Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأربعاء، 25 أبريل 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


رقص ترامب وحنجلة الجبير

Posted: 25 Apr 2018 02:30 PM PDT

اعتاد الأمريكيون والعالم على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتغايرة صعودا وهبوطا وعلى تغريداته الفريدة من نوعها والتي تتنقل بين عوالم السياسة والدبلوماسية والاقتصاد والاجتماع فتضرب أخماسا بأسداس وتحدث ردود فعل عنيفة في كل شأن تتعرض له.
معروف في الوقت نفسه أن ترامب يحاول، ما استطاع، تطبيق برنامجه الانتخابي الذي وعد جمهوره به، رغم تعرض هذا البرنامج لعقبات سياسية وقانونية واقتصادية كبيرة، وقد بدأ أجندته الشعبوية بحظر دخول سكان عدد من الدول الإسلامية، ثم استدار نحو جارته المكسيك لتدفيعها ثمن جدار يمنع هجرة مواطنيها إلى بلاده، وطعن الفلسطينيين طعنة كبرى بقراره إعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، وضيق الخناق على كوريا الشمالية لمنعها من استكمال مشروعها النووي والصاروخي، وهو يقترب من لقاء زعيمها كيم جونغ أون قريبا، كما أنه يستعد لإلغاء الاتفاق النووي مع إيران رغم المقاومة الشديدة من أوروبا وروسيا والصين، وهو، بكل ذلك، يثبت أنه يحاول تنفيذ وعوده الانتخابية ومقتنع بها، رغم العقبات الهائلة التي يواجهها، وعدد الاستقالات والإقالات الهائل جرّاءها في إدارته، وفوق كل ذلك المطاردة القانونية التي يتعرض لها لكشف تواطؤه، أو تواطؤ مقربين منه، في التدخل الروسي ضد المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون، وكذلك الفضائح الجنسية العديدة المرتبطة به والتي لا تكف عن الانكشاف يوما بعد يوم.
تسيطر على الرئيس الأمريكي فكرة الصفقات والأموال وتدفيع الآخرين الثمن ما دام في موقع القوة لفرض ذلك، وضمن هذا الإطار فاجأ ترامب العرب والعالم قبل فترة بالقول إنه يريد إخراج قواته من سوريا «فورا»، وحين اعترض عليه دبلوماسيو الخارجية وضباط البنتاغون قفز إلى فكرة جديدة: على «الدول الغنية» العربية أن ترسل قواتها إلى سوريا، وأن تدفع تكاليف وجود قواته، وقد التقطت المملكة العربية السعودية، حينها، الرسالة بسرعة وأعلنت موافقتها على إرسال قوات كما وردت أنباء أنها باشرت بعد ذلك «الطلب» أو التهديد، بتقديم دعم لقوات الأكراد الموالين لأمريكا في سوريا.
وبعد ابتلاعها السنارة شدّ الرئيس / التاجر الخيط مجددا نحو وجهة لم تتوقعها الرياض حين قال أول أمس إن بعض البلدان في الشرق الأوسط يمكن أن تسقط خلال أسبوع لولا الحماية الأمريكية لها، وهو ما أدخل الدبلوماسية السعودية في حرج كبير، فالدعوة لإرسال قوات، والابتزاز المالي، شيء، أما الحديث عن سقوط أنظمة عربية خلال أسبوع، إذا رفعت واشنطن الحماية عنها، فشيء آخر.
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بادر إلى رفع الحرج عن المملكة بالاستدارة إلى قطر، معتبرا إياها المقصودة بالحديث عن السقوط خلال أسبوع، وليس السعودية، المهددة من الحوثيين في اليمن، ومن الميليشيات الشيعية في العراق، ومن التيارات والتنظيمات السلفية المسلحة السنية داخلها، ومن حركات الاستياء والتمرد في المدن والبلدات الشيعية، وفوق ذلك التوتر داخل العائلة والنخب الحاكمة، والانقسامات التي خلقتها حملة «مكافحة الفساد» المزعومة واستهدفت النخب المالية في السعودية.
وحسب الجبير فإنه إذا أقفل الأمريكيون قاعدتهم الاستراتيجية الكبيرة في قطر فإن الإمارة ستكون مهددة بالسقوط، والكلام الذي يبطنه هذا التصريح العدواني يكشف ما أعلنته قطر سابقا من محاولات بعض دول الحصار لتغيير النظام فيها.
يبدو أن تصريحات ترامب لامست عصبا عاريا لدى القيادة السعودية، مما أخرج رجل الدبلوماسية السعودية عن طوره ففقد توازنه المعروف وبدأ بإلقاء الكلام على عواهنه، فقرار وجود القاعدة الأمريكية في «العيديد» لم يتخذ، اساساً، لحماية قطر من إخوتها (أو خصومها) الافتراضيين بل هو أمر يتعلق باستراتيجية انتشار الجيش الأمريكي في العالم، وهذه الاستراتيجية لا تتغير بناء على أفكار رغبوية، أو بتغير الرؤساء الأمريكيين وأمزجتهم.
وبغض النظر عن وجود القاعدة الأمريكية فإن الدولة القطرية ومؤسساتها العسكرية والأمنية قادرة بالتأكيد على حماية شعبها وتراب بلادها، كما أنها قادرة على رد أي اعتداء حقيقي أو رمزي، والأولى بالجبير، أن يتوقف عن «الحنجلة» المفتعلة على أنغام ترامب عبر هذا الشرح المضحك لمعاني كلمات الرئيس الأمريكي، وإذا لم يكن هو معنيا بأمن وسلامة بلد وجار شقيق، فالأولى أن يلتفت للدفاع عن بلده الذي لا يتمنى له الأشقاء القطريون ولشعبه، بالتأكيد، إلا الخير.

رقص ترامب وحنجلة الجبير

رأي القدس

ما هو لون الله؟

Posted: 25 Apr 2018 02:30 PM PDT

كنت جالساً وأمامي الكمبيوتر، أشاهد على اليوتيوب تسجيلات لأهداف النجم محمد صلاح، وانفعال اللاعبين والمدرّبين والجمهور، وجولاته في الأمكنة العامة.
لست من متابعي أخبار فرق كرة القدم ونجومها بشكل عام، ولكنني بين حين وآخر أشاهد مباراة من مباريات القمة، وأتفاعل مع الأداء الجميل.
أشعر بمتعة كبيرة وأنا أشاهد تسجيلاته، خصوصاً وهو يُتبع الهدف بسجدة على أرض الملعب، بينما الجمهور الأجنبي يقف محيّياً ومعجباً.
أثناء انشغالي هذا، تأتي حفيدتي إبنة السنوات الأربع بين حين وآخر لتقول لي: «سِيدي أعطني ورقة ألوّنها».
فأختار تخطيطاً لرسمة بالأسود والأبيض من الحاسوب وأطبعها لها، وبعد دقائق تحضرها لي، لأراها وقد لوّنتها.
أنظر إلى الألوان، وأعبّر عن دهشتي من ذوقها الرفيع.
أعطيها ورقة أخرى، ثم أعود لمشاهدة تسجيل آخر وآخر لمحمد صلاح.
يبدو محمد صلاح كجندي في الصف الأول، يتحمل مسؤولية أخلاقية يؤديها بلباقة أمام الأجانب.
احترام وتقدير محمد صلاح من قبل الأجانب يقول، بأن العالم يحترم من يبدع في عمله ويمهره بالتواضع، إنه السّر الذي يجعل الناس يحبونك، ويفرحون لنجاحك.
أفكّر في سجدة محمد صلاح، تأخذني إلى شعب مصر المؤمن بفطرته، والذي يرى في كل نجاح إكراماً إلهياً له، «ربِّنا أكرمني ونجحت»، «ربِّنا أكرمني واشتريت عربيّة»، «ربِّنا أكرمني وربحت» – بفوازير رمضان -.
أتخيّل الفرحة التي يبعثها نجاحه وتصرّفه بقلوب الملايين، والفارق بين السّجدة على ملعب الزمالك أو الأهلي، وبين ملعب ليفربول بحضور جمهور مختلف دينياً بأكثريته.
كنت مستغرقاً في هذه الهواجس، حين جاءت حفيدتي مرة أخرى وهي تحمل ورقة لوّنتها وسألتني ببراءة: سِيدي، شو لون الله؟
هذه الطفلة تسأل عن كل شيء، لدرجة مستفزّة أحياناً، قبّلتها: «ولِك يا ملعونة من وين بتجيبي هالأسئلة؟».
في طفولتنا، لم نكن نسأل كثيراً، تعلمنا أنه خالقنا وخالق كل شيء، وإذا أخطأنا سيعذّبنا بتعليقنا من رموش أعيننا، وإذا أحسنّا التصرف سيكون مصيرنا الجنة، وأي سؤال إضافي، مثل حجم الله سبحانه، وماذا يأكل وأين يسكن وإذا ما كانت له زوجة! يكون الجواب الفوري: «إستغفر الله العظيم، لا تسأل هيك أسئلة، هذا حرام، الله سيعذّبك».
فنصمت، ونستغفر الله العظيم، حتى اعتدنا الأمر.
قلت لها: الله خالق كل شيء وهو كبير جداً، ولا نستطيع أن نراه، ولا نعرف شكله أو لونه.
بعد قليل عادت الطفلة وقالت لي بثقة كبيرة: أنا أعرف لون الله؟
- وما هو لون الله؟
- أسود.
- أسود؟! وليش أسود؟ عادة كنا نتخيّله سبحانه وتعالى بملابس بيضاء.
فقالت: أنا رأيت الناس في التلفزيون يدورون حوله ويصلّون.
- آه، فهمتك، هذه هي الكعبة المشرّفة، وليست الله.
- إذن ما هو لون الله؟
- نحن لا نستطيع أن نراه، وعندما تكبرين ستعرفين أكثر.
صمتت الطفلة، وعادت لترسم وتلوّن.
لكنها أثارت بي تساؤلات، هل حقاً ستعرف أكثر عندما تكبر أم ستزداد حيرة؟
قبل أيام استمعت إلى محاضرة علمية، جاء فيها أن العلماء في القرن الأخير استقروا على أن الكون نشأ بعد انفجار عظيم، لمادة صغيرة جداً ولكنها عالية الكثافة بما لا يتخيله العقل، ونتجت عنها المجرات والكواكب التي ما زالت تتسع مثل العجين المختمر!
رغم متعة تفسيرات العلماء واجتهادهم، ولكن كيف نفسّر وجود مليارات المجرات التي تحوي كل واحدة منها مليارات الشموس والنجوم من لاشيء؟!
وإذا كانت كرتنا الأرضية في حجم حبّة رمل على شاطئ المحيط، ونحن البشر على حبة الرمل أقل من غبار اللقاح، فمن أين لدماغٍ حجمه أقل ملايين المرات من ذرة غبار لقاح في هذا الكون اللامتناهي، أن يفسّر ظاهرة الكون وخلقه بشكل صحيح؟
مع احترامي للعلماء وإبداعهم، ولكل محاولات تفسير الكون، فعقولنا نحن البشر أيضاً مكبّلة ومحدودة، مثلها مثل حواسنا الخمس، فنحن لا نسمع كل الأصوات المحيطة بنا، ولا نرى كل شيء، ولا نستطيع ملامسة كل شيء، أو تذوّقه أو شم كل الروائح، فالكلب مثلاً يشم أضعاف ما يشمه الإنسان بمئات المرات، والسمكة ترى في ظلمات المحيط ما لا يراه الإنسان، والفيروس الذي قد يؤدي إلى وفاتنا لا نراه.
هكذا عقولنا فهي محدودة القدرة مثل بقية حواسنا، رغم كل الجهود التي أحترمها وهي ليست قليلة.
باعتراف العلماء أنفسهم أنه قبل مئة عام فقط، كان العلماء مقتنعين بنظريات اعتبروها حقائق، وكانت تعتبر ما سبقها من نظريات خطأ، ولكن تبيّن خطؤها في العقود والسنوات الأخيرة، ومن المحتمل أنهم بعد مئة عام أو أقل، سيقولون إن العلماء قبل مئة عام آمنوا بنظرية خاطئة أطلقوا عليها اسم «الانفجار العظيم».
هذه ليست دعوة للكسل الفكري، العكس هو الصحيح، يجب أن نعوّد أنفسنا ونعوّد أبناءنا وأحفادنا على التساؤل عن كل شيء، وأن نحاول تقديم الإجابات، فمهما كانت الإجابة ضعيفة، تبقى أقوى من التجاهل.
مثلاً، بأي منطق تحوّل الكربون بعد ملايين السنين من لا شيء إلى فراشات وورود وخيول وكناغر وسلاحف وبشر يفكرون ويكتشفون ذواتهم، وما حولهم ثم يبحثون في نشأة الكون؟
أين المنطق بتحوّل المادة الصمّاء إلى أداة تفكير وإدراك تكتشف ذاتها؟ وكيف تحوّلت الغازات والأتربة إلى أدمغة وأبصار وأسماع وأذواق ولمس وشمّ؟ ولماذا على كوكبنا فقط من بين مليارات الكواكب والمجرّات؟ وكيف نفسّر نشوء هذا الفارق بين المُخّ وحبة البطاطا والحجر! ولماذا لم تتحول الكرة الأرضية كلها إلى كائن حي دماغه بحجم سلسلة جبال طوروس! وكيف أمكن لمادة الكربون أن تتذكر ما حدث معها قبل عقود، وتعرف مَن سبّبَ لها الأذى أو الفرح وتخطط للمستقبل، وتستقرئه؟ مع احترامي وتقديري للعلماء ولكل اجتهاد علمي.
في المقابل لدى المؤمن إجابة أخرى، تستند أولاً على الإقرار بمحدودية دماغ الإنسان واستحالة قدرته على المعرفة الكلّية، ويؤمن بخالق لهذا الكون، لا تستطيع أدمغتنا الإحاطة بقدراته أو بصفاته، ولا نستطيع أن نتخيّله بمعاييرنا الصغيرة والضيقة جداً، مثلاً لو طلبنا من نحلة أن تفسر الكرة الأرضية وما يجري عليها، رغم ذكائها بجمع الرحيق وصناعة أقراص العسل فهي سترتكب أخطاء كبيرة في تفسيراتها، ولهذا فالإيمان يعتمد أولاً على ما لا يُدرك حسّياً.
طبعاً لدى المشكّكين أيضاً تساؤلاتهم الكثيرة!
مثلاً، من أين وكيف أتى خالق كل هذا الكون؟ وماذا كان قبله؟ وما الهدف من خلق الإنسان؟ وما سِرُّ عذابات البشر التي لا تنتهي، ولماذا لا يكون جميع الناس سعداء؟ إلخ…
كنت أفكر بهذا وأشطح بعيداً في تصوّراتي، بينما الطفلة التي رمتني بسؤالها الوجودي المدهش، تلوّن ورقتها بهدوء، وتعود بين فَينة وأخرى وهي تحملها: شوف سيدي شو لوّنت، ثم تسألني بفرح: حلوة الألوان؟
- آه بتجنن..
- طيّب، أعطني كمان ورقة لألوّنها…

ما هو لون الله؟

سهيل كيوان

كرة القدم حرام أم نص نص؟: محمد صلاح خطف الملاعب من الماسونيين وانتصر… بصلواته أم بمهاراته؟

Posted: 25 Apr 2018 02:30 PM PDT

يستطيع أي لاعب في هذا الملعب الكوني الكبير أن يَخرج بطلا محمولا على الأكتاف، حين يحرز الأهداف، فهل هذا كاف لتحقيق نصر رياضي مبهر؟ بصراحة، لا! لأن تحقيق الهدف لم يعد وحده كفيلا بإرضاء الكاميرات، التي تلهث وراء معجزات، تفوق ذهول المشاهد و حماسته، فقنوات اليوتيوب التي تلتقط القدرات الخارقة لأعظم اللاعبين في العالم، تدهشك بالتأويلات الفلكية، والإحالات الدينية و المبررات الشرعية التي تنتج عنها، أو تؤدي إليها، وخذ على سبيل المثال اللاعب «الإسرائيلي»: ميسي، الذي يحظى بنصيب الأسد من هذه الفيديوهات، وهي تقتحم عالمه السري، الذي يحرسه الغموض، و ألغاز الغيب ، وقفازات الماسونيين وقبعات السحرة الماورائيين، لا يخلو الأمر طبعا من فذلكات وألاعيب الصورة، لتسهل مغنطة الوعي، واستدراج المولعين بحكايا أرض الظلام، وخفة الكاميرات في صناعة عروض وهمية، تلقى رواجا، لمن لم يعد الواقع غاويا عندهم بالقدر الذي يلبي به الوهم نهمهم، وهوسهم بالغيبيات ، فماذا عن محمد صلاح؟

رسائل رياضية من عالم الروح

يقول اللاعب السابق والإعلامي الشهير ديفيد آيك في إحدى حلقاته المصورة، أن الحقيقة ليست ما يجب أن نؤمن به أو نرفضه، إنما هي الواقع الذي نختلف أو نتفق معه، ويتوقف مدى فرضها أو تعميمها على مستوى المعلومات التي نقدمها لإثباتها، فامتلاك المعلومات يؤدي إلى السيطرة على الأذهان والأحاسيس، بما يبرهن غاندي: «الكذب لا يتحول إلى حقيقة حين يتم الترويج إليه، والحقيقة لا تفقد وجودها حين لا يتمكن الناس من رؤيتها»، ولذلك يصر في كتابه «السر الأعظم» على احتكار كائنات الظل للسلطة، الكائنات التي يُشَبّهُ هيئتها بالزواحف، أو المخلوقات الفضائية، وهي لم تزل تشرب من دم البشر لتظل محتفظة بأقنعتها التنكرية وهيئاتها الآدمية، مستغربا من أولئك الذين يقودون حملات لتشويه عقله، واتهامه بالجنون، متسائلا: إن كان كل هذا الجنون في العالم كافيا لأكون مجنونا، فإنني وبكل أسف مصاب بخيبة ظن»!
أثار آيك، انتقادات كثيرة حول نقدياته لعالم الكرة، ومكامن المؤامرة في هذا الملكوت الأخطر على وجه الكرة الأرضية، ليتماهى بتفسيراته مع نشطاء اليوتيوب، الذين يستعرضون تسديدات ميسي المدعومة بقوى شيطانية لا يراها المشاهد، توجهه عبر السحر الأسود، الذي تمارسه منظمات ينتمي إليها اللاعبون الأكثر شهرة وثراء في العالم، ولذلك لا يتردد آيك بالكشف عن رسائل من عالم الروح، يتلقاها المشاهير ومنهم أبطال الملاعب، لصناعة معجزات بركلات خارقة، تهز العالم، وتغزو الميديا ووسائل التواصل، فتلهي البشر وتشغلهم عما لا يجب أن يروه، لأنه ليس من اختصاصهم، طالما أنها قادرة على احتكار شاشاتهم، حين تخطف أعينهم منهم، قبل أن تصهر أذهانهم ومشاعرهم وصلواتهم؟!

المؤامرة بين الشغف والخوف!

من تابع مباراة ليفربول – مساء الثلاثاء- مع روما، تسحره إمارات الذعر والذهول والانهزام، على وجوه المنتخب الإيطالي وجماهيره، وهم يبحلقون في توالي الإبهارات الكروية التي يحققها محمد صلاح في الملعب وأمام الشباك، مرتلا في سره «إنا جعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا»، فما أن يتم الآية، حتى تكتمل الغشاوة التي تخترقها أهداف عربية القدمين، بمهارات مشفوعة بالصلوات، تثير الخشوع والرعب في عيون كاميرات لا تصدق ما تراه، حين يختل توازن الملعب بعد مغادرة صلاح، فأين يكمن الفرق إذن، بين لاعب مسلم يستعين بصلواته لتحقيق معجزاته، وبين اللاعبين الذين باعوا روحهم للوسيفر «حامل الشعلة»، ورفعوا شعاراته محققين ببركة لعناته إنجازات خيالية في عالم الكرة – كما يدعي نشطاء اليوتيوب؟
بدك الصراحة أو ابنة عمها أيها المشاهد؟ حسنا، تحيز لما لا تصدقه، لأنه الأولى بالتصديق، وسأثبت لك ذلك في معرض هذه الكتابة، بما أن عروبة محمد صلاح جاءت أولا، أما صلواته، فلمْ تُبَيّضْ صورة المسلمين في أوروبا، بقدر ما سوّدتْ وجه الشيطان، هذه هي الحكاية باختصار، ولمزيد من الفهم ، عد إلى حلقات ديفيد آيك ما غيره، وانظر كيف يهزأ ممن لا يصدقون نظرية المؤامرة التي ينفذها أتباع مملكة الظل، من المشاهير والرؤساء ولاعبي كرة القدم… ثم مستوى التعقيد في الأحداث السياسية أو الكروية العظمى، وفهمها، من خلال الربط بين النقاط المتباعدة، ساخرا ممن يحاولون الاختيار بين نظرية المؤامرة ونظرية الصدفة، فلا مجال للاختيار بين ما لا يحق للمشاهد فيه، لأن النظريتين أمر قائم بذاته، مع فارق بسيط وعظيم في آنٍ، أن المؤامرة تخص الأذكياء فقط، وأما الأغبياء والجبناء فلن يحتملوا قوتها ولن يجرؤوا على الاعتراف بسطوتها، وهم يفرون منها مختبئين وراء إنكارها، ومن تنقصه الشجاعة لا يمكن أن يجرؤ على خذلان النفاق! فهل بعد ذلك يصبح شغف المعرفة هوسا مرضيا، والخوف منها برهانا على صحة العقل ورجاحة الوعي، في إعلام مسلوب البصر والبصيرة، والإرادة والإحساس؟!

مزرعة أورويل الإعلامية

لعبة الكراسي الوحيدة التي تحير آيك هي تلك التي تنفذ فيها تذاكر المقاعد لحضور ندواته قبل ثلاثة أشهر من انعقادها، وهو ما يحدث في المباريات وبرامج جيري سبرينغ، وحفلات سوبر بول، التي تثير سخطا أخلاقيا عندما تظهر جانيت جاكسون صدرها بينما يخفي حكام الظل، الذين يحتلون قمة الهرم الأعظم، مشاهد لضحايا اليورانيوم من الأطفال المشوهين في العراق، ليتساءل آيك أين هي الأخلاق بالضبط؟ وما هو الأجدر بإثارة السخط الأخلاقي في هذا العالم الحر؟ لا غرابة إذن أن تكون أفظع الديكتاتوريات في العالم هي الديكتاتوريات الإعلامية، وأخواتها، التي يطلق عليها: مزرعة أورويل، أو الجمهورية الأورويلية، لأنها تسرقك من صدقك مع نفسك، لتخدعك بوعيك المسلوب، لا الممنوح إليك، فتصدق بها أنك تمارس الحرية بأبهى أشكالها، في ذات الوقت الذي تكون فيه خاضعا إليها، تماما، ومتحولا من عَبدٍ مُشاهد يرى ما يفي بحاجته، إلى «شـاهد عبـودي، ما شـفش حاجـة»!
في المحصلة، الجميع، مهما بلغت مناصبهم، هم موظفون داخل شبكة، تقتصر فيها حقوق المعرفة على فرق الأشباح التي لا يسمح لنا برؤيتها، وهي القلة القليلة التي تتحكم بمصير الخليقة برمتها، فهل ستلوم من يتهمون آيك بالجنون بعد استعراضه هذا؟
محمد صلاح، سيصبح دون أدنى شك، أسطورة في تاريخ ملاعب ( البلورة المستديرة)، بصلواته ومهاراته، معا، لأن أحدهما يكمل الآخر، ولا يكتمل بدونه، والتحدي الأكبر، لن يكون بين المهارات وحدها في ملكوت الرياضة، لأن من يدقق النظر، في رموز وشعارات مشاهير الكرة، ووشومهم وقلائدهم، و رموز صلواتهم، والأداء الاحتفالي ببطولات العالم الكروية، و ما يحمله من طقوس وإشارات بعينها، يعي تماما، أن اللعبة أكبر بكثير من ركلة قدم، وأن من يمول هذه الحفلات الجنونية التي تكتسح الكون، يقودك إلى الجد الأكبر لعائلة بوش، الذي تحدث عنه صاحبنا آيك، كاشفا أنه هو نفسه الذي مول هتلر والنازية ، في الوقت نفسه الذي غذى موارد الاتحاد السوفييتي وأمريكا والحرب على العراق، وفقاعة طالبان، وداعش، وبرشـلونة، وما خـفي أعـظم!
هنيئا إذن، لصلواتك يا محمد يا صلاح، وهنيئا لنا بسمائك التي تأخذها معك أينما حللت، هنيئا لسجودك الذي ترفع به رأس العروبة المتلولح فوق أعناق الطغاة، حين يطأطئ الغزاة هاماتهم لحذائك… ولن نسأل بعد هذا إن كانت فتوى تحريم كرة القدم قابلة فعلا للتطبيق، أم أن الاكتفاء بمحظوراتها كفيل بتشريعها، نص نص، أو هيك وهيك… وسلامتكم!

كاتبة فلسطينية تقيم في لندن

كرة القدم حرام أم نص نص؟: محمد صلاح خطف الملاعب من الماسونيين وانتصر… بصلواته أم بمهاراته؟

لينا أبو بكر

الفتنة التي لا تنام!

Posted: 25 Apr 2018 02:29 PM PDT

لم يكن المؤرخ والفقيه ابن جرير الطبري يعلم أن رأيه البسيط الذي وصف به سلفه الإمام أحمد بن حنبل سيجلب له كل ذلك الغضب والكراهية والتكفير، لدرجة أنه حين وافته المنية بعد اشتداد الهجوم عليه، تم دفنه ليلاً في داره، «لأن العامة اجتمعت ومنعت دفنه نهاراً وادعوا عليه الرفض ثم ادعوا عليه الإلحاد، وكان علي بن عيسى يقول: والله لو سُئِل هؤلاء عن معنى الرفض والإلحاد ما عرفوه ولا فهموه».
يروي المؤرخ ابن الأثير في كتابه «الكامل في التاريخ» هذه الواقعة معلقاً: «وحاشى ذلك الإمام عن مثل هذه الأشياء»، ومؤكداً أن من تعصبوا لمنع دفنه كانوا بعض الحنابلة ثم تبعهم غيرهم، ثم يروي بعد ذلك وقائع الجريمة التي ارتكبها الطبري ليستحق كل تلك الكراهية، والتي لم تكن سوى أنه قام بتأليف كتاب تحدث فيه عن الفقهاء، لكنه لم يذكر فيه أحمد بن حنبل، فلما سئل عن سر ذلك قال: لأنه لم يكن فقيهاً وإنما كان محدّثاً، «فاشتد ذلك على الحنابلة، وكانوا لا يحصون كثرة ببغداد، فشغبوا عليه وقالوا ما أرادوا». وبعد أن يروي ابن الأثير بعض مناقب الطبري ويشيد بكتابه المشهور «في تاريخ الأمم والملوك» وبتفسيره «الذي لم يصنف مثله»، يذكر أن الحنابلة كانوا يمنعون طلبة العلم من الدخول عليه، وأنهم ظلموه مع أنه «ليس أعلم على أديم الأرض منه»، وأن مشكلته تتلخص في ما وصفه الفرغاني بأنه «كان ممن لا يأخذه في الله لومة لائم.. مع عظيم ما كان يلحقه من الأذى والشناعات من جاهل وحاسد وملحد».
لكن الطبري كان رغم كل شيء أسعد حظاً من المتصوف والعلامة والشاعر الحسين بن منصور الحلاج، الذي لقي مصيراً مؤلماً في السنة التي سبقت رحيل الطبري، فقد تم ـ كما يروي ابن الأثير ـ ضربه ألف سوط ثم قطعت يده ثم رجله ثم يده ثم رجله ثم قُتِل وأحرق بالنار، فلما صار رماداً ألقي في دجلة ونصب رأسه ببغداد، رغم أنه أنكر ادعاء الربوبية والنبوة، ولم يفده في شيء قوله لقاتليه «إنما أنا رجل أعبد الله عز وجل… ما يحل لكم دمي واعتقادي الإسلام ومذهبي السنة ولي فيها كتب موجودة فالله الله في دمي».
لم يدرك الذين باركوا قتل الحلاج وتسامحوا مع اضطهاد الطبري، رغم ما بينهما من اختلافات، أن التسامح مع المتشددين يؤدي دائماً إلى ما هو أنكى وأضل، ولذلك استمرت سيطرة المتطرفين من الحنابلة على الساحة خلال العقد التالي، حتى وصلت إلى ما يسميه ابن الأثير بـ«فتنة الحنابلة في بغداد» التي وقعت عام 323 هجرية، بعد أن «عَظُم أمر الحنابلة وقويت شوكتهم»، فلم يعودوا يقصرون بطشهم وتدخلهم في الحياة الشخصية على العامة، بل امتد أثرهم إلى القادة والكبراء، فقاموا بمداهمة بيوتهم، فإن وجدوا نبيذاً أراقوه، وإن وجدوا مغنياً ضربوه وكسروا آلة الغناء، ولاحقوا الرجال الماشين مع النساء والصبيان لسؤالهم عن طبيعة علاقتهم بهم، ليضربوا من يمتنع عن الإجابة، ويحملوه إلى صاحب الشرطة بتهمة الفاحشة، ولأن ذلك الأذى طال الكبراء وأصحاب النفوذ، فقد اضطرت السلطة للتدخل، ولكن بعد فوات الأوان، حيث ركب بدر الخرشني صاحب الشرطة ونادى في جانبي بغداد ألا يجتمع من الحنابلة اثنان، ولا يناظرون في مذهبهم، «فلم يفد فيهم وزاد شرهم وفتنتهم، واستظهروا بالعميان الذين كانوا يأوون في المساجد، وكانوا إذا مر بهم شافعي المذهب أغروا به العميان فيضربونه بعصيهم حتى يكاد يموت».
وحين تفاقم بطش الحنابلة بخصومهم، اضطر الخليفة الراضي بالله إلى إصدار مرسوم يقسم بالله «قسماً يلزم الوفاء به لئن لم تنتهوا عن مذموم مذهبكم ومعوِّج طريقتكم ليوسعنكم ضرباً وتشريداً وقتلاً وتبديداً، وليستعملن السيف في رقابكم والنار في منازلكم ومحالكم»، ولم يكتف مرسوم الخليفة بذلك التهديد، بل قام باستنكار معتقدات الحنابلة وأفكارهم مستخدماً في ذلك أقوى الألفاظ كقوله: «إنكم تزعمون أن صورة وجوهكم القبيحة السمجة على مثال رب العالمين، وهيئتكم الرذلة على هيئته… ثم طعنكم على خيار الأئمة ونسبتكم شيعة آل محمد صلى الله عليه وسلم إلى الكفر والضلال، ثم استدعاؤكم المسلمين إلى الدين بالبدع الظاهرة والمذاهب الفاجرة التي لا يشهد بها القرآن. وإنكاركم زيارة قبور الأئمة وتشنيعكم على زوارها بالابتداع، وأنتم مع ذلك تجتمعون على زيارة قبر رجل من العوام، ليس بذي شرف ولا نسب ولا سبب برسول الله، وتأمرون بزيارته وتعدون له معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء، فلعن الله شيطاناً زيّن لكم هذه المنكرات وما أغواه».
لم يكن ما فعله الخليفة الراضي خالصاً لوجه الله والدين، فقد كان يعاني في ذلك العام من أزمات داخلية، جعلته يقبض على محمد والمظفر ابني ياقوت أكبر منافسي وزيره ابن مقلة، بعد أن كان محمد بن ياقوت «يتحكم في المملكة بأسرها وهو ليس له حكم في شيء»، وفي ظل صراعات عنيفة على السلطة، قام الراضي بتقليد ولديه أبي جعفر وأبي الفضل ناحيتي المشرق والمغرب، في الوقت الذي كانت تعاني فيه خراسان من غلاء شديد جعل كثيراً من أهلها يموتون من الجوع، فيعجز الناس عن دفن الغرباء والفقراء منهم، ثم حدث بعدها شغب للجنود في بغداد، فقاموا بنقب دار الوزير ابن مقلة واحتلالها، فهرب الوزير وابنه، ولم يعودا إليها إلا بعد كثير من المناوشات، وتم اتهام بعض أصحاب محمد بن ياقوت بإثارة الشغب، خصوصاً بعد أن مات داخل سجنه في ظروف غامضة، وشهد الأطباء بأنه لم يتعرض للضرب ولا للسم، وفي ظل كل تلك الاضطرابات لم يكن الراضي مستعداً لتحمل تصاعد نفوذ الحنابلة، الذي أصبح يثير ضيق كبراء البلاد، الراغبين في الاستمتاع بحرياتهم الشخصية، ولذلك قام بقمع الحنابلة لكي يستعيد مواطنوه حريتهم الشخصية، فيساندوه في معاركه، وبالطبع فرح الذين عانوا من بطش غلاة الحنابلة، بما تصوروا أنه انتصار على أفكارهم المتطرفة، قبل أن تحمل الأيام المقبلة عودة أعتى للمتطرفين، واستغلالاً جديداً من السلطة لهم.
لا تجدي كلمة (لو) في تغيير مسار التاريخ، لكنها ربما تفيد في تأمله، ولذلك ربما لو أدرك أهل ذلك الزمان أن السكوت على قتل الحلاج، قاد إلى السكوت على إهانة الطبري، وربما لو وجد قاتل الحلاج من يعارضه، لما سهل على المتطرفين تكفير الطبري، ولما وقعت البلاد أسراً للمتطرفين، حتى تنتهي حاجة السلطان إليهم، فيقوم بقمعهم، إلى أن يأتي سلطان جديد يستغلهم، فيعيثوا في الأرض بطشاً من جديد، ثم يتخلص منهم حين يزداد توحشهم، فيسود في البلاد التوهم بأنها تخلصت من جنون التطرف، وتحرم من فرصة مواجهة أزماتها وعيوبها بشكل سليم، يعالج الجذور لا القشور، ويقوده أهل الفكر والرأي، لا أهل السلطة والبطش، ثم يستغرب أهلها حين تصعد الأفكار المتطرفة من جديد بشكل أكثر توحشاً، فيدركون بعد فوات الأوان خطأ مواجهة التطرف بالبطش، وخطيئة التصفيق لسلاطين يهاجمون التطرف فقط من أجل مصالحهم وبقائهم على الكرسي.

ـ «الكامل في التاريخ» لابن الأثير ـ المجلد السابع ـ طبعة دار الكتب العلمية مراجعة محمد يوسف الدقاق

٭ كاتب مصري

الفتنة التي لا تنام!

بلال فضل

ماذا يعني تتويج محمد صلاح؟ وماذا بعد؟

Posted: 25 Apr 2018 02:29 PM PDT

تتويج محمد صلاح بلقب أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي الممتاز للموسم الكروي الجاري كان متوقعا، مستحقا ومنطقيا لم يختلف بشأنه الكثير، بالنظر لما قدمه النجم المصري فنيا هذا الموسم مع فريقه ليفربول في الدوري المحلي ودوري الأبطال، ولِما أظهره من صورة مثالية عن لاعب عربي وافريقي خلوق ومنضبط جعل جماهير ليفربول بأطفالها وشبابها وشيوخها يسجدون لله مثله ويتغنون به مع كل هدف يسجله، ما جعل أغلبية لاعبي الدوري الأقوى والأفضل في أوروبا يصوتون له على حساب دي بروين وهاري كاين والحارس دي خيا الذين تألقوا بدورهم مع نواديهم طيلة الموسم.
صحيح أن تتويج الموهبة صلاح هو تتويج للمهارة والبراعة والتميز الذي أظهره مع ليفربول هذا الموسم، وتتويج للأكثر تألقا وتهديفا في الدوري الإنكليزي، والأكثر تتويجا بلقب لاعب الشهر، لكنه أيضا تتويج لبداية تخلص الانكليز من عنصرية متجذرة في المجتمع ضد الأجانب والمسلمين بفضل مجهود ومهارات محرز وكانتي سابقا، مع المعجزة ليستر، ثم محمد صلاح اليوم رغم وجود نجوم مميزين تألقوا بدورهم في إنكلترا، وهو الأمر الذي يحمل دلالات كثيرة ويثير التساؤل بشأن ما هو قادم!
تتويج المصري صلاح فيه دلالة على تجسيد وتكريس مبدأ الحياد والموضوعية الذي تحلت به أسرة كرة القدم الإنكليزية للمرة الثالثة على التوالي في اختيار الأفضل بدون أدنى اعتبار للأصل واللون والمعتقد والجنسية، كما كان عليه الحال في وقت قريب. تتويج صلاح فيه تأكيد على تغيير الصورة النمطية التي ترسخت مؤخرا في أوروبا عن المساجد والمسلمين، على الأقل في الوسط الكروي وجماهير الكرة خاصة، منذ صار صلاح وأوزيل وبول بوغبا ومحرز ونغولو كانتي وساديو ماني يظهرون التزامهم الديني في ملاعب الكرة كل مرة بالسجود ورفع الأيدي عند قراءة الفاتحة. تتويج صلاح هو تجسيد لفكرة ضرورة الاحتراف لكل لاعب عربي وافريقي يملك المهارات ويحلم ويسعى لتحقيق ذاته لأن صلاح لو بقي في مصر لما تمكن من تفجير طاقاته، ولما توج حتى بلقب أفضل لاعب في إفريقيا بكل ما يتميز به من مهارة وبراعة، لأن لقب أفضل لاعب افريقي صار حكرا على المحترفين من الأفارقة. تتويج صلاح وقبله كانتي ومحرز هو تأكيد جديد على توفر القارة السمراء على مهارات وفنيات خارقة تحتاج لبيئة ملائمة وفضاءات نظيفة حتى تفجر طاقاتها ومهاراتها ومواهبها العديدة. التتويج الثالث على التوالي للاعب افريقي الأصل بلقب أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي صار مصدر إلهام وفخرا للكثير من الشباب العربي والافريقي، أمر قد يفتح الشهية ويعد بالمزيد، ويحمل دلالات كبيرة يجب الاستثمار فيها رياضيا واجتماعيا وفكريا وثقافيا لتشجيع الشبان العرب والأفارقة على مزيد من السعي للانسجام في المجتمعات الأوروبية من خلال تألقهم رياضيا وفكريا وعلميا في مختلف المجالات.
رغم أن التتويج ليس الأول من نوعه عربيا وافريقيا، ورغم أن صلاح لم يتوج بلقب الدوري الانكليزي ولا بدوري الأبطال بعد، لكن فوزه بلقب أفضل لاعب واقترابه من التتويج بلقب أفضل هداف للموسم الواحد في تاريخ الدوري الإنكليزي، يبقى انجازا فنيا كبيرا جاء من مصر وخاض تجارب عدة صقلت مواهبه قبل الانضمام الى ناد كبير يقوده اليوم نحو بلوغ نهائي دوري الأبطال، وقد ينافس على كل الألقاب الموسم المقبل، وسيزيد من تغيير صورة الانكليز تجاه كل ما هو مسلم وعربي وافريقي في وسط أوروبي معروف عنه عنصريته المعلنة. المعطيات التي أفرزت تتويج محمد صلاح تزيد من حظوظه في التنافس على لقب أفضل لاعب في العالم نهاية السنة وتكرار ما فعله الليبيري جورج ويا سنة 1995، خاصة اذا توج بدوري الأبطال مع ليفربول وتألق في مونديال روسيا مع منتخب مصر واستمر بداية الموسم المقبل على النسق والمستوى الذي ظهر به هذا الموسم. المهمة ليست مستحيلة خاصة إذا استمر صلاح مع ليفربول على الأقل لموسم آخر حفاظا على استقراره وتوازنه، لكنها لن تكون سهلة لأن الأضواء ستسلط عليه الموسم المقبل، ولن يكون الأمر سهلا بالنظر لتجارب سابقة مع لاعبين عرب وأفارقه تألقوا ثم تراجع مردودهم لأسباب ذاتية وموضوعية لأن ثبات مستوى صلاح الموسم المقبل هو تتويج آخر خاصة مع الضغوطات الجماهيرية والاعلامية التي صار عرضة لها مع صعود نجوميته التي جلبت له الاضواء منذ انتقل الى ليفربول وصار هداف الدوري وأفضل هداف عربي في دوري الأبطال بثلاثة عشر هدفا، وصار مطالبا بالمزيد من جماهير ليفربول ومصر والعرب والأفارقة.

إعلامي جزائري

ماذا يعني تتويج محمد صلاح؟ وماذا بعد؟

حفيظ دراجي

مأزق الأردن مع الرئيس عباس… «لا بديل عنه ولا يمكنه الاستمرار»

Posted: 25 Apr 2018 02:29 PM PDT

عمان- «القدس العربي» : لا يمكن تفكيك ألغاز الحماس الذي أظهره الرئيس الفلسطيني محمود عباس تجاه الكلام الوحدوي عن العلاقة ومستقبلها مع الأردن خلال مناسبة احتفالية نظمت في رام الله مؤخراً بحضور شخصيات أردنية بارزة.
في واحدة على الأقل من المناسبات وحضور السياسي الأردني المخضرم طاهر المصري أظهر الرئيس عباس جملة حماسية تجاه مضمون خطاب عن وحدة مصير الشعبين الأردني والفلسطيني. لحظتها صفق عباس بحرارة ثم تقدم بمداخلة من الطراز نفسه. لافت جداً ان ذلك حدث بعد ان بدأ موظفون أردنيون من الدرجتين الثالثة والثانية في وزارة الخارجية الأردنية يلمحون إلى ان اوراق الرئيس عباس شارفت على الخروج من اللعبة، بناء على التسريبات الأمريكية والإسرائيلية.
كما حدث قبل أيام من زيارة قام بها لعمان القيادي الفلسطيني البارز اللواء جبريل الرجوب تخللها التقدم بالكثير من الايحاءات. بالنسبة للموقف الرسمي الأردني والثابت وكما يعبر عنه وزير الاتصال الناطق الرسمي الدكتور محمد المومني امام «القدس العربي» عنوان الشرعية الفلسطينية واضح وواحد حيث اتصالات تنسيقية على مدار الساعة مع السلطة وقيادتها وحيث كلمة أردنية لا تقبل القسمة على اثنين في هذا السياق. وحيث- وهذا الأهم – شرعية لا تقبل الاجتهاد وشراكة حقيقية بعنوان دعمها وإسنادها.
لكن كلام موظفين من مستوى أقل في الجهاز الدبلوماسي يعكس وعندما يبدأ بالتسرب إلى سفراء أجانب تحديداً جناحاً في المؤسسات الأردنية يتقبل الطروحات الأمريكية والإسرائيلية بسرعة اكثر من غيره حيث تقديرات تتحدث عن خيارات بديلة عن عباس وعن تقدم كبير لمستشاره الامني اللواء ماجد فرج في مستوى الخيارات الأمريكية والاكثر حساسية عن استعداد الأردن لمواصلة التنسيق مع اي لاعب جديد يمثل المؤسسة الفلسطينية. من المرجح ان تسريبات وانباء من هذا النوع يلتقطها الرئيس عباس او تصل اليه وإن كان الحريصون في المؤسسة الأردن يعتبرونها محاولة بائسة على مستوى وظيفي فقط للاجتهاد في تفسير الاتجاه الأمريكي.
من المرجح ان شخصيات قيادية مغتاظة لأسباب عدة من الأردن تتقصد ايصال رسائل محددة في حوارات مع مسؤولين واصدقاء أردنيين. وهي رسائل تريد التأكيد على ان الجنرال فرج ليس اكثر من موظف يعمل تحت امرة الرئيس عباس. وتسعى للتأكيد ايضاً بالتوازي على ان عباس رقم صعب لا مجال للحديث فلسطينياً عن اي خيارات تحاول تجاوزه او تقترح التدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني أصلاً. التلميحات وصلت إلى ان مجموعة قيادية فتحاوية مقربة من عباس تحاول تنشيط ذاكرة عمان بالرسالة السياسية التي تتحدث عن مستويات اتصال كبيرة في هذه المرحلة بين الرئيس عباس والسلطة من جهة والمجموعة العربية النافذة بقيادة مصر والأمير محمد بن سلمان من جهة أخرى.
تلك التلميحات تحاول لفت النظر إلى ان المؤسسة الفلسطينية تملك القدرة على القرار المستقل ولم تعد تقبل بعلاقة التبعية لأي دولة عربية شقيقة مع التذكير بأن عباس نفسه المح بذلك في خطابات عدة والتذكير بجهل بعض الحكومات العربية بمعادلة الواقع الفلسطيني حيث يستحيل ان يترأس السلطة الفلسطينية أي شخصية من خارج مربع الإطار القيادي الأهم في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وحيث يستحيل بالمقابل التقدم بأي شخصية بديلة عن عباس من خارج الضفة الغربية. تلك التلميحات عرضت كنصائح على سياسيين ومسؤولين أردنيين ويبدو ان التلويح الأهم فيها هو تلك الجملة التي تتحدث عن علاقة قوية مع العهد السعودي الجديد.
الحكومة الأردنية من جهتها لم تعلن أي موقف سلبي أو ينطوي على تدخل في المؤسسات الفلسطينية بل تحرص دوما على ان تكون الطرف الوحيد عملياً الذي يدعم الشرعية الفلسطينية ودون أدنى مجال للشك بدليل رفض كل محاولات إقامة اتصال وعلاقة مع حركة حماس او حتى مع التيارات المناهضة لعباس في عمق المعادلة الفلسطينية وتحديداً الفتحاوية .
لا أحد يجلس في التصور الاستراتيجي الأردني بدلاً من عباس حتى الان على الاقل وفي نظرالعمق الفلسطيني ثمة قناعات بان فرصة اللواء فرج «تقدم» كخيار محتمل يقترحه الأمريكيون والإسرائيليون لكنها لا تستطيع تجاوز المكانة الرفيعة للرئيس عباس الموصوف أردنياً بالعبارة التالية..» من الصعب توفير بديل عنه الآن ولا يمكنه الاستمرار». وذلك بحكم المأزق الاستراتيجي الذي وضعه نفسه فيه وهو يرفض المظلة الأمريكية وبحكم حالته الصحية وعمره الذي يتقدم.
رغم ذلك يشكك بعض المقربين من عباس بالموقف الرسمي الأردني بناء على تسريبات هنا أو هناك في الوقت الذي اظهر فيه هو شخصياً جملة الحماس التكتيكي الملحوظة أمام المصري وغيره للعبارات التي تتحدث عن وحدة المصير ومستقبل العلاقة بين الشعبين. وهي عبارات يتصور المراقبون ان عباس قد يحتاجها لاحقا خصوصاً وان خيارات السلطة محدودة جداً عندما يتعلق الأمر بالنقاش الساخن مع الأردن أو غيره تحت عنوان قرار عباس ضد المظلة الأمريكية الراعية للمفاوضات والمنحازة لإسرائيل.
وبالرغم من ان الرئيس عباس لجأ مؤخراً إلى ما يشبه الحد من مساحة التشاور المألوفة مع الأردن الا أن عمان رسمياً وأمنياً تتحدث مع كل الأطراف ولا تتبنى خيارات من أي نوع وان كانت مؤسساتها تظهر القلق الاكبر على الفراغ المحتمل في حال استمرار الضغط على الرئيس عباس وعدم تقديم المظلة الأمريكية وإسرائيل لمخرج استراتيجي يساعده في مواجهة الاستعصاء.
يعزل الأردن نفسه تماماً عن كل مظاهر الجدل المتعلقة بخلافة عباس. لكن مصالحه الحيوية تتطلب الانتباه لكل التفاصيل وعلى رأسها وأولها الصراع الخفيف المحتدم خلف ستارة حركة فتح وبين اقطاب الحركة بعنوان الشخصية التي يمكن ان تخلف عباس الذي أربك بدوره الأردن وغيره عندما عبر عن رغبته علناً بالانسحاب من المشهد رافضاً التنازل المطلوب منه للمضي قدماً. ومتفاعلاً مع السيناريو السعودي دون الموافقة على السيناريو الذي يقترح على الرئاسة الفلسطينية دخول التاريخ الحديث عبر القبول بدولة فلسطينية في قطاع غزة وعلى بحرين هما المتوسط والاحمر… تلك في حد ذاتها قصة أخرى.

مأزق الأردن مع الرئيس عباس… «لا بديل عنه ولا يمكنه الاستمرار»
تبادل المجاملات لكنه خفف من المشاورات… حوارات «في العمق» ورسائل «عتب» بين الضفتين
بسام البدارين

مخاوف من تكرار ضربة كيميائية جنوبي دمشق

Posted: 25 Apr 2018 02:28 PM PDT

إنطاكيا – «القدس العربي» : يواصل تنظيم الدولة وهيئة تحرير الشام، خوض معارك شرسة جنوبي دمشق مع قوات النظام، التي تعرضت لخسائر فادحة خلال ايام عدة، تفوق مجمل خسائرها في معارك الغوطة الشرقية التي استمرت لأسابيع، وهو الأمر الذي تسبب بإحراج كبير لدى قادة الفصائل التي انسحبت دون مواجهات عسكرية تتناسب مع إمكانياتها العسكرية، اذ حاول محمد علوش القيادي في جيش الإسلام، تبرير الأداء العسكري الصلب لخصومه في تنظيم الدولة وهيئة تحرير الشام في مخيم اليرموك والحجر والاسود، بأنه «قتال من ابناء الأحياء دفاعاً عن بيوتهم»، وان قيادات التنظيم الاجنبية، حسب علوش قد خرجت من المخيم، على الرغم من ان قيادات وعناصر تنظيم الدولة في الحجر الاسود واليرموك، في معظمها تنتمي لدمشق وريفها وكانت منضوية بفصائل محلية من الجيش الحر، كلواء الحجر الاسود المنتمين بغالبهم لسكان ريف دمشق الجنوبي النازحين من الجولان، وكذلك تحرير الشام المشكلة من بقايا فصيل اليرموك المحلي في حي الريجة.
في المقابل فإن مواصلة تنظيم الدولة تقديم اداء عسكري متماسك، مرهون بقدرته على تجاوز خلافاته الداخلية، التي وصلت ذروتها في الايام السابقة بمقتل القيادي «ابو هشام الخابوري» اضافة إلى «ابو علي نفشة» احد القادة العسكريين للتنظيم، حسب مصادر تشير ايضاً إلى ان الخلافات تتمحور حول قرار الانسحاب من المخيم من عدمه، وهو نزاع ادى لعزل القيادي البارز بالتنظيم «ابو محمود ذيابية».
وبسبب شحة المعلومات حول تنظيم «الدولة» في جنوبي دمشق، فانه بات من الصعب معرفة تطورات هذا الخلاف، لكن مقربين من التنظيم جنوبي دمشق، تحدثت معهم «القدس العربي»، اكدوا ان هذا النزاع ما زال قائماً وانه لم يؤثر للآن، على قوة الاداء العسكري للتنظيم.
وفي ضوء معلومات متداولة عن مواصلة انخراط ممثلين من التنظيم في مفاوضات التسوية من خلال وجهاء اليرموك، لتأمين انسحاب لمقاتليه، فان السيناريو المرتقب هو ان التنظيم سيقبل باتفاق الانسحاب والخروج من جنوبي دمشق نحو البادية السورية، لكن بعد الاستمرار بالقتال لأبعد فترة ممكنة بهدف إيقاع خسائر أكثر بقوات النظام، وينطبق هذا التوقع مع سياسة التنظيم في المعارك السابقة التي حوصر فيها مقاتلوه، كما حدث في منبج والقلمون والرقة، حيث واصل القتال لاطول فترة ممكنة قبل ان ينسحب بتسوية مع النظام.
ويقول الصحافي والناشط الثوري سهيل المصطفى، ان التنظيم قد يحرج النظام ويفقده طعم الانتصار في الغوطة الشرقية، خصوصاً انه تمكن من إمطار دمشق بصواريخ وقذائف بشكل يومي، ويتفق الصحافي السوري، واعتمادًا على مصادره مع الاخبار التي ترجح أن التنظيم سيسحب عناصره لكن بعد «إثخان النظام» بالخسـائر حسـب تعـبيرهم.
وثارت مخاوف من إقدام النظام السوري على تكرار هجوم كيميائي على مناطق الريف الجنوبي لدمشق كاليرموك والحجر الاسود، على اعتبار ان مهمة اقتحام هذه المناطق المتراصة المباني، بوجود مقاتلين جهاديين متمرسين وعنيدين، ستكون عالية الكلفة وستتسبب بخسائر كبيرة لجنوده، ان لم ينجز اتفاق تسوية.
وحسب شخصية فلسطينية بارزة في احد الفصائل الفلسطينية الموالية للنظام، تحدثت اليه «القدس العربي»، فان عناصر من الميليشيات الفلسطينية التي تهاجم المخيم تتحدث عن هذا الهجوم الكيميائي المحتمل، على انه خيار متاح للنظام. وسيسبب هذا الهجوم ان حصل، خسائر كبيرة بصفوف المدنيين في اليرموك والحجر الأسود، الذين تتراوح تقديرات اعدادهم بين ألفين وأربعة آلاف مدني.

مخاوف من تكرار ضربة كيميائية جنوبي دمشق
وسط شراسة مقاومة التنظيم والنصرة لقوات النظام المهاجمة
وائل عصام

بن سلمان بعيون إسرائيلية: إصلاحاته تأخذ السعودية نحو المجهول

Posted: 25 Apr 2018 02:28 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي» :تشكك دراسة إسرائيلية في جدوى إصلاحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتقول إنها  تراوح بين استقرار مترنح وبين مستقبل مجهول.
وتستعرض الدراسة الصادرة عن «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب، وأعدها الباحث يوئيل غوجانسكي، برؤية نقدية ما يعلن عنها كـ«عمليّة الإصلاح الثّوريّ» في السّعودية.  وتشير الدراسة إلى الثورات العربيّة التي شهدها مطلع العقد الحالي، مُعتبرة أنها «بدأت من القاع، أي من الجماهير، بيد أن «الثورة» في السعودية تبدأ من الأعلى، تحت إشراف الحاكم بالإنابة، بن سلمان، ومن قصره في الرياض، مبيّنة أن المنظور الغربي يرى أن لـ»عملية الإصلاح الثوري في السعودية، ولسلمان نفسه وجهين، وبالتالي يجب معالجتهما». وترى انه «من المأمول أن تكون خطط بن سلمان لتغيير وجه المجتمع والاقتصاد أكثر نجاحا من خططه في بعض تحركاته الإقليمية، إذ من المشكوك فيه أن تمتلك السعودية نفسها رأس المال الحر والمعرفة المطلوبة لدفع الإصلاحات، وسوف تحتاج إلى مساعدة سياسية واقتصادية من الغرب».

فقدان الشفافية

وتوضح الدراسة أن السعودية موجودة في خضم التغييرات الثورية التي تسعى إلى تغيير جذري في السلوك الاقتصادي والاجتماعي لهذه الدولة المحافظة، وفقا لمبادريها، على عكس الثورات العربية في العقد الحالي، مُشيرة إلى أن «الأمير البالغ من العمر 32 عاما فرض تغييرا على عائلة آل سعود نفسها من حكم يرتكز على قاعدة جماعية لمختلف فروع العائلة، إلى قاعدة واحدة يكون بن سلمان مركزها. وفي سبيل ذلك اعتقل بن سلمان أو فصل كل معارضٍ لسلطته أو ممارساته، وبينهم صحافيّون، ورجال دين، ورجال أعمال، وحتى أمراء، ثم اعتقلهم باسم مكافحة الفساد، في عملية تفتقر إلى الشفافية حتى الآن». وتطرّقت الدراسة إلى زيارات بن سلمان إلى أوروبا والولايات المتحدة، مبيّنة أنه من خلال تلك الزيارات «أراد أن يُعطي السعودية صورة لدولة ديناميكية وشابّة ومبتَكِرة، وأنه متسامح ويسعى للمساواة». كما تنبهت الدراسة إلى أن السعودية تُنفِق ايضا مبالغ كبيرة من المال على جماعات الضغط وشركات العلاقات العامة، وتُساعد وتدعم مؤسسات الأبحاث والرأي في الولايات المتحدة كي تُحسِّن صورتها. وتتابع «لا يوجد جدل حول حاجة السعودية إلى إصلاح شامل، وهو ما يطلبه صندوق النقد الدولي منذ نهاية القرن الماضي، لذا تم عرض رؤية الثورة السعودية، التي صاغتها شركات استشارية دولية، في ابريل/ نيسان 2016 تحت اسم « رؤية 2030 »، وركّزت أولا وقبل كل شيء على السعي إلى تنويع مصادر الدخل.

باسم الحرب على الفساد

وكجزء من الإصلاحات، تم فرض ضرائب جديدة، بما في ذلك ضريبة القيمة المُضافة، وتم خفض إعانات الكهرباء والماء والوقود، التي تضاعفت أوائل العام الحالي. وتشير الدراسة إلى أن السعودية تمكّنت في الوقت الحالي، من تمويل عجز الموازنة(52 مليار دولار) من خلال تآكل احتياطيات العملة وبيع السندات التي جمعت السعودية من خلالها 40 مليار دولار في عاميّ 2016-2017 ، وتستذكر أنها تريد جمع 30 مليار دولار آخر في 2018، وأن محاولة جمع 100 مليار دولار من خلال اعتقالات الأمراء في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، باسم الحرب على الفساد، لم تتحقّق لأن التقديرات تُشير إلى أن المبلغ الذي تمّ تحصيله عقب الاعتقالات، أقل بكثير.
كما تتنبه الدراسة أن نسب البطالة لا تزال مرتفعة، وأن النمو لا يكاد يُذكر، وأن حوالى 70% من مواطني السعودية، دون سن الثلاثين، وفي هذه الفئة العمرية التي يُرجَّح أنها تدعم بن سلمان، تُقدَّر نسبة البطالة فيها بـ 30% .وتشير الى محاولات شراء الذمم، وتستذكر أن «العائلة المالكة أطلقت برنامج «حساب المواطن « للمواطنين من ذوي الدخول المتوسطة والمنخفضة، لمساعدة الأسر في التغلب على ارتفاع تكاليف المعيشة ومنع الاضطرابات المحتملة، ومساعدة العمال الأجانب، الذين يُشكِّلون حوالى ثلث السكان.

إصلاحات شكلية

كما تشير إلى أن بن سلمان جرّد الشرطة الدينية من بعض سلطاتها وأُعيد فتح دور السينما وسُمِح للنساء بالحصول على رخصة قيادة. وبنظر هذه الدراسة فإن «الخطوات الجزئية» لا تزال بالنسبة للمجتمع السعودي، خطوات دراماتيكية، تجلب مزيدا من التعاطف والميول مع بن سلمان، إلا أنه ورغم ذلك، لا تزال المساواة بين الجنسين بعيدة، ويحظر التنظيم السياسي بجميع أشكاله، ولا تزال المملكة تخضع عمومًا للقانون الإسلامي المتشدد».
ورأت الدراسة أن السلع والخدمات الاستهلاكية الممنوحة على مر السنين بشكل مجانيّ، تُعتبرُ حقًا يُمنح بموجب الولاء لآل سعود، ولذلك تقول إن انتهاكًا كبيرًا ومتواصلا لهذا الحق قد يضر بهذا الارتباط، وهو أمر مهم لاستقرار النظام، وحفظ التوازن بين المواطنين والملكية، الأمر الذي يدفع بن سلمان إلى الخوف من الاحتجاج الذي يبرز من وقت لآخر. وتضيف «لذا يتم توجيه الاحتجاجات بشكل رئيسي إلى الشبكات الاجتماعية، كي تبقى في الحيّز الافتراضيّ(رغم أنها تخضع للمراقبة والإشراف، وليس من الواضح إلى أي مدى تمثل المزاج العام)، وهذا ما فعله بن سلمان في بداية العام الحالي، فبعد أسبوع من فرض ضريبة القيمة المضافة وتضاعف سعر البنزين، سارع النظام إلى توفير العلاوات والمكافآت للقطاع العام لضمان استقراره».

الموت فقط يوقفني

وتطرّقت الدراسة إلى ما قاله بن سلمان للصحف الغربية خلال زياراته الأخيرة إلى أوروبا والولايات المتّحدة، حيث أكد ان الشيء الوحيد الذي قد يوقفه هو الموت، وهو ما اعتبرته الدراسة «وسيلة للتعبير عن تصميم بن سلمان على تعزيز أعماله. كما ترى أن أقواله قد ترمز وتشير إلى من منعهم بن سلمان من الوصول إلى السلطة، مع العلم أنها يمكن أن تكون بيده في يوم من الأيام، بصفته وليا للعهد. وتتابع «قد يكون هذا هو السبب وراء التقارير التي تشير إلى أن ولي العهد محاط بحراس ومرتزقة ليسوا سعوديين. بالإضافة إلى ذلك، من المشكوك فيه أن يؤدي السلوك السلطوي إلى استقرار طويل الأجل في السعودية، وهذا الوضع ينقل رسالة سلبية ويزيد من عدم التيقن بين المستثمرين الغربيين، الذين تحتاج السعودية إلى خبراتهم ورأس مالهم لتعزيز الإصلاحات».
ومع ذلك تقول الدراسة إن «عملية الإصلاح التي يقوم بِن سلمان بها ستنصّبه ملكا في المستقبل القريب، ما لم يحدث تغيير غير متوقع، وبالتالي يمكنُ تأمُّل أن تلقى خططه لتغيير المجتمع والاقتصاد، نجاحا من شأنه ضمان نوع من الاستقرار، لكن هناك قضايا كبيرة يجب على بن سلمان التصرف فيها بحكمة، مثل العلاقات مع قطر، والحرب في اليمن.
وخلُصتْ الدراسة الى القول إنه من «المشكوك فيه ما إذا كانت السعودية تملك رأس المال اللازم، والمعرفة المطلوبة لدفع الإصلاحات، لذا سوف تحتاج إلى مساعدة سياسية واقتصادية من الغرب، لأن فشلها ستكون له بالتأكيد مضاعفات إقليمية ودولية».

بن سلمان بعيون إسرائيلية: إصلاحاته تأخذ السعودية نحو المجهول
في دراسة لـ «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب
وديع عواودة:

اليمن: القوات الحكومية تعتقل 21 من الميليشيا التابعة للإمارات وتقتل عددا من الإرهابيين في تعز

Posted: 25 Apr 2018 02:28 PM PDT

تعز ـ »القدس العربي»: ذكرت مصادر رسمية أن القوات الحكومية في تعز اعتقلت 21 مقاتلا من ميليشيا كتائب (أبوالعباس) التابعة لدولة الإمارات، وتقتل عددا من المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة، بعد مواجهات عنيفة في المدينة بينها والقوات الحكومية حول المنشآت الحكومية التي كانت تسيطر عليها هذه الميلشيا واستعادتها القوات الحكومية منها بالقوة بعد عدة أيام من المواجهات المسلحة بينهما.
وقالت لـ(القدس العربي) ان ميليشيا كتائب (أبوالعباس) في مدينة تعز التي يقودها الشيخ السلفي عادل عبده فارع، وتدعمها وتمولها دولة الإمارات، رضخت للقوات الحكومية بتسليم المنشآت والمؤسسات الحكومية المدنية والعسكرية، وفي مقدمتها مقرات فروع قيادة الشرطة والشرطة العسكرية وقيادة المحور العسكري والبنك المركزي ومنشآت أخرى في منطقة العرضي بتعز، شرقي مدينة تعز، وذلك بعد مواجهات مسلحة عنيفة بين الجانبين استمرت يومين على الأقل.
وأوضحت أن القوات الحكومية اعتقلت في نهاية الحملة العسكرية ضد ميليشيا كتائب (أبو العباس) 21 من المطلوبين أمنيا بتهم الإرهاب الذين يقاتلون في صفوف هذه الكتائب، ومقتل أحد العناصر المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة في هذه الحملة.
وأعلن نائب المتحدث باسم القوات الحكومية في محافظة تعز العقيد عبد الباسط البحر أن القوات الحكومية نفذت خلال الاثنين والثلاثاء، حملة أمنية مكثفة في مدينة تعز، بهدف تطهيرها من العناصر الخارجة عن القانون.
وقال في تصريحات صحافية ان «الحملة أسفرت عن اعتقال 21 مطلوباً يشتبه بتنفيذهم عمليات اغتيال ونشر الفوضى في تعز، وإن القوات الحكومية تحقق مع المعتقلين وسيتم الإفراج عمن تثبت براءته منهم».
وذكر أن الحملة الأمنية «تمكنت من تطهير منطقة العرضي شرقي تعز، بالكامل من العناصر الخارجة على القانون وأن قياديا يشتبه بانتمائه لتنظيم القاعدة يدعى أسامة الشرجبي المكني بـ(أبو أسيد) لقي مصرعه، في الاشتباكات مع قوات الجيش، خلال الحملة الأمنية.
وكانت الحملة الأمنية التي قادتها وحدات عسكرية وأمنية بقرار من اللجنة الأمنية العليا وتوجيهات من رئيس اللجنة، محافظ تعز أمين أحمد محمود، استهدفت المسلحين المتمردين على السلطات الحكومية المحلية، وهؤلاء المسلحون يتبعون كتائب (أبوالعباس)، وكانوا يسيطرون على عدد من المقرات الحكومية والعديد من المباني المرتفعة في حي العرضي، شرقي مدينة تعز.
وأوضح البحر ان «قوات الجيش والأمن والشرطة العسكرية تمكنت من دحر العناصر المتمردة التي حاولت مهاجمة اماكن قريبة من مقر المحافظة المؤقت ومكتب التربية بمحافظة تعز».
وأشار إلى ان القوات الحكومية «قامت بمطاردة تلك العناصر الخارجة عن القانون في أحياء مدينة تعز القديمة، ما اسفر عن مقتل عدد من المطلوبين أمنيا، وعلى رأسهم اسامة الشرجبي الملقب ابو اسيد المشتبه بانتمائه للتنظيمات الإرهابية، وإلقاء القبض على آخرين».
وأكد ان «مدينة تعز تشهد هدوءا نسبيا مشوبا بالحذر، وتوقف نسبي للمواجهات التي شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية»، بعد مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية وعناصر مسحلة خارجة عن القانون في عدد من أحياء مدينة تعز.
مشيرا إلى تمكن قوات الجيش و الأمن والشرطة العسكرية من تأمين المربع الأمنى في حي العرضي، الذي تقع فيه مقرات أهم المؤسسات الحكومية والعسكرية والأمنية، تأمينا كاملا وتأمين خطوط الإمداد اليه وتأمين تموضع القوات الحكومية في مقراتها الرسمية هناك.
وكانت كتائب (أبو العباس) حمّلت محافظ تعز أمين محمود، المسؤولية الكاملة عن المواجهات التي دارت خلال الأيام الماضية بين القوات الحكومية والقوات التابعة لكتائب أبوالعباس.
وقالت في بيان صحافي «نحمل المحافظ كل ما حدث ويحدث من إراقة الدماء ونطالبه بتحمل المسؤولية وعدم الانجرار وراء هذه الفتنة، ونحن نوجه افرادنا بضبط النفس والصبر».
وحذّرت من مغبة خروج عناصرها المقاتلة عن السيطرة في حال استمر استهدافها بواسطة القوات الحكومية.
في غضون ذلك أدّى القيادي الحوثي مهدي المشّاط، أمس اليمين (الحوثية) كرئيس للمجلس السياسي الأعلى، وهو أعلى سلطة سياسية للحوثيين في صنعاء، خلفا لرئيسه الراحل صالح الصمّاد، الذي قتل في غارات لقوات التحالف العربي في مدينة الحديدة الخميس الماضي، وذلك أمام بعض أعضاء مجلس النواب الذين تمكن المسلحون الحوثيون من إجبارهم تحت تهديد السلاح على العمل لصالح الحوثيين في صنعاء.
وذكر المشّاط في كلمته عقب أدائه اليمين انه سيواصل مشروع الصمّاد وسيسير على نهجه الذي ضحى بنفسه وروحه من أجله وأن شعار المرحلة المقبلة للحوثيين سيكون «يد تحمي ويد تبني».

اليمن: القوات الحكومية تعتقل 21 من الميليشيا التابعة للإمارات وتقتل عددا من الإرهابيين في تعز
القيادي الحوثي المشاط يؤدي اليمين خلفاً للصماد
خالد الحمادي

ظريف: تنافس إيران والسعودية على النفوذ في الشرق الأوسط «دمر المنطقة»

Posted: 25 Apr 2018 02:27 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي» : صرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال اجتماع في واشنطن، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أرادت أن تكون أقوى بلد في الشرق الأوسط، لكنها دمرت المنطقة. وأفاد موقع «راديو زمانة» الناطق باللغة الفارسية والتابع للبرلمان الهولندي والمفوضية الأوروبية أن محمد جواد ظريف خلال كلمته في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أشار إلى الصراع الدائر بين طهران والرياض، وقال «أرادنا أن نكون الأقوى في الشرق الأوسط، لكننا دمرنا المنطقة».
وطالب بفتح حوار بين طهران وبين الرياض وحلفائها، مضيفاً أنهم بحاجة إلى شرق أوسط قوي بدلاً من المحاولة لإلغاء الآخرين وتدمير المنطقة، مشدداً على أن الوقت قد حان لتغيير النهج الراهن.
وخاطب أعضاء مجلس العلاقات الخارجية الأمريكيين قائلاً «أؤكد لكم بأن إيران مستعدة للتفاوض، ونحن لدينا القدرة والحكمة اللازمتين لقبول الواقع الجديد في المنطقة»، بالإشارة إلى التخلي عن جزء من مشاريع إيران التوسعية.
وأكد أن المنطقة لا تتحمل بعد استمرار الصراع المدمر بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، وأنه لا يمكن لأي منهما أن تكون القوى المسيطرة في الإقليم.
واقترح رئيس الجهاز الدبلوماسي الإيراني بأن يتم تدشين حواراً موسعاً بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي والعراق واليمن، يؤدي ذلك إلى تشكيل تكتل إقليمي جديد يشمل هذه الدول ويهدف إلى التغيير الجذري في المناسبات والعلاقات بينها وفرض ترتيبات أمنية وسياسية جديدة.
وخلال حديثه الخاص لوكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، اعتبر وزير الخارجية الإيراني إعادة فرض الحظر الأمريكي ضد بلاده بأنه بمثابة الخروج من الاتفاق النووي، مصرحاً بأن من خيارات إيران هو الخروج بالمقابل من الاتفاق ومن المحتمل أيضاً الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي «أن بي تي».
ورأى ظريف أن انسحاب واشنطن من الاتفاقية النووي الدولية مع إيران ستؤثر سلباً على المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وأن ذلك سيثبت عدم التزام واشنطن بتعهداتها.
وأضاف أنه في حال الانسحاب الأمريكي، فلن تكون إيران مقيدة بأي من تعهداتها الدولية في إطار هذا الاتفاق، وأنها ستستأنف تخصيب اليورانيوم بصورة أوسع بكثير من القيود التي حددها الاتفاق.
وأوضح أن الأمريكان مستعدون لاسترجاع ما أعطوه، ومن ثم التنصل من التزاماتهم، وهذا التصرف الأمريكي يجعل واشنطن طرفاً غير موثوق به في الاتفاقيات الدولية.
ولفت النظر إلى أن الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي «أن بي تي» يعد أحد خيارات طهران فيما لو خرجت أمريكا من الاتفاق النووي وبطبيعة الحال فإن الحكومة لا تدعم مثل هذا الخيار إلا أن هنالك قوى في إيران تريد ذلك.
فيما توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إيران بـ«مشاكل كبيرة» إذا استأنفت برنامجها النووي الذي وافقت على الحد منه بموجب اتفاق دولي في عام 2015.
ووصف ترامب الاتفاقية مع إيران بأنها «كارثة» و«جنونية»، وذلك في حديث في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، أثناء استقبال نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ووجه الرئيس الإيراني حسن روحاني، انتقاداً حاداً لبعض الدول الأوروبية، قائلاً إنه لا يحق للدول الأوروبية أن تقايض الولايات المتحدة على حساب جيب الشعب الإيراني، بالإشارة إلى المحاولات الأوروبية لاسترضاء ترامب للبقاء في الاتفاق النووي من خلال فرض عقوبات جديدة على إيران ووضع حد لمشاريعها الصاروخية والتوسعية في المنطقة.

ظريف: تنافس إيران والسعودية على النفوذ في الشرق الأوسط «دمر المنطقة»
اقترح تشكيل تكتل إقليمي جديد
محمد المذحجي

الصحافية المغربية عفاف البرناني: لم أتعرَّض للتحرش ولن أشهد زوراً ضد بوعشرين

Posted: 25 Apr 2018 02:27 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: عادت المواجهة الاعلامية بين صحافية في مؤسسة «ميديا 21» المغربية والنيابة العامة بعد الحكم على الصحافية بالسجن 6 أشهر وغرامة مالية لاتهامها أحد ضباط الشرطة بتزوير تصريحاتها في ملف الصحافي توفيق بوعشرين صاحب المؤسسة المتابع قضائيا بتهم الاستغلال، والاعتداء الجنسي والاغتصاب والاتجار بالبشر.
وقالت عفاف البرناني، الموظفة في موقع «اليوم 24» التابع لمؤسسة «أخبار اليوم» أنها لن تشهد بالزور في قضية «بوعشرين» وأنها ولو تعرضت للتحرش من قبل «توفيق بوعشرين» لكتبت الشكاية بخط يديها ضده، ولن تنتظر حتى تقوم خلود الجابري المشتكية بتقديم دعوى ضد «بوعشرين» لأنه تحرش بها، ومن ثم تقول أنها هي أيضاً تعرضت للتحرش من قبله.
وقضت المحكمة الزجرية في الدار البيضاء يوم أول أمس الثلاثاء، حكماً بالسجن لستة أشهر وغرامة مالية قدرها 1000 درهم (110 دولارات) في حق عفاف برناني لاتهامها بتقديم بلاغ كاذب، وذلك بعد طعنها يوم 8 آذار/ مارس الماضي بالزور في محضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أمام الغرفة الجنائية بمحكمة النقض ونقول بتغيير أقوالها في محضر الاستماع إليها، وتحويلها من مجرد «مصرحة» إلى مشتكية.
واعتقل الصحافي توفيق بوعشرين يوم 23 شباط/ فبراير الماضي باقتحام العشرات من رجال الفرقة الوطنية لمقر مؤسسته على خلفية شكوى من إمرأة مجهولة تقول فيها انها تعرضت للاغتصاب والاستغلال الجنسي من طرف بوعشرين. وأعقب الشكوى شكاوى من نساء أخريات، وقالت الشرطة انها ضبطت في مكتب بوعشرين جهاز تصوير وأقراص تحتوي على ممارسات جنسية لـ «بو عشرين» في مكتبه، وهو ما نفى بوعشرين علاقته بها.
وبعد التحقيق الاولي قررت النيابة العامة متابعة بوعشرين بتهم ثقيلة من بينها الاغتصاب والاتجار بالبشر، وهو ما أثار جدلا واسعا وقلقا في الأوساط الصحافية والحقوقية، التي قال بعضها ان متابعة بوعشرين تعود لقلق جهات مؤثرة من مقالاته وافتتاحيات الصحيفة الناقدة، وأرادت معاقبته من خلال نساء معروفات في الوسط الاعلامي. وقالت عفاف برناني أنها أرادت من خلال تصريح مصور تنوير الرأي العام كي يعرف رأيها في هذه القضية، لأن ما وقع لها كان بسبب المشتكية «خلود الجابري» التي ذكرت اسمها في الشكوى الذي قدمتها ضد «بوعشرين»، «ولأن موقفها (الجابري) ضعيف أرادت تعزيز شكايتها بإفادة برناني، فبحكم أنها كانت صديقتها في العمل طلبت منها الشهادة لصالحها». وقالت أنها ترفض أن تكون طرفا في هذا الصراع وأن تشهد بالزور في حق بوعشرين لصالح المشتكية خلود الجابري.
وأكدت برناني أن لديها القدرة لمواجهة أي شيء وانها لا تخاف من شيء سوى شهادة الزور، و«خلود الجابري» هي من ذكرتها على لسانها في الشكاية التي قدمتها، وأنها لن تشهد الزور لصالحها و«أنا أكرر أنني لن أشهد بالزور ضد توفيق بوعشرين مهما كلفني الأمر».
وقال النقيب محمد زيان، محامي عفاف برناني، بعد صدور الحكم «هذا يعبّر عن أن هناك رغبة أكيدة من السلطة الحاكمة من أجل فرض أطروحتها»، وأن الحكم بمثابة رسالة إلى كل المشتكيات في ملف توفيق بوعشرين مدير نشر جريدة «أخبار اليوم» أن من تجرأت منهن سيتم «طحنها».
وأوضح أنه سيقوم باستئناف الحكم، باعتباره حقا دستوريا، قائلاً: «أنوه بشجاعة عفاف برناني باعتبارها مثالا للصمود من أجل الحق». واضاف إن الحكم جاء مفاجئا، بعد أن رفضت المحكمة الأسبوع الماضي الإستماع إلى برناني ليتحول الملف إلى المداولة، قبل إصدار حكمها اليوم. واكد ان موكلته ستلجأ إلى استئناف الحكم، وإلى محكمة النقض إذا اقتضى الأمر، مؤكداً أنه لم يطلع بعد على تفاصيل الحكم.
وأصدر وكيل الملك (النائب العام) لدى المحكمة الابتدائية الزجرية في الدار البيضاء، بلاغا رد من خلاله على تصريحات النقيب زيان ومقال في موقع «اليوم 24″، تحت عنوان، «الحكم على عفاف برناني.. بدون الاستماع إليها ولا مرافعات». وقال «أن قضية المعنية بالأمر (برناني) سبق وأن أدرجت في جلسة 03 نيسان/ أبريل 2018 حضرتها المتهمة رفقة دفاعها النقيب محمد زيان، وبعد أن تأكدت المحكمة من هويتها تم إشعإرهابالمنسوب إليها، وتقدم دفاعها بمجموعة من الدفوع الشكلية، وخلال هذه الجلسة تم إشعارها ودفاعها بتأخير القضية لجلسة 17 نيسان/ أبريل 2018″.
وأبدت أوساط صحافية استغرابها من رد النائب العام ودفاعه عن هيئة المحكمة وقرارها فيما التوضيح والدفاع عن الحكم من اختصاص هيئة المحكمة.
وقال بلاغ النائب العام «خلال جلسة 19 نيسان/ ابريل التي انعقدت على الساعة التاسعة صباحا والتي كان من المقرر الاستماع فيها إلى المتهمة، حول الأفعال المنسوبة إليها تخلفت هذه الأخيرة ودفاعها رغم سابق إعلامهما بتاريخ الجلسة. الأمر الذي جعل المحكمة تعتبر القضية جاهزة وتحجزها للتأمل لجلسة 24 نيسان/ أبريل 2018، التي أصدرت خلالها حكمها القاضي بمؤاخذة المتهمة من أجل ما نسب إليها ومعاقبتها بستة أشهر حبساً نافذاً وغرامة نافذة قدرها 1000 درهم مع الصائر والإجبار في الأدنى».
وقال وكيل الملك «ومن خلال ما تقدم يتضح أن المحكمة لم ترفض في أي وقت من الأوقات الاستماع إلى المتهمة كما هو ثابت من محاضر الجلسات وأنها تمتعت بجميع الضمانات التي يخولها لها القانون».

الصحافية المغربية عفاف البرناني: لم أتعرَّض للتحرش ولن أشهد زوراً ضد بوعشرين

محمود معروف

حبس جنينة يثير رعب المعارضين والسجون ترحِّب بكل من يقول لا والمطالبة بوضع سقف سنوي للاستدانة

Posted: 25 Apr 2018 02:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: فوق رؤوس يحيط بها الخوف وعدم الثقة في المستقبل، لجأ المصريون كعادتهم لسلاح السخرية كي يتغلبوا به على نكد السلطة، التي فشلت في الانتصار على إثيوبيا في معركة سد النهضة، فقررت قهر الفلاحين بحظر زرع عدد من المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه.
هذا ما دفع المصريين كعادتهم للسخرية للتغلب على الشعور بمرارة الحياة وبؤس الواقع، وفي هذا النطاق أطلق سليمان الحكيم أحدث قفشاته معرباً عن خوف يعتريه: «بعد شعبيته الجارفة اتوقع تلفيق قضية للاعب محمد صلاح تمنعه من الترشح للرئاسة!». وحول حصول الصحافي المصور شوكان بجائزة اليونيسكو غرد الحكيم قائلا: «مصر لن تسمح لشوكان بالسفر لاستلام جائزة اليونيسكو وترسل اللواء رئيس مصلحة السجون لاستلامها بدلا منه».
وعقب الحكم على المستشار هشام جنينة بالسجن عبّر جمال الجمل عن حزنه مؤكدا: «هشام جنينة يحصل على أوسكار الحريات ووسام النزاهة.. إذا كان المطلوب هو الصمت منعا للبلبلة، فأنا مع البلبلة مع حق الناس في الكلام.. الشريف هشام جنينة.. 5 سنوات سجن مقابل كلمة ما أثمنها وأغلاها تلك الكلمة». وبمناسبة حصول المصور المحبوس شوكان وجّه الجمل برقية لمن خلف الزنازين: «سجناء الحرية يفضحون النظام، حتى وأجسادهم داخل زنازين القمع». وبمناسبة عيد تحرير سيناء حمل محمد علي إبراهيم مشقة الهجوم عليه من قبل خصوم الديكتاتور وغرد: «في عيد تحرير سيناء كل التحية للرئيس مبارك، الذي رفع العلم واستكمل تحرير طابا». وامتداداً لصواريخه العابرة لأسوار السلطة انتقد أنور الهواري التفكير الاستبدادي مؤكداً على أن طبقة الحكم الجديدة لديها إصرار على أن تعزل نفسها في عاصمة جديدة محصنة وراء أسوار عالية وبعيدة، ثم عندها إصرار على أن تنفصل عن الواقع بمرتبات ومعاشات تمييزية تخصهم وحدهم دون باقي خلق الله (أخطر ما يهدد استقرار الشعوب هو اتساع الفجوة بين الحاكم والمحكوم).
وحول حبس جنينة سجل الهواري شهادته للتاريخ: «فصلوه من منصبه، ثم ضربوه أمام بناته، ثم سجنوه خمس سنوات( حسبي الله ونعم الوكيل، فهو الحكم العدل)». أما الفنانة الاستعراضية سما المصري، فعلقت على فوز لاعب منتخب مصر ونادي «ليفربول» الإنكليزي محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي الممتاز. وقالت المصري.. «مبروك يا مو، مش هتيجي نتجوز بقى». وسط هجوم متابعيها على طلبها. ولا يمكن أن نختتم شهادات الأمس قبل أن نلتفت لأبرز داعمي السيسي الممثل محمد صبحي: «والله العظيم والمصحف الشريف هستعوض ربنا لو أخذ السيسي أولادي وعذبهم وسجنهم».

الحكومة تلطخ سمعتها

«اليونسكو وضعت كلام الحكومة المصرية وراء ظهرها، وتعاملت معه كما يؤكد جمال سلطان في «المصريون» باحتقار واضح، ولم تعره أي قدر من الأهمية، وهي تقرر منح «شوكان» الجائزة، بل أرفقت بالبيان إشارة فريق تابع للأمم المتحدة أدان احتجاز «شوكان»، كما أن ماري ريسا، رئيسة لجنة التحكيم للجائزة، علقت على منحها لشوكان بقولها: (اختيار محمود أبو زيد يشيد بشجاعته، ونضاله والتزامه بحرية التعبير). وكالات الأنباء العالمية والإذاعات الدولية، عندما نشرت خبر «شوكان» أرفقته بإشارات لها دلالة لا تخفى، منها أن مصر في المرتبة 161 من أصل 181 دولة في ترتيب عالمي لحرية الصحافة. شوكان، ليس المصري الوحيد الذي يحصل على جائزة عالمية تتصل بحقوق الإنسان خلال العامين الماضيين، فقد حصلت كل من الناشطة الحقوقية عزة سليمان والناشطة يارا سلام والمحامية ماهينور المصري على جوائز دولية رفيعة في مجال حقوق الإنسان، وكلهم كانت تلاحقهم أجهزة الأمن وتم حبسهم لفترات مختلفة. كما رشح الناشط السياسي علاء عبد الفتاح ـ المسجون حاليا ـ لجائزة سخاروف التي يشرف عليها الاتحاد الأوروبي. ألا تدفع كل تلك المواقف الدولية، ومن جهات ودول مختلفة، أصحاب القرار في مصر إلى مراجعة «البوصلة»، ألا يستشعرون أن ثمة خطأ يستوجب التصحيح، هل هم يستخفون بتلك القوى الناعمة التي تؤثر في عالم اليوم بصورة أو أخرى، ألم يلفت انتباههم ـ على سبيل المثال ـ أن عدد المرات التي ذكر فيها اسم مصر محفوفا بالفخر والإكبار والإجلال في الإعلام العالمي مصحوبا باسم «اللاعب» محمد صلاح، هي ألف ضعف عدد المرات التي ذكر فيها اسم مصر مصحوبا باسم «الرئيس» عبد الفتاح السيسي».

ليس حلاً

«إرحل ليست حلاً؛ سوف تقودنا من جديد، كما يجزم محمد حماد الكاتب في «البديل» إلى الطريق نفسه اللي آخره أن يأتي وجه جديد من النظام نفسه؛ جربنا التغيير في الأشخاص وبقيت السياسات نفسها؛ وبقي جوهر النظام القمعي المعادي لكل مطالب الشعب ولكل تطلعاته؛ الحل ليس إرحل يا سيسي؛ الحل هو صناعة البديل القادر على تغيير النظام؛ والبديل ليس أشخاصا؛ البديل هذه المرة لا بد له أن يكون برنامجا للتغيير الشامل، يبدأ بقضية استقلال القرار الوطني ولا ينتهي إلا بكيفية تحقيق مطالب الثورة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية؛ اللي عايز ديمقراطية يصنعها، اللي عايز تغيير ينتزعه خطوة وراء أخرى. النظام الحاكم من أيام مبارك طلع أقوى مما كنا نتخيل؛ ولا يزال قادرا على التلاعب بقضية التغيير لمصلحته؛ ويستخدم كل الكروت التي تجعله «يُقُش». في الآخر صناعة التغيير لا تقتصر على مظاهرة حاشدة ونروح ننام ملء جفوننا الخدر اللذيذ؛ التغيير بالضربة القاضية نتيجته معروفة هايدونا الرأس ويفضل جسم النظام قادرا على إنتاج النوعية نفسها من الرؤساء؛ التغيير بالنقاط هو الحل؛ معارك صغيرة يفضي الانتصار في أي معركة إلى الدخول في المعركة التي تليها؛ اللهم هل بلغت؛ اللهم فاشهد».

الفرعون المصري

«سهر المصريون في انتظار الإعلان عن فوز محمد صلاح، بجائزة أفضل لاعب في الدورى الإنكليزى، واشتعلت المواقع الإخبارية والسوشيال ميديا، كما تابع أحمد إبراهيم الشريف في «اليوم السابع» في الاهتمام بالحدث، بما يعكس القدر الذي يمثله النجم المصري في نفوس أهله ومحبيه، وعندما تم الإعلان عن اسم صلاح، وخرج هو واثق الخطوة يمشى ملكًا للتتويج، صفق المصريون وهللوا، وباتوا ليلتهم هانئين فرحين. والفرحة شيء جميل «تُعدي» الآخرين وتصيبهم بالفرح، مثل الضحك والنجاح وزراعة الأمل، لذا فإن كل ما يحققه محمد صلاح يدفعنا حقيقة لأن نربي الأمل ونترقبه وننتظر طرحه، فتتبعنا له يحمل جانبًا شخصيًا لا ينكره أحد. لذا سأقول عن محمد صلاح ما قلته في مقالة سابقة بعنوان «محمد صلاح.. يعيد اكتشاف شخصية مصر».. يحب المصريون محمد صلاح ليس لأنه لاعب كرة قدم يربح المال، فمصر فيها الكثير من لاعبي الكرة الذين يربحون الكثير من المال، وبعضهم احترف في أندية عالمية، لكن الميزة التي يحبها الناس في صلاح أنه «يشبههم كثيرًا»، وأنه تجاوز الخطوط الحمر التي كان يظن البعض أنها آخر ما يعرفه المصريون عن الأحلام والاستطاعة. ما فعله محمد صلاح هو أنه أعاد مرة أخرى كتابة الشخصية المصرية، فكلنا يتذكر ما حدث في ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، حيث كانت الاستفادة الأساسية من هذه الثورة الإثبات للعالم بأن المصريين ليس لهم حد معين تتوقف عنده قدراتهم، هم يصنعون المستحيل عندما يريدون ذلك، وها هو محمد صلاح يفعل ذلك، ويؤكد أن شخصية مصر أقوى مما نظن، وأن أبناءها يجيدون التحليق».

وصلاح مطلوب في إسرائيل

«اللاعب المصري محمد صلاح نجم نادي ليفربول الإنكليزى سحر الملايين بآدائه وهدفيه في مرمى روما، وكما اشارت «الوفد» لم يقف سحر صلاح عند المغرمين بالساحرة المستديرة، بل امتد للساسة والعسكريين في كل مكان حتى في إسرائيل حيث فوجئ متابعو تويتات وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان أمس، بتدونية تخص النجم المصري، محمد صلاح. فكتب أنه قرر الاتصال برئيس الأركان لكي يتعاقد مع نجم ليفربول ليخدم في الجيش الإسرائيلي، وكانت التغريدة مفاجأة لكثيرين، خاصة الذين اعتادوا على تدوينات جادة من قبل الوزير تخص شؤون الحرب أو الجيش. جاءت تغريدة ليبرمان عقب لقاء نادي ليفربول الإنكليزي مع نادي روما الإيطالي، في اللقاء الذي جرى على ملعب إنفيلد في ليفربول، حيث تفوق ليفربول على روما بخمسة أهداف مقابل هدفين، وكان للنجم المصري محمد صلاح دور كبير في هذا الفوز. وتصدرت صورة محمد صلاح أغلفة الصحف الرياضية وملاحق الصحف الإسرائيلية، وكتبت «يديعوت أحرونوت» في الصفحة الأولى من ملحقها «خمسة» بعين الحسود، وأثنى المحللون الإسرائيليون على صلاح الذي «دمّر» روما حسب وصف أحدهم».

حتى لا نغرق

لدى سليمان جودة في «المصري اليوم»: «ثلاثة أسباب أساسية تدعو الرئيس السيسي إلى إعادة التنبيه على الحكومة بأن الاقتراض من الخارج محظور تماماً، إلا في حالتين: أن نكون في حاجة فعلية للحصول على قرض، وأن نكون على يقين من قدرتنا على سداده في موعده! وربما يكون الرئيس في أشد الحاجة إلى أمر آخر، هو وضع سقف سنوي للاستدانة، لا نتعداه تحت كل الظروف، لأن كل وزارة تسعى للحصول على قرض سوف تُزين لصاحب القرار أنه قرض لا بديل عنه، ولأنها سوف تزين له كذلك قدرتنا على السداد في الموعد بدون شك! أما أول الأسباب الثلاثة فهو أن وزارات عديدة تبدو مندفعة هذه الأيام إلى الاقتراض، بدون النظر إلى أن القرض.. أي قرض.. هو عبء في المستقبل على بلد بكامله، وتكبيل مؤكد لإرادته السياسية، مهما كانت تسهيلات الحصول على القروض، ومهما كانت إغراءات الإعطاء والموافقة! لقد حصلت وزارة التربية والتعليم هذا الأسبوع على 500 مليون دولار من البنك الدولي، للإنفاق على خطة لإصلاح التعليم، تستمر خمس سنوات.. وما كادت ساعات تمر على توقيع اتفاقية القرض حتى كان الوزير طارق شوقي قد تخلى عن كلامه عن توحيد التعليم قبل الجامعي! حدث هذا وجرى الإعلان عنه في الصفحات الأولى من صحف الحكومة، رغم أن توحيد التعليم قبل الجامعي جزء أساسي من خطة الإصلاح التي حصلنا على القرض من أجلها. هذه واحدة.. والثانية أن الوزير نفسه لا يضمن أن يبقى في منصبه خمس سنوات، وبالتالى تصبح خطة الإصلاح في مهب الريح، ويتحول قرض البنك الدولي، عندئذ، إلى مال أتلفته الريح».

حوار مع معتقل

أجرى ثابت عيد في «الشعب» حواراً مع عادل صبري رئيس تحرير موقع «مصر العربية»: «المعتقل: أبلغنِي، يا بطل، ما هو إحساسك الآن داخل المعتقل؟ فقال: مرارة، ويأس، وحزن، وغضب واكتئاب. قُلتُ: فسّر لي، من فضلك! فقال: أشعر بالمرارة لغياب العدل، وباليأس لتفشّي الظّلم، وبالغضب لاستسلام المصريّيـن، وبالاكتئاب لمناصرة الدّول الكبرى الطّغيان. قُلتُ: غياب العدل مسألة وقت، لأنّ الخالق العظيم وعدنا بأنّه يُمهلُ ولا يُهمل. وتفشّي الظّلم هو ابتلاء من البارئ للمؤمنيـن، فمن قبل الضّيم استحقّه، واستسلام المصريّيـن من لوغارتيمات زماننا، ومناصرة القوى الكبرى للطّغيان نابع من طبيعة البشر باحترام الأقوياء، وازدراء الضّعفاء. قال: أتعني أن مستقبل بلادنا قاتم؟ قُلتُ: مصرنا مصابة بأمراض خطيرة منذ قرون طويلة، يا بطل. قالَ: اشرح لي من فضلك! قُلتُ: أصل البلاء، ومنبع الفساد، هو الظّلم. قالَ: وكيف بدأت القصّة؟ قُلتُ: مصر القديمة كانت قويّة ومتقدّمة، ويُقال إنّها كانت مستقلّة ومهيمنة، ثلاثة آلاف سنة. فقَالَ: وماذا حدث بعد ذلك؟ قُلتُ: في اعتقادي أن الظّلم كان البذرة الّتي أدّت إلى انهيار هذه الحضارة العظيمة. فقالَ: كيف؟ قُلْتُ: نظام الحكم الفرعوني كان يعتمد على سادة وعبيد. وهذا النّظام بالذّات مستحيل أن يكون دعامة قويّة لأيّ حضارة تُريد الازدهار والاستمرار فترة طويلة. قال: يعني نظام العبيد كان موجودًا في مصرنا، منذ القدماء المصريّيـن؟ فَقُلْتُ: يا بطل، لولا العبيد، لـمّا تمكّن الأجداد من تشييد الأهرامات! قال: هل تقصد أن نظام استعباد النّاس هو الّذي أدّى إلى انهيار حضارة مصر القديمة؟ قُلتُ: ليس وحده بالطّبع؛ لأنّ طبيعة الأمور غالبًا ما تقتضي اجتماع المساوئ، أو المحاسن. فسألَ: ماذا تقصد؟ فشرحتُ: أقصد أن فكرة استعباد النّاس قد تبدو بسيطة هيّـنة، لكن خطورتها في ما يترتّب عليها».

مؤامرة المياه

«الغموض مازال سيد الموقف في إثيوبيا والسودان، وأنه رغم كل المبادرات الطيبة التي أطلقتها مصر والقائمة، كما يشير عبد المحسن سلامه في «الأهرام» على المصلحة المشتركة لشعوب الدول الثلاث وعلى مبدأ أنه «لا ضرر ولا ضرار»، وأن مصر مع حق الشعب الإثيوبي في التنمية، ومع مصالح الشعب السوداني، إلا أنه في المقابل فإن التأجيل والتسويف والمماطلة من الجانبين الإثيوبي والسوداني يزيد قلق الرأي العام المصري، ويطرح تساؤلات عديدة حول الموقفين الإثيوبي والسوداني في هذا الإطار. الغريب هو الموقف السوداني، الذي يتسم بالتذبذب وعدم الوضوح رغم العلاقات التاريخية والمصلحة المشتركة بين الدولتين والشعبين، ورغم أن الاتفاقية الموقعة بين مصر والسودان عام 1959 التي جاءت مكملة لاتفاقية 1929 وليست مٌلغِيَة لها تشير إلى تقاسم المنافع والأضرار بين الدولتين، لتصل حصة مصر إلى 55.5 مليار متر مكعب لمصر، و18.5 مليار متر مكعب للسودان. أما اتفاقية تقاسم مياه النيل عام 1929 فقد نصت بشكل واضح وصريح على «ألا تقام بغير اتفاق سابق مع الحكومة المصرية أعمال ري أو توليد قوى، أو أي إجراءات على النيل وفروعه، أو على البحيرات التي تنبع سواء من السودان أو غيرها من الدول من شأنها إنقاص مقدار المياه الذي يصل لمصر أو تعديل تاريخ وصوله أو تخفيض منسوبه على أي وجه يلحق ضررا بمصالح مصر. صحيح هناك تغييرات حدثت في السودان أخيرا، حيث تم إعفاء وزير الخارجية إبراهيم الغندور من منصبه يوم الخميس الماضي، والحال في إثيوبيا حيث تم تغيير رئيس الوزراء الإثيوبي وتولي آبى أحمد رئاسة الوزراء».

رائحة النصر

بمناسبة أعياد تحرير سيناء استدعى إيهاب الملاح في «الشروق» ذكريات لا تنسى: «لا أحب المبالغة في الإنشاء ولا التكرار ولا الاجترار في مناسباتنا الوطنية، أعتبر أن الاحتفال الحقيقي بأي مناسبة عزيزة على نفوسنا لا تكون إلا بالإلحاح على جوهر البطولة في هذه المناسبة، القيمة الحقيقية التي تبقى وتظل باقية، قيمة البذل والعطاء وتجلي المعدن الأصيل لهذا البلد وأهله.
وأنا أعترف بأن المناسبة الوحيدة التي أنتظرها من العام إلى العام هي ذكرى انتصار أكتوبر/تشرين الأول 73، ثم ذكرى تحرير سيناء (25 إبريل/نيسان من كل عام) ليس فقط بسبب النوستالجيا العارمة التي تجتاح أبناء جيلي بكل ما يربطهم بعقدي الثمانينيات والتسعينيات وعلاماتهما الثقافية البارزة: «دموع في عيون وقحة»، «رأفت الهجان»، «ليالى الحلمية»، دراما السبعينيات الاجتماعية والإنسانية، برامج التلفزيون، مواد القناتين الأولى والثانية، أفلام الحرب وأغانيها المنعشة الشجية إلخ، أقول ليس فقط للتلذذ بهذه النوستالجيا المحببة، بل أيضا لاستعادة خبرات والتذكير ببطولات حقيقية، قام بها ونفذها مصريون بسطاء يحبون هذا البلد ويعشقون ترابه.
من بين طقوس محددة تبدأ مع مطلع أكتوبر من كل عام، أجدد دائما العهد بتفاصيل هذه الحرب؛ أيام المجد والكرامة والإحساس الوطني الذي يكاد يرتقي إلى مصاف روحانية لا حد لها. لا بد من إعادة قراءة أهم ما كتب عن هذه الحرب، البحث عن الجديد الذي لم ينشر، التنقيب في الملفات والبطولات والأسرار التي لم يعلن عنها، التأكيد على ضرورة تعريف الأجيال الجديدة بهذه الملحمة وأبطاله»ا.

المستحيل ممكن

ومن بين من احتفلوا بأعياد سيناء طارق الشيخ في «الأهرام»: «ها نحن أبناء مصر نحتفل مجددا بذكرى تحرير سيناء واستعادتها رسميا من الاحتلال الإسرائيلي.
وفي تلك الساعات المجيدة التي نعيشها اليوم، نتذكر بكل فخر واعتزاز وتقدير كل أبطال مصر ممن ضحوا بكل غالٍ ونفيس وبالدم والروح من أجل تحرير الأرض (أرض سيناء) منذ أول لحظة وقعت فيها تحت الاحتلال، وصولا إلى ساعة التحرير الرسمية يوم 25 أبريل/نيسان عام 1982.
وكذلك نتذكر بكل الفخر والتقدير أبطال مصر ممن أكملوا مسيرة التحرير عبر الوسائل الدبلوماسية والقانونية والعلمية في معركة طابا القانونية الدبلوماسية. وفي هذا اليوم المجيد، ونحن في عام 2018، تعيش مصر، وشعبها العظيم، أجواء صراعٍ جديد وخطير يستهدف تأكيد تطهير «كامل» سيناء من العدو. وقد نجحت مصر حتى الآن بعد شن العملية الشاملة «سيناء 2018» في تطهير الجانب الأكبر من أرض سيناء من خلال جهود كل حماة الوطن ممثلين في القوات المسلحة والشرطة وكافة الأجهزة الأمنية ومن خلفهم صبر الشعب العظيم وتأييده ودعمه.
وعلى الرغم من تلك الملحمة الرائعة التي تعيشها مصر، ومن تلك التضحيات الهائلة فإن ذلك يجب ألا ينسينا أن ننظر بدقة وعمق في ما يحدث في أرض الفيروز.. سيناء المصرية الغالية، وما يُحاك لها ولمصر ولشعبها العظيم. فمنذ سنوات تعود إلى عام 1902، يسعى أبناء ثيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية بلا انقطاع إلى الاستيلاء على سيناء أو على جزء منها، ولو كان شريطا ساحليا حتى العريش».

مستقبل الإخوان

عن مستقبل الإخوان في الخليج أشار عبد اللطيف المناوي في «المصري اليوم» إلى أنه بعد الصفقة السياسية في عهد السادات مع الإخوان زار الهضيبى السعودية، وعقد عام (1971) اجتماعا موسَّعا للإخوان، تَشَكّلت فيه ملامح التنظيم الإقليمي، الذي ضمّ إخوانا آخرين من البحرين والإمارات والكويت، وعلى الرغم من هذا التوسع الجغرافي في التنظيم اعتقد عديدون أن دور الإخوان الخليجيين لم يزد عن جباية الأموال. لكن الحقيقة أن جماعة الإخوان المسلمين الخليجية لم تعد تلك التي تجمع التبرعات والصدقات في الشوارع العامة والجوامع والمساجد، ولا يقتصر عملها على كفالة الأرامل والأيتام، ولكن أصبحت ذراعاً سياسية واقتصادية للجماعة الأم في مصر، والأخطر أنها تبنت الفكر الانقلابي في دول مجلس التعاون، كما صرح وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وهذه الحقيقة لا يمكن إخفاؤها، ولا يمكن نفيها. الوعيد الأخير الذي أطلقه ولي العهد السعودي خصّ به جماعة الإخوان المسلمين باجتثاثهم من بلاده، والتعهد بالقضاء على ما تبقى من «فكر عناصر جماعة الإخوان المسلمين الذي غزا المدارس السعودية» يعد أول تهديد حازم يصدر من قيادة سياسية، تنتظر الجماعة الخطوة التالية».

السلفيون إلى أين؟

نبقى مع المعارك ضد الإسلاميين ويقودها في «التحرير» نبيل عبد الفتاح: «ما الدور الذي لعبته القوى الإسلامية السياسية والسلفيين في أعقاب 25 يناير/كانون الثاني 2011؟ مواقف جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين من الانتفاضة الثورية اتسمت بالرفض وعدم المشاركة، والتقليل من شأن الداعين للتظاهرات، ومن ثم كانوا أقرب إلى موقف السلطة الحاكمة؟ والخشية من ردود أفعالها في حال فشل عملية التظاهر. عندما تأكدوا من نجاح العملية الانتفاضية، بدأوا المشاركة على استحياء من خلال بعض كوادرهم، لكي يكونوا جزءًا من المشهد السياسي الجديد في البلاد. كان دور جماعة الإخوان المسلمين أقرب إلى انتهاز الفرصة السياسية الاستثنائية، من خلال الحضور في عملية التفاوض والحوار مع السلطة السياسية قبل رحيلها، وبعد حلول المجلس العسكري ـ السلطة الفعلية – بديلاً عنها. دخل السلفيون إلى دائرة الانتفاضة مع جماعة الإخوان من خلال ما سمي بجمعة قندهار، التي حاولا فيها مع بعض الجماعات الإسلامية الأخرى – الجماعة الإسلامية والجهاد – أن يظهروا قدراتهم التنظيمية على الحشد الجماهيري لأعضائهم والعاطفين عليهم إزاء القوى الاحتجاجية والشبابية المنتفضة، وبث رسائل السلطة الفعلية عن قوتهم وقدراتهم التنظيمية والحركية، ورسائل إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية، أنهم القوة السياسية الأساسية القادرة على تحريك الجماهير. استخدمت القوى الإسلامية الشعارات الدينية، في التعبئة الجماهيرية، وفي محاولة كسر حالة التوافق الجماهيري وطلائعه الشابة حول الشعارات السياسية المدنية حول العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. من ناحية أخرى التركيز على توسيع الفجوة بين المصريين على أساس الدين، والمذهب وهو ما ظهر في الهجوم على الكنائس والأقباط، وعلى بعض أتباع المذهب الشيعي على قلتهم».

العبقرية اسمها غزة

نتحول نحو الساحة الفلسطينية التي يهتم بها كثيراً محمد سيف الدولة في الشعب: «دشن الشعب الفلسطيني إبداعا جديدا في فنون وتكتيكات المقاومة الشعبية، في مواجهة آلات القتل الجهنمية لقوات الاحتلال، في ملحمة أطلقوا عليها جمعة ـ الكوشوك. تُنطق بدون حرف التاء التي تُحذف في اللهجة الفلسطينية. آلاف الفلسطينيين يقومون بحرق أطنان من عجلات الكاوتشوك لتوليد سحابات كثيفة من الدخان الأسود، بهدف إعماء القناصة الصهاينة الذين قتلوا بدم بارد ما يقرب من 20 فلسطينيا استشهدوا يوم الجمعة الموافق 30 مارس/آذار 2018 في الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض، فيما أطلق عليه بمسيرة العودة الكبرى. وبالفعل نجحت هذه «القبة الكاوتشوكية» في مهمتها ليتقلص عدد الضحايا والشهداء إلى ما يقرب من النصف، وبإذن الله يصل العدد إلى «الصفر» في الاسابيع المقبلة. يردد المتحدثون والخطباء كثيرا مقولة «إننا لن نعيد اختراع العجلة» حين يريدون التأكيد على بديهية ما يطرحونه من معان أو أفكار. فإذا بالإخوة في الأرض المحتلة يقومون بالفعل بإعادة اختراع العجلة، فيكتشفون وظيفة جديدة لإطارات السيارات لم يكن من الممكن أن تخطر على بال أحد، كأداة ناجعة في مقاومة رصاصات الاحتلال.
إبداع يستحق تسجيله كبراءة اختراع فلسطينية، تكتب باسمهم في السجل العالمي لحركات المقاومة على مر التاريخ. لم يكن هذا هو الإبداع الأول للمقاومة الفلسطينية، فنتذكر جميعا انتفاضة «الحجارة» عام 1987، والعمليات الاستشهادية في انتفاضة الأقصى عام 2000، وانتفاضة «الدهس والسكين» في السنوات الأخيرة، وسلاح الأنفاق التي اخترقت أرض 1948، والصواريخ المصنعة في ورش بدائية، والمرابطون ومصاطب العلم في المسجد الأقصى».

سنحارب من؟

ومن الساحة الفلسطينية للمأساة السورية وعماد الدين حسين في «الشروق»: «السؤال: ماذا ستفعل القوات العربية إذا ذهبت إلى سوريا؟ أغلب الظن أنها لن تذهب للتصدى لـ«داعش»، الذي تلقى ضربات مؤلمة، ولم يعد له إلا وجود ضئيل في جيوب صغيرة، خصوصا في إدلب. وصار التنظيم يمارس حرب العصابات على غرار ما يفعله في العراق.
وبالتالي فالهدف الأساسي يكون قطع الطريق على التمدد الإيراني في سوريا، وهو يتقاطع مع هدف إسرائيلي أساسي، هو منع التواصل الجغرافي بين طهران والجولان مرورا ببغداد ودمشق.
السؤال مرة أخرى من هو العدو الذي ستحاربه القوات العربية، إذا ذهبت إلى سوريا؟ إضافة إلى «داعش» المهزوم فعليا هناك، ففرص وجود صدام عربي إيرانى في سوريا ستكون كبيرة. قد لا يكون الصدام مباشرا، لكن طهران قد تلجأ إلى تكتيك استنزاف هذه القوات عبر ميليشيا حزب الله أو الميليشيات الشيعية المنتشرة في سوريا والمقبلة من العديد من البلدان، خصوصا آسيا.
قد تصطدم هذه القوات أيضا مع قوات الجيش السوري، الذي سوف ينظر إليها باعتبارها قوات محتلة دخلت أرضه بدون إذن شرعي. كما أن تركيا تنظر بارتياب لدور هذه القوات المفترض، وهي تخشى أن تكون الهدف المقصود بالعملية في نهاية المطاف، فالدول المدعوة للمشاركة في القوة ــ باستثناء قطر ــ علاقاتها متوترة جدا مع أنقرة. وأردوغان نفسه قال قبل أيام إنه لا يمكن اتخاذ خطوات في سوريا، بدون موافقة بلاده، وهناك تقديرات أن تركيا قد تقبل بإعادة تأهيل نظام بشار الأسد، على أسس جديدة مقابل احتفاظها بالسيطرة على عفرين ومنبج وتل أبيض وعين العرب والقامشلي. تقديري الشخصى أنه من زاوية الأمن القومي العربي، لا يمكن قبول أي نوع من الهيمنة سواء كانت تركية أو إيرانية أو حتى روسية وأمريكية على سوريا».

إيران في خطر

يبدو حسن أبو طالب في «الوطن» متوجسا من صراع مقبل بسبب النووي الإيراني مشدداً على أنه: «لا أحد يعرف تماماً ما الذي يمكن أن يحدث إذا نفّذ الرئيس ترامب تهديده في 18 مايو/أيار المقبل بخروج بلاده من الالتزام بالاتفاق النووى الإيراني. الاحتمالات مفتوحة على الأسوأ. صحيح أن هذا الإلغاء سيكون أمريكياً فقط، ولكن تأثيره سيمتد إلى باقي الأطراف المعنية حتى لو أعلنت التزامها، خاصة الدول الكبرى كروسيا والصين والدول الأوروبية. وقبل يومين أعلنت كل من موسكو وبكين أنهما ستحولان دون إلغاء الاتفاق المذكور، باعتباره اتفاقاً دولياً صادراً به قرار من مجلس الأمن، وبالتالي فهو مُلزم للكافة، حتى لو أعلنوا غير ذلك. الرئيس الفرنسي ماكرون، وقبل أن يلتقى نظيره الأمريكي في واشنطن (اليوم الأربعاء)، صرح بأنه سيعمل على إقناع مضيفه بالإبقاء على الاتفاق لأنه لا توجد «الخطة بـ«، وبما يحول دون الإضرار بنظام منع الانتشار النووي. وهنا تكمن المعضلة الكبرى أمام الأوروبيين وكل من روسيا والصين. إنها مشكلة غياب البدائل. ويبدو أن الرئيس الفرنسي لديه قناعة ذاتية بأنه قادر على إقناع الرئيس ترامب بالاستمرار في الاتفاق، على أن يتم تعويض ذلك بالضغط على إيران بأن تلتزم بوقف إنتاج الصواريخ الباليستكية ذات المديات الطويلة التي تخشاها إسرائيل المحببة إلى قلب ترامب، وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني في موقف سابق قال بأن بلاده ستستمر في إنتاج الأسلحة، بدون أن تحصل على إذن من أحد». السؤال الكبير هو: ما الذي يمكن أن يحدث، وما الذي يمتلكه الأوروبيون من أوراق ضغط، وماذا تريد واشنطن تحديداً؟ الإجابة ببساطة: كل شيء مجهول، مقابل معلوم وحيد وهو أن طهران لا تقبل بأي تغييرات في الاتفاق».

أرطغرل المرعب

«على مدى مئتي ساعة أو أكثر حتى الآن؛ تابعت الملايين في العالم العربي والإسلامي وخارجه حلقات مسلسل «أرطغرل»، الذي قدّم كما يؤكد حلمي القاعود في «المصريون» جهاد نفر من الأمة المسلمة ضد قسوة الطبيعة، ومحاصرة الإسلام وتفرق أهله، ووحشية الخيانة والأنانية والطغيان. وحدها كثير من التلفزيونات العربية؛ امتنعت عن بث المسلسل، وكأنه رجس من عمل الشيطان، فالدراما التي عرفها العرب في العقود الأخيرة هي العشق الممنوع والحب المفقود وحفلات الأفراح، والليالي الملاح.
وهي الدراما التي جعلت الإسلام مرادفا للإرهاب والتطرف وبغض الحياة، بينما يتحرك بروح الإسلام وتصوراته الظافرة التي جعلت من بعض القبائل التركية البسيطة (الأغوز)، تنتصر على المغول وفرسان الهيكل والصليبيين، وتؤسس لدولة إسلامية قوية تفتح القسطنطينية. وتقود المسلمين لمدة ثمانمئة عام، ويخشاها الغرب والشرق جميعا. كان لليوتيوب والفضائيات العربية التي تبث من الخارج دورا كبيرا في تقديم المسلسل إلى المشاهد العربي المحاصر بدراما التفاهة والهلس والأفكار السخيفة، ونقلت الأخبار أن المقاتلين مع الشرعية في اليمن كانوا يشاهدون المسلسل في بعض المقاهي عند قضاء إجازاتهم الأسبوعية بطريقة الفيديو، وكانوا يدفعون مقابلا أكبر من ثمن المشروب لصاحب المقهى! في صراع القبائل التركية، مثلت الخيانات عنصرا خطيرا، أفاد الأعداء كثيرا، وما أكثر النفوس الضعيفة التي لما يدخل الإيمان إلى قلوبها، فسقطت في غواية الذهب والخيانة، وهو ما أجهض العديد من النجاحات والانتصارات المتوقعة، وكشف ظهر المسلمين للعدو».

حبس جنينة يثير رعب المعارضين والسجون ترحِّب بكل من يقول لا والمطالبة بوضع سقف سنوي للاستدانة

حسام عبد البصير

النظام يواصل غاراته على مخيم اليرموك ويواجه مقاومة عنيفة من «الدولة» وسط وضع كارثي للمدنيين المحاصرين

Posted: 25 Apr 2018 02:26 PM PDT

دمشق- «القدس العربي»: قال ناشطون في منطقة ريف دمشق الجنوبي المحاصر في تقرير موحد لهم ان احصائية القصف الذي طال احياء جنوبي دمشق خلال يوم امس الأربعاء، تلخصت بـ 85 غارة جوية شنتها المقاتلات الحربية السورية والروسية، استهدفت خلالها احياء «القدم والعسالي ومخيم اليرموك والحجر الأسود»، فيما ألقى الطيران المروحي 30 برميلاً متفجراً على مخيم اليرموك والحجر الاسود واطراف بلدة يلدا وحي القدم. وسجل سقوط 65 صاروخ ارض ارض من نوع فيل بالاضافة إلى عشرات القذائف الصاروخية ما خلف دمارا هائلا في البنية التحتية ومنازل المدنين جراء القصف العنيف بانواع متعددة من الأسلحة، ما اسفر عن نشوب حرائق في التجمعات السكنية، داخل الاحياء التي تتعرض للقصف. كما دارت مواجهات عنيفة على جبهات المادنية بحي القدم ومخيم اليرموك والحجر الاسود والتضامن بين تنظيم الدولة من جهة، وقوات النظام السوري والميليشيات الفلسطينية الموالية له من جهة آخرى.
على الصعيد الإنساني، تحدثت مصادر ميدانية من أهالي مخيم اليرموك للاجئيين الفلسطينين، لـ»القدس العربي»، ان اكثر من 1200 مدني محاصر في الاحياء التي يركز النظام السوري قصفه عليها، وسط أوضاع كارثية وبالغة في السوء بسبب عدم توفر نقاط طبية او مشاف ميدانية وشح في المواد الغذائية ومياه الشرب، واغلاق معظم المحال التجارية والاسوق بعد تعرضها للقصف او الاحتراق، فيما يعتبر الخسارة الأكبر غياب فرق الدفاع المدني عن الساحة. واوضح الناشط الإعلامي «عز الدين الدمشقي» من سكان ريف دمشق الجنوبي ان النظام السوري استهدف أطراف بلدة يلدا وبيت سحم بعشرات القذائف الصاروخية، مع استمرار اغلاق معبر الإنساني «ببيلا – سيدي مقداد» لليوم السابع على التوالي من قبل قوات النظام وفقدان الخبز والخضار وشح مياه الشرب وارتفاع اسعار المحروقات بسبب منع قوات النظام ادخال المواد الغذائية والبضائع إلى بلدات يلدا- ببيلا – بيت – سحم.
وفي الطرف المقابل ذكرت وكالة سانا المتحدثة باسم النظام السوري ان الطيران الحربي زاد من وتيرة غاراته على «مقرات التنظيمات الإرهابية في ريف دمشق الجنوبي حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة كما سمعت أصوات انفجارات متتالية ناجمة عن تدمير العديد من مستودعات الأسلحة والذخيرة للإرهابيين» حسب المصدر. وأكدت سانا، أن العمليات العسكرية لوحدات النظام مستمرة حتى استعادة السيطرة على جنوب دمشق وبالتالي تأمين الأحياء المجاورة التي تتعرض لاعتداءات بالقذائف «من قبل التنظيمات الإرهابية المنتشرة في منطقة الحجر الأسود ومحيطها».
وأكدت وسائل إعلام موالية اندلاع مواجهات عنيفة مع تنظيم الدولة على المحاور القتالية في منطقة الحجر الأسود، وقالت ان «وحدات الاقتحام حققت تقدماً في منطقة الجورة بحي القدم وسط انهيارات في صفوف الإرهابيين وخاصة بعد السيطرة منذ بداية العملية العسكرية على المزارع المجاورة والتي تفصل بين الحي وشارع الثلاثين» الخبر الذي نفاه اعلاميو تنظيم الدولة حيث قال مراسله في ريف دمشق الجنوبي عبر حسابه الشخصي «6 أيام من القصف الهستيري بكافة أنواع الأسلحة الذي لم يهدأ ولا لدقيقة واحدة، 6 أيام من المعارك ليل نهار على المحاور كافة دون توقف في استماتة من النصيري لإحراز أي تقدم لرفع معنويات جنوده المنهارة، ومع ذلك لم يتقدم ولا متر».. ونشر مراسل آخر لتنيظم الدولة عبر حسابه على فيسبوك، صورا لـ 22 مقاتلاً من «لواء القدس الفلسطيني» وقال ان «جميع من في الصور اصبحوا قتلى على جبهات جنوبي دمشق». وكانت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة قد اكدت أمس مقتل اكثر من 30 مقاتلاً من قوات النظام السوري والميليشيات المساندة له على جبهات حي القدم، أثناء محاولة القوات المهاجمة اختراق دفاعات تنظيم الدولة في الحي جنوبي دمشق.

النظام يواصل غاراته على مخيم اليرموك ويواجه مقاومة عنيفة من «الدولة» وسط وضع كارثي للمدنيين المحاصرين
وسط خسائر كبيرة له وسقوط 16 جندياً من قواته
هبة محمد

موسكو تعارض قرار واشنطن حول الصحراء وتساؤل حول ترخيصها للجزائر لمد البوليساريو بأسلحة متطورة

Posted: 25 Apr 2018 02:26 PM PDT

مدريد – «القدس العربي» :وصلت الحرب الباردة إلى نزاع الصحراء بقوة في الأمم المتحدة بعد الاختلاف الأمريكي – الروسي على مسودة القرار الذي يجب على مجلس الأمن المصادقة عليه لتمديد مهام قوات المينورسو. ويتجاوز الوضع الجانب السياسي إلى الجانب العسكري، حيث هناك تساؤلات حول هل سمحت روسيا للجزائر بتفويت أسلحة متطورة إلى جبهة البوليساريو؟
وعادة ما تتولى الولايات المتحدة تحرير نص القرار الذي يصادق عليه مجلس الأمن الدولي وتعرضه على باقي الدول الأعضاء وخاصة ما يعرف بمجموعة أصدقاء الصحراء الغربية المكونة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا واسبانيا. وتؤكد مصادر أممية لـ «القدس العربي» وما تناولته كبريات الوكالات مثل «فرانس برس» رفض روسيا للنص الأمريكي الذي كان من المنتظر التصويت عليه أمس الأربعاء لأنها اعتبرته غير متوازن ويميل نسبياً إلى المغرب. كما أيدت إثيوبيا الموقف الروسي، بينما لم تبد باقي الدول تحفظات تذكر. ويهدف القرار الأممي إلى تجنيب المغرب والبوليساريو الحرب لاسيما بعد تهديد المغرب العودة إلى السلاح لطرد أفراد هذه الحركة من المنطقة العازلة وهي التي تقع وراء الجدار العسكري الفاصل. ووفق المعطيات التي حصلت عليها «القدس العربي»، تحفظت روسيا على القرار الأمريكي بسبب عدم ذكر موقف الأمم المتحدة الذي يبرأ جبهة البوليساريو من خرق الاتفاق العسكري بينما جرى التركيز على تهديد البوليساريو للحدود بين موريتانيا والمغرب في الصحراء وهي نقطة «الكركرات»، وفي الوقت ذاته عدم التنصيص على تاريخ محدد لاستئناف مفاوضات البحث النهائي عن الحل للنزاع.
وبهذا تكون موسكو قد عارضت واشنطن في نزاع الصحراء رغم أن القرار لا يميل بشكل بارز للمغرب بل تغاضى عن نقط سلبية للمغرب وإيجابية للبوليساريو. وهذا التوتر حول القرار يبرز بشكل بارز كيف تنتقل المواجهة بين موسكو وواشنطن إلى قضايا دولية متعددة وليس فقط الملف السوري. وهناك تجليات أخرى للموقف الروسي، المتعارف عليه والذي لا يعتبر جديداً هو دعم الجزائر لجبهة البوليساريو دبلوماسيا وعسكريا، وهذه المعطيات ليست سرية بل تتباهى بها الجزائر.
وعلاقة بالأسلحة، زودت الجزائر البوليساريو بالعتاد الرئيسي علاوة على مساعدات تلقتها من دول أخرى مثل ليبيا في الماضي. والتساؤل: هل زودت الجزائر البوليساريو خلال السنوات الأخيرة البوليساريو بأسلحة متقدمة وخاصة المضادات للطيران. لقد أجرت البوليساريو مناورات عسكرية بالدخيرة الحية، واستعملت مدافع رشاشة لا يستهان بها، بل وقامت باستعراضات عسكرية تتضمن دبابات روسية وأنظمة مضادة للطيران روسية الصنع. وخلال الشهور الماضية، تابعت بعض الدول الأوروبية باهتمام وقلق كبيرين، هل جرى تسليم أنظمة مضادة للطيران متقدمة البوليساريو ستشكل خطراً على المقاتلات المغربية إف 16 الأمريكية الصنع. والمتعارف عليه، أن هذه الأسلحة مثل المضادات للطيران والدبابات والمدرعات والرشاشات الثقيلة ليست بالبنادق مثل الكلاشينيكوف التي يمكن اقتناؤها في عدد من مناطق العالم بل أسلحة تخضع لاتفاقيات دقيقة ومنها عدم تحويلها إلى طرف ثالث إلا بترخيص مسبق من الدولة المصنعة. وعليه، هل سمحت روسيا للجزائر بتزويد البوليساريو بأسلحة جديدة، إذ أن المناورات التي أجرتها البوليساريو خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي كانت بأسلحة مختلفة عن تلك التي حاربت بها الجيش المغربي إبان الحرب ما بين سنتي 1976-1991.
إن الأمر لم يعد يتعلق بدعم الجزائر عسكريا للبوليساريو لأن هذا من المسلمات البديهية، كما أن تفوق الجيش المغربي معطى جلي للغاية مهما كان هذا الدعم، لكن ما هي درجة سماح روسيا للجزائر بتزويد البوليساريو بسلاح متقدم بينما سياسيا تتبنى موقفاً محايداً في النزاع.
إذا اندلعت أي حرب، سيكون من مصلحة روسيا إسقاط البوليساريو مقاتلات مغربية، لأنها هذا سيخدمها على مستويين: الأول وهو إظهار قوة مضادات الطيران الروسية الصنع رغم أنها قديمة في هذه الحالة، والثاني جعل الكثير من دول العالم تتجنب اقتناء مقاتلات أمريكية لصالح المقاتلات الروسية.

موسكو تعارض قرار واشنطن حول الصحراء وتساؤل حول ترخيصها للجزائر لمد البوليساريو بأسلحة متطورة

حسين مجدوبي

حملة تشويه صور العبادي تستبق زيارته المرتقبة إلى السليمانية

Posted: 25 Apr 2018 02:26 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: اتهمت، مصادر مقربة من زعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، المملكة العربية السعودية، بدعم مرشحين في الانتخابات التشريعية العراقية المقررة في 12 أيار/ مايو المقبل، «مادياً وإعلامياً»، من خلال الترويج لهم في وسائل إعلام سعودية مجاناً.
القيادي في ائتلاف دولة القانون، سعد المطلبي، قال لـ«القدس العربي»، إن «السعودية سخرت أموالها وإعلامها لدعم ومساعدة بعض المرشحين من السنة والشيعة»، كاشفاً في الوقت ذاته عن «مسؤولين عراقيين (لم يسمهم) يعلنون في قنوات تلفزيونية ووسائل إعلام سعودية، تقدر قيمة الثانية الواحدة للإعلان فيها نحو ألفي دولار أمريكي».
وتابع: «هؤلاء المسؤولون الذين يعلنون في هذه القنوات الفضائية السعودية، إما لديهم أموال كبيرة ينفقونها على دعايتهم الانتخابية، وهذا يستوجب فتح تحقيق لأنه يتضمن فساداً كبيراً، أو أن هناك مساعدة إعلامية من السعودية التي تمتلك هذه القنوات لدعم مرشحين محددين، والترويج لهم مجاناً».
وأعتبر أن الهدف من وراء ذلك يأتي لـ«تدخل السعودية في الشأن الانتخابي العراقي»، موضحاً أن «بعد فشل السعودية بمخططاتها ومشاريعها، مثل تنظيم الدولة الإسلامية، وتقسيم العراق، وإنشاء إقليم سني، اتجهت إلى اختراق الانتخابات العراقية من خلال دعم بعض الاشخاص».
وعن إمكانية اعتبار الزيارات التي ينفذها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إلى المحافظات العراقية، دعاية انتخابية، واستغلال للسلطة، قال: «يمكن أن يكون ذلك صحيحاً في حال كنا بدولة مثالية، لكن في ظروف العراق، لا يمكن لرئيس الوزراء أن يتنقل بين المحافظات بوسائل النقل العامة».
وأضاف: «افتتاح العبادي مكاتب ائتلافه (النصر) في أثناء الزيارات التي ينفذها في عموم محافظات البلاد، يأتي بصفته زعيماً لقائمة انتخابية وليس رئيساً للوزراء»، موضّحاً أن «جميع المسؤولين والسياسيين يمارسون هذا الدور، وفي حال انتقدنا العبادي فعلينا انتقاد جميع المسؤولين والسياسيين الآخرين، من الوزراء والنواب وغيرهم».

علامة (×)

يأتي ذلك في وقت وصل العبادي إلى محافظة السليمانية، في زيارة تشمل محافظات الإقليم الأخرى أربيل، ودهوك، لافتتاح مكاتب ائتلاف «النصر» الذي يتزعمه.
نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي، نشروا صوراً للدعاية الانتخابية للعبادي في محافظة السليمانية، وقد خط عليها علامة (×) باللون الأسود، الأمر الذي وضعه المطلبي في سياق «الغضب الكردستاني من الزيارة»، موضحاً أن «العبادي سلب كركوك من الأكراد وأعادها إلى حضن الوطن، إضافة إلى استعادته لبقية المناطق المتنازع عليها. من الطبيعي أن تكون هناك ردة فعل كردية شعبية على زياراته إلى الإقليم».
وائتلاف «النصر» في محافظة السليمانية، يضم 9 مرشحين، 6 منهم رجال، وثلاث نساء، يتنافسون مع بقية الأحزاب والكتل السياسية على 18 مقعداً مخصصاً لمحافظة السليمانية.
الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، اعتبر ظاهرة «تشويه» صور المرشحين بأنها «لا تستهدف جهة أو شخصية محددة، بل شملت جميع المرشحين من دون استثناء».
النائب عن الحزب، نجيبة نجيب، قالت لـ«القدس العربي»، إن «ظاهرة تمزيق صور المرشحين، بدأت تظهر في عموم محافظات العراق».
وأكدت النائبة عن محافظة دهوك، أن «جميع صور المرشحين في محافظتها شهدت عمليات تخريب وتشويه، مبينة إنه «في الدورة السابقة، لم تتعرض صور المرشحين إلى هذا الحد من التشويه والتمزيق. هذا دليل على عدم الوعي».
وأضافت: «تمزيق صور العبادي في الإقليم، ليست له علاقة بوجودها في مناطق كردية، خصوصا إن التمزيق والتشويه شملا الجميع سواء من النساء أو الرجال».
واستبعدت أن تكون هناك «جهات منظمة تقف وراء تمزيق أو تشويه صور المرشحين».
وتابعت: «رئيس الوزراء فتح مكاتبه في عموم محافظات العراق، وفي محافظة دهوك هناك مرشحين مهمين ولديهم شعبية ينتمون لقائمة العبادي، واعلاناتهم موجودة كباقي الكتل السياسية والمرشحين الآخرين».
وكشفت أن «الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني، هو المؤثر في محافظة دهوك، في حين أن صور مرشحي الحزب، تعرضت للتخريب أكثر من الآخرين».
وعزت سبب ذلك إلى وجود «شرخٍ كبير بين المكونات العراقية»، محمّلة الأنظمة المتعاقبة ( بعد 2003) مسؤولية عدم توحيد المكونات العراقية، مشيرة إلى أن «الأكراد يميلون إلى المرشحين من قوميتهم، وهذا الأمر ينطبق على بقية المكونات الأخرى (شيعة، سنة)».
ورغم إقرار النائبة الكردستانية بأن «المرشحين العرب يمارسون العمل السياسي في محافظات الإقليم بكل حرية»، غير أنها أكدت «الشعور الكردي بأنهم غير مرغوب بهم. وهذا الشعور جاء بسبب سياسة الحكومات المتعاقبة التي ظلمت الأكراد».

دعاية انتخابية

واعتبرت نجيب زيارة العبادي إلى إقليم كردستان، بأنها «مهمة جداً» لكنها لفتت إلى أن «هذه الزيارات كان من المفترض أن تتم في أوقات سابقة. طوال أربع سنوات مضت، كان من المفترض على العبادي زيارة محافظات الإقليم».
وأضافت: «كان على العبادي تنفيذ زيارات والاطلاع على أوضاع النازحين من مختلف المحافظات العراقية، المتواجدين في الإقليم، والاطلاع على أحوالهم ومعاناتهم. زيارة العبادي إلى الإقليم في ذلك الوقت عندما احتضن الإقليم 800 ألف عائلة، كانت مهمة جداً كرئيس وزراء».
وختمت نجيب حديثها، بالقول: «زيارة العبادي إلى الإقليم في هذا التوقيت تعدّ دعاية انتخابية 100٪».
وقام العبادي، أمس الأربعاء، بزيارة إلى محافظة نينوى الشمالية، متفقّداً في الوقت ذاته سد مدينة الموصل، مركز المحافظة.
بيان لمكتب العبادي، نقل عنه قوله: «أنا سعيد بوجود الكفاءات العراقية التي تعمل في هذا الموقع وتكتسب المزيد من الخبرات الدولية وتواصل العمل مع الشركة المختصة»، مشيراً إلى أن «أعمال الصيانة (في السد) توقفت فترة قليلة خلال وصول عصابة تنظيم الدولة إلى هذا الموقع، ولكننا بعد تحرير الموصل باشرنا العمل بصيانته وضمان سلامته».
وقام العبادي «بجولة في منشآت ومحطات السد، أطلع خلالها على الأعمال الجارية وجهود الصيانة المتواصلة، واستمع لشرح مفصل من المسؤولين عن ادارة مشروع السد، والتقى بالمهندسين والموظفين في الموقع، واثنى على الجهود الكبيرة التي يبذلونها خدمة لبلدهم وشعبهم». حسب البيان.
ومن المقرر أيضاً، أن يزور العبادي محافظة كركوك، الغنية بالنفط، يوم الأحد المقبل، استكمالاً لسلسة زياراته للمحافظات العراقية.
وقال المكتب الإعلامي لائتلاف «النصر» في كركوك في بيان، «الحاقآ بدعوتنا السابقة بشأن زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى محافظة كركوك، فأنه تم تحديد الاحد المقبل 29 نيسان/ أبريل الجاري، موعدا لتلك الزيارة».
وأضاف أن «مكان الاحتفال الجماهيري للقاء قائد النصر العبادي، الذي فرض القانون في محافظة كركوك سيكون الساعة الرابعة عصرا».

إجراءات للنازحين

على صعيد ذي صلة، أكد عضو مجلس المفوضين والناطق الرسمي باسم مفوضية الانتخابات، كريم التميمي، اتخاذ المفوضية جملة من الاجراءات الخاصة بالنازحين وآلية تصويتهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وقال في بيان إن «هناك أربع حالات مختلفة للنازحين في المحافظات التي شهدت نزوحاً، وهي محافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين والأنبار»، مضيفاً أن «الحالة الأولى تتضمن النازحين المتواجدين في إقليم كردستان، حيث سيكون تصويتهم إلى محافظاتهم الأربع، وكل حسب محافظته التي نزح منها من خلال استخدام بطاقاتهم الانتخابية الالكترونية، سواء أكانت بايومترية أو قصيرة الأمد التي لا تحمل صورة، وذلك في مراكز اقتراع خاصة للنازحين سيتم افتتاحها في محافظات الاقليم الثلاث».
فيما يتعلق بالحالة الثانية، أوضح أن «النازحين المتواجدين في مخيمات النزوح، إذا كانت تلك المخيمات في داخل محافظات النزوح أو خارجها، فستتم عملية تصويتهم بطريقة التصويت المشروط، وهذا النوع من التصويت يحتاج فيه الناخب إلى جلب أحد المستمسكات الرسمية التي تثبت هويته وهي (هوية الأحوال المدنية ـ شهادة الجنسية العراقية وجواز سفر ساري المفعول) فضلاً عن البطاقة التموينية، التي تدل على محافظته او بطاقة السكن او بطاقة الناخب». أما الحالة الثالثة، فتخص النزوح الداخلي في محافظات النزوح (الحركة السكانية)، فقد عرفها التميمي، بأنهم «النازحون المتواجدون في محافظات النزوح، ونتيجة العمليات العسكرية فأنهم لن يستطيعوا العودة إلى مناطقهم الاصلية، فسيكون تصويتهم باستخدام بطاقاتهم الانتخابية البايومترية او قصيرة الامد، في مراكز اقتراع تفتح بالقرب من مناطقهم الاصلية، وسوف يسمح لهذه الفئة فقط التصويت في مراكز اقتراع الحركة السكانية داخل المحافظة».
اما الحالة الرابعة فإنهم النازحون الذين حدثوا بياناتهم وحصلوا على بطاقة الناخب البايومترية (طويلة الامد)، «فستتم عملية تصويتهم في مراكز اقتراعهم في المحافظات المتواجدين فيها وتذهب اصواتهم إلى محافظات النازحين منها، ويبلغ عددهم فقط في هذه الحالة حوالي (290.000) ناخب».

حملة تشويه صور العبادي تستبق زيارته المرتقبة إلى السليمانية
مُقرَّب من المالكي: وسائل إعلام سعودية تروّج لمرشحين محددين
مشرق ريسان

نشطاء ألمان ويهود يقررون التظاهر بـ«الكيباه» وإلغاء جائزة موسيقية بعد فوز ألبوم موسيقي معاد للسامية

Posted: 25 Apr 2018 02:25 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: ينظم نشطاء يهود وألمان تظاهرات تضامنية بحيث يلبسون القلنسوة اليهودية (الكيباه) وذلك بعد موجة من الهجمات أثارت تساؤلات بشأن قدرة برلين على حماية اليهود الذين يتزايد عددهم على أراضيها بعد سبعة عقود على المحرقة. وتأتي هذه التظاهرات غداة تحذير رئيس المجلس المركزي الألماني لليهود، يوزف شوستر، من ارتداء رموز دينية في شوارع المدن خشية التعرض لهجمات، تنظم تجمعات في العديد من المدن رفضا لجرائم الكراهية.
وبعد موجة من الاعتداءات على خلفية معاداة السامية، أشار رئيس المجلس جوزيف شوستر في حديث مع الاذاعة العامة في برلين إلى انه على يهود ألمانيا البالغ عددهم 200 الف شخص توخي الحذر. ودعا رئيس المجلس المركزي اليهود في ألمانيا إلى تجنب ارتداء الرموز الدينية في هذا البلد بسبب تزايد مخاطر استهدافهم باعتداءات. وحذّر عشية تظاهرة تضامن مع يهود ألمانيا في برلين انه اذا رفض الالمان الوقوف ضد العداء للسامية فان «ديموقراطيتنا ستكون في خطر».
وقال «الأمر لا يتعلق فقط بمعاداة السامية، انما يتوازى ذلك مع العنصرية ورهاب الأجانب. انت تحتاج إلى اشارة وقوف هنا».
وأثار عدد من الحوادث في الأشهر الاخيرة القلق من احتمال عودة مشاعر العداء للسامية في ألمانيا سواء من جانب اليمين المتطرف او اللاجئين الذين تدفقوا منذ عام 2015. فقد هاجم شاب سوري عمره 19 عاما بحزامه الاسبوع الماضي شابين يرتديان الكيباه اليهودية في برلين وهو يصرخ «يهودي». وانتشر فيديو للحادثة صوره احد الشابين الاسرائيليين الذين تعرضا للاعتداء ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي ما ولّد نفورا مما حصل.
وكانت تلميذة في الصف الثاني الابتدائي في إحدى المدارس الابتدائية في برلين تعرضت للإهانة من قبل تلاميذ أكبر سنا ينحدرون من عائلات مسلمة، وذلك بسبب الديانة اليهودية للتلميذة الصغيرة.
كما تسبب اعتداء معاد للسامية في برلين في استياء مجتمعي أيضا، حيث هاجم لاجئ منحدر من سورية شابا إسرائيليا يرتدي القلنسوة اليهودية (كيباه(
وبعد أيام أدانت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ظهور «شكل آخر من العداء للسامية» من قبل اللاجئين المسلمين، إلى جانب ذلك الموجود لدى جماعات اليمين المتطرف، وذلك خلال مقابلة مع التلفزيون الاسرائيلي.
وقالت ميركل للقناة العاشرة «لدينا ظاهرة جديدة، فهناك بيننا العديد من اللاجئين على سبيل المثال من أصول عربية يحضرون معهم شكلا جديدا من معاداة السامية إلى البلاد».
وأكدت ان أمن اليهود ودولة اسرائيل مصدر اهتمام رئيسي لألمانيا بسبب «مسؤوليتها الدائمة» عن المحرقة اليهودية التي قضى فيها النازيون على 6 ملايين يهودي اوروبي.
وبعد حادثة الهجوم بالحزام دعا اليهود في العاصمة الألمانية إلى تظاهرة «برلين ترتدي الكيباه» وسيتحدث رئيس بلدية المدينة مايكل موللر وشوستر خلال المناسبة.
وأكدت وزيرة العدل الألمانية كاتارينا بارلي أن الدولة ستتصدى على نحو صارم للاعتداءات على الحياة اليهودية.
وقالت بارلي أمس الأربعاء في برلين: «من يهاجم أو يسب يهوديات ويهود، من يهاجم أو يلطخ معابدهم أو مقابرهم، يتعين تقديمه للمحاسبة بكافة الوسائل التي توفرها دولة القانون».
ووصفت بارلي مسيرة «برلين ترتدي كيباه» بأنها إشارة مهمة للتضامن وقالت: «لا ينبغي أن يشعر اليهود بالخوف مجددا عندما يظهرون انتماءهم الديني في ألمانيا… إنها مهمة المجتمع بأكمله أن يحمي الحياة اليهودية في ألمانيا ويكافح كل شكل من أشكال معاداة السامية».
و دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى عدم ترك ضحايا معاداة السامية وحدهم. يأتي ذلك على خلفية الدعوة لتنظيم حملات ضد كراهية اليهود في العديد من المدن الألمانية. وقال ماس لصحيفة تاغشبيغل «ينبغي عدم السماح لمعاداة السامية بأن تصبح شيئا مألوفا في ألمانيا مجددا» وذلك قبيل فعالية بعنوان «برلين ترتدي الكيباه» سيرتدي فيها يهود وغير يهود القلنسوة التقليدية اليهودية.
وأضاف الوزير الألماني : «إذا هُدد شباب لدينا لمجرد أنهم يرتدون الكبة فعلينا أن نوضح: إنهم ليسوا وحدهم و«.أن أي اعتداء على الحياة اليهودية في ألمانيا هو «اعتداء موجه لنا جميعا». ودعت الجالية اليهودية في العاصمة الألمانية برلين لمظاهرة تحت عنوان «برلين ترتدي الكيباه».
ومن المنتظر أن يرتدي المشاركون في المظاهرة الكبة تضامنا مع مرتديها. كما ينتظر أن تكون هناك مظاهرات مشابهة بالقرب من كاتدرائية مدينة كولونيا وفي مدينة بوتسدام و ايرفورت.
وقال شوستر في تصريحات قبيل مسيرة من المخطط تنظيمها في برلين لمناهضة معاداة السامية: «لا ينبغي التسامح مع التعصب… بجانب الأوساط السياسية والمجتمع أرى الطوائف الدينية أيضا في وضع المسؤولية. ينبغي للاتحادات الإسلامية التصدي على نحو واضح يخلو من اللبس لمعاداة السامية بين صفوفها».
وأكد أن كل مواطن بإمكانه فعل شيء للتصدي لمعاداة السامية، وقال: «كل فرد بإمكانه الاحتجاج على كراهية اليهود، سواء في مقر العمل أو في مترو الأنفاق أو في ملعب كرة القدم أو في دوائر العائلة والأصدقاء».
وفي سياق متصل قرر الاتحاد الألماني لصناعة الموسيقى إلغاء جائزة «ايشو» الموسيقية مستقبلا وذلك حسبما أفاد الاتحاد امس الأربعاء في برلين.
وجاء قرار الاتحاد كرد فعل على السجال الذي أعقب منح الجائزة لألبوم خاص بفناني الراب، كوليجا و فريد بانج وهو الألبوم الذي اتهم من قبل ناقديه بمعاداة السامية. كما أن هناك دعوى قضائية في الوقت الحالي ضد صاحبي الألبوم بتهمة التحريض العنصري.
وجاء في بيان عن الاتحاد أن علامة «ايشو» تضررت بشدة بشكل يستلزم بداية جديدة لها، وأن الاتحاد لا يريد أن تفهم هذه الجائزة الموسيقية على أنها منطلق للعداء للسامية، واحتقار النساء والرهاب المثلي أو التهوين من العنف.

نشطاء ألمان ويهود يقررون التظاهر بـ«الكيباه» وإلغاء جائزة موسيقية بعد فوز ألبوم موسيقي معاد للسامية
وزيرة العدل: الاعتداء عليهم اعتداء علينا جميعا
علاء جمعة

اتصال جنبلاط – أرسلان خفّف التوتر في الجبل… ووهّاب اعتبره خلافاً متفقاً عليه

Posted: 25 Apr 2018 02:25 PM PDT

بيروت – «القدس العربي»: الحركة طبيعية في منطقة الجبل ومفهوم التهدئة ترسّخ أكثر فأكثر بعد اتصال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط برئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال ارسلان لتطويق ذيول اشكال في منطقة الشويفات امام السراي الارسلانية تخلله اطلاق نار.
وبنتيجة الاتصال صدر عن مديرية الإعلام في الحزب الديمقراطي ومفوضية الاعلام في الحزب الاشتراكي بيان مشترك لفت إلى أن النائبين جنبلاط وأرسلان «أكدا على التعاون المشترك لتهيئة المناخات الهادئة لخوض الاستحقاق الانتخابي بهدوء وبعيداً عما يمكن أن يشكّل توتراً على الأرض وفي القرى والبلدات المختلفة بمعزل عن الخلافات السياسية والتباين في وجهات النظر حيال عدد من القضايا والملفات. كما شددا على ضرورة الابتعاد عن اي خطوات من شأنها توليد مشاعر الاستفزاز بين المناصرين أو تشكيل مصدر إزعاج للمواطنين الذين يتطلعون لممارسة حقهم بالاقتراع الحر في جو من التنافس الديمقراطي».
واضاف البيان «أن جنبلاط وارسلان إذ إعتبرا أن الانتخابات النيابية هي محطة من محطات العمل السياسي إلا أن الأهم هو حماية الاستقرار والسلم الاهلي بالتوازي مع احترام حرية التعبير والتعددية في الجبل ضمن الاصول والاعراف».
وكانت أنباء صحافية تحدثت عن غضب لدى النائب جنبلاط من الماكينة الانتخابية للحزب التقدمي الاشتراكي وعن امتعاض من تقصيرها في توزيع الصوت التفضيلي أسوة بما فعلته القوات اللبنانية، وعدم تعاملها مع الاستحقاق الانتخابي الحالي على أنه يجري وفق النظام النسبي وليس وفق النظام الأكثري كما كان عليه الحال سابقاً.
إلا أن مرجعاً بارزاً في اللجنة الانتخابية المركزية للحزب الاشتراكي أبلغ «القدس العربي» «أن عمل الماكينة الانتخابية على الأرض في الجبل أزعج البعض فعمدوا إلى فبركة الخبريات والاكاذيب»، ورأى «أن البعض في 6 أيار سيرون شيئاً لا يحلمون به».
ولفت إلى «أن البعض تارة يزعم فوز عدد معين من المرشحين وطوراً يزعم وجود تنافس حاد بين مرشحين على مقعد معين ، غير أن آخر النهفات كانت مزاعم حول إنزعاج رئيس اللقاء الديمقراطي من عمل ماكينة الحزب الانتخابية واتهامها بالتقصير «.وأكد المرجع « أن اللجنة المركزية تطمئن القاعدة الانتخابية في الجبل أن عملها المتميّز بالدقة والمتابعة على مدار الساعة هو الـذي أزعـج البعـض فبثـوا أخبارهم المسمومة والسبب الواضـح هو إحباطـهم من عملنـا وتـأكدهم من عدم وجـود فـرص حـقيقية امامـهم لتحقـيق طموحاتهـم بتحـجيم المخـتارة والتضـييق على دورهـا الوطـني».
وأضاف المصدر الاشتراكي البارز «إننا نتابع عملنا المعتاد غير آبهين بأقوال من هنا أو تسريبات من هناك، ونطمئن الغيارى على نشاطنا بأننا وإياهم في السادس من ايار على موعد ليذوب في نهايته الثلج ويبان المرج ، وإن الوفاء الذي تعبّر عنه القاعدة الانتخابية للحزب التقدمي الاشتراكي سيبقى حصرمة في عين الحاسدين».
تزامناً، رأى رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهّاب أن « لا علاقة لي بـالخلاف المتّفق عليه» بين أرسلان وجنبلاط». وقال «أنا اتناقض جذرياً مع الاثنين، ولا يمكنني الاتّفاق مع أرسلان لا في سياساته الداخلية ولا الخارجية». وبدا وهّاب معوّلاً على أن جمهور حزب الله سيصوّت له.

اتصال جنبلاط – أرسلان خفّف التوتر في الجبل… ووهّاب اعتبره خلافاً متفقاً عليه

سعد الياس

حماس تكشف «إحراز تقدم» في تحقيقات في اغتيال البطش في ماليزيا

Posted: 25 Apr 2018 02:24 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: مع اقتراب موعد وصول جثمان العالم الفلسطيني فادي البطش، الذي اغتيل في العاصمة الماليزية كولالمبور برصاص مجهولين قبل بضعة أيام، إلى مسقط رأسه في قطاع غزة، عن طريق معبر رفح، كشف مصدر مسؤول في حركة حماس، التي ينتمي اليها عالم الطاقة الفلسطيني، أن التحقيقات الجارية في عملية الاغتيال «تحرز تقدما». وقال مصدر مسؤول في حماس فضل عدم الكشف عن اسمه، إن «ملامح خيوط الجريمة وهوية المنفذين بدأت تنكشف».
وكان البطش الذي يحمل الدكتوراة في الطاقة، والحاصل على عدة شهادات تقدير، اغتيل مطلع الأسبوع الحالي، في كوالالمبور، بينما كان في طريقه لأداء صلاة الفجر في أحد المساجد القريبة من مكان سكنه. وأطلق شخصان يستقلان دراجة نارية النار صوبه من مسافة قريبة، ما أدى إلى إصابته بأكثر من14 رصاصة.
ومن المقرر أن يصل جثمان الشهيد البطش قريبا إلى قطاع غزة لمواراته الثرى، بعد الانتهاء من عملية تشريح جثمانه من قبل السلطات الماليزية المختصة، التي فتحت تحقيقا في الحادث.
وشيع أمس آلاف الماليزيين جثمان البطش، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، العديد منهم من طلبة وأصدقاء الشهيد، والمناصرين للقضية الفلسطينية وأعضاء الجالية الفلسطينية، من مسجد «إدامان»، الواقع على مقربة من مكان سكنه، وهو المسجد الذي كان يؤم فيه البطش المصلين أحيانا، وأديت عليه صلاة الجنازة، وإلقاء نظرة الوداع الأخير، قبل نقله من هناك للمطار.
وترافق الجثمان زوجة الشهيد البطش وأطفاله الثلاثة، حيث تقرر عودتهم إلى غزة، بعد موافقة السلطات المصرية على ذلك.
وفي غزة تجري حركة حماس ترتيبات لتشييع جثمان الشهيد في موكب جنائزي كبير يليق بمكانته، من مكان سكن عائلته في بلدة جباليا شمال القطاع.
يشار إلى أن حماس أرسلت إلى ماليزيا وفدا قياديا، بعد عملية الاغتيال لمتابعة مجريات التحقيق
وأكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس في وقت سابق، أن حركته ستقوم بكل ما يلزم من أجل كشف ملابسات جريمة الاغتيال، متوعدا الجهة المنفذة بـ «دفع الثمن». وقال خلال مشاركته في بيت عزاء البطش الذي أقامته عائلته «سوف يكون بيننا وبينه (من نفذ الاغتيال) فاتورة حساب مفتوح بهذا الموضوع، وسوف يدفع الثمن قطعاً».
وأتهم بشكل مباشر جهاز «الموساد» الإسرائيلي بالمسؤولية عن اغتيال العالم البطش، مشدداً على أن حركته «لا يمكن أن تفرط بدماء أبنائها وشبابها وعلمائها»..
وامتدح هنية البطش، وقال إنه «كان سفيراً لفلسطين في أسلوبه وعمله وعلمه ودعوته وأستاذيته وإبداعاته واختراعاته وفيما قدمه لماليزيا وللشعب الفلسطيني والأمة».
وكان وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قد ألمح بوقوف إسرائيل وراء عملية التصفية، حين وصف المهندس البطش بـ»الإرهابي»، رغم نفيه قيام جهاز «الموساد» بتنفيذ عملية التصفية. وأشار إلى أنه جرى الطلب من مصر بشكل رسمي، عدم السماح بإدخال جثمان الشهيد البطش إلى قطاع غزة من خلال معبر رفح، وهو ما لم يتم.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن عملية الاغتيال تشابه أسلوب «الموساد» الإسرائيلي في التصفية. وذكرت أن عملية استهداف البطش بهذه الطريقة، ترجع لعمله خلال الفترة الماضية على تطوير أداء طائرات الاستطلاع التي تملكها حركة حماس.
وكانت الشرطة الماليزية قد قالت إن شخصين يشتبه فيهما باغتيال العالم البطش لا يزالان موجودين في ماليزيا، ونشرت الشرطة هناك صورا للمنفذين، اللذين قالت إنهما دخلا أراضيها في يناير/ كانون الثاني الماضي. وذكر المفتش العام للشرطة الماليزية محمد فوزي هارون، أنه يشتبه بأن منفذي عملية الاغتيال استخدما هوية مزورة، لدى دخولهما بلاده أو أثناء وجودهما فيها.
وكانت قد عثرت أول أمس على الدراجة النارية التي استخدمت في عملية اغتيال البطش، في أحد الأسواق الواقعة على بعد كيلومترات من مسرح الجريمة.

حماس تكشف «إحراز تقدم» في تحقيقات في اغتيال البطش في ماليزيا
أصابع الاتهام تشير إلى «الموساد»

العلمانيون الإسرائيليون يشبهون علمانيي إيران والسعودية

Posted: 25 Apr 2018 02:23 PM PDT

الجدران «الجميلة والحديثة» بارتفاع مترين، مغلقة لكن ليس بشكل كامل، ستكون الوسائل الدفاعية للجيش الاسرائيلي التي ستحافظ على عذرية النساء المجندات في الجيش (ينيف كوفوفيتس، «هآرتس»، 23/4). وطهارة الجنود سيحميها السماح بالغياب عن المكان الذي يسمع فيه غناء النساء.
في صناديق المرضى سيتم استخدام أطباء غير يهود كسور منيع أمام تدنيس السبت. في احتفال «العاب الماضي» الذي تنظمة وزارة التربية والتعليم لن يسمح للاولاد باللعب مع البنات. القفز بالحبل وغيرها من الالعاب التي كانوا يلعبونها بصورة مختلطة ستلعب بصورة منفصلة بحيث يكون هناك جدار جندري بين الجنسين وكأن الامر يتعلق بالصلاة في الكنيس، وفي الحافلات في القدس سيطلب من النساء الجلوس في المقاعد الخلفية خشية من إثارة المشاعر، وفي المحكمة العليا سيجري نقاش حول قانون الدكاكين، ومن يعرف ماذا ينتظرنا بعد، ربما أن الفصل بين الرجال والنساء في السيارات الخاصة مثلما هي الحال في السعودية، وربما مواقف عامة منفصلة للرجال والنساء مثلما هي الحال في إيران، التي يعتبر فيها الاطفال في جيل الرابعة رجالاً من أجل أغراض الفصل الجنسي.
الحاجة إلى مقارنة اسرائيل بدول ظلامية يملي الدين فيها نمط الحياة، هي من أجل إظهار إلى أين تنزلق الدولة. اسرائيل هي التي تتحول إلى نموذج للتقليد. إذا كانت دولة الهاي تيك الغربية والديمقراطية والليبرالية تضخ الله في كل زاوية من زواياها الحية وتمنح حاخاماتها الظلاميين صلاحية أن يملوا عليها نمط الحياة المدني، فإن إيران والسعودية أو افغانستان يمكنها أن تأخذ نموذجاً منها.
العلمانيون الذين تحولوا في اسرائيل إلى قطاع، يجب أن يقلقوا، قناع الليبرالية الغربي الذي يلبسونه يحميهم من الاستسلام الأعمى لمفهوم «دولة يهودية»، والانجرار وراء الثورة الدينية التي تعتبر بديلا للهوية القومية والصهيونية. إذا كانت إلى ما قبل سنوات الانباء عن الفصل بين الاولاد والبنات في رياض الاطفال في غيتوات مثل بيت شيمش وموديعين عيليت وعمانوئيل أو بني براك بدت نكتة مسلية، وسلوكاً غريباً يميز مخلوقات نادرة وغير ضارة، فقد تبين الآن أن الامر يتعلق بوباء بتشجيع من السلطات يحول العلمانية والعلمانيين إلى نكتة مسلية.
إذا كان الانتماء الديني في السابق استخدم ليهود الدولة، العلمانيين والمتدينين، كمبرر لاقامة دولة قومية، الآن تحول الدين إلى سبب وجود اسرائيل. أي أن الدولة هي أداة لخدمة الدين وليس لخدمة مواطنيها. مسار سيطرة الدين على الدولة يشبه الطريقة التي مر بها الاستيطان في المناطق، من مكانة تحت رعاية الدولة، أي أن مبرر وجودها هو الخدمة الأمنية والتاريخية التي تقدمها للدولة، إلى مكانة صاحبة البيت في الدولة، إلى حلمها وسبب وجودها. النتيجة هي أنه بدون مستوطنات وبدون السعي إلى التهويد لا يوجد أي معنى لمفهوم «دولة اسرائيل». بهذا جاء النجاح الكبير لمشروعي الاستيطان والتهويد، اللذين يفرضان على الغالبية العلمانية السجود للمالك، وأن تكون مقموعة أو أن تفقد هويتها.
إذا كان في الماضي غير البعيد وبدرجة كبيرة الآن، استخدم مفهوم «مراعاة المشاعر» كأداة عمل نادرة هدفت إلى اقناع العلمانيين بأن يكونوا ذوي صدر رحب، والسماح للأقلية المقموعة بأن تمارس شعائرها وعاداتها وكأن الامر يتعلق بقبيلة منقرضة، الآن لم يعد يوجد لهذا المفهوم مكان. الحرب هي على هوية مواطني الدولة وهوية الدولة نفسها، وليس على الجدران الفاصلة بين الجنود والمجندات أو على لعبة أولاد مشتركة. هذه حرب معركة صعبة بشكل خاص لأنه يجب أن تجري بين الغالبية العلمانية وبين حكومتها، بين مواطنين علمانيين يعتبرون مليشيات متمردة وبين أجهزة متقدمة استثمرت فيها موارد كثيرة. هذا نضال بين متطوعين مثل مدراء المدارس والمعلمين أو النشطاء في منظمات حقوق الانسان وبين من يستطيعون حرمانهم من مصدر رزقهم ومن ميزانياتهم ومن احترامهم. في هذه الحرب لا يوجد مكان لـ «مراعاة المشاعر» و«ترتيب مصالحة»، وبالتأكيد لا يوجد مكان للاستسلام.

تسفي برئيل
هآرتس 25/4/2018

العلمانيون الإسرائيليون يشبهون علمانيي إيران والسعودية
بعد أن كان المتدينون يمثلون بسلوكهم نكتة مسلية أصبح الليبراليون هم النكتة
صحف عبرية

استقالة ثلاثة شخصيات بارزة من الائتلاف السوري المعارض قبيل أيام من الانتخابات ومطالب بمساءلتهم

Posted: 25 Apr 2018 02:22 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: أعلن ثلاثة أعضاء بارزين لدى الائتلاف السوري امس الاربعاء استقالتهم من الجسم المعارض، وعزوا السبب إلى ان الائتلاف لم يعد ائتلافهم بسبب عدم الالتزام بإرداة الأعضاء والرؤية المستقلة وظهور التناقضات بين مكوناته، إضافة إلى ان المسار الرسمي الحالي للحل السياسي في سوريا اصبح بنظرهم متطابقاً مع المسار الروسي.
وجاءت جملة الاستقالات قبيل أيام من الاجتماع المقرر للهيئة العامة للائتلاف المزمع عقدها في الخامس والسادس من شهر أيار المقبل لاجراء إنتخابات للهيئة الرئاسية والسياسية لدورة رئاسية جديدة، وذلك في الدورة العادية رقم 39 في مدينة إسطنبول.
وفي بيانات منفصلة اعلن كلٌ من أعضاء الائتلاف، المعارض السوري جورج صبرا وخالد خوجة وسهير الاتاسي استقالتهم، وقال صبرا في اعلان استقالته عبر صفحته الشخصية «السيد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، السادة الزملاء أعضاء الهيئة العامة، لأن الائتلاف لم يعد ائتلافنا الذي ولد في الحادي عشر من شهر تشرين الأول عام 2012، وحمل أمانة الإخلاص لمبادئ الثورة وأهداف الشعب.
ولأن طرايق العمل والتدابير المعتمدة لا تحترم الوثائق والقرارات ولا تلتزم إرادة الأعضاء والرؤية الوطنية السورية المستقلة، وبسبب التناقضات الجارية بين مكوناته وأعضائه، أعلن انسحابي من الائتلاف، والتخلي عن عضويتي في هيئته العامة.
وقال صبرا في تصريحات صحافية إن الائتلاف «بالنسبة لي ما عاد وعاءً مناسباً مناضلاً في الثورة السورية» مضيفاً انه لا نية لتشكيل جسم جديد بعد انسحابهم من الائتلاف، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة ملء الفراغ لقيادة المرحلة المقبلة «المرهونة بعمل جماعي مشترك بين السوريين».
واعتبر صبرا أن استقالتهم لن تؤثر على الائتلاف ككيان «فهو سيستمر»، مشيراً إلى أن هناك استقالات سبقتها أيضاً ولم تؤد إلى حل الائتلاف.
فيما قالت سهير الأتاسي في سلسلة تغريدات على حسابها على تويتر: «أعلن الانسحاب من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بعد أن أصبح المسار الرسمي الحالي للحل السياسي في سوريا متطابقاً مع المسار الروسي الذي يعيد تأهيل منظومة الأسد ومجرمي الحرب ويقوّض الحل السياسي الفعلي والجوهري، فيحيله إلى تقاسُم سلطات ومنافع لقوى وشخصيات ودول، وبعد أن خسرت بعض المؤسسات الرسمية لقوى الثورة والمعارضة التحدي الذي فرضه عليها المجتمع الدولي حيث وضعها أمام ازدواجية الخضوع أو الزوال، فاختار بعضها أولوية البقاء والتعايش مع أوهام تحقيق الممكن وانتهاج الواقعية السياسية».
وأضافت الاتاسي، وبعد أن تصدّع البعض الآخر فافتقد الكيان المؤسساتي وأصبح عبارة عن مجموعة كيانات تتراشق علناً البيانات السياسية المتضاربة، وتمّ الانقلاب على البعض الآخر، لم أعد أجد عملي ونشاطي ممكناً ضِمن تلك الكيانات القائمة، ولذلك أعلن انسحابي من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية».
وأعلنت عبر حسابها الشخصي أنها «ملتزمة بالعمل لأجل الثورة حتى تحقيق أهدافها في تحرُّر بلادنا من الأسد ومنظومة حكمه ومحاسبة المجرمين، وتحريرها من الاحتلال الروسي والإيراني، واستقلالها من دول تقاسمت مناطق النفوذ فيها، وصولاً إلى التأسيس لسوريا دولة الحرية والديمقراطية والعدالة وسيادة القانون».
فيما استند خالد خوجة في قرار انسحابه على توافقه مع «جورج صبرا وسهير أتاسي» في الأسباب التي استندا عليها في قرار انسحابهما، وأعلن انسحابه من عضوية الائتلاف وهيئته العامة.
الممثل والمعارض السوري عبد الحكيم قطيفان عقب على استقالة أعضاء الائتلاف الثلاثة بالقول «جورج صبرا،سهير الاتاسي، وخالد خوجا، ماجاء في بيان استقالاتكم من الإئتلاف والتي تتغنى وترن بمفردات «الثورة والوطن» لن تعفيكم من كشف وقائع مواقفكم وسلوككم الأخرق والمشين والمرتهن على مدى 7 سنوات، لا بد منها».
واعتبر البعض ان انسحابهم متوقع وجاء بسبب فرصهم الضئيلة بالنجاح بالانتخابات المقبلة في الائتلاف، فيما قال آخرون ان انسحابهم يعتبر حالة صحية وطبيعية وضرورية.

استقالة ثلاثة شخصيات بارزة من الائتلاف السوري المعارض قبيل أيام من الانتخابات ومطالب بمساءلتهم

رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق: إسرائيل دخلت المواجهة المباشرة مع إيران

Posted: 25 Apr 2018 02:22 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»:  بالتزامن مع تهديدات حكومة الاحتلال، قال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق ورئيس «معهد أبحاث الأمن القومي» في جامعة تل أبيب، عاموس يدلين، أمس ، إن إسرائيل دخلت في مرحلة المواجهة المباشرة مع إيران.
وقال للاذاعة العامة إن شهر أيار/ مايو المقبل هو شهر «متفجر» داعيا  للنظر إلى الجبهة الشمالية السورية وإلى إيران، موضحا أن هذين الأمرين مهمان جدا، لافتا الى ان الحديث عنها أمور تتصل بالأمن القومي. وتابع «لا نزال لا نعرف متى يقرر الإيرانيون الرد على الهجوم المنسوب لإسرائيل في سوريا. نحن في مرحلة المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران. فالإيرانيون قرروا الرد، ولكن لم تكن لديهم خطة في الدرج، وهم يعملون عليها الآن».
ويعتبر يادلين ان الرد الإيراني قد يكون إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، أو مهاجمة جنود إسرائيليين على حدود لبنان أو سوريا، أو عملية أخرى ضد أهداف إسرائيلية خارج البلاد.
وتابع «رغم أنه من الصعب تفجير سفارة بعد هجمات الحادي عشر من أيلول(سبتمبر) (2001)، إلا أنه لا يزال بالإمكان استهداف سائحين إسرائيليين في كل أنحاء العالم».
وردا على سؤال بشأن ماذا سيحصل إذا قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، قال يادلين إنه ليس واثقا من أن ترامب سينسحب نهائيا من الاتفاق، وإنه في حال نجاح القمة مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، فإن احتمالات الانسحاب من الاتفاق النووي ستكون أعلى. ورجح  أنه في حال عدم نجاح القمة، فإن ترامب سيفضل التركيز في ساحة واحدة، وعدم البدء بصراع في ساحة أخرى. زاعما أن الأوروبيين أيضا يبذلون جهودا كبيرة للحفاظ على الاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه مع إيران، مشيرا إلى أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون توجها إلى واشنطن للتباحث مع ترامب في هذا الشأن. كما يرجح انه في حال انسحب ترامب من الاتفاق النووي، فإن الكرة ستكون في ملعب إيران، وسيكون ذلك متعلقا بالخطوات التي ستقوم بها. ويرى أنه يوجد أمام إيران ثلاثة خيارات وهي «التمسك بالاتفاق النووي في محاولة لعزل الولايات المتحدة على أمل ألا تكون العقوبات الأمريكية ضدها ناجعة، أو اتخاذ قرار بالانسحاب من الاتفاق والعمل بشكل مواز وبكل قوة، على الوصول إلى تخصيب اليورانيوم بسرعة، أو الانسحاب من ميثاق حظر انتشار الأسلحة النووية وبناء قنبلة نووية». وقال أيضا إنه في حال لجأت إيران إلى أول خيارين، فإن الكرة سترتد إلى الولايات المتحدة وإسرائيل وستضطران لاتخاذ قرارات بهذا الشأن.
يشار الى ان أوساطا اسرائيلية واسعة في المستويين السياسي والعسكري تدفع وتحض الحكومة على مهاجمة ايران في سوريا في المرحلة الراهنة حتى لو تسبب ذلك بحرب واسعة. وتعلل هذه الأوساط دعوتها بالخطر الكبير الذي قد ينجم من تحويل سوريا لقاعدة إيرانية كحزب الله في لبنان.
وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس إن الولايات المتحدة، خلافا لتصريحات الإدارة الأمريكية، لا تنوي مغادرة سوريا.
وأضاف لافروف في كلمة ألقاها خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في «منظمة شنغهاي للتعاون» في بكين، أن «مجموعة من الدول أخذت على عاتقها علنا عملية تدمير  سوريا «. وكشف لافروف خلال الجلسة أن الولايات المتحدة الأمريكية تستقر بنشاط على الضفة الشرقية لنهر الفرات ولن تغادر من هناك في الوقت القريب، مشيراً إلى أنها باقية في سوريا عكس تصريحاتها الأخيرة حول هذا الموضوع. وقال إنّ «هناك دولا تدعم الموقف الأمريكي بالبقاء ومنها فرنسا». وتابع: «»رغم تصريحات ترامب، على المستوى العملي، الولايات المتحدة تستقر على الضفة الشرقية لنهر الفرات ولا تعتزم الرحيل من هناك».

رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق: إسرائيل دخلت المواجهة المباشرة مع إيران

جدل فقهي في تونس حول «تحريم» الانتخابات البلدية

Posted: 25 Apr 2018 02:22 PM PDT

تونس – «القدس العربي»:أثارت فتوى جديدة حول «تحريم» الانتخابات البلدية جدلاً كبيراً بين الدعاة التونسيين، حيث حرّم أحد الشيوخ السلفيين انتخاب جميع الأحزاب، فيما اعتبر آخر أن من ينتخب أحزاب «النداء» و«النهضة» و«الجبهة» هو «خائن لله ورسوله»، في حين طالب داعية إسلامي معروف التونسيين بالابتعاد عن التجاذبات والتوجه جميعا إلى صناديق الاقتراع لانتخاب «الأصلح والأقل ضرراً وفساداً وعيوباً على البلاد والعباد».
وكانت مصادر إعلامية تحدثت عن فتوى مشتركة صدرت عن الشيخين السلفيين خميّس الماجري ومحمد الهنتاتي تؤكد تحريم الانتخابات عموما وخاصة انتخاب حركة «النهضة» التي عادة ما يهاجمها الماجري والهنتاتي بعدما انشقا عنها قبل سنوات عدة.
وأوضح هذا الأمر في شريط فيديو بثه موقع «الصدى» الإلكتروني بقوله «أنا أفتي بتحريم الانتخاب للجميع من منطلق عقائدي لأن هؤلاء يعملون خارج الشريعة وتحت نظام علماني متجذر وخاصة بعد الدستور. بمعنى أنني أفتي بعدم التصويت للجميع بدون استثناء، خاصة أننا رأينا مهازل كثيرة من بينها تولية يهودي على المسلمين وتولية صاحبة السروال المقطع (في إشارة إلى صورة لإحدى المرشحات) وبعض التجمعيات القديمات اللاتي دخلن في قائمات انتخابيات».
وأضاف «لا أريد أن أغش شعبي فمن غشنا فليس منا، وقد أصدرت منذ 2011 مع مجموعة مشائخ فتوى رفضنا من خلالها الانتخابات لأنها خارج الشريعة، وأنا من دعاة الشريعة ولذلك لا أدخل في مسرحية هزلية، وقد كنا ضد انتخابات رئاسية وتأسيسية وعدت بالخلافة السادسة، ولن نقبل الآن بالانتخابات البلدية، كما أن الشعب في عمومه وخاصة الشباب مُعرِض عن هذه الانتخابات، والبعض منهم نادم على المشاركة في الانتخابات السابقة».
وكان الماجري اعتبر قبل أشهر «أن الأحزاب السياسية محرّمة شرعا»، ودعا المنتسبين إليها إلى التوبة، مشيرا إلى أنهم سيدخلون النار يوم القيامة.
فيما دون الداعية السلفي محمد الهنتاتي على صفحته في موقع «فيسبوك»: «كل تونسي يصوت للنهضة والنداء والجبهة والمشروع فقد خان الله ورسوله والمؤمنين». وأضاف «انتخبوا في البلديات القادمة الحراك (حراك تونس الإرادة) او التيار (الديمقراطي) أو بعض القائمات المستقلة فانهم الأنفع والأصلح والأقدر».
وتابع في تدوينة أخرى «الى أبناء النهضة توبوا الى الله العزيز المنتقم قبل أن لا ينفع الندم. (وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)».كما اعتبر في تصريح صحافي أن «النهضة تجار دين والنداء تجار مرأة والجبهة تجار دم وداعش (تنظيم الدولة) تجار إرهاب».
فيما اعتبر الداعية الإسلامي المعروف بشير بن حسن أن السلفيين «عندهم حساسية تجاه المصطلحات المعاصرة كالقانون والمدنية والدستور، فالشريعة تعتبر المعاني للمباني، فالمبنى قد يكون مستحدثاً أو معاصراً يُنظر في معناه وليس في مبناه، فالدستور التونسي أغلب فصوله لا تتصادم مع الشريعة والإسلام».
وأضاف منتقدا الشيخ خميس الماجري «من هو حتى يفتي؟ يجب أن يعرف معنى الفتوى في اللغة والاصطلاح والفارق بين الفتوى والقضاء. كل شخص يخرج علينا ويحرم ويحلل! هناك كفاءات في هذه البلاد وهناك جماعة الزيتونة وهناك أشخاص تسلموا مناصب تتعلق بالإفتاء وهم الأقدر على هذا الأمر. أنا لا أحلل ولا أحرم انتخاب أي شخص».
وتابع بن حسن «من حق أي شخص تأسيس حزب ولكن ليس بسب الناس والتخوين فهؤلاء سيدخلون في مزبلة التاريخ». وخاطب الهنتاتي والماجري «دعوكم من التسلق، تريد أن تعمل حزب سياسي لا مشكلة لكن اعطني مشروعك ما هي حلولك للبطالة بعيدا عن الكلام الفضفاض؟ أنت تحرف الكلم عن مواضعه عبر الاستدال بآيات في غير محلها».
ودعا رجال الدين كي يكونوا دعاة تهدئة لتوجيه الرأي العام في تونس إلى صناديق الاقتراع، مشيرا إلى أن «الحكم المحلي هو حكم مؤثر، ونوصي المترشحين بالترفع عن كل الولاءات الضيقة الحزبية وأن يكون ولاؤهم لتونس بعد الله ورسوله، ويكونوا خادمين للبلاد، فخدمة الوطن من الدين والإيمان وحل مشاكل المواطنين يصب في مصب الشريعة، والشريعة جاءت بتحسين التنمية وتقوية الاقتصاد ومكافحة الجريمة المنظمة، وعندما كانت الترويكا تحكم، قلت للناس إن الانتخاب يجب أن يكون للأحزاب التي تضمن حرية التي تضمن حرية التعبير والتدين، ولا نعود لانتخاب الأحزاب ااستبدادية والظالمة والديكتاتورية لأنها ستصادر حرية المعتقد والضمير والتعبير والتفكير والتدين».
ودعا التونسيين إلى «الاعتصام بالله تعالى وترك هذا التجاذب الذي يشحن الأجواء والتوجه جميعا إلى صناديق الاقتراع للانتخابات البلدية وانتخاب الأصلح والأقل ضرراً وفساداً وعيوباً على البلاد والعباد، فلا بد من تقديم المصلحة الوطنية على المصالح السياسية والحزبية الضيقة حتى ينجح المسار لتحقيق أهداف اثورة ومستحقاتها، وما يحصل بعد الثورة هو مرحلة انتقالية مرت بها جميع الثورات في العالم وهذه المرحلة من التجاذب سنتجاوزها بالسلمية وفي كنف الاحترام المتبادل».
وتتصاعد التجاذبات السياسية في تونس مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، في وقت تواجه هيئة الانتخابات انتقادات متواصلة من قبل أحزاب المعارضة حول الانحياز لصالح الأحزاب الحاكمة والتضييق على المعارضة، وهو ما تنفيه الهيئة التي تؤكد التزامها بتطبيق القانون على الجميع لضمان نجاح الانتخابات المقبلة وشفافيتها.

جدل فقهي في تونس حول «تحريم» الانتخابات البلدية
بين من يعتبر الاقتراع «خيانة لله ورسوله» ومن يطالب بانتخاب الأقل فساداً والأصلح لقيادة البلاد
حسن سلمان:

الكنيست يمنع نائبا عربيا من المشاركة في جولة محاضرات دولية

Posted: 25 Apr 2018 02:21 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: قدّم النائب عن الجبهة في القائمة المشتركة داخل أراضي 48، يوسف جبارين، التماسًا الى محكمة العدل العليا ضد قرار الكنيست القاضي بمنعه من السفر لجولة محاضرات في الولايات المتحدة، وذلك بواسطة المحاميين حسن جبارين وميسانة موراني من مركز «عدالة». وهذه هي المرة الأولى الّتي يتم فيها اتخاذ مثل هذا القرار ضد نائب في الكنيست، حيث ينسجم مع الأجواء الفاشية المهيمنة في اسرائيل التي تعتبرها حتى أوساط اسرائيلية انها غير ديمقراطية وخطيرة.
وكانت لجنة آداب المهنة قد قررت عدم المصادقة على سفر النائب جبارين بتمويل من منظمة «الصوت اليهودي للسلام»، وذلك بحجة ان المنظمة تدعو لمقاطعة إسرائيل بسبب سياسات حكوماتها في الأراضي الفلسطينية. وقد استندت اللجنة في قرارها على التعديل القانوني الّذي بادر إليه نواب اليمين أخيرًا، وينص على منع سفر أعضاء الكنيست الممول من قبل المنظمات  الواردة أسماؤها في «قائمة سوداء»، قامت بتجهيزها وزارة الخارجية الاسرائيلية ووزارة الشؤون الاستراتيجية كمنظمات تدعم المقاطعة.
وكان الوزير جلعاد اردان قد سلّم لجنة أخلاقيات المهنة في الكنيست وثيقة طالب فيها بعدم الموافقة على طلب جبارين، مشيرًا الى ان «الحديث عن إحدى المنظمات الأبرز في دعوتها لمقاطعة اسرائيل في الولايات المتحدة، الّتي تدعم أيضا حركة المقاطعة الـ «BDS».
وأكد المحاميان جبارين وموراني في الالتماس ان قرار اللجنة يشكّل مسًا خطيرًا بحرية النشاط السياسي لمنتخبي الجمهور، وخاصة لممثلي الأقلية العربية في البلاد، وان الالتماس الى محكمة العدل العليا يطالب بإلغاء التعديل الذي يمنع سفر أعضاء الكنيست، لأن هذا التقييد غير قانوني وغير دستوري.
وجاء في مسوّغات الالتماس أن التعديل يُمثل تجاوزًا لصلاحيات لجنة الكنيست، إذ أن انظمة لجنة آداب المهنة لا يمكن أن تشمل تدخلًا في النشاط السياسي الشرعي لعضو كنيست. كما اشار الالتماس الى أقوال المستشار القضائي للكنيست، المحامي إيال يانون، الذي قال إنه حتى الآن «اعتمد عمل اللجنة على فحص وترتيب علاقات رأس المال مع السلطة وتضارب المصالح، ولم تتعامل بتاتًا مع المضامين السياسية والأيديولوجية الماثلة خلف المؤتمرات والفعاليات الّتي يشارك بها عضو كنيست في خارج البلاد، كما لم تفحص اللجنة ماهية المنظمة الداعية والتي قامت بتمويل زيارته».
واعتبر النائب جبارين ان اليمين في اسرائيل منزعج من نشاط النواب العرب وعملهم الدائم في الساحة الدولية، ويبحثون عن كل وسيلة من أجل منعهم من مواصلة هذا النشاط.
وردا على سؤال «القدس العربي» تابع جبارين «لن نتنازل عن حقنا في التواصل الدولي وتدويل قضايانا، ولن تثنينا كل قرارات حكومة اليمين عن مواصلة فضح سياسات اسرائيل العنصرية والاحتلالية. آمل ان تبطل المحكمة العليا هذا القرار غير القانوني، وأنا أعلن منذ الآن أنني لن التزم بهذه التقييدات».

الكنيست يمنع نائبا عربيا من المشاركة في جولة محاضرات دولية
أعلن نيته عدم احترام تقييدات غير قانونية

عسكريون سوريون يستكملون تدريباتٍ في روسيا على منظومة «إس 300»

Posted: 25 Apr 2018 02:21 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي» : قالت مصادر ميدانية مطلعة لـ «القدس العربي» إن عسكريين سوريين من ضباط الدفاع الجوي استكملوا تدريبات تقنية لإدارة واستخدام منظومة الدفاع الصاروخية الروسية المتطورة «إس 300» التي ستصل قريباً إلى قاعدة حميميم وسيتم تسليمها للجيش السوري تنفيذاً لاتفاقية بين دمشق وموسكو كان قد جرى توقيعها خلال سنوات سابقة.
وأكدت المصادر أن عسكريين من قوى الدفاع الجوي السورية حصلوا في روسيا على التدريبات اللازمة للتعامل مع هذه المنظومة واعتراض الأهداف الصاروخية المعادية التي تستطيع إسقاطها واعتراضها.
وتابعت المصادر بالقول أن قرار موسكو تسليم الجيش السوري منظومة «إس 300» جرى اتخاذه قبل الهجوم الثلاثي الأمريكي الفرنسي البريطاني فجر يوم 14 نيسان/أبريل الجاري ضمن خطة روسيا لدعم منظومة الدفاع الجوية السورية، وأن هذا الهجوم سرّع من إجراءات نقل «إس 300» لتكون تحت استخدام الجيش السوري وضباطه وعناصره.
وذكرت المصادر أنه وفي حال أُضيفت منظومة «إس 300» لبقية المنظومات التي تمتلكها الترسانة الصاروخية السورية فإنه سيُصبح بإمكان دمشق اعتراض هجوم صاروخي واسع على الأراضي السورية لا سيما وأن لدى دمشق منظومات «البانتسير، والباتشورا، والبوك وجميعها كانت فعالة في اعتراض صواريخ أمريكية ليلة الرابع عشر من نيسان الجاري. وأشارت المصادر إلى امتلاك دمشق منظومة دفاع صاروخي متطورة ضد الطائرات يمكنها اعتراض وإسقاط طائرات هجومية إسرائيلية متطورة.
وكانت صحيفة «هآرتس» العبرية ذكرت أنه في حال حصلت دمشق على نظام الدفاع الصاروخي الروسي «إس — 300» فإنه سيكون يمقدورها إسقاط المقاتلات الحربية في سماء إسرائيل.
والـ S300 هي منظومة دفاع جوي صاروخية بعيدة المدى روسية الصنع مخصصة لحماية المواقع والمؤسسات الصناعية والإدارية والقواعد العسكرية ومراكز القيادة من ضربات وسائل الهجوم الجوي الفضائي للعدو.

عسكريون سوريون يستكملون تدريباتٍ في روسيا على منظومة «إس 300»

كامل صقر

الجمارك المغربية تُحبط محاولة تهريب 120 طائرة بدون طيار وأجهزة ممنوعة عبر الحدود الموريتانية

Posted: 25 Apr 2018 02:20 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: أحبطت الجمارك المغربية عملية تهريب بمعبر الكركرات على الحدود المغربية – الموريتانية تتعلق بـ120 طائرة بدون طيار وأجهزة ممنوعة.
وقالت المديرية الجهوية للجمارك في مدينة العيون أمس الاربعاء أن عناصر الجمارك بالمعبر الحدودي الكركرات تمكنت يوم الاثنين الماضي، من إحباط عملية استيراد بضائع محظورة غير مصرح بها على متن إحدى الشاحنات.
وأفادت المديرية في بلاغ لها أن عملية الحجز تمت بعد إخضاع الشاحنة لتفتيش دقيق عبر جهاز السكانير، والذي مكّن من اكتشاف مواد محظورة، تشمل 120 طائرة صغيرة بدون طيار، و 1150 عصا فولاذية (تيليسكوبيك)، و150 جهاز « جي بي إس» ، و 60 مصباحاً مجهزاً بكاميرات للتجسس، و 140 كاميرا، و 1200 ساعة ذكية، و1800 علبة من عجينة لعب الأطفال مجهولة المصدر .
وأضاف المصدر ان القيمة المالية الإجمالية لهذه البضائع التي تم حجزها، تصل إلى 920 ألف درهم (حوالي 100 ألف دولار).

الجمارك المغربية تُحبط محاولة تهريب 120 طائرة بدون طيار وأجهزة ممنوعة عبر الحدود الموريتانية

معلومات عن بسط تنظيم «الدولة» سيطرته على مساحات واسعة في منطقة القلمون

Posted: 25 Apr 2018 02:20 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: بينما أعلن النظام السوري السيطرة الكاملة على منطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق، بعد الانتهاء من اجلاء مقاتلي المعارضة السوري إلى الشمال السوري، في اطار الاتفاق المبرم بين فصائل الثوار والجانب الروسي على تسليم بلدات الرحيبة والناصرية وجيرود للنظام السوري، مقابل تسليمه البلدات تحييدهم عن الاستهداف والقصف، وفتح المعابر الإنسانية للمدنيين. أكدت مصارد لـ»القدس العربي» ان النظام السوري أفسح المجال امام تنظيم الدولة لبسط سيطرته على مساحات واسعة في محيط منطقة القلمون، إبان اجلاء مقاتلي المعارضة من تلك المنطقة، الامر الذي رآه البعض «صفقة جديدة» بين الطرفين.
وكالة سانا المتحدثة باسم النظام السوري قالت ان وحدات من قوى الأمن الداخلي دخلت بعد ظهر امس الاربعاء إلى بلدة جيرود إيذاناً بإعلانها خالية من المعارضة بعد إخراج جميع المقاتلين وعائلاتهم الرافضين للتسوية وتم رفع العلم في الساحة الرئيسية بالبلدة بمشاركة من الأهالي.
من جهة أخرى قال الائتلاف السوري في بيان له امس، ان تنظيم «داعش سيطر على مساحات في محيط منطقة القلمون وذلك بعد عمليات التهجير القسري التي قام بها النظام وروسيا بحق سكان المنطقة».
وقالت وسائل إعلامية محلية إن عناصر التنظيم المتشدد سيطروا على جبلي «بئر الأفاعي» و»زبدة» في منطقة «المحسا» بالقلمون الشرقي، وذلك بعد أيام من خروج الثوار منها.
وأضاف الائتلاف المعارض، بعد عمليات التهجير القسرية الواسعة التي قام بها النظام في الغوطة الشرقية، بدأت عمليات تهجير جديدة في منطقة القلمون الأسبوع الماضي، وقال ناشطون إن ذلك حدث بعد استخدام النظام وروسيا لذات الأسلوب الذي يعتمد على التهديد بقصف المناطق الحيوية كافة وبمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، وشهدت الفترة الماضية ظهور تنظيم الدولة على الساحة من جديد، تزامناً مع ازدياد حدة التصريحات والتهديدات من المجتمع الدولي لنظام الأسد، وذلك بسبب ارتكابه سلسلة واسعة من جرائم الحرب في سوريا، وآخرها استخدام الكيميائي في دوما.
واعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن ذلك «محاولة للتغطية على جرائم نظام الأسد ولفت الأنظار عنها، وقال ناشطون من منطقة القلمون إن ظهور تنظيم الدولة في المنطقة، كان مفاجئاً، مشيرين إلى أن هذا التقدم على حساب قوات النظام بعد معارك وهمية، يضع الكثير من الشكوك حول حدوث صفقة جديدة بين الطرفين».

معلومات عن بسط تنظيم «الدولة» سيطرته على مساحات واسعة في منطقة القلمون
الائتلاف المعارض يشير إلى صفقة

بعد 15 عاما في السلطة… شيعة العراق منقسمون قبل انتخابات حاسمة

Posted: 25 Apr 2018 02:19 PM PDT

البصرة ـ النجف ـ رويترز: بعد 15 عاماً في السلطة، أصبح شيعة العراق الذين كانوا يوماً صفاً واحداً في معركتهم ضد قمع صدام حسين على مدى عقود، منقسمين بشكل عميق تتنازعهم مشاعر خيبة الأمل في قادتهم السياسيين.
وفي معاقل الشيعة في العراق، يوجه الكثيرون الذين كانوا يصوتون دون تفكير على أسس طائفية استياءهم إلى الحكومات المتعاقبة التي قادها الشيعة والتي يقولون إنها فشلت في إصلاح البنية التحتية المتداعية وتوفير وظائف أو حتى إنهاء العنف.
وتهدد الانقسامات داخل صفوف الطائفة الآن بتفتيت الأصوات الشيعية في انتخابات مايو/ أيار، الأمر الذي قد يعقد عملية تشكيل حكومة وربما يؤخرها ويهدد المكاسب التي تحققت ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» ويتيح لإيران التدخل بشكل أكبر في الشأن السياسي العراقي.
وفي محافظة البصرة الجنوبية الغنية بالنفط، عبّر موفق عبد الغني (81 عاماً)، مدرس متقاعد، عن شعوره بخيبة أمل من أداء قادة الشيعة منذ سقوط صدام في 2003.
وفي مدينة النجف المقدسة، حيث يوجد ضريح الإمام علي، وحيث يعيش المرجع الشيعي العراقي آية الله علي السيستاني أهم مرجع شيعي في العراق يسود إحساس مشابه بالاستياء وخيبة الأمل.
في منتصف ليلة الثالث عشر من أبريل/ نيسان، عندما بدأت الحملات الانتخابية بشكل رسمي انطلقت جحافل من النشطاء الحزبيين لوضع ملصقات دعائية على كل الجدران والمساحات المتاحة. وفي بعض الحالات وضع النشطاء الملصقات على صور معلقة لتكريم ذكرى من سقطوا في المعارك مع تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال عباس سعد (29 عاما) وهو عاطل عن العمل «نزعوا صور الشهداء ورفعوا صور النشالين».
حتى السيستاني يبدو غير راض عن أداء الساسة، وأصدر فتوى في الآونة الأخيرة تدعو الشيعة بشكل ضمني للتصويت لصالح دماء جديدة.
وقال في فتواه «المجرب لا يجرب». ويعتبر ملايين الشيعة فتاوى السيستاتي مقدسة.

جيل جديد

بموجب ترتيب غير رسمي لتقاسم السلطة معمول به منذ سقوط صدام ينبغي أن يكون رئيس الوزراء من الأغلبية الشيعية، ورئيس البلاد من الأكراد، ورئيس البرلمان من السنة.
في السابق ورغم عدم فوز أي حزب بما يكفي من المقاعد لتشكيل حكومة بمفرده فقد كان هناك عادة زعيم شيعي واحد يتمتع بما يكفي من الدعم لتشكيل حكومة ائتلافية.
أما هذه المرة فيوجد ثلاثة مرشحين شيعة بارزين: رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، الذي روج لحكومة أكثر شمولاً، وسلفه المتهم بالطائفية نوري المالكي الذي فشل في توحيد صف العراقيين، وهادي العامري وهو قائد عسكري مقرب من الحرس الثوري الإيراني ويعتبره كثيرون «بطل حرب».
وإذا لم تسفر الانتخابات عن فائز واضح فقد تحظى إيران بفرصة أكبر للعب دور الوسيط بين الأحزاب الشيعية، وتؤثر على اختيار رئيس الوزراء، بينما قد يستغل تنظيم «الدولة الإسلامية» أي فراغ في السلطة ويلعب على شعور السنة بالتهميش.
وخلال حفل تخرج جامعي في النجف رقص عشرات الشبان تحت كرة ديسكو براقة واستمعوا إلى الشعر في قاعة مزدحمة. وخلال الحدث الذي رعاه عدنان الزرفي، وهو محافظ سابق يخوض الانتخابات ضمن قائمة ائتلاف «النصر» التي يقودها العبادي، كان الحديث عن احتواء الجميع.
ويمثل الشبان الذين تبلغ أعمارهم 27 عاماً أو أقل نحو 60 ٪ من العراقيين. ويقول الكثير من الشبان في المناطق الحضرية إنهم يريدون حكومة علمانية، ما يسلط الضوء على الانقسامات داخل قاعدة الناخبين الشيعة.
علي رضا وهو طالب، قال: «أنا ضد التصويت بطريقة طائفية».
وقائمة ائتلاف «النصر» بقيادة العبادي والتي وصفها الزرفي بأنها «عابرة للطائفية» هي الوحيدة التي تنافس في الانتخابات في كل محافظات العراق وعددها 18.
وأضاف رضا في مقهى قريب، وقد أحاط به شبان يلعبون البلياردو «فرص العمل، الحريات، تحسين التعليم، دعم الرياضة. هذه أولويات الشباب… «الأغلبية الشيعية مسؤولة أن تخلق آليات لطمأنة المكونات الأخرى باعتبارها أغلبية. اليوم طرحنا حكومة تكامل. هذا يعني أن الجميع يجب أن يكون مُمثلا».
على بعد ساعة من النجف في الكربلاء المدينة المقدسة التي تستقبل 30 مليون زائر شيعي سنوياً لا ينظر لتقاسم السلطة مع السنة والأكراد على أنه حل.
وقال منتظر الشهرستاني، الذي يدير مدرسة لرجال الدين الشيعة «الأكثرية في العراق شيعية، طبيعي أن تكون رئاسة الحكومة ورئاسة الدولة في يد الشيعة».
ورغم عدم إجراء إحصاءات منذ فترة طويلة فقد أظهرت أرقام أمريكية منذ عام 2003 أن التقسيم السكاني العراقي هو ما بين 48 و60 ٪ من الشيعة العرب وما بين 15 و22 ٪ من السنة العرب و18 ٪ من الأكراد وتتألف البقية من مجموعات أخرى.
وحسب الشهرستاني «رغم ضرورة حماية حقوق الأقليات فإن الحكومة ينبغي أن تكون دوما شيعية. ويعبر موقفه هذا عن رأي شائع بين الشيعة المتدينين».
ويخوض الكثيرون حملاتهم الانتخابية على أساس هذه المشاعر وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي ينظر له السنة والأكراد باعتباره «طائفيا» و«قمعيا».
كما يحمل كثير من الشيعة، المالكي، المسؤولية عن خسارة ثلث أراضي العراق لصالح تنظيم «الدولة الإسلامية» في 2014 قبل أن يحل محله العبادي. لكنه لا يزال يتمتع بشعبية بين آخرين ينسبون له الفضل في توقيع الحكم بإعدام صدام حسين.

«رجال الله»

في الحيانية، إحدى أفقر مناطق البصرة، يعتزم علي خالد التصويت لتحالف «الفتح» الذي يقوده العامري. وسيحذو الكثيرون في منطقته حذوه.
لقي شقيق خالد حتفه وهو يقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» لصالح منظمة «بدر» التي يقودها العامري، وهي فصيل تدعمه إيران وإحدى الجماعات التي ترعاها الدولة والتي تشكل ما يعرف بقوات «الحشد الشعبي» التي ظهرت استجابة لفتوى من السيستاني دعا فيها لمحاربة «الدولة الإسلامية».
ويحصل خالد على 675 دولارا في الشهر كتعويض من «الحشد» عن وفاة شقيقه لكنه لا يشكر الحكومة الحالية على ذلك.
في المقابل، كثيرين يرون أن ولاء العامري، لإيران، أكثر منه للعراق.
وقال عبد الغني، المدرس المتقاعد في البصرة: «أشجع إنسانا في العراق هو العامري. لكن العامري هو يد إيران الضاربة في العراق. وجوده برئاسة الوزراء أعتقد يلغي العراق كدولة حاصلة على السيادة».

معقل مهمل

على مدى سنوات كانت محافظة البصرة قاعدة تأييد للقادة الشيعة، لكن سكانها طفح بهم الكيل.
وتنتج المحافظة نحو 3.5 مليون برميل من النفط يومياً، أي الغالبية العظمى من ثروة العراق النفطية وما يوازي أكثر من 80 ٪ من الموازنة الاتحادية.
لكن الكثيرين في المدينة لا يعتقدون أنهم يحصلون على حصة عادلة من إيرادات الحكومة التي توزع على 18 محافظة، ويقولون إن الفتات الذي يحصلون عليه يبدده المسؤولون المحليون.
ولا تصلح مياه المدينة للشرب، كما أن طرقها مهملة وتغرق المخلفات شوارعها. وكان نهر العشار الذي يقسم المدينة في الماضي مصدر رخاء لسكانها لكنه الآن يفيض بالقمامة.
ولا توجد وظائف إلا فيما ندر ولا تتوفر المستلزمات المدرسية والمعدات الطبية. لكن المدينة لا تعاني نقصا في ملصقات المرشحين الشيعة.
وفي المنزل ذاته في الحيانية حيث كان يتحدث خالد، قال جاره وهو جندي في وحدة خاصة تتبع وزارة الداخلية أنه لن يدلي بصوته حتى لقائده العام العبادي.
لكن كثيرين لا يزالون يعتزمون التصويت للعبادي، وإن كان ذلك لدوافع عملية أكثر من حبهم له. ويصفه البعض بأنه «أفضل السيئين».
وقال غالبية من أجريت مقابلات معهم في البصرة إنهم لن يصوتوا.
رجلان طلبا عدم نشر اسميهما اكدا أنهما يعتزمان بيع أصوات أفراد أسرتيهما لأعلى سعر فقط للمساعدة في إيجاد ما يسد رمقهم.
وقال أحدهم «أنا جائع، عندي ثمانية أصوات في عائلتي جاهز لبيعهم».

بعد 15 عاما في السلطة… شيعة العراق منقسمون قبل انتخابات حاسمة
تفتت أصواتهم يعقد عملية تشكيل حكومة ويتيح لإيران التدخل بشكل أكبر

وزير في حكومة الأسد: سنستعيد ريف حمص بـ «المصالحة أو بالحرب»

Posted: 25 Apr 2018 02:19 PM PDT

حمص – «القـدس العربـي»: قال وزير المصالحة في حكومة النظام السوري علي حيدر: إن الخيارات حول ريف حمص الشمالي، وسط سوريا، مفتوحة، سواء بـ «المصالحة الكاملة» أو «العمل العسـكري» إن لـزم.
وأضاف «حيدر» خلال لقاء مع «رويترز»: إن «دمشق تخطط لاستعادة جيب خاضع لسيطرة المعارضة شمالي مدينة حمص قريبا بعدما تكمل اتفاقات استسلام مع «المسلحين» حول العاصمة، منوهاً إلى النظام السوري سيركز في الوقت القادم على استعادة ريف حمص من المعارضة، بعد تأمين المناطق المحيطة بالعاصمة- دمشق.»
تصريحات الوزير في النظام السوري، تأتي بعد فشل عقد جلسة مفاوضات جديدة في ريف حمص الشمالي، مطلع الأسبوع الحالي، بين وفد عسكري يمثل هيئة التفاوض عن ريف حمص الشمالي وحماه الجنوبي، ووفد روسي من قاعدة حميميم، بسبب خلاف على مكان الاجتماع.
وكان من المقرر أن تنعقد الجلسة يوم الأحد الماضي، إلا أن الوفد الروسي رفض دخول خيمة المفاوضات قرب معبر الدار الكبيرة، مطالباً بعقد الجلسة في منطقة تخضع لسيطرة النظام السوري، فيما رفض وفد هيئة التفاوض ذلك.
كما قال الوزير «حيدر»: «المسألة لن تتأخر كثيراً بعد انجاز القلمون بشكل نهائي»، ونوه إلى أن قوات النظام قامت مؤخراً بإلقاء منشورات وتتواصل مع المعارضة في مناطق الرستن وتلبيسة والحولة بشمال محافظة حمص.

وزير في حكومة الأسد: سنستعيد ريف حمص بـ «المصالحة أو بالحرب»

«الديمقراطية» لم تحسم موقفها من المشاركة في «الوطني»… والأحمد ينفي شطب عضوية عبد ربه ويؤكد دعوة أبو اللطف

Posted: 25 Apr 2018 02:19 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» أن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، لم تحسم حتى اللحظة موقفها من المشاركة في اجتماعات المجلس الوطني، المقررة نهاية إبريل/ نيسان الحالي في مدينة رام الله، بالرغم من اللقاء الذي جمع أمينها العام نايف حواتمة، بعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، وتخلله اتصال أجراه الرئيس محمود عباس، في الوقت الذي رفض فيه الأحمد الاتهامات التي وجهها إليه ياسر عبد ربه بشطب عضويته من المجلس.
ولا تزال أطر الجبهة الديمقراطية تبحث في اتخاذ قرار المشاركة أو الإعلان عن مقاطعة الجلسة، على غرار القرار الذي اتخذته الجبهة الشعبية قبل أيام، بعد لقاءات عقدها وفدها القيادي مع آخر من حركة فتح في العاصمة المصرية القاهرة.
وخلال اللقاء مع الأحمد أكد الأمين العام للديمقراطية، على رفض تنظيمه إقامة أي «أجسام موازية» بديلة من منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، رغم الاعتراضات على طريقة وترتيبات عقد جلسة الوطني.
وقال وجيه أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للديمقراطية لـ «القدس العربي»، إن تنظيمه يبذل جهودا حثيثة لعقد اجتماع فوري وعاجل للجنة التحضيرية للمجلس الوطني «دون إبطاء»، من أجل الاتفاق على عقد مجلس وطني توحيدي أو تأجيله لموعد لاحق. وأشار إلى أن الجبهة الديمقراطية لم تقدم ردا بعد حول مشاركتها من عدمها في اجتماع المجلس الوطني، وأن أطرها القيادية لا تزال تبحث في الأمر.
ومن المتوقع بسبب ضيق الوقت المتبقي لعقد الجلسة، أن تبادر الجبهة الى إعلان موقفها النهائي قبل مطلع الأسبوع المقبل، ليتسنى للجنة التحضيرية حال جرت الموافقة، أن تجهز التصاريح اللازمة لأعضاء الجبهة القادمين من الخارج، وكذلك الأعضاء المشاركين من غزة.
وأكد الأحمد لإذاعة صوت فلسطين أمس، أن اللقاء بينه وبين حواتمة، استمر لأكثر من خمس ساعات، وناقش مجمل القضايا الفلسطينية، لافتا إلى أن الرئيس عباس طلب منه الاستماع لوجهة نظر حواتمة لكافة القضايا التي ستطرح في المجلس الوطني. وأشار إلى أن اللقاء سبقه عقد لقاءات في بيروت ورام الله، بين وفدين من فتح والديمقراطية ولقاءات ثنائية بينه وبين نائبي حواتمة فهد سليمان في بيروت، وقيس أبو ليلى في رام الله.
وتجرى ترتيبات لعقد لقاء آخر بين قيادة حركة فتح والديمقراطية في رام الله اليوم الخميس، بهدف استكمال المشاورات الخاصة بعقد «الوطني»، ولحث الجبهة على ضرورة المشاركة في هذا الاجتماع، وفي إطار التنسيق في أعمال المجلس الوطني بين فتح والديمقراطية.
يشار إلى أن حواتمة تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس عباس مساء أول من أمس الثلاثاء، خلال لقائه بالأحمد في العاصمة الأردنية عمان، لبحث التحضيرات الجارية لانعقاد المجلس الوطني. وحسب البيان الرسمي الصادر فإن الرئيس عباس أكد على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وعلى استمرار التواصل الدائم، من أجل تعزيز الجهد الفلسطيني لمواجهة التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني. وأثنى حواتمة من جهته على جهود الرئيس الساعية لتعزيز الوحدة الوطنية، في إطار منظمة التحرير .
إلى ذلك لا تزال عملية توزيع دعوات المشاركة والحضور على أعضاء المجلس، تحدث جدلا وخلافات كبيرة، مع الكشف عن عدم شمول تلك الدعوات أعضاء حاليين في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. ورفض الأحمد الاتهامات التي وجهها إليه ياسر عبد ربه، عضو اللجنة التنفيذية الحالي، الخاصة بإسقاط عضويته من المجلس الوطني، نافيا أن يكون هو من يرأس اللجنة التي توجه الدعوات. وقال في تعقيبه على رسالة عبد ربه لرئيس المجلس الوطني، حول إسقاط عضويته من المجلس إن «فدا هي التي أسقطت عضوية عبد ربه، وأنا لا أسأل إن كان عضوا أم لا»، وأضاف «أنا لست من يحدد من هو عضو، ومن هو ليس عضوا»، وكان بذلك يشير إلى خروج عبد ربه من تنظيم «فدا».
وأشار الأحمد إلى أنه سمع بخبر عدم توجيه الدعوة لعبد ربه من وسائل الإعلام، نافيا ما جاء في الرسالة بإسقاط عضوية فاروق القدومي (أبو اللطف)، وقال إن عبد ربه أراد أن يضع اسمه الى «جانب قائد وطني كبير»، مؤكدا أن اسم القدومي وضع ضمن «كوتة» حركة فتح. وشن هجوما على عبد ربه واتهمه بأنه يعمل بـ «طريقة التخريب»، منتقدا أداءه خلال الفترة الماضية، التي كان يشغل فيها منصب أمين سر اللجنة التنفيذية.
جاء ذلك بعدما نشرت مواقع فلسطينية محلية رسالة موقعة باسم عبد ربه، موجهة إلى رئيس المجلس سليم الزعنون، احتج خلالها على عدم دعوته لحضور جلسات المجلس المقبل، بصفته القيادية في المنظمة. وحملت الرسالة انتقادات حادة للأحمد، بصفته رئيس اللجنة المكلفة بالإشراف على عقد المجلس، مشيرا في رسالته إلى أن الأحمد اشترط حصول عبد ربه إلى جانب فاروق القدومي وعلي اسحق، أعضاء التنفيذية الحاليين، على ترشيح أحد مكونات المجلس الوطني قبل توجيه الدعوة إليهم للمشاركة، واتهم عبد ربه في رسالته الأحمد بأنه «يريد سلب عضويتنا في برلمان المنظمة وحرماننا من المشاركة».
وفي السياق كانت حركة حماس قد دعت لتفعيل المجلس التشريعي وعقد «الإطار القيادي» المتفق عليه وطنيا. وقال الناطق باسمها عبد اللطيف القانوع، إن عقد التشريعي والإطار القيادي «أهم من عقد مجلس وطني بأغلبية فتحاوية وبغياب 100 عضو وأربعة فصائل كبرى».
ورأى أن عقده في هيئته الحالية «يهدف لإبقاء القرار الفلسطيني رهينا لفريق أوسلو ولتجديد شرعية قيادات فتحاوية تهيمن على مؤسسات شعبنا منذ عقود». وأضاف «لا قيمة لاجتماع المجلس الوطني ما لم ينطلق من قاعدة الشراكة ويستند إلى إرادة شعبنا ويعزز وحدته، وما دون ذلك ترسيخ للانقسام واستبداد سياسي نرفضه».
كذلك انتقد نواب حماس في المجلس التشريعي، الذين قرروا عدم حضور جلسة الوطني، طريقة الدعوة، وأكدوا أن عقد المجلس «تحت حراب الاحتلال وبعيداً عن التوافق يشكل خروجاً عن الاجماع الوطني وتنكرا لمخرجات لقاء بيروت 2017» مشيرين إلى أن ذلك يجعل كل ما يخرج عنه «غير شرعي وبلا قيمة قانونية».

«الديمقراطية» لم تحسم موقفها من المشاركة في «الوطني»… والأحمد ينفي شطب عضوية عبد ربه ويؤكد دعوة أبو اللطف

أشرف الهور:

طائرات مُسيَّرة تهاجم «حميميم» الروسية… وموسكو تُحذَّر

Posted: 25 Apr 2018 02:18 PM PDT

حلب – «القدس العربي»: هاجمت طائرات من دون طيار، مجهولة هوية، قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا مجدداً، فيما قال مسؤولون عسكريون روس، إن الهجمات الجوية للطائرات المسيرة لم تلحق إصابات بشرية بين عناصر حميميم، ولم تنتج عن الهجوم أضرار مادية.
المتحدث العسكري باسم قاعدة حميميم «أليكسندر إيفانوف»: قال رصدت وسائل مراقبة المجال الجوي للقاعدة العسكرية الروسية حميميم أهدافاً جوية صغيرة الحجم على مسافة من القاعدة الجوية، «وقد تم تدمير جميع تلك الأهداف بالأسلحة النارية المضادة للطائرات».
ولا تشكل الطائرت التي قامت بمهاجمة قاعدة حميميم العسكرية خطراً محدقاً على العسكريين أو المعدات العسكرية المتواجدة داخل القاعدة العسكرية، وفقاً لما قاله المسؤولون الروس، إلا أن موسكو اعتبرت، أن الخطر الحقيقي يكمن في انتهاكها لسيادة الأجواء فوق القاعدة الروسية.
أما المسؤول في وزارة الدفاع الروسية «فلاديمير نيتريبوف»، فقال: «الهجمات الجوية على قاعدة حميميم العسكرية تؤكد وجود أفراد يعملون بشكل منتظم في المناطق الحكومية السورية لصالح تنظيمات إرهابية تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة».
الفريق أول، في القوات الروسية بسوريا «سيرغي رودسكوي»، عقب على الهجوم الجوي بالقول: إن «زعزعة أمن قاعدة حميميم العسكرية أمر لا تحمد عقباه على الاطلاق».

طائرات مُسيَّرة تهاجم «حميميم» الروسية… وموسكو تُحذَّر

المغرب: تنامي حملة مقاطعة منتجات إستهلاكية ووزير يصف أصحابها بـ«المداويخ»

Posted: 25 Apr 2018 02:17 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي» : بدأت الحملة التي أطلقها عدد من رواد «الفيسبوك» في المغرب احتجاجا على غلاء بعض المواد الاستهلاكية تؤتي أكلها، إذ أفادت مصادر إعلامية أن العديد من المواطنين المغاربة انخرطوا في مقاطعة نوع معين من المياه المعدنية والحليب وكذا محطات الوقود التابعة لوزير في الحكومة الحالية. ونُقل عن أصحاب العديد من أصحاب المقاهي والدكاكين قولهم إنهم مشاركون في الحملة، انسجاماً مع رغبة الزبائن، كما نقلت صفحات «الفيسبوك» صوراً فوتوغرافية تمثل محطات للوقود خالية من السيارات والشاحنات.
ويبدو أن صبر الحكومة بدأ ينفد، حيث خرج وزير الاقتصاد والمالية بتصريح مثير وصف فيه مقاطعي المنتجات الاستهلاكية بـ»المداويخ» وذلك خلال جلسة عمومية في البرلمان المغربي عشية الثلاثاء. وجاء رد فعل الوزير محمد بوسعيد كنوع من «التضامن» مع زميله عزيز أخنوش الذي يتولى حقيبة الفلاحة والصيد البحري، والذي هو في الوقت نفسه رئيسه في حزب «التجمع الوطني للأحرار».
وكثيراً ما أثير الجدل حول مسألة «تضارب المصالح» لدى الوزير أخنوش باعتباره أحد المتحكمين في الاقتصاد ولاسيما في البنزين، وأحد المؤثرين في السياسة الحكومية الحالية من موقعه الوزاري والحزبي.
وما إن انطلقت حملة مقاطعة بعض المنتجات الاستهلاكية، حتى وجّه البعض أصابع الاتهام لحزب «العدالة والتنمية» على زعم أنه يقف وراءها. ويلمح أصحاب هذا الادعاء إلى وجود نوع من «الثأر» لدى الحزب الإسلامي تجاه الوزير أخنوش، باعتباره كان المسؤول عن تعثر تشكيل الحكومة قبل أكثر من سنة، خلال تكليف عبد الإله بن كيران بإجراء المفاوضات بين الأحزاب من أجل تكوين الفريق الوزاري، فكانت النتيجة إعفاءه من رئاسة الحكومة، والإطاحة به من الأمانة العامة لحزب «العدالة والتنمية» خلال المؤتمر الأخير. الساعون إلى «تسييس» حملة المقاطعة والتشكيك في أهدافها أضافوا إلى الصراع السابق بين أخنوش وبن كيران، الخلاف الذي طفا على السطح بين هذا الأخير وبين رئيسة اتحاد المقاولين والتي تعدّ فاعلاً أساسياً في الاقتصاد المغربي، باعتبارها ترأس شركة كبرى لإنتاج وتسويق المياه المعدنية، ومنتجات هذه الشركة هي التي تركز عليها حملة المقاطعة، نظراً لغلاء أثمانها مقارنة مع باقي أنواع المياه المعدنية.
ورغم محاولة إضفاء طابع حزبي على حملة المقاطعة، بإلصاقها بحزب «العدالة والتنمية»، فإن الكثيرين ممن انخرطوا فيها استبعدوا ذلك، ونشروا تدوينات يوضحون فيها موقفهم، إذ اعتبر ابراهيم الراجي أنها «صرخة شعبية مدوية في وجه الفساد والجشع والاحتكار والاغتناء الفاحش على حساب الجيوب المثقوبة». وأوضح الحسين بوحسين أنه «لا يهم من يقود حملة مقاطعة بعض المواد الغذائية لبعض الشركات، المهم أنها بادرة منطقية في صالح المواطن البسيط، ما دامت الحكومة لا تحرك ساكناً لخفض الأسعار». ووصفها محمد المساوي بـ«التمرين على المقاومة المدنية السلمية» وبـ«الشكل النضالي الذي يمكن تجريبه في مجالات أخرى». ورأى محمد أقديم في ربط حملة المقاطعة بحزب «العدالة والتنمية» احتقاراً لذكاء المغاربة وازدراء لوعيهم.

المغرب: تنامي حملة مقاطعة منتجات إستهلاكية ووزير يصف أصحابها بـ«المداويخ»

الطاهر الطويل

تقرير حقوقي يدين العنصرية ضد المهاجرين الأفارقة في المغرب

Posted: 25 Apr 2018 02:16 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: خلص تقرير حول وضعية المهاجرات وأبنائهن في المغرب قدم أمس الأول الثلاثاء في الرباط إلى ان المجتمع المغربي يرى المهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء «سوداً، فقراء، ضحايا، متعاطين للدعارة، وأميين».
وقال التقرير ان «من المشاكل الأساسية التي تواجه المهاجرات، الحصول على شهادة الولادة في المستشفى»، وأن المهاجرات اشتكين في اللقاءات التي تمت معهن من «الإجراءات الطويلة والمملة، خاصة عندما لا تتعاون السفارة ليتم إثبات الجنسية، أو عندما يطلب إرفاق شهادة الزواج». وقال موقع هسبرس ان النسوة المُستجوبات قلن أن من الأمور التي تقلقهن «القوة» التي يعتبرنها من أعمدة العناية بأنفسهن عبر الحفاظ على صحة جيدة. وأن النسوة المهاجرات المستقرات حالياً بالمغرب يعتبرن «عدم الحمل دون قول ذلك» من بين مفاهيم «الصحة الجيدة».
وقالت هيلينا مالينو إحدى المساهمات في إعداد التقرير أن «هناك أشياء إيجابية» في التقرير حول وضعية النساء المهاجرات وأبنائهن في المغرب. وفسرت قتامة الصورة التي يقدمها العرض عن حالة المهاجرات بالمغرب، بأن «الجزء الأول من التقرير يورد شهادات النساء اللواتي تم الاستماع إليهن»، وان «بعض النسوة يقلن بأنه ليس لهن حق الهجرة، وليس لهن حق عدم الهجرة، أو الحق في الرجوع». وفي ما يخص المراكز الصحية، أوضحت بعض النسوة المهاجرات أنهن لا يستطعن ولوجها لعدم توافرهن على وثائق السكنى، وبيّن التقرير أن هذا المشكل ينخفض عندما تكون بعض الجمعيات حاضرة كوسيط. كما أورد التقرير الأولي تصريحا لمهاجرات بأن المراكز الصحية والمستشفيات مضغوطة بالوقت، «مما يؤثر على العناية التي يلقينها». وعبرت بعض المهاجرات عن إحساسهن بـ»العنصرية والتمييز» داخل هذه المؤسسات الطبية.
وذكرت هيلينا مالينو أن السفر «غيّر النساء وقواهن، لكنهن يعشن في توتر أكبر، وحزن، وغضب مما جعلهن يعتبرن أنفسهن نساء قويات صلبات، مقاومات، ومرنات».
وقالت زوي ماويبا، رئيسة تعاونية النساء المهاجرات في المغرب (Cofmima) أن هدف التعاونية مساعدة النساء في وضعيات هشاشة، وأن من بين الصعوبات التي تواجهها المهاجرات من إفريقيا جنوب الصحراء «عائق اللغة، الذي يؤثر غالبا على وصول المرأة إلى الخدمات التي تحتاج إليها، كأن تتجه إلى المحاكم مع وجود مشكل عدم الترجمة، فلا تفهم إذا صدر حكم أو تأجلت الجلسة».
وقالت ماويبا «رغم الصعوبات التي تواجه الحياة اليومية للمهاجرات القاطنات بالمغرب، إلا أن هناك إمكانيات لتطور المرأة وتأقلمها أيضا». وقالت ان مهاجرات يحاولن التأقلم عن طريق تعلم الدارجة، أو الخضوع لتكوينات حتى يستطعن إطلاق مشاريعهن الخاصة والحصول على استقلاليتهن المالية.

تقرير حقوقي يدين العنصرية ضد المهاجرين الأفارقة في المغرب

ارتياح تركي للتجاوب الافريقي مع استئصال مدارس حركة فتح الله غولن

Posted: 25 Apr 2018 02:15 PM PDT

نواكشوط ـ «القدس العربي»: رغم السمعة الطيبة التي غرستها حركة فتح الله غولن في المجتمعات الإفريقية على مدى عقود، فقد تمكنت حكومة أنقره مستخدمة أسلحة سياسية وديبلوماسية، من استئصال شبه كامل لمدارس التابعة لهذه الحركة مستفيدة من تجاوب كبير من حكومات إفريقيا.
وشكل تسليم حكومة الغابون قبل يومين، لثلاثة من أبرز مسؤولي حركة غولن المتهمة بالإرهاب وبالتخطيط لانقلاب يوليو 2016، صيدا ثمينا حصلت عليه حكومة أنقرة.
ويعمل المرحلون الثلاثة الذين استلمتهم المخابرات التركية ورحلتهم مع ثلاثة عشر شخصا من عائلاتهم، على متن طائرة خاصة من العاصمة ليبرفيل، في مدرسة نور الدولية بمدينة أكندا الغابونية، حيث يعمل عثمان أوزبنار مديرا، بينما يعمل إبراهيم أقباس مساعدا، وعدنان دميرونال مدرسا.
وصدرت بحق الأشخاص الثلاثة من قبل، مذكرات توقيف من المحاكم الجنائية في أنقرة وسيدي سهير وأوزمانيه، وذلك بتهمة الانتماء لمنظمة إرهابية.
ويتهم إبراهيم أقباس بالإشراف على عمليات تحويل للأموال من أوروبا نحو إفريقيا لصالح الحركة، وأكد مسؤولون أتراك أن أقباس كان يستخدم نظام «باي لوك» للرسائل المشفرة وهو النظام الذي استخدمه الغولونيون للتواصل خلال عملية الانقلاب.
واعتقلت الشرطة الغابونية الغولونيين الثلاثة واستجوبتهم لساعات قبل أن يحقق معهم ضباط كبار في وزارة الدفاع الغابونية ليسلموا بعد ذلك لوكلاء الأمن التركي.
وأكد ريتشارد سيديو محامي الأتراك الثلاثة المرحلين أنه «لم يتمكن من مقابلتهم وأن النائب العام الغابوني لم يتلق أي إشعار باعتقالهم أو طلبا بترحيلهم».
وبعد أن توقفت حركة النور العالمية وشبكة فتح الله غولن عن تسيير المدرسة التي يعمل فيها المرحلون، تولت مؤسسة «مافنا كاب» تسييرها، وهي شركة استثمار فرنسية تابعة للجمعيات الغولونية في فرنسا.
«وقد تشكك المحققون الغابونيون، حسب تأكيدات محامي الأتراك المرحلين، في تغيير إدارة المدرسة واتهموا مؤسسة «مافنا كاب»، بارتكاب أخطاء مخالفة للقانون الغابوني رغم أن إجراءات تغيير إدارة المدرسة تمت، حسب قوله، من طرف محام فرنسي وفقا للإجراءات النظامية السارية في المجال».
وأشار المحامي إلى أن مؤسسة «مارفا كاب» ستعين عما قريب مديرا جديدا للمدرسة.
وبعد وصول الأشخاص الثلاثة إلى تركيا تمت محاكمتهم في استنبول، حيث أدينوا بتهمة تسيير منظمة إرهابية وبالتجسس الدولي.
وأعلن الرئيس التركي طيب أردوغان بنفسه عن كامل ارتياحه لاعتقال ومحاكمة الأشخاص الثلاثة، ولوصول عدد المعتقلين من كبار قادة حركة فتح الله غولن لثمانين شخصا.
وخصص الرئيس التركي جولته الإفريقية الأخيرة لترسيخ التجاوب الإفريقي مع الإجراءات التي تنفذها حكومته ضد مدارس وشبكة فتح الله غولن، حيث أكد كامل ارتياحه لما لمسه لدى الرؤساء الأفارقة من استعداد للتعاون».
وتواجه حركة فتح الله غولن المنتشرة عبر مدارسها في القارة الإفريقية، حصارا شديدا حيث أغلقت معظم مؤسساتها التعليمية في دول إفريقيا.
وتؤكد الحكومة التركية في خطابها المضاد لحركة غولن خطورة هذه الحركة على أبناء إفريقيا حيث أنها، حسب الخطاب الرسمي التركي، تنتقي أبناء كبار المسؤولين والموظفين السامين، وتقوم بغسل أدمغتهم لتدفعهم بعد ذلك لاستلام السلطة، كما تقوم بتعليم الأيتام والفقراء للأغراض ذاتها، حيث غزت آسيا وتوجهت بعد ذلك نحو إفريقيا.

ارتياح تركي للتجاوب الافريقي مع استئصال مدارس حركة فتح الله غولن

«البروج المشيدة»: مسلسل تلفزيوني هوليوودي يتناول العرب والمسلمين بصورة مختلفة

Posted: 25 Apr 2018 02:14 PM PDT

لوس أنجليس – «القدس العربي» : للمرة الأولى، يطرح مسلسل تلفزيوني هوليوودي وهو «البروج المشيدة» أو «ذي لومينغ تاورس» شخصية عربية، مسلمة بطولية، ليست إرهابية أو ضحية وهي شخصية عميل مكتب التحقيقات الفدرالية (أف بي آي) اللبناني – الأصل، علي صوفان، الذي يؤدي دوره النجم الفرنسي – الجزائري الأصل طاهر رحيم.
«البروج المشيدةُ» يتابعُ الأحداثَ التي سبقت هجمات الحادي عشرَ من أيلول/ سبتمر عام الفين وواحد في الولايات المتحدة. ويكشفُ عن صراعاتٍ داخلِ وحدةِ مكافحةِ الإرهاب «اليك» بين عملاءِ وكالةِ المخابراتِ الأمريكية، «سي آي إيه»، وعملاءِ مكتبِ التحقيقاتِ الفدرالي.
المثير في المسلسل هو أن شخصية صوفان تتحلى بأخلاقيات أرفع من شخصيات البيض، التي عادة تقدم في الأعمال الهوليوودية أرقى أخلاقيا وأكثر حنكة وذكاء من الشخصيات غير البيضاء.
فبينما كان صوفان مخلصا لحبيبته كان المسؤول عنه، الضابط جون أونيل، يخون زوجته مع نساء أخريات، وبينما كان صوفان يلاحق عناصر «القاعدة» حول العالم كان عملاء «سي آي إيه» يخفون معلومات مهمة عنه كانت قد تساعده في ايقاف هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر.

«أينما تكونوا يدرككم الموت
ولو كنتم في بروج مشيدة»

مسلسل «البروج المشيدة» مقتبس من كتاب الصحافي والمؤلف وكاتب السيناريوهات لورنس رايت، الذي استهلم اسم الكتاب من الآية القرآنية «أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة». بينما ثمانون في المئة من الكتاب يسبر نهضة الحركات الإسلامية ثم الجهادية في الشرق الاوسط منذ بداية القرن العشرين، ويتناول شخصيات قيادييها على غرار المفكر الاسلامي المصري سيد قطب وزعماء تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري. يركز المسلسل على الجزء الآخير منه وهو ملاحقة أجهزة الأمن الأمريكية لتنظيم القاعدة وعناصرها وعلى رأسهم ضابطا «أف بي آي»، جون أونيل وعلي صوفان.
وفي مقابلة مع صوفان في مكتبه في نيويورك، أخبرني بأنه كان أيضا يريد أن يطرح مسلسلا تلفزيونيا عن الموضوع نفسه ويكون مقتبسا عن كتابه «تحليل الإرهاب»، ولكن عندما اتصل به رايت واقترح عليه التعاون في انتاج مسلسل «البروج المشيدة»، وافق واشترك في المشروع كمنتج ومستشار.
خلافا للأعمال الهوليوودية الأخرى، الشخصيات العربية، وحتى الإرهابية منها، في «البروج المشيدة» لا تبدو بشعة ووحشية وأحادية البعد بل يطرحون كشخصيات محنكة وملتزمة بمبادئها ومخلصة لقياداتها وذات مشاعر إنسانية ولها روابط عائلية، كما يسبر المسلسل الأسباب التي أثارت كراهيتهم تجاه الولايات المتحدة والمحفزات التي دفعتهم لاستخدام الإرهاب في حربهم ضدها من خلال عرض مشاهد ضربات صواريخ أمريكية تقصف مخيماتهم وتقتل أطفالهم الأبرياء. أما الشخصيات الأمريكية فهي أنانية، منهمكة بمشاجرات من أجل مصالح شخصية.
«هذا العرض متجذر في الواقع»، يقول صوفان «عندما نتكلم عن الإرهابيين وما وراء أعمالهم، هناك بعض الأفكار، منها دينية وأيضا سياسية لهذا هو مستعد أن يموت ويقتل الآخرين معه من أجل معتقداته. أما ما تراه على أرض الواقع من الصراعات الداخلية بين أجهزة الأمن الأمريكية هي كانت شخصية داخلية وهذه الخلافات أدّت الى هجمات سبتمبر /أيلول.
ولو عملنا مع بعضنا البعض في هذه المؤسسات لما حدثت هذه الهجمات. فهي كانت بلا شك نتيجة ضعف في أجهزة الأمن الأمريكية».

صوفان و «أف بي آي»

ولد صوفان في بيروت وهاجر الى الولايات المتحدة في بداية الثمانينيات إبان الحرب الأهلية في لبنان. وبعد تخرجه من جامعة مانسفيلد في بنسلفانيا، راهن زملاؤه أن «أف بي آي» لن يقبله للعمل لكونه عربيا ومسلما، ولكنه خسر الرهن عندما قبله «أف بي آي» عام 1995 ليصبح ثامن عميل عربي في المكتب من أصل عشرة آلاف عميل، وكان العربي الوحيد في فرع المكتب في نيويورك وسرعان ما جنده مدير وحدة مكافحة الإرهاب جون أونيل وجعله المحقق الرئيسي في مطاردة عناصر تنظيم «القاعدة» وزعيمها أسامة بن لادن.
« مئة ألف شخص قدموا طلبا للعمل في «أف بي آي» في ذلك الوقت وألف قبلوا»، يقول صوفان «أنا لا أعرف إذا كان كوني عربيا ساهم في قبولي، ولكن الواقع هو أن الولايات المتحدة كانت تواجه خطر الإرهاب ولم يكن هناك من يتكلم العربية في وحدة مكافحة الارهاب».
في أحد المشاهد في الفيلم، يرافق صوفان عميلا من المخابرات البريطانية الى محل اتصالات في لندن، كان يستخدمه الجهاديون لتحويل الأموال، ليحقق مع صاحب المحل المسلم وعندما ينكر صاحب المحل معرفته بهوية زبائنه الجهاديين، يثور صوفان غضبا ويهاجمه بشدة. وعند عودتهم الى المكتب، يقول العميل لصوفان إنه ليس بحاجة للتظاهر أمامه ليثبث أنه عربي من نوع آخر، فيرد عليه صوفان غاضبا: أنا لست قردك المسلم يقوم باستعراضات لك.
«هذه دراما ولم تحدث في الواقع»، يضحك صوفان «الحقيقة هي أنني لم أشعر بذلك أبدا لا في أمريكا ولا في بريطانيا. إسمي علي ومعروف بفخري بعروبتي وباسلاميتي ولا أخفي شيئا. ولم أشعر بذلك من قبل لا من قبل زملائي في «أف بي آي» أو زملائي في «سي آي إيه». وهذا ما جعلني أبقى واستمر وأضحي من أجل ما أؤمن به من الأفكار والمبادىء الموجودة إن كان في القانون الأمريكي أو التشريعات الأمريكية.»

صوفان: أشعر بصراع داخلي كوني مسلما

ويؤكد صوفان أنه لم يشعر بصراع داخلي كونه مسلما يعمل لحساب مخابرات أجنبية لملاحقة مسلمين آخرين «عندما تتكلم مع شخص ويبدأ يتحدث عن الدين وهو لا يعرف عن الدين شيئا، وما هو حافظ بالدين إلا اقتلوهم واذبحوهم وحفوا شواربكم وقصروا ثوبكم. أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كانت أكثر من ذلك بكثير. أنت تشعر بنوع من الغضب الداخلي لأنه هذا هو دينك وينسب الأحاديث، التي يقولها لنبيك والأكاذيب والفتاوى، التي ليس لها من سلطان، تنعكس عليك وعلى أخلاقك وعلى تراثك وعلى حضارتك.»
بلا شك أن الكثير من المسلمين يوافقون مع صوفان عما يقوله عن الجهادين، الذي عاثوا خرابا في بلادهم وشوهوا صورة إسلامهم من خلال الجرائم، التي ارتكبوها بحق الأبرياء وبثها للعالم باسم الإسلام، ولكن الكثير من المسلمين أيضا يشعرون أن الولايات المتحدة عدائية تجاه الإسلام والمسلمين بشكل عام وخاصة بعد ضربات سبتمبر/أيلول، وهذا العداء تجسد مؤخرا بانتخاب رئيس ينادي بمنع دخول مسلمين من سبع دول الى الولايات المتحدة. ولكن صوفان ينكر وجود هذا النوع من العداء تجاه المسلمين.
«عليك أن تميّز بما يقوله ترامب وما يحدث داخل الأجهزة الأمريكية وخاصة في داخل «أف بي آي»، يقول صوفان «الإرهاب هو شيء حقيقي والتفجيرات في الولايات المتحدة هي حقيقية و»أف بي آي» يحارب كل من يحاول أن يعتدي على أمن الولايات المتحدة. وبما أن «القاعدة» مكونة من مسلمين فمن الطبيعي أن «أف بي أي» يوجه أنظاره تجاه المسلمين وليس اليهود والمسيحيين.» صوفان لا ينكر أن ترامب عنصري تجاه المسلمين، ولكنه يذّكر بأنه معاد لـ»أف بي آي». «ترامب يضر مكافحة الارهاب أكثر من «داعش» و»القاعدة». أنا لا أدافع عن هذه الأمور ولكن أنا رأيتها من داخل أجهزة الأمن وأعرف أنه يمنعني أن أكون عربيا أو مسلما وأدلي برأيي وعندما وقفت ضد التعذيب وضد الممارسات، التي كانت تمارس باسم مكافحة الارهاب لم يقولوا هو يقول هذا الشيء لأنه مسلم، طبعا هناك المتطرفون العنصريون الذين يقولون هذا الشيء بغض النظر. أنت مذنب لأن اسمك علي وحسب.»

ممارساتِ «سي أي إيه» اللا أخلاقية

استقال صوفان من «أف بي آي» عام ألفينِ وخمسة. وقام لاحقا بالكشفِ عن ممارساتِ «سي أي إيه» اللا أخلاقية وغير القانونية، وخاصةَ تعذيبِ المشبوهين بالإرهاب، في وسائلِ الاعلامِ ولجنةِ التحقيق في هجماتِ الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، وفي كتابينِ من تأليفه.
«وصلت لمرحلة كان علي أن أقرر أما أن أقود أو أُقاد أو أن أروح على جنب»، يعلق صوفان. «فلم أستطع أن أقود وقت إدارة الرئيس جورج بوش لأني كنت أعتقد أننا كنا على الطريق الخطأ بالنسبة لمكافحة الارهاب، بالنسبة لغزو العراق وبالنسبة للتعذيب ولن أستطيع أن أُقاد في هذه الأمور.»
رغم ذلك، يتهم بعض المسلمين صوفان بخيانة عقيدته وتراثه، ولكنه يرفض ذلك الاتهام، مؤكدا أن ما يقوم به هو خدمة بلده الولايات المتحدة، مثل غيره من مواطنيها من أبناء الطوائف الاخرى». أنا فخور جدا بخدمة بلدي»، يقول صوفان «هناك الكثير من العرب والمسلمين الذين يخدمون في الحكومة، في وزارة الخارجية، في «سي آي إيه» وفي «أف بي آي» وفي الجيش الأمريكي وفي القوات الخاصة ويؤثرون على مجرى الأمور في تلك المؤسسات.»
كما يؤكد أنه ما زال مرتبطا بتراثه ودينه مثل غيره من العرب والمسلمين الأمريكيين «هذا ما هو رائع في أمريكا. هناك الكثير من الفئات والمجموعات أتت من كل أنحاء العالم. يمكنك أن تعيش في أمريكا وتبقى جزءا لا يتجزأ من فئتك وحضارتك وثقافتك. الكثير ينظرون الى أمريكا من خلال سياستها تجاه الشرق الأوسط والعالم العربي، التي للأسف لم تكن جيدة. وهذه صناعة الكراهية في العالم العربي والإسلامي تجاه أمريكا أو في امريكا تجاه العالم العربي والاسلامي. وأتمنى أن يكون «البروج المشيدة» جزءا من نوع التوعية للحقيقة في أمريكا.»
منُذ انطلاقِه عبرَ موقعِ البثِ الالكتروني نهايةَ الشهرِ الماضي، ُقوبلَ «البروج المشيدة» بمدحِ النقادِ وأثارَ إعجابَ الجمهورِ الأمريكي. فهل سيصبحُ نقطةَ تحولٍ في النظرِة الأمريكيةِ السائدةِ تجاهَ العربِ والمسلمين، ويحثُ نجاحُه هوليوود على انتاجِ مشاريعَ أخرى تتمحور أدوارُ البطولةِ فيها حول شخصياتٍ عربيةٍ ومسلمة؟

«البروج المشيدة»: مسلسل تلفزيوني هوليوودي يتناول العرب والمسلمين بصورة مختلفة

حسام عاصي

البلطجة والسوقية: نزيف في الأنظمة

Posted: 25 Apr 2018 02:13 PM PDT

يبرز السـؤال: لماذا تضطر فئات محسوبة بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة على سلطات عربية لممارسة العنف اللفظي { والبلطجة} ضد الرأي الآخر؟ بل لماذا تتصدى فئات محسوبة على أنظمة ودول عبر الإهانة والتهجم السوقي لمن يطرح قضية هامة حول البطالة والفساد وحول السياسة والتنمية والمشاركة والسيادة. إن السعي لإهانة الرأي الآخر يحتوي على الكثير من التعظيم للتفاهة والتعويم للبذاءة والعنصرية، ويرافق ذلك إهمال متعمد لكل قضية هامة تخص المجتمع والدولة والمستقبل.
ومن تعبيرات البلطجة الهجوم العنصري والشخصيMicro Aggression الذي يعبر عن نفسه من خلال السعي لاغتيال الشخصية ضمن آلية ممنهجة. الاغتيال المعنوي في هذه الحالة يقوم على السب والقذف والتصغير ثم التهديد بالسحق والتدمير واسقاط الجنسية والمواطنة وغيره. كل هذا يهدف لإبعاد الناس عن المجال العام وإخفاء الحقائق. العنف اللفظي بسوقيته وتنمره إنعكاس أمين لسعي الكثير من الأنظمة العربية لتغطية فشلها. لكنه بنفس الوقت نتاج طبيعي لمحدودية تعامل النظام العربي مع الاختلاف وتعبير دقيق عن موقفه من الحريات وضيق صدره بالرأي النقدي.
إن سياسة الاستقواء والتصغير عميقة بعمق وسائل التخاطب، وهي تزداد انتشارا عند الفئات المسيطرة التي تتميز بضعف البصيرة وسرعة الانفعال لكل من يتعرض لبعض من سلطاتها وامتيازاتها. كنا نقول في السابق إن هذا طبيعي بسبب سيطرة الجيش على السياسة في دول عربية كثيرة، لكن ها نحن نشهد في زمن «الذباب الالكتروني» أساليب تعكس الضحالة والتي تصاحبها العنصرية الفجة. ما وقع مع «الذباب الالكتروني» أخذ موضوع العنف اللفظي والبلطجة والتنمر لمرحلة جديدة.
لقد ساد الاعتقاد بين الكثير من الناس أن النظام العربي فيه من العقلاء ما يجعل السعي للرد على رأي برأي وبرنامج مضاد بآخر مضاد، وكتاب بكتاب أمر ممكن. لكن الرد بالقذف والسب والإتهام بالاعراض والعصبية المتوترة في ظل الفشل الشامل في الرد على فكرة واحدة أو رأي واحد بأسلوب مقنع يعكس مدى هشاشة الكثير من الأنظمة العربية. أتساءل: كيف يستطيع نظام سياسي يحترم نفسه ويعتقد بأنه يمتلك مستقبلا أن يتعايش مع منطق بهذا الهبوط اللفظي؟ إن السوقية تهزم نفسها بنفسها، وهي إنعكاس لإحتضار وليست تعبيرا عن صعود وقوة. إن توجيه الاهانة لعائلات واسر من ينتقد سياسات وسلوكيات الأنظمة سيترك آثاره المدمرة على النظام العربي الذي يستخدم هذه الوسائل. التنمر والبلطجة كما نراهما اليوم إمتداد للقمع والتعذيب والتصفية السائدة عربيا.
ويعتقد قطاع كبير من ممارسي البلطجة أن إهانة أصحاب الرأي الحر الذي يتميز بنقديته هو الطريق الوحيد لإبقاء حظوتهم لدى بعض صانعي القرار. وتتعقد الإشكالية عندما يكون بعض صناع القرار من المعجبين والمغرمين بأسلوب القذف ولغة التصغير. هناك جاذبية غريبة في صفوف النظام العربي الراهن للعدائية اللفظية. إن الطرح العنصري الذي يستهدف عائلة أو قبيلة أو فئة أو طائفة أو أصل أو عرق او تهديد أو غيره تعبير عن منطق فاشل. إن الفشل في نقاش الفكرة هي أهم هزيمة يتعرض لها النظام العربي العاجز عن الإصلاح و بلورة أفكار جديدة.
وأن كانت السياسة في الكثير من البلدان العربية قائمة على الاحتكار والمصادرة فإن التنمر والبلطجة ينطلقان من ذات الموقع. إن كان قطاع كبير من النظام العربي يبني قوته عبر إحتكار الحياة السياسية ومنع المجال العام بالمطلق فإن البلطجة (التشبيح) إنعكاس لسرقة المجال العام. يحتاج الباحثون العرب أن يدرسوا هذه الظاهرة وأن يفردوا لها بعض من الكتابة. بل من المفيد أن يكتب البعض عن أمثلة وأفراد معروفين في التواصل الاجتماعي تخصصوا في إهانة الآخرين عبر الاختباء وراء شاشة وموقع الكتروني.
هذا المنطق العدائي سيعاني من هزائم كبرى. هذا ما يؤكده لنا التاريخ. فمثلا في الزمن الاريستوقراطي والاوروبي وقبل بروز الطبقة الوسطى الصاعدة وقبل بروز التواصل الحديث رد الارستوقراط على النقاد بتعبيرات من شاكلة: كيف تتجرأون على مقارعة أسيادكم؟ لكن قدرة مفكري التغير على النجاح جاءت من ركاكة ردود السلطة وسياساتها في ذلك العصر.
حتى في الولايات المتحدة عندما تبلورت حركة الملونين الرافضة للعنصرية في سيتينات القرن العشرين كان رد العنصريين ضعيفا منطلقا من أن عدم مساواة الملونين مع بقية الناس أمر طبيعي وبيولوجي. هذا الرد الركيك الضعيف أعطى دفعة كبيرة للحركة السوداء ولحركة العدالة والمساواة، وانتهى الأمر بهزيمة العنصرية في عقر دارها.
وسنجد عند التحليل والتدقيق ذلك الرابط بين هذه العدائية العنصرية الاكثر حدة وفوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة، فهناك العديد من الأفراد والشرائح المتنفذة في الدول العربية ممن تتبنى منطق ترامب وأسلوبه البلطجي والعنصري تجاه المسلمين، بل يجد العديد من مسؤولي الدول العربية جاذبية في بذاءة ترامب. بل يبدو أن ثقافة ترامب وثقافة قطاع هام من النظام العربي فيها من التقاطع والتشابه ما يجعل ترامب حليفا للكثير من الانظمة. لقد ادخل ترامب اسلوب التنمر إلى عقر دار النظام السياسي الأمريكي. نحن امام ظاهرة استبدادية لا يبدو انها ستنتهي في المستقبل القريب، والنتيجة ان هكذا ضحالة تؤدي لأزمات ولتفكك مجتمعات.
لقد نتج عن البلطجة بلطجة مضادة، وهذا ما تقوم به مجموعة من الافراد ممن هربوا من المجال العام داخل الدول العربية إلى الدول الاوروبية والغربية، فأنشأوا محطات على اليوتيوب تعتمد على ذات المنطق وترد بنفس الاسلوب، لكنها بنفس الوقت تطرح قضايا اكثر اهمية واكثر عمقا بحكم معارضتها لسياسات النظام الرسمي. الحقيقة هنا معقدة، الاستقواء والتنمر يقعان في الاتجاهين، لكن القذف والاهانة الصادرين عن سلطات مسؤولة ودول وانظمة سياسية تمتلك كل الادوات هما بالتأكيد أكثر إيذاء للمجتمع والمستقبل عن تلك الصادرة من معارضين منفيين يعيشون تجربة اللجوء السياسي. الفضاء العام العربي يتغير ويزداد عنفا في الفاظه، وهذا ليس الا تمهيدا لمزيد من العنف.
هذا لا يعني عدم المقدرة على إنشاء عالم افتراضي وتواصل اجتماعي أكثر اخلاقية وأكثر احتراما لقيم الحوار والإختلاف، لكن هذا يتطلب عزلا للعنصرية والبذاءة اللتين تسودان العالم الافتراضي العربي، وهذا ممكن من خلال عدم التورط في هذه اللغة من قبل المشاركين في العالم الافتراضي.
وتتطلب الحالة الاخلاقية بنفس الوقت تضافر جهود مختلفة، كإمتناع الانظمة والقادة السياسيين عن التنمر والقذف والبلطجة والتشبيح والعنصرية والعدائية والتهديد بالسجون والنفي، واستبدال كل هذا بنقاش رصين وجاد وجريء للمشكلات والقضايا التي تواجهها مجتمعاتنا. النقاش الجريء يتطلب عدم ملاحقة النقاد من قبل الانظمة كما يقع في الصحافة والإعلام في طول وعرض الدول العربية وهذا يتطلب قوانين متطورة للحريات. إن نقد القادة والمسؤولين السياسيين يجب بنفس الوقت ان لا يعني التجريح والاهانة ومس الاسر والشخصنة، وفي المقابل إن قيام القادة والمسؤولين السياسيين بتشجيع العنصرية كظاهرة الذباب الالكتروني ثم باستخدام قوانين معادية للحريات تنتمي لأكثر العهود ظلما تضيف سموما على الاجواء الراهنة المتوترة وتخلق حالة سقوط اخلاقية ستبقى تنتشر في عموم بلادنا العربية.

٭ استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت

البلطجة والسوقية: نزيف في الأنظمة

شفيق ناظم الغبرا

انتخابات تركية تفاجئ الجميع

Posted: 25 Apr 2018 02:13 PM PDT

حتى صباح السابع عشر من نيسان/إبريل، كان من يتحدث عن انتخابات مبكرة في تركيا يوصف بغياب الوعي أو البحث عن مصالح فئوية واستهداف استقرار البلاد. ولذا، فقد جاء اقتراح دولت بهتشلي، زعيم حزب الحركة القومية، بتقديم موعد الانتخابات إلى نهاية آب/أغسطس المقبل، مفاجأة للجميع. حزب الحركة القومية ليس حليفاً لحزب العدالة والتنمية الحاكم وحسب، ولكنه عرف أيضاً بأنه المحرك لكل الانتخابات المبكرة في تركيا منذ ثمانينات القرن الماضي. والمؤكد أن الذهاب لانتخابات مبكرة ليس وصفة جيدة لصحة النظام الديمقراطي، لا في تركيا ولا غيرها. خلال سبعة عقود من عمر الديمقراطية التركية، شهدت البلاد انقلابين عسكريين، محاولة انقلابية فاشلة، وعدداً من تدخلات الجيش المباشرة وغير المباشرة في الحياة السياسية، كما عرفت حكومات إئتلافية هشة، لم تستطع إدارة شؤون الحكم والدولة كما ينبغي. بمعنى، أن خيار الانتخابات المبكرة ارتبط عرفاً بعطب في آلية الحكم، واعتبر أقرب إلى العلاج بالكي عندما لم تستطع الطبقة السياسية العثور على علاج أقل ألماً.
بيد أن بهتشلي، وبالرغم من غياب أية مؤشرات على وجود أزمة ما، نجح في إقناع رئيس الجمهورية، رجب طيب إردوغان، بأن الانتخابات المبكرة باتت ضرورة وتصب في مصلحة البلاد. وهكذا، وبعد لقاء قصير بين بهتشلي وإردوغان في اليوم التالي، خرج الرئيس ليؤكد الدعوة لعقد انتخابات برلمانية ورئاسية مزدوجة في 24 حزيران/يونيو (على أساس أن الموعد الذي اقترحه بهتشلي ليس مناسباً، كونه يقع في منتصف موسم الإجازات الصيفية). كان الموعد الأصلي للانتخابات، عندما تنتهي ولاية الرئيس وولاية البرلمان الحالي، هو تشرين الثاني/نوفمبر 2019. ولأن عملية الانتقال للنظام الرئاسي، الذي أقر في استفتاء نيسان/أبريل 2017، لا تكتمل إلا بعقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، فإن إجراء الانتخابات في حزيران/يونيو المقبل يعني اختصار المرحلة الانتقالية بما يقارب الخمسة عشر شهراً.
لم يكن إردوغان يحتاج الانتخابات المبكرة، فبعد عودته لقيادة العدالة والتنمية، ونظراً للتفاهم الكبير بينه وبين رئيس حكومته، بن علي يلدريم، يمارس رئيس الجمهورية صلاحيات لا تقل عن تلك التي يمكن أن يتمتع بها عند الانتقال للنظام الرئاسي. ولكن الواضح أن الرئيس أقنع بأن طول الفترة الانتقالية بين النظامين البرلماني والرئاسي صنع مناخاً من القلق، على المستويين السياسي والاقتصادي، وترك أثراً سلبياً على قيمة الليرة التركية، من ناحية، وعلى ثقة الخصوم والأصدقاء، معاً، في استقرار البلاد وقدرتها على مواجهة التحديات الإقليمية. إضافة لذلك، ثمة من يعتقد في العدالة والتنمية أن أرقام النمو الاقتصادي العالية في العام الماضي، والانخفاض الملحوظ في معدلات البطالة، والنتائج المرضية لعملية عفرين، تعزز من الحظوظ الانتخابية للرئيس وحزبه على السواء. الانتظار حتى نهاية 2019، يعني تراجع أثر هذه التطورات الإيجابي، وقد يأتي بمفاجآت سياسية واقتصادية سلبية ليست في الحسبان.
مهما كان الأمر، أخذت أوساط العدالة والتنمية، بمجرد الإعلان عن الانتخابات المبكرة، في الحديث عن نتائج الانتخابات بقدر كبير من الثقة بالنفس. خلال الشهور القليلة الماضية، زار إردوغان أغلبية ولايات تركيا، متحدثاً في مؤتمرات أفرع الحزب المحلية وعاملاً على النهوض بروحه القتالية. والمؤكد، بالرغم من إعراب أحزاب المعارضة عن ترحيبها بالانتخابات المبكرة، أنها ليست جاهزة تماماً لخوض المعركة، سيما أن ما تبقى على موعد الانتخابات لا يزيد عن خمسة وستين يوماً. بخلاف رئيسة الحزب الصالح، المنشق عن حزب الحركة القومية، والذي لم يؤسس جذوراً عميقة له بعد في ولايات البلاد، لم يتفق أي من أحزاب المعارضة على مرشحه للانتخابات الرئاسية. ويبدو أن حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي، بصدد مواجهة خلاف داخلي ضار، بعد أن أعلن أحد نوابه البرلمانيين عن ترشحه لرئاسة الجمهورية، بدون أي تشاور مع قيادة حزبه. أخيراً، ومهما كان الجدل حول نمط قيادة الرئيس إردوغان في السنوات القليلة الماضية، فليس ثمة مرشح محتمل في الساحة السياسية، يمكن أن يشكل تهديداً جاداً لحظوظ الرئيس في الفوز في الانتخابات.
بيد أن ثمة معطيات تشير إلى أن الثقة المفرطة بالنفس لن تساعد العدالة والتنمية على الفوز، لا في الانتخابات البرلمانية ولا الرئاسية. ثمة عقبات كبرى لابد من تجاوزها قبل أن ينجح العدالة والتنمية في الاحتفاظ بأغلبيته البرلمانية وينجح الرئيس في العودة إلى قيادة البلاد في ظل نظام الحكم الجديد. كان الاستفتاء حول التعديلات الدستورية التي شرعت الانتقال للنظام الرئاسي قد أظهرت عزوف قطاع ملموس من الطبقة الوسطى المحافظة عن تأييد التعديلات التي اقترحها العدالة والتنمية. ويمثل إقناع من تحفظوا على التعديلات الدستورية والعودة إلى دعم وتأييد العدالة والتنمية ورئيسه أحد أبرز تحديات الانتخابات، سيما في المدن التركية الكبرى.
ولا يقل تحدي التراجع في معدلات تأييد الصوت الكردي أهمية. تقليدياً، يتمتع العدالة والتنمية بدعم ما يقارب الخمسين بالمئة من أصوات الناخبين الأكراد؛ بينما تتوجه نسبة مشابهة من الصوت الكردي إلى دعم حزب الشعوب الديمقراطي، ذي التوجهات القومية الكردية، ووثيق الصلة بحزب العمال الكردستاني. وهناك مؤشرات متزايدة، تعود إلى انفجار الصراع من جديد بين العمال الكردستاني والدولة التركية في صيف 2015، على أن العدالة والتنمية لم يعد يستطيع الحصول على ذات المستوى من تأييد الناخبين الأكراد، لا في جنوب شرق البلاد ولا في المدن التركية التي تضم أعداداً كبيرة من المواطنين ذوي الأصول الكردية. تحالف العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية لا يساعد بالضرورة في جهود استعادة قواعد العدالة والتنمية الكردية. وثمة شكوك كبيرة لدى عدد من قادة العدالة والتنمية في الادعاء بأن التحالف مع الحركة القومية يمكن أن يعوض التراجع في تأييد الناخبين الأكراد؛ سيما بعد انشقاق ميرال أكشنر ومجموعة من كوادر الحركة القومية لتأسيس الحزب الصالح.
بيد أن أكبر المخاطر التي تهدد حظوظ العدالة والتنمية الانتخابية تتعلق بموقف الرئيس السابق عبد الله غل، وما إن كان سيخوض المنافسة الرئاسية، بدعم عدد من قادة العدالة والتنمية السابقين ومعظم أحزاب المعارضة. إن قرر غل الدخول إلى حلبة المعركة الرئاسية، فقد يتسبب في شرخ مؤلم في المعسكر المحافظ، الكتلة الانتخابية الأكبر في البلاد، ويجعل التنبؤ بنتائج الانتخابات مسألة بالغة الصعوبة. والمدهش في الإثارة التي تحيط بالتكهنات حول موقف غل أنه أصبح محط آمال ليس المحافظين المعارضين لإردوغان وحسب، ولكن أيضاً اليسار ويسار الوسط العلماني التقليدي. بمعنى، أن السياسة التركية لم تعد تدور حول التدافع بين المعسكر المحافظ ومعسكر اليسار الكمالي، بل داخل المعسكر المحافظ نفسه.
في النهاية، وبغض النظر عن كونها انتخابات مبكرة، ليس ثمة شك أن هذه جولة انتخابية حاسمة بكل المقاييس، وليس فقط لأنها تمثل عتبة الانتقال إلى نظام حكم جديد، لم تعرفه تركيا منذ تأسيس الجمهورية. لو أن النظام الرئاسي طبق في الخمسينيات أو الستينيات، ما كان ليجلب انتباه الكثيرين. اليوم، يفوق وزن تركيا وتأثيرها أضعاف ما كانت عليه قبل أربعة أو خمسة عقود. لهذا، ولأسباب أخرى مشابهة، لم يعد ثمة فاصل كبير بين ما هو داخلي وما هو خارجي في السياسة التركية. مهما كان الأمر، على أية حال، لا ينبغي لأحد أن يتجاهل قدرات إردوغان الموروثة على خوض المعارك الانتخابية والارتفاع إلى مستوى التحديات.

٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث

انتخابات تركية تفاجئ الجميع

د. بشير موسى نافع

خطة المعارضة التركية في مواجهة الانتخابات المباغتة

Posted: 25 Apr 2018 02:12 PM PDT

فاجأ حزب الشعب الجمهوري ـ أكبر أحزاب المعارضة ـ الرأي العام، بالإعلان عن انتقال خمسة عشر نائباً من نوابه في البرلمان إلى «الحزب الخيّر» الذي تأسس العام الماضي. السابقة الوحيدة لهذه الخطوة تعود إلى العام 1977، حين انتقل نواب من حزب العدالة إلى حزب الشعب الجمهوري ليتسنى لهذا الأخير أن يشكل الحكومة بمفرده. وقد استعاد أركان الحزب الحاكم والإعلام الموالي هذه الواقعة المشينة في هجومهم على المعارضة التي «خانت» في رأيهم ثقة الناخب الذي أوصل أولئك النواب إلى البرلمان.
الواقع أن ما حدث كان الطريقة الوحيدة لإفشال «كمين» نصبه الحليفان أردوغان وبهجلي لضمان إبعاد الحزب الخير حديث النشأة من الانتخابات، بما يضعف الصف المعارض ويضمن فوز الرئيس وحزبه في الانتخابات الرئاسية والنيابية الوشيكة. فالحزب الجديد بقيادة مرال آكشنر الذي انشق عن حزب الحركة القومية بقيادة دولت بهجلي أظهر، في أدائه، طموحاً كبيراً عززته استطلاعات الرأي بأنه لن يلاقي صعوبة في تخطي حاجز العشرة في المئة لإدخال نوابه إلى البرلمان. ومن المتوقع أن يقضم هذا الحزب قسماً كبيراً من جمهور الحركة القومية بعدما دخل بهجلي تحت إبط الرئيس أردوغان بصورة كاملة. الحيلة التي لجأ إليها الثنائي أردوغان ـ بهجلي هي في اختيار موعد للانتخابات المبكرة لا يتيح للحزب الجديد، قانوناً، المشاركة في الانتخابات، أو هذا ما ظناه. وكان من المتوقع أن يصدر قرار من الهيئة العليا للانتخابات يستثني الحزب الخير من المشاركة. لكن التكتيك المفاجئ الذي لجأ إليه حزب المعارضة الرئيسي بنقل عدد من نوابه إلى الحزب الخيّر المهدد بالاستبعاد، أفشل «الكمين» فبات بوسع الأخير أن يشارك في الانتخابات النيابية وأن يرشح رئيسته مرال آكشنر إلى الانتخابات الرئاسية معاً.
لكن التحديات التي تواجهها أحزاب المعارضة التركية لا تقتصر على تجاوز كمائن الحكومة أو حال الطوارئ المستمرة منذ تموز 2016، وتم تمديدها ثلاثة أشهر إضافية بالتزامن مع الإعلان عن موعد الانتخابات المبكرة، أو شعبيه الحزب الحاكم ورئيسه التي نجحت في إبقائهما في الحكم طوال السنوات الخمس عشرة الماضية. فالتحدي الأكبر أمامها يتمثل في قابلية أحزاب المعارضة على التوافق معاً على برنامج واحد من شأنه أن ينهي العهد المديد للحزب الحاكم. لذلك شهدت كواليس السياسة التركية، في الأيام الأخيرة، نشاطاً لافتاً بسبب ضيق الفترة المتبقية لموعد الانتخابات.
ويلعب حزب الشعب الجمهوري برئاسة كمال كلجدار أوغلو دوراً مركزياً للتقريب بين وجهات نظر مختلف أحزاب المعارضة، فهو من جهة أولى ينسق خطواته مع الحزب الخير ذي التوجه القومي، ومن جهة ثانية مع حزب السعادة الإسلامي بقيادة تمل قرة مولا أوغلو الذي برز بمواقفه الجامعة في الفترة الأخيرة، ويراهن عليه في استقطاب قسم من القاعدة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية. بل أكثر من ذلك، ثمة مزاعم حول انتقال محتمل لنحو خمسين نائباً، من النواب الحاليين، من حزب العدالة والتنمية إلى حزب السعادة.
يبدو الآن أن التوافق الثلاثي بين «الشعب الجمهوري» و«الخير» و«السعادة» ناجزاً باستثناء المرشح إلى منصب الرئاسة. ففي حين يتجه الشعب الجمهوري والسعادة إلى ترشيح الرئيس السابق عبد الله غل، يصر الحزب الخير على ترشيح رئيسته مرال آكشنر التي لا حظوظ لها في النجاح في مواجهة أردوغان بتقدير غالبية المراقبين، مقابل قدرة غل على استقطاب مروحة واسعة من أصوات الناخبين بمختلف مشاربهم، بما في ذلك الأصوات الكردية.
يبقى حزب الشعوب الديمقراطي (الكردي) خارج الائتلاف الثلاثي، ومن المرجح أن يرشح رئيسه المعتقل صلاح الدين دمرتاش، من غير أن يشكل ذلك تشويشاً على التحالف المضاد لأردوغان. فالحزب الكردي «يتفهم» حساسية وضعه واحتمال استغلال انضمامه إلى التحالف المعارض، بصورة سلبية، من قبل التحالف الحاكم، كما بسبب رفض الحزب الخير ذي التوجه القومي لأي تحالف مع الحزب الكردي الذي سيوجه ناخبيه للتصويت لعبد الله غل في حال تم اعتماده مرشحاً جامعاً للمعارضة. وفي جميع الأحوال، سيصوت الناخبون الكرد لمرشح المعارضة إذا احتاجت الانتخابات إلى جولة ثانية بعد تصفية المرشحين الهامشيين في الجولة الأولى.
صدمت حركة انتقال النواب الخمسة عشر أركان الحكم، فكانت ردة فعلها شديدة التوتر، ثم نشطت دبلوماسية الكواليس على هذه الضفة أيضاً، على رغم أن التحالف الانتخابي للحكم ناجز منذ عام كامل. صحيح أن شيئاً لم يتسرب من الاجتماع المفاجئ بين أردوغان ورفيق دربه القديم بولنت أرنج المهمش سياسياً منذ وقت طويل، لكن العالمين بالخبايا يجمعون على أن الغاية من هذا الاجتماع الذي تم بناء على دعوة الرئيس، إنما هو أن يتوسط أرنج لدى عبد الله غل على أمل أن يمتنع عن الترشح في مواجهة أردوغان.
كل من السلطة والمعارضة يضفيان أهمية استثنائية على هذه الانتخابات، بسبب الاستقطاب الحاد الذي يقسم الرأي العام بينهما ـ مبدئياً بالمناصفة ـ على شاكلة الانقسام الذي حصل حول الاستفتاء على التعديلات الدستورية العام الماضي. والحال أن رائز الطرفين إنما هو موضوع النظام السياسي الذي أقر الاستفتاء المذكور تعديله. فبقدر ما يستعجل الحكم تفعيل التعديلات المذكورة بعد الانتصار في الانتخابات القادمة، يأمل الفريق المعارض بالتراجع عن النظام الرئاسي والعودة إلى البرلماني إذا انتصرت المعارضة في هذه الانتخابات.
يعول حزب الشعب الجمهوري على ترشيح عبد الله غل الذي له موقف معلن ضد النظام الرئاسي، إضافة إلى مزاياه الشخصية كرجل دولة لم يتلوث بالسلطة، ويتمتع بشعبية كبيرة سواء في البيئة الإسلامية المحافظة أو في الأوساط القومية، وذلك على رغم أن التيار العلماني الذي يمثله حزب الشعب الجمهوري لن يكون مسروراً ببديل إسلامي جديد عن أردوغان. لكن للضرورات أحكامها كما يقال، والشعب الجمهوري يدرك أن مرشحاً من صفوفه لن ينال غير أصوات قاعدته الضيقة نسبياً بالمقارنة مع القاعدة الاجتماعية المحافظة، إضافة إلى كون كمال كلجدار أوغلو علوي الانتماء.
إذا تمكن التحالف المعارض من تحقيق فوز مزدوج رئاسي وبرلماني، فلن يكون ذلك نهاية المشكلات، بل بدايتها وحسب، بدءاً من توزيع حصص السلطة على الأحزاب المعنية (كيف تتشكل الحكومة) وانتهاء بمواجهة ركام تركة السلطة السابقة في جميع المجالات.

٭ كاتب سوري

خطة المعارضة التركية في مواجهة الانتخابات المباغتة

بكر صدقي

الحوثية كفكرة

Posted: 25 Apr 2018 02:12 PM PDT

لم يكن الحوثي في حقيقة الأمر مخطئاً وحسب، هذا نصف الحقيقة، نصف الإجابة، وربما نصف الكأس الممتلئ. لا تكتمل الحقيقة، ولا يمتلئ كأس المرارات، إلا إذا نظرنا إلى النصف الآخر من هذه الكأس، التي يتجرعها اليمنيون منذ سنوات طويلة.
الحوثي أو الحوثية ليست المرض، هو أو هي بالأحرى العَرَض الذي يشير إلى جذور مرضنا الاجتماعي والثقافي والطائفي والتعليمي.
لم يأت الحوثي من الفراغ، ولم يتمخض عنه العدم، إنه الابن الشرعي لإخفاقاتنا السياسية والاقتصادية، إخفاقاتنا في تحقيق أهداف ثورة سبتمبر 1962، إخفاقاتنا في التخلص من الموروث الاجتماعي والقبلي والمذهبي والطائفي، الموروث المتهالك الذي نحرص عليه حرصنا على رهن حياتنا اليوم لأقوام عاشوا في سالفات القرون.
لقد فشلت الأنظمة الجمهورية المتعاقبة – في اليمن- في تكريس قيم الجمهورية في البلاد، بعد أن خلع «الإماميون» الجُبَّة والعمامة، ولبسوا ربطة عنق أنيقة، وجاؤوا إلى صنعاء في 1968، ليحكموا في ثوب جمهوري، وبعقلية ملكية، متغلغلين باسم الجمهورية، في أجهزة القضاء والأوقاف، والجيش والأمن، وداسين رجالهم في المراكز الحساسة في السلكين الدبلوماسي والإداري للدولة، تاركين الفرصة لرئيس كي يقتل رئيساً، ولنظام لينقلب على نظام، ولحزب سياسي ليشتبك مع آخر، ولقبيلة لتضرب أخرى، فيما كانوا يتمكنون أكثر وأكثر من عصب الدولة، إلى أن حانت لحظة 21 سبتمبر 2014، يوم أن دخل الحوثيون صنعاء، ليجدوا أبناء عمومتهم من تلك العناصر الإمامية ترحب بهم، وتفتح لهم أبواب العاصمة، وتسير الأمور بسلاسة منذ اليوم الأول للانقلاب.
وفي هذا السياق، يحسن القول إن ترك مناطق شمال الشمال في اليمن فريسة للفقر والجهل والمرض – وهو الثالوث الذي جاءت الثورة للتخلص منه – جعل هذه المناطق منجماً كبيرا للانتهازيين الدينيين الذين وظفوا فقر وجهل تلك المناطق لصالح أهدافهم السياسية.
تصوروا أن مناطق واسعة في صعدة (معقل الحوثيين) لم يدخلها التعليم النظامي بعد الثورة، بناء على رغبة مشتركة لدى بعض الأسر التي كانت تستفيد من وضع كهذا! لم تكن الأسر «وريثة عرش الإمامة»، في اليمن ترغب في تعليم ما بعد الثورة على أساس أنه تعليم جمهوري يناوئ قيم الإسلام الصحيح، الأمر الذي أبقى تلك المناطق تحت السيطرة الروحية والمذهبية لعدد من الانتهازيين الدينيين الذين جاؤوا من أسر بعينها ليأخذوا زكوات الناس، كما أن المشيخات القبلية ـ مع تلك الأسر- كانت لها مصلحة في تجهيل الناس ليكونوا مجرد مقاتلين أشداء، لا يجيدون غير الحرب، حيث ظلت قرى بأكملها تعتمد على مخرجات ومدخلات تعليم ديني، توفره لهم تلك الأسر ذات الامتيازات الدينية في الأرياف اليمنية، وهذه المدخلات للأسف كانت مدخلات مناوئة لتوجهات النظام الجمهوري الذي كانت تعمل في إطاره.
كما أن الحوثي عزف على المظلومية التاريخية لأبناء تلك المناطق «المجهَّلة والمهمشة»، وغذى فيها الميل للثورة والثأر من «صنعاء» على اعتبار أنها رمز وسبب الظلم الاجتماعي والاقتصادي والتجهيل، الذي حل بتلك المناطق.
إن محافظات صعدة وعمران وحجة التي يقاتل الكثير من أبنائها اليوم مع الحوثيين، هذه المحافظات هي الضحية وليست الجاني، لأن الحوثي أوهمهم بأنه «المخلص» الذي سيملأ أرضهم عدلاً قبل أن يفيقوا على أرضهم وقد ملئت قتلاً وتشريداً وخراباً.
والشيء الملحوظ أن أسرة الحوثي لم تكن مظلومة ولا مهمشة، على خلاف ما تحاول هذه الأسرة، ومن على شاكلتها، أن تشيع، إن تلك الأسرة وغيرها من الأسر الإمامية كانت جزءاً أصيلاً من الأنظمة التي ظلمت وهمشت تلك المناطق، وتواطأت على إفقارها وتجهيلها، وقد كان حسين الحوثي وهو أول زعماء جماعة الحوثي- كما كان أخوه يحيى- عضواً في البرلمان اليمني، وكانت لوالدهما مكانة دينية واقتصادية، وسلطة روحية على كثير من الأتباع، الأمر الذي مكن الأسرة من جباية الكثير من الأموال باسم الزكاة وغيرها، ومع ذلك ظلت تلك الأسرة ترفع شعار مظلوميتها، ومظلومية تلك المناطق، بل لجأت للتاريخ لترفع شعار المظلومية التاريخية، مع أنه لم يكن في حسبانها الانتصار لتلك المناطق أو حتى للمظلومية التاريخية، بقدر ما كان الهدف توظيف مظلومية أبناء مناطق شمال الشمال و»مظلومية الحسين»، لتحقيق مكاسب سياسية تتجلى اليوم في كون أبناء تلك الأسر في المناصب العليا في سلطة الحوثيين، فيما أبناء القبائل المهمشون يعيشون أوضاعاً أقسى من الفترة التي سبقت قدوم الحوثيين، الذين وعدوهم بـ»بلاد السمن والعسل».
ولعله من الجيد أن نذكر هنا أن تقريراً أعدته لجنة الخبراء الأممية، وصدر قبل أسابيع أكد على أن القيادات الحوثية أثْرت بشكل فاحش، وأشار التقرير إلى مليارات الدولارات تجبيها الجماعة جراء تحويل الاقتصاد اليمني إلى سوق سوداء وتجارة التبغ والمحروقات، بالإضافة إلى إيرادات ميناء الحديدة، في حين لم يتحمل الحوثيون أي مسؤولية إزاء صرف مرتبات الموظفين في المناطق التي تحت سيطرتهم.
بالمجمل. لم يكن الحوثي مظلوما، لكنه وظّف مظلومية المظلومين، لا لينتصف لهم، ولكن ليحل محل من ظلمهم.
وعند الحديث عن مليشيات الحوثي، لا يمكن أن نغفل عن حقيقة أن أي فريق سياسي يمني اليوم لا يستطيع أن يبرئ نفسه من تبعات تقديم الخدمات لها. إذ كان الحوثي أشبه بـ»بلطجي الحارة» الذي استعان به كل أبنائها لضرب بعضهم ببعض، إلى أن انتهى- بذكاء- لتصفيتهم جميعاً وطردهم من الحارة كلها. لكن ذكاء الحوثي كان تكتيكياً ولم يكن استراتيجيا، وهذا الذكاء التكتيكي هو الذي أدخله في الحرب المدمرة، التي سببها انقلابه على ما توافق عليه اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني، ودخوله ضمن لعبة الاستقطابات الإقليمية، الأمر الذي أدخله وأدخل البلاد في الحرب المدمرة التي سببها انقلاب 21 سبتمبر 2015 . 
وفي المحصلة يمكن القول إن الحوثي جاء من الخطايا الجسام التي مورست قبله: الظلم الاجتماعي، الفساد السياسي والاقتصادي، إهمال التعليم، إهمال نشر الوعي الثقافي، ترك أبناء مناطق شمال شمال البلاد فريسة لثالوث (الفقر والجهل والمرض) الذي تكرس وتعمق خلال العقود الأخيرة، ولكي يتم التخلص من الانقلاب، ينبغي التخلص من «ثقافة الملشنة»، من ثقافة الاستحواذ والتسلط والأحادية، ونشر ثقافة التعددية والتسامح والشراكة الشعبية والسياسية، وروح المجتمع المدني.
كما يتحتم على اليمنيين الخروج عن مقولات فقهية أفرزتها ظروف معينة في فترات تاريخية محددة، مقولات لم تكن من الدين في شيء، ولكنها فصلت لتناسب هوى طامحين سياسيين فصّلوا لهم أحكاماً وفتاوى فقهية على مقاسات «عروشهم وكروشهم»، الأمر الذي ألغى سلطة الشعب وإرادته الحرة في الاختيار الديمقراطي لحكامه، وهنا يجب مراجعة المقولة الفقهية «حصر الإمامة في البطنين»، لإلغائها تماماً، لأن تحديد السلطة في سلالة معينة أمر مهين للشعب وللقيم وللديمقراطية وللدين قبل ذلك كله. كما أن مناهج التربية والتعليم التي أنتجت ثقافة قبلية في غلاف ديني، هذه المناهج يجب أن تراجع، لأنها مناهج لم تف بحاجة سوق العمل، وإنما وفت بحاجات الحركات الدينية المتطرفة، التي وظفت مخرجات تلك المناهج لصالح مشاريعها التدميرية التي نعيش نتائج تطبيقاتها اليوم.
والخلاصة: الحوثية أقل من دولة، لكنها أعمق من مليشيا. إنها فكرة، وهذه الفكرة نحتاج في مواجهتها إلى وسائل أشمل من وسائل مواجهة المليشيات.
كاتب يمني من أسرة «القدس العربي»

الحوثية كفكرة

د. محمد جميح

الشوفينية الغربية وتأثيرها على إسرائيل

Posted: 25 Apr 2018 02:11 PM PDT

يلاحظ مؤخرا ارتفاع أسهم الأحزاب اليمينية في العديد من الدول الأوروبية وتحقيقها نتائج متقدمة في الانتخابات البرلمانية، كما بدأت الإرهاصات لحركات تدعو إلى انفصال بعض المحافظات/ المقاطعات/الولايات عن دولها، بما في ذلك بعض الولايات الأمريكية.
مرد ذلك، يعود في جزء منه إلى عوامل اقتصادية اجتماعية، متمثلة في زيادة حدة الأزمة الاقتصادية والمالية، ومضاعفاتها السلبية على الصعيد الاجتماعي في العديد من الدول، على خلفية اندلاع الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية التي حدثت سابقا عام 2008 والتي تكمن أسبابها في الاستنزاف الذي تسببت فيه الحرب الأمريكية الغربية في العراق وأفغانستان، واشتداد المنافسة الاقتصادية العالمية، وتراجع حصة الدول الغربية من الناتج العالمي، وما أدت إليه الأزمة من ازدياد في نسب البطالة والتفاوت الاجتماعي، وتدهور مستوى المعيشة، وإقدام الشركات الرأسمالية على استجلاب اليد العاملة الرخيصة من دول أوروبا الشرقية ودول العالم النامي (الثالث)، ما أدى إلى احتدام عوامل الصراع الاجتماعي فيها، بدليل أن الكثير من الدول أوقفت الهجرة إليها، أو حددّت أعدادها، وقامت فيها حركات ضد المهاجرين.
هذه التطورات ولّدت شعوراً بالقلق والخوف لدى الطبقات الوسطى والعمالية في العديد من الدول، والخشية من التأثر بهذه الأزمات، خصوصاً إذا ما تسربت اليد العاملة الرخيصة من أوروبا الشرقية إلى الدول الأخرى، وهو أمر سهل ولا عوائق تحول دونه، هذا حتى في ظل إطار الاتحاد الأوروبي.
العامل الثاني، تصاعد النزعات القومية، ومثل هذه النزعة لا تقتصر على دولة دون غيرها، بل تطال إلى حدّ ما الولايات المتحدة، كما تؤثر على غالبية دول الاتحاد الأوروبي، فقد تنامت كثيراً بعد ازدياد أعداد المهاجرين من الشرق الأوسط وإفريقيا إلى الدول الأوروبية، ما أدى إلى تقوية التيار القومي المتطرف في معظم هذه الدول، وفي الولايات المتحدة أيضا، الأمر الذي يؤدي إلى أن شرائح مجتمعية كثيرة في تلك الدول، ترى في المهاجرين عبئاً ثقيلاً على شعوب أوروبا، وقد بدأت تئن من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ومن البطالة. ويمكن القول إن هذين العاملين هما اللذان أسهما في صعود اليمين في فرنسا وإيطاليا، وقبل ذلك في النمسا وهولندا وإسبانيا وألمانيا وغيرها من الدول، ما يؤشر إلى أن ذلك، بات سمة تطبع الحياة السياسية الأوروبية.
وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن هذه الأزمة ليست مؤقتة، بل هي أزمة مقيمة، بفعل المنافسة الاقتصادية العالمية الآخذة بالتصاعد على خلفية تنامي وازدياد القوة التنافسية الاقتصادية للصين والهند وروسيا وغيرها من الدول الصاعدة اقتصادياً، على حساب الدول الغربية.
الحاضر يذكّر بمرحلة بروز القوميات في أوروبا، تبعا للتحولات التي صاحبت المرحلة الانتقالية من الإقطاع إلى الرأسمالية، وما فرضته من تحولات اقتصادية، اجتماعية وسياسية ترجمت مضامينها في خطوات، كانت تحتاج حينها إلى استعمار مباشر للدول الأخرى (يتجدد حاليا بأشكال اقتصادية عديدة)، من أجل إيجاد أسواق جديدة لما يتكدس من بضائع في المخازن، كما إيجاد ثروات جديدة، ما حدا بالمشرّع الماركسي إلى الاستنتاج بأن «الإمبريالية هي آخر مراحل الرأسمالية». بالمعنى الاقتصادي، نعم، استطاعت الرأسمالية تفادي سقوطها الحتمي كحلقة أخيرة في سلَم تطورها، لكنها لم ولن تتجنب مستقبلا هذا السقوط، بالطبع على المدى الطويل غير المنظور، لقد ارتفع الدين العام الأمريكي إلى 21 تريليوناً و13 مليار دولار في عام 2017 وذلك للمرة الأولى، بحسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية. أما العجز الفرنسي وفقاً لـ»فاينانشيال تايمز» فبلغ في العام نفسه نحو 8 مليارات يورو، لذلك عزمت الحكومة على تحقيق توافق بين العجز وقواعد ميزانية الاتحاد الأوروبي لعام 2018، للحفاظ على مصداقية فرنسا. أما إيطاليا فقد أظهرت ميزانية الاتحاد الأوروبي أن الدين العام الإيطالي ارتفع في عام 2017 إلى أعلى مستوى في تاريخ البلاد ليسجل 133.3% من الناتج المحلي الإجمالي، الأمر الذي حدا بمسؤول في الاتحاد الأوروبي إلى القول، بأن المفوضية الأوروبية ستوجه تحذيرا إلى إيطاليا بشأن احتمال تعرضها لإجراء تأديبي أوروبي، لعدم تخفيضها دينها العام الضخم. هذه الأمثلة تنطبق على دول أوروبية عديدة.
يأتي ذلك وسط ظروف يُلمسُ منها، تسارع العودة إلى عصر القوميات، وما ستفرضه من صراعات أيديولوجية في المبارزة القومية. وبما ستحمله الأخيرة من عوامل تفكيكية (لا تجميعية) للإثنيات، التي استطاعت، رغم المتناقضات، بناء الدولة القوية الواحدة. في الواقع الاقتصادي الجديد، تتنامى نزعات الانفصال، نعم كان استفتاء كاتالونيا الحدث الأبرز مع إعلان سلطاته الانفصال كشكل رمزي مع وقف التنفيذ، لفسح المجال أمام الحوار مع الحكومة الإسبانية، التي رفضت انفصال الإقليم وأقرت على لسان وزير خارجيتها الفونسو داستيس عدم قبول نتائج الاستفتاء، لأن دستور البلاد لا يسمح بذلك، وأن جزءاً من الشعب الكاتالوني لا يمكن أن يتخذ قراراً بالنيابة عن إسبانيا كلها، في وقت علّقت فيه الحكومة الإسبانية نظام الحكم الذاتي في الإقليم كخطوة إجرائية لوقف إعلان الانفصال، تتبعها خطوات أخرى تحول دون الانفصال.
بالطبع، لا يغيب البعد الثقافي أو العرقي عن نوازع الانفصال، فالدعوات إليه وإن اختلفت في أشكالها ودوافعها، لكن مضمونها وتداعياتها واحدة، ولم تستطع الحكومات المركزية وضع حد لحركات الانفصال، مع أن إجراءاتها المتخذة للحؤول دونها بقيت دون سقف العكوف عن نزعات الانفصال، وهذا يشير إلى أن استمرار نزعات الانفصال هو في تنامٍ مستمر على الساحة الأوروبية.
بالنسبة للكيان، فلم يكن للحركة الصهيونية أن تتمكن من بناء أساطيرها التضليلية، بادعاء وجود «القومية اليهودية»، لولا مرحلة بروز القوميات في أوروبا آنذاك، لتُلحق بعدها المفهوم بأهمية إيجاد دولته، ولم تلقَ غير فلسطين شماعة تاريخية (باعتبارها أرض نشوء الديانات) تتكئ عليها لبناء الدولة، ولو باختلاق المزيد من الأساطير، والتماهي مع الأهداف الإمبريالية في المنطقة العربية، لكن رغم اقتراب مرور سبعة عقود على إنشاء دولة الكيان قسريا، لم تستطع حل التناقضات الإثنية بين مكوناتها الفسيفسائية، بدليل، أنه حتى اللحظة، فإن إسرائيل لم تتوصل لتعريف محدد لمن هو اليهودي؟ إن بروز عهد صراع الهويات من جديد، سيحمل بين أحشائه (على قاعدة التأثر والتأثير) عوامل تفكيكية (لا تجميعية) للإثنيات في الدولة الصهيونية، الذي سيؤثر حتما في جوهر ومضامين الصراع التاريخي معه، بما سيتمثل في تغييرات بنيوية لمصير ونتاج عموم مشروعه في المنطقة العربية. وللدلالة على صحة ما نقول، ووفقا لمصادر إسرائيلية، فإن الهجرة العكسية ازدادت بصورة كبيرة من إسرائيل في الآونة الأخيرة. وتشير تقارير رسمية ودراسات أكاديمية إلى أن نحو 26 ألف إسرائيلي يغادرون كل عام خلال السنوات الأربع الماضية 
حسب مكتب الإحصاء المركزي في إسرائيل، فإن معظم المغادرين هم من الشباب والأكاديميين، ممن يبحثون عن فرص للتعلم والعمل، في ألمانيا وكندا وأستراليا والولايات المتحدة. ويبلغ متوسط أعمار الإسرائيليين المغادرين 28 عاما، ويشكل اليهود الروس 40% منهم، إذ يعودون لوطنهم الأم، أو ينتقلون إلى الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، ويبدو أن عدد المهاجرين مرشح للتصاعد في السنوات المقبلة، لعدة أسباب بالطبع، في مقابل انخفاض ملحوظ في وتائر الهجرة اليهودية إلى إسرائيل تقريبا، هذا منذ هجرة المليون روسي إلى فلسطين المحتلة عام 1990 غداة انهيار الاتحاد السوفييتي.
جملة القول، إن صراع الهويات في العديد من دول العالم، سيضاعف من حدة التناقضات الإثنية في إسرائيل، الأمر الذي سيلعب دورا منظورا في ازدياد حدة عوامل تآكله الداخلي.
كاتب فلسطيني

الشوفينية الغربية وتأثيرها على إسرائيل

د. فايز رشيد

تحديات التغيير السكاني في سوريا

Posted: 25 Apr 2018 02:11 PM PDT

بات التغيير الديموغرافي القسري أحد أكبر التحديات التي يواجهها المجتمع السوري إثر تمكن النظام السوري وحلفاؤه من إحداث سلسلة من الاختراقات على هذا الصعيد لصالح مكون سكاني سوري على حساب مكون سكاني سوري آخر. اختراقات ترمي بظلال قاتمة على سائر مكونات المجتمع على المدى البعيد وتطال تبعاتها، بداهة، مجمل النسيج الاجتماعي السوري وتخلخله، مستدعية أثمانا باهظة ربما غير متخيلة حاليا تهدد استدامة المنظومة الاجتماعية برمتها في سوريا بعد أن تضع الحرب أوزارها في بلد أصبح أكثر من نصف سكانه في عداد النازحين أو اللاجئين.
إذا كان التغيير الديموغرافي الطبيعي يعد عملية بطيئة وتدريجية وتصاعدية تتطلب مقاربة جمعية يشارك فيها سائر اللاعبين في الحقلين الاجتماعي والاقتصادي، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه كلما تمادى التغيير الديموغرافي زمانيا ومكانيا، تقلصت فرص الحلول القابلة للتطبيق بشكل دراماتيكي، هذا في حالة التطور الاجتماعي الطبيعي، فكيف يكون الحال اذا جاء هذا التغيير بفعل القمع والحرب والتهجير الجماعي القسري للسكان. الأمر الذي يستدعي دق ناقوس الخطر والتحرك العاجل قبل فوات الأوان على هذا الصعيد.
بالتوازي مع محاولات القوى الإقليمية والدولية تأطير مخرجات الحرب في سوريا وعليها، وما أفرزته من معطيات جديدة يندرج جميعها في إطار سياسة فرض الأمر الواقع وتجلياته على الجغرافيا السياسية السورية، يبذل النظام السوري وحلفاؤه جهدا محموما في سبيل ضبط وتثبيت نتائج سلسلة لامتناهية من التغييرات السكانية القسرية، التي طالما تصدى لها واعتبرها هدفا استراتيجيا له طوال فترة حكمه عموما، وبعيد اندلاع شرارة الثورة السورية المعاصرة على وجه الخصوص.
آخر تلك الاجراءات وأوسعها انتشارا وتأثيرا أتت على جناحي المرسوم الرئاسي رقم 10 سيئ الصيت والمتحول، بطبيعة الحال، إلى قانون والمتعلق بممتلكات السوريين وملكياتهم العقارية، والمتماهي حد التطابق مع قانون أملاك الغائبين في فلسطين المحتلة، الذي سنته حراب الدولة العبرية، ونهبت من خلاله ما تبقى من أراض وعقارات تعود ملكيتها لأصحابها الشرعيين من المواطنين الفلسطينيين.
في كلا الحالتين، ترتسم صيغة واحدة تتجلى في مقولة: ما لا يؤخذ بحديد الحرب ونارها يؤخذ بعسف قوانين ومراسيم، من شأنها استكمال دائرة العدوان على حقوق الآخرين، من خلال عملية ترسيم مزيفة مكرسة بذلك حالة جديدة من حالات النهب والسلب التي يحفل تاريخ البشرية، بوجهه البربري، بمثيلات كثيرة لها كان من الصعب تخيل نتائجها وهي في حالة السيولة، لكنها ما لبثت، مع مرور الوقت وتبدل الظروف، أن تحولت إلى حقائق دامغة في لحظة تاريخية لاحقة. هنا يلاحظ مكمن رهانات القوى السياسية المارقة على عامل الوقت، والقدرة على الثبات فيه ما يلزم، حتى يستكمل المشهد السياسي العام عناصره المارقة، ويشق طريقه إلى حيز الاعتراف، ومن ثم ترسيمه كعنصر طبيعي في معادلات المستقبل السياسية. رهان الحق ينازعه رهان القوة، لكن إلى حين.
رهانان غير متكافئين في كلا الحالتين السورية والفلسطينية على السواء. رهانان الغلبة بينهما غالبا ما تذهب للثاني على حساب الاول مهما امتلك الاخير من مرتكزات وحقائق وحقوق تاريخية دامغة، فمسار مرسوم النهب الذي سنه النظام السوري أخيرا لن يؤدي، إن لم يجد من يضع له حد، إلى أي نتيجة مغايرة لمفاعيل القانون الاسرائيلي أو غيره من هذا النوع من القوانين التي سنتها دول وإمبراطوريات عبر التاريخ، في مشهد ينم عن حالة من العدوى التي تنتشر سريعا بين قوى العدوان، سواء كان هذا العدوان خارجيا، كما هو حاصل في الحالة الفلسطينية، أو داخليا كما هو حاصل في الحالة السورية، مثلما يشي بحالة غير مسبوقة من تناقل التجارب الشريرة، وتوالدها بين حين وآخر، أو كلما سنحت الظروف لتلك القوى الظلامية بإحداث اختراق على جبهة، تعلم جيدا أنها تؤمن لها استمرار الهيمنة، مثل جبهة العامل السكاني والعبث بمكوناته، على نحو يقلب معادلات الصراع رأسا على عقب، عندما يتعلق الأمر باعتماد سياسة الهندسة السكانية القسرية كمنهج وأداة، باتا يشكلان أحد أهم الركائز التي تقوم عليها مشاريع تلك القوى المارقة.
ثلاث هي أدوات التغيير السكاني وازاحة كتل بشرية كاملة، التي اتبعها النظام السوري وحلفاؤه ونجحوا في ذلك الى حد كبير، أولها وربما أخطرها يكمن في اتباع سياسة الفصل الساحق بين مكونات المجتمع السوري الواحد على أساس مذهبي وطائفي وعرقي، مع ميل واضح باتجاه إعطاء فرصة الانتشار والتمدد لطائفة على حساب طائفة أخرى، مع التأكيد على أن ولادة هذا التوجه ليست مرتبطة باندلاع الثورة السورية المعاصرة، وما أعقبها من أحداث، بل إن جذوره ممتدة إلى مرحلة مبكرة سابقة من عمر نظام الاستبداد في سوريا. مرحلة بدأت معالمها تظهر للعيان منذ أن ألف المواطن السوري رؤية المراكز الثقافية والدينية والصحية الايرانية تنتشر في قلب العاصمة دمشق وغيرها من المدن، وحتى القرى والبلدات السورية، ومنذ أن اعتادت عيناه على رؤية أفواج هواة السياحة الدينية القادمين من ايران.
في المقام الثاني، وجد النظام السوري في الحرب المندلعة منذ سبع سنوات فرصة ذهبية لتكثيف سياسة التغيير الديموغرافي القسري، مستخدما في سبيل تحقيق هذه الغاية أبخس الوسائل وأكثرها وحشية، بدءا من القصف العشوائي للمدن والأرياف بكافة أنواع الأسلحة، بما فيها المحرمة دوليا مثل السلاح الكيماوي الذي يتساوى في قدرته على الفتك بالناس مع الأسلحة التقليدية الأخرى، مرورا بعمليات الابادة الجماعية والتدمير الممنهج والحصار والتجويع بهدف التركيع، متوجا كل ذلك بعمليات التهجير القسري التي باتت مشهدا مألوفا في سوريا الأسد.
أما الأداة الثالثة، التي لا تقل خطورة عن سابقتيها فتتمثل في سن قوانين ترمي إلى ترسيم نتائج كل ما سبق وتحول دون عودة النازحين والمهجرين والمعارضين إلى ديارهم وتفسح المجال أمام إحلال مكونات سكانية سورية أو غير سورية أخرى مكانهم. وبذلك يكون قد أصبح للسوريين حق في العودة إلى ديارهم السليبة يحلمون به أسوة بأشقائهم الفلسطينيين الذين مضى عليهم سبعون عاما وهم يحلمون بالحق ذاته ويطالبون بتطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بلا طائل.
كاتب فلسطيني

تحديات التغيير السكاني في سوريا

باسل أبو حمدة

المدخل الأساسي لتمكين المرأة العربية

Posted: 25 Apr 2018 02:11 PM PDT

هل يمكن الحديث عن تمكين المرأة في الحياة العربية العامة، من دون حل إشكالية النظرة الثقافية والدينية للمرأة؟ فالطفل العربي يشرب مع حليب أمه سلوكيات وأقوالا تحط من قيمة المرأة الإنسانية ومكانتها في المجتمع.
في قلب تلك الثقافة المنحازة ضد المرأة، التي يعيها الطفل في بيته، ويقرأها في كتب مدرسته، ويسمعها ليل نهار في الكثير من القنوات السمعية والبصرية الدينية، في طول وعرض بلاد العرب، في قلب تلك الثقافة يقبع تراث فقهي متزمت متخلف عن روح ومبادئ هذا العصر، تهيمن عليه أحاديث تعزى، زورا وبهتانا، إلى رسول رسالة الرحمة والعدل الإلهية.
نحن معنيون بالذات بأقوال تحقيرية، وبعضها مبتذل، مبثوثة بصور متفاوتة في مجاميع علوم الحديث، التي تعزى على سبيل المثال، إلى البخاري ومسلم والكافي وأمثالهم. فعندما تعزى مثل الأقوال التالية إلى رسول الإسلام، رسول الرحمة والرفق والعدالة إلى كل البشر وليس إلى رجالهم فقط، وتغلف بالتالي بنوع من القدسية النبوية، يدرك الإنسان مدى فداحة الموضوع الذي نحن بصدده. فلا روح الإسلام ولا مقاصده الكبرى ولا مساواته بين بني البشر، ولا آيات النفس الإنسانية الواحدة، ولا سيرة رسول الإسلام، يمكن أن تقبل أن ينسب إلى الرسول أنه قال: اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، وأطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء»، وأنه قال: «إنما الشؤم في ثلاثة، في الفرس والمرأة والدار»، وأنه قال «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»، وأنه قال: «المرأة كالضلع، إن أقمتها كسرتها، وأن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج»، وأنه قال: «النساء قاصرات عقل ودين» إلخ من أقوال أكثر فحشا وتجنيا على المرأة المسلمة.
كيف سنستطيع الحديث عن مساواة المرأة العربية مع الرجل العربي في الحقوق الإنسانية والواجبات الوطنية، عن المساواة في فرص الحياة واعتلاء المناصب المجتمعية، وعن المساواة في دخول جميع مجالات العمل والأجور والترقي، إذا كان المشرع والقائد السياسي ورجل الحكم قد تربوا على سماع تلك الجمل الجارحة لكرامة المرأة والمشككة في توازنها النفسي والعقلي؟ لا يحتاج الإنسان إلى ذكر عشرات الأسماء، من علماء الاسلام المستنيرين ومن المفكرين والمؤرخين الموضوعيين، الذين بينوا الإشكاليات الكثيرة التي رافقت جمع الأحاديث النبوية وإسناداتها وتدوينها، وأظهروا الاستعمالات الانتهازية السياسية لحقل الحديث برمته.
من هنا يحق لنا أن نطالب مؤسسات المرجعيات الإسلامية بأن تحسم موضوع التشويه والتحقير للمرأة في التراث الفقهي وفي ما سمي بعلوم الحديث، إذ من الواضح أن الكثير من السلوكيات والعادات والأفكار البدائية التي كانت موجودة في المجتمعات والحضارات العربية وغير العربية القديمة، قد أقحمت في حقلي الفقه والحديث، لتبرير ممارستها على الأخص في قصور السلاطين وأصحاب المال والجاه. ذلك أن تحليل ونقد وتجاوز ما جاء في الفقه الإسلامي، وهو اجتهاد بشري محض، وما جاء في كتب الأحاديث، وهو مليء بالإسرائيليات والأحاديات والاستعمال الانتهازي السياسي، هو أحد أهم المداخل لتحرير المرأة العربية من المظالم التاريخية التي كبلت حياتها العامة وأساءت إلى حياتها الخاصة.
إن المرأة العربية التي اقتحمت ميادين التعليم، من الروضة حتى التعليم الجامعي وما بعده، باقتدار وتفوق، والتي تكوّن نسبة عالية ومتنامية من القوى العاملة في كل ميادين العمل الجسدي والذهني، البسيط والمعقد، والتي أدت إلى استقلاليتها المالية، وإلى أن تصبح أحد أهم مصادر الإنفاق على المتطلبات العائلية، والتي أصبحت مكونا مهما من مكونات مؤسسات المجتمع المدني الحقوقية والحزبية والنقابية، والتي ناضلت وماتت في سبيل حماية أمتها، وفي سبيل دحر قوى التسلط المختلفة في داخل وطنها العربي، هذه المرأة ما عادت تنطبق عليها معايير وضعها هذا الفقيه أو ذاك منذ قرون طويلة، ولا ما دُسّ في حقل علوم الأحاديث النبوية بسبب الجهالة أو السياسة أو البلادات الاجتماعية.
ولما كان التراث الديني الإسلامي يقبع في قلب الثقافة العربية، فكرا وسلوكا وتشريعا قانونيا وممارسات حياتية يومية، فإن تجديد الثقافة العربية، لتكون مدخلا لتمكين المرأة العربية في كل مناحي الحياة، يمر من خلال المراجعة الجذرية لحقلي الفقه الإسلامي والأحاديث المنسوبة إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم )، ومن خلال قراءة جديدة لنصوص القرآن الكريم، وهو حق وواجب لكل الأجيال المتعاقبة.
بالطبع، هناك مداخل أخرى تشريعية وتنظيمية، لموضوع تمكين المرأة، ولكننا نعتقد جازمين أنه بدون حل إشكالية الثقافة الدينية المشوهة في عقل وروح الإنسان العربي سيبقى هذا الموضوع متعثرا وقابلا للانتكاس.
آن الأوان لأن تشعر المرأة العربية بإنسانيتها وكرامتها وحقها التام في التساوي والاحترام والتقدير الذي تستحقه كأم وابنة وأخت وزوجة وزميلة عمل ومواطنة.
كاتب بحريني

المدخل الأساسي لتمكين المرأة العربية

د. علي محمد فخرو

ليس بالتجويع وحده تمحى المخيّمات… وداعاً مخيّم اليرموك

Posted: 25 Apr 2018 02:10 PM PDT

إذن، يمكننا الاطمئنان إلى أن تدمير مخيّم اليرموك وقتْل أبنائه يتمّان بأسلحة غير كيميائية!
في حوار على وسائل التواصل الاجتماعي، قال فلسطيني من مخيّم اليرموك متسائلاً: «يا جماعة! هذا مخيم اليرموك أليس هو ذاته من احتلته العصابات المسلحة من النظام من غير قصف ومن غير أن تهبّط بيتاً من بيوته؟ ومن دون أن تحتلّه غدراً؟»… ومن بعد أن يسرد بعض التفاصيل، يستأنف الرجل تساؤلاته الحيرى: «ثمّ، ألم تتمكن وحدات الأكناف [بيت المقدس] من طرد جبهة النصرة واحتلت مواقعها من دون أن تهبّط بيتاً واحداً؟ ثم حين رجعت النصرة وداعش واحتلا المخيم، طردا الأكناف والفصائل المتحالفة معها من دون تهبيط أي بيت من بيوت المخيم. لماذا إذن فقط النظام وإيران وروسيا لا يستطيعون انتزاع المخيم من دون تهبيطه كلّه فوق رؤوس المدنيين الباقين فيه؟».
فلسطينيو مخيم اليرموك الذين كانوا من أوائل من اختبروا حصار «الجوع أو الركوع» الشهير منذ نحو خمس سنوات، يطرحون هذا التساؤل الذي يندرج تحت إطار اللامعقول السوري، معبّراً عن حالة يعجز فيها السوريون المتابعون للأخبار عن الإجابة عن تساؤلات منطقية بسيطة، وعن تصوّر ما يجري، ناهيك عن إدراجه في إطار سردية معقولة متكاملة يمكنها شرح ما جرى وما يجري وما المقصود من عملية التدمير واسعة النطاق التي يتعرّض لها مخيّم اليرموك.
ومخيّم اليرموك هذا، الذي يبعد عن فلسطين بضع عشرات الكيلومترات، كان يمثّل النقيض الوجوديّ لدولة إسرائيل حتى الثلث الأخير من نيسان (أبريل) 2018، بما يعنيه هذا النقيض من موئل لإنتاج، وإعادة إنتاج، النضال الفلسطيني كلّه. وبما يعنيه من بيئة حاضنة لجميع الفصائل الفلسطينية في جميع حالاتها، صعودها وازدهارها أو انحدارها وانحطاطها. وبما يعنيه هذا النقيض من إيقاد مستمر لشعلة «حقّ العودة»، الحق الأبرز الذي يقضّ مضاجع إسرائيل.
يمكن القول إن العمليات العسكرية والقتالية والتدميرية التي شهدتها مخيمات الفلسطينيين منذ أوائل السبعينات إلى اليوم في لبنان وسوريا – بل وفي الضفة وغزة نفسها – لم تكن سوى نموذج تجريبي ناجح لما جرى ويجري في مخيم اليرموك؛ إذ تفيد التقارير القادمة من المخيّم أثناء كتابة هذه المقالة بأن أكثر من 50 بالمئة من مباني مخيم اليرموك قد تمّت تسويته بالأرض، وعن تضرر نحو 20 بالمئة أخرى، بغية «طرد» تنظيم داعش الذي تتراوح أعداد مقاتليه ما بين 150 و200 داعشياً فحسب، ما يشي بأن تسويةً أخرى تمّت على مستويات غير تكتيكية، تقتضي شطب مخيم اليرموك نهائياً وإلى الأبد من الخارطة، وتقضي بالتالي بضرورة استمرار الذرائع اللازمة لذلك. ويؤكّد هذه الظنون الفشلُ الذريع الذي أصاب جهود المصالحات ولجانها، الروسية منها أو السورية بمساعي فريق علي حيدر، وزير المصالحة الذي تلقّى ضربة قاصمة بعد مجريات ما حدث في «دوما»، على خلفية اختفاء أثر نحو 7000 شخص موالٍ كان النظام يروّج أنهم مختطفون ومعتقلون في قبضة جيش الإسلام.
كما تؤكّد هذه الظنون تقارير عن اجتماعٍ «عجيب» عُقد في الحجر الأسود قبل أيام من تدمير المخيّم، وضم قياديين من تنظيم «الدولة» وميليشيات «حزب الله» اللبناني ولواء «أبو الفضل العباس» العراقي، جرى الاتفاق فيه على إيقاف جهود المصالحة، وتقديم بعض الذخيرة وطائرات الاستطلاع البدائية لداعش؛ فضلاً عن تقارير أخرى كانت تتحدث عن تنقلات أمراء داعش علناً وبحريّة ما بين حواجز تلك الميليشيات.
ومن هنا تدور في الذهن تساؤلات أكثر هولاً من تلك التي طرحها الفلسطيني أعلاه. ترى ما المقصود من محو مخيّم اليرموك، أكبر مخيّم للاجئين الفلسطينيين، ليس في سوريا فحسب، وليس خارج فلسطين فحسب، بل في كل العالم داخل فلسطين وخارجها؟ هذا المخيم الذي كان حتى ما قبل 2011 يضمّ وفق بعض التقديرات 407 آلاف فلسطيني، ومثلهم من السوريين النازحين وغير النازحين من مناطق القنيطرة والجولان السوري المحتل.
ترى، في ظلّ الزخم العالي لما يقال إنه المجابهة الإيرانية الإسرائيلية المقبلة خلال أسابيع على أرض سورية، هل يأتي شطب المخيّم كدفعة كبرى، تسدّد فيها إيران فاتورة مسبقة مستحقّة لإسرائيل مقابل غض الطرف عن الاستيطان الإيراني المقبل في الغوطة الشرقية؟
تعمل الماكينة الإعلامية للنظام على الإيهام بأن ما يجري في مخيم اليرموك مسألة فلسطينية – فلسطينية، معزّزاً دعواه هذه بأن فصائل فلسطينية تسهم في تدمير المخيم، منها مقاتلو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامّة بقيادة أحمد جبريل، ومنها تنظيم فتح الانتفاضة، جماعة أبو موسى، ومنها- لمزيد من السخرية- قوات جيش التحرير الفلسطيني.
ويبقى أن ثمّة رسائل جانبية ترسلها عملية شطب مخيم اليرموك بمئات الغارات وآلاف القذائف، منها أن مصلحة إسرائيل في الوعي الأمريكي الروسي وحتى الممانع تعلو فوق أي مصلحة وتجب مراعاتها سلفاً، ومنها أيضاً أنّ الكيماوي ليس بالضرورة أشرس الأسلحة!
ليس بالتجويع وحده تمحى المخيّمات!
باحث وكاتب سوريّ مقيم في باريس

 

ليس بالتجويع وحده تمحى المخيّمات… وداعاً مخيّم اليرموك

ماهر الجنيدي

مستقبل الناتو في العراق بعد تنظيم «الدولة»

Posted: 25 Apr 2018 02:10 PM PDT

بعد تحرير الموصل في تشرين الثاني/نوفمبر2017 والتخلص من عصابات تنظيم «الدولة» الإرهابي ترأس العراق جلسة خاصة لمؤتمر جمعية البرلمانات لدول حلف الشمال الأطلسي (الناتو) حول (مستقبل العراق وسوريا بعد تنظيم «الدولة»)، ورجح أغلب المراقبين أن هذه الخطوة هي مهمة بالنسبة للعراق، لأنها تأتي للمرة الأولى التي يشرف الوفد العراقي على جلسات المؤتمر، وأستعراض وجهات النظر والدول المشاركة في هذا المحفل الدولي الكبير.
ويسعى حلف الناتو إلى أثبات حضوره في العراق بعد «الدولة» من الباب العسكري وكل ماله علاقة بالمؤسسة العسكرية العراقية، أذ يقول (ينس ستولتنبرغ) الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)(أننا نقوم بتدريب القوات العراقية، ومستمرون بدعم بغداد، ومساندتها، والتعاون معها في التدريب، وبناء الأكاديميات العسكرية، والتزويد بالخبرات).
ويأتي الدور الذي يلعبه الناتو من أجل منع تسلل مقاتلي «الدولة» إلى أوروبا، وجعله محصورا في منطقة الشرق الأوسط حصرا، ولذلك جاء دور الناتو لتدريب الجيش العراقي ليكون على أستعداد لمواجهة أي تنظيم، مسلح قد يظهر مستقبلا، لكن الملفت للنظر أن وجود الناتو سيقتصر على تدريب العسكريين العراقيين على عمليات إزالة القنابل، والقذائف التي زرعها تنظيم «الدولة» الإرهابي، ولم تنفجر، لكنه لن يرسل عسكريين لمهام قتالية.
وخلق وجود الناتو في العراق إشكالية قانونية داخلية عراقية خاصة بعد أن أكدت اللجنة القانونية النيابية أن تواجدا، وبقاء قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العراق يحتاج إلى قرار من الأمم المتحدة، وموافقة مجلس النواب العراقي، وقالت عضو اللجنة عالية نصيف (أن حلف الشمال الأطلسي (الناتو) يجب أن يحصل على قرار من الأمم المتحدة لبقاء قواته في العراق)، مؤكدة (أن أي تواجد عسكري يحتاج لشرعية دولية)، وأضافت (أنه ليس من حق الحكومة العراقية أن تطلب البقاء على الوضع العسكري الاجنبي مع أعلانها الانتهاء من حرب «الدولة»)، مشيرة إلى أن (مثل هذه المواقف تحتاج إلى قرارات دولة، وشعب، وليس علاقات أشخاص)، في الوقت الذي أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ستولنتبرغ (أن قوات الحلف ستبقى في العراق إلى أجل غير مسمى بناء على طلب حكومي).

حسم الجدل

وقد حسم النائب العراقي (جاسم محمد جعفر) الجدل على وجود قوات الناتو في العراق بالقول(أن موضوع بقاء القوات الأجنبية يحتاج إلى موافقة البرلمان، أما قضايا التدريب، والتأهيل، والتقنيات، والاستشارة، فمن صلاحيات رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وليس في حاجة إلى موافقة البرلمان)، واضاف جعفر أنه (حتى وأن وجد طلب خطي من رئيس الوزراء لحلف الشمال الأطلسي للبقاء في العراق للتدريب، والاستشارة، والمساعدة التقنية وليس في الموضوع مخالفة قانونية). مؤكدا أن (هناك أتفاقية عسكرية بين العراق وأمريكا لعدم أفساح المجال لإقامة معسكرات داخل الأراضي العراقية، أما حاجة المدربين من صلاحية العبادي).
والأكثر من ذلك سبب تواجد الناتو في العراق منذ عام2003 ولحد الان تخلل في الاجماع الأوروبي في تأييد وجود قوات الناتو في العراق بسبب عدم وجود ارادة سياسية في تقسيم مهام الناتو لأن فرنسا، وألمانيا، وبلجيكا، وأسبانيا لازالت تصر على الفصل بين دور أطلسي محدود في العراق لتأهيل كوادر القوات العراقية خارج العراق وبين التزام فعلي، وصريح في هذا البلد، وتقول الدول الأربعة (أنه في الامكان التعامل بشكل ثنائي، أي بين كل دولة والعراق في المرحلة القادمة دون تمكين الناتو من دور رسمي،وبين موقف يرفض الحلف والذي بات أكثر قدرة حاليا على تجـاوز الانشـقاق في صـفوفه).
وبالرغم من كل ماذكر فأن تأريخ وجود الناتو في العراق منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003ولحد الان كان له العديد من التداعيات على العراق وكما تحددها إحدى الدراسات وكما يأتي:
1. تنطلق رؤية الناتو من موقف سلبي، مسبق من شيعة العراق، مبني على أساس صبغة طائفية سنية تصب في المشروع الأمريكي لإقامة إقليم سني في المنطقة الغربية، تلعب فيه تركيا، والسعودية دورا مؤثرا وهو مايترتب عنه هدرا للسيادة الوطنية العراقية، ومحاولة للإخلال بالتوازنات الإقليمية.
2. أن تجاهل الغرب للواقع السكاني العراقي، حيث الأغلبية الشيعية، والتداخل الجغرافي، والإنصهار الاجتماعي، وتوزيع النشاط الاقتصادي الخ قد يزيد الأزمات العراقية تعقيدا، وينسف العديد من مشاريع التوافقات السياسية القائمة، وينأى بالعراق بعيدا عن أي فرص أستقرار ممكنة.
3. تراهن الولايات المتحدة الأمريكية على تسليح المناطق السنية، ومنحها نفوذ سياسي أكبر للعب دور أساسي في الحرب على الإرهاب، غير أنها تكاد تجهل طبيعة الصراعات الداخلية للاقليم السني نفسه، فهناك تنافس في النفوذ العشائري، وتنافس حتى على مستوى التبعية الإقليمية، وكل هذه التناقضات وغيرها ستترجم نفسها (بفوضى خلاقة) تشمل الساحة السنية، وتعزز فرص عودة الجماعات الإرهابية مجـددا.
ويحاول الناتو تغيير الصورة السابقة له عبر تبني دور جديد في العراق محل التحالف الدولي بعد هزيمة تنظيم «الدولة» الإرهابي، إذ أكدت(أور سولا فون دير لاين) وزيرة الدفاع الألمانية (بعد الهزيمة التي مني بها التنظيم في العراق يجب أن نركز الآن على إعادة أعماره كي تكون الحكومة العراقية قادرة في السنوات المقبلة على العودة إلى الاستقرار) مؤكدة أن (الجيش الألماني سيلبي طلبا للحكومة المركزية في بغداد لتقديم المساعدة للعراقيين تتضمن بناء وزارة للدفاع، وطرق تقديم الامدادات الطبية).

تحسس إقليمي

وبالرغم من تبرير الناتو لوجوده في العراق في مجال التدريب، ومساعدة الجيش العراقي لوجستيا، ورفع كفاءته القتالية، ألا أن وجوده هناك أحدث نوعا من التحسس الإقليمي وخاصة من إيران، حيث أعلنت عن رفضها بشكل صريح مساعي حلف الشمال الأطلسي (الناتو) إقامة قاعدة عسكرية دائمة في العراق حيث أكد (علي أكبرولايتي) مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية (أنه من غير الممكن أن يكون للامريكان حضور في شرق الفرات، وأن جبهة المقاومة لاتسمح بوجود قاعدة للناتو في الشرق الأوسط).
ولم تقف الولايات المتحدة الأمريكية على الحياد من هذا التحسس الإيراني من وجود الناتو في العراق، بل تؤكد في كل مناسبة أن وجوده في العراق مهم، وتدعم توسيع دوره هناك، لأنها بنظرها تعد ركيزة أساسية جديدة للأمن عبر الأطلسي، وغايتها الرئيسية من ذلك هو الحفاظ على قوتها، ومصالحها التي تمتلكها وهذا ماأكده مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق (أنتوني ليك) بقوله (أننا سنقوم بكل مايلزم للدفاع عن هذه المصالح الحيوية، وهي سبب وجود قواتنا العسكرية، وستبقى كذلك مادامت هناك دول، ومادامت طبيعة البشر لم تتغير )، وعليه وظفت واشنطن الحلف عسكريا ليديم لها أنتشارها الخارجي، ويوفر لها القواعد الضرورية لخدمة ذلك الانتشار، كما أنه ومن خلاله يتم قيادتها للعالم الرأسمالي بوجودها في أكثر مناطق الأكثر حيوية، فضلا عن مايوفر لها هذا الحلف من ميزات للحيلولة دون تكون إئتلافات، أو تحالفات ضدها، فضلا عما يقدم لها الحلف من مساعدات في حربها ضد الإرهاب.

بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية/العراق

مستقبل الناتو في العراق بعد تنظيم «الدولة»

جاسم يونس الحريري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق