المصالحة الفلسطينية: على أي جانبيك تميل؟ Posted: 02 Oct 2017 02:33 PM PDT تفاءل الفلسطينيون بدعوة حركة «حماس» لعودة الحكومة الفلسطينية في رام الله إلى غزة وما أدى إليه ذلك من عمل حثيث على مصالحة فلسطينية يكون من نواتجها حكومة وطنية موحدة تتمثّل فيها حركة المقاومة الإسلامية بحيث يتوحّد الصفّ الفلسطيني مجددا لمواجهة الاختلالات الإقليمية الكبيرة التي تعصف بالمنطقة ويكون قادراً أيضاً على التعاطي مع دعوات التسوية المتزايدة عربيّاً، والضغوط التي تتساوق معها عالميّاً. وقفت وراء التوجّه أسباب عديدة داخليّة وخارجية، فقد وجدت «حماس» نفسها في خضم أزمة مالية وإنسانية أثّرت على قدراتها في إدارة البنية التحتية لقطاع غزة المخنوق أصلاً بإجراءات الحصار المستمر من قبل إسرائيل ومصر، وهو ما جعل سيناريو الانفجار الأمنيّ ممكناً، وأطلق صافرات الإنذار العربيّة والأمريكية. إحدى مفارقات هذا الوضع أن السلطات المصريّة، الغارقة حتى عنقها في مطاردة جماعة «الإخوان المسلمين» وإصدار أحكام الإعدام والمؤبد ضدهم بادرت، للتفاوض مع «حماس»، بدفع من الإمارات العربية المتحدة لتوسيطها في إيجاد موطئ قدم للقائد الفتحاوي المفصول محمد دحلان في غزة تكون سلّماً لعودته إلى الضفّة والسلطة المركزية (وكذلك على تقديم ضمانات أمنية للقاهرة والذي نتج عنه موافقة الحركة على إنشاء منطقة أمنية عازلة بطول 12 كم وعمق 100 متر الخ…)، ولكن هذه الوساطة التي أغضبت «فتح»، الفصيل الأساسي في منظمة التحرير الفلسطينية، مما ساهم عمليّاً في تراجع وساطة القاهرة لصالح دحلان وتحوّلها إلى وساطة لصالح الرئيس محمود عباس والحكومة الفلسطينية المركزية. على خلفية تفاؤل حكومة عباس بوجود اتجاه أمريكي (وعربيّ) لتحريك عجلة تسوية النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي فقد تقبّلت إيجابياً تفكيك «حماس» لحكومة غزة (اللجنة الإدارية)، وأرسلت حشداً كبيراً بقيادة رئيس الحكومة رامي الحمد الله إلى غزة الذي خطب في سكان غزة مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد الوحيد من الانقسام، ولكنّه ألمح أيضاً إلى «الوضع الكارثي الذي وصلت إليه غزة»، واعداً بإحداث تغيير إيجابي على حياة المواطنين. تواجه المصالحة الوطنية الفلسطينية عقبات كثيرة لا تعتبر الخلافات الأيديولوجية بين «حماس» و«فتح» أكبرها، فالحركتان بلغتا من العمر ما يكفي لإدراك أن ما يوحّد الفلسطينيين أكبر من أي أيديولوجيا، كما يدرك الطرفان أن وجود حكومة وطنية موحدة، على أهميته السياسية الكبرى، ليس بديلا عن إيجاد حلول طويلة الأمد لحلّ إشكالات الضائقة الاقتصادية الكبيرة التي يعاني منها الفلسطينيون، وخصوصاً في غزة التي تواجه ضعف الموارد وكثافة السكان والحصار. يحاول الفلسطينيون، وليس الحكومة و«حماس» فحسب، موازنة قضايا ثقيلة ومعقّدة تنوء بحملها الجبال، فهم يواجهون الزحف الاستيطاني الذي يطوّق مدنهم، وخصوصاً القدس، ويعانون من الحواجز الأمنية الإسرائيلية التي تقطّع أوصال بلادهم، وتحاول تكريس تقسيم وانفصال المناطق عن بعضها البعض، وتذكرهم يوميّاً بالحضور البشع لإسرائيل في تخريب تفاصيل حياتهم اليومية على كافة الأصعدة، الاجتماعية والأمنية والسياسية والتعليمية والوطنية. وفي الوقت نفسه فإنهم يحاولون، بصعوبة بالغة، موازنة العلاقات والمصالح مع الدول العربية المؤثرة في مصيرهم، كما هو حال الأردن، التي تتوجس من استفراد القاهرة بملفّ المصالحة الفلسطينية، والسعودية التي تريد استخدام السلام الفلسطيني في استقرار عرش وليّ العهد محمد بن سلمان، والإمارات التي تريد إعلاء شأن دحلان، والاتحاد الأوروبي الذي لا يريد لواشنطن فرض أجندتها وحدها، والاتحاد السوفياتي السعيد بنجاحاته في سوريا، وإيران التي لديها أوراقها المؤثرة عبر «حزب الله» وحلفائه في لبنان… الخ. وهو ما يجعل الفلسطينيين مثالاً بليغاً عن بيت المتنبي الشهير: وسوى الروم خلف ظهرك روم… فعلى أي جانبيك تميل؟ المصالحة الفلسطينية: على أي جانبيك تميل؟ رأي القدس |
كردستان ليست إسرائيل ثانية Posted: 02 Oct 2017 02:32 PM PDT الكلام الذي يُلقى جزافا بأن كردستان المستقلة هي إسرائيل ثانية، كلام خطأ يتجاهل الحقيقة والحق. كُرد العراق وتركيا وإيران وسوريا ليسوا شعبا غريبا أتى ليستوطن بلادا ليست بلادهم باسم حق إلهي مزعوم. إنهم أبناء الأرض وأصحابها، شعب حُكم عليه بالاضطهاد، وقُسّمت بلاده بين الدول المجاورة، وصودرت لغته وثقافته، وعاش على إيقاع قمع لم يتوقف. وهو لا يطالب اليوم إلّا بحقه في تقرير المصير. وإذا كانت هناك من مقارنة ممكنة فكردستان هي فلسطين جديدة. ومثلما تقاسمت أنظمة الخيانة العربية أرض فلسطين مع الصهيونيين، قبل أن تلتهمها إسرائيل في حرب هزيمة حزيران، جرى تقاسم أرض كردستان بين الدول المجاورة، وها نحن إزاء تحالف القامعين الذي يتشكل من تركيا وإيران والعراق وبقايا النظام السوري من أجل وأد حق الشعب الكردي في الاستقلال. أما إسرائيل الثانية والثالثة والرابعة، فهي مختبئة في أعشاش أفاعي الأنظمة العربية التي لا تتقن سوى فنين: قمع شعوبها والاستسلام في وجه أمريكا وإسرائيل. غريب أمر السياسات العربية في عهد الجمهوريات القومية. لقد ورثت هذه المنطقة عن زمن الامبراطوريات، التي تلاشت بعد الحرب العالمية الأولى، مجتمعات متنوعة تحمل غنى ثقافيا ولغويا متعددا، فماذا فعلت؟ وكيف جاء حصاد انهيار جمهوريات الاستبداد بهذا الجنون الذي أباد أو سمح بإبادة الأقليات. بعد مذبحة الأشوريين في عراق الثلاثينيات، وبعد العمل مع الحركة الصهيونية من أجل «تصدير» اليهود العراقيين والمغاربة إلى إسرائيل، جاءت حكومات المشروع القومي كي تُخرس المجتمعات وتحيي الصراعات الطائفية، وصولا إلى زمن الخراب الذي نعيشه عبر تهجير صابئة العراق وإبادة الأيزيديين والحمى الطائفية المعادية للمسيحيين في العراق ومصر، وهذا الصراع السياسي الطائفي- الديني الوحشي بين زعماء التيارين الشيعي والسنّي. وسط هذا الخراب، جاء الاستفتاء الكردي على الاستقلال ليشعل النقاش من جديد، ويسعّر العداء ضدَّ الشعب الكردي وقضيته العادلة، بحجة أن إسرائيل هي الدولة الإقليمية الوحيدة التي تؤيد الكرد. ربما انطلت هذه اللعبة على بعض السُذج في كردستان العراق، وذلك عبر رفع العلم الإسرائيلي إلى جانب العلم الكردي، أو عبر تقارير صحافية إسرائيلية تحدثت عن تعاطف كردي مع إسرائيل. لا شك أن إسرائيل تحاول الدخول على الخط الكردي لأهداف تكتيكية واضحة تتمثل أساسا في إزعاج تركيا وإيران، لكن تجربة تحالف الأقليات في المنطقة مع إسرائيل، خصوصا التجربة البائسة المشينة التي جرت في لبنان، أثبتت أن إسرائيل لا حليف لها سوى مصلحتها المباشرة في تكريس احتلالها ونظامها العنصري في فلسطين، وما عدا ذلك فإن المنطقة كلها ليست بالنسبة لها سوى أرض يجب أن تصير يبابا. قد يَسقط بعض زعماء الكرد في العراق في هذا الفخ، لكن ثمنه سيكون باهظا، فهم أبناء هذه المنطقة، ومصلحتهم التاريخية هي هنا وليس في أي مكان آخر. أستطيع أن أتفهم المرارات الكردية من العرب، وهي مرارات مُحقّة، لكن يجب أن لا ننسى أن من اضطهد الكرد وقمعهم هي الأنظمة التي تضطهد شعوبها، فالكيميائي لم يستخدم ضدَّ الكرد في حلبجة فقط، بل استخدم في غوطة دمشق أيضا وضدَّ الشعب السوري. المنطقة تعيش زلزالا انحطاطيا مخيفا، فالبربرية تجتاحها، وهي متروكة إلى مصيرها بين أيدي قوى متسلطة متعددة المشارب والأهواء، لكنها تُجمِع على سحق إرادة الحياة لدى سكان هذه البلاد، من هنا فإن مشروع الاستقلال الكردي سيواجه صعوبات جمة، وستطبق عليهم كماشة إيرانية- تركية مخيفة كي تخنقه وتدمره. حق تقرير المصير لا جدال فيه، الكرد أمة تقيم فوق أرضها، أمة خبرت المنافي في وطنها وتعلمت لغة الريح، مثلما كتب محمود درويش مرة: «ليس للكردي إلّا الريح تسكنه ويسكنها/ وتُدمنه ويدمنها، لينجو من صفات الأرض والأشياءْ». لكن الكردي وهو يحاول اليوم أن يترجل، عليه أن يحذر الاحتراق: «فإن الكرد يقتربون من نار الحقيقة/ ثم يحترقون مثل فراشة الشعراء». هل سيحترق الكرد هذه المرة أيضا بنار حقائق المنطقة؟ لا أعرف الجواب عن هذا السؤال، فمؤشرات الهمجية التي تجتاح المنطقة والعالم لا توحي بالارتياح. هل كان قرار البارزاني صائبا أم أنه جاء في إطار لعبة الصراعات المعقدة داخل البيت السياسي الكردي؟ وهل تستطيع أمة محاصرة، من دون أي دعم دولي حقيقي أن تصل إلى استقلالها؟ وماذا يبقى من التأييد الإسرائيلي بعد الموقف الأمريكي بعدم شرعية الاستفتاء؟ إنه حصار إقليمي ودولي، بهذا المعنى، فالاستفتاء الكردي على الاستقلال سيشكل وسيلة ضغط على حكومات العراق وتركيا وإيران، وربما ساعد على تحسين التوازن الداخلي العراقي لمصلحة الكرد في سياق مسيرتهم الطويلة المعقدة نحو استقلالهم. صار من الصعب في منطقة تعيش وسط البركان لا على حافته قراءة المستقبل السياسي المنظور لواقع معقد كالواقع الكردي. لكن ما يجب تسجيله هنا، هو أن المشروع الكردي يستطيع أن يشكل نافذة من أجل أن تعيد المنطقة قراءتها لنفسها، عبر إعادة الاعتبار للتعددية الثقافية والدينية واللغوية، بصفتها أحد أسس بناء أفق ديمقراطي جديد. وهنا أيضا نقول: إن الاستفتاء الكردي يجب أن يكون مناسبة للثقافة العربية كي تعتذر عن صمتها إزاء عذابات الكرد، وكي تتصالح مع نفسها وترى في مأساة الأزيديين المروعة صورتها. إن حرية الكرد جزء من حريتنا، يجب ألا نسمح للقوى المتسلطة في المنطقة بأن تحاصر شعبا يحق له أن يجد لنفسه موطئ قدم في أرضه. كردستان ليست إسرائيل ثانية الياس خوري |
بأي لغة رد محمد بكري على منتقديه… ممنوع الاقتراب والتصوير في غزة… ودريد لحام على الحدود Posted: 02 Oct 2017 02:32 PM PDT في مقابلته مع «راديو شمس»، إذاعة الأقلية العربية في إسرائيل، كما تسمي نفسها، نفى الفنان والمخرج الفلسطيني محمد بكري، متحدثاً للإذاعة من بيروت، تصريحات نقلت عنه تصف إسرائيل بالعنصرية. بكري أوضح «لم أتحدث عن إسرائيل كدولة عنصرية، تحدثت عن العدو الصهيوني، الحركة الصهيونية، وليس إسرائيل. قلت إن التطبيع مع الحركة الصهيونية خيانة عظمى، ولم أقل إسرائيل». لم أسمع من قبل بمثل هذه النظرية، هذه التي تمانع التطبيع فقط مع الحركة الصهيونية، ولا تمانع مع إسرائيل. لا ندري أين تكون الحركة الصهيونية أساساً، وكيف تتجسد. على العموم لم يكن بكري بحاجة إلى توضيح، فلطالما كان واضحاً، ألم يقل ذات مرة لـ «هآرتس»: «إسرائيل ليست مستوطنة. إسرائيل هي دولة صغيرة وجميلة من دون مستوطنات»! لكن الغريب أن بكري الحنون على إسرائيل كما هو واضح، لم يقصر لحظة في حق أبناء جلدته الذين استنكروا استقباله في بيروت أخيراً بسبب سجله التطبيعي، فأصدروا بياناً يدين. نقل المذيع لضيفه فحوى البيان، وذكر له اسم بسام الشكعة كواحد من الموقعين، فأجاب بكري «مين هدول يا خوي؟ مين بيكون بسام الشكعة؟ شو محله من الإعراب؟». ولم يتوقف بكري هنا، فتابع يصف الموقعين بالقول «ناس مشبوهين وخونة. اللي بيقول عني خاين أمه خاينة». وصولاً إلى شتائم أخرى من قبيل «عيب عليكو يا بقر… كلاب الزمان». ورغم وضوح بكري في انحطاط وهزل موقفه تجاه إسرائيل، إلا أنه ليس من السهل تأييد بيان المثقفين الفلسطينيين والأردنيين ضد بكري، أولاً لأنهم يخلطون الأمر، فيرون في مجرد تقديم نص للروائي الراحل إميل حبيبي نوعاً من التطبيع! تصوروا! في عرف هؤلاء، على ما يبدو، يجب مقاطعة كتابات حبيبي حياً وميتاً، وإلا كنا مطبعين! هذا عدا عن أن موقف الموقعين لا ينطلق من موقف أصيل ومبدئي وإحساس حقيقي بالعدل، فالأسماء المعروفة بينهم، هم من أبرز مؤيدي النظام السوري ومجازره بحق شعبه، ولم تهتز لهم شعرة إزاء ما ارتكب. لكن مشكلتنا مع بكري الآن أبسط من ذلك بكثير، إنها في لغة الحوار. لقد أتيح للرجل أن يقول كلمته في ما جاء من زوابع إثر زيارته البيروتية، لكنه فضّل أن يشتم فقط، والشتيمة غير القول. شعر على الفضائية السورية «مساء الوطن الساكن في الوجدان. مساؤكم سوري. ستنساب الأسئلة كالأنهار». بهذه العبارات يقدم المذيع نضال زغبور لضيفه في برنامج «إلى حد ما» على الفضائية السورية. لو لم أشاهدها بنفسي لقلت إنها محاكاة ساخرة أطلقها مهرج. مع ذلك كيف يفهم المشاهد عبارة «مساؤكم سوري»؟ كيف يكون المساء سورياً؟ بماذا يعد زغبور مشاهديه على وجه الدقة؟ هل من معنى لسوريا اليوم غير البراميل المتفجرة وحواجز التشبيح والتشليح، والمدن المدمرة، والتهجير، والموت تحت التعذيب في السجون؟ حتى سوريا عرائش الياسمين ونوافير الماء ونهر بردى، وسواها من مفردات شعرية، لم تكن سوى نوع من خداع بصري لستر السجون والقمع وانهيار السدود والأراضي التي شققها الجفاف. لكن لمَ الغرابة، ألم تكن الشاشة السورية هكذا على الدوام! الشعر (الرديء طبعاً) حتى في نشرة الأخبار، رغم البراميل المتفجرة الساقطة على رؤوس الناس. دريد لحام على الحدود مفهوم تماماً هذا التناغم بين أقطاب سورية عديدة من صلب النظام لتوعّد اللاجئين والمعارضين إن عادوا إلى «حضن الوطن» (وهذا هو المصطلح الدارج اليوم للتعبير عن إعلان التوبة، أو البراءة من الثورة السورية). يتحدث بشار الأسد عن سوريا متجانسة بعد تدمير وتهجير، فيتبعه العميد في الحرس الجمهوري عصام زهر الدين لينصح من تسوّل له نفسه العودة إلى البلاد أن لا يعودوا، لأن الدولة إن سامحت فهو لن يسامح، ثم يقول وزير الإعلام السابق مهدي دخل الله إن على التائبين أن يقبلوا أولاً أحذية الجنود على الحواجز قبل أن تُقْبَل توبتهم. ثم يأتي أخيراً الفنان دريد لحام ليطلق تصريحات بحق زملاء فنانين معارضين «ظن البعض أنه سيعود بعد أشهر راكباً حصان الانتصار كثوري. أنا كدريد لحام أول معارض للسلطة، ولكن أخجل أن أعلن معارضتي من منصة بلد آخر عربي أو أجنبي، فأنا ضد المعارضة من الخارج، ولذا فأنا لم أبتعد عن سوريا مهما حدث، وقد أعلنت مراراً أن أي فنان سوري معارض إذا أراد العودة لسوريا سأخرج بسيارتي على الحدود لاستقباله والعودة معه إما لبيتي أو للسجن". فهمَ الجميع من كلام لحام أن المقصود هو التوعد بالسجن، أما كلمة «بيتي» فهي لمجرد التمويه، أو للذين يقبّلون الأحذية فعلاًَ أو مجازاً. لحام لم يقف هنا، قال بعالي الصوت «أنا أعلنها أمام الجميع، أنا كسوري لن أقبل أن تعود سوريا لعضوية الجامعة العربية، فيومها سأتخلى عن جواز سفري، فالجامعة التي تشارك في تدمير بلدي لا أقبل أن أنتمي لها". هكذا، مع زهر الدين، ودخل الله، ودريد لحام، يصبح البلد آخر تجانس. ممنوع الاقتراب والتصوير مصورة من غزة تصور «الحياة الصامتة». هذا عنوان تقرير متلفز بث على «بي بي سي» وهو يتابع «كيف تمكّنت المصوّرة الفوتوغرافية الفلسطينيّة هناء عوض بإمكانات متواضعة تصوير الواقع المعيشي بأدق تفاصيله، من إنطاق ما يحيط بها من مكونات مادية صامتة، فهي تحرك الجمادات، ولا تستثني شيئاً يمكن أن يساعدها في إحياء الصمت، وتحويله لحياة تعرف بفن تصوير الحياة الصامتة». لم نشاهد شيئاً يذكر من صور الفنانة، هنالك فقط بضع لقطات لها وهي تحاول العمل على بعض الأشياء الجامدة وتكوين الصور منها. يمكن القول إن غزة لم تكن موجودة في التقرير. لم نر ما تعكسه صور الفنانة من حياة الغزيين، الشوارع والأسواق ووجوه المتعبين والبيوت وأشكال العمارة وحتى لا وجود لصور المزروعات. ما يخفيه التقرير، وما تخفيه الصور أكثر مما يظهر. نفهم جيداً كيف يكون الحال حين يكون كل شيء ممنوعاً. نعرف تلك اللافتة التي تقول «ممنوع الاقتراب والتصوير». ما يعني: حياة صامتة جداً. كاتب فلسطيني بأي لغة رد محمد بكري على منتقديه… ممنوع الاقتراب والتصوير في غزة… ودريد لحام على الحدود راشد عيسى |
استفتاء في كردستان وفي كتالونيا… الانفصال ليس حلا! Posted: 02 Oct 2017 02:32 PM PDT في شمال العراق، انتهى الاستفتاء الذي نظمته حكومة إقليم كردستان إلى موافقة 92 في المائة من المصوتين الذين بلغ عددهم 4.5 مليون مشارك (بنسبة مشاركة في الاستفتاء تصل إلى 72 في المائة) على الانفصال وتأسيس جمهورية مستقلة. وفي شمال إسبانيا، انتهى الاستفتاء الذي نظمته حكومة إقليم كتالونيا وشارك به ما يقرب من 42.5 في المائة من الناخبات والناخبين المسجلين في الإقليم (شارك 2.2 مليون من إجمالي 5.3 مليون ناخب مسجل) إلى موافقة 90 في المائة على الانفصال وتأسيس جمهورية مستقلة. في العراق كما في إسبانيا، رفضت حكومة العاصمة مساعي الانفصال ووظفت مؤسسات الدولة الوطنية لنزع الشرعية عنها. فأعلن البرلمان العراقي عدم اعترافه باستفتاء كردستان عملية ونتائج، وشدد رئيس الوزراء العراقي على طبيعته غير الملزمة. وأعلنت الحكومة الإسبانية أن إجراء استفتاء الانفصال في كتالونيا يمثل عملا مخالفا للدستور والقانون، وذلك بعد أن أصدرت المحكمة الدستورية حكما يقضي بعدم شرعية الاستفتاء. وبينما هددت حكومة بغداد بفرض عقوبات على كردستان ووضعت بعضها محل التنفيذ كمنع رحلات الطيران من وإلى الإقليم، استخدمت حكومة مدريد القوة المفرطة لأجهزتها الأمنية لتعويق إجراء الاستفتاء والحيلولة دون مشاركة أغلبية المسجلين من ناخبات وناخبين. ودللت المشاهد المفزعة التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي لعنف الشرطة الإسبانية في التعامل مع من تجمعوا أمام مراكز التصويت للمشاركة على حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان (أصيب أكثر من 800 شخص، وتواترت تقارير عن إطلاق الشرطة للرصاص المطاطي). في العراق كما في إسبانيا، تعارض القوى الإقليمية والدولية المساعي الانفصالية. فالمنتمون للقومية الكردية يتوزعون في الشرق الأوسط على العراق وتركيا وسوريا وإيران، وحكومات الدول الأربع ترفض تأسيس دولة كردية مستقلة في شمال العراق. والحكومات العربية ذات القدر من التأثير كحكومات السعودية والإمارات ومصر ترفضه أيضا، ولا يعدو التأييد الإسرائيلي لاستقلال كردستان وحق الشعب الكردي في تقرير المصير أن يكون صنو سياسة فاقدة للمصداقية الأخلاقية ومزدوجة المعايير لإتيانها من سلطة احتلال تنتهك منذ عقود طويلة حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ولا تمانع في تفتت الدول الوطنية في جوارها العربي لكي يستقر وضعها هي كقوة إقليمية مهيمنة. ودوليا، تعارض الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الحليف الخارجي الأهم لأكراد العراق، الانفصال ويتبعها في ذلك الاتحاد الأوروبي ويلتقي موقف الغرب مع موقف القوتين الدوليتين الأخريين الصين وروسيا. أما فيما خص كتالونيا، فيصطف الاتحاد الأوروبي مع حكومة مدريد ويعتبر إجراء استفتاء الانفصال عملا يخرج عن إطار الشرعية. نعم أدانت المفوضية الأوروبية في بروكسل عنف الأجهزة الأمنية الإسبانية ودعت حكومة مدريد للحوار مع حكومة إقليم كتالونيا، إلا أنها أصرت على عدم اعتدادها بالاستفتاء المخالف للدستور والقانون. ويتماهى موقف الولايات المتحدة الأمريكية مع موقف الاتحاد الأوروبي، ويغيب الدور الصيني والروسي (على الأقل العلني) عن مسألة كتالونيا. هل يعني كل ما سبق أن مآل مساعي الانفصال وتأسيس الجمهورية المستقلة في كردستان العراق وكتالونيا هو الإخفاق؟ على الأرجح نعم، إن كان تعريف الإخفاق لا يقتصر على امتناع حكومتي الإقليمين عن إعلان الاستقلال. فذلك أمر غير بعيد الحدوث، ولا يحتاج سوى لممارسة إرادة انفرادية من قبل حكومة أربيل وحكومة برشلونة. أما إذا عرف الإخفاق بالعجز عن الانفصال دون صراع عسكري أو سياسي مع حكومتي العاصمة وفي سياق قبول إقليمي ودولي بالجمهوريتين الجديدتين، فهذا هو الإخفاق الذي تبدو احتماليته حاضرة اليوم بقوة في الحالتين الكردية والكتالونية. هل تعني احتمالية الإخفاق في الانفصال وتأسيس الجمهورية المستقلة أن سعي الأكراد والكتالونيين إلى ممارسة حق التقرير المصير سيتراجع أو يتوقف؟ على الأرجح لا، لأن تاريخا طويلا من المظلومية والاضطهاد والتهميش من قبل حكومة العاصمة والمسيطرين عليها يجمع بين الأكراد من جهة والكتالونيين من جهة أخرى وبين القابضين على السلطة في كل من بغداد ومدريد. ويضاف إلى ذلك في حالة أكراد العراق عاملين، أولهما كون اضطهاد بغداد لهم ارتبط بارتكاب عسكر وأمن حكومة العاصمة لجرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية وصنوف من الانتهاكات بحقهم (مذبحة حلبجة مثالا) أنتجت تصدعا عميقا في بنيان الدولة العراقية الحديثة التي استندت إلى تداخل العنصرين العربي والكردي وإلى التنوع المذهبي وضرورة صونهما بالتزام حقوق المواطنة المتساوية. وثاني العوامل هذه هو البعد الإقليمي والمتجاوز لحدود العراق لتشتت القومية الكردية في الشرق الأوسط على دول أربع توالت حكومات العواصم بها على إنكار حق الأكراد في تقرير المصير وإلغاء هويتهم وحقوقهم اللغوية والثقافية، ولم تتورع عن استخدام العنف ضدهم في العراق وسوريا كما في تركيا وإيران. أما فيما خص الكتالونيين، فتعني مفاهيم المظلومية والاضطهاد والتهميش مضامين اقتصادية بالأساس يسندها تميز الهوية والتميز اللغوي وشيء من التميز الثقافي. فقد دللت استطلاعات الرأي العام التي أجريت قبل استفتاء الانفصال على أن سكان كتالونيا يرون أن إقليمهم الغني اقتصاديا يستنزف من قبل حكومة العاصمة الفاسدة والرافضة للاعتراف بحقوق هويتهم المتميزة. هل يعني استمرار سعي الأكراد والكتالونيين إلى الانفصال أن الصراع مع حكومتي العاصمة سيتواصل وأن خطر الصدام العسكري والسياسي لن يغيب؟ على الأرجح نعم، لأن التداخل بين تاريخ المظلومية الطويل وبين رغبتهم في الممارسة المشروعة لحق تقرير المصير كفعل تحرر وانعتاق من الاضطهاد (التي يصعب على أي مدافع عن الحرية أن يدينها أخلاقيا أو سياسيا) وبين فقدانهم للثقة في حكومتي بغداد ومدريد لن يسمح بانطفاء جذوة السعي للانفصال وتأسيس الجمهورية المستقلة. فقط يمكن الحد من اندفاع الإقليمين إلى الصراع والصدام، إن غيرت حكومة العاصمة هنا وهناك من سياستها وانفتحت بالفعل على حوار حقيقي دون شروط مسبقة. تستطيع حكومة بغداد، وهي حكومة اتحادية وللأقاليم في العراق شيء من الاستقلال الذاتي، أن تشرع في حوار مع حكومة كردستان للبحث عن صيغة ممكنة لإعطاء الأكراد ما يقارب الحكم الذاتي مع الإبقاء عليهم داخل الدولة العراقية. وإذا كانت حكومة بغداد تتسلح إزاء الأكراد برفض القوى الإقليمية والدولية لاستقلالهم، فينبغي عليها أن تدرك أيضا استحالة الإبقاء على 4,5 مليون كردي داخل العراق الموحد ما لم يرغبوا في ذلك طوعا وغاب الإجبار والقسر المرهقين للحكومة الاتحادية الضعيفة. وتستطيع حكومة مدريد، وبعد اعتذار ضروري عن القوة المفرطة التي استخدمتها أجهزتها الأمنية ضد الناس في كتالونيا، أن تتفاوض مع حكومة الإقليم على منح كتالونيا وضعية تتشابه مع وضعية أقاليم البلدان الأوروبية ذات التنظيم الاتحادي (كألمانيا)، وتلك الأقاليم تتمتع حكوماتها باستقلال اقتصادي واجتماعي وسياسي وثقافي واسع داخل إطار الدولة الموحدة. وتستطيع حكومة مدريد أن تفاوض حكومة كتالونيا وتستدعي المفوضية الأوروبية للمشاركة، فالكتالونيون يدركون أن فرصهم في انتزاع شيء من الاستقلال وتنزيله حقيقة واقعية تتعلق أيضا بموقف الاتحاد الأوروبي وحدود ما قد تقبله أو ترفضه بروكسل. ٭ كاتب من مصر استفتاء في كردستان وفي كتالونيا… الانفصال ليس حلا! عمرو حمزاوي |
قسوة الأطباء والدروس الخصوصية تلهب جيوب الأسر المصرية وشركات المحمول ترفع أسعار الكروت بنسبة 36٪ Posted: 02 Oct 2017 02:31 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: ركزت الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 2 أكتوبر/تشرين الأول اهتماماتها على القضايا والمشاكل التي أوضحها تعداد السكان، وكيفية علاجها، خاصة تفشي ظاهرة زواج القاصرات، ومطالبة الدولة باتخاذ إجراءات رادعة لوقفها. وألقت النيابة الإدارية القبض على إمام مسجد الأربعين في قرية في مدينة المحلة الكبرى لتقديمه إلى محاكمة عاجلة بتهمة تزويجه سبعا وعشرين فتاة قاصراً بعقود زواج عرفية، إلى أن يبلغن السن القانونية، ويتم عقد قرانهن أمام المأذون، ويحصل مقابل ذلك على إيصالات أمانة بمبالغ مالية من العرسان. وعقد الرئيس السيسي عدة اجتماعات لبحث المشروعات التي سيتم افتتاحها في الاحتفالات بانتصارات أكتوبر يوم الخميس المقبل، وتقع في عدد من المحافظات، ونظام التأمين الصحي الجديد، وتواصل الاهتمام الجماهيري بارتفاعات الأسعار، ومباريات كرة القدم وهزيمة الأهلي أمام النجم الساحلي التونسي، وترقب مباراتهما المقبلة في مصر، والزيادة التي حدثت على كروت الشحن. ومطالبة الحكومة بالتدخل لوقف الفوضى في الإعلام وعمليات بيع وشراء الفضائيات وضرورة تقوية التلفزيون الحكومي. وفوجئ الناس بحادثة غريبة بعد أن هدأت ضجة قوم لوط وفرقة «مشروع ليلى» بقيام طالب وطالبة في كلية الحقوق في جامعة طنطا بإعلان خطوبتهما في حرم الكلية وتبادل القبلات مع تصفيق وتهليل من زملائهما. واستمرت الانتقادات للحكومة والمصائب التي جلبتها على الناس. كما لوحظ أن الاهتمامات بذكرى وفاة عبد الناصر لا تزال كما هي قوية ومتشعبة وتمثل نسبة كبيرة من المقالات. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة. هيكل وعبد الناصر والسيسي ونبدأ بالرئيس عبد الفتاح السيسي ورأي المرحوم محمد حسنين هيكل فيه، الذي قاله لعدد من أصدقائه قبل وفاته بحوالي أربعة أشهر، وهو ما أورده في «الشروق» محمد سعد عبد الحفيظ في عموده «حالة» تحت عنوان «هيكل والسيسي وصدقي وناصر» وقوله فيه: «لا تستطيع أن تستعيد سلطة وشعبية جمال عبدالناصر بسياسات إسماعيل صدقي». جاءت هذه الكلمات في ختام الحوار الأخير للكاتب الصحافي الأستاذ محمد حسنين هيكل، رحمه الله، مع عدد من أصدقائه وتلاميذه ومحبيه الذين تجمعوا في مكتبه على ضفاف نيل الجيزة، للاحتفال بعيد ميلاده الأخير نهاية سبتمبر/أيلول 2015. كلمات الأستاذ كانت تشير إلى سياسات النظام الحالي التي، حسب تقديره، تقترب من سياسات وتوجهات إسماعيل صدقي باشا رئيس وزراء مصر الأسبق، الذي حكم البلاد بالحديد والنار، وانقلب على دستور 1923 وأصدر دستور 1930، وعطّل عمل البرلمان، وانقض على خصومه وسيطر على الجهاز الإداري للدولة ليضمن تزوير الانتخابات لصالح حزبه، فضلا عن اعتداءاته المتكررة على الصحافة. كان الأستاذ من أكبر الداعمين والمؤيدين لترشيح الرئيس عبدالفتاح السيسي، في وقت كانت تشعر فيه النخب المثقفة بأن الدولة المصرية في خطر، وأن الهزات العنيفة التي تتعرض لها تحتاج إلى رجل مدعوم من مؤسسات القوة. أطلق هيكل على السيسي قبيل انتخابات رئاسة 2014 وصف مرشح الضرورة، ورأى أن خلفيته العسكرية هي الأنسب لمصر، وقال في حوار تلفزيوني آنذاك: «إن السيسي قادم من المؤسسة العسكرية، التي تعد المؤسسة الوحيدة القادرة على مواجهة المخاطر في اللحظة الراهنة». لكن ظني أن تجربة ما يقرب من عام ونصف العام من الحكم، كانت كافية لأن يراجع الأستاذ موقفه، فالمقارنة بين مشروعي صدقي وعبدالناصر كانت لها دلالتها. هيكل وجّه رسالته الأخيرة بأن السيسي لن يستطيع أن يملك ما كان لناصر من سلطة مستندة إلى شعبية حقيقية، صنعتها قرارات وتوجهات منحازة للشعب، بسياسات صدقي باشا المعادية لغالبية التوجهات الشعبية. التعبير لخص كيف كان ينظر الأستاذ إلى تجربة الرئيس الجديد. رحل هيكل بعد هذا الحوار بنحو 4 شهور، في هذا التوقيت لم تكن ديون مصر الخارجية تجاوزت الـ50 مليار دولار بعد، وسعر الدولار الرسمي لم يتخط حدود الـ9 جنيهات، لا أعلم لو أمد الله في عمره وعاش حتى يرى الدين الخارجي وهو يقترب من 80 مليارا والداخلي يقترب من 3 تريليونات جنيه والدولار وصل إلى 17.6 رسميا ماذا كان سيقول؟». عصر متميز وعن عبد الناصر قال أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأمريكية في القاهرة الدكتور جلال أمين في مقاله الأسبوعي في «الأهرام» تحت عنوان «هل كان عبد الناصر سعيد الحظ»: «مع مرور الزمن والتفكير من جديد في التجربة الناصرية، أميل أيضا إلى اعتبار جمال عبدالناصر رجلا سعيد الحظ كانت للرجل السمات المطلوبة في زعيم شعبي، إذ كان يتمتع بجاذبية شخصيته وقوة الإرادة وثقة عالية في النفس، ولكنه أيضا كان رئيسا في عصر متميز بدوره، عصر نهرو وسوكارنو وبن بيلا ونيكروما، وهذا هو ما أقصده بالقول بأنه كان رجلا سعيد الحظ. لقد وصفت تلك الفترة من القرن العشرين (الخمسينيات وأوائل الستينيات) في مقال سابق في هذه الجريدة، بأنها اتسمت بما يمكن تسميته «بقوة الالتزام الخلقي»، أي بقوة الشعور بأن على الفرد مسؤولية اجتماعية إلى جانب العمل لمصلحته الشخصية والعائلية، لا يمكن الزعم بأن هذا الشعور قد انتهى بانتهاء الستينيات، ولكنني أزعم أنه منذ سبعينيات القرن العشرين اشتد الاهتمام بالصعود والترقي الفردي في صورة زيادة دخل الفرد، والارتفاع بمستوى معيشته على حساب الانشغال بالصالح العام. قرأت مؤخرا عن استطلاع للرأي جرى لطلبة مدارس في إنكلترا في سنة 1949 تبين منه أن ارتفاع مستوى الذكاء يقترن بطموح التلاميذ إلى العمل في وظائف يحققون فيها شخصياتهم، أكثر من طموحهم إلى وظائف ذات مكافأة مادية عالية، مقارنة بما يلاحظ الآن من تفضيلهم للمكافآت الأعلى، وبالمقارنة بنوع العمل الذي يقومون به. لم يشهد عبد الناصر ما حدث في السبعينيات وما بعدها، ومن ثم لم يكن مسؤولا عن هذه الأحداث، بعكس ما يعتقده كثيرون من أن ما حدث في السبعينيات من تدهور كان رد فعل لما فعله أمثال عبد الناصر في الخمسينيات والستينيات. إني لا أتفق مع هذا الرأي وأعتقد أن فيه كثيرا من الظلم لعبد الناصر وأمثاله. ربما جاز إذن اعتبار جمال عبد الناصر رجلا سعيد الحظ ولو لهذا السبب وحده أي لأنه لم يشهد ما حدث بعد وفاته». فوضى الإعلام وإلى الشكوى من فوضى الإعلام والمناقشات التي قال عنها في «الأهرام» رئيس مجلس إدارتها الأسبق ورئيس تحرير جريدة «الأهرام المسائي» الأسبق مرسي عطا الله في عموده اليومي «كل يوم» تحت عنوان «كفى تحطيما للفوانيس»: «أعتقد أنه آن الأوان لكي نوقف كل مظاهر اللغط السياسي والإعلامي الذي ترتفع نبرته وتتدنى ألفاظه في معظم البرامج الحوارية. إن بعض هذا اللغط قد يكون فيه جانب من الصحة، لكنه للأسف الشديد يفتقر إلى الأدلة والبراهين، ومن ثم يؤدي إلى وقوع المشاهدين والمستمعين في حالة من الحيرة والبلبلة والعجز عن فهم ما يجري لدى الرأي العام، وبذلك نقع في المحظور، ونجاري بدون أن ندري ما تفعله قنوات الفتنة والتحريض، التي يديرها حلف الكراهية من الدوحة واسطنبول. إن أكثر ما يغيب عن المشهد الراهن، إنه إذا كانت الحرية تعني حق إبداء الرأي فإنها في الوقت ذاته لا تعني حق استباحة توجيه الاتهامات بغير دليل أو الادعاء بدون قرينة، وأي مجتمع يسمح بضياع الخط الفاصل بين الحرية والفوضى هو مجتمع يحكم على نفسه مسبقا بالشقاق والصراع واستهلاك الجهد والوقت، بعيدا عن القضايا والتحديات الأساسية. وفي ما يبدو فإن الذين يصرون على تغييب المنهجية اللازمة لأصول وقواعد لغة الحوار، يفعلون ذلك عمدا حتى تسود الفوضى الكلامية التي تتغلب فيها لغة الحناجر على لغة العقول وتصبح مفردات الجدل والعناد هي المفردات السائدة لكي يختلط الحابل بالنابل وتتشتت الاتجاهات والمصالح وتشتعل نيران الصراعات والمكايدات». بيع وشراء الفضائيات وأكمل الموضوع زميله أحمد عبد الحكم في «الأهرام» في بابه «كلام في السياسة» عن الصفقات الغامضة لشراء الفضائيات وقال: «ما يحدث في سوق الفضائيات حاليا من صفقات بيع وشراء وتنازلات عن الرخص، يبقى حتى الآن أمورا غامضة تثير الريبة والتساؤلات حول البائعين والملاك الجدد من هؤلاء؟ ومن أين أتت المليارات التي ستمول هذه الصفقات الضخمة؟ سوق الإعلام بالغ الحساسية، يجب عدم معاملته كأسواق الخضر والفاكهة. نعم الإعلام صناعة ضخمة له مكوناته وأدواته ومستهلكوه، الذين هم جمهور المتلقين. الخطير في الإعلام أن الهدف ليس دائما تحقيق الأرباح، لكن التأثير في الرأي العام ومحاولات إقناعه بسياسات وتوجهات تخدم أهداف صانعيها. أين المجلس الأعلى للإعلام من هذه الصفقات التي لا يكفي فيها موافقات وتحريات الأجهزة الأمنية؟ الملف خطير بالفعل وأكثر ما يثير الدهشة هو تسارع حركة البيع والشراء لثلاث أو أربع شبكات فضائية في وقت متقارب، قد تكون الأوضاع الاقتصادية الطارئة سببا رئيسيا في التطورات الأخيرة، خصوصا أن الإعلام صناعة باهظة التكاليف. ويبقى الشق السياسي والأمني هو الأولى بالبحث والتنقيب في هذا الملف الشائك. ليس سرا إن حروب الجيل الرابع وربما الخامس أيضا سلاحها الإعلام، وما سميت بثورات الربيع العربي، كان الإعلام مفجرها. التحدي الأكبر الآن كيف يصمد إعلام الدولة في مواجهة هذه القفزات المجهولة؟ وكيف يطور أدواته وبرامجه وسياساته ومحتواه وتفاعلاته في هذا السوق المفتوح؟ بالتأكيد يحتاج إعلامنا الرسمي إلى هزة عنيفة تحرره من قيود كثيرة مفروضة عليه، ويفرضها هو على نفسه، لكن مع التطورات الجديدة لم تعد هناك رفاهية لإضاعة الوقت، سيظل الإعلام الرسمي سند الدولة في الفصل الجديد من الحروب». جامعة عبد الناصر وجامعات الأسرة المالكة ومن الإعلام إلى الجامعات، حيث قدم لنا الدكتور نصار عبد الله الاستاذ في جامعة المنيا معلومات عن إنشاء جامعة أسيوط في مقاله في «المصري اليوم» تحت عنوان «ستون عاما على جامعة أسيوط» قال فيه: «في أكتوبر/تشرين الأول 1957 بدأت الدراسة في أول جامعة أنشئت في صعيد مصر، ونعني بها جامعة أسيوط، التي كانت في الوقت نفسه رابع جامعة تنشأ على مستوى مصر في الكامل، إذ سبقتها ثلاث جامعات هي: جامعة فؤاد الأول (القاهرة في ما بعد) جامعة فاروق (الإسكندرية) جامعة إبراهيم (عين شمس). وقد كان غريبا أن كل واحدة من الجامعات الثلاث كانت تحمل اسم واحد من أسرة محمد علي باشا، بينما محمد علي نفسه مؤسس الأسرة ومؤسس مصر الحديثة، لا توجد جامعة باسمه. ويبدو إن هذه المفارقة التفتت إليها لجنة الاحتفالات القومية في وزارة المعارف العمومية، عندما كانت تعد العدة للاحتفال في عام 1949 بالذكرى المئوية لرحيل مؤسس الأسرة العلوية، ومن ثم فقد تقدمت إلى مجلس الوزراء بمشروع لإنشاء جامعة في مديرية أسيوط يطلق عليها جامعة محمد علي، وقد وافق مجلس الوزراء على المشروع، وأصدر المرسوم بقانون رقم 156 لسنة 1949 الذي نص على فترة تحضير تتراوح بين أربع وسبع سنوات لتجهيز الإمكانات اللازمة لبدء الدراسة في الجامعة، التي كان من المفترض في قانون إنشائها أنها سوف تتكون من سبع كليات هي: الآداب- التجارة – الحقوق – الزراعة – الطب – العلوم والهندسة. ومع هذا فحينما بدأت الدراسة في عام 1957 كانت الجامعة مكونة من كليتين فقط هما، العلوم والهندسة. أما أسرة محمد علي التي أنشئت الجامعة تخليدا لاسم مؤسسها، فقد أطيح بها في أعقاب استيلاء الضباط الأحرار على الحكم في يوليو/تموز 1952 بقيادة ضابط شاب من أبناء مديرية أسيوط ذاتها». حكومة ووزراء وإلى الحكومة وما كشف عنه الإحصاء الأخير من مشاكل قال عنها الدكتور نصر محمد عارف في مقاله في «الأهرام» تحت عنوان «الإحصاء كشف الغطاء»: «أولا: لم تكن مصر في حاجة إلى إحصاء شامل لمعرفة أن هناك عشرة ملايين وحدة سكنية مغلقة، فالأمر لم يكن يحتاج إلا إلى تجميع معلومات جهات ترخيص المباني، مع معلومات المياه والكهرباء، وربطها برقم القيد العائلي للأفراد، لمعرفة عدد الوحدات التي تملكها كل أسرة، ولكن لأن جميع هذه الجهات تدار بطريقة بدائية ورقية، ولأنها مشتتة ولا تنظمها جهة مركزية، ولأن الفساد ينخر في أعماقها وعدم الكفاءة منهجها وشعارها، لم تعرف الدولة هذا الرقم من الوحدات السكنية الفارغة، ولو عرفت؟ هل كانت ستبني عاصمة جديدة؟ وهل كانت الدولة ستبني مئات الآلاف من الوحدات المتوسطة؟ أم أنها كانت ستركز على بناء مليون وحدة سكنية لتحرير مليوني أسرة مصرية من استخدام حمام مشترك ومطبخ مشترك؛ حماية للأعراض؛ ووقاية لكرامة البشر وحيائهم من أن يهدر كل يوم عدة مرات؟ ثانيا: الرقم المخيف لزواج القاصرات في مصر يثبت أن عدة وزارات وهيئات تهدر جهدها وميزانياتها في قضايا هامشية، فبدلا من أكشاك الفتوى تلك الفكرة الساذجة المهينة للدين المبتذلة للفقه، بتحويله إلى سلعة رخيصة على قارعة الطريق، فمن يحتاج لفتوى يذهب إلى أقرب مسجد، كان الأولى بوزارة الأوقاف أن تركز على تصحيح الوعي ومعالجة الأزمات الحقيقية، مثل زواج القاصرات، ولكن للأسف للوزارة أهداف سياسية لا علاقة لها بالشعب. كذلك وزارة الشؤون الاجتماعية والجهات المسؤولة عن السكان التي انشغلت بختان الإناث طبقا لما تريده الأجندة الدولية وتجاهلت ضياع البنات وتدمير حياتهن في سن الطفولة، تركت للسلفيين تفريغ كل عقد الصحراء في أطفال مصر». «رؤية الغد وليست 2030» وفي الصفحة الثانية عشرة من «المصري اليوم» قالت أمينة خيري في مقال عنوانه «رؤية الغد وليست 2030»: «بعيدا عن شحن المواطنين سلبا أو إيجابا والتلاعب بحياتنا يمينا أو يسارا واتخاذ القرارات التي تصب في «مصلحتنا» أو أذانا، لا يسعني سوى التساؤل عن مصير ما يسمى الطبقة المتوسطة، وهي تلك الطبقة التي باتت هلامية التعريف ضبابية المحتوى وبمعنى أدق في مهب الريح! قيل لنا في عصور تاريخية مضت إن هذه الطبقة «رمانة الميزان» و«ترمومتر الأوطان» و«ميزان ذهب أطوار التقدم والاستقرار». فما هو المتوقع لها هذه الأيام؟ المطلوب ليس تصريحات عن مراقبة الأسواق أو نصائح عن عشر طرق لخفض النفقات أو دروسا في كيف يعيش المواطن في الغرب بدولار، أو تلويحا بخطورة الإرهاب أو تصريحا يفيد بأن «هو كده وخلاص»، كثيرون في مصر لديهم استعداد لتحمُّل المصاعب وابتلاع المشقات واستيعاب الخبطات، شرط أن تكون في نهاية النفق شمعة ولا أقول ضوءا وضَّاحا. والشمعة هنا ليست تصريحات وردية أو مشاعر خزعبلية، لكنها تصور واضح وصريح ومنطقي يشرح لحمَّالي الهبدات المتتالية الخطة الموضوعة من خطوات وإجراءات وأهداف وتصور زمني لها. أما الاعتماد على «ليل الخميس» لامتصاص الصدمات وصباح الجمعة للهري والهري المضاد، ونهار السبت للاستفاقة والاستعداد ويوم الأحد ليكون نقطة ومن أول السطر، فقد هرم السطر وخارت قوى النقطة. جيد جدا أن تكون لدينا رؤية 2030 لكننا أيضا في حاجة إلى رؤية للغد وبعد الغد». أما فاروق جويدة فقال في عموده « هوامش حرة « في «الأهرام» تحت عنوان «أفيدونا أفادكم الله» وهو في حيرة من أمره: «ما الذي ينقص شركات المحمول من الأموال والانتشار حتى ترفع أسعار كروت الشحن بنسبة 36٪؟ وما الذي ينقص تجارة الحديد في مصر حتى يرتفع سعره بنسبة أكثر من 100٪ ليزيد سعر الطن على 12 ألف جنيه، وهو في الأسواق العالمية أقل من سبعة آلاف جنيه؟ وما الذي ينقص أعضاء مجلس الشعب حتى يتفرغوا لبيع تأشيرات الحج للمواطنين الغلابة بسعر يتراوح بين 50 و90 ألف جنيه؟ ما الذي ينقص الحكومة حتى تشتري المحاصيل الزراعية بنصف ثمنها في الأسواق العالمية، بينما تبيع البذور والمبيدات والأسمدة بأسعارها العالمية نفسها؟ هناك تناقض شديد بين نظرة الحكومة للشعب ونظرتها للأعباء التي تفرضها بقسوة على المواطنين. هناك إحساس غامض لدى الحكومة بأن الشعب المصري لديه أموال كثيرة، أي أنه شعب غني، والدليل أنها تفرض الأعباء عليه، بدون دراسة أو تقدير للظروف، وربما وصلت الحكومة إلى هذه النتائج حين زادت مدخرات المصريين في البنوك، أو حين ارتفعت أسعار الأراضي التي تعرضها في المزادات عن كل الاحتمالات، لكن المؤكد أن الحكومة لا تفهم الشعب الذي تدير شؤونه، ولهذا ترفع أسعار الحديد للتجار بهذه النسب المخيفة، وتقلب كل موازين العقارات في مصر بيعا وشراء وتجارة، ثم ترفع أسعار كروت الشحن بنسبة 36٪ مرة واحدة، رغم أن التليفون المحمول أصبح من ضروريات الحياة، ليس في مصر ولكن في كل بقاع الدنيا. والأغرب في هذه القصة إننا لا نسمع صوتا لمجلس الشعب ابتداء في ما يخصه، وهو تجارة التأشيرات وانتهاء بما يخص المواطنين في تجارة مكالمات المحمول وتجارة الحديد. والسؤال لماذا لا تقول لنا الحكومة عن النسبة التي ستحصل عليها من هذه الزيادات، وهل تدخل أرباح شركات المحمول في ميزانية الدولة؟ أم إنها أرباح خاصة؟ وهل الزيادة في أسعار الحديد ستحصل الحكومة على جزء منها؟ والرجاء من وزارة المالية أن تبشرنا بأن كذا مليونا من الحديد وكذا مليونا من المحمول قد دخلت الميزانية من هذه القرارات العجيبة، خاصة أن آخر أرقام الدين الخارجي على أبواب 80 مليار دولار افيدونا أفادكم الله». مشاكل وانتقادات وإلى المشاكل والانتقادات، حيث أثار محمد الهواري في «الأخبار» في عموده «قضايا وأفكار» قضيتي أجور الكشف عند الأطباء والدروس الخصوصية، وهي تشكل أعباء كبيرة على المرضى وأولياء الأمور وقال وهو يناشدهم الرحمة: «قسوة الأطباء والدروس الخصوصية تلهب جيوب الأسر المصرية، فالمغالاة في تحديد أسعار الكشوف في العيادات الخاصة التي تجاوزت ألف جنيه في بعض العيادات، إضافة لتحويل الاستشارة إلى كشف يسدد فيه المريض ما يسدده في الكشف نفسه، رغم استغراق الكشف لدقائق معدودة، لا شك أن هذه المغالاة أزالت عن مهنة الطب إنسانيتها. أما الدروس الخصوصية التي بدأ موسمها وارتفاع ما يسدده الطالب في الدروس الخصوصية، سواء في التعليم قبل الجامعي أو التعليم الجامعي في بعض التخصصات مقابل ضخم تسدده الأسرة المصرية للعمل على نجاح أبنائها في مراحل التعليم المختلفة». عمود الخيمة وعن الموضوع نفسه كتب جمال سلطان في «المصريون» عن أسباب انهيار التعليم قائلا: «المعلم هو عمود الخيمة في العملية التعليمية بكاملها، يمكنك أن تستغني عن المدير والغفير وعن الوزير نفسه، بل حتى عن المدرسة وجدرانها وتستمر العملية التعليمية ولو بصعوبات، لكن المعلم، المدرس، لا يمكنك الاستغناء عنه أبدا، ويستحيل أن تمضي العملية التعليمية بدونه، ومع ذلك هو الأكثر غبنا وظلما في المنظومة كلها، إداريا وماليا وحتى معنويا، لا يسمع له أحد، ويتعامل معه «الكبار» باستهتار وتهميش، ولو أنهم استمعوا لهم، وخصصوا لجانا على أعلى مستوى للاستماع إليهم، لتغير وجه التعليم في مصر، لأنهم الأدرى بكل تفاصيله اليومية الدقيقة ومشاكله المستعصية. هذه الرسالة وصلتني من مدرس ثانوي في إدارة «زفتي» التعليمية في محافظة الغربية، وأرسلها ممهورة باسمه الكامل ورقم هاتفه، ولكني لن أنشر ذلك حماية له، لأننا نعيش أجواء تستبيح كل ناصح، وتنكل بكل من يحاول خدمة الوطن بالتنبيه على «أمراضه» المستعصية التي يخفيها كبار المسؤولين، يقول القارئ /المدرس الأستاذ (م.ع.ن) في رسالته : الأستاذ جمال سلطان بعد التحية، يؤسفني أن أتحدث عن حال التعليم الذي لا يخفى على أحد إلا على المسؤولين المتغافلين المنتفعين الذين ينكرون ضوء الشمس لأنهم يستفيدون من الظلام، لقد زار مدرستنا في أول ساعات العام الدراسي مسؤول كبير بصحبته وفد رفيع المستوى فتوقعت أن المسألة فيها ما فيها وسيقفون على كل كبيرة وصغيرة في المدرسة، وأن النية فعلا متجهة لإصلاح التعليم ولكن! وآه من لكن وما بعدها، لقد بحثوا عن شعار الوزارة (معا ننهض بالمدرسة) والحمد لله أطمأنوا أنه مُعلق في مدخل المدرسة وبالتالي التقطوا معه صورا تذكارية وانصرفوا لمدرسة أخرى وهكذا، بينما الفوضى تعم المكان. وعلى بعد خطوات منهم طلاب يجلسون على مقاعد الدراسة، وفي وقت المدرسة يأخذون دروسا خصوصية من معلمي المدرسة تحت ستار مجموعات تقوية لسنوات النقل (أول وثاني ثانوي) ومحاضرات (مجانية) لطلاب ثالث ثانوي، كذب في كذب وغش فاق الوصف والسادة المسؤولون مشغولون بالتصوير وبدلات النقل ومكافآت الزيارات الخارجية الصورية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع. إن نكبة التعليم تأتي من قرارات غير مدروسة ومن مسؤولين ليسوا أهلا للمسؤولية ثم من بعض المعلمين الذين وجدوا مرتعا طفيليا وتربة خصبة للتدريس الموازي (داخل المدرسة) وهم يقدمون خدمة لمديري المدارس حتى لا تنكشف مدارسهم، وتخلوا عن الطلاب، فحمدوا الله أن أعانهم ووفقهم بفئة تعيد لهم الطلاب، وإن كانت عودتهم ليست حبا في المدرسة، بل إرغاما على الدروس الخصوصية، وهؤلاء حمدوا الله أن وفر لهم المديرون حماية من مطاردات الوزير السابق لإغلاق السنتر وتحويل المعلمين للتحقيق، فما أجمل أن تختفي في المكان الذي لا يمكن لأحد أن يكشفك فيه. إنني على أتم استعداد لأن تفوز «المصريون» بسبق صحافي كفيل بعزل كل المسؤولين بدءا من الوزير فما دونه لهول ما سيكشفونه للرأي العام حفظ الله بلادنا من معدومي الضمير ووفقكم لكشفهم وتقديمهم للمحاكمة بتهمة الإهمال الجسيم المتسبب في نكبة التعليم في مصر، والله المستعان (م.ع.ن)، معلم ثانــــوي، إدارة زفتى التعليمية، محافظة الغربية. انتهت رسالة هذا المعلم الشريف، وأنصحه بأن يعد مذكرة تفصيلية ويتقدم بها إلى هيئة الرقابة الإدارية في منطقته، فهي الأكثر جدية والأنشط حاليا في متابعة مثل هذه الملفات التي تتماس مع الفساد وإهدار مقدرات الدولة». أشرف مروان لو صحت رواية تسفي زامير بأن أشرف مروان زوج ابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أبلغهم بدقة يوم 5 أكتوبر/تشرين الأول 1973 بموعد الهجوم المصري السوري في اليوم التالي لكانت الحرب ونتائجها الأولى المتمثلة في العبور الناجح والضربات الجوية السورية المؤثرة في العمق الإسرائيلي غير التي حدثت بالفعل. هذا ما كتب لنا عنه فراج إسماعيل في «المصريون» مواصلا رأيه، رئيس الموساد أثناء حرب 1973 الذي بلغ عمره الثانية والتسعين، تحدث في مقابلة أجرتها معه صحيفة «ميكور ريشون» الإسرائيلية عن ظروف تجنيد أشرف مروان لصالح جهازه، وقال إنه كان أفضل مصدر استخباري لهم في ذلك الوقت. الملاحظة هنا أن هذه المزاعم غير الجديدة تتكرر سنويا حول مروان من قيادات الموساد الإسرائيلي، في التوقيت نفسه الذي يفصل بين ذكرى وفاة عبدالناصر كزعيم تاريخي قومي عربي، يعتبر أكثر من عادى إسرائيل وكرهها من الوريد إلى الوريد، وتحمل هي المشاعر نفسها تجاهه، وبين ذكرى الانتصار الوحيد للمصريين عليها في 6 أكتوبر 1973. ورغم عشرات المقالات والتأكيدات الإسرائيلية التي ورد بعضها في كتب خصصت لتجنيد مروان، الذي كان مستشارا مقربا جدا من الرئيس الراحل أنور السادات عام 1973، فإن مصر لاذت بالصمت ولم يصدر منها ما يفند تلك المزاعم والادعاءات، التي جاءت ردا على المسلسل الشهير رأفت الهجان أو «الجمال» الذي نجحت المخابرات المصرية في زرعه في قلب القيادات الإسرائيلية. ربما كان الرئيس حسني مبارك هو الوحيد الذي أشار للأمر بعبارة مختصرة تؤكد أن مروان لعب دورا بطوليا لصالح بلاده، لكنه لم يزد على ذلك حرفا واحدا، ربما لأنه اعتقد أن الوقت المناسب لم يأت بعد. أظن أن هذا الوقت أصبح مناسبا جدا منذ مصرعه في حادث غامض في لندن وفي ظروف توحي بأنه تعرض لانتقام ما وليس قضاء وقدرا. يقول تسفي زامير «لقد بدا علينا في قيادة الجهاز التأثر والانفعال، لأننا تمكنا من تجنيد عميل نوعي يتبوأ موقعا مهما في القيادة المصرية». ويوضح أنه كان شخصيا من يتواصل معه ويطلب منه معلومات محددة، والتقاه في لندن في الخامس من أكتوبر 1973، حيث أطلعه على قرار الحرب المصري في اليوم التالي، وأنه ـ أي زامير ـ اتصل فورا برئيسة الوزراء غولدا مائير وطالب المؤسسة العسكرية بالاستعداد للحرب، لكن إيلي زاعيرا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية استخف بالمعلومات التي جلبها مروان وادعى أنها غير صادقة. ويرى زامير أنه لو تعاملت إسرائيل بسرعة مع المعلومات التي نقلها مروان لكان في الإمكان تجنب سقوط المئات من الجنود الإسرائيليين في الحرب. نقاط الضعف كثيرة في كلام زامير. أنا هنا لست في معرض تكذيبه أو الدفاع عن زوج ابنة عبدالناصر. لكن أجهزة المخابرات خصوصا ـ الموساد ـ لا تتعامل بتلك السذاجة مع معلومة حرب جلبها رجل مهم جدا يجلس جنبا إلى جنب مع السادات، ويحضر اجتماعاته مع كبار القادة العسكريين. معلومة كهذه كانت كفيلة بإفشال ما هو أهم من مقتل المئات من الجنود الإسرائيليين، وهو عبور المصريين لمانع قناة السويس الصعب وتحطيم خط بارليف، أصعب الخطوط المحصنة في تاريخ الحروب – خلال ساعات قليلة. الموساد لا يريد أن ينسى أنه المهزوم الأول في تلك الحرب، وأن المخابرات المصرية والسورية ضحكت عليه وسقته «حاجة اصفر» فكان مغيبا تماما عن خطة الهجوم وتجهيزه وساعته الحاسمة. حتى «الملك العربي الشهير» الذي أمدها بمعلومات قبل ذلك سهلت لها هزيمة مصر وسوريا في حرب يونيو/حزيران 1967 لم يكن يعرف شيئا. كان كالأطرش في الزفة. المحاكمات التي جرت في إسرائيل بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول حملت معظم الذنب لجهاز الموساد، فقد ثبت أن كل المعلومات التي أمد بها قياداته العسكرية وعلى رأسها موشيه ديان وزير الدفاع حينئذ، معلومات مشوهة عديمة القيمة. ما يبوح به قادته الآن هو من قبيل غسل الوجه. واتخاذ أشرف مروان هدفا سنويا لمزاعمهم قد يشير إلى أنهم مجروحون منه أو مصدومون وقد يكون مصرعه الثمن الذي دفعه شخصيا انتقاما منه». قسوة الأطباء والدروس الخصوصية تلهب جيوب الأسر المصرية وشركات المحمول ترفع أسعار الكروت بنسبة 36٪ حسنين كروم |
الأردن «خارج التغطية» في ملف المصالحة والانقسام الفلسطيني والمخابرات المصرية «تحجب» المعلومات Posted: 02 Oct 2017 02:31 PM PDT عمان – «القدس العربي» : لا يذيع الأردنيون الرسميون سرًا وهم يتهامسون بحيثيات الحجب المنهجي للمعلومات عنهم من جهة الحليف والصديق المصري، على هامش التسارع الكبير في ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام. فالمخابرات المصرية تحجب المعطيات التشاورية والمعلوماتية تمامًا، عن الشريك الأردني، وهو سلوك يمارسه أيضًا عندما يتعلق الأمر بملف المصالحة في قطاع غزة، حصريًا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وحتى الحلفاء الأصدقاء في أبو ظبي الذين كان لهم دور بارز في معطيات المشهد الفلسطيني الجديد. في كل حال تعدى الأمر الهمس في الأردن الذي يشعر كبار موظفيه المعنيين تحديدًا بالملف الفلسطيني بنمو ملاحظ وبطيء وزاحف في السعي مجدداً لتهميش الأردن، او على الأقل عدم اطلاعهم على المستجدات في القضية الفلسطينية. فالحكومة الاردنية بهذا المعنى خارج السياق والاتصال والخدمة وخارج التفاهمات والترتيبات، الأمر الذي يلاحظه ساسة أساسيون ومعلقون كبار يتحدثون عن نقص مريب في هوامش المناورة والمبادرة أمام اللاعب الأردني في مساحة الملف الفلسطيني. وهو نقص يوازيه بالتساوي المأزق الذي انتهت إليه العلاقات مع المؤسسات العميقة في إسرائيل في إثر جريمة السفارة الإسرائيلية الشهيرة في عمّان، حيث انسحب الطاقم الدبلوماسي الإسرائيلي العامل بالسفارة بأمر من بنيامين نتنياهو ولم يعد لعمله في العاصمة عمّان للشهر الثالث على التوالي. وهو تحول دراماتيكي في العلاقة مع إسرائيل، كان بين الموضوعات الملحّة التي اهتم بها الوفد الأردني العريض لاجتماعات الجمعية العامة الأخيرة في نيويورك. وبعيدا ًعن الموضوع الإسرائيلي تترسخ القناعة في أوساط النخبة الأردنية بأن عملية حجب المعلومات عن ملف المصالحة على الأقل سلوك مصري يحتاج إلى قراءة وتأمل وتفسير، خصوصًا أنه ينتقص عمليًا من الدور الإقليمي التاريخي للأردن في معادلة القضية الفلسطينية. إذ يبدو أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نجح في استقطاب قادة حركة حماس في كمين الأزمة والاحتمالات إقليميًا عبر صفقة شاملة دعمتها أبوظبي من خلف الستارة، وتجاوبت معها مضطرة السلطة الوطنية الفلسطينية من دون أن يبرز أي دور لعمّان في السياق. الزعيم السياسي لحركة حماس خالد مشعل كان قد التقط مبكراً ما هو جوهري في هذه المسألة، عندما وضع قصداً في تصريح شهير له حركة حماس بين يدي وأحضان الأردنيين، لكن المؤسسة الأردنية تجاهلت هذا النداء من مشعل، بسبب وقوفها على محطة التصور الذي يعتبر حركة حماس بالمجمل وكل نشاطها بين الملفات الأمنية وليس السياسية. بطريقة غريبة نجح المصريون في تبديل الملف، بعد أن كانوا يعتبرون ما يجري في القطاع مسألة تختص في الأمن القومي المصري. وبعد التشدد المصري الكبير الذي أعقب فترة الرئيس محمد مرسي حصل انفتاح أكبر بين المخابرات المصرية والحلقة الأساسية المقربة من إيران في حركة حماس. نتيجة ذلك كانت مظاهر الانفتاح بإنهاء الانقسام والمصالحة في القطاع. ونتيجة ذلك تبادل الرئيس عبد الفتاح السيسي الضحكات والابتسامات مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في نيويورك وعلى أساس معادلة بسيطة تقول بأن الجناح المتطرف والمتشدد في المعادلة الفلسطينية يجلس اليوم في حضن القاهرة. وبالمواصفات الدبلوماسية يمكن ببساطة القول بأن القاهرة تتعامل مع ملف القطاع وحركة حماس باعتباره ورقة إقليمية فيما يرى مراقبون بأن تقديم الحركة لتنازلات لمصلحة مصر تنميط مبرمج لخريطة وبوصلة الوضع الإقليمي بعد المستجدات الأخيرة وعلى أساس قراءة واقعية للإقليم اليوم. وهو تعبير استعمله الزعيم الأبرز لحماس في قطاع غزة اليوم يحيي السنوار عندما أبلغ ضباط الأمن المصريين بأن لديه شخصياً التفويض الكامل والقطعي والصارم من أجنحة حماس العسكرية بتثبيت ملف المصالحة والتنسيق مع مصر. على نحو أو آخر استفاد الطرفان في حماس ومصر من مستجدات المشهد ونجحت حماس أو في طرقها للنجاح لإنتاج تصور ينتهي بإخلاء المسؤولية في القطاع لمصلحة سلطة رام الله، الأمر الذي يتيح لها استراحة ووقفة مع الذات بعد مستجدات الإقليم بما فيها الملف السوري والروسي والدور التركي وأزمة الخليج. تفاهمات حماس مع المخابرات المصرية تمت أيضاً بغطاء تركي أو عدم اعتراض من تركيا، بدليل أن القيادي المطلوب بقوة للإسرائيليين صالح العاروري حضر جانباً مهماً من تنسيقات القاهرة، بعد ضمانات أمنية قدمها المصريون.. كذلك الأمر بالنسبة للقيادي الحمساوي المطلوب لإسرائيل الذي يقيم اليوم في القاهرة بصفة شبه دائمة روحي مشتهى. هؤلاء جميعا وغيرهم من قادة حماس امتنعت عمّان عن الترحيب بهم طوال سنوات. المهم أردنيا في الموضوع أن عمّان ليست طرفاً في هذه التفصيلات وأنها بدأت تشعر بالضيق المنتج عن تجاهلها في هذا السياق وهو ما دفع شخصية من وزن مشعل مثلاً للتذكير مؤخراً بأن سياسات الأردن تجاه حركة حماس القائمة على القطيعة التامة، لم تكن مبررة في الوقت الذي يقول فيه اليوم بعض الأردنيين إن تلك السياسات لم تكن «حكيمة» أيضًا. الأردن «خارج التغطية» في ملف المصالحة والانقسام الفلسطيني والمخابرات المصرية «تحجب» المعلومات بسام البدارين |
أمريكي أبيض يرتكب مجزرة جماعية… قتل 58 شخصا وجرح أكثر من 500 ثم انتحر Posted: 02 Oct 2017 02:30 PM PDT لوس أنجليس ـ «القدس العربي»: قتل مسلح خمسين شخصا على الاقل في لاس فيغاس حين فتح النار على حشد متجمع لحضور حفل موسيقي في الهواء الطلق، في عملية تبناها تنظيم الدولة الإسلامية وتعتبر الاسوأ من نوعها منذ عقود في الولايات المتحدة. وقال مسؤول شرطة لاس فيغاس جو لومباردو للصحافة إن مطلق النار وهو من سكان لاس فيغاس ويدعى ستيفن بادوك عثر عليه ميتا عندما وصل فريق قوات الامن إلى الطابق الـ23 من فندق ماندالاي باي، حيث كان متمركزا. وتحدث للصحافيين قائلا «نعتقد أنه انتحر قبل وصولنا» إلى الغرفة. وتم العثور على عشر بنادق مع مطلق النار. وتجمع آلاف الأشخاص مساء الأحد في ساحة واسعة في عاصمة الترفيه والعاب القمار في الولايات المتحدة لحضور حفل للمغني جايسون ألدين خلال مهرجان شهير لموسيقى الكانتري. وتمركز مطلق النار في الطابق الثاني والثلاثين من فندق وكازينو «ماندالاي باي» المطل على الساحة وارتكب المجزرة من نافذة غرفته. وطوقت الشرطة الفندق ومشارفه لضرورات التحقيق، على ما أعلنت إدارته. وكتب فندق ماندالاي باي في حسابه على تويتر «نرفع أفكارنا وصلواتنا إلى الذين كانوا ضحية الأحداث المفجعة الليلة الماضية». وأظهرت مشاهد صورت من محيط الفندق حشدا يحضر حفلا موسيقيا في ما يندلع دوي يشبه رشقات رشاشة. وتسبب إطلاق النار بتدافع كبير وسط حال من الذعر، فهرع بعض المشاهدين للفرار فيما تمدد آخرون أرضا للاحتماء من الرصاص. وفي الصور التي التقطت خلال الحفل، يمكن رؤية العديد من الجرحى ممدين أرضا أمام المسرح وأطرافهم تنزف، فيما يقوم آخرون بمواساة بعضهم. وقالت الشاهدة مونيك ديكيرف لشبكة «سي أن أن» التلفزيونية «بدأنا نسمع أصوات زجاج يتحطم، نظرنا حولنا لمعرفة ما يحصل. بعد دقائق سمعنا دوي مفرقعات واعتقدنا انها العاب نارية ثم ادركنا انها ليست كذلك وانها كانت طلقات نارية». وأضافت «اعتقدنا لوهلة أن الأمور تسير جيدا بعدما توقفت النيران، لكنها بدأت مجددا». وقالت شقيقتها راشيل التي كانت تحضر معها الحفل إن «النيران كانت تأتي من جهة اليمين، بالقرب منا تماما». وقال أحد الشهود ويدعى جو بيتز لوسائل الإعلام «كنا نمضي أمسية رائعة حين سمعنا ما يشبه مفرقعات. بالواقع كان اطلاق نار من سلاح رشاش، لكن صوته بدا وكأنه مفرقعات». وتبقى ظروف الحادث غامضة ودوافع مطلق النار مجهولة في الوقت الراهن. وأفاد مسؤول الشرطة أن مطلق النار يبلغ من العمر 64 عاما، فيما ذكرت شرطة ميسكيت أنه يقيم في هذه البلدة البالغ عدد سكانها حوالى 18 ألف نسمة والواقعة على مسافة نحو 120 كلم من لاس فيغاس في ولاية نيفادا. وقال لومباردو إن رفيقة ستيفن بادوك التي كانت تبحث عنها قوات الأمن حدد مكانها «في الخارج»، مضيفا «لقد تحدثنا معها ونعتقد أنها غير ضالعة» في العملية. وأعلن المغني جيسون ألدين في رسالة على إنستغرام أنه وأعضاء فرقته سالمون وقال «كانت الأمسية أكثر من مروعة» مهديا «أفكاره وصلواته» إلى كل الذين كانوا في حفله الموسيقي. تنظيم الدولة الإسلامية يتبنى وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية عملية اطلاق النار، معلناً أن منفذ الهجوم «اعتنق الإسلام» قبل أشهر عدة، وفق ما أوردت وكالة أعماق التابعة للتنظيم. تبنى تنظيم الدولة الإسلامية عملية اطلاق النار في لاس فيغاس التي اوقعت 50 قتيلاً على الأقل، معلناً ان منفذ الهجوم «اعتنق الإسلام» قبل اشهر عدة، وفق ما أوردت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم. وأفادت الوكالة في خبر عاجل تناقلته حسابات جهادية على تطبيق «تلغرام» بان «منفذ هجوم لاس فيغاس هو جندي للدولة الإسلامية» و«اعتنق الإسلام قبل عدة أشهر». وذكرت أنه نفذ العملية «استجابة لنداءات استهداف دول التحالف» الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم في سوريا والعراق المجاور. وسبق لتنظيم الدولة الإسلامية المسؤول عن هجمات دموية في أوروبا ودول أخرى، أن تبنى هجوماً نفذه مسلح داخل ملهى ليلي لمثليي الجنس في أورلاندو في حزيران/ يونيو 2016 وتسبب بمقتل 49 شخصاً على الأقل. ويأتي تبني التنظيم إطلاق النار بعد أربعة أيام على دعوة زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي في تسجيل صوتي منسوب اليه تداولته حسابات جهادية على الانترنت الخميس «جنود الخلافة» إلى تكثيف «الضربات» في كل مكان، والى استهداف «مراكز إعلام» الدول التي تحارب التنظيم. وأفاد مسؤولون أمريكيون بأن الوكالات الأمنية تحقق في إعلان الدولة الإسلامية المسؤولية عن الحادث. وقال مسؤولان كبيران في الإدارة الأمريكية إن اسم بادوك غير مدرج على أي من قوائم المشتبه بأنهم إرهابيون وإنه لا توجد أدلة تربطه بأي جماعة متشددة دولية. وأفاد أحد المسؤولين بأن هناك ما يدعو للاعتقاد بأن بادوك له تاريخ من المشكلات النفسية. وقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «أحر التعازي» للضحايا وعائلاتهم على تويتر بعدما «تم إبلاغه بالمأساة المروعة»، حسب ما أعلن البيت الأبيض. ووصف ما حصل بـ«الشر المطلق». وقال بعد أن أوضح بأنه سيتوجه إلى لاس فيغاس غدا الأربعاء، دون أن يذكر تبني تنظيم الدولة الإسلامية لإطلاق النار، «البارحة مساء فتح رجل النار على حشد كبير خلال حفلة غنائية في لاس فيغاس. وقد قتل بشكل وحشي أكثر من خمسين شخصا في عمل يمثل الشر المطلق». وأمر الرئيس الأمريكي، بتنكيس الأعلام الأمريكية فوق مؤسسات البلاد، بشكل نصفي، حداداً على ضحايا إطلاق النار في مدينة لاس فيغاس. وأثنى ترامب، في خطابه، على سرعة استجابة المسعفين والأجهزة الأمنية للحادث، مشيدا بشجاعتهم ومساعدتهم في إنقاذ أرواح الكثيرين. كما كشف عن نيته زيارة المدينة المنكوبة في ولاية نيفادا، للقاء المسعفين وقوات الأمن المحلية والعوائل والضحايا. أمريكي أبيض يرتكب مجزرة جماعية… قتل 58 شخصا وجرح أكثر من 500 ثم انتحر استهدف حفلا موسيقيا في لاس فيغاس يؤمه 22 ألف شخص… تنظيم «الدولة» يتبناه والشرطة تشكك وتصفه بـ«المريض النفسي» |
الشيخ الفلسطيني علي الحلو .. يحتفل بعيد ميلاده الـ 105 محاطا بمئتين من الأبناء والأحفاد Posted: 02 Oct 2017 02:30 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: احتفل الشيخ الفلسطيني علي إبراهيم الحلو(أبو حسين) من عرابة البطوف داخل أراضي 48 بعيد ميلاده الـ 105، محاطا بنحو مئتين من أبنائه وأحفاده. حينما بلغنا ساحة بيته المجاور لمنازل أولاده كان أبو حسين قد وصل للتو يقود مركبته الكهربائية عائدا من السوق وبحوزته كمية من الخضراوات والفواكه. فكانت هذه الدهشة الثانية وقد حاول تبديدها بالقول متسائلا لماذا لا أتحرك لماذا أبقى في البيت؟. وقبل ذلك أدهشنا بقوة عزمه وهو يصافح بقبضة يد قوية. هدمت إسرائيل بيت الشيخ الحلو وهو اسم على مسمى، ثلاث مرات منذ الخمسينيات لكنها لم تسرق ابتسامته وروح التفاؤل فيه، فظلت طاقته الإيجابية فوارة محتفظا بصحة ممتازة وذاكرة معقولة جدا. عمل أبو حسين طيلة عقود بناء محترفا للمنازل الفلسطينية المعروفة بـ «العقد» في صفد وحيفا والقدس. ويضيف أنه زار قرية سعسع المهجرة قضاء صفد قبل سنوات وأحزنه تحويل أحد المنازل الكبيرة التي بناها قبل نكبة 1948 لمنجرة يملكها مستوطن مهاجر جديد من الولايات المتحدة. ويقول إنه جمع الكثير من الأموال بفضل مهنته النادرة ومن ريعها اقتنى الكثير من الأراضي في عرابة البطوف التي وزعها لاحقا على أبنائه.وكانت مهنته هذه قد أتاحت له تعلم السياقة مبكرا في مدينة حيفا حتى كان أول سائق شاحنة في بلدته. روح الفكاهة أجمل ما في الشيخ المعمّر روحه الفكاهية فهي لا تشيخ بل تبدو نادرة وبعز شبابها، وربما ساهمت بإطالة عمره. وعن سر عمره المديد يقول: «أبوي وجدي وأبوه عمروا للمية سنة تقريبا لكن أنا بقول إنها هدأة البال لأن النكد عدو الإنسان، محبة الناس والتعامل معهم بقلب طيب فإن أحببتهم أحبوك، الصدق أهم صفة للإنسان، شمات الهواء في ربوع وطننا الجميل. الزوجة الصالحة التي تحب زوجها ولا تكون « نكدية وشرانية» تطيل عمره». ومع ذلك لا ينسى الشيخ الحلو هدم السلطات الإسرائيلية منزله ثلاث مرات، معتبرا أن هدم البيت لا يقل إيلاما عن وفاة الزوجة «لأنني بنيته بدم قلبي وعمرته بيدي حجرا فوق حجر وتخيل أنهم هدموه ثلاث مرات والحمد لله لم استسلم لهم». ومع أنه كتب في بطاقة هويته أنه من مواليد 1910-1913 يؤكد أن والدته كانت تقول إنه من مواليد 1912، كان يحدثنا عن طول العمر على مسامع أحبائه، وهنا تدخل أحد أبنائه قائلا إن والده يمارس الرياضة مرتين بالأسبوع مشيا على ماكنة المشي. فسألناه عن صحة ذلك فسارع أبو حسين للقول باللغة العامية ضاحكا: «لا ما ترد عليه… أنا اللي بعمل رياضة للماكنة.. وأمرنها كي لا تصدأ». عن زواجه مرتين وعما إذا كان لذلك علاقة بطول عمره أكد أنه عدل بين زوجتيه «بالقسطاس». لكن القلب يميل لهذه أو تلك سئل، فقال وابتسامته ملء وجهه: «ما تورطنا يا زلمة بناتي وحفيداتي من الاثنتين هنا معنا فلا تشعل حربا أهلية». وتابع «على كل عرفت كيف أريح بالي ففي اليوم الأول من زواجي بالثانية جمعت الزوجتين وطلبت منهما العيش بسلام وإلا تزوجت الثالثة». أبو حسين الذي تعاطى التدخين 50 عاما طلّق السيجارة لكنه لم يبرح قراءة الكتب والصحف، مؤكدا أنه يختم القرآن الكريم مرتين في الشهر وما زال على ذلك أحيانا من دون نظارة. وما زال الشيخ الذي قدم جد والده من مدينة الخضيرة قبل نحو القرنين لعرابة البطوف دفعته سيرة القراءة للتعبير عن حنينه لأيام المدرسة. لضيق الحال اضطره والده لمغادرة مدرسة البداية في قريته بعد إنهاء الصف الرابع رغم أنه تنافس على المرتبة الأولى في الصف مع زميله حسين ياسين. ويمضي مستذكرا لو بقيت بالمدرسة كان صرت أنا مديرها بعدين بدلا من المرحوم حسين ياسين فهو طالب نجيب لكني كنت أتجاوزه في عدة مواضيع، بل كان المعلم يطلب مني تعليم بقية بعض التلاميذ أحيانا وكان الأستاذ شوكت دلال من مدينة عكا يشهد على ذلك لو أنه على قيد الحياة. على كل فقد استكملت تعليمي على حسابي من خلال تجاربي مع الحياة». أبو حسين الذي لا يشاهد التلفزيون الا «مرة في السنة» يتابع أخبار الدنيا من خلال جهاز الراديو ويستقي أنباء بلدته من نادي الشباب الذي يزوره كل يوم في الصباح، لافتا إلى أنه ينام عند المساء ويستيقظ قبيل الفجر بساعتين فيقرأ حتى تحين صلاة الفجر فيؤديها وينام. أشهى الطعام ويوضح أنه مقل في تناول اللحوم لكنه يتعاطى كل أنواع الغذاء ويعتبر «المجدرة» أهم وأشهى الطعام ومن بعدها العسل والسمن في الفطور في المرتبة الثانية. ألا تخاف الموت سألنا الشيخ الحلو، فقال جازما: «لا لكنني لا أحبه وإذا صمم يزورنا فأهلا وسهلا .. ولا حول ولا قوة فهو حق. أنا أحب الحياة وحريص على إتمام واجباتي الدينية ولا أتنازل عن شمة الهوا». ولا يكتفي بالتجوال في البلاد فقد سبق وزار مصر والأردن وتركيا وأدى فريضة الحج في السعودية. وهل أعجبتك تركيا؟، «طبعا كيف لا وهي بتعجب الباشا». وكيف نهنئك بعيد ميلادك؟.. هل نقول للمئة والعشرين يكفيك؟. فقال بلغته العامية متوددا: «الله يبارك بعمرك بس بحبحهن شوي يا أخي». يوقد الشمعة أبو حسين يؤكد أنه لا يشعر بالغربة أبدا ويجاري تحولات الحياة، ولا يرى أن الناس قد تغيرت للأسوأ فـ «الناس أجناس» منذ الأزل ومنهم الصادق ومنهم الكاذب ومنهم الشهم ومنهم الجبان. يغرف من بحر ذاكرته الكثير، وحدثنا عن مشاركته بالثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936وشارك مع الثوار في منطقة طبريا وهو في فتوته. ويقول إن مختار عرابة وقتها أحمد سليم زجره عدة مرات لتسليم بندقية كانت بحوزته والعودة لبلدته لصغر سنه، لكنه ما لبث أن عدل عن موقفه حينما استشعر تصميم الفتى على مشاركة الثوار. لم يقطع حبل الحديث مع الشيخ الحلو سوى بدء مراسم الاحتفالية بميلاده وشروعه بتقسيم كعكة كتب عليها «خمس سنوات»، و أصر أن يقدم لنا شريحة منها بيده. وعن ذلك قال ضاحكا والشموع تضيء وجهه الذي يكاد يخلو من تجاعيد الأيام والشيخوخة: «اليوم أنهينا خمس سنوات في القرن الثاني وبقي لنا 95 عاما من القرن الثاني والحمد لله». وقبل مغادرتنا هم أبو حسين واستل حقيبته ليدفع لنا أجرتنا وهو يقول بلهجته الريفية «ما بحب أكون في محل انتقاد.. أنتو اشتغلتوا وقمتو بدوركو.. والصحافي المنيح هو معلم شعب وأنا لازم اقوم بواجبي». الشيخ الفلسطيني علي الحلو .. يحتفل بعيد ميلاده الـ 105 محاطا بمئتين من الأبناء والأحفاد ما زال يقود مركبته ويقرأ بلا نظارة وروحه الفكاهية بـ «عز الشباب» |
أهالي السويداء يأسرون أكبر شخصية متنفذة ومقربة من رامي مخلوف في السويداء بسبب اختطافه فتاة قاصراً Posted: 02 Oct 2017 02:29 PM PDT دمشق – «القدس العربي» : أسرت مجموعة مسلحة من اهالي مدينة السويداء، مساء أمس، قائد قوات جمعية البستان أنور كريدي الممولة من قبل رامي مخلوف ابن خال رئيس النظام السوري بشار الاسد، وذلك عقب اشتباكات مسلحة دامت لساعات وانتهت بأسر «كريدي» مع احد مرافقيه، على خلفية اتهام «انور كريدي» بالضلوع في عملية اختطاف القاصر «كاترين مزهر» المختفية منذ حوالي الشهرين. وقال مصدر مقرب من آل مزهر في اتصال مع «القدس العربي» ان عائلة الفتاة «كاترين»/17 عاماً/، تمكنت بمساعدة اهلية من مدينة السويداء وعقب ترقب وترصد، من أسر «الشبيح انور كريدي» وهو صهر اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني، وشخصية متنفذة بالسويداء وعلى علاقة مباشرة مع رامي مخلوف، وذلك بعد تأكد ذوي الفتاة المختطفة من تورط «كريدي» ورئيس فرع الأمن العسكري «وفيق ناصر» باختطاف الفتاة حسب المصدر. فيما أكد الناشط الإعلامي طارق الخطيب مسؤول شبكة أخبار السويداء 24 ان «انور كريدي» قائد ميليشيات رامي مخلوف» تم أسره مع احد مرافقيه، من المنزل الذي استولى عليه قبل سنوات، حيث تعود مليكة المنزل للاعلامي فيصل القاسم وأتى ذلك بعد ان نشر الخاطفون تسجيلاً صوتياً لمكالمة هاتفية تمت بين «كاترين» وذويها، حيث أخبرت الفتاة المختطفة منذ 60 يوماً، ولأول مرة، اهلها أنها بخير وقد تزوجت، في حين أشعرها والدها بإلمامه بالضغط الذي تتعرض له، واستدرجها عمها خلال المحادثة في سبيل معرفة المكان الذي تتواجد فيه، بعد ان أكدت انها في دمشق، داعياً «زوجها» الى الصلح، فيما انهارت الفتاة بعد سماع صوت والدتها وقطع الاتصال بعد بكاء «كاترين» بصوت مرتفع. وحاول والد الفتاة خلال الاتصال الهاتفي، اخبار ابنته أنه قتل ثلاثة أشخاص، تورطوا في عملية اختطافها، إلا ان «كاترين» بدت مغيبة عن الواقع والأحداث المشتعلة في مدينتها عقب اختفائها، مما أجج الموقف، وألهب «آل مزهر» للتحرك بسرعة وأسر المسؤول الثاني بعد رئيس فرع الأمن العسكري «وفيق ناصر» عن اختطاف الفتاة القاصر ومعرفة مصيرها. ورأى الناشط الإعلامي أن الفتاة تتعرض لضغوط من قبل خاطفيها، حيث تحدثت بما يملي عليها الخاطفون، دون الاجابة عن اسألة والدها، وسرعان ما انهارت أمام صوت والدتها مما دعا الجهة الخاطفة الى انهاء المكالمة. ونشر والد «كاترين مزهر» على صفحته الشخصية شريطا مصورا، اكد خلاله، تورط وفيق ناصر بعملية اختطاف ابنته، وأسر «انور كريدي»، وشرح هيثم مزهر، عن خطة مسبقة، طمأن خلالها «كريدي» بعد ان زاره في مكتبه قبل أيام، في محاولة من والد كاترين لتبديد مخاوف «كريدي» ليضمن بقاءه في السويداء وعدم هروبه الى اي مكان آخر، ريثما يحضر «آل مزهر» مجموعاتهم المسلحة لالقاء القبض على «انور كريدي»، وكتب والد الفتاة « انا هيثم مزهر والد (كاترين) اصرح بخصوص مقطع الفيديو الذي تم تسريبه من مكتب انور كريدي أني أبرئ انور كريدي وجماعة الأمن العسكري، فهذه كانت خدعة لكي اعطي انور كريدي الأمان لتحين ساعه الصفر». وكانت عائلة الفتاة «كاترين» اعدمت منتصف الشهر الفائت ثلاثة مسلحين من ميليشيات «رامي مخلوف» بعد ان اختطفتهم وهم «هشام موفق ابو دقة، ووسام احمد ابو حمدان، واحسان نصرا» حيث اعترفوا حسب شريط مصور نشرته عائلة «مزهر» عبر حساباتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، أنهم اختطفوا الفتاة القاصر وفق خطة مبيتة، وسلموها لقائد ميليشيا جمعية البستان في السويداء انور كريدي. حيث وظف «كريدي» ميليشياته لاختطاف «كاترين» بالتعاون مع مسلحين من امن الدولة، ومسؤولين من فرع الأمن العسكري الذي يترأسه العقيد «وفيق ناصر» رئيس فرع الأمن العسكري. وقال مصدر مقرب من عائلة كاترين في اتصال مع «القدس العربي» ان عائلة «مزهر» قد اختطفت المتهمين واصدرت بيانات عدة قالت فيها ان المتهمين الثلاثة اعترفوا باختطاف الفتاة بالاشتراك مع مسؤولين من فرع الأمن العسكري وأمن الدولة وجمعية البستان، وبعد ذلك تدخل عدد من وجهاء ومشايخ المحافظة واستمعوا لاعترافات المتهمين. وكان الشبيح «وسام احمد (سليم) ابو حمدان» قام باستدراج القاصر «كاترين هيسم مزهر» وبالاشتراك مع «هشام موفق ابو دقة» إلى مستودع ادوية ومستلزمات طبية في ساحة مية التربة العائد ملكيته للدكتورة الصيدلانية «نغم عادل سراي الدين» التي تربطها علاقة امنية وثيقة مع المخابرات العسكرية في محافظة السويداء، بهدف بيعها لـ «احسان نصر» من أهالي قرية رساس، الذي سلم الفتاة بدوره لـ «انور كريدي». أهالي السويداء يأسرون أكبر شخصية متنفذة ومقربة من رامي مخلوف في السويداء بسبب اختطافه فتاة قاصراً هبة محمد |
بغداد تصرّ على رفض نتائج الاستفتاء كشرط للحوار… وبارزاني في كركوك Posted: 02 Oct 2017 02:29 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: لا تزال الحكومة الاتحادية في بغداد «تصرّ» على «إلغاء» نتائج استفتاء إقليم كردستان العراق، الذي جرى في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، كـ»شرط» أساس للحوار بين الطرفين. ودعا سعد الحديثي، المتحدث الرسمي باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في بيان، الإقليم إلى «تأكيد التزامه بالدستور وقرارات المحكمة الاتحادية». كما أكد على ضرورة قيام الإقليم بـ»إلغاء» نتائج الاستفتاء، الذي وصفه بأنه «مخالف للدستور»، قبل «الدخول في حوار جاد لتعزيز وحدة العراق». ودعا الإقليم إلى «إيقاف التصعيد والاستفزاز في المناطق المتجاوز عليها» من قبل إقليم كردستان العراق، في إشارة إلى المناطق المتنازع عليها. الموقف الرسمي للحكومة العراقية، جاء بالتزامن مع إعلان القيادات السياسية في إقليم كردستان استعدادهم «لحوار مباشر» مع بغداد، «بناءً على مبادرة المرجع الديني علي السيستاني». وقالت القيادة في بيان، تناقلته عدد من وسائل الإعلام المحلية، أمس الاثنين، «نحن ممثلي أكثرية الأحزاب الكردستانية، والمتمثلة في (القیادة السیاسیة لكردستان العراق)، نعرب عن ترحيبنا لدعوة سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني (…) المبادرة خطوة مهمة لحفظ المبادئ من منطلقها في حماية السلم والأمن الاجتماعي ونبذ العنف والتهديد»، مشيرة إلى إن «دعوة المرجع الأعلى بالعودة إلى الحوار تتطابق تماما مع ما ذهبنا إليه، وهو أن الحوار السبيل الوحيد لحل القضايا والمسائل العالقة بين بغداد وأربيل». ووصفت القيادات السياسية في الإقليم «الحوار المستمر» بأنه «آلية أساسية لصنع التآخي والتفاعل الإيجابي والوصول إلى النتائج المشتركة، كما أنه يؤدي إلى إزالة الكراهية والحقد والعنصرية والتي هي من إفرازات الوضع التشنجي في الواقع السياسي والاجتماعي المعاش في العراق»، مبدية استعدادها لـ»المباشرة بإجراء مفاوضات جادة مع الحكومة العراقية». وأعلن أمس الأول الأحد، عن تشكيل «القيادة السياسية لكردستان العراق» بعد حل «المجلس الأعلى للاستفتاء»، وتضم القيادة عدة أحزاب كردستانية أبرزها (الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، والاتحاد الإسلامي الكردستاني). إصرار على إقالة معصوم في الأثناء، يصرّ عدد من أعضاء مجلس النواب على إقالة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، بسبب ما وصفوه «غموض» موقفه تجاه استفتاء إقليم كردستان. وكشف النائب عن ائتلاف دولة القانون، المنضوية في التحالف الوطني، فريد الإبراهيمي، لـ«القدس العربي»، عن «مناقشات تجري تحت قبة البرلمان بشأن الوضع القانوني لرئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم، الذي من واجباته الحفاظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً، ودستور العراق، بصفته حامياً للدستور». وأضاف: «جميع المواقف التي اتخذها معصوم بشأن الاستفتاء لم تكن حاسمة». ومن بين أبرز الأسباب التي قد تدفع أعضاء مجلس النواب إلى التفكير في إقالة معصوم وسحب الثقة عنه، هي «حنثه باليمين الدستورية»، إضافة إلى «عدم القناعة بأدائه»، على حدّ قول المصدر. في حين، كشفت مصادر برلمانية أخرى، عن اعتزام مجلس النواب «استضافة» معصوم، لسؤاله بشأن «الخرق الدستوري» الذي حصل في عملية استفتاء إقليم كردستان. وقال النائب عن التحالف الوطني هلال السهلاني، في بيان، إن «نواباً جمعوا تواقيع في الأسبوع الماضي لإقالة رئيس الجمهورية»، إضافة إلى «مخاطبة القضاء، وفقاً للمادة 61 من الدستور، بدعوى الحنث باليمين، لكن اختلفت الآراء بين النواب». وأضاف أن «هناك من يعتقد بعدم الحاجة لإقالة معصوم، لأنه لم يشارك في الاستفتاء، بخلاف من ذهب وشارك في الاستفتاء الذين تسري عليهم الإجراءات العقابية والقرارات التي صوت عليها مجلس النواب»، في حين يذهب رأي نيابي آخر «وهم الأغلبية» بأن رئيس الجمهورية «لم يحرك ساكنا إزاء الأزمة، وكان تعاطيه مع الخرق الدستوري مخيبا للآمال». ومن المقرر أن يستضيف البرلمان، رئيس الجمهورية للاستماع منه بشكل مباشر، عن «رأيه وتبريره للخرق الدستوري في استفتاء كردستان، وهل إن تعاطيه مع الأزمة يتوافق مع سياق بنود الدستور أم عدمه»، حسب المصدر. وتابع: «هناك كتل وأطراف سياسية اختلفت بشأن طرح التصويت على الإقالة»، عازياً سبب ذلك إلى «اعتراضها على ترشيح البديل لرئيس الجمهورية، وليس على مشروع الاستفتاء الذي رفضته الحكومة والبرلمان معا».
وأورد الدستور العراقي صلاحية واحدة لمجلس النواب على رئيس الجمهورية في موضوع الإقالة، حسب المادة (61/ سادساً/ ب)، التي نصت على انه لمجلس النواب اعفاء رئيس الجمهورية بالأغلبية المطلقة لعدد اعضاء البرلمان، بعد ادانته من المحكمة الاتحادية، عن الحنث في اليمين الدستورية، أو انتهاك الدستور أو الخيانة العظمى. ومن المقرر أن تشهد جلسة مجلس النواب، اليوم الثلاثاء، إنهاء مقاطعة النواب الأكراد وعودة حضورهم لجلسات مجلس النواب. لكن ذلك قد يصدم بمطالبة ائتلاف دولة القانون- بزعامة نوري المالكي، بجعل عودة النواب الكرد مشروطة بـ«استنكار علني» لاستفتاء إقليم كردستان، وترديد القسم بالمحافظة على وحدة العراق. وقالت النائبة عواطف نعمة، في بيان، إن ما وصفته «مهزلة الاستفتاء» التي استنكرها المجتمع الدولي باستثناء الكيان الصهيوني، «أثبتت مدى خطورة النزعة الانفصالية لدى سلطة إقليم كردستان، والتي لا تضر فقط بوحدة العراق بل تتسبب بزعزعة أمن واستقرار المنطقة». وأضافت إن «أي اتفاق يتضمن عودة النواب الكرد إلى مجلس النواب العراقي يجب أن يكون مشروطاً بإثباتهم انتمائهم إلى العراق الموحد بدلاً من اعتماد سياسة (قدم هنا وقدم هناك)». وفقاً للبيان. في الموازاة، أعلن مصدر عسكري عراقي أنّ رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، زار مدينة كركوك على رأس وفد سياسي، في زيارة هي الثانية له في أقل من شهر. وقال كامران محمود، النقيب في قوات البيشمركه (حرس إقليم الشمال)، إنّ «بارزاني وصل على رأس وفد من الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه. وتابع أنّ «بارزاني والوفد السياسي توجها إلى مقر المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، أحد الحزبين الرئيسيين في شمال العراق مع حزب بارزاني، والذي يترأسه الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، لعقد اجتماع مشترك، وبحث وضع محافظة كركوك عقب الاستفتاء». الإقليم «مفعم بالديون».. والحركة التجارية مع بغداد تعود في تطور لاحق، وصفت دراسة دولية أصدرها منتدى «فكرة»، التابع لمعهد واشنطن لدراسة سياسات الشرق الأدنى، استفتاء كردستان بأنه «لعبة أخرى» لإطالة وتكريس سلطة بارزاني الشخصية والعائلية، محذرة من أن الأخير يقود الإقليم «المفعم بالديون» والأزمات والصراعات نحو مصير لن يختلف عن دولة جنوب السودان التي تعصف بها المجاعة والحرب الأهلية. وأضافت الدراسة المنشورة باللغتين العربية والإنكليزية، أمس الاثنين، إن لغة السياسة الشعبوية التي تتحدث عن استحالة العيش المشترك في العراق، تأتي في الوقت الذي يبدو فيه العيش المشترك، حتى في أدنى مستوياته السياسية غير موجود في إقليم كُردستان وذلك بسبب الاستفراد وسوء الاستخدام «المخيف» للسلطة والثروة. وطبقاً للدراسة، فإن «الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تواجه الإقليم حيث تصل الديون المترتبة على حكومته المحلية إلى 30 مليار دولار بسبب سياسة الحكومة النفطية الخاطئة وغير الشفافة، هي عامل آخر من عوامل عدم الثقة بجدوى الاستفتاء والوعود القومية الهشة». واعتبرت أن «الطريق الذي يقود بارزاني إقليم كردستان نحوه والمفعم بالديون والأزمات الاقتصادية المستفحلة والصراعات السياسية الداخلية، لن يختلف عن مصير دولة جنوب السودان التي تعصف بها المجاعة والحرب الأهلية. ويأتي التقرير، في وقت أعلنت اللجنة المالية في برلمان إقليم كردستان، عن التوصل لصيغة اتفاق قالت انه جيدة لحل مسألة تأخير صرف رواتب موظفي الإقليم. واجتمع، أمس الاثنين، أعضاء من حكومة إقليم كردستان مع لجان في برلمان الإقليم، لمناقشة قضية تأخير دفع رواتب الموظفين. وعقب الاجتماع قال عضو اللجنة المالية عمر كوجر، في حديث للصحافيين، «مستمرون في الاجتماعات مع الحكومة بشأن حل مشكلة تأخير الرواتب»، مضيفاً إن «اللجان المعنية والحكومة قد توصلت إلى اتفاقات جيدة لحل مشكلة تأخير دفع الرواتب (…) الجلسة المقبلة سيتم فيها طرح الحلول على البرلمان». وفرضت الحكومة الاتحادية في بغداد، مؤخراً، «إجراءات صارمة» على إقليم كردستان، من بينها تسليم المنافذ الحدودية بين الإقليم وتركيا وإيران وسوريا إلى السلطات الاتحادية. وبعد مضي خمسة أيام على توقف الحركة التجارية بين الإقليم والعاصمة بغداد، أعلن رئيس غرفة التجارة والصناعة في السليمانية سيراون محمد، أمس الاثنين، استئناف الحركة التجارية بين الجانبين. وقال محمد في بيان، إن «استئناف الحركة التجارية جاء بعد جهود كل من غرفة تجارة وصناعة السليمانية مع نظيرتها العراقية»، مشيراً إلى إنه «ابتداء من اليوم (أمس) وصلت مئات الشاحنات من مدن جنوب ووسط العراق إلى السليمانية من اجل التجارة ونقل المواد الإنشائية والغذائية». وطمأن رئيس غرفة تجارة وصناعة السليمانية المواطنين والتجار إنهم سيستمرون في محاولاتهم من أجل «إعادة الحركة التجارية مع العراق إلى طبيعتها». تسهيلات للعالقين في الإقليم وفي خطوة تأتي انسجاماً مع ما نشرته «القدس العربي» في عددها السابق، بشأن وجود عددٍ من الأجانب «عالقين» في إقليم كردستان العراق، على خلفية قرار تعليق الطيران في مطاري أربيل والسليمانية، أعلن وزير الداخلية العراقي قاسم الاعرجي، السماح للأجانب العالقين في إقليم كردستان من الذين دخلوا البلاد دون الحصول على تأشيرة الحكومة الاتحادية، بالسفر من مطار بغداد من دون مساءلة قانونية. وقال الوزير العراقي، ردا على مناشدات بهذا الشأن، «من يرغب بالحصول على سمة دخول فأنا حاضر، ومن يريد أن يسافر من بغداد يسافر من دون أي غرامة او تأشيرة». فيما أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن، إن الوزارة «ستعمل على تسهيل إصدار تأشيرات للصحافيين الأجانب، تنفيذا لمبادرة الوزير بدعم العمل الإعلامي». وفقاً للمصدر. ويحتاج إصدار موافقة للحصول على تأشيرة دخول للصحافيين الأجانب أكثر من شهر، وتمر بإجراءات روتينية طويلة. في حين، تمنح حكومة الإقليم تسهيلات أكبر بكثير من حكومة بغداد في الحصول على التأشيرة لدى دخول الإقليم، ويتمكن معظم الأجانب الحصول عليها لدى وصولهم إلى المطار. لكن هؤلاء المسافرين لا يمكنهم دخول مناطق نفوذ الحكومة الاتحادية، وتعتبر تأشيرتهم غير صالحة للتجول في المناطق خارج الإقليم الذي يحظى بحكم ذاتي. بغداد تصرّ على رفض نتائج الاستفتاء كشرط للحوار… وبارزاني في كركوك نواب من كتلة المالكي يسعون لإقالة معصوم… وتسهيلات للعالقين في الإقليم مشرق ريسان |
هل ستدخل القوات التركية إلى إدلب؟ Posted: 02 Oct 2017 02:29 PM PDT حلب – «القدس العربي» : توحي الحشود العسكرية التركية التي تتواصل بشكل يومي إلى الطرف المقابل لإدلب السورية بأنها تنتظر ساعة الصفر، خاصة في ظل التقارب التركي الروسي الذي شهد مؤخراً تفاهماً كبيراً في محادثات أستانة واتفاق مناطق خفض التوتر، فالسؤال المطروح اليوم هل باتت هذه العملية مسألة وقت لا أكثر؟ أسامة بشير رئيس المكتب السياسي لجيش سوريا الوطني يعتقد بأن الهدف الأساسي لتركيا الدخول إلى إدلب، خاصة في ظل التوافق الروسي التركي في هذا الشأن، حيث تعتبر إدلب بالنسبة لتركيا عمقاً استراتيجياً بما يخص الإنفصاليين الاكراد، والذي هو ضمان لأمنها القومي من قيام كيان كردي. ويضيف لـ«القدس العربي»، أن تركيا تهيئ لدخول إدلب، لكنها لا تريد الاصطدام مع هيئة تحرير الشام المنقسمة بين معارض لدخولها ويهدد بقتالها وآخر يوافق على دخولها. حيث رجح أن تدخل تركيا إلى مواقع محددة في إدلب، ويكون لها قوات كمراقبة فقط وبقوة محددة. واستبعد بشير في الوقت ذاته أن تذهب تركيا باتجاه عملية عسكرية ضخمة في ادلب بكاملها، حيث يعتقد بأنها ستكتفي بمواقع ونقاط استراتيجة تنشر قوات لها، كنقاط مراقبة واستخدام القوة ضد الإنفصاليين في حال استدعى الأمر ذلك وفق رؤيته. ويرى السياسي السوري طلال الجاسم، أن الوضع في إدلب مرشح لاحتمالات عدة، منها دخول تركيا وبدعم روسي – أمريكي بعملية مشابهة لدرع الفرات، أو أن تقوم «قسد» بالمهمة وبدعم من الامريكان، مما سيشكل تهديداً أساسياً لتركيا، أو تقوم قوات النظام وداعميها بهذه المهمة. و هو يعتقد أن إدلب السورية في كل الأحوال ستواجه اياماً صعبة خاصة مع الكثافة السكانية العالية وتراجع الدعم الخليجي بسبب الأزمة الخليجية. ورأى الجاسم، أن الحكومة التركية باتت مضطرة للتدخل بالرغم من مخاطر هذا التدخل بسبب جبهة تحرير الشام وحلفائها الذين سيقاتلون بشراسة، حيث من الممكن أن يقوموا بعمليات داخل العمق التركي، بينما فصائل الحر ليس لديها خيار سوى دعم التدخل التركي. ولفت إلى أنه في حال نجحت تركيا في الدخول إلى إدلب فستكون سوريا تحولت تماماً لمناطق نفوذ دولية وسيتم تحديد مصيرها بتوافقات دولية بعيداً عن رغبات السوريين وآمالهم. أما الصحافي السوري المختص في الشأن التركي عبو الحسو فيقول لـ«القدس العربي»، إن تركيا ستدخل إلى ادلب مضطرة لسببين رئيسين: الأول لمنع تمدد قوات سوريا الديمقراطية باتجاه ادلب وصولاً للبحر وتشكيل ممر كردي ارهابي كما يسميه الأتراك للربط بين كانتونات منطقة الجزيرة وعفرين. ويضيف أن السبب الثاني في حال حدوث ذلك وسيطرت روسيا والنظام على ادلب سيتدفق على الأقل مليون لاجئ باتجاه تركيا، لكن الأتراك لديهم تخوف أكبر من دخول مستنقع ادلب والغوص فيه ودفع أثمان باهظة بشرية ومادية لقاء ذلك. ولفت الحسو إلى أن تركيا تحاول خلق الظروف المواتية أمام طريق التفاهمات الدولية وضمان الروس والايرانيين على الأقل بعدم غدرهم لها، وإضعاف هيئة تحرير الشام قدر الامكان وتجنب المواجهة العسكرية المباشرة معها لذا ستدفع على الأغلب فصائل الجيش الحر وأحرار الشام كرأس حربة لهذا التدخل. مطلب شعبي ويرى رئيس تحرير مجلة الجامعة مضر حماد الأسعد أن دخول تركيا إلى ادلب وريف حلب وعفرين ومنبج وتل أبيض وصولاً إلى محافظة الحسكة هو مطلب شعبي كبير من أجل وقف الاعتداءات على الأهالي وكذلك وقف الإجراءات التعسفية والأعمال السلبية التي يتم فرضها على الشعب السوري من الفصائل العسكرية التي يمتلك كل واحد منها نظاماً خاصاً به ويتم فرضه على الأهالي. وأضاف، أن الدخول إلى إدلب سيوقف أيضاً قصف الطيران الروسي أو التحالف الدولي والنظام السوري وطرد العصابات المسلحة الإرهابية التي تعمل على اضطهاد الأهالي من حيث الرشاوى أو الاتاوات أو التجنيد الإجباري والقسري ومنع مصادرة الأراضي والمنازل وإعادة ترميم البنية التحتية من المشافي والجسور والافران والمطاحن ومحطات توليد الكهرباء وتصفية المياة والمدارس والجامعات. وحسب الأسعد فإن الأمور التي وصفها بالجيدة في جرابلس والباب جعلت أهالي ادلب وريف حلب وعفرين ومنبج وتل أبيض يحبذون التدخل التركي بمساعدة الجيش الحر الذي ينظر إلى كل الشعب السوري بعين واحدة وكذلك التدخل التركي مع الجيش الحر سيمنع إقامة الكانتونات والإمارات وأحلام الفدراليات والتقسيم على حد تعبيره. هل ستدخل القوات التركية إلى إدلب؟ لا تريد الاصطدام مع «هيئة تحرير الشام» وقد تكون قوة مراقبة فقط من عبد الرزاق النبهان |
انتهاكات طالت طلاب «الإيغور» في مصر: اعتقال تعسفي واختفاء قسري ومنع من السفر Posted: 02 Oct 2017 02:28 PM PDT القاهرة ـ « القدس العربي»: أصدرت المفوضية المصرية للحقوق والحريات ومؤسسة حرية الفكر والتعبير تقريراً حول أزمة الإيغور في مصر بعنوان «غير مُرحب بهم»، تناول أزمة الإيغور بعد الهجمة الأمنية التي شنتها عليهم السلطات المصرية بداية من شهر يوليو / تموز الماضي. ووفقًا للشهادات التي حصلت عليها المؤسستان، فإن عدد الإيغور الذين ألقي القبض عليهم يتراوح بين 90 و120 شخصًا، إضافة إلى آخرين أوقفتهم الشرطة في مطارات برج العرب والغردقة والقاهرة وميناء نويبع البحري أو في الطرق المؤدية إلى تلك الموانئ، إلى جانب انتشار أخبار تفيد بقيام السلطات المصرية بترحيل 12 إيغوريا قسراً إلى الصين. وسعى التقرير لرصد الانتهاكات التي تعرض لها الإيغور التي تمثلت في القبض التعسفي والاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي والاختفاء القسري والمنع من السفر، مع بحث الموقف القانوني للإيغور في مصر. كما تناول التقرير تأثير أزمة الطلاب الإيغور على بقية الطلاب الوافدين في جامعة الأزهر، خاصة مع قيام قوات الأمن المصرية باعتقال طلاب في الجامعة من دول طاجكستان وإندونيسيا والشيشان، وإصدار وزير الداخلية قرارات بإبعاد ستة طلاب من هذه الجنسيات وطالبة إندونيسية. شهادات حية رصدها التقرير، من وقائع بشأن حملة اعتقالات، جاء فيها أن «محمود محمد يعيش في مصر منذ 15 عاما، خرج من منزله بعد منتصف ليل الخميس 29 يونيو/ حزيران 2017 ليقضي ليلته عند أحد أصدقائه، وفوجىء بأن قوة من الشرطة داهمت منزله للبحث عنه». ينقل عنه التقرير: «في الواحدة والربع صباحا، دخلت قوات من الشرطة منزلي وسألت زوجتي وابني عني إلا أنهم رحلوا بعد تفتيش البيت تفتيشا روتينيا». ويتابع: «أرسلت أحد أصدقائي إلى منزلي وأحضر جواز سفري واضطررت للسفر إلى تركيا في اليوم نفسه». خالد وهو اسم مستعار، حالة أخرى، جاء للدراسة في مصر منذ 3 سنوات، يقول: «بدأت عمليات القبض يوم الاثنين 3 يوليو/ تموز وألقي القبض على حوالى 110 أشخاص، وكانت البداية في الحي السابع في منطقة مدينة نصر حيث ألقت الشرطة القبض على طلاب الإيغور من المحلات والمنازل، كما ألقت القبض على طلاب في مطارات القاهرة والغردقة وبرج العرب». لقد كان خالد على وشك الحصول على شهادة الثانوية الأزهرية قبل أن يضطر للهرب إلى الغردقة ومنها إلى تركيا، حيث تأكد انه سلك الطريق الصحيح، بعد أن عرف أن من حاول الخروج من مصر عن طريق المطارات ألقي القبض عليه. أما عبد الله نور الدين، فقد خرج من مصر ويعمل على مساعدة من لا يزالون فيها، عن طريق توفير تذاكر الطيران. ويبين أن الكثيرين تركوا منازلهم إثر الحملة الأمنية وفروا إلى محافظات أخرى مثل الإسكندرية والمنصورة. التقرير تناول أيضاً نموذجاً لتاريخ الانتهاكات التي قامت بها السلطات المصرية بحق طالبي اللجوء والأقليات. ففي يونيو/حزيران 2008 قامت السلطات المصرية بترحيل مئات من الإريتريين طالبي اللجوء قسرا لإريتريا، حيث تعرضوا للتعذيب والقتل داخل معسكرات للجيش الإريتري. ووجهت المؤسستان مجموعة من التوصيات لصانعي القرار للعمل على حل الأزمة، وطالبتا الحكومة المصرية بالكشف عن أماكن احتجاز وأعداد الأفراد المنتمين لطائفة الإيغور المحتجزين لديها والأسباب القانونية التي دفعتها للقبض عليهم واحتجازهم، والإفراج الفوري عن الأفراد المنتمين لطائفة الإيغور المحتجزين داخل السجون المصرية من دون أي سند قانوني، والسماح لمن وجهت لهم اتهامات بناًء على أسانيد قانونية بالتواصل مع ذويهم ومحاميهم، والكشف عن مدى صحة المعلومات المتعلقة بترحيل الحكومة المصرية لعدد من الإيغور إلى الصين، ووقف ملاحقة أفراد الإيغور الذين لم يتم القبض عليهم سواء الموجودين داخل مصر أو استطاعوا السفر للخارج خلال الهجمة الأمنية عليهم وذلك حتى يتسنى لهم العودة لدراستهم بالأزهر مرة أخرى. كما طالب التقرير، مؤسسة الأزهر الشريف، وشيخ الأزهر بالتدخل، لحث الحكومة المصرية للإفراج على الطلاب المسجلين في جامعة الأزهر والمعاهد التابعة للمشيخة، وتسهيل إجراءات التسجيل الخاصة بالطلاب الإيغور حيث تتعنت السفارة الصينية في القاهرة في استخراج أوراقهم الرسمية المطلوبة في التقديم ومتابعة الدراسة بالأزهر، والتأكد من عدم تعرض أي من الطلاب الوافدين من جنسيات أخرى لمضايقات أمنية تعوق دراستهم. ودعا التقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان، للتدخل فوراً للتأكد من وجود محتجزين إيغوريين بشكل غير قانوني والسعي للإفراج عنهم أو إعلان الاتهامات التي وجهت إليهم وضمان تواصلهم مع محاميهم، والعمل على وقف أي عمليات ترحيل للإيغور مخطط لها من قبل السلطات المصرية. انتهاكات طالت طلاب «الإيغور» في مصر: اعتقال تعسفي واختفاء قسري ومنع من السفر احتجاز 120 والقبض على آخرين في المطارات وترحيل 12 قسرا إلى الصين تامر هنداوي |
لهذه الأسباب يجب دعم الأكراد في سوريا Posted: 02 Oct 2017 02:27 PM PDT نتاج الاستفتاء الشعبي الذي أجري في منطقة الأكراد في شمال العراق تطرح مرة أخرى موضوع مستقبل الأكراد في الشرق الأوسط. في حين مركز الاهتمام موجه إلى كردستان العراق، يجب توجيه النظر أيضا إلى الأكراد الذين يتركزون في شمال سوريا. الأكراد يشكلون نحو 15 من مئة من إجمالي السكان في سوريا، معظمهم، مليوني نسمة تقريبا، يعيشون في منطقة تبلغ مساحتها نحو 15 من مئة من مساحة سوريا، تقع في المنطقة الحدودية مع العراق وتركيا. يجب على الغرب استغلال الانقسام الحالي في سوريا وأن يساعد في تثبيت الكيان الكردي الذي تبلور في الشمال. إن تزايد قوة إيران في الشرق الأوسط وسيطرتها إلى أجزاء واسعة في سوريا والعراق تخلق قاسما مشتركا في المصالح على المستوى الاستراتيجي بين الأكراد وكل من يرى في تعزيز محور إيران ـ الأسد تطورا سلبيا في المنطقة. خلال الحرب ضد داعش شخصت الولايات المتحدة الإمكانية الكامنة في مساعدة الأكراد في سوريا وحولتهم إلى حلفاء، وأنشأت قواعد في منطقتهم ومنحت رعايتها لعملية إعادة الإعمار وإعادة الحياة إلى طبيعتها هناك. لكن في هذه الأثناء وعلى خلفية نجاح هذا التحالف، والاستئصال النهائي المتوقع لآخر جيوب المعارضة للدولة الإسلامية في الساحة السورية، يتوقع أن تطرح تساؤلات بشأن استمرار وجود الولايات المتحدة في هذه المناطق. إن انسحاب الولايات المتحدة الكامل من هذه المناطق من شأنه خلق تهديد حقيقي على كيان الحكم الذاتي الآخذ في التطور لأكراد سوريا، على شكل تعاون بين إيران ـ الأسد ـ تركيا. إذ هم ليسوا سعداء أيضا من ظهور الأكراد عنصر قوة مستقلا في المنطقة. يجب على العالم الحر الاستعداد لهذا التحدي، وأن يفعل ما في استطاعته كي يمنع نظام بشار الأسد ـ بدعم إيران ومشاركة مليشيات شيعية وحزب الله ـ من استكمال سيطرته على هذه المنطقة. وقبل كل شيء يجب بذل الجهود الممكنة من أجل إنشاء منطقة حظر طيران في المنطقة لعناصر معادية في الفضاء الكردي ـ السوري. هذا عامل حيوي في الاتفاق الذي يمنح الأكراد في شمال سوريا القدرة على الدفاع عن أنفسهم. الأكراد في سوريا هم عنصر مهم في المنطقة، يعملون باجتهاد ضد المليشيات الجهادية، وفي الوقت ذاته يحاولون تثبيت نظام حكم ديمقراطي. هم حلفاء للولايات المتحدة وليسوا معادين لإسرائيل. إن التغيرات التي حدثت في سوريا أنشأت فرصة أمام الغرب لتثبيت ثقل كردي مضاد مقابل التطرف الإسلامي المتعاظم وتطلعات إيران وتركيا للسيطرة. إن محاولة صد العدوان النووي الكامن في إيران والاتفاق النووي المشوش، تقتضي العمل بقوة لصد الإمكانية العدائية الكامنة التقليدية لها في المنطقة. وعلى صد كهذا أن يركز على فضاءات سوريا، وليس هناك عمل استراتيجي فعال مهم أكثر لصد إيران من خلق جبهة كردية تؤيد الغرب في هذا الفضاء. إن تقوّي الأكراد في سوريا يزيد من احتمال تحويل سوريا من عنصر معاد نشط ضد إسرائيل إلى فضاء منزوع السلاح ضعيف نسبيا. على هامش هذه الأقوال، يجب على إسرائيل ايضا أن تفحص الردود الحالية للتدخل التركي الناجع والمتزايد في قطاع غزة ويهودا والسامرة، وفي أوساط عرب إسرائيل. إن خلق منطقة حكم ذاتي كردية داخل سوريا الفيدرالية، أو حتى دولة كردية مستقلة، يناسب تركيا، حيث أن لكل طرف توجد نقطة ضعف، وكذلك يوجد ثمن لإدارة الظهر للغرب وقيمه وزيادة العدوانية الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط. تسفي هاوزر ٭ سكرتير سابق للحكومة في 2009 ـ 2013 هآرتس 2/10/2017 لهذه الأسباب يجب دعم الأكراد في سوريا صحف عبرية |
ترامب يتجاهل الانتقادات بشأن إعصار «بورتريكو» ويرفض الاعتراف بهزيمته أمام الكونغرس واتحاد كرة القدم… ويعود لملاعب «الغولف» Posted: 02 Oct 2017 02:27 PM PDT واشنطن ـ «القدس العربي» ما زالت جزيرة «بورتريكو»، وهي منطقة أمريكية تضم أكثر من 3 ملايين نسمة، تعاني من أثار إعصار «ماريا»، حيث لم تعد الطاقة الكهربائية إلا إلى 5 في المئة من السكان ولا تعمل سوى 14 في المئة من أبراج الهواتف المحمولة في البلاد، ولا تزال مساحات كبيرة من الجزيرة تفتقر إلى مياه الشرب، ولكن هذه الماسأة لم تقنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتغيير خططه للذهاب إلى ملعب الغولف في منطقة بدمينستر في ولاية نيوجرسي لمشاهدة منافسة بين أفضل اللاعبين في الولايات المتحدة والعالم باستثناء أوروبا. ولم يعتذر ترامب عن وصفه لشعب الجزيرة بالكسل وعدم والامتنان، ناهيك عن انتقاداته القاسية ضد رئيسة بلدية سان خوان في سلسلة من التغريدات الغاضبة وقوله بانهم يريدون كل شيء، بل أصر على أن المخاوف المتعلقة في بورتريكو هي نتيجة لأخبار وهمية، مشيرا إلى أنه تم فحص جميع المباني في حين قال ريكاردو روسيلو، حاكم المنطقة التابعة للولايات المتحدة،إنه لا يملك فكرة عما كان يتحدث عنه ترامب، وقال «لست على علم بهذا التفتيش، بطبيعة الحال، هناك مناطق في بورتريكو لم نصل اليها حتى الآن». وزعم ترامب أن ادارته أحرزت تقدما كبيرا في الجزيرة قائلا إنه يشعر بسعادة من تحقيق الكثير من الأشياء في وقت قياسي، بما في ذلك إعادة فتح الطرق، وأضاف أن ادارته أرسلت موارد ومساعدات للجزيرة ولكن النقاد قالوا إن ادارته لم تقم بما فيه الكفاية لمساعدة بورتريكو، التي يواجه سكانها نقصا حادا في الغذاء وانهيارا تاما في البنية التحتية. وقال مراقبون إن ترامب مصاب بحالة من التشتت بسبب رفض الكونغرس لالغاء مشروع (أوباما كير) وصراعه المتصاعد مع اتحاد كرة القدم، وأشاروا إلى أنه فشل في التركيز على الجزيرة في الأيام الحرجة التي أعقبت الاعصار. واتحد لاعبو كرة القدم الأمريكية إلى حد كبير في ردهم على انتقادات ترامب والجدل الذي أثاره ضده بعض اللاعبين الذين جثوا على ركبهم أثناء الاستماع للنشيد الوطني، واختار اللاعبون طريقة مميزة للاتحاد إذ قام عدد كبير من اللاعبين بما في ذلك أعضاء من نيو أورليانز سينتس، رافينز بالتمورو جاكسونفيل جاغوارس بالجلوس على الركبة لفترة ثم الوقوف معا للاستماع للنشيد ووضع كل لاعب ذراعه على كتف زميله. ولم يعترف ترامب بفشله الجديد في الكونغرس وعدم الغاء مشروع الرعاية الصحية أوباما كير) رغم توفر جميع الأسباب التي تسمح بنجاح ترامب في تمرير المشروع حيث استولى الجمهوريون بشكل غير متوقع على البيت الأبيض واحتفظوا بمجلس الشيوخ في نوفمبر/ تشرين الثاني، مما سمح لرئيس مجلس النواب بول راين بالاستفادة من الزخم الحزب الجمهوري السياسي على الفور من خلال تمرير سريع لمشاريع تهدف لالغاء مشروع (أوباما كير) ولكن الخيار الثاني كان يركز على استبدال مشروع الرئيس السابق أوباما بمشروع جديد للرعاية الصحية. وفضل راين وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الخيار الأول لأنهما يعرفان أنه سيكون من الصعب توحيد الحزب في معركة صعبة وراء خطة من شأنها الاحتفاظ ببعض اصلاحات أوباما، وكان هناك اعتقاد بأنه من الحكمة وضع فترة انتقالية للتوصل إلى بديل، ولكن العديد من مستشاري ترامب رفضوا هذا الطرح، وقالوا إن الغاء (أوباما كير) بدون بديل سيعود بنتائج عكسية تماما. ترامب يتجاهل الانتقادات بشأن إعصار «بورتريكو» ويرفض الاعتراف بهزيمته أمام الكونغرس واتحاد كرة القدم… ويعود لملاعب «الغولف» رائد صالحة |
الحمد الله يدخل غزة وسط إجراءات أمنية مشددة ويعد بإجراء «تغيير ملموس» Posted: 02 Oct 2017 02:26 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: وسط أجواء أمنية مشددة وفرتها طواقم أمنية من قطاع غزة، وأخرى قدمت من الضفة الغربية، واستقبال كبير شاركت فيه شخصيات ومواطنون، دخل رئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور رامي الحمد الله إلى قطاع غزة، على رأس وفد حكومي كبير يضم 150 شخصية، وأعلن أن حكومته أمام سلسلة إجراءات وخطوات وبرامج عمل، من شأنها إحداث تغيير ملموس على الأرض، في رسالة طمأنة للشارع الغزي الذي يترقب إتمام المصالحة بشغف، لإنهاء حقبة الانقسام المرير. ووصل الحمد الله ضمن موكب عربات كبير انطلق من مقر مجلس الوزراء في مدينة رام الله، ووصل إلى حاجز بيت حانون «إيرز» شمال قطاع غزة ظهرا. وكان أبرز من رافقه من كبار المسؤولين حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، واللواء ماجد فرج مدير جهاز المخابرات الفلسطينية، وإحدى الشخصيات المقربة من الرئيس محمود عباس، حيث حظوا بحراسة أمنية مشددة من قبل حرس خاص قدم برفقتهم، ظهر بعضهم يحمل بنادق رشاشة. وبصعوبة بالغة شق الحمد الله طريقه إلى المنصة التي أعدت خصيصا لإلقائه كلمة أمام الصحافيين، الذين توافدوا بكثرة لتغطية الزيارة، وانتظر قليلا حتى أتيحت الأجواء المناسبة له لإلقاء كلمته، التي أكد خلالها على استمرار القيادة الفلسطينية في عملها من أجل تحقيق المصالحة، وإنهاء تداعيات الانقسام. وقال وهو يبشر بواقع أفضل لسكان غزة الذين ذاقوا ويلات الانقسام «بخطى ثابتة ننطلق نحو الوحدة». وأضاف «وفاء لأبنائنا وبناتنا في غزة الذين تحملوا ثقل سنوات الانقسام». وشدد على أن «الوضع الكارثي الذي وصلت إليه غزة في ظل الانقسام غير مسموح ولم يعد محتملا»، مؤكدا أن الاحتلال هو المستفيد الوحيد من الانقسام. ووعد الحمد الله سكان غزة بتخفيف معاناتهم، وقال إن ذلك من أهم أولويات الحكومة، داعياً لتغليب مصلحة الوطن على «المصالح الحزبية والفئوية».وربط بين الزيارة وبين ترتيبات المرحلة السياسية المقبلة، وقال إن الحكومة قدمت لغزة بتعليمات من الرئيس محمود عباس «لتعلن للعالم من قلب غزة أن الدولة الفلسطينية لا يمكن أن تكون إلا بوحدة الضفة وغزة». وأثنى على الجهود المصرية لاستكمال ملف المصالحة، كما أشاد بموقف حركة حماس لحلها اللجنة الإدارية، وكذلك أشاد بموقف الفصائل الفلسطينية، لافتا إلى أن حكومته ستبدأ بتسلم مهامها، بعد أن شكلت ثلاث لجان، واعدا كذلك بمعالجة كافة القضايا العالقة ومنها ملف الموظفين، بناءً لاتفاق القاهرة ووفق اللجنة القانونية والإدارية. لكن رئيس الحكومة أكد أن «الطريق لا يزال طويلًا وشاقًا وسنصطدم بالعقبات والتحديات»، وقال أيضا إن نجاح عمل حكومته مرهون بقدرتها التنفيذية على الأرض، وإحداث تغيير إيجابي على حياة المواطنين. ودعا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن قطاع غزة. ولوحظ انتشار أمني كبير لقوات أمن غزة المشكلة من عناصر حركة حماس، شمل كافة الشوارع والمفترقات التي تنقل خلالها الوفد الحكومي الكبير، وفق الخطة التي وضعتها وزارة الداخلية. واحتشد مواطنون كثر أمام بوابة معبر «إيرز»، أقصى شمال قطاع غزة، ترحيبا بالحمد الله والوفد الوزاري الكبير المرافق له، لإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي دام طوال السنوات العشر الماضية. وفور وصول الوفد الحكومي الكبير الى قطاع غزة، زار منزلا دمره الاحتلال خلال الحرب الأخيرة في صيف 2014 على قطاع غزة، في حي الشجاعية شرق غزة، وهناك أيضا زار منزل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أحمد حلس، وتناول طعام الغداء الذي حضره أيضا قيادات من حركتي فتح وحماس، وباقي الفصائل الفلسطينية. وهذه هي المرة الثالثة التي يزور فيها الحمد الله قطاع غزة منذ تولي مهامه كرئيس لحكومة التوافق، التي شكلت باتفاق بين فتح وحماس في يونيو/ حزيران عام 2014، بعد «اتفاق الشاطئ». وتمت الزيارة الأولى بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي اندلعت بعد شهر من تشكيل الحكومة، وتلى زيارته الأولى بزيارة ثانية، غير أن حكومته أعلنت أنها لا تبسط سيطرتها على القطاع. من جهته قال صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن المصالحة وتوحيد الصف الفلسطيني يعد «خيارا استراتيجيا» لدى حماس، وأكد أن حركته تسعى إلى تحقيق ذلك لخدمة القضية الفلسطينية. يشار إلى أنه قبل وصول الوفد الحكومي، دخل قطاع غزة وفد أممي برئاسة نيكولاي ميلادينوف، مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام، وذلك في إطار مهمة تتعلق بمتابعة قدوم الحكومة وتسلم مقاليد إدارة قطاع غزة. وجاءت زيارة الحكومة في ظل الأجواء الإيجابية السائدة بين حركتي فتح وحماس، التي بدأت مع توصلهما قبل أسبوعين إلى تفاهمات جديدة أبرمت في العاصمة المصرية القاهرة، غير أن الشارع الفلسطيني الذي رحب كثيرا بقدوم الحكومة على أمل حل مشاكل الحصار وأزمات الانقسام، لا يزال يحذر من تكرار تجارب الفشل السابقة، رغم أن تلك التجارب لم تكن تلاقي هذا الدعم الكبير والحرص المتبادل من قبل فتح وحماس لإنجاز المصالحة. وشدد وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة، على أن زيارة وفد حكومة الوفاق إلى غزة «ليست بروتوكولية»، موضحا أن رئيس الحكومة «سيعلن الكثير خلال الزيارة، وأن الحكومة لديها خطة كاملة للتعامل مع احتياجات القطاع». واستبق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وصول الحكومة، باتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث ملف المصالحة. وطمأن هنية الرئيس عباس على الإجراءات التي تتم في قطاع غزة لتنفيذ اتفاق المصالحة. وكان هنية قد استقبل أول أمس الأحد أعضاء من الوفد المصري الذي حضر إلى قطاع غزة لمراقبة تطبيق التفاهمات وتسلم الحكومة مهامها، حيث من المقرر أن يصل رئيس الوفد اليوم الثلاثاء لمتابعة تطبيق ما جرى الاتفاق عليه، وتسهيل أي خلافات قد تطرأ. وكانت القوى الديمقراطية الفلسطينية الخمس قد دعت للإسراع في عقد «لقاء فوري وشامل» يضم كافة القوى الوطنية والإسلامية بهدف تسريع التنفيذ الكامل لاتفاق المصالحة الوطنية الذي وقع في القاهرة في مايو/ أيار عام 2011 . وجاء ذلك في بيان عقب اجتماع لها في مدينة رام الله، حضره مندوبون عن الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزبي الشعب وفدا وحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، ورحبت خلاله بالجهود المصرية وبالتطورات الأخيرة التي فتحت الباب لاستئناف جهود المصالحة. وأكدت هذه القوى أن تطبيق اتفاق المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية «سيلعب دورا حاسما في تعديل ميزان القوى لصالح شعبنا الفلسطيني في مواجهة المؤامرات الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية». وطالبت بتبني «استراتيجية وطنية موحدة للكفاح التحرري الوطني». الحمد الله يدخل غزة وسط إجراءات أمنية مشددة ويعد بإجراء «تغيير ملموس» أشرف الهور: |
دمشق ترفض حتى الآن الوساطة الإيرانية للتصالح مع حماس.. ولا زيارة للحركة إلى سوريا Posted: 02 Oct 2017 02:26 PM PDT دمشق ـ «القدس العربي» : بينما ترددت أنباء داخل سوريا عن زيارة قام بها وفد من حركة حماس إلى دمشق في إطار جهود إقليمية لإعادة العلاقة بين الحركة والقيادة السـورية، نفت مصادر مطلعة ومتابعة لملف محاولات إعادة تلك العلاقة أن يكون وفد من حماس قد زار دمشق. المصادر قالت إنه في حال نضوج عملية الوساطة فإنه من الممكن أن يزور وفد من حماس دمشق في مرحلة مقبلة برئاسة أسامة حمدان ممثل الحركة في لبنان، لكنه في الوقت الحالي لم يحصل أي شيء من هذا القبيل. وأضافت المصادر أنه بالفعل تقوم كل من إيران وحزب الله بوساطة غير مكثفة تجاه القيادة السورية لإعادة العلاقة المقطوعة بين دمشق وحماس على قاعدة إعادة حماس إلى ما يُعرف بـ «محور المقاومة» ولكونها شكلت خلال العقود الماضية جزءاً منه. لكن المصادر التي تحدثت لـ «القدس العربي» في دمشق أكدت أن أية تغييرات جوهرية في استراتيجية حماس على المستوى الإقليمي وتجاه الملف السوري لم تحصل بعد وأن كل التصريحات التي صدرت عن بعض قيادات حماس وعلى رأسهم القيادي البارز محمود الزهار تجاه سوريا في الأشهر الأخيرة لا تكفي لتكون أساساً لإعادة العلاقة مع دمشق الغاضبة كثيراً من موقف وسلوك حماس تجاه الملف السوري والأحداث في سوريا وأنها لا تشكل أكثر مجرد ترطيب سياسي. وكانت أنباء تحدثت عن أن الرئيس السوري رفض استقبال وفد من حماس موجود في سوريا، لكن المصادر ذاتها نفت أن يكون أي وفد قد وصل إلى دمشق أصلاً، وأضافت أن دمشق غير مستعجلة في إعادة العلاقة مع حماس حتى وإن كان حلفاؤها الإيرانيون يرغبون بذلك. وكان رئيس الجناح السياسي لحركة حماس قد غادر دمشق في العام 2012 إلى العاصمة القطرية الدوحة، بعد عام على انطلاق الأحداث السورية. وكان مشعل استقر في دمشق منذ العام 1999 بعد أن أغلقت السلطات الأردنية مكاتب الحركة في عمان. وزار وفدٌ من حركة حماس العاصمة الإيرانية طهران في آب/أغسطس من هذا العام للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني، والتقى هذا الوفد برئيس البرلمان، وكبار مساعدي المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. وتقول حماس إن إيران أصبحت أكبر الداعمين من الناحية المالية والعسكرية للحركة. وكان محمود الزهار ابرز قادة حماس قال في تصريحات تلفزيونية إنَّه يجب إصلاح العلاقات مع سوريا ودولٍ أخرى، وأوضح رداً على سؤال عن المصالحة المحتملة مع سوريا أن «هناك خطوات ويجب أن تستمر». دمشق ترفض حتى الآن الوساطة الإيرانية للتصالح مع حماس.. ولا زيارة للحركة إلى سوريا كامل صقر |
«قسد» تعتقل قائد كتائب «البكارة» وسط خلافات قبلية تعصف بمجلس دير الزور العسكري Posted: 02 Oct 2017 02:25 PM PDT حلب – «القدس العربي»: قال ناشطون في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، إن الاستخبارات العسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها، اعتقلت قائد كتيبة البكارة التابعة لمجلس دير الزور العسكري المنضوي ضمن صفوف «قسد». وقال مدير شبكة الخابور ابراهيم الحبش لـ»القدس العربي» إن الاستخبارات العسكرية التابعة لـ»قسد» اعتقلت قائد كتيبة البكارة ياسر الدحلة مع أربعة من معاونيه، إثر دعوتهم إلى اجتماع لمناقشة وضع الجبهات في ريف ديرالزور الشمالي. وأضاف أن الاعتقال جاء على خلفية بروز ياسر الدحلة بعد تمكنه على رأس قواته من تحرير مساحات واسعة من يد تنظيم الدولة (داعش) أبرزها (تلة الحجيف الاستراتيجية، اللواء 113، كتيبة النيران، دوار المعامل، والمنطقة الصناعية). ولفت الحبش إلى أن التهمة الموجهة للقيادي ياسر الدحلة، تجاهله لاتصالات وأوامر قيادة المجلس وعدم الرد عليها، وتم اتخاذ قرار باعتقاله. وهو يرى أن ميليشيا (ب ي د) العمود الفقري لـ»قوات سوريا الديمقراطية» تسعى من وراء ذلك إلى إشعال فتنة كبرى بين قبائل ديرالزور (البكارة والعكيدات)، حيث مررت (ب ي د) مطالب الاعتقال مـن خلال رئيس مجلس دير الزور العسكري «أبـو خولة بـهدف خـلف فتنة عشـائرية. وأضاف أن رئيس المجلس العسكري طالب أتباع «الدحلة» وهم من أبناء قبيلة البكارة بتسليم سلاحهم للإفراج عن قائدهم، الأمر الذي دعا الكثيرون من مقاتلي البكارة إلى الانسحاب من جبهات القتال للضغط من أجل الإفراج عن قائدهم. وحسب الحبش فإن قيادات ميليشيا «قسد» أصروا على تنفيذ المطالب من أجل ايقاع القبيلتين في فخ الفتنة، الذي سينعكس على تأخّر وتعثر قوات البكارة عن تحرير القطاع الموكل إليهم (خط الكسرة) في ظل تجهيز قوات النظام لجسور حربية للعبور إلى المناطق نفسها، ومن ثم دفع كتائب البكارة للمواجهة مع بقية قوات المجلس العسكري الذي يقوده «أبو خولة» وهم من أبناء قبيلة العكيدات. ونفى قائد مجلس دير الزور العسكري المنضوي ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية وجود خلافات داخل المجلس العسكري. وأضاف في اتصال مع «القدس العربي»، إن مجلس دير الزور يواصل تقدمه باتجاه مركدة والسيطرة على مناطق جديدة، معتبراً توقيف أربعة عناصر مع قائد كتيبتهم أمراً طبيعياً واعتيادياً بسبب عدم الانضباط العسكري واساءاتهم إلى المدنيين. وحسب أبو خولة فإن المدنيين في المنطقة قدموا شكوى ضد هؤلاء بأخذ أموالهم، فتم توقيفهم وإحالتهم إلى التحقيق في القضاء العسكري التابع لمجلس دير الزور العسكري. وأكد عدم وجود إضرابات داخل مجلس دير الزور العسكري، وكل ما هنالك اعتقالهم على ذمة التحقيق للتأكد من المخالفات العسكرية وتقصيرهم في واجباتهم القتالية، حيث أنه أمر طبيعي، خاصة أن تعداد الكتيبة ليس كبيراً ولا يتجاوز خمسين رفيقاً وفق قوله. يشار إلى أن مجلس دير الزور العسكري المنضوي ضمن صفوف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تتألف بشكل رئيسي من مقاتلين أكراد كان قد أعلن في 20 أيلول/ سبتمبر الماضي بدء هجوم لانتزاع قرى حدودية مع العراق (شرقي سوريا) من تنظيم الدولة الإسلامية مدعوماً بإسناد جوي من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن. «قسد» تعتقل قائد كتائب «البكارة» وسط خلافات قبلية تعصف بمجلس دير الزور العسكري |
«36 شارع عباس حيفا» حكايات فلسطين تتوالد وتنبض حياة Posted: 02 Oct 2017 02:25 PM PDT بيروت – «القدس العربي» : بين البداية مع النشيد الصهيوني الNسرائيلي، وبين نشيد «موطني» الفلسطيني، الذي شكل مشهد الختام، مأساة شعب مشتت تتوارث حكاياته الأجيال. صدح النشيد الاسرائيلي في أرجاء مسرح المدينة بلحن شجي. وحكى الأمل المحقق بعد 2000 عام من الحلم اليهودي. هكذا بدأت الكاتبة والممثلة الفلسطينية رائدة طه عملها المسرحي الجديد «36 شارع عباس حيفا». هو حلم أحال المتفرجين لاحقاً إلى الشتات وما امتلأت به السنون من أحداث إنسانية، نضالية وإجتماعية. بعد «ألاقي زيك فين يا علي»، العرض المسكون بسيرة ذاتية لإمرأة نمت وكبرت وشقت طريقها وفي وجدانها وطنها المحتل، واصلت طه أبحاثها لتسند سيرة ناشئة من حياتها وتتوسع بها لتصبح سيرة وطن وشعب يجب أن تعيش. طه «العائدة» بمفاعيل اتفاق أوسلو تتجول في وطنها التاريخي جميعه، وتلتقي أصدقاء والدها الشهيد علي طه. «العائدة»، وصف باتت تحمله منذ زواجها، التقت بعائلة المحامي علي الرافع الذي يسكن دار عائلة أحمد أبو غيدا، التي تشتت سنة 1948، وأصبحت ابنته صديقتها. من خلال تلك العائلة التي تسكن في 36 شارع عباس حيفا، تأخذ طه المتلقي في رحلات يكثر فيها الإقلاع والهبوط بين شتى منافي الأرض، التي جابها الفلسطينيون، ويتعدد معها أسلوب السرد المتبع من قبلها. في سردها للحكاية التي قررت رائدة طه أن تشركنا بها، تضع حياة الإنسان الفلسطيني الذي صمد في أرضه رغم المعاناة ومضايقات المحتل أمامنا بشفافية. نصبح وإياه وكأننا في حال واحد. نشد على يده ونحييه. نحبه ونشجعه. ونترقب بقية الأحداث بشغف. فحدود السرد لدى الممثلة واسعة، وهي تتقمص الشخصيات تباعاً دون فاصل بينها حتى بالنفس. تغوص في التفاصيل دون ملل. يشعر المتفرج وكأنه في تواصل مباشر مع «36 شارع عباس حيفا»، أو حتى في ضيافة آل الرافع، حيث ربة البيت المناضلة في حال استعداد دائم لقدوم ضيف مفاجئ. تقترب طه مسافة لا بأس بها من الأمثال الشعبية في روايتها لمراحل تراجيديا التشرد والشتات. ليست أمثالاً مارقة أو عرضية الحضور، بل لها فعل تحليلي لواقعة ما، وتحمل موقفاً، وتخترق عقدة الذنب التي تعصر الفلسطيني المقيم في منزل آخر هجر خوفاً، لتحيلها في جزء منها إلى النازحين: «كان لازم نضل حتى لو اندبحنا»، أو تجعل الطرفين يتشاركونها. الحكاية التي تحملها الألسن وترويها من جيل إلى جيل لا تندثر ولا تفنى كما حكايات الشعب الفلسطيني. وحكاية الفنانة الفلسطينية التي أدهشت كل من حضر عرضها الأول، ليست فقط فعل فن ومتعة شخصية. بل هو فن ذو هدف، تكمل صاحبته من خلاله دوراً تؤمن به، ألا وهو دورها الوطني تجاه أرضها المغتصبة. تقدم الصور التي تنكشف تباعاً تماماً كما تتوالد الحكايات، لتقول في كل واحدة كم يصعب على المحتل أن يعزل الفلسطيني أو يقيله من قضيته.أمثلتها تتوالى وجلها نسائي. هو دور المرأة في الحكاية، وفي حفظها ونقلها للآخرين. أن تكون الأمثلة نسائية فهذا طبيعي ومتوارث، فالنساء هم أصل الحكاية وحاملات لها بأمانة، وبخاصة حكايات فلسطين. في نصها هذا وفي تجسيدها له صارت طه محترفة في وضع المتلقي وجهاً لوجه أمام مشهدية ما ترويه. بنت، حاورت، وصفت، وجعلت صديقتها «نضال» قطعة من لحم ودم نشعر قوتها وبأسها ودبيب الحياة المفعم فيها وضجيجها أيضاً.حتى أنها جعلتنا نشتم رائحة طعام «سارة» ونجلس إلى مائدتها السخية. ترافق عرض «36 شارع عباس حيفا» مع مؤثر موسيقي أثبت حضوره لـ»شريف صحناوي». ولعبت إضاءة «غيوم تيسون» دورها في إشغال الخشبة الفسيحة الخالية إلا من طه. هي الممثلة التي أتقنت لعبة المونودراما، صارت حالة ننتظرها، لنسمع منها جديداً تصل إليه أبحاثها عن فلسطين. ولنزداد معها ثباتاً بأن فلسطين هي القضية، وكل ما يدور حولها هدفه حرف البوصلة عن وجهتها. رائدة طه مرة جديدة بطلة الحكاية الفلسطينية، لا تجمّل ولا تقبّح، تحكي الأشياء بحلوها ومرها، بسلبياتها وإيجابياتها. تتحرك بعفوية، وتملك قدرة تأثير كبيرة على الحضور، هي باختصار سيدة نصها وسيدة حكاياتها.تلك الحكاية التي لن يشْف منها صهيوني: «المرض الفلسطيني» سيطارده حتى لو عاد إلى فيينّا. تلك الحكاية التي آمن بها المخرج الشاب صاحب التجربة في «فرقة زقاق»، جنيد سري الدين، وظّف فيها كافة امكاناته بحيث جعلنا نقترب أكثر وأكثر من فلسطين ونتلمسها ونشم رائحتها من خلال اسلوب تظهيره لنص طه وحركتها. يذكر أن العرضين الأولين من «36 شارع عباس حيفا» عاد ريعهما للجمعية الخيرية لبنان المتحد: مشروع شباب. وهي مستمرة على مسرح المدينة حتى 15 تشرين الثاني/ نوفمبر. «36 شارع عباس حيفا» حكايات فلسطين تتوالد وتنبض حياة زهرة مرعي |
باحث عسكري إسرائيلي في حرب لبنان الأولى: الطريق إلى بيروت كانت مرصوفة بالنوايا الإسرائيلية السيئة Posted: 02 Oct 2017 02:24 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: تحاول دراسة صادرة عن وزارة الأمن في إسرائيل أن تعيد كتابة تاريخ حرب لبنان الأولى عام 1982 تخفف في الواقع من وطأتها وحجم إخفاقاتها، مما دفع الباحث في الشؤون العسكرية أمير أورن للطعن بها والاستهزاء بها مشيرا لمظاهر فشلها. وتأتي هذه الدراسة في كتاب بعنوان «ثلج في لبنان» للكاتب شيمعون غولان، الصادر عن قسم التوثيق في الجيش الإسرائيلي. وهو لا يجدد الكثير في معلوماته حول تلك الحرب، لكنه في قضية مذبحة صبرا وشاتيلا، يتوقف عند برقيات ومكاتبات بين جهات مختلفة داخل الجيش الإسرائيلي تحذر من احتمالات ارتكابها، كما تؤكد وثائق الأرشيفات العسكرية في الكتاب. ويعترف الباحث الإسرائيلي أنه كان واضحا أن سماح الجيش لقوات الكتائب اللبنانية بدخول المخيمات الفلسطينية المحاصرة لـ «البحث عن مخربين» يعني رخصة للقيام بالمجزرة. ويشير الكتاب إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون الذي قاد تلك الحرب حتى بيروت بخلاف ما أعلنته الحكومة مسبقا، قد اهتم بنشر تصريحات متناقضة حول تطوراتها، ويبدو أن هذه كانت محاولة من طرفه للتستر على الحقائق وإخفائها عن الجيش والحكومة قبل تحققها على الأرض، ومنها المذبحة في صبرا وشاتيلا في سبتمبر/ أيلول 1982. هذا الكتاب الذي يشكل عملية متأخرة لصياغة رواية رسمية لحرب لبنان الأولى يبدو محاولة لطمس النوايا والدوافع الحقيقية خلف تلك الحرب التي أغرقت لبنان بالدم، لكنها عادت كيدا مرتدا على إسرائيل وورطتها بوحل لبناني طيلة 18 عاما. ومع ذلك يعترف الكتاب بأن شارون الذي أطاحت به لجنة كاهان الرسمية للتحقيق بالحرب بعد انتهائها، قد ثابر بسعيه لتحقيق كامل خطته الكبرى في لبنان والحصول في الوقت نفسه على شرعية لها باستصدار مصادقة حكومية على خطواته بالتدريج. وتعتبر مجموعة كبيرة من الباحثين والمعلقين في إسرائيل أن حرب لبنان الأولى كانت تراجيديا إسرائيلية أيضا لكونها مكلفة وفشلت في تحقيق مرادها خاصة تنصيب بشير الجميل رئيسا للبنان. ومن هؤلاء أمير أورن الباحث العسكري الذي يتهم شارون بتضليل حكومة مناحيم بيغن التي قررت شن حرب لـ 48 ساعة ومن دون الاشتباك مع القوات السورية في لبنان ومن دون بلوغ بيروت. ويكرر أورن روايته حول حيل اعتمدها شارون للتستر على مآربه باجتياح بيروت بالقول إنه يريد التوغل 40 كيلومترا في الأراضي اللبنانية، لأن منظمة التحرير الفلسطينية تملك مدفعا مداه 40 كيلومترا. ويقول أورن في مقال نشرته صحيفة «هآرتس» معقبا على الكتاب «حين قُتل أنور السادات سارع مناحيم بيغن إلى ضم مرتفعات الجولان، على أمل دفع حسني مبارك إلى تجميد السلام بين مصر وإسرائيل، واستخدام ذلك كذريعة لوقف عملية الانسحاب من مستوطنة ياميت وشرم الشيخ. وفق هذا السيناريو، كانت سوريا ستُستخدم كشرارة لرد مفترض من قبل الجانب المصري على ضم الجولان. وانطلاقاً من ذلك الرد المحتمل، كانت القيادة الإسرائيلية قد بدأت التخطيط لحملة عسكرية لغزو لبنان، بغرض تحقيق ثلاثة أهداف، هي: «انهاء الوجود العسكري لمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، وإخراج الجيش السوري، والاقتراب قدر الإمكان من العاصمة بيروت لمساعدة الزعيم اللبناني الماروني بشير الجميل – الرجل المحبب لدى إسرائيل – في الوصول إلى رئاسة الجمهورية». ويستذكر أورن أنه على جدار في مكتب أحد قادة الجبهة الشمالية، كان بإمكان الصحافيين مشاهدة الخريطة الميدانية لحملة ما يسمى «سلام الجليل» التي يظهر فيها سهم طويل وسميك، هو المسار الذي ستقوده الوحدات العسكرية التي تأتمر بهذا القائد الإسرائيلي باتجاه جنوب لبنان، وما بعده، وصولاً إلى العاصمة اللبنانية. ويقول إنه حينما سئل الضابط عن تقديره للخسائر البشرية، قال إن ذلك يعتمد على كيفية إنجاز المهمّة وأهدافها: 300 قتيل في حال لم يشترك السوريون في القتال، ومن دون الوصول إلى بيروت، وستمئة في الحالة الثانية. ويضيف «كان لدى الضابط جواب أخلاقي وعملي مناسب، حين سئل عن عدم احتجاجه لدى السلطات الإسرائيلية، التي تخطط لقتل عدد كبير من الجنود، من خلال شن تلك الحملة على لبنان، وما إذا كان ممكناً رفض امتثاله لتلك الخطة: إذا استقلت الآن، فإنّ ذلك لن يمنع الحرب. سيعيّنون قائدا آخر أقل خبرة، وسيكون هناك بالتالي المزيد من الضحايا». لماذا احتاج الجيش الإسرائيلي إلى ثلاثة عقود ونصف حتى ينشر هذه الدراسة، في الوقت الذي يمتلك كل المصادر منذ البداية؟ يتساءل أورن في سياق حديثه عن كتاب غولان الجديد، وما يلبث أن يؤكد أن مرد ذلك لحيل قادة الجيش الذي كان مصاباً بالإرهاب منهم طالما أنهم كانوا على قيد الحياة: رئيس الوزراء مناحيم بيغن، رئيس الأركان رفائيل إيتان، ووزير الأمن أرييل شارون. وفي معرض انتقاده للكتاب الجديد يؤكد أورن أيضا أن هناك معلومات قليلة جديدة في نسخة الرواية المصرح بها حول تلك الحرب، لكن هناك تأكيدات للشكوك. ويتابع « هذه الحرب كانت خدعة. لم تكن جريمة احتيال، بما أن المسؤولية تقع على من وقعوا في الإغراء وتنازلوا، لكنها تضمنت نفاقًا وإخفاءً للأهداف الحقيقية. ويضيف أن ذلك الأمر ينطبق على انطلاق الحرب، دون الاستفاضة في مناقشة الفشل الدبلوماسي والمئات من الخسائر بلا مبرر. وتضمنت هذه التعقيدات: إقالة وزير الخارجية الأمريكي أليكساندر هيغ، صديق إسرائيل، وخطة للرئيس الأمريكي ريغان لمبادلة الأراضي المحتلة مقابل السلام، وتجاهُل بشير جميل للناس الذين ضحوا بدمائهم لانتخابه رئيسًا، وسلام زائف مع أخيه أمين الذي كان دمية في يد سوريا». ويمضي في انتقاده للكتاب «البحث التاريخي للجيش الإسرائيلي جاف وقاس، فهو لا يصف المشاعر أو الغرائز، ولا الخوف من الموت، ولا اضطراب ما بعد الصدمة، ولا النيران الصديقة، ولا النار ولا الدماء ولا الدخان، بل يتطرق إلى خطط المعارك والأوامر والمحاضر الحرفية للنقاشات والاتصالات فحسب». وكالكثير من الباحثين والمعلقين الإسرائيليين يخلص أورن الى القول إن طريق إسرائيل لبيروت عام 1982 كانت مرصوفة بالنوايا السيئة، ويشير مجددا الى أنها كانت نتيجة خطة مبيتة لا بسبب قتل سفيرها في لندن بخلاف روايتها الرسمية حتى الآن. باحث عسكري إسرائيلي في حرب لبنان الأولى: الطريق إلى بيروت كانت مرصوفة بالنوايا الإسرائيلية السيئة وديع عواودة: |
رابطة «شربا» المناهضة لجرائم الاقتصاد تنتقد فساد الإدارة الموريتانية Posted: 02 Oct 2017 02:24 PM PDT لندن -« القدس العربي»: انتقدت رابطة «شربا» الفرنسية الناشطة في مكافحة الجرائم الاقتصادية في تقرير صدر للتو ما سمته « انتشارا وبائيا للرشوة والفساد في موريتانيا، يعرقل ويعوق تنمية هذا البلد ذي الخيرات الوفيرة». وتأسست رابطة «شربا» التي يوجد مقرها في باريس عام 2001 لتحقيق هدف واحد هو حماية السكان الواقعين ضحايا لجرائم اقتصادية تقترفها أنظمة الحكم. وكانت قد وجهت عام 2013 تقريرا مماثلا إلى شركاء موريتانيا وممولي مشروعاتها وبرامجها، لكن حكومة نواكشوط نفت مضامين ذلك التقرير واعتبرته معتمدا على معطيات غلط. ولاحظت «شربا» في تقريرها الحالي أن انتشار الفساد والرشوة لايزال مستمرا في موريتانيا بوتيرة متصاعدة، ما جعل موريتانيا تمر بوضع شديد الصعوبة منذ انهيار أسعار مناجم الحديد. وأكد ويليان بوردون رئيس «شربا» أمس «أن هناك أكثر من سبب للجزم بأن التمويلات الضخمة التي قدمتها مؤسسات التمويل الدولية لموريتانيا إنما تغذي في مجموعها نظاما مغلقا للرشوة وتبديد الثروات، وهي بذلك تساهم في تبذير الموارد العمومية لهذه الدولة». وتستعد موريتانيا ثاني أكبر مصدر للحديد في أفريقيا، والغنية بمناجم النحاس والذهب وباحتياطها الضخم من المنتوجات البحرية، لتسويق المواد النفطية عام 2021. «برغم هذه الثروات الهائلة وبرغم أن سكانها قليلون، لا يتجاوزون أربعة ملايين نسمة، يضيف التقرير، توجد موريتانيا ضمن قائمة الدول الأقل تقدما، بل إن صندوق النقد الدولي يدرجها في موقع مخيب للأمل في مؤشراته الخاصة بانتشار الرشوة». ويقول ويليان بوردون رئيس رابطة «شربا» في تعليقه على تقرير هيئته «إن موريتانيا مع إمكاناتها الضخمة من المواد الأولية، تعتبر اليوم المجال الحر والمناسب لمقترفي جرائم المال والمتسترين على الجرائم الاقتصادية الأخرى، حيث أنهم يجدون فيها الملاذ الآمن والموقع الذي لا عقوبة فيه على مقترفي الجرائم المالية». وعرض تقرير رابطة «شربا» أمثلة للفضائح السياسية والاقتصادية ولسوء تسيير الموارد في موريتانيا معتبرا «أن كل هذه الممارسات ستشل اقتصاد هذا البلد في وقت قريب إذا لم يتدارك الموقف». وتعرض التقرير كذلك «لإبرام مشكوك فيه لعدد من الصفقات العمومية ممثلا لذلك بالمطار الجديد الذي أسند تشييده لشركة غير مجربة في المجال يديرها مقربون من الرئيس، وكذا إسناد بناء المحطة الكهربائية المركزية في العاصمة نواكشوط للشركة التي قدمت أغلى عرض في المناقصة». وتساءل التقرير عن «الأسباب التي دفعت السلطات الموريتانية لتوقيع اتفاق غريب مع شركة «بولي هونونغ» الصينية المشهورة ببيع الأسلحة الصينية غير الشرعية في الخارج». وأكدت «شارب» أنه «من غير المعقول أن يظل الممولون صامتين إزاء هذا الاعتداء الصارخ على مقدرات شعب مسكين». ودعت الرابطة في تقريرها «الهيئات التمويلية إلى إلزام السلطات الموريتانية بالتعهد الصارم بإصلاح هذا الانحراف الخطير»، كما دعت «للقيام بتحقيقات حول تسيير التمويلات المقدمة لموريتانيا». «إن هيئات التمويل، يضيف التقرير، مسؤولة عن حماية أموالها من التبذير عبر الردع واشتراط الشروط، كما أنها ملزمة بالسهر على ألا تستخدم أموالها لتغذية نظام غير متورع عن تبديدها». وقبل نشر هذا التقرير، أرسلت رابطة «شربا» نسخا منه لصندوق النقد الدولي، وللبنك العالمي، والبنك الأفريقي للتنمية، ولوكالة التنمية الفرنسية، واللجنة الأوروبية، وللوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. ومع أن هذا التقرير صادر عن هيئة تدعي الحياد التام في تحقيقاتها، فإن أوساطا مقربة من الحكومة الموريتانية أكدت لـ «القدس العربي»، أن «إصدار هذا التقرير هو من تدبير رجل الأعمال الموريتاني المعارض محمد بوعماتو صاحب العلاقات الواسعة في الهيئات الحقوقية والسياسية الفرنسية». وأكدت هذه الأوساط «أن رابطة «شاربا» رابطة تحصل على التمويلات عبر تأجير تقاريرها من طرف جهات معينة لتصفية حسابات مع جهات أخرى معادية لها». ونفت الحكومة الموريتانية عدة مرات، اتهامات الفساد التي تضمنتها تقارير الهيئات الدولية الناشطة في مجال مراقبة الشفافية، والاتهامات الواردة أيضا في بيانات المعارضة، مشددة على «التزام الرئيس محمد ولد عبد العزيز المبدئي بمحاربة الفساد منذ وصوله للسلطة حيث جعل من مكافحة هذا الوباء محورا أساسيا في برنامجه الانتخابي، الذي زكاه الموريتانيون خلال مأموريته الأولى والثانية». وكان آخر توضيح رسمي لسياسة محاربة الفساد هو ما أكده وزير الاقتصاد والمالية الموريتاني المختار ولد أجاي في مقابلة مع صحيفة «الشعب» الحكومية، حيث أكد «أن التزام الرئيس بمحاربة الفساد، خيار لا رجعة فيه يترجم وعيه بما عانته التنمية في موريتانيا خلال المراحل السابقة من جراء تفشي هذه الظاهرة، التي قوضت ثقة المستثمرين، وأخلت بالتوزيع العادل للدخل». «وفي هذا السياق أقرت الحكومة الموريتانية، يضيف الوزير، الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الرشوة في ديسمبر/كانون الأول 2009 التي تتصدى لهذه الظاهرة وتجلياتها، وباشرت تنفيذ إصلاحات عميقة، انصب بعضها على الجوانب التنظيمية والقانونية لمكافحة هذه الظاهرة، مثل إعادة تنشيط هيئات الرقابة (محكمة الحسابات، المفتشة العامة للمالية، المفتشيات الداخلية) حيث شمل نشاطها معظم المرافق العمومية». وقال «كما تمت العناية بمتابعة أنشطة لجنة الشفافية المالية للحياة العامة، واعتمد انتظام صدور التقرير السنوي الخاص بإيرادات الصناعات الاستخراجية، وتم تفعيل أنشطة لجنة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، إضافة إلى المصادقة على إجراءات صارمة ضد من يمارسهما، ودعم هذا التوجه بالمصادقة على قانون مكافحة الرشوة والمراسيم المطبقة له، وأيضا صادقت موريتانيا على المعيار الدولي لمكافحة الرشوة المعلن عنه من طرف ايزو (ISO)، وأنشئت لجنة ثلاثية لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الرشوة». وأكد الوزير ولد أجاي «أن الجهود المذكورة مكنت موريتانيا من تحقيق نتاج مهم منه، تحسن ترتيبها على مؤشر الشفافية الدولية بين 2011 و2015 بـ 31 نقطة حيث انتقلت من الرتبة 143 إلى الرتبة 112، كما تقدمت على مؤشر تحسن مناخ الأعمال حيث تم تصنيفها ضمن الدول الأكثر تنفيذا للإصلاحات في هذا المجال، وتم الإعلان عن مطابقة موريتانيا لمعايير الشفافية في مجال الصناعات الاستخراجية في شهر شباط/فبراير 2012». رابطة «شربا» المناهضة لجرائم الاقتصاد تنتقد فساد الإدارة الموريتانية تقرير مماثل وجه عام 2013 للشركاء ونفته الحكومة |
مراقبون: أعمال مؤتمر حزب «الاستقلال» والاشتباكات العنيفة التي تخللتها تشكل لحظة حاسمة ومؤثرة في مسيرته وستحدد معالم مستقبله السياسي Posted: 02 Oct 2017 02:24 PM PDT الرباط –« القدس العربي»: شكل المؤتمر السابع عشر لحزب الاستقلال، الذي تم تأجيله إلى السبت المقبل لحظة حاسمة ومؤثرة في مسار الحزب، وتحديد معالم مستقبله السياسي مع الدولة والحكومة وباقي الفرقاء السياسيين، خصوصا بعد تأجيله مرات عدة وحصول اتفاق بين صقوره في آخر لحظة. مع العلم أن هذا المؤتمر، في سياق يتميز بمواجهة مع القصر ومحيط الملك، وبتصدعات داخلية حادة بين تيار شباط وتيار ونزار بركة وولد رشيد انتكاسة كبرى للحزب في الانتخابات التشريعية الأخيرة. كما يعتبر هذا أول مؤتمر حزبي بعد خطاب عيد العرش الأخير وإعلان ملك البلاد سحب ثقته من السياسيين ومن الأحزاب وإعلانه الصريح بأن ملك البلاد لن يسمح باستمرار العبث الحزبي والسياسي بالبلاد. وعرف المؤتمر الوطني، للحزب، مباشرة بعد اختتام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الجمعة الماضي، مواجهات عنيفة بين أنصار حميد شباط أمين عام الحزب المنتهية ولايته مع أنصار منافسه نزار بركة، مع رفع شعارات تطالب بنزار بركة في منصب رئيس الحزب الجديد وأخرى تدعم حميد شباط خيارا لولاية ثانية على رأس الحزب. ويرى مراقبون إن مشهد الاشتباكات العنيفة بين المنتمين إلى حزب الاستقلال يعكس أن الهياكل التنظيمية لهذا الحزب باتت عاجزة عن احتواء وتدبير الخلافات الموجودة. وفي هذا الصدد، قال محمد الزهراوي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض، في اتصال مع «القدس العربي»: «ما وقع خلال هذا المؤتمر يؤشر إلى أن البيت الداخلي لحزب الاستقلال يعيش فوضى تنظيمية غير مسبوقة، بحيث أن اللجوء إلى العنف لفرض المواقف والأفكار بدل الاحتكام إلى المؤسسات، يعكس أن الهياكل التنظيمية لهذا الحزب باتت عاجزة عن احتواء وتدبير الخلافات الموجودة، وصار معها التنظيم معرضا لهزات قد تعصف بمساره النضالي وتاريخه الوطني وتشوه صورته لدى الانصار والمتعاطفين. مشيرا إلى أن هناك مجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية. واعتبر الزهراوي، أن ما وقع خلال هذا المؤتمر، يرتبط أساسا بمخاض التحول أو الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى، بحيث ينم هذا الوضع عن وجود صراع وتنافس غير مؤطر بضوابط بين جناحين داخل الحزب، وهما «التيار الشعبوي» الذي تمثله القيادة الحالية التي تقاوم وتصارع من أجل البقاء، وتيار آخر إلى حد ما يمكن تسميته بالنخبوي/العائلي الذي يحاول أن ينبعث من جديد وهو يعزز نفسه ويحتمي في المرحلة الانتقالية الراهنة ببعض الرموز والوجوه التي كانت سابقا محسوبة على التيار الأول. وأضاف أن تأجيل انتخاب أمين عام جديد، يؤشر إلى أن الأمور غير محسومة وأن الهوة بين الطرفين ماضية في الاتساع، وأن هناك رفض تام لكل المبادرات الرامية إلى احتواء الأزمة وإيجاد مساحات للتفاهم والتوافق. لكن محطة السبت المقبل، تعتبر محطة مفصلية في تاريخ الحزب، وهي محطة مفتوحة على سيناريوهين اثنين: الأول، اللجوء لمنطق التسويات بين الطرفين، بغية التوافق على مخرجات تضمن للطرف الأول أي القيادة الحالية خروجا مشرفا أو على الاقل وجودا رمزيا داخل الحزب يجنبها تبعات الصراع من خارج الحزب وعبر طرق أخرى، أما السيناريو الثاني، فيعني تعنت الطرفين والدخول في صراع مفتوح يعاد فيه إنتاج الاساليب والأدوات غير السلمية نفسها التي قد تؤثر في مسار ومستقبل ووحدة الحزب. وعن المرشح الأوفر حظا لرئاسة الحزب، قال ميلود بلقاضي، أستاذ التعليم العالي جامعة محمد الخامس، في مقال له «منذ موافقة المؤتمر الاستثنائي لحزب الاستقلال الأخير بالإجماع على تعديل صياغة الفصل 54 الخاص بانتخاب الأمين العام للحزب، بحيث يمكن لأي عضو سبق له أن كان عضواً في اللجنة التنفيذية أن يترشح لمنصب الأمين العام. و تعديل الفصل 91 من النظام الأساسي بشأن تركيبة اللجنة التحضيرية للمؤتمر لتضم أعضاء المجلس الوطني جميعهم، وكانت في السابق تضم عدداً أقل. فهم مناضلو حزب الاستقلال أن المؤتمر السابع للحزب سيعرف منعطفا تاريخيا في القطيعة مع مرحلة شباط، وتدشين مرحلة جديدة يقودها نزار بركة بهدف تحقيق مصالحة الحزب مع الدولة على أساس تعاقد جديد جسده شعار المؤتمر». مراقبون: أعمال مؤتمر حزب «الاستقلال» والاشتباكات العنيفة التي تخللتها تشكل لحظة حاسمة ومؤثرة في مسيرته وستحدد معالم مستقبله السياسي فاطمة الزهراء كريم الله |
أزمة النازحين تهدد بتأجيل الانتخابات البرلمانية في العراق Posted: 02 Oct 2017 02:23 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر في مجلس النواب العراقي، أمس الاثنين، عن وجود «نوايا» لتأجيل موعد إجراء الانتخابات البرلمانية لعامين متتاليين، عازية السبب في ذلك إلى «عدم حل» أزمة النازحين وعودتهم إلى ديارهم. وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون عدنان الاسدي، لـ NRTعربية، إن «ممثلي المناطق الساخنة في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى والأنبار وأطراف العاصمة بغداد، اقترحوا تأجيل موعد إجراء الانتخابات النيابية لعدم عودة نازحي مناطقهم إلى بيوتهم». وأضاف إن «هناك مساعي لتمديد عمل البرلمان والحكومة لمدة عامين بعد موافقة المحكمة الاتحادية العليا بشأن هذا المقترح». ولم تتوصل القوى السياسية العراقية، حتى الآن، إلى اتفاق بشأن التصويت على قانون انتخابات مجالس المحافظات، أو قانون انتخابات مجلس النواب، وذلك لسببين رئيسيين، هما فقرة انتخابات كركوك، وما أنتجه استفتاء إقليم كردستان العراق من خلافات سياسية جديدة. ويقول النائب عن كتلة التغيير الكردستانية أمين بكر لـ«القدس العربي»، إن «الخلافات لا تزال مستمرة بين المكون العربي التركماني من جهة، والكردي من جهة أخرى، بشأن الفقرة 37 الخاصة بقانون انتخابات مجالس المحافظات، والمتعلقة بإجراء الانتخابات في كركوك». وأضاف إن القوى السياسية الكردية «لا تؤيد الذهاب باتجاه تشريع قانون خاص بالانتخابات في كركوك، بكونه يؤدي إلى توسيع الفجوة بين المكون العربي والكردي في المحافظة، كما أنه لا يخدم التعايش السلمي في كركوك». لكنه أكد في الوقت عيّنه رفض الكرد «حرمان أهالي كركوك من حقهم في الانتخابات». وفي حال استمر الخلاف السياسي حول قانون انتخابات مجالس المحافظات، فإن «كركوك ستذهب باتجاه إجراء الانتخابات بإدارة المحافظة نفسها، من دون اللجوء إلى الحكومة الاتحادية». على حدّ قول المصدر. ومن بين الأسباب الأخرى التي أفضت إلى عدم إقرار قانون الانتخابات حتى الآن، هو «التداخل» بين قانون انتخابات مجالس المحافظات، وقانون تلك المجالس. وفي هذا الشأن يقول النائب عن ائتلاف دولة القانون عبد الهادي السعداوي، لـ«القدس العربي»، إن مجلس النواب بحاجة إلى «نقل بعض المواد من قانون الانتخابات وتحويلها إلى قانون مجالس المحافظات، والتصويت على القانونين في آن واحد، لحفظ التوازن وضمان عدم التداخل». وطبقاً للمصدر، فإن قانون انتخابات مجالس المحافظات «مهيأ لعرضه للتصويت»، بعد تمرير الفقرات المتعلقة بنسبة توزيع المقاعد (1.7)، فضلا عن الاتفاق على عدد أعضاء المجلس المحلية (لكل مليون نسمة مقعد، وما يزيد عن ذلك لكل 200 ألف مقعد إضافي)، إضافة إلى فقرة اعتماد شهادة البكالوريوس كحد أدنى للمرشح بدل الإعدادية. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن النائب السعداوي أكد أهمية «تطوير بعض الفقرات في قانون مجالس المحافظات، من بينها مصير مجالس الأقضية والنواحي، فضلا عن تمديد العمل لمجالس المحافظات في الفترة المقبلة، وحفظ حقوق أعضاء مجالس المحافظات والمجالس البلدية». أما بشأن الانتخابات في كركوك، فقد رجح «تأجيلها». وجاء تصريح السعداوي مطابقاً لما ذهب إليه النائب عن التحالف الوطني رزاق الحيدر، الذي رجح «عدم شمول كركوك في الانتخابات المقبلة»، عازياً السبب إلى «خصوصية المحافظة، وعدم وجود توافق سياسي داخلها». وأعرب الحيدري لـ«القدس العربي» عن خشيته من «انفجار» أزمة سياسية جديدة في محافظة كركوك، في حال أجريت الانتخابات فيها. وأضاف: «عدم توصل القوى السياسية إلى اتفاق بشأن إجراء الانتخابات في كركوك، وراء عدم التصويت على قانون انتخابات مجالس المحافظات»، مبيناً أن «الحكومة طلبت من مجلس النواب تأجيل الانتخابات في كركوك، والإبقاء على وضعها الحالي، تلافياً لحدوث مشكلات بين مكونات المحافظة». في الأثناء، أعلن رئيس الجبهة التركمانية النائب أرشد الصالحي، إعداد مسودة قانون جديد بخصوص إجراء الانتخابات المحلية في كركوك، مبيناً أن القانون يتضمن إشراف الحكومة الاتحادية على إجراء الانتخابات بمراقبة دولية، إضافة إلى حصر تقرير مصير المحافظة بيد الحكومة الاتحادية. وقال في بيان إن «اللجنة القانونية في مجلس النواب أعدت مسودة قانون جديد يخص إجراء الانتخابات المحلية في محافظة كركوك»، مشيراً إلى «تقديم مسودة القانون خلال الأيام المقبلة لهيئة الرئاسة لعرضه أمام البرلمان». وأضاف أن «المسودة الجديدة تتضمن تدقيق سجلات الناخبين بشكل دقيق من قبل لجنة مختصة». وتابع «المادة 37 من تعديل قانون الانتخابات المحلية والخاصة بكركوك باتت غير مجدية، بعد تصرف مجلس المحافظة بمصير المحافظة وعدم تصديق إقالة المحافظ؛ المقال من البرلمان، نجم الدين كريم». أزمة النازحين تهدد بتأجيل الانتخابات البرلمانية في العراق التركمان يقدمون «مسودة خاصة» في انتخابات كركوك |
إحياء الذكرى الثانية لانطلاق الهبة الشعبية في الاراضي المحتلة Posted: 02 Oct 2017 02:23 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: مرت أول أمس الذكرى الثانية لاندلاع الهبة الشعبية الفلسطينية، او ما اصبحت تعرف بهبة السكاكين والدهس، التي بدأت في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2015 عقب عملية نوعية لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس بالقرب من مستوطنة إيتمار جنوب نابلس، من دون حوادث تذكر. وأسفرت الهبة خلال عامين من اندلاعها عن استشهاد 327 فلسطينيا وأكثر من 4255 جريحاً. من بين الشهداء 82 شهيداَ ارتقوا خلال العام الماضي ، فيما أصيب خلال الفترة نفسها أكثر من 1886 بحسب بيان صادر عن حركة حماس. إحصاءات المقاومة استطاعت المقاومة خلال عامي الهبة تنفيذ 147 عملية طعن، منها 25 عملية خلال العام الماضي، فيما بلغ عدد المحاولات خلال العام الأخير 82 عملية، ليرتفع منذ بداية الهبة إلى 229 محاولة. وبلغت عمليات الدهس خلال العام الثاني 11 مقارنة بـ 33 في العام الأول، وبلغ عدد عمليات إطلاق النار 266 منها 83 خلال العام الأول، كما سجلت 10950 مواجهة، تخللها إلقاء 1625 زجاجة حارقة، و362 عبوة ناسفة خلال عامين. وأدت العمليات التي نفذها الفلسطينيون خلال عامين لقتل 59 إسرائيلياً بينهم 21 خلال العام الثاني من الهبة، فيما أصيب 1179 آخرون منهم 427 في السنة الثانية. وتشير الإحصاءات التي أعدها موقع «فلسطين نت» الى أن نسبة عدد الشهداء إلى قتلى الاحتلال خلال السنة الأولى للهبة بلغ 5.5 شهداء مقابل كل قتيل صهيوني، وتحسنت هذه النسبة لتصبح 4 شهداء مقابل كل قتيل صهيوني في السنة الثانية. أبرز العمليات وشكلت عملية إيتمار نقطة البداية الحقيقية للهبة الشعبية تلتها بعد يومين عملية الطعن للشهيد مهند الحلبي في القدس المحتلة. وقد شهد عام الهبة الثاني عدة عمليات نوعية، كعملية الدهس في القدس التي نفذها الشهيد فادي قنبر بتاريخ 8/1/2017 التي أدت لمقتل 4 جنود صهاينة، وعملية إطلاق النار في حيفا التي نفذها الأسير محمد الشناوي بتاريخ 3/1/2017 وأدت لمقتل مستوطن وإصابة آخر. وخلال شهر رمضان الماضي نفذ شبان ثلاثة من قرية دير أبو مشعل وهم عادل عنكوش وأسامة صالح وبراء صالح، عملية بطولية أدت الى مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة آخرين. ولم يمض شهر على تلك العملية حتى نفذ ثلاثة شبان من العائلة نفسها من أم الفحم داخل الخط الأخضر ويحمل الثلاثة اسم محمد الجبارين، عملية نوعية بالقرب من أسوار المسجد الأقصى، أدت لمقتل اثنين من جنود الاحتلال وإصابة ثالث. تلى ذلك بأسبوع عملية حلميش التي نفذها الأسير عمر العبد وأدت لمقتل ثلاثة مستوطنين يهود، لتُختتم سلسلة العمليات خلال العام الثاني من الهبة بعملية الشهيد نمر الجمل بتاريخ 26/9/2017، التي قُتل فيها ثلاثة من جنود الاحتلال وأصيب آخر. شكل عنصرا المفاجأة والعمل الفردي أبرز سمات هذه الهبة الشعبية التي سميت أيضًا «انتفاضة القدس»، فقد تم تنفيذ معظم العمليات البطولية خلال الانتفاضة بتخطيط فردي، تجاوزه في بعض العمليات لثلاثة أفراد، عملوا بشكل شخصي ومن دون أي توجيه من فصيل. هذه الفردية في العمل، والتخطيط المحكم بعيداً عن الفصائل والخلايا التي برزت في انتفاضة الأقصى وما سبقها صعب من عمل مخابرات الاحتلال، بل جعل توقع العمليات أمراً مستحيلاً، وهو ما يحسب لشباب الانتفاضة. وغلب على الانتفاضة طابع المفاجأة، حيث وقعت معظم العمليات في توقيت غير متوقع، فبينما يشدد الاحتلال من إجراءاته وانتهاكاته في مكان وزمان محددين، ينفذ شاب عملية نوعية في مكان آخر تفاجئ الاحتلال وتربك حساباته وخططه. ودخلت الهبة الشعبية «انتفاضة القدس» عامها الثالث رغم ما تعرضت له من محاولات حثيثة لوأدها وإخمادها، وسط تأكيد الشباب الفلسطيني المقاوم أن لا رجوع عن درب الانتفاضة والمقاومة إلا بتحقيق الحرية الكاملة لشعبنا وأرضنا، وطرد آخر محتل عنها، حسب بيان حماس. وهو ما اتفق معه عبد الرحمن شديد القيادي في الحركة عندما قال «إن شعبنا لن يحيد عن درب المقاومة والنضال، وإنه سيواصل انتفاضته في وجه المحتل حتى يطهر أرضنا ومقدساتنا من دنس الاحتلال وآثاره». وأكد في تصريح صحافي عشية مرور الذكرى الثانية لانتفاضة القدس والسابعة عشرة لانتفاضة الأقصى، أن حركته ستبقى وفية لشعبها وأمتها بالسير والحفاظ على نهج المقاومة، وعدم التخلي عنه مهما كلف ذلك من ثمن. وأضاف «قدم شعبنا في انتفاضة الأقصى أسمى نماذج التضحية والفداء، واستطاع عبر شبابه المقاوم كسر هيبة الاحتلال وجيشه، وتحويل مدن الداخل المحتل لبراكين غضب زعزعت أمن المحتلين وزرعت الرعب في قلوبهم وها هو الشباب المقاوم يعاود الكرة من جديد في انتفاضة القدس، ويقدم النفس رخيصة فداءً لفلسطين، رغم حجم المؤامرات التي تحاك له». وأثنى القيادي في حماس على التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الفلسطيني خلال الانتفاضتين، مشيراً إلى أن دماء الشهداء وآهات الأسرى وعائلاتهم ستبقى وقوداً يشعل نار المقاومة، ويضيء الطريق نحو الحرية المنشودة. كما حيّا شديد «صمود شعبنا وكافة أذرعه الإعلامية والحقوقية والإنسانية التي كان لها أثر واضح في الانتفاضة»، داعياً الجميع» للتكاتف والتوحد خلف راية المقاومة حتى زوال الاحتلال». إحياء الذكرى الثانية لانطلاق الهبة الشعبية في الاراضي المحتلة شهدت استشهاد 327 فلسطينيا ومقتل 59 اسرائيليا و147 عملية طعن و44 عملية دهس |
المجموعة الثانية من قادة حراك الريف تمثل اليوم أمام محكمة استئناف الدار البيضاء Posted: 02 Oct 2017 02:22 PM PDT الرباط –« القدس العربي» : تشهد محكمة الاستئناف في مدينة الدار البيضاء اليوم الثلاثاء الجلسة الثانية للمجموعة الثانية من قادة حراك الريف، ويتوقع أن تعرف الساحة المقابلة لها وقفة حاشدة لناشطين يدعمون مطالب الحراك، ويطالبون بإطلاق سراح نشطائه الذين يفوق عددهم الـ 300 معتقل، وهي الاعتقالات التي لقيت استنكارا واسعا من قبل الأوساط الحقوقية المغربية والدولية خاصة أن مطالب الحراك اجتماعية واقتصادية وتنموية واحتجاجاتهم منذ انطلاقتها سلمية ويتمسكون بسلميتها. تنظر الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء، صباح اليوم الثلاثاء، في الجلسة الثانية من نوعها في ملفات21 متابعا على خلفيات احتجاجات «حراك الريف»، ثلاثة منهم في حالة سراح والباقي في حالة اعتقال، على رأسهم نبيل أحمجيق ومحمد الأصريحي، كما ستشهد المحكمة ذاتها أولى جلسات حميد المهداوي مدير موقع «بديل» في اليوم نفسه، المتهم بـ »عدم التبليغ عن أفعال من شأنها المس بسلامة الدولة». وقالت أوساط هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف إن الهئة ستطلب من رئاسة المحكمة تأجيل الجلسة إلى موعد لاحق لاعتبارات خاصة بهيئة الدفاع، وإذا ما تم رفض هذا الطلب سيقوم الدفاع بالشروع في تقديم الدفوعات الشكلية، المتمثلة في مسار الملف منذ الإيقاف مروراً بمحطات التحقيق، وكذا طلب إحضار الشهود في الملف ليمثلوا أمام المحكمة. وفي الموازاة مع الجلسة ينظم عدد من الهيئات الحقوقية، وقفة احتجاجية، كشكل احتجاجي على المحاكمات الصورية التي تستهدف نشطاء وقادة الحراك وقال بلاغ مشترك لكل من «مبادرة الحراك الشعبي في الدار البيضاء»، و»لجنة دعم معتقلي حراك الريف بالدار البيضاء»، و»الجمعية المغربية لحقوق الإنسان – مكتب جهة الدار البيضاء سطات»، إنها ستنظم انطلاقا من التاسعة من صباح غد (اليوم الثلاثاء) إلى الحادية عشرة وقفة احتجاجية أمام محكمة الاستئناف في الدار البيضاء. وأوضح البلاغ أن هذه الوقفة تأتي «بالموازاة مع الجلسة الثانية لمحاكمة المجموعة الأولى من معتقلي حراك الريف المرحلين إلى الدار البيضاء(مجموعة نبيل احمجيق ومن معه) ومحاكمة الصحتافي حميد المهدوي» مدر موقع بديل. انفو. اعتبرت الهيئات الموقعة على البلاغ، أن «هذا الشكل يأتي احتجاجا على المحاكمات الصورية التي تستهدف نشطاء وقادة الحراك»، داعية « الهيئات والفعاليات المناضلة والصحافة المستقلة الحرة جميعها للحضور والمشاركة في هذه الوقفة الاحتجاجية دعما لمعتقلي حراك الريف وللصحافي حميد المهداوي واحتجاجا على محاكمتهم الصورية». وقال المحامي في هيئة الدفاع عن معتقلي الحراك، عبد الصادق البوشتاوي على صفحته في «فيسبوك»، إن الأمر يتعلق «بكل من نبيل أحمجيق، وعبد العالي حود، ومحمد الأصريحي، وجواد الصابري، وعبد المحسن أتاري، وجمال مونا وجواد بلعلي ومحمد مكوح، وبدر الدين بولحجال، وعبد العزيز خالي، ومحمد الهاني وجواد بنزيان، وأحمد حاكمي وإبراهيم أبقوي، وأنس الخطابي وعبد المنعم ستحيو:في حالة سراح وزكريا قدوري الذي يتابع في حالة سراح. وأشار البوشتاوي، إلى أن «معضمهم متابع من أجل الجنح، وأن «الجلسة ستعرف حضور العشرات من المحامين من مختلف الهيئات كما ستعرف تسجيل تنصيبات جديدة لمجموعة من الزملاء، ومن المحتمل أن تعرف تغطية صحافية مكثفة على غرار الجلسة الأولى وسيتم تأخيرها لجلسة أخرى لاحقة لإعداد الدفاع». وفي وقت تستعد مختلف الأوساط الحقوقية لمسيرة وطنية يوم الـأحد المقبل في الدار البيضاء تظاهر العشرات من النشطاء الحقوقيين، أمس الاثنين، في الرباط، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين من نشطاء «حراك الريف» رفع المشاركون في التظاهرة التي دعت لها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لافتات كتب عليها شعارات تطالب بـ «ضرورة إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الحراك»، وصور بعض الموقوفين. ودعا عبد الحميد أمين، الناشط في الجمعية إلى ضرورة إطلاق سراح المعتقلين على خلفية حراك الريف من دون قيد أو شرط، مجددا تضامن الجسم الحقوقي مع عائلاتهم وذويهم، وداعيا في الوقت ذاته الفعاليات الحقوقية الداعمة للحراك إلى اليقظة والوحدة والاستمرار في التعبئة لاتخاذ القرارات والإجراءات تنفيذا لواجب التضامن النضالي السلمي مع الحراك الشعبي للريف ومعتقليه وعائلاتهم، وناشدت بشرى الخونشافي، زوجة الصحافي حميد المهداوي، مدير نشر موقع «بديل»، إلى إطلاق سراح زوجها، ومؤكدة صعوبة وضعه الصحي برغم تعليقه إضرابه عن الطعام. ومن المتوقع أن تؤسس «لجنة عائلات معتقلي الحراك الشعبي بالريف» المرحلين إلى سجن عكاشة بالدار البيضاء، ولجنة عائلات معتقلي الحراك الشعبي في الريف الموجودين في السجن المحلي في الحسيمة والمرحلين عنه إلى فاس وجرسيف وتاوريرت، إطارا قانونيا يجمع عائلات معتقلي الحراك الشعبي في الريف كافة للدفاع عن قضيتهم ومواكبة وضعيتهم والعمل على إطلاق سراحهم. وأفرز الجمع العام للجان لجنة تحضيرية للإعداد أدبيا وماديا للمؤتمر التأسيسي، «وسيتم إعلان تاريخ ومكان انعقاده في البلاغات التي ستصدر عن اللجنة التحضيرية. وفِي انتظار تأسيس ذلك الإطار ستستمر لجنتا عائلات المعتقلين السياسيين في أداء مهامهما». وأكد البلاغ أن عائلات معتقلي الحراك الشعبي في الريف ستشارك بكثافة وفعالية في المسيرة الوطنية المزمع تنظيمها يوم الأحد 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2017 بالدار البيضاء تحت شعار «الوفاء للمعتقلين والشهداء» وناشد القوى الحية بالبلاد الداعمة للحراك الشعبي ومعتقليه كافة بتجاوز الخلافات والمشاركة بقوة في إنجاح المسيرة الوطنية والتكتل مستقبلا في معركة الشعب المغربي من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمجالية. وقال إنه تم اتخاذ هذه الخطوات «بعد نقاش مستفيض تم خلاله استعراض الوضعية المأسوية التي يوجد فيها المعتقلون خاصة منهم المضربين عن الطعام في سجن عكاشة في الدار البيضاء والسجن المدني بجرسيف وسجن رأس الماء في فاس والسجن المدني في الحسيمة والسجن المحلي بتاوريرت وغيرها من السجون، كما تم التطرق فيه إلى تواصل حملة الاعتقالات التعسفية وما يرافقها من محاكمات تُصدر خلالها أحكام قاسية وجائرة في حق أبناء إقليمي الحسيمة والدريوش . ويتوجه الأسبوع المقبل إلى ستراسبوغ/ فرنسا كل من «أحمد الزفزافي» والد قائد الحراك ناصر الزفزافي المعتقل منذ نهاية أيار/ مايو الماضي والفنانة سليمة الزياني (سيليا) الناشطة في الحراك التي اعتقلت مدة شهرين لتقديم شهاداتهما حول «حراك الريف»، ومطالبتهما بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الحركة الإحتجاجية التي انطلقت منذ عام شمال المغرب وذلك أمام البرمان الأوروبي. وتنظم البرلمانية «ماري كريستين برجيات» (اليسار الأوروبي الموحد) ندوة في مقر البرلمان الأوروبي في 9 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري لنقاش الحركة المطلبية والاحتجاجية في منطقة الريف بالمشاركة مع جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، والتنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان ثم ”إنذار الريف” جمعيات التضامن مع الحراك بهولندا. وتشارك في الندوة خديجة الرياضي المنسقة العامة للتنسيقية المغاربية لحقوق الإنسان، وكل من سعيد فوزي، رئيس جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في المغرب ومصطفى بن شريف، محامي ومؤلف كتاب « الجرائم الدولية وحق الضحايا في الجبر: حالة حرب ريف 1921-1926 ». المجموعة الثانية من قادة حراك الريف تمثل اليوم أمام محكمة استئناف الدار البيضاء محمود معروف |
البرلمان المصري يفتتح دورته الثالثة: فوضى لتأخر رئيس الحكومة… وتهديد للمعارضة Posted: 02 Oct 2017 02:22 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي» ـ تامر هنداوي: في إشارة إلى أن دورة انعقاد البرلمان المصري ستكون صعبة على المعارضة، هدد رئيس المجلس، علي عبد العال، من اتهمهم بـ»محاولة تشويه المجلس، بأن ساعة الحساب قد أتت». ووجه رسالة في أولى جلسات دورة الانعقاد الثالث التي عقدت أمس إلى من «يحاولون تشويه البرلمان في الداخل والخارج»، قائلاً إن «هذا المجلس عصي على محاولتهم وسبق له أن تصدى لهذه المحاولات وقام بمحاسبة من تجاوزوا في حقه، وأوقع عليهم جزاء يستحقونه وفقاً لما ارتكبوه من مخالفات، وأن المجلس سيكون حريصا على توقيع الجزاءات بقوة وحسم، مع الأفعال التي يرتكبها المخالفون» ممن قال إنهم «يسعون للمساس بهيبة المجلس». وهدد من يحاولون تشويه المجلس قائلاً: «إن ساعة الحساب قد آنت، وستقع خلال الأسابيع المقبلة»، مشيراً إلى أن «محاولات تشويه البرلمان لم تقع فقط أمام وسائل الإعلام، ولكن حدثت أمام بعض المؤسسات الدستورية». يذكر أن المجلس قد أسقط عضوية اثنين من أعضائه خلال دورة الانعقاد الماضية، هما محمد أنور السادات، رئيس حزب «الإصلاح والتنمية»، بعد اتهامه بتسريب مشروع «قانون الجمعيات الأهلية» الذي أعدته الحكومة، قبل إقراره لمنظمات حقوقية دولية، وتوفيق عكاشة، بعد لقاء جمعه بالسفير الإسرائيلي لدى القاهرة في منزله. كما أحال مكتب مجلس النواب برئاسة عبد العال، النائب أحمد طنطاوي عضو تكتل «25 – 30» المعارض إلى لجنة القيم التحقيق معه فيما نسب إليه من تجاوزات وكسره لميكرفون غرفة لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية في المجلس أثناء مناقشة اتفاقية إعادة ترسيم الحدود مع المملكة السعودية، والتي نقلت بموجبها تبعية جزيرتي تيران وصنافير للمملكة. وشهدت الجلسة الأولى من دورة الانعقاد الثالث أمس، فوضى، خاصة عند وصول شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، الذي تأخر عن موعد وصوله ساعة كاملة مما تسبب في تأخر بدء الجلسة، ما دعا رئيس مجلس النواب للتهديد برفع الجلسة قائلاً:»هذا المشهد يضطرني إلى رفع الجلسة حتى يعود إليها النظام، المنظر العام لأول جلسة غير مقبول». ونفى اسماعيل في كلمته، أمام مجلس النواب ما يتردد عن احتمالية تعديل وزاري مرتقب، مشيدا بأداء الحكومة ومجلس النواب قائلاً: «برنامج الحكومة لم يكن لينفذ أو يتحقق بهذه الدرجة الجيدة والتي أشادت بها المؤسسات الدولية الكبرى إلا بدعم كبير ومساندة قوية من مجلسكم الرشيد الموقر، فلقد استهدفنا زيادة معدلات النمو الاقتصادي وعلاج الاختلالات الهيكلية العميقة في الأداء الاقتصادي التي استمرت لعشرات السنين دون مواجهة كما عملت الحكومة على إصلاح مناخ الأعمال وتهيئة مناخ الاستثمار». وتابع: «كان لا بد من بناء تشريعي محفز وجاذب للاستثمار ولقد تحقق ذلك بفضل جهدكم الكبير وإقراركم لقانون الاستثمار وقانون تيسير إجراءات منح تراخيص المنشآت الصناعية وغيرهما من التشريعات التي سيذكركم التاريخ بأنكم أنجزتموها». ووعد رئيس الوزراء بتسليم البرلمان التقرير السنوي الذي تعده الحكومة خلال أسبوع، مؤكدا أن «التشريعات التي أنجزها البرلمان في دوري الانعقاد الماضيين كان لها دور كبير في الحفاظ على مقدرات الشعب ومصالحه، ومن بينها قوانين الاستثمار، والخدمة المدنية وتقنين وضع اليد». وأرسل مجلس الوزراء تقريراً مفصلاً بعنوان «مصر في ثلاث سنوات» يحتوي على حصيلة أداء الدولة فيما يخص المشروعات خلال ثلاث سنوات في الفترة من يوليو/ تموز 2014 ـ يونيو/ حزيران 2017، في ظل التحديات العديدة التي تعاملت معها الحكومة بجرأة لتنفيذ العديد من المشروعات الكبرى في جميع المجالات الاقتصادية والتعليمية والصحية والبنية التحتية «مياه شرب ـ صرف صحي ـ كهرباء». وأرسلت الحكومة نسخة مجمعة إلى رئيس مجلس النواب، كما تم توزيع نسخ مقسمة على 568 من أعضاء مجلس النواب، كل فيما يخصه وفقا للمحافظات. وأشار التقرير إلى أن عدد المشروعات التي تم الانتهاء منها في جميع القطاعات خلال ثلاث سنوات عدد 5386 مشروعا «سواء مشروعات تم استكمالها أو مشروعات تم البدء فيها والانتهاء منها خلال ثلاث سنوات». وكانت ترددت أنباء عن عزم الرئيس عبد الفتاح السيسي، إجراء تغيير وزاري يطول اسماعيل ويتضمن تخفيضا لعدد الوزارات من خلال دمج عدد منها خاصة الآثار والثقافة، والسياحة والطيران. البرلمان المصري يفتتح دورته الثالثة: فوضى لتأخر رئيس الحكومة… وتهديد للمعارضة إسماعيل نفى احتمال إجراء تعديل وزاري… وعبد العال توعّد من «يشوه سمعة المجلس» |
جدل في تركيا عقب رفع الحكومة الضرائب فجأة لتغطية تكاليف عمليات عسكرية متوقعة في سوريا والعراق Posted: 02 Oct 2017 02:22 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: بشكل مفاجئ أعلنت الحكومة التركية نيتها فرض إجراءات ضريبية جديدة مع بداية العام المقبل من المقرر أن تضيف قرابة 8 مليارات دولار إلى إيرادات الدولة، وسط تأكيدات غير رسمية بأن هذا المبلغ سوف يخصص إلى الجيش التركي عبر بوابة تعزيز الصناعات الدفاعية المحلية. وحسب ما صرح وزر المالية التركي ناجي إقبال فإن إجراءات ضريبية جديدة في إطار برنامج اقتصادي مدته ثلاث سنوات سيضيف ما بين 27 مليارا إلى 28 مليار ليرة (7.5 ـ 7.8 مليار دولار) إلى إيرادات الميزانية العام المقبل، حيث من المقرر أن تزيد الحكومة ضريبة الشركات في القطاع المالي بمقدار نقطتين مئويتين إلى 22 ٪ وسترفع الضريبة على ملكية سيارات الركاب بنسبة 40 ٪. هذا الارتفاع الكبير جداً عبر رفع ضريبة السيارات 40 ٪ عبر قرار واحد أثار حالة من الجدل الواسع في صفوف المواطنين الأتراك الذين انتقدوا القرار ودشنوا حملات واسعة على مواقع التواصل الاجتماع للضغط على الحكومة للتراجع عن قراراها. وبينما اكتفى وزير المالية بالقول «إن الإجراءات الضريبية الجديدة تهدف إلى اتخاذ موقف قوي ضد المخاطر السياسية والاقتصادية»، قالت مصادر تركية متعددة إن عائدات الضرائب الجديدة سوف تخصص لدعم الجيش التركي وتغطية تكاليف العلمليات العسكرية التي يمكن أن يقوم بها الجيش التركي خلال الفترة المقبلة لا سيما في سوريا والعراق. ورأت وسائل إعلام تركية أن الحكومة تهدف إلى تفادي آثار سلبية كبيرة على الاقتصاد التركي في حال قيام الجيش التركي في عملية عسكرية في سوريا والعراق، وأن الحكومة تسعى بشكل مبكر من أجل تغطية تكاليف أي عملية مستقبلية لمنع الإضرار بالاقتصاد. وخلال العام الأخير، تعافى الاقتصاد التركي بشكل كبير من آثار الهجمات الإرهابية ومحاولة الانقلاب التي ضربت البلاد العام الماضي، حيث أدى الاستقرار الأمني وعدم وقوع هجمات إرهابية منذ قرابة العام إلى إعادة الثقة بالاقتصاد التركي وتحسنت أرقام الصادرات والسياح وبيع العقارات الأمر الذي أعطى دفعة جديدة للاقتصاد. نائب رئيس الوزراء التركي محمد شمشك توقع أن تحصص تركيا نمواً اقتصادياً بنسبة 5.5 بالمئة في العام الحالي ووصول معدل التضخم إلى 9.5 بالمئة. فيما قال اتحاد المصدرين الأتراك إن صادرات البلاد ارتفعت 8.9 بالمئة على أساس سنوي في سبتمبر/ أيلول إلى 11.34 مليار دولار. وبالإضافة إلى إجراءات رفع الضرائب، قالت الخزانة التركية إنها ستصدر سندات وصكوكا معززة بالذهب، بدءا من الثاني من أكتوبر تشرين الأول في محاولة لضخ مدخرات الأسر من المعدن في الاقتصاد. ومنذ نحو ثلاثة أسابيع يواصل الجيش التركي إرسال تعزيزات عسكرية غير مسبوقة إلى الحدود مع سوريا، شملت حتى الآن مئات الدبابات والمدافع وناقلات الجند والعربات العسكرية، بالإضافة إلى آلاف الجنود وعناصر القوات الخاصة، وسط توقعات بأن يبدأ الجيش التركي عملية عسكرية واسعة في محافظة إدلب ضمن اتفاق مناطق عدم الاشتباك في سوريا. وإلى جانب ذلك ومنذ أسابيع يهدد كبار القادة الأتراك بأن بلادهم مستعدة للتدخل عسكرياً في حال تطلب الأمر رداً على استفتاء انفصال إقليم شمال العراق، فيما تتواصل تتعزيزات عسكرية واسعة ومناورات عسكرية كبيرة منذ 15 يوماً على الحدود التركية مع العراق. هذه المناورات والتعزيزات التي تكلف الخزينة التركية مبالغ طائلة وتشكل عبئاً كبيراً على الاقتصاد التركي، ستكون تكلفتها رمزية مقارنة بما ستكلفه أي عملية عسكرية مباشرة في سوريا أو العراق، يضاف إلى ذلك فاتورة العمليات العسكرية المتواصلة والتي اشتدت في الأسابيع الأخيرة ضد مسلحي العمال الكردستاني داخل وخارج البلاد. وتأتي هذه الخطوة أيضاً مع تسديد أنقرة الدفعة الأولى من قيمة صفقة شراء منظومة إس 400 الدفاعية من روسيا والتي ستكلف ما بين 2 إلى 3 مليار دولار على أقل تقدير، وترى فيها تركيا حاجة ملحة لتعزيز القدرات الإستراتيجية للجيش وتعزيز القوة الدفاعية للدولة. كما تسعى تركيا إلى تعزيز ميزانية الصناعات العسكرية المحلية في محاولة لتجنب الضغوطات الدولية والتلويح الألماني والأمريكي الأخير بتقليص بيع الأسلحة إلى الجيش التركي، وذلك من خلال تطوير الصناعات الدفاعية المحلية وتقليل الاعتماد على الخارج بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة، حيث صرح أردوغان في أكثر من مناسبة أن الجيش التركي الذي بات يعتمد على الصناعات الوطنية بنسبة 60 ٪ يتوقع أن يعتمد تماماً على الصناعات الوطنية بحلول عام 2023. جدل في تركيا عقب رفع الحكومة الضرائب فجأة لتغطية تكاليف عمليات عسكرية متوقعة في سوريا والعراق ستضيف 8 مليارات دولار للخزينة العام المقبل ستخصص للجيش إسماعيل جمال |
اشتباكات في الموصل وتنظيم «الدولة» يحرق آبار نفط قرب الحويجة Posted: 02 Oct 2017 02:21 PM PDT الموصل ـ «القدس العربي» ـ وكالات: تجددت الاشتباكات، أمس الإثنين، في المدينة القديمة في الجانب الأيمن من الموصل، بعد أن باغت عناصر من «الدولة الإسلامية» آخرون يتبعون للشرطة الاتحادية، وفي وقت تمكن فيه القوات المشتركة من تحقيق تقدم في معركة الحويجة، عمد التنظيم إلى حرق آبار النفط. وقال مصدر من الشرطة الاتحادية لـ«القدس العربي» إن «مجموعة من عناصر تنظيم الدولة قاموا بمباغتة إحدى السرايا التابعة للشرطة الاتحادية في المدينة القديمة». وأضاف أن «اشتباكات حدثت، كانت الأعنف من نوعها منذ استعادت تلك المناطق، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى بين الجانبين وفقدان عنصر من الحشد العشائري، يرجح اختطافه من قبل التنظيم». وأشار كذلك إلى «استخدام أسلحة مختلفة بين الطرفين، ما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان في سماء المدينة»، مبيناً أن «هناك مناطق داخل المدينة لم يتم تحريرها حتى الآن، ولاتزال محاصرة من قبل القوات العراقية». وحسب المصدر «عناصر التنظيم يستخدمون الأنفاق ويتنقلون من خلالها، الأمر الذي يصعب على القوات العراقية كشفهم بسبب الدمار الذي لحق بالمنازل، إذ أصبح من الصعب كشف الأنفاق التي يتخفى بها عناصر تنظيم الدولة». وأوضح أن « قوات الشرطة الاتحادية، بعد انتهاء المعارك، قامت بعمليات تفتيش وبحث عن الإرهابيين، ولكن لم يتم العثور على أحد بعد اختفائهم في الأنفاق التي تمتد لمسافات طويلة بين أحياء المدينة». ولفت المصدر إلى أن «هناك عمليات تستهدف القوات العراقية تحدث بين فترة وفترة منذ إعلان تحرير المدينة، حيث لم يتم تطهير المدينة بشكل كامل ولاتزال بعض البؤر والخلايا تتواجد في أنحاء مختلفة وتتطلب جهد ووقت من أجل تطهيرها بسبب طبيعة المباني والشوارع الضيقة». وأكد النقيب محمد فاضل، من قيادة العمليات المشتركة، إعلان حالة الإنذار بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات العراقية ومسلحي «الدولة» في أيمن الموصل، كاشفاً عن ورود معلومات استخباراتية أفادت بقيام عناصر من التنظيم بمهاجمة القوات العراقية في الساحل الأيسر من المدينة. وشدد على أن «القوات العراقية قامت بعمليات استباقية في مناطق مختلفة من المدينة من أجل إجهاض العملية تلك». وأشار إلى أن «عمليات دهم وتفتيش شملت بعض مناطق الساحل الأيسر تمكنت القوات من خلالها إلقاء القبض على عدد من المطلوبين بقضايا الإرهاب». ويشهد الجانب الأيمن من مدينة الموصل عمليات عسكرية رغم إعلان الحكومة العراقية تحريره من سيطرة تنظيم «الدولة». وحسب مراقبين لاتزال مناطق لم يتم تطهيرها وتشهد هجهمات بشكل متكرر ضد القوات الأمنية في الأحياء القديمة من المدينة التي تعرضت لتدمير كبير، ولا تزال انفاق كثيرة لم تستطع القوات اكتشافها ويتخذها عناصر التنظيم ملاجئ وملاذات لعناصره المختبئين داخلها. وفي الموصل أيضاً، عثرت الأجهزة الأمنية على مقبرة جماعية غرب المدينة تضم رفاة 11 ضحية جميعهم من عائلة واحدة قضوا على يد عناصر «الدولة». وقال نايف سيدو، مدير ناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار (120 كلم غرب الموصل) «تم العثور على مقبرة جماعية بمحيط مجمع تل قصب (15 كلم جنوب سنجار) بعد ورود بلاغ من سكان محليين كانوا يتفقدون مناطقهم». وأضاف أن «المقبرة تضم رفاة 11 ضحية من أهالي تل قصب من الإيزيديين، وجميعهم من عائلة واحدة ومن الذكور». ورجح «وجود العديد من المقابر الجماعية التي لم تكتشف لحد الآن». وحسب المصدر «تم العثور على 31 مقبرة لغاية اليوم، تضم رفات المئات من الإيزيديين الذين قضوا على يد عناصر تنظيم الدولة». وسيطرت قوات البيشمركه، التابعة لإدارة إقليم شمال العراق، بشكل كامل على قضاء سنجار، الذي تقطنه أغلبية إيزيدية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بعد أن سيطر عليه تنظيم «الدولة» في 3 أغسطس/ آب 2014. وفيما يخص تطورات معركة الحويجة، أعلن قائد عمليات استعادة الحويجة، الفريق قوات خاصة الركن، عبد الأمير رشيد يار الله، عن استعادة السيطرة على ناحية الرشاد بالكامل. وذكرت خلية الإعلام الحربي في بيان، أن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب وقطعات عمليات شرق دجلة والالوية 5 و10و22 و27 و6 من الحشد الشعبي استعادة السيطرة على (45) قرية وتمكنت من استعادة ناحية الرشاد بالكامل، وسيطرت على مطار الرشاد (الضباع) ضمن الصفحة الثانية من المرحلة الثانية لعمليات استعادة الحويجة». جاء ذلك، تزامناً مع إعلان مسؤولين عسكريين ونفطيين أن مقاتلي تنظيم «الدولة» أضرموا النار في ثلاثة آبار قرب الحويجة. وقال مسؤولون عسكريون إن «قوات الأمن تستخدم جرافات للسيطرة على النار التي أشعلها المتشددون في الساعات الأولى من صباح يوم السبت بهدف تعطيل تقدم القوات المدعومة من الولايات المتحدة والفصائل المسلحة الشيعية صوب الحويجة». وكان حقل علاس الواقع على بعد 35 كيلومترا جنوبي الحويجة أحد مصادر الدخل الرئيسية لـ»الدولة الإسلامية». وقال العقيد محمد الجبوري إن «المتشددين يحاولون استغلال أعمدة الدخان المتصاعدة في تفادي ضربات جوية أثناء تقهقرهم من المنطقة باتجاه الحويجة». ووفق قياديين عسكريين «جرى السيطرة على النار في أحد الآبار». وأضافوا أن» السيطرة على ألسنة اللهب في البئرين الآخرين ربما يستغرق ثلاثة أيام». وأوضح مسؤولون في شركة نفط الشمال التي تديرها الحكومة إن إرسال أطقمها لتقييم الخسائر في الآبار لا يزال محفوف بالمخاطر إذ ربما ترك المتشددون وراءهم قنابل وألغاما أرضية. في الموازاة، أعلن مصدر عسكري عراقي مقتل أكثر من مئة عنصر من تنظيم «الدولة» في قصف نفذه طيران «التحالف الدولي» في صحراء الرمادي. وقال العقيد الركن ماجد حامد إن «التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية قصف منتصف ليل الأحد/الاثنين معسكر كبير اجتمع فيه العشرات من عناصر تنظيم الدولة، ويحوي كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات في صحراء الرمادي المحاذية لمنطقة الطاش وبمسافة تقدر بسبعين كيلومترا جنوب المدينة». وأضاف أن «الغارة نفذت عشية تجمع عناصر التنظيم في المعسكر لعقد اجتماع مع القيادات الميدانية، وأن الغارة نفذت من خلال اطلاق قنابل فراغية… باتجاه المعسكر، وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 من الإرهابيين المتطرفين وانفجار مستودع الأسلحة عقب القصف… وتعد الغارة الأقوى في المحافظة منذ استعادة الجيش العراقي لأغلب مدن الأنبار أواخر 2015». كذلك، أعلن قائد عمليات بغداد، الفريق الركن جليل الربيعي، مقتل 10 من عناصر تنظيم «الدولة»، بينهم 5 انتحاريين في عمليات أمنية نفذتها القوات المشتركة في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد، ضمن الخطة الأمنية التي تم إعدادها لحماية طقوس عاشوراء. وقال، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر قيادة العمليات وسط بغداد، إن «القوات الأمنية قتلت ثلاثة انتحاريين من تنظيم الدولة، في منطقة جزيرة الكرمة غربي بغداد، كانوا يخططون لاستهداف الزوار في العاصمة». وبيّن أن «القوات الأمنية قتلت أيضا انتحاريين اثنين من تنظيم الدولة، في منطقة خان بني سعد، شمالي بغداد، خططوا لمهاجمة الزوار». واضاف أن»الطيران العسكري وجه ضربة جوية استهدف فيها موقعا للتنظيم، في قاطع الطارمية شمالي بغداد، مما أدى إلى مقتل 5 انتحاريين، من بينهم شخص يكنى بأبو الخطاب، وآخر بأبو عمر، ويعملان بصفة ناقلين للإرهابيين الانتحاريين في بغداد». وتابع أن» القوات الأمنية اعتقلت إرهابيين اثنين من داعش، أحدهما يعتبر ناقلا للانتحاريين في منطقة التاجي شمالي بغداد، وآخر في منطقة حي العامل جنوبي بغداد، وثالث متهم بتجارة الأسلحة في مدينة الصدر شرقي بغداد». إلى ذلك، أعلن الجيش الأمريكي، مقتل عسكري من «التحالف الدولي» العراق عند انفجار عبوة على جانب الطريق. ولم يحدد بيان الجيش المؤلف من فقرتين جنسية الضحية. وقال إن العسكري «قتل واصيب ثان بجروح عندما انفجرت عبوة يدوية الصنع بعربتهما في الاول من تشرين الاول/اكتوبر في العراق». وتابع البيان انه «لن يتم الكشف عن الاسماء وملابسات الحادث في انتظار ابلاغ ذوي»، الضحية وبقرار من «السلطات الوطنية المعنية». اشتباكات في الموصل وتنظيم «الدولة» يحرق آبار نفط قرب الحويجة العثور على مقبرة جماعية تضم رفاة 11 إيزيديا… وقصف لـ«التحالف» على الرمادي |
سميرة الشواشي لـ«القدس العربي»: تونس تحتاج إلى نظام سياسي جديد يحمي المسار الديمقراطي Posted: 02 Oct 2017 02:21 PM PDT تونس – «القدس العربي» : قالت سميرة الشوّاشي الناطقة باسم حزب «الاتحاد الوطني الحر» إن تونس تحتاج إلى نظام سياسي جديد يحمي المسار الديمقراطي والمكاسب التي حققتها البلاد بعد الثورة، مشيرة إلى أن النظام الحالي يعطّل عمل السلطة التنفيذية ويشكّل عائقا ضد تحسن الوضع الاقتصادي المتعثر في البلاد، لكنها اعتبرت أن تعديله يتطلّب توافقا واسعا وحوارا عميقا بين الأطراف السياسية في البلاد جميعها. وأكدت، من جهة أخرى، أن رئيس الحزب سليم الرياحي سيسلّم منصبه إلى قيادة مؤقتة لحين انعقاد مؤتمر الحزب في كانون الأول/ديسمبر المُقبل، متهمة حركة «مشروع تونس» بالتآمر مع أطراف في الحكومة وفي ليبيا بهدف تجميد أموال الرياحي ومنعه من السفر. وقالت الشواشي في حوار خاص مع «القدس العربي»: «النظام السياسي والانتخابي في تونس بشكله الحالي هو نظام هجين وهو السبب المباشر في تعدد الحكومات والعطالة على مستوى الجهاز التنفيذي، لأن النظام الانتخابي مثلا لا يعطي أغلبية واضحة لجهة معينة حتى تتمكن من الحكم، كما أن الجهاز التنفيذي ليست لديه القوة الكافية حتى يكون جهة مشرعة تمرر التشريعات حتى تنفذ برنامجا واضح المعالم، فنحن لدينا الآن (في الحكم) موزاييك من الأحزاب من دون أغلبية واضحة لجهة معينة وهذا ما يجعل الحكومات تتساقط، كما أنه يشكل عائقا كبيرا ضد تحسن الوضع الاقتصادي الذي تعيشه تونس». واستدركت بقولها «لكن تغيير هذا النظام يجب ألا يتم بطريقة قسرية، بل يجب التريث والدخول في حوار عميق بين الأطراف السياسية كلها للحصول على توافق حول نظام جديد يحمي المسار الديمقراطي والمكتسبات التي تراكمت بعد الثورة، ويمكّن عجلة الاقتصاد من العودة للعمل». وكان الرئيس الباجي قائد السبسي دعا مؤخرا إلى مراجعة النظام السياسي الذي قال إنه يعطل عمل الحكومة، فيما تزايدت الدعوات مؤخرا (داخل الحزب الحاكم خاصة) لإجراء استفتاء حول تعديل الدستور تُجاه إعادة نظام الحكم الرئاسي والتخلي عن النظام الحالي شبه البرلماني. من جانب آخر، أشارت الشواشي إلى أن رئيس الحزب سليم الرياحي يستعد للابتعاد مؤقتا عن منصبه للانشغال في أمور أخرى تتعلق بقضية تجميد أمواله ومنعه من السفر ومتابعة أعماله في الخارج (بعد رفع قرار حظر السفر)، مشيرة إلى أن قيادة جديدة ستتابع شؤون الحزب إلى حين انعقاد المؤتمر المقبل في كانون الأول/ديسمبر. واتهمت، في السياق، حركة مشروع تونس بالتسبب في قضية الحجز على أموال الرياحي ومنعه من السفر، مشيرا إلى أن «القضية كانت تسير بشكل طبيعي لكن هناك محاميا تونسيا تقدم بوثيقة أضافها لملف القضية في غضون هذه السنة باسم هيئة تسمي نفسها «هيئة مكافحة الفساد الليبية» وهي ليست هيئة رسمية، بل ادعى ممثلها القانوني أنها تنتمي للمجتمع المدني في ليبيا، وتبين لاحقا أنهم متحيلون مشاركة مع عناصر تونسية، كما أن المحامي الذي يمثل هذه الهيئة هو أحد القيادات الجهوية لحركة «مشروع تونس» وقد زار مقر رئاسة الحكومة في القصبة في الأسبوع نفسه الذي تقدم به بالوثيقة التي بموجبها وقع التجميد ومنع السفر، ونحن نتساءل حول علاقة هذا المحامي بأطراف في مقر الحكومة في القصبة وليست لدينا معلومات دقيقة حول هذا الأمر». وحول منح الثقة لحكومة يوسف الشاهد بنسختها الجديدة بعد التعديل الوزاري، قالت الشواشي «حكومة الشاهد هي بالأصل حكومة وحدة وطنية أتت في إطار مبادرة رئاسية، والاتحاد الوطني الحر كان يدعمها من حيث المبدأ ورأينا أنه من الضروري أن تنبثق حكومة عن المبادرة، لكن فيما بعد رأينا أن هذه الحكومة ابتعدت عن مسارها الصحيح وانتقدناها بشدة». وأضافت «لكن فيما بعد قال رئيس الجمهورية إن الحكومة الجديدة (بعد التعديل الوزاري) هي حكومة الفرصة الأخيرة، وحتى لا نتناقض مع أنفسنا قررنا منح هذه الحكومة الفرصة الأخيرة، وعلى هذا الأساس منحناها الثقة حتى نعطيها أكثر أسباب النجاح عبر نيلها أكبر تزكية في البرلمان». واتهمت، من جهة أخرى، بعض أطراف المعارضة كـ «الجبهة الشعبية» و»التيار الديمقراطي» بالاحتيال عبر استغلال إمضاءات قديمة لنواب «الاتحاد الوطني الحر» الرافضين لمشروع قانون «المصالحة» في نسخته الأولى (قبل التعديل) لاستغلالها في قائمة الطعون التي تقدموا بها لاحقا للطعن في قانون «المصالحة الإدارية» بعد المصادقة عليه من قبل البرلمان (حيث صوت الاتحاد الوطني الحر لمصلحة القانون)، معتبرة أن خطأ قانونيا وأخلاقيا غير جائز قام به نواب المعارضة. سميرة الشواشي لـ«القدس العربي»: تونس تحتاج إلى نظام سياسي جديد يحمي المسار الديمقراطي حسن سلمان: |
الداخلية المصرية تعلن مقتل 3 من «حسم» بعد تبني الحركة هجوما على سفارة ميانمار Posted: 02 Oct 2017 02:20 PM PDT القاهرة ـ « القدس العربي» ـ وكالات: أعلنت وزارة الداخلية المصرية، أمس الإثنين، عن مقتل ثلاثة من كوادر حركة «حسم» في تبادل لإطلاق النار مع قوات الشرطة، في منطقة المقابر الكائنة في منطقة 15 مايو جنوب القاهرة. وتقول الحكومة المصرية إن «حسم» ذراع مسلحة لجماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها في 2013، لكن الجماعة تنفي ذلك. وقالت الوزارة، في بيان، إن «ذلك يأتي في إطار استمرارية الوزارة في تنفيذ خططتها لملاحقة كوادر الجناح المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية، وتحديد أوكارهم التنظيمية التي يتخذونها مأوى لهم». وأضافت أنه «قد توافرت معلومات لقطاع الأمن الوطني تفيد تردد مجموعة من كوادر حسم الإرهابية على منطقة المقابر «تحت الإنشاء» والكائنة في منطقة 15 مايو- القاهرة ليلاً هروباً من الملاحقة الأمنية، وأنهم بصدد الإعداد الفعلي لتنفيذ عمل عدائي خلال المرحلة الراهنة». وحسب البيان «تم التعامل مع تلك المعلومات عقب استئذان نيابة أمن الدولة والانتقال للمكان المشار إليه ومحاصرته، إلا أنه حال اقتراب القوات للمكان فوجئت بإطلاق أعيرة نارية كثيفة تجاهها، مما دفعها للتعامل مع مصدر النيران، وأسفر ذلك عن مقتل ثلاثة من العناصر أمكن تحديد شخصية اثنين منهم». وأشارت الداخلية إلى أنه «عُثر في محل الواقعة على بندقية آلي، طبنجة عيار 9 مم، وكمية من الذخيرة وفوارغ الطلقات»، مؤكدة أن «المذكورين من أبرز وأخطر العناصر الإرهابية المنتمية لما يسمى حركة حسم الإخوانية، والتي اضطلعت بتبني العديد من الحوادث الإرهابية خلال الفترة الأخيرة». يأتي ذلك بعد يوم واحد على إعلان حسم مسؤوليتها عن انفجار محدود استهدف سفارة ميانمار في القاهرة، قائلة إن «الانفجار انتقام من حملة جيش ميانمار على مسلمي الروهينجا». ولم تعلق وزارة الداخلية المصرية على الحادث الذي وقع السبت والذي ظن سكان ووسائل إعلام محلية في البدء أنه ناجم عن انفجار في خط لأنابيب الغاز الطبيعي في ضاحية الزمالك التي توجد بها السفارة. لكن مصدرين أمنيين قالا إن السلطات عثرت على آثار متفجرات في المكان. وقالت «حسم» في بيان نشر على الإنترنت «هذا التفجير رسالة تحذيرية لسفارة السفاحين قتلة النساء والأطفال في أراكان (ولاية راخين) المسلمة وتضامناً مع أبناء هذا الشعب المسلم المستضعف». وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها «حسم» مسؤوليتها عن هجوم على سفارة. وكانت الحركة قد تبنت في السابق هجمات على قضاة ورجال شرطة في محيط القاهرة. وجاء في بيان الحركة أن مسلحين تابعين لها شنوا الهجوم «مع التأكيد على حرصنا الشديد على عدم وقوع إصابات داخل صفوف المدنيين والأبرياء أثناء التنفيذ وإلا لرأيتم جحيما مشتعلا ما تمكنتم من إيقافه». وحث متحدث باسم الحكومة في ميانمار رعايا ميانمار في الخارج على توخي الحذر. وقال المتحدث على تويتر «نرجو من مواطني ميانمار في كل أنحاء العالم توخي الحذر». وبدأت أحدث موجة عنف في ولاية راخين التي تقع في غرب ميانمار يوم 25 أغسطس/ آب، بعد أن هاجم مسلحون من الروهينجا مراكز للشرطة ومعسكرا للجيش وقتلوا نحو 12 شخصا. وأدى رد الجيش في ميانمار إلى هروب أكثر من 410 آلاف من مسلمي الروهينجا إلى بنغلاديش فرارا مما يقولون وتقول منظمات حقوقية إنها حملة هدفها طرد السكان المسلمين من الدولة التي تسكنها أغلبية بوذية. الداخلية المصرية تعلن مقتل 3 من «حسم» بعد تبني الحركة هجوما على سفارة ميانمار |
السجن المشدد 3 سنوات لـ 48 من الإخوان في الإسكندرية Posted: 02 Oct 2017 02:20 PM PDT القاهرة ـ « القدس العربي»: قضت محكمة جنايات الاسكندرية، أمس الإثنين، بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات على 48 من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في الإسكندرية. وكانت النيابة العامة وجهت لـ 48 شاباً، فى القضية رقم 29990 لسنة 2015 قسم شرطة المنتزة أول والمقيدة برقم 2147 كلي شرق الاسكندرية، تهمة «الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف القانون الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام القوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، مع علمهم بالأغراض التي تدعو لها تلك الجماعات وذلك بأن انضموا إلى جماعة الإخوان المسلمين والتي تهدف إلى تغيير نظام الحكم بالقوة». كما وجهت النيابة للمتهمين تهم «حيازة مطبوعات تتضمن ترويجا لأفكار جماعة الإخوان». يأتي ذلك في وقت حددت محكمة النقض 16 نوفمبر / تشرين الثاني المقبل، لنظر أولى جلسات الطعن المقدم من 37 متهماً على الأحكام الصادرة ضدهم من محكمة الجنايات في القضية المعروفة إعلاميا بـ «اقتحام قسم التبين». وكانت محكمة الجنايات قضت في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2016 بمعاقبة 10 متهمين غيابيا و11 متهمًا حضوريا بالسجن المشدد 15 عامًا، فيما قضت بالسجن المشدد 10 سنوات لـ15 متهمًا، والمشدد 7 سنوات لـ11 متهمًا لإدانتهم باقتحام قسم شرطة التبين وحرق محتوياته وتهريب المسجونين به عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين. وتضمن حكم الجنايات بإلزام المحكوم عليهم بدفع 10 ملايين و101 ألف و79 جنيها قيمة ما خربوه، ووضع المحكوم عليهم تحت مراقبة الشرطة لمدة 5 سنوات بعد انقضاء مدة العقوبة المقضي بها، وإحالة الدعوى المدنية للمحكمة المدنية المختصة من دون مصروفات. وأسندت نيابة جنوب القاهرة بأمر الإحالة لـ 47 متهما العديد من التهم أبرزها «التجمهر والبلطجة والشروع في قتل عدد من ضباط وأفراد أمن قسم التبين، وإضرام النيران بمبنى القسم وحرق محتوياته ومحاولة تهريب المسجونين، وحيازة وإحراز أسلحة نارية وبيضاء والانضمام إلى جماعة أسست على خلاف القانون». وقائع القضية كانت عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة في صباح يوم 14 أغسطس/ أب 2013 بتجمع أنصار جماعة الإخوان أمام قسم شرطة التبين، اعتراضا على فض الاعتصامين وأثناء ذلك اندلعت الاشتباكات بينهم وبين قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط القسم. السجن المشدد 3 سنوات لـ 48 من الإخوان في الإسكندرية |
ليبرمان يفرض الإغلاق الكامل على الضفة 11 يوما و«الخارجية» تعتبره تعميقا لنظام الفصل العنصري Posted: 02 Oct 2017 02:19 PM PDT رام الله – «القدس العربي»: قرر وزير الجيش الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، فرض الإغلاق الكامل على المناطق الفلسطينية طوال أيام عيد العرش اليهودي، أي لمدة 11 يوما. ويعتبر هذا القرار استثنائيا نسبيا، وتم تبريره بالعملية التي وقعت في مستوطنة هار ادار، التي قتل فيها عامل فلسطيني ثلاثة رجال أمن في الأسبوع الماضي. وشاركت كل الأجهزة الأمنية، باستثناء الجيش في التوصية بفرض الإغلاق الطويل. من جهتها قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن الحكومة الاسرائيلية اعتادت على تحويل الأعياد الدينية اليهودية الى مناسبات لفرض المزيد من القيود والعقوبات الجماعية والتضييقات على الفلسطينيين وحياتهم، وفي السياق مدد وزير الحرب الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان إغلاق الضفة الغربية وقطاع غزة لمدة 11 يوماً بحجة هذه الأعياد، بما يعني شل حركة الفلسطينيين، وتحويل كل من قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية المحتلة الى سجون كبيرة. واعتبرت أن الحكومة الاسرائيلية وأجهزتها المختلفة تتعمد تبرير تلك العقوبات الجماعية وغيرها بهاجس الأمن، علماً أنها تستبيح المناطق الفلسطينية وتواصل اعتقالاتها بالجملة وانتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي بحق الفلسطينيين وأمنهم. وأدانت الوزارة سياسة فرض الأطواق والإغلاقات على المناطق الفلسطينية، مؤكدة أن هذه السياسة امتداد لعقلية استعمارية توسعية، تستفرد بشكل عنيف بالشعب الفلسطيني وأرض وطنه، بما يؤدي الى تكريس الاحتلال والاستيطان، وتعميق نظام الفصل العنصري وحالة فقدان الأمل لدى الفلسطينيين. وحذرت من خطورة التعامل مع ما يسمى بالإغلاقات الشاملة للضفة والقطاع، كقضية روتينية وعادية تمر مرور الكرام، وتؤكد في الوقت ذاته ، أن لهذه السياسة الاستفزازية تداعيات خطيرة على مجمل الوضع الأمني برمته. وطالبت المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية المختصة بالضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه السياسة العنصرية وغير القانونية، التي تتعارض بشكل واضح مع اتفاقيات جنيف ومبادىء حقوق الإنسان. ليبرمان يفرض الإغلاق الكامل على الضفة 11 يوما و«الخارجية» تعتبره تعميقا لنظام الفصل العنصري |
جهات سياسية إسرائيلية ضغطت على آيزنكوت لتخفيف عقوبة أزاريا Posted: 02 Oct 2017 02:18 PM PDT الناصرة – «القدس العربي»: كشفت صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ان جهات سياسية مختلفة، من بينها شخصيات سياسية بارزة، مارست ضغوطا شديدة على رئيس الأركان غادي ايزنكوت، في محاولة لإقناعه بتخفيف عقوبة الجندي قاتل الشاب عبد الفتاح الشريف اليؤور أزاريا، بشكل كبير، يصل الى حد العفو الكامل. ونوهت أن ايزنكوت رفض تلك التوجهات وقرر تقليص عقوبة ازاريا بأربعة أشهر فقط. يشار الى أنه حكم على أزاريا بالسجن لمدة 18 شهرا، بعد ادانته بقتل عبد الفتاح الشريف من الخليل وهو مصاب وممدد على الأرض قبل نحو العامين. كما تم رفض الاستئناف على قرار الحكم، الذي قدمه الجندي القاتل الى محكمة الاستئناف العسكرية. وبعد إدانته قال رئيس الأركان إنه «اذا اختار ازاريا تقديم طلب لتخفيف العقوبة، فسيتم النظر فيه بجدية، من خلال فحص مجمل المعايير المتعلقة بالأمر ومن خلال الالتزام فقط لقيم الجيش ومحاربيه ومن يخدمون فيه». وفي حينه وجه ايزنكوت كلامه الى السياسيين، الذين طالبوا بالعفو عن ازاريا، الذين توقع ان يمارسوا عليه الضغط لعمل ذلك. وبالفعل، في أعقاب توجه ازاريا إليه بطلب العفو، وصلت الى مكتب رئيس الأركان، بشكل مباشر وغير مباشر، توجهات من قبل سياسيين، بينهم شخصيات رفيعة، حاولت اقناعه بتخفيف الحكم بشكل كبير، بل والعفو عنه وإطلاق سراحه فورا. جاء ذلك استمرارا لحملة المساندة الإسرائيلية الرسمية والشعبية للجندي القاتل منذ اليوم الأول لارتكابه جريمة الإعدام الميداني. واوضح رئيس الأركان للمتوجهين اليه، بأن الضغط الخارجي لن يؤثر على قراره ومع ذلك فقد نشر في الأسبوع الماضي قراره القاضي بتخفيض أربعة اشهر من فترة اعتقال ازاريا. وكتب ايزنكوت في تبريره لقراره ان سلوك ازاريا كان مرفوضا ويتعارض مع أوامر وقيم الجيش وانتقد عدم تحمل الجندي للمسؤولية عن عمله وعدم إبداء الندم على فعلته، ومع ذلك قرر رئيس الأركان تخفيف عقوبة الجندي الى 14 شهرا، من منطلق «معايير الرحمة» التي أخذت في الاعتبار ماضيه كمحارب عمل في حلبة حربية. وينوي ازاريا الآن طلب العفو من رئيس اسرائيل رؤوبين ريفلين، ويسود التقدير بأن الرئيس سيواجه أيضا الضغوط من أجل التخفيف من العقوبة. في المقابل سيتم تحويل وجهات نظر مهنية الى الرئيس، من بينها وجهة نظر النائب العسكري الرئيسي، العميد شارون اوفك، الذي عارض تقليص عقوبة ازاريا بادعاء ان 14 شهرا من السجن لا تتفق مع خطورة العمل الذي أدين بسببه. يشار الى أن أهم مؤرخ عسكري إسرائيلي، د. أوري ميليشطاين سخر من التصريحات الإسرائيلية عن طهارة السلاح بعد ارتكاب جريمة قتل عبد الشريف. وقال ميليشطاين لإذاعة تل أبيب قبل شهر إن سجل إسرائيل حافل بإعدام الأسرى وارتكاب جرائم خطيرة بقيت من دون ضجة لعدم توثيقها بالصوت والصورة بعكس جريمة إعدام عبد الفتاح الشريف. جهات سياسية إسرائيلية ضغطت على آيزنكوت لتخفيف عقوبة أزاريا |
منتدى الإعلاميين يطالب بموقف حازم من انتهاكات الاحتلال ضد الصحافيين الفلسطينيين Posted: 02 Oct 2017 02:18 PM PDT غزة ـ «القدس العربي»: استنكر منتدى الإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة بشدة تصاعد حملات اعتقال الاحتلال الإسرائيلي، بحق الصحافيين في الضفة الغربية، غير آبه بالقوانين الدولية، والمواثيق التي تضمن حرية العمل الصحافي وتجرم الاعتداء والمساس بها. وأكد المنتدى في تصريح صحافي تلقت «القدس العربي» نسخة منه أن الاحتلال يعتقل مزيدا من الصحافيين الفلسطينيين ويصدر أحكاما جائرة وينفذ إجراءاته التعسفية بحقهم خلال ممارستهم واجبهم الوطني والمهني. وأشار إلى أنه وفق ما وصله من معلومات، أقدمت قوات الاحتلال فجر أمس على اعتقال الصحافيين مراسلي قناة «الأقصى الفضائية» علاء الطيطي، بعد مداهمة منزله في مخيم العروب شمال الخليل جنوب الضفة الغربية، وأمير أبو عرام بعد اقتحام بيته وتفتيشه في بيرزيت. وأوضح أن الطيطي تعرض للاعتقال عدة مرات في سجون الاحتلال والسلطة الفلسطينية في الضفة، كان آخرها العام الماضي حيث قضى في سجون الاحتلال ما يزيد عن 8 أشهر وخرج بكفالة مالية. وقال التجمع إن محكمة عوفر العسكرية الإسرائيلية أصدرت يوم الأربعاء الماضي بحقه مع الزميل مصطفى الخواجا مراسل قناة الأقصى الفضائية، حكما بالسجن لمدة ثمانية أشهر مع وقف التنفيذ لمدة ثلاث سنوات بالإضافة لغرامة مالية. وأشار كذلك إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت الناشط رائد ابو ارميلة عقب اقتحامها حارة أبو سنينة في مدينة الخليل السبت الماضي، وحولت الصحافي محمد عوض الى الاعتقال الإداري. واستنكر منتدى الإعلاميين تصاعد موجة الاعتداءات الإسرائيلية بحق الصحافيين في الأراضي الفلسطينية، وتغولها على المؤسسات الصحافية والإعلامية، وقال إن الهدف منها هو «كتم أي صوت ينقل حقيقة ومعاناة الشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال». وأكد رغم ذلك أن صوت الصحافيين ورسالتهم في نقل حقيقة معاناة الشعب الفلسطيني «سيبقى حراً مهما مارس الاحتلال من اعتداءات وممارسات ظناً منه أنه قادر بذلك على إسكاته». ودعا منتدى الإعلاميين كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والمؤسسات الإعلامية والدولية ذات العلاقة للقيام بواجبها تجاه توفير الحماية للصحافيين ووسائل الإعلام في الأراضي الفلسطينية. واعتبر أن «الإجراءات التعسفية» التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ما هي إلا استمرار لسياسته وتعنته تجاه وسائل الإعلام المختلفة. وشدد على أنها تمثل «انتهاكاً صارخاً» لمبادئ القانون الدولي تندرج في إطارِ سياسات «تكميم الأفواه» منعاً لنقل حقيقة الأحداث في فلسطين. وأكد كذلك أن هذه السياسة الإسرائيلية لن ترهب الصحافيين، ولن تعوق إيمانهم بعدالة القضية الفلسطينية وستعزز استمرارهم في أداء رسالتهم المهنية مهما بلغت التضحيات. وطالب كافة المؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية ونشطاء حقوق الإنسان والمؤسسات الإعلامية والدولية ذات العلاقة وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحافيين، بالقيام بواجبهم تجاه توفير الحماية للصحافيين ووسائل الإعلام في الأراضي الفلسطينية. وقال «نعتقد أن أفضل رد على جرائم الاحتلال بحق الصحافة والصحافيين هو الاستمرار في أداء الرسالة الصحافية بكل مهنية ومسؤولية وشجاعة مهما بلغت التضحيات». منتدى الإعلاميين يطالب بموقف حازم من انتهاكات الاحتلال ضد الصحافيين الفلسطينيين وسط تصاعد حملات الاعتقال |
كباقي الوشم في اليد أو أكثر Posted: 02 Oct 2017 02:18 PM PDT يقول لنا نقادنا الأشاوس ومنذ عصور غابرة إن الوقوف على الأطلال سنة شعرية، ويقولون لنا إنها جزء من شيء سماه أجدادنا العمود الشعري فسلمنا لهم بتسميتهم وأخذناها عنهم فرحين مستبشرين، وصرنا حين نعتلي منصة التدريس نحدث طلاب عصرنا عن شيء لا يفقهونه كثيرا اسمه: الأطلال؛ نحدثهم عنه بلسان عربي مبين كأننا خبرناه عيانا وعرفناه سماعا. فنقول لهم إن وقوف الشاعر على الأطلال كان لذكر الحبيبة الظاعنة، بدون أن نقول لهم غالبا لمَ ظعنت؛ ونحدثهم عن أطلال مكوناتُها بسيطة حقيرة إذْ تتألف من رماد ومن «بَعَر الآرام» هم الذين لا يعرفون الرماد، إلا قليلا ولا يعرفون الآرام اسما ولا حتى مسمى، ولا يستسيغون بعرها إن اكتشفوا ما يكون. ونصوّر لهم حُرقة الشاعر، وهو يكتشف أن حبيبته رحلت مع قومها إلى وجهة غير معلومة ولم تترك إلا رسما يوشك أن يندرس، نصور لهم ذلك ونعلم أنهم يمكن أن يخاطبوا حبيباتهم القريبات بنقرة بسيطة على الهاتف الخلوي، أو يرينهن في آناء الليل ويسمعنهن في أطراف النهار. كم هو غريب هذا المدرس الذي يفتح كتابه أو أوراقه ويتلو أفكاره هذه القديمة، وهو يلبس «الجينز» أو ربطة العنق، يتلوها على مسامع شباب يحنقون على حالهم كيف يتركون حرب النجوم والأفلام العاطفية المتقنة ووسائطها السهلة ويستخدمون وسائط تقليدية تحكي لهم عن أطلال نصفها رماد ونصفها بَعَر. ليس علينا أن نغلق الأبواب على تراثنا الشعري ونتركه بدعوى أن الزمان عفا عليه فهذا ما لا أعنيه من قولي السابق ولا أعني أن العربية ينبغي أن تدرس بوسائط حديثة (يا حبذا لو حدث ذلك) لكني أعني أن مناهجنا هي التي ينبغي أن تتجدد وتجدد أفكارنا عن التراث. المقترح في هذا السياق أن نتوقف عن أن نُعامل مَقطع الطلل باعتباره مقطعا دلاليا يستشف المعنى فيه من توليف العبارات اللغوية المستقلة عن دلالات الأشياء؛ وعلينا أن ننظر إلى المعنى- كما يرى ذلك شارل بيرس- على أنه استعمال للأشياء والأدوات التي سَاهمت في إنتاجه. ففي قولنا إن الطلل هو أثر للحبيبة وأنه يبكيها عليه وغير ذلك من الكلام، إعادة لا روح فيها للمعنى، أي هو بشكل أو بآخر وصف حَشَوِي يشبه تفسير الماء بالماء. لكن القراءة السيميائية هي قراءة لا تقول ما هو الشيء وما وظيفته، ولا حتى ما هي رموزه، بل ترى فيه أدوات ووسائل نظامية تفاعلت في ما بينها لتُنتج المعنى. فبَعر الآرام والرماد مثلا هما علامتان تتفاعلان في ما بينهما لا لإنتاج خطاب الطلل، بل لإنتاج الطلل بما هو واقع. فالرماد مثلا هو أثر مُحيل على النار والبعر أثر محيل على الظباء البيض؛ وهذا يعني أن علامتين من علامات الأطلال تعملان هنا عملا إحاليا واحدا: هما أثران لهما دور إحالي على ما كان يحدث قبل زمن الطلل: نار موقدة وغزال يجاور بالإقامة الحبيبة أو يجاورها بالجمال، ولا يمكن للطلل أن يعمل بمكونيه المذكورين دون مكونيه غير المذكورين، وبهذا العمل يصبح الطلل علامة كبرى على صيرورة الحياة والجمال والحضور إلى ما يقابلها: الموت والقبح والغياب. قراءتنا العلامية للطلل لا توصلنا إلى دلالة العبارات والتوليف بينها، كما في أي مسار دلالي حَشَوي يهدف إلى أن نمارس فعل قراءة الخطاب؛ بل تهدف إلى إعادة إنتاجه بما هو واقع معيش. يمكن أن ندرس الأطلال بتوظيف سيميائية الفضاء التي لا تقتضي منا أن ننظر إلى الأفكار التي تقال عن الأطلال باعتبارها موضوعا أو خطابا حول الفضاء، بل أن ننظر أيضا في ذلك الخطاب عن الفضاء المنتج بالفعل. ويرى لوفافر أن تفكيك رمز الفضاء لا يكون باعتباره مجرد وسيلة قراءة، أو تفسير له، بل سيكون بدلا من ذلك وسيلة للعيش في ذلك الفضاء، تمكن من فهمه وإنتاجه. وهذا يعني أن نقدنا اعتبر الأطلال مجرد وسيلة قراءة وقلما اعتبره فضاء يمكن فهمه وكذلك العيش فيه. المشكلة عند لوفافر هي في كيفية ربط المعيشة والإنتاج مع الفهم. غالبا ما يقتصر الفهم على التفكير عبر التصورات، وهذا يعني في موضوع الأطلال أن سعينا إلى الفهم جعلنا أسيري مقولات نقدية بعينها وجهت تصورنا للطلل، وخلقت نوعا من الغربة بين الدارس وموضوع الدرس؛ فصرنا نرى العالم من خلال متصورات نقدية لا تعني الرائي كثيرا. والفجوة بين المتصور والمعيش تكبر في كل مرة. إن المعيش في الأطلال عاشه العاشق الواقف مع رفيقيه بشكل كان للجسد دور كبير في إدراكه وفي إنتاجه. الحركة المركزية للجسد المدرك للأطلال هي حركة الوقوف: في الفعل الطرازي المعلن عنه «قفا»: وهو وقوف ثلاثي جماعي وحين يقف الجسد يكون وقوفه عن الحركة الفيزيائية بداية لعملية ذهنية إدراكية تسمى «المَسْحَ»، وهي عملية تتطلب أن يقارن بين شيء مُدْرك في زمنين: زمن كان فيه الطلل حياة وجمالا وحضورا، وزمان صار فيه إلى النقيض. لكن التوقف ووفق طالع امرئ القيس كان بعد رحلة بحث عن فضاء هندسي بؤري، هو مكان الطلل في فضاء محيطي أوسع منه هو الفضاء الطبيعي الحاوي للطلل. يقول:»قفا نبْكِ من ذكرى حبيب ومنزل * بسقط اللوى بين الدخول فحومل». هكذا كانت حركة البحث عن رسم داخل مكان طبيعي مبهم أو واسع أو غير ثابت فالمِقْرَاةُ مثلا هي في بعض الشروح «غدير يجتمع فيه الماء» في محيط قلما يجتمع فيه الماء. فيقترن المكان الطللي باللحظة الزمنية التي تدركها فيها ثلاثة أجسام واقفة تنظر إلى هذه التفاصيل الصغيرة التي كانت قبل الارتحال والظعن عناصر جوهرية كبيره في مشهد حي موسع: المرأة/ الغزال والنار /الحياة بجميع لذائذها.نحن نعيش بهذه التقنية الإدراكية التي هي المسح إعادة بناء فضاء حي بمكوناته وبمحيطه وبمركزه (المرأة) انطلاقا من علاماته المحيطية (بعر الآرام في عرصاتها كأنها حب فلفل). إن هناك حركة إدراكية ذاهبة من المركز (الحي ـ المرأة ـ الناقة) إلى المحيط (عرصات الحي ، بعر الناقة) وذاهبة من الأكبر باتجاه الأصغر فالدقيق (الآرام فبعر الآرام فحب الفلفل): هناك تصغير للموجودات حتى تصبح علامات على كون نشأ كبيرا وتضاءل. وقد يكون إدراك الطلل من خلال الجسد بضرب آخر من المسح يسمى فنيا التشبيه: فطرفة بن العبد مثلا يشبه الأطلال بالوشم، ذلك أن رسومه (تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد). المسْح يقارن هنا بين الوشم بما هو تعبيرة علامية جمالية أسطورية، والرسم بما هو علامات دالة على كون متضائل. لكن الرسم في الطلل يمكن أن يطرح ما يطرحه الوشم في اليد: هل نتعامل معه على أنه علامات جمالية أم على أنه علامات أسطورية؟ بعبارة أخرى هل العلامات في الأطلال بمكوناته الجزئية الموزعة على الفضاء المفتوح تعامل على أنها ذات توزيع جمالي اعتباطي أم على أنها ذات ثقل أسطوري غابت حيثياته؟ بعبارة أبسط: هل الأطلال أسطوريا لها وزن كباقي الوشم في اليد أو وزنها العلامي أكثر؟ أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية كباقي الوشم في اليد أو أكثر توفيق قريرة |
ظاهرة الإعلام المشهديّ عربيّا Posted: 02 Oct 2017 02:17 PM PDT لا شيء يبرر الافتعال، حتى ولا قول الحقيقة. تفنيد رأي الآخر بشكل منهجيّ ليس عقلا. إنه موقف مُلْتَبس حيال ما لا نجرؤ، أو لا نقْدر، على تفكيكه ونقده بشكل منطقي. وهو (التفنيد الآلي على الهواء)، على أي وجه أُخِـــذ، ليس برهانا، لا على صدق ما نقول ولا على حقيقته. إنـــــه نَفْي غير متماسك لما يقوله الآخر، ولو كان فيه كثير من البلاغة. وهو خطير، مثل ركض دائريّ على مسار الآخر، ولكن باتجاه «معاكِس»، مما يحرّض سريعا على التنافر والاصطدام. إنه انفعال لا عقلانيّ، مشٌبَع بالعواطف والسفسطة، أو هو نوع من «النِّقار» المأزوم الذي يُفعِم المتحاورين، والمشاهدين، بمقولات عبثية تشلُّ طاقة النقْد عندهم وتدفعهم، سريعا، إلى «الاستسْلام السَلْبي»، وهو، من هذا المنظور، مزلزل للعقل، بدون أن يكون عقلانيا. إعلام الصراخ و«التلاكُم اللفظيّ»، هذا، (وأحيانا الجسدي) لا يُعمِّر، وإنما يُدَمِّر. يعرض الأحداث الجليلة بشكل ساذج ومبتذل، يسلب إرادة المعرفة لدى المشاهِد بإزاحتها من الفاعلية إلى البلادة. هكذا، يتَسَلْط، بشكل فجائعي مصطنع، على نفس المشاهِد (والنفس أمّارة بالخنوع)، بعد أن يكون قد استَحْوِذ على عينيه، ومن ثمّ على قلبه. وهو، إذْ يفعل ذلك، يتصوّر أنه يُخْمِد، بهذا الفعل الملتبس، استياءه العميق من الوضع العربي الراهن، ويُنَفّس عن كربه وخيبة أمله التي لا عزاء لها. ومع أنه يخطئ في تصوُّره المخادع، هذا، إلا إنه يظلُّ يتابع، بإصرار، «تغلغله» في الفضاء العام: فضاء المشاهدين المتعطّشين إلى ما يساعدهم على الإدراك. لكنهم، ويا للمفاجأة المستمرة منذ سنوات، لا يجدون أمامهم سوى العِراك! وهو ما يجعلهم يغرقون من جديد، آسفين، في لَجَّة من «الصخب والضجيج» بلا جدوى. غاية هذا «النهج الإعلامي، الأساسية إذن، ليس تنشيط المخيلة المعرفية لدى المشاهد، وإنما تثبيطها. بمعنى آخر، شلّ طاقة الحس النبيل لديه، وإلْهاؤه عمّا يدمِّر حاضره. وسيلته في ذلك تحويل المأساة الإنسانية العربية الهائلة إلى مماحكة تَهْويلية مفتعلة تحلّ فيها «الصيغ النظرية اللافاعلة» محل الفكر النقدي المطلوب، خاصة، عندما يطرح صانعو «المشهد» ومنَفِّذوه الأمر بشكل يكاد أن يكون عفويا، و«بريئا»، مع أنه ممنهح بدقة، ومخطط له، ومحسوب، وذلك غاية التضليل. إنه نوع من اللعب على العواطف. ونحن نعرف أن العواطف عواصف. ونهايتها السكون. منطق مَنْ، إذن، هو منطق الإعلام المشهدي، عربيا؟ ومَنْ يحرِّك خيوطه اللامرئية في هذا الفضاء اللامنطقيّ؟ هذا الفضاء الجائع لا إلى الحرية، وحسب، وإنما إلى المعرفة، قبل كل شيء! ومنْ هو المستفيد من التبسيط المخلّ بالعقل لواقع عربي صار فوق سيرياليّ؟ ألا يحق لنا أن نتساءل؟ أن نتساءل عن دور السلطات الثقافية في إعلام مثل هذا (وهي المالكة الحقيقية لوساىل التغبية والتجهيل السمعية البصرية، ولغيرها أيضا)؟ ومَنْ منا يجهل رغبتها العميقة في «رَدْم» حساسية المشاهد، وحَشْو رأسه بما ترغب هي أن يستوعبه، وعَلْفه بما تريد؟ نحن نعرف أنه لا يوجد في العالم العربي، اليوم، إعلام حر، متماسك، ذو نهج محايد ومقبول (ولو شكليا). لكن ذلك ليس عذرا لأحد، وبالخصوص «لأهل الصنعة». وهو لا يمكن أن يكون مبررا لنا، لئلاّ نقول رأينا بصراحة. وهو، كذلك، لا يعطي المصداقية للناشطين في هذا المجال الخطير، حتى وإن ادّعى بعضهم «مجابهتهم» للسلطة، وبالخصوص عندما يكون برهانهم على «حقيقة» ما يدَّعون كونهم «يخالفونها»، ويتجاوزون خطوطها الحمْر، أحيانا! فهذا الادعاء الكاذب هو التأكيد الصارخ على تواطؤ هذا الإعلام المخاتل والسيّئ النوايا. إعلام الصخب، وإقصاء أي فرصة صالحة للإدراك. وأكاد أتساءل: إدراك ماذا! في خضمّ هذا اللَّغْو العبثيّ العربيّ الهائج؟ هدف المحاورات الإنسانية، كما نتصوّر، خاصة عندما تكون مرئية من العموم، هو «إعطاء شكل ومحتوى لنشاط الكائن»، يجعله جديرا بالاحترام، ويقرِّبه من الإدراك. أمّا أن تتحوّل المحاوَرة إلى «مُهاتَرة»، وعلى رؤوس الأشهاد، كما في هذه «المحاورات المشهدية اللاسقراطية» فهذا ما لم نكن نتوقعه. «الأنا المتضخمة» لدى المشرفين عليها، وحتى لدى المتحاورين، ترفض الاندماج في «حقل المنطق» هم لا يبحثون عن حقيقة مَنْ يحاورونه، وإنما عن «دَحْره»، وبأي وسيلة كانت! «الإلْغاء الآلي»، إذن، لكل ما يصدر عن «اللانقيض» (فهم كلهم توأم الوضع العربي البائس، ويبدون متماثلين إلى أبعد حد، خاصة عندما يريدون أن يَتَناقضوا)، هو قاعدة «اللاحوار» المعمول بها. إنه، بالأحرى، قاعدة «المبارزة الحاسمة» بينهم، ولا شيء آخر. وهو ما يذكرنا بالمبارزات التاريخية القاسية بين عبيد روما القدماء (الغلادْياتورْ) من أجل البقاء، التي كانت تنتهي دائما بالموت. كاتب وروائي سوري ظاهرة الإعلام المشهديّ عربيّا خليل النعيمي |
ما بعد الاستفتاء بالعراق… أفي المقابر متسع لضحايانا؟ Posted: 02 Oct 2017 02:16 PM PDT بخوف شديد، يراقب المواطن العراقي قرع طبول الحرب، بعد اجراء استفتاء أقليم كردستان، متسائلا عما إذا كان هذا معنى مرحلة «ما بعد داعش»، فهو يعرف جيدا معنى تبادل الاتهامات وفرض العقوبات وما ستقود اليه من اقتتال طالما عاش في ظله. فمن ولد في الخمسينيات يتذكر جيدا حرب الستينيات ضد «خفافيش الظلام»، أي المقاتلين/ المتمردين الكرد بقيادة ملا مصطفى البارزاني (والد مسعود البرزاني، رئيس الإقليم، وجِد رئيس وزرائه نيجرفان والعديد من مسؤولي الإقليم الآخرين). إذ كانت نداءات الحماسة المبثوثة في الإذاعة العراقية وقتها، منذ الصباح حتى المساء، تستنهض همم الجنود لقتال المتمردين «عليهم إخوتنا، عليهم». ولم يكن الرئيس الراحل عبد السلام عارف معروفا بالفهم واللباقة، لذلك لم يأخذه أحد بشكل جدي حين ألغى هوية الكرد القومية مصرحا بأنهم «عرب الجبال». وإذا كان مسعود البرزاني، قد اختار، بانتقائية سياسية، ان يتحدث اليوم عن جرائم الحكومات العراقية المتعاقبة ضد الكرد، فأنه تغافل عن ذكر الدستور العراقي لعام 1959، الذي نص على ان العرب والكرد شركاء في الوطن. وتناسى رفضا عاما من الشعب العراقي للحرب في كردستان عبر السنوات، كما تعامى عن سردية التعاون السري بين قيادة الكرد وإسرائيل، في الستينيات، في وقت مبكر جدا، من تاريخ التوافقات السرية مع الكيان الصهيوني، بوعي كامل لما للقضية الفلسطينية من قدسية مبدئية لدى الشعب العراقي، وبكون الكيان الصهيوني عدوا، والتعاون معه، كما في كل الدول، خيانة عظمى. تجاهل البرزاني، أيضا، ذكر ان حكومة حزب البعث «القومي العربي»، هي التي شَرَعت الحكم الذاتي للكرد عام 1970، وانه، أي البرزاني، لجأ إلى الحكومة المركزية، ببغداد عام 1996، عندما كان الاقليم تحت الحماية الدولية وبقية العراق تحت الحصار، مستنجدا لأنقاذه وحزبه ليس من «العرب» بل من مواطنيه وشركائه الكرد المنتمين إلى حزب آخر هو الاتحاد الوطني الكردستاني، بقيادة جلال الطالباني. ولم يكن اقتتال بيشمركة الحزبين، على مدى أربع سنوات، حوالي أربيل، اقل شراسة من هجوم جنود الحكومة المركزية في أي وقت سابق. والأهم من ذلك، تناسى البرزاني التلاحم الاجتماعي، التاريخي، المميز للمجتمع العراقي من شماله لجنوبه، المبني على التزاوج بين مختلف أبناء الشعب، بغض النظر عن القومية والدين والمذهب. اذ قلما توجد عائلة عراقية، في أية محافظة كانت، نقية القومية أو الدين أو المذهب. ويأتي تبرير البارزاني في مؤتمره الصحافي، الذي حظي بتغطية عالمية، عشية الاستفتاء، على الرغم من دعوات «التوسل» و»التهديد» المحلية والإقليمية والدولية، لتأجيله إلى حين، وليس الغائه، درسا بليغا في أعادة كتابة التاريخ بمنظور تلفيقي. اذ قدم البرزاني نفسه والساسة الكرد وهم يمتطون صهوة جواد أخلاقي، يبرئ ذمة القيادة الكردية ويغسل يديها من الجرائم، المرتكبة سوية مع بقية الساسة، في الحكومة المركزية، بحق الشعب العراقي، كله بلا استثناء، في أعوام الاحتلال. جرائم بشرية وتخريب متعمد لا على صعيد الدولة والبنية التحتية، فحسب، بل وعلى صعيد مأسسة الفساد، والتمييز الديني، والمذهبي، والقومي. حيث عملوا، بشراكة لا مثيل لها، على تجزئة القضايا الإنسانية، وصار الظلم أنواعا وأجناسا، تقع مسؤولية ادانته على ساسة طائفة أو عرق أو دين معين، دون غيره. فالسياسي الشيعي متخصص بالرطانة باسم طائفته والسني والكردي والتركماني واليزيدي لا يتطرقون، ولا يبكون، أو يغمى عليهم، في البرلمان الا دفاعا عن قوميتهم او طائفتهم. والأدهى من ذلك، قيام كل فئة باتهام الفئة الأخرى، بتكذيب وتضخيم المظالم، بدلا من اللجوء إلى القانون والتحقيق في صحتها، وبالتالي العمل على تحقيق العدالة. هذه النقطة، أي شراكة الصمت، والمساهمة، بشكل مباشر وغير مباشر، في الجرائم التي ارتكبها وسَبَبها الاحتلال، والمصنفة حسب عشرات التقارير الدولية بانها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، اختار البرزاني تجاهلها مستفيدا من إمكانية تجييش العواطف، مُركزا على «جرائمهم» «ضدنا». وهو خطاب شعبوي، غالبا، ما يلجأ اليه القادة أو الساسة، عموما، في حالة احساسهم بخطر داخلي يهددهم. وهناك في صفحات التاريخ أمثلة لا حصر لهان حول الحاجة إلى خلق عدو خارجي يُشعر الشعب بالخطر، فيبادر الشعب بالالتفاف حول القائد، على الرغم من استبداده ومعارضتهم له، لشعورهم بأولوية الدفاع عن الوطن والأمن القومي. ولعل أوضح مثال على ذلك، شن الإدارة الأمريكية حملة «الحرب على الإرهاب» لتحويل الأنظار عن انخفاض شعبيتها، وأزمتها الاقتصادية الكبيرة، وتقلص دائرة تأثيرها عالميا. فصار تصنيع «العدو» ضرورة ملحة. وأثبت ساسة العراق، بعربهم وكردهم، انهم نجباء في تقليد السيد، في هذه المجال على الأقل. النقطة الجوهرية، الأخرى، التي تجاهلها البرزاني، مماثلا بذلك شركائه من ساسة العملية السياسية، ببغداد، هي الاستنجاد بحماية الأجنبي والتعاون معه على غزو البلد واحتلاله، ومن ثم نهبه، سواء كان الأجنبي قوة إقليمية او أرادة دولية. أبواب البلد مشرعة امام كل من هب ودب، كل حسب مصلحته: من أمريكا وبريطانيا إلى فرنسا وإيران وإسرائيل وتركيا. الحدود مهترئة تتناوب على قصف قراها تركيا وإيران، الأجواء تهيمن عليها طائرات التحالف وطائراته بلا طيار، الأرض تتنازعها الميليشيات والبيشمركة والقوات الإيرانية والأمريكية وقوات حكومة فاشلة وبقايا تنظيم «الدولة الإسلامية». الشعب منهك جراء الفقر، والبطالة، وإرهاب الحكومة، والتنظيمات المسلحة والطائفية، والتهجير القسري، بينما لا يكف الشريكان، في بغداد وكردستان، عن النزاع حول محاصصة الفساد، ويتباريان في تكرار خطابات القومية والاستقلال من جهة الإقليم والوطنية والسيادة من جهة بغداد، في محاولة لطمر حقيقة فسادهما وجرائمهما، في حفرة يغطيانها بالإسمنت، كما يفعل افراد عصابة المافيا حين يدفنون أحد ضحاياهم. ان فرض العقوبات على الأقليم لن يؤثر على سلالتي القيادة الكردية، أي آل البرزاني وآل الطالباني، بل سيكون المواطن هو الخاسر الأول والأخير. اما المنتصر، وكما في كل حرب، سيكون هو مُصَنِع السلاح الدولي وسمسار الصفقات المحلي وهما متوفران ضمن الطرفين، المتدافعين للقتال، في أجواء استغفال واستهانة بالشعب المتعب إلى حد استعداده للتصويت للسيئ من الأسوأ وليس الخيار الأفضل. هذا الدفع لتكريس ما يبدو اختيارا مُغلفا بورق الانتخاب أو الاستفتاء، يتحمل شريكا العملية السياسية مسؤوليتها، وإذا كان رئيس الوزراء حيدر العبادي يتهم البارزاني بلا قانونية الاستفتاء ووضع الحكومة امام الامر الواقع، فأنه يتعامى عن حقيقة أنه هو وحزبه والساسة المحيطين به هم أبناء الأمر الواقع الذي فرضه المحتل، ولايزال، لتجسد حكومتا بغداد والأقليم حقيقة ان «شهاب الدين أسوأ من أخيه». وأملنا الا يقف أبناء الشعب صفوفا أمام المقابر لدفن ضحايا جدد، فالأرض لم تعد تتسع للمزيد من الموت. ٭ كاتبة من العراق ما بعد الاستفتاء بالعراق… أفي المقابر متسع لضحايانا؟ هيفاء زنكنة |
ذكرى المصالحة في الجزائر: هبة من لا يملك لمن لا يستحق Posted: 02 Oct 2017 02:16 PM PDT قبل ثلاثة أيام مرَّت على الجزائر الذكرى الثانية عشرة للاستفتاء على ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، فاحتفلت بها السلطة دون غيرها وبطريقتها الخاصة (لماذا الاحتفاء بالذكرى 12 وليس بالتي قبلها أو بعدها؟). أثار ذلك الاستفتاء، الذي جرى يوم 29 أيلول (سبتمبر) 2005 الكثير من الجدل بين مؤيد له ومعارض بسبب سياقه ومضمونه والطريقة التي سوّقه بها رعاته في اتجاه واحد يمنع كل اختلاف أو خلاف. السلطة استعملت كل الأساليب لخنق معارضي التصويت بنعم، وكل من تجرأ على طرح سؤال يشكك في الاستفتاء. ومنعت الرأي الآخر في وسائل الإعلام الحكومية وحتى بعض الخاصة أثناء الحملة الدعائية الممهدة للتصويت، فجرى كل شيء في اتجاه يذكّر باستفتاءات زمن حكم الحزب الواحد. علاوة على التشهير السياسي والإعلامي، لم تتردد السلطة في استعمال القانون («ميثاق السلم» المُستَفتى عليه تضمن بنوداً تمنع الضحايا وذويهم من المطالبة بالعدالة) لتحطيم الأصوات الرافضة بل ومساءلتها أمام المحاكم. فرضت السلطة استفتاءها وميثاقها من باب أنه فيه خير عميم للبلاد والشعب وأن الباقي تفاصيل تُقلّب المواجع وتحيي البغضاء، حتى لو كان ذلك على حساب الحقيقة والعدالة. النتيجة: مجتمع كامل اقتيد إلى حرب أهلية طاحنة أحرقت الأخضر واليابس، دون أن يعرف كيف ولماذا، ثم أُخرج منها بعد سبع سنوات دون أن يعرف كيف ولماذا. لا أحد من القتلة والمجرمين تعرض للمساءلة القانونية، ولا أحد من الضحايا أُنصف. وُضعت العربة قبل الحصان، فصدر عفو قبل أن تصدر الإدانة، وقبل المحاسبة. لقد تساوى الجميع من حيث أنه لم يُنصف أحد رغم المظالم التي حدثت، ولم يُدَن أحد رغم الفظاعات التي هزت العالم. كان الهدف إنجاح الاستفتاء مهما كان الثمن، لأنه، ببساطة، ارتبط بسمعة الرئيس بوتفليقة وكبريائه الذاتي. ومن الكبائر، في منطق بوتفليقة، أن تُمسَّ صورته وسمعته بهزيمة في الاستفتاء ولو كانت رمزية. كان ذلك الاستفتاء نكسة وبهجة في ذات الأوان: نكسة لعائلات عشرات الآلاف من الضحايا، وبهجة لكثير من القتلة والمجرمين من الجهتين. عائلات الضحايا مُنعت، بموجب «الميثاق»، من البحث عن الحقيقة والمطالبة بالعدالة. والقتلة أفلتوا، بموجب «الميثاق»، من المحاسبة ونالوا عفوا ينطبق عليه «هدية من لا يملك لمن لا يستحق». ذلك «الميثاق» وتلك «المصالحة» وظروفهما شأن متروك للتاريخ. هناك أمر آخر اليوم يتمثل في التوظيف السياسي لتلك «المصالحة» من طرف فريق السلطة بشكل فجّ. في نهاية الأسبوع الماضي، «احتفل» مع السلطة ببثِّ التلفزيون الجزائري صوراً من الأرشيف للحرب الأهلية تقشعر الأبدان لما فيها من بشاعة وتنكيل وخراب. بُثّت الصور في وقت الذروة بلا تنبيه وبعد مونتاج يزيد من هول مضمونها (بدل العكس)، مرفوقة بخطابات سابقة للرئيس بوتفليقة يروّج للمصالحة على طريقته. بقليل من الذكاء كان صاحب فكرة بثّ الصور بقساوتها (وهو حتما من خارج مبنى التلفزيون)، سينتبه إلى أنها (الصور) تدين الرئيس و»مصالحته» وسياسته، لأن «مصالحته» قامت على العفو عن الذين ارتكبوا الفظاعات التي حملتها الصور. لكن الحسابات السياسية أعمت العيون وقصر النظر حال دون أيّ تفكير سليم. فتلك الصور، بالشكل الذي بُثّت فيه، لم يكن لها أيّ داع اللهم توجيه رسالة سياسية لخصوم بوتفليقة (وقد أصبحوا كُثر مع مرور الوقت) وبالخصوص المطالبين بتفعيل المادة 102 من الدستور التي تنص على شغور منصب الرئاسة بسبب عجز الرئيس. هي طريقة تحمل وجهين، الأول يكمن في بحث عن نوع من الشفقة والعطف نحو الرئيس من خلال القول إن الرجل الذين تنهشون لحمه اليوم هو الذي أخرجكم مما تشاهدون في الصور. والثاني فيه تهديد يكمن في القول إنكم، أيها الجزائريون، من دون هذا الرئيس ستعودون إلى ما كنتموه في تلك الصور. حتى في ذروة الابتزاز الذي مارسته السلطة الجزائرية على الجزائريين المطالبين بالتغيير في سياق أحداث الربيع العربي، لم تجرؤ على توظيف صور الحرب الأهلية كما فعلت نهاية الأسبوع الماضي. في تلك الأيام خُيِّر الجزائريون صراحة وتلميحا بين التغيير، الذي جعله الخطاب الإعلامي والسياسي الجزائري مرادفا للمغامرة والخراب، والاستقرار الذي أصبح في الخطاب ذاته مرادفا لبوتفليقة. صحيح أن موجة الثورات التي سُميّت الربيع العربي قد ولّت، لكن السلطة الجزائرية ليست أفضل حالا أو أكثر راحة مما كانت في 2011. اليوم، فوق الشلل السياسي والعقم الاقتصادي، هناك إفلاس مالي، وكلها وصفة لخوف عميق يعيشه الماسكون بزمام الحكم في البلاد لا سبيل لديهم لمواجهته إلا بورقة التخويف من فقدان الأمن وعودة الاضطرابات التي جرّبها الجزائريون في تسعينيات القرن الماضي. هنا مربط الفرس وهنا سر البحث في الأرشيف لتوظيف «مصالحة» مطعون فيها ومفروضة بالقوة ولم تتوفر على الحد الأدنى من تجارب المصالحة التي طبقتها دول في أفريقيا وأمريكا اللاتينية. ٭ كاتب صحافي جزائري ذكرى المصالحة في الجزائر: هبة من لا يملك لمن لا يستحق توفيق رباحي |
انفجارات الجغرافيا في العراق Posted: 02 Oct 2017 02:16 PM PDT تحالف الساسة الأكراد مع زملائهم الشيعة، منذ بدايات تشكيل المعارضة العراقية في الخارج على يد المخابرات الأجنبية. وقد حصل اتفاق بين الطرفين على مشروع السيطرة على العراق، بإطلاق يد الساسة الشيعة في المحافظات التي يقطنها العرب، مقابل إطلاق يد الساسة الكرد في المحافظات التي يقطنها الأكراد. وبعد الغزو والاحتلال تم وضع الدستور الحالي، الذي صاغ فيه الأكراد شروطهم، وهي إلغاء عروبة العراق، ووضع إطار قانوني لشبه دولة مستقلة عن الحكومة المركزية، واستفتاء على كركوك ومناطق أخرى، يدعي الأكراد أنها تاريخيا تعود إليهم. ولأن التحالفات غالبا ما تكون بعمر الزهور، كما يقول نابليون، انفرط عقد هذا التحالف، بعد أن استتبت السلطة في بغداد في يد الاحزاب السياسية الشيعية، الذين أرادوا إثبات سيطرتهم والظهور بمظهر السلطة المركزية القوية، التي قراراتها يجب أن تخضع لها كل المحافظات العراقية، لكن السلطات الكردية رفضت الانصياع لهذا الأمر، واعتبرته خروجا عن سياق التحالف، ونكران جميل لها على ما قدمته لهم من تسهيلات وملاذات آمنة خلال سنوات العمل ضد النظام السياسي السابق. فانطلق الأكراد يسابقون الزمن في تثبيت حكمهم وتعزيزه، تحسبا للمستقبل، بعد أن انفرطت عرى الثقة وتدحرجت إلى الهاوية مع حلفاء الأمس. كما تلاوموا في ما بينهم على إضاعة فرصة إعلان الاستقلال بعد الاحتلال مباشرة، وصمموا على أن لا يتركوا فرصة أخرى تضيع من بين أيديهم مستقبلا. وعندما استولى تنظيم «الدولة» على الموصل وبات على تخوم أربيل عاصمة الاكراد، هب الغرب مذعورا لمساعدة الاكراد بالمال والسلاح والتدريب. وحين قرر تشكيل تحالف لمقاتلة التنظيم وضعوا القوات الكردية رأس حربة فيه، إلى الحد الذي لم يأبهوا لاعتراضات أهم حليف لهم في المنطقة وهو تركيا. فاعتقد الاكراد بأن الغرب بات ينظر إليهم على إنهم الحليف الوحيد الذي يمكن المراهنة عليه، وإن الفرصة أتت إليهم مرة أخرى كي يعلنوا الاستقلال، خاصة أن العلاقة مع السلطات في بغداد ساءت بشكل أكبر من السابق، وباتت كل جسور الحوار شبه مقطوعة. كما أن الظروف الداخلية الضاغطة تحتم البحث عن هدف سام يخطف اهتمام الجمهور الكردي، بعيدا عما يعانيه من أزمات، اقتصادية وسياسية خانقة. هنا كان موضوع الاستفتاء على الاستقلال والانفصال، في ذهن صانع القرار الكردي، حبل نجاة لأزمة القيادات الكردية أمام جمهورها أولا، ووسيلة ضغط فاعلة لإعادة تحالف الاكراد مع الساسة الشيعة، وصياغته من جديد على أسس أخرى ووفق شروط جديدة. وعلى الرغم من أن الاستفتاء حصل في الخامس والعشرين من سبتمبر الماضي، لكن محصلة الحدث ما زالت غير واضحة المعالم بيد القادة الاكراد. صحيح أن الزعامة السياسية حصلت على ورقة ضغط تستطيع المساومة بها على طاولة أية مفاوضات مقبلة، لكن الغرب لا يريدها ورقة تغيير في الوقت الراهن، بينما يريدها الاكراد كذلك. هنا ظهر ما يشبه التقاطع بين الرؤية الكردية والرؤية الغربية والامريكية لموضوع الاستفتاء، لكن الحقيقة هي غير ذلك. فلقد دعم الغرب وأمريكا صانع القرار الكردي في خطوته، ولم يكن المجتمع الدولي جادا في الضغط لإيقاف الاستفتاء بسبب انخراط الأكراد في الحرب على تنظيم «الدولة» أولا، وبسبب معرفتهم بأن الزعامة الكردية تبحث عن ورقة ضغط لا أكثر في الوقت الراهن. وإن التصريحات المستنكرة والمستهجنة للخطوة الكردية التي نسمعها اليوم، هي مجرد مناورة سياسية لإبقاء الأمور تحت السيطرة، وإعطاء تحذير لفظي بأن ما جرى يجب أن يبقى في حدوده المرسومة لا أكثر. لأن ما يقلق القوى الكبرى حالتان، الاولى عندما تكون منطقة نزاع وتتدخل بها قوى كثيرة، والثانية عندما تكون منطقة نزاع ويتطاير الشرر منها على الآخرين، وكلا الحالتين متوفرة في المنطقة الكردية في شمال العراق. إن ما حصل في 25 سبتمبر لم يكن مفاجأة إطلاقا، فارتدادات الحدث العراقي في عام 2003 لم تكتمل بعد، وأن هنالك موجات تسونامي أخرى ستظهر لاحقا، لأنه أسس لإعادة صياغة البنية السياسية في العراق والمنطقة بشكل كامل. نعم هنالك تهديد سياسي عميق لحدود اتفاقية سايكس بيكو، بسبب تداخل لعناصر متزامنة ومتفاقمة، والعنصر المذهبي والقومي ليس هما الوحيدان في صناعة ذلك التهديد. كما أن هنالك قوى عابرة للحدود التي وضعتها تلك الاتفاقية، لكن أية إعادة للنظر بالحدود تزيد من إمكانية الحرب الأهلية، وتفتيت الدول لا يجري على البارد، بل بحروب وقتل وتدمير، والحفاظ على الكيانات في الشرق الاوسط أسهل بكثير من تغيرها بحجة منع اتساع النزاعات. مع ذلك سيبقى العراق مهددا بالتفتيت لأن هنالك اهتماما بالجغرافية الطائفية والقومية وانعدام الاهتمام بالمؤسسات. فعندما تُبنى مؤسسات أصيلة وقادرة على حماية الناس تُنسى الجغرافية الطائفية والقومية، لأن المؤسسات هي التي توحد البشر وتحقق العيش المشترك، بينما الجغرافية وسيلة دفاع. ولأن عراق اليوم فيه أزمة نظام، وأزمة حكم، وأزمة طوائف وإثنيات، وأزمة ممارسة سياسية، فقد هبطت المؤسسات وانفجرت الجغرافيا وستندلع حروب وينعدم التفاهم على كل شيء. إن حق تقرير المصير حق ثابت لا يمكن أن ينكره أحد، وقد تضمنه الاعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وقد صادق العراق عليهما معا، لكن الاكراد ليسوا واقعين تحت احتلال غاشم كي يطالبوا بالانفصال، بل هم يتمتعون بسلطات واسعة ويحكمون أنفسهم بأنفسهم، ويتشاركون في الموارد والثروات كبقية المواطنين فيه. كما أنهم اختاروا العيش فيه بملء إرادتهم وليس من حقهم تهديد وحدته الإقليمية. وإن من الخطأ تصور الحركة القومية الكردية بأن حدودها الثقافية والقومية، لابد أن تولد لها حدودا سياسية مستقلة. ومع ذلك فإن ما أقدم عليه الأكراد من استفتاء بهدف الانفصال لا يتحملون وزره وحدهم، بل إن منظومة الحكم في العراق هي التي كانت الدافع وراء رسم خرائط مذهبية وقومية، وهي التي أججت طموحات الانفصال والتشرذم. فليس الأكراد وحدهم من يدعو ويعمل إلى ذلك، بل هنالك من السنة والشيعة والتركمان من يدعو إلى سلوك الطريق نفسه. ويتناسى الجميع بأن هنالك اليوم 85 في المئة من دول العالم فيها أكثر من 20 في المئة أقليات، كلهم يتشاركون في عيش مشترك ضمن حدود جغرافية واحدة. إن الشركاء السياسيين في العراق في حالة حرب دائمة، من دون إراقة دماء منذ 14 عاما، واليوم هم أقرب إلى الحرب الدموية من أي وقت مضى. فالسياسة هي حرب من دون إراقة دماء، والحرب هي سياسة تسفك فيها الدماء. لكن الانفجار سيكون كارثيا هذه المرة، لان الاكراد والساسة الشيعة معا يعتقدون بأن عليهم أن يستثمروا نتائج حربهم ضد تنظيم «الدولة» في مصالح ذاتية. باحث سياسي عراقي انفجارات الجغرافيا في العراق د. مثنى عبدالله |
ماذا سيحل بنا الآن؟ Posted: 02 Oct 2017 02:15 PM PDT أشياء عديدة تثير التساؤلات بالقدر نفسه الذي تثير فيه المخاوف، وإن كان من الصعب تحديد نقطة البداية في مسار المخاوف، لأن الخطوط متعددة ومتشابكة، فمن المؤكد أنه من الصعب بشكل خاص تحديد نهاية المسار، لأن النهاية لم تكتب بعد، وكل التطورات محتملة في واقع يحكمه أحيانا كثيرة منطق اللامنطق أو منطق الغابة، كما جاء في بعض التعليقات على اختفاء كابتن فريق نادى أسوان، حمادة السيد، وسط أخبار عن أسباب أمنية وراء الاختفاء. وإن كان ما حدث مع السيد وهو شخص معروف، وله جمهوره ومتابعوه طرح تساؤلات مشروعة عن المنطق الذي يحكم الأحداث، فإن بيان النادي عن تقديمه لمحاكمة «عادلة»، في الوقت نفسه الذي تحدث فيه عن الاختفاء بدون أسباب واضحة، وبدون معرفة سبب القبض عليه والتطورات المحيطة بالحدث، تظل في خانة اللامنطق وإثارة المخاوف، بدلا من بث الطمأنينة لأن البيان لم يعلن «الحقيقة» إما لأنه لا يملكها، أو لا يستطيع الإعلان عنها. هذا الموقف البسيط الكاشف عن حدود العدالة والاختفاء، الذي قد يصيب أي شخص بشكل مادي أو رمزي عبر التشويه وغيره من الاتهامات الجاهزة، كما حدث مع اللاعب محمد أبو تريكة واتهامه بالإرهاب، يتقاطع مع خبر وفاة المرشد العام الأسبق لجماعة الإخوان محمد مهدي عاكف عن 89 عاما في أحد مستشفيات القاهرة، التي نقل إليها بعد تدهور حالته الصحية في السجن، رغم العديد من المناشدات والالتماسات التي قدمت للإفراج عنه بسبب تدهور حالته الصحية إلى جانب عمره. لا تتوقف القضية في حالة عاكف عند السجن والموت، ولا الشخص، ولكنها تتجاوز هذا إلى حالة شبيهة بمرحلة ما بعد الرئيس الأسبق محمد مرسي، وتصاعد خطاب الكراهية ودعم العنف في مواجهة الآخر المختلف، أيا كان سبب اختلافه، الذي تشكل في مرحلة تالية ليوجه بشكل خاص ضد كل من يعارض أو ينتقد، ولتصبح اتهامات مثل الانتماء للإخوان أو التعاطف معهم كافية ليكون الفرد عدوا للوطن وضمن «أهل الشر». على هامش الموت تصاعد خطاب الكراهية وظهر وجه الانتقام من شخص الميت ومحاكمته بأكثر من أحكام القضاء التي لم تعلن ضده، وبأكثر مما أحيط بنظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ورموزه، رغم كل ما حدث لمصر خلال عقود حكمه. لتتركز الأخبار تاليا عن الحياة الاجتماعية وأجواء الرفاهية التي تحيط بمبارك ومن حوله. من جانب آخر سارع البعض لمقارنة التعامل مع عاكف والتعامل الأمريكي مع أسامة بن لادن بعد قتله، للتأكيد على تسامح النظام المصري وديمقراطيته، في حين رفع البعض خطابات اصطدمت بدورها مع مشاعر احترام الموت، بما أدى لنقد تلك المقولات بدرجة أكبر من غيرها، لأنها لم تحترم الموت ولم تضع مساحة للأخلاقيات في الخصومة. والغريب في تلك المقاربات أنها من ناحية تعمم فكرة الإرهاب وتعريف الإرهابي، وتتصور أن إقرار سلطة سياسية ما بأن طرفا أو جماعة إرهابية، كاف لتعميم تلك القناعة على الجميع وإكسابها التعاطف والدعم الشعبي اللازم للاتفاق حولها، وهو أمر بعيد عن الحقيقة في مصر كما في غيرها، وإن اكتسب أهميته في حالة مصر بسبب الظروف التي تطورت فيها الأحداث، وجعلت الكثير من القرارات التي صدرت في مرحلة ما بعد مرسي تصنف في خانة التسييس، خاصة أن بعض القرارات التي صدرت بوصفها قطعية، يتم التراجع فيها لاعتبارات سياسية، مثلما حدث مع حماس والعلاقة معها، التي تغيرت من الاتهام بالإرهاب وتهديد أمن مصر، لفتح الأبواب ولقاء كبار المسؤولين وتنظيم مصالحة فلسطينية، تضيف إلى أوراق النظام المصري في صفقه القرن الأمريكية للمنطقة. في الوقت نفسه، فإن تلك الأصوات عندما تنزلق في مساحة السقوط الإخلاقي تحتج بأن الطرف الآخر يقوم بالمثل، ولا تجد غضاضة في الاعتراف بأن السقوط جزء من الرد على سقوط الآخر، وكأن القضية في النهاية هي القدرة على ممارسة السقوط والوصول إلى القاع وليس الارتقاء والارتفاع عن الآخر - أيا كان- من خلال استخدام أساليب أكثر سلمية وخطاب أكثر إنسانية، ومساحة مطلوبة للأخلاق، التي لا يمكن أن تدافع عنها عندما يدعو السيسي إلى لجنة أخلاق ثم تسقطها في مقابر الذاكرة، عندما يتعلق الأمر بالخصومة السياسية، أو بكل من هو خارج السلطة، وكل من يعارضها أو ينتقد ما يحدث من سياسات ومواقف. اعتبر البعض في التعليقات أن موت عاكف مثل انتصار على الظلم، وهو أمر يمكن تعميقه بالقول إنه مثل مخرج من حالة السجن بدون تصريح السجان. مقاربة لابد أن تحيل إلى تساؤلات فلسفية لا تخص الموت أو قراره، ولا تخص شخص عاكف بالضرورة، وتتسع لكل ما يحيط بالمشهد السياسي والخصومة القائمة والتصعيد في الكراهية. علاقة تخص السجن والسجان، وتقع في قلب مشهد الموت عندما يقرر في رائعة جوزيه ساراماغو، «انقطاعات الموت»، أن يعلن عن نفسه قبل حضوره، من خلال رسالة بنفسجية اللون تصل قبل أيام محددة من موت الشخص المستهدف. كانت خطوة الرسالة محاولة الموت للتواصل مع ضحاياه، وتأكيد أن لديه وجها إنسانيا يسمح للفرد بالتحضير للموت، ولكن تلك الفكرة نفسها هددت مكانة الموت نفسه في الرواية، لأن الخطأ في الالتزام بنظام المظروف البنفسجي هدد سيطرة الموت على المشهد، وترتب عليه لحظة اختفاء أخرى للموت بدون قرار حقيقي منه. فهل انتصر السجان حقا، أم أرسل في لحظة موته رسالة بنفسجية تخصم من عمر الظلم على الأقل، عبر طرح التساؤلات عما حدث وأسبابه، وعن الشخصيات الأخرى التي مازالت في السجون ويمكن أن تتعرض للشيء نفسه، والأسماء التي كانت في السجون ولم تعامل المعاملة نفسها وخرجت لتؤكد أنها صاحبة مكان ومكانة، سواء حكم عليها القضاء وأوراقه أو لم يحكم. يظل من المهم إدراك مكانة المظروف البنفسجي في مشهد الموت، كما في مشهد الاختفاء والإهانة والتعذيب، وكما في مشهد منع الصلاة وتقنين صلاة الغائب في المساجد بتصريحات رسمية وصكوك صلاة. هل تمثل لحظة موت عاكف بما أحيط بها من كراهيه ورود أفعال متنوعه فرصة لطرح تساؤلات أكثر عمقاً عن السجن والسجون، لحظة تهديد سطوة القمع، أن يتحول المظروف البنفسجي إلى خطوة في تدشين تراكمات إنسانية ومنطقية في مواجهة الكراهية واللامنطق؟ مجرد سؤال ضمن الأسئلة. يتجاوز من يهاجم المختلف، أيا كان تصنيفه وفقا للخطاب الرسمي، أن هناك فجوة حقيقية بين ما يقوله، وما يشعر به البشر في المحروسة. وأن هناك فجوة قائمة في الكثير من الأحيان بين أحكام القضاء ورؤى السلطة، وأحكام البشر ورؤى الواقع. وإن كان هناك من يتم تقديمه في لحظة موته أو حبسه بوصفه أصل الشرور، فهناك أصل آخر للشرور لدى الناس، قد يتم تكريمه وتقديمه في مكانة متقدمة في مشاهد كثيرة في الحياة، تزيد الفجوة بين ما هو رسمي وما هو حقيقي، وتزيد من إطلاق الخطابات البنفسجية في المشهد، وكل منها يخصم بدرجة أو أخرى من سيطرة القمع على الواقع، وإن كان عبر ثقوب صغيرة لا تظهر واضحة، وهي تعلن عن نفسها في تعليق غاضب أو ساخر أو تساؤلات لا يهتم بها أحد بالضرورة في اللحظة. خط لا يشهد فقط حدوث الشيء، ولكن عدم حدوثه على طريقة اختفاء الموت في رواية ساراماغو. لم يكن حدوث الموت هو المشكلة حتى انقطع عن الظهور، وربما تتعمق مشكلة الظلم عندما تتصاعد خطابات الكراهية التي لا تفيد أحدا وتعمق من مشاعر غضب وتساؤلات منطق مازال من المهم تواجدها من أجل أنسنة المشهد وحتى لا يتحول إلى غابة مثل تلك التي صاحبت غياب الموت وانتشار المافيا وفساد الأخلاق. في الرواية، وعندما يغيب الموت تحاول الصحف إبراز الحدث بصور مختلفة لجذب القراء، ولكن يظل السؤال الذي استوقفني هو: «ما الذي سيحل بنا الان؟»، والذي يطرح نفسه بقوة في كل لحظه ترتفع فيها مقولات الانتقام والشماتة، وفي كل لحظة تتراجع فيها الإنسانية والكرامة. في كل لحظة يتم الانتصار للقمع باعتباره الوصفة الوحيدة للأمن، وفي كل لحظة تتم التضحية بالوطن من أجل الكراسي والمصالح المؤقتة. تظهر الرواية كيف ينتصر البعض لخطاب «التفاؤل البراغماتي» حيث ينضم عدد متزايد إلى «مد السعادة الجماعية» التي يلتصق بها ظهور «بعض التصريحات المثيرة للقلق» ومنها «من لا يعلق راية الوطن الخالدة على نافذه بيته لا يستحق أن يكون حيا، من لا يرفعون العلم الوطني ظاهرا بوضوح فإنما يفعلون ذلك لأنهم باعوا أنفسهم للموت، إنضم إلى الجميع، كن وطنيا، اشتر راية.. فليسقط أعداء الحياة. ومن حسن حظهم انه لم يعد هناك موت». هكذا ببساطة يتقاطع خطاب تحيا مصر المكرر وأهل الشر مع المد الجماعي للتفاؤل المقدم بوصفة الوطنية الوحيده المقبولة، وان كان الفارق أن الموت في الرواية قد انقطع فإنه في الواقع يستمر مع صور أخرى للتمييز تجعل الدفاع عن الأرض سبب محتمل للإدانة، وموت المخالف سبب محتمل لمد الكراهية. تفاؤل معلب يتحول إلى جزء من وطنية الشعارات والرايات المرفوعة في الشرفات، حيث يعاد تعريف الوطنية وتتراجع الكثير من الأشياء في الطريق. يأتي الموت وكأنه رسالة بنفسجية ضد الظلم، أو رسالة خلاص منه، أو تأكيد على مستوى التراجع في الخصومة عندما يكون القاع هو المستهدف من البعض، ولا تعرف هل يفترض أن نعيد تعريف كل الكلمات التي تصف الواقع قبل أن تتحول الرايات إلى علامة وجود ميت في المكان كما في الرواية؟ أم نكتفي بطرح السؤال بعد كل تناقض عن المقبل من تطورات وما سيحل بنا من أزمات؟ ونأمل في أن يقودنا إلى بعض الإجابات والتغييرات المطلوبة لتجنب المزيد من الأزمات. كاتبة مصرية ماذا سيحل بنا الآن؟ عبير ياسين |
الحركات القومية في الغرب قنابل داخلية بدون تأثير خارجي Posted: 02 Oct 2017 02:14 PM PDT تفاجأ الرأي العام في العالم العربي بملف كتالونيا الراغبة في الانفصال عن إسبانيا، التي أجرت استفتاء تقرير المصير الأحد الماضي، فاز فيه أنصار الاستقلال. واعتبر الكثيرون أن الظاهرة وليدة السنوات الأخيرة، لكن التاريخ يكشف تجذر مطالب الحركات القومية في كتالونيا وباقي إسبانيا، بل وفي الغرب بشكل قوي بما فيه الولايات المتحدة، لكن هذه الظاهرة تغيب في الإعلام العربي بشكل ملحوظ، هذا الإعلام الذي ما زال حبيس أحداث الخريطة العربية عموما. وغياب التحليلات والمقالات حول كتالونيا والحركات القومية الراغبة في الاستقلال في دول الغرب، يعود الى طبيعة أجندة الإعلام العربي بشقيه الرسمي أو الآخر الخاص. والإعلامي العربي مثل المبدع العربي، خاصة المقيم في الغرب. الإعلامي المقيم في العالم العربي أو في الغرب يهتم ويتابع فقط ما يجري على الخريطة العربية من تطورات، بينما باقي الأحداث ينقلها عن وكالات الأنباء. وهذا عيب كبير خاصة بالنسبة للإعلاميين المقيمين في الغرب، حيث يلاحظ غياب واضح في متخصصين في قضايا دولية مثل، الشأن الداخلي في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا،إضافة إلى دول أخرى. ويتم الاقتصار على متابعة سياستها الخارجية، ولاسيما تلك التي تهم العالم العربي، ويجري التركيز على قضايا داخلية في مناسبات محدودة مثل الانتخابات التشريعية أو الرئاسية. وغياب الاهتمام بالشأن الداخلي للغرب، جعل الإعلام العربي قاصرا على فهم الكثير من القرارات الخارجية أو منعطفات منها، البريكسيت البريطاني وانتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة الأمريكية وأخيرا ملف القوميات مثل كتالونيا. والاقتصار على العالم العربي لا يقتصر فقط على الإعلامي بل يتعداه الى المبدع، أكان روائيا أو شاعرا أو فنانا تشكيليا، ونجد روائيا يعيش في الغرب وهو يستمر في الكتابة عن العالم العربي، بدون اهتمام بجعل فضاء روايته وشخصياتها غربية. ويتكرر الأمر نفسه مع الفنان التشكيلي الذي يعيش في كبريات العواصم الغربية، ولكنه مازال يرسم أزقة المدن العربية. وعلاقة بملف كتالونيا، فهو عنوان مطامح الانفصال أو الاستقلال في عدد من دول الغرب، ويتعلق الأمر بظاهرة ذات جذور تاريخية تظهر بين الحين والآخر الى مستوى أن أغلب الدول الغربية تشهد مطالب استقلالية لمناطق إثنية معينة. وتبقى إسبانيا الدول الغربية التي تسجل مظاهر بارزة لهذه الظاهرة لسببين، الأول وهو استعمال الإرهاب من طرف إيتا، ما جعلها حاضرة دائما في الإعلام الدولي، وثانيا قرار تسريع حكومة الحكم الذاتي في كتالونيا للاستقلال عن إسبانيا، وهذا ما جعلها تحضر في الإعلام الدولي مثل حالة الاستفتاء يوم الأحد الماضي. ولائحة الحركات القومية في الغرب كثيرة، وتبرز بين الحين والآخر بسبب تظافر عوامل سياسية واقتصادية، أو وقوع أزمات، وتصبح حدثا دوليا. وإذا كان هناك اهتمام في حده الأدنى بالشأن الداخلي للغرب في الاعلام العربي، لما كانت هذه الحركات حدثا مفاجئا للرأي العام العربي. ونجد في إسبانيا، ملفات قومية إقليمية أخرى شائكة، فبلد الباسك يرغب في الانفصال نهائيا عن إسبانيا، ويعتبر الثلاث سنوات المقبلة حاسمة، كما تنتعش القومية في إقليم غاليسيا. وفي حالة الانتقال إلى فرنسا، وهي الدولة المعروفة بمركزية سلطتها الوطنية، فهي تشهد مطالب الحركة القومية في كورسيكا، التي تنادي بالانفصال عن فرنسا، وكانت بعض الحركات القومية في هذه الجزيرة تلجأ إلى العنف حتى الأمس القريب. وغير بعيد عن المنطقة، ونعني إيطاليا، يشهد هذا البلد الأوروبي بدوره بعض الحركات القومية الانفصالية القومية في الشمال على رأسها رابطة الشمال التي ترغب في تأسيس دولة جديدة تحت اسم «بادانيا». وتعاني الدولة التي تحتضن مؤسسات الاتحاد الأوروبي، بلجيكا، بدورها عملية انفصال حثيثة، إذ يرغب الشمال المتحدث اللغة الفلامانية والمعروفة بفلاند، الانفصال عن الشق الفرانكفوني الذي يتحدث اللغة الفرنسية. وتابع الرأي العام العربي منذ ثلاث سنوات استفتاء اسكتلندا الراغبة في الانفصال عن بريطانيا، وهو عنوان من عناوين التطاحن القومي التاريخي في جزر بريطانيا الكبرى، ومرشح للتكرار خلال السنوات الأخيرة بحكم رغبة ساكنة اسكتلندا في الانفصال. وإذا قطعنا المحيط الأطلسي، مازالت المشاعر القومية الراغبة في انفصال إقليم كبيك عن باقي كندا متأججة. فقد شهد الإقليم استفتاء للرأي سنتي 1980 و1995، وفاز الوحدويون بفارق ضعيف للغاية. ويرغب حزب كبيك في إجراء استفتاء جديد خلال السنوات المقبلة. وفي الولايات المتحدة التي تبدو دولة متماسكة سياسيا، توجد حركات قومية قوية في بعض الولايات تهدد بالانفصال. وقد ساهم وصول دونالد ترامب الى الرئاسة في تعزيز هذه المشاعر. وكتب الإعلام العربي عن رغبة كاليفورنيا في الانفصال بعد فوز ترامب، ولكن بدون التعمق في هذه النقطة. ومن ضمن التعابير السياسية الأكثر تداولا في كاليفورنيا وهي «كالكسيت»، أي إجراء استفتاء تقرير المصير للبت في إقامة الجمهورية الكاليفورنية. ويناضل دعاة الاستقلال عن الولايات المتحدة من أجل استفتاء تقرير مصير ملزم سنة 2019. ويتكرر السيناريو نفسه في ولاية تكساس، التي تعتبر الأكثر راديكالية في شأن الانفصال عن باقي الويات المتحدة، حيث توجد فيها حركات قومية، وعلى رأسها الحركة القومية لتكساس التي ترغب في الانسحاب من اتحاد الولايات المتحدة. وانتعشت المشاعر القومية في كل من ولايتي ألاسكا وهاواي للانفصال عن الولايات المتحدة. وجود أحزاب قومية راغبة في الاستقلال هي من سمات المشهد السياسي في الغرب، ويحدث أن تبرز أحيانا وتخفت في مناسبات أخرى، لكنها حاضرة وقادرة على إحداث تغييرات داخلية، ولكن بدون إحداث تغييرات جوهرية، لأن الأقاليم التي قد تنفصل ستبقى ضمن منظومة الغرب، ولن تنضم إلى منظومات منافسة مثل روسيا أو الصين مستقبلا. وتعتبر الحركات القومية في الغرب قنابل داخلية ولكن بدون تأثيرات أو شظايا خارجية. كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي» الحركات القومية في الغرب قنابل داخلية بدون تأثير خارجي د. حسين مجدوبي |
حماس والمصالحة التاريخية مع رام الله Posted: 02 Oct 2017 02:14 PM PDT عودة تاريخية لرئيس الوزراء الفلسطيني إلى قطاع غزة بعد القرار التاريخي الذي صدر عن حركة حماس، والذي يمثل خطوة مهمة في تاريخ العلاقات الداخلية الفلسطينية، وحجر زاوية في رحلة إنهاء الانقسام الفلسطيني، فيما لا يزال الرهان على المستقبل وعلى أن تنجح الحكومة الواحدة الموحدة في إعادة رص الصف الفلسطيني وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة. قراران مهمان في الحقيقة وليس واحدا اتخذتهما حركة حماس في الأسابيع الماضية، الأول على مستوى القطاع، والثاني كان قراراً تنظيمياً داخلياً، لكنه كان بمثابة رسالة واضحة لرئيس السلطة محمود عباس، سرعان ما التقطها وفهمها بشكلها الصحيح. أما القرار الأول فهو حل اللجنة الإدارية، التي كانت بمثابة حكومة محلية لقطاع غزة، وكانت أحد محاور الخلاف مع رام الله وأحد العوائق المهمة أمام جهود إنهاء الانقسام، وشكّل هذا القرار خطوة تاريخية مهمة وحجر زاوية في جهود المصالحة، وهو – بكل تأكيد- نقطة إيجابية مهمة تُضاف إلى سجل حركة حماس، حيث إنها تتخلى طوعاً ومن دون إكراه أو عنف عن حُكم قطاع غزة، وتعيد تسليمه إلى السلطة الفلسطينية، التي لا تشكل هي الأخرى مشروعاً وإنما هي مجرد مرحلة في الطريق إلى بناء الدولة الفلسطينية. القرار الثاني الذي لعب دوراً مهماً في المصالحة، ودفع بها قُدما هو، القرار التنظيمي الداخلي الذي صدر عن قيادة حركة حماس، بوقف الاتصالات مع القيادي الفتحاوي المنشق الذي يعيش في الخارج محمد دحلان، وهي الاتصالات الذي أثارت جدلاً واسعاً منذ تسربت أخبارها، وكانت تعني أن حماس تراهن على النصف المنشق من «فتح» وهو رهان كان سيعني في النهاية أنه سيُعزز الخلافات الداخلية في فتح، وسوف يؤدي الى خلق طرف ثالث في الداخل الفلسطيني، ولن يخدم هذا الاتجاه في النهاية هدف تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. قرارات حركة حماس ثم استقبال رئيس الوزراء القادم من رام الله إلى غزة استقبال الفاتحين، وإنزاله في المقام اللائق، يعني أن حماس قررت تغليب مصلحة الشعب الفلسطيني على المصالح الحزبية، وهي بذلك تتخلى طوعاً عن السلطة وعن الحُكم، وتتجنب الدخول في منافسة مع فتح على سلطة حُكم ذاتي لا تلبي شيئاً من طموحات الفلسطينيين ولا أحلامهم، اللهم إلا أنها سُلطة تقوم بتسيير الأعمال وإدارة الشؤون المدنية للناس لحين قيام الدولة الفلسطينية المنشودة. القوى الفلسطينية اليوم أمام اختبار مهم؛ فحركة حماس عادت الى مربعها الأول والطبيعي خارج السلطة، وفتحت الباب للآخرين ليتولوا إدارة قطاع غزة، وعلى السلطة اليوم أن تعمل فوراً لتوحيد شطري الوطن الفلسطيني، وأن تبدأ على الفور بالعمل من أجل إنهاء الحصار المفروض على القطاع، والتفاهم على شكل المرحلة المقبلة، والبدء أيضاً وعلى الفور بتنفيذ اتفاق القاهرة، الذي تم التوصل إليه عام 2011، إضافة الى إجراء انتخابات بلدية وتشريعية ورئاسية تُعيد هيكلة السلطة الفلسطينية وتضخ الدماء فيها من جديد. من المهم جداً أن يفهم كل الفلسطينيين، سياسيين وغيرهم، بأن السلطة الفلسطينية لم تكن هي المشروع الوطني الذي قاوم من أجله الفلسطينيون (ومعهم مؤسس السلطة ياسر عرفات) لمدة زادت عن ستة عقود، وإنما هي مجرد مرحلة انتقالية كانت لازمة في عام 1994 لإنهاء مرحلة الشتات التي تلت فترة المقاومة في لبنان. كما أنها – وإن كانت موضع جدل وخلاف بين الفلسطينيين- فإن المتفق عليه إنها ليست بديلاً عن الدولة الفلسطينية المستقلة والديمقراطية والقابلة للحياة التي يعمل الفلسطينيون من أجل تشييدها.. ولذلك كله فإنها ليست غنيمة، وينبغي أن لا تكون هدفاً لأي فصيل فلسطيني، وإنما هي مجرد مرحلة انتقالية في أفضل أحوالها. كاتب فلسطيني حماس والمصالحة التاريخية مع رام الله محمد عايش |
شرق سوريا / غرب الأزمة Posted: 02 Oct 2017 02:13 PM PDT لا يخفى، أو لم يعد خافيا على أحد أن المعركة التالية والحاسمة في القضية السورية هي معركة الشرق السوري التي بدأت من الرقة وانتقلت إلى دير الزور وكل التوقعات تتجه بنظرها نحو الحسكة، كما أنه من النافل الحديث عما تعنيه هذه المحافظات بالنسبة لعموم سوريا من وجهتين؛ الأولى: الشرق سلة سوريا الاقتصادية، ونموذجها الأكبر في التنوع الإثني والعرقي، مما يستوجب من الحكومات المتتالية إيلاء هذه المنطقة جل اهتمامها، والعمل على تحسين واقعها المعيشي والخدمي. الثانية: على مدى سنوات سوريا كدولة كان الشرق السوري هو المنطقة المهملة والخارجة عن كل اهتمامات السّاسة (إصلاحا، وتطويرا)، بينما يتم تقاسمها وفق مشاريع ممنهجة تبدأ بإخراجها من معادلات استعادة الأمان ولا تنتهي بتدميرها إن اقتضت الحاجة. انطلاقا من هاتين النقطتين كانت الدعوة مؤخرا من قبل السيد أحمد الجربا لانعقاد ملتقى تشاوري لممثلين عن القبائل العربية ومثقفين وناشطين سياسيين على مدار يومين في القاهرة 19-20/9/2017، وقد خرج الملتقى بنتائج إيجابية ألخصها بالآتي: لطالما كانت المنطقة الشرقية بمحافظاتها الثلاث منطقة بعيدة عن مركز القرار، ودائما ما يتم فرضه عليها، ويمثل هذا الملتقى خطوة إلى الأمام في طريق استعادة القرارات (الخاصة بالشمال الشرقي لسوريا) والعمل على طرحها ومحاولة تطبيقها بدل استقبالها والالتزام بما يتم فرضه عنها. التأكيد على هوية المنطقة كمنطقة ذات غالبية عربية بالتزامن مع التأكيد على دعم وإيلاء مقتضيات العيش المشترك مع بقية المكونات السورية المتواجدة على الأرض تاريخيا كل الاهتمام والعمل على ألا ينفرط العقد الاجتماعي القائم منذ القدم على التآخي (خاصة في ظل انعدام القانون الناظم للعلاقات في إطار المواطنة). العمل على التصدي لمشروع تقسيم سوريا بقوة السلاح أو فرض الأمر الواقع، مع دعم أي قرار يتخذ بالاستفتاء سورياً لا محليا، وذلك ليس قبل انتهاء الحرب واستقرار سوريا وطرح الدستور الجديد الذي من المفترض وضعه على اعتبار أن سوريا خاضت تجربة الثورة الشعبية، ويحق لها أن تضع دستورا جديدا يتوافق مع تطلعات الشعب وتضحياته. توضيح الخط والنهج الذي يتبعه تيار الغد ورئيسه أحمد الجربا، والذي بين أنه يعمل بشكل واضح وبعيدا عن المواربات التي تتبعها أغلبية المعارضة، وهو تيار معارض فاعل حاليا، ويحظى بقبول واضح من قبل اللاعبين الدوليين (أمريكا/روسيا) المعنيين بشكل مباشر بالمسألة السورية، لذا يستطيع لعب دور حقيقي في المساهمة على الأقل بإيقاف نزيف الدم في مناطق بعينها، فضلا عن امتلاكه قوة عسكرية فاعلة على الأرض، مما يزيد من حظوظه بالتواجد والفعالية. الخروج من الملتقى ببيان واضح المعالم، وغير معد سلفا كما هي العادة في معظم المؤتمرات، بل تم وضعه بناء على ما تم تداوله من آراء ومناقشات وحوارات ضمن الملتقى. تأسيس جسم موحد يمثل المحافظات الثلاث ويمد يد العون لكل من يود العمل، والملفت أن الجسم والملتقى لا يتبعان لجهة محددة بل هما جهة بذاتها ستعمل على أن تكون ذات حضور فعال في المستقبل القريب، وتعمل على كسب ثقة الشارع في المحافظات الثلاث لتمثيله في المحافل والمبادرات والاتفاقيات التي تخص المنطقة الشرقية في سوريا. والجدير بالذكر أن الأرض السورية تخضع الآن لمجموعة مشاريع متقاطعة حينا ومتنافرة حينا، ومن الجيد فهم هذه التقاطعات والتنافرات من قبل المعارضة إن كانت تود فعلا المساهمة في الحل، كما يفهمها النظام ومن يدور في فلكه من لاعبين يجيدون الظهور على الضوء، كما يجيدون إخفاء ما يجب، وهذا هو حقيقة ما يجب أن تعيه المعارضة بكل أشكالها. هذا في العموم، أما بالعودة للمناطق التي أعتقد أن فيها سيكون غروب وانتهاء الأزمة، وظهور الشكل الجديد والنهائي من الراهن السوري الذي تسعى كل القوى حاليا للوصول إليه، فإن إيجاد هيئة أو جسم يمثل هذه المناطق بات ضرورة لا مفر منها، وما ملتقى القاهرة، وملتقيات تركيا للأطراف العربية (قبلية، ومثقفة، وإعلامية) سوى توكيد فعلي على ما تسعى إليه القوى الإقليمية والدولية من حلول تبحث عن أجسام لها ثقلها الحقيقي على الأرض وتستطيع ملء الفراغات التي ستنتج عن الحلول المقترحة. كاتب سوري شرق سوريا / غرب الأزمة فايز العباس |
منظمة حقوقية تعلن تضامنها مع رئيسها بعد تحميله مسؤولية مقتل طالب يساري عام 1993 في فاس Posted: 02 Oct 2017 02:08 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: أعلن منتدى الكرامة لحقوق الإنسان (مقرب من العدالة والتنمية الحزب الرئيسي في الحكومة المغربية) تضامنه مع رئيسه عبد العالي حامي الدين، ضد «اتهامه» من طرف جهات بالمسؤولية في مقتل الطالب اليساري القاعدي محمد بن عيسى آيت الجيد، سنة 1993 بفاس. وقال في بيان أرسل لـ «القدس العربي» أمس الاثنين إنه «سيوجه رسالة إلى كل من الرئيس الأول لمحكمة النقض بصفته رئيسا للمجلس الأعلى للسلطة القضائية وإلى الوكيل العام لدى محكمة النقض بصفته رئيسا للنيابة العامة من أجل إحاطتهما علما بالمساطر القضائية التي باشرها رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان في إطار ما يخوله له القانون الجنائي حماية لشرفه الشخصي من البلاغات الكاذبة والتحريض على تقديمها ضده، وتوضيح المقصود من ورائها من إضرار بعمل المنتدى كمدافع عن حقوق الإنسان. وأعلن المنتدى بأنه»سيوجه رسالة إلى السيد رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان من أجل إحاطته علما بحيثيات الحملة التحريضية التي يتعرض لها منتدى الكرامة لحقوق الإنسان في شخص رئيسه، وبيان استهدافها للمنتدى بسبب دفاعه عن حقوق الإنسان». وقال في بيانه إنه تابع باستهجان شديد «الحملة التحريضية المنسقة ضد السيد عبد العلي حامي الدين رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، التي اتخذت لها واجهة شخصين معروفين بارتباطاتهما المشبوهة وسخرت من أجلها أدوات إعلامية اشتهرت بانخراطها في حملات التشهير والتشويه والاغتيال المعنوي لرموز العمل الحقوقي الجاد والمستقل» متهما «الأدوات الإعلامية المسخرة في تحالف تحريضي مشبوه، على الترويج لاتهامات كاذبة بسوء نية في حق عبد العلي حامي الدين رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان ترمي إلى إدانته جنائيا والنيل من شرفه الشخصي، وذلك في محاولة تهدف في المحصلة إلى ثني المنتدى عن الاستمرار في تصديه للتعديات على حقوق الإنسان التي هي محل اهتمام ومتابعة من طرفه خلال السنة الجارية على وجه الخصوص». وأضاف البيان «إن إصرار التحالف التحريضي المذكور على سوق اتهامات جنائية مغرضة بشكل متكرر يعلم يقينا كذبها وتهافتها، في حق رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، وذلك لصدور عدة أحكام ومقررات قضائية حائزة لقوة الشيء المقضي به لفائدته، حيث برأته بشكل قطعي وردت له الاعتبار ولا توجد أية إمكانية قانونية للتراجع عنها، وهو ما لا يمكن أن يكون إلا ناتجا عن الإحساس بنوع من الحماية من المساءلة أو من الإفلات من العقاب يتوفر عليها هذا التحالف التحريضي». منظمة حقوقية تعلن تضامنها مع رئيسها بعد تحميله مسؤولية مقتل طالب يساري عام 1993 في فاس |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق