Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 22 سبتمبر 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


الأرض تعاقب سكانها؟

Posted: 21 Sep 2017 02:32 PM PDT

لا تزال قارتا أمريكا الشمالية واللاتينية تتعرضان لأعاصير مدمّرة وزلازل، ضرب آخرها المكسيك وخلّف أكثر من 250 قتيلا، وقبلها تعرّضت مدينة هيوستن، في ولاية تكساس الأمريكية، لإعصار صب عليها ما يقارب 11 تريليون غالون من الماء أدى لمقتل 70 شخصاً وجرف بيوت المناطق الفقيرة من المدينة بخسائر تقدر بمئة مليار دولار، كما ضرب باربودا وأنتيغوا، أنغويلا، سان مارتن، بويرتو ريكو، الباهاما، وكوبا وولاية فلوريدا الأمريكية وهو ما أدّى لخسائر هائلة لملايين من البشر.
أثار الظهور العنيف والمتسارع لأعاصير وزلازل تساؤلات كثيرة حول علاقة هذا الأمر بالتغيّرات المناخية الكبرى التي تؤثر في الأرض التي نعيش عليها، وأدّى إلى تركّز النقد على رئيس أكبر دولة ملوّثة للطبيعة في العالم: الولايات المتحدة الأمريكية، والذي أصبح، (بعد قرار دانييل أورتيغا، رئيس نيكاراغوا، التوقيع على اتفاقية باريس للمناخ) هو، والرئيس السوري بشار الأسد، الزعيمان السياسيان الوحيدان في العالم اللذان يرفضان هذه الاتفاقية.
من جملة المفارقات السوداء المرتبطة بموضوع هذه الشراكة الافتراضية بين الرئيسين، أن ترامب وصف النظام السوري في خطابه للأمم المتحدة مؤخرا بـ«الدكتاتورية والإجرام»، وقبلها وصف الأسد شخصياً بأنه حيوان، وربما كان ترامب، بدوره، أكثر الرؤساء الأمريكيين تعرّضاً للإهانة والشتيمة (الزعيم الإيراني خامنئي قال أمس إن ما قاله في الجمعية العامة للأمم المتحدة «خطاب رجل عصابات» فيما قالت كوريا الشمالية إنه «نباح كلب»!)، والحقيقة أن جرائم الأسد، بحق شعبه (وبحق الطبيعة البشرية) مهولة بكل المقاييس الإنسانية، كما أن تأثير سحب ترامب لأمريكا من اتفاق المناخ قد يكون مهولاً أيضاً وسينعكس على كل سكان المعمورة.
أصاب الإعصار الأخير على فلوريدا، بين ما أصاب، منتجعاً من أملاك ترامب نفسه، ما أدى لخسارته قرابة 17.5 مليون دولار، غير أنه من الواضح أن «تذكير» الطبيعة بغضبها لترامب لم يجعله يتراجع قيد أنملة عن موقفه الرافض لفكرة تغيّر المناخ.
أحد الكتاب الفرنسيين قال إن إعصار هارفي صفع ترامب على وجهه وقام، عملياً، بالتصويت ضده، وتخيّل أن فيضانا لنهر البوتوماك يهدم البيت الأبيض، أو عودة لإعصار فرانك الذي ضرب نيويورك قبل 5 سنوات يطيح ببرج ترامب في المدينة، قد يوقظ ترامب من غطرسته وجهله، وهو جهل لا تشاركه فيه، على غير ما هو متوقع، أهم شركات الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية، ومنها شركة إكسون النفطية، وكذلك شركات شل وبي بي واوكسيدنتال بتروليوم.
لا يعني هذا عدم وجود صناعات وشركات كبيرة تؤيد ترامب، لكن رغم أن تصريحات ترامب الانتخابية كانت تركز على أن اتفاقية المناخ ستحرم أمريكا من مئات المليارات وأن ما يهمه هو مصالح أمريكا ومواطنيها أولاً (ما ترجمته أن أمريكا أهم من العالم) فالموضوع يتعلّق بقناعة سياسية يمينية متشددة ترفض فكرة التغير المناخي، أو لا تريد دفع أكلافه، رغم أنها أكثر الدول العالمية ثراء.
وكما أدّى تشبّث الأسد بمنصبه إلى كوارث هائلة على سوريا وشعبها، فإن السياسة المحافظة حول المناخ لترامب، هي إنذار هائل للعالم، يفوق، ربما، خطر سياساته العنصرية ضد الأقليات والمهاجرين.
الموقفان، أوصلا العالم إلى استعصاءات كبرى، وإذا أضفنا لذلك أن ضحايا الكوارث الطبيعية، والسياسية، هم دائماً من الفقراء، نفهم الخطر الذي يمثله أمثال الأسد وترامب.

الأرض تعاقب سكانها؟

رأي القدس

التدين الإجرائي

Posted: 21 Sep 2017 02:31 PM PDT

كتب علاء الأسواني في مقال له بعنوان «التدين الشكلي» حول إشكالية سبق لي أن تناولتها في هذه الزاوية وفي زوايا صحافية أخرى، تدور حول السؤال المهم الذي صاغه في مقاله: «كيف يمكن أن نكون الأكثر تدينا والأكثر انحرافا في الوقت ذاته؟» يرى الدكتور أن مجتمعاتنا تعاني من «انفصال العقيدة عن السلوك» أو «انفصال التدين عن الأخلاق» وهي الظاهرة التي أجدها الأكثر إبهارا وغموضا بين الظواهر الإنسانية العامة، حيث تستدعي هذه الظاهرة تساؤلا عن معنى وطبيعة شعور الخوف في النفس الإنسانية والكيفية التي يحور بها الإنسان هذا الشعور للحصول على مبتغاه في النهاية. فالإنسان الذي يؤمن حقيقة بالوجود الإلهي، بوجود نظام عقوبة وإثابة يتجليان في «موقعين حقيقيين» هما موقعا الجنة والنار، كيف يستطيع أن ينفصل عن النظام الأخلاقي من دون أن يتملكه خوف شللي مما قد ينتظره من عذاب أو حرمان حارقين؟
يضرب الأسواني أمثلة عدة لهذا التناقض الديني الأخلاقي لا تبتعد كثيرا عما نختبره جميعنا في حياتنا اليومية: شبان يتحرشون بالسيدات صباح يوم العيد بعد صيامهم رمضان، شرطة يعذبون الأبرياء، أطباء وممرضات يسيؤون معاملة المرضى والفقراء، طلبة يمارسون الغش الجماعي، وأضيف أنا لأمثلة: مؤمن ملتح يشغل وساطاته ليتعدى بها على حقوق الآخرين، محجبة ورعة تذل العاملة في منزلها، مسلم مخلص يستخرج ورقة مرضية مزورة ليتغيب بها عن عمله، ملتزمة منقبة توسط نائبا في البرلمان ليصلها راتبها من دون أن تضع قدما في مقر عملها. لا يكاد يمر يوم من دون أن تتوالى هذه الصور علينا حتى باتت صور مكررة طبيعية من حياتنا اليومية، حيث تشكل طبيعية هذه الصور اللاأخلاقية أشد درجات الخطورة على مجتمعاتنا وأكثرها تهديدا لأمننا واستقرارنا الإنسانيين.
يفسر الأسواني هذه الظاهرة بقوله: إن «قراءة الدين المنتشرة الآن إجرائية أكثر منها سلوكية. بمعنى أنها لا تقدم الدين باعتباره مرادفا للأخلاق، وإنما تختصره في مجموعة إجراءات إذا ما أتمها الإنسان صار متدينا». وقد قرأت سابقا تحليلا مثيرا يفيد بأنه لربما التدين بحد ذاته كسلوك يشجع البعد عن الأخلاق، من دون ذنب للدين نفسهن ولكن بسبب من طبيعة النفس البشرية، حيث يشعر الإنسان أن تدينه وإنتظامه في الإجراءات التعبدية يعزلانه عن الإثم ويحميانه من العقوبة، كما لو أن التدين كفيل وحده بمحو بقية الآثام، كما لو أن المؤمن المتدين معفي من الحساب. لذا ولأن المتدين يشعر برفعته عن بقية العالم وبقرب من وعلاقة خاصة مع الخالق، أشبه بالوساطة، فهو يعتقد أن مخالفاته اغير الإجرائية، سيتجاوزها الله من دون أن تقع ويقع هو معها تحت طائلة العقوبة الإلهية. أتذكر موقفا شخصيا لي مع قريبة ملتزمة دينيا، حريصة فرائضيا، دار بيني وبينها حوار حول الانتخابات التي كانت هي تساند إبانها قريبا لنا تعلم كلانا عن عدم مناسبته للمنصب، وحين سألتها الا تخاف الله وهي تصوت لمن لا يستحق، أتذكر تماما ردها المختصر: وما علاقة الله بالموضوع؟
ويختم مقاله بقوله: إن «الأخلاق بلا تدين أفضل بكثير من التدين بلا أخلاق» وأضيف أنا: إن الأخلاق بلا تدين لربما هي الأفضل والأكثر حقيقية بالمطلق. فالإنسان الذي يمارس حياته بأخلاقية لا بواعز من تدينه أو من خوفه من عقاب أو من رغبته بثواب لاب د أنه أكثر حقيقية وأكثر إخلاصا للمبدأ الأخلاقي من نظيره المدفوع برغبة أو بخوف. لا أدعي هنا أن التدين متناقض والأخلاق، ولكنني أقول إن الأخلاق التي تنبع من التدين وحده وما يصحبه من مشاعر الرغبة والخوف هي أخلاق مهزوزة يمكن أن تتطوع وتتشكل بل وتختفي بفتوى أو بتفسير، فالمؤمن الذي يمتنع عن السرقة مثلا إلى أن تأتيه فتوى تسمح له بالنيل من أموال الغرب على اعتبار أنها أموال كفار قد طوع أخلاقياته المطاطية التي تتجاوب ومخاوفه ورغباته، فسمح لنفسه بكسر المبدأ الأخلاقي من منطلق ديني. وعليه فإن المتدين صاحب الأخلاق الحقة هو الذي تتعدى أخلاقه الحيز الديني الخاص به إلى الحيز الإنساني العام، فتكون أشمل من منطلقاته الدينية وأبعد من طموحه في الثواب وخوفه من العقاب. يمكن للتدين بحد ذاته إذا أن يكون تحديا كما هو مساعدا أخلاقيا، ويبقى على المتدين أن يطوع حتى تدينه ثباتا على الأخلاقيات العامة، وبذلك فقط، بتقديم الأخلاق على التدين، تكتمل الصورة الإنسانية وتستتب الحياة الأخلاقية.

التدين الإجرائي

د. ابتهال الخطيب

«المدينة المقدّسة»: كيف يمتلك الغرب زمام سرديّة تاريخنا ونحن في غفلتنا سادرون!

Posted: 21 Sep 2017 02:31 PM PDT

استعرت عنوان مقالي من الاسم الذي أُطلق على تحقيق رسمي مشهور أجرته حكومة دولة الاحتلال العبري بعد حرب أكتوبر / تشرين 1973 وأيضاً كتاب أصدره سبعة صحافيين شهدوا الحرب وانتهى كلاهما – التحقيق والكتاب – وقتها إلى اتهام مواقع مختلفة في حكومة غولدا مائير حينها بالتقصير باتخاذ الإجراءات اللازمة لإدارة الحرب مع مصر وسوريا، وهي التي شهدت منذ بدايتها تحقق اختراقات هامة للجيوش العربيّة وتسببت بخسائر فادحة في الأفراد والمعدات على الجانب الإسرائيلي. فكرة وجود تقصير شامل تسأل عنه الإدارة بمجموعها هي ما تبادرت إلى ذهني وأنا أشاهد عرضاً خاصاً للفيلم الوثائقي (المدينة المقدسّة) للباحث الكندي دان جيبسون (85 دقيقة – 2016).
الفيلم الذي أُنجز باللغة الإنكليزيّة وصورت معظم أجزائه جنوب الأردن يقّدم سرديّة متكاملة، مدعمة بوثائق أثريّة ومعدات وتقنيات متطورة تزعم أن مكة المكرمة – المدينة المقدسّة التي ظهر فيها الإسلام – لم تقع غرب الجزيرة العربيّة وإنما كانت في منطقة جنوب الأردن وتحديداً مدينة البتراء عاصمة العرب الأنباط القدماء. ويقدّم الوثائقي الذي يعرض هذه السرديّة النقيضة لكل ما تعارفت عليه المصادر الإسلاميّة لأكثر من ألف عام جيبسون بنفسه الذي يبني نظريته المزعومة هذه على أساس قراءة اتجاهات المحاريب وجدران القِبْلة في المساجد التي بناها المسلمون من وقت البعثة وحتى الفتنة الثانية وبداية العصر العباسي.
ويقول الرجل إنه استخدم أجهزة قياس حديثة ليجد أن تلك المساجد اتجهت نحو البتراء تحديداً – لا القدس -، وإن ذلك الأمر تغيّر بعد حوالي مائتي عام من البعثة، لتتجه كل المحاريب من العام 822 إلى مكة الجزيرة العربيّة التي نعرفها الآن.
وهو يفسّر غياب أي ذكر لموقع البتراء كبيت حرام بسياسة حرق الكتب والمصادر المكتوبة التي تسببت فيها حروب الفتنة في الإسلام، كما أن البتراء نفسها هجرت – وفق جيبسون – بعد زلزال هائل أصابها.
جيبسون الذي ينتمي لعائلة توارث أفرادها أباً عن جد الاهتمام المهووس بتاريخ منطقة سوريا الكبرى وفق نصوص الكتاب المقدس ولأسباب محض دينية يقول إنه قضى فعلا حوالي ثلاثة عقود يجول في الشرق الأوسط ويزور المواقع الأثريّة فيها قبل أن يتحفنا بنظريته كما في «المدينة المقدّسة».

خيال خطر يُعرض كحقيقة

بالطبع فإن جيبسون ليس مبدع تلك النظريّة التي وضعها بداية في كتاب نشره بالإنكليزيّة عن جغرافيّة القرآن – كما فيلمه الوثائقي – ولكنّه يصعد على أكتاف مجموعة من المؤرخين الغربيين المتأخرين (لعل أشهرهم الراحلة باتريشا كورونا) والذين بذلوا غاية جهدهم وأعمارهم تشكيكاً بالسرديّة العربيّة الإسلاميّة الكلاسيكيّة عن تاريخ الإسلام في عقوده الأولى منذ البعثة النبوية.
ومع أن النظريّة كما يقدمها جيبسون تبدو مفعمة بالخيال ولا تجد لها دعماً ليذكر من نصوص الفترة الرومانية البيزنطيّة على الرّغم من توفر عشرات المصادر في وثائق ورسائل ومخطوطات سجلت الكبير والصغير من وقائع الأيام وصراعات القبائل وحروب بيزنطة مع فارس في منطقة بلاد الشام خلال القرن السابع الميلادي دون أن تتطرق مطلقاً للحدث المحمدي أومرحلة صدر الإسلام، فإن خطورتها فائقة على الأمة العربيّة والإسلاميّة ليست بالتأكيد من باب طرح نظريّة تاريخيّة غير مدعمة وكأنها السرديّة التي تحل كل مصاعب التأريخ لتلك الفترة فتطيح بتراث عريض دون كبير تنقيب، إذ أن ذلك حق مكفول دائماً للعلماء والخبراء يتداولونه ويتدارسوه فيما بينهم بحثاً عن الحقائق الموضوعيّة إن توفرت.
لكن مكمن الخطورة هو في تعميم تلك النظريات التي لم تثبت بأي حال في أفلام وثائقيّة تصل إلى جمهور واسع غير متخصص في أغلبه، فتقنعه النظريّة – التي لم تثبت بعد – دون أن تتاح له كمتلقٍ فرصة الاستماع إلى نقد موزون لتلك النظريّة، أو على الأقل سرديّة نقيضة قريبة التناول كما هو الحال في فيلم «المدينة المقدّسة».

الليلة لا تشبه البارحة: سهولة الانتشار خطر داهم

الفيلم الوثائقي المذكور والذي أنتجته شركة غير معروفة لباحث يدعي أنه مؤرخ مستقل ليست له أية مرجعيّات أكاديميّة موثوقة وهو متوفر وبقدرة قادر كاملا على اليوتيوب ومواقع أخرى، بل وتوجد منه نسخ مترجمة إلى العربيّة والتركيّة والصينيّة والفرنسيّة والهنديّة، مما يجعله قابلاً للانتشار المتشظي عبر العالم لا سيّما بين شعوب مسلمة كثيرة قد لا تحسن العربيّة أو تمتلك أدنى اطلاع على جوانب الضعف الكثيرة في نظريّة جيبسون مع أن الفيلم يستقصد بوضوح عدم الإساءة إلى أساسيات الدين الإسلامي أوالنبي العربي صلى الله عليه وسلم، بل ويستعين في بعض مفاصله بنصوص من القرآن الكريم والكتاب المقدّس ليدعم ما يذهب إليه.
ولا شك أن ذلك يفتح باب الدهشة من أن يكون مثل هذا الانتشار نتاج عمل فردي حيث أنه يليق أكثر بمجهودات مؤسسات استخباراتية.
ليست كاريكارتورات دانماركيّة، هذه حرب عقول ..
ليس السبيل إلى مواجهة فيلم جيبسون الوثائقي وأمثاله الغضب المتعصب والتظاهر وتحطيم واجهات المحلات التجاريّة، فتلك همجيّات تخدم طرف جيبسون لا طرفنا. كما أن تجاهل الفيلم أو حتى منع عرضه لم يعد حلا فاعلاً بالنظر إلى الانتشار غير المسبوق لأدوات التكنولوجيا الحديثة والتي تسمح بعرض أي محتوى عبر العالم ولكل مهتم من خلال طرق متقاطعة تتنافس في سهولتها ورخص تكلفتها النسبي.
مواجهة المحتوى المنحاز لا تكون إلاّ بتقديم محتوىً بديل، يقدّم رواية موثوقة مضادة ربما أو على الأقل نقداً علميّاً متوازناً للمحتوى المعروض يتوفر على نسق يسهل للجمهور الوصول إليه لحظة تعرضه لفيلم من نوعيّة «المدينة المقدّسة»، ومن نافل القول أن تلك ليست بمسألة يمكن أن يقوم عليها أفراد، بل تحتاج ودون أدنى شك إلى تضامن مجهودات الحكومات والجامعات والمؤسسات الإعلامية ومنتجي الوثائقيات في إنتاج محتوىً مضاد، ضمن قوالب معاصرة، وبلغات العالم الحيّة. وثائقي بوثائقي، وكتاب بكتاب وحجة بحجة، فهذه حرب عقول يتفوق فيها الإقناع على الصوت العالي، والصورة على الجعجعة.
لم تعد الوثائقيات في عالم الإعلام الحديث مجرد ترفٍ جانبي يترك لملء فراغات البث بين الأعمال الدراميّة وبرامج تلفزيون الواقع وصباحيات الثرثرة المتنقلة بين العواصم. العمل الوثائقي راهنا صحافة من طراز جديد، وكتاب معرفة لجمهور ترك المطبوعات إلى الشاشات الملونة، وساحة جدل أيديولوجي تأخذها الأمم الجادة إلى أقصاها في محاولاتها لبناء سرديّاتها القوميّة وتخليدها والدّفاع عنها في وجه السرديّات المعادية.

التقصير: لا أستثني منكم أحدا

سيأتي أحدهم ويقول إن العرب معذورون اليوم إن هم تخلفوا عن خوض صراع الوثائقيات هذا، فهم في مواجهة غياب الاستقرار والمصاعب الاقتصاديّة والسياسيّة العميقة لديهم أولويات أخطر من مسألة تنازع السرديّات مع الغرب.
الحقيقة أن ذلك دفاع غير مقبول عن تقصير شامل. فالجامعات والتلفزيونات العربيّة في أغلبها – وفي قلب تلك المصاعب – تتوفر على ميزانيات هائلة تتوزع على إجراء أبحاث كثير منها ليس بذي بال أو يمتلك قيمة عمليّة، أوإنتاجات تلفزيونيّة باهتة تستعرض كل ما هو سخيف وفارغ في سجنٍ اسمه الرايتنغ أو (نسب المشاهدة).
هو قرار سيادي إذن لتوجيه هذه المؤسسات نحو إنفاق ولو جزء من وقتها وجهدها وميزانياتها في بناء واجهة متينة في عالم الوثائقيّات، ليس لكسب الأنصار والمتعاطفين أساساً، بل على الأقل للدّفاع عن أساسيات التكوين الأيديولوجي للأمة العربيّة والإسلاميّة ومنع الباحثين (المستقلين) من إطلاق مزاعمهم دون وجود من يتصدى لهم في فضائهم ذاته.

إعلامية لبنانية تقيم في لندن

«المدينة المقدّسة»: كيف يمتلك الغرب زمام سرديّة تاريخنا ونحن في غفلتنا سادرون!

ندى حطيط

ترامب والأمم المتحدة: قاطع الطريق مرّ من هنا!

Posted: 21 Sep 2017 02:30 PM PDT

في وسع المرء، طبقاً لاعتبارات ذاتية أو أخرى موضوعية، أن يستقرّ على أيّ من هذه التوصيفات، لخطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ قبل أيام، أمام قرابة 130 رئيس دولة وحكومة، يشاركون في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة: «عاصفة تغريدات دامت 42 دقيقة»، كما أشارت بعض التغطيات الصحافية، المهتمة بأفكار ترامب كما اعتاد الإفصاح عنها عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»؛ أو: «نباح كلاب»، حسب لي يونغ هو، وزير خارجية كوريا الشمالية؛ أو: خطاب «يتسم بطابع فلسفي عميق»، و«يدشن إطاراً فكرياً» لنظرة ترامب إلى العالم، حسب مستشاري البيت الأبيض، وخاصة ستيفن ميللر؛ أو: ترامب «أوجز معياراً جديداً للقيادة على المسرح الدولي، وفي جوانب كثيرة كانت دعوة الرئيس تذكّر بتحذيرات ونستون تشرشل ضدّ المجاملة الأوروبية لصعود هتلر»، طبقاً لتحليل نوت غنغرش، أحد كبار زعماء الحزب الجمهوري المخضرمين…
ولا غرو، في هذا التضارب، ولا غرابة أيضاً. صحيح أنّ أروقة الأمم المتحدة، وخاصة هذا الجدار الرخامي الأخضر، شهدت وقائع «مسرحية» عجيبة؛ من نيكيتا خروتشوف، الأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي السوفييتي، الذي خلع حذاءه وقرع به المنصة؛ إلى الرئيس الفنزويلي السابق هوغو شافيز، الذي تشمم رائحة الكبريت، واعتبر أنّ «الشيطان مرّ من هنا»، بعد مرور الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن على المنصة؛ وليس انتهاءً برئيس زيمبابوي، روبرت موغابي، الذي تفاخر بالخصوصية الثقافية لبلده: «لسنا مثليين جنسياً»؛ أو العقيد معمر القذافي، الذي استغرق خطابه ساعة ونصف الساعة، مزّق خلاله ميثاق الأمم المتحدة…
أمّا أن يعلن رئيس القوّة الكونية العسكرية والاقتصادية، وكذلك النووية، الأعظم أنه مستعدّ لتدمير بلد يعدّ 25 مليون نسمة؛ فهذه ليست واقعة تدحر جميع سابقاتها، فحسب؛ بل هي تطوي المبدأ ذاته وراء قيام الأمم المتحدة، أو تجبّ جوهره الأهمّ المعلَن على الأقلّ، بصدد حلّ النزاعات بين الدول الأعضاء عن طريق السلم لا الحرب. «الولايات المتحدة لديها قوة كبرى وتتحلى بالصبر، لكن إذا اضطرت للدفاع عن نفسها أو عن حلفائها، فلن يكون أمامنا من خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل»؛ هكذا قال ترامب، ولم يكن في وسع عدسات عديدة إلا أن تنقل الوجوم، ثمّ الصدمة والإطراقة، على وجه جون كيللي، رئيس أركان البيت الأبيض؛ وعلى شاكلته كانت حال السيدة الأولى، ميلانيا ترامب!
على صعيد آخر، وضمن مسعى واضح لصياغة «عقيدة» ما، أو «رؤية فكرية»، أو «فلسفة»، أو «نظرية»… على أيّ نحو يساجل ضدّ القائلين بخواء هذه الإدارة على تلك الأصعدة؛ اختار ترامب إعادة تدوير سلسلة من أفكار المحافظين القدماء، ممتزجة بأفكار أبنائهم المحافظين الجدد، مع خلطة مستقاة من رونالد ريغان تارة (الأسنان النووية)، أو جورج بوش الابن طوراً (مفهوم «محور الشرّ» و«الدول العاصية»). ليس، بعد كلّ هذا المزج والخلط والاستيحاء، دون توظيف بعض ما تركه كبير مستشاريه المقال، ستيف بانون، من مخلفات حول «القومية الأمريكية» و«السيادة الوطنية»؛ وليس دون مبدأ «أمريكا أولاً»، حيث «لا نسعى إلى فرض أسلوب حياتنا على أحد، بل نرغب في جعله يشعّ كقدوة ماثلة على مرأى من الجميع»، كما عبّر ترامب في خطابه.
أو، كما كتب وليام ساليتان تحت عنوان «الديماغوجي خاصتنا»، ها أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تعرض على العالم بأسره، من على منصة الأمم المتحدة، ولأوّل مرّة في تاريخها، رئيساً أثبت أنه ليس شعبوياً فقط، بل هو «أزعر» و»قاطع طريق». ورغم اعتراف ساليتان بأنّ بلاده، أمريكا، كان لها «تاريخ أسود مع العنصرية»، و»عقدنا صفقات مع دكتاتوريين»، و«خضنا حروباً سيئة»؛ إلا أنّ البلد ذاته «أشاع الديمقراطية وحقوق الإنسان، وفي أكثر من مناسبة ساعدنا على إنقاذ العالم». ثمّ يتابع: «قُيّض للدبلوماسيين أن يستمعوا إلى محاضرة من متسلط، مدافع عن التعذيب، متحمس للنهب العامّ، متعاطف مع العنصريين، وديماغوجي طائفي. كان اليوم سيمرّ عادياً في أروقة الأمم المتحدة، لولا أنّ المستبدّ والديماغوجي والمحامي عن جرائم الحرب اتسم بأمر غير مألوف: أنّ هذه الصفات، كلها، اجتمعت في شخص رئيس الولايات المتحدة».
في معنى آخر، يعيد ساليتان (وسواه كثر في الواقع) العزف على النغمة التي شاعت في أوساط ليبراليي أمريكا خلال أطوار صعود ترامب، وبعد فوزه بالرئاسة: أنه حالة خاصة، واستثنائية، تجافي منطق التاريخ الأمريكي، وتسير على نقيض «خطّ التطور الطبيعي للقِيَم الأمريكية». ذلك يقوده إلى مقارنة ترامب 2017 مع بوش الابن 2011، حين كانت المدينة ذاتها، التي ألقى فيها خطابه أمام الجدار الرخامي الأخضر إياه، قد شهدت سقوط البرجين، في العمل الإرهابي الأفظع الذي ضرب أمريكا؛ فخاطب بوش شعوب الأرض قاطبة، وخصّ بالذكر ثلاثاً من ضحايا 11/9: غامبي، ومكسيكي، وباكستاني مسلم. أو مقارنة نزيل البيت الأبيض الراهن مع باراك أوباما 2009، من المنبر ذاته، الذي شدّد على التزام أمريكا بالقانون الدولي، وأنّ بلاده سوف ترتقي إلى مستوى قيمها وتاريخها.
ولكن… ألم يكن بوش نفسه هو الذي سيأمر باجتياح العراق، بعد سنتين فقط، فيخلّف الخراب الهائل على أصعدة مادية واجتماعية واقتصادية وإنسانية؛ ويستولد أمثال الزرقاوي والبغدادي، فضلاً عن أمثال أحمد جلبي ونوري المالكي، هذا غير إدخال إيران إلى مقدّرات البلد من البوّابات الأعرض؟ ألم يكن قد اعتلى المنبر في إهاب رئيس الدولة التي تعتلي العالم بأسره، وهذا ما جعله يستسهل الطلب من البشرية جمعاء ـ وليس فقط زعماء هذه البشرية، المنتخبين منهم وغير المنتخبين، الديمقراطيين والمستبدّين والإمّعات… ــ بأن «تنشر الديمقراطية» و»تحترم حقوق الإنسان» و»تحارب الإرهاب»… شريطة أن تهتدي، في هذه كلها، بما ستفعل الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان! «لأننا نؤمن بالديمقراطية، فإنّ على الدول المسالمة أن تدعم تقدّم الديمقراطية»، و«الحرية تشقّ طريقها في العراق وأفغانستان، ويجب أن نستمرّ في اثبات التزاماتنا تجاه الديمقراطية في هذين البلدين»، قال بوش.
وأوباما، ألم يعد في الخطاب ذاته بإغلاق معتقل غوانتانامو ثمّ أخلف بالوعد، بل حجب حقّ المجتمع الدولي في الاطلاع على ملفات التعذيب، وامتدح مفهوم «الحرب العادلة» حتى وهو يتسلم جائزة نوبل للسلام؟ ألم تكن الأولويات الأربع التي حدّدها (الحدّ من التسلّح النووي، سلام الشرق الأوسط، التغيّر المناخي، ومعالجة الفقر في البلدان النامية) معادة ومستهلكة، وسبق لهذا المنبر أن شهد اجترارها على لسان رئيس أمريكي تلو آخر؛ مع تنويعات في الصياغة الخطابية وحدها، وبراعة أو رداءة الأداء الخطابي عند رونالد ريغان، بوش الأب، بيل كلنتون، بوش الابن، أوباما… هذا إذا لم يعد المرء بالذاكرة إلى أحقاب أخرى أبعد زمناً في تاريخ منظمة الأمم المتحدة، والعلاقات الدولية عموماً. وأيّ غرابة، استطراداً، أن يرغي ترامب ويزبد من على منصة الأمم المتحدة؛ إذا كان، في هذا، لا يفعل سوى الاقتداء بأسلافه من رؤساء أمريكا، من جهة؛ وكذلك الوفاء بما نطق به، خلال حملته الانتخابية، حول هذه الهيئة الأممية تحديداً: أنها «عدوة الديمقراطية، والحرية، وعدوة الولايات المتحدة، موطنها، وهي بالتأكيد ليست صديقة لإسرائيل»؟ لا عزاء لأمثال شافيز والقذافي وموغابي، إذن، حين يواصل قاطع الطريق مروره من منصات الغطرسة الكونية؛ المسلحة بالنووي، حتى النواجذ!

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

ترامب والأمم المتحدة: قاطع الطريق مرّ من هنا!

صبحي حديدي

السكة الحديد في قبضة المليارديرات ومستشفيات الغلابة تبحث عن مستثمرين

Posted: 21 Sep 2017 02:30 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: كشفت السلطة التي تتولى مقاليد البلاد عن رغبتها في التنافس مع أدبيات دولة مبارك، في التخلص من ثروات المصريين التي مثلت الملاذ الآمن للفقراء في الحصول على الحد الأدنى من الحقوق الحياتية.
أبرز ما تعتزم الحكومة تفكيكه، قطاع السكك الحديدية، حيث قررت أن تسمح للقطاع الخاص بالمشاركة في إدارته. كما تعتزم الحكومة المضي قدما في التخلص من المستشفيات العامة التي مثلت الطريق الوحيد للأغلبية الساحقة من المواطنين في الحصول على العلاج. جاء الخبر الأبرز في الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 21 سبتمبر/أيلول حول موافقة مجلس الوزراء، بالإجماع،على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم 152 لسنة 1980 بإنشاء الهيئة القومية لسكك حديد مصر. وينص التعديل على إمكانية اشتراك الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين مع الهيئة القومية لسكك حديد مصر في إدارة وتشغيل وصيانة شبكات السكك الحديدية، وتطويرها وتدعيمها، وإدارة وصيانة المنشآت والأجهزة اللازمة لتقديم هذه الخدمة، وتنفيذ المشروعات اللازمة لتحقيق أغراضها أو المرتبطة بهذه الأغراض، وتطوير خدماتها في جميع أنحاء البلاد. ويتضمن التعديل تنظيم إجراءات منح التزام إدارة وتشغيل وصيانة مرافق السكك الحديدية، واختيار الملتزم في إطار من المنافسة والعلانية والشفافية، مع تحديد وسائل الإشراف والمتابعة الفنية والمالية، التي تكفل حسن سير المرفق بانتظام بمعرفة الهيئة. واهتمت صحف الأمس كذلك على نحو خاص برحلة الرئيس السيسي إلى الأمم المتحدة، وما بين مؤيد ومعارض نالت كلمة الرئيس قدرا كبيرا من المتابعة. واهتمت الصحف باستعدادات الحكومة لبدء العام الدراسي لطلبة المدارس، فضلا عن فشلها في السيطرة على أسعار السلع الغذائية. وإلى التفاصيل:

صورة باهتة للسادات

«في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، رمى السيسي مفاجأة اهتمت بها سوزان حرفي في «المصري اليوم» وتتمثل في مطالبته الداخل الإسرائيلي بدعم حكومة نتنياهو لتحقيق السلام المطلوب من أجل «أمن إسرائيل وأمن المواطن الإسرائيلي». أول ما يتبادر للذهن أن الرئيس سعى للقفز على الانتقادات الموجهة من بعض المؤسسات الدولية لوضع حقوق الإنسان في مصر، عن طريق الحديث عن حقوق إسرائيل والمواطن الإسرائيلي في الأمن، خاصة أن ملف الحقوق كان على رأس أولويات الوفد الأمريكي الذي التقى السيسي في مستهل زيارته، وعشية خطابه المنتظر. الرئيس رد بأنه يجب عدم الحكم من منظور غربي، وأنه يجب عدم اختزال مفهوم حقوق الإنسان في الحقوق السياسية فقط، بل التعامل معه من منظور يتضمن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، لكنها أيضا قد أقرها الغرب بشكل واضح. قفز السيسي في خطابه على حقوق الداخل المنتقدة، ليتحدث عن حق الجميع في الأمن المنشود، بدون تفرقة بين سلطة احتلال أو شعب محتل، وبين معتدٍ أو معتدى عليه، فالدولة المغتصبة ستقوم من جانبها بما يلزم من تضحيات، وستتخلى عن جزء من الأراضي التي سلبتها بالقوة، وليهنأ الجميع بالسلام. ما قاله السيسي بدا تكرارا خافتا لخطاب أنور السادات في الكنسيت الإسرائيلي عام 1977، وإن افتقد الجمل ذات البلاغة وروعة الأداء، لكن لا مجال لتشبيه السيسي بالسادات هذه المرة، فالثانى قاد حربا أعاد فيها الجنود والقادة لمصر كرامتها، ثم قام بالاختراق الأكبر في علاقة مصر وإسرائيل، ما مهد الطريق لحصوله على نوبل للسلام. ومنذ ذلك الوقت، وتلعب الرئاسة دور الوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بدون إنجاز ملموس على الأرض، لكن لهجة السيسي من على منصة الأمم المتحدة تقول، إن الخطوات الخلفية كادت تكتمل، و«صفقة القرن» التي تبناها دونالد ترامب في الطريق للتنفيذ».

أبوتريكة لن يصبح مصريا

أثارت موافقة الحكومة على تعديل بعض أحكام قانون إسقاط الجنسية المصرية، تساؤلات حول موقف المنتمين لجماعة «الإخوان المسلمين»، والمعارضين للسلطة الحالية، والمدرجين على قوائم الإرهاب، على ضوء التعديل الذي أقرته. ووفقا لـ«المصريون» أعلن مجلس الوزراء، موافقته على تعديل بعض أحكام قانون إسقاط الجنسية المصرية، بما يتيح إسقاطها عن المنتمين لجماعات تمس بالنظام العام للبلاد. ويتضمن التعديل «إضافة حالة جديدة لسحب الجنسية المصرية تتعلق بكل من اكتسبها عن طريق الغش أو بناء على أقوال كاذبة، أو صدور حكم قضائي يثبت انضمامه إلى أي جماعة، أو جمعية، أو جهة، أو منظمة، أو عصابة، أو أي كيان، أيا كانت طبيعته أو شكله القانوني أو الفعلي. المحامي حسين حسن حسين، مستشار «الاتحاد المصري لحقوق الإنسان» (غير حكومي)، قال «إنه يجوز الآن إسقاط الجنسية عن جميع الأسماء التي أدينت بحكم قضائي في دوائر الإرهاب، أو تم إدراجها على قوائم الكيانات الإرهابية، على ضوء التعديلات على قانون الجنسية، الذي وصفه بأنه «غير دستوري، ويخالف الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والقانون المصري، اللذين ينصان على أن الجنسية والاسم حق مكتسب لجميع المواطنين». وأوضح حسن، لـ»المصريون»، أن «أبرز الأسماء التي يمكن إسقاط جنسيتها، اللاعب محمد أبوتريكة، والرئيس الأسبق محمد مرسي، وكذلك المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع، وأيضا الإعلامي معتز مطر، والشيخ يوسف القرضاوي وغيرهم كثير، على اعتبار انتمائهم لكيان إرهابي». وسبق إدراج أبوتريكة ومرسي وبديع وقيادات في الإخوان على قوائم الإرهاب، وفق قانون الكيانات الإرهابية، الذي أصدره الرئيس عبدالفتاح السيسي في فبراير/شباط 2015 وينص على «حظر الكيان الإرهابي، وتجميد الأموال المملوكة له، أو لأعضائه متى كانت مستخدمة في ممارسة النشاط الإرهابي حظر الانضمام للكيان أو الدعوة إلى ذلك، أو الترويج له، أو رفع شعاراته».

لهذا انقلبت على السيسي

«كشفت الكاتبة غادة شريف، التي اشتهرت في مصر بمقالها الغزلي في حب الرئيس عبدالفتاح السيسي، «أنت تغمز بعينك يا سيسي» عن تفاصيل مقابلة جمعتها مؤخرا بمسؤولين في جهة سيادية تطرقت فيها إلى أسباب تراجعها عن تأييد السلطة الحالية، لتصبح واحدة من أشد معارضيها. وكانت صحيفة «الدستور»، المقربة من الأجهزة السيادية، قد نشرت تقريرا وصفت فيه شريف، وهي ابنة الدكتور محمود شريف، وزير التنمية المحلية الأسبق بـ«الكاتبة المرتزقة»، وردت شريف على ذلك بنشر «تسريب» للكاتب الصحافي محمد الباز، رئيس تحرير الجريدة يتضمن سبابا وإهانات بحق إعلاميين، «علشان تعرفوا نوعية الأشكال اللي النظام بيعتمد عليهم»، متسائلة في سياق ردها عليه: «طب يا عم فين الفضيحة؟ مفيش.. طب يا عم إيه الفضيحة في إني أبقى معارضة؟ مفيش». وأماطت شريف اللثام عن تلقيها عرضا من شريف خالد، رئيس مجموعة «فالكون»، الوكيل السابق للمخابرات الحربية، بتقديم برنامج على قناة «الحياة»، التي استحوذت عليها مجموعته مؤخرا مقابل مليار و400 مليون جنيه. وروت تفاصيل هذا العرض ومقابلتها مع مسؤولين في جهة سيادية عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قائلة: «ولو إني ما كنتش ناوية أكتب عن المقابلة دي لكن للمستجدات أحكام.. يوم الاثنين 11 سبتمبر/أيلول الأسبوع اللي فات اتصل بي حد من المخابرات العامة وطلب يقابلني بالفعل روحتلهم وقعدت معاهم ساعتين بمفردي، وكان السبب الوحيد للمقابلة إني أطلع كل اللي في قلبي علشان كانوا عايزين يعرفوا ليه أنا انقلبت من شدة التأييد للسيسي إلى المعارضة».

على نفقة سموه

«لا أفهم سبب سفر كل هذا العدد من الإعلاميين والصحافيين لتغطية زيارة الرئيس السيسي لنيويورك؟ يتساءل فراج إسماعيل في «المصريون»، لا يوجد وفد مرافق لرئيس دولة يضم مثل هذا العدد. سيقال إن وسائل الإعلام الخاصة تتحمل تكلفة إعلامييها وصحافييها المسافرين، ولكنها وسائل يملكها رجال أعمال لهم مصالحهم، وهو ما قد يفهمه البعض على أنها فاتورة «مجاملة أو تقرب» يدفعونها للرئيس، وهو الذي قال ذات مرة إنه ليس مدينا لأحد بفواتير. هذه الوسائل تجتهد في منع أي رأي معارض. الكاتب فهمي هويدي ممنوع منذ فترة من كتابة مقاله اليومي في «الشروق» لأنه كان يوجه بعض الانتقادات للسياسة الحالية. ومع أنها انتقادات تحسب في واقع الحال لصالح النظام، ويأخذها الخارج على أنها مثال لحرية الرأي الآخر، إلا أن المصالح الضيقة لرجال الأعمال أو قصر نظر الدائرة المحيطة بالحكم جعلهم يتصورون أنها تدخل في إطار الفوبيا من هز الاستقرار! الصحف القومية تمولها الحكومة من جيوب دافعي الضرائب، فهل هناك فائدة من تحمل تكلفة سفر رؤساء تحريرها مع الرئيس؟ إنها تعاني عجزا وديونا كبيرة، والواجب يحتم إعادة هيكلتها وتطوير اقتصادياتها ومواجهة هبوط التوزيع ومداخيل الإعلان، فكيف تنفق أموالا في سفريات لا فائدة منها، خصوصا أن هناك مراسلين لتلك الصحف في نيويورك يمكنهم القيام بمهام التغطية خير قيام، وأفضل كثيرا من رؤساء التحرير لأنهم يقيمون هناك ولديهم مصادر أفضل، بل ما هو الجديد الذي يمكن أن يضيفه هؤلاء الإعلاميون المسافرون من القاهرة لما تنقله لنا وسائل الإعلام العالمية من الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو من لقاء السيسي مع مجموعة من الشخصيات المؤثرة في المجتمع الأمريكي؟».

وطنية أم متاجرة؟

نتحول بالمعارك نحو مسؤول التعليم الجامعي الذي ينتقده يحيى عبد الهادي في «البداية»: «كفى ابتذالا للقِيَم والرموز الوطنية والمُتاجرة بها في ساحات المزايدة.. قد يكون حُسْن النية (وليس المزايدة) وراء قيام وزير التعليم العالي بافتتاح العام الجامعي برفع العلم وتحيته على أنغام الموسيقى العسكرية في ساحة جامعة عين شمس، لكن النتيجة جاءت عكس المطلوب، وأثارت موجة من السخرية (من السياق الذي تم فيه الفعل لا من العَلَم) بدلا من الإجلال. مما اضطر الوزير لأن يُبرر قائلا «إن الهدف من تحية العَلَم هو خَلْق روح الانتماء للوطن». وأرى أن هناك التباسا في ترتيب عبارة الوزير.. فتحية العَلَم (وهي فرضٌ بلا شك) أحد مظاهر الانتماء، وليس العكس. الانتماء هو الأصل وهو شيء يصعب تعريفه بعباراتٍ محددة، وإنما هو شيء (بالروح يتحس) كما تقول الأغنية. ما الذي جعل الشباب المتدفق حماسا وراء النشيد الوطني قبل ست سنواتٍ، هم أنفسهم الذين ملأوا وسائل التواصل سخرية من قرار الوزير؟ الذي حدث أن الثورة التي افتخروا بها تحولت على يد أبواق النظام الحالي إلى نكسة ومؤامرةٍ كونية، وتحَّوَل أبطالها وشهداؤها إلى نكسجية وعملاء. وتحول أوباما وزعماء العالم الذين أشادوا بالمصريين وثورتهم إلى خلايا إخوانية نائمة (!).. وتم اختزال (تحيا مصر) من هتافٍ ونفيرٍ امتزجت به دماء الآلاف من المصريين في معارك وثورات الحرية والاستقلال طوال قرنٍ كاملٍ، إلى عنوانٍ لصندوقٍ للإتاوات، وتم ابتذاله إلى هتافٍ يردده لصوص المال العام عندما يرد النظام اعتبارهم. لكن قمة الابتذال أن يزايد برفع العَلَم في العباسية مَن يُنَّكِسُه في تيران».

تخاريف موسى

ومن الحرب على وزير التعليم، للحرب على عمرو موسى في «البداية» فقد هاجم الكاتب أحمد النجار، عمرو موسى، أمين عام الجامعة العربية الأسبق، بسبب ما ذكره في مذكراته عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. قال النجار «من النطاعة واحتراف الكذب الرخيص أن يقترب أحد من منطقة النزاهة والبساطة والزهد في حياة عبد الناصر، فالرجل في هذه المنطقة قادم من عالم الأساطير». وقال موسى في مذكراته التي نشرها مؤخرا في كتاب بعنوان «كتابيه» إن عبد الناصر كان يستورد طعاما خاصا لاهتمامه بنظام غذائي، وكان يرسل من وقت لآخر من يأتي له بأصناف معينة من الطعام الخاصة بالريجيم من سويسرا، وكان يأتي لإحضارها رجل ضخم الجثة، وكان هو المسؤول عن تسليمها له. وتابع النجار: «من لديه بعض الجدية والعقل سيجد ما ينتقد عبد الناصر لأجله بصورة موضوعية في مجال إهدار الحريات وتكريس الدولة العسكرية المخابراتية الأمنية ووضع أهل الثقة الفشلة في أهم موقع في الوزارة، بما أنتج كارثة 1967، مقابل جبال من الإنجازات الكبرى التي تمت بالاعتماد على الذات في التصنيع والتشغيل ومجانية الرعاية الصحية والتعليمية وتعزيز التعاونيات والإصلاح الزراعي وبناء سد مصر العالي أعظم مشروعات البنية الأساسية في العالم في القرن العشرين». وأضاف النجار: «كذلك الإمساك بمركز القيادة الإقليمية وبموقع دولي يحظى بالمهابة والاحترام والتقدير، والنهوض من كارثة 1967 بدون الاستسلام لأهداف العدو، وإعادة بناء الجيش الذي خاض حرب الاستنزاف، وهي أنبل حروب مصر والذي صار مؤهلا لخوض حرب أكتوبر/تشرين الأول بعد ذلك وغيرها من الأمور».

أين نقف؟

يجد جميل مطر في «الشروق» صعوبة في تحديد خطوط استرشادية تقوده للإجابة عن السؤال: «إلى أين من هنا ذاهبون نحن العرب؟ لا يخالجني شك في أن بعض العرب لا يذهبون بإرادتهم إلى مكان في المستقبل. نادرا ما فعلوا. عاشوا ويعيشون في انتظار من ينقلهم إلى المستقبل، هم دائما في انتظار من يرسم لهم خرائطهم بعد أن يقرر لنفسه موقعا فيها. أعرف أن أحد أسباب الصعوبة التي تواجهني ــ وكثيرون غيري ــ هو أن واقعا جديدا في الإقليم يتطور متسارعا وفي اتجاهات عديدة، ولكن بخطوات ثابتة، وبنشأته المترددة وبالخطوات التي خطاها يطرح معضلات عويصة. انتهت إسرائيل قبل أسبوع من مناورات عسكرية على مقربة من لبنان، قيل عنها إنها الأطول والأهم في تاريخ التدريبات الإسرائيلية. انعقاد هذه المناورات وبهذا الحجم والأعداد، يعني بالنسبة لشخص مهتم بخطوط وتفاصيل واقع جديد في الإقليم أن إسرائيل سوف تركز على جانب تراه حيويا لها ولمستقبلها، من بين جوانب عديدة لواقع إقليمي جديد. لا أظن أن أحدا من المراقبين المخضرمين سوف يختلف مع رؤية إسرائيل لهذا الجانب من الواقع الناشئ في الإقليم. تقول مؤشرات غير قليلة العدد والأهمية إن قوات حزب الله «ما بعد الحرب السورية» تختلف اختلافا مهما عن حال القوات التي تقرر ذهابها إلى سوريا قبل ست سنوات. تعود قوات حزب الله من سوريا حاملة رصيدا معتبرا من الأسلحة، وأكثرها متقدم تقنيا، وحائزة تجربة فريدة في حرب طويلة في أراض متباينة التضاريس، وبين سكان مختلفي المذاهب والطوائف. تدربت قتاليا واستراتيجيا خلال هذه السنوات بكثافة لم تتح لها خلال معظم سنوات المقاومة، بما فيها مرحلة التصدي للعدوان الإسرائيلي في 2006. تدربت وتدرب الحزب أيضا سياسيا. مثل هذا الحزب مزود بهذه القوة العسكرية يستطيع الآن أن يركز جل اهتمامه وجهوده على الساحة اللبنانية الداخلية. يستطيع أيضا وفي الوقت نفسه إيلاء الجبهة اللبنانية مع إسرائيل أولوية نشاطه».

لصوص بعلم الدولة

«ما يزيد على 34 ألف قطعة أثرية تمت سرقتها بخلاف ما لم يتم رصده، لم ينتفض المجتمع، وكأن شيئا لم يحدث،وهو الأمر الذي حذر منه عبد الناصر سلامة في «المصري اليوم»، الجديد هو محاولة سرقة قصر محمد علي باشا. اللجنة الأثرية المشكلة للجرد قالت إن الأبواب تم كسرها، ومفاتيح بعض الحجرات اختفت، إلا أن مقتنيات القصر سليمة، هكذا قالت اللجنة، وكأن اللصوص كانوا يريدون التريض والفسحة في القصر وفي تناقض واضح بين الكسر واختفاء المفاتيح، ذلك أن اختفاء المفاتيح يعني أن الأمر لا يستلزم الكسر، والعكس صحيح. بالتأكيد، أحد الخفراء «هايشيل الشيلة» كما جرت العادة دائما وأبدا، يجب أن نتوقف أمام كل ما مضى، أولا أمام سرقة 34 ألف قطعة أثرية، يجب عدم حفظ التحقيق أو الطرمخة، أثق بأن مباحث الآثار تعي كل كبيرة وصغيرة، أثق بأنها تعرف اللص والتاجر والمسؤول الكبير والخواجة ممول العملية، لا أريد اعتبار مباحث الآثار جزءا من ذلك الذي يجري، رغم أنه من حقنا الشك والريبة، مادام الصمت مطبقا.
الوضع نفسه ينطبق على سرقة الأطفال أو اختفائهم، أو بمعنى أوضح سرقة أعضائهم البشرية، مع اختفاء كل طفل يجب أن يختفي أحد مسؤولي الأمن من وظيفته، ومع ثبوت قتل كل طفل يجب أن يُحاكم وزير الداخلية. من الواضح أن التخاذل تجاه الجرائم الكبرى هو الذي يشجع على ارتكاب مزيد من العينة نفسها أو غيرها، لذا كان الدور على القصر، وأي قصر؟! قصر محمد علي باشا، سرقة التاريخ، هو إصرار واضح على محو تاريخ مصر، آلاف القطع الأثرية في أكثر من دولة من دول العالم بطريق غير رسمي».

ترامب الجاهل

«بقدر ما تحمل التصريحات المتبادلة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الكوري الشمالى كيم جونغ أون، من تهديدات متبادلة، وأوصاف استفزازية، وتثير مخاوف من أن تتطور إلى حرب نووية، فهي أيضا تحمل كما يرى أكرم القصاص في «اليوم السابع» قدرا من الفكاهة المسرحية تعكس حالة التوتر. وآخر هذه التصريحات الصدامية جاءت من حيث أراد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السخرية من كوريا الشمالية وأوضاعها الاقتصادية المتردية، فقد وقع في تصريح كشف عن عدم درايته بالأحوال في بيونغ يانغ، وما يعيشه الكوريون الشماليون. ترامب كتب على «تويتر» أن «الكوريين الشماليين يقفون في الطوابير أمام محطات البنزين»، وكان يريد الإشارة لأحوالهم الصعبة نتيجة للعقوبات التي فرضتها واشنطن، لكن المراقبين والمحللين كشفوا عن عدم دراية الرئيس الأمريكي بالأحوال في كوريا الشمالية. وقالوا إن حديث ترامب عن طوابير السيارات أمام محطات البنزين بدا فكاهيا، لأنه لا توجد من الأساس سيارات خاصة في كوريا الشمالية يمكن أن تصنع طوابير من أي نوع. وحسبما كتب المعلق الروسي ألكسندر أرتامونوف في مقال على موقع «برافدا» فإن الزعماء الأمريكيين غالبا ما يدلون بتصريحات تظهر جهلهم الفاضح بما يتحدثون عنه. وكشف خبراء في الشأن الكوري الشمالي أن الشاحنات العامة تعمل أغلبها بالحطب وتقنية تطلق أول أكسيد الكربون والهيدروجين إلى أسطوانة الاحتراق في محركات الديزل للشاحنات التي تنقل البضائع والناس من وإلى الموانئ والمناطق الجبلية، فضلا عن أن النقل في كوريا الشمالية يعتمد على النقل العام، وكل هذا يجعل حديث ترامب عن طوابير بنزين غير منطقي وينم عن عدم معرفة، فضلا عن أن الكثير من التقارير عن الأحوال الداخلية في كوريا الشمالية تخلو من المعلومات وتميل بعضها للفانتازيا والخيال».

حظر بناء المساجد

ومن المعارك الصحافية التي اهتمت بها «الشعب» ضد وزير الأوقاف قالت: :في بلاد من المفترض أن هويتها وطباعها إسلامية خالصة، يتم فيها تقييد بناء المساجد، وتسهيل بناء الكنائس والمعابد اليهودية، بل ودعمهم ماديا بالكامل، وصرف ملايين الجنيهات لإعمار الأولى، وملايين الدولارات لتجميل الأخيرة، ولا عزاء للمسلمين في بلادهم. وأصدرت الحكومة قرارا بمنع بناء أي مسجد في البلاد بدون الحصول على موافقة رسمية مسبقة، كما أنها حظرت إنشاء المساجد الصغيرة التي تقام أسفل العقارات والمعروفة في مصر باسم «الزوايا»؛ بزعم محاربة التطرف والإرهاب. وجاء الإعلان الحكومي على لسان محمد مختار، وزير الأوقاف، الذي سنّ قواعد جديدة وصعبة للحصول على ترخيص لبناء المساجد، حيث اشترط أن يكون المسجد على مساحة كبيرة، وأن يشمل دارا لتحفيظ القرآن وحضانة للأطفال ومستوصفات طبية، ولم يستثنِ قرية أو مدينة من هذه الاشتراطات. يأتي هذا في الوقت الذي يرى فيه مراقبون أن هذه الاشتراطات جعلت المساجد المسموح بها بمثابة مراكز إسلامية، لا يقدر على تكاليف بنائها سوى قلة قليلة من أثرياء المجتمع، الأمر الذي سيجعل السكان في مصر يكافحون حتى يتمكنوا من بناء مسجد جديد، رأى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أن المسلمين في مصر باتوا أهل ذمة، يستجدون حقوقهم الدينية من دولة العسكر. وقالت أميرة القوصي، عبر حسابها على فيسبوك: «أصبحنا ذميين وأصبح الذميون أسود المكان في عهد الانقلابيين، ففي الوقت الذي تستولي فيه الأديرة على أملاك الدولة بآلاف الأفدنة، وتشيد المباني على هيئة قلاع، ولا يسمح بدخولها ولا تفتيشها لمعرفة ما بداخلها، يصدر هذا العميل الخائن الخاسر قراراته المتعسفة بعدم إنشاء المساجد، وكأن حرية العبادة وإقامة الشعائر ليست من حق المسلمين».

لقد اسمعت لو ناديت حيا

«إن كثيرين لا يعرفون حقيقة المشهد في بورما، وما يتعرض له مسلمو الروهينجا في أراكان، فمن حين لآخر كما يوضح محمد الشبراوي في «الشعب» تتناقل وسائل الإعلام الغربية صورا صادمة لما يحدث لهم، وقد ساهمت قناة «الجزيرة» تحديدا في تسليط الضوء، وتعريف العرب والمسلمين والعالم بمأساة إخوة لهم في الدين والعقيدة؛ تركهم العالم ليُستباح وجودهم على يد حكومة عسكرية طائفية في بورما. لقد كان البعض يأمل بحدوث تغيير في أحوال المسلمين الروهينجا بعد قدوم أونج سو تشي، زعيمة حزب الرابطة من أجل الديمقراطية، والمدعومة غربيا التي يعتبرها الغرب قديسة والحائزة جائزة نوبل للسلام، وفوز حزبها في الانتخابات في 2015، لكن هذه الآمال تبين أنها سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، حيث تصاعدت الانتهاكات ضد المسلمين ولزمت الصمت السيدة سوتشي التي قيل إنها حصلت على نوبل لدفاعها عن المظلومين. إن الأمم المتحدة لا يسمع أحدٌ لها صوتا ومعها القوى الكبرى التي تدعم حكومة ميانمار إلا عندما يهب نفر من هؤلاء المسلمين المستضعفين للدفاع عن أنفسهم ضد تغول البوذيين الذين استباحوا أعراض المسلمين ودماءهم وأموالهم، فنجد الدعوات لوقف العنف بين الطرفين تتصدر التصريحات، رغم أن العنف هو من طرف واحد هو الحكومة البوذية؛ مدججة بكافة أنواع الأسلحة البرية والجوية في تغفيل واضح ومقصود للحقيقة يساوي بين الجلاد والضحية، ويستنكر على الضحية عدم استمرار استسلامها للجلاد ليستكمل الإجهاز عليها. إن ما يحدث حقيقة مع مسلمي الروهينجا أن هناك شعبا يباد في جنوب شرق آسيا، بينما العالم يتفرج. ولا يحدث ذلك قط إلا عندما يتعلق الأمر بالمسلمين، فصرخات مسلمي الروهنجا منذ عقود لا يسمعها أحد».

طار عقلي

«هناك مثل شعبي يقول (لا طال بلح الشام ولا عنب اليمن) وهو ما ينطبق تماما على واقعتين، يهتم بهما أيمن المهدي في «الأهرام» إحداهما في السياسة، والأخرى في الدين، أما الأولى فقد شاهدت تقريرا (فيديو) لجريدة «نيويورك تايمز» عن مواطن من أصل مصري يبيع الهامبورغر في نيويورك، وتستعين به فضائيات مصرية ككاتب سياسي وخبير استراتيجي! ويتم بث مداخلاته من حمام مطعمه بعد تعليق خرائط تظهر كخلفية، ورغم أن الطباخ يقول إنه حاصل على ليسانس آداب ويشرع في التحضير للماجستير، إلا أن ما يقوله لا يمت بصلة للعلم والسياسة، أو حتى للمكتفي بقراءة الصحف، والغريب أن مصر مليئة بالخبراء الحقيقيين، خاصة الذين يعملون في المراكز البحثية المرموقة، لكن لجوء بعض الفضائيات لأمثاله دليل غرض ومرض وفقر في الفكر لا يحصدون معه سوى الخيبة التي تماثل خيبة (اللي ما طالش). وعلى جانب الدين فوجئنا بأحد شيوخ الفضائيات يفتي بجواز معاشرة الرجل لزوجته المتوفاة، أو تصوير لحظات الجماع بين الزوجين للاستمتاع بدلا من مشاهدة الأفلام الإباحية! فأي دين هذا الذي يحدثوننا عنه، وأي خيبة لهذا الشيخ، وذلك الذي استضافه وأيضا للقناة التي تسمح ببث مثل هذه الترهات! هذه النوعيات من البرامج التي تستضيف مثل صاحبنا الطباخ الإستراتيجي، والشيخ الذي لا يعرف كيف ولماذا يتكلم، وكأنها تفتح عكا أو ستحقق نسب مشاهدة، ثم تكون النتيجة فضيحة، ومادة للسخرية على المنتديات وفى الصحف وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. هذه النوعيات هي التي تخسر وتنحسر وتفقد مصداقيتها، وحتى لو زادت نسب المشاهدة وقتا ما، إلا أنها ستظل في وجدان المشاهدين على اختلاف ثقافاتهم قنوات وبرامج «خايبة» لا طالت بلح سياسة ولا عنب دين».

ماذا لو حدث؟

«السؤال: ماذا لو حدث المتوقع ومرّ الاستفتاء وأعلن الأكراد استقلالهم في دولة. محمود خليل في «الوطن» طرح سيناريوهين يحددان مسار الأحداث، أولهما أن تتدخل أطراف عسكرية خارجية مثل تركيا وإيران في المنطقة الكردية، بهدف إحباط عملية الانفصال. وهو أمر ليس بالسهل ولا باليسير، لأن الأكراد سيجدون دعما كبيرا من كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. المسار الثاني هو مسار الحرب الأهلية التي ستنشب بين القوميات والمذاهب المتنافرة في العراق، وتحديدا بين القوميتين العربية والكردية، وهي حرب لا يعلم أحد مداها إلا الله، لأن هذه الحرب ستخوضها الأطراف المتصارعة في العراق بالوكالة عن أطراف دولية أخرى، بعضها ضد الدولة العراقية الجديدة وبعضها معها. اللافت في الأمر أننا لم نسمع أي تعليق جاد من أي من المسؤولين العرب حول هذا الاستفتاء وموقفهم منه، رغم النتائج الخطيرة التي يمكن أن تترتب عليه، ربما تظهر لهم مواقف أو آراء أو وجهات نظر في ما بعد الاستفتاء الذي تبعدنا عنه ساعات. حتى الآن لم يزل السكوت والتزام الصمت هما سيدَي الموقف على المستوى العربي، وأخشى أن يكونا «علامة رضا» أو «استكراد» للشعوب العربية».

حمدين صباحي

نتحول نحو مزيد من المعارك الصحافية حيث تشن سحر جعارة في «الوطن» حربا ضد حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق: «حين تستمع إلى حمدين صباحي، في إطلالته الأخيرة في برنامج «بلا قيود» الذي أذيع عبر قناة «بي بي سي»، يمكنك أن تتخيل أنك تقرأ كتاب «التربية القومية»، الذي درسته قبل عشرين عاما، فالخريطة السياسية والعربية في مخيلة حمدين لم تتغير، و«الخطاب الحنجوري» لا يزال هو أقرب الطرق للوصول إلى الجماهير.. لقد خرج حمدين خارج السياق الزماني والمكاني.. ولم يتبقّ منه إلا ملامح طالب قديم احترف النضال لحساب مختلف الأنظمة القمعية (العراق وليبيا نموذجا)، وفشل في أن يتجاوز مرحلة «نائب» في مجلس الشعب عام 2005، الذي وصل إليه بتحالفه المشين مع الإخوان في انتخابات البرلمان، وعلاقاته ببعض أعضاء الحزب الوطني في مجلس الشعب مثل «زكريا عزمي»! واليوم، عاد حمدين بحثا عن نقطة ضوء قد تفتح له خزائن التمويل العربي التي نضبت بضياع العراق وليبيا، عاد ليعلن أنه لن يترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد أن أصبح مجرد عضو فاقد للشعبية والمصداقية، في جبهة ممدوح حمزة لمقاولات الانتخابات الرئاسية».

السكة الحديد في قبضة المليارديرات ومستشفيات الغلابة تبحث عن مستثمرين

حسام عبد البصير

إجماع سنّي ـ شيّعي على رفض استفتاء كردستان… وتهديدات إقليمية

Posted: 21 Sep 2017 02:30 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: جدد وزراء خارجية العراق وتركيا وإيران، أمس الخميس، رفض حكوماتهم لاستفتاء إقليم كردستان المزمع تنظيمها في 25 من الشهر الجاري، مشيرين إلى «عدم دستوريته» و‏تسببه بصراعات في المنطقة يكون من الصعب احتواؤها.
وفي بيان صحافي للخارجية العراقية أفاد بأن «وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، ناقش خلال اجتماع ثلاثي مع وزيري خارجيّة تركيا مولود جاويش أوغلو، وإيران، محمد جواد ظريف، مسألة الاستفتاء الذي من المقرر أن يجريه الإقليم الأسبوع المقبل».
واتفق المجتمعون، وفقاً للبيان، على «اتخاذ إجراءات مضادَّة»، من دون توضيح طبيعة هذه الإجراءات، بالتنسيق فيما بينهم، ‏معتبرين أن «الحوار البناء ضمن إطار الدستور العراقي هو السبيل الوحيد لمعالجة المشكلات بين بغداد وأربيل».
وأشاروا إلى «أهمية دعم تركيا وإيران لحل واحتواء هذا التصعيد، وعلى ضرورة تضافر الجهود الدولية لإقناع حكومة إقليم كردستان بإلغاء الاستفتاء»، ‏موجهين دعوتهم إلى المجتمع الدولي لأن يأخذ دوره بشأن ذلك.
و‏أكد وزيرا خارجية إيران وتركيا على ‏التزام طهران وأنقرة «القوي» بالحفاظ على ‏وحدة العراق السياسية وسلامة أراضيه، ‏مشددين على «أهمية الجهود الرامية ‏لإعادة الاستقرار بعد استعادة المدن من تنظيم «الدولة الإسلامية»، ‏وتحقيق الأمن والاستقرار في العراق».
ودعا المجتمعون، ‏إلى ضرورة حث قيادة إقليم كردستان على العدول عن إجراء الاستفتاء، ‏مؤكدين أن «الاستفتاء لن يكون مفيداً للكرد أو لحكومة إقليم كردستان».

تصعيد أمريكي

أما الولايات المتحدة الأمريكية، فقد صعّدت من لهجتها مع إقليم كردستان العراق، إذ أعلنت، أمس أن الاستفتاء «يعرض العلاقات التجارية الإقليمية ل‍كردستان والمساعدات الدولية للخطر»، فيما أكدت أن الاستفتاء الآن «غير ضروري».
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان صحافي، أن «الولايات المتحدة تعارض بشدة الاستفتاء»، مبينة أن «جميع جيران العراق، وكل المجتمع الدولي تقريبا، يعارضون هذا الاستفتاء».
وأضافت ان «الولايات المتحدة تحث القادة الكرد العراقيين على قبول البديل والذي هو حوار جدي ومستمر مع الحكومة المركزية تقوم بتسهيله الولايات المتحدة والأمم المتحدة وشركاء آخرون بشأن جميع المسائل ذات الأهمية، بما في ذلك مستقبل العلاقة بين بغداد وأربيل»، مشيرة إلى أن «الاستفتاء لو أجري، فمن غير المرجح أن تجري مفاوضات مع بغداد، وسوف يتم إنهاء العرض الدولي المذكور لدعم المفاوضات».
ورأت الولايات المتحدة أن «ثمن إجراء الاستفتاء غالي بالنسبة لجميع العراقيين بمن فيهم الكرد، حيث أثر الاستفتاء بالفعل تأثيرا سلبيا على تنسيق الجهود لهزيمة داعش وطرده من المناطق المتبقية تحت سيطرته في العراق»، لافتاً إلى أن «قرار إجراء الاستفتاء في المناطق المتنازع عليها يزعزع الاستقرار بشكل خاص، مما يثير التوترات التي يسعى داعش والجماعات المتطرفة الأخرى إلى استغلالها».
وأكدت على ضرورة «تسوية حالة المناطق المتنازع عليها وحدودها من خلال الحوار وفقا للدستور العراقي، وليس عن طريق الفعل أو القوة من جانب واحد»، متوقعة أن «يعرض الاستفتاء العلاقات التجارية الإقليمية لكردستان العراق وجميع انواع المساعدات الدولية للخطر، وهذا ما لا يرغب به أي من شركاء العراق».
واعتبرت أن «الحوار الحقيقي البديل الذي نحث القادة الكرد على تبنيه، يعد بحل عدد كبير من المظالم المشروعة للكرد العراقيين، وإقامة مسار جديد وبناء علاقات بين بغداد وأربيل تعود بالفائدة على كل العراقيين».
وتابعت: «يمكن للكرد أن يفخروا بالفعل بما أنتجته عملية الاستفتاء، بما في ذلك المزيد من الوحدة الكردية، وإحياء البرلمان الكردي للمرة الأولى منذ ما يقرب من عامين، وطرح قضايا هامة على الساحة الدولية، مع استعداد الشركاء والأصدقاء للبناء على روح التعاون المشهودة بين قوات الأمن العراقية والبيشمركه الكردية في الحملة لمحاربة داعش كي تساعد في حل القضايا العالقة».
وأعربت الولايات المتحدة عن أسفها لـ«الاستفتاء الذي سيجري الأسبوع المقبل والذي سيعرض للخطر كل هذا الزخم وأكثر من ذلك»، موضحة ان «الاستفتاء بحد ذاته الآن غير ضروري بالنظر إلى المسار البديل الذي أعدته واعترفت به الولايات المتحدة والمجتمع الدولي».
في هذه الأثناء، لم يفلح رئيس الجمهورية العراقي فؤاد معصوم في إقناع الأطراف السياسية في بغداد بالمبادرة التي يتبناها لتخفيف حدّة التوتر بين بغداد وأربيل، بشأن الاستفتاء، كما لم تلق «المبادرة الأممية» أيضاً أي أصداء إيجابية في بغداد.
والتقى أمس في بغداد، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيتش.
وذكر المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، في بيان صحافي، أن اللقاء تضمن بحث «سبل مضاعفة دعم الأمم المتحدة للعراق في كافة المجالات (…) التركيز على أهمية تعميق التفاهم البناء بين كافة أطراف العملية السياسية لحل المشكلات العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، لاسيما موضوع استفتاء إقليم كردستان».
وأعرب معصوم، حسب البيان، عن «ثقته الثابتة بقدرة العراقيين على حل كافة مشكلاتهم عبر الحوار، والحرص المتبادل على تعزيز التعاون وتعميق وحدة الصف بوجه الإرهاب».
واستعرض يان كوبيتش، نتائج زيارته الأخيرة إلى مقر الأمم المتحدة واتصالاته مع وزراء خارجية دول المنطقة، فضلا عن استعراض نشاطات البعثة الدولية لمساعدة العراق «يونامي» في الفترة الأخيرة، مؤكدا «استعداد الأمم المتحدة لدعم العراق في كافة المجالات ذات العلاقة»، كما أشاد «بمبادرة معصوم».

رفض شيعي وسني

في السياق أيضاً، أعلن التحالف الوطني، الذي يمثل المكون الشيعي الحاكم بالحكومة والبرلمان، أمس الخميس، «اتفاقه» مع تحالف القوى، الذي يمثل المكون السنّي، على «رفض الاستفتاء».
جاء ذلك خلال لقاء رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، في مكتبه في بغداد، وفداً كبيراً من تحالف القوى الوطنية العراقية برئاسة رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، وحضور عددٍ من قيادات التحالفين، حسب بيان صحافي للتحالف الوطني.
وأضاف البيان إن «الجانبين أكدا خلال اللقاء الذي حضره أيضا صالح المطلك ومحمود المشهداني، على ضرورة فتح آفاق الحوار الوطني الشامل، وإعادة التفاوض بين الحكومة المركزية والإقليم»، مشيراً إلى أن اللقاء تضمن التأكيد أيضاً على «أهمية مشروع التسوية الوطنية كمدخل للمعالجات الشاملة للقضايا في البلاد».

بارزاني: شعبنا يريد الاستقلال

وفي إقليم كردستان، قال رئيس الإقليم مسعود بارزاني إن العالم تفهم بأن شعب كردستان يريد السير صوب الاستقلال.
وذكر في رسالة شكر وجهها إلى أهالي السليمانية والأقضية والنواحي المحيطة بها، ان «حماستكم ومشاركتكم بدعم استفتاء الاستقلال هو استفتاء بحاله».
وأضاف إن «تصويتكم الواسع يوم 25 من الشهر الجاري، سيكون جرساً يطرق ضمائر العالم»، مبينا أن «العالم تفهم الآن إنكم تريدون الاستقلال».
وذكرت تقارير صحافية كردية، إن اللجنة العليا للاستفتاء في إقليم كردستان، عقدت اجتماعاً، أمس، في مدينة أربيل بإشراف مباشر من بارزاني.
وقالت إن الاجتماع ناقش مواقف دول المنطقة والعالم تجاه الاستفتاء المزمع إجراؤه يوم 25 من أيلول/ سبتمبر الجاري، إضافة إلى مناقشة إرسال وفد إلى بغداد في 23 من أيلول/ سبتمبر الجاري.
وفي هذا الشأن، قال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني سرحان أحمد، لـ«القدس العربي»، إن «الوفد الكردستاني الذي سيزور بغداد قريباً، سيكون على أرفع المستويات». وأضاف إن «المهمة الأساسية للوفد، هي التباحث ومناقشة مسألة الاستفتاء مع الحكومة الاتحادية في بغداد»، مبيناً إن الزيارة «تعدّ مكملةً لزيارة الوفد السابق».
وتابع: «الوفد يريد أن يوصل رسالة إلى بغداد، مفادها بأن الاستفتاء هو سؤال واستبيان لشعب كردستان؛ فيما إذا كان يرغب بالبقاء ضمن الحكومة الاتحادية من عدمه»، مشيراً إلى أن «الاستفتاء ممارسة ديمقراطية، وكل من يقف ضده لا يؤمن بحق حرية التعبير عن الرأي ولا بالمواثيق والعهود الدولية، كما لا يؤمن بالدستور العراقي».
وطبقاً للنائب عن حزب بارزاني، فإن «الاستفتاء لا يعني الانفصال»، نافياً في الوقت عيّنه «وجود أي محاولات توسعية للإقليم».
ويأتي ذلك في وقت أعلنت مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان العراق اكتمال جميع الإجراءات الخاصة بالاستفتاء، مؤكدة إن 14 فريقاً من المراقبين الدوليين، وأكثر من 100 مؤسسة إعلامية دولية سجلوا أسماءهم لتغطية الحدث. ونقل موقع الحزب الديمقراطي الكردستاني، عن مدير عام دائرة العلاقات والإعلام في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في كردستان شورش حسن، قوله ان «جميع الإجراءات قد اكتملت، وتم تأمين جميع مستلزمات الاستفتاء، ولم يبق أمامنا إلاّ انتظار الموعد (25 أيلول/ سبتمبر الجاري) لإدارة العملية».
وأكد استعداد المفوضية «لإدارة عملية الاستفتاء في إقليم كردستان والمناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم، كوننا قد فتحنا مكاتب المفوضية في تلك المناطق أيضاً».
وتابع قائلاً: «70 فريقاً من المراقبين المحليين قد سجلوا أيضاً للحضور ومراقبة سير العملية، وهم مستعدون لبدء أعمالهم يوم الاستفتاء، إضافة إلى 60 مؤسسة إعلامية محلية، تستعد لتغطية عملية الاستفتاء (…) و11 كتلة سياسية سجلت في العملية ليكون لهم مراقبون على صناديق الاقتراع (…) وكل من لم يسجل ولم يحصل على الهوية التعريفية لا يحق له زيارة مراكز الاقتراع والمشاركة في مراقبة العملية».
في الأثناء، أعلن برلمان إقليم كردستان، عقد أول جلسة لـ«فصل الخريف التشريعي»، يوم غدٍ السبت.
وذكر بيان صادر عن البرلمان، حمل توقيع نائب رئيس مجلس النواب جعفر امينكي، أمس الخميس، انه «وفقاً للبند واحد، من المادة 5، والبند الثاني مادة 17 للنظام الداخلي لبرلمان كردستان المرقم 1 لسنة 1992، قررنا إعلام جميع الأعضاء لحضور الجلسة الأولى لفصل الخريف يوم السب المقبل».
وعقد برلمان الإقليم في 15 أيلول/ سبتمبر الجاري، أول جلسة بعد مضي نحو عامين على تعطيله، للمصادقة على قرار الاستفتاء، وتخويل مفوضية الاقليم بإجرائه، وسط مقاطعة نواب حركة التغيير والجماعة الإسلامية.
وتقول النائبة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني أشواق الجاف، لـ «القدس العربي»، إن «برلمان إقليم كردستان نجح في مهمته الأولى التي خطط لها في جلسته، والمتمثلة بتكليف مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان باستكمال إجراءات الاستفتاء».
وكشفت عن «محاولات لإقناع حركة التغيير والجماعة الإسلامية بالمشاركة في الجلسات المقبلة للبرلمان»، مؤكدة إن «أجندة الجلسة المقبلة للبرلمان ستعتمد على تلك المشاركة».
وأوضحت قائلة: «أحد مطالب حركة التغيير والجماعة الإسلامية، للعودة إلى البرلمان، تتعلق بتعديل قانون رئاسة الإقليم»، لافتة إلى أن «كتلة التغيير والجماعة الإسلامية كانوا ينوون المشاركة في جلسة البرلمان (في 15 أيلول/ سبتمبر الماضي)، لكن الخلاف كان حول جدول أعمال الجلسة. أرادوا إضافة بعض الفقرات على الجدول، لكن الرأي كان بضرورة أن تكون الجلسة تمهيدية للجلسات اللاحقة». ومن المقرر أن يستمر برلمان إقليم كردستان العراق بعقد جلساته، بعد عودته إلى مزاولة عمله.
وقالت النائبة عن حزب بارزاني، نجيبة نجيب لـ«القدس العربي»، إن «البرلمان سيمضي في عمله بعد إجراء الاستفتاء، وفقا لنظام الأغلبية».
وأضافت إن «الجماعة الإسلامية أكدوا إنهم سيحضرون إلى البرلمان بعد الاستفتاء (…) نتمنى على كتلة التغيير أن تعود أيضاً».
وأشارت إلى إن «برلمان الإقليم هو برلمان الجميع، ونحن ككرد أمام مسؤولية تاريخية تتمثل في الحفاظ على حقوق الشعب».
إلى ذلك، بعث رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي، برقية إلى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني دعاه فيها إلى تأجيل الاستفتاء على استقلال الإقليم.

إجماع سنّي ـ شيّعي على رفض استفتاء كردستان… وتهديدات إقليمية
الولايات المتحدة تحث القادة الكرد على قبول البديل… وأربيل تتمسك بموقفها
مشرق ريسان

اشتداد صراع المصالح بين واشنطن وروسيا في دير الزور الغنية بالنفط بعد تمدد سيطرة النظام السوري في المدينة

Posted: 21 Sep 2017 02:29 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: يستبعد المراقبون للوضع السوري نشوب مواجهات حقيقية بين القوى الدولية الكبرى التي ظهرت خلافاتها إلى السطح في محافظة دير الزور شرق سوريا، خاصة بعد ان عبرت قوات النظام السوري وقوات روسيا الخاصة بتغطية الطيران الحربي الروسي، نهر الفرات شرقاً باتجاه الضفة الاخرى من المدينة، التي تعتبرها أمريكا حصن قواتها المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، حيث تغالظت لهجات الخطاب الموجهة من موسكو إلى واشنطن بسبب قصف الأخيرة لمواقع القوات الروسية، خوفاً على المصالح والاجندات.
وفي حين تستمر فيه روسيا بتعبيد الطريق امام قوات النظام للسيطرة على مدينة دير الزور، تمكنت قوات برية مشتركة «روسية – سورية – إيرانية» من قطع نهر الفرات من قرية الجفرة باتجاه «حويجة صكر» وقريتي «خشام والطابية» التي يوجد فيها معمل «كونيكو» للغاز وهو أكبر معمل للغاز في الشرق الأوسط، إضافة إلى تمكنها من قطع الطريق على ذراع أمريكا في المنطقة المتمثل بقوات سوريا الديمقراطية.
في هذه الأثناء وسّعت قوات النظام المساحة التي تسيطر عليها في مدينة دير الزور، ووصلت إلى أكثر من 80 ٪ من المساحة الكلية للمدينة، وباتت المسافة الفاصلة بين قوات روسيا ومن معها من قوات سوريّة وايرانية وبين ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية تقدر بأقل من ثلاثة كيلومترات.

مواجهات عنيفة

وقال مصدرمطلع من أبناء محافظة دير الزور لـ»القدس العربي» ان مواجهات عنيفة تجري بين قوات النظام والميليشيات الإيرانية والقوات الروسية الخاصة من جهة وتنظيم الدولة «داعش» من جهة ثانية في قرية مظلوم فيما سيطرت ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية على حقل ديرو النفطي في الريف الغربي لديرالزور وسط تضييق الخناق على التنظيم في هذا الجزء من الريف.
ابراهيم الحبش مدير شبكة الخابور الإعلامية قال لـ «القدس العربي» ان ميليشيات «قسد» المعروفة باسم قوات سوريا الديمقراطية المدعومة امريكيا تمكنت من السيطرة على قريتي كشة وعظمان بريف ديرالزور الشمالي في ظل اقتراب الأخيرة من حقل كونكو الذي تشن قوات النظام والقوات الروسية هجوماً من جهة قرية مراط، بهدف انتزاع السيطرة عليه.
وفي منطقة الريف الغربي لدير الزور التي تعرف باسم «شامية» سيطرت قوات النظام بدعم من الميليشيات الإيرانية الشيعية على قرية الشميطية والخريطة وسط تناقل اخبار عن فرار عناصر تنظيم الدولة من المنطقة امام تقدم القوات المهاجمة.
وتفرض قوات النظام السوري بدعم بري من إيران وروسيا، وجوي روسي، سيطرتها على عدد من احياء مدينة دير الزور وهي حسب المصدر «جمعية الزهور، والجورة، والقصور، وجزء من حيي الرشدية والحويقة، وأجزاء من الجبيلة والموظفين، وأجزاء من حي الرصافة في القسم الجنوبي الشرقي من المدينة» في حين يبسط تنظيم الدولة سيطرته على أحياء الصناعة، والحميدية، والعمال، والمطار القديم والعرفي، وهرابش، والطحطوح.
وتحدث المحلل والخبير العسكري «محمد العطار» في تصريح خاص لـ «القدس العربي» عن مصالح الدول المتصارعة في دير الزور حيث قال ان واشنطن تسعى إلى تأسيس دويلة كردية في المنطقة الشرقية تضغط فيها على تركيا بشكل دائم، تبقى هذه الدويلة تحت ظل أمريكا لتنفذ أهدافها، وتلعب من خلالها بالمنطقة كاملة، انطلاقًا من دير الزور على الحدود «السورية العراقية التركية» والتي يتوقع ان تجعل منها واشنطن مركز قيادة كبيراً لها في المنطقة، وذلك على هامش الحصول على المكاسب الاقتصادية الجمة، والاستيلاء على آبار البترول وحقول الغاز وغير ذلك.
فيما ستحقق سيطرة روسيا على دير الزور حلمها في موطئ قدم على المياه الدافئة، فضلاً عن سعيها للحصول على الارباح الاقتصادية من دير الزور المعروفة بخزانها الغني بالنفط والغاز، واراضيها المعروفة بزراعة القمح والقطن والصالحة لهما، حيث سعت موسكو من خلال تواجدها على الاراضي السورية إلى توظيف اموالها عسكريا للحصول على مكاسب.

تهديد روسي

وكان الجنرال إيغور كوناشينكوف قد صرح امس بانه «تم إبلاغ ممثل قيادة القوات الأمريكية في قطر، بلهجة حازمة وحاسمة، بوجوب وقف جميع محاولات قصف مواقع القوات الحكومية من المناطق التي تتواجد فيها القوات الأمريكية الخاصة إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية شرق نهر الفرات».
واكد نشوب مواجهات وقصف حيث نقلت القناة المركزية لقاعدة حميميم قوله انه «تمّ مؤخراً فتح النار مرتين، وجرى قصف كثيف براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، لمواقع القوات الحكومية قرب نهر الفرات، من منطقة تسيطر عليها القوات الأمريكية الخاصة، وقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل قوات الدفاع الذاتي الكردية عمادها».
واكد الجنرال على وجود قوات روسية برية تساند قوات النظام السوري حيث قال «كما ترافق القوات الحكومية قوات العمليات الخاصة الروسية، وتقوم بمهام قتالية في هذه المناطق المستهدفة مؤخراً بهدف القضاء على مسلحي داعش هناك» حسب المصدر.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية يوم أمس الخميس ان تحرير دير الزور بشكل كامل سيكون خلال أسبوع فقط، ونقلت وكالة «تاس» الروسية (خاصة) عن إيغور كوناشينكوف المتحدث باسم الوزارة الروسية، القول إن «قوات النظام السوري باتت تسيطر على 85 بالمائة من مدينة دير الزور، وإن التحرير الكامل للمدينة سيتم خلال أسـبوع».
وأضاف أنّ «قوات النظام السوري نفذت خلال الأيام الماضية هجمات موسعة لتدمير آخر موطئ قدم لتنظيم داعش الإرهابي قرب مدينة دير الزور».
وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد اكدت أن القوات الحكومية في دير الزور، اجتازت بدعم من الطيران الروسي، نهر الفرات باتجاه الضفة الشرقية، لأول مرة منذ فك الحـصار عن المدينة مطلع أيلول / سبتمبر الجاري، واتى ذلـك بـعد ان اعـلنت قوات النظام السوري الدعومة دوليـاً في الخامـس من شهر أيلول / سبتمبر الحالي، من انتزاع السيطرة على مواقع هامة مكّن قواتها من فك الحصار عن الجزء الغربي من دير الـزور.

اشتداد صراع المصالح بين واشنطن وروسيا في دير الزور الغنية بالنفط بعد تمدد سيطرة النظام السوري في المدينة
عيناهما وحلفائهما على حقلي «ديرو» و«كونكو»
هبة محمد

هل الأردن في طريقه إلى نعي «الدولة الرعوية» من دون تكريس منهجية «المواطنة»؟

Posted: 21 Sep 2017 02:29 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي» : اللعبة بدلالتها الإعلامية وبُعدها السياسي مكشوفة إلى حد كبير.. وكالة الأنباء الأردنية بترا تستضيف مسؤول صندوق النقد الدولي المفاوض في حديث خاص يكمل سلسلة الصراحة حول الوضع المالي والاقتصادي للبلاد.
هنا حصرياً خطوة استباقية وتكتيكية من قبل حكومة الرئيس الدكتور هاني الملقي تأسست على فكرة أن الرأي العام يمكن أن يتقبل أكثر مكاشفات الوفد الأجنبي بالشأن المالي والاقتصادي خصوصًا في ظل أزمة المصداقية بين الشارع وخطاب الحكومة.
الإطلالة الإعلامية لرئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى عمّان وعلى منابر الإعلام الرسمي لها دلالة سياسية واحدة على الأقل مركزية وهي أن برنامج الحكومة الضريبي الاصلاحي الجديد سيمضي بصرف النظر عن الجمل الاعتراضية كلها والتحذيرات في الشارع.
ذلك في الأحوال كلها ما أبلغه مسؤولون كبار في مؤسسات سيادية خارج الحكومة لقيادات في البرلمان، من بينهم رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، تحت عنوان مشروع تعديل قانون الضريبة سيدخل في دائرة الاستحقاق في الدورة المقبلة التي ستعقد في الثلث الأخير من الشهر المقبل.
ما فعله المسؤول المالي الدولي جهاد أزعور في السياق بسيط وواضح، فالرجل استعانت به الحكومة على نحو أو آخر، ليتحدث مع مواطنيها شارحاً الوضع الحرج والحساس للخزينة، وساعياً لتأطير وفلسفة خطوات التقشف والإصلاح الضريبي المنتظرة.
خلافاً لما كان يحصل في العادة، حيث لا تتحدث بعثات الصندوق الدولي مع المواطنين، تكفل ازعور وهو مسؤول الشرق الأوسط ووسط آسيا في المهمة وبحماس.
خطاب المسؤول الدولي هنا عبر منابر إعلام حكومة الأردن يمكن اختصاره وبعيداً عن التفاصيل الرقمية والتوسع في الشروحات بثلاث رسائل مركزية: الإصلاح الضريبي محطة أساسية، من الصعب تأجيلها، الإعفاءات الضريبية أكثر مما يتوجب والحكومة كريمة جداً في هذا السياق، ولا بد من خفض عجز الميزانية.
ازعور ترك التفاصيل للأردنيين وما قاله عملياً إنه لا مجال للتساهل أمامهم في مسألة خفض العجز والإصلاح الضريبي فذلك استحقاق إجباري. وقد تسربت عن لسان الرجل في الأثناء عبارات ونصائح هنا وهناك تنتمي إلى شريحة «المعلبات الحكومية» من طراز الظروف العامة في المنطقة وإغلاق المعابر مع العراق وسوريا والدور الإنساني للأردن.. كلها عناصر قسرية تسببت بالأزمة الحالية.
استعانة الحكومة بصورة نادرة ببعثة الصندوق الدولي نفسها يمكن النظر لها باعتبارها المؤشر الثاني إلى صعوبة الموقف والى سعي الحكومة لاستعمال الوسائل المتاحة كلها حتى تتمكن من التسلل ببرنامجها التصعيدي على جهة الضريبة.
البعثة نفسها تقصدت هنا الإشارة إلى أنها لم تناقش مع رئيس الوزراء وطاقمه الاقتصادي تشريعات محددة عن الضريبة الجديدة لكن الإشارة الأولى حول شعور الحكومة بالضعف والحاجة للمساعدة ثم إقناع الرأي العام كانت قد برزت أصلًا على لسان المرجعية الملكية عندما أعلنت بشفافية للأردنيين ما يمكن اعتباره طي ملف المساعدات الخارجية وتدشين مرحلة الاعتماد على الذات.
حتى الآن لم تتقدم الحكومة الحالية ببيانات تفصيلية لها علاقة في بروتوكولات تنفيذية تعلم الأردنيين او تبلغهم بالكيفية التي ستعتمد فيها على برامج الاعتماد على الذات.
كل هذه التفاصيل تعني في المحصلة أن مشروع التصعيد الضريبي الجديد مقبل لا محالة ومحطة إجبارية وبصورة تطلبت أن يتدخل صندوق النقد الدولي نفسه كي يشرح الظرف الصعب للأردنيين ويعدهم بما سبق أن وعد به الرئيس الملقي على شكل تحسن مرصود في النمو الاقتصادي بعد القيام بالخطوات الاصلاحية وبعد فتح الحدود مع العراق وسوريا، وبصيغة أن تلمس هذا التحسن يحتاج إلى المزيد من الوقت.
سياسياً هذه الوقائع والتفصيلات التي رافقت مفاوضات معقدة بين مسؤولي الأردن وبعثة الصندوق لا تعني إلا حقيقة جديدة في الإيقاع الاجتماعي والسياسي الأردني، قوامها تدشين مرحلة التخلص من الدولة الراعية أو مرحلة الأداء الرعوي كما يحب خبراء وسياسيون أن يصفوه، من بينهم وعلى رأسهم وزير البلاط الأسبق مروان المعشر.
هي لحظة التعامل مع الحقيقة والواقع اليوم وسط مناورات معقدة سياسياً وأمنياً تبحث فيها حكومة الأردن عن رائحة دور أو مشروع إقليمي للتخفيف شعبياً من وطأة الاستحقاق الاقتصادي المقبل.
قد تفشل هذه المناورات وقد تخفق بعضها في السياق الإقليمي، وقد تنجح، لكن تجنباً للاحتمالات والسيناريوهات يمكن القول اليوم: إن بعثة صندوق النقد الدولي صارحت الأردنيين نيابة عن حكومتهم وعبر وكالة الأنباء الحكومية بطريقة تؤذن ولو تلميحاً بنعي برنامج الدولة الرعوية.
يحصل ذلك فيما تتصاعد المعارضة في الشارع وتتواصل البيانات الحادة. ويحصل فيما تتفاعل الهواجس والحسابات عند مكونات الطبقة الاجتماعية كلها، بما فيها الاقتصادية في القطاع الخاص، وتلك الشرائح الحليفة للدولة طوال الوقت.
تبدو الظروف اليوم مهيأة للتعامل مع الواقع الموضوعي حيث نعي ودفن السياق الرعوي.
اللافت والغامض حتى الآن هو أن هذه العملية يتم تدشينها تحت وطأة الظرف الإقليمي والوطني الحساس من دون إنتاج قفزات إصلاح حقيقية وجديدة في مجال التنمية السياسية والديمقراطية ودولة المواطنة والمؤسسات وهيبة القانون، وبرغم عشرات الوثائق المرجعية في هذا الإطار.

هل الأردن في طريقه إلى نعي «الدولة الرعوية» من دون تكريس منهجية «المواطنة»؟
بعثة «النقد الدولي» تتحدث مباشرةً مع المواطنين: 3 رسائل حول الإصلاح الضريبي وخفض العجز
بسام البدارين

الكويت تعلن استعدادها لاستضافة الأطراف اليمنية للتوقيع على اتفاق سلام مع التجديد لولد الشيخ

Posted: 21 Sep 2017 02:28 PM PDT

تعز ـ « القدس العربي» ووكالات: أعلنت الكويت، فجر أمس الخميس، استعدادها لاستضافة الأطراف اليمنية للتوقيع على اتفاق سلام نهائي متى ما تم التوصل إليه بينهم، مجددة التزامها الكامل بوحدة اليمن ودعم الشرعية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء الكويتي، أمام الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وفقا لوكالة الأنباء الكويتية «كونا».
والعام الماضي، استضافت الكويت، مشاورات بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة، لمدة 3 أشهر، لكنها لم تحقق أي تقدم في جدار حل الأزمة المتصاعدة منذ أكثر من عامين ونصف العام.
وجدد المسؤول الكويتي، «دعم جهود الأمم المتحدة والمبعوث الأممي الخاص لليمن (إسماعيل ولد الشيخ أحمد) الرامية للتوصل لحل سلمى لهذه الأزمة».
كما جدد المتحدث التزام بلاده الكامل بـ»وحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، والتاكيد على دعم ومساندة الشرعية الدستورية في اليمن».
وشدد على أن «الحل السياسي في اليمن يستند إلى المرجعيات الثلاثة المتفق عليها وهي مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى وجه الخصوص القرار 2216».
إلى ذلك، رحبت الحكومة اليمنية، فجر أمس الخميس، بقرار أمين عام الأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، التجديد لمبعوثه الخاص باليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، واعتبرته رسالة تأكيد دولية بالسلام.
وقال وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، في سلسلة تغريدات على تويتر، «الحكومة اليمنية دعمت باستمرار جهود المبعوث الأممي، ولد الشيخ».
وتابع قائلا «وهي (الحكومة) ترحب بقرار الأمين العام للأمم المتحدة بالتجديد لولد الشيخ كمبعوث خاص إلى اليمن».
وهذا هو أول تأكيد رسمي بتمديد مهمة المبعوث الأممي، الذي يعمل في الملف اليمني، منذ أواخر إبريل/نيسان 2015.
مهام ولد الشيخ بدأت بعد قرابة شهر من انطلاق عمليات التحالف العربي، ضد مسلحي جماعة «أنصار الله» (الحوثي) وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وذكر المخلافي، أن لقاء الرئيس عبدربه منصور هادي مع ولد الشيخ بنيويورك، مساء الأربعاء، «أكد دعم جهود المبعوث الأممي وخطته بشأن محافظة الحديدة(غرب) ومرتبات موظفي الدولة».
ويتزامن التمديد لولد الشيخ مع تعيين نائب جديد له، هو الفلسطيني، معين شريم، الذي التقى الوزير المخلافي؛ خلال اليومين الماضيين.
اللقاء بين النائب الجديد والمخلافي؛ جاء من أجل تسهيل عمل المبعوث في الملف اليمني، والدفع نحو استئناف عملية السلام المتعثرة.
ويعتزم شريم، خلال الأيام المقبلة، زيارة صنعاء للقاء وفد جماعة الحوثي، وحزب المؤتمر الشعبي العام، الجناح الموالي لصالح، وفقا لمصادر يمنية.
وفيما رحبت الحكومة الشرعية والتحالف بتلك المبادرة، أعلن الحوثيون رفضهم لها واشترطوا رفع الحظر الجوي المفروض على مطار صنعاء منذ عام، في المقام الأول.
وطالب فيه الرئيس عبدربه منصور هادي أمس الخميس، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالضغط على جماعة الحوثيين وحزب صالح، من أجل تقديم التنازلات والوصول إلى حل للأزمة اليمنية ووقف الحرب المستمرة منذ 3 أعوام.
وطبقاً لوكالة الأنباء «سبأ» الحكومية، فإن هادي دعا الأمم المتحدة، في كلمته التي ألقاها بالدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إلى ممارسة ضغوطات على الحوثيين من أجل وصول المساعدات الإنسانية لكل اليمنيين.
وقال «المشكلة في اليمن ليست خلافاً سياسياً يمكن إدارته عبر طاولات الحوار، وليس انقلابا بالمعنى المتعارف عليه للانقلابات التي تحدث في الدول، بل يتعدى ذلك إلى خلاف حول الخلفيات الاعتقادية والفلسفية ومنظومة القيم المشتركة».
وتابع «نواجه جماعة دينية سلالية متطرفة تعتقد أن الله منحها أفضلية عرقية وأعطاها حقا إلهياً في الحكم، تتحالف مع مجموعة انتقامية تسعى فقط للانتقام من الشعب اليمني»، في إشارة لتحالف الحوثيين وصالح.
وقال هادي إن إيران تعرقل كل الإجراءات التي قامت بها الحكومة اليمنية، للتوصل إلى سلام دائم. وأشار إلى أن طهران تدخلت من خلال كثير من الأعمال، «حيث تم القبض على عدة سفن محملة بالأسلحة المختلفة وكذلك القبض على مدربين يتبعون الحرس الثوري الإيراني وآخرون يتبعون حزب الله اللبناني، بل ووصل بهم الامر لتزويد تلك المليشيات الانقلابية بصواريخ طويلة المدى».
ونظم الحوثيون عرضا حاشدا الخميس بمناسبة مرور ثلاث سنوات على سيطرتهم على صنعاء مع تشديد لهجة خطابهم إزاء السعودية التي تقود تحالفاً عسكرياً في مواجهتهم منذ عام 2015.
ومنذ الصباح، تجمع الآلاف في ميدان السبعين في وسط العاصمة وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما حلقت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية فوق المدينة، بحسب ما أفاد مصور.
ورفع عدد كبير من المشاركين في الاحتفالات أعلام اليمن، فيما أنشدت جوقة تضم رجالا بالملابس اليمينية البيضاء التقليدية أناشيد حماسية.
وخطب عبد العزيز بن حبتور، رئيس حكومة «الانقاذ الوطني» التي شكلها الحوثيون، في الحشد قائلا «من هذا الميدان المبارك سنحرر كافة أراضي اليمن».
وندد بـ«احتلال مباشر سعودي إماراتي» لبعض محافظات البلاد، مشددا «اننا لن نتنازل عن تحرير أرضنا».
وتمكن الحوثيون الاحد 21 أيلول/سبتمبر 2014 في فترة الظهر، وعبر تحرك عسكري سريع بمساندة من مناصري الرئيس السابق علي عبدالله صالح، من اقتحام المباني الحكومية في صنعاء والسيطرة عليها دون معارك كبرى.
ولزم علي صالح وأتباعه الصمت يوم أمس ولم يدلو بأي تعليق علي الحشد الشعبي الحوثي.
وبرزت الصراعات السياسية والأمنية بين الطرفين صالح والحوثي بعد تردد أنباء عن تسابق الطرفين نحو قوات التحالف العربي لترتيب وضعهم بشكل منفرد، وهو ما اعتبره كل طرف منهم بـ(الخيانة) لحليفه، بعد ما دخل الطرفان الحوثي وصالح الحرب منذ نهاية 2014 للانقضاض على سلطة هادي والانقلاب عليها.

الكويت تعلن استعدادها لاستضافة الأطراف اليمنية للتوقيع على اتفاق سلام مع التجديد لولد الشيخ
هادي يطالب بالضغط على الحوثيين وصالح لإنهاء الحرب
خالد الحمادي

أكراد سوريا يتوجهون اليوم إلى صناديق الاقتراع وسط تحذيرات مجلس العشائر والقبائل السورية

Posted: 21 Sep 2017 02:28 PM PDT

حلب – «القدس العربي»: في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ سوريا المعاصر، يتجه أكراد سوريا اليوم الجمعة، إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم ضمن النظام الفدرالي الذي أعلنته الإدارة الذاتية المشكلة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، في شمالي سوريا، في حين حذر المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية من هذه الخطوة التي اعتبرها بداية طريق نحو التجزئة والتقسيم.
وتجري الانتخابات التي ستبدأ اليوم على ثلاث مراحل باختيار لجان محلية 22 ايلول/سبتمبر وتنتهي في كانون الثاني/يناير العام 2018 بانتخاب مجلس تشريعي لـ»روج آفا»، أي ما يعرف بغرب كردستان.
واعتبر الصحافي الكردي مصطفى عبدي المقرب من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أن الانتخابات التي ستجري الجمعة خطوة أولى باتجاه شرعنة الفيدرالية في شمال سوريا، حيث ستشمل مناطق الادارة الذاتية كافة التي قسمت إلى ثلاثة اقاليم هي، اقليم الجزيرة، واقليم الفرات، واقليم عفرين، بغطاء من انتشار القواعد العسكرية الأمريكية في الجزيرة والفرات والروسية في عفرين.
وأوضح عبدي في حديثه لـ»القدس العربي»، أن «النظام الفيدرالي الشمالي» الذي أعلن خلال مؤتمر الرميلان حدد 22 أيلول/سبتمبر لإجراء انتخابات الكومينات (الوحدات الصغيرة)، وفي 3 نوفمبر (تشرين الثاني) ستجري المرحلة الثانية بانتخابات الإدارات المحلية (انتخابات مجالس القرى، والبلدات، والنواحي، والمقاطعات)، أما في 19 يناير (كانون الثاني) 2018 فستجري «انتخابات الأقاليم ومؤتمر الشعوب الديمقراطي في شمال سوريا».
وأشار إلى أن 11 الفاً و581 شخصاً يتنافسون على الرئاسة المشتركة للكومينات /3 آلاف و 947 (مقعداً) كوميناً. كما ستجري انتخابات مجالس البلديات والمقاطعات في 3 تشرين الثاني من العام الجاري، وانتخابات الأقاليم ومؤتمر الشعوب الديمقراطي في 19 كانون الثاني لعام 2018، تمهيداً لتشكيل حكومة اتحادية في شمال سوريا، ستشمل إضافة إلى المقاطعات الثلاث – الجزيرة، الفرات، عفرين – الرقة، ومنبج.
كما أوضح عبدي ان مؤتمر الشعوب سيكون بمثابة برلمان يضم 300 شخص، ستتمخض عنه هيئة تنفيذية (بمثابة حكومة).
وكان أكراد سوريا قد أعلنوا في آذار/ مارس 2016 عن النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد التي قسموها إلى ثلاثة اقاليم هي الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق) والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب واخرى من محافظة الرقة) وعفرين (شمال غرب، تقع في محافظة حلب).
في المقابل أعلن المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية، رفضه للانتخابات التي سيجريها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، معتبراً هذه الخطوة بداية للتجزئة والتقسيم في سوريا. وجاء في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخه منه، إن سوريا أرضاً وشعباً مهددة اليوم من أزلام الدول المعادية للشعب السوري من أجل تفتيت الشعب السوري وتقسيم تراب سـوريا.
وحسب البيان، فإن الدعم الكبير الذي قدم للعصابات الإرهابية المسلحة التي جاءت من جبال قنديل والمدعومة بشكل كبير من أمريكا بحجة محاربة إلارهاب، ساهمت بقتل الشعب السوري ومساعدة نظام الاجرام، بتهجير أبناء محافظات الحسكة وديرالزور وريف حلب من أجل إجراء سياسة التغيير الديمغرافي بهدف تقسيم سوريا إلى دويلات وكانتونات وامارات.
ودعا البيان امريكا ودول العالم على وقف الدعم عن العصابات المسلحة الإرهابية ال bkk وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وما يطلق عليه اليوم قوات سوريا الديمقراطية وكذلك الوقوف بحزم تجاه محاولات ما يدعى تيار الغد الذي يسعى مع حزب العمال الكردستاني لتجزئة سوريا واقتسامها مع أعداء الشعب السوري عامة.
ويقول المنسق العام للمجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الاسعد، إن البيان الصادر عن المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية جاء من أجل قطع الطريق أمام كل من يعمل ويسعى إلى إجراء التغيير الديمغرافي في منطقة الجزيرة والفرات من قبل ميليشيا Pyd الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني.
وأضاف حديثه لـ «القدس العربي»، إن ميليشيات Pyd تسعى بكل الطريق الإرهابية إلى فرض الأمر الواقع في المنطقة بقوة السلاح وبدعم كبير من أمريكا وإيران وبتماهٍ كامل من النظام السوري الذي تنازل لهم عن محافظة الحسكة مقابل أن يقفوا معه في بقية المناطق فشكلوا معًا غرفة عمليات عسكرية وأمنية لضرب الثورة السورية ومحاربة الشعب السوري.
وأكد الأسعد على رفض المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية رفضاً قاطعاً للانتخابات المزمع إقامتها في الحسكة من قبل ال Pyd وكذلك تكريد المناهج الدراسية والسيطرة على المدارس والمعاهد والجامعات من أجل القضاء على اللغة العربية التي تعتبر اللغة الرئيسة للسكان العرب.
وأعلن الائتلاف السوري المعارض رفضه للانتخابات التي سيجريها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الجمعة ضمن النظام الفدرالي في شمالي سوريا، حيث قال إن جميع المشاريع التي تحاك بالالتفاف على إرادة الشعب السوري هي مشاريع باطلة وغير شرعية أو قانونية.
وأشار الائتلاف السوري في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخه منه، إلى أن الانتخابات المزعومة التي يحاول حزب الاتحاد الديمقراطي (بي يي دي) تسويقها لتمرير مشاريعه في سوريا، وإصراره على إجرائها، مستخدماً وسائل الترهيب كافة المستوحاة من أساليب عصابة الأسد، والقائمة على مختلف ألوان الضغط والتهديد بحق أبناء الشعب السوري.
وأكد على أن أي خطوة في اتجاه مستقبل سوريا لا بد أن تنطلق من قاعدة أساسها احترام حق الشعب السوري في الاختيار الحرِّ، وأن يحدد مستقبله دون تدخل أو إملاء.
وشدد البيان على أن الإصرار على تسويق أي خيار استباقي، بالقوة والإكراه، في توقيت مقصود، سواء جاء تحت اسم انتخابات محلية أو بلدية أو في ظل عناوين أخرى، هو انتهاك لحق الشعب السوري في تقرير مصيره ومستقبله، كما أنه محاولة واضحة للالتفاف على نضال السوريين الطويل في سبيل الحرية والكرامة.

أكراد سوريا يتوجهون اليوم إلى صناديق الاقتراع وسط تحذيرات مجلس العشائر والقبائل السورية
لاختيار ممثليهم ضمن «نظام فدرالي» يسعون لفرضه

اقتصاد سوريا: الوضع الحالي وسيناريوهات للمستقبل

Posted: 21 Sep 2017 02:28 PM PDT

الاقتصاد السوري قبل الحرب الأهلية
الاقتصاد السوري في مجمله سيتم فحصه هنا، وفقا لمؤشرات الاقتصاد الكلي (الماكرو). وضع الاقتصاد السوري كان سيئا جدا قبل الحرب. حسب معطيات المنتج الاجمالي للفرد (2.750 دولار)، تم وضع سوريا في المرتبة الـ 122 في العالم في سنة 2009. وفي المقابل، كانت نسبة النمو مرتفعة جدا: باستثناء سنة 2003 التي كانت نسبة النمو فيها 1 من مئة، فقد وصلت نسبة النمو السنوية 4 ـ 7 من مئة. نسبة النمو المرتفعة جاءت نتيجة الاصلاح الذي تم اجراؤه في سوريا في بداية القرن الحالي، بمساعدة صندوق النقد الدولي. زاد عدد السكان بنسبة متوسطة بلغت 2.5 من مئة سنويا، لكن متوسط نسبة النمو في قوة العمل كان بطيئا جدا، وحدث انخفاض في نسبة المشاركة في قوة العمل، من 49 من مئة في 2003 إلى 43 من مئة في 2009. نسبة البطالة انخفضت من 11 من مئة في 2003 إلى 8 من مئة في 2009. حجم التجارة الخارجية ارتفع في الأعوام 2003 ـ 2008 إضافة إلى انخفاض في 2009 يمكن أن يعزى للأزمة العالمية ـ برغم أنه لم يكن لها تأثير كبير في الاقتصاد في سوريا.
هناك عدد من الحقائق البارزة تجدر الإشارة إليها تتعلق بالبنية الاقتصادية في سوريا، حسب الفروع الاقتصادية. الحقيقة الأولى؛ هي أن نصيب الزراعة من المنتج المحلي الإجمالي كان 17 من مئة ـ وهي نسبة مرتفعة بالنسبة للاقتصادات الحديثة المتقدمة. هذا المعطى يعزز وجهة النظر التي تقول: برغم تقدم سوريا في الاعوام 2003 ـ 2010، إلا أنها بقيت اقتصادا متخلفا. الحقيقة الثانية؛ هي أن صناعة النفط كانت الفرع البارز من بين فروع التصدير «تقريبا نصف حجم التصدير».
الفروع المتبقية للصادرات المركزية كانت تجارة متعلقة بمستوى مهارة منخفض. الحقيقة الثالثة؛ هي أن نصيب حلب (التي أصبحت مركز المعارك) من الاستهلاك، رأس المال، عدد المؤسسات الصناعية وغيرها بلغ 30 من مئة تقريبا. ونصيب دمشق الكبرى كان 40 في المئة.
كان للعوامل الاقتصادية دور في إشعال المواجهات. برغم أن للإصلاحات التي تم تنفيذها في بداية هذا القرن كان تأثير عام إيجابي في الاقتصاد السوري، فقد كان للفجوات التي انشأتها بين المناطق الريفية والمدنية تأثيرات سلبية. إضافة إلى ذلك، المناخ في سوريا كان متقلبا جدا وزاد العنف المتعلق بالمياه. في الأعوام 2006 ـ 2011 مرت سوريا بفترة طويلة من الجفاف الشديد، أدت إلى أزمات زراعية واقتصادية، وإلى هجرات داخلية للسكان.
من بين التطورات المركزية كانت الأزمات الزراعية في الاعوام 2006 ـ 2009 التي أثرت في نحو 1.3 مليون شخص من السكان في شرق سوريا؛ وفقدان مصدر الرزق والوصول إلى الغذاء الأساسي لنحو 800 ألف نسمة؛ جفاف آخر في 2011 فاقم المشكلة، وحتى نهاية 2011 تأثر من ذلك نحو 2 ـ 3 ملايين نسمة، حيث وجد نحو مليون شخص، حسب تقديرات الأمم المتحدة، أنفسهم يعانون من عدم الأمن الغذائي؛ أكثر من 1.5 مليون نسمة، معظمهم من عمال الزراعة وأصحاب مزارع عائلية، انتقلوا من المناطق الريفية إلى المدن واستوطنوا في مخيمات على مداخل المدن السورية.
الجدول رقم 1 يظهر الزيادة في المنتج المحلي الإجمالي ومكوناته المختلفة في فترة المواجهة. مستوى المنتج المحلي الإجمالي في 2015 وصل إلى 38 من مئة من المنتج المحلي الإجمالي لسنة 2010. نسبة المنتج المحلي الإجمالي من غير النفط كانت 42 من مئة من المنتج المحلي الإجمالي من غير النفط في 2010، في حين المنتج المحلي الإجمالي من النفط وصل إلى 5 من مئة فقط من نسبته في سنة 2010.
حسب تقديرات معهد SCPR فإنه حتى نهاية 2015 كان الفقد في المنتج المحلي الإجمالي 163 مليار دولار، قُدرت خسارة احتياط رأس المال بـ 67 مليار دولار. وطبقا للربع الأول من سنة 2015 فقد وصل احتياط رأس المال إلى 43 من مئة من نسبته في 2010. تقديرات معينة تشير إلى تقلص المنتج المحلي الإجمالي بـ 19 من مئة أخرى سنة 2015 وكذلك 8 من مئة سنة 2016.

التدهور الاقتصادي في السياق الإقليمي

في السنوات 2011 ـ 2014 هبط المنتج المحلي الإجمالي للفرد في سوريا إلى مستوى 55 من مئة من المنتج المحلي الإجمالي للفرد في قطاع غزة، وإلى 11 من مئة من المنتج المحلي الإجمالي للفرد في لبنان.

تغييرات في فروع الاقتصاد

يمكن ملاحظة تغييرات ذات دلالة في تشعبات فروع المنتج المحلي الإجمالي. الفرق الذي تكبد القسم الأكبر من الضرر كان فرع البناء. فحسب التقديرات شكل 66 من مئة من إجمالي قيمة الضرر. فرع المناجم تقلص من 13 من مئة إلى 2 من مئة من المنتج المحلي الإجمالي ـ هذا التغيير يعزى إلى انهيار صناعة النفط. في المقابل ارتفع فرع الزراعة من 17 من مئة إلى 29 من مئة من المنتج المحلي الإجمالي.
الاستهلاك العام الذي ازداد في بداية المواجهات انخفض فيما بعد بصورة دراماتيكية إلى 45 من مئة من نسبته في 2010. رد فعل الاستهلاك الفردي كان فوريا، ومنذ بداية المواجهات وهو في انخفاض، برغم أن ذلك الانخفاض هو بنسبة أقل من الاستهلاك العام. ويصل الاستهلاك اليوم إلى 45 من مئة من نسبته في 2010.
حجم الواردات والصادرات تقلص إلى مستويات منخفضة جدا إلى درجة انهيار كبير في التصدير في فرع النفط. حتى 2010 شكل تصدير النفط 49 من مئة من إجمالي صادرات سوريا. منذ 2012 تحولت سوريا إلى مستوردة للنفط.

سوق العمل والفقر

سوق العمل تكبد خسائر فادحة. حتى نهاية 2015 وصلت نسبة البطالة إلى 53 من مئة، حيث كان 2.6 مليون عامل مشغلين و2.9 مليون عاطلين من العمل. للموازنة، في 2011 حيث كانت المواجهة في بدايتها كان هناك 5.2 مليون عامل مشغلين ونسبة البطالة وصلت إلى 15 من مئة (قبل اندلاع المواجهات كانت النسبة 8 من مئة). حسب تقديرات منظمة «اسكوا» (مجلس دول غرب آسيا لشؤون الاقتصاد والمجتمع والتنمية)، فإنه في 2015 كان هناك 83 من مئة من السكان في سوريا تحت خط الفقر، ومقابل ذلك، في 2010 كان هناك 28 من مئة فقط من السكان يتم اعتبارهم فقراء حسب هذا المقياس. ويقدرون بأن نصف الدخل في الدولة يوجه إلى استهلاك الغذاء.

متغيرات نقدية

التضخم في سوريا كان مرتفعا جدا في فترة الحرب: المتوسط السنوي للتضخم في الإعلام 2010 ـ 2015 وصل إلى 35 من مئة. جدول مؤشر أسعار المستهلك في 2015 كان أعلى بـ 4.5 مرة من مستواه في 2010.
وأكثر بتسع مرات من مستواه في 2005. من ناحية التجارة بالعملة الصعبة هناك أسواق رسمية وأسواق غير رسمية. السعر الرسمي يراوح نحو 250 ليرة سوريا للدولار الأمريكي في 2015، في حين السعر في السوق السوداء راوح نحو 350 ليرة سوريا للدولار. قبل الحرب كان السعر 45 ليرة سوريا للدولار الأمريكي الواحد.

سيناريوهات أساسية للمستقبل

سيناريو 1: استمرار الحرب. استمرار الحرب يعني استمرار التدهور الاقتصادي الذي وصف أعلاه. إذا استمرت المعارك فمن المعقول جدا أن يزداد تقلص المنتج المحلي الإجمالي، والسؤال فقط هو بأي مستوى. المنتج المحلي الإجمالي الحالي وصل إلى 38 من مئة من قيمته في 2010. البنك الدولي توقع أن يكون الانخفاض في 2016 بنسبة 8 من مئة. ومعنى ذلك أن المنتج المحلي الإجمالي لسنة 2016 سيكون 35 من مئة من مستواه في 2010. هذه التقديرات تُبين أن نسبة التقلص في المنتج المحلي تتضاءل. نسبة البطالة استجابت في حينه بسرعة أكبر مقارنة مع مؤشرات اقتصادية أخرى، لكن خلال السنتين الأخيرتين بقيت من دون تغيير.
ليس من شأن ذلك أن يقود إلى تقدير أن استمرار الحرب سيؤدي إلى استمرار المس بالمنتج المحلي الإجمالي، لكن ذلك سيكون بنسبة أكثر اعتدالا. حقيقة أن وتيرة التغيير كانت أقل بصورة كبيرة، تُبين أنه في ظروف معينة، فإن الاقتصاد السوري من شأنه أن يصل حتى إلى توازن (وضع مستقر) منخفض، لكن يبدو أن سوريا لم تصل إلى هذه الحالة بعد. الشروط المطلوبة من أجل أن يصل الاقتصاد الموجود في حالة حرب أهلية إلى وضع مستقر هي ألا تتوسع الحرب إلى مناطق يوجد فيها مستويات عالية من النشاط الاقتصادي، وألا يدمر رأس المال و/أو لا يُتسبب بانخفاض في قوة العمل. شروط كهذه لا توجد في الوقت الحالي في سوريا. حيث أن حلب هي أحد مراكز الحرب الرئيسية. لهذا، طالما استمرت الحرب في عدة جبهات، ومنها مراكز مدن، فيمكن توقع حدوث أضرار إضافية.
إضافة إلى ذلك، ولأن عنصر الاستثمار هبط بدرجة أكثر من باقي العناصر الأخرى في الاقتصاد، فإن المساعدات الخارجية حيوية لبناء حجم رأس المال المطلوب بهدف الوصول إلى وضع مستقر.
على مدى التاريخ هناك أمثلة لاقتصادات كان فيها نسب نمو إيجابية أو صفرية خلال حروب أهلية. مثال تاريخي له صلة باقتصاد مَرّ بفترة طويلة من الحرب الأهلية هو الاقتصاد اللبناني. خلال الحرب الأهلية في لبنان بين 1975 و 1990 حدثت تغييرات في شدة المواجهات، ومراكز المعارك المركزية وفي التدخل الأجنبي، وتبين المعطيات الاحصائية التغييرات التي حدثت للمنتج المحلي الإجمالي على مدى تلك الحرب.
وتبين المعطيات الاحصائية ظهور التقلصات الكبيرة في المنتج المحلي الإجمالي في السنوات الأولى للحرب. منذ بداية الحرب الأهلية وحتى الحرب اللبنانية في 1982 نما الاقتصاد بنسبة ثابتة نسبيا. في 1982 انهار المنتج المحلي الإجمالي مرة أخرى. انسحاب إسرائيل الجزئي في 1985 أشار إلى بداية فترة تطور، في أعقابها جاءت فترة أخرى من النمو السلبي في نهاية الثمانينيات. بعد انتهاء الحرب الأهلية في لبنان في 1990 سجل في الدولة نمو إيجابي ثابت، لكنه وصل إلى مستوى المنتج المحلي الاجمالي ما قبل الحرب فقط بعد 15 سنة (أو 20 سنة، حسب تقديرات صندوق النقد الدولي).
هذا النموذج يُبين أنه يمكن الوصول إلى مستويات نمو إيجابية، وحتى مستقرة، خلال الحرب، برغم أن نموا كهذا من شأنه أن يكون قصيرا، فإنه في كل الأحوال يحتاج الاقتصاد إلى فترة طويلة للوصول إلى مستوى ما قبل الحرب. من المهم تذكر أنه حتى لو دخلت سوريا إلى «حالة استقرار» فإن وضعها الحالي سيئ بصورة لا سابق لها تقريبا. مستوى الفقر يزيد على 80 من مئة. المنتج المحلي الاجمالي تقلص بأكثر من 60 من مئة، و45 من مئة من السكان هم مُهجرون أو لاجئون.
سيناريو 2: اقتصاد واحد ودولة واحدة. دولة واحدة هي كما يبدو السيناريو الأفضل من ناحية إعادة تأهيل الاقتصاد السوري. إذا تجاهلنا مسألة ما إذا كانت هذه الدولة ستكون دولة علوية، سنية أو فيدرالية علوية ـ سنية. حسب تقديرنا كل واحد من هذه الخيارات الثلاثة سيؤدي إلى إعادة تأهيل الاقتصاد السوري.
من أجل أن نفهم حجم إعادة التأهيل علينا أن نتذكر أنه في نهاية 2015 قُدرت الخسارة الاجمالية للاقتصاد بنحو 255 تريليون دولار. خسارة كهذه تساوي خمسة أضعاف المنتج المحلي عام 2010، أو 13 ضعف المنتج المحلي الحالي.
وكما جاء أعلاه، فان الهبوط في المنتج المحلي الاجمالي نفسه يُقدر بـ 163 مليار دولار، الذي يساوي ثلاثة أضعاف المنتج المحلي الاجمالي عام 2010 أو ثمانية أضعاف المنتج المحلي الاجمالي الحالي.
الخسارة في رأس المال تُقدر بـ 67 مليار دولار (1.3 أضعاف المنتج المحلي الاجمالي عام 2010). التقرير الأخير لصندوق النقد الدولي يُقدر أن تكاليف إعادة تأهيل البنية التحتية المادية تتراوح بين 100 ـ 200 مليار دولار. الضرر في قوة العمل هو بسبب الهجرة (لاجئون ومهاجرون)، وبانتقال سكان إلى داخل الدولة والموت والجرح نتيجة المعارك. احتياط رأس المال يصل الآن إلى 44 من مئة من مستواه في 2011، وقوة العمل تصل إلى 90 من مئة مما كانت عليه في 2011. مع ذلك، نسبة البطالة هي 53 من مئة، وعدد العمال المشغلين يصل إلى 50 من مئة من عددهم في 2011. بصورة عامة، نسبة رأس المال/ العمل منخفضة عن نسبتها قبل الأزمة. هذا المعطى يتساوق مع حقيقة أن نصيب الفروع كثيفة الرأسمال في المنتج المحلي تقلصت بصورة كبيرة، ومع حقيقة أن الاستثمارات انخفضت بصورة أكبر من أي وقت سابق موازنة مع العناصر الأخرى جميعها في المنتج المحلي الاجمالي. نسبة رأس المال/ العمل يتوقع أن تنخفض أكثر في نهاية الحرب، حيث أن سوق العمل تتجاوب بصورة أسرع من جمع رأس المال، كما أن عودة اللاجئين إذا حدثت، ستساهم في ذلك.
في ظروف كهذه؛ فإن النتيجة الفورية لانتهاء الحرب ستكون كما يبدو انخفاضا في نسبة البطالة وارتفاعا في المنتج المحلي الاجمالي، وانخفاضا أيضا في انتاجية العمل وفي الأجر الحقيقي. من أجل أن ترتفع هذه هناك ضرورة لارتفاع نسبة رأس المال/ عمل. تناسب كهذا يقتضي مستويات عالية من الاستثمار، الذي يبدو أنه سيعتمد على المساعدات الخارجية.
في هذه الأثناء، تساعد الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي ودول أجنبية سوريا بوساطة إعطاء مساعدات لحكومتها أو مساعدة يتم تقديمها بشكل مباشر للمهجرين السوريين واللاجئين وضحايا آخرين من ضحايا النزاع. من المعقول جدًا الافتراض أن هذه المنظمات والحكومات ستواصل الاستثمار وتقديم المساعدات لسوريا أيضا بعد انتهاء الحرب. كما أنه يتوقع أن تطلب سوريا مساعدة من صندوق النقد الدولي ومن البنك الدولي. ومع ذلك، فإن حجم المساعدة التي تم تقديمها حتى الآن كان محدودا وغير كافٍ. على خلفية حقيقة أن المساعدات الخارجية تتعلق بالنوايا الحسنة للمانحين وبالظروف السياسية والاقتصادية، يبدو أنه ستمر فترة زمنية إلى أن يستطيع الاقتصاد السوري تجنيد الموارد المطلوبة له من أجل المهمة الكبيرة التي تتمثل بإعادة الإعمار.
هناك تأثير سلبي آخر للحرب التي لها تداعيات قاسية على المدى البعيد، هو انخفاض انتاجية العمل كنتيجة لفقدان سنوات تعليمية وسنوات عمل. نسبة الفقر في سوريا في الوقت الحالي أكثر من 80 من مئة، وهناك الكثير من الأطفال يعانون من انعدام الأمن الغذائي. خلافا لخسارة رأس المال ـ فإن إنتاجية العمل صعبة التأهيل. من المنطقي الافتراض أن جيل الأطفال الذين عانوا من سنوات الحرب سيظل جيلا أقل إنتاجية.
التوقعات للمدى البعيد لصندوق النقد الدولي بشأن إعادة تأهيل اقتصاد سوريا تنطلق من فرضية أنه سيتم التوصل إلى اتفاق سلام، وسيتم تشكيل حكومة جديدة حتى نهاية 2017، وأن الظروف ستُمكن المستثمرين والمانحين الدوليين من المشاركة بشكل آمن في جهود إعادة إعمار الدولة. تحليل صندوق النقد الدولي يشير إلى أنه «إذا افترضنا أن فترة إعادة إعمار سوريا بعد الحرب ستبدأ في 2018 وأن اقتصادها سينمو بمعدل 4.5 من مئة، فستحتاج الدولة نحو 20 سنة من أجل الوصول إلى مستوى إنتاجها المحلي الذي كان قبل اندلاع الحرب… وذلك شريطة أن تنجح الدولة في إعادة تأهيل قدرتها الانتاجية بشكل سريع، وكذلك مستويات رأس المال البشري، وأن تعمل كمنطقة سيادية من دون تشويشات».
سيناريو 3: تعدد الدول والاقتصادات. من أجل مناقشة سيناريو تعدد الدول والاقتصادات سنعرض تحليلا للموارد الاقتصادية للمناطق المختلفة والهيئات السياسية التي ستسيطر عليها، إلى جانب العلاقات التجارية لكل منطقة. إن تحليلا كهذا يمكنه أن يساعد في تحديد أي المناطق ستنجح في الاقتصاد وستتحول إلى دول يسود فيها حكم ذاتي.
الحكومة تسيطر على دمشق الكبرى وعلى خط الساحل. كانت دمشق تضم 40 من مئة من معظم الموارد الاقتصادية الإنتاجية قبل الحرب. وخط الساحل هو المنطقة التي تكبدت أقل مستوى ضرر أثناء الحرب. كذلك في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة يعيش 55 ـ 70 من مئة من إجمالي سكان سوريا. كما يوجد لحكومة سوريا علاقات تجارية مع روسيا وإيران، وتتلقى مساعدات من الأمم المتحدة وإيران.
في سيناريو تعدد الدول يمكن التخمين بأنها ستحصل على مساعدة من دول ومنظمات أخرى. لهذا، في الظروف القائمة وعلى فرض ألا تحدث هناك معارك أخرى، فإن الأجزاء التي تقع تحت سيطرة الحكومة يمكنها أن تتعافى وتنمو.
في مقابل ذلك، إذا كانت أغلبية المناطق التي توجد فيها حقول نفط، بقيت خارج سيطرة الحكومة، فحينها ستكون عملية إعادة الإعمار طويلة موازنة بسيناريو اقتصاد واحد وموحد. صحيح أن منطقة حلب أصابها دمار كبير، لكن نظرا لأنها قبل الحرب كان نصيبها يقدر بـ 30 من مئة من إجمالي المنتج، فإن السيطرة عليها لها تداعيات مهمة من ناحية الحكومة.
تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق (برغم أن هذه المناطق تقلصت مؤخرا)، لكن السكان في نطاق سيطرتها عددهم قليل جدا. فمن جهة هي تسيطر على أغلبية المناطق التي توجد فيها حقول النفط، وهذه هي مصادر دخلها. ولكن من الجهة الأخرى، فإن مصادر النفط هي موارد قابلة للنفاد، ولا يوجد لداعش علاقات تجارية رسمية مع أي كيان آخر (برغم أن حجم التجارة التي يديرها هذا التنظيم بشكل سري، غير واضح)، وهو يقوم ببيع نفطه بأسعار أقل من السعر العالمي. وتشير التقديرات إلى أن الدخل اليومي لداعش من صناعة النفط يراوح حول الثلاثة ملايين دولار تقريبا. وأن قيمة مخزون النفط لدى التنظيم يراوح بين 1.3 ـ 2 مليار دولار. مصادر دخل أخرى للتنظيم تشمل الضرائب وابتزاز السكان: إن سلبية هذه الطريقة بالنسبة لداعش هي أنها تضر بصورة كبيرة بمحفزات الاستثمار، وحقيقة أنها أدت إلى انخفاض انتاجية قوة العمل، لأن العمال الحرفيين يميلون إلى الهرب من المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش.
مصدر آخر هو الحفريات وبيع وسائل فنية وثقافية: برغم أنه من الصعب جدا تقدير الدخل الذي توفره هذه الصناعة.
المصدر الثالث هو الاختطاف بهدف الحصول على الفدية: يُقدر الدخل من الفدية بين 20 ـ 45 مليون دولار في سنة 2014. إن هذا النوع من النشاطات من شأنه أن يؤدي إلى التدخل العسكري الأجنبي يكون مدمرا للاقتصاد.
برغم أن الدولة الإسلامية لا تحصل على أية مساعدة رسمية من المنظمات الدولية، وبرغم أنها تواجه حظرا ومقاطعة وعقوبات، فإن لديها شبكة لتجنيد الأموال وهي تتلقى الهبات. هناك تقديرات تشير إلى أن التنظيم جمع 40 مليون دولار في أعوام 2013 ـ 2014 من متبرعين في الدول الغنية بالنفط مثل العربية السعودية وقطر والكويت. لقد صادق التنظيم على ميزانية تبلغ 2 مليار دولار لسنة 2015، وهي تشمل إضافة متوقعة تبلغ 52 مليون دولار لتغطية تكاليف عمليات في العراق وسوريا. والاستنتاج هو أن اقتصاد تنظيم الدولة الإسلامية يمتاز بارتباط كبير بموارد قابلة للنفاد على المدى المتوسط والطويل. وتجدر الإشارة إلى أن كميات النفط بدأت بالتقلص حتى قبل اندلاع الحرب. وفي المقابل، فقد داعش السيطرة على مناطق كبيرة يوجد فيها مواد ثقافية وفنية، الاختطاف بهدف الحصول على الفدية يكتنفه خطر التدخل الأجنبي، والضرائب وأموال الابتزاز تجر خلفها استثمارات أقل وتؤدي إلى هرب الأيدي العاملة الماهرة. بناء على ذلك إذا امتنعت الدولة الإسلامية عن التصادم مع كيانات أخرى، فربما سيكون بإمكانها البقاء على المدى القصير، لكن إذا لم تعقد معاهدات وعلاقات تجارية ولم تنشئ صناعات تقليدية وتحث الأشخاص على العمل والاستثمار، فمن المعقول الافتراض أن لا تبقى في المدى البعيد.
الأكراد يسيطرون على معظم الحدود الشمالية مع تركيا. في الجزء الشرقي من الحدود توجد محافظة الحسكة الغنية نسبيا بآبار النفط وزراعة الحبوب. لقد اقتبس سان داغر، مراسل الـ «وول ستريت جورنال»، عن مصادر رسمية في الحسكة التي يسيطر عليها PYD الكردي، التي قالت إن آبار النفط في تلك المنطقة أنتجت 40 ألف برميل يوميا في نهاية 2014، وقد تم بيع النفط لقبائل عربية محلية بسعر 15 دولارا للبرميل. ومع ذلك، فإن الأكراد يواجهون الحرب من قبل داعش في الحسكة، فقد عقدوا اتفاقات مع الـ بي.كي.كي في تركيا ومع الحكومة المحلية لكردستان العراق كي.آر.جي. وهم يواجهون معارضة شديدة من قبل تركيا. وهناك من يدعي أنه توجد لهم علاقة مع نظام الأسد مكنتهم من السيطرة على الحدود الشمالية وعلى العلاقة التجارية معه.
في هذه الظروف يبدو أن الأكراد متعلقين بموارد النفط التي لن تكفي على المدى الطويل، والزراعة التي تتعرض لتغيرات مناخية متقلبة، وكذلك بقاء نظام الأسد وعدم تدخل تركيا مثلما حدث في آب/ أغسطس وأيلول/سبتمبر 2016. هذه الظروف تعطي إمكانية للبقاء على المدى القصير. ولكنها تقتضي تغييرات هيكلية وامتناعا عن مواجهة مستقبلية على المدى الطويل.
البيانات الاقتصادية فيما يتعلق بالهيئة القيادية للمعارضة (ناشيونال كواليشن فور سيريان ريفليوشن اوبوزيشن فورسيس) يصعب الحصول عليها.
المناطق المسيطر عليها من قبل جيش سوريا الحر ليست غنية بالموارد الطبيعية، ويبدو أن تنظيمات المتمردين مرتبطة بدرجة كبيرة بالمساعدات الخارجية. لهذا، إذا لم يتوسعوا فمن المعقول الافتراض أن يستمروا في الاعتماد على المساعدات الخارجية.
ويمكن الافتراض أن تستمر حكومات أجنبية في تقديم المساعدة لهم، لكن من أجل البقاء على المدى البعيد سيكون عليهم إيجاد مصادر دخل ذاتية.

الاستنتاجات

يتطلب اقتصاد سوريا عشرات السنين من أجل أن يتعافى ويعود إلى وضعه الذي كان قبل الحرب. جزء من الأضرار يبدو غير قابل للإصلاح ـ أشخاص هربوا من الدولة ولن يعودوا، سنوات من التعليم والثقافة التي فُقدت، والضرر الذي أصاب رأس المال المادي ورأس المال البشري هو ضرر كبير جدا إلى درجة أنه يحتاج إلى مئات مليارات الدولارات من أجل إصلاحه.
صندوق النقد الدولي يُقدر أن إعادة الإعمار سحتاج إلى عشرين سنة. معنى الأمر أنه في أفضل الحالات فإن سوريا تحتاج إلى فترة طويلة جدا من أجل أن ترجع إلى الوضع (السيئ جدا) الذي كان سائدا فيها قبل الحرب الأهلية.
افتراض معقول آخر هو أن سوريا موحدة هي الإمكانية الأفضل بدرجة كبيرة من سوريا مقسمة، على الأقل من ناحية إعادة تأهيل الاقتصاد. وكذلك فإن تلك الأجزاء التي ستنفصل عن سوريا وستُقاطع من دول العالم مثل تنظيم الدولة الإسلامية، لن تحصل بسهولة على المساعدات الدولية.

ألون ريغر وعيران يشيف
٭ بروفيسور في جامعة تل أبيب ومستشار للمصرف المركزي في إنكلترا وبنك إسرائيل

اقتصاد سوريا: الوضع الحالي وسيناريوهات للمستقبل

صحف عبرية

حجاب: ندعم عملا عسكريا لتركيا و«الحر» ضد «هيئة تحرير الشام» في إدلب

Posted: 21 Sep 2017 02:27 PM PDT

حلب – «القدس العربي»: قال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، ان هناك مجموعة في الهيئة العليا تنادي بقبول الضغوط والإبقاء على الأسد خلال المرحلة الانتقالية في سوريا، ولكن الأغلبية متمسكة بالثوابت.
وأوضح في لقائه مع قناة «الجزيرة»، أنه إذا تم تهجين الهيئة العليا للمفاوضات بشخصيات سقفها ليس مطالب السوريين فلن أكون مع هؤلاء ولا في أي جسم يخالف ثوابت الثورة، فالواقعية التي نفهمها هي تطبيق «جنيف 1» وقرارات مجلس الأمن ومحاكمة المجرمين كالأسد وليس قبوله في المرحلة الانتقالية.
وفي ما يتعلق بهيئة تحرير الشام في إدلب أكد حجاب دعم أي عمل عسكري تقوم به تركيا والجيش الحر ضد هيئة تحرير الشام في إدلب، بهدف الخلاص من القاعدة التي لم تخدم سوى النظام.
وهاجم حجاب منصة موسكو التي اعتبرها صنيعة مخابرات النظام، حيث لا مشكلة لديها مع الأسد ولذا فهي ليست معارضة منوهاً إلى أن دي ميستورا استغل صورة افتتاح جولة جنيف-4. وشدد على أن منصة موسكو كما أي مجموعة أخرى أو شخصية، إن لم تقبل بمحددات مؤتمر الرياض-1 فلن يتم قبولها في الهيئة العليا.
وحول القتال تحت راية قوات سوريا الديمقراطية قال حجاب، لن نقاتل تحت راية ال PYD بل نريد جبهات منفصلة في دير الزُّور، والأمريكيون يرتكبون خطأً جسيماً باستبعاد أبناء المحافظة من قتال داعش، في حين وصف تنظيم القاعدة كالسرطان دخل على ثورة سوريا فأساء لها وصدّرها أمام العالم على انها إرهاب يقوم بشار وإيران بمحاربته.
وأفصح حجاب في مستهل حديثه بالقول يمكننا إذا ما وافق الأمريكيون أن نرسل الآلاف من المقاتلين خلال أيام معدودة من الجيش الحر وأبناء دير الزُّور لقتال داعش، معتبراً أن أخطاء أمريكا الجسيمة، استجلاب ميليشيات إيران إلى شرق سوريا ما يفتح ممراً من طهران إلى بيروت، يستجلب تطرفاً أكبر في المستقبل، مشيراً إلى أن أمريكا استبعدت أبناء مناطق معينة في العراق من قتال القاعدة فهُزمت ولكن لتظهر داعش لاحقا لذا يجب إشراك أبناء دير الزُّور في القتال.

حجاب: ندعم عملا عسكريا لتركيا و«الحر» ضد «هيئة تحرير الشام» في إدلب
«مجموعة في الهيئة العليا تنادي بقبول الأسد في المرحلة الانتقالية»
عبد الرزاق النبهان

السيسي: 50 دولة عربية وإسلامية ستتصالح مع إسرائيل في حال الوصول للحل المنشود

Posted: 21 Sep 2017 02:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» ـ تامر هنداوي: قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس الخميس، إن «50 دولة إسلامية وعربية، حسبما جاء في المبادرة العربية، سيكون لها تبادل دبلوماسي مع إسرائيل، وستكون هناك حدود مفتوحة طبعا في حال الوصول للحل المنشود».
وأضاف، في حوار مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، «لقد أبلغت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن لديه فرصة لحل قضية القرن، فهذه هي قضية القرن فضلا عن كونها إحدى أكبر ذرائع الإرهاب».
وتابع: «يجب أن يكون هناك حل يتضمن إنشاء دولتين فلسطينية وإسرائيلية، يتوفر فيهما الأمن والاستقرار والرفاهية لمواطنيهما على حد سواء».
وبين أن «السلام لا يحتاج فقط إلى توافر الإرادة، ولكن يحتاج أيضاً إلى معتقدات الشعوب نفسها وتوافر القيادات المقتنعة بالسلام وضروراته. إن دورنا هو تسليط الضوء على كل هذه النقاط الإيجابية لتحقيق السلام، وأيضا إعطاء التطمينات لاستيعاب دواعي قلق الأطراف المعنية بالسلام، وعلى سبيل المثال أنا أتفهم أن الإسرائيليين لديهم دواعي قلق بالنسبة لأمنهم وأمانهم، وما أؤكد عليه هو ضرورة أن الحل يجب أن يتضمن وجود دولتين فلسطينية وإسرائيلية، ويحقق كذلك أمن واستقرار ورفاهية المواطنين الفلسطينيين والإسرائيليين».
وزاد: «أنا من هذه المنطقة وأقول إنه إذا كان بإمكاننا تحقيق هذا الأمر لمنطقتنا، فإننا سنبدأ عصرا جديدا للمنطقة المتضررة من عدم حل هذه القضية، التي عانت من ذلك لسنوات طويلة، وسنكون عند حل القضية على مشارف أفق جديد من التفاعل والانفتاح».
في المقابل، قال «التيار الديمقراطي المصري» في بيان، إن الأحزاب المنضوية تحت رايته وهي «الدستور» و«تيار الكرامة» و«مصر الحرية» و«التحالف الشعبي الاشتراكي»، عقدت اجتماعا لمناقشة التوجهات التي تضمنها خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمام الأمم المتحدة، خاصة ما تضمنه من توجهات خطيرة بالنسبة للقضية الفلسطينية والعلاقات مع إسرائيل.
واعتبر التيار أن «كلمة السيسي جاءت مرتبطة بترتيبات إقليمية يجري الإعداد لها تحمل تنازلات عن الحقوق الفلسطينية والمصرية والعربية، من بين حلقاتها ما جرى بشأن التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير المصريتين وصولا إلى حد تجاهل الدستور وأحكام القضاء النهائية، وما يتردد عن توسيع التطبيع مع إسرائيل وتعريبه وتدفئة كامب ديفيد وما تسمى بصفقة القرن بينما تواصل اسرائيل عدوانها على كل الجبهات».
وأضاف: «السيسي تحدث عن حل الدولتين، وكان عليه أن يتذكر ويذكر العالم بما جرى منذ أن تردد هذا الحديث عن دولة فلسطينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام1967 وهي تمثل 22% من الحدود التاريخية لفلسطين بجوار دولة إسرائيل وهو حديث بدأ عام 1974 بعد انتهاء حرب أكتوبر واستمرت المطالبة به في مبادرة السلام الفلسطيني والمبادرة العربية واجتماعات الأمم المتحدة واللجنة الرباعية وفي كل مؤتمرات واتفاقيات السلام من مدريد وصولا إلى الاتفاق الفلسطيني ـ الاسرائيلي في أوسلو عام 1993 الذي نص على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية في حدود عام 1967 على أن تبدأ مفاوضات الحل النهائي الخاصة بالأرض والحدود والمياه وغيرها في ختام السنة الثالثة، أي انه كان من المفترض إعلان الدولة الفلسطينية عام 1998».
وحسب بيان التيار: «كان يلزم التذكير بمرور 25 عاما على هذا الاستحقاق الغائب، لم ينجز فيه شيء، سوى مزيد من بناء المستوطنات وجدار الفصل العنصري وتفكيك وتقطيع أوصال الأرض وإنكار حق العودة العرب وتهويد القدس وحصار غزة مع استمرار احتلال الجولان والعدوان على لبنان والمذابح التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين».
وطبقاً للتيار الديمقراطي «كان على السيسي، دعوة المجتمع الدولي إلى إجبار إسرائيل على تصفية المستوطنات الصهيونية وفقا لقرارات الأمم المتحدة باعتبار المستوطنات غير شرعية ووقف عمليات تهويد القدس، وفقا للمعاهدات الدولية الخاصة بوضع الأراضي والسكان تحت الاحتلال وقرار منظمة اليونيسكو والتأكيد على حق العودة وفقا لقرار الأمم المتحدة، وضرورة انسحاب اسرائيل من هضبة الجولان المحتلة».
وأيضاً، كل عليه أن «يرفض أي محاولات إسرائيلية أو أمريكية لتحويل حل الدولتين الى ميكرو دويلة فلسطينية في غزة بامتداد لها في سيناء مع كانتون فلسطيني فيما تبقى من أراضي الضفة الغربية وطرد الفلسطينيين من أرضهم في حدود 48 إلى مستوطنات في صحراء النقب تحقيقا لما يدعون أنه نقاء العنصر اليهودي».
وانتقد التيار الديمقراطي، تركيز السيسي في كلمته على طمأنة الإسرائيليين، على الرغم أن من المفترض أن الفلسطينيين هم المعتدى عليهم وهم من في حاجة للطمأنة، مشيراً إلى أن «الاحتلال الإسرائيلي هو المعتدي على كل جيرانه».
وذكر أن «إسرائيل اعتدت على مصر في 4 حروب واحتلت أراضي كل الدول العربية المجاورة في مصر وسوريا والأردن ولبنان».
ورفضت قيادات التيار ما أشار اليه السيسي عن «تجربة السلام الرائعة»، وقالوا إن «ما نعيشه هو 40 سنة من المرار، جرى فيها عزل مصر عن محيطها العربي وتحالفاتها مع دول الجنوب، وتغلغل نفوذ المؤسسات والاحتكارات الدولية فضلا عن تقييد السيادة المصرية على سيناء».
وأكد رؤساء الأحزاب رفضهم لـ»أي اتفاقية تمس الحدود المصرية وسيادة مصر على كل مواردها وأراضيها ورفض تدفئة السلام وتعريب كامب ديفيد مع كيان استعماري غاصب».

السيسي: 50 دولة عربية وإسلامية ستتصالح مع إسرائيل في حال الوصول للحل المنشود
4 أحزاب مصرية رفضت حديثه عن السلام مع الاحتلال في الأمم المتحدة

خامنئي يصف بيان دونالد ترامب في الأمم المتحدة بخطاب «رجل عصابات»

Posted: 21 Sep 2017 02:26 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي الخميس أن خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشديد اللهجة ضد طهران من على منبر الأمم المتحدة هو خطاب «رعاة بقر ورجال عصابات».
ووصف خامنئي حسب ما ورد على موقعه الإلكتروني كلمة ترامب بـ«السخافة والبلاهة والاضطراب والبعد عن الواقع»، معتبرا أن «لغة رعاة البقر ورجال العصابات» التي اتهم ترامب باستخدامها «لم تكن نابعة عن شجاعته بل عن انفعال وفشل وقصر نظر».
وتابع في كلمة ألقاها لدى استقباله رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة، إحدى هيئات الحكم في إيران، أن «ما قاله رئيس الولايات المتحدة لا يشرف الأمة الأمريكية ونخب هذا البلد تشعر بالخزي لوجود رئيس مثل ترامب على رأسها ولتصريحاته».
وقال إن «حقد» القادة الأمريكيين على إيران مرده «وجود الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودورها المؤثر الذي أسهم في إفشال مخططات أمريكا والكيان الصهيوني في المنطقة».
وهاجم ترامب إيران بشدة في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الثلاثاء في نيويورك فوصفها بـ«الدولة المارقة» و«الديكتاتورية الفاسدة».
والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين إيران والولايات المتحدة منذ 1980 وأزمة احتلال السفارة الأمريكية في طهران بعيد الثورة الإسلامية. وحصل تقارب خلال الولاية الثانية للرئيس السابق باراك أوباما (2013-2017) لكن مع وصول خلفه إلى البيت الأبيض عاد التوتر ليتصاعد بشكل متواصل
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بعد لقائه في نيويورك مع بقية الإطراف الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني إنه أجرى حوارا «عمليا» مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، واصفا ظريف بأنه شخص مثقف.
وقال تيلرسون في مؤتمر صحافي مساء الأربعاء في فندق بالاس مقر إقامته في نيويورك، إن الشعب الإيراني شعب مثقف جدا، مثله مثل قيادته وظريف ينتمي إلى هذه الفئة من الناس» مضيفاً «لم تكن نبرة الحوار بيننا غاضبة بتاتا كان نقاشا عمليا للغاية بشأن رؤية كل منا المختلفة جدا لهذا الاتفاق»، ولكن لا يزال هناك مشاكل هامة مع هذا الاتفاق. كانت فرصة جيدة لان نلتقي ونتصافح. النبرة كانت عملية للغاية. لم يكن هناك صراخ ولم نرم بعضنا البعض بأحذية».
وأشار إلى الاتفاق النووي المسمى «إتفاق الخمسة + واحد» قبل أكثر من عامين بالقول إن الولايات المتحدة تعتبر أن بعض النقاط المنصوص عليها في الاتفاق «غير مقبولة» ولا سيما ما يتعلق بسقوط العديد من الضوابط المفروضة على إيران بعد انقضاء 10 سنوات على توقيعه.
وعقد تيلرسون مؤتمره الصحافي عقب مشاركته في اجتماع في مقر الأمم المتحدة للأطراف الموقعة على الاتفاق الذي أبرمته الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا مع إيران عام 2015 في فيينا حول برنامجها النووي.
وهذا أول لقاء على الإطلاق يجري بين الوزيرين الأمريكي والإيراني منذ أن أصبح دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير الماضي.
وقد بحث المجتمعون مستقبل هذه الوثيقة التي يريد ترامب على ما يبدو تعديلها تحت تهديد بالانسحاب منها إذا لم يتم ذلك.
وأتى هذا الاجتماع بعد ساعات على تأكيد الرئيس الإيراني حسن روحاني في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن بلاده ملتزمة بما وقعت عليه «لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي نقض للاتفاق النووي».
وجاء خطاب روحاني ليرد على الخطاب الذي ألقاه من على المنبر نفسه الثلاثاء نظيره الأمريكي وقال فيه انه جاهز للتخلص من هذا الاتفاق الذي وصفه بأنه "أحد أسوأ الاتفاقات التي شاركت فيها الولايات المتحدة».
وكان تيلرسون قد قال الثلاثاء ان الولايات المتحدة تتطلع للحصول على دعم حلفائها لإقناع إيران بإعادة فتح المفاوضات حول الاتفاق النووي.
من جهتها كشفت شبكة إن.بي.سي التلفزيونية نقلا عن مصادر مسؤولة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يميل إلى إلغاء الصفقة النووية مع إيران بشكل كامل. وأشارت القناة إلى أن ترامب سيتخذ قرارا بهذا الشأن قبل 15 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وسيفتح «نافذة» للمشرعين الأمريكيين لستين يوما، في غضونها يتوجب عليهم تقرير ما إذا كانت ستعيد الولايات المتحدة فرض العقوبات على إيران التي رفعت بموجب الصفقة النووية مع طهران أم لا.

خامنئي يصف بيان دونالد ترامب في الأمم المتحدة بخطاب «رجل عصابات»
تيلرسون في مؤتمر صحافي: هناك نقاط في الاتفاق النووي تحتاج مراجعة

غوتيريش: استمرار العنف ضد النساء هو مشكلة سلطة إلى حد كبير في عالم يهيمن عليه الذكور

Posted: 21 Sep 2017 02:26 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: في اجتماع رفيع المستوى على هامش الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة، أطلق الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة مبادرة مشتركة أطلق عليها «مبادرة الأضواء» تهدف إلى القضاء على العنف ضد النساء والفتيات.
وقال أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في كلمته خلال الحدث: «عندما نلقي الضوء على تمكين النساء والفتيات في العالم، سيصبح مستقبل الجميع أكثر إشراقا. إن العنف يحدث في كل مجتمع وبلد في العالم، ويتخذ أشكالا عديدة، بما فيها العنف الأسري والمنزلي، وقتل الإناث، والاتجار، والعنف الجنسي، والممارسات الضارة مثل زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث».
وأشار إلى أنه تم إحراز تقدم، ولكن كثيرا ما كانت هذه الجهود مجزأة، ودون التزام سياسي وموارد مخصصة، مما جعل كثيرات يتخلفن عن الركب، ولا سيما أولئك الأكثر تهميشا واستبعادا.
وأضاف: «مبادرة الأضواء التي نطلقها اليوم هي تاريخية حقا. ويعد هذا الصندوق استثمارا رائدا في مجال المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. وفي حين أن التمكين أمر بالغ الأهمية، فإن المشكلة هي مشكلة سلطة إلى حد كبير. عالم يهيمن عليه الذكور وثقافة يهيمن عليها الذكور… هذه مسألة تتعلق بالسلطة في الأسر، في المجتمعات، وفي النظم السياسية للبلدان، وفي القطاع الخاص. لذلك، فإن تمكين المرأة هو الجانب الحاسم في جميع برامجنا عندما نتحدث عن المساواة بين الجنسين».
وقال غوتيريش إن «مبادرة الأضواء» مبادرة لم يسبق لها مثيل من حيث الاستثمار الأولي الذي يبلغ 500 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي؛ ومن حيث نطاقها- إذ تتبع نهجا شاملا من الوقاية إلى حماية الناجيات، والوصول إلى العدالة، وأكثر من ذلك بكثير؛ ومن حيث النقاط التي تركز عليها- إذ تستهدف عددا من البلدان بطريقة تؤدي إلى أثر عميق لا رجعة فيه؛ ومن حيث طموحها ـ إذ تدعو إلى تحقيق الاستدامة والمكاسب طويلة الأجل للنساء والفتيات. كما تمثل هذه المبادرة إسهاما حاسما في تحقيق خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.

غوتيريش: استمرار العنف ضد النساء هو مشكلة سلطة إلى حد كبير في عالم يهيمن عليه الذكور

عبد الحميد صيام

رداً على استفتاء انفصال شمال العراق… العقوبات الاقتصادية والتهديدات العسكرية ستصدر عن مجلس الأمن القومي التركي اليوم

Posted: 21 Sep 2017 02:26 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: من المتوقع أن ينتقل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يصل أنقرة، صباح اليوم الجمعة، قادماً من نيويورك من المطار مباشرة لترؤس اجتماع مجلس الأمن القومي أعلى هيئة استراتيجية في البلاد لاتخاذ قرار نهائي بخصوص الإجراءات التي ستعلنها أنقرة رداً على استفتاء انفصال إقليم شمال العراق.
الاجتماع الذي جرى تقديم موعده من أجل بحث الرد التركي على استفتاء انفصال شمال العراق، قال أردوغان إنه سيبلور طبيعة الرد التركي الذي رفض الافصاح عنه واكتفي بالقول إنه سيكون «قاسياً»، لكن وسائل والإعلام التركية كشفت عن توقعاتها بشأن الخطوات المتوقع اتخاذها.
حيث يُتوقع على نطاق واسع أن تنقسم قرارات الاجتماع الذي يشارك فيه كبار القادة السياسيين والعسكريين في البلاد إلى ثلاثة أقسام، الأول يتعلق بعقوبات سياسية ودبلوماسية، والثاني بعقوبات اقتصادية كبيرة، والثالث سيتضمن إطلاق تهديدات عسكرية مباشرة لقيادة الإقليم، لكن ذلك سوف يسبقه تهديد نهائي وأخير لقيادة الإقليم بالتراجع عن الاستفتاء المقرر في الخامس والعشرين من الشهر الحالي.
وبين هذه «التهديدات» المتوقعة، يرى مراقبون أن أنقرة لا ترغب باللجوء إلى أي منها بشكل مباشر، وإنما تهدف من خلال التلويح بجميع هذه الإجراءات إلى دفع قيادة الإقليم لتأجيل الاستفتاء في اللحظات الأخيرة، وحتى لو جرى الاستفتاء ستبدأ أنقرة بالعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية قبل التفكير بأي تحرك عسكري.
أما الخيار العسكري فهو ليس طارئاً ولا يتوقع أن يتم اللجوء إليه مباشرة أو في حال حصول تطورات عادية، وإنما يرتبط هذا الخيار بتطورات الأوضاع في المستقبل، واحتمال حصول فوضى أمنية قد تؤدي إلى هجمات ضد التركمان أو حصول تغييرات جيوسياسية خطيرة لا سيما فيما يتعلق بوضع كركروك ومناطق أخرى متنازع عليها.
العقوبات الاقتصادية سيكون أبرزها وقف تصدير بترول إقليم شمال العراق إلى العالم الخارجي من خلال الأراضي التركية حيث يعتمد الإقليم على تصدير قسم كبير من البترول على الأراضي التركية، وإغلاق هذا المنفذ بجانب القرارات المشابهة التي يمكن أن تتخذها بغداد وطهران ستؤدي إلى ادخل الإقليم في أزمة اقتصادية غير مسبوقة لا سيما وأنه يعتمد على عائدات البترول بدرجة كبيرة ويعاني من أزمة اقتصادية بالأصل بسبب الانخفاض العالمي بأسعار البترول.
وإلى جانب ذلك، يتوقع أن تهدد تركيا بإغلاق منفذ «خابور» الرئيسي بين تركيا وإقليم الشمال والذي يعتمد عليه بدرجة أساسية في التبادل التجاري والتصدير وتنقل الأفراد أيضاً، ومن شأن ذلك أن يفرض ما يشبه الحصار الجزئي على الإقليم الذي يرتبط بعلاقات اقتصادية متينة جداً مع أنقرة.
كما يتوقع أن تهدد أنقرة بوقف الرحلات الجوية بشكل كامل بين الأراضي التركية وإقليم الشمال ووقف التعاون في العديد من الملفات الاقتصادية، لكن صحف تركية توقعت أن تلجأ أنقرة إلى هذه العقوبات الاقتصادية بشكل تدريجي.
وبينما ما يزال الكثير من المراقبين يستبعدون ميول أنقرة للعقوبات الاقتصادية كونها ستشكل ضرراً كبيراً للاقتصاد التركي الذي يستفيد بشكل كبير جداً من العلاقات الاقتصادية مع أربيل، إلا أن آخرين شددوا على أن المكاسب والأضرار الاقتصادية تصبح هامشية عند مناقشة الملفات الاستراتيجية خاصة وأن أنقرة تصف المسألة بأنها «تتعلق بالأمن القومي».
وعلى الرغم من اعتراف الأتراك بأن أي عقوبات اقتصادية سوف تنال من الاقتصاد التركي كثيراً وستؤدي لإنهيار العديد من الشركات التركية الضخمة العامة في شمال العراق إلا أنهم يرون أن أربيل لن تستطيع الصمود أمام العقوبات الاقتصادية وما يمكن أن يتحول تدريجياً لـ«حصار» تتعاون فيه تركيا وإيران والحكومة المركزية في العراق وهي الدول التي ترفض الاستفتاء بقوة وتتعاون فيما بينها لإفشاله حيث التقى وزراء خارجية الدول الثلاث في نيويورك، الأربعاء.
سياسياً، يتوقع أن تلجأ أنقرة إلى التلويح بقطع العلاقات الدبلوماسية والعديد من الإجراءات الأخرى التي لن يعلن عنها بشكل مباشر وربما تتمثل في خلق زعزعات وتهديد مكانة وحكم مسعود بارزاني للإقليم لا سيما وأن الدعم التركي له طوال السنوات الماضية ساهم في بقائه بالحكم حتى اليوم.
وأخيراً على الصعيد العسكري، وعلى الرغم من المناورات والحشودات العسكرية المتواصلة على الحدود مع الإقليم، إلا أن أنقرة لا تنوي التحرك بهذه السرعة، وسيلجأ اجتماع مجلس الأمن القومي اليوم إلى توجيه رسائل تهديد عسكرية شديدة في حال حصول خطر أمني أو فوضى أمنية لا سيما في مدينة كركوك التي تقطنها أغلبية تركمانية، حيث من المتوقع أن يؤكد المجلس على أن الجيش التركي «لن يتردد في التدخل لحماية التركمان».

رداً على استفتاء انفصال شمال العراق… العقوبات الاقتصادية والتهديدات العسكرية ستصدر عن مجلس الأمن القومي التركي اليوم
سلاح تركي ذو حدين سيكلف أنقرة الكثير
إسماعيل جمال

الجزائر: البرلمان يصادق على برنامج عمل الحكومة وأويحيى يصف معارضيه بـ «المنحرفين»!

Posted: 21 Sep 2017 02:25 PM PDT

الجزائر ــ «القدس العربي»: صادق أمس الخميس مجلس الشعب الجزائري بأغلبية على برنامج عمل حكومة أحمد أويحيى في جلسة علنية، برغم الانتقادات التي وجهها نواب المعارضة إلى هذا البرنامج والسياسة التي تنتهجها الحكومة، فيما رد أويحيى على خصومه بقوة، واختار الصدام معهم بدل العمل على إقناعهم.
وكان مجلس الشعب قد عقد جلسة علنية للمصادقة على برنامج عمل الحكومة، بعد أن أخذ رئيس الوزراء أحمد أويحيى وقته في الرد على تساؤلات النواب وانتقاداتهم، وهو الأمر الذي يجيده أويحيى، فالكثيرون يتذكرون أنه سنة 1997 عندما فتح البرلمان نقاشا حول الوضع الأمني في البلاد، وذلك في فترة عرف فيها العنف أوج جنونه، وقف أحمد أويحيى أمام النواب للكلام لمدة سبع ساعات من دون انقطاع.
واختار أويحيى أن يبدأ رده على تساؤلات النواب وانتقادات بعضهم بشن هجوم على نواب المعارضة الذين وصف بعضهم بـ «المنحرفين»، موجها نيرانه نحو نواب حركة مجتمع السلم (تيار إسلامي) مؤكدا أن هؤلاء تاهوا عن نهج مؤسس الحركة الراحل محفوظ نحناح، وأنهم منذ سنوات يتربصون بالسلطة، ويتمنون سقوط النظام، وإفلاس البلاد، قائلا: إنهم مثل الذئب الذي ينتظر تحت الشجرة.
ومباشرة بعد المصادقة عقد رئيس الوزراء مؤتمرا صحافيا للرد على تساؤلات الصحافيين، وهي الفرصة التي استغلها لتصفية حساباته مع خصومه من المعارضين له ولسياساته، مؤكدا أن القرار الذي اتخذته الحكومة بخصوص اللجوء إلى التمويل غير التقليدي بطبع المزيد من العملة هو الحل الأنسب للوضع الذي تعيشه البلاد والأقل ضررا، مشيرا إلى أن بعضهم انتقدوا هذا القرار من باب الخوف على مصير البلاد، وبعضهم الآخر فعل من باب حسابات سياسية ضيقة، وأن الزمن وحده من سيحدد إن كانت الحكومة على حق، أو كان الخبراء ومنتقدو قرار اللجوء إلى طبع المزيد من العملة لتغطية العجز على حق.
واعتبر أنه شكر المعارضة كانت هناك متحضرة، وعبرت عن حقها في الاعتراض، أما المعارضة التي كانت متشنجة ووصلت حد وصف الحكومة بالمافيا، فمن الطبيعي أن يرد عليها، لأنه ليس من النوع الذي عندما يضرب على كفه الأيمن يمنح خده الأيسر.
وانتقد نواب المعارضة التصريحات التي أدلى بها أويحيى، مؤكدين أنها دليل على أن السلطة لم تعد لديها ما تقنع به، إذ قال النائب ناصر حمدادوش عن تحالف حركة مجتمع السلم إن أويحيى أثبت مرة أخرى أنه شخصية صدامية، وأنه وفي لسمعته لدى المواطن الجزائري، وأنه بدل أن يجد البدائل ويحاول إقناع المعارضة ويبدد مخاوفها من خطورة الوضع الذي تعيشه البلاد، إلا أنه اختار التهجم على نواب المعارضة.
وأضاف في تصريح لـ «القدس العربي» إن السلطة وفية لتقاليدها، خاصة أن أويحيى يتعامل باستفزازية مع الرأي وحتى مع المعارضة، وهو يثبت مرة أخرى أنه لا يؤمن بالحوار من أجل الحوار، وأن الديكتاتورية العددية التي مكنت رئيس الوزراء من تمرير برنامج حكومته، لكن ذلك لا يضمن نجاح هذا البرنامج، وأنه لما تعترف السلطة نفسها أنها لم تكن قادرة على دفع رواتب العمال والمعاشات في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، لولا اللجوء إلى طبع المزيد من العملة، فهذا دليل على أن البلاد بلغت مرحلة الإفلاس، والمسؤول عن هذا الوضع هي السلطة التي قادت البلاد من بحبوحة مالية إلى إفلاس معلن ترفض تحمل مسؤوليته.

الجزائر: البرلمان يصادق على برنامج عمل الحكومة وأويحيى يصف معارضيه بـ «المنحرفين»!

الرئيس اللبناني من «نيويورك»: لن نسمح بالتوطين لا للاجئ أو لنازح

Posted: 21 Sep 2017 02:25 PM PDT

لندن – «القدس العربي»: أكد رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون امام الجمعية العامة للامم المتحدة على ان «لبنان الذي تمكن من مواجهة الإرهاب الذي اشعل نيرانه في العديد من الدول، استطاع أن يتجنب السقوط والانفجار من خلال حفاظه على وحدته الوطنية رغم كل الانقسام السياسي الحاد الذي كان قائما، وهو تمكن، وبجميع قواه، من القضاء عليها تدريجياً. ومؤخراً قام جيشنا بالمعركة النهائية على حدودنا مع سوريا وحقق انتصاراً كبيراً على التنظيمات الإرهابية من «داعش» و»النصرة» ومتفرعاتها وأنهى وجودها العسكري في لبنان».
وأضاف «أما الادعاء أنهم لن يكونوا آمنين إذا عادوا إلى بلادهم فهذه حجة غير مقبولة؛ فمن ناحية، هناك حوالي 85% من الأراضي السورية قد أصبحت في عهدة الدولة، ومن ناحية ثانية، إذا كانت الدولة السورية تقوم بمصالحات مع المجموعات المسلحة التي تقاتلها وتترك للمقاتلين حرية الخيار بين أن يبقوا في قراهم أو أن يرحلوا إلى مناطق أخرى، فكيف بها مع نازحين هربوا من الحرب؟ وما حصل بعد الأحداث الأخيرة في لبنان يؤكد هذا الكلام».
وعرض عون، للصعوبات التي يواجهها لبنان «في استقبال الاعداد الكبيرة من النازحين السوريين اليه وتأثير ذلك على الحياة اليومية للبنانيين»، معتبرا ان «الحاجة قد أصبحت ملحة لتنظيم عودة النازحين إلى وطنهم بعد أن استقر الوضع في معظم أماكن سكنهم الأولى». وقال: «هناك من يقول بعودة طوعية لهم ونحن نقول بالعودة الآمنة ونميز بين الاثنين، واجتماعات مجموعة الدول الداعمة لسوريا ISSG قد أكدت على ذلك. أما اللجوء الجماعي بشكله الحالي إلى لبنان، فهو قد حصل لسبب أمني أو اقتصادي، وهربا من أخطار الحرب، ولذلك نسميه نزوحا وليس لجوءا، وهو لم يقترن بقبول الدولة ولم يكن إفراديا، إنما على شكل اجتياح سكاني».
وتطرق إلى تحدي إسرائيل للقرارات الدولية وعدم تنفيذ مضمونها وبالاخص ما يتعلق منها بالصراع مع الفلسطينيين، واشار إلى ان «الحروب الإسرائيلية أثبتت أن المدفع والدبابة والطائرة لا تأتي بالحلول ولا بالسلام، فلا سلام من دون عدالة، ولا عدالة إلا باحترام الحقوق. ولا شك أن جريمة طرد الفلسطينيين من أرضهم وتهجيرهم لا يمكن أن تصحح بجريمة أخرى ترتكب بحق اللبنانيين عبر فرض التوطين عليهم، كما بحق الفلسطينيين عبر إنكار حق العودة عليهم. وليس تعطيل دور مؤسسة الأونروا إلا خطوة على هذه الطريق تهدف إلى نزع صفة اللاجئ تمهيدا للتوطين، وهو ما لن يسمح به لبنان، لا للاجئ أو لنازح، مهما كان الثمن والقرار في هذا الشأن يعود لنا وليس لغيرنا».
واذ شرح تأثير الفقر والعوز على الشعوب في المنطقة، دعا إلى «ضرورة أن يترافق أي حل مع إجراءات اقتصادية واجتماعية كفيلة بتحقيق النمو وتحسين الأوضاع الاجتماعية لشعوب المنطقة بما يؤمن لهم الحياة الكريمة والمستقرة، والى التفكير جديا في مشروع إقامة سوق اقتصادية مشرقية مشتركة لضمان لقمة العيش في ظل الحرية».
ورأى ان «الحرب العالمية الثالثة اتخذت شكلا جديدا يقوم على حروب داخلية مدمرة، وان الحل لن يكون إلا بتغيير فكري وثقافي، وان الحاجة ملحة إلى مؤسسة تعنى بتربية السلام وتقرب الإنسان من الإنسان وتساهم في تمتين العلاقات بين المجتمعات المختلفة، وتساعد على اعتماد لغة الحوار وسيلة لحل النزاعات». وشدد على ان «دور لبنان، لا بل رسالته، هو في الحرب على أيديولوجية الإرهاب»، وطرح «ترشيح لبنان ليكون مركزا دائما للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق، مؤسسة تابعة للأمم المتحدة».

الرئيس اللبناني من «نيويورك»: لن نسمح بالتوطين لا للاجئ أو لنازح

الخلية الجهادية التي جرى تفكيكها شمال المغرب كانت تخطط لاغتيال شخصيات في مليلية

Posted: 21 Sep 2017 02:25 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: كشفت تسريبات التحقيقات التي تقودها السلطات المغربية، بتنسيق مع نظيرتها الإسبانية، مع أفراد الخلية الجهادية التي تم تفكيكها يوم 5 أيلول/ سبتمبر الجاري بين مدينتي الناظور ومليلية/ شمال المغرب، عن أن المغاربة الستة كانوا يسعون إلى اغتيال شخصيات من مستوى رفيع بمدينة مليلية.
وقالت صحيفة "لارثون" الإسبانية أخبار اليوم المغربية إن أفراد الخلية التي يتزعمها محمد حفيظ، الذين اعتقلوا جميعا من قبل عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية في الداخل المغربي، برغم أن بعضهم يقيم في مليلية، المدينة المغربية التي تحتلها إسبانيا «خططوا لسرقة الأسلحة من قوات الأمن (من الشرطة والحرس المدني الإسبانيين)، ومن الوحدات العسكرية» وأضافت إن الخلية لم تكن تنوي سرقة الأسلحة فقط، بل قتل الأمنيين والعسكريين أيضا، الذين يملكونها أو يحرسونها.
ومحمد حفيظ مواطن مغربي يبلغ من العمر 39 عاما، يحمل الجنسية الإسبانية وتتجسد خطورته كونه تمكن من خلال علاقته ببارونات الحزب الحاكم بمليلية، من أن يحصل على عمل مدرس مساعد في مركز "بوريسيما" لإيواء القاصرين غير المصحوبين المغاربة في المدينة، الذين يصل عددهم إلى 300 قاصر هربوا إلى مليلية من فاس والدار البيضاء وغيرها من المدن المغربية، كانوا يتلقون جزءا من التربية والتعليم على يدي شخص «متطرف خطير».

الخلية الجهادية التي جرى تفكيكها شمال المغرب كانت تخطط لاغتيال شخصيات في مليلية

موريتانيا: جدل حول التخطيط للاستيلاء على أموال المعارض بوعماتو

Posted: 21 Sep 2017 02:24 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: انتقد حزب تكتل القوى الديمقراطية أحد أعرق أحزاب المعارضة الموريتانية في بيان وزعه أمس ضمن جدل محتدم حاليا في موريتانيا، ما أكد أن «نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز يسعى إليه بخصوص الاستيلاء على ممتلكات رجل الأعمال المعارض محمد ولد بوعماتو المقيم بالمغرب».
وجاء إصدار هذا البيان بعد أيام على مصادقة مجلس الوزراء الموريتاني مرسوما يتضمن إنشاء وتنظيم وسير عمل مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تدعى «مكتب تسيير الممتلكات المجمدة والمحجوزة والمصادرة وتحصيل الأصول الجنائية».
وأكد حزب تكتل القوى الديمقراطية بزعامة أحمد ولد داده «أنه يلاحظ التدهور الخطير لمناخ الأعمال والاستثمارات في موريتانيا، بسبب تسلط النظام على الفاعلين الاقتصاديين الذين لا يرضخون لنزواته وشراهته المتمثلة في الاستيلاء على مقدرات البلد جميعها؛ وقد تسبب هذا الوضع المزري في عزوف الكثير من رجال الأعمال الموريتانيين والأجانب عن الاستثمار في البلد وتفضيلهم بلدانا أخرى يتمتعون فيها بالضمانات الكافية للقيام بأعمالهم في مناخ ملائم». 
«فبدل تشجيع وتسهيل فرص الاستثمار في البلد، يضيف البيان، لمصلحة الفاعلين الموريتانيين والأجانب خدمة للتنمية، باعتبار أن القطاع الخاص الحيوي يلعب دورا مهما في الرفع من النمو الاقتصادي في أي بلد، فبدل هذا يعتبر محمد ولد عبد العزيز أي شخص يزاول نشاطا اقتصاديا على التراب الوطني بمثابة منافس له»؛ وفي هذا الإطار، انتشرت أنباء تفيد بنية النظام الاستيلاء على ممتلكات رجل الأعمال الموريتاني محمد ولد بوعماتو، ونحن نعتبر أن مثل هذا الإجراء الظالم، إن صحت تلك الأنباء، سيكون بمثابة الضربة القاضية على مناخ الاستثمار في موريتانيا». 
وحذر حزب تكتل القوى الديمقراطية في بيانه مما سماه «نظام الجنرال محمد ولد عبد العزيز من مغبة ما قد يقدم عليه في هذا الاتجاه، كما يحمله المسؤولية التّامة النّاجمة عن تبعات تصرفاته الظالمة من أجل تصفية خصومه، للتفرد بهذا الشعب الأبيّ وإخضاعه للمزيد من التجويع والتذليل والاحتواء على ما تبقّى من مقدراته».
وأسست الحكومة الموريتانية في اجتماعها الأخير مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تدعى «مكتب تسيير الممتلكات المجمدة والمحجوزة والمصادرة وتحصيل الأصول الجنائية».
وعهد لهذه المؤسسة العمومية بتسيير الأموال والأصول المجمدة بمقتضى القوانين الموريتانية المتعلقة بمكافحة الإجرام الاقتصادي والمالي، واتخاذ التدابير اللازمة جميعها لتفادي تدني قيمتها، بانتظار استكمال المسطرة الجنائية، وصدور أحكام تنص إما على المصادرة النهائية لها أو على استرجاعها من قبل أصحابها. ويندرج إنشاء هذه المؤسسة ضمن إجراءات تنفيذ القانون المضاد للرشوة الصادر عام 2016، إلا أن إصداره بالتزامن مع التحقيقات القضائية المستمرة في ملف المعارض محمد ولد بوعماتو جعل أوساط المعارضة تعتبر صدوره «مندرجا ضمن عملية الانتقام من معارضي النظام».
وتشمل التحقيقات الجارية على أساس تهمة دفع وتلقي الرشوة الفاسدة العابرة للحدود، الملياردير بوعماتو ورجل أعماله محمد ولد الدباغ وقد أصدر القضاء الموريتاني بحقهما مذكرات توقيف دولية.
وعين منتدى المعارضة الموريتانية أمس رجل الأعمال محمد ولد الدباغ ممثلا للمنتدى المعارض في غرب أفريقيا وذلك لمنحه صفة سياسية تجهض إمكانية اعتقاله وتسليمه للسلطات الموريتانية، وفقا لما فسر به هذا القرار.
وتشمل التحقيقات والاتهامات بالرشوة أربعة عشر عضوا في مجلس الشيوخ المنحل بينهم السيناتور محمد ولد غدة المعتقل منذ أشهر.
وتحدثت هيئة الدفاع عن بوعماتو ورفاقه في ملف الاتهام، عن عملية كبرى مدبرة للاستحواذ على أملاك وأموال الملياردير بوعماتو عبر القضاء.
ودافعت أوساط مقربة من الحكومة عن قرار تأسيس مكتب تسيير الممتلكات المجمدة والمحجوزة والمصادرة وتحصيل الأصول الجنائية، معتبرة «أنه إجراء عادي لمعالجة قضية الأملاك المحتجزة الخاضعة للقضاء».

موريتانيا: جدل حول التخطيط للاستيلاء على أموال المعارض بوعماتو

القوات الأمنية تعيد العمل بـ«التصريح الأمني» في الموصل القديمة للحد من «السرقات»

Posted: 21 Sep 2017 02:24 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: قررت القوات الأمنية في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى الشمالية، أمس الخميس، إعادة العمل بنظام «التصريح الأمني» للراغبين بالدخول إلى منطقة الموصل القديمة، للحد من ظاهرة «سرقة» منازل المواطنين والمحال التجارية المتروكة.
وعلى الرغم من مرور نحو ثلاثة أشهر على إعلان تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، غير أن القوات الأمنية تمنع أهالي الموصل القديمة من العودة إلى المنطقة «شبه المدمرة»، بسبب عدم انتهاء عمليات التطهير من العبوات الناسفة ومخلفات العمليات العسكرية.
وعلمت «القدس العربي» من مصدر محلي، من أهالي الموصل القديمة، أنه «في أثناء عمليات التحرير، ترك أهالي المدينة القديمة منازلهم ومحالهم التجارية، ونزحوا صوب المناطق الآمنة، أو إلى مخيمات النزوح».
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إنه «رغم انتهاء العمليات العسكرية في الموصل، إلا إنه لم يسمح للأهالي بالعودة إلى الموصل القديمة، نظراً لحجم الدمار الذي خلفته العمليات، وعدم اكتمال تطهير المنطقة بشكل كامل».
وطبقاً للمصدر، فإن «هناك أشخاصا من أهالي الموصل يدخلون إلى المدينة القديمة للقيام بعمليات سرقة للمحال التجارية ومنازل المواطنين المهجورة، مستغلين عدم عودة الأهالي إلى المنطقة حتى الآن»، لافتاً في الوقت عيّنه إلى إن «هناك من يأتي لتفقد منزله أو محله التجاري، وأخذ بعض الحاجيات التي تركها إبان نزوحه».
وتابع: «الأهالي يشرعون بعمليات تنظيف منطقتهم، وإعادة ترميم المباني والمحال التجارية، تمهيداً للعودة إلى المدينة من جديد، فيظل غياب الدور الخدمي الحكومي».
وانتقد المصدر «دور حكومة نينوى المحلية»، بكونها «لم تقم بأي مجهود في تنظيف المناطق، ورفع الأنقاض عن الشوارع والمحال التجارية»، موضّحاً بالقول: «نحن نتكفل باستئجار آليات للقيام بهذه المهمة بدلاً عن البلدية، على الرغم من إن ذلك يكلفنا مبالغ مالية كبيرة (…) المدينة آمنة، لكنها تفتقر إلى الخدمات البلدية».
كذلك، كشف مصدر أمني في الفرقة الخامسة ضمن قوات الشرطة الاتحادية، عن أصدر قائد الفرقة أمراً بتسهيل دخول المواطنين إلى الموصل القديمة، للإطلاع على ممتلكاتهم ومعاينة محالهم التجارية ومخازنهم.
وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إن «بعض ضعاف النفوس استغلوا عدم عودة الأهالي إلى المدينة، للقيام بعمليات سرقة»، مؤكداً إصدار توجيه للقطعات يقضي بـ«عدم السماح لأي شخص لا يملك كتاب تسهيل مهمة صادر من الفرقة الخامسة (الشرطة الاتحادية)، الدخول إلى المنطقة».
وتابع: «هناك تواجد كبير للمواطنين في الموصل القديمة، وبعد التدقيق، تبين أن عدداً كبيراً منهم ليسوا من أهالي المنطقة، وجاءوا للسرقة، فيما جاء البعض الآخر (سكان المدينة القديمة) لتفقد ممتلكاته».
وأكد المصدر، إصدار قرار يقضي «بمنع دخول أي مواطن إلى الموصل القديمة إلا بتصريح أمني، كما كان متبعاً في السابق».
في الأثناء، عقد قائد شرطة محافظة نينوى العميد الركن واثق الحمدني، اجتماعاً مع «مخاتير» مدينة الموصل، لتفعيّل دورهم في حفظ الأمن الداخلي للمدينة.
وشدد خلال كلمته في الاجتماع، على ضرورة أن «لا يقتصر دور المختارين على منح تأييد السكن للمواطنين»، بل يجب أن «يرتبط عملهم بشكل مباشر بقوات الشرطة المحلية، فضلاً عن الدوائر الحكومية الأخرى».
وأضاف: «يجب أن يرافق المختار قوات الشرطة في أثناء تنفيذ عمليات إلقاء القبض (…) المواطنون يشعرون بالأمان أكثر عندما يشاهدون المختار مرافقاً لقوات الشرطة في تنفيذ مذكرة القبض، فضلاً عن ذلك الإجراء يحدّ من عمليات الخطف والتسليب التي تنفذ من قبل مجرمين يستغلون اللبس الأمني».
وأشار إلى «توجيه أمراء الأفواج ومدراء الأقسام في قيادة شرطة المحافظة، بتدقيق جميع العجلات التي تحاول الدخول إلى مناطق الموصل من دون موافقات، ومنعها من الدخول في حال كانت مخالفة للضوابط».
وصنّف دخول العجلات أو الأفراد إلى مناطق داخل الموصل من دون علم أو تواجد للشرطة بأنه «عملية سطو»، مؤكداً عدم السماح «بالاعتداء على المواطنين، من أي جهة كانت سواء قوة أمنية أو حشد».
وتابع: «المختارون هم عيون المؤسسة الأمنية في المناطق، وتقع عليهم مهمة الرصد والإبلاغ عن أي حالة مشبوهة ليتم التعامل معها»، كاشفاً في الوقت ذاته عن «قرار بطرد أي عائلة من الموصل، في حال ثبت تعاونها مع داعش، سواء من خلال تقديم المعلومات أو إيواء عناصر إرهابية».
وفيما طالب «المخاتير» بالإبلاغ عن مثل هكذا حالات، أشاد بجهود القوات الأمنية في تفكيك «الخلايا النائمة»، وضرب عناصرها.

القوات الأمنية تعيد العمل بـ«التصريح الأمني» في الموصل القديمة للحد من «السرقات»

مصر: قانونيون وسياسيون يعتبرون قانون إسقاط الجنسية مخالفاً للدستور

Posted: 21 Sep 2017 02:23 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: انتقد قانونيون وسياسيون مصريون، موافقة الحكومة المصرية على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون رقم 26 لسنة 1975 بشأن إسقاط الجنسية عن المنضمين لجماعات «تمس بالنظام العام»، معتبرين أن التعديلات تستهدف المعارضين للنظام.
وقال الفقيه الدستوري المصري نور فرحات، إن «المستشارين القانونيين للحكومة لم يكترثوا بمطالعة الدستور»، مشيراً إلى أن «المشرع الدستوري لم يمنح المشرع العادي إلا سلطة تنظيم الجنسية المكتسبة (التجنس) وليست الجنسية الأصيلة أي جنسية الدم».
وأضاف: «إما أن يكون الأمر جهلاً من المستشارين القانونيين للحكومة الذين أعدوا مشروع تعديل قانون الجنسية وأجازوا إسقاط الجنسية الأصلية (من أبوين مصريين) على خلاف المادة السادسة من الدستور.. وإما أن يكون نتيجة عدم اكتراث بمطالعة الدستور، أصلا، وإما أنه تنفيذ لتعليمات وهذا هو الأرجح».
وتابع: أن «دستور 1971 كان يترك تنظيم أمر الجنسية برمته للقانون رقم 26 لسنة 1975، الذي أجاز سحب الجنسية المكتسبة وإسقاط الجنسية الأصلية في حالات محددة ولم يكن في هذا تعارض مع دستور 1971».
وبين أن: «المادة 6 من دستور 2014 جاءت بحكم جديد أن الجنسية حق لكل من يولد لأب مصري أو أم مصرية، ويحدد القانون شروط اكتساب الجنسية، أي أن المشرع الدستوري لم يمنح المشرع العادي إلا سلطة تنظيم الجنسية المكتسبة (التجنس) وليست الجنسية الأصيلة أي جنسية الدم».
وزاد: «سبب آخر لعدم دستورية التعديلات أنها منحت جهة الإدارة سلطة إسقاط الجنسية وفقا لمعايير مرنة فضفاضة تمكنها من إسقاط الجنسية عن المعارضين وهذا ما قضت المحكمة الدستورية العليا مرارا بعدم دستوريته في مجال التجريم».
واختتم فرحات حديثه بالقول: «رفقا بالمصريين وحرياتهم ودستورهم، الجنسية ليست منحة من أحد بل هي الهوية ويقيني أن مجلس الدولة عندما يؤخذ رأيه في هذا المشروع سينتهي إلى عدم دستورية مواد إسقاط الجنسية، هل سيلتزم برلماننا الموقر؟ لا أظن إن كانت هناك تعليمات مخالفة».
أما فؤاد عبد النبي، أستاذ القانون الدستورى، فأكد في تصريحات صحافية أن «مشروع قانون سحب الجنسية المصرية الذي وافقت عليه الحكومة يُضاف إلى سلة القوانين سيئة السمعة التي تصدر عن مجلس الوزراء، ويتسم بشبهة عدم الدستورية»، مشيرا إلى أن «الطامة الكبرى في مصر بسبب عدم قراءة الدستور جيدًا من أصحاب القرار».
وأضاف أن «المادة 92 من الدستور أكدت أن الحقوق والحريات اللصيقة بشخص المواطن لا تقبل تعطيلاً ولا انتقاصا، ولا يجوز لأي قانون ينظم ممارسة الحقوق والحريات أن يقيدها بما يمس أصلها وجوهرها».
وأشار إلى أن: «المادة 99 من الدستور تنص على أن كل اعتداء على الحرية الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة للمواطنين، وغيرها من الحقوق والحريات العامة التي يكفلها الدستور والقانون، جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادم، وللمتضرور إقامة الدعوى الجنائية بالطريق المباشر».
وحسب عبد النبي «سحب الجنسية من المصريين يُعد أحد أشكال التعذيب المعنوي ومخالفا للدستور، وفقًا للمادة 52 من الدستور التي تنص على أن (التعذيب بجميع صوره وأشكاله، جريمة لا تسقط بالتقادم)».
وأكد أن «كل ما سبق يعتبر تعطيلا لنصوص الدستور»، مضيفاً: «من يُعطل نصا من نصوص الدستور لو كان فردا يعتبر إرهابيا، ولو كانت جماعة تُعد كيانًا إرهابيا وفقًا للمادة 2 الفقرة الأولى من قانون».
خالد داوود، رئيس حزب الدستور، كتب على صفحته الرسمية على «الفيسبوك»، معلقاً على التعديل: «الحكومة أقدمت على ما لم يقدم عليه الاحتلال الإنكليزي».
وأضاف: «المحتل الإنكليزي نفى المعارضين لجزر بعيدة، لكن لم يسحب جنسيتهم، جنسيتي ليست ملك الحكومة».
في المقابل، قال البرلماني والكاتب الصحافي، مصطفى بكري، إن «مشروع القانون الذي وافقت عليه الحكومة بإسقاط الجنسية المصريه عن كل إرهابي صدر ضده حكم نهائي، سيحرم الكثيرين وأولهم محمد مرسي وآخرون الذين صدر ضدهم حكم بات من محكمة النقض من حقوق الجنسية».
وأضاف: «القانون سيجردهم من كافة الحقوق الدستورية والقانونية»، مؤكدًا في تغريدات عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «سبق وأن تقدمت بهذا المشروع في وقت سابق وتم تأجيل نظره في اللجنة التشريعية، أما الآن فقد بات الطريق مفتوحا».
وفق بيان لمجلس الوزراء، فإن التعديل يتضمن «إضافة حالة جديدة لسحب الجنسية المصرية تتعلق بكل من اكتسبها عن طريق الغش أو بناء على أقوال كاذبة، أو صدور حكم قضائي يثبت انضمامه إلى أي جماعة، أو جمعية، أو جهة، أو منظمة، أو عصابة، أو أي كيان، أيا كانت طبيعته أو شكله القانوني أو الفعلي، سواء كان مقرها داخل البلاد أو خارجها، وتهدف إلى المساس بالنظام العام للدولة، أو تقويض النظام الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي لها بالقوة أو بأي وسيلة من الوسائل غير المشروعة».
كما ينص التعديل على «زيادة المدة التي يجوز خلالها سحب الجنسية المصرية من الأجنبي الذي اكتسبها بالتجنس أو بالزواج لتكون 10 سنوات بدلا من 5 فقط».
ويشمل التعديل إضافة حالة أخرى لحالات إسقاط الجنسية تتعلق بـ»صدور حكم بالإدانة في جريمة مضرة بأمن الدولة من جهة في الخارج أو الداخل».
يذكر أن المحاكم المصرية تنظر دعاوى إسقاط جنسية عن عدد من المعارضين لنظام السيسي، بينهم الرئيس المعزول محمد مرسي، وأيمن نور المرشح الرئاسي السابق، والإعلاميان محمد ناصر ومعتز مطر، وعضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، عاصم عبد الماجد، والمعارضة آيات العرابي.

مصر: قانونيون وسياسيون يعتبرون قانون إسقاط الجنسية مخالفاً للدستور
رئيس حزب الدستور: الحكومة أقدمت على ما لم يقدم عليه الاحتلال الإنكليزي
تامر هنداوي

إسرائيل تتدرب على حرب خنادق مقبلة في لبنان أو غزة

Posted: 21 Sep 2017 02:23 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: لا أحد يعرف أين ومتى بالتحديد ستشن إسرائيل الحرب المقبلة، لكن من المؤكد أنها ستشمل قتالا تحت الأرض داخل خنادق، حيث تسود قواعد مختلفة للمواجهة، وسط ظلمة واكتظاظ وحالة ضيق، وفيها تكون غلطة كل واحد من طرفي الصراع قاتلة. وكشفت مصادر في إسرائيل أمس أن وحدات من جيشها تتدرب على خوض حرب قادمة من نوع جديد.
وأوردت صحيفة إسرائيلية أمس صورا للتدريبات على حرب الأنفاق بمشاركة وحدة «إغوز» وفي إحداها يقوم جنودها بمحاكاة حرب خنادق مقابل المقاومة الفلسطينية في غزة، لكن التدريب تم في منطقة الجليل الغربي.
ومن مهمات التدريبات محاكاة هجوم على خندق مهجور في داخله فتحة نفق بهدف دخولها والتثبت من كونها خالية من أفراد العدو. وينطلق جنود «إغوز» من مكان حرشي شائك قريب من مستوطنة «شفيه تسيون» شمال مدينة عكا حيث يقوم قائدهم بتقديم إرشادات نهائية قبيل الهجوم على النفق. وفي صورة ثانية يبدو قائد لسرية تشمل ثلاثين عنصرا وهو يقودهم لداخل النفق وهو يقول إنه يشعر كأنه والد وأم الجنود وإنه غير راغب بالحرب لكنه يريد أن يكون وجنوده جاهزين لها بحال اندلاعها.
تظهر الصورة الثالثة الجنود وهم يحاولون الاتصال فيما بينهم  بلغة الإشارة وسط تحاشي الكلام وجهاز اللاسلكي كي لا يتمكن العدو من رصدهم ساعة القتال الحقيقي. وعلى خلفية الحديث في السنوات الأخيرة أن الجيش الإسرائيلي وضمن دروس حرب لبنان الثانية والحروب على غزة بات يتدرب على حرب العصابات أيضا، يوضح قائد «إغوز» أن وحدته تتدرب على التسلل خلسة لمناطق العدو بخلايا صغيرة ومهاجمة الهدف والانسحاب السريع لموقع آخر ومهاجمته مجددا. وتوضح الصحيفة أن هذه الوحدة ستكون رأس الحربة في القتال ضد حزب الله وحركة حماس في حرب قادمة محتملة.
وتشير الصحيفة في تقرير مطول نشر في ملحقها أن «إغوز» مع الوحدات «دوفدفان»، و»ريمون»، و»ماغلان» تشكل جزءا من وحدة عسكرية كبيرة تعرف باسم «وحدة عوز» (وحدة الشجاعة) وهي بمثابة وحدة كوماندوز تابعة لسلاح البرية.

في المناطق المسكونة

وتنقل عن قائد الوحدة محجوب الهوية الوارد تحت اسم «ر» قوله إن الحديث يدور عن تغيير بالمفهوم العسكري، لافتا لكون مهمتها العمل في عمق أراضي العدو في غزة ولبنان وحتى في الضفة الغربية. ويقول إن وحدته هذه تمتاز بقدراتها على معرفة الميدان كما وكأنه راحة اليد في النهار والليل والتنكر كشجر وصخر من أجل التسلل لداخل عمارة والقيام بالقتال في الأنفاق، والتواصل مع مروحيات وزوارق حربية ولوحدات إسعاف وإنقاذ  بشكل دقيق وواسع. وتوضح صورة أخرى أن الجنود يتدربون على التقدم زحفا واتخاذ مواقع ملائمة لرصد جنود العدو داخل مناطق مأهولة، كما حصل في الحرب على غزة عام 2014. والفكرة تقضي بأن يخوض
الجنود تدريبات لا تقل صعوبة وقسوة عن الحرب ذاتها والاستناد لعنصر المباغتة والإبداع في التحرك والمناورة والهجوم. 

البحث عن الماء

وردا على سؤال يقول «في حال أنزلتنا مروحية ليلا وسط غابة في لبنان سنعرف كيف نتدبر أمرنا هناك، وبحال كان العدو فيها سنعرف كيف نحصل على معلومات استخباراتية لوحدنا لتحييده». ويتابع «الأرض وسيلة وجزء من اللعبة فإذا اكتشفنا أنه لم يبق معنا سوى سبعة لترات من الماء المعدة لمئات المقاتلين على سبيل المثال سنبحث عن مصادر المياه في الموقع. كقوة كوماندوز نعرف اليوم كيف نقاتل في مناطق مزدحمة وتدبير أمورنا داخل الصحراء، المغارة والنفق وفي مناطق مأهولة بالسكان بل في كل مكان».
منوها أن وحدته تتدرب على القتال بشكل مستقل والعثور على مخابئ في الميدان والقيام بإعداد الشاي من أوراق الميرامية والحلول لكل مشكلة تأتي من كل جندي وليس من القائد فحسب». وتنوه الصحيفة أن الجنود يشاركون في هذه التدريبات وسط أجواء حارة وهم يحملون عتادا ثقيلا يبلغ أحيانا لنصف أوزانهم ويشمل سلاحا وذخائر ونواظير وأجهزة رؤية ليلية وخوذا وسواتر تمويه خلال بحثهم عن فتحات الأنفاق ورفع أغطيتها المعدنية الثقيلة جدا، بغية مهاجمتها وتدميرها ومواجهة أي مفاجأة أو مشكلة خلال القتال بأفكار خلاقة. ويتدرب الجنود على اقتحام نفق هو ليس إلا قناة المياه العادمة التابعة لمستوطنة «شفيه تسيون» وهم يتقدمون وسط ظلام وعلى خوذهم مثبتة مصابيح صغيرة ونواظير لرؤية ليلية وكذلك يتدربون على إسعاف وإخلاء جندي يصاب خلال الاقتحام. وتشير إلى أن الجندي الأول الذي يتسلل للنفق بواسطة حبل يحمل درعا واقيا يعرف بـ «درع داوود» لحماية نفسه من رصاص العدو المتربص به داخل النفق، وهو أيضا آخر من يغادره لتأمين انسحاب زملائه.

التنكر كشجرة أو صخرة

وتتابع مراسلة الصحيفة معدة التقرير «قريبا من الحدود مع لبنان التقينا وحدة القناصة التابعة لـ «إغوز» وكانوا متنكرين ومختبئين. كانوا منتشرين داخل موقع شائك ومزدحم بالشجيرات والصخور الملساء، وفجأة لاحظنا أن شجيرة ترتفع وتنهض مقابلنا ومن تحتها اختبأ قناص يسارع لإطلاق رصاص نحو هدف ويصيبه بدقة. وعندما تقدمنا نهضت أمامنا صخرة ضخمة اختبأ أسفلها عدد من القناصة اختبأوا تحتها عدة ساعات في كمين للعدو وهم يرتدون زيا بلون الأرض فيتماهون تماما مع بيئتهم وهم يضعون على وجوههم الأقنعة وكأنهم الحرباء». وتقول إنهم يتمتعون بالقدرة على التمويه والاختباء في كل مكان ولذا يحتاطون على كمية من الملابس مختلفة الألوان الملائمة لمناطق ثلجية وصحراوية بل بمقدورهم الاختباء داخل المياه.
وتشير الى أن كل واحد منهم بحوزته أدوات لقص شريط وأسلاك، صبغة تمويه، وأقنعة وأدوات مشاهدة ليلية ونواظير، علاوة على السلاح والذخيرة وأدوات هندسية لقياس المسافات ومعرفة سرعة الريح». وردا على سؤال يقول قائد سرية القناصة إن التدريب الأصعب تم خلال تسلق جبل بارتفاع 500 متر يشبه جبال لبنان الشاهقة مع كثير من العتاد وقليل من الماء والغذاء ومن دون قدر كاف من النوم وسط طقس حار جدا ومن ثم التدرب على استهداف العدو بدقة بالغة وعن بعد مسافات أطول وكل ذلك بالرصاص الحي. وفي صورة ثانية يظهر الجنود وهم يتدربون على  تشخيص مواقع قاذفات صواريخ الكاتيوشا وتدميرها داخل ساحة الحرب في شمال البلاد بواسطة مجموعة من القناصة.

إسرائيل تتدرب على حرب خنادق مقبلة في لبنان أو غزة

وديع عواودة:

الأورومتوسطي: المنطقة العربية تشهد تضييقا على حرية الدين والمعتقد والسعودية استغلت الحج ضد القطريين وإسرائيل تواصل تهويد الأقصى

Posted: 21 Sep 2017 02:22 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: أكد «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان»، أن المنطقة العربية تشهد مستويات «غير مسبوقة» في التضييق على حرية الدين والمعتقد، خاصة ما تمارسه السلطات السعودية تجاه حرية ممارسة الشعائر الدينية، التي لوحظت مؤخرا ضد القطريين خلال موسم الحج الماضي، إضافة إلى الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأماكن الإسلامية والمسيحية في القدس والخليل.
جاء ذلك خلال ندوة عقدها المرصد في مدينة جنيف، وتلقت «القدس العربي» نسخة من محتوى النقاشات والكلمات التي ألقيت فيها من قبل باحثين مختصين، ومسؤولين من المركز.
وانتقد المستشار القانوني في المرصد إحسان عادل خلال الندوة، التي نظمت بالتعاون مع المركز المستقل للمبادرة والبحث والحوار «ساريد» في جنيف، استغلال السلطات السعودية لشعيرة الحج في نزاعها السياسي عبر الضغط على دولة قطر والتضييق على المواطنين القادمين منها لأداء عبادة الحج. وأكد خلال الندوة التي عقدت على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان الدولي في دورته السادسة حول حرية الدين والمعتقد في الشرق الأوسط، أن الممارسات السعودية «تخالف القانون الدولي والميثاق العربي لحقوق الإنسان وتؤسس لمبدأ التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد».
وأوضح أنه على إثر الأزمة الخليجية وفرض حصار على قطر ابتداء من حزيران/ يونيو الماضي، رفضت السعودية التواصل مع وزارة الأوقاف القطرية (المعنية بترتيب أمور الحج) لاستلام قائمة الحجاج وإتمام إجراءات تيسير مناسكهم وتوفير ضمانات سلامتهم. وأكد أنه لا توجد ضرورة أمنية تقتضي التضييق الذي تمارسه السلطات السعودية والحرمان من الحج أو العمرة سواء للمعارضين السياسيين أو لمواطني دولة بشكل عام بسبب موقف سياسي من تلك الدول. وأشار إلى أن السلطات السعودية كانت اتخذت سابقًا مجموعة من الإجراءات التعسفية بحق القطريين الذين كانوا موجودين في المملكة لتأدية شعائر «العمرة» بمطالبتهم بمغادرة أراضيها وإجبارهم على إلغاء حجوزاتهم في الفنادق المحلية. وأوضح أن تلك الإجراءات تخالف المادة (1) من الإعلان بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد 1981 والميثاق العربي لحقوق الإنسان 1994 (المادتان 26 و27)، وإعلان القاهرة لحقوق الإنسان في الإسلام الصادر عام 1981.
وخلال الندوة طالب المستشار القانوني في المرصد الأورومتوسطي السلطات السعودية بضرورة احترام المواثيق الدولية التي تدعو إلى نبذ جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد.
إلى ذلك تطرقت الباحثة القانونية لدى المرصد الأورومتوسطي رمال سائد، إلى الانتهاكات التي تتعرض لها الأقليات الدينية في العراق والتمييز الممارس ضدهم بشكل كبير، بما يشمل قيودا على التوظيف والحصول على الخدمات العامة والمشاركة في المحافل السياسية وغيرها.
وذكرت أن «تنظيم الدولة الإسلامية» يعطي تلك الأقليات «خيار اعتناق الإسلام أو عقوبة الإعدام»، وأن ذلك يطال حتى المسلمين السنة المتهمين بعدم الامتثال للتنظيم المذكور، أو الذين يشتبه في تعاونهم مع الحكومة العراقية، الذين يواجهون العقوبة نفسها.
وانتقدت داني دوجنيس، رئيسة منظمة «ميزان للعدل» استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في بناء المستوطنات، موضحة أن المستوطنات وجدت لفرض السيطرة على الفلسطينيين وضم أراضيهم، وهو ما يؤثر على الحق في حرية الدين، ليس فقط في مدينة القدس وإنما في جميع المناطق بما فيها الخليل. وقالت إنه ونظرا لوجود عدد من الأماكن الدينية المهمة لكل من المسلمين واليهود في الخليل على وجه التحديد «يحاول المستوطنون دوما أن يسيطروا على المدينة بدعم من الحكومة الإسرائيلية، وفق ما عاينته عند زيارتها لمدينة الخليل».
وجرى خلال الندوة أيضا تناول ملف انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
وقالت الباحثة الحقوقية لدى المرصد الأورومتوسطي آيات الأنصاري، إن سلطات الاحتلال تسعى لفرض السيادة الكاملة على المسجد الأقصى من خلال قرارات وإجراءات ترمي إلى تهويده وتقييد وصول المسلمين إليه، إلى جانب تصعيد سياسة الاعتقال والإبعاد عن المسجد. ولفتت إلى التبني الإسرائيلي الرسمي لعمليات الحفر أسفل المسجد الأقصى، وتنظيم عمليات اقتحامه من قبل المتطرفين اليهود ورجال الأمن، وعمليات المصادرة والبناء في منطقة محيط المسجد. وأشارت إلى تهرب إسرائيل الدائم من تنفيذ القرارات الدولية خاصة الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) المتعلقة بالقدس ومحاولاتها المستمرة لتفريغ تلك القرارات من مضمونها.

الأورومتوسطي: المنطقة العربية تشهد تضييقا على حرية الدين والمعتقد والسعودية استغلت الحج ضد القطريين وإسرائيل تواصل تهويد الأقصى
في ندوة على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان الدولي

خطة غسان سلامة لحل الأزمة الليبية تثير ردود فعل متفاوتة في البلاد

Posted: 21 Sep 2017 02:21 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: أثارت خريطة الطريق التي طرحها المبعوث الأممي غسان سلامة لحل الأزمة في ليبيا، ردود فعل متفاوتة في البلاد، حيث رحب بعضهم بها واعتبروا أنها تتضمن الخطوط العريضة لحل الأزمة المستمرة منذ سنوات، فيما قلل آخرون من أهميتها مشككين في إمكانية تنفيذها على أرض الواقع. وكان مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا قدم «خطة العمل الجديدة من أجل ليبيا» أمام الاجتماع الدولي الذي عُـقد، الأربعاء في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وتقوم الخطة المقترحة على خمس مراحل، تبدأ بتعديل الاتفاق السياسي الذي تم في مدينة الصخيرات المغربية وأفضى لتشكيل حكومة «الوفاق الوطني»، ومن عقد مؤتمر وطني برعاية الأمين العام للأمم المتحدة، بمشاركة الأطراف السياسية في البلاد جميعهم، ومن ثم حث هيئة صياغة الدستور لمراجعته وتنقيحه، قبل مطالبة مجلس النواب بالدعوة لاستفتاء دستوري وانتخابات برلمانية ورئاسية، على أن تتم المرحلة الأخيرة من الخطة (الاستفتاء والانتخابات) في سبتمبر/أيلول 2018 لتشكل بذلك نهاية المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد.
وأشار سلامة إلى ضرورة تحقيق تقدم ملموس في مجالات عدة (خلال تنفيذ الخطة)، خاصة فيما يتعلق بالإعداد للانتخابات المقبلة وإقامة حوار مع الجماعات المسلحة بهدف إدماج أفرادها في العملية السياسية والحياة المدنية، وتوحيد الجيش الليبي، مع استمرار جهود المصالحة واتخاذ إجراءات حاسمة لمعالجة قضية النازحين.
واعتبر إبراهيم الدبّاشي مندوب ليبيا السابق في الأمم المتحدة أن الخطة التي تقدم بها سلامة «جيدة إذا وضع لها جدول زمني، واتفق المؤتمر الوطني على شروط تولي الوظائف العليا قبل الاتفاق على من يشغلها، وعدم فرض أي شيء على هيئة صياغة الدستور».
وكتب عضو مجلس النواب عبد السلام نصيه في صفحته على موقع «فيس بوك»: «الخطة بصفة عامة جيدة وتحتوي على الخطوط العريضة لمعالجة الأزمة الليبية وترتكز على إعادة بناء هياكل الدولة بعيدا عن الأشخاص، خاصة في المرحلة الأولى، ما يكسب بناء هذه الهياكل أهميتها للوطن وللدولة وليس للفرد أو الجهة أو القبيلة أو المدينة أو التوجه السياسي والفكري، كما أنها تعد الخطة الأولى لمبعوث أممي لليبيا بعد تعاقب العديد منهم، إلا أن هناك بعض الملحوظات المهمة حولها». وأضاف: «لم يتم وضع وعاء زمني ولو استرشادي لمراحل الخطة (…) أوكل للمؤتمر الوطني مهمتين كبيرتين (اختيار أعضاء المجلس الرئاسي ورئيس الوزراء والملحوظات والاقتراحات حول الدستور) فبرغم أنها فكرة جيده خاصة فيما يتعلق باختيار أعضاء المؤسسات التنفيذية إلا أن الأمر يحتاج إلى آلية واضحة وشفافة ويعتمد على نجاح اختيار أعضاء المؤتمر نفسه ومدى تمثيلهم للواقع الليبي».
وتابع نصيه «لم توضح الخطة من الذي سيقوم بالحوار مع الجماعات المسلحة وكيفية تفسير عبارة دمجهم في العملية السياسية (…) ومن الذي سيطرح مبادرة توحيد الجيش (كما أن) «استمرار جهود المصالحة» كلمة فضفاضة، وأعتقد أن المصالحة تحتاج إلى اهتمام أكبر وآليات واضحة بدايةً من تعريف مفهموم المصالحة إلى تحقيقها على الواقع نظرا لأهميتها في المرحلة الانتقالية و نجاح هياكل الدولة فيها. ولم تشر الخطة إلى معالجة قضية المهجرين بالخارج وإلى قضية المعتقلين والسجناء وكيفية معالجتهما أو وضع الآليات لذلك في المرحلة الانتقالية، برغم أننا على قناعة تامة بأن بناء هياكل حقيقية وفعالة للدولة هي الوسيلة الحقيقية لحل هذه القضايا جميعا وغيرها».
واعتبر الخبير الاقتصادي سليمان الشهومي أن خطة غسان سلامة «رؤية جديدة وسحب للبساط من تحت اقدام الجميع، الأمم المتحدة ستكون في مقعد القيادة هذه المرة ولن يكون لأحد أن يعطل المسار المرسوم للوصول إلي استعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في ليبيا».
فيما انتقد المحلل السياسي جمال الحاجي خطة سلامة وقلل من أهميتها، معتبرا أن سلامة يسير على خطى أسلافه برنارديو ليون ومارتن كوبلر، معتبرا أن «كل ما يعمل عليه سلامة نتاج رشاوى ليون الذي اختار من اسماهم ممثلين الشعب الليبي من مرتشين وطلاب سلطة (في إشارة إلى تأكيد سلامة أن الخطة وضعها الليبيون)».
وأضاف أحد النشطاء «للأسف هي ليست خطة إنما هي استمرار الفوضة والمد في عمر المنتهيين أمثال الرئاسي والبرلمان، باختصار: مزيد من المعاناة أيها الشعب الليبي لعام آخر».وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعرب عن «إيمانه العميق بأن هناك فرصة لإيجاد حل سياسي في ليبيا»، محذرا من تداعيات تأثير الأزمة الليبية في المنطقة والعالم.

خطة غسان سلامة لحل الأزمة الليبية تثير ردود فعل متفاوتة في البلاد

حسن سلمان:

مسؤول في فتح لـ «القدس العربي»: القيادة تعقد غداً السبت جلسة لبحث المصالحة والملف السياسي… ووفد الحكومة يزور غزة ليومين برفقة وفد مصري

Posted: 21 Sep 2017 02:21 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: من المقرر أن تعقد القيادة الفلسطينية اجتماعا لها يوم غد السبت، في المقاطعة برئاسة الرئيس محمود عباس، الذي أنهى زيارته لنيويورك حيث القى خطابا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يبحث جملة من الملفات، أبرزها التفاهمات الأخيرة بشأن المصالحة، وحل حؤكة حماس للجنة الإدارية، منها إرسال وفد حكومي للقطاع لتسلم الوزارات، بإشراف جهاز المخابرات العامة المصرية، الذي سيزور القطاع، بالتزامن مع وصول الحكومة.
وستبحث القيادة الفلسطينية، أيضا جملة من الملفات السياسية المهمة، في ضوء خطاب الرئيس في الأمم المتحدة، ولقاءاته السياسية هناك وفي مقدمتها اللقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكذلك تطورات ملف المصالحة.
وقال مسؤول من حركة فتح في قطاع غزة لـ «القدس العربي»، إن الكثير من الملفات الخاصة بالمصالحة، سيجري مناقشتها خلال اجتماع القيادة الفلسطينية، المقرر غدا السبت، دون أن يستبعد عقد اجتماع قريب للحكومة في مقرها في غزة إن سارت الأمور على الشكل المطلوب، خلال مهمة تسلم وزارات غزة، على غرار الاجتماع الذي عقدته قبل ثلاثة سنوات.
وحسب الترتيبات الأولية فإن وفد الحكومة الذي سيرأسه نائب رئيس الحكومة الدكتور زياد أبو عمرو، وهو من الوزراء المحسوبين على «حصة غزة»، سيمكث يومين في القطاع، يعود بعدها إلى الضفة الغربية لتقديم تقرير فني كامل عن عملية تسلم الوزارات اتي ستتم تحت الإشراف المصري، والخطوات المطلوبة سريعا في الفترة المقبلة، من أجل استمرار عملية الاتصال والتواصل بين الحكومة التي تتخذ مركزا لها بمدينة رام الله، وبين وزارات غزة.
وجرى الاتفاق على ان ترسل القاهرة وفدا أمنيا إلى غزة، من أجل تسهيل مهام تطبيق التفاهمات الأولية بين فتح وحماس، والمتمثلة بالتأكد من انتهاء عمل اللجنة الإدارية، وتسليم مهام هذه اللجنة بالكامل لحكومة التوافق الوطني. وتريد قيادة المخابرات المصرية التي تشرف على إدارة الملف الفلسطيني، أن تكون بالقرب من طرفي الخلاف «فتح وحماس» خلال تطبيق المرحلة الأولى، التي تؤسس للمرحلة الأهم، وهي عقد الحركتين في القاهرة لقاءات ثنائية، تؤسس للقاء شامل يجمع الفصائل، من أجل الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، تشرف على عملية إجراء الانتخابات العامة، وتحضر لمرحلة عمل سياسي فلسطيني جديد.
وستسهل عملية وصول الوفد الأمني المصري لغزة، عملية التسليم، وستمكن الوسطاء المصريين من حل أي خلاف طارئ قد ينشب بين الطرفين عن قرب، بدلا من عملية اتصال عن بعد، قد لا تأتي بالهدف المطلوب.
وتأكدت «القدس العربي» من مصادر خاصة في غزة، أن الوفد الأمني المصري لم يصل بعد القطاع، خلافا للتقارير المحلية التي أكدت وصوله أول أمس.
يشار إلى أن وفدا أمنيا مصريا زار قبل أسابيع منطقة الحدود الفاصلة بين القطاع ومصر، من جهة غزة، بعد زيارة للقطاع دامت لساعات قليلة، لتفقد ترتيبات حماس الأمنية في مناطق الحدود، لمنع عمليات التسلل من غزة إلى سيناء.
وأوضح مسؤول في حركة فتح، أن هناك تحضيرات أولية لوصول وفد آخر من قيادة الحركة إلى غزة خلال الأيام المقبلة، قادما من الضفة الغربية، لكنه أشار إلى أن اللقاءات الثنائية التي ستبحث الخطوة الثانية من تطبيق ملف المصالحة، ستكون برعاية مصرية في القاهرة، بعد تسلم حكومة التوافق مهامها في غزة بالكامل، وذلك في إشارة منه إلى إمكانية عقد الوفد لقاءات مع قيادة حماس في غزة. وسيعقد وفد فتح اجتماعات داخلية مع قيادات الحركة في القطاع حال وصوله، إضافة إلى لقاءات مع فصائل منظمة التحرير في غزة، لوضعها في صورة تفاهمات القاهرة الأخيرة، ومتطلبات المرحلة المقبلة.
ولم يحدد الحكومة حتى اللحظة موعدا رسميا للذهاب إلى قطاع غزة، ففي الوقت الذي تترد فيه الأنباء عن ذهاب الوفد مباشرة للقطاع بعد اجتماع القيادة مساء غدالسبت، تتردد أنباء حول امكانية وصول الوفد في منتصف الأسبوع، وعلى الأرجح عقب اجتماع الحكومة الأسبوعي يوك الثلاثاء المقبل.
وفي السياق قال أحمد حلس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن حل حماس للجنة الإدارية يعتبر «خطوة إيجابية»، وإن عملية تمكين حكومة التوافق من العمل بغزة ستكون «الخطوة الأهم»، مؤكدا في ذات الوقت على أهمية الدور المصري، الذي قال إنه سيستمر في الجهود المبذولة حتى يتم تنفيذ كل ما اتفق عليه. وأشار في تصريحات نقلتها وكالة «سوا» المحلية، الى أن الأيام المقبلة ستشهد لقاءات مكثفة بين فتح وحماس للبحث في التفاصيل والآليات، دون إغلاق أي منها خلال الحوارات القادم. وأضاف ان الاجتماع الذي ستعقده القيادة الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح، بعد وصول الرئيس عباس من الخارج، لافتا إلى أنه سيجري بعد اجتماع اللجنة المركزية لفتح، تحديد ما إذا كانت اللقاءات مع حماس ستتم في قطاع غزة أو القاهرة، مؤكدًا أن التواصل بين فتح وحماس سيستمر سواء في غزة أو الضفة الغربية أو القاهرة.
وعبر عن أمله في أن تقعد في القريب العاجل جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني، بمشاركة كل القوى والفعاليات الفلسطينية. وقال موجها حديثه لقيادة حماس «إننا في فتح صادقون بمساعينا في البحث عن المصالحة، والذهاب إلى تحقيقها».
وكان الرئيس عباس قد عبر عن ارتياحه خلال خطابه الذي ألقاه في الأمم المتحدة مساء أولىمن أمس الأربعاء، للاتفاق الذي تم التوصل إليه في القاهرة بجهود مصرية، لإلغاء ما قامت به حماس من إجراءات أعقبت هذا الانقسام، بما في ذلك الحكومة التي شكلتها، والالتزام بتمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة صلاحياتها كاملة في القطاع وإجراء انتخابات عامة. وقال إن الحكومة ستذهب في نهاية الأسبوع المقبل لممارسة مهامها في غزة.
ورحبت حماس بإعلان الرئيس عباس قدوم حكومة الوفاق إلى غزة، مؤكدة انها ستعمل على إنجاح مهمتها وستستمر في خطوات المصالحة «حتى تصبح واقعا ملموسا، كي يتفرغ الجميع للنهوض بالمشروع الوطني ومواجهة الاحتلال». وجددت التزامها بما أعلنته مؤخرا في العاصمة المصرية القاهرة بشأن المصالحة الفلسطينية.

مسؤول في فتح لـ «القدس العربي»: القيادة تعقد غداً السبت جلسة لبحث المصالحة والملف السياسي… ووفد الحكومة يزور غزة ليومين برفقة وفد مصري

أشرف الهور

تظاهرات حاشدة ضد تعديلات ماكرون… «خادم» طبقة الأغنياء

Posted: 21 Sep 2017 02:21 PM PDT

باريس ـ «القدس العربي»: يصرخ رولان (27 عاماً)، بصوت عال ضد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. «لا نريد رجلاً يعمل للأغنياء». يلحق به جمع من الشبان وهم يرددون: «فليسقط ماكرون». لكن أصواتهم بقت منخفضة امام مبكرات الصوت وسط التظاهرة الحاشدة في «جان دارك» في تولوز (جنوب فرنسا).
يقول الشاب الذي يعمل في شركة مركبات انه مثل مثل الآلاف من شباب فرنسا يعترضون على اي تعديل سيجريه ماكرون في قانون العمل. ومشيراً في حديثه إلى «القدس العربي»، انه جاء باكراً أمس كي يقف مع الجميع هنا ضد «هذا الظلم»، موضحاً «الرجل يخدم طبقة الأغنياء. انه لا يقول هذا علناً. لكن التعديلات كلها تصب في صالح الاغنياء واصحاب المصالح وارباب العمل الذين سيزيدون جيوبهم من حقوقنا».
وفي فرنسا، لا تزال الاحتجاجات في الشوارع تنتظم ضد تعديل قانون العمل الذي يتمسك به ماكرون ويعتبره انجازاً ان تم تمريره، رغم معارضة النقابات العمالية وجزءاً من الطبقة السياسية وعلى رأسها اليسار. وجاءت هذه التظاهرات أمس عشية تمرير القانون في الحكومة غداً. ويعمل هذا التعديل، لمصلحة أرباب العمل وفي حال تطبيقه فهو سيقلص التعويضات في حال الخلافات، ويقلص مهل الطعون للموظفين، ويتيح التفاوض خارج النقابة للشركات التي تضم اقل من خمسين اجيراً، في وقت تعد الشركات الصغيرة والمتوسطة هي الغالبية وتضم نصف الموظفين في فرنسا.
ويرمي وفق ما تقول السلطة الفرنسية إلى مكافحة البطالة وتعويض خسارة سنوات من البطالة». لكن تؤكد النقابات العمالية ان التعديلات تضم قوانين المثيرة للجدل، من بينها وضع سقف لقيمة العطل وقيمة التعويضات جراء الفصل التعسفي، والسماح للمجموعات التي لا يعتبر نشاطها مربحا في فرنسا بتسريح الموظفين حتى لو كانت هذه الشركات مزدهرة في العالم، ووضع عقود عمل جديدة تتيح الفصل في نهاية مهمة محددة. وتثير عديد البنود الأخرى مثل خفض المساعدات الشخصية للسكن، وتجميد مؤشر احتساب أجور العاملين في الوظيفة العامة، وتقليص أعداد الموظفين، قلق النقابات.
تقول سيلين (33 عاماً)، انها متخوفة للغاية من ان يفضي هذا القانون إلى تغيير «المجتمع الفرنسي»، فهو سيزيد من إفقار الطبقة العاملة ويخفض نسبة شرائها وسيقبل افرادها بأجور زهيدة، في وقت ان الاسعار تتجه إلى ارتفاع. وتؤكد سيلين التي تعمل في شركة صغيرة لحضانة الأطفال، ان ماكرون يعمل جاهداً كي يخفض نسب البطالة إلى قضم حقوق العمال والموظفين وتحويلهم إلى «ماكينات» عمل بأجور منخفضة وهذا الانخفاض الذي يعتمد على منافسة الشركات الصغيرة فيما بينها حول ساعات العمل وتحديد اجورها سيكون على حساب الموظف نفسه.
ويعترض غالبية الموظفين في فرنسا على هذه التعديلات، التي يعتبرها ماكرون وحكومته إضفاء مرونة على عمل الشركات وتشجيعها على التوظيف، وسط بطالة ما زالت أرقامها مرتفعة تبلغ نسبتها 9.5٪ من القوة العاملة، مقابل معدل 7.8٪ في أوروبا.
وأكد فيليب مارتينيز، أمين عام نقابة «سي جي تي» التي تقود الحركة الاحتجاجية في تصريح تلفزيونية أمس، انه يعول كثيراً على هذه التحركات للضغط على ماكرون لاعادة التفكير في هذه التعديلات المجحفة. موضحاً ان مشروع القانون «يعطي أرباب العمل سلطات كاملة». وأظهرت نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد «أوبنيون واي» أن 68٪ من الفرنسيين يعتقدون أن إصلاحات قانون العمل ستكون في صالح أرباب الأعمال وستؤثر سلباً على حقوق الموظفين والعمال، وعبر 63٪ منهم عن اعتقادهم أن التعديلات المقترحة غير ملائمة لسوق العمل.

تظاهرات حاشدة ضد تعديلات ماكرون… «خادم» طبقة الأغنياء

صهيب أيوب

محكمة استئناف الدار البيضاء تبت في قرار الطعن في أحكام ضد مجموعة الزفزافي مطلع الشهر المقبل

Posted: 21 Sep 2017 02:20 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : في الوقت الذي يواصل فيه معتقلون مغاربة على خلفية حراك الريف إضرابهم عن الطعام، برغم نفي السلطات، يبدو أن فصول ملف المعتقلين المتابعين أمام محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، لازالت طويلة، وهو ما يؤكد أن المتهمين سيقضون أسابيع أخرى على الأقل في سجن «عكاشة» امام حملة احتجاجات واسعة يشهدها عدد من المدن المغربية تضامنا مع المعتقلين ومطالبهم.
وقررت الغرفة الجنحية في محكمة الاستئناف أمس الأول الأربعاء، إدخال الطعن الذي تقدم به الوكيل العام للملك حسن مطار في أمر الإحالة الذي قام به قاضي التحقيق، بخصوص مجموعة قائد حراك الريف ناصر الزفزافي، التي تضم 32 متهما، إلى المداولة، والبت في القرار يوم 4 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل حيث ستنظر الغرفة الجنحية في الطعن الذي تقدمت به النيابة العامة في قرار الإحالة، خاصة أن قاضي التحقيق أسقط بعض التهم عن ناصر الزفزافي ومتهمين آخرين، وهو الأمر الذي رفضه الوكيل العام، مطالبا بإدراجها.
وأدخلت الغرفة الجنحية هذا الملف إلى المداولة، وسيتم البت فيه بعد يوم واحد على الجلسة الثانية التي ستعرف محاكمة مجموعة نبيل أحمجيق، «دينامو الحراك»، بعدما جرى الأسبوع الماضي عقد أولى أطوار المحاكمة، والتي شهدت مشادات بين هيئة الدفاع عن المعتقلين والنيابة العامة.
وقرر قاضي التحقيق في محكمة الاستئناف متابعة قائد الحراك ناصر الزفزافي رفقة بعض المعتقلين؛ بجنايات تصل عقوباتها إلى الإعدام والمؤبد فيما قرر متابعة آخرين بجنح فقط، بينا يتابع ناشط في حالة سراح.
وصعد المعتقلون الموجودون في سجن عكاشة لهجتهم، إذ دخلوا في إضراب عن الطعام حسب إفادات أسرهم، مؤكدين استمرارهم فيه إلى حين تحقيق مطالبهم المتمثلة أساسا في الإفراج الفوري عنهم والاستجابة لمطالبهم الاجتماعية.

المعتقلون يواصلون إضرابهم عن الطعام

أكد محمد أحمجيق شقيق دينامو حراك الريف نبيل أحمجيق أحد أبرز قيادات حراك الريف، أن معتقلين في سجن عكاشة، هم محمد جلول، ونبيل احمجيق، وربيع الأبلق، ومحسن أثري «أقسموا على أنهم لن يتراجعوا عن إضرابهم عن الطعام، إلا وهم شهداء أو طلقاء»
وقال أخ المعتقل على خلفية حراك الريف، نبيل أحمجيق، إن زيارتهم الأسبوعية للمعتقلين، يوم أمس الأول الأربعاء، في سجن عكاشة في الدارالبيضاء، أظهرت أن الإضراب عن الطعام، الذي يخوضه المعتقلون، ظهرت علاماته على صحتهم. وأوضح أحمجيق في تدوينة له على الفيس بوك أن زيارتهم لأربعة مضربين عن الطعام، المعتقلين في الجناح رقم 4 في عكاشة، المذكورة أسماؤهم، كشفت عن ظهور اصفرار واضح على وجوههم تأثرا بإضرابهم عن الطعام، وانخفاض وزنهم و»برغم وضعهم هذا إلا أنهم بمعنويات مرتفعة، وعازمون على الذهاب في معركتهم المفتوحة إلى نهايتها وأنهم شددوا على أن مطالبهم الثابتة والملحة وهي أربعة مطالب، وهي «إطلاق سراحهم جميعا باعتبارهم أبرياء من المنسوب إليهم، وتوقيف الاعتقالات، والمتابعات في حق نشطاء حراك الريف، ورفع مظاهر العسكرة في الريف، وتحقيق الملف المطلبي». ونقل سفيان الهاني رسالة لشقيقه الناشط المعتقل محمد الهاني «مازال بعض «الحقوقيين» المكلفين بتسهيل زيارتنا داخل عكاشة يسألونني: ما الجدوى من إضراب معتقليكم المفتوح عن الطعام؟ ولما ذلك قبل بدء المحاكمات؟ وما هي رسالة هذا الإضراب؟»
وأوضح «الجواب الذي تفضل به أخي بخصوص هذه الأسئلة هو أن: الرسالة بكل اختصار تقول لا ثقة في حقوقيي المخزن وفي قضائه وقدره. أما الجدوى من كل هذا الإضراب، فهو أن تكونوا على استعداد لاستقبالنا بالزغاريد ساعة تسليم أرواحنا لمن خلقها كي نريح أنفسنا من هذا العبث الذي يمارس باسم القانون ونريحكم بالتالي من العذاب الذي كلفكم الثمن غاليا». وأضاف شقيق محمد الهاني على لسان أخيه «نحن مقبلون على الشهادة بتسليم أرواحنا لمن خلقها، أما أنتم فمقبلون كذلك على الشهادة كشهود في قضيتنا أمام التاريخ».
وبلغ عدد أيام الإضراب عن الطعام، الذي يخوضه كل من محمد جلول، وربيع الأبلق 14 يوما، فيما دخل نبيل أحمجيق يومه الـ 11. ويتفاوت المعتقلون الآخرون في عدد أيام الإضراب عن الطعام، أياما قبل انعقاد أولى جلسات محاكمة الزفزافي، ورفاقه المعتقلين على خلفية حراك الريف، الذي انطلق قبل نحو11 شهرا.

مندوبية السجون تنفي وجود إضراب

ونفت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج دخول عدد من معتقلي حراك الريف في إضراب مفتوح عن الطعام وذكرت المندوبية في بيان أرسل لـ «القدس العربي» «توضيحا لما جاء من ادعاءات بالمواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي وعلى لسان بعض عائلات المعتقلين وبعض المحامين وبعض ممن يدعون العمل الحقوقي بخصوص دخول بعض معتقلي أحداث الحسيمة في إضراب عن الطعام، وهي الادعاءات التي يتم الترويج لها على أنها حقائق ثابتة؛ فقد سبق لإدارة هذه المؤسسة، في إطار توجهها القائم على الوضوح في نقل الوقائع، أن توجهت بمجموعة بلاغات وتوضيحات بخصوص المزاعم حول دخول هؤلاء السجناء في إضراب عن الطعام» وأعلنت المندوبية أن النزلاء المعنيين بالأمر يتناولون وجباتهم الغذائية بانتظام ويقومون بتسلم المؤونة (القفة) من عائلاتهم خلال الزيارات الأسبوعية".
وأوضحت المندوبية بخصوص الوضعية الصحية للسجين (ج.م) فهي جد عادية عكس ما روج له أخ السجين (ن.أ) بشبكات التواصل الاجتماعي، حيث تبقى ادعاءاته غير صحيحة"، في إشارة إلى ما كشف عنه محمد أحمجيق شقيق معتقلل الحراك نبيل أحمجيق، حول الوضعية الصحية للمعتقل الآخر المضرب عن الطعام محمد جلول. واستنكرت إدارة سجن عكاشة، «لجوء الجهات المذكورة إلى ترويج هذه المغالطات والادعاءات"، مؤكدة "أنها ستظل حريصة على معاملة النزلاء كافة وفقا لما ينص عليه القانون».
يوم تضامني مع المعتقلين

ودعا المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إلى يوم نضالي تضامني مع المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام، يتخلله إضراب رمزي عن الطعام لمدة 24 ساعة ابتداء من مساء اليوم الجمعة إلى مساء يوم غد السبت، وقال تعميم صادر عن المكتب إن الدعوة لهذا الشكل التضامني الاحتجاجي، تأتي من أجل «التحسيس بقضايا المعتقلين ومطالبة الدولة المغربية بفتح حوار جدي وحقيقي مباشر مع قادة حراك الريف وإطلاق سراحهم والاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة، وللتعبير عن إدانة الأحكام الجاهزة القاسية والجائرة الصادرة في حقهم».
ودعت الجمعية كل فروعها إلى المساهمة القوية في إنجاح هذا اليوم، بالدعوة والمشاركة في إضراب عن الطعام لمدة 24 ساعة تتخلله أنشطة تعريفية بالاعتقال السياسي والمعتقلين السياسيين وتوقيع عرائض للمطالبة بإطلاق سراحهم وغيرها من الأنشطة، بكافة المدن وبمشاركة الهيئات الحليفة والصديقة والداعمة للمعتقلين السياسيين. وأوضحت «أن عددا من المعتقلين السياسيين لحراك الريف ومعهم الإعلامي حميد المهداوي، خاصة المرحلين من سجن الحسيمة إلى سجون الدار البيضاء وفاس وتازة وتاوريرت، يخوضون إضرابات متتالية مفتوحة عن الطعام، بسبب الاعتقالات التعسفية والانتقامية والمحاكمات الجائرة في حقهم، والظروف السيئة والمعاملات التي يتلقونها في السجون، وهو ما يمس حقهم في السلامة البدنية، ويعرض حيواتهم لخطر محدق».
وأعلنت هيئة التضامن مع الصحافي حميد المهداوي مدير موقع بديل انفو وباقي الصحافيين المتابعين، أنها ستنظم ندوة صحافية يوم الاثنين المقبل في الرباط لإطلاع الرأي العام الوطني والدولي على الخروقات التي طالت اجراءات محاكمة معتقل الرأي الصحافي حميد المهداوي، والإعلان عن الخطوات والمبادرات العاجلة المتعلقة بهذا الملف من أجل إنقاذ حياة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي المضربين عن الطعام .

وقفة احتجاجية في جنيف

وأكدت الهيئة أنها تابعت "بقلق بالغ واستياء عميق الوضعية الخطيرة للصحافي حميد المهداوي مدير نشر موقع " بديل " معتقل الرأي الذي يخوض إضرابا مفتوحا عن الطعام ابتداء من صباح يوم 12 أيلول/ سبتمبر الجاري بسبب ما يعتبره تزويرا شاب مسطرة المحاكمة منذ اعتقاله في الحسيمة يوم 20 تموز/ يوليو الماضي، التي ترتب عنها صدور قرار جائر في حقه من طرف محكمة الاستئناف بالحسيمة القاضي برفع العقوبة الحبسية من ثلاثة أشهر إلى سنة حبسا نافذا".
وقال بيان الهيئة إنها «استحضرت خلال اجتماع عقدته يوم الثلاثاء الماضي خطورة وضعية الصحافي بالموقع نفسه ربيع الأبلق وباقي المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي على خلفية حراك الريف سواء الموجودين منهم بالدار البيضاء أو في الحسيمة وباقي المدن، وخاصة منهم المضربين عن الطعام".
وحذرت «من المآلات الخطيرة التي ستؤول إليها وضعية الصحافيين حميد المهداوي وربيع الأبلق وباقي المضربين عن الطعام بسبب سياسة الأذن الصماء واللامبالاة التي تنهجها سلطات الدولة المعنية تجاه ما يجري والذي قد يؤدي إلى الإجهاز على الحق في الحياة للمعنيين في أي لحظة"، محملة "الدولة كامل المسؤولية عما سيترتب عن هذا الوضع من أضرار وعواقب ماسة بحقوق المعتقلين وذويهم».
ونظمت الجالية الريفية بأوروبا وقفة احتجاجية يوم امس الخميس، أمام قصر ويلسون بجنيف، لإحراج السلطات المغربية اذ تاتي بالموازاة مع رد الحكومة المغربية على ملحوظات وتوصيات مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة في دورته الـ 36 على التقرير الثالث الذي قدمه المغرب في أبريل/نيسان الماضي بشأن حقوق الإنسان في إطار الاستعراض الدوري الشامل.

محكمة استئناف الدار البيضاء تبت في قرار الطعن في أحكام ضد مجموعة الزفزافي مطلع الشهر المقبل

من محمود معروف

إسرائيل تعلن إطلاق حماس صواريخ تجريبية تجاه بحر غزة

Posted: 21 Sep 2017 02:19 PM PDT

غزة - «القدس العربي»: قالت مصادر إسرائيلية أمس إن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أطلقوا ثلاثة صواريخ تجريبية جديدة تجاه البحر، في الوقت الذي دعت فيه الحركة إلى «شد الرحال» لحماية المسجد الأقصى، وطالبت المقاومة بالضفة الغربية بالعمل على «لجم الاحتلال». وذكرت المصادر أن عناصر من كتائب القسام أطلقوا في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس ثلاثة صواريخ تجريبية تجاه البحر في إطار استعداداتها لأي مواجهة مقبلة. وأوضحت أن الصواريخ التي تم اطلاقها هي من ذات «المدى المتوسط».
وكثيرا ما قام نشطاء المقاومة الفلسطينية بعمليات اختبار للصواريخ التي يجري صنعها محليا، من خلال إطلاق عدد منها تجاه البحر، لمعرفة مداها وكذلك التأكد من صلاحيتها للإطلاق وإصابة الأهداف.
وتستخدم المقاومة الفلسطينية الصواريخ في أي حرب تشنها إسرائيل ضد غزة، وآخرها الحرب الأخيرة صيف عام 2014، حيث أطلقت المقاومة آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية.
وتمكنت كتائب القسام وغيرها من الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة من تطوير العديد من الصواريخ، التي أصابت مدن وسط إسرائيل، حيث ضربت مدينة تل أبيب أكثر من مرة، إضافة إلى صاروخ أطلقته خلال الحرب تجاه مدينة حيفا التي تبعد 160 كيلومترا عن غزة.
إلى ذلك دعت حركة حماس إلى «شد الرحال» للمسجد الأقصى، والتصدي لاقتحامات المستوطنين التي دعت إليها جماعات يهودية متطرفة. وقال المسؤول الإعلامي في الحركة أيمن أبو خليل، إن هذه الدعوات التي أطلقتها جماعات متطرفة داخل إسرائيل «تهدف لاستفزاز مشاعر المسلمين، داعياً للتصدي لها بشتى السبل الممكنة.
وأكد أن الهجمة التي يتعرض لها الأقصى من المستوطنين، ومحاولات فرض أمر واقع فيه بتقسيمه زمانياً ومكانياً، تحتاج من الشعب الفلسطيني «وقفة جديةً، وتصدياً حقيقيا يلجم الاحتلال، ويوصل رسالة واضحةً بأن الأقصى سيبقى خطّا أحمر لن يُسمح بتجاوزه». ودعا «جموع شعبنا وفصائله الوطنية لـ «تلبية نداء الواجب، والوقوف صفاً واحداً إزاء ما يتعرض له الأقصى والمقدسات من انتهاكات صارخة من حكومة الاحتلال، التي ترعى هذه الهجمة وتشرعنها غير آبهة بمشاعر المسلمين». ودعا المقاومة في الضفة الغربية، وشباب «انتفاضة القدس» للجم الاحتلال، وعدم السكوت عن الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ومقدساته في الضفة الغربية، وخاصة ما يتعرض له الأقصى من اقتحامات مستمرة من المستوطنين.

إسرائيل تعلن إطلاق حماس صواريخ تجريبية تجاه بحر غزة

انتقادات دولية جديدة لأوضاع حقوق الإنسان في مصر

Posted: 21 Sep 2017 02:19 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» ـ تامر هنداوي: طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أمس الخميس، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بتبني إستراتيجية فعالة لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد في بيان أن دولا مثل السعودية والإمارات ومصر وردت في القائمة، فيما هي تتمتع بعضوية مجلس حقوق الإنسان في دورته الحالية، ويفترض بالتالي أن تكون أكثر التزاما واتساقا مع حقوق الإنسان».
واضاف: «هذا الأمر مُشين بحق هذه الدول التي ينبغي لها أن تحمي حقوق الإنسان بدل أن تسعى لاعتقال وإخفاء وانتهاك حقوق المدافعين عنه».
وأوضح أن «إجراءات الملاحقة والتضييق بحق الناشطين المدافعين عن حقوق الإنسان تستهدف التغطية على انتهاكات جسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ترتكبها تلك الدول».
ورصد المركز الحقوقي ما قال إنها «حالات يتعرض فيها نشطاء يتعاونون مع الأمم المتحدة أو منظمات حقوق الإنسان وتعرضوا لعمليات خطف واعتقال واحتجاز من دون أي اتصال مع العالم الخارجي فضلاً عن الإخفاء القسري والتهديد وحتى التعذيب، عدا عن تشويه السمعة والتسريح من العمل وعرقلة حرية التنقل وتقليص التراخيص الرسمية لجمعيات حقوق الإنسان».
هذه الممارسات، وفق المرصد «لا تمثل نهجاً فرديا بقدر ما هي رد مقصود ومدروس بدقة من قِبَل أنظمة المنطقة تجاه كل من يحاول إعلاء الصوت في وجه سياساتها».
كذلك، أعتبرت منظمة «كوميتي فور جستس»، وهي منظمة حقوقية مقرها جنييف، أن التقرير رقم (A_HRC_36_31) الصادر من الأمين العام للأمم المتحدة حول قمع الحكومات للمدافعين عن حقوق الإنسان في الدورة 36 الخاصة في مجلس حقوق الإنسان أمس الأول، جاء بمثابة جرس إنذار جديد لعدد من الدول وبينها مصر لمراجعة سياستها القمعية تجاه منظمات حقوق الإنسان والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وأضافت أن قمع وترهيب المدافعين عن حقوق الإنسان في مصر بحجة محاربة الإرهاب أمر لم ينطل على المجتمع الدولي، وأنه يجب على الحكومة المصرية أن تتوقف عن إلصاق الاتهامات الكاذبة للمدافعين عن حقوق الإنسان والإفراج الفوري عن المقبوض عليهم وإيقاف القرارات التعسفية بحقهم.
وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان، أندرو جلمور، قد سلط، أثناء تقديمه للتقرير في الجلسة العامة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، الضوء على عدد من القضايا التي وقعت مؤخرا بعد الانتهاء من إعداد التقرير، بما في ذلك قضية المحامي المصري إبراهيم متولي، الذي احتجز في مطار القاهرة في 10 أيلول / سبتمبر الجاري، عندما كان في طريقه للقاء فريق الأمم المتحدة العامل المعني بحالات الاختفاء القسري وغير الطوعي في جنيف، ويقال إنه تعرض للتعذيب ولا يزال محتجزا، ويزعم أن رسالة من الفريق العامل كانت مدرجة في القضية المرفوعة ضده.
وتابع: «نشرت وسائل الإعلام نقلا عن السلطات المصرية أنه تم اتهام أشخاص أخرين في ذات القضية المتهم فيها المحامي إبراهيم متولي بسبب عملهم مع الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري في الأمم المتحدة، وذكرت أنه جرى حتى الآن اتهام كل من خالد البلتاجي وحمدي السيد الدريني ومحمد عبد الجواد، فيما فتحت تحقيقات موسعة من جانب سلطات التحقيق المصرية لضم أشخاص وكيانات أهلية ومنظمات أخرى تتواصل مع الآليات الأممية».
ووثق المقرران الخاصان في الأمم المتحدة، الأعمال الانتقامية التي نفذتها مصر ضد المدافعين عن حقوق الإنسان في شكل حظر سفر المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يحاولون المشاركة في اجتماعات حقوق الإنسان، إضافة إلى منع السلطات المصرية، بعض المدافعين عن حقوق الإنسان في مصر من المشاركة في الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ وكذلك في التدريب المتعلق بالمساواة بين الجنسين وحقوق المرأة.
وأثار المقرر الخاص المعني بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان ادعاءات بارتكاب أعمال انتقامية ضد المجتمع المدني في شكل تجميد للأصول والأموال.
وأشار التقرير الصادر من الأمين العام للأمم المتحدة الى ما تعرض له العاملون في مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان وأفراد أسرهم من استهداف بسبب تعاونهم مع آلية الاستعراض الدوري الشامل الخاصة بمصر وكذلك لقاءاتهم مع ممثلي الأمم المتحدة.
وفي 22 تشرين الثاني / نوفمبر 2016، أشار ثلاثة من المقررين الخاصين في الأمم المتحدة في بيان لهم إلى قلقهم بشأن مشروع تشريع بشأن المنظمات غير الحكومية، في إشارة إلى قانون الجمعيات الأهلية الذي تم إقراره بالفعل، بما في ذلك حكم يقيد التعاون مع المنظمات الأجنبية دون إذن مسبق. وأعرب الخبراء عن قلقهم لأن مشروع التشريع سيفرض قيودا شديدة على منظمات المجتمع المدني ويؤثر على ممارسة الحق في حرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات. وفي نيسان/ أبريل 2017، وجه الأمين العام المساعد لحقوق الإنسان ملاحظات بشأن آثار التشريع المقترح وآثار حالات فردية مع الحكومة.
وفي 3 أيار/ مايو 2017، أعرب أربعة من المقررين الخاصين في الأمم المتحدة في بيان لهم عن قلقهم إزاء اختطاف الدكتور أحمد شوقي عبد الستار محمد عماشة واحتجازه وتعذيبه وإساءة معاملته، وذلك ردا على أنشطته كمدافع عن حقوق الإنسان. وشملت تلك الأنشطة توثيق حالات الاختفاء القسري من أجل التواصل مع الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري.

انتقادات دولية جديدة لأوضاع حقوق الإنسان في مصر

نازحون في دارفور يرفضون استقبال البشير

Posted: 21 Sep 2017 02:18 PM PDT

الخرطوم ـ «القدس العربي»: وصل الرئيس السوداني، عمر البشير، أمس الخميس، إلى نيالا جنوب دارفور في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، ضمن جولته في ولايتي غرب وجنوب دارفور التي بدأها الثلاثاء.
وحسب وكالة «أنباء السودان» الرسمية، فقد «كان في استقباله في مطار نيالا والي الولاية المهندس أدم الفكي وأعضاء حكومته وقادة العمل السياسي والتشريعي والتنفيذي والقيادات الأهلية».
ويشتمل برنامج البشير وفق المصدر «افتتاح عدد من المشروعات الخدمية والتنموية». كما سيلقي خطابات في «لقاءات جماهيرية في نيالا وقريضة وشطاية ويزور معسكر كلما للنازحين».
ورغم إشارة الوكالة الرسمية إلى زيارة البشير إلى معسكر كلما، لكن مصادر أكدت أن المكان جرى تغييره خوفاً من احتجاجات على الزيارة.
ونقل موقع «سودان تريبيون» عن مصدر مسؤول قوله إن «لجنة أمن محلية عقدت عدة اجتماعات خلصت إلى تحويل مكان استقبال الرئيس المقرر أن يزور مخيم كلما اليوم الجمعة». وأفاد بـ«نقل مكان الاستقبال إلى ساحة مدرسة السلام بمحلية بليل بدلا من المعسكر نتيجة لاحتجاجات النازحين الرافضة لزيارة البشير»، مشيرا إلى «إبلاغهم والي الولاية آدم الفكي بالترتيبات الخاصة بتأمين الزيارة».
وحسب المصدر «بعض قاطني المعسكر يؤيد زيارة البشير غير أن تهديدات الآخرين أجبرتهم علي عدم إظهار ذلك التأييد»، مؤكدا أن «عددا مقدرا من النازحين سيكونون في استقبال البشير مع جماهير محلية بليل».
نازحو معسكر «كلما»، كانوا قد نظموا، خلال اليومين الماضيين، مظاهرات حول المخيم رفضاً لزيارة البشير، وبعضهم عهد إلى حفر خنادق، حول المخيم لمنع دخول أي شخص، خاصة بعد تأكيدات حكومة جنوب دارفور بدخول المعسكر، وفقاً لموقع «سودان تربيون». وفي هذا السياق، أعتبر المتحدث باسم هيئة النازحين واللاجئين، حسين ابو شراتي أن «أي محاولة من الحكومة للاقتراب من معسكر
« كلما «ستمثل الحلقة الثانية من مسلسل الإبادة الجماعية التي ارتكبها النظام بقيادة البشير».
وأكد أن «جموع النازحين على استعداد تام للتصدي والمقاومة»، لافتاً إلى «انهم ليس لديهم اي استعداد لاستقبال المتهم بارتكاب جرائم بحقهم».
وشدد على أنهم «لم يجلسوا على الإطلاق مع الوالي لترتيب الاستقبال»، داعياً، «حكومة الولاية لاستقبال البشير بعيدا عن النازحين».
البشير كان قد دعا، الأربعاء، خلال زيارته إلى دارفور قبائل الإقليم الواقع في غرب البلاد الى التجاوب مع الحملة التي أطلقتها الحكومة لجمع سلاحها، واعدا بأن تطلق حكومته عجلة التنمية إذا استتب الأمن في الإقليم المضطرب حيث أدى النزاع لمقتل الآلاف وتشريد الملايين.
وقال الرئيس السوداني، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم إبادة وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أثناء نزاع دارفور، «الأمن نقطة البداية للتنمية، أعطونا يا أهل دارفور الأمن نعطيكم التنمية».
وأضاف، في كلمة ألقاها في بلدة على الحدود السودانية – التشادية في ولاية غرب دارفور وبثها التلفزيون الرسمي «طلبنا من الناس ان يسلموا أسلحتهم طوعا، البعض سلمها وآخرون احتفظوا بها»، مضيفا «قريبا سنأتي لأخذ هذه الأسلحة التي أخفيت».
وبدأ البشير جولته على دارفور قبل ثلاثة أسابيع من قرار واشنطن حول العقوبات الاقتصادية التي تفرضها على السودان منذ عام 1997 والتي ستقرر في 12 تشرين الأول/اكتوبر رفعها او الإبقاء عليها.
وانتشر السلاح في الإقليم الشاسع الذي تعادل مساحته مساحة فرنسا منذ بدأ فيه النزاع عام 2003 عندما حمل متمردون ينتمون الى أقليات إثنية السلاح ضد حكومة البشير التي يهيمن عليها العرب، متهمين إياها بتهميش الإقليم سياسيا واقتصاديا.
ووفقا للامم المتحدة قتل جراء النزاع في دارفور 300 الف شخص وشرد 2,5 مليون شخص من منازلهم وهم اليوم يعيشون في مخيمات. وتمتلك السلاح ميليشيات قبلية بما فيها التي تتساند الحكومة في قتالها ضد المتمردين.
وتقول السلطات ان الحرب في الإقليم انتهت وتطالب بالتالي الميليشيات بتسليمها أسلحتها.
وانتقدت حركات التمرد الرئيسية في الإقليم الحملة الحكومية لجمع السلاح.
وقال المتحدث باسم «حركة تحرير السودان – جناح مني مناوي» محمد حسن هارون في حوار مع «فرانس برس»: «في المبدأ، جميعنا نتفق على جمع السلاح لكن على الحكومة ان توضح لماذا وزعت السلاح في البداية».
وأضاف «انا اؤمن بأن الحكومة لن نستطيع جمع السلاح لأنها غير جادة في ذلك».

نازحون في دارفور يرفضون استقبال البشير

قراقع: انتهاكات الاحتلال لحقوق الإنسان خطر على السلم والأمن العالميين

Posted: 21 Sep 2017 02:17 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: اعتبر عيسى قراقع رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين ان «جرائم وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان تشكل خطرا على السلم والأمن في العالم». وحذر خلال مشاركته في ندوة حول انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي لحقوق الأسرى في السجون على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في مقر الأمم المتحدة في جنيف، من الخطر الذي يمثله استمرار الاحتلال الاسرائيلي منذ خمسين عاما للأراضي المحتلة على السلم والأمن في العالم بعد أن أصبح هناك إجماع دولي وقانوني.
كما حذر من بروز سمات نظام الحكم الفاشي في اسرائيل الذي حول اسرائيل الى دولة دينية كولونيالية (استعمارية) عنصرية فاسدة أخلاقيا وقانونيا بتفشي النزعة القومية المتطرفة والاستهتار بقيمة حقوق الإنسان، وبالنزعة العسكرية الطاغية وقمع الحريات ما يجعلها تشكل خطرا على الثقافة والقيم والعدالة الإنسانية، ليبقى سؤال الضحايا الى متى تظل اسرائيل كسلطة محتلة تتصرف كدولة فوق القانون ودولة منفلتة من العقاب الدولي؟
وتطرق إلى أهم الانتهاكات الجسيمة بحق الأسرى التي ترتقي في بعضها الى مستوى جرائم حرب وأبرزها اعتقال الأطفال القاصرين، حيث تنتهك سلطات الاحتلال الإسرائيلي العهود والاتفاقيات الدولية لا سيما اتفاقية حقوق الطفل الدولية باستمرارها باعتقال الأطفال وتعرضهم منذ لحظة اعتقالهم للمعاملة القاسية والمهينة وتعرضهم للمحاكمات الجائرة غير العادلة.
وأشار إلى أن 100% من الأطفال تعرضوا لأشكال مختلفة من التعذيب والتنكيل والمعاملة المهينة، وأن 95% منهم أدينوا وصدرت بحقهم أحكام في المحاكم العسكرية الإسرائيلية مصحوبة بغرامات مالية باهظة، وهذا يعني ان لائحة الاتهام ضد قاصر تتضمن الإدانة في كل ملف تقريبا وبالتالي لم تلتزم سلطة الاحتلال الاسرائيلي بالمعايير الدولية التي تطالب بعدم حرمان الأطفال من حريتهم إلا كملاذ أخير، وان مصلحة الطفل الفضلى يجب أخذها بعين الاعتبار.
وأضاف: أن لهذه السياسة الاسرائيلية أبعادا كثيرة وكارثية على القاصرين من ناحية نفسيّة وتربوية ومن ناحية تطوّرهم. وتابع القول إن الاعتقال والتحقيق هما إجراءان قاسيان للإنسان البالغ، فكيف بالأحرى عندما يكون الحديث عن أولاد صغار، حيث يتضح أن اعتقالات القاصرين الفلسطينيين في الضفة الغربيّة والتحقيقات معهم، التي تُمارس أحيانًا بشكلٍ منافٍ للقانون أيضًا، تؤثّر بشكلٍ ملحوظ على الأولاد، ويظهر على بعضهم بعد الاعتقال الخوفُ الدائم من قوات الأمن والمعاناة من الكوابيس والأرق وتراجع في تحصيلهم الدراسيّ وتغيّر إلى الأسوأ في تعاملهم مع المحيط والمجتمع.
ولفت إلى التعذيب والمعاملة المهينة يعتبر سياسة دائمة ومستمرة بحق الأسرى خلال اعتقالهم واستجوابهم على يد المحققين وانتزاع اعترافات منهم بالقوة والتهديد، مما يخالف المادة 3 المشتركة في اتفاقيات جنيف الرابعة (المادة 147) واتفاقية مناهضة التعذيب وغيرها من ضروب المعاملة لعام 1984 والتي تعتبر جميع أعمال التعذيب جرائم حرب.
كما بين استشهاد 71 أسيرا داخل السجون جراء ممارسة التعذيب منذ عام 1967، بالإضافة الى مئات آخرين تسبب التعذيب لهم بإعاقات جسدية. ويحظى التعذيب بغطاء قانون اسرائيلي تحت حجة مكافحة الإرهاب، كما يحظى المحققون بحصانة قانونية وسجل ارتفاع حاد في ممارسة التعذيب خلال التحقيقات منذ حزيران/يونيو 2014، وتضاعفت نسبة التعذيب 2016 الى 400% .
ووفق مؤسسات حقوق الإنسان وتقرير نشرته لجنة الامم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا «اسكوا»، فإن مصير أكثر من 1000 شكوى تتعلق بالتعذيب او سوء المعاملة منذ عام 2001 هو عدم إجراء أي تحقيق جنائي بشأنها وتم إغلاق هذه الملفات مما دفع مؤسسة بتسيلم لحقوق الإنسان في اسرائيل الى الإعلان يوم 25/5/2016 عن التوقف بتوجيه الشكاوى الى جهاز تطبيق القانون العسكري في إسرائيل، متهمة هذا الجهاز بأنه منظومة لطمس الحقائق.
وأشار إلى الإعدامات الميدانية التعسفية بديلا من الاعتقال واستمرارها خارج نطاق القضاء بحق الفلسطينيين، ليصبح القتل العمد بديلا من الاعتقال في سياسة سلطات الاحتلال والتي تصاعدت منذ تشرين الثاني/ أكتوبرعام 2015.
وأوضح قراقع ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي لا تزال تحتجز 251 جثمانا لشهداء فلسطينيين في ما يسمى مقابر الأرقام العسكرية الاسرائيلية بعضهم منذ ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم، إضافة الى استمرار احتجاز 5 شهداء في الثلاجات الاسرائيلية وترفض سلطات الاحتلال الإفراج عن الجثامين وتسليمها لعوائلهم كشكل من أشكال العقاب الجماعي وكحلقة في سلسلة الانتهاكات الاسرائيلية الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي.
وتحدث والدة الاسير الطفل شادي فراح المحكوم 3 سنوات عن معاناة الاطفال الاسرى ومعاناة اهاليهم مطالبة الامم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان التحرك والتدخل لإنقاذ الطفولة الفلسطينية مما تتعرض له من تدمير بسبب حملات الاعتقال الواسعة بحق الأطفال وما يتعرضون له من تعذيب ومعاملة مهينة. وناشدت كافة الجهات توفير الحماية الدولية والقانونية للاطفال الاسرى والزام حكومة اسرائيل بتطبيق المعايير والقوانين الدولية في التعامل مع المعتقلين خاصة الأطفال، معتبرة أن مقياس العدالة الإنسانية في كل مكان يرتبط بمدى توفير الحماية للأطفال وإنقاذهم من المخاطر المستقبلية التي يتسبب بها وجود الاحتلال وممارساته القمعية بحق أطفال فلسطين.

قراقع: انتهاكات الاحتلال لحقوق الإنسان خطر على السلم والأمن العالميين
والدة طفل أسير تدعو لتدخل العالم لإنقاذ الطفولة

زقوت لـ «القدس العربي»: اختبار خطاب الرئيس في الجمعية العامة يبدأ في موضوع المصالحة

Posted: 21 Sep 2017 02:17 PM PDT

رام الله – «القدس العربي» : قال جمال زقوت عضو المجلس الوطني الفلسطيني إنه يمكن اعتبار خطاب الرئيس محمود عباس «وثيقة جرد حساب للمجتمع الدولي وفشله في تطبيق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية، بدءاً من قرار 181 وحتى القرار الأخير لمجلس الأمن المتعلق بقضية الاستيطان والاحتلال، إلا أنه أيضاً وفي هذا المعنى دليل على فشل الرهانات الفلسطينية ذاتها، ولكنه لا يؤشر لخطة مختلفة إذا استمر جوهر التحرك السياسي يتمثل في نعتمد عليكم» للرئيس الامريكي دونالد ترامب». 
وأكد في حديث مع «القدس العربي» ان «ما حمله الخطاب من أفكار مهمة تشير الى ان مرحلة التحرر الوطني هي الأساس، تستدعي استراتيجية مختلفة، فالتحرر الوطني له قوانينه وأولها قانون الوحدة الوطنية، الأمر الذي يتطلب إعادة الاعتبار للائتلاف الوطني العريض الذي مثلته منظمة التحرير الفلسطينية كجبهة وطنية جامعة لكل جهد نحو إنهاء الاحتلال، وما يستدعيه من مراجعة للأدوات ومضمون الائتلافات وسبل استعادة ثقة الإنسان الفلسطيني بمستقبله ومشروعة الوطني التحرري». 
وأضاف ان «هذا يستدعي أيضاً تسريع خطوات إنهاء الانقسام وإزالة كل العراقيل أمام الشراكة السياسية في تحمل مسؤولية مجابهة تحديات الذهاب نحو خيارات بديلة وأكثر فاعلية، ويأتي في هذا السياق وعند الحديث عن المجلس الوطني، العودة لقرارات الإجماع الوطني الذي مثلته نتائج اجتماعات اللجنة التحضيرية في بيروت بداية هذا العام سواء لضمان الذهاب لدورة توحيدية للمجلس الوطني، او ما يتصل بتشكيل حكومة وحدة وطنية مهمتها الأساسية تعزيز قدرة شعبنا على الصمود في مواجهة المخططات الاستيطانية، وكذلك النهوض الوطني في مساندة الخيارات البديلة في إطار استراتيجية موحدة ومؤسسات وطنية جامعة تحت إطار منظمة التحرير».
وأضاف زقوت إذا كانت القيادة الفلسطينية ستسير نحو هذه الخيارات بما في ذلك استنهاض جدي، وليس مجرد شعارات موسمية «للمقاومة الشعبية بطابعها السلمي والجماهيري الواسع» وتوفير كل العناصر المطلوبة لهذه المقاومة، مؤكداً أن هذا ما سيتضح في الأيام القادمة، فإن الاختبار الأول هو كيف ستتصرف القيادة وحكومتها إزاء متطلبات إنهاء الانقسام وضرورة  إلغاء ما سمي بالإجراءات «العقابية» الإدارية منها والمالية. 
ونشر الكاتب والصحافي محمد دراغمة تحت عنوان «خطاب الرئيس وخياراتنا» على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يقول «هدد الرئيس بتسليم مفاتيح السلطة للاحتلال وسحب الاعتراف من اسرائيل والتحول من حل الدولتين الى حل الدولة الواحدة. لكن السؤال هل يمكن تنفيذ هذه التهديدات وتحويلها الى خيار سياسي؟ اعتقد ان الجواب لا، لأن السلطة تحولت الى نظام للحكم الذاتي وأي تغيير في قواعد العلاقة مع اسرائيل يهدد بانهيار منظومة المصالح القائمة والتي لا يبدو ان أصحابها في وارد التضحية بها». 
وتابع «حاول الرئيس الراحل ياسر عرفات تغيير الوضع القائم، فتعرض للحصار حتى الموت. كذلك حاولت حركة حماس تغيير الوضع الراهن فتعرضت لحصار من نوع آخر. يمكن للسلطة تغيير قواعد الوضع الراهن في حال واحدة ان نرى قيادتها الأولى تقود التظاهرات والاعتصامات أمام الحواجز وفي الطرق كما فعلت قيادة جنوب أفريقيا». 
من جهته قال المحلل السياسي راسم عبيدات إن «الجميع منا يدرك تماماً بأننا سلطة بدون سلطة، حيث أن الاحتلال يفرض سلطته على كامل الضفة الغربية بعيداً عن تقسيمات اوسلو، فقوات امن الاحتلال تعتقل أي مناضل حتى من المقاطعة نفسها، وكل فريق السلطة والوزراء وحتى الرئيس بحاجة الى تنسيق او تصريح من أجل حرية التنقل والحركة والسفر، وهذه حقيقة يعرفها القاصي والداني».
واعتبر أن «خيار حل الدولتين أصبحت عليه مئة علامة استفهام ولذلك لا يحتاج طرح حل الدولتين لا الى تحليل عميق ولا جرأة عالية. اما عند الحديث عن الاعتراف المتبادل الذي أقدمنا عليه في جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني عقدت في غزة عام 1996حيث جرى فيها تعديل العديد من مواد الميثاق الوطني وجرى الاعتراف بدولة الاحتلال، فهذا الاعتراف فقط منح الشرعية لدولة الاحتلال وحتى مؤسسات القدس ومؤسسات المنظمة وعلى رأسها بيت الشرق جرى إغلاقها وكل مؤسسة لها علاقة بالسلطة او المنظمة او الأحزاب والقوى الفلسطينية، او أي شكل سيادي مثل الغرفة التجارية الصناعية جرى إغلاقها».
 وأكد أن «مقياس التمسك بحقوق وثوابت شعبنا هو بوجوب البحث عن خيارات وآفاق جديدة ليس من خلال ترامب ولا قادة أوروبا الغربية، ولنولي وجوهنا صوب الشرق، فالغرب لا يأتي منه ما يسر القلب ولنراجع خياراتنا واستراتيجياتنا ورؤيتنا ولنبحث عن خيارات خارج الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، فورق قراراتها غير المنفذة لصالح شعبنا تعفن».
وسبق خطاب الرئيس عباس عقد جلسة المباحثات بينه ونظيره الأميركي دونالد ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وناقش الاجتماع التطورات المتعلقة في العملية السياسية، ومجمل الأوضاع العامة في الأراضي الفلسطينية. 
وعبر الرئيس في كلمة له في بداية اللقاء عن شكره للرئيس ترامب بقوله «أنا سعيد جدا أن أكون هنا مع الرئيس دونالد ترامب وأشكره شكرا جزيلا على إتاحة الفرصة لنلتقي للمرة الرابعة خلال العام الأول لرئاسته، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على جدية فخامة الرئيس بأنه سيأتي بصفقة العصر في الشرق الأوسط خلال العام أو خلال الأيام المقبلة ان شاء الله». 
وأضاف «نحن واثقون أن الرئيس ترامب مصمم على الوصول للسلام في الشرق الأوسط، وهذا يعطينا تطمينات بأننا سنصل إلى سلام حقيقي مع الشعب الإسرائيلي. وذكر الرئيس أنه التقى مبعوثي الرئيس ترامب الذين زاروا المنطقة نحو 20 مرة، ما يدل على الاهتمام بإيجاد حل لهذه القضية».
وأكد ان «السلام فيه مصلحة لنا ومصلحة للشعب الإسرائيلي، وبهذه المناسبة اسمح لي فخامة الرئيس أن أوجه التهاني للشعب الإسرائيلي لمناسبة رأس السنة اليهودية الجديدة، وللأمة الإسلامية لمناسبة رأس السنة الهجرية الجديدة، وهذه مصادفة حلوة أن نحتفل بعيدين في أربع وعشرين ساعة، إذن نحن نستطيع أن نتعايش للأبد». 
وأعلنت الرئاسة الفلسطينية أن الرئيس عباس غادر والوفد المرافق له مدينة نيويورك عائدا إلى فلسطين بعد الخطاب الذي ألقاه في الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ووضع فيه العالم أمام مسؤولياته، مذكرا بالثوابت الفلسطينية والتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين.

زقوت لـ «القدس العربي»: اختبار خطاب الرئيس في الجمعية العامة يبدأ في موضوع المصالحة

فادي أبو سعدى:

الهوية السردية ومقولة التحديد المصنفة

Posted: 21 Sep 2017 02:16 PM PDT

تحدثنا في المقال السابق عن تمظهرات الهويات السردية الثلاث: الهوية المتصورة، والهوية المتخللة، والهوية المتحققة، وربطنا هذه الهويات بوجود مقولات مصنفة تنظم تمظهرها السردي. ونعمل اليوم على مقاربة مقولة «التحديد» المصنفة.
وهي مقولة ترتبط بانبثاق الحكاية، بل تبرر وجودها ووجود الذات السردية، وتسمح بتكون الخيط السردي الضامن لجريان الصيرورة الحدثية، ولتماسك الذات من جهة، وتماسك الحكي من جهة ثانية. وسميناها بمقولة «التحديد» لأنها تحدد الأفق الذي يتجه نحوه الجهد الذي تقوم به الذات، ومحتواه، ومدى اندراجه في المنظومة الرمزية التي تسنن أخلاقية الفعل، خاصة على المستوى القانوني (شرعي/ غير شرعي)، أو خرقه لها واستهداف ما يدمرها، كما هو الحال بالنسبة إلى سعيد مهران في رواية «اللص والكلاب» لنجيب محفوظ الذي يسعى إلى نقل فعل السرقة من مجال (غير الشرعي) إلى مجال (الشرعي).
تتصل مقولة «التحديد» المصنفة بالإرادة من جهة، من حيث هي مجرد مفكرٍ فيه لم يمر إلى مرحلة التنفيذ والفعل، ومن جهة ثانية بالعمل بوصفه طاقة داخلية لها هيئة دافع داخلي إمكاني محفز على الفعل. وحين تربط هذه المقولة بالإرادة فمعنى هذا ارتباطها بالاختيارات الممكنة، لا المستحيلة (أرسطو)، التي تجد الذات نفسها أمامها بغاية التعبير عن وجودها، وبناء ذاتها من خلال فعلها، ومن ثمة بناء هويتها الخاصة. وتتعين هذه الاختيارات أيضا في مجال التمني؛ أي مجال النموذجي المرغوب فيه وغير المتحقق، والذي ليس في متناول اليد، ويحتاج إلى العمل لكي يصير مجسدا في الواقع بدون وجود ضمانات مؤكدة قبوله التحقق. وتكون الاختيارات المتاحة أمام الذات متعددة في الغالب، وتتراوح علاقة الذات بها بين الحرية والإجبار؛ أي إما أن تكون الذات حرة في الاختيار الذي يحدد محتوى إرادتها أو مجبرة عليه. كما يتعالق الاختيار المنتهج على مستوى الإرادة بالأخلاقي؛ حيث يكون إما في هيئة واجب متصل بالمسؤولية تجاه الجماعة (رواية «الأم» لماكسيم غوركي)، أو في هيئة خرق للواجب المرتبط بالمسؤولية تجاه الآخر (رواية «مدام بوفاري» لغوستاف فلوبير)، أو في هيئة تحلل من الوازع الأخلاقي الاجتماعي (رواية «لوليتا» لفلادمير نوبوكوف). ولا تتأسس الاختيارات على ما ينبغي أن يكون فحسب، بل أيضا على ما ينبغي أن لا يكون، كما أنها ترتبط بتغيير الأوضاع؛ أي أنها تتأسس في اللحظة التي تدرك فيها الذات أن ما تقدمه الحياة لها من إمكانات للعيش ليس نموذجيا، ويعبر عن النقص، وعدم الكفاية، بما يعنيه هذا من ارتباط بالسعي نحو البقاء الجيد.
لا يمكِن تفكر مقولة «التحديد» المصنفة خارج علاقة اختيار الفعل بالموضوع المستهدف؛ فالذات السردية تتحدد هويتها الماهوية – منذ بداية انبثاق الحكاية – لأنها تريد، وتتحدد إرادتها لأنها تختار تحقيق هذا الموضوع أو ذاك. وينبغي التمييز هنا بين موضوعيْن: موضوع الكينونة وموضوع الامتلاك (غريماس)؛ فالأول يرتبط بما تريد الذات أن تكونه في المستقبل (طبيب- أستاذ- موسيقي- تاجر…الخ)، ويرتبط الثاني بما تريد الذات أن تحصل عليه من موضوعات واقعية- نفعية (سيارة- منزل- ثروة- ضيعة…الخ). ومهما كان الموضوع الذي تختاره الذات فهو خاضع للجدال الاجتماعي حوله؛ أي أنه خاضع لمنافسة الآخرين، ولمصالحهم أيضا، ولما تضعه المؤسسة الاجتماعية من شروط لتحقيقه، ومن قوانين. ويتفق هذا الجدال الاجتماعي مع كون تحديد الاختيارات التي تستهدف موضوعا ما لا تنفصل عن التحديد الاجتماعي للذوات المريدة؛ ومن ثمة عن هويتها، بما يعنيه هذا من تراتب واعتراف بالأحقية؛ أي أن الذوات تتراتب من حيث التصنيف الاجتماعي، وتتراتب معها الإرادة والموضوعات الممكن تحقيقها، ويتحدد أيضا الحق فيها أو عدمه. ويمكِن حصر بعض الصيغ التي تعبر بوساطتها المقولة المصنفة «التحديد» المرتبطة بموضوعات الكينونة عن نفسها، فنذكر منها: (لست بـ«حر»، وأريد أن أكون «حرا»)، و(أنا «فقير»، ولا أريد أن أكون «فقيرا»)، و(صرت «متذبذِبا»، وأريد أن أظل «ثابتا»)…الخ. ويمكن حصر بعض الصيغ الخاصة بموضوعات الامتلاك فنورد منها الآتي: (لا أمتلك «المال» وأريد الحصول عليه)، و(كنت أمتلك «ارضا» وفقدتها وأريد استرجاعها)، و(أمتلك «بيتا»، لكنه غير ملائم لي أو غير مرضٍ، وأريد استبداله)…الخ. إن الصيغ التي تظهر علاقة مقولة «التحديد» باختيار الموضوع- سواء أكان من نظام الكينونة أم من نظام الامتلاك (غريماس)- متعددة، وما ذكرناه منها لا يخرج عن كونه مجرد تقريب لها فحسب.
وينبغي تفكر مقولة التحديد المصنفة من زاوية المحافظة على نظام التصنيف الرمزي للهويات الفردية والاجتماعية، بما يعنيه هذا من وجود صور- قواقع تلتصق بالأفراد منذ ولادتهم، أو من زاوية خرق هذا النظام. ومعنى هذا أن المجتمع يضع أمام الفرد حزمة من الاختيارات للعيش، ووسائل تحقيقها، ومن ثمة يكون لزاما على الفرد الامتثال لها حتى يقبل بوصفه فردا اجتماعيا، ويعترف به ذاتا نموذجية. وما أن يحدد الفرد اختياره خارج نظام التصنيف الرمزي للهويات يجد نفسه مرغما على إعادة تحديد ذاته خارج النسق القيمي للمجتمع.
وتحديدٌ من هذا القبيل للاختيار يزيد من حدة التوتر بين الفرد وذاته من جهة، وبينه وبين محيطه من جهة ثانية؛ كما يقلل من فرص التعاون بين الفرد ومحيطه، ويكثِر من أسباب الصراع معه؛ الشيء الذي ينسحب على الهوية المتخللة من طريق جعلها متصفة بالغربة (لا الاغتراب) والعزلة ومحط ريبة.
تتمظهر مقولة «التحديد» في الهوية المتصورة والهوية المتخللة معا؛ فهي لا تنطلق في الهوية الأولى إلا من فرضية إمكان صحتها، أو إمكان قبولها التحقق؛ وهي في هذه المرحلة تتصف بكونها وثوقية تستبعد الواقع الملموس، إنها يوتوبية التصور؛ وتتخذ في الغالب هيئة اندفاع يقدح الحماس في الذات، لكنها تعد في الهوية المتخللة نوعا من إعادة التحديد في ضوء تحديات الواقع والموانع التي تنتصب أمام الإرادة في تجسيد التحديد اليوتوبي- الماهوي؛ ومعنى هذا أن التحديد الأول- المنطلق يقبل خلال الممارسة (الجهد) تعديل نفسه، أو التخلي عن صلاحيته لتحديد جديد. ومهما كانت طبيعة إعادة التحديد هذه فهي تعد نوعا من المراجعة التي تعبر عن تدخل الواقع في تحديد التحديد، وتوجيهه بما يسمح بتحققه. لكن هذا لا يعني دوما أن التحديد اليوتوبي يستسلم لتطلبات الواقع؛ فقد يقبل المراجعة بفعل لحظة ضعف في حماس الذات، لكنه لا يلبث أن يستعيد زمام المبادرة ملحا على صلاحيته، وعلى نحو جذري أكثر من جذريته الأولى.
أكاديمي وأديب مغربي

الهوية السردية ومقولة التحديد المصنفة

عبد الرحيم جيران

«مهرجان بيروت للسينما» يحتفي بذكرى المخرج الإيراني كيروستامي في دورته العشرين

Posted: 21 Sep 2017 02:16 PM PDT

بيروت – «القدس العربي» : مرت عشرون سنة على اطلاق مهرجان بيروت الدولي للسينما. مناسبة سيحتفى بها عبر اضافات كثيرة، كما عبرت مديرة المهرجان كوليت نوفل. إنها الدورة الـ17 للمهرجان، والضيوف كثر وأصحاب شأن في عالم الفن السابع. ولهم ستفرش السجادة ليس الحمراء، بل الزرقاء حسب نوفل، واللباس الرسمي ليس اجبارياً، يحل مكانه الـ «السبور شيك». محطات عدة مميزة في المهرجان، منها تكريم خاص «للصديق الراحل عباس كيروستامي» ومعه السينما الإيرانية المهمة. إذ تتذكر نوفل اهتمام المهرجان بتلك السينما على مدار سنوات حضوره لحد وصفه من قبل البعض «بمهرجان السينما الإيرانية».
وتتذكر حال المهرجان في البدايات «تحت الخيم» فيما هو اليوم مدعوم من مصرف مهم ومن وزارتي الثقافة والسياحة، وانضمت إليهما بلدية بيروت الغنية والتي قررت في ما يبدو الاستثمار بالثقافة.
كل ذلك جاء في المؤتمر الصحافي الذي انعقد ظهر الأربعاء في أحد فنادق العاصمة للإعلان عن برنامج المهرجان. فقد أخبرتنا نوفل أن الأفلام المختارة لهذه الدورة تستوحي موضوعاتها من مسار هذا الكون. لهذا سيكون الافتتاح في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر المقبل بفيلم La Cordillera للأرجنتيني سانتياغو ميتري الذي يحكي عن الفساد السياسي وما يرافقه من اجرام ومال.
والختام في 12 منه بفيلم مختلف في سياقه هو Loving Vincent للبريطاني هيو ويلتشمان والبولونية دوروتا كوبييلا، ويروي جزءاً من حياة الفنان فان غوغ قبل انتحاره.
من مميزات الدورة السابعة عشرة حضور عدد كبير من الوجوه السينمائية البارزة، من مخرجين عالميين ومنتجين ومديري مهرجانات، احتفاءً بمرور عشرين عاماً على انطلاق المهرجان.
البرنامج غني ويضم بعض أهم الأفلام التي فازت بجوائز دولية أو عُرضت في المسابقات العالمية. وكما في كل دوراته السابقة، يشكل المهرجان فسحة لأفلام من الشرق الأوسط، تتناول قضايا سياسية واجتماعية في المنطقة. وتحضر قضايا الإرهاب والتطرف الديني واللاجئين وحقوق الفئات المهمشة بقوة في هذه الدورة، سواء في مسابقتيها للأفلام الوثائقية والقصيرة، أو في فئاتها الأخرى. ومما لاحظته نوفل أن «المهرجان أصبح، بفضل فسحة حرية التعبير المتاحة في لبنان، المنصة المثلى لصانعي الأفلام من أجل إيصال أفكارهم».
عروض المهرجان ستكون في سينما «متروبوليس أمبير صوفيل» وافلام اخرى مختارة في سينما مونتان في المركز الثقافي الفرنسي، وفي متحف سرسق. وفي البانوراما الدولية للأفلام 14 فيلماً آخر، بينها A Prayer Before Dawn للفرنسي جان ستيفان سوفير. ومن أفلام السيرة أيضاً، فيلم Becoming Cary Grant للبريطاني مارك كايدل عن سيرة النجم الهوليوودي كاري غرانت التي طبع الفقر والاضطرابات النفسية بداياتها. وسيحضر المخرج كايدل إلى بيروت لمواكبة عرض فيلمه. ويعرض فيلم Redoutable للفرنسي ميشال هازانافيسيوس، وهو عن التحول في النظرة إلى المخرج الكبير جان لوك غودار بعد فيلمه «الصينية» إثر أحداث أيار 1968 في فرنسا.
ومن المتوقع أن يكون المخرج ميشال هازانافيكوس، الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان وبجائزة أوسكار عن فيلمه The Artist، بين ضيوف المهرجان مع زوجته الممثلة بيرينيس بيجو. «يوم للستات» للمخرجة المصرية كاملة أبو ذكرى، وهو قصة عن النساء في المجتمع المصري.
The Other Side of Hope للفنلندي آكي كاوريسماكي، الحائز جائزة أفضل مخرج في مهرجان برلين الدولي للسينما 2017، ويتناول قصة لاجئ سوري في فنلندا يتقاطع قدره مع رجل فنلندي. وفي «البانوراما» فيلم «سينما حائرة: تاريخ السينما اللبنانية» للإعلامية اللبنانية ديانا مقلد، وهو عبارة عن رحلة بصرية عابرة للزمن ما بين السينما اللبنانية في بداياتها والسينما اليوم، من خلال شهادات مخرجين و فنانين معاصرين لمراحل السينما اللبنانية.
ومن المحطات البارزة في البرنامح الفيلم الوثائقي الطويل «تحقيق في الجنة» للمخرج الجزائري مرزاق علواش، يبحث في أسباب التطرف وما يدفع الشباب للالتحاق بالمجموعات الإرهابية وتنفيذ عمليات انتحارية آملين دخول الجنة.
هذا وتضم مسابقة الأفلام الوثائقية خمسة أفلام، بينها اثنان لمخرجين لبنانيين، وللآخرين من الدول العربية والعالم.
أما فيلم «في ظلال البلوط» للإيراني مهدي نور محمدي، فيعرف بالسنجاب الإيراني ومدى تعلقه بشجرة البلوط والمخاطر التي تهدده. ويشارك 18 فيلما في مسابقة الأفلام القصيرة.
ويتشارك المخرج الأمريكي جوناثان نوسيتر والمخرج والسيناريست الأرجنتيني سانتياغو أميغورينا رئاسة لجنة التحكيم التي تضم أيضاً المخرج اللبناني زياد دويري والممثلة الفرنسية فاهينا جيوكانتي.
يذكر أن اسعار البطاقات للعروض العادية 8000 ليرة لبنانية وهي متوفرة في سينما متروبوليس.

«مهرجان بيروت للسينما» يحتفي بذكرى المخرج الإيراني كيروستامي في دورته العشرين
افتتاح بالفساد وختام بانتحار فان غوغ وعشرات الأفلام والضيوف
زهرة مرعي

عن الاستفتاء في إقليم كردستان العراق

Posted: 21 Sep 2017 02:15 PM PDT

كل الاوقات ملائمة لاستقلال الشعوب. وكل الاوقات ملائمة لاستفتاء الشعوب حول كل قضية تخصها. وكل الاوقات غير ملائمة لاحتلال أي شعب لارض أي شعب آخر واخضاعه لاستعماره. وكل الاوقات غير ملائمة لاستفتاء أي شعب حول حقوق أي شعب آخر، كما تلمح وتخطط وتسعى حكومة اسرائيل لفرض ضرورة استفتاء الاسرائيليين حول ارض الفلسطينيين وحقوقهم، وحول مستقبل هضبة الجولان السورية التي تحتلها اسرائيل.
حقوق جميع الأمم والشعوب والدول معروفة، وهي حقوق طبيعية ازلية، لا تحول ولا تزول، وعندما يحصل أي خلاف حول هذه الحقوق بين أي شعبين او دولتين، فإن الْبَتَّ في الخلاف معقود للنظام الدولي السائد في حينه، وهو في زماننا الراهن، نظام الشرعية الدولية، ممثلة بميثاق وقرارات هيئة الأمم المتحدة، وريثة «عصبة الأمم» التي افرزتها نتائج الحرب العالمية الاولى، بمبادرة ودعوة من الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، صاحب وثيقة النقاط العشر،واهمها: «حق جميع الشعوب (دون استثناء) في تقرير مصيرها بنفسها». وعندما تتناقض قرارات الشرعية الدولية مع «الحق الطبيعي» في الحرية والاستقلال لأي شعب، ينشب الصراع الذي يمكن له ان يبدأ بـ«حرب عصابات» و»عمل فدائي»، (تقره الشرعية الدولية)، ويمكن له ان يتطور إلى حرب قد تنتشر وتتسع، إلى درجة استحقاقها اسم حربا عالمية.
هكذا هو الحال المتفجر في اقليم كردستان العراق، وهكذا هو الحال المزمن في فلسطين.
تتبارى هذه الايام دول عظمى ودول قوية ودول متوسطة، بل ودول مارقة، اضافة إلى منظمات دولية واقليمية، يقتصر دورها وتخصصها، (مثل تنظيمات وفصائل فلسطينية)، باصدار بيانات وتعميم نصائح، تتضمن مناشدة قادة اقليم كردستان العراق، تأجيل الاستفتاء على استقلال الاقليم، (رغم الاعلان المسبق لهؤلاء انه «استفتاء غير ملزِم)، بحجة ان «الوقت غير ملائم».
الا يحق لابناء وقادة الشعب الكردي في اقليم كردستان العراق وفي سوريا إيران وتركيا، ان يسألوا هؤلاء «الناصحين»:
ـ متى يكون الوقت ملائما للاستقلال، ولإجراء الإستفتاء عليه؟.
ـ ألم نمُرّ، على مدى قرن من الزمان حتى الآن، هو عمر اتفاقية سايكس بيكو، التي وزعت ابناء الأُمة والشعب الكردي الواحد على اربعة كيانات سياسية، خاضت فيما بينها حروبا عديدة، كان ابناء الشعب الكردي خلالها موزعين على جبهتي القتال، يقاتِلون ويقتَلون بعضهم بعضا، في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بـ»وقت ملائم»؟.
صحيح ان المنطقة كاملة، حتى وجوارها وبعض البعيدين ايضا، تمر في مرحلة صراعات دموية محزنة، لكن هذا ليس مبررا لتأخير استقلال أي شعب كان، والاكراد والفلسطينيين اولا، ولو لساعة واحدة فقط. هذا حق طبيعي لهما. وبعد انجازه على ارض الواقع، يصبح من الطبيعي ان يطالِبوا، وان يطالَبوا، بالمساهمة في الحرب على الإرهاب وعلى كل ظلم وخلل في المنطقة، وغيرها، سعيا إلى عالم يسوده السلام والاستقرار.
لمن فاتته تفاصيل هذه القضية، او نسي بعضها او كلها، يمكن التذكير بحقائق لا بد من معرفة دقائقها لتتوضح الصورة. اولى هذه الحقائق ان التوجه الجدي لاستقلال الاقليم اصبح بحكم الامر المتوقع في «مستقبل منظور»، منذ غزو العراق للكويت، وما آلت اليه مغامرة الزعيم والرئيس العراقي الاسبق، صدام حسين، في مطلع العقد الاخير من القرن الماضي، وظل الوضع يتطور باتجاه الاستقلال، إلى ان تشكك البرلمان الكردستاني، وتمكن من بدء تسيير اموره بقرارات ذاتية، واقر الستور العراقي الجديد للعام 2005، اعتبار ان الاقليم يرتبط بالعراق بعلاقات فيديرالية. وكان من المتوقع اجراء الاستفتاء الذي نحن بصدده، صيف العام الماضي، وكانت الاحداث، من دموية وغير دموية، لكنها فرضت ظلالها الثقيلة على مجمل الاحوال في الاقليم وفي العراق وفي محيطهما ايضا، تحول دون ذلك.
في السابع من حزيران/يونيو الماضي، دعا رئيس اقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، إلى اجتماع في العاصمة، اربيل، حضره الحزب الديمقراطي الكردستاني، (الذي يرأسه البارزاني)، والاتحاد الوطني الكردستاني، (الذي يرأسه جلال طالباني)، وهما التنظيمان السياسيان الكرديان الاكبر، اضافة إلى الغالبية الساحقة من التنظيمات الكردية الأخرى قي الاقليم وخارجه في العراق، [اقليم كردستان العراق يتكون من ثلاث محافظات، هي: اربيل، السليمانية ودهوك، ومناطق اخرى متنازع عليها، اهمها كركوك]، كما حضر الاجتماع: قائمة اربيل التركمانية، الجبهة التركمانية العراقية، حزب التنمية التركمانية، قائمة الأرمن في برلمان كردستان، الحركة الديمقراطية الآشورية والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، وصدر عن هذا الاجتماع قرار اجراء الاستفتاء (غير المُلزِم) على الاستقلال، وقرر المؤتمرون ان يكون الاستفتاء متاحا بثلاث لغات اخرى غير الكردية، هي العربية، السريانية والتركمانية، وان تكون صيغة سؤال الاستفتاء: «هل تريد ان يصبح اقليم كردستان والمناطق الكردية التي هي خارج الاقليم كدولة مستقلة؟».
أمران مقلقان في تعاطي الحكومة العراقية في بغداد والدول المحيطة باقليم كردستان العراق، مع ملف الاستفتاء الكردي على استقلال اقليمهم، وفي تعاطي وطنيين وقوميين عرب مع هذا الملف:
الامر الاول هو تحركات وتلميحات وايحاءات وصل بعضها حد التهديد المبطن او السافر بعمل عسكري مباشر ضد الاقليم وسكانه وقادته. فمسلسل زيارات عسكريين إلى اربيل، عاصمة اقليم كردستان العراق، وليس وزراء خارجية او تعاون دولي او وسطاء مدنيين مثلا؛ ونشر انباء عن استعداد هذا الطرف او ذاك لشن هجوم عسكري على مناطق الاستفتاء؛ وتكذيب «مُمِغمغ» لهذه التسريبات؛ وتحشيد معلن لقوات عسكرية على حدود الإقليم؛ كلها احداث وتطورات مثيرة لقلق مشروع. ويمكن تسجيل بعض هذه الاحداث والتحركات والتسريبات على النحو التالي:
ـ زيارة رئيس هيئة الاركان المشتركة الإيراني، محمد حسين باقر، للعاصمة التركية انقرة، منتصف الشهر الماضي لبحث موضوع استفتاءاستقلال اقليم كردستان العراق، وانعكاس ذلك على الاقليات الكردية الكبيرة جدا في البلدين (وخاصة في تركيا).
ـ تزامن هذه الزيارة مع تسريب انباء من إيران عن تحشيد قوات إيرانية في مناطق تتواجد فيها عناصر من تنظيم سياسي كردي إيراني، هو تنظيم «الحياة الحرة في كردستان»، وهو ما يعتبره كثيرون الفرع الإيراني لحزب العمال الكردي في تركيا، المعروف باسمه: بي كي كي، والذي اسسه عبدالله اوجلان، الأمر الذي يوحي باحتمال تنسيق عملية عسكرية تركية- إيرانية، ضد الاهداف الكردية، برغم كل الخلافات الهائلة بين البلدين حول الغالبية العظمى من شؤون المنطقة،وتكاد لا تلتقي الا عند نقطة توافق البلدين والقوميتين العثمانية التركية والفارسية الإيرانية محاربة تحرر ابناء الامة الكردية، وربما نقطة تمكين الدول العربية من استقرار دولها واستفادة شعوبها من خيراتها.
ـ رافق ذلك ايضا تسريب انباء من إيران، ان الحكومة العراقية «تخطط لهجوم عسكري على اربيل»، وهذا ما سارعت حكومة بغداد إلى نفيه.
قبل ان نصل إلى الامر المقلق الثاني في هذا الملف، يجدر بنا التذكير بحرص إيران، (واسرائيل ايضا)، ان سبب انزعاج إيران من موضوع الإستفتاء، وربما لاحقا»، إستقلال اقليم كردستان العراق، ليس نابعا من هذا التطور بحد ذاته فقط، وانما يعود ايضا إلى علاقة اسرائيل بكردستان.
هنا نصل إلى بيت القصيد الأخير: وهو ادعاء كثيرين من الوطنيين والقوميين العرب، ان موقفهم السلبي، بل والمعادي لاستقلال اقليم كردستان العراق، يعود إلى «خيانة» بعض القيادات الكردية، وقبولها نسج تحالف سري، (او كان سريا على الاقل)، بين الحركة الصهيونية قبل قيام اسرائيل، ثم مع اسرائيل لاحقا.
يتناسى هؤلاء، وغالبيتهم بحسن نية، ان ما لقيه الاكراد من ظلم واجحاف بحقوقهم من قبل قيادات عربية في العراق وسوريا، على مدى عشرات العقود، هو المسؤول الأول والأخير عن هذا التحالف المرفوض، وجدير بهم ان يتمعنوا بمقولة تشرشل الشهيرة، بانه مستعد للتحالف مع الشيطان في مواجهة هتلر والنازية.
اخيرا، ان تصرفا عربيا حكيما مع الاكراد، وحقهم في التحرر والاستقلال، هو مفتاح اقامة تحالف عربي كردي مثمر ومستمر، وهو مفتاح اقفال باب التحالف الاسرائيلي الكردي. لا يمكن للمرء ان يكون صادقا وعادلا في تأييده لتحرر الشعب الفلسطيني واستقلاله، وان يكون في الوقت ذاته رافضا ومعاديا لتحرر الأكراد واستقلالهم.

٭ كاتب فلسطيني

عن الاستفتاء في إقليم كردستان العراق

عماد شقور

هل يزحف شبح الانفصال والتقسيم على أوروبا؟

Posted: 21 Sep 2017 02:15 PM PDT

التطورات الأخيرة التي يعرفها إقليم كاتالونيا الإسباني، والتصعيد الذي نشب بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم على خلفية إصراره على إجراء الاستفتاء لتقرير مصيره، تؤشر على تحول خطير من الممكن أن يصل إلى حد تغيير خريطة أوروبا التقليدية.
قد تبدو الأزمة في أبعادها الوقائعية متحملة، إذ ليست هذه هي المرة الأولى التي يحصل فيها التصعيد بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم التي تتمتع بحكم ذاتي أوسع مقارنة ببقية الأقاليم الأخرى، لكن رصد مسار التحول في حركة الانفصال الكاتالوني تؤشر بأن الأمر لا يتعلق فقط بظاهرة محدودة ومؤطرة بالسياق الإسباني، وإنما يرتبط بظاهرة تمتلك سمات التوسع كلما نضجت شروطها وحيثياتها الخاصة بها.
نعم، ثمة معطيات تاريخية تفسر هذا الجنوح نحو الاستقلال، فالكاتالان يحتفظون بلغة خاصة وتاريخ خاص ومشاعر قومية خاصة، أي أنهم يتمثلون أنفسهم، في وعيهم كما في ذاكرتهم التاريخية، أمة قومية لها لغتها وتاريخها وثقافتها وتقاليدها وأحلامها الترابية.
لكن ذلك وحده، بالنسبة لأوروبا التي تمثل قوة دولية كبرى، لا تكفي اللغة والتاريخ والثقافة في بعض قوميات أوروبا لصناعة الدولة المستقلة عن الدولة الفدرالية المركزية، فلأوروبا ما يكفي من التجارب الدستورية التي تستوعب هذا التعدد والتباين حتى ولو وصل مستوى من الحدة والاصطفاف، وأخذت الأزمة على خلفيته مدى زمنيا أوسع كما حدث ويحدث في بلجيكا على سبيل المثال. فكاتالونيا تتمتع بوضع دستوري يمنحها حكما ذاتيا واسعا، وهي لا تشعر في ظل الدولة الإسبانية المركزية بأي تمييز أو انتقاص من زاوية اللغة أو الثقافة، وإنما مشكلتها في مكان آخر غير الأبعاد التي في الغالب ما تكون مفسرة للانفصال.
منعطفات تاريخ حركة الانفصال في كاتالونيا، تؤكد بأن مطلب الانفصال لم يكتسب بعده السياسي والقانوني والمؤسساتي إلا بعد الأزمة الاقتصادية العالمية التي كانت تداعياتها قاسية على إسبانيا، ففي لحظات الرفاه لم يكن «الاستقلال بالموارد الاقتصادية» و»عدم تحمل مسؤولية وضعية الندرة في المناطق الإسبانية المتضررة» يمتلك مساحة كبيرة في خطاب حركات الانفصال، لكن، بعد أن وصلت الأزمة الاقتصادية بإسبانيا مستويات بالغة خصوصا في السنوات القليلة الماضية، أصبح المطلب الضريبي هو الهدف الرئيسي لحركة الانفصال في هذا الإقليم، وأصبح الشعار الأكثر رواجا في برشلونة:»نحن لسنا مسؤولين عن المناطق الفقيرة في إسبانيا، والحكومة هي المسؤولة عن تدبير الأزمة، ونريد اتفاقا ضريبيا جديدا يضمن للإقليم حق التصرف بعائدات الضرائب لمواجهة أزمة ديونه». ثم بعد الأزمة تحديدا، انتقل سلوك حركات الانفصال في كاتالونيا من استعمال ورقة الانفصال لتقوية الموقع التفاوضي مع الحكومة المركزية إلى مرحلة التنفيذ والدخول مع الحكومة في معركة كسر العظام.
التطورات في بعدها الوقائعي، قد تدفع في المدى القصير إلى محاولة احتواء للتصعيد لأن استمرار وتيرته ستضر الطرفين معا، لكن لا يظهر في الأفق أن هناك خيارات أكيدة لتسوية هذا التصعيد، فالحكومة المركزية لا يمكن أن تقدم شيئا مقنعا يكف شهية الكاتلان عن الانفصال، لأن شرعيتها كحكومة مركزية، مؤسسة على توزيع الفائض وضمان التوازن بين المناطق الغنية والمناطق الفقيرة، وأي مسعى من جهتها للمضي في اتجاه اتفاق مقنع للكاتلان سيضر بهذه المعادلة وسيخرج المناطق الفقيرة إلى دائرة الاحتجاج، وستصبح حركات الانفصال ظاهرة عامة تستهدف وحدة إسبانيا وتدخلها في أزمة سياسية غير مسبوقة.
لكن، بعيدا عن النظر في البعد الوقائعي في هذه التطورات، فالاستقراء لهذه الحالة، ينبئ بوجود قانون يصعب تجاوز خطوطه، فالتوليفات والأنظمة الدستورية في أوروبا الصناعية ستصير في مقتبل الأيام عاجزة عن استيعاب المجموعات أو القوميات التي لا تزال تحتفظ بلغتها وقوميتها وثقافتها وتحتفظ بنموذج دولة في مخيالها لاسيما عندما تشعر بالميز أو الاستغلال الاقتصادي، كما أن أطروحة التضامن لن تجد من مستند فلسفي أو ثقافي ليقنع هذه المجموعات بالتراجع، وذلك لأن النسق الرأسمالي الأوروبي لاسيما في صورته المتوحشة يأخذ اتجاها معاكسا لهذه الأطروحة.
تركيب التناقض في هذه الحالة، أن الدولة الأوروبية المركزية التي كانت تمتلك آليتين لإخضاع هذه المجموعات: النظام الدستوري المرن، وشرعيتها الديمقراطية المؤسسة لإيديولوجية التضامن بين التضامن، ستكون عاجرة عن احتواء الحركات الانفصالية، لأن هذه الحركات صارت مع الزمن تمتلك ثلاث أسلحة قوية، الأول يستند إلى بنية التفكير الرأسمالي الذي يعاكس أطروحة التضامن، والثاني، يستند إلى منطق التجريب الذي انتهى بهذه المجموعات للإقرار باستنفاذ الأطر الدستورية المرنة لأغراضها، والثالث لغوي وثقافي يهيج نزعات الانفصال ويمنحها طابعا شرعيا، بل ويعزز قوتها بإضفاء طابع المظلومية على هذه المجموعات.
ولذلك، خلف التطورات التي تجري في كاتالونيا، اتجاه عميق يسير تحت السطح بقوة، يؤشر على قرب اندلاع حركات انفصالية في العديد من دول أوربا، خاصة في الدول التي تحتد فيها الفوارق بين الولايات، وبالأخص في الولايات التي تهيمن عليها مجموعات تمتاز بخصوصية لغوية وثقافية ومخيال تاريخي يتمثل القومية في شعورها ووجدانها الثقافي.
من سوء الحظ، وخاصة في لحظات الأزمة الاقتصادية وتداعياتها، أنه ليست هناك خيارات كثيرة لمنع هذا الاتجاه العارم نحو الانفصال والاستقلال سوى إحداث تغيير في النسق الرأسمالي الحاكم، والبحث عن خيارات ثقافية لتأسيس أطروحة التضامن واقتسام الوفرة والندرة، وهي خيارات أشبه ما تكون بالمستحيلة في أوروبا، لأن من شرط نجاحها تأسيسها في الذات، وهذا يطرح بشكل جذري قضية إعادة النظر في الفلسفة الفردية برمتها.

٭ كاتب وباحث مغربي

هل يزحف شبح الانفصال والتقسيم على أوروبا؟

بلال التليدي

غرائب الجمعية العامة من حذاء خروتشوف إلى تهديدات ترامب

Posted: 21 Sep 2017 02:14 PM PDT

افتتحت يوم الثلاثاء الماضي المناقشات العامة للدورة الثانية والسبعين بمشاركة نحو 130 رئيس دولة أو حكومة. ولقد كان واضحا للجميع أن هذه الدورة ستكون باردة فعلا، لولا النجم الأكبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ما فتئ ينتقد الأمم المتحدة ويتهمها بأنها جهاز بيروقراطي فاشل لا يعمل ويلتهم أموال دافعي الضرائب الأمريكيين، كرواتب عالية لموظفين لا يعملون شيئا، ويعتبرون الأمم المتحدة مكانا للفسحة وقضاء الوقت الممتع.
تنعقد الدورة في ظل عدد من الأزمات الدولية الكبرى، وأهمها التسلح النووي الذي تمثله كوريا الشمالية، وجريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها حكومة ميانمار، والإرهاب الدولي وأزمات الشرق الأوسط من فلسطين إلى اليمن، ومن ليبيا إلى سوريا والعراق، بالإضافة إلى أزمة الخليج والتغير المناخي وأزمة اللاجئين وإصلاح الأمم المتحدة. ومع أن هذه الدورة خالية من أية إثارة باستثناء مشاركة ترامب، إلا أننا سنمر على عينة من هذه الخطابات، ونسلط الضوء على ما قد يخفى على القراء من خارج البناية.

خطاب ترامب- العنجهية في أبشع صورها

شهدت الجمعية العامة في دوراتها المختلفة حركات أو خطابات لا تنسى مع مرور الزمن، من بينها دورة 1960 عندما خلع الرئيس السوفييتي آنذاك نيكيتا خروتشوف حذاءه وبدأ يضرب به على الطاولة، مصرا على أن يقاطع رئيس الوزراء البريطاني هارولد ماكميلان، لأنه كان يهاجم بلاده وعندما لم يُعر رئيس الجلسة أي انتباه لشخص كان يرفع إصبعه وصوته قائلا «نقطة نظام» فاضطر أن يخلع حذاءه لوقف المتكلم. وفي الدورة نفسها ألقى الرئيس الكوبي فيديل كاسترو، أطول خطاب في تاريخ الأمم المتحدة وطوله 4 ساعات و29 دقيقة.
كما يتذكر الناس جلسة 2009 عندما ألقى العقيد القذافي خطابا استمر 93 دقيقة، حيث هرب المترجم الفوري الذي أحضره معه في الدقيقة 75 صائحا «لا أستطيع أن أتحمل كل هذا». كان ذلك الخطاب الأول والأخير للعقيد، الذي قدمه رئيس الجمعية العامة علي التريكي، وزير خارجية ليبيا السابق بأنه «ملك ملوك أفريقيا وعميد الزعماء العرب». في تلك الجلسة قطّع العقيد القذافي ميثاق الأمم المتحدة ورمى به في وجوه الحاضرين، احتجاجا على سيطرة الدول الكبرى على الأمم المتحدة من خلال استخدام الفيتو، وفرض أجنداتها على البشر. كما رمى بكتاب آخر باتجاه علي التريكي عنوانه «إسراطين» يتضمن حلا شاملا للقضية الفلسطينية، من وجهة نظر «القائد». ويتذكر المهتمون بالأمم المتحدة كذلك جلسة 1975 عندما اعتمدت الأمم المتحدة القرار 3379 الذي ينص على أن «الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري» فقام السفير الإسرائيلي آنذاك حاييم هيرتزوك، الذي فقد توازنه ووقف على منصة الجمعية وقطّع القرار قصاصات صغيره ونثره أمام الحاضرين قائلا بعصبية «سنتعامل مع هذا القرار هكذا».
وستدخل التاريخ الجلسة الأولى للدورة الثانية والسبعين الحالية عندما وقف على المنصة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب يعلن أمام قاعة مكتظة، أنه سيقوم بتدمير كوريا الشمالية تدميرا تاما، إذا ما تعرضت بلاده أو حلفاؤها إلى عدوان. إنها المرة الأولى على حد علمنا يتم تهديد دولة مستقلة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة، ولم تعتد إلى الآن على الأقل على أحد، بإلغائها من الوجود وقتل 26 مليون إنسان من المفروض أن غالبيتهم الساحقة من الأبرياء. وللعلم فإن الميثاق ينص على عدم جواز استخدام القوة أو التهديد باستخدام القوة. هدد ترامب كوريا الشمالية من قبل، إما على تويتر أو في خطاباته لأنصاره. أما أن يهدد من على منبر الجمعية العامة فهذا شيء مستهجن ومرفوض في القانون الدولي. يبدو أنه نسي أنه يتحدث لممثلي 193 دولة وأن الحاضرين ليسوا جمهورا انتخابيا في تكساس.

خطاب عباس- خطاب اليأس

إن أفضل وصف لكلمة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمام الجمعية العامة هو «خطاب اليأس». تشعر به وهو يلقي الكلمة بأنه مجهد وضائع ولا يعرف في أي الاتجاهات يسير، بعد أن فقد البوصلة التي تدله إلى الطريق، ولذلك ظل يكرر خارج النص «وين أروح». لقد تابعت خطاباته في الجمعية العامة منذ تولى منصب الرئاسة فوجدت هذا الخطاب مختلفا. فلأول مرة يهدد بطريقة واضحة بحل السلطة الفلسطينية وإعادة مسؤولية الاحتلال إلى حيث يجب أن تكون، لأن الاحتلال غير مكلف لإسرائيل والسلطة الفلسطينية بغير سلطة. كما كان واضحا أكثر من السنة الماضية في وصف إسرائيل باتباع نظام الأبرثايد. وأشار إلى أن خيار حل الدولتين انتهى أو كاد، وأن حل الدولة الواحدة مرفوض في إسرائيل. إذن لم يبق إلا نظام الأبرثايد الذي دفن في جنوب أفريقيا، ولكنه حي ومزدهر ومتعاظم في إسرائيل. يبدو أن «أبو مازن» يشعر الآن بحجم المصيبة التي جرّتها على الشعب الفلسطيني اتفاقيات أوسلو الكارثية، التي لعب فيها دور المحرك الأساسي. ويبدو أنه يشعر بأن لا حول له ولا قوة لتغيير الأمور أمام الصلف الإسرائيلي والدعم الأمريكي، ولم يبق إلا أن يناشد المجتمع الدولي لتحمل المسؤولية وإلا «وين أروح» كما قال.

خطاب نتنياهو– الاستهتار بالحاضرين

كالعادة يلقي رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي خطابا أقرب إلى المحاضرة الجامعية يعلم هؤلاء التلاميذ عن تاريخ وإنجازات الشعب اليهودي، ثم يحول جل خطابه ضد إيران والاتفاق النووي، ويطالب بإلغائه مدغدغا مشاعر بعض الحضور لدفعهم أكثر وأكثر للارتماء في أحضان إسرائيل. كما تجاهل الخطاب القضية الفلسطينية وقضية الاحتلال والقدس تماما، وكأنها غير موجودة. الجملة اليتيمة التي ذكر فيها بشكل عابر كلمة الفلسطينيين عندما قال إن بلاده «ملتزمة بتحقيق السلام مع كل جيرانها العرب بمن فيهم الفلسطينيون». فلنلاحظ أنه ذكر كلمة سلام من دون أي صفة، واختفت من الجملة الأوصاف التي توافق عليها المجتمع الدولي وهي «عادل وشامل ودائم». ثم إن إسرائيل تريد السلام مع الجيران، وكأن الخلاف على «حبل الغسيل» أو»الأولاد الذين كسروا الوردات». ولاحظوا أن الجيران هنا متساوون، يعني خلافات إسرائيل مع البحرين أو الإمارات هي في المستوى نفسه مع الخلافات مع فلسطين وسوريا ولبنان. ولذا يحلف عليهم الشيخ نتنياهو»أن يتفضلوا لشرب القهوة وأن يمسحوا سوء التفاهمات البسيطة تلك في لحيته، ويقدروا جهده ويفتحوا صفحة جديدة في علاقات جيرة قائمة على الاحترام». فهل هناك عنجهية أكثر من هذا.

خطاب السيسي – كامب ديفيد والسلام البارد

أستغرب أن الرئيس المصري ما زال يكرر ضرورة الاستفادة من تجربة السلام المصري الإسرائيلي، باعتبارها نموذجا يحتذى. أي نموذج يا سيادة الرئيس؟ كامب ديفيد أخرج مصر من دائرة الفعل، وهمش دورها وفتت العرب بعدها. بعد كامب ديفيد تغولت إسرائيل فأعلنت حربا على لبنان وضمت القدس رسميا، وألحقت الجولان بالقانون لإسرائيل، وضربت المفاعل النووي العراقي وضربت تونس مرتين، وتعرض قطاع غزة لأربع حروب، واستعرت الحرب الأهلية في لبنان ودخل العراق حربا مع إيران، ثم قام باحتلال الكويت، وانفصل جنوب السودان وانفجرت حروب أخرى في دارفور وكردفان والنيل الأزرق، وأصبحت مصر عالة على المساعدات الخارجية، وثقلت ديونها وتراجعت محاصيلها وانتشر الفساد فيها و»كوش» على مداخيل البلاد جماعة الشفط بدل النفط، وتعمق الشرخ الطائفي وتم تهريب الأموال إلى الخارج. ولقد حاوت حكومات مصر المتتالية أن تقنع الشعب المصري بجدوى الكامب، كي يطبع علاقاته مع إسرائيل ورفض لأنه شعب محصن وطنيا ضد هذا الاتفاق الكارثي، الذي نشهد نتائجه الآن، خاصة في سيناء المهملة. فأين هو النموذج الذي يتمنى الرئيس على إسرائيل والعرب اتباعه؟ بقي أن نذكر أن الرئيس في كلمته، التي يبدو أنها رد للجميل بعد مديح نتنياهو المفرط قال «أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي». قد تكون زلة لسان لكن ناشطين مصريين على وسائل التواصل لم يقتنعوا بأنها زلة لسان.

خطاب روحاني- العقلانية

حتي تحلل خطاب الرئيس الإيراني يجب أن تقرأه في سياق ما قاله الرئيس الأمريكي ترامب. وأفضل ما يقال فيه إنه خطاب الاعتدال ضد خطاب التطرف وخطاب المحبة بدل الكراهية وخطاب المحاججة المنطقية بدل الغوغائية وخطاب الصمود بدل الذبذبة والأهم من هذا أنه خطاب الكرامة الوطنية. قال: «لم نخدع احدا، ولم نكن غير نزيهين في تطبيق الاتفاق، لكن طهران سترد بحزم على أي انتهاك للاتفاق».

محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجرزي

غرائب الجمعية العامة من حذاء خروتشوف إلى تهديدات ترامب

د. عبد الحميد صيام

مطلب الساعة جبهة في وجه الفاشية الإسرائيلية

Posted: 21 Sep 2017 02:14 PM PDT

قد لا يعرف بعض المتابعين لمقالاتي والمعلقين عليها والمهتمين بالشأن الإسرائيلي أن سؤال من سيخلف عصر نتنياهو في تسلم مقاليد الحكم في إسرائيل هو أكبر من مجرد هاجس نعيشه، نحن مواطني الدولة العرب، من باب الفضول أو الشماتة أو التكهن العابث.
فمسألة التغييرات السياسية والاجتماعية الجذرية التي تعصف بالمجتمع الإسرائيلي، وما تفرزه من قوى يمينية – دينية زاحفة كتائبها نحو «الملك» بعصبية وعنجهية واضحتين، أصبحت قضية وجودية مؤرقة لنا وتشغل أيضًا بال الكثيرين من داخل المجتمع اليهودي، وبعضهم يعدّون رموزًا ثقافية وأكاديمية واجتماعية صهيونية بارزة، ويمثلون نخبًا فكرية وتيارات سياسية ذات رصيد وقيمة، بدأت هي أيضًا تشعر بأفول عصر الدولة، التي كانت تجسد أحلامهم الصهيونية التقليدية، واستبدالها بكيان متوحش مشوه المعالم، يستمد شرعيته من فقه القوة المطلقة والنار، ومن وعود السماء وأوامر وكلائها في المستوطنات والهياكل.
من الواضح أننا كنا، نحن المواطنين العرب، الضحايا المباشرين لسياسات القمع التي نفذتها حكومات إسرائيل المتعاقبة، بعد عام النكبة وحتى هذه الأيام، ومن المعروف كذلك أن بعض الصهاينة الذين بدأوا يستشعرون دنو الخطر الفاشي منهم، كانوا في الماضي شركاء في تلك الممارسات الحكومية بحقنا، إما بشكل مباشر وفعلي، من خلال مناصبهم، وإما عن طريق صمتهم رغم ما كانوا يرونه من بطش وقمع صارخين، وبسبب أدوارهم تلك، يستبعد اليوم كثيرون من العرب، بيننا وبين أشقائنا في العالم الوسيع، أو حتى يحرّمون أي فكرة لتلمس احتمالات التقرب منهم ومشاركتهم في أي مجهود سياسي مشترك، رغم وجود الحاجة والمصلحة لذلك أحيانًا.
ما جرى ويجري من تحولات داخل المجتمع الإسرائيلي ينذر بنشوء فضاءات مرّت بعمليات إخصاب عنصرية شنيعة، وما تعودنا عليه من اضطهاد عنصري «عادي» صار يعتبر «لايت» أو فصلًا في كتاب الأماني، ولذلك إن لم نحسن قراءة تضاريس غابتنا الجديدة وما تبعثه من ضواري حية، سنجد أنفسنا أمام أنياب وحش لا يعرف إلا ما علمته غريزته وقوانين الغابات البشرية في أساليب البقاء.

معلّم اسمه التاريخ

أحاول منذ سنوات التحذير من نتائج التحولات الوخيمة الحاصلة، واليوم سأعزز قناعاتي، ولا غضاضة في ذلك، بما كتبه موخرًا عٓلم خبير في التاريخ الحديث وعلم السياسة، البروفيسور زئيف شطيرنهال في مقالة بعنوان «سموطريتش كإشارة لما سيأتي» (نشرها في جريدة «هآرتس» بتاريخ 26/5/2017). ربما سنجد في سيرة هذا المفكر الإسرائيلي الشخصية «وسيلة ايضاح» مناسبة لمساعدة بعض مدمني «علك» الأيديولوجيات وعسيري فهم المقروء، على استيعاب ما أقصده في هذا المقال، وما كتبته من قبل عن المسألة نفسها، فالسيد شطيرنهال يهودي من مواليد بولندا عام 1935، قتل النازيون أمه وأخته. تم تهريبه فوصل إلى فرنسا وفيها عاش وتعلم، ومنها هاجر إلى إسرائيل عام 1951. مارس حياته كصهيوني في «موطنه» الجديد بعدما أجهزت المنظمات الصهيونية على أرض فلسطين وهجّرت معظم أبنائها عنها.
مثله مثل صهاينة «أشكناز» كثر تعلم وأصبح واحدًا من الخبراء العالميين في تاريخ الفاشية، وصاحب نظريات مهمة خولته أن يُقبَل كمرجع وازن في هذا المجال. نشر دراسات عديدة عبّر فيها عن خشيته من التحولات الفاشية داخل المجتمع الإسرائيلي، حتى وقع هو نفسه ضحية لمحاولة اغتيال، حين انفجرت عبوة ناسفة أمام باب بيته وضعها شخص يدعى يعقوب طايطل وأصابته في قدمه. يمثل شطيرنهل اليوم نخبة من اليهود الصهاينة، يجزمون بأن إسرائيل الحالية تحركها «أيديولوجية قريبة من الفكر النازي» وتنعكس خطورة حاملي تلك العقيدة، بتبنيهم الوسائل نفسها التي تبنتها حركات آمنت قبلهم بالفكر النازي، وحاربت أعداءها بالوسائل نفسها ومن أجل الأهداف نفسها. فالنازيون استعدوا اليهود لكنهم لم يكتفوا بهم أعداء وجوديين، بل قتلوا الملايين من باقي الشعوب ومن الألمان أنفسهم كذلك، وقد سبق اعتلاء النازيين عرش ألمانيا «اختراعهم» لعدو مطلق كان هو هدف آلات سحقهم المباشر والأول.
وبالمقارنة نلاحظ اليوم كيف حول «السمورطيتشيون» الفلسطينيين إلى خطر يهدد وجود «الكيان اليهودي» بتعريفه الغيبي، وينادون تباعًا لذلك بضرورة القضاء على أملهم القومي وإبقائهم، في أحسن الخيارات، في مكانة وضيعة خصصت في التوراة «للمواطنون الأغيار»، وهي الغاية التي تُسخّر من أجلها الكنيست والحكومة والجهاز القضائي طبعًا، ومن سيقاوم منهم تلك البدائل سيُترك مصيره للجيش، الذي يعرف «واجباته المقدسة».
من الضروري متابعة التذكير بهذه الحالة ونبشها كل يوم من جديد، ولا أرى في ذلك تكرارًا مملولًا أو تهليعًا للناس ولا إثقالًا على القيادات، فـ»قوافل» الجماهير العربية وحُداتها في قرانا ومدننا ينامون، في الواقع، مطمئنين خارج خيامهم، رغم عواء الذئاب في حواكيرهم ونعيق البوم من شرفاتهم.

ما زال في القنديل بعض الزيت

ما زال في القناديل بعض الزيت، وهو يكفي لإضاءة بداية الطريق نحو الربى البعيدة، لكن المسيرة لن تقلع صوب مرافئ النجاة قبل إحراز الضمانة الأولى للانطلاقة في الاتجاه الصحيح، وذلك سيكون فقط عندما تتفق جميع أو غالبية المؤسسات القيادية (القائمة المشتركة، لجنة المتابعة العليا، لجنة الرؤساء، مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات على أصنافها) ومركباتها الحزبية والحركية، على أن المرض الذي يشكل الخطر الأول في حياة المواطنين العرب هو الفاشية الإسرائيلية (أو الايديولوجية النازية كما سماها شطيرنهل وغيره من اليهود)، ويتلو ذلك اتفاق على تحديد أهداف النضال وساحاته ووسائل إنجاحه؛ أما اذا تابعوا تغنيهم بفاشية النظام الإسرائيلي كلازمة توصيفية كالحة، واستمر كل فصيل بالصياح على ليلاه في ملعبه، فلسوف نصحو يومًا ونحن بين فكي الوحش؛ لأنه ما دام القيادي «القومي» بيننا يخشى على مصير الأسد وسوريا، أكثر من على مصير المثلث من جهة، وقومي ثان يرى «بالصحارى» موائل الهمة والإنقاذ أكثر من خضرة الكرمل وعطر صنوبره، وإلى جانبهما يدعو شيخ لنصرة السلطان أردوغان، ويجاهد آخر لتجنيد الأمة دفاعًا عن الاخوة من «الروهينجا» في بورما، ما داموا، يتصرفون هكذا، فسيبقى شعار الوحدة والنضال في وجه الفاشية مجرد يافطة فارهة وحبة مسكن يبلّعوننا اياها.
فإما أن يوقنوا بأن الفاشية الإسرائيلية هي عدونا الحقيقي الأول والخطير (وهي ليست وحيدة، فالاحتلال يبقى مصدر معظم الشرور والآفات بالطبع) وإما سيبقى الأسد حليف زيد والسيسي عدو عمرو والبوذيون فاشيين وقتلة و»بوتين» صليبيًا «مأفونًا»، والعوض على ما علمنا أياه تاريخ الدم والخسارة.

جبهة في وجه الفاشية

ولكل من يسألني ما العمل أقول: سيستدعي الإقرار بأن الفاشية هي عدونا الأول، التفتيشَ، بالضرورة، عن جميع من ستستعديهم، وإذا ما اتفقنا على أن العرب هم في طليعة الأهداف وضحاياها المؤكدون فالتاريخ دلنا على من هم اللاحقون، من هنا يبدأ الطريق للحل.
وإذا اتفقنا على أن إسرائيل الحالية «تحركها ايديولوجية قريبة من النازية» وعلى أن عدونا الأول والأخطر هو من يؤمن بهذه العقيدة، فعندها يجب أن تكون مهمتنا الفورية مواجهة هذا العدو، بإقامة «جبهة إنقاذ» توحد أولًا جميع العرب بالفعل لا بالشعار والصلاة واللعب، ومعنا جميع اليهود الذين يشعرون بأن الوحش على الأبواب.
وتبقى المشكلة في مَن من التيارات السياسية العربية البارزة مهيأ للسير على هذا الطريق؟ «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» أعلنت بالبنط العريض منذ شباط/فبراير المنصرم أن مطلب الساعة هو «تشكيل جبهة مناهضة للاحتلال والفاشية والابرتهايد» لكنها لم تخط خطوة فعلية واحدة لتجسيد قرارها المذكور، في المقابل لن يكون هذا خيار الحركات الإسلامية، وذلك لأسباب عقائدية وشرعية معروفة، وسيتحفظ القوميون على تفرعاتهم من تجسيد هذه الشراكة اليهودية العربية الفعلية بسبب موقفهم التاريخي ممن يعرّفون أنفسهم صهيونيين، حتى لو كانوا صهاينة مهددين مثل شطيرنهل وبورغ وعوز وغيرهم.

فمن بقي إذن؟

بقيت الأكثرية الهامدة غير الفعالة وهي التي يسهّل سكوتها مهمة «الوحش» ويشجع قيادة الجماهير العربية على المضي في طريق السراب وسياسة التردد والعجز والقصور، فـ»سكوت الآخرين والخوف من الوحش هو ما أتاح لهتلر التحكم في ألمانيا، علمًا بأنه كان من الممكن إيقافه بسهولة في البداية.. وهذا ما سيحصل عندنا في المستقبل اذا لم يتحرك المركز». هكذا حذرنا ويحذر زئيف شطيرنهل في دراساته، وربما بسبب ذلك حاول سفراء ذلك الوحش قتله في بيته، فهل نقرأ في كلامه دعوة عملية صادقة للصراخ وللعمل من داخل خندق واحد. قد تكون مهمتنا صعبة لكنها اليوم أسهل من مشقة الغد، ولنا في ألمانيا عبرة.. فمن سيوقد الشعلة ويعلن عن كسر القوالب والبدء في مسيرة الأمل.

كاتب فلسطيني

مطلب الساعة جبهة في وجه الفاشية الإسرائيلية

جواد بولس

البحث عن الذات في مستقبل الخليج العربي

Posted: 21 Sep 2017 02:13 PM PDT

حلقت الطائرات العمودية على مسافة منخفضة، واندفعت السيارات المدرعة في الشوارع، كان منظراً مستغرباً في بلد هادئ مثل الإمارات، ومدينة صغيرة مثل العين، خاصة أن هذه المظاهر العسكرية لم تعلن عن نفسها بهذه الطريقة حتى أثناء التهديدات التي ترافقت مع الغزو العراقي للكويت وحرب الخليج الثانية.
لم تستغرق هذه الحالة سوى ساعات حتى استقرت الأوضاع، وبات واضحاً أن المنطقة الصناعية، التي تشهد تركزاً للعمالة الباكستانية والأفغانية لن ترتكب أعمالاً انتقامية واسعة النطاق ضد الهنود، على خلفية هدم مسجد بابري على يد المتطرفين الهندوس في ديسمبر 1992، وبقيت المشاهد العابرة ضئيلة بصورة لا تحتل سوى حيز صغير في الذاكرة، ففي النهاية كانت لقمة العيش تفوق بالنسبة للباكستانيين الغيرة الدينية، التي أقلقت المسؤولين الإماراتيين، وهذه نقطة لم يستطع أن يتفهمها الخليج مع باكستان وغيرها.
باكستان ليست مجرد بلد بالنسبة لدول الخليج العربي، فالسند التي هي في مقابل الوعي الخليجي، المقابل الموضوعي للهند، اعتبرت طويلاً احتياطياً استراتيجياً بالنسبة للخليجيين، الذين استقبلوا جاليات باكستانية كبيرة خلال العقود الماضية، وقدموا للباكستانيين أموالاً طائلة، للدرجة التي أوصلت باكستان الجنرال ضياء الحق، لتكون البديل المقبول لايران الشاه، ولتشكل ضغطاً عسكرياً وبشرياً على الإيرانيين، لا يمكنهم أن يضعوه خارج حساباتهم، ولكن أظهرت الأيام أن باكستان بقيت اختياراً فاشلاً واستثماراً خاسراً للخليج، يضاف إلى استثمارات خاسرة أخرى كثيرة ما زالت تتراكم وتستنزف الدول الخليجية.
واصلت دول الخليج البحث عن الحلفاء، وتعلقت كثيراً بأوهام بناء علاقات وجودية وطيدة، وبالطبع كانت باكستان القلقة، التي انفصلت عن الهند على أساس ديني، تظهر وكأنها موعد ضربه القدر لدول الخليج، فتجذر الدين في المجتمع والتعصب حوله، مع وجود القبيلة وروابطها، بالإضافة إلى علاقات تاريخية قديمة تطورت منذ الفتوحات الإسلامية، جميعها عوامل جعلت دول الخليج ترتبط بباكستان وتعتبرها ورقة رابحة في مواجهة جولات متتابعة من تهديدات الطموحات الإقليمية من مصر إلى إيران إلى العراق، وتغذت هذه الجولات المرهقة من دول الجوار، اغراءات الثروة النفطية المترافقة بهشاشة سكانية واضحة، ولذلك تقبلت الدول الخليجية بعض المعادلات المجحفة، ولعلها أحياناً رضخت للابتزاز من الجيران، ممن يمتلكون العمق السكاني المفقود في الخليج، ومن صدام وأسطورة البوابة الشرقية، إلى علي عبد الله صالح وفواتيره غير المنتهية، تراجعت الحلول الخليجية، ومع باكستان التي تبدو مرتعشة ومترددة ومنكمشة أمام التمدد الإيراني، تكون الأوراق الخليجية وصلت تقريباً إلى النهاية، ولم يعد أمام عواصم الخليج سوى البوابة الأمريكية، التي يمكن أن يعول عليها بالقطعة أو بالصفقة، من دون وجود أي ضمانات أبعد من ذلك.
أكانت باكستان وهماً خليجياً منذ البداية، أم أن تركيبة الخليج نفسه تحول دون أن يكون له أصدقاء يمكن التعويل عليهم؟ وما هو الحل الذي يمكن للخليج أن يبحث عنه ويستثمر فيه على المدى الطويل ويخرجه من عالم المراهنات الفاشلة والصفقات الخاوية؟ عملياً يجب على الخليج أن يتفهم أنه من الضروري أن يبحث عن (نواة) ذاتية، وأنه لم يعد ممكناً الحديث عن الحلم الخليجي بالبراءة نفسها التي شهدتها الثمانينيات، وأن الأمور لا تقوم على التكاتف والتراص والتعاضد وجميع هذه العينة من الكلمات، لأن البداية ونقطة الأصل هي التوقف عن التزاحم، والايمان بأن دول الخليج يجب أن تتقاسم الأدوار، وأن تقتنع بأنها جميعاً في حاجة لبعضها بعضا، وأنه من غير الضروري أن تخوض تنافساً ذاتياً مضنياً وفارغاً من أي معنى بهذه الطريقة من حلبات السباق ولغاية ناطحات السحاب، وأن الاستثمار يجب أن يكون موجهاً ضمن منظومة مجلس التعاون بصيغة قريبة من الكونفدرالية، بسوق مفتوح وعملة واحدة ومناهج دراسية متقاربة، وعدا ذلك فإن الجميع سيحقق الفائدة من حالة المخاوف الخليجية، باستثناء دول الخليج ذاتها، فالأمر ببساطة أن العديد من الدول وجدت في فوضى منظومة التعاون الخليجي، فرصاً من أجل عرض خدماتها غير المجانية، واستدراج الخليج لصراعات ممنهجة واستنزافية، في ما يمكن وصفه بواحدة من أطول عمليات الابتزاز وأكثرها تكلفة في التاريخ.
دول المركز العربي تتحمل جانباً من المسؤولية لأنها التي تحدثت أولاً عن فكرة تقاسم الثروات تحت طائلة الدعاية القومية، وهذه الفكرة في حد ذاتها لا تختلف عن السلوك الإيراني، الذي يرى من غير العدل أن يشاركه أحد في ثروته الخاصة في مياه الخليج (الفارسي)، ويتناسى الجميع بأن أحداً لم يقدم للخليج شيئاً يذكر عندما كانت تضربه الجوائح ومواسم الجدب، وتأكل أبناءه مياه الخليج شديدة الملوحة، فهل توقف العرب ليستمعوا وقتها للشجن والحزن الذي يتردد في أغنيات مراكب الصيد والغوص، بحثاً عن اللؤلؤ، قبل أن تفور الأرض بالذهب الأسود، وكيف فقدت دول المركز العربية تأثيرها على أجيال كاملة من أبناء الخليج تلقوا تعليمهم في القاهرة ودمشق وبيروت؟
النواة الخليجية بقيت برسم التدخلات الخارجية التي انفردت بكل دولة لتفرض نفسها صديقاً لم يطلبه أحد، وليس لديه ضرورة تذكر، وكل مبررات وجوده في أن آخرين فرضوا أنفسهم على المشهد ليقدموا صداقة لا تتعدى في جوهرها (أكل العيش)، وتجذرت هذه الثقافة في الخليج العربي لتفقد أهله ثقتهم بأنفسهم وتجعلهم يعيشون هذه الحالة من المراهقة الصعبة التي يمكن مشاهدتها على المستوى الفردي، في جملة من الاضطرابات النفسية التي يعانيها الابن الوحيد الذي يعوزه وجود أشقاء، فيعيش صداقات صعبة ومتوهمة تجعله عرضة للاستغلال العاطفي التعويضي، ولكنه عند الوصول إلى النضج سيستطيع أن يدرك مدى عبثية إيمانه بالصداقة تعويضاً عن النقص في الحماية الذي يمثله غياب الشقيق.
مرة أخرى، لم يكن لدول المركز العربي الدور اللائق أو المشرف في استيعاب الخليج، ولم يكن الخليج يتصرف خارج (صدمة) الحراك الاجتماعي الصاروخي، الذي لم يمكّن الأحفاد من التزود بما يكفي من حكمة دهرية تراكمت في صمت الخليج (القديم الفقير)، وفي النهاية فإن الخليج سيدرك مع الوقت أن وكلاء ومندوبي الصداقة، مثل باكستان وغيرها لا يعدو الأمر بالنسبة لهم (لقمة العيش) أو (البيزنس) بتعبير أنيق، وأن الحل يكمن في مئات آلاف المبتعثين الذين أوفدتهم بلدان الخليج للحصول على تعليم متقدم، ويحتاجون فقط بنية ديمقراطية ومنفتحة للتعبير عن ذواتهم، وأن هذه الفئة تحديداً ستتمكن وقتها من أن تشكل (نواة) مستقبل خليجي يتشكل من مجتمعات مستقرة تعيش خارج الصور سابقة الصنع، والمجهزة بصورة حافلة بالمكر واللؤم. وقتها سيمكن للخليج، أن يقول (باي باي لندن) ومعها واشنطن وإسلام أباد ودلهي واسطنبول وبكين وموسكو.

كاتب أردني

البحث عن الذات في مستقبل الخليج العربي

سامح المحاريق

المقاومة والتجمّع الصهيوني

Posted: 21 Sep 2017 02:13 PM PDT

الإرهاب يصنّف وفق رؤية معيارية، ليصل الأمر إلى اعتبار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية إرهابا، وهو أمر مفهوم لأنّه يتعارض مع مصالح الولايات المتحدة والعالم الغربي.
فوجهة النظر الغربية لا ترى في ما تفعله إسرائيل إرهابا، فالقتل والتنكيل وتعذيب الأسرى في السجون ومصادرة الأراضي وهدم البيوت، ورفض تنفيذ قرارات هيئة الأمم المتحدة ، أو الالتزام بالمواثيق الدولية، كلّ ذلك ليس تعبيرا عمليا للإرهاب من وجهة النظر الأمريكية، بل تصبح مقاومة الاحتلال إرهابا. وهنا نشير إلى زيف مبادئ السياسة الدولية التي تتنكّر للأعراف الإنسانية وتتلاعب بالقوانين الدولية كما تشاء.
تصنيف فعل المقاومة بأنّه فعل إرهابي وإدراج حماس وحزب الله والجهاد ضمن قائمة الإرهاب، إنّما هو مساع أمريكية إسرائيلية تهدف لتقويض النزعة الجهادية نحو التحرّر بالنسبة للشّعب الفلسطيني، وعموم الشعب العربي والاسلامي، وتنقاد دول تابعة وذليلة لمثل هذا التصنيف الأمريكي، ولمثل تلك المعيارية في تعريف الإرهاب، والإطلاقية المشوّهة التي تعمي هؤلاء عن رؤية الحقيقة، فلا يلام الذئب على عدائه إن كان الراعي عدو الغنم. نحن نعتبر المقاومة ردّة فعل ضدّ الاحتلال واغتصاب الأراضي والاستيطان، وهي نتيجة حتمية لكلّ ذلك، ونتساءل هل يدرك ترامب أنّ الشعب ناضل من أجل استقلال بلاده، ولم يرض بالاستعمار الاستيطاني، وهو الذي تحدّث عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس مكرّرا ما سبق وقاله جورج بوش.
ويزيد على ذلك تأكيدا أنّ طلب وقف عسكرة المقاومة وقبلها وقف عسكرة الانتفاضة كلام فارغ لا معنى له، فالأسباب تؤدّي إلى النتائج والاحتلال يؤدّي إلى المقاومة، وهذا أمر طبيعي خلافه الجبن والارتهان. فالمقاومة ستستمرّ باعتبارها النتيجة الحتمية للاحتلال، والمحتلّ لا ينسحب تاريخيا إلّا حينما يتكبّد خسائر بشرية ومادية ومعنوية كبيرة تُجبره على الانسحاب، حدث ذلك في الجزائر وفي العراق وفي كلّ بقاع الأرض التي عرفت حركات تحرّر وطني، وسيحدث في فلسطين بالتّأكيد ضمن حرب التحرير الفلسطينية المتواصلة بطرق مختلفة.
لقد شاهد العالم الفلسطينيين وهم يستخدمون الحجارة لسنوات دفاعا عن أرضهم وعرضهم وكرامة وطنهم وعزّة مقدّساتهم، والعالم لم يلتفت إليهم بل ترك آلة القتل الإسرائيلية تُبيد الكثير منهم وتُقيم المجازر وتهدم البيوت وتفتكّ بالمزارع والأراضي والقرى. وعندما طوّر المظلوم أساليب المواجهة والدّفاع، وفعّل عنصر المقاومة بالسّلاح رديفا للحجارة، أصبح إرهابيا في نظر الجميع. واعتبُر الظّالم يقوم بردّة فعل طبيعية و»مبرّرة» عندما يقصف ويقتل ويهدم البيوت. هنا أضاع العالم بوصلته الأخلاقية واتّضحت الأمور بشكل جليّ تماما عندما وجدنا أمريكا، وهي من أكثر الدول في العالم التي صدّعت رؤوسنا مناداة بالحرّية والديمقراطية وحقوق الإنسان، تساند بشكل مطلق كيانا استيطانيا قام باغتصاب الأرض.
جرى تسريب المغالطات وتحريف المعطيات وتزوير تاريخ فلسطين بعد زرع كيان غريب بشكل تعسّفي، وهو كيان وظيفي بالأساس وما يشغل باله كان دوما عدائية الحالة العربية، وعدم تقبّلها وضرورة تفكيكها إلى طوائف، فإسرائيل رفضت وبشكل مبكّر جدّا أن تعترف بالعرب كأمّة، وهي تسعى إلى تجزئة المنطقة ليسهل عليها التعامل مع كيانات وطوائف بدل أمّة موحّدة. تلك هي الثوابت في الذهنية الإسرائيلية منذ بداية التواجد الصهيوني في فلسطين، وعاد الرهان بقوّة على مشروع التفتيت الطائفي مع انهيار المشروع القومي العربي وصعود الأصوليات والدفع بالأقليات نحو التناحر مع بقية مكوّنات الدولة الأمّة. ورُوّج لاستبدال الهوية القومية العربية بهويات طائفية، وهذا ما حدث بعد غزو العراق.
وفي مثل هذه المرحلة التاريخية الصعبة يجب الاستعانة بالهوية العربية الجامعة لإقامة تماسك حقيقي في كلّ بلد لتجاوز حالات الطائفية والعشائرية وجميع تشكّلات ما قبل الدولة، بعيدا عن قومية عربية مرضية وهستيرية ومؤدلجة في ردّة فعلها على واقع التجزئة التعيس، وعلينا أن نقاوم التزييف الفاضح لكلّ من مفهومي العدل والسلام، إذا ما كنّا نُعدّ القرن 21 منطلقا لصراع بين عهود الانكسار والتشظّي وولادة ثقافة المقاومة والطموح إلى استئناف الدور الثقافي والحضاري.

كاتب تونسي

المقاومة والتجمّع الصهيوني

لطفي العبيدي

عُيِّشَ الأسد… سقطت سوريا!

Posted: 21 Sep 2017 02:13 PM PDT

في ظل ما تشي به الأوضاع على الأرض، فإن ما كان يُعرف بـ«الجمهورية العربية السورية» آيلاً أن يكون كعكة تتقاسم النفوذ عليها كل مِن الولايات المتحدة، روسيا، إسرائيل، إيران وتركيا، وأن ما اصطُلِح على وصفه بـ«الاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان السورية»، حتى الآن، صار مِن الماضي وصار معه تكريس الاحتلال أمراً واقعاً بفعل التغيرات الجيوسياسية التي شهدها الكيان السوري.
كان جليّاً منذ البدء أن مَن قدّم «العون» للسوريين مِن العرب في ثورتهم، لم يفعلها لأجل سواد عيونهم أو توقاً منه لبناء دولة حرّة علمانية ديمقراطية ستشكِّل، حتماً وآجلاً أم عاجلاً، نموذجاً يهدِّد بنقل عدواها إلى أوطانهم، وإنما لغاية إقامة أشباه أوطان على شاكلة التي عندهم، أو في أسوأ الأحوال، حالَ عجزهم، حصر تجربة السوريين الوليدة تلك في حدود أرضهم. كل مَن لم يضع، مِن المعارضة السورية، تلك الحقيقة الدامغة نصب عينيه ويتصرف بمقتضاها أو عمل بيدقاً لتلك القوى، سوف يلعنه السوريون لولَد الولدان ويحاكمونه ولو بعد حين.
لسنا في وارد سؤال «القوى المناهضة للنظام» عن ركاكة أدائها السياسي؛ فالقبور والمنافي والسجون التي اختارتها عصابة الأسد قدراً لكل معترض لا تصنع معارضة. كما أن الغاية ليست تحميلها وزر نذالة المجتمع الدولي وقراره في تأديب كل الشعوب المستضعفة على حساب الدم السوري وجعل بلادهم مقبرة الثورات، وتخلّيه الفاقع تالياً عنهم عبر وعود معسولة مِن غير رصيد؛ لكن ما لا يُغفَر لها هو الشطط والروائح النتنة والبيع والشراء واللعاب الذي ساب على سلطة ما حظيت بها يوماً! كما أنه ليس في سجّلات قرض الشعر والبكاء والمؤتمرات والاستجداء والتسوّل الذي احترفته، ما يشي أنها ساهمت في بناء أوطان أو نصرت ثورات. إنّ الاستثناء السوري، طال هذه المرة حتى نمطية «الثورة التي تأكل أبناءها»، إذ أنّ ثورتهم بدأت نهش أولادها أجنّة وحتى قبل اكتمال العناصر التي تجعل منها ثورة.
كان ينبغي لهذه الثورة أن تحافظ على نفسها سلميّةً حتى لو عمد النظام إلى قصفها بالنووي وليس الكيماوي وحسب. لكن مَن وضعها على سكّة وأدِها المحتوم الذي نشهده راهناً، وهو مِن غير منازع الإسلام السياسي والجهادي، يتحمل، جنباً إلى جنب، مع إجرام نظام الأسد، كامل المسؤولية عن خيانة ثورة السوريين ودمائهم وكل ما حلّ بهم مِن كوارث وفظائع وعذابات، بدءاً بحركة «الإخوان المسلمين» وانتهاءً بـ«داعش» و»النصرة» ومَن لفّ لفّهم. فكل المرّات التي استُدعي الله فيها إلى الأرض وحلبات السياسة حلّت الكوارث واللعنات. جماعة «ما خرجنا إلا لنصرة هذا الدين»، كان ينبغي عليهم، مِن الأصل، ألا يخرجوا وألا ينصروا! في لقاء متلفز لم يتم بثّه، بعيد اندلاع الثورة السورية، لم ترُق لمراسلة قناة «فرانس 24» إجابة أحد الحاضرين أنه يفضِّل أن تجتاح سوريا كل قوى الأرض العاتية وتقتلع النظام مِن جذوره، على أن يتم دفع الثورة للتسليح ويرفع سوري السلاح بوجه سوري آخر…؛ ليت ما تمنّاه تم. سوف يكتب التاريخ كثيراً عن بشار الأسد؛ عدوّ الإنسانية، مجرم الحرب، الكيميائي، البراميلي، رئيس أفظع نظام فاسد سياسيا، والديكتاتور الذي بالغَ في ممارسة فعل الخيانة -مِن جهة- وأكثر مَن رمى أخصامه بذات التهمة مِن الجهة الأخرى. لكنه، بالقطع، لن ينكر عليه «مأثرته» أنه الأبله الطائفي الأقلّوي القادم مِن جبال الساحل السوري الذي أكثر ما أجاد فعله الركوب على ظهر المركَّب الأكثري في بلده وإقناع العالم برمّته بوصمه بالجهادي والإرهابي. كانت خمور الوطن تكفينا وتكفي أهل الأرض معنا، وهي أولى بنا مِن خمور السماء. كنا ربحنا أنفسنا وانتصرنا لثورتنا ودماء مَن سقطوا منّا، وكذلك لم نخسر غيرنا. لكن مشيئة مَن كان لهم الفضل الراجح ببعث الروح في جيفة الأسد كانت خلاف ذلك، وكان لهم ما أرادوا… أثبتوا أنهم مِن أولئك الذين لا يعتبرون مِن التاريخ ولا يتعلمون لا مِن أخطاء غيرهم ولا حتى مِن أخطائهم…؛ مَثَلهم الأعلى كان، على الدوام، كائنات ارتبط اسمها بمدينة «دُمَّر» قرب دمشق ويعرفها السوريون جيداً!
اعتاد أهالي منطقتنا، منذ عشرات السنين، كلما أرادوا أن يرْثوا حال الفلسطينيين القول: «ضاعت فلسطين على العرب». الأسد الابن الذي أضاع والده الجولان أول مرّة عام سبعة وستين، أبى إلا أن يشابه أباه. منذ الآن، يجب أن تعتاد ألسنتنا على متلازمة «ضاعت الجولان على السوريين»، وربما غير الجولان أيضاً.

كاتب سوري / الجولان المحتل

عُيِّشَ الأسد… سقطت سوريا!

حسان شمس

هناك 12 تعليقًا: