد، والحيلولة دون وصول تلك الأزمة إلى نوع من الانشقاق الدائم بين هؤلاء الأشقاء، فإن هذا التساهل الأقرب إلى الانحياز الفعلي للشقيق المتمرد والساعي إلى التملص من أي التزامات لمكافحة الإرهاب عملياً، يؤدي في النهاية إلى تعقيد الأزمة».

لماذا نبدو «كومبارس» في الخليج

سؤال جوهري تطرحه تداعيات الأزمة الخليجية بشأن عدم وجود دور لمصر في مجرياتها، بحسب منى مكرم عبيد في «المصري اليوم»: «أين الرؤية المصرية في التعامل مع هذه القضية، فهل تملك القاهرة أجندة واضحة المعالم، أم تكتفي بموقفها المشترك مع السعودية والإمارات، خاصة أن التصريحات الصادرة عن الكويت التي تلعب دورا في الوساطة، لا تشير إلى أي ردود أفعال من الدوحة تجاه الأزمة مع القاهرة، والإشارة فقط إلى أن قطر تتفهم هواجس أشقائها في الخليج، وتنازلات قدمتها دول الخليج للحالات الإنسانية للمواطنين، بينما لا يوجد حديث حول كيفية التعامل مع الغضب المصري، كذلك لم تظهر أي بوادر للتعامل الجديد في العلاقات مع الأردن بعد أن قامت بتخفيض العلاقات الدبلوماسية مع قطر إلى أدنى مستوى.
وتنتقد منى عدم الاعتراف بقائمة الإرهاب الصادرة عن مصر والسعودية والإمارات، والاكتفاء بالقائمة المعترف بها في مجلس الأمن، وهو ما يشير إلى فشل مصر خلال سنوات مضت في إدراج عدد من الجماعات والأفراد في قائمة الإرهاب، وأن الجهود لم تستمر بالشكل المناسب، وإذا كنا في هذه المرحلة الحرجة، وعلى الرغم من تغير المزاج العام تجاه قطر، إلا أنه لم يكلل بالنجاح المنتظر نتيجة التراخي في مخاطبة مجلس الأمن والأمم المتحدة، بكثير من الوثائق التي كان يمكن أن تدعم الموقف المصري في هذه الأزمة، وهو الموقف نفسه، الذي لم تنجزه الخارجية المصرية في التعامل مع هذا الملف في الكونغرس الأمريكي، فعلى الرغم من وجود مشروع قرار لإدراج الإخوان على قوائم الإرهاب، إلا أنه لم يتم تمرير الأمر باحترافية، وسمح لدول أن تستخدم نفوذها لعرقلة ظهور هذا القرار، أخشى أن تنتهي الوساطة الخليجية بتفاهمات بين هذه الدول، وتخرج مصر من المعادلة دون أن تستفيد من هذا الموقف».

ضحايا على أعتاب الأزمة

«في سياق الهجوم على قطر أفردت الصحف الحكومية خاصة «الأخبار» صفحات كاملة تحت عنوان «شخصيات إعلامية ممولة من قطر» وأن الدوحة جندتهم ليكونوا أبواقا لها.. وذكرت عشرات الاسماء من بينها اسماء يعد من السخافة وفقاً لعلي القماش في «الشعب» اتهامهم بدليل عشوائي، ومنهم خارجيا روبرت فيسك المراسل الخاص بمنطقة الشرق الأوسط لصحيفة «الأندبندنت» البريطانية، الحكومي نفسه سبق أن أشاد بهما وبمهنيتهما ومواقف لهما، فضلا عن أنه من غير المتصور أن يبيع صحافي في حجم فيسك نفسه، وتتغاضى جريدة في حجم «الأندبندنت عن تاريخها وسمعتها من أجل رشوة. أما الزميل جمال سلطان، فإذا كان خط جريدته «المصريون» مرتفع، فإنه يعتبر صوت الجريدة الورقية الوحيدة في مصر صاحبة الصوت المعارض بشكل واضح، خاصة أنه غير مرتبط بسياسة حزب، ويزيد من وضوحه إغلاق الحكومة لجريدة «الشعب الجديد» بقرار أمني وسجن رئيس تحريرها الزميل مجدي أحمد حسين في قضايا صحافية بالمخالفة للدستور. ويبدو أن الإعلام الحكومي المنبطح، لا يتصور وجود صوت مختلف فصوّرته وكأنه مرتش من الدوحة، فهل إذا كانت أجهزة الأمن تعرف بتمويل للزميل جمال سلطان من قطر كانت ستغمض العين؟ وأين هي مظاهر التمويل في جريدة لا تستطيع مجابهة طبع نسخ أسبوعية؟ مرة أخرى إختلف مع قطر كما تشاء، ولكن الاتهامات العشوائية تفقد قيمة الاتهام».

حذاء السيسي أكثر لمعاناً

«كان من ضمن المقترحات التي أبدتها قوى المعارضة لعدم التفريط في الجزيرتين الدعوة إلى إعلان تجميد نشاط كل الأحزاب السياسية المعارضة لاتفاق تيران وصنافير، كما يشير خالد داوود في «مصر العربية» لـ»إحراج» النظام على المستوى المحلي والعالمي. وتناسى «الأصدقاء» أن إعلان تجميد نشاط كل الأحزاب المعارضة هي هدية ينتظرها النظام بفارغ الصبر ويتمناها، في ضوء أن النظام لا يرحب ولا يحبذ وجود أي أصوات معارضة من الأساس، ويرى أن واجب كل مصري «وطني» في هذه المرحلة هو الانصياع لأوامر «القائد»، وعدم إضعاف الروح المعنوية، بينما نحاول تجنب مصير سوريا وليبيا والعراق في المعركة الدائرة ضد الإرهاب. أما النظام العالمي والمجتمع الدولي الذي نرغب في فضح النظام أمامه وبعث رسالة مفادها أنه لا يوجد مجال لممارسة السياسة في مصر، فهو بدوره قد تخلى تماما عن أي اهتمام بقضايا حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط عموما، وأصبحت الأولوية فقط لمكافحة الإرهاب، والسعي لوقف تدفق اللاجئين إلى الدول الغنية. وإذا كان دونالد ترامب الأخرق يبالغ في إبداء حبه للنظام الحالي وللرئيس السيسي، لدرجة أنه أبدى إعجابه المفرط بحذائه اللامع، واستقبله في البيت الأبيض لكي يرتب معه «صفقة القرن»، فسنكون محظوظين جدا لو صدر بيان مقتضب عن الخارجية الأمريكية، ينص على أن الوزارة تدرس قرار الأحزاب المصرية المعارضة بتجميد نشاطها، وتدعو السلطات المصرية للتعامل بشكل فيه تفهم لمطالبها، ورغم أن أوروبا قد تبدو أكثر استياءً من الانهيار الحاد في أوضاع حقوق الإنسان في مصر وغلق المجال العام، خاصة بعد صدور قانون تجميد عمل الجمعيات الأهلية وإخضاعها كاملة لرقابة الأمن، فإن صفقات الرافال والميسترال ستسكت فرنسا، وصفقات الغواصات والسفن الحربية ستسكت ألمانيا، وعدة صفقات لاستكشاف الغاز لشركات بريطانية ستسكت لندن. هذه حقائق يدركها النظام».

محدش يتكلم.. الموضوع انتهى

علق الدكتور نور فرحات، أستاذ فلسفة القانون في جامعة الزقازيق، على تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي، يوم السبت، على اتفاقية التنازل عن «تيران وصنافير». ووفقاً لـ«البداية» كتب فرحات مستدعياً أبرز تصريحات ووصايا السيسي في شأن الجزيرتين: هدية العيد من السيسي لمصر. التصديق على معاهدة التنازل عن الجزيرتين. شريط الذكريات حول المأساة من بدايتها يستدعيه فرحات على النحو التالي: «محدش يتكلم في الموضوع ده تاني. الوصية بألا أحصل على ما لا يخصني.. وهي وصية استوحاها فرحات من نصيحة والدة الرئيس له منذ نعومة أظفاره، حينما دعته ألا ينظر لما في يد غيره، كي ينشأ قنوعاً». ومن شريط ذكريات الأزمة استدعي الكاتب تصريحا آخر: -ألم تتعاملوا مع شرفاء من قبل؟ ـ حبس كل من توجد في عينيه نظرات معارضة من الشباب. ـ نحن دولة تحكم بالقانون والدستور والموضوع خلص خلاص. في اليوم التالي صدر قرار رئيس الدستورية بإيقاف حكم مجلس الدولة. التصديق ليلة العيد.. في انتظار إنزال العلم ورفع العلم».

لن نفرط.. لن ننسى

نبقى في «البداية» حيث علق المحامي زياد العليمي، القيادي في الحزب الديمقراطي الاجتماعي، على تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم السبت، على اتفاقية التنازل عن «تيران وصنافير»، وقال العليمي، في صفحته على الفيسبوك: «النهاردة بتنتهي معركة خضناها للحفاظ على أرضنا، وتبدأ معركة جديدة لاستعادة أرضنا المحتلة».
وتابع: «معركة هنخوضها بكل الطرق، طول ما فيه نفس داخل وخارج من صدرنا، ومش هننسى حقوقنا عند المحتلين، ومندوبي الاحتلال في بلادنا». وأردف: «شعبنا طول تاريخه، اتهزم في معارك كتير، واتعلم منها وخرج أقوى وانتصر تاني». واختتم: «الجيل اللي خرج مع الناس بالملايين في الشوارع يرفض الظلم، ويطالب بحقه في العيش والحريّة والعدالة الكرامة الإنسانية، مش هينسى حلمه ولا حقه، ومش هيرضى غير باستعاده أرضه من محتل، واستعادة بلده من عصابة بتنهبها وبتبيعها، وبتسجن وتقتل شعبها». وصدق الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم السبت، على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، ويتنازل النظام المصري بموجب الاتفاقية، عن جزيرتي تيران وصنافير المصريتين، لصالح المملكة العربية السعودية. وأعلن مجلس النواب، موافقته على اتفاقية تعيين الحدود البحرية، في جلسته العامة المنعقدة قبل أسبوع من الآن. يذكر أن الاتفاقية باطلة، بعد قرار المحكمة الإدارية العليا بطلانها وتأييد حكم القضاء الإداري بمصرية الجزر».

الرئيس يعلم أين المشكلة

«تساءل الرئيس في مناسبة الاحتفال بليلة القدر عن حالنا، وعما إذا كنا راضين عن أنفسنا، وضرب الأمثال مؤكداً أنه مازال علينا وأمامنا الكثير.. لنأخذ مكاننا بين العالمين.. وهذا الاعتراف والمصارحة بحسب شوقي السيد في «الأهرام» بداية طريق النجاح والإصلاح.. لأن الحياة في كل الدنيا تموج بالخير والشر، وبالسيئ والأسوأ.. والصواب والخطأ.. والحرب والسلام.. والحب والكره.. والتسامح والمكايدة والمعاندة، والاختلاف بين دولة وأخرى يقع في درجة الغالب والمغلوب، وعندنا في مصر لم تخرج حالتنا الراهنة عن تلك الأوصاف، فلدينا كل هذه الصور وزيادة، لدينا التطرف والاعتدال، وعمليات الإرهاب ومقاومته، واضطراب الأحوال الاقتصادية بين الانخفاض والارتفاع، وجنون الأسعار والحماية الاجتماعية لمحدودي الدخل والفقراء، ولدينا انخفاض مستوى المعيشة ونسبة النمو، وزيادة عدد السكان، وعجز الموازنة، والترويج للاستثمار واستمرار الروتين والبيرقراطية، ولدينا أيضاً وقائع الفساد ومكافحته، ولدينا الانفلات الإعلامي في بعض جوانبه ومحاولة ضبط الإيقاع باتباع المنطق والحكمة، ولدينا أيضاً ضعف الحياة السياسية واختفاء أصوات الأحزاب وتصاعد التصريحات مقرونة بالتهديد والتخوين، ولدينا كذلك ارتكاب لأخطاء في إشعال الحرائق بغير مناسبة، وفي مقابل هذا كله، لدينا محاولات لسد العجز وزيادة معدل النمو وإقامة المشروعات.. ولدينا إطلاق شعار سيادة القانون ومحاولة البعض إهداره، لكن الأهم من هذه الأوصاف، كيفية مواجهة تلك الأحوال، وأولها أن تقف السلطات المسؤولة في البلاد على معرفة الواقع ودراسة أسبابه والعمل على مواجهته وتهيئة المناخ لحسن معالجته، وإقناع الرأي العام بقبول طرق العلاج والمواجهة حتى لو كانت قاسية. وأن يكون ذلك في الوقت المناسب. والأخطر من هذا وذاك أن لدينا حالات تسببت الحكومة فيها في إيجاد الأزمات أسهم في تصاعد تلك الحالة، المناقشات التي جرت عليها تحت قبة البرلمان.. آخرها كانت قضية تيران وصنافير».

الفرنسيون ثاروا بالوكالة عن الليبيين

نولي أبصارنا شطر الساحة الليبيبة، حيث يهتم عبد الناصر سلامة في «المصري اليوم» بتصريحات مهمة على لسان الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي الذي: «نكأ الجراح العربية، طعن في الربيع والخريف في آن، هو لم يكشف المستور، ذلك أنه كان مكشوفاً مسبقاً، إلا أنه رفع برقع الحياء من على تلك الوجوه التي بدت كالحة، هي وجوه ليست كالوجوه العربية، ليست كالوجوه الإفريقية أيضاً، هي مسخ حفتري لم يحسب له ساركوزي أي حساب، طعنها في شرفها وفي وطنيتها وفي عروبتها، ربما كان تعبير الطعن مهذباً مقارنة بالحقيقة على أرض الواقع، ذلك أنه فعل فعلة قبيحة بكثير من المتواجدين على الساحة السياسية العربية، والليبية بصفة خاصة، وما أكثرهم، علّ وعسى ألا نسمع لهم صوتاً مرةً أخرى، هم بالفعل التزموا الصمت، إلا أنهم التزموه أمام ساركوزي فقط، لم يستطع أحدهم الرد عليه، أو مقارعته بأي حجة.
فى حديثه للقناة الثانية في التلفزيون الفرنسي قال ساركوزي نصاً: «لا توجد ثورة في ليبيا، الليبيون لم يقوموا بأي ثورة، ما حدث في ليبيا ثورة قامت بها فرنسا، نحن من صنع تاريخ 17- 2- 2011 يوم الانطلاق، بل إن الاستخبارات الفرنسية هي من حددت هذا اليوم لتسهيل التدخل في ليبيا عسكرياً، نحن من أوقف رتل الجيش الليبي الذي كان متجهاً إلى بنغازي، طائرات فرنسا دافعت عن مصراتة ثمانية أشهر، كان بإمكان الجيش الليبي السيطرة على مصراتة منذ الشهر الأول، طائرات فرنسا دمرت 90٪‏ من القوة العسكرية الليبية، طائراتنا أيضاً هي من قصفت رتل القذافي في سرت، وألقت القبض عليه عندما اختفى عن كتائب مصراتة، بعد تخديره قمنا بتسليمه لهم، دور الثوار كان لوجستياً، يتقدمون بعد أن نمهد لهم الطريق من خلال الطيران. المعلومات الموثقة أكدت أن ساركوزي حصل على رشوة تقدر بخمسين مليون يورو لإسقاط القذافي».

أثرياء فلسطين هل يعرفون فضل الصدقة؟

نتوجه بالمعارك الصحافية خارج الحدود مع عباس الطرابيلي في «الوفد»: «أعرف كيف يعاني أبناء قطاع غزة، ربما أكثر من أبناء الضفة الغربية، وكيف أن إسرائيل تضيق عليهم الخناق، ولا تسمح بدخول إلا أقل القليل من الخدمات والبضائع من منافذها- في الضفة، ومن شمال غزة- والهدف هو «ترويض» السلطة الفلسطينية، سواء التي تم ترويضها في الضفة بقيادة محمود عباس، أو التي تحاول المناطحة أو الثورة ولو ظاهرياً. ومن أبرز ما تقلل دخوله إلى قطاع غزة الأكثر كثافة سكانية الوقود اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء، حتى أن أبناء غزة محرومون من الكهرباء إلا ثلاث ساعات يومياً، وهذا أبشع ترهيب لأبناء القطاع أو ترويض. وربما ذلك هو ما دفع مصر- كالعادة- إلى تقديم معونة عاجلة من الوقود دخلت منذ أيام لتساهم مصر في زيادة عدد ساعات عودة الكهرباء إلى أبناء غزة.. وذكرتني صورة شحنات هذا الوقود داخل شوارع غزة، بمشاهد «قطار الرحمة» الذي نظمته مصر في أعقاب ثورة يوليو/تموز لجمع التبرعات ونقلها إلى أبناء غزة، وبالمناسبة كانت خدمات السكك الحديدية المصرية، تصل إلى هناك. إن المصريين انطلقوا كعادتهم يقدمون لمشروعات الخير أكثر مما تنص عليه قواعد الزكاة، للمال، أو للفطر، فإنني هنا أتساءل: وماذا عن أثرياء فلسطين ومنهم من يمتلك مليارات الدولارات وليس الملايين فقط، ويعيشون إما في دول الخليج، أو دول المهجر ليس فقط في غرب إفريقيا، ولكن في معظم دول أمريكا الجنوبية والوسطي.. فضلاً عن أمريكا الشمالية وهم في كل هذه الدول حققوا نجاحات كبيرة وثروات أكبر.. فهل يدفعون لأهلهم داخل فلسطين زكاة المال.. وهي الأهم، فضلاً عن زكاة الفطر، أم أن البعيد عن العين بعيد عن القلب».

صراع المرجعيات في إيران

«منذ أن خرج الصراع بين خامنئي وروحاني إلى العلن إثر الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والمرشد الأعلى، كما يشير مكرم محمد أحمد في «الأهرام» لا يتوقف عن التشهير برئيس الجمهورية واتهامه بأنه يكرر مأساة الحسن بني صدر، ويحاول قسمة البلاد إلى خصوم ومؤيدين، مؤكدا أن ذلك لن يتكرر مهما تكن النتائج، وأن الذين يكررون الخطأ ذاته سوف يلقون المصير نفسه، وقد اعتبر المحافظون أنصار خامنئي أن إشاراته السلبية للرئيس روحاني تمثل ضوءا أخضر يمكنهم من استباحة روحاني والعمل على سرعة عزله، قبل أن يصبح خطرا على مصير الثورة الإيرانية، ويكتسب المزيد من الشعبية خاصة بين صفوف الشباب الذين يتطلعون إلى المزيد من الحريات الشخصية والعامة، وتناصرهم فئات واسعة من المجتمع الإيراني، من بينها المرأة وتجار البازار ونسبة عالية من الأكاديميين وأساتذة الجامعات وأصحاب المهن الحرة، شكلوا منذ حكم محمد خاتمي تيارا قويا زاد من قوة الإصلاحيين، ومكنهم من إلحاق هزيمة قاسية بالمحافظين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، عندما حقق حسن روحاني فوزا ضخما على منافسه في انتخابات الرئاسة الأخيرة آية الله إبراهيم رئيسي، واحد من أهم أقطاب جماعة المحافظين المقربين من المرشد الأعلى والمرشحين لخلافته، لكن روحاني سحقه في الانتخابات الأخيرة. ويبدو أن حسن روحاني تجاوز الخط الأحمر عندما طالب بأن يكون اختيار المرشد الأعلى بالانتخاب، فضلا عن احتفائه الشديد خلال الحملة الانتخابية بالرئيس الإصلاحي محمد خاتمي وتعهده بالإفراج عن مهدي كروبي وعدد من قادة الإصلاحيين الموقوفين، ولأن شعبية حسن روحاني تجاوزت كثيرا شعبية المرشد الأعلى، ومكنته من أن يحوز منصب رئيس الجمهورية، ورغما عن أنف المرشد الأعلى الذي يسيطر علي الأمن والمخابرات والإعلام والحرس الثوري، أصبح وجود حسن روحاني يمثل تهديدا مباشرا لسلطة المحافظين».

تناقض النخبة يدعم الثورة المضادة ويعيد دولة المخلوع للخدمة والتنازل عن الأرض هدية العيد للمصريين

حسام عبد البصير

مشرعون أمريكيون يطالبون بإعداد خطة لتجريد الأسد من السلطة رغم المخاوف من تصعيد إدارة ترامب

Posted: 28 Jun 2017 02:30 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: يحاول صناع السياسة في واشنطن فك الغموض المحيط في بيان البيت الأبيض الذي افاد بان الولايات المتحدة «حددت الاستعدادات المحتملة» اذا شن نظام الرئيس السوري بشار الاسد هجوماً آخر بالاسلحة الكيميائية ضد المدنيين.
وجاء البيان بدون تفسير يذكر مما اثار المخاوف بين منتقدي الرئيس الامريكي بان الولايات المتحدة تتحرك في مستنقع الحرب الاهلية السورية دون استراتيجية واضحة.
وقال السناتور بن كاردين من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ان الاسد يجب ان يكون في لاهاي بسبب ارتكابه جرائم حرب، واضاف ان نشاطاته غير مقبولة على الاطلاق، واضاف «نحن بحاجة الى اعداد خطة لاخراج الاسد من منصبه، ومن الواضح انه ينبغى على المجتمع الدولي الرد على الفضائع التى يرتكبها نظام الاسد، وسنفعل ذلك».
واوضح انه لا يوجد أي حل عسكري للازمة في سوريا مشيراً الى انه لا يوجد تفويض لاستخدام القوة العسكرية ضد نظام الاسد ولذلك يجب ان يتعاون ترامب مع الكونغرس من اجل اعداد خطة.
وأعرب ديمقراطيون في الكونغرس عن قلقهم من ان البيان يعد اشارة على تصاعد التدخل الامريكي في الحرب الاهلية في سوريا اذ قال السناتور تيم كاردين رداً على سؤال حول ما اذا كان هذا هو الحال بالفعل «نعم بالتأكيد»، مضيفا ان محادثات لجنة الخدمات المسلحة كانت تركز على عدم تقديم ادارة ترامب لاستراتيجية في سوريا او استراتيجية ضد تنظيم «الدولة» او استراتيجية في افغانستان.
وكان شون سبايسر، السكرتير الصحافي للبيت الأبيض، قال في وقت متاخر من مساء الاثنين الماضي ان حكومة الاسد تشارك في نشاطات مشابه للاستعدادات التى تم عرضها قبل هجوم غاز السارين الذي شنه في 4 نيسان/ابريل مشيراً الى ان الولايات المتحدة حددت الاستعدادات المحتملة لقيام نظام الاسد لشن هجوم كيميائي آخر، من المحتمل ان يؤدي الى قتل جماعي للمدنيين بمن فيهم اطفال أبرياء.
ودعمت وزارة الدفاع الامريكية بيانات البيت الأبيض بالقول إن النشاط الملاحظ في الشعيرات في اليومين الماضيين مرتبط باستخدام الاسلحة الكيميائية، وكانت الولايات المتحدة قد قالت ان مطار الشعيرات في محافظة حمص هو المكان الذي استخدمته قوات نظام الاسد لشن هجوم غاز السارين، في نيسان/ابريل الماضي، مما اسفر عن مصرع العشرات من المدنيين واصابة المئات، وردا على الهجوم أمر ترامب بشن ضربة عسكرية ضد المطار.
ولاحظ مراقبون انها المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الامريكي الحكومة السورية منذ بداية الحرب الاهلية المستمرة منذ ست سنوات رغم إصرار العديد من المسؤولين الامريكيين على ان هذه الخطوات لا تمثل تغييراً في النهج الامريكي تجاه سوريا ولكنها دفعت العديد من المشرعيين في الكونغرس الى المطالبة باستراتيجية واضحة وواسعة بشأن سوريا.
وتصاعدت المخاوف في واشنطن من تصرفات ترامب في سوريا بسبب سلسلة من المواجهات بين القوات الامريكية والقوات الموالية للاسد حيث اسقطت القوات الامريكية طائرة سورية قالت انها كانت تقوم باطلاق النار على قوات برية شريكة، وهي المرة الأولى التى تقوم فيها طائرة امريكية بضرب طائرة مأهولة منذ عام 1999 كما قامت القوات الامريكية باطلاق النار مرتين على طائرات بدون طيار من طراز ايراني الصنع، واضافة الى ذلك، شنت القوات الامريكية غارة جوية على ميليشيات موالية لنظام الاسد بعد دخولها منطقة تهدئة.
وحذر روبرت فورد، السفيرالامريكي السابق لدى سوريا، من تشابك هذه الحوادث مع الرد على الهجمات الكيميائية مشيراً الى ان وضع مبدأ الرد على استخدام الكيميائية هو هدف محدود ولا يؤدي الى منحدر زلق بحد ذاته، واضاف ان التصريحات العلنية للبيت الأبيض يمكن ان تكون رادعاً قوياً للهجمات الكيميائية.

مشرعون أمريكيون يطالبون بإعداد خطة لتجريد الأسد من السلطة رغم المخاوف من تصعيد إدارة ترامب

رائد صالحة

هل قررت السعودية إشهار «الورقة الكردية» في وجه تركيا رداً على موقفها من الأزمة الخليجية؟

Posted: 28 Jun 2017 02:30 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: للمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين، منحت الصحف السعودية الكبرى التي تديرها الدولة بشكل مباشر أو غير مباشر مساحة واسعة لحوار صحافي مع صالح مسلم زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري والذي تقول تركيا إنه يمثل امتدادا لتنظيم العمال الكردستاني الإرهابي وإنه يمثل تهديداً على أمنها القومي.
فبعد أيام من حوار أول نشرته صحيفة «الرياض» وخصص لتوجيه اتهامات وشتائم وإهانات لتركيا، أجرت صحيفة «الشرق الأوسط» حواراً جديداً مع مسلم الذي كال الاتهامات إلى تركيا وقطر وأبدى تأييده لخطوات «دول الحصار» اتجاه قطر وحرض على اتخاذ خطوات مباشرة ضد تركيا.
هذه الخطوة جاءت ضمن سلسلة من الإجراءات الأخرى التي سعت من خلالها السعودية ـ على ما يبدو ـ إلى توجيه رسائل غير مباشرة إلى تركيا بإمكانية لجوئها إلى اللعب في الورقة الكردية ضد أنقرة التي أعلنت وقوفها إلى جانب قطر في الأزمة الأخيرة وأرسلت قواتها إلى قاعدتها العسكرية في الدوحة. مصدر تركي مقرب من الحكومة التركية رفض الكشف عن اسمه قال لـ«القدس العربي»: «مما لا شك فيه ومن الواضح جداً أن السعودية تحاول إيصال رسالة إلى تركيا مفادها أن بإمكانها اللجوء إلى إبراز الورقة الكردية في وجه تركيا إذا واصلت أنقرة الوقوف إلى جانب قطر».
وتحدث مسلم الذي تعتبره أنقرة «زعيم منظمة إرهابية» في حواره الأخير مع الصحافة السعودية عن ما وصفه بـ«الأحلام العثمانية وكراهية الأتراك للعرب» متهماً تركيا وقطر بدعم داعش والنصرة، واعتبر أن تركيا لا يحق لها تأسيس قاعدة عسكرية في قطر وأن أردوغان «جلب المصائب للشرق الأوسط».
إلى جانب ذلك، استضافت الصحف ووسائل الإعلام السعودية طوال الأيام الماضية شخصيات كردية معادية لأنقرة في توجه لافت، كل ذلك جاء بالتزامن مع حملات منظمة جرى العمل عليها على مواقع التواصل الاجتماعي وطالب من خلالها مغردون خليجيون بالرد على الموقف التركي من الأزمة من خلال تقديم الدعم إلى الأكراد في سوريا وتركيا ودعم تكوين دولة للأكراد في تركيا.
هذا الدعم قالت وسائل إعلام تركية إنه بدأ بالفعل، حيث نشرت قبل أيام صحيفة «يني شفق» المقربة من الحزب الحاكم تقريراً قالت فيه إن اجتماعاً جرى في مدينة الحسكة السورية بين شخصيات أمريكية وسعودية وإماراتية لدعم توجهات ما تسمى «الإدارة الذاتية» في شمالي سوريا.
الحديث عن دعم فعلي او اجتماعات مباشرة بين أطراف سعودية والأكراد في سوريا وإن لم يجري تأكيده من أطراف أخرى إلا انه يؤشر إلى جانب ما أظهره الإعلام السعودية إلى أن دوائر صنع القرار في المملكة تضع الملف على رأس أولوياتها وتجعله خياراً سريعاً للرد على الموقف التركي في حال تراجع العلاقات الحالية بشكل أكبر.
وحسب تطورات الأحداث منذ اندلاع الأزمة الخليجية، فإن العلاقات بين المملكة وتركيا لم تصل إلى هذا المستوى بعد، وعلى الرغم من الدعم التركي المباشر والصريح لقطر في الأزمة، إلا أن أنقرة ما زالت تسخر جميع إمكانياتها الدبلوماسية من أجل الحفاظ على علاقاتها مع المملكة وعدم إغضابها وما زالت تحاول لعب دور الوسيط لإنهاء الأزمة رغم عدم تحقيق تقدم في الجهود الواسعة التي قادها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مدار الأسابيع الماضية.
ويعتبر تقديم الدعم السياسي أو العسكري إلى المتمردين الأكراد في تركيا أو الوحدات الكردية في سوريا من أكثر الملفات حساسية في السياسية التركية، وتصنفه أنقرة على أنه ملف يتعلق بأمنها القومي، وبذلك فإن أي مؤشرات أكيدة على وجود دعم سعودي رسمي للأكراد من شأنه أن يُدخل العلاقات بين البلدين في نفق مظلم، وأن تبدأ مرحلة الصدام المباشر كما هو الحال مع واشنطن التي يتهمها أردوغان بدعم الإرهاب بسبب تقديمها الأسلحة للوحدات الكردية في سوريا.
والثلاثاء، وتطبيقاً للتوجيهات الرسمية بالحفاظ على العلاقات مع السعودية، نشرت وسائل الإعلام التركية المقربة من الحكومة حواراً مطولاً مع السفير السعودي في أنقرة وليد الخريجي، الذي اعتبر أن أي قوة إقليمية تخطيء إذا ظنت أن تدخلها سيحل المسألة، في إشارة إلى الموقف التركي على ما يبدو.
وقال: «تخطئ أي قوى إقليمية إن ظنت بأن تدخلها سيحل المسألة، ونتوقع من هذه القوى أن تحترم النظام الإقليمي القائم والكفيل بحل أي مسألة طارئة، وفي هذا الإطار تندرج مسألة القاعدة التركية في قطر والتي من شأنها أن تعقد الوضع بدلا من السعي في علاجه، فقد كنا نأمل أن تحافظ أنقرة على مبدأ الحياد للعلاقات الجيدة التي تربطها مع جميع الدول الخليجية، وعندما تنحاز أنقرة إلى الدوحة تفقد كونها طرفا محايدا يسعى للوساطة.. إحضار الجيوش الأجنبية من دول إقليمية، وآلياتها المدرعة، إنما هو تصعيد عسكري تتحمله قطر».
وأضاف السفير: «بالنسبة إلى المملكة لا يمكنها أن تسمح لتركيا بإقامة قواعد عسكرية تركية في البلاد، فأنقرة تعلم جيدا أن المملكة ليست في حاجة إلى ذلك وأن القوات السعودية المسلحة وقدراتها العسكرية في أفضل مستوى، ولها مشاركات كبيرة في الخارج، بما في ذلك قاعدة أنجيرليك في تركيا لمكافحة الإرهاب وحماية الأمن والاستقرار في المنطقة».

هل قررت السعودية إشهار «الورقة الكردية» في وجه تركيا رداً على موقفها من الأزمة الخليجية؟

إسماعيل جمال

نقاشات «صاخبة» حول ورقة «الجنوب السوري»… والأردن مستفيد: قوات «غامضة» بلافتة دولية في درعا قيد البحث والأمريكيون تعهدوا بمنع «الحسم»

Posted: 28 Jun 2017 02:30 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي» : تعرف مجموعات المعارضة السورية طبيعة وحساسية الوتر الذي تضرب عليه عندما تبلغ الأردنيين بأن ميليشيات الحرس الثوري الإيراني باتت على بعد ما يزيد قليلاً عن 70 كيلومتراً من الحدود مع الأردن .
هذه المسافة مقلقة وتستوجب التحذير ولفت النظر ليس لأنها خطيرة ولكن حتى لا تزيد فالأوساط الأردنية المختصة أمنيًا تقول بأنها ستقرع جرس الإنذار إذا ما تجاوزت ميليشيات حزب الله اللبناني او الحرس الثوري الإيراني حاجز الـ50 كيلومتراً.
لكن المعارضة السورية تبدو مهتمة بإقلاق الأردن أكثر لتضمن تسهيلات بخصوص وصول الذخيرة والسلاح لها في مواجهة درعا الشرسة عسكرياً.
ورغم ان الأردن رسمياً لا يقدم معونات للمعارضة السورية ويترك هذه المهمة للولايات المتحدة والتحالف ضد داعش والإرهاب إلا ان عمان توافق على الاستنتاج الذي يقول بأن وقف الدعم لمسلحي المعارضة السورية الذين يواجهون النظام وتنظيم «الدولة ـ داعش» معاً وبصورة مجانية ينبغي أن لا يكون خياراً إستراتيجياً بكل الأحوال؟ يفضل الأردنيون بكل حال ان تتوقف أنماط الدعم الإقليمي للمسلحين العلمانيين في قوات المعارضة السورية بعد ترتيبات دولية وإقليمية وليس من خلال البصمات التي ترسمها المعركة وموازين القوى العسكرية في الميدان. عليه تصبح مسألة اقتراب ميليشيات طائفية من الطراز الذي يثير كل الحسابات في الوقت نفسه.
ذلك «نبأ» سلبي جداً بالنسبة للحكومة الأردنية التي تبدو مطمئنة لسلسلة تفاهمات بالباطن على الواقع الميداني للحدود مع سوريا بين اللاعبين الكبار وتحديداً في موسكو وواشنطن دون ان تشعر بأن الحاجة ملحة لإعلان اي حالة طوارئ أمنية وحدودية بسبب اقتراب ما يصفه وزير الخارجية ايمن الصفدي بـ»الميليشيات الطائفية ». من هنا لا يرفع الأردن الصوت رغم قلقه ويكتفي بالتفاهمات الأمريكية التي برزت بقوة السلاح الثقيل بداية من مثلث التنف الصحراوي على الحدود بين العراق وسوريا .وعليه يعتمد الأردنيون على هذه التفاهمات التي تجري مرة مع الروس وأخرى مع النظام السوري لردع اي محاولات إقتراب جغرافية من قبل الميليشيات التي تصفنها اصلا قائمة اردنية سلمت لموسكو قبل عامين في خانة الإرهاب.
عمان كانت قد وضعت قائمة رسمية وسلمتها لموسكو سابقا بأسم الفصائل والمجموعات المسلحة التي تعتبرها «إرهابية» في سوريا وضمت القائمة إضافة لـ«داعش» و«جبهة النصرة» قوات «حزب الله» و«الحرس الثوري» و«حركة النجباء» العراقية. إستراتيجياً يفهم المراقب بأن توجهات عمان السياسية في مسألة الواقع الميداني لجنوب سوريا تنسجم مع مؤشرات القائمة المشار إليها . لكن رغم ذلك تبدو الأوراق مختلطة تمامًا في غرفة مسار العمليات التي تحاول ترسيم حدود اللعبة في جنوب سوريا. قائد الأركان الأردني الجنرال محمود فريحات وفي مناسبات عدة في شهر رمضان المبارك أكد أن أحداً لن يرى جندياً أردنياً داخل الأرض السورية .وخلال نقاش في القصر الملكي منتصف شهر رمضان برزت التشخيصات التي تتحدث عن قوات متعددة ومحترفة بيافطة «شبه دولية» قد تتواجد في عمق الجنوب السوري لأغراض مطاردة الإرهاب وتحقيق قدر من الاسترخاء في درعا والتنف يسمح بإنجاز توافقات إقليمية على شكل وهوية المنطقة. لم تحدد هوية هذه القوات في النقاش الأردني المشار إليه لكن عمان بوضوح تقلل من مستوى الحديث الصاخب وتكتفي بمراقبة حيوية لكل ما يجري في الجانب السوري من الحدود ومن المرجح أنها تراهن على الدور العسكري الأمريكي بعد نقل سلاح ثقيل لمنطقة التنف بالتفاهم مع روسيا. أردنياً يعتقد وعلى نطاق واسع بأن النظام السوري سعى خلال الأسبوعين الماضيين لإفساد الترتيبات الأمريكية عبر شن هجمة شرسة على قوات المعارضة وسط درعا وعبر تعزيز تقدم الميليشيات الإيرانية واللبنانية في المكان قبل ان يتفاجأ جيش النظام بمقاومة عنيفة على أكثر من محور في وسط وعمق درعا.
وأردنياً ايضاً ثمة قناعة بأن الحسم العسكري الذي كان مطلبًا أردنيًا لصالح النظام في الماضي القريب لم يعد هو المطلوب وبان الأمريكيين قرروا تعقيد مهمة الحسم العسكري في محيط درعا ضمن سياقات الاختبار بينهم وبين الروس لأغراض أعمق وابعد من «تمكين» اي جهة من الحسم على الأرض، الأمر الذي يبرر نقل سلاح صاروخي ثقيل يردع النظام ويمنع الحسم.
في غرفة القرار المشتركة بين عمان وموسكو وواشنطن يقال بصورة مباشرة للممثل الروسي بأن بلاده «تخفق» في الإيفاء بتعهداتها التي التزمت بها بخصوص ضبط الإيقاع الإيراني في جنوب سوريا.
ومؤخراً تم التلويح بتهديد للجانب الروسي بأن عليه ان يقدم أدلة ملموسة على ضبط حركة الميليشيات الشيعية التي تحاول تعزيز وجودها بدعم وإسناد من النظام في مناطق الجنوب مع الإشارة إلى ان الطائرات الروسية تتلاعب بالوقائع لأنها تقدم الغطاء الجوي أحياناً لحراك عسكري يخص الميليشيات وليس المناطق المتفاهم عليها مع الأمريكيين . حصل «صخب» في النقاش ضمن اللجنة التنسيقية المعنية بالعواصم الثلاث خصوصاً ان الجانب السياسي كان قد أنهى الاتفاق على «مناطق منخفضة التوتر» في جنوب سوريا. وترى واشنطن وعمان ان الميليشيات وهي تتقدم تعبث بهذا الاتفاق ولصالح مشروع الممر المائي الإيراني باتجاه المتوسط الذي يعتبره الأمريكيون «واهماً» وبشكل قد يؤدي لتراجع الأمريكيين عنه والانتقال فوراً لمستوى فرض الوقائع وتوسيع منطقة الأمان بمبادرة فردية . المهم ان عمان تشتبك مع مصالحها الأساسية وسط هذا «الصخب» وتراقب المشهد وتجد نفسها مستفيدة ما دام الأمريكيون يتواجدون بقوة في الميدان ويتنافسون مع الروس على تقديم إلتزامات دفاعية لها، الأمر الذي يدفع بالنتيجة الحكومة الأردنية لتجاهل نداءات المعارضة السورية التي تحاول تخويف الأردنيين من اقتراب ميليشيات طهران وبيروت.

نقاشات «صاخبة» حول ورقة «الجنوب السوري»… والأردن مستفيد: قوات «غامضة» بلافتة دولية في درعا قيد البحث والأمريكيون تعهدوا بمنع «الحسم»

بسام البدارين

المغرب: الاحتجاجات الشعبية تتصاعد وتتوسع مع اعتماد المقاربة الأمنية وتواصل حملة الاعتقالات

Posted: 28 Jun 2017 02:29 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي» : تتواصل «الطنطنة» رمزاً للاحتجاجات الشعبية في منطقة الريف، لكن «طنطنة» اول امس الثلاثاء، كان لونها اسود، بلون يوم عيد الفطر، الذي شهد دماً أسالته عصي قوات الامن واقدامها في اجساد المحتجين، وشهد اعتقالات عشوائية لتزيد من عدد المعتقلين الذين بات اطلاق سراحهم المطلب الرئيسي للحراك الشعبي المندلع في الريف منذ ثمانية اشهر.
وأصر «نشطاء الريف» في الحسيمة على مواصلة الاحتجاج بشتى الطرق لإيصال صوتهم والترافع من أجل تلبية مطالبهم، التي يتصدرها مطلب إطلاق سراح المعتقلين بسجون الدار البيضاء والحسيمة والناظور وشهدت ليلة اول من أمس الثلاثاء، كما الاحتجاجات منذ أكثر من اسبوع، الاحتجاج بـ»الطنطنة»، أي قرع الأواني من فوق أسطح المنازل والنوافذ، مع حمل الشموع وترديد الشعارات، رداً على التدخل العنيف ضد المحتجين يوم عيد الفطر، الذي اطلق عليه «العيد الاسود».
وواصل المحتجون «الطنطنة» لوقت طويل، مرددين شعارات مطالبة بوقف العسكرة، وإطلاق سراح المعتقلين، وإلغاء المتابعات القضائية الجارية، وتلبية المطالب وشهدت مدينة الحسيمة يوم عيد الفطر تدخلاً أمنياً عنيفاً في حق المحتجين، قوبل برشق القوات العمومية بالحجارة، إذ تم تسجيل إصابات في صفوف الطرفين.

اعتقال العشرات في الحسيمة

وأورد عدد من النشطاء والمحامين أن عناصر الشرطة في المدينة قامت باعتقال العشرات، وأطلقت سراح بعضهم، في حين تم وضع آخرين رهن تدابير الحراسة النظرية بتعليمات من النيابة العامة.
ويؤكد «نشطاء الحراك» أنهم لن يتراجعوا عن الاحتجاج بكل الأساليب المتاحة إلى غاية تحقيق المطالب وإطلاق سراح كل المتواجدين خلف القضبان والاستجابة للمطالب الاجتماعية والاقتصادية.
وفضَّ الأمن المغربي، المسيرة في مدينة الحسيمة والمدن الاخرى القريبة، وحدثت بالموازاة مواجهات بين بعض المحتجين الملثمين وبين رجال الأمن، عبر تبادل الرشق بالحجارة وإطلاق الغازات المسيلة للدموع.
وقالت السلطات ان حوالي 29 عنصرًا من أفراد الامن تعرضوا لإصابات متفاوتة الخطورة، خلال أعمال عنف شهدتها مدينة إمزورن مساء اول أمس الثلاثاء، واوضحت ان العشرات من الأشخاص التجمهر في الحي السكني أيت موسى واعمر بامزورن قبل أن تنطلق شرارة العنف، والتي استمرت إلى غاية الساعة الخامسة من صباح (امس) الأربعاء وأن عدداً من سيارات الإسعاف قامت بنقل عدد من عناصر الشرطة وأفراد القوات المساعدة نحو المستشفى بالحسيمة بعد رشقهم بالحجارة، أحدهم كانت إصابته على مستوى الرأس وتظهر الصور التي وزعتها السلطات إصابات مختلفة لعناصر أمنية بعدما تم نقلها الى المستشفى.
وقال الناشط الحقوقي في الحسيمة عبد الصادق الشتاوي أن عدد المتظاهرين الذين تم اعتقالهم يوم العيد يقارب 150، أفرج على البعض منهم وتم الاحتفاظ بالبقية ومن بينهم متضامنون قدموا إلى الحسيمة من بركان وتمسمان ونقل موقع الايام 24 عن البوشتاوي ان ما شهدته الحسيمة يوم العيد بـ ”القمع والترويع الذي خلق نوعاً من الاستياء في صفوف جميع المواطنين في منطقة الريف».
ووصف البوشتاوي التدخل الأمني لمنع التظاهر يوم العيد بــ”العنف المفرط” والاعتقالات بــ”الاختطافات المهينة» التي لا تحترم الكرامة الانسانية وعبر عن استيائه واستنكاره من تعرض النساء ”للرفس والضرب بشكل مهين أمام عائلاتهن وأزواجهن وأبنائهن» من قبل رجال الأمن.
وقال «إن ما حدث ويحدث في منطقة الريف بصفة عامة وإقليم الحسيمة بصفة خاصة يكشف زيف شعارات الدولة من قبيل دولة الحق والقانون والعهد الجديد”، وأن هذا يتنافى مع التزامات المغرب المحلية والدولية في مجال حقوق الإنسان خاصة من خلال مقتضيات دستور 2011 والمواثيق الدولية المصادق عليها والبروتوكولات الملحقة بها.

الأمن يرشق منازل المواطنين بالحجارة

وتداول عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو جديد يظهر عناصر أمن وهم يقومون برشق منازل مواطنين بالحجارة مساء يوم الثلاثاء في مدينة امزورن اثر تدخل أمني لتفريق احتجاحات في المدينة ويظهر في الشريط عناصر الأمن من قوات التدخل السريع والقوات المساعدة وهم يرشقون منازل مواطنين ونوافدها بالحجارة، مع وابل من السب والشتم بكلام نابٍ.
وأعرب وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت اول امس الثلاثاء في الرباط عن ارتياحه «تجاه التعاطي الإيجابي والاحترافي الذي يواجه به رجال السلطة ،وممثلو السلطات الأمنية، مختلف مظاهر المس بالأمن والنظام العام»، مستحضراً «الصعوبات والإكراهات الميدانية المرتبطة بظروف اشتغالهم»، ومؤكداً على أن «الإخلاص التام والتفاني في أداء الواجب يبقى السبيل الأمثل لتعزيز الثقة لدى المواطنين في قدرة السلطات العمومية على حمايتهم وحماية ممتلكاتهم».
وأكد لفتيت أن التجربة الميدانية أبانت أن عدم الإنصات للمواطنين وعدم التفاعل مع انشغالاتهم كيف ما كانت طبيعتها «تغذي وضعية الاحتقان وبؤر التوثر وتساهم في نشر الخطاب العدمي في صفوف المواطنين» وان مهمة المحافظة على النظام العام والسهر على أمن المواطنين، إحدى أولويات الإدارة الترابية والأمنية، و»إسهام رجل السلطة في فرض احترام القانون والابتعاد عن كل الممارسات والسلوكات التي تمس بمصداقيته، كفيل بتعزيز هيبة الدولة وزرع الثقة بمؤسساتها»، وأن «ذلك لن يتأتى إلا بالتحلي بالانضباط وحسن الخلق، والالتزام الصارم والدقيق بتطبيق القانون وبالشفافية والمصداقية».

مظاهرة تأييد في بروكسل

وفي الخارج نظم العشرات من النشطاء المغاربة، الثلاثاء، وقفة قرب وزارة الخارجية البلجيكية بالعاصمة بروكسل، احتجاجاً على أحداث العيد الأسود، وللمطالبة بإطلاق سراح معتقلي حراك الريف وذلك بدعوة من لجنة متابعة ملف محسن فكري، رُدّدت خلالها شعارات «محسن مات مقتول.. والنظام هو المسؤول»، و«الشهيد خلّى وصية.. لا تنازل عن القضية»، و«اعتقالات اعتقالات.. تؤجج النضالات»، و«من أجلنا اعتقلوا.. من أجلهم نناضلُ».
وحمل المتظاهرون لافتات كُتبت بالأمازيغية، والفلمانية والفرنسية، إضافة إلى صور رافضة لاعتقال نشطاء الحراك، ولحادثة «طحن» الرّاحل محسن فكري أيضاً.
وقال أحد المشاركين في الاحتجاج «تأتي هذه الوقفة احتجاجًا على استمرار الاعتقال السياسي، وكذا للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين فوراً دون قيد أو شرط. نحن نتشبث بحقنا في العيش الكريم، في التعليم، في الصحة، لكن للأسف هم قرروا تخريب مدينتنا وتكسير عزيمتنا، ويحاولون جاهدين إطفاء شمعة الأمل لدى الريفيين وعموم المغاربة الأحرار».
واوضح «ان هذه المظاهرات، التي تقع لأول مرة بهذه السرعة وبهذا الشكل، تؤكد أننا في الطريق الصحيح وأن ريفنا هذه المرة سينتصر؛ لأننا كشفنا أن النظام ظالم وقمعي، ولا يحترم حتى الدستور الذي دونه لنفسه».

عودة سنوات الجمر والرصاص

وقال الناشط المرتضى إعمراشا في تدوينة على الفيسبوك ان «ما حدث يوم العيد في إقليم الحسيمة من قمع وتنكيل بالمواطنين وما حدث أمس بإمزورن وغيرها وما عانيناه ونعانيه ورفاقي في السجون وعند أجهزة المخزن يؤكد أن سنوات الرصاص لم تنته بعد، وأننا مقبلون على مزيد من الكوارث ما لم يتدخل عاجلاً العقلاء لنجنب بلادنا ما يطمح إليه أعداء الوطن».
واضاف الذي اعتقل، بخلاف بقية المعتقلين على خلفية حراك الريف، بتهم تتعلق بالارهاب واحيل على المحكمة المختصة بمتابعة ملفات الارهاب، لكن اطلق سراحه اثر وفاة والده نهاية الاسبوع الماضي «أناشدكم بالثبات على وصية ناصر الزفزافي (قائد حراك الريف) التي أكدها والدي قبل استشهاده، فإن هذه الأجهزة بهمجيتها لا تريد إلا مزيداً من الضحايا الذين بمجرد سقوطهم جرحى أو معتقلين لا تقل معاناتهم عن معاناة عائلاتهم، مدوا اليد لوحدة الصف والثقة المتبادلة إلا فيمن يتبنى العنف الذي لا يخدم سوى مصالح من يديرون هذه الأزمة».
وبدأت أولى جلسات التحقيق التفصيلي مع ناصر الزفزافي وباقي المعتقلين من النشطاء بـ»حراك الريف»، بالسجن في الدار البيضاء امس الأربعاء بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء وقال سعيد بنحماني المحامي وعضو هيئة الدفاع عن معتقلي الحراك «انطلقت اليوم الأربعاء أولى جلسات التحقيق التفصيلي بغرفة التحقيق الأولى بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء لمعتقلي «حراك الريف» الشعبي ويشمل أربعة معتقلين» وسيتم افتتاح جلسات التحقيق التفصيلي مع كل من المعتقلين محمود بهنوش -وسيم البوستاتي – زكرياء اظهشور – رشيد المساوي ابتداءا من الساعة العاشرة صباحاً مؤازرين من طرف هيئة الدفاع.
وأكد حسن طارق أستاذ العلوم السياسية، والبرلماني السابق ان إطلاق سراح المعتقلين وتفعيل تدابير إعادة الثقة، يشكل مدخلاً اساسياً لحلحلة الازمة وقال إن مطالب حراك الريف لم تعد مطالب سياسات فقط بل أصبحت مطالب «كرامة» و»الجواب يجب أن يكون سياسياً وحقوقياً بالأساس». واذا كان السبب المباشر للحراك يرجع إلى (الوفاة الأليمة للشاب محسن فكري)، فان «دينامية الوقائع واستمرار الظاهرة الاحتجاجية ارتبطت بمجموع عوامل متداخلة (ذاكرة المدينة ورمزيتها /سوء الفهم التاريخي مع السلطة المركزية / قيادة الاحتجاج / قوة خطاب و«إيديولوجية» الاحتجاج التي استثمرت المشترك الرمزي والهوياتي والثقافي لصياغة موقف مناهض للسياسات وللسلطة» «ولا شك أنه وقعت تحولات في هوية «الحراك» ولغته ومواقفه، تبعاً لسلوك الدولة والنخب وتبعاً كذلك لتفاعل المواطنين».

الاحتجاجات مرشحة للتصاعد

وقال أحمد الزفزافي، والد «أيقونة حراك الريف» المعتقل ناصر الزفزافي، إن ابنه اعتقل فقط لأنه طالب بالعمل وببناء مدارس ومستشفى وجامعة، مضيفاً أن «السلطات المغربية نصبت له فخًا من أجل اعتقاله، حيث أن إمام المسجد لم يتحدث في ذلك اليوم عن الله ورسوله كما كان يفعل، وإنما وصف ما يقوم به شباب الحسيمة من مظاهرات بالفتنة».
وأضاف أحمد الزفزافي، في مقابلة مع صحيفة إسبانية، أن ابنه المعتقل تدخل وطالب الإمام بعدم إقحام حراك الريف في خطبة الجمعة، كون المتظاهرين ليسوا متمردين ولا يريدون الفتنة، وأن «وتيرة الاحتجاجات في المنطقة مرشحة للارتفاع في حال عدم إطلاق سراح المعتقلين، خاصة أن محتجين في مدن مغربية أخرى، مثل الرباط، خرجوا للتعبير عن دعمهم لمطالب ساكنة الريف».
وحول ما إذا كانت مطالب الريفيين تتجاوز ما هو اجتماعي إلى ما هو سياسي، قال الزفزافي إن «السياسة توجد في الدول الديمقراطية وليس في المغرب حيث يسجن كل من طالب بحقه»، وأن «المغاربة مقسمون، كما هو الحال قديماً، بين نبلاء وعبيد»، موضحاً أن «ابنه لم يكن أبداً زعيماً للحراك في الريف، وإنما هو شخص يعرف كيف يعبر بشكل صريح عن ما تحتاجه المنطقة».
وقال إن «الحكومة المغربية تعاملت بسوء مع ساكن منطقة الريف، وفي عهد الحماية الإسبانية كان هناك 12 من معامل تصبير السمك ومعامل صناعة الأحذية وإنتاج المواد الغذائية ومحطات للغاز، والآن لم يبق شيء من هذا كله» و»لا أحد يستطيع التساؤل عن مصير هذه المعامل خوفًا من الزج به خلف القضبان». واضاف «لا وجود للقانون في المملكة المغربية وإنما ما تمليه القرارات السياسية والأوامر التي تعطى عبر الهاتف»، لذا فان «مفاتيح حل هذا المشكل، في ظرف خمس دقائق، توجد بيد الملك محمد السادس الذي نطالب بتدخله بهدف إعادة المياه إلى مجاريها.. أما الوزراء فيأتون إلى الحسيمة للتجوّل».

المغرب: الاحتجاجات الشعبية تتصاعد وتتوسع مع اعتماد المقاربة الأمنية وتواصل حملة الاعتقالات

محمود معروف

حقوق الإنسان القطرية تحصي2451 شكوى وتستعين بمكتب محاماة سويسري لمقاضاة دول الحصار

Posted: 28 Jun 2017 02:29 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: كشف الدكتور على بن صميخ المري، أمين عام اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان، عن الاستعانة بمكتب محاماة سويسري، لمقاضاة دول الحصار الثلاث «السعودية ـ الإمارات ـ البحرين»، والحصول على تعويضات مالية جراء الانتهاكات التي تعرض لها شعب قطر، ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي.
وأشار إلى أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تلقت حتى الآن 2451 شكوى حقوقية وإنسانية جراء سياسات دول الحصار، داعيا في الوقت ذاته الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي للتدخل الإنساني، مقابل عجزع عن اتخاذ موقف سياسي!
وضمن تحركاتها الحثيثة وجولاتها عبر العالم، لـ«فضح» انتهاكات حقوق الإنسان الناجمة عن الحصار الذي تتعرض له قطر؛ أعلن الدكتور المري في مؤتمر صحافي أمس في الدوحة أن أن وفداً من اللجنة القطرية لحقوق الإنسان زار العديد من عواصم الدول الأوروبية، مثل لندن وبروكسل، حيث أطلع الوفد منظمات حقوق الإنسان هناك على الانتهاكات التي تفرضها دول الحصار، لافتا إلى أن منظمة العفو الدولية في لندن أصدرت بيانا تحذر فيه من الزج بالأسر والمدنيين فى الأزمة المشتعلة، مقرة بوجود انتهاكات من قبل دول الحصار تجاه المواطنين القطريين.
وأضاف: «جولتنا الأوروبية كشفت للرأي العام العالمي الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها مواطنو قطر ودول مجلس التعاون الخليجي بسبب الحصار المفروض على قطر»، مؤكداً أن «المنظمات الدولية والحقوقية لا يمكن أن تقبل أو تؤيد مطالب دول الحصار».
وتابع قائلاً: «دول الحصار تقول إن الاجراءات موجه ضد الحكومة القطرية، وهذا غير صحيح فقراراتهم موجهة ضد الشعب القطري والمقيمين ومواطني التعاون، مؤكداً أن قرارات دول الحصار أضرت بالأسر وطلبة العلم ورجال الأعمال وسببت انتهاكات جسيمة لحرية الرأي والتعبير.
واستنكر «المري» تصريحات السفير الإماراتي في روسيا، بقوله: «سفير الإمارات في موسكو يهدد بعقوبات جديدة على قطر، على الرغم من تنديد المنظمات الدولية والرأي العام بانتهاكات دول الحصار. والآن يهددون بفرض عقوبات ضد قطر، ما يثبت وجود حصار ظالم ضد الشعب القطري»، لافتاً إلى أن السلطات السعودية منعت عمالاً من العودة إلى الدوحة».
وعلى الصعيد الداخلي، اجتمع رئيس اللجنة القطرية لحقوق الإنسان بسفراء ألمانيا وهولندا والسويد، في إطار الترتيبات لزيارة سيجريها د. المري لبلدانهم تبدأ اليوم الخميس، وذلك لشرح المزيد من تداعيات الحصار المضروب على قطر على أوضاع حقوق الإنسان والذي تضرر منه مواطنون قطريين ومن دول مجلس التعاون.

الزياني مغيّب سياسيا

كما انتقد المري الموقف السلبي والصمت غير المبرر لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بقوله: خاطبنا العديد من الهيئات الحقوقية وجهات تسوية المنازعات التابعة لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لبيان الانتهاكات الحقوقية نتيجة الحصار المفروض على قطر ولم نجد جواباً».
وقال رئيس اللجنة القطرية لحقوق الإنسان إن «عبداللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي مغيب سياسياً في الأزمة الحالية»، مخاطبا إياه بالقول: «إذا لم يقم أمين عام مجلس التعاون الخليجي بالتدخل السياسي، فنطالبه على الأقل بالتدخل الإنساني».
وتابع قائلاً: «كان من المفترض على دول الحصار الثلاث أن تلجأ إلى مجلس التعاون الخليجي، وكان يجب أن تكون هناك آلية من المفترض أن يتم اللجوء إليها».
وطالب المري أمين عام مجلس التعاون أن يتدخل في الجانب الإنساني للأزمة إذا كان مقيد في الجانب السياسي. مضيفاً أن «هذا ما طالبنا به كافة المنظمات والهيئات الحقوقية».
200 منظمة دولية تشارك في مؤتمر دولي حول الانتهاكات ضد الصحافيين
على الجانب الآخر، أعلن رئيس اللجنة القطرية لحقوق الإنسان أنها بصدد التحضير لعقد مؤتمر دولي في الدوحة يومي 24 ـ 25 يوليو/تموز المقبل، بالتعاون مع الفيدرالية الدولية للصحافيين، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، وبحضور 200 منظمة حقوقية وشخصية دولية، بما في ذلك المنظمات الدولية والإقليمية غير الحكومية في مجال حقوق الإنسان، والمؤسسات الإعلامية، وباحثين و خبراء في مجال السياسات و مراكز البحوث وخبراء من هيئات المعاهدات ومجموعة من المقررين الخواص في منظومة الأمم المتحدة و المنظومات الإقليمية مثل الاتحاد الأوروبي و الاتحاد الإفريقي و اتحاد الدول الأمريكية وممثلين عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة و منظمة اليونسكو.
وسيناقش المؤتمرون الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيين، ووضع معايير لحمايتهم، وحماية حرية تداول المعلومات، وكذلك توفير الغطاء الآمن لحرية الرأي والتعبير.
وعن فكرة المؤتمر، قال المري: «لقد رأينا أن انتهاكات حرية الرأي التعبير ومضايقة الصحافيين والاعتداء عليهم و المطالبات بغلق القنوات الفضائية الحرة و خطاب الكراهية و التحريض في تزايد مستمر، لذلك ارتأت اللجنة الوطنية مع بعض الشركاء الدوليين مثل الفدرالية الدولية لحماية الصحافيين أن ننظم هذا المؤتمر الدولي الذي يهدف إلى التباحث في كيفية تفعيل ضمانات القانون الدولي لحقوق الإنسان لحرية الرأي والتعبير والحصول على المعلومات؛ ومواجهة الإشكاليات ذات الصلة بالقانون الدولي لحقوق الإنسان التي تطرحها التقنيات الحديثة لتكنولوجيا الاتصالات؛ إلى جانب دراسة سبل حماية الصحافيين ودعمهم وسبل تعزيز إعلام تعددي ومستقل وحر».
وأضاف: «سيشكل المؤتمر منبرا لتبادل الأفكار والمقترحات إلى جانب تبادل الممارسات الجيدة و المبادرات الناشئة في مجال تعزيز حرية الرأي و التعبير و حرية الإعلام، كما ستقدم العديد من أوراق العمل.

حقوق الإنسان القطرية تحصي2451 شكوى وتستعين بمكتب محاماة سويسري لمقاضاة دول الحصار

إسماعيل طلاي

القوات العراقية تستعيد حيين في الموصل القديمة وتسعى لتشتيت عناصر «الدولة»

Posted: 28 Jun 2017 02:29 PM PDT

الموصل ـ «القدس العربي» ـ وكالات: استعادت القوات العراقية، أمس الاربعاء، منطقتين جديدتين في المدينة القديمة غرب الموصل، كما واصلت تقدمها ببطء وحذر نحو حي «الكورنيش» الذي ستتمكن بعد السيطرة عليه، من القضاء بشكل أسرع على آخر عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، في بيان عاجل بثه التلفزيون الرسمي، إن «قوات فرقة المشاة السادسة عشرة حررت منطقتي حضرة السادة والأحمدية في المدينة القديمة بالجانب الغربي لمدينة الموصل».
وأضاف أن «قوات الجيش رفعت العلم العراقي فوق مباني الحي، وكبدت العدو خسائر كبيرة».
كذلك، ذكر قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت، أن «4 فرق من الشرطة الاتحادية شرعت في التوغل من شارع الفاروق وسط المدينة القديمة باتجاه مناطق باب الطوب والسرجخانة وباب جديد وباب لكش لاستعادتها من سيطرة عناصر تنظيم الدولة».
وأضاف في بيان، أن «وحدات الشرطة الاتحادية في جنوب المدينة القديمة تتقدم من ثلاثة محاور نحو الاهداف المرسومة، مسنودة بطيران الجيش وطائرات الرصد المسيرة وتخوض اشتباكات مع عناصر التنظيم الذين تترواح اعدادهم 300 عنصراً».
واكد أن «قواته قتلت 63 عنصراً من الدولة، بينهم 5 قياديين وهم وزير ديوان الشرطة العسكرية أبو أحمد الجبوري والمسؤول العسكري في الجانب الايمن مغربي الجنسية أبو فاطمه الانصاري ومسؤول المفارز في الجانب الايمن أبو انس السوري و مسؤول المشاجب في الجانب الايمن أبو رقية».
وأوضح أيضاً أن قواته «دمرت 14عجلة مفخخة و52 عبوة ناسفة و6 ثكنات للتنظيم واستولت على مواد كيميائية واحزمة ناسفة واسلحة ثقيلة متنوعة ومستودع للمقذوفات للحربي».
وقال عدي محمد، النقيب في الجيش، إن قيادة الشرطة الاتحادية و(قوات) مكافحة الإرهاب، تلقوا خلال الساعات الماضية مئات النداءات من المدنيين المحاصرين في المدينة القديمة.
وبين أن «القوات الأمنية حددت مئات المنازل التي يحتجز فيها عناصر الدولة آلاف المدنيين في المدينة القديمة، لكن عملية التقدم لتحرير المحتجزين ما يزال فيها الكثير من الصعوبات بسبب انتشار قناصي الدولة».
وتعد المدينة القديمة التحدي الأبرز أمام القوات العراقية في الحملة العسكرية التي بدأت قبل نحو ثمانية أشهر، نظرا لأزقتها الضيقة المكتظة بالمدنيين، حيث يتعذر في الغالب استخدام المركبات العسكرية والأسلحة الثقيلة وكذلك الغطاء الجوي.
وفتحت القوات العراقية، الخميس الماضي، جبهة جديدة في شمالي الجانب الغربي للموصل، مركز محافظة نينوى، في مسعى إلى تشتيت دفاعات «الدولة» وتضييق الخناق عليه في المنطقة القديمة وسط الجانب الغربي.
وأفاد مصدر عسكري، أمس، أن القوات العراقية تتقدم ببطء وحذر نحو حي «الكورنيش» في الموصل القديمة.
وقال أحمد الجبوري الضابط في قيادة عمليات نينوى، إن «القوات العراقية المشتركة تتقدم ببطء وحذر نحو شارع الكورنيش المحاذي للضفة الغربية لنهر دجلة في منطقة الموصل القديمة في الجانب الغربي من المدينة».
وأضاف أن «القوات العراقية ستصل إلى شارع الكورنيش في الساعات القليلة القادمة»، مشيرا أن «التقدم يتم الآن في الشوارع الرئيسية من الموصل القديمة في محاولة لتجزئة المدينة القديمة، وتشتيت ما تبقى من مسلحي التنظيم لتسهيل القضاء عليهم بأقل الخسائر».
في السياق، ذكرت خلية الإعلام الحربي، أن القوات الأمنية تمكنت من إحباط محاولة تسلل لخمسة من عناصر تنظيم «الدولة»، كانوا يريدون الوصول إلى الساحل الأيسر للموصل من خلال السباحة عبر نهر دجلة، انطلاقا من أيمن المدينة.
وحسب بيان للخلية، فقد «حاول خمسة من عناصر تنظيم الدولة عبور النهر سباحة من الموصل القديمة تجاه حيي دوميز وسومر في الساحل الأيسر لمدينة الموصل، وكانوا يحملون معهم معدات وأجهزة محمولة في حاوية مطاطية».
وأضاف البيان ان «أفراد مديرية الاستخبارات العسكرية المنسوبين للفرقة السادسة عشرة واللواء 76 رصدوا الإرهابيين الخمسة وتم مناداتهم عبر مكبرات الصوت لتسليم أنفسهم، إلا انهم وعند وصولهم الضفة الاخرى فتحوا النيران باتجاه قطعاتنا الأمنية ولم يستجيبوا للنداءات وبدورها ردت عليهم القوات الأمنية وقتلتهم جميعا وتم الاستيلاء على الحاوية المطاطية التي تحمل المعدات والأسلحة».
كذلك، أعلن واثق الحمداني، قائد شرطة نينوى، أن الشرطة ألقت القبض على عنصرين من «الدولة».
وأوضح أنه تم القبض عليهما بعد تسللهما من الجانب الغربي من الموصل إلى منطقة حي الصديق شمال شرقي الموصل في الجانب الشرقي من المدينة.
وفي حي البكر، شرقي الموصل، أوقف سكان الحي أحد عناصر التنظيم بعد مطاردة، حيث كان متخفيا داخل أحد المنازل، وقاموا بتسليمه للقوات الأمنية.
في السياق، قتل 3 من عناصر «الحشد الشعبي»، وأصيب 13 آخرون بجروح بكمين لـ»الدولة» استهدف حافلة تقلهم غرب مدينة الموصل شمالي العراق.
وقال الحشد في بيان له، إن «مجموعة من عناصره تعرضوا لهجوم أثناء عودتهم في إجازة وهم عزل في قرية تل الجحش الواقعة غرب الموصل»، زاعماً ان «الهجوم نفذه عناصر الدولة الذين عادوا مع العوائل النازحة إلى القرية، التي حررها الحشد قبل أشهر».
وأوضح البيان أن «3 من عناصر الحشد قتلوا واصيب 13 آخرين بجروح جراء الهجوم»، داعيا «الحكومة والجهات المعنية إلى ضرورة نشر قوات الشرطة المحلية لضبط الأمن في المناطق المحررة».
وكشف ضابط في الجيش العراقي، أن الهجوم نفذه عناصر من «الدولة» باستخدام اسلحة متوسطة من مسافات بعيدة انطلاقا من قرية تل الجحش الخالية من قوات الحشد الشعبي.
وقال النقيب جبار حسن إن «الهجوم كان مفاجئا ولم يكن لدى الحشد الشعبي اي معلومات عن امكانية مهاجمة ارتاله التي تمر بشكل يومي من الطريق الرئيسي قرب قرية تل الجحش».
وتابع ان «قيادة الحشد الشعبي اوعزت على خلفية الحادث بمنع تحرك اي عجلات لقواته من دون مرافقة عجلات للحماية تحسبا لهجمات قد يشنها عناصر داعش».
وأعلن «الحشد الشعبي» مطلع الشهر الجاري انتهاء مهامه القتالية في غرب مدينة الموصل بعد استعادة جميع القرى والمناطق التي كانت خاضعة لسيطرة «الدولة» وصولا إلى الحدود العراقية السورية.
في الموازاة، أفاد مصدران عسكريان عراقيان، أن 9 عناصر من تنظيم «الدولة»، قتلوا لدى إحباط هجوم استهدف مواقع عسكرية وتفجير داخل معمل للتفخيخ شمال محافظة صلاح الدين (شمال).
وقال سعد محمد، النقيب بقيادة عمليات صلاح الدين (تتبع الجيش)، إن «تنظيم الدولة شن هجوما باستخدام سيارات مفخخة، مستهدفاً عدة حواجز أمنية للجيش على الطريق الرابط بين ناحية الصينية وقضاء حديثة شمال محافظة صلاح الدين».
وأوضح أن «الهجوم الذي شاركت فيه مروحيات من الجيش العراقي لصده، استمر نحو ساعتين، وتمكنت القوات العراقية من إحباط تقدم مسلحي «الدولة»، وتدمير سيارتين استخدمتا في الهجوم».
فيما أكد أن «ما لا يقل عن 6 من عناصر التنظيم قتلوا، بينما لاذ الآخرون بالفرار».
وقضاء الشرقاط الذي يسكنه نحو 200 ألف نسمة، خضع لسيطرة «الدولة» منذ صيف عام 2014، واستعادت القوات العراقية في أيلول/سبتمبر 2016 الجانب الغربي للقضاء، بينما لا يزال الجانب الشرقي خاضعا تحت سيطرة المسلحين.
إلى ذلك، قال ضابط في الجيش، إن 3 من تنظيم «الدولة» قتلوا بانفجار دراجة نارية مفخخة شمال محافظة صلاح الدين شمالي العراق.
وقال الرائد، ياسر التميمي، إن «ثلاثة من عناصر التنظيم قتلوا بانفجار دراجة نارية كانوا يجرون عملية تفخيخ لها في الجانب الشرقي للشرقاط».
وأوضح ان «الانفجار كان عنيفا داخل أحد المنازل التي يستخدمها عناصر الدولة كمعمل للتفخيخ، وتسبب الانفجار بإندلاع حريق داخل المنزل».
وصّعد مسلحو التنظيم لهجماتهم على مدى الأسابيع الماضية في المناطق المحصورة بين محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين شمالي البلاد، وهي مناطق ذات طبيعة جبلية، وتواجه قوات الأمن العراقية صعوبة في السيطرة عليها.
وخسر «الدولة» مساحات واسعة من الأراضي التي سيطر عليها صيف عام 2014 في محافظات ديالى ونينوى والأنبار وصلاح الدين.

القوات العراقية تستعيد حيين في الموصل القديمة وتسعى لتشتيت عناصر «الدولة»

حالة تأهب في المطارات العسكرية السورية تحسباً لهجمات أمريكية بحجة السلاح الكيميائي

Posted: 28 Jun 2017 02:28 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي» : قالت مصادر سورية ميدانية لـ «القدس العربي» إن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في سوريا وضعت المطارات العسكرية السورية في حالة تأهب وإن حالة التأهب تلك لم تبلغ «الدرجة القصوى»، وحسب المصادر فإن ذلك يأتي على خلفية تهديدات وتلميحات أمريكية باحتمال توجيه ضربة عسكرية صاروخية لمواقع عسكرية سورية ربما تشترك فيها إلى جانب واشنطن كل من فرنسا وبريطانيا. المصادر أضافت أن حالة التأهب تلك شملت مطارات الضمير، والسين بريف دمشق ومطار الشعيرات ومطار التيفور T4 بريف حمص وجميعها مطارات عسكرية تشكل أساس القوة الجوية والصاروخية لدى دمسق.
وأردفت المصادر بالقول: إن حالة التأهب تلك لم تبلغ درجة كبرى ولا ترتب على المؤسسة العسكرية أعباءً لوجستية وبشرية ومادية كبيرة جداً وإن حالة التأهب مازالت ضمن الحدود ما فوق المتوسطة.
وأضافت المصادر أن الفنيين العسكريين في سوريا صاروا يمتلكون خبرة جديدة للقيام بإجراءات تقنية ولوجستية في المواقع العسكرية المحتمل توجيه ضربة لها لتفادي حصول أضرار بالغة عند التعرض لهجوم خارجي أمريكي، أنه يجري العمل لتفادي الأضرار البالغة إذا ما تم الهجوم. يأتي ذلك بينما تشير معلومات عن نشاط متزايد لطائرات تجسس واستطلاع أمريكية بدون طيار فوق الأراضي السورية من طراز B8A ترصد عدداً من الأهداف المحتملة السورية. وكان البيت الأبيض حذّر من أن «الرئيس السوري بشار الأسد سيدفع ثمناً فادحاً هو وجيشه إذا شن هجوماً بالأسلحة الكيميائية وقال إن الولايات المتحدة لديها ما يدعوها للاعتقاد بأن الاستعدادات جارية لتنفيذ هجوم من هذا النوع».
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون عن رصد ما سمتها «أنشطة مشبوهة» في مطار الشعيرات السوري، تتعلق بطائرة حربية سبق لواشنطن أن ربطتهما بالهجوم الكيميائي المزعوم على خان شيخون. لكن واشنطن رفضت تقديم أية أدلة تؤكد أو تثبت نية الحكومة السورية استخدام السلاح الكيميائي في العمليات العسكرية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيزر ناورت رداً على سؤال من الصحافيين حول ما إذا كانت هناك أدلة بشأن خطة الأسد الخاصة بشن هجوم كيميائي: «لن نكشف عنها (الأدلة) لأن ذلك من اختصاص الاستخبارات. وكلكم تعلمون أن هناك مسائل تظهر أحياناً لا نستطيع التطرق إلى تفاصيلها، إلا أنها تلفت انتباه حكومة الولايات المتحدة على المستوى الأعلى».

حالة تأهب في المطارات العسكرية السورية تحسباً لهجمات أمريكية بحجة السلاح الكيميائي

كامل صقر

السودان: إطلاق سراح قيادات في «المؤتمر» اعتقلوا لمشاركتهم في ندوة توعية حول الكوليرا

Posted: 28 Jun 2017 02:28 PM PDT

الخرطوم ـ «القدس العربي»: أطلق جهاز الأمن السوداني، فجر أمس الأربعاء، سراح تسعة قياديين في حزب «المؤتمر» اعتقلوا، أول أمس الثلاثاء، أثناء مشاركتهم في ندوة للحزب بأمدرمان للتوعية بأخطار مرض الكوليرا.
وقال الحزب في بيان إن «جهاز الأمن هدد أعضاءه بمزيد من الإجراءات التعسفية في حال معاودة العمل في حملة مناهضة الكوليرا».
في حين تعهد رئيس «المؤتمر السوداني، عمر الدقير، بمواصلة حملة مكافحة وباء الكوليرا، مضيفا أن الحزب «سيبقى بين الناس ومعهم في كلِّ قضاياهم ولن تثنيه الاعتقالات عن التمسك بحقه في التعبير عن رؤاه حول الواقع المأزوم وواجبه الوطني في المقاومة السلمية لكل سياسات النظام الخاطئة والمساهمة الفاعلة في التغيير والعبور إلى وطن الحرية والحياة الكريمة».
ووزع الحزب، في مدينة النهود غرب كردفان، صباح أمس، كتب توعوية وملصقات حول مكافحة الكوليرا، بكل من مستشفى النهود والسوق ومركز سليمان الطبي.
وأوضح علي النور، رئيس فرع الحزب في النهود، أن «المؤتمر يولي أهمية خاصة لمواجهة وباء الكوليرا نظراً لتخلي النظام عن القيام بدوره كسلطة صحية وسياسية».
وبين أن فرع الحزب في النهود يهتم بصورة كبيرة بمحاربة الوباء في وقت تعاني فيه الولاية من تفلت أمني ملحوظ»، مؤكداً أن «المساعي ستتواصل لتشمل كافة محليات الولاية».
واتهم «المؤتمر» الحكومة بـ»التخلي عن واجباتها الصحية والتزاماتها تجاه صحة وسلامة المواطن، والاكتفاء بالفرجة في مقاومة الوباء، وهو ينتقل من مدينة إلى أخرى ومن قرية إلى أخرى مخلفاً عدداً كبيراً من الضحايا والمصابين».
وأضاف أن «الحكومة اكتفت بإنكار الحقيقة وتزييف الوقائع».
وأعتبر محمد حسن عربي، الناطق الرسمي باسم الحزب، «أن اجتهاد المؤتمر مع السودانيين والسودانيات أفراداً وجماعات من أجل مواجهة الوباء يعبر عن التزام حزبنا بوضع إمكاناته المتواضعة فى صالح الشعب ولخدمة قضاياه، ولوعي وإدراك الحزب بكارثية الوضع، استنفر قطاعه الصحي وأفرعه للعمل خلال فترة العيد لمكافحة الوباء».
وأضاف أن «اعتقال قيادات وأعضاء من المؤتمر ومداهمة نشاط هدفه بث الوعي بمكافحة وباء الكوليرا، تعبير حقيقي عن انتفاء الحد الأدنى من أسباب النظر إلى مستقبل البلاد من زاوية إسهام هذا النظام في صناعته وإنتاجه».
وطالب الدولة بـ«القيام بواجباتها في الإعلان عن الوباء والعمل وفق التدابير العلمية على محاربته بدلاً من محاربة الجهات والمنظمات التي تعمل على مكافحة الوباء».
وكانت منظمة «اليونيسيف» أعلنت وفاة 317 طفلا في السودان جراء الإسهالات المائية. وحسب الإحصائيات الرسمية تجاوز عدد الإصابات بالمرض 18 ألف حالة منذ آب/أغسطس من العام الماضي. وحسب الأمم المتحدة، نسبة الأطفال المصابين بلغت 87 ٪ في 11 ولاية بما فيها العاصمة الخرطوم من أصل 18 ولاية سودانية.

السودان: إطلاق سراح قيادات في «المؤتمر» اعتقلوا لمشاركتهم في ندوة توعية حول الكوليرا

صلاح الدين مصطفى

بيان نصرالله: عندما تتحدث إسرائيل بالروسية

Posted: 28 Jun 2017 02:28 PM PDT

عندما ينهض زعيم حزب الله، حسن نصرالله في الصباح، فإن آخر أمر يشغل باله هو جدار آخر تبنيه إسرائيل على طول الحدود. من ناحيته، حين تستثمر إسرائيل المليارات في تحصينات مختلفة على خط الشمال، فإن هذا نصر صغير آخر. الحرب التي يديرها ضد إسرائيل هي حرب شاملة: احيانا تجد تعبيرها بالنار، ولكنها في معظم الوقت نفسية واقتصادية. هدفه هو ان يحمل إسرائيل على تبذير المال وعلى العيش بقلق. هكذا يؤمن بأنه سيكسر شوكة المجتمع الإسرائيلي.
اما ما يشغل بال نصرالله حقا حين يفتح عينيه فهو مسألة من أين يحصل على المال كي يواصل الإعالة بشكل معقول الجهاز الهائل ـ السياسي، العسكري والمدني ـ الذي بناه في لبنان. فحزب الله غارق في السنتين الاخيرتين في ضائقة مالية عسيرة. فقد قل الدعم الإيراني ببضع مئات ملايين الدولارات؛ وثمة انخفاض في حجم الضرائب والتبرعات، والأمريكيون، السعوديون وغيرهم اعلنوا عنه كمنظمة إرهابية، والعقوبات تعطي اثارها على حياته اليومية. ولانعدام البديل باع حزب الله بعض الممتلكات وخفض الرواتب.
ثلث القوة المقاتلة لحزب الله توجد منذ أربع سنوات في سوريا. ثلث المقاتلين قتلوا أو اصيبوا، وعبء الدفعات لعائلاتهم هائل. كما توجد ظواهر الصدع المعنوي. القادة لا يسارعون إلى جولة قتالية اخرى في سوريا بعد أن عادوا من هناك بصعوبة. ولا غرو أن حزب الله يدفن في السنتين الاخيرتين فتيان ابناء 16 ـ 17 ممن تطوعوا للقتال في صفوف المنظمة في سوريا.
وبالتالي لماذا قرر احد ما في جهاز الامن إثارة عنوان رئيس هذا الاسبوع يربط بين بدء الاشغال على جدار الحدود في الشمال وبين حرب في الصيف ضد حزب الله.
قوات حزب الله في جنوب لبنان لا توجد اليوم في ذروة فخارها. فقدراتها على أن تواجه وتصد مناورة برية إسرائيلية قلت، إذ ان جزءاً لا بأس به من القوات المختارة او المهنية التي تكثف منظومات الدفاع في جنوب لبنان لا توجد هناك بالحجم اللازم. واذا ما قرر احد ما في إسرائيل بأنه يجب تدمير منظومات حزب الله في جنوب لبنان ـ فهذا هو الوقت.
لا يفكرون في حزب الله في أن يخرجوا اليوم إلى حرب من حدود لبنان بمبادرتهم. فعلى حد فهمهم، فإن احد السبل لتجاوز «خط مجينو» الذي تبنيه إسرائيل على حدودها الشمالية هو هضبة الجولان. هناك تدير إسرائيل وحزب الله ـ إيران منذ الان مناوشات تتخذ اشكالا مختلفة. فالاعمال النارية الإسرائيلية ضد الجيش السوري في الايام الاخيرة ـ كنتيجة لتسلل قذائف للاراضي الإسرائيلية ـ هي جزء من هذه المناوشات، في اطار الصراع على تصميم وجه هضبة الجولان في المستقبل.
يتبين أنه منذ أن وصل الجيش الروسي إلى سوريا، لا تكف إسرائيل عن التعلم منه كيف تعمل قوة عظمى. واحدى الادوات التي يستخدمها الروس بشكل مستمر تسمى «القوة الرقيقة»: خداع، تضليل، حرب نفسية، اثارة النزاع بين اجزاء مختلفين من السكان. يوم الاحد من هذا الاسبوع مثلا، بعد أن قصف سلاح الجو وحدة للجيش السوري في القنيطرة، نشرت وكالة الانباء الروسية الرسمية بأن الجيش الإسرائيلي هاجم مواقع لتنظيم ثوار جبهة النصرة. هذه ليست الحقيقة، ولكن ماذا يهم هذا؟ في الشيفرة الروسية يقول بلاغ من هذا النوع للسوريين: «نحن لا نعتزم ممارسة الضغط على إسرائيل في نزاعاتكم في منطقة القنيطرة. اما لإسرائيل فهو يقول: نحن نعترف بمصالحكم في هذه الجبهة.
إسرائيل لا تفكر حقا بأنه ستكون حرب في الصيف بسبب الجدار. إذا ما نشبت مواجهة، فهذه ستكون لاسباب اخرى. وهي ببساطة تعمل حسب النموذج الروسي كي تمارس روافع ضغط نفسية وسياسية. ففي الاسبوع الماضي يعرض سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، وبعده رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، ابراج مراقبة لحزب الله ويشتكيان من قوة الأمم المتحدة في لبنان بأنها لا تقوم باعمال الرقابة كما ينبغي، بينما يثير مصدر عسكري هذا الاسبوع عنوانا رئيسا في الصحف يفيد بأن الجدار هو ذريعة للحرب.
هذه ليست صدفة. توجد رسالة لحزب الله بأنه إذا لم يخفض مستوى الجهود للاستيلاء على مواقع في هضبة الجولان فإن من شأن إسرائيل أن تستغل ضعفه في جنوب لبنان كي تهاجم. كما أن هذه الرسالة تجدد لدى سكان جنوب لبنان، ولبنان بشكل عام، المعرفة بأن من شأن حزب الله ان يجعل حياتهم جحيما. وهي تنقل إلى العالم رسالة تقول: شددوا العقوبات على حزب الله، لان هذا هو تنظيم إرهابي يعرض استقرار المنطقة للخطر.
المشكلة مع الطريقة الروسية هي أنه في المجتمعات الديمقراطية من شأن رسائل شوهاء كهذه ان تصبح سهما مرتدا. فالجليل في حالة ازدهار. واجازة الصيف على الابواب. ومن شأن مثل هذه الرسالة ان تجفف الجليل. في اليوم الذي تظهر فيه الصورة الاولى للاشغال على الجدار ـ سيهرب الناس.

اليكس فيشمان
يديعوت 28/6/2017

بيان نصرالله: عندما تتحدث إسرائيل بالروسية

صحف عبرية

تفشي التيفوئيد يهدد حياة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك جنوب دمشق

Posted: 28 Jun 2017 02:27 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي» : أكدت مصادر أهلية من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين انتشار مرض الحمى التيفية «التيفوئيد» واليرقان في أجزاء من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة السورية دمشق، فيما أكدت «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» أن المرض انتشر بشكل كبير بين الأطفال والمسنين على وجه الخصوص نتيجة الحصار المزدوج المفروض على الأهالي في تلك المنطقة الخاضعة لسيطرة «هيئة تحرير الشام»، وذلك من قبل النظام السوري والفصائل الفلسطينية الموالية له من جهة، وتنظيم «الدولة» من جهة أخرى، إضافة الى اضطرار الأهالي المحاصرين على استعمال مياه الآبار الملوثة غير المعقمة والتي تفتقر للمعايير الصحية للشرب. الكوادر الطبية المتواجدة في مخيم اليرموك سجلت عشرات الحالات المصابة بالحمى ضمن مناطق جنوب دمشق المحاصرة عموماً ومخيم اليرموك خصوصاً، في ظل استمرار انقطاع المياه عن المخيم من قبل النظام السوري منذ أكثر من 1000 يوم على التوالي، وتوقف الينابيع التي تغذي العاصمة ومحيطها.
وتحدث الناشط الإعلامي أحمد مصطفى من مخيم اليرموك في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» عن انتشار الحمّى بين الأطفال ممن يعانون نقصاً في العناية الطبية، إضافة الى سوء الأوضاع الصحية في المنطقة، حيث قال: «تستمر معاناة مخيم اليرموك من حصار الى حصار آخر، فقد أدت سيطرة تنظيم الدولة على مخيم اليرموك والنزاع المسلح مع هيئة تحرير الشام إلى تقسيم المقسم وتهجير المهجر وزيادة الأوضاع الإنسانية سوءاً، ولا سيما على الصعيد الطبي والاغاثي، حيث غادرت غالبية المنظمات والجمعيات مخيم اليرموك إلى مناطق مجاورة ولم يتبق إلا بعض الممرضين وطبيبان فقط داخل اليرموك». وأشار المتحدث إلى «افتقار المخيم للأدوية والمستلزمات الطبية واستمرار النظام في قطع المياه عن مخيم اليرموك منذ ثلاث سنوات، الأمر الذي أدى الى مضاعفة المعاناة واعتماد الأهالي على مياه الآبار والمياه غير النظيفة للشرب، فضلاً عن باقي الاستخدامات المنزلية، ما أسفر ذلك مجتمعاً عن انتشار الأمراض في المخيم، الذي يعيش فيه قرابة 7000 مدني». آفة التيفوئيد لها تاريخ مأساوي سجلها محاصرو مخيم اليرموك منذ بضع سنوات، بعد معاناة من انتشار المرض وغياب المنظمات الإنسانية وانعدام الأدوية والعناية اللازمة بحسب تأكيدات نشرتها وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين الأونروا، وثقت خلالها تفشي المرض بين اللاجئيين الفلسطينين الذين يعانون من أوضاع معيشية صعبة عندما دخلت للمرة الأولى إلى مخيم اليرموك عقب انقطاع عن المنطقة، وذلك عام 2015.
وكان عدد سكان المخيم قد بلغ 160 ألفاً، من سوريين وفلسطينيين، قبل اندلاع الثورة السورية في منتصف آذار/مارس 2011، بيد أن أعدادهم انخفضت بعد نزوح وهجرة الآلاف منهم خلال سنوات الثورة وحصار مخيم اليرموك من قبل النظام السوري والميليشيات الفلسطينية الموالية له، حتى بلغ عددهم 7000 مدني بحسب ناشطين.
ويصاب بمرض التيفوئيد حوالي 21 مليون شخص سنوياً، في حسب منظمة الصحة العالمية، يتوفى منهم بين 216 الفاً و600 ألف مصاب، وينجم مرض التيفوئيد عن بكتيريا السالمونيلا الموجودة في الغذاء والمياه الملوثة ببراز أو بول المصابين.

تفشي التيفوئيد يهدد حياة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك جنوب دمشق

هبة محمد

قبول استقالة رئيس حزب الجماعة الإسلامية في مصر

Posted: 28 Jun 2017 02:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلنت الهيئة العليا لحزب «البناء والتنمية»، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية في مصر، قبولها استقالة رئيس الحزب طارق الزمر، في جلستها الطارئة أول أمس الثلاثاء.
وقال الحزب، في بيان أمس الأربعاء، إنه تم قبول استقالة طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية والتي تقدم بها عقب إدراج اسمه في قائمة الإرهاب التي أصدرتها السعودية والبحرين والإمارات ومصر، مؤكدا في الوقت ذاته على سلامة موقف الزمر القانوني عند انتخابه رئيسا للحزب، حيث قدم منذ انتخابه رئيسا نموذجا للأداء السياسي.
ودعا إلى سلمية المعارضة ووحدة الصف الوطني والمصالحة المجتمعية الشاملة مع الاحتفاظ بالحق القانوني في الطعن على تلك القائمة.
وقرر الحزب قبول استقالة محمد شوقي الإسلامبولي من عضوية الهيئة العليا للحزب، مع التنويه بسلامة موقفه القانوني عند انتخابه لعضوية الهيئة، والتأكيد على التزامه الكامل خلال الفترة الماضية بسياسات الحزب وبرامجه الداعية إلى الحفاظ على صالح الوطن.
وأكد الحزب على التزامه بالسياسات التي تُعلي الأمن القومي والمصلحة العليا للبلاد فوق كل الاعتبارات، والتزامه بتقديم كافة الأدلة القانونية للمحكمة الإدارية العليا لدفع التهم الباطلة عن الحزب وقياداته.
ونوه في بيانه إلى أن البيانات الرسمية هي المُعبِّر الوحيد عن مواقف الحزب تجاه القضايا المختلفة، معلنا دعوة المؤتمر العام لانتخاب رئيس جديد للحزب بعد أن أصبح المنصب خاليا حسب اللائحة الداخلية للحزب.
وأهاب بوسائل الإعلام التي تناولت الحزب وقياداته في الفترة الماضية بالتشهير والتجريح إعلاء صالح الوطن فوق كل الاعتبارات والخلافات السياسية الضيقة.
وأحالت لجنة شؤون الأحزاب السياسية في مصر شكاوى وتقارير تتهم حزب الجماعة الإسلامية و8 أحزاب أخرى بمخالفة القانون والدستور، و»دعم الإرهاب»، إلى المحكمة الإدارية العليا لبحث أمر حل تلك الأحزاب.

قبول استقالة رئيس حزب الجماعة الإسلامية في مصر

دعويان قضائيتان ضد تصديق السيسي على «تيران وصنافير»

Posted: 28 Jun 2017 02:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» والأناضول: أقام المحامي الحقوقي خالد علي دعوى قضائية جديدة، أمس الأربعاء، طالب فيها بإلغاء ووقف تنفيذ قرار موافقة وتصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي على اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية، المعروفة إعلاميا باتفاقية جزيرتي «تيران وصنافير».
ووجه إنذارات إلى السيسي، ورئيس الوزراء، شريف إسماعيل، ورئيس مجلس النواب علي عبد العال، ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية، بوقف إجراءات التسليم فورا لحين الفصل في الطعن.
كما طالب في الدعوى بعدم نشر الاتفاق في الجريدة الرسمية، والتصريح باتخاذ إجراءات الطعن على قرار السيسي، أمام المحكمة الدستورية العليا.
ودعا لـ«وقف أي عمل أو إجراء من إجراءات أو أعمال تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وحظر القيام بأي تصرفات مادية أو قانونية تنال أو تنتقص من سيادة مصر على الجزر أو ملكيتها لها».
وأيضاً «عدم إنزال العلم المصري من على الجزر، وحظر رفع علم أي دولة أخرى عليها، لحين الفصل في موضوع النزاع الماثل بما ترتب على ذلك من آثار منها القضاء ببطلان تلك الاتفاقية وكل القرارات والتصرفات المادية أو القانونية المترتبة عليها، وانعدامها، وزوال كافة آثارها، واعتبارها كأن لم تكن».
وأشار علي، في الدعوى التي اختصم فيها كلا من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب ووزراء الدفاع والإنتاج الحربي والخارجية والداخلية، إلى أن «الموافقة على هذه الاتفاقية والتصديق عليها ونشرها في الجريدة الرسمية يخالف نصوص الدستور المصري في المواد 1، 4، 86، 94، 100، 101، 104، 118، 119، 144، 151، 157، 184، 190 لكونها تتضمن التنازل عن مصرية جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، وإخراجهما من الإقليم البري المصري ومن السيادة المصرية إلى الإقليم البري السعودي والسيادة السعودية».
وطالب بـ«إلغاء قرار التصديق بما ترتب على ذلك من آثار خصها القضاء ببطلان تلك الاتفاقية وكل القرارات والتصرفات المادية أو القانونية المترتبة عليها، وانعدامها، وزوال كافة آثارها، واعتبارها كأن لم تكن».
واستند علي في دعواه إلى كون «الاتفاقية باطلة إذ تتضمن التنازل عن أراض مصرية ممن لا يملك دستورياً هذا الحق، فضلاً على أنها تعتبر هي والعدم سواء للقضاء ببطلانها بموجب أحكام القضاء الإداري والإدارية العليا، ومن ثم لا يجوز عرضها على مجلس النواب، وبالتالي يضحى كل إجراء في شأن هذا العرض باطلاً لكونه يهدر أحكام القضاء».
وأكد في الدعوى، أن «موافقة وتصديق رئيس الجمهورية والأمر بنشر هذه الاتفاقية في الجريدة الرسمية عصف بنصوص الدستور المصري».
وبين أن «إصرار رئيس الوزراء على إرسال الاتفاقية لمجلس النواب، وإصرار مجلس النواب على مناقشة الاتفاقية والموافقة عليها، ثم موافقة وتصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي عليها والأمر بنشرها في الجريدة الرسمية رغم الأحكام السالف بيانها، يعرض أراضي الدولة للخطر ويهدد الأمن القومي ووحدة وسلامة الوطن وأراضيه ما يمثل عصفا بالدستور المصري».
كذلك أقام برلمانيون مصريون دعوى قضائية لوقف تسليم الجزيرتين والمطالبة بـ«بطلان الاتفاقية لعدم سلامة الإجراءات».
الدعوى قدمها 6 أعضاء في مجلس النواب (البرلمان)، مستقلون ومعارضون، أمام محكمة القضاء الإداري.
واختصم النواب، في الدعوى، السيسي ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس النواب، بصفاتهم.
وطعن النواب على قرار تصديق رئيس الجمهورية، وكذلك موافقة مجلس النواب عليها، مطالبين في الشق المستعجل بوقف تنفيذهما وما يترتب عليهما من عدم تسليم الجزيرتين والحفاظ عليهما تحت الملكية والسيادة المصرية.
ودفع النواب ببطلان إجراءات التصويت داخل مجلس النواب، وذلك لـ«رفض علي عبد العال رئيس المجلس، أن يكون التصويت على الاتفاقية داخل البرلمان نداءً بالاسم، رغم تقديم طلب موقع من أكثر من 100 نائب»، وفق قولهم.
وأشاروا في الدعوى إلى أن «التصويت على الاتفاقية ومناقشتها يعدان مخالفة صريحة للائحة مجلس النواب»، وأيضاً «صدور حكم نهائي من المحكمة الإدارية العليا ببطلانها».
وفي 14 يونيو/ حزيران الجاري، وافق البرلمان على الاتفاقية، وحينها طالب رئيس البرلمان علي عبد العال، خلال جلسة المناقشة، الأعضاء الموافقين على الاتفاقية بالوقوف، ثم أعلن «الموافقة» دون حصر عددي للموافقين والرافضين للاتفاقية، ودون الاستجابة لطلب المعارضين بالتصويت وقوفًا ونداءً بالاسم.
وتنص لائحة المجلس على: «يؤخذ الرأي نداءً بالاسم، إذا طلب ذلك رئيس المجلس، أو إذا قدم بذلك طلب كتابي من 30 عضواً على الأقل قبل الشروع في أخذ الآراء، ولا يقبل هذا الطلب إلا بعد التحقق من وجود مقدميه بالجلسة، أو في حالة عدم وضوح النتيجة».
وجاءت موافقة البرلمان وتصديق السيسي وسط اعتراضات شعبية على الاتفاقية.
وأقام الدعوى النواب: إبراهيم عبد العزيز حجازي، أحمد عبد الرحمن، شديد أحمد، طلعت خليل، مصطفى كمال الدين، وهيثم الحريري.
وفي سياق متصل، شهد غروب «لن نفرط» على موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك»، الذي يضم الآلاف من رافضي الاتفاقية، والمدافعين عن مصرية الجزيرتين، خلافات شديدة بين أعضائه بشأن الاصطفاف مع جماعة «الإخوان المسلمين» في معركة الدفاع عن تيران وصنافير.
وفي الوقت الذي رأى فيه البعض عدم إقصاء أي فصيل سياسي في معركة من المفترض أن تهم كل المصريين، رفض آخرون الاصطفاف مع «الإخوان» باعتبارهم سببا رئيسيا في الأزمة التي تشهدها مصر، وباعتبارهم حاولوا الانفراد بالسلطة واستبعاد كل التيارات السياسية، واستخدام الدين في الوصول للحكم.
ودفعت الخلافات مؤسس موقع «الغروب» الكاتب الصحافي جمال الجمل إلى دعوة مديري الموقع لحذف أي عضو يتحدث من منطلق حزبي، ويذكر صفته كإخواني او ناصري أو وفدي أو قبطي، إضافة إلى حذف أي عضو يتلاسن أو يحقر شخصا أو فئة من غير أنظمة الحكم وأتباعهم المعادين لمصالح الوطن والمواطن.
وقال: «من لم يتعلم التعامل في جماعة مفتوحة للوطنية، عليه أن يمارس نشاطه الحزبي في مقر حزبه، ويواصل نضاله بمفهوم الألتراس وعصبية مشجعي فرق كرة القدم، الانتماءات الحزبية والهويات الفرعية بعد الوطن وليست قبله، وقليل متجانس.. متحرر مخلص للوطن، خير من كثير متنافرعبد لشخص أو جماعة أو حزب».

دعويان قضائيتان ضد تصديق السيسي على «تيران وصنافير»

تامر هنداوي

عصام الشابي: لا نمارس سياسة مزدوجة تجاه الحكومة والتعديل الوزاري بات ضرورياً

Posted: 28 Jun 2017 02:26 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قال عصام الشابّي الأمين العام للحزب «الجمهوري» التونسي إن التعديل الحكومي في البلاد بات ضرورياً على اعتبار وجود بعض الوزارات التي تدار بالنيابة فضلاً عن تردي أداء بعض الوزراء، مستبعداً أن يشمل التعديل المقبل الناطق باسم الحكومة والقيادي في الحزب «الجمهوري» إياد الدهماني. كما أشار إلى أن حزبه واتحاد الشغل هما أكثر الأطرف دعما لحكومة يوسف الشاهد، منتقداً الأطراف التي تتهم «الجمهوري» بانتهاج سياسة مزدوجة تجاه الحكومة (رجل في الحكم ورجل في المعارضة).
وأكد، من جهة أخرى، أن الحرب على الفساد هي «سياسة دولة» وليست مجرد حملة حكومية، مشيراً إلى أنه تسير وفق استرتيجية تقوم على مراحل ولا تعتمد «الانتقائية» وفق ما تؤكد بعض الأطراف، ودعا من جهة أخرى إلى تأجيل الانتخابات البلدية إلى شهر آذار/مارس المُقبل، مبرراً ذلك باستقالة ثلث أعضاء هيئة الانتخابات (بمن فيهم رئيس الهيئة) وتزامن الموعد المقترح نهاية العام الحالي مع انشغال البرلمان والحكومة ومختلف الأطراف السياسية بمناقشة ميزانية الدولة لعام 2018.
وقال الشابي في حوار خاص مع «القدس العربي»: «مسألة التحوير الوزاري تخضع لتقييم رئيس الحكومة المخوّل دستورياً بهذا الأمر، ولكن نحن في الحزب الجمهوري نرى أن الحكومة فيها على الأقل حقيبتان مهمتان هما التربية والمالية تداران بواسطة وزيريين بالنيابة ولذلك لا بد من تسمية وزيرين جديدين على رأسهما، فضلاً عن ضرورة استبدال بعض الوزراء ممن اتسم أداؤهم بالضعف (أتحفظ عن تحديد هويتهم). وفي كل الحالات تخوض معركة ضد الفساد لا تقل أهمية عن معركتها ضد الإرهاب وأي تعديل وزاري لا بد أن يقوي الفريق الحكومي ويعزز وحدته، ولا يجب ان يكون مدخلاً لإرباك الحكومة في هذه المعركة. وخاصة أن بعض الأطراف تطرح مسألة التعديل الوزاري من زاوية تموقعها الخاص في محاولة كبح جماح الحكومة في معركتها ضد الفساد لأنها تخشى أن تطال هذه المعركة بعض النافذين في الإدارة والأعمال المقرّبين منها».
واستبعد، في السياق، أن يشمل التعديل القادم الناطق باسم الحكومة والقيادي في الحزب «الجمهوري» إياد الدهماني، مشيرًا إلى أن أداء الدهماني «سواء كناطق رسمي للحكومة أو كوزير يشتغل بالقرب من رئيس الحكومة جيد إلى حد الآن، ولا أتصور بأنه سيكون مشمولًا في التعديل المقبل، وعموماً هذا الأمر لم يطرحه معنا مطلقاً رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي من المفروض أن يدخل في مشاورات مع كل الأحزاب الداعمة للحكومة قبل إدخال أي تعديل عليها».
وحول الانتهامات التي يوجها البعض للحزب «الجمهوري» وتتعلق بانتهاجه سياسة «مزودجة»، قال الشابي «الحزب الجمهوري دخل هذه الحكومة والتزم بدعمها والمشاركة فيها على أساس وثيقة قرطاج وأولوياتها الخمس، وقدم كل الدعم للحكومة لتنفيذ هذه الأولويات ومن يقولون بأنه يمارس ازدواجية في السياسة فهم يشيرون إلى موقفنا من قانون المصالحة، فهذا القانون عارضناه منذ أن تقدمت به رئاسة الحكومة عام 2015 وطالبنا بسحبه لتعارضه مع مسار العدالة الانتقالية والدستور التونسي، ودخولنا للحكومة لا يعني أننا سنقايض موقعنا الجديد بمواقفنا الأًصلية والمبدئية».
وأوضح أكثر بقوله «في المسودة الأولى لوثيقة قرطاج، كان هناك بند يتحدث عن قانون المصالحة لكن أهم الأطراف المشاركة في جلسة الحوار (الجمهوري والمسار وحركة الشعب واتحاد الشغل) اعترضوا على إدراج هذا القانون كأولوية لأنه محل خلاف ولا يشكل قاعدة لعمل حكومة الوحدة الوطنية، ولذلك تم سحب هذا المقترح من وثيقة قرطاج، وبالتالي نحن لم نغير موقفنا. وأقول ـ بلا مغالاة ـ إن الحزب الجمهوري هو أكثر حزب وقف إلى جانب حكومة يوسف الشاهد في حربها ضد الفساد، بل لعل هذه الحكومة لم تجد دعماً صادقاً إلا من الحزب الجمهوري واتحاد الشغل، أما بقية الأحزاب فهي تساندها لفظا فقط وفي الوقت ذاته تحاول البحث عن عدم إلحاق الضرر بها من خلال هذه الحرب».
وينتقد بعض الأطراف السياسة «الانتقائية» التي تتبعها الحكومة التونسية في حربها ضد الإرهاب، مشيرين إلى أنها شملت حتى الآن عدداً «محدوداً» من رجال الأعمال وبعض الشخصيات الفاسدة في البلاد.
ويعلّق الشابي على ذلك بقوله «الحرب ضد الفساد طويلة الأمد وتحتاج لعدة مراحل ولا يمكن أن نتوقع من الحكومة أن تسقط جميع رؤس الفساد وتقوم بتفكيك منظومة الفساد بين عشية وضحاها، فهي بادرت في جولة اولى بالتحفظ واعتقال بعض رجال الأعمال الذين تحوم حولهم شبهات فساد ثم قامت لاحقاً بحملة على عناصر وضباط الديوانة (الجمارك) بعد زيارة رئيس الحكومة إلى ميناء رادس (وهو البؤرة الرئيسية للتهرب والتهريب والفساد في تونس)، وأيضاً سيتم إيقاف جميع المسؤولين الإداريين الذين تحوم حولهم شبهة فساد أو وردت أسماؤهم في تقرير الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد أو في لجنة تقصي الحقائق حول الفساد والرشوة التي ترأسها الراحل عبد الفتاح عمر».
وأضاف «في آخر لقاء له مع الأطراف المكونة لحكومة الوحدة الوطنية في دار الضيافة بقرطاج، سألنا رئيس الحكومة هل هناك حملة على الفساد في تونس أم أنها سياسة دولة، وأجاب بأنها سياسة دولة تخضع لاستراتيجية وليست حملة ولن تكون انتقائية ولن تقف عند أي قطاع وأنها ستشمل مجال الأعمال والإدارة والأحزاب السياسية والبرلمان والإعلام لأن الفساد تسرب إلى مفاصل الدولة والمجتمع وأصبح يهدد كيان الدولة ومقاومته تستدعي تفكيك هذه المنظومة».
وحول اتهام رجل الأعمال الموقوف شفيق جراية للحزب «الجمهوري» بالتنكر له بعد «تمويله» لأحد اجتماعات الحزب في مدينة «صفاقس»، قال الشابي «نحن حزب لنا أخلاق ولا ندخل في رد على رجل مسلوب الحرية اليوم ولا يمكنه أن يرد علينا، فعندما كان شفيق جراية حراً طليقاً أجبته شخصياً في إحدى وسائل الإعلام عن طريق تسجيل صوتي لحوار تلفزي يُقسم فيه بالله (رداً على حملة مغرضة لتشويه حزبنا) بأنه لم يمول الحزب الجمهوري أو الديمقراطي التقدمي (الاسم السابق للحزب) ولو بدينار واحد، نحن اكتفينا يومها بذلك الرد واليوم لا نرد على الرجل من مبدأ أخلاقي وديمقراطي هو أنه اليوم رهن الاعتقال ولا يمكنه أن يرد علينا، ونحن نتعامل معه باعتباره مواطناً تحوم حوله شبهات فساد ومن حقه أن يتمتع بمحاكمة عادلة وأن تكون محاكمته في إطار الدستور والقانون وتتوفر له كل وسائل الدفاع».
وفيما يتعلق بدعوة حزبه لحوار وطني شامل حول الانتخابات البلدية المقبلة، قال «كنا اقترحنا، عند الاستشارة الاولى التي قامت بها الحكومة وهيئة الانتخابات حول تاريخ موعد الانتخابات البلدية، تاريخ 20 آذار/ مارس 2018 كموعد نعتقد أنه يسمح لتونس أن تكون جاهزة كأفضل ما يكون للاستحقاق الانتخابي الأكبر والأضخم منذ الثورة، وخاصة أننا مدعوون لانتخاب 350 دائرة بلدية فيها حوالي 7200 مستشار بلدي نصفهم من النساء، كما أن موعد 17 كانون الثاني/ديسمبر المقترح يتقاطع مع اهتمام البرلمان والحكومة والأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية بمناقشة ميزانية الدولة».
وأضاف «لذلك قلنا إنه لا يمكن لنا أن نخوض نقاشاً ثرياً وقوياً للميزانية والإصلاحلات المرتقبة وفي الوقت نفسه نقوم بحملة انتخابية في كامل البلاد، طالبنا بأن يكون هناك فصل في الزمن بين الموعدين، كما طالبنا بأن نعطي البرلمان الوقت الكافي للتداول والنقاش والمصادقة على قانون الجماعات المحلية الذي يعتبر بمثابة القانون الأساسي للبلديات، وقلنا إنه لا يمكن في ظل دستور الجمهورية الثانية أن نخوض انتخابات بمقتضى قانون 1975 أي خلال فترة الحكم البورقيبي، فالقانون الأساسي للبلديات لا بد أن ينسجم مع روح الدستور ومبدأ اللامركزية الذي أقره الباب السابع من الدستور. ولكن جرت الأمور بما لا نشتهي وتم إقرار يوم 17 ديسمبر كموعد لإجراء هذه الانتخابات».
وتابع الشابي «ولكن ثمة مستجدات جعلتنا نعيد طرح هذا الموعد من جديد وهي استقالة رئيس هيئة الانتخابات شفيق صرصار وعضوين آخرين (ثلث أعضاء الهيئة)، فتعويض المستقيلين وانتخاب رئيس جديد للهيئة ومسكه بكل الملفات وإعادة بناء الثقة بين الهيئة ومختلف الأطراف في البلاد يتطلب وقتاً طويلاً، ومن هذا المنطلق دعونا رئيس الحكومة إلى فتح حوار جديد مع كل الأحزاب في البلاد للإجابة على السؤال التالي: هل الوضعية الجديدة لهيئة الانتخابات ستلقي ظلالها على المناخ الانتخابي وتاريخ الانتخابات ام لا؟ ونحن نعتقد أنها ستفعل ذلك، ولذلك لا بد من إعادة مناقشة موعد الانتخابات في وقت مبكر، كي لا نضطر قبل أسابيع قليلة من الانتخابات للقول إننا لسنا جاهزين، وهذا سيكون له تأثير سلبي على الحياة السياسية والعامة في البلاد وعلى الثقة بالانتخابات المقبلة ونتائجها».

عصام الشابي: لا نمارس سياسة مزدوجة تجاه الحكومة والتعديل الوزاري بات ضرورياً

حسن سلمان

داخلية غزة تبدأ بتطبيق التقاهمات الأمنية مع القاهرة وتقيم «منطقة عسكرية عازلة» لمنع التسلل والتهريب

Posted: 28 Jun 2017 02:26 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: شرعت وزارة الداخلية في قطاع غزة بإقامة منطقة أمنية عازلة بعمق 100 متر، داخل حدود القطاع، لتحويلها الى «منطقة أمنية مغلقة» وعلى طول المنطقة الحدودية الفاصلة عن الأراضي المصرية، وذلك في إطار تنفيذ مرحلة جديدة من إجراءات ضبط الحدود الجنوبية مع مصر، حسب التفاهمات التي تمت بين وفد حركة حماس والمسؤولين المصريين قبل أسابيع عدة.
وانتشرت على طول الحدود الفاصلة بين جنوب قطاع غزة ومصر، والممتدة لـ 12 كيلو مترا، جرافات ضخمة وشاحنات، عملت على تسوية المنطقة الحدودية، التي كانت تحتوي على كثبان رملية تحجب الرؤية.
وأكدت وزارة الداخلية أن هذه الإجراءات تأتي ضمن إجراءاتها لـ «زيادة الضبط والسيطرة وتعزيز الحالة الأمنية على الحدود الجنوبية للقطاع». وأوضحت أن المرحلة الأولى من هذه الإجراءات تشمل تعبيد وتسوية الطريق على الشريط الحدودي الجنوبي بطول 12 كيلو مترا، إلى جانب نشر منظومة مراقبة بالكاميرات وأبراج مراقبة، فضلاً عن تركيب شبكة إنارة كاملة على طول الحدود.
وهذا المخطط القائم يأتي في سياق التفاهمات التي أبرمها وفد حماس برئاسة يحيى السنوار، قائد الحركة في القطاع، مع المسؤولين المصريين في القاهرة قبل ثلاثة أسابيع.
وقال اللواء توفيق أبو نعيم وكيل وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة، وهو أحد أعضاء وفد حماس الذي زار مصر، إن هذه الإجراءات «تأتي في سياق نتائج الزيارة الأخيرة للوفد الأمني لجمهورية مصر والتفاهمات التي تمت في هذا الإطار».
وأضاف في تصريح صحافي، أنه يجري حالياً العمل على إنشاء «منطقة عازلة» على الحدود بعمق 100 متر داخل الأراضي الفلسطينية، بحيث تصبح منطقة عسكرية مغلقة، وذلك من أجل «تسهيل مراقبة الحدود ومنع تهريب المخدرات وتسلل المطلوبين»، لافتاً الى أنه سيتم تذليل العقبات والعوائق في هذا الإطار. وأكد أن «هذه الإجراءات مستمرة من أجل تحقيق السيطرة التامة على الحدود الجنوبية ومنع التسلل والتهريب بشكل كامل»، موجهاً رسالة طمأنة للجانب المصري بأن «الأمن القومي المصري هو أمن قومي فلسطيني». وأضاف «لا يمكن أن نسمح بأي تهديد للحالة الأمنية المستقرة على الحدود الجنوبية».
وقال إياد البزم الناطق باسم الوزارة، إن «إجراءات مكثفة» بدأتها وزارة الداخلية على الحدود الفلسطينية المصرية، من أجل المحافظة على استقرار الحالة الأمنية.
وهذه المنطقة الحدودية اشتهرت في السابق باحتوائها على العديد من أنفاق تهريب البضائع من الجانب المصري لغزة، عندما اشتد الحصار. وقبل أن تشرع الجهات الأمنية المصرية بحملة أمنية على طول الحدود، نجم عنها تدمير هذه الأنفاق، وإقامت مصر من جهتها منطقة أمنية عازلة على طول الحدود مع غزة.
وأعلنت حركة حماس عقب عودة وفدها القيادي من القاهرة، أن العلاقة مع مصر آخذه بالتطور، وقال الدكتور خليل الحية عضو المكتب السياسي للحركة قبل أيام، إن حركته طرقت كل الأبواب لكسر الحصار عن غزة، مستطردا «طرقنا أبواب أشقائنا في مصر فوجدنا بوابة مفتوحة». وقال «شكراً مصر، وغزة فرحة مسرورة بالبوابات التي ستفتح»، مشيراً إلى اطمئنان الحركة لوعود مصر بـ»ألا يبقى الحصار على غزة مستمراً».
وكانت مصر التي استضافت مؤخرا وفدا قياديا لحركة حماس، سمحت قبل حلول العيد بضخ كميات من الوفود الخاص لتشغيل محطة توليد الكهرباء في غزة، وكذلك مدت القطاع بالوقود الخاص بالعربات، من خلال معبر رفح للمرة الأولى، ضمن إجراءات تسهيل، يتردد أنه سيكون من ضمنها فتح هذا المعبر المغلق أمام حركة المسافرين.
ويأتي ذلك في ظل تحسن العلاقات بين الطرفين، خاصة بعد أن ساءت بينهما في فترة سابقة، ووصلت إلى حد القطيعة، وهو أمر ظهر جليا بعد عملية عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وإسقاط نظام الإخوان المسلمين في مصر.
وكان وفد حماس القيادي التقى خلال زيارته للقاهرة مساعدين لمحمد دحلان، القيادي المفصول من حركة فتح، حيث جرى التوصل إلى عدة تفاهمات، من بينها إنهاء ملف المصالحة المجتمعية، وهناك ترتيبات تجري لوصول وفد منهم إلى قطاع غزة قريبا.

داخلية غزة تبدأ بتطبيق التقاهمات الأمنية مع القاهرة وتقيم «منطقة عسكرية عازلة» لمنع التسلل والتهريب
بتزويدها بالإنارة وكاميرات مراقبة

الجيش الإسرائيلي يطلق خطة لمواجهة هروب الأدمغة من صفوفه

Posted: 28 Jun 2017 02:25 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: أعلن الجيش الإسرائيلي أمس عن خطة جديدة لمكافحة هروب الأدمغة من صفوفه للقطاع المدني الخاص، تقوم على منح الجنود والضباط الخبراء في التكنولوجيا والسايبر منحة مالية مقابل استمرار خدمتهم العسكرية. وأوضح جيش الاحتلال أنه قرر تقديم منحة لنحو 2000 ضابط شاب بقيمة حوالى ستة آلاف دولار بالمعدل مقابل مواصلة خدمتهم العسكرية في وحدة الاستخبارات 8200 وفي وحدات تكنولوجية أخرى.
وبذلك يحاول جيش الاحتلال مواجهة ظاهرة هروب الأدمغة من الوحدات المذكورة لشركات تكنولوجية خاصة تعرض عليهم رواتب مرتفعة وشروط عمل مريحة ومغرية، وهي ظاهرة بلغت أوجها قبل عامين.
وكانت لجنة فحص خاصة في الموضوع قد أوصت قبل عامين بانتقال الجيش لنظام العقود الخاصة، لكنه تحفظ منها لـ « اعتبارات قيمية».

1800 دولار شهريا

ومع ذلك يقوم جيش الاحتلال بهدوء وبالتدريج بمكافأة الضباط الخبراء بالتكنولوجيا بمنح مالية كل حسب قدراته بشكل غير رسمي. ويتم ذلك بتشجيع من وزير الأمن أفيغدور ليبرمان المهتم في تقليص عدد الضباط الشباب المغادرين للجيش بحثا عن شروط عمل أفضل في شركات خاصة.
وحسب معطيات جيش الاحتلال، فقد شهد العام الأخير انخفاضا بحجم ظاهرة هروب الأدمغة من 27 % إلى 23% والهدف تقليصها لما تحت 20 %. ويبلغ معدل راتب الضباط الشباب في جيش الاحتلال نحو 1800 دولار شهريا. وتقضي الخطة الجديدة بزيادته لحد مضاعفته من خلال بنود «منحة القائد» و»منحة امتياز».لكن هذه المكافآت ما زالت متدنية مقارنة بالرواتب التي تعرضها الشركات الخاصة. ويرجح الجيش أن نجاح الخطة المذكورة بالإبقاء على الضباط الشباب حتى جيل 26-25  في صفوفه فإنه سينجح في حل قسم من المشاكل التكنولوجية التي تواجهه. ويدرس أيضا إمكانية تمديد فترة الخدمة العسكرية الدائمة بثلاث سنوات لكل من يتجند لوحدات السايبر.
ومن الضباط  الذين غادروا الجيش طمعا في شروط عمل أفضل خارجه الرائد عيدان (26 عاما) الحائز على لقب جامعي بعلوم الحاسوب، ويقيم وزوجته بشقة مستأجرة ويعمل منذ ست سنوات في وحدة تكنولوجية خاصة.
وفي تصريح لإذاعة الجيش يقول إنه تمتع في المساهمة بتكريس تفوق إسرائيل في مجال حرب السايبر خلال عمله الذي يتقاضى مقابله نحو ألفي دولار شهريا. ويضيف «لم أعد احتمل هذا الوضع، فالعروض من خارج الجيش مغرية وأقلها يبلغ سبعة آلاف دولار ولذا سأغادر الجيش في نهاية العام الحالي».
ويوضح المعلق للشؤون العسكرية في القناة العاشرة ألون بن دافيد أن الحديث يدور عن قوى عاملة تتمتع بجودة عالية جدا تعمل في وحدات خاصة كوحدة الاستخبارات البارزة 8200 أو في وحدات التنصت والتعقب. ولذا يعتبر أن الظاهرة تنطوي على قنبلة إستراتيجية موقوتة داخل الجيش ومن شأنها أن تحول مستواه لمتوسط على الأقل من ناحية القوى العاملة. ويضيف «بما أن الحرب القادمة ستحسم بساحة الوغى الإلكترونية فإن المعطيات المذكورة ينبغي أن تقلق كل إسرائيلي ولذا يقف الجيش أمام حالة قاسية».
ويشير إلى أن الرغبة بالتفوق في مجال الحرب الإلكترونية دفعت الموساد للتعاون مع شركات اتصالات خاصة منطلقا من الدوافع ذاتها المنطبقة على الجيش أيضا. ويتفق معه المعلق شاؤول أرئيلي وهو جنرال بالاحتياط محذرا من أن هروب الأدمغة من الجيش بات بالجملة ويهدد تفوقه البشري وهو «سر قوته» منذ تأسيسه.
وللتدليل على خطورة الظاهرة يشير أرئيلي الى أنها تتزامن مع حرب إلكترونية متصاعدة بين إسرائيل وإيران. ويضيف «لا أرى علاجا حقيقيا لهذه الظاهرة دون تكريس رواتب سمينة للضباط الماهرين في الوحدات الإلكترونية والتكنولوجية بغية إبقائهم في الجيش النظامي وأرجو ألا يتردد الجيش بتطبيق خطته الجديدة».
وتحذر إذاعة الجيش من احتمالات اتساع الظاهرة في السنوات المقبلة نتيجة انتقال وحدات الاستخبارات العسكرية لمركزها الجديد في منطقة النقب النائية. وتقول إن البعد عن مركز البلاد ومدينة تل أبيب سيثقل على الجيش مهمة الاحتفاظ  بالقوى العاملة المتميزة مقابل كفاءات عالية.

مئة عبقري

وأشارت الى أن الاستخبارات العسكرية يمكنها أن تكتفي بمئة «عبقري» من هؤلاء الضباط المتفوقين حتى تحافظ على تفوق الجيش الإسرائيلي في هذا المجال. يذكر أن ميزانية الأمن في إسرائيل ما زالت تحظى بحصة الأسد، وتبلغ نحو 18 مليار دولار. عن ذلك يقول أستاذ علم الاجتماع المحاضر في جامعة تل أبيب يهودا شنهاف إن الصهيونية وحدها لم تعد كافية لإبقاء المتفوقين من الضباط داخل الجيش. ويتابع في حديث للقناة العاشرة «تعكس الظاهرة تحولات لدى الإسرائيليين الذين باتت تميزهم فوارق طبقية كبيرة، فالضباط أيضا مضطرون لتسديد إيجارات الشقة في نهاية الشهر وهم ينظرون للبيوت الفاخرة المجاورة ويحلمون بمثلها». ويتفق شنهاف مع بن دافيد على أن الظاهرة تنطوي على خطر إستراتيجي، مرجحا أن تبادر الحكومة لمعالجتها بسرعة من خلال دعم الجيش ومساندته في تطبيق خطته الجديدة.
يشار الى أن إسرائيل تواجه هجرة العقول الأكاديمية والبحثية والهندسية لدول كثيرة للعالم بحثا عن شروط عمل أفضل مما يجدونه في البلاد، وتحاول وزارتا المالية والاقتصاد مواجهتها بأشكال مختلفة.

الجيش الإسرائيلي يطلق خطة لمواجهة هروب الأدمغة من صفوفه

وديع عواودة

النظام السوري يعرض على عشائر في السويداء تسوية مقابل وقف القصف

Posted: 28 Jun 2017 02:25 PM PDT

حلب ـ «القدس العربي»: قال ناشطون في محافظة السويداء جنوب سوريا، إن النظام السوري عرض تسوية على عشائر السويداء في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية المسلحة في شمال شرقي المحافظة، حيث تضمن أبرز بنودها إيقاف القصف على القرى التي تسيطر عليها فصائل المعارضة مقابل دخول قوات النظام إليها.
وقال عضو «شبكة السويداء 24» نور رضوان لـ«القدس العربي»: «إن فرع المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري أرسل عرضاً للتسوية إلى عشائر السويداء القاطنة في قرى عدة شمال شرقي محافظة السويداء تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلحة «جيش أسود الشرقية» و»جيش أحرار العشائر».
وأضاف «أن بنود التسوية التي أرسلها فرع الخابرات العسكرية عبر وسطاء من أبناء العشائر في المنطقة تضمنت بنوداً عدة، أبرزها: توقف النظام عن قصف المنطقة ودخول قوات النظام إلى تل أصفر وتلول أشيهب الواقعين شرق مطار خلخلة العسكري، وانسحاب نقاط المعارضة منها، وتسوية أوضاع مقاتلي المعارضة من أبناء عشائر المنطقة حصراً مع بقائهم داخل قراهم وحمايتها وخروج عناصر المعارضة الغرباء عن المنطقة إلى محافظة درعا، في حين يتكفل النظام باﻷمور الخدمية كافة في المنطقة».
وأشار رضوان إلى أن «عشائر المنطقة انقسمت بين مؤيد للتسوية وطامح بتوقف النظام عن مهاجمة المنطقة ووقف القصف فيها، وبين معارض للتسوية ورافض ﻷي تفاوض مع قوات النظام، حيث تعقد اجتماعات تشاورية بشكل مستمر بين عشائر المنطقة لبحث القضية، خصوصاً مع سيطرة قوات النظام على منطقة بئر قصب والصريخي التي تبعد حوالي 20 كم شمال المنطقة، اﻷمر الذي يدفع القسم اﻷكبر من العشائر لقبول التسوية تجنباً لاقتحامها عسكرياً».
ولفت إلى أن «قوات النظام أوقفت عمليات القصف للمنطقة لأيام عدة بعد وصول بنود الهدنة، ليعود النظام ويقصف المنطقة، ما أدى لاستشهاد مدنيين اثنين من عشيرتي «الجملان» و»الصياد» في إشارة على ما يبدو لعشائر المنطقة باﻹسراع بقبول التسوية».
و أكد مصدر عشائري لـ«القدس العربي»، أن «النظام مصّر على السيطرة على هذه القرى بالقوة أو عبر التفاوض وهذا يظهر جلياً في أحد بنود تسوية النظام التي تنص على تسليم تل أصفر وتلول أشيهب، اللتين تشرفان على مطار خلخلة العسكرية أحد أبرز مطارات النظام في الجنوب السوري، حيث تعرض المطار لهجمات عدة من تلول أشيهب من فصائل المعارضة المسلحة في عام 2014 ومن تنظيم الدولة عام 2015 لتعود فصائل المعارضة وتقصفه مرات عدة في عام 2017، وكان النظام حاول اقتحام المنطقة من محور مطار خلخلة في الشهر الرابع من هذا العام إلا أن فصائل المعارضة تصدت له».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن» لعنة الحرب لا تزال تلاحق هذه المنطقة المغيبة عن اﻹعلام منذ اندلاع الثورة رغم اقتصار العمل الثوري على أعداد قليلة من أبنائها، ففي عامي 2012 و2013 تعرضت معظم هذه القرى لاقتحامات من قوات النظام وجرت خلالها عمليات اعتقال وتعفيش للمنازل فيها وقتل للمدنيين، ثم سيطرة تنظيم الدولة عليها في عام 2014، ما أدى إلى حركة نزوح كثيفة للعشائر آنذاك باتجاه محافظة درعا».
واستطرد المصدر قائلاً: «استعادت فصائل المعارضة السيطرة على المنطقة من تنظيم الدولة في شهر آذار/ مارس الماضي، ما دفع الأهالي للعودة إلى ديارهم إلا أن معاناتهم استمرت بسبب القصف والعمليات العسكرية للنظام السوري».
يشار إلى أن «جيش أسود الشرقية» و»جيش أحرار العشائر» التابعين للمعارضة السورية المسلحة كانا قد سيطرا على قرى عديدة في شمال شرقي السويداء في أواخر شهر آذار/مارس الماضي، بعيد انسحاب تنظيم الدولة منها، فيما حاولت قوات النظام والمليشيات الموالية لها اقتحام هذه القرى مرات عدة خلال الأشهر الماضية، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل، في حين تعرضت المنطقة لقصف جوي ومدفعي مكثف أسفر عن وقوع أضرار مادية فادحة ومقتل عدد من مقاتلي المعارضة والمدنيين، وكان آخرها قصف جوي روسي استهدف منطقة «النمور» شمال شرق قرية اﻷصفر، وأدى لارتقاء سيدة من عشيرة الزبيدات.

النظام السوري يعرض على عشائر في السويداء تسوية مقابل وقف القصف

عبد الرزاق النبهان

لبنان: لقاء مرتقب بين عون والحريري لرسم ملامح الورشة الحكومية وتداعيات خطاب نصرالله تصيب الدولة القوية وتضرب موسم الاصطياف

Posted: 28 Jun 2017 02:24 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي» : مع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى بيروت من اجازة عيد الفطر التي حملته الى المملكة العربية السعودية ثم فرنسا، يفترض أن يلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتحديد خريطة طريق ورشة تنفيذ وثيقة بعبدا، في ظل حرص رئاسي على تفعيل عمل الحكومة ودرس وإقرار مشاريع القوانين التي هي على تماس مباشر مع نهوض الدولة وحياة الناس وتحتاج الى مراسيم تنظيمية. وفي هذا الإطار، شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الأربعاء النيابي على «ضرورة الانصراف الى معالجة قضايا الناس الحياتية والمعيشية»، لافتاً الى «ان المجلس مُقبِل على ورشة العمل في إطار درس وإقرار المشاريع واقتراحات القوانين ولا سيما الحيوية والملحة منها، وفي مقدمها سلسلة الرتب والرواتب»، موضحاً أن «بعد درس لجنة المال للموازنة سيُصار إلى إدراجها على جدول اعمال الهيئة العامة لمناقشتها وإقرارها».
وفي وقت غابت جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية امس بقي خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة الفائت محور متابعة بعدما وجّه سهامه نحو السعودية وأعلن عن فتح الاجواء لعشرات الآلاف بل مئات الآلاف من المجاهدين والمقاتلين من كل أنحاء العالم العربي والإسلامي من العراق واليمن وإيران وأفغانستان وباكستان» ليكونوا شركاء في أي معركة مع إسرائيل قد تندلع مستقبلاً.
ولقي هذا الخطاب انتقاداً اولاً بسبب توقيته بعد اللقاء التشاوري في بعبدا وبعد محاولة العهد ترطيب العلاقات مع المملكة ودول الخليج وثانياً على عتبة موسم الاصطياف حيث من شأن هذه النبرة المتجددة أن تنعكس سلباً على الوضع العام في لبنان وأن تستعيد مشهد ما حصل في تموز 2006 حيث يبدو حزب الله ممسكاً بقرار الحرب والسلم على حساب الدولة القوية القادرة التي يحاول الرئيس ميشال عون بناءها. وقد اعتبرت مصادر في القوات اللبنانية اليوم ان «كلام نصرالله الأخير الذي تكرر على لسان النائب نواف الموسوي يزعزع كل المناخ الإيجابي الذي شهده لبنان منذ انتخاب الرئيس عون وتأليف الحكومة»، ولاسيما بعدما أثار رئيس القوات سمير جعجع خلال الاجتماع التشاوري في بعبدا مسألة سلاح «حزب الله»، الا ان العماد عون تمنى ابقاء الموضوع جانباً حفاظاً على الجو التضامني داخل الحكومة خصوصاً وان الاجتماع مخصص لتفعيل عملها.

لبنان: لقاء مرتقب بين عون والحريري لرسم ملامح الورشة الحكومية وتداعيات خطاب نصرالله تصيب الدولة القوية وتضرب موسم الاصطياف

سعد الياس

كفر كنّا والريحانية موطن الشركس الرئيسي في فلسطين

Posted: 28 Jun 2017 02:23 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: كان عام 1878 هو العام الذي شهد بدايات الوجود الشركسي في فلسطين، وذلك خلال عهد الامبراطورية العثمانية، عندما وفدت مجموعات منهم إلى فلسطين من منطقة «مارويل» الواقعة على الحدود اليونانية البلغارية، بغرض استفادة الحكومة العثمانية من قدراتهم الحربية في المعارك التي كانوا يخوضونها في أوروبا الشرقية والبلقان، لكن الهزائم المتوالية التي لحقت بالعثمانيين أمام الروس وحلفائهم الأوروبيين أجبرت الحكومة العثمانية على ترحيل الشركس، ونقلهم من أوروبا الشرقية إلى شبه جزيرة الأناضول وبلدان المشرق العربي ومنها فلسطين. 
وسكن الشركس في قريتين، الأولى كفر كنا الواقعة على بعد 12 كم إلى الشرق من بحيرة طبريا، وسكانها من قبيلة «شابسوغ»، والثانية هي بلدة الريحانية بالقرب من الحدود وسكانها من قبيلة «إبزاخ». وحسب دراسة أعدها حنا عيسى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية في القدس المحتلة فإن الشركس في فلسطين ينتمون إلى أربع قبائل، تتفرع منها 46 عائلة، وأكبر القبائل هي قبيلة شابسوغ التي تمثل غالبية سكان قرية كفر كنا وجزءا من قرية الريحانية. 
وعاش الشركس جميع الأحداث التي جرت في فلسطين منذ استقرارهم فيها. وفي عام 1948، وعلى أثر نكبة فلسطين لجأ عدد من شركس فلسطين إلى سوريا، حيث كانت الروابط الدينية والإسلامية تشدهم إلى أهل البلاد إضافة إلى تشابه نمط المعيشة الزراعية ـ الرعوية الذي كان يمارسه الشركس والعرب، إلا أن الشركس لم يتماهوا تماما مع المجتمع الفلسطيني المحلي وظلّوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم الخاصة. 
وحسب ما تم توثيقه فإن العثمانيين قدموا المساعدة للشركس للاستيطان في بلاد الأناضول سنة 1878 وفي بلدان المشرق العربي، فوصل الشركس إلى سوريا وفلسطين ثم تركزوا في الأردن. ومنحتهم الدولة العثمانية أراضي حول منطقة بيسان على نهر الأردن في فلسطين، ومنها انتقلوا إلى خربة كفر كنا التي صارت في ما بعد قرية قرب الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية، ثم أنشأوا قرية الريحانية. واستوطنت جماعات أخرى منهم خربة شركس وخربة سطاس قرب مدينة الخليل منذ سنة 1878.
أما أكبر تجمع للشركس فهو في الأردن. ومعظم هؤلاء وفدوا إلى الأردن من فلسطين التي كانوا قد وصلوا إليها بالبواخر العثمانية التي أنزلتهم في ميناء حيفا، ثم جرى إسكانهم في أراضي المستنقعات المحيطة بمدينة بيسان. 
وبعد النكبة مباشرة واحتلال أراضي فلسطين في عام 1948 غادرت فلسطين نحو 20 عائلة شركسية واستقرت في قرية مرد السلطان شرق مدينة دمشق كلاجئين فلسطينيين. أما القسم الأكبر من الشركس فقد بقي في فلسطين المحتلة وخضع مثل البقية لظروف الاحتلال، وقاسوا عمليات الطرد ومصادرة الأراضي. ففي اكتوبر/ تشرين الأول 1953 طردت السلطات الإسرائيلية سبع عائلات شركسية من قرية الريحانية. وفي سنة 1957 غادرت عدة أسر إلى تركيا هرباً من عسف الاحتلال. وتقلصت مساحة قرية كفركنا الشركسية من نحو 8500 دونم إلى نحو 6500 دونم، وأراضي قرية الريحانية من 6000 دونم إلى 1600 دونم بسبب المصادرة. 
في عام 1931 بلغ عدد الشركس في فلسطين قرابة 866 شخصاً، ووصل عددهم إلى 950 شخصاً في عام 1945 ثم انخفض إلى 806 أفراد إثر نكبة فلسطين عام 1948 بسبب لجوء عدد من العائلات الشركسية إلى سوريا وتركيا. وفي عام 1969 وصل عددهم إلى 1745 نسمة. والآن يبلغ عددهم حوالى 5000 نسمة منهم 3200 يسكنون في قرية كفر كنا و1800 نسمة في قرية الريحانية. 
والشركس هم مسلمون، فعلاقتهم مع دينهم وثيقة، كما ان علاقتهم مع أبناء جنسهم متينة، فهم محافظون ولباسهم محتشم، ولا تباع الخمور في محالهم ولا تشرب في بيوتهم، ويرسلون زكاة أموالهم الى إخوتهم الشركس في القوقاز وتركيا والشيشان، ويقومون بحملات الإغاثة لإخوتهم المسلمين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتستخدم الأبجدية القومية الشركسية المستعملة في القفقاس في دروس تعليم اللغة الشركسية، أما القاطنون في قرية الريحانية والقريبين من خط الحدود العربي فيمكنهم إرسال أولادهم إلى المدارس اليهودية أو العربية على حد سواء. 
ويمكن للشركس من سكان فلسطين الاستفادة من خدمات البلدية والخدمات العامة كسائر السكان الآخرين، كما يمكنهم تقلد وظائف في مختلف المجالات وفي المؤسسات العامة. ولا تزال اللغة الشركسية تستعمل كوسيلة للتواصل داخل المجتمع بين الشراكسة.

كفر كنّا والريحانية موطن الشركس الرئيسي في فلسطين
عانوا من الاحتلال الإسرائيلي وتعرضوا للتهجير والطرد

الجزائر: الحكومة الجديدة في مهمة إقناع «سهلة» أمام أعضاء مجلس الشورى

Posted: 28 Jun 2017 02:23 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: عرض عبد المجيد تبون رئيس الوزراء الجزائري الثلاثاء برنامج عمل حكومته الجديدة أمام أعضاء مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان) وذلك بعد أن صادق عليه أعضاء مجلس النواب بأغلبية مريحة، رغم انتقادات أحزاب المعارضة، التي وصفته بأنه مجرد تمنيات غير قابلة للتنفيذ.
وقال أمام أعضاء مجلس الشورى إن الوقت والظرف لا يسمحان بوجود تردد في في الخيارات السياسية والاقتصادية، وأنه من الضروري الحفاظ على جزائر الشهداء، وبناء دولة القرن الـ 21، في كنف الاستقرار والأمن، معترفاً بأن المهمة صعبة وشاقة، وتقف في وجهها الكثير من العوائق، ولكنها ليست مستحيلة إذا تظافرت جهود الخيرين من أبناء الوطن، وأن التوفيق سيحالف الحكومة في الأخير.
واعتبر رئيس الوزراء أن برنامج حكومته الذي سماه مخططاً يأتي في إطار استمرارية تجسيد مكونات برنامج الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، من خلال الامتثال الصارم لتوجيهاته في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع منح الاولوية لتحسين ظروف عيش المواطنين، سواء تعلق الأمر بالتعليم والسكن والصحة، والنجاعة الاقتصادية.
واعتبر أن برنامج حكومته يهدف إلى الحفاظ على انسجام المجتمع، وتحقيق التحول الاقتصادي بتقليص الاعتماد على الثروات الطبيعية، مع إعادة ترتيب الأولويات وتصويب الآليات، حسب ما تستدعيه حاجة المواطنين، وتعزيز دولة القانون والحريات والديمقراطية، وتعزيز الحكم الراشد، وأخلقة الحياة العامة، وحماية ودعم المكاسب الاجتماعية، تدعيم المجال الاقتصادي والمالي، وتطوير سياسة الدفاع في ظل المخاطر والتهديدات الأمنية التي تواجه الجزائر، بسبب التوترات التي تعيشها العديد من الدول المجاورة.
وقال الهادي خالدي عضو مجلس الشورى عن الثلث الرئاسي إن التحدي بالنسبة للحكومة هو تسويق هذا البرنامج، والإقناع به، وذلك بالحوار مع منظمات المجتمع المدني والطبقة السياسية، وأن هذا الأمر جاء في كلمة رئيس الوزراء أمام أعضاء المجلس.
واعتبر موسى تمدارتازة عضو مجلس الشورى عن جبهة القوى الاشتراكية أن حزبه انتقد برنامج عمل الحكومة، بسبب النقائص التي تضمنها، بالإضافة إلى نقاط الظل الموجودة فيه، مشدداً على أن التحدي الأكبر بالنسبة للحكومة هو النزول إلى الميدان، والعمل الفعلي على تحقيق الوعود التي قطعتها هذه الحكومة أمام البرلمان بغرفتيه، لأنه بدون النزول إلى الميدان لا يمكن لأي برنامج أن ينجح، والأولوية هي الحفاظ على الدولة الاجتماعية، لأن ذلك يعني الحفاظ على السيادة الوطنية.
وينتظر أن يصادق أعضاء مجلس الشورى خلال اليومين المقبلين على برنامج عمل الحكومة، التي لن تجد صعوبة كبيرة في تمريره، بفضل الأغلبية التي تدعمها داخل المجلس، سواء من أحزاب الموالاة، أو من أعضاء الثلث الرئاسي المعينين، والذين يدعمون الحكومة أيضاً، لينطلق الامتحان الحقيقي بعدها بالنسبة إلى تبون الذي حاول منذ البداية النأي بنفسه عن الحكومة السابقة التي كان عضو فيها، ووعد بفصل السياسة عن المال، وهو ما اعتبر اعترافاً ضمنياً بأن الزواج كان حاصلاً بالفعل مع الحكومة السابقة، لكن هل سيتمكن تبون من إحداث هذه القطيعة بين رجال المال والسياسة، التي أضحت أكثر من ضرورية، خاصة في ظل الأزمات المتعددة التي تمر بها البلاد؟

الجزائر: الحكومة الجديدة في مهمة إقناع «سهلة» أمام أعضاء مجلس الشورى
عرضت برنامج عملها أمام الغرفة الثانية في البرلمان

موريتانيا: جدل حول ترشيح المعارضة للوزير الأغظف في انتخابات 2019

Posted: 28 Jun 2017 02:22 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: استمر الجدل ساخناً أمس في منصات التواصل الاجتماعي وعبر الصحافة، حول الخبر الذي سربته وكالة «الأخبار» المحسوبة على إخوان موريتانيا، بخصوص إدراج المعارضة الموريتانية اسم الوزير مولاي ولد محمد الأغظف المعزول حالياً بعد أن كان من أبرز معاوني الرئيس ولد عبد العزيز، ضمن قائمة ستختار منها المعارضة مرشحها الموحد لانتخابات 2019 الرئاسية.
وتبرأت المعارضة الموريتانية في بيان وزعته أمس من ترشيحها للأغظف الذي تعتبره «رمزاً من رموز النظام الذي حكم موريتانيا منذ انقلاب 2008».
وأكدت «أن جهات إعلامية نشرت خبراً مفاده أن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة أدرج اسم أحد رموز الموالاة ضمن لائحة مزعومة لمرشحيه المحتملين للانتخابات الرئاسية المقبلة، وبهذا الخصوص، نؤكد هنا أن هذا الخبر عار من الصحة تماما، و أن المنتدى لم ينه لحد اليوم إعداد لائحة الترشيح للاستحقاق المذكور، كما لم يناقش إعدادها قط».
ودعت المعارضة «المؤسسات الإعلامية بالاستعلام لدى جهات المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة المخولة بذلك قبل نشر أي خبر يخص هذا المنتدى وذلك للتأكد من صحته».
ونفي صالح ولد حننه القيادي في منتدى المعارضة أمس «أن يكون قادة المعارضة يسعون إلى ترشيح الوزير المقال مولاي ولد محمد الأغظف».
وقال «ما تم تداوله بشأن ترشيح ولد محمد الأغظف عار من الصحة».
وفي تحليل لأبعاد الخبر الخاص بترشيح الأغظف لانتخابات الرئاسة المقبلة نقلت صحيفة «تقدمي» الاستقصائية عن مصادر متطابقة «أن الخبر تم تسريبه من طرف رئيس الوزراء الحالي يحيى ولد حدمين الذي تربطه علاقات قوية ببعض القائمين على" وكالة الأخبار"، و قد تم انتقاء وسيلة الإعلام التي تم تسريب الخبر بعناية، حيث أنها محسوبة على حزب «تواصل» الإسلامي الذي هو عضو في المنتدى المعارض، كما أنها تحظى باحترام الرأي العام، مما يجعل من المستبعد أن تكون مظنة لخدمة أجندة النظام».
وتابعت «تقدمي» تحليلها بالقول «المعلومة المغلوطة التي سرّبها ولد حدمين كان الهدف منها ضرب عصفورين بحجر واحد، أولهما غريمه مولاي ولد محمد الأغظف، الذي لا يزال يتوجس خوفاً من عودته للسلطة والنفوذ.. والعصفور الثاني هو مصداقية منتدى الديمقراطية والفتّ في أعضاد أنصارها المعارضين، بإيهامهم أنها ترشح رمزاً من رموز نظام ولد عبد العزيز والانقلاب الذي قاده على الديمقراطية، وقد انجلت ردة الفعل السلبية على ذلك من خلال تدوينات نشطاء المعارضة على شبكات التواصل الاجتماعي».
«المراقبون، تضيف «تقدمي»، يعتبرون أن الإشاعة قد تكون أيضاً مجرد بالون اختبار استخباراتي، لمعرفة مدى قبول ولد محمد الأغظف في أوساط المعارضة، حيث لا يستبعد أن يكون الأغظف مرشح ولد عبد العزيز الذي افتعل الخلاف معه، لاتخاذه حصان طروادة يخترق به قلاع المعارضة».
وأضافت «غير أن البالون التحسسي انفجر بشكة سريعة من إبرة تكذيب المنتدى له؛ وقد وجدت هذه الإشاعة غير البريئة فرصة للتصديق بسبب أن مولاي ولد محمد الأغظف قد لا يكون بالغ الشيطنة في رأي المنتدى، الذي رأي فيه دائما إنسانا وسطياً، يمكن التعامل معه، ممن لا يجعل ضمه لقائمة مرشحيه أمراً متعذراً وإن كان متعسراً، وضارّا بمصداقية المنتدى كإطار معارض، وكتشكيلة أفرزتها جبهة الدفاع عن الديمقراطية التي كانت ردة فعل على انقلاب كان ولد محمد الأغظف من رموزه».
«وكانت إشاعة سابقة لم تتأكد، تضيف الصحيفة، قد تحدثت عن لقاء جمع رئيس الوزراء الأسبق يحي ولد الوقف رئيس لجنة الترشحات لانتخابات 2019 في منتدى المعارضة، برئيس الوزراء السابق مولاي ولد محمد الأغظف بعد إقالته، مما يمنح الإشاعة الجديدة حياة ونَفَساً».
وأكد «تقدمي» في تحليلها «أن تسريب الخبر المكذوب حركة ماكرة من حيث المقدمات التي سبقتها، من إشاعات مساعدة، وبالنظر لتمريرها من خلال إعلام محسوب على قوى معارضة، والتوقيت الذي كان دقيقا، غير أن الشائعة رغم إحكامها كانت فقاعة صابون لم تصمد طويلاً».

موريتانيا: جدل حول ترشيح المعارضة للوزير الأغظف في انتخابات 2019
تتبرأ من الخبر والصحافة تتهم الإخوان بتسريبه

بارزاني يدعو واشنطن والمجتمع الدولي إلى احترام ما يقرره الأكراد

Posted: 28 Jun 2017 02:22 PM PDT

أربيل ـ «القدس العربي»: قال رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، أمس الأربعاء، «حان الوقت لكي يعلن الكرد عن قرارهم النهائي بشأن إجراء الإستفتاء»، داعياً كلا من «واشنطن والمجتمع الدولي إلى ان يحترموا قرار الشعب الكردي».
وفي مقال له نشر في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، وترجمته شبكة «رووداو» الكردية، أضاف بارزاني «سيقرر الشعب الكردستاني في هذا الإستفتاء الملزم الذي سيجري في 25 أيلول/سبتمبر من هذا العام، إذا ما كانوا يريدون الإستقلال، أم يريدون البقاء كجزء من العراق، وعند ممارسة هذا الحق المشروع، لن نشكل أي تهديد على أي أحد، بل قد تكون هذه هي الخطوة الصحيحة لاستقرار المنطقة».
وتابع: «قبل 100 عام وخلال مفاوضات السلام التي اعقبت الحرب العالمية الأولى، وعدوا الكرد بإنشاء دولتهم المستقلة، وبدلا عن ذلك، تم تقسيم كردستان بين تركيا وإيران وسوريا والعراق، وكنا ننتظر من الدولة العراقية الحديثة أن تكون هناك شراكة متكافئة بين العرب والكرد، إلا ان جميع الحكومات العراقية المتعاقبة قامت بقمع الكرد، ورأينا حينما قام صدام حسين بإستخدام الغازات السامة في المدن والقرى الكردية، وتم تدمير أكثر من 5000 قرية وتم تهجير قسم من الكرد إلى المناطق الجنوبية، أما القسم الآخر فقد تم قتلهم ودفنهم وهم احياء في مقابر جماعية خلال تلك الفترة».
وواصل بارزاني، «بعد الإطاحة بنظام صدام حسين، عمل الكرد وبشكل جدي لبناء عراق جديد، وتم اقرار الدستور العراقي لضمان استقلال كردستان وحماية حقوق العراقيين، وبعد مرور اكثر من 14 عاماً، فشلت بغداد في تنفيذ بنود هذا الدستور، وقد رفضت الحكومة العراقية اعطاء إقليم كردستان نصيبه من الموازنة الإتحادية، أو تزويد قوات البيشمركه بالسلاح حينما هاجمنا تنظيم «الدولة الإسلامية» في 2014 بالأسلحة التي تركها الجيش العراقي في الموصل».
واشار في مقاله، إلى أن «استقلال كردستان قد يجعل المنطقة أكثر استقرارا ولن يغير حدود أي دولة مجاورة سوى العراق، بل ان استقلاله عن العراق سيعزز دعائم الاستقرار ويجنب المنطقة حروبا دموية قد تنشب بسبب الخلافات المحتدمة منذ سنوات طوال»، لافتا إلى «أن قيام دولة كردستان سيعزز العلاقات بشكل اكبر بين الكرد وعرب العراق، وستقيم كردستان المستقلة علاقات متينة مع بغداد وستكون جارة عظيمة وتتعاون ضد الإرهاب وستتقاسم الموارد معها ومنها المياه والنفط بالطريقة التي تعود بالنفع على البلدين، لذلك سنجري مفاوضات مع بغداد ودول الجوار والأسرة الدولية. لأننا نتفهم المخاوف التي قد يسببها إجراء استفتاء كردستان عند جيراننا».
وزاد «بعدما تأكد أن الاندماج القسري للكرد في العراق لم يعد صالحاً بالنسبة لكردستان العراق، نريد من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي احترام القرار الديمقراطي لشعب كردستان، حيث سيكون العراق وكردستان أفضل حالا على المدى البعيد».

بارزاني يدعو واشنطن والمجتمع الدولي إلى احترام ما يقرره الأكراد

صحيفة ألمانية: نستقبل 5 لاجئين مقابل كل فرد تستقبله تركيا

Posted: 28 Jun 2017 02:21 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: ذكر تقرير لصحيفة «بيلد» الألمانية الشعبية الواسعة الانتشار أن اتفاق اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لم تكن نتائجه مرضية من وجهة نظر أوروبية، إذ استقبلت دول الاتحاد خمسة أضعاف عدد اللاجئين الذين تم إعادتهم من اليونان.
واستندت الصحيفة في تقريرها على بيانات رسمية بهذا الشأن للمفوضة الأوروبية. ومنذ آذار/مارس 2016 تاريخ دخول لاتفاق بين أنقرة وبروكسل حيز التنفيذ، تمت إعادة قرابة 1210 لاجئ إلى تركيا بعدما وصلوا للجزر اليونانية. وفي الفترة نفسها استقبلت دول لاتحاد 6254 سورياً وصلوا إليها عبر تركيا من بينهم 2270 وصلوا إلى ألمانيا.
وبموجب الاتفاق تعهدت تركيا بتشديد المراقبة على حدودها البحرية وتفكيك شبكات تهريب البشر التي ساعدت اللاجئين على القيام بالرحلة الخطرة لعبور بحر إيجه إلى اليونان التي تعتبر نقطة البداية للمسيرة نحو أوروبا. وأتاح الاتفاق وقف تدفق اللاجئين إلى القارة الأوروبية الذي حدث في 2015 وأجج المشاعر الشعبوية التي استفاد منها اليمين المتطرف.
وتظهر الإحصائيات الجديدة أن دول الاتحاد الأوروبي تستقبل خمسة لاجئين مقابل كل لاجئ يُعاد إلى تركيا من اليونان، خلافاً للاتفاق الذي يقضي بتقاسم عدد اللاجئين بالنصف. وحول سبب تعثر ترحيل للاجئين السوريين من الجزر اليونانية إلى تركيا. قالت المفوضية الأوروبية إن الأمر يعود لتعثر عمليات الترحيل من الجزر اليونانية إلى تركيا بسبب الإجراءات الإدارية المعقدة في اليونان. وحذرت صحيفة «دي فيلت» الألمانية أن الشرطة الألمانية حذرت أعضاء في البرلمان من أن المخابرات التركية ربما تجسست عليهم وأنهم قد يواجهون أيضا أخطارا أمنية محتملة من مواطنين أتراك.
ويبدو أن العلاقات المتوترة أصلا بين ألمانيا وتركيا قد تشهد مزيدا من التدهور، وذلك إثر تقارير إعلامية تشير إلى احتمال تجسس تركيا على أعضاء في البرلمان الألماني. وقالت الصحيفة «أجرى مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية ما يسمى (مناقشات أمنية) مع عدة أعضاء بالبرلمان في الأسابيع الأخيرة». وأضافت «يقال أن المناقشات تركزت على التجسس المحتمل للمخابرات التركية والأخطار الأمنية» المرتبطة بذلك. ولم يتسن الحصول على تعليق من مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية على التقرير.
وكان المدعي العام الاتحادي قد بدأ تحقيقا في كانون الثاني/ يناير 2017 بشأن احتمال قيام عملاء أرسلتهم الحكومة التركية إلى ألمانيا بعمليات تجسس وفتح في آذار/ مارس تحقيقا ثانيا منفصلا.
وتزامنا مع ذلك، ذكرت تقارير إعلامية ألمانية أنه يشتبه بأن وكالة المخابرات التركية تتجسس على أنصار رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تتهمه أنقره بتنظيم انقلاب فاشل في تموز/ يوليو الماضي.

صحيفة ألمانية: نستقبل 5 لاجئين مقابل كل فرد تستقبله تركيا

علاء جمعة

وزير الخارجية المصري في أثيوبيا اليوم تحضيراً لقمة الاتحاد الافريقي

Posted: 28 Jun 2017 02:21 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: يتوجه وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مساء اليوم الخميس، للمشاركة في الاجتماعات التمهيدية للدورة العادية الـ 29 لقمة الاتحاد الأفريقي، حيث تعقد الدورة العادية الـ34 للجنة المندوبين الدائمين للدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي خلال الفترة من 27 ـ 29 يونيو/حزيران 2017، ثم تليها الدورة العادية الـ 31 للمجلس التنفيذي على مستوى وزراء الخارجية خلال يومي 30 يونيو والأول من يوليو/تموز 2017، ثم تعقد الدورة العادية الـ 299 لقمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الأفريقي خلال يومي 3 و4 يوليو 2017.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبو زيد، إن القمة تعقد تحت شعار «تسخير العائد الديموغرافي من خلال الاستثمار في الشباب» باعتباره شعار الاتحاد الأفريقي خلال عام 2017، حيث تتضمن القمة المقبلة عقد جلسة رئيسية مخصصة لمناقشة هذا الموضوع وتعرض فيها الدول الأعضاء تجاربها الوطنية في مجال تمكين الشباب وإعدادهم للمستقبل.
وأشار إلى أن اختيار هذا الموضوع يأتي على ضوء ما يحتله من أهمية خاصة للدول الأفريقية التي ينتمي معظم سكانها لفئة الشباب، فضلا عن الحاجة لتعزيز الاستفادة من طاقات الشباب ومواجهة التحديات والمعوقات العديدة في هذا الصدد.
وأضاف أن القمة ستتناول تقرير رئيس جمهورية رواندا بشأن تنفيذ قرار قمة أديس أبابا (يناير 2017) حول الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي من أجل معالجة أوجه القصور الحالية في أداء الاتحاد ولتمكينه من الاضطلاع بالتحديات المعاصرة التي تواجهه على النحو المرجو».
وتابع ستتناول القمة كذلك «تقرير رئيس النيجر حول موضوع منطقة التجارة الحرة القارية، وتقرير رئيس سيراليون حول إصلاح وتوسيع مجلس الأمن في إطار رئاسة بلاده للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة العشر المعنية بإصلاح وتوسيع مجلس الأمن والجهود المبذولة في الترويج للموقف الأفريقي الموحد في هذا الشأن، إضافة إلى تقرير رئيس جمهورية الكونغو حول ليبيا في إطار رئاسته للجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا، فضلا عن تقرير كل من مصر وموريشيوس حول تنفيذ أجندة التنمية 2063 وتوطينها في خطط العمل الوطنية».
وأردف أبو زيد أن «القمة الأفريقية ستتناول كذلك حالة السلم والأمن في أفريقيا من خلال استعراض تقرير رئيس مجلس السلم والأمن بشأن أنشطة المجلس وحالة السلم والأمن في أفريقيا، بما في ذلك تنفيذ خارطة الطريق الخاصة بإسكات البنادق في أفريقيا بحلول2020».
وأشار إلى أن القمة «ستشهد انتخاب مفوض الموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا ومفوض الشؤون الاقتصادية، فضلا عن انتخاب 4 أعضاء في المجلس الاستشاري للفساد، وانتخاب 4 أعضاء في اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، بالإضافة إلى اعتماد ميزانية الاتحاد الأفريقي لعام 2018».
واغلن المتحدث باسم الخارجية في تصريحاته أن وزير الخارجية سيعقد لقاءات ثنائية مع نظرائه الأفارقة ودول في حوض النيل على هامش اجتماعات المجلس التنفيذي لمتابعة مسار العلاقات الثنائية مع هذه الدول، وللتنسيق بشأن عدد من الملفات الإقليمية والدولية.

وزير الخارجية المصري في أثيوبيا اليوم تحضيراً لقمة الاتحاد الافريقي

مؤمن الكامل

عباس يترأس جلسة طارئة للحكومة ويؤكد أهمية المصالحة وإعمار غزة

Posted: 28 Jun 2017 02:21 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: ترأس الرئيس الفلسطيني محمود عباس جلسة طارئة لحكومة الوفاق الوطني في مقر الرئاسة، حيث أطلع رئيس وأعضاء مجلس الوزراء على مستجدات الوضع السياسي في المنطقة، مؤكدا على أهمية استمرار العمل من أجل الوصول إلى مصالحة وطنية ضمن خطته القائمة على حل اللجنة الإدارية التي شكلتها حركة حماس في قطاع غزة، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من أداء مهامها في المحافظات الجنوبية، وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وشدد على أهمية استمرار الحكومة في جهود إعادة الإعمار في قطاع غزة رغم التحديات والعراقيل والعقبات التي تضعها حركة حماس أمام عمل الحكومة في غزة، بما في ذلك الإدعاءات والأكاذيب التي تحاول تزييف الحقائق عن دور الحكومة منذ تشكيلها في العمل على كل ما من شأنه التخفيف من معاناة قطاع غزة.
وأشاد بالجهد المتميز الذي تقوم به حكومة الوفاق الوطني، مؤكداً على ضرورة «بذل أقصى الجهود لخدمة شعبنا في كافة أماكن تواجده، وعلى أهمية البناء على ما تم إنجازه بما يشكل رافعة للجهد الوطني والنضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن أرضه»..
وأعرب عن أسفه لحادث السير المؤلم الذي راح ضحيته سبعة فلسطينيين، متقدما بأحر التعازي لعائلات الضحايا، ومؤكدا على قيام الحكومة بمراجعة وتحديث قوانين ونظم السير، بما فيها تشديد العقوبات على المخالفين من أجل ضمان سلامة المواطنين على الطرق.
من جهته كلف رئيس الوزراء رامي الحمد الله وزراء الاختصاص بمتابعة تنفيذ توجيهات الرئيس بشكل فوري، مشيراً إلى حرص الحكومة على بذل كافة الجهود للحد من ظاهرة الحوادث المؤسفة التي تودي بحياة المواطنين الأبرياء
وكان قد استهل الجلسة الطارئة بالإعراب عن شكره على دعم الرئيس وتوجيهاته. وأكد على أن ترؤس الرئيس الجلسة يعطي حكومة الوفاق الوطني المزيد من الدعم والزخم لأعمالها وأدائها، ولمسيرة بناء دولة فلسطين وتطوير مؤسساتها والنهوض بالخدمات التي تقدم للمواطن الفلسطيني «التي نعتبرها جميعاً أدواتٍ مهمة لتعزيز الصمود والمنعة الفلسطينية، ولدعم جهود الرئيس والقيادة في تدويل قضيتنا وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووضع حد لعذابات شعبنا في الوطن وفي مخيمات الشتات، وضمان الإفراج عن أسرى الحرية من سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس».
كما استعرض رئيس الوزراء الإنجازات التي حققتها الحكومة في القطاعات المختلفة رغم العراقيل والأزمة المالية التي تواجهنا، مؤكدا على أهمية تضافر كافة الجهود الرسمية والأهلية من أجل تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، حتى نتمكن معاً من التغلب على كافة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى «أهمية الجهود التي تقوم بها الحكومة من أجل تحديث منظومة التشريعات من شأنه أن يعزز من بناء مؤسسات الدولة ويوفر الحماية الضرورية لأبناء شعبنا وفق منظومة عصرية تتلاءم مع التشريعات والمعايير الدولية».

عباس يترأس جلسة طارئة للحكومة ويؤكد أهمية المصالحة وإعمار غزة

انتقادات للبرلمان المغربي لعدم استجابته للمطالب الشعبية لحراك الريف

Posted: 28 Jun 2017 02:20 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي بدأت تأخذ فيه الأحداث في منطقة الريف التي انطلقت منذ مقتل بائع السمك محسن فكري ليلة 28 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بعداً خطيراً، لازال مجلس النواب المغربي بعيداً عن الأحداث الجارية، على الرغم من أن البرلمان هو المؤسسة الوحيدة التي «يمكن أن تنور الرأي العام بالحقائق.
ويرى مراقبون، أن البرلماني المغربي، لا يؤدي مهمة «التشريع والمراقبة»، و أن الشعب المغربي لا زال يحتفظ بالصورة النمطية السلبية عن أداء ممثليه نتيجة الاختلالات الكثيرة في عمل البرلمان.
وطالبت بعض الفرق البرلمانية بتدخل البرلمان انطلاقاً من مهمته التشريعية. ودعا رئيس فريق العدالة والتنمية في مجلس النواب، ادريس الأزمي الإدريسي، إلى التجاوب مع أسئلة النواب بخصوص احتجاجات الحسيمة. معتبراً أن البرلمان «مغيب» مما تشهده منطقة الريف، مسجلاً تغييب المادة 104 من القانون التنظيمي لمجلس النواب، والتي تمنح النواب الحق في «تناول الكلام في نهاية الجلسة الأسبوعية المخصصة للأسئلة الشفهية للتحدث في موضوع عام وطارئ يستلزم إلقاء الضوء عليه وإخبار الرأي العام الوطني به». وطالب فريق حزب الاستقلال، بتدخل رئاسة مجلس النواب وبرمجة سؤال محوري حول احتجاجات الحسيمة.
وقال الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب المغربي إنّ «الضعف الذي يسم عمل البرلمان يتطلب إجراء مراجعة جذرية لممارسة البرلمانيين لواجبهم التشريعي، وذهب أبعد من ذلك بقوله «بل يستدعي الأمرُ رجّة للنهوض بهذه المهمة الأساسية من جانب مؤسستنا»، لافتاً إلى أن هناك «عجزاً مهولاً في نسبة المبادرات التشريعية لأعضاء البرلمان، بالقياس إلى مشاريع القوانين وبالقياس إلى نماذج مقارَنة».
وأرجع المالكي، في يوم دراسي حول «التشريع والمراقبة» احتضنه مجلس النواب أسباب العجز المسجل على مستوى المبادرات التشريعية لأعضاء البرلمان إلى عدد من الأسباب؛ من ضمنها في عدم التوازن في الإمكانات والخبرات والمعلومات، مقارنة مع الحكومة، موضحاً أن «الحكومات تتوفر على إمكانات تتجاوز بكثير إمكانات البرلمان، كما أنها تتوفر على المعلومات الضرورية وبنوك المعلومات وقواعد المعطيات والبنيات المؤسساتية لإعداد مشاريع النصوص». وبحسب المالكي، فإن 1507 من النصوص التشريعية صادق عليها البرلمان المغربي منذ سنة 1963، لا يتجاوز عدد مقترحات القوانين المصادق عليها، على مدى 53 سنة من العمل البرلماني، 108 مقترحات فقط، أي بنسبة لا تتعدّى 7.1 في المائة.
من الناحية الدستورية، فإن الدستور الجديد يعيد الاعتبار إلى العمل البرلماني، بوصفه سلطة تشريعية، وذلك بتوسيع هامش تدخلاته والمجالات التي يختص بالتشريع فيها، كما فتح الدستور الجديد أمام البرلمان آفاق اشتغال أخرى من شأنها أن تعين على تطوير الأداء البرلماني وتدخلاته في مجال السياسات العامة في المغرب، بما يعزز محاربة الفساد في البلاد. وفي تعزيز الممارسة السياسية ومعالجة قضايا المواطن المغربي. وقال جمال أيت حمو الكاتب و الإعلامي، أصبح البرلمان غير قادر على التعبيرعن الاحتياجات المجتمعية في مناقشة السياسة العامة وتصحيحها بما يخدم تلك الاحتياجات سواء كانت اقتصادية، اجتماعية و ثقافية وأداء دوره الرقابي على أعمال السلطة التنفيذية، نظرًا لغياب الكفاءة والخبرة المطلوبة في الممثلين داخل الغرفتين، وتضاؤل قدرة السلطة التشريعية في المغرب على فهم الأحداث الجارية. وأضاف، بأنه على الرغم من السلطات و الصلاحيات الرقابية التي يتمتع بها المجلسان (مجلس المستشارين ومجلس النواب) إلا أن دورهما في الحياة السياسية يتسم بالضعف والهشاشة. فرغم تعدد اللجان البرلمانية في المغرب، إلا أنها صورية ولا تمارس إلا وظائف محدودة، حيث يغلب على النشاط الرقابي للبرلمان أساليب الرقابة الأقل فعالية وتأثيراً على الحكومة مثل توجيه الأسئلة الشفوية والكتابية مقارنة بأساليب الرقابة الأكثر فاعلية مثل الاستجوابات واستدعاء المسؤولين والبحث الدقيق في تنفيذ المشاريع.
وقال محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات المؤسساتية والسياسية لـ«القدس العربي» في الواقع يحتل ملف الحركة الاحتجاجية بالريف صدارة مشهد الحياة العامة ويجب أن يحتلها في الظرفية الراهنة التي تتطلب إنهاء شروط تمدد الاحتجاحات، ويمكن القول إن مناقشة الموضوع على مستوى مجلسي البرلمان لم يتم بشكل آني بل تم في إطار جلسة عمومية أجاب فيها وزير الداخلية عن أسئلة برلمانيين بشكل جماعي، وأعتقد أن طرح الملف على مستوى البرلمان جاء بشكل فردي من قبل بعض البرلمانيين المنتمين لمنطقة الريف أو جاء في سياقات معزولة لم تعط للملف قيمته وأسبقيته. الآن ثمة استياء وقلق ملكي من الوضع وهو سلوك احتجاجي من أعلى سلطة في البلاد، وحتى لو تمت الدعوة لعقد جلسة خاصة بموضوع احتحاجات الحسيمة لن تحظى مخرجاتها بالثقة والاهتمام من قبل المحتجين، لأن المطلب الذي قفز بقوة للمشهد الآن يتعلق بإطلاق سراح المعتقلين وإزاحة مظاهر العنف من الميدان الاحتجاحي. وأضاف بودن، أن موضوع ضعف النخب البرلمانية هو موضوع قديم – جديد ومساهمة النخب البرلمانية في تبديد سوء الفهم بين المحتجين والسلطات تبقى متواضعة بل حتى القدرة على إجراء وساطة برلمانية تبقى ضعيفة وغير موثوق فيها لإنهاء دورة الاحتــجاج.

انتقادات للبرلمان المغربي لعدم استجابته للمطالب الشعبية لحراك الريف

فاطمة الزهراء كريم الله

الحزب الديمقراطي الكردستاني يحدد شروط قبوله بعودة المالكي للحكم

Posted: 28 Jun 2017 02:19 PM PDT

أربيل ـ «القدس العربي»: أكد رئيس كتلة «الديمقراطي الكردستاني» النيابية، عرفات كرم، أمس الأربعاء، رفض حزبه للأغلبية السياسية في العراق لأنها «ستؤدي إلى تقسيم البلاد»، كاشفا عن شروط القبول بعودة نوري المالكي إلى الحكم.
وقال في تصريح لوسائل إعلام كردية محلية، أعاد نشرها في حسابه على موقع «تويتر»، إن «الكرد ليس لديهم مشكلة مع الأشخاص والوجوه بل مع البرامج والأجندات».
وأعتبر أن حزبه يدعم «كل من لا يؤمن بالأغلبية السياسية لأنه في حال تطبيقه سيتجه العراق إلى التقسيم».
وتطرق إلى شروط «الديمقراطي الكردستاني» لقبول عودة نائب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة السابق، نوري المالكي، إلى الحكم، قائلا «ندعم عودة المالكي إلى رئاسة الوزراء بشرط أن يعلن أن ما حصل تجاه الكُرد في 2014 كان خطأ»، في إشارة إلى إيقاف حصة الإقليم من الموازنة العامة للبلاد.
وكان المالكي، أشار في كلمة ألقاها قبل يومين في مناسبة إقامتها عشائر خفاجة في محافظة بابل إلى أن «العراق بلد واحد موحد يحكمه دستور وإرادات وطنية وتاريخ حافل بالمواقف المشرفة وأن المطالبة بتنظيم استفتاء لتقرير المصير على أساس قومي أو طائفي يعد تجاوزا على القانون».
وشدد على أن «الدستور العراقي لا يحتوي فيه على ما يسمى بتقرير المصير».

الحزب الديمقراطي الكردستاني يحدد شروط قبوله بعودة المالكي للحكم

مشعل: حماس ستبقى قوية رغم الأزمات المتتابعة.. ووحدة الخليج من مصلحتنا

Posted: 28 Jun 2017 02:19 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»:أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، في أول تصريحات له منذ تركه منصبه، أن وحدة الصف العربي والخليجي، تعد من مصلحة حركة حماس.
وقال في كلمة ألقاها عبر الهاتف من مقر إقامته، خلال احتفال لحركة حماس في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة «إن وحدة الصف العربي والخليجي من مصلحة حماس، حتى تقوم الأمة العربية بدورها المطلوب في قضيتها المركزية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي».
ونقلت وسائل الإعلام التابعة لحركة حماس تصريحات رئيس الحركة السابق، التي أشاد فيها أيضا بدور قطر الكبير في دعم القضية الفلسطينية والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني. وعبر عن أمله في أن تعود «اللحمة الخليجية» لسابق عهدها وقوتها، وأن يتم «نزع فتيل الفرقة بين الأشقاء».
وكان مشعل يعقب على قيام أربع دول عربية بينها ثلاث خليجية، وهي السعودية والإمارات والبحرين إضافة الى مصر، بقطع العلاقات مع دولة قطر، وفرض حصار عليها.
وتطرق في تصريحاته إلى صعوبة الوضع الذي يعيشه سكان قطاع غزة، وقال «يراد لغزة أن تركع وأن تدفع ثمن حصارها بتخليها عن شخصيتها الاعتبارية وسلخها عن المقاومة والثوابت». وأضاف «نحن على ثقة بأنكم ستكسرون الحصار دون أي تنازل عن قيمكم ومبادئكم». وشدد على أن حماس «قدمت نموذجا رائعا في مواجهة الحصار والوعي السياسي، وتجسد ذلك في وثيقتها السياسية». وأكد أن حركة حماس ستبقى قوية حتى في ظل «الأزمات المتتابعة» على المناطق العربية. وأضاف «حماس خلقت في ظل الأزمات وروضتها وتجاوزتها بحنكة سياسية عالية».
وهذا أول تصريح لمشعل منذ أن ترك منصبه. وأعلن في شهر مايو/أيار الماضي، عن اختيار الحركة إسماعيل هنية خلفا له في رئاسة المكتب السياسي لحركة حماس. وكان مشعل هو من أعلن عن وثيقة حماس السياسية الجديدة، التي أعلنت فيها الحركة قبولها إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، من دون الاعتراف بإسرائيل. ويقيم مشعل هو وعدد من قادة حركة حماس في قطر منذ أن تمت عملية خروج حماس من العاصمة السورية دمشق قبل عدة سنوات.

مشعل: حماس ستبقى قوية رغم الأزمات المتتابعة.. ووحدة الخليج من مصلحتنا

رئيس تشاد إدريس ديبي يتهم فرنسا بتسليح ميليشيات مسيحية ضد المسلمين في افريقيا الوسطى

Posted: 28 Jun 2017 02:18 PM PDT

باريس ـ «القدس العربي»: اتهم الرئيس التشادي إدريس ديبي ايتنو فرنسا بتغيير الدستور في بلاده من دون موافقته، وبتسليح الميليشيات المسيحية ضد المسلمين في إفريقيا الوسطى، ودعا إلى إنهاء سيطرة الخزينة الفرنسية على العملة النقدية المحلية للدول الافريقية. وقال في حوار مع عدة وسائل إعلام فرنسية إنه لم يكن يريد تغيير دستور بلاده ليتمكن من البقاء في السلطة إلى الآن ولم يسع لذلك، لكن الحكومة الفرنسية تدخلت دون طلبه وغيرت الدستور بالقوة لتمكنه من مواصلة رئاسة البلاد، وللحفاظ على مصالحها في تشاد.
وأوضح ديبي إنه رغب بالالتزام بما تعهد به بتسليم السلطة في عام 2002 بعد انتهاء ولايته الثانية في 2006، لكن «عنصران كانا السبب في عدم مغادرتي للسلطة وهما الحرب وفرنسا» وأضاف «اندلعت الحرب وهاجم المرتزقة العاصمة إنجمينا. كما أن فرنسا تدخلت لتغيير دستور دولة تشاد رغم رفضي للخطوة. جائني خبير قانوني فرنسي لا أعرف حتى اسمه وطلب مني تغيير الدستور ورفضت ذلك، لكن فرنسا أصرت على ذلك وغيرت دستور دولة تشاد عبر استخدام آلياتها من دون موافقتي». وأضاف الرئيس التشادي معاتبا «والآن هؤلاء الذي غيروا الدستور رغم رفضي لذلك، ينتقدونني». كما أوضح إدريس ديبي الذي يقود البلاد منذ 27 سنة أن «البقاء في السلطة طويلا ليس أمرا جيدا، لكن لا يجب أن نترك البلاد في الفوضى. عندما يطلب مني الشعب التشادي الرحيل فسأرحل عن السلطة».
كما كال الرئيس التشادي اتهامات خطيرة لفرنسا ولقواتها العسكرية بخصوص الفوضى في إفريقيا الوسطى وتسليح الميليشيات المسيحية التي سفكت دماء المدنيين المسلمين، وتساءل قائلا» من سلح ميلشيا انتي بالاكا (ميلشيا مسيحية) بالقنابل وأسلحة الكلاشينكوف؟ من غذى الاقتتال بين المسلمين والمسيحيين في إفريقيا الوسطى؟ إنكم تعرفون جيدا من يقف وراء هذه الأعمال. على كل الأحوال ليست دولة تشاد».
وأضاف الرئيس ديبي في معرض رده عن سؤال الصحافيين، قائلا بلهجة حادة وفيها اتهامات مبطنة لفرنسا « طالبوا فرنسا بفتح تحقيق في هذه الأحداث لكشف الحقيقة؟ كما فند الرئيس التشادي الاتهامات الموجهة ضد قوات بلاده بشأن ارتكاب أعمال عنف واغتصاب الأطفال في إفريقيا الوسطى، مؤكدا أن «القوات الفرنسية هي التي قامت بهذه الأفعال الشنيعة ضد الأطفال ولم ترغب بأن تكون الاتهامات موجهة لها لوحدها، وبالتالي تم اتهام القوات التشادية زورا وبهتانا». وبخصوص رأيه بشأن الأصوات الداعية لتغيير عملة «الفرنك الأفريقي» أو «الفرنك سي اف ا» التي تستخدمها 14 دولة أفريقية كانت مستعمرة من فرنسا قال الرئيس التشادي إنه ينبغي «إعادة التفاوض مع فرنسا على الاتفاقيات التي تنظم العمل بهذه العملة، وإنهاء سيطرة الخزينة الفرنسية على عملتنا».
وكشف إدريس ديبي أنه يوجد في مجالس إدارة البنوك المركزية لهذه الدول الإفريقية «ثلاثة فرنسيين يملكون حق النقض في التوقيع، وهو ما يمس السيادة النقدية لهذه البلدان»، ودعا إلى إعادة التفاوض مع فرنسا وعودة السياسة النقدية بشكل كامل للدول الإفريقية، وبناء علاقات مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بين فرنسا وإفريقيا.

رئيس تشاد إدريس ديبي يتهم فرنسا بتسليح ميليشيات مسيحية ضد المسلمين في افريقيا الوسطى

هشام حصحاص

عن قابيل طائفا في أرض خالقه

Posted: 28 Jun 2017 02:17 PM PDT

أكثر ما استوقف جوزيف ساراماغو من أسطورة الخلق، وكذلك من أساطير ما بعد الخلق، هو ذلك الفاصل (الخاص بآدم وحواء). كان العالم ما زال في أوّله، لا أرض تحيط بالمخلوقين الأوّلين، إلا تلك الرقعة الضيّقة التي تجري عليها حكايتهما القليلة التفاصيل، إذ تُختصر بالتجرؤ على أكل التفاحة؛ ولا آخرين من البشر يمكن لهم تعكير صفوهما وتشويش خيالهما، وليس هناك ماض سبقهما ولا حاضر ينتظرهما إلخ. إنها الصفحة الأولى في تاريخ الكون، لذلك يجد راويها نفسه إزاء الإبداع الأول، النقي، حيث عصيان كلمة الله، بعامل الفضول، كان أول عصيان يخرج من بشرين لم يسبق لهما أن كانا موجودين. ثم هي الشهوة الأولى بينهما، تلك التي أعقبت نظرة كل منهما لجسم الآخر، ثم عناقهما، ثم التصاقهما إلخ. في ما جرى من أحداث رواية ساراماغو اللاحقة عن أسطورة ما بعده الخلق، التي كان بطلها ابنهما قابيل، كل شيء صار قابلا للاختلاط والتشوش. صار البشر كثيرين في فصول الرواية التالية، والأرض واسعة وعديدة. وهناك آلهة وملوك وعمال منهكون، ما يجعل كل وصف خاليا من ذلك النقاء الشعري الأول، ذاك الذي عرفناه في الصفحات المخصّصة لآدم وحواء.
فقابيل الذي اتسعت الدنيا كثيرا في زمنه (على الرغم من أن هذا الزمن لم يبتعد كثيرا عما كان في أيام أبويه) فصار فيها شعوب وأقوام وممالك ونساء تمرّسن على الشهوة وشرائع تسعى إلى الفصل بين ما هو جائز وما لا يجوز، فصار ممكنا لقابيل هذا أن يجوب في الأرض. ليس لأن الله خلق أزواجا كثيرين مثل أبويه آدم وحواء، هنا وهناك، بل لأن قابيل أوتي القدرة على التجول بين الأزمنة. من ذلك مثلا أنه رأى النبي إبراهيم، في لقاء أول به، ذاهبا بابنه إسحق إلى التضحية به، ثم، في لقائه الثاني بإبراهيم، كان إسحق هذا لم يولد بعد، أي أن قابيل أوتي القدرة على أن يذرع الزمن طولا وعرضا، والقدرة كذلك على الرواح والغدو في أرض الله الواسعة، وإن على ظهر حمار يتميز بقدرات لا تفوق كثيرا ما لدى الحمار العادي، أي أن الأرض، في رواية ساراماغو، جمعت التاريخ الأسطوري للعالم القديم كله، فتعاصر الجميع، من إبراهيم إلى نوح إلى لوط إلى يشوع والعموريين، إضافة طبعا إلى إبليس والشيطان. كلهم أوجدتهم الرواية في حياة قابيل المتراوح عيشه بين أن يكون بين أفقر العاملين في صبّ الطين، وأن يكون عشيق ليليث زوجة نوح، مالكة البلاد (وإن لم تكن ملكة عليها).
ودائما هناك الرب الخالق الذي يظهر مرّات كثيرة لقابيل، حيث يجري بين الاثنين حوار لا يخلو من اتهام مستمر يكيله آدم لخالقه. أمور كثيرة جرت، أو أجراها الرب الخالق، لم تكن مدروسة بما يكفي، أو لم يأخذ أمره بحصولها أشياء كثيرة في الاعتبار. ومع انقضاء الزمن وتوالي الأحداث، التي ليس أعظمها إغراق البشر بمياه الطوفان عقابا لهم، كان قابيل يزداد احتجاجا على الطريقة التي تُدار بها شؤون الكون. من هذه مثلا حين أمر الله إبراهيم بذبح ابنه، وأيضا تدميره لبرج بابل تدميرا تاما لمجرد أن من بنوه أرادوا الارتفاع ما أمكنهم نحو السماء، وعن إفنائه لسادوم لأن رجالها آثروا عشق الرجال على عشق النساء، من دون أن يخطر بباله الأولاد الذين أُفنوا هم أيضا، وعمن أبيدوا لمجرد صنعهم العجل الذهبي وعبادتهم له، وعما جرى في مدينة أريحا التي دُمّرت بجميع من فيها، رجال ونساء، كبار السن وشبيبةً، «حتى الثيران، الخراف والحمير».
والإجابات التي كان يتلقاها قابيل من خالقه لم تكن مرضية كفاية، بل إنها بينت عدم اكتراث خالقه، أو بالأحرى تعجّله في اتخاذ قراراته التي هي على ذاك القدر من المصيرية. وهو، الخالق، ظل متسامحا مع قابيل، الذي هو نحن، والذي هو متنقل بين الأزمنة القديمة كلها ليرينا أنه، أننا، كنا هناك، وأن الاحتجاج ذاك كان يتعدانا إلى أن يبلغ صداه الملائكة أيضا. في نهاية الرواية لم يتلقّ قابيل القصاص على معاندته واحتجاجه. «الآن يمكنك أن تقتلني» قال في نهاية الجدال بينه وبين الخالق. «كلا، لا أستطيع، فكلمة الله لا يمكن التراجع عنها» قال له خالقه، ثم أضاف واعدا قابيل بأنه سيموت ميتة طبيعية. لكن، بحسب ما تنتهي الرواية، لم يكن ذلك اللقاء بينهما هو الأخير، إذ «ثمة شيء واحد نعلمه علم اليقين، ألا وهو أنهما استمرا في الجدال ولا يزالان يتجادلان»، وهي نهاية محبطة للرواية، حيث تبدي ساراماغو كما لو أنه مقرّ بأنه كتب الرواية هذه من دون أن يكون لديه قوله الخاص في ما يتعلقّ بالبشر وخالقهم. ربما كان عليه أن يتفادى العبور بذلك التاريخ الأسطوري كله، وأن يكتفي بإعادة رواية، أو أسطرة، آدم وحواء، فعندهما كانت الرواية ممتعة، بل ساحرة.
وعلى كل حال كان ساراماغو قد أقرّ بشيء من ذلك في الكلمات التي أنهى بها روايته. كتب: «القصة، مع ذلك، انتهت، وليس ثمة شيء آخر يمكن أن ترويه». ذلك، كما يمكن أن يكون، بكلمات أخرى: ليس لديّ شيء آخر أقوله… بل على الأصح، لم يكن لدي شيء كثير أصلا لأرويه.
رواية «قابيل» لجوزيه ساراماغو نقلها إلى العربية علي عبد الأمير صالح وصدرت في 160 صفحة عن «منشورات الجمل»، 2017.

٭ روائي لبناني

عن قابيل طائفا في أرض خالقه

حسن داوود

العادي الجديد في العلاقات الخليجية

Posted: 28 Jun 2017 02:15 PM PDT

انفجرت الأزمة الخليجية في 23 مايو / أيار الماضي، متخذة في البداية نمط الحملة الإعلامية، السعودية ـ الإماراتية، غير المسبوقة ضد قطر، لتتطور منذ 5 يونيو/ حزيران إلى جملة من إجراءات القطيعة والحصار. وليس حتى فجر 23 يونيو/ حزيران، وبعد ضغط أمريكي علني ومباشر، أن تقدمت دول الحصار بمطالبها من الحكومة القطرية. كتبت قائمة المطالب الثلاثة عشر، التي سرعان ما تم تسريبها لوسائل الإعلام، بلغة عربية ركيكة، ولكن بلكنة مهينة، إملائية، وتعجيزية، أيضاً. ولا يحتاج الأمر كبير تأمل لإدراك أن من وضع هذه القائمة لم يقصد التمهيد لحل تفاوضي للأزمة، بل لإطالتها. بمعنى، أن المطالب كتبت أصلاً لترفض. والمتوقع، بالتأكيد، أن تقوم الدوحة برفضها، حتى إن صاغت الرفض في إطار رد دبلوماسي.
فإلى أين تمضي الأزمة من هنا؟
ثمة ضرورة في البداية للعودة إلى بديهيات الأزمة، التي لابد أنها أصبحت أكثر بديهية بمرور الأسابيع. في جوهرها، لا تتعلق الأزمة بمسائل خلاف محددة بين دول الحصار وقطر، لا حول ادعاء صلات بتنظيمات إرهابية، ولا حول تدخل قطر في شؤون الدول الخليجية الأخرى. الهدف الحقيقي لإجراءات القطيعة والحصار التي اتخذتها الدول الثلاث، السعودية والإمارات والبحرين، ضد قطر، هو استسلام الأخيرة، تركيعها، ووضعها تحت الوصاية. وليس في مجال السياسة الخارجية، وحسب، ولكن أيضاً في مسائل متعددة من سياستها الداخلية، سيادتها على مؤسساتها، وكيفية إدارة هذه المؤسسات.
ما توقعته دول الحصار والقطيعة الثلاث، عندما أطلقت الحملة الإعلامية ضد قطر، كان استسلاماً قطرياً سريعاً. ولكن، وبعدما اتضح أن توقعات الاستسلام كانت متسرعة ومبالغاً فيها، أعلنت إجراءات 5 يونيو/ حزيران، التي أسست للقطيعة والحصار. ولم يكن هناك أية خطة في الدول الثلاث لتقديم مطالب محددة من قطر. من كان لديه مطالب، لا يذهب للحصار والقطيعة، أولاً، ثم ينتظر ما يقارب الأسابيع الثلاثة لتقديم هذه المطالب. الحقيقة، أن الدول الثلاث اضطرت لإعداد قائمة المطالب بفعل الضغوط الأمريكية، التي وصلت إلى حد تصريح وزير الخارجية الأمريكي بنفاد صبر واشنطن من أسلوب الدول الثلاث في إدارة الأزمة.
ولم يكن هناك من جهد لإخفاء حقيقة قائمة المطالب: هذه قائمة لم يقصد بها إطلاق عملية تفاوضية لحل الأزمة، بل تركيع الدوحة واستسلامها، الهدف الحقيقي للأزمة منذ اندلاعها.
الآن، وحتى إن تعاملت الدوحة مع القائمة بجدية ورصانة، وقررت أن تقدم ردها للوسيط الكويتي، فلابد أنها سترفض المطالب التعجيزية التي ضمتها، ليس فقط لأنها تمس بالسيادة، وهي كذلك بالفعل، ولكن أيضاً لأن أغلبها غير واقعي، ولا يستند إلى قرائن وأدلة. وهذا ما توقعته، مصيبة هذه المرة، دول الحصار، التي يصر مسؤولون بها على استمرار الأزمة، واستمرار إجراءات القطيعة والحصار. ولكن الواضح أيضاً أن دول القطيعة والحصار لم يعد لديها من أدوات إضافية للتصعيد.
كان الخيار العسكري مستبعداً من البداية، ولكنه أصبح أكثر استبعاداً بعد مرور شهر كامل على اندلاع الأزمة، ومعارضة أوروبا والولايات المتحدة، من ناحية، وتمركز قوات تركية في قطر، من ناحية أخرى. كما أن محاولات تشكيل حشد عربي وإسلامي واسع النطاق في مواجهة قطر قد فشلت، بعد أن رفضت كافة دول المغرب العربي، الكويت وعمان، السودان وأثيوبيا وإريتريا والصومال، إضافة إلى باكستان وإندونيسيا وماليزيا، الالتحاق بمعسكر القطيعة والحصار.
قطر، بالطبع، وبالرغم من الآثار الإنسانية المؤلمة، ستستطيع الصمود في مواجهة الحصار، سيما بعد أن تحركت تركيا، وتبعتها إيران، ثم عدد من الدول العربية، للمساعدة في التعويض عن النقص في بعض السلع الاستهلاكية، سيما تلك التي كانت تستورد من السعودية، أو عبر الحدود البرية معها. بغير ذلك، فحاجة قطر لدول الحصار ليست بالحيوية. ولكن، وإلى جانب الآثار الاجتماعية والإنسانية، ستكون عواقب إطالة الأزمة فادحة، سواء على مستقبل مجلس التعاون الخليجي، على المواجهة مع إيران، أو على الدور الذي تطمح له السعودية في الخليج والإقليم.
ليس ثمة شك أن الكويت وعمان راقبتا الأزمة، منذ البداية، عن كثب وبقدر كبير من القلق. تحركت الكويت بصورة سريعة للتوسط، وحاولت عمان لعب الدور نفسه؛ ولكن الدولتين أدركتا أن قطر ليست سوى هدف أولي، وأن استسلام قطر، يعني أنهما ستكونان الهدف التالي. ولذا، وبالرغم من أن عمان أبدت انحيازاً أوضح لقطر وتعاطفاً أكبر مع موقفها، فالواضح أن مجلس التعاون بات منقسماً إلى كتلتين، السعودية والإمارات والبحرين، في جانب، وقطر وعمان والكويت، في جانب آخر. في ظل هذا الانقسام، سيفقد مجلس التعاون أية فعالية أو قدرة على تنسيق السياسات، كما ستتوقف عجلة التنمية المشتركة في دول المجلس ومعها حركة رؤوس الأموال. إلى درجة كبيرة، يمكن القول أن مجلس التعاون، الذي كان آخر منظومة عربية حافظت على البقاء والتماسك، يمضي الآن بخطى متسارعة نحو الانهيار. وحتى إن تم احتواء الأزمة الراهنة، بصورة أو أخرى، فمن الصعب استعادة مستوى الثقة السابق بين أعضاء المجلس، سيما أن خلافات السعودية والإمارات أكثر بكثير من توافقاتهما، وليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن التحالف الحالي بينهما سيستمر طويلاً.
وتتعلق النتيجة الثانية للأزمة بما تراه السعودية، وليس الإمارات بالضرورة، أولوية أولوياتها الإقليمية: التعامل مع التوسع الإيراني في المشرق. وليس ثمة شك أن المهرجان الكبير الذي أحاطت به الرياض زيارة الرئيس ترامب، قبل أيام قليلة فقط من اندلاع الأزمة، كان هدفه الأبرز بناء صورة جديدة لحشد إقليمي ودولي في مواجهة إيران؛ والتوكيد على عودة العلاقات الأمريكية ـ السعودية إلى عهدها الذهبي، والتلويح بالتزام واشنطن لعب دور فعال في المواجهة مع إيران. بانفجار العلاقات الخليجية ـ الخليجية، لم تعد كل من الكويت وعمان فقط الحريصة على توكيد استقلالها عن السياسة السعودية، بل وقطر أيضاً. وإن كان من الممكن، وربما المحتمل، بناء تحالف استراتيجي خليجي للوقوف أمام النشاطات الإيرانية في اليمن، أو البحرين، وإلى حد ما في سوريا والعراق، أصبح الأكثر احتمالاً الآن بحث كل من دول الخليج عن ترتيباتها الأمنية الخاصة، ترتيبات أكثر مدعاة للثقة والاطمئنان، ولا تتعرض لتقلبات ساعات الفجر المفاجئة. في المقابل، لابد أن القلق الذي أحدثه مهرجان القمم الثلاث مع ترامب في طهران قد تبدد الآن كلية.
محصلة ذلك كله ستتجلى في فرض تراجع ملموس على طموحات السعودية في لعب دور قيادي، خليجي وعربي. لا يعني هذا، بالتأكيد، أن السعودية ستفقد ثقلها، الذي يرتكز إلى معطيات الموقع والتاريخ والمقدرات المالية الهائلة. السعودية لن تصبح يمناً، مثلاً؛ ولكن الطموح المتعاظم لدى السعودية، الذي تعتبر الأزمة الراهنة ذاتها تعبيراً عنه، في قيادة الخليج والمشرق العربي، وإعادة بناء النظام العربي من جديد، لم يعد ممكن التحقق. في الخليج، كما في عدد ملموس من الدول العربية، بدت السعودية، في الأسابيع القليلة الماضية، أكثر عدوانية مما يفترض بالشقيق الأكبر، أقل حكمة مما يؤمل من صاحب الأمر، وأبعد عن التوقع مما يجب أن تكون عليه القوة التي تقود.

٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث

العادي الجديد في العلاقات الخليجية

د. بشير موسى نافع

مؤتمر بغداد واستمرار ضياع البوصلة السنية

Posted: 28 Jun 2017 02:14 PM PDT

لم يكن فقدان السنة للدولة التي هيمنوا عليها من تأسيس الدولة العراقية في العام 1921 مجرد صدمة مؤقتة، بل كان زلزالا أفقدهم القدرة على التعاطي مع ما حدث في نيسان/ابريل 2003 بعقلانية، خاصة وان المحتل الأمريكي تورط بشكل عملي مع السردية التي تم سوقها الفاعلين المنتصرين الشيعة والكرد، حول التماهي بين البعث والسنة! وهي السردية التي تلاقت مع رغبة الحزب الإسلامي السني، الذي فرضه الأمريكيون ممثلا قسريا للسنة العرب في العراق بعد عام 2003، في التخلص من حزب البعث بوصفه المنافس الرئيسي لهم داخل المجتمع السني، فعمدوا إلى تكريس اجتثاثه (كان الحزب الإسلامي المهيمن على جبهة التوافق السنية فاعلا رئيسيا في انتاج قانون المساءلة والعدالة سيئ الصيت الذي جاء بديلا عن قانون الاجتثاث الذي أقره بريمر، والذي كان أشد تنكيلا بحزب البعث من سابقه، كما كان الحزب الإسلامي عبر الدكتور سليم الجبوري رئيس مجلس النواب فاعلا رئيسيا في تمرير قانون حظر حزب البعث الأكثر سوءا).
ظل العرب السنة حريصين على فكرة عبثية اسمها «الهوية الوطنية» متناسين بشكل متعمد انهم انفردوا في تشكيلها عبر سيطرتهم على الدولة العراقية. وإنها لم تكن سوى «هوية» ذات حمولة سنية لم يشارك الشيعة او الكرد في صياغتها! وبالتالي لم تكن سوى هوية قسرية وهمية أكثر منها هوية وطنية حقيقية تعكس التعددية وإن اعترفت بها ضمنا! هكذا وجدنا الممثلين السنة حريصين على التمسك بتمثلاتهم الخاصة حول هذه الهوية، كما تجلى ذلك على سبيل المثال في موقفهم من مسألتي هوية الدولة والفيدرالية في لجنة كتابة الدستور. وباستثناء الحزب الإسلامي الذي ينطلق أساسا من مقولة الهوية السنية، كان الآخرون حريصين على تكرار مفردة «الوطنية»، تبعا لتمثلاتهم، في أسماء تشكيلاتهم الحزبية او الانتخابية كما في خطاباتهم، ولعل هيئة العلماء المسلمين هي النموذج الأكثر تمثيلا لهذه الشيزوفرينيا السنية!
شكلت لحظة نيسان 2003 الإعلان الاخير لنهاية الدولة العراقية التي تشكلت في العام 1921، كما كشفت هذه اللحظة عن طبيعة الانقسام المجتمعي الشديد الذي كان القمع والخوف وحدهما قادرين على طمسها! ففي اللحظة التي كان فيها العرب السنة يبكون على «دولتهم» ويفكرون عبثا باستعادتها، كان الكرد يحتفلون بالتحرير، وكان الشيعة العرب في العراق يعلنون هويتهم الطائفية عبر مئات الآلاف من السائرين إلى كربلاء مارين بالدبابات الأمريكية المنتشرة على الطريق بحيادية مطلقة! وبدلا ان يتعلم الجميع من درس سقوط الدولة، تم بناء الدولة الجديدة اعتمادا على علاقات القوة الجديدة وحدها، التي انتجها الفاعل الأمريكي نفسه وتعامل معها لاحقا ببراغماتية شديدة! هكذا حكمت معادلة المنتصرين (الشيعة والكرد) والمهزومين (السنة) الدولة الجديدة من دون أي انتباه إلى أن ذلك إنما سيعيد تكرار خطأ الدولة الأولى نفسه! خاصة وان الفاعل السياسي الشيعي توهم أن علاقات القوة الجديدة ستتيح له فرض هوية احادية قسرية على الدولة بديلا عن الهوية الأحادية التي فرضها الفاعل السياسي السنية على الدولة طوال أكثر من ثمانين سنة!
كان التماهي الشديد بين السنة العرب والدولة قبل لحظة 2003 عاملا حاسما في سياسة «الإقصاء الذاتي» الذي اعتمده الكثير منهم اعتراضا على الدولة الجديدة واشتراطاتها! كما سهل هذا التماهي «اجتثاثهم»، ليس من مؤسساتها فقط، بل من المشاركة السياسية نفسها! لهذا كان التمثيل السني بداية من العام 2005 يعتمد بشكل جوهري على «صيادي الفرص» من المغامرين والمغمورين أكثر من اعتماده على نخب حقيقية! وكان تشكيل القائمة العراقية في انتخابات العام 2010 دليلا صارخا على هذه الحقيقة. ولكن الأمر تجاوز ذلك لاحقا لتكون «الدولة» نفسها عبر هيمنة الفاعل السياسي الشيعي عليها، فاعلا رئيسيا في انتاج «التمثيل» السني عبر التدخل المباشر في الانتخابات (عبر المفوضية العليا للانتخابات والهيئة التمييزية التابعة لها، او عبر التزوير المباشر)، او عبر سياسة الخدمات (التعيينات في الدولة، خدمات البنى التحتية، إخراج معتقلين)، أو عبر تسخير المؤسسة الأمنية لدعم مرشح محدد او منع الناخبين من الوصول إلى مركز الاقتراع) أو عبر الاستخدام المفرط للمال السياسي المنتج عبر العلاقات الزبائنية!
شكلت انتخابات مجالس المحافظات عام 2003 لحظة استثنائية في هذا السياق، فعلى الرغم من ان حركة الاحتجاج كانت قد اجتاحت الجغرافية السنية منذ نهاية كانون الاول/ ديسمبر 2012، إلا ان نتائج هذه الانتخابات كشفت بشكل صارخ عن فشل حركة الاحتجاجات هذه في التعبير عن نفسها سياسيا/ انتخابيا عبر فوز حلفاء رئيس مجلس الوزراء نفسه (الذي تسببت سياساته الطائفية والديكتاتورية بهذه الاحتجاجات أصلا) بأغلب مقاعد المحافظات التي شهدت حركة الاحتجاجات الجماهيرية هذه! لتأتي لحظة انتخابات مجلس النواب 2014 ليحظى حلفاء المالكي نفسه بأغلبية المقاعد السنية! بل ان تحالف القوة العراقية نفسه تشكل حينها من حلفاء المالكي الداعمين له لولاية ثالثة لولا إفشال المرجع الاعلى السيد علي السيستاني هذا المشروع! بل ان الدكتور سليم الجبوري نفسه إنما وصل إلى موقع رئاسة مجلس النواب عبر اتفاق سابق على الانتخابات ساهمت فيه مفوضية الانتخابات نفسها، والهيئة التمييزية القضائية المرتبطة بها، عبر السماح له بالدخول إلى الانتخابات على الرغم من وجود أكثر من سبع دعاوى قضائية ضده، في حين ازاحت المفوضية والهيئة القضائية نفسها العشرات على مجرد اتهامات حتى بعد تبرئة القضاء لهم! كما أنه وصل إلى موقعه عبر تصويت كتلة المالكي نفسها لصالحه في إطار هذا الاتفاق!
اليوم هناك محاولة، تحظى بدعم إقليمي مباشر، لإعادة انتاج وتدوير النخب السياسية السنية القائمة نفسها، مع محاولة «تجميلها» ببعض الشخصيات المعارضة. ومراجعة سريعة للأسماء التي شاركت في اجتماعي انقرة الأول (شباط/ فبراير 2017) والثاني (حزيران/ يونيو 2017)، ثم الأسماء التي دعيت للمشاركة في اجتماع ثالث يعقد في بغداد منتصف تموز 2017 تكشف عن سيطرة حلفاء المالكي القدامى أنفسهم على المشهد بالكامل، خاصة وان هيكلية التحالف الذي أعلن عنه في مؤتمري انقرة الثلاثية (هيئة الرئاسة، الهيئة الإدارية، والهيئة السياسية) افضت في النهاية إلى هيمنة التيار المؤمن بفقه الهزيمة السنية على المشهد بالكامل! وبالتالي لن يكون حضور «المعارضين» المفترضين سوى إعطاء شرعية مجانية للمهيمنين من جهة، وشهادة مجانية للفاعل السياسي الشيعي الذي سمح لهم بالحضور إلى بغداد التي يسيطر عليها، من دون أية ضمانات سياسية او حتى شخصية! وبالتالي لا إمكانية لهكذا مؤتمر إلا ان يكرس القطيعة الكاملة بين الجمهور السني وممثليه المفترضين مع كل ما ينتجه ذلك من خيارات تعمق الأزمة القائمة!
في مقالة سابقة نشرت في القدس العربي في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي قلنا ما نصه: «يجتهد الحلفاء المحليون والإقليميون والدوليون بتسويق سردية أن المهزومين ليسوا كلهم سيئين، فثمة مهزوم جيد، ومهزوم سيئ! المهزومون القابلون بفكرة الهزيمة هم جيدون ما داموا يؤمنون بمنطق الهزيمة، او فقه الهزيمة كما يسميها إسلاميو المهزومين الجيدين! أما المهزومون الرافضون لفكرة الهزيمة من الأصل، والمدافعون عن فكرة الدولة، وفكرة سيادة القانون، فلا يمكن التعاطي معهم بجدية، نعم يمكن اللقاء معهم، وربما محاولة اقناعهم بأن يكونوا مهزومين جيدين، ولكن في النهاية ثمة اكتفاء ذاتي بالمهزومين الجيدين، وهؤلاء يجب إعادة انتاجهم دائما، مهما اشتطوا. ولا بد دائما من تذكير هؤلاء بهزيمتهم، حتى لا ينسوا، والنفس أمارة بالنسيان دائما! فلا بأس من فركة أذن بين حين وآخر لتذكيرهم فقط، والذكرى تنفع المهزومين دائما!

٭ كاتب عراقي

مؤتمر بغداد واستمرار ضياع البوصلة السنية

يحيى الكبيسي

تركيا في الخلاف السعودي القطري

Posted: 28 Jun 2017 02:14 PM PDT

على رغم عمق التحالف القطري ـ التركي، طوال السنوات الماضية، كانت سرعة استجابة الحكومة التركية في الاصطفاف الصريح إلى جانب قطر مفاجئة. ذلك أنها تغامر، بهذا الاصطفاف، بعلاقاتها مع السعودية، وهو ما كانت لا تتمناه بكل تأكيد. صحيح أن الموقف التركي من انقلاب عبد الفتاح السيسي حافظ على حدَّته، طوال السنوات التالية على الانقلاب، لكن أنقرة حرصت على ألا ينعكس ذلك على علاقاتها مع الرياض. وإلى اليوم، ما زالت القيادة التركية تأمل بعدم تحول هذه العلاقة من الفتور إلى العداء الصريح على رغم أن الطرف السعودي يواصل تصعيده الإعلامي ضد الحكومة التركية، وصولاً إلى مغازلة حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) في سوريا الذي تناصبه الحكومة التركية العداء.
غير أن وقوف الحكومة التركية إلى جانب قطر لم يقتصر على تصريحات لفظية أو إعلان موقف، بل تجسد بصورة عملية في المجالين التجاري والعسكري. واليوم فإن أحد الشروط الثلاثة عشر التي يطالب المحور السعودي قطر بالانصياع لها هو تفكيك القاعدة العسكرية التركية التي تم تعزيزها بالجنود بعد نشوب الأزمة الخليجية.
من هنا إلى أين؟
بصرف النظر عن البحث عن الطرف المسؤول عن اندلاع هذه الأزمة، تبدو لائحة الشروط المشار إليها تعجيزية ومهينة لدولة مستقلة ذات سيادة. من هنا يبدو أن التصعيد سيستمر ما لم يتم الوصول إلى حل وسط يقدم فيها القطبان المتواجهان تنازلات متبادلة حفاظاً على المصالح المشتركة. أما الإصرار على تنفيذ جميع تلك الشروط المستحيلة، فهو بمثابة دفع الطرف المستهدف إلى الحائط وإرغامه على اتخاذ خيارات بديلة من المرجح أنه لا يريدها. وأعني بذلك عدم ترك أي مخرج لقطر غير الاحتماء بإيران. ومنذ اللحظة الأولى لظهور الخلاف على السطح وإيران تبدي استعدادها وترحيبها بهذا الاحتمال.
فهل تتجه الأمور، إذن، إلى رسم تحالفات إقليمية جديدة تكون فيها قطر وتركيا مع إيران في صف واحد في مواجهة المحور السعودي ـ الإماراتي ـ المصري؟
إذا عدنا إلى ما يخص تركيا من هذه التطورات لرأينا أنها أصلاً لم تكن في حالة عداء حدي مع إيران، على رغم وقوفهما في خندقين متواجهين في الصراع السوري. ولطالما اتسمت العلاقات بين البلدين بشيء من التعقيد الذي ينطوي، في وقت واحد، على تنافس على الهيمنة الإقليمية وتعاون اقتصادي وتجاري، وحتى سياسي في الشؤون المتعلقة بمواجهة المخاطر المشتركة (تجاه الغرب أساساً). أضف إلى ذلك أن العلاقات التركية – الروسية التي انتقلت من التوتر الشديد، بسبب الصراع الدائر في سوريا، إلى التعاون الوثيق في الملف السوري نفسه، قد بلغت درجة من التقارب سمحت بإدخال إيران شريكاً ثالثاً، مع روسيا وتركيا، في التحكم بمسار الوقائع السورية من خلال «عملية آستانة».
كل ذلك مقابل ابتعاد أنقرة، أكثر وأكثر، عن حليفتها التقليدية، الولايات المتحدة، وكذا الاتحاد الأوروبي. ويعود ذلك، إلى حد كبير، إلى «كعب أخيل» تركيا المتمثل في مشكلتها الكردية المزمنة. ففي حين اختارت واشنطن التعاون مع «وحدات حماية الشعب» الكردية في حربها على داعش في سوريا، تتجه تركيا باطراد إلى شن حرب على المناطق التي يسيطر عليها الحزب الكردي، والبداية من منطقة عفرين، كما تشير آخر الأخبار الواردة من هناك. وفي أحدث تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى وسائل إعلام روسية، تحدث الرجل بصراحة عن استعداد بلاده لـ»عملية عسكرية واسعة» في شمال سوريا، على غرار عملية درع الفرات، لمنع قيام «دولة كردية» هناك، حسب تعبيره. ولم يستثن أردوغان، في تصريحاته المذكورة، منبج والرقة من الاستهداف التركي، والأولى هي الآن تحت سيطرة وحدات الحماية الكردية بمظلة أمريكية، والثانية يتوقع تحريرها قريباً من داعش على يد التحالف الأمريكي ـ الكردي نفسه.
لا تخلو هذه التصريحات، بطبيعة الحال، من التهويل بما أن تركيا لن تلجأ إلى الصدام العسكري مع القوات الأمريكية في شمال سوريا، مهما تصاعد الخلاف بين الحليفين الأطلسيين. ولكن يمكن أخذ التهديد على محمل الجد فيما يتعلق بعفرين ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة القوات الكردية غربي نهر الفرات. خاصةً وأن هذه المناطق غير محمية بمظلة أمريكية، بل بمظلة روسية يبدو أنها انحسرت على وقع احتدام الصراع الروسي ـ الأمريكي في الأسابيع الأخيرة. من هنا تكتسب تصريحات أردوغان أهميتها لأنها جاءت عبر وسيلة إعلام روسية.
فإذا كانت تركيا قد قلصت أهدافها، من انخراطها في الصراع الداخلي السوري، من إسقاط نظام بشار الكيماوي إلى إسقاط «الدولة الكردية» المفترضة في الشمال السوري، وتتعاون مع إيران وروسيا في «عملية آستانة» التي تتجه إلى تقسيم الأراضي السورية إلى مناطق نفوذ ثابتة للدول المنخرطة، وتزداد الفجوة عمقاً بينها وبين الولايات المتحدة والدول الأوروبية، فهذه جميعاً من عوامل تقارب أكثر متانة مع المحور الإيراني. ومن شأن إصرار المحور السعودي ـ الإماراتي ـ المصري على عزل قطر ودفعها إلى الحائط أن يرغم الدوحة على الانضواء في المحور الآخر. وبذلك تكون طهران قد فازت بنقطتين لمصلحتها في صراعها مع جوارها العربي، تركيا وقطر. ولن تقتصر مكاسب إيران على ذلك، بل من المحتمل أن تشمل أيضاً حركة حماس الفلسطينية، وحركة الإخوان المسلمين بصورة عامة، وكلتاهما مستهدفتان مباشرةً من المحور السعودي.
ترى هل هذا ما عناه حسن نصر الله في خطابه الأخير بمناسبة «يوم القدس» حين تحدث عن «عشرات آلاف المجاهدين» الذين هدد بهم إسرائيل؟ أعني هل كان يقصد ما هو أوسع من الميليشيات الشيعية متعددة الجنسيات، كما فسر أكثر المعلقين اللبنانيين؟

٭ كاتب سوري

تركيا في الخلاف السعودي القطري

بكر صدقي

خطر حرب أهلية فلسطينية

Posted: 28 Jun 2017 02:13 PM PDT

تصعيد الوضع الخطير أصلا في قطاع غزة من خلال تقليص ساعات مده بالكهرباء، ومن ثم بالمياه الصالحة للشرب، ووقف إدخال مرضى من القطاع للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية والقدس، وتقليص كميات الدواء وغيرها من مواد حيوية، يدفع باتجاه خطير تتمناه دولة الاحتلال، بل تدفع باتجاهه وهو حرب أهلية فلسطينية.
دولة الاحتلال انتقلت لتمثّل دور المحايد، فتحمّل محمود عباس مسؤولية هذا الحصار والتصعيد، وكما يبدو أنه مرتاح للعب هذا الدور الخطير، وبهذا تبرئ دولة الاحتلال نفسها من حصار يرتقي إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، وتلقي بكرة النار إلى ملعب محمود عباس، وقد بدأت تظهر صور لأطفال مثل تلك التي عرفها العالم خلال حصار العراق، وفي اليمن لأطفال يتمسكون بالحياة في نزعهم الأخير، ولسوريين وفلسطينيين باتوا هياكل عظمية في حصار مخيم اليرموك وغيره من المناطق السورية.
على السيد محمود عباس استيعاب أن الذي يخطط له في إسرائيل أخطر من مجرد التخلص من حماس كحركة مقاومة مسلحة، إن الحلم الوردي لقادة دولة الاحتلال هو صدام دموي بين الناس في قطاع غزة يمتد إلى الضفة الغربية بين أنصار الفصيلين. تشديد الحصار بهذه الصورة، وقطع المرتبات عن فئات معينة من الأسرى وذوي الشهداء والموظفين، ومعاقبة المدنيين سيؤدي إلى انفجار داخلي، ولكن حركة حماس لن تستسلم ولن تتنازل عن سلطتها التي استمدت شرعيتها من صندوق الاقتراع، ولن ترضخ لرغبة ليبرمان أو غيره، ولن تتخلى عن سلاحها لا بالقوة العسكرية ولا بالابتزاز، من خلال الضغط على المدنيين، وسوف تستميت في الدفاع عن نفسها وعن كوادرها ومصالحها، وستجد لها حلفاء بهذا من فصائل المقاومة الأخرى.
كان وزير الحرب الإسرائيلي ليبرمان يطالب باحتلال القطاع وتصفية حماس عسكرياً، قبل تقلده لمنصب وزير الحرب، صار يتحدث بلهجة المحايد، وأنه غير مسؤول عن الذي يحصل في قطاع غزة، بل عباس وسلطته. تزامن تصعيد سلطة رام الله ضد القطاع مع تقرير إسرائيلي بثته القناة الثانية عن مدينة روابي الفلسطينية في الضفة الغربية، التي يعيش فيها أصحاب المدخولات العالية من الفلسطينيين، وهو تقرير غير بريء فيه تصوير لغنى ورفاهية ساكني هذه المدينة، مقارنة بالفقر المدقع والبطالة المنتشرة في الضفة والقطاع، هذا إضافة إلى إبراز نبأ القطة المسكينة من قطاع غزة التي ووفق على إدخالها للعلاج في إسرائيل بطلب من صاحبتها الأوكرانية الأصل، مقابل حرمان البشر من العلاج، الأمر الذي أثار سخطاً وانتقادات كبيرة.
قادة الاحتلال يحلمون برؤية الفلسطينيين يدمرون بعضهم بعضا، هذا أفضل بكثير من شن حرب على قطاع غزة تكلفهم خسائر مادية وعسكرية وأرواحاً وارتكاب مجازر، قد تؤدي لردود فعل دولية تعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة وإلى المربع الأول، ولهذا يدفع قادة الاحتلال باتجاه تدمير فلسطيني ذاتي، كما حدث في ما سمي بحرب المخيمات عام 1985- 1988 التي كان للنظام السوري وحركة أمل اليد الطولى فيها، بينما تكون هي المتفرج الذي يشفق على الفلسطينيين، حيث سنرى في حالة اندلاع هذه المواجهة كثيرين يهربون طالبين الحماية من جيش الاحتلال، الذي سيتحول فجأة إلى الجيش الأكثر إنسانية، خصوصاً إذا ما أغلق السيسي حدوده وأعلن أن الرِّجل التي تدخل سيناء سنقطعها كما قال أخٌ له من قبل.
سوف يهرب آلاف الفلسطينيين كما حدث في أيلول الأسود عام 1970، حيث عبر المئات من شرق الأردن إلى الضفة الغربية طلبا للنجاة، ومثلما طلب آلاف السوريين العلاج والنجاة هرباً من الحرب والذبح في بلدهم. سيتحول جيش الاحتلال من جيش يقتل القاصرين على حواجز الضفة الغربية، بمجرد مد اليد إلى الجيب بحجة محاولة الطعن، إلى جيش رحيم يداوي الجرحى الفلسطينيين الذين أصابهم الرصاص الفلسطيني.
يتوهم السيد عباس أن الساحة الفلسطينية ستصفو له بعد التخلص من حماس بعدما أرضى أمريكا وحلفاءه العرب الذين يرون بحماس حركة إرهابية، وحينئذ سيدخل الحلبة الدبلوماسية بقوة أكبر. لكنه متوهم، فإسرائيل ليست جنوب أفريقيا، واليهود ليسوا 5% يحكمون 95% من السكان، بل إن عددهم يتساوى مع العرب بين النهر والبحر، هذا إضافة للقدرات العسكرية والمادية والدعم الأمريكي المطلق عسكرياً وسياسياً في كل محفل، والتنسيق والتفاهم مع دول كثيرة، ومنها دول كبرى لا ترى بإسرائيل دولة أبرتهايد مثل جنوب إفريقيا السابقة، ولا تضغط عليها لتطبيق الشرعية الدولية، بل دول عربية باتت ترى فيها حليفاً بحجة مواجهة الإرهاب وقوى إقليمية أخرى. حتى سياسة مقاطعة إسرائيل التي باتت ورقة قوية بيد الفلسطينيين سوف تنهار، لأنه لا يمكن لأحد أن يقاطع لأجل قضيتك بينما أنت تحاصر وتقاتل شعبك.
على السيد عباس أن يعيد الكُرة فوراً إلى الاحتلال المحاصِر الفعلي للقطاع وأن يحمّله المسؤولية، وأن لا يطعم نفسه جوزاً فارغاً، فهو لا يمون على رخصة بناء أو عبور حاجز في الضفة الغربية بدون تفتيشه، فما بالك بمعابر قطاع غزة وما يدخل ويخرج إليها ومنها، فالحصار وحرمان الناس من الماء والدواء والتسبب بالمزيد من معاناتهم جريمة لن يغفرها شعبنا لمرتكبيها لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل.
كاتب فلسطيني

خطر حرب أهلية فلسطينية

سهيل كيوان

سياسة ودين

Posted: 28 Jun 2017 02:13 PM PDT

تقول السياسة إنه يجب منع الدين من التدخل في شؤونها، على أساس أن الدين يتدخل في أمورها، ويفسد عليها حياتها، وكأنها لم تفسد الدين والدنيا معاً!
من يتدخل في من: الدين يتدخل في السياسة أم السياسة تتدخل في الدين؟ وأيهما أولى: «فصل الدين عن السياسة» أم «فصل السياسة عن الدين»؟ دعونا نبحر معاً:
في بريطانيا كان الملك هنري الثامن في القرن السادس عشر يعتقد أن النساء لا يصلحن للملك، وكان يرغب في مولود ذكر يرث العرش البريطاني، وهو ما لم تقدر عليه- حسب تصوره- زوجته الملكة كاثرين. كانت بريطانيا كاثوليكية المذهب حينها، فأرسل الملك إلى البابا (المرجعية الدينية) في روما يطلب منه أن يجيز له طلاق كاثرين ليتزوج من غيرها على أمل أن تنجب له وريث عرشه. رفض البابا الفتوى، معلناً حرمة ذلك حسب التقاليد الكاثوليكية. غضب هنري الثامن من رفض البابا، وطلق زوجته مخالفاً للتعاليم، وتزوج من الملكة «آن» التي لم تنجب بدورها المولود الذكر، وظل الملك يتزوج ويطلق ويعدم زوجاته إلى أن تزوج من الملكة «جين» التي أنجبت له إدوارد السادس في ما بعد.
أعلن البابا أن طلاق هنري وكاثرين غير شرعي، وأن زواجه من الملكة آن ومن بعدها يعد زنا حسب تعاليم المسيح، ورد هنري بإعلان الانفصال عن روما والمذهب الكاثوليكي، والتأسيس للكنيسة البروتستانية الأنجليكانية التي نصَّب هنري نفسه رأساً لها وللدولة معاً، وهو التقليد الذي لا يزال سارياً في بريطانيا حتى اللحظة، حيث تعد الملكة اليوم رأس الكنيسة البروتستانية ورأس الدولة البريطانية.
ومن هنا، فإن السياسي (هنري الثامن) هدّم الكاثوليكية مذهب بريطانيا الرسمي، وأنشأ كنيسة جديدة أحلت له الزواج والطلاق على هواه، ثم ذهب يتهم البابا بالتدخل في شؤونه السياسية، معلناً رفضه لتدخل الديني/البابوي/الكاثوليكي في السياسي/الملكي/البريطاني. من تدخل في من إذن؟
من الواضح أن هنري الثامن هو من وظف الدين لصالح العرش، الأمر الذي أرخ لتحول بريطانيا من مذهبها الرسمي الكاثوليكي إلى المذهب البروتستاني الأنجليكاني، الذي يعد المذهب الرسمي للدولة.
وفي إيران -على الجانب الإسلامي- كان المذهب الغالب هو «السني» الذي يعد التيار العام في الإسلام، غير أن شاه إسماعيل الصفوي الذي سيطر على إيران في القرن السادس عشر، أرغم بالقوة شعبها على اتباع مذهبه الشيعي الإمامي، واستقدم علماء شيعة من «جبل عامل» في لبنان لسد العجز الكبير في المراجع الدينية الشيعية في إيران، حيث لم يكن للشيعة وجود كبير في أول عهد الشاه الصفوي، عدا في بعض المدن، ومنها مدينة قم. كان إسماعيل الصفوي يرى أن التشيع- بفعل قوة الولاء التي يحتمها المذهب على أتباعه لولي أمرهم- هو الأنسب لجعل إيران تدين له بالولاء، على اختلاف شعوبها وثقافاتها، خاصة وقد ادعى، حسب روايات، نسباً إلى أهل بيت النبوة لمزيد من إعطاء نفسه وأسرته مكانة دينية تمكنه من بسط سلطانه على الأرض، حيث بدأ يتدخل في توجهات الناس الدينية إلى أن حول الإيرانيين من التسنن إلى التشيع، كما فعل هنري الثامن عندما حول البريطانيين من الكاثوليكية إلى البروتستانية، لأغراض لها علاقة بالعرش والسلطان. ومرة أخرى: من يتدخل في من؟
وفي العصور الحديثة، وعلى الرغم من تحول الفكر السياسي إلى «الحداثة العلمانية» بعد انتشار مبادئ الثورة الفرنسية، إلا أن السياسي لا يزال هو الممسك بشؤون الديني لتحقيق المزيد من الأغراض السياسية. ويمكن هنا إعادة السؤال: من يوظف من؟ هل يتحكم رجال الدين في رجال السياسة أم العكس؟ هل توظف أنظمة الحكم المؤسسات الدينية توظيفاً سياسياً، أم أن المؤسسات الدينية توظف هذه الأنظمة توظيفاً دينياً؟ الأعم الأغلب أن السياسي هو من يتحكم في الديني، وليس العكس، لأن السياسي هو الذي يملك قوة السلطة والمال، ولذلك يستطيع التحكم في الديني وتوظيفه لخدمة الأجندات السياسية التي يحملها. إن من يقول اليوم بأن الدين يتدخل في السياسة، كمن يقول بأن هنري الثامن كان ضحية تدخلات البابا في القرن السادس عشر لتخريب عرش بريطانيا، وهي حجة لجأ إليها هنري الثامن ليخفي الداوفع الحقيقية لانفصاله عن روما، وإنشاء مذهب جديد، تلك الدوافع التي تدور حول رغبته في أن يطلق كاثرين ويتزوج من غيرها (مخالفاً تعاليم المسيح) لينجب مولوداً ذكراً يرث عرش البريطانيين من بعده.
وفي عالمنا العربي هناك اتهامات متبادلة بين الأنظمة الحاكمة والحركات الإسلامية حول «التوظيف السياسي» للدين. الأنظمة ترى أن الحركات الإسلامية توظف الدين للوصول إلى السلطة، وهذا صحيح، لكن الصحيح كذلك أن الأنظمة لا تخاصم الحركات لمجرد أنها توظف الدين توظيفاً سياسياً، ولكنها تحاربها لأنها ترى فيها خطراً على سلطة تلك الأنظمة. وفي المقابل فإن الحركات الإسلامية تأخذ على الأنظمة توظيف المؤسسات الدينية الرسمية في الدولة لخدمة السلطة، وهذا صحيح، لكن الصحيح كذلك أن تلك الحركات لا تخاصم الأنظمة لمجرد أنها توظف المؤسسة الدينية لخدمة السلطة، ولكن لأن الحركات الإسلامية تريد أن تحل محل تلك الأنظمة. وقد يقول قائل إن توظيف الحركات الإسلامية للدين دليل على تدخل الدين في السياسة، وهو ما ينقض ما ذكرناه من أن السياسة هي التي تتدخل في الدين. والواقع أن توظيف الحركات الإسلامية للدين صحيح، غير أن ما ليس بصحيح هو اعتبار تلك الحركات السياسية حركات دينية، إذ أنها حركات سياسية تسعى للوصول إلى السلطة لتنفيذ مشاريعها. وعلى ذلك فإن الأنظمة السياسية والحركات الإسلامية التي تعد مكونات وبنى سياسية لا دينية، تعمل على توظيف الديني لصالح السياسي، وليس العكس.
ما هو الحل؟
الحل يبدأ حين تكف السياسة بمكونيها (السلطة السياسية والمعارضة الإسلامية) عن تزييف وعي الجمهور، بزعم أن الدين يتدخل في السياسة، فيما الحقيقة التي تدعمها شواهد التاريخ والحاضر تقول إن السياسة هي التي تتدخل في الدين وتوظفه لصالحها. وإذا ما وصلنا إلى هذه القناعة فإن رجال السياسة من حكام وإسلاميين سيبحثون عن وسيلة أخرى – غير الدعاية الدينية- لتثبيت مشروعية سلطاتهم التي حصلوا عليها، أو التي يسعون للحصول عليها. هذه المشروعية ستكون مشروعية تنموية وقيمية، تترجم في برامج عمل سياسية تركز على كم من الخدمات، وليس على كم من الشعارات. وعندما تتنافس السلطة والمعارضة الإسلامية على أساس برامج عمل سياسية: تنموية وخدمية، فإنها هنا ستكون قد حققت مقاصد الدين بالسعي لتعمير الدنيا. ومن هنا يمكن القول إن وقف التوظيف السياسي للدين، والتركيز على برامج العمل التنموية والاقتصادية يحقق مقاصد الدين ويقوي أسس السياسة.
نقطة البدء- إذن- تكمن في وقف العمل على تكريس مقولات من مثل أن «الدين يتدخل في السياسية»، وتثبيت المقولة الأصح وهو أن «السياسة تتدخل في الدين»، كما تتدخل في الاقتصاد والقيم والثقافة والتاريخ، وهذا ما يحتم فصلها عن هذه المنظومات لكي لا يستمر التوظيف والتزييف. وعندما نصل إلى هذه الحد فإن الحاكم سيمتنع عن التواصل مع «فضيلة المفتي» ليصوغ له من الفتاوى ما يبرر تصرفاته السياسية، ويعطيها مشروعية دينية، كما أن المرشح الإسلامي سيُمنع من كتابة الآية القرآنية «إن خير من استأجرت القوي الأمين» إلى جوار صورته في الدعايات الانتخابية. وبذا نحفظ للإسلام نقاءه مع بقائه رافعة القيم الروحية، وحاضنة لأوجه الحياة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والشخصية، وباعثاً للتراث الحضاري للمسلمين.
كاتب يمني من أسرة «القدس العربي»

سياسة ودين

د. محمد جميح

هرتسيليا 2017 يؤسس لاستراتيجية إسرائيلية جديدة

Posted: 28 Jun 2017 02:12 PM PDT

المتتبع المهتم بمؤتمرات هرتسيليا الاستراتيجية، منذ المؤتمر الأول عام 2000 حتى الأخير 2017 يدرك بلا أدنى شك، طبيعة المتغيرات الديناميكية الاستراتيجية، فيما يتعلق بالتحديات المحدقة بإسرائيل سنويا، ومدى ما تشكله من أخطار حقيقية على وجودها ذاته.
المؤتمر هو مركز تخطيط استراتيجي – أكاديمي، يعقد سنوياً بتنظيم من مركز هرتسيليا للدراسات متعددة المجالات، بالتعاون مع العديد من مراكز البحوث والدراسات الإسرائيلية والدولية، وهو يبحث في القضايا الاستراتيجية والأمنية والاقتصادية، التي تخص دولة الكيان الصهيوني، فالشعارالدائم للمؤتمرات هو «زيادة ميزان المناعة والأمن القومي الإسرائيلي»، وبقي هذا الشعار دائماً لكل المؤتمرات التي عقدت بعد ذلك. المؤتمر اسما ومكان انعقاد يحمل جزءا من استراتيجية اسرائيلية قديمة جديدة، فالمدينة التي يعقد على أرضها المؤتمر، أقيمت على أراضي قريتي اجليل والحرم (سيدنا علي) الفلسطينيتين أصلا وتاريخا، ثم جرى إطلاق اسم هرتسيليا عليهما، تيمناً باسم تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية. بالتأكيد، فإنهما (المكان والاسم) يحملان دلالات عميقة أكّدت الثوابت السياسية التي اعتمدتها إسرائيل عند إنشاء دولتها.
من تلك الثوابت إباحة استعمال كافة الوسائل في سبيل الأمن الإسرائيلي، المضيّ قدما في إزالة ومسح كل ما يتعلق بالتاريخ الفلسطيني، ومحو هوية المكان، الالتزام التام بالأسس والقوانين التي تطرق إليها ثيودور هرتزل في كتابه «الدولة اليهودية» الذي أسست عليه الصهيونية مبادئها، حين جرى إنشاء تمثيلها السياسي والعملي، وكلها متعلقة بمحاولة تأكيد الحق التاريخي لليهود في فلسطين، مقابل الاستمرار في مسح كل ما يتعلق بالحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني. الاعتماد على قوة الذات في مجابهة الوضع المعادي المحيط، والتخطيط لإضعاف قوته العسكرية في مجابهة إسرائيل، والتخطيط استراتيجيا لخلق تحالف مع دوله. تطبيق أسس الاستراتيجيية الأمنية – العسكرية الإسرائيلية، الحرب الخاطفة، نقل المعركة إلى أرض العدو، عدم السماح بامتلاك الدول العربية لأسلحة قد تهدد بها إسرائيل مستقبلا. احتلال الجزء المتبقي من فلسطين، خلق واقع ديموغرافي يؤسس للدولة اليهودية، على قاعدة «أرض أكثر وعرب أقلّ»، ضرورة تهويد الأرض الفلسطينية، العمل على خلق صراعات أيّا كانت أشكالها (طائفية، مذهبية، إثنية) تشكل بؤرة لحروب بينية عربية على صعيد المجتمع الواحد في الدولة الواحدة، ثم في العلاقة بين الدول.
الأهم في كل ما سبق، هو إيصال الفلسطينيين والعرب إلى حالة من اليأس، عنوانها، الإدراك التام لاستحالة مجابهتهم لإسرائيل، ومن ثم القيام بخطوات فعلية لتصفية القضية الفلسطينية، والقبول الفلسطيني – العربي لها. كل هذه المبادئ رسمنتها إسرائيل في «قوانين أساس» سنّتها الكنيست (عوضا عن الدستور غير الموجود للدولة حتى اللحظة، وكذلك عدم ترسيم حدودها، فالمشروع ما زال قابلا للتوسع الجغرافي) واستمدتها من مؤتمرات الحركة الصهيونية، ومن تعاليم هرتزل، جابوتنسكي وبن غوريون (اقرأ أدبياتهم وتصريحاتهم واستراتيجيتهم في التخطيط لنوعية الدولة التي طمحوا إليها، والمسار الذي انتهجته منذ إنشائها حتى اللحظة). مؤتمرات هرتسيليا جاءت لتؤكد كل تلك المبادئ والأسس الاستراتيجية، قبل عقود طويلة من إنشاء الدولة.
وباستعراض مكثف لما طرحته مؤتمرات هرتسيليا السابقة، تتضح أهمية هذه المؤتمرات للكيان الصهيوني، في التخطيط لاستراتيجيته وتكتيكاته السياسية. في المؤتمر الثاني عام 2002، جرى طرح التخطيط لإقامة دولة فلسطينية في غزة وجزء من سيناء. في الدورة الثالثة عام 2003، طرحت مقايضة جزء من الأراضي الزراعية في منطقة الأغوار الأردنية، ومن شمال سيناء المصرية، لتوطين اللاجئين الفلسطينيين فيها، مقابل نقل أجزاء من النقب الغربي، إلى قطاع غزة، و100 كيلومتر مربع، من جنوب البحر الميت إلى الأردن. وعام 2004 تم التأكيد على إنشاء الدولة الفلسطينية في سيناء. وأكّد المؤتمر الخامس على تحديد جدول الأعمال الإستراتيجي لإسرائيل. المؤتمر الثامن عام 2008 عقد في مدينة القدس المحتلة، وفي مبنى الكنيست الإسرائيلي، وحمل إلى جانب عنوانه العام، عنواناً جانبياً آخر، كان على صيغة تساؤل، وهو «في عامها الستين، هل مناعة إسرائيل أبدية؟»، واقترحت ورقة بحثية حول إبقاء الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيلية مقابل نقل الفلسطينيين إلى سيناء، ومقابل منح مصر جزءًا من صحراء النقب، فيما يتم الإعلان عن منطقة أخرى بالنقب كمنطقة حرة يسمح العبور من خلالها بين مصر والأردن، جاء ذلك تحت عنوان «الخطر الديموغرافي الفلسطيني على التركيبة السكانية الإسرائيلية».
اعتبر المؤتمر الـ11 أن تخفيف اعتماد العالم على النفط العربي وهبوط أسعاره إلى الحضيض، يعتبر هدفًا إستراتيجيًا إسرائيليا. في المؤتمرعام 2012، كان أحد عناوين المؤتمر تقدير إسرائيل لحدوث هزة سياسية في مصر. وقد خلص المؤتمرعام 2015 إلى قائمة من التوصيات التي هدفت إلى تحسين قدرة إسرائيل على مواجهة المخاطر الناجمة عن التحولات التي طرأت على بيئتها الإقليمية، وتمكينها أيضا من استغلال الفرص التي أفضت إليها هذه التحولات. موتمر عام 2016 جرى بمشاركة عربية، وجرى التأكيد فيه (كما على مدار أعوام) على تسخير منصته لإطلاق ودفع مشروع «سيناء كوطن بديل للفلسطينيين». كما تكوين هوية إسرائيلية عالمية مشتركة، ودمج العناصر الأربعة في «المجتمع»، العلمانيين، اليهودية الحديثة، اليهودية المتشددة والعرب، بحيث تتكون شراكة مجتمعية، قائمة على بناء الهوية الإسرائيلية، لدعم مفهوم الوطن القومي، كما تأكيد التحالف مع الدول العربية المعتدلة لمكافحة الإرهاب.
بالنسبة للمؤتمر هذه السنة 2017 (قبل أسبوع) فقد ركّز على السعي لتحسين علاقات إسرائيل مع الدول العربية السنية، وإقامة ائتلاف معها بالاستناد إلى المصالح المشتركة. دعوة الملك السعودي لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. إن التهديد المحتمل على إسرائيل، يشكله حزب الله. تثمين جهود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمع جماعة الإخوان المسلمين. في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية جرى التأكيد على، أن من مصلحة إسرائيل المحافظة على الأوضاع كما هي، حيث تتسم راهنا بالهدوء، ذلك بدلا من اللجوء إلى التسوية الدائمة. تعزيز العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والضفة الغربية. اتهام الرئيس عباس بمحاولة إشعال صراع جديد بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، كما أن خليفته قد يمثل خطرا حقيقيا على إسرائيل. لقد أشاد المؤتمر بالتنسيق العسكري والاستراتيجي القائم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ما مكّن إسرائيل من الحفاظ على نفوذها العسكري بكل نجاعة في الضفة الغربية، انتقاد الإدارة الأمريكية السابقة بشدة، حيث عجزت عن القيام بدورها بفاعلية باعتبارها «شرطيا دوليا» في الشرق الأوسط، وأن الولايات المتحدة كانت في عهد أوباما ترغب في القطع تماما مع كل ما يربطها في المنطقة، لذلك، استغلت ثلاث قوى متطرفة هذا الفراغ، وهي إيران وتنظيم الدولة والإخوان المسلمون بقيادة أردوغان. انتقاد توقيع أمريكا على الاتفاق النووي الإيراني.
إن الحضور العربي والفلسطيني في المؤتمر كان خطأً كبيراً ولا يمكن فهمه! أما المتغيرات الاسرائيلية الجديدة، فهي: الاتفاق مع العالم العربي أولا قبل الذهاب لتسوية القضية الفلسطينية. اسرائيل من خلال دعوتها إلى التحالف مع بعض الدول العربية، فإنها تسعى لعمق استراتيجي عربي لوجودها، وهذا يحمل في مضمونه تداعيات كبيرة، قد نفصّلها في مقالة مقبلة.. النظرة الإسرائيلية إلى الدور المصري، من قدرة التأثير على الدول العربية الأخرى، إلى مستوى الدولة الصغيرة في الصراع القائم في المنطقة. بهذه المعاني يمكن القول، إن المؤتمراقترح تغييرا استراتيجيا مهما في أسس السياسات الإسرائيلية.
كاتب فلسطيني

هرتسيليا 2017 يؤسس لاستراتيجية إسرائيلية جديدة

د. فايز رشيد

هل يجري تقاسم سوريا بقوات متعددة الجنسية لحماية «مناطق خفض التصعيد»؟

Posted: 28 Jun 2017 02:12 PM PDT

صحيح أن الجيش السوري وحلفاءه حرروا مناطق شاسعة في سوريا من سيطرة «داعش» و»النصرة» وتوابعهما، لكن سوريا تبدو مرشحة، في الأقل لدى دول حلف «الناتو»، لمزيد من القتال والاقتتال، الممهِدة لمخططات وضع اليد والهيمنة.
إذ تحقق سوريا وحلفاؤها مكاسب وازنة على الارض، ينبري اعداؤها إلى وضع مخططات تؤول، بدعوى حماية «مناطق خفض التصعيد»، إلى تقييدها بترتيبات وضوابط من شأنها شلّ حركتها وتعطيل دورها الاقليمي.
هذا الاحتمال المقلق طفا على سطح الاهتمامات الاقليمية والدولية، بعد قيام القوات العراقية، وفي طليعتها قوات «الحشد الشعبي»، بالسيطرة على مساحة واسعة على طول حدود العراق مع سوريا في الشمال، والتقدّم جنوباً لتلتقي قوات الجيش السوري وحلفائه على الحدود بين مدينة القائم العراقية وبلدة التنف السورية، حيث تتمركز قوات امريكية واخرى عشائرية من توابعها.
أعقب هذا التطور الميداني عدّة أحداث، أهمها قيام سلاح الجو الأمريكي بإسقاط طائرة حربية سورية جنوب الرقة، ثم قيام ايران بإطلاق صواريخ بالستية متوسطة المدى من محافظة كرمنشاه، غربيّ البلاد، دمّرت مراكز قيادة وسيطرة لـِ»داعش» في محافظة دير الزور السورية. هـذه التطورات تزامنت مع تصاعد عمليات الإرهابيين على الحدود الاردنية – السورية المشتركة، في جوار الجولان السوري المحتل كما في منطقة درعا.
في غمرة هذه الاحداث، لم تتأخر مؤشرات وضع اليد والهيمنة على سوريا عن الظهور. ففي خلال مؤتمر هرتسيليا السنوي البالغ الاهمية وفي اعقابه، ظهرت مداخلات لمسؤولين اسرائيليين كبار، بينهم وزير الامن افيغدور ليبرمان، كما لمعلقين استراتيجيين اسرائيليين مرموقين، كشفت المرامي القريبة والبعيدة للكيان الصهيوني، بعد اكتمال طرد «داعش» و»النصرة» من الاراضي السورية.
يتحصّل من هذه الآراء المدلى بها في المؤتمر المذكور، كما في وسائل الاعلام الواقعات والملاحظات الاتية:
ثمة قلق مزدوج في «اسرائيل» من اتساع حضور ايران العسكري في سوريا، ما قد يغريها، بحسب المحلل العسكري في صحيفة «معاريف» (2017/6/17) يوسي ميلمان، «بأن توجد لنفسها موطئ قدم بالقرب من الحدود مع اسرائيل». ويقول ميلمان إنه «وفقاً لمصادر استخبارية غريبة، يدرس الاردن التدخل العسكري في سوريا ويخطط لإقامة مناطق عازلة في جنوبها، بالقرب من الحدود المشتركة بين الدولتين». ويكشف ميلمان ايضاً، وفقاً لتقارير اجنبية، «وجود علاقات جيدة وعلاقات تنسيق بين الجيش الإسرائيلي والجيش الاردني، وأن اخباراً نشرت عن اجتماع رئيس الاركان غادي ايزنكوت في الاردن مع الملك عبد الله وقادة جيشه».
الى ذلك، ثمة تسابق في رأي الباحث في معهد دراسات الامن القومي الاسرائيلي أودي ديكل («مباط عال» 2017/6/20) على بلورة الساحة السورية، يتمحور بين مجهودين استراتيجيين اساسيين: الاول تقوده ايران وهدفه تهيئة الاساس لجسر بري يخضع لسيطرة حلفائها يمتد من الشرق إلى الغرب: من ايران مروراً بالعراق وصولاً إلى سوريا ولبنان، وذلك من خلال سيطرة حلفائها على نقاط عبور أساسية بين العراق وسوريا. في المقابل، ثمة جهد ثانٍ تقوده الولايات المتحدة، من أجل إنشاء منطقة فاصلة في قلب الشرق الاوسط تمتد من الشمال إلى الجنوب، لتقطع الجسر البري الايراني في سوريا ولبنان والاردن وغربيّ الخليج، وصولاً إلى السعودية. ويقول ديكل إن الولايات المتحدة اعلنت أن هذه المنطقة ممنوع فيها الإشتباك (de-confliction) وانها خاضعة لسيطرتها، ولن تقبل بانتشار الجيش السوري ومقاتلين ايرانيين فيها.
ماذا عن ايران؟
تتفق مصادر ايرانية وعربية واسرائيلية على أن طهران تلتزم القيام بمهمات اربع: (1) الدفاع عن الحضور الإيراني في العراق، ودعم صمود حكومة الرئيس بشار الأسد، وعن تأمين جسر بري يمتد من طهران حتى بيروت. (2) القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على الحدود العراقية – السورية. (3) تعطيل المخطط الأمريكي لتقسيم سوريا. (4) منع الولايات المتحدة وحلفائها من السيطرة على شرق سوريا.
ماذا عن روسيا؟
اعلنت موسكو مراراً وتكراراً التزامها وحدة سوريا وسيادتها وترجمت بعدة عمليات في البر والجو والبحر دعمها الواضح لسوريا ولرئيسها، الذي أشاد بدورها في هذا المجال. غير أن حديثاً، بحسب ديكل، جرى حول تنسيقٍ بين جهات امريكية وروسية في الاردن، وان «روسيا تعمل على منع الاحتكاك بين قوات النظام وحلفائه من جهة والقوات الامريكية من جهة اخرى، وانها تسعى لتتفاهم مع الولايات المتحدة ومع الاردن في ما يتعلق بمنطقة منع الاحتكاك والهجمات المتبادلة في جنوب سوريا».
إذ تتردد هذه التقوّلات والتسريبات، صدرت عن تركيا مبادرة تبعث على التساؤل إن لم يكن على الارتياب. فقد دعت انقرة يوم الخميس الماضي إلى نشر قوات متعددة الجنسية من مختلف اطراف النزاع في سوريا، لضمان السلام في»مناطق خفض التصعيد» وإنهاء الحرب الدائرة منذ نحو ست سنوات. مصدرُ هذا الاقتراح الناطقُ باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين. وكانت تركيا وروسيا وايران اتفقت في 4 ايار/ مايو الماضي خلال محادثات السلام في مدينة استانا، عاصمة قازقستان، على اقامة اربع «مناطق خفض التصعيد» في سوريا.
كالين كشف أن ثلاث دول حتى الآن تعمل على تحديد اللوجستيات للحفاظ على السلام في مناطق «خفض التصعيد»، وانه في محافظة ادلب في شمال سوريا «يمكن أن تكون قوات المراقبة بشكل رئيسي من القوات التركية والروسية»، وإنه في المناطق المحيطة بدمشق «يمكن أن تكون القوات بشكل رئيسي من روسيا وايران»، وانه في محافظة درعا يمكن نشر قوات اردنية وامريكية. وادّعى كالين أن موسكو اقترحت نشر قوات من قيرغيستان وقازاخستان، وان الوفود الفنية تناقش اللوجستيات وتفاصيل هذه المناطق.
لم يصدر عن سوريا ما ينفي هذه التقوّلات التركية أو يؤيدها. الارجح أن تتحفظ دمشق بشأن نشر قوات متعددة الجنسية في اراضيها، خصوصاً عندما يكون بعضها كقوات تركيا، جزءاً من قوات حلف شمال الاطلسي «الناتو» الذي تقوده الولايات المتحدة. ثم من يضمن ألاّ تطول «إقامة» هذه القوات «الضامنة» لسلام مناطق «خفض التصعيد» فتصبح سوريا حبيسة قوات لا تضمن السلام بقدْر ما تضمن تحويل مناطق «خفض التصعيد» إلى كيانات بحكم ذاتي تكرّس تقاسم سوريا بين دول كبرى، عالمية واقليمية.
هل تقف امريكا وراء تركيا في هذه المبادرة المريبة؟
كاتب لبناني

هل يجري تقاسم سوريا بقوات متعددة الجنسية لحماية «مناطق خفض التصعيد»؟

د. عصام نعمان

العقل العربي ضد الفلسفة

Posted: 28 Jun 2017 02:11 PM PDT

لابد للإنسان أن يتشكل في صميم الحرية، لأنها قدره المبتهج: «فالوضع الطبيعي للإنسانية يكمن في اشتياقها للوجود في مملكة الحرية»، وبلغة سارتر المتهكمة: «إنني غير موجود، مادام أن وجودي يكون دائما رهينة التشويق في الحرية، أنا مشروع وجود، رغبة في الوجود». ربما تكون هذه اليقظة الانطولوجية التي تتوجه إلى المستقبل، تبحث في الماضي عن ماهيتي، وفي المستقبل عن تطوير هذه الماهية، ولن يتم ذلك للإنسان الذي يجهل حقيقته، بل للإنسان الذي اكتشف قارة الوعي الذاتي، وهي أمتع قارة ينبغي اكتشافها، فبدون اكتشافها تظل الروح مثل الطفل الذي يحتمي بأمه: «فهناك طفرة كيفية عندما يولد الطفل ويرى النور، فكذلك الروح التي تشكل نفسها ببطء وبهدوء لتتخذ شكلها الجديد.. إذ تظل الروح تنمو وتتفتت في العالم القديم قطعة قطعة إلى توقظه تماما متخذة شكلها الجديد حتى تشهد فجأة بزوغ النهار الذي يضيء بومضة واحدة ملامح عالم جديد».
في إمكان هيغل أن يتهكم من الحس المشترك الذي يكون قانعا بعصره، يقضي حياته بثياب النوم، ولا يرى في العالم سوى اللذة الحسية، أما الحرية، فإنه يدير ظهره إليها، لأنه محروم من الفكر، والحرية من طبيعتها لا تظهر إلا عندما يظهر الفكر، الذي يرعبه الوعي الشقي، لأنه في ظل هذا التفاعل بين الحرية والفكر يولد العصر الجديد، إنه عصر التنوير، بيد أن غياب الفكر والحرية عندنا قد فرض علينا العيش في عتمات القرون الوسطى، حيث جهالة الأمة والجيوش المنظمة والبؤس السياسي علامات على موت هذه الأمة رمزيا. فبأي معنى يمكن الحديث عن الحرية ونحن نعلن عن موت الفكر؟، فمن قام باغتيال الفكر؟، هل هو نفسه من اغتصب الحرية؟، وإلى متى يظل هذا النداء بدون منادى؟، وما معنى الدفاع عن الفلسفة النقدية في مجتمع ميت؟.
من الصعب إعادة الحرية من الذين اغتصبوها دون بناء منارة الفلسفة النقدية التي تسعى إلى إيقاظ الإدراك من التخدير، وبخاصة أن النفوس الضعيفة ترضخ بسرعة إلى هذا التخدير، الذي تمارسه السلطة الدينية بعنف. وزارة الأوقاف ووزارة الداخلية وجهان لعملة واحدة. هكذا يتم زرع هوة عميقة بين الإنسان والوعي الذاتي، بين الشعب والإرادة العامة، ويتم حرمانه من الحق في المساواة والحرية، لأنه لا يعرف حقوقه السياسية، بل إنه يقوم بواجباته الدينية ويؤدي الضرائب، ويشقى في الحقول والمعامل، بيد أن الحقيقة تظهر حين يحل عصرها، ولعل هذا العصر لن يكون سوى عصر التنوير، حيث سيستيقظ العقل من سباته الدوغمائي، الذي دام كل هذه القرون.
تلك هي رسالة الفلسفة التي يتم اضطهادها بتهم كاذبة، مثل الجنون الإلحاد، والعصيان والثورية. والحال أن الفلسفة لخطيرة عندما تهمش، لأنها تهدد مصالح هؤلاء السفلة الماكرين والمتآمرين، ومع ذلك فإن الحرية تعلمني أن أقاتل وأقاتل من أجلها، لأنني طفل على حضنها الحلو أنمو وأكبر، لأنها تشيد إرادتي، بدونها ستظل هذه الإرادة فارغة من المعنى، حمقاء، تائهة في عوالم الشهوات لا هدف لها. ترتبط بالصمت، وبالكلمات التي لا لغة لها، وبتلك الهمسات المعاندة، منهارة غير قادرة على الحوار مع ذاتها، ذلك أن الروح تكون مهزومة كجذور محروقة لشجرة الوجود: «ومصيبة المجانين، تلك المصيبة اللامتناهية لصمتهم، تتمثل في كون أفضل المتحدثين باسمهم هم الذين يخونونهم أكثر». بل إنهم مجانين بالسلطة والثروة، وحتى لا أحرمكم من التمتع بجماليات هذه التأملات الفلسفية ينبغي أن نتساءل، هل بإمكاننا استدعاء ديكارت أو فوكو لتعرية هذا الجنون الصامت؟ ألا يكون هذا الفصل عن الحرية قدحكم علينا بالتيه الأبدي؟، وما معنى هذا الصمت المندهش من ذاته؟، وما علاقة غياب الحرية بحضور الجنون؟.
كم هي ملهمة هذه الغرابة التي أضحت تضيف علينا الخناق، وتحولت إلى قدر حزين يفرض الصمت حتى في النوم. فإذا كانت الحرية التي تناضل من أجل الإنسان: «لأنها تمتلكه قبل أن يمتلكها مادامت مجرد سماح للموجود بالوجود حسب هايدغر، فإن الإنسان الذي يهرب منها يولد بدون النور الفطري، ويقضي كل حياته على هوامش المقابر، وإلا كيف يمكن تفسير هذا الهروب من أوفر الأشياء حظا من البراءة؟، وبأي معنى تكون حياة الإنسان منفعلة مع العدم وليس مع الوجود؟، وبعبارة واضحة؛ ألا تكون الحرية هي مقياس السعادة والشقاء في الأرض؟، وهل كان من المفروض أن نعيش كل هذا الاستبداد لكي نتعرف على الحرية؟. لقد توقفت عن الوجود، عندما أصبحت مجرد مكتبة، بهذه العبارة يضعنا سارتر في قلب ما ينتظرنا، في ذلك الأمل المعلق في السماء بيد أن الحرية توجد بين الأرض والسماء، ترافق شروق الشمس على الأمم المتحضرة، وتختفي مع غروبها عند الأمم المنحطة، فلا يمكن استيراد الحرية، لأنه من المستحيل تصديرها إلى تلك الشعوب التي حرمت منها، وبخاصة وأنها تؤسس القوانين على الدين، والدولة تتحول إلى عقيدة، بدلا من حكم الناس بالحرية، تستعبدهم باسم الدين، حيث تتدخل في تسيير المساجد وفرض الخطب، وتحويل رمضان إلى مصحة للتخدير، وجعل الشعب مجرد قطيع في يد الحاكم، هكذا يصبح الكلام عن الحرية كفر، والمدافع عنها كافر، لكن هوية هذه التهمة تظل وسطوية، لا تستند على القوانين المدنية، التي تخضع للحقوق والواجبات، وأهم حق الوجود الفردي، والاختلاف الفكري والثقافي في إطار الميثاق الاجتماعي، الذي يجعل من المصلحة العامة مشتركا بين الشعب، وهذه المصلحة لا تقوم في غياب الحرية والمساواة، باعتبارهما عماد السلطة السيادية، وهي: «واحدة، في رأي روسو، لا تتجرأ وهي ملك للشعب الذي لا سيادة لأحد سواه». ولذلك فإن الحكومة تدين بوجودها للشعب، وينبغي أن تحكم بالقوانين المدنية وتحترم الدستور، وإلا ستصبح متعصبة للإرادة العامة. والحق أن النظام الديمقراطي، يجب أن يستند إلى مقدمات عقلانية، ومبادئ سياسية مدنية، بدلا من مقدمات كلامية وتيولوجية تسعى إلى تحصين الشريعة والدفاع عنها ضد المخالفين لها في الرأي، كما كان سائدا عند الأشاعرة، الذين أعلنوا الحرب على الجميع، أي على كل ما ليس أشعريا، والغريب أن هذه الحرب أضحت أبدية. بيد أن المجتمع الحديث في غنى عن هذه الحرب، ذلك أن الشعب في رأي الفلسفة السياسية، يشكل جسما سياسيا واحدا تحركه إرادة واحدة، على الرغم من المصالح الخاصة. لا نريد حكومة تقدم لشعب هبة الحرية المسمومة كيما تشرع للعبودية، باسم السلطة الروحية: «فالعبودية مستمرة عندنا، ولكن تحت اسم ملطف». وبلغة روسو: «إن قيودها المنسوجة من مادة واحدة لا تختلف إلا من حيث اللون. هنا تكون سوداء، وتبدو ثقيلة، وهناك تبدو أقل كآبة، وأخف وزنا، لكن لو وزنتهما بتجرد، فلن تجد بينهما أي تفاوت، فكلاهما من صنع الضرورة». ففي ظل نظام العبودية يكون السيد معنيا بالسهر على حياة العبد، بل إن مصير الجياد بالذات لأحسن من مصير العمال الأجراء. فالسخرية من هذه الحرية الوهمية، وهذه العبودية الواقعية، فلا أحد سيمح لكم بالكلام عن حرية العامل، والحاجة ترغمه على الرضوخ للشروط التي يمليها عليه الرأسمالي المستغل: تقولون إنه حر! تلك هي مصيبته، فهو ليس لأحد: ولكن ما من أحد له أيضا. والحال أن مقولة الشعب يريد الحرية، لا يمكن تفسيرها تفسيرا مغلوطا، لتأخذ معنى مغايرا لحقيقتها، وكأنها ثورة على خليفة الله في الأرض، فيصبح الصراع صراعا إيديولوجيا وليس صراعا مدنيا، ومن السخافة أن يمتلك شخص واحد السلطة السيادية التي تمنحه الحق في الموت والحياة. ولذلك فإن أول ما يجب القيام هو إعادة السيادة للشعب، هذا الذي من المفروض أن يتمتع بالحرية والمساواة، لأنهما هبة من الطبيعة، وليس من شخص معين، فالحق في الحرية هو نفسه الحق في الوجود، وليسقط الظلم، والعبودية، والطغيان. ولتحيا الحرية. ذلك أن التنوير ينفلت، ولا يمكن ترميمه.
كاتب من المغرب

العقل العربي ضد الفلسفة

عزيز الحدادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق