Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 2 أكتوبر 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


من كردستان إلى كاتالونيا

Posted: 01 Oct 2017 02:35 PM PDT

مضت حكومة إقليم كاتالونيا أمس قدماً في قرارها إجراء استفتاء مواطنيها على الاستقلال، وذلك بعد أسبوع واحد من إجراء حكومة إقليم كردستان العراقي بإجراء استفتاء مشابه، وهو أمر رفضته الحكومتان المركزيتان في مدريد كما في بغداد وقامتا بكل ما يمكنهما لمنعه.
ورغم اختلاف الظروف بين الإقليمين، ووجودهما في قارتين مختلفتين، واختلاف الظروف التاريخية والجغرافية فإن هناك تشابهات سياسية لا تخطئها العين، ولا يفيد القيام بإجراء مقارنات بين الحالتين في تحليل أسباب وصول الأزمتين إلى ذروتيهما الحاليتين فحسب بل يكشف، من حيث لا نحتسب التشابهات في الأحوال البشرية، بعد أن كف سكان منطقتنا عن مقارنة أنفسهم بأوروبا، ناسين أنها القارة التي قادت خلال القرن الماضي أكبر حربين عالميتين في تاريخ البشرية، وأن بلدانا منها، كإسبانيا والبرتغال واليونان (ناهيك عن بلدان أوروبا الشرقية) كانت تخضع لدكتاتوريات عسكرية يمينية خلال الستينيات والسبعينيات، وهو أحد العوامل التاريخية التي ما تزال تؤثر في الحالة الإسبانية الراهنة، رغم محاولة الأوروبيين تناسي ذلك.
يقود رئيسا الإقليمين، كارليس بويدغمونت، ومسعود بارزاني، حملتي الاستفتاء والانفصال، فيما قاد رئيسا الحكومتين، ماريانو راخوي، وحيدر العبادي، حملة تعتبر الاستفتاءين غير دستوريين، واستخدما كل ما في مكنتهما، قضائيا وعسكريا، لمنع الإقليمين من ممارسة الاستفتاء.
وفيما قامت بغداد بحظر جوّي وبتحشيد عسكريّ على حدود الإقليم وطالبته بتسليم المطارات والمراكز الحدودية، فإن مدريد قامت بإجراءات كبيرة أيضا لكسر الاستفتاء ومنع إعلان نتائجه فاعتقلت 14 من كبار المسؤولين في الإقليم، وداهمت 12 مركزا حكوميا، وأغلقت نصف مراكز الاقتراع، وصادرت 10 ملايين من بطاقات الاستفتاء و1.5 مليون من ملصقات الإعلان عنه، وتتجه الحكومة المركزية لتطبيق فقرة دستورية تلغي استقلالية الإقليم وتسمح لها بالسيطرة التامة عليه لمنع الاستفتاء وإلغاء أي آثار قد تنتج عن القرار.
غير أن التصعيد الكبير للحكومتين المركزيتين، المقصود منه ثني حكومتي إقليمي كردستان وكاتالونيا عن قراريهما أدى إلى مفاعيل معاكسة وجعل أصوات قادة ومؤيدي الأحزاب المعارضة لحكومتي الإقليم، او للانفصال، تتراجع أمام دعوات الاستقلال، فبعد أن كان هناك تعادل بين أصوات مؤيدي ورافضي الاستفتاء في كاتالونيا تصاعدت العواطف القومية وأعطت دفعاً غير متوقع لبارزاني وبويدغمونت.
وبغض النظر عن المساوئ التي ستترتب على المواجهة الحاصلة بين قيادتي الإقليمين والحكومتين المركزيتين، وعن الاستقطاب الحاصل داخل اسبانيا والعراق والدول القريبة المتخوّفة من تشجع التيارات الانفصالية داخلها، كما هو الحال في بلجيكا وإيطاليا، في الحالة الإسبانية، وإيران وتركيا في الحالة الكردية، فإن لجوء الحكومتين المركزيتين للتهديد والقوة هو سيف ذو حدين، فنجاحهما في قمع دعوة الاستقلال بالقوة قد يهدم ما كان الاقليمان قد بنياه من حكم ذاتي واستقلالية اقتصادية وسياسية ولكنه، في الوقت نفسه، سيؤجج الغضب الشعبي ويزيد عدد وقوة مناصري الاستقلال ويدفع المواجهة حثيثا إلى ما يشبه الحرب الأهلية، وهو أمر يتذكره المجتمع الاسباني الذي خاض حربا أهلية دامية في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي تركت مفاعيلها العميقة في المنظومة السياسية الإسبانية اللاحقة، أما العراق فهو في عين العاصفة كما أن الحرب الأهلية والتشظي السياسي والاجتماعي في أعلى تجلياتها.
آثار الاستبداد وتقاليده إذن لا تزول وتبقى المجتمعات تعاني منها لعشرات السنين.

من كردستان إلى كاتالونيا

رأي القدس

يوم الترجمة العالمي: إذا كانت «خيانة»!

Posted: 01 Oct 2017 02:34 PM PDT

منذ تأسيسها، في سنة 1953، اعتادت «الرابطة الدولية للمترجمين» إحياء يوم الترجمة العالمي، في 30 أيلول (سبتمبر) من كلّ عام. وفي أيار (مايو) الماضي، كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد صوّتت على القرار 71/288، الذي اعتبر هذا التاريخ يوماً سنوياً عالمياً للترجمة. واستندت الحيثيات على سلسلة عناصر، بينها الإقرار بأنّ «احترام تنوّع العالم الثقافي واللساني هو مقتضى جوهري لتعزيز روح الانفتاح والمساواة والحوار»؛ وأنّ «الترجمة الاحترافية، كتجارة وفنّ، تلعب دوراً هاماً في إعلاء مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، وفي التقريب بين الأمم، وتسهيل الحوار والتفاهم والتعاون، والإسهام في التنمية، وتوطيد السلام والأمن العالميين».
وأمّا هذا اليوم تحديداً، فإنّ الرابطة الدولية اختارته تيّمناً بالقديس جيروم (347 ـ 420)، المؤرخ واللاهوتي الدالماسي (كرواتيا الراهنة)، الذي سافر إلى فلسطين، وأقام في بيت لحم بدعم من سيدة أرستقراطية، حتى وفاته. وهناك ترجم «الكتاب المقدس» إلى اللاتينية، عن الأصل العبري، كما دوّن سلسلة حواشٍ وشروحات على الأناجيل. وإذْ يسجلّ باحثون معاصرون تحفظات جدّية على مستوى إتقانه للعبرية، وبالتالي يشككون في أمانة ترجماته؛ فإنّ القديس جيروم اعتُبر، مع ذلك، شفيع المترجمين.
في المقابل، إذْ أتشرف بالانتساب إلى رهط المترجمين، فإنّ شفيعي شخصياً ــ والحديث عن «الشفاعة»، هنا، من باب المجاز بالطبع ــ هو المترجم الأمريكي غريغوري راباسا (1922 ـ 2016)، الذي أشرتُ إليه في مناسبات سابقة، باحترام وتقدير وحسّ اقتداء، لأني أعتبره أحد كبار مترجمي الأدب في عصرنا.
لقد أهدى إلى الإنسانية عشرات الأعمال الروائية الرفيعة، مترجمة من الإسبانية إلى الإنكليزية، لأفذاذ من أمثال ميغيل أنخيل أستورياس، غابرييل غارسيا ماركيز، ماريو فارغاس يوسا، خوان غويتيسولو، خوسيه ليزاما ليما (صاحب «الفردوس»، التي لا تقلّ في البراعة الفنية عن رواية مارسيل بروست «البحث عن الزمن الضائع»)، أوسمان لينس، لويس رافائيل سانشيز (مؤلف «نغمة ماشو كاماشو»، وتُعدّ النظير، في الإسبانية، لرواية جيمس جويس «عوليس»)، خوليو كورتازار، خورخيه أمادو، يواكيم ماشادو دو أسيس…
ولا يخفى أنّ ذيوع صيت ماركيز في أربع رياح الأرض كان قد بدأ مع صدور الترجمات الإنكليزية، والأرجح أنها كانت أحد أهمّ الاعتبارات وراء فوزه بجائزة نوبل سنة 1982؛ وليس غريباً، استطراداً، أن يصرّح ماركيز بأنّ «مائة عام من الوحدة» هي، في الإنكليزية، أجمل منها في الأصل الإسباني! كذلك أعلن أستورياس أنه لم يكن يتخيّل كيف كان يمكن لروايته «قبطان الرمال» أن تصل إلى القارئ الغربي، لولا ترجمة راباسّا؛ وغويتيسولو، وهو نفسه ذو باع طويل في الترجمة، كان يُدخل على أعماله التعديلات التي يرتأي راباسا أنها ضرورية عند الترجمة إلى الإنكليزية. وفي كتابه البديع «إذا كانت هذه خيانة: الترجمة ومظّانها»، يدوّن راباسا مذكرات شخصية حول ملابسات ــ هي، في الآن ذاته، مصاعب ومشاقّ ولذائذ وأفراح… ــ ترجمة قرابة 40 عملاً، تمثّل ذُرى فنّ الرواية في أمريكا اللاتينية.
والحال أنّ الترجمة رافقت الوعي البشري، الإيمائي واللفظي والكتابي، على مرّ العصور؛ لأنّ البشر، بادئ ذي بدء، يتكلمون لغات مختلفة، وحقيقة وجود عشرات الآلاف من اللغات، التي استُخدمت أو يتواصل استخدامها على سطح كوكبنا الصغير، إنما هي تعبير بليغ عن الغنى المذهل للذات الإنسانية. وهكذا فإنّ الترجمة ضرورة ما دامت اللغة أبعد بكثير من مجرد اتصال بين متكلّمَيْن، وهي ضرورة مفتوحة لا تنتقص من أهميتها هذه الدرجة أو تلك من «الخيانة»، الدلالية أو اللسانية أو الأسلوبية. وإذا كانت أبسط تعريفات المترجم هو أنه وسيط تحويل الإشارات والتمثيلات والمعاني إلى نظائر موازية في لغة أخرى، فإنّ أعقد تعريفاته ليس ذاك الذي يعتبره جاسر الهوّة بين ثقافة وأخرى.
وكما هو معروف، شهد تاريخ البشرية طورَين ذهبيين ارتقت فيهما ممارسة الترجمة إلى سوية كيفية ونوعية استثنائية، كفلت مناقلة المعارف بين ثقافة وأخرى، على نحو كانت له آثار حاسمة في التطوّر الحضاري: ترجمة النصوص البوذية إلى اللغة الصينية، وترجمة الفلسفات والعلوم من الإغريقية والسريانية إلى العربية. وفي المثال النقيض، لم تتردد أوروبا عصور الظلام في محاكمة الباحث والمترجم والناشر الفرنسي إتيان دوليه (1509 ـ 1546)، وإدانته، وتعذيبه، وخنقه، وإحراق جسده باستخدام نسخ من ترجماته ذاتها؛ وذلك بتهمة الإلحاد، اتكاءً على ترجمة ثلاث كلمات في «محاورات» أفلاطون، أوحت بالتشكيك في فكرة الخلود.
وفي يقيني شخصياً، استئناساً بتجربة في الترجمة أسفرت عن ثمانية أعمال، بين فلسفة ورواية وتاريخ ونظرية أدبية، فضلاً عن مئات القصائد لعشرات الشعراء، ودراسات كثيرة منفردة في ميادين معرفية متنوعة؛ فإنّ أرقى ما يمكن أن يحققه المترجم هو خلق هوية متجانسة بين النصّ الأصلي والترجمة، لا ليكون الثاني بديلاً عن الأوّل، بل لكي يشغل وظيفته ما أمكن. ولعلّ هذا يؤكد أنّ المترجم «بريد الروح الإنسانية»، كما عبّر شاعر روسيا الكبير بوشكين؛ حتى إذا كانت السجادة النفيسة سوف تُبسط على قفاها، كما وصف الشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف ترجمة الشعر!

يوم الترجمة العالمي: إذا كانت «خيانة»!

صبحي حديدي

المرأة السعودية ومشايخ «مولينكس»… ورئيس مسيحي لمجلس «بقايا» الشعب السوري على رأي القذافي… «التمثيل تدجيل»

Posted: 01 Oct 2017 02:34 PM PDT

تستحق الناشطة السعودية سحر نصيف، التحدث بفرح لمحطة «بي بي سي» عن لهفتها ورقصها فرحًا بمجرد إعلان الملك سلمان قراره بالسماح للمرأة السعودية بحمل رخصة قيادة سيارة.
القناة الثانية في تلفزيون المملكة انقلبت إلى عرس وطني تغطية للقرار، الذي يمثل أصلا أدنى حقوق البشر الطبيعيين.
ما يلفت نظري أكثر من كل شيء؛ هو السباق المحموم المهووس لدعم القرار المَلِكِي والتسحيج له، خصوصًا مِنْ القوى الاجتماعية والنخب جميعها التي طالما دعمت وساندت حرمان المرأة من هـذا الحـق البسـيط.
المعارضون كلهم انقلبوا فجأة، فقد لَحَسَ «مشايخ المولينكس» بتوع فتاوى السلطان اجتهاداتهم الدينية القديمة، وتسابق رؤساء الجامعات لتدبير مصفات لسيارات الطالبات، وقرعت أجراس التهليل جميعها للقرار، الذي يُعالج أصلًا وضعًا شاذًا، لا ينبغي أن ينطوي على «مكرمة».
هذه مأساة اجتماعية تظهر «فِصامًا» من الصعب الشفاء منه.
طبعًا نرحب بالقرار ونصفق له، ونهنئ المرأة السعودية الصابرة… ونبارك للأمير الحيوي محمد بن سلمان منتجعات البحر الأحمر، التي ستُفتتح قريبًا وخطوات الانتقال الترفيهي العاصف كلها.
لكن؛ على طريقة مسرحية «مدرسة المشاغبين» نقول: «حبّة حبّة يا علّام»… الانفتاح الاجتماعي جيّد، لكنّه يبقى مجرد «تحايل»، إذا لم يوازه انفتاح سياسي وإصلاحي وحريات حقيقية، خصوصًا في مجال التعبير والرأي، إلّا إذا كان المقصود تمكين المرأة من قيادة سيارة بين كثبان الصحراء لزيارة والدها أو زوجها أو ابنها المعتقل بسبب رأيه.
هنا حصريًا ستتكفل ما تسمى بـ «كتيبة الذباب الإلكترونية» بتأييد خفض السقف وتبرير الاعتقالات والأداء العرفي والهجوم الساحق الماحق بعاصفة تغريدات على كل من يعوق الانفتاح السياحي والاجتماعي أو يفكر ولو بجرعة صغيرة من الانفتاح السياسي.

شاشة أيام زمان

مفارقة في غاية الحساسية؛ لفت نظري لها صديق فنّان، وهو يستذكر وجود ثلاث قنوات تلفزيونية تتحدث للأردنيين وتلبي احتياجاتهم في الماضي أيام الأحكام العرفية والعمل البوليسي، بينما توجد اليوم محطة يتيمة بعد التحول الديمقراطي المزعوم.
في أيام العسس واللجان العرفية الاقتصادية وعدم فتح الأردني فمه إلّا عند طبيب الأسنان، كان المواطن يستطيع الاستمتاع على شاشة القناة الثانية المتخصصة بالبث الأجنبي ببرنامج عن «الديمقراطية في اليونان مثلا».. كان الفيلم يَعبُر ولا أحد ينتبه، حيث السلطة «غير خائفة» من برنامج من هذا النوع والمواطن غير منتبه أصلا، لأن الدولة تدار من دون أي مظهر ديمقراطي.
الجميع كانوا سعداء لسبب غامض… اليوم يوجد برلمان وانتخابات وديمقراطية، وتوجد شاشة مركزية واحدة لا تتحدث إطلاقا عن الديمقراطية ومليئة بالقوائم السوداء، بينما الشعب منزعج ومحتقن… يا ترى لِمَ؟!
أيام الحكم العرفي كان الفن حاضرا بقوة مع الثقافة في البرامج وأيام الديمقراطية لا فن ولا ثقافة ولا ما يحزنون.

المسيحي السوري… أين الشعب؟

حمودة الصباغ، المسيحي من مدينة الحسكة رئيسا لمجلس الشعب السوري… خبر جيد بكل الأحوال، لولا تلك البهرجة الاحتفالية، التي قدمتها محطة «الميادين»، وهي تتعامل مع الخبر يوم الاقتراع وكأنه يتحدث عن «جنة على الأرض» اسمها سوريا.
نخبة من المعلقين استضافتهم مذيعة «الميادين»، حتى تترسخ القناعة بأن سوريا موحدة وواحدة وتتجاوز الطائفية، في برنامج خاص مع صور غرافيك لعوبة لمذيع شاب يقف إلى جانب صورة ملونة وكبيرة لمقاتلي حزب الله، وهم يحرسون «كنيسة» في معلولا رغم أن الحزب أعلن – وهذه مشكلتنا الشخصية معه – أنه يخوض الحرب في سوريا لأن «قبر زينب لن يُسبى مرتين»!
من جهتي لا أفهم أو أتفهم إقصاء أي مكون، وأرحب بتسليم السلطة التشريعية في بلادي، وحتى السلطات جميعها لمسيحي أردني عروبي ومعها السلطة التنفيذية.
لكن احتفالية «الميادين» تستفزني من جهتين: الأولى أن السيد صباغ يقود عملية مؤسسة لا دور لها من أي نوع، وظيفتها تنحصر في تمديد ولاية «السيد الرئيس» أو تعديل الدستور من أجله، ثم الاستماع لتلك الخطب الرئاسية الرنانة الطويلة المليئة بالفلسفة التي لا تظهر أي أسف ولو صغير على ضحايا الشعب.
والثانيـة أن ثلـثي سوريا مـدمر ونـصف شعـبها مشـرد وغالـبية مقدراتها بأيدي الإيرانيين والروس وغيرهم… صاحبنا رئيس مـجلس الشعب المسيحي سيمثل مَنْ بِصورة مُحددة، إلّا إذا كان المقصــود أن يجلس على صـدر ما تـبقى من الشعب، على أسـاس المقولة الـخـالدة للراحـل معـمر القذافـي في كتاـبه الأخضـر الشـهير.. «التمثيل تدجــيل».

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

المرأة السعودية ومشايخ «مولينكس»… ورئيس مسيحي لمجلس «بقايا» الشعب السوري على رأي القذافي… «التمثيل تدجيل»

بسام البدارين

التفاوت الكولونيالي وخشونة الكيان العراقي التي أهدرته

Posted: 01 Oct 2017 02:33 PM PDT

المبضع الكولونيالي تذكارُه كالمصيدة. «جوهرة» صنيع المستعمر في اختطاط وتقطيع الخرائط حاضر في الحالتين المتعاكستين: بتوهم امكان التعامل، «في لحظة ما»، ومنها فصاعداً، مع الحدود الترابية للمستعمرات السابقة وشبه المستعمرات، كما لو كانت حدودا محض وطنية لكيانات تحقق استقلالها «كما لو لم تكن كن قبل مستعمرة»، وقد باتت في حلّ من أي مساءلة للماضي الاستعماري الذي اقتضى رسمها. وبالتعسف، في المقلب الآخر، بطلب نفض هذه الحدود من أساسها، واقتضاء رميها في البحر ما دام رسمها غزاة قادمون من وراء البحار. الأدهى، ان التاريخ المعاصر للعالم الثالث، وخصوصا في المنطقة العربية، يعج بظواهر متنقلة خبط عشواء بين هاتين الحالتين.
أوّل المغفل هنا ان الكيانات الوطنية المولّدة كولونياليا لم تكن جميعها على نفس درجة الاصطناع ونفوره حين ولادتها، ولا هي سلكت الدرب نفسه وحققت النتائج ذاتها لجهة عملية تشكيل سردية جامعة لها حظ من الحيوية والمتانة، وللعقد الاجتماعي بين ابنائها قدر من الحيثية وتدبير من الصيانة متجدد في كل جيل.
فمسار التقسيم الاداري العثماني ليس معدوم الأثر عند النظر الى أمر هذه الكيانات، خصوصا في القرن التاسع عشر، في المرحلة التي تقلصت فيها مساحة السلطنة، انما اشتدت الرابطة المركزية الدولتية التحديثية بين ولاياتها المتبقية، بالتوازي مع استقلال ولاياتها البلقانية تباعا، وخضوع ولاياتها في الشمال الافريقي للاستعمارات الاوروبية، تباعا ايضا. الأفكار الكيانية المصرية والسورية واللبنانية والعراقية وسواها كانت غير متبلورة بنفس الشكل الذي اتخذته في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الاولى، لكنها كانت حاضرة، ومتداخلة، مع مشاريع وحسابات تبدو لنا اليوم معاكسة لها، في نهايات الزمن العثماني.
ومع الحقبة الاستعمارية، التي جاءت بالنسبة الى الولايات العربية العثمانية السابقة، في نهايات الحقبة العالمية للاستعمار، كانت هناك ادوار سواء للنخب الاعيانية التقليدية، او للاهالي، او في محطات بعينها للجماهير، ادوار مؤثرة، بالسلب والايجاب، والفعل ورد الفعل، على عملية انبثاق الخارطة الاستعمارية لكياناتنا الوطنية، بالتدريج. لا يقلل من هذا ان الاعيان هنا، والاهالي هناك، لم يتعرفوا «بالسرعة اللازمة»، على كيانات كان لهم دور غير قليل في رسمها، او هم تعرفوا على ذلك بسرعات متباينة فيما بينهم، على ما تخبره لنا حالتا لبنان والعراق.
لبنان والعراق.. مقارنة بكيان «المتحد» السوري، كانا اكثر صلابة كيانية، رغم الاختلاف النوعي بين الحالتين. العراق الذي ظل موال انضمام حلب، من بعد ضم الموصل، اليه، حاضرا في السياسة السورية، حتى الخمسينيات. ولبنان، الذي تلاشت المطالبة داخله بالانضمام الى سوريا اواخر الثلاثينيات، لتتجدد بشكل «نفسي» في مرحلة ما بعد استقلال البلدين عن فرنسا، ونشوب «المقاطعة الجمركية» بينهما.
صلابة «الكيانية اللبنانية»، كانت، للمفارقة، من نوع مائع. وصلابة «الكيانية العراقية»، كانت من نوع خشن فوق اللزوم. «الميوعة» الكيانية اللبنانية لم يلخصها افضل من الشيخ بيار الجميل، في صيغة «قوة لبنان في ضعفه». والكيانية العراقية، المتصالحة مع تاريخ الرافدين السومري والكلدو اشوري حتى في ظل «البعث»، والمتكئة على الحقبة الكلاسيكية لبغداد العباسيين من جهة اخرى، بدت غير مكتفية بهاتين السرديتين، ومحتاجة لجرعات زائدة تفجيرية للكيان بالنتيجة، من القمع الدامي للاشوريين، الى «الفرهود» ضد اليهود، الى المجازر المتبادلة بين الشيوعيين والقوميين العرب، والى حد كبير بين الاكراد والشيعة والعرب السنة من خلالهما، في فترة الجمهورية، الى سحب البعث الجنسية من ذوي الاصول المعتبرة فارسية بحجة مكافحة الشعوبية، الى حلبجة والانفال، الى التغلبية المذهبية الفئوية المعكوسة مع عودة الميليشيات من ايران، في مرحلة الاحتلال الامريكي، والانتحارية الكابوسية. كما لو انّ ايجاد جذور سردية موغلة في العراقة والقدم للكيان، وعمق كلاسيكي عباسي له، لا يكفي، على مستوى السرديات، للانتقال بعد ذلك الى ما هو اكثر مباشرة في عملية تشكيل العقدين الاجتماعي والوطني. فحضرت مكافحة الشعوبية مع البعث، ثم حضرت المظلومية مع فترة حزب الدعوة، دعوة التأليف بين التدخلين الأمريكي والعراقي.
وأخذت هذه المظلومية الثأرية والتغلبية تضرب يمنة ويسىرة. سحبت من الكيان دعامته العباسية، وبهتت معها دعامته الموغلة في التاريخ القديم، استهانت بالمنطلقات الديمقراطية والفدرالية التي اندرجت في دستور ما بعد البعث، فمسختهما الى استبعادية للسنة العرب، اولا بحجة اجتثاث البعث وثانيا بمعية مكافحة الارهاب، وتوعدية ناقمة على الأكراد في الشمال، ولا تفهم لماذا لا يواليها الاكراد ضد العرب السنة، والعرب السنة ضد الاكراد، رغم ان كل سطوع للتغلبية الفئوية القابضة على حكم بغداد، تغلبية حزب الدعوة والميليشيات الحشدية، لم يشعر الاكراد والعرب السنة لا بمشترك مذهبي ولا بمشترك نفعي بينهما، ذلك ان التخريب الذي حققه البعث على هذا الصعيد بقي جد عميق.
رغم عدم اكتفائه بما كان له من دعائم قوية، منذ مطلع عشرينيات القرن الماضي، لم ينظر العراق الى نفسه ككيان ناقص وانما «كبروسيا عربية»، كاقليم قاعدة تطمح للريادة التوحيدية العربية من دون ان تلغي نفسها ككيان. بخلاف نظرة الكيان السوري الى نفسه لعقود، ككيان ناقص، حتى وهو يسعى للهيمنة على الشعوب الشامية الاخرى، في ظل حافظ الاسد. لكن الكيان العراقي، مع هذا، نموذج، لاستهلاك موارد الاستدامة، في السردية وارادة العيش معا، الى حد النضوب.
الكيانية الوطنية العراقية التي كانت ممكنة حتى في ظل البعث، رغم كل ما لحق في ظله من ضيم واضطهاد، وعلى ما ظهر في الحرب مع ايران، لم تعد كذلك في ظل حزب الدعوة. ليست اربيل من تسلب هذه الكيانية اليوم حقها في الوجود. حق الكيان الوطني العراقي في الوجود يسلبه كل الاهدار لفرص اعادة البناء والتصالح وتداول السلطة وتوزع الموارد وتضافر التعدديات، بعد سقوط صدام، والمسؤوليات هنا لا تحصر او تختزل، لكن التغلبية المذهبية الانتقامية، تتربع بوضوح فوق عرش التخريب الحاصل هذا، لكيان كان من بين الاكثر حيثية اول ما اختطت خارطته الكولونيالية، وهدر حيثيته بالافراط في «المخاشنة».
وما الممانعة غير المخاشنة؟ انهما في مقدمة ابن خلدون يترادفان كمسمى واحد.

٭ كاتب لبناني

التفاوت الكولونيالي وخشونة الكيان العراقي التي أهدرته

وسام سعادة

حجم الروايات

Posted: 01 Oct 2017 02:33 PM PDT

أقرأ هذه الأيام رواية اسمها: ألعاب العمر المتقدم، للإسباني: لويس بانديرو، وهي رواية صدرت بلغتها الأصلية، أواخر تسعينيات القرن الماضي، لكنها نقلت حديثا إلى العربية، بواسطة صالح علماني، وأكدت ثقتي التي دائما ما أنوه بها، في الأدب الإسباني، أو بشكل أشمل: الأدب المكتوب باللغة الإسبانية، سواء إن كان إسبانيا خالصا، أو لاتينيا من تلك الدول البعيدة، التي أثرى كتابها الأدب، وما زالوا يثرونه إلى الآن، على الرغم من رحيل عمالقة مثل بورخيس وماركيز، وفوينتس، لكن بالطبع، تأتي في أي مكان، أجيال جديدة، تحمل إيقاعها الخاص الذي لن يحيد كثيرا عن إيقاع الأجيال التي سبقتها، وفقط قد يكون فيه بعض الخفة المطلوبة، وبعض البهار الجديد الذي تقتضيه ظروف العصر.
رواية بانديرو، جاءت بعدد صفحات كبير تجاوز الستمئة، ذلك العدد الذي قد يخيف القارئ، وقد يشعره بالملل، حتى قبل أن يقترب منها، لكن حين تبدأ القراءة، وتحتك بجمال اللغة، وثراء المعنى، وعالم غريغوريو الحالم بحياة مختلفة عن حياته التي فرضت عليه من عمه، تجد نفسك لا تستطيع التوقف، ستحب عالم غريغوريو، ستحب أحلامه وأوهامه، وكوابيسه، وقصة حبه التي ابتدأ ينسج خيوطها على رائحة عطر، شمه وهو تحت طاولة كشك، هو كشك العم الخالي إلا من أشياء كثيرة غبية، والعم نفسه، ليس بعيدا عن الغرابة، وقد رسم بطريقة فذة فعلا، وأظنه النموذج الحي لأي رجل شاخ، ولم تشخ أحلامه قط، ذلك أن الأحلام لم تكن بعيدة عن تحقيقها، بل تحققت نظريا، في تلك الأقوال التي يرددها باستمرار، حتى ليخيل لغريغوريو الذي جاء من الريف، ليعيش معه في المدينة، أن العم هو كل تلك الشخصيات والوظائف المهمة التي يذكرها. لقد حصلت هذه الرواية بثرائها هذا على جائزة، وانتشرت كثيرا بلغتها ولغات أخرى، ولم يتحدث أحد عن ضخامتها، أو كثرة عدد صفحاتها، وإنما قرئت هكذا، بكل تلك المعطيات.
رواية أخرى، تحدثت عنها كثيرا، هي «ظل الريح» لكارل رويس زافون، وهو إسباني أيضا، وتدور أحداث روايته الساحرة التي نقلها للعربية صديقنا معاوية عبد المجيد، في برشلونة، وحول كتب منسية، تبدأ منها مغامرة عجيبة. هذه أيضا رواية كبيرة، وطويلة، وصعب التكهن بالزمن الذي يمكن أن تنتهي فيه، لكن الأسلوب يأخذك، ولا تستطيع أن تنجو منها إلا بإنهائها، سواء أن أنهيتها في أسبوع أو شهر، وستظل رائحتها عالقة بأنف القراءة، وطعمها عالقا بالتذوق، كنموذج فريد للخيال والسحر الذي يرافق الأدب المكتوب بالإسبانية. لا توجد بالطبع مقارنة بين «ظل الريح» و«ألعاب العمر المتقدم»، لكن فقط لفت نظري أن الروايتين تبدآن ببطلين صبيين في سن المراهقة، تتقدم بهما ليكبرا، ويصنعا لنا تلك العوالم الغريبة الساحرة، وأعتقد أن طول هاتين الروايتين جعلهما تمتلكان خاصية الصدر الواسع الذي يمكن أن يحتوي كل شيء، لذلك سنعثر على الحياة كلها هنا، نعثر على الحب والحميمية، والشقاء والجوع والصبر، والكابوس والفقد والتأقلم، وكل مفردة من المفردات التي لن تكون مشردة، ولكن تم إسكانها في مكانها الصحيح، وإذن «ظل الريح» أيضا، لم تطرد القراءة بسبب الضخامة وعدد الصفحات، وإنما شدها كثيرا، ومعروف أن الرواية في كل اللغات التي ترجمت إليها، حققت مبيعات كثيرة، وما زالت تحقق، على الرغم من مضي سنوات على كتابتها ونشرها بالإسبانية.
قلت مرة وأنا أتحدث عن رواية: «قصة عن الحب والظلام» للإسرائيلي عاموس عوز، تلك الرواية المذهلة الضخمة، التي اصطلح أنها سيرته الذاتية، أن عاموس لم يسع إلى غسيل ماضيه، أي لم ينظف سيرته من تلك الأشياء التي تعتبر وسخا، ونسعى كلنا للتخلص منه قبل نشر السيرة، لكنه سعى إلى كتابة عمل يوضح حقيقة حياته، وحقيقة ما في صدره من صلف عنصري، تجاه وطن لم يكن وطنه، وإنما اغتصب وتم احتلاله غدرا، هو لا يكبت الشعور بالعدائية، ولا يتحدث عن جذوره بأي خجل وحتى علاقاته النسائية، وفورانه الاستفزازي، وباختصار كل شيء، لذلك جاءت تلك الرواية الضخمة أيضا، ثرية جدا، ويمكن إكمالها في زمن قياسي، على الرغم من عدد صفحاتها الذي تجاوز الثمانمئة صفحة، هنا لن ننظر للأمور بعدائية، لن نستعر غضبا ونلقي بالكتاب، بل نتعرف بكل هدوء إلى ما يكنه المحتل من مشاعر، ونفكر في صيغة مثل صيغته للرد، هو لم يحمل سلاحا واقعيا، يشهره هنا وهناك، وإنما سعى لاستخدام الأدب كسلاح، ولطالما آمنت بوجود أسلحة كثيرة مخبأة في الأدب، ولكن كثيرين لا يعرفون كيف يستخرجونها، ويستخدمونها عند الضرورة، أعرف أن كثيرين لم يقرأوا قصة عن الحب والظلام، لأنها من نسج عدو، وأعرف أن كثيرين لن يقرأوها، وبالتالي ستظل تلك الإحساسات المترفة، المزعجة غائبة عنهم بلا شك.
هناك راوية مهمة للتركي أورهان باموق، تدخل في تصنيف الروايات ذات الوزن الثقيل، ولكن الممتعة أيضا، وهي رواية «ثلج»، التي قصد من كتابتها مناقشة أشياء كثيرة في مجتمعه أهمها ظاهرة حجاب الفتيات، وقد جعل بطله: كا، صحافيا يتحرى عن مسألة انتحار فتيات محجبات، وبعد ذلك دخل في مناقشة الظاهرة. باموق ليس مثل الإسبان، يكتب ببهارات خاصة، ويوظف خيال الكتابة بعيدا وليس أيضا مثل عاموس، يتحدث بانتفاخ وعضلات عنصرية كبرى، هو كاتب واقعي جدا، وبدا لي أن الرواية كانت مقصودة بالفعل لمناقشة أفكار محددة بدون أن يبدي ككاتب وجهة نظره.
هذه أيضا رواية ضخمة، وكثيرة العوالم، وستأخذ زمنا طويلا من أجل إنهائها لكنها ستنتهي في النهاية.
لقد أردت من ذكر تلك الروايات واستعراضها سريعا، أن أتحدث عن مسألة الضخامة التي تسود بعض الأعمال، والتي أصبحت ظاهرة عندنا أيضا، حين يتداعى البعض في ملء مئات الصفحات، ويطوحون بذهن القارئ هنا وهناك، ويملأون ذلك الذهن بكثير من الأشياء التي لا ضرورة لها، ولتبدو صورة الكتاب فاتنة في النهاية حين يوضع في المكتبات، بكل هذا العدد من الصفحات، وقد لا يقرأ أبدا أو تقرأ منه صفحات معدودة، ويهمل، وحتى إن تمت قراءته كاملة، ستضيع معالم كثيرة منه عند مناقشته مع آخرين أو محاولة استعادة أحداثه في ساعة استرخاء.
لقد ذكرت نماذج أجنبية مترجمة، وقلت إنني أؤمن بثرائها، لكن ولأكون صادقا فعلا، حتى تلك النماذج، رغم قدرتها على الجذب، لا تخلو من وقائع كثيرة بلا ضرورة، وكان من الممكن اختصارها أو إلغاؤها، وثمة تفاصيل خاصة عند الأتراك، تجعل من القراءة أحيانا عملا شاقا، هنا يصف الكاتب حتى بقعة طين علقت بحذائه، باعتناء شديد، ويمكن أن يصف قطرة ما سقطت على قميصه وهو يشرب، كأنه يصف قصرا منيفا، وفي رواية عاموس حديث طويل عن المشاعر الداخلية، كان من الممكن كتابته باختصار.
أخلص إلى أن بدانة الرواية مطلوبة في بعض الأحيان، تلك الأحيان التي تستوجب كتابة ملحمة، لا قصة عادية، وكانت كل تلك الكتب التي ذكرتها ملاحم، وسأظل مستغربا من قصة حب عادية، يمكن أن تحدث في أي زمان ومكان، يكتبها أحدهم في سبعمئة صفحة.

٭ كاتب سوداني

حجم الروايات

أمير تاج السر

التزام أسبوعي

Posted: 01 Oct 2017 02:33 PM PDT

■ يسألني الأصدقاء الذين يتابعون مقالتي الأسبوعية هل من مشروع يتبع هذه الأفكار الأسبوعية التي أناقشها؟ أم أنها مجرد مقالات ينتهي دورها بانتهاء الأسبوع، كموجات البحر موجة تأخذ موجة، ثم يأتي النسيان بعد أن تهدأ تلك الأمواج ليجرفها جميعها إلى قاع مجهول.
والحقيقة أني لا أختلف عن أي كاتب آخر، أحيانا أشعر بأن كل كلمة أخطها مهمة، فأحتفظ بها، وهذا ينطبق على قصاصات كتبتها في سن المراهقة، لا تزال تختبئ في أدراج خزائني وكأنها مجوهرات ثمينة، رغم بساطتها المضحكة في الغالب.
كما أسفت على بعض مقالاتي ونصوصي الشعرية التي ضاعت، بدون أن أنتبه كيف، ما ضاع مني خلال أسفاري، وما ضاع مني خلال انتقالي من بيت إلى بيت، حسب ظروف دراستي وعملي، ومنها ما أنقذه عمر النضج كما أسميه، حين أصبحت أصنف نصوصي حسب نوعها ومحتوياتها، وأجمعها في ملفات خاصة، متأملة أن أصدرها في كتب تباعا حسب أهميتها، وقلة هي النصوص التي وضعتها جانبا بعد إعادة النظر فيها، ذلك أن المقالات التي نكتبها للصحافة – يوميا أو أسبوعيا أو حتى شهريا – مرتبطة باللحظة التي نعيشها، فأحيانا يفرض السياسي نفسه، وأحيانا الثقافي بأنواعه. فقد كتبت عن بعض أسفاري وما أزال أطمح إلى كتابة المزيد، فما رأيته وتعلمته من السفر لا يقل أهمية عما علمتنيه الكتب، واحتكاكي بأدباء وكتاب وفنانين ونقاد، ما تعلمته له وزن لا يقاس بالميزان العادي الذي نقيس به معطيات الحياة الدنيا. كل لحظة من حياتي عشتها دوما بحماس، بما في ذلك لحظات الحزن والفقدان والانكسار والدهشة والنجاح والفرح. كل لحظة أعيشها ثمينة وقد عرفت ذلك لأني عشت تجارب الموت المفاجئ مع أحبة لم ينهوا مشاريعهم وسرقهم الموت.
نعم هناك مشاريع تسكن رأسي، ولأن لا أحد آمن بها كما أؤمن بها أنا، فإني أعمل بكل اجتهادي وقوتي لأوفر لها ذات يوم تمويلا خاصا لتحقيقها، من بين مشاريعي هذه، مشروع ورشة لصياغة «ألف ليلة وليلة» للأطفال بشكل مبسّط وجذاب يناسبهم ويناسب النّاشئة.
هذا المشروع راودني مع صديقة فكرنا بتجسيده كمدينة للأطفال على شاكلة «ديزني لاند»، ولكن هل يكفي أن أحلم مع صديقة تتقاسم معي الهواجس نفسها لتتحقق الفكرة العظيمة كما نحلم بها؟ يخمد الحلم ويعود وكأنّه ينام ويستيقظ في دورة تذكيرية لا تنتهي، بل تزداد بريقا كلما نهضت ووقفت أمامي ببهاء لم أره إلا في أزقة مدينة ديزني لاند.
لقد عرفت دوما سحر الأدب وإمكانية تحقيقه على أرضية الواقع يوم اقتنت لي أمي فستانا يشبه فساتين ساندريلا، يومها عرفت أن كل شيء ممكن، ولا شيء مستحيل أمام أحلامنا، غير مهمة إيقاف الموت أو تأجيله. آمنت بقوة الأدب لتغذية الحياة حتى لا تكون رتيبة ومملة، كما آمن به من مضوا خلف أحلامهم حتى تحققت.
وحتى لا أذهب بعيدا، فكل مقالاتي في «القدس العربي» صنفتها إلى ثلاث مجموعات، وقد ترى النور سواء على المدى القريب أو البعيد، فالأمر مرتبط بانشغالاتي وانغماسي في مشاريع إعلامية مختلفة. وهذا ما أراه صائبا ليس فقط بالنسبة لما أكتبه، بل لما تجود به أقلام كتاب أدمن على قراءتهم ومتابعتهم بدون هوادة، كل حسب منبره.
وفكرة المتابعة الأسبوعية هذه نابعة من خلفيتي الثقافية منذ كنت صبية، ورؤيتي الخاصة التي تكونت في ما بعد للراهن الثقافي الذي أعيشه وأعايشه، وأعتقد أن رواسب الفكرة وتمسكي بالإستمرار فيها تعود إلى ما رواه لي بعض أساتذتي عن الأقلام العربية التي كتبت المقالة باكرا، وأسست لقاعدة ثقافية في العالم العربي منذ أواخر القرن التاسع عشر، ثم تطورت في القرن العشرين لتشارك في إرساء أسس إصلاحية توعوية، وكان بالإمكان أن تنتصر للإنسان العربي لو أنها ظلّت مستقلة، ولم يطوقها «المال» السياسي الذي نصّب لها مشانق من كل لون وقضى على أكثرها.
ولعلي افتتنت بمعارك طه حسين وعباس العقاد الأدبية، والحراك الثقافي الذي صنعاه في مصر ومنه للعالم العربي آنذاك مع من دخلوا في سجالات مماثلة ومثمرة في آن، طبعت النهوض الفكري لمصر ما منح القاهرة سمعة مشرقة آنذاك كرائدة في مجال الثقافة والفنون كلها، ومنها إلى عواصم عربية أخرى تربّعت فيها الأفكار والأقلام والصحائف على عروشها.
هي تلك الأيام بالذات، التي قرأت عنها وتأثرت بها وتمنيت أن أعيش مثلها، أيام كان دعاة التجديد يثابرون على زعزعة الألواح الثابتة للمحافظين بمقالاتهم، وكان لا يمكن لمقالة أن تمر بسلام بدون أن يُردّ عليها، سواء تعلقت بالشعر أو القصة أو بالمنظور الفكري العام للواقع السياسي والاجتماعي.
تخيلت على مدى سنوات، خاصة تلك التي عشت فيها في القاهرة كيف يبدأ اليوم المصري آنذاك بـ»كَتَبَ طه حسين» ولا ينتهي إلا وعشرات الردود تُسِيلُ حبر الأقلام الممتلئة بالحياة. قصص لا يكفي كِتابٌ ضخم لجمعها، ولا مسلسل طويل لسردها بحذافيرها التاريخية الجميلة التي دُفِنت مع السأم السياسي ورُدِمت بخيبات الثورة وانتكاسات مشتركة، قادها انقلابيون جاءوا من بؤر الجهل والفقر، افتقروا للتقاليد الثقافية، رغم تحركهم «البريء» لتصحيح أخطاء الملكية والقضاء على الجائعين الذين ظلمتهم الطبقة الإرستقراطية في مصر.
اليوم حين تطفو تلك الذكرى على سطح أفكاري، أتمنى لو عشت يوما واحدا في تلك الأجواء، فقد تغيّر الحال وأصبح «الكتاب التويتريون» يشغلون العالم أكثر من كتاب المنابر الأسبوعية الأنيقة.
أقسم بالله أني التقيت سيدة صافحتني بحرارة وهي تقدم نفسها على أنها كاتبة، وحين سألتها أين تكتب أجابتني بفائض من الثقة «على تويتر» وبدون أن تضيّع وقتها الثمين، فتحت هاتفها على صفحتها تويتر وطلبت مني أن أتابعها، لأن ما تكتبه لم يكتبه أحد لا قبلها ولا بعدها، شيء خارق كتلك الجملة التي علقت بذهني «أشرب قهوتي وأنت السكر، وأستقبل الصباح» انتهى! أمّا دهشتي فقد دامت ستين ثانية لم أجد فيها اللغة، وقفت فيها وكأني في دقيقة صمت ترحما على الموتى، أتأمل «الكاتبة التويترية» وهي تقرأ عليّ إبداعها الصباحي، قبل أن تعتذر مني لتكتب جملة جديدة خطرت على بالها في تلك اللحظة المباركة، تركتني وانزوت مع نفسها تسجل ما ألهمها به الموقف، وقد اختلطت عليّ مشاعري هل أحسدها على ما هي فيه من « نعيم»؟ أم أحزن على حالي أنا المبعثرة بين زمن طه حسين والعقاد والجابري وجورج طرابيشي وزمن إغلاق الصحف ومحاكمة الكتاب بسبب كلمة حق، وبين زمني الخاص، الذي أعيش فيه طقوس مقالتي الأسبوعية التي أنحتها نحتا على مدى يومين أو ثلاثة أيام، وكلما كتبتها على عجل بسبب أسفاري وبرنامج عملي المكتظ انتابني وخز ضمير يدوم أياما وليالي.
شاعرة وإعلامية من البحرين

التزام أسبوعي

بروين حبيب

مجلس النواب يتكتم على بيع تأشيرات الحج المجانية تجنبا للفضيحة وعدد سكان مصر تخطى المئة مليون نسمة

Posted: 01 Oct 2017 02:32 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: سيطر إعلان اللواء أبو بكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مؤتمر حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي نتائج الاحصاء الذي أجراه الجهاز لعام 2016 ـ 2017، وأتضح منه أن عدد سكان مصر تخطي المئة مليون في الداخل والخارج، واحصاءات شاملة عن كل جوانب الحياة في مصر اقتصاديا واجتماعيا، حتى تضع الدولة خططها على هذه المعلومات، وقد عبّر الرئيس السيسي عن دهشته لاستمرار ظاهرة زواج القاصرات.
وقد أخبرنا الرسام أحمد دياب في جريدة «روز اليوسف» أنه شاهد رجل الإصلاح الاقتصادي يجر عربة مليئة بالسكان وهو يتصبب عرقا.
كما استقبل الرئيس، محمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، وتسلم منه تقرير المجلس عن حالة حقوق الإنسان في مصر، ووعد ببحثه والاستجابة لمطالب المجلس.
واشتملت الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد 30 سبتمبر/أيلول و1 أكتوبر/ تشرين الأول على أخبار وقضايا عديدة مهمة مثل، اتفاق وزارة الإنتاج الحربي مع البنك المركزي والبنوك العامة على تمويل عدد من المشروعات التي ستتملكها الدولة، بحيث تزداد حصتها في الاقتصاد. ونفي وزارتي الصحة والتموين ما نشر عن تسرب عطر ريلاكس الذي يسبب الوفاة إلى مصر. والهجوم على الفنان أحمد الفيشاوي بسبب اللفظ المسيء الذي تفوه به في مهرجان الجونة السينمائي، ثم محاولته الاعتداء على مقدم البرامج عمرو أديب. وكذلك زيادة شركات المحمول أسعار كروت الشحن، وقالت إن الحكومة هي التي طلبت ذلك هذا في الوقت الذي تواصل الهيئة العامة للاتصالات المملوكة للدولة، الإعلان عن تأسيس الشركة الخاصة بها التي ستنافس الشركات الثلاث الموجودة.
ولوحظ أن الصحف القومية أفردت مساحات للمؤتمر العام لحزب مستقبل وطن واختيار المهندس أشرف رشاد رئيسا له، والحزب له في مجلس النواب 53 عضوا، وبذلك يتعمد النظام التأكيد على احتضانه لهذا الحزب. ولوحظ استمرار الصحف في الاهتمام الواسع بالاستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان في شمال العراق، والهجوم على هذه الخطوة والتحذير من تفتيت العراق والدفاع الوحيد عنه قام به رجل الأعمال والرئيس الشرفي لحزب الوفد أحمد عز العرب في مقال له في «الوفد» أمس الأحد. ولا تزال الصحف تواصل الاهتمام الكبير بذكرى وفاة عبد الناصر، والجزء الأول من مذكرات عمرو موسى والهجوم عليه. كما تهتم بظهور قوم لوط ومباريات كرة القدم والصراخ من الارتفاعات غير المعقولة للأسعار.
وإلي ما عندنا من أخبار متنوعة..

ذكرى وفاة عبد الناصر

لا تزال ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر/أيلول سنة 1970 تثير الاهتمام والمناقشات لدى البعض، وهذا هو مفيد فوزي يعبر عن رأيه في بروازه «الدنيا سؤال» في «الأخبار» بالقول: «هل أفاد عبد الناصر من الرأي الواحد والتوجه الواحد والإعلام الواحد؟ ألم يكن في حاجة إلى نوافذ يدخل منها هواء مختلف؟».

خطيئة الهزيمة

وفي «الأهرام» كان مقال طه عبد العليم عنوانه «إرث ثورة يوليو وزعامة ناصر» ومما قاله فيه عن هزيمة يونيو/حزيران 1967: «إن إنجازات قيادة عبدالناصر تفسر العدوان، وإخفاقاتها تفسر الهزيمة. والحقيقة أن زعيم الثورة يتحمل مسؤوليته: مصادرة الحريات السياسية في ظل سلطوية طاغية بزعم حماية الثورة، وتأميم الرأسمالية الوطنية ووأد المبادرة الفردية، وهيمنة البيروقراطية واعتبار الولاء للنظام ثم للشلل ثم لمراكز القوة معيارا لتولي مواقع القيادة فيها، وتمكين قيادات عسكرية لم يخف تدني كفاءتها وعدم استعدادها القتالي؛ وهو ما تأكد بالهزيمة اللاحقة، رغم تسليح القوات بما كان يحول دونها إلخ، والاندفاع في تصعيد الحرب الباردة العربية العربية، رغم دعوة الوحدة العربية! وتحميل مصر ما لا طاقة لها به في قيادة حركة النضال ضد الاستعمار، على امتداد العالم بأسره. والرهان الخاسر على دعم الاتحاد السوفييتي المطلق بما يتجاوز شروط صراعه مع الإمبريالية وحدود موقفه من إسرائيل إلخ. وقد انزلق عبد الناصر إلى حرب اليمن وأرسل إليها نخبة قواتنا رغم متطلبات الدفاع ضد عدو متربص، فمهد الطريق لمؤامرة اصطياد الديك الرومي بعدوان 1967، لكنه رغم مرارة الهزيمة وتحت نيران حرب الاستنزاف، تحقق وعد الثورة ببناء جيش وطني قوي، وهو ما جسده انتصار القوات المسلحة المصرية في معركة العبور المستحيل العظيم في أكتوبر/تشرين الأول 1973 ولأنه ليس للهزيمة أبٌ وللنصر ألفُ أبٍ وأب! كان منطقيا أن حُرم ناصر من شرف دوره في تحدي وتجاوز الهزيمة ونسب كامل النصر للسادات! رغم أن الأول وليس الثاني هو الذي قاد الأمة وأعاد بناء القوات المسلحة في سنوات الهزيمة الحالكة، ودفع للأمام بقيادات نصر أكتوبر وفق معايير الكفاءة المهنية والانتماء الوطني فكان نصر أكتوبر العظيم وكانت جنازة جمال عبدالناصر الفريدة إعلانا تاريخيا من الشعب المصري بأنه يعرف قدر ويثمن دور زعيمه رغم خطيئة الهزيمة».

صحافة الشعب

وفي «الأهرام» أيضا كان مقال مدير مكتب عبد الناصر للمعلومات سامي شرف عنوانه «الرجل والإنسان» قال فيه عن الصحافة: «كانت رؤية عبدالناصر عن الصحافة هي نقل ملكيتها إلى الشعب، لكي تكون معبرة عن مصالح الشعب، ومن هنا نراه في خطاب له ينتقد الصحافة التي تهتم بمشكلات الطبقة الراقية وتهمل مشاكل الكادحين، فيقول أنا عاوز الاهتمام بمشكلات سكان كفر البطيخ، وليس بمشكلة تاتا زكي، وكانت تاتا زكي عارضة أزياء جميلة تناولت الصحف مشكلاتها العاطفية بصورة واسعة، وفي ظل عهد ناصر أصبح الصحافي في أمان من الطرد من قبل المالك. كان قبل الثورة شراء الصحف لصالح الإقطاعيين، كما كان يفعل عبود باشا ليضمن إسكات الناقدين له من الصحافيين، وقد أسس ناصر جريدة «الجمهورية» وترخيصها باسمه. كما طور أستاذ الصحافة العربية محمد حسنين هيكل جريدة «الأهرام» لتصبح صحيفة عالمية لها أكبر مبنى صحافي في مصر، وأدخل أقساما جديدة فيها، مثل الدراسات الفلسطينية والدراسات السياسية وقسم الكمبيوتر، وغير هذا كما أصبح هناك عدد الجمعة الممتاز، كما اختفت صحافة التشهير التي عادت مرة أخرى في عهد الانفتاح، كجريدة «صوت الأمة» الغارقة في الجنس وكانت صحافة التشهير والجنس قد اختفت مع عهد الثورة، وقد استضاف هيكل كبار المفكرين في «الأهرام» مثل توفيق الحكيم وطة حسين ويوسف إدريس وكتب بعضهم ناقدا الثورة في حرية كاملة».

عبد الناصر وعمرو موسى

وإلى تواصل الردود والتعليقات على ما ذكره عمرو موسى في الجزء الأول من مذكراته «كتابيه» عن عبد الناصر، فكان رد نقيب الصحافيين الأسبق جلال عارف في عموده «في الصميم» في «أخبار اليوم» عنوانه «بعيدا عن الجبن السويسري والإقطاع الوديع الجميل» وقوله فيه: «يحاولون بيع أكذوبة أن ثورة يناير/كانون الثاني قامت ضد عبد الناصر وليس ضد من انقلبوا عليه وعلى الثورة، ومن انقلبوا على كل سياساته، ومن بدأوا في تصفية منجزات شعب مصر، لا أحد يريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، لكن ما يجري الآن ليس فصلا جديدا من صراع بين كل القوى في الداخل والخارج، التي تريد تركيع مصر وبين شعب يعرف أن القضية بالنسبة له أن يختار بين التبعية والسمسرة، والعودة لمجتمع النصف في المائة، أو طريق يوليو/تموز. هذا هو جوهر المعركة أن نعود لاستئناف بناء دولتنا الحديثة أو أن تستنزفنا ثرثرة البعض عن الجبن السويسري وهم ينافسون بجدارة فتاوى ارضاع الكبير ونكاح البهائم».

«تبات نار تصبح رماد»

وإلى فضيحة بيع عدد من أعضاء مجلس النواب ومنهم سيدة، تأشيرات الحج المجانية التي حصلوا عليها لشركة سياحية وتقاضوا الملايين، وكان الذي فجّر هذه القضية للعلن هو عضو مجلس النواب مصطفى بكري بقوله، إن صاحب الشركة هو الذي أخبره وذكر اسمه واسم شركته، وأنه مستعد للشهادة. وهي القضية التي قال عنها في «أخبار اليوم» محمد عمر في عموده «كده وكده» بعنوان «بكرة الخيط»: «على قدر الإمكان يحاول مجلس النواب «ضبط أعصابه»‬ وتسويف فتح ملف بيع تأشيرات الحج، وحينما طالب من «‬اشترى» التأشيرات بالتحقيق في تربح الأعضاء «‬تحجج» له المجلس بأن البلاغات التي قدمها جاءت خالية من المستندات، طبيعي أن نتفهم موقف المجلس ورغبته في ألا يضيف لسجل «‬الفضائح» المزيد، ففيه ما يكفيه. لكن السؤال إلى متى سيظل البرلمان «‬عامل من بنها» بينما الكل على قناعة بأن فيه أعضاء يستحلون ما حرم الله. وبيسرقوا الكحل من العين. في أضابير المجلس نظريتان في التعامل مع تلك «‬الجرسة» إحداهما تقول إن الوقت كفيل بقتل الموضوع (تبات نار تصبح رماد). والأخرى ترى سرعة البت فيه (أقطع العرق وسيح دمه) وأظن أن المجلس «‬ يتبني» الأولى ولو لاحظت فمنذ أن فتح الموضوع وأصبح متداولا، لم يخرج عن المجلس أي تصريح يشير في أي اتجاه «‬سيقف» وكل ما قيل كان «‬حمقة» شخصية من أعضاء أرادوا حماية أنفسهم من رذاذ الفضيحة. الغريب بقي أن كل من في المجلس على يقين بأن زميلتهم النائبة والمتورطة الرئيسية في بيع التأشيرات قد «فعلت» ويحكي الأعضاء كيف أنها كانت تلف وراء زملائها داخل المجلس وخارجه وتحاصرهم برذالة مرة وباستعطاف مرتين حتي يتنازلوا لها عن تأشيراتهم «بسيف الحياء» وكيف أنها لم تترك وزيرا ولا حتى رئيس الوزراء نفسه إلا بعد أن جمعت منهم عددا لا بأس به من تأشيرات الحج المجانية، بدعوى أنها لأبنائها وأحفادها وذوي القربي واليتامي وأبناء السبيل. ومع ذلك كله فهناك «‬تخوف» من مواجهتها أو فتح التحقيق معها «‬فالمستخبي» أكبر بكتير من المعلن، فهناك نواب «‬قبضوا» من النائبة مقابل تأشيراتهم وهناك آخرون باعوا لمواطنين على الضيق، وهناك من باع على الواسع للشركات، وهناك من توسط لدى السفارة السعودية لمنح تأشيرات لأكثر من 50 حاجا، وهناك من هددوا من باعوا لهم في دوائرهم «‬بعظائم الأمور» لو فتحوا «بقهم». ولذا فالملف «‬مليان» وشائك وأصبح أشبه ببكرة «‬الخيط» لو شديت منه فتلة «‬حتكر» كلها والبرلمان مش عاوز «‬يكر» على نفسه».

«الستات ما يعرفوش يسرقوا»

الموضوع نفسه تناوله في مجلة «روز اليوسف» عاصم حنفي، حيث كان مقاله في الصفحة الأخيرة بعنوان «الستات ما يعرفوش يسرقوا» قال فيه: «عندي اقتراح أرجو أن توافقوني عليه أن نستصدر دمغة جديدة اسمها دمغة البرلمان، أسوة بطوابع معونة الشتا زمان وكل صاحب مصلحة عند الحكومة بدفع جنيه للدمغة الجديدة، والحصيلة تنعش بها دخل سيادة النائب ما دام البعض منهم ومنهن يمد يده ويفتح مخه ويلعب بذيله من تحت الترابيزة. بالذمة ما الفارق بين نائبة المحافظ المرتشية والنائبة البرلمانية التي باعت تأشيرات الحج مقابل 2 مليون و700 ألف جنيه! كيف حصلت النائبة على خمس وعشرين تأشيرة لبيعها؟ فهل كانت سمسارة مثلا أو دلالة تجمع التأشيرات من النواب المحتاجين وتبيعها عنهم بالشيء الفلاني؟ والغريب يا أخي أنهم مميزون فوق العادة ومرتباتهم وحوافزهم معفاة من الضرائب، ومن الواضح أنه راحت عليهم يا حرام، اللهم لا شماتة، وقد تحرجت الأحوال وتدهورت الدنيا فاذا بهم يقفون في طوابير المحتاجين ومحدودي الدخل. الملاحظة العجيبة أن الستات دخلوا الميدان من وسع، وكنا نحسب في الماضي أن الستات ما يعرفوش يسرقوا، وأن الرشوة رجالي، ولا يمكن للجنس الناعم التورط في أمور الفهلوة وفتح عينك تاكل لحمة، فإذا الحال من بعضه واذا بالستات ينافسن الرجال ويتقدمن عليهم طبقا لقواعد الإتيكيت. والحواديت والروايات تتوالى عن فساد اختنا حواء. الفساد ليس صناعة محلية وكل دول العالم تتعامل معه وتعرفه، الفارق هناك يضربون بصرامة على اليد الفاسدة ويجرسون أصحابها بجلاجل وشراشيب. في بلاد بره يا ويله المسؤول الفاسد، يفتحون ملفاته وملفات العائلة الكريمة والأنجال والأحفاد ويجرجرونه من قفاه لأقرب تخشيبة، لأن التخلص من الفساد هو شهادة إبراء ذمة للأجهزة من تهمة المشاركة وغض البصر، ثم إنها درس للمجتمع والأجيال الجديدة، إن من ينحرف يسقط مهما كان موقعه أو صداقاته أو انتماؤه لشخص أو نظام».

علموه كيف يصطاد ليأكل

ولو توجهنا إلى «الدستور» لقراءة ما كتبه ماجد حبتة في بابه «ضبط زوايا» عن المجلس ورئيسه وأعضائه تحت عنوان «نواب من منازلهم فلوسنا في جيوبهم» سنجده يقول عنهم:
«صدر قرار رئيس الجمهورية الأربعاء بدعوة مجلس النواب للانعقاد، ويوم الاثنين يعقد المجلس «جلسة إجرائية» يفتتح بها دور الانعقاد الثالث، وبهذه المناسبة العظيمة قد يُهدي البعض رئيس المجلس سمكة يأكلها مرة واحدة، وقد يُفضّل آخرون تعليمه كيف يصطاد ليأكل باستمرار، مع أن الواجب أقل واجب يقتضي أن يشتري هو السمك لكل الشعب، بدلا من إهدار المال العام على «نواب من منازلهم» في صورة مكافآت، قالت لائحة المجلس إنهم لا يستحقونها. نواب من منازلهم أي نواب على الورق، أو من ورق لم يحترموا ناخبيهم وخانوا أمانة تمثيلهم والنيابة عنهم في التشريع والرقابة، لا في التزويغ والخيانة. هذا عن الشق أو الجريمة السياسية، أما الشق الجنائي في الموضوع فهو استيلاؤهم على أموالنا، ولأن رئيس المجلس لم يقم بتطبيق اللائحة عليهم طوال دوري الانعقاد الأول والثاني، يكون قد قام عامدًا متعمدًا بإهدار المال العام وتسهيل الاستيلاء عليه بغير حق! المتغيبون دائمًا عددهم 150 نائبًا ومثلهم يحضرون نادرًا وضعفهم يحضرون جلسة ويغيبون جلسات، ويدهشك ألا يكون هناك عقاب أو إجراء ضد العضو المتغيب بدون إجازة أو إذن غير إسقاط حقه في المكافأة عن مدة الغياب، طبقا لنص المادة 363 من اللائحة، التي اضطر رئيس المجلس إلى رفع الجلسة العامة المنعقدة صباح 7 مارس/آذار 2016 للتصويت على موادها بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، الذي لم يكتمل أيضًا في الجلسة المسائية، فكان أن هدد رئيس المجلس بأنه سوف ينشر أسماء النواب المتغيبين في الجرائد، وأنه سيضطر «إلى تطبيق اللائحة من الجلسة المقبلة على من لم يحضر الجلسات وسيكون الحضور بالبصمة». ولا تبقى غير الإشارة إلى أن النائب العام هو مَنْ ينوب عنا جميعًا في استرداد أموالنا، واتخاذ ما يراه لازمًا لمعاقبة ناهبيها ومَنْ سهّل لهم نهبها، أما من كان ينوي أو ينتوي إهداء رئيس المجلس سمكة فعليه أن يتبرع بثمنها لصندوق تحيا مصر!».

حكومة ووزراء

وإلى المعركة التي تنوي فيها الحكومة وتخطط لبيع السكة الحديد كما اتهمها صراحة في «الجمهورية» ناجي قمحة أمس الأحد في بابه «غدا أفضل» تحت عنوان «ملاك الخصخصة» وقوله فيه: «عاد دعاة الخصخصة بعد افتضاح جرائمها ضد الشعب خلال عقود الفساد الأربعة ــ إلى ترويج مبررات جديدة للاستيلاء على ما تبقى من الهيئات والمؤسسات العامة، التي نجت من مقصلة الخصخصة، وفي مقدمتها هيئة السكك الحديدية، التي أظهروها فجأة على أنها موشكة على الانهيار، عاجزة عن تقديم خدماتها لملايين المواطنين، في انتظار نجدة القطاع الخاص الذي حدد هشام عرفات وزير النقل دوره المقبل في إنشاء خطوط جديدة، والقيام بالصيانة والإدارة، ومع ذلك ــ حسبما قال الوزير ــ ستظل الحكومة متحكمة في أسعار تذاكر السفر، وهذا عهد من الوزير المسؤول، لا نعتقد قابليته للتنفيذ والاستمرار، إلا إذا تحول القطاع الخاص الذي جربنا وما زلنا ممارساته القاسية مع ملايين المستهلكين لإنتاجه والمستفيدين من خدماته إلى مالك يستثمر ويجدد ويصون ويدير، ثم يسلم الأمانة طائعاً راضياً متواضعاً إلى الحكومة، تسليم مفتاح كي تحدد أسعار التذاكر بدرجة مقبولة للمسافرين وغالبيتهم من الفئات الكادحة من المواطنين ليوجهوا الشكر للقطاع الخاص الملاك المنقذ ويتمنوا لو فعل المثل وتنازل عن بعض مكاسبه وأطماعه واستغلاله التي أفرغت جيوبهم إلا من الهواء».

أكاذيب الحكومة

في إطار احتفالات الحكومة الحالية برئاسة المهندس شريف إسماعيل بما تسميه الإنجازات التي ترى أنها تحققت على أرض الواقع ، نشرت الصفحة الرسمية لمركز معلومات مجلس الوزراء «انفوجراف» بعنوان «شهادات دولية بنتائج برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر». حيث نشر صندوق النقد الدولي تقريرا لخبرائه في 26 سبتمبر/أيلول الماضي تحت عنوان «مصر: الاقتصاد يستجمع قواه»، أشاد من خلاله – وفقا للمنشور على صفحة مركز المعلومات – بالإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة المصرية ضمن برنامج الإصلاح الاقتصادي، متوقعًا استعادة الثقة في الاقتصاد المصري. عن هذا الموضوع كتب لنا محمد طرابيه في «المصريون»، وأشار الصندوق في تقريره إلى أن مصر بدأت بداية طيبة في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الجديد، في وقت تظل فيه معدلات التضخم مرتفعة ويجد فيه كثير من المصريين صعوبة في الوفاء بالتزاماتهم، في الوقت نفسه، يجد الصندوق أن الحكومة المصرية لديها قصور في خفض دعم الوقود، وتحقيق التوازن بين ميزانيتها المالية، لكن بتقييم الوضع الكلي للاقتصاد، يرى الصندوق أن مصر تحرز تقدما في كبح الإنفاق العام، وتعزيز الثقة بين المستثمرين، ومعالجة معدل التضخم المتزايد الناجم عن التدابير الاقتصادية الجديدة.
وأشار التقرير إلى أن الانتقال إلى سعر صرف مرن مرت بسلاسة، وأن السوق الموازية اختفت تقريباً وارتفعت احتياطيات البنك المركزي بنسبة كبيرة، وجرى تخفيض العجز المالي للاقتصاد من خلال تنفيذ سلسلة من الإجراءات الصارمة، بما في ذلك القيود المفروضة على أجور الموظفين، وإصلاح دعم الطاقة، وضريبة القيمة المضافة الجديدة، وعلى الرغم من أن تلك التدابير من شأنها أن تساعد على توفير قدر أكبر من الإنفاق الاجتماعي لدعم الفقراء، فإن ارتفاع الأسعار على السلع الاستهلاكية مثل السكر والقمح والنفط دون زيادات مماثلة في الأجور جعل العديد من المصريين يجدون صعوبة في تغطية النفقات الأساسية. والملاحظ هنا أن الحكومة تصر على استقطاع أجزاء من تقرير صندوق النقد الدولي عن الاقتصاد المصري واستغلالها فى الترويج لما تسميه نجاحات وإنجازات. في الوقت الذي امتنعت فيه مع سبق الإصرار والترصد عن نشر الأجزاء الخاصة بملاحظات الصندوق عن السلبيات والأخطاء التي وقعت فيها الحكومة وتسببت في زيادة معاناة المواطنين في مصر. والأخطر أن الحكومة لم تشر من قريب أو بعيد إلى الضغوط التي يمارسها الصندوق لإجبار الحكومة على إقرار زيادات جديدة فى أسعار الطاقة والمواد البترولية قبل نهاية العام الحالي، حيث أن هذه الضغوط سوف تجبر الحكومة على الاستجابة لطلبات الصندوق، نظراً لأن الموافقة على الزيادات الجديدة ستكون مشروطة بإتاحة الأجزاء المتبقية من قرض الـ12 مليار دولار الذي هللت الحكومة بحصولها عليه من الصندوق، واعتبرته دليلا على ثقة المنظمات الدولية في نجاح الإصلاح الاقتصادي المزعوم . وكشفت الدراسة أن الملاحظ في تقرير الصندوق عن الاقتصاد المصري، أن هناك تضاربا واضحا في الأرقام، فكيف يتوقع الصندوق أن ينخفض معدل التضخم إلى 10٪ في الوقت الذي ستحدث زيادة كبيرة في الأسعار بعد رفع الدعم عن مواد الطاقة، الذي من شأنه أن يرفع معدل التضخم، عن مستوياته الراهنة التي تدور في أفق 28- 34٪، والغريب في الأمر أن التضخم الموجود أرجعه وزير المالية عمرو الجارحي إلى قرارات تحرير سعر الصرف وتحريك أسعار الطاقة، ما يعني أن هناك تضاربا في القرارات والإجراءات الإصلاحية التي تتبناها الدولة تنفيذاً لشروط الصندوق».

عودة قوم لوط

وإلى توالي ردود الأفعال على عودة قوم لوط إلى مصر من خلال الحفل الذي أقامته فرقة لبنانية اسمها «مشروع ليلى» أفرادها من المثليين، وحضور أعداد كبيرة من الشباب المصري للحفل، الذي تم في أحد المولات في منطقة التجمع الخامس في شرق القاهرة فقال محمود مطر في مجلة «الإذاعة والتلفزيون» في عموده «بكل صراحة» وهو في غاية الدهشة والألم: «لعله من المفارقات المؤلمة والموجعة أن تهل علينا ذكرى النصر العزيز الغالي، ونحن منشغلون تماما ومشتبكون في أحاديث ومساجلات حول مجموعة من الشواذ، تمثل وصمة سوداء على جبين مجتمعنا المعتد برجولته وإبائه وشرفه، ونحن نكرس برامجنا في القنوات التلفزيونية للحديث عن أولئك الشواذ، فاقدي الإحساس عديمي النخوة والرجولة، الذين يمثلون عارا حقيقيا على مصرنا المحروسة، بينما كان من المفترض أن يكون كلامنا ونقاشنا وأحاديثنا كلها عن ذلك النصر الذي صنعناه في أكتوبر/تشرين الأول 1973. ربما بصفتك مصريا ويحب وطنه تجد الدموع قد طفرت من عينيك وأنت تسترجع خطاب الراحل الكبير أنور السادات أمام مجلس الشعب بعد النصر مباشرة، وهو يخطب بصوته الجهوري الأبي يزف تفاصيل النصر المجيد إلى الشعب المصري العظيم، بينما العلم المصري يرتفع خفاقا عاليا، مع كل هذا الزخم والذكريات الجميلة تفاجئنا هذه الشرذمة الحقيرة المحسوبة على بني البشر برفع علم الشواذ، إنها كما ذكرت مفارقة مؤلمة موجعة وموقف رديء مسيء لمجتمعنا، والواجب علينا أن نردع أمثال هذه النماذج الوضيعة بالقانون وبالتجريس وبالتصدي الحقيقي لهم، سواء بمحاكمتهم أمام القضاء والقبض على كل من يرتبكون مثل هذا الجرم وتجريسهم وفضحهم ونبذهم من المجتمع».

القانون لا يعاقب

وفي الصفحة الأخيرة من «أهرام» السبت قال فاروق جويدة في عموده «هوامش حرة» تحت عنوان «لا حرية للشواذ»: «القانون لا يعاقب الشواذ جنسيا ماداموا في بيوتهم، ولا يعاقب مدمن المخدرات إلا إذا ضبط متلبسا، ولا يعاقب شارب الخمر، إلا إذا كان سكرانا في الشوارع. وحين يرفع الشواذ جنسيا أعلامهم ويتحدون سلطات الدولة وكل مؤسساتها الأمنية والدينية تحت دعاوى الحرية، فهناك مجتمع ما زال يحافظ على ما بقى فيه من القيم والأخلاق. حين كتبت عن قضية احتفالية الشواذ وصلتني رسائل ساخطة تدافع عن هذه السلوكيات لأنها حق من حقوق الإنسان، التي اتفق العالم عليها، وإن في الفضائيات الأوروبية أفلاما كاملة للممارسات الجنسية للشواذ، نساء ورجالا، فهل هذا يعني أن نطبق ذلك في بلادنا؟ وفي أوروبا مسؤولون كبار ووزراء شواذ جنسيا، فهل هذا يجوز في دولة عربية إسلامية أن نجد عرسا في أحد المساجد أو الكنائس يتزوج فيه رجل من رجل آخر، أو سيدة من سيدة أخرى؟ إن معظم ما وصلني من رسائل يستنكر هذا الفحش، وهناك من عاتبني لأن البعض تصور أن كل من كانوا في الحفل من الشواذ، وهذا غير صحيح. كل ما في الأمر أن فصيلا من الشواذ شارك في الحفل غناء ورقصاً وشذوذاً، وكان على الأسرة أن تعرف أين ذهب ابنها قبل أن يتورط في حضور احتفالية رفعت فيها أعلام الشذوذ. إن القضية ليست قضية حريات أو حقوق إنسان أو تقليد للغرب، فمازالت في الغرب مدن وعائلات كثيرة ترفض هذا الانحراف».

«حاربوهم فالخطر مقبل»

لكن هذه اللهجة الهادئة لمحمود مطر وفاروق جويدة لم تعجب في «أخبار اليوم» حسين عبد القادر فطالب بإجراءات رادعة بقوله في عموده «على صفيح ساخن « بعنوان «حاربوهم فالخطر مقبل»: «لابد من مواجهة حادة لا تراجع ولا هوادة فيها من أجل مصر وقيم ومبادئ شعبها وهي أغلى ما نملكه فحتى الرئيس الأسبق مبارك، ورغم كل ما ارتكبه في حقنا، إلا أننا لا ننسي موقفه الرافض لكل محاولات الضغط التي مورست على مصر لتمرير الاعتراف بالشواذ وحقهم في الإعلان وممارسة فجورهم، يجب ألا نتوقف عن المواجهة لأننا نواجه مؤامرة لهدم وتدمير المجتمع المصري من داخله، بدأت بمحاولات تدمير العقيدة بالتشكيك في ثوابت منابع هذه العقيدة، وكذلك الفتاوى الشاذة، ليصل قطار المؤامرة إلى إطلاق حرية الشواذ لسلوكياتهم المنحرفة والدعوة إليها. هم ليسوا مرضي نفسيين بل عقلاء يدركون ما يفعلونه، فمن الآن لا نتحدث عنهم بلفظ مثليين، وإنما نتكلم عنهم بمعناهم الحقيقي شواذ ومنحرفين جنسيا وسلوكيا، هم أهل معاصي تحرمها وتنكرها كل العقائد، يجب ألا نتغاضي عن دعواهم باعتبارها حرية شخصية فالمتتبع لحياتهم سيدرك مدى خطرهم. عادة ما تنتهي بجرائم قتل والثمار الجنسية لسلوكياتهم هي الإيدز والتدني الأخلاقي».
وفي الصفحة التاسعة من جريدة «روز اليوسف» أمس الأحد شن رشاد كامل هجوما تحت عنوان «أيتها الفضائيات كفاية قرف» قال فيه: «لقد صدمني بحق ما فعله معتز الدمرداش في برنامج «90 دقيقة» لمناقشة هذا الموضوع بحجة «مش عايزين ندفن رؤوسنا في الرمال». ما هي الفائدة التي تعود على ملايين المشاهدين من كلام الضيف الذي قدم نفسه على أنه شاعر وكاتب – شاعر بإيه وكاتب إيه؟ ودفاعه المستميت عن هذه الفئة. صحيح أن معتز الدمرداش قام بطرد هذا الضيف مؤكدا لمن يشاهده أول مرة في حياتي أطرد ضيفا على الهواء طوال عملي الإعلامي، لكنني لم أستطع استيعاب ضيفي و»لا يعنيني ما فعله معتز الدمرداش مع ضيفه، لكن السؤال الذي يهمني توجيهه له ولعشرات المذيعين والمذيعات في برامج «التوك شو» هو: لماذا الإصرار على تقديم هذه النماذج الشاذة والمفضوحة من الموضوعات لطرحها على الملايين وعلى الهواء مباشرة؟ من عينة تبادل الأزواج إلى الإلحاد في مصر إلى الشذوذ الجنسي والخيانة الزوجية وإظهار مصر كما لو كانت ساحة لكل هذه الموبقات».

متلبسون بممارسة الشذوذ

وعلى العموم فقد أصدر نقيب الصحافيين الأسبق ورئيس الهيئة العامة للإعلام مكرم محمد أحمد وهي الهيئة التي حلت محل وزارة الإعلام تطبيقا للدستور قرارا بعدم تناول جميع وسائل الإعلام قضية الشواذ، إلا إذا تاب أحد منهم ويمكن استضافته ليحكي عن هؤلاء الملاعين الذين لا يريدون التوقف. وهو ما أشارت إليه أمس الأحد صحيفة «الوطن» في صفحتها الثالثة في تحقيق لمحمد سيف وأحمد البهنساوي وجاء فيه: «أحالت نيابة الأزبكية 8 شواذ ألقي القبض عليهم في أثناء وجودهم داخل شقة متلبسين بممارسة الشذوذ الجنسي إلى المحاكمة العاجلة أمام محكمة جنح الأزبكية بتهمة ممارسة الفجور. كانت النيابة قد أحالت المتهمين إلى الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليهم وإعداد تقرير بحالتهم وإرساله إلى النيابة العامة، وكلفت النيابة مباحث مكافحة جرائم الآداب بإعداد تحرياتها في الواقعة واستدعت ضابطين من أفراد القوة التي ألقت القبض على المتهمين لسماع أقوالهم. وأفادت التحقيقات بأن المتهمين بينهم طلاب أعمارهم تتراوح بين 20 إلى 33 عاما وأن مباحث مكافحة جرائم الآداب رصدتهم داخل شقة في الأزبكية وبسؤال المتهمين اعترفوا بالواقعة».

مجلس النواب يتكتم على بيع تأشيرات الحج المجانية تجنبا للفضيحة وعدد سكان مصر تخطى المئة مليون نسمة

حسنين كروم

التحولات السريعة في السعودية… بداية ثورة أم أزمة؟

Posted: 01 Oct 2017 02:32 PM PDT

إذا سألت امرأة سعودية ـ وصادف أنّي سألت نساء أعمال وأكاديميات، طبيبات وصحافيات ـ ما الذي يُزعجها في حياتها اليومية، فإنها لن تشكو (فقط) من رخصة السواقة. فعنصر الإهانة يتركز في مسألة الوصاية التي تملي ما مسموح لها وبالأساس ما محظور عليها في الحياة اليومية. فحظر السواقة هو عنصر واحد من المرافقة الدائمة من جانب السيد، الوصي، المُعَدّ لأن يكون الظل الملاصق وكابح الصدمات. فمنذ لحظة ولادتها، تعتبر النساء السعوديات ملكًا لأسرة، وهكذا يراهن القانون أيضا.
عندما تتزوج، تنتقل المرأة إلى الرقابة الثابتة من أسرة الزوج. وعندما تترمل، يدير حياتها الأخ الأكبر لزوجها، وربما حتى الأصغر منها. المرأة في كل عمر لا يمكنها أن تُفحص من قبل طبيب بلا حضور السيد، أن تسافر إلى الخارج من دون توقيع الوصي أو أن تسجل للتعليم من دون موافقته. وإذا أمسكت بها شرطة العفة بلباس غير محتشم، فتستدعي السيد الذي سيتغرم، ثم يضربها في البيت. وإذا ما جاءت إلى المحكمة للشكوى أو قررت أن من حقها قسمًا من الميراث الأسري ـ فسيطردونها مكللة بالعار إذا عارض السيد طلبها.
محظور التزين أو انتعال حذاء بكعب عالٍ. في المطاعم يُسمح للنساء بالجلوس في «جناح العائلات» فقط. ويتوجب الاختباء عند وصول الضيوف. لا يمكن رفض الخِطبة من دون موافقة السيد. الطاعة من دون اعتراض. محظور النسيان بأن بين هؤلاء النساء هناك الآلاف ممن أرسلن إلى التعليم في الولايات المتحدة، في أوروبا، في مصر أو في لبنان، ورأينا عالما آخر أكثر إضاءة، وعندما عدنَ إلى الديار أُدْخلن برغم أنوفهن إلى جناح الحريم.
رؤيا 2030، التي تكشّفت بالتدريج، تستهدف رفع السعودية إلى مسارات الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي. وولي العهد الشاب، محمد بن سلمان، ابن الـ 32، يفهم أنه من دون سلسلة ثورات من شأن بلاده أن تنهار وتصبح فريسة سهلة لآيات الله من إيران.
وحسب خططه، فإن عشرات آلاف العمال الأجانب سيغادرون في مصلحة الجيل الشاب العاطل من العمل. والنساء اللواتي لا يمكنهن الانضمام إلى سوق العمل بسبب المحظورات الأسرية والمصاعب اللوجستية سيجلسن من خلف المقود في الطريق إلى المكاتب، المستشفيات، المحال والمدارس ـ للنساء فقط.
وإضافة إلى نقمة السيد يوجد الحظر الخطير ساري المفعول الآن أيضا. ألا وهو حظر «الاحتكاك» بين النساء والرجال ممن ليسوا من أفراد الأسرة الصغرى. هكذا، فإن الثلاثين امرأة اللواتي انتخبن إلى مجلس الشورى للملك بسبب كفاءاتهن المثبتة يضطررن إلى الوصول إلى غرفة جانبية في مبنى مجلس الشورى. وسيمنعن من «الاحتكاك» لاحقا أيضا: فعندما سيكون لواحدة منهن ما تقترحه، فإنها ستبعث برسالة إلكترونية أو بلاغ نصّي لعصبة الرجال المحيطين بالملك. ومع ذلك، يوجد حدث تاريخي: امرأة أولى انتخبت في نهاية الأسبوع لمنصب ناطقة السفارة السعودية في واشنطن ـ فاطمة بيشان، التي اجتازت معظم حياتها الراشدة في مناصب أساسية في هيئات اقتصادية في الولايات المتحدة. ولي العهد وأخيه الشاب، سفير السعودية في الولايات المتحدة ابن الـ 29، يعرضان تعيينا مثيرا للانطباع سيكون مدار الحديث.
التسعة أشهر التالية، حتى استصدار رخص السواقة ستكرس للترتيبات: بأي لباس ستجلس النساء خلف المقود من دون أن يكشفن أكثر مما ينبغي ومن دون أن يعرضن حركة السير للخطر. وماذا يحصل عند «الاحتكاك» ـ شرطة مع سائقة ـ في حالة مخالفة سير. من سيكون المعلمون للسواقة؟ وسؤال أساس: على اسم من ستسجل السيارة؟ ففي المملكة التي تعتبر فيها النساء مُلكًا أسريا، ليس لهن بطاقات هُوية خاصة وحساب بنكي.
من الشائق أن نتابع التحولات في النسيج الاجتماعي المحافظ للسعودية. هذا لن يمر بسهولة. قبل يوم من إنزال مفاجأة السواقة أعلن رجل دين كبير جدا بأنه محظور على النساء الجلوس خلف مقود السواقة لأنهن «عندما يخرجن إلى المشتريات، يفقدن نصف ما لديهن من نصف عقل (رجولي) ولدن به». والتقط الأمير الشاب التلميح. فهو يفهم بأنهم سيكمنون له في زاوية بيته. فقد اختفت آثار رجل الدين حتى إشعار آخر. سيكون شائقا أن نرى كيف سيواجه ملك السعودية الفعلي مع مخربي الدين وكيف سيكمم أفواههم.

سمدار بيري
يديعوت 1/10/2017

التحولات السريعة في السعودية… بداية ثورة أم أزمة؟

صحف عبرية

تنظيم «الدولة» يعيد السيطرة على «القريتين» وسط البلاد ويعلن مقتل العشرات من قوات النظام في ريف حماة والنظام يقصف الغوطة الشرقية

Posted: 01 Oct 2017 02:32 PM PDT

حلب – «القدس العربي»: سيطر تنظيم «الدولة» فجر أمس الاحد حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان على كامل مدينة القريتين الواقعة جنوب شرقي حمص على أطراف البادية السورية، اثر هجوم مباغت ضد قوات النظام» المتمركزة داخل المدينة. وحسب المرصد، فقد تسللت مجموعات من مقاتلي التنظيم من منطقة البادية إلى القريتين حيث كان يتواجد عدد قليل من قوات النظام، ما ادى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة. وتحاصر قوات النظام المدينة في الوقت الحالي، حسب المرصد.
وتمكنت قوات النظام من السيطرة في بداية نيسان/ابريل 2016 على مدينة القريتين التي تعد رمزاً للتعايش الديني بين المسيحيين والمسلمين في سوريا، بعد سبعة اشهر من سيطرة التنظيم عليها. وخلال سيطرته على المدينة، اقدم التنظيم على تدمير دير مار اليان الاثري وعلى احراق كنيستين اخريين، كما خطف عشرات من سكانها المسيحيين قبل ان يطلق سراحهم بعد أسابيع عدة. وقبل اندلاع النزاع، كان عدد سكان القريتين نحو ثلاثين الف شخص بينهم 900 مسيحي، لا يزال عشرات منهم موجودين في المدينة.
وافاد مدير المركز رامي عبد الرحمن عن معارك عنيفة تدور بشكل متزامن بين الطرفين على محاور عدة في بادية السخنة، حيث تمكن التنظيم ايضاً من السيطرة على بلدة وجبل استراتيجي يشرف على طريق حيوي. واسفرت هجمات شنها التنظيم على حواجز لقوات النظام والموالين لها جنوب مدينة السخنة منذ الخميس عن سقوط 128 عنصراً على الأقل في صفوفها، بينهم 20 مقاتلاً على الأقل من حزب الله اللبناني. كما قتل تسعون جهادياً على الاقل، حسب المرصد.

41 قتيلاً للنظام

وأعلنت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» مقتل العشرات من قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها بريف مدينة حماة وسط البلاد، في حين قصفت قوات النظام بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وقالت إن 41 عنصراً من قوات النظام والميليشيات الموالية لها قتلوا، جراء هجوم شنه مقاتلو التنظيم على قريتي سوحا وأبو حنايا في ريف حماة الشرقي. إضافة إلى تدمير دبابتين وآلية عسكرية جراء استهدافهم بعربة مفخخة يقودها مقاتل من التنظيم.
وكانت مصادر محلية أفادت في وقت سابق بأن تنظيم الدولة شن هجوماً واسعاً على مواقع قوات النظام السوري والميليشيات الأجنبية الداعمة لها في منطقة عقيربات آخر معاقل التنظيم في شرقي حماة.

قصف الغوطة

وفي الغوطة الشرقية في ريف دمشق، قال مصدر لـ «القدس العربي»، إن قصفاً مدفعياً وصاروخياً من قبل قوات النظام استهدف مدن وبلدات الغوطة الشرقية خلال الساعات الماضية.
وحسب المصدر فإن القصف المدفعي والصاروخي من قبل قوات النظام على الأحياء السكنية في بلدة مسرابا بالغوطة الشرقية أدى لمقتل امرأة وإصابة آخرين بجروح، كما أدى القصف المدفعي على الأحياء السكنية في كفربطنا إلى إصابة عدة مدنيين ودمار في الممتلكات. ويأتي القصف على أحياء الغوطة الشرقية بريف دمشق بالتزامن مع محاولة قوات النظام التوغل في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة السورية المسلحة في محيط حوش الضواهرة في منطقة المرج، لكن المحاولة جرى صدها لليوم الثاني على الـتوالي، وفق ناشـطين.

مقتل 5 آلاف

من جهة أخرى وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل أكثر من خمسة آلاف سوري، نصفهم من الأطفال والنساء تقريباً بعد عامين من التدخل العسكري الروسي إلى جانب القوات الحكومية السورية .
وقالت في تقرير لها أمس الأحد حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه بمناسبة مرور عامين على التدخل الروسي الذي صادف السبت إن «القوات الروسية نفذَّت منذ تدخلها عشرات الآلاف من الهجمات غير المبررة، التي أوقعت خسائر بشرية ومادية فادحة، تركَّزت على مناطق أغلبها تخضع لسيطرة فصائل في المعارضة السورية المسلحة بنسبة تقارب 85 بالمئة».
وتابعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن «عامين من التدخل الروسي في سوريا لصالح النظام، أسفر عن ارتكابها انتهاكات، أدت لاستشهاد 5233 مدنياً، بينهم 1417 طفلاً، و886 سيدة».
وأوضحت أن «العدد الأقل من الهجمات كان من نصيب المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش بنسبة تقارب 15%، وحتى في مناطق سيطرة داعش، فقد تم تسجيل عشرات الحوادث لقصف مواقع مدنية، ما خلَّف مجازر بحق سكان تلك المناطق».
ووثقت الشبكة في تقريرها حصيلة انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات الروسية في عامين، موضحة أن روسيا «ارتكبت 251 مجزرة، وسجل ما لا يقل عن 707 حوادث اعتداء على مراكز حيوية مدنية، منها 109 على مساجد، و143 على مراكز تربوية، و119 على منشآت طبية».
وأشارت إلى أن «القوات الروسية استخدمت الذخائر العنقودية ما لا يقل عن 212 مرة، معظمها في محافظة إدلب، في حين أنها استخدمت الذخائر الحارقة ما لا يقل عن 105 مرات، معظمها في محافظة حلب.»
وقدَّم التقرير إحصائية عن مسؤولية القوات الروسية عن «قتل 47 شخصاً من الكوادر الطبية، بينهم 8 سيدات، إضافة إلى 24 شخصاً من كوادر الدفاع المدني، و16 من الكوادر الإعلامية.» وذكر التقرير أيضا أنَّ الهجمات الروسية «تسببت في نزوح 3.2 مليون شخص هرباً من عمليات القصف والتدمير».
ونوَّه التقرير إلى أنَّ القوات الروسية «بدأت بُعيد نجاحها في استعادة السيطرة على الجزء الشرقي من مدينة حلب، بدعمٍ بري من قوات النظام، والميليشيات الإيرانية، في عقدِ مفاوضات واتفاقيات، دولية ومحلية، أدت إلى انخفاض ملحوظ في معدلات القصف والتدمير».

تنظيم «الدولة» يعيد السيطرة على «القريتين» وسط البلاد ويعلن مقتل العشرات من قوات النظام في ريف حماة والنظام يقصف الغوطة الشرقية
شبكة حقوقية سورية: التدخل العسكري الروسي قتل 5 آلاف وهجر مليونين
عبد الرزاق النبهان

صديق مقرب للمتهم بقتل المعارضة عروبة بركات لـ «القدس العربي»: قاتل بشراسة ضد النظام وكان بحاجة شديدة للمال بالأسابيع الأخيرة

Posted: 01 Oct 2017 02:31 PM PDT

إسطنبول – «القدس العربي»: تحدث أحد الأصدقاء المقربين جداً من «أحمد بركات» الذي اعتقلته السلطات التركية، السبت، للاشتباه بارتكابه جريمة قتل المعارضة السورية عروبة بركات وابنتها حلال في إسطنبول عن الكثير من التفاصيل المتعلقة بحياة المتهم، كاشفاً عن أنه كان من أشرس المقاتلين ضد النظام السوري في معارك وادي بردى قبل أشهر وأنه كان يعاني من ضائقة مالية كبيرة في الأسابيع الأخيرة.
وقال صديقه المقرب (ك.ا) في تصريحات خاصة لـ»القدس العربي» إنه وأصدقاء أحمد الآخرين ما زالوا لا يصدقون أنه أقدم على ارتكاب هكذا جريمة، مرجحاً أن يكون دافع المال سواء بشكل مباشر (بدافع السرقة) أو غير مباشر (قتل لجهات أخرى للحصول على المال) خلف الجريمة المروعة التي هزت المجتمعين التركي والسوري.
وقبل نحو أسبوع، هزت جريمة مقتل الناشطة والمعارضة السورية عروبة بركات وابنتها الصحافية حلا بركات الأوساط التركية والعربية في إسطنبول، حيث عثرت الشرطة التركية على جثتي عروبة وابنتها حلا مقتولتين طعناً بالسكاكين في شقتهم الواقعة في الجانب الآسيوي من مدينة إسطنبول التركية.
وعروبة بركات (60 عاماً) هي معارضة سورية معروفة، كانت بالسابق عضواً في المجلس الوطني المعارض، وغادرت سوريا في ثمانينات القرن الماضي نتيجة معارضتها للنظام السوري ومنذ بداية الثورة السورية كانت من أبرز النشطاء المعارضين لنظام الأسد. وابنتها حلا (22 عاماً) هي صحافية سورية تعمل في موقع «أورينت نت» المعارض، وعملت سابقاً بالفضائية التركية الرسمية الناطقة بالإنجليزية، وقبيل ذلك تخرجت من جامعة إسطنبول في تخصص العلوم السياسية.
وقال صديقه: «كان من أبرز وأشد المقاتلين ضد النظام السوري في معارك وادي بردى، وقاتل في قرية بسيمه 23 يوماً وثم انسحب لمنطقة عين الفيجة وقاتل هناك أيضاً ضد نظام الأسد»، مضيفاً: «أحمد من مواليد 1996 وأنا أرى أن الجريمة وتنفيذها تحتاج إلى عصابة وأطراف أكبر منه تقف خلف الجريمة أو خططت له ودفعته لارتكابها أو المشاركة فيها، من غير المنطقي تخيل أنه ارتكب الجريمة بنفسه مهما كانت الدوافع».
وأضاف: «عاش ظروفاً قاسية جداً بالداخل السوري وفي حال ثبوت الجريمة أرجح أن السبب الرئيسي هو الدافع المادي، عندما دخل تركيا كان يعاني ظروفاً مادية جداً، وفي الأسابيع الأخيرة تواصل معي أكثر من مرة وطلب مني مساعدة مالية أو دين ولكن اعتذرت منه فأنا أعيش ظروفاً مالية صعبة مشابهة»، ويستذكره بالقول: «كان يمتلك صوتاً مميزاً في قراءة القرآن ومن جمال صوته شكل فرقة إنشاد ديني».
وكانت السلطات التركية، اعتقلت السبت، أحمد بركات، حفيد عم الضحية عروبة، وحسب التفاصيل الجديدة التي نقلتها وسائل إعلام تركية عن مصادر أمنية فإن الجهات المختصة تابعت حوالي 100 ساعة من المشاهد التي سجلتها الكاميرات الأمنية، وتم التأكد من أن المشتبه به انتقل بحرًا من محافظة بورصة إلى منطقة «يني قابي» بإسطنبول في 19 أيلول/سبتمبر الماضي.
وكشفت التفاصيل عن أن المشتبه به انتقل من «يني قابي» إلى منطقة «أوسكودار» عبر خط مترو «مرمراي»، وعاد إلى بورصة في 20 سبتمبر/أيلول، وقبل اعتقاله وضعت فرق الجرائم الجنائية المشتبه به تحت مراقبة فعلية وفنية على مدى 3 أيام، وذلك في محاولة للكشف عن ارتباطاته.

صديق مقرب للمتهم بقتل المعارضة عروبة بركات لـ «القدس العربي»: قاتل بشراسة ضد النظام وكان بحاجة شديدة للمال بالأسابيع الأخيرة

إسماعيل جمال

الدبلوماسية الأردنية والتركية «وجهاً لوجه» في ندوة خاصة: محاولة «للتقارب» على خلفية المستجدات السورية ومشروع لتجاوز «الارتياب»

Posted: 01 Oct 2017 02:31 PM PDT

عمان – «القدس العربي» : بدت الظروف مواتية في الندوة الصريحة التي اقيمت في عمان بمبادرة ثنائية مع الحكومة التركية.
الصراحة هنا في اطار المكاشفة لم تكن تتعلق بكل تلك الهواجس المتبادلة في ملف العلاقة الثنائية رغم ان النقاش عقد اصلا بمناسبة مرور 70 عاما على العلاقات بين البلدين وسط ضيافة فعالة من طاقم المعهد الدبلوماسي الأردني وحضور نوعي لمثقفين اتراك مع مسؤولين في البعد الاستشاري التركي ونخبة من السفراء والشخصيات الأردنية المخضرمة .
النقاش في هذا اللقاء والذي شاركت به «القدس العربي» « كان ودودا وخجولا وصريحا في الوقت نفسه على الاقل من المثقفين المستقلين والاكاديميين الأتراك الذين استعرضوا بهدوء خلفيات ومسببات الصورة النمطية السلبية بتركيا الحديثة في جوارها العربي والاسلامي مقابل حرص من المشاركين الأردنيين على طرح كل الاسئلة المتعلقة بدور وسياسة وفلسفة الدولة التركية وخياراتها .
حرص المتحدثون الأتراك الرسميون على الأقل وبوضوح شديد على دعم اي خطوات ايجابية للتعاون مع الأردن وأظهروا مرونة كبيرة في التعبير عن السعي لمساحات مشتركة والعمل على رفع منسوب التفاهم وجمع النقاط المشتركة وتجاهل نقاط الخلاف لإطلاق الحد الممكن من اتصالات وعلاقات استراتيجية وعلى اساس عدم وجود ما يمنع امنيا وسياسيا من البحث عن افق متقارب أكثر في الاستراتيجيات كما قال خلال النقاش نائب رئيس الوزراء الأسبق في الأردن والخبير الاقتصادي البارز الدكتور جواد العناني بدا متحمسا وهو يستعرض محطات في تاريخ الثقة بين مؤسسات البلدين متحدثا عن مساحات يمكن الاستثمار فيها عندما يتعلق الامر بآفاق التعاون الاقتصادي حصريا ومشيرا إلى أن الانتقال من مسار التعاون الاقتصادي والتجاري إلى المجال الحيوي للتعاون الاستثماري يحتاج لنقلة مختلفة وذهنية منفتحة على الآخر ولتبديد المخاوف السياسية والامنية دون الحاجة للاستسلام لها او عندها .
شفافية العناني وزميله المتحدث الأردني عضو البرلمان محمد العياصرة ساهمت في ترطيب الاجواء فاندفع المشاركون الأتراك نحو جملة دائمة ومستقرة في الخطاب المعتدل واللغة الدبلوماسية التي تظهر حرص أنقرة على التفاعل الايجابي حيث تكفل بهذه المهمة متحدثون رسميون بلهجة ناعمة قد يكون أبرزهم رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الدبلوماسية في وزارة الخارجية التركية الدكتور مسعود أزكان ومن بينهم ايضا مستشار العلاقات الخارجية في رئاسة الوزراء جاهد توز .
ازكان حرص على تمثيل بلاده بنعومة كبيرة وأداء دبلوماسي لافت وشرح بتوسع وجهة نظر بلاده بخصوص العديد من الملفات الأساسية وحرصها على التعاون مع جميع الدول المجاورة في المجال الحيوي لتثبيت الإستقرار ودعم حقوق الشعوب ومحاربة الإرهاب.
الجملة الأساسية في تفعيل اشارات الرغبة في التعاون مع الأردن وبكل الملفات والقضايا ظهرت بصورة موسعة في الخطاب الرسمي الدبلوماسي الذي قدمه البروفوسور علي عثمان اوز تورك كبير مستشاري رئاسة الوزراء التركية في الوقت الذي تقدمت فيه مديرة المعهد الدبلوماسي الأردني السفيرة لينا عرفات بخطاب ترحيبي حار بضيوفها الاتراك قبل ان تتحدث وامام « القدس العربي « عن أملها في المزيد من التواصل مستقبلا.
كما تقدم متحدثان بخطاب إيجابي يستعرض التاريخ الطويل للعلاقة بين البلدين هما امين عام وزارة الخارجية الأردني زيد اللوزي والسفير التركي النشط جدا في عمان مرات كاراجوز .
المستشار أوزتورك وعلى هامش النقاش وخلال وقفة مع «القدس العربي» تحدث عن الاستعداد للتحاور والبحث عن نقاط ومصالح مشتركة بدون اي أجندات مسبقة مشيرا لإن انقره تقدر الدور الأردني وتحترم وتريد الإنفتاح على الجميع .
واعتبر أوزتورك ان وجود هذه النخبة من المسئولين والمثقفين الأتراك في عمان دليل أهم على سعينا لمحاولة التقارب والفهم المشترك معتبرا ان كل من تركيا والأردن يعانيان بسبب الموضوع السوري قائلا: نحن نعاني..لذلك نحن هنا .
لا يعارض اوزتورك الإستنتاج القائل بان تطورات الملف السوري عززت شعور أنقره بان شيئا ما يتغير في الحراك الأردني مظهرا حرص بلاده الكبير على تدشين حوار عقلاني على اساس المصالح والثوابت والجغرافيا وهو حوار ينبغي ان يتجاوز ثقافة التحاور القديمة ويبنى على اسس من الإحترام المتبادل.
الدكتور برهان اوغلو الاستاذ في جامعة ابن خلدون تحدث عن البعد التاريخي في الإرتياب والصورة النمطية واقر امام «القدس العربي» بان التحدث معا هو الطريق الأسلم لتبديد أي إرتياب او صورة نمطية.
المناسبة انطلقت لاستعراض الثنائي لكن نقاشات الباحثين المستقلين من الطرفين في الأثناء تجاوزت العنوان والإطار لصالح نقاشات أعمق نسبيا بعناوين أهم سياسيا مرة تتعلق بمبررات الارتياب في بعض اطراف المعسكر العربي بالأجندة التركية ومرة اخرى تتعلق بإظهار الحرص على تبديل وتغيير اللهجة والصورة النمطية .
برزت في الأثناء نقاشات لا تنقصها الاثارة ومصارحات على شكل مقاربات فكرية احيانا للعديد من الملفات التي تؤرق الجميع في المنطقة مثل الإرهاب والتطرف والملف السوري والوضع في العراق وشمال كردستان وحتى في القدس والملف الفلسطيني اضافة لأزمة الخليج وحصار قطر .
اللقاء الدبلوماسي الأردني التركي كان خطوة في الإتجاه الملموس على الرغبة في التفاعل مرحليا وهي خطوة من الواضح ان انقره حرصت عليها وبقوة بعد تلبية الرئيس رجب طيب آردوغان لدعوة الملك عبدالله الثاني لزيارة المملكة الشهر الماضي.

الدبلوماسية الأردنية والتركية «وجهاً لوجه» في ندوة خاصة: محاولة «للتقارب» على خلفية المستجدات السورية ومشروع لتجاوز «الارتياب»

بسام البدارين

100 ألف نازح جراء معارك دير الزور وتضارب الأنباء حول دخول الشرطة التركية إلى إدلب

Posted: 01 Oct 2017 02:30 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: خلّف السباق المحموم بين «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من واشنطن بالتحالف الدولي، وقوات النظام المدعومة بالقوات الروسية والميليشيات الإيرانية، للاستيلاء على المواقع النفطية في دير الزور وسط مقاومة تنظيم الدولة، إلى تشريد ونزوح آلاف المدنيين من قراهم إلى مراكز الايواء والمخيمات والبوادي، وسط تداول اخبار رسمية تفيد بدخول الشرطة العسكرية التركية إلى إدلب شمال سوريا، ونفي مصادر مسؤولة من المعارضة دخول اي من القوات التركية إلى المناطق المحررة.
ووصلت اعداد النازحين الفارين من قرى وبلدات محافظة دير الزور إلى ريف الحسكة جراء المعارك الأخيرة وقصف الطيران الحربي الروسي، وتقدم قوات النظام السوري والميليشيات المساندة له، إلى ما يقارب الـ 100 ألف مدني معظمهم من النساء والأطفال، وقال «ابراهيم الحبش» مدير شبكة الخابور الإعلامية في اتصال مع «القدس العربي»، ان قرى ريف الحسكة الجنوبي شهد خلال الايام الفائتة توافداً كبيراً لنازحي ديرالزور الفارين من ويلات الحرب، وفاقت أعدادهم المئة ألف نازح توزعوا على قرى «أبو فاس وعبدان وطرمبات الرفيع، وطرمبات الراشد، وعجاجة وتل أحمر» جنوب الحسكة.
ويواجه النازحون وخاصة العالقين منهم في البوادي، او اولئك الذين لم تسقبلهم المخيمات المكتظة بساكنيها، ظروفاً غاية في الصعوبة بسبب غياب دور المنظمات الإنسانية، أو أي جهة رسمية أخرى، عدا ما يقدمه سكان المناطق من مساعدات فردية، حيث قال المصدر الإعلامي بان تفاقم اعداد النازحين من دير الزور بات أكبر من إمكانيات اهالي القرى المضيفة لهم، خصوصاً وأن الشريحة الأوسع من بين النازحين هم الأطفال والمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية صحية خاصة، وتغذية جيدة، وما زاد الوضع سوء عدم وجود فرق مختصة لتأمين الاحتياجات الأولية على الأقل، حيث يعاني النازحون من نقص في الطعام والأغطية والرعاية.
انقسم النازحون من محافظة دير الزور إلى ثلاثة أقسام، فاتجه الأول منهم إلى القرى الجنوبية في ريف الحسكة، حيث تسكن كل ثلاث عائلات في منزل واحد، ودخل القسم الثاني مخيم السد الذي يفتقر أصلاً إلى مقومات الحياة، فيما لا يزال القسم الثالث عالقـاً في بـادية «الـذرو» حيث اضـطر الاهـالي إلى صنع خيم بدائـية مما توفر معهم من بطانيات واغطـية، واستـخدموا السـيارات والحـافلات لمبـيت الأطفال والنساء بداخلها، خوفاً من الحشرات والزواحف القاتلة.
من جهة ثانية عززت الميليشيات الكردية من انتشار حواجزها على الطرق الفرعية والرئيسية منعاً من تزايد اعداد النازحين إلى مناطق سيطرتها في الحسكة، وأفاد مصدر اهالي بان الـ (ب ي د) كثفت حواجزها ضمن مناطق سيطرتها في الحسكة وطالبت النازحين من المناطق المجاورة بالـ «كفالة» في محاولة منها لمنع الاهالي النازحين التقدم باتجاه القرى القريبة من مدينة الحسكة.
وكان قد وصل أكثر 5000 نازح من أهالي محافظة دير الزور، إلى مخيم بلدة عين عيسى بريف الرقة، خلال الايام القليلة الماضية، حيث استقبل المخيم حسب مصادر محلية نحو 1500 نازح فيما بقي 3500 مدين خارجه، لعدم قدرة المخيم على استيعاب المزيد حيث يأوي مخيم عين عيسى نحو 7000 شخص موزعين على 1088 خمية.

مجازر بحق المدنيين

ولقي اربعة عشر مدنياً مصرعهم وأُصيب آخرون بجروح خطيرة في مجزرتين متتاليتين، ارتكبهما الطيران الحربي الروسي على مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، حيث قتل خمسة مدنيين في غارات للطيران الروسي على المدنية فيما قتل تسعة آخرون في مجزرة ثانية خلال ساعات.
أتى ذلك بعد أن تمكن تنظيم الدولة من قطع طريق تدمر ــ دير الزور في مواقع عدة لمسافة تزيد عن 50 كم، متصلة شمالاً بين الشولا وكباجب بطول 25 كم، اضافة إلى القسم الواقع شرق السخنة، إثر هجوم مباغت شنه الأخير على قرية الشولا غربي دير الزور، مكّن التنظيم من انتزاع السيطرة على محور كباجب ــ الشولا، حيث باغت التنظيم قوات النظام في السخنة، والتف عليها غرباً وسيطر على جبل الطنطور المشرف على البلدة، وقطع بنيران الرشاشات الثقيلة طريق دير الزور ــ تدمر. وأدت سرعة العمليات العسكرية والمفاجئة إلى وقوع عشرات القتلى على جبل الطنطور.

الشرطة التركية

أعلنت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء، بأن الشرطة العسكرية التركية بدأت بالانتشار في إدلب بالشمال السوري، في إطار تطبيق نظام خفض التوتر ومخرجات أستانا، إلا إن مصادر مسؤولة من المعارضة المسلحة في المحافظة نفت لـ «القدس العربي» تواجداً أيً من القوات التركية أو الشرطة داخل إدلب حتى ساعة اعداد التقرير.
ونقلت وكالة «انترفاكس» عن مصدر خاص، قوله: «لا توجد شرطة عسكرية روسية في إدلب حتى الآن، لكن عناصر الشرطة العسكرية التركية ينتشرون هناك».
وبموجب اتفاق آستانة، ستقوم القوات الإيرانية والروسية والتركية بمراقبة منطقة خفض التوتر في إدلب، بينما ستتولى الشرطة العسكرية الروسية الأمر في المناطق المتبقية.
ووفقاً للمصدر الروسي، ستنتشر الشرطة العسكرية الإيرانية أيضاً في إدلب، بينما لا تزال الشرطة العسكرية الروسية منتشرة في المناطق الثلاث الأولى المتفق عليها (حمص، والغوطة الشرقية، وجنوب سوريا).
الناشط الميداني في الشمال السوري «عبد الله جدعان» قال لـ «القدس العربي»: حتى الساعة لم تتدخل أي من القوات العسكرية التركية «الجيش- الشرطة» إلى إدلب، ولا صحة للشائعات المتناقلة عن انتشار القوات التركية في المناطق المحررة شمال سوريا.
ونقل المتحدث عن قيادي من فصائل المعارضة قوله، إن محافظة إدلب، لم تشهد اي دخول لقوات تركية، في ظل حالة من الهدوء الحذر، بعد أيام دموية عاشتها مدن وبلدات المحافظة على وقع الغارات الروسية التي خلفت عشرات الضحايا، ومئات الجرحى.
الإعلام الرسمي التركي، لم يتحدث كذلك حتى الساعة عن أي دخول للشرطة أو القوات التركية إلى محافظة إدلب، وكذلك لم يصدر أي تقارير إعلامية أو تصريحات لنفي ما نقلته وكالة «انترفاكس» الروسية. فيما ذكرت وكالة الأناضول، – السبت، بان الجيش التركي أرسل تعزيزات إضافية إلى وحداته قرب الحدود مع سوريا، في منطقة «جيلفا غوزو» بقضاء الريحانية، التابع لولاية هطاي جنوبي البلاد. وأفادت الأناضول، أن موكباً يضم 20 مركبة، بينها آليات بناء وإسعاف، توجه نحو المنطقة الحدودية في الريحانية، وأضاف أن الآليات والمستلزمات أرسلت إلى الوحدات على الشريط الحدودي مع سوريا.
يشار إلى أن الجيش التركي أرسل خلال الأيام الماضية تعزيزات عسكرية إلى وحداته المنتشرة على طول الحدود مع سوريا بولايتي كليس وهطاي جنوبي البلاد.

100 ألف نازح جراء معارك دير الزور وتضارب الأنباء حول دخول الشرطة التركية إلى إدلب
يعانون ظروفاً غاية في الصعوبة بغياب دور المنظمات الإنسانية
هبة محمد

كردستان تنشئ «المجلس الأعلى للاستقلال»… والنواب الكرد يعتزمون العودة لبغداد غداً

Posted: 01 Oct 2017 02:30 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أسهم قرار تعليق الرحلات الجوية في كردستان العراق، مساء الجمعة الماضي، بإرباك في حركة الطيران، لا سيما إن الإقليم كان يصدّر تأشيرات الدخول للمسافرين «الفيزا»، بشكل منفرد، بمعزل عن الحكومة الاتحادية في بغداد.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر صحافية، إن هناك العديد من الأجانب والعراقيين ينوون السفر إلى خارج العراق، لكن قرار تعليق الطيران في مطاري السليمانية وأربيل، فضلاً عن استحصالهم «فيزا» الدخول إلى العراق من قبل إقليم كردستان منعتهم من ذلك.
وطبقاً للمصادر، فإن على المسافرين التوجه من مطارات الإقليم باتجاه العاصمة بغداد، قبل الطيران من هناك إلى خارج البلاد، غير أنهم لا يمتلكون تأشيرة دخول «معترف بها» وصادرة من الحكومة الاتحادية في بغداد.
ويشغل الصحافيون الأجانب، إضافة إلى المستثمرين الجزء الأكبر من نسبة أولئك المسافرين العالقين في الإقليم.
وترى المنشأة العامة للطيران المدني العراقي، إن الإجراءات التي اتخذتها بحق مطاري أربيل والسليمانية «قانونية وصحيحة لا غبار عليها».
وقالت في بيان، إنه «لا توجد أية علاقة مالية بين مطارات الإقليم وسلطة الطيران المدني العراقي»، مؤكدة إن سلطة الطيران المدني العراقية، والمنشأة العامة للطيران المدني، «لم تتسلم أية بيانات عن كمية الإيرادات ولا مبالغها»، من مطاري أربيل والسليمانية.
وكشفت أن «كل ما يرد من أموال يذهب مباشرة إلى خزينة الإقليم، ولا علم لنا (المنشأة) بأرقامها ومعدلاتها واستخداماتها».
وشدد البيان على «خضوع» مطارات أربيل والسليمانية لإجراءات هيئة المنافذ الحدودية، بضمنها الحراسات والجمارك والجوازات والحمايات والاتصالات، وخضوعها بالكامل للسلطات الوطنية المركزية، آخذين بعين الاعتبار «استمرار» الرحلات الجوية الداخلية بين الإقليم والمطارات العراقية الأخرى، بما «يضمن وحدة العراق بأرضه ومياهه وسمائه».
وتشترط الحكومة الاتحادية في بغداد على إقليم كردستان العراق، السيطرة على النفط المصدّر عبر الإقليم، مقابل دفع رواتب الموظفين.
وسبق لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن أعلن، في وقت سابق، إن الإقليم يصدر 900 ألف برميل نفط يومياً من حقول محافظة كركوك، وأشار إلى إن إيرادات النفط تذهب إلى «حسابات خارجية» من دون أن يستفيد منها شعب الإقليم.
وفي ردٍ على تصريحات العبادي، اتهمت وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كردستان، الحكومة العراقية بـ«عدم جديتها» في دفع رواتب قوات البيشمركه والأسايش والشرطة.
وقالت عبر تغريدات على موقع «تويتر»، أمس الأحد، إن «بغداد تقول إن ميزانية رواتب موظفي إقليم كردستان هي 460 مليار دينار وأنها مستعدة لدفع هذا المبلغ، لكن الميزانية الشهرية لحكومة الإقليم تبلغ 915 مليار دينار».
وأضافت الوزارة، أن «حكومة الإقليم تدفع 650 ملیار دينار شهرياً لموظفي الحكومة، أي أكثر بـ 40٪ عن المبلغ الذي تعد بغداد بدفعه»، مشيرة إلى أن الحكومة المركزية «لا تعترف بقوات البيشمركه ومتقاعديها وقوات الأمن (الأسايش) والشرطة التي يصل إجمالي رواتبها إلى 400 مليار دينار عراقي شهرياً»، حسب التغريدات.
سياسياً، أعلن مثنى أمين، رئيس كتلة الاتحاد الإسلامي الكردستاني، أمس الأحد، عزم جميع الكتل الكردية على العودة إلى بغداد، والمشاركة في جلسات البرلمان العراقي.
وكتب على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أنه «بعد دراسة وتفكير طويلين قررت جميع الكتل الكُردستانية في مجلس النواب العودة إلى بغداد للدفاع عن حقوق الشعب الكردي وبحث امكانية وكيفية مشاركتهم في الجلسات المقبلة لمجلس النواب في العاصمة بعد العودة اليها».
وشدد النائب الكري، طبقاً للمنشور، على أهمية «أن لا نسمح بتحول البرلمان إلى أداة، بيد المناوئين لكُردستان».
ومن المقرر أن يعقد مجلس النواب العراقي، غداً الثلاثاء، جلسته الاعتيادية، بعد أن شهدت جلسته الماضية في 27 أيلول/ سبتمبر الماضي، التصويت على قرار بشأن استفتاء إقليم كردستان، بحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الدفاع عرفان الحيالي ووزير الداخلية قاسم الأعرجي، ومستشار الأمن الوطني فالح الفياض، ووزير النفط عبد الجبار اللعيبي.
في الأثناء، أبدى الأمين العام ل‍جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، استعداده لدعم مبادرة نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي لحل ازمة كردستان، فيما أكد أن مثل هذه المبادرة والتحرك سيقي العراق من المزيد من الأزمات والمشكلات.
وقال مكتب علاوي في بيان صحافي، ان «نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي تلقى، اليوم (أمس)، اتصالا هاتفيا من الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط»، مبينا أن «الأخير اشاد بمبادرة علاوي واستجابة الرئيس مسعود بارزاني».
وأبدى ابو الغيط حسب البيان «استعداده لدعم المبادرة والتنسيق مع الأمين العام للأمم المتحدة»، مؤكدا أن «مثل هذه المبادرة والتحرك سيقي العراق من المزيد من الأزمات والمشكلات».
في الطرف المقابل، كشف عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني، عن منصب جديد لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني.
وقال عضو الحزب عارف تيفور، في تصريح نقلته وكالة تسنيم الإيرانية، ان «بارزاني سيفي بوعوده التي أطلقها قبل الاستفتاء وهو لن يترشّح لانتخابات رئاسة الإقليم المقبلة».
وأضاف «بارزاني سيشغل منصب رئيس الشورى التنفيذية لانفصال كردستان العراق»، مشيرا إلى أنه «في الوقت الحالي هو رئيس الشورى العليا للاستفتاء التي سوف تجتمع هذا الأسبوع وستغيّر وظائف المناصب الموجودة فيها».
يأتي ذلك بعد أن قرر المجلس الأعلى للاستفتاء، تغيير اسمه إلى «المجلس الأعلى للاستقلال»، عقب اجتماع عقده، أمس الأحد، في مصيف صلاح الدين في أربيل.
ويعدّ الاجتماع، الذي عقد برئاسة بارزاني، وفقاً لمصادر صحافية، الأول بعد إجراء الاستفتاء في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي.
وطبقاً للمصادر، فإن الكيان الجديد سيصبح بمثابة مجلس استشاري، لكن لا يصدر قرارات إلزامية، التي بدورها ستكون من مهام برلمان الإقليم، فضلاً عن ضلوعه بمهام الحوار مع الحكومة العراقية والمجتمع الدولي في مسعى لإقناعها بالاستفتاء ونتائجه».
ووفقاً للمصادر أيضاً، فإن « المجلس ناقش أيضا موقف المرجع الديني علي السيستاني، الذي كشفت عنه خطبة الجمعة الماضية في كربلاء»، مشيرة إلى إن «الاجتماع كان مغلقاً، ولم تعلن أي قرارات ربما اتخذها».

كردستان تنشئ «المجلس الأعلى للاستقلال»… والنواب الكرد يعتزمون العودة لبغداد غداً
مسافرون عالقون في الإقليم بعد «حظر الطيران»… وترحيب عربي بمبادرة علاوي

استعادة قرى من «الدولة» في الحويجة… ومقتل 7 من « الحشد» غرب الموصل

Posted: 01 Oct 2017 02:30 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي» والأناضول: تمكنت القوات المشتركة، في العراق، أمس الاحد، من استعادة 16 قرية والجزء الجنوبي من سلسلة جبال حمرين، من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية» في قضاء الحويجة، غربي محافظة كركوك.
وأوضح الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله، في بيان بثه التلفزيون الرسمي، إن «قوات مشتركة بين الجيش والحشد الشعبي حررت 16 قرية في جنوبي وجنوب غربي قضاء الحويجة.
وأضاف أن القرى المحررة هي (كنعان ـ الميدان الجنوبي ـ الميدان الشمالي ـ الرفيع ـ الحميضة ـ عرب هجول ـ جفار عون ـ عزالدين شاكرـ أبو عركوبة ـ العواشرة ـ إبراهيم الصالح ـ البستة ـ السكون ـ فلاح فرحان ـ مبدد ـ عين منات). وتابع يارالله، بالقول إن تلك القوات سيطرت أيضا على الجزء الجنوبي من سلسلة جبال حمرين.
وتعد سلسلة جبال حمرين، الواقعة بين محافظات كركوك وصلاح الدين (شمال) وديالى (شرق)، من المناطق التي ينشط فيها مسلحو»الدولة» مستفيدين من وعورة المنطقة.
وقال الملازم أول الجيش شفيق الصالح إن «القوات العراقية قامت بتمشيط الجزء الجنوبي لسلسلة جبال حمرين وعثرت على مواقع تجمع وكميات كبيرة من ذخيرة الأسلحة».
وأضاف أن «مسلحي الدولة يفرون عند قدوم القوات العراقية ومن ثم يعودون لاحقا لصعوبة نشر قوات في تلك المناطق».
وأشار الصالح، إلى أن «القوات العراقية تواصل التقدم السريع لمحاصرة مسلحي التنظيم داخل مدينة الحويجة من جميع الجهات».
وبدأت القوات العراقية الحملة العسكرية لتحرير الحويجة في 21 من الشهر الماضي، واستطاعت استعادة مناطق واسعة في الجهة الغربية وصولا إلى عمق القضاء.
وجاءت الحملة الجديدة بعد أن حررت القوات كامل محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل، في نهاية آب/أغسطس الماضي، إثر معارك استمرت قرابة عشرة أشهر.
وإلى جانب ما تبقى من الحويجة، ما يزال التنظيم يسيطر على قضاءي راوة والقائم، في محافظة الأنبار، غربي البلاد على حدود سوريا، وهو كل ما تبقى تحت سيطرته بعد أن اجتاح ثلث مساحة العراق صيف 2014.
في السياق، قال الباحث العراقي المستقل عمر الفلاحي: «بعد اشتداد الأزمة بين حكومة اقليم كردستان والحكومة المركزية، حيث قد يؤدي التعجيل باعلان بداية المرحلة الثانية من معركة الحويجة إلى خسائر فادحة للقوات المهاجمة خصوصا وأن تنظيم الدولة سعى في الفترة السابقة إلى بناء دفاعات قوية وتعزيز وجوده في شرق محافظة صلاح الدين، وخاصة في منطقة الجلام شرق مدينة سامراء وصولا إلى مناطق شمال محافظة ديالى».
ورأى أن ذلك يعني امتلاك تنظيم الدولة «خيارات عديدة في كيفية التعامل مع هذه المعركة ومرونة فتح جبهات وتصعيد في العمليات في تلك المنطقة».
وحسب الفلاحي، «الأكراد ساهموا بالتنسيق وعبور القوات الحكومية وميليشيات الحشد إلى مخمور والدبس، لكنهم حتى الآن لم يشتركوا كقوة قتالية بالمعارك كونهم لا يملكون تماس مع تنظيم الدولة سوى في طوزخورماتو شمال شرق تكريت، وهذا المحور لم يُفعل لغاية الآن»، حسب قوله.
إلى ذلك، قال مصدر أمني عراقي، إن 7 من قوات الحشد الشعبي (قوات موالية للحكومة) قتلوا، وأصيب عشرة آخرون، بانفجار غرب مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (شمال).
وأضاف النقيب مهدي عبد الهادي البهادلي، أن «منزلا مفخخا في منطقة القلعة التابعة لقضاء تلعفر، انفجر بمجموعة من قوات الحشد الشعبي اثناء تفكيك العبوات الناسفة والمنازل المفخخة، ما أسفر عن مقتل 7 وإصابة 10 آخرين، جراح أربعة منهم خطرة للغاية».
وأضاف، أن «القوات نقلت جثث القتلى إلى المركز الأمني الخاص بالحشد الشعبي، فيما جرى نقل المصابين إلى المشفى».
تجدر الإشارة إلى ان القوات العراقية تمكنت من تحرير قضاء تلعفر أحد أكبر اقضية البلاد، والذي يقع غربي محافظة نينوى في 25 آب/أغسطس الماضية إثر انسحاب أغلب مقاتلي تنظيم «الدولة» وترك مواقعهم وتحصيناتهم والتوجه نحو مواقع قوات البيشمركه (القوات المسلحة في إقليم شمال العراق) وتسليم أنفسهم هناك.

استعادة قرى من «الدولة» في الحويجة… ومقتل 7 من « الحشد» غرب الموصل

رائد الحامد

تهجير 58 عائلة عربية وتركمانية من كركوك بعد الاستفتاء… ومداهمات واعتقالات وسرقة

Posted: 01 Oct 2017 02:29 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أقدمت قوات البيشمركه الكردية و«الأسايش» (قوة أمنية كردية خاصة)، على تهجير عشرات العائلات العربية والتركمانية من محافظة كركوك شمالي العراق، عقب إجراء استفتاء استقلال إقليم كردستان العراق في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، من دون سبب يذكر.
وقطعت 58 عائلة «هجّرت قسراً» من كركوك، مسافة نحو 174 كم إلى الجنوب من المحافظة، قبل أن تصل إلى قضاء المقدادية التابع لمحافظة ديالى، طبقاً لمصادر مطلعة في مفوضية حقوق الإنسان.
تختلف العائلات المهجّرة من كركوك من حيث العدد والأعمار، غير أنها تتشابه في أسباب التهجير، والوضع المعيشي الصعب.
وقال مصدر يعمل في المنظمة الإنسانية، لـ«القدس العربي»، «توجه فريق لتقصي الحقائق، وإجراء زيارة إلى قضاء المقدادية للوقوف على حقيقة الموضوع، واللقاء بهذه العائلات».
ونقل المصدر عن مسؤول في الجهة المعنية بملف النزوح والتهّجير القرسي في الحكومة المحلية، قوله إن «تلك العائلات نزحت من ثلاثة أحياء في محافظة كركوك (العروبة، والنصر، والعسكري) إلى قضاء المقدادية، إضافة إلى عائلات أخرى نزحت من ناحية قره تبة في محافظة ديالى إلى القضاء (المقدادية) نفسه».
واختار أهالي كركوك النازحون قضاء المقدادية كـ»ملاذ آمن» نظراً «لما تتمتع به المنطقة من استقرار أمني». على حدّ قول المصدر.
وكشف المسؤول المحلي عن تسجيل «58 عائلة نازحة رسمياً في قضاء المقدادية، موزعة في عدة قرى أبرزها (إمام طالب، نوفل، العبارة، حي المصطفى)، فضلاً عن عائلات أخرى تسكن (الحي العسكري)، لم يتم تسجيلها حتى الآن بشكل رسمي»، لافتاً إلى إن «جميع هذه العائلات تتشابه من حيث أسباب النزوح والحالة الاقتصادية والإنسانية».
وتابع المصدر الأممي: «التقينا في قرية (إمام طالب) 11 عائلة نازحة من كركوك (…) أغلبهم من النساء ـ بينهن حوامل، والأطفال، بحاجة إلى رعاية صحية سريعة، خصوصاً وهم يفتقرون إلى مصادر الدخل، ويعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة».
ولاحظ الفريق أيضاً، إن بعض الأطفال من طلبة المدارس ـ كانوا مسجلين في محافظة كركوك، غير أنهم لا يمتلكون كتب نقل لغرض انتسابهم إلى مدارس ديالى.
وحسب المصدر المحلي، فإن «هذا الأمر لا يمكن حسمه إلا بعد انتهاء مشكلة الاستفتاء. إما بعودتهم إلى مناطقهم أو جلب كتب نقل إلى محافظة ديالى».
وأخبرت العائلات النازحة المصدر، إن «السيطرات الأمنية التابعة لمحافظة كركوك منعتهم من اصطحاب ممتلكاتهم الخاصة، وأجبروا على تركها في بيوتهم، الأمر الذي منع الكثير من العائلات من الخروج من محافظة كركوك».
واستمرت العائلات النازحة بالاتصال مع أٌقربائهم وبعض الجيران، لمعرفة تطورات الأحداث في كركوك، وعلموا أن «السيطرات الأمنية في كركوك (التابعة لقوات البيشمركه والأسايش) بدأت بمنع العائلات العربية من الخروج مؤخراً».

أسباب نزوح عرب كركوك

نقل المصدر عن العائلات النازحة، عند سؤالهم عن الأسباب الحقيقية التي دفعتهم إلى النزوح، قولها إن «الانتشار الكثيف لقوات الأمن الكردية (الأسايش) بشكل ملحوظ ومفاجئ في مناطقهم»، إضافة إلى تعرضهم لمضايقات متكررة من قبل قوات الأمن الكردية، حيث «تعرضوا لعمليات مداهمة مستمرة واعتقال الشباب بتهم مجهولة، وسرقة بعض الأموال والمصوغات الذهبية، فضلاً عن استخدام الألفاظ البذيئة من هذه القوات».
ومن بين الأسباب الأخرى التي تدفع عرب كركوك إلى ترك المدينة، هي «الخوف» من تداعيات الأوضاع في مناطقهم ما بعد الاستفتاء، وخشيتهم من حدوث «مواجهات عسكرية» بين القوات الاتحادية وقوات الإقليم.
كما أنهم (عرب كركوك) لم يشملوا بأي تعيينات حكومية أو مناصب إدارية تمثلهم كقومية عربية في محافظة كركوك، ناهيك عن منعهم من بيع وشراء العقارات «بين العرب» وعدم السماح لهم بتسجيل أي أملاك لدى دائرة التسجيل العقاري، وحتى العائلات التي تمتلك وثيقة تعداد 1957 تم منعهم من التملك مؤخراً، وفقاً للمصدر الأممي.
وأكد المصدر إن «ذوي شهداء ضحايا الإرهاب (من العرب) لم يتسلموا أي حقوق أو امتيازات، المنصوص عليها بالقانون رقم 20 لسنة 2009، حيث لم يتم منحهم مبالغ التعويض والرواتب التقاعدية وقطعة الأرض».
وكشفت العائلات العربية النازحة من كركوك عن قيام قوات الأمن الكردية بأخذ نسخ من مستمسكات العائلات المهجرة، التي تسكن في كركوك، وإجبارهم على التوقيع على أوراق تبين فيما بعد أنها، تتضمن موافقتهم على إجراء الاستفتاء والمشاركة فيه، فضلاً عن قيام قوات الأمن الكردية بوضع إشارة، حرف (ن)، باللون الأحمر على بيوت النازحين»، من دون معرفة إلى ماذا ترمز أو الغاية منها.
أما عن وضعهم في قضاء المقدادية، نقل المصدر عن العائلات النازحة قالها: «لم نتعرض إلى مضايقة. تم تسجيلنا بمراكز الشرطة والمجلس المحلي للقضاء من خلال استمارات تم توزيعها علينا».
ورأى المصدر الأممي أن أبرز الحلول الواجب اتخاذها لإيقاف موجة النزوح من كركوك، هي مفاتحة مكتب القائد العام للقوات المسلحة لغرض نشر قوات أمنية تابعة للحكومة الاتحادية في المحافظة وبقية المناطق المتنازع عليها، لمنع حدوث أي موجات نزوح في المستقبل «يهدد بكوارث إنسانية». إضافة إلى إيعاز الحكومة المحلية في ديالى إلى مديرية تربية المحافظة لغرض «قبول استضافة» أبناء هذه العائلات من الطلبة في المدارس لحين جلب كتاب نقل من مدارسهم الأصلية أو رجوعهم إلى مناطق سكناهم الأصلية التي نزحوا منها، ناهيك عن شمول هذه العائلات بـ»المعونات الإنسانية».
المعلومات التي أدلت بها المصادر لـ«القدس العربي»، جاءت متطابقة لبيان صحافي لعضو مجلس المفوضية العليا لحقوق الإنسان وحدة الجميلي، حذّرت فيه من خطورة استمرار «تهجير العائلات» من كركوك والمناطق المختلطة؛ من قبل قوات تابعة لجهات محلية، على السلم الأهلي.
وطالبت القائد العام للقوات المسلحة بـ»نشر قوات اتحادية في تلك المناطق للحد من هذه الممارسات».
وأكدت أن العائلات النازحة من كركوك إلى ديالى «تعرضها لمضايقات وانتهاكات مستمرة من قبل قوات محلية مدعومة من جهات نافذة في الحكومة المحلية، والتي بلغت ذروتها في الأسبوعين الأخيرين لتهجيرهم من مناطقهم، مثل مداهمة منازلهم واعتقال أبنائهم بتهم كيدية، بالإضافة إلى الممارسات الأخرى».

تهجير 58 عائلة عربية وتركمانية من كركوك بعد الاستفتاء… ومداهمات واعتقالات وسرقة
وضع علامة «ن» على منازل العائلات النازحة… ومنعها من اصطحاب الأوراق الثبوتية
مشرق ريسان

تصريحات قائد أكبر ميليشيا شيعية في العراق ضد الكرد تنذر بإعادة رسم التحالفات

Posted: 01 Oct 2017 02:29 PM PDT

اسطنبول ـ «القدس العربي»: «‏التحالف الشيعي الكُردي انتهى».. تصريح أطلقه قيس الخزعلي قائد «عصائب أهل الحق»، كبرى الميليشيات الشيعية في العراق، خلال كلمة ألقاها في ذكرى يوم عاشوراء، ليعلن بذلك أن التحالف الذي شكل ملامح العراق بعد 2003، لم يعد موجوداً بعد خطوات الأكراد المتسارعة نحو الانفصال.
الخزعلي، الذي عرف بتصريحاته المعادية للقوى السياسية الكردية، اعتاد تهديد سلطة رئيس كردستان، مسعود بارزاني، سابقاً، لكن تصريحه الأخير يمثل تصعيداً غير مسبوق لمستوى العداء، فقد احتوى عبارات مثل «بارزاني أطلق رصاصة الرحمة» و»ندعو لإعادة رسم التحالفات».
مواقف تؤشر لتوتر مستقبلي أكثر حدة، بين الميليشيات الشيعية ومن ورائها طهران، وبين إقليم كردستان. ولعل الخزعلي لمح لهذا، بقوله «‏الأراضي التي استحوذ عليها بارزاني قادرون على استعادتها بشهر واحد، والذي لا يفهم سوى منطق القوة يجب أن يعامل بذات المنطق».
وليست تصريحات الخزعلي، التي لم تتجاوز لحد الآن التهديدات الكلامية، فريدة في هذا الإطار، بل أن معظم قادة الميليشيات الشيعية اتخذوا المواقف نفسها. كريم النوري، القيادي في ميليشيا «بدر» خرج في لقاء إعلامي بإحدى القنوات الفضائيات مهدداً: «قادمون في كردستان»، و «الخيارات مفتوحة». كذلك، حسن سالم، رئيس كتلة «الصادقون» والقيادي في «الحشد الشعبي»، أكد أن الأخير لن يتأخر عن مساندة حكومة بغداد في أي تحرك عسكري ضد الإقليم». وتطرح تساؤلات عن دور مرتقب لـ»الحشد» في الضغط على إقليم كردستان، خصوصا أن «الحشد» الأداة الإيرانية الأكثر تأثيراً لطهران وللقوى الشيعية الموالية لها. فصائل الحشد سبق أن اصطدمت فعلياً وبشكل مسلح مع القوى الكردية في اكثر من مناسبة سابقة، سيما في بلدة طوزخرماتو في محافظة صلاح الدين، حيث اشتبك «الأسايش» الكردي، مع فصيل تركماني شيعي تابع لـ»الحشد» في البلدة المنقسمة، كما نشبت توترات بين الفريقين في قرى وبلدات محافظة ديالى المحتقنة طائفياً وعرقياً.
القيادة السياسية للكرد والشيعة، نجحت حتى الآن في وقف تطور أي صدام مسلح بين الفصائل المسلحة، خصوصاً أن الطرفين كانوا منشغلين بمواجهة خطر تنظيم «الدولة الإسلامية».
وحتى الآن، الأمريكيون يلعبون دورا هاما في تقريب وجهات النظر بين بغداد وأربيل، ولكن، وكما كان متوقعاُ، فإن الانتهاء من معركة الموصل التي أنهت التهديد الأكبر للتنظيم على محافظات كردستان العراق، أفسحت المجال لخطوات الانفصال الكردية، وبالتالي عودة النزاع مع بغداد وتصدره المشهد.
وليس هناك ما يقلق قادة كردستان بعد تنظيم «الدولة» كالحشد الشعبي، لدرجة أن رئيس استخبارات الإقليم، قد صرح في أوج النزاع مع تنظيم «الدولة» قبل عامين، أن «الميليشيات الشيعة قد تسبب مشكلة أكثر من تنظيم الدولة».
عدد من المراقبين، يرى أن تحركات الميليشيات الشيعية وتصعيدها لنبرة العداء ضد كردستان، هي رسائل إيرانية لقادة الكرد، وإن أي صدام بين القوى الكردية والشيعية المسلحة، سيقود حتماً إلى تصعيد المواجهة لحدوها النهائية مع طهران.
وتعلق مؤسسة «راند» الأمريكية على هذه الجزئية في سياق دراسة أجراها عدد من باحثيها، بالقول: «على الرغم من أن إقليم كردستان يحاول أن يوازن في علاقته مع إيران وتركيا، من المحتمل أن المستقبل سيشهد صراعا شيعيا كرديا بين الميليشيات الشيعية والبيشمركه حول المناطق المتنازع عليها، مثل كركوك، والتي يمكن أن تعكر سعي بارزاني نحو العلاقات مع إيران».
ورغم كل احتمالات ونذر التصعيد، من الواضح أن إقدام الميليشيات الشيعية على أي مواجهة، بضوء أخضر من طهران، لن يكون قرارا سهلا، إذ إن عواقب المواجهة المتمثلة بإرتداد الأزمة داخلياً تجاه أكراد إيران وصعود الشعور القومي الكردي، كلها عوامل ستجعل من أي عمل عسكري من الحشد أمراً تكتنفه المخاطر.
ولعل أبرز الانعكاسات المتوقعة من تصعيد المواجهة الشيعية – الكردية في العراق، هو تخفيف الضغط على تنظيم «الدولة الإسلامية»، ومنحه فرصة لإعادة ترتيب صفوفه، وهو ما تخشاه كل الأطراف في العراق، وكذلك إيران، إضافة إلى أن هذا النزاع إن حصل، سيحيي آمال العرب السنة في تفكيك التحالفات الطائفية والعرقية التي قادت لتهميشهم في عراق ما بعد 2003.

تصريحات قائد أكبر ميليشيا شيعية في العراق ضد الكرد تنذر بإعادة رسم التحالفات

وائل عصام

نصرالله يحذّر السعودية من دفع لبنان نحو مواجهات داخلية فـ «المملكة أكثر دولة معرّضة للتقسيم»

Posted: 01 Oct 2017 02:28 PM PDT

بيروت – «القدس العربي» : سنة بعد سنة تزداد المناسبات الخاصة بإحياء ذكرى عاشوراء في لبنان خصوصاً مع تمدّد حزب الله في أكثر من منطقة، ولوحظ أن مراسم عاشوراء بلغت امس عدداً من البلدات الشيعية الموجودة في محيط مسيحي كما في المتن وكسروان.
وعلى الرغم من معركة الجرود في عرسال ورأس بعلبك والقاع التي أسفرت عن خروج تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة من الحدود اللبنانية السورية إلى الداخل السوري إلا أن الهاجس الامني بقي مخيّماً على الضاحية الجنوبية لبيروت وعدد من المناطق حيث الحضور الشيعي الكبير.
ولوحظ أن عناصر الحماية في «حزب الله» اتخذوا تدابير مشددة في محيط مسيرات عاشوراء واستعانوا بالكلاب البوليسية للتفتيش وتأمين الساحات من أي خطر امني. ونفى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله « ما قيل عن تخفيف الإجراءات في محيط الضاحية»، قائلاً «هذا غير صحيح ولا ينبغي أن يكون، والإجراءات الأمنية يجب أن تستمرّ حتّى إشعار آخر وليس الوقت المناسب لذلك».
وفي وقت تمّ فيه الإيعاز بضرورة عدم استخدام الالات الحادة لضرب الرؤوس إلا ان منطقة النبطية لم تلتزم بهذه التوجيهات وهي التي تشتهر بإحيائها ذكرى الامام الحسين بن علي في كربلاء. وقد توافد آلاف المواطنين من مختلف قرى النبطية، واحتشدوا في الساحات والشوارع التي فرضت فيها وحولها إجراءات امنية مشددة واستثنائية من قبل وحدات من قوى الامن الداخلي والجيش اللبناني .وبعد الانتهاء من تلاوة المصرع الحسيني، اندفع عشرات من «الضرّيبة»، وقد حزوا رؤوسهم بآلات حادة وسالت الدماء بغزارة وجابوا الشوارع الرئيسية في المدينة، واغمي على العديد منهم، وعملت فرق من الجمعيات والهيئات الصحية على اسعافهم.
اما في الضاحية الجنوبية فقد أطل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله على دفعتين متحدثاً ليلة العاشر من محرم ويوم العاشر. وقد حثّ على «العمل للحفاظ على الاستقرار السياسي في البلد»، معتبراً ان «ذهنية التحدي والمكاسرة لا تبني بلداً».
وجدّد «تأييد هذه الحكومة إلى آخر يوم من حقها الدستوري، اي إلى يوم اجراء الانتخابات»، مشدداً على ان «لا حزب الله ولا حلفاؤه لديهم نية تعطيل الحكومة». وتطرّق إلى مسألة الانتخابات وما أثير عن احتمال تمديد جديد او تأجيل، مؤكداً أن «لا تأجيل ولا تمديد والانتخابات ستجري ولا سبب للتمديد».
وفي اشارة ضمنية إلى الدعوات التي بدأت السعودية توجيهها إلى قيادات 14 آذار لزيارة المملكة اضافة إلى الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط، دعا نصرالله «القوى السياسية في لبنان إلى الوعي، خصوصاً وان السعودية تدفع لبنان نحو مواجهات داخلية» كما قال، وشدد على» ان حزب الله ليس في موقع ضعف ولا قلق ولا خوف»، مؤكداً «ان مصلحة لبنان الحقيقية هي تجنب الوصول إلى مواجهة داخلية تحت اي عنوان من العناوين، خصوصاً ان هناك انهيار محاور في المنطقة، والأمريكيون يبدو انهم يحضرون لعداوات جديدة وصراعات جديدة في المنطقة».
كما دعا السعودية إلى «أخذ العبرة مما جرى في سوريا، التي عملتم على تدميرها، لكن مشروعكم السياسي فشل فيها، وقبلها في العراق وحالياً في اليمن» على حد تعبيره. وحذّر «من المخططات الأمريكية – الإسرائيلية لوضع المنطقة أمام مرحلة خطيرة جداً وهي مرحلة تقسيم والعودة إلى الشرق الأوسط الجديد الذي تم اسقاطه في حرب تموز 2006 «، مشيراً إلى « انهم يدخلون في مشروع جديد وهو اعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات ضعيفة والبداية من كردستان، وان التقسيم سيصل إلى السعودية وهي أكثر دولة معرضة للتقسيم».

عن التهديد الإسرائيلي

وعن التهديد الإسرائيلي قال «أياً يكن التهديد الإسرائيلي فإننا لن نترك ما قاله لنا الحسين بأننا لن نخلي الساحات. كنا نعرف أن تحرير الأرض لا يحصل بالخطابات ولا بالشعارات، وإنما بالحضور الميداني الجهادي المباشر في ساحات القتال، فكنا حيث يجب أن نكون، وسنحسم المعركة مع داعش والتكفيريين، ولن نتعب مهما كانت أعداد الشهداء، ولأولئك الذين يخططون لإضعافنا، نقول: لقد خرجنا أكثر قوة لأننا نحمل الروح، التي لا يمكن أن تستسلم، لأنه هيهات منا الذلة».ورأى ان «الأوضاع في سوريا والعراق في نهاياتها، كما ان داعش محاصرة في جزء من محافظة دير الزور، ومن الطبيعي انه سيحاول الانتحاريون في داعش القـيام بعمليات انتحارية لتأخير حسم المعركة في سوريا، لكن الامر لن يفيدهم، لأن القرار مأخوذ بإنهائهم، وداعش في مراحلها العسكرية الأخيرة»، لافتاً إلى أن «اسوأ ما في داعش انها فعلت كل ما فعلته باسم الاسلام».
وفي ملف النازحين، قال «جميعنا نجمع على أنّ هناك مشكلة وتتفاقم وتأخذ ظواهر جديدة، وحادثة زعرتا ممكن ان تتكرر في أي بلدة أخرى»، منبّهاً إلى «أنّنا قلنا سابقاً عن العودة الطوعية والآمنة. حتّى على العودة الطوعية لا أحد يعمل لا قوى سياسية ولا أحد. هنا اللبنانيون مسؤولون»، موضحاً أنّ «هناك من لا يريد أن يعود النازحون لأسباب تخصّهم، ولكنّ الجميع يقول نعم نحن مع العودة الطوعية للنازحين».
وتوّجه إلى النازحين أنفسهم، قائلاً «ليس الكل مع المعارضة وليس الكلّ مع النظام السوري، مصلحتكم هي العودة إلى بلدكم وحياتكم الحقيقية في بلدكم، أنظروا حولكم الفلسطينيون يتمسّكون بحق العودة، ومصلحتكم أن تشاركوا في إعمار بلدكم. اليوم الدول والشركات الكبرى في العالم وفي لبنان حتّى، بدأت تتكتّل وعيونها مشدودة للعمل في سوريا، وبعض القوى تطالب أن يكون لبنان منصّة للمساعدة في إعمار سوريا دون الحديث مع الحكومة»، متسائلاً «كيف ذلك؟ إذا وزير الخارجية التقى وزير الخارجية السوري لا ينسجم معهم». وفي مسيرة العاشر من محرّم دعا الأمين العام لحزب الله « إلى مواصلة المعركة في كل مكان للقضاء على داعش والانتهاء من خطرها وفسادها وظلمها وتشويهها وتدميرها «، سائلاً « من كان المسؤول عن هذه الظاهرة؟ من أوجدها ومن موّلها ومن سلّحها ومن سهّل لها ومن دعمها ومن مكنها؟ هذا الأمر لا يجوز أن يمر هكذا». وقال: «داعش هي احد تجليات المد التكفيري، الأصل في هذا المد التكفيري هو الفكر الوهابي الظلامي الذي أنتج داعش ويمكن أن ينتج شبيهاً لداعش في كل زمان، في كل مكان، في كل بلد، ولذلك يجب أن تدخل الأمة مع هذا الفكر الوهابي التكفيري في موقف حاسم حتى لا تتكرر هذه المأساة التي طالت الإسلام وطالت شعوب المنطقة».

«غادروا فلسطين»

واضاف «لا تتوانى إسرائيل عن توجيه التهديدات للبنان بتدميره في أي حرب مقبلة، دائماً يخرج شخص يقول لك في الحرب المقبلة لن نبقي حجراً على حجر وسنعيد لبنان مئة سنة ومئتي سنة إلى الخلف. قبل مناورة الفيلق الشمالي وبعدها وإسرائيل تواصل عدوانها في سوريا تحت عنوان منع وصول قدرات عسكرية إلى المقاومة وتواصل خروقاتها في لبنان بأشكال مختلفة وتعمل من أجل دفع المنطقة إلى الحرب تحت أي حجة، أنا اليوم في يوم العاشر أريد أن أوجه كلاماً واضحاً للإسرائيليين ولليهود في فلسطين المحتلة وفي العالم. إن نتنياهو وحكومته وقيادته العسكرية لا يملكون تقديراً صحيحاً إلى أين ستؤدي هذه الحرب إذا أشعلوها، ما هي مساحتها وما هي ميادينها، من سيشارك فيها ومن سيدخل إليها ؟».
وقال: «أنا أدعو اليوم، أدعو أولا كل اليهود غير الصهاينة ليعزلوا حسابهم عن حساب الصهاينة، الذين يقودون أنفسهم إلى الهلاك الحتمي، وأدعو كل الذين جاؤوا إلى فلسطين المحتلة على أنها أرض اللبن والعسل إلى مغادرتها، أدعوهم إلى مغادرتها والعودة إلى البلدان التي جاؤوا منها، حتى لا يكونوا وقوداً في أي حرب تأخذهم إليها حكومة نتنياهو الحمقاء، لأن نتنياهو إذا شنّ حرباً في هذه المنطقة قد لا يكون لدى هؤلاء وقت حتى لمغادرة فلسطين ولن يكون لهم أي مكان آمن في فلسطين المحتلة. يجب أن تعرف حكومة العدو أن الزمن تغير». وختم نصرالله مدافعاً عما سماه «شعب مظلوم ومضطهد ويعيش في سجن كبير في البحرين».

نصرالله يحذّر السعودية من دفع لبنان نحو مواجهات داخلية فـ «المملكة أكثر دولة معرّضة للتقسيم»
إحياء ذكرى عاشوراء يتسّع مع تمدّد «حزب الله»
سعد الياس

حكومة التوافق تصل إلى غزة اليوم وتتناول طعام الغداء في منزل مسؤول تنظيم فتح

Posted: 01 Oct 2017 02:28 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي» : أكد أحمد حلس مسؤول تنظيم حركة فتح في قطاع غزة لـ «القدس العربي»، أن حركته «ستدفع أثمان المصالحة الداخلية» وذلك من أجل طي صفحة الانقسام. جاء ذلك في الوقت الذي تصل فيه حكومة التوافق اليوم الإثنين إلى قطاع غزة، من أجل تسلم مهامها في إدارة القطاع بشكل كامل، حيث يتوقع أن تبدأ ذلك من خلال اتخاذ جملة من القرارات المهمة التي ستعمل من خلالها على تخفيف حدة الأزمات التي تعصف بالسكان المحاصرين، مع استمرار الأجواء الإيجابية التي سبقت قدومها من قيادات فتح وحماس.
وقال حلس إن الوفد الحكومي سيصل قطاع غزة قادما من الضفة الغربية، عند ساعات ظهر اليوم الإثنين، ويضم 150 وزيرا ومسؤولا برئاسة الدكتور رامي الحمد الله، وسيتوجه من معبر بيت حانون «إيرز» إلى مكان إقامته في أحد الفنادق، حيث سينتقل بعد ذلك من الفندق إلى حي الشجاعية، حيث يقطن لتناول طعام الغداء في منزله.
وأشار إلى أن الوفد الحكومي سيتناول طعام الغداء في اليوم التالي من وصوله القطاع في منزل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
وكشف حلس النقاب أن رئاسة الوفد الأمني المصري الموجود حاليا في غزة، ستصل يوم الثلاثاء، لمراقبة تطبيق تفاهمات المصالحة.
وأوضح أن لقاءات ستعقد بين الوزراء القادمين إلى غزة، والوزارات التي تخضع لاختصاصاتهم في غزة، إضافة إلى لقاءات يعقدها الوفد مع المستوي السياسي في حركة حماس.
وأكد حلس على مضي حركة فتح في تطبيقها لاتفاق المصالحة بهدف «طي صفحة الانقسام».
وقال وهو يتحدث عن تفاؤل السكان بقرب إنهاء الانقسام «من يراقب التفاعل الإيجابي مع المصالحة، عليه أن يحذر من أي محاولة لتعطيل إنهاء الانقسام».
وشدد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح خلال تصريحاته لـ «القدس العربي»، على أن المصالحة «ليست بين طرفين»، ويقصد حركتي فتح وحماس، وأكد أنها «إرادة شعب يريد أن يصل بها لأعلى الدرجات». وأشار إلى وجود «ثمن» للمصالحة، مؤكدا أن فتح تدرك أنها «ستدفع أثمان المصالحة، إرضاء للشعب الفلسطيني وتاريخه».
وتابع وهو يتحدث بلغة التفاؤل «آن الأوان لأن نخرج من مرحلة الانقسام بلا رجعة».
ووصل إلى غزة أمس وزير الثقافة إيهاب بسيسو، مستبقا وصول الوفد الحكومي الكبير، في الوقت الذي أكد فيه مصدر مطلع أن الحكومة تتجه لاتخاذ جملة من القرارات التي تخفف من حجم الأزمات التي تعصف بسكان غزة، وسببها الانقسام السياسي الذي دام طوال 11 عاما مضت، وأبرزها مشكلة الكهرباء.
وتصل الحكومة بعد أن أنهت وفودا أمنية قدمت من الضفة الغربية ترتيبات الوصول بالتنسيق مع أجهزة أمن غزة المشكلة من عناصر حركة حماس.
وستبدأ وفود إدارية تضم مسؤولين كبارا يحملون صفة وكلاء وزارات ومدراء عامين، ورؤساء هيئات حكومية، وبإشراف مباشر من وزراء الحكومة بمهام تسلم إدارة وزارات غزة، فور وصول الحكومة للقطاع، وذلك من قبل المسؤولين عن هذه الوزارات، الذين تلقوا في وقت سابق تعليمات من قيادة حركة حماس بتسهيل المهمة بشكل كبير، خاصة وأن وفدا من جهاز المخابرات العامة الذي أشرف على تفاهمات المصالحة الأخيرة، سيكون في القطاع مع وصول الحكومة لمراقبة العملية.
وفي السياق قال رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، في تصريحات صحافية خلال رئاسته اجتماعا لحكومته في رام الله قبل التوجه الى غزة، «ذاهبون الى قطاع غزة بروح إيجابية، وعاقدو العزم على القيام بدورنا في دعم جهود المصالحة، وطي صفحة الانقسام، ليعود الوطن موحدا بشعبه ومؤسساته».
وأكد الحمد الله ان توجه الحكومة الى قطاع غزة يأتي في سياق الخطوات العملية المبذولة لإنهاء الانقسام، ويهدف إلى الاطلاع على أوضاع القطاع ومؤسساته، بالإضافة الى عقد اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي كما هو معتاد، يوم الثلاثاء، مشددا على دعم الحكومة الكامل لجهود المصالحة والدور المصري في إنجاحها، وعلى تطبيق كافة التوصيات التي تنتج عن اللقاءات بين حركتي فتح وحماس في القاهرة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة ستساهم بشكل تدريجي، في حل القضايا العالقة التي وقفت في السابق عائقا أمام تنفيذ اتفاقات المصالحة بين حركتي فتح وحماس. وأعلن عن تشكيل ثلاث لجان، وهي: لجنة المعابر، ولجنة الوزارات والموظفين، واللجنة الأمنية.
جاء ذلك في ظل استمرار الأجواء الإيجابية السائدة بين الطرفين، التي عبر عنها بتصريحات كثيرة، أكدت حرص قادة فتح وحماس على تجاوز فترة الانقسام السابقة، وتطبيق التفاهمات الأخيرة، استعدادا للمرحلة المقبلة، الذي بدا واضحا أيضا من اهتمام الإعلام الحكومي الرسمي، وكذلك إعلام حركة حماس، في تغطية مستمرة لمجريات الأخبار المتعلقة بالمصالحة، وتصريحات مسؤولين ومختصين تشير إلى أهمية المصالحة في تعزيز الموقف الفلسطيني في المرحلة المقبلة. وبموجب ما جرى التوافق عليه خلال الأيام الماضية، وذلك عبر اتصالات عدة أجريت بين قيادات من فتح وحماس مسؤولة عن لجان المصالحة، فإن نجاح مهمة الحكومة في تسلم مسؤولية إدارة الوزارات التي من الواضح أنها ستمر بشكل سلس، سيتلوها بعد أسبوع اجتماع في القاهرة لقيادات من الحركتين، للبحث في إنهاء ملف الموظفين وكذلك بعض القضايا العالقة، بما في ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة.
وعلمت «القدس العربي» أن المباحثات ستركز أيضا على عقد اجتماع للمجلس الوطني، ليكون بداية لدخول حركة حماس في منظمة التحرير الفلسطينية، على أن تناقش هذه الملفات بشكل أوسع خلال لقاء يجمع الفصائل التي شاركت سابقا في التوقيع على اتفاق المصالحة في عام 2011 في العاصمة المصرية القاهرة، للبدء في بحث موسع لتشكيل حكومة الوحدة، وتحديد موعد للانتخابات، وكذلك موعد لعقد جلسة المجلس الوطني المقبلة، استنادا لما جرى التوافق عليه في آخر اجتماع للفصائل في العاصمة اللبنانية بيروت مطلع العام الجاري.
وفي سياق دعم جهود اتمام المصالحة، أطلقت شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة مبادرة خلال مؤتمر صحافي عقدته في مدينة غزة، بعنوان «نعم للمصالحة على قاعدة وطنية وديمقراطية»، أكدت خلالها على أهمية نجاح الجهود الحالية من أجل طي صفحة الانقسام.
يشار إلى أن إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قال في رسالة وجهها للشعب الفلسطيني «بدأنا حركة هدم جدار الانقسام وإزالة آثاره من حياتنا السياسية في الضفة والقطاع». وأضاف «نشعر أننا قادرون على إحداث اختراق في ملف المصالحة، حيث المرحلة الراهنة مختلفة، فالبيئة الوطنية والإقليمية والدولية تغيرت فضلًا عن الرعاية المصرية القوية». وقال أيضا وهو يبشر بقرب طي صفحة الانقسام «ندرك أننا سنحتاج إلى الحكمة والروية وسعة الأفق وتغليب المصالح العليا والإبداع في عبور المرحلة والتغلب على تراكم السنوات، وعلى أزمة الثقة، وواثقون أن الإرادة والقرار والقدرة على التنفيذ ستكون سيدة الموقف والمتحكم بمآلات الأمور الواعدة التي ينتظرها كل أبناء شعبنا وأمتنا».
وشدد على أن «حركة حماس هي في كل المراحل مع المصالحة وإنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني والوحدة الوطنية كانت وما زالت على رأس الأولويات».
وشدد هنية على أن حماس معنية بتحقيق المصالحة في الضفة كما هي في غزة وإنهاء المظالم وتسوية الملفات وإعادة الحياة السياسية والحريات واحترام التعددية والعمل المؤسساتي والأمن الوظيفي. ولفت إلى أن أساس المصالحة قائم على وحدة الضفة والقطاع وعدم الفصل بينهما، مشيرا إلى أن تداعيات الانقسام طالت الضفة كما طالت القطاع، منبهاً إلى أن أهلنا في الضفة يجب أن ينعموا بنتائج المصالحة.

حكومة التوافق تصل إلى غزة اليوم وتتناول طعام الغداء في منزل مسؤول تنظيم فتح

أشرف الهور

الحمد الله: عاقدون العزم على القيام بدورنا في دعم جهود المصالحة وطي صفحة الانقسام

Posted: 01 Oct 2017 02:28 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله: «ذاهبون إلى قطاع غزة بروح إيجابية، وعاقدون العزم على القيام بدورنا في دعم جهود المصالحة، وطي صفحة الانقسام، ليعود الوطن موحدا بشعبه ومؤسساته».
جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماعا وزاريا أمس، في مكتبه في رام الله بحضور رئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج، ورئيس هيئة الشؤون المدنية حسين الشيخ، وعدد من رؤساء الهيئات والسلطات العامة، للاطلاع على التحضيرات لتوجه الحكومة إلى قطاع غزة.
وأكد الحمد الله ان توجه الحكومة الى قطاع غزة يأتي في سياق الخطوات العملية المبذولة لإنهاء الانقسام، ويهدف إلى الاطلاع على أوضاع القطاع ومؤسساته، بالإضافة الى عقد اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي كما هو معتاد، يوم الثلاثاء، مشددا على دعم الحكومة الكامل لجهود المصالحة والدور المصري في إنجاحها، وعلى تطبيق كافة التوصيات التي تنتج عن اللقاءات بين حركتي فتح وحماس في القاهرة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة ستساهم بشكل تدريجي، في حل القضايا العالقة التي وقفت في السابق عائقا امام تنفيذ اتفاقات المصالحة بين حركتي فتح وحماس. وأعلن عن تشكيل ثلاث لجان، وهي: لجنة المعابر، ولجنة الوزارات والموظفين، واللجنة الأمنية.
في غضون ذلك قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، تواصل تصعيد إجراءاتها القمعية العنصرية ضد الشعب الفلسطيني وأرض وطنه وممتلكاته، ضاربةً بعرض الحائط الاتفاقيات الموقعة والقوانين الدولية ومبادىء حقوق الإنسان السامية، ومتجاهلةً لقرارات الشرعية الدولية، وجميع الإدانات والنداءات المطالبة بوقف تلك الانتهاكات الجسيمة بحق الفلسطينيين. وأضافت أن هذا ما تؤكد عليه بشكل دوري عديد التقارير الأممية وفي مقدمتها التقارير الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «اوتشا»، التي توثق انتهاكات الحكومة الإسرائيلية وأذرعها المختلفة وجرائم المستوطنين.
وأكدت أن الإحصائيات والأرقام التي تتضمنها تلك التقارير خاصة التقرير الأخير، أصبحت بالنسبة للمعاناة الفلسطينية اليومية شيئا مجردا واعتياديا، لم يعد يثير لدى القارىء أية ردود فعل، والسبب يعود الى أن القارىء بات معتاداً على مطالعة أرقام شبيهة طوال 50 عاماً من الاحتلال، ما شكل لديه مناعة ما اتجاه هذه الأرقام، وأصبح ينظر اليها ــ إن نظر ــ برؤية مجردة من دون أن تعني الكثير، هذا إذا لم تمر تلك الأرقام مرور الكرام. واستطردت «لو توقفنا أمام التقرير الأخير لـ «اوتشا»، الذي يغطي الأسبوعين الأخيرين، نجده يشير الى انتهاكات خطيرة تمارسها حكومة الاحتلال وقطعان المستوطنين، ترتقي الى مستوى الجرائم، بدايتها حرق 400 شجرة زيتون لتنضم الى 2800 شجرة تم إتلافها من قبل المستوطنين منذ بداية هذا العام, كما يشير التقرير الى أن سلطات الاحتلال قامت بهدم ما مجموعه 21 مبنى في المنطقة المصنفة (ج) والقدس الشرقية، بذرائع وحجج واهية، مما أدى الى تهجير وتشريد مئات العائلات الفلسطينية بمن فيها الأطفال والنساء والشيوخ. كما نقرأ في التقرير كيف صادرت قوات الاحتلال 50 برميلاً لتخزين المياه، خلال هذين الأسبوعين الأخيرين، مما تسبب في إلحاق الضرر بسبل عيش الكثير من العائلات الفلسطينية، في الوقت ذاته يشير التقرير الى إصابة 48 فلسطينيا بجروح مختلفة نتيجة تعرضهم لاعتداءات من قبل جيش الاحتلال وعناصر المستوطنين الإرهابيين، ويتحدث عن اعتقال 152 مواطناً، مما يعني اعتقال 10 مواطنين يومياً خلال تلك الفترة، ومداهمات واقتحامات بالجملة، وإرهاب المواطنين العزل».
وأضافت أنه عندما «نبدأ بالتعمق في هذه الأرقام ومعانيها والأماكن التي حدثت فيها وتأثيراتها على حياة المواطنين، نكتشف أنها تعكس سياسة احتلالية مستمرة هدفها تشريد الفلسطيني عن أرضه. ورغم أن هذه السياسة متواصلة من دون توقف منذ اليوم الأول للاحتلال حتى هذه اللحظة، ورغم أن الأرقام تشير الى تصاعد خطير في الانتهاكات بمختلف أشكالها لضرب صمود المواطن الفلسطيني، إلا أن مجرد رؤية هذا التصاعد في الحالة الهمجية الاحتلالية العنصرية وغير القانونية، يعكس في المقابل متانة صمود شعبنا وبقاءه على أرض وطنه، كما تؤكد هذه الأرقام فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه. نعم، إنها معركة طويلة وتحتاج الى نفس طويل، أهم ركائزها تعزيز صمود المواطن الفلسطيني في أرضه، فهنا تكمن بدايات الانتصار. وتابعت القول إنها وإذ تندد بمسلسل الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال والمستوطنون ضد أبناء شعبنا، فإنها تشكر «اوتشا» على استمرارها في نشر هذه التقارير وإصرارها على إتمامها، وفضح الانتهاكات الاسرائيلية برغم أن الاحتلال بغطرسته وقوته العسكرية وترهيبه للدول الأخرى واعتماده على حماية الدولة العظمى، لا يبالي بمثل هذه التقارير. وأضافت ان هذه المنظمة على الأقل تعطي للمراقب نبذة عما تقوم به سلطات الاحتلال يوميا من إجراءات قمعية وفاشية، لعل الأصوات المدافعة عن الاحتلال والتي تعتبره (احتلالا حميدا) تتعظ من ذلك.

الحمد الله: عاقدون العزم على القيام بدورنا في دعم جهود المصالحة وطي صفحة الانقسام

ترامب يدعو تيلرسون إلى الكف عن إهدار الوقت مع كوريا الشمالية وفلسطينية تقود مظاهرات صاخبة في واشنطن ضده

Posted: 01 Oct 2017 02:27 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي» ووكالات: قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لكبير الدبلوماسيين في إدارته أن يكف عن إهدار الوقت مع كوريا الشمالية، بعد يوم واحد من إشارة وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى أن واشنطن على اتصال مباشر مع بيونغ يانغ.
وكتب أمس الأحد، في تغريدة عبر موقع تويتر: «قلت لريكس تيلرسون، وزير خارجيتنا الرائع، إنه يهدر وقته في محاولة للتفاوض مع رجل الصاروخ الصغير»، في إشارة إلى زعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون.
وكتب ترامب «وفر طاقتك يا ريكس، سنفعل ما يجب القيام به!».
واعترفت الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة السبت بأنها على اتصال مباشر مع كوريا الشمالية بشأن تجاربها النووية والصاروخية.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون قوله للصحافيين في مقر السفارة الأمريكية في بكين: «نسأل، (هل تودون التحدث؟)، لدينا خطوط اتصالات مع ببيونغ يانغ».
وأضاف تيلرسون: «لسنا في موقف مظلم. لدينا قناتان أو ثلاث مفتوحة على بيونغ يانغ».
وردا على سؤال ما إذا كانت الصين ضالعة في التوسط في الاتصالات، تردد أن تيلرسون قال: «بشكل مباشر. لدينا قنواتنا الخاصة».
ورغم ذلك قالت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت لاحق من أمس إن قادة كوريا الشمالية لم يظهروا أي علامات عن استعدادهم للحديث عن وقف التجارب النووية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت في بيان أمس: «إن مسؤولي كوريا الشمالية لم يظهروا أي علامة على اهتمامهم أو استعدادهم لإجراء محادثات حول نزع الأسلحة النووية».
إلى ذلك، تظاهر الآلاف من المواطنيين الأمريكين في واشنطن العاصمة كجزء من مسيرة ضخمة تطالب بالعدالة العرقية ومسيرة اخرى للنساء من الأصل الافريقي.
واجتمعت المسيرات التى تم تنظيمها بشكل منفصل ولكن بتنسيق وثيق امام مقر وزارة العدل والمركز الوطني، واستمع المتظاهرون هناك إلى كلمات القتها الناشطة الحقوقية من أصل فلسطينى ليندا صرصور والناشطة النسوية غلوريا شتاينم اضافة إلى والدة كاستيلا فاليري التى قتلت على يد ضابط شرطة في ولاية مينسوتا في حزيران/ يوليو.
وقالت مايرو كوك، وهي من منظمي المسيرة، بأنها تشعر بقوة ان السود لا يحصلون على عدالة في الولايات المتحدة، واضافت ان هناك الكثير من القضايا التى ادت إلى تجمع العديد من المتظاهرين في مسيرة واحدة من بينها تصرفات ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بما في ذلك انتقاداته القاسية للاعبيين السود في اتحاد كرة القدم الأمريكية الذين رفضوا الجلوس على الركبة خلال النشيد الوطني احتجاجا على وحشية الشرطة، والاحتجاج على عدم إدانة ترامب لهجوم النازيين الجدد في شارلوتسفيل في ولاية فيرجينيا.
وقال متظاهرون ان ترامب شجع الناس الذين يعارضون مكاسب نضالات الحقوق المدنية مشيرا إلى ان هؤلاء الناس لا يختلفون عن اولئك الذين ترعرعوا وسط بيئة من نوافير المياه المنفصلة للابيض والاسود.
وحرص المنظمون على ادراج عدد كبير من الحركات في مسيرات واشنطن اذ شاركت جماعات من «حياة السود مهمة» إلى الحركات المدافعة عن المهاجرين وحركات تدافع عن المجتمعات الاسلامية في الولايات المتحدة وجماعات اخرى تدافع عن حقوق السكان الاصليين ودعاة التحرر الاجتماعي.
وقال ناشطون من قبيلة «بيسكاتاوا» من السكان الاصليين انهم يشعرون بقوة بتداخل الحركات حيث كان هناك الكثير من الأشخاص من جميع الاجناس في ستادينغ روك.

ترامب يدعو تيلرسون إلى الكف عن إهدار الوقت مع كوريا الشمالية وفلسطينية تقود مظاهرات صاخبة في واشنطن ضده

رائد صالحة

ظريف في الدوحة في أول زيارة منذ عودة سفيرها إلى طهران

Posted: 01 Oct 2017 02:27 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: يزور وزير الخارجية الإيراني الدكتور محمد جواد ظريف قطر ضمن جولة تشمل سلطنة عمان، بدءا من الاثنين، في أول زيارة له بعد عودة السفير القطري إلى طهران، ومنذ بداية الحصار المفروض على الدوحة، في الخامس من يونيو/ حزيران الماضي.
وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) أن ظريف سيتوجه الإثنين إلى سلطنة عمان ليبحث مع المسؤولين العمانيين العلاقات الثنائية والتطورات الاقليمية. ومن المقرر أن يتوجه لاحقا إلى قطر حيث يلتقي المسؤولين القطريين ويبحث معهم العلاقات بين البلدين والتطورات على الصعيد الإقليمي.
وفي وقت سابق، استقبل الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية القطري، الأربعاء 18 أيلول/سبتمبر الماضي محمد علي سبحاني سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى قطر. وجرى خلال المقابلة استعراض أوجه التعاون بين دولة قطر وإيران وآفاق تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى تناول عدد من الموضوعات محل الاهتمام المشترك، بحسب ما ذكر بيان لوكالة الأنباء القطرية.
كما استقبل الدكتور محمد جواد ظريف وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي بن حمد السليطي سفير دولة قطر لدى إيران. وجرى خلال المقابلة بحث العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها، والأمور ذات الاهتمام المشترك.
وتعدّ زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى الدوحة، الأولى من نوعها منذ عودة السفير القطري لاستئناف مهامه في طهران، الأمر الذي يعكس نوعية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ظريف في الدوحة في أول زيارة منذ عودة سفيرها إلى طهران

إسماعيل طلاي

العالول لـ «القدس العربي»: المؤتمر خطوة نحو سحب الاعتراف بالبطريرك وتسريب الأملاك لا يمكن وصفه إلا بأعمال خيانية وصفعة للشعب الفلسطيني وقضيته

Posted: 01 Oct 2017 02:26 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي» : قال محمود العالول نائب رئيس حركة فتح وعضو اللجنة المركزية للحركة، في كلمته أمام المؤتمر الوطني لدعم القضية العربية الأرثوذكسية، في بيت لحم، أمس، إن ما شكل إلحاحًا على عقد هذا المؤتمر هو التسريب الذي حصل في القدس المحتلة على وجه الخصوص من أملاك تابعة للكنيسة الأرثوذكسية على أعتاب المسجد الأقصى في البلدة القديمة من القدس.
واعتبر أن هذا الأمر يأتي ضمن استهداف شامل تتعرض له الأرض الفلسطينية، قائلا «وطالما أن القضية تتعلق بالأرض فهي تتجاوز حدود أملاك الكنيسة لتصبح قضية وطنية بامتياز». وأكد أنه ومنذ سنوات تحوم الشبهات حول قضايا تسريب الأملاك أو بيعها أو تأجيرها لسنوات طويلة تحت مبررات واهية.
وأضاف «على الجميع أن يعلم أنه لا يوجد أي سبب يمكن أن يبرر قضية تسريب الأملاك، كما لا يمكن وصفها إلا أنها أعمال خيانية تشكل صفعة للشعب الفلسطيني وقضيته».
وأكد المسؤول الفلسطيني أن هذا الواقع لا يمكن أن يستمر كي لا يتم القضاء على الأمل بالنسبة للأجيال القادمة، والأهم وقف الهجرة من الوطن والعمل على المحافظة على الفسيفساء في هذا الوطن التي تتجلى في الانسجام المسلم المسيحي في فلسطين.
وطالب بدراسة الخيارات المطروحة، مؤكداً ضرورة رفع الغطاء عن كل ما يتعارض مع القضية الوطنية طالما تعلق بالأرض والهوية.
وقال في حديث لـ «القدس العربي» «إن نجاح المؤتمر في تشكيل لوبي شعبي ضاغط ورقابي ضد تسريب الأملاك المسيحية الفلسطينية سيكون الخطوة الأولى للوصول إلى سحب اعتراف السلطة الفلسطينية بالبطريرك الأرثوذكسي».
وقال المطران عطا الله حنا «إن عقد المؤتمر بحضور إسلامي مسيحي في بيت لحم هو للتأكيد على الوحدة الفلسطينية والانتماء للأرض والهوية. كما أنه يؤكد رفضنا للتسريب خاصة وأن كل ما يسيء للقدس وفلسطين إنما يسيء لنا. وكما وقفنا دفاعاً عن المسجد الأقصى نقف اليوم دفاعا عن الأوقاف المسيحية، لأن هناك تآمرا على الشعب الفلسطيني برمته».
واعتبر أن القضية لا تقتصر على تسريب أو بيع عقارات أو أراض، وإنما هي استهداف شامل للوجود المسيحي في فلسطين والمشرق العربي، وكما ظهرت «داعش» في الوطن العربي تظهر عندنا أيضًا لكن بشكل مختلف وهو الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني والوجود المسيحي».
وقال أغلب خوري ممثل الشباب العربي الارثوذكسي ومن المنظمين للمؤتمر، في حديث مع «القدس العربي» :»ناضلنا سنين طويلة ولم نستطع الخروج من كون القضية قضية مسيحية، لكن المراجعة لهذا النضال أظهرت لنا أهمية تحويل القضية إلى قضية وطنية وبدأنا اتخاذ خطوات لذلك إلى أن توجت هذه الجهود بانعقاد المؤتمر».
وأكد أنه «لمجرد تعلق القضية بتهويد الأرض فهي بالضرورة جزء من معركتنا مع الاحتلال الإسرائيلي نحو إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة». وأضاف «أردنا من هذا المؤتمر التأكيد على أن ملف تسريب وبيع أراضي الكنيسة لليهود هو أحد الملفات الأساسية للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الفلسطينية، كونه أحد الملفات الهامة ولا يقل أهمية عن قضية الاستيطان أو الأسرى خاصة عندما يتعلق الأمر بالأرض».
واعتبر المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات الذي حضر المؤتمر، أن مسألة تسريب الأراضي هي مسألة وطنية بامتياز ولا يجوز حصرها في الجانب الديني لأن في ذلك خطرا شديدا، خاصة وأن الاحتلال يحاول جرنا للمربع الديني وتحويل الصراع من سياسي إلى ديني.
وقال لـ «القدس العربي» إن الدفاع عن المقدسات هو جزء من المشروع الوطني، وأن أملاك الكنيسة توازي الأهمية ذاتها لأملاك الوقف الإسلامي، ولا يجوز القول إن المسيحيين أقلية في هذه البلاد، لأن المسيحيين هم عرب والعرب هم أصحاب هذه الأرض».
ومن الخلفيات التاريخية للقضية، فإنه ومنذ خضوع فلسطين للحكم العثماني، اعتبر أنه بمثابة تلاق للمصالح العثمانية اليونانية، ومنذ ذلك الوقت بدأت التآمر على المسيحيين العرب ومنه تم التآمر على آخر بطريرك عربي للكنيسة في فلسطين وكان آنذاك البطريرك عطا الله، وحدث تغيير وسرقة هوية الكنيسة منذ ذلك الحين.

العالول لـ «القدس العربي»: المؤتمر خطوة نحو سحب الاعتراف بالبطريرك وتسريب الأملاك لا يمكن وصفه إلا بأعمال خيانية وصفعة للشعب الفلسطيني وقضيته

فادي أبو سعدى

«أمن غزة» يكشف استغلال المخابرات الإسرائيلية برنامج «واتس أب» للتعامل مع العملاء

Posted: 01 Oct 2017 02:26 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: أعلنت أجهزة الأمن في قطاع غزة، عن اكتشافها قيام متخابرين بالتواصل مع أجهزة الأمن الإسرائيلية من خلال تطبيق «واتس أب». وحذرت في الوقت ذاته من تلقي اتصالات دولية تجريها المخابرات الإسرائيلية للحصول على معلومات.
وأشار جهاز الأمن الداخلي، المختص بمتابعة الملفات الأمنية في غزة، إلى أنه في إطار سعيه لتطوير العمل الأمني ووسائله، اعتقل متخابرين مع الاحتلال الإسرائيلي، كانوا قد استخدموا تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل «واتس اب What’s App» للتواصل مع مشغليهم من المخابرات الإسرائيلية.
وأوضح الجهاز أنه استطاع «الكشف عن الكثير من المعلومات والأهداف التي يسعى الاحتلال جاهدا للوصول إليها ومنها قضية أسراه من الجنود وأنفاق المقاومة، وإحباط العديد من العمليات الأمنية في هذا السياق». وأكد أن أعين الجهاز «لن تغفل ولن تنام عن أي وسيلة يحاول العدو من خلالها المساس بأمن القطاع والمقاومة الباسلة».
وتلجأ المخابرات الإسرائيلية إلى طرق وأساليب جديدة من أجل الحصول على معلومات أمنية عن قطاع غزة، وسبق أن كشف لجوء المخابرات الإسرائيلية لمواقع التواصل الاجتماعي من أجل تجنيد عملاء جدد، وحذرت من ذلك أجهزة الأمن وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة.
وفي هذا السياق حذر جهاز الأمن الداخلي، المواطنين من إجراءات جديدة للمخابرات الإسرائيلية تهدف إلى الإسقاط في وحل التخابر. وقال إنه تلقى عددا من شكاوى المواطنين حول تلقيهم اتصالات من أرقام دولية مجهولة، تقف خلفها أسماء وهمية، تدعي أنها تقوم بإجراء دراسات عن عدد من القضايا اليومية في المجتمع الفلسطيني في القطاع.
وأكد أن هذه الاتصالات هي «أداة من أدوات المخابرات الإسرائيلية في جمع المعلومات ومحاولة تجنيد المواطنين للإيقاع بهم في وحل التخابر».
وحث الأمن الداخلي المواطنين على عدم التعامل مع «الأرقام المشبوهة» وخاصة التي تعمل على جمع المعلومات.
وسبق أن جرى الكشف أيضا عن لجوء المخابرات الإسرائيلية إلى استخدام أسماء وهمية لمؤسسات وجمعيات خيرية، من أجل التواصل مع سكان غزة، حيث جرى الادعاء بنية هذه المؤسسات تقديم مساعدات إنسانية، بعد أن كانت تطلب الإجابة على الكثير من الأسئلة، التي لها علاقة بغزة وأمنها.

«أمن غزة» يكشف استغلال المخابرات الإسرائيلية برنامج «واتس أب» للتعامل مع العملاء

مصر: ثلاثة مرشحين لخلافة رئيس الحكومة وسط أنباء عن تغيير وزاري مرتقب

Posted: 01 Oct 2017 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أثارت تصريحات النائب محمد السويدي، رئيس ائتلاف دعم مصر، صاحب الأغلبية في مجلس النواب المصري والمؤيد لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن ضرورة إعادة هيكلة حكومة رئيس الوزراء شريف اسماعيل، التكهنات حول إجراء تغيير وزاري خلال الشهر الجاري.
وكان قد طالب في تصريحات بدمج بعض الوزارات لتقليص عددها في الحكومة لـ 22 وزارة بدلاً من 34 وزارة، لتخفيض الإنفاق الحكومي في المرحلة المقبلة، وتجميع بعض الوزارات ذات الاختصاصات المتقاربة في وزارة واحدة، ومن بين الوزارات المرشحة للاندماج، الثقافة والآثار والسياحة والطيران.
السويدي دعا أيضاً إلى استحداث منصب نائب لرئيس الوزراء يرأس المجموعة الاقتصادية وآخر للخدمات.
وأشارت تقارير لصحف خاصة مؤيدة لنظام السيسي، إلى وجود نية لإحداث تغيير وزاري يطيح برئيس الوزراء الحالي.
وتضمنت بورصة الأسماء المرشحة لخلافة اسماعيل، كلا من سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، والفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، ورئيس ورئيس الهيئة العامة لتنمية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، واللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي.
مصادر قالت لـ«القدس العربي»، إن «سحر نصر هي الأقرب لتولي منصب رئاسة الوزراء خلفا لشريف إسماعيل، بسبب علاقتها بالبنك الدولي، الذي ينفذ نظام السيسي خطته الإصلاحية وتعليماته الاقتصادية للحصول على باقي شرائح قرض الـ 12 مليار دولار، رغم قضية الفساد التي طالت زوجها رجل الأعمال مجدي طلبة».
وشغلت منصب المدير الإقليمي لبرنامج الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في البنك الدولي قبل توليها وزارة التعاون الدولي في 2015، إضافة لعملها خلال الفترة الماضية على ملف جذب الاستثمارات الأجنبية، وهو الملف الأكثر أهمية بالنسبة لنظام السيسي الذي يرى فيه حلا للأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
وسبق واتهم مجدي طلبة، زوج نصر، العام الماضي بالتهرب من سداد رسوم جمركية قيمتها 80 مليون جنيه.
وفي إطار التسويات مع رجال الأعمال، سدد زوج الوزيرة 25 مليون جنيه مصري، وطالب بتقسيط باقي المبلغ المستحق على دفعات.
وتعود الواقعة إلى إدخال زوج الوزيرة 1000 حاوية أقمشة بنظام السماح المؤقت دون الخضوع لنظام الرسوم الجمركية المعمول به، إضافة لامتيازات أخرى منها عدم مرور الحاويات على الهيئة العامة للصادرات والواردات للكشف عما إذا كانت تلك البضائع مسرطنة أم لا طبقا لقرار وزير التجارة، الأمر الذي دفع وزارة المالية لتوجيه مصلحة الجمارك لمطالبة مجدي طلبة برد الرسوم الجمركية.
ونصر من مواليد عام 1965، حصلت على ليسانس في الاقتصاد من الجامعة الأمريكية في القاهرة عام 1985، وماجستير في الاقتصاد في فبراير/ شباط 1990 من الجامعة الأمريكية في القاهرة، ودكتوراة في الاقتصاد في نوفمبر/ تشرين الثاني 2002 من كلية السياسة والاقتصاد في جامعة القاهرة، وعملت لمدة 17 عاما كخبيرة اقتصادية رائدة في قسم التمويل والقطاع الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي، وكمديرة للبرنامج الإقليمي لصندوق تمويل مؤسسات الأعمال صغيرة ومتوسطة الحجم للمنطقة نفسها.
أما الاسم الثاني في بورصة الأسماء المرشحة، فهو الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، ورئيس الهيئة العامة لتنمية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
ويعد واحدا من الدائرة الضيّقة المحيطة بالسيسي التي يضع فيها ثقته لتنفيذ مشروعاته، فهو صاحب فكرة مشروع حفر تفريعة قناة السويس الجديدة، وأشرف على تنفيذه، ودافع عن المشروع رغم كل الانتقادات التي وجهت إليه حول عدم جدواه اقتصاديا.
وما يؤكد ثقة السيسي في مميش، ما أعلنه الأخير بنفسه، حيث صرح بأنه بعد أن عرض على رئيس الوزراء المصري السابق إبراهيم محلب فكرة إنشاء قناة السويس الجديدة تلّقى من السيسي مكالمة هاتفية قال له فيها الرئيس «أنت نِمت؟.. أنا ماعرفتش أنام.. يلا هاننفذ المشروع».
وفي 29 أبريل/ نيسان، الماضي أصدر السيسي قرارا بتكليف مميش برئاسة الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية للقناة خلفا لرئيسها السابق أحمد درويش، مع استمراره في منصبه كرئيس لهيئة القناة نفسها، ومنحه كامل الاختصاصات التي يمنحها له القانون، ما أثار تساؤلات عدّة في حينها حول أحقية السيسي في التعيين دون الرجوع لمؤسسات الدولة.
مميش تحدث عن هذا التكليف قائلا: «عندما استمع الرئيس للعرض الذي قدمته أمام مؤتمر الشباب الذي عُقد في الإسماعيلية، على قناة السويس، العام الماضي عن المنطقة الاقتصادية للقناة، فوجئت باللواء عباس كامل، مدير مكتب الرئيس، يتصل بي ويقول: مبروك رئاسة الهيئة الاقتصادية، فسألته: وماذا عن قناة السويس؟ فأجاب: الاثنان معا. ومن يومها لا يكاد يمر شهر أو شهران إلا والسيسي يلتقي مميش لمناقشته في أمر ما يتعلق في مشروع القناة».
أما الاسم الثالث الذي ضمته بورصة المرشحين لتولي رئاسة الوزراء، اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي.
وكان مساعدا لوزير الدفاع لشؤون التسليح وعضو المجلس العسكري وقت ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وترأس الوفد العسكري المصري المرسل إلى الولايات المتحدة لإجراء حوار استراتيجي، الذي عقد ثلاث لقاءات موسعة مع شخصيات بارزة في مراكز الأبحاث الأمريكية، في مقر مكتب الدفاع المصري، ومعهد السلام الأمريكي، وأربعة مراكز أبحاث، في جامعة الدفاع الوطني الأمريكية، أكد خلالها العصار ثوابت القوات المسلحة في التعامل مع الأوضاع القائمة في البلاد عقب الثورة.

مصر: ثلاثة مرشحين لخلافة رئيس الحكومة وسط أنباء عن تغيير وزاري مرتقب
وزيرة زوجها متهم بالفساد وفريق ولواء…. ودعوات لتقليص عدد الوزارات
تامر هنداوي

إغلاق ضريح الحسين ومسجده في مصر باستثناء أوقات الصلاة وسط تنديد شيعي

Posted: 01 Oct 2017 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: واصلت وزارة الأوقاف المصرية، لليوم الثاني على التوالي، غلق باب مسجد الحسين، في ذكرى يوم عاشوراء، الذي وافق أمس الأحد، وفتحه قبل كل صلاة فقط، بالتنسيق مع الجهات الأمنية، فيما استمر غلق الضريح غلقاً كاملا.
وأكدت الوزارة أن «غلق الضريح والمسجد تجنبا لوقوع أي أعمال تضر به وبالمصلين، خاصة بعد إعلان بعض الائتلافات السلفية تواجدها في محيط المسجد، لرصد أي أعمال أو طقوس شيعية في هذين اليومين».
وانتشرت قوات الأمن المصرية في محيط المسجد، وتمركزت قوات الأمن خارج المسجد، ومنع كافة الباعة من الوجود في الساحة الخارجية، كما انتشرت سيارات المطافىء والإسعاف تحسباً لأي طارئ. وكان عدد من أنصار المذهب الشيعي، أعلنوا أنهم سيحضرون لساحة مسجد الحسين، أمس، فيما ردت بعض الائتلافات السلفية معلنة وجودها في محيط المسجد لرصد أي تحركات أو مظاهر شيعية.
وتدافع العشرات من المصلين الذين اصطفوا أمام باب المسجد وقت فتحه لصلاة العصر أمس، أثناء دخولهم المسجد.
وقال وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، خلال مؤتمر صحافي أمس: «لا نخضع لابتزاز أحد، فالقضايا الأمنية هناك لها جهات أخرى تتولاها، وهناك قاعدة سد الذرائع، ومحاولة استخدام المسجد لأي شعارات مذهبية أو طائفية فلا مجال لها على الإطلاق، وليس لكل من يريد استعراض عضلاته أن يكون من خلال المساجد، وهو ما لن نسمح به، فالمسجد للصلاة ونخدم من يأتي مصليا ونتعامل بالقانون مع المخالفين لذلك، لأن مسؤوليتنا الحفاظ على المساجد، ولن نسمح بتسييسها، وهي مراقبة بالكاميرات ومن يحاول العبث أو رفع شعارات مذهبية أو سلفية سيتم تسليمه للجهات الأمنية». كذلك قال رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر، عبد الهادى القصبي، إن الحفاظ على المساجد واجب شرعي.
وأضاف في تصريحات صحافية: «لا بد أن نحافظ على قدسية المساجد ونظافتها وأمنها، وقرار وزارة الأوقاف صائب، فعندما يتوفر لديها معلومات أن هناك عابثا يود أن يعبث بهذه المساجد فلا بد أن تتخذ كافة التدابير للحفاظ على بيوت الله».
وأوضح أن «الطرق الصوفية ليس لها احتفالات رسميا بيوم عاشوراء، فأهل التصوف يحتفلون بتلك المناسبة بالصيام يومي 9 و 10 من شهر محرم كل سنة هجرية».
الداعية السلفي سامح عبد الحميد، قال أيضاً: «نشكر وزارة الأوقاف للاستجابة للشرع وعدم حدوث فتن وتوغل شيعي وبدع في هذا اليوم المبارك».
في المقابل، علق القيادي الشيعي وعضو المجمع العلمي لآل البيت، الطاهر الهاشمي، على غلق مسجد الحسين وفتحه للصلاة فقط، قائلاً: «غلق المسجد يعني أن الدستور وما يحويه من مواد عن المواطنة والحقوق كله شعارات زائفة أمام الطائفية، لا تغيير في الفكر ولا تجديد لخطاب ديني ولا تقريب ولا تعايش».

إغلاق ضريح الحسين ومسجده في مصر باستثناء أوقات الصلاة وسط تنديد شيعي

مؤمن الكامل

7 أحزاب مصرية تستنجد بالشعب لمواجهة نظام السيسي

Posted: 01 Oct 2017 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أصدرت سبعة أحزاب سياسية، وعدد من الشخصيات العامة المصرية، بيانا، دعت فيه «الشعب المصري للوقوف إلى جانب السياسيين والشباب الذين يحاولون التصدي لممارسات نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخلق منافسة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة».
وضمت قائمة الموقعين على البيان، أحزاب الدستور وتيار الكرامة والتحالف الشعبي الاشتراكي والمصري الديمقراطي الاجتماعي ومصر الحرية والعيش تحت التأسيس والشباب الليبرالي تحت التأسيس.
وقال الموقعون على البيان إن «نظام السيسي تجاوز كل الحدود في الظلم و العداوة والبطش ارتكازا إلى القوة والسلطات التي منحهم الشعب المصري إياها».
وتابعوا: «بداية من دعم وتفويض كامل من نسبة كبيرة من الشعب المصري لرئيس مصر الحالي لإدارة البلاد قبل وبعد استقالته من منصبه العسكري، مرورا بإعلان ترشحه وفوزه في الانتخابات وحتى الآن لم تسفر هذه الإدارة إلا عن تردٍ كامل للأوضاع المعيشية للشعب المصري وتضاعفٍ لحجم الدين واستنزاف الموارد في مشروعات ضخمة دون عائد، وازدياد وتكرار الحوادث الإرهابية رغم إعلان الطوارئ وفوق كل ذلك التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير في انتهاك واضح للدستور وبموجب اتفاقية باطلة بأحكام قضائية».
وأشاروا إلى «تضاعف حالات الاعتقال خارج القانون والاختفاء القسري والتدخل في المنظومة القضائية والتدخل في حرية الصحافة وحجب المواقع الإعلامية والصحافية ومصادرة الحريات الفكرية والسياسية والإعلامية والصحافية بمعاقبة كل من يلقي الضوء أو يتحدث عن مدى التردي الذي وصلت إليه البلاد نتيجة سوء الإدارة».
ولفتوا إلى أن «السلطة أقدمت مؤخرا على العديد من عمليات الاعتقال واستصدار أحكام ضد سياسيين حزبين وغير حزبين بأدلة وقرائن مقدمة من السلطة التنفيذية وتهديدٍ لآخرين بمصادرة وغلق مقار أعمالهم ليتوقفوا عن أنشطتهم الساعية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والتصدي للفشل في الإدارة الذي أوصل الشعب المصري للعيش في معاناة يومية لا يرى أي امل للخروج منها».
وشددت الأحزاب على أن «محاولة الترشح للرئاسة لإعطاء الشعب المصري الأمل في وجود بدائل أخرى، والمبادرات التي تسعى لطرح بدائل سياسية واقتصادية وضمان نزاهة الانتخابات ومحاولة التوافق على مرشح رئاسي كانت سببا في تعرض من تقدموا الصفوف ودعموا العمل الجماعي للأذى المادي والجسدي والمعنوي، وعقابا لهم ولكل من شارك معهم في ذلك»، لذلك على «الشعب المصري أن يكون مساندا لهم في أزمتهم التي لم يكونوا ليتعرضوا لها لولا اهتمامهم وانشغالهم بقضايا الشعب والوطن»
وأضاف البيان «لا نرى في الحقيقة أيا ما يمكن أن يوجه للقائمين على إدارة البلاد بعد أن تم تجاوز كل الحدود في الظلم والعداوة والبطش، ارتكازا إلى القوة والسلطات التي منحهم الشعب المصري إياها، ولكننا نرجع إلى الشعب مصدر السلطة والقوة، وسنبقى متمسكين بحق المواطنين في العدل والحرية والكرامة».
في الموازاة، قال عبد المنعم أبو الفتوح المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب مصر القوية، على صفحته الرسمية على «تويتر» أمس، إن « استمرار مؤسسات العدالة تقديم قضايا ملفقة يحكم فيها بالإعدام هو إصرار على تشويه وجه الدولة المصرية أمام العالم والتسبب في هروب الاستثمار والسياحة».
وجاء بيان الأحزاب في ظل موجة تضييق على الحريات لم تشهدها مصر من قبل، تضمنت نحو 744 حالة احتجاز واعتقال سياسي في النصف الأول من العام الجاري.
كما تمارس السلطة التضييق على المرشحين المحتملين في انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها العام المقبل، وظهر ذلك جليا في إصدار حكم بالحبس 3 أشهر بحق المحامي الحقوقي والمرشح السابق في الانتخابات الرئاسية خالد علي، في اتهامه برفع يده بإشارة بذيئة عقب حكم المحكمة الإدراية العليا ببطلان اتفاقية إعادة ترسيم الحدود المصرية مع المملكة السعودية وبمصرية جزيرتي تيران وصنافير، ما اعتبرته المعارضة حكما يهدف إلى منع علي من الترشح في الانتخابات.
وواصل نظام السيسي كذلك التضييق على الإعلام، في محاولة لجعل الإعلام المصري صوتا واحدا مؤيدا لسياسات النظام، ووصل عدد المواقع الأخبارية الإلكترونية المحجوبة في مصر إلى أكثر من 400 موقع، شملت مواقع إخبارية وحقوقية ومدنية ورياضية. كما دأبت مؤسسات تجارية مملوكة لرجال أعمال معروفين بتبعيتهم للنظام، في شراء وسائل إعلام كبرى قائمة، فضلا عن تأسيس منابر جديدة، وأبرز تلك المظاهر «شركة إعلام المصريين» المملوكة لرجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، التي اشترت قنوات «اون تي في» وصحيفة «اليوم السابع» وضمت لها تباعا صحف ومواقع «صوت الأمة» و«دوت مصر» و«الأسبوع» و«عين».
وكانت منظمة «هيومن رايتس واتش» أصدرت تقريرا الشهر الماضي اتهمت فيه السلطات المصرية بممارسة التعذيب الممنهج لمعاقبة معتقلين والحصول منهم على اعترافات.
وعلى المستوى الاقتصادي، أسفرت السياسات التي يتبناها النظام عن تفشي معدلات الفقر بسبب قرارات رفع الدعم عن المحروقات وقرار تعويم الجنيه المصري الذي أفقده أكثر من 50٪ من قيمته ما أدى إلى ارتفاع في أسعار كل المنتجات.

7 أحزاب مصرية تستنجد بالشعب لمواجهة نظام السيسي
اعتبرت أن السلطة تجاوزت كل الحدود في الظلم والعداوة والبطش

عز الدين عقيل: ليبيا تحتاج إلى «صخيرات عسكري» والاعتماد على «سياسيي المصادفة» لن يحل الأزمة

Posted: 01 Oct 2017 02:24 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قال عز الدين عقيل المحلل السياسي ورئيس حزب «الائتلاف الجمهوري» الليبي إن الاعتماد على «سياسيي المصادفة» لن يسهم في حل الأزمة الليبية المتفاقمة، محذرا من فشل المؤتمر الذي تشرف عليه الأمم المتحدة في تونس ويجمع ممثلين عن مجلس نواب طبرق والمجلس الأعلى للدولة بهدف تعديل الاتفاق السياسي وفق خريطة الطريق التي اقترحها المبعوث الأممي غسان سلامة.
ودعا، من جهة أخرى، إلى عقد مؤتمر «صخيرات عسكري « يجمع الجنرال خليفة حفتر وأمراء الحرب في ليبيا للاتفاق على تشكيل جيش وطني موحد يخضع للقيادة السياسية ويلتزم بعدم التدخل في شؤونها، فضلا عن إلغاء «ثنائية الاجتثاث» بين حفتر وتيار الإسلام السياسي وتشكيل حكومة «تكنوقراط» بعيدة عن المحاصصة القبلية والدينية والإقليمية.
وكان سلامة اعتبر في افتتاح المؤتمر الحالي في تونس أنه ليس هناك «اختلافات غير قابلة للحل أو هوة غير قابلة للغلق في ليبيا، فهناك دول عملت فيها وكان فيها خلافات أعمق بكثير مما لدى الليبيين»، مضيفا «لا أقول إني متفائل بل واقعي في بحثي عن حل ولا أجد خلافات بين الليبيين تتجاوز حدود ما هو قابل للحل بدعم من المجتمع الدولي».
وقال عقيل في حوار خاص مع «القدس العربي»: «غسان سلامة ينظر برومانسية للأزمة الليبية ويعتقد أنه يستطيع حلها في فترة وجيزة، ولا أعرف حقيقة إن كان هذا الأمر نابعا عن عبث أو تفاؤل مُفرط أو ضمانات سرية قد يكون استقاها من بعض الأطراف».
وأضاف «سلامة وأسلافه يعتمدون على سياسيي المصادفة الذين لا يملكون شيئا على الأرض، ويريدون من هؤلاء تسوية قضايا تتعلق بثوار يحملون رؤى سياسية ويريدون تحويلها إلى دولة، وهذا غير ممكن عمليا».
وكانت لجنتا الحوار الممثلتان لمجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة بدأتا السبت بمناقشة المادة الثامنة من اتفاق الصخيرات، وهي من أكثر مواد الاتفاق جدلا كونها تجرد مجلس النواب من صلاحيات المناصب العسكرية والمدنية والأمنیة جميعها، خاصة القائد الأعلى للجيش الليبي، وتنقلها إلى حكومة الوفاق.
وقال عقيل «هناك عدة قضايا خلافية كبرى لن يكون حلها سهلا، تتعلق الأولى بمدى قبول عبد الرحمن السويحلي (رئيس مجلس الدولة) أن يتحول مجلس الدولة إلى مؤتمر وطني عام جديد بأعضائه المئتين، خاصة أنه يعرف أن الطرف الآخر يتربص برئاسته للمؤتمر لأنه يعتقد كالكثير من الليبيين بأن هذا الشخص لا يستطيع أن يقود مؤسسة تلعب دورا تصالحيا سلميا للجميع، وهو يعرف تماما أنه إذا فتح الباب لعودة مؤسسة المؤتمر بشكلها الطبيعي فإن طموحاته في قيادتها ستنتهي، وبالتالي لن يستسلم بسهولة».
وأضاف «هناك أيضا مسألة تجاوز المادة الثامنة، التي أعتقد أنه تم تجاوزها نظريا بما تحصّل عليه خليفة حفتر من اعتراف من جانب فرنسا وبعض وزراء خارجية الدول الغربية بأنه هو الذي يقود شرعية السلاح، ولكن لن يكون إلغاء هذه المادة عمليا أمرا سهلا، من دون أن يقتنع الطرف الذي وضعها لإطاحة حفتر أن حفتر لن يستفرد بالجيش وحده، وأن يتضمن الجيش قواتا من الطرفين ويكون محايدا فيما يتعلق بدور الشرطي السياسي الذي يمكن أن يتورط فيه».
كما أشار عقيل إلى قضية خلافية أخرى قد تواجه المجتمعين لتعديل اتفاق «الصخيرات» تتعلق باختيار الشخصيات التي ستقود البلاد «فعندما نتحدث عن رئيس للمجلس الرئاسي ونائبين، هناك من يتحزّم ليكون هو الرئيس، فعقيلة صالح (رئيس البرلمان) يريد أن يكون رئيسا للمجلس، فيما الغرب يريد استمرار السراج بأي شكل، فإذا كان هؤلاء الأشخاص الذين هم السبب الحقيقي في الفشل القائم في البلاد، سيأتون مجددا على رأس المجلس الرئاسي، فهل ستقبل القوى الأخرى هذا الأمر وهل المزاج العام لهذه التحولات سيسهم في طمأنة الناس وإعطائهم انطباعا بأن السلام مقبل لا محالة».
وأضاف «وهل فعلا ستكون لدينا حكومة تكنوقراط أم محاصصة بين الإسلاميين والقبائل والجهات والرضوخ للضغوط الإقليمية والدولية؟ يعني هل سنكون أمام مجموعة من الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالعمل التكنوقراطي الفني الذي يمكنه أن يعيد على الأقل المستويات الدنيا من قدرة القطاعات على خدمة المواطنين وتعزيز الاحتياطات الاستراتيجية المهمة في المواد والسلع الأساسية لأن الشعب الليبي الآن يكاد يتعرض للمجاعة، وهل هذه الحكومة ستعكس فعلا حالة المصالحة العامة في الدولة، وهل سنجد فيها وزراء عرفوا ببراعتهم الاقتصادية في النظام السابق مثل عبد الله البدري الذي كان أمينا عاما لأوبك؟ هل نجد شخصيات من هذا الحجم رئيسا للحكومة ووزراء؟ أم أن المسألة ستكون مثل حال المجلس الرئاسي يعني مجرد المزيد من الغرق في أوحال المحاصصة القبلة والجهوية والمليشياوية والإسلامية والإقليمية والدولية؟».
من جهة أخرى، اعتبر عقيل أن حل الأزمة في ليبيا يتلخص بعدة نقاط، يأتي في مقدمتها الحوار مع الثوار أو المتمردين الذي ساهموا بإسقاط نظام القذافي مدعومين بحلف «الناتو»، معتبرا أن هؤلاء يُعتبرون شخصيات سياسية كونهم «يرددون شعارات ثورة شباط/فبراير ويحملون شعار «دم الشهداء لا يذهب هباء» وهم يتحدثون هنا عن شهداء ماتوا في نزاع مسلح وبالتالي هم يتصورون أن لهؤلاء الشهداء حقوقا سياسية، وهذا هي الحال في دول العالم جميعها، فثوار الجيش الجمهوري الإيرلندي هم الذين جلست معهم المملكة المتحدة، وثوار الفارك هم الذين جلست معهم الحكومة الكولومبية وسوت الأمر وهناك أمثلة كثيرة حول هذا الأمر».
وأضاف «يجب أن نجمع أمراء الحرب في ليبيا وعددهم نحو 35 شخصا، مع الجنرال خليفة حفتر في مؤتمر «صخيرات عسكري» كي يتفقوا على إنتاج قيادة عسكرية وأمنية موحدة، وإنجاز التحديات الحقيقية في ليبيا التي لم يتطرق إليها مؤتمر الصخيرات أو غيره، خاصة أن هؤلاء المتمردين تورطوا في جرائم حرب ويريدون الحصول على عفو عن تلك الجرائم أو بحث عن أية صيغة يمكن أن يخرجوا منها من دون التعرض لعقوبات، كما أنهم استولوا على كميات ضخمة من الأموال تعد بالميارات، وهذا سمعته من بعضهم بشكل مباشر، وقد اشتروا بها عقارات في دول الجوار وأوروبا ولا يرغبون بإعادتها (ولا بد من الجلوس معهم لتسوية هذا الأمر)».
كما أشار عقيل إلى أن مدينتي الزنتان ومصراتة اللتين قال إنهما «أوغلتا في دماء الليبيين» لا يمكن أن «تستسلما أو تسمحا بتفكيك مليشياتهما والتخلي عن سلاحهما من دون ضمانات حقيقية تمنع تعرضهما لهجوم كبير لن يبقي شيئا فيهما، وليس من مصلحتنا أن تتعرض المدينتين لهجمة ونعود مجددا لمسلسل الانتقام».
وتابع «من الضروري أيضا حسم ثنائية الاجتثاث بين خليفة حفتر وتيار الإسلام السياسي، حيث يتهم حفتر بمحاولة تأسيس جيش إيديولوجي (وفعلا هناك أدلة كثيرة على ذلك)، فيما يتهمون حفتر بمحاولة تصفيتهم أو إعادتهم إلى السجون أو المنافي. لذلك أؤكد مجددا أنه لا بد من الاتفاق على جيش يقوم بدور المؤسسة العسكرية المحايدة التي تحتفظ بمسافة واحدة مع كل الليبيين ولا تقوم إلا بدور عسكري وتتبع القيادة السياسية وتأتمر بأوامرها، وهذا يمكن التوصل إليه عبر مؤتمر صخيرات عسكري، ويمكننا خلالها الاستفادة من تجارب إصلاح الجيش الإسباني والبرتغالي واليوناني وجيوش أمريكا اللاتينية وغيرها».
وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة دعا إلى مشاركة المجموعات المسلحة في الحوار الوطني حول المصالحة لتقوية العملية السياسية، مؤكدا أنه التقى بعض قادتهم وعبروا عن نيتهم المشاركة في المصالحة الوطنية.

عز الدين عقيل: ليبيا تحتاج إلى «صخيرات عسكري» والاعتماد على «سياسيي المصادفة» لن يحل الأزمة

حسن سلمان

وثائق سرية تكشف «تعاونًا» بين رجل أعمال ليبي والمدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية لتفادي محاكمته

Posted: 01 Oct 2017 02:24 PM PDT

لندن – «القدس العربي»: كشفت وثائق مسرَّبة وفق صحيفة «ميديا بارت» الفرنسية الإلكترونية عن أن المدعي العام السابق بالمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو، عمل لمصلحة رجل الأعمال الليبي حسن طاطاناكي، وقدَّم له نصائح لتفادي محاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وذكرت الوثائق، وفق ما نشرت الصحيفة الفرنسية، الجمعة، أن أوكامبو عمل لمصلحة طاطاناكي بموجب عقد مدته ثلاث سنوات، براتب مليون دولار سنويًّا، إضافة إلى راتب يومي قيمته خمسة آلاف دولار، وذلك لمساعدته في الترويج لمبادرته «العدالة أولا» الهادفة لإحلال السلام في ليبيا. وطاطاناكي من أبرز رجال الأعمال في ليبيا ومن أقطاب النفط، ولديه كثيرٌ من الحلفاء أهمهم اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وعمل أوكامبو لمصلحة طاطاناكي بموجب عقد مدته ثلاث سنوات، براتب مليون دولار سنويًّا، وراتب يومي خمسة آلاف دولار وجاء في الوثائق أن أوكامبو عمد إلى حماية موكله ضد محاكمته أمام الجنائية الدولية، بدلا من إلغاء العقد. ولفتت إحدى الوثائق إلى تصريحات لأحد قيادات القوات الجوية الليبية على قناة تلفزيونية يملكها طاطاناكي، في أيار / مايو 2015، تعهد فيها بقتل أي شخص يرفض الانضمام لحملته العسكرية، وقال: هؤلاء خونة، يجب ذبحهم، واغتصاب نسائهم أمام أعينهم. وذكرت الوثيقة أن أوكامبو علق على تلك التصريحات وأرسل بريدًا إلكترونيًّا إلى أحد مساعدي طاطاناكي، وقال إن تلك التصريحات لا تجوز، وإنهم بحاجة إلى استراتيجية جديدة لعزل طاطاناكي بعيدًا عن مثل تلك الأقوال. وتابعت: خلال الأيام التالية عمل أوكامبو ومساعد طاطاناكي على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين الموقف القانوني له. وبعدها كتب أوكامبو يطلب فيها تطوير خطة شاملة تضمن أن لا يكون حسن والقوات التي يدعمها هدفًا لتحقيقات الجنائية الدولية. وكتب أوكامبو في رسالة أخرى: إن حسن يدعم بشدة طرفًا واحدًا، ولا أظنه قادرًا على اتباع نهج أكثر شمولا. وهذا يجعلني غير مرتاح. حسن لديه كثيرٌ من الأعداء وأعدادهم في تزايد والمشكلة تكمن في سياساته. وفي حوار أجراه مع شبكة «التعاون الاستقصائي الأوروبي»، الأسبوع الماضي، وفق موقع «بوابة الوسط» قال أوكامبو: أعتقدت أن العمل مع حسن طاطاناكي فكرة جيدة. فقد أخبرني أنه يحاول إصلاح ليبيا. وما عرضه كان ليس فقط قانونيًّا ولكن إيجابيًّا أيضًا. وأضاف أنه حذر موكله من التعاون مع خليفة حفتر. من الواضح أن حفتر وقواته يرتكبون الجرائم. وأخبرت طاطاناكي أن الأطراف جميعهم يرتكبون الجرائم، ونصيحتي هي أن تكون حذرًا للغاية من تمويل أية جرائم. وإذا أعطيت المال لحفتر، يمكن أن تدان. وأخبرته أن الجنائية الدولية لن تحاكم أعداءه فقط، بل ستحاكم الجميع، بمَن فيهم المشير حفتر، ولهذا عليه أن يحذر أو أن يسيطر عليه. وأظهرت التسريبات أن أوكامبو أنشأ حسابات بنكية خاصة، بينا لايزال يشغل منصب المدعي العام لـ «الجنائية الدولية»، وأقام شركات في جزر «الملاذات الضريبية»، وهي مناطق لا تفرض ضرائب أو تفرض ضرائب مخفضة جدًّا.

وثائق سرية تكشف «تعاونًا» بين رجل أعمال ليبي والمدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية لتفادي محاكمته

كتالونيا تصوِّت في استفتاء تقرير المصير رغم معارضة حكومة مدريد

Posted: 01 Oct 2017 02:24 PM PDT

مدريد – «القدس العربي »: صوتت نسبة مهمة من ساكنة كتالونيا في استفتاء تقرير المصير الذي جرى أمس الأحد في ظروف استثنائية سياسيا وأمنيا تميزت بمواجهة بين حكومة كتالونيا والحكومة المركزية في مدريد. والآن أصبح الجميع يرددون ماذا بعد التصويت؟
وكانت حكومة مدريد قد عارضت إجراء الاستفتاء الذي دعت إليه حكومة كتالونيا. وأصدر القضاء الإسباني أحكاما بمنع إجرائه والترخيص لقوات الأمن بمصادرة اللوائح الانتخابية وصناديق الاقتراع وإغلاق مراكز التصويت. وناورت حكومة كتالونيا بشكل ذكي، فقد أصدرت صباح أمس الأحد قرارا باعتماد لوائح انتخابية إلكترونية وليس ورقية، وبالتالي إمكانية كل مواطن التصويت في المركز الذي يرغب فيه في مجموع هذا الإقليم بعدما كانت اللوائح الانتخابية الورقية تقتصر التصويت على دائرة معينة فقط. كما رخصت التصويت بأوراق مطبوعة في المنازل وليس بالضرورة أوراقا رسمية كما هو معتاد عليه في الانتخابات.
وعاشت مدن كتالونيا صباح أمس مشاهد مثيرة أمنيا وسياسيا، فقد دهمت قوات الأمن من شرطة وحرس مدني مراكز الاقتراع في مدن مثل برشلونة وترغونا وخيرونا لمنع التصويت. وعمليا صادرت صناديق الاقتراع وبعض اللوائح، كما أقدمت السلطات على قطع الإنترنت عن مراكز الاقتراع. ونتج عن تدخل الأمن وقوع مواجهات خلفت جرحى. وأكدت حكومة كتالونيا وقوع 337 جريحا في صفوف الكتالان بينا تتحدث الحكومة المركزية عن 11 جريحا في صفوف قوات الأمن.
وعموما، عاشت كتالونيا مشاهد مواجهات لم يسبق أن شهدتها في تاريخ الانتخابات منذ الانتقال الديمقراطي في أواسط السبعينيات. ومنها قيام ناخبين بوضع متاريس وجرارات لمنع دخول قوات الأمن، ثم إطلاق الأخيرة للرصاص في الهواء لتفرقة المحتجين.  وبرغم المنع، فقد كانت في حدود الساعة الثانية زولا 96% من مراكز الاقتراع مفتوحة، وفق تأكيد حكومة كتالونيا.
وتصر حكومة مدريد المركزية على بطلان الاستفتاء، حيث صرحت نائبة رئيس الحكومة ثورايا ماريا ساينس في ندوة صحافية أن ما جرى في كتالونيا ليس بانتخابات ولا استفتاء لأنه لا توجد لوائح انتخابية ولا مراقبة ديمقراطية للنتائج، وطالبت الحكومة الكتالانية بالعودة إلى المنطق السياسي وإنهاء مسرحية الاستفتاء.
وفي المقابل، نددت حكومة كتالونيا على لسان رئيسها كارلس بودغمونت بالتدخل الأمني واعتبره «عارا» على الدولة الإسبانية، ورأى فيه سببا آخر لمغادرة إسبانيا والانفصال، ومصرا على أهلية الاستفتاء ومصداقيته.
ويذهب حزب «اسيودادانوس» إلى تأييد الحزب الشعبي الحاكم في القرارات التي اتخذها للمحافظة على الوحدة الترابية الوطنية لإسبانيا. ومن جهته، اتخذ الحزب الاشتراكي وهو القوة السياسية الثانية موقفا وسطا، فمن جهة، يؤيد القرارات الرامية إلى المحافظة على وحدة إسبانيا، ومن جهة أخرى يتحفظ على الأمنية. بينا تبنى حزب «بوديموس» القوة السياسية الثالثة موقفا مختلفا، منددا بقرارات الحكومة ودعا الاشتراكيين إلى الوحدة لتقدم مقترح حجب الثقة عن حكومة ماريانو راخوي. وقال هذا الحزب بأن رئيس الحكومة راخوي أصبح في تناف تام مع الديمقراطية بعد الذي جرى في كتالونيا.
والآن، توجد إسبانيا أمام السؤال العريض والشائك: ماذا بعد التصويت في الاستفتاء؟ ويذهب المراقبون إلى الحديث عن فوز الراغبين في الاستقلال عن إسبانيا لأنهم وحدهم توجهوا إلى صناديق الاقتراع للتصويت. ويجهل هل ستعلن حكومة الحكم الذاتي الاستقلال وبدء تأسيس جمهورية جديدة أم ستتريث للتفاوض مع حكومة مدريد.
في غضون ذلك، هناك إجماع على أن استفتاء فاتح أكتوبر، وبغض النظر عن النتيجة السياسية، فهو طلاق معنوي بين كتالونيا وإسبانيا قد يكون إلى الأبد.

كتالونيا تصوِّت في استفتاء تقرير المصير رغم معارضة حكومة مدريد

حسين مجدوبي

استمرار الجدل بشأن بث التلفزيون الحكومي الجزائري صورا صادمة لضحايا «المأساة الوطنية»

Posted: 01 Oct 2017 02:23 PM PDT

الجزائر ــ «القدس العربي»: يتواصل الجدل في الجزائر بخصوص الصور التي بثها التلفزيون الحكومي سهرة الجمعة، بشكل تقرير متلفز مطول عنوانه «حتى لا ننسى» بث بمناسبة مرور 12 سنة على إقرار قانون المصالحة الوطنية، التي برغم الاحتجاجات التي سبقتها، على اعتبار أن التلفزيون ظل يروج لها قبل أيام من بث التقرير، إلا أنها بثت بالشكل الذي تسبب في صدمة لدى الكثيرين، خاصة أن الكثير من صور الضحايا لم يتم إخفاؤها.
لأول مرة منذ سنوات اجتمع الملايين من الجزائريين لمشاهدة تقرير متلفز في القناة الحكومية التي كانت تسمى «اليتيمة» لأنها كانت محتكرة للمشهد الإعلامي، قبل ظهور قنوات خاصة «غير شقيقة»، على اعتبار أنها من الناحية القانونية قنوات أجنبية تبث من الخارج وخاضعة لقوانين دول أخرى، وسبب هذا الاهتمام بـ «اليتيمة» (سابقا) هو برنامج روج له منذ عدة أيام، ويحمل عنوان «حتى لا ننسى»، وكانت الدعاية التي قام بها التلفزيون الجزائري لهذا البرنامج كافية لاستقطاب الاهتمام والفضول، وبرغم أن الجدل والانتقادات بدأت حتى قبل التقرير، لأن الإعلان الخاص بالبرنامج لوحده كان صادما، بالنظر إلى بشاعة الصور التي تم بثها، إلا أن إدارة التلفزيون لم تتراجع عن بث التقرير كما هو، من دون أي حذف، أو إخفاء لوجوه ضحايا همجية الإرهاب الذي عصف بالجزائر خلال التسعينيات، جثث لرجال وأطفال ونساء وشيوخ بعضها متفحم وآخر نكل به.
الغريب هو أن الصور تلك لم تبث من قبل، بمعنى أنها كانت في أرشيف التلفزيون، وجهة أو جهات ما رفضت بثها في وقتها، علما أنها تعود لأكثر من عشرين سنة، ولم يتم استخدامها طوال السنوات الماضية، وحتى القنوات الجزائرية أو الأجنبية التي قصدت التلفزيون الجزائري لشراء بعض منها قوبل طلبها بالرفض، على أساس أن تلك الصور ليست للبيع، والأغرب أيضا أن الخطاب الرسمي منذ أكثر من عشر سنوات حذف أصلا كلمة إرهاب من أدبياته، وأصبح الحديث عن الإجرام، وأصبحت وسائل الإعلام تتفادى الحديث عن سنوات الإرهاب التي أصبحت تسمى «المأساة الوطنية»، على أساس أن قانون السلم والمصالحة الوطنية الذي تم إقراره سنة 2005 باستفتاء شعبي يمنع الحديث عن تلك الفترة، أو نكئ الجراح التي خلفتها تلك «المأساة الوطنية»، لكن الملاحظ أن الإرهاب عاد ليجد لنفسه مكانا في خطابات المسؤولين، وفي الإعلام الحكومي، الذي شذ فجأة عن القاعدة التي التزم أو ألزم بها لسنوات طوال.
القراءة التي أعطيت لهذه الخطوة التي أقدم عليها التلفزيون، من طرف مثقفين وإعلاميين وسياسيين، هي أن السلطة تريد أن تستغل ورقة «حتى لا ننسى» لتجعل الجزائريين «ينسون» الأزمة المالية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد وتخسف بقدرتهم الشرائية، وتفتح الباب أمام مستقبل غامض مجهول، وبالتالي الرسالة الضمنية التي توجهها هذه الصور هي أن الأمن والسلم مكسب أهم من الأكل والشرب وشراء سيارة ومسكن، وأنه إذا ساءت الأمور الاقتصادية فلا بأس، ولا يجب على الشعب التذمر والانتفاض، بل يجب أن يقبل بالشيء القليل.
وقال عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم السابق في تعليق على تلك الصور:» إن الذين يكررون بث صور المأساة الوطنية يريدون ترهيب المواطنين ليسكتوا على الفشل، وليقبلوا غلاء المعيشة، ومغامرة الإصدار النقدي من دون غطاء، والمستقبل المجهول، مشيرا إلى أن الذين يخوفون الناس لم يكن لهم الدور الأساسي في مواجهة الإرهاب، ومعالجة هذه الظاهرة، بعضهم هربوا ولم نكن نسمع لهم خطاب التزلف الدارج على السنتهم اليوم، والمقصود هنا حزب جبهة التحرير الوطني، وبعضهم كان متخفيا ولم يكن موجودا في الساحة، ولم نكن نسمع له صوت التزلف الذي يمارسه على قمصان سيده، والمقصود التجمع الوطني الديمقراطي، حزب رئيس الوزراء أحمد أويحيى، والجميع يزايدون اليوم على حركة مجتمع السلم التي كانت واقفة ضد هذه الظاهرة الخبيثة، ودفعت الثمن بأرواح 400 من كوادرها اغتالتهم أيادي الغدر والإرهاب، وعلى رأسهم الشيخ محمد بوسليماني.
من جهته انتقد الأمين العام لحزب جبهة القوى الاشتراكية (عميد الأحزاب المعارضة) توظيف السلطة للعنف ومآسي الجزائريين من أجل التصدي لأية محاولة للتغيير، مشيرا إلى أنه في منتصف الثمانينيات وظفت السلطة تطرف تيار الإسلام السياسي من أجل التصدي للقوى الوطنية الديمقراطية التي كانت تنشد التغيير، والنتيجة كانت غرق البلاد في شلال دم وأزمة أمنية سياسية واقتصادية واجتماعية دامت قرابة عشر سنوات، وأن السيناريو نفسه يتكرر في 2017 في وقت تعصف فيه الأزمة بالقدرة الشرائية والحياة اليومية للمواطنين عموما.

استمرار الجدل بشأن بث التلفزيون الحكومي الجزائري صورا صادمة لضحايا «المأساة الوطنية»

كمال الزايت

مؤتمرات الأحزاب البريطانية تؤكد تغير المزاج العام

Posted: 01 Oct 2017 02:22 PM PDT

ليس مستبعدا ان تؤدي سياسات الجيل الحالي من السياسيين في بعض الدول الغربية الى تغيرات كبيرة في توجهات شعوبها بعيدا عن النظام الرأسمالي. فمنذ الازمة المالية قبل حوالي عشرة اعوام المرتبطة بتراجع اداء النظام المصرفي
بدأ تراجع ذلك النظام وانعكس ذلك في انحدار مستوى المعيشة في عدد من هذه البلدان خصوصا بريطانيا، وتراجع العملات وارتفاع اسعار المعيشة وتداعي ملكية المنازل وتصاعد الديون العامة والخاصة وتوسع الفجوة بين الاغنياء والفقراء. ونجم عن ذلك عدد من الامور: اولها تراجع الثقة الشعبية في النظامين السياسي والمالي في العالم الغربي، ضعف اداء حكومات تلك الدول على المستوى الدولي، وتراجع نفوذها في العالم، وتداعي منظومة القيم والحقوق التي تنامت بعد الحرب العالمية الثانية. وبموازاة ذلك اصبحت «الدولة العميقة» اكثر نفوذا بعد ان حدث تغير في المزاج الشعبي العام بعيدا عما كان يعتبر من ثوابت تلك الشعوب خصوصا نظامها الرأسمالي.
كما تراجعت الحريات بمعدلات كبيرة. وكشفت ظاهرة الارهاب الدولي عجزا غير مسبوق في الحفاظ على الامن والسلام الدوليين. في الاسبوع الماضي ذكر استطلاع للرأي العام اجراه معهد «ليغاتم» وهو مؤسسة بحثية يمينية، ان الرأي العام اصبح اكثر ميلا نحو الاشتراكية، بعد ان تعاظم اعتقاده بارتباط النظام الرأسمالي بالفساد الناجم عن الطمع والانانية. جاء التقرير خلال انعقاد المؤتمر السنوي لحزب العمال وتعمق زعامة السيد جيريمي كوربين الذي كان يعتبر حتى وقت قريب بعيدا عن جوهر المؤسسة البريطانية وانه يحمل سياسات هامشية لا تؤهله لدور سياسي محوري. بينما اكد في خطابه المهم للمؤتمر ان حزب العمال الذي يرأسه اصبح «مركز الثقل الحقيقي في السياسة البريطانية». وقال التقرير المذكور ان الناخبين يرغبون ان تقوم الحكومة باعادة تأميم المؤسسات التي باعتها الدولة للقطاع الخاص مثل سكك الحديد، والسيطرة على الرواتب العليا لموظفي الدولة والقطاع الخاص ووضع تشريعات اكثر لتنظيم الممارسة الاقتصادية. واعتبر ذلك رسالة قوية لحزب المحافظين الذي يعقد مؤتمره السنوي هذا الاسبوع وسط صراعات داخلية حول المفاوضات المتعثرة مع اوروبا بشأن تنظيم خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، بالاضافة لتراجع شعبية رئيسة الوزراء، تيريزا ماي والتنافس على رئاسة الحزب لاستبدالها.
ثمة ظواهر عديدة طرأت على المجتمع البريطاني في السنوات الاخيرة، وادت الى هذا التحول الذي يعتبر، فيما لو وجد طريقه للحكم، زلزالا سياسيا كبيرا لم يخطر على بال رموز النظام الرأسمالي المتجذر في اجهزة الحكم.
من هذه الظواهر تراجع مستوى المعيشة للمواطن البريطاني العادي وهي نتيجة متوقعة من النظام الرأسمالي الذي ينمي ظواهر الطمع والجشع والانانية ويغلب المصلحة الفردية على المصالح العامة. ومن المؤكد ان طريقة تعاطي المؤسسة البريطانية الرسمية مع الازمة المصرفية في 2008 قد ساهمت في تعميق الشعور بعدم كفاءتها للاستمرار. فحين تزداد طبقة الاثرياء في السنوات العشر الاخيرة بنسبة 50 بالمائة ونسبة الفقراء باكثر من ذلك، فان ذلك يدفع المتضررين لاعادة النظر في موقفهم من النظام السياسي والاقتصادي الحاكم. وحين يتصاعد الدين العام ومعدل التضخم ويصبح متعذرا على الكثيرين من اصحاب الكفاءات من الطبقة الوسطى امتلاك منزل عائلي مناسب، وحين ترتفع الديون الشخصية ليصبح المواطن اسيرا لدى القطاعات المصرفية التي تصدر بطاقات الاقتراض، فان من المؤكد ان يؤدي ذلك الى ثورة عارمة، قد تبقى صامتة بسبب النظام البوليسي القوي، ولكنها تعبر عن نفسها بمواقف مختلفة عما كان مألوفا. وهكذا يصبح السيد كوربين باطروحاته المنطلقة من توجهاته الاشتراكية التي لا يخشى كشفها ابدا، متناغما مع المزاج الشعبي العام، الامر الذي يبدو ان المؤسسة الحاكمة غير قادرة على استيعابه. وحين تفشل استطلاعات الرأي العام في التنبؤ باتجاه ذلك المزاج وانعكاساته على صناديق الاقتراع، فيفشل رموز حزب المحافظين (وهو التجسيد السياسي للنظام الرأسمالي) في تمرير مشاريعهم (كما حدث مع رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون في استفتائه على الانتماء للاتحاد الاوروبي) او جذب الناخبين لمنحهم تفويضا شاملا في الانتخابات البرلمانية (كما حدث مع السيدة تيريزا ماي هذا العام) فان ذلك مؤشر على تغيرات فكرية ونفسية مجتمعية. وبرغم هذا الفشل ما تزال المؤسسة الحاكمة في بريطانيا غير قادرة على استيعاب تغير المزاج العام البريطاني. ويعترف منظرو اليمين ان كوربين اكثر استيعابا لهذا التغير وتناغما معه، الامر الذي يفتقده حزب المحافظين ورئيسته. ولذلك يستمر الحزب الحاكم في سياساته التي تتميز بالتخبط، سواء حول الشأن المحلي والاوضاع المعيشية ام على صعيد السياسة الخارجية.
وفي خطاب كوربين الاسبوع الماضي امام المؤتمر السنوي لحزبه في مدينة برايتون الساحلية، كرر تأكيده على ضرورة وقف امداد السعودية بالسلاح الذي استخدم في الحرب على اليمن وادى لقتل آلاف الابرياء رجالا ونساء واطفالا. كما قال انه سيوقف الدعم البريطاني لحكومة البحرين لمنعها من سحق الشعب. هذه التصريحات تأتي في وقت تتكثف الضغوطات فيه على كل من الولايات المتحدة وبريطانيا لوقف مشاركتهما في الحرب على اليمن بتزويد السعودية بالسلاح والمعلومات وانظمة توجيه الصواريخ والقنابل. مع ذلك ما تزال المؤسسة ترفض هذا التوجه.
هذا التعنت الرسمي البريطاني من بين العوامل المؤثرة على المزاج العام والتوجه الايديولوجي والسياسي لقطاعات واسعة. فهو تعبير عن سعي المؤسسة الحاكمة لابقاء السياسة ضمن قوالب ثابتة لا تتغير بتغير الظروف والاوضاع، وعدم مراعاة الذوق العام وتجاهل معاناة الجماهير. ومن المؤكد ان كارثة احتراق احد الابراج السكنية في وسط العاصمة قبل بضعة شهور ساهم في استنهاض همم الطبقات الفقيرة نحو التغيير. وما تزال تبعات تلك الكارثة التي ادت لوفاة ثمانين شخصا تطارد المؤسسة الحاكمة التي لم تستطع التناغم مع الشعور العام، بعكس رئيس حزب العمال الذي تجد فيه قطاعات كبيرة من الطبقات الفقيرة ليس آذانا صاغية فحسب بل تفاعلا انسانيا مختلفا. والواضح وجود اختلافات جوهرية في سياسات الحزبين الاساسيين اللذين يتنافسان على الحكم. فالمحافظون ما يزالون متشبثين بالعقلية الاستعمارية التي نظمت علاقاتها مع انظمة الاستبداد في العالم. ويحظى التحالف المشارك في الحرب على اليمن بقيادة السعودية بدعم انكلو- بريطاني متواصل. اما التحالف الرباعي الذي استهدف قطر المكون من السعودية ومصر والامارات والبحرين فانه يشعر بالقوة التي يوفرها الدعم الانكلو ـ امريكي، وهذا يشجعه على السعي المتواصل لتركيع الاطراف التي يستهدفها. ويتبنى الآن خطة لاستهداف قناة الجزيرة بالضغط على مؤسسة «اوفكوم» البريطانية لغلق مكاتبها في لندن. ومن المؤكد ان سياسات المؤسسة البريطانية قد شجعت هذا التحالف على التشبث بسياسات عديدة: اولها استهداف معارضي انظمته الحاكمة بوحشية غير مسبوقة، وثمة مصاديق كثيرة لذلك في السعودية ومصر والبحرين والامارات. ثانيها: تسخير المال النفطي الهائل للتأثير على سياسات الغرب. فامريكا وبريطانيا تتبنيان سياسة مسايرة هذا التحالف وعدم ازعاجه. وكشفت رسالة بعثتها السعودية لعدد من الدول الاعضاء بمجلس حقوق الانسان الاسبوع الماضي انها سوف تعاقب الدول التي تصر على تشكيل لجنة تحقيق محايدة في جرائم الحرب التي ترتكب في حرب اليمن، باعادة النظر في العقود الاقتصادية معها. وهذه وثيقة مهمة تكشف مدى تأثير المال النفطي السعودي على السياسة الدولية، وكيف ان بعض دول «العالم الحر» مستعد للمساومة على مبدأ العدالة في مقابل المال. فكان من نتيجة التهديد المذكور في الرسالة السعودية ان عبرت الدول التي كانت متحمسة للجنة التحقيق المحايدة عن استعدادها لـ «حل وسط» مع السعودية، واصدرت قرارا مخففا بتشكيل لجنة جديدة لتقصي الحقائق في اليمن. هذا يعني استعداد العالم لتجاهل الجرائم التي يرتكبها اصحاب المال. ثالثا: ان المبالغة في الترحيب بالقرار السعودي بمنح المرأة حق قيادة السيارة واظهاره بانه انجاز غير مسبوق، يكشف خواء النظام السياسي العالمي وضعفه وتراجعه عن مشاريع ترويج الديمقراطية وحقوق الانسان، واكتفاءه بالتصفيق للظواهر السطحية التي لا تمثل تجسيدا حقيقيا لتلك المشاريع.
المخاض الذي تمر به الاجواء السياسية البريطانية يستدعي التوقف لاستشراف مستقبل المشروع الغربي، وما اذا كانت احلام رواده من «الآباء المؤسسين» قد تكسرت امام ظاهرة الاستبداد والاحتلال والبلطجة المدعومة بالمال النفطي. لا شك ان ظاهرة كوربين مهمة جدا، ولكنها مهددة بشكل مستمر من المؤسسة التي ترفض اعادة النظر في نظامها الرأسمالي ومنظوماتها السياسية والاخلاقية، او استعدادها للتصدي للظلم او دعمها الحقيقي للجماهير المسحوقة سواء في بلدانها ام في بلدان العالم الثالث. اختبار صعب لا يبدو ان التحالف الانكلو ـ امريكي سيتجاوزه بسهولة.

٭ كاتب بحريني

مؤتمرات الأحزاب البريطانية تؤكد تغير المزاج العام

د. سعيد الشهابي

السودان وفشل فترات الإنتقال

Posted: 01 Oct 2017 02:22 PM PDT

قطاعات واسعة من الشعب السوداني، أضحت تهيم في الطرقات، سَاهِمَةُ الوُجوهِ…، كَأنَّما تُسْقَى فَوارِسُها نَقِيعَ الحَنْظَلِ، على حد قول إبن شداد العبسي. فعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، ظللنا، نحن السودانيين، نجني حنظلا علقما، تطرحه شجرة هجين من ثلاثة أصول، غُرست في تربة بلادنا الخصبة قبل ثمانٍ وعشرين عاما، ولا زلنا نتجرّع نقيع ثمارها. أما الأصول الثلاثة لهذه الشجرة الهجين، فهي:
أولا، نهج حزب المؤتمر المؤتمر الوطني الحاكم منذ ثلاثة عقود، والمتمثل في مواصلة الإنفراد بإدارة البلاد، غير عابئ بإنحدارها المتسارع نحو الهاوية السحيقة، متوهما أنه بهذا النهج سيحافظ على مكتسباته ومكتسبات الشريحة الاجتماعية التي يعبر عنها. تلك المكتسبات التي إغتصبها عنّوة، وظل يراكمها، بقوة الحديد والنار، منذ إستيلائه على السلطة، وهو في نسخته الموحدة!. خلال هذه الفترة، وُقّعت العديد من إتفاقات السلام والتصالح بين الحزب الحاكم ومعارضيه، أجمعت كلها على ضرورة تنفيذ حزمة من التدابير الإنتقالية، تنهي دولة الحزب الواحد وتؤسس لدولة المواطنة والوطن التي تبنى أجهزتها على أساس قومي، وتعزز وحدة البلاد. لكن، إستمر نهج الحزب الحاكم في تعارض تام مع تنفيذ هذه التدابير الإنتقالية، وظل مصرا على عبور فترات الإنتقال وهو مسيطر تماما على كل مفاصل أجهزة الدولة، متوكئا بصيرته العمياء التي لا ترى الإنهيار الملازم لهذا الوضع والذي حتما سيهدد أيضا مكتسباته ومصالحه، كما حدثنا التاريخ القريب في إنهيارات المعسكر الإشتراكي.
الأصل الثاني، هو عجز المعارضة في أن تفرض التغيير بالشكل الذي تريده. فلا هي تمكنت من إنجاز إنتفاضة تطيح بالإنقاذ وتفرز واقعا مختلفا وديناميكية جديدة، لا علاقة لهما بما هو راهن، ولا هي عبر التفاوض مع النظام نجحت في تعديل ميزان القوى لتفرض شراكة في إطار برنامج إجماع وطني يتصدى لإنجاز مهام فترات الإنتقال. وكما ظللنا نردد، ومعنا الكثيرون، فإن أي بديل للوضع الراهن في البلاد سيتحدد على ضوء الطريقة التي سيتم بها تغييره.
أما الأصل الثالث للشجرة الهجين، فهو منهج المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمة السودانية، القائم على جزئية الحلول وثنائية التفاوض، لذلك يأتي بنتائج مؤقتة وهشة وسريعة الإنهيار، ولا يقدم حلولا دائمة وجذرية للأزمة. فإتفاقية السلام الشامل، الموقعة بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان، الفصيل المعارض في جنوب البلاد، تجاوزت مسألة وقف الحرب الأهلية لتتناول جوانب الازمة السودانية كافة، والمتمثلة في قضايا: الهوية وعلاقة الدين بالدولة، الديمقراطية، نظام الحكم، التنمية وتقسيم الثروة، تركيبة القوات النظامية، علاقات السودان الخارجية..الخ، كما أنها سعت لإحداث تغييرات أساسية في بنية الدولة السودانية، بما في ذلك تقرير مصير البلاد، دولة موحدة أم دولتان، في نهاية الفترة الانتقالية. وأعتقد، من البداهة الإقرار بأن هذا النوع من القضايا لا يمكن أن يقرر فيه طرفان فقط، الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان، بعيدا عن القوى السياسية والإجتماعية الشمالية والجنوبية الأخرى، علما بأن الإجماع الوطني حول هذه القضايا المصيرية هو الضمان الوحيد لإستمرار السلام في الجنوب، وتمدده ليطفئ نيران الحرب المشتعلة في دارفور، ويمنع تجددها، المحتمل آنذاك والمتحقق لاحقا، في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق. والمجتمع الدولي، لم يستفد، أو يتعظ، من فشل نهجه المماثل في بلدان أخرى، مثل ساحل العاج وسيراليون، وغاب عن أذهان قادته وساسته، أو لم يغب ولكنهم أرادوا ذلك بوعيهم، أن الإجماع الوطني لا يمكن بلوغه إلا عبر تحويل كافة الإتفاقيات الموقعة، والتي ستوقع لاحقا، إلى اتفاق وطني شامل يخاطب الأزمة الوطنية في كل جوانبها، وتشارك في مناقشته واقراره وتنفيذه، كل القوى السياسية والإجتماعية في البلاد. أما الإتفاق الموقع بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان، فلم يحقق سلاما شاملا، لا في الشمال ولا في الجنوب، بل فتت البلاد إلى دولتين، تُقطع أوصال كل منهما، الآن، حرب أهلية ضروس.
التوقيع على اتفاقية السلام الشامل في 2005، والتوقيع، لاحقا، على إتفاقيات القاهرة والشرق وأبوجا والدوحة، وإعتماد الدستور الإنتقالي الذي يحكم البلاد اليوم، كل ذلك جدد الأمل في إعادة بعث الحياة في نسيج المجتمع السوداني بعد طول سنوات من الدمار والتخريب، وفي إعادة بناء الدولة السودانية الديمقراطية الموحدة. لكن، سرعان ما تبدد الأمل وصار سرابا، بسبب الفشل الذريع في التعامل مع تدابير فترات الإنتقال. فتجسيد هذا الأمل، وتحقيقه على أرض الواقع، كان يستوجب التعامل مع فترات الانتقال باعتبارها مسألة مصيرية وأساسية تخاطب جوهر ما يمكن أن يحقق ذاك الأمل، لا أن يتم الإكتفاء بقصر التدابير الإنتقالية على مجرد التغيير السطحي والشكلي، وحصره في إعادة توزيع بعض كراسي السلطة على الموقعين على الإتفاقات من المعارضين، بعد أن ينال الحزب الحكم نصيب الأسد، ويضمن تفعيل آلية تحكمه حتى في الكراسي التي تؤول للآخرين. إن النجاح في تنفيذ التدابير الإنتقالية لا علاقة له بالمناصب والمحاصصات، وإنما يقاس بتنفيذ مهام جوهرية، في مقدمتها:
1 ـ تأسيس شكل الحكم الملائم الذي يحقق اقتساما عادلا للسلطة بين مختلف المكونات القومية والجهوية في السودان، ويحقق ممارسة سياسية معافاة في ظل نظام ديمقراطي تعددي.
2 ـ توزيع الثروة وخطط التنمية بما يرفع الإجحاف والإهمال عن المناطق المهمشة، مع إعطاء أسبقية لمناطق التوتر العرقي والقومي والاجتماعي، وذلك في إطار المشروع الاقتصادي العلمي الذي يراعي عدم تدهور مواقع إنتاج الفائض الاقتصادي، في الأطراف، وعدم استنزاف مركز ومصدر الخبرة العلمية، في المركز.
3 ـ حسم علاقة الدين بالدولة، وقضايا الهوية والثقافة واللغة.
والنجاح في تنفيذ المهام الإنتقالية الجوهرية، يضمن الحفاظ على وحدة البلاد، بينما الفشل هو أساس الحرب الأهلية وتفتت الوطن. وأي مشروع للتغيير، لا يضع هذه الرؤية نصب عينية، سيظل مجرد وهم يحرث في البحر.

٭ كاتب سوداني

السودان وفشل فترات الإنتقال

د. الشفيع خضر سعيد

عبدالناصر الراحل إلينا

Posted: 01 Oct 2017 02:22 PM PDT

عبدالناصر لم يكن أسطورة، بل حقيقة لرجل عظيم الاستثنائية، أعطته مصر من روحها العبقرية المتفردة، وأعطاها من عقله وقلبه وإخلاصه وكفاحه، عاش ومات، انتصر وانهزم وصمد، واستراح في قبره الشهير بكوبرd القبة، لكن سيرته لم تمت أبدا، فقد عبر موته إلينا، وواصل الرحيل فينا، وتجدد إلهامه لمصر وأمتها العربية الحزينة، وهي تحلم بصباح جديد، تحمل شمسه تقاطيع وجه عبد الناصر.
لم يمت عبد الناصر مهزوما ولا منتصرا، بل مات على الجبهة مقاتلا باسلا، ولم يكن أبدا من أبطال القصص المنتهية، الذين عاشوا وماتوا وأنجزوا بين قوسين، وأغلقت على سيرهم أقواس التاريخ، وعدوا من أبطال السياسة أو قادة السلاح، لكن عبد الناصر كان سيرة أخرى تماما، فهو بطل الأقواس المفتوحة، بطل الدراما التي لم تكتمل، عاش وأنجز بأكثر من أي بطل آخر في تاريخنا، لكنه مات دون حلمه، وتركنا بدون أن نحصن أحلامنا، وبات لكل منا، أن يكمل حلم عبد الناصر بطريقته، كان حلمه عفيا، فلم يمت معه، كان شخصه الاستثنائي، قد اندمج بشعبه وأمته، ترك جيشه على الجبهة يحارب، ولم يخذله الجيش الذي أعاد تأسيسه من نقطة العدم بعد هزيمة 1967.
كانت التعبئة جارفة من حول الحلم، كانت مصر كلها على جبهة السلاح، كانت تريد الثأر لهزيمة لحقت وسبقت، وعبرت خطوط النار في حرب أكتوبر، وحققت ما يعلو على معنى المعجزة، وفي غمرة النصر الفريد، كانت مصائر الذل في انتظارنا، وكانت نبوءة الشعب التلقائية تتحقق سريعا، فقد خرجت مصر كما لم تخرج أبدا في وداع رجل، وكما لم تخرج أي أمة في وداع زعماء ولا أنبياء، وصنعت الجنازة الأعظم في مطلق التاريخ الإنساني من قبل ومن بعد، وكان هتاف الناس الوداعي المصدوم لافتا، كان النشيد النشيج يشق القلوب المجروحة صاعدا إلى عنان السماء، كانت أمة بكاملها تنعى حلمها، وتخاطب عبد الناصر الذي لم تتصور أنه سيرحل مبكرا، وتخبره في جزع عن هول مصائر تنتظرها، ويسيل دمعها وهي تغنى، «يا ناصر يا عود الفل / من بعدك هنشوف الذل»، وقد كان، وإن تدحرج الزمن قليلا إلى ما بعد وقف إطلاق النار على جبهة حرب أكتوبر 1973، وخذلان السياسة لانتصار السلاح، وخيانة الحلم الذي تركه عبد الناصر وديعة لدى شعبه وأمته، وتوالى الذل والانحطاط عصورا، إلى أن خرجت مصر من جديد، وكأنها مقبلة لتوها من صفوف جنازة عبد الناصر، ترفع صوره وحدها في ميادين ثورة وغضب كاسح، تلاحقت موجاته من ثورة 25 يناير 2011 إلى ثورة 30 يونيو 2013، لا تخدعها وجوه الثورة المضادة التي سبقت إلى غنائم الحكم والتحكم، وهي نفسها التي خانت نصرا حققه جيش جمال عبد الناصر، وداست حلمه بأقدام الغزاة الأمريكيين والإسرائيليين، وتتصور أنها ملكت الحاضر والمستقبل، ولا يفزعها سوى حلم عبد الناصر المستكن في الصدور، وصور عبد الناصر التي تبدو كرايات حرب لا تنتهي، ترفعها أجيال لم تره، ولم تعشه، بل عاشت أزمان الحملة العاتية ضده، والتكفير بحلمه. تصوروا أنهم ضللوها فأنكرت ضلالهم، واعتصمت بصور عبد الناصر، كأنها التميمة ضد الذل، وكأنها سند الحصانة ضد بؤس الزمن، وكأنها الجبل الذي لا تهزمه ريح، مهما عصفت وزمجرت وأرعدت واستبدت بلون السماء.
وليست القصة في عصمة لا يدعيها أحد لعبد الناصر، فهو لم يكن معصوما ولا نبيا منزلا، بل قيمته الكبرى أنه كان من من طينتنا ومن أشواقنا، بلا رتوش ولا رياء، وبشخص استثنائي اختصر أفضل ما فينا، فلم تندمج روح الأمة في شخص، كما حدث مع عبد الناصر، كان انحيازه قاطعا نهائيا بلا ذرة تردد، انحاز للفقراء والوطنية المصرية والقومية العربية، وصدق فيه قول جمال حمدان عن الناصرية التي هي الوطنية المصرية في أكمل معانيها، وطنية الاستقلال الكامل سياسيا واقتصاديا وثقافيا، وطنية العدالة والانصاف الاجتماعي، وطنية التصنيع الشامل المدني والحربي، وطنية الكفاية في الإنتاج والعدالة في التوزيع، وطنية الأولوية الحاسمة للعلم والبحث والتكنولوجيا، وطنية خلق مجتمع جديد من قلب المجتمع القديم، وطنية العداء لإسرائيل جيلا وراء جيل، وطنية الوحدة العربية لأمة ممزقة مستباحة، وطنية النهوض والتجديد الحضاري، وطنية الانتصار لدين العدالة والمساواة والتوحيد، وطنية التصحيح للنظام الدولي لمصلحة أمم وحضارات الشرق والجنوب، وطنية التحرير المفجر لطاقات أمة وشعب، حبسوه طويلا في قماقم التاريخ، وعزلوه عن أنبل ما فيه وعن روح عصره، واعتادوا التدليس عليه والتحكم باسمه، وسرقة موارده وثرواته وحاضره ومستقبله، وهم أنفسهم الذين يواصلون الحرب ضد عبد الناصر إلى اليوم، وهم لا يحاربون قبرا ولا ميتا، بل يحاربون حلما يراود أجيالا جديدة عفية، رأت بعينها ما فعله المعادون بالخلقة لمعنى جمال عبد الناصر، وشهدت مخازي اليمين الثوري واليمين الديني، وكلهم من الماركة ذاتها ومن البضاعة نفسها، وتشاركوا في سيرة العداء الثأري من حلم عبد الناصر، ووجدا ضالتهم معا في النعي على حكم عبد الناصر، وترديد الدعوى السقيمة ذاتها، وهي أن عبد الناصر لم يكن ديمقراطيا، وأنه كان ديكتاتورا، وبدون أن يلفت أحد إلى معنى الديكتاتورية المدعاة، فقد كان عبد الناصر ديكتاتورا لشعبه لا عليه، ولم يكن محايدا حتى يرضى عنه الكل أو يغفل، بل كان منحازا للشعب العامل وصناع الحياة إلى الحد الأقصى، وكان يشق الطريق إلى الحلم عن معرفة وتجربة، وكانت عبقريته الكبرى في المقدرة على التصحيح الذاتب، ولم يدع أبدا أن نظام دولته كان ديمقراطيا بما يكفي، ولا أنه يوفر القدر المطلوب من حريات السياسة، وكان نقده هو الأعنف لنظامه خاصة بعد هزيمة 1967، فلم يخل مسؤوليته عما جرى، وأعلن سقوط دولة الانتهاكات والتجاوزات، وأعاد بناء الجيش من نقطة الصفر، وصنع لمصر جيشها العصري، وحارب على جبهة السلاح وجبهة المجتمع، وانحاز إلى مغزى مظاهرات الطلاب في 1968، وأعلن أن الشعب يريد التغيير و»أنا معه»، وفي الوثائق السرية لاجتماعات الدوائر العليا، كان انحيازه قاطعا صريحا إلى الديمقراطية والتحول لنظام التعدد الحزبي، وكان نقده جارفا للقبضة الأمنية والترهل البيروقراطي، وكان يؤكد أن التنظيم السياسي الواحد صنع من ورق، كان يخطط لما هو أبعد من نصر على جبهة السلاح، ويحلم بالتقدم إلى إكمال تجربته الثورية مع إزالة آثار العدوان، كانت مصر قد حققت حركة تصنيع غير مسبوقة ولا ملحوقة، وقفزت بمعدلات التنمية الحقيقية إلى أعلى ذروة في تاريخها، وفي تجارب الأمم الناهضة وقتها في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وكان نفوذ ووزن الطبقات العاملة والوسطى يتسع باطراد، وكانت مصر الحية قادرة على تجاوز المحن، وأطلق عبد الناصر سراح أغلب المعتقلين والمسجونين السياسيين، ولم يبق في السجون السياسية يوم رحل ـ مساء 28 سبتمبر 1970 ـ سوى 273 شخصا، كان بينهم عدد لا بأس به من جواسيس العدو الإسرائيلي، فلم تنته تجربة عبد الناصر أبدا مع هزيمة 1967، بل كانت تدخل أرقى مراحل نضجها واكتمالها، وكان عزم عبد الناصر أكيدا على التقدم من الديمقراطية الاجتماعية المتحققة إلى الديمقراطية السياسية المأمولة، وبقوة مجتمع عظيم الحيوية، صنعته الإنجازات والتحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الكبرى، كانت مصر العفية تولد من جديد، وتحول المحنة إلى منحة، وكان عبد الناصر يصوب الأخطاء الكبرى التي وقعت فيها تجربته، وبثقة هائلة من شعبه في القدوة والمثال، وفي لحظة اختمار ونضج الحلم، مات صاحبه، وترك الحلم وديعة لدى شعبه، الذي لم تضلله الدعايات المضادة أبدا عن حقيقة عبد الناصر، فقد شهد بأم عينيه مصارع الذين عاندوا الحلم وداسوه، وظل حلم عبد الناصر هو البوصلة المرشدة لمصر وأمتها العربية، والمسطرة المستقيمة التي يقاس عليها كل انحراف، وهو ما يفسر الحيوية الفائقة الخالدة لاسم جمال عبد الناصر في حياتنا، واشتعال المعارك من حوله، وكأنه مات بالأمس توا، أو كأنه لم يمت بعد، فالذين يكرهونه ينفثون أحقادهم في غل لا تنطفئ ناره، والذين يحبونه يواصلون الحلم، ويكملون سيرة «بطل الأقواس المفتوحة»، ويرسمون في خيالهم ووجدانهم وعقلهم صورة «مصر الجديدة» التي حلم بها عبد الناصر، وكاد يحققها واقعا حيا، لولا أن قدر الموت سبق أقدار الحلم، وإن كان الشعب الذي صنع عبد الناصر، ظل أمينا على الحلم، وأشعل ثورتين عظيمتين، لم تبلغا الغاية إلى الآن، وظلتا على حال «ايزيس» في الأسطورة المصرية القديمة، تجمع أشلاء «أوزوريس»، وتصنع من نثار الحلم القديم حلما جديدا.
نعم، مات عبد الناصر كإنسان قبل قرابة الخمسة عقود، لكن معنى عبد الناصر لا يموت أبدا، ووحي حلمه لا ينقطع، فقد رحلنا من الحلم إلى الظلم بعد نصر 1973، وكانت تلك مفارقة كبرى، أن ننتصر في السلاح ونهزم في التاريخ، لكن المفارقة المذلة صنعت بدورها مفارقة مجيدة، فلم يرحل حلم عبد الناصر عنا، بل رحل إلينا، وسكن أفئدة شعب بغالبه الساحق، وتناسل فينا جيلا فجيل، والحلم الذي يسكن شعبا لا يهزمه الزمن، فالشعوب لا تموت.

عبدالناصر الراحل إلينا

عبد الحليم قنديل

بين «حماس» و«فتح» ايّ مصالحة مع ايّ سلطــة؟

Posted: 01 Oct 2017 02:21 PM PDT

رئيس «حماس» في غزة، يحيى السنوار، أعلنها بصراحة وصرامة: «أيّ شخص سيعيق إتمام المصالحة سيُكسر عنقه، سواء كان من «حماس» أو غيرها.
«حماس» ستسهل كل شيء من أجل تمكين الحكومة، ولن تسمح بعرقلة عملها ولن تبقى طرفاً في الانقسام بأي حال من الاحوال». وكي لا يبقى لدى أي جهة شك بأن كل قادة «حماس» يشاطرونه هذا الموقف، اكّد السنوار إن «القائد العام لكتائب القسام (الذراع العسكرية للحركة) محمد الضيف هو من الداعين بقوة لخيار المصالحة الوطنية».
نعم، الكل في «حماس» مع المصالحة الوطنية، لكن هل المصالحة الجاري طبخها بين غزة ورام الله والقاهرة وعواصم أخرى هي المصالحة الوطنية المرتجاة؟
من المبكر طرح السؤال الآن، لذا فإن توفير الجواب المقنع يبدو متعذراً في الوقت الحاضر. ومع ذلك يمكن استشراف بعض جوانب المصالحة المحكي عنها من خلال ما تسرّب من تفاهمات وتحركات بين قادة «حماس» في غزة ونظرائهم في «فتح» برام الله.
ظاهر الحال يدل إلى أن المصالحة تبدو إدارية، والى حدٍّ ما مالية، لكنها ليست سياسية.. بعد. فقد تقرر أن تصل حكومة «الوفاق الوطني» إلى قطاع غزة الاثنين (اليوم) على ان يتبعها وفدان: الأول من جهاز «المخابرات المصرية « والآخر من الأمم المتحدة لمراقبة تنفيذ الاتفاق. أبرز أعضاء وفد الحكومة مسؤولُ جهاز «المخابرات الفلسطينية « ماجد فرج، ومسؤول جهاز «الأمن الوقائي» زياد هب الريح. بعد وصول الوفد المصري السياسي والامني، يصل الوفد الأممي برئاسة مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط نيكولاي ميلادينوف. هذان الوفدان سيشاركان في بحث ملف دمج موظفي حكومة «حماس» السابقة (التي كانت تدير شؤون القطاع) في قوائم موظفي حكومة السلطة الفلسطينية.
المصالحة الإدارية تبدأ بدعوةٍ من حكومة رام الله موظفيها المستنكفين عن العمل في الوزارات إلى العمل مع موظفي حكومة غزة السابقة، في ظل موافقة مبدئية من «حماس» على دمج موظفي الفئات العليا (وكلاء الوزارات) في مواقع أدنى، وذلك كبادرة إيجابية لتحريك المصالحة، فيما تُمسك «فتح» بقيادة الأجهزة الأمنية.
هذه الترتيبات لا تشمل أمن المعابر، ذلك ان قضيتها ستجري مناقشتها خلال مباحثات تشكيل حكومة «وحدة وطنية» تخلف حكومة «الوفاق الوطني» التي يرأسها رامي الحمد الله. هذا الاخير لن يكون رئيساً للحكومة الجديدة التي ستضم خمسة وزراء جدداً الى جانب معظم الوزراء القدامى.
ماذا عن «المصالحة المالية»؟
تردد أن تمويل رواتب الموظفين سيكون عبر صندوق تُسهم في ميزانيته كل من تركيا وقطر وسويسرا والاتحاد الأوروبي، على أن يكون الإشراف على الصندوق للأمم المتحدة. ترتيبات المصالحة ومآلاتها لا تبدو غريبة عن «اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط» التي قال مبعوثوها إنهم «يدعمون الجهود المبذولة لإعادة تمكين السلطة الفلسطينية من تسلّم مسؤولياتها في غزة، ويرحبون بالجهود الأخرى المبذولة، بما فيها جهود مصر، ويحثون الاطراف على اتخاذ خطوات ملموسة لإعادة توحيد غزة والضفة الغربية في ظل السلطة الشرعية، وإنهم مستعدون للعمل مع «اسرائيل» والسلطة ودول المنطقة دعماً لهذه العملية». مروحة واسعة من الدول والاطراف المعنية تؤيد، اذن، المصالحة وتباركها وتبدي الاستعداد اللازم لإنجاحها. لكن ماذا عن سوريا؟
دمشق كانت سكتت على مضض بعد انزلاق حليفتها السابقة «حماس» الى التعاون مع بعض اطراف المعارضة الإسلامية المسلحة في مخيم اليرموك، وذلك عقب اشتداد وتيرة عملياتٍ عسكرية واخرى إرهابية ضد الحكومة السورية، ما أدى لاحقاً الى سيطرة «النصرة» و»داعش» على معظم أحياء المخيم المذكور. صحيح ان العلاقات بين دمشق و»حماس» لم تنقطع رغم توترها الشديد، بفضل بقاء التواصل قائماً بين كتائب القسام وايران، إلاّ ان التعاون بين الطرفين في إطار محور المقاومة، توقّف خلافاً لحال التعاون والتنسيق الذي بقي قائماً بين حركة «الجهاد الإسلامي» ودمشق دونما تراجع.
هذا الغموض في موقف «حماس» من سوريا بعد إعلان مشروع «المصالحة الوطنية» حمل قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أحمد جبريل على الاتصال برئيس المكتب السياسي لـِ»حماس» يحيى السنوار ومطالبته بالتواصل مع دمشق لاحياء روابط التعاون والتنسيق، كما كانت عليه قبل عاصفة «الربيع العربي» الملغومة. كل هذه الملابسات تدفع المراقب المتتبع لتطورات المشهد الفلسطيني الى طرح سؤال مفتاحي: ايّ سلطة فلسطينية تريد «حماس» مصالحتها والتعاون معها؟ هل هي سلطة الرئيس محمود عباس (المنتهية ولايته) التي ما زالت تتمسك باتفاق اوسلو وترتجي خيراً من مفاوضات مع «اسرائيل» برعاية الولايات المتحدة، وترفض تالياً اعتماد خيار المقاومة ضد دولة العدوان والاحتلال والاستيطان؟ أم هي سلطة اخرى لا يرأسها عباس تأتي بعد انتخابات عامة نتيجةَ تنفيذ بنود المصالحة الوطنية العتيدة؟
سؤال آخر، مفتاحي أيضاً، تطرحه التطورات على رئيس «حماس» يحيى السنوار: كيف توفّق بين حماستك وتعهدك بكسر عنق كل معرقل للمصالحة الوطنية، وتعهدك باسم «حماس» بالاستمرار في اعتماد نهج المقاومة؟
جمهور المقاومة المدنية والميدانية ينتظر أجوبة واضحة عن السؤالين الأول والثاني بلا إبطاء.
كاتب لبناني

بين «حماس» و«فتح» ايّ مصالحة مع ايّ سلطــة؟

د. عصام نعمان

هل 5 أكتوبر آخر ممكن في الجزائر؟

Posted: 01 Oct 2017 02:21 PM PDT

في كل خريف وبداية أكتوبر تحديدا، ينطلق الإعلام الجزائري في الحديث عن ذكرى الخامس من أكتوبر 1988 وكيف أن الجزائر على صفيح ساخن وعلى فوهة بركان.
توقعات لم تتحقق ولا مرة واحدة، منذ ثمانية وعشرين سنة خلت. فالتاريخ علمنا أنه يحب أن لا يكرر نفسه بهذه الطريقة شبه الآلية، كما تحاول أن توهمنا به هذه الكتابات الموسمية، رغم التشابه بين خلفية ديكور الأحداث التي فجّرت أكتوبر 1988 وما هو حاضر من ديكور هذه الأيام. فقد كانت وراء أكتوبر 88 كخلفية، أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة، سببها الرئيسي، كان التدهور الكبير في أسعار البترول، التي لاحت منذ 1986. أزمة اثرت بشكل واضح على الأداء الاقتصادي والمالي للبلاد. فزادت نسب البطالة وتدهورت حياة الجزائريين في المدن التي اكتظوا فيها. هذه الفضاءات التي طفت فيها على السطح أزمة السكن والنقل وندرة المواد الغذائية، كنتيجة منطقية للخيارات الاقتصادية التي قام بها النظام السياسي بعد الاستقلال.
الخلفية التي كانت وراء أحداث أكتوبر 1988 لم تكن اقتصادية واجتماعية فقط، رغم أهمية هذه العوامل. فقد كانت هناك أزمة سياسية حادة مست النظام السياسي وراء ستار المشهد المؤسساتي المتآكل، كان لها التأثير الكبير في اندلاع الأحداث.
فقد كان هناك صراع كبير، بين عدة مراكز قرار سياسي، لم تتوافق على إصلاح النظام من الداخل. فقد تبين لرئاسة الجمهورية وبعض مراكز القرار التابعة لها كالمؤسسة الأمنية، أن «مشاريعها الإصلاحية « فشلت بعد أن جربتها لمدة قصيرة خلال سنتي 1986/1987. فقد جربت الانفتاح الإعلامي، كما حصل مع أسبوعية «الجزائر الأحداث»، كما جربت السماح لجمعيات حقوقية بالعمل بطريقة قانونية، الشيء نفسه الذي حاولت القيام به مع جمعيات لأبناء الشهداء.
كما هو واضح استثمرت هذه السياسة في مشاريع، تملك قدرا كبيرا من الشرعية، كحقوق الإنسان وحرية الإعلام والتاريخ الوطني، من خلال جمعية أبناء الشهداء التي لا يمكن أن تتهم بعداوتها لحزب جبهة التحرير، أو العمل كيد لصالح قوى أجنبية، معادية للجزائر. بسرعة تأكد هذا التيار «الإصلاحي» أن إمكانيات إصلاح النظام السياسي من الداخل، اعتمادا على هذه الفئات الوسطى بالذات التي تملك قابليه للتجنيد، صعب المنال، بل مستحيل لعدة أسباب منها، ضعف حضورها الاجتماعي وانقساميتها الثقافية. فقد تبين أن النظام السياسي كان في حاجة إلى رجة أكبر، من خارجه، لكي يتغير. لم تكن هناك خيارات كثيرة أمام هذا التيار الإصلاحي الذي أراد أن يبعد منافسيه من مراكز السلطة أو يضعفهم على الأقل، بعد أن اتهمهم بالوقوف في مواجهة الإصلاحات التي دعا إليها الرئيس (الشاذلي).
الحل كان حاضرا في الشارع على شكل حركة اجتماعية شعبية، من دون قيادة، أو هكذا على الأقل بدت، يمكن استعمالها بسهولة، للضغط على النظام السياسي من خارجه. لعبة سياسية هي مزيج بين الأمني والسياسي، كان يكفي فيها استعمال الحراك اليومي الذي كانت تعيشه الأحياء الشعبية في المدينة الجزائرية. حراك يتم النظر إليه من أعالي قصر المرادية كحركة دهماء أو «غاشي»، همها الوحيد قضاياها الاقتصادية والاجتماعية التي كانت توصف بالمشروعة، بشرط أن تبقى بعيدا عن السياسة والتسييس.
ما لم يقع في الحسبان وقع فعلا، فقد تسيست الحركة بسرعة (في أيام)، بعد أن ركبها تيار إسلامي سلفي جذري، كان حاضرا بقوة، في أحياء المدن وحواريها، بعيدا عن عيون المؤسسة الأمنية والسياسية، التي لم تولِ أهمية كبيرة له. قصر نظر، بل عمى سياسي، لا يمكن تفسيره الا بالنظرة الاحتقارية التي كانت تنظر بها هذه النخب، المسماة عصرية، إلى النخب الشعبية، ذات التوجه الإسلامي الجذري، التي استطاعت بسرعة أن تركب هذا الحراك الاجتماعي. حراك تسامحت معه في بداية ظهوره، مؤسسات الدولة، بنية استعماله لاحقا كرافعة للتغيير، من خارج مؤسسات الدولة، حتى بعد أن منحته بسرعة هذه الجماعات الدينية السلفية، خطابا سلفيا لم يكن حاضرا في الأصل لدى هذا الحراك الشعبي «الخام». انقلب بسرعة، السحر على الساحر وما كان مطلوبا كرجة من خارج النظام، تحول إلى زلزال عنيف حطم البناء المؤسساتي للنظام السياسي، الذي لم يعد قادرا على إعادة الأمور إلى مجراها، إلا بإقحام الجيش وقتل المئات من الجزائريين، بعد أن «عجزت» المؤسسة الأمنية عن التحكم في مجريات الاحداث، لتدخل الجزائر دوامة عنف لم تخرج منها عمليا لغاية اليوم.
ديكور أكتوبر 1988 يشبه إذن إلى حد كبير، ديكور أكتوبر 2017. فالأزمة الاقتصادية والمالية حاضرة بقوة ولنفس السبب تحديدا (تدهور أسعار البترول والغاز). الوضع الاجتماعي للجزائريين في تدهور، ويمكن أن يسوء بسرعة في حدود ما تبقى من شهور من هذه السنة. في حين ازمة النظام هي هي، فالصراع بين الأجنحة، على أشده وإمكانيات إصلاح النظام من داخل المؤسسات الرسمية شبه منعدمة. شارع فارغ سياسيا، فلا حضور للحزب ولا للجمعية، بعد أكثر من ربع قرن من التعددية التي جاء بها أكتوبر 88. الجديد بالمقارنة مع أكتوبر 88 أن هناك خوف كبير من التغيير ركب الجزائريين افرادا ومؤسسات، بعد تجربة الفشل في اصلاح نظامهم في السابق، بعد أحداث أكتوبر88 تحديدا، التي وعدوا فيها بنظام تعددي واقتصاد حر وحل لأزمتهم الاقتصادية، عن طريق دستور جديد، لم تمنح له فرص التطبيق على أرض الواقع، لغاية تعديله.
خوف يجعل الكل، معارضة وسلطة، أفرادا ومؤسسات، ينأى بنفسه عن المبادرة بالتغيير، أو حتى المشاركة فيه. الجديد كذلك هذه المرة، هو صعوبة إقحام الجيش في التصدي لأي حراك شعبي، يمكن أن يحصل، بعد أن تم توريطه في السابق.
فالجزائر تشبه هذه الأيام طبق طعام استوى على نار، لكن لا أحد من أبناء العائلة الجائعين، يريد أن يبادر بوضعه على الطاولة والانطلاق في الأكل. فالكل جائع لكن الكل خائف من فتح القدر، الذي بدأ يحترق من طول وضعه على النار.
كاتب جزائري

هل 5 أكتوبر آخر ممكن في الجزائر؟

ناصر جابي

«دون كيشوت» في أرض الحجاز

Posted: 01 Oct 2017 02:20 PM PDT

هناك في فرنسا، كان ديكارت مشغولا بِصياغة التصوُّر الجديد للذات العقلانية التي تكتشف أسرار الكون وتسْبر أغواره، وفي إنكلترا كان جان لوك بمنهجه التجريبي الاستقرائي يُنازع الفيلسوف الفرنسي صاحب المنهج العقلي الاستنباطي في منهجية توصُّل العقل إلى الحقيقة، فكلاهما ذهب إلى تقديس العقل الذي ساد ذلك العصر التنويري في القرن الـ17.
وفي ذلك المناخ وُلد «دون كيشوت» في خيال الروائي الإسباني «ميخائيل دي سرفانتس»، شخصية هزيلةٌ على مشارف الخمسين، مسكونةٌ بأدب الفروسية البائدة، والشغَف بالبطل الأسطوري قامِع الظلم وناصر المقهور.
ودون أدنى امتلاكٍ لمُقوِّمات البطولة الجامحة، يُقرِّر بطل الرواية بَعْثَ الفروسية من مَرقَدها، فاستخرج سيفًا مُتهالكًا ورمحًا هزيلًا يتوافق مع جَواده الأعْجف، واصطفى في رحلة المجد خليلةً يُهدي لها انتصاراته على عادة الفرسان، ثم اختار لرفقة الطريق فلاحًا ساذجًا على وعد تنصيبه حاكمًا لإحدى الجزر التي سوف يُحرِّرها «دون كيشوت». 
انطلق في غمْرة الهَوَس وتهاويِ الحدود بين الواقع والأوهام، ليقوم بمغامراته الساذجة، إلى أن قاده خياله العابث إلى الصراع مع طواحين الهواء، حين توهَّم أنها شياطين ذاتُ أذْرع تبثُّ الشر في عالم البشر، فغرس فيها رمحه فعَلَق بها، فطوَّحَتْه في الهواء، لينزل على الأرض وقد تكسَّرت عظامه، فظل في فراش المرض يلعن الفروسية والبطولة.
مقدمة طويلة أليست كذلك؟ هكذا رأيتها بعد كتابتها.
لم يكن بيدي ولا بيدِ عمرو، بل بسطْوةِ اندماجٍ بين الرواية والواقع غزا مداركي، فاستسلمت.
في أرض الحجاز دارت معركة حامية الوَطِيس، لا تختلف عن صراع «دون كيشوت» مع طواحين الهواء، تمَّت صياغة أحداثها، واختيار طرفي النزاع فيها، والنفخ فيها بالقَدْر الذي يسْتَلِب الأنظار، إلى أن تمّ حسم الصراع، فالمنتصر يتمرَّغ فرحًا بنشوة الظفر، والمهزوم يجرّ أذيال الخيبة وينشد في رثاء عالمه الحزين.
هل كانت أُمّتنا تنقصها الهموم حتى تصير قيادة المرأة السعودية للسيارات قضية كبرى تشغل الرأي العام السعودي والعربي والإسلامي، بينما الأعداء يستلقون على ظهورهم من فرط الضحك إزاء هذا الأداء الكوميدي؟
المسألة بِرُمَّتِها منذ سن قوانين المنع إلى وقت قرار الإباحة، كانت صراعا مع طواحين الهواء، لم ينتَهِ بِحسْم الأمر عبْر قرار سيادي، بل امتدَّ أُفُقه لندخل في دوَّامة من التفسيرات وردود الأفعال مُتَّشِحة بالنظرة السطحية.
فريق يرى أن السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة نازلة حلّت بالإسلام، وهزيمة للفضيلة، وفتح لأبواب الشرور، وكأن البقاع صارت المدينة الفاضلة التي داعبت أحلام أفلاطون، فلا ينقصها سوى النزاع حول مسألة لا تعدو أن تكون قرارا إداريا تمَّ دعمه بفتاوى رسمية في قضية اجتهادية لمْ يأْت بها نَصٌّ.
وفريق آخر يرى في القرار انتصارا للمرأة السعودية، وأنه أعاد إليها حقَّها المسلوب، ومكانتها المهضومة، فكان اغتباطٌ تَلفُّه تفسيرات غوغائية للحقوق من جهة المنع والمنح. لكنني مع ذلك أجد نفسي أمام نزعتي الشخصية في تحديد المشكلة الرئيسية في ذلك القرار. هل كانت المشكلة في القرار الرسمي بذاته؟
لا أرى ذلك، فالأمر يمكن قَبُولُه بسهولة إذا كان قد أتى ضِمن منظومة إصلاحات مجتمعية، خاصة أن قيادة المرأة السعودية كما أسلفت، لم يأت دليل على منعه، وكل الفتاوى المانعة مبناها على التوسع في سد الذرائع، وهو الأمر الذي نحذر منه دائما.
إذن، هل كانت المشكلة في تغيير الفتوى؟
لا أراه كذلك، لأن الفتوى تتغير بتغير الزمان، وهناك علماء أجِلّاء غَيَّروا كثيرًا من آرائهم الفقهية، فالشافعي له مذهب قديم قبل نزوله مصر، وآخر جديد، والإمام أحمد كثيرًا ما تُنقل عنه في المسألة روايتان من المؤكد أنّ إحداهما سابقة للأخرى.
المشكلة في تعنُّت العلماء باستعمال أحادية القول في مسائل يسوغ فيه الخلاف، ومبالغتهم في الحظْر تحت مظلَّة سدِّ الذرائع، وهذا التوسع دائما يجلب نتائج عكسية.
المشكلة في ثورة علماء المملكة على كل من عارض قرار المنع الأول، فاتهموهم بتمييع الدين، ومنهم القرضاوي الذي أرسلَ إلى المَلك مطالبًا بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، إضافة إلى بعض علماء المملكة المنتسبين إلى تيار الصحوة، ألم يكن الأحْرى أن يتقبلوا الرأي الآخر ويدرجوه ضمن دائرة الاختلاف السائغ؟
والمشكلة الكبرى تكمن في السياق الذي اتُّخِذ فيه القرار، فأثار المخاوف حول الاتجاه الذي تهرع إليه المملكة التي يُعتبر مَسارُها شأنًا عامًا للأمة الإسلامية:
فجاء القرار متوافقًا مع القفزة السعودية البعيدة باتجاه (الأمركة) والإفراط في إظهار الانسجام مع توجُّهات البيت الأبيض، بدايةً من القمة التي كلّفت السعودية أكثر من 400 مليار عاد بها ترامب إلى بلاده مُتهللا، وخلَّف وراءه انفجارًا مُدوّيًا في البيت الخليجي، وانتهاءً بتعيين فاطمة سالم باغشن مُتحدثة باسم السفارة السعودية في واشنطن، لتكون أول امرأة تشغل هذا المنصب، وهي حاصلة على الماجستير من جامعة شيكاغو، وشغلت عدّة مناصب أبرزها مديرة مؤسسة الجزيرة العربية بواشنطن، ومستشارة لمؤسسة الإمارات لتنمية الشباب. جاء القرار كرسالة طمأنة للأمريكان والمجتمع الدولي على وضعية المرأة السعودية، ولإسدال الستار على موجات النقد الغربي إزاء مسألة قيادة السيارات.
جاء القرار مصحوبا بمظاهر لمْ تعْهدها السعودية، تُنْبئ بفتح الباب على مصراعيه أمام التيار الليبرالي، على غرار ما حدث في احتفالية اليوم الوطني، واعتبره البعض تحوّلا إيجابيا في المسار الاجتماعي للسعودية، في الوقت الذي يُضيَّق فيه الخِناق على هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد تهميش دورها، في ما يبدو أنه توطئةً لإلغائها.
وجاء القرار في وقت تُطلق فيه حملات الاعتقال التي طالت رموز العلم والدعوة من غير المنتسبين إلى المؤسسة الرسمية، وهو الأمر الذي يؤكد حقيقة استلهام التجربة الأمنية للنظام المصري. جاء القرار في خِضمِّ التناسق مع الرُؤى الإماراتية التي انطلق منها وزير الخارجية الإماراتي يُبشّر بشرق أوسط جديد، يسود فيه النظام العلماني.
وجاء القرار في ظل تكهّنات بتطبيع المملكة مع الكيان الصهيوني، أجبرنا على قبولها: الصمت حِيال القضية الفلسطينية، وإظهار وجهِ العداء للمقاومة، ومحاصرة وملاحقة دُول وكياناتٍ وشخصيات مُزْعجة للكيان الإسرائيلي.
فإلى أين تتجه السعودية؟ نسأل الله لها السلامة.
عدا هذه المخاوف، فلا يعدو الأمر أن يكون إحدى معارك دون كيشوت.
كاتبة أردنية

«دون كيشوت» في أرض الحجاز

إحسان الفقيه

أستانة 6: توزيع مناطق النفوذ وتجميد أحادي ومتاهة ملف اللاجئين

Posted: 01 Oct 2017 02:20 PM PDT

ما يزيد عن أربعمئة قتيل سقطوا نتيجة القصف الهمجي الذي نفذته الطائرات الروسية على مناطق سورية متعددة، معظمها إن لم نقل جميعها تقع ضمن مناطق خفض التصعيد «المزعومة» التي استنبتتها موسكو وشركاؤها في الأستانة .
لا نذكر هذه الأرقام بدافع الإستغراب أو الاستنكار رغم أن الموضوع أكبر من الإدانة والاستنكار لكن نطرحه لندلل على أن هذا الاستهداف والتصعيد في القتل والتهجير واستهداف المشافي وتجمعات النازحين،هي المخرجات الحقيقية لحوار أستانة 6.
بعيداً عما اتفقت عليه موسكو وحلفاؤها رسميا في الأستانة، دعونا نعود إلى النقاط الأهم التي جاءت على لسان مندوب موسكو» ألكسندر لافرنتييف» في تصريحات صحافية، في ختام محادثات الأستانة، أن عملية «الفصل «بين المعارضة السورية البناءة والإرهابيين لم « تكتمل» بعد، داعياً المعارضة إلى التحلي بمواقف بناءة والتخلي عن طرح مطالب مستحيلة التنفيذ، ومنها فكرة إنشاء «جيش وطني»، باعتبار أن الهدف منه يكمن في مواصلة الجهود لإسقاط تنظيم الأسد. وفي تصريحات أخرى لمسؤولين روس قالوا فيها أن الخطوة التالية ستكون محاربة كل الفصائل التي تدعو لإسقاط تنظيم الأسد.
من هنا علينا أن نفهم وندرك سبب التصعيد الروسي الأخير وحجم التوحش الذي حملته الطائرات الروسية الاستراتيجية.

«مخرجات الأستانة الحقيقية»

كما توقعنا، استمرت روسيا في دعم تكتيكها ضمن استراتيجة أكبر، تقسيم الثورة السورية إلى ثلاثة أقسام معارضة سياسية تعيش في المنفى عملت على تهميشها، فصائل مسلحة مدجنة تقبل بما يحيكه النساج ال إيران ي وتبتلع ما يقدمه الطباخ الروسي، ومعارضة متطرفة يجب القضاء عليها. وأوجدت شرخاً كبيراً بين هذه الفئات الثلاث حتى يسهل عليها القيادة والسيطرة.
لو تدبرنا بعناية ما تمخض عنه أستانة»6»من نتائج سنختصرها بـ : التجميد لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد، مقابل عدم حرق وتدمير مناطق تخفيف التصعيد. ستة أشهرهي الفرصة التي منحتها موسكو لنفسها للقضاء على الثورة السورية وفي حال الفشل تمدد لنفسها.
لاحظوا أن موسكو لم تطرح التجميد الثنائي كما فعلت الصين بموضوع كوريا الشمالية وتبنتـه لاحقاً موسكو، الأمر الذي رفضته مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن واعتبرته بالسخيف، وقال عنه دولاند ترامب إنه من غير المعقول يطلب منا أن نجمد أنشطتنا في الوقت الذي يطور فيه العدو «كوريا الشمالية» المزيد من الأسلحة. بيت القصيد الذي ترفض الفصائل المشاركة في الأستانة أن تفهمه.
التجميد مقابل التجميد الذي طرحته موسكو بخصوص كوريا الشمالية ورفضته واشنطن، عادت لطرحه على الفصائل السورية المشاركة في الأستانة ولكن الطرح الروسي «التجميد» ليس مقابل التجميد بل من أجل أن لا تقتلوا جميعكم ومن ثم قتلتهم كما هو حاصل، ولم تفرض الأمر ذاته على ميليشيا تنظيم الأسد والعصابات متعددة الجنسيات الداعمة له، ولا يطبق الأمر ذاته» التجميد»على المنظمات الإرهابية الكردية الذراع العسكري لحزب العمال الكردستاني الإرهابي المتطرف.

اتفاق تخفيف التصعيد

فرض على الفصائل الثورية تجميد نقاط قتالها مع تنظيم الأسد ومع الميليشيات الانفصالية الكردية. وسمح هذا التجميد» تخفيض التوتر» لميليشيا الأسد أن تنقل قواتها من الجبهات المجمدة إلى جبهات جديدة في ظل الاستنزاف الكبير الذي تعاني منه تلك الميليشيا من اتساع مساحة الجبهات ونقص عدد مقاتليها وطول طرق الامداد وعدم تأمينها،الأمرالذي سهل وساهم بسيطرة تنظيم دمشق على مزيد من الأراضي الخارجة عن سيطرته.
الأمر الثاني الذي علينا ان ندركه دون لبس أن إيران حصلت على مباركة دولية واعتراف رسمي بوجودها في سوريا باعتبارها طرفاً ضامناً ومراقباً لمناطق «التجميد» تخفيف التوتر، ولزيادة في الشعر بيت ربما تنشر قواتها للفصل بين القوات، وللمراقبة.
«أستانة 6» تعد «المسمار الأخير الذي دق في نعش الفصائل الثورية المعارضة بعد أن استطاعت موسكو تقسيمها إلى سياسية وعسكرية، والعسكرية قسمتها ايضاً إلى اقسام . معتدلة، أقل اعتدالاً ،متشددة، إرهابية.
الجولة السادسة لأستانة، كان هدفها الرئيسي توزيع الكعكة السورية ووضع خرائط مناطق نفوذ الأطراف الدولية والإقليمية أمريكا «الميليشيات الكردية» وروسيا، في المقام الأول، و إيران « حزب الله» وتركيا.
هذا ليس استنتاجاً بل حقيقة تعززها التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة السورية، مثل الحديث حول صفقة بين إيران وتركيا لتبادل الاعتراف بنفوذ كل منهما، إيران ، جنوب دمشق، مقابل مناطق نفوذ تركية في محافظة إدلب، الأمر الذي اكدته نتائج استانا ستة. فضلا عن التصريحات الروسية المتباهية بسيطرة الأسد على أغلب المناطق السورية.
أستانة، تجاهل ملف المعتقلين وادخاله في متاهة لا متناهية من تشكيل لجان تبحث عن سبل الإفراج عنهم بعد أن يتم التأكد من أو ضاعهم وإيجاد الآليات المناسبة والقنوات المتخصصة لمناقشة أنجع السبل الكفيلة بالوصل لمعرفة هل هم معتقلون أم مختطفون أم مفقودون أم أنهم «دواعش» أو من أصحاب الفكر المتطرف، والمباحثات في هذا المقام ستستمر دون كلل أوملل.

أمريكا ضمنت مصالحها

واشنطن عملت في الفترة الأخيرة على ضمان مصالحها في سوريا خاصة في الشمال والبادية السورية، بإنشاء المطارات والقواعد، وتدعيم الوجود الكردي عسكريا، ما سمح لهم بالتقدم ضد تنظيم الدولة في الرقة ودير الزور.
بالعودة إلى إيران ، منذ أعلنت واشنطن موافقتها على اتفاق «خفض التوتر»، جنوب غرب سوريا بالتوافق مع الروس، فإنها عمليا قد وافقت وشرعت الوجود ال إيران ي على بعد 40 كم من الحدود الفلسطينية والأردنية، الأمر الذي لم يرق لنتنياهو.

مزيد من إضعاف المعارضة

نعتقد أن الهدف الأخير لجولة محادثات الأستانة حول وضع خرائط مناطق تخفيف التوتر، والحديث حول محاولة التوصل لرقابة مشتركة بين الدول الضامنة الثلاث في إدلب، يأتي لتعزيز إضعاف وضع المعارضة السورية خاصة العسكرية، بفصلها عن المعارضة السياسية وبفرض التجميد الأحادي عليها.
وهذا ما يمكن قرأته في طلب الأردن من الجيش الحر تسليم معبر نصيب لتنظيم الأسد، وهو ايضاً احد مفرزات مناطق تخفيض التصعيد.

أستانة 6، تكريس بقاء الأسد

نتوقع أن تكون الخطوة التالية بعد تقسيم الغنيمة السورية في «أستانة 6»هي الذهاب لعقد جولة جديدة من مباحثات جنيف. وسيتم الإعداد لتلك الجولة من خلال مؤتمر ثان للمعارضة في الرياض.
في حال فشل مؤتمر الرياض في تشكيل وفد واحد للمعارضة يمثلها في جنيف، فإن القوى الدولية ستستبعد الفصائل المعارضة التي تعترض على مخرجات الأستانة والتوافق الروسي الدولي على مخرجات الحل النهائي في سوريا بالقراءة الروسية.
قبل السؤال عن توقعاتنا لجولة جنيف المقبلة، المتوقع أن تكون تكريسا لبقاء الأسد، وتقنين تقسيم النفوذ بين القوى الدولية. الفئات السورية التي ستعترض على المخطط الروسي ستجد نفسها خارج اللعبة الدولية على سوريا، أو سيكون مصيرها يشابه مصير فصيلي «أحمد العبدو» و»أسود الشرقية»، أو مصير فصيل «حركة شباب السنة» التابعة لفصائل الجبهة الجنوبية العاملة جنوب سوريا، الذي اتهمته المتحدثة باسم الخارجية الروسية، «ماريا زاخاروفا» أن فصيل «شباب السنة» التابع للجيش السوري الحر، يملك عدة صواريخ تحمل رؤوساً مزودة بمواد سامة .
إعلان ترامب وقف المساعدات العسكرية للجيش الحر، والضغوطات الأردنية على الفصائل المسلحة في البادية بالانسحاب إلى الأردن وتسليم معبر نصيب لتنظيم الأسد كل هذه المؤشرات تصب في بركة واحدة تعزيز بقاء الأسد، بالتعبير الروسي الانتقال لمحرحلة القضاء على الفصائل التي تنادي باسقاطه.

كاتب وباحث سوري

أستانة 6: توزيع مناطق النفوذ وتجميد أحادي ومتاهة ملف اللاجئين

ميسرة بكور

«سجل المحكومين بالإعدام في فلسطين».. دراسة ثرية ومثيرة

Posted: 01 Oct 2017 02:18 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: يسرد كتاب جديد حكاية المئات ممن اعتقلوا في عهد الانتداب البريطاني في فلسطين بخاصة في عهد ثورة 1936-1939 وحكم عليهم بالإعدام في محاكم نظامية، أو عسكرية بسبب نضالهم ضد المستعمر، مقدما لبنة هامة تساهم في استكمال كتابة رواية النكبة الفلسطينية.
والحديث عن كتاب «سجل المحكومين بالإعدام في فلسطين في عهد الانتداب البريطاني « للباحث د. محمد عقل ابن بلدة عارة داخل أراضي 48 ، موضحا أن قسما كبيرا منهم نفذ فيه حكم الإعدام شنقًا، والقسم الآخر خفض حكمه إلى المؤبد وأمضى سنوات قابعًا بين جدران السجن. ولتعليل موضوعة دراسته يقول عقل إن هؤلاء لم يحظوا باهتمام المؤرخين ونسيهم الناس في زحمة الحياة بل هم المنسيون الذين ما توانوا ساعة عن بذل المهج وما كلّوا لحظة عن الكفاح، حاملين أرواحهم على أكفهم من أجل تحرير فلسطين. لكن الباحث بقي وفيا ليس لشعبه وروايته التاريخية فحسب، بل لمهنته كمؤرخ ولم يتردد عن الكشف عن قصورات الفلسطينيين وأوجه الفساد والتناحر الأهلي لديهم. ويتابع « كان لكل واحد منهم ذكريات وآمال وطموحات، وأمهات وآباء وأبناء وبنات وأقارب. لقد جاءوا من جميع قرى ومدن فلسطين، وكان شعارهم الثورة حتى النصر». ويوضح أن سلطات الانتداب البريطاني استعملت سياسة القبضة الحديدية والقمع الهمجي ضد الفلسطينيين بهدف تركيعهم وثنيهم عن المطالبة بحقهم الشرعي ألا وهو الاستقلال. كان الإعدام إحدى الوسائل التي اتخذتها هذه السلطة للقضاء على الثورة المتأججة، لكن ذلك لم يفت من عزيمة أبناء الشعب الفلسطيني، بل زادهم إصرارًا على مواصلة الكفاح.

محاكم صورية

كان المعتقلون يقدمون إلى محاكم عسكرية صورية، يتم خلالها الاستماع إلى شهود من جنود الاحتلال وإصدار الحكم بالإعدام بالجملة، وهو حكم لم يكن قابلاً للاستئناف. كان الإعدام يتم في سجن عكا وفي سجن القدس المركزي في المسكوبية فور تصديق القائد العام للجيش البريطاني في فلسطين وشرق الأردن على الحكم، وقد بلغ عدد من شنقوا خلال الثورة الكبرى ( 1939-1936) 148 شخصًا. وأحيانًا، كان يتم الإعدام في الميدان، حيث كان الثائر يقتل أمام أهل بلده، أو في السجن بعد القبض عليه. كما كان يزج بالنساء في سجن خاص بهن في بيت لحم، أما الأطفال فكانوا يسجنون داخل إصلاحية في طولكرم، أو في عكا وغيرهما من المدن الفلسطينية. ولما أن عجزت السلطات عن القضاء على الثورة فرضت غرامات مالية باهظة على سكان القرى، وسخّرتهم في تعبيد الطرق، وعذّبت الرجال بالضرب والجلد والشباب بالمشي حفاة على ألواح نبات الصبار، ثم راحت تنسف البيوت وتقصف القرى بالمدفعية.

مصادرة الدجاج والحمير

لافتا إلى أن بريطانيا الاستعمارية بهذه الأساليب البربرية أرادت كسر إرادة الشعب الفلسطيني وفرض مخططاتها الرامية لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
في الكتاب الذي يهديه صاحبه لشهداء ثورة فلسطين الكبرى يوضح أن العقوبات الجماعية طالت 151 قرية فلسطينية بعد التعرض لأعمدة خطوط الهاتف، فيما أغلقت صحف فلسطينية لأكثر من أسبوعين كل مرة لاتهامها بـ « التحريض «. وحينما كان أهالي البلدة يمتنعون عن تسديد غرامات باهظة كان الاستعمار البريطاني يصادر الحبوب، الدجاج، البقر والخيول والحمير عدا إجبار أهاليها على العمل بالسخرة، مقدما أمثلة على ذلك من قرى بلعا، جبع، الفندقومية، يطا وبرقة وغيرها. ويؤكد الباحث الذي جمع المصادر المكتوبة بالروايات الشفوية أن تصعيد البطش البريطاني بدأ غداة توصيات لجنة بيل الملكية عام 1937 التي أشارت لـ « قلة أحكام الإعدام « في ثورتي البراق(1929) والثورة الكبرى عام 1936 وقالت إن معاقبة المجرم بسرعة وإنزال العقاب المناسب هو عامل أساسي في حفظ القانون والنظام «.

اغتيال اندروز

ويتوقف الكتاب عند اغتيال قائد لواء الجليل الإنكليزي لويس اندروز وهو يهم دخول الكنيسة البروتستانتية في مدينة الناصرة، مما أدى لتجدد الثورة الفلسطينية وبدء الإنكليز بإجراءات قمع وبطش غير مسبوقة. وقتها سارع الاستعمار البريطاني لعزل مفتي القدس الحاج أمين الحسيني من منصبه واعتقال رجال دين وحل الهيئة القيادية الأعلى وهي اللجنة العربية العليا وعندها غادر المفتي لبيروت قبل أن يصل دمشق. وتجلى التصعيد البريطاني بتشكيل محاكم عسكرية في تشرين الثاني/نوفمبر 1937 للدفاع عن « الأمن «، وجاء في البيان البريطاني الرسمي أن قرار المحكمة العسكرية بالإعدام يجب أن ينص على شنق المحكوم عليه بتعليقه من رقبته داخل غرفة خاصة في السجن، زاعمة أن الهدف هو « القضاء على « حملة الإرهاب والتدمير» وأوضحت أن حكم الإعدام يقع على كل من يضبط وهو يحمل سلاحا ناريا أو عيارات نارية وكل من يلقي قنبلة أو يضع متفجرات وكذلك من يعيق سير العمل أو يلحق ضررا في الموانئ والمطارات والسكك الحديدية وشبكة الكهرباء والمياه والتلفون وغيره. أما المحاكم المدنية فظلت تزاول نشاطاتها الى جانب المحاكم العسكرية وتعنى بـ « سفاسف الأمور «. ويقدم الكتاب مثالا على قاضي الصلح في حيفا أحمد بيك الخليل الذي أصدر مذكرة اعتقال لعشرة أيام ضد شريف أحمد الحاج بتهمة سرقة حذاء أحمر للمدعو أحمد كيلو كان قد وضعه في مدخل المسجد.

الشهيد فرحان السعدي

وبوشر في تنفيذ أحكام الإعدام للمرة الأولى من خلال محكمة عسكرية في إعدام الشيخ المجاهد فرحان السعدي، وهو نائب للشهيد عز الدين القسام. وألقت سلطات الاستعمار البريطاني القبض على السعدي مع ثلاثة من رفاقه في بلدة المزار بين جنين وبيسان، وفي اليوم التالي بدأت المحكمة العسكرية في حيفا النظر بتهمة حيازة السلاح مكتفية بشهادة ضابط إنكليزي فحكمت عليه بالإعدام شنقا دون سماع بقية الشهود. في 25.11.1937 صادق القائد العام للجيش في فلسطين وشرق الأردن على الحكم وفي
27.11.1937 تم تنفيذ الحكم بالإعدام وهو صائم في سجن عكا ليكون أول شهيد يعدم وفقا لقانون الدفاع في حالات الطوارئ الانتدابية.
ونفذت بريطانيا أحكاما متفرقة بالإعدام قبل اندلاع الثورة الكبرى عام 1936 .ويتوقف الكتاب مطولا عند إعدام الشهداء الثلاثة المثقفين فؤاد حجازي، عطا الزير ومحمد جمجوم (17.06.1930) الذين نظم في استشهادهم قصيدة معبرة جدا ( الثلاثاء الحمراء) الشاعر الوطني الراحل إبراهيم طوقان وانتشرت قصيدة بالعامية : من سجن عكا طلعت جنازة « نسبت لشاعر الثورة نوح إبراهيم. وتتجلى حقيقة انحياز بريطانيا للمشروع الصهيوني في هذا المجال أيضا، إذ يوضح الكتاب أن الانتداب عام 1938 أعدم 66 فلسطينيا ويهوديين فقط لافتا إلى أن سلطات السجن كانت تلبس المعدين للإعدام زيا أحمر وتتيح لهم طلب ما يريدون. ويوضح الكتاب أنه بعد انتهاء الثورة الكبرى عام 1940 استقرت الأوضاع الأمنية وصار حكم الإعدام لمن يمسك بحوزته سلاح خفيف جدا وبعد الانتصار على ألمانيا النازية تم العفو عن السجناء من ضمنهم من حكموا بالإعدام.
ويخلص الكتاب الهام والغني بتفاصيل ثرية ومثيرة للقول إنها ملحمة الشعب الفلسطيني الذي ما فتئ يقدم الشهيد تلو الشهيد من أجل فلسطين. اعتمد د. محمد عقل في بحثه على المصادر الفلسطينية من كتب وصحف، وعلى صحف عبرية وانكليزية كثيرة، ولم ينس المرويات الشفوية والتراثية، راجيا أن يكون قد وفقّ في وضع لبنة أخرى في تاريخ فلسطين الحديث .

«سجل المحكومين بالإعدام في فلسطين».. دراسة ثرية ومثيرة

أعضاء في الكونغرس يحذرون نتنياهو من تدمير العلاقة مع اليهود في أمريكا

Posted: 01 Oct 2017 02:17 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي» : حذر ثمانية عشر عضوا في الكونغرس الأمريكي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، من أن قراراته الأخيرة في موضوع حائط البراق والتهود تمس بوحدة الشعب اليهودي ومكانة إسرائيل في أوساط الجالية اليهودية الأمريكية.
وتنضم رسالة نواب الكونغرس الى رسالة سابقة تلقاها نتنياهو من سبعة أعضاء في مجلس الشيوخ، قبل أسبوع ونصف، وتشير الى اتساع الاحتجاج في صفوف اليهود الأمريكيين بشأن القضية التي لم تهدأ بعد.
وفي الرسالة يكتب أعضاء الكونغرس، وجميعهم من الحزب الديمقراطي، أنهم كداعمين قدماء لإسرائيل، بودهم الإعراب عن «قلقهم العميق «إزاء سلوك الحكومة ضد التيارات غير الأرثوذكسية في اسرائيل». وقالوا إن القرارات الأخيرة للحكومة «تطرح علامة استفهام حول شرعية ومكانة التيارات اليهودية غير الأرثوذكسية التي ينتمي اليها غالبية يهود الولايات المتحدة».
يأتي ذلك بعدما رضخت حكومة نتنياهو لمعسكر المتزمتين اليهود (الحريديم) الذي استأثر على حائط البراق ومنع أي تمثيل ووجود للتيارات اليهودية الليبرالية هناك.
كما يكتب أعضاء الكونغرس انه «بالإضافة الى جذورنا اليهودية، فإن كل واحد منا يمثل تجمعا كبيرا من المصوتين اليهود»، الذين توجه الكثير منهم في الأشهر الأخيرة الى ممثليهم في الكونغرس، وأعربوا عن إحباطهم وخيبة أملهم من قرارات الحكومة الإسرائيلية. ومن بين الموقعين على الرسالة عدة أعضاء قدامى في الكونغرس ومسؤولون كبار في الحزب الديمقراطي، يؤيدون اسرائيل، مثل اليوت انجل، نيتا لوي وجيري نادلر، من ولاية نيويورك، وادام شيف وبراد شرمان من ولاية كاليفورنيا، وبراد شنايدر من ولاية الينوي، وسندار ليفين من ولاية ميتشغان.
وطلب أعضاء الكونغرس من نتنياهو وحكومته إعادة النظر في كل القرارات المتعلقة بترتيبات الصلاة في حائط المبكى وموضوع التهود، ومحاولة دفع سياسة بديلة تؤكد وحدة الشعب اليهودي وقيمة «كل إسرائيل». وكتب الأعضاء لنتنياهو»في عدة مناسبات صرحت أن العلاقة مع يهود الولايات المتحدة حاجة استراتيجية لإسرائيل، ومهمة لضمان قوة وحيوية اسرائيل. نأمل ونؤمن أنك تواصل التفكير هكذا، وتعمل على ضمان احترام التقاليد الدينية في إسرائيل».

ساندرس يجتمع بالناشط الفلسطيني عيسى عمرو

وفي سياق متصل كشفت صحيفة «هآرتس» أمس أن الناشط الفلسطيني عيسى عمرو، من الخليل، التقى هذا الأسبوع، في واشنطن، مع عدد من اعضاء الكونغرس الأمريكي وحثهم على العمل ضد سياسة اسرائيل في الضفة الغربية المحتلة. ومن بين الأعضاء الذين التقى بهم عمرو، كان السيناتور اليهودي بيرني ساندرس، الذي نافس على رئاسة الحزب الديمقراطي، في السنة الماضية. يشار الى ان عمرو يخضع للمحاكمة في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية بسبب نشاطاته السياسية. وخلال الصيف الماضي وقع أربعة أعضاء من مجلس الشيوخ، بينهم ساندرس، على رسالة تطالب وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، بتعقب محاكمة عمرو، الذي تتهمه اسرائيل بتنظيم تظاهرات غير قانونية والبصق في وجه مستوطن في منطقة الخليل.
وفي بداية الشهر اعتقلت السلطة الفلسطينية عمرو، بعد ان نشر على الشبكة الاجتماعية انتقادا للرئيس الفلسطيني محمود عباس، واتهم السلطة باعتقال الناشطين السياسيين المعارضين لها. وقال عمرو لصحيفة «هآرتس» إن من بين اللقاءات التي أجراها في الكونغرس، كان اللقاء مع ساندرس مؤثرا بشكل خاص. وتابع»قلت له انه بطلي وإنني لو كنت مواطنا أمريكيا لكنت قد دعمته في الانتخابات. تأثرت بشكل خاص من عمله خلال الانتخابات أمام الجيل الشاب في الولايات المتحدة وتحدثت معه عن توسيع المستوطنات وسياسة الفصل الاسرائيلية في الضفة الغربية، وكيف تعمل على تصفية كل إمكانية لإقامة دولة فلسطينية في المستقبل». وأوضح عمرو انه دعا أعضاء الكونغرس لزيارة الخليل كي يشاهدوا بأم أعينهم واقع حياة الفلسطينيين في المدينة. يشار الى ان ساندرس (76 عاما) عزز من نشاطه، خلال السنة الأخيرة، في قضايا السياسة الخارجية الأمريكية، بما في ذلك المسألة الإسرائيلية ـ الفلسطينية. وخلال منافسته على رئاسة الحزب الديمقراطي هاجم منافسته هيلاري كلينتون، واتهمها بعدم الاستعداد للقول لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه مخطئ. ومنذ فوز ترامب في الانتخابات صدرت عن ساندرس عدة تصريحات تنتقد اسرائيل، وقال إنه سيكون مستعدا لتقليص المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. وخلال خطابه في مؤتمر «جي ستريت» الأخير، هاجم المستوطنات وسياسة إسرائيل في الضفة الغربية.

أعضاء في الكونغرس يحذرون نتنياهو من تدمير العلاقة مع اليهود في أمريكا

وديع عواودة

أحد معتقلي حراك الريف المغربي المضربين عن الطعام يدخل حالة غيبوبة

Posted: 01 Oct 2017 02:14 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: دخل أحد معتقلي الريف المضربين عن الطعام في حالة غيبوبة منذ يوم الأربعاء الماضي ونقل في إثر ذلك إلى المستشفى، نتيجة دخوله في إضراب عن الطعام منذ يوم الخميس 14 أيلول/ سبتمبر ليتوجه بالتوقف عن تناول الماء والسكر، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية.
وقالت لجنة عائلات معتقلي الحراك الشعبي بالريف الموجودين بالسجن المحلي الحسيمة، في بيان أصدرته مساء يوم الجمعة أن الزبير الربيعي «تعرض لتعامل مهين وحاط بالكرامة الإنسانية من طرف إدارة وحراس السجن المحلي بجرسيف»، بعد أن تم نقله من سجن الحسيمة، «الشيء الذي دفعه للإضراب عن الماء والسكر، وبعد وعود قُدمت له توقف عن الامتناع عن شرب الماء والسكر مع الاستمرار في إضرابه عن الطعام، لكن الإدارة لم تف بوعودها حسب البيان الشيء الذي اضطره إلى التوقف مرة أخرى عن تناول الماء والسكر وفق ما صرح به لعائلته التي زارته يوم الثلاثاء الماضي».
وقالت لجنة العائلات إن «إدارة المؤسسة السجنية بالحسيمة بعد منع قفة الزيارة تقدم لأبنائنا وجبات رديئة شبه نيّئة يُعدّها معتقلون قدماء وليس مُموّنون كما ينص عليه القانون، وهي وجبات غير صحية تسبب لمتناوليها أوجاعا وحساسية، وفوق ذلك تمانع الإدارة في عرض الذين يعانون منها على المصحة أو المستشفى، كما أن إدارة السجن تهدد أبناءنا في كل حين بترحيلهم إلى الصحراء، وترفض إدخال الكتب إليهم».
ودخل المعتقل ادريس الحبيب أفقير المرحل إلى سجن راس الماء بفاس، في إضراب عن الطعام يوم 28 سبتمبر بسبب امتناع إدارة السجن عن تقديم الإسعافات له وعرضه على الطبيب لتقديم العلاج اللازم ضدَّ مرض الحساسية وامتناع مسؤولي السجن عن عرضه على طبيب الأسنان لإنقاذه من ألم الأسنان الحاد الذي يعاني منه، حسب البيان نفسه.
وحملت العائلات «المسؤولية للدولة عن أية فاجعة تلم بالمعتقلين خاصة منهم المضربين عن الطعام بسجن عكاشة وجرسيف وراس الماء وعين عيشة وغيرها. ونطالبها بالإسراع في الاستجابة لمطالبهم المشروعة كافة قبل فوات الأوان. كما نطالب المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ولجانه الجهوية بكل من جهة الشرق وفاس- مكناس والحسيمة – الناظور والدار البيضاء، بتحمل مسؤوليتهم بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة أبنائنا المضربين عن الطعام، وكذا تفقد أوضاع أبنائنا المشتتين على سجون العار». يؤكد بيان عائلات المعتقين.
تجمع زوال أمس السبت، ما يقرب من 200 شخص فى ساحة « شومان » في العاصمة البلجيكية بروكسل تضامنا مع حراك الريف، وفقا لما ذكرته صحيفة « مترو »، المحلية.
وندد المتظاهرون بظروف احتجاز نشطاء الحراك والمعاملة اللاإنسانية التي يتعرضون لها، مطالبين السلطات المغربية بالاستجابة لمطالب الحراك.
وقال محمد أحكوح، أحد منظمي الوقفة، إن المضربين عن الطعام من المعتقلين عازمون على السير على طول الطريق، ووفقا لأفراد العائلة ومحاميهم الذين زاروهم، مشيرا الى أن أوضاعهم تزداد سوءا».
وطالب المتظاهرون بإجراء تحقيق مستقل حول أوضاع السجون المغربية حيث يعتقل قائد الحراك الشعبي بالريف، ناصر الزفزافي، كما انتقدوا موقف أوروبا خاصة فرنسا من الحراك، مؤكدة أن هدفها هو الحفاظ على علاقاتها الطيبة مع المملكة برغم التقارير المقلقة التي أعدتها بعض المنظمات غير الحكومية حول الوضع في الريف.

 

أحد معتقلي حراك الريف المغربي المضربين عن الطعام يدخل حالة غيبوبة

اليمن: الجيش الحكومي يحتفل بتخرج دفعة جديدة من قوات الشرطة العسكرية في تعز

Posted: 01 Oct 2017 02:07 PM PDT

تعز ـ »القدس العربي» من خالد الحمادي: ذكر مصدر حكومي أن قوات الجيش الوطني التابع للحكومة في محافظة تعز، احتفلت أمس، بتخرج دفعة جديدة من قوات الشرطة العسكرية بحضور نائب رئيس الوزراء، وزير الخدمة المدنية عبد العزيز جباري.
وهنأ جباري أبناء محافظة تعز والجيش الوطني بتخرج هذه الدفعات العسكرية المحترفة وقال انها «تشكل إضافة إلى القوات المسلحة التي تسطر بطولات متميزة في مختلف المحاور القتالية لتطهير اليمن من شرذمة الانقلابيين ومن تحالف معهم».
وأضاف «لازلنا في مواجهة مع ميليشيا الحوثي وصالح الإرهابية التي دمرت الوطن لخدمة مصالح ضيقة وأنانية مفرطة وارتكبت جريمة العصر بحق أبناء الشعب اليمني الذي ينشد التطور والبناء».
ودعا جباري الخريجين إلى العمل الدؤب من أجل الاسهام في حماية المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة والتعامل مع كافة المواطنين بكل احترام وتقدير وأن يصونوا حقوقهم وأن يكونوا أشداء في تطبيق النظام والقانون دون إستثناء».
وأضح نائب رئيس الوزراء أنه ومن خلال زيارته إلى مدينة تعز لمس من أبناء المحافظة بمختلف فئاتهم «تعطشهم لتطبيق النظام والقانون وتفعيل مؤسسات الدولة وعودة الحياة الطبيعية للمواطنين الذين عانوا أوضاعا إنسانية صعبة منذ بداية الحرب التي تشنها الميليشيا الحوثية الانقلابية على تعز».
وأشاد بالدور الذي وصفه بـ(البطولي) الكبير الذي «يقدمه منتسبوا الجيش الوطني في الدفاع عن محافظة تعز وعن الجمهورية والوحدة اليمنية ومشروع اليمن الاتحادي الجديد الذي يحقق أحلام اليمنيين وتطلعاتهم لحياة مستقرة وآمنة».
الى ذلك قال مصدر عسكري لـ(القدس العربي) ان محافظة تعز تعاني الآلام والمعاناة وتعيش في ظل الحصار المفروض عليها منذ أكثر من عامين من قبل الميليشيا الحوثية الانقلابية الا انها رغم ذلك تحاول محافظة تعز أن تقدم قدر الامكان النموذج الأفضل في الجانب العسكري والمدني، والإدارة الحكومية.
وأوضح «أن قوات الجيش الوطني في تعز بدأت منذ اللحظات الأولى للحرب في تعز ترتيب وضعها العسكري، والعمل الجاد على تكوين معسكرات نظامية للجيش الوطني والسعي نحو التدريب النوعي للملتحقين الجدد بهذه المعسكرات حتى تكون مخرجاتها تتناسب وطبيعة المرحلة العسكرية الحرجة التي يعيشها اليمن في الوقت الراهن، وتكون هذه المعسكرات لبنات قوية في المستقبل، تمتلك مهارات علمية وخبرة عملية في الميدان».
في غضون ذلك ذكر مصدر حقوقي أمس أن المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب، الواقعة تحت سلطة جماعة الحوثي المسلحة في العاصمة اليمنية صنعاء ستبدأ أمس الاثنين التحقيق مع 10 صحافيين، ممن اعتقلتهم قبل أكثر من سنتين، وستبدأ اجراءات محاكمتهم بتهمة مساندة (العدوان)، التحالف العربي إعلاميا.
وقال محامي الدفاع عن الصحافيين المعتقلين عبدالمجيد صبره في صفحته الشخصية أمس في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، ان وكيل النيابة الجزائية المتخصصة بصنعاء، أخبر المحامين بأنه سيتم التحقيق مع 10 من الصحافيين المعتقلين لديهم منذ أكثر عامين.
وأوضح «تابعنا يومنا هذا الأحد قضية الصحافيين العشرة المحالين للنيابة الجزائية المتخصصة منذ 10تموز (يوليو) الماضي وأفادنا وكيل النيابة أن التحقيق سيبدأ معهم اليوم الاثنين».
وكشف أن الزيارة ممنوعة عن الصحافيين المعتقلين في معتقلات جماعة الحوثي بالعاصمة صنعاء، وقال «ان الزيارة ممنوعة عنهم (أي الصحافيين) من تاريخ إحالتهم للنيابة حتى يومنا هذا ولا زالت ممنوعة وكان الواجب على النيابة سرعة اﻹطلاع على ملفاتهم بمجرد إحالتهم إليها وتفرج عنهم مباشرة».
وكشف المحامي صبره «بطلان كل اﻹجراءات السابقة على اﻹحالة ﻷن مابني على باطل فهو باطل، خصوصا وأن اعتقالهم كان بسبب آرائهم والذي يعد مخالفة دستورية لحقهم في التعبير».
وقالت مصادر حقوقية لـ(القدس العربي) ان نحو 20 صحافيا يمنيا معتقلون منذ نحو سنتين ونصف في العديد من مناطق اليمن، حيث تعتقل جماعة الحوثي نحو 19 صحافيا في السجون الخاضعة لسلطتها في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، فيما تعتقل جماعة القاعدة أحد الصحافيين في حضرموت، شرقي اليمن، ولا زال مصيره مجهول.
وأوضحت أن العاصمة صنعاء أصبحت سجنا كبيرا للصحافيين ولحرية الرأي والتعبير، ولا ترحب بأي صوت إعلامي أو صحافي مخالف لتوجهات جماعة الحوثي الفكرية والعقائدية، وبالتالي تعتقل كل من لا يسير في فلكها حتى من حلفائها، حيث اعتقلت مؤخرا أكثر من 3 صحافيين من الموالين لحليفها العسكري الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ولا زال أحد النشطاء الإعلاميين من هؤلاء رهن الاعتقال منذ نحو شهرين.
وفي السياق، قال عبدالله الشندقي، الناطق باسم المقاومة الشعبية في محافظة صنعاء، أمس الأحد، إن الجيش الوطني الموالي للحكومة الشرعية، بات على استعداد وجاهزية تامة لحسم معركة صنعاء. وأوضح الشندقي، في تصريح أن «تأخر الحسم العسكري في العاصمة صنعاء وغيرها من مناطق خاضعة لسيطرة «الميليشيات» حتى يومنا هذا، كان نتيجة اعطاء القيادة السياسية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي فرصة للمفاوضات والسلام».
وتابع «ولكن الفرصة انتهت بعد مفاوضات جنيف والكويت وبعد التاريخ القديم والجديد للمليشيات التي انقلبت على كل المفاوضات، وجميع المؤشرات تقول إن الميليشيات لن تتراجع عن غيها وأن الخيار الحالي هو للحسم العسكري».
وأشار الشندقي إلى أن القيادة العسكرية والسياسية باتت على قناعة تامة بأن السلام والمفاوضات لن ينجحا مع مليشيا الحوثي وصالح، على الرغم من محاولة القيادة السياسية «لحقن دماء اليمنيين».
وأكد أن قيادة الجيش الوطني رفعت الخطط العسكرية إلى القيادة السياسية لتحرير ما تبقى من محافظات يمنية، من بينها صنعاء، من قبضة مليشيا الحوثي وصالح، وهي في انتظار توجيهاتهم للبدء في تنفيذها.
يذكر أن الجيش اليمني يخوض، بدعم من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، قتالا ضد الحوثيين، وقوات الرئيس اليمني السابق عبد الله صالح، منذ اكثر من عامين بعد الانقلاب الذي قاموا به وسيطروا من خلاله على مفاصل الدولية. إلى ذلك، نظمت الحكومة اليمنية الأحد، حفلاً خطابياً أقامته السلطات المحلية في محافظة أبين (جنوب شرقي اليمن) احتفاءً بذكرى «ثورة سبتمبر» التي أطاحت بحكم الأئمة في شمال اليمن.
وحضر رئيس الحكومة أحمد بن دغر الحفل الجماهيري، الذي أقيم في ملعب الشهداء في مدينة زنجبار مركز المحافظة، بالإضافة إلى عدد من الوزراء والمسؤولين المدنيين والعسكريين.
وقال إن «ثورة 26 سبتمبر حررت شعباً رزح تحت طائلة الخرافة والعزلة والظلم، فكان النظام الجمهوري وكانت الثورة والتغيير، وكان التحول من العبودية للحرية، ومن التخلف للتقدم، ومن الجهل للعلم. ثورة أرست قيماً جديدة، وأرست قواعداً متينة للبناء والتطور والنمو».

اليمن: الجيش الحكومي يحتفل بتخرج دفعة جديدة من قوات الشرطة العسكرية في تعز
سلطة الحوثي تبدأ التحقيق مع 10 صحافيين معتقلين لديها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق