Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأحد، 3 سبتمبر 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


انحسار «داعش» وآفة العقل المسطح

Posted: 02 Sep 2017 02:16 PM PDT

على نقيض ما توحي به المظاهر، وبعضها يجري الإيحاء به عن سابق قصد وتصميم، لأغراض شتى عسكرية وعقائدية تعبوية؛ لا يلوح أنّ هزيمة «داعش» على امتداد مناطق نفوذها في العراق وسوريا، سوف تكون ماحقة ونهائية، لا يقوم للتنظيم بعدها قائمة. فمن المسلّم به، بادئ ذي بدء، أنّ ما اقتنصته مفارز البغدادي عن طريق معارك خاطفة وسريعة وصاعقة في سهولتها (نموذج الموصل، بصفة خاصة)، لن تتخلى عنه ضمن سيناريوهات مماثلة؛ خاصة في الجانب الكارثي الذي يخصّ الأثمان الفادحة التي يسددها المدنيون العزّل أوّلاً (في الموصل أيضاً، ولكن في مدينة الرقة على قدم المساواة).
التجارب الميدانية برهنت على هذه الخلاصة في الماضي، وليس ثمة اعتبارات جديدة أو طارئة تسمح بنقضها على نحو تامّ، والساحة في كلّ حال كفيلة بتوفير المعطيات الأصحّ على هذا، أو على ما ينقضه. مدهش، هنا، أنّ بعض أنساق التفكير المسطحة، في بعض أوساط التحليل العراقية أو السورية خاصة، تزدري هذه الخلاصة التي أثبتتها الوقائع طيلة ثلاث سنوات ونيف من أطوار صعود «داعش»، بل تنظر باستنكار ـ طفولي تماماً، جدير بعقلية دفن الرؤوس في الرمال ـ إلى مَنْ يحرص على احتسابها في أبجديات قراءة حال الانحسار التي يعيشها تنظيم البغدادي.
وإذا كان تسطّح العقول هو العلّة الأولى التي تستولد هذه الأنساق، وتُكثر من انتشارها والترويج لها هنا وهناك في وسائل الإعلام؛ فإنّ الآفة الأخطر خلف العلّة هي حسّ الانحياز الطائفي والمذهبي، الذي يطفح فوق مظاهر «العلمانية» و«الحداثة» و«العصرنة». ولن نعدم «حداثية» هنا، أو «طليعياً» هناك، يستنكر افتراض قدرة «داعش» على الكرّ والفرّ، معتبراً (من حيث العلَن) أنّ ترجيحاً كهذا يخدم التنظيم الإرهابي؛ بينما يكون الحافز الحقيقي (المستتر، دون أن يتموّه تماماً في الواقع!) هو التباكي على نقد قاسم سليماني، جنرال «الحرس الثوري الإيراني»، والتستر على المجازر التي يرتكبها «الحشد الشعبي» في الموصل؛ أو اعتبار الفظائع، التي تمارسها طائرات التحالف الدولي بحقّ المدنيين في الرقة، تشجيعاً لـ«الدعشنة»!
الخلاصة الأخرى، التي تصيب العقول المسطحة إياها بارتباك جلي، ينتهي إلى تأتأة ودمدمة وغمغمة أقرب إلى اللغو وإطلاق الترهات على عواهنها؛ مفادها أنّ مَن يفاوض «داعش» على (تحسين؟) شروط انحسارها، ليسوا سوى دعاة «الممانعة»، دون سواهم، أمثال حسن نصر الله (أي: خامنئي، المرشد الأعلى شخصياً)، وبشار الأسد (مجرم الحرب، رائد «تجانس» المجتمع السوري)، ونوري المالكي (بطل الفساد ورئيس وزراء تسليم الموصل لقمة سائغة لجحافل البغدادي)… صحيح أنّ الحروب تقتضي المفاوضات بين الخصوم، ولكنّ روح التفاوض الكبرى هي استسلام طرف لآخر، وليس تسهيل انتقاله (بحافلات مكيّفة!) من ميدان قتال إلى آخر، بما يفيد التوطئة لفتح جبهات اشتباك أخرى، وليس تعطيلها أو إغلاقها.
وما الذي يتوجب أن تتذرع به العقول المسطحة إزاء مفاوضات كهذه، لجهة تلك التهمة الحمقاء البلهاء: خدمة «الدعشنة»؟ مَنْ يخدم الدواعش أكثر: المساجلة، من باب التخوّف والحسابات المنطقية والعقلانية، حول المرونة القتالية التي اتسم بها التنظيم على الدوام؛ أم مفاوضات تمخضت عن ترحيل الدواعش من جبهة إلى أخرى، آمنين سالمين، والتغافل عن الأكاذيب التي أشاعها «حزب الله» حول المعركة الواحدة ضدّ «التكفيريين»، أينما كانوا؟ وكيف يمكن الحديث، أصلاً، عن «هزيمة» أو «انتصار»، لأيّ من طرفَيْ التفاوض، إذا كانت الجولة التالية ليست في المدى المنظور، فحسب؛ بل هي وشيكة محتومة، ولن تقتصر على الرقة ودير الزور والبوكمال، بل هي مرشحة دائماً للإياب إلى عرسال أو سواها… تماماً كما انتشرت فيه قبلئذ؟
ولكن… ما جدوى السؤال أصلاً، إزاء عقل تقنّع بالحداثة، وتسطّح بالمذهب!

انحسار «داعش» وآفة العقل المسطح

صبحي حديدي

المقاربة الأمنية والانفلات الأمني

Posted: 02 Sep 2017 02:16 PM PDT

مسألة الأمن الاجتماعي من الأمور الأساسية في تصور أي دولة تبحث عن الاستقرار، وتعمل على ضمانه لجميع أفراد المجتمع أيا كانت هويتهم الثقافية أو اللغوية. ونجد هذا النموذج في البلدان المتقدمة. ومتى اهتز هذا الأمن لأي سبب من الأسباب كان ذلك إنذارا لتحول يمكن أن يقود البلد إلى حاضنة لمختلف المشاكل التي تسهم في تكريس عدم الاستقرار والأمان. وهذا ما نعاينه بجلاء في الدول المتخلفة.
يتمفصل الأمن بحسب تمفصل المجتمع في علاقته بالدولة. فحين تكون العلاقة متوترة، ولا تسود الثقة المتبادلة بين مختلف مكوناته، لا يمكننا سوى التمييز بين «أمن الدولة»، و»أمن المجتمع». ينبني هذا التمايز على الصراع الذي يمكن أن تتحكم فيه الدولة، وتعمل على توجيهه حتى تصبح تدعي أن أمنها هو أمن المجتمع. لكن المجتمع في هذه المعادلة، لا يمكنه إلا أن يظل يبحث عن أمنه بمعزل عما هو مفروض عليه، ويبقى لميزان القوى دوره في تغيير تلك المعادلة مع الزمن. من كان يتوقع، ولو في الحلم، أن النظام التونسي أو الليبي أو المصري أو اليمني سينهار بتلك السرعة، وهو الذي استمر عدة عقود على قاعدة التضحية بأمن الشعب باسم أمن الدولة أو الحزب؟ وما تعيشه سوريا منذ سنوات تعبير عن ذلك.
 حقق المغرب استثناء، وكان الملك محمد السادس متميزا في تعاطيه مع أحداث 20 (شباط) فبراير، باستجابته لمطالب الشعب المغربي. وكان ما كان مما صار موضع اهتمام وتقدير سواء على المستوى الداخلي أو العربي أو الدولي. عرفت التحولات اللاحقة ما جعل المطالب الشعبية تبرز مجددا مع تقاعس المجتمع السياسي عن تحمل مسؤوليته، وما صاحب ذلك من صراعات أدت ليس فقط إلى العجز عن تقديم حلول مناسبة للمشاكل اليومية بل أيضا حتى إلى الفشل في تشكيل حكومة منسجمة. وكان لغياب المحاسبة دوره في تردي الأوضاع عبر الاستهزاء بالقيم السياسية النبيلة، وجاء حراك الريف ليكون جرس الإنذار. وبدل اضطلاع الحكومة والدولة بالإنصات إلى نبض الشارع، على المستوى الوطني، والتعامل بروح المسؤولية، ترك الحبل على الغارب، فكانت التأويلات البعيدة للحدث، وكان التأخر في فتح حوار وطني جديد للحسم مدعاة للتجاوز، ولم تلف الدولة نفسها إلا أمام تبرير تدخلها بـ»المقاربة الأمنية» لحل المشكل. صحيح كانت ثمة وعود ومحاولات لرأب الصدع عبر فتح أبواب السؤال عن المشاريع المعطلة. لكن كل ذلك لم يؤت أكله.
 حين أعطيت لحراك الريف تأويلات بعيدة تعود إلى سنوات الرصاص، أو إلى الرغبة في الانفصال، كانت تلك التأويلات تبغي تأكيد «خصوصية» خاصة للشمال. وحتى الذين حاولوا إعطاءه بعدا سياسيا كانوا واهمين. وخير دليل على ذلك أن تلك الخصوصية المزعومة أبانت أن المغرب بكامله معرض للحراك، وكان تجاوب مدن أخرى مع حراك الريف، وخروجها للاحتجاج دليلا على أن المشكل ليس ريفيا فقط ولكن له أبعادا وطنية. لقد تحقق في الشمال تطور كبير في عهد الملك محمد السادس، وصارت صورته مختلفة جذريا عما كانت عليه سابقا. لكن غياب المسؤولية والمحاسبة والمواكبة للمشاريع الكبرى، والتي عبر عنها الخطاب الملكي بوضوح، واستمرار الاحتجاج، كل ذلك أودى بما كان ممكن التحقق، وأدى إلى غياب الثقة بين مختلف المكونات، وباتت «المقاربة الأمنية» تحتل المستوى الأول. وجاءت الأحكام قاسية، وغير متوقعة.
في الوقت الذي كانت الدولة تدافع عن «المقاربة الأمنية» كان الشارع يعرف «انفلاتا أمنيا» كبيرا. ولما كانت الاحتجاجات ذات مطالب شعبية، صرنا نقرأ عن دعوات إلى وقفات احتجاجية للمطالبة بفرض الأمن والتدخل بشكل صارم لوقف مد الجريمة، والتسيب والفوضى التي بات المواطن بموجبها يحس بأنه غير آمن عن حياته وحياة أطفاله. وصارت الجرائد والوسائط الشعبية تتناقل أخبارا لا حصر لها عما يموج في الحياة اليومية من جرائم لا عهد للمغاربة بها. وما حادث محاولة اغتصاب الفتاة المعاقة ذهنيا في حافلة عمومية على مرأى ومسمع من الركاب، ومن سائق الحافلة الذي لم يتحمل مسؤوليته في الإبلاغ عن الحادث سوى غيض من فيض ما بات يقدم في تلك الوسائط المختلفة وكأنه الواقع الذي يشوبه عدم الاستقرار والأمان، ويهيمن فيه المنحرفون والمجرمون، والذين صاروا يسمون «قضاة الشارع» يحتلون فيه موقعا لفرض تصوراتهم على الآخرين.
 فما الفرق بين الخروج للاحتجاج دفاعا عن الكرامة وتحقيق المطالب الشعبية، والخروج للمطالبة بتوفير الأمن للمواطن؟ بل يمكننا التساؤل أيضا: ما الذي دفع أولئك للخروج للاحتجاج، حتى باتت «المقاربة الأمنية» تفرض نفسها على الدولة؟ وما الذي دفع هؤلاء المنحرفين لتشويه صورة الشارع المغربي، وتكدير حياة الناس بأفعالهم المشينة حتى يصبح الخروج للاحتجاج ممكنا للمطالبة بـ»فرض الأمن»؟ بل ومن جعل، عقب أحداث برشلونة، يذهب إلى ادعاء أن «الإرهابيين» ولدوا مغاربة؟
تطرح الدولة مسألة «المقاربة الأمنية» لحل مشكلة الاحتجاج ذي المطالب الشعبية. ويطرح الشعب مشكلة «الانفلات الأمني» لحل مسألة الفوضى والتسيب في الحياة العامة. إن مشكلة المقاربة الأمنية، ومسألة الانفلات الأمني ذات أبعاد اجتماعية ـ اقتصادية، وليست لا سياسية ولا دينية. إن من يخرج للمطالبة بالعيش الكريم، أو يخرج شاهرا سيفه في وجوه الناس، أو يفجر نفسه في مكان عمومي، أو يفكر في الانتحار (وقد صار ظاهرة)، أو يلجأ إلى امتطاء قوارب الموت هربا من وطنه،،، كل هؤلاء ليسوا سوى تعبير عن مدلولات متعددة لدال واحد: المشكل الاجتماعي ـ الاقتصادي.
فكيف يمكن التعامل مع هذا المشكل الجوهري وتداعياته المختلفة التي تتخذ صورا متعددة؟ هل بفتح السجون والمعتقلات؟ هل الأحكام القاسية كفيلة بحل هذه المشاكل؟ أسئلة كثيرة تفرض نفسها على جميع مكونات المجتمع. وبدون التعاطي المرن والموضوعي والمسؤول، وبالروح الوطنية التي تتعالى على كل المصالح الخاصة، مع كل هذه المشكلات المتصلة بـ»الأمن» في بعديه الخاصين بالدولة والشعب، وما يترتب عليها، من لدن مختلف مكونات المجتمع وكل المسؤولين، لا يمكن إلا أن تتفاقم وتتطور، وتدفع الجميع إلى استحضار ما قبل 20 فبراير. ولقد أدرك هذا كل المتتبعين الغيورين على المغرب من الداخل والخارج. ولا أحد يتمنى للمغرب الذي يراد له أن يكون الاستثناء ليقدم النموذج العربي في تجاوز عوائق التحول الاجتماعي والاقتصادي بالصورة التي تضمن الرفاه والاستقرار للمجتمع، أن ينجر إلى واقع غير الواقع الذي دشن مع خطاب 9 (آذار) مارس.
 ما بين الاستثناء المغربي الذي تحدث عنه الجميع وسنوات الرصاص شعرة معاوية. لقد باتت المسؤوليات مشتركة، وصار الكل يستشعر فداحة ما آلت إليه الأمور على المستويات كافة: فالأمراض الاجتماعية تتزايد، والفساد يطال كل المرافق، والتملص من المسؤولية صار الخطاب المشترك،،، وكل الخطابات الملكية تصب في هذا المسار الذي يكشف عن الواقع الهش الذي يعرفه المغرب. إن الوعي بالمشاكل الحقيقية وهي تتصل بـ»الأمن» الاجتماعي والسياسي لا يمكن أن نحلها بالمقاربة الأمنية، ولا بمواجهة الانفلات الأمني فقط. لا بد من الحوار المسؤول المؤسس على المسؤولية بين مختلف المكونات. وأمام المغرب احتمالان لا ثالث لهما لتأكيد خصوصيته في التعاطي مع مشاكله المتعددة: تأكيد الاستثناء المغربي بإعطائه مضمونا حقيقيا، أو الانجرار إلى سنوات الرصاص. فأيهما نختار؟

كاتب مغربي
 

المقاربة الأمنية والانفلات الأمني

سعيد يقطين

تساؤلات عراقية عن سيناريو ما بعد تنظيم «الدولة»

Posted: 02 Sep 2017 02:16 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: تساؤلات فرضت نفسها على العراقيين هذه الأيام عن مغزى صفقة نقل عناصر تنظيم «الدولة» من لبنان إلى العراق، التي فجرت فضيحة جديدة لا يمكن التستر عليها أو تبريرها، أفسدت فرحة العراقيين بإعلان تحرير تلعفر وكل الموصل من تنظيم «الدولة» بعد معارك طاحنة. لقد جددت صفقة حزب الله ـ «داعش» تصورا إضافيا عن سيناريوهات وامكانيات خلق التهديدات والتحديات في عراق ما بعد «داعش»، وأكدت مخاوف العراقيين من طبخات يجري الإعداد لها للمرحلة المقبلة، عبر أحداث ومواقف شكلت مؤشرات تستحق الوقوف عندها.
والسؤال الأول عن توقيت الصفقة التي سترفع بالتأكيد معنويات مقاتلي التنظيم بعد هزائمه المتكررة في العراق وسوريا والتي ستعيد توزيع قوات التنظيم بما يعطيها المرونة والقدرة على ان تشكل مخاطر جديدة على المنطقة، ولتكشف حقيقة مواقف بعض الدول والمنظمات التي ما زالت متمسكة بأسلوب الصفقات والاتفاقيات السرية رغم الادعاءات والشعارات الرنانة مثل الممانعة ومحاربة الإرهاب.
وفي تكرار لتناقضات مواقف قادة العراق، فقد تباينت ردود الأفعال تجاه صفقة نقل عناصر تنظيم «الدولة» من لبنان إلى المناطق الحدودية السورية العراقية، حيث أبدى رئيس الحكومة حيدر العبادي رفضه لهذه الخطوة واعتبر انها ستكون لها آثار سلبية على أمن العراق، مؤكدا على ضرورة عدم التعامل أو التفاوض مع الإرهابيين وانما القضاء عليهم.
والسؤال الآخر عن مبررات إصرار زعيم حزب الدعوة نوري المالكي على ابراز الخلافات داخل الحزب عبر إطلاق التصريحات المتناقضة مع رفيقه رئيس الحكومة حيدر العبادي. والمالكي لم يدافع فيها عن صفقة نقل عناصر التنظيم التي اعتبرها جزءا من مشروع «الممانعة» فقط، بل انه شكك بإعلان العبادي، عن انتصار القوات العراقية بتحرير تلعفر غرب الموصل، عندما أعلن ان ما حدث في تلعفر هو اتفاق مع تنظيم «داعش» على الانسحاب وليس قتالا، وذلك لتبرير اتفاق حزب الله مع تنظيم «الدولة». ولم يراع المالكي موقف العبادي ولا مشاعر العراقيين وفرحتهم بالنصر، كما لم يراع الدماء الزكية والتضحيات التي قدمها المقاتلون والمدنيون العراقيون في حرب طاحنة لتحرير الأراضي العراقية.
وفي سياق خطوات تأزيم الأوضاع، يتساءل الكثير من العراقيين وغيرهم، عن فحوى إصرار القيادة الكردية على الاستفتاء بموعده المقرر الذي أقرت انها تعتبره خطوة نحو الاستقلال وإعلانها الطلاق بالثلاث من العراق، وذلك رغم كل الاعتراضات والتحذيرات والتحفظات الداخلية والخارجية.
ويمكن النظر إلى قرار حكومة كركوك الاشتراك في الاستفتاء على استقلال الإقليم، على انه خطوة تصعيدية نسفت آخر أمل في امكانية حصول تقارب بين قيادتي حكومتي بغداد وأربيل لحل المشاكل والأزمات بينهما عبر الحوار.
وضمن تباعد المواقف، أكد العبادي ان «استفتاء إقليم كردستان مرفوض ولا قيمة له وان اجراءه غير دستوري ويبعث المزيد من النزاعات» مشيرا إلى ان «السير باتجاه استخدام القوة وإهمال الشركاء الآخرين، لا يؤدي سوى إلى نتيجة عكسية، وأننا في أي نزاع سنعود إلى الوراء ونخسر ما تحقق».
وفي المقابل، وفي نبرة لا تخفي التحدي والاصرار على المضي في الاستفتاء والاستقلال، أكد رئيس الإقليم مسعود بارزاني «استعداد شعب كردستان للتضحية بدمائهم من أجل كركوك، وان العالم يتعامل مع الأمر الواقع»، أي ان الدول ستقبل بالدولة الكردية في النهاية. وفي خضم هذه التطورات، برزت أزمة التوتر بين تركيا والاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال طالباني، وطرد تركيا لممثل الاتحاد فيها وفرض عقوبات أخرى، في أعقاب قيام حزب العمال الكردي التركي، بخطف عناصر تركية في السليمانية ونقلهما إلى مقرها في جبال قنديل شمال العراق، ما دفع تركيا لممارسة الضغوط على الاتحاد لإطلاق سراح المخطوفين، ولتجدد إثارة تساؤلات عن أبعاد وخفايا العلاقة بين الاتحاد الوطني والأحزاب المعارضة التركية التي تتواجد في الإقليم وتمارس نشاطا ضد حكومات بلدها.
وأعادت هذه الأزمة إلى الواجهة من جديد، تساؤلات عن حقيقة تحاول سلطات إقليم كردستان التعتيم عليها، وهي خضوع مناطق واسعة من شمال العراق، لسيطرة تنظيمات كردية غير عراقية سواء بالاتفاق مع سلطات الإقليم أو بدونه، إضافة إلى تنامي نفوذ هذه الأحزاب والتنظيمات في مدن الإقليم، واستغلالها أحيانا من قبل قوى محلية وإقليمية.
وفي موقف آخر ضمن سلسلة مواقف تعبر عن تحدي بعض القوى السياسية الشيعية لحكومة العبادي لتحقيق مكاسب سياسية، جاء إعلان مجلس محافظة بابل بالتمسك بقراره منع عودة النازحين إلى جرف الصخر، وهو القرار الذي قوبل باستنكار من القوى السياسية والشعبية وحتى الدولية، كونه يخالف الدستور والقانون ومبدأ المصالحة الوطنية والمبادئ الإنسانية. ويبدو ان مجلس بابل الذي تسيطر عليه قوى شيعية معروفة، اختارت اصدار قرار يتحدى ويحرج حكومة العبادي، لإظهارها بمظهر الضعيف، ولكسر نشوة تحقيق الانتصارات على تنظيم «الدولة».
وازاء هذه التطورات والمحاذير، إضافة إلى تحديات إعادة النازحين وإعمار المدن المدمرة، ومع التصعيد الأمني الأخير في بغداد والانتخابات المقبلة، يبرز السؤال المشروع: هل ان آمال العراقيين بعراق مستقر آمن في مرحلة ما بعد «داعش» ممكنة التحقيق في المدى القريب؟!

تساؤلات عراقية عن سيناريو ما بعد تنظيم «الدولة»

مصطفى العبيدي

مشاجرات مدينة الرصيفة الأردنية وصلت إلى منعطف «حرج للغاية»

Posted: 02 Sep 2017 02:16 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي»: عدد قليل من الأردنيين مُطّلع على حيثيات وتفصيلات منظومة قوانين وأعراف العشائر.
وعدد أقل يمكنه تفسير مفردة «تشميس القاتل» وهي عبارة بسيطة لكن دلالاتها الاجتماعية عميقة، حيث تعلن عشيرة ما تشميس أي من أفرادها المطلوبين بحقوق اعتداء على أفراد عشيرة أخرى.
والمقصود بالتشميس هنا هو هدر دم المعتدي وبراءة عشيرته أو عائلته من جريمته، وعدم وجود حقوق عشائرية لذوي المعتدي أو المجرم بعدما تقرر عائلته تشميسه.
والمعنى في الحالات كلها أن أهل الضحية يملكون في العرف الاجتماعي والعشائري الحق في مطاردة ومتابعة الشخص الذي يتم تشميسه وحتى معاقبة خصمهم من دون اللجوء لعشيرته التي لا تستطيع المطالبة بحقوقه بالنتيجة إذا ما قررت هي جزئية التشميس. صعد هذا الاصطلاح العشائري بقوة على سطح الأحداث السياسية والاجتماعية في الأردن عندما أعلن وعلى نحو غامض شقيق شاب قتل في حادثة لها علاقة بمجموعة بلطجية تشميس ثلاثة من المشاركين في قتل شقيقه.
على نحو أو آخر المقصود هنا هدر دم المطلوبين الثلاثة، بسبب عدم وجود إطار عشائري يكفلهم ويدفع بدل حقوق الآخرين عليه.
وبرغم الالتباس الذي أثاره شقيق المغدور فادي الخلايلة عندما أعلن تشميس ثلاثة من الزعران، إلا أن هذه اللغة العشائرية تصدر في العادة من عائلات هؤلاء وليس من خصمهم.
لافت جدا هنا أن السلطات الأردنية بما فيها الأمنية والإدارية لم تعلق إطلاقا على واقعة التشميس، والهدف على الأرجح تبريد الأعصاب عند عشيرة الخلايلة في مدينة الرصيفة المكتظة بالسكان، إلى أن تأخذ العدالة مجراها بعد سلسلة من التطورات أعقبت الجريمة إياها. وبصورة وصلت إلى مناطق مغرقة في الحساسية عندما يتعلق الأمر بالتوازن الاجتماعي والديموغرافي، وبالنتيجة بالضربات التي تتلقاها منظومة الأمن والقانون والعدل، بسبب الاحتقانات التي تتخذ بدورها صيغة عشائرية أو جهوية.
ما حصل في الجريمة التي عرفت باسم مدينة الرصيفة وأقلقت الجميع، خلال الأسبوعين الماضيين في الأردن، يبدو مثيرا للغاية. فعودة مفردات مثل التشميس والقوانين العشائرية والتكفيل تعني منطقيا ضمور خطير في المقابل في مؤسسة القانون المدنية وفي منظومة العدالة التي ينبغي لها أن تنظم الحقوق بين الأفراد والجماعات في المجتمع.
قد تبدو العودة للصيغة العشائرية جرس إنذار حساس بالنسبة للدولة الأردنية التي تضطر إزاء ضعف الإمكانات الأمنية قياسا بعدد السكان واللاجئين والضيوف، إلى تمرير الصيغة العشائرية بسبب دورها الناتج أحيانا في احتواء التجاذبات والتشاحنات الجهوية في المجتمع. حدث ذلك قبل أكثر من شهرين في بلدة الصريح شمال المملكة.
وحدث في معان جنوب المملكة، وحدث الأسبوع الماضي في مدينة الرصيفة شرق العاصمة، وبصورة تقرع جرس الإنذار لأن الملاذ الطبيعي عند حصول مشكلة يخفق الأمن في احتوائها هو الصيغة العشائرية بكل ما تعنيه من خير، وعكسه أو من تأمين سلامة المجتمع مقابل تثوير لتأزيم الهُويات الفرعية.
الإشكال يحصل عندما تتجاوز ردود الفعل العشائرية شخصا أو حتى عائلة المعتدي والمجرم.
هنا حصريا تضطر الدولة وعبر قوات الدرك للتدخل وهذا تماما ما حصل عند فورة أعصاب عشيرة الخلايلة بعد إلقاء مياه حارقة على إحدى بناتهم ومقتل ولدهم، حيث توسعت ردود الفعل فورا وانتقلت من منطقة إقامة المغدور في حي عوجان، إلى منطقة إقامة الغادر في حي اسمه إسكان طلال في المدينة عينها.
تم أولا إحراق منزل المتهم بقتل الخلايلة، تطورت الأحداث لاحقا وهاجم مئات الأشخاص أهالي الحي الذي يقطن فيه البلطجي الأزعر وكادت تتحول المسألة إلى مشاجرة جماعية جهوية.
في الأثناء أحرقت محال تجارية وأطلق الرصاص على ثلاثة من ضباط قوات الدرك، وحصلت معركة على طريقة الحارات الشامية بين أهالي حارتين بالهراوات والمولوتوف والحجارة.
شعر أهالي حي الإسكان أن الطرف المغدور يظلمهم بصورة جماعية فاضطر بعضهم لتنظيم نفسه وتشكيل مجموعات للردع. لكن الدخول المنتج لنائبي البرلمان محمد ظهراوي وقصي الدميسي حال دون تطور الأحداث قبل أن توجه وزارة الداخلية تحذيرا شديدا لمشايخ الخلايلة بضبط شبابهم في الوقت الذي بدأت فيه اعتقالات البلطجية المتورطين في الجريمة، قبل أن يضع مئات الأردنيين أيديهم على قلوبهم من توسيع نطاق المشكلة في مدينة الرصيفة ووصولها إلى منحدر حرج جدا. سيطر الدرك لاحقا على الموقف وبدا أن عائلة المغدور أكثر هدوءًا بعد اعتقال ثلاثة من أفراد العصابة المعتدية وتشميس ثلاثة آخرين بقرار من عائلاتهم.
لكن تلك التطورات أثبتت تراجعا قويا في مفهوم الدولة والقانون وسلطة الأجهزة الأمنية وهي تراجعات هزمت عمليا في المنطقة على الأقل مشروع المواطنة ودولة القانون والمؤسسات.
الأهم أن هذه التراجعات انتهت بصعود في توقيت حرج جدا للغة والمفردات العشائرية التي لا يعرفها ولا يحتكم لها في الواقع مئات الأردنيين.
وحصل ذلك بصورة أضرت كثيرا بمنظومة الخطاب المتواتر عن الإصلاح السياسي ودولة المؤسسات والقانون بحيث ظهرت طبقتان من المعلقين والمحللين؛ الأولى تمتدح الملاذ العشائري لأنه يوجه صفعة قوية لتقصير الدولة ومؤسساتها.
والثانية تحذر من جملة الاسترسال في العشائرية والتــركـــيز على تجاذبات الهُوية الفرعيــة وســـط صمت الدولة وتواطــــؤ الحكومة وباتجاه واضح مضاد لمشروع الأردن الجديد أو العصري يكرس بعض الوقائع التي تنتمي إلى ما قبل الدولة.

مشاجرات مدينة الرصيفة الأردنية وصلت إلى منعطف «حرج للغاية»
صعود لافت في اللغة العشائرية و«ضمور» في القانون المدني
بسام البدارين

مناظرة الفرصة الأخيرة لخصم ميركل في الانتخابات الألمانية

Posted: 02 Sep 2017 02:15 PM PDT

تتواجه أنغيلا ميركل مع خصمها مارتن شولتز اليوم الأحد في مناظرة تلفزيونية ستشهد صدام شخصيتين مختلفتين وستشكل الفرصة الأخيرة للاشتراكي الديمقراطي قبل الانتخابات.
وعنونت صحيفة «هاندلسبلات» هذا الاسبوع معلقة على رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي إنها «فرصته الأخيرة» لقلب التوجه السلبي قبل انتخابات 24 ايلول/سبتمبر.
ويبقي المحافظون بزعامة المستشارة على تقدم 15 نقطة في مختلف استطلاعات الرأي على الاشتراكيين الديمقراطيين، وتشير جميع التوقعات إلى فوز ميركل بولاية رابعة، لتحقق بذلك رقما قياسيا من حيث مدة بقائها في السلطة في المانيا ما بعد الحرب.
وأقر أحد قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي توماس اوبرمان بأن «المهم بالنسبة لنا هو تقليص الفارق، ومبارزة الأحد ستلعب دورا كبيرا» بهذا الشأن. ومناظرة مساء اليوم التي ستستمر ساعة ونصف وتنقلها الشبكات التلفزيونية الأربع الكبرى، ستكون الوحيدة خلال الحملة الانتخابية، ومن المتوقع أن يتابعها ما لا يقل عن عشرين مليون مشاهد، أي ثلث الناخبين.
وفي مواجهة أنغيلا ميركل (63 عاما)، ابنة القس البروتستانتي في المانيا الشرقية سابقا، والعقلانية إلى أقصى الحدود التي تزن كلامها على الدوام بأدق ما يكون، يبدو سياق التلفزيون مؤاتيا أكثر لرئيس البرلمان الأوروبي السابق المعروف بطلاقته في الكلام والذي يصغرها سنتين.
فهو المولود في المانيا الغربية الكاثوليكية، يعرف عن نفسه بأنه «رجل الشعب» وهو يبدي حرارة وحفاوة ويحرص على التذكير دائما بأنه مدمن كحول سابق أقلع عن إدمانه وبأنه بدأ حياته المهنية كبائع كتب.
وقال رئيس معهد «فورسا» مانفريد غولنر ان «المناظرة التلفزيونية، على غرار العفوية وطلاقة الكلام، ليست من صفات ميركل التي تبدو جافة قليلا. وشولتز قد يغتنم الأمر». هل أن هذا ما جعل المستشارية تشدد على تحديد شكل المناظرة بشكل صارم وترفض اقتراحات قدمت لجعله أكثر حيوية؟
في مطلق الأحوال، أعربت نقابة الصحافيين الألمان عن «دهشتها» إذ لاحظت أن ميركل «تريد بوضوح أن تملي على الشبكات التلفزيونية كيفية إدارة المناظرة التلفزيونية».
وأقر رئيس تحرير شبكة «زد دي إف» الجمعة بأن المستشارة هددت بعدم المشاركة إذا ما رفضت شروطها، وقال بيتر فراي «من الأفضل أن تجري مناظرة على ان لا تكون هناك مناظرة على الإطلاق».
ولا يمكن أن يكون الاختلاف أوضح بين المرشحين على صعيد الأسلوب كما على صعيد الموقع في الحملة الانتخابية.
وهو ما أبرزته الأسبوعية «دي تسايت» في رسمين نشرا بحجم عريض، تظهر في أحدهما أنغيلا ميركل باسمة الوجه في شخص الملكة الأبدية الواثقة من نفسها، جالسة على عرش يحمل شعار النسر الألماني.
وإلى جانبها، يظهر مارتن شولتز وجهه محتقن ويتصبب عرقا، وهو يرتدي بدلة عمّال ويجهد لنشر مقعد منافسته. ورأت «دي تسايت» انه «يراهن بكل ما لديه على الخط الهجومي»، وهي استراتيجية يتبعها شولتز في الأسابيع الأخيرة، من غير أن يحقق تقدما في استطلاعات الرأي.
وذهب إلى حد اتهام المستشارة بـ«تقويض الديمقراطية» بتفاديها النقاش واكتفائها بمكاسبها.
وقال الاشتراكي الديمقراطي إن حزبها «لديه نظرية واحدة وهي أنغيلا ميركل، وهذا يفترض أن يكفي الجميع»، مركزا حملته الانتخابية من جهته على المطالبة بمزيد من الاستثمارات العامة في البنى التحتية والتعليم.
إلا أن الخبير السياسي في جامعة «ليبر» في برلين أوسكار نيدرماير حذر من أنه «يتحتم على شولتز أن يكون أكثر حدة وحماسة خلال المناظرة، لكن عليه أن يحرص على عدم المبالغة في مهاجمة ميركل، وخصوصا على الصعيد الشخصي. ليس هذا ما يريده الألمان».
غير أن المستشارة باتت معتادة على مواجهة المنافسة والمعارضة، وهي تبقى متمسكة باستراتيجيتها القاضية بالحفاظ على هدوئها في وجه المصاعب والتركيز على حصيلتها منذ وصولها إلى السلطة عام 2005، مع تحقيق نسبة بطالة متدنية تاريخية في ألمانيا. وبعدما شكلت خطرا عليها إثر تدفق أكثر من مليون طالب لجوء إلى البلاد في 2015 و2016، تراجعت مسألة الهجرة إلى المرتبة الثانية بين اهتمامات الناخبين.
وميركل على يقين بأنها تشكل مصدر طمأنينة لقسم كبير من الرأي العام المتخوف من تصاعد الشعبوية في العالم، مع تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي ووصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وأظهر استطلاع للرأي أن 64 في المئة من الألمان يعتقدون أنها ستخرج منتصرة من مناظرة الأحد.
(أ ف ب)

مناظرة الفرصة الأخيرة لخصم ميركل في الانتخابات الألمانية
64 في المئة من المواطنين يعتقدون أنها ستخرج منتصرة

خسائر تنظيم «الدولة»: ماذا بعد الكرّ والفرّ؟

Posted: 02 Sep 2017 02:15 PM PDT

من جرود عرسال اللبنانية، إلى الموصل وتلعفر العراقيتين، مروراً بالرقة السورية، يتكبد تنظيم «الدولة الإسلامية» المزيد من الخسائر الميدانية، ويبدو في في حال انحسار جغرافي استراتيجي، وليس تكتيكياً فقط. وغذا صحّ أنّ عمليات التنظيم الإرهابية في أوروبا تؤشر على ضائقة جدية في ميادين القتال، فإنّ التنظيم لم يخسر حربه بعد، ولا يلوح أنه تخلى عن قدرة الكرّ والفرّ التي عُرف بها.
(ملف حدث الأسبوع، ص 6 ـ13)

خسائر تنظيم «الدولة»: ماذا بعد الكرّ والفرّ؟

«داعش» حسابات الختام ودورة الإرهاب الجديدة

Posted: 02 Sep 2017 02:15 PM PDT

يتكرر السؤال وبالحاح هذه الأيام ماذا بعد «داعش»؟ ما هي ملامح التنظيم الإرهابي الذي سيولد من رماد الوحش؟ إذا بالرغم من الانهيارات الواضحة التي مني بها التنظيم الإرهابي مؤخرا في جبهات القتال في العراق وسوريا، إلا ان مراقبين غربيين ومحليين ينظرون إلى الأمر بقلق باد، هذا القلق الذي ولد من خبرات سابقة. فالتنظيمات المتشددة تتوالد وتنشطر مثل الحيوانات احادية الخلية التي تنشطر لتلد كائنا جديدا، وهكذا كان الأمر، فمن مدارس تحفيظ القرآن في باكستان وافغانستان «طالبان» وبدعم الأنظمة الغربية ولد تنظيم «القاعدة» ليزج به في مواجهة الغزو السوفييتي لأفغانستان، ومن هذه البداية تعملق الوحش وفتح ساحات جهاد طالت كل دول العالم حتى من شارك في بناء وولادة الوحش، ومع أفول نجم طالبان والقاعدة، ومع كل الحشود التي حشدتها الولايات المتحدة في تحالف دولي لتثأر لكرامتها التي بعثرتها عمليات 11سبتمبر، أحرقت الوحش فخرج من رماده أكثر فتكا اسمه «تنظيم الدولة الإسلامية» الذي ولد في معتقل بوكا الأمريكي جنوب العراق الذي تخرجت منه كل قيادات التنظيم الجديد وبضمنهم الخليفة البغدادي نفسه، وحتى التنظيمات الموالية لتنظيم القاعدة القديم ما عادت تطرح نفسها كجزء منه أو تبايعه كما كان يحصل سابقا، بل أصبحت تتنقل في تسمياتها من النصرة إلى فتح الشام أو غيرها من الألوية التي تمثل طيفا واسعا من التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
أعلن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي يوم الخميس 13 آب/اغسطس الماضي تحرير آخر جيب من جيوب محافظة نينوى التي يتركز فيه مقاتلو «داعش» في ناحية العياضية التابعة لقضاء تلعفر، فبعد تسعة أشهر من القتال الدامي تم استرجاع الموصل ـ مركز المحافظة ـ من التنظيم الإرهابي في تموز/يوليو الماضي ثم ابتدأ الهجوم على أكبر قضاء في محافظة نينوى بقي تحت سيطرة «داعش» وهو قضاء تلعفر الذي تجمع فيه مقاتلو التنظيم الإرهابي، والذي أعلن تحريره في الأسبوع الأخير من آب/اغسطس، ثم وفي تداع سريع انهارت مقاومة مقاتلي «داعش» في غضون أيام وانسحبوا من تلعفر إلى ناحية العياضية التي تم انجاز تحريرها بعد ذلك. ولم يتبق من جيوب في كافة التراب العراقي يسيطر عليها ما يعرف بـ «تنظيم الدولة الإسلامية» سوى مناطق متناثرة في الحويجة القريبة من كركوك وبعض مقتربات محافظة صلاح الدين من ناحية مرتفعات حمرين وغرب محافظة الأنبار وبعض مدنها مثل القائم وعنة، بالتالي فالتنظيم متواجد في مناطق متقطعة الأوصال لا يمتلك مقومات ادامة زخم معارك كبرى كما كان الحال في 2014. واعتبر بعض المراقبين ان تحرير مدينة الموصل كان بمثابة اعلان نهاية التنظيم الذي أعلن الموصل عاصمة لخلافته المزعومة. في المقابل تشهد الساحة السورية ضغطا متزايدا على مناطق تواجد التنظيم الرئيسية في البادية الشرقية في محافظتي الرقة ودير الزور، حيث تشن قوات سوريا الديمقراطية الكردية هجوما على ريف الرقة الشمالي كما يشن الجيش السوري هجوما واسع النطاق من غرب وجنوب محافظة دير الزور الحدودية مع العراق. أما في لبنان فقد شهدت منطقة جرود عرسال الحدودية مع سوريا معارك طاحنة خاضها الجيش اللبناني من جهة الداخل اللبناني بالتزامن مع هجوم قوات حزب الله من الجانب السوري في منطقة القلمون، مما أدى إلى تطهير منطقة الحدود السورية اللبنانية من سيطرة قوات تنظيم «داعش» بعد سيطرة دامت سنوات.

أزمة اتفاق حزب الله
مع «داعش»

وأثار الاتفاق الذي عقده حزب الله مع تنظيم «داعش» والذي تضمن نقل أكثر من 300 مقاتل وعوائلهم من منطقة القلمون غرب سوريا على الحدود اللبنانية إلى منطقة البوكمال شرق سوريا على الحدود العراقية الكثير من اللغط والشد والجذب، وقد واجهت الحكومة اللبنانية الأمر بارتياح واضح، إذ مثل الاتفاق بالنسبة لها تخلصا من خطر الإرهاب الذي كان يسيطر على منطقة الجرود الحدودية، بينما تكفل الجيش السوري بعملية تأمين الحافلات لاخلاء مقاتلي التنظيم وعوائلهم وتأمين نقلهم من أقصى غرب سوريا إلى أقصى شرقها، وأعلنت الحكومة العراقية من جانبها انزعاجها من الأمر، وجاء ذلك على لسان رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي صرح إن نقل أعداد كبيرة من مقاتلي «داعش» إلى المناطق الحدودية مع العراق أمر غير مقبول، وأضاف في المؤتمر الصحافي الأسبوعي أن القوات العراقية تسعى للقضاء على «داعش» وليس احتوائه.
بينما جاءت تصريحات نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي متماهية مع وجهة النظر الإيرانية الداعمة لتحركات حزب الله، حيث صرح المالكي قائلا؛ إن «نقل عدد من مقاتلي داعش الإرهابي إلى دير الزور السورية جزء من استراتيجية المعركة الجارية ضد قوى الإرهاب»، لافتا إلى أن «لكل معركة ظروفها وأدواتها الساعية لتحقيق النصر».
واستنكر «الحملة الممنهجة التي يقودها الجهل والحقد والانسياق خلف الرأي العام الموجه عدائيا ضد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله»، مؤكدا أن «القرار الذي اتخذه حزب الله صائب، وأحسن السيد نصر الله، ومخترق العقل من يشكك بصدق وجهادية حزب الله وسماحة السيد نصر الله». وأضاف المالكي في بيان صحافي نشره مكتبه أن «الحديث عن دير الزور والبو كمال شأن سوري وليس عراقيا، لذلك مثل هذا الإجراء تفرضه طبيعة المعارك، وما يراه المقاتل على الأرض غير الذي يراه المراقب من غير ذوي الخبرة بالقتال». والأخطر في تصريحات المالكي هو غمزه إقليم كردستان وما تم في معركة تلعفر والعياضية الأخيرة حيث أشار إلى؛ أن «السؤال الأهم من سمح للمئات من داعش الانسحاب من تلعفر وبطوابير بعد أن سلموا أسلحتهم إلى قوات البيشمركه حتى علم الجميع أن تلعفر لم تحرر بقتال إنما باتفاق، وهنا أيضا نحترم إرادة القائد الميداني وطريقة معالجة المواقف ميدانيا لأنه يرى ما لا يراه المراقب».
وكان موقف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة رافضا لنقل مقاتلي «داعش» من منطقة إلى أخرى، حيث شنت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة غارة جوية استهدفت طريقا تسلكه قافلة حافلات تضم مقاتلين تابعين لتنظيم «داعش» وعائلاتهم قادمة من لبنان ومتجهة إلى شرق سوريا بعد اتفاق هدنة، وقال الكولونيل ريان ديلون، المتحدث باسم التحالف: «أحدثنا فجوة في الطريق ودمرنا جسرا صغيرا لمنع القافلة من التقدم شرقا»، في إشارة إلى الغارة الجوية دون الإسهاب بمزيد من التفاصيل عن الموقع. وقال ديلون: «نعرف ونتفهم وجود مدنيين بينهم». وأضاف: «لو توافرت لدينا القدرة على ضربهم بدون إلحاق ضرر بالمدنيين، لفعلنا»، مضيفا أن التحالف يراقب حركة القافلة لحظة بلحظة.
وقال، ردا على سؤال إذا كان وجود مدنيين دفع قوات التحالف إلى قصف الطريق بدلا من القافلة نفسها، إن التحالف «يتمسك» بالقوانين المتبعة.
وبعد هذه التداعيات ما زال الجميع بانتظار معارك الحسم في بادية غرب العراق وشرق سوريا، فهل ستولد حلقة الإرهاب الجديدة بالتزامن مع ذلك أم ستشهد الساحة بعض المفاجآت؟ هذا ما سنعرفه في المقبل من أيام القتال.

«داعش» حسابات الختام ودورة الإرهاب الجديدة

صادق الطائي

سلسلة جبال حمرين مقبرة تنظيم «الدولة» أم حصن بقائه؟

Posted: 02 Sep 2017 02:14 PM PDT

يبدو أن تنظيم «داعش» عزز وجوده جنوب مدينة كركوك، بعد تزايد أعداد المقاتلين الهاربين من الموصل وتلعفر، ناهيك عن دخول أعداد من المقاتلين الوافدين من الحدود السورية ضمن ما سمي باتفاقية «عرسال» واحتمال انتقالهم إلى منطقة سلسلة جبال حمرين الوعرة التي تمتد على طول الحدود الجنوبية لإقليم كردستان العراق، وكان اختيار تنظيم «الدولة» التمركز داخل هذه المنطقة، يعود إلى أهمية أراضيها الوعرة ومساحتها الواسعة التي تربط المناطق الغربية في الحدود السورية ـ العراقية بمحافظة ديالى وكركوك، بما فيها مدن جلولاء والحويجة وطوزخرماتو، وصولا إلى حدود العراق مع إيران، وإمكانية تحرك المقاتلين بيسر فيها.
من هنا أصبح سهلا، اعتماد أسلوب الكر والفر في القتال، وهو الأسلوب نفسه الذي أعتمده تنظيم «القاعدة» من قبل. حيث يعتقد، أن العديد من قادة التنظيم في الموصل تراجعوا إلى هذه المناطق الوعرة، استعدادا لإعادة بناء قواعده، ومن ثم العودة إلى التكتيكات القديمة، أي القتال على غرار حرب العصابات التي اعتمدتها قوات البيشمركه الكردية في حروبها مع الجيش العراقي سابقا، والتي كانت غالبا تعمل في الليل وتختفي بعد ذلك، وتعود إلى الجبال في الصباح.
وتكمن أهمية منطقة حمرين الجبلية إلى احتوائها العديد من الأنفاق السرية، التي يستخدمها عناصر تنظيم «داعش» للتنقل والاختباء. بالإضافة إلى الممرات الترابية المحصنة التي يستغلها المسلحون في تنقلهم بين كركوك والموصـــل وديـــالى وصلاح الدين والأنبار، ما يجعل منها حصنا مهما للتنظيم في الأراضي العراقية.
فثمة تاريخ طويل من نشاط التنظيمات التي ظهرت بعد احتلال العراق 2003 بعد الإطاحة بالنظام السابق في هذه المنطقة الجغرافية الوعرة، حيث وجدت معظم هذه الجماعات كتنظيم القاعدة وأنصار السنة في حمرين، المكان الاستراتيجي الآمن، مستفيدة من التضاريس الوعرة وسهولة انفتاح وتواصل هذه المنطقة مع سوريا التي تسهل نقل المقاتلين والأسلحة، فضلا عن صعوبة إمكانية ملاحقة القوات العسكرية من الوصول إليها وتتبعها.
وبات من الطبيعي، لجوء تنظيم «داعش» إلى حرب العصابات التي تعتمد أسلوب الكر والفر، بعد الهزائم المتلاحقة في الموصل وتلعفر، وذلك عبر نقل مقاتليه باتجاه سلسلة جبال حمرين، خصوصا وأنه لا يزال يحكم قبضته على جيب كبير جنوب غرب محافظة كركوك، الواقع ضمن شمال هذه السلسلة الجبلية، إذا أخذنا بعين الاعتبار أهمية التضاريس التي توفر الدرع الطبيعي الذي يحمي مقاتلي التنظيم من الغارات الجوية، ولكونها منطقة آمنة لم تصلها بعد القوات النظامية العراقية والكردية لغياب تنسيق عسكري مُنظم، نتيجة للتباين السياسي والعسكري في استراتيجيات الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان، واستمرار الصراع القومي بين الكرد والتركمان والعرب على مستقبل المناطق المتنازع عليها.
وتجدر الإشارة، إلى ان الجانب الجنوبي والشرقي من حدود جبال حمرين الجغرافية يقع تحت سيطرة الجيش العراقي النظامي وتنظيمات الحشد الشعبي، في الوقت الذي يخضع الجانب الشمالي لسيطرة إقليم كردستان وقوات البيشمركه.
ولابد من الرجوع إلى أسباب نجاح تنظيم «داعش» في البقاء جنوب محافظة كركوك، واستمرار سيطرته على مدينة الحويجة على مدى السنوات الثلاث الماضية. حيث لم يتم إلى حد الآن البدء في أي عمليات عسكرية لطرد مقاتليه من المدينة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى غياب قرار الدولة المركزية في حسم الأمور نتيجة للاختلاف القومي والسياسي والاقتصادي في تفسير الدستور العراقي في (المادة 140) بين حكومتي نوري المالكي وحيدر العبادي وبين حكومة مسعود البارزاني في إقليم كردستان، فيما يتعلق بالثروات النفطية التي تقع ضمن الأراضي المتنازع عليها وبين زعماء العشائر السنية وزعماء الكرد من جهة أخرى.
ويذكر ان مدينة كركوك وقصباتها العربية تقع ضمن ما يعرف باسم الأراضي المتنازع عليها، حيث يعتقد الزعماء الكرد ان هذه المناطق العابرة للطوائف والقوميات هي جزء من منطقة الحكم الذاتي الكردي، في الوقت الذي يرى أغلبية سكانها الأصليين من العرب والتركمان انها جزء تاريخي لعراق يمتد من زاخو إلى الفاو في خريطة الجغرافيا الإنسانية والحضارية المعترف بها دولياً.
فثمة مخاوف كردية من بقاء العرب في مناطقهم بعد طرد «داعش» ومن ان يساهم هذا في كشف وإفشال المزاعم الكردية في فرض شرعيتها على مدينة كركوك الغنية بالنفط. حيث تصر الحكومة المركزية والأحزاب القريبة من إيران على المشاركة في هذه المعركة بحجة حماية العرب والتركمان الذين يعيشون في قرى حول الحويجة. إلا ان حكومة إقليم كردستان تخشى مشاركة الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي المساندة له وبالتالي اخراج مدينة كركوك نهائيا من دائرة الصراع الكردي ـ العربي في الوقت الذي تزداد حالة الاحتقان نتيجة المغامرة الكردية الأخيرة المتمثلة في إجراء استفتاء على استقلال منطقتهم المحتملة عن بقية العراق بما يشمل مدن إقليم كردستان وبضمنها مدينة كركوك رغم معارضة الحكومة المركزية في بغداد الفكرة الانفصالية.
ورغم تواصل جهود القوات العراقية النظامية ومجاميع الحشد الشعبي وبمساندة عسكرية أمريكية عملياتهما العسكرية لاستعادة بلدة العياضية شمال مدينة تلعفر، آخر جيوب تنظيم «داعش» في محافظة نينوى، لا يزال التنظيم يسيطر على مدينتين اســـتـــراتيجـــيتين هما القائم غرب الأنبـار والحويجة جنوب كركوك.
وضمن استراتيجية تنظيم «الدولة» لقواته المتبقية في العراق، ان لا تقتصر على هاتين البلدتين رغم ان طرد التنظيم من مدينة القائم سيقطع شوطا طويلا في قائمة المعارك المقبلة مقارنة بما يحدث في الوقت الحاضر في مدينة تلعفر، وذلك لأن القائم تقع على حدود دولية بين العراق وسوريا وهي إلى حد بعيد، الأكثر انفتاحا لدخول مجاميع التنظيم الوافدة من سوريا، وما سيحدث في المستقبل في مدينة الحويجة التي نجح التنظيم في الاحتفاظ بها نتيجة للخلاف السياسي بين الحكومة المركزية مع حكومة مسعود بارزاني ناهيك عن الصراع القومي العربي ـ الكردي المحتدم على مستقبل مدينة كركرك العراقية العابرة للطوائف والقوميات.
من هذا المنطق أصبح من الصعوبة أن تتم هزيمة مسلحي «داعش» في حمرين ما لم يتم تحرير قضاء الحويجة في جنوب كركوك حيث تمتد سلسلة الجبال على طول الحدود الجنوبية لإقليم كردستان العراقي. وهذا لن يتم إلا بوجود تناسق كردي ـ عربي ـ تركماني لمستقبل مدينة كركوك وقضاء الحويجة في ظل الدستور العراقي والحكومة المركزية.
ومن هذا المنطق أيضا أصبح من الصعوبة هزيمة مسلحي «داعش» في حمرين، ما لم يتم تحرير مدينة القائم على الحدود السورية ومنع دخول المقاتلين الأجانب إلى الأراضي العراقية ومن ثم الانتقال إلى جبال حمرين والاحتماء بممراتها وتضاريسها، كما تم العمل به في اتفاقية «عرسال» السيئة الصيت والمجحفة بحق جهود العراقيين ودماء شهدائهم من المدنيين والعسكريين.

سلسلة جبال حمرين مقبرة تنظيم «الدولة» أم حصن بقائه؟

أمير المفرجي

معركة دير الزور: قوة وخيارات تنظيم «الدولة»

Posted: 02 Sep 2017 02:14 PM PDT

في ظل الحديث عن موعد اقتراب معركة دير الزور ضد تنظيم «الدولة» الإسلامية في شمال شرقي سوريا، واشتداد التنافس بين الأطراف العسكرية لإيجاد دور في المعركة المرتقبة كهدف مقبل للسيطرة على حكم المدينة وثرواتها، يثور السؤال عن مدى إمكانية تكرار سيناريو معركة الموصل في دير الزور ونتائجها المحتملة، فتنظيم «الدولة» قادر حتى الآن على تأخير تقدم قوات سوريا الديمقراطية في الرقة، على الرغم من خسارته لمساحات واسعة في ريفي حمص والرقة ومنطقة البادية السورية، كما يتضح أيضا النقص البشري في صفوفه، خاصة بعد فرضه منذ أسابيع للتجنيد الإجباري ضمن قواته.
ويدرك التنظيم ان جميع القوى العسكرية تتسابق من أجل أن تحظى بدعم دولي للمشاركة في قتاله في معركة دير الزور، حيث يتحول انشغاله نحو مواجهة تحديات المعركة والتداعيات المحتملة التي تتمثل بكيفية الحفاظ على المدينة وضمان عدم سقوطها.
ويقول الخبير العسكري المقدم هشام المصطفى: إن تنظيم الدولة أصيب في الآونة الأخيرة بالوهن العسكري في صفوف قواته المتمركزة في محافظة دير الزور بسبب القصف الجوي متعدد الجهات، اضافة إلى سلسة الهزائم التي لا يستهان بها لعناصره سواء ما يسمى المهاجرين أو الأنصار.
وأشار المصطفى لـ «القدس العربي» إلى أن تنظيم «الدولة» يولي معركة الرقة أهمية كبيرة في ظل ضغط قوات قسد على خطوط الإمداد بين مدينتي دير الزور والرقة، لذلك يستبعد حسم معركة الرقة قريبا، نتيجة اعتماد التنظيم على سياسة الكر والفر والقتال الخاطف السريع.
وأضاف، «تنظيم الدولة يدرك في حال حسمت معركة الرقة لصالح قسد ستكون دير الزور هي المعركة الحاسمة له ولمن يقاتله، لذلك اضطر خلال الأيام الماضية إلى تقوية قواته على خط جبهات شمال دير الزور، خاصة بعد تسريبات تنبئ بفتح قوات قسد المدعومة من قبل التحالف جبهات تستهدف تلك المناطق التي ستلعب دورا عسكريا بتوسعة الجبهات ضد التنظيم انطلاقا من الشدادي لتخفيف الضغط عن جبهات الرقة».
ويرى أن التنظيم بعد خسارته مواقعه في خط ناحية (الكسرة) الذي ينتهي جغرافيا في منطقة (الصالحية) التي تمثل مدخل مدينة دير الزور قد يضطر إلى نقل مركز قواته إلى مدينة الميادين ومنطقة البو كمال الملاذ الأخير لقواته، وذلك نتيجة إتصالهما مع الصحراء، وخصوصا صحراء الأنبار العراقية التي تعد العمق الاستراتيجي للتنظيم الذي سيناور فيها في نهاية المطاف.
وتوقع أن تكون معركة دير الزور مفصلية، ولها عدة سيناريوهات، وتختلف قوة المعركة وطولها حسب كل سيناريو، فإن شاركت قوات من أبناء دير الزور وعشائرها التي تنتمي للجيش الحر في تحريرها من «داعش» سيختلف عما إذا دخلتها قوات قسد أو قوات وحدات حماية الشعب أو القوات العراقية والميليشيات الشيعية المرافقة لها.
ويقول الصحافي السوري ومدير شبكة «الفرات بوست» أحمد رمضان، أنه ليست هناك احصائية دقيقة لقوة تنظيم «الدولة» في محافظة دير الزور لأسباب كثيرة أهمها، إن التنظيم يمتلك حدودا مفتوحة مع العراق وحرية حركة من شرق العراق إلى محافظة دير الزور، حيث يستطيع نقل عناصره وبسرعة خلال ساعات من صحراء الأنبار إلى دير الزور.
وأضاف لـ«القدس العربي» إن جميع المعدات الثقيلة من دبابات ومدافع، مرصودة من قبل التحالف الدولي، إذ يواجه التنظيم صعوبة بالغة بنقلها، وكذلك حاليا لا يمتلك أي حاضنة شعبية له في المحافظة.
ويعتقد رمضان ان عناصر التنظيم المحليين في معركة دير الزور المرتقبة لا خيار أمامهم سوى القتال حتى الموت كونهم من الطبقة المستفيدة منه وارتكبوا جرائم بحق أهلهم، حيث يقدر عددهم قرابة ثمانية آلاف عنصر بين أمنيين وإداريين قبل التجنيد الإجباري الذي فرض مؤخرا. أما في المدينة فهم متحصنون بها جيدا ويمتلكون أسلحة ثقيلة فيها ويقدر عددهم قبل التجنيد الإجباري بخمسة آلاف عنصر.
وأكد ان التنظيم حاليا مرتبك في دير الزور لأسباب كثيرة أهمها فقدان العائد النفطي، والحاضنة الشعبية، وهجرة قرابة 50٪ من السكان خلال الأيام القليلة الماضية. إلا أنه يعتقد أن معركة دير الزور سوف تكون صعبة جدا لانها آخر أوراق التنظيم في سوريا والعراق وسيقاتل للنهاية من أجل حماية آلاف المقاتلين الأجانب وعائلاتهم القاطنين في المحافظة. ويرى الكاتب والباحث السياسي السوري خليل المقداد ان معركة دير الزور هي من أكثر المعارك المبهمة وغير واضحة المعالم بسبب المعارك السابقة في هذه المحافظة التي كان فيها التنظيم يقوم بالهجوم في محاولة للاستيلاء على المدينة.
ويضيف لـ «القدس العربي» إن هناك عدة عوامل تجعل معركة دير الزور مبهمة بسبب غياب التقديرات الحقيقية لقوة التنظيم في المدينة وريفها، لكن توجد نقاط قوة للتنظيم منها اتساع رقعة المعركة بحيث ستشمل أحياء عديدة من المدينة وريفها، اضافة للحقول النفطية.
وتوقع أن تكون معركة دير الزور المرتقبة قوية في حال مواصلة التنظيم اسلوبه الذي انتهجه خلال الفترة الأخيرة بالانسحاب وعدم القتال حتى الرمق الأخير، حيث لا تزال معركة الرقة مشتعلة ويستطيع التنظيم التحرك بمجموعات صغيرة والتنقل من منطقة لأخرى، بأسلوب حرب العصابات التي يستطيع ضرب أماكن غير متوقعة وخارج محافظتي الرقة ودير الزور.
ويرى أن أهم نقاط ضعف التنظيم في دير الزور تتمثل بأنه محاصر، حيث سيقاتل من أمامه ومن خلفه في ظل وجود أحياء لم يستول عليها في المدينة، وكذلك عشيرة الشعطيات لديها ثأر مع التنظيم وستقاتل من الداخل والخارج، فضلا عن وجود انشقاقات ضمن عناصره من أبناء المدينة، الذين معروف أن الكثير منهم يبدل الولاء وفق حسابات الربح والخسارة.

معركة دير الزور: قوة وخيارات تنظيم «الدولة»

عبد الرزاق النبهان

تنظيم «الدولة» على عتبة الزوال بعد الرقة

Posted: 02 Sep 2017 02:14 PM PDT

حسام محمد
قال متابعون للملفين السوري والعراقي إن تنظيم «الدولة» دخل مرحلة الانهيار بشكل رسمي منذ خروج مدينة الموصل العراقية من قبضته، وتوقعت المصادر أن مدينة الرقة عاصمة التنظيم في سوريا ستحصد نتائج مشابهة لما حصل في الموصل، فيما تراجعت نسبة التأييد الشعبي للتنظيمات الجهادية إلى أدنى مستويات لها.
بعض المصادر رأت أن المعارك المقادة ضد التنظيم في الرقة وبقية المناطق التي يسيطر عليها في سوريا، تهدف لإنهاء وجوده كلياً بما في ذلك على الايديولوجية الفكرية، وآخرون يعتقدون أن التنظيم ذاهب نحو الفناء وتجربته الأخيرة ستكون نهاية للمشاريع الجهادية خلال الأعوام المقبلة.

مصير تنظيم «الدولة»

وقال مصدر عسكري مطلع لـ «القدس العربي»: معركة الرقة ستتجه في نهاية المطاف نحو الحسم لصالح الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية، ولكن انهاء معركة الرقة قد يحتاج لأشهر.
وأضاف المصدر الذي فضل حجب اسمه، «تنظيم الدولة سيقاتل بشدة خلال معركة الرقة، لاعتبارات عديدة، أهمها محاصرة المدينة من قبل قوات سوريا الديمقراطية ما يعني قطع طرق إمداد التنظيم ومنع أي مؤازرة عسكرية له من خارجها، وكذلك سيقاتل التنظيم بشراسة لعدم وجود أي ممرات تتيح له الانسحاب خارجها».
وترغب الولايات المتحدة الأمريكية بإنهاء التواجد الكلي للتنظيم في الرقة، وذلك بهدف تحويلها إلى منطقة استثمار اقتصادي آمنة ومتاحة لهيمنة أمريكية كاملة طويلة الأمد، وبعيدة عن أي تهديد لمصالحها. وقال الصحافي السوري ماجد عبد النور لـ«القدس العربي»: الرقة خرجت عن سيطرة التنظيم منذ حصارها من قبل قوات سوريا الديمقراطية، وإحكام السيطرة عليها مجرد وقت» وتوقع ان الولايات المتحدة الأمريكية قد تسلم إدارة الرقة لقوات «النخبة» التابعة لأحمد الجربا، بسبب المصاعب التي تواجه هيمنة الأكراد على المنطقة المعروفة بقيامها على أسس عشائرية.
وعزز عبد النور وجهة نظره بالقول: الخلافات بين الأكراد والعشائر العربية واسعة جداً، ما يعني ان الرقة ستبقى على صفيح ساخن بين الجانبين بعد التنظيم، ورغم التشتت الحاصل بين العشائر في تلك المنطقة في الفترة الحالية بسبب تنظيم «الدولة» إلا أن الوضع سوف يتغير مستقبلاً وسيكون الوجود الكردي مرفضا بشكل قاطع، وهذه الخلافات ستجعل دائرة المعارك في تلك المنطقة تدور رحاها مجدداً ولكن هذه المرة بين العشائر العربية والأكراد.
واعتبر أن انهاء وجود التنظيم جاء مع انتهاء المهمة الموكلة له، والتي تمحورت حول جعله «ثورة مضادة» للثورة السورية، والتي كان فيها التنظيم الأداة، فيما حصدت إيران نتائج تلك الثورة المضادة، بعد المكاسب التي قدمها التنظيم للقوى الدولية المتواجدة في سوريا. وأردف ان التنظيم مع انتهاء معركة الرقة آيل للزوال الوجودي لسببين هامين، الأول هو انتهاء مهمته ودوره في سوريا، والعامل الأهم يكمن في حالة الرفض الشعبي للايديولوجية التي يحملها التنظيم ومحاربة الحاضنة الشعبية لها، وخاصة بعد حالة التشدد التي مارسها على المدنيين.

التسابق الأمريكي الروسي على تركة التنظيم

الباحث في الشأن السوري خالد أبو عبد الله قال لـ «القدس العربي»: مع بداية انهيار تنظيم «الدولة» في العراق وفي الموصل على وجه الخصوص، بالتزامن مع تقدم الوحدات الكردية المدعومة أمريكيا في مناطق شمال شرق سوريا، سعت روسيا لتبريد جبهات القتال بين النظام السوري والمعارضة المسلحة عبر اتفاقات أستانا المتتالية، والذي تمخض عنه اتفاق التهدئة وخفض التصعيد في مناطق المعارضة لتتفرغ مع النظام السوري للزحف نحو المنطقة الشرقية دير الزور بهدف قطع الطريق على الولايات المتحدة الأمريكية التي سعت جاهدة لبسط نفودها في مناطق النفط شرق سوريا، باستخدام قوات سوريا الديمقراطية والتي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري.
وزاد، هنا تتضح الصورة أكثر، بعد تطويق مدينة الرقة «عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية» من قبل قوات سوريا الديمقراطية، في رسالة واضحة بأن هذه المنطقة هي منطقة نفوذ أمريكية، وبما أن هذه القوات حليف أمريكا الوحيد المتبقي الأرض، فلن تتجرأ موسكو أو النظام السوري على استهدافهم.
بين هذا وذاك، يصارع تنظيم «الدولة الإسلامية» أكبر قوتين عسكريتين في العالم، ومن الواضح أنه في كل يوم يخسر منطقة جديدة، وتنحسر مناطق نفوذه، وتتقلص حدود مشروعه، وربما لن يُترك له الخيار لإعادة ترتيب صفوفه كما حدث قبل عشر سنوات، عندما دفعت به «الصحوات إلى الصحراء»، فالصحراء التي دُفع إليها سابقاً أصبحت اليوم مضماراً للتسابق بين القوى العالمية. وفق ما قاله أبو عبد الله.
ويرى المصدر، أن الروس والأمريكان «أكبر لاعبين دوليين في سوريا» على اتفاق ووفاق كامل بضرورة انهاء التنظيم، والتسابق على توسعة مناطق النفوذ في سوريا بذريعة محاربة الإرهاب، ولكن لكل منهما هدفه الخاص.
وشكلت محافظة الرقة السورية، أولوية كبيرة لدى تنظيم «الدولة» منذ انتشاره وتوسعه في الأراضي السورية، وقال خالد عيسى وهو أحد ناشطي الرقة: تنظيم «الدولة» قصد الرقة وسيطر عليها بهدف الحصول على تمويل محلي ذاتي لقواته، وتسريع عملية انتشاره جغرافيا، ويشكل النفط السوري في الرقة أبرز مصادر قوة التنظيم المالية.
ورأى أن المستخرجات النفطية التي كان يبيعها التنظيم في الأسواق السوداء، جعلت منه قوة عسكرية لا يستهان بها خلال زمن قصير، كما لعبت تلك العائدات دوراً مهما في تشجيع تجنيد أبناء تلك المناطق ضمن صفوفه، وقد استفاد التنظيم من ضعف المعارضة السورية في إدارة المناطق المحررة، وهذا جعل عملية سيطرته على مراكز النفط أكثر سهولة.

تنظيم «الدولة» على عتبة الزوال بعد الرقة
صراع أمريكي روسي على تركته النفطية

لا «داعش» بعد «داعش» لكنها لم تنته بعد

Posted: 02 Sep 2017 02:13 PM PDT

الرقعة الترابية التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة» تتقلّص أكثر فأكثر. المدن التي أقام فيها تجربته في الاستخلاف «على منهاج النبوة» تنتزع منه الواحدة بعد الأخرى، أكواماً من ركام، وتهجير قبل الجلاء وبعده. لا يمكن الحديث مع ذلك عن «انهيار الجبهة على طول الخط» بالنسبة إلى التنظيم. تقلّص رقعته يظهر على الأغلب كمسار تتابعي يحاول رجال «الدولة» تأخيره ما استطاعوا. غير أنّه، لا مرجعيتهم النصّية، ولا مسرح خيالهم، ولا الشروط المتاحة، تغريهم بتحشيد العدد الأكبر من المسلّحين للدفاع عن أي مدينة بعينها كما لو أنّها «ستالينغرادهم» لا فكاك عنها. على العكس من ذلك، يعطي التنظيم الأولوية للحفاظ على موارده البشرية، و«يدوزن» ما يصرفه منها في عملية تأخير تقدّم أعداءه من أجل الحفاظ على هذه الموارد. وأكثر، يمكن المجازفة بالافتراض أنّ كل رؤية التنظيم لما يحدث لرقعة سيطرته الآن في سوريا والعراق تكاد تختزل بتراجع ما بات يمكن أن يصله في «مهاجرين» اليوم. يحتاجهم قتالياً، لكن أيضاً رمزياً ومعنوياً، كوقود لـ«الدولة المهاجرة». وبهذا المعنى، وصول بضعة مئات من المقاتلين من مجموعة «متنسبة» للتنظيم في جرود شرق لبنان إلى «الداعشستان» هو نبأ سار بالنسبة لهيكلية التنظيم التي تسعى جهدها حتى الآن، للتفريق بين «التقلّص» و«التضعضع». ليسوا فقط مجرّد مقاتلين جدد للزود عن «الداعشتسان» المتضائلة. هم تثبيت لفكرتها الأثيرة كدولة مهاجرة، ولو أتوها بباصات «حزب الله».
تأخّر التنظيم بعد الاستيلاء على الموصل، وصولاً حتى تكريت، قبل ثلاث سنوات، في إشعال معركة بغداد، بالشكل الذي سمح للأمريكيين في قيادة تحالف الحرب الجوية والصاروخية عليه. لكن الرعب الحقيقي من أن يتواصل الزحف حتى بغداد دفع المرجعية النجفية للإفتاء بوجوب قيام «الحشد الشعبي»، مجموعة من الميليشيات الشيعية المهدوية (مع بعض الموزاييك الأقلوي وبقايا «الصحوات»). استطاع التنظيم مع ذلك أن يتقدم لفترة على جبهة الأنبار، ثم أخذ ميزان القوى يميل ضده منذ انسحابه من تكريت. بالتوازي، لم يستطع التنظيم أن يذهب أبعد من سنجار، وتهجير الإيزيديين، بإتجاه اربيل، أو في سوريا، باتجاه كوباني. وجد التنظيم نفسه في حالة كماشة. استطاع مع ذلك أن يتوصل إلى «سياسة مريحة» له مع النظام السوري، وكثيراً ما يعطى لهذا تفسيرات مخابراتية، تتراوح بين اختزال التنظيم لصناعة النظام وبين التنبيه إلى وقائع التواطؤ أو بينهما. ما يجري اغفاله، أنّ التنظيم، ولما كانت معركته هي مع الأمريكيين وحلفائهم، من الجو، ومع الحشد الشعبي والجيش العراقي والميليشيات الكردية في البر، استحال النظام السوري أقل وطأة عليه، إذ لا أهلية له للمشاركة بشكل حثيث في تطويق التنظيم، سواء لأسباب ترتبط بقدرات النظام نفسه ودائرة المعارك التي يشغلها، أو بالمعطيات الجغرافية الصحراوية.
استطاع التنظيم نقل المعركة، بالشبكات الإرهابية، إلى عدد من المدن الكبيرة حول العالم، وأعطى ذلك لإعلان «الخلافة»، خاصته، بعداً معولماً، بخلاف ما كان يذهب اليه تقدير أمر الجماعة الزرقاوية سابقاً، والتي منها انبثق التنظيم. فقبل أن تصير «دولة العراق الإسلامية» هي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ثم «الدولة الإسلامية» فحسب، كانت تتميز، من ضمن ارتباطها بتنظيم القاعدة، باثنتين: مشروعها الإبادي بالنسبة إلى الشيعة، وحصرها المعركة، ومعها نيّة الدولة، في أرض الرافدين. وتعدّل ذلك مع الحرب السورية، بالإبقاء على المشروع الإبادي نفسه، وربط نيّة الدولة بتحطيم «نظام سايكس بيكو»، وإعادة توحيد مجرى الفرات. لكن، الكماشة التي طوقت التنظيم، بالبر والجو، جعلته عاجزاً عن تحقيق المشروع الإبادي هذا، بعد الشروع فيه في المجازر بحق جنود الجيش العراقي النظامي في حزيران/يونيو 2014.
وفي المقابل، أدّت هذه الكماشة، والوقت الذي قطعه مسار الأمور على الأرض لتقليص رقعة تنظيم «الدولة»، إلى تحوّل «الخلافة الداعشية» إلى فكرة عالمية، تجاوزت بأشواط سمعة تنظيم «القاعدة» على هذا الصعيد. فشل «المشروع الإبادي» في الذهاب أبعد من مجزرة سبايكر (12 حزيران 2014)، والفظائع بحق الإيزيديين، وأستعيض عنه بمشروع «فيلم الرعب الهوليو-داعشي» المتنقل بين مشاهد قطع الرؤوس وبين الهجمات «الإنغماسية» وعمليات الدهس.
مثلما تذهب أكثر الدراسات التاريخية اليوم للقول بأن أدولف هتلر وقادة «الرايخ الثالث» كانوا على دراية منذ خريف 1941 بأنّهم خسروا الحرب، التي استمرت أربع سنوات أكثر تدميراً وفتكاً من بداياتها، كذلك يمكن القول بأن قادة تنظيم «الدولة» يدركون بشكل أو بآخر منذ خسارتهم لمدينة تكريت، في آذار/مارس 2015، بأن الرقعة التي يسيطرون عليها لن تنفك تتقلّص، حتى يغادرون المدن الكبرى جميعها، ثم تتقطع أوصال مناطق سيطرتهم المتبقية.
اغراء بمقارنة: منذ خريف 1941، ودخول الولايات المتحدة في الحرب، في مقابل استفحال أزمة توسّعهم في الشرق، أخذ الألمان يتحضرون لهزيمتهم. إبادة يهود شرق أوروبا اندرجت ضمن هذا السياق، سياق أنّه «النصر» الوحيد الذي يمكن بعد احرازه في هذه الحرب، والذي يمكن اهداؤه للأجيال المقبلة بعد الحرب. أخذ الألمان أيضاً يتحضرون لأمر آخر: التحضير للهزيمة الكاملة، تلك التي لا تبقي مكاناً للأخذ والردّ، الهزيمة المحصّلة بالتقلص المتواصل لمناطق السيطرة وصولاً إلى آخر نقطة في برلين، وليس بانهيار الجبهة نتيجة لتضعضع أو تململ أو خيانات. طبعاً، هناك من ظلّ يعوّل، بين قادة الرايخ، على مشاريع سلام، إلا أنّ كل هذا التعويل لم يثمر بالنهاية إلا اعطاء أولوية للاستبسال على جبهة بروسيا الشرقية ضد السوفييت، لصالح تسهيل تقدم القوات الأمريكية والبريطانية بقصب السباق إلى برلين.
ثمة مطبات كثيرة يفترض أن تجعلنا نتردد قبل المقابلة بين نموذج «الرايخ الثالث» وبين نموذج تنظيم «الدولة». لكن ثمّة مغريات بالمقابلة لا بأس من الانقياد لها جزئياً. منها، أن التنظيم، منذ خسارته لتكريت، يفترض انه يعلم انه ذاهب لتقلص رقعة سيطرته وصولا إلى زوالها، ولو بعد سنوات، وقد قطعنا هذه السنوات. الفارق يبدأ من ان تطويق التنظيم أبعده عن تحقيق «مشروعه الابادي» لشيعة العراق، في حين ان تطويق المانيا الهتلرية مع دخول أمريكا الحرب ضدها وعدم التمكن من الحسم سريعا ضد الروس، دفعها نحو تنفيذ «مشروع ابادي» بحق يهود شرق أوروبا. ورغم التشابه بين حالتي التقلص التدريجي لرقعة السيطرة، إلا ان الفارق يعود فيظهر في النهاية، حيث لعب الألمان بقتالهم العنيف في بروسيا الشرقية ضد السوفييت دوراً أساسياً بتمكين الأمريكيين من الوصول حتى برلين، فلو أنهم حاربوا على الجبهات جميعها بنفس القدر، لما كان للأمريكيين مثل هذا، ولكانت النتيجة العامة للحرب العالمية مختلفة. وليس لـ«داعش» مثل هذه القدرة على تغليب منتصر عليها على منتصر آخر.
بفعل التقلص التدريجي لمناطق سيطرتها، حتى النقطة الأخيرة، جاءت هزيمة ألمانيا النازية كاملة. لا احتمال للتشكيك فيها، أو للقول بعد ذلك بأنّه لو فعل كيت وكيت من الأمور لانعكست الآية وكان الظفر. التقلص التدريجي لمناطق سيطرة «داعش» يدفع بإتجاه مشهد مشابه. فرغم سهولة الكتابات اليوم بأنه بعد «داعش» موجة أخرى من «الجهاد المعولم»، كما كانت قبلها «القاعدة»، تبدو «داعش» كمشروع كارثة شاملة من النوع الذي لا «تنبيت» من بعده. إلا كالفارق بين النازية وبين كاريكاتورها، النازية الجديدة. هناك موارد ايديولوجية أساسية محكوم عليها بالنضوب بعد «داعش»، ذلك أن التنظيم أسرف في استخدامها.
بقي أن التنظيم، وبخلاف الحالة الألمانية النازية، ما زال يركّز على عدم الاستهلاك السريع لموارده البشرية. وما زال يصرّ على الدوزنة بين تأخير عملية تقلّصه الترابية وبين تأخير عملية تقلّصه البشرية. فالتنظيم مسكون بنقد مزدوج، ليس فقط لتجربة «الإخوان» في التحاكم لصناديق الميسر الانتخابي، بل أيضاً لتجربة «الأفغان العرب» الذي تركوا أنفسهم يحصرون في «تورابورا» ويفنى أغلبهم.
لا «داعش» بعد «داعش»، بخلاف القراءات المستهلة لهذا التنبيت. لكن «داعش» هذه، لم نفرغ منها بعد. فهي ما زالت تتقلص، لكنها ما زال لها نخاع شوكي يعمل على «التناسب» بين الخسائر التي يحصدها.

لا «داعش» بعد «داعش» لكنها لم تنته بعد

وسام سعادة

الذوبان في المدن أو الانغماس في الصحراء: خيارات تنظيم «الدولة» بعد تراجع سيطرته

Posted: 02 Sep 2017 02:13 PM PDT

وائل عصام
تعتبر الخسارة السريعة لتنظيم «الدولة» في تلعفر العراقية والقلمون السورية، مؤشرا جديدا على تراجع قوته وترابط أفرعه بالقيادة المركزية. اذ يبدو ان الاعتبارات المحلية لعبت الدور الأكبر بتنفيذ الانسحاب بالنسبة لتركمان تلعفر، ومبادرة التفاوض بين حزب الله ومقاتلي القلمون الذين انضموا للتنظيم قادمين من فصائل القصير للجيش الحر، وهي حالات تحدث للمرة الأولى لدى التنظيم الذي طالما رفض اي تسويات علنية تفضي لانسحابه من مواقع خاضعة لسيطرته.
وبانتظار فصول المواجهة الأخيرة التي يتوقع ان تحتدم مع قوات النظام السوري نهاية هذا العام في دير الزور وريفها الشرقي، فان كل مواقع التنظيم الأخرى في الحويجة وغرب الأنبار العراقية، وكذلك في ريف درعا الغربي حيث جيش خالد الموالي للتنظيم، ستسقط تباعا، لتتحول دير الزور للملاذ الأخير لمقاتلي التنظيم، كما تحولت ادلب بالنسبة لمقاتلي النصرة.
ويدور الحديث عن مستقبل عناصر وقيادات التنظيم ما بعد خسارته لهذه المعاقل، إذ ان الجماعات الجهادية عرفت بقدرتها على الانكفاء والتكيف، حيث تمكن تنظيم «الدولة» من الكمون لثلاث سنوات في عدة مساحات صحراوية في العراق، قبل ان يعيد نشاطه في الساحة السورية بعد الثورة مباشرة بفرعه الذي انشق عنه لاحقا النصرة، ولكن الهجمة المنظمة التي تقودها القوات الحكومية وحلفاؤهم الدوليين في العراق وسوريا ضد التنظيم، تشير إلى ان مساحات الصحاري التي كانت متاحة سابقا للاختفاء بالعراق قد تتقلص بشكل كبير، أما في سوريا فان النظام قد أكمل تقريبا السيطرة على معظم البادية السورية وسلاسل الجبال التدمرية التي كانت من أهم معاقل التنظيم التي مكنته من شن هجمات منظمة على السلمية وتدمر، وشكلت خط صد متقدم لمركزه دير الزور.
ومع تضاؤل فرص التنظيم في الاختباء في مساحات الصحراء بالعراق وانعدامها في سوريا، فان عناصره قد يلجأون إلى خيارات أخرى بعد ابعادهم عن معاقلهم، أهمها الذوبان في المدن والقرى التي يشتركون فيها بالانتماءات العشائرية والعائلية، ولن يكون هذا الخيار ممكنا للقيادات أو العناصر المعروفين في بلداتهم الأصلية، اذ قد تجري حملات اعتقال وانتقام من قبل بعض الأهالي المتضررين من عناصر التنظيم وخصوصا الأمنيين، وستأخذ هذه القضية أبعادا أخطر في المناطق العشائرية كريف دير الزور، التي قد تمتد فيها حالات الثأر لتشمل عشائر أيدت التنظيم ضد جيرانها.
وفي المقابل، فان الكثير من عناصر تنظيم «الدولة» غير المتورطين بأعمال أمنية أو دموية ضد السكان المحليين، قد يحظون بحماية أقاربهم في تسويات ذات طابع قبلي كثيرا ما تحدث في هذه المناطق الريفية والعشائرية، إضافة إلى خيار النزوح لبلدان الجوار كتركيا وكردستان ولبنان، حيث لن يكون من السهل على الأجهزة الأمنية التعرف على الهويات الحقيقية للكثير من عناصر التنظيم، الذين لا يوجد ما يثبت انتماءهم في ولاياتهم المحلية سوى شهادات السكان المحليين. 
ولكن القيادات الأساسية، لن تتمكن بالطبع من البقاء والذوبان في تلك القرى المحلية بسوريا والعراق، إلا بالاختباء والتخفي في مجتمعات لا تربطهم بها علاقة سابقة، بحيث لا يمكن التعرف على هويتهم، أما القيادات الأكثر أهمية فستلجأ على الأغلب إلى مناطق نائية بعيدا عن أعين الأجهزة الأمنية، كما في جبال مكحول وصحراء الجزيرة قرب سامراء ومناطق غرب الأنبار، وهي مناطق ستخضع غالبا لحملة مداهمات مشددة أملا في تقليص مساحات الاختباء للتنظيم، لكن وعورتها وشدة بعدها عن مراكز المدن والقرى ستجــــعل من الصعوبة بمكان اتمام تمشيطها بالكامل.
وغني عن القول ان ما سبق الحديث عنه يتعلق بخيارات التخفي بالنسبة للعناصر التي لن تكون مكلفة بمهام عسكرية مباشرة، لأن الهجمات الخاطفة على ثكنات ومواقع القوات الحكومية في العراق وسوريا وخصوصا في المناطق التي تحد المساحات الصحراوية، ستكون من ملامح المرحلة المقبلة التي سينتقل تركيز التنظيم فيها من هدف السيطرة والتمكين في المدن إلى الهجمات الخاطفة السريعة ثم معاودة التخفي بعيدا عن المدن.  
وتبقى العوامل الأخطر لدفع التنظيم للظهور مجددا، هي مسار النزاع في العراق وسوريا بالنسبة للسنة، إذ سيعود بعض السنة لدعم هذه التنظيمات الاصولية السنية إذا تواصلت حملة الاقصاء الممنهجة من قبل الاصولية الشيعية وحلفائها في دمشق وبغداد، خصوصا ان مكونا آخر بات يشكل تهديدا ديموغرافيا لمناطق العرب السنة شمال العراق وسوريا وهم القوميون الأكراد في مشروعهم الآخذ في التمدد حتى وصل إلى احدى أكبر المدن العشائرية العربية، الرقة.

الذوبان في المدن أو الانغماس في الصحراء: خيارات تنظيم «الدولة» بعد تراجع سيطرته

تنظيم «الدولة» يسعى إلى ملاذات آمنة في شمال افريقيا لتفادي الموت خنقا في سوريا والعراق

Posted: 02 Sep 2017 02:13 PM PDT

مع تراجع الأراضي التي يُسيطر عليها تنظيم «الدولة» في كل من العراق وسوريا، تبدو الملاذات المُحتملة لعناصر التنظيم ضئيلة، وتأتي في مقدمتها ليبيا والمنطقة الصحراوية الممتدة جنوبا وغربا في اتجاه النيجر وشمال مالي. غير أن الوصول إلى تلك المنطقة صعبٌ ومحفوفٌ بالمخاطر، فضلا عن وجود شبكات مسلحة فيها سترفض تقاسم النفوذ مع وافدين جُدد. وفيما تسعى الولايات المتحدة اليوم إلى دعم عمليات التحالف ضد التنظيم، من أجل قطع طرق التنقل على عناصره ومنع وصول الإمدادات إليهم، تتقدم قوات تابعة للنظام السوري، مُعززة بميليشيات إيرانية، نحو معاقل التنظيم، وقد استولت على بلدة السخنة في ريف حمص الشرقي، وهي مفتاح دير الزور، وعلى حقول النفط والغاز الواقعة في المنطقة، وبخاصة حقل «آراك». وهذه الخسائر ستُؤدي في نهاية المطاف إلى اختناق التنظيم، أيا كان طول المقاومة التي سيُظهرها، وكيفما كانت قدرته على امتصاص الضربات العسكرية.

خيارات محدودة

وعلى الرغم من الخسائر البشرية التي تكبدتها قوات النظام، فإن الخيارات المُتاحة أمام التنظيم باتت محدودة، وهو ما يُفسر أمرين: أولهما الشراسة في الدفاع عن المواقع التي يسيطر عليها، مثلما أكد ذلك اللجوءُ إلى التكتيك الهجومي على قوات النظام، في اتجاه مدينة البوكمال وريف حماه الشرقي. أما الخيار الثاني فهو البحث في الوقت نفسه عن ملاذات آمنة، بالنظر إلى أن التنظيم يسير، لا محالة، نحو هزيمة استراتيجية في العراق وسوريا. وأظهرت الهجومات التي تعرض لها عناصر التنظيم على أيدي الأهالي في دير الزور، بما فيها اغتيال بعض قياداته (جهاز الحسبة) أنه لا يمكن أن ينعم بحاضنة شعبية في سوريا، ولا في العراق، واستطرادا تغدو الهجرة الخيار الوحيد المُتاح أمام عناصره.
وفي موقف يبدو استباقا لهذا الخيار، أكد العقيد رايان ديلون المتحدث باسم الائتلاف الدولي ضد تنظيم «الدولة» في تصريحات أدلى بها الأربعاء لقناة فرنسية، أن أمريكا «لن تسمح بأن يكون هناك ملاذٌ لتنظيم الدولة في أي مكان، سواء في العراق أم في سوريا». ويشي هذا الموقف بضراوة السباق المتوقع بين أركان الائتلاف الدولي للسيطرة على الفراغ الاستراتيجي الذي سيترتب على الهزيمة المحتومة لقوات التنظيم، وخروجه من منطقة الهلال الخصيب. خروجه إلى أين؟ ذاك هو السؤال المركزي، والأرجح أن التفاهمات الأمريكية الروسية غير المعلنة في سوريا تشمل الحؤول دون انتقال عناصر التنظيم إلى شمال افريقيا وخاصة ليبيا، حيث يبني الروس آمالا كبيرة على استعادة مواقعهم السابقة تجاريا وعسكريا.
وفي الذكرى الثالثة لإطلاق الولايات المتحدة، إلى جانب واحد وعشرين من حلفائها، عملية «الإصرار المطلق (Inherent Resolve)، الرامية للقضاء على تنظيم «الدولة»، من المهم إلقاء الضوء على قوة التنظيم في أهم منطقة يمكن أن يتمدد نحوها بعد العراق والشام، وهي شمال افريقيا. واستطاع التنظيم طيلة السنوات الأخيرة تشبيك خلاياه مع شبكات التهريب على الحدود الليبية الجزائرية والليبية التونسية لتسهيل حركة السلاح ونقل عناصره عبر منافذ موازية. واعتمادا على الاختراقات التي حققها في بعض أجهزة الأمن التونسية، نفذ ضربات موجعة في السنة 2015 في متحف باردو بضواحي تونس العاصمة، وفي مدينة سوسة السياحية، إلى جانب اعتداءات دموية استهدفت عناصر الأمن، قبل أن يُحاول إقامة إمارة في مدينة بن قردان القريبة من الحدود المشتركة مع ليبيا. أما في ليبيا فاستفاد التنظيم من انهيار الدولة لكي يتمدد في اتجاهي الساحل المتوسطي والصحراء، ويُعزز مواقعه عن طريق حلفائه في درنة وبنغازي الساحليتين، ويستولي في نهاية المطاف على مدينة سرت الاستراتيجية. واستثمر التنظيم قنوات التصدير الموازية، أسوة بما فعله في العراق وسوريا، لتحصيل إيرادات مهمة من بيع النفط المُهرب، حتى باتت سرت صنوا للرقة والموصل في هذا المجال.
وساهم ضعف التنسيق الأمني بين الدول المغاربية، بسبب القطيعة السياسية بين الجزائر والمغرب، في انتشار عناصر التنظيم مغاربيا ومحاولاتهم المُتكررة تحقيق اختراقات في كل من تونس والجزائر والمغرب، فضلا عن استخدام ليبيا منصة تدريب وتأهيل للانتحاريين، وخاصة الآتين من تونس. ووجد التنظيم في سرت، مسقط رأس معمر القذافي، الحاضنة الاجتماعية التي يفتقدها، مُستندًا على مكوِّنين أساسيين، هما بقايا كتائب النظام السابق والمنشقين عن تنظيم «أنصار الشريعة» المحلي الموالي لـ«القاعدة». وأسفر تكتيك الاحتواء الذي توخاه التنظيم في المدينة، والمناطق القريبة منها، مثل النوفلية والجبل الأخضر، تآلفًا بين المُكونات الثلاثة على رغم اختلافاتها الأيديولوجية. ويعزو هارون زيلين، الباحث في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، ذلك النجاح ليس فقط إلى قدرة التنظيم على المناورة، وإنما أيضًا إلى «خلوِّ سرت، بخلاف درنة، من فصائل مسلحة قد تنافسه على السلطة، والتسويات التي توصل لها مع القبائل المحلية ومع الجناح الجهادي المحلي لـ«أنصار الشريعة»، وانضمام أنصار القذافي في مسقط رأسه إلى التنظيم أو رضوخهم لاستيلائه على المنطقة بطريقة مُماثلة لما قام به البعثيون سابقًا في العراق».

ثلاثة ملاذات

نظريا تبدو الملاذات الثلاثة التي يمكن لتنظيم «الدولة» أن يلجأ إليها في ليبيا هي درنة وبنغازي وسرت. فعلى الرغم من ضراوة المعارك التي خاضتها قوات «البنيان المرصوص» لإخراج التنظيم من سرت (وسط) لم نشاهد أسرى، كما لم يتم الافصاح عن عدد القتلى من عناصر التنظيم، الذين كان عددهم يُقدر بثلاثة آلاف مسلح. وهذا ما غذى الكلام عن اندماجهم في صفوف المدنيين أو غض الطرف عن إفلاتهم عبر منافذ خاصة، ما يزيد من فرص معاودة بناء خلاياهم اليوم. أما في درنة (شرق) فإن بنية السكان المحليين قد تُمكنهم من تأمين بعض الملاذات، إذ أن أهل درنة لا تنتظمهم بنية قبلية موحَّدة، خلافًا للمدن الليبية الأخرى، بالنظر إلى أنها مدينة هُجِّر إليها جميع المغضوب عليهم عبر الحقب التاريخية، ما جعل بنيتها قائمة على فسيفساء قَبَلية وعِرْقية تنهض على التعدد والتعايش.
تبقى بنغازي (عاصمة الشرق)، التي خاض فيها «الجيش الليبي»، بقيادة الماريشال المثير للجدل خليفة حفتر معارك طويلة مع الجماعات المسلحة، وتبدو آمال عناصر تنظيم «الدولة» بالاستقرار فيها ضئيلة، لأنها ستكون مكشوفة ليس فقط لقوات حفتر، وإنما أيضا للجماعات المسلحة المنافسة، أسوة بـ«مجلس شورى ثوار بنغازي» وهو ائتلاف تشكل في 2014 من تنظيمات متشددة، بينها «أنصار الشريعة».

عداوة مستحكمة

وإذا كان تمدُد التنظيم عبر الشريط الساحلي محكومًا بموانع وعقبات ذاتية وموضوعية، من بينها العداوة التي يلقاها لدى السكان، والمقاومة المسلحة من الجماعات المُناهضة له، فإن الطريق إلى الجنوب الليبي تبدو محفوفة بمخاطر من صنف آخر، ليس أقلها خطر الضربات الجوية الأمريكية. وتزدهر في هذه المنطقة الشاسعة، الواقعة تحت سيطرة الجزائري مختار بلمختار، زعيم «القاعدة» في غرب افريقيا، كافة الأنشطة غير المشروعة، مثل الاتجار بالمخدرات والأسلحة والبشر. ومن المُحتمل أن يستولي عناصر تنظيم «الدولة» على قسم من تلك التجارة لتمويل التنظيم. وهم يسيطرون بعدُ على قسم من تلك الشبكات في المثلث الليبي الجزائري التونسي، حيث نفذ بلمختار عملية خطف رهائن في حقل «تيغينتورين» الغازي، بمنطقة عين أم الناس جنوب غرب الجزائر مطلع 2013 راح ضحيتها العشرات من الأجانب والجزائريين بين قتلى وجرحى. ومن مؤشرات العداوة المستحكمة بين بلمختار وتنظيم «الدولة»، أن الأخير أعلن عن رصد مكافأة لمن يعتقله أو يُدلي بمعلومات عن مكان وجوده. بهذا المعنى يبقى بلمختار العقبة الرئيسية أمام تقدُم التنظيم نحو جنوب ليبيا والنيجر ومن ثم شمال مالي، حيث الدولة غائبة، اللهم إلا إذا توصلا إلى تفاهم للتعايش في وجه عدو مشترك يتمثل في «الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة» الذي يستهدفُهُما معا، ويكاد لا يُميز بينهما. عدا عن هذا السيناريو فإن الموت خنقا هو المصير الذي ينتظر التنظيم في سوريا والعراق.

تنظيم «الدولة» يسعى إلى ملاذات آمنة في شمال افريقيا لتفادي الموت خنقا في سوريا والعراق

رشيد خشانة

علم «الدولة» يطوى ويسدل الستار على «الخلافة» حتى لو بقيت في دير الزور

Posted: 02 Sep 2017 02:12 PM PDT

في البدء كان الشعار الخلافة «باقية وتتمدد» وبعد 3 سنوات من عمرها القصير لم يعد هذا الشعار قائما و «الخلافة» تخسر مواقعها بسرعة شديدة ومحاصرة من كل الجهات وتتعرض لضغوط من التحالف الذي كثف غاراته وإن كانت على حساب المدنيين أو البنى التحتية في معقليه الموصل والرقة. ولم يعد التنظيم آمنا حتى عندما يخرج بناء على اتفاقيات كما حدث على الحدود اللبنانية ـ السورية. فراية الخلافة السوداء تطوى لتوضع في أرشيف المتاحف والتاريخ كصورة عن انتصار سريع وجماعة سيطرت في لمحة البصر على ثلث العراق وسوريا وفي فترة لم تزد عن عام وتطورت لتصبح أغنى جماعة إرهابية في التاريخ، تنتج النفط وتصدره وتعدم الرهائن بطريقة مسرحية وتستعدي كل العالم عليها. وفي ما لم يبق من التنظيم إلا الصور والرموز، وأبو بكر البغدادي، في خطابه على منبر مسجد النوري: هرب الخليفة ولم يبق من النوري إلا أنقاض دمرها طيران دول التحالف أو مفخخات تنظيم «الدولة» وكالعادة في كل المعارك مع الجهاديين هناك أكثر من رواية لما حدث في ساحة الحرب. إلا أن القصة الحقيقية للتنظيم أصبحت بادية للعيان والانهيار السريع له فاق توقعات المراقبين، وهو ليس تراجعا تكتيكيا بل سلسلة من الهزائم التي كانت في مدينة تلعفر العراقية حيث أعلنت الحكومة العراقية سيطرتها على محافظة نينوى ونهاية «الدولة» ومشروعها في العراق. والوضع ليس أحسن في سوريا، فبعد خسارته مناطقه في الشمال والوسط يتعرض معقله في شرق البلاد للانهيار السريع ويتوقع المراقبون أن تكون الوقفة الأخيرة للتنظيم في وادي الفرات ودير الزور. والكل يحضر للنهاية الأخيرة ويلعب أوراقه التي يملكها.
وتعلق مجلة «إيكونوميست»(31/8/2017) على وضع تنظيم «الدولة» وتقول إن المعركة في دير الزور لا تسير على ما يرام بالنسبة له، فهم كما في الموصل وتلعفر والرقة محاصرون وضعاف ويتعرضون لهجمات من الجيش السوري. وعلى ما يبدو فالمشروع الجهادي الذي انطلق مستغلا تفرق أعدائه وتشتتهم أصبح الآن ضحية لاستعادتهم الثقة، خاصة الجيش العراقي الذي أعادت الموصل له جزءا من هيبته التي خسرها في حزيران (يونيو) 2014 وكذا النظام السوري الذي استطاع وبدعم من إيران وروسيا تحييد المعارضة واستعادة جزء من أراضي سوريا التي فقدها في الحرب التي مضى عليها سبعة أعوام. وترى «إيكونوميست» أن الإنهيار السريع للجهاديين فاجأ الكل خاصة في تلعفر التي كانت نقطة وصل بين الموصل والرقة بالإضافة لكون العديد من قادة التنظيم جاءوا من التركمان الذين يعيشون فيها، كما أن عددا كبيرا من الذين عملوا في «ديوان الحسبة» كانوا من التركمان ومنهم من لعب دورا في اضطهاد الطائفة الإيزيدية. وقد توقع الجيش العراقي مقاومة شديدة من ما قدر عددهم 2.000 مقاتل إلا أنه لم يجد إلا القليل وقد وفر انسحاب المقاتلين السريع باتجاه الصحراء الكثير على الجيش الذي لم يخسر سوى مئة جندي مقارنة مع الآلاف الذي قتلوا في المعركة التي استمرت 9 أشهر للسيطرة على الموصل. وبالنظر لما حصل للأخيرة من دمار فتلعفر لم يصبها ما أصاب المدن السنية الأخرى من الرمادي وتكريت والفلوجة التي كانت معاقل تابعة للجهاديين. وفي المحصلة النهائية كان خروج التنظيم من تلعفر سريعا بسبب ممرات الهروب التي فر منها المقاتلون وحتى بدون وجود هذه الممرات فإن «الخلافة» تخسر مناطقها بوتيرة سريعة وغير عادية. ففي الرقة مثلا، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على ثلثي المدينة، وفي الجنوب السوري ينتهي وجوده بشكل سريع خاصة حول مدينة درعا. وترى المجلة ان التنظيم وهو يخسر مناطقه لا يزال قادرا على إثارة المظالم السنية والحديث عن تدمير مدنهم والقول إن تلعفر لم يصبها ما أصاب بقية المدن السنية لأن شيعة يعيشون فيها. ولم يفقد الجهاديون مع ذلك قدرتهم على المفاجأة كما فعلوا في الرقة التي سيطروا فيها على دبابة ومعدات عسكرية ثقيلة وبدا مقاتلوه صامدين في العياضية بتلعفر، كما أن لديه القدرة على شن هجمات إرهابية في بغداد إلا أن مشروع «الخلافة» أو «الدولة» قد انتهى على ما يبدو وأسدل الستار عليه. فلم تعد لديه خدمات، لا ماء أو كهرباء وتتقلص المواد الغذائية بشكل مستمر ولم يعد يقدم العلاج الطبي إلا لمقاتليه. وحسب ناشط في الرقة فتنظيم الدولة «لا يقدم العلاج للمدنيين» و «يتركهم يموتون نتيجة لجراحهم». وخلقت التراجعات المستمرة أزمة للجهاديين في المناطق التي لا تزال تحت سيطرتهم، ففي دير الزور خفف ولأول مرة من وجود الشرطة الدينية وقلل من عملياته الانتحارية في الرقة وفرض التجنيد الإجباري على الشباب بين سن 20- 30 عاما. ومع أن خروجه من لبنان يعتبر تعزيزا للمقاتلين فيما تبقى له من معاقل سوريا إلا أن الخلافات الداخلية واضحة، فالمقاتلون المحليون عبروا عن حنقهم من المميزات التي لا يزال يتمتع بها المقاتلون الأجانب. وحسب مقاتل سابق: «لم يعد المقاتلون يتبعون الأوامر على الجبهات»، فالحماس الديني ليس حافزا على القتال كما كان في الماضي. وبات المسار واضحا في الطريق للنهاية ومع تقدم القوات العراقية والسورية يخسر الجهاديون زمام المبادرة. وبدت الثقة واضحة من قرار الحكومة العراقية فتح معبر طريبيل على الحدود العراقية ـ الأردنية. وفي سوريا يتقدم جيش النظام من تدمر باتجاه دير الزور، أما أبو بكر البغدادي فهو وقادته يتراجعون لمخبائهم في البوكمال والميادين لكي يحضروا للمعركة الأخيرة أو الفرار.
لكل هذا لا يعتقد القادة العسكريون الأمريكيون أن المرحلة المقبلة من القتال لن تكون سهلة، فهم وإن سارعوا بتهنئة العراقيين على النصر المفاجئ في تلعفر إلا أن الحرب بالنسبة لهم لم تنته. ويواجه القادة الأمريكيون كما تقول صحيفة «نيويورك تايمز» (31/8/2017) مجموعة من المشاكل السياسية والعسكرية المعقدة والتي يجب عليهم التغلب عليها قبل توجيه الضربة النهائية للتنظيم. وأهمها هي التأكد من عدم حدوث تصادم بين القوات التي تدعمها الولايات المتحدة وجيش النظام السوري والجماعات الموالية لإيران. وحسب الجنرال ستيفن تاونسند، القائد العسكري للقوات الأمريكية في العراق فالمعركة الأخيرة ستكون في مناطق وسط الفرات «وكل هذه القوى ستتلاقى هناك». وتقييم الجنرال الأمريكي يختلف عما كان القادة العسكريون يتحدثون عنه قبل عام ونصف. وكانوا يعتقدون أن سقوط مراكز الجهاديين الاقتصادية والسياسية في الرقة والموصل ستعلم نهاية التنظيم. وقال وزير الدفاع السابق أشتون كارتر «لهذا السبب فالسهام على خريطة حملتنا تؤشر ناحية الموصل والرقة». ويبدو أن التنظيم كان يتوقع خسارة المدينتين ولهذا نقل كل مراكزه الإدارية والقيادة العسكرية والمسؤولين المكلفين بالعمليات الخارجية إلى وادي الفرات. وأصبح نشاط الجهاديين متركزا في الميادين والبوكمال في سوريا والقائم في العراق حيث يتمتع التنظيم بدعم قوي ولا يوجد للتحالف قوات هناك على الأقل في الوقت الحالي. وترى أن معركة وادي الفرات ستكون معقدة أكثر من تلعفر. وقال تاونسند:»نحضر لقتال صعب». وتشير إلى الطبيعة المعقدة من ناحية القوى المشاركة في العملية والتي تضم قوات مدعومة من الولايات المتحدة تقاتل في الرقة وأخرى تدربها القوات الأمريكية في قاعدة التنف على المثلث الحدودي بين الأردن وسوريا والعراق بالإضافة للقوات السورية التي ستقوم مع تقدمها بتجنيد عشائر عربية أخرى للقتال في صفوفها. وفي ضوء الواقع المعقد يخشى المسؤولون الأمريكيون من انهيار شروط «تجنب النزاع» وحدوث مواجهات القوات التي تدعمها. وأشار تاونسند قائلا «نريد تجنب مواجهات غير مقصودة». وهذا ليس حديثا نظريا بل حدث عندما استهدف الطيران الأمريكي قوات موالية للنظام كانت تتقدم نحو التنف بالإضافة لإسقاط طائرة روسية الصنع تابعة للنظام». وكان القادة الروس والأمريكيون ناقشوا وضع خطوط انقسام في وادي الفرات بين قوات النظام وتلك التي تحظى بدعم من الأمريكيين إلا أن الروس طالبوا بالسماح للقوات السورية العمل في المناطق الشمالية للنهر ولم يتم التوصل لاتفاق بهذا الشأن.
ولا بد من ربط ما يحدث من تراجعات لتنظيم «الدولة» بما حدث للنظام نفسه الذي يبدو قويا ومنتصرا كما كتب مارتن شولوف، مراسل صحيفة «الغارديان»(31/8/2017). وتحدث قائلا إن الشهور الماضية شهدت تراجعا في الدعم الدولي-المالي والعسكري للمعارضة السورية من أجل مساعدتها على الإطاحة بنظام الأسد ومنعه من تحقيق النصر. لكن هذا الوضع لم يعد قائما. وتحدث أن تصريحات الأردن حول العلاقات الثنائية مع دمشق وأنها تسير في الإتجاه الصحيح مهمة ويعتبر للكثير المسمار الأخير في نعش قضية المعارضة السورية. وفسر في داخل المعارضة السياسية والحلفاء الإقليميين بأنه تعبير عن مرحلة تطبيع العلاقات مع النظام. وبالتأكيد فما صدر في عمان جرت ملاحظته بسرعة في أنقرة والدوحة والرياض. وهي الدول التي كرست نفسها خلال السبعة أعوام الماضية لدعم المعارضة ضد الأسد وحاولت الإطاحة به ولكنها اليوم تواجه منظور القبول ببقائه في السلطة. وقال إن المعارضة السورية التي عادت الأسبوع الماضي من قمة في الرياض بعدما أخبرها وزير الخارجية عادل الجبير مباشرة أن السعودية بدأت تبتعد. وحسب دبلوماسي غربي بارز: «لم يعد السعوديون يهتمون كثيرا بسوريا». وأضاف «ما يهمهم هو قطر وخسروا سوريا». وهذا الوضع لا يختلف عن بريطانيا التي لم يعد فيها الخطاب الداعي لرحيل الأسد حاضرا في الخطابات العامة للحكومة والتي اشترطت خروجه من القصر الرئاسي كخطوة أولى تجاه تحقيق السلام. وحل محل الكلام المتشدد الخطاب الذي تصفه الحكومة البريطانية «الواقعية البراغماتية». وبالنسبة للأمريكيين فقد فوض وزير الخارجية ريكس تيلرسون مهمة التوصل لحل الأزمة السورية للروس مباشرة. وفي الوقت نفسه أعلن الرئيس دونالد ترامب عن وقف برنامج تسليح ودعم وتمويل المعارضة الذي كانت تشرف عليه وكالة الاستخباراتية الأمريكية – سي آي إيه. وأرسلت من خلاله الولايات المتحدة أسلحة للجماعات السورية التي تم فحصها عبر كل من تركيا والأردن. وتنبت واشنطن موقفا ثانويا من العملية السلمية في كل من أستانة وجنيف وركزت جهودها على مكافحة تنظيم «الدولة» لا الأسد. وقالت إن «الدبلوماسيين تحدثوا عن طبيعة المرحلة المقبلة للنزاع لكنهم قالوا إنها ستتسم بإعادة دمشق فرض سيطرتها وبدعم من إيران وروسيا وكلاهما يبحث عن دور حاسم في سوريا ما بعد الحرب». وقال أحدهم «عندما يكتشف الروس أن إيران لا سوريا قد ربحت المعركة فإنهم سيقومون بإجبار الأسد على التفاوض. وهذه ورقتهم الرابحة من ناحية القول للمجتمع الدولي أنهم حققوا له ما يريد. وهذه تعتبر بمثابة استراتيجية خروجهم. ولكنهم أخبرونا أنه لن يقتل خارج البوابة وسيعيش في منفى آمن». وفي تركيا التي كانت من الدول الأولى التي تبتعد عن دعم المعارضة والتركيز على مواجهة الطموحات الكردية فهناك شعور أنها خسرت الحرب. وفي النهاية فخسارة التنظيم معاقله لن تحل مشاكل ما قبل صعوده من مظلومية السنة وسيطرة الديكتاتورية. وطالما ظلت هذه الظروف قائمة فظهور النسخة المقبلة مسألة وقت.

علم «الدولة» يطوى ويسدل الستار على «الخلافة» حتى لو بقيت في دير الزور

إبراهيم درويش

الباحثة منى فياض لـ«القدس العربي»: السلطة اللبنانية تسلّم البلد لـ«حزب الله» وإيران

Posted: 02 Sep 2017 02:12 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي»: تُعرف الباحثة والأستاذة الجامعية منى فياض بالكثير من مواقفها الجريئة. فهي يوم طرحت في أحد مقالاتها معنى «أن تكون شيعياً الآن»، شكّل ذلك نوعاً من «الثورة» لما تضمنه من نقد لأولوية الإنتماء المذهبي وللانتصار الإلهي. في رأيها أن الجيش اللبناني الذي خاض حرباً مع» تنظيم الدولة» («داعش» حسب تعبيرها)، أثبت أنه من أكثر الجيوش إعداداً وتدريبا وأنه قادر على هزيمة هذا التنظيم الذي تبين أنه «نمر من ورق» فيما المعركة التي خاضها «حزب الله» في جرود عرسال كانت «تمثيلية» وظهر أنه كان هناك اتفاق مسبق حول مغادرة المسلحين نتيجة حسابات إقليمية، مُدرجة وجوده على الحدود الشرقية مع سوريا ضمن محاولات الاستيلاء على لبنان بالقوة و«البروباغندا» والشعارات.
المشكلة، حسب فياض، أن هناك سلطة تسلّم البلد لـ«حزب الله» وإيران، ولا يهمها سوى مصالحها. وهي ترى أن «الواقعية السياسية» للقوى التي كانت تحمل توجهاً سيادياً ليست سوى استسلام. والمعادلة بسيطة: إما شراكة حقيقة تأخذ البلد إلى تكريس السيادة وإما الانسحاب، ذلك أنها واثقة من أن «حزب الله» لا يمكنه حكم البلد لوحده وإلا لكان فعل. وتتساءل في ضوء الكلام عن ضغوط أمريكية لمنع أي شراكة بين الجيش وسلاح «حزب الله»: هل ننتظر ضغط الخارج؟ وهل يجب على رئيس الجمهورية أن يكون سيداً على البلد بالقوة وبضغط من الأمريكيين؟
وتذهب إلى الاعتقاد أن على الدول العربية حيث هناك مواطنون شيعة أن تعطي هؤلاء تمييزاً إيجابياً لطمأنتهم وإستعادة ولائهم، وليشعروا أن بإمكانهم أن يمارسوا حقوقهم المواطنية وطقوسهم ويحافظوا على خصوصيتهم الثقافية. هذا الإطمئنان هو ما يجعل الشيعي العربي ملتصقاً ببلده. وهنا نص الحوار:
○ يحكم الساحة اللبنانية مؤخراً مشهدان، الأول تمثل بمعركة جرود عرسال التي خاضتها ميليشيا «حزب الله» وقوات النظام السوري ضد «جبهة النصرة»، والثاني تمثل في معركة جرود رأس بعلبك والقاع ضد «تنظيم الدولة» كيف قرأتي المشهدين؟
• الأحداث التي تحصل تُبرهن جملة أمور، أولها أن دعاية «حزب الله» التي حاول تسويقها لتبرير انخراطه في الحرب السورية منذ سنوات، والتي احتار في توصيفها ورسى في النهاية على ذريعة محاربته للتكفيريين ومنع تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرها من الدخول إلى لبنان، أسقطتها معركة جرود عرسال. فلو كان صحيحاً أنه ذهب لتشكيل حاجز لمنع دخولهم، لما كان هؤلاء نجحوا في التمترس منذ نحو 3 أو 4 سنوات في لبنان بين جرود عرسال وجرود رأس بعلبك والقاع بسبب تعطيل القرار ومنع انتخاب رئيس. ثانيا، معركة جرود عرسال بالطريقة التي جرت بها ظهرت أنها تمثيلية وأنه كان هناك اتفاق مسبق حول مغادرة المسلحين نتيجة حسابات إقليمية. وتبين أن عدد المسلحين الذين خرجوا من جرود عرسال لم يتعد 120 مسلحاً بشهادة مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
أما المعركة الفعلية، فهي المعركة التي خاضها الجيش اللبناني ضد تنظيم «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع. ظهر جلياً أن هذا الجيش هو من أكثر الجيوش إعداداً وقدرة، وأنه كانت لديه خطة وحقق انجازات تُحسب له لوحده وبسرعة وفعالية غير مسبوقتين، فيما «حزب الله» مصر بالقوة على التأكيد أنه والنظام السوري يقدمان المساعدة من الجانب السوري ولو كانا على هذه الفعالية كان الأحرى بهما القضاء عليه في سوريا نفسها من دون صفقات مشبوهة؛ إذ ما يلفت النظر كيف أن عناصر تنظيم «داعش»، الذين يُعرف عنهم أنهم لا يسلمون سلاحهم، وهم إما ينتصرون أو يُقتَلون ولكن لا يستسلمون، قد قاموا بتسليم أنفسهم إلى «حزب الله». وكانت الصور التي نشرها الإعلام الحربي التابع للحزب تُظهر ابتسامات عناصر «داعش» واسترخاءها في مشهد مريب يطرح علامات استفهام حول هذا الاستسلام، وحول الصفقات «الحبية المشبوهة». لا يكفي الحزن والغضب على شهداء الجيش الأسرى لدى «داعش»، والشكل الذي انتهت إليه صفقة «حزب الله» مع هذا التنظيم الإرهابي. «حزب الله» كافح لاستغلال قضية العسكريين لإخضاع الحكومة لمشيئته ومشيئة النظام السوري في موضوع إعادة العلاقات وتطبيعها. أمام الاتفاقات والصفقات «الحبية المشبوهة» مع «داعش»، المطلوب تسليم المسؤولين عن خطف العسكريين وقتلهم، ومحاسبة من منع أو تقاعس عن مبادلتهم أنذاك.
○ ولكن ثمة من ينظر إلى تلك الصفقات على أنها أنهت المعركة بأقل الخسائر؟
•  غير مهم. لو أنهم يريدون أن يحاربوهم فعلاً لكانوا حاربوهم دون مهادنتهم ونقلهم إلى دير الزور. تبين أنه عندما يكون هناك جيش يريد أن يحاربهم، يستطيع أن يحاربهم وأن يحسم المعركة. فـ«داعش» نمر من ورق. «حزب الله» اعتمد على «البروباغندا « في حربه لخلق صورة معينة عن قدراته، وليحاول أظهار أن الجيش اللبناني غير قادر وليبرر احتفاظه بسلاحه إلى الأبد، رغم أن الجميع يعلم أن هذا الجيش قادر منذ معركة نهر البارد التي خاضها من دون مساعدة ومن دون سلاح ملائم، واضطر إلى تطوير سلاح قديم ملائم لمعركة نهر البارد الذي كان الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله قد قال يومها أنها خط أحمر.
أما القول إن الجيش لا يتم تزويده بسلاح من أجل مقاتلة إسرائيل، فهذه مسألة أخرى. هناك بيننا وبين إسرائيل اتفاقية الهدنة. نحن غير قادرين على تحرير فلسطين. فلسطين تتحرر على يد أبنائها. المهم أن نحفظ حدودنا، وأن يكون لبنان داعماً معنوياً للفلسطينيين في الأمم المتحدة وكل المحافل الدولية. أيضا، إذا كان سلاح حزب الله لبنانيا حقا وهو يحترم السيادة اللبنانية، فلمَ لا يسلم سلاحه للجيش ويقاتل تحت امرته؟!.
○ المعادلة الذهبية «جيش وشعب ومقاومة» التي يجهد»حزب الله» وحلفاؤه إلى تكريسها، هي مسألة خلافية في البلد. هل معركة الجيش التي أكد أنه خاضها مع «تنظيم الدولة» من دون تنسيق مع «حزب الله»والنظام السوري يمكن أن تخلق واقعاً جديداً؟
• معادلة «جيش وشعب ومقاومة» لم تعد تستقيم، لأن زمن المقاومة انتهى عام 2000. نحن لدينا القرار الدولي 1701 هو الذي يحمي حدود الجنوب، والاتجاه اليوم لأن يمتد القرار لحماية الحدود الشرقية للبنان لأننا نريد أن نحمي كامل حدودنا. وأكبر معترض على ذلك هو «حزب الله». الذي يحترم في الجنوب الخط الأزرق، وهو خضع مع إيران لابعاده عن الحدود التي فرضتها عليه أمريكا وروسيا على تخوم الجولان لحفظ أمن إسرائيل، واليوم يأتي لاستخدام الحدود الشرقية مع سوريا كورقة ضغط بيد إيران والنظام السوري. هذا يندرج ضمن محاولات الاستيلاء على لبنان بالقوة و«البروباغندا» والشعارات. نحن لسنا بحاجة إلى «جيش وشعب ومقاومة» لأن ليست هناك مقاومة. ليتفضل النظام السوري ويقول إن مزارع شبعا هي لبنانية، عندها تُصبح خاضعة لمهام قوات الطوارئ الدولية (اليونيفل)، أو يقول إنها سورية، وعندها لا يعود تحريرها من مهام لبنان.
أنا أرى أن معادلة «جيش ودولة وشعب» التي طرحها رئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع معقولة، رغم أن سياسته في الآونة الأخيرة انطوت على مهادنة لـ«حزب الله».
○ كيف قرأتِ محاولات تأكيد الجيش مرات عدة على أنه قام بالمعركة من دون تنسيق مع «حزب الله» وقوات النظام السوري؟ هل كانت فقط نتيجة ضغوط أمريكية ـ بريطانية ودولية رفضت وترفض أي شراكة بين الجيش وسلاح «حزب الله»؟
• في رأيي أن الجيش قال ذلك لأنه فعلاً قام بالعملية من دون تنسيق ولأنه جيش وطني يحمي الدولة اللبنانية. لا أريد النظر من زاوية أن تأكيد عدم التنسيق والمساعدة هو مطلب أمريكي أو دولي. صحيح أن الأمريكيين والبريطانيين يدعموننا ولكني لا أستطيع أن أثق بدعمهم إلى الأبد. أكيد أنهم مع دعم الجيش اللبناني ومع دعم بقاء لبنان، ولكن لا يكفي فقط الاعتماد على الدعم الأمريكي. علينا الاعتماد على أنفسنا لملاقاة هذا الدعم. السؤال إلى أي مدى سيبقى الآخرون يدعموننا إذا كنا نحن غير مهتمين بدعم أنفسنا؟ عدم ملاقاتهم ودعم أنفسنا سيخسرنا دعم الآخرين لنا. من واجبنا كلبنانيين بغض النظر عن الدعم الأمريكي أن نقف خلف الجيش الذي يدافع عن أرض الوطن بوصفه القوة الشرعية الوحيدة الخاضعة لسياسة الحكومة، ومن يريد أن يحارب معه، فليحارب تحت سلطته، لا أن يحارب لحسابه وحساب مشغليه في سوريا والعراق واليمن والبحرين والكويت وغيرها من الدول. نحن بلد محايد ولسنا جيوشاً غازية. والمقاومة إسمها مقاومة لأنها تدافع عن أرض محتلة وليس لأنها تذهب للاعتداء على الآخرين بأي حجة كانت.
○  سؤالي ينطلق من قراءة البعض أن لبنان لم يسقط كلياً في الفلك الإيراني بدليل أن حلفاء إيران وعلى رأسهم العهد الحالي هم من أكدوا على عدم وجود شراكة مع سلاح «حزب الله»، وهي شراكة يريد الحزب تكريسها؟
• رئيس الجمهورية والمسؤولون عن البلد يجب أن يكون هذا موقفهم الطبيعي بمعزل عن الضغط الأمريكي. المشكلة أن هناك سلطة تُسلّم البلد لـ«حزب الله» وإيران، ولا يهمها سوى مصالحها. غريبة هذه الاستباحة للبنان. كيف يمكن لمساعد وزير الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري أن يأتي إلى لبنان من دون دعوة ومن دون أن يكون المسؤولون اللبنانيون على دراية بذلك؟ إذا كانت الدولة لا تحمي سيادتها وتحتاج لمن يأتي ويذكرها بأن لديهم بلداً سيداً مستقلاً وأن لديهم جيشاً هو السلطة الشرعية ولا يجب أن تشاركه ميليشيا، فهذا يعني ببساطة أن هناك مشكلة حقيقية. وهذا أمر لا يُطمئن. هل المطلوب أن نجعل القيمين على السلطة سياديين بالقوة؟ وهل يجب على رئيس الجمهورية أن يكون سيداً على البلد بالقوة وبضغط من الأمريكيين؟
○ ولكن منطق التسوية التي حصلت وأتت بالعماد عون رئيساً للجمهورية كان يتركز على ضرورة إنقاذ ما تبقى من الدولة؟
• رهان السياسيين في 14 آذار الذين شاركوا في السلطة وفي التسوية السياسية في البلاد أنطلق من أنهم إذا أتوا بالعماد عون رئيسا للجمهورية، فإنه يمكنهم أن يحدّوا من التصاقه بـ«حزب الله». هذا الخيار تبين أنه لم ينجح أو يغير كثيراً، فالمؤسسات ما زالت متعثرة، والحلف بين عون و«حزب الله» أقوى مما كانوا يظنون. هم اعتبروا أن ذهاب عون إلى السعودية يخلق نوعاً من التوازن تجاه سياسة إيران، ولكن ظهر أن الرئيس لا يستطيع أن يتصرف وفق إرادته، فهو التحق بالحلف وفق شروط محددة. «حزب الله» ومن وراءه لديهم منذ البداية استراتيجية وأهداف واضحة، بينما الطرف الآخر الذي كان يمثل 14 آذار لديه ردود فعل آنية أكثر مما كان لديه سياسة واضحة، فضلا عن ارتباطاته الإقليمية التي تتغير سياساتها وربما يعجزون عن ملاقاتها. مع الأسف هم يتصرفون وكأن البلد ميؤوس منه ويفتشون عن السلطة وكيفية الاستفادة منها. وتحت شعار الديمقراطية التوافقية التي أصبحت ديمقراطية ديكتاتورية واستبداداً توافقياً، اتفقوا على تقاسم مصادر البلد ومقدراته، وقد تركهم الحزب يتقاسمون «الجبنة» التي شاركهم فيها «حزب الله» بقوة، لكنه «المايسترو» ولديه سلاح «مقدس» واستراتيجيا للهيمنة على البلد، وهو يكتشف في الممارسة أن سلطته يمكن أن تكون من دون سقف. نظن أحيانا أن الطبقة السياسية تتصرف وكأننا في سفينة غارقة، حتى أن قراءتهم الإقليمية ليست دقيقة. فهم يتنازلون مسبقاً معلنين الانكسار قبل حصوله وأكثر مما يجب أن يتنازلوا إذا كان صحيحا.
○ أليس هذا كله انعكاس للخلل في موازين القوى أو ما يستهوي البعض إلى تسميته «الواقعية السياسية»؟
• إذا كان فعلاً هو انعكاس لخلل موازين القوى فليتفضلوا ويتركوا السلطة. وإلاّ فمشاركتهم هي تغطية للخلل ومصلحة. أنا لا أُحمّل المسؤولية لـ«حزب الله» بل للقوى التي كانت تحمل توجهاً سيادياً. هذه القوى بأدائها تكرس الخلل في موازين القوى رسمياً. المعادلة بسيطة: إما شراكة حقيقية تأخذ البلد إلى تكريس السيادة وإما الانسحاب من الحكومة وترك حزب الله يحكم إذا استطاع. لو أن «حزب الله» لا يحتاج إلى توقيعهم لما كان أعادهم للحكومة ولكان طردهم كما سبق وجرب. أنا على قناعة أن «حزب الله» لا يستطيع أن يُسيّر البلد لوحده. لكنهم ببقائهم يغطون مشروعه للسيطرة على لبنان. تواطؤهم لا يؤدي إلى المحافظة على «الستاتيكو» بل سيؤدي إلى تغييرات نوعية على الطريقة الماركسية. إنه يقضم ويقضم ويقضم ويحاول كل مرة أن يحصّل شرعية أكبر. الطرف الإيراني في البلد في حاجة إلى لبنان بما هو عليه نسبياً، إنما بطريقة شرعية، لأنه إذا قام بانقلاب أو وضع يده على البلاد بقوة السلاح أو بالعنف، فالعالم سيعتبر أن إيران احتلت لبنان وهذا له تداعياته ليس فقط سياسية إنما أيضاً ستفضي عاجلاً أم آجلاً إلى نشوء مقاومة ضد هذا الاحتلال.
نحن في مأزق قوامه أن رئيس الجمهورية انتخب من أجل النهوض بالمؤسسات، ولكن المؤسسات ليست فاعلة ما عدا مؤسسة الجيش. والمعضلة اليوم: هل يمكن وقف الانهيار في البلد؟
○ أنت تدعين إلى انسحابهم من الحكومة؟
• المهادنة يجب ان تتوقف. طالما أن «حزب الله» يستلم الدولة، فلتكن اللعبة مكشوفة. فهم لا يمسكون بخيوط اللعبة وبقاؤهم هو سيناريو خاسر لهم وخاسر للبنان، إلا إذا كانت هناك مصالح مالية من وراء كل ذلك وهو ما يبدو أنه المرجح.
○ كيف تتوقعين أن يكون عليه واقع الحال مستقبلاً؟
• قبيل الثورات العربية، كان هناك شعور بالفشل وتساؤلات عن الـ «لماذا وكيف»؟ ورفض لما آلت إليه الأوضاع، وحصلت تلك الثورات دون الدخول في تفاصيلها. نحن في حالة شبيهة الآن، تدهّور الأوضاع في لبنان يجعله في حالة غليان. هناك تجمعات ونقاشات وحراك لا من بد من أن يؤسس لشيء جديد، ولا بد أن المراكمة قد تعيد ولادة انتفاضة من جديد شبيهة بما شهدناه في 14 آذار 2015، لا أعرف متى قد يصبح ذلك ممكناً. الانتفاضات أو الثورات تنتج عن تراكمات وانفعالات قوية تتزامن مع «حدث كبير» ربما داخلي أو خارجي يحدث هزة أو صدمة. هذا الحدث قد يكون سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً. وعندئذ من الصعب التكهن بما قد ينتج عنه من حالات قد تكون حالات عنف ومن الصعب إدراك كيفية ضبطها أو لا.
○ أي مستقبل ينتظر الشيعة سواء في لبنان أو في المنطقة في ظل التأجيج المذهبي الحاصل بين السنة والشيعة؟
• أنا لست مطمئنة لمستقبل الشيعة كمواطنين حقيقيين في بلدانهم. خوفي من أن يدوم الشرخ السني ـ الشيعي لسنوات، في ظل الإسلام السياسي وممارسات إيران المذهبية وتشجيعها لمواطنين شيعة أن يكونوا ضد بلدانهم، من اليمن إلى البحرين إلى لبنان إلى سوريا حيث يعملون على تشييع الناس. هناك إراقة دماء تجري على الأرض بإسم الحسين. هذا معناه أني أقول للسني إن أتباع الحسين يقتلونك، مع أن هؤلاء ليسوا في رأيي من أتباع الحسين. غداً عندما تهدأ المعارك العسكرية، قد يكون هناك نوع من الثأر. كيف سأثق في أن بالمواطن السوري والسني العادي الذي قُتلت عائلته وعُذبت على أيدي عناصر من «حزب الله» وهم شيعة، أو الذي جرى طرده من منزله وأحتُلّ بيته أو جاؤوا بمن يحتله سوف يسامح ويغفر؟ أنا أضع نفسي مكان أولئك الأشخاص، إلى أي حد عليهم أن يكونوا متعالين، أن يكونوا فوق مرتبة البشر كي يسامحوا؟ هناك أناس سوف يسامحون، وهناك من لن يسامح.
○ هل ما جرى أسس لصراع طويل الأمد لا يمكن احتواؤه؟
• على الأرجح انه أسس لضغائن طويلة. الرهان اليوم هو على استفاقة الشيعة العرب، خصوصا في العراق، وعلى ممارستهم وعلى بعض شخصياتهم التي تبرهن على مواطنتها قبل شيعيتها. والرهان على المرجع الديني السيد علي السيستاني ومواقفه التي لم تكن مع إيران بل كان يقاوم نفوذها وبدعتها بولاية الفقيه. هذا رهان ممكن أن تتنج عنه خطوات إيجابية، إنما عندما أفكر بالمواطن العادي البسيط الذي تَعذّب وتَهجّر، أرى للأسف أن «حزب الله» كان في مقدمة الصورة. وهو لبناني وشيعي أشعر بالأسف. إيران تستغل الشيعة العرب من أجل الهيمنة والسلطة والقوة. وهي استخدمت الدين والمذهب كأداة سياسية.
○ ماذا مطلوب من الدول العربية؟
• في رأي أن على الدول العربية حيث هناك مواطنون شيعة أن تعطي هؤلاء تمييزاً إيجابياً. أنا هنا لا أتحدث عن إعطائهم فقط كامل حقوقهم وتمثيلهم في السلطة. المطلوب اليوم كبداية أن يتم تغيير الصور الذهنية الموجودة في المجتمع. مثلما نقول عادة أن المرأة تحتاج في البداية إلى «كوتا» لتغيير الصور الذهنية النمطية وإعطائها سلطة كي تقتنع هي أولاً أن لديها سلطة وليقتنع الناس أنها قادرة على ممارسة السلطة. هنا الأمر مماثل. لا بد من إعطاء الشيعة تمييزاً إيجابياً، بحيث تخصص لهم «كوتا» لضمان نجاحهم وممارسة دورهم في السلطة من أجل استعادة ولائهم، ومن أجل طمأنتهم أن هذا بلدهم وأن لديهم فيه سلطة ووجوداً شرعياً مثلهم مثل غيرهم وأن جذورهم فيه وانتماءهم له، وليشعروا أن بإمكانهم أن يمارسوا حقوقهم المواطنية وطقوسهم ويحافظوا على خصوصيتهم الثقافية. هذا الإطمئنان هو ما يجعل الشيعي العربي ملتصقاً ببلده.
على كل نحن العرب نفتقد إلى البراعة في الدعاية التي لدى إيران ولدينا نقص في إعلاء صوت الشيعة العرب المستقلين والمناهضين لسياسة إيران. كما أن العرب والأقليات في إيران مقموعون وليست لديهم حقوق، ولكن ليس لدينا الإعلام الذي يسلط الضوء على ذلك، وحتى أن الشيعة الذين تستخدمهم إيران يعلمون أكثر مني أنهم غير مرحب بهم في إيران ويُنظر إليهم نظرة ازدراء وبأنهم أداة.

الباحثة منى فياض لـ«القدس العربي»: السلطة اللبنانية تسلّم البلد لـ«حزب الله» وإيران

رلى موفّق

الإعلاميات الموريتانيات والصراع من أجل العمل في قطاع مهني طارد

Posted: 02 Sep 2017 02:12 PM PDT

نواكشوط ـ «القدس العربي»: دخلت المرأة الموريتانية عالم الصحافة والإعلام مبكرا بخطوات متثاقلة متحدية تقاليد المجتمع الذي يعتبر ظهور المرأة في الشاشات سفورا وسماع صوتها عورة، بل يحكم على المرأة بأنها «كلها عورة» وأنها «من بيتها إلى قبرها».
وازداد هذا الدخول قوة بعد التطورات الهائلة التي شهدها الإعلام وبعد أن حررت الحكومة الموريتانية الفضاء السمعي البصري سنة 2010 وظهرت فرص جديدة واحتاجت القنوات لوجوه نسائية.
وتعزز كذلك، بانفتاح فضاءات التواصل الاجتماعي التي كسرت الحواجز بين الإنسان والإعلام، وأتاحت للمرأة ولوج عالم الاتصال بسهولة بالغة مستخدمة هاتفها المحمول أو كمبيوترها الشخصي.

خطوات أولى

دخلت المرأة الموريتانية عالم الإذاعة في ستينيات القرن الماضي حيث كانت الناهة بنت سيدي أول امرأة يخترق صوتها الأثير مقدمة نشرات الأخبار، وتلتها في ذلك الصحافية أمينة بنت أحيمد التي كانت تقدم برامج الأطفال في الإذاعة الوطنية قبل ظهور التلفزيون.
تقول الصحافية الموريتانية الشابة السالمة الشيخ الولي في عرض لها عن واقع إعلاميات موريتانيا «الناهة بنت سيدي الإذاعية الشهيرة اخترقت الحقل وبقيت لفترة طويلة الصوت الناعم الوحيد الذي يصدح بما يجري حوله، وبعد فترة تحولت من الإعلام المسموع إلى المرئي مع ظهور التلفزيون الموريتاني، ففتحت بذلك المجال لدخول غيرها من بنات جنسها، فكان لتلك الرائدات الدور البارز في فرض قبول المرأة في الإعلام وتقبل المرأة الصحافية داخل وسط محافظ تتمسك تقاليده بفكرة المرأة العورة».

عوائق وعراقيل

تمكنت الإعلاميات الموريتانيات من مواجهة التحديات الكثيرة التي تواجه الجنس اللطيف وفي مقدمتها الظهور في عالم الصوت والصورة.
وترى السالمة بنت الشيخ الولي في تحليل لها عن امتهان المرأة الموريتانية الصحافة «أن من أكبر العراقيل التي واجهت الإعلاميات الموريتانيات، السلطة التي يفرضها الرجل السباق إلى مؤسسات الدولة بصفة عامة، كما شكلت العوائق المادية بدورها عرقلة كبيرة».
ومن هذه العراقيل، تقول بنت الشيخ الولي «ضعف مستويات التعليم والتكوين، وعجز المرأة عن الدفاع عن حقها في الإعلام، وضعف المؤسسات الإعلامية واختصارها في مقاولات صحافية صغيرة، كل هذا قلل حظوظ المرأة في الإعلام الخاص، وبقيت نسوة قلائل موظفات في الإعلام العمومي سائرات فيه بخطى خجولة».

فترة المأسسة

تؤكد بنت الشيخ الولي «أن الإعلامية الموريتانية بدأت في الفترة الأخيرة مع التطور اللاحق في القوانين المكرسة لحرية الإعلام، نحو مأسسة وجودها عبر هيئات تتحدث باسمها كطرف مستقل تسعى من خلالها إلى إثبات قدرتها على العمل الجاد والدؤوب».
وأضافت «رغم أن عدد النساء في الحقل الإعلامي لا يتجاوز المئتين فقد تمكنت من تأسيس اتحاد للإعلاميات وشبكة للصحافيات».
تقول الصحافية أمينة بنت عبد العزيز أول سيدة تظهر على الشاشة «تركت الصحافة لفترة طويلة لأنني لا أتحمل التوبيخ من الزملاء الرجال» مضيفة «الرجال كانوا أكثر حظا منا في التكوين والوسط طارد، فالحقيقة مؤسفة لكون لم تكن توجد امرأة مديرة في الإعلام حتى وقت قريب ظهرت مديرة مساعدة».
ونقلت بنت الشيخ الولي عن الإعلامية الموريتانية مريم بنت امود تأكيدها «أن تأخر المرأة في كل المجالات، عائد إلى النظرة الاجتماعية وعدم تقبل المجتمع لوضعية المرأة العاملة والنظر إليها على أنها نشاز».
وأضافت «تسعى شبكة الصحافيات الموريتانيات إلى تغيير النظرة السلبية للمرأة الصحافية وتفعيل دورها في المجتمع والتنمية وإثبات قدراتها وكفاءتها واستقلاليتها» مبرزة «أن الشبكة هي تشكيلة خاصة بالصحافيات فقط وهي تقبل التعاون مع أي تشكيلة أخرى في سبيل تحقيق أهداف مشتركة».

مواجهة الضغوط

وتؤكد رئيسة اتحاد إعلاميات موريتانيا ميمه بنت محمد أمحمد «أن ضعف وجود الإعلاميات في الحقل عائد إلى نظرة المجتمع للمجال باعتباره مجال شبهة وسفور لا يناسب المجتمع المحافظ، وهذه النظرة بدأت تتغير تدريجيا».
وأضافت «المرأة الإعلامية محاصرة بزملاء ورؤساء في العمل يعتبرون وجودها بينهم مجرد صدفة وبفعل التنشئة أيضا يلازم الإعلامية شعور دائم بالحاجة إلى معين فلا تثق بقدراتها الذاتية».
ووفقا لما نقلته بنت الشيخ الولي فإن رئيسة اتحاد إعلاميات موريتانيا ترى «أن السعي لتغيير الصورة السيئة للمرأة الإعلامية التي يرسمها المجتمع هي الباعث الأول على تأسيس الاتحاد الذي يسعى من خلال أنشطته المتعددة إلى تغيير تلك الصورة النمطية».

معركة الصدارة

وعن دور الاتحاد في دفع الإعلامية نحو الواجهة تقول ميمة بنت محمد أمحمد «خلقنا بالفعل حراكا لصالح المرأة الإعلامية فكل الإعلاميات في موريتانيا اليوم يعين حقهن في المساواة مع زملائهن في المهنة ويؤمن بكفاءاتهن وتلك أهم خطوة على الطريق، وصانع القرار أصبح مدركا لكوننا طرفا قويا في المعادلة، فقد ولى زمان كانت فيه الإعلاميات رقما يضاف عند الحديث عن الكم ويطرح لدى الحديث عن الكفاءة».
وفي تصريحات حول واقع الإعلاميات لمجلة «دوتشيه فيلي» يقول مدير عام إذاعة موريتانيا عبد الله ولد حرمة الله «رغم أنه ليست لدي إحصائيات دقيقة لعدد المؤسسات الإعلامية التي تديرها نساء إلا أنني أستشعر مناخ الحرية الذي باتت فيه المرأة تنعم بسهولة الولوج إلى عالم ظل إلى عهد قريب حكرا على الرجل».
وأضاف «تصوري أن الإجراءات التي قام بها النظام الحالي من إلغاء لعقوبة حبس الصحافيين ومنع المصادرة وتحسين أوضاع المؤسسات الصحافية دفع الكثيرات إلى فتح مؤسسات إعلامية خاصة في مختلف مجالات الإعلام بغض النظر عن عددها».
وقال «النساء استطعن تجاوز المحاذير التي ظل عقبات يضعها المجتمع في طريقهن، بل إن المرأة صاحبة المبادرة أو المديرة أو الإعلامية أثبتت لدى المجتمع الموريتاني أنها أكثر قبولا من الرجل نظرا لتحملها للمسؤولية الأخلاقية ولعدم تورطها في اختلاس المال العام».

حذام والغربلة

حول التحديات التي تواجهها الإعلامية، تقول السالمة بنت الشيخ من موقع «حذام» الإلكتروني إنها تتمثل بين أمور كثيرة في الاضطراب والهشاشة التي تطبع المؤسسات الإعلامية في موريتانيا بشكل عام، من حيث نقص التمويل وقلة الخبرة، فضلا عن كون الساحة الإعلامية الموريتانية لم تتمكن لحد الآن من غربلة الإعلاميات الحقيقيات القادرات على البقاء فيها، وذلك بسبب كثرة الوافدات على الحقل الإعلامي ممن لا تربطهن أي علاقة بالإعلام، وأنا أعلق الآمال على السنوات المقبلة كي تتحقق قاعدة البقاء للأصلح».
وتضيف «تعود المجتمع الموريتاني والعربي عموما على متابعة إعلام نسائي غير منتج ولا يقدم وجهة نظر، بينما نحن نسعى في موقع «حذام» إلى تغيير ذلك بتركيزنا على المرأة الوزيرة والسياسية والشاعرة والكاتبة وبائعة الكسكس، ولهذا استطعنا تقديم صورة مغايرة لسيدات صنعن مكانا لهن في دول مثل الصومال وجيبوتي وجزر القمر».

مجرد واجهة

وترى مقدمة البرامج الثقافية والترفيهية مريم منت السباعي «أن حضور المرأة الإعلامية ما زال يقتصر على لعب دور الواجهة الإعلامية دون أن يكون لها أي تأثير في الواقع».
والسبب، كما ترى، يعود إلى «تأثير العادات الاجتماعية التي لا يرى أصحابها في المرأة الإعلامية سوى مذيعة جميلة الشكل، بالإضافة إلى عدم رغبة صناع القرار في دعمها حتى تكون فاعلة وموجهة؛ ولهذا من الصعب أن يتم الاعتماد عليها في تقديم البرامج السياسية التي تؤثر على الرأي العام كما لا يتم تعيينها في المناصب التي تسمح لها بالتأثير في سياسات المؤسسات الإعلامية».
ورغم كل ذلك تحاول منت اسباعي من خلال إدارة مؤسستها الإعلامية الخاصة «موريتانينا» أن تركز على التحقيقات الاجتماعية الجريئة، محاولة قدر الإمكان مواجهة التحديات الكثيرة التي تعترضها كعدم رغبة الكثيرين في الكشف عن هوياتهم أو ذكر أسماءهم أو نشر صورهم في قضايا مثيرة كالتحرش مثلا».

تهميش وترسبات

وترفض المذيعة الشابة الغالية منت أعمر شين أن يكون السبب في منع المرأة من تبوّء مراكز التأثير في المؤسسات الإعلامية عائدا إلى ضعف المستوى، وإنما يعود الأمر إلى رواسب نظرة المجتمع أصلا لعمل المرأة.
وأضافت «من خلال عملي في مجال الإعلام منذ عشر سنوات أحس دائما أن هنالك تهميشا للمرأة الصحافية، إذ لا تسند إليها المهام الثقيلة كالبرامج السياسية أو مرافقة المسؤولين أو مرافقة الرئيس في أسفاره خارج البلاد أو داخلها». وطالبت أن يكون لدى المرأة الصحافية الإرادة القوية لتحدي تلك النظرة.

التعويل على الاتحاد

تقول اتفرح بنت أحمد دولة، الصحافية في الوكالة الموريتانية للأنباء «أن الإعلاميات الموريتانيات يعولن في مواجهة التحديات التي تعترضهن على اتحادهن الذي يشكل إطارا شاملا يحتضن جل الصحافيات العاملات داخل الحقل الإعلامي بشقيه العام والخاص، كما يمثل مرجعا وراعيا لقضايا وانشغالات المرأة الإعلامية وأفقا لتحرير طاقات إبداعية في الصحافة النسوية».
وحسب تفرح فإن «اتحاد إعلاميات موريتانيا يضم مجموعة من النساء العاملات في الحقل الإعلامي بمختلف أنواعه، السمعي والبصري والصحافة المكتوبة، وتم إنشاؤه سنة 2010 ويتألف مكتبه التنفيذي من21 إعلامية و200 منتسبة من الحقل الإعلامي ويهدف إلى حماية وتمكين الإعلامية من نيل حقوقها كاملة في المؤسسات التي تعمل فيها عامة كانت أو خاصة ومن أجل رفع مستواها المعرفي وتعزيز قدراتها المهنية ودعم دورها في بناء المجتمع».

إثبات الذات

وحول إثبات الذات بالنسبة للمرأة الإعلامية في موريتانيا، تقول بنت أحمد دولة «أن الإعلامية الموريتانية استطاعت أن تميز نفسها، حيث أن الموريتانية بشكل عام والإعلامية بشكل خاص تتمتع بشخصية طموحة ومثابرة وقد مكنها هذا من شق طريقها نحو النجاح في الميدان ولو بصعوبة كبيرة رغم التمييز والتهميش الذي تتعرض له».
وأكدت أن «الإعلامية أثبتت وجودها في المشهد الإعلامي كمنافس قوي ومشارك فاعل في الساحة الإعلامية، فظهرت أقلام نسائية بارزة.
وكمثال على هذا النجاح، لدينا مديرة للتلفزيون الرسمي ومديرة مساعدة للإذاعة الوطنية بالإضافة إلى مديرات للقطاعات ورئيسات للتحرير لا يقل مستوى أدائهن في إدارة تلك المؤسسات عن الرجل، بل العكس فهناك من تميزن وأبدعن في مجالاتهن بفضل طموحهن وحبهن للمهنة ولعملهن. ورغم تلك النماذج الناجحة التي تعد نسبة قليلة، ما زالت الإعلامية والمرأة عموما تتعرض لبعض التهميش والإقصاء خصوصا في مراكز صنع القرار والمسؤولية.»

انعدام التكوين

وحسب تفرح فإن العاملة في مجال الإعلام في موريتانيا تواجه صعوبات متعددة في المؤسسات الإعلامية فبالإضافة إلى التهميش والإقصاء في بعضها «هناك قلة التكوين وضعف التأطير والنظرة الدونية للبعض إليها، وأنها كائن لا يصلح لتولي المسؤولية، وهناك أحيانا صعوبة الموائمة بين تحمل مسؤوليات الأسرة والعمل معا بحيث لا تطغي أحدهما على الأخرى، وهناك مشاكل التحديات الاجتماعية التي تحد من قدرتها على القيام ببعض المهام مثل السفر للعمل والتغطية بالليل».
وتسعى تفرح وزميلاتها في اتحاد إعلاميات موريتانيا جاهدات إلى تذليل هذه الصعاب ومحاربة التمييز ضد الإعلامية، كما يسعين إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الإعلام، وللوصول لتلك الأهداف المنشودة ترى تفرح أنه «لابد من مواصلة الجهود والتعبئة وتمكين المرأة من الوصول إلى الأماكن الريادية جنبا إلى جنب مع زميلها الرجل من أجل تصحيح السياسات التي تكرس تهميش المرأة وتستخدمها كسلعة ووسيلة للدعاية وتجريم هذه الممارسات وسن القوانين لمعاقبتها».

كفاح الإعلاميات

يقول محمد سالم ولد الداه نقيب الصحافيين الموريتانيين في توضيحات لـ «القدس العربي»: «حظيت الإعلامية الموريتانية بحضور معتبر ولافت في المشهد الإعلامي الوطني خلال العشرية الأخيرة، وقد ساهم تحرير الفضاء السمعي البصري وظهور العديد من القنوات المرئية والمسموعة في ذلك».
وأضاف «أدى تحرير الفضاء المرئي والمسموع لظهور عديد الأطر الإعلامية النسوية اللائي انتظمن لاحقا في تنظيمات مهنية متخصصة أبرزها شبكة الصحافيات الموريتانيات واتحاد إعلاميات موريتانيا، وانتخبت مؤخرا صحافية أمينة عامة لأكبر تجمع للصحافيين الموريتانيين وهو نقابة الصحافيين وهذا تعبير عن مكانة أصبحت تحظى بها المرأة الإعلامية عبر عنه زملاؤها الصحافيون خلال مؤتمرهم الأخير».
وتحدث النقيب عن عوائق ما زالت تعانيها الإعلامية الموريتانية يرجع بعضها إلى محافظة المجتمع الذي لا يقبل البعض منه ظهور المرأة عبر الشاشات ولا حتى عبر الإذاعات لاعتبارات دينية واجتماعية.
لكن الإعلامية الموريتانية، استطاعت بالمواظبة إقناع المجتمع بحضورها الإعلامي؛ وللدولة مقاربات سياسية ساعدة على ذلك، تهدف لمشاركة المرأة وهو ما تجسد في إسناد الإدارة العامة للتلفزيون الموريتاني لإحدى الكفاءات النسوية».

.. وأخيرا

تواجه الإعلامية الموريتانية تحديات كبرى في إثبات وجودها وبقائها في قطاع طارد؛ ومن بين هذه التحديات ضغط المجتمع وتقاليد التحفظ على المرأة وضعف المستويات التعليمية، ومن بينها الزواج المبكر الذي يبعد الإعلاميات في مراحل الحمل والرضاعة، عن المجال ويشغلهن بتربية الأطفال.
وكأن الأقدار حكمت على «حواء» الإعلام في موريتانيا أن تخوض في دورة سيزيفية، صراعها الأبدي مع «آدم» الصحافة المسيطر على قطاع يشتد فيه التنافس كل يوم، قطاع أسس في سنوات الاستقلال الأولى على الرجال أولا في زمن كان المجتمع الموريتاني يحكم على المرأة بالبقاء في بيتها إلى يوم انتقالها إلى قبرها.

الإعلاميات الموريتانيات والصراع من أجل العمل في قطاع مهني طارد
يواجهن إكراهات التقاليد وسيطرة الرجال على قاعات التحرير
عبدالله مولود

المغرب: دراسة حديثة تسجل انخفاضا كبيرا في نسبة الخصوبة

Posted: 02 Sep 2017 02:11 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: كلما تأخر الحمل الطبيعي بين الزوجين وتجاوز السنة الأولى من عمر الحياة الزوجية، تتسلل إلى البيت غمامة سوداء تحجب رؤية الأمل بينهما، وتزعج الرفقة الطيبة التي تجمعهما، وكثير من النساء يتملكهن الخوف من عدم قدرتهن على الحمل والإنجاب، ويتضاعف الخوف خصوصا إذا حملن مرة وحصل الإجهاض. تتزايد الضغوط النفسية وتتفاقم المشاكل التي غالبا ما تحمل الزوجة وحدها مسؤولية عدم الإنجاب، حيث يتدخل الأسر والأقارب على خط الزوجين لتعميق الضغط النفسي عليهما، فمن سؤال «متى نفرح بمولودكما؟» إلى سؤال ثان يدعو الزوجة بشكل خاص إلى زيارة طبيب مختص للكشف والتأكد من الأسباب التي أخرت الحمل، إلى دعوتها أحيانا إلى الشروع في استعمال بعض الأعشاب. وكلما تأخر الحمل أو أجهضت الزوجة مرة أخرى كلما كبرت الضغوط التي تصل أحيانا إلى حد مطالبة الزوج بتطليق رفيقة العمر.

حالات وحكايات

لم تيأس حليمة من حصول حمل يملأ دنياها ويؤنسها في غياب الزوج، هي في منتصف الثلاثينيات من عمرها، ما زالت تنتظر اكتمال فرحتها وفرحة زوجها الذي يتقاسم معها الأمل خصوصا وأنهما ذاقا طعم وحلاوة ذلك في شهورهما الأولى بعد الزواج. تقول حليمة «لقد حدث حمل في أول عام بعد زواجنا، لكن لم تكتمل فرحتنا بعد سقوط الجنين (إجهاض) ومنذ ذلك ونحن نتابع العلاج عند دكتور مختص، وأملنا في الله كبير».
وإذا كانت حليمة متفائلة نظرا لوجود مؤشرات عديدة على ذلك من بينها حدوث حمل خلال العام الأول، فإن حالة مريم وأنور تختلف عنها. يقول أنور «تزوجنا منذ ثلاث سنوات، لم ننتبه في البداية إلى الأمر واعتبرنا ذلك مشيئة الله. لكن، بعد مرور العام الأول، بدأت أسرنا تسأل وتستفسر وأحيانا يكون الأمر مستفزا لشعورنا وغير مراع لأحاسيس الزوجة. قررنا ان نتوجه إلى طبيب مختص، فقام هذا الأخير بالتشخيص الكامل، وقدم لنا الإرشادات الكافية بعدما لم يكتشف أي عيب في الطرفين» ويضيف «ها نحن نتابع العلاج عبر تناول أدوية، وإن أراد ربنا لنا أبناء فحتما سيحدث الحمل».
حكاية زينب وزوجها احمد، تختلف عن باقي الحكايات، لأنهما تعرضا لعواصف كادت أن تعصف ببيت الزوجية لولا رابطة الحب القوية التي جمعتهما. العلاج الطبي وعشر سنوات من الانتظار، مشحونة بطاقة صبر وأمل كبير ورضا بقسمتهما في الحياة، مسار رحلة ممتعة، وهما يحكيان تفاصيل مخاضاتها وظلم ذوي القربى. تقول زينب وهي تضحك «لم اصدق الخبر في ذاك اليوم وأنا في عيادة الطبيب، مبروك سيدة زينب أنت حامل، فرحة لا أستطيع وصفها بل لم أستطع تصديقها». تقول مريم «11سنة من الانتظار والصبر والضغوطات النفسية الكبيرة التي تعرضنا لها خصوصا زوجي بعد ما طالبته حماتي تطليقي وهو الطلب الذي سيعكر صفوة حياتنا بعدما أصبحت لازمة ترددها صباحا مساء انتهت بخروجنا من منزلها والانتقال إلى مدينة أخرى هربا من ضغطها بعدما تفجرت مشاكل وخصومات بين أسرتي وأسرة زوجي». لقد تحقق حملي في سن38 من عمري. «ربي كبير» يقاطعها زوجها انور وابنته أمل على ركبتيه، صدق أو لا تصدق صديقي كانت الرحلة متعبة خصوصا «ضغط البشر والمقربين ضغط رهيب لكن الأمل في الله. عشنا ضغطا أخر ونحن نتابع حمل زينب، ولم نخبر أحدا حتى بلغ الحمل سبعة أشهر، كانت لحظات عصيبة عشناها على أعصابنا، فرح ممزوج بالخوف من ان تفشل المحاولة، اكتملت تسعة أشهر مرت كأنها تسعة أعوام أخرى إضافة إلى إحدى عشرة سنة التي قضيناها في انتظار صرخة أمل، صرخة أنعشت الروح وأخرست الألسن التي لم تتركنا نعيش بسلام وأمان.

انخفاض مستويات الخصوبة

وسجلت دراسة حديثة في المغرب انخفاضا كبيرا في نسب الخصوبة وسط الأسر المغربية، إذ بلغ عدد الأشخاص الذين يعانون اليوم مليونا ونصف شخص أي حوالي 800 ألف أسرة مغربية ما زالت تحلم بالأمومة والأبوة في انتظار اكتمال دورة القمر وحصول الحمل المنتظر.
وترجع أسباب انخفاض مستويات الخصوبة في المجتمع المغربي إلى عوامل عديدة أبرزها أن انتشار وسائل منع الحمل عرف ارتفاعا مهما جدا على مر السنين، بعدما كانت حوالي 6 في المئة من النساء في سن الإنجاب يستعملن وسيلة لمنع الحمل سنة 1960 انتقل هذا المعدل إلى 19 في المئة سنة 1979، ثم 63 في المئة سنة 2004 و 67،4 في المئة سنة 2011. ويقدر انتشار وسائل منع الحمل ب65،5 في المئة في الوسط القروي، و68،9 في المئة في الوسط الحضري. ونسبة انتشار وسائل منع الحمل تظل منخفضة جدا (11 في المئة) عند النساء اللائي لا يتوفرن على أطفال. وترتفع هذه النسبة بشكل قوي مع التوفر على أطفال لتصل إلى 70،1 في المئة عند اللائي يتوفرن على طفل أو طفلين، وحوالي 79،3 في المئة عند اللائي يتوفرن على ثلاثة إلى أربعة أطفال.
ومن بين العوامل التي أشار إليها تقرير مندوبية الإحصاء بمناسبة اليوم العالمي للسكان تأخر سن الزواج الأول لدى النساء الذي انتقل من أقل من 20 سنة خلال الستينات إلى أكثر من 25،7 سنة خلال 2014.

تقنيات للتلقيح والإخصاب

وصادقت الحكومة المغربية يوم 27 تموز/يوليو الماضي على مشروع قانون المساعدة الطبية على الإنجاب الذي تتوخى منه المساهمة في التخفيف من معاناة الأسر مع تزايد وارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون (مليون ونصف) من مشكلة الخصوبة والعقم بالمصادقة على قانون المساعدة الطبية على الإنجاب، والتي يعرفها المشروع بتقنية سريرية أو بيولوجية تمكن من الإخصاب الأنبوبي، أو حفظ الأمشاج واللواقح أو التلقيح المنوي أو نقل اللواقح، وكذا كل تقنية أخرى تمكن من الإنجاب خارج السياق الطبيعي.
وربط مشروع المساعدة الطبية على الإنجاب بالعجز أو الضعف في الخصوبة والتي لا تحقق الحمل بعد مرور اثني عشر شهرا من المحاولات المنتظمة للإنجاب بطريقة طبيعية، كما أنه لا يمكن، بأي حال من الأحوال، أن يتعلق الأمر بالعقم الناتج عن عدم قدرة أحد الزوجين على الإنجاب إطلاقا.
ولأول مرة، نصّ قانون المساعدة الطبية على الإنجاب على تأجير الأرحام، الذي عرّفه بأنه «استقبال امرأة داخل رحمها للقيحة ناتجة عن الإخصاب الأنبوبي لأمشاج متأتية من زوجين، واستكمال الحمل إلى نهايته قصد تسليمهما الطفل بعد الولادة بصفتهما والديه الطبيعيين».
وحسب بعض التقارير الإعلامية، فإن عملية تأجير الأرحام في المغرب منتشرة بطريقة غير قانونية، حيث كشفت بعض التحقيقات وجود ما يفوق 600 مغربية تؤجر رحمها سنوياً، في ظل غياب الرقابة على المستشفيات الخصوصية، وتستّر الأطباء على مثل هذا النوع من العمليات. كما ان بعض المغربيات يفضلن التوجه لإمارة لوكسمبورغ للقيام بمثل هذه العمليات مقابل مبلغ مادي يصل إلى 15 ألف دولار، لتنتقل مؤخرا إلى مدن في شمال المغرب.
ويأتي مشروع القانون الجديد ليسد الفراغ القانوني الذي تعرفه المساعدات الطبية على الإنجاب في المغرب، حيث أكدت الحكومة أن هدفها هو وضع إطار يستجيب للتساؤلات الأخلاقية والقانونية والدينية، التي يطرحها التقدم المتلاحق للعلوم الطبية والتقنيات البيوطبية.
ومن أجل تفادي تجارب للاستنساخ البشري، وانتقاء النسل والتبرع بالأمشاج أو بيعها، وكذا منع الحمل لفائدة الغير، حصر القانون اللجوء إلى المساعدة الطبية على الإنجاب فقط لفائدة امرأة ورجل متزوجين، وعلى قيد الحياة، وبواسطة أمشاج متأتية منهما فقط، مشترطا الحصول على الموافقة الكتابية للزوجين ومؤكدا على ضرورة إخضاع المؤسسات الصحية والمراكز الخاصة والمهنيين المعنيين لإجبارية الحصول على اعتماد لممارسة تقنيات المساعدة الطبية على الإنجاب.

مشكلة نفقات العلاج

ومن بين أبرز الصعوبات التي تواجهها الأسر المغربية بخصوص اللجوء إلى المساعدة الطبية، إشكالية تغطية مختلف نفقات العلاجات (التغطية الصحية) التي ما زالت تراوح مكانها في علاقتها بمؤسسات التأمين التي لا تغطي تقريبا تكاليف المساعدة الطبية على الإنجاب، بالإضافة إلى ذلك أن التغطية الجغرافية والصحية تبقى غير كافية لمواجهة مشاكل العقم.
وتطالب الجمعية المغربية للحالمين بالأمومة والأبوة، بضرورة ضمان حقوق الزوجين في التغطية الصحية عن تكاليف العلاج الخاصة بضعف الخصوبة وعلاج العقم وتمكينهم من الولوج إلى علاجات ذات جودة عالية.
وتشير الجمعية المختصة في هذا المجال أن نفقات العلاج قد تتراوح ما بين 30 ألف إلى 45 ألف درهم درهم (ما بين 3000 و4500 دولار) ككلفة إجمالية، مع اختلاف الحالات «ما يضطر معها الزوجين في الكثير من الأحيان إلى اللجوء إلى القروض، أو بيع بعض الممتلكات الخاصة».
وتؤكد الإحصاءات أن معالجة العقم عند المرأة قبل سن الثلاثين أجدى وأنفع بمقدار الضعف أو أكثر. أما بعد هذه السن فتصبح مهمة صعبة ولا تحقق الفائدة المرجوة منها إلا في واحدة من كل ثلاث حالات وهي تختلف تماما عنها فيما قبل هذه السن. وأفضل سنوات العمر للإخصاب هي أواسط العشرينيات. أما بالنسبة للرجل فإن الخصوبة تتدنى لديه تدريجيا مع تقــدمه بالعمر، وتهبط بسرعة بعد بلوغه سن الأربعين.
ويعتبر العقم عند الرجل عدم القدرة على التلقيح، ولاعلاقة له بالقدرة الجنسية وتلبية الرغبات الطبيعية، وهو الاعتقاد الخاطئ لدى البعض الذي يربط الجنس أوتوماتيكيا بالإخصاب، وتشير العديد من الدراسات ان الرجل يكون أحيانا مسؤولا عن عدم التلقيح والإخصاب بنسبة تتراوح بين 30 ٪ و40٪ من حالات العقم الزوجية. أما العوامل المشتركة بين الزوجين فتصل إلى نسبة 30٪ من الحالات.
وحسب أحد الأطباء المختصين في طب التوليد، وانطلاقا من اختباراته الشخصية وملاحظاته اليومية فإن هذه النتائج تؤكد ان الرجل يتقاسم مع المرأة مسؤولية العقم وضعف الخصوبة بنسبة لا تقل 35٪ من جميع الحالات التي أشرف عليها بمعدل نصف حالة العقم في الحياة الزوجية.
وتفيد الجمعية الأمريكية لدراسة قضايا النسل ومواصفات السائل المنوي الجيد لدى رجل طبيعي سليم وقادر على الإخصاب كما يلي: حجم السائل المنوي، من 3 إلى 4 سنتمترات مكعبة، والحجم الوسطي هو 3.5 سم3 . حموضة السائل المنوي (PH) مالحة تتراوح بين 7 و 7.5. لزوجة السائل المنوي: يكون المني عادة لزجا بعد القذف، ولكن سرعان ما يصبح سائلا خلال عشرين دقيقة من الحصول عليه. لون السائل المنوي: أبيض مائل إلى الاخضرار. عدد الحيوانات المنوية: يجب أن يتراوح بين 60 و100 مليون في كل سنتمتر مكعب، أي ما يوازي حوالي 280 مليون خلية حية في الدفق الواحد. حركة الحيوانات المنوية ومدة بقائها حية: يجب أن يبقى 60 ٪ وما فوق من الحيوانات المنوية متحركا لمدة ساعتين، و35 ٪ لمدة ست ساعات من حين الحصول على المني. عدد الخلايا المنوية الفاسدة: يجب ان لا يتعدى 30 ٪ من العدد الإجمالي. عدد الخلايا المنوية الجيدة: يجب أن يكون أكثر من 70 ٪ من الحيوانات المنوية ذا شكل طبيعي وعادي وفعال.

المغرب: دراسة حديثة تسجل انخفاضا كبيرا في نسبة الخصوبة
الحكومة تصادق على مشروع قانون المساعدة الطبية على الإنجاب
عز الدين مليري

السويس: تاريخ من الفداء على البحرين الأحمر والمتوسط

Posted: 02 Sep 2017 02:11 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: هي مدينة المقاومة الأولى، تاريخ من المواجهات والحروب والكفاحات الشعبية التي سطرت في أكبر مدينة مطلة على البحر الأحمر، لهذا سميت «مدينة الفدائيين». تعد محافظة السويس المصرية، الشرارة الأولى لثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011 بعد أن سقط فيها أول شهيد للثورة في حي الأربعين.
تقع المدينة التي سميت قديما «القلزم» في الطرف الشمالي لخليج السويس، شرق دلتا نهر النيل، تحدها شمالا محافظة الإسماعيلية، وجنوبا البحر الأحمر، وشرقا جنوبي سيناء، وغربا القاهرة والجيزة، وسميت على اسمها قناة السويس التي تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط.
في المدينة 5 أحياء أهمها السويس، وهو حي حضري فيه معظم الهيئات والمصالح الحكومية، وحي الأربعين، الذي يغلب عليه الطابع الشعبي، وحي عتاقة الذي يضم معظم المناطق السكنية والشركات والمواقع الصناعية والقرى السياحية، ويمتد حتى منطقة السخنة والزعفرانة جنوبا وحتى مسجد سيدي الدكروني غربا في طريق القاهرة، إضافة إلى حي الجناين الريفي وفيه أراض زراعية وبساتين الفاكهة ويمتد حتى كوبري السيل بعد قرية كبريت وهو الحد الفاصل بين محافظتي السويس والإسماعيلية.
في العصر الفرعوني، كان اسم هذه المدينة «سيكوت» ومحلها الآن «تل المسخوطة» على بُعد 17 كيلومترا، غرب مدينة الإسماعيلية، وقد أطلق عليها الإغريق اسم «هيروبوليس» أو «إيرو» في العهدين الروماني والبيزنطي، وتدل الأبحاث الجيولوجية على أن خليج السويس كان يمتد في العصر الفرعوني حتى بحيرة التمساح، ثم انحسرت مياهه جنوبا، إلى البحيرات المُرّة.
وعندما انحسرت خلّفت وراءها سلسلة من الوهاد والبطاح، التي كانت تملؤها المياه الضحلة، فصارت «هيروبوليس» من دون ميناءً على البحر الأحمر، وفقدت جزءا من صفتها التجارية وأهميتها الملاحية، ولم تحتفظ إلا بأهميتها الاستراتيجية، كجزء من القلاع التي كانت تكوّن سور مصر الشرقي، وتمتد عبر البرزخ شمالي سيناء إلى غزة.
ونشأ ميناء جديد على الرأس الجديد لخليج السويس، يسمى «أرسينوي أن» أو «كليوباتريس» في العصر البطلمي، وكان هذا الميناء ناحية «السيرابيوم» التي تقع شمال البحيرات المُرّة. ثم استمر انحسار خليج السويس نحو الجنوب وانفصلت البحيرات المُرّة عن الخليج، فنشأ ميناء البحر الأحمر الجديد، الذي سُمي «كلزيما» في العصر الروماني، وهو الذي حرّف العرب اسمه إلى «القلزم» وسموا به كذلك البحر الأحمر، وفي القرن العاشر الميلادي نشأت ضاحية جديدة جنوبي «القلزم» سميت بـ «السويس»، ما لبث أن ضُمت إليها «القلزم» القديمة وحلت محلها، وأصبحت ميناء مصر على البحر الأحمر.

ندرة المياه العذبة

وتمتاز السويس القديمة بشوارعها الضيقة ومبانيها ذات الطابع المملوكي، وهذه المدينة تتميز عن «القلزم» ولا سيما في العصر العثماني، حيث خشي الأتراك من تهديد الأساطيل الأجنبية فأنشأوا أسطولا يحمي السويس وموانئ البحر الأحمر التركية الأخرى.
وعُدت المدينة موقعا حربيا يرابط فيه الجُند لحماية مدخل مصر الشرقي، ومن ثَمّ كان بناء الطابية، وهي قلعة حصينة فوق أحد التلال تشرف على البحر، كما أُقيمت فيها دار للصناعة (ترسانة) لترميم السفن وبنائها.
وتبدأ نهضة السويس بشق القناة وإنشاء ميناء «بور توفيق» وتوسيع الحوض، ليستقبل السفن الآتية إلى الشرق الأقصى، وحوض إصلاح السفن. وكان في مقدمة الأسباب التي أعاقت نموّ السويس ندرة المياه العذبة، إذ كان الماء ينقَل إليها على ظهور الجمال، من عيون موسى التي تقع على مسافة 16 كيلومترا، إلى الجنوب الشرقي من السويس.
وبدأت في المدينة في الوقت الحاضر نهضة جديدة بإنشاء صناعات هامة، ولا سيما تكرير النفط ومشتقاته. وبذلك، تعود السويس لتؤدي دوراً جديداً في تاريخها. فهي ليست قلعة مصر عند قمة خليج السويس فحسب، ولا هي ميناء للعبور فقط، بل هي ثغر كبير يشرف على إحدى صناعات مصر المهمة، وهي الصناعات النفطية، ودار للصناعة، ومنطلق نحو موانئ البحر الأحمر ـ أو البحيرة العربية الكبرى ـ ومبتدأ رحلة الحاج إلى الأراضي المقدسة.

العصر الإسلامي

وكانت تقطن مدينة السويس، قبل الفتح الإسلامي، جماعة من الناس تشتغل غالبا، بالصيد والقرصنة، ولكن لم تلبث أن شهدت نشاطا واسعا وانتعشت في العصر الإسلامي. وكان أول ما اشتهرت به السويس اقتصاديا في العصر الإسلامي هو بناء السفن، الذي كان له شأن عظيم في مصر في فجر الإسلام، خاصة في العصر الأموي.
وألقت البرديات شعاعا من النور على صناعة السفن في مصر، وأظهرت مهارة الملاحين المصريين في ركوب البحر، فضلا عن تقدير الحكومة المركزية لتلك المهارة واستغلالها.
والبرديات التي اكتشفت حديثا في «كوم أشقاو» ترجع إلى عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، أشارت إلى أن صناعة السفن ازدهرت في مصر في ثلاثة مراكز هي: الروضة، والسويس، والاسكندرية، وهذا يعني أن منطقة السويس كانت لها أهميتها الكبرى في صناعة السفن، إحدى أكبر الصناعات التي عرفتها مصر الإسلامية.
كما كانت السويس أحد ثلاثة مراكز كبرى في مصر لبناء السفن التجارية وغير التجارية.
كذلك ظهر لمنطقة السويس أهمية اقتصادية، خاصة في العصور الوسطى، هي غِنى تلك المنطقة بالثروة المعدنية، مثل الذهب والزمرد، فضلا عن الأخشاب.
والمعروف أن أشجار السنط كانت تنمو بكثرة في شبه جزيرة سيناء، وحول السويس.
واهتم صلاح الدين الأيوبي بتلك الأشجار، لأهمية أخشابها في بناء السفن، في وقت اشتدت فيه الحرب البرية والبحرية ضد الصليبيين في الشام، وفي حوض البحر المتوسط.
وفي عصر المماليك، ظلت القوافل تحمل أخشاب شجر السنط بانتظام بين السويس والقاهرة، مما أضفى عليها أهمية اقتصادية خاصة.

عصر المماليك

في عام 1505 ميلادية قاد حسن شاهبندر، تجار السويس بأسطول تجاري لقتال البرتغاليين أمام الساحل الغربي للهند.
وفي عام 1516 أقلعت حملة مصرية عثمانية من السويس تحت إمرة سلمان الرومي وحسين تركي لقتال البرتغاليين، وكانت بداية ضم اليمن للدولة العثمانية في عام 1541 هاجمها أسطول برتغالي بقيادة استفاو دي غاما الحاكم البرتغالي للهند (والابن الثاني لفاسكو دي غاما).
وأمام قوة الأسطول العثماني المرابط في السويس، اضطر دي غاما للانسحاب وعرّج على ميناء الطور في جنوب سيناء حيث دمره ثم أقفل عائدا إلى قاعدته الحديثة.

السويس والكفاح الوطني

خاض أهالي السويس معارك عنيفة ضد جنود الإمبراطورية البريطانية، بدبابتهم ومدافعهم الرشاشة وغيرها من الأسلحة الفتاكة. ولم تكن هذه المعارك بين قوات متكافئة، عددا أو عدةً، مما حمل السكان على الاضطلاع بعبء الكفاح الطويل، وأبدوا فيه من الفدائية والبطولة والروح العالية، ما جعل كفاحهم أروع ما يكون، وأعطوا صورة مشرفة للنضال الوطني.

المعركة الأولى 1951

تعطلت إحدى سيارات النقل الحكومية في منطقة الأربعين، بالقرب من ورش السكك الحديدية، وكانت تقل قوة من جنود الشرطة، فنزل السائق لإصلاح السيارة، وإذا بالجنود الإنكليز الموجودين في المعسكر البريطاني المجاور يطلقون النار على جنود الشرطة، الذين قابلوا العدوان بمثله وأطلقوا النار على الإنكليز.
واستمرت المعركة بضع ساعات، وأبلى الفدائيون بلاء حسنا، إذ كوّنوا فرقا مجهزة بالمدافع سريعة الطلقات، وكمنوا في مواقع خفية على الطريق الذي تمرّ منه النجدات البريطانية، وأخذوا يتصيدون الإنكليز برصاص مدافعهم. واستشهد في هذه المعركة 28 من المصريين، منهم 7 من رجال الشرطة، وبلغ عدد الجرحى 70 منهم 12 من رجال الشرطة، فيما بلغ عدد قتلى الإنكليز 22 علاوة على 40 جريحا.

المعركة الثانية

استأنف الإنكليز القتال في اليوم التالي، منتهزين فرصة اشتراك أهل المدينة في تشييع جنازة أحد الشهداء الذين سقطوا في معركة اليوم السابق، فخرجت قوة بريطانية قوامها 3 دبابات و4 مصفحات، وعدد من السيارات المسلحة، وأخذت تطلق النار جزافا على المشيعين والأهالي ورجال الشرطة والمنازل القريبة، وعمد رجال الشرطة والأهالي إلى الدفاع عن أنفسهم، ونشب قتال بين الفريقين استمر ساعة كاملة، وأسفر عن استشهاد 15 مصريا، بينهم سيدة وشرطيان، وبلغ عدد الجرحى 29، منهم 6 من رجال الشرطة، وبلغ عدد قتلى الإنجليز 24، والجرحى 67.

بعد عدوان 1967

في 14 و15 تموز/يوليو عام 1967 كان من المنتظر وصول مراقبي وقف إطلاق النار، وحاول الإسرائيليون إنزال بعض الزوارق إلى القناة، تم التصدي لها، وأُحبطت المحاولة.
وتمكّنت المقاومة الشعبية مِن أَسْر ضابط وجندي إسرائيليَّين، ولمّا فشلت هذه المحاولة، قصف العدو الإسرائيلي الأهداف المدنية بالطائرات والصواريخ. ولم تسلم مصانع النفط من هذا القصف العنيف، فشب حريق كبير، تمت السيطرة عليه، بجهود قوات المطافئ، والشرطة، والقوات المسلحة، والمقاومة الشعبية وعمال المصانع أنفسهم.
استمرت محاولات العدو قصف الأهداف المدنية بشكل عشوائي، وتمسك شعب السويس بالصمود دفاعا عن الأرض، إلاّ أن قرار تأجيل الدراسة، ثم إلغائها، كان إيذانا ببدء تجربة الهجرة، بكل ما فيها من تحمّل ومعاناة ودروس جديدة، تحت شعار: «التهجير جزء من المعركة، ولمصلحتها». وشكلت عدة لجان من الأجهزة الشعبية والتنفيذية لزيارة أبناء السويس المُهجّرين، في المحافظات المضيفة، ومتابعة عملية التهجير والرعاية، مع الأجهزة المعنية في المحافظات.
وعندما بدأ العدوان عانت المصانع نقص الأيدي العاملة، نتيجة استدعاء الاحتياطي والحرس الوطني وحاجة المقاومة الشعبية والدفاع المدني، فتطوع العاملون للعمل 12 ساعة يوميا بدلاً من ثماني ساعات، بلا أجر إضافي. واستمر العمل بهذا النظام أكثر من شهرين، حتى سنحت الظروف بالعودة إلى نظام ثلاث ورديات.
وبدأت محاولات إطفاء الحرائق، خلال الاشتباك، على الرغم من استمرار القصف، وتساقط القنابل والصواريخ، فما يكاد الاشتباك ينتهي، حتى تندفع جموع العاملين نحو النيران، بمعاونة رجال الإطفاء، الذين وفدوا على السويس من القاهرة.

الكفاح الشعبي

وقف شعب السويس في كل موقع، مساندا قواته المسلحة صانعا أروع صفحات البطولة والفداء. حاول العدو الإسرائيلي دخول مدينة السويس، بعد أن تسربت دباباته من خلال ثغرة «الدفرسوار» جنوب البحيرات المُرّة، وتحركت دباباته صباح 24 تشرين الأول/أكتوبر، في مجموعات متفرقة، عددها 32 دبابة، محاولة احتلال مدينة السويس، فخرجت مجموعات من شباب المقاومة والمواطنين مع رجال الشرطة والقوات المسلحة، لتدمّر دبابات العدو وتقتل جنوده، وأمكَن تدمير 23 دبابة، فانسحبت الأخرى.
ويبقى قسم شرطة الأربعين، ومسجد الشهداء، ومسجد سيدي الغريب، ومداخل المدينة، علامات بارزة في تاريخ نضال السويس، وتاريخ مصر الوطني.

السويس: تاريخ من الفداء على البحرين الأحمر والمتوسط
شعب قاوم العدوان وأشعل شرارة ثورة 25 يناير
مؤمن الكامل

المدينة والوظائف الحضارية للعلامات: قراءة سيميولوجية

Posted: 02 Sep 2017 02:11 PM PDT

تشير الباحثة إيزابيلا بيزيني الأستاذة في جامعة روما إلى أن المدينة من المنظور السيميولوحي تعدّ «جمعاً من النصوص» فهي تعكس التحولات، والقيم؛ كما الاتجاهات، وبذلك فهي نموذج سردي تبعاً لقدرتها التعبيرية، وهنا نستدعي رولان بارت وقراءته السيميولوجية، ولا سيما من حيث البحث في هذا التشكيل انطلاقاً من موقف المتلقي كما يذكر في مقالة له داعياً إلى اختبار البنى السيميولوجية للمدينة من خلال فعل تصنيف الرموز والعلامات بما تنطوي عليه من أنساق، ومنها على سبيل المثال التعارض الناتج بين التاريخي ومتطلبات الحداثة، ونموذجه على سبيل المثال مدينة روما. لا شك أن القراءة السيميولوجية تتيح الوقوف على الأنماط الحضارية من خلال الإشارات، والرموز، والأيقونات، بما في ذلك التخطيط الجغرافي، أو الفضاء العام للمدينة التي تعني تمثيلاً حضارياً، وهذا يشمل علاقات القوة، والسلطة، والإقصاء، وحتى الدور والوظيفة، من مفهوم علاقة اللغة بالسلطة كما ينص بارت.
لا شك أن زيارة أية مدينة سرعان ما سوف تقودنا إلى مواجهة غابة من الإشارات والعلامات، بالتوازي مع التخطيط الهندسي، وغير ذلك من العناصر بوصفها منظومة تنتج نسقا من السلوك الحضاري العميق للثقافة التي تنتهجها أمة ما، فالعلامات تنتج علاقة بين الزائر أو المتلقي- بما في ذلك مرجعياته الحضارية والثقافية… – وبين البنية الثقافية للمدينة، فالزائر يحاول أن يفكك الإشارات الرموز، وينتهج سبيلها، أو يعيد إنتاجها كي يتمكن من الالتحاق بالنظام، وحتى لا يتسبب بخرق النظام الثقافي المديني الذي يتقاطع معه، وهذا يشمل الخشية من تجاوز النظم الأمنية، بالتوازي مع تحقيق أمنه الخاص، ومصلحته الذاتية، أضف إلى ذلك تذوق القيم الجمالية للمدينة، ومن هنا تكمن عبقرية صناعة العلامات، فهي تكفل نسقاً توافقياً ينهض على فهم متبادل لتحقيق هدف مشترك قائم على تفكيك شفرات معينة.
إن الزائر لبعض المدن الأوروبية، بالإضافة إلى بعض المدن في شرق آسيا كطوكيو وسيؤول وكوالالمبور سيلحظ أن التقدم الحضاري ينعكس بشكل طردي على المستوى الإشاراتي والعلاماتي، وهذا يعني أن ثمة علاقة بين التقدم الحضاري من جهة، وبين تطور النظام العلاماتي من جهة أخرى، فهذه المدن تتميز بنموذج متقدم من العلامات التي تطال كافة المستويات التي تتعالق مع البشر، بما فيها إشارات التحذيرات والتنبيهات التي لا يمكن أن تخطئها العين بحيث تكاد تحاصرك في كل مكان، فهي تبدأ من المطار، ولكنها لا تكاد تنتهي، حتى أنها تنتشر في أكثر المناطق فقرا، أو لنقل في مستوى طبقي متواضع.
هذه العلامات تحيل إلى نسق حضور الدولة، وسطوتها، وهي من أبرز المقاصد المضمرة التي تقوم هذه العلامات بإيصالها للإنسان سواء أكان مواطناً، أو زائرا. هذا التقدم في إنتاج العلامات والتحذيرات، وتوزيعها، يهدف إلى تكوين منهج بغية الاشتباك مع المدينة مادياً ومعنوياً، ومع ذلك فهي تنطوي على تعميق الإحساس بأنك مقدر، وأن الدول مسؤولة عن كل صغيرة وكبيرة، بما في ذلك أمنك، وحقك، ومسؤوليتك تجاه القانون، وهذا يشمل الزائر والمواطن، بل أن ثمة توضيحات تشي أنك مراقب بالصوت والصورة. ولعل الزائر إلى هذه الحواضر المدنية سيلحظ على سبيل المثال، التنبيهات التي لا يمكن أن تتناسى أبسط جزئية بما في ذلك باب منخفض يمكن أن يتسبب بإصابة، وهذا ينتشر في كل مكان كالمترو، أو قطار الأنفاق، وفي الحافلات، والدوائر الحكومية، والأسواق… فالعلامة لا يمكن أن تتجاوز في الثقافات المتقدمة كونها تنطلق من مسؤولية مشتركة يمثلها عقد اجتماعي، أو وعي تتقاسمه الدولة والمواطن، فوجود العلامة يعني أن أي خرقٍ سوف يؤدي بالضرورة إلى مسؤولية، ربما تؤدي إلى العقاب والمحاكمة، ومع أن هذه الأمور تبدو مألوفة، ولا تحتاج إلى تأويل، غير أنها تنطوي على بعد شديد الأهمية، كونها تعكس البنية الحضارية لدولة القانون، ومفهوم المساواة بين الحقوق والواجبات، والقدرة على فهم هندسة العقل الجمعي.
هذا العمق في تكوين الإشارات والعلامات والرموز: توزيعها، وتنظيمها؛ بمعنى قدرتها على أن تكون شاملة، مما يحيلنا إلى رسالة مفادها أن الإنسان بات جزءاً من النظام، وهذا ينقله إلى مستوى المواطن المنتمي. هذا النسق من الفهم العميق لمسؤولية الدولة في حفظ الإنسان، والمواطن، يعني أن ما يقوم به المواطن من دفع للضرائب هو أمر مقدر، إذ يعود عليه بالنفع والفائدة، كما أنه يعني في قراءة تأويلية رعاية الدولة، وأنها حاضرة، ولعل هذا التقدير العميق للتكوين الحضري والجغرافي يكاد يشمل على سبيل المثال التوزيع العادل للحدائق العامة في المدن المتقدمة حيث يلاحظ وجود حديقة في كل منطقة بحيث يتاح للمواطن التمتع بنمط من الحياة الصحية، مع توفير مساحة للعب الأطفال، وهذا يتحقق بغض النظر عن موقع الحي في السلم الطبقي، من منطلق أن هذا حق للإنسان، وعلى الدولة أن تؤمن هذا الجانب، وهذا ينسحب على التعليم والصحة والمواصلات، بل ثمة وسيلة للتواصل المباشر لطلب المساعدة في كل مكان. ولعل هذا يأتي من تمكن مفهوم الحق القائم على المواطنة بغض النظر عن مرجعياته. أي ذلك العقد الاجتماعي الذي تحدث عنه فلاسفة وعلماء اجتماع، تمكنوا من خلق البنى المتواشجة للوصل إلى معنى المدنية والحضارة والعلاقة بين الدولة والمواطن، كما في أدبيات جاك جان روسو، وهوبز، وهيغل، وغيرهم.
 لا شك في أن مقارنة الانتشار العلاماتي بين المدن العربية، وأي مدن أخرى تقع في المراكز الحواضرية، وتحديدا في الغرب، أو حتى شرق آسيا على سبيل المثال، سيشي بفقر المدن العربية التي تتفاوت في تكونها الإشاري والعلاماتي، وتوزيعها لمرافق الحياة المدنية بعدالة، بما في ذلك مسؤوليتها عن الإنسان، لا شك بأنه ليست كل المدن العربية على نفس القدر من السوء، ولكنها مجتمعة لا تقارن بالتطور العلاماتي والهندسة الحضارية للدول المتقدمة من حيث القدرة على رسم ملامح الحياة، وإسنادها إلى منظومة حضارية متطورة، تنهض على التعاقد المجتمعي، مع الحرص على مصلحة الطرفين، بما في ذلك خلق مفهوم هيمنة الدولة، وحضورها، والتي تعد ذات أهمية قصوى في تشكيل المنظومة الأمنية والاستقرار، لا عبر تقديم عبارات أو صور تعكس أهمية المواطن، بمقدار ما يراد منها تكريس السلطة الحاكمة، وتمكينها من خلال آليتي «التوزيع والانتشار» مع تجاهل توزيع العلامات المعنية بأمن المواطن بوصفه إنساناً.
لا شك بأن العقل المتقدم ينهض على التفكير في كل شيء، وعدم ترك أي أمر للصدفة، أو الحيرة، أو التساؤل، فثمة تفاصيل دقيقة تكاد تشمل كل جزئية، ولهذا فإن مفهوم الدليل، والكتيب، والتعليمات، والأسئلة، والنماذج، والتصنيف، هي نهج أوروبي، انتشر في معظم دول العالم، بيد أن تطبيق العلامات يخضع للمنظومة القانونية السائدة في المجتمع، ولهذا فإن هذا النظام لم يتطور إلى هذه الدرجة إلا بعد مراحل كبيرة من الوعي، والتجربة، وعبر التعلم من الأخطاء، ففي كل حادثة، تظهر إشارة أو علامة للتنبه إلى المنهج السليم للحياة، كالعبور إلى داخل الحافلة، وغير ذلك، ولكن هذه الإشارة لن تعمل ما لم يكن هنالك وعي مجتمعي عميق، أوجدته المناهج، والفنون كي يكون فاعلاً في العقل الجمعي، في حين أن المدينة العربية تكاد تفتقر إلى هذه الرموز والإشارات، إلا بتمثيلها الأساسي والبسيط أو السلطوي، بل إن هناك بعض المدن العربية تكاد لا تعترف بأهمية خطوط الشارع، كونها تعد ترفا لا داعي له، فالإنسان لا يشكل قيمة، إذا ما تعرض لأذى كونه لا يقع في خانة الاهتمام من قبل العقل الحكومي الذي لا يعمل إلا لتحقيق مصلحة المنطويين في مظلته من مسؤولين، وعاملين، بمن فيهم أتباعهم من الأقارب والأصدقاء، غير أن هذا المسلك طبيعة بشرية، ولكنه يتخذ شكله المقيت حين يتطور إلى حالة مرضية في ظل غياب مفهوم الدولة، والقانون، والمحاسبة التي لا تظهر حقيقة إلا عند رغبة الدولة بتحصيل حقوقها من المواطنين، في حين تتناسى واجباتها، أو ربما يلجأ إلى تطبيق القانون على فئة معينة، في حين يتناسى فئة معينة، وبذلك فإن النظام الإشاراتي والعلاماتي يكاد يكون معطلاً في معظم الدول النامية، وتحديداً على مستوى الممارسة التي تعد جزءاً من الخطاب الحضاري.
في الختام، نشير إلى أن الممارسة العلاماتية في الثقافة العربية تنتج رسالة قوامها أن المواطن العربي لا يشعر بانتماء لدولته، أو مدينته، ولا يشعر بأنه مدرج في خانة القيمة، ولهذا يتصرف باستهتار، كون الدولة غير منتجة للعلامات التي تبرز مسؤوليتها، ووجودها من منطلق الحرص على الإنسان، فمعظم الإشارات والرموز في العالم العربي تحيل في المعنى العميق إلى هيبة الدولة، وحضورها، وبذلك فهي لا تعمل ضمن منهج ثنائي، كما في الدول المتقدمة على الرغم من أن الأخيرة تدرك منظور الهيبة، ولكنها تضعه في دائرة القانون الذي يسري على الجميع، وبذلك يشعر الكل بالارتياح، مما يسهل فعل الإشارات والعلامات التي تحيل إلى أمن مجتمعي، وبذلك نستنتج أن النظام العلاماتي لا ينطوي فقط على بعد وظيفي، إنما يحفل أيضاً بقيمة نسقية كامنة، بالتوازي مع مدلولات رمزية عميقة.

المدينة والوظائف الحضارية للعلامات: قراءة سيميولوجية

رامي أبو شهاب

فصاحة شوبرت الموسيقية

Posted: 02 Sep 2017 02:10 PM PDT

مَن يركب الفرس آخر الليل والريح عاتية؟
إنه الأب، ومعه نجله،
يضمّ الصبيّ إلى صدره بقوة،
ويبقيه في دفء وأمان.

لِمَ تخبّئ وجهك وجلاً، يا بنيّ؟
ألا ترى ملك الجنّ، يا أبتي؟
ملك الجنّ بتاجه وردائه الطويل؟
يا بنيّ، ما هي إلاّ حبال الضباب.

بهذه الأبيات ليوهان فولفجانغ (1749-1832) افتتح فرانتس شوبرت (1797-1828) تلحينه على شكل أغنية فنية في 1815 في فينّا وهو ما يزال في سن الرشد. وهكذا برهن على جدارته في الوقت ذاته على صعيد عالم الموسيقى أجمع بوصفه أحد أمهر من ألّف الأغنية الفنية. ثم راح وجاد بأكثر من ستمئة من مثيلاتها، ناهيك عن سمفونياته وقداديسه ورباعياته الوترية وقطعه للبيانو وغيرها من الآلات، ثم توفي في سن الحادية والثلاثين وما تزال أغانيه تغنى في حفلات ومسابقات ومهرجانات حتى يومنا هذا.
وهذا اللون من الأغاني يكاد يكون مجهولاً تماماً في بلادنا العربية على النقيض من الموسيقى الغربية عموماً، بما فيها من موسيقى سمفونية وموسيقى صالة وحتى الأوبرا في الآونة الأخيرة في بعض المدن العربية. بيد أن الأغنية الفنية تختلف عن نوعي الأغاني الأساس اللذين انتشرا في الأوبرات منذ يوم تقديم باكورة الأوبرات، «أورفيو» لكلاوديو مونتيفيردي (1567-1643) في 1607 في مانتوا الإيطالية حتى عصرنا الحالي. فثمة أغاني السرد في الأوبرا، التي تعنى بسياق الحبكة وقد تشمل عدداً من شخوص الأوبرا في حوار أو حتى في حوارين متقاطعين، وثمة أغاني الانفراد، أو الآريا، حيث توضع الحبكة جانباً كي يتفحّص المؤلف عواطف شخصية رئيسة في الأوبرا.
أما الأغنية الفنية فهي تأليف يتبع أشطار قصيدة لأحد الشعراء الغنائيين الألمان الكبار، من أمثال غوته وهاينرِخ هاينه (1797-1856) وغيرهما، قبل أن تنتشر إلى ثقافات أخرى مثل الفرنسية والروسية. فهي تنير كلمات الأبيات تارة، وتعلّق عليها تارة أخرى، وتضفي جواً من الغموض إذا كانت القصيدة تستدعي ذلك، وهلمّ جرّا. وليس لها شكل تقليدي، مثل أ – ب – أ، إنما تتبع كلمات القصيدة وأجواءها. وتكاد تقتصر الأغنية هذه على مغن، أو مغنية، بمرافقة عازف أو عازفة بيانو، والهدف هنا تقليص الوسائل إلى أقل حد ممكن وصولاً إلى عذوبة التعبير. وقد جرت عادة المؤلفين وتلاميذهم إلى نشر عدة نسخ من كل أغنية فنية لإفساح المجال للأداء أمام كل طبقات الصوت من سوبرانو ومتزو ـ سوبرانو وآلتو لدى النساء يقابلها تينور وباريتون وباصّو لدى الرجال. أما المادة التي تسري في عروق جل الأغاني الفنية، إن لم نقل كلها، فهو الحب، بلا منازع.
ففي أغنية «ملك الجنّ» أعلاه، مثلاً، ثمة الراوي، والأب، والإبن، وملك الجنّ نفسه، ولكل منهم نطاقه من النغمات، فتجد أن المغني يؤدي الأغنية وكأنه قد انفصم إلى شخصيات أربع. فعندما يتكلم الابن، يكون الغناء في أعلى نطاق، يحاكي في ذلك صوت طفل، والعكس عندما يكون الكلام للأب، بينما يحتل الراوي النطاق الأوسط. أضف إلى ذلك مرافقة البيانو التي تقسم كل نبضة إلى ثلاثة أجزاء متساوية وكأنها ضجيج حدوات الحصان اللاهث، ما يجعل المستمع يلهث كمن يركض في الغابة مع شخوص الأغنية. ولا تتوقف هذه المرافقة اللاهثة حتى يتكلم ملك الجن قبل نهاية الأغنية بقليل، فيكون الغناء ذا طعم رابع، إذ لا يشوبه لهاث الآخرين:

أعشقكَ. قوامك الجميل يسحرني.
وإن لم تأتني من طوعك، سأجبرك بالقوة.
يا أبتي، يا أبتي، ها هو يمسك بي الآن!
ملك الجنّ قد آلمني!

يرتعب الأب ويلهب الفرس مسرعاً
وهو يحتضن الطفل المتأوّه بين ذراعيه،
يصل المنزل بشقّ الأنفس
وبين ذراعيه كان الطفل قد مات.

وحظي شوبرت بديوانين لمعاصره فِلهَلم مُوللَر (1797-1827) من الشعراء الغنائيين، هما «رحلة شتاء» (24 قصيدة) و «ابنة الطحّان» (20 قصيدة)، حيث ينشد في مطلع القصيدة الأولى «التجوال» منه:

التجوال شغف الطحّان،
التجوال!
وبئس الطحّان الذي
لم يفطن قط للتجوال!
التجوال!

ويتّحد المغني ومرافقه على البيانو في التهكّم على الطحان الذي لا يفتأ يلازم مطحنته، شأنه في ذلك شأن دابة المطحنة، فاللحن المغنّى يكاد يقفز خارج الصفحة بينما يراوح المرافق مكانه على مفاتيح البيانو. الجدير بالإشارة هنا أن التلميحات هذه بالغة الرقة على الورق لكن المؤلف يعتمد على المغني ومرافقه لإبراز المفارقة عند الأداء، كما يعتمد على المتلقي اللبيب الذي من الإشارة يفهم، ولعل هذا ما حدا بثقافات شتى إلى ترجمة هذه النصوص كي لا تشكّل اللغة حاجزاً للجمهور. وثمة ترجمات مفصّلة على النوتات لأجل الغناء إلى اثنتي عشرة لغة على الإنترنت وحسب، منها الروسية والكورية.
أما في سلسلة أغاني «رحلة شتاء» فمطلع القصيدة الأولى «ليلة طيّبة» يقول:

بلغتُ مقصدي غريباً
وهأنذا أهجره من جديد، غريباً.
لقد لاطفني أيّار،
ومنحني باقات الزهور.
وحدّثتني الفتاة عن الحب،
بل وحدّثتني الأم عن الزواج،
لكن العالم قد أمسى بارداً،
وتغطى الدرب بالثلج.

هنا يعطينا المرافق على البيانو نبضاً يميل إلى البطء في مقام صغير، وينشد المغني لحناً ذا خط يتجه إلى أسفل، وكأنه ينكفئ على نفسه. فإذا لم ترتعد فرائص المتلقي من البرد والوحشة حتى قبل أن يصل المغني إلى الشطرين الأخيرين فقد فشل الإثنان- المغني ومرافقه على البيانو على حد سواء- فشلاً ذريعاً والأجدر بهما أن يعتزلا الأداء!

٭

وحين لم يجد شوبرت دواويناً تشبع رغبته، أخذ يختار قصائد لشعراء شتى يجمعها موضوع ما ويضعها هو في سلسلة من الأغاني من تأليفه، ففي «غناء التمّ» ثمة قصائد لهاينه ولودفيك رَلشتاب (1799-1860) لكن الغالبية من مئات أغانيه هذه نشرها دون أن تكون جزءاً من سلسلة ما.
ولنأخذ مثالين لأغنيتين تذكران كلمة السَّكينة في مطلعي القصيدتين. ففي أغنية «غريتشِن عند المغزل»، وهي مستقاة من المشهد الخامس عشر من الجزء الأول لملحمة «فاوست» لغوته، تنشد المنشدة فتقول:

لقد ولّت سَكينتي،
وثقل قلبي.
لن أعود فأجدها
لن تعود لي سكينتي أبداً.

هناك حيث لا حبيب،
ذاك هو القبر،
فالعالم كله
يكون قد فسد.

يجعل شوبرت عازف البيانو يبدأ بنوتات سريعة متلاحقة في مقام صغير تضطرب نزولاً فصعوداً لكل نبضة، لا تبطئ ولا تتراجع مطلقاً، ثم يجعل المغنية تغني لحناً يحاول الصعود مراراً ويحبط في كل مرة حتى يصل بها إلى:

والسحر الذي
في كلامه،
وفي لمسة يده،
و ـ آه ـ في قبلته.

فيتوقف كل شيء، الغناء والعزف معاً، ولوهلة طويلة، ثم يعود بنا شوبرت إلى البداية.
أما في قصيدة فريدرخ روكَرت (1788-1866) فالأمر مختلف:

أنتِ السَّكينة،
السكينة العذبة،
أنتِ ألم الاشتياق
وما يسكّنه.

أكرّس لكِ،
وكلّي شغف وألم،
للسكنى هنا
عيني وقلبي.

هنا يسمح شوبرت للمرافق على البيانو بتقديم الأغنية، ونحن في مقام كبير، في نبضات تميل إلى البطء وفيها من الجلال الشيء الكثير، ثم يسمح للمغني أن يرتفع باللحن في خط مستديم ودون منغصات، ويؤجل التعبير عن ألم الاشتياق حتى يصل المغني إلى أوج اللحن. وهكذا يبدو المغني وكأنه يهمس حين يبدأ بغناء الشطر التالي بعد وهلة صمت قصيرة.
يكفي شوبرت مجداً أن لولا براعته في التأليف وفصاحته الموسيقية الماثلة في الأمثلة أعلاه لما كان لأشعار معاصريه في اللغة الألمانية هذا الانتشار الهائل في بلدان لم يكن بعضها قد تكوّن بعد في أيامه.

فصاحة شوبرت الموسيقية
كان أحد أمهر ملحني الأغنية الفنية المستمدة من الشعر:
بشّار عبد الواحد لؤلؤة

شبكة علاقات كارلوس مع قادة وأجهزة الاستخبارات العربية والعالمية

Posted: 02 Sep 2017 02:10 PM PDT

نجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منتصف تسعينيات القرن الماضي في إقناع القيادة السياسية الأمريكية ان مفهوم الإرهاب يجب ان يشمل إرهاب الدول، وخصوصاً العربية والإسلامية. ونشر نتنياهو «إنجازاته» هذه في كتاب مؤكدا نجاح مهمته.
ومَنْ يقرأ كتاباً صدر مؤخرا بالفرنسية بعنوان «العالم حسب ما يراه كارلوس» ويشمل مقابلات أجراها مؤلفه لازلو ليزكاي مع كارلوس (ايليتش راميرز ـ سانشيز) الملقب بالثعلب أو أبن آوى، بعد مرور أكثر من عشرين سنة على سجنه في فرنسا، والذي وردت فيه معلومات مفصلة عن علاقة هذا الإرهابي الفنزويلي الأصل مع قادة وأجهزة استخبارات عربية وأوروبية شرقية شيوعية منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي وحتى اعتقاله في آب/أغسطس عام 1994 يدرك أن مشروع نتنياهو ما زال مستمراً بشكل أو بآخر.
كل ما ذكر أن الكاتب صحافي من أصل مجري كان مهتماً في قضية كارلوس منذ مطلع التسعينيات، وكتب عنه أول كتاب عام 1992 ثم اتبع ذلك بكتاب عن القائد الليبي السابق معمر القذافي عام 2011 وعن مارين لوبن زعيمة «الجبهة الوطنية الفرنسية».
أما كارلوس، فيبدو انه اعتبر ان عليه ان يُبلغ مؤلف الكتاب كل شاردة وواردة فعلها في عملياته الإرهابية في أوروبا والشرق الأوسط وكل اتفاق أو لقاء أجراه مع مسؤول سياسي أو استخباراتي في العالم العربي وأوروبا الشرقية وكأنه يريد ان يسجل التاريخ له «الإنجازات العظيمة» التي حققها والتي قتل نتيجتها مئات الأبرياء فقط لوجودهم في الأمكنة التي نُفذت فيها هذه التفجيرات.
ومع ان كارلوس حاول إظهار ذكائه وقدرته على تنفيذ العمليات الخطيرة، فإنه يساهم بما قاله في الكتاب في تحريض أمريكا والدول الأوروبية على ارتكاب جرائم بحق الشعوب العربية في العراق وليبيا وغيرهما من دون ان يكون له الحق في الدفاع عن مواقفه والرد عما أورده المؤلف في هذا الكتاب الذي يشعر أي قارئ له بالقرف من العرب وقادتهم ووحشية أنظمتهم، وبالتالي يتأثر بنظرية نتنياهو بان إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في هذه المنطقة.
ففي الفصل الثامن وعنوانه «عملية الحصار في فيينا» يتطرق إلى احتجاز وزراء النفط العرب في فيينا والتهديد بقتلهم إذا لم تُنفذ مطالب كارلوس ومجموعته (التي نُفذت في كانون الأول/ديسمبر عام 1975). يقول «الثعلب» أن ممول العملية كان العقيد معمر القذافي وانه وعد بدفع خمسين مليون دولار لمنفذيها إذا نجحوا في قتل وزير النفط السعودي (آنذاك) احمد زكي اليماني، وان القيادة الفلسطينية في تلك المرحلة دعمت القرار لأن الرئيس ياسر عرفات شكك في ان اليماني سهّلَ عملية اغتيال الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز على يدي ابن شقيقه عبر مرافقته للقاتل الأمير فيصل بن مساعد عندما دخل لتهنئة عمه، ثم اغتاله. وبما ان الملك فيصل كان حليفا للقضية الفلسطينية، فإن عرفات اعتبر ان عليه الثأر لاغتياله، حسب كارلوس.
وذكر كارلوس أيضا أن الملك فهد بن عبد العزيز عرض عليه مبلغا موازياً لما عرضه القذافي لكي يمتنع عن اغتيال اليماني في تلك العملية وان «الثعلب» منع أحد معاونيه من ارتكاب عملية الاغتيال، وان الرواية برمتها تصلح لفيلم «جيمس بوندي» ويخرج القارئ بشعور أن القادة العرب كانوا يزايدون مالياً على حياة أو موت مسؤول عربي وكأنه سلعة في مزاد علني.
ويذكر المؤلف في أكثر من مناسبة، وعلى ذمة ما قاله له كارلوس، أن المحرك الأساسي للإرهابي الدولي (أي كارلوس) ولعملياته كان القائد الفلسطيني الراحل وديع الحداد الذي انفصل عن «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» بقيادة الدكتور جورج حبش لرفضها استمرار العمليات التي قد تودي بحياة الأبرياء ولا تحقق النتائج المرجوة كخطف الطائرات والسيارات المفخخة ورمي القنابل في أماكن يرتادها المدنيون الذين لا دخل لهم بالإجرام الصهيوني، بل قد تضر بالقضية الفلسطينية.
وفي الصفحة (134) يقول المؤلف (على لسان كارلوس) ان مسؤولاً كبيراً في الاستخبارات السورية زار بغداد في عام 1978 حيث كان كارلوس مقيماً وطلب منه المساهمة في عمليات تدعم الوجود السوري السياسي والعسكري في لبنان آنذاك وان هذه العلاقة تطورت لاحقا واثمرت عن انتقال كارلوس وزوجته ماغدالينا كوب (ليلي) إلى سوريا حيث أقاما بين منتصف الثمانينيات وحتى الانتقال إلى الخرطوم في مطلع التسعينيات، البلد الأخير الذي أقام فيه قبل أن يسلمه النظام السوداني إلى المخابرات الفرنسية.
ويوضح كارلوس لمحاوره ان علاقته كانت جيدة بالنظام العراقي بقيادة الرئيس احمد حسن البكر في أواخر السبعينيات، ولكن صعود صدام حسين إلى السلطة في تموز/يوليو 1979 اضطره إلى مغادرة العراق لان صدام طرد جميع المنظمات الفلسطينية والمتعاملة معها (المؤيدة لسوريا) من البلاد، وحلت مكانها منظمات مقربة منه ومن نظامه.
يعترف كارلوس في الصفحة (170) بأن منظمته نفذت تفجير مركز صحيفة «الوطن العربي» في باريس (فرنسا) في نيسان/ابريل 1982 بسبب نشرها مقابلة «مزعومة» معه أجراها الصحافي عاصم الجندي ونشرت من دون إذنه. كما انفجرت سيارة مفخخة في سفارة فرنسا في بيروت لأن الحكومة الفرنسية لم تفرج عن صديقته ماغدالينا كوب (التي أصبحت زوجته لاحقاً).
وفي كانون الثاني/يناير (1984) نفذت مجموعة كارلوس تفجيرات في محطة للقطارات (TGV) في مرسيليا (فرنسا) وفي «المركز الثقافي الفرنسي» في طرابلس (لبنان) وفي مقر شركة (ايروسبسيال) في باريس، أدت إلى مقتل وجرح عدد من الأشخاص، واعتبرها كارلوس بمثابة رسالة إلى الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران لتدخله في افساد علاقته الجيدة بالنظام الشيوعي عموماً وفي المجر واضطراره للانتقال إلى سوريا بعد أن كان مرتاحا في بودابست.
ويشير الكاتب ان كارلوس، خلال هذه العمليات كان ينسق مع الاستخبارات السورية مما يفسر ذهابه إلى سوريا بعد تأزم علاقاته بدول أوروبا الشيوعية ودول عربية أخرى، وبعد وفاة ليونيد بريجنيف قائد الاتحاد السوفييتي الشيوعي وتسلم يوري اندروبوف القيادة (في عام 1983) الذي أوعز إلى الدول الأوروبية الشرقية الشيوعية بعدم استقبال كارلوس ومجموعته لدعمها الإرهاب. ونفذ هذا الأمر عام 1984 من جانب جميع بلدان أوروبا الشرقية التابعة لحلف وارسو.
ويشير الكتاب إلى ان كارلوس، وفي رغبته استقطاب التمويل لعملياته (الذي بدا وكأنه دافعه الأول) عرض على القذافي في عام 1981 تنفيذ عمليتي اغتيال إحداهما للرئيس الأمريكي رونالد ريغان، الذي كان قد وصل لتوه للرئاسة والأخرى للرئيس المصري أنور السادات الذي ارتبط بمعاهدة مع إسرائيل، مقابل مئة مليون دولار. وقد استاء «الثعلب» كثيرا عندما اغتيل السادات في 1981 على أيدي مجموعة إسلامية متشددة وبالتالي أحبط مشروعه.
ويشعر القارئ لدى قراءة الكتاب أن كارلوس كان يفتش عن العمليات الإرهابية المدعومة بتمويل ضخم من قادة عرب وكأنه شخص جشع للمال أو «سمسار للقتل» وليس كما يدعي أنه الثوروي الملتزم الحريص على الدفاع عن قضايا الشعوب العربية عموما في طليعتها قضية فلسطين.
في الصفحة (188) يقول الكاتب (هنا أيضا على لسان كارلوس) ان في أواخر الثمانينيات قرر صدام حسين استخدام مجموعة أبو نضال (صبري البنا) بدلاً من كارلوس، وكذلك فعل القذافي.
وأشار كارلوس إلى الكاتب انه اعتبر صبري البنا (أبو نضال) مجنونا ورفض التعامل معه مع ان معلمه وديع الحداد لم يعارض هذا التعامل. ورأى ان الشخص المقاوم الذي يقتل معاونيه ورفاقه السابقين في النضال والمقاومة هو شخص موتور ومريض.
واتجه كارلوس نحو عمليات اختطاف الأثرياء العرب لاستقطاب الفدية المالية تلو الأخرى، ولكنه فشل في معظم هذه المحاولات. فعندما حاول ابتزاز تاجر السلاح السوري منذر الكسار اضطر إلى التراجع عندما تبين له ان الكسار كان مقرباً من أبو العباس، قائد «جبهة التحرير الفلسطينية».
كما حاول «الثعلب» تنظيم اختطاف نجل الثري السوري أكرم العجة ثم عَدَل عن هذا عندما علم بانه متزوج من ابنة العماد مصطفى طلاس ناهد فساوم وقبل بالحصول على مبلغ ضخم من المال لتوقيف العملية. (قال الكاتب انه 7 ملايين دولار ولكن كارلوس صححه قائلاً انه عشرة ملايين دولار).
وخلال سكن كارلوس في حي المزّة في دمشق منذ 1985 وحتى انتقاله إلى الخرطوم بعد ذلك بتسع سنوات، كان جاراه نجلي القائد الباكستاني الراحل ذو الفقار علي بوتو الذي أعدمه قائد الجيش الجنرال ضياء الحق وحل مكانه رئيساً لباكستان. وقد ساهم كارلوس في تدريب الشابين (مرتضى وشاهنواز) للانتقام لوالدهما ما أدى إلى نجاحهما في تأليف مجموعة اغتالت ضياء الحق عبر استخدام قائد طائرة مروحية كان ضياء يستخدمها فجرّ نفسه وقُتل هو وضياء الحق. كما ساعد كارلوس هذين الشابين مسهلاً دخولهما إلى دمشق حيث نظما عملياتهما بالاشتراك مع والدتهما نصرت بوتو. ولكنهما قتلا (بعد الانتقام من ضياء الحق) في ظروف مريبة، أحدهما في فرنسا والآخر في باكستان.
وحسب الكتاب، فالسبب الذي أدى إلى مغادرة كارلوس سوريا في مطلع التسعينيات كان تعاون الرئيس حافظ الأسد مع التحالف الدولي لإخراج صدام حسين من الكويت عام 1991 وتقربه آنذاك من القيادة الأمريكية (جورج بوش الأب) التي طالبت بتنظيف سوريا من الإرهابيين. ونفذ قائد الاستخبارات السورية في تلك المرحلة قرارات الرئيس وانتقل كارلوس إلى الخرطوم. ولكن الضغوط الفرنسية الرسمية على القيادة السودانية كانت كبيرة فرضخت وسلمت كارلوس إلى فرنسا عام 1994 وحُكم عليه بالسجن المؤبد رغم استئنافاته الحكم.
وفي رأي كارلوس الوارد في خاتمة الكتاب انتقل الإرهاب إلى مرحلة أشد عنفاً واستخدم الإسلام وهُمشت المنظمات الثورية الماركسية اللينينية وقرر الغرب ان الإسلام الراديكالي عدوها الأول رغم ان الدول المستعمرة هي التي انتجت الإرهاب الذي يناسب مشاريع إسرائيل في المنطقة، علماً ان أحدها هو مشروع نتنياهو في تحذيره أمريكا والغرب من إرهاب بعض الدول العربية وضرورة ضربها عسكرياً.

 Laszlo Liszkaï: «Le monde selon Carlos»
Erick Bonnier, Paris 2017
219 pages

شبكة علاقات كارلوس مع قادة وأجهزة الاستخبارات العربية والعالمية
لازلو ليزكاي في «العالم حسب كارلوس»:
سمير ناصيف

جوانب العقيدة والتقاليد والممارسة الدينية في عالمنا اليوم

Posted: 02 Sep 2017 02:10 PM PDT

صدر للدكتور جعفر هادي حسن كتاب جديد بعنوان «فرق يهودية معاصرة» عن دار لندن تاكز في لندن، والذي يواصل فيه مشواره البحثي في حقل الدراسات اليهودية الذي تخصص فيه منذ أكثر من ربع قرن. والدكتور جعفر هادي حسن أستاذ جامعي عراقي مختص باللغة العبرية واللغات السامية والدراسات اليهودية، وقد حصل على الليسانس والماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة بغداد، ثم أتم مشواره الأكاديمي في بريطانيا حيث حصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه من جامعة مانشستر. وقد درّس في عدد من الجامعات العربية والغربية كان آخرها جامعة مانشستر. وله عدد كبير من الدراسات المنشورة باللغة العربية والإنكليزية في حقل الدراسات اليهودية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر؛ «اليهود الحسيديم …نشأتهم – تاريخهم – عقائدهم – تقاليدهم» و«تاريخ اليهود القرائين منذ ظهورهم حتى العصر الحاضر» و«فرقة الدونمة بين اليهودية والإسلام» و «قضايا وشخصيات يهودية».
يشير في مقدمة كتابه إلى ان الديانة اليهودية اليوم تضم فرقا كثيرة ومتعددة، بعضها مشهور ومعروف للقارئ مثل فرقة اليهود الأرثوذوكس، وبعضها غير معروف للقارئ العربي بشكل خاص، حيث لم يكتب عنها في المكتبة العربية بحثا أو كتابا إلى حد الآن. وقد اشتغل المؤلف في كتابه الجديد على اطلاع القارئ على بعض الفرق اليهودية المعاصرة غير المعروفة، والتي ما زالت نشيطة وفاعلة في عالمنا اليوم، والظاهرة التي تجمع هذه الفرق هو عدم وجود دراسات باللغة العربية عنها (عدا يهود أثيوبيا – الفلاشا). وأكثر هذه الفرق تنتشر في أصقاع كثيرة من العالم ولا تتركز في منطقة واحدة. وقد عمل بشكل جاد على أن تضم الدراسة تفاصيل عنها تتناول أغلب جوانبها في العقيدة والتقاليد والممارسة الدينية وغيرها.
ومن الفرق التي تناولها الباحث في دراسته؛ فرقة اليهود الأفارقة الأمريكيين، وهي فرقة أصبحت اليوم كبيرة وذات خصوصية، وتتميز كثيرا عن بقية الفرق اليهودية الأخرى. ولذلك توسع في الحديث عنها، وذكر بعض تفاصيل ممارستها الدينية. ويشير الكاتب إلى ان هذه الطائفة لم تكتب عنها دراسة مفصلة بل حتى ولا مقالة واحدة باللغة العربية، ولأن الدراسة عنها قد أصبحت واسعة ومتشعبة، فقد ارتأى تفاديا – لارهاق القارئ بطولها- أن يقسمها إلى قسمين في فصلين، تحدث في الفصل الأول عن بدايات وتاريخ ظهورها وبعض الأفكار العامة التي تتميز بها عن بقية الفرق الأخرى، وكذلك بعض مجموعاتها، التي أخذت تظهر الواحدة تلو الأخرى. وفي الفصل الثاني تحدث عن أحد أشهر مجموعاتها وهي (مجموعة الشعب الافريقي الإسرائيلي العبراني الاورشليمي) التي أصبحت ذات شهرة عالمية، ولها نظرية خاصة بها وخطط لإقامة دولة، تعمل اليوم على تطبيقها.
كما تناول المؤلف بالدراسة في فصل آخر فرقة (يهود أثيوبيا -الفلاشا) وهي من الفرق التي تناولها الإعلام كثيرا وكتبت عنها دراسات باللغة العربية، عدا ما كتب عنها باللغات الأخرى. ولكن على الرغم مما كتب عنها باللغة العربية، فإن الموضوع ظل يفتقر إلى بعض المعلومات المهمة، وهي معلومات حري بالقارئ أن يطلع عليها ويستفيد منها، ولهذا السبب تناول المؤلف موضوع الفلاشا في الكتاب وخصص له فصلا.
كما ان من الفرق غير المعروفة للقارئ والتي تناولها الباحث مفردا لها فصلا في هذا الكتاب هي فرقة تعرف بالإنكليزية (Messianic Jews) والتي كانت تترجم أحيانا بـ (اليهود المسيحانيين) ولكن الكاتب أطلق عليهم اسم «اليهود اليسوعيين»، حيث يرى أن هذا الإسم أكثر صحة ودقة، وأقرب لمعناه المقصود بالإسم الإنكليزي، ويخبرنا انها فرقة أيضا لم يتم تناولها بالدراسة والبحث في المكتبة العربية سابقا، وما تختلف به هذه الفرقة عن غيرها من الفرق اليهودية هو أنها لا تؤمن بمسيح يهودي مخلص يأتي في آخر الزمان كما هو الحال أو المتعارف عليه في مختلف الطوائف اليهودية، بل تعتقد كما المسيحيين، أن الذي سيظهر هو عيسى المسيح، أو يسوع المخلص بالمصطلح المسيحي، وسيكون ظهوره في نهاية الزمان هو الثاني بعد الأول، الذي حدث قبل ألفي عام، كما ان لهذه الفرقة تفصيلات عقائدية وسلوكية وممارسات دينية تميزها عن بقية الفرق اليهودية.
كما تناول المؤلف فرقة تعتبر حديثة إلى حد ما، حيث ظهرت في منتصف القرن الماضي، وهي أيضا من الفرق اليهودية غير المعروفة للقارئ العربي، أطلق عليها اسم (اليهودية البشرية)، ترجمة للتسمية الانكليزية ( Humanistic Judaism ) وأفراد هذه الفرقة يعتقدون إن الديانة اليهودية أسسها اليهود أنفسهم (البشر) ولم تأت من وحي أوحى به رب، بل هم لا يعتقدون بوجود رب، ولا يعترفون حتى بآباء بني إسرائيل القدماء مثل يعقوب واسحق وداوود، ولا يعتقدون حتى بموسى ويعتبرونهم رموزا اسطورية لا وجود لهم، ولهذه الفرقة اليوم أتباع في كثير من أقطار العالم، ولهم عشرات المراكز للعبادة حتى في إسرائيل، ويمكن للقارئ ان يطلع خلال قراءته للكتاب على تفاصيل أخرى تتعلق بهذه الفرقة .
كما تناول بالبحث فرقة يهودية أخرى أنشأها واعظ ياباني، اسمه إيكورو تشيما، اسمها «مكويا». وكانت ظهرت في منتصف القرن الماضي على أنها فرقة مسيحية تتميز ببعض المعتقدات والتقاليد، التي تختلف عن الفرق المسيحية الأخرى، فهي تؤمن بالأصل اليهودي للمسيحية، وترى أن فهم المسيحية يعتمد على فهم اليهودية والتاريخ اليهودي وغيرها من الأفكار، ولكنها بمرور الزمن أخذت تميل إلى اليهودية أكثر، وتمارس بعض معتقداتها المهمة، مثل السبت كيوم للراحة وكذلك الأعياد اليهودية وغيرها، وتتبنى أهم رموزها، مثل المنوراه ونجمة داوود وغيرهما، وهي اليوم تستعمل أسماء يهودية لأعضائها، إضافة إلى أسمائهم اليابانية. كما ان زعيمها الذي خلف المؤسس صرح أكثر من مرة أن فرقة «مكويا» هي فرقة يهودية، بل ادعت أن أصولها تعود إلى إحدى قبائل بني إسرائيل الضائعة (قبيلة زبولون)، وهي منذ بداية ظهورها تتبنى الأفكار الصهيونية، فيما يتعلق بأرض فلسطين، وتساند إسرائيل ماديا ومعنويا وتؤيد سياساتها. لهذا تناولها الباحث باعتبارها من الفرق اليهودية على الرغم من نشأتها المسيحية، لأنها في واقعها وممارستها يهودية.
كما ان الكاتب استثنى من الفرق المعاصرة في كتابه الجديد ما كان قد تناوله في دراسات مفصلة في كتبه السابقة مثل «اليهود القرائين والدونمه والحسيديم»، أو التي كتب عنها دراسات مطولة كالحريديم، إذ يمكن للقارئ المهتم بهذه الفرق أن يراجعها في الدراسات المشار لها. كما لم يتناول بعض الفرق المعروفة مثل فرقة اليهودية الإصلاحية والمحافظة وغيرهما، لأنه يعتقد ان كلا منها تحتاج إلى دراسة مطولة لو أضيفت ستثقل الكتاب حجما وسترهق القارئ، الذي قد يشيح بوجهه عنه بسبب ذلك، بل ولا يرغب في قراءته، ولذلك ارتأى أن يعمل على دراسة هذه الفرق في كتاب مستقل سيظهر مستقبلا. وكما يتضح من عنوان الكتاب «فرق يهودية معاصرة» انه يخلو من أداة التعريف كناية عن ان الباحث متعمدا وضع العنوان بصيغة المجهول لأنه تناول بعضا من الفرق اليهودية المعاصرة وليس جميعها.

الدكتور جعفر هادي: «فرق يهودية معاصرة»
دار لندن تاكز، لندن 2017
280 صفحة

جوانب العقيدة والتقاليد والممارسة الدينية في عالمنا اليوم
جعفر هادي في «فرق يهودية معاصرة»:
صادق الطائي

كلوديا مارشيليان: ناضلت مع آخرين وأحلامي بدأت تتحقق

Posted: 02 Sep 2017 02:09 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي»: بسرور ومشاعر نجاح تحدد كلوديا مارشيليان اللحظة الراهنة بالأكثر تألقاً ونجاحاً في حياتها كسيناريست. فمسلسل «ثورة الفلاحين» بيع كعرض أول لأكثر من قناة عربية بينها «أم بي سي» وقناة مصرية إلى جانب «أل بي سي» في لبنان. منذ مسلسل «نضال» والكاتبة اللبنانية تبني لبنة لبنة، وتدافع بقوة عن الدراما اللبنانية. بيعت الكثير من أعمالها الخمسين للدول العربية كعرض ثان أو ثالث، لكن «ثورة الفلاحين» ثورة حقيقية، خاصة وأن شركة «إيغل فيلم» أمنت للمسلسل الإنتاج الذي يستحقه. ورغب الممثلون اللبنانيون في أكثريتهم في تسجيل استضافة في هذا المسلسل ولو في حلقتين.
يتناول «ثورة الفلاحين» مرحلة الإقطاع في لبنان، والمتواصلة بوجوه وأشكال معاصرة. لهذا ترى مارشيليان بعقلها المنفتح أن الموضوع الممنوع والجريء في لبنان هو الطائفية. أما «ثورة الفلاحين» فمن المقرر عرضه بالتزامن بين كافة القنوات التي اشترت حقوقه.
مع كلوديا مارشيليان كان هذا الحوار:
○ أول مسلسل من توقيعك كان سنة 2006 في أي مرحلة مهنية أنت الآن؟
• طرحت السؤال في أحلى توقيت لجواب. لأول مرة مسلسل «ثورة الفلاحين» اللبناني بالكامل يباع في عرض أول لمصر، و«أم بي سي» وكافة قنوات الدول العربية تقريباً إلى جانب «أل بي سي» اللبنانية. أكثر المسلسلات التي كتبتها بيعت كعرض ثانٍ أو ثالث للقنوات العربية، أن يكون «ثورة الفلاحين» في عرض أول خطوة جميلة للدراما اللبنانية جميعها.
○ في رأيك هل هي حصيلة المثابرة ونضال السنوات الماضية؟
• طبعاً ومن مفارقات الزمن أن المسلسل الأول الذي كتبته عنوانه «نضال». ناضلنا، ووصلنا مع المنتجين الذين آمنوا، ومع شاشات التلفزيون، والممثلين، والمخرجين والتقنيين. 11 سنة كانت حصيلتها كتابة خمسين مسلسلاً استغرقت مني الليل والنهار حتى كانت هذه اللحظة.
○ تتعاطين مع عملك على أنه وطني؟
• عملي يتطلب الاستمرارية من آخرين. في دوري شكلت استمرارية لمن سبقني. لست وحيدة بالطبع، من يكتبون الدراما ربما هم سبعة. من الضروري وجود آخرين يتعاونون مع مخرجين ومنتجين لتحقيق التقدم. بالتأكيد هو فعل وطني إلى جانب كونه ثقافي وفني. الفنون والآداب وحدها تخلد في الأوطان.
○ يحلو للنقاد وصفك بالكاتبة الغزيرة. فأين تتلاقى الغزارة مع الجودة؟
• ليس لآخرين دخل في مطبخ العمل. منهم من يكتب عملاً كل سنتين ويكون «شي دوفر». ومنهم من يصل إلى تلك النتيجة الراقية بعشرة مسلسلات سنوياً. ومنهم من لا يستحق مسلسلا أنجز في أربع سنوات التفاتة. عملي يعرض للجميع وخاصة النقاد، لهم الحكم على مضمونه، وليس على الزمن الكتابة. عندما تتحول رواية لما يشبه الكتاب المقدس كقارئة لا أسأل عن زمن الكتابة. كمشاهدة ومستمعة لا يشغلني الزمن الذي احتاجه عاصي الرحباني لكتابة عمل مسرحي، وهو الذي قدم مع شقيقه منصور أجمل الأعمال وأغزرها. أرضى بقراءة متأنية للنقد السلبي، إنما لا صلة لأحدهم بحجم إنتاج الكاتب. كتبت «وين كنتي» قبل ثلاث سنوات، «ورد جوري» قبل رمضان الماضي بشهر. فهل تُحسب لي كتابة مسلسلين معاً؟
○ تحتفلين بتسويق ناجح لمسلسل «ثورة الفلاحين» في حين كانت البداية مع «نضال». هل من رابط بينهما؟
• أنا، الإنسانة التي تقوم بالتجربة وتواصلها بقوة. تنجح حيناً، وتفشل آخر. تحقق دعسة غلط، أو تحلق. هي تجربة أتمنى حين ينتهي مشواري في الحياة ترك أثر جميل. فمع قساوة الحياة، ومع تلقي الصفعات تباعاً، وفقد أشخاص نحبهم، نكتشف أن الحياة ليست سوى لحظات. هي لحظات نفرح فيها بما نقوم به، ولا طموح عندي في المراتب. أؤمن بكل الزملاء الكتّاب وبدعم بعضنا لنحقق الثقة في الدراما اللبنانية. أؤمن أن نجاح زميلي يفيدني، وفشله يضرني.
○ ما هي المميزات التي أدت لتسويق واسع لـ»ثورة الفلاحين»؟
• بدأ المسلسل بحلم حين أخبرت المنتج الصديق جمال سنان صاحب «إيغل فيلم» عنه وحاجته لجهود كبيرة وميزانية إنتاج وفيرة جداً. مسلسل يتناول مرحلة الإقطاع وفيها كان الفلاحون عبيداً يقعون تحت ظلم كبير. قلت لسنان أن تجسيد الحلم سيؤدي بالمشاهدين ليكتشفوا أننا كما السابق، إنما بشكل معاصر. ثمة اسقاط في هذا الجانب. فقد تبدل الشنق ظلماً إلى إطلاق النار. فالذهنية عينها سائدة الآن. يركضون خلف زعيم بدل الإقطاعي. للمناطق وجهاء. المختلف فقط التصريح بالحرية والرفض لدى بعضنا. ضوء سلطه على تلك المرحلة، ومعه حكايات درامية كثيرة اخترعتها. آمن جمال سنان بحكايتي، ومن ثم المخرج فيليب أسمر، وبدأت جويل بيطار التنفيذ على الأرض. ثم وضع كبار الممثلين أيديهم في أيدينا، فكان عمل أعتقد أنه «بيرفع الراس». مغامرة إنتاجية من الواضح أنها ناجحة. فقد دُهشت القنوات العربية بما شاهدته.
○ عار الإقطاع لا يحصى منه استئثار الإقطاعي بالليلة الأولى لكل عروس. هل من نتائج أفضى إليها بحثك في هذا الجانب؟
• بل أكثر. دراساتي توسعت كثيراً. فقد جمع الإقطاع كافة الطوائف. وضعت هذا الإقطاع في قرية لبنانية دون إشارة للانتماء الطائفي، بل إلى قوته التي تجعله متسلطاً على آخرين. دراساتي أفضت لكشف إجرام بلا حدود. علمت بحكاية كالتي ذكرتها، لكن اغتصاب الفتيات اللواتي يُعجب بهن الإقطاعي أو أحد أبنائه لا حدود له. وكانت الضحية تُقتل لاحقاً ومع وليدها إن انجبت.
○ هل كلوديا الممثلة حاضرة؟
• في مشهدين فقط. وأرغب في الإشارة إلى أن العديد من النجوم اللبنانيين رغبوا في التواجد في هذا المسلسل في مشهدين أو حلقتين. قدموا عملهم هدية. استجاب المخرج لرغبات البعض، فرولا حمادة ستظهر في مشهدين.
○ هل من مطرح مؤثر في حياتك يجعلك مناصرة للمظلومين في أكثر نصوصك؟
• نشأت في عائلة تؤمن بالإنسان لا بماله أو قوته. أمي وأبي غاية في البساطة. نشأت مع أخواتي على البساطة عينها. بيتنا كان مفتوحاً سواء وجد الطعام أم لا. والداي يؤمنان بالإنسان والعطاء. خلال نضوجي التدريجي غذيت وبإصرار الإنسان في داخلي وليس الشخص. ليس لأحدنا أن يكون إنساناً إن رأى الظلم ولم يناهضه، وأن يكون له موقف مبدئي من الغلط خاصة إن عمل في ميدان الفن. يفرحني في الحياة التواصل مع إنسان حساس وبمستوى محدد من المبادئ.
○ كيف تتأرجحين ككتابة بين القناعة والفانتازيا؟
• بل يجب على الكاتب الجمع بينهما. الفانتازيا هي قناعة الكاتب غير الموجودة، أي ما يسميه الفرنسيون «فانتازم» رؤية الأشياء في حال طيران. الأشياء الطائرة تشبه الموجود على الأرض مجملا. لكل كاتب فانتازم خاصة. وكل كاتب يجمّل واقعه.
○ خطوط الكتابة بين واقع وتشويق وفانتازيا كيف تستوي الأمور؟
• الواقعية خط مهم. أن تكون بالتمام والكمال كما هي عندها لنفتح الشباك ونتفرج على الجيران. أفضل تكحيل الواقع قليلاً إرضاء لأحلام المتفرج التي لا تتحقق في بلدنا. لأننا شعب مهموم على الدراما تشغيل مخيلة المشاهد.
○ هل تتجاذبين ككاتبة بين المزاج والحرفة؟
• موجودان دائماً. نحتاج للتقنية لتحقيق سيناريو متماسك الحبكة ويمسك المشاهد. ويحتاج الحوار لمزاج. المزاج منفرداً يؤدي لشطحات، والحرفية منفردة جافة.
○ متى ستكتبين رواية؟
• ابتعد عنها لإحساس بأن الخطوة مبكرة أو لصعوبة فيها. لا أجبر نفسي على الكتابة. الأمور مرهونة بأوانها، وقد لا تأتي. لن أدخل هذا العالم قبل جهوزية توازي مليون في المئة. الرواية حساسة ودقيقة ولها بصمتها.
○ آخر رواية قرأتها؟
• أقرأ «التائهون» لأمين معلوف. قبلها أنهيت رواية «قواعد العشق الأربعون» وهي في رأيي تجربة رائعة لأليف شافاك.
○ فيلم «بالصدفة» سيناريو جديد سيصور قريباً وهو الثاني بعد «السيدة الثانية». ماذا في التفاصيل؟
• هو مشروع جمعني منذ سنتين مع المخرج باسم كريستو سيصور خلال هذا الشهر. تؤدي بطولته كارول سماحة، وهي من أهم الممثلات، حضورها قبل الغناء لا يُنسى، وبعده كذلك. كنت أخشى عدم قبلوها خاصة وأنها بصدد الفيلم الأول لها. أحبت الشخصية وستكون إلى جانب بديع أبو شقرا. والمنتج شركة « Day 2».
○ في العمل الدرامي تلفزيون أو سينما ماذا عن دور شركة الإنتاج؟
• في السينما يختار المخرج المنتج. في المسلسل يتعامل النص مع المنتج ومن ثم يتم الاتفاق على التفاصيل. مهم جداً اتفاق الكاتب مع المنتج. فهو يعرف روحية النص قبل أن يقرأه أحد. الضرورة ملحة لوجود الكاتب في تحضير التنفيذ. الدراما ليست نصاً يتقاضى الكاتب بدله ويرحل. تواجد الكاتب في مكاتب الإنتاج حيث الجميع ضروري ويؤدي لتميز العمل بروح واحدة. المسلسل كما الطفل يحتاج لظروف صحية. إيمان الشركة بما تنفذه مهم تماماً كما تنفذ «إيغل فيلم» أعمالي. أتمنى أن تترجم أوراقي بأحلى طريقة ممكنة. وأن يكون الممثلون في غاية الراحة، وأن يعزز المشهد بما يحتاجه وأكثر.
○ ما هو الموضوع الأكثر جرأة الذي لم تعالجه الدراما؟
• الطائفية لم تعالج في لبنان. لا نتجرأ عليها، فردة الفعل ستكون عكسية، وستزداد الطائفية وسنشهد قتلى في الطرقات. تحتاج الدراما لأن نقولها كما هي حتى إيجاد حلول لها، وعندها سيستفز الناس. لسنا قادرين على البحث في مجتمعنا الطائفي خاصة مع الفلتان والسلاح المنتشر وغضب الناس الكامن. أجرأ وأخطر عنوان هو الطائفية، أعترف بعدم قدرتي على معالجته. فقط يمكن القول بمسلم ومسيحي كما في «أحمد وكريستينا».
○ ماذا تقولين لكلوديا اليوم؟
• »يعطيكي» العافية. وصلت مع من حولك بالمسلسل اللبناني إلى كافة البلدان العربية دون أن يكون «بان آراب». بدأت الأحلام المرسومة منذ 12 سنة تتحقق.

كلوديا مارشيليان: ناضلت مع آخرين وأحلامي بدأت تتحقق
تعلن بسرور وفرح أن «ثورة الفلاحين» سيعرض محلياً وعربياً
زهرة مرعي

اكتشاف لوحة فسيفسائية نادرة في باب العمود في القدس العتيقة

Posted: 02 Sep 2017 02:09 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: كشف مؤخرا عن أعمال تنقيب أثرية قامت بها سلطة آثار الاحتلال في القدس القديمة تم خلالها العثور على أرضية فسيفسائية بيزنطية كاملة عمرها 1500 سنة. وقالت سلطة الآثار أن الاكتشاف فاجئ علماء الآثار لكونها سالمة وتم تتضرر علاوة على قيمة النص المكتوب فيها من ناحية تاريخ تلك الفترة. كما قالت إن بلدية الاحتلال ألحقت ضررا فادحا بالموقع الأثري خلال عمليات حفر فيه لمد خطوط ماء وكهرباء في العقود الأخيرة. كما أوضحت أنها قامت بفحص أثري في المكان للتأكد من عدم وجود أثريات قبيل القيام بأعمال تطوير للبنى التحتية فيه وبدت ملامح الموجودات الأثرية في الدقيقة التسعين. وفي الأرضية الفسيفسائية كتب باللغة اليونانية القديمة: «في فترة حكم القيصر فليبوس جوستينيانوس قام القسيس الأب قسطنطين بإقامة هذا المبنى الذي أعد لاستضافة الحجاج المسيحيين عام 550 ميلادي». ويقول علماء آثار محليون أن باب العمود شكّل قبل الفتوحات العربية – الإسلامية مدخلا مركزيا في شمال البلدة القديمة في القدس طيلة قرون كثيرة ما يفسر وجود قطع فسيفسائية نادرة فيه. وفي الفترة البيزنطية ومع ظهور المسيحية بنيت شمال منطقة وادي عمود كنائس وأديرة ونزل للحجاج وتحول المكان لأحد المراكز المدينية الهامة والفوارة بالحياة. يشار أن فيليبيوس جوستينيانوس هو أحد الحكام المهمين في الفترة البيزنطية وتميز بكونه صاحب شخصية كريزماتية وفي عهده بلغت الإمبراطورية الرومانية ذروتها وتم استكمال تحويلها لدولة مسيحية. وأقام جوستينيانوس في القدس عام 543 ميلادي كنيسة عملاقة تم تكريسها للسيدة العذراء وكانت وقتها أكبر كنيسة في مدينة القدس وواحدة من أكبر كنائس الإمبراطورية وتم اكتشاف أطلالها عام 1970. وتوضح سلطة الآثار أن الأرضية الفسيفسائية المكتشفة تشبه أرضية أخرى اكتشفت في موقع الكنيسة التاريخية المذكورة وأنها تساعد في فهم النهضة العمرانية التي شهدتها مدينة القدس في فترة القيصر جوستينيانوس. وتم نقل الأرضية الفسيفسائية من باب العمود على يد خبراء من أجل صيانتها والتعلم منها في ورشات لعلماء الآثار. وتتهم أوساط فلسطينية وإسرائيلية يسارية سلطة الآثار الإسرائيلية بإبراز كل ما هو غير عربي – إسلامي في مكتشفاتها في مدينة القدس بعكس أي أثر يهودي أو أجنبي.

اكتشاف لوحة فسيفسائية نادرة في باب العمود في القدس العتيقة

وديع عواودة

ماركو أسينسيو… موهبة صاعدة تهدد عرش نجوم ريال مدريد

Posted: 02 Sep 2017 02:08 PM PDT

مدريد ـ «القدس العربي»: أصبح نادي ريال مدريد يدرك بما لا يدع مجالا للشك أن لاعبه الصاعد ماركو أسينسيو يمثل ما هو أكثر من مجرد نجم واعد في المستقبل، كما بات يعلم بكل تأكيد أن الويلزي غاريث بيل لم يعد يقدم الأداء المنتظر منه، ما يثير حفيظة أنصار النادي الملكي.
وبعيدا عن التعادل غير المتوقع أمام بلنسية الأحد الماضي في الدوري الأسباني، جاء هذا اللقاء ليسلط الضوء على نجم بحجم أسينسيو، وهو اللاعب الذي استطاع أن يأسر قلوب جماهير ريال مدريد. ولم يسجل أسينسيو هدفين رائعين وحسب في المباراة، لكنه أثبت أيضا في مستهل مشواره الكروي أنه قادر على قيادة الفريق.
وقالت صحيفة «ماركا» الأسبانية متحدثة عن الموهبة الأسبانية الجديدة: «إنه المدير الجديد، حدوده هي السماء». فيما قالت صحيفة «آس» أن الريال تعادل بهدفين رائعين لأسينسيو، وأكد أنه يقدم «الأفضل في كل يوم».
ورغم سنوات عمره القليلة (21 عاما)، يدلل أسينسيو أنه لاعب لا يترك يوما يمر عليه بدون أن يتطور، ليس من الناحية الفنية وحسب، لكن أيضا تسديداته التي تصبح أكثر قوة مع مرور الوقت واختراقاته للدفاعات بشكل مباشر وقوته البدنية، فكل هذه العوامل تساعده على حمل الفريق على كتفه والخروج به إلى بر الأمان، كما فعل في مباراة بلنسية. ومن العجيب أن يكون هناك لاعب يحمل كل هذه الصفات والمميزات في الوقت الذي لم يكلف فيه خزانة النادي الملكي سوى أربعة ملايين يورو فقط. وعلى النقيض، يظهر الويلزي غاريث بيل، اللاعب الذي دفع الريال 100 مليون يورو لتوتنهام الإنكليزي للحصول على خدماته في 2013 ليكون في ذلك الوقت صفقة الانتقال الأغلى في تاريخ كرة القدم. وخلال ذلك الوقت، قدم بيل أداء متذبذبا تخلله فترات طويلة من الإصابات المتلاحقة، ما اكسبه لقب «اللاعب الزجاجي». ولذلك أصبح أسيسنيو بأدائه الكبير في بؤرة الضوء التي أظهرت بشكل جلي عيوب بيل وأزاحت عنها الستار تماما. وواجه بيل صافرات استهجان كبيرة من جماهير ملعب «سانتياجو بيرنابيو»، معقل ريال مدريد، في مباراة الاحد، وتحديدا في الشوط الثاني، ما يعطي انطباعا أن هذه الجماهير ترغب في رؤية اللاعب خارج فريقها في أقرب وقت ممكن. ويقدم بيل في الآونة الأخيرة مردودا ضعيفا من الناحية الفنية والبدنية، ولم يعد اللاعب الواثق من نفسه عند امتلاك الكرة، الأمر الذي دفع جماهير الريال إلى الإشارة إليه بالبنان تعبيرا عن امتعاضها منه، وهكذا هو حال أنصار النادي الملكي عندما يصبون غضبهم على أحد اللاعبين فلا يعودون أدراجهم أبدا.
وطالبت العديد من المقالات في الصحافة الأسبانية الموالية لريال مدريد ببيع بيل هذا الأسبوع بدون إبطاء، وقبل الأول من أيلول/ سبتمبر، موعد غلق باب الانتقالات الصيفية في أسبانيا أبوابه. وكانت صحيفة «ديلي ستار» البريطانية أكدت أن نادي مانشستر يونايتد عرض اليوم 105 ملايين يورو مقابل ضم اللاعب الويلزي. وليس سرا القول بأن بيل يروق للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب مانشستر يونايتد، وهو ما كشف عنه هذا المدرب خلال حديثه في فترة الاستعداد للموسم الجديد عن اللاعبين المهتم بضمهم لفريقه. بيد أنه لا يبدو في الإمكان خروج بيل من ريال مدريد، على الأقل خلال الفترة القصيرة المقبلة، وذلك لأنه في المقام الأول أحد اللاعبين المفضلين لرئيس النادي فلورينتيو بيريز، وثانيا لأنه لاعب يروق للمدرب الفرنسي زين الدين زيدان، وثالثا سيخسر ريال مدريد في حال بيعه قبل أيام قليلة من غلق سوق الانتقالات مهاجما يحتاج إلى مجهوده. وإذا قرر ريال مدريد المخاطرة ببيع بيل في هذه الفترة الحرجة فإنه لن يتبقى لديه في خطه الهجومي سوى الثنائي كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمه، بعد رحيل ألفارو موراتا في أول الموسم. هذا بالإضافة إلى أن بيل يشعر بالارتياح في العاصمة الأسبانية مدريد ويروق له أسلوب الحياة فيها. ويبرز في هذا الإطار أيضا التضخم الجنوني لأسعار اللاعبين في سوق الانتقالات، بسبب الأموال التي تنفقها الأندية الإنكليزية المدعومة بأموال البث التليفزيوني الفلكية وأصحابها من أمراء الخليج، الأمر الذي سيصعب معه تعويض ريال مدريد رحيل بيل بلاعب آخر. ومن المتوقع أن تثير حالة الغضب التي يواجهها بيل من جماهير ريال مدريد العديد من الشائعات خلال الأيام المقبلة حول بقائه أو رحيله من النادي الأسباني.

ماركو أسينسيو… موهبة صاعدة تهدد عرش نجوم ريال مدريد

سوق انتقالات كارثية لبرشلونة وأرسنال وتشلسي!

Posted: 02 Sep 2017 02:08 PM PDT

انتهت سوق الانتقالات الصيفية، وتركت خلفها علامات استفهام ودهشة وغرابة، بسبب الارقام القياسية التي شهدتها في كل البطولات الاوروبية الخمس الكبرى، خصوصا بعد انتقال النجم البرازيلي نيمار الى باريس سان جيرمان في مقابل 222 مليون يورو، لتصبح حقبة جديدة، بل سيصبح الحديث مستقبلا عن الانتقالات بمصطلح «حقبة ما قبل أو ما بعد صيف 2017»!
رغم مئات الملايين التي انفقت لم يكن الجميع فائزاً، بل أن الخيبة أصابت ثلاثة من عمالقة الاندية الاوروبية، أولها برشلونة، التي كسرت هيبته وجرح بعد رحيل نجمه البرازيلي نيمار، الى ناد، من المفترض أن يكون أقل منه شأنا وتاريخا وتحقيقا للبطولات، لكن في المقابل، جاء استشراس برشلونة في تعويض خيبته عشوائية وبدون دراسة وتركيز، الى درجة أنه دفع أكثر من 135 مليون يورو لضم الفرنسي عثمان ديمبيلي من بوروسيا دورتموند، والذي كان مغمورا قبل عام، وفي الواقع فان قيمته السوقية يجب ألا تزيد على 40 مليونا، للاعب تألق في موسم واحد فقط، ولتوه تخطى العشرين من عمره، لكن بسبب حاجة برشلونة الملحة، وكون دورتموند يدرك ان في خزينته اكثر من 200 مليون يورو، فانه اضطر الى المبالغة في الدفع، بعد اغلاق الكثير من المنافذ في وجهه، بينها محاولاته الحثيثة لضم نجم ليفربول كوتينيو، والذي كان البارسا على استعداد لدفع مبلغ أكبر مما الذي دفعه لضم ديمبيلي. هذا أمر محزن بحد ذاته، كون برشلونة يحاول صرف نحو 300 مليون يورو لتعويض لاعب باعه بـ100 مليون أقل، بل الأنكى انه لم يتفرغ بعد لمعالجة أزمات الفريق في الخطوط الاخرى، كالدفاع والوسط.
في الجهة المقابلة، يعيش المدرب الفرنسي آرسين فينغر أزمة طاحنة، فهو فقد ثقة جماهير أرسنال منذ الموسم الماضي، وحتى الفوز بكأس انكلترا لم يوقف مطالباتهم له برحيله، وزادت حالات الغضب عليه عقب البداية الكارثية (المتوقعة) في الدوري الانكليزي، خصوصا الخسارة برباعية امام ليفربول، والانكى انه فقد ايضاً ثقة لاعبيه، الذين باتوا يهرولون بحثاً عن مخرج من النادي، فشامبرلين رفض تمديد عقده، بل رفض مبلغ 180 الف اسبوعيا، وقبل بـ120 ألفا مع ليفربول، وسانشيز واوزيل رفضا تمديد عقديهما، في حين عرض 92 مليونا لضم الفرنسي ليمار، بعد عام على اعتبار مبلغ 89 مليونا الذي دفعه مانشستر يونايتد لضم بوغبا «سخيفاً»، لكن ليمار رفضه وفضل ليفربول، قبل ان يبيع مهاجمه لوكاس بيريز بـ4 ملايين جنيه بعد اقل من عام على ضمه بـ18 مليونا، وسيقبل بـ23 مليونا لبيع موستافي بعد عام على دفع 35 مليونا لضمه، وباع الدولي غيبس بسعر بخس بأقل من 7 ملايين جنيه، وكل لاعب يحاول ضمه يرفضه، ليتبقى السؤال: الى متى سيظل فينغر مدربا وعرابا لأرسنال؟
في الجهة الغربية من لندن، جلس انتونيو كونتي يضرب أخماساً بأسداس بعد خيبة ادارة تشلسي في تأمين الصفقات التي يريدها، ففي مطلع الصيف وضع ضم المدافع الايطالي بونوتشي من أولويات أهدافه، فباعه يوفنتوس الى مواطنه ميلان لان تشلسي لم يقدم عرضاً، وبعدها أراد المهاجم البلجيكي لوكاكو ليخلف دييغو كوستا، فخطفه منه مانشستر يونايتد، وحين اعتقد انه قريب من ضم شامبرلين، حسم الاخير أمره بالانتقال الى ليفربول، وحتى عندما اتفق مع لاعبه السابق فيرناندو يورينتي للمجيء الى «ستامفورد بريدج»، دخل توتنهام على الخط وخطفه منه. ليتوقع كثيرون مع أول خيبة سينفجر كونتي غاضبا في ادارته وقد يرحل قبل نهاية العام الجاري. لكن للحقيقة فان ادارة تشلسي تدرك ان زمن الصرف اللامحدود ولى خصوصا مع مشروع اعادة بناء الاستاد الجديد، والذي سيكلف مئات الملايين من ثروة رومان ابراموفيتش، الذي آثر ان يقتصد في مصاريفه.

ملاحظة: المقالة كتبت قبل ساعات من اغلاق سوق الانتقالات.

twitter: @khaldounElcheik

سوق انتقالات كارثية لبرشلونة وأرسنال وتشلسي!

خلدون الشيخ

الوقت ليس في صالح غاريث بيل في النادي الملكي!

Posted: 02 Sep 2017 02:08 PM PDT

مدريد ـ «القدس العربي»: التغييرات تحدث في ومضة عين في ريال مدريد وربما لم يعد الوقت في صالح غاريث بيل داخل النادي الملكي حامل لقب الدوري الاسباني.
وسجل مهاجم ويلز أول هدف لفريقه في المسابقة هذا الموسم في الفوز 3-صفر على ديبورتيفو لاكورونيا بعد أداء رائع في الأسبوع الماضي. لكن بعد سبعة أيام تعرض بيل لصيحات استهجان من الجماهير في «سانتياغو برنابيو» عندما استبدل المدرب زين الدين زيدان اللاعب الأغلى في تاريخ النادي عندما كانت النتيجة 1-1 أمام بلنسية بحثا عن الفوز في آخر ربع ساعة. وشعر المشجعون بالإحباط بسبب المستوى المتواضع لبيل الذي أضاع فرصة خطيرة من ضربة رأس سددها فوق العارضة على بعد خطوات من المرمى بينما أخفق ريال في الفوز ليتعادل بملعبه 2-2. وبينما تعثر بيل كان ماركو أسينسيو معشوق جماهير برنابيو الجديد متوهجا حيث سجل اللاعب البالغ عمره 21 عاما هدفي ريال ليواصل تألقه في بداية الموسم.
وبخلاف هدفه في ديبورتيفو قدم بيل القليل خلال الانتصارات في الدوري وفي الكأس السوبر الاسبانية ما عرضه لانتقادات من الجماهير ووسائل الإعلام. لكن زيدان جدد الثقة في بيل وتجنب فرض ضغوط عليه أو معاتبته. وقال المدرب الفرنسي: «إنه لاعب مهم في التشكيلة. غاريث هو غاريث وسيواصل العمل ليستمر في إظهار قدراته مثل الجميع». لكن صحيفة «ماركا» ومقرها مدريد نشرت مقالا الاسبوع الماضي بعنوان «خمسة أيام متبقية لبيع بيل». وذكر المقال أن ريال مدريد «يجب أن يستغل سمعة بيل الجيدة في بريطانيا وأن يستفيد من سوق الانتقالات الجنوني والمتقلب». وأصر بيل على رغبته في البقاء في مدريد وأبدى سعادته بخوض فترة إعداد للموسم والتي حرم منها في سنوات سابقة بسبب الإصابات.
وقال بيل: «أنا سعيد بممارسة الكرة وأفوز بألقاب ولا أريد المغادرة ولا يوجد أكثر من ذلك لأقوله». ولكن إذا أراد ريال مدريد عرضه للبيع ستود أندية الدوري الانكليزي استغلال الفرصة لإعادته إلى انكلترا وفي ظل تألق أسينسيو لا يضمن بيل دورا رئيسيا في برنابيو. وساهم بيل في فوز ريال الموسم الماضي بأول لقب له في الدوري الاسباني منذ خمس سنوات، فضلا عن التتويج بثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا منذ انضمامه في 2013 وهو رصيد رائع من الألقاب يسمح له بالرحيل ورأسه مرفوعة.

الوقت ليس في صالح غاريث بيل في النادي الملكي!

صفقة قياسية تعيد الأمل الى معسكر برشلونة

Posted: 02 Sep 2017 02:07 PM PDT

برشلونة ـ «القدس العربي»: أكمل برشلونة صفقة التعاقد مع الجناح الفرنسي الشاب عثمان ديمبيلي من بوروسيا دورتموند الألماني مقابل 147 مليون يورو ليصبح ثاني أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم بعد الرجل الذي رحل مؤخرا عن النادي الكتالوني.
ودفع باريس سان جيرمان الفرنسي 222 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي في عقد البرازيلي نيمار مع برشلونة في بداية الشهر الجاري ليصبح اللاعب الأغلى في تاريخ اللعبة، ليضطر بعدها النادي الكتالوني لشراء ديمبيلي ليعوض رحيل صانع ألعابه. ولفت ديمبيلي (20 عاما) الأنظار بشدة في الموسمين الماضيين حيث تألق في صفوف رين الفرنسي قبل أن ينتقل إلى دورتموند مقابل 15 مليون يورو فقط. وذكر برشلونة عبر موقعه: «مهاراته الاستثنائية تسبب حالة من النشوة في الاستاد». واوضح النادي الكتالوني: «إنه سريع ويتحلى بروح المخاطرة، وينجح في اختراق الدفاعات الصلبة للفرق المنافسة سواء على مستوى الأندية أو المنتخب الوطني، تسجيل الأهداف تبدو هواية بديهية بالنسبة له». ومن المتوقع ان يلعب ديمبيلي في الجهة اليسرى في برشلونة ليكون الضلع الثالث في المثلث الهجومي بجانب المهاجم الأوروغواني لويس سواريز والمهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، حيث اصبح البديل المباشر لنيمار. ويجيد ديمبيلي اللعب بكلتا القدمين ويمكنه اللعب في العمق بشكل أكبر من نيمار، الذي تعرض لانتقادات دائمة بسبب عدم مساعدة الظهير الأيسر خوردي البا في الناحية الدفاعية. وحصل ديمبيلي على القميص رقم 11 الذي كان يخص نيمار، ومن المتوقع أن يتقمص دور البطولة سريعا في ظل مساعي برشلونة لإيقاف هيمنة ريال مدريد على الكرة الأسبانية والأوروبية. وتوج الريال في الموسم الماضي بلقب الدوري الاسباني ودوري أبطال أوروبا للمرة الثانية على التوالي ثم حصد لقب الكأس السوبر الأوروبي ولقب الكأس السوبر الاسباني في الوقت الذي اكتفى فيه برشلونة بالفوز بلقب كأس ملك اسبانيا فقط. وقالت صحيفة «موندو ديبورتيفو»: «ديمبيلي، الصفقة القياسية»، فيما كتب الصحفي خوردي باتايا: «لا يوجد شك بالنظر إلى الأرقام وإلى إمكانياته، انضمام عثمان ديمبيلي إلى برشلونة صفقة من العيار الثق». ومن جانبه كتب توني خوانمارتي في «دياريو سبورتس»: «برشلونة تعاقد مع واحد من أكثر اللاعبين الخياليين في العالم، ليس من المبالغة القول أن الرجل الفرنسي يعد أفضل خليفة ممكن للنجم البرازيلي نيمار». التعاقد مع ديمبيلي أحيا الأمل في برشلونة بشأن قدرة الفريق على منافسة ريال مدريد على الألقاب في الموسم الحالي. وجود ميسي في خط الهجوم قد يزيح الضغوط الواقعة على كاهل ديمبيلي، وأن يمنحه المساحة اللازمة للضغط على دفاعات الخصم، ولكن المبالغ الطائلة التي دفعت للتعاقد معه تعني أن ديمبيلي سيكون دائما تحت المجهر. ديمبيلي أصبح الصفقة الأغلى في تاريخ برشلونة بعد لويس سواريز الذي انضم للفريق مقابل 82 مليون يورو من ليفربول في 2014.

صفقة قياسية تعيد الأمل الى معسكر برشلونة

ديمبيلي… من لاعب مغمور إلى نجم ساطع في غضون عامين!

Posted: 02 Sep 2017 02:07 PM PDT

برشلونة ـ «القدس العربي»: قبل 15 شهرا فقط لم يكن كثيرون يعرفون لاعب كرة القدم الفرنسي الشاب عثمان ديمبيلي لكنه أصبح الآن من أبرز اللاعبين في بؤرة الأضواء.
وفي أيار/ مايو 2016، وعندما انتقل اللاعب من نادي رين الفرنسي إلى بوروسيا دورتموند الألماني، لم يكن أحد يتوقع وحتى اللاعب نفسه أن يدخل ديمبيلي التاريخ في العام التالي. والآن، أصبح ديمبيلي ثاني أغلى لاعب في تاريخ اللعبة بعد البرازيلي نيمار، حيث انتقل ديمبيلي من دورتموند إلى برشلونة مقابل 147 مليون يورو. والمثير أن ديمبيلي (20 عاما) انتقل إلى برشلونة ليعوض الفريق الكتالوني عن رحيل نيمار نفسه والذي أصبح اللاعب الأغلى في تاريخ اللعبة مع انتقاله هذا الصيف إلى باريس سان جيرمان، حيث سدد النادي الفرنسي قيمة الشرط الجزائي في عقد اللاعب والتي تبلغ 222 مليون يورو. ولهذا، سيكون اللاعب الفرنسي الشاب مطالبا بتأكيد أحقيته بهذا المقابل المالي الكبير حيث يتطلع إليه الجميع لمعرفة مدى قدرته على تعويض النادي الكتالوني عن رحيل نيمار. ولفت ديمبيلي الأنظار بشدة في الموسمين الماضيين حيث تألق في صفوف رين قبل انتقاله إلى دورتموند مقابل 15 مليون يورو فقط فيما انتقل لبرشلونة هذا الصيف بعشرة أمثال هذا المقابل. وذكر برشلونة عبر موقعه الرسمي: «مهاراته الاستثنائية تسبب حالة من النشوة في الاستاد». وأوضح النادي الكاتالوني: «إنه سريع ويتحلى بروح المخاطرة، وينجح في اختراق الدفاعات الصلبة للفرق المنافسة سواء على مستوى الأندية أو المنتخب الوطني، تسجيل الأهداف تبدو هواية بديهية بالنسبة له». ومن المتوقع أن يلعب ديمبيلي في الجهة اليسرى في برشلونة ليكون الضلع الثالث في المثلث الهجومي لبرشلونة بجانب المهاجم الأوروغواني لويس سواريز والمهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي حيث أصبح البديل المباشر لنيمار. ويملك ديمبلي بالفعل العديد من مميزات ومهارات نيمار سواء في ما يتعلق بالسرعة والرشاقة أو في ما يتعلق بالجانب المهاري في التعامل مع لكرة والتلاعب بدفاع المنافس. وسبق لبرشلونة أن وصف اللاعب الفرنسي بأنه «أمير المراوغة» كما يعتبره أبرز اللاعبين الصاعدين الواعدين في كرة القدم الأوروبية. وقال إيرنستو فالفيردي مدرب برشلونة إنه ينتظر الكثير من هذا اللاعب لأنه قادر على تحقيق تطلعات جماهير النادي ومنحهم ما يريدونه من متعة وإثارة في الملعب. كما يمتلك ديمبيلي القدرة على اللعب أمام مدرجات تحتشد بعشرات الآلف من الجماهير نظرا لمشاركته مع الفريق الأول لرين منذ أن كان في السابعة عشرة من عمره كما سجل الهدف الأول في مسيرته الاحترافية بعد أسبوعين فقط من بداية مسيرته مع الفريق الأول لنادي رين. وخلال الموسم الماضي مع دورتموند، خاض ديمبيلي 32 مباراة في الدوري الألماني وسجل خلالها ستة أهداف وصنع 13 هدفا ليلفت إليه أنظار الأندية الأوروبية الكبيرة ومنها برشلونة الذي وجد فيه ضالته بعد رحيل نيمار.

ديمبيلي… من لاعب مغمور إلى نجم ساطع في غضون عامين!

لماذا تخّلى غوارديولا عن وعوده لجماهير السيتي وفعل العكس تماما؟

Posted: 02 Sep 2017 02:06 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: على عكس كل التوقعات، لم ينجح المدرب الكتالوني بيب غوارديولا في فرض فلسفته وأفكاره المعروفة عنه، على أندية البريميرليغ، منذ وصوله لسدّة حكم قلعة «الاتحاد» مانشستر سيتي الصيف الماضي، خلفا للتشيلي مانويل بيليغريني، بل أُجبر على التنازل عن قناعاته وكل معتقداته القديمة، التي تُنسف يوما بعد يوم، سواء بتكتيكه وإستراتيجيته داخل المستطيل الأخضر، أو بالطريقة السهلة التي بنى بها مشروع الحلم في موسمه الثاني في بلاد الضباب.

قطار لا يرحم

من يعرف بيب منذ ظهوره على الساحة عام 2008، عندما منحه الرئيس الأسبق خوان لابورتا فرصة قيادة برشلونة، بعد عام كامل قضاه مع فريق الرديف، يلعب دائما بأربعة مدافعين في الخط الخلفي، وطوال فترة حكمه «لكامب نو»، لم يتخل عن أسلوب اللعب بأربعة مدافعين، فقط كان يُنوع أفكاره في الوسط والهجوم، لكنه في الأغلب يميل لأسلوب 4-2-3-1، على أن يكون المهاجم الأخير «وهمي»، وليس رقم (9) المعروف بالمهاجم الصندوق. حتى مع بايرن ميونيخ، نقل أفكاره وفلسفته المعروفة بالاستحواذ على الكرة، ووضع الخصم في وسط ملعبه، بالاعتماد على لاعبين يملكون من المرونة ما يكفي لنقل الكرة في مساحات ضيقة، كخافي مارتينيز وألكانتارا وتشابي ألونسو وكروس قبل ذهابه إلى ريال مدريد، وعلى الأطراف الجناحين الطائرين آريين روبن وفرانك ريبيري، مشكلته الوحيدة، كانت تكمن في ضعف مركز قلب الدفاع بسبب كثرة الإصابات، التي لم تُمكنه من الاعتماد على قلبي دفاع ثابتين في أغلب فترات مواسمه الثلاثة التي قضاها في «آليانز آرينا». وبالعودة بالذاكرة قليلا، وتحديدًا لموسمه الأول في إنكلترا، سنُلاحظ أنه لم يُغير قناعاته، وظل يلعب بأربعة في الدفاع، مع الاحتفاظ بأكثر عدد من اللاعبين الموهوبين في منتصف الملعب، يكون منهم اثنان على الأقل لديهم القدرة على التسجيل كدافيد سيلفا وكيفن دي بروين، وأمامها الأرجنتيني سيرخيو أغويرو أو غابرييل جيسوس، الذي يخطف الأضواء من ابن قارته رويدا رويدا، لكن هل شاهدتم ما فعله بيب بداية هذا الموسم؟

اكتشف الحقيقة

طوال الموسم الماضي، عانى الفريق السماوي الأمرين في التعامل مع الهجمات المرتدة، وهذه المشكلة ظهرت بوضوح منذ إصابة القلب النابض إلكاي غندوغان، الذي كان يؤدي دور اللاعب رقم (8) بامتياز، بوضع نفسه في المكان الصحيح، لعمل مثلث برفقة أقرب زميلين، تماما كما يُريد غوارديولا بالضبط، أضف إلى أنه موهوب في عملية افتكاك الكرة في الثلث الأخير من الملعبب دون ارتكاب أخطاء، ولا يفقد الكرة بسهولة في أي مكان في الملعب، وهو تقريبا لاعب الوسط المحوري القادر على قيادة أي فريق للفوز ببطولة، بشرط أن تبتعد عنه لعنة الإصابات. الشاهد، أن غوارديولا فهم متأخرا قيمة أن تُدافع بشكل جيد في بلاد الضباب، فهو لا يُدافع عن شعار اسمه برشلونة، ويلعب أمام منافسين أقصى طموحهم الخروج بأقل عدد من الأهداف أمام ميسي وجواهر عصر تشابي وإيتو وبويول وألفيش الذهبي، أو فريقه بايرن ميونيخ الذي من السهل جدا أن يفوز بلقب البوندسليغا قبل النهاية بخمسة وستة أسابيع كل عام. الواقع يقول أنه يلعب كل سبت أو أحد مباراة لا تقل شراسة عن سهرات الثلاثاء والأربعاء الأوروبية، بل في جُل الأوقات تكون المواجهة المحلية أكثر صعوبة، خاصة عندما يصطدم بأحد الأعداء وما أكثرهم بدون ذكر أسماء. صحيح «السكاي بلوز» بدأ مباراة السبت أمام بورنموث بأربعة مدافعين في الدفاع، لكنه سرعان ما عاد للعب بخمسة، منهم ثلاثة في قلب الدفاع واثنان على الأطراف في صورة ظهيرين متقدمين من منتصف الملعب، والمُدهش أن غوارديولا أظهر إيمانه الكامل بالطريقة المُنتشرة في الدوري الإنكليزي في الآونة الأخيرة، بعد نجاحها المدوري مع تشلسي أنطونيو كونتي وتوتنهام ماوريسو بوتيشينو، قبل أن ينضم إليهما آرسنال وبقية الأندية، وهذا خير دليل على رضوخ المدرب الكاتلوني أمام واقع وعنفوان كرة القدم الإنكليزية السريعة، وأيضا مستوى التنافس الكبير بين جُل الفريق، عكس وضعه عندما كان مع برشلونة أو البايرن، هناك، لم يكن يجد صعوبة بالغة في تحقيق الفوز بثلاثيات ورباعيات خارج القواعد بمنتهى السهولة والأريحية، أما يوم السبت الماضي، كاد يفقد أعصابه بعد إحراز رحيم ستيرلنغ هدف الفوز على بورنموث، الذي فاز عليه السيتي في آخر أربع مباريات بنتيجة 15-1!

 الكارثة الأكبر

بعيدا عن الشق التكتيكي، دعنا عزيزي قارئ «القدس العربي» أن نتذكر سياسة غوارديولا مع فرقه السابقة، على سبيل المثال في بداية مشروعه مع برشلونة تَعمد بناء فريق شاق قوامه الرئيسي من شباب الأكاديمية، وفعل ذلك بالموافقة على بيع عناصر خبرة متمثلة في الأسطورة رونالدينيو والساحر البرتغالي الهوية البرازيلي الأصل ديكو، لتشجيع ميسي وإنييستا على تقديم أفضل ما لديهم. المفارقة الحقيقية أنه في موسمه الأول مع ناديه الأصلي، لم يُبرم صفقات باهظة الثمن، الصفقة الأغلى كانت ضم المدافع الأيمن داني ألفيش من كبير الأندس «إشبيلية» مقابل 31 مليون يورو، ومعه أضاف أسماء أخرى مثل ألكسندر هليب، مارتن كاسيريس وسيدو كيتا ومعهم كذلك ابن أكاديمية لاماسيا جيرار بيكيه، الذي استعاده من مانشستر يونايتد بسعر رمزي. ما يُثبت أن غوارديولا لم يأت إلى فريق العاصمة الإنكليزية الثانية لاستنساخ تجربته السابقة مع برشلونة أو حتى البايرن، فطوال ولايته الأسطورية في «كامب نو»، لم يتعاقد إلا مع 10 أسماء كبيرة، وفي المقابل قام بتصعيد 13 لاعبا من أبناء النادي، وبوجه عام لم يُكلف الخزينة أكثر من 385 يورو بين عامي 2008 و2012، الأغرب أنه كرر الأمر ذاته مع البايرن، وأعطى أبناء الأكاديمية فرصة عظيمة للظهور، ولم يُنفق أكثر من 200 مليون يورو على مدار 3 سنوات.

قال وفعل العكس

بالكاد لم تنس جماهير «السيتيزينز» ما قاله غوارديولا بعد أيام قليلة من توليه المهمة، حتى أنه ادعى أن أحد أهم الأشياء التي دفعته لقبول المهمة وجود قطاع ناشئين وشباب عالمي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهنا اعتقدت الجماهير أن الإدارة عثرت على المُكتشف الأمين القادر على إفراز المواهب الواعدة، على غرار ما فعله مع البارسا والبايرن، والتاريخ الحديث يقول أن أكاديمية مانشستر التي تكتسي باللون السماوي، أظهرت أسماء لا يُستهان بها، لكنها لم تجد من «يحنو» عليها، أو منحها الفرصة مثل «دانيال ستاريدج وكاسبر شمايكل ودينيس سواريز وأدريان رابيو. غوارديولا قال بالنص: «أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت النادي يوقع معي، أنني أتعامل بشكل جيد مع اللاعبين الشباب، وأفهم جيدا أن المشجعين يحتاجون رؤية أبناء الأكاديمية مع الفريق الأول، لأن هذا أمر خاص للجماهير وأيضا أبناء الأكاديمية».
أما خلدون المبارك، فقال في نفس هذه الأيام العام الماضي: «نتوقع أن يكون لدينا في الفريق السنة القادمة ثلاثة أو أربعة لاعبين لديهم فرصة جيدة للظهور مع الفريق الأول، وإذا سألت بيب اليوم، سيقول لك أن فرصة الشباب قادمة لا محالة، وهذا ما نُريده لبناء فريق من روح النادي». أما على أرض الواقع، فلم يُعر اللاعبين الشباب أي اهتمام، رغم أنهم حققوا إنجازا غير مسبوق بالوصول لنهائي كأس الاتحاد الإنكليزي للشباب ثلاث مرات على التوالي، والآن لغة الأرقام تقول أنه أنفق مع السيتي في غضون 14 شهرا، تقريبا ضعف ما أنفقه مع ناديه الكتالوني على مدار 48 شهرا، وهذا في حد ذاته، يكشف التناقض الكبير في فلسفته المعروفة عنه.
صحيح صاحب الـ46 عاما كان محظوظا بجيل شباب قوي في برشلونة، بإخراج وحش كاسر في منتصف الملعب كسيرخيو بوسكيتس مع بيدرو وردريغز وبقية الشباب والمُخضرمين أبناء النادي، وربما مقارنة شباب السيتي حالي بشباب البرسا 2008 ظالمة، لكن الشيء المُحير أنه لم يُكلف نفسه عناء البحث عن موهبة أو موهبتين من باب تصديق كلامه على أقل تقدير. الكارثة التي هبطت فوق رؤوس مشجعي المان سيتي، تكمن في سماح المدرب لخروج أبرز لاعبين الأكاديمية الأنجح في بلاد الضباب، منهم على سبيل المثال بابلو مافيو وأليكس غارسيا اللذان ذهبا إلى فرع النادي الثاني في إسبانيا جيرونا، بالإضافة إلى أنجيلينو المنتقل إلى بريدا، ناهيك عن قتل صانع الألعاب الشاب فيل فودون، الذي انتهت فرصه في الظهور مع الفريق الأول بعد قدوم بيرنارو سيلفا مقابل 45 مليــون إســترليني، ليــكـــون خليفة دافيد سيلفا في مركز صانع الألعاب.

الخلاصة

باختصار شديد، يُمكن القول أن إدارة السيتي أعطت غوارديولا أداة قتل المواهب الشابة، مدافع يافع وصلد كتوسين أدارابيويو، عمره لم يتجاوز 19 ربيعا، ويُنظر له على أنه مستقبل دفاع السيتي، لكن بالنسبة لغوارديولا فهو لا يرى ذلك، بل يرى الحل الأسهل، وهو الإنفاق لسد الحاجة في أسرع وقت ممكن، بدليل أنه يُفكر بجدية في ضم مدافع الأعداء السابق جوني إيفانز، بعد إنفاق أكثر من 150 مليون إسترليني لتدعيم قلب الدفاع، و100 دفعة واحدة هذا الصيف لشراء ثلاثة أظهر. عموما، كل الشواهد والمؤشرات توضح أن فلسفة غوارديولا مع السيتي ليست هي نفسها فلسفته مع برشلونة وبايرن ميونيخ، وكما أشرنا في الوقت الذي يُبدع فيه فريق الشباب ويظهر فيه مواهب واعدة للمستقبل، نجد غوارديولا يُركز فقط على الشراء، والشيء الوحيد الذي يُمكن القول بأنه صدق فيه، أنه تعهد ببناء فريق شاب قوي قادر على إعادة هيبة السيتي. وبالنظر إلى الأسماء المتاحة الآن، سنجد أن مُعدل الأعمار انخفض كثيرا، خاصة بعد رحيل عواجيز الثلاثينات كاباييرو وسانيا وكليشي وزاباليتا وآخرين، وهذا لم يحدث بلمحة عبقرية أو بتخطيط، بل بأموال تم توزيعها بشكل صحيح، والشيء الواضح أنه حتى الآن لم يُظهر جديته في منح الشباب فرصة جيدة، بل يفعل العكس تماما بإرسالهم خارج النادي، آخرهم النيجيري كليتشي إيهاناتشو، الذي كان يُنظر اليه على أنه مُستقبل هجوم الفريق بعد أغويرو، وفي الأخير باعه المدرب لليستر بثمن بخس… والســـؤال الآن: هل سيتذكر غوارديولا ما قاله العام الماضي ويبدأ في ترتيب أوراقه من جديد؟ أم أنه لن يتراجع عن فلسفته الجديدة؟

لماذا تخّلى غوارديولا عن وعوده لجماهير السيتي وفعل العكس تماما؟

عادل منصور

منصة تفاعلية تلغي وساطة البنوك وتمنح الجميع حق الدخول في المنظومة المالية العالمية

Posted: 02 Sep 2017 02:06 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: يتجه العالم الآن وبسرعة نحو تسهيل التداول النقدي الإلكتروني، إنها الثورة نحو المستقبل في التعامل المالي، وذلك عبر إلغاء مركزية البنوك. شبكة «بلوك تشين» هي تقنية تتسم باللامركزية تسمح بإجراء معاملات بين الأطراف دون الحاجة إلى أطراف ثالثة وتتمتع بأعلى درجة من التوثيق، والخصوصية، وبحماية كاملة في مواجهة التهديدات الخاصة بأمن البيانات، فضلاً عن مواجهة الجريمة الإلكترونية والمساهمة في تنمية وازدهار العالم بدءاً من اليوم ونحو مستقبل يحقق التوازن بين المصالح المختلفة والمتغيرة والمتضاربة أحياناً بهدف الحد من الآثار السلبية، وزيادة الآثار الإيجابية للصالح العام.
فالتقدم التكنولوجي المتسارع الذي يشهده العالم حالياً، وفي المستقبل يساهم في تطوير القدرات البشرية والارتقاء بها لتكون قادرة على إعادة صياغة العالم، حيث تبلغ نسبة السكان المتصلين بشبكة الانترنت حوالي 40 في المئة من إجمالي سكان العالم، بينما بلغ عدد الأجهزة المتصلة بالانترنت 6.64 مليار جهاز.
«القدس العربي» توجهت إلى منطقة «كناري وارف» في شرق لندن وهي ملتقى البنوك المالية في بريطانيا، والتقت، رشد خالد أفيروز، المدير التنفيذي والمؤسس لبنك «باب-BABB «.
والبنك منصة تفاعلية تعمل بنظام تكنولوجيا العقود الذكية، والذي أثار جدلا واسعاً لكونه أكثر من بنك، فهو سيغير المنظومة المالية والرؤية المستقبلية بالكامل خاصة للأفراد وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
وقال أفيروز: «نحن نعمل على تسخير قوة الاتصال لخدمة المجتمع وتحقيق أرباح اقتصادية للجميع من خلال منصة تفاعلية واحدة هي باب».
وأضاف: «باب هو بنك، وشبكة مالية عالمية تعمل بنظام يتيح لك السيطرة الكاملة على معاملاتك المالية بالكامل دون الحاجة للبنوك عن طريق تقنية «بلوك تشين» المتميزة بالشفافية والثقة، وعندها لا تكون مضطراً للتنازل عن جزء من أرباحك لصالح البنوك التي تعمل كوسيط».
هذا النظام، وفق أفيروز، يجعل المتعامل «بعيداً عن المخاطر غير المتوقعة التي قد تواجهها البنوك نتيجة التقلبات الاقتصادية الحادة أو الإفلاس، فالفكرة قائمة على وجود منصة مصرفية عالمية تربط كل من الأفراد وأصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة باستخدام آلية التواصل الاجتماعي والانترنت بما يحقق للجميع المنافع والأرباح الاقتصادية والمالية المتبادلة».
يحدث ذلك بـ«أقل تكلفة وأسرع وقت دون مجازفة أو مخاطرة من خلال الهوية الرقمية (البيولوجية) أي بصمة الصوت والصورة باستخدام تكنولوجيا (البيومترك) والتي تجعل الخرق الأمني صعباً، ما يجعل البابيين «عملاء ومستخدمي باب» يثقون في بعضهم البعض، ويستطيعون أيضاً بتلك الهوية المرور عبر «kyc» وهي التقنية التي تستخدمها البنوك للتأكد من هوية العملاء، وبذلك نكون مجتمعا أفراده يتمتعون بالثقة المطلقة وبنظام سهل استخدامه وبهوية موثقة، وفائقة الخصوصية تسمح لهم بالتعامل معاً دون وسيط، والتواصل بكل ثقة».
وحول وجود معوقات في التعاملات البنكية يشهدها الناس في كل أنحاء العالم مثل مركزية البنوك، ما يؤثر على سرية بيانات العميل، قال:» نعم هذا صحيح ومن هنا أتت فكرة (باب) فمعها أنت البنك، نحن نزيل لك الوسيط ونعمل على إلغاء مركزية البنوك، ونتيح لك فرصة التعامل مباشرة مع عميل آخر داخل المنظومة كتحويل أو إقراض المال مباشرة دون وسيط بينكما مما يجعل المنظومة أكثر ديمقراطية، فمركزية الوسيط تعمل ضد تساوي الفرص وتجعل التعامل مع أصحاب المشاريع المتوسطة، والصغيرة، والمستخدمين غير منصف».
ويتخذ المدير التنفيذي والمؤسس لبنك «باب» شركة «أوبر» مثالاً لمشروعه، موضحاً أنها «تمتلك تطبيقا للهواتف الذكية تقوم بتوظيف نظام (جي بي اس) للتوصيل بين السائقين والركاب، وهي تكنولوجيا تخدم في المقام الأول (أوبر) كوسيط، حيث تحصل على 25 في المئة من كل أجرة يدفعها الراكب للسائق، فقط لكونها وسيطا، ما يدفع السائقين للعمل ساعات أكثر، لكسب لقمة العيش».
أما «باب» وفق أفيروز فهو «يتيح للسائق إمكانية التواصل المباشر مع الركاب وأخذ الأجرة كاملة تلقائياً وبسرعة باستخدام تكنولوجيا العقود الذكية، بدون أي إلزام مالي تجاه شركة وسيطة، فيفتح لك الباب على مصراعيه كجيل قادم من رجال الأعمال».
أما بالنسبة للأزمات الاقتصادية والمالية التي تتعرض لها البنوك بين الحين والآخر، كالإفلاس والعجز عن قيامها بمهامها كمؤسسات نقدية مانحة للقروض أو قابلة للإيداع، فإن «باب» يتجنب تلك المجازفة ويغير قواعد اللعبة المتعارف عليها للأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة، فهو حسب مديره «يخلق لك سوقا لا مركزيا مبنياً على تقنية «بلوك تشين» مستخدماً القياسات البيولوجية لإنشاء هوية رقمية آمنة لجميع العملاء، ومن ثم توصيل الناس وإزالة الحواجز المكلفة فيما بينهم، وبهذا نكون قد تمكنا من خفض تكلفة القيام بالأعمال التجارية، وإطلاق العنان للابتكار عبر العالم».
وأضاف: «(باب) مجهز بعمليات التمويل الجماعي، حيث تستطيع الشركات الناشئة جمع الأموال من المستثمرين مباشرة دون الحاجة لأصحاب رؤوس الأموال وبنوك الاستثمار، مما يخدم الاقتصاد بنطاق أوسع، فدخول الأفراد وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة يغير المنظومة الاقتصادية ككل ويجعلهم جزءا من الاقتصاد العالمي، وهنا يصبح (باب) منصتك إلى سوق تجارية محلية عالمية يسهل التعاون فيها عن طريق وضع الموهوبين وأصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة على اتصال ببعضهم».
وبخصوص كيفية تعامل «باب» مع بيروقراطية الإجراءات البنكية عند فتح الحساب، وعند اتمام عمليات الإيداع أو التحويل أو استبدال العملة أو عند الإقراض أو الاقتراض والذي يستلزم وقتاً وتكاليف، يبين أفيروز أن «مع باب تكلفة التحويلات المالية الداخلية والدولية بين العملاء معدومة وشبه فورية. وفتح الحساب البنكي لا يستوجب وجود مال أو مبلغ محدد، فيمكنك فتح الحساب بخطوات بسيطة للغايةً تبدأ بـ: تحميل البرنامج « The Application» كأي برنامج يتم تحميله على الهاتف المحمول من الـ App Store Play store ، وفتح الحساب عن طريق تقنية «بيومترك» باستخدام بصمة الصوت والصورة الخاصة بك.
وبذلك تكون قد خطوت الخطوة الأولى بفتح حساب مبدئي Restricted Account « « لك، تكون معاملاتك البنكية فيه محددة شهرياً. ولتوسيع معاملاتك البنكية يمكنك فتح حساب أساسي Full Account» « يتطلب بعض الأوراق الثبوتية كجواز السفر وأي إثبات هوية شخصية. ويستطيع باب منع القرصنة الإلكترونية وغسيل الأموال عن طريق تقنية الذكاء الاصطناعي «Artificial intelligence «. وتقنن تلك المعاملات البنكية طبقاً للقوانين التي تسن من قبل البنك المركزي لكل دولة تجنباً لغسيل الأموال.
ويسمح «باب» عبر تقنية «بلوك تشين» القيام بتحويلات مالية متناهية الصغر»Micro Transaction» بدون تكلفة وبطريقة مباشرة آمنة تستغني عن الوسيط وبأسرع وقت، حسب أفيروز.
ويعطي مثال على ذلك: «إذا أردت أن ترسل 10 دولارات من أمريكا لأمك في سوريا، ستدخل على حسابك وتقوم بتحويلها مباشرة خلال دقائق على حساب والدتك والتي لديها حساب مع باب أيضا، الآن هناك 10 دولارات في حسابها الشخصي، سيوضح لها البرنامج كل من حولها من لديهم حساب مع باب وفي استطاعتهم إعطائها الـ 10 دولارات مقابل استردادها بعد فترة زمنية تتحدد بين الطرفين 11 دولارا مثلا، والتي تعد أقل بكثير جدا من تكلفة التحويلات البنكية الأخرى، أما لو كان المقرض من محيط الأصدقاء والأهل فليست هناك تكلفة على الإطلاق».
ويضيف: «هنا نحن نخدم كل الأطراف، فالأم حصلت على مبلغ من المال بشكل فوري دون وسيط، مما ييسر أحيانا بعض التعاملات الملحة، وأستفاد الطرف الآخر أيضا حيث استثمر أمواله دون جهد ومن خلال شبكة فائقة الأمان والخصوصية».
ويتابع: «ليس فقط استثمار أموالك عن طريق التحويلات البنكية بل مع (باب) يمكنك أيضاً شراء وبيع أي عملة عالمية مباشرة مع العملاء بتجاوز الوسيط، وهذا يعني أنه يمكنك إصدار وتحميل «بطاقة شرائية» تسمى «Black Card» لأي شخص في أي مكان في العالم وبشكل شبه فوري، وتعمل هذه البطاقة مثل الماستر كارد أو الفيزا، فيمكنك استخدامها للشراء والتعامل بها في أي مكان في العالم، ولا تتطلب وجود حساب بنكي لمستخدمها، بالإضافة إلى توافرها في أي مكان».
ويأخذ «باب» بعين الاعتبار الأفراد الذين لا يمتلكون حسابات بنكية حول العالم، وتصل نسبتهم إلى 80 في المئة طبقاً لما أعلنه البنك المركزي، ما يحول دون دخولهم في المنظومة المالية.
فهو يستهدف، طبقاً لمديره «الشمول المالي وفتح آفاق وسبل بنكية جديدة خاصة لغير المالكين لحسابات بنكية وإدخالهم المنظومة المالية. وبذلك يوحد المدخرين ذوي القدرات المالية المحدودة لإفراز قدرات مالية أكبر تساعد في دعم وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة بأقل تكلفة».
الرؤية المستقبلية لـ»باب» تستهدف جعل «كل فرد في المنظومة يحوّل مهارته وموارده المادية والمالية وفكره الإبداعي إلى قيمة اقتصادية بصورة مضمونة وفي إطار مالي آمن، وفي حدود فردية أو مشاريع صغيرة ومتوسطة، مما يتيح مشاركة عملاقة في السوق العالمية بهذا الاقتصاد الجزئي «Micro Economy « بأقل تكلفة وجهد وأعلى درجة من الأمان» وفق أفيروز.

منصة تفاعلية تلغي وساطة البنوك وتمنح الجميع حق الدخول في المنظومة المالية العالمية
بنك «باب» يعتمد تقنية «بلوك تشين» ويعمل بنظام تكنولوجيا العقود الذكية
مي عبد العزيز

اليمن: 17 مليون شخص يعاني من انعدام الأمن الغذائي

Posted: 02 Sep 2017 02:06 PM PDT

يترقب معظم اليمنيين في مدينة تعز، جنوب غربي البلاد، بلهفة لحومًا توزعها جمعيات إغاثية، خلال أيام عيد الأضحى، فتردي أوضاعهم الاقتصادية وارتفاع أسعار الأضاحي حرمهم من شرائها هذا العام.
العيد حل ضيفًا ثقيلًا على كاهل اليمنيين، الذين يرزحون تحت نيران حرب متواصلة منذ أكثر من عامين ونصف العام، فاليوم الذي كان يجلب الفرحة إلى منازلهم ووجوه أطفالهم، بات مناسبة لتذكيرهم بأوضاع أعجزت الكثير منهم عن شراء الأضحية.
ووفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في آب/أغسطس الماضي، فإن 8 ملايين يمني (من أصل قرابة 27.4 مليون نسمة) فقدوا دخلهم المادي، بسبب تصاعد الصراع المسلح، ما أدى إلى أزمة غير مسبوقة في بلد كان بالفعل الأفقر في المنطقة العربية.
ويحتاح 21.2 مليون شخص في اليمن إلى مساعدات إنسانية، حيث يعاني 17 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، وبات 7 ملايين منهم معرضون لخطر المجاعة، وفق البرنامج الأممي.
تعز التي نال منها حصار مسلحي جماعة «الحوثي» والرئيس السابق، علي عبد الله صالح (1978-2012) لم يزدحم سوق المواشي فيها بالمشترين كما ازدحم بالماشية، حيث جلب إليه المزارعون أغنامًا محلية، إضافة إلى ماشية مستوردة من دول القرن الافريقي، ولا سيما الصومال.
في سوق الأضاحي وسط المدينة ربّت محمد حمود، وهو أحد الزبائن، بيده على خروف أبيض متوسط الحجم، قبل أن يعاينه بدقة، ويقرر شرائه، لكنه تراجع عندما علم أن ثمنه يفوق ما يحمله من مال.
حمود تجول على أغلب رؤوس الماشية، لكنه قرر مغادرة السوق خال الوفاض، عندما وجد نفسه غير قادر على شراء أضحية له ولشقيقه.
وقال «أسعار الأضاحي بالنسبة لي مرتفعة جدًا هذا الموسم على غير العادة، جمعت مبلغًا جيدًا أنا وشقيقي لشراء أضحية، لكنني لم أجد رأسًا من الماشية يناسب ما أحمله من مال».
وبحزن تابع: «كنت أتمنى أن أضحي، وأوزّع بعض اللحوم على أقربائي، لكن الأمر يبدو غير ممكن».
ومضى المواطن اليمني قائلًا «قبل يومين سجلت اسمي لدى جمعيات خيرية توزع لحومًا، وربما أتمكن أنا وأسرتي من تذوق طعم اللحم».
أغلب الجمعيات الخيرية، التي توزع مواد إغاثية على المتضررين من الحرب والحصار، تتجه إلى تغيير نوعية المساعدات بالتزامن مع حلول العيد، حيث تنشط في توزيع اللحوم، بدلا من الدقيق والأرز والزيت.
وعمدت تلك الجمعيات إلى هذه الخطوة، في محاولة منها لصناعة فرحة تبدو خافتة على وجوه سكان وأطفال المدينة اليمنية.
وقال عمار الشوافي، وهو موظف حكومي في دائرة التربية في تعز: «أنتظر بلهفة توزيع الجمعيات الإغاثية للحوم الأضاحي، فأنا لا أستطيع شراء الأضحية، بعد أن وصل سعر الكيلو غرام الواحد منها إلى 3 آلاف ريال يمني (حوالي 8 دولارات أمريكية)».
وعلاوة على الظروف المعيشية الصعبة، فإن الشوافي واحد من مليون ومائتي ألف موظف في القطاع الحكومي، لم يتسلموا رواتبهم منذ 11 شهرًا، جراء الصراع الدائر، وهم يعيلون حوالي 7 ملايين شخص.
أحد تجار الماشية أرجع ارتفاع أسعار الأضاحي إلى الحصار المفروض على تعز من قِبل مسلحي الحوثي وصالح، المدعومين عسكريًا من إيران، حيث كبدت تكاليف نقل الماشية من المزارعين في الأرياف إلى تعز التجار مبالغ إضافية، ما دفعهم إلى زيادة الأسعار، خاصة وأن هذا هو موسم تجارتهم الرئيسي.
ومنذ اب/أغسطس 2015 يحاصر مسلحو الحوثي وصالح مدينة تعز، الخاضع معظم أحيائها لسيطرة القوات الحكومية، وفي 18 آب/اغسطس 2016 تمكنت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية (موالية للحكومة) من كسر الحصار جزئيًا عن المدينة من الجهة الجنوبية الغربية.
وأوضح التاجر اليمني أنه بسبب الحصار ينقل التجار الأضاحي من خارج المدينة إلى وسطها عبر طرق ملتوية ووعرة، تحتاج وقتًا يصل إلى 8 ساعات، بعد أن كان عبور الطريق الرئيسي لا يتطلب أكثر من نصف ساعة.
ويبلغ سعر الخروف كبير الحجم في تعز نحو 30 ألف ريال يمني (80 دولارا)، فيما يصل سعر متوسط الحجم حوالي 25 ألف ريال (66.6 دولار)، أما الصغير فلا يقل عن 15 ألف ريال (40 دولارا)، حسب تاجر المواشي.
وخلال العام الماضي، بلغ ثمن الخروف الكبير 22 ألف ريال (58.6 دولار)، والمتوسط 15 ألف ريال (40 دولارا)، أما الصغير فبلغ ثمنه 10 آلاف ريال (26.6 دولار)، وفق تجار. (الأناضول)

اليمن: 17 مليون شخص يعاني من انعدام الأمن الغذائي

حساب على «تويتر» يفضح «الجيش الالكتروني» في السعودية ويثير جدلاً على الانترنت

Posted: 02 Sep 2017 02:05 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: خطف حساب جديد على شبكة «تويتر» الأضواء على الانترنت سريعاً بعد أن تبين أن صاحبه يملك معلومات تُنشر لأول مرة عن المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، والأهم من ذلك عن «الجيش الالكتروني» الذي يقول إن القحطاني يديره، كما كشف الحساب عن البريد الشخصي للقحطاني وبعض الأنشطة التي انشغل في القيام بها منذ سنوات من أجل تأسيس «كتيبة الكترونية» تعمل على مدار الساعة من خلال «تويتر» حسب المعلومات.
ويحمل الحساب اسم «تاريخ وذكريات» لكن اللافت أنه تأسس في 29 آب/أغسطس 2017 أي الثلاثاء الماضي، وتمكن خلال أقل من 48 ساعة من استقطاب أكثر من 18 ألف متابع، وأثار عاصفة من الجدل على الانترنت، كما أنه أطلق عدة وسوم تحولت سريعاً إلى قوائم الوسوم الأكثر تداولاً على «تويتر» بسبب أن الكثير من المعلومات المدعومة بالأدلة تم نشرها تحت تلك الوسوم.
وفحصت «القدس العربي» بعض المعلومات الواردة على الحساب من خلال الموقع الالكتروني المستقل الذي يكشف عمليات الاختراق التي تعرض لها البريد الالكتروني، ليتبين بالفعل أن البريد الالكتروني (saudq1978@gmail.com) وهو العنوان الشخصي لسعود القحطاني ويستخدمه لحسابه على «تويتر» كان قد ورد في العديد من التسريبات السابقة.
وتبين من عمليات البحث التي قامت بها «القدس العربي» أن العنوان البريدي العائد للقحطاني ورد في تسع عمليات اختراق عالمية، من أهمها التسريبات التي خرجت عن شركة «هاكينغ تيم» الايطالية في تموز/يوليو 2015 إذ تبين أن القحطاني كان قد أجرى مراسلات مع الشركة وأبرم معها صفقات، وذلك قبل أن يصبح مستشاراً في الديوان الملكي السعودي.
وشركة «هاكينغ تيم» متخصصة في برمجة وبيع التطبيقات التي تختص بالتجسس على الهواتف المحمولة والحسابات الالكترونية والقيام بأعمال القرصنة، وأثارت تسريباتها في ذلك الحين عندما نشرت على موقع «ويكيليكس» ضجة واسعة، إذ تبين أن العديد من الدول العربية تدفع ملايين الدولارات من أجل شراء برمجيات لتقوم بأعمال قرصنة وتجسس على مواطنيها بدلاً من أن تقوم بحمايتهم.
واستعرض حساب «تاريخ وذكريات» الكثير من الأسبقيات للقحطاني في القرصنة والتجسس مرفقاً إياها بصور قال إنها تدل على ضلوعه في هذه الأعمال.
وقال الحساب في إحدى التغريدات: «سعود الهاكر حريص على إخفاء معلوماته ولكن في عام 2016 تعرضت شركة hacking team للاختراق ونشر جميع مراسلاتها، موجود فيها سعود القحطاني مستخدماً ايميله الخاص بالهاكر saudq1978@gmail.com حيث كانت أول رسالة من سعود إلى الشركة بتاريخ 27/03/2012».
وأشار إلى أن البريد الإلكتروني الخاص بالقحطاني (ظهر في موقع hackforums وهو موقع مختص بالهاكر الايميل موجود آخر القائمة وبجانبه اسم العضوية nokia2mon2».
وأضاف أن «كثرة الفحص في الموقع تجعل الأداة مكتشفة بسرعة لذلك هو منزعج كما تلاحظون أن تاريخ المشاركة في عام 2011 أي أنه منذ فترة طويلة يمارس القرصنة». وأكّد أنّ «في منتدى hackforums قام nokia2mon2 (سعود القحطاني) بالتبرع بمبالغ ضخمة للمنتدى حتى أن بعض الأعضاء يقولون أن لديه آبار نفط في المملكة. التبرعات كان هدفها تصدر المشهد كما يقول وأيضاً كسب ثقة كبار الهاكرز ونظرا لوجود المال لدى سعود فسوف يسهل التعامل معهم».
وأوضح أن القحطاني اشترك عام 2009 في موقع hackforums وهو متخصص في الهكر وبدأ رحلته في البلطجة والتهكير والقرصنة. وبدأ الرحلة بدفع المال مقابل خدمات مثل حذف مقاطع من «يوتيوب» أو تجميد حسابات «تويتر» أو اختراق الايميل أو الهجوم وتعطيل المواقع».
ونشر حساب «تاريخ وذكريات» سلسلة صور لطلبات القحطاني من القراصنة في المنتدى. وفي إحداها يطلب 10 آلاف رقم جوال لاستخدامها لتفعيل حسابات تويتر. كما يطلب خبراء اختراق (مختبري حماية) ويعرض 10 آلاف دولار كراتب شهري.
كما ناشد القحطاني المساعدة في إيجاد حلّ لمشكلة يواجهها، إذ كان يريد التجسس وتسجيل الأصوات في أجهزة كمبيوتر ويرغب في حل يصعب اكتشافه. كما عرض 1500 دولار لمن يقرصن 3 حسابات بريد «هوتميل» وشراء 100 ألف زائر وهمي، ومن ألف إلى ألفي حساب «يوتيوب» مفعّلة لاستخدامها، كما طلب برمجة للتحكم باللايكات لمقاطع «يوتيوب».
كما طلب تحويل مبلغ 10 آلاف دولار إلى عملة «بيتكوين» بالإضافة إلى أداة للتجسس على أجهزة ماك. كما واجه مشكلة بعد نسيانه كلمة سرّ أحد برامج التجسس، قائلاً «لدي 20 شخصا اخترقت حساباتهم ونسيت الرمز للدخول والتجسس عليهم».
كما يظهر من المعلومات الموثقة بصور لقواعد بيانات مسربة أن القحطاني عرض مبلغ 10 آلاف دولار على منتدى للهاكرز وقراصنة الانترنت لمن يتمكن من اختراق حساب «مجتهد» على «تويتر».
كما يظهر من مداخلة أخرى على المنتدى نفسه أنه وقع في مأزق بسبب نسيانه كلمة السر، وهو ما أفقده عملية التجسس على 20 حسابا على الانترنت.
ويؤكد حساب «تاريخ وذكريات» أن القحطاني بدأ رحلة عمله في القرصنة بدفع المال مقابل خدمات مثل حذف مقاطع من اليوتيوب أو تجميد حسابات تويتر أو اختراق الايميل أو الهجوم وتعطيل المواقع.

ضجة على الانترنت

وأثارت هذه المعلومات ضجة على الانترنت، وجدلاً على «تويتر» حيث أطلق نشطاء العديد من الوسوم للحديث عن هذه المعلومات، وتداولوا الكثير من هذه المضامين، فيما ظل القحطاني صامتاً ولم يعلق على هذه الإدعاءات لا بالنفي ولا بالإيجاب حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
أما اللافت في ردود الأفعال على هذه المعلومات فهو أن كل المدافعين عن سعود القحطاني كان الجمهور يتصدى لهم على اعتبار أنهم من عناصر كتيبته الالكترونية، حيث بدا واضحا من المعلومات المنشورة أن الرجل يعمل منذ سنوات من أجل إعداد حسابات وهمية يديرها أشخاص يتبعون له وينفذون الأوامر التي يتلقونها منه.
ورآى كثير من المغردين على «تويتر» أن هذه المعلومات تُفسر إلى حد كبير كيف انطلقت شرارة الحملة ضد دولة قطر في لحظة واحدة وغرق الانترنت بمواطنين سعوديين ينتقدون دولة قطر ويهاجمونها، وذلك في أعقاب بدء الحملة الإعلامية ضد الدوحة والتي تلاها قرار سحب السفراء وإغلاق المجالات الجوية أمام القطريين. وقال الناشط السعودي المقيم في كندا عمر بن عبد العزيز: «فضائح عمليات التهكير غير الأخلاقية التي يقوم بها المستشار القحطاني خطيرة وكارثية والأخطر أن تكون من توجيه الدولة! تابعوا الحساب».
أما يحيى العسيري فكتب مغرداً: «ما يتم نشره عبر الحسابين (3issaqtr) و(HIAHY) مهم وخطير!.. لم أنشر إلا بعد التثبت، وكوني أراجع وثائق ويكيليكس فقد وجدت مراسلات عام 2012! جريمة!».

حساب على «تويتر» يفضح «الجيش الالكتروني» في السعودية ويثير جدلاً على الانترنت

مصر تعتقل صحافياً جديداً رغم تزايد المطالبات بإطلاق الحريات

Posted: 02 Sep 2017 02:05 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: اعتقلت السلطات في مصر صحافياً يعمل في موقع «البوابة نيوز» لينضم إلى قائمة طويلة من الإعلاميين المعتقلين لدى السلطات في القاهرة، وذلك في الوقت الذي تصاعدت فيه وتيرة المطالب للسلطات المصرية من قبل المنظمات الحقوقية الدولية بإطلاق الحريات والافراج عن معتقلي الرأي.
واعتقلت السلطات المصرية الصحافي عبد الله رشاد، المحرر في قسم الحوادث في جريدة «البوابة نيوز» فور خروجه من الجريدة يوم الخميس الرابع والعشرين من آب/أغسطس الماضي ورفضت وزارة الداخلية الكشف عن مقر احتجازه بل ونفت القبض عليه من الأساس.
ونشرت جريدة «البوابة نيوز» المقربة من الحكومة في مصر عبر موقعها خبراً يفيد أن جهاز الأمن الوطني في الجيزة، ألقى القبض على رشاد وتم اقتياده لمقر الأمن الوطني في الشيخ زايد وانقطع الاتصال من وقتها.
وقالت الجريدة إنها علمت من مصادر أمنية رسمية أن رشاد تم اقتياده لقسم شرطة الدقي قبل ترحيله لفرع الأمن الوطني في مدينة الشيخ زايد، إلا أن الإدارة العامة لمباحث الجيزة نفت واقعة القبض على المحرر، وعندما توصلت الجريدة مع مسؤول فرع الأمن الوطني في الجيزة للاستفسار عن استهداف الزميل وضبطه دون أسباب واضحة كانت إجابتهم «ما نعرفش عنه حاجة».
وأدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان استمرار مسلك وزارة الداخلية في انكار القبض على المواطنين، كما أدانت اعتقال الصحافي رشاد.
وقالت إن «الداخلية لا تملك الحق في القبض على مواطن أو صحافي لم يخالف القانون، بل ومسؤولة عن حمايتهم أيضا، وواقعة القبض على الصحافي عبد الله رشاد، تشبه كثيرا واقعة القبض على الصحافي بدر محمد بدر، في آذار/مارس الماضي ونفيها، قبل أن يظهر في نيابة أمن الدولة، كمتهم بالانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون والدستور لتعطيل مؤسسات الدولة».
وطالبت الشبكة نقابة الصحافيين باتخاذ إجراءات حاسمة لمنع تعسف أجهزة الأمن ضد أعضائها وضد المشتغلين بالصحافة بشكل عام، وكذلك تفعيل قانونها الذي يلزم أجهزة الأمن بإخطار النقابة قبل القبض على أي صحافي، كما تطالب الشبكة أجهزة الأمن بالكف عن الممارسات البوليسية تجاه الصحافيين والإفراج الفوري عن الصحافي عبد الله رشاد .
في غضون ذلك، دعت عشر منظمات حقوقية السلطات المصرية إلى إلغاء قرارها بتجديد حبس حنان بدر الدين، المدافعة عن حقوق الإنسان والعضوة المؤسسة في «رابطة أسر المختفين قسريًا» وطالبت هذه المنظمات بالإفراج عنها فوراً ودون قيد أو شرط، حيث مضى على حبسها أكثر من ثلاثة أشهر، لا لسبب إلا لمعاقبتها على دفاعها عن حقوق من اختفوا قسراً، حسب ما قالت المنظمات العشر.
وأشار تقرير المنظمات الحقوقية إلى أنه في 6 أيار/مايو الماضي قبضت الشرطة على حنان بدر الدين عبد الحفيظ عثمان أثناء زيارتها لأحد ضحايا الاختفاء القسري بعد نقله إلى «سجن القناطر» شمالي القاهرة، حيث لا يزال محتجزاً؛ وكان غرضها من الزيارة الحصول على معلومات بشأن زوجها المختفي قسراً منذ 27 تموز/يوليو 2013.
وعقب انتهاء الزيارة، اعتقلها المسؤولون الأمنيون في السجن وصادروا حقيبتها، التي كانت تحوي ورقة كتبت عليها ملاحظة بخط اليد تتضمن معلومات حول مكان وجود زوجها. واتهمها ضباط السجن بمحاولة تهريب أوراق وأشياء ممنوعة، بما في ذلك ذاكرة بيانات، إلى السجن.
وأثناء بحثها عن زوجها، تواصلت حنان بدر الدين مع أشخاص آخرين يبحثون عن أقرباء لهم اختفوا قسراً. وفي أوائل 2014 أسست هذه العائلات «رابطة أسر المختفين قسرياً» للرد على تفشي هذه الممارسة على يد قوات الأمن المصرية. وتهدف الجمعية إلى تحديد مصير أفراد العائلات المختفين وأماكن وجودهم. وفي أواسط 2015 بدأت الجمعية حملات علنية لمخاطبة الحكومة ودعوتها إلى كشف النقاب عن مصير المختفين قسراً وعن أماكن وجودهم.
وطالبت المنظمات الحقوقية العشر السلطات المصرية بالإفراج عن حنان بدر الدين فوراً ودون قيد أو شرط، وإسقاط جميع التهم الموجهة إليها، نظراً لأنها مسجونة بسبب عملها في الدفاع عن حقوق الإنسان حصراً؛ وإبلاغها دون إبطاء عن مصير زوجها، خالد عز الدين، ومكان وجوده؛ وكذلك إبلاغ عائلات جميع ضحايا الاختفاء القسري بمصير أقربائهم وأماكن وجودهم.
كما طالبوا بإصدار أوامر إلى جميع الموظفين الأمنيين وسواهم من موظفي الدولة بالتوقف فوراً عن ممارسة الاختفاء القسري، وتوجيه رسالة واضحة إليهم أنه لن يتم التساهل بشأن مثل هذه الأفعال.

مصر تعتقل صحافياً جديداً رغم تزايد المطالبات بإطلاق الحريات

هكذا يُعاقب «فيسبوك» ناشري الأخبار المفبركة والكاذبة

Posted: 02 Sep 2017 02:04 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: واصلت شبكة التواصل الاجتماعي الأشهر والأوسع انتشاراً في العالم «فيسبوك» مكافحتها للأخبار الكاذبة والمفبركة، حيث أقرت مزيداً من الإجراءات ضد ناشري الأخبار الكاذبة، ومن بينها حرمانهم من الإعلانات وريعها.
وبدأت الشبكة اعتبارا من الأسبوع الماضي بمنع الصفحات التي تشارك الفبركات من استخدام الإعلانات على الموقع كاملاً.
وأعلنت «فيسبوك» في تدوينة أن الصفحات التي تُشارك باستمرار مواد إعلامية يتم تصنيفها على أنها مزيّفة من قبل المتحقّقين من الأخبار ستُمنع من شراء الإعلانات.
ولن يكون المنع من استخدام الإعلانات دائماً، إذ إن الصفحات سيُسمح لها بإعادة الشراء «عندما تتوقف عن نشر الفبركات».
وكانت «فيسبوك» قد منعت الصفحات من نشر أي عنوان تم تصنيفه سابقاً على أنه كاذب من قبل المتحققين من المصداقية.
وتشكل الأخبار الكاذبة والفبركات قلقاً كبيراً لكثير من الدول والسياسيين في العالم، خاصة بعد ما تردد عن لعب هذا النوع من الأخبار دوراً في التأثير بمسار الانتخابات الأمريكية الأخيرة والتي انتهت بفوز الرئيس دونالد ترامب وخسارة منافسته هيلاري كلينتون.
وكان وزير العدل الألماني هيكو ماس قال مؤخراً إن القضاة الألمان وممثلي الادعاء في حاجة لملاحقة الأخبار الكاذبة التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل موقع فيسبوك فورا. وينتمي ماس إلى الحزب الديمقراطي الاشتراكي الشريك في الائتلاف الحاكم بقيادة المستشارة أنغيلا ميركل، وأوصى الموقع الإلكتروني الأمريكي مرارا باحترام قوانين مكافحة القذف في ألمانيا والتي تعتبر أكثر صرامة من نظيرتها في الولايات المتحدة. وقال لصحيفة «بيلد إم زونتاغ» إن مبدأ حرية التعبير لا يعني التشهير.
وقال بعد أيام من دعوة مسؤولين كبار آخرين في الحكومة إلى قانون ضد «خطاب الكراهية» والأخبار الكاذبة على فيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي إن «حرية التعبير لا تكفل القذف والقيل والقال».
وأضاف: «يجب على سلطات العدل مقاضاة ذلك حتى وإن كان على الانترنت» مشيرا إلى أن الجناة قد يواجهون حكما بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات. وقال «يجب على أي شخص يحاول التلاعب في النقاش السياسي بالكذب إدراك (العواقب)».
وقال ماس للصحيفة «يجني فيسبوك أموالا طائلة من الأخبارالكاذبة. إن أي شركة تجني المليارات من الانترنت يجب أن تتحلى أيضا بمسؤولية اجتماعية. يجب حذف التشويه الذي يخضع لملاحقة قضائية على الفور بمجرد الإبلاغ عنه، وتسهيل الإبلاغ عن الأخبار الكاذبة».
واكتسبت قضية الأخبار الكاذبة أهمية جديدة بعد تحذير وكالات مخابرات ألمانية وأمريكية من أن روسيا سعت للتأثير في الانتخابات والتأثير في الرأي العام.

هكذا يُعاقب «فيسبوك» ناشري الأخبار المفبركة والكاذبة

كارثة الكترونية: أكبر عملية تسريب في تاريخ الانترنت

Posted: 02 Sep 2017 02:04 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: بدأت تتكشف تدريجياً خيوط كارثة الكترونية جديدة، حيث يتحدث خبراء أمنيون مختصون في تكنولوجيا المعلومات عن أن مئات الملايين من عناوين البريد الالكتروني ربما ذهبت ضحية لعملية اختراق قد تكون الأكبر في تاريخ الانترنت، وأخطر ما فيها أنها تمت بواسطة أجهزة روبوتية لا تتعب ولا تكل ولا تمل، وقد تصبح هذه الملايين من العناوين ومعلوماتها متاحة على الملأ عبر الانترنت.
ويقول الخبراء إن عملية «سبام بوت» كانت وراء اختراق الملايين من عناوين البريد الالكتروني في العالم، وأوضحت أن «سبام بوت» يقوم بإنشاء حساب إلكتروني وهمي ويرسل منه بريدا إلكترونيا لمجموعة كبيرة من الأشخاص، يطلب منهم إدخال معلوماتهم من أجل الاستفادة من عرض معين أو ربح جائزة.
وكشفت التقارير أن حوالي 711 مليون إيميل يفترض أن تكون تعرضت لعملية «سبام بوت» مشيرا إلى أنه يعتقد أن هذه الإيميلات تنتمي لأشخاص حقيقيين.
وأوضح الخبير الأمني تروي هانت أن القائمة تحتوي على كمية محيرة للعقل من البيانات المتعلقة بعناوين البريد الإلكتروني وكلمات المرور المخزنة ضمن ملفات نصية عادية، جنباً إلى جنب مع امتلاك روبوت الويب للبريد الإلكتروني المزعج Onliner كمية هائلة من شهادات مصادقة برتوكول SMTP المستعمل في البريد الإلكتروني الصادر، وتستخدم تلك الشهادات من أجل التحايل على مرشحات وفلاتر البريد المزعج، وقد تم الحصول على تلك الشهادات من خلال عمليات تسريب البيانات الأخرى.
وتعتبر إمكانية وجود عنوان البريد الإلكتروني الخاص بالمستخدم ضمن تلك البيانات أمر غير مثير للقلق بشكل كبير، إلا انها تعني أنه يجب أن يكون المستخدم أكثر حذراً من رسائل البريد الإلكتروني التي يقوم بفتحها، كما يتواجد ضمن تلك القائمة عدد من الحسابات المعرضة للخطر، بحيث يمكن استعمال تلك الحسابات لإرسال رسائل غير مرغوب فيها إلى المزيد من الأشخاص، وتتعلق بيانات القائمة بسلالة برمجيات خبيثة تسمى أورسنيف Ursnif وهي عبارة عن تروجان يسرق أسماء المستخدمين وكلمات السر والحساب المصرفي وتفاصيل بطاقة الدفع.
وأوضح هانت أن عدد رسائل البريد الإلكتروني الموجودة في الاستخدام أقل قليلاً من العدد الإجمالي لشهادات مصادقة عملية تسجيل الدخول المتواجدة في القائمة، وبإمكان المستخدمين معرفة فيما إذا كانوا قد تعرضوا للاختراق من خلال التوجه إلى موقع الويب (have i been pwned) وإدخال عنوان البريد الإلكتروني للحصول على النتيجة، وأضاف الخبير الأمني أنه لا داعي للقلق والخوف بالنسبة للمستخدمين الذين يمتلكون كلمات مرور قوية ويستعملون ميزة التحقق بخطوتين.
وحسب الباحث الأمني Benkow فإن عملية إرسال البريد المزعج تحتاج إلى وجود قائمة ضخمة من شهادات مصادقة بروتوكول SMTP. وهناك خياران فقط للقيام بذلك إما إنشاء تلك القائمة أو شرائها، ويجري ضخ تلك القائمة بعد تجميعها ضمن روبوت الويب للبريد الإلكتروني المزعج، وهو البرمجية الكمبيوترية التي تعمل على أتمتة عملية توزيع البريد الإلكتروني، وعلى سبيل المثال فقد اكتشف بينكو حوالي 2 مليون عنوان فيسبوك جرى جمعها من قبل حملات التصيد الاحتيالي.

كارثة الكترونية: أكبر عملية تسريب في تاريخ الانترنت

إحذر: شبكات الـ«واي فاي» المجانية قد تكون فخاً لاصطياد الضحايا

Posted: 02 Sep 2017 02:04 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تجددت المخاوف من شبكات الانترنت المجانية المفتوحة التي قد تكون سبباً في اصطياد الضحايا وانتهاك خصوصياتهم والاستيلاء على بياناتهم، حيث أطلقت واحدة من أكبر شركات أمن المعلومات ومكافحة الفيروسات تحذيراً شديد اللهجة بشأن هذا النوع من الشبكات التي يلجأ ملايين المستخدمين يومياً إليها.
وكشفت شركة «نورتن» التابعة لشركة «سيمانتك» عن نتائج تقريرها الخاص بمخاطر استخدام شبكات «واي فاي» لعام 2017 والذي أظهر مخاطر متزايدة من استخدام شبكات الانترنت العامة والمفتوحة.
وتبين أن المستخدمين في دولة الإمارات لا يستطيعون مقاومة فرصة الاتصال بشبكة «واي فاي» مجانية قوية، وأن ممارساتهم على الانترنت قد تعرض معلوماتهم الشخصية للخطر، ولكن هذا الاتصال المجاني بشبكة الانترنت بجاذبيته وسحره يشبه المصيدة، حيث جعل الكثيرين يستخفون بخطورة الأمر ويضربون أمن بياناتهم الشخصية عرض الحائط.
وأظهر التقرير أن 95 في المئة من المستخدمين في دولة الإمارات تصرفوا بطريقة خطرة عند استخدام نقاط الاتصال بشبكات «واي فاي» في الأماكن العامة (hotspots) بقيامهم مثلاً بمشاركة معلومات حساب بريدهم الإلكتروني أو بيانات الدخول إلى حسابهم المصرفي الرقمي على هذه الشبكات.
وقال رئيس «نورتن» في منطقة الشرق الأوسط تميم توفيق، إن «معظم المستخدمين في عالمنا الحديث يحتاج إلى الاتصال بالإنترنت بشكل مستمر، لكن هناك فجوة واسعة بين آراء الناس ووجهات نظرهم حول ما يعتبرونه آمناً عندما يتعلق الأمر باستخدام خدمة الاتصال بشبكات واي فاي من خلال نقاط الاتصال بالانترنت (hotspots) وما هو آمن حقاً على أرض الواقع، فقد يظن البعض أن بياناتهم وملفاتهم الخاصة في مكان آمن على أجهزتهم الشخصية لكن مجرمي الانترنت قادرون على الوصول إليها بسهولة من خلال شبكات واي فاي غير الآمنة أو تلك المزيفة أو حتى عبر التطبيقات التي تحتوي على ثغرات أمنية متعلقة بالخصوصية».
وشمل تقرير «نورتن» حول مخاطر استخدام شبكات واي فاي أكثر من 15 ألف مستخدم في 15 دولة، بما في ذلك ألف شخص في دولة الإمارات العربية المتحدة، للتعرف على أبرز ممارساتهم وآرائهم حول استخدام شبكات واي فاي العامة.
وتظهر النتائج العديدة التي حصدها التقرير على مستوى العالم أن المستخدمين يدركون مخاطر الاتصال بشبكات «واي فاي» عبر نقاط الاتصال بالانترنت (hotspots) خارج المنزل ومع ذلك لا يقومون بالضرورة بتغيير طريقتهم في التعامل مع هذه الشبكات، ويقوم نحو 95 في المئة من المشاركين في الاستطلاع بالتصرف بطريقة قد تعرض بياناتهم الشخصية والخاصة للاختراق والمخاطر.
يشار إلى ان الكثير من المستخدمين يضطرون للجوء إلى الشبكات العامة المفتوحة للاتصال بالانترنت، وخاصة خلال السفر والتجوال أو في المطارات، حيث لا يكون لدى المسافرين القدرة على الاتصال بالانترنت قبل حصولهم على هواتف محلية، أو خلال مرورهم ببلدان معينة في طريق سفرهم، وهو الأمر الذي يشكل خطورة بالنسبة لهم، حيث تصبح عملية اختراق معلوماتهم أكثر سهولة.

إحذر: شبكات الـ«واي فاي» المجانية قد تكون فخاً لاصطياد الضحايا

لأول مرة: أحذية ذكية مضادة للألغام تغني مرتديها عن ركوب الدبابات

Posted: 02 Sep 2017 02:03 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تواصل روسيا جهودها لتطوير جنود أذكياء يتمترسون خلف تكنولوجيا بالغة التطور من أجل حمايتهم من المخاطر وتقليل احتمالات إصابتهم خلال الحروب، خاصة خلال عمليات القتال البرية التي يواجه فيها الجنود مخاطر أكبر.
وتخوض روسيا سباقاً مع الولايات المتحدة من أجل الوصول إلى جيش ذكي مزود بأحدث الأسلحة الالكترونية، ويستخدم آخر صرعات التكنولوجيا، وذلك لضمان التفوق العسكري على مختلف دول العالم.
وكشفت روسيا في أحدث صيحات التجهيزات العسكرية الذكية عن «حذاء محصن وذكي» يقاوم الألغام الأرضية ويحمي صاحبه من المتفجرات المزروعة على الطريق، لينضم هذا الحذاء إلى جملة التجهيزات الذكية التي ابتكرتها روسيا مؤخراً لحماية جنودها وقواتها البرية خلال الحروب التقليدية ومعارك الشوارع.
وكشفت روسيا عن «الحذاء المضاد للألغام» في منتدى «الجيش-2017» العسكري الدولي، ويسمح هذا النوع من الأحذية العسكرية للجندي الروسي بالحفاظ على قدمه في حال تعرضه لانفجار لغم أرضي.
ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء عن المصمم في معهد الآلات الدقيقة للبحوث العلمية قوله: «لا يمكن القول إن الحذاء الجديد سيمكن الجندي من التجول في حقل ألغام. لكن في حال وقوع انفجار فإنه لن يلحق ضررا جسيما برجل الجندي ولن يفقد قدمه، وسيصيبه بجروح بسيطة».
وتركب في حذاء الجندي أيضا مستشعرات حساسة، تحذره من الألغام القريبة، وجهاز يقوم بحجب الإشارات اللاسلكية.
وقد تم تصنيع الزي الجديد لـ«جندي المستقبل» في شركة «تسي أن إي إي» للأجهزة الدقيقة، التي لم تكشف عن كل مواصفات البزات باعتبارها سرا عسكرياً.
يذكر أن تجهيزات جندي المستقبل من الجيل الثالث كشف عنها في منتدى «الجيش-2017» العسكري الدولي الذي انتهت أعماله، يوم 27 آب/أغسطس الماضي.

قاتل الدبابات

وبالتزامن مع الحذاء الذكي المضاد للألغام كشفت روسيا عن اعتزامها البدء باختبارات لمدفع «سبروت-SDM-1» ذاتي الحركة المطور الذي ستزود به قوات الإنزال الجوي الروسية.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن المدير العام لمصنع «تراكتورني زافود» ألبيرت بيكوف، قوله أن المصادقة على برنامج الاختبارات الحكومية قد تمت، وأن المختصين والمسؤولين ينتظرون الإيعاز بإطلاقها.
وتعتبر المواصفات الفنية والتكتيكية الدقيقة لهذا المدفع ذاتي الحركة معلومات سرية، مع أن الخبراء يؤكدون ألا مثيل لهذا السلاح خارج روسيا.
وتم تصميم المدفع المحدث ذاتي الحركة من طراز «سبروتSDM-1» لتعويض سلفه، الموجود حاليا في تسليح قوات الإنزال الجوي الروسية.
وتقول نشرة صادرة عن المكتب الصحافي لمصنع الإنتاج إن المدفع الجديد مزود بسلاح أساسي، هو مدفع عياره 125 ملليمترا.
ويطلق المدفع قذائف خارقة للدروع، وأخرى جوفاء، وقذائف شديدة الانفجار وصواريخ موجهة.
ويؤكد المختصون من المصنع أن القدرة النارية لهذا المدفع المحدث تحاكي إمكانيات دبابة T-90 الروسية.

روبوت قتالي

وكانت شركة «كلاشنيكوف» الروسية انتهت مؤخراً من تجربة ناجحة للروبوت القتالي الجديد الذي أطلقت عليه اسم «سوراتنيك» وذلك ضمن مشروع تصميم روبوتات يتم التحكم بها عن بعد وهو المشروع الذي يتم لصالح وزارة الدفاع الروسية.
ويشكل هذا الروبوت الجديد حلقة جديدة في سلسلة الإنتاجات التي قامت بها روسيا مؤخراً في هذا المجال من أجل الوصول إلى «جيش آلي» أو «جيش ذكي» وذلك في محاولة لتقليل المخاطر التي يواجهها المقاتلون الروس خلال الحروب وفي ساحات القتال.
كما كانت روسيا كشفت العام الماضي عن «قناص آلي» يُحارب في صفوف جيشها، وهو الأول من نوعه في العالم ويمكن أن يشكل ميزة يتفوق بها الجيش الروسي على غيره في المعارك القتالية البرية التي تشكل الخطر الأكبر الذي يواجه جنود المشاة في العادة.
يشار إلى أن الروبوتات دخلت في صناعة الأسلحة في العالم على مستوى كبير جداً خلال السنوات الأخيرة، حيث تمكنت شركات صناعات حربية كبرى من ابتكار طائرات بدون طيار ودبابات بدون سائق ومعدات عسكرية عديدة يمكن استخدامها من دون أي تدخل من البشر، إلا في حال التحكم بها عن بُعد.
في المقابل فان التقارير الواردة من الولايات المتحدة تقول إنه بحلول العام 2020 أي خلال ثلاث سنوات فقط، سيكون بحوزة الجندي الأمريكي المقاتل هيكلا خارجيا يستطيع ارتداءه ويقيه من المخاطر العالية خلال عمليات تبادل إطلاق النار والمعارك البرية واستهداف أماكن محددة.
وكان الجيش الأمريكي ابتكر مؤخراً تكنولوجيا جديدة ستجعل كل جندي من جنوده «سوبرمان» حيث ستصبح لدى الجندي الأمريكي قدرات وإمكانات هائلة وغير مسبوقة، إذ تقوم التكنولوجيا الجديدة على استخدام أجهزة استشعار يتم تركيبها للأفراد في الجيش وتعطيهم قدرات غير مسبوقة، بما في ذلك القدرة على استكشاف المخاطر التي يمكن أن تواجههم قبل حدوثها.
وقالت جريدة «دايلي ميل» البريطانية في تقرير لها إنها «جيل جديد من أجهزة الاستشعار قد يؤدي إلى ابتكار أسلحة فردية لديها القدرة على تلمس التوتر والضغط لدى المقاتلين واقتفاء حاجتهم لمزيد من الدعم العسكري والقتالي خلال المعركة أم لا».
وكانت القوات الجوية الأمريكية قد اختبرت بنجاح بداية العام الحالي خوذة ذكية تراقب أنشطة الدماغ خلال ارتداء الطيار لها، ما يؤدي إلى إرسال تحذيرات بشأن حالته الصحية وما إذا كان يعاني من الإرهاق والتعب أم لا.

لأول مرة: أحذية ذكية مضادة للألغام تغني مرتديها عن ركوب الدبابات

«ناسا» تبذل جهوداً جديدة لاستكشاف كوكب «الزهرة»

Posted: 02 Sep 2017 02:03 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تعمل وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» على ابتكار مسبار جديد قادر على استكشاف كوكب الزهرة على الرغم من بيئتها القاسية والبقاء على سطح الكوكب لأطول مدة ممكنة.
وتقول وكالة «ناسا» إنها ستستعين بتصاميم دبابات الحرب العالمية الأولى للقيام بالمهمة، مشيرة إلى أن الزهرة لا يزال مجهولا بسبب عدم قدرة المركبات الفضائية على التكيف مع البراكين النارية وسهول الحمم على سطح الكوكب.
وتصل درجات الحرارة على كوكب الزهرة إلى ما يقارب 462 درجة مئوية، في حين أن الضغط الجوي على سطح الكوكب يعادل 92 ضعف ضغط جو الأرض.
وحتى الآن لم تتمكن سوى 9 مركبات فضائية من الهبوط بنجاح على الكوكب، بينما فقدت العديد من المركبات الأخرى أو تعرض البعض منها لخلل أثناء الرحلة.
وكان مسبار «فينيرا 13» من أنجح البعثات إلى الزهرة، وهو سوفييتي تم إطلاقه عام 1981 وتمكن من التقاط أول صور ملونة لسطح الكوكب، وقام بإرسال البيانات لمدة 127 دقيقة قبل فقدان الاتصال معه.
وتسعى وكالة ناسا من داخل مختبر الدفع النفاث التابع لها، إلى تنفيذ برنامج «Venus lander» الذي يمكنه «الهبوط والاستمرار في البقاء» على سطح الكوكب.
وتقول وكالة الفضاء الأمريكية إنها تأمل في استخدام مسبار يعمل على مدار الساعة، والذي سيكون لديه قواسم مشتركة أكثر مما يعتقد، مع دبابات الحرب العالمية الأولى أو الكمبيوتر الميكانيكي.
وتكمن الفكرة في تخفيض إلكترونيات جهاز الإرسال قدر الإمكان واستخدام «الترس المسنن» (هو جزء ميكانيكي يوجد داخل آليات نقل الحركة) بدلا من ذلك، والسبب في هذه الفكرة هو جعل الجهاز أقل حساسية لظروف الكوكب القاسية.
وتعتقد ناسا أن هذه الفكرة ستكون بديلا عن تطوير نظام تبريد الغاز السائل والذي تبلغ كلفته 3 مليارات دولار.

«ناسا» تبذل جهوداً جديدة لاستكشاف كوكب «الزهرة»

الاحتفال بالعيد في الأقصى

Posted: 02 Sep 2017 02:03 PM PDT

احتفل المسلمون في أنحاء القدس والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بعيد الأضحى الجمعة أول أيلول/سبتمبر بأداء صلاة العيد.
وفي القدس الشرقية، وبعد المعركة الأخيرة مع الإسرائيليين، احتشد ألوف المصلين في الحرم القدسي الشريف حيث اقيمت الاحتفالات في مهرجان شعبي كبير بعد أداء صلاة العيد.
وفي رام الله بالضفة الغربية المحتلة أدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولون آخرون صلاة العيد في المجمع الرئاسي ثم وضع عباس إكليلا من الزهور على قبر الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وقال عباس «عيد أضحى مبارك. إن شاء الله يعيده علينا وعلى جميع الأمة العربية والإسلامية بالخير واليُمن والبركات. يعود علينا إن شاء الله وقد أصبحت القدس الشريف محررة. يعيده علينا وأسرانا جميعهم محررون وفي بيوتهم. ونتمتع بالحرية وبالاستقلال كما يتمتع بها كل شعوب العالم إن شاء الله».
وفي قطاع غزة أدى العشرات، وبينهم مسؤولو حماس، صلاة العيد في ساحة مفتوحة.

الاحتفال بالعيد في الأقصى

النفقات تثقل كاهل الأسر التونسية

Posted: 02 Sep 2017 02:02 PM PDT

تونس ـ «القدس العربي»: تعاني الطبقة الوسطى في تونس في السنوات الأخيرة من عسر مادي لافت خلال نهاية موسم الصيف، حيث تكثر النفقات مقابل مداخيل محدودة لا تتجاوز في غالب الأحيان الراتب الحكومي. ففي هذه الفترة من العام، وفي السنوات الأخيرة، تتزامن نهاية العطلة الصيفية مع العودة المدرسية ومع عيد الأضحى المبارك ويدخل التونسيون في ضغط نفسي وشد عصبي في محاولة لإيجاد السيولة اللازمة للإنفاق على ما تتطلبه هذه المواعيد الثلاثة.
فتونس بلد جميل يتوفر على بنية تحتية سياحية راقية يعشق شعبه الاستجمام في فصل الصيف في المنتجعات التي تعج بها البلاد شمالا وجنوبا، ويتطلب الأمر توفير مبلغ من المال لقاء قضاء أيام في الفنادق أو استئجار بيت في مدينة سياحية، كما أن ذبح الأضاحي في العيد أمر لا يتهاون معه التونسيون، فهو إلى جانب بعده الديني الروحي مناسبة للم شمل العائلات، الأمر الذي يحرص عليه المواطنون كثيرا. وعرف أيضا عن التونسيين أيضا انفاقهم للغالي والنفيس في سبيل تعليم أبنائهم تعليما راقيا ولائقا ما جعلهم سنويا يولون للعودة المدرسية أهمية بالغة.

البحث عن المعادلة

تقول آمنة الشابي الناشطة الحقوقية والمدنية التونسية لـ«القدس العربي» أن نهاية الموسم الصيفي باتت مؤرقة لمضاجع أبناء الطبقتين الوسطى والفقيرة على وجه الخصوص. فحسب محدثتنا فإن على التونسيين ان يجدوا المعادلة للاستمتاع بالعطلة الصيفية من جهة وشراء أضاحي العيد وتوفير لوازم الأبناء من المال للعودة المدرسية من جهة أخرى، وهو أمر يبدو عسيرا في ظل الوضع الاقتصادي الاستثنائي الذي تمر به البلاد والذي انعكس سلبا على القدرة الشرائية للطبقة الوسطى التي كانت وإلى وقت غير بعيد عماد الاقتصاد.
ولا تبدو الخيارات حسب الشابي متعددة، فالتونسي مطالب إما بالحد من مصاريف النفقات الثلاث، من خلال قضاء أيام معدودة في الأماكن السياحية عوضا عن الراحة المطولة، وشراء خروف عيد يتماشى مع الميزانية القليلة المرصودة، وإما التخلي تماما عن فكرة «التصييف» أو عن شراء أضحية العيد. لأن الإنفاق على العودة المدرسية للأبناء هو الأساس ولا يمكن انقاص المبلغ المرصود له أو المساس به.
وتختم بالقول: «أعتقد أن في مقبل السنوات حين يبتعد موعد الأضحى من حيث الزمن عن موعد العودة المدرسية والعطلة الصيفية، باعتبار الاختلاف بين الأشهر الشمسية والقمرية، ستجد الطبقتان الوسطى والفقيرة بعض التوازن في نفقاتها خلال هذه الفترة من العام. كما أن أملنا كبير في تحسن القدرة الشرائية للتونسيين في السنوات المقبلة رغم أن الوضع الحالي لا يبشر بخير ولا يعطي الأمل بحصول تحسن في مؤشرات التنمية والمتضرر هي الطبقة الوسطى التي تعتمد على انفاقها وقدرتها الشرائية اقتصاديات كل بلدان العالم بما في ذلك تونس».

مناسبات

ويعتبر صبري المحمودي أستاذ التعليم الثانوي في حديثه لـ«القدس العربي» أن ما يرهق التونسيين في الأساس، وبقطع النظر عن الوضع الاقتصادي المزري للبلاد، هو كثرة الأعياد والعادات والمناسبات. فهم يحتفلون، بأعيادهم المحلية وبأعياد الشعوب الأخرى، بالإضافة إلى وجود عادات وتقاليد موسمية دأب عليها الناس منذ أقدم العصور وهي مـقــدسة لـــدى البعـــض فيــما بدأت تختفي وتندثر لدى البعض الآخر.
فكل هذه الأعياد والعادات ترهق كاهل المواطنين وتدخلهم على مدار العام في دوامة من الضغط، يقول محدثنا، ويضيف: «فالتزامن بين الأعياد والمناسبات والعادات لا يشمل هذه الفترة من العام فقط، فبعد أشهر مثلا سيجد التونسيون أنفسهم مجبرين على توفير المال للاحتفال بالمولد النبوي الشريف وهو عيد إسلامي ثم برأس السنة الميلادية وهو في الأساس عيد مسيحي، وقبل ذلك هناك رأس السنة الهجرية التي لها طقوسها الاحتفالية الغذائية لدى التونسيين، وهناك أيضا عيد الحب في شهر شباط/فبراير الذي أصبح التونسيون يحتفلون به في السنوات الأخيرة، وقد يتزامن مع وصول فواتير الماء والكهرباء، وتأتي بعده مباشرة عطلة الربيع المدرسية حيث يذهب التونسيون أيضا للراحة والاستجمام بعد توفير المال اللازم».
ويختم بالقول: «لا بد صراحة من التقليل من الأعياد والعطل والانصراف إلى العمل والكسب للخروج من هذه الدوامة. فالتونسيون على ما يبدو لديهم رقم قياسي في عدد الأعياد والمناسبات المحتفى بها على مدار العام وعليهم الانتباه إلى هذا الأمر خاصة مع بروز مناسبات جديدة بدأ البعض يحتفل بها هنا وهناك، والخشية من ان يتم تعميمها فتزيد من إرهاق المواطن الذي يكاد يقف في طوابير طويلة على مدار العام لشراء مستلزمات هذه الأعياد من حلويات ومشروبات وهدايا ومؤونة لطبخ ما لذ وطاب بحسب العيد والعادة والعرف مع ما يتطلبه ذلك من نفقات وإرهاق جسدي».

أمر طبيعي

في المقابل تقول ابتسام الورغي وهي موظفة في القطاع العام لـ«القدس العربي» أن الضغط الذي يعيشه التونسي في هذه الفترة من العام بمناسبة تزامن المناسبات هو أمر طبيعي تعيشه كل شعوب الأرض. فكثرة الأعياد والمناسبات في مجتمع ما هو دليل على انه حي ومقبل على الحياة، تتجدد عاداته وتقاليده وأعياده باستمرار.
فاحتفال التونسيين المسلمين بأعيادهم وبأعياد المسيحيين، حسب الورغي، هو دليل على تسامح الشعب وانفتاحه على الآخر وإيمانه بأن الرسالات السماوية وغير السماوية واحدة ما دامت تدفع إلى حب الناس وعمل الخير، وأن الإنسان كائن كوني بقطع النظر عن دينه أو لونه أو عرقه أو لغته. كما أن رغبة العائلات التونسية في الاستجمام وخصوصا في العطلة الصيفية دليل على الأهمية التي يولونها لتجديد طاقاتهم وطاقات أبنائهم للعودة إلى العمل والمدارس والجـــامعات في أحسن الظـروف النفســـية بعيدا عن التعب والإرهاق.
وتضيف: «بقي أن على التونسي أن يرشد نفقاته ويفكر في هذه الفترة من العام قبل حلولها، فبالقليل من التنظيم سيتمكن رغم الأزمة الاقتصادية من الاحتفال بأعياده وقضاء عطلته الصيفية والاستعداد المادي والنفسي الجيد لعودة أبنائه إلى مدارسهم وجامعاتهم. فالتنظيم والتخطيط الجيد سيمكنه أيضا من تجنب إلقاء عجزه على عاتق الدولة والخروج للاحتجاج كعادته في شهر كانون الثاني/يناير على الحكومة وتحميلها مسؤولية ما آلت إليه أوضاعه».

النفقات تثقل كاهل الأسر التونسية
بين متطلبات العطلة الصيفية وعيد الأضحى والعودة المدرسية
روعة قاسم

مكبوس الروبيان

Posted: 02 Sep 2017 02:02 PM PDT

المقادير: 2 كيلو روبيان (القريدس) الطازج والمنظف.
4 حبات بصل مفروم.
6 أكواب أرز مغسول ومصفى.
4 فصوص ثوم.
2 حبة من الفلفل الأخضر الحار والمفروم.
كوب لوبيا مقطعة ومسلوقة.
2 حزمة كزبرة خضراء مفرومة.
4 أعواد قرفة أو الدارسين.
6 حبات هيل مفتوحة جزئياً ونصف كوب سمن.
4 حبات ليمون أسود.
3 معالق صغيرة من البهارات المتنوعة والكركم.
3 حبات طماطم مفرومة.
4 ـ 6 حبات فلفل أسود و4 عيدان مسمار وملعقتان ملح.
2 ملعقة صغيرة من لومي أسود مطحون. بعض خيوط الزعفران منقوعة في 1/2 كوب من ماء الورد. 

طريقة التحضير: ننظف الروبيان (القريدس) ونغسله بالماء الجاري ثم نضعه في قدر عميق ونغمره بالماء المغلي ونضيف إليه عيدان الدارسين (القرفة) والمسمار وفصوص الثوم المقطعة وحبات الفلفل الأسود ومقدار 2 ملعقة كبيرة من البصل المفروم ونصف ملعقة تقريباً من البهارات والكركم ونضيف حبة من الليمون الأسود.
نصفي الروبيان وضعه في القدر ثم نحمر البصل المفروم ونصب السمن فوق البصل مع الروبيان والبهارات والثوم والفلفل الأخضر المفروم والكركم، وتقلب المقادير جيداً عدة دقائق.
نضيف اللومي الأسود واللوبيا المسلوقة ونحرك جميع المكونات جيداً. بعدها نضيف الطماطم المفرومة ونتركه على النار مدة 10 ـ 15 دقيقة.
نرفع الحشو من القدر، ونضعه في وعاء ثم نضيف نحو 4 ملاعق من السمن إلى القدر ونقلب الأرز ثم نضيف مرق سلق الروبيان الساخن بحيث يغمر الأرز ويترك على نار قوية حتى يتساوى معه في السطح. نغلي الأرز ثم يضاف إليه بقية أعواد الدارسين والمسمار وحبات الفلفل الأسود. نخفف النار ونترك القدر على النار حتى يبدأ الأرز بالنضوج.
يرفع غطاء القدر من جديد وندفن حشو الربيان في الأرز ثم نرش بقية ماء الورد والزعفران ونتركه على نار هادئة حتى يتشرب الأرز الحشو.
يصب المكبوس في طبق التقديم الخاص ثم تصف على وجهه حبات الربيان ويقدم ساخناً مع الدقوس.

مكبوس الروبيان

طبق الأسبوع

أمريكا توافق على عقار فايزر الجديد لعلاج سرطان الدم

Posted: 02 Sep 2017 02:01 PM PDT

أقرت الإدارة الأمريكية للأغذية والعقاقير أمس عقار «مايلوتراغ» الذي أنتجته شركة فايزر لعلاج سرطان الدم النخاعي الحاد لتعيد الترخيص بدواء جرى سحبه من الأسواق في عام 2010.
وتم السماح بالدواء لعلاج بالغين جرى تشخيص حالاتهم حديثا بالإصابة بسرطان الدم النخاعي (لوكيميا) والأورام التي تنتج الأجسام المضادة سي.دي33 وكذلك المرضى البالغين من العمر عامين أو أكبر الذين تعرضوا لانتكاسة أو لم يستجيبوا للعلاج الأولي.
وقالت الإدارة الأمريكية للأغذية والعقاقير إن العقار الجديد يحتوي على تحذير لأنه قد يسبب تلفا كبيرا أو قاتلا للكبد بما في ذلك انسداد أوردة الكبد.
وكان العقار حصل على موافقة سريعة كعلاج للبالغين المصابين باللوكيميا وتعرضوا لانتكاسة ولكن تم سحبه طواعية من الأسواق بعد أن فشلت أبحاث لاحقة في تأكيد مزاياه العلاجية وبعد مخاوف بشأن السلامة بعد حدوث عدد كبير من الوفيات.
وقالت الإدارة الأمريكية للأغذية والعقاقير في موافقتها أمس إنها أوصت بجرعة أقل وجدول مختلف لتوقيت تناول الدواء ووصفه لمرضى جرى تشخيص حالاتهم حديثا.
وقالت فايزر إن من المتوقع أن تبلغ تكلفة الدورة الواحدة من العلاج 24600 دولار. ومن المعتقد أن عقار «مايلوتراغ» يعمل على نقل العامل المضاد للأورام إلى خلايا سرطان الدم النخاعي التي تنتج الأجسام المضادة سي.دي33 مما يمنع نمو خلايا سرطانية ويؤدي إلى موت الخلية. (رويترز)

أمريكا توافق على عقار فايزر الجديد لعلاج سرطان الدم

رامي العاشق: «لابس ثياب السفر»

Posted: 02 Sep 2017 02:01 PM PDT

رامي العاشق شاعر وصحافي ولد لأب فلسطيني وأمّ سورية، ونشأ في مخيم اليرموك، قرب العاصمة السورية دمشق. في سنة 2014 صدرت مجموعته الشعرية الأولى «سيراً على الاحلام»، نشر بعدها مجموعة نصوص بعنوان «مذ لم أمت»؛ وهو يرأس تحرير «أبواب»، الصحيفة التي تصدر بالعربية في ألمانيا، حيث يقيم.
مجموعته هذه نالت إشادة خاصة من لجنة تحكيم مسابقة الكاتب الشاب، التي تنظمها مؤسسة عبد المحسن قطان، دورة 2015؛ وجاء في حيثيات التحكيم: «تقترح المجموعة، التي يبدو أنها تتخذ من التجربة السورية مصدراً بصرياً ووجودياً لها، شعراً بالمحكية يتخفف من بلاغة الفصحى والأحكام اللغوية التي تعجّ بها قصيدة التفعيلة أو الوزن، وهو ما يجعل قصائدها قريبة إلى الأذن، ومبطنة بعبارات شعرية غير مألوفة، ولا تنساق إلى رومنطيقية مبتذلة، أو مقاربات مكررة، وتنجح في تهريب الألم من الكليشيه، والبحث عن صياغات شعرية جديدة. نلامس في هذه القصائد وجع الانسلاخ عن الوطن، والحنين إلى المفقود والأماكن، وهي تعبير راقٍ عن حالة النفي المتواصلة التي يعيشها الفلسطيني».
هنا سطور من قصيدة «دافي البرد بالشام»:
قاسي البرد بالشامْ
جديد البرد.. ومعتّق وجايرْ
تقيل الجرح.. غايرْ
قاسي البرد بالحرب
زادوا متاريس العتم
والنار عالداير
والخوف وحش وفي بصدرو رماحْ
مجنون هالخوف الوحشْ
أقسي من اللي راحْ
أعلى من صوات الفرح
أقوى من شْبَاح العتم بكنيسة مهجورة
هايج بدون لجامْ
قاسي البرد بالشامْ.
الأهلية، عمّان 2017


رامي العاشق: «لابس ثياب السفر»

فيرونيكا سترانغ: «الماء ـ طبيعة وثقافة»

Posted: 02 Sep 2017 02:00 PM PDT

يُعدُّ هذا الكتاب سجلاً فريداً ورائعاً لتاريخ الماء، فهو يقدم نظرة ثقافية شاملة لعلاقات البشر به، ويستكشف أهم قضايا الماء: الثقافية، والمادية، والدينية، والتاريخية، والبيئية، والسياسية. فلا مادة أهم من الماء أو أكثر حيوية منه. ويعرض الكتاب، بشيء من التفصيل، كيف يتدفق الماء في حياة الإنسان كلها، مرطباً أجسادنا، ومحافظاً على النظام البيئي الذي نعيش فيه، ومحققاً مشاريعنا التنموية في الزراعة والتقنية. ولا تنسى مؤلفة الكتاب أن تشير إلى قوى الماء الواهبة للحياة وتلك المدمرة على مر التاريخ، وتعاين علاقتنا مع الماء، وخصائصه الفيزيائية، وآثاره المتعددة على أنشطتنا المادية، وعواطفنا، وخيالنا. ويتناول الكتاب، أيضاً، الماء بوصفه مصدراً للطاقة المتجددة، وأداة حملت الإنسان في النهر والبحر، ويشدد على الدور المهم، الذي لعبه، ويلعبه، لضمان صحة الإنسان وسلامته، ابتداءً من الآبار العلاجية في مجتمعات ما قبل التاريخ، وانتهاءً باحتياجاتنا المعاصرة لمصادر الماء والصرف الصحي.
وأيّ عالم سوف يجزم بأنه لا توجد مادة أكثر حيوية من الماء، وتاريخ البشرية باسره هو سفر مقترن بالمياه، سواء شربنا، أو مزجنا مع سوائل أخرى، أو سقينا حقولنا، أو برّدنا أجهزتنا، أو حتى في أمواجه غطسنا للعبادة! وتسافر سترانغ في أحقاب علاقة الإنسان بالماء، وتبيّن أنّ مواقفنا إزاء هذه المادة الثمينة، وحاجاتنا إليه واعتمادنا عليه، تبدلت بصفة دراماتيكة على امتداد العصور. لقد كان ذات يوم مصدراً صوفياً للقوى الإحيائية، ثم صار يؤدي سلسلة أدوار تخص النظافة والتطهر والصحة والعلاج، وصار مادة لا غنى عنها في صناعاتنا المختلفة. والماء، ومن يملكه اليوم أو يتحكم به، بات مسألة جيو ـ سياسية شائكة تمسّ رفاه البشر، أو حتى بقاءهم على قيد الحياة، وتطوير أنماط عيشهم على الأرض. يتألف الكتاب من مقدمة، وفصول عن وجود الماء على الأرض، والماء الحي، وتخيّل الماء، ورحلات الماء، وقوّة الصناعة، وطوباويات الهندسة، وضغوطات الماء.
مشروع «كلمة»، أبو ظبي 2017

 

فيرونيكا سترانغ: «الماء ـ طبيعة وثقافة»

ترجمة: هيفاء أبو النادي

طه عبد الرحمن: «دين الحياء»

Posted: 02 Sep 2017 02:00 PM PDT

العنوان الفرعي لهذا الكتاب هو: «من الفقه الائتماري إلى الفقه الائتماني»، ويشكل الجزء الأول، الذي يحمل عنوان «أصول النظر الائتماني»، من ثلاثية يصدر جزؤها الثاني بعنوان «التحديات الأخلاقية لثورة العلوم والاتصال»، والثالث بعنوان «روح الحجاب». وفي هذه الأعمال يسعى المفكر الإسلامي المغربي إلى صياغة، أو إعادة صياغة، سلسلة من المفاهيم التي تساعد على تمكين المسلم المعاصر في وجه التحديات التي تنطوي عليها أزمنة المعلومات؛ وكيف يتوجب أن تنهض على ركائز أخلاقية. الفقه الائتماري هو ذاك الذي يقترن بالأمر والنهي والتكليف، وأمّا الائتماني فهو المرتكز على القيم الأخلاقية في مستوياتها الثلاث: النظر، والعمل، والاستعمال.
وعن هذا الجزء الأول يقول عبد الرحمن: «فيه وضعنا الأسس العامة التطبيقية التي بُني عليها النظر الائتماني في مقابل النظر الائتماري، والتي مهدنا بها للنماذج التطبيقية لهذا النظر في الكتابين الآخرَين: الثاني والثالث؛ وأُسّ الأسس التي يقوم عليها هذا النظر ما أسميناه بـ»الشاهدية الإلهية»، ومقتضاها أن الأصل في صلة المخلوق بالخالق، سبحانه وتعالى، هي صلة المشهود بالشاهد الأعلى، وأن صلة المأمور بالآمر الأعلى تابعة لهذه الصلة، بمعنى أن الشاهدية الاتصالية تتقدم على الآمرية التشريعية؛ كما أن من الأسس التي بُني عليها النظر الائتماني أن الأسماء الحسنى، على خلاف القول المشهور، لا نهاية لعددها ولا لكمالاتها التي هي الأصل في وجود القيم الأخلاقية، وأن الأحكام الشرعية إنما جاءت للتعريف بهذه القيم وبيان كيفية التخلق بها؛ ومنها أيضاً أن القيمة التي تتصدر سلّم القيم الأخلاقية في الإسلام، بموجب المكانة العظمى التي تنزلها الشاهدية فيه، هي قيمة الحياء، فلا حياء إلا من الشاهد، ناهيك عن الشاهد الأعلى؛ ومنها كذلك أن الإنسان المعاصر بموجب نقضه للمواثيق التي أخذها منه الحق سبحانه، دخل «حالة الاختيان»، وأنه لا يمكن أن يخرج منها إلى «حالة الائتمان» إلا بطلب خُلُق الحياء؛ ومنها أخيراً أن الحياء لا يحصل لطالبه بطريق الأمر به، لأنه شأن وجداني، وإنما بطريق التربية على يد خبير بطبّ القلوب».
المؤسسة العربية للفكر والإبداع، بيروت 2017

طه عبد الرحمن: «دين الحياء»

Al-Ghazali: “Moderation in Belief”

Posted: 02 Sep 2017 02:00 PM PDT

رغم أنّ الإمام الغزالي (1058 ـ 111) اشتُهر بأعمال كبرى مثل «تهافت الفلاسفة» و»مقاصد الفلاسفة» و»المنقذ من الضلال» و»منهاج العابدين» و»فضائح الباطنية»؛ إلا أنّ كتابه «الاقتصاد في الاعتقاد» يعتبر بين أهمّ أعماله، لأنه كان خاتمة مؤلفاته قبل أن يترك التدريس في المدرسة النظامية ويعتزل، ولأنه أيضاً تبيان مفصل لعقيدة أهل السنّة والجماعة على طريقة الأشاعرة. وهذه الترجمة إلى الإنكليزية، التي أنجزها علاء الدين م. يعقوب، الأستاذ في جامعة ليهاي ـ بنسلفانيا، تسدّ فراغاً كبيراً في حقل الدراسات الإسلامية باللغة الإنكليزية.
هنا فقرات من الأصل العربي، بتحقيق مصطفى عبد الجواد عمران، حول تعريف علم التوحيد:
«مركب إضافي صار عَلَماً على هذا العلم المدون المعروف، والمركب الإضافي هذا مكون من كلمتين: علم، التوحيد. والعلم له إطلاقات ثلاثة، فيطلق على:
إدراك المسائل.
وعلى المسائل نفسها.
وعلى الملكة (الصفة الراسخة) الحاصلة من إدراك المسائل وممارستها.
والتوحيد في اللغة: مصدر وحّد بتشديد الحاء؛ تقول: وحدت الشيء: أي جعلته واحداً أو اعتقدته واحداً.
وفي الشرع الذي جاء به الإسلام وأنبأنا به القرآن في كثير من آياته هو: إفراد المعبود الحق بالعبادة مع اعتقاد وحدته في الذات والصفات والأفعال.
وعلم التوحيد بالمعنى الاصطلاحي ـ أعني العلم المعروف المدون ـ عرف بالحد كما عرف بالرسم.
ومن قصر مهمة هذا العلم على الناحية الدفاعية؛ سواء أكان ذلك في مواجهة أعداء الدين الذين يتربصون به الدوائر أم في مواجهة شبهات الحائرين ووساوس المترددين، عرفه كما في مقدمة ابن خلدون بأنه: «علم يتضمن الحجاج عن العقائد بالأدلة العقلية والرد على المبتدعة والمنحرفين في الاعتقادات عن مذاهب السلف وأهل السنة».
University Of Chicago Press, Chicago 2017.
   

Al-Ghazali: "Moderation in Belief"
الإمام الغزالي: «الاقتصاد في الاعتقاد»
ترجمة: علاء الدين م. يعقوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق