Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 30 يونيو 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


ماذا يجري في السعودية؟

Posted: 29 Jun 2017 02:32 PM PDT

نقلت صحيفتا «نيويورك تايمز» الأمريكية و«الغارديان» البريطانية عن مصادر دبلوماسية أمريكية وسعودية عديدة يومي أمس وأمس الأول أن ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف، فوجئ بعد عودته من مبايعة وليّ العهد الجديد محمد بن سلمان بأن الأخير أمر بتغيير حراس قصره بحيث صار، عمليّاً، تحت الإقامة الجبرية.
النقلة حازمة جدّاً بحقّ الرجل الذي كان الشخصية الثانية في تسلسل وراثة العرش السعودي قبل قرابة أسبوع وخصوصاً بعد خسارته لكل سلطاته السابقة، بما فيها كونه وزيراً قويّاً للداخلية لمدة 15 عاما اشتهر خلالها بقيادته حربا عنيفة ضد الحركات الجهادية المسلّحة مما عرّضه لمحاولة اغتيال من تنظيم «القاعدة»، وأكسبه، في المقابل، صداقة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين، واعتباره أحد أكثر الشخصيات المؤثرة والمرهوبة في المملكة.
الإجراء ذو طبيعة سياسية وأمنيّة، فالمطلوب منه، أوّلا، إنهاء أي جدل حول تغيير خطّ الوراثة السعوديّ، الذي كان يتداوله أبناء الملك عبد العزيز، والذي أصبح الآن مفتوحاً لابن واحد منهم فحسب؛ والمطلوب ثانياً، أن يغلق الباب نهائياً أمام أبناء الجيل الأول لعبد العزيز (كالأمراء مقرن وطلال وعبد الرحمن) أو أبناء الجيل الثاني، كمحمد بن نايف بن عبد العزيز نفسه، وصولاً إلى العدد الكبير من أمراء الجيل الثالث.
للوصول إلى هذه الذروة استعان وليّ العهد الجديد، بفضل أبيه الملك، بجمعه سلطات عسكرية، بصفته وزير الدفاع، وأمنيّة، عبر تعيين مستشاره عبد العزيز بن سعود بن نايف (من مواليد عام 1983) وزيرا للداخلية (وهي خطوة تضمن الإشراف الضمنيّ على شؤون الوزارة كما أنها تعتبر تعويضاً رمزيّاً لأبناء نايف بن عبد العزيز بعد إعفاء رجلهم القويّ محمد بن نايف وتعيين ابن أخيه)، وماليّة عبر إشرافه على أرامكو السعودية، وهي خزّان مال المملكة النفطيّ، إضافة إلى مناصب نافذة أخرى، وإعلامية عبر إلحاقه وسائل إعلام كبرى فاعلة بشبكة نفوذه الواسعة.
تأتي خطوة تقييد حركة محمد بن نايف لتلغي بقسوة المنظور العاطفيّ والعائليّ الذي تم تسويق الصعود الكبير لمحمد بن سلمان عبره، حيث انشغلت وسائل الإعلام السعودية بإعادة لقطة تقبيل الأمير الشاب ليد ابن عمّه ومحاولته تقبيل ساقه، كتعبير عن تقدير لعمليّة استلامه ولاية العرش منه وانتزاع مناصبه كلّها ومبايعته إيّاه على المنصب الذي كان يشغله هو.
يتوازى الإجراء مع معلومات قادمة من المملكة، تتحدّث عن عمل حثيث لمنع أي معارضة ممكنة لدينامية انتقال السلطة إلى الأمير الشاب، داخل العائلة المالكة أو خارجها، وفي الوقت نفسه شراء رضا الأمراء والعسكريين والموظفين عبر سلسلة مكلفة من التعويضات وصرف الأموال.
الخطوة، مع ذلك، تفصيل واحد، من لوحة واسعة تدخل فيها عملية لتوجيه مستقبل المملكة العربية السعودية السياسي، يتناظر فيها الضبط القويّ للداخل السعودي، مع توجّه لإعادة تموضع المملكة في المنطقة والإقليم، وكل الأسهم تشير إلى تصعيد أكبر مع إيران.
التكاليف السياسية والاقتصادية والعسكرية لهذه الخطط «الطموحة» جدّاً هائلة ومليئة بالمخاطر، الداخليّة أولاً، فالأطراف المتضررة من عملية وراثة العرش قد تتحرّك، إن لم يكن للحفاظ على مصالحها، فللحد من خسائرها، والخارجية ثانيا، لأن «إعادة التموضع» والمواجهة مع إيران لا يمكن أن تتقدّم خطوة واحدة من دون حسم حرب اليمن.
يضاف إلى ذلك طبعاً الاستقطاب العجيب الحاصل في منطقة الخليج، والحصار ضد قطر، الذي تبدو فيه السعودية، المرتبكة من صعود بن سلمان السريع، مقطورة إلى سياسات ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد التي لا تؤدي، عمليّاً، إلا إلى خدمة طرفين إقليميين واضحين: إيران، التي ابتعدت عن كونها هدف المواجهة (التي اتجهت بوصلتها الآن إلى قطر وتركيا)، وإسرائيل التي تمنّي نفسها بحلف يفتح يدها لإنهاء حركة «حماس» و«السلطة الفلسطينية» معاً.

ماذا يجري في السعودية؟

رأي القدس

ماذا فعلنا؟

Posted: 29 Jun 2017 02:31 PM PDT

ما كنت لأتخيل أنني سأسأل نفسي هذا السؤال ذات يوم، فالحرية والقومية العربية طالما كانتا مبدأين مخلوطين بدمائنا نحن جيل السبعينيات وما قبل، الحرية لأوطاننا والقومية لإقليمنا، ولكن السؤال يلح اليوم من دون هوادة: هل كان حالنا سيكون أفضل لو أننا بقينا مستعمـــــرين؟ هل كان يجب التضحية بحريتنا وبقوميتنا وبهويتنا وبماضينا لنحفظ عندنا حياة الإنسان وكرامته؟ هل كان يجب علينا أن نبصر ونستبصر لنرى نوعية حكومتنا، طبيعة تفكيرنا، دموية تاريخنا، والأهم «قماشة» شعوبنا، فنترجى المستعمر أن يبــــقى ونتوسل السارق ألا يرد غنيمته المحرمة؟
غزة تقصف للمرة الكم؟ حلب تحت النار، بغداد مزروعة بالمفخخات، ليبيا لم تعد دولة، مصر لم تعد آمنة، واليمن لم يعد سعيداً. أعلم أنه سؤال حارق، لربما موصوم باللاأخلاقية السياسية، ولكن ماذا لو بقي الإستعمار؟ ماذا لو بقيت الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس مالكة للأرض، ماذا لو بقيت فرنسا، ألمانيا، ماذا لو تلونت ألسنتنا وتغيرت عاداتنا وتقاليدنا واختلطت أدياننا، هل كان حال الإنسان عندنا سيكون أفضل؟
وكأننا هنا أضعنا بين إثنتين: حياتنا وكرامتنا وأمننا وإنسانيتنا في جهة، وهويتنا وحقنا في حكم أنفسنا وعزة نفوسنا في جهة أخرى، ولكن ماذا جلبت لنا هوياتنا وحقوقنا التعسة في حكم أنفسنا؟ ماذا حققنا سوى الموت في غزة، التشرذم في ليبيا، التفخيخ في العراق، الإنسحاق والتهجير في سوريا، التبعثر في لبنان، والكوليرا في اليمن، هذا اليمن الذي كان ذات زمن مهد الحضارة ليقول فيه مكتب منسق الشؤون الإنسانية في اليمن للأمم المتحدة اليوم أنه «يشهد . . . إحتياجات ضخمة نظراً لتزامن تداعيات تفشي الكوليرا وخطر المجاعة» وأن «المدنيين اليمنيين هم من يتحملون العبء الأكبر لهذه الحرب التي دمرت بلدهم». إننا نحن من بعثرنا أرضنا وحلمنا وكرامات الناس عندنا، نحن من إستلمنا بقعة غنية سخية بالموارد والبشر وحولناها إلى صحارٍ فكرية وقفارٍ موبوءة بالفقر موصومة بالدماء، نحن، ذاتنا نحن من تغنى بالقومية والعروبة في الستينيات والسبعينيات، قد غنينا الولاء والطاعة لحكوماتنا في الثمانينيات والتسعينيات، وها نحن نرقص بخلاعة لأمريكا وإسرائيل على ضفاف القرن الواحد والعشرين.
نحن، نحن الذين تركنا كل شيء وأمسكنا بطوائفنا نحرق بها بعضنا البعض، أشعلنا الوضع السوري والبحريني واليمني، عود ثقاب في لبنان، عود آخر في ليبيا، دين أمام دين في مصر، مؤامرات في الخليج، تحزبات في فلسطين، كلها تزوم نيرانها بزيت طائفيتنا اللزج الكريه. بالطبع الوضع أبعد وأعمق، بالطبع تدخل في المعادلة السياسات الخارجية والمصالح والأموال والرغبة في الأرض، بالطبع هو تاريخ طويل وحقارات عالمية وجشع له عمر البشرية، ولكن الأمر يبدأ وينتهي عند عود ثقاب طائفيتنا، كلما وقفنا نتساءل ونسائل ما أتينا، يشتعل عود الثقاب ليلقى بظلاله السوداء على العقل والمنطق وليضرم نيرانه في كل شيئ، وأولها كراماتنا.
عندما تعيش في إقليم فيه جيران لك يتعذبون كما السوريون، يموتون كما اليمنيون، يقمعون كما البحرينيون، يتشرذمون كما الليبيون، ينقسمون كما اللبنانيون، يسرقون في وضح النهار كما الفلسطينيون، يتفجرون كما العراقيون، يحاصرون كما القطريون، عندما تعيش متجاوراً وكل هذا العذاب وغيره مما لا يعد ولا يحصى لابد أن يحضرك السؤال: يا إلهي ماذا فعلنا؟

ماذا فعلنا؟

د. ابتهال الخطيب

 سر كره ترامب للإعلاميين وحبه المفرط للإعلاميات استهداف «سي أن أن» و«الجزيرة»

Posted: 29 Jun 2017 02:31 PM PDT

من يراقب الإعلام في الولايات المتحدة، وخاصة التلفزيونات والقنوات الفضائية، يستطيع أن يفهم الى حد كبير حقيقة ما يجري فيها وفي العالم أيضا. فلم يعد خافيا أن هذا الإعلام هو من يصنع الرؤساء ويسقطهم، ويتعدى ذلك الى اسقاط قادة ودول في أنحاء العالم قاطبة، بمساعدة كبيرة من هوليوود وأفلامها ونجومها.
البلاد الآن تدخل حالة حرب، غير باردة، بين مؤسسة الرئاسة، ممثلة td الرئيس ترامب والإعلام ونجوم هوليوود.
فقد شن الرئيس حملة مستمرة هذا الأسبوع على الإعلام، متهما إياه بالمتربص بإدارته بعد سحب مقال من على موقع محطة «سي أن أن» واستقالة ثلاثة من كبار صحافييها احتجاجا.
الرجل يعتبر الآن الإعلام الأمريكي عدوه اللدود، ما دفعه خلال يومين فقط لإطلاق ست تغريدات على «تويتر» حمل فيها على ما سماه «الأخبار الكاذبة» أو «وسائل الإعلام الكاذبة»، مستغلا فرصة سحب المقال المتعلق بالعلاقة المزعومة بين فريقه وروسيا، والذي قالت المحطة إن المعلومات الواردة فيه ليست بالضرورة خاطئة، لكن الإسناد لم يكن كافيا.
ولم يكتف بالهجوم على «سي أن أن»، التي لقبها بـ «أف أن أن» اختصارا لاسم «شبكة الأخبار الكاذبةFake News Network فقد كال ترامب الشتائم على أهدافه المفضلة المتمثلة في كبرى وسائل الاعلام الأمريكية مثل «أن بي سي» و»سي بي أس» و«أي بي سي» إلى «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست».
تصرفات رجل الأعمال الذي صار رئيسا غالبا ما توفر «مادة دسمة» للتغطية الإعلامية، التي «تنعكس سلبا على الإدارة، لكن مؤسسة الرئاسة والحكومة الأمريكية وقراراتها الاستفزازية الداخلية والخارجية تنذر بكارثة وهي التي تتحمل مسؤولية أكبر في وصول الوضع إلى ما هو عليه حالياً وليس الصحافة. ولن ينسى الإعلام كيف يحتقر ترامب مراسلي التلفزيون والقنوات الفضائية ويتصرف معهم بجلافة والشواهد على ذلك باتت كثيرة وباتت مسلسلا مثيرا لم يسبقه إليه أي زعيم في العالم.

يصرعن ذا اللب!

وفي الوقت الذي شاهدنا الرجل يطرد مراسل تلفزيون «سي أن أن» في السابق ويستدعي الحرس لرميه خارجا طالبا منه العودة الى تلفزيونه، تصرعه مراسلة صحافية وتدفعه ليقطع مكالمته مع رئيس الوزراء الإيرلندي ليطري على ابتسامتها.
اللقطة التلفزيونية المضحكة تناقلتها وسائط التواصل ومحطات أمريكية وأوروبية عديدة تظهر الرئيس وهو يشير إلى الصحافية الإيرلندية كايترونيا بيري، لتقترب منه، من أجل الإطراء على ابتسامتها الجميلة، أثناء إجرائه محادثة هاتفية مع تاويسيتش ليو فارادكار، أول رئيس وزراء إيرلندي مثلي، لتهنئته بفوزه في الانتخابات الأخيرة.
وقال ترامب لنظيره الإيرلندي «أراهن أنها تعاملك بشكل جيد»، ونقل ترامب رسالة من فاردكار يقول فيها: «شكراً على جهودك الإعلامية يا كايترونيا»، مما أدى إلى المزيد من الضحك في الغرفة.
الرئيس تلقى العديد من الانتقادات عقب نشر بيري فيديو مقابلتها على «تويتر»، واصفةً إياها بالغريبة، فقد نعَته البعض بـ«الفظ»، وغرّد أحد المواطنين قائلًا: «نعتذر لأن رئيسنا كائن غريب غير مهذب». وعلق الممثل كيفن تشامبرلين: «دعاها الرئيس لتقترب منه ليتمعّن فيها أكثر، إن هذا لمقرفٌ حقاً»، ملحقاً تغريدته بالوسم التالي «أشعر بالحرج لأجل وطني».
كما ذكّر المنتقدون باتهامات التحرش الجنسي، التي وجهتها العديد من النساء إلى ترامب قبل الانتخابات.
ويبدو أن اللقاء كان له أثر طيب على بيري، حيث تقرر بقاؤها مراسلة لقناة وإذاعة «أر تي إي»، في الولايات المتحدة، حتى عام 2018.
هذا الرجل ولد الحاجة لعناوين رئيسية جاذبة وقصص تحظى بالمشاركة داخليا وعالمياغيرت من النظرة لرئيس الولايات المتحدة التقليدي الوقور. ألم تصفه صحيفة «واشنطن تايمز» بأنه شخص معيب وأقرت بأنه «فظ وسوقي!»
ترامب ببساطة شديدة أكثر تسلية وإثارة للإعلام. وفي وجود بيئة أخبار في عالم جديد من النقرات وتوصيات الأصدقاء وخدمة فيسبوك الإخبارية، فهو يفوز بالتغطية الصفراء المثيرة، هذا الإعلام نفسه قد يكون من يسقطه، كما ساهم في صعوده الى سدة الحكم.

تهديد خطير لحرية الإعلام عربيا

لكن ما الذي يجمع مثلا بين كره ترامب للإعلام واستهدافه «سي أن أن» وكره بعض الدول العربية لقناة «الجزيرة»، وما سر الهجمة الغريبة المريبة المتزامنة على حرية الإعلام في العالم؟
أليس عجيبا مثلا أن إعلام الدول العربية كلها، دون استثناء يعمل لصالح دوله الداعمة له، ولا يسمح أبدا أبدا برأي مخالف، حتى لو كان كحلا للعين؟ ويحق لهذه الدول توجيه إعلامها كيفما شاءت وفي أي اتجاه تريد، بينما ترى أن هذا الحق يجب ألا يشمل قناة «الجزيرة» العربية؟!
يرى كثيرون أن ما أحدثته قناة «سي أن أن» أمريكيا فعلته «الجزيرة» عربيا، وهذا باعتراف مؤسسات الإعلام الدولي العريقة، التي رأت وترى فيها ثورة في الإعلام العربي نحو الأفضل وتكسير القوالب التقليدية الجامدة. وهذا ما يؤكده حذو معظم الدول العربية الكبرى حذوها باطلاق فضائيات تعمل تماما مثلها وتتبنى نوعية البرامج نفسها، لكن بهامش حرية أوطى بكثير، فلماذا إذا هي المستهدفة؟!

الأمم المتحدة تدافع عن «الجزيرة»

أخيرا سمعنا صوت الأمم المتحدة حول ما يدور حول قناة «الجزيرة»، في الوقت الذي صمتت فيه كل الدول الكبرى عن انتقاد أو حتى مجرد الإشارة الى ما تتعرض له من محاولة تكميم. وهذه الدول الكبرى كلها دون استثناء تمتلك قنوات صنوة لـ«الجزيرة».
فها هي مع ومنظمة «مراسون بلا حدود»، تنتقد 4 دول عربية؛ لطلبها إغلاق قناة «الجزيرة» القطرية، في خلافها مع الدوحة.
وتجرأ مقرر الأمم المتحدة الخاص لحرية الرأي والتعبير ديفيد كاي، بوصف هذه الاجراءات بالضربة ضد التعددية الإعلامية في الشرق الأوسط.
ويرى البيان الجريء: «أن هذا الطلب يمثل تهديداً خطيراً لحرية الإعلام؛ إذ اتخذت الدول، تحت ذريعة أزمة سياسية، إجراءات لفرض إغلاق الجزيرة».
بل ذهب أبعد من ذلك الى دعوة المجتمع الدولي إلى حث هذه الحكومات على التخلي عن هذا المطلب ضد قطر ومقاومة اتخاذ خطوات لفرض رقابة على الإعلام في أراضيها وعبر المنطقة وتشجيع دعم الإعلام المستقل في الشرق الأوسط».
بينما قالت منظمة «مراسلون بلا حدود» إنها منزعجة من المطلب، ووصفته بأنه «ابتزاز غير مقبول».
وكانت «الجزيرة» قالت الأسبوع الماضي، إن من حقها ممارسة الصحافة بحرفية دون الخضوع لضغوط من أي حكومة.
بعد الأمم المتحدة نحن في انتظار مواقف واشنطن ولندن والعواصم الأوروبية مما يحاك لـ«الجزيرة».
كاتب من أسرة «القدس العربي»

 سر كره ترامب للإعلاميين وحبه المفرط للإعلاميات استهداف «سي أن أن» و«الجزيرة»

أنور القاسم

حياة طلاس ومماته: بين أحكام الإعدام ومخدّات الحسان

Posted: 29 Jun 2017 02:31 PM PDT

في خريف 1984، خلال مقابلة شهيرة مع أسبوعية «دير شبيغل» الألمانية، أعلن اللواء (يومذاك) مصطفى طلاس، وزير دفاع النظام الذي رحل مؤخراً في باريس، عن 85 عاماً؛ أنه، حين سيتقاعد من الجيش، سوف ينشر ديواناً شعرياً يكرسه، بالكامل، لـ19 امرأة يعتبرهنّ الأجمل في العالم (وضرب بعض الأمثلة: الأميرة ديانا، كارولين موناكو، جينا لولوبريجيدا، جورجينا رزق، جين مانسون…). وماذا ستسمّي الديوان، يسأله الصحافي الألماني؟ «مخدّة المؤرَّق»، يجيب طلاس؛ نافياً بذلك، غفلة أو حتى عن سابق عمد، تصريحه في المقابلة إياها أنّ توقيعه على أوامر بإعدام 150 معارض أسبوعياً، أثناء تلك الحقبة، قد أرّق رقاده على أيّ نحو يشبه ما تصيبه به المخدات الموقّعة بأحمر شفاه الحسان!
وكما هو معروف، كان طلاس قد تقاعد، برتبة عماد أوّل، بعد 32 سنة في وزارة دفاع النظام، و52 سنة في السلك العسكري. تقاعد وتسلّم، من يد بشار الأسد، وسام أمية ذا العقد، «تقديراً لخدماته وإخلاصه للوطن»، كما جاء في صحافة النظام الرسمية.
وهذا مجرد وسام واحد، لعلّه الأرفع في الواقع، بين 39 وساماً محلياً وعربياً وأجنبياً يتفاخر بها طلاس كلما رنّ ناقوس، حتى يكاد المرء يعجب كيف يطيق العماد حمل أثقالها على صدره! وللمرء، في مناسبة رحيله اليوم كما كانت المناسبة عند تقاعده، أن يدع جانباً حكاية «الخدمات» التي قدّمها طلاس (لأنه، في الواقع، لم يخدم سوى «الحركة التصحيحية» وسيّدها وسيّده حافظ الأسد، بعد خدمة نفسه وآل بيته بالطبع)؛ مثلما يتوجب غضّ النظر عن «إخلاصه للوطن» (فهو، في هذه السجيّة الغائبة، لم يختلف عن سواه من رجالات السلطة: إخلاص لآل الأسد أصلاً وفروعاً أوّلاً، ثم الإخلاص للامتيازات الشخصية والنفوذ والنهب والمال والأعمال). لا الوطن شهده يقود معركة في ساحة قتال ضدّ العدوّ، ولا خدماته تجاوزت المؤلفات الفكرية والأدبية والعسكرية والنباتية العديدة، التي يعلم الله هويّات مؤلّفيها!
والحال أنّ تقاعد «العماد» كان حدثاً فارغاً من المعنى، خالياً من الدلالة، باهتاً، مفتقراً إلى أية قيمة؛ سواء على صعيد تركيبة الهرم القيادي في جيش النظام، أو على صعيد توازنات مراكز القوى، أو حتى ضمن ألعاب الكراسي الموسيقية التي تعاقبت في صفوف «الحرس القديم» بعد وفاة الأسد الأب (جنرالات من «عظم الرقبة» في هيكل النظام، أمثال علي دوبا وعلي حيدر وعلي أصلان وعلي الصالح وحكمت الشهابي، أو شخصيات مدنية مثل عبد الحليم خدام ومحمد حيدر). صحيح أنّ طلاس كان جزءاً من تركيبة ذلك الحرس، الذي يمارس الكثير من السلطة والتسلّط في سوريا، خمس سنوات على الأقلّ في عهد الأسد الابن؛ وأنه كان بين أبرز الأحياء الذين تبقّوا من المجموعة العسكرية التي نفّذت «الحركة التصحيحية» تحت قيادة الأسد، سنة 1970، أو كان آخر هؤلاء عملياً بعد تغييب العماد حكمت الشهابي عن الساحة السورية.
وفي مطلع العام 1999، ضمن سياقات ترتيب الابن للخلافة، أصدر الأسد الأب مرسوماً يمدّد فيه سنّ وزير الدفاع ورئيس الأركان من 67 إلى 70 سنة، وذلك للإبقاء على طلاس، وكذلك على أصلان رئيس الأركان آنذاك. وفي أواسط العام 2001، أي قبل أن يبلغ طلاس السبعين، أصدر الأسد الابن مرسوماً بالتمديد له سنتين. ومن الإنصاف أن نصدّق الأقوال التي راجت في دمشق عند ذيوع نبأ تقاعد طلاس، والتي أفادت بأنه سوف يواصل مهامه كوزير دفاع مدني. في عبارة أخرى، تقاعد الرجل عن طيب خاطر، ولم تجرِ إحالته على التقاعد كما روّج المروّجون، يومذاك، لحكاية «النوايا الإصلاحية» عند «الرئيس الشابّ».
وأمّا موقع هذا «العماد» المتقاعد، فقد كان يشير إلى أنه لم يفلح أبداً في الصعود أعلى من الموقع الذي أراده له آل الأسد منذ عام 1971: وزير دفاع مزمن، ثابت مقيم، لا حول له ولا طول. ذلك فسّر انصراف هذا العسكري العتيق، الذي تثقل الأوسمة والنياشين صدره، إلى هوايات عديدة غير عسكرية، أو منافية بطبيعتها لمزاج جنرال شرق أوسطي؛ كأن يقرض الشعر، أو يجمع مخدّات طُبعت عليها شفاه الحسان، أو يخوض في الأدب، أو يدلي بدلوه في قضية سلمان رشدي و»الآيات الشيطانية»، أو يعكف على تطوير الخصائص المورفولوجية لزهرة الخزامي فيصبح اسمها على يديه: الخزامى الأسدية Tulipa Asadiana!
وكان مرجحاً وجلياً، كما أشرنا في أعقاب رحيل الأسد الأب، أنّ طلاس لن يفلح في مغادرة موقعه في عهد الأسد الابن أيضاً. ورغم تسليط الأضواء عليه، وعلى نجله المدني فراس، ونجله الثاني العسكري مناف، بعد وفاة الأسد مباشرة، وفي سياق إحاطة الوريث بأكبر عدد ممكن من رجالات المورِّث الراحل؛ فإنّ طلاس عاد سريعاً إلى الموقع الذي ظلّ فيه دائماً وأبداً: يغيب كلّ الوقت عن الساحة، ولا يظهر عملياً إلا لكي يفجّر قنبلة لفظية من نوع ما: تصريح هنا ضدّ زيد، شتائم مقذعة هناك ضدّ عمرو… هذه كانت فضيلته الكبرى، والوحيدة يعلم الله، في المعمار الأمني والعسكري والسياسي المعقد الذي شيّده الأسد الأب طبقة طبقة، سنة بعد أخرى، فريقاً بعد فريق.
وحين يتوجّب إطلاق طرف خيط للحكمة السورية الفعلية، حول أمر حرج وحساس تضمره السلطة وليس من مصلحتها أن تقوله علانية؛ فإنّ «العماد» هو خير الناطقين و… أذربهم لساناً أيضاً. والسيناريو الذي يعقب ممارسة العماد لهذه الفضيلة بات مكروراً معاداً: صمت رسمي مطبق، تنصّل مباشر أو غير مباشر، وارتياح ضمني لهذا النوع الطريف من «فشّة الخلق».
أبرز الأمثلة ما حدث في عام 1984، خلال مقابلة «دير شبيغل» ذاتها، حين كان طلاس أوّل من أماط اللثام عن الأسباب الحقيقية وراء وجود رفعت الأسد خارج البلاد؛ إذْ صرّح أنّ الأخير موجود في جنيف لأنه شخص غير مرغوب فيه Persona non grata. المثال الثاني أن طلاس كان أوّل مسؤول رفيع يتحدّث، منذ العام 1994، عن نجل الرئاسة، بشار، بوصفه خير خلف لأخيه القتيل باسل؛ وخير خلف للأمّة بأسرها، استطراداً. المثال الثالث، والأشهر لأنه الأقذع لغة، كان لجوء طلاس إلى كيل الشتائم البذيئة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، معتبراً أنّ الأخير «إبن ستين ألف شر.»…!
ويبقى أنّ انقلاب الجنرالات إلى أيّة مهنة أخرى غير الحروب أمر لا يحمد التاريخ عقباه، بصفة عامة؛ حتى أنّ في وسعنا أن نردّ الكثير من مآسي الإنسانية، القديمة والوسطى والحديثة، إلى تلك الحالة الخاصة من تيه الجنرالات بين ماضي الخوذة العسكرية وحاضر البزّة المدنية، بين بندقية المحارب وخطاب السياسي، وبين احتراف المناورة التكتيكية وهواية اللعب الستراتيجي. إلا طلاس، في المثال الأبرز قطعاً: وزير دفاع طيلة 32 سنة، لكنه لم يكن يوماً في عير الدفاع، ولا في نفير الهجوم، وصرف الكثير من صحو أيامه ومنامه بين توقيع أحكام الإعدام وأرق المخدات.
وكان بهجت سليمان، اللواء المتقاعد في المخابرات العامة وآخر سفراء النظام السوري في الأردن، قد نعى «العماد» هكذا: «مصطفى طلاس في ذمة لله بعد أن قضى حياة فلوكلورية على الصعيدين العام والخاص»؛ وكأنّ الأوّل قضى، على الصعيدين إياهما، حياة أقلّ فولكلورية من الثاني، في جانب الولاء والخضوع والخنوع؛ أو أقلّ بطشاً وإراقة دماء…

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

حياة طلاس ومماته: بين أحكام الإعدام ومخدّات الحسان

صبحي حديدي

الجيش التركي يستعد لمهاجمة الوحدات الكردية في عفرين ويخطط لإقامة قاعدة عسكرية في إدلب

Posted: 29 Jun 2017 02:30 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: تؤكد المعطيات السياسية والعسكرية المتسارعة على الأرض إلى أن الجيش التركي بات على بعد وقت قريب من إطلاق عملية عسكرية واسعة بالتعاون مع الجيش السوري الحر لطرد مسلحي الوحدات الكردية ومسلحي ووحدات حماية الشعب من مدينة عفرين شمالي سوريا.
وبعد أسابيع من قيام الجيش التركي بنقل حشود عسكرية ضخمة إلى مناطق سيطرته المتاخمة لمدينة عفرين وعلى خط المواجهة مع الوحدات الكردية، قالت وسائل إعلام تركية إن الجيش أنهى جميع إستعدادته من أجل القيام بعملية عسكرية واسعة في المدينة.
وإلى جانب الحشودات العسكرية، بدأ الجيش التركي عملية تسخين للجبهة مع مسلحي تنظيم ب ي د الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية وامتداد لتنظيم العمال الكردستاني ووجه عدة ضربات مدفعية وصاروخية على مواقع للتنظيم في المدينة في خطوة تمهيدية لهجوم أوسع على ما يبدو، كما كثف الطيران التركي من طلعاته فوق المدينة وتقوم طائرات الاستطلاع برصد المنطقة على مدار الساعة.
وعلى الجانب الآخر وفي مسعى لتهيئة الرأي العام الداخلي والخارجي، أطلق كبار المسؤولين الأتراك تصريحات متسارعة تؤشر لقرب العملية، جاء أبرزها على لسان الرئيس رجب طيب أردوغان الذي أكد استعداد بلاده للقيام بعمل عسكري جديد في شمالي سوريا.
ونقلت صحيفة روسية عن الرئيس التركي قوله: «نحن على استعداد تام للعمل العسكري لدى شعورنا بأدنى خطر قد يتهدد بلادنا». وأضاف: «تشهد سوريا في الوقت الراهن عمليات سلبية، وإذا تمخض عن هذه العمليات أي خطر يتهدد أمن حدودنا، سوف نرد كما فعلنا خلال عملية درع الفرات».
وأمس الخميس، شدد نعمان كورتولموش نائب رئيس الوزراء والناطق باسم الحكومة التركية على على «ضرورة الأخذ بعين الاعتبار حساسية تركيا في مسألة تنظيم «ب ي د/ي ب ك»، وأضاف: «فضلًا عن ذلك سنرد بالمثل ووفق قواعد الاشتباك على جميع النيران التي يطلقها هذا التنظيم على تركيا من منطقة عفرين».
وفي السياق ذاته، أكد ويسي قايناق، نائب رئيس الوزراء على ضرورة |تطهير مدينة عفرين من إرهابيي حزب الاتحاد الديمقراطي»، وقال: «ينبغي تطهير عفرين من الإرهاب من أجل الحفاظ على أمن تركيا والمنطقة برمتها»، وكشف النقاب عن أن «وزارة الخارجية التركية وجهاز الاستخبارات يواصلان لقاءاتهما مع نظرائهما في هذا الخصوص»، كما اعتبر أنه «دون تطهير مدينة عفرين فإنه لا يمكن لأحد أن يضمن أمن «أعزاز» ولا «مارع» ولا «الباب» ولا حتى «إدلب».
لكن التطور الأبرز والمؤشر الأهم في هذا الإطار هو ما نشره موقع «خبر7» التركي، الذي قال في تقرير له، الخميس، إن هناك مؤشرات على بدء روسيا بسحب قواتها التي تتمركز داخل مدينة عفرين وكانت تقدم الحماية والدعم للوحدات الكردية في المدينة.
وحسب الموقع، فإن الدبلوماسية التركي قادت طوال الفترة الماضية مباحثات واسعة مع روسيا وتوصلت إلى تفاهمات «شبه نهائية» مع موسكو عقب 9 جلسات مباحثات هاتفية تقضي بإنسحاب الجيش الروسي من المدينة ومنح الجيش التركي الضوء الأخضر لمهاجمة الوحدات الكردية فيها، ولفت إلى أن مصادر من داخل المدينة أكدت بدء إخلاء الجيش الروسي لمواقع له في المدينة.
وتوقعت المصادر التركية أن هذه التفاهمات تأتي في إطار اتفاقيات واسعة يجري وضع اللمسات الأخيرة عليها بين أنقرة وموسكو وتتعلق أيضاً باتفاقية مناطق عدم الاشتباك التي جرى التوافق عليها في الأستانة ويمكن أن يًعلن خلال الأيام المقبلة عن آلية لدخول قوات مراقبة تشمل قوات تركية وروسية في مدينة إدلب.
وفي سياق متصل، قالت صحف تركية إن الجيش التركي سوف يبدأ في إقامة قاعدة عسكرية كبيرة على قمة «جبل الشيخ حسن الراعي» في محيط أدلب، وذلك في إطار الاتفاق على مراقبة وقف إطلاق النار بالتعاون مع الجيش الروسي، في حين رجحت مصادر أخرى أن يكون ذلك في إطار التحضير لجمع فصائل المعارضة المعتدلة والتحضير لعملية عسكرية ضد جبهة النصرة «جبهة فتح الشام» في محافظة إدلب.
الحديث عن التفاهمات المفترضة مع روسيا يأتي أيضاً بالتزامن مع اللقاء الذي جمع، الأربعاء، وزير الدفاع التركي فكري إشيق مع نظيره الأمريكي جيمس ماتيس وتركز البحث فيه حول الدعم العسكري الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية للوحدات الكردية في سوريا.
وقالت مصادر تركية إن الوزير التركي أبلغ نظيره الأمريكي استياء بلاده من دعم واشنطن العسكري لوحدات حماية الشعب الكردية، وقال الوزير إنه أبلغ ماتيس انزعاج أنقرة من تعامل واشنطن مع «العناصر الإرهابية في الشمال السوري»، فيما قال الوزير الأمريكي إن «تعاون بلاده مع عناصر «ب ي د» ليس اختيارياً، إنما لمقتضيات الحاجة والضرورات الملحة لمكافحة تنظيم داعش».
ويتوقع أن يكون الجانب التركي قد قدم لنظيره الأمريكي تفاصيل العمل العسكري الذي ينوي القيام به في عفرين على الرغم من أن أنقرة أكدت لواشنطن مراراً على أنها لن تحتاج إلى ضوء أخضر قبيل مهاجمة الوحدات الكردية وفق قواعد الاشتباك، على حد تعبيرها.
وخلال الأسابيع الأخيرة كثفت الوحدات الكردية هجماتها على مناطق سيطرة الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا في الريف الغربي لمحافظة حلب، وركزت هجماتها على بلدة مارع شمالي حلب وقريتي كفر كلبين وحوار النهر ضمن مخطط تقول تركيا إنه يهدف من خلال التنظيم إلى توسيع مناطق سيطرته وصولاً لوصل مناطقه في شرق وغرب نهر الفرات تمهيداً لإعلان كيان انفصالي شمالي سوريا.
وتسيطر وحدات حماية الشعب على مدينة الحسكة (شرق) ومناطق شمالي محافظة الرقة، ومدينتي منبج وشرق حلب، وعفرين غربها. وتبسط سيطرتها على نحو 39 ألفاً و500 كم مربع، أي قرابة 23٪ من مساحة سوريا، وتشكل مناطق سيطرته 65٪ من حدود سوريا مع تركيا.

الجيش التركي يستعد لمهاجمة الوحدات الكردية في عفرين ويخطط لإقامة قاعدة عسكرية في إدلب

إسماعيل جمال

مخاوف من تحول المحروسة لتابع للسعودية… والتعاطف مع الأشقاء جريمة تُعرِّض صاحبها للسجن

Posted: 29 Jun 2017 02:30 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: استيقظ المصريون أمس الخميس 29 يونيو/حزيران على وقع أنباء مؤلمة، إذ قررت الحكومة زيادة جديدة في أسعار المنتجات البترولية والغاز الطبيعي، وتضمنت قائمة الوقود والمحروقات التي جرى تحريك أسعارها، البنزين والسولار والبوتاجاز، وقد بلغت الزيادة الضعف بالنسبة لبعض تلك المواد.
تأتي تلك القرارات ضمن خطة الحكومة للإصلاح الاقتصادي، وضبط الموازنة العامة وإعادة هيكلة الدعم، وهي الخطة التي وضعها البنك الدولي وسبق أن جربها في بلدان عدة، انتهى بها الأمر للفناء الاقتصادي، وشهدت شعوبها هبات جماعية إثر مجاعات عصفت بها، فهل تكون تلك المؤسسة الدولية ذات السمعة السيئة بالنسبة لبلدان العالم الثالث جمعاء، الطريق لثورة المصريين مجدداً؟ أم أن رهان النظام على تعاظم مؤسساته الأمنية وهيمنتها بين مفاصل الدولة وتمددها في ربوع البلاد يمثل ضمانة له، كي يمضي في خططه الرامية لإلغاء الدعم بكافة أشكاله، وترك الشعب لحال سبيله يلقى النهاية التي تليق به، باعتباره من نسل الفراعنة الذين تهدر أرواحهم عن طيب خاطر في سبيل رضا حكامهم.
في الصحف المصرية الصادرة أمس ازدادت الأصوات التي تطالب بعدم التفريط في الأرض، ووجد الرئيس وأركان حكمه أنهم أمام معارضة تزداد شراستها بمرور الوقت، رغم البطش الأمني الذي تجاوز باعتراف المعارضة زمن الديكتاتور مبارك. كما تعرضت المملكة السعودية والإخوان وشخصيات تنتمي لقوى عدة للهجوم. وإلى التفاصيل:

هل التعاطف مع غزة جريمة

«هل يجوز لنا أن نتعاطف مع غزة حين تتعرض للقصف الإسرائيلي؟ السؤال الذي يطرحه فهمي هويدي في «الشروق» له ما يبرره، إذ بعدما صنفت حركة حماس ضمن المنظمات الإرهابية، كما ذكر وزير الخارجية السعودي، ولأن الحركة قائمة على الأمر في غزة، وبعدما صار التعاطف مع الأشقاء جريمة يعاقب مرتكبها بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاما، فليس مستبعدا أن يتهم التضامن مع غزة ضد الغارة الإسرائيلية دعما للإرهاب. إذا اعتبرت مجرد طرح السؤال أمرا عبثيا، فأنت محق لا ريب، وملاحظتك صائبة تماما. لكن التساؤل الذي ما كان له أن يخطر على قلب عربي لم يتلوث ضميره، أصبح يكتسب مشروعية في زماننا، حتى صار العبث السياسي من عناوينه البارزة. إن شئت فقل إنه السؤال المناسب للطقس السياسي المناسب. ذلك أنه حين تصبح المقاومة إرهابا في عرف بعض التيارات العربية، وحين يصبح التعاطف مع الأشقاء جريمة تعرض صاحبها للسجن، فلماذا يستغرب تجريم التعاطف مع غزة، ولماذا لا نستبعد «تفهم» بعض العرب للتصرف الإسرائيلي، واعتباره من قبيل الدفاع المشروع عن النفس، كما يقول المسؤولون الأمريكيون عادة؟ لقد صدمنا حصار بعض العرب لغزة حينا من الدهر، لكننا اعتدنا على ذلك، ولم تعد تفاجئنا النتائج الكارثية التي ترتبت عليه، إذ أسهمت في تدمير حياة الغزيين وتعذيب المرضى وانهيار الخدمات في القطاع. كما صدمنا حين علمنا بخبر «التنسيق الأمني» مع الإسرائيليين، الذي كان ولا يزال تجسسا من جانب السلطة الفلسطينية على المقاومين الرافضين للاحتلال. وكان قيام قياديين في منظمة «التحرير» بهذا الدور القذر، الذي يستهدف تصفية العناصر الساعية إلى «التحرير»، تعبيرا عن شيوع العبث وانتصاره. لكن ذلك الخلل الفادح استمر وتعايشنا معه، حتى أصبح التنسيق الأمني أمرا عاديا لا يستنكره أحد، بل صار وباء انتشر في بعض أرجاء العالم العربي. وهو ما أعجب به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين زار إسرائيل، فباركه وتمنى له الاستمرار والازدهار».

المشخصاتي لن ينقذه

«يعتقد السيسي، حسبما يرى سليمان الحكيم في «مصر العربية» أنه سينجح في استرداد ما تسرب من شعبيته بمجرد أن يمد مائدة في الاتحادية تتسع لعشرة مواطنين كل يوم بدعوة منه على الإفطار. ربما كان ذلك ممكناً لو كان ما أهدر من شعبيته ضئيلاً. ولكنه كان هائلاً مما يصعب معه أن يسترد ما فقده حتى لو قام بدعوة نصف الشعب المصري، فضلاً عن أن مثل هذه الدعوات لم تعد ذات تأثير يذكر، بسبب ما يحيط بها من تكلف، وهو ما أصابها بعدم المصداقية لدى الأوساط الشعبية، التي باتت تنظر للأمر في إطار التمثيليات المحبوكة، فهي إذن ليست لوجه الله تعالى. هذا ما استقر في يقين الشعب، الذي لم تعد تنطلي عليه تلك الأمور، مهما بلغ أصحابها في إظهارها. فقد فعلها السادات ومبارك من قبله، ولم يفلح أي منهما في إزالة ما علق في أذهان الناس من صورة قميئة انتهت بقتل الأول وخلع الثاني، والأهم من ذلك كله أن يأمر بالإفراج عن عدد من المرضى وكبار السن أو الصبية الصغار، الذين تعج بهم الزنازين التي أمضوا فيها السنين الطوال دون جرم يذكر. ولو كان الرئيس قد فعل ذلك أو بعضه لنال ما كان يرمي إليه واستعاد بعضاً من شعبيته المهدرة. ولأن الرئيس لم يفعل ذلك كله أو جلّه. فقد عاد على نفسه بعكس ما كان يأمله من وراء حرصه على إفطار الأسرة المصرية. فبدلا من أن يتحدث الناس عن الرئيس المتواضع الذي يحرص على مخالطة الشعب ومشاركته، أخذوا يتحدثون عن الرئيس الذي أطلق قواته لإلقاء القبض على شباب الوطن، والزج بهم في السجون والمعتقلات طوال الشهير الفضيل، ثم راح يتظاهر بالتواضع والرغبة في المشاركة الشعبية».

«أحببت حذاءك يا رجل»

«عبارة قالها الرئيس الأمريكي الجديد لتحية الرئيس المصري وهو في طابور الرؤساء العرب، الذين كان الرئيس الأمريكي يحييهم في الرياض، التي زارها لأول مرة قبل القاهرة. فالميزان وفق رؤية حسن حنفي في «المصري اليوم» مال ناحية السعودية والخليج، بعد أن كانت مصر ميزان التعادل في الوطن العربي. فمصر مثل باقي الدول العربية لا أكثر إن لم يكن أقل. فليس لديها مليارات السعودية. تكشف هذه العبارة التي قالها للسيسي عن ثلاثة أشياء: أولاً، بدأت العبارة بضمير المتكلم، أي البداية بالأنا وليس بالآخر، مما يدل على الاستكبار والغرور. ولم يبدأ بالآخر، موضوع التحية. ثانياً، «أحببت» أي أن السياسة ليست موضوعا، بل مجرد محبة أو كراهية، مثل محبة إسرائيل وكراهية إيران. ظاهر العبارة محبة وصداقة، وباطنها إقلال وتصغير طبقا لقسمة اللفظ أو العبارة إلى ظاهر وباطن كما يفعل الصوفية. والحذاء أقل ما في الإنسان. الجزء الأسفل منه، القدم، الملتصق بالأرض وعدم نظافتها، وليس الرأس المتطلع إلى السماء وصفائها. وهو في الأمثلة الشعبية صورة سيئة للقذف فيقال «مخك كالجزمة». وقد اشتهر خروتشوف، رئيس الاتحاد السوفييتي السابق، عندما كان في عصر القوة والتحدي بوضع حذائه على المنضدة متهكما على الولايات المتحدة التي كانت في قمة العداوة له. لم يرَ الرئيس الأمريكي في الرئيس المصري، الأهرامات وأبا الهول وكل ما أبدعته مصر الحديثة. ثالثا، حرف النداء «يا» وكأن المنادى مجهول. وهو غير ضمير المخاطب «الكاف» في «فخامتك» الذي يدل على الاحترام حتى وإن كان مبالغا فيه. والأخطر في العبارة كلها «رجل» man وكأن المنادى عليه مجهول، مجرد رجل بدلا من أن يقول «أيها الرئيس». فقد أعطى لقب «رئيس» لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ومناداته باسمه في «الرئيس عباس»، ولم يناد رئيس مصر وترتيب جيشها الحادى عشر من حيث القوة على مستوى جيوش العالم. وبتحليل علم نفس الإشارة، جلس الرئيس الأمريكي بطريقة الأستاذ والمعلم، وباقي الرؤساء المستقبلين أمامه كالتلاميذ الذين يسمعون ما يقوله الأستاذ، بتشبيك اليدين وضم الركبتين. يكفيهم فخرا أن الرئيس الأمريكي يستقبلهم وهم في بلدهم».

ثلاجته هل ما زالت فارغة؟

عودة إلى السيسي مع زهير كمال في «الشعب» مذكراً أنه اعترف بنفسه بأن ثلاجته كانت لا تحتوي إلا على الماء لمدة عشر سنوات، أي أن الرجل كان فقيراً بل معدماً، وراتبه بالكاد يكفيه وأسرته. ما الذي تغير إذن؟ كان تعيينه كملحق عسكري في الرياض نقطة تحول في حياته وحياة مصر والوطن العربي بعد ذلك. فقد أغدق النظام السعودي عليه من العطايا والأموال ما لم يكن يحلم به. وهل هناك من ضرر من الأحباء والأشقاء وحماة الإسلام الحنيف؟ ما حدث بعد ذلك أن تم الدفع به إلى الأمام في عهد مبارك، الذي كان همه الوحيد هو جمع الأموال، فوصل إلى منصب رئيس المخابرات الحربية. هل يعقل مثلاً أن يكون رجل بهذا المستوى العقلي رئيساً للمخابرات الحربية؟ ما علينا سوى التحسر على سجلها الناصع الذي تدهور ووصل إلى الحضيض، بفضل سياسة الانبطاح التي فرضت على مصر بعد أكثر من ستين عاماً من الحب والصداقة بين الإخوان المسلمين في مصر والنظام السعودي، انقلب الأخير عليهم بدون مبرر يذكر، فقد كانت العلاقات دافئة لا يعكر صفوها شيء، وما زال النظام يحتفظ بهذه العلاقة الحميمية مع الفروع الأخرى لهم في سوريا والإصلاح في اليمن، لم يكن هناك أي مبرر معقول سوى أن فائدتهم ستكون أكبر بتعيين رجلهم عبد الفتاح السيسي في المنصب الأول. فرق كبير بين أن تكون مصر الإخوان متحالفة ومتعاونة معهم، وأن تكون تابعة لهم. ما نراه اليوم في إصرار السيسي على تسليم الجزيرتين إلى النظام السعودي هو حصاد لثمار ما زرعوه، وليس كما يتصور المحللين أنها عملية بيع للجزر. وهناك مصيبة أعظم من تسليم الجزر الذي سيظهر مفعوله بعد سنين عدة، وهي قبول السيسي ببناء سد النهضة في إثيوبيا بدون قيد أو شرط، لأن النظام السعودي وشركات أمرائه يقومون بتمويل هذا المنشأ، فالتحكم في النيل والقدرة على تعطيش مصر إنما ستظهر نتائجه قريباً».

سلطة تشك في أصابعها

«لأنها حكومة مصر، ولأنها تدير شؤون البلاد، كما يؤكد أشرف البربري في «الشروق» على طريقة «عفاريت الأسفلت من سائقي الميكروباص» الذين يعطون إشارة الانحراف إلى اليمين ليفاجئوا السائرين خلفهم ومعهم بالانحراف إلى اليسار، فمن الطبيعي أن تنفق الحكومة ملايين الجنيهات من أموال دافعي الضرائب على حملة دعائية تحت عنوان «حق المواطن في المعرفة»، في الوقت الذي تحجب فيه عشرات المواقع الإخبارية على الإنترنت، بدعوى الحرب على الإرهاب، فتحرم المواطن من المعرفة. فقرارات حجب المواقع، التي لا يعرف أحد من الذي أصدرها ولا من فكر فيها، تعمق للفكرة التي تؤمن بها الحكومة أكثر من أي شيء آخر، وهي «حق المواطن في الجهل» وليس حقه في المعرفة، كما تزعم الحملة الدعائية مدفوعة الأجر. وإذا كان يمكن للمرء تفهم المزاعم الحكومية بأن المواقع التي تبث من خارج مصر وتم حجبها تدعم جماعات أو مواقف متطرفة، فإنه من المستحيل قبول هذه المزاعم بالنسبة للمواقع المصرية، التي تعمل وتبث أخبارها من أرض الكنانة، بموجب تصاريح وموافقات رسمية. فأغلب القائمين على أمر هذه المواقع المصرية شخصيات ليبرالية أو يسارية، تعارض جماعات الإسلام السياسي بشكل عام، ربما أكثر مما يعارضها نظام الحكم نفسه. والقاسم المشترك بين المواقع المحجوبة هو أنها تحمل نفسا معارضا لخيارات نظام الحكم على مختلف الأصعدة، ولذلك فقد وجدت نفسها في مرمى نيران السلطة، التي قررت ودون أي إعلان حجبها دون أي اكتراث بنصوص الدستور، التي تحمي حرية التعبير وتحدد ضوابط وآليات حجب المواقع، أو مصادرة الصحف، ودون أي اكتراث بالقوانين التي تحمي الملكية الخاصة، والاستثمار، باعتبار هذه المواقع أصولا ذات قيمة مالية مملوكة لأصحابها، ويجب عدم العدوان عليها بدون أسباب قانونية معروفة».

تيتو بيعيد عليكم

«أتمنى لكم عيدا سعيدا ليس كالذي أقضيه معذبا بين سيارات الترحيلات وحجز الأقسام وحبس خانات المحاكم، الذي لم أر فيه أحدا من أهلي أو أحبائي، إلا لدقيقة واحدة فقط هي كل المدة التي سمحوا لأخي الأصغر للبقاء فيها معي.. متى سينتهي هذا الكابوس؟» ما سبق جزء من رسالة وجهها المحامي طارق حسين الشهير بـ«تيتو» إلى نقيب المحامين سامح عاشور وأعضاء مجلس النقابة، من رحلة تكديره منذ أن قررت النيابة العامة إخلاء سبيله بكفالة، ما لم يكن مطلوبا على ذمة قضايا أخرى قبل 10 أيام. كفالة تيتو كما يشير محمد سعد عبد اللطيف في «البديل» تم تسديدها في اليوم ذاته الذي حصل فيه على قرار إخلاء السبيل، الإ أن وزارة الداخلية كان لها رأي آخر، حيث قرر سدنة الأمن معاقبة المحامي الشاب الذي لا توجد له تهمة سوى تمسكه بمصرية جزيرتي تيران وصنافير. استدعت الأجهزة الأمنية من قاموس إهانة وإرهاق النفس البشرية رحلة الكعب الداير وطبقتها على تيتو، بدعوى أن اسمه يتشابه مع أسماء مطلوبين على ذمة قضايا في ثلاث محافظات، وبالتالي يجب ترحيله إلى أقسام الشرطة في تلك المحافظات للتحقق. تيتو أضاف في الرسالة التي نشرها شقيقه عبر «فيسبوك»: «بعد قرار النيابة بإخلاء سبيلي بكفالة يوم الأحد 18 يونيو/حزيران 2017، قرر قسم الخانكة أن يعرقل تنفيذ القرار تحقيقا لوعيد بعض ضباطه لي بإبقائي محبوسا فترة طويلة، ومنعي من قضاء العيد مع أهلي، وبالتالي قاموا بتحضير تشكيلة من الأحكام لمتهمين أسماؤهم مشابهة لاسمي في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية ومرسى مطروح، وادعوا أنها أحكام بحقي لتكديري بالدوران في كعب داير على الأقسام».

المتحرشون بالقرب منا

خبر غريب حول عامل في أحد المستشفيات في منطقة سموحة، شرق الإسكندرية، قام بالتحرش بسيدتَين داخل غرفة العمليات أثناء إجرائهما عملية ولادة قيصرية. وقال شقيق إحدى المريضتين: أن شقيقته عقب خروجها من غرفة العمليات أخبرت زوجها بالواقعة، وأدلت بأوصاف أحد العمال في المستشفى، وقالت إنه «تحرش بها وقام بتقبيلها، وبحسب محمود خليل في «الوطن»: «واقعة غريبة، ووجه الغرابة فيها أن يصل المتحرشون إلى غرف العمليات، بعد أن ظهروا في الشوارع والمواصلات العامة، وأماكن التعليم، وأماكن العمل. هذا التمدد للظاهرة وانتقالها من مكان لمكان يعكس، ولا شك، حالة من حالات الانهيار الأخلاقي، يتناقض مع كل ما هو معروف عن هذا المجتمع من تديّن، وحقيقة الأمر أن التدين في مجتمعنا أصبح على نوعين: أولهما «التدين التجاري» الذي يسعى صاحبه إلى حصد مكاسب معينة عبر الإتجار بالدين، ويشمل هذا النوع الكثيرين، بدءاً من البائع أو الصانع الذي يطلق للحيته العنان بهدف خداع الجمهور المتعامل معه، وكلما طالت لحيته زاد إفكه، وانتهاء بمن يطلق لحيته لأهداف سياسية، يحتال بها على خلق الله من أجل حصد مغانم سياسية. وثانيهما: «التدين الصوتي» فكثيرون يتحدثون بالدين بألسنتهم لا يجاوز حناجرهم. ولعل أكثر الترجمات معاصرة لهذا النوع من التدين تلك الظاهرة «الفيسبوكية» الشائعة التي يستقبل فيها مستخدم الفيسبوك رسالة طويلة عريضة تقول له قل كذا وكذا وانشرها وسوف يصيبك من الخير الكثير، أضف إلى ذلك بالطبع رنات الأدعية والأذان على الموبايل وغير ذلك. التدين في هذه الصورة يضيف المزيد إلى حالة الانهيار الأخلاقي، التي يعانيها المجتمع، والتي تتجلى في إحدى صورها في واقعة التحرش المأساوية التي شهدها ذلك المستشفى في منطقة سموحة في الإسكندرية».

النحاس كان ولياً

على مدار أسبوعين اهتم وجدي زين الدين رئيس التحرير التنفيذي لـ«الوفد» بـ«محطات مهمة عن الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس، الذي نال منه الخصوم بغير حق، محاولين تشويه صورة هذا الرجل الذي كانت تصرفاته تؤكد أنه كان ولياً من أولياء الله الصالحين، قبل أن يكون زعيماً سياسياً، يقول الراحل الكريم عباس حافظ في كتابه «زعيم الفقراء.. مصطفى النحاس» نشأ مصطفى في بيت طاهر، ودرج في ذلك الأفق الساكن الوديع، فاكتسب الاستقامة، وحرص على الصلاة من سن العاشرة، حتى لقد سُئل في ما بعد عن سر هذا التمسك الصادق بشعائر الله، فقال: إنه حين انحدر به أبوه إلى القاهرة ليسلكه في المدرسة، ذهبا من ساعتهما رأساً إلى ضريح سيدنا الحسين، رضي الله عنه. فلم يكد والده يقف به أمام المقام الطاهر حتى انبعث في خشوع يقول: «لقد سلمت لك مصطفى» فشعر الطفل في تلك اللحظة بوحي خفي دب إلى نفسه، واستفاض في مشاعره، وغَمَرَ حواسه، فظل يذكر تلك الوقفة الدينية الرهيبة طيلة الحياة، وتدوي تلك الكلمات في أذنيه على مرّ الأيام، ومنذ ذلك الحين لم يترك فرضاً، ولم يهمل ميقات صلاة، بل كانت هناك جوائز ومكافآت للصلاة في المدارس الابتدائية والثانوية، فأحرزها جميعاً وفي سائر أعوام دراسته. هذا هو أول أثر للمحيط العائلي في نفس مصطفى عند طفولته، وهو تأثير خُلُقي يتصل بالشعور، ويلقي في الوجدان بذور الفضيلة، وتشيع في النفس من أفاعيله كرائم الآداب».

الجيش لا ينام

نتحول نحو إشادة بالدور الوطني الذي يلعبه الجيش على لسان سليمان جودة في «المصري اليوم»: «في الوقت الذي كان فيه ملايين المصريين يستمتعون بالإجازة، كان جيشهم يعمل بكامل طاقته ووعيه ويقظته وعقيدته الوطنية، فما المعنى؟ المعنى أن العلاقة الخاصة التي تربط كل مصري بجيشه ليست علاقة قائمة على غير أساس، وأن التقدير الخاص أيضاً الذي يحمله كل مصري لهذا الجيش العظيم ليس مستنداً إلى فراغ، ولكنه مستند إلى يقين في الوجدان العام لأبناء هذا البلد بأن الجيش جيش وطن بكامله، لا جيش حكومة، ولا جيش فئة، ولا جيش طائفة، ولا حتى جيش حاكم في أي عصر، ومن النادر جداً أن تجد جيشاً بهذه الصفات في أنحاء الأرض.
والشىء اللافت الثاني أنه في اليوم نفسه الذي شهد عملية التدمير على حدودنا في الغرب، كانت مصر تعقد اجتماعاً في مجلس الأمن، وكان الموضوع المطروح على الطاولة هو موضوع ليبيا.. ولا موضوع سواه.. فيا لها من مصادفة تستدعي إلى العقل ألف سؤال. كانت مصر قد دعت إلى الاجتماع قبل شهر من الآن، وكانت قد دعت إليه لجنة عقوبات «داعش»، ولجنة عقوبات ليبيا في الأمم المتحدة، ثم كانت قد أعلنت على لسان عمرو أبوالعطا، مندوبنا الدائم هناك، أن الدعوة رغم ذلك ستظل عامة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة جميعاً، وأنها لن تكون مقصورة على أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر. إن شهراً لا يكاد يمر إلا ويكون وزراء خارجية مصر، والجزائر وتونس مدعوين إلى لقاء جديد، باعتبارهم وزراء خارجية دول الجوار مع ليبيا، ويكون الملف المفتوح أمامهم في كل مرة هو: متى يستقر الوضع في ليبيا.. وكيف؟».

الثروة الزراعية في خطر

«يبدو الحديث عن مواجهة الاعتداء على الأراضي الزراعية خيالا،على حد رأي أكرم القصاص في «اليوم السابع» في ظل وجود حالة اضطرار، من أجل استيعاب الزيادة السكانية، وبالتالي يرى الفلاح نفسه مضطرا وهو يسعى لبناء بيت يستوعب فيه أبناءه، فينتزع قطع أراضٍ. وما لم يتم توفير بدائل أو ظهير صحراوي لهذه المحافظات قد يأتي يوم تختفى فيه الأراضي الزراعية في الدلتا. فضلا عن فتح الباب لنمو عشوائيات، والبناء من دون تخطيط، فتقوم مبانٍ مرتفعة في شوارع ضيقة. مع غياب البنية الأساسية من صرف أو مياه، ويضطر المواطن للصرف في النيل أو الأراضي الزراعية وهو ما يضاعف من تأثيرات هذا الخراب. وقد كانت هناك اقتراحات من سنوات بأن يتم ضم مركز كوم حمادة في البحيرة إلى محافظة الغربية، لفتح مجال للتوسع وإنقاذ الأراضي الزراعية الخصبة، لكن تم تجاهل هذا، والزحف على الأراضي الزراعية وارتفعت أسعار الأراضي لتتجاوز في بعض الأحيان أسعارها في القاهرة. نحن أمام أزمة تحتاج للتفكير فيها بمناسبة الحديث عن استرداد أراضي الدولة، أو إزالة التعديات على الأراضي الزراعية، لأنه ما لم يتم إيجاد بديل حقيقي، سوف تستمر أراضي الدلتا، ومنها محافظة الغربية في التقلص والتآكل، والمواطن يرى نفسه مضطرا للتضحية بالأرض الزراعية، ليجد لنفسه متنفسا. وقد لا يكون هذا الأمر تبريرا، لكن يفترض أخذه في الاعتبار إن كانت الحكومة جادة في إنقاذ الأراضى الزراعية. لقد أدت السياسات العشوائية، وتحويل المدن الجديدة إلى تجارة ومضاربة، إلى اتساع العشوائيات، لأن الأغلبية لم تجد مسكنا في ظل ارتفاعات الأسعار. وبالتالي هناك أهمية لأن يتم التعامل مع قضية الأراضي الزراعية خاصة في الدلتا بوعي وخطط تنقذ الأرض، وتقدم بدائل معقولة».

إكرام الميت دفنه

«تلاشي الصحافة الورقية وتردي أحوال مؤسساتها في تزايد وفي هذا السياق يؤكد سيد علي في «الأهرام»: «إذا كان في مصر الآن نحو 35 مليون منصة إعلانية وإعلامية على الفيسبوك وتوتير، هي حسابات المستخدمين، فإن استمرار تلك الكيانات القديمة لفترة طويلة مشكوك فيه، إن لم يفكروا بعمق ويتطوروا بسرعة حتى لا يتحولوا لديناصورات منقرضة. وما يحدث في التلفزيونات يحدث في الصحافة، التي خاصمت الحداثة ولم تطور نفسها، خاصة أن الحداثة لم تعد اختيارا في عصر إنتاج المحتوى الرقمي، وإن لم نغير مفهوم الصفحة الأولى وتركيبة غرفة صناعة الأخبار وهيكلة صالات التحرير ودفاتر الحضور والانصراف، فإن إكرام الميت دفنه، كما حدث لصحيفة «السفير» ومجلات وصحف عالمية تحولت في الوقت المناسب لمواقع على الإنترنت، بينما نستقبل صحفًا ورقية كل يوم، رغم أن العصر لم يعد للصحافة المطبوعة، ولم يعد القارئ يشتريها لأنها صارت منتجا لا يلبي احتياجاته. والأهم من كل ذلك أن من بين القائمين على صناعة الإعلام غير مؤهلين وليست لديهم أي رخصة لمزاولة المهنة، لكي تستمر الفهلوة ويصبح من يملك المال أيا كان مصدره، مالكا لقنوات وصحف ومواقع إلكترونية، وربما يصبح مذيعا بفلوسه، لكي يعيث في فضاء العقل المصري هرطقاته ويحجز لنفسه موقعا في الهيئة الاجتماعية بوضع اليد على الشاشة التي يمتلكها».

مزيد من الحصار

الحديث عن الخطوة التالية للدول التي تحاصر قطر منذ قرابة أسبوعين لا يزال يثير اهتمام الصحف المصرية، وقد أشارت «الأهرام العربي» إلى ما اعتبرته انفرادا لها حول الاجراءات المقبلة ضد الدوحة: «بعد ساعات عن مقاطعة اقتصادية وتجميد ودائع وعضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي، كما كشفت عن الإعداد لتدشين قاعدة عسكرية عربية جديدة في البحرين بمشاركة مصر، وتابعت الصحيفة قائلة: علمت «الأهرام العربي» أن الدول العربية المقاطعة لقطر تتجه نحو تشديد مقاطعتها للدوحة، إذ لم تستجب لشروط مصر والسعودية والإمارات والبحرين خلال المدة الزمنية الممنوحة لها، التى تنتهي خلال الـ72 ساعة المقبلة. وأضافت مصادر عربية رفيعة المستوى لـ «الأهرام العربي»، أن الإجراءات المشددة الجديدة تجاه قطر تشمل 4 مجالات رئيسية هي: مقاطعة اقتصادية، تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي، وإنشاء قاعدة عسكرية عربية تشارك فيها الدول الأربع في البحرين، وتجميد ودائع قطر في دول المقاطعة. الجدير بالذكر أنه بمقتضى تلك الإجراءات تشمل القاعدة العسكرية الجديدة في البحرين، أول وجود عسكري مصري متقدم وثابت في منطقة الخليج، بكل ما يعنيه من متغيرات استراتيجية لتحصين الخليج عربيا، في مواجهة الأطماع الإيرانية والتركية بوجه خاص، وكانت الدول العربية الأربع قد أُمهلت قطر عشرة أيام لتحقيق 13 مطلبا بعد إعلان قطع العلاقات مع الدوحة».

دور ألماني مشبوه

الدور الألماني في دعم المنظمات الإرهابية، قلما تحدث عنه أحد، غير أن مجدي حلمي مدير تحرير «الوفد» لديه ما هو جدير بالتأمل: «الخارجية الألمانية متورطة في دعم الجماعات الإسلامية المتطرفة في مصر، من خلال منظماتها التي كانت تعمل تحت شعارات دعم الليبرالية والديمقراطية، وفي الحقيقة كانت أدوات لتمويل جماعة الإخوان المسلمين والجماعات السلفية الأخرى، لذا أزعجت مطالب الدول الأربع وزير الخارجية الألماني، وهو الموقف الذي فسر لماذا كانت ألمانيا من الدول المترددة بالاعتراف بأن ما حدث في 30 يونيو/حزيران ثورة شعبية، كما أن الخارجية الألمانية تسمح لموقع القنطرة الخاص بها بإدارته من عناصر إخوانية صرفة، وبمراجعة الموقع نعرف أين تقف ألمانيا من مصر ومن الإرهاب. وهذه الأزمة الكاشفة كشفت بوضوح المحور الذي يريد السيطرة على مقدرات الأمة العربية، وهو المحور التركي – الإخواني- الإيراني- الإسرائيلي- القطري، فهذا المحور الذي كان يريد أن يتقاسم المنطقة العربية، بعد تفتيت الدول الكبرى مثل، مصر والسعودية وليبيا والعراق وسوريا واليمن، ولا يبقى دولة كبرى في المنطقة العربية، خاصة بعد تقسيم السودان على يد جماعة الإخوان أنفسهم. كشفت الأزمة بوضوح العدو من الصديق، وكشفت من يعمل من أجل مكافحة الإرهاب، ومن يتواطأ مع الإرهاب، وهي فرصة للسلطة في مصر أن تعيد تقييم علاقاتها الدولية والاقتصادية مع كل الأطراف الدولية ذات الصلة، ويجب أن تعلن عن مواقف سياسية واضحة للشعب المصري من هذه الأطراف».

من السعودة للسلمنة

نتجاوز الحدود إلى المملكة السعودية، حيث يرى محمد محفوظ في «البداية»: «أن ولي العهد الشاب البالغ من العمر 31 عاماً، قد يمكث في العرش بعد والده ما بين أربعة أو خمسة عقود، ستصطبغ فيها المملكة بلونه ورجاله وسياساته وطموحاته المتصاعدة. يرى ولي العهد الشاب والملك المستقبلي، أن المملكة تمتلك الكثير من مقومات القوة الشاملة التي تؤهلها لقيادة المنطقة الإسلامية والعربية، القوة الروحية باعتبارها مهد الرسالة ومقر الحرمين الشريفين. والقوة الاقتصادية التي تتمثل في تريليونات الأصول السيادية والمحافظ المالية والموقع الجغرافي المهم على البحر الأحمر والخليج العربي. كل ذلك ينظر له الملك المستقبلي باعتباره مبررا وحافزا وقاعدة، يمكن الانطلاق منها لقيادة المنطقة الإسلامية والعربية بعربها وعجمها، بحيث تصبح حقبة نضوب النفط المقبلة لا محالة، بمثابة فرصة سانحة لكي تثبت المملكة جدارتها في التحول من أرض الصدفة الجيولجية المتناقصة، إلى أرض الوعود الاستثمارية الرابحة والميراث التاريخي، الممتد من حكم قريش لدولة الخلافة الإسلامية الأموية ومن بعدها العباسية. ربما يكون امتلاك القوة النووية بمثابة المفاجأة التي قد يدخرها الملك المستقبلي، لكي يؤسس لقيادة المملكة على بساط من القوة المفرطة، ولكن المحكومة بمعادلات السياسة والأحلاف والعلاقات المتشابكة. والمعاكسة لقوة نووية إيرانية محتملة، قد يكون من الأولى موازنة رعبها، بدلا من إشعال مخاطر تدميرها وربما تكون عصرنة المملكة لتدشين مؤكدات تحديثها هي المفارقة التي قد يطلقها الملك المستقبلي، مصر في مشهد يقود الأمير الشاب فيه المملكة؛ مجرد جمهورية تابعة، ينبغي الحفاظ على انشغالها بمشكلاتها المزمنة، وإمدادها بهبات ومساعدات ومنح بالقدر الذي يمنع فقط تفككها أو سقوطها».

مخاوف من تحول المحروسة لتابع للسعودية… والتعاطف مع الأشقاء جريمة تُعرِّض صاحبها للسجن

حسام عبد البصير

الأردن وأزمة الخليج وسياسة الصمت: إستراتيجية «وقائية» لتجنب ضغوط محور أبو ظبي ـ الرياض… توجيه كبار السياسيين بعدم الإدلاء بتعليقات

Posted: 29 Jun 2017 02:29 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي»: ما يصفه الناطق الرسمي وزير الاتصال الأردني الدكتور محمد المومني بعبارة «موقفنا متزن ويحقق مصالحنا» قد يكون بمثابة المختصر الهادف في تعريف الموقف الاردني من أزمة الخليج الأخيرة حيث اتخذ الأردن الرسمي موقفا وسطيا في الحملة على دولة قطر على أمل ضرب عصفورين بحجر واحد هما تحصيل قدر من التفهم القطري، وتجنب ضغط محتمل وعنيف في محور الرياض ـ أبو ظبي.
عودة المومني لشرح موقف بلاده يعني عملياً بأن المعادلة لم تتغير بعد مع إعرابه بطبيعة الحال عن تلك التمنيات الكلاسيكية الانشائية التي تثق أولاً بما يسمّى بقدرة البيت الخليجي على احتواء الازمة، وثانياً بأن هذه الازمة قد لا تطول.
تقول الحكومة الأردنية ذلك وهي تدرك طبيعة وحجم هذه الازمة وتؤمن بأنها قد تفتح الافق على حالة تموقع وتمحور جديدة في تحالفات المنطقة خصوصا وان قائمة الشروط والمطالب التي قدمت للوسطاء لا يمكنها حتى برأي الاردنيين أن تكون منصفة أو قابلة للتطبيق.
مبكراً عزل الأردن نفسه عن هذه الأزمة وقرر ان لا يتدخل فيها ومن المرجح ان تقدير القيادة العليا للمملكة تكثف بحيث مال لعدم الاستخدام موقع الأردن في رئاسة القمة العربية تحت عنوان الوساطة أو حتى محاولة الوساطة.
لافت جداً في السياق ان الملك عبد الله الثاني وفي وقت مبكر قبل انعقاد قمة البحر الميت حذر من طبيعة الخلافات بين الدول العربية الشقيقة.
استراتيجياً فهمت نخبة من الساسة خلال لقاء ملكي بعد اعلان الحصار على قطر بأن عمان لا تريد ان تكون طرفاً بالرغم من صعوبة مثل هذا الموقف الذي يقول الاردنيون انه في سياق التوازن.
كما فهم الساسة أنفسهم بأن الأزمة معقدة وليست فقط كما تبدو في هوامش التنابز الاعلامي ولا حتى تبادل التصريحات السياسية الحادة وبالتالي قيل وبصورة مرجعية للسياسيين بأن الاردن لا يريد ان يقول شيئاً بالخصوص ويفضل المراقبة على أمل توفير ملاذ لتسوية محتملة على الطريقة الخليجية، الامر الذي لم يحصل في الواقع كما انه صعب الحصول بالنتيجة.
طلب ايضا من كبار المسؤولين الاردنيين عدم الادلاء بتصريحات حول الأزمة الخليجية على امل ان لا تتحمل عمان مسؤولية أي تصريح فردي بسبب حساسية الموقف .
وهنا من الواضح ان رئيس مجلس النواب مثلا المهندس عاطف الطراونة اضطر لإصدار بيان صحافي ينفي فيه تصريحات نقلت عنه وتنطوي على جملة نقدية لحصار قطر وتظهر قدراً من التعاطف.
وما ان نقلت هذه التصريحات التي نفاها طبعا الطراونة لاحقا حتى تدخلت كل المجسات المحلية لتذكير الجميع بقاعدة الاردن حول عدم الكلام في الموضوع على الاقل من جهة المسؤولين وكبار رجال الدولة والسياسيين.
وهو وضع غريب في اطار النخبة السياسية لأن أزمة الخليج حدث لا يمكن الاستهانة به بتقدير ورأي رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري ولأنه حدث يستوجب التأمل والتدقيق وترقب التداعيات برأي السياسي القديم والخبير عدنان أبو عودة.
قياساً بما يصفه الوزير المومني بموقف متزن يحقق مصالح الأردن طلب ضمنيا من السياسيين الكبار والمسؤولين ليس الحياد فقط بل عدم التحدث عن الأزمة وعدم نقل أي تصريحات او اجتهادات بخصوصها عن الاطر المرجعية.
السؤال يصبح لماذا تتخذ المؤسسة الأردنية بعد خفض تمثيلها الدبلوماسي مع الدوحة ومطالبة السفير بندر العطية بالمغادرة كل احتياطات الحذر؟
الجواب الوحيد المتاح حتى الآن هو ذلك المرتبط بالرغبة في تجنب لفت نظر محور محمد بن زايد ومحمد بن سلمان الى ذلك الاتزان الأردني وعدم الاضطرار لمواجهة ضغط على عمان من قبل ابو ظبي والرياض لنقل ما يوصف بالتوازن الى مستويات أخرى تشارك على أي نحو بالحملة ضد قطر.
بمعنى آخر لا تريد عمان وهي تصمت عن الكلام المباح وتكتفي بإجراء خفض التمثيل.
ولكن قد يكون الأهم بالنسبة لها تجنب الحملة الشرسة التي لا تقبل القسمة على اثنين وتقودها القيادات الشابة الشرسة في ابو ظبي والرياض تلك استراتيجية اردنية تقررت في التفاعل والتعاطي مع المشهد على أمل ان تتفهم الدوحة ولا تمارس ضغطا في الوقت نفسه كل من الرياض وابو ظبي. يريد الاردن عملياً أن يحتفظ بقدرته على التحدث مع جميع الاطراف.
لكن التمنيات المتعلقة بإنشائيات البيت الخليجي والقدرة على حل الخلافات الداخلية هي اسطوانة تتردد بحيث تظهر حجم العجز عن معالجة مشكلة يعرف الأردنيون انها عميقة ومعقدة وأبعد مما تبدو في وسائل الاعلام.
وهو في كل حال عجز ينسجم مع الواقع الموضوعي الذي وجد الأردن نفسه وسطه وعلى أساس التزام الهدوء والصمت مادامت المبادرة غير ممكنة.
يقف الأردنيون الرسميون اليوم في هذا الموقف والموقع، حتى الآن استراتيجية عمان منتجة ويبدو ان قطر لا تجد الوقت الملائم للرد على اجراء تخفيض التمثيل الدبلوماسي كما ان ابو ظبي والرياض منشغلتان عن ملاحقة وتقييم وتقليم وتغيير الموقف الأردني.
الصمود في هذه المساحة ممكن الآن لكن لا توجد ضمانات لأن هذه الاستراتيجية قادرة على الصمود مستقبلاً اذا ما تطور الخلاف.
في مثل هذه الحالة قد تضطر عمان لخسارة أي من المعسكرين.

الأردن وأزمة الخليج وسياسة الصمت: إستراتيجية «وقائية» لتجنب ضغوط محور أبو ظبي ـ الرياض… توجيه كبار السياسيين بعدم الإدلاء بتعليقات

بسام البدارين

دعوات لمساءلة ووزير الداخلية ومدير الأمن الوطني في البرلمان المغربي بشأن أحداث «العيد الأسود»

Posted: 29 Jun 2017 02:29 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : كشفت الساعات الماضية عن تداعيات خطيرة لـ«يوم العيد الاسود» على علاقة الفاعلين في منطقة الريف المغربي مع الفاعلين في العاصمة الرباط، وحملت إشارات على تباعد يتسع، بين الفاعلين في الريف، ليس عن الدولة فقط بل ايضاً مع الفاعل الحزبي، الذي يجد نفسه بين مطرقة قواعده بمنطقة الريف و«إكراهات» مكانه في المشهد السياسي، كمشارك في الحكومة أو قريب من صنّاع القرار، بعد أن بات مثل «الحليب بدون دسم».
ومع استمرار الاحتجاجات وتمسك الدولة بالمقاربة الامنية بفض التظاهرات، ذهب الفاعل الحزبي في منطقة الريف للالتصاق بمنطقته وساكنتها والابتعاد في موقفه من التطورات عن قيادته المركزية، التي تلتزم الصمت، وتتعاطى صحفها ووسائطها الاعلامية، بما يشبه الصمت عما جرى ويجري، وذهب بعض من منتخبيها الى تقديم استقالاتهم، احتجاجا على القوة التي استعملتها الدولة في احتجاجات يوم العيد، واستمرار الاعتقالات وعجز الفاعل الحزبي المركزي عن لعب أي دور في تدبير الدولة للحراك.
وشكّل «يوم العيد الاسود»، يوم الاثنين الماضي، والعنف الذي مورس على المحتجين، انتكاسة للأجواء الإيجابية التي ظهرت بوادرها بعد الاعلان رسميا عن غضب العاهل المغربي الملك محمد السادس على الحكومة والوزراء المعنيين بمطالب منطقة الريف الاجتماعية والتنموية. وإذا كان بعض الأوساط المقربة من مدبري حراك الريف قد حملوا الحراك مسؤولية الانتكاسة لتمسكهم بالتظاهر من دون إدراك لأهمية ما أعلن عن غضبة ملكية، وان الاحتجاجات ظهرت وكأنها رداً سلبياً من الحراك، مع التركيز على العنف الذي مارسه المتظاهرون ضد رجال الأمن وإصابة العشرات منهم، فإن حجم العنف الذي مارسته قوات الامن وانتشار صوره وفيديواته على مواقع التواصل الاجتماعي، أحرج الفاعل الحزبي بمن فيهم رئيس الحكومة الذي أبدى أسفه.

عنف في الناظور

وتدخلت قوات الامن، مرة أخرى، مساء الأربعاء بقوة لفض وقفة احتجاجية نظمتها لجنة الحراك الشعبي في مدينة الناظور، بعد النطق بالحكم بالسجن 6 أشهر نافذة في حق أحمد سلطانة أحد نشطاء الحراك بتهمة بالتجمهر غير المرخص وتضامنا مع احتجاجات الحسيمة وتنديداً بالقمع الذي مارسته السلطات ضد المحتجين في «مسيرات العيد» وأظهرت مشاهد فيديو وصور نقلتها صفحات ومواقع محلية، عدداً من النشطاء وهم يتعرضون لقمع القوات العمومية مما خلّف إصابات خفيفة بين صفوفهم حيث أظهرت هراوات رجال الأمن تنهال على أجساد المحتجين، بهدف تفريق الشكل الاحتجاجي، وهو ما أدى إلى كرّ وفرّ واحتكاكات نتجت عنها إصابات بليغة في صفوف مجموعة من النشطاء البارزين في الحراك الشعبي للناظور. وأكد نشطاء الحراك عبر تدوينات مختلفة، عن كون المقاربة الأمنية هي المسيطرة في كل أنحاء الريف، وانه يمنع أي تجمهر للساكنة بأي منطقة وقال أحدهم بالرغم من سلمية الشكل النضالي، فإن التعنيف الأمني تواصل، وهو ما جعل عدداً من الحاضرين يستنكرون هذه المقاربة الأمنية، التي تعد الأولى من نوعها منذ بداية الحراك بالناظور حيث تعرّض عدد من النشطاء لإصابات متفاوتة على مستوى الأيدي والأقدام والرؤوس، قبل أن يختتم الشكل الاحتجاجي «حفاظا على سلمية الحراك».
وقضت محكمة الاستئناف بالناظور بحق أحمد سلطانة بستة أشهر حبساً نافذاً، بعد جلسة محاكمة دامت حوالي من ساعة ونصف، بعد ادانته بتهمة التجمهر غير المرخص وتبرأته من تهم رشق سرية للدرك الملكي بالحجارة، ومن تهمة إغلاق طريق عمومي. وقال محامو سلطانة أن «ملف الضابطة القضائية مفبرك وخال من الحقائق ولا يحتوي على الأدلة التي تثبت صحة التهم الموجهة لأحمد سلطانة، مشددين على أن اعتقاله له خلفية سياسية محضة».
من جهة أخرى قال رشيد بلعلي، عضو هيئة دفاع معتقلي «حراك الريف»، إن العدد الذي صرحت به النيابة العامة بالحسيمة في ما يتعلق بعدد المعتقلين عقب أحداث «مسيرات العيد» حدد في 36 شخصا، تمت إحالة سبعة منهم أمام وكيل الملك (النيابة العامة) لدى المحكمة الابتدائية في الحسيمة يوم الأربعاء، فيما تم تمديد الحراسة النظرية لفائدة 29 معتقلاً، سيتم تقديمهم أمس الخميس وتحدث بلعلي عن 50 معتقلاً يوجدون رهن الحراسة النظرية في كل من إيمزورن وبني بوعياش ودرك منوت وآيت موسى اوعمر، جرى اعتقالهم يوم الثلاثاء مشير الى ان الرقم غير مؤكد و»سيتم التأكد من الرقم يوم غد أثناء تقديمهم أمام الوكيل».
وأبرز أن المعتقلين السبعة الذين جرى تقديمهم اليوم أمام الوكيل العام لدى المحكمة الابتدائية، ينتمي أربعة منهم إلى بركان كانوا قادمين من أجل المشاركة في مسيرة العيد، وشخص من إمزرون وشخصين من بني بوعياش. وتم اعتقالهم في نقط المراقبة عند شرطة بني بوعياش وشرطة إيمزورن. «ولم يتم اعتقالهم في الميدان» وأن التهم الموجهة لهم تتجلى في إهانة موظف وعدم الرغبة في الامتثال لأوامر الشرطة المتواجدة في نقط المراقبة والتعنت.

التحقيق مع قادة الحراك

وبدأ الاربعاء التحقيق التفصيلي مع قادة الحراك المعتقلين في سجن عكاشة في الدار البيضاء وكلف المجلس الوطني لحقوق الإنسان (رسمي) فريقيْ عمل للتحري بخصوص تصريحات منسوبة لبعض الموقوفين تفيدُ بتعرّضهم للتعذيب وقاموا بإجراء فحوص ومقابلات مع 19 معتقلاً بسجن عكاشة، و16 معتقلاً في سجن الحسيمة، إضافة إلى متابع واحد في حالة سراح، وذلك يومي السبت 17 و18 حزيران/ يونيو الجاري. وأفاد محامو المعتقلين بتعرّض معتقلين للتعنيف وللتهديد بالإيذاء الجسدي والإهانة اللفظية وهو ما نفته السلطات. وقال المجلس الوطني لحقوق الانسان انه تم إنجاز تقارير من قبل الفريقين متضمنة عدداً من الاستنتاجات والمعطيات، «وفقاً للتوجيهات الملكية في هذا المجال، وفي إطار الاحترام التام لمبدأ استقلالية السلطة القضائية، وضمانات المحاكمة العادلة». وأعرب حزب «التقدم والاشتراكية» (مشارك في الحكومة) عن أسفه وحزنه لما عرفته منطقة الريف من أحداث يوم الإثنين جراء التدخل العنيف لقوات الأمن لمنع مسيرة سلمية كان نشطاء الحراك في مدينة الحسيمة ونواحيها ينوون تنظيمها تضامنا مع معتقليهم. ودعا بيان صادر عن المكتب السياسي للحزب إلى «التقيد بضوابط دولة الحق والقانون والمؤسسات في ممارسة حق الاحتجاج، كما في كل التدابير المتعلقة بحفظ الاستقرار وسلامة الممتلكات العامة والخاصة، والحفاظ على الأمن، باحترام تام لحقوق الإنسان، وصون كامل للحريات التي يكفلها الدستور للمواطنات والمواطنين».
ووجّه الحزب نداء إلى الفاعلين في الحركة الاحتجاجية المطلبية، من أجل «تغليب المصلحة الوطنية، واستحضار دقة المرحلة التاريخية التي تجتازها بلادنا وشعبنا، والإسهام في خلق الأجواء المناسبة لتجاوز الوضع الحالي».
وأكدت فروع الاحزاب في منطقة الريف تباين مواقفها عن مواقف قياداتها، في ظل مخاوف من تغليب الاصطفاف الجهوي على الاصطفاف السياسي والحزبي ودانت أربعة أحزاب رئيسية في مدينة الحسيمة، التدخل الأمني الذي شهده الإقليم يوم عيد الفطر، معتبرة أن تجاوزات «الإثنين الأسو» لا يمكن السكوت عنها.

احزاب تستنكر المقاربة الأمنية

فروع أحزاب العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهي احزاب مشاركة في الحكومة ومعها حزب الاستقلال المعارض، استنكرت المقاربة الأمنية للدولة في التعامل مع احتجاجات حراك الريف، محملة «من يدفع في استمرار المقاربة الأمنية»، مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة.
وقال المستشار البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، نبيل الأندلوسي ان الأحزاب الأربعة عقدت اجتماعاً مشتركاً للكتابات الإقليمية في الحسيمة، مساء أول من أمس الأربعاء، لمناقشة تطورات الأحداث التي تعرفها المدينة وضواحيها وطالبت بالإفراج الفوري عن كافة معتقلي الحراك.
وكانت أحزاب العدالة والتنمية والاستقلال والاتحاد الاشتراكي في الحسيمة، قد أصدرت بلاغين مشتركين في وقت سابق حول أحداث الحسيمة، حملت فيهما وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، مسؤولية جر منطقة الريف والبلاد إلى المجهول، مطالبة بالإفراج الفوري عن كافة معتقلي الحراك الاجتماعي بدون قيد أو شرط.
وقدم 5 رؤساء جماعات ترابية (بلديات) بإقليم الحسيمة، استقالات جماعية بسبب «التعاطي الأمني مع حراك الريف»، وذلك في رسالة استقالة وقعها كل من المكي الحنودي رئيس جماعة بلدية لوطا، وعبيد أقنيبس رئيس جماعة الرواضي، ونورالدين أولاد عمر رئيس جماعة المرابطين، وعبد الحميد الخماري رئيس جماعة آيت قمرة، ورشدي الزياني.

مطالبات بمساءلة مسؤولين في البرلمان

وأكدت أمينة ماء العينين القيادية في حزب العدالة والتنمية على ضرورة حضور عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني وعبد الوافي لفتيت وزير الداخلية إلى البرلمان من أجل مساءلتهم في أحداث «يوم العيد الاسود».
وكتبت في تدوينة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك»: «دولة المؤسسات تقتضي أن يستجيب وزير الداخلية ومدير الأمن الوطني لطلب البرلمان وفق مقتضيات الدستور والنظام الداخلي لحضور اجتماع لجنة الداخلية والتفاعل مع أسئلة النواب حول المقاربة الأمنية المعتمدة في حراك الريف»، وأن الدعوة سبق وأرسلت لهم ولم يستجيبوا لها وقالت: «دواعي انعقاد اللجنة قائمة وتتأكد يوما عن يوم، بدل المزيد من الإمعان في قتل وتبخيس المؤسسات المنتخبة».
وتوسعت المطالبات باطلاق سراح معتقلي حراك الريف كخطوة من أجل وضع لحد للاحتقان المستمر المستمر منذ ثمانية اشهر وقدم نشطاء مغاربة على صياغة عريضة إلكترونية على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي وعلى موقع «أفاز» للحملات الالكترونية في العالم، موجهة إلى الحكومة المغربية تحت عنوان «عريضة لدعم حراك الريف وإطلاق المعتقلين»، تطالب في أول بنودها بـ»رفع الحصار عن مدينة الحسيمة». وتضم مطالب العريضة، التي صدرت بعبارة «نحن المواطنات والمواطنين الموقعين أسفله، نطالب»، أيضا «بإطلاق سراح معتقلي الحراك الشعبي في الريف»، و»فتح حوار مع قيادة الحراك لجدولة تحقيق مطالب المتظاهرين بالريف»، و«محاكمة المسؤولين عن نهب المال العام واحتكار الثروة ومعطلي مشاريع المنطقة»، في إشارة إلى الغضبة الملكية على عدد من وزراء «حكومة العثماني» بسبب التأخر في تنفيذ» مشاريع «الحسيمة منارة المتوسط» منذ العام 2015.
وطالبت فعاليات يسارية بـ»إسقاط الحكومة وحل البرلمان والكشف عن المسؤول المباشر في إعطاء أوامر قمع المسيرة السلمية في الحسيمة». وندد المكتب الوطني لحركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية، التابعة للحزب الاشتراكي الموحد بـ»المقاربة القمعية التي ينهجها النظام في مواجهة الحراك السلمي في الريف» وطالب المكتب الوطني للشبيبة الطليعية، شبيبة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين والاستجابة الفورية لمطالب المحتجين العادلة والمشروعة، محمّلاً «كامل المسؤولية في ما ستؤول إليه الأوضاع للنظام المخزني الذي يحاول جر البلاد إلى ما لا تحمد عقباه»، مؤكداً «أهمية اللحظة التي تعرف هبة جماهيرية واسعة في مختلف مناطق المغرب، والتي تنم عن مستوى الوعي الشعبي، في مقابل نهج النظام المخزني لمقاربته القمعية في مواجهة الجماهير الشعبية المتمسكة بسلمية حراكها».

دعوات لمساءلة ووزير الداخلية ومدير الأمن الوطني في البرلمان المغربي بشأن أحداث «العيد الأسود»

محمود معروف

 سياسيون يطالبون بإقالة وزيرة الرياضة التونسية بعد استقبالها لمنتج أفلام إباحية

Posted: 29 Jun 2017 02:29 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : طالب سياسيون تونسيون بإقالة وزيرة الرياضة إثر استقبالها لمنتج أفلام إباحية، معتبرين أن هذا الأمر يشكل «إهانة» للتونسيين وانتهاكاً لدستور البلاد، فيما ردت الوزيرة المذكورة بأنها لم تكن تعرف الأنشطة المشبوهة للشخص المذكور واستقبلته على أساس صفته الأخرى وهي «رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم المصغرة». وكانت وسائل إعلام نشرت صوراً لوزيرة الرياضة والشباب ماجدولين الشارني خلال استقبالها فيليب جودا رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم المصغرة، حيث أكدت أن جودا استغل هذه الرياضة للتغطية على عمله في مجال تبييض الأموال وإنتاج الأفلام الإباحية، مشيرة إلى أنه يملك عدداً من القنوات والمواقع الإباحية.
وأثار الخبر جدلاً كبيراً في تونس، حيث طالب رئيس حزب «المجد» عبد الوهاب الهاني بإقالة الشارني بسبب ما اعتبره تطبيعها «مع الأنشطة الإباحية المحرمة قانويا وأخلاقيا»، مشيراً إلى أن «استقبال وزيرة الشباب والرياضة في حكومة الجمهورية التونسية لمنتج أفلام إباحية في صراع مع القضاء الأوروبي بسبب نشاطاته غير المشروعة، إهانة خطيرة لدستور الدولة ولهوية الشعب ولوظائف الوزيرة ولمؤسسات الجمهورية وقيمها وللأخلاق الرياضية التي تقوم على مبدأ: العقل السليم في الجسم السليم ومعايير المنافسة النزيهة والأخلاق الرياضية».
فيما نفى أحد المسؤولين في وزارة الشباب والرياضة سهيل شعور علم الوزارة بالأنشطة المشبوهة في مجال انتاج الأفلام الاباحية لفيليب جودا، مشيراً إلى أن الشارني استقبلته بصفته الرسمية كرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم المصغرة، كما أشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يزور فيها فيليب جودا تونس، حيث حضر في حفل تدشين الجامعة التونسية لكرة القدم المصغرة في 2016.
وعلّق سمير بن عمر رئيس الهيئة السياسية لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» على الصورة متهكما « كان عليها أن تأخذه الى الباجي (الرئيس التونسي) لتوسيمه بوسام الاستحقاق الثقافي»، معتبراً أن حديث الوزيرة عن عدم معرفتها بأنشطة جودا هو «عذر أقبح من ذنب».
وكان حقوقيون ونشطاء توجهوا قبل أشهر برسالة إلى رئيس الحكومة يوسف الشاهد طالبوا فيها بإقالة وزيرة الشباب والرياضة الشارني بعدما اتهموها بـ«الفساد» الإداري والتجاوزات التي تسيء إلى صورة الحكومة.

 سياسيون يطالبون بإقالة وزيرة الرياضة التونسية بعد استقبالها لمنتج أفلام إباحية

أهداف القاعدة العسكرية الروسية الجديدة في شرق دمشق

Posted: 29 Jun 2017 02:28 PM PDT

حلب ـ «القدس العربي» : أكدت مصادر إعلامية وميدانية عدة أن القوات الروسية في سوريا بدأت بإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في منطقة خربة رأس الوعر قرب بئر القصب شرق دمشق، وذلك عقب توصل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والأردن إلى عقد مذكرة تفاهم لإقامة «منطقة آمنة» بين دمشق والأردن، نصت في أحد بنودهاعلى إبعاد «القوات غير السورية» نحو 30 كيلومتراً عن حدود الأردن.
ويقول السياسي السوري صابر جيدوري: «إن بناء قواعد عسكرية في سوريا من قبل إيران وأمريكا وروسيا بلا شك لا يصب في مصلحة الثورة السورية بأي حال من الأحوال، إذ يُعدّ بناء مثل هذه القواعد احتلالاً عسكرياً تجب مقاومته بكافة السُبل».
وأضاف في لقائه مع «القدس العربي»: «إن الخطوة التي اتخذتها روسيا بشأن بناء قاعدة عسكرية في «خربة رأس الوعر قرب بئر القصب» هدفها الأساسي القضاء على الثورة، وزيادة تمدد نفوذها العسكري على الأرض السورية، بالإضافة إلى تثبيت نظام الأسد، ودعم استمراره في حكم سوريا، فضلاً عن أنها مؤشر واضح لمرحلة التقسيم التي بدأت ملامحها تظهر من خلال ما يُسمّى مناطق خفض التوتر».
وأوضح أن «بناء مثل هذه القواعد ينشأ عادة عن ضرورة عسكرية يُقدرها الخبراء العسكريون، لكن ما يُخشى منه هو أن تتحول هذه القاعدة مستقبلاً من أجل توسع عسكري تكون له أهداف ومقاصد أخرى غير التي قامت من أجلها».
ويرى جيدوري «أن التهديد الذي يمكن أن تُمارسه هذه القاعدة العسكرية على دول الجوار مثل الأردن والسعودية، من خلال تمركز عدد من الطائرات تكون على أتم الاستعداد لشن عمليات بعيدة المدى، أو العكس، أي أن تُشكل هذه القاعدة حماية للأردن وإسرائيل من هجمات تنظيم الدولة أو النصرة، وذلك عبر اعتراض تلك العمليات، وتدريب القوات العسكرية بالمنطقة لتحسين أوضاعها الأمنية».
في حين ذهب الخبير العسكري العميد أحمد رحال إلى أن «ما يحصل بحق الجغرافيا السورية نتيجة الحلول السياسية غير المرضية التي أودت إلى عدم الاستقرار وهدوء الجبهات، وبالتالي فإن كل هذه الحلول لا تصب في مصلحة الشعب السوري الحر ولا في مصلحة الثورة السورية، لذلك نجد جبهات القتال ساخنة دائما لاسيما في درعا والقنيطرة والبادية السورية وريف دمشق».
وأضاف: «هناك تسارع لبناء القواعد الجوية في سوريا، ففي الشمال السوري أصبحت هناك محمية أمريكية وفي الجنوب محمية إسرائيلي برعاية أمريكية أردنية، أما المنطقة الغربية فأصبحت محمية روسية خالصة وتتقاسم دمشق مع إيران، والقلمون مع حزب الله لتبقى البادية السورية لإيران، التي لن تتخلى عن هدفها بوصل طهران في بيروت عبر العراق والبادية السورية».
وأشار رحال إلى أن «روسيا عندما تقوم ببناء قاعدة خربة رأس الوعر على مقربة من التنف 190 كيلومتراً، وتبعد عن الجولان 85 كيلو متراً وحدود الأردن 100 كيلو متر ودمشق 50 كيلو متراً فهي تحاول إرضاء الأردن بأنها تبعد الإيرانيين نوعاً ما، لكن الإيرانيين موجودون حتى في قاعدة الوعر، لافتاً إلى حصولهم على معلومات تفيد بوجود ميليشيات إيرانية وعراقية بالإضافة إلى حزب الله يقومون بحمايتها فضلا عن قاعدة السين العسكرية التي يسيطر عليها الإيرانيين».
وأكد رحال على أن «سوريا مقسمة الآن شئنا أم أبينا حتى لو لم تقسم جغرافيا فهي مقسمة طائفية، والحقد والكراهية التي زرعت في قلوب السوريين الذين لم يكونوا يوما على مر التاريخ يحملون تلك الطباع، نتيجة الإجرام الأسدي الذي سلم البلد لطهران وموسكو مقابل الاحتفاظ بالكرسي من خلال إعطائهم الشرعية لوجودهم في سوريا». وأوضح رحال أن «الجغرافيا السورية اليوم أمام قواعد جوية ترسخ مناطق نفوذ التي قد تكون مناطق تقسيم في المستقبل القريب، خاصة مع اقتراب ملامح الحل في سوريا بعيداً عن السوريين بالمجمل وبتسويق روسي – تركي، والتي رسمت قسم منها في الاجتماعات الأردنية الأمريكية – الروسية في عمان، وتتحدث عن مناطق نفوذ الأمر الذي يخيف السوريين من ملامح تقسيم مبطنة».
يشار إلى أن القاعدة العسكرية الجديدة التي بدأت روسيا في إنشائها في خربة رأس الوعر تبعد نحو 50 كيلومتراً عن دمشق و85 كيلومتراً عن خط فك الاشتباك في الجولان و110 كيلومترات عن جنوب الهضبة، وتبعد 96 كيلومتراً من الأردن و185 كيلومتراً من معسكر التنف التابع للجيش الأمريكي في زاوية الحدود السورية ـ العراقية ـ الأردنية.

أهداف القاعدة العسكرية الروسية الجديدة في شرق دمشق

عبد الرزاق النبهان

الجزائر: روايات كثيرة ومتناقضة واستمرار الجدل حول جريمة اغتيال الرئيس بوضياف التي لا تزال لغزاً

Posted: 29 Jun 2017 02:28 PM PDT

الجزائر ـ «القدس العربي»: مرت أمس الخميس الذكرى الـ25 لاغتيال الرئيس الجزائري الأسبق محمد بوضياف يوم29 يونيو/حزيران 1992، في مدينة عنابة ( 600 كيلومتر شرق العاصمة)، على يد أحد أفراد قوات التدخل الخاص، بحسب الرواية الرسمية، روايات كثيرة وشهادات متناقضة، ومتهم وحيد حكم عليه بالإعدام، وهو يقبع حالياً في أحد السجون بالعاصمة، لأن حكم الإعدام معطل منذ سنة 1994، ربع قرن مر على عملية اغتيال شاهدها الجزائريون على التلفزيون، من دون أن تفك شفرة هذه الجريمة، التي ستبقى ولا شك لغزاً كبيراً، يضاف إلى سجل الاغتيالات السياسية في العالم، والتي لم يكن الوقت كفيلاً بفك ألغازها وأسرارها.
محمد بوضياف شخصية ثورية تاريخية اختلف مع نظام ما بعد الاستقلال، واختار الاستقرار في المغرب، حيث كانت تربطه علاقة ود مع الملك الحسن الثاني، وكان يملك مصنعاً صغيراً هناك لصناعة مواد البناء، وكان قد قلب صفحة السياسة والمسؤولية في الجزائر، وهي بدورها نسته أو تناسته، ولكن لما وقعت الأزمة ووجد الممسكون بزمام الأمور أنفسهم في ورطة بداية تسعينيات القرن الماضي، عندما قرروا إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في ديسمبر/ كانون الأول 1991، بعد أن استقال الرئيس الاسبق الشاذلي بن جديد أو دفع إلى ذلك، ودخلت البلاد في فراغ دستوري، قررت قيادة الجيش الاستنجاد بشخصية وطنية وثورية معروفة بماضيها الناصع البيـاض، فطرح اسم محمد بوضياف، ونال الموافقة سريعا، وكلف علي هارون وزير حقوق الإنسان آنـذاك، والـذي كـانت تربـطه عـلاقة صداقة مـع «سي الطيب الـوطنـي»( الاسم الثوري لبوضياف) بأن يسافر إلى المغرب، ويعرض عليه الوضع واقتراح «الجماعة» بأن يتولى رئاسة الدولة، في إطار هيئة رئاسية خماسية، ولكن الذي حدث هو أن بوضياف رفض العرض، وعاد هارون يجر أذيال الخيبة، ولكن بعدها بـ 24 ساعة عاود بوضياف الاتصال بضيفه وقال سأكون غداً في الجزائر، في هذه النقطة بالذات تحوم تساؤلات حول الأسباب التي جعلت بوضياف يغير رأيه، واحدة من الروايات المتداولة، تقول إن الملك الحسن سمع بالعرض، وأنه أقنع بوضياف بقبوله، وأنه يكون قد فعل ذلك، آملاً أن يؤدي وصول «صديق» له إلى سدة الحكم في الجزائر، إلى إيجاد حل لمشكلة الصحراء الغربية.
وتولى بوضياف رئاسة المجلس الأعلى للدولة، وشرع في تسيير بلد كان شبه منهار، فالجزائر كانت تعيش أزمة سياسية خانقة، بسبب تبعيات قرار إلغاء نتائج الانتخابات، وأزمة أمنية عنيفة انبثقت منها، بسبب ظهور جماعات إرهابية، وأزمة اقتصادية كانت قد بدأت منتصف الثمانينيات، وأزمة اجتماعية، وأيضا أزمة ثقة بين الشعب والسلطة، بين الحاكم والمحكوم، وهو الأمر الذي جعل بوضياف يطلق سياسة اليد الممدودة، وسياسة الجزائر أولا، ويعلن الحرب على المافيا المالية ـ السياسية، ورغم حالة الانهيار واليأس التي كانت تعيشها البلاد، إلا أن بوضياف استطاع أن يبعث بالأمل في النفوس، وخاصة الشباب، هذا الرجل القادم من أرشيف الثورة استطاع ببساطته وعفويته أن يخطف الإعجاب.
لكن الأمور في الكواليس لم تكن تسير على ما يرام، فالرئيس بوضياف الذي يمارس الحكم بل مارس الثورة، اصطدم بالبروتوكول وبضروراته، ومن ثمة دخل في صدام مع الذين جاؤوا به إلى سدة الحكم، فبعض الروايات تقول إن بوضياف هدد بالاستقالة أكثر من مرة، وأنه غادر في مرة نحو المغرب، على أساس أنه لن يعود مجدداً، قبل أن يعدل عن رأيه بعد وساطات، كما أن إصراره على إقامة حفل زفاف ابنه في المغرب كانت سبباً في مشكل بينه وبين الجنرالات النافذين آنذاك.
في يوم 29 يونيو/حزيران 1992 كان «سي طيب الوطني» على موعد مع قدره، وذلك خلال الزيارة التي قام بها إلى مدينة عنابة، كان وحيداً في تلك الزيارة، كذلك الذي ترك يواجه مصيره لوحده، فلم يرافقه في تلك الزيارة أحد من كبار المسؤولين، بما في ذلك وزير الداخلية الأسبق اللواء العربي بلخير، وهو ما زاد بعد ذلك في تعزيز نظرية المؤامرة، ففي الوقت الذي كان بوضياف يلقي كلمته أمام الحضور في دار الثقافة بعنابة، سمع صوت دوي انفجار، وذلك في الوقت الذي كان بوضياف يتلفظ بكلماته الأخيرة»: الذين سبقونا سبقونا بالعلم، ودين الإسلام…» عندئذ ظهر الملازم لمبارك بومعرافي من القوات الخاصة ليفرغ سلاحه الرشاش في جسم الرئيس بوضياف، الذي توفي قبل أن يصل إلى المستشفى بعد إصابته برصاصات قاتلة في الرأس، وليقوم بومعرافي بتسيلم نفسه إلى مركز الشرطة، معترفا أنه هو قاتل الرئيس بوضياف.
الرواية الرسمية تصطدم بعدة ثغرات وتناقضات، فأرملة الرئيس بوضياف قالت في تصريح سابق إنها شاهدت فيديو اغتيال الرئيس، لأن الكاميرات كانت تصور ما جرى، وأن البنية الجسمية للقاتل الذي رأته تختلف عن بنية الملازم بومعرافي، الذي لا يعرف أحد كيف ألحق بالفريق الخاص بحماية الرئيس في آخر لحظة، وبأمر مهمة منفصل عن بقية زملائه، بالإضافة إلى تساؤلات عديدة، عن سبب عدم مرافقة المسؤولين للرئيس في زيارته، وكذا عن الأخطاء القاتلة التي ارتكبها فريق الحراسة، الذي لم يطلق حتى رصاصة واحدة نحو بومعرافي، الذي نفذ مهمته وغادر القاعة، قبل أن يسلم نفسه طواعية، ليبقي اغتيال الرئيس بوضياف من أكثر الألغاز تعقيداً، والذي يصعب توقع أنه سيحل في يوم من الأيام.

الجزائر: روايات كثيرة ومتناقضة واستمرار الجدل حول جريمة اغتيال الرئيس بوضياف التي لا تزال لغزاً

وفاة مصطفى طلاس تسلط الضوء على نفوذ العائلة الاقتصادي والسياسي من جديد وسط انقسام بين السوريين

Posted: 29 Jun 2017 02:28 PM PDT

غازي عنتاب ـ «القدس العربي» : ما إن يتبادر ذكر اسم «مصطفى طلاس» إلى مسامعنا حتى تعود بنا الذاكرة لأول وهلة إلى مجزرة «سجن تدمر» التي حدثت في الثمانينات، والتي اعتبرت إحدى أكبر مجازر الشرق الأوسط في القرن العشرين، وإن ذُكِرَتْ مآثر وزير الدفاع الراحل فلن يذكر منها إلا توقيع مئات قرارات الإعدام أسبوعياً التي رافقتها جرعات من البؤس والألم والدمار النفسي للمعتقلين في ذلك المكان، والتي أفصح عنها وزير الدفاع مراراً، سيُذْكَرْ معها عشرات القصص التي غُيبت عن أعيننا خشية أن يلاقي أحد ذات المصير إن تداولها وكانت الثورة فاضحة لها.
هذه الإعدامات تذكرنا أيضا برواية «القوقعة» لمصطفى خليفة والتي سلط فيها الضوء على الانتهاكات التي حصلت داخل السجون والتي تديرها وزارة الدفاع السورية مباشرة، هذه الرواية هي مرآة كاشفة للبلد التي حكمها آل الأسد بأذرعه العسكرية والاقتصادية والسياسية الفاسدة والتي ساهمت إضافة إلى العودة بالبلاد عشرات السنين إلى الوراء، ولعل وزير الدفاع الراحل «مصطفى طلاس» الذي توفي في باريس 27 حزيران 2017، هو أحد أقوى تلك الأذرع التي شدت على يد آل الأسد في تدمير كل شيء في سوريا.
انتسب مصطفى طلاس إلى حزب البعث العربي الاشتراكي منذ بداية تأسيسه عند تخرجه في الكلية الحربية برفقة حافظ الأسد، حتى استلم منصب وزير الدفاع لديه لمدة 32 عاماً، لم يتوان لحظة عن تنفيذ كل ما أمره الأسد به من تصديق قرارات الإعدام في سجن تدمر، والتي اعترف طلاس في إحدى مقابلاته مع صحيفة «دير شبيغل» الألمانية أنه يوقع أسبوعياً على 150 حكم إعدام في دمشق فقط، إلى المشاركة في الانقلابات العسكرية والتي كان أبرزها الانقلاب على الرئيس أمين الحافظ، إلى انتهاك ثروات البلد اقتصادياً عن طريق المكتب القانوني لوزارة الدفاع الذي كان مصدر ثروة آل طلاس، ابنه فراس طلاس الذي عُرف عنه أنه أبرز رجال الأعمال في سوريا إلى أن أعلن تأييده للثورة مع أخيه مناف طلاس الذي كان أحد أبرز قادة الحرس الجمهوري.
إلا أن تأييد الأخيرين للثورة ما زال موضع شك الكثيرين ولم يشفع لهما ذلك في الصفح عن جرائم الأب بل اتهمهما الكثير من السوريين بأنهما ضليعان في كل ما اقترف والدهما من مآثم، فالاستبداد لا يقتصر على كونه سياسياً بل ربما كان الاستبداد الاقتصادي ووضع ثروات البلد في يد حفنة أشد وطأة من الاستبداد السياسي. أسس فراس طلاس تجمعاً سياسياً إثر انشقاقه عن النظام وانضمامه للثورة وسمّاه «تيار الوعد السوري» ضم إليه الكثير من الناشطين مستغلاً بذلك حاجة بعضهم، فيما آثر البعض الآخر الولاء المطلق لرئيسه مشيدين بموقفه من الثورة، لكن ذلك التيار وأهدافه وتوجهاته بقيت موضع شك لدى الكثيرين، واستفاد طلاس الابن من ثروته في جذب الكثير إلى صفه، أما مناف طلاس فأعلن انشقاقه متوجهاً إلى فرنسا ومازالت الأنباء تتوارد عن قراره بالعودة إلى حضن النظام أو تأسيسه كتلة سياسية أيضاً تكون بديلاً عنه. ما إن أعلن عن نبأ وفاة مصطفى طلاس حتى انشق السوريون مجدداً بين من يعزي به على اعتبار أن أبناءه منشقون عن النظام ولعل في ابتعاده عن الساحة السياسية في فترة الثورة إشارة إلى رفضه الانتهاكات التي يرتكبها النظام، بينما رأى آخرون أن وفاة المجرم لا يعني أن تنسينا إجرامه فالتاريخ وجد لنسجل فيه مأساتنا.
وكتب عماد العبار على صفحته الشخصية على «الفيسبوك»: «الانقسام الذي أحدثه موت مصطفى طلاس له عدة أسباب أقلها أهمية في حالة طلاس أنه محسوب على السنة، أستطيع أن أقول أن عدداً قليلاً جداً من الذين قاموا بواجب العزاء قد فعلوا ذلك بسبب هذا الدافع، وهو ما وجده الكثير من المعارضين العلويين فرصة لإعادة تضخيم دور المجرمين السنّة».
بينما كتب دياب سريان على صفحته أيضاً: «حزين على وفاة مصطفى طلاس في باريس، لأنه مات بكل هدوء على فراش دافئ في قسم العناية الفائقة ويتلقى رعاية صحية لم يكن يحظى بها لولا مليارات الدولارات التي نهبها وأبناؤه من تعب الشعب السوري، لا أريد التشفي به وأن أراه في زنزانة حقيرة ديقة كالقبر يلتف حوله السجانون يسومونه سوء العذاب، لكنني حزين لأن سيف العدالة لم يطله ولم يضعه خلف القضبان أو يخضعه لمحاكمة عادلة، لكنني حزين أكثر على المحسوبين على الثورة التي قامت ضد هؤلاء القتلة يترحمون عليه ويتمنون من الله إسكانه جنات النعيم! هؤلاء ما زالوا عبيداً ولن يذوقوا طعم الحرية يوماً».
أما فاتن فتخالف كل من ينتقد من عزى بوفاة طلاس متهمة إياهم بالرجوع عن الشعارات التي خرجوا من أجلها وقالت «التعزية موقف إنساني وكفى بيع شعارات وبطولات على الأموات».
ويشاركها في ذلك أحمد، حيث يقول: «فراس جمع ثروته مستغلاً منصب والده ثم ادعى معارضته للنظام فهل سيقوم يوماً ما بإعادة ثروته التي غنمها إلى الشعب السوري؟ سنصدق حقاً أنك معارض عندما تعود هذه الثروات لأصحابها».
وكتب الصحافي أسعد حنا، «في مثل هذا اليوم من 37 سنة حصلت مجزرة تدمر 27 حزيران 1980 التي قام فيها مصطفى طلاس بالنيابة عن الأسد، اليوم 27 حزيران 2017 يموت مصطفى طلاس ويعزي فيه أبناء من قتلوا على يده في حماه وتدمر وصيدنايا».
بعد التهجم الكبير على المعزين بوفاة طلاس، خرج ابنه فراس طلاس بعدها وكتب على صفحته الشخصية على «الفيسبوك»: «مع الثورة السورية العظيمة نحتاج إلى ثورة سلوك وأخلاق شكلت داخل السوريين مستنقع من الكره والألم، ولينظف هذا المستودع يجب أن يستمر ضخ الماء فيه ليخرج العفن كله ويعود الصفاء للروح السورية، تعاملت مع من شتمني أنه إخراج للعفن القابع داخل نفوسهم نتيجة القمع».
فيما لقي إعلان فراس طلاس نفسه عن خبر وفاة والده انتقاداً لاذعاً لنشره صورة لوالده باللباس العسكري الكامل أثناء توليه لمنصب وزارة الدفاع، حيث كان فراس طلاس قد ادعى تبرؤه من ممارسات والده وخلافه التام معه في تلك الحقبة فتساءل أغلب المتابعين كيف له أن يتبرأ من أعماله ثم ينشر صورته حاملاً الأوسمة التي تقلدها مكافأة لأعماله وهو ما اعتبر تناقضاً واضحاً.

وفاة مصطفى طلاس تسلط الضوء على نفوذ العائلة الاقتصادي والسياسي من جديد وسط انقسام بين السوريين

يمنى الدمشقي

ألمانيا تلغي صفقة طائرات إسرائيلية بلا طيار بدوافع ضميرية

Posted: 29 Jun 2017 02:27 PM PDT

الناصرة ـ« القدس العربي»: كشف في إسرائيل أمس أن ألمانيا ألغت صفقة لشراء طائرات بلا طيارين بقيمة مليار يورو لأسباب ضميرية وأخلاقية، كونها تستخدم في الاغتيالات. ويتضح أن الصفقة بين ألمانيا وإسرائيل، تأجلت بعد شطب بند صفقة طائرات مسيرة (من دون طيار) من جدول أعمال لجنة الميزانية الألمانية.
وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس الخميس، فإن الصفقة ستتأجل إلى ما بعد الانتخابات، وبالتالي لن تعرض حاليا للتصويت عليها، خاصة وأن العطلة الصيفية للبوندستاغ (البرلمان الاتحادي) ستبدأ في نهاية الأسبوع.
وكانت المعارضة للصفقة قد تكشفت الأسبوع الماضي من قبل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، المشارك في الائتلاف، بعد أن قام عدد من نواب الحزب البرلمان، بزيارة منشآت «الصناعات الجوية» في إسرائيل، ضمن وفد برلماني ألماني. وخلال الزيارة اكتشف أعضاء الوفد الألماني أنه تم تركيب منظومات أسلحة على الطائرات المسيرة مخصصة لعمليات تصفية من الجو على غرار مئات العمليات التي قامت بها قوات الاحتلال خاصة في غزة.
يشار إلى أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يعارض عمليات «الاغتيال الموضعي» بواسطة الطائرات المسيرة لاعتبارها عمليات إعدام ميدانية في كثير من الأحيان. وبعد وقت قصير من الزيارة المشار إليها، حذرت كتلة الحزب في البرلمان وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فان دير لاين، باستبدال الطائرات المسيرة المسلحة بطائرات لأغراض استخباراتية فقط.
ونقلت الصحيفة عن عضو كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، كارل هاينتس برونر، قوله في نهاية الجلسة «كنا سنتوجه بسرور للطائرات المسيرة لأغراض استخباراتية من الصناعات الجوية».
ورحب حزب الخضر بقرار تأجيل الصفقة، حيث نقل عن عضو الحزب أغنييشكا بروغر قولها إن الهجوم بواسطة طائرة مسيرة غيّر شكل القتال بشكل كبير، فهو يؤدي في أحيان كثيرة إلى التصعيد في مستوى العنف، ويتناقض مع القانون الدولي.
يشار الى أن صفقة الطائرات المسيرة كانت جزءا مركزيا من مشروع شراء واسع النطاق بادرت إليه الوزيرة الألمانية، وبالتالي فإن تأجيله شكل ضربة قاسية لها. وعزت صحيفة «يديعوت أحرونوت» تعنت الحزب بأنه يأتي على خلفية المعركة الانتخابية في ألمانيا، حيث يتنافس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وأشارت الصحيفة إلى الحديث عن خسارة جدية بالنسبة للصناعات الجوية الإسرائيلية، حيث تقدر قيمة الصفقة بنحو مليار يورو.

ألمانيا تلغي صفقة طائرات إسرائيلية بلا طيار بدوافع ضميرية

نائب شبعا يردّ عبر «القدس العربي» على الاتهامات الإسرائيلية لليونيفيل بتبييض أعمال حزب الله: تريدها عيوناً لتل أبيب… وأي محاولة لتغيير قواعد الاشتباك ستزعزع الاستقرار

Posted: 29 Jun 2017 02:27 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي» : الاتهامات التي ساقتها اسرائيل بحق قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان لجهة القول نقلاً عن مصادر عسكرية إسرائيلية إنها «مجرد قوة لتبييض أعمال حزب الله وانتهاكاته للقرار 1701» اضافة الى اتهام الجمعية البيئية «أخضر بلا حدود» بأنها تتولى إقامة نقاط مراقبة ورصد لتحركات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود لحساب حزب الله كانت محور المقابلة التي أجرتها «القدس العربي» مع عضو كتلة التنمية التحرير النائب قاسم هاشم المتحدر من بلدة شبعا الحدودية.
وردّ النائب هاشم على الرواية الاسرائيلية وأبدى وجهة نظره من مهمة اليونيفيل بقوله: «نحن ننظر الى قوات اليونيفيل على أنها قوات مولجة بحفظ السلام وبضرورة تطبيق القرارات الدولية التي تقرّها منظمة الامم المتحدة. ولكن للأسف ليست المرة الاولى التي يترجم فيها العدو الاسرائيلي الارادة لديه بعدم تطبيق القرارات الدولية، وهذا العدو يريد من القوة الدولية أن تكون خادمة لأهدافه ومشروعه وأن تكون قوات اليونيفيل عيوناً لاسرائيل وأن تغض النظر عن كل ممارساتها. وإن الموقف الاخير الذي صدر عن قوات اليونيفيل الذي نفى كل الافتراءات الإسرائيلية والأكاذيب والأضاليل التي اعتاد عليها العدو الإسرائيلي منذ العام 1948 لغاية اليوم لم يعجب العدو الإسرائيلي ، فأطلق مثل هذه المواقف وقام بمراجعة الامم المتحدة من خلال وضع الامور في غير نصابها وتصوير بعض المنظمات البيئية على أنها منظمات ارهابية بشكل يخالف كل قواعد القرار الدولي 1701 رغم ملاحظاتنا كجنوبيين وكقوى سياسية عما يمكن أن تلعبه قوات اليونيفيل على هذا العدو من خلال المجتمع الدولي ، إلا أننا نقول أن هذه القوات ساهمت في مساحة الاستقرار».
وعن الاتهام الإسرائيلي لليونيفيل بأنها باتت مجرد قوة لتبييض اعمال حزب الله وانتهاكاته للقرار 1701 قال هاشم: «إن قوات اليونيفيل تعرف تماماً من ينتهك القرار 1701 وتعرف من لم يلتزم وينصاع للقرارات الدولية وللقرار 1701 كما لكل القرارات الدولية قبل ذلك بدءاً من القرار 425 وصولاً الى القرار 242 وحتى القرار الذي صدر عام 1947 و1949 ولو طبّق العدو الاسرائيلي هذه القرارات لما وصلنا الى ما وصلنا اليه من احتدام الصراع ومن إشاعة الفوضى في المنطقة بشكل عام».
وعن صحة تخفي حزب الله وراء جمعية «أخضر بلا حدود» واستخدامها لرصد تحركات الجيش الاسرائيلي على الحدود الجنوبية أجاب: « هذه منظمة بيئية بحت ولكن اذا أردنا أن نضع الامور في نصابها نقول من حق لبنان اذا كان راضياً أن يراقب حدوده، وكيف يكون مسموحاً لهذا العدو الذي يقيم الابراج في كل مكان ويلجأ الى الكاميرات والتنصت وما شابه بما يُعتبر في بعض الاعراف الدولية انتهاكاً للسيادة اللبنانية؟ فهذا العدو هو الذي يستهدف لبنان في شبكة اتصالاته وفي التنصت على لبنان ويخرق كل المواثيق ويحاول أن يضعها في لبنان وفي منظماته حتى البيئية.
فإذا كان يتعاطى مع جمعية بيئية وبشهادة قوات اليونيفيل بهذا المستوى فهذا يعني أنه يزيد من حجم افتراءاته في ظل الواقع المهتز في المنطقة».

نائب شبعا يردّ عبر «القدس العربي» على الاتهامات الإسرائيلية لليونيفيل بتبييض أعمال حزب الله: تريدها عيوناً لتل أبيب… وأي محاولة لتغيير قواعد الاشتباك ستزعزع الاستقرار

سعد الياس

قيادي معارض: «الحشد الشعبي» يمارس عملية تغيير ديموغرافي في سامراء

Posted: 29 Jun 2017 02:27 PM PDT

سامراء ـ «القدس العربي»: كشفت قيادي عراقي معارض، أمس الخميس، قيام «سرايا السلام» التابعة لـ«الحشد الشعب» باعتقال المئات من أبناء مدينة سامراء بحجة الانتماء لحزب البعث أو تنظيم «الدولة الإسلامية» والتحقيق معهم على يد محققين تابعين لـ«حزب الله» اللبناني.
وقال محمود مهدي السامرائي، رئيس «كتلة الاتحاد والتنمية العراقية»، وعضو قيادة «الهيئة التنسيقية للمعارضة العراقية» لـ«القدس العربي» إن «فصائل الحشد الشعبي، وقوات أمنية تابعة للشرطة الاتحادية والجيش العراقي يمارسون شكلا من أشكال الاحتلال لهذه المدينة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى».
وأضاف أن «الميليشيات الشيعية وتحديدا ميليشيا سرايا السلام التي يقودها مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، تقوم باعتقال الشباب والعلماء من أبناء المدينة وتمارس بحقهم شتى ألوان التعذيب والتهديد المتكرر في انتظار مصير مشابه لمصير السكان السنة من أبناء الموصل، الذين يتعرضون للقتل والتعذيب».
وأكد وجود إجراءات «تغيير ديموغرافي لإحلال السكان الشيعة بديلا عن سكان المدينة الأصليين الذين يتعرضون إلى مضايقات تجعلهم يفضلون الهجرة من المدينة تجنبا للاعتقال أو التصفية».
وأعتبر أن ما يحصل في سامراء، هو ذات السيناريو الذي يجري في بغداد وحزامها وديالي والأنبار بل وحتى الموصل»، مبيناً أن: «الوقت يمضي لصالح إيران في العراق».
ووفق السامرائي، «يتعرض أهالي المعتقلين إلى عملية ابتزاز مادي لدفع فِدىً لقيادات الميليشيات من أجل الإفراج عن ذويهم خوفا من تصفيتهم تحت التعذيب». وأشار القيادي المعارض إلى أن «الجهات المعنية تحتجزهم لفترات طويلة دون مذكرات قبض من القضاء العراقي أو عرضهم على المحاكم المختصة».
من جهة أخرى، كشف السامرائي، عن «تحركات إيرانية تجاه شخصيات سنية متنفذة لحثها على مقاومة القوات الأمريكية التي تنوي البقاء في العراق في مرحلة ما بعد الانتهاء من قتال تنظيم الدولة، في محاولة لاستخدام بعض الوجوه القديمة والجديدة من الشيعة والسنة للإبقاء على نفوذ إيران وحمايته من احتمالات تقويضه من قبل الولايات المتحدة».
ودعا «المعارضة العراقية و المستقلين والأكراد، للاجتماع على «كلمة سواء من أجل العراق».
وطالب هذه الجهات بـ«عدم الانشغال بالمساعدات الخارجية والركون إلى الاجتماع والتوحد تحت خيمة العراق الذي فيه من الخيرات ما يغني الجميع عن أخذ المساعدات الخارجية المشروطة من بعض الدول»، دون أن يذكرها بالاسم.
كما طالب «اتحادات وروابط وهيئات العلماء المسلمين والحركات الإسلامية في العالم، بالوقوف إلى جانب العراقيين في محنتهم هذه»، مذكرا إياهم «بخطورة ما يجري في المناطق السنية وفي سامراء على وجه التحديد من تغلغل للنفوذ الإيراني وما يشكله من خطر سيمتد لاحقا إلى بلدان إسلامية وعربية أخرى ما لم يتم تحجيمه»، على حد تعبيره.

قيادي معارض: «الحشد الشعبي» يمارس عملية تغيير ديموغرافي في سامراء

رائد الحامد

المغرب يسعى لاحتواء التأثيرات السلبية لحراك الريف على صورته في الخارج

Posted: 29 Jun 2017 02:26 PM PDT

مدريد – «القدس العربي» : تحاول الدولة المغربية احتواء تأثيرات الحراك الشعبي في الريف على صورتها في الخارج وخاصة في الغرب بعدما ارتفع الاهتمام الاعلامي بهذا الملف وبدأ يتسبب في أزمات كما حدث مع هولندا وتخوفات اسبانيا والمانيا من طلبات اللجوء السياسي.
وفي هذا الصدد، أقدمت الدولة المغربية ممثلة في رئيس الحكومة سعد الدين العثماني على تقديم شبه اعتذار لسكان الريف وأساساً الحسيمة على التدخل الأمني العنيف يوم عيد الفطر الاثنين الماضي والذي خلف استياء كبيراً لدى الرأي العام المغربي بسبب قدسية هذا اليوم الديني الذي يفترض أن يكون يوم محبة وحوار وتواصل.
وعلاوة على التخوف من انتقال شرارة الريف الى باقي المغرب في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وخروج عدد من المدن خاصة الصغيرة المهمشة للتظاهر بين الحين والآخر، هناك تخوف حقيقي على صورة المغرب في الخارج وخاصة لدى الغرب.
ومن خلال استقراء مواقف الصحافة الدولية وموقف بعض الحكومات، بدأ يتبين أن المغرب في طريقه الى فقدان تلك الصورة التي بناها لنفسه وهي «الاستثناء المغربي» بمعنى دولة مستقرة في منطقة مشتعلة بالنزاعات مثلما يحدث في ليبيا من حرب واهتزاز اجتماعي في تونس أو ترقب في الجزائر.
وعملياً، تكتب صحف مثل «لوموند» و»نيويورك تايمز» عن المغرب من زاوية أنه بدأ يفقد الاستقرار الاجتماعي بل ومرشح الى المزيد، ويعزز من هذه الفرضية صدور دراسات عن معاهد التفكير الاستراتيجي التي تولي أهمية خاصة للمغرب بعد الحراك الشعبي في الريف، وذلك انطلاقا من أطروحة هل حراك الريف هو صيغة جديدة من الربيع العربي؟
 في الوقت ذاته، بدأ الحراك في الريف يخلق مصاعب للدولة المغربية لكي تجد حلاً سريعاً، فهناك تخوف اسباني حقيقي من ارتفاع الهجرة الريفية أو طلبات اللجوء.
وأفادت جريدة «كونفدنسيال» بعودة قوارب الهجرة المحملة بسكان شمال المغرب بعدما كان يصل فقط الأفارقة الى الشواطئ الإسبانية. وهناك شباب مغربي من الريف تقدموا بطلبات لجوء سياسي في اسبانيا وألمانيا، ولكن عددهم محدود للغاية حتى الآن.
وتؤكد مصادر دبلوماسية أوروبية لـ«القدس العربي» أن المغرب فاتحها في ضرورة احتواء التظاهرات المغربية المنددة بالعنف في الريف وكذلك أسئلة بعض النواب في البرلمانات الوطنية الأوروبية أو البرلمان الأوروبي حول الحراك في الريف، إذ يطالب المغرب بتفهم أوضاعه السياسية والاجتماعية والشراكة المتقدمة. ورغم أن الاتحاد الأوروبي يتفهم مطالب المغرب ألا أنه لا يستطيع احتواء أي تأثيرات مستقبلية.
وعلاقة بهذه المطالب، انفجرت الأزمة بين المغرب وهولندا بعدما طالبت الرباط من الثانية اعتقال سعيد شاعو الذي تتهمه بتهريب المخدرات والدفاع عن إقامة جمهورية في الريف، وكان هذا الأخير عضواً في البرلمان المغربي منذ سنوات. لكن هولندا رفضت هذه المطالب واعتبرتها غير موضوعية.
من جانب آخر، بدأ الحراك الشعبي في الريف يكلف المغرب غالياً من الناحية الاقتصادية. وفي هذا الصدد، تؤكد الحكومة المغربية أن الريف يفقد الاستثمارات بسبب أجواء التوتر. وهذا التصريح حقيقي، لكن المغرب بدوره بدأ يؤدي الفاتورة المالية للحراك.  وفي هذا الصدد، الاستثمارات الأجنبية في المغرب تتردد بسبب القلق على المستقبل، وإن كان هذا نسبياً حتى الآن. ومن جهة أخرى، قد يؤدي المغرب فوائد مرتفعة عن القروض التي سيطلبها مستقبلاً بما في ذلك اضطراره الى تعزيز خط ائتمان كضمانة لهذه القروض، وقد فعل هذا في الماضي.

المغرب يسعى لاحتواء التأثيرات السلبية لحراك الريف على صورته في الخارج

حسين مجدوبي

هولندا ستسلم الرباط برلمانيا مغربيا سابقا متهما بتجارة المخدرات

Posted: 29 Jun 2017 02:25 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» افادت مصادر رسمية مغربية ان السلطات الهولندية اعتقلت برلماني مغربي سابق متهم بتجارة المخدرات ومن المقرر ان تسلمه امستردام للرباط خلال الايام المقبلة.
وقال مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية إن سعيد شعو سيتم ترحيله إلى المغرب ليحاكم على الجرائم التي اقترفها، أي الاتجار في المخدرات.
وأوضح ان ناصر بوريطة، ووزير الخارجية والتعاون الدولي ابلغ المجلس الحكومي، الذي عقد صباح امس الخميس، بالقاء القبض على شعو في هولندا.
وكانت الحكومة المغربية قد استدعت سفيرها بامستردام للتشاور احتجاجا على تواجد شعو في هولندا وهو المتهم بتجارة المخدرات، ويقوم بـ»تمويل» حراك الريف.
وأضاف الخلفي أن إلقاء القبض على شعو «يؤكد مصداقية الملف الذي قدمته بلادنا، وجدية مسطرة القضاء المغربي، كماأنها تؤكداعترافا أوروبيا جديدا بالمجهودات التي تقوم بها بلادنا في عدد من الأصعدة من قبيل محاربة الارهاب والاتجار في المخدرات».

هولندا ستسلم الرباط برلمانيا مغربيا سابقا متهما بتجارة المخدرات

المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المدنيون المحاصرون في الرقة في حاجة ملحة إلى الحماية

Posted: 29 Jun 2017 02:25 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي» : أعرب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، عن قلقه البالغ الأربعاء إزاء مصير المدنيين المحاصرين في العملية العسكرية ضد «داعش» في الرقة، حيث يوجد حوالي مئة ألف مدني محاصرين فيما تتكثف الهجمات الجوية والبرية.
ودعا المفوض السامي، في بيان صحافي تلاه المتحدث الرسمي في مقر الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، جميع القوات التي تقاتل «داعش»، بما في ذلك القوات الدولية، إلى مراجعة عملياتها لضمان الامتثال الكامل للقانون الدولي، ومنها اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب الخسائر في أرواح المدنيين.
وقال إن الشركاء في المجال الإنساني في سوريا قد أعربوا عن قلقهم إزاء الهجمات التي تم الإبلاغ عنها ضد المدنيين في محافظة إدلب، مع ما لا يقل عن ثمانية هجمات من الأجهزة المتفجرة المرتجلة أبلِغ عنها الأسبوع الماضي، وقال: «وقع الهجوم الأشد فتكاً في بلدة دانا في 24 حزيران/ يونيو عندما انفجرت ثلاث عبوات ناسفة على الأقل في منطقة سوق عام أثناء الإفطار، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص، من بينهم نساء وأطفال. إننا ندين بشدة الهجمات على المدنيين والبنى الأساسية المدنية واستمرار العنف ضد السكان الضعفاء». وبالإضافة إلى ذلك، أعرب الشركاء في المجال الإنساني عن شعورهم بالقلق أيضا إزاء استمرار الهجمات على البنية التحتية للرعاية الصحية في سوريا. ففي نهاية أيار/مايو الماضي، تم التحقق من 59 هجوما، أسفرت عن مقتل 15 من العاملين الصحيين.
وفي عام 2016، تم الهجوم على 136 مرفقاً صحياً في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى وفاة 31 من العاملين في مجال الرعاية الصحية.

المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المدنيون المحاصرون في الرقة في حاجة ملحة إلى الحماية

عبد الحميد صيام

روسيا والولايات المتحدة في رقصة خطيرة

Posted: 29 Jun 2017 02:25 PM PDT

مسرح العبث الأمريكي الروسي يعرض أمامنا بشكل متواز مسرحيتين. في المسرحية الاولى يُمنع في اللحظة الاخيرة التصادم بين الطائرات الروسية والأمريكية، طائرة أمريكية بدون طيار تم اسقاطها من قبل طائرات بوتين، والأمريكيون يسقطون طائرة الاسد، وموسكو تهدد باسقاط طائرات جيش الولايات المتحدة، وقوات سورية بدعم من روسيا ومتمردين سوريين بدعم الولايات المتحدة، يتبادلون اطلاق النار في دير الزور. في العرض الثاني، الرئيس ترامب، أي القائد الأعلى، متهم بأنه متعاون تقريبا مع روسيا، وأنه مع مساعديه ومع أبناء عائلته، توجد لهم علاقات مشبوهة مع روسيا، وأنه اعتمد عليها في الانتخابات. صحيح أنه حتى الآن لا تتوفر أدلة على أن نشاطا روسيا خفيا هو الذي ساعد ترامب على احتلال البيت الابيض، لكن هذه الحقيقة لن تمنع معارضيه من القول إن فوزه في الانتخابات هو نتيجة مؤامرة تم التخطيط لها في الكرملين.
نشر في الولايات المتحدة في هذه الاثناء استطلاع يثبت أن تأييد الجمهور لهيلاري كلينتون وثقته بها ما زال ضعيفا، وفي اربعة انتخابات خاصة لمجلس الشيوخ في الاسبوع الماضي، تم اختيار المرشحين الجمهوريين، لهذا يمكن القول إنه لم تمت اعادة الانتخابات فإن ترامب هو الذي سيفوز.
من اجل تعقيد الصورة أكثر، يوجد عرض آخر في واشنطن، يشبه المسرحية داخل المسرحية، حيث إن الكونغرس برئاسة الجمهوريين يصوت على زيادة العقوبات ضد روسيا ويعمل على افشال أي تسامح في الموقف الأمريكي تجاه موسكو في المسائل الدولية المختلفة. الساحة التي تعبر عن القطبية بين الولايات المتحدة وروسيا هي سوريا ـ هذه الساحة تحمل في طياتها وجع الرأس المحتمل لإسرائيل، التي لا تريد ولا تستطيع السماح لنفسها أن تدخل في صراع سياسي بين حليفتها الأمريكية وبين روسيا، التي تؤثر سياستها بشكل مباشر على الجهات المختلفة التي تعرض الحدود الشمالية للخطر.
صحيح أن هذه كانت سياسة اوباما، التي مكنت روسيا من ضمان تواجدها الدائم في سوريا، ومكنت إيران من التقدم من اجل انشاء الهلال الشيعي، الذي يمتد من حدودها ومرورا بالعراق وسوريا وانتهاء بشواطيء البحر المتوسط. ولكن في هذه المرحلة، يبدو أن حكومة ترامب لم تنجح في بلورة سياسة حقيقية لمواجهة التحديات في الشرق الاوسط، ومن الواضح أن واشنطن لا تسير نحو تحسين الوضع. كما تحدثت خبيرة «معهد واشنطن»، رندة سليم، حول سوريا: «لم يسبق لي أن شاهدت هذا الكم من الصراعات الدولية والاقليمية التي تحدث في نفس الوقت وفي مكان واحد».
ورغم ذلك، يبدو أن عنصرا اساسيا في السياسة الأمريكية المتبلورة سيكون التعاطي مع إيران، من اجل حسم طموحاتها في السيطرة الاقليمية ومع الوقت منعها من العودة إلى المسار النووي العسكري، حيث إن الاتفاق معها وقع بإلهام من اوباما، وأعاق ذلك لبضع سنوات. هذه هي الاهداف الايجابية والهامة، التي تناسب مصالح إسرائيل ومصالح العالم العربي البراغماتي ايضا. جانب اساسي في الاستراتيجية الأمريكية المتبلورة يجب أن يكون السعي إلى خلق حاجز بين مصالح روسيا ومصالح إيران ـ هذا الامر ممكن على المدى البعيد، لكنه صعب في الوقت الحالي. واشنطن ترامب ستحتاج إلى العمل بسرعة لمنع نشوء حالة اللاعودة في سوريا وفي الشرق الاوسط عموما، لذلك سيكون عليها عمل نظام داخل البيت، أي بين البيت الابيض وبين الاغلبية الجمهورية في المجلسين.
في الوقت الحالي هناك صعود آخر في درجة الحرارة المواجهة الروسية الأمريكية، بعد تهديد ترامب للرئيس الاسد، حيث قال له إنه سيعمل «اذا كان هناك استخدام آخر للسلاح الكيميائي». وذكّر ترامب روسيا وإيران بأنه سيعتبر أنهما شريكتين في الجريمة اذا استمرتا في تأييدهما للاسد. وفي المقابل هددت روسيا قبل بضعة ايام بأنها ستقوم بإسقاط كل طائرة أمريكية تحلق في سماء سوريا. ونتيجة لكل ذلك، هل سيتحول المسرح العبثي الأمريكي الروسي إلى مسرح الرعب الفرنسي «غران جونيول»؟.

زلمان شوفال
إسرائيل اليوم 29/6/2017

روسيا والولايات المتحدة في رقصة خطيرة

صحف عبرية

مرشح محتمل للرئاسة في مصر يدعو لتشكيل جبهة وطنية تضم «الإخوان»

Posted: 29 Jun 2017 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: مع حلول الذكرى الرابعة لأحداث 30 يونيو/حزيران 2013، فجر معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق، والمرشح المحتمل في انتخابات الرئاسة المقررة في 2018، جدلا واسعا في صفوف التيار الديمقراطي المصري، بدعوته لتشكيل جبهة وطنية لا تستبعد جماعة «الإخوان المسلمين»، بل تصطف معها لمواجهة نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأصدر معصوم بيانا حمل عنوان «دعوة وبيان من القوى المدنية والديمقراطية لوحدة الجماعة الوطنية»، قال في بدايته:» بعد تفكير خلال الأيام الماضية، قررت أن أضع البيان التالي تحت نظر الجميع للتوقيع».
وجاء نص البيان: «الموقعون على هذا البيان، من أفراد، وقادة الرأي، ونشطاء التيار والمجتمع المدني، والحركات الثورية، والقوى الديمقراطية، والليبرالية، والأحزاب المدنية المصرية، يطلقون دعوة لوحدة واتحاد الجماعة الوطنية، لإنقاذ مصر مما تتعرض له من مخاطر تنال من وحدة وسلامة أراضيها وحقوق وكرامة مواطنيها».
ويؤكد الموقعون على هذا البيان أن «وحدة الجماعة الوطنية، هي سر قوتها وقدرتها ـ في الماضي القريب والبعيد ـ في إسقاط أنظمة عاتية الاستبداد، كانت بكل ما تمثله، وبكل ما ارتكبته، أقل خطرًا، وضررًا، وقبحًا، مما تشهده البلاد الآن، التي تنتقل من السيىء للأسوأ، بعد أن تبددت مكتسبات ثورة يناير واستحقاقاتها وأولها العيش الكريم والحرية، والعدالة، واستقلال القرار الوطني».
وتابع مرزوق في بيانه: «يعرف الموقعون على هذا البيان ويعترفون، أن الجميع وقع في أخطاء، أثارت حفيظة ومخاوف شركاء الوطن والثورة، ما أدى بدرجات متفاوتة، لفتح ثغرات هبت منها رياح الاستبداد والفُرقة، التي استغلتها الثورة المضادة في الانقضاض على الثورة واختطاف الوطن باتجاه نفق مظلم».
وأضاف: «يؤمن الموقعون على هذا البيان أن الانقسام الذي حل بالجماعة الوطنية على خلفية الخلافات الأيديولوجية، والمرارات التاريخية، فتحت الأبواب على مصراعيها للانقلاب على قيم واستحقاقات ثورة يناير».
وأعتبر أن «لحظة الخطر الحالية تمثل تهديداً وجودياً، بعد أن بان للجميع أن الصراع الحقيقي ليس بين مكونات الجماعة الوطنية، بل أن الصراع بات موضوعه «الوطن» ذاته، بحدوده وأرضه وثرواته وكرامة مواطنيه، ولن ننتصر للوطن إلا بالانتصار لوحدة جماعته الوطنية وترميم ما أصابها من شروخ وجروح ومرارات مشتركة».
ودعا المرشح المحتمل للرئاسة، كل فرقاء الجماعة الوطنية للاصطفاف خلف مبادئ ثورة يناير، وقال: نقبل ما تقبله، ونرفض ما ترفضه، يجمعنا فيه كل ما توافقنا عليه، فى ساحات الثورة، من أجل بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة، بغير احتكار من أحد، ولا إقصاء لأحد، وفي ظل شراكة وطنية واسعة، تنبذ العنف والكراهية، وتؤمن بالتسامح، والقبول بالآخر، وتسعى لعدالة إنتقالية وإطلاق حرية المعتقلين من كافة الاتجاهات، وتحفظ حقوق الشهداء والدماء التي سالت منذ 25 يناير وحتى الآن».
ودعا «كل شركاء الوطن، في الداخل والخارج، وكل الشخصيات العامة، والكيانات والهيئات، للاتحاد على كلمة سواء، تتجاوز أخطاء ومرارات الماضي، ولا تبتغي إلا إنقاذ الوطن، ومؤسساته، والدفاع عن حقوقه، وحرياته، والعمل على استعادة قيم دولة العدالة، والكرامة، والمساواة، والقانون، ويبقى التاريخ هو الحكم، من أجل مصر وشعبها الآبي ومستقبلها تعالوا إلى كلمة سواء تجمعنا ولا تفرقنا ليبقى الشعب وحده هو صاحب الكلمة والإرادة الحرة والقرار في مستقبله ولتبقى أرضنا وكرامتنا وحقوقنا مصونة كأمة سعت للحرية وبذلت من أجلها الكثير».
وحول دعوات المصالحة مع الإخوان، قال عبد العزيز الفضالي، أمين شباب حزب «تيار الكرامة» وعضو المكتب السياسي في الحزب إن «موقفنا واضح بعدم التنسيق أو التفاوض مع من أجرموا في حق الشعب المصري قبل الخامس والعشرين من يناير أو قبل الثلاثين من يونيو»، مؤكدا أن كل من يرى في ثورة 25 يناير نكسة أو في الموجة الثورية بـ 30 يونيو انقلابا لن يكون جزءا من تفاهمات الحزب حول التصدي لسياسات وشرعية النظام الحالي التي تآكلت بجرائم الظلم والتفريط والتبعية والإقصاء والاستبداد».
وبين الفضالي أن «دعوات المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين التي يطرحها بعض الرموز المحسوبة على القوى الوطنية تحظى برفض الحزب، خاصة في ظل عدم اعتراف الجماعة بخطاياها وجرائمها في حق المصريين وثورتهم، إضافة إلى عدم إيمانهم بقضية الأرض التي نظَّر لها مثقفوهم باعتبارها حفنة من تراب نجس».
وناشد أمين شباب حزب «تيار الكرامة»، «كافة الرموز والقوى الوطنية سرعة التبلور في جبهة وطنية مدنية ثورية موحدة، بعيدة عن شراكة جماعة مبارك المستبدة أو جماعة الإخوان الإرهابية، لاستكمال مشوار التغيير والسعي للتصدي للنظام الحالي الذي يفرط في الأرض ويعادي كافة ثوابت وأهداف الثورة وينقلب عليها، ويمثل امتدادا طبيعيا لقوى الثورة المضادة تماما كسابقه من نظام الإخوان او نظام المجلس العسكري أو نظام مبارك».

مرشح محتمل للرئاسة في مصر يدعو لتشكيل جبهة وطنية تضم «الإخوان»

دعوات لتحول حزب العدالة والتنمية للمعارضة إحتجاجاً على ما يقع في منطقة الريف

Posted: 29 Jun 2017 02:24 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أثار تأخّر الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، ذات المرجعية الاسلامية، في التعاطي مع حراك الريف، الكثير من ردود الفعل جعل أصواتاً من داخل الحزب، تطالب رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، بإبداء موقفه إزاء ما يجري في الريف، أو الخروج إلى المعارضة من أجل إيجاد حل لأزمة، بعد أن إتخذت الأحداث في المنطقة أبعاداً وصفت بالخطيرة، بعد المواجهات الدامية بين محتجين ورجال الأمن يوم عيد الفطر، التي خلفت إصابات بين كلا الطرفين.
والخلافات داخل الحزب حول حراك الريف تشكل امتداداً للخلاف الصامت الذي ساد منذ إبعاد أمينه العام عبد الاله بن كيران من رئاسة الحكومة وتكليف الدكتور سعد الدين العثماني، رئيس برلمان الحزب خلفاً له، وبعد صمت طويل، و«بلوكاج» تنظيمي استمر لأسابيع، أرغمت أحداث العنف الأخيرة بالحسيمة، بن كيران على دعوة أعضاء أمانته العامة إلى اجتماع عاجل للنظر في ما يجري من أحداث خصوصا بعدما زاد الحراك الشعبي بالريف من حدة الانقسام بين قيادات حزبه بسبب صمت وزراء الحزب بخصوص المقاربة الأمنية للدولة تجاه الاحتجاجات.

الحزب يعيش وضعا متأزما

مصدر من الأمانة العامة للحزب قال أن لقاء مساء الخميس، سيشهد نقاشا سياسيا حول عدد من القضايا منها ما يقع في الريف والوضع الداخلي للحزب إضافة إلى استكمال النقاش حول تداعيات تشكيل الحكومة، لأن «المرحلة التي نمر فيها صعبة جداً وحتى التئام الأمانة العامة في ظل اختلاف جذري في التقدير السياسي بين أعضائها».
وقال المصدر إن «اللقاء الأخير للأمانة العامة لم يناقش كل القضايا وأجل نقاش الخلافات الجوهرية إلى ما بعد العيد، وتم عرض الأمور المتعلقة بالسير التنظيمي للحزب ولم نتمكن من إصدار بلاغ حيث كان الحرص على عدم الدخول في النقاش السياسي المرتبط بالمرحلة «.
وقال عضو في الأمانة العامة أن الحزب يعيش وضعا متأزما، وصمتاً وارتباكاً واضحين «لا نريد أن نكون مثل الأحزاب الأخرى المشاركة في الحكومة التي خرجت ببلاغات تساند المقاربة الأمنية وتماهت مع السلطة وخونت الحراك، الحزب قبل كل شيء هو صوت الشعب وضميره».
وأضاف: «ان الحزب يجب أن ينطق بموقفه الواضح والمعبر عنه من خلال الفريقين البرلمانيين بالنواب والمستشارين، وأن يعبر بصريح العبارة عن رفضه لهذا الأسلوب» وان اجتماع امس فرصة ليعبر عن الموقف الواضح مما يجري.
وكشف مصدر قريب من كواليس الاجتماعات المغلقة التي جمعت عبد الإله بن كيران، الأمين العام للحزب مع قيادات تدعم مشاركة الحزب في الحكومة، عن وجود خلاف كبير في وجهات النظر بين الطرفين حول طريقة التعاطي مع متغيرات المرحلة الحالية.

بن كيران يرفض دعم الحكومة

ونقل موقع «لكم» عن مقرب من سعد الدين العثماني، أن محاولات حثيثة قام بها برفقة محمد يتيم وزير التشغيل، اللذين ترددا على زيارة بنكيران في بيته طيلة الأسابيع الماضية، لإقناعه بإصدار بلاغ عن مؤسسة الأمانة العامة للحزب يعلن فيه دعمه للحكومة، إلا أنه رفض بشكل مطلق توفير أي دعم سياسي للحكومة وقال للعثماني «لا تحلم بأي بلاغ ندعم فيه الحكومة التي تترأسها».
وقال ان شعرة معاوية قطعت بين الوزير مصطفى الرميد وبنكيران «اللقاء الأخير لأمانة الحزب عرف خلافا بينهما حيث رفض بنكيران إصدار بلاغ يبرئ فيه الرميد من خيانة الحزب» وأن لقاءات داخلية عقدها الرميد في «الفيلا» التي يقطن فيها بالدار البيضاء، بخصوص الجدل الذي رافق تشكيل الحكومة وإعطاء توضيحات حول الاتهامات التي وجهّها إليه أعضاء وقياديون بخصوص ما يعتبرونه «انقلاباً» على بن كيران.
وقال عبد الصمد الإدريسي، القيادي في حزب العدالة والتنمية إن «الانتهاكات التي تشهدها منطقة الريف أصبحت ممنهجة، وأن مكان حزب العدالة والتنمية هو المعارضة لأن الأوضاع تقتضي أن تكون في البلد معارضة قوية ذات مصداقية، جريئة، تعارض، تفضح و تكشف».
وأضاف الإدريسي، في تدوينة له على «فيسبوك»: «لا أنتظر اليوم من حكومة الكل يعرف ظروف تشكيلها وموقف فئات عريضة من السياسيين والحقوقيين ومن عامة الناس الشيء الكثير، بل لم يعد يكفي من رئيسها ووزرائها الصمت، رغم ما يعنيه من عدم اتفاق على ما يقع، نحن اليوم نحتاج الى الكلام الواضح البين».
ودعا نبيل الأندلوسي، المستشار البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، رئيس الحكومة، إلى الخروج من الحكومة من أجل توضيح ما يقع في مدينة الحسيمة للشعب المغربي، وتحمل مسؤوليته السياسية بشجاعة، بعيداً عن لغة الصمت، مشيراً إلى أن الأمور في مدينة الحسيمة تسير من سيّء إلى أسوأ، مورداً أنه نبّه المسؤولين إلى ذلك، قائلاً: « الدولة مصرة على مقاربتها وتظن أنها ستوصلها إلى الحل».
في المقابل اختار محمد نجيب بوليف، القيادي بحزب العدالة والتنمية، والوزير المنتدب المكلف بالنقل، لغة الصمت «عندما يعجز اللسان عن الحديث فيما يجري في الداخل والخارج، وعندما تعجز الجوارح عن التعبير، لعدة أسباب، يكون الصمت هو الخيار والاختيار الوحيد عما يمكن أن نشعر به وقد يكون الصمت خيرا من الكلام».
وحذر بلال التليدي، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، من «السيناريو المرعب» الذي ينتظر حزب العدالة والتنمية. وقال في تدوينة له: إن « السيناريو المرعب، الذي يتمنى أن لا يحدث هو «إخراج التقدم والاشتراكية من الحكومة، وإنهاك حزب العدالة والتنمية سياسيا بربط الحبل في عنقه، والتوجه إلى الانتخابات». وأضاف أن هذا السيناريو «مرعب، ويحتاج إلى مقاومة».
وتشير مصادر صحافية، إلى أن مجموعة من قيادات حزب العدالة والتنمية تحاول توقيع عريضة ضد السياسة التي تنتهجها حكومة سعد الدين العثماني مع حراك الريف. ومن المنتظر أن يوقع على العريضة عضوان من الأمانة العامة، بالإضافة لعضو من المجلس الوطني.
وأطلق عدد من رواد فايسبوك «هاشتاج»، طالبوا من خلاله حزب العدالة والتنمية بالانسحاب من الحكومة، انحيازاً للشعب، والظلم الذي يطال سكان الريف من جهة، والوفاء للكتلة الناخبة، التي صوتت بكثافة لصالح البجيدي، منذ 2011. وجاء هاشتاج رواد التواصل الاجتماعي بعنوان «# الانسحاب_يا_وزراء_العدالة_والتنمية»، احتجاجا على ما يقع من عنف، ومنع الوقفات السلمية، واعتقال المحتجين، ورميهم بالغازات المسيلة للدموع، والحجارة فضلا عن هراوات القوات العمومية.
ويري مراقبون، أن خروج العدالة والتنمية للمعارضة معناه أن باقي الفعاليات المدنية من جمعيات وهيئات حقوقية مختلفة المشارب والتوجهات ستكون قادرة على بلورة مشروع جبهة وطنية ديمقراطية كفيلة بصناعة قوة اقتراحية مانعة لتسلط وجبروت بنية المخزن، فيما يرى آخرون أن خروج العدالة والتنمية إلى المعارضة أمر مستبعد.
وقال محمد لغروس مدير موقع « العمق المغربي» المقرب من حزب العدالة والتنمية: في اتصال مع «القدس العربي»: إن «الأمر مستبعد وممكن في الآن ذاته، فالدعوات التي أطلقها عدد من أعضاء الحزب و قيادييه هي ارتدادات للزلزال الذي ضرب حزب العدالة والتنمية منذ أن تم استبعاد أمينه العام ابن كيران وبشكل مهين ومتعسف من مسار تشكيل الحكومة، كما أن تلك الدعوات المتنامية هي تعبير عن رفض لتحول جديد ومتعسف في مسار الحزب وهو التوجه الذي يشرف عليه جل قيادات الحزب داخل الأمانة العامة، فهذه الدعوات لا تفهم إلا من خلال هذا السياق وهي في اتساع وتنام، لكن هل تصل إلى الخروج من الحكومة للمعارضة لا أعتقد، وإن تم لن يكون بسبب ما يقع في الريف لوحده بل لأسباب عدة، كما أنها خطوة وقرار ليس بالسهل وإن تم فقد يحول حزب العدالة والتنمية إلى انقسام أو إنشقاق».

دعوات لتحول حزب العدالة والتنمية للمعارضة إحتجاجاً على ما يقع في منطقة الريف

فاطمة الزهراء كريم الله

إيران تزيد ميزانية برنامجها الصاروخي وفيلق القدس بنسبة 8٪ «لمحاربة الإرهاب الأمريكي»

Posted: 29 Jun 2017 02:23 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: يدرس مجلس النواب الإيراني مشروع قرار جديد ينص على زيادة في الميزانية المخصصة للبرنامج الصاروخي وفيلق القدس «لمحاربة الإرهاب الأمريكي» بنسبة 8 في المئة. وحسب وكالة إسنا للأنباء التابعة لوزارة العلوم والأبحاث الإيرانية، أشار رئيس مركز الأبحاث في مجلس النواب الإيراني، كاظم جلالي، إلى مشروع القرار الجديد بعنوان «محاربة الإرهاب الأمريكي» الذي يتكون من 20 مادة، وقال إنه سيتم تخصيص مبلغ 600 مليون دولار لزيادة ميزانية البرنامج الصاروخي وفيلق القدس في الحرس الثوري.
وأوضح أن 300 مليون دولار من هذا المبلغ سيتم تخصيصه لفيلق القدس بهدف محاربة الإرهاب، حسب زعمه.
وأضاف أنه تم تكليف وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة بتدوين مشروع تنفيذي لتعزيز القوة الصاروخية الإيرانية، وأنها ستعرض هذا المشروع خلال شهر واحد على المجلس الأعلى للأمن القومي.
وبيّن أن مشروع القرار الجديد يكلف الحكومة الإيرانية أن تدون استراتيجية جامعة وكاملة لمجابهة التهديدات الأمريكية وما وصفها بالإعمال الإرهابية لواشنطن.
ولفت النظر إلى أنه تم تكليف وزارة الاقتصاد أن تعزز علاقات البلاد التجارية مع الدول التي تدعم البرنامج الصاروخي والقوات العسكرية الإيرانية.
وسبق أن أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد باقر نوبخت، أن طهران زادت انفاقها العسكرية خلال السنوات الـ5 الماضية بنسبة 128 في المئة، وأن 86 بالمئة من هذه النسبة تحققت خلال فترة حكم حسن روحاني.
وأعلنت إيران مليار و300 مليون دولار زيادة في ميزانيتها العسكرية خلال عام 2017، ليصل المبلغ إلى 14 مليار دولار.
فيما زادت حكومة حسن روحاني ميزانية الحرس الثوري بنسبة 24 في المئة مقارنةً بالعام الماضي، ليصل مبلغها إلى 7 مليارات و400 مليون دولار.

إيران تزيد ميزانية برنامجها الصاروخي وفيلق القدس بنسبة 8٪ «لمحاربة الإرهاب الأمريكي»

محمد المذحجي

صباحي: سلطة معادية للشعب… خليل: تمهد الطريق لثورة اجتماعية والمعارضة المصرية تنتقد قرارات نظام السيسي رفع أسعار المحروقات

Posted: 29 Jun 2017 02:23 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: استيقظ المصريون، أمس الخميس، على قرارات جديدة أصدرها نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، برفع أسعار المحروقات، ما أثار غضب المعارضة المصرية التي اعتبرت النظام الحاكم ينحاز للأغنياء على حساب الفقراء.
ووفق القائمة الجديدة للأسعار، أصبح سعر البنزين 3.65 جنيه للتر 80 بعدما كان 235 قرشاً، و5 جنيهات للتر 92 بعدما كان 350 قرشاً، كما تحرك سعر السولار من 235 قرشاً إلى 3.65 جنيه، والبوتاغاز من 15 جنيها إلى 30 جنيها للأسطوانة.
ويأتي رفع أسعار المحروقات ضمن سلسلة قرارات اقتصادية صعبة تعتزم الحكومة المصرية تنفيذها مع العام المالي الجديد 2017/2018 الذي يبدأ في يوليو/تموز المقبل، وتعتبر تلك هي الخطوة الثانية من برنامج الإصلاح الاقتصادي، وبدأت تلك القرارات بالإعلان أمس الخميس عن زيادة أسعار المواد البترولية والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى زيادة نسبة ضريبة القيمة المضافة لتصل إلى 14٪ بدءً من الأحد المُقبل.
وعلق حمدين صباحي المرشح السابق للرئاسة، على قرارات رفع الأسعار، قائلا على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «إنها سلطة معادية للشعب فقدت شرعيتها الأخلاقية والدستورية بعار التفريط في الأرض.
وتفقد ما تبقى من شعبية برفع الأسعار ورمي الناس بلا رحمة في جحيم الغلاء، حكم خسيس يتجبر على شعبه بالقهر والكذب والاستبداد وينحني ذليلا أمام تعليمات الخارج من أمريكا وصندوق النقد والعدو الصهيوني، الله وشعبنا يمهل ولا يهمل».
وقال رامي إبراهيم الكاتب الصحافي المعارض: «الأرقام واضحة ولا تحتاج إلى متخصص لفهم الانحيازات الاجتماعية للنظام، فأكبر نسبة زيادة نجدها في اسطوانات البوتاغاز التي ارتفعت أسعارها بنسبة 100 ٪، ومن المعروف أن معظم مستهلكي اسطوانات البوتاغاز من الريف والمناطق غير المخططة بالمدن، بينما زيادة أسعار غاز المنازل ارتفع بنسبة 35٪».
وأضاف:» زيادة بنزين 80 المستخدم في السيارات القديمة، والسولار المستخدم في وسائل النقل الجماعي وأدوات الإنتاج الزراعي بلغت 54 ٪، بينما ارتفع بنزين 92 المستخدم في السيارات الحديثة بنسبة أقل من 43 ٪».
وتابع: «أقل نسبة زيادة كانت من نصيب بنزين 95 المستخدم في السيارات الفارهة بنسبة 5.6 ٪؛ وهي مفارقة كاشفة أو قل هي ملخص القرار وعنوان السياسات الاقتصادية التي يفرضها صندوق النقد الدولي، أن يقع العبء الأكبر على الأقل دخلا».
وحسب قول أحمد السنجيدي، الباحث في مجال تكنولوجيا المعلومات والتنمية الاقتصادية لـ «القدس العربي»، فإن ارتفاع أسعار المحروقات سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المواصلات والسلع الاستهلاكية والخضار واللحوم بنفس النسبة، ما يعني أنه لو كان سعر كيلو البطاطس خمسة جنيهات، سيرتفع إلى 8 جنيهات الأسبوع المقبل».
كما سيمثل «خسارة جديدة للموظف بنسبة لا تقل عن 30٪ من قيمه مرتبه الشرائية، فبمجرد ارتفاع أسعار المحروقات، سيرتفع التضخم لنسبة خيالية قياسية تقارب الـ 50 ٪، بمعنى أوضح الـ 100 جنيه ستصبح قيمتها الشرائية 50 جنيها، وسيضطر البنك المركزي إلى رفع سعر فائدة الشهادات و الودائع لمواجهة التضخم مرة أخرى، وستصل الفائدة قريبا جدا على الودائع إلى 25٪ أو أكثر، ما سيسبب عجزا جديدا في الموازنة، لعدم وجود مشروع يحقق هذه الفائدة للبنك». وبين أن: «البنك المركزي سيضطر لتحميل عجز سداد فائدة الشهادات على الموازنة العامة، والفقير سيجد نفسه مطالبا بسداد عجز عن فائدة شهادات لم يرها، وهذه العملية الاقتصادية يطلق عليها حقارة ووضاعة اجتماعية».
وأضاف» النظام السياسي سمع كلام صندوق النقد الذي دمر دولا كثيرة بسياساته قبل مصر، والنظام سيحاول الفترة المقبلة اتهام التجار بالوقوف خلف رفع أسعار السلع، وسيكرر الحديث عن محاولات السيطرة على الأسواق».
وكذلك قال كمال خليل القيادي اليساري ومنسق لجنة الدفاع عن سيناء، تعليقاً على القرارات: «رد الشعب قادم، الظروف الموضوعية تنضج كل يوم.. والشعب كل يوم يقترب من الحقيقة، وتنكشف أمامه كل الأكاذيب، وحماقة النظام تمهد الطريق لثورة اجتماعية قادمة».
وأيضاً، جدد حزب «مصر القوية» معارضته لقرارات الحكومة الاقتصادية، التي وصلت لرفع أسعار الوقود. وقال في بيان إن «المواطن المصري يقف اليوم ـ أيًا كانت قدرته المالية أو الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها ـ على أعتاب مرحلة جديدة يجد نفسه فيها مضطرًا إلى مراجعة قائمة أولوياته وإعادة تكييف معيشته وفقًا لمتغيرات اقتصادية واجتماعية تعصف بكل شيء وتؤسس لتحولات كبرى تطال الجميع».
وأعاد الحزب نشر بيان سابق كان قد صدر في أكتوبر/ شباط الماضي، اعتراضا على الإجراءات الحكومية من رفع أسعار الوقود والماء والكهرباء، ورفع الدعم عن العديد من السلع والخدمات، وجاء فيه: «أكثر من ثلاث سنوات مضت كانت هي الأصعب، ليس في ميدان السياسة فقط ولكن في ميادين الاقتصاد والاجتماع أيضا، حيث مصر عالقة في أزمة اقتصادية طاحنة ارتفع فيها ـ وفق أحدث مؤشرات – في ظل انهيار كامل لسعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار الامريكي في السوق الموازية، وغيرها من المؤشرات الصادرة رسميا عن البنك المركزي ومؤسسات الدولة المصرية».
وفصّل الحزب ملامح الوضع في مصر منذ 2013 حتى نهاية 2016، وأبرزها «فشل النظام الحاكم وضعف إمكانياته في التعامل مع التحديات الاقتصادية رغم توافر الموارد الأساسية المطلوبة للنهوض، في ظل غياب الرؤية المتكاملة، والانفراد بالقرار بعيدًا عن المتخصصين، وحرمان المجتمع من المشاركة في صياغة مستقبله، إضافة إلى تبديد أموال المصريين في مشروعات غير مدروسة ثبت فشل جدواها (مثال: قناة السويس الجديدة)، وبتكلفة تنفيذ خيالية لصناعة إنجازات وهمية لتحسين صورة النظام أيًا كانت الكلفة الاقتصادية التي يتحملها الوطن».
كما رأى الحزب أن «النظام حوّل مصر لبيئة طاردة للاستثمار، يغيب عنها أدنى درجات الشفافية، ويتفشى فيها الفساد والبطش وتغلب الحلول الأمنية حتى في القضايا الاقتصادية، وغياب مبدأ تكافؤ الفرص في ظل دخول المؤسسة العسكرية في منافسة مباشرة في أغلب القطاعات الاقتصادية، وفي ظل برلمان لا يملك ـ بحكم بنيته وتكوينه ـ إلا التصفيق والإقرار للنظام بكل ما يريد».
وفي حين أعلن طارق الملا، وزير البترول، في تصريحات صحافية أن برنامج الإصلاح وترشيد الدعم من قبل الحكومة تم تقديمه خلال برنامج الحكومة إلى البرلمان، نفى النائب هشام عمارة، عضو المكتب السياسي لائتلاف دعم مصر، معرفة البرلمان بقرار الحكومة بزيادة أسعار الوقود، مضيفا: «الحكومة اتخذت هذا القرار دون تشاور مع البرلمان».
وأضاف عمارة في تصريحات لصحيفة «الشروق» المصرية: «كان من المفضل أن تؤجل الحكومة هذا القرار، خاصة في الوقت الحالي الذي يعاني فيه الناس، مشيرا إلى أنه عقب اجتماع البرلمان سنطلب حضور وزير البترول لتوضيح أسباب هذا القرار.
وشهدت الطرق حوادث اشتباكات لفظية بين الركاب وأصحاب سيارات الأجرة، بسبب قرار أصحاب السيارات زيادة أسعار الأجرة بعد ارتفاع أسعار البنزين.
كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، حالة من الغضب وانتقاد الحكومة، وسخر رواد المواقع من ارتفاع أسعار المحروقات، واعتبروا ان نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي سيعيدهم لاستخدام الدواب في التنقل بعد ان يضطروا للتوقف عن استخدام السيارات بسبب ارتفاع أسعار البنزين.

صباحي: سلطة معادية للشعب… خليل: تمهد الطريق لثورة اجتماعية والمعارضة المصرية تنتقد قرارات نظام السيسي رفع أسعار المحروقات

تامر هنداوي ومؤمن الكامل

حماس تنفي الاتفاق في القاهرة على «وثيقة وفاق وطني لبناء الثقة»

Posted: 29 Jun 2017 02:22 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي» : عقب أنباء جرى تداولها خلال الأيام الماضية، تشير إلى وجود اتفاق أبرم في العاصمة المصرية القاهرة، يقضي بتعيين محمد دحلان، القيادي المفصول من حركة فتح، رئيسا لحكومة تشكل لاحقا في قطاع غزة، نفت حركة حماس التي ورد أنها أحد الشركاء في الاتفاق، صحة ما نشر.
وأكد مصدر مسؤول في الحركة في تصريح، أنه لا صحة لوجود ما تم تداوله في وسائل الإعلام حول اتفاق في القاهرة أطلق عليه اسم «وثيقة وفاق وطني لبناء الثقة». وقال إنه لا وجود لمثل هذه الوثيقة من الأساس. ودعا المصدر المسؤول وسائل الإعلام إلى الحذر من التعاطي مع ما وصفها بـ «الشائعات»، مطالبا بالرجوع فيما يتعلق بشؤون الحركة للمسؤولين فيها والمتحدثين الرسميين باسمها.
تصريحات المصدر المسؤول في حماس جاءت بعد أن اهتمت وسائل إعلام محلية إسرائيلية بالحديث بشكل موسع عن وجود اتفاق بين الحركة ودحلان، أبرم في القاهرة، خلال زيارة وفد حماس الأخيرة قبل عدة أسابيع، يقضي بتولي دحلان لاحقا رئاسة حكومة فلسطينية تشكل لإدارة قطاع غزة، على أن توكل مهام الأمن فيها لحركة حماس.
وحسب ما نشرته مواقع صحافية محلية خلال الأيام الماضية، فإن حماس ودحلان توصلا في القاهرة لوثيقة مكونة من 15 بنداً، أبرزها إلى جانب الانتهاء من «ملف المصالحة المجتمعية» بشكل كامل، تشكيل حكومة في غزة يكون دحلان الذي سيعود للقطاع وفقها رئيسا لهذه الحكومة. وتنص على أن يتم «التنفيذ الفوري» لها كخطوة أولى بعد الاتفاق، وإغلاق ملف المصالحة المجتمعية بالكامل خلال شهر من تاريخه، وتشير إلى أن الحكومة المنوي تشكيلها ستكون ببرنامج وطني «لا أبعاد سياسية له»، ولا تكون بديلة عن السلطة الفلسطينية.
وقد سبق أن نفى الوثيقة، سفيان أبو زايدة، أحد المقربين من دحلان، وقال إنها «مزورة وغير صحيحة».
يشار إلى أن وفد حماس الذي زار مصر قبل نحو ثلاثة أسابيع، التقى هناك إلى جانب المسؤولين عن جهاز المخابرات المصرية الجهة التي تشرف على إدارة الملف الفلسطيني، عددا من «جماعة دحلان». وعقب عودة وفد حماس بدأت مصر بضح كميات من الوقود الخاص لتشغيل محطة توليد الكهرباء المتوقفة بسبب الخلافات بين فتح وحماس، وهو أمر ساهم في تخفيف حدة الأزمة، وقالت حماس إن العلاقة مع القاهرة ذاهبة إلى التطور، خاصة وأن هناك معلومات تشير إلى نية مصر إعادة فتح معبر رفح المغلق. وتقوم حماس منذ أول من أمس بإنشاء «منطقة عازلة» على طول الحدود مع مصر، بهدف منع عمليات التهريب والتسلل، بناء على الاتفاق غير المعلن مع مصر.
وفي إطار الحديث عن التقارب بين حماس ومصر، ووجود دور لدحلان الراغب بالعودة من بوابة قطاع غزة للواجهة السياسية، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في تقرير لها وجود خطة  متشعبة تشارك فيها «الإمارات ومصر وإسرائيل» تطبخ لقطاع غزة بقيادة دحلان. وذكرت الصحيفة أن الاتفاق يقضي كما نشر سابقا، بتعيين دحلان رئيسا لحكومة موحدة في غزة، ورفع غالبية الحصار عن القطاع، من جانب مصر ومن جانب إسرائيل، وإنشاء محطة جديدة للكهرباء في رفح المصرية بتمويل إماراتي، ومن ثم بناء ميناء.
ويذكر التقرير أنه في حال نجاح هذه التجربة السياسية، سيتم دفع الرئيس محمود عباس إلى «زاوية مظلمة»، وسيعمل دحلان على احتلال مكانه سواء بواسطة الانتخابات، أو من خلال الاعتراف بقيادته.
وتطرق إلى قيام مصر بإرسال الوقود  لغزة، من دون الضرائب التي تفرضها عليها السلطة الفلسطينية. ويقول إن الإمارات خصصت مبلغ 150 مليون دولار لإنشاء محطة للطاقة، وأن مصر يفترض أن تبدأ قريبا بفتح معبر رفح بشكل تدريجي أمام البضائع والناس.
ويتحدث أيضا عن مكاسب مصر من الخطة والمتمثل في ضمان «صد التعاون بين حماس وتنظيمات الإرهاب الناشطة في سيناء»، وإمكانية فتح سوق غزة أمام بضائعها، في حين تكمن مكاسب إسرائيل في تعيين دحلان، المقرب من وزير الأمن افيغدور ليبرمان، رئيسا لـ «دولة غزة». ويؤكد التقرير الإسرائيلي أن هذا الأمر «سيضمن استمرار الشرخ بين غزة والضفة بشكل سيصعب جدا إجراء مفاوضات حول مستقبل المناطق».
وسيتم تحييد كل من قطر وتركيا في القطاع، وبدلاً منهما ستشكل مصر ودولة الإمارات، صديقة إسرائيل الجديدة، «حزاماً أمنياً لكل خرق لبنود الاتفاق».
ويشير التقرير إلى أنه حال تم تحقيق الخطة فإنها ستضمن «الربح الجيد» لكل الأطراف، باستثناء الرئيس عباس، وطموح الفلسطينيين لإقامة دولة. وحسب الخطة، يقول تقرير الصحيفة الإسرائيلية، إنه لن يطلب من حكومة تل أبيب الاعتراف بالسلطة الجديدة التي ستقام في غزة.

حماس تنفي الاتفاق في القاهرة على «وثيقة وفاق وطني لبناء الثقة»

أشرف الهور

شهيد في الخليل ويهود يقتحمون قبر يوسف في نابلس وإغلاق الأقصى بعد اقتحامه بقيادة رئيس شرطة الاحتلال

Posted: 29 Jun 2017 02:22 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد الشاب إياد منير عرفات غيث (22 عاما) برصاص وحدة مستعربين «جنود بالزي المدني الفلسطيني» تابعة لقوات الاحتلال جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية. وأعلن مستشفى عالية الحكومي في المدينة عن استشهاد الشاب بعد إصابته بشكل مباشر في الصدر وأجزاء أخرى من جسمه بعد إطلاق النار عليه من القوات الخاصة الإسرائيلية.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت أمر شمال الخليل، وأطلقت قنابل الغاز والصوت باتجاه منازل الفلسطينيين، وأصيب الفتى مالك عايش خليل أبو هاشم (15 عاما) بالرصاص المطاطي باليد، فيما اعتقل ثلاثة فلسطينيين بينهم صبي.
في غضون ذلك اقتحمت قوات الاحتلال برفقة حاخامات يهود مسجد النبي متى وسط البلدة بالإضافة إلى منازل فلسطينية قديمة في محيطه، وقاموا بأداء صلوات تلمودية في المكان، وكذلك قاموا بتصوير المسجد من الداخل، وأخذوا قياساته والمباني القديمة المحيطة به. 
وفي قضاء رام الله اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي والد الشهيد عادل عنكوش من قرية دير أبو مشعل بعد توغل عدة سيارات عسكرية إسرائيلية في القرية، ومداهمة منزلي الشهيدين عنكوش وأسامة عطا قبل أن تعتقل حسن عنكوش، والد الشهيد عادل.
الجدير بالذكر أن الاحتلال عقد جلسة محاكمة لزينة عنكوش والدة الشهيد أسامة، المعتقلة منذ الواحد والعشرين من يونيو/ حزيران الحالي.
وفي شمال الضفة الغربية وتحديداً في نابلس، اقتحم عشرات اليهود قبر يوسف شرق مدينة نابلس، وسط حماية جيش الاحتلال، ما أدى الى اندلاع مواجهات مع الشبان في المنطقة، رشقوا خلالها قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة. 
وفي السياق، أغلقت شرطة الاحتلال الإسرائيلي وقواتها الخاصة المسجد الأقصى أمام المصلين، إثر اقتحامات واسعة لعشرات اليهود قادها قائد شرطة الاحتلال في القدس يورم ليفي برفقة كبار المتطرفين، وضباط الاحتلال. 
وفرضت شرطة الاحتلال في بداية الاقتحام إجراءات مشددة على دخول المصلين واحتجزت بطاقاتهم الشخصية على بوابات المسجد، ثم منعت دخول من تقل أعمارهم عن الأربعين عاما قبل أن تمنع دخول المصلين بشكل تام إلى المسجد، تزامنا مع عملية الاقتحامات التي يقودها قائد شرطة وبرفقته والدة مستوطنة قتيلة، إحياءً لذكراها السنوية.  وكانت منظمات «الهيكل المزعوم» اليهودية المتطرفة ووزير الزراعة في حكومة الاحتلال المتطرف أوري أرائيل قد دعوا المستوطنين إلى المشاركة الواسعة في اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى أمس الخميس، إحياء لذكرى المستوطنة هيليل أرائيل، التي قتلت العام الماضي في إحدى مستوطنات الخليل. وأطلق المتطرف أرائيل، في تسجيل مصور نشره عبر صفحته على موقع فيسبوك على باب المغاربة اسم «باب هيليل» وذلك تعبيرًا عن نيته بإطلاق هذا الاسم على هذا الباب.  وسادت المسجد الأقصى أجواء شديدة التوتر، فيما هتف المصلون احتجاجاً على الاقتحامات اليهودية. وكانت مجموعات متتالية من المستوطنين قد جددت اقتحاماتها الاستفزازية للمسجد من باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال وقواتها الخاصة وفرقة التدخل السريع التابعة لها. 
وبعد مغادرة قائد شرطة الاحتلال وعدد من المتطرفين أعادت قوات الاحتلال فتح المسجد الأقصى أمام المصلين، وأعادت إغلاقه من جديد بشكل مفاجىء ما أربك المصلين والوافدين إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه. 
على الجانب السياسي أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على مصادرة جميع ألواح الطاقة الشمسية التي تغذي قرية جب الذيب شرق بيت لحم بالكهرباء، بحجة أنه تم تركيبها بدون تصريح في منطقة خاضعة لسلطة الاحتلال حسب ادعائها، علماً بأن القرية تتعرض لمضايقات جمة من قبل قوات الاحتلال بهدف تنغيص حياة مواطنيها ودفعهم الى هجرها كمقدمة لضم أراضيها للمستوطنات القريبة منها.
 وعبرت الوزارة عن استغرابها الشديد من صمت المجتمع الدولي والدول على هذا الانتهاك الصارخ لأبسط قواعد ومبادئ حقوق الإنسان. وطالبت المنظمات الأممية المختصة للتحرك الفاعل والجاد لوقف ممارسات الاحتلال القمعية والتنكيلية بالفلسطينيين وحياتهم، التي تهدف في جملة أهدافها الى تدمير مقومات صمود المواطن الفلسطيني في أرض وطنه، وسلبه بالقوة أبسط حقوقه الإنسانية الأساسية، وتدمير أية أبنية فلسطينية تعزز من فكرة وجود دولة فلسطينية قابلة للحياة لصالح عمليات تعزيز وتعميق الاستيطان على حساب الأرض الفلسطينية والوجود الفلسطيني فيها.

شهيد في الخليل ويهود يقتحمون قبر يوسف في نابلس وإغلاق الأقصى بعد اقتحامه بقيادة رئيس شرطة الاحتلال

إسرائيل تعلن الحرب على أسرى حماس وتقرر منعهم من الزيارات… والحركة ترد: لن نسمح بذلك مهما كلف الثمن

Posted: 29 Jun 2017 02:22 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: بشكل مفاجئ قررت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، منع ذوي أسرى حركة حماس في قطاع غزة، من زيارة أبنائهم، في خطوة تصعيدية قد تدفع لـ  انفجار» الأوضاع داخل السجون، وتنفيذ الأسرى خطوات احتجاجية خلال الفترة المقبلة.
واتخذت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، القرار يوم أمس الخميس، مستبقة بذلك الزيارة الأسبوعية المعتادة كل يوم اثنين التي يجري الترتيب لها من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وشددت الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس على أنها ترفض العقوبة على أسراها من غزة، وحرمانهم من الزيارات. ووصفت القرار بأنه يمثل «بداية حرب» على أسرى الحركة. وأكدت الهيئة في تصريح أرسل من داخل السجون أنها لن تسمح بتمرير هذه العقوبة «مهما كان الثمن «.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن قرار منع أسرى حماس من الزيارة، يأتي ضمن الضغوط الممارسة على الحركة للإفراج عن الجنود الإسرائيليين الأسرى في القطاع.
من جهته قال عبد الرحمن شديد، مدير مكتب إعلام الأسرى، إن مصلحة السجون الإسرائيلية، أبلغت قيادة أسرى حماس بوقف برنامج زيارات ذوي أسرى الحركة من قطاع غزة. ونقل عنه وصفه للقرار بأنه يمثل «بداية حرب جديدة» على أسرى حركة حماس ضمن سلسلة عقوبات في إطار التحريض القائم على أسرى الحركة.
وأشار شديد وهو أسير محرر إلى أن هذا القرار سبقته موجة من التحريض والضغط من قبل أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى الحركة في غزة، وأعضاء كنيست ووزراء. وقال «يبدو أن الحكومة الصهيونية استجابت لهذه الضغوطات وبدأت بسلسلة عقوبات افتتحتها بوقف جدول الزيارات». وأضاف «قد تمثل هذه العقوبة الحلقة الأولى من سلسلة عقوبات ستفرضها مصلحة سجون الاحتلال على أسرى حماس خلال الفترة المقبلة». وحمل حكومة الاحتلال ومصلحة سجونه المسؤولية الكاملة عن أي تدهور أو تصعيد محتمل قد تشهده السجون خلال الفترة المقبلة في أعقاب هذا القرار الذي وصفه بـ «الجائر».
وأوضح مدير مكتب إعلام الأسرى، أن الهيئة القيادية العليا لأسرى الحركة أبلغتهم بأنّها «لن تسكت عن هذا القرار وأن ما انتزعته بالقوة لا يمكن أن تسلم به أبداً». وأكد أن الأيام المقبلة»ستشهد خطوات وإجراءات ستتخذها قيادة أسرى الحركة لمواجهة هذا القرار». وشدد على أن موضوع الزيارات يعتبر «أمرا إنسانيا لا يمكن المساس به». وقال إن منع الزيارات «يشكل انتهاكا صارخا لأدنى حقوق الإنسان الأسير».
وتجري زيارة ذوي أسرى غزة من خلال تنسيق تقوم به اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ويتم صبيحة كل يوم اثنين، ويمنح الأسير حق الزيارة مرة كل شهرين، وتخصص للأقارب من الدرجة الأولى فقط.
من جهتها قالت سهير زقوت الناطقة باسم الصليب الأحمر الدولي في غزة لـ «القدس العربي»، إن مصلحة السجون الإسرائيلية أبلغتهم بوقف زيارة أسرى حركة حماس، وأكدت في الوقت ذاته على حقهم بلقاء ذويهم وفق ما جاء في المادة 27 من اتفاقية جنيف. وأضافت أن حق الزيارة مكفول بكل حال من الأحوال، لافتا إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تتفهم قلق الأهالي، بعد توارد الأنباء الخاصة بمنعهم من زيارة أبنائهم. وأشارت إلى اتفاق سابق جرى بين الأسرى وإسرائيل برعاية مصرية، في عام 2012 ينص على حق الأسرى في الزيارة مرة كل شهرين. وكانت إسرائيل قد منعت عقب قيام نشطاء حماس صيف عام 2006 بخطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، أسرى غزة من زيارة ذويهم لست سنوات، ولم يرفع الحظر إلا بعد إضراب شامل خاضه الأسرى عن الطعام ودام لـ 28 يوما في عام 2012 ، وانتهى بتحقيق عدة مطالب. وخلال الإضراب الأخير للأسرى عن الطعام الذي انتهى قبل أكثر من شهر، ودام لـ 41 يوما، تعهدت إسرائيل بتلبية مطالب الأسرى ومن بينها تسهيل زيارة الأهالي.
وأخيرا شرع أهالي الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حماس، اللذين تم أسرهما خلال الحرب الأخيرة على القطاع صيف عام 2014، بعدة احتجاجات ضد حكومتهم من أجل إعادتهما من القطاع.
ولم تعلن حماس عن مصير الجنديين، ولم تكشف أي معلومة أيضا عن إسرائيلي من أصل أثيوبي، وآخر بدوي يحمل الجنسية الإسرائيلية وقعا في قبضتها بعد دخولهم القطاع بطريقة غير رسمية. وتطلب حماس قبل البدء بأي مفاوضات جديدة لتبادل الأسرى، أن تقوم إسرائيل بإطلاق سراح الأسرى من الضفة الغربية، الذين أعادت اعتقالهم بعد تحررهم في الصفقة الماضية.
يشار إلى أن هناك أكثر من 6500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، بينهم أكثر من 500 أسير من قطاع غزة، ومن ضمن العدد الإجمالي هناك أسرى كبار في السن ونساء وأطفال ومرضى، وجميع هؤلاء يتلقون معاملة سيئة، ويشتكون من سوء الطعام ومن «الإهمال الطبي»، والعزل الانفرادي وتكرر منع الزيارات.

إسرائيل تعلن الحرب على أسرى حماس وتقرر منعهم من الزيارات… والحركة ترد: لن نسمح بذلك مهما كلف الثمن

مؤيدو مبارك يستغلون القرارات بتجميل صورته

Posted: 29 Jun 2017 02:21 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: كعادتهم، لم يترك مؤيدو الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، كارثة في مصر، سياسية أو اقتصادية او أمنية، إلا واستغلوها في التشفي في من ثار على النظام في 25 يناير 2011، حيث استقبلت صفحة «آسف يا ريس» المؤيدة لمبارك نبأ رفع أسعار الوقود، صباح أمس الخميس، في الدعاية له وتجميل صورته.
ونشرت الصفحة فيديو قديما للرئيس الأسبق يتحدث فيه عن رفضه رفع أسعار الوقود، قائلا: كان مطلوب مننا زيادة أسعار الطاقة 90٪ سنويا لمدة 5 سنوات، وهو ما يترتب عليه رفع أسعار جميع الخدمات من الغاز والبنزين والكهرباء، وكل السلع.
وأضاف مبارك، في الفيديو الذي يحوي مقاطع تعود لأزمان مختلفة، فيما يتعلق بموضوع رفع أسعار الطاقة أن «البعد الاجتماعي لدينا عملية أساسية مهمة جدا، لازم أعرف المواطن العادي بماذا سيتأثر، لأني أشعر بشعوره، المواطن العادي الغلبان إذا رفعت عنه الدعم لن يستطيع توفير احتياجاته من المأكل والملبس والعلاج».
وفيما عنونت صفحة «آسف يا ريس» التي يتابعها نحو مليوني مستخدم على «فيسبوك»، الفيديو بـ«مبارك: لا أستطيع رفع أسعار البنزين والكهرباء، حتى لا ترتفع أسعار كل السلع والخدمات وبالتالي لن يجد المواطن طعامه»، تباينت تعليقات الآلاف من رواد الصفحة بين المترحمين على أيام الرئيس الأسبق قبل ثورة 25 يناير، ومهاجمين لنظامه يعتبرون أن فترة حكمه التي استمرت 30 عاما وتراكم الديون وانتشار الفساد هي سبب الأزمات التي تواجه مصر منذ سقوط نظامه.
ودأب أتباع مبارك، المعروفون إعلاميا بـ«الفلول»، على استغلال جميع الأحداث الكبرى في مصر، خصوصا الأمنية مثل التفجيرات التي استهدفت الكنائس والأقباط، في الدعاية لنظام مبارك، على اعتبار حصره للعمليات الإرهابية واستقرار الأوضاع الأمنية في البلاد في عهده.

مؤيدو مبارك يستغلون القرارات بتجميل صورته

بلدية بلديموريو الاسبانية تنضم لحملة مقاطعة إسرائيل ومكافحة العنصرية

Posted: 29 Jun 2017 02:20 PM PDT

 رام الله – «القدس العربي»: تبنت بلدية بلديموريو في مقاطعة مدريد الإسبانية قراراً بالانضمام إلى حملة مكافحة الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني، وحملة مقاطعة إسرائيل «BDS» وذلك خلال جلسة لأعضاء المجلس البلدي وبطلب مقدم من قبل ممثلي حزب اليسار الموحد ومن حزب «نعم نستطيع».  وجاءت موافقة اعضاء البلدية على هذا القرار لدعم فلسطين أمام الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وتماشيا مع القانون الدولي والقانون الإسباني، وضد الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين وتضامنا مع القضية الفلسطينية، وكذلك تماشياُ مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وقرارات الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية.  وتضمن القرار خمسة بنود، أولها الانضمام الى الحملة المدنية للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد إسرائيل. وبناء على ذلك تلتزم البلدية بعدم عقد أو إقامة أي اتصال سياسي أو مؤسساتي أو تجاري أو زراعي أو تعليمي أو رياضي أو أمني، مع أي منظمة أو مؤسسة إسرائيلية حتى تقوم الدولة الإسرائيلية باحترام حقوق الإنسان وتعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وأن تطبق القانون الدولي من خلال «إنهاء الاحتلال وإزالة جدار الفصل العنصري حسب قرار 242  لمجلس الأمن للأمم المتحدة وإعلان محكمة العدل الدولية الصادر يوم 9 يوليو/ تموز 2004 ، والاعتراف بحق الفلسطينيين الذين يعيشون في داخل إسرائيل، بمعنى إنهاء الفصل العنصري الأبارتهايد، وهو جريمة ضد الإنسانية حسب وثيقة روما لمحكمة الجنايات الدولية، والاعتراف واحترام حق العودة للاجئين الفلسطينيين والفلسطينيات المنصوص عليه في قرار 194 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وان هذه الإجراءات لن تطبق ضد المؤسسات أو شركات أو منظمات إسرائيلية تعترف بشكل واضح بالحق الشرعي للشعب الفلسطيني التي تم تفصيلها في الفقرات السالفة، والبلدية ستقوم بمراقبة عمل تلك الهيئات والمؤسسات التي تعمل لصالح السلام وإنهاء الاحتلال . 
أما النقطة الثانية فتفيد بأن البلدية تلتزم بعدم عقد أي اتفاق أو تسهيلات تجارية وأكاديمية وثقافية وسياسية او رياضية مع المؤسسات أو المنظمات أو الشركات الدولية أو الوطنية الإسبانية التي ستفيد مادياُ واقتصادياُ أو سياسياُ من جراء  عمليات انتهاك حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.
وثالثًا ستطلب البلدية من حكومة مدريد المحلية وجميع المؤسسات في مدريد وإسبانيا ان تنضم الى هذه الحملة الدولية للمقاطعة وعدم الاستثمار وفرض العقوبات ضد إسرائيل . كما ستلتزم البلدية في النقطة الرابعة بدراسة محتويات جميع ومختلف حملات المقاطعة BDS المقدمة من قبل المجتمع المدني بهدف دعم ونشر هذه  الحملات .
وأخيراً فقد تم إرسال هذا القرار الى رئيس الحكومة الإسبانية والى رئيسة حكومة مدريد المحلية والى نواب المجموعات البرلمانية في برلمان مدريد المحلي، والى أعضاء البرلمان الإسباني والى نواب المجموعات البرلمانية الأوروبية في البرلمان الأوروبي والى سفارة إسرائيل والى السفارة الفلسطينية في اسبانيا.

بلدية بلديموريو الاسبانية تنضم لحملة مقاطعة إسرائيل ومكافحة العنصرية

قافلة من الناشطين تصل الموصل للتضامن مع أهلها

Posted: 29 Jun 2017 02:20 PM PDT

الموصل ـ «القدس العربي»: شهدت مدينة الموصل وصول قافلة شباب ناشطين من محافظات وسط وجنوب العراق، في مبادرة وطنية للتعبير عن التضامن مع أهلها وللتهنئة بقرب تحريرها من تنظيم «الدولة الإسلامية». وقال منظم القافلة، الناشط حامد السيد لـ«القدس العربي» إن «مئات الناشطين والشباب وصلوا إلى الساحل الايسر من الموصل وشاركوا في تجمع كبير ضمهم مع مئات من شباب الموصل المحررة، وأقاموا مهرجانا وطنيا في ساحة الاحتفالات المركزية للمدينة».
وبين أن «فكرة تنظيم القافلة بدأت عندما أطلق مع بعض الناشطين في بغداد، هاشتاغ (العيد في الموصل) على مواقع التواصل الاجتماعي لدعوة الشباب إلى التوجه في قافلة نحو الموصل لتقديم التهاني بمناسبة العيد والتعبير عن تضامن الشعب العراقي بكل مكوناته مع اهالي الموصل».
وأضاف «خلال ساعات وردت مئات الاتصالات من جميع المحافظات العراقية على الموقع تطلب الانضمام للقافلة، ووصل العدد إلى حوالي 1600 شخص فأوقفوا قبول المزيد. وعند ذلك بدأ الناشطون في اجراءات تنظيم القافلة حيث تم الحصول على موافقة وزارة الداخلية على سير القافلة نحو الموصل».
وتابع «تمت مفاتحة قيادة عمليات الموصل حول القافلة، ولكنها ابدت عدم القدرة على استقبال هذا العدد الكبير وسط احتدام المعارك في الموصل كونه سيربك الوضع الامني، لذا اقترحوا إما إلغاء القافلة او تقليل العدد، حيث تم الاتفاق في النهاية على تقليص عدد أفراد المشاركين إلى 300 شخص فقط».
ونوه إلى أن «وزارة النقل وفرت العشرات من الباصات لنقل المشاركين في القافلة مجانا».
ووفق السيد، وهو ناشط وصحافي من بغداد، فإن «أهالي الموصل على طول الطريق الذي سلكته القافلة، استقبلوها بمظاهر الفرح والبهجة والعناق وانهمار الدموع، كونها مبادرة تحصل لاول مرة منذ عام 2003 وتنقل رسالة بأن الشعب العراقي كله وفي جميع محافظاته موحد في التضامن مع أهالي الموصل ضد الإرهاب الأعمى. كما أن المبادرة تعبير عن رفض العراقيين لكل مظاهر الكراهية والتعصب والحروب التي يشعلها السياسيون».

قافلة من الناشطين تصل الموصل للتضامن مع أهلها

مصطفى العبيدي

العثماني أعرب عن «أسفه» لأحداث العيد في الحسيمة

Posted: 29 Jun 2017 02:19 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: شدّد رئيس الحكومة المغربية الدكتور سعد الدين العثماني على ضرورة احترام المقتضيات القانونية في التعامل مع احتجاجات الحسيمة والتحقيق في أي تجاوز، مجدداً ثقته في القضاء من أجل الترجمة الكاملة للتوجيهات الملكية لاحترام ضمانات المحاكمة العادلة، والتحقيق في كل مزاعم التعذيب وإجراء الخبرة الطبية اللازمة وفق القواعد القانونية المتعارف عليها عالمياً.
وأعرب في تصريح صحافي مساء يوم الأربعاء، عن أسفه وحزنه لما شهدته مدينة الحسيمة يوم الاثنين من أحداث مؤلمة، جرح على إثرها عدد من الضحايا سواء من المحتجين أو من قوات الأمن.
وقال: «أريد أن أعبر عن الأسف والانشغال للأحداث التي وقعت يوم الاثنين الماضي»، مبدياً أسفه «للمواطنين الذين تعرضوا للحجر في هذه الأحداث، سواء من المحتجين أو القوات العمومية، لأنه لا يمكن لأي كان أن يقبل بالضرر».
واعتبرت بعض الأوساط «أسف» العثماني اعتذاراً ضمنياً من الدولة بعد صمته طوال الاسابيع الماضية وكان محل انتقادات واسعة وسخرية على صفحات التواصل الاجتماعي خاصة انه جاء بعد اجتماعه بالوزراء المعنيين بمشاريع برنامج «الحسيمة منارة المتوسط».
ودعا العثماني إلى ضرورة تضافر الجهود لتحقيق أجواء إيجابية، مناشداً ساكنة الحسيمة التعاون من أجل إقرار الهدوء والأمن اللازمين لإنجاح المشاريع التنموية. وقال أن الحكومة «في حالة تعبئة شاملة لتنزيل قرارات الملك محمد السادس حول المشاريع المقررة لإقليم الحسيمة وتتبع تنفيذها على أحسن وجه».
وأضاف أن الحكومة تقدر، عالياً، الاهتمام الكبير الذي يوليه الملك للإقليم وحرصه البالغ على الوفاء بالالتزامات المسجلة بصرامة وحزم وإعمال قواعد المحاسبة إزاء أي تقصير أو تهاون أو خلل، مذكراً بالتنبيه الملكي إلى الامتناع عن أي استغلال سياسي ضيق للمشاريع.
ورد المرتضى اعمراشا الناشط في حراك الريف المتابع في حالة سراح على خلفية مشاركته في احتجاجات الريف، على «أسف» رئيس الحكومة قائلاً أن «نداء السيد سعد الدين العثماني – مع احتراماتنا له – لساكنة الحسيمة اليوم يدل على أن الرجل لا يدرس ما يحدث بالمنطقة ومعطياته تستند إلى قنوات مشوشة».
وأضاف أن خطاب العثماني الموجه إلى الريف «كان سيكون مفيداً قبل اعتقال رفاقنا، أما اليوم فأي خطاب من دون إطلاق سراح جميع المعتقلين لا جدوى منه حتى لو قمت ببناء قصر لكل مواطن في الحسيمة، والمخولون من أجل التجاوب مع المطالب التنموية هم خلف الـقضبان».

العثماني أعرب عن «أسفه» لأحداث العيد في الحسيمة

تحذيرات من تعزيز «الدولة» وجوده في الحويجة بعد خسارته في الموصل

Posted: 29 Jun 2017 02:19 PM PDT

كركوك ـ «القدس العربي»: دعا زعيم قبلي عراقي، أمس الخميس، رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي إلى استثمار الانتصار في الموصل، وإرسال قوات لتحرير قضاء الحويجة ومناطق جنوب وغربي كركوك من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال الشيخ أنور العاصي، أمير قبيلة العبيد في العراق: «نبارك للقوات العراقية الانتصار في الموصل، وكلنا ثقه بأن تكون وجهة قطعاتنا البطلة صوب الحويجة وتلعفر لإنهاء تنظيم الدولة في العراق».
وأضاف أن «التضحيات التي قدمت والدماء الطاهرة التي تحقق بها النصر، ستكون دينا برقابنا جميعا وقوة لتعزيز لحمة العراقيين لا تفتيتهم وتقسيمهم بوجه جميع المحاولات التي اسقطها العراقيون». ويأتي كلام العاصي، بعد إطلاق نواب ومسؤولين في كركوك، تحذيرات، من حشود لعناصر تنظيم «الدولة» في الحويجة غرب المحافظة، استعدادا لشن هجمات على المناطق القريبة من المدينة التي يسيطر عليها منذ حزيران/يونيو 2014.
فقد حذر النائب عن كركوك، خالد المفرجي، أول أمس الأربعاء، من أن «ابناء الحويجة غرب كركوك، يتعرضون إلى ابادة جماعية يومية على يد تنظيم (الدولة) وسط صمت الحكومة».
وانتقد في لقاء متلفز، الحكومة المركزية لأنها «تأخرت كثيرا في تحرير الحويجة، مما تسبب في مقتل المئات من سكانها»، مؤكداً «ضرورة تحرك الحكومة الجدي لانقاذ أهلها».
وحذر من أن تنظيم «الدولة» يجمع عناصره الفارين من الموصل، ويحشدهم في الحويجة استعدادا لشن هجمات على مناطق في محافظتي صلاح الدين وكركوك المجاورتين.
في السياق، كشف عضو مجلس قضاء الحويجة، أحمد خورشيد، عن وصول عدد كبير من السيارات الحديثة إلى قضاء الحويجة لاستخدامها من قبل تنظيم «الدولة»، بعد تدمير وحرق غالبية عجلات التنظيم من قبل طيران «التحالف الدولي».
وقال إن «الحديث عن محاصرة الدولة في الحويجة مجرد كلام، لأن أكثر من ألف مسلح من التنظيم دخلوا قضاء الحويجة بعد اشتداد المعارك في الموصل، إضافة إلى دخول العديد من السيارات الحديثة إلى القضاء مؤخرا».
وأكد أن «تنظيم الدولة ينوي القيام بعمليات إرهابية واسعة في الايام المقبلة على مناطق الزركة والفتحة ومكحول القريبة من الحويجة».
ويذكر ان مسلحي تنظيم «الدولة»، شنوا مؤخرا هجمات على مواقع القوات الحكومة و«البيشمركه»، آخرها هجوماً على جبهات قوات الأخيرة في محافظة كركوك، حيث جرت مواجهات بين الجانبين. كما شن التنظيم عدة هجمات على قضاء طوزخورماتو، جنوب كركوك ضد مواقع «الحشد الشعبي» وكذلك «البيشمركه».
ويسيطر التنظيم، منذ حزيران/يونيو 2014 على عدة مدن غرب كركوك منها قضاء الحويجة ونواحي الرشاد والعباسي والزاب والرياض، واعتبر مراقبون تلك المناطق معاقل التنظيم الجديدة بعد خسارة مدينة الموصل، وهو يتخذها قاعدة للانطلاق لمهاجمة مناطق من محافظتي صلاح الدين وكركوك.

تحذيرات من تعزيز «الدولة» وجوده في الحويجة بعد خسارته في الموصل

وزير الصيد الموريتاني يؤكد نجاح سياسة الحفاظ على ثروة البحر

Posted: 29 Jun 2017 02:18 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: أكد النانه ولد اشروقه وزير الصيد الموريتاني «أن قطاع الثروة السمكية في موريتانيا شهد منذ 2009، نقلة نوعية طالت مختلف المجالات سواء المتعلق بحجم الكميات المصطادة أو بحجم المبالغ المتأتية منه أو بعدد الوظائف».
وأوضح في رد على مساءلة برلمانية أمس «أن الخطوة الأولى التي قيم بها هي إجراء تشخيص دقيق لقطاع الصيد مكن من تحديد مكَامنِ الخلل التي اتضح أنها موجودة في كل مفصل من مفاصل القطاع، والتي من بينها ندرة البنى التحتية للتفريغ التي كانت تقتصر على منشأتين تقعان في أقصى نقطةٍ شمالية من الشاطئ وانعدام البنى التحتية للتخزين والمعالجة على امتداد جل الواجهة البحرية للبلد».
وأشار الوزير إلى «أن التشخيص أظهر كذلك من بين أمور أخرى، انعدام وجود الصياد المحترف، نتيجة عزوف المواطن الموريتاني عن امتهان أعمال البحر وعجز منظومة التكوين وغياب وسيلة الإنتاج الآمنة المناسبة، إِذ يفتقر نموذج القارب الخشبي السائد إلى أبسط مقومات السلامة ووسائل الراحة، فضلا عن عدم ملاءمته لخصوصيات المجتمع الموريتاني وثقافته هذا بالإضافة إلى تهالك أسطول الإنتاج الصناعي وقصور الرقابة البحرية ونقص تجهيزها وفقدان التوازن المطلوب في اتفاقيات الصيد مع الأطراف الأجنبية».
وذكر بمجموعة من الإنجازات بينها توسعة ميناء نواذيبو المستقل ونزع حطام السفن من حوله، بتكلفة إجمالية بلغت 41 مليون يورو، فضلاً عن إنارة ممرات دخول الميناء واقتناء سفينة إرشاد، وتوسعة شبكات الخدمات، وتوسعة ميناء خليج الراحة للصيد التقليدي بتكلفة 11 مليون يورو، باستحداث أرصفة وجسور وأرضيات مدعمة وبناء سوق للسمك وتأهيل شبكات الخدمات والطرق واقتناء وسائل السلامة وإنشاء نقطة صحية، فضلاً عن تحديد المجال البحري العمومي للميناء.
وتحدث الوزير ولد اشروقه عن بلورة استراتيجية وطنية جديدة عام 2014، تهتم بالتسيير المسؤول من أجل تنمية مستدامة للصيد والاقتصاد البحري»، مشيراً إلى «أن هذه الاستراتيجية تتوخى تحقيق ثلاثة أهداف أساسية هي حماية الثروات البحرية ودمج قطاع الصيد في نسيج الاقتصاد الوطني والتوزيع العادل للعائدات التي يدرها القطاع».

وزير الصيد الموريتاني يؤكد نجاح سياسة الحفاظ على ثروة البحر

وضع الورطة في «ألف ليلة وليلة»

Posted: 29 Jun 2017 02:18 PM PDT

لنتّفق أوّلا على أنّ تأويل التخييل يحتاج إلى فهم خاصّ يقطع مع كلّ تأويلية عامّة تتجاهل خصوصية الحقول الخطابيّة واختلافها. كما أنّ من المطلوب القطع مع كلّ أشكال التقعيد الكونيّة، التي وُضعت من أجل فهم الحكاية وإرجاعها إلى شكل منطقيّ واحد، بل القطع مع التحليل القيميّ الأحادي.
مناسبة هذا القول هو ما تضعه الليالي أمامنا من أسرار تربك الأطر التحليليّة السائدة. وفي مقدمّة هذه الأسرار أنّها بُنيت على استثمار ثلاثة مكوِّنات تُجدِّل في ما بينها: الوضع – الإرادة والرمز. لن ندخل في بسط المحتوى النظري لكلّ مُكوِّن على حدة، وضبط العلاقات بينه وغيره من المكوِّنات. وسنترك استنتاج هذا كلّه إلى لحظة التطبيق. وقبل هذا لا بدّ من التذكير بأنّ الوضع يُعَدُّ الأساس الذي يُؤثِّر في اشتغال المكوِّنيْن الآخريْن. هناك- إذن- ثلاثة أوضاع رئيسة في صياغة الحكاية في «ألف ليلة وليلة»، وهي كالآتي: وضع الورطة ووضع المحنة ووضع المأزق. وهناك فرق بين الوضع الأوّل والوضع الأخير، وإن كانت المصادفة تجمع بينهما. يتمثَّل هذا الفرق في كون الذات تجد نفسها تتورَّط – في وضع الورطة- في مشكلة ما من دون أن تكون السبب فيها، أو يكُون لها دخل فيها، بما يُفيد انتفاء مسؤوليتها في نشوئها، بينما تُعَدُّ – في وضع المأزق- مُقحَمة في مشكلة تتحمَّل قسطا من المسؤولية في نشوئها. وسنكتفي في هذا المقال بمعالجة وضع الورطة تاركين معالجة الوضعين الآخرين إلى مناسبة أخرى، وسنأخذ حكايتي «التاجر والعفريت»، و«الصيّاد والعفريت» نموذجيْن في هذا النطاق.
ينشأ وضع الورطة في حكاية «التاجر والعفريت» من كون الذات تجد نفسها أمام مشكلة تتمثَّل في تهديد العفريت لها بالقتل، من دون أن تكُون قد ارتكبت فعلا عن قصد يُوجب معاقبتها. وهذا يعني انتفاء الإرادة وحضور المباغِت غير المتوقَّع المتمثل في ظهور العفريت واتهامه بقتل ابنه. ومن ثمّة لم تكن الذات – كما في التحليلات السرديّة الإرادويّة- معنية بتنفيذ مهمّة سرديّة واضحة. لكن ما يُثير السؤال هو اختيار الاستسلام الذي واجهت الذات به وضعها هذا؛ أي عدم صدور أيّ ردّ فعل من قِبَلِها تجاه ما هي فيه بغاية إنقاذ نفسها، بل إنّها تُبرم مع العفريت اتّفاقا يدخل في إطار مراعاة العهود والمواثيق. أكيد أنّ موازين القوى بين الذات والعفريت لا تسمح بأيّ مجازفة، ممّا يُؤدّي إلى تقويم داخلي للنجاة بكونها حالة ميؤوسا منها. هذا ما يُشكِّل الملمح المميِّز للحبكة، ويجعلها غير قابلة لأن تُعالج وفق تنفيذ المهامّ التي تتشبث بها السرديات السيميائيّة، لأنّ الفعل موجود في درجة الصفر. كما أنّ الذات غير قابلة لأن يُرى إليها من زاوية كونها فاعلة؛ ممّا ينعكس على فهمها بوصفها ذاتا سرديّة. ولا ينشأ التأويل إلّا بتسريد علاقة وضع الورطة بالإرادة من طريق التعبير اللسانيّ؛ حيث تتدخّل الرمزية في تأدية المعنى. وما أن ننتقل إلى هذه الخطوة تُطرح مسألة تحوير المعاني الحرفيّة للكلمات والعلاقات بالكشف عن الباطن الذي يقبع خلفها. ولا يُمْكِن الوصول إلى هذا الباطن بوساطة اختيارات للمعنى اعتباطيّة، بل بوساطة اختيارات مقيَّدة بفعل التاريخ بوصفه خلفية تخترق عملية التخييل. إنّ ما يفرض ضرورة تحوير معناه الحرفيّ في هذه الحكاية هو «العفريت»؛ والتحوير مقيّد- هنا- من جهة بما هو تاريخيّ، ومن جهة ثانية بما هو نفسيّ- تاريخيّ؛ فـ»العفريت» مجرّد رمز يتضمّن اللامرئي- المهدِّد، ومن ثمّة فهو ليس سوى القوّة غير المرئيّة المهدِّدة التي تُساهم في السوء التاريخيّ، وهو أيضا قوّة نفسيّة مهدِّدة (وسواس قهريّ جماعيّ) داخل نفس الصياد تُخرجَن تخييلا، وتُجسَّم في هيئة برانيّة مهدِّدة تُترجِم الخوف النفسي- التاريخيّ من الموت، وهو خوف جماعيّ يضطلع التاجر بإظهاره تخييلا. ولا تروى الحكايات على لسان التجّار الثلاثة بغاية شراء دم التاجر المهدّد بالقتل من العفريت إلّا ظاهرا؛ أمّا تحوير معناها الرمزيّ فهو تجسيم القوّة المهدّدة في المرأة خاصّة ومسْخُها (إبطال فعاليتها)، ومن ثمّة إبطال الخوف من الموت التاريخيّ (العفريت والقتل).
لا تكاد تختلف حكاية «الصياد والعفريت» عن حكاية «التاجر والعفريت» في تخييل النفسي- التاريخيّ (الخوف من الموت) من طريق التحبيك؛ حيث ينشأ وضع الورطة فيها أيضا من كون الذات (الصيّاد) تُلفي نفسها مُقحَمة في مشكلة مُواجهة القتل من قِبَل العفريت الذي أنقذه من القمقم، من دون أن تكُون بدورها قد أتت بفعل يستحقّ العقاب، بل إنّ فعل إنقاذ العفريت قد أتى بحكم المُصادفة، لا بحكم فعل قصديّ؛ الشيء الذي يُفيد غياب الإرادة، وحضور غير المتوقَّع الذي يُمثِّله العفريت. لكنّ وجه الاختلاف بين هذه الحكاية والأخرى السابقة يتمثَّل في عدم اختيار الاستسلام، وإبداء ردّ فعل تُجاه الوضع الذي هي فيه بغاية إنقاذ نفسها، فلم يكن ردّ الفعل غيريّا، بل ذاتيّا؛ ممّا يُؤهِّل الصيّاد لأن يكُون ذاتا سرديّة مُريدة، وفاعلة، وقادرة تستطيع تقويم الوضع وإنتاج ردّ الفعل (الحلية)؛ ممّا يقلب الوضع، ويحوِّل العفريت إلى خادم لمصلحتها. وينبغي عدم فهم الذات- هنا- سيميائيا، وإنما بوصفها مُكثِّفة حياةٍ (بيولوجيا- قيميا- تاريخيا- أنثربولوجيا… الخ).
لا ينشأ التأويل في هذه الحكاية إلّا على مُستوى الجزاء الناجم عن إنقاذ «العفريت» من القمقم مرّة ثانية (إرشاده إلى بحيرة السمك). ويقوم هذا التأويل على وحدات أربع: القمقم- البحر- البحيرة- السمك. وإذا كان «العفريت» تمثيلا للقوّة المهدِّدة التي تُعَدُّ تجسيما للنفسي – التاريخيّ، التي تُخرجَن من داخل الذات، فإنّ القمقم هو التاريخ نفسه (الزمان) في هيئته الملتبسة؛ ولا يُمْكِن فصله عن فضائه الرمزيّ البحر الذي يتضمّن في بنيته الغدر والتقلّب. إنّ شح البحر المتقلِّب هو شحّ التاريخ نفسه، وكفّه عن أن يكُون مُتملَّكا من قِبل الذات العربيّة. لكنّه يتضمّن- مع ذلك- في طيّاته ما يُفسِّر هذا الشحّ، أي ما يهبه الساكن في القمقم (القوى غير المرئية) من جزاء- رسالة. والمقصود بهذا الأخير التنبيه إلى مصدر الخلل التاريخيّ. ومن ثمّة فإرشاد الصيّاد إلى بحيرة السمك إرشادٌ إلى موضع العلّة المزدوجة المتمثِّلة من جهة في العقم التاريخيّ الناجم عن القطيعة بين المجد (الخلفاء الأقويّاء) والتدهور (ابن الملك المسحور نصفه الأسفل إلى حجر)، ومن جهة أخرى في تواطؤ المرأة (زوجة ابن الملك المسحور) والعبد الأسود. وهذا الأخير تمثيلٌ لجميع العناصر الدخيلة التي هي غير عربيّة، خاصّة المماليك الذين سيطروا على الخلافة. وينبغي التنبّه إلى رمزية السمك في هذا النطاق؛ فهناك انتقال من السمك الحقيقيّ (البحر) إلى السمك الرمزيّ الملوَّن (البحيرة)؛ فهو انتقال من تمثيل التاريخ الحقيقيّ إلى التمثيل السيِّئ له (المسخ: الملوّن الدال على الدخيل). ومن ثمّة يُفسِّر السمكُ الممسوخ اضطرابَ الحياة (الرزق: ندرة السمك الحقيقيّ «العرق الأصيل» في البحر «التاريخ»).

٭ أكاديمي وأديب مغربي

وضع الورطة في «ألف ليلة وليلة»

عبد الرحيم جيران

أكاديمية الأوسكار تدعو أعضاء من 57 دولة للانضمام اليها

Posted: 29 Jun 2017 02:17 PM PDT

لوس أنجليس – «القدس العربي» : أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأمريكية صباح أمس عن دعوة 744 عضوا جديدا من 57 دولة للانضمام اليها، وهو أكبر عدد من مدعوي العام الماضي الـ 683 الذي كان رقما قياسيا في تاريخ الأكاديمية وكان ما يقارب ضعف عدد مدعوي عام 2015.
وللمرة الثانية على التوالي، تضم قائمة الأعضاء الجدد نسبا عالية من النساء والملونين وهي 39% و 30% على التوالي.
وحسب إعلان الأكاديمية فان نسبة أعضائها الملونين ارتفع 331% منذ 2015. تضخم عدد الدعوات للملونين من الانتقاد الحاد، الذي تعرضت له الأكاديمية قبل عامين، وحملة الأسكار بيضاء للغاية عام 2016 عندما غاب الملونون عن ترشيحات الأسكار في الفئات الرئيسية، مما دفع الأكاديمية للاعتراف بأن السبب وراء ذلك كان يكمن في ضآلة نسبة المصوتين الملونين، التي كانت 8 % من أصل 6000 عضو، معظمهم من الرجال البيض، وتعهدت بتعزيز التعددية من خلال دعوة أعضاء ملونين للانضمام لها.
وفعلا ارتفعت نسبة الأعضاء من الأقليات العام الماضي من 8 % الى 11% ونسبة النساء من 25 % الى 27 %، وكان تأثيرهم ملموسا في ترشيحات أوسكار هذا العام، إذ أن نسبة عالية من المرشحين كانت من الملونين. وبلا شك أن ترؤس امرأة سمراء وهي بون أيزيك للأكاديمية ساهم أيضا في تحقيق ذلك.
ومرة أخرى ضمت قائمة الأعضاء الجدد عددا قياسيا من العرب والمسلمين في فروع عدة ومن ضمن الأعضاء الجدد العرب:
الممثل الامريكي المصري رامي مالك، بطل المسلسل التلفزيوني «السيد روبوت» والحائز على جائزة الايمي لأفضل مسلسل تلفزيوني العام الماضي.
المخرج المصري محمد دياب، الذي مثل فلماه «اشتباك» و«القاهرة 678 « مصر في منافسة الأوسكار عامي 2016 و 2011 على التوالي. المخرج المغربي نبيل عيوش، الذي مثل فيلمه «خيال الله» المغرب في منافسة الأوسكار عام 2012.
المخرج الجزائري محمد لخضر حامينا، وهو المخرج الوحيد الذي فاز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كانّ السينمائي عام 1975 عن فيلمه «وقائع سنين الجمر».
المخرجة الوثائقية المصرية جيهان النهري، التي اخرجت فيلم «ناصر»عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. المخرجان والمنتجان الوثائقيان السوريان الزوج :عروة نايربية وديانا الجيرودي.
المنتجة المغربية خديجة علمي المتخصصة في انتاج أفلام مستقلة. المخرج الجزائري الفرنسي سليم عزازي، الذي رشح فيلمه القصير «اعداء في الداخل» للأوسكار هذا العام. تقني المؤثرات الخاصة نافز بن زافار.
كما تضم قائمة الأعضاء الجدد عدداً كبيراً من المسلمين وخاصة من إيران. يذكر أن المخرج الايراني أصغر فارهادي فاز بأوسكار أفضل فيلم أجنبي هذا العام بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي عن سن قانون يمنع مواطني سبع دول مسلمة ومن ضمنها ايران من دخول الولايات المتحدة.
يذكر أن الأكاديمية منحت ممثلا مسلما أوسكار أفضل ممثل مساعد وهو علي ماهرشالله لأول مرة في تاريخها هذا العام.
ارتفاع نسبة عدد الأعضاء العرب والمسلمين سوف يرفع بلا شك امكانيات حصول فنانين عرب ومسلمين على ترشيحات جوائز أوسكار في المستقبل ويرفع من قيمة أفلامهم وبالتالي يفتح لهم أبواب هوليوود ويعزز من حضورهم فيها وفي أفلامها.

أكاديمية الأوسكار تدعو أعضاء من 57 دولة للانضمام اليها

حسام عاصي

«أرانب» الحاوي نتنياهو وغياب المبادرة الفلسطينية

Posted: 29 Jun 2017 02:16 PM PDT

مزرعة أرانب في كُم رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو. فهو «ساحر» محترف يتقن حرف الانظار عن الجوهر، وشدِّها نحو قضايا جانبية، وغير مُحقّة ايضا. ويتقن اختيار التوقيت الملائم لاخراج «أرنبه» من كُمِّه.
«الأرنب الأكبر» الذي اخرجه، حتى الآن، هو «يهودية الدولة». ورغم تفاهة طرح هذا الموضوع، فانه ما زال يربك الفلسطينيين، ويقنع كثيرين في عالم المنحازين منذ البداية لمشروع الاحتلال والاستعمار الاسرائيلي لفلسطين، بان المسألة جوهرية، ويتوجب على الفلسطينيين الاقرار العلني بذلك، وإلّا.. فإنهم يتحملون مسؤولية تعطيل «المسيرة»(!).
هكذا ينفّذ نتنياهو سياسة «معلِّمه»، اسحق شامير، الذي وعد الاسرائيليين عند انجراره الى «مؤتمر مدريد» بأوامر صريحة من الرئيس الامريكي، جورج بوش الاب، ووزير خارجيته، جيمس بيكر، انه سيقود «مفاوضات لا تنتهي».
آخر ثلاثة «أرانب» اخرجها نتنياهو الى النور هي: 1ـ التحريض الفلسطيني؛ 2ـ تخصيص رواتب لعائلات الشهداء والاسرى الفلسطينيين؛ 3ـ تسمية شوارع وميادين ومؤسسات تخليداً لـ»مخربين» ملطخة ايديهم بدماء «ابرياء» اسرائيليين.
المؤلم في الموضوع، هو طريقة التعاطي الفلسطيني الرسمي، (او قل «الشرعية الفلسطينية»)، مع هذه السياسة الاسرائيلية. فهي تارة تتبنى سياسة الدفاع، وتارة تستجيب لها جزئيا وعلى استحياء، وتارة تستجيب لها ببجاحة، وهي وصمة عار في جبينهم وتاريخهم، وآخر مثال على ذلك هو ازالة النصب التذكاري للشهيد البطل الحقيقي خالد نزّال، القائد العسكري في الجبهة الديمقراطية، من احدى ساحات مدينة جنين، بعد ايام فقط من الاحتفال باقامته.
سياسة هذه «الشرعيات الفلسطينية» هي منزلق خطير نحو هاوية لا قعر لها. فما زال في كُم «الساحر» نتنياهو أرانب كثيرة. واذا استمرت هذه السياسة، فلا غرابة ان نصل الى الاضطرار الى محو تاريخنا ونضالنا بيدنا، والى التخلي عن شهدائنا الابطال الابرار، الذين لولا تضحياتهم المشرّفة لما عاد نحو نصف مليون لاجئ فلسطيني (حتى الآن)، ومنهم هذه «الشرعيات»، الى ارض فلسطين؛ وقد لا يتوقف الامر حتى عند حد مطالبة سلطات الاحتلال والاستعمار الاسرائيلي لنا بأن نهدم بايدينا اضرحة الأعز بين شهدائنا ومناضلينا: أبو عمار ومحمود درويش.
ـ افضل نتيجة للدفاع، تظل أسوأ من اي نتيجة لهجوم مدروس.
ـ أسوأ نتيجة للهجوم المُعَدّ له بإتقان، خير من أفضل نتيجة ممكنة للدفاع.
ـ المبادرة هي الفعل، ومن لا يفعل يتحول الى «مفعول به».
هذه حقائق ثابتة. لكن السِّمة الغالبة للعمل السياسي الفلسطيني، على مدى ما يزيد من قرن وعقدين من الزمن، ومنذ انطلاق الحركة الصهيونية عام 1897، وحتى الآن، (باستثناء ثماني وعشرين سنة، هي سنوات انطلاق الثورة الفلسطينية الحقيقية المعاصرة عام 1965، ولغاية توقيع اتفاقية اوسلو عام 1993)، كانت التخلف والضعف الفلسطيني، من عهد الحاج امين الحسيني الديني، الى عهد احمد الشقيري القومي، ثم السنوات العجاف منذ العام 2005 وحتى الآن، التي اختلطت فيها مراحل «الرقص» على «طبلة» ايهود براك ووريثه شارون، وصولا الى طبلة «الساحر» نتنياهو، ومعزوفته المفضّلة: «الحياة مفاوضات».
حتى لا يظل ما اعتقده سياسة فلسطينية يجدر بنا اعتمادها مجرد كلام نظري، ألجأُ الى التوضيح: إدامة الإشتباك مع العدو بتواصل ودون أي انقطاع، هي السياسة الحكيمة التي يتوجب على الفلسطينيين ممارستها. لكن هذا لا يكفي، حيث ان الاهم هو المبادرة، وعدم الانجرار الى اشتباكات على مواضيع يختارها العدو، جوهرية او هامشية، وفي ساحات محلية او دولية،.هذان الموضوعان: إدامة الإشتباك، والمبادرة الى الفعل، باختيار قضايا الإشتباك وساحاته، هما القاعدتان التي يمكن بناء سياسة فلسطينية حكيمة ومثمرة عليهما.
ازيد توضيحا: نحن الشعب الذي خسر وطنه (في حرب لم يخضها)، بالاحتلال الاول، ثم ما تلا ذلك من استعمار في حرب حزيران المشينة عام 1967. ومصلحة اسرائيل ان تنعم بما كسبت. وذلك ما لا يمكن تحقيقه الا اذا لاذ الفلسطينيون الى الهدوء، ولم يتبنوا طريق المقاومة (بكل اشكالها المشروعة لكل شعب يقع ضحية لاحتلال واستعمار)، وصمتوا عن المطالبة باملاكهم الفردية والوطنية، وحقوقهم السياسية الشرعية. ما تسعى اليه اسرائيل هو «الهدنة» فقط، وعدم التواصل مع ضحيتها، الشعب الفلسطيني، لأن الهدنة تخدم هدفين جوهريين لاسرائيل، اعترف دافيد بن غوريون باحدهما في مذكراته، وكنت قد ذكرتها في اكثر من مقال، حيث يقول: «اذا سعينا لاحراز سلام، فانهم سيطلبون ثمناً لذلك..ربما تعديلا في الحدود، او اعادة لاجئين، او ربما كليهما،.. ولذلك: الهدنة تكفينا».، واما الهدف الثاني الذي «نسي» بن غوريون تسجيله، فهو ان «الهدنة» بما تشير تلميحا له، انها مرحلة انتظار لحرب تالية تستدعي الاستعداد لها، وهي بذلك تحفظ تماسك المجتمع الاسرائيلي، وتمنع تفجر الصراعات بين المهاجرين اليهود، القادمين من حضارات وتقاليد وعادات ولغات ودول متعددة. ويمكن هنا اعادة التذكير بما قاله شامير حول «مفاوضات لا تنتهي».
ثم: اكتفاء الضحية، شعبنا الفلسطيني، ممثلا بقياداته، بردة الفعل على ما يبادر عدوه الى طرحه، (حتى ولو كانت ردة فعل هذه القيادات هي الرفض المطلق لما تثيره اسرائيل من قضايا ومواضيع)، هو تقصير يُسجَّل في سيرة القيادات الفلسطينية. ان تقصير «القيادة الشرعية» وامتناعها عن المبادرة بطرح القضايا الجوهرية التي تربك حكومة اسرائيل، وتفضح سياساتها العنصرية امام العالم، وتستدرج تأييدا اكثر على الساحة الاسرائيلية والساحات الدولية، لمطالب وحقوق الشعب الفلسطيني، وتستدرج تنديدا ورفضا اكثر، من شعوب العالم لسياسات حكومات اسرائيل العنصرية، هو امر جدير بان تحاسب عليه هذه القيادة.
نعود اخيرا الى المواضيع الصغيرة: آخر «أرنبين» اطلقهما «الساحر» نتنياهو، كانا: «التحريض الفلسطيني» على العنف ضد المدنيين الاسرائيليين، متمثلا في كتب التعليم في المدارس الفلسطينية، والثاني: تخليد «قتلة ومخربين» فلسطينيين بإطلاق شوارع وساحات ومؤسسات في مناطق السلطة بإطلاق اسمائهم عليها. ما رأيكم، (في ما يخص ارنب التحريض في كتب التاريخ الفلسطينية، للصفوف الابتدائية والثانوية)، بإزالة كل «تحريض» لمؤرخ او لكاتب فلسطيني، واستبداله بدرس لمدارس الفلسطينيين بعنوان محاولة الإجابة على سؤال: «لماذا رفض عالم الفيزياء الأهم في القرن العشرين، البرت آينشتاين، اليهودي، عرض بن غوريون له سنة 1952، ان يكون رئيسا لدولة اسرائيل؟؟». ثم، لدرس التاريخ الثاني في المدارس الفلسطينية: لماذا قال البرت آينشتاين ان اعضاء إيتسل، (إرغون لوحمي ايرتس يسرائيل ـ منظمة مقاتلي ارض اسرائيل)، بقيادة بيغن، واعضاء ليحي، (لُوحمي حيروت يسرائيل ـ مقاتلو تحرير اسرائيل)، بقيادة شامير «انهم مجرمون»؟
وللدرس الثالث في التاريخ: «لماذا وقّع العالِم البرت آينشتاين، مع 24 شخصية يهودية، على رسالة/إعلان نشرتها صحيفة نيويورك تايمز يوم 4.12.1948 ورد فيها ان الموقعين «قلقون» من ان حركة «حيروت» ستحصل على دعم، وهي، كما ورد في الرسالة/الإعلان «خلطة من التعصب القومي والتطرف والغيبية الدينية والتفوق العنصري»؟.
اما للدرس الرابع في التاريخ الحديث للمدارس الابتدائية والثانوية وللجامعات الفلسطينية، فتختار وزارة التعليم الفلسطينية مادة بعنوان: «لماذا قال المفكر، الصهيوني، إحاد هعام، منافس هرتسل على زعامة الحركة الصهيونية، في تقريره الى الحركة الصهيونية، إثر زيارته لفلسطين في العقد الاول من القرن الماضي، «ان في فلسطين شعبا، وهي ليست ارضا بلا شعب، لشعب بلا ارض». ثم لِيَلي ذلك اسئلة من مِثل: أعرب ما يلي، او بيِّن افعال الماضي والمُضارع في الفقرة الثانية من النّص اعلاه.
في ما يخص تخليد الشهداء والابطال الفلسطينيين، يكفي ان يُذكِّر الفلسطينيون الاسرائيليين والعالم، ان الطبيب اليهودي المجرم الضابط في الجيش الاسرائيلي، باروخ غولدشتاين، (وهو، بالمناسبة، خريج كلية الطب على اسم البرت آينشتاين، في جامعة «يشيفا» اليهودية في اميركا)، ذهب للصلاة في الحرم الابراهيمي في الخليل حاملا سلاحه، حيث صلّى في «القاعة اليهودية» مع اثني عشر يهوديا، وفي القاعة الرئيسية للحرم نحو 800 مُصلٍّ مسلم في صلاة الفجر في يوم الجمعة، الخامس عشر من رمضان الذي يوافق 25.2.1994، وفور انتهائه من صلاته انتقل الى القاعة حيث المُصلّين الفلسطينيين، واستل سلاحه وبدأ بارتكاب جريمته، فقتل 29 مُصلّياً فلسطينياً وجرح 129 آخرين، وقُتل اثناء محاولته تغيير المشط في بندقيته، ثم دفن في مستعمرة «كريات اربع» المقامة على اراضي احدى قرى محافظة الخليل، وأُقيم على قبره نصب تذكاري كُتب عليه ما ترجمته: « ضحّى بروحه من اجل بني اسرائيل،..طاهر الكفِّ وصاحب القلب الطيب، لتكن ذكرى الصِّدّيقين الشهداء الى الأبد،..ولينتقم الله لدمه»، واصبح، وما زال، قبره مزاراً يتسابق غلاة العنصريين الاسرائيليين وغيرهم من اليهود لزيارته والحج اليه.
حكاية المجرم اليهودي الاسرائيلي، عامي بوبر، لا تقل فظاعة واستفزازا لاي عاقل سليم الطوية: قتل سبعة عمال فلسطينيين وجرح احد عشر فلسطينيا آخر في «ريشون لتسيون» يوم 20.5.1990، (ايام الانتفاضة الاولى)، وفي التحقيق الاوّلي معه قال انه فعل ذلك لأن صاحبته هَجَرته، ثم قال انه فعل فِعلته الاجرامية لأنه تعرض لعملية اغتصاب عندما كان في الثالثة عشر من عمره. حكم بِعدّة مؤبدات، ولكنه وهو في السجن تزوج عام 1993، من سارة غولدبرغ اليهودية الكندية الناشطة في حركة «كاخ» اليهودية العنصرية، وسمح له الاختلاء بها، فانجبت له ثلاثة اولاد، وبعد ان بدأ التمتع بإجازات من السجن عام 1997، قاد سيارة سنة 2007 بدون ان يحصل على ترخيص قيادة سيارة، وتسبب بحادث سير قتلت فيه زوجته وابنه الاصغر، وأُصيب فيه هو وابناه الآخران بجروح. وبعد ذلك، وفي العام 2013، عاد وتزوج من امرأة ثانية.
اكثر من ذلك: يغئال عمير، قاتل رئيس الحكومة الاسرائيلية الاسبق، اسحق رابين، يوم 4.11.1995، تزوج وهو في السجن عام 2004، من استاذة الفلسفة المطلقة، لاريسا تريمبوفلر، وسمح ويسمح له بالاختلاء بها، وانجبت منه ابنا. والمضحك المبكي ان المحكمة الاسرائيلية قضت ان تتم ختانة الابن في السجن في حضن والده المجرم وبحضور ابناء عائلته، وتم ذلك يوم 4.11.2007، اي نفس يوم ذكرى ارتكاب عمير لجريمته.
يستكثر «الساحر» نتنياهو ان يحفظ الفلسطينيون لعائلات شهداء واسرى وجرحى تحرير فلسطين لقمة العيش، لا اكثر.
هل انزلقت انا ايضا الى دائرة رد الفعل، بدل المبادرة؟.

٭ كاتب فلسطيني

«أرانب» الحاوي نتنياهو وغياب المبادرة الفلسطينية

عماد شقور

حين تتحول الحسيمة إلى رهان سياسي وانتخابي

Posted: 29 Jun 2017 02:16 PM PDT

ثمة مؤشرات دالة حصلت في شكل التعاطي السلطة السياسية مع ملف الحسيمة ترجح أن تكون بعض النخب المؤثرة في القرار السياسي تستفيد من هذا الاحتقان وتريد ربما أن تمد قليلا في عمره إلى أن يثمر نتائجه السياسية.
يتربع على رأس هذه المؤشرات المؤشر الانثروبولوجي المرتبط باستمرار السلطة في تجاهل ثقافة المنطقة وتكوينها النفسي وتراكمها التاريخي، فمع أنها تمتلك رصيدا هائلا يسمح لها بفهم طبيعة وتكوين الشخصية الريفية، إلا أنها تمعن في إنتاج مواقف مستفزة تستدعي من قبل الساكنة «عنادا انتحاريا» لا سبيل إلى مراجعته، من ذلك على سبيل المثال، ممارسة العنف وانتهاك حرمة البيوت واعتقال ما ينيف على المئة من شباب وقيادات الحراك، ثم إطلاق مبادرات بعد ذلك لطلب الهدوء والطمأنة بأن هناك إصرارا من أعلى سلطة في البلاد على تنزيل مشروع «الحسيمة منارة المتوسط» وفتح تحقيق في ملابسات الإخلال بمواعيد تحقق هذا المشروع. المعطيات الانثروبولوجية حول المنطقة تؤكد بأن الشخصية الريفية لا يمكن أن تنخرط في مسارات براغماتية بعيدا عن روح الوفاء للمعتقلين، في الثقافة والتكوين النفسي للشخصية الريفية «الرجولة والكرامة سابقة على تحقيق مؤشرات تنمية». وهو ما يطرح السؤال عن سبب عدم استثمار هذا الرصيد؟
ثاني هذه المؤشرات، وهو شكل التعاطي مع ارتفاع الطلب على التدخل الملكي، ففي الوقت الذي تكثف الطلب من مكونات سياسية ومدنية وحقوقية وإعلامية للتدخل الملكي لطي هذا الملف، على اعتبار إعلان ساكنة الريف فقدان ثقتهم في الوسطاء ورغبتهم في تدخل مباشر للملك، تحركت نفس النخب المؤثرة في السلطة لإثارة سؤال: وماذا لو تجاوز الحراك في الحسيمة التدخل الملكي ولم يتم التجاوب معه؟ وهكذا تم استغلال تصريحات قيادات في الحراك برفض قبول طلب العفو الملكي للإفراج عن المعتقلين للدفع بأطروحة الخوف من «إحراج الملك» و»مخاطر التدخل الملكي»، ولذلك، ورغم ارتفاع وتيرة الطلب على التدخل الملكي، لم يحصل أي تحول دال على مستوى مضمونه، فبقي مرتبطا بتحقيق مشروع «الحسيمة منارة المتوسط» مع رفع السقف قليلا بفتح تحقيق حول ملابسات تأخر الإنجاز ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.
ثالث هذه المؤشرات يرتبط بتوجيه قراءة دلالات الحراك، ففي الوقت الذي تم فيه الربط بقوة بين الحراك وما رافقه من انهيار نخب الوساطة وبين عودة السلطوية بقوة إلى التحكم في المشهد السياسي والتي ظهرت معالمها بوضوح مع ست أشهر من البلوكاج ومع إعفاء رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران وتشكيل حكومة لا تعكس نتائج اقتراع السابع من أكتوبر، ففي الوقت الذي تم الربط فيه بين الحراك وبين حصول نكسة في المسار الديمقراطي، أخرجت بعض النخب المؤثرة في السلطة توجيها سياسيا مقابلا حاولت أن تلف فيه الحبل على عنق القوى الديمقراطية، وذلك من خلال الإيحاء بأن حكومة بنكيران السابقة هي التي تسببت في إنتاج الحراك بسبب عدم تنفيذها لمشروع منارة المتوسط، وقد بدا هذا المؤشر واضحا من خلال رفض حزب الأصالة والمعاصرة (الحزب الذي تأسس بعناية من السلطة) تشكيل لجنة نيابية لتقصي الحقائق حول أحداث التدخل الأمني بالحسيمة بدعوى أن الملف بيد القضاء وتقديمه لمقترح بديل يرمي لتشكيل لجنة تقصي الحقائق حول أسباب عدم تحقق مشروع الحسيمة منارة المتوسط، مع مبادرة انفرادية لم تلق تجاوبا سياسيا لعقد مناظرة الحسيمة في مدينة طنجة، ثم الخروج الإعلامي المثير لقيادة هذا الحزب في قناة عمومية ومطالبته بمحاكمة وزراء وإدخالهم للسجن بسبب عدم تنفيذهم لهذا المشروع.
والحقيقة أن معالم هذا التوجيه السياسي بدأت مع لفتة ملغزة لمستشار الملك فؤاد عالي الهمة، الذي بدل أن يكتفي بنفي أخبار راجت حول مضمون لقاء جمعه برئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران وتكذيب توجيه السلطة طلبا إليه للمساعدة في حل ملف الحسيمة، تضمن رده عناصر زائدة على النفي والتكذيب تنبه إلى مسؤولية رئيس الحكومة في الحراك (الإشارة إلى أن الحراك بدأ في عهد حكومته) وبعثه رسالة مشفرة وقاسية مفادها انتهاء دوره السياسي.
رابع هذه المؤشرات، ويرتبط بتجدد الارتباط والتناقض في سلوك الدولة في تعاطيها مع الحراك، فبعد تسجيل التحول من اتهام الحراك بالانفصال إلى الاعتراف بعدالة المطالب ومشروعية الاحتجاج، إلى التأرجح المتكرر بين المقاربة الأمنية وإعادة طرح نفس المبادرة السياسية، إذ انعكس هذا التأرجح على موقف رئيس الحكومة الذي كان يطيل الصمت حين تستفرد المقاربة الأمنية بالتعاطي، ثم يظهر بشكل خافت حين تنتج المقاربة الأمنية أخطاء غير قابلة للجبر، ثم تعود المقاربة الأمنية لتسيطر على المشهد كما وقع يوم عيد الفطر، ويلوذ رئيس الحكومة بالصمت قبل أن يأخذ من جديد المبادرة ويعيد تكرار نقاطه الثلاث: تعليمات صارمة بإنجاز المشروع، تأكيد على شروط المحاكمة العادلة، وطلب الهدوء لتوفير مناخ الاشتغال والبحث في سبل الانفراج.
هذا التأرجح غير المفهوم في التعاطي، خاصة بعد العملية العنيفة التي تعرض لها المحتجون يوم عيد الفطر، تزكي شكوكا حول ما إذا كانت هناك رغبة في استمرار الاحتقان وتحويله إلى عائد سياسي يوسع هوامش السلطوية ويجهزعلى ما تبقى من مكتسبات ديمقراطية تحققت في فترة ما بعد دستور فاتح يوليو 2011.
ما يزكي هذا التخوف أن ثمة ثلاثة وزراء من حزب التقدم والاشتراكية (أي كل وزراء هذا الحزب في الحكومة)تم اعتبارهم معنيين بتأخر مشروع الحسيمة منارة المتوسط مع وجود وزراء آخرين محسوبين على حزب العدالة والتنمية، هذا في مقابل تثبيت والي جهة طنجة تطوان الحسمية في منصبه في حركة الولاة والعمال التي تم التأشير عليها في المجلس الوزاري الأخير نفسه مع أنه المعني الأول بتنزيل هذا المشروع.
في تحولات المشهد السياسي الذي عرفه المغرب زمن البلوكاج وجهت السلطة لحلفاء العدالة والتنمية ضربات عنيفة، فتلقى أمين عام التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله تأنيبا قويا تضمنه بلاغ للديوان الملكي، ونال حزب الاستقلال النصيب الأوفر من هذه الضربات. اليوم، ثمة نخب مؤثرة تسعى ربما أن يكون جزءا من مخرجات محاسبة المسؤولين عن عدم تنفيذ مشروع منارة المتوسط توجيه ضربة للحليف المتبقي للعدالة والتنمية (حزب التقدم والاشتراكية) وربما إخراجه من الحكومة ولف الحبل في عنق حزب بنكيران، ولم لا التوجه بعد ذلك لانتخابات سابقة لأوانها.
ليس غريبا في غمرة هذه التحولات أن يخرج حزب الأصالة والمعاصرة بمقترح قانون يقضي برفع الحصانة عن الوزراء واعتقالهم وسجنهم تحت مسمى ربط المسؤولية بالمحاسبة!

٭ كاتب من المغرب

حين تتحول الحسيمة إلى رهان سياسي وانتخابي

بلال التليدي

تيران وصنافير وصفقة القرن

Posted: 29 Jun 2017 02:15 PM PDT

في الأول من يوليو تنتقل ملكية جزيرتي تيران وصنافيرعلى مدخل خليج العقبة من مصر إلى السعودية، ويهبط العلم المصري ليرتفع مكانه علم السعودية، وبالتالي تصبح مياه خليج العقبة مياها دولية مقسومة بين دولتين، وينتهي وصف مدخل المضيق بأنه مياه إقليمية تابعة لمصر، تقرر من يدخلها أو يخرج منها، توافق أو لا توافق على مرور ما تشاء من البواخر التجارية والسفن الضخمة، ويصبح الممر المائي مياها دولية تنطبق عليه مجموعة من قوانين جديدة، لا تتحكم فيها أي من السعودية أو مصر.
بهذا التحول يصبح لإسرائيل حق مرور سفنها إلى ميناء أم الرشراش (إيلات) مثلها مثل الأردن في المرور إلى ميناء العقبة. وستتشابك مصالح الدول الأربع، وتجد نفسها تتقاسم المنافع والخدمات والتسهيلات. إذن عملية الانتقال ليست قصة بينية بين مصر والسعودية فحسب، بل ستضع إسرائيل على قدم المساواة مع بقية الدول الثلاث. إنها مقدمة لاستغلال إسرائيل للوضع لصالحها والاستمرار في بناء مشروعين عملاقين: قناة تربط إيلات بالبحر المتوسط وخط سكة حديد تربط إيلات بميناء أسدود. ليس لأحد حق الآن في ما تدخل إسرائيل من معدات ضخة وأجهزة حفر كبيرة من الممر المائي، الذي لن يعود منذ اليوم الأول من يوليو مياها إقليمية مصرية.
تاريخيا كانت الدول الغربية الداعمة لإسرائيل تجادل في أن مضائق تيران هي مياه دولية، وبالتالي ينطبق عليها مبدأ «كورفو» للملاحة في أعالي البحار (قضية أمام محكمة العدل الدولية 1947- 1949). وقد اعتمدت الجمعية العامة على غضب من كل الدول العربية عام 1957 «المعاهدة الدولية للحدود البحرية»، في البند 16 الفقرة الرابعة، التي تنص على حرية الملاحة البريئة (هكذا) في مضائق مائية مرتبطة من جهة بأعالي البحار وحدود بحرية لدولة أخرى». وكان المقصود في هذا إعطاء إسرائيل حق المرور في مضائق تيران، باعتبارها مياها دولية، وهو ما رفضته مصر تاريخيا، وقامت بإغلاق المضائق يوم 21 مايو 1967، الذي اعتبرته إسرائيل إعلان حرب، حيث كانت تتلقى 90 في المئة من وارداتها النفطية عبر خليج العقبة. لقد راجعت العديد من المقالات والكتب والمداولات داخل الجمعية العامة وخارجها، ولم أعثر على ما يشير لتقاسم ملكية مدخل خليج العقبة بين مصر والسعودية. وليراجع من هو مهتم بالموضوع وثائق مؤتمر قانون البحار المنعقد في جنيف عام 1958 والمنشورة في «المجلة الأمريكية للقانون الدولي تحت عنوان: الحق في المرور البريء عبر خليج العقبة الصفحة 564 العدد 53 لعام 1959». وكم أتمنى أن ينشر المسؤولون من البلدين الوثائق، التي لا تقبل الدحض والتي تلجم كل مشكك في ملكية الجزيرتين للسعودية.

ما حدث أغرب من الخيال، ففي يوم 8 أبريل 2016 قام الملك السعودي سلمان بزيارة رسمية لمصر، تم فيها الاتفاق على إعادة الجزيرتين إلى ملكية السعودية مقابل 15 مليار دولار، حيث بدا للكثيرين أن العملية صفقة بيع وشراء لا علاقة لها بإعادة أراض لأصحابها الأصليين، وإلا فالمستعمل للأراضي هو الذي يجب أن يدفع للمالك الأصلي مقابل الاستخدام لمدة طويلة. استغرب الشعب المصري في غالبيته هذا القرار، فخرجت مظاهرات في القاهرة، وتقدم أكثر من ناشط ومحام بدعوى قضائية ضد الدولة لإبطال هذه الصفقة. وقد ربح المحامي خالد علي الدعوى القضائية أمام محكمة القضاء الإداري، التي حكمت ببطلان اتفاقية إعادة الجزيرتين. إلا أن الحكومة عادت وقضت ببطلان قرار محكمة القضاء الإداري، عن طريق محكمة الأمور المستعجلة في أكتوبر 2016، باعتباره تدخلا في شؤون السلطة التنفيذية. وقدمت الاتفاقية للبرلمان المصري واعتمدها، رغم كافة المناكفات بين المعارضين والموافقين، يوم 14 يونيو الحالي ولم يبق إلا ساعة الاستلام والتسليم.
دور إسرائيل في اللعبة
لقد وافقت إسرائيل على صفقة نقل الجزيرتين إلى السيادة السعودية، كمدخل لتطبيع العلاقات مع السعودية، التي بدأت تظهر إلى العلن شيئا فشيئا. فحسب اتفاقية كامب ديفيد، من حق إسرائيل المرور الآمن في خليج العقبة، باعتباره مياها إقليمية مصرية. أما الآن فمسؤولية حترام الاتفاقية لا تقع على عاتق مصر فحسب، بل على عاتق السعودية. فما دام حق إسرائيل بالمرور مضمونا حسب الاتفاقية المذكورة، إذن تنفيذ هذا الحق لم يعد شأنا مصريا، بل شأنا سعوديا. فالصورة القديمة المعممة إعلاميا أن السعودية وإسرائيل عدوان بدأت تتكشف عن عمق العلاقة بينهما، ليس بسبب مصافحة الأمير تركي لنائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون عام 2010، أو زيارة اللواء عشقي لإسرائيل صيف 2016، بل لأن هناك علاقة إستراتيجية لعبت مصر في زمن عبد الفتاح السيسي دورا محوريا في ترتيبها. وتشمل هذه العلاقة رؤية مشتركة في موضوع الإرهاب (الإخوان المسلمون وحماس) والتحالف ضد إيران، وإيجاد حل إقليمي للقضية الفلسطينية يشمل تمكين قطاع غزة اقتصاديا بعد تسليم الراية لحليف البلدين محمد دحلان، الذي سيعطي غطاء فلسطينيا للتطبيع العلني والتحالف الأمني والعسكري والاقتصادي بين مصر والسعودية وإسرائيل وذيولها في المنطقة. ويرى الكاتب البريطاني جوناثان كوك أن تحسن علاقات إسرائيل مع السعودية سيعطيها فرصة لعزل القيادات الفلسطينية في كل من غزة والضفة الغربية، وهو ما سيجبر الطرفين على قبول الحل الإقليمي برؤية إسرائيلية، خاصة مع وجود الغطاء الفلسطيني الذي يتم تأهيله هذه الأيام.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان، مناحيم كلاين، أن إسرائيل تنظر إلى تمتين العلاقة مع مصر والسعودية، في كافة المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية، وتسعى إسرائيل للحصول على دعم الدولتين في فرض رؤيتها لحل المسألة الفلسطينية بما يخدم مصالحها. ويقول كلاين إن العلاقات بين السعودية وإسرائيل يبدو أنها قطعت شوطا طويلا، وتشمل الآن بالإضافة إلى الأمن والاستخبارات والتجارة، قيام إسرائيل بتدريب ضباط من الجيش السعودي.
ومن مظاهر التقارب الإسرائيلي السعودي، عدم اعتراض إسرائيل على صفقة السلاح التي عقدتها السعودية مع الولايات المتحدة بقيمة 110 مليارات دولار، وعدم الاعتراض على بناء جسر طوله عشرة كيلومترات، يربط بين السعودية ومصر قرب خليج العقبة، التي كانت قد عطلت بناءه عام 1988 عندما طرح لأول مرة. وفي حالة إتمام بناء الجسر، بعد تحويل الجزيرتين إلى السعودية تكون معالم التحالف الجديد الذي تلعب فيه إسرائيل القوة العسكرية الأساسية قد اتضحت تماما. وما عزز من هذا التوجه ارتقاء محمد بن سلمان إلى موقع ولي العهد، بعد إزاحة ابن عمه محمد بن نايف. لقد أثلج هذا التحول قلب إسرائيل وتكاد تطير فرحا، لأن ولي العهد الجديد سيجعل من أولوياته التصعيد مع إيران وحلفائها في المنطقة، كما كتب سفير الولايات المتحدة السابق في إسرائيل، ديفد شابيرو.
الصورة الكبرى الآن تبدو واضحة، وهناك إمكانية لوضع كافة قطع الحزورة في أماكنها الصحيحة، بما في ذلك الأزمة التي افتعلتها الدول الخليجية الثلاث ومصر مع قطر، بطريقة مسرحية ذات إخراج رديء وممثلين فاشلين. فالمطلوب الآن شطب أي مصدر تمويل لغزة أو حركة حماس، أو أي وجود فلسطيني يمثل شيئا من الاستقلالية السياسية أو النضالية، سواء في غزة أو في الضفة الغربية. وكي يتم تمرير هذا السيناريو بإقامة إمارة غزة تحت سيطرة دحلان، وبدعم سعودي مصري إسرائيلي لا بد من ربط القطع المتناثرة في الضفة الغربية بالأردن. وقد لا يستطيع الأردن رغم تخوفاته من موضوع تدفق مئات الألوف من الفلسطينيين إلى الأردن، وهو أمر غير مقبول شعبيا، إلا أن الضغوطات السعودية والمصرية من جهة، والحوافز الاقتصادية من جهة أخرى قد لا يستطيع الأردن مقاومتها، حتى لو توفرت الإرادة. ولكي تمر هذه الترتيبات دون تعبئة شعبية ضدها، لا بد من كتم صوت الجزيرة وقلع عيون كاميراتها، التي ما فتئت منذ إنشائها عام 1996 تضع القضية الفلسطينية على رأس أولوياتها.
أليست هذه صفقة العصر إذن، التي حدثنا عنها دونالد ترامب. ألا نرى أن فصولها بدأت تتكشف أمام عيوننا شيئا فشيئا، ومنها نقل الجزيرتين من ملكية مصرية إلى سعودية ليعبر التطبيع السعودي الإسرائيلي رسميا من تلك البوابة التي ولجتها مصر عام 1979.
محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بولاية نيوجرسي

تيران وصنافير وصفقة القرن

د. عبد الحميد صيام

كل القضية رواية مَن ستنتصر؟

Posted: 29 Jun 2017 02:15 PM PDT

من المرجح أن تستأنف الإدارة الأمريكية، مع انتهاء إجازة عيد الفطر، ضغوطها على السلطة الفلسطينية في قضية الأسرى القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي والمحررين منها، فالحكومة الإسرائيلية لن تتراجع عن محاولاتها إلزام القيادة الفلسطينية وجرها إلى التوقف عن دعم الأسرى الفلسطينيين وقطع رواتبهم، أو أية مستحقات أخرى تقاضوها هم أو عائلاتهم، حسب العرف الثوري الذي كان سائدًا، أو بعد تأطير معظمه في قوانين فلسطينية شرّعت بعد أوسلو، ويستمر التعاطي معها حتى أيامنا هذه.
فمن يدقق في هذه المسألة سيجد أن الإدارة الأمريكية تعتبر نفسها وتتصرف كوكيلة مؤتمنة على موقف الحكومة الإسرائيلية، وتنقل بحرفية «ببغائية» ذرائع بنيامين نتنياهو، بينما لا تملك هي، في الواقع، أسبابًا موضوعية وسياسية متماهية لتبنّي هذه القضية، من المنطلقات والمفاهيم نفسها التي تحرّك اليمين الإسرائيلي، والأهداف التي يريد تحقيقها من وراء ذلك .فنتنياهو يعلن في كل مناسبة ومن على جميع المنصات أن الأسرى الفلسطينيين هم «إرهابيون» ودعمهم من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية هو بمثابة دعمها «للإرهاب»، فإما أن تذعن السلطة وتتراجع عن دعمهم، وإما أن تصنف هي بدورها كسلطة «إرهابية» يتوجب معاقبتها ماليًا وسياسيًا.
لم تجئ مطالبة نتنياهو العنيدة والواثقة بشكل مفاجئ، فلقد قدّر أنه سينجح في إحراز مهمته، واليوم أكثر من أمس، خاصة وقد أفلح في تجنيد الإدارة الأمريكية الحالية لتبني موقفه بالكامل، وشخّص، قبل ذلك، في موقف السلطة بعض الإشارات «الإيجابية» التي ترجمها كاستعداد فلسطيني رسمي للتعاطي مع الموقف الإسرائيلي، بشكل قد يفضي إلى تغيير الأمر الواقع، على ما يطويه ذلك من مخاطر ومخاسر وطنية جسيمة.
قبل سنوات جندت إسرائيل عدة جهات أوروبية رسمية وأمريكية قامت جميعها بالضغط على السلطة في قضية الأسرى، وقد نجح هؤلاء في مساعيهم وسجلوا مكسبًا مبدئيًا لم تقدر قيمته الفعلية حينذاك، فاقنعوا القيادة بإلغاء «وزارة شؤون الأسرى والمحررين» وتحويلها إلى هيئة أُلحقت نظاميًا في هيكلية منظمة التحرير، على أمل أن يحمي هذا التعديل ظهر الفلسطينيين من وقع مطارق الإسرائيليين وينجيهم من غضبهم الجامح. قد تكون وعود الأوروبيين وحلفائهم في حينه صادقةً وإيمانهم حقيقيا، بأن شطب وزارة الاسرى سيحسن من مكانة الحكومة الفلسطينية، ويخفف بشكل جدي من الضغوط المفعلة على الرئيس محمود عباس، ولكن اقتناع الفلسطينيين بأن إسرائيل ستكتفي بهذا وتمضي قانعةً راضيةً نحو مستقبل المنطقة الوردي الموعود، كان وهمًا يعادل الرهان على صداقة العقرب أو إشباع النار بالحطب.
من يعتقد أن همّ إسرائيل من وراء هذه المطالبة هو التضييق المادي على الأسرى وعائلاتهم فهو مخطئ، لأن السلطة تدفع لأبنائها من خزينتها ومالهم، وبذلك تقوم بواجبها مثل ما تفعله كل حكومة مسؤولة تجاه مواطنيها، فكيف إذا كان المستحقون رهطًا من المناضلين الذين فدوا حرية شعبهم المنشودة بأعز ما يملكون؟ يعرف حكام إسرائيل هذه البديهيات، لكنهم يراوغون بحنكة ويمعنون أكثر بما يرغبون إنجازه، فهم يحاولون، من خلال هذه المواجهة أيضا، تثبيت أواصر روايتهم «التاريخية» وخلع أوتاد رواية الفلسطينيين الحقيقية، فالقضية كانت منذ فجر الصراع وما زالت حرب «روايات» وأيها ستصمد وستنتصر. لقد خزنت مرايا الشرق، من عهد المؤتمر الأزرق، أصداء أطماع الحركة الصهيونية العالمية في أرض فلسطين، يوم نسج قياديوها في بازل خطوط مؤامرة محكمة عمادها ابتلاع الأرض وإفراغها ممَن سكن فوقها وتحتها، واتفقوا كيف تمحى جغرافية «الصبر والزيتون» بتواز مع طرطشة حبر الرواية الاخرى وهو يرسم سمات فصلها الأول، تحت عنوان « شعب بلا أرض» وقصة «الأرض بدون شعب» باعثًا في الفضاء أشجان تهليلة حزينة ما فتئت تتكشف وتتداعى أمامنا يومًا بعد يوم.
لطالما كتبت في شأن الحركة الأسيرة الفلسطينية وعن تضحياتها المشرفة، لكنني أبرزت دومًا المعنى السياسي لوجودها ودورها المتميز في تشكيل الهوية الفلسطينية الجامعة والسليمة، والتزام أفرادها في مسيرة كفاحية متواصلة، في واحد من أهم ميادين المواجهة الطبيعية، بين أوضح رموز الاحتلال والمنذورين لمقاومته اليومية.
لقد نجحت الحركة الأسيرة في أن تبني شخصية الأسير الفلسطيني، وفق عصبة من معايير قيمية صارمة والتزام إنساني وطني نقي وعالي المسؤولية، تحولت كلها عبر السنين إلى سد مانع لحدوث أي انحرافات سلوكية فردية، أو انهزامات وطنية وليدة حالات الأسر العادي، حتى صار اسم الأسير الفلسطيني مثارًا للفخر يشرف شعبه وجميع أحرار العالم، وفي الوقت نفسه ظل منتصبًا كغريم وازن يستجلب احترام سجانه؛ فالأسير كان مناضلًا بامتياز، وبوصلة متأهبة ومرجعية لحقوق شعبه، ولذلك فرض احترامه على لغات العالم، وحفلت به قواميس الأمم كحامل لصليب الحق، الذي لم تخذله الحروف ولم تلتبس بشأنه الشرفات.
هذا هو لب الرواية، فأسرى مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وإن ظهر بينهم، عبر العقود، ندرة من نشاز وشواذ، يبقون شيفرة الحقيقة الثابتة ولحاءها الغض وسهم الخلود الباقر صدر المزاعم والأساطير؛ ضجيجهم برق ورعد، صبرهم رقص السواسن في السفوح. دمعهم ياقوت على صدر الوطن، وحين ينسكب تروى مزارع البقاء والصمود. إنهم الأحرار ولدتهم أمهات يغار «عباد الشمس» من صفحات وجوههن الباسمات، وعلامات ساطعات على جبين النهار، فكيف ستحيلهم صرخة «ترامبية» بائسة إلى إرهابيين منبوذين، وتحولهم زمجرة باهتة من نتنياهو إلى سقاة للدم وحفارين في بطن الظلمة؟
أوَ ليسوا ثوارًا كانوا وما زالوا رفاق الوعد؟.
إنني على يقين بأن القيادة الفلسطينية سترفض شروط نتنياهو، فإسرائيل عرفت كيف تحترم «أبطال» حروبها ومعاركها الماضية، وخلّدت أسماءهم في سجلات ذاكرتها وعلى يافطات شوارعها، وخشبات المسارح وألواح مدارسها، ولقد حظي بمثل هذا التكريم حتى من نسف من مقاتلي منظماتها فندقًا أو دمّر حافلة وقتل عشرات المدنيين؛ وعلى جبهة أخرى فما زالت وزارات إسرائيل تدفع من خزينة الدولة للسجناء، أو لعائلاتهم، الذين أدينوا بأحقر الجرائم وللقتلة على أنواعهم بمن فيهم عشرات أجرموا في حق الفلسطينيين الأبرياء. وإن كانت هذه حجة تقارع الحجة يظل الأهم موقف فلسطين الذي يجب أن لا يساوم على صحة روايتها، فكما رفضت القيادة قبل مدة وجيزة مجرد التعاطي مع مطالبة نتنياهو واشتراطه على منظمة التحرير الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، هكذا يجب أن يكون الموقف في قضية الأسرى، فالشرطان يؤديان إلى الهاوية والبئر نفسيهما، وكلاهما مرتبط «بصرة» الرواية الفلسطينية وبنخاع النضال من أجل الحرية والاستقلال، ولذلك من المتوقع أن يتساوى ازاءهما الموقف وباسمه تصرخ قيادة فلسطين وتجزم: هذا حقنا وهذه روايتنا ولن نقبل بالتفاوض عليهما، فأسرى الكفاح الفلسطيني كانوا النبض في عروق القضية وسيبقون الهداة لدروب الخلاص. لا تفتشوا عن بدائل ولا تحاولوا إرضاء هذه الحكومة الجائعة ويكفيكم في تجارب الماضي موعظة ودرسًا، واعلموا أن السقوط في قعر الهاوية يبدأ بزلة وقد تكون زلة الشطار.
كاتب فلسطيني

كل القضية رواية مَن ستنتصر؟

جواد بولس

خطايا ثورة الفنادق

Posted: 29 Jun 2017 02:15 PM PDT

في تتبعه لحياة الكاتب اليهودي الأذربيجاني ليف نسيمباوم، ينظر توم ريس لتفسير مواقف نسيمباوم المناهضة للشيوعية ولفكرة الثورة، على أساس النتائج الكارثية التي أفضت لها الثورات على تاريخ بلاده، والمصائر التي اقتادت أذربيجان للتخلي عن هويتها المتسامحة والمنفتحة والتعددية، لتتحول إلى مجرد برميل نفط كبير في نظر الاستراتيجية السوفييتية.
وفي ثنايا سرده يتبنى ريس المواقف التي اتخذتها شخصيته الأساسية في عمله الشهير «المستشرق»، فيرى أن الفوضويين والماركسيين عمدوا إلى اغتيال القيصر إلكسندر الثاني، لأن إصلاحاته السياسية والاقتصادية كان من شأنها أن تجهض فرصتهم التاريخية في الوصول إلى السلطة، بما ستؤدي له من تحسن في الأحوال المعيشية في روسيا والمناطق الشاسعة التي تقع تحت سيطرتها، لتخلق حالة من الاقتناع والرضى لدى الشعب الروسي.
كان القيصر قد قدم صكاً جرى بموجبه تحرير نحو ستين مليون من أعمال العبودية أو الرق الزراعي، وقام بتطوير جذري في مجال التعليم، وألغى الرقابة على الصحافة والنشر وشجع على النقد الموجه للسلطة بمختلف مستوياتها، وكان ذلك الظهور الأول لمصطلح «الغلاسنوست قبل أن يبعث الرئيس غورباتشوف المصطلح من جديد بعد قرن من الزمن، على شفا هاوية الانهيار السوفييتي.
هذه المنجزات دفعت الثوريين لحرق المراحل التاريخية والمحافظة على سخونة الغضب الشعبي، من خلال اغتيال القيصر بما يدفع لوقف الإصلاحات، ونجحت خطتهم في اغتياله في مارس 1881 لينكص خليفته الكسندر الثالث بجميع الإصلاحات دفعة واحدة، بينما اضطر الثوريون للانتظار لعقود من الزمن من أجل الوصول إلى السلطة.
بملابسات أخرى تحتفظ الذاكرة العربية بأمثلة مقاربة للقيصر إلكسندر الثاني، ففي تونس كان الباي محمد المنصف يتخذ إجراءات اصلاحية جريئة، وصلت إلى تحدي السلطة الفرنسية بصورة مباشرة، فأصدر تعليماته بزيادة المشاركة التونسية في إدارة البلاد، مع تأكيد التعامل على أساس الند للند مع الموظفين الفرنسيين، وأصدر قراره بإجبارية التعليم لجميع الفرنسيين، وواصل سياسته بالانفتاح على الأحزاب الوطنية، التي لم تتردد في أن تخذله وهو يواجه قرار عزله سنة 1943 بتدخل إنكليزي، وكان الحبيب بورقيبة النجم الصاعد في حركة التحرير التونسية، أحد الذين أداروا ظهرهم للباي، واعتبر خطوة الإنكليز لتنحيته خطوة جديدة في مسيرته السياسية التي أوصلته لموقع القائد الأوحد لتونس، إلى أن سقاه زين العابدين بن علي من الكأس نفسها بعد ذلك بعقود من الزمن.
الملابسات نفسها كانت تجري في القاهرة، وحزب الوفد الذي ارتبط في وجدان المصريين بثورة 1919 يجبر الملك فاروق على  تعيين زعيمه مصطفى النحاس في رئاسة الوزراء في فبراير 1942، تحت تهديد السفير الإنكليزي ودباباته التي حاصرت القصر الملكي، وكانت هذه الحادثة تمثل نقطة التحول التي ألقت بالملك المصري من موقع الشاب الطموح الواعد، إلى مجرد كهل صاخب وفضائحي السلوك، استسلم بدون كثير من الاكتراث لثورة يوليو 1952 ليذهب إلى منفاه مقتنعاً بأن خمسة ملوك سيبقون في العالم، منهم ملكة إنكلترا، والأربعة الآخرون في أوراق اللعب التي شغلت فاروق المقامر لسنوات.
الثوريون ليسوا دائماً على هذه الصورة من النقاء، التي يحاولون تصديرها، كما أن كثيراً منهم أبعد ما يمكن وصفهم بالزهد، ويسجل التاريخ أيضاً أن الرفاق عادة ما كانوا يستسلمون للامتيازات والدعة بعد وصولهم للسلطة، ولذلك لم يكن ثمة فرصة لرجل مثل لينين أن يفرض وجهات نظره على عشرات من الطامعين والمتأملين في المكاسب بعد الثورة، واستطاع ستالين أن يؤلف القلوب في الصف الثاني من رجال الحزب الشيوعي، وكانت النتائج تظهر بصورة متسارعة في منتجعات بحر قزوين والبحر الأسود، وفي افريقيا كان سانكارا رئيس بوركينا فاسو، الذي وضعها من الأساس على الخريطة بوصفها أمة مستقلة، يخسر مواقعه بين زملائه نتيجة سياسته المتقشفة وإصراره على التخلي عن أي مزايا مادية لرجال السلطة، وكان أسطول السيارات المرسيدس التي سلبت من الوزراء ورجال الدولة سبباً حقيقياً لاغتياله، في انقلاب عسكري بأكثر مما كانت دعاوى زملائه بأن الثورة أدت للإضرار بعلاقات بلاده مع فرنسا وساحل العاج.
القرائن أعلاه ليست لتسويغ وقفة ضد الثورة من حيث هي ضرورة تاريخية، ولكنها للتفرقة بين الثورة بوصفها حادثة ضمن التاريخ، والثائر بوصفه فاعلاً في التاريخ، فالثورة تشكل استحقاقاً يعبر عن فشل النظام القائم، ولكن مصير الثورة يحدده الثوار وثقافتهم بوصفهم أفراد أنتجهم أصلاً النظام السابق ويحمل معظمهم مختلف النقائص والعقد النفسية والمعيقات الاجتماعية، التي استزرعها ذلك النظام من خلال مؤسساته المختلفة، فالثوار هم أبناء نظام تعليمي فاشل وقيم اجتماعية بالية، وفي حال وجود ثقافة العنف لدى النظام فإنهم ينحون لتأكيدها بعد الثورة، على أساس الاعتياد والمعايشة الطويلة التي تجعل العنف مقبولاً اجتماعياً، وفوق ذلك تمنحه التبرير الانتقامي.
الثورة السورية استطاعت أن تثبت الفرق بين فكرة الثورة وشخصية الثائر، وقيادات هذه الثورة للأسف أضرت بسمعتها، وجعلت العالم يعيد إنتاج فكرة بقاء النظام، أو على الأقل يعتبره أهون الشرين في المسألة السورية الراهنة، فثورة الفنادق فقدت مصداقيتها أمام ثوار الخنادق، وتركت فراغاً مرعباً للتنظيمات المتطرفة، التي استغلت الفراغ في المشروعية الذي وجدته السلطة أمامها، بعد تكرار ظاهرة المنابر الخارجية، وحالات الهروب التي لحقت بزعامات ادعت الثورية لتثبت أنها قدمت نماذجها الخاصة في الانتهازية، وجعلت السوري العادي يشعر بأنه سيكرر أخطاء الماضي، ويستبدل طغمة سابقة بأخرى جديدة، وأن الفرق سيكون للأسف مقبلاً من الصفوف الخلفية ومحملاً بكل شبق السلطة والرغبة في الإثراء تعويضاً عن ثوريته وتضحياته الوهمية.
تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة حول الرئيس الأسد، لم تكن تراجعاً عن مواقف مناهضة للأسد، بقدر ما أعلنت بصورة قطعية فشل الثورة السورية والحاجة للبحث عن مخرج معقول للوضع المتفجر في سوريا، فماكرون يرى أن تغيب البديل الشرعي هو المشكلة، وفرنسا مثل أي دولة أخرى، لا تجد بديلاً يمكن الاستثمار فيه، لأن قيادات الثورة السورية فتحوا منذ البداية منطق المزاد ليكون بوصلتهم، دون أن تكون لهم أهداف استراتيجية أو تكتيكية، وكانوا بالفعل نتاجاً صافياً لمرحلة الأسد الأب ومنطقها وحساباتها، دون أن يتمكنوا من استرداد سوريا التي وقفت ضد الانتداب، وسعت إلى تزعم الأمة العربية في مرحلة حرجة من تاريخها.
لا أحد اليوم يتحدث عن ثورة سورية، وكثير من المنصات الإعلامية أخذت تستخدم مصطلح الحرب الأهلية في سوريا، ولذلك يمكن اعتبار ما كان يوماً ثورة واعدة يتحول اليوم إلى درس تاريخي مفتوح يشتمل على جميع الأخطاء التي يمكن أن ترتكبها ثورة ما، والخطيئة الكبرى هي في انتهازية قيادات الثورة الذين هبطوا عليها مظلياً، ولم يتركوها تتفاعل في الشارع والريف السوريين.
كاتب أردني

خطايا ثورة الفنادق

سامح المحاريق

الإسلاموفوبيا: فعل تشويه وانتقاص حضاري

Posted: 29 Jun 2017 02:14 PM PDT

من الثابت تاريخيا ووثائقيا أنّ دولة الإسلام أولت العلماء مكانة عظيمة، باعتبارهم أهل الحلّ والعقد، ولا يُمكن مقارنة التاريخ السياسي الاسلامي قديما بحاضر الدولة العربية الاسلامية، فالاستبداد المطلق سمة الدولة الحديثة والقطيعة بين السياسي والعلمي قائمة، وما ذاك إلّا معطى أفلاس وخيبة أصبحت معها أغلب الدول العربية كيانات مطلقة حلولية، ناهبة لثروات الشعوب ومتسلّطة على مقدّراتها، كما على حرّياتها الفردية والجماعية.
فتاريخ الاسلام عرف تعدّدية ثقافية وفكرية ودينية واجتهادية فقهية لا مثيل لها، أمّا الصراع الطائفي والمذهبي فلم يكن موجودا، كما هو الحال الآن، فقد كان هناك تعايش بين الملل والنحل، في ظلّ حماية الاسلام وحتى أهل الملل الأخرى من غير المسلمين، فلم يعرفوا الاضطهاد، ومثال ذلك اليهود الذين يشهد التاريخ أنّهم اُضطهدوا في الأندلس بعد سقوطها من أيدي المسلمين وليس قبل ذلك. ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أيضا مقارنة دولة الاسلام تاريخيا، بدول أوروبا وآسيا في القرون الوسطى، عند الحديث عن الاستبداد والقهر وايديولوجيات النفي، وفعل النهب والإفساد، ارتباطا بالكنيسة الكاثوليكية وصولا إلى محاكم التفتيش وغيرها.
قدّم الإسلام رؤية جديدة للعالم ومنهجا مُغايرا للحياة وفلسفة إنسانية، أساسها الإخاء البشري والأخلاق العليا النظرية والعملية، ومن أهمّ مقاصد الاسلام إزالة أي نوع من القداسة عن الممارسة السياسية، حتى لا تُحتكر باسم الدين، وتُحدث الحجر والتضييق على أشكال الابتكار وطاقات الابداع، وما السياسة في الفكر السياسي الاسلامي منذ ابن عقيل البغدادي الحنبلي وابن القيم الجوزية إلّا التدابير التي بها يكون الناس أقرب إلى الصّلاح وأبعد عن الفساد. في المقابل بدت الرؤية الغربية رؤية اختزالية للإنسان، تهدف إلى تنميطه وفق ثقافة غربية علمانية استهلاكية مفرطة، تصدر عن حضارة تتمركز حول ذاتها تعتبر امتدادها إلى اليونان القديمة، ولا تذكر فضل المسلمين عليها في تحقيق نهضتها، عبر الفلسفة والعلوم التي مُرّرت إلى أوروبا، واستفادت منها في تطوير نمط حياتها النظري والمادي، وفي الخروج من ظلمات القرون الوسطى، تلك المسافة الزمنية الطويلة من التخلّف والبدائية.
ويبدو الصّراع  الدّائر اليوم صراع نماذج حضارية بين من يرى الاستهلاك والسيطرة الهدف الأوّل من الوجود تحت شعارات مكيافيلية، الغاية تُبرّر الوسيلة والبقاء للأقوى، وبين من يعتبر أنّ هناك قواسم مشتركة ويُمكن أن يتوفّر الإخاء الإنساني والتعايش السلمي بين مجتمعات تُبنى على العدل والانصاف، وبتعبير عبد الوهاب المسيري، الأمر ليس قضية الإسلام ضد الغرب، بل هي قضية حضارية قائمة على الصراع بين رؤية تُنكر إمكانية التجاوز وتدعو إلى الخضوع للعقلانية التكنولوجية الأداتية مقابل حضارة تدعو للتّجاوز والإنسانية.
النموذج الغربي القائم على امبريالية متوحّشة، يرفض أن يُقام حوار حقيقي بين أنداد يُفضي إلى قواسم مشتركة، ووجه المفارقة طرحُه لثنائية التبعية الكاملة أو الرفض الكامل، وكلاهما يفضي إلى توليد الصراع والتوتّر، وبين هذا وذاك تُرسل الرأسمالية الغربية بجيوشها للاستيلاء على منابع البترول، وهي تُقيم حكومات عميلة تفتح أسواقها أمام السوق الرأسمالية الاستهلاكية، وتدخل في منظومته الاقتصادية غير عابئة بالخطر الذي يمكن أن يضرّ باقتصاداتها الوطنية. تلك حداثة منفصلة عن القيم الانسانية والأخلاقية والدينية روّجت لها الحضارة الغربية فحوّلت العالم إلى «مادّة استعمالية» توظّفها كما تُريد ضمن معطى التشكيل الامبريالي الذي صاحب الثورة العلمية والتكنولوجية في الغرب.
وقد أفضى هذا المسار إلى دوام تعقّد الفكر السياسي في العالم العربي، الذي أبقى على حالة الانحلال والتخبّط الدائمين ورضوخ الدولة القطرية لصانعي القرار الدولي، ما حوّلها الى دولة وظيفيّة لا تمتلك قرارها، وإلى الآن تعاني غالبيّة البلدان العربيّة من تردّد صانعي القرار داخلها وغياب أصحاب الرؤى والمشاريع  وتشتّت الرأي العام، وصراع التيارات الفكرية على اختلافها وتزايد الاحتقان الايديولوجي بشأن خيارات الحاضر والمستقبل.
العقلانية  تفترض وجود معايير إنسانية وأخلاقية مطلقة بعيدا عن الرغبات الاستهلاكية، والرؤية الامبريالية التي تقود الغرب بحثا عن المصالح التي لا تنتهي. والحلّ يكمن في الاحترام المتبادل الذي يفضي إلى الحوار الايجابي لأنّ في الاحترام ندّية ومساواة واعتراف بخصوصية كلّ حضارة، وكلّ ديانة، وكلّ حوار بين الحضارات أو الأديان التوحيدية يجب أن ينطلق من الاعتراف بالاختلاف، فهناك نقاط مشتركة بين الديانة المسيحية والديانة الاسلامية، وبدل أن يُشكّل ذلك نقطة انطلاق للحوار وأساسا للتّعاون بين الشرق والغرب، أو بين العالم الاسلامي والعالم المسيحي، تحوّلت نقاط التشابه بين العقيدتين إلى مصدر صراع ونزاعات متعدّدة ضمن بنية اقصاء متبادل زيّفت مفهومي العدل والسلام.
كاتب تونسي

الإسلاموفوبيا: فعل تشويه وانتقاص حضاري

 لطفي العبيدي

حنظلة يعود من جديد

Posted: 29 Jun 2017 02:14 PM PDT

hanzala1

كنت في العاشرة من عمري حين رسمني ناجي العلي، ومنذ أن رسمني أول مرة توقف بي الزمن، ولم تسرِ عليَّ السنون، بقيت هكذا، حنظلة الحائر الذي يرفض أن يكبر، هجر ناجي العلي داره في فلسطين لاجئاً إلى لبنان في مخيم عين الحلوة حاملاً معه حلم ولادتي، رسمني هناك، كبر الصغار وشابوا وأنا لم أكبر. بعد مقتل العلي قتلت ألف مرة، وبقيت داخل أرشيف الصحف والذكريات، نادراً ما يتذكرني الآخرون في احتفالات المؤبَّنين، بعدها سرعان ما ينساني العامة، الآن سمعت أن هناك شخصيات مخلوقة مثلي، خلقها أناس يحبون الكاريكاتير، لكنها ليست ورقية مثلي وإنما إلكترونية، همومها مختلفة عن همومي إنها لا تتكلم عن النكبة ولا عن فلسطين، إنها تتكلم عن الأديان والإساءة لها، وربما انتقاد شخصيات دينية وأفراد هنا وهناك، علمت أن دول المواجهة العربية لم تعد كذلك، سوريا والعراق في حرب مع قوى ظلامية لم أسمع بها، ربما يقال لها «تنظيم الدولة»، عندها طُويت صفحة وطني كما طُويتُ أنا بهذا الورق، شخصيتي الورقية المخلوقة منسية منذ عقود، بينما كنت أركن في زاوية متربة يقال لها الإرشيف في مرآب هذه الدار، متجانسا مع الكلمات أُزيِّن الصفحات بضحكات القراء المكتومة التي رسمت على شفاه أهلي في الشتات، لاحظت، حمامة تحمل غصن زيتون تقف على حافة الشباك، سمعت هديلها، لها نغمة أكاد أعرفها، بل أجزم أنها نشيد وطن، ظهرت لي أذن حقيقة نبتت من صفحة الورق، أدركت أن الصحف لا تتكلم فقط، سمعت عزف مارسيل خليفة، رددت مع الحمامة:
منتصب القامة أمشي
مرفوع الهامة أمشي
في كفي قصفة زيتونٍ وعلى كتفي نعشي وأنا أمشي وأنا أمشي، رتل يا مرتل، رتل أيُّها الحمام، صلِّ واركع من أجل فجر جديد..
تأسرني تلك الرومانسية الثورية التي كنا نتغني بها، سميح القاسم لم يكتب هذه الكلمات عن عبث، هو ابن الثورة وشاعر هذه الأرض، أتذكر يوم كانت للبطولة معانٍ وقيم، ليلى خالد، وبندقية، فيروز وأغاني زهرة المدائن، ويا جبل ما يهزك ريح، الآن ألف ريح وريح. أخبرتني الحمامة عن جوع الأسرى الفلسطينيين في سجون المحتل، وعن أمهات الشهداء الثكالى، خبرتني عن الجدار العازل وعن أطفالٍ بلا منازل، خبرتني كيف تتبدل الكلمات، وكيف يتحول اسم المقاومة إلى إرهاب، خبرتني أن القدس لم تعد عربية، وربما الأقصى والعصافير والشجن، لذا قررت أن أمزق الصحف وأخرج ثانية للعلن، أريد أن أكبر، أريد أن أبعث الروح، أريد أن أكون كائنا فسطينيا عربيا، أصرخ أنا هنا حنظلة من جديد، أريد وطنا.
روائية وقاصة عراقية

حنظلة يعود من جديد

نيران العبيدي

أعاد 20 ألف يورو سرقها قبل ثلاث سنوات

Posted: 29 Jun 2017 02:00 PM PDT

مرسيليا ـ أ ف ب: قرر لص نهشه الندم ان يعيد إلى ضحيته السبعينية مبلغ 20 ألف يورو سرقه منها في مرسيليا (جنوب فرنسا) قبل اكثر من ثلاث سنوات.
ففي 20 كانون الاول/ديسمبر 2013 سحبت المرأة السبعينية هذا المبلغ من صراف آلي على ما أوضح مصدر في الشرطة.
وقد رصد تحركها هذا لصان قاما بنشلها بعد دقائق معدودة وقد خلف ذلك لها «صدمة» من دون ان تصاب بجروح. وفي آذار/مارس الماضي فوجئت هذه المرأة لدى عودتها إلى منزلها بباقة من الزهور أمام بابها من دون أي تفسير.
وبعد أيام قليلة طرق بابها شاب مع باقة أخرى وقدم الى المرأة السبعينية وابنتها الزهور وظرفاً فيه مبلغ 20 ألف يورو.
وأبلغت المرأة الشرطة التي عثرت على الرجل البالغ 27 عاما بعد أسابيع عدة.
وأوقف الشاب في 22 ايار/مايو الماضي وأقر بأنه كان أحد مرتكبي عملية السرقة في العام 2013 عازياً فعلته إلى طيش الشباب. وقال انه ندم على فعلته لكنه لم يكشف عن اسم شريكه.
وأُفرج عنه ووضع قيد المراقبة القضائية في انتظار ان يمثل قريبا أمام المحكمة.

أعاد 20 ألف يورو سرقها قبل ثلاث سنوات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق