Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأحد، 24 سبتمبر 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


حوار «فتح» ـ «حماس»: تشاءلوا بالخير!

Posted: 23 Sep 2017 02:19 PM PDT

في وسع امرئ متفائل بآفاق الجولة الراهنة من جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية ـ الفلسطينية، أن يبدأ من سلسلة القرارات الإيجابية التي اتخذتها حركة «حماس» مؤخراً (حلّ اللجنة الإدارية، دعوة حكومة الوفاق لممارسة مهامها في غزّة، والموافقة على إجراء الانتخابات العامة، وتلبية الدعوة المصرية للحوار مع «فتح» حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاته). وفي وسع المتفائل إياه أن يأخذ على محمل الجدّ، أو يصدّق، تصريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام؛ من أنه لا دولة في غزّة، ولا دولة فلسطينية من دون غزّة.
وأمّا المتشائم، فليس عليه أن يمعن التفكير ملياً، أو طويلاً، لكي يرسّخ تشاؤمه؛ أكثر من ذي قبل ربما! يكفي أن يستعرض تاريخ جولات المصالحة السابقة، التي بدأت فور وقوع الشرخ بين الحركتين؛ أي ابتداءً من إعلان القاهرة 2005، واتفاقية مكة 2007، وإعلان صنعاء 2008، ومباحثات 2009 و2010، واتفاقية القاهرة 2011، والدوحة 2012، ثمّ القاهرة في العام إياه، وبعده في 2013 و2014 و2016… ولسوف يتيقن من أنّ افتراض حسن النوايا، بل الإجراءات الإيجابية على الأرض، ليست البتة كافية لكي تسفر الجهود عن مآل ملموس؛ طويل الأمد نسبياً على الأقل، إذْ أنّ الطموح إلى حلّ دائم مستقرّ يبدو بعيد المنال حتى الساعة.
ذلك لأنّ هذه الجولة الجديدة لا تنطلق، حقاً، من الحرص على قطع خطوة إضافية فعلية على درب الوحدة الوطنية الفلسطينية، أو حتى مباشرة سيرورة صادقة ومثمرة للمصالحة بين الحركتين الأبرز على الساحة الفلسطينية الداخلية. ومن الواضح أنّ «حماس» تنحني، وربما أكثر من المعتاد هذه المرّة، أمام ضغوطات مالية وإدارية وخدمية هائلة؛ لا تبدأ من رواتب آلاف الموظفين، هنا وهناك، وإحالة آلاف آخرين على التقاعد الإجباري؛ ولا تنتهي عند قطع الكهرباء، وتقليص التوريدات الطبية، وتجميد الإعانات لأسر المعتقلين. ولا يخفى، غنيّ عن القول، أنّ الحصار الإسرائيلي الخانق (ثمّ المصري، على هذا النحو أو ذاك)، وحروب التدمير الوحشية التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضدّ القطاع؛ عوامل حاسمة بدورها، ظلت تضغط على نحو تراكمي، عميق الأثر وشديد الأذى.
«فتح»، من جانبها، ما تزال تعيش مخلفات الحرب الأهلية المصغرة التي أدخلها فيها محمد دحلان، سنة 2007؛ حين شاء أن يتعشى بـ«حماس»، فتغدت الحركة به، على نحو لم يُنزل هزيمة ماحقة برجاله وأنصاره في «الأمن الوقائي»، فحسب؛ بل ألحق العار بـ«فتح» ذاتها، من حيث مقامها السياسي والكفاحي، الفعلي أو الرمزي التاريخي، في غزّة. وهكذا، ليس من اليسير أن تستعيد الكوادر الفتحاوية مواقعها السابقة، أمام احتمال تشبث الكوادر الحمساوية بما تشغله اليوم من مسؤوليات في المواقع ذاتها؛ وكذلك أمام الاختراقات التي يمارسها دحلان في قلب «فتح» الغزاوية بصفة خاصة، بما في ذلك النذير بتشكيل «حكومة» تابعة له، أو برئاسته!
فإذا استعاد المتفائل، أسوة بالمتشائم في الواقع، حقيقة أنّ مصر هي راعية هذه الجولة الراهنة من الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني؛ ثمّ استذكر الإثنان جوهر الموقف المصري من «حماس» و«فتح»، خاصة في ضوء متغيرات ما بعد انقلاب عبد الفتاح السيسي؛ واحتسب، كذلك، سلسلة العناصر الضاغطة المتأتية من مشهد إقليمي متفجر، يقطع قوساً واسعاً من سوريا والعراق إلى اليمن وليبيا، لكنه أيضاً يمرّ من غزّة ورام الله… فإنّ صيغة التشاؤل ـ كما في النحت اللغوي الشهير، الذي اقترحه الروائي الفلسطيني الراحل إميل حبيبي ـ سوف ترضي استبشار التفاؤل الغريزي، دون أن تقصي ريبة التشاؤم الغريزية بدورها.
وللفلسطيني العادي، الضحية الأولى والكبرى خلف هذا الاصطراع الفتحاوي ـ الحمساوي، أن يراقب جولة القاهرة الراهنة، هاتفاً: تشاءلوا بالخير!

حوار «فتح» ـ «حماس»: تشاءلوا بالخير!

صبحي حديدي

أبعاد ما بعد الحداثة تأسيس معرفي ضد هيمنة الغرب الاستعماري

Posted: 23 Sep 2017 02:18 PM PDT

يرى مفكرو ما بعد الحداثة أن قيم التنوير الأساسية: العقل، الطبيعة، الحقوق، الصدق، الأخلاق، الحرية والتقدم؛ لا فائدة منها. فهي لا تعدو أن تكون أغلفة للإمبريالية الغربية، سعت من خلالها إلى السيطرة على العالم، لتكون محصلة أعمالهم تحررا قاسيا وحضارة قاسية. وقد رفض مفكرو ما بعد الحداثة أن يكون التنوير تحريرا للعقل ورفعه فوق الدين، وهناك من اعتبر التنوير بمثابة النظام القديم الذي مهّد للجديد، المتمرد عليه وهو فكر ما بعد الحداثة، الذي رأى أن العقل الحداثي مستبد ويجنح إلى التفكير الشمولي، وهناك من رآه حركة اجتماعية بجانب كونه حركة عقلية، ويمكن فهمه من خلال الفحص الدقيق لديناميات الطبقات والمؤسسات والعلاقات الاجتماعية والقوى المادية التي تضافرت لتدمير النظام القديم، تمهيدا للثورة الفرنسية.
وفي ضوء ذلك، يمكن أن نحدد اتجاهات وأبعادا لما بعد الحداثة، تعيننا في فهم هذه الحركة الفكرية، وإدراك أطرها، والتي هي مراجعة حقيقية لمفاهيم حداثية ارتبطت بالاستعلاء الاستعماري في العالم، وذلك في أبعاد متعددة:
أولها: البعد المعرفي: ويتمثّل في مجتمع المعلوماتية، حيث اكتسبت المعرفة مشروعية وسلطة وقوة في آن واحد؛ وصارت سلعة تباع وتشترى، وسلطة متحكمة، من امتلكها بات غنيا قويا. وترى ما بعد الحداثة أن المعرفة هي القوة الرئيسية للإنتاج، وهي بالتالي عنق الزجاجة للدول النامية، إلا أن المعرفة صارت سلعة وسلطة في آن، وهذا ما وضح من خلال نشوء الشركات متعددة القوميات (الجنسيات)، والتطور الهائل في صناعة البرمجيات ووسائل الاتصال، وتطور الاقتصاد من الزراعة والصناعة، إلى مجال المعلومات ذاته، وتحوّل العالم إلى سوق دولية، وهذا يواكب العولمة وثورة الاتصالات، حيث انفتحت الأسواق العالمية للشركات العملاقة، وازدهرت تجارة الخدمات والاتصالات والمعلومات، متخطية المجتمع الصناعي، مدشنة ما بعد الصناعي.
ثانيها: البعد الاجتماعي: ويبدو في تحوّل وظيفة الدولة، وصورة المجتمع، ويكفي القول إن وظائف الضبط وإعادة الإنتاج، تُسحَب من البشر، وتوكل إلى الآلات، ويكون السؤال المحوري: من سيكون له حق الوصول إلى المعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات الصحيحة؟ والإجابة ستكون للخبراء والطبقة الحاكمة الآن، وهؤلاء سيظلون محتكرين لصناعة القرار، كما تغيرت الطبقة السياسية فباتت شريحة مركبة من رؤساء الشركات والمديرين رفيعي المستوى ورؤساء المنظمات المهنية والعمالية والسياسية والدينية، وتراجعت أقطاب الجذب القديمة في الدول القومية مثل قادة الأحزاب والطوائف والقبائل، في الوقت نفسه تراجعت الروابط العائلية والقبلية والعرقية، وانتشرت الأسر الصغرى وتعاظمت الفردية.
البعد الثالث: تحطيم الأنساق الفكرية القاهرة والمغلقة: والتي تأخذ عادة شكل الإيديولوجيات، على أساس أنها تقدّم تفسيرا كليا للظواهر، وقد ألغت في ذلك التنوّع الإنساني، وانطلقت من قناعة وهمية، تجعل العالم يدور في فلك ايديولوجيتها.
لذا؛ فإن مفكري ما بعد الحداثة يشددون على أهمية انفتاح أي نص/كتاب لقراءات متعددة، ويدّعون أن المؤلف قد مات بانتهاء إنشائه النص، ويبقى النص منفتحا على عشرات التفسيرات والتأويلات.
والبعد الرابع: يتمثل في تحطيم مفهوم الذات والموضوع الحداثي، فلا سلطة فكرية للمؤلف أو المفكر، هو فقط يبدع ويضع فكره، وعلى الجميع أن يقرأوا هذا الفكر، ولهم الحق في قبوله أو رفضه، دون هيمنة من المؤلف، لأن المؤلف ببساطة ليس سوى عنصر يخضع لوقع النسق الاقتصادي والسياسي والثقافي، فقد انتهى الزمن الذي كان يقوم فيه نسق فكري مغلق وحيد في صياغة أهداف المجتمع وغاياته. فحركة ما بعد الحداثة تنادي بتقليص دور النظرية، وتركز على ديناميات التفاعل في المجتمعات المحلية تلافيا لعملية التعميمات الجارفة التي تلجأ إليها النظريات، مما يؤدي إلى الاعتراف بالفروق النوعية، وصور التعددية الثقافية والاجتماعية والسياسية. فنحن نحيا في عصر التنوع والانفتاح، وقبول مختلف الثقافات المحلية والعالمية، وبالتالي لا مجال لحصر فكر أو إلغاء هذا الفكر بحجة الاستقرار.
إن مختلف الإيديولوجيات التي سادت العقل الحداثي، إنما انتشرت وتدعمت بإرادة السلطة، فلابد من تشخيص الواقع كما هو، وليس كما يتخيله العقل، فالواقع المسجل من قبل، لا يعدو أن يكون صدى لانهيار العقل الكلاسيكي.
أما البعد الخامس فيبدو في دراسة تأثيرات الجمالي: ويعني أن الأطر الجمالية التي تقدّم لنا الشخصيات والمثل والقيم، تخدع الجماهير، وتزيف وعيهم، حيث يعاد بناء الشخصية ـ وإن ضعفت قدراتها ـ في وسائل الإعلام، ويتم تعليبها وتصديرها والترويج لها، فهي خداع على خداع، أي اللعب بتقنيات السوق في الترويج لما هو فكري وسياسي واجتماعي، دون النظر إلى الرسالة الثقافية التي تسطح العقول، وتجعل الفضاء الاجتماعي متشبعا تماما بثقافة الصورة أو ما يسمى بتسليع الفن، وإن تميزت ما بعد الحداثة بقبولها واستيعابها لجميع أشكال الفن الراقي والشعبي، ضمن اعترافها الإيجابي بالثقافات المختلفة، سواء كانت رسمية أم شعبية، أساسية أو هامشية .
لقد سعت المؤسسات الثقافية في الغرب عامة، والولايات المتحدة خاصة إلى إبعاد الثقافة والفن عن ميدان السياسة، لينحصر الفن في طرح ما هو جمالي، بعيدا عن مناقشة القضايا السياسية، خاصة قهر الشعوب الضعيفة، والحالة الواضحة لذلك تتمثل في تجاهل الفن الأمريكي ـ عدة سنوات ـ لمأساة فيتنام، وتورط الولايات المتحدة الأمريكية فيها بقتل مئات الآلاف من الفيتناميين، في الوقت الذي كانت تتغنى فيه بقيم الديمقراطية، حتى جاءت الشرارة من الإبداع المسرحي.

أبعاد ما بعد الحداثة تأسيس معرفي ضد هيمنة الغرب الاستعماري

د. مصطفى عطية جمعة

الانتخابات الألمانية: توقع فوز ميركل وتخوف من تقدم اليمين

Posted: 23 Sep 2017 02:18 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي» ـ علاء جمعة: كشفت نتائج استطلاع رأي حديث استمرار تراجع شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ومعه مرشحه لمنصب المستشارية مارتن شولتس، قبيل إجراء الانتخابات البرلمانية الألمانية. فيما يأتي حزب «البديل» اليميني الشعبوي ثالثا.
وفي استطلاع جديد كشف برنامج «بوليتباروميتر/المعيار السياسي» الذي تبثه القناة الثانية في التلفزيون الألماني أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي تراجع بنسبة 1،5 ٪ عن نتائج الأسبوع الماضي، حيث حصل على 21،5 ٪ من أصوات المشاركين في الاستطلاع.
أما حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل فقد بقي بلا تغيير عند نسبة 36 ٪. وفي المقابل، تراجع اليسار بنصف نقطة حيث حقق 8،5 ٪ وبقي كل من الخضر والحزب الديمقراطي الحر عند نسبة 8٪ و10٪ على التوالي بلا تغيير.
وقبيل إجراء الانتخابات التشريعية، تختتم المستشارة الألمانية حملتها الانتخابية مع الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري الذي يشكل مع حزبها ما يعرف باسم «التحالف المسيحي». وتجدر الإشارة إلى أن الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري اتفقا على إدارة حملة انتخابية مشتركة لصالح ترشيح ميركل لفترة رابعة بعدما سويا خلافهما حول سياسة اللجوء قبل بضعة أشهر.
وحسب استطلاعات الرأي، فإن التحالف المسيحي متقدم بفارق كبير منذ شهور على الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك الحالي في الائتلاف الحاكم. ولم يتضح بعد ما إذا كان الحزبان سيتوصلان إلى صيغة توافقية بشأن سياسة اللجوء في ائتلاف حاكم محتمل عقب الانتخابات. تجدر الإشارة إلى أن ميركل ترفض مطلب الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري بوضع حد أقصى لعدد اللاجئين الذين تستقبلهم ألمانيا سنويا.

الاختلافات بين ميركل وشولتس

تعتبر المستشارة ميركل أن عبارتها الشهيرة التي أطلقتها في بداية تدفق اللاجئين على ألمانيا خلال صيف عام 2015 «سنتمكن من فعل ذلك» ما تزال سارية المفعول حتى يومنا هذا، وأن العمل على استقبال وإدماج اللاجئين ـ خاصة السوريين منهم ـ في المجتمع وسوق العمل الألمانيين يسير بخطى ثابتة نحو الأمام، وإن كانت هناك بعض الاستثناءات المرعبة، مثل الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها ألمانيا، التي تزيد من إصرار ميركل على هذه الجملة ومبدأ إدماج اللاجئين.
أما بالنسبة لمرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مارتن شولتس، فإن رأيه في قضية اللاجئين لا يحيد كثيراً عن رأي ميركل، وإن كان شولتس يميل أكثر إلى الحل الأوروبي، والذي يتمثل في إعادة توزيع وتوطين اللاجئين بشكل عادل على جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي احتجت عليه رسمياً كل من المجر وسلوفاكيا. أما بالنسبة لمقترح حد أقصى للاجئين، فيرفضه شولتس رفضاً قاطعاً. ويبقى الفارق بين شولتس وميركل في هذا الملف الشائك في ألمانيا ـ وأوروبا أيضاً ـ هو طريقة التعامل مع اللاجئين. فبينما تسعى ميركل إلى تقوية العلاقات مع الدول التي يمرّ عبرها اللاجئون والمهاجرون إلى الاتحاد الأوروبي، مثل ليبيا ومصر والمغرب، بحيث يتم تشجيع هذه الدول على إنشاء مراكز للتعامل مع اللاجئين والمهاجرين ومكافحة التهريب، يدعو شولتس إلى تضامن أوروبي أكبر في هذه القضية وتوزيع الأعباء بشكل متساو على الدول الأعضاء، بالإضافة إلى النظر في حالة كل طالب لجوء بشكل منفرد.
وفيما يتعلق بموضوع إعادة بعض طالبي اللجوء إلى دول صنفت بالآمنة، من بينها دول مغاربية وأكثرها إثارة للجدل أفغانستان، تعتبر ميركل أن من رُفضت طلبات لجوئهم في ألمانيا ولكن دولهم ما تزال مصنفة على أنها غير آمنة يجب أن تكون هناك إمكانية لإدماجهم في المجتمع ودعمهم بدورات لتعلم اللغة وتحسين فرصهم في سوق العمل.
بالإضافة إلى ذلك، سعت ميركل لتوقيع اتفاقات مع دول أفريقية وعربية للمشاركة في تحمل عبء المهاجرين واللاجئين، على غرار الاتفاق الذي عقدته مع تركيا لتبادل اللاجئين السوريين. ومن بين تلك الدول مصر، التي زارتها في آذار/مارس الماضي واجتمعت مع رئيسها عبد الفتاح السيسي.

الإسلام والمسلمون في ألمانيا

باتت قضية الإسلام في ألمانيا ترتبط بشكل وثيق مع قضية اللاجئين، الذي يعتنق أغلبهم الإسلام. كما أن الإسلام أحد أكبر القضايا التي تعتمد عليها أحزاب وحركات يمينية متطرفة، مثل حزب البديل من أجل ألمانيا، لصيد أصوات الناخبين الألمان الممتعضين من تدفق اللاجئين والخائفين من اعتداءات إرهابية.
في هذا الصدد، يتفق كل من ميركل وشولتس على أن «الإسلام جزء من ألمانيا» وذلك في ظل عيش نحو أربعة ملايين مسلم في ألمانيا منذ فترة طويلة. ولكن شولتس انتقد أيضاً من أسماهم بـ«أئمة الكراهية» الذين يشجعون على التطرف الديني والانسلاخ عن المجتمع الألماني وقيمه بحجة عدم توافقها مع الإسلام. بيد أنه لم ينس الإثناء على «المسلمين العاديين» الذين يعيشون حياتهم في المجتمع دون أن يسمع بهم أحد ويقومون بواجباتهم الدينية والمجتمعية على أكمل وجه.

خبرة شولتس السياسية

يُعرف عن مارتن شولتس التحدث بوضوح والتعبير عن المواقف السياسية بصراحة، وقد تعود على ذلك خلال مسيرته البرلمانية الأوروبية. فقد تحدث عن سياسة روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين بالقول إن «ما تفعله روسيا، غير مقبول أبدا. ويقف خلف تصرفات روسيا العدوانية رؤية اجتماعية ورؤية للعالم لا تتوافق مع فلسفتنا الأوروبية التي تقوم على الاحترام المتبادل والانفتاح». ويقول عن الاتحاد الأوروبي الذي ينظر إليه كطفل مدلل لديه «الاتحاد الأوروبي في حالة بائسة. فالقوى النابذة والمتطرفة تفوز في الانتخابات واستطلاعات الرأي. فحين نشكك الآن بالمشروع الأوروبي، فإننا نقامر بمستقبل الأجيال القادمة».
واشتهر شولتس في العالم، حين تحدث أمام البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) بالألمانية في شباط/ فبراير 2014 وانتقد في كلمته سياسة إسرائيل الاستيطانية بكل وضوح، ما دفع العديد من النواب إلى الاحتجاج ومغادرة قاعة الكنيست.
هناك من يقول إن وضوح شولتس وصراحته ربما تكون سبب شعبيته الكبيرة في حزبه الاشتراكي. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة أنه ذو شعبية ومحبوب لدى الألمان مثل ميركل ويتفوق على رئيس حزبه، زيغمار غابرييل. وخلال انتخابات البرلمان الأوروبي، حقق للحزب الاشتراكي في ألمانيا نتيجة جيدة بحصوله على 27،3 في المئة من الأصوات وهي نتيجة أفضل من التي حققها الحزب بقيادة بير شتاينيروك في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في عام 2013 في مواجهة المستشارة أنغيلا ميركل.

الأحزاب المشاركة

يشترك نحو ثلاثين حزباً في الانتخابات النيابية في ألمانيا في الرابع والعشرين من أيلول/سبتمبر 2017. أبرز هذه الأحزاب هي الاتحاد المسيحي الديمقراطي في ألمانيا والاتحاد المسيحي الاجتماعي. ويؤلف الحزبان في البرلمان الألماني كتلة نيابية موحدة. ولا ينافس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في ولاية بافاريا، فيما لا يدخل حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي الانتخابات في ولاية ألمانية أخرى.
هنالك أيضا كل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وتحالف 90/ الخضر، الحزب الديمقراطي الحر، وحزب البديل من أجل ألمانيا. وحزب البديل جديد جدا في ألمانيا. أسس عام 2013 وخسر فرصة الدخول بنسبة ضئيلة في انتخابات عام 2013. لكنه تمكن من الدخول إلى 12 برلمانا في الولايات الست عشرة، والدخول إلى البرلمان الأوروبي أيضا.
أسس الحزب في البداية من قبل أكاديميين متشككين في سياسة اليورو خاصة بعد تقديم الاتحاد الأوروبي مظلة إنقاذ لليونان بعد الأزمة المالية التي عصفت بها. وشهد الحزب صراعا داخله انتهى لصالح الجناح اليميني فيه عام 2015. رئيسة الحزب فراوكه بتري، انتهجت أجندة قومية، معادية للإسلام وحقق نتائج طيبة في جمع أصوات ناخبين خاصة خلال أزمة اللاجئين التي عصفت في ألمانيا عامي 2015 و 2016. والحزب الشعبوي هو الوحيد في ألمانيا الذي رحب بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وفوز دونالد ترامب بمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويريد الحزب إغلاق الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، ومراقبة صارمة للهويات والجوازات في الحدود الألمانية، وبناء مخيمات لجوء خارج ألمانيا، لمنع وصول المهاجرين واللاجئين إلى ألمانيا. ويريد الحزب أيضا تسفير اللاجئين المرفوضة طلبات لجوئهم بسرعة، وتشجيع الأجانب العاملين في ألمانيا على العودة إلى بلادهم الأصلية. ويؤكد الحزب الشعبوي على مفهوم الثقافة الألمانية الرائدة ويرفض أن يكون الإسلام جزءا من المجتمع الألماني، ويشكك في أن التغيرات المناخية سببها الإنسان، ولهذا يريد أن تتراجع ألمانيا عن سياستها في البحث عن بدائل للطاقة غير مضرة في البيئة.

تأثير ضعيف للأجانب على الانتخابات

تتمثل إشكالية في أن نحو نصف مجموع الناس الذين يعيشون منذ زمن طويل في ألمانيا ولهم أصول أجنبية لا يحملون الجنسية الألمانية. ويقول خبير الشؤون السياسية لوكاس غيزه إن ذلك يعود لنموذج قانون التجنس المتحجر في ألمانيا في
وهناك 37 عضوا فقط في البرلمان الألماني لهم أصول أجنبية من مجموع 631. ومقارنة مع ثمانية بلدان أوروبية فإن ألمانيا تحتل مكانة متوسطة في التمثيل السياسي. والمقام الأول تشغله بريطانيا ثم تأتي هولندا وفي آخر الذيل نجد إيطاليا وإسبانيا.
وتراهن أحزاب اليمين مثل حزب البديل من أجل ألمانيا، على نيل أصوات الألمان من أصول روسية الذين قدموا بعد انهيار جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق. وفي الانتخابات المحلية حقق حزب البديل من أجل ألمانيا نجاحا في المناطق التي يسكنها الروس من أصل ألماني. كما أن أحزاب الاتحاد المسيحي انتبهت لهذه الفئة من الناخبين واستقبلت المستشارة أنغيلا ميركل لأول مرة مجموعة من الروس من أصل ألماني في المستشارية. وحتى أثناء الحملة الانتخابية في ولاية رينانيا الشمالية ووستفاليا خاطب مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي هذه الفئة عبر صحيفة روسية. وتعد أحزاب الاتحاد المسيحي هذه الفئة من الناخبين بالحصول على مستوى تقاعدي أعلى.

الانتخابات الألمانية: توقع فوز ميركل وتخوف من تقدم اليمين

علاء جمعة

معركة حماة: اعتراض سياسي وجولة دعائية ضد أستانة

Posted: 23 Sep 2017 02:17 PM PDT

بعد شهرين من القتال وحصار قوات النظام السوري والميليشيات الرديفة لمنطقة عقيربات في ريف سلمية الشرقي التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» حاولت «هيئة تحرير الشام» كسر الحصار لإخراج نحو 15 ألف مدني عالق في المنطقة، وركزت الهيئة في هجومها على منطقة الشيخ هلال التي تعتبر أضعف المناطق على طريق السعن – اثريا في محافظة حماة. لكن قوات ميليشيا «الدفاع الوطني» التابعة للنظام أحبطت الهجوم الذي استهدف الحاجز بعربة مفخخة وهجوم واسع من الأطراف الغربية لقرية الشيخ هلال حيث يتمركز قطاع البادية، التابع لهيئة تحرير الشام، المسيطرة على كامل ريف إدلب الشرقي وبعض مناطق ريف حماة الشرقي أيضاً.
وصرح الناشط مناحي الأحمد في منطقة ريف حماة الشرقي أن «خمسة آلاف من أصل خمسة عشر ألف من المدنيين المحاصرين في منطقة وادي العذيب شمالي عقيربات، عبروا خلال الخمسة عشر يوما الماضية، وأن ألفين من المدنيين فقط استطاعوا عبور طريق السعن – اثرية إلى منطقة سيطرة الثوار ليل الخميس الماضي».  وأضاف الأحمد أن شخصين من المدنيين قتلا خلال مرورهما في حقول ألغام النظام»، وشدد أن «المدنيين لم يتمكنوا من ركوب آلياتهم أو حمل أمتعتهم في المنطقة الوعرة، وتركوا ماشيتهم. وأن نحو عشرة آلاف ما زالوا عالقين في منطقة عقيربات في ظروف إنسانية غاية في الصعوبة».
وتتكفل منظمة «قطر الخيرية» بتقديم الاستجابة الإنسانية الطارئة مع عدد من المنظمات المحلية وبمشاركة المجلس المحلي في عقيربات، ومجلسي سروج وسرحا، وبمساعدة من عشيرة الجملان وبعض العشائر الأخرى حسب أمكنة العبور، كونهم الأكثر دراية بجغرافية المنطقة الصعبة.
 
توافق بين الأسد والجولاني

وعلمت « القدس العربي» من مصادر محلية متقاطعة أن قوات النظام اعتقلت بعض الأسر التي توجهت إلى مناطقه، بعد إعطاء ضمانات لهم من قبل بعض الوجهاء ومتطوعي ميليشيا الدفاع الوطني، وصادرت ممتلكاتهم وآلياتهم.
إلى الغرب، وعلى بعد نحو 100 كم، فشلت هيئة تحرير الشام، والتي تعتبر «جبهة النصرة» قوتها الرئيسية، في إحراز أي تقدم، بمساندة «الحزب الإسلامي التركستاني»، ضد قوات النظام السوري في منطقة معان والطليسية والزغبة والقاهرة شرقي طريق حلب دمشق الدولي، بسبب تدخل الطيران الروسي بكثافة ضد القوة المهاجمة.
واتهم قادة عسكريون في وفد الثورة العسكري «جبهة النصرة» بجلب القصف الروسي بسبب رفضها الاتفاق، وانضم إلى حملة الهجوم على النصرة عدد كبير من مشايخ التيار السلفي الجهادي في سوريا. وتشير الاتهامات إلى أن النصرة عقدت اتفاقا مع النظام في قرية أبو دالي، التي تعتبر بوابة عبور البضائع والمسافرين بين منطقتي النظام والمعارضة، حيث يتزعم البلدة وميليشيا المنطقة عضو مجلس الشعب السابق، الشيخ أحمد الدرويش.
واعتبروا أن الاتفاق نصّ على سماح النظام بدخول 800 من عناصر تنظيم «الدولة» الموجودين في عقيربات إلى بلدة مورك، بشرط أن تبدأ هيئة تحرير الشام معركة ضد المناطق المذكورة أعلاه.
ويعلل أصحاب هذه النظرية الهدف من ذلك في أنه تلاقي مصالح بين بشار الأسد والجولاني، ضد اتفاقية أستانة واتفاق خفض التصعيد. وأن من نتائج المعركة تدخل الضامن الروسي ضد المعارضة ومناطق سيطرتها.
من جانب آخر، نفت مصادر محلية في المنطقة أي تحرك لمقاتلي التنظيم الذي يقدر عددهم بنحو 1200 عنصر في منطقة عقيربات شرقي السليمة.

معركة حماة وأستانة

تفسير معركة حماة على أنه اعتراض سياسي ضد اتفاقية خفض التصعيد في «إدلب الكبرى» هو أقرب إلى المنطق، لأن «النصرة» أرادت توظيفه بهدف تبييض صورتها بعد الانشقاقات الحاصلة داخلها، وخروج عدد من أعضاء «اللجنة الشرعية» فيها بسبب تسريبات لقياديين في النصرة، بينهم الجولاني وقائد جيش النصرة أبو حسين الأردني وعدد من قيادات الصف الأول، إضافة إلى أبي ماريا القحطاني (عراقي الجنسية). وكان الأخير صاحب أكثر التسريبات وقعا على أحرار الشام الإسلامية وبعض منظري السلفية المقربين من «النصرة»، إذ كانوا يرونه بمثابة صمام أمان في «الساحة الشامية» وصاحب نظرية «الإصلاح في النصرة « لكنه مغلوب على أمره. وهذا هو الحلم الذي عاشت عليه فصائل الشمال السوري، هاربة من المواجهة مع النصرة وتنتظر إصلاح القحطاني الذي انتهى بتقليم أظفار أصدقائه القدامى «أحرار الشام». الرد الروسي جويا كان أحد أسباب وقف المعركة «الدعائية» التي استمرت 48 ساعة فقط، تقدمت فيها «تحرير الشام» في عدة مواقع سرعان ما استعادتها قوات النظام السوري. وترافقت هذه مع التحشدات العسكرية للجيش التركي قرب باب الهوى والمناطق المجاورة على طريق هاتاي – الريحانية. ذلك دفع بعض المقربين من «تحرير الشام» إلى القول بالانسحاب لصدّ الأتراك.
ودفعت «تحرير الشام» بمئات العناصر إلى الحدود التركية ـ السورية، وسيطرت على جبل الشيخ بركات المتاخم لمناطق السيطرة «الكردية» في عفرين، وقطعت عددا من الطرق باتجاه المنطقة، وخصوصا دارة عزة، تحسبا لأي عملية تركية مرتقبة، حيث هددت «تحرير الشام» بالرد على أي «عدوان» أو تدخل تركي داخل الأراضي السورية. ورغم تهديدها المعلن، فإن القيادة الأمنية والعسكرية لجبهة النصرة ستحاول امتصاص الهجوم التركي، وستقوم بالانسحاب من المناطق الحدودية القريبة من عفرين والتي تهدد الأمن القومي التركي، وهو ما سيجعل تركيا أكثر اطمئنانا في المرحلة الأولى من الاتفاقية، والممتدة إلى ستة أشهر قابلة للتجديد.
ويبقى التحدي الكبير في اتفاقية أستانة هو عدم وضوح الدور الإيراني أو الروسي ومناطق انتشار كل منهما ومناطق نفوذهما. وهذا يشكل عائقا أساسيا أمام الكثير من الفصائل، وسيهدد أي عمل مشترك على الأرض بين فصائل المعارضة والميليشيات الإيرانية، وسيؤدي إلى انقسامات كبيرة تكسبها «النصرة» وحدها. يضاف إلى هذا أن شرعنة الوجود الإيراني والروسي في سوريا أصبح اليوم بموافقة كل الفصائل الحاضرة، وهو اعتراف حقيقي بالهزيمة، يختبئ الجميع من القول به صراحة، متذرعين بتخفيف الخسائر ساعة، وإدارتها في مرة أخرى.

معركة حماة: اعتراض سياسي وجولة دعائية ضد أستانة

منهل باريش

المصالحة الفلسطينية: آفاق نجاح أم واقع فشل؟

Posted: 23 Sep 2017 02:17 PM PDT

ينخرط الفلسطينيون، عبر حركة «فتح» والسلطة الوطنية من جهة، وحركة «حماس» من جهة ثانية، في جولة جديدة من الحوار، برعاية مصرية. إجراءات «حماس» الإيجابية الأخيرة يمكن أن تدفع الحوار قدماً، لكن تاريخ الجولات السابقة، وكذلك واقع الحال على الأرض في كلّ من الضفة والقطاع، وعناصر المشهد الإقليمي المتفجر، وسجلّ الراعي المصري نفسه، لا تبشر بإمكانية التوصل إلى نقلة نوعية واتفاق فعال.
(ملف حدث الأسبوع، ص 6 ـ13)

المصالحة الفلسطينية: آفاق نجاح أم واقع فشل؟

أسئلة حول الأمن والسلاح في مواجهة مبادرة حماس للمصالحة

Posted: 23 Sep 2017 02:17 PM PDT

فتحت المبادرة التصالحية لحركة حماس والتي فاجأت كافة الأطراف الفلسطينية الباب أمام العديد من الأسئلة المعقدة حول مستقبل وشكل السلطة الفلسطينية وعلاقتها مع حركة حماس، وذلك بعد أكثر من عشر سنوات على سيطرة الحركة على قطاع غزة وإدارتها للقطاع بمعزل عن قيادة السلطة في رام الله.
وعلى الرغم من أن الأسئلة حول مستقبل الوضع الداخلي الفلسطيني لا تنتهي، إلا أن الملفين الأكثر غموضاً والأكثر إثارة للجدل ربما هما: الأمن والسلاح، وهما ملفان لطالما أثارا الجدل في الشارع الفلسطيني وتسببا بكثير من الخلافات بين القوى الفلسطينية عموماً، وبين السلطة وحركة حماس على وجه الخصوص.
وتجدد الجدل بشأن الجهاز الأمني في قطاع غزة، والسلاح الذي بحوزة حركة حماس، في أعقاب إعلان الحركة المفاجئ مؤخراً قرارها حل اللجنة الإدارية التي تتولى إدارة القطاع، والتي هي بمثابة الحكومة المحلية لقطاع غزة، وهو القرار الذي رحبت به كافة الفصائل الفلسطينية بما فيها «فتح» على اعتبار أنه خطوة مهمة في طريق المصالحة الفلسطينية.
وقالت حركة «حماس» في بيانها إنها قررت حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، ودعوة حكومة الوفاق للقدوم إلى القطاع لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فورا، كما أعلنت موافقتها على إجراء الانتخابات الفلسطينية العامة، مؤكدة استعدادها لتلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة فتح حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاته، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار حوار تشارك فيه كافة الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق 2011.
وحول ملامح المرحلة المقبلة أكد القيادي في حركة حماس ونائب رئيس كتلتها البرلمانية في المجلس التشريعي يحيى موسى، أن كل الملفات ستكون مفتوحة للحوار وما ستتفق عليه اللجان المختصة من آليات لتطبيق اتفاق القاهرة، بما في ذلك ملف الأمن ووزارة الداخلية وكل القوى الشرطية والأجهزة الأمنية التي تتبع للسلطة الفلسطينية.
لكن موسى أكد في حديث خاص مع «القدس العربي» أنه يتوجب التفريق تماما بين الأمن وقوات الشرطة وغيرها من القوى المدنية التابعة للسلطة الفلسطينية، وبين سلاح المقاومة الذي هو «موجود بسبب أن الشعب الفلسطيني والسلطة نفسها تحت الاحتلال»، مؤكداً أن «هذا السلاح هو الضمانة لبقاء السلطة أصلاً وهو الذي يدافع عن الشعب الفلسطيني عندما تشن إسرائيل عدوانها».
ويقول موسى إن حركة حماس وافقت على اتفاق القاهرة الموقع في 2011 وملتزمة بمضمونه وما يتبقى هو الاتفاق على آليات تنفيذه. مؤكداً أن «أي حكومة فلسطينية يتم تشكيلها كحكومة وحدة وطنية ستكون مسؤولة عن الأمن، ولن يكون هناك خلط بين قوة المقاومة وبين القوة الشرطية، وحركة حماس لا تُمانع مطلقاً في تسليم كل الأجهزة الأمنية والمؤسسات التابعة للسلطة لحكومة الوحدة التي سيتم تشكيلها».
وأضاف: «كل ما يتعلق ببنية السلطة كمؤسسة، ومنها الشرطة وقوى الأمن الفلسطيني والحراسات والدفاع المدني، وهي قوى شُرطية مدنية تقوم بتطبيق القانون وليست قوة عسكرية محاربة، كلها يتم تسليمها لحكومة الوحدة ولا جدال في ذلك».
أما فيما يتعلق بسلاح حركة حماس فتؤكد الحركة أن هذا السلاح ليس خاضعاً للسلطة لأنه لا يرتبط بوجودها بل هو أسبق منها، ومبرر وجوده هو الاحتلال الذي لا يزال موجوداً.
ويقول موسى بكل وضوح إن «قضية المقاومة خارج معادلة السلطة بالكامل، الجميع يعلم ذلك، سلاح المقاومة هو ضمانة للسلطة وليس جزءا من تركيبتها، وهو ضمانة أيضاً لمستقبل الشعب الفلسطيني، ولذلك فسلاح المقاومة ليس على طاولة المفاوضات وليس مسموحا بالتفاوض حوله إلا عندما تكون هناك منظمة تحرير وتكون حركة حماس شريكة فيها، عندها يمكن الحديث عن سلاح المقاومة في هذا الإطار».
وكان وفد من حركة فتح برئاسة عزام الأحمد زار القاهرة والتقى مسؤولين مصريين للبحث في جهود إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، كما جاءت زيارة وفد فتح بالتزامن مع زيارة وفد من حركة حماس إلى القاهرة برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، حيث التقى كل من الوفدين مسؤولين مصريين وبحثوا ملف المصالحة الداخلية التي تتولى المخابرات المصرية الإشراف عليه.

أسئلة حول الأمن والسلاح في مواجهة مبادرة حماس للمصالحة

أحمد بلال

قوى اليسار الفلسطيني تريد الإسراع في إنهاء الانقسام

Posted: 23 Sep 2017 02:16 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: منذ ان أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن حل اللجنة الإدارية «وهو المطلب الرئيسي في مبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاستعادة الوحدة» انطلقت الأحاديث عن جدية المصالحة بين فتح وحماس وبين شقي الوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد أكثر من عشر سنوات على القطيعة التي حدثت عندما استولت حركة حماس على الحكم في قطاع غزة بقوة السلاح.
ورغم حالة من «عدم الاكتراث» في الشارع الفلسطيني حول قضية المصالحة على أهميتها على مجمل القضية الفلسطينية، إلا أن تاريخ قصة المصالحة وكثرة الاتفاقات السابقة التي فشلت بين الطرفين كفيلة بتبرير هذا الموقف في الشارع من هذه القضية المفصلية.
لكن بقية الفصائل الفلسطينية والأطر الشعبية والرسمية التي كانت تطالب بالمصالحة بين الحركتين كان لها سلسلة من المواقف بعد إعلان حماس لحل اللجنة الإدارية. وخرجت القوى الديمقراطية الخمس وهي «المبادرة الوطنية والجبهة الشعبية وحزب الشعب والجبهة الديمقراطية والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا» بموقف موحد عقب اجتماع لها بعد أن ناقشت التطورات الإيجابية الأخيرة الناتجة عن حوار القاهرة، وذلك في اجتماع في المكتب المركزي لحزب فدا في مدينة غزة.
وأعربت القوى الخمس عن تقديرها وتثمينها للشقيقة الكبرى مصر العربية على مواقفها المبدئية تجاه قضيتنا الوطنية وخاصة الجهود الأخيرة التي بذلتها لتذليل العقبات أمام المصالحة الفلسطينية واستعدادها لمواصلة دورها القومي. كما ثمنت الإعلان عن حل اللجنة الإدارية في غزة وتمكين حكومة التوافق من استلام مهامها في القطاع والموافقة على إجراء الانتخابات.
وأكد البيان أهمية الإسراع في توجه حكومة التوافق الوطني لتسلم مهامها في قطاع غزة، مطالبا القوى بضرورة الإسراع بإجراء الحوار الوطني الشامل لتشكيل حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على معالجة آثار الانقسام والتحضير للانتخابات، واستكمال إعادة الإعمار ورفع الحصار عن غزة.
وشددت القوى الديمقراطية الخمس على ضرورة التسريع بإنهاء كل ذيول الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية من أجل تفرغ شعبنا وقواه الحية لمواجهة المخططات الإسرائيلية، والعمل على تحقيق آمال الشعب وأهدافه في الحرية والاستقلال والعودة.
ولم يختلف موقف قوى اليسار الفلسطيني الخمس عن موقف «وطنيون لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة» الذي رحب بحل اللجنة الإدارية ودعا الرئاسة والحكومة لإلغاء جميع الإجراءات المالية والإدارية بحق قطاع غزة. وثمن الحراك الجهود المصرية المخلصة لإنهاء الانقسام، مرحبا بالخطوة الهامة التي أقدمت عليها حركة حماس بالإعلان غير المشروط عن حل اللجنة الإدارية ودعوة حكومة التوافق الوطني للقيام بكامل مسؤولياتها في قطاع غزة، الأمر الذي دعا إليه حراك وطنيون ومئات الشخصيات الوطنية في نداء القدس.
واعتبر الحراك أن هذا الموقف الإيجابي والمسؤول من حركة حماس يتطلب الترحيب من كافة القوى السياسية والاجتماعية في فلسطين، كما يتطلب من الأخوة في اللجنة المركزية لحركة فتح اتخاذ خطوات مقابلة، وخاصة ضرورة الإعلان الفوري من قبل الرئاسة والحكومة بإلغاء كافة الإجراءات الإدارية والمالية تجاه القطاع.
وأكد حراك وطنيون لإنهاء الانقسام تفهمه لحالة الحذر الشعبي إزاء هذه التطورات الهامة والناجمة في الواقع من خيبات الأمل السابقة، فانه يستمد ثقته هذه المرة من اصرار الأشقاء في مصر على طَي صفحة الانقسام، وكذلك من إدراك جميع الأطراف لمخاطر المرحلة السياسية وما تفرضه من استحقاقات بضرورة التخلي عن مشاريع الوهم والفئوية والفشل والتقدم نحو مرحلة الشراكة الوطنية في تحمل المسؤولية لمواجهة تحديات المحاولات الإسرائيلية المحمومة لتصفية القضية الوطنية وحقوق شعبنا المشروعة.
وفِي هذا السياق أكد الحراك على ضرورة المضي قدماً نحو تنفيذ جميع قرارات اللجنة التحضيرية التي عقدت في بيروت في بداية هذا العام وفي مقدمتها الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تعالج كافة الملفات العالقة، وتعمل على رفع الحصار الظالم عن قطاع غزة وتوفير مقومات الصمود لشعبنا وتعزيز قدرته على مقاومة المخططات الاستيطانية في القدس والأغوار وسائر أرجاء الضفة الغربية. وأيضًا التحضير الجدي لإجراء الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، بما يضمن ترسيخ الديمقراطية والوحدة كرافعتين أساسيتين للنهوض الوطني والمشاركة الشعبية الواسعة في إنجاز التحرر الوطني بدحر الاحتلال الإسرائيلي عن كامل أرضنا المحتلة منذ عام 1967 وفي مقدمتها القدس المحتلة العاصمة الأبدية لدولة فلسطين العتيدة. أما على صعيد المجلس الوطني الفلسطيني «والذي اعتبر عقده أحد أهم الخلافات بين حركتي فتح وحماس» فقد اعتبر جمال زقوت عضو المجلس الوطني أن هناك دوافع عديدة لقيام حماس بحل اللجنة الإدارية في مقدمتها جدية الجهود المصرية وحاجة حماس لتطوير علاقتها مع مصر، وكذلك وصول حكم حماس المنفرد في غزة إلى حالة واضحة من الفشل وهذا الأمر ليس بالجديد، فحل حكومة حماس في العام 2014 والذهاب إلى حكومة وفاق كان بفعل وجود تيار قوي في حماس حول هذه المسألة.
وأكد أن الجديد هو إجماع قيادة حركة حماس الجديدة حول الفشل في التجربة المنفردة لحكم غزة، لكن الأهم أن هناك ملامح تحولات جدية تشهدها سياسة القيادة الجديدة لحركة حماس والتي توصلت إلى استخلاصات أهمها أن هذه الحركة هي جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية أي توطينها وليس إبقاءها تابعة لفكر الإخوان المسلمين.
وأوضح أن هذا الأمر والتحول يتطلب تشجيع هذه التوجهات لحركة حماس فكلها تساعد على إمكانية جدية لمراجعة شاملة للحركة الوطنية الفلسطينية، سواء من ناحية استراتيجيتها أو بنيتها أو أطرها الجامعة، سيما ما أورده الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه الهام في الأمم المتحدة في حديثه عن فشل خيارات وأشكال التسوية السلمية المطروحة مع الاحتلال حتى الآن.
لكن ورغم أن حماس اتخذت الخطوة الأولى بالفعل، إلا أن الجميع بانتظار خطوات مقابلة من القيادة الفلسطينية. فيما يواصل الشارع التشكيك في إمكانية المصالحة بالفعل نظراً لكثرة التجارب السابقة رغم مطالبته بإنجازها إلا أن شعور فقدان الثقة الذي حدث خلال الأعوام العشرة الماضية ليس سهلاً استعادته لمجرد اتخاذ خطوة هنا أو خطوة هناك، وإنما بإنجاز المصالحة بالفعل على الأرض واستعادة لحمة الوطن وعلاقة «الأخوة الأعداء» من جديد.

قوى اليسار الفلسطيني تريد الإسراع في إنهاء الانقسام
لتوجيه طاقات الشعب نحو مواجهة الاحتلال الإسرائيلي
فادي أبو سعدى

الدور العربي والإقليمي في المصالحة الفلسطينية

Posted: 23 Sep 2017 02:16 PM PDT

لقد مرت المصالحة الفلسطينية بكثير من المحطات، وطنيا وعربيا، إذ ان كلا من حركتي فتح وحماس- وبعد فشل كثير من جولات الحوار- وجدتا نفسيهما أمام تحد كبير يحتاج إلى مظلة عربية توفر لهما الحماية والضمانات، وقد كانت مصر من أوائل الدول التي دخلت على خط المصالحة وجمعت الفرقاء الفلسطينيين في أكثر من اجتماع، كان أهمها اجتماع عام 2011 والذي تمخض عن التوصل لاتفاق شمولي وضع حلولا لقضايا الحكومة والانتخابات ومنظمة التحرير والأمن. غير ان هذا الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ وبقي معلقا، ما أعاد كرة الاتهامات والمناكفات مرة أخرى إلى الساحة الداخلية.
وبسبب ظروف مصر الداخلية بعد احداث 2013 والتي أطاحت بالرئيس محمد مرسي ووصول عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم، تأزمت العلاقة بين مصر وحركة حماس إلى مستوى غير معهود، ووجهت اتهامات خطيرة لحركة حماس بانها تتدخل في الشأن المصري وتدعم جماعة الإخوان وكذلك الأعمال المسلحة في سيناء، وهذه بدورها أوصلت الأمور إلى حد القطيعة، مما فتح الباب أمام دولة قطر، التي كانت تستضيف قيادة حماس على أرضها وتتمتع بعلاقة طيبة مع الرئيس أبو مازن، ان تتحرك في ملف المصالحة.
وقد جرى الكثير من الحوارات بين حركتي حماس وفتح في الدوحة أسفرت عن اتفاقات جزئية لم تجد طريقها إلى التنفيذ. وظلت قطر على تواصل مع كلا الطرفين وحاولت من خلال وزير خارجيتها ان تقدم صيغا مقبولة لإنهاء الانقسام، كما حرصت على ان تقدم المساعدات المالية واللوجستية التي تساعد في تذليل العقبات أمام تطبيق بنود المصالحة.
وقد تناولت كثير من الصحف زيارات السفير القطري محمد العمادي المتكررة إلى قطاع غزة وذكرت انها كانت مساع مستمرة لرأب الصدع بين الطرفين. كل من حماس وفتح شعرتا بمدى المساحة الكبيرة التي تمنحها قطر من أجل انجاح المصالحة، وذلك بدون ضغوط أو طلب لأي أثمان سياسية في المقابل، وهذا ما جعل الحركتين تجعلان الدوحة محطة لكثير من لقاءاتهما.
وتركيا التي تتمتع بعلاقة جيدة مع حركة حماس وكذا مع الرئيس أبو مازن دخلت على خط المصالحة واستقبلت وفودا من الحركتين، كما ناقشت هذا الأمر مع الرئيس الفلسطيني أكثر من مرة خلال زيارته لأنقرة.
هناك أطراف دولية أخرى سعت إلى تقريب وجهات النظر ومعالجة أزمة الانقسام خاصة تلك التي تسعى إلى تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية ومعالجة بعض الأزمات الاقتصادية في قطاع غزة، وتجد صعوبة كبيرة في التعامل مع السلطة التي تقودها حماس في القطاع، ووجدت انه لا يمكن تقديم حلول عملية لأزمات القطاع دون عودة السلطة الفلسطينية إلى ممارسة صلاحيتها في القطاع.
السويسريون نشطوا لفترة طويلة وتواصلوا مع طرفي الانقسام ووفروا لهما أجواء للقاءات في العاصمة جنيف، كما قدموا مقترحات عملية لحل مشكلة الموظفين.
وهناك أيضا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف الذي سعى من خلال علاقاته مع حماس والسلطة في رام الله ان يحدث اختراقا في ملف المصالحة.
في الآونة الأخيرة تحسنت العلاقة بين مصر وحركة حماس، وبدا ان حالة من التفاهم بدأت تسود بين الطرفين، وعززت اللقاءات الأخيرة التي جرت في القاهرة من فرص ان تستعيد مصر نشاطها ودورها في ملف المصالحة، وهذا ما حدث بالفعل حين استضافت القاهرة وفدا موسعا لقيادة حماس ونجحت في احداث اختراق في ملف المصالحة.
ان حركة حماس تعي جيدا الثقل السياسي للقاهرة ومدى تأثيرها المباشر على القضية الفلسطينية عموما وقطاع غزة على وجه الخصوص، وتعي طبيعة العلاقة المتوترة بين مصر وكل من قطر وتركيا، لذا فانها تتحرك بين التناقضات العربية والإقليمية بحذر شديد، وتسعى لكسب تأييد الكثير من العواصم لصالح مسار المصالحة الفلسطينية.
لا شك ان ملف المصالحة كان يجتذب أدوار كثير من الوسطاء، سواء من قبل دول أم أشخاص من أجل وضع حد للانقسام، غير ان العقبات والمخاطر الكبيرة التي تكتنف هذا الملف كانت تدفع بهم إلى التوقف عن محاولات الوساطة.
للأسف ان كثيرا من الأطراف العربية والدولية لم تحفل بهذا الملف رغم علاقتها المباشرة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولم تقم بجهد يذكر، ربما لقناعة بعضها ان هذا الملف بات محصورا في يد المصريين وانه لا يمكن تجاوزهم في حال من الأحوال، أو ان بعضهم شعر ان هذا الملف الذي استمر لأكثر من عشر سنوات لا يمكن ان يقدم فيه شيئا. هذا بالرغم من ان كثيرا من الأطراف العربية والدولية كانت تقدم النصح للحركتين بانه دون معالجة الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية فان القضية الفلسطينية ستخسر كثيرا ولن تكون لها الأولوية في الأجندة الإقليمية والدولية.
ما يتردد كثيرا ان المصالحة هي رهن لتجاذبات إقليمية أو دولية لم يقنعني كثيرا، ولم أجد له دليلا دامغا، والمؤسف انه أصبح قناعة لدى البعض وأخذ يروج لها في المقالات والتصريحات دون الاستناد إلى ما يؤكد صحته.
ما أميل إليه ان قرار المصالحة كان بيد قيادة الحركتين وكان بامكانهما اتخاذ قرارات جريئة وانهاء حالة الانقسام.
الطرف الوحيد الذي كان يسعى بقوة إلى ابقاء حالة الانقسام واستمراره هي إسرائيل، والتي تجد في ذلك مصلحة استراتيجية، وتتخذ ذلك ذريعة للتنصل من عملية السلام واستكمال المشروع الاستيطاني وإبقاء سياسة العقاب الجماعي على قطاع غزة.
ان الانقسام الفلسطيني هو أكبر هدية لدولة الاحتلال كي تقنع العالم بان الحل السياسي غير ممكن وان السلطة لا تمثل شعبها وان حماس منظمة إرهابية، إلى غير ذلك من الأكاذيب والادعاءات التي روجت لها العقلية الإسرائيلية في أوساط المجتمع الدولي.
الأطراف الإقليمية والدولية – هي أيضا- وجدت ما يشغلها عن القضية الفلسطينية مثل الأوضاع في سوريا والعراق واليمن أو التصدي لما يسمى بظاهرة الإرهاب، وهذا قلل كثيرا من اهتمامها بالمصالحة الفلسطينية.
ان الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب جعلت القضية الفلسطينية آخر اهتماماتها، وبالتالي لم تول موضوع المصالحة الفلسطينية شيئا من تفكيرها.
وفي حال تحققت المصالحة الوطنية ـ على أصولها ـ فان الفلسطينيين بامكانهم ان يحدثوا الكثير من التغيرات في المنطقة، خاصة في إعادة القضية الفلسطينية إلى اهتمام المجتمع الدولي.
بامكانهم ان يستقطبوا الكثير من الدول التي نفرت منهم بسبب الانقسام، وبامكانهم اقناع العالم بعدالة قضيتهم، وبامكانهم أيضا التصدي بقوة لمخططات الاحتلال الإسرائيلي.
كل ما نأمله هذه المرة ان تجد المصالحة طريقها إلى التنفيذ، وان يذهب الانقسام بلا عودة، وان يتمكن الفلسطينيون من رسم مستقبلهم وتحقيق طموحاتهم، بعد هذه السنوات العجاف من الانقسام والصراع غير المبرر.

الدور العربي والإقليمي في المصالحة الفلسطينية

د.غازي حمد

تفاهمات فتح وحماس غامضة والشارع ينتظر مقبل الأيام بحذر

Posted: 23 Sep 2017 02:16 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: دفعت حالة التفاؤل الحذر التي أظهرها قادة فتح وحماس، خلال التفاهمات الأخيرة التي جرت بينهما بوساطة مصرية، وأفضت إلى حل حماس اللجنة الإدارية في غزة، والتي مثلت عنوانا لخلاف سياسي وإداري كبير بين الطرفين على مدار أشهر خمسة مضت، دفعت السكان والمراقبين للخشية من عودة الطرفين مجددا إلى «نقطة البداية» مستندين بذلك إلى اتفاقيات سابقة انهارت عند دخول الحركتين في بحث تفاصيل الحل التي يكمن «الشيطان» داخلها، خاصة مع اقتراب تسلم حكومة التوافق مهامها في إدارة غزة بديلا عن اللجنة المنحلة.
وفي تطور جديد طرأ على علاقة فتح وحماس، بعد خلاف دفع الطرفين إلى التصعيد والتراشق، اتفقا على فتح صحفة جديدة في العلاقات، تقوم على تطبيق بنود اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة أيار/مايو عام 2011 على أن يبدأ التطبيق بإزالة المعيقات التي كانت قائمة خلال الفترة الماضية، والمتمثلة في حل اللجنة الإدارية، التي شكلتها حماس لإدارة غزة، وتمكين حكومة التوافق من العمل بحرية، والاتفاق على إجراء الانتخابات العامة.

تفاهمات جديدة

وجاء ذلك بقبول حركة حماس هذه النقاط الثلاث عبر وساطة مصرية، وهي بنود وضعها الرئيس محمود عباس منذ خمسة أشهر، وربط وفد فتح الذي زار مصر بعد مباحثات أجراها هناك وفد حماس، البدء في عملية المصالحة، بتنفيذ هذه المطالب.
ومن القاهرة أعلنت الحركة موافقتها على حل اللجنة الإدارية، ودعت حكومة التوافق لـ «القدوم فورا» إلى غزة وممارسة مهامها والقيام بواجباتها، وقالت أنها على استعداد لتلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة فتح، حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاته، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار حوار تشارك فيه كافة الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق 2011.
وتلا ذلك قيام هنية بمهاتفة الرئيس عباس خلال تواجده في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدا أن حماس «عازمة على المضي قدما لوضع حد للانقسام» فيما عبر الرئيس عن ارتياحه لأجواء المصالحة التي سادت عقب الاتفاق الذي تم التوصل إليه.
وأكد هنية أن حماس اتخذت «القرار الصحيح والسليم والجريء وبدون أي مقايضات» وذلك بخصوص حل اللجنة الإدارية، وقال انها ذاهبة للمصالحة «بكل جدية وعزيمة».
وجاء ذلك مع تأكيد الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع لـ «القدس العربي» أن أبواب الوزارات في قطاع غزة مفتوحة أمام حكومة التوافق، من أجل استلام مهامها بالكامل في غزة، وأن حماس تنتظر أن يقوم الرئيس بإصدار مرسوم بشكل سريع، يرفع فيه كل «الإجراءات العقابية» التي اتخذها ضد القطاع، بسبب تشكيل تلك اللجنة.
تصريحات قيادات حركة حماس، ترافقت أيضا مع تصريحات لقادة حركة فتح، رحبوا خلالها باستجابة حماس لمطلب حل اللجنة الإدارية، حيث وصف عضو اللجنة المركزية للحركة عباس زكي، الاستجابة بأنها مثل استجابة لـ«صوت العقل» وتمنى على حماس «الجدية في تنفيذ وتحقيق المصالحة والوحدة، وصولا إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية» وهو أيضا أمر رحب به في البداية عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لفتح، والمشرف على ملف المصالحة، ورئيس وفد الحركة خلال الاجتماعات مع المسؤولين المصريين مؤخرا.

الطرفان أبديا الحذر

وترافقت التفاهمات الجديدة مع ترحيب الفصائل الفلسطينية، التي دعت لاستمرار العمل لإنهاء الانقسام، وفتح صفحة جديدة في العلاقات، وطالبت في الوقت ذاته بقيام السلطة بوقف «الإجراءات الحاسمة» التي اتخذتها سابقا تجاه غزة لمعاقبة حركة حماس، وهو مطلب كرره أيضا قادة الحركة خلال الأيام الماضية، باعتبار أن السبب وراء هذه الإجراءات المتمثلة في خصم جزء من رواتب الموظفين وتقليص كميات الكهرباء وغيرها قد أزيل.
غير أن ربط إزالة هذه الإجراءات، وعقد اللقاءات الثنائية بين وفدي فتح وحماس بالرعاية المصرية في العاصمة القاهرة خلال الفترة المقبلة، بزيارة حكومة التوافق لقطاع غزة، واستلام مهامها بالكامل، دفع السكان والمراقبين لإبداء الخشية من عدم قدرة الطرفين على تجاوز مرحلة الخلافات، مع بدء بحث التفاصيل الدقيقة، التي أعاقت في مرات سابقة تنفيذ اتفاقيات كاملة جرى إقرارها من الحركتين وباقي الفصائل.
ونصت تفاهمات القاهرة الأخيرة التي لم يعلن عنها الطرفان بشكل رسمي، على أن يمثل إعلان وفد الحكومة تسلمه كامل المسؤولية عن إدارة قطاع غزة «الضوء الأخضر» لانطلاق اللقاءات الثنائية، التي ستبحث في تفاصيل أكثر أهمية لها علاقة بتشكيل حكومة وحدة وطنية، والاتفاق على إجراء الانتخابات العامة.
ومع اقتراب وصول وفد حكومي رفيع، وربما وصول الحكومة بأكملها من أجل عقد اجتماع لها في غزة، بعد غياب دام لثلاث سنوات، خاصة وأن الحكومة التي يرأسها الدكتور رامي الحمد الله، أعلنت في اجتماعها الأخير الذي تلا تفاهمات المصالحة، استعدادها لتسلم مسؤولياتها في قطاع غزة، وقالت أن لديها «الخطط الجاهزة والخطوات العملية لتسلم كافة مناحي الحياة في قطاع غزة» وتصاعدت المخاوف من ظهور «الشيطان» في التفاصيل، وهو أمر لم يخفه الشارع الفلسطيني في مجالسه الخاصة، وكذلك لم يخفه ساسة كثر في أحاديث جانبية، وعبر عنه مراقبون بشكل واضح في تحليلات سياسية للواقع الجديد.
وبرر هؤلاء مواقفهم بربط القيادة الفلسطينية موضوع وقف «الإجراءات الحاسمة» بتسلم الحكومة مهامها، وهي صيغة حملت نوعا من التشكيك في إمكانية تنفيذ الأمر، خاصة وأن التفاصيل الأولية التي ستبحثها الحكومة في غزة، قبل التفاصيل الكبيرة التي سيبحثها لاحقا الطرفان في القاهرة، تحمل وجهات نظر متباينة بشكل كبير.
وفي هذا السياق قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أحمد حلس، في تصريحات سابقة، أن حل حماس للجنة الإدارية يعتبر «خطوة إيجابية» وأن عملية تمكين حكومة التوافق من العمل في غزة ستكون «الخطوة الأهم».

ملفات خلافية

ويعتبر أول ملفات الخلاف التي لم يجر الإعلان عن طريقة حلها من قبل الطرفين بشكل رسمي، هو ملف الموظفين في غزة الذين عينتهم حركة حماس، وتطالب بدمجهم في مؤسسات السلطة.
فالحركة ربطت سابقا قبولها بحل اللجنة الإدارية، بحل مشكلة الموظفين وعددهم نحو 40 ألف، لم يشر بيانها الأخير إلى ملفهم، كذلك لم تشر تصريحات قيادة حركة فتح إلى الملف، وسط أنباء ذكرت أن حل قضيتهم سيستند إلى «الورقة السويسرية» التي تشمل تشكيل لجنة حكومية تبحث في عملية دمجهم مع موظفي السلطة الذين كانوا على رأس عملهم قبل سيطرة حركة حماس.
وإضافة إلى ملف الموظفين الشائك، والذي يحتاج حله إلى أشهر، هناك ملف الأمن في غزة، خاصة وأن وزارة الداخلية من الوزارات التي من المفترض أن تتسلم إدارتها حكومة التوافق، وهو أمر سيكون صعبا نظريا وعمليا، حيث تدار هذه الوزارة من حركة حماس، ولم تكن ضمن مباحثات سابقة أجريت بين الطرفين عند وصول حكومة الحمد الله قبل ثلاث سنوات لغزة، حيث لم يعرف مصير أفراد هذه الوزارة التي تضم تشكيلات وأجهزة أمنية وشرطية، ويبلغ تعداد العاملين فيها نحو نصف موظفي حماس في غزة.
وإضافة إلى مجمل هذه القضايا التي لها علاقة بالشأن الحكومي، سيكون أمام وفدي فتح وحماس، مهام ليست باليسيرة للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، حيث اختلفتا سابقا خلال مباحثات رعتها قطر العام الماضي، على برنامج هذه الحكومة، إضافة إلى طريقة إجراء الانتخابات، وعقد المجلس الوطني الفلسطيني، ودخول حماس والجهاد الإسلامي في منظمة التحرير.
وسبق أن نسفت هذه الخلافات وتفاصيلها الدقيقة، عديد التفاهمات التي جرى التوصل إليها بين الطرفين، وفي مقدمتها عدم قدرتهما على تطبيق بنود اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة حتى اللحظة.
وبعد التجارب السابقة وفشل الاتفاقيات خلال السنوات العشر الماضية، إلا ان سكان غزة يأملون هذه المرة أن تخيب توقعاتهم، حيث ينظرون لإنهاء الخلاف القائم بين فتح وحماس، إلى غير رجعة، ليكون بذلك بداية لرفع الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ 11 عاما، والذي حول حياتهم إلى كابوس، خاصة مع ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وهم ينتظرون تطبيق الملف بالكامل، واستلام الحكومة مهامها لتقوم بحل المشاكل اليومية المتمثلة في أزمة الكهرباء والمياه، وفتح المعابر المغلقة أمام المسافرين.
وظهر يأس السكان مجددا في تعليقات كتبوها على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية الإعلان عن التفاهمات الجديدة، وكان أبرز التعليقات ذلك التساؤل الأبرز «معقول في مصالحة هذه المرة؟».

تفاهمات فتح وحماس غامضة والشارع ينتظر مقبل الأيام بحذر
الغزيون يأملون ان تتكلل الجهود بالنجاح لحل مشاكلهم
أشرف الهور

رهان إسرائيل: مصالحة حماس وفتح في طريقها إلى الفشل

Posted: 23 Sep 2017 02:15 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: طالما تبنت الصهيونية استراتيجية «فرق تسد» الاستعمارية من أجل ترجيح كفتها ضمن موازين القوى مع الشعب الفلسطيني ونجحت في إضعافهم والنيل منهم أكثر من مرة نتيجة فقدانهم الوحدة. والحديث بدأ منذ انفجر الصراع على فلسطين غداة قرار عصبة الأمم بفرض الانتداب عليها من خلال بريطانيا راعية الحركة الصهيونية وداعمتها. تجلت خسارة الفلسطينيين الكثير من مكاسبهم نتيجة جملة أسباب من أهمها شرذمتهم وتورطهم في خلافات داخلية في عدة وجوه منها ذاك الصراع النازف بين من عرفوا بـ «المجلسيين» بقيادة مفتي القدس ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى الحاج أمين الحسيني وبين المعارضة بقيادة عائلة النشاشيبي وشركائها. وتعتبر الثورة الفلسطينية الكبرى (1936- 1939) من المفارق الحاسمة في مسيرة النضال الفلسطيني التي ساهم الفلسطينيون بإيذاء أنفسهم. تلك الثورة التي كلفت آلاف الشهداء والجرحى الفلسطينيين ومهدت لخسارة أكثر فداحة عام 1948 مرد الخسارة فيها عدة أسباب من أبرزها انقسامها ودخولها بما يشبه الحرب الأهلية بتشكيل «فصائل السلام» بتشجيع بريطانيا وغيرها وبين الثورة وقيادتها. مع الشرخ الكبير التالي في صفوف الفلسطينيين قبل عقد، عادت إسرائيل لتلعب دورا غير مباشر في تكريس الانقسام القاتل بين حركتي حماس وفتح بطرق شتى. من أهم حيل الاحتلال في منع المصالحة وإدامة الانقسام الذي أشغل الفلسطينيين عن الاحتلال وتسبب بتراجع دعم العرب والأجانب لهم تمثل بالفصل التام بين رام الله وغزة وتكرار دق الأسافين بين الإمارتين اللتين تذكران بملوك الطوائف. وفي كل مرة سعت السلطة الفلسطينية للتقرب من حماس نحو رأب الصدع، كانت إسرائيل تسارع للتحريض عليها ومحاولة دمغها بالتهمة إياها «دعم الإرهاب» موجهة دعوة ديماغوجية للرئيس عباس للاختيار بين السلام وبين حماس. في المقابل كانت تتجاهل الرئيس عباس في صفقات تبادل الأسرى مثلما تجاهلت السلطة الفلسطينية عندما انسحبت أصلا من غزة في 2006.

لماذا تصمت إسرائيل؟

وهذه المرة تصمت إسرائيل رسميا وعن ذلك يتساءل مدير هيئة الإذاعة الإسرائيلية يوني بن مناحيم معتبرا أنه سلوك غريب.
وأوضح بن مناحيم في مقال نشره موقع «نيوز ون» أن هذا الصمت الإسرائيلي يتزامن مع ما يجري الحديث عنه من رفع الفيتو الأمريكي عن المصالحة، وإعطاء الرئيس دونالد ترامب الضوء الأخضر لمصر والسلطة الفلسطينية لاستكمال هذه المصالحة بغرض الخروج بموقف فلسطيني موحد للذهاب لمفاوضات سياسية مع إسرائيل.
ويستذكر بن مناحيم المقرب من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل أعلنت معارضتها لاتفاقات مصالحة فلسطينية سابقة بصورة حادة، ورفضت أي تعاون وتقاسم للحكم بين حماس والسلطة الفلسطينية. وقال إن إسرائيل ربما تحاول هذه المرة التزام الحذر وعدم التعقيب، انطلاقا من تقديرها أن اتفاق المصالحة لن يخرج إلى النور ولن تتمكن الحركتان من ترجمة تصريحاتهما إلى سلوك عملي على الأرض.

نموذج حزب الله

وأوضح أن إسرائيل لديها تقديرات أن حماس ذاهبة باتجاه تقليد نموذج حزب الله في لبنان ونقله لقطاع غزة، وأن الحركة لا تريد أن تكون مسؤولة عن إدارة شؤون الفلسطينيين الحياتية والمعيشية في غزة، وفي الوقت ذاته تريد الاستمرار في المحافظة على الوضع الأمني الداخلي وعدم تفكيك الأجهزة الأمنية أو جهازها العسكري.
ونقلا عن مصادر إسرائيلية حكومية أشار إلى أن إسرائيل تقدر أن حماس قد تصل في محاكاتها لنموذج حزب لله إلى تشكيل حزب سياسي مقرب من الحركة للدخول في الانتخابات البرلمانية، وربما المشاركة بوزراء في الحكومة المقبلة.

الاتفاقات السابقة

وختم بالقول إن معلومات إسرائيل الأمنية تفيد أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يدرك نوايا حماس، لكنه سيبذل جهده لمنعها من تنفيذها، وهو يريد من هذه المصالحة تحقيق إنجاز سياسي خاص به، يظهره ممثلا لكل الفلسطينيين، وناجحا في توحيدهم بعد عشر سنوات صعبة من الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية. وهذا ما تتوقعه أيضا دراسة إسرائيلية جديدة بعنوان «مصالحة حماس وفتح في طريقها للفشل»، لم تستبعد أن تلقى المصالحة المصير نفسه الذي عرفته اتفاقات ومبادرات سابقة وهو الفشل.
وأضافت الدراسة التي نشرها معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أن فتح وحماس وقعتا سابقا سلسلة اتفاقات عديدة كان مصيرها «الفشل الذريع» ومن بينها ما تم التوقيع عليه في مكة 2007، وصنعاء 2008، والقاهرة 2011، والدوحة 2012، والشاطئ 2014، ولذلك ليس مستبعدا – تقول الدراسة- أن «تؤدي الظروف الحالية إلى النتيجة ذاتها من الإخفاق».

ما وراء الإعلان

وعن أسباب إعلان حماس خطوتها الأخيرة، ترى الدراسة أن ضغوطا متلاحقة على الحركة – التي تفرض سيطرتها على غزة- دفعتها إلى حل اللجنة الإدارية في القطاع، مشيرة إلى أن «الطريق للمصالحة الفلسطينية لا يزال طويلا جدا».
وضمن هذا السياق، قال جلعاد شير، أحد المشاركين في الدراسة وهو الرئيس السابق لدائرة المفاوضات مع الفلسطينيين، إن المصالحة الأخيرة جاءت في وقت يعيش فيه قطاع غزة ضائقة صعبة وبطالة مرتفعة وأزمة إنسانية، في حين تخوض حماس منذ وقت طويل معركة بقاء سياسي في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة المتلاحقة وتبدل شبكة التحالفات السياسية للحركة بين دول المنطقة.
وأضاف شير، الجنرال الإسرائيلي المتقاعد الذي سبق له أن تقلد مناصب عسكرية مرموقة في جيش الاحتلال، أن استجابة حماس للمصالحة بحل اللجنة الإدارية وضعت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في معضلة صعبة، لأنه لو عادت حكومة التوافق الموالية له إلى القطاع «فسيكون مطلوبا منها الاهتمام بتحسين ظروف سكان القطاع، وهو ما من شأنه تحويل الانتقادات الشعبية من حماس إلى عباس، ولذلك فهو لا يبدو معنيا بالانتخابات العامة، ولا ضم حماس لمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية».

أهداف مصر

في جانب آخر، أوضح الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية كـــوبي ميخـــائيل، أن مصــر ضغطت كثيرا على حماس لحل لجنتها الإدارية والعودة لمحادثات المصالحة.
وأضاف ميخائيل – الذي أصدر عددا من الدراسات والكتب الخاصة بالصراع مع الفلسطينيين وشارك في الدراسة المنشورة- أن مصر تسعى من وراء المصالحة بين حماس وفتح إلى تحقيق أهداف عدة، أهمها عودتها للعب موقف ريادي في العالم العربي ووسيط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأضاف أيضا، أن مصر لا ترغب في تلقي المزيد من الانتقادات العربية بسبب تفاقم المعاناة في غزة، وهو ما دفع حماس إلى الاستجابة لمطالب القاهرة الأمنية بشأن تأمين الحدود المشتركة وإغلاق الأنفاق.
أما ليران أوفيك وهو باحث إسرائيلي متخصص في الحركات الإسلامية، فقد اعتبر أن تحقيق المصالحة الأخيرة جاء نتيجة لتشديد العقوبات في الأشهر الأخيرة على قطاع غزة، رغم أن حماس لن تتنازل عن ممتلكاتها الاستراتيجية الأكثر أهمية، وهي قوتها العسكرية وسيطرتها الأمنية على غزة.
وانطلاقا من المعطيات السابقة، توقع أوفيك المشارك الثالث في الدراسة أن تكون أي حكومة مقبلة خاضعة لأفكار حماس، وهو الأمر الذي سيساهم في تآكل موقف عباس أكثر، وتراجع شرعية حكومته، ولذلك «فهو لن يسارع بإجراء الانتخابات العامة التي تزداد فيها فرص خسارته».

الأفضل لإسرائيل

ومن بين الخلاصات التي خرجت بها الدراسة أن من الأفضل لإسرائيل ألا تتدخل في الخطوات الجارية للمصالحة الفلسطينية، طالما أنها تسعى لإبقاء الردع أمام حماس ومنع وقوع حرب قادمة أو استبعادها قدر الإمكان مع استكمال بناء الجدار الجديد على حدود غزة.
ومتناغما مع الموقف الإسرائيلي المعلن شددت على أن تخفيف إسرائيل للضائقة الإنسانية في غزة مشروط بالهدوء الأمني المتواصل ووقف تقوية حماس.
وترجح دراسة المعهد الإسرائيلي أن حماس قد تذهب باتجاه المناورة بما يتوافق مع مفاهيم قيادتها وإقحام عباس والسلطة في الفخ رغم أن السلطة الفلسطينية لا تزال الشريك الأكثر أريحية لإسرائيل لإعمار القطاع، بالنظر لما راكمته من خبرة طويلة المدى في العمل المشترك في المجالات الأمنية والمدنية.
يشار إلى أن حركة حماس أعلنت الأحد الماضي حل اللجنة الإدارية في غزة (المسؤولة عن إدارة المؤسسات الحكومية) وذلك «استجابة للجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام».
ودعت الحركة حكومة الوفاق للقدوم إلى قطاع غزة «لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فورا».
ويأتي حل اللجنة في إطار جهود تبذلها مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام المتواصل منذ عام 2007 بالتزامن مع وجود وفدين من قيادات حماس وفتح في العاصمة القاهرة.

رهان إسرائيل: مصالحة حماس وفتح في طريقها إلى الفشل

وديع عواودة

المصالحة الوطنية الفلسطينية سفينة نجاة للقضية أم للفصيلين؟

Posted: 23 Sep 2017 02:15 PM PDT

نيويورك ـ «القدس العربي»: أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه أمام الجمعية العامة أنه في طريقه إلى المصالحة الوطنية وأن حكومة الوحدة الوطنية عائدة إلى غزة وأنه سيدعو المجلس الوطني الفلسطيني للانعقاد لتحديد الاتجاه الجديد للعمل الوطني الفلسطيني بعد أن وصل حل الدولتين إلى طريق مسدود، وبعد أن ضاعت الأرض التي كان من المفروض أن تقام عليها الدولة الفلسطينية. فهل المصالحة المقبلة التي جاءت نتيجة وساطة مصرية جدية أكثر من المرات الثلاث السابقة التي أشرفت عليها السعودية ثم قطر ثم مصر أيام مبارك؟ وهل الفصيلان الأساسيان يعملان الآن على انقاذ سفينة الوطن التي تكاد تغرق أم انقاذ الفصيلين المأزومين كل لأسبابه؟
من الواضح أن القضية الفلسطينية على أبواب مرحلة في منتهى الخطورة تؤدي فيما لو نفذت المخططات المتداولة كما يرشح منها في وسائل الإعلام إلى إنهائها مرة وإلى الأبد. فالحل الإقليمي هو المطروح على الطاولة الآن. فقد استطاعت حكومة نتنياهو أن تقنع إدارة ترامب بالتخلي عن حل الدولتين واستبداله بالحل الإقليمي وتحسين الأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية وغزة وربط غزة بالضفة الغربية وربط الضفة الغربية بالأردن. ويبدو أيضا أن هذا الحل مقبول الآن من قبل أربع دول عربية على الأقل لها تأثير مباشر على الفلسطينيين. الدول العربية الأربع هذه لوحت باستبدال عباس بدحلان وبدأت تعمل على مصالحة بين دحلان وحركة حماس في قطاع غزة، الأمر الذي أثار مخاوف عباس وتراجع عن تعنته في موضوع المصالحة، وأسرع في تقبل الوساطة المصرية للمصالحة لاستبعاد التيار الدحلاني من جهة ولتقوية أوراق التفاوض التي يملكها في حالة ما استؤنفت المفاوضات من جهة أخرى. أما حركة حماس والتي في دورها أبدت استعدادا لتقبل التيار الدحلاني، تشعر بضرورة تخفيف الاحتقان الداخلي الذي وصل حد الانفجار ودفع ببعض الشباب اليائس إلى الانتحار أو ركوب سفن الموت في المتوسط بعد أن فشلت الحركة في حل مشاكل المواطنين المتعلقة بالحاجات الأساسية مثل الماء والكهرباء والسكن والغذاء والدواء. فصيل فتح الذي يقود السلطة الفلسطينية ليس أحسن حالا من حماس. لقد أوصل الشعب الفلسطيني إلى طريق مسدود أدى بالقضية إلى شبه الانهيار التام لدرجة أن أبو مازن قال بكل وضوح في خطابه أمام الجمعية العامة «أن هناك احتلالا بدون تكلفة وسلطة بدون سلطة». الأدهى من ذلك أن بعض رموز السلطة يتسابقون في إعطاء التصريحات التي تتضمن الاستعداد لتقديم تنازلات خطيرة أكبر من التي قدمها لهم اتفاق أوسلو.
في ظل هذه الأجواء التي تشير إلى امكانية انفجار الأوضاع الداخلية تأتي المصالحة بين فصيلين مأزومين وصلا وأوصلا الشعب في الأراضي المحتلة إلى حافة الانهيار. ألم يكن الانقسام أصلا نتيجة مباشرة لاستبدال النضال بالمفاوضات ووضع الثقة في الوسيط الأمريكي بدل الاعتماد على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وتحويل المناضلين إلى موظفين واعفاء إسرائيل من تبعات الاحتلال وإعطاء الفرصة الكاملة لإسرائيل أن تنجز برنامجها بكل هدوء وثقة على الأرض وتخلق حقائق راسخة من الصعب تغييرها؟ أليس ذلك كله نتائج مباشرة لاتفاقية أوسلو المشؤومة؟ ألم يكن انتخاب حماس أصلا ردا على السلطة وما جرته من مآس على الشعب الفلسطيني؟

خطوات أساسية

إذا أراد الفصيلان الأساسيان انجاح المصالحة فعلا من أجل انقاذ الوطن أو ما تبقى منه وليس الخروج من أزمتيهما، فعليهما أن ينطلقا أولا من بعض الحقائق وصولا إلى توجه جديد للعمل على انهاء الاحتلال فعلا لا قولا:
أولا: مراجعة اتفاقيات أوسلو الكارثية والاعتراف بالخطيئة التاريخية التي وقعت فيها القيادة وجرت معها الشعب الفلسطيني دونما ذنب منه. لقد أعطت الاتفاقيات شرعية لاحتلال فلسطين التاريخية مقابل وعود غامضة مرهون تنفيذها من قبل إسرائيل بتغييرات جذرية في الايديولوجيا والمسلك والممارسة والوظيفة التي كانت تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية. وفتحت أوسلو الطريق أمام الأنظمة للشروع في تطبيع مجاني وعلني واتسع التطبيع والتعامل مع إسرائيل وتبادل الزيارات والتجارة بشكل غير مسبوق واقامة علاقات بشكل أو بآخر مع أكثر من 11 دولة عربية. ألم يحن الوقت للاعتراف بهذه الخطيئة والاعتذار عنها والاقرار بما جرته على شعبنا من ويلات والتعهد رسميا بالتخلي عنها؟
ثانيا: لقد وصل الانقسام الفلسطيني الفلسطيني لدرجة من العمق والاتساع لم يصل إليه أي خلاف داخلي في تاريح الحركة الوطنية الفلسطينية. وجاء الانقسام أصلا على أرضية أوسلو والخلاف بين توجهين: المفاوضات أو المقاومة. فلا المقاومون قاوموا ولا المفاوضون أنجزوا. لقد تحولت السلطة إلى جهاز أمني يخدم الاحتلال بكل دقة ويلاحق المناضلين ويسهل لقوات الاحتلال مهماتها في الأراضي المحتلة ويكتم الأنفاس ويضيق حريات التعبير ويحول المناضلين إلى مطاردين وسجناء. وتحولت سلطة حماس في غزة إلى شبه إمارة إسلامية تفرض فيها ايديولوجيتها على الأطفال والنساء والمدارس والشواطئ والمقاهي وواجهات المحلات وتمارس الاعدامات الميدانية وسحل الجثث بالدراجات وفرض ضرائب جديدة.
ثالثا- انهاء الانقسام يعني انهاء السلطتين بجدية واستبدالهما بسلطة انقاذ مؤقتة تضم شخصيات وطنية نظيفة حريصة على شعبها من كافة الأطياف بعيدا عن الفصائل ورموز الفساد والمحسوبيات. ويجب أن نقر أولا أن هذا المشهد المأساوي الذي تعيشه القضية الفلسطينية الآن هو حصيلة مسيرة طويلة من عملية تكييف منتظمة لاخراج الثورة الفلسطينية المعاصرة من نهج التحرير إلى نهج التسوية، ومن حركة تحرر وطني إلى حركة استقلال وطني ومن نهج التحالف مع الجماهير صاحبة المصلحة في التحرر والتحرير إلى الالتصاق بالأنظمة العربية الأكثر تخلفا، ومن الاعتماد على الجماهير في دعم الثورة إلى الاعتماد على أموال الدول المانحة المسمومة والتي حولت المناضلين إلى موظفين ورجال الخنادق إلى نزلاء فنادق.
رابعا- تقوم سلطة الانقاذ المؤقتة بالعمل بجد على تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ودخول كافة الفصائل في خيمتها- لقد جرت عملية تهميش متعمدة لكل ما تمثله منظمة التحرير الفلسطينية. فالمجلس الوطني معطل والمجلس المركزي معطل. وأما اللجنة التنفيذية فقد رحل عدد كبير من أعضائها واختصرت بمجموعة قليلة من الأعضاء من الموجودين في دائرة السلطة الفلسطينية يستخدمون عند الحاجة وقد يطرد الواحد منهم بإشارة من الرئيس. تفعيل المنظمة عمل جماعي يجب أن يشمل كافة مناطق الشتات بلا استثناء. هناك ضرورة لإعادة بناء المجلس الوطني الفلسطيني بجدية وبعدد معقول من الشرفاء والمناضلين الذين يمثلون فعلا قوى مدنية وسياسية وتجمعات ونقابات وأصحاب فكر ومهارات وفاعليات فنية وثقافية واقتصادية. يمارس الانتخاب حيث يمكن ممارسته ويتم الاختيار الاجماعي أو شبه الاجماعي عندما يتعذر الانتخاب. وبعد اكتمال إنشاء المجلس الوطني الجديد يدعى للاجتماع لانتخاب لجنة تنفيذية وإقرار برنامج المرحلة المقبلة.
رابعا – إقرار برنامج النضال والمقاومة الشاملة والذي على أساسه ترسخ المصالحة والوحدة الوطنية – لا شيء يوحد الشعب الفلسطيني مثلما يوحده النضال والمقاومة (نتذكر ما حصل في مواجهات الأقصى مؤخرا). ولا شيء يضمن اصطفاف جماهير الأمة العربية والإسلامية وشرفاء العالم إلا النضال لانتزاع الحقوق. وما أقصده بالنضال والمقاومة هنا، بعد أن أصبح الحديث عن الثورة والكفاح المسلح نوعا من المغامرة والتطرف غير المقبول، هو الانتماء إلى حالة ذهنية تقوم أساسا على مبدأ أن الحقوق تنتزع انتزاعا، وأن صاحب الحق قوي ما دام متمسكا بحقوقه ورافضا التخلي عنها وأن التنازل عن جزء من الحقوق يفتح المجال للاستمرار في تقديم التنازلات وكلما قدم تنازلا طالب الأعداء بالمزيد حتى لا يبقى ما يقدمه فيتخلصون منه. إن المقاومة السلمية ستنجز في وقت قصير أكثر بكثير مما أنجزته جماعة «الحياة مفاوضات» في 24 سنة.
بهذه الخطوات، في رأينا المتواضع، يمكن لشعبنا وقواه الحية أن تنجز المصالحة وتعزز الوحدة الوطنية وتتوجه للنضال السلمي الجماعي المتواصل والمتراكم والمتعاظم لإنجاز المشروع الوطني الذي يعيش حاليا حالة احتضار.

المصالحة الوطنية الفلسطينية سفينة نجاة للقضية أم للفصيلين؟

عبد الحميد صيام

إعلان حماس هل هو طريق للمصالحة أم عودة إلى المربع الأول؟

Posted: 23 Sep 2017 02:14 PM PDT

قدمت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» هذا العام سلسلة من المفاجآت التي تعبر عن تحولات في التفكير والمواقف السياسية، فمن اللجنة الإدارية إلى تعديل ميثاق الحركة بحيث أصبحت لغته موائمة للظرف السياسي، إلى انتخاب قيادة جديدة ومن ثم ترتيب العلاقة مع الجارة مصر وأخيرا ما أعلنت عنه الأسبوع الماضي من حل اللجنة الإدارية أو حكومة الظل، كما تطلق عليها السلطة وموافقتها على انتخابات والمضي على طريق المصالحة مع حركة فتح، منافستها على الساحة السياسية الفلسطينية. وأثارت تحولات حماس تساؤلات حول ما تريد تحقيقه بعد عقد من السيطرة على القطاع وحصار إسرائيلي ومصري، وإن كانت الحركة تريد تخفيف الضغوط التي زادت في الأشهر الأخيرة بسبب توقف السلطة عن دفع فواتير الكهرباء وغيرها من الالتزامات. وعليه فالسؤال إن كان قرار حماس المفاجئ الذي جاء متزامنا مع رحلة رئيس السلطة محمود عباس إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة وبعد اسبوع من المحادثات في مصر، سيقود بالفعل للمصالحة الوطنية وانتخابات، أم أنه تعبير عن موقف براغماتي لقيادة حماس الجديدة ومحاولة منها لتخفيف حدة الحصار المفروض على القطاع الذي يسكنه 1.8 مليون نسمة. ويرى مهدي عبد الهادي، من جمعية «باسيا» في القدس الشرقية أن اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي ويحيى السنوار، مسؤول القطاع راغبان بفتح شريان حياة والتخفيف عن القطاع. وقال لصحيفة «نيويورك تايمز» (19/9/2017): «رفع الحصار وفتح المجال للناس كي يتنفسوا» وتوفير «كهرباء وماء ورواتب وأدوية بدلا من المتفجرات». وتعلق الصحيفة أنه بدلا من دفع الفلسطينيين باتجاه مستقبل مليء بالأمل فمقامرة حماس ليست إلا إعادة عقارب الساعة للوراء. فمصالحة وطنية تمنح حياة لمحادثات التسوية تقتضي سلطة وطنية فاعلة وتحولا كبيرا من حماس وموقفا مرنا من إسرائيل والولايات المتحدة. وفي الوقت الحالي لا يتوفر أي من هذه العناصر. فعدم الثقة من جانب حماس مع عباس ونفاد صبرها هو ما قادها لتعيين اللجنة الإدارية في آذار (مارس). وكان رد رئيس السلطة حاسما، حيث توقف عن دفع فواتير الكهرباء لإسرائيل التي خفضت تزويد القطاع بالتيار الكهربائي لأربع ساعات يوميا وأوقف إرسال الأدوية إلى غزة ودفع رواتب الموظفين وأحال عددا كبيرا منهم على التقاعد المبكر.

ماذا بعد؟

ومن هنا يرى محللون في البيان الذي أصدره هنية يوم الأحد عودة للعبة بين حماس وفتح إلى ما كانت عليه بداية العام الحالي، أي إلى ما قبل تحرك حماس لتعيين «حكومة الظل». وتساءل ناثان ثرول، المحلل في شؤون الشرق الأوسط بمجموعة الأزمات الدولية ومؤلف كتاب «اللغة الوحيدة التي يفهمونها: إجبار إسرائيل وفلسطين على التنازل» إن كان تحرك حماس لجعل اللجنة الإدارية دائمة قد نجح بعد أن «تحول إلى تنازل كبير لتفكيكها». ورغم تطلع الفلسطينيين للمصالحة بين فتح وحماس إلا أنه لا يعرف ماذا سينتج عن العرض الأخير خاصة في ظل عدم تغير الموقف الإسرائيلي والأمريكي من الحركة التي لم تنبذ العنف أو تعترف بإسرائيل. ومن هنا فلن تسمحا لحماس بالمشاركة في السلطة في الضفة الغربية وفي السلطة الوطنية بشكل عام. ولم تشر حماس إلى السلاح ما يعني أنها ستظل المهيمنة على الأمن في القطاع حتى لو أرسل عباس قواته الأمنية. وبنفس المثابة لن يدعو إلى انتخابات جديدة خشية أن تفوز بها حماس كما فعلت في عام 2006. كما ولن تسارع السلطة لتحمل مسؤولية القطاع وتوفير الخدمات في وقت تقف فيه حماس جانبا. وكما يقول ثرول «من المنظور الخارجي، فلا يسيطرون (السلطة) على غزة اليوم ولهذا فستكون عودتهم أحسن من لا شيء» ولكن السلطة تنظر إليها من جانب آخر «لماذا أتحمل العبء واللوم في نفس الوقت».

الدور المصري

ربطت حماس إعلانها أنه جاء تلبية للدور المصري، حيث شكرت القيادة المصرية واهتمامها بالوحدة الوطنية الفلسطينية وأثنت على جهود المخابرات العامة. وبالتأكيد فحماس تعتمد على مصر بشكل كبير من ناحية المعبر الوحيد لها على العالم الخارجي وحركة السكان وتريد علاقة جيدة مع حكومة عبد الفتاح السيسي التي قامت بحملة تضييق على الحدود وتدمير للأنفاق بعد الانقلاب على حكومة محمد مرسي عام 2013. وتقدمت الحركة هذا العام بسلسلة من التحركات، ففي أيار (مايو) نشرت الحركة وثيقة مهمة حذفت منها البند في الميثاق الذي يشير لعلاقتها مع الإخوان المسلمين. ووافقت على الطلب المصري لإقامة منطقة عازلة على الحدود المصرية مع غزة لغرض احتواء تحركات الجهاديين من وإلى سيناء. ويرى محللون أن سبب تدخل مصر نابع من النظرة التي ترى انها متواطئة مع إسرائيل في حصار غزة ومعاناة سكانه. وهي لا تريد أن تتحمل المسؤولية حال اندلع العنف فيه. بل على العكس يقول المراقبون إن مساعدة القاهرة في تخفيف الحصار سيعيدها للدور السابق وهو الدفاع عن القضية الفلسطينية. وبدأت جهود التقارب المصرية من حماس بشكل متسارع في عام 2014 كجزء من الجهود لتحقيق الاستقرار في سيناء حيث يخوض الجيش حربا دموية هناك مع فرع «الدولة الإسلامية» أو ما يعرف بولاية سيناء. وساعد في تسريع الجهود أيضا الأزمة الخليجية التي اندلعت في حزيران (يونيو) وقادتها السعودية والإمارات ضد قطر. وانضمت مصر إلى الحملة، حيث اتهمت الدوحة بتمويل حماس من ضمن أشياء أخرى. وكانت قطر هي الممول الرئيسي للمشاريع في قطاع غزة.
ومن هنا وجدت مصر والإمارات في خسارة حماس الراعية فرصة للدخول. وفي هذا الصيف فتحت مصر معبر رفح أكثر من مرة بشكل دفع حماس لتقديم معلومات عن نشاطات الجهاديين في سيناء. ولم يكن التعاون بدون ثمن، فقد عانت الحركة من عمليات انتقامية أدت لمقتل أربعة من عناصرها. وكما يقول أورلاندو كروكروفت في «نيوزويك» (17/9/2017) فقد وجدت حماس نفسها أمام تحد ليس من مصر وإسرائيل وفتح ولكن من المتشددين الإسلاميين الذين تأثروا بتنظيم «الدولة» في العراق وسوريا و«ولاية سيناء» أيضا. وشن هؤلاء هجمات صاروخية على إسرائيل حملت حماس مسؤوليتها. ومع تدهور الأوضاع أبدى السنوار لهجة تصالحية، ووصف الانقسام بداية هذا العام بأنه «انتحار لمشروع حركة التحرير الوطني». ووعد بحل اللجنة الإدارية وهو وعد أوفى به يوم الأحد بشكل وضع الكرة في ملعب عباس الذي لو وافق على عقد انتخابات فسيضع حركته والمناطق الفلسطينية أمام أزمة سياسية. فلو فازت حماس فستقوم إسرائيل والولايات المتحدة بتجميد الدعم كما حصل عام 2006 لأنهما تعتبران الحركة كيانا إرهابيا.
ولكن هناك أسبابا شخصية، منها الدور الذي لعبه محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح والذي أصبح الشخصية المفضلة لدى كل من مصر والإمارات ويعتبر العدو الرئيسي لعباس. واتهمه الأخير بالفساد. وتحضر هذه الأطراف دحلان، 55 عاما، للعب دور مهم بعد رحيل عباس، 81 عاما. ومع أن شعبيته ليست كبيرة في غزة ويتذكر الإسلاميون قمعه لهم عندما كان مسؤولا عن أمن غزة. وبعد سيطرة حماس على القطاع عام 2007 وخروج فتح وتحميله مسؤولية خروج غزة عن سيطرة السلطة عاش في المنفى متنقلا بين أبو ظبي والقاهرة. وفي ظرف الضائقة المالية التي تعيشها حماس ونتيجة لتداعيات حصار قطر، فربما كانت الحركة مستعدة لتناسي الماضي وفتح الباب أمام عودة أنصاره إلى القطاع مقابل الحصول على دعم مالي من الإمارات. ويعني هذا خروجا من العزلة المفروضة عليها. ولكن هل يعني هذا أن الفلسطينيين في طريقهم للمصالحة؟ كما أشرنا أعلاه فالرغبة لتحقيقها عامة بين الفلسطينيين، لكن المحاولات التي جرت منذ عام 2007- 2014 لم تنجح. وتقول مجلة «تايم» (19/9/2017) إن الفلسطينيين اليوم موزعون بين غزة تحت حكم حماس والضفة الغربية حيث يدير عباس أرخبيلا من المدن والبلدات التي قطعها التوسع الاستيطاني. أما فلسطينيو الشتات في الأردن ولبنان وسوريا فتمثلهم منظمة التحرير الوطني من الناحية النظرية. ويقول ثرول إن حل اللجنة الإدارية قد يؤدي لتخفيف الإجراءات العقابية التي اتخذتها السلطة.

مصالحة أم خصام؟

ومن ناحية المصالحة ترى «تايم» أن هناك سجلا متقلبا فيها بين النجاح والفشل. فلم تعمر حكومة الوحدة الوطنية التي شكلت عام 2007 حيث سيطرت حماس على القطاع. وفي عام 2014 قامت إسرائيل بضرب قطاع غزة مدة 52 يوما وقام عباس في نهاية ذلك العام بحل حكومة الوحدة. وتقول المجلة إن هناك القليل الذي يقترح أن السلطة الوطنية قد غيرت موقفها من حماس. ويرفض مسؤولو فتح فكرة بقاء السلطة الأمنية بيد حماس في القطاع. ولهذا فمن المستبعد أن تتخلى الحركة عنها لأنها تمثل مصدرا للنفوذ لها. ورغم ترحيب عباس بالخطوة الأخيرة واتصاله بهنية، إلا أن فكرة المشاركة مع منافسيه في حكومة جديدة قد لا تلبي طموحاته. ويقول المحللون إن قرار الرئيس الفلسطيني فرض عقوبات على شعبه لدليل على انه لا يريد التنازل. ويقول معين رباني، من معهد الدراسات الفلسطينية إن «محمود عباس لن يقبل أي شيء غير تنازل حماس بدون شروط» و «هو مستعد لحرق غزة ومراقبة تجويع كل واحد داخلها حتى يحصل على تنازل غير مشروط». وتعلق المجلة، أن الخطوات الأخيرة التي اتخذتها حماس تأتي في «موسم التغير للحركة الإسلامية» مشيرة إلى ورقة «المبادئ والسياسات العامة» التي تبنت فيها موقفا براغماتيا من ناحية الحل السياسي والقبول بحدود عام 1967 والخطوات الأخرى لإصلاح العلاقة مع مصر وإيران التي توترت العلاقة معها بسبب موقف الحركة من سوريا. وتظل هذه الخطوات سهلة أكثر من حل الخلافات العالقة بين الأخوين. ولن تتحقق المصالحة كما يقول عبد الستار قاسم، استاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح لموقع الجزيرة الإنكليزية (21/9/2017) بحل اللجنة الإدارية «وحتى لو حلت فيجب أن تكون هناك لجنة أخرى لمتابعة الشؤون اليومية لسكان قطاع غزة»، وما فعلته حماس هو أنها رمت الكرة في ملعب السلطة، والسؤال فيما إن كان عباس سيبلع الطعم أم لا؟ وفي النهاية تشي التطورات على الساحة الفلسطينية عن مدى الضغوط التي يتعرض لها كل لاعب من حماس إلى السلطة ودحلان وإسرائيل ومصر، ومحاولة كل طرف المناورة ولعب ما بيده من أوراق وفي داخل هذه المناورات يظل حلم المصالحة عالقا في انتظار غودو.

إعلان حماس هل هو طريق للمصالحة أم عودة إلى المربع الأول؟

إبراهيم درويش

سأحدد موقفي النهائي من الترشح للرئاسة خلال الشهر المقبل

Posted: 23 Sep 2017 02:14 PM PDT

قال رئيس حزب الإصلاح والتنمية المصري، محمد أنور السادات، إنه يتشاور حاليا مع قوى سياسية متعددة أبرزها التيار الديمقراطي وجبهة «تضامن» المعارضة، لبحث خوض انتخابات الرئاسة المصرية المفترض إجراؤها العام المقبل مشيرا إلى أن حسم موقفه سيكون في تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
وأشار السادات في حوار مع «القدس العربي» إلى أن حزبه يجهز برنامجا رئاسيا يعتمد على الحد من توسع المؤسسة العسكرية في الأنشطة الاقتصادية والمدنية، وتقليص الاستدانة، وإشراك الشعب والقوى المدنية في إدارة البلاد، موجها انتقادات لسياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي الأمنية والاقتصادية والسياسية، مشددا كذلك على وجود انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والحريات.
وأعرب النائب الذي أسقط مجلس النواب عضويته منتصف العام الجاري، عن رفضه للإجراءات التصعيدية ضد قطر، داعيا للحوار والتفاوض، مشيرا كذلك إلى أنه يؤيد التصالح مع أي تيار سياسي يحترم الدستور والقانون وينبذ العنف حتى لو كانت جماعة الإخوان المسلمين.
○ هل سنرى السادات مرشحا للرئاسة في 2018؟
• سأحدد موقفي النهائي في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، ما زلت أعمل مع مجموعة خبراء لصياغة برنامج حزبي يتعلق بما يخص الحاضر وما اتخذه النظام الحالي من قرارات وسياسات، وفيما يتعلق بالمستقبل وما نستطيع أن نحققه. قرار الترشح مرتبط بضمانات نزاهة الانتخابات خصوصا بعد تشكيل المفوضية العليا للانتخابات، والاطمئنان للإشراف القضائي والحيادية الإعلامية ومتابعة المنظمات المحلية والدولية، والأهم الحملة الانتخابية وتمويلها، والمسألة ليست سهلة، فالمنافس إن كان سيترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة ثانية ليس سهلا فهو يمتلك كل شيء والدولة بأكملها تدعمه وتقف خلفه.
لن أنوي خوض المنافسة لأكون «ديكورا» وأسعى للمنافسة بجدية، كما أنني أشترط نوعا من التوافق بين القوى السياسية والشارع والعمال لمساندتي، وهو ما أقوم به في الفترة الحالية في لقاءات مع التيارات المختلفة والجامعات من أساتذة وطلاب.
وأود توصيل رسالة مفادها، أن لا أحد سيخلد في منصبه، والدستور واضح في إقرار تداول السلطة، ولابد أن يعلم الجميع أن مصر لن تقف على شخص بعد ثورة يناير، ومصر لن تقع أو تقف على شخص أيا كان، فزمن الرئيس الإله انتهى.
○ بالنسبة لإعلان حزبك الانتهاء من صياغة ملامح برنامج للرئاسة، ما هي أبرزها؟
• أولا من الناحية الاقتصادية البرنامج يتضمن رؤية للأولويات التنموية على عكس ما فعله النظام الحالي ووضع في أولويته مشروعات قناة السويس والعاصمة الإدارية، رغم أن هناك أولويات أهم مثل الصحة والتعليم والمرافق والطرق ليشعر الناس بالأمل.
كذلك نعتمد على الحد من المديونية التي زادت بشكل جنوني داخليا وخارجيا لخطورتها وتأثيرها على الأجيال القادمة ووفاء مصر بالتزاماتها.
وبالنسبة للوضع السياسي الذي نرى أنه مات في مصر، لا أحزاب تشارك في أي فعل، ولا برلمان يعمل لمصلحة من انتخبوه، ولا يمارس صلاحياته التي نص عليها الدستور، فلا نراه يحاسب ولا نراه سلطة مستقلة.
كذلك هناك خطورة في ملف سد النهضة، فأزمة المياه أصبحت خطرا كبيرا يهدد مستقبل الحياة في مصر، ونرى أن التعامل مع هذا الملف كان يشوبه تساهل رهيب بتوقيع الوثيقة مع اثيوبيا، ولم يوقع النظام الحالي أي اتفاق يضمن حقوقنا التاريخية، ووضعنا حلولا لذلك في برنامجنا تصل لتدويل القضية ومخاطبة المؤسسات الممولة لوقف ذلك.
نضع كذلك حدا لتوسع المؤسسة العسكرية في النشاط الاقتصادي للدولة، فلا يجب أن يحدث ذلك في اقتصاد يعمل بآليات السوق، حيث يتوسع الجيش في الأعمال الاقتصادية المدنية وكذلك الأجهزة السيادية التي دفعت بشركات تابعة للسيطرة على السوق، فيجب أن تقتصر الأنشطة الاقتصادية للقوات المسلحة على احتياجاتها ومؤسساتها وأفرادها ووحداتها.
والمشكلة الأكبر حاليا أن النظام لا يسمع لأحد ولا يشرك المجتمع المدني والسياسي في إدارة الدولة، وهو ما نضعه في عين الاعتبار في برنامجنا، فلا يصح أن رموز التيار العلماني والليبرالي يهجرون البلاد مثل علاء الأسواني وبلال فضل وباسم يوسف، فمصر تخسرهم حاليا، والمفترض أن الدولة أولى بهم بدلا من تركهم، فرغم ما تقوم به مصر من جهود للمصالحة في ليبيا وفلسطين، الأولى أن تصلح بين تياراتها وقواها.
○ تحدثت عن ضمانات للترشح فما هي؟
• لن أخوض في نزهة أو لتجميل الصورة، إذا لم أشعر بوجود ضمانات وقواعد مثل الإشراف القضائي وإتاحة حرية الإعلام والمتابعة الدولية والمحلية. لأنه في الفترة الأخيرة أصبح الإعلام شبه مؤمم وأصبح للصوت الواحد ولا يتيح الفرصة لأي صاحب رأي أو رد على هجوم يتعرض له، وأصبحت حملات التشويه والإساءة هي الأسلوب الغالب.
○ ولكن كيف تأمل أن يتغير هذا الوضع قريبا لحسم الترشح؟
• الدولة شعرت في الفترة الأخيرة بمأزق إن لن يتقدم مرشحون للرئاسة، علاوة على عزوف نسبة كبيرة من المواطنين عن المشاركة في التصويت، لذلك أتوقع أن من مصلحة الدولة فتح المجال نسبيا لتشجيع الناس على المشاركة وإلا ستكون النسبة 15 في المئة.
○ من الممكن أن يخوض المنافسة مرشحون للتجميل أو شخصيات عسكرية مثل الفريق أحمد شفيق؟
• لن نسبق الأحداث، لكن الضمانات التي أطلبها هي لمنافسة حقيقية وليس لترشح ممثلين في تمثيلية. ولابد أن يعلم النظام أن هناك مواطنين لهم اختيار آخر غير الموجود حاليا، ومصر لم تقع لا بعد عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ولا أنور السادات ولا حسني مبارك.
○ في الفترة الماضية بدأت بعض القوى في التشاور من أجل الدفع بمرشح للرئاسة هل تنسق مع تلك القوى؟
• بالطبع، هناك تنسيق واسع مع القوى السياسية سواء التيار الديمقراطي الذي يضم أحزاب «الدستور، والعدل، وتيار الكرامة، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والعيش والحرية (تحت التأسيس)» أو حتى مع جبهة تضامن المعارضة التي أطلقها المهندس ممدوح حمزة أخيرا، فنتشاور سويا ولم نحسم حتى الآن اختيار مرشح أو أكثر.
كما ألتقي قوى ممثلة لتيارات أخرى، سواء من أتفق أو أختلف معهم.
○ يعني ذلك تيارات الإسلام السياسي؟
• هذه التيارات ضعفت كثيرا نتيجة الحملات الكبيرة التي تعرضت لها، لذلك لا يوجد تواصل معها بالمعنى المعروف حاليا.
○ من أين تبدأ التحرك تمهيدا للمنافسة الرئاسية؟
• أعقد لقاءات في المحافظات دون إعلان إعلامي، لأن الوضع أمنيا غير مناسب ومنعا للإزعاج والإحراج، لأن الأجهزة الأمنية ما زالت تدير الأمور بطريقتها القديمة.
○ ما رأيك في دعوات تعديل الدستور وتمديد فترة رئاسة السيسي؟
• الدعوة لتعديل الدستور ونحن على أبواب انتخابات رئاسية «كلام عيب» سواء صادر من نواب أو غيرهم، وأعتقد أن هذا الباب أغلق، وإذا كانت هناك حاجة للتعديل فستكون بعد انتخابات الرئاسة ولا تتعلق بمدة الرئاسة من الأساس.
○ كنت رئيسا للجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب قبل استقالتك منها، كيف ترى الحالة الحقوقية الحالية خصوصا بعد صدور تقارير دولية تدين الانتهاكات؟
• على النظام ان يواجه الحقيقة ويعترف بالتجاوزات والانتهاكات ضد كثير من المصريين والشباب، ومن العيب الإنكار وإخفاء الحقيقة، ولا بد من محاسبة المخطئ وإصلاح أمورنا، ليقابل ذلك باحترام من المصريين ومن العالم.
ربما تكون التقارير الدولية مبالغة إلى حد ما، ولكن ما لمسته أثناء رئاستي لجنة حقوق الإنسان أن ما يسيطر على النظام والأجهزة الأمنية أننا نواجه إرهابا وعنفا لذلك يتم التخلي عن الحقوق والحريات في سبيل مكافحة الإرهاب. وأنا لست ضد ذلك لكن لا بد من الحكمة والتوازن حتى لا نصل بالناس لمرحلة خطرة حتى داخليا حيث يشعر المواطنون بالإهانة وانتهاك كرامتهم، وأن لا شيء تغير بين نظام مبارك والنظام الحالي، واستقلت بدوري من رئاسة اللجنة بعدما افتقدت التعاون من رئاسة مجلس النواب أو من الحكومة وأجهزتها، فيما يخص الاستغاثات والانتهاكات للمواطنين التي كانت تُحفظ ويتم تجاهل مناقشتها.
والانتهاكات في مصر موجودة حيث غلق المواقع الإخبارية والحقوقية وحجبها، والاعتقالات والحبس الاحتياطي، وغيرها من الانتهاكات التي تخلق سبيلا للهجوم من العالم والمنظمات الدولية.
○ بمناسبة ما حدث في مجلس النواب، هل ممكن ان تلخص تقييمك لأدائه؟
• لا نتوقع أي موقف من البرلمان يعبر عن آمال وطموحات الشعب، إذ تسيطر عليه أجهزة أمنية وسيادية، لذلك البرلمان الحالي ليس صاحب قراره، واتضح ذلك في مواقف كثيرة.
○ نشرت مقطع فيديو تتهم فيه جهات بتسجيل مكالمات النواب في مصر؟
• أحد النواب كان يهاجمني بسبب كلمة قلتها في محادثة هاتفية حيث وصفت البرلمان بأنه «برلمان لذيذ» كسخرية من واقعه، وبدلا من أن يبحث عن كيفية تسجيل مكالمة لأحد النواب، كان يناقشني في سخريتي من المجلس.
○ كيف تقيم أداء السيسي سياسيا واقتصاديا وأمنيا؟
• أمنيا: لا بد من إعادة النظر في الاستراتيجية الأمنية ككل، سواء ما يخص مكافحة الإرهاب، والتعامل مع القضايا الجماهيرية والسياسية والاجتماعية، حيث رأينا إخفاقات كثيرة جدا.
واقتصاديا: لا يستطيع أحد أن ينكر الجهود التي تبذل للإصلاح، خصوصا في وزارات معينة، لكن في الوقت نفسه رفع الدعم والاقتراض من صندوق النقد الدولي مثل ضغوطا شديدة على المواطنين ليس من محدودي الدخل فحسب ولكن حتى متوسطي الدخل، وكان يجب تحسين الرواتب وبرامج الحماية الاجتماعية، فالملف الاقتصادي غير واضح الملامح حتى الآن. ودائما يتحدث النظام عن جني الثمار قريبا، ولكن لا أحد يرى شيئا، إلا الغلاء والتردي الذي تعاني منه البلاد، ومعدل الاستدانة الكبير الذي تم التوسع فيه وزيادة الدين العام داخليا وخارجيا خطر على البلاد.
وسياسيا: لا سياسة تمارس في مصر وهي شبه ميتة، فلا دور للأحزاب أو النقابات التي تقيد حركتها، والحريات تنتهك والجميع يصرخ ولا أحد يستمع. وخارجيا أنا لست ضد الانفتاح على الشرق والغرب، لكن ما زالت الحقيقة غائبة عن المصريين فيما يتعلق بالاتفاقات والتفاهمات.
○ تقصد صفقة القرن؟
• مثلا، لا نعرف أي تفاصيل عنها، وكذلك تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية. فالحقيقة والمعلومات غائبة، وعلى الحكومة تدارك هذه الأمور وإشراك وإعلام الشعب بالحقائق في هذا الصدد، مثلما تفعل في المصارحة بحقيقة الوضع الاقتصادي والحديث عن أن مصر دولة فقيرة وما شابه.
○ ما رأيك فيما آلت إليه العلاقات المصرية الإسرائيلية؟
• العلاقات المصرية مع إسرائيل واللوبي الصهيوني عموما في أحسن حالاتها حاليا، وعلى النظام استغلالها في التخفيف من الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني.
○ وكيف يحدث ذلك والانتهاكات الإسرائيلية مستمرة؟
• أعتقد أن مصر تحاول التخفيف من تلك الانتهاكات في إطار العلاقات الحالية.
○ بماذا تعلق على التطورات الحالية في المصالحة الفلسطينية برعاية القاهرة؟
• لا أفهم كيف يفتح مكتب لحماس في مصر، وهناك تعبئة سابقة سياسيا وإعلاميا ضد الحركة واتهامها باقتحام السجون وقتل المصريين، وأعيب على النظام شحن الشعب بروايات وقصص ضد حماس ويفاجأ الشعب بفتح مكتب لها في القاهرة، وفي الوقت نفسه الرئيس السابق محمد مرسي يحاكم بتهمة التخابر مع تلك الحركة، وذلك يخلق بلبلة لدى الشعب المصري.
○ ماذا لو أصبحت مصر على مصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين هل تؤيد؟
• أنا أؤيد فكرة التصالح بين المصريين عموما، طالما من نتصالح معه يحترم الدستور والقانون وينبذ العنف، فيصبح من حقه ممارسة العمل السياسي ونيل حقوقه.
○ كيف ترى الأوضاع في سيناء؟
• سيناء في حاجة للحوار مع أهاليها وشبابها المتمرد بالتحديد، بجانب تعديل الاستراتيجية الأمنية ومخططات التنمية.
○ ختاما، ما رأيك في الأزمة الخليجية الحالية؟
• أرفض التصعيد ضد قطر، وأدعو للحوار والتفاوض، رغم أن لي تحفظات على الدوحة في احتضان رموز تصنفها مصر على أنها إرهابية، لكن الخليج يمر بمرحلة خطرة، لأن قطر في النهاية دولة عربية ولابد من الحوار عبر القنوات الرسمية.

سأحدد موقفي النهائي من الترشح للرئاسة خلال الشهر المقبل
رئيس حزب الإصلاح والتنمية المصري محمد أنور السادات:
حاوره: مؤمن الكامل

السلطات الأمنية في السودان تعاود حملة قمع الصحافة

Posted: 23 Sep 2017 02:14 PM PDT

الخرطوم ـ «القدس العربي»: شهد السودان هذا الشهر عودة حملة قمع الصحافة، ، وتعرضت فيه صحيفتا «آخر لحظة» و»التيار» للإيقاف والمصادرة من جهتين مختلفتين، كما تعرضت الصحافية هنادي الصديق للضرب عند تغطيتها احتجاجات في ضاحية الجريف، وعانى عدد من الصحافيين من البلاغات بسبب موضوعات تم نشرها.

الرقابة القبلية

ورغم توصيات مؤتمر الحوار الوطني الذي تم على إثره تشكيل حكومة جديدة، لم يتوقف قمع الصحافة السودانية، فقد جاء في التوصيات التي لم يتم تنفيذها: حماية الحريات العامة والحقوق المدنية، وبسط الحريات الأساسية وصون كرامة الإنسان بالنص عليها في الدستور والقوانين وتطبيقها، وحماية الحريات العامة والحقوق المدنية، والالتزام التام بحقوق الإنسان كما وردت في المعاهدات والمواثيق الدولية. وجاء بخصوص حرية التعبير والإعلام أن لكل شخص حق التعبير الحر عبر وسائل الخطاب المعلن والنشر المكتوب والمسموع والمرئي، وإلغاء الرقابة المسبقة للصحف، واستبدال عقوبة السجن للصحافي بالحرمان من الكتابة لفترة يحددها القانون.
وظل جهاز الأمن يقوم بممارسة الرقابة (قبل النشر) وذلك بتحديد قضايا محظورة من النشر، حيث تُرسل الأوامر والتوجيهات والتعليمات الأمنية للصُحف (شفاهة) تحذّرها من تناول قضايا معينة، أو الخوض في مواضيع محددة، وإلّا فإنّ النشر (غير المأذون) في الممنوع من النشر، سيُعرّض الصحيفة للمصادرة، ويُعرّض قيادتها للمساءلة الأمنية، وعادة ما تطلب السلطات الأمنية من الصحف اعتماد الرواية الحكومية، وأخذها من مصدر واحد فقط.

تجاوزات شهر أيلول

وفي رصدها للتجاوزات التي حدثت تورد «الشبكة العربية لإعلام الأزمات» بعض الانتهاكات التي وقعت خلال الفترة الماضية ومنها التحذيرات الصارمة التي أطلقتها السلطات الأمنية لرؤساء تحرير الصحف، بعدم نشر أي حوار أو تصريح لحملة السلاح، أو المتحالفين معهم، أو تلميع أو تعظيم لأي أحد منهم بأي صورة من الصور، أو الحديث عنهم بصفتهم أو رتبهم عن حركاتهم.
إضافة لمصادرة الصحف بعد الطبع كعقوبة إدارية بأثر رجعي وهو ما حدث مع صحيفتي «آخر لحظة» و»التيار» فقد تم تعليق صدور صحيفة «آخر لحظة» لمدة ثلاثة أيام (الجمعة، السبت، الأحد 7ـ 9/9/ 2017) بقرار من المجلس القومي للصحافة والمطبوعات على خلفية مقال للكاتب عبد الله الشيخ، الذي حث خلاله السلطات السودانية، على تعويض ضحايا تفجيري السفارة الأمريكية في كل من دار السلام ونيروبي 1998م، وسبق أن تمت معاقبة الصحيفة في حينها في آب/أغسطس الماضي بالمصادرة بعد الطبع.
وجرت مصادرة صحيفة «التيار» من المطبعة مرتين خلال 72 ساعة يومي 9 ـ 12/ 9/2017م بعد استدعاء رئيس التحرير بالإنابة والتحقيق معه لمدة ثلاث ساعات، حول نشر حوار مع رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، ثم جاءت المصادرة الثانية دون أسباب.
وتعرضت الصحافية هنادي الصديق للضرب «الصفع على وجهها» والمضايقات من قبل نظاميين؛ وذلك خلال تغطيتها للاحتجاجات التي شهدتها منطقة الجريف الواقعة في الغرب.
وأصدر حزب المؤتمر السوداني بيانا بهذه الحادثة قال فيه: «يجيء هذا الاعتقال والاعتداء الجسدي على الصحافية هنادي الصديق ليؤكد مرة أخرى أن التنكيل بالمعارضين والمواطنين رغم أنف القانون أصبح وسيلة معتمدة لجهاز الأمن، يمارسه فى اطمئنان من المساءلة والعقاب رغم أنف القانون والدستور».
ويخضع الصحافي الهادي محمد الأمين (المتخصص في الجماعات الإسلامية) لمحاكمة عبر بلاغ قديم منذ عام 2012 تم تحريكه مؤخرا والشاكي هو جهاز الأمن والمخابرات، وتجدر الإشارة إلى أن الهادي ظل زبونا دائما لنيابة الصحافة والمطبوعات في بلاغات متعلقة بالنشر الصحافي.

استهداف الصحافيين

ورفضت «الشبكة العربية لإعلام الأزمات» عبر بيان لها محاولات جهاز الأمن ترهيب الصحافيين والصحافيات واستهدافهم وتكميم أفواههم وتخويفهم، سواء بالاستدعاءات المتكررة أو الملاحقات القضائية أو استخدام العنف ضدهم، لمنعهم من الحصول على المعلومة.
ودعت الصحافيين والمحامين والقيادات السياسية والمدافعين عن الحريات، للتصدي لكل ممارسات جهاز الأمن ضد الصحف والصحافيين، والعمل على تشكيل جبهة واسعة للدفاع عن الحريات العامة وحرية الرأي والتعبير والنشر الصحافي. واستهجنت «شبكة الصحافيين السودانيين» (منظمة غير حكومية) ما وصفته بالتطاول المشين الذي طالما أظهرته أجهزة القمع السلطوية، للحط من قدر الصحافة كقوة مؤثرة وقطع الطريق أمام انحيازها للحقيقة والجماهير، كما ظلت على الدوام تفعل.
وطالبت بعدم الاستهانة بحملة السلطة الشعواء ضد الصحافة الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لأجل السيطرة عليها من خلال تعديلات جوهرية على قانون المعلوماتية، لتتمكن من النفاذ إلى ما تريد بفرض سيطرتها على «الفضاء الالكتروني» بعد ان سيطرت فعليا على «الورق».

أسلوب قديم جديد

ويرى فيصل الباقر، الصحافي والمدافع عن حقوق الإنسان، والمنسق العام لمنظمة «صحافيون لحقوق الإنسان- جهر» أن الحملة الأمنية «الجديدة» على حرية الصحافة والتعبير، والعودة إلى أسلوب مصادرة الصُحف بعد الطباعة، واستهداف الصحافيين والصحافيات، بمختلف الأشكال، سواء بتحريك بلاغات قديمة «كيدية» أو بالإعتداء الجسدي والمعنوي هو أسلوب أمني «جديد، قديم» القصد منه فرض المزيد من التضييق على حرية الصحافة، بغرض انهاك الصحافيين في المحاكم، وإضاعة وقتهم في النيابات، مُضافاً إلى الإستدعاء والإعتقال الأمني، مّا يجعل البعض يُفكّر في إيثار السلامة، بممارسة « الرقابة الذاتية».
ويقول لـ «القدس العربي» إن «هذا من أخطر أنواع الرقابة، لأنّها تُحوّل الصحافي إلى رقيب أمني على منتوجه الفكري والصحافي، فتتمكّن في المجتمع الصحافي ثقافة الرقابة الذاتية، وهي ثقافة مُدمّرة، تنزع من الصحافي الجرأة والإقدام على الفعل الصحافي، وتُعيق المهنيّة والاحترافية التي يجب أن يتمتّع بها الصحافيون والصحافيات».
ويضيف: «بهذه الأساليب، وبغيرها، يسعى جهاز الأمن لفرض الإظلام الإعلامي الكُلّي، ليواصل انتهاكاته للحريّات، بعيداً عن رقابة الصحافة». ويصف الباقر مُصادرة الصُحف بعد الطباعة، بأنها رقابة «بعديّة» تحرم الصُحف من الوصول للجمهور «وفي الوقت ذاته، هي عقوبة قاسية، كونها تحرم الصُحف من العائد المادّي، المُفترض من التوزيع، كما تحرمها من عائد الإعلان. وحينما تتعرّض الصُحف لخسارة ماديّة، بسبب المُصادرة الأمنية، تضعف اقتصاديات الصحافة، وتضطر غالبية إدارات الصحف للمساومة في حرية الصحافة والتعبير، إيثاراً للنجاة من التنكيل الأمني».

آليات حماية الصحافيين

ويضيف ان المجتمع الصحافي يستطيع مقاومة الحملات الأمنية، بالعمل المُنظّم، والتنسيق المُشترك، وبأساليب وأشكال مختلفة منها التقاضي، بتحدّي الصلف الأمني قانونيّاً، وكذلك عبر إعلاء قيم التضامن بين الصحافيين. ويقول: «حتماً، ان المزيد من التضامن والمناصرة، يحقق وحدة بين المتضررين من الاعتداء الأمني على الصحافة والصحافيين».
ووفقا لتقدير الباقر فإن ما تقوم به منظمات الصحافيين «يُشكّل آلية من آليات الحماية للصحافيين إذ تقوم هذه المنظمات برصد الانتهاكات وتوثيقها ونشرها، واستخدام هذه المواد في عملية المناصرة الداخلية والخارجية، وهي عملية طويلة، ستحقّق أهدافها في المنظور الاستراتيجي، كما أنّها، أي المنظمات، تقوم بتدريب الصحافيين والصحافيات، على أشكال مقاومة الرقابة الأمنية، وتُكسبهم معارف نوعية في التغلُّب على داء الرقابة الذاتية».
ويرصد عددا من النجاحات التي تحقّقت، في جبهة مقاومة الرقابة الأمنية، ومنها التحدّي عبر التقاضي في المحاكم السودانية، وهناك الضغط الدولي على الحكومة، عبر آليات الأمم المتحدة، لاحترام وتعزيز حرية التعبير، والإدانات التي تصدر من مجلس حقوق الإنسان، وتجديد ولاية الخبير المستقل على السودان. ويقول الباقر إن المجتمع الصحافي والسوداني بأكمله أصبح أكثر حساسية تجاه مسألة حرية الصحافة والتعبير، وهذه النجاحات جعلت أيدي جهاز الأمن مغلولة بعض الشيء.

انهيار الهدنة!

وتقول الصحافية شمائل النور التي تسبب حوارها مع رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو في مصادرة صحيفة «التيار» بعد الطبع، إن الهدنة التي سادت الوسط الصحافي لم تستمر كثيرا.
وتضيف لـ «القدس العربي»: «معلوم لكل الوسط الصحافي أن الهجمة الشرسة على الصحافة التي ظلت تنتهجها السلطة الأمنية، تراجعت منذ إعلان الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما رفع العقوبات الأمريكية على السودان مع وضع ستة أشهر تجريبية» مضيفة أن جهاز الأمن رفع يده عن الصحافة بأساليبه المباشرة، وتوقفت فعلياً المصادرات العقابية.
وتضيف، إن ذلك الوضع لم يستمر طويلاً حتى عاود الجهاز هجمته رغم أن المؤشرات تسير في اتجاه رفع كلي للعقوبات. وهي ترفض ربط حرية الصحافة بمخرجات الحوار الوطني وتعتبر ذلك غير مجد، «لأن كل مخرجات الحوار ذهبت أدراج الريح» وفي تقديرها أن قضية حرية الصحافة سوف تظل هكذا، لأن هناك قانونا للأمن الوطني يُخول لهذه السلطة أن تفعل ما تراه مناسباً وفقا لقوانينها.
وتضيف شمائل قائلة:» لا يوجد قانون في الصحافة يمنع الصحيفة من نشر حوار مع قائد متمرد، ما يوجد هو أن هناك حظرا أمنيا على نشر تصريحات قادة الحركات المسلحة، تُجدده السلطة وقتما رأت ذلك مناسباً، وإذا نشرت صحيفة حوارا مع قائد مسلح سوف تقع عليها عقوبة المصادرة، ليوم أو يومين، وفقا لما يقرره جهاز الأمن، في حين أن صحيفة ما يمكنها نشر أحاديث قادة التمرد وقت جولات التفاوض، لكن ما أن تنهار هذه الجولات، تقع على هذه الصحيفة العقوبة». مضيفة أن الحكومة تحاورالذين يحملون السلاح ضدها لكن لا ترغب أن ترى صورهم على صفحات الصحف.
وتضرب مثالا لحديثها وتقول:» قبل أيام صودرت صحيفة التيار عقابا على نشر حوار مع عبد العزيز الحلو، رئيس الحركة الشعبية شمال، والذي حدث أن السلطات الأمنية استدعت رئيس التحرير الذي تقع عليه مسؤولية النشر، وأبدت غضبها إزاء نشر الحوار وإبراز قضية تقرير المصير، لكن بعد يومين من هذا، امتلأت صفحات الصحف بأخبار صراعات الحركة الشعبية رغم ان الحظر الأمني يحذر من نشر الأخبار الموجبة أو السالبة التي تخص الحركات المسلحة».

خيارات محدودة

وترى أن الصحافيين خياراتهم محدودة إذا ما أرادوا اتخاذ خطوات جريئة، فالجرائد مثلا غير مملوكة لهم، والغالبية العظمى من الناشرين لا يريدون خوض معارك مع السلطة. وتضيف: «إذا أردنا الحديث عن مستقبل الصحافة في السودان فلا يمكن فصل ذلك من مستقبل السودان نفسه، فالوضع يُقرأ في كلياته وأن الحاجة ماسة لوضع سياسي جديد كلياً يضع الأمور في نصابها. من العسير أن تستقر الصحافة بينما الأمواج تتلاطم من حولها».
وأوضح أمين عام مجلس الصحافة عبد العظيم عوض في ورشة عمل سابقة أن عدد الصحف في السودان حاليا يبلغ 44 صحيفة منها 25 سياسية و11 رياضية و8 صحف اجتماعية منوها إلى أنها تطبع حوالي 116مليون نسخة في العام وتوزع حوالي 72مليون نسخة، مبينا أن التوزيع تراجع في عام 2016 بنسبة 21٪.
وقطع عوض بأن الحرية المتوفرة للصحافة السودانية لا توجد في الكثير من البلدان وقال إن بعض رؤساء التحرير طالبوا بإعادة الرقابة المسبقة لتجنيبهم الكثير من الحرج.
ويعتبر البعض أن حرب الإعلانات تقع ضمن حملة تأديب الصحف في السودان إذ يقول مزمل أبو القاسم وهو رئيس تحرير وناشر، إن إعلانات الحكومة تحتكرها شركة واحدة وتعطى للصحف وفقا لتصنيف سياسي، مؤكدا أن الحكومة تفرض رسوما على الإعلان تصل في بعض الأحيان إلى 27 في المئة.
وظل ترتيب السودان متأخرا في التصنيف السنوي لمنظمة «مراسلون بلا حدود» الخاص بحرية الصحافة حيث نال المركز 174 من 180 دولة في العالم والمركز قبل الأخير بالنسبة للدول العربية.

السلطات الأمنية في السودان تعاود حملة قمع الصحافة
بعد هدنة استمرت لفترة قصيرة
صلاح الدين مصطفى

البازارات في تركيا: عالم آخر للتسوق يجتذب كل شرائح الشعب والمقيمين والسياح العرب

Posted: 23 Sep 2017 02:13 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: تنتشر الأسواق الشعبية أو «البازار» كما يُطلق عليها بالتركية في جميع محافظات ومدن وأحياء تركيا وتستقطب جميع شرائح الشعب من الأغنياء والفقراء، وبعد أن اجتذبت شريحة واسعة من المقيمين العرب لتكون وجهتهم المفضلة للتسوق، باتت اليوم تستقطب السياح العرب الذين يزورون تركيا، وملجأ للعائلات الفقيرة التي تشتري مستلزمات العيد وملابس أطفالها بأسعار مناسبة.
والبازارات هي أسواق شعبية تُقام ليوم واحد في الأسبوع في حي صغير من أحياء تركيا وتتفاوت في أحجامها وأشكالها، وعلى الرغم من أنها أنشأت في الدرجة الأولى لبيع الخضار والفواكه الطازجة إلا أنه بات يطغى عليها حالياً بيع الملابس والأحذية وجميع المستلزمات المنزلية والشخصية إلى جانب مستلزمات المطبخ.
وتضم إسطنبول لوحدها مئات البازارات التي تسمى على الأغلب إما بأسماء المناطق التي تقام فيها أو اسم يوم الأسبوع التي تقام فيه مثل (سوق الأربعاء، سوق الجمعة). وبينما عدد قليل منها له أماكن ثابتة مخصصة، تعتبر الشوارع والأزقة مكاناً لهذه الأسواق التي تقوم بشكل معتاد ومتعارف عليه بإغلاق سلسلة شوارع وأزقة مرة واحدة أسبوعياً.
وتعتمد شريحة واسعة من الأتراك على هذه الأسواق التي تحتوي على كل ما يخطر على بال بشر، وفي حين يلجأ لها الفقراء لأسعارها المناسبة وإمكانية الحصول على تخفيضات كبيرة، يفضلها الأغنياء للحصول على خضار وفواكه طازجة.

بازار الفاتح في إسطنبول

«بازار الأربعاء» في منطقة الفاتح التاريخية وسط إسطنبول يعتبر من أبرز الأسواق التاريخية في المدينة ومن أكبرها على مستوى تركيا، حيث ينتشر الباعة يوم الأربعاء في عدد كبير من الشوارع والأزقة المجاورة لمسجد الفاتح ويستمرون في البيع من ساعات الصباح الأولى وحتى آخر اليوم.
وفي هذا البازار، يمكن ملاحظة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الذين يقطنون هذه المنطقة بكثرة، إلى جانب رواد من جنسيات عربية أخرى متعددة، يشترون كل مستلزماتهم من باعة أتراك يتحدثون العربية بصعوبة لكسب الزبائن العرب.
وبات بعض التجار العرب يجلبون البضائع غير الشائعة في تركيا والتي يحتاجها العرب لبيعها في هذه الأسواق، حيث يلجأ السوريون للحصول على الباذنجان الصغير لعمل «المكدوس» والكوسا الصغيرة وورق العنب لصناعة المحاشي، بالإضافة إلى الملوخية وأنواع مختلفة من البهارات والخضار التي لا يمكن العثور عليها في المتاجر التركية العادية.
لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فيمكنك أيضاً مشاهدة سياح عرب يبدو عليهم الثراء لا سيما من دول الخليج وقد تمكنوا من الوصول إلى هذه الأسواق من أجل التمتع بطريقة العرض الشعبية التي لا تخلو من الجمال والأشياء المميزة التي يصعب العثور عليها في المراكز التجارية الحديثة.
ويسمي العرب سوق الفاتح بسوق «المحجبات» لما يوفره من ملابس أنيقة من الأوشحة والتونيكات والحقائب والإكسسوارات الفضية واليدوية، ويفضل المتسوقون شراء الملابس التي تحمل علامات العالمية الكبرى والتي تباع بأسعار مخفضة جداً في نهاية المواسم.

بازارات الملابس والمأكولات المنزلية

وعلى الرغم من أن منطقة فلوريا الساحلية التي تقع إلى جانب مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول تعتبر من أرقى وأغنى مناطق المدينة، إلا أن البازار الذي يقام فيها أسبوعياً يتميز بأسعاره المناسبة وبيع الملابس من الماركات العالمية إلى جانب التحف والأنتيكات المستخدمة التي قد يصل سعر القطعة منها إلى 500 دولار أمريكي.
كما أن هناك بازارات فريدة من نوعها في اسطنبول مثل: بازار سييرت المعروف أيضا «ببازار النساء» وتصنع النساء فيه بعض الأطعمة المحلية الغريبة، كما يشتهر بعض البازارات بالتخصص في بيع الأطعمة العضوية تماماً وتجتذب شرائح خاصة من المواطنين والسياح.

بازارات تاريخية

من جهة أخرى هناك بعض الأسواق الثابتة التي لا تتغير وتعمل في جميع أيام الأسبوع ولها أصل تاريخي في تركيا وعلى مستوى العالم أجمع، وأبرزها «البازار الكبير» أو السوق المسقوف في إسطنبول والذي يعج بالسياح يومياً على مدار الساعة.
وبني هذا السوق في عهد السلطان العثماني محمد الفاتح بين 1451 و1481م وقد سمي بالسوق المسقوف لأنه مغطى بشكل كامل، وفيه أكثر من 60 شارعاً فرعياً مسقوفاً تضم آلاف المحلات الصغيرة ويعد مركز النثريات المضيئة والهدايا اليدوية، ويعتبر من أقدم البازارات المسقوفة ومن ضمن الأشهر حالياً حول العالم.
والبازار المصري ويعرف أيضاً بـ«سوق التوابل» هو ثاني أكبر أسواق إسطنبول، ولقب بالمصري نسبة لاستيراد التوابل من الهند وآسيا إلى مصر قبل أن تصل إلى إسطنبول عبر السفن التي تـمـر بالبحـر المتوســط، وتباع فيه التوابل والمجففات والمكسرات والأعشاب والزيوت والحلويات.
وفي وسط إسطنبول التاريخية يقع «بازار الكتب» الذي تباع فيه الكتب والصحف والروايات بالعديد من اللغات، ويجمع بين الكتب الحديثة والقديمة، والكتب والروايات الجديدة والمستخدمة التي تباع بأسعار رخيصة وهناك من يعملون على تبديل الكتب بمقابل مادي صغير.
وفي منطقة بيشيكتاش في إسطنبول، يشتهر «بازار السمك» حيث تباع الأسماك والمأكولات البحرية ويضم مطاعم أسماك مشهورة تتميز بجلب الأسماك من بحر مرمرة بشكل سريع لتبقى طازجة.
كما يوجد في إسطنبول «بازار الورود» المتخصص في بيع الورود والشتلات وأشجار الزينة للمنازل والحدائق.
وهناك سوق النحاسين الذي يقع في منطقة بيازيد في مدينة اسطنبول وهو من الأسواق التاريخية التي يفضّلها السيّاح للحصول على القطع التذكارية التي تعطي انطباعاً عن ثقافة تركيا من خلال صناعاتها اليدوية القديمة.

بازارات مشهورة
خارج إسطنبول

بازار بولو: ينظم هذا البازار في مدينة بولو، ويمتد على مساحة أكثر من ألف متر مربع، مع وجود أكثر من 600 من الباعة فيه، ومعظمهم من النساء اللاتي يجئن من القرى المجاورة. تجد في هذا البازار منتجات زراعية ممتازة ومنتجات الألبان، وجميع مستلزماتك. ويعتبر بمثابة بيت الأعشاب البرية الطبية والفطر البري.
بازار يالكافاك: يقع على بعد حوالي نصف ساعة بالسيارة خارج مدينة بودروم الساحلية، في قرية يالكافاك. وتفتتح أكشاك البازار كل يوم خميس منذ 43 عاما. تجد فيه جميع المنتجات التي تزرع في الحدائق المحلية للقرية، والفواكه والخضار الطازجة، والتوابل، وعددا لا يحصى من أصناف الزيتون. يحتوي البازار أيضا على أحذية بودروم المصنوعة يدويا وهي أيضا مشهورة جدا، في حين أن المنسوجات، مثل مفارش المائدة اليدوية والستائر تكون متاحة بكثرة فيه.
ماركات مقلدة

لا نبالغ إن قلنا إن أقسام الملابس والأحذية تتفوق على أقسام الخضار والفواكه والأطعمة في الكثير من الأسواق الشعبية، حيث ينتشر باعة الماركات العالمية المقلدة والمصنوعة محلياً أو مستورة بأسعار زهيدة لتلبية احتياجات محدودي الدخل الذين يقبلون على شراء الملابس من هذه البازارات بسبب أسعارها المناسبة.
كما تعرض الأحذية والإكسسوارات بأسعار مناسبة، ويشتري تجار صغار الملابس من المعارض الكبيرة في نهاية الموسم ويبيعونها في البازارات بأسعار أرخص، إلى جانب بعض الماركات العالمية التي تصل منتجاتها إلى البازارات في نهاية المواسم وتباع بأسعار أقل.
باعة الأطعمة والشاي

تفتح البازارات أبوابها في ساعة مبكرة جداً صباحاً، وعلى الفور ينتشر عشرات باعة الأطعمة والشاي في البازار لتلبية احتياجات الباعة الآخرين والمتسوقين، حيث يباع الشاي التركي بشكل متنقل، وتجد باعة الكعك التركي الشهير «السميت» في كل زاوية في البازار.
وتعتبر الـ»جوزليمي» وهي فطيرة محشوة بالجبنة أو البطاطا يتم طهيها مباشرة على «الصاج» من أشهر المأكولات في البازارات، حيث تنتشر سيدات قرويات من كبار السن لبيـــعها للمتـــسوقين والعاملين في البـــازارات بأسعار مناسبة وطـعم قروي مميز يشتهيه الأتراك أثناء تجولهم في البازارات.

البازارات في تركيا: عالم آخر للتسوق يجتذب كل شرائح الشعب والمقيمين والسياح العرب

إسماعيل جمال

الزبير العراقية مدينة العلم ومركز تجاري يربط الشرق والغرب

Posted: 23 Sep 2017 02:13 PM PDT

تعرف البصرة بثغر العراق الباسم لكونها تمثل إطلالته على الخليج العربي. ويمكننا القول ان مدينة الزبير ثغر البصرة التاريخي. فقد مثلت المدينة همزة الوصل بين البصرة وما تمثله كميناء بحري من جهة والمحيط الصحراوي المحاذي لها غربا وجنوبا باتجاه صحراء جزيرة العرب. تقع الزبير بين مدينتي البصرة القديمة والمربد الأثرية. وعرفت باسمها الحالي «قضاء الزبير» نسبة للصحابي الزبير بن العوام المدفون في أرضها وهو ابن عمة رسول الله (ص) وأحد العشرة المبشرين بالجنة. وهي تبعد 25 كم إلى الجنوب الغربي من مدينة البصرة وتمتلك مكانة تاريخية وتحفل بالأحداث التي مرت عليها منذ تأسيسها حتى الآن، كما كانت محط رحال القادمين والقاصدين إلى حج بيت الله الحرام سواء من القوافل العراقية أو ممن هم خارج العراق والقادمين من الشمال والشرق.
يعد قضاء الزبير اليوم من أكبر أقضية محافظة البصرة ويرتبط بحدود برية مع الكويت والسعودية، ويضم عدة موانئ هي ميناء أم قصر وخور الزبير فضلاً عن ميناء عبد الله، ويشتمل القضاء على التقسيمات الإدارية التي تضم أربع نواحٍ وهي: مركز الزبير وسفوان وأم قصر وخور الزبير، ويقع ضمن أراضي القضاء أكبر الحقول والمنشآت النفطية العراقية، كما يمتاز بوجود مئات المزارع المتخصصة في زراعة الخضروات ولاسيما محصول الطماطم، وتمثل مساحة القضاء 61 في المئة من مساحة محافظة البصرة، ويصل عدد سكانه إلى 700 ألف نسمة تقريبا. كانت مدينة الزبير وما زالت محطة من محطات الخير، فبحكم موقعها المهم أصبحت طريقا ومركزا تجاريا، يربط بين الشرق والغرب، فهي نقطة لانطلاق القوافل التجارية وسوقاً مهماً من أسواق البصرة التجارية عرف بسوق «المربد» التاريخي.

تاريخ قديم

ربما كانت أقدم الإشارات التي تدل على مناطق ارتبطت بمدينة الزبير هي الغشارة إلى سوق المربد الذي يقع في مكان المدينة الحالي، ومن المعروف ان المربد من أشهر أسواق العرب بعد الإسلام ومعنى المربد في اللغة هو؛ محبس الإبل ومربطها، والمربد أيضًا بيدر التّمر لأنه يُرْبَدُ فيه فيشمَّس، والرُّبدة لون إلى الغبرة. وتذكر المصادر التاريخية ان مربد البصرة هذا هو متسع للإبل تَرْبُدُ فيه للبيع، وكان في الأصل سوقًا للإبل منذ أيام الخلفاء الراشدين حتى إذا كان عهد الأمويين اتسع وصار سوقًا عامة تتخذ فيه المجالس ويخرج إليها الناس كل يوم وتتعدد فيه الحلقات يتوسطها الشعراء والرجّاز ويؤمّه الأشراف وسائر الناس، يتناشدون ويتفاخرون ويتهاجون ويتشاورون وكان له شأن كبير في ذلك العصر حتى قال جعفر بن سليمان الهاشمي «العراق عين الدنيا والبصرة عين العراق والمربد عين البصرة وداري عين المربد».
وعندما أرادت وزارة الثقافة واتحاد الادباء العراقيين ان يبعثوا مجد المربد السابق، أطلقت الوزارة مهرجان المربد الشهير الذي يقام كل سنة منذ بداية السبعينيات وحتى اليوم، حيث تتم استضافة الشعراء العرب من مختلف دول العالم العربي لينشدوا قصائدهم كما كان شعراء المربد يفعلون في عصره الذهبي.

محطات

عرف التاريخ أسبابا عديدة لإنشاء وتأسيس المدن كالزراعة مثل حواضر الحضارات القديمة التي تقع على ضفاف الأنهار، والتجارة مثل المدن التي عرفت بمدن «الترانزيت» التي تقع على طرق التجارة الرئيسية والتي تعيش على تقديم الخدمات للقوافل التجارية، وكذلك الموانئ التي تعتاش على التجارة والصيد، ومدن الحرب التي تبنى كحصون حماية. ومدينة الزبير وجدت وتأسست نظرا لمجموعة من الأسباب آنفة الذكر، ويرى عدد من الباحثين ممن كتبوا عن المدينة انها تأسست عام1571م حينما أمر السلطان العثماني سليمان القانوني بترميم قبر الصحابي الزبير بن العوام لتبدأ بعد ذلك مرحلة الاستيطان وزيادة عدد السكان حول المرقد لخدمته وخدمة زواره بسرعة نتيجة هجرات من قلب الجزيرة العربية، وتحديدا من قبائل نجد التي استقرت فيها، وقد كان ذلك في بداية الأمر عبارة عن هجرة موسمية، حيث تنتقل هذه القبائل للعمل في بساتين النخيل المنتشرة في البصرة في موسم جني وتصنيع التمور، ثم تعود هذه القبائل إلى مواطنها بعدما تحصل على بعض المؤن التي تساعدها على حياتها الشاقة في الصحراء.
ويشير الباحث عبد العزيز بن إبراهيم الناصر الذي درس مدينة الزبير إلى ان القبائل النجدية باتت لا ترتحل في اتجاه نجد عند انتهاء موسم جني التمور وإنما أرادت ان تستقر في مكان وسيط بين بيئة نجد القاسية وبيئة البصرة غير المعهودة بالنسبة لهم، فكان خيارهم الأمثل هو المدينة الجديدة الزبير، نتيجة لأسباب تتعلق بالاختلاف بين أهلها وبين أهل البصرة في الطباع والعادات والتقاليد، مع الاختلاف في بعض العقائد الدينية، إضافة إلى رطوبة أجواء البصرة لوفرة مياه أنهارها وكثرة أطياف أراضيها جراء تساقط الأمطار في موسمها، كما أن فيضان الأنهار تتسبب في غمر الأراضي الواقعة غرب البصرة بمياهها، ما خلق مانعا يحول بينهم وبين العودة إلى بلادهم نجد، فازدهرت المدينة الجديدة بسرعة كبيرة ومثلت حاضرة تنتصب بين جاراتها الكبيرات كالبصرة والكويت والمحمرة، وقد ساعد على ذلك وجود عدد من آبار المياه العذبة مما شجع على توقف القوافل التجارية عندها خاصة تلك التي تكون قد قطعت مسافات في الصحراء الرملية فتضطر للتوقف للتزود بالماء. وأصبحت للمدينة الجديدة هويتها الخاصة، فاللهجة الزبيرية المحكية مثلا تختلف تماماً عن مثيلاتها في البصرة شرقاً أو في الناصرية شمالا وتختلف عن لهجات الجزيرة العربية رغم ان معظم سكانها جاءوا إليها في أزمنة متفاوتة من هناك، واستمر نمو المدينة وتغيرها نتيجة لكونها لم تنشأ دفعة واحدة، بل ان كل عشيرة أو مجموعة من الناس تفد إليها كانت تترك بصماتها على المدينة.
كما أنها حظيت بكينونة تكاد تقترب من الاستقلالية التي تمتعت بها إمارة المحمرة أو مشيخة الكويت، بالرغم من ان المدينتين حكمتا من عوائل أو مشيخات قبلية مثل بني كعب في المحمرة وآل صباح في الكويت وهذا ما لم يتوفر لمدينة الزبير بالرغم من وجود عوائل أو قبائل مهمة فيها مثل آل زهير آل منديل، بالإضافة إلى سيطرة حاكم البصرة العثماني عليها وفرضه مركزية الولاية على هذا القضاء، لكننا نجد ان أول حاكم للمدينة هو الشيخ إبراهيم بن محمد الجديد. كان للمدينة سور كبير يحميها، وله أربعة أبواب تفتح في أوقات معينة مع وجود حراسة مشددة عليها مما يوفر لها خصوصيتها وفي الوقت نفسه يحميها من غارات القبائل البدوية المتنقلة في الصحراء المحاذية لها، وقد بني هذا السور عام (1763م) في عهد حاكمها يحيى الزهيري وهدم في الحرب العالمية الأولى عام 1914 وبقيت آثاره قائمة حتى فترة متأخرة.

حياة الزبيريين

اعتمد أهل الزبير في معيشتهم على الزراعة بشكل أساسي رغم ندرة المياه التي هي أساس وعصب هذه المهنة، لكنهم عرفوا بدأبهم ونشاطهم فحفروا الآبار بأيديهم واستخدموا الدواب في السقي فزرعوا مختلف أنواع الخضروات وقد عملوا بجد حتى كثرت مزارعهم وغطى إنتاجهم معظم مناطق الخليج المجاورة بل وحتى مدن العراق التي تغفو على أنهار المياه العذبة، فطماطم الزبير باتت أشهر ما يمكن الحصول عليه في مدن العراق من هذا المنتج، وهناك أيضا من زرع الحنطة بطريقة الزراعة الديمية كما هو الحال في منطقة الجزيرة الفراتية، حيث يعتمد مزارعو الحبوب كالحنطة والشعير على مياه الأمطار. أما الصناعات فهي يدوية ولكنها امتازت بالجودة العالية وتركزت على الصناعات الجلدية مثل الأحذية أو النعال الجلدية المعروفة باسم (خرازة) التي تتصف بمهارة صنعها وجودة خاماتها. كما اشتهر أهلها بالصناعات المعدنية المختلفة مثل الأواني المنزلية كالقدور والصحون ودلال القهوة النحاسية وجمـــيع ما يمكن تشكيله من المعادن.
يقول الشيخ عبد القادر باش أعيان العباسي؛ «وقد كان للنجديين القدح المعلى في سكن هذه المنطقة، فقد ألفوا أكثرية الناس فيها، ولكونهم من التجار ويعرفون المواقع التجارية المهمة فقد أصبحت الزبير بفضل نشاطهم التجاري سوقا نافعة فازداد عدد النجديين». واشتهرت بلدة الزبير منذ تأسيسها بالتجارة، حيث تبادل السلع بين حاضرة البصرة الحديثة وباديتها، ويلتقي الطرفان في موقعها فيعرض أهل البصرة الكثير من منتجاتهم كالتمور والحبوب والألبسة ومنتجات صناعية أخرى على البادية والزوار وحجاج بيت الله الحرام، كما تعرض باديتها أيضا منتجاتها كالجمال والأغنام والدواب كالخيل والحمير، ومنتجاتهم من الجلود والأصواف والأوبار والدهون وبيوت الشعر وبساط المفارش من الأصواف وحطب الوقود والأعشاب الطبية.
وقد امتهن كثير من أهل الزبير تربية وتسمين الماشية وتصديرها إلى دول الخليج وخصوصا الأغنام فأصبحت تجارة رائجة، ولعل ما ميزهم هو امتهانهم التجارة فبرعوا فيها ونافسوا كافة الأسواق الداخلية والخارجية فغطت تجارتهم بلاد ما بين النهرين والخليج العربي والهند وشرق آسيا ثم امتلاكهم بساتين النخيل الشاسعة على امتداد شط العرب فطوروها وقاموا بتصدير التمور والحنطة إلى دول بعيدة مثل الهند والصين، واستوردوا الأقمشة والتوابل وغيرها من المنتجات ليعيدوا تصديرها إلى مدن العراق والخليج العربي. يذكر المؤرخون ان شركة الهند الشرقية إبان الاحتلال البريطاني للمنطقة استفادت من موقع الزبير الجغرافي الذي يربط مناطق الخليج بالعراق فكانت أحد أهم مراكزها في العراق .
لكن الملفت للنظر هو ان أهل الزبير ونتيجة لأصولهم البدوية لم يستفيدوا من الخليج العربي، فلم يكونوا رجال بحر وليست لديهم سفن ولا امتهنوا الغوص لصيد اللؤلؤ رغم تجارته المربحة في تلك الحقبة ولا حتى أيضا امتهنوا صيد السمك، كما أنهم لم يلتحقوا بالعمل مع شركات البترول التي تواجدت في الزبير بعد تدفقه في المنطقة رغم براعتهم في أي صنعة ومهنة يمارسونها وإخلاصهم المشهود لهم به في عملهم، ويعزوا الدارسون ذلك إلى روح الحرية التي يمتلكها البدوي والتي تتلاءم مع التجارة وبعض الصناعات البسيطة مقارنة بما يمكن ان يعتبره عبودية المهنة وبالذات مع الشركات الأجنبية العاملة في قطاع البترول، ما أدى إلى قيام تلك الشركات باستيراد العمالة من المدن الأخرى وبشكل خاص من البصرة وغيرها.

الشغف بالتعليم

وفي الجانب الآخر كان أهل الزبير شغوفين جدا بالعلم والتعلم وهم أول من تجاوز نظام التعليم المعروف بـ «الكتاتيب» بافتتاح مدارس على النظام التعليمي الحديث لتعليم العلوم الطبيعية والشرعية ولم يدخروا جهدا في نقل هذه الطفرة التعليمية إلى أشقائهم وجيرانهم في الخليج العربي، حيث خرجت بعثات تعليمية إلى عمان والكويت والبحرين لتساهم في أنشاء المدارس الحديثة ونشر العلوم في تلك المناطق، وبدأ التحول في نظام التعليم من التقليدي إلى الحديث في الزبير مبكرا في مدرسة الدويحس الدينية، وهي مدرسة أسسها دويحس بن شماس عام 1766م وجــعــل لها مصـــدر دخل ثابت وإقامة داخلية للطلاب القادمين للدراسة فيها من خارج الزبير مثل نجد والكويت والأحساء وقد كان منهجها الدراسي هو الأصول الشرعية والدينية واللغة العربية.
وفي سنة 1916 م أي في أواخر عهد شيخ الزبير ابراهيم العبدالله الراشد افتتحت المدرسة الأولية حيث تولى إنشاءها الانكليز إبان الحرب العالمية الأولى بمبادرة من الكابتن ماك كالم الهولندي الأصل، وهي عبارة عن ثلاثة فصول الأول والثاني والثالث وقد تضمن منهجها التعليمي نمطا حديثا لأول مرة فاشتمل على مبادئ العلوم والجغرافيا والتاريخ والحساب وكان مقرها في بيت علي الزهير في محلة الزهيرية ثم نقلت إلى محلة الرشيدية سنة 1923م في بيت خالد المنديل.

مراقد وشواهد تاريخية

بالإضافة إلى مرقد الصحابي الزبير بن العوام، تضم مدينة الزبير مراقد ومقامات مهمة كمرقد الصحابي طلحة بن عبيد الله، الذي بني على ضريحه مسجد تاريخي وهو من المراقد الإسلامية القديمة الأثرية في العراق، وجرى ترميم المسجد بأشراف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عام 1973م، والمبنى مربع الشكل تعلوهُ قبة مدورة وتحيط بالحرم النوافذ من كل جانب، ويقع باب الحرم من الجهة الشمالية وأمام الحرم طارمة (تيراز) يبلغ طولها عشرة أمتار وبعرض مترين، وبالقرب من المسجد توجد قبة مربعة الشكل فيها مرقد الصحابي طلحة بن عبيد الله، ويقع المسجد عند المفرق الذي يتفرع إلى طريق الكويت وأم قصر.
ويمكن الإشارة إلى ان أهم المراقد في هذه المدينة هو ما ضمته مقبرة الحسن البصري، التي تعد واحدة من أقدم المقابر الإسلامية، إذ يزيد عمرها على أربعة عشر قرناً، وسميت باسم الفقيه الزاهد المعروف الحسن البصري الذي توفي عام 110هـ / 728م ودفن فيها، ثم دفن فيها بعده الفقيه محمد بن سيرين المعروف بانه أشهر مفسّري الأحلام في التراث العربي، ومقام الحسن البصري في هذه المقبرة مبني بالآجر وله قبّة مخروطية، ويغطي المخروط ستة صفوف من المقرنصات، وهي نوع من القباب معروف بالطراز السلجوقي شبيهة بقبة الشيخ عمر السهرودي في مقبرته الشهيرة ببغداد.
كما تضم المقبرة في الزبير قبور شخصيات أدبية وفكرية وسياسية لعبت دورا مهما في تاريخ العراق الحديث مثل ضريح الشاعر بدر شاكر السياب، والشاعر محمود البريكان، والأديب الشاعر عبد الغفار الأخرس والقاص والروائي محمود عبد الوهاب، كما تضم قبور شخصيات سياسية مهمة في تاريخ العراق الحديث من أسرة آل النقيب وآل الزهير وآل إبراهيم، ومنهم أربع وزراء من حكومة عبد الرحمن النقيب وهي أول حكومة وطنية في تاريخ الدولة العراقية وهم: عبد اللطيف باشا المنديل وقاسم باشا الزهير ومحمود باشا آل عبد الواحد والسيد طالب باشا النقيب.

الزبير العراقية مدينة العلم ومركز تجاري يربط الشرق والغرب
المربد أشهر أسواق العرب كان يقع في مكان المدينة الحالي
صادق الطائي

كبلينغ وحكايات الغاب المتأثرة بالثقافات الهندية والإغريقية والعربية

Posted: 23 Sep 2017 02:13 PM PDT

رديارد كبلينغ شاعر قصصي بريطاني ولد في بمباي/ممباي في الهند أيام الاستعمار البريطاني، عام 1865 وتوفي في لندن عام 1936 ودفن في زاوية الشعراء في كنيسة وستمنستر.
كان يكتب الشعر والقصص القصيرة والروايات عن خبرته في الهند التي عاش فيها شبابه، فجاءت قصصه ورواياته تحمل أجواء الهند في
أيام الإمبراطورية التي «لا تغرب الشمس عن أرجائها». وربما كانت حكايات الوحش والحيوان أكثر ما جلب له الشهرة وخاصة في كتب للأطفال، مثل «كتاب الغاب» 1894 و «كتاب الغاب الثاني»1895.
وربما كانت روايته «كيم» أدق وصف للحياة في الهند في عهد الإمبراطورية البريطانية: أهل البلاد، الأسواق، رجال الدين الهنود ورجال الجيش البريطاني. وأسلوب الروائي يتميز باستعمال المصطلحات الهندية التي يترجمها لتقريب الصورة للقارئ.
و»كتاب الغاب « قصص على السنة الوحش والحيوان، تنتهي بحكمة أو خلاصة تجربة ليقتدي بها القارئ، طفلاً كان أو بالغاً. وهذا النوع من القصص الهادفة له سوابق أمثلة عند الإغريق والهنود والعرب.
فعند الإغريق ثمة حكايات الوحش المنسوبة الى «آيسوب» الذي اختلف الرواة حول مولده وموطنه ونسبه. لكن حكاياته تتصف بالحكمة والموعظة، ألّفها أو رُوِيَت عنه في القرن السادس قبل الميلاد. ويروى أن سقراط قد نظم بعضا منها شعرا، وهو في مَحبِسه بانتظار إصدار الحكم عليه موتاً بتجرُّع السُّم بتهمه إفساد الشباب بفلسفته. وقد جُمِعَت تلك القصص بنصّها الإغريقي وبترجمة إلى اللاتينية وإلى عدد من اللغات الأوروبية، وقد وصلت إلى العربية عن ترجمة فرنسية من عمل الشاعر الفرنسي لافونتين (1621-1695) الذي عاصر موليير وراسين، في عهد لويس الرابع عشر، أبرز عصور الأدب الفرنسي.
ويشبه الحكايات على ألسنة الوحش والحيوان ما نجده في «كليلة ودمنة» حيث جمع ابن المقفّع حكايات من الهند وفارس وبلاد الإغريق، حيث نجد بعض حكايات «آيسوب» ذات أصول بابلية رافدينية، إذ أن التواريخ تسجل أن رحلات «آيسوب» حملته إلى بابل أيام حكم الملك نبو خذ نصر (605-502) ق.م. ويؤكد لافونتين في الحكايات التي استقاها من «آيسوب» ومن مصادر عربية، بالإشارة إلى قصص الحكيم بيدَبا في «كليلة ودمنة» الذي نُقِل إلى الفرنسية بصورة مختصرة عام 1664. والتوجه العام في جميع تلك الحكايات، سواء وردت عن الحيوانات أو عن الآلهة هو تقديم المتعة والحكمة والمثال الذي يجب اقتداؤه.
تدور حكايات «كتاب الغاب» الأول (1894) والثاني (1895) في الهند أيام الحكم البريطاني، في أواخر القرن التاسع عشر. وقد أنجزهما كبلينغ أثناء إقامته في براتلبورو بولاية فيرمونت الأمريكية. وهذه القصص القصيرة تهدف إلى تقديم دروس في العدالة، والاخلاص واحترام قوانين المجتمع، مجتمع الحيوان في هذه الحال، لكنه يشير إلى مجتمع البشر كذلك. وقد كانت هذه القصص تستهوي الأطفال، وربما الكبار كذلك، منذ نشرها في أواخر القرن التاسع عشر، ولكني لست واثقا أنها ما تزال على جاذبيتها في عصرنا الحاضر.. لكن هذه المقالة قد تفيد في تذكير القارئ العربي المعاصر بالتغيُّر الكبير الذي حصل في الذائقة الأدبية عبر السنين.
في هذه القصص شخصيات عديدة: الفتى الهندي «ماوغلي»، الذئب، الذئبة، النمر، «شيري خان» زعيم عصبة الذئاب، «باغيرا»، الفهد الأسود «بالو» الدب «كاآ» الأفعوان، عصابة القرود، «هاثي»، الفيل «ميسوا» المرأة التي تبنَّت الفتى «ماوغلى» لفترة من الزمن، ثم «بلديو» صيّاد القرية.
اصطحب الذئبُ الفتى إلى مجلس وحوش الغاب حيث اعترفوا به ذئبا، فصار يتكلم لغة الذئاب، وطلبوا منه الحصول على «الزهرة الحمراء» ليحمي نفسه بها، وليهاجم الأعداء بعصا النار. وانسجم الفتى في مجتمعه الجديد. وذات يوم ضل طريقه إلى القرية في الجوار، حيث تبنته «ميسوا» التي كانت قد فقدت ابنها منذ سنين، فغدا الفتى حارسا لقطعان القرية.
سمع الفتى أن «ميسوا» وزوجها قد سُجِنا في الدار، فتجرَّد لإنقاذهما، لمّا علم أن القرويين كانوا طامعين بقطعانهما. فلما أنقذهما هجمت وحوش الغاب فدمرت المزارع والقطعان دون أن يصاب البشر بأي أذى، لأن الفتى ما كان يريد إيذاء الناس. جاء الأفعوان لاصطحاب الفتى لزيارة زعيم الأفاعي الذي كان يحرس كنوز الملك، فسرق الفتى جوهرة، رغم ما قيل له ان الاحتفاظ بتلك الجوهرة يجلب الشؤم، فما لبث ان رمى بها بعيدا فالتقطها أحدهم. ولما ذهب مع الفهد الأسود بحثا عن الجوهرة المسروقة وجدا ان ستة ممن احتفظوا بها قد ماتوا. ثم أعاد الفتى تلك الجوهرة إلى كنزها.
وبعد سنة من موت زعيم عصبة الذئاب، كان الفتى قد بلغ السابعة عشرة من العمر، فقرر العودة إلى الغاب، وفي الطريق التقى بفتاة، فتوارى عنها بين الأدغال وراح يراقبها، فقرر ان حياة الغاب ليست تناسبه، فعاد إلى مجتمع البشر ليعيش عيشة طبيعية.
أما كم من الحكمة والموعظة الحسنة استطاع القراء من الأطفال والبالغين ان يجدوا في قصص الحيوان وحياة الغاب، فهي مسألة متروكة لخيال القارئ المعاصر. فهذه حكايات من عهد ليس ببعيد عن الزمن المعاصر، لا يمكن مقارنتها بحكايات تعود للقرن السادس ق.م. ولا بحكايات مما نقل شاعر فرنسي من القرن السادس عشر.
والكتاب الثاني الذي أقام سمعة كبلينغ هو «كيم» رواية المغامرات التي نشرت عام1901، وتقع أحداثها في أواخر القرن التاسع عشر، وتقدم صورة بارعة للحياة في الهند تحت الحكم البريطاني «الذي أعطاهم لعبة الكركيت وأخذ منهم الشاي وسماه الشاي الإنكليزي» كما يقول أحد الظرفاء.
فتى تائه في الشوارع اسمه كِمبل أوهارا يختصر إلى كيم، يلتقطه لاما وهو راهب بوذي من التبت ويتخذه تلميذا له. وثمة محبوب علي وهو تاجر خيول، وهناك الكولونيل كريتن، مدير الاستخبارات البريطانية، وهرّي جندارموكرجي وهو هندي شبه متعلم. والرواية صورة متعددة الجوانب للحياة في الهند: المتدينون في الأسواق، أهل البلاد، أفراد الجيش البريطاني، كل ذلك بلغة تستمد من العبارات والمصطلحات الهندية التي يتقنها كبلينغ من طول ما خبر الحياة في أرض مولده، ما يعطي الرواية نكهة خاصة، لا أحسب ان أصالتها تروق كثيرا من القراء في عصرنا الحاضر. لكنها نافذة تطل على زمان مضى قبل أكثر من مئة عام.
ولد كيم في شوارع لاهور لأب عريف في الفرقة الايرلندية، توفي من الإدمان على الكحول والمخدرات، وترك الطفل في عهدة امرأة من المنبوذين الهنود، ومن تعرّض الطفل لشموس لاهور صار داكن البشرة فلا يحسبه الناس من أصل ايرلندي. وقد قدم إلى لاهور راهب بوذي فالتحق به الفتى، وما لبث تاجر الخيول أن طلب من كيم أن يحمل رسالة إلى ضابط بريطاني، فتخفّى الفتى بين الأعشاب ليطّلع على فحواها، فأدرك أن تاجر الخيول عميل استخبارات بريطاني. وتصادف أن اجتمع كيم مع قسيس اسمه بينيت اكتشف ان الفتى يحمل تميمة بداخلها ورقة تطلب ممن يجدها ان يعنى بالفتى، فأرسل كيم إلى المدرسة وانفصل عن الراهب البوذي الذي طلب من القس المسيحي اسمه وعنوانه ومقدار مصاريف مدرسة كيم، ثم اختفى ليعود بعد عام ويدفع مبلغا عن تعليم كيم. وما لبث الكولونيل أن علم من محبوب علي ان الفتى سيصبح عضوا بارزا في الاستخبارات البريطانية، وما لبث كيم حتى التحق بالراهب البوذي من جديد وذهبا معا إلى دلهي. ونعلم من تطور الحكايات ان كيم قد نجح في أعمال تجسسية، مع الراهب البوذي والهندي شبه المتعلم، وتاجر الخيول، غير ان البوذي لم يكن يدرك ما يجري حوله سوى انه بمساعدة كيم استطاع الوصول إلى «نهر المعرفة».
في عام 1907 قررت لجنة «جائزة نوبل» منح كبلينغ تلك الجائزة تقديرا «لمنزلة الأدب الإنكليزي» فكان بذلك أول بريطاني يمنح تلك الجائزة. كان كبلينغ موضع إعجاب أدباء كبار مثل هنري جيمس وجوج اورويل الذي سماه «نبي الاستعمار» الذي رفض منصب «شاعر البلاط» ومرتبة «الفارس» البريطانية.
ويبقى علينا اليوم ان نعيد النظر في ابداع هذا الكاتب البريطاني لنرى كيف تقيس الإبداع جائزة نوبل.

كبلينغ وحكايات الغاب المتأثرة بالثقافات الهندية والإغريقية والعربية
أديب الإمبراطورية البريطانية:
عبد الواحد لؤلؤة

معنى المكان وإشكالية حضور الجماعة

Posted: 23 Sep 2017 02:12 PM PDT

من مبنى عثماني في حي وادي صليب المهجر عام 1948 في مدينة حيفا، افتتح مسرح خشبة الفلسطيني المستقل عام 2015، كحلم حققته مجموعة «إنسمبل خشبة» المكونة من فناني مسرح فلسطينيين. منذ تأسيسه، هدف المسرح لأن يوفر فضاءً حرا للفنانين، وأن يتيح لهم مساحة للتجريب والخلق والبحث وعرض أشكال بديلة في مجال المسرح والفنون.
تقع الفنون المسرحية في لب إنتاجات مسرح خشبة، لكنه أتاح وما زال يتيح مساحة لكافة الحقول الفنية والثقافية، وخلق، وما زال يخلق، بالتعاون مع فضاءات فلسطينية عديدة في حيفا، مشهدًا ثقافيًا فلسطينيًا مستقلًا يعيد رسم شكل المدينة من جديد.
مع بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل، سوف يفتتح مسرح «خشبة» موسمه الثالث تحت عنوان «أشخاص غير مرئيين»، وفي نصه التعريفي القصير، كُتب عن الموسم الجديد: «هذا الموسم عن أهل الهامش، عن معنى الفرد داخل المجموعة، عن نقد الفرد للمجموعة، عن غضب الفرد على المجموعة، عن صراخ الفرد في وجه المجموعة، عن سخرية الفرد من المجموعة، عن حاجة الفرد للمجموعة، هذا موسم وقح وفرصة للنقد الذاتي».
عشية افتتاح الموسم، تحدثنا مع كل من الكاتب والمخرج المسرحي والمدير الفني لمسرح خشبة، بشار مرقص، وأيضًا مع الممثلة والمصورة الفوتوغرافية، والمديرة التنفيذية للمسرح، خلود باسل طنوس، عن الجديد في الموسم، عنوانه ومضامينه، التحديات التي مرت وما زالت تمر على فضاء ثقـــافي مستقل في حيفا وعن «وقاحة» الموسم» ونقــده الذاتي، وغيرها من المضامين.
لسنوات طويلة، كانت الجماعة هي الأكثر حضورًا في الرواية الثقافية الفلسطينية. فإن حضر الفرد، فهو غالبًا يحكي على لسان الجماعة. في إجابة عن السؤال هل يتوجه المسرح اليوم أكثر نحو الفرد وقصته ضمن الجماعة؟ وما هي ضرورة ذلك ثقافيًا وسياسًيا واجتماعيًا؟ يقول بشار مرقص: «مبدئيًا، تحضر الجماعة في كل المجتمع الفلسطيني، نلعب دور الجماعة الضحية وننسى أننا أحيانًا جلادون، وعندما نتكلم عن الجلاد، نستصعب الحديث عن نفسنا كجماعة، فالمسرح والثقافة الفلسطينية قامت بتصويرنا دومًا بدور الجماعة الضحية. لا أعرف إن كان هذا التوجه جديدًا على المستوى المسرحي، لكن في سياق عمل مسرح خشبة وقعنا في هذا «الفخ» بطريقة مختلفة، إن صح التعبير. خلال العام الأول، كان موضوع الموسم هو المكان وتحديدًا حيفا، وفي العام الثاني تحدثنا عن الهوية وتوسعت الدوائر لتحتوي الهوية الفلسطينية الأكبر في فلسطين والشتات، وبعد ذلك سألنا أنفسنا، ماذا عني كفرد؟ ومتى سأصرخ بوجه جماعتي إلى جانب صراخي معها بوجه جلادي؟ إن كانت الخطوة ضرورة ثقافية وسياسية؟ أعتقد أنه ضروري لنا، كجيل ثالث للنكبة، وفي شكل حضور الجماعة اليوم مع التطور التكنولوجي والإعلام الاجتماعي، أن نسلط ضوءا على هويتنا كأفراد، خاصة أنه أصبح من شبه المستحيل أن تهرب من هويتك كفرد وعلاقتها مع الهوية الجماعية، والحدود الضميرية مع الجماعة والأسئلة الكبيرة التي علينا أن نوجهها لها، وكيف يحضر الفرد أمامهــا ومعــها ثقافيًا وسياسيًا واجتماعيًا».
تمحور الموسم الأول لمسرح «خشبة» حول معنى المكان، وبالأساس مدينة حيفا التي تأسس ويعمل فيها، عن معنى الفضاء الثقافي داخل حي وادي صليب، وفي قلب بيت عثماني يعود لعائلة فلسطينية تهجرت في نكبة عام 1948. أما سؤال الموسم الثاني فتمحور حول معنى الهوية الفلسطينية، حضورها في فلسطين وامتدادها في ظل الشتات وأحداث المنطقة العربية. أما الموسم الثالث، فأطلق طاقم المسرح عليه اسم «أشخاص غير مرئيين»، وعن هذا الاختيار تقول خلود باسل طنوس: «لا نريد أن نكتفي بالأسئلة حول من نكون في هذا المكان، أو أمام الاحتلال وفي ظله، فأردنا أن نطرح أيضا أسئلة داخلية حول من نكون؟ وما هي مسؤوليتنا داخل هذا الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي الذي نعيش فيه؟ ما هو دورنا لتغييره؟ ما هو دورنا كمجتمع عربي فلسطيني في الداخل تجاه قتل النساء؟ على من تقع مسؤولية دائرة العنف الاجتماعي التي نعيشها؟ هنالك تحد أكبر في أسئلة الموسم الجديد، لأن الناس عادة تجتمع أكثر حول الأسئلة الموجهة نحو الخارج، خاصة في ظل حياتنا ضمن واقع مليء بالشعاراتية. نحن نرى كمسرح مسؤولية وواجبا بطرح كل هذه الأسئلة التي تنظر إلى الداخل، إلى تفاصيل حياتنا كمجتمع له خصوصية سياسية».
ويتضمن الموسم الثالث لمسرح خشبة أشكال عروض أدائية وموسيقية وثقافية متنوعة، بما في ذلك ندوات وأمسيات أدبية، في إجابة عن السؤال هل يمكن أن نرى مسرح «خشبة» اليوم فضاءً ثقافيًا أوسع من كونه مسرحًا، يجيب بشار مرقص: «لا ينظر مسرح خشبة لنفسه على أنه مسرح فقط، إنما هو مختبر مسرحي، فطريقة العمل تفرض علينا سنويا أعمالا فنية متنوعة، وهي تُنتج من سيرورة البحث السنوية. نحاول أن نبني، إضافة إلى الوحدات الفنية داخل الموسم، موسمًا كاملًا بمثابة عمل فني كبير يمتد على فترة طويلة، من بداية تشرين الأول/أكتوبر ولغاية نهاية أيار/مايو من كل عام. هذه الفترة، هي أيضًا عمل فني قائم بحد ذاته، له أسبابه وأهدافه وأشكاله التي يرغب أن يقدم للناس من خلالها. عندما اخترنا موضوع «أشخاص غير مرئيين»، بدأ البحث من هذه النقطة، رافقته أسئلة مثل ما معنى أن تكون مرئيًا؟ أو غير مرئي؟ هل من مصلحة الفرد أن يكون مرئيًا أو لا؟ ماذا يحمي الفرد أكثر؟ كيف يكون شكل ظهورك على خشبة المسرح من ثم ينتقل هذا الحضور إلى الصحافة وغيرها؟ أنتجت هذه الأسئلة مضمون الموسم وأشكال عروضه. الموسم مليء بالمونودراما وعروض الموسيقى الفردية وقراءات أدبية لأشخاص مجهولي الهوية، شكل البرنامج يتبع المضمون والبحث دومًا».
فيما يتعلق بضرورة أن يكون المسرح فضاءً ثقافيًا يتسع لأشكال وجانرات فنية وثقافية متنوعة في المشهد الثقافي الفلسطيني في حيفا، يرى بشار مرقص أن الحركة الثقافية في حيفا تمر بمرحلة جديدة، تحاول المساحات الحاضرة فيها، خاصة المستقلة منها، أن لا تنظر لنفسها كحراك ثقافي عادي، إنما أن تخلق وتؤسس لمكان تتحول المدينة فيه إلى مساحة قابلة للحياة بالنسبة للإنسان الفلسطيني، ويضيف: «لا تكتفي المؤسسات في حيفا أن تلعب دورها الصغير، إن صح التعبير، إنما أن تتوسع وتُنوع في برامجها وتغير شكلها وتعطي أكثر مما تستطيع لسد النقص الحاضر في المدينة».

«موسم مسرحي وقح وراديكالي»

في النص التعريفي للموسم الثالث، كُتب أنه «موسم وقح وفرصة للنقد الذاتي»، وفي إجابة عن السؤال لماذا أطلق طاقم المسرح هذا التعريف على موسمه الجديد، يقول بشار مرقص: «هذا الموسم وقح لأنه يأتي بفرضيات غير بسيطة بما يتعلق بدمج مواضيع عديدة ببعضها بعضا، القاسم المشترك بينها أنها غير مرئية، شخصياتها وقصصها موجودة على الهامش، على الرغم من أن مسبباتها مختلفة، لكننا جئنا ووضعناها على منصة واحدة لتسليط الضوء عليها وعلى نقاطها المشتركة بخلاف أسبابها. ووقح لأن الموسم يثير قضايا مثل الهويات الجنسية إلى جانب قضية العنف ضد المرأة والفلسطينيين في الداخل، كل هذه القصص أنتجت وقاحة الموسم. هو موسم صارخ أيضًا، ليس بالشكل المباشر، إنما راديكالي، وبتعريفه بهذا الشكل فهو يتضمن رغبة بتغيير الواقع الذي نعيشه، هذا التغيير يأتي من النقد الذاتي، لأننا كفنانين تعبنا من التباكي على خشبات المسارح من الوضع السياسي الذي أصبح حضورنا فيه يقتصر على رد فعل له. نرى اليوم أن الوقت حان للنقد الذاتي تجاه طرق تعاملنا مع المؤسسة الإسرائيلية، مع أنفسنا كمجتمع، مع الماضي وتجهيزنا للمستقبل، كل هذا يقدم من خلال برنامج فني».

التعاون بين الفنانين

«صار عمر الولد 3 سنين، عقبال ما يبلش يمشي لحاله»، تضحك وتصف خلود باسل طنوس شعورها إزاء اقتراب افتتاح الموسم الثالث لمسرح خشبة. وتتابع: «هو الإحساس تجاه مشروع حياة، نراه يكبر ويتطور كل الوقت، كما أن هنالك شعورا أن هذا الموسم أكثر نضوجًا مقارنة بالأسئلة الأولى التي رافقت افتتاح المسرح عامة، حول معنى أن نكون في وادي صليب، وأن يكون لدينا مسرح مستقل، أصبحت هذه الأسئلة فطرية أكثر وجزءا من الوعي ضمن العمل المستمر. مثل الابن الذي أصبح في الثامنة عشرة من عمره، وبدأ يسأل نفسه أسئلة حول مضمون ما يحب إنتاجه بالحياة. هنالك شعور بالهناء اليوم من المنتج نفسه، بأقل ضغط نفسي».
في إجابة عن السؤال حول توقعات طاقم المسرح أبان افتتاحه بإمكانية مواصلة عمله في ظل استقلاليته حتى الآن والتحديات المتواصلة، تقول خلود: «عندما وقعنا عقد المسرح، لم يكن لدينا شك أن المسرح سيعمل لسنوات، بعد افتتاح الموسم الأول فهمنا أن الحلم الأول قد تحقق، وبعدما أنهينا الموسم الأول وفي تجهيزات الموسم الثاني، استوعبنا أنه كي يستمر المسرح فهو بحاجة إلى عمل ومجهود كبيرين، بما في ذلك أفكار إبداعية توظف في أهم ركائز الاستدامة في العمل، ألا وهو تجنيد الموارد. لأنه بالإضافة إلى تجنيد موارد من أجل إنتاج أعمال مسرحية، نحن بحاجة لدفع إيجار المبنى والكهرباء والأموال الجارية. يرتكز المسرح على ما سميناه المقايضة الفنية، التي يجتمع تحت ظلها الفنانون من حقول فنية متنوعة وداخل موسم كامل سنويًا، هذا التعاون وشعور الانتماء من الفنانين يعطينا، لطاقم المسرح، نفسًا طويلًا للاستمرار، لكن هذا لا ينفي المجهود الإداري الذي نضعه كي نوفر أساسيات استمرار المسرح، لذلك، اتخذت أنا شخصيًا قرارًا مفصليًا لهذه المرحلة بمسيرتي مع المسرح، أن أتوقف عن التمثيل لفترة مؤقتة وأتفرغ كليًا لدوري كمديرة تنفيذية».
منذ بداياته، عرف مسرح «خشبة» وطاقمه أن شراكة الجمهور هي الأهم، واحتضان أكبر شريحة منه للمسرح هو أساسيات استمراره، كما أنه عمل على تواصل مع الجمهور من كافة شرائحه. عن هذا تقول خلود باسل طنوس: «أعتقد أن أجمل ما في المسرح هو تجمع الناس من حوله، شعرت عندها لأول مرة ماذا يعني التفاف جماعة فلسطينية حول ولادة، ليس حول إنقاذ جسد من الموت. الإبداع ضمن فضاء يكبر ويتطور هو شعور جميل، وأهم من شعور أن نجتمع ونناضل من أجل إنعاش شيء من الموت. ولهذا، تجنيد الموارد الجماهيرية هو ركيزة من ركائز المسرح. أعتقد أن كل مشروع خشبة كمسرح مستقل هو سؤالنا اليومي كطاقم للمسرح، كما هو سؤال ذاتي وجماعي حول ماهية الاستمرار كمجتمع يعيش تحت الاحتلال في عام 2017».

معنى المكان وإشكالية حضور الجماعة
مسرح «خشبة» في حيفا:
رشا حلوة

كيف يصوّر الاستشراق الجديد العرب والمسلمين؟

Posted: 23 Sep 2017 02:12 PM PDT

ارتبط الاستشراق العالمي، ومنذ عصور ليست بالبعيدة، بالنظرة الكولونيالية لعوالم الشرق، والشرق المعني هنا، ليس تلك الدول الكبيرة، مثل تركيا وإيران، أو الدول المتوسطية مثل اليونان وغيرها، بل المعني هنا هو الدول العربية، الدول التي نشأت وتمخضت عن الاحتلالات الأجنبية، فوِلِدَت مكبلة بإرث طويل من القيود والقوانين والمناسك الاستعمارية. فبلد مثل مصر، كان يرى إليه المستشرقون منذ مطلع القرن الثامن عشر فما فوق، كأنه بلدهم، وكانوا يسرحون ويمرحون فيه، وتحت مسميَّات عديدة: بحّاثة أركيولوجيون، مهندسون ومختصون في الآثار، مدوِّنون في علوم السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا، وحتى بحَّاثة فيلولوجيون، يستغورون تاريخ السلالات والأعراق والقبائل. كلهم كانوا يحطون الرحال في البلدان العربية، وخصوصاً البلدان التي كانت تحت حكم الدولة العثمانية، ومن ثَمَّ هيمن عليها الغرب بعد الحرب العالمية الأولى. بلدان مثل العراق وسوريا وفلسطين والأردن، وكذلك مصر وليبيا واليمن، وصولاً إلى المغرب العربي في مرحلة مبكرة من فجر الاستعمار الفرنسي.
لقد لعب المستشرقون في كل هذه الدول دوراً يتسم بالبحث والاستكشاف والتدوين العلمي الذي يصب في مصلحة المستعمر ونظرته الفوقية إلى هذه المدائن التي يعتبرها جزءاً من عالمه، ومن تشكيلاته ومن بنياته على صعيد التشكيل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، كما حدث مع العراق وسوريا والأردن وفلسطين بعد عام 1914، صعوداً باتجاه العشرينيات وحتى أواخر الخمسينيات من القرن المنصرم .
وكان يكمن الاستهداف ويشمل المستوى الاقتصادي المتمثل بنهب الثروات، بعد ظهور النفط، ومن ثم البعد التاريخي المتجسِّد في حضارة هذه البلدان العريقة، نهب الكنوز المعرفية والحضارية والآثارية، وفي البعد الاجتماعي تمَّ استهداف الدين الإسلامي كونه ديناً عالمياً واسع الانتشار، ومحاولة خلق عالم آخر مواز له، للحد من مكانته التاريخية والعربية، كما حدث مع فلسطين العربية ومن ثم احتلالها وتقسيمها واحتلالها فيما بعد في الحروب العربية وخساراتها المتوالية، منذ الأربعينيات من القرن الماضي، وحتى كتابة هذه السطور، حيث الاستيطان الإسرائيلي قائم على قدم وساق، في قضم المزيد من الأراضي العربية الفلسطينية، وضمها بقوة الاحتلال والتواطؤ الدولي والعالمي لدويلة الكيان الإسرائيلي.
وعطفاً على العنوان، فإن مناسبة هذا الحديث هي صدور كتاب للناقد والكاتب والمترجم الفلسطيني فخري صالح، يتطرَّق فيه بطريقة بحثية، أدبية وعلمية إلى نوازع الاستشراق الجديد، من خلال دراسة مغايرة ومختلفة في زاوية تناول مفهومة الاستشراق مجدداَ، تلك التي تمَّ حصرها فيما اصطلح عليه بظاهرة الإسلاموفوبيا، وتحديدا كما حددها صالح في «كراهية الإسلام» ملقياً نظرة جديدة ومفارقة لما كان يتناوله من قبله كتاب وباحثون ومفكرون مرموقون تصدوا لظاهرة الاستشراق في عالمنا العربي.
كلُّ ذلك قد تجلى عبر أسلوب فكري، علمي ومنهجي، اتسم بالوضوح والدقة والسلاسة، ووفق سياق تتمظهر في فصوله الأدلة الساطعة والبراهين الضافية والحجج الدامغة التي نزعت الهالة عن المستشرقين الجدد الذي ظهروا بعد تاريخ الحادي عشر من سبتمبر/أيلول من عام 2001 لما عرف بهجمات نيويورك داخل أمريكا .
الكتاب يتناول في منهجه البحثي ثلاثة من المستشرقين الجدد النازعين إلى التطرف في مبحثهم وموقفهم ونظرتهم للإسلام والعرب، وهم بالتدريج المؤرخ والمستشرق في شؤون الإسلام والشرق الأوسط البريطاني ـ الأمريكي برنارد لويس، والمؤرخ والمستشرق الأمريكي صمويل هنتنغتون، والروائي الترينيدادي من أصل هندي ف. س نايبول، وهو روائي وبحَّاثة ومدوِّن تاريخي، له نظرة متطرفة، قاسية وغير علمية في نظرته للعرب والمسلمين عامَّةً. كما يتناول الكتاب في سياق تحليله المنطقي، طروحات المفكر الياباني فوكو ياما صاحب نظرية «نهاية التاريخ» التي ظهرت بُعَيد انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي السابق ومنظومة ما يسمى البلدان الاشتراكية التي كانت تدور في فلكه، بغية تكريس سياسة القطب الواحد ودعمها نظرياً، وعبر انهمام متواصل، عملي ومهني وتعليمي، وعبر توكيدها وتثبيت دعائمها، من خلال شبكة واسعة من العلماء والمفكرين والباحثين الأمريكيين وسواهم من البريطانيين وبعض الأوروبيين والمنضوين تحت أجنحتهم من بلدان أخرى، مثل نايبول الهندي وسواه .
لعل أهم ما تصدى له الناقد الفلسطيني، هو ما ورد في نسيج وسياق وتضاعيف كتابَيّ المستشرق والمؤرخ برنارد لويس «الخطأ الذي حصل» و«أزمة الإسلام» اللذين صدرا بعد تساؤل الرئيس الأمريكي بوش الابن «لماذا يكرهوننا؟».
ولئن عرف لويس لدى النخب الأمريكية على أنه «بطريرك الإسلام» من خلال تلك النظرة التي كرَّسها في بحوثه وحتى في مذكراته «قرن من الزمن: تأملات مؤرخ متخصِّص في الشرق الأوسط»، فهو أحد المستشرقين العاملين في حقل الأسلمة ومفاهيمها التاريخية منذ وقت طويل يقترب ليكون قرناً من الزمان .لكن انهياره الفكري وحصول تصدُّع في نظريته التاريخية عن الإسلام، حصل بعد عملية نيويورك، ومن ثم احتلال أفغانستان والعراق ليجري ما جرى، من حوادث ومشكلات وأزمات هزَّت العالم وأدخلته في أتون حروب لم تهدأ حتى هذه الحظة، مما دعا برنارد لويس إلى أن ينسجم انسجاماً كاملاً، ويتوافق عملياً ونظرياً وعلمياً، مع التيار الداعي إلى المناداة بصراع الحضارات شرق ـ غرب، دون أن نستثني انحيازه إلى الرؤية الصهيونية، من خلال منهجه العملي في تثبيت كيانها وإرساء معالم الدولة الإسرائيلية.
يُفنِّد صالح كل تلك المزاعم، وكذلك النظريات والمفاهيم التي نادى بها وطرحها المستشرق الشهير برنارد لويس في كتابيه هذين المشار اليهما أعلاه، وفي كتابه الأهم وهو مذكراته، ليجملها فخري صالح كخلاصة لدراسته هذه بثلاث نقاط أساسية ومركزية وهامة، أولها: دفاعه المستميت عن الامبراطورية البريطانية، وفخره الدائم كونه أحد أبناء هذه الامبراطورية التي استعمرت واستعبدت شعوباً ودولاً عربية وافريقية وشرقية وآسيوية، وهيمنت عليها وبثت فيها ثقافتها ومعرفتها، من دون أن يشير إلى الهيمنة الاقتصادية والعلمية والسياسية والفكرية والعسكرية، مميزاً في الوقت نفسه الإمبريالية البريطانية، عن غيرها من الإمبرياليات في العالم.
ثانيها: ارتباطاته الإسرائيلية وتعاطفه مع الدولة العبرية، وقد أمضى أوقاتاً طويلة في الجامعات ومراكز الدراسات الإسرائيلية، على مدار حياته الأكاديمية والبحثية، دارساً وباحثاً ومُنظراً.
ثالثها: علاقته الوطيدة بالإدارة الأمريكية في عهد جورج بوش الابن، وأعضاء تلك الإدارة ومستشاريها الفاعلين.
في مطالع حياته الأكاديمية كان لويس يؤكد على نزاهة وحياد الباحث والمؤرخ عن مجمل القضايا التي يمر بها خلال حياته، ولكنه تنصَّل من ذلك، وخان قوله بانحيازه الملموس إلى السياسة الأمريكية التي عمل في رسمها مع الآخرين، وكانت النتيجة بعبارة صالح «وظف معرفته التاريخية لغايات وأهداف سياسية، ايديولوجية، توجِّه صانع القرار السياسي، مما كان له نتائج كارثية على صعيد السياسة العالمية، أثناء الحربين اللتين شنتهما الولايات المتحدة على افغانستان والعراق» .
أما بالنسبة لصمويل هنتنغتون، فإن صالح يوضِح أن هنتنغتون استلهم واستوحى أو استل جملة «صراع الحضارات» من مقال لبرنارد لويس نشر حينها في مجلة «الشؤون الخارجية» الأمريكية، وباعتراف هنتنغتون نفسه، وقد صدر كتابه الشهير «صراع الحضارات، وإعادة صياغة النظام العالمي» بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وأفول الشيوعية وتدهورها في العالم. ولقد طَبَقت شهرته الآفاق بعد ضرب بُرجَيّ مركز التجارة العالمي في نيويورك، من قبل القاعدة وعلى يد اسامة بن لادن الذي صنعته أمريكا نفسها مع القاعدة ابَّان احتلال أفغانستان من قبل الاتحاد السوفييتي سابقاً .
يرى الناقد فخري صالح أن هذه النظرية جاءت كونها استراتيجية سياسية جديدة لتحل محل انتهاء نظرية الحرب الباردة. ويضيف: «يمكن لقارئ الكتاب أن يتبيّن تركيز هنتنغتون على الإسلام بوصفه عدوَّاً محتملاً خلال السنوات التالية» .
بيد أن صالح بعد تفنيده لأهم الآراء التي وردت في كتاب هنتنغتون، وتحليلها وفق نظرته المكثفة والمركزة والدقيقة، يتحول إلى الروائي نايبول، وهو أشد المنتقدين البارعين قساوة، كونه ينظر للأمور نظرة تحليلية عنصرية، تعتمد التدوين والتسجيل والسفر إلى بلدان الشعوب التي تحوَّلت عبر التاريخ إلى الدين الإسلامي، مستجوباً ووفق منهجه غير المنضبط الذي يعتمد التسجيل والتوثيق لحكايا البشر عبر رحلات استكشافية، لا تخلو من طروحات وأفكار المستشرقين الغربيين، وهو الهندي ذو الثقافة الأنكلوسكسونية، حيث درس في بريطانيا وعاش فيها زمناً، وجاب العالم لكي يبشر بنظرته المتعالية إلى العرب والمسلمين عامةً .
في المآل يفكك فخري صالح الصيغ المفاهيمية والأيديولوجية والعنصرية لنايبول، ويعزوها لثقافته ونشأته كهندوسي في مجتمع كان يرفضه في الكاريبي، وتدنّي النظرة له، ليسلط الضوء في النهاية على بعض كتاباته ورواياته، وبالأخص كتابه «بين المؤمنين: رحلة إسلامية، وحرب العصابات ومنحنى النهر»، وكذلك في تصريحاته ومقابلاته الصحافية والتلفزيونية .
فخري صالح: «كراهية الإسلام»
الدار العربية للعلوم، ناشرون، بيروت 2017
190 صفحة.

كيف يصوّر الاستشراق الجديد العرب والمسلمين؟
فخري صالح حول «كراهية الإسلام»:
هاشم شفيق

ذاكرة الشعوب التي تلاعبت بها التحولات السياسية

Posted: 23 Sep 2017 02:11 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: تبدو أهمية المنحوتات والجداريات الميدانية في عدة أمور، أولها أنها تخرج عن أفق المعارض الفنية المحدود وفق تكوينها وموضوعها، فتصبح في تفاعل يومي مع الجماهير، كذلك تصبح ضمن التشكيل البصري لقطاع كبير من الشعب، الأمر الآخر يتمثل في علاقة السلطة الحاكمة وطبيعة هذه الأعمال، ماذا تريد هذه السلطة أو تلك أن يستقر في الوعي الجمعي للناس، ما الرسالة التي تصر عليها أن تصل إليهم، وتتمثل أعينهم ليل نهار، بحيث تصبح هذه الأعمال ضمن التكوين الثقافي والاجتماعي والسياسي في المقام الأول لهم، سواء وعى هؤلاء بذلك أم لا. وكعادة تزييف التاريخ ووقائعه، وتواتر هذا التزييف ليتخذ في ما بعد سُنّة الحقيقة الواجب التقوّل بها والتباهي بذكرها، تكشف هذه المنحوتات عن استكمال المشهد العبثي لتاريخنا الضال. ويحاول كتاب «النحت الميداني وذاكرة التصوير الجداري» الصادر مؤخراً عن سلسلة آفاق الفن التشكيلي في القاهرة، الربط ما بين العمل الفني والنظام السياسي، وكيف أن تحوّل هذا النظام أدى بدوره إلى طمس الحقائق ومسخها. أعد أبحاث الكتاب يتكوّن كل من، ياسر منجي، وزينب نور، وسعيد بدر. وسنحاول استعراض بعض النقاط الهامة واللافتة التي كشف عنها، كإضافة للفن والتاريخ الاجتماعي والسياسي المصري.

النحت الميداني والتحولات السياسية

تحت هذا العنوان يكشف الباحث ياسر منجي عن القاعدة الخاوية الشهيرة في ميدان التحرير في القاهرة ــ الإسماعيلية سابقاً ــ والتي كان سيقام عليها تمثال للخديوي (إسماعيل)، والتي أزيلت تماماً في تسعينيات القرن الفائت لإتمام مشروع مترو الأنفاق. بدأ المشروع في العام 1949 بالتفكير في إنشاء تمثال للخديوي إسماعيل في ميدان الإسماعيلية، وآخر أمام قصر عابدين للملك (فؤاد)، ومحاولة الملك فاروق الربط ما بين الميدانين تخليداً لذكرى والده وجده. وبداية من قيام كل من النحاتين المصريين مصطفى نجيب ومصطفى متولي في التنفيذ والإشراف على المشروع، إلا أن الكثيرين ينسبون بالخطأ قيام فنانين إيطاليين بهذا العمل. الأمر الآخر يتلخص في مصير كل من التمثالين، تمثال الملك فؤاد في ميدان عابدين، والذي لم يُزح عنه الستار لقيام حركة يوليو 1952 واختفى تماماً من الميدان، الذي أصبح مكاناً أثيراً لخطب عبد الناصر في الجماهير، أما تمثال إسماعيل فلم يتم استكماله، وبقيت فقط القاعدة الخاوية في انتظاره، حتى تصادف أن يوم مجيئه من إيطاليا ــ حيث كانت تقام هناك عمليات صب البرونز ــ كانت السفينة العائدة به إلى مصر تبحر بجوارها في طريقها إلى إيطاليا، وعليها آخر ملوك مصر ليبدأ رحلة المنفى. القاعدة نفسها أصبحت مطلباً بعد موت عبد الناصر، لتصبح مكاناً لتمثال يليق به، إلا أن السادات لم يكن مستعداً لذلك، حتى أنه بعدها، وبعد طلبات الجماهير الشرفاء ذات الحِس الوطني المعهود، تغّير ميدان التحرير إلى ميدان السادات، لكن الناس لم يستخدموا الاسم، فظل كما هو ميدان التحرير.

الفنان المصري والبحث عن الهوية

وتؤصل الباحثة زينب نور الأمر أكثر في شكله العام، دون الاقتصار على واقعة معينة أو عمل فني بعينه، مع مقدمة ضرورية عن طبيعة ارتباط هذا الشكل الفني بالسلطة السياسية والدينية التي تعمل في خدمتها دوماً على مر العصور. إضافة إلى علاقة العمل الفني نفسه بالفنان وحريته الشخصية وبين القوانين الصارمة المفروضة عليه. وتضرب المؤلفة عدة أمثلة على الوعي القومي والهوية، بداية من مقاومة المحتل الإنكليزي وأحداث ثورة 1919 وحركة تموز/يوليو 1952 ــ نتحدث هنا عن أعمال الفنانين الأكاديميين، بخلاف الفنان الشعبي الذي ابتكر جدارياته الخاصة بالمناسبات الدينية وما شابه ــ الأمر اللافت هو وجهة النظر التي باعدت ما بين تفاعل الناس مع هذا الفن، فبعد عصر الستينيات ومجيء المد الخليجي ووجهة نظره إلى الفنون عموماً، هنا ازدادت الفجوة بين الشعب وتراثه، هذا التراث الذي يعتبره الفكر الديني رِدة إلى الوثنية. ولكن ماذا عن المبالغة في التغني بالوطنية أمام أعين الشعب الذي يُعاني من سوء الأحوال الاقتصادية والسياسية، الأمر هنا يتحول إلى نغمة استفزازية ويولّد نقمة وسخرية ــ ينصرف الأمر إلى الأغنيات الدعائية التي تتغنى بأمجاد وهمية وعصر ذهبي من المفترض أننا نعيشه مثلاً ــ فالفارق شاسع بين عمل ينتهج الوعي والبحث عن الهوية، وآخر دعائي يستجدي مجرد نظرة عابرة.

الغرافيتي والوعي الشعبي

وتستمر نور في توصيف فن الغرافيتي في مصر، والذي انطلق بعد ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير 2011 والذي جعل من الثورة المصرية فرصة تاريخية لخروج الفن التشكيلي المصري المعاصر من عزلته الجماهيرية. ولكن بسبب موقف هذا الفن من السلطة والإعلام الموالي لها، انتهى الكثير من هذه الجداريات إلى التشويه والمحو، إلا ما قد تم تسجيله/تصويره، وتناقله عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أو طبع البعض من هذه الجداريات ضمن دراسات تناولت الثورة المصرية وتبعاتها. ويبدو أن أهم ما في هذا الشكل الفني ــ بخلاف انتقاد السلطة ــ هو مدى تفاعل الجماهير معه، فقد يتم ابتكاره في وجودهم وأمام أعينهم، حتى أن البعض منهم يُشارك بالفعل في مساعدة الفنان أو مجموعة الفنانين في إنجاز العمل، هذا التفاعل الحي هو ما يُثير قلق أي سلطة، طالما أصبح الفن ــ المُعارض ــ يتشارك فيه الفنان والجمهور.

النُصب التذكاري ودلالاته

وفي الأخير نأتي إلى الباحث سعيد بدر، وموضوعه عن (النصب التذكاري) ودلالاته في وعي الشعوب، كأهم مظهر من مظاهر أعمال النحت في الفراغ، من حيث كونه علامة من علامات الإرادة الجماعية وتاريخ الأمة. وبالتالي يصبح كل نصب تذكاري يرمز إلى فكرة محددة يمكن استخلاصها بالرجوع إلى مكوناته وأدائه التعبيري وسياقه الوظيفي، فيصبح بذلك في تواصل بصري دائم مع الجمهور، ويعد فناً جماعياً ــ من منظور التلقي ــ مُحمّلاً بالمثل العليا في الذاكرة الجمعية. ويختلف النُصب من حيث موضوعه، سواء تشخيصاً أو فكرة عامة أو تخليداً لذكرى ما في وعي الشعب، والأمثلة عديدة، تمثال لينين في ميدان أكتوبر، والمسيح الفادي في البرازيل، ونُصب السجناء الدولي، ونُصب الوقت، ونُصب وارسو، ونُصب معسكرات الاعتقال، ونُصب الحرية في العراق، ونُصب الجندي المجهول في مصر.
إلا أن هناك العديد من هذه النماذج تبدو عليها الفكرة الدعائية، كـ «نُصب صوفيا» الذي يشيد بانتصار الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية في بلغاريا، هذا الانتصار الذي تحوّل إلى شكل من أشكال الحكم الشمولي، واليوم يتم النظر إلى هذا النُصب، الذي تم افتتاحه في العام 1954 على أنه تذكير مؤلم لنظام مدعوم من الخارج، وتتواصل المظاهرات المُطالبة بهدمه والتخلص منه. حتى أنه تم مؤخراً طلاء النُصب وشخوصه بألوان مختلفة سخرية منه ومن وجوده، ما جعل روسيا تحتج رسمياً على هذا الفعل.

ياسر منجي، زينب نور، وسعيد بدر: «حول النحت الميداني وذاكرة التصوير الجداري»
الهيئة العامة لقصور الثقافة، سلسلة آفاق الفن التشكيلي، القاهرة 2017
232 صفحة.

ذاكرة الشعوب التي تلاعبت بها التحولات السياسية
منجي ونور وبدر في كتاب «حول النحت الميداني وذاكرة التصوير الجداري»:
محمد عبد الرحيم

أعمال درامية لبنانية تحاكي الماضي

Posted: 23 Sep 2017 02:11 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي»: في الوقت الضائع الذي تفتقد فيه الشاشات المحلية لأي أعمال درامية جديدة أو برامج ترفيهية، تزدحم في المقابل ورشة الأعمال التصويرية بالعديد من المسلسلات الضخمة والبرامج المنوعة والترفيهية التي ينتظرها المشاهد.
ورصدنا في «القدس العربي» مجموعة من الأعمال التي ستبصر النور من خلال شبكة البرامج التلفزيونية المقبلة والتي ستحدث نقلة نوعية في مستوى الأعمال الدرامية وستكون عنصر منافسة للتلفزيونات لجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين والمعلنين. وباكورة هذه الأعمال الدرامية مسلسل «محرومين» وهو عاصفة من المشاعر الإنسانية من حبّ وكره وحزن وفرح وجديّة ومرح وضحك ودموية وموت وسيبدأ عرضه يوم الخامس والعشرين من الشهر الجاري على شاشة «أم تي في» وهو من إنتاج شركة «اونلاين بروداكشن» لزياد شويري.
ويعّول صاحب المحطة والمنتج وفريق العمل على أهمية هذا العمل الجديد، كتابة غريتا غصيبة، ومتوقع ان يشّكل نقلة نوعية في خريطة الأعمال الدرامية نظراً لقصته المستمدة من حقيقة الواقع اللبناني الذي تتداخل فيه أحياء فقيرة محرومة بأخرى فخمة وفي زواياها قصص اجتماعية طبيعية وصادقة، وعلاقات عاطفية قوية تصمد أمام صعوبات استثنائية وليدة آفات منتشرة في المجتمع. يدفع الحرمان بعض الأبطال إلى التّورط في أعمال وتصرفات لا تشبههم، فتبرز نسبية الصحّ والخطأ لتتحدى أحكام المجتمع التقليدية من جهة ودور الدولة والقانون من جهة أخرى. والعمل للمخرج وائل بوشعر وبطولة طوني عيسى وجوي خوري وآيا طيبا وعدد من الممثلين.
ويتمّ تصوير عمل آخر من إنتاج شركة «اونلاين بروداكشن» وهو مسلسل «خمسين ألف» كتبه آيا طيبا وبطولة طوني عيسى وداليدا خليل وإخراج دافيد اوريان. العمل رومانسي كوميدي مقتبس من فكرة المسلسل التركي «حبّ للإيجار» تمت لبننتها بخطوط عريضة. وتتمحور حول قصة حب معقدة تقع بين مصمم أزياء شاب ميسور وفتاة وجدت في حياته بسبب مؤامرة عائلية.
وتتعاون محطة «ال بي سي آي» مع شركة» إيغل فيلمز» لصاحبها المنتج جمال سنان من أجل تسويق العمل الدرامي الضخم «ثورة الفلاحين» لترفع سقف المنافسة في وجه محطة «أم تي في». وعلمت «القدس العربي» من مصادر موثوقة ان اجتماعاً هو الأول من نوعه عقد في محطة «ال بي سي آي» منذ مدّة ضمّ رئيس مجلس الإدارة الشيخ بيار الضاهر وفريق عمله وصاحب شركة «إيغل فيلمز» المنتج جمال سنان لوضع اللمسات الأخيرة على مسلسل «ثورة الفلاحين» لإيجاد أفضل طريقة لعملية التسويق والاجتماع ضمّ أيضاً كاتبة المسلسل كلوديا مرشيليان والمخرج فيليب اسمر إلى جانب القسم المتخصص في التسويق والترويج في شركة الإنتاج.
ويؤكد المجتمعون وفريق العمل ان مسلسل «ثورة الفلاحين» سيكون سابقة ونقطة عبور نحو الانتشار في البلاد العربية وهو عمل تاريخي يتناول حقبة من الزمن مهمة في تاريخ لبنان فيها أحداث مشّوقة، ويتناول ثورة المظلوم على الظالم والفقير على الغني ومعاناة كل الناس الذين يكوّنون الطبقة الدنيا ويتطلعون إلى الطبقة العالية، ويضم نخبة كبيرة من وجوه الدراما أبرزهم ماغي بوغصن، ايميه صياح، ورد الخال، كارلوس عازار، وفادي ابراهيم وسواهم من نجوم التمثيل في لبنان. مسلسل «الحب الحقيقي» سيعرض على محطة «ال بي سي آي» في دورة البرامج الجديدة وهو من أربعة أجزاء وكلّ جزء يضم 50 حلقة أي في حدود 200 حلقة، والعمل مكسيكي «ملبنن» من إنتاج مي وميلاد ابي رعد وكتبه باسكال حرفوش ولمى مرعشلي ويضم نخبة من المع نجوم التمثيل.
ومن الأعمال الدرامية التي بوشر في تصويرها تمهيداً لعرضها على شاشة «ال بي سي آي» أيضاً مسلسل «كلّ الحب كل الغرام» وهو عمل ضخم للغاية من إنتاج واخراج ايلي معلوف، ويعتبر آخر أعمال الكاتب الراحل مروان العبد الذي رحل قبل اتمام القصة التي استكملها الكاتب والممثل طوني شمعون.
ويعود المسلسل إلى حقبة تاريخية تبدأ بسنة 1914 مروراً بسنة 1930 وصولاً إلى عام 1940 مع الحرص على ابراز جماليات هذه الحقبة في تاريخ لبنان في إطار رومانسي واجتماعي جذاّب. ولتأكيد الإطار التاريخي العام لهذه الحقبة تمّ تصميم الملابس بشكل خاص والاستعانة بخبراء تجميل إيرانيّين لقدراتهم المتفوّقة في هذا المجال.
«كلّ الحبّ كل الغرام» من بطولة كارول الحاج وباسم مغنية إلى جانب 340 ممثلا وممثلة من المع النجوم.
وتطول لائحة المسلسلات التي انطلقت عمليات التصوير فيها ومنها على سبيل المثال «هنادي» من بطولة ريتا حايك وعمار شلق وفادي ابراهيم ونخبة من الممثلين وإخراج سمير حبشي وإنتاج «إيغل فيلمز» ومسلسل «كارما»، بطولة رودني حداد، ستيفاني صليبا، وآخرين، وإخراج سيف الدين سبيعي.
ومسلسل «مجنون فيكي» كتابة فراس جبران باشرت شركة «نيولوك برودكشن» بتصويره تحت اشراف المخرجة رندلى قديح وهو من بطولة رولا سعد، يوري مرقدي، جو طراد، ومي صايغ وغيرهم.
وهو من نوع الدراما الخفيفة ويطرح عدة قصص اجتماعية.
مسلسل «سكت الورق» كتابة مروان نجار وإنتاج واخراج نديم مهنا وتشارك فيه مجموعة كبيرة من الممثلين.
ومن شأن الأعمال المنتظرة أن ترفع سقف الدراما اللبنانية إلى أعلى الدرجات وتمكّنها من الانتشار الواسع في الدول العربية لتؤكد مرة أخرى أننا عدنا نعيش عصر الدراما مطلع السبعينيات والثمانينيات.

أعمال درامية لبنانية تحاكي الماضي
من «المحرومين» إلى «ثورة الفلاحين» و«الحب الحقيقي»
ناديا الياس

وديع فلسطين كما يرى نفسه وتراه ولاء أبو ستيت

Posted: 23 Sep 2017 02:11 PM PDT

سأبدأ من النقطة الأهم في حياة الكاتب الصحافي الكبير وديع فلسطين، وهي اللبس الذي كان سبباً في شهرته وهو اعتقاد معظم القراء بأنه فلسطيني المولد والجنسية، على عكس الحقيقة بالطبع فهو مصري من الجنوب، مواليد مركز إخميم بمحافظة سوهاج، لم يعتن الكاتب كثيراً بتصحيح هذه المعلومة وظل متمتعاً بميزة الانتشار وسعيداً بما يثار حوله من جدل وغموض ولهذا فقد بدأ مشواره الصحافي الطويل بالذكاء والمناورة لإحساسه أن ذلك يضفي علية قدراً من الأهمية، وقد حدث بالفعل ما كان يظنه.
في كتابها «وديع فلسطين… حارس بوابة الكبار الأخير» تبدو الكاتبة ولاء عبد الله أبو ستيت متماهية إلى حد الذوبان في تاريخ الرجل الذي بلغ من العمر عتيا وحصل من الذكريات والخبرات ما يجعل الانبهار به منطقياً وهي نقطة الضعف التي لم تستطع ولاء إخفائها حتى أنها تخلت تماماً عن حيادها وصارت مجذوبة بكل كيانها لهذا التاريخ الصحافي الذي يمشي على الأرض فلم يكن بوسعها وهي تحت هذا التأثير الإنساني أن تفند ما يطرح وما يسرد من وقائع تاريخية هي بالضرورة لا تخضع لوجهة نظر واحدة كونها معلومة لمن قرأ وكتب وعاش المراحل والأزمنة المشار إليها في الكتاب المهم الذي يقع في 165 صفحة من القطع المتوسط.
نقلت الكاتبة حرفياً كل ما ورد على لسان وديع فلسطين دون أدنى محاولة للاشتباك معه ولو من باب إشعار القارئ بوجودها ككاتبة لها وجهة نظر تختلف وتتفق مع ما يقال على اعتبار أنها تقدم دراسة وليست مجرد وسيط لنقل المذكرات كما يرويها صاحبها، خاصة أن نقاطا كثيرة في الكتاب تجدر أن تكون محل نقاش إن لم تكن موضع احتجاج، فالمخضرم ذو التسعين عاماً ذكر من بين ما ذكر أسماء وقامات كبيرة لشخصيات صنعت أحداثاً ولعبت دوراً كبيرا ة في الحياة السياسية عبر سنوات طويلة منذ ثلاثينيات القرن وما قبلها وما بعدها ولم يفته تسجيل ملاحظاته على أي من المراحل التاريخية التي عاصرها وكذلك الأشخاص بذواتهم ومناصبهم، وهو ما يعطي الحق في المناقشة والتساؤل عن مدى دقة وموضوعية ما يرويه.
إن جل ما يدور حوله الكتاب وتتمحور داخله كل الأفكار هو ذلك الصراع القديم بين الكاتب الكبير وديع فلسطين وثورة يوليو التي كانت سبباً في قعوده عن العمل، وهو أمر بالقطع جلل ومرارة يصعب على مثله أن يتجرعها صاغراً، ولكن محل الخلاف ليس في ما كتبة ضد الثورة وما زال يكتبه ويصوغ فيه كراهيته وعدائه الشديدين للضباط الأحرار وعبد الناصر فهذه مسألة يمكن تفهمها، وإنما موطن الخلاف يكمن في دواعي وأسباب موقف الثورة منه وهو ركيزة أساسية في قضية الخلاف، ولجلاء الحقيقة نورد بعض ما جاء على لسانه ونقلته الكاتبة بسياقاته التاريخية، ومنها أنه عمل في جريدة «المقطم» لسان حال الاحتلال البريطاني فترة طويلة قبل قيام الثورة وشغل بها موقعاً متميزاً وهي التي كانت مملوكة لفارس نمر ويعقوب صروف وشاهين مكاريوس وتتلقى دعماً من اللورد كرومر شخصياً وفق ما نشرته جريدة «المؤيد» آن ذاك ولم يتم تكذيبه، ثانياً أن فلسطين حصل على جائزة من الملك فاروق قيمتها 50 جنيهاً عام 49 وشهادة تقدير قدمها له كريم ثابت رجل السرايا المعتمد نيابة عن الملك!
وفي سياق متصل منفصل يدافع الكاتب وديع فلسطين في الكتاب الذي يسجل مذكراته عن كريم ثابت واصفاً إياه بالنزاهة والرصانة والحكمة مبرراً ما كتب عنه من سوء السلوك بأنه جاء من قبيل التشويه وبقصد الإساءة لكونه كان مستشاراً صحافياً لفاروق الأول ملك مصر والسودان حينئذ، ولا يعتبر وديع فلسطين تبعية جريدة «المقطم» للحكومة البريطانية سبة أو نقيصة فجريدة «اللواء» التي أسسها الزعيم الوطني مصطفى كامل كانت ذات هوى فرنسي، وكذلك جريدة «الأهرام» كانت في بدايتها تتمتع بالحماية الفرنسية قبل أن تتحول إلى جريدة وطنية تندد بالاستعمار وهي التي ظلت لفترة طويلة تندد بالثورة العرابية وتهاجم عرابي ورفاقه.
لم ير وديع فلسطين أن كل هذه الحيثيات كانت مسوغات كافية لإبعاده عن أجواء الصحافة المصرية ولا يزال معادياً للثورة التي ظلمته من غير بينة، ويحكي عن الأيام الثلاثة التي قضاها في الحجز مدة التحقيق بمرارة كأنها ثلاثين عاماً، علماً أنه يكرر في مذكراته أنه هو من اتخذ بمحض إرادته قرار اعتزال الصحافة ويعيب على محمد حسنين هيكل استمراره في بلاط صاحبة الجلالة ووصوله إلى مكانة رفيعة بها معللاً ذلك أو موحياً بأنه حقق ما حققه من شهرة ونجاح بتملق السلطة وانتمائه المزعوم لثورة يوليو أو حركة الضباط الأحرار المباركة كما يسميها استهجاناً واستخفافاً.
واستمراراً في الهجوم على يوليو ورجالها يمعن فلسطين في قراءة الأحداث السياسية تبعاً لما أوردته الكاتبة ولاء أبو ستيت قراءة تعسفية هجومية فيصف مشروع القومية العربية بأنه المشروع الأسوأ في انجازات عبد الناصر لأنة حول آمال الشعوب إلى أيديولوجية سقيمة، ويرى أن وحدة مصر وسوريا عام 58 كانت وحدة مخابرات لا وحدة شعبين شقيقين. وفي حملة الهجوم طالت ألسنة اللهب الروائي العالمي نجيب محفوظ الذي لم يذكر اسمه بعد حصوله على نوبل كمترجم لرواية الأب في المقابلة التلفزيونية التي سئل فيها عما إذا كان قد قرأ الأدب السويدي أم لا!

وديع فلسطين كما يرى نفسه وتراه ولاء أبو ستيت
العاصفة التي تأخرت سبعين عاماً
كمال القاضي

هل ظهرت مؤشرات انتهاء عصر احتكار »الكبار» لدوري الأبطال؟

Posted: 23 Sep 2017 02:10 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: مع انتهاء حرارة فصل الصيف وشمسه الحارقة، يبدأ الجزء الشمالي للكرة الأرضية في استقبال أحد أروع فصول السنة «الخريف» الذي نعيشه في هذه اللحظات، والذي تعود خلاله متعة كرة القدم الحقيقية، متمثلة في البطولة التي يَحلم بها النجم الكبير قبل الشاب الصغير بعد كأس العالم، إنها كأس دوري أبطال أوروبا أو كما يقولون عنها الكأس ذات الأذنين.
منذ أن اقترح الصحفي الفرنسي غابريال هانو وصديقه في صحيفة «ليكيب» جاك دو ريزويك، فكرة إقامة بطولة تحمل اسم «كأس أوروبا للأندية» عام 1954، وبعدها بعام وافق «اليويفا» على الاقتراح، بتنفيذ المشروع بمشاركة بطل كل دولة، مع اعتماد نظام خروج المغلوب، وضح أنها ستكون «حكرا» على الكبار، بدليل ما فعله جيل أباطرة ريال مدريد بقيادة الراحل العظيم ألفريدو دي ستيفانو وشريكه المجري بوشكاش وبقية أساطير حقبة الخمسينات، بإبقاء الكأس في «سانتياغو بيرنابيو» خمس سنوات متتالية! حتى بعد خماسية الملكي الأبيض، تناوب الكبار بداية الستينات مثل بنفيكا وميلان والإنتر على اللقب، قبل أن يستعيده الريال مُجددا في منتصف هذا العقد، فقط حدثت المفاجأة الأولى عندما فاز سيلتك على أفاعي جوســـيبي ميــاتزا فــي نهائي 1967، بـعــدها أصبحت المفاجآت في هذه المسابقة بالذات، أشبه بالملح على الطعام، بالكاد يظهر لنا فريق غير مُرشح من عقد لآخر، وربما أكثر من ذلك، ليُخالف كل التوقعات.

السبعينات حالة فريدة

من شاهد سلسلة الأفلام الوثائقية الشهيرة التي تحمل اسم العقود، وخصوصا الجزء الخاص بعقد «السبعينات»، لن يندهش من التغير الكبير الذي طرأ على عالم كرة القدم، وتحديدا دوري أبطال أوروبا، بعد انتهاء الحروب وبدء مرحلة جديدة من الانفتاح والتطور الكبير في القارة العجوز في شتى المجالات، واللعبة الشعبية الأولى في العالم، كان لها نصيب كبير في التغير، بظهور قوة جديدة على الساحة، متمثلة في كرة هولندا الشاملة التي استحوذت على الكأس في بداية العقد الجميل، ثم جاء الدور على مارد ألمانيا بايرن ميونيخ ليُدّشن أسطورته كأحد الكبار إلى يومنا هذا.
وبعد انتهاء هوجة السبعينات، عادت الوجوه القديمة بشكل تدريجي، مع تكرار سيناريو سيلتك 1967 من حين لآخر، كما فعل ستيوا بوخارست الروماني منتصف الثمانينات والنجم الأحمر مطلع التسعينات ثم مارسيليا وبوروسيا دورتموند، ومنذ ذلك الحين لم يتجرأ أحد الصغار على المساس بالكأس ذات الأذنين لأول مرة سوى تشلسي عام 2012، وفي حقيقة الأمر فوز البلوز في حد ذاته لم يكن المفاجأة الصادمة، لكن الطريقة التي فاز بها، فقط هي ما تدعو للدهشة والاستغراب. فبعدما كان الفريق اللندني في طريقه للخروج من البطولة مُبكرا، بعد إقالة المدرب البرتغالي فيلاش بواش، وتسليم الدفة لمساعده الإيطالي روبرتو دي ماتيو، أو كما يُوصف من قبل جماهير النادي «نهر ستامفورد بريدج الخالد»، انقلبت الأمور رأسا على عقب، وواصل الفريق كفاحه إلى أن أزاح برشلونة في نصف النهائي وهو بعشرة لاعبين في «كامب نو»، ثم سرق الكأس من بايرن ميونيخ في عقر داره «آليانز آرينا» بفضل ركلات الترجيح، لكن الشيء الثابت أن تشلسي لم يكن فريقا مغمورا، والجميع يعرف أنه منذ استحواذ الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش على أسهم النادي، وهدفه الرئيسي التقاط الصور بالكأس الأوروبية الأهم على مستوى الأندية أمام خزينة بطولاته.

رياح ثورة التغيير

على طريقة الثورات المضادة، التي تقودها رموز الأنظمة القديمة للعودة لسدّة الحكم، نُلاحظ التشابه الكبير بين الماضي البعيد والحاضر الذي نعيشه الآن، فالفريق الذي أحكم قبضته على الكأس في أول خمس سنوات، منها النسخة الأصلية التي تُزّين متحف «سانتياغو بيرنابيو» إلى الآن، هو نفسه الذي احتكر البطولة في آخر عامين، لكن ما حدث في الميركاتو الصيفي الأخير، من حجم إنفاق هائل من أندية مُعينة لا يستطيع ريال مدريد بكل تاريخه ومجده مجاراتها ماليا، يُنذر بهبوب رياح ثورة تغيير جديدة، مُدعمة هذه المرة بلغة العصر الحالي «المال»، وليس انفتاح وثورة السبعينات.

لغة الأرقام

قبل أي شيء، لا أحد ينكر أن وجود رونالدو وميسي مع الريال والبارسا يُعطي لهما أفضلية على حساب أي منافس حتى هذه اللحظة، لكن لو نظرنا إلى القيمة التسويقية للتشكيلة التي أرسلها المدرب الكتالوني بيب غوارديولا لحمل لواء القميص السماوي في بطولة الصفوة، سنجد أنها القائمة الأغلى على مر العصور، بتكلفة بلغت 853 مليون يورو، نصف هذا المبلغ، تحكم فيه المدرب الحالي في آخر صيفين، ويأتي باريس سان جيرمان في المرتبة الثانية، بأقل ثلاثة ملايين يورو فقط! أما ثالث أغلى قائمة مشاركة في البطولة، من نصيب جوزيه مورينيو بـ784 مليونا، في حين يأتي عملاقا الليغا في المركزين الخامس والسادس بواقع 628 مليونا للبرسا و497 للميرينغي، لتنتهي أسطورة هيمنة الثنائي الإسباني على القوائم الأغلى، ولا ننسى أن هذه الموضة، التي «اخترعها» رئيس ريال مدريد الحالي، ساهمت في عودة الأضواء للبلانكو مطلع الألفية الجديدة، بانتداب أسماء بوزن الذهب كفيغو وزيدان ورونالدو الظاهرة وبقية جواهر عصر الأحجار الكريمة، قبل أن يتبع سياسة «التقشف» في السنوات القليلة الماضية.
كثيرا ما سمعنا بيريز يتكلم عن قيمة المال بالنسبة لأي نادٍ، وإلا لما قال جملته الشهيرة «نجوم الكرة الأرضية وُلدوا من أجل ريال مدريد»، وبطبيعة الحال، جلب هؤلاء النجوم يحتاج لسيولة كبيرة، وهو بالكاد أول رجل في العالم، وضع الأرقام المجنونة لشراء اللاعبين، وكانت البداية بمبلغ 56 مليون يورو، الذي وضعه في حساب برشلونة لضم فيغو في واحدة من أهم وأشهر الصفقات في تاريخ النادي، ورفع سقف اليوروهات عندما خاطر بشراء زيدان بأكثر من 60 مليونا في العام التالي، ثم الظاهرة، حتى بعد عودته في ولايته الأخيرة، ضرب كل الأرقام القياسية مرتين في صفقتي رونالدو وبيل.

انتهت اللعبة

ها قد خرج بيريز من هذه اللعبة، لصعوبة مجاراة رجل كالسيد ناصر الخليفي وهيئة الاستثمار القطرية، والآخر منصور آل نهيان ممثلا عن هيئة استثمار أبوظبي الذي يُنفق ببذخ في قلعة «الاتحاد»، والشاهد على ما كان يفعله رجل الأعمال الإسباني، هو بناء مشاريع طويلة الأمد لتحقيق طموحات الجماهير بالفوز أولاً ببطولتهم المُفضلة «دوري الأبطال»، ثم الليغا وبقية البطولات على حد سواء، والآن، الواقع يقول أن باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي، يسيران على النهج ذاته، بشراء ألمع النجوم المتاحين على الساحة، لتظهر النتيجة بأثر فوري على أرض الملعب.

السكاي بلوز

يرى البعض أن انطلاقة مانشستر سيتي مُجرد أكذوبة، كون غوارديولا كان قد بدأ الموسم الماضي بشكل جيد، ومع الوقت حدث الانهيار، الذي خرج منه بتذكرة اللعب في دوري الأبطال، من دون أن يحصل على بطولة لأول مرة منذ ظهوره على الساحة عام 2008، لكن في حقيقة الأمر، من يُشاهد الجودة التي يُقدمها الفريق السماوي بعد التعديلات التي أجراها بيب باعتماده على سيرخيو أغويرو وغابرييل جيسوس في الخط الأمامي، مع الالتزام الدفاعي حتى في غياب كومباني، وإظهار مرونة غير عادية في تغيير طريقة اللعب أكثر من مرة في المباراة الواحدة، فضلاً عن أسلحته الفتاكة في أقدام دافيد سيلفا وكيفن دي بروينه، ونشاط وحيوية على الجانبين يفضل ووكر وميندي، نتج عن ذلك تسجيل الفريق لـ15 هدفا في ظرف ثمانية أيام فقط، بواقع مباراتين في الدوري (واحدة ضد ليفربول) وأخرى في دوري الأبطال، من دون أن تهتز شباكه، ولنا أن نتخيل كيف سيُصبح شكل هذا الفريق مع وصول القدامى والجُدد لقمة الانسجام والتفاهم، ولو ابتعدت الإصابات عنهم، واستمر المدرب في عمل المداورة بشكل مُنتظم حتى أبريل/ نيسان المقبل، بالتأكيد سيذهب بعيدا في كل البطولات المُشارك بها، بما فيها الأبطال!

أرقام من زمن آخر

منذ ظهور المُثلث الهجومي المُرعب MCN، المتمثل في الثلاثي «مبابي وكافاني ونيمار»، بدأت أرقام باريس سان جيرمان تتغير، فالأول لم يتوقف عن التسجيل في أول ثلاث مباريات، والثاني توقف عن التسجيل في مباراة واحدة، وهي الأخيرة في الدوري أمام ليون، ولولا سوء طالعه، لخرج بهدف من ركلة الجزاء التي تصارع عليها مع نيمار، والأخير بدوره، غاب فقط عن صناعة الأهداف والتسجيل في المباراة ذاتها، غير أن البداية بالفوز في ست مباريات متتالية في بداية الموسم، أمر لم يفعله النادي في العصر الحديث، آخر سلسلة ناجحة، كانت بالفوز في خمس مباريات متتالية موسم 1998-1999.
هذا ولم نتحدث عن الرسالة الخفية التي أرسلها هذا الثلاثي بدك حصون القلوب الشجاعة «سيلتك» في عقر داره بخماسية نكراء، وهذا ليس بالأمر السهل على أي فريق مهما كان اسمه أو حجمه، وعموما المواجهة القادمة المُرتقبة ضد بايرن ميـــونــيـــخ، ستُـــظهر لنا أين مكان العملاق الباريســـي على الساحة في الوقت الراهن، ولو أن المؤشرات تُظهر أنه بغض النظر عن نتيجة موقعة منتصف الأسبوع، فإن شخصية الفريق البطل تبدو واضحة في كتيبة أوناي إيمري، وتتجلى في الثقة الكبيرة التي يلعب الفريق، وتنوع الحلول سواء من الوسط أو من على الأطراف، وشأنه شأن السيتي، مع زيادة التفاهم والانسجام بين الثلاثي الأمامي، سيكون شخصية مغايرة تماما عن شخصية الفريق الذي انحنى في الريمونتادا.
 والسؤال الآن: هل سنُشاهد بطلاً جديدا يرفع كأس دوري الأبطال في نهاية الموسم؟ الإجابة سننتظرها من باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي المُرشحين بقوة لتحقيق هذا الإنجاز.

هل ظهرت مؤشرات انتهاء عصر احتكار »الكبار» لدوري الأبطال؟

عادل منصور

زيدان يدفع ثمن عدم استثمار الريال في سوق الانتقالات!

Posted: 23 Sep 2017 02:10 PM PDT

جلس الآلاف من أنصار ريال مدريد في الأيام الاخيرة يضربون أخماسا بأسداس في محاولة لفهم سر الاخفاق المفاجئ في مبارياته في الدوري، وخصوصا على أرضه، بعدما انتشى باحراز لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي، قبل ان يزيح غريمه التقليدي برشلونة من الزعامة المحلية بسحقه في الكأس السوبر الاسبانية، وقبل ان يتخلص بسهولة من تحدي منافسه على الشعبية العالمية والمداخيل الاعلى في عالم اللعبة مانشستر يونايتد في السوبر الاوروبي… لكن ماذا حدث في الدوري الاسباني الذي أحرز لقبه قبل أسابيع قليلة للمرة الاولى منذ 2012؟
مخطئ من يجزم بأنه يعرف السبب، حتى المدرب زيدان ونجومه لا يفهمون سبب عدم الفوز على أرضه في 3 مباريات في الدوري، لكن هناك دائما مؤشرات ودلائل قد تقود الى ربما فهم سبب الكبوة المبكرة.
ربما من أبرز الاسباب البديهية، اخفاق الريال في دعم صفوفه من نجوم من الصف الاول خلال فترة الانتقالات الصيفية، والسماح برحيل ثلاثة من الداعمين الاساسيين للفريق الأول، الممثلين بموراتا وخاميس ودانيلو، وتعويضهم بصاعدين وواعدين أمثال سيبايوس ويورينتي وفاييخو وثيو هيرنانديز، وهؤلاء لا يمكن أن يشكلوا الصف الثاني الداعم بصورة فورية، حيث كبرت الهوة بين سن النجوم الاساسيين مثل رونالدو (32 عاماً) وبنزيمه (29 عاماً) ومودريتش (32 عاماً) ومارسيلو (29 عاماً)، مقارنة مع الجدد والواعدين الذي لم يتخط أكبرهم 21 عاماً، ما يعني انه في حال الأزمات، مثل التي يواجها الريال في مطلع الموسم من اصابات وايقافات لأبرز نجومه، فان وجود موراتا مثلاً، الذي سجل 20 هدفا الموسم الماضي من مشاركات غالبيتها احتياطيا، وخاميس الذي دائما يساهم بتسجيل الاهداف وصنعها، وأيضاً دانيلو في تغطية غيابات الخط الخلفي، نجد عجز الريال في ايجاد الحلول الفورية، ولن أقول المستقبلية. ورغم بزوغ نجم ايسكو الى مصاف النخبة، وانفجار موهبة أسينسيو، فانهما ليسا بديلين لما قدمه موراتا وخاميس للفريق. وتظل خيارات زيدان في المداورة واختيار البدلاء في المباريات متاحة في حال كان الجميع متوافرا، لكن عندما فرضت عليه مبكرا بسبب الاصابات والايقافات اختلف الامر.
هناك عامل مهم آخر، دائما يحذر منه المدربون المخضرمون، وهو الوصول الى حالة التشبع عند النجوم عقب تحقيق عددا من الالقاب المتواصلة، ما يقود تلقائيا الى هبوط في المستوى، وهو ربما ما يمر به كريم بنزيمه، وبدل ان يكون بديله جاهزا مثل موراتا، فان مايورال الواعد يحتاج الى وقت، ليكون بديلا جاهزا في أي وقت. وحتى نجوم الموسم الماضي مثل داني كارفاخال، المتألق في كثير من الاحيان، فانه مرت عليه لحظات جنونية، وبسبب غياب المنافس له على هذا المركز بعد رحيل دانيلو، فان وقوعه في الاخطاء والاهمال اصبح واردا، وكذلك حال الحارس كيلور نافاس، رغم روعة أدائه في كثير من الاحيان، لكن دائماً تشعر بأنه معرض لارتكاب خطأ فادح يكلف الفريق، وايجاد بديل من خامة عليا مثل دي خيا ينافسه على المركز كان حاجة ملحة في الأعوام الثلاثة الماضية.
طبعاً الجميع أشاد بروعة زيدان، وحنكته وانتقاله الى مصاف المدربين الكبار، لكن فقط عندما يظل الريال يتوج بالألقاب، لكن عند السقوط لا بد من ذكر بعض السلبيات في ادارة زيدان، وأيضاً رؤيته التكتيكية، والتي تبدو معدومة عندما يعاني الفريق، بل نرى كرات عشوائية من الدفاع الى منطقة جزاء الخصم في محاولات بائسة لتسجيل هدف، عدا عن تبديلات لا تتناسب مع نوع المباراة، مثل اشراك لوكاس فازكيز في اللقاء الاخير الذي خسره امام بيتيس، في حين كان سيبايوس خيارا أفضل في الوسط لخلق المساحات.
طبعا الريال سيتعافى، وسيستعيد نغمة انتصاراته، لكن المشكلة في الدوري الاسباني ان الصراع غالبا ما يكون ثنائيا، والانتظار يكون مضنيا لرؤية غريمك يهدر النقاط.

twitter: @khaldounElcheik

زيدان يدفع ثمن عدم استثمار الريال في سوق الانتقالات!

خلدون الشيخ

فالفيردي يعيد ميسي إلى عصر غوارديولا!

Posted: 23 Sep 2017 02:09 PM PDT

برشلونة ـ «القدس العربي»: سجل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، مهاجم برشلونة الأسباني، أفضل انطلاقته التهديفية مع النادي الكتالوني هذا الموسم، ويعود الجانب الأعظم من الفضل في هذا الأمر إلى مدرب الفريق ارنستو فالفيردي، الذي قرر تغيير مركز اللاعب ليقربه أكثر من مرمى المنافسين.
وحقق ميسي بالأهداف التسعة، التي سجلها في المباريات الخمس الأولى من الدوري الأسباني «الليغا»، الانطلاقة الأفضل له من الناحية التهديفية عبر مسيرته. ويضاف هذا الموسم إلى موسم 2011، الذي كان الأفضل في مسيرته من حيث عدد الأهداف التي سجلها في المباريات الأولى من الليغا. وجاءت الأهداف الأربعة «سوبر هاتريك» التي أحرزها ميسي مساء الثلاثاء الماضي في المباراة التي فاز بها برشلونة على ايبار 6/1، لتثبت أن نجم المنتخب الأرجنتيني يمر بفترة تألق غير مسبوقة. وعاد ميسي في هذا اللقاء إلى زمن المدرب الأسبق لبرشلونة، جوسيب ماريا بارتوميو، فقد قرر فالفيردي وضعه في مركز المهاجم الصريح، بالإضافة إلى الحفاظ على حريته في الحركة في أرجاء الملعب التي يتمتع بها دائما. ومع جلوس الأوروغواني لويس سواريز على مقاعد البدلاء لشعوره بالإرهاق، ورحيل نيمار لباريس سان جيرمان الفرنسي للاستمتاع بشعور النجم الأوحد، أصبح ميسي العنصر الأخير المتبقي من الثلاثي الهجومي الخطير الملقب بـ«إم إس إن»، الذي تألق لفترة طويلة، قبل أن ينفرط عقده في آب/ أغسطس الماضي.
وشيئا فشيئا يظهر تأثير فالفيردي على الفريق الكتالوني، الذي يعاني من وجود عوائق تحول بينه وتقديم مستوى ثابت، لكنه في النهاية يتمتع بالحسم والإصرار على تحقيق الفوز. وأصبح اللعب الجماعي بخطوط متقاربة وتمرير الكرة من لمسة واحدة، الذي كان طابعا مميزا للعب برشلونة في وقت سابق، جزءا من الماضي، وذلك قد يرجع إلى عدم وجود لاعبين بين صفوفه قادرين على تطبيق هذا الأسلوب. لكنه ورغم كل شيء، يمتلك ميسي، وفالفيردي يدرك ذلك، كنزا كبيرا، وهو ما اعترف به بعد مباراة الثلاثاء أمام ايبار، حيث قال: «إنه أذكى من رأيت على الإطلاق داخل الملعب».
وأضاف: «إنه استثنائي، ولا تسعني الكلمات للحديث عنه، لويس سواريز لم يكن موجودا، ولكن ميسي يؤدي بنفس الثبات في أي مكان تضعه فيه، هناك لعبة كان يبدو أنها لن تسفر عن شيء، ولكن حدث شيء (بفضل ميسي)، إنه يعشق كرة القدم ويستمتع بها ولا يكل أبدا من تحقيق الفوز». ولم يتورع المدربون، الذين تعاقبوا على قيادة برشلونة مؤخرا، في إبعاد هذا اللاعب الفذ عن مرمى المنافسين، فمدربين، مثل خيراردو مارتينو ولويس انريكي، كانوا يرون ميسي أكثر فاعلية في الأطراف أو في الانطلاق من وسط الملعب لصناعة الفرص. ومع وصول لويس سواريز ونيمار إلى برشلونة، كان على ميسي أن يجد له مكانا أخر بعيدا عن منطقة المرمى، ورغم ذلك كان لا يغيب أبدا عن تسجيل الأهداف. ولكن الآن مع رحيل نيمار وابتعاد لويس سواريز عن مستواه المعهود، أصبح ظهور ميسي أكثر وضوحا، ليس فقط بفضل أهدافه ولكن التأثير الكبير الذي يحدثه مع كل مرة يلمس فيها الكرة. وهنا تبرز الإحصاءات بأرقام مذهلة، فقد لعب ميسي 540 دقيقة خلال هذا الموسم سجل خلالها 11 هدفا وارتطمت تسديداته بالعارضة في ست مناسبات، ما يعني أنه كان بإمكانه زيادة حصيلته من الأهداف. وعلى الجانب الأخر، أعربت الصحافة الأرجنتينية عن أملها في أن ترى ميسي بهذه الصورة المتألقة مع المنتخب الأرجنتيني. يذكر أن مدرب المنتخب الأرجنتيني، خورخي سامباولي، حضر مباراة برشلونة أمام ايبار ليرى بعينه تألق قائد فريقه ونجمه الأول.
وقالت صحيفة «أوليه» الأرجنتينية: «احتفظ بأحد هذه الأهداف للمنتخب أيها العبقري». وبطبيعة الحال، يصعب تصور استمرار ميسي في تقديم هذا المستوى، ولكن بات الكثيرون في الوقت الراهن يتحدثون عن «نسخة مجددة» من النجم الأرجنتيني.

فالفيردي يعيد ميسي إلى عصر غوارديولا!

توماس باخ الفائز الأكبر في مستقبل الألعاب

Posted: 23 Sep 2017 02:09 PM PDT

ليما ـ «القدس العربي»: بينما كان ينتصف جلسته بين عمدة مدينة لوس أنجليس الأمريكية، اريك غارسيتي، وعمدة العاصمة الفرنسية باريس، آن هيدالغو، وبعدما خرج الإعلان المنتظر إلى النور، فاجأ الألماني توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، الجميع في اجتماع الجمعية العمومية للمنظمة التي يترأسها وأخرج لافتة مكتوب عليها: باريس 2024 ولوس أنجليس 2028.
ولم يكن هذا المشهد، الذي لم يكن له شبيه خلال السنوات الـ96 الأخيرة للرياضة الأولمبية، يعكس فقط فوز العاصمة الفرنسية والمدينة الأمريكية، ولكن كان يعكس انتصارا شخصيا للمسؤول الألماني. وبعد رحيل المسؤولين السابقين الذين تعاقبوا على رئاسة الاتحادات واللجان الرياضية المختلفة وكانوا سببا مباشرا في تفجر فضيحة المنشطات في الرياضة الروسية، بالإضافة إلى تورطهم في قضايا فساد تتعلق بمنح شرف تنظيم دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة، ظهر باخ في اجتماع الاسبوع الماضي بملامح تعكس بشكل كبير المعاناة التي تكبدها خلال الأشهر الأخيرة.
وكان قرار منح شرف استضافة دورتين أولمبيتين في اليوم ذاته، وهو حدث لم يتكرر منذ عام 1921، بمثابة رهان شخصي لباخ كي يتمكن من مواجهة الأزمة التي أثارها الانسحاب الجماعي للمرشحين. بوسطن وهامبورغ وروما وبودابست، سحبت مدينة تلو الأخرى ملفات ترشحها لاستضافة الأولمبياد، على خلفية الرفض الشعبي نظرا للتكاليف الباهظة التي ستتكبدها كل مدينة لتنظيم هذا الحدث الرياضي الكبير. ولم يتبق في نهاية المطاف من المرشحين سوى باريس ولوس أنجليس، اللتين كانتا ترغبان في تنظيم أولمبياد 2024. وقال باخ: «التفريط في هذه الفرصة الذهبية كان سيكون خطأ كبيرا». وحمل ملفا ترشح باريس ولوس أنجليس، المدينتين اللتين لا تحتاجان لاستثمارات ضخمة من أجل استضافة الأولمبياد، من المغريات الكثير التي كان يصعب معها إقصاء احداهما من سباق الترشح، ولذلك قامت اللجنة الأولمبية الدولية بتغيير نظام الانتخاب والتصويت لمنح المدينتين شرف استضافة الدورتين في جلسة واحدة. وبعد ذلك، تبقى تحديد أي المدينتين ستسبق الأخرى في التنظيم وأيهما سينتظر حتى 2028. وتولد هوس لدى باريس بتنظيم أولمبياد 2024 لإحياء الذكرى المئة لتنظيمها آخر دورة أولمبية في تاريخها عام 1924، واتسمت بعناد شديد في هذا الأمر ولم يكن هناك ما يدلل على إنها ستتنازل عن هذا الحلم. فما كان من اللجنة الأولمبية الدولية إلا أن تسوق للوس أنجليس مبررات مقنعة كي تنتظر حتى 2028، وبالفعل نجحت في ذلك بعدما تعهدت للمدينة الأمريكية بضخ استثمارات تبلغ قيمتها مليار و800 مليون دولار لتنمية الرياضة على مستوى الشباب خلال الأعوام المقبلة.
ويجد الاتفاق الثلاثي الذي جمع بين باريس ولوس أنجليس واللجنة الأولمبية الدولية، برعاية حثيثة من باخ، مرادفا له في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الذي قام بإسناد تنظيم كأس العالم 2018 و2022 في جلسة واحدة لكل من روسيا وقطر على الترتيب. ورغم ذلك، رفضت اللجنة الأولمبية الدولية، مقارنتها بالفيفا، وتمكنت من إنجاح الاتفاق المذكور بدون مقاومة أو معارضة كبيرة من الرافضين له. وفي العاصمة البيروفية ليما التي شهدت تنفيذ الخطوة الأخيرة، اختفت الانتقادات والأصوات المعارضة، ورفع الأعضاء الـ85 الذين حضروا اجتماع الجمعية العمومية للجنة الأولمبية الدولية أيديهم للإعلان بالإجماع عن تأييدهم لفوز باريس ولوس أنجليس بشرف تنظيم الدورتين الأولمبيتين القادمتين. وقال باخ بصوت يكتسي بنبرات الفخر بجوار هيدالغو وغارسيتي: «إنه في الحقيقة موقف فزنا فيه جميعا».
وختم باخ قائلا: «بعد الإضطرابات التي شهدتها أولمبياد ريو 2016، يمكن للجنة الأولمبية الدولية أن تشعر بالهدوء بفضل المشاريع المضمونة للأولمبياد المقبلة: طوكيو 2020 وباريس 2024 ولوس أنجليس 2028، والتصويت المقبل سيكون في 2025، ولكنه سيكون مهمة خليفتي».
سجل المدن المضيفة

1896: أثينا (اليونان)
1900: باريس (فرنسا)
1904: سان لويس (الولايات المتحدة)
1908: لندن (بريطانيا)
1912: ستوكهولم (السويد)
1916: برلين (ألمانيا) (لم تقم)
1920: أنتويرب (بلجيكا)
1924: باريس (فرنسا)
1928: أمسترام (هولندا)
1932: لوس أنجليس (الولايات المتحدة)
1936: برلين (ألمانيا)
1940: طوكيو (اليابان)/ هلسنكي (فنلندا) (لم تقم)
1944: لندن (بريطانيا) (لم تقم)
1948: لندن (بريطانيا)
1952: هلسنكي (فنلندا)
1956: ملبورن (أستراليا)
1960: روما (إيطاليا)
1964: طوكيو (اليابان)
1968: مكسيكو سيتي (المكسيك)
1972: ميونيخ (ألمانيا)
1976: مونتريال (كندا)
1980: موسكو (الاتحاد السوفيتي)
1984: لوس أنجليس (الولايات المتحدة)
1988: سول (كوريا الجنوبية)
1992: برشلونة (إسبانيا)
1996: أتلانتا (الولايات المتحدة)
2000: سيدني (أستراليا)
2004: أثينا (اليونان)
2008: بكين (الصين)
2012: لندن (بريطانيا)
2016: ريو دي جانيرو (البرازيل)
2020: طوكيو (اليابان)
2024: باريس (فرنسا)
2028: لوس أنجليس (الولايات المتحدة)

باريس في سطور

التعداد السكاني: 2.2 مليون نسمة
الدورات الأولمبية السابقة: 1900 و1924 .
الميزانية: تعتزم باريس أن تكون ميزانية أولمبياد 2024 نحو 7.4 مليار يورو في ظل وجود 70 بالمئة من المنشآت الرياضية فعليا، كما ستكون معظم المنشآت الباقية مؤقتة. سيكون مقر فعاليات الدورة الأولمبية في وسط باريس وبالقرب من ضاحية سان دوني.
الإيجابيات: تقام الدورة الأولمبية في قلب المدينة، حيث تقام منافسات سباقات الدراجات في الشانزليزيه ومسابقات الكرة الطائرة الشاطئية في برج إيفل والتنس في رولان غاروس وكلها أماكن تطل على نهر السين.
المسافات: تقع 80 بالمئة من المواقع الرياضية لأولمبياد 2024 في حيز لا يزيد بعده عن القرية الأولمبية عن عشرة كيلومترات. ويصل 85 بالمئة من الرياضيين المشاركين في الأولمبياد إلى مقار المنافسات في غضون نصف ساعة. وتقام منافسات الشراع فقط بعيدا عن باريس حيث تقام في مارسيليا.
المخاوف: التهديدات الإرهابية قد تلقي بظلالها على أجواء الدورة بعد الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا في السنوات الأخيرة وكان استاد «دو فرانس» هدفا لإحداها.
الاستاد الأولمبي: هو استاد «دو فرانس» الذي تبلغ سعته 80 ألف مقعد. وشيد هذا الاستاد استعدادا لكأس العالم 1998 بفرنسا. ويستضيف هذا الاستاد فعاليات حفلي الافتتاح والختام ومنافسات ألعاب القوى خلال أولمبياد 2024. ويستخدم استاد «ييفز دو مانور»، الاستاد الأولمبي الذي شيد لاستضافة أولمبياد 1924، في استضافة منافسات الهوكي.
القرية الأولمبية: في موقع مدينة السينما في سان دوني وتتسع لنحو 17 ألف زائر وتقع على بعد 11 كيلومترا من وسط العاصمة باريس وعلى بعد ثلاثة كيلومترات من الاستاد الأولمبي و2.5 كيلومتر من مجمع ألعاب الماء.

لوس أنجليس في سطور

التعداد السكاني: أربعة ملايين نسمة (ويبلغ تعداد منطقة لوس أنجليس الكبرى 16.9 مليون نسمة)
الدورات الأولمبية السابقة: 1932 و1984 .
الميزانية: تعتزم لوس أنجليس أن تكون ميزانية أولمبياد 2028 نحو 5.3 مليار دولار، وتأتي كل النفقات من الرعاة ومبيعات التذاكر.
الإيجابيات: الاعتماد بشكل هائل على المواقع الرياضية الموجودة بالفعل أو المنشآت المؤقتة بالنسبة لرياضات مثل سباقات الدراجات والفروسية.
المسافات: توجد كل المواقع الرياضية في أربعة تجمعات ويمكن الوصول اليها في غضون 40 دقيقة فقط من القرية الأولمبية.
المخاوف: ما زال متبقيا على فعاليات الدورة 11 عاما وهو وقت طويل للغاية، وقد يتضاءل الحماس الحالي تجاه الدورة بناء على أي تغير في الوضع السياسي أو الاقتصادي.
الاستاد الأولمبي: استاد «لوس أنجليس ميموريال كولوسيوم» يتسع لنحو 90 ألف مشجع. واستخدم هذا الاستاد في دورتي الألعاب الأولمبيتين 1932 و1984. ويستضيف حفلي الافتتاح والختام ومنافسات ألعاب القوى.
القرية الأولمبية: تشيد هذه المدينة كجزء جديد في الحرم الجامعي لجامعة كاليفورنيا والذي سبق له أيضا استضافة المشاركين في أولمبياد 1984. ويوفر الحرم الجامعي منشآت للتدريب لرياضيي ألعاب القوى والسباحة والتنس خلال مشاركتهم في الأولمبياد.

توماس باخ الفائز الأكبر في مستقبل الألعاب
بعد منح باريس ولوس أنجليس شرف تنظيم أولمبياد 2024 و2028

نعمة متفاوتة لسكان المنطقة الاولمبية!

Posted: 23 Sep 2017 02:08 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: بعد خمس سنوات من دورة الالعاب الأولمبية الصيفية في لندن عام 2012، حظيت المنطقة التي أقيمت فيها بمحطة قطار جديدة ومركز تسوق فاخر ومساحات خضراء واسعة. وحصلت مجموعة الأراضي في منطقة ستراتفورد الواقعة في شرق لندن، على حياة جديدة، لكن بالنسبة الى السكان المحليين فان الواقع أقل كمالا.
وقالت بيني برنستوك الخبيرة في مجال الاسكان والتجديد في جامعة شرق لندن، ان هناك «عالمين يتعايشان: ستراتفورد القديمة- الفقيرة وأخرى جديدة- ثرية». لكن هيو روبرتسون، وزير الرياضة آنذاك، قال ان ارث 2012 واضح «لقد تغيرت المنطقة المحيطة بستراتفورد تماما». قبل الالعاب، هدفت مؤسسة لندن لتطوير الارث إلى إعادة احياء المنطقة المحرومة سابقا والمتأثرة بمعدلات بطالة عالية من خلال أن يكون للبنى التحتية حياة ما بعد الألعاب. وبحسب المؤسسة، فقد انجزت المهمة بعد تدفق مليارات الجنيهات الى المنطقة.
وصمم منظمو اولمبياد 2012 على عدم ترك أي فيل أبيض (منشآت غير مستخدمة بعد الالعاب)، على غرار ما دفعت ثمنه المدن المضيفة سابقا. وتم تأجير الملعب الاولمبي الى نادي وستهام المشارك في الدوري الممتاز لكرة القدم، للسنوات الـ99 المقبلة، ثم استضاف بطولة العالم في ألعاب القوى في آب/ أغسطس الماضي. وتم تقليص مركز الألعاب المائية المستقبلي الذي صممته المهندسة المعمارية الراحلة العراقية-البريطانية زها حديد، بعد الألعاب، وأصبح منشأة شعبية للسكان المحليين لا تزال تستضيف الأحداث الدولية. وتحولت القرية الأولمبية التي استضافت الرياضيين خلال المسابقات، الى آلاف الشقق. ويقول ريتشارد (29 عاما)، أحد السكان المحليين، قبل التوجه الى الحديقة الأولمبية لممارسة رياضته اليومية في الركض «انها الجنة! انظروا حولكم، انظروا الى هذه الحديقة». وتخطط مؤسسة لندن لتطوير الارث لبناء 10 آلاف منزل جديد في المنطقة مع حلول العام 2030.
ويبدو ان لندن تجنبت مصيرا تحملته أثينا بعد 2004، حيث كانت الالعاب مرادفا لانهيار مالي، فيما خيمت صفقات فاسدة ومنشآت عفنة على أولمبياد ريو 2016 بعد أقل من سنة على نهايتها. وفي العاصمة اليونانية، أعيد استخدام القليل من البنى التحتية، فيما أغلقت الحديقة الأولمبية في ريو، وفرغ المسبح الأولمبي، ولا تزال القرية الأولمبية التي كانت معدة للتحويل الى مساكن حديثة، تنتظر قاطنيها.
لكن كثيرين من سكان ستراتفورد يعتقدون انهم لم يستفيدوا من المبالغ الطائلة التي انفقت على الالعاب الاولمبية، حيث أدى التجديد إلى ارتفاع أسعار المنازل، ما دفع سكانها السابقين الى الرحيل. ويقول روبرتسون: «عندما يتم تجديد منطقة بشكل كامل، سترتفع أسعار العقارات ومن الواضح ان ذلك سيفيد المالكين». وكان التشرد احدى نتائج ارتفاع الاسعار، وقالت برنستوك ان نسبة المشردين في نيوهام، بلدية المنطقة التي تقع فيها ستراتفورد، ارتفعت 51٪ بين 2012 و2015، مقابل 32٪ في لندن ككل. ماري ريدلي وزوجها جزء من ستراتفورد «الجديدة». واستقر الثنائي في المنطقة قبل سنتين، بعد ثماني سنوات من العيش في غرب لندن. وقالت ابنة الرابعة والثلاثين: «جئنا الى هنا لانها كانت مقايضة! هي خضراء، لديك المترو والمتاجر وهي هادئة جدا».
وتابعت: «كانت أقل كلفة من حيث كنا نعيش». لكن برنستوك تساءل: «أقل كلفة لمن؟… في 2012، تقاضى 12٪ من سكان نيوهام أكثر من 50 ألف جنيه استرليني سنويا، لكن وحدة وسطية من غرفتي نوم في الحديقة الأولمبية تكلف الآن 1425 جنيه استرليني شهريا». وأردفت: «يجب أن نعيد تحديد ما هي المساكن المعقولة الثمن». وركز المنظمون على ارث أولمبي آخر، هو جعل بريطانيا اكثر نشاطا. ويقول روبرتسون ان ما لا يقل عن 1،5 مليون بريطاني يمارسون الرياضة أكثر من الفترة التي سبقت الألعاب، رغم انه من المستحيل التحقق من هذا الرقم.

نعمة متفاوتة لسكان المنطقة الاولمبية!
اولمبياد لندن 2012

نظام «المسكن الأول» هل يحل أزمة العقارات في تونس؟

Posted: 23 Sep 2017 02:08 PM PDT

 تونس ـ «القدس العربي»: يشهد سوق العقارات في تونس نهضة عمرانية غير مسبوقة مع ارتفاع مضطرد في الأسعار، الأمر الذي يجعل شرائح وفئات عديدة غير قادرة على اقتناء مسكن. وحسب التقرير الأخير الصادر عن وزارة التجهيز والإسكان فإن 20 في المئة من التونسيين غير قادرين على امتلاك مسكن في حين ان هناك حوالي 500 ألف مسكن شاغر.
وجاء قرار الحكومة التونسية الصادر مع بداية شهر شباط /فبراير الماضي ببعث برنامج «المسكن الأول» ليفتح آفاقا جديدة لفائدة العائلات حتى تتمكن من امتلاك مسكن. ولئن جاء هذا القرار متأخرا إلا انه اعتبر خطوة مهمة من شأنها ان تمهد الطريق لحلحلة أحدى أهم المعضلات التي تواجه المواطن، وهي توفير ما يسمى «التمويل الذاتي» الذي يعتبر شرطا أساسيا للحصول على قرض سكني .

حق دستوري

يقول المدير العام للشركة الوطنيّة العقاريّة للبلاد التونسية فتحي بن عصمان لـ «القدس العربي» ان حق السكن من حقوق الإنسان الأساسيّة ووسيلة لحفظ كرامته واستقراره في المجتمع حسب ما تم التنصيص عليه في الدستور التونسي .وفي هذا السياق يوضح ان الدولة توفر العديد من الآليات والتشريعات الخاصة بقطاع السكن خاصة للفئات محدودة الدخل والطبقة الوسطى، ومنها البرنامج الخصوصي للسكن الاجتماعي الذي تم إقراره منذ سنة 2012 ويتضمن محورين الأول يتمثل في إزالة المساكن البدائية (10 آلاف مسكن) وتعويضها بمساكن جديدة، ويتمثل المحور الثاني في إنجاز 20 ألف وحدة سكنية يتم تسويقها بأسعار رمزية لفائدة ضعاف الحال.
وأشار إلى ان الشركة تأسست سنة 1957 وتعمل على تعديل سوق البعث العقاري والاستجابة لأكثر ما يمكن من الطلبات على المساكن ذات الأسعار المدروسة والتي تكون في متناول الطبقات الاجتماعية متوسطة الدخل، ولذلك فهي تنجز مساكن من الصنف الاجتماعي بنسبة تفوق في بعض الأحيان 50 في المئة من مجموع المساكن المنجزة لديها.
وأكد ان الشركة ساهمت بصفة كبيرة في تغيير المشهد العمراني للبلاد وذلك من خلال خلق أحياء سكنيّة حيث بلغ عدد المساكن التي أنجزتها الشركة منذ قيامها ما يقارب 266 ألف مسكن. وحسب تقرير المعهد الوطني للإحصاء فإن عائلة من ثمانية أشخاص تقطن في مسكن من مساكن الشركة.

غلاء الأسعار

وعن أسباب ارتفاع أسعار المقاولات والبناء يضيف: «يرتبط قطاع السكن كباقي القطاعات بالظرف الاقتصادي والمناخ الاجتماعي الذي تعيشه البلاد بعد ثورة 14 كانون الثاني/يناير 2011 ومن أسباب ارتفاع الأسعار ندرة الأراضي العقارية وارتفاع أسعارها وهو ما يمثل أحد أبرز المعوقات التي تواجهها الشركة. وباعتبار أن المشاريع السكنية التي توفرها مخصصة بدرجة أولى للفئات المتوسطة فإننا نواجه إشكالية كبيرة في شراء أراض مهيأة وبأسعار مقبولة.»
 وتابع بالقول: «يمكن تفسير الارتفاع في أسعار المساكن أيضا بارتفاع كلفة البناء، حيث تضاعفت أسعار المواد في تونس بعد الثورة أكثر من 3 مرات كما ارتفع أجر اليد العاملة خلال السنوات الأخيرة فمثلا تقدر تكلفة الأجرة اليومية لليد العاملة بـ 80 دينارا، وهو ما جعل كلفة المتر المربع الواحد الجاهز تتجاوز حاليّا 900 دينار علما أنها لم تكن تتعدى 400 دينار خلال سنة 2011 أي ما يعادل 200 دولار.
وعن الدور الذي تقوم به الشركة في توفير السكن بأسعار تفاضليّة قال: «تحرص الشركة الوطنيّة العقارية على توفير مساكن بأسعار مدروسة وموجهة للفئات الاجتماعية المتوسطة وعلى لعب الدور الذي أسست من أجله والمتمثل في تعديل سوق البعث العقاري.
وتعمل دائما على أن تكون المساكن التي تنجزها بأسعار مدروسة تراعي المقدرة الشرائية للمواطن وتلبي رغباته».
واعتمدت الشركة على نمط البناء الجماعي العمودي في إنجاز الأحياء السكنية وذلك تماشيا مع سياسة الدولة في التصرف في الموارد العقاريّة بشكل مستديم مع مراعاة كافة معايير الجودة في إنجازها. وتعتمد كذلك الشركة طريقة المعادلة في تحديد أثمان المساكن خاصة الاجتماعية منها لأنها تعتبر هيكلا لتعديل سوق البعث العقاري ومرجعا للقطاع.

المسكن الأول

يمثل برنامج «المسكن الأول» حافزا مهمّا لدفع نشاط الشركة الوطنية العقارية باعتبارها باعثا عقاريّا عموميّا ومتنفّسا للحريف الذي يبحث عن أنسب الحلول لتوفير مسكن. أما بخصوص الشروط التي يوفرها البرنامج فهي تتمثل عموما في تكفل الدّولة بتوفير التمويل الذاتي الذي كان يتحمله المواطن والمقدر بـ 20 في المئة من ثمن المسكن، علاوة على باقي المبلغ الذي توفره عادة البنوك التي باتت توفر هذا التمويل الذاتي أيضا أو المقدمة التي تسدّد بعد 5 سنوات إمهال وعلى امتداد 7 سنوات بنسبة فائض تقدر بـ2 في المئة، وهذه الامتيازات تطبق على المساكن التي لا يفوق سعرها 200 ألف دينار ويتكون المسكن وجوبا من غرفتين وقاعة استقبال على الأقل. وتنتفع من هذا البرنامج العائلات التي يتراوح دخلها الشهري بين 4.5 و 10 أضعاف الأجر الأدنى المهني المضمون على أن يكون أحد الزوجين أجيرا ولا مسكن للزوجين، أي أنها تتوجه إلى الطبقة الوسطى عماد الاقتصاد التونسي.
وتعنى بهذا البرنامج جميع مؤسسات البعث العقاري التي تنشط في القطاعين العمومي والخاص المصادق عليها من قبل وزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابيّة. وهناك مطالبات ان تدخل في هذا البرنامج أيضا المساكن المنجزة من أشخاص عاديين وليس فقط تلك المنجزة من قبل باعثين عقاريين.

فرص جديدة

وأكد مدير القروض في بنك الإسكان عبد الناصر عبد الغني لـ «القدس العربي» ان المسكن الأول جاء ليعالج أزمة كان يعاني منها الحريف وتتعلق بتوفير التمويل الذاتي والمقدر بـ 20 في المئة من ثمن المسكن للحصول على تمويل بنكي، فتم إقرار هذا الأمر الحكومي عدد 161 لسنة 2017 لتمكين العائلات التونسية التي تتوفر فيها شروط المسكن الأول من الحصول على عقار وأهمها أن يتراوح دخلها العائلي بين 4.5 و 10 مرات الأجر الأدنى المهني المضمون على ان يكون أحد الشريكين أجيرا في القطاع العام والخاص وأن لا يمتلك الزوجان مسكنا آخر، وأن لا يتجاوز ثمن المسكن مبلغ 200 ألف دينار ( أي حوالي 100 ألف دولار) والمتكون على الأقل من غرفتين وقاعة استقبال. واعتبر ان هذا القرار من شأنه ان يعالج مشكلة لشريحة واسعة من التونسيين وهو أول قرار يتوجه للطبقة الوسطى موضحا ان كل القرارات السابقة كانت تتجه في الأساس لصالح الفئات محدودة الدخل والفقيرة في إطار المسكن الاجتماعي، لذلك فان برنامج المسكن الأول اعطى الفرصة لبعض الفئات التي تستجيب لشروط الحصول على مسكن.
فيما يتعلق بأزمة السكن وارتفاع أسعار العقارات قال «في الواقع الملموس نلاحظ ارتفاعا مهولا في تكلفة وأسعار العقارات بشكل عام السبب الرئيسي يرجع إلى ندرة الأراضي الصالحة للبناء في تونس الكبرى أي العاصمة وضواحيها .فهناك تركز سكاني كبير أي حوالي ربع السكان 2.5 مليون ساكن في مساحة محددة في ولايات تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار الأراضي الصالحة للبناء، إضافة إلى تضخم وارتفاع أسعار مواد البناء وازدياد تكلفة اليد العاملة المختصة وانخفاض سعر الدينار التونسي بالمقارنة مع الدولار وبعض المواد التي يقع توريدها من الخارج» .
أما السبب الثاني فيتمثل في توجه الباعثين العقاريين لبناء المساكن الفاخرة جدا والتي لا تتماشى مع امكانيات المواطن التونسي». وأضاف «حاليا هناك عدة عقارات موجودة في مناطق راقية في تونس مثل البحيرة والمرسى وقمرت وسكرة بأسعار باهظة جدا وليست بمتناول الأجير التونسي خاصة وأن بعض مواد البناء يتم توريدها من الخارج».

دور البنك الوطني

ينخرط بنك الإسكان في إعطاء القروض بجميع أنواعها وخاصة السكنية، هنا يوضح مدير القروض للأشخاص في بنك الإسكان ان البنك كان سابقا يسمى الصندوق القومي للادخار السكني وجرى تأسيسه سنة 1974 ويعتبر من أقدم مؤسسات التمويل في تونس والوحيد الذي كان يمول المساكن قبل ان يقع تحويله سنة 1989 إلى بنك شمولي. وكان السكن في السابق يعطى للمدخرين فقط. وأوضح ان منظومة الادخار السكني مكنت قرابة 70 ألف عائلة على الحصول على مسكن وهذا ما جعل حوالي 80 في المئة من السكان من المالكين.
بالنسبة للوضع الحالي ومع التغيرات الديموغرافية التي تشهدها البلاد قال : «هناك مفارقات، فمن ناحية هناك حوالي 20 في المئة من  السكان غير قادرين على امتلاك مسكن وفي المقابل يوجد قرابة 460 ألف مسكن شاغر، حسب الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن المعهد الوطني للإحصاء . «
ويضيف:» ان بنك الإسكان يعتبر متدخلا فاعلا ويأخذ بعين الاعتبار ويراعي الناحية الاجتماعية لإسداء قروض بنسب ميسرة وفي الوقت نفسه هو مطالب بالحفاظ على التوازنات المالية للبنك». ويوضح انه تم تمويل أكثر من 100 مسكن في إطار برنامج المسكن الأول خلال الأربعة أشهر الأخيرة وهذا النظام يلقى، حسب عبد الغني، إقبالا وقرابة 50 في المئة من الموافقات على قروض المسكن الأول صدرت من بنك الإسكان . مع العلم أن البنك المركزي التونسي فتح حسابا خاصا لتمكين البنوك المتدخلة في هذا البرنامج من سحب التمويل الذاتي .
وبين محدثنا ان هناك تحسنا في حجم القروض السكنية بالنسبة لبنك الإسكان فيما يتعلق بسنة 2017 وذلك بالمقارنة مع السنوات الماضية وذلك نتيجة السياسة الجديدة المتمثلة في دعم تموقع البنك في الخريطة المصرفية ومواصلة تطوير النشاط التجاري وذلك بإثراء وتنويع المنتوجات البنكية وتمثيلية أفضل للبنك عبر فتح فروع جديدة وتحسين الفروع القديمة وإعطاء أهمية كبرى لتحسين جودة الخدمات. وهنا يؤكد ان هذا البنك يعتبر رياديا في إعطاء القروض السكنية ويحاول ان يحافظ على مكانته كأول متدخل في تمويل السكن في البلاد. وقد قدم مؤخرا جملة تسهيلات ومنها تخفيض في نسب الفوائد على القروض السكنية ليستفيد منها الحرفاء وتنتهي في هذا الشهر على حد قوله .
ومع ازدياد كاهل المتطلبات الحياتية للمواطن، تبقى المؤسسات الوطنية سواء المالية أو البنكية أو العقارية هي القشة الأخيرة التي يتمسك بها التونسي من أجل الهروب من رياح التغيرات والأزمات الاقتصادية والمعيشية الخانقة، وهذا ما يجعل الرهان الحقيقي اليوم منصبا على كيفية حماية هذه المؤسسات من «الخوصصة» والوقوف أمام إملاءات وشروط صندوق النقد الدولي الذي يدفع الحكومات التونسية المتعاقبة للتوجه نحو «خوصصة» المؤسسات الوطنية الحكومية في إطار «تحرير الاقتصاد» بكل ما يحمله هذا من اشكالات وتحديات في بلد عرف على مدى تاريخه الحديث بأهمية القطاع العام وبالتدخل اللافت للدولة في المسائل الاجتماعية التي تهم معيشة المواطن التونسي.

نظام «المسكن الأول» هل يحل أزمة العقارات في تونس؟
مع ارتفاع أسعارها
روعة قاسم

إمام الحرم المكي يثير عاصفة انتقاد على الانترنت بعد مديحه ترامب

Posted: 23 Sep 2017 02:07 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تسبب إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة الشيخ عبد الرحمن السديس في عاصفة من الانتقادات والاحتجاج على الانترنت إضافة إلى موجة من السخرية، وذلك بعد أن أدلى بتصريحات للتلفزيون السعودي امتدح فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واعتبر فيها أن «الولايات المتحدة والسعودية يقودان العالم».
والسديس الذي يعرفه الملايين من أبناء الأمة العربية والإسلامية كإمام للحرم المكي منذ عقود طويلة، قال لقناة «الإخبارية» الحكومية إن «السعودية والولايات المتحدة، وهما قطبا هذا العالم، يقودان ولله الحمد بقيادة خادم الحرمين الشريفين والرئيس ترامب العالم والإنسانية إلى مرافئ الأمن والسلام والاستقرار والرخاء».
ودعا شيخ الحرم المكي لترامب ولسلمان معاً، قائلاً: «نسأل الله تعالى أن يسدد خطاهم ويبارك جهودهم وأن ينفع بهم وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق، وأن يديم الأمن والسلام على العالم أجمع».
وتأتي دعوات الشيخ السديس للرئيس ترامب بالتوفيق على الرغم من أن هذا الأخير كان قد أطلق العديد من التصريحات المعادية للمسلمين في السابق، وأبرزها الخطاب الذي ألقاه خلال حفل تنصيبه كانون الثاني/يناير الماضي عندما قال إنه سيوحد العالم بهدف «محو الإسلام المتطرف من على وجه الأرض» وهو التصريح الذي أثار ضجة واسعة على مستوى العالم وأشعل حالة من الجدل على شبكات التواصل الاجتماعي.
وكان ترامب قال في مقابلة تلفزيونية أجريت معه في آذار/مارس 2016 إنه يعتقد أن «الإسلام يكرهنا» أي يكره الأمريكيين، وهي المقابلة التي اعتبر كثيرون أنها تتضمن تعبيرات عنصرية وفيها حض على الكراهية، كما حاول الخلط بين الإسلام والإرهاب في تلك المقابلة، وإظهار المسلمين على أنهم جميعا يؤيدون العنف والإرهاب.
واشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي بالجدل والنقد والاحتجاج بعد التصريحات التي أدلى بها إمام الحرم المكي الشريف وخطيبه حول ترامب والملك سلمان، والدعوة لهما بالتوفيق والسداد، فيما اعتبر آخرون أن الشيخ كان مجبراً على اللقاء وأنه قليل الظهور أصلاً على وسائل الإعلام.
وأطلق نشطاء على «تويتر» العديد من الوسوم الاحتجاجية ضد التصريحات التي أدلى بها الشيخ السديس، ومن بينها (#السديس_امريكا_تقود_العالم_للسلام) و(#تصريح_السديس_لا_يمثلني) وغيرهما من الوسوم التي تصدرت قوائم الهاشتاغات الأكثر تداولاً على «تويتر» في العديد من الدول العربية بما فيها السعودية ودول الخليج الأخرى.
وكتب الصحافي والإعلامي السوري موسى العمر معلقاً: «إمامٌ أبكتنا تلاوته وشدّنا خشوعه، وهزّنا تضرعه ودموعه… كان صرحاً من جمالٍ فهَوَى… لله المشتكى..».
أما الناشط السوري محمد بكار فكتب مخاطباً السديس على «تويتر»: «أمريكا قتلت مليون طفل مسلم بالعراق بحجة القضاء على الإرهاب، ولا زالت تقتل المسلمين في سوريا عن أي إنسانية يتحدث؟!!».
وكتب المغرد القطري الساخر والمعروف ناصر خان: «أنا الحين تأكدت أن البكاء والدموع في عشر الأواخر دموع تماسيح».
وغرد الناشط السعودي الأشهر على «تويتر» تركي الشلهوب قائلاً: «الحضور: عراقي وسوري قتلت أمريكا عوائلهم وأفغاني اغتصبت زوجته. عنوان الخطبة: أمريكا تقود العالم للسلام. الخطيب: السديس!».
ونشر الشلهوب فيديو لجندي أمريكي يعترف بارتكاب انتهاكات، وكتب معلقاً: «جندي أمريكي يعترف ساخرا: (إغتصبت فتاة مسلمة عراقية حتى انتحرت)! هل هذا هو السلام الذي تقود أمريكا العالم له ياسديس؟».
وكتب ناشط آخر: «لا يعلم أنها تحتل العراق وأفغانستان وتدك مدن الشام! السديس يدعو الله أن يبارك خطى أمريكا التي تقود العالم».
أما الدكتور السعودي حزام الحزام فعلق بالقول: «#تصريح_السديس_لا_يمثلني.. تصريحه يمثل النظام السعودي الذي يعتبر ترامب ولي أمره».
وكتب المغرد سقراط: «ياشيخ تكلم كلمة حق في الإصلاح الداخلي والمعتقلين وحل أزمة قطر. سيب امريكا فحالها». وقال آخر «#السديس_امريكا_تقود_العالم_للسلام باقي يقول بشار الاسد يتعرض لمؤامرة كونية». وقال عمر عبدالعزيز: «اكثر من ربع قرن وهذا الذي يقود المسلمين في بيت الله الحرام! نسأل الله السلامة والعافية» وسخر مشعل قائلا: «يقول الله يوحد كلمة المسلمين على الحق على أساس ترامب يخطب فينا كل جمعة. مشكلة رهبة الكاميرا، تخليك تتخبط وضايع».
وغرد عبد الله الدوسري قائلاً: «لا يستغرب مع مشايخ السلطة اي شي، فهم يتلكمون بما يرضي السلطان لا بما يرضي الله»، فيما كتب آخر قائلاً: «والله حتى قساوسة امريكا يخجلون أن يقولوا هذا الكلام».

رسالة من الهند إلى السديس

وتداول النشطاء على الانترنت رسالة من علماء مسلمين في شبه القارة الهندية إلى إمام الحرم السديس رداً على تصريحاته التي يمتدح فيها ترامب، حيث علق ممثل علماء شبه القارة الهندية الشيخ سلمان الحسيني الندوي بالقول: «كنا نرجوا أنك من خيار الأمة الصالحين، تخطب بالحق، وتدعو دعوات ضارعات، وتحيي الليالي المباركات، وأوتيت لساناً وفصاحة وطلاقة، وتستخدم منح الله تعالى في عبادة الله، وإذا بك تعلو منبر الحرم المكي لتتملق الحكام الظلمة الفسقة المجرمين الذين انكشفت خباياهم للأمة الإسلامية فكرهتهم وأبغضتهم وتقوم تجادل عنهم، فمن يجادل الله عنك يوم القيامة؟».
وأضاف في الرسالة التي حصلت «القدس العربي» على نسخة منها: «تكذب علناً وجهاراً في أرض الحرم، وتدافع عن القتلة المجرمين السفاكين للدماء، وتتهم المؤمنين الصالحين الأبرياء. أسألك بالله هل الدكتور مرسي إرهابي؟ محمد بديع إرهابي؟ القرضاوي إرهابي؟ أسألك بالله هل من قتلوا وعُذبوا وسُجنوا وأوذوا بالله وأحرقت مراكزهم وقتلهم البلطجية والشرطة والمجلس العسكري إرهابيون؟!».
وانتهت رسالة الشيخ الندوي إلى القول: «لقد كانت شعوب الهند وباكستان وبنغلاديش قد أحبتك لخطبك وإمامتك في التراويح ودعواتك، وقد عادت هذه الشعوب تكرهك وتبغضك لنفاقك وكذبك وجرأتك على الله في أرض الحرم. الحرم يستعيذُ منك بالله ويستغيث الله».

انتقادات واسعة

ووجه العديد من كتاب الرأي والمقالات والمعلقين والمحللين الانتقادات للسديس على تصريحاته، حيث كتب الإعلامي المصري الدكتور حمزة زوبع مقالاً تحت عنوان «السديس» قال فيه إن «السديس ظهر ليتحدث وبكل ثقة وفرحة عن زعماء العالم وقادته الجدد، وهما من وجهة نظر سيادته: الملك سلمان ملك السعودية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملك الغابة».
وأضاف في المقال الذي نشره على الانترنت: «نسي الشيخ المحترم ما يدرسه عن الولاء والبراء، مثلما نسي دماء إخوانه المسلمين في أفغانستان والعراق والصومال، التي سالت بفعل الغزو الأمريكي لتلك البلدان الشقيقة عربيا وإسلاميا».
وخلص إلى القول: «مشهد السديس وتصريحاته تتواكب مع تصريحات ملك البحرين، التي أبدى فيه أسفه على المقاطعة الاقتصادية مع الصهاينة، لتكتمل الصورة المطلوب رسمها للمرحلة المقبلة. فما هي هذه المرحلة؟ مرحلة تدجين الإسلام وتخفيفه وتذويبه حتى يصبح منزوع الدسم».

إمام الحرم المكي يثير عاصفة انتقاد على الانترنت بعد مديحه ترامب

الأمن التونسي يعتدي على صحافي ويمنعه من تغطية اعتصام

Posted: 23 Sep 2017 02:07 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تعرض صحافي تونسي للتوقيف والاعتداء والمنع من التغطية من قبل قوات الأمن التي تواجدت عند اعتصام شعبي أمام إحدى المدارس من أجل إعادة معلمة أثارت جدلاً وتم منعها من التدريس في المدرسة.
وفي التفاصيل التي نشرتها «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» فإن الصحافي حمدي السويسي تعرض للتوقيف والمنع من الوصول إلى المعلومات أثناء تغطيته وقفة احتجاجية أمام مدرسة ابتدائية في ولاية صفاقس التونسية، حيث ألقت قوة أمنية القبض عليه خلال الاحتجاج الذي كان يطالب بإعادة المعلمة فائزة السويسي إلى مدرستها بعد قيام بعض المحتجين بمنعها من التدريس وطردها من المدرسة.
ويعمل الصحافي السويسي في إذاعة «ديوان أف أم» حيث أفاد أنه أثناء تغطية الاحتجاج طلب منه أفراد الأمن الابتعاد قليلا خشية وقوع مناوشات بين الأمن والمحتجين فاستجاب لطلبهم ولكنه فوجئ بثلاثة من أفراد الأمن قاموا بمنعه من العمل ووجهوا له السباب بألفاظ نابية وضربوه بالعصي مما أدى إلى إصابته في الوجه وتهشمت نظارته الطبية، كما مزق أفراد الأمن أوراق تحقيق شخصيته وهدده أحدهم بتلفيق تهمة خطيرة له.
وأضاف حمدي أن قياديا أمنيا طلب من أفراد الأمن احتجازه وترحيله إلى المركز، وأثناء نقله تعرض للسب والاعتداء البدني داخل سيارة الأمن وداخل المركز في منطقة حي البحري وتم الاستيلاء على هاتفه والاطلاع على حسابه على فيسبوك والاطلاع على الرسائل ومحو كل البيانات.
كما تعرض الصحافي مهدي بن عمر رئيس تحرير إذاعة «ديوان أف أم» للسب من قبل أفراد الأمن حينما ذهب إلى المركز للاستفسار عن سبب احتجاز زميله حمدي السويسي، حسب ما ذكرت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان».
وأصدرت الشبكة بيانا أدانت فيه الاعتداء وقالت: «رغم التقدم في بعض الحريات في تونس إلا أن مناخ الحرية لا يزال يشهد العديد من اﻻنتهاكات التي تحول دون ترسيخ قيم حرية الرأي والتعبير واﻻعتقاد في البلاد، ونرى في واقعة اﻻعتداء على الصحافي حمدي السويسي، انتهاكا صريحا لحرية العمل الصحافي، وإصرارا من قوات الأمن على انتهاج العنف والحط من كرامة الصحافيين، ومحاولة لمنع التغطية الإعلامية للحدث الذي يستحق أن يكون على رأس أجندة الأخبار وتخصص له المساحات الإعلامية والمناقشات العامة».
وطالبت الشبكة السلطات التونسية برفع كفاءة أفراد الأمن وتدريبهم على احترام حقوق الإنسان وتقدير الدور الهام والضروري لرسالة الصحافي في البحث عن الحقيقة وإعلانها.
وكانت وحدة الرصد في مركز السلامة المهنية في النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين قد سجلت زيادة في وتيرة اعتداء أفراد الأمن على الصحافيين، وسبق أن طالبت في مذكرة أرسلتها لوزير الداخلية في السادس من أيار/مايو الماضي بالتحقيق في الاعتداءات التي طالت الصحافيين طيلة شهري نيسان/آبريل وأيار/مايو الماضيين، وحذرت النقابة من مخاطر تواصل التضييق الأمني على الصحافيين رغم عشرات التوصيات الصادرة في هذا الصدد.
وكانت الانتهاكات قد تزايدت خلال النصف الأول من العام الجاري حيث أدين الصحافي سلام مليك، بالسجن لمدة ستة أشهر، وحُكِمَ على شقيقته سلوى مليك، بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ يوم 11 أيار/مايو الماضي لاحتجاجهما على التعامل العنيف من جانب الأمن أثناء مداهمة منزل عائلتهما.
كما تعرض الصحافي أحمد اللملومي، مراسل جريدة «الشروق» التونسية في مدينة مدنين للتهديد بالقتل خلال شهر آب/أغسطس الماضي على خلفية تحقيق صحافي استقصائي حول مهرجان مدنين الثقافي.

الأمن التونسي يعتدي على صحافي ويمنعه من تغطية اعتصام

الحوثيون يختطفون ثلاثة صحافيين يمنيين ويُصعدون استهدافهم لوسائل الإعلام

Posted: 23 Sep 2017 02:07 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تصاعدت وتيرة اعتداءات الحوثيين في اليمن على الصحافيين ووسائل الإعلام، حيث اختطف مسلحون من جماعة الحــوثي ثــلاثة صـــحـــافيين خــلال الأيام القليلة الماضية، من بينهم رئيس تحرير واحد، وأخفتهم في جهة غير معلومة.
واقتحمت ميليشيات الحوثي منزل رئيس تحرير صحيفة «الديار» الأسبوعية الصحافي عابد المهذري وقامت باختطافه واقتياده إلى جهة مجهولة، وذلك على الرغم من تنديد العديد من المنظمات والهيئات بأوضاع الإعلاميين في البلاد وانتهاكات الحوثيين لحقوقهم.
وكان الصحافي المختطف المهذري حتى فترة قريبة من أكثر الصحافيين ولاءً لجماعة الحوثي، ويُرجح أن عملية الاختطاف تأتي في سياق الخلاف السياسي الحالي بين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه علي عبدالله صالح.
وكان قد كتب في الفترة الأخيرة عدداً من المنشورات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» انتقد فيها إهانة الحوثيين للصحافيين وتهديدهم ومحاولاتهم الدؤوبة لتكميم أفواههم وقمعهم.
وكانت عملية الاختطاف الأخيرة تمت بعد اجتماع ممثلين عن جماعة الحوثي والصحافيين في صنعاء أعقبها تهديدات أطلقتها قيادات في جماعة الحوثي توعدوا الصحافيين بالسجن والعقاب ما لم يلتزموا بالاتجاهات العامة التي تفرضها الجماعة فيما يتعلق بنشر وتداول المعلومات.
وأدانت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» اقتحام منزل المهذري، واستمرار «سياسة الترهيب التي تمارسها الجماعة على الصحافيين والنشطاء اليمنيين» حسب ما جاء في بيان اطلعت عليه «القدس العربي».
وقالت الشبكة «إن تلك الانتهاكات الممنهجة والمستمرة التي تقوم بها أطراف الصراع في اليمن ضد الصحافيين والنشطاء المعنيين برصد انتهاكات حقوق الإنسان تمثل خطورة كبيرة على وضع حقوق الإنسان بشكل عام وحرية التعبير بشكل خاص في بلد يعاني من أزمة إنسانية حادة جراء الحرب التي تدخل عامها الثالث على التوالي».
وحمَّلت مسؤولية السلامة الشخصية للصحافي المختطف لجماعة الحوثي، كما طالبت بسرعة الإعلان عن مكان احتجازه والإفراج الفوري عنه مع بقية الصحافيين الذين تحتجزهم منذ سيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء.
إلى ذلك، قالت نقابة الصحافيين اليمنيين إن جماعة الحوثي تشن «حرباً ممنهجة» على الصحافيين ووسائل الإعلام، وكشفت عن قيام مسلحيها باختطاف صحافيين آخرين إلى جانب المهذري.
وذكرت النقابة أنها تلقت «معلومات من زملاء صحافيين باختطاف سكرتير تحرير موقع «الميثاق نت» الصحافي كامل الخوداني، وكذلك الصحافي في موقع «المؤتمر نت» سامي الشرجبي، أثناء خروجهما من أحد المطاعم في العاصمة صنعاء يوم الثلاثاء الماضي».
وقالت إنها «وهي تدين هذه الجريمة تطالب بسرعة الإفراج عنهما وكافة الصحافيين المختطفين، محملة جماعة الحوثي كامل المسؤولية عن سلامتهم وحياتهم».
كما استنكرت النقابة «تزايد اختطاف الصحافيين ومضايقاتهم منذ التهديدات التي أطلقها قادة حوثيون في اجتماعهم مع عدد من الصحافيين قبل أيام» في إشارة إلى اجتماع عقده مسؤولون من الحوثيين وحزب المؤتمر الذي يترأسه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، مع إعلاميين من المحسوبين على الطرفين، وأطلقوا خلاله تهديدات للإعلاميين المعارضين بالاعتقال.
ودعت النقابة اتحاد الصحافيين العرب والاتحاد الدولي للصحافيين وكافة المنظمات المعنية بحرية التعبير للتضامن مع الصحافيين اليمنيين إزاء ما يتعرّضون له من «حرب ممنهجة».

الحوثيون يختطفون ثلاثة صحافيين يمنيين ويُصعدون استهدافهم لوسائل الإعلام

نظارات «غوغل» الذكية تساعد مرضى «التوحد» على الكلام

Posted: 23 Sep 2017 02:06 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تمكن مبرمجو كمبيوتر من ابتكار تطبيق هاتفي فريد من نوعه يُساعد مرضى التوحّد من الأطفال على الكلام ويُسرع لديهم القدرة على النُطق، وذلك بربطه بنظارة «غوغل» الذكية التي يمكن لأي شخص ارتداءها والاستفادة من الامكانات التي توفرها.
ويهدف التطبيق الذي يعتمد على الهاتف الذكي والنظارة الذكية التي تنتجها شركة «غوغل» إلى تنمية وتطوير مهارات التواصل الاجتماعي لدى الأطفال وغيرهم من مرضى «التوحُّد» الذين يعانون من الشعور الدائم بالعُزلة وضعف القدرة على التواصل مع الآخرين، ومن بين المهارات التي يتم تطويرها لدى مستخدمي هذا التطبيق مساعدته على الكلام والتجاوب السريع خلال المحادثات.
وأطلق الباحثون الذين أنتجوا هذا التطبيق الجديد اسم «Holli» عليه، حيث تقوم النظارة الذكية بالاستماع إلى الطرف الآخر خلال المحادثة مع أي شخص ومن ثم تقترح على مرتديها ما يقوله بعد ذلك، أو كيف يرد على الشخص، بما يؤدي في النهاية ومع مرور الوقت إلى تطوير مهارات الحديث والحوار لدى هؤلاء المرضى وتطوير ثقتهم بأنفسهم خلال أحاديثهم مع الآخرين.
وقام الباحثون الذين طوروا التطبيق الجديد في جامعة «تورنتو» الكندية بتجربته على 15 طفلاً من الذين يعانون من مرض التوحد ووجدوا نتائج إيجابية ومهمة، على أن الأطفال الذين خضعوا للتجربة كانت أعمارهم تتراوح بين ثمانية و16 عاماً، أي في أعمار يستطيعون فيها القراءة سريعاً ودون الحاجة لأي مساعدة من أحد.
ويتم الاعتماد على المايكروفون متناهي الصغر المزودة به نظارات «غوغل» من أجل الاستماع إلى المحادثة ومن ثم يتم ارسال الكلام إلى الهاتف المحمول لتحليله وإرسال الاقتراحات تبعاً لذلك للمستخدم، وكل ذلك يتم بسرعة فائقة تجعل المستخدم يقوم بالرد والتجاوب خلال المحادثات بشكل سريع جداً.
وبعد تحليل الكلام الوارد خلال المحادثة يتم إدراج الردود المقترحة على النظارة التي يرتديها المستخدم، حيث يقرأ الردود المقترحة ويقوم بالتحدث بها بشكل سريع دون أن ينتبه الشخص المقابل له، ودون أن يحتاج المستخدم ذاته للنظر إلى الهاتف أو مراجعة التطبيق لفحص عملية المراجعة التي يتم إجراؤها للمحادثة.
وبمجرد أن يقول المستخدم الكلام الذي ظهر أمام عينيه فان النظارة تُدرك ذلك على الفور فيختفي الكلام من أمام عينيه لتجنب أي التباسات في الكلام، على أن النظارة تبدأ حينها بارسال الكلام المقابل على الفور إلى التطبيق الذي يبدأ باصدار الردود التالية المناسبة تباعاً.
وتبين أن متوسط الإجابة عند كل مستخدم كانت 2.5 ثانية فقط بمساعدة هذا الابتكار الجديد، حيث تم إرسال الأطفال الـ15 الذين خضعوا إلى التجربة إلى مطعم، وتم تعريضهم إلى عشرة مواقف مختلفة وتمكنوا من التعامل مع المواقف العشرة بسرعة ونجاح كامل بفضل هذا التطبيق.
كما أن اللافت في التجارب هو أن النظارة الذكية كانت بفضل التطبيق تتمكن من استنتاج أو توقع ما يقوله المستخدم والشخص المقابل قبل أن يُنهي الجملة الذي يقولها، أو قبل أن ينهي حديثه، وهو ما ساعد أيضاً على التقليل من المدة الزمنية اللازمة للتطبيق من أجل القيام بتحليل مضمون المحادثة واقتراح الاجابات لها.
يشار إلى أن نظارات «غوغل» الذكية هي مشروع يهدف لإنتاج شاشة مثبتة على الرأس وهي تشبه النظارات العادية أي تستبدل العدسات بالشاشة المثبتة، كما أن «غوغل» قامت بابتكار مجموعة ألعاب جديدة تعمل بالتوافق مع نظارتها الذكية.
ومشروع النظارات الذكية هو جزء من «غوغل المختبر إكس» الخاص بشركة «غوغل» الذي عمل على العديد من التكنولوجيات المستقبلية الأخرى كالسيارة ذاتية القيادة، وتم الإعلان عن المشروع من طرف برويز باباك وهو مهندس كهربائي عمل أيضا على تثبيت شاشات العرض على العدسات اللاصقة.
وبدأ تجريب المنتج في نيسان/أبريل 2012 أما الغرض من هذا المشروع فهو التمكن من عرض المعلومات دون استخدام اليدين لمعظم مستخدمي الهواتف الذكية، بالإضافة إلى التعامل مع شبكة الانترنت استنادا إلى الأوامر الصوتية فقط بطريقة مشابهة لتطبيق الآي فون «سيري».
وتعمل نظارة «غوغل» بتقنية الواقع المُعزز، وهو تقنية حديثة تقوم بعمل نوع من الربط ما بين الواقع الحقيقي (أي الأجسام الملموسة المحيطة بنا) وبين عالم الحوسبة عن طريق إظهار طبقة افتراضية من المعلومات المفيدة فوق الجسم المطلوب.
وتتألف نظارة «غوغل» من إطار بلاستيكي خفيف يمكن ارتداؤه بشكل مستقل، كما يمكن تثبيته فوق النظارات التقليدية كالنظارات الشمسية، ويحتوي الإطار على البطارية والمعالج ومايكروفون لالتقاط الصوت وكاميرا لالتقاط الصور الثابتة والفيديو، وعلى شاشة عرض هي عبارة عن موشور يقوم بإسقاط الصورة على عين المستخدم. ولنقل الصوت إلى المستخدم لا تحتوي النظارة على مكبر للصوت بل على تقنية تقوم بإرسال اهتزازات الصوت إلى الجمجمة مباشرةً عبر العظام بحيث يكون الصوت مسموعاً للمستخدم فقط ودون الحاجة لأي سماعات. ورغم امتلاك النظارة الأساسيات المطلوبة، إلا أنها تتطلب الربط مع الهاتف الذكي لاسلكياً كي تحصل على الخدمات الإضافية غير الموجودة ضمنها.

نظارات «غوغل» الذكية تساعد مرضى «التوحد» على الكلام

فيروس جديد يهدد ملايين الهواتف المحمولة ويحتاج 10 ثوان لتدمير الجهاز

Posted: 23 Sep 2017 02:06 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تمكن خبراء كمبيوتر من اكتشاف فيروس خطير يستهدف الهواتف المحمولة الذكية وغيرها من الأجهزة التي تتميز بخاصية البلوتوث، حيث تكمن خطورة الفيروس في أنه يحتاج إلى عشر ثواني فقط من أجل اصطياد الجهاز القريب منه جغرافياً والمفعلة فيه خاصية البلوتوث، وبعدها يكون قد سيطر على الجهاز وبدأ بتدمير المعلومات فيه.
ونقل موقع «وايرد» عن خبراء الكمبيوتر قولهم إن خطورة الفيروس الجديد تساوي خطورة فيروس الفدية الأشهر في العالم والذي يحمل الاسم «WannaCry» والذي سبق أن تسبب بكارثة الكترونية في العديد من دول العالم.
وقال خبراء شركة «آرميس لاب» الذين تمكنوا من اكتشاف الفيروس الجديد إنه يقوم بطريقة جديدة للقرصنة وتم تسميتها «BlueBorne» وهذه القرصنة يمكن أن تتسبب بنفس الذي يسببه فيروس «WannaCry» الذي أصاب نحو 300 ألف جهاز كمبيوتر حول العالم وتسبب بخسائر تقدر بمليار دولار أمريكي.
وأوضح الخبراء، أن خطر الفيروس الجديد يكمن في أن عمله يجري بشكل غير محسوس للمستخدم ويمكن أن ينتشر بشكل مستقل إلى الأجهزة القريبة من الجهاز المصاب.
ويؤكد موقع «وايرد» أن الشركات الكبرى المصنعة لأنظمة التشغيل، قد بدأت بالفعل في التصدي لهذه الثغرة.
وأكدت شركة «آبل» التي تنتج هواتف «آيفون» الأوسع انتشاراً في العالم أن الفيروس لا يشكل تهديدا للأجهزة التي تشغل إصدار نظام (iOS 10) أو ما هو أحدث، فيما أصدرت مايكروسوفت تحديثا لنظام «وندوز» لسد الثغرة، وأصدرت شركة «غوغل» أيضا تحديثها لنظام «آندرويد» من أجل تجنب هذا الفيروس.
وحسب تقرير موقع «وايرد» فان الفيروس الجديد ما زال يهدد ملايين الأجهزة في العالم التي تعمل وفقاً نظام التشغيل «لينوكس» ومن بينها الكثير من أجهزة التلفزيون الذكية التي تعمل على هذا النظام.
وكان فيروس الفدية «WannaCry» قد ضرب العالم في آذار/مارس من العام الماضي، حيث فوجئ مستخدمو الانترنت بوجود فيروس خبيث يضرب أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، ويقضي على جميع الملفات الموجودة على الجهاز ويقوم بتشفيرها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، ولكنه تطور إلى إرسال تهديدات إلى أصحاب أجهزة الكمبيوتر بأنهم لن يتمكنوا من استرداد الملفات الخاصة بهم إلا بعد دفع مبالغ مالية كبيرة جدا إلى القراصنة الذين نفذوا الهجوم.
وتسبب الهجوم بتعطيل عدد كبير من أنظمة التشغيل المهمة في العالم من بينها مستشفيات في بريطانيا وقطارات في ألمانيا وهيئة البريد في روسيا وعدد كبير من الأجهزة الشخصية وكمبيوترات الشركات الصغيرة والمتوسطة في مختلف أنحاء العالم.
وطالب القراصنة حينها بتحويل مبلغ 300 بتكوين (البيتكوين الواحدة يبلغ سعرها الحالي حوالي الـ4 آلاف دولار أمريكي) من كل ضحية للفيروس حتى يتمكن من استرجاع ملفاته، وقد اعتمدوا عملة البتكوين الالكترونية حتى يصعب تتبعها، والتي بالفعل امتلأت بها محافظ القراصنة، حيث أنها غير خاضعة لأي شروط أو رقابة من البنوك المركزية العالمية، وقد حدد القراصنة مدة ثلاثة أيام لدفع البتكوينز وبعدها سوف تتم مضاعفة المبلغ وإذا لم يتم السداد خلال سبعة أيام لن يتمكن الضحية من فتح أي من ملفاته أو استرجاعها بأي طريقة كانت.
أما الميزة الأهم لفيروس الفدية الذي أرعب العالم فهو أنه ينتقل بسرعة رهيبة من جهاز إلى آخر عبر البريد الالكتروني، حيث يصل إلى الضحية رسالة عبر البريد الالكتروني تحتوي على رابط معين بمجرد الضغط عليه ينتقل الفيروس فورا إلى الجهاز، وقد اعتمد القراصنة على طريقة بشرية بحتة لانتشار الفيروس، وليست طريقة أتوماتيكية كما هي عادة أي فيروس، كما لا يعمل الفيروس على سرقة أي بيانات من الجهاز حيث أنه فقط لن يمكن الضحية من الدخول إلى الملفات الخاصة به.

فيروس جديد يهدد ملايين الهواتف المحمولة ويحتاج 10 ثوان لتدمير الجهاز

حافلة ركاب كهربائية خارقة تقطع مسافة 1800 كلم دون شحن

Posted: 23 Sep 2017 02:05 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: نجحت حافلة ركاب جديدة تعمل على الطاقة الكهربائية بشكل كامل في قطع مسافة تصل إلى 1800 كيلو متر دون الحاجة إلى إعادة شحنها، وهو ما يشكل تطوراً خارقاً في عالم صناعة المركبات الكهربائية والنظيفة، وذلك في الوقت الذي بدأت فيه دول في العالم تخطط لمنع المركبات العاملة بالوقود التقليدي خلال السنوات المقبلة.
وكانت بريطانيا أعلنت مؤخراً أنه بحلول العام 2040 ستكون المركبات العاملة بالوقود التقليدي بكافة أنواعه ممنوعة من السير على شوارعها وممنوعة من الاستخدام بشكل كامل، بما في ذلك سيارات الشحن الضخمة التي تستخدم في نقل البضائع والتي يتوجب بحلول ذلك التاريخ أن تكون قد تحولت إلى الطاقة النظيفة.
وجرّبت شركة «بروتيرا» الأمريكية بنجاح حافلتها العملاقة المبتكرة والتي يبلغ طولها 12.19 متر، والتي تعمل بشكل كامل على الكهرباء، حيث قطعت الحافلة مسافة 1772 كيلومترا دون الحاجة لإعادة شحنها لتسجل بذلك مسافة قياسية بالنسبة لمركبة جديدة تسير بالكهرباء، حسب ما أكدت العديد من التقارير في وسائل الإعلام الغربية.
لكن الحافلة قطعت هذه المسافة الكبيرة بسرعة منخفضة، وهو ما يعني أن السير بسرعات عالية قد يحرم المركبة من السير لمسافات طويلة، أو ربما يعني هذا أن الحافلة لا تزال قيد الاختبار والتطوير، ما يعني أن الشركة قد تطور نموذجاً أكثر نجاحاً في المستقبل.
وبدأت شركات الحافلات والشاحنات في طرح نماذج كهربائية نمطية لمركبات خفيفة ومتوسطة.
ورغم أن سعر هذه التكنولوجيا الجديدة غالبا ما يكون باهظا فإن أحد التحديات الكبيرة هو صنع مركبات تقطع مسافات مقبولة بسعر تنافسي.
ويقول مات هورتون كبير المسؤولين التجاريين في شركة بروتيرا إن سعر أي حافلة عادية من صنع الشركة يبلغ نحو 750 ألف دولار، في حين يبلغ سعر أي حافلة عادية تعمل بالديزل 500 ألف دولار.
وتكاليف التشغيل في شركة بروتيرا أقل ولكن عليها أن تقنع المستهلكين أن السعر الأعلى يستحق الدفع.
وأضاف: «مركبات النقل الكهربائية الثقيلة لديها الآن الإمكانيات التي تحتاجها. سنحول تركيزنا بشكل أكبر لخفض التكلفة».
ورغم أن وزن البطارية يعد مشكلة بالنسبة للشاحنات الثقيلة ما يؤدي إلى تقليص حمولتها، قال هورتون إن حافلة شركته أخف بكثير من مقطورة، حتى لو كانت تحمل عددا كاملا من الركاب.
وصنعت بروتيرا بطاريات لحافلاتها مع شركة إل.جي تشيم الكورية، وبدأت شركة صناعة الحافلات تجميع البطاريات في مصنع جديد في بيرلينغيم في ولاية كاليفورنيا.
وإن الشركة باعت 190 حافلة العام الماضي وهي في طريقها لتجاوز هذا الرقم بكثير هذا العام.

حافلة ركاب كهربائية خارقة تقطع مسافة 1800 كلم دون شحن

قوة الاعاصير

Posted: 23 Sep 2017 02:05 PM PDT

التصنيف بحسب مقياس سفير-سمبسون

قوة الاعاصير

نظام ملاحة روسي يتفوق على الأمريكيين في تحديد الأماكن وتوفير الأمان

Posted: 23 Sep 2017 02:04 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: ابتكرت روسيا نظام ملاحة يتفوق على الأنظمة الموجودة حاليا في العالم والتي تتحكم الولايات المتحدة في أغلبها، أما ميزة النظام الروسي فهو أنه عصي على الاختراق وذو أمان مرتفع إضافة إلى أنه ذو دقة أعلى بكثير في تحديد الأماكن لدرجة أنه يمكن أن يُحدد مكان جلوس الشخص في أي غرفة من المبنى الذي يتواجد فيه.
وأكدت شركة «روستيخ» الروسية تطويرها لهذه المنظومة الملاحية الجديدة التي تتفوق على مثيلاتها الأجنبية بعدم قابليتها للاختراق، إلا أنها لا تزال منظومة محلية تغطي روسيا دون غيرها.
ونقلت «روسيا اليوم» عن الخبراء في الشركة التي ابتكرت المنظومة الملاحية الجديدة إن «أهم ميزات هذه المنظومة اللاسلكية للملاحة هي دقتها العالية في تحديد المواقع، حيث تصل نسبة الخطأ في تحديد المكان فيها إلى 10 سم تقريبا، مقارنة بالمنظومات الملاحية التي تعتمد على الأقمار الاصطناعية، والتي تتراوح نسبة الخطأ في تحديد الموقع عن طريقها بين متر واحد و3 أمتار».
وأضافوا أن «المنظومة الجديدة تتميز بأمن المعلومات، فتردداتها عصية على الاختراق مقارنة بترددات منظومتي GPS وغلوناس العالميتين، الأمر الذي قد يدفع المختصين فيما بعد إلى اعتمادها في توجيه المركبات الحربية أو العلمية، واستخدامها في المجالات العسكرية، حتى أن من المرجح أن تستخدم لتوجيه الروبوتات والآليات ذاتية القيادة».
ويعمل الخبراء في «روستيخ» حاليا على تطوير أبراج الإشارة اللاسلكية الأرضية التابعة للمنظومة، وتطوير قدرة برنامجها على تحديد المواقع بدقة وذلك للوصول إلى معدل خطأ لا يتجاوز 3 سنتيمترات فقط، الأمر الذي سيجعلها أدق منظومة ملاحية في العالم.
وبعد الانتهاء من الاختبارات من المنتظر أن تقوم الشركة بتوزيع أجهزة بث واستقبال إشارات المنظومة في مختلف أرجاء روسيا، كما من المتوقع أن تطرح أجهزة محمولة صغيرة الحجم لتمكن المستخدمين من الاستفادة من قدراتها.
وبهذه المنظومة الجديدة ستتفوق روسيا على الولايات المتحدة في مجال تحديد المواقع والتتبع، كما أنها مرشحة للتحول إلى العالمية خلال السنوات المقبلة بما سيؤدي الى إضافة مزايا مهمة للمركبات العسكرية، ولعمليات التتبع التي ستصبح أكثر دقة مما هي عليه الآن.
وتعتبر منظومات الملاحة من المسائل المهمة في المجالات الأمنية حيث يسود الاعتقاد أن الولايات المتحدة تستخدمها في أعمال تجسس وأنه يتم اختراقها من قبل بعض الدول من أجل تحديد المواقع والحصول على المعلومات، خاصة فيما يتعلق بالحروب.

نظام ملاحة روسي يتفوق على الأمريكيين في تحديد الأماكن وتوفير الأمان

عمال الانقاذ يسابقون الزمن بحثا عن ناجين من زلزال المكسيك

Posted: 23 Sep 2017 02:04 PM PDT

واصل عناصر الانقاذ في المكسيك صباح أمس عمليات البحث اليائسة عن ناجين بعد الزلزال المدمر الذي أودى بحياة نحو 300 شخص، على أمل مخالفة آراء الخبراء بتضاؤل فرص العثور على أحياء بعد 72 ساعة تحت الأنقاض.
وفيما لا يزال عمال الطوارئ المنهكون يتحدثون عن إشارات تدل على وجود أحياء في عدد من المواقع في العاصمة، حذر رئيس هيئة إدارة الكوارث الوطنية فيليب لويس بوينتي من أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة. وقال «ستكون الليلة صعبة إذ مر الكثير من الوقت» منذ وقوع الزلزال يوم الثلاثاء «إلا أننا لن نستسلم».
ويؤكد الخبراء أن الحد الأقصى للوقت الذي يمكن للناس العالقين تحت الركام دون مياه وغالبا بأطراف مهشمة البقاء على قيد الحياة يبلغ 72 ساعة.

عمال الانقاذ يسابقون الزمن بحثا عن ناجين من زلزال المكسيك

المغرب: قطاع التعليم الخصوصي يخضع لهاجس الربح المادي

Posted: 23 Sep 2017 02:03 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: بعد أيام قليلة من بدء العام الدراسي عاد النقاش حول جشع التعليم الخصوصي في المغرب، حيث وجهت المجموعة النيابية لحزب التقدم والاشتراكية، سؤالا كتابيا لوزير التربية الوطنية والتعليم العالي، محمد حصاد، بخصوص ارتفاع نفقات الدراسة في المؤســسات التعليمية الخاصة.
وترى المجموعة النيابية، أن العديد من الأسر المغربية التي تلجأ لخدمات مؤسسات التعليم الخصوصي سجلت زيادة صاروخية وفي كثير من الأحيان، غير منطقية، وغير مبررة بشكل نهائي في واجبات الدراسة الشهرية دون خضوعها لأي رقابة أو مساءلة بحيث تحول تدريس أبناء هذه الأسر في المؤسسات التعليمية الخاصة إلى هاجس كبير بات يؤرق الكثير منهم بمناسبة بدء العام المدرسي بحيث يتم إشعارهم بزيادات جديدة في نفقات متابعة دراسة أبنائهم في تلك المدارس.
وتسجل المجموعة النيابية للفريق الاشتراكي، أن أغلب المؤسسات التعليمية الخصوصية التي زادت في الواجبات الشهرية لم تضف أي جديد على مستوى البنيات التحتية لتلك المؤسسات ولم تأت بأي جديد في طرق التدريس أو على مستوى الأطر العاملة فيها. علاوة على النفخ في المعدلات السنوية التي يحصل عليــهــا الــتــلاميذ للتــرافع بها على نجاح المؤسسة منهجيا وتربويا.
ووجهت المجموعة النيابية لحزب التقدم والاشتراكية، سؤالها لحصاد عن الإجراءات والتدابير التي يمكن اتخاذها من أجل حماية الأسر المغربية من هذا الجشع الذي تمارسه بعض المؤسسات التعليمية وعدم اقتصار دوركم فقط على مجال التأطير والمراقبة التربوية ومراقبة جودة الخدمات ومدى تقيد تلك المؤسسات بالمناهج التربوية والمعدات والكتب.
كما تساءلت المجموعة النيابية وزير التربية الوطنية عن الإجراءات التي يمكن اتخاذها من أجل سعر مرجعي لكل مؤسسات التعليم الخصوصي بغض النظر عن مبرر اختلاف الخدمات من مؤسسة إلى أخرى.
وأفاد بيان لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أن نتائج عملية مراقبة وتقييم الأداء التربوي والإداري لعينة من مؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي التي أشرفت عليها المفتشية العامة للتربية والتكوين، بقطبيها التربوي والإداري، أبانت على أن 63 في المئة من المؤسسات تعرف سيرا عاديا وطبيعيا في ما يخص الجوانب التربوية، و26 في المئة منها تعرف صعوبات في التسيير. كما أن 28 في المئة من مؤسسات التعليم الخصوصي تعرف اختلالات كبيرة تستدعي من الأكاديميات تدخلا سريعا لحمل المؤسسات المخلة على تسوية أوضاعها في أمد زمني محدود.
وذكر البيان، أن 11 في المئة من مؤسسات مخلة بمجموعة من البنود المنصوص عليها في النصوص التشريعية والتنظيمية، يتعين على الأكاديميات مطالبتها بتعهد وإلتزام مكتوب لتسوية وتصحيح وضعيتها، مضيفا أن الأكاديميات الجهوية ستعمل على تأطير ومواكبة المؤسسات التي تعرف صعوبات في التسيير.
وحسب أرقام لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الصادرة العام الماضي يوجد ما يقارب 2779 مؤسسة خصوصية منتشرة في مختلف المدن المغربية، توفر فقط مستويات التعليم الإبتدائي لفائدة 654 ألف 104 تلاميذ، أي ما يمثل نسبة 15 في المئة من مجموع التلاميذ المغاربة.
وعن الاختلالات التي تشهدها المدارس الخاصة، فقد أسفرت عملية التفتيش التي قامت بها المفتشية العامة للتربية والتكوين، خلال الفترة الممتدة بين التاسع أذار/مارس و21 نيسان/أبريل من العام الجاري، على 460 مدرسة خصوصية (تمثل 12 في المئة من مجموع مؤسسات التعليم الخصوصي) عن وجود بعض الاختلالات. وكشفت عن إخلال 11 في المئة من المؤسسات التي قامت بزيارتها في البنود المنصوص عليها في النصوص التشريعية والتنظيمية، ما أدى إلى غلق إحداها، فيما تبين أن نسبة 26 في المئة من المؤسسات تعيش على وقع صعوبات في مجال التسيير. كما أن نسبة 28 في المئة من عينة المدارس، التي شملتها الزيارة، تعرف اختلالات كبيرة تستدعي تدخل الأكاديمات الجهوية.
وعن التعليم الخصوصي في المغرب، قال رشيد الجرموني، الخبير في التربية، لـ«القدس العربي»: «كأننا في سوق ليست فيها مقاييس مظبوطة خاضعة لجشع الرأسمالية المتوحشة في غياب تام لأي تدبير أو مراقبة من قبل الدولة والوزارة الوصية».
وحذر من أن ما بات يعرفه هذا القطاع، يؤدي إلى إنهيار المنظومة بأكملها، مشيرا إلى أن هذا الجشع لم يعد يقتصر فقط على التعليم الابتدائي، بل تجاوز ذلك إلى التعليم الجامعي الذي بات قائما على منطق الربح.

المغرب: قطاع التعليم الخصوصي يخضع لهاجس الربح المادي

فاطمة الزهراء كريم الله

كرات البطاطس بالفرن

Posted: 23 Sep 2017 02:03 PM PDT

المقادير: ¾ كوب حليب
بصلة مفرومة
3 فص ثوم مفروم
3 ملعقة كبيرة زبدة
كوب ذرة مسلوقة
ملعقة كبيرة كمون
ربع كوب طحين عادي
ملعقة كبيرة فلفل أحمر
3حبة فليفلة حمرا مفرومة
½ كيلو فطر مطبوخ شرائح
¼ كيلو جبنة الشيدر مبشورة
¼ كيلو جبنة الموزرايلا مبشورة
4 حبة بطاطا مسلوقة ومهروسة
الملح والفلفل حسب الرغبة

طريقة التحضير: نحمص بالمقلاة الزبدة والبصل والثوم والفطر والفليفلة والتوابل على نار متوسطة .
نضيف الطحين والذرة ونحرك قليلاً ثم نضيف الحليب تدريجياً حتى يمتزج، ثم نضيف الجبن ليذوب .
نحضر البطاطا بشكل كرات ونرشها بالفلفل الأحمر، ونضعها في صينية فرن مدهونة .
نحمص الكرات بالفرن مع التحريك حتى تصبح ذهبية، ثم ننقل الكرات لمقلاة الصلصة والخضار ونقدمها .

 

كرات البطاطس بالفرن

طبق الأسبوع

المهام المنزلية والمشي إلى العمل مفيدان للصحة

Posted: 23 Sep 2017 02:02 PM PDT

اظهرت دراسة جديدة انه يمكن تفادي وفاة من كل 12 وفيات تحصل في فترة خمس سنوات، بفضل 30 دقيقة من النشاط الجسدي اليومي مثل تنظيف المنزل أو التوجه سيرا إلى مركز العمل.
وكتب معدو الدراسة التي نشرت في مجلة «ذي لانست» يقولون إن «نشاطا أطول بعد (750 دقيقة في الاسبوع) يؤدي إلى تراجع أكبر (في الوفيات الناجمة عن أمراض وعائية قلبية) خصوصا في صفوف الأشخاص الذين يوزعون نشاطهم الجسدي على امتداد النهار بفضل طريقة تنقلهم وطبيعة عملهم ومهامهم المنزلية».
وشملت الدراسة 130 ألف شخص في 17 بلدا.
وقال معدوها انها «تؤكد على صعيد شامل ان النشاط الجسدي يرتبط باحتمال أقل للوفاة من أمراض وعائية قلبية».
وأوضح هؤلاء ان هذا الأمر تأكد بغض النظر عن بلد المشاركين ونوع النشاط الجسدي وإن كان يتم في إطار ترفيهي أو في إطار الحياة اليومية.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بـ150 دقيقة من النشاط الجسدي الاسبوعي على الأقل «بوتيرة معتدلة».
ويفيد معدو الدراسة ان نحو ربع سكان العالم لا يحققون هذا الهدف.
وقال سكوت لير من جامعة سايمن-فرايزر الكندية والمعد الرئيسي للدراسة ان هذه الأبحاث تظهر ان «المشي لمدة ثلاثين دقيقة في غالبية أيام الاسبوع يحقق إفادة كبيرة».
وشملت الدراسة أشخاصا تراوح أعمارهم بين 35 و70 عاما يقيمون في المدن والأرياف في دول فقيرة وغنية. وقد تمت متابعتهم لحوالي سبع سنوات.
وجاء في الدراسة ان من أصل «106970 شخصا يقومون بالنشاط الجسدي المطلوب اصيب 3،8 ٪ منهم بأمراض قلبية- وعائية فيما ارتفعت هذه النسبة إلى 5،1 ٪ في صفوف الذين لا يقومون بنشاط جسدي كاف».
وأضافت ان «احتمال الوفاة كان أعلى كذلك لدى الأشخاص الذين لا يحققون مستويات النشاط الجسدي الموصى بها وبلغ 6،4 ٪ في مقابل 4،2 ٪ لدى الآخرين».
وكان التنقل والعمل والمهام المنزلية الشكل الأكثر شيوعا للنشاط الجسدي.
وكانت دراسات سابقة حول الموضوع شملت خصوصا الدول ذات الدخل العالي على ما أكد واضعو هذه الدراسة.

المهام المنزلية والمشي إلى العمل مفيدان للصحة

‏يونيسيف: 4.5 مليون طفل في اليمن قد لا يعودون لمدارسهم بسبب انقطاع صرف رواتب المعلمين

Posted: 23 Sep 2017 02:02 PM PDT

صنعاء ـ «القدس العربي»: حذر مكتب منظمة «يونيسيف -اليمن» في منشور (الجمعة) على موقع «فيسبوك» من تعذر «عودة 4.5 مليون طفل في اليمن إلى مدارسهم هذا العام بسبب عدم صرف رواتب ما يزيد عن 166 ألف من المعلمات والمعلمين لقرابة عام كامل».
وكانت «النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية» بصنعاء قد دعت، في بيان لها، جميع التربويين إلى الإضراب الشامل من أوّل يوم من العام الدراسي الجديد (2017- 2018) مؤكدة أن استلام الرواتب من دون انقطاع هو البيان الوحيد الذي يتم بموجبه رفع الاضراب وفتح المدارس، حد البيان.
ويعاني موظفو الحكومة في المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة تحالف الحوثي صالح من انقطاع صرف الرواتب بمن فيهم المعلمون جراء رفض سلطة الأمر الواقع صرفها بحجة مسؤولية الحكومة الشرعية في عدن عن ذلك نتيجة قرار الرئيس عبدربه منصور هادي في أيلول/سبتمبر 2016 نقل البنك المركزي اليمني وإدارة عملياته من مدينة عدن، وهو ما اشترطت له الحكومة الشرعية التزام سلطة الحوثي صالح توريد الإيرادات المحصلة في مناطقها للبنك المركزي بعدن.
ونوه بيان النقابة بـ«المعاناة والآلام التي يتجرّعها المعلّمون وأسرهم، والتي وصلت حدّاً لا يطاق» مطالبة «بوضع حلول ناجعة وحقيقية لمشكلة توقّف الرواتب».
وتسبّبت الحرب، المستعرة في البلاد منذ آذار/مارس 2015، في عدم استخدام 1600 مدرسة بسبب تعرضها للتدمير أو استخدامها من قبل جماعات مسلحة بالإضافة إلى حرمان 80 في المئة من ستة ملايين طالب وطالبة، من الكتاب المدرسي في العامين الدراسيين الماضيين نتيجة تعذر طباعته، علاوة على تسرب 350 ألف طفل من المدارس نتيجة عدم استطاعتهم مواصلة تعليمهم في ظل ما تسبب به انقطاع صرف الرواتب من عجز الآباء عن شراء المستلزمات المدرسية أيضاً، وفق تقرير سابق لـ«يونيسيف».
وكانت وزارة التربية والتعليم في «حكومة الإنقاذ الوطني» الحوثية قد حددت تاريخ 30 أيلول/سبتمبر الجاري موعداً لبدء العام الدراسي الجديد. وبدأت الإدارات المدرسية الحكومية والأهلية من 16 الجاري عملية التسجيل.

‏يونيسيف: 4.5 مليون طفل في اليمن قد لا يعودون لمدارسهم بسبب انقطاع صرف رواتب المعلمين

أحمد الأغبري

عباس بيضون: «ميتافيزيقا الثعلب»

Posted: 23 Sep 2017 02:01 PM PDT

خلال السنوات الأخيرة، انتقل الشاعر اللبناني عباس بيضون من الشعر إلى الرواية، فأصدر «تحليل دم»، «الشافيات»، «ساعة التخلي»، و«خريف البراءة» التي فازت بجائزة الشيخ زايد للكتاب ـ فرع الرواية. لكنه لم ينقطع عن الشعر، بالطبع، فأصدر «الموت يأخذ مقاساتنا»، «مرايا فرانكنشتاين»، «ألبوم الخسارة»، «بطاقة لشخصين»، «شجرة تشبه حطاباً»، «صلاة لبداية الصقيع»، وسواها. مجموعته الأخيرة، «ميتافيزيقا الثعلب»، تعتمد القصيدة القصيرة التي لا تغيب عنها أسلوبية بيضون في استكشاف تفاصيل غير مألوفة في أشياء العالم الخارجي، وبواطن العالم الداخلي، مع مسحة سوريالية هذه المرّة، ونبرة أكثر تخففاً من اللغة الشعرية المنحوتة. ذلك يتبدى منذ عناوين القصائد، على شاكلة «المكتبة»، «عينا الكاتب»، «ملوك بيزنطة»، «، «شعب صغير بلا أرجل وبقليل من الدماء»، «قلب صغير تحت الظفر»، «قدم من شوك»، «ماذا قال الثلج للمسافر الوحيد»، «نخلتان في العراء»، «غلطة تمشي على أربع»…
هنا بعض جديد بيضون، من قصيدة «ذكرى من السجن»:
لا أعرف ماذا كانت تعدّ لنا
الجرافات في الأعلى
بالتأكيد لم تكن تحفر قبوراً
ثم ماذا بعد السياج الشائك
سوى الرجع البعيد لخطواتنا
لم نكن وحدنا في الركن
كنا فرائس كاميرات كبيرة
نقلت وجوهنا
بلا عيون ولا أسنان
وبرقطٍ كبيرة على ثيابنا
ركبتان في الوسط
تزنان وحدهما جسمي المحني
الذي يثقل تحت شمس الظهر
كنا معقمين
قمصاننا يبست على جلودنا
الأحذية التي جمعوها من الصحراء
قبل عشر سنوات
كانت معقمة أيضاً.
الساقي، بيروت 2017

عباس بيضون: «ميتافيزيقا الثعلب»

منصور الصويم: «عربة الأموات»

Posted: 23 Sep 2017 02:01 PM PDT

في سنة 2005 نال الروائي السوداني منصور الصويم جائزة الطيب صالح للرواية، عن عمله «ذاكرة شرير»، التي اتسمت بمغامرات مختلفة في الشكل وتقنيات السرد وخيارات الحكي وبناء الشخصيات. «آخر السلاطين»، روايته التي صدرت سنة 2014، تعالج مناخات فانتازية في حياة علي دينار، آخر سلاطين دارفور، الذي دامت سلطنته خمسة قرون، وانطوت على مقاومة الاحتلال البريطاني للسودان. وأمّا روايته الجديدة، «عربة الأموات»، فإنها تتابع الخيارات ذاتها في الخروج على تقاليد الكتابة الروائية، عبر رصد مصائر أربع شخصيات سودانية يجمعها المكان الواحد، وتفرّقها المهن المختلفة (مستخدم في قصر، طبيب، محرر صحفي، وسائق عربة أموات)، وتتقاطع هواجسها المتعددة عند عوالم غرائبية، لا تخلو من عنف المجتمع والقسوة على الذات أيضاً.
هنا فقرات من ختام الرواية:
«الكائن الوحيد الذي لم يحسم أمره بعد، ولم يعرف ما سيفعل، كان الغراب. فضل الله خيّره بين مرافقتهم أو البقاء آمناً في مكانه إن أراد. كان متردداً. هل يهجر مملكته الخاصة، هنا، مملكته التي لا يعرف بديلاً لها، ويهاجر إلى أراض أخرى سمع عنها ما لا يسرّ ولا يرضي غراباً ملوكياً مدللاً مثله؟ هل يترك صديقه ورفيقه وراعيه منذ كان فرخاً يتخبط بين شواهد القبور في جبانة شمال الرياض، بعد أن هجره والداه فجأة وتركاه عاجزاً عن الطيران وإتيان الطعام؟ هل يفترقان هكذا بكل هذه البساطة؟
في أيام تدريب الموتى الأحياء، كان يظل كامناً أعلى شجرة الجهنمية الضخمة، يراقب من خلال النوافذ الأداء الجاد لثلاثي الأكفان، ويضبط أوتار تلك المحبة الرقيقة التي باتت تربط فضل الله بالإثيوبية روز. هل باعه لأجل امرأة؟ لكن من حقه أن يحب ويعشق ويتزوج. من حقه أن يحظى بأنثى مثله مثل بقية خلق الله، ولك أيها الغراب عزاء الصداقة التليدة التي لا تمحي أبداً. جاء يوم الرحيل ولم يحسم أمره، أيسافر محلقاً بجناحيه القويين لاستكشاف فضاءات أخرى، أم يظل ماكثاً في أرض الرمال والحجر، حارساً لسموات جزيرته الملوكية الساكنة؟».
مسكيلياني للنشر،
تونس 2017

منصور الصويم: «عربة الأموات»

بسمة عبد العزيز: «سطوة النص ـ خطاب الأزهر وأزمة الحكم»

Posted: 23 Sep 2017 02:00 PM PDT

المؤلفة طبيبة مصرية، لكنها أيضاً أديبة أصدرت مجموعتين قصصيتين ورواية، وفازت بجائزة ساويرس للأدب عام 2008؛ وفنانة تشكيلية أقامت عدداً من المعارض في النحت والتصوير، وباحثة في علم الاجتماع فاز كتابها «إغراء السلطة المطلقة» بجائزة أحمد بهاء الدين للباحثين الشباب عام 2009.
وفي كتابها هذا تساجل بأنّ مصر شهدت نظام حكم شبه ديني بدأ منتصف عام 2012، وقد تسارعت وتيرة الأحداث مذ ذاك الحين، وتدخلت المؤسسة العسكرية مدعومة بتأييد شعبي لتنهي هذا الحكم بعد عام واحد فقط، وخلال فترة وجيزة لم تتجاوز شهراً ونصف الشهر من سقوط جماعة الإخوان المسلمين عن مواقع السلطة، تم القضاء على أكبر مظهر احتجاجي قام به الموالون للجماعة، إذ جرى فضّ الاعتصامين الشهيرين، ومن ثم أرسيت دعائم النظام الجديد. في خضم هذه الأحداث ظهر الأزهر لاعباً سياسياً وفاعلاً على الساحة السياسية، وشكلت خطب شيخ الأزهر والبيانات الصادرة عن المشيخة نصوصاً شديدة الثراء، بما حملته من تفاعلات مع خطاب السلطة الحاكمة، ولما أظهرته في عديد المرات من تأييد لها، وفي قليل الأحيان من تراجع وارتباك. وهكذا فإنّ الإشكالية المطروحة هنا تدور حول دور المؤسسة الدينية الرسمية، وحدوده وأبعاده، وكذلك هويتها التي تبدو محملة بأوجه متعددة.
جدير بالذكر أنّ الكتاب كان في الأصل أطروحة ماجستير في إحدى الجامعات المصرية، لكنّ الأستاذ المشرف رفض العمل معتبراً أن مصادره «إخوانية»، إلى جانب إصراره على استخدام تعبير «الخطاب الديني» بدل «خطاب المؤسسة الدينية» الذي استقرت عليه الباحثة منطلقة من التساؤل حول ما إذا كان الخطاب يُوصف بصفة منتجه أم بكنه محتواه، أي يوصف الخطاب بأنه «خطاب ديني» لأنّ منتجه رجل دين، أم لأنه يتكون من نصوص دينية أو يحوي بعضها، أو لأنّ موضوعه الرئيس هو الدين؟ وإذا تكلم رجل دين في أمر من أمور السياسة، أيُطلق على خطابه خطاب سياسي أم خطاب ديني. وهذا الخلاف اضطر الباحثة، في نهاية المطاف، إلى سحب الرسالة والتنازل عن الدرجة العلمية.
دار صفصافة للنشر والتوزيع، القاهرة 2016

بسمة عبد العزيز: «سطوة النص ـ خطاب الأزهر وأزمة الحكم»

Nael Eltoukhy: «Les femmes de Karantina»

Posted: 23 Sep 2017 02:00 PM PDT

هذه هي الترجمة الفرنسية لرواية المصري نائل الطوخي «نساء الكرنتينا»، التي كانت قد صدرت سنة 2013. أنجز الترجمة خالد عثمان، الذي نقل إلى الفرنسية بعض أعمال نجيب محفوظ وجمال الغيطاني وسحر خليفة وإنعام كجه جي ويوسف زيدان ورجاء عالم وعلي المقري ونهاد سيريس وآخرين.
بدأ الطوخي إصداراته بمجموعة قصصية، «تغيرات فنية»، سنة 2004؛ ثم نشر بعدها أربع روايات: «ليلى أنطون»، «بابل مفتاح العالم»، «الألفين وستة»، و«نساء الكرنتينا». روايته هذه تلتقط ثلاثة أجيال في إسكندرية متغايرة مدهشة، عبر أسلوبية ترحيل الحاضر إلى المستقبل، وتمكين البشر من خلق أساطيرهم في دورات تاريخٍ منفلتة من منطق التعاقب. ومن المعروف أنّ الرحابة الكوزموبوليتية، التي اتصفت بها الإسكندرية، على مرّ التاريخ، ظلت حاضنةً خصبة لاستيلاد تمثيلات ثقافية وسوسيولوجية، واستنهاض خلفيات تاريخية وأنثروبولوجية، لا تتجاور مع المخيلة الروائية، فحسب، بل تتنافس معها أحياناً.
هنا فقرات من مستهل الرواية:
«الكلب الذي تعود على النبش في الزبالة لم يجد الزبالة التي تعود على النبش فيها.
حدث هذا في الثامن والعشرين من شهر مارس ـ آذار للعام 2064. لأسباب كثيرة يلي سردها هنا، كان هذا اليوم هو الأقسى في تاريخ الإسكندرية. الجميع عانوا من مرارته، ولكن أكثر من تعرض لقسوته هو الكلب الذي لم يجد الزبالة. بحث الكلب بجوار سور المترو، حيث كان يُفترض أن تتواجد الكومة الكبيرة والتي تحلق فوقها أسراب الذباب الهائمة، ولكنه لم يجدها، ولم يجد سور المترو نفسه. المنطقة كانت مكشوفة للشمس بشكل غريب، كانت كالصحراء.
الكلب كان جائعاً ومحبطاً ويائساً وحرّاناً. المشهد يأخذ في الإظلام، ولا شيء، أي شيء، ملقى هنا أو هناك. بدأ ينبح، ومن بعيد رأى ماسورة تتحرك، فأطلق نباحاً ثانياً. هنا، ومع النباح الثاني، ارتطم ساقه بشيء ما، شيء ساخن وصلب، بالضبط مثل طلقة رصاص. من المؤكد أنه طلقة رصاص. وبساق عرجاء وساق مضروبة بالرصاص واصل الكلب مهمته في تمشيط المنطقة بعينيه بحثاً عن كومة أخرى من الزبالة…».
Actes Sud/ Sindbad, Paris 2017
   

Nael Eltoukhy: «Les femmes de Karantina»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق