Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 27 أبريل 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


في الدعوة لحذف سور من القرآن: انحطاط سياسي غربي

Posted: 26 Apr 2018 02:29 PM PDT

تقدّم مطالبة 300 شخصية فرنسية بحذف سور من القرآن الكريم صورة كاريكاتورية مكبّرة عن الانحطاط الفكري الذي وصل إليه الغرب والعالم.
يجمع البيان الذي نشرته صحيفة «لوباريزيان» الأحد الماضي تواقيع أشخاص مثل الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وهو المتهم باستلام أموال من طاغية مسلم هو القذافي، ورئيس الوزراء الأسبق مانويل فالس، الذي لم يقبل حزب الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون بطلب عضويته وانسحابه من الحزب الاشتراكي باعتباره مثالا للانتهازية السياسية القصوى، والممثل جيرار ديبارديو، الذي قرر، تهرّباً من دفع ضرائب للدولة الفرنسية، أن يصبح روسيّاً، وأن يعرض أشكالا من النفاق (أو الحب) لرئيسها سيئ الصيت فلاديمير بوتين.
تثير هذه الشخصيات الجدل والأغلب أنها تراهن على معركة تعتبرها رابحة سلفاً لأنها تستهدف ديناً تعرّضت صورته للتشويه كونها ارتبطت بعمليات تنظيم «القاعدة» وتنظيم «الدولة الإسلامية» في أنحاء العالم، وهي عمليات أوقعت ضحايا بالمئات من المدنيين الأبرياء ويقوم منفذوها بإجرامهم باسم الدين الإسلامي، فيما يختفي مليارات المسلمين الذين يكافحون لتأمين لقمة العيش لأبنائهم، والحياة بسلام وطمأنينة، من دون حروب أو قتل وجرائم، ولا يحتسبون في المعادلة المبسطة لدرجة التهافت التي يقدّمها ساركوزي وفالس وديبارديو وشارل أزنافور.
يدّعي البيان الدفاع عن اليهود، ويتخاصم مع القرآن، كتاب المسلمين المقدّس، مطالبا بحذف سور فيه تطالب بقتل اليهود (والنصارى والكفار)، وهي مطالبة عبثية وتعجيزية لأن أحداً لا يستطيع طبعاً أن يحذف سوراً من القرآن، ولأن هذه الآيات ترتبط بسياق تاريخي دينيّ خاص بها (كما هو الأمر مع الكتب الدينية الأخرى)، ولا يجوز اقتطاعها خارج سياقها الديني والتاريخي وتوظيفها بشكل آنيّ وانتهازيّ كما حصل في «لوباريزيان».
يقوم البيان بخلط فظيع بين تاريخ المسيحية وأوروبا وتاريخ الإسلام، مما يؤدي إلى مفارقات هائلة.
معاداة الساميّة، بداية، مصطلح غبيّ إلى كونه عنصريّا لأن العرب ساميّون، حسب تقسيمات علماء الأجناس الأوروبيين في القرن التاسع عشر الذين ساهموا بإنشاء هذا المصطلح، بينما نسبة كبيرة من اليهود سلافيون وقوقاز وآريون حتى.
ومعاداة السامية، تيّار سياسي غربيّ ظهرت تجلّياته الكبرى ضمن التاريخ السياسي لأوروبا، وهذا التيار الذي أجج (المسألة اليهودية)، خلال فترة الحكم النازي لألمانيا، وأدى لإبادة ملايين اليهود اعتقدت أوروبا أنها حلّتها بإنشاء إسرائيل، ففتحت الباب لإشكالية أكبر مع تشكل احتلال استيطاني كان الفلسطينيون العرب، من المسلمين والمسيحيين (وحتى اليهود)، وهم ساميّون اعتدت على أرضهم دول غربية محتلة واستوطنها أوروبيون، هم ضحاياه المباشرون، فأي «معاداة للسامية» أكبر من هذه؟
يلعب البيان على فكرة أن الدين الإسلامي (من بين الأديان كلّها) دين دمويّ يندفع المؤمنون به، مستندين إلى آياته، للاعتداء على الآخرين (وخصوصا اليهود)، وهي فكرة يسهل دحضها بتذكر حروب الإفناء التي أبادت ملايين البشر والتي خاضتها أوروبا نفسها تحت راية الدين في بلادنا (الحروب الصليبية)، وفي العالم الجديد (الأزتك والمايا والهنود الحمر) الخ، كما خاضها اليهود القدماء ضد خصومهم (وهناك أمثلة كثيرة من التوراة كما فعل النبي يوشع حين أفنى سكان أريحا).
ثم ماذا عن الحروب التي لم ترفع راية الدين (نظرّيا على الأقل) والتي أدّت لمقتل ملايين البشر، خلال الثورة الفرنسية، والحرب الأهلية الأمريكية، وحرب الأفيون في الصين، وحملات تطهير ستالين، والحربين العالميتين الأولى والثانية؟ هل إذا تلفعت الحروب بالأيديولوجيات الوطنية والقومية والشيوعية (والصهيونية) يصبح للإبادة والإفناء معنى ساميا؟
إحدى النقاط التي يريد البيان قولها إن العنف الذي يمارسه الغرب حاليّاً (بغض النظر عن عدد ضحاياه) هو أمر أخلاقي ومشروع، على عكس عنف الضحايا وذلك لأنهم متديّنون وليسوا ملحدين كخصومهم!
تعرضت بعض المجتمعات الإسلامية خلال القرنين الماضيين إلى الاحتلال، والاستيطان، والأنظمة الطغيانية، والاحتلالات المتنوعة الجديدة، والفساد والطائفية والقمع، وهو ما أدّى، كما هو معلوم، إلى ظهور نسخ متطرّفة من الأيديولوجيات الإسلامية، فهل السبب هو الدين نفسه أم ما جرى للبشر من مظالم هائلة؟

في الدعوة لحذف سور من القرآن: انحطاط سياسي غربي

رأي القدس

إصلاح ذات البين

Posted: 26 Apr 2018 02:29 PM PDT

يقول بعض الدراسات الفلسفية أن منظومة الزواج بشكلها الحالي ستختفي قريباً بسبب العديد من التغيرات الإجتماعية والإقتصادية وحتى البيولوجية التي ستطرأ على حياة الإنسان، حيث ستدفعه هذه التغيرات إلى البحث عن منظومة أقل تسلطاً وأبوية وأنانية للعيش فيها، منظومة ليست بالضرورة ثنائية، كما وأنها ليست بالضرورة مغلقة. وعلى قتامة الصورة التي تبدو في المخيلة عند محاولة تخيّل هذا المستقبل الذي ستختفي فيه فكرة العائلة النووية، بمجدافها النسائي وقبطانها الرجالي، فإن الموشرات التي يعتقد المفكرون أنها تشير لهذا الإختفاء لطيفة تفاؤلية وأحياناً كوميدية. أحد أسباب توقع المفكرين مثلاً أن فكرة «الحب الأبدي» الذي يكلله الزواج ستختفي هو إعتقادهم بالإمتداد القادم لعمر الإنسان والذي قد يرتفع إلى مئتي سنة. ويرى بعض العلماء والمفكرين إلى صعوبة إستمرار فكرة الزواج والتي تتطلب أن يعيش تحت منظومتها شخصان لما يزيد على مئة وخمسين سنة سوياً، حيث سينتيهان إلى الفتك ببعضهما البعض ما أن يتخطيا حاجز الثمانين أو التسعين عاماً، فالتجاور والتلاصق لهذه المدة الطويلة ستقلب هؤلاء الأحبة إلى أشد الأعداء.
إضافة إلى ذلك، ستفضي، حسب ما يقول هؤلاء المفكرون، العوامل الإقتصادية والتغيرات الإجتماعية والأيديولوجية وغياب الكثير من الفلسفات والمعتقدات مستقبلاً إلى إنتهاء منظومة الزواج كذلك. ويقول بعض العلماء أن هذه المنظومة ما بدأت من الأساس سوى كمنظومات حماية للطفل البشري والذي هو الكائن الوحيد غير القادر على الإستمرار في البقاء كوليد من دون رعاية من بالغين، وذلك على عكس وليدي الكائنات الحية الأخرى القادرة، في معظمها، على الإستمرار في الحياة من دون الإعتماد الكامل على البالغين من جنسها. مع مرور الزمن دفع هذا الإتكال للطفل البشري الوليد على أبويه إلى تكوين هذه المنظومة النووية والتي تعقدت قواعدها وشروط إستمرارها مع تطور المجتمع الإنساني، إلا أنها حافظت، رغم كل شيء، على الشكل الأبوي الشوفيني لها حيث استمر دور الرجل فيها ليكون القائد المسؤول عن الحماية وتوفير سبل المعيشة ودور المرأة فيها لتكون المسؤولة عن الرعاية الداخلية وعن الإطعام.
هل تستطيع هذه المنظومة، بل هل تستطيع أي منظومة، بنيت على أسس شوفينية عنصرية، أن تعدل من تركيبتها لتواكب التطورات العلمية والفكرية والمفاهيم الحقوقية الإنسانية؟ يرى العلماء أن مشكلة الأسرة لا تتوقف فقط عند أسسها العنصرية ولكنها تمتد كذلك إلى المشاعر التملكية التي تبنى المنظومة عليها، فالتركيبة الزوجية تستدعي درجة من الإنحسار في الحرية ودرجة من تسلط الطرفين على بعضهما البعض تتعارض والسعي الإنساني الحثيث نحو المزيد من الحريات، هذه الحريات التي لا يمكن لها أن تكتمل مطلقاً من خلال تركيبة العلاقة الثنائية على شكلها ومبادئها وقيمها الحالية والتي تتطلب أن يأخذ كل من الطرفين بعين الإعتبار رغبات الطرف الآخر ومحاذيره، بل وتفرض علاقة أحادية على كل من الطرفين يمتنع فيها كلاهما عن التواصل الحسي مع أي طرف خارج هذه المنظومة. ويرى بعض المفكرين أن المجتمعات البشرية لم تكن دائماً في الواقع أحادية العلاقات أنثروبولوجياً، وأن البشر ليسوا مشكلين جينياً ليبقوا في ثنائيات دائمة لا تتغير، وأن سبب ما نسمّيه الآن الخيانات المستمرة بين الثنائيات الإنسانية هو في الواقع تلك الرغبة الجينية للإنسان في التجاوب الحسي مع آخرين غير «وليفه». تلك النقطة تحديداً تعتبر الأكثر صعوبة وإيلاماً مشاعرياً وتشويشاً أخلاقياً وقيمياً، وإن كنت لا أدري إن كانت هذه الفكرة ستسعد الرجال كثيراً، لربما ستكون مصدر إغضاب لهم في الواقع إذا ما إكتشفوا أنها يفترض أن تنطبق على المرأة كما إنطباقها على الرجل تماماً. في كل الأحوال، وكما يقول العالم الكبير ريتشارد دوكينز، لربما نحن نتاج تطور دارويني، إلا أننا لسنا مضطرين لأن نعيش في مجتمع دارويني، لا بد لنا أن نقاوم تركيباتنا وتشكيلاتنا البدائية والتي تتعارض وقيمنا وأخلاقياتنا الإنسانية الحديثة وأن نسعى بإستمرار لتشكيل مجتمعات حديثة أكثر إنسانية ورحمة وأخلاقية من المجتمع الدارويني التطوري البيولوجي المخيف.
إن إعمال الخيال لتصور منظومات مستقبلية ليس فيها الدفئ العائلي الذي نعرف، ليست فيها فكرة الإخلاص الأبدي والتكريس الجسدي والروحاني للآخر الذي نقدس لهي مهمة شاقة تعذيبية، إلا أن التحرر الذي قد ينتج عن تطوير منظومة الزواج من شكلها الحالي الشوفيني إلى شكل آخر أكثر تحرراً ومساواة بين أطرافها وأكثر إستقلالية لهم، لربما يقلل من قتامة المنظر القادم بعض الشيء. يبقى السؤال الذي لربما أتركه للمقال القادم والذي يلح متحدياً: هل يمكننا أن نكون أكثر تحريراً لأنصافنا الأخرى في حياواتهم وفي قراراتهم؟ هل في الإمكان تصور تركيبة إجتماعية قادمة يكون فيها الطرفان متساويين متحررين غير مضحيين بأي حق أو حرية، مكتملين السعادة بلا أي تنازلات؟

إصلاح ذات البين

د. ابتهال الخطيب

قاموس السباب ينتعش في المغرب… إحياء لسُنّة صالح والقذافي والسيسي والحسن!

Posted: 26 Apr 2018 02:28 PM PDT

هي كلمة واحدة فقط، جرّت على صاحبها الويلات، كلمة خفيفة على اللسان، ثقيلة في ميزان سيئات الحكومة العثمانية بالمغرب، ونسبة العثمانية ترجع إلى رئيسها سعد الدين العثماني، الجانح دائماً إلى لجم لسانه، على عكس خلفه عبد الإله بن كيران، لأن «اللسان ما فيه عظم» كما يقول المثل العامّي. لكن العثماني، وهو الطبيب النفسي، نسي أو تناسى أن يلقّن هذه الحكمة «الذهبية» لتلاميذه في «مدرسة المشاغبين» مثلما تصفهم السلسلة الكرتونية المغربية على قناة «يوتيوب».
أحد هؤلاء المشاغبين وزير الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد، يرطن بكلمات ربما لا يفهم معناها ودلالتها البعيدة والخطيرة، شأنه في ذلك شأن جل المسؤولين «الفرنكفونيين» الذين يجدون الطريق نحو المناصب مُعبّداً ومفروشاً بالورود. هذا الوزير لم يرقه أن يقوم فتية مناضلون بتزعم حملة لمقاطعة بعض المنتجات الاستهلاكية احتجاجاً على غلائها، فأخذته الحميّة على زملائه المتحكمين في الأعناق والأرزاق، ووصف المقاطعين بـ «المداويخ».
كلمة نقلتها القناة التلفزيونية الأولى خلال بثها المباشر لجلسات البرلمان المغربي، عشية الثلاثاء المنصرم. لكنها لم تمر مرور الكرام، إذ سرعان ما انتقلت إلى شبكات التواصل الاجتماعي، مصحوبة بتعليقات مختلفة، وأسهب مدوّنون في تحليل صفة «الدوخة» التي ألصقها الوزير المذكور بفئة من الشعب المغربي، مُجمعين على كونها تتضمن دلالات التسفيه والتحقير.
أمام هذه النازلة، لا بدّ مما ليس منه بد: تقديم الوزير المذكور اعتذاراً علنياً للشعب المغربي كافة، إذ يُفترض أن تكون الحكومة حكومة لجميع المواطنين، دافعي الضرائب، مؤيدين ومعارضين، وليس حكومة للمصفقين فقط. وفي حالة الرفض، لا مناص من إقالة الوزير بوسعيد، ما دام قد أهان فئة من المغاربة وشتمهم على الهواء، «لأنه لا يجدر بجنابه وجناب حزبه أن يحكموا أمّة من المداويخ»، على حد تعبير زميلنا الكاتب والإعلامي شكري البكري.
أضف إلى ذلك، أنه من المفروض في «الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري» التي تراقب عمل القنوات التلفزيونية المغربية أن تلزم القناة الأولى بإعطاء الكلمة لأحد متزعمي حملة المقاطعة للرد على «معالي الوزير» وحفظ ماء الوجه.
ولكن أيّاً من هذه الخطوات لن يحصل أبداً، ما دام سبُّ الحاكمين الشعبَ أسلوباً معهوداً في جل أنظمتنا العربية، لقد فعلها الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، حينما نعت معارضيه بـ»أصوات نشاز غير مقبولة» وصرخ في وجههم عبر التلفزيون: «فاتكم القطار، فاتكم القطار»، وفعلها أيضاً الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي صاحب عبارة «الجرذان» و«زنقة زنقة»، وفعلها أيضاً الانقلابي عبد الفتاح السيسي الذي واجه مواطناً مصرياً أراد أن يلعب دور ممثل صوت الكادحين، فطالب بإعادة الدعم، مشيراً إلى أن الفئات محدودة الدخل لكونها لا تستطيع تحمل الزيادات في الكهرباء والوقود، فقمعه السيسي قائلاً: «إنت مين»؟ على غرار العبارة الشهيرة «مَن أنتم؟»… وقبلهم بسنوات عديدة، نعت العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني معارضيه بـ»الأوباش»، خلال التظاهرات التي شهدتها مجموعة من مدن المملكة آنذاك.
مهما اختلفت الصيغ وتعددت التعبيرات، يظل القاموس واحداً، وتظل شاشات التلفزيون شاهدة على تلك النظرة الدونية للمعارضين، وهي نظرة يزكيها تحالف المال مع السياسة، أي ما يُطلق عليه في المغرب «المخزن»، فالطبقة الأرستقراطية تتقوى من خلال تلاقي المصالح بين رجال المال ورجال السياسة. ومن ثم، لا نستغرب إن وجدنا رجل اقتصاد مغربياً يسعى إلى تطبيق مقولة «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً» حسب فهمه الخاص. فبعدما وصف وزير المالية محمد بوسعيد مقاطعي المنتجات الاستهلاكية بـ»المداويخ»، اختار لهم مدير في شركة للحليب وصف «خونة الوطن»، وذلك في تصريح نُقل صوتاً وصورة عبر المواقع الإلكترونية منذ يومين. وهكذا صارت مقاطعة منتج معين من الحليب خيانة للوطن، في عُرف المنتفعين من الاقتصاد المغربي ومن عرق الفلاحين البسطاء ومربي المواشي!
إذا كانت المطالبة السلمية المشروعة بخفض الأسعار تجعل المواطن خائناً، فأنعم بها من خيانة، وهات حكمك ـ أيها المسوؤل ـ إن كان الأمر بيديك!

ماء وحليب وبنزين!

التحالف بين سلطتي المال والسياسة في المغرب يمثلّه المتحكم في إحدى أكبر شركات البنزين، التي يدور حولها ـ هذه الأيام ـ موضوع المقاطعة الشعبية، لعدم مراعاة تلك الشركة القدرة الشرائية للمواطنين (شأنها في ذلك شأن شركات الحليب والماء المعدني)، وأيضاً لعدم التفاعل الإيجابي والمنطقي مع تقلبات أسعار النفط عالمياً.
الشخص المذكور الذي يجمع بين الحقيبة الوزارية باعتباره مسؤولاً عن الفلاحة والصيد البحري والمياه والتنمية القروية وبين المسؤولية الاقتصادية باعتباره على رأس شركة للمحروقات، صار دائم الحضور في الإعلام السمعي البصري، فلا تكاد تخلو نشرة إخبارية من صوره وتصريحاته، وهو ما يزكي وضعيته الاستثنائية في المشهد السياسي المغربي، لدرجة أنه قام ببعثرة الأوراق خلال المفاوضات التي أُجريت منذ أكثر من سنة من أجل تشكيل الحكومة، وفرض توجهات واختيارات معينة.
وتسابقت الكاميرات منذ يومين، لتصويره، خلال معرض الفلاحة بمدينة مكناس، وهو يشرب الحليب نكاية في المقاطعين، ويصف عملية المقاطعة باللعب، حيث قال: «هذا قوت الفلاحين، ومن يريد اللعب فليذهب إلى مكان آخر».
ولا أجد رداً أجمل وأبلغ على معارضي حملة المقاطعة من تدوينة كتبها الشاعر المغربي نوفل السعيدي، وبها أختتم هذا العمود: «سيقول لكَ المخلفّون من الأعراب: بمقاطعتنا لهذه المنتجات، فنحن نضرّ بأرباح هذه الشركات، ونقطع معها أرزاق العاملين بها. التغيير يحتاج للتضحية. كيف تريدون هذا التغيير يا عباد الله، لا أنتم تحتجون ولا تتظاهرون ولا تخرجون للشوارع ولا تقاطعون الانتخابات، ولا.. ولا.. كيف؟! تُريدون عصا النبي موسى تجعل المغرب السويد في طرفة عين؟! لقد انتهى زمن المعجزات، والتغيير لا يكون إلا بالتضحية، فالنبي محمد الملهَم من السماء، لم يُغيّر الأوضاع حتى جاع وهُجّر من مكة وانتُهِبَت أملاكه وأملاك المهاجرين، وكان بإمكان ربّه أن يفتح له نهراً من السماء يتلألأ ذهباً وفضة، حتى تكون لنا عبرۃ. إنها سُنّة التدافع والأخذ بالأسباب».

كاتب من المغرب

قاموس السباب ينتعش في المغرب… إحياء لسُنّة صالح والقذافي والسيسي والحسن!

الطاهر الطويل

«حزب الله»: اندماج المخفر الإيراني في الحوزة الشيعية

Posted: 26 Apr 2018 02:28 PM PDT

لكي يبدأ المرء من معطيات بسيطة حول حقيقة تحوّل «حزب الله» اللبناني إلى دولة داخل الدولة، يكفي التذكير بأنّ الحزب هو ثاني مُشغِّل/ مانح للرواتب في مختلف الوظائف، بعد الجيش اللبناني العتيد؛ كما أنه يأتي في الترتيب الأول للجهات التي تتولى تقديم مختلف أنماط المعونات الاجتماعية. صحيح، قد يقول قائل، إنّ هذين الامتيازين يقتصران ديمغرافياً على أبناء الشيعة في الأغلبية الساحقة، وفي مناطقهم الفقيرة حيث مستوى المعيشة المتدني غالباً؛ إلا أنّ هذا التفصيل يشكل، في ذاته، رافعة كبرى لتثبيت صعود الحزب إلى مصافّ الدولة، التي لا ينقصها جيش ضارب عالي التسليح، وحكومة فعلية، وخزينة لا تنضب، وعَلَم، و… مرجعية عليا قوامها الوليّ الفقيه!
ولقد مضى زمن شهد «تواضع» قيادة الحزب، والقصد هنا مرحلة ارتقاء حسن نصر الله سدّة القيادة، من حيث مغازلة الدولة اللبنانية والاعتراف بسلطتها وسلطاتها ومرجعياتها؛ بل إطراء الجيش اللبناني على وجه التحديد، وتنزيهه عن الصراعات والاختلافات، بوصفه مؤسسة تحظى بالإجماع الوطني. ذلك لأنّ هذا الخيار، اللفظي أوّلاً وأخيراً، والذي لم تكن مضامين النفاق فيه خافية إلا على الحمقى؛ لم يكن يكلّف الحزب البتة، لا في كثير ولا في قليل، وكان في المقابل يُكسبه ــ لدى شرائح أخرى من الحمقى ــ صورة الحزب المنضوي تحت الراية اللبنانية الوطنية، وتحت الدستور والرئاسات الثلاث. كان الحزب يعلم، ويُعلِم الجميع كلما اقتضت الحاجة، أنه دولة فوق الدولة وليس ضمن الدولة فقط، وأنه جيش أقوى عدّة وعدداً من الجيش اللبناني، وأنّ خزينته أغنى ويمكن لها أن تطفح في كلّ حين بمليارات «المال الطاهر». إنه، باختصار بليغ، مخفر أمامي للوالي الفقيه في طهران، والنقطة بعد هذا السطر تجبّ كلّ سؤال وتساؤل.
فهل صار حوزة شيعية أيضاً، بمعنى التجنيد العسكري والعقائدي للطائفة الشيعية في لبنان، ثمّ ما أمكن ذلك في الإطار المشرقي، ونحو سوريا أيضاً؟ نعم، وتدريجياً في واقع الأمر، رغم أسباب جوهرية ثلاثة، بين أخرى أقلّ مغزى ربما، كانت تحول دون ذلك التحوّل:
1 ـ أنّ حافظ الأسد، الذي ساهم في وضع التصاميم الأولى لصيغة الحزب، بالتوافق مع الإمام الخميني مباشرة كما تشير مصادر عديدة، سعى جاهداً لإبعاد التبشير الشيعي عن صفوف الطائفة العلوية؛ لأنّ أيّ تشيّع (من الطراز الذي تطوّر بعد الثورة الإسلامية في إيران) كان يهدد سيطرة النظام على مفاصل أساسية في قلب الطائفة العلوية، ويقترح بديلاً عن التوازنات العشائرية وشبكات الولاء الوظيفية التي شيّدها الأسد في قرى جبال الساحل السوري تحديداً.
2 ـ وأنّ التشيّع اللبناني، ثمّ في إطار أوسع: التشيّع العربي خارج مرجعيات قُم، لم يكن متجانساً على مستويات ديمغرافية وفقهية وتاريخية، ولم يكن واقعياً استطراداً ــ ولا مستحباً أصلاً ــ فرض شرائع ولاية الفقيه على الفقه النصيري في سوريا، والجعفري في لبنان، والزيدي في اليمن، كأمثلة؛ بصرف النظر عن نقاط الاختلاف والتشابه بينها وبين مرجعية قم.
3 ـ أنّ جمهور الشيعة في لبنان، مثله مثل أي جمهور ديني أو مذهبي أو طائفي، كان شرائح في مجتمع أوّلاً، وكان طبقات وفئات تتحكم في سلوكها عوامل اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية متباينة، ومتناحرة استطراداً؛ فلم يخلُ جمهور الشيعة اللبناني من معارضات مختلفة، علمانية وتقدمية رافضة للانتماء المذهبي؛ وأخرى إقطاعية وإقليمية تنضوي تحت ولاءات أخرى أبعد من حسّ التشيّع المحض.
وفي صيف 2013، للمرة الأولى منذ انتخابه أميناً عاماً للحزب، صارح حسن نصر الله جماهير الحزب هكذا: «نريد أن نقول لكلّ عدو ولكلّ صديق، نحن شيعة علي بن أبي طالب في العالم»، وأيضاً: «نحن حزب الله. الحزب الإسلامي الشيعي الإمامي الإثنا عشري». كانت عوامل كثيرة قد دفعت نصر الله إلى هذا المستوى من الوضوح، أبرزها أنّ الحزب كان قد أعلن رسمياً انخراطه في القتال إلى جانب النظام السوري، وانفكاكه بالتالي عن ركيزة وجوده الكبرى والتأسيسية، أي «المقاومة» ضدّ إسرائيل. العامل الثاني نجم عن الأوّل بالضرورة، وهو التآكل المضطرد لجماهيرية الحزب في أوساط جماهير السنّة على امتداد العالم العربي والمسلم؛ الأمر الذي دفع نصر الله إلى التمترس المذهبي أكثر من ذي قبل، وإلى كشف طوية حرص عقوداً على تعميتها تحت ستار تمثيل جبهة المقاومة. قبل صيف 2013 هذا، في مطلع شبابه، وداخل اجتماع مغلق، سُجّل على شريط؛ كانت مصارحة نصر الله أكثر وضوحاً حول مشروع الحزب: «أن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة، وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان، ونائبه بالحقّ الوليّ الفقيه الإمام الخميني».
بذلك فإنّ صيغة «حزب الله» التكوينية خضعت لتجاذبات ثلاثة، ذات عناوين مكشوفة وأخرى مضمرة: جبهة مقاومة ضدّ إسرائيل (مخفر لبناني للولي الفقيه)، حاضنة اجتماعية للفئات الأفقر في صفوف شيعة لبنان (حوزة تبشير مذهبية، وحزب إسلامي شيعي إمامي إثنا عشري)؛ ودولة فوق الدولة (على الصعيد الرسمي، وقياساً على الحال الراهنة: وزيران في الحكومة، 14 نائباً، هيمنة على إدارات كبرى، بلديات ومناصب وفضائيات وصحف…). وتلك تجاذبات لم تبدّل خيار الحزب الجوهري في عدم إلزام المنتسبين إلى صفوفه بأية قواعد تنظيمية، لكنّ تقاليد العمل الداخلية كانت لها اليد العليا في تحويل الحزب إلى ميليشيا عسكرية تذهب بالمنتسبين إلى القتال مع نظام استبداد وجرائم حرب وفساد؛ تحت ذريعة (كاذبة) توفّرها الحوزة الدينية، أي الدفاع عن مراقد الشيعة في سوريا، ضدّ «التكفيريين».
لكن «غزوة بيروت»، في أيار (مايو) 2008، حين نزل الحزب بسلاحه الثقيل إلى قلب بيروت لترويض خصوم سياسيين، وأطلق نصر الله على تلك الواقعة صفة «اليوم المجيد»؛ نقلت حزب «المستضعفين» و«فقراء الكرنتينا» خطوة كبرى حاسمة بعيداً عن خطاب مغازلة المؤسسات الشرعية اللبنانية، فكشّر «حزب الله» عن أنياب لا تُخفي شراستها، بل تقصد إعلانها والتخويف بها. التطورات اللاحقة، بعد التعثر في انتخابات 2009 وعدم الوفاء بعهد الثأر لاغتيال عماد مغنية ومباركة قمع الإصلاحيين في إيران وتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية والتخبط في أداء وزراء الحزب ضمن حكومة ميقاتي، كلها كانت مقدمات منطقية لكي يدير الحزب ظهره لإسرائيل، ويتفرغ لمقارعة أبناء الشعب السوري في أربع رياح سوريا.
.. ليس دون الاستدارة ضدّ بعض أبناء الطائفة الشيعية، ممّن اتخذوا موقف المعارضة لسياسات الحزب، أو لقتاله على جانب النظام السوري تحديداً. في الماضي أشارت أصابع الاتهام إلى خلايا الحزب في تصفية أمثال حسين مروة ومهدي عامل، واليوم لا يتردد الصحافي والمرشح النيابي علي الأمين في اتهام عشرات من أنصار الحزب اعتدوا عليه في وضح النهار. إعلام الحزب لا يتورع، من جانبه، عن اختراع فئة خاصة اسمها «شيعة السفارة»؛ أنت، كما يكتب علي الرز، عضو فيها حتماً، إذا كنتَ: «شيعياً لبنانياً ولم تسلّم عقلَك لآيات الله ووكلائهم المحليين»، أو «تتجنّب رفْع الأيادي تلقائياً والهتاف «لبّيك» من دون أن تفكّر لماذا رَفَعْتَ قبْضتكَ وهَتَفتَ»، أو «رافضاً للدم السوري على يديْك»، أو «رافضاً أن تصبح «برميلاً» محمَّلاً بالمتفجرات يلقيه الديكتاتور المدعوم من محور الممانعة على آلاف الأبرياء»، أو «رافضاً توزيع الحلويات والغناء والدبكة على أنغام السارين والكلور»؛ أو… أو… أو…
مخفر حوزة، وحوزة مخفر، إذن؛ ولا فارق، ولا افترق!

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

«حزب الله»: اندماج المخفر الإيراني في الحوزة الشيعية

صبحي حديدي

إنهم يكتبونني

Posted: 26 Apr 2018 02:28 PM PDT

ـ «إلهي العزيز.. صار عمري مئة. أنام كثيرا ولكنني أشعر بأنني بحالة جيدة. كنت أحاول أن اشرح لوالديّ أن الحياة هبة غريبة، في البداية نغالي في تقديرها، ونعتقد أننا استلمناها لنستخدمها دوما، ثم نسيء تقديرها، حين نجد أن الحياة قصيرة جدا وغير كاملة، ونكون مستعدين تقريبا للتخلي عنها، وفي النهاية ندرك أنها لم تكن هبة بل ديناً، وعندها نحاول أن نستحقه، عمري مئة عام وأنا أعرف عما أتحدث، كلما تقدمت في السن يجب أن يكون ذوقك أفضل كي تقدّر الحياة، يجب أن تصبح نقياً وحاذقاً، أيّ أبله يستطيع أن يستمتع بالحياة في عمر العاشرة أو العشرين، ولكن في عمر المئة، حين لن تعود حتى قادراً على الحركة، من الضروري استخدام الذكاء».
من رواية أوسكار والسيدة الوردية لأريك إيمانويل شميت ـ ترجمة أنا عكاش
ـ «أبشع الوحوش هو ذلك الذي يتوافر على أحاسيس نبيلة».
من رواية «الزوج الأبدي» لديستويفسكي ترجمة سامي الدروبي
ـ «فَهِم في الوقت المناسب تماما أن أفضل ما يستطيع فعله هو استخدام ذاكرته لكي يدرأ مسار التفكك الخداع المشؤوم، واطمأن إلى حقيقة مفادها أن كل ما يبنيه البنّاء، وكل ما يقيمه النجّار، وكل ما تخيطه المرأة، بل كل ما يحققه الرجال والنساء بعد معاناة ودموع مرة، محكوم بأن يتحول آخر الأمر إلى ركام مسحوق متآكل متهاوٍ سائل جارٍ تحت الأرض، لكن ذاكرته تستطيع أن تظل حية واضحة إلى أن تستسلم أعضاء جسمه وتلتزم بالعقد القائل إن مهمتها قد انتهت، أو إلى أن يصبح لحمه وعظامه فريسة كواسر تحوم فوق الموت والفناء، قرر أن يراقب كل شيء مراقبة يقظة، وأن يسجل حصيلة مراقبته دائما، وكل ذلك حتى لا يغفل عن أصغر تفصيل، لأنه أدرك مصدوماً أن تجاهل المرء ما يبدو قليل الأهمية في ظاهره، يعني إقراراً منه بأنه محكوم بأن يجلس من غير دفاع في ذلك البرزخ الواصل بين الأجزاء القائمة والساقطة من الجسر الممتد بين الفوضى والنظام الشامل».
من رواية «تانغو الخراب» للكاتب المجري لاسلو كراسناهوركاي الفائز بجائزة بوكر الدولية عام 2015 ترجمة الحارث النبهان
ـ «منذ زمن قرأت هذه العبارة: لم يترك لي الرب موضعاً خاوياً في هذا الكون سوى الصفحة. لا أذكر أين قرأتها، إلا أنني تأثرت بها، لإحساسي بالشعور نفسه نحو أبي. لم أكن مؤمناً يوماً، إذ أن الفكرة المتمثلة في إضافة أب روحي إلى الأب البيولوجي الهائل الذي حظيت به كانت تبدو لي خانقة. لذا فقد فهمت تلك العبارة على النحو التالي: لم يترك لي أبي موضعاً خاوياً في هذا الكون سوى الصفحة». يشغل المرء تلك الأمكنة التي يتركها الآباء خاوية».
من رواية «سالباتييرّا» لبيدرو مايرال ترجمة مارك جمال
ـ «لا ضرر من الحمقى والأذكياء على حد سواء، أما أنصاف الحمقى وأنصاف الحكماء فهم الأشد خطراً»

جوته

ـ «لا يوجد استثمار في الحب. أن تحب يعني أن تكون ضعيفاً. جرّب أن تحب أي شيء وسيضعف قلبك وربما ينكسر. إذا كنت تريد أن تحافظ عليه بدون ألم فعليك أن تحتفظ به لنفسك. ضع عليه غلافاً أنيقاً واربطه بحذر وألصق فوقه بعض الزينة. ضعه في خزانة نعشك وأنانيتك. داخل النعش حيث الأمان والظلمة وانعدام الحركة وحيث لا وجود للهواء، سيتغير قلبك هناك ولن ينكسر، سيصبح غير قابل للكسر، لا يمكن اختراقه ولا إعادته لطبيعته، لقد حصلت على بديل لمأساة الحب، أو على بديل لاحتمال مأساة الحب، إليك اللعنة الأبدية، خذها، هيا إلى المكان الوحيد خارج الجنة الذي تستطيع أن تكون فيه آمناً من كل أخطار الحب وانكساراته، هيّا إلى الجحيم»
سي إس لويس من مقتطفات عن الحب ترجمها محمد الضبع في كتابه «أخرج في موعد مع فتاة تحب الكتابة»
ـ «عندما تمسك البراغماتية بعصا قائد الأوركسترا وتقود الفرقة الموسيقية، بدون أن تهتم بما هو مدون في النوتة، سيكون مؤكدا أن منطق الدناءة المحتوم سينتهي إلى البرهنة على أنه ما زالت هناك بضع درجات وضاعة أخرى يتوجب نزولها»
من رواية «انقطاعات الموت» لجوزيه ساراماجو ترجمة صالح علماني
ـ «يقال في بعض الأحيان إن الخيال هو هروب مزعوم من الواقع (وكما قال إليوت، الإنسانية لا تتحمل كثيراً من الواقع) كما لو أنه لم يصل إلينا أو أنه آلمنا، ولذلك نحتاج إلى قليل من الخيال، كحاجتنا إلى المخدرات والترفيه، إذ يمكننا أن نكون نفعيين أكثر، ونكتشف في الخيال نفعية أكبر غابت عن عالم النفس الذي يحدثنا عن الفظائع والمظالم. الخيال ليس هروباً من القبح ومن الرعب ومن المظالم الاجتماعية، وإنما هو بالضبط تصميم لبناء بديل، هندسة فرضية لمجتمع أكثر انسجاماً مع انتظاراتنا الإنسانية والأخلاقية. «ليس في كل يوم ينتظم العالم في قصيدة» قال والاس ستيفنس، ولكننا نحاول في كل يوم أن نجعل من بعض القصائد عالماً، وعلى الرغم من كل جهود الردع، فإن التراجع عن فعل ذلك ليس خياراً بشرياً بالمرة. الخيال والثقافة يبنيان كل ما نحن عليه. لم نولد بفراء وأسنان ومخالب. وإنما صنعنا ملابس وأدوات كانت دائماً نتاج الخيال والثقافة. الحقيقة تنقذنا لأسباب واضحة، ولكن الخيال أيضاً. يمكن أن ننبه إلى أن هناك نمراً يقترب منا. فمن المهم قول الحقيقة، الملاحظة، ولكن لندافع عن أنفسنا نحتاج، وقبل أن يقترب منّا الحيوان، إلى تخيل إمكانية نجاتنا. حرفياً الخيال ينقذنا، فلأننا تخيلنا، استطعنا أن ندرك ماذا علينا فعله، واستطعنا امتلاك الأدوات أو الخيارات الضرورية لرد الفعل. فالحيوانات تولد مع الحقيقة. بحقيقة صلبة مما يقلل لديها الحاجة إلى التعلم. نحن نولد بحقيقة أقل ولكن بإمكانيات، وبأسلحة وليدة الخيال، نحن نبتكر. فشوكة أو كمّاشة لهما وظيفة واضحة ومن هذه الناحية تفيدان أكثر من بيت شعر ولكن، الشوكة أو الكماشة، كانتا نتيجة لابتكار، ولتحقيق ذلك كان لا بدّ من تخيلهما وابتكارهما. فعندما ننظر حولنا ونرى كراسي، طاولات، قمصاناً، ملاعق، فوانيس، أقلاماً، كتباً، فكل ما نراه ليس أشياء ولدت معنا، ولكنها ولدت من الخيال، من الأفكار فالعالم الذي يحيط بنا هو نتاج الثقافة. المجتمع يكون أفضل إن نحن تخيلنا أفضل».
من رواية «هيا نشتر شاعراً» للكاتب ألفونسو كروش ـ ترجمة عبد الجليل العربي
٭ كاتب مصري

إنهم يكتبونني

بلال فضل

واشنطن قد تكون خسرت أسرار أهم برنامج للصواريخ المهاجمة في قصفها لسوريا

Posted: 26 Apr 2018 02:27 PM PDT

مدريد- «القدس العربي» : استطاعت الولايات المتحدة في ضربها يوم 14 نيسان/أبريل رفقة فرنسا وبريطانيا لنظام دمشق إلحاق أضرار نسبية ببعض البنيات العسكرية، لكن ما لم تكن تنتظره هو حصول روسيا على صواريخ أمريكية متقدمة لم تنفجر، مما يجعل الصناعة الأمريكية تتكبد خسائر بعشرات المليارات من الدولارات كما حدث سنة 1998 عندما أسقطت صربيا طائرة الشبح الأسطورية إ ف117 وأخرجتها واشنطن من الخدمة.
وتحولت سوريا إلى ساحة لتجريب الأسلحة الجديدة. وكان الرئيس الروسي فلادمير بوتين قد اعترف بتجربة عشرات الأسلحة في الساحة السورية، كما استعملت فرنسا لأول مرة صواريخ جديدة خلال القصف يوم 14 نيسان الحالي، وهي صواريخ انطلقت من سفن حربية في المتوسط. وبدورها استعملت الولايات المتحدة صواريخ جديدة رفقة أخرى قديمة من نوع توماهوك.
وخلال عملية القصف الأخيرة، لم تنفجر بعض الصواريخ، وتفيد وسائل الاعلام الروسية ومنها «سبوتنيك» بل وحتى الأوروبية بحصول روسيا على صاروخين لم ينفجرا من أصل 103 من الصواريخ جرى توجيهها إلى أهداف سورية. وتحدثت موسكو عن نجاح المضادات السورية في اعتراض ثلثي الصواريخ. لكن الأهم هو حصول روسيا على صاروخين، ولم تكشف عنهما هل يتعلق الأمر بتوماهوك أو الصاروخ الجديد الذي جربته الولايات المتحدة وهو AGM-158 JASSM الذي جرى إطلاقه من المقنبلة ب 1. وجرى نقل الصاروخين يوم 18 نيسان الجاري إلى روسيا، وفق الصحافة وهو ما لم تنفه وزارة الدفاع الروسية بل مصادر عنها قالت إن الحصول على الصواريخ كان «هدية ترامب لروسيا».
وسواء كان هذا الصاروخ من نوع توماهوك أو الثاني، فالولايات المتحدة تكون قد خسرت عشرات المليارات من الدولارات خاصة في حالة الصاروخ الثاني. وستعمل روسيا على تفكيك الصاروخ ومعرفة التقنية التي يستعملها ونوعية الوقود، مما سيسهل صناعة صواريخ مضادة لها بل ومعرفة مستوى تقدم الولايات المتحدة في صنع الصواريخ المهاجمة. وهذا يعني عسكرياً، ضياع سنوات كبيرة من البحث والاستثمار، كما يعني ضياع التفوق العسكري. ومن ضمن المعطيات التي استأثرت بانتباه المحللين العسكريين هو أن الصاروخين لم ينفجرا، إذ أن الصاروخ مزود بنظام التدمير الذاتي في حالة عدم ضربه للهدف، وذلك حتى لا يطلع العدو على التكنولوجيا التي يستعملها. وفي حالة عدم التدمير الذاتي، وهي حالات نادرة جدة، تقوم طائرات مقاتلة بقصف الصاروخ أو اللجوء إلى وحدات قتالية خاصة متخصصة في تدميره.
ويقدم التاريخ العسكري خلال العقود الأخيرة حالات مشابهة شكلت منعطفات عسكرية حقيقية، ومن أبرزها نجاح صربيا في إسقاط طائرة الشبح إف 117 سنة 1998 بصاروخ مضاد، فقامت روسيا بالحصول على بقايا الطائرة وفككت طريقة عملها. وأمام هذا الوضع، أقدمت الولايات المتحدة على إخراج طائرة الشبح من الخدمة لأنها لم تعد مفيدة بعدما اطلعت روسيا على أسرارها العسكرية وطريقة عملها. وكلفت إ ف 117 استثمارات ضخمة وكانت في ريادة السلاح الجوي لكن جرى سحبها من الخدمة في وقت قصير لأنها لم تعد تنفع.

واشنطن قد تكون خسرت أسرار أهم برنامج للصواريخ المهاجمة في قصفها لسوريا

حسين مجدوبي

«الأمريكية العليا» تنظر في ما إذا كانت الكراهية الدينية والعرقية دفعت ترامب لحظر سفر مسلمين

Posted: 26 Apr 2018 02:27 PM PDT

واشنطن ـ « القدس العربي»: نظرت المحكمة الدستورية العليا في الولايات المتحدة في مسائل حساسة ومثيرة للجدل أثناء مناقشة قرار حظر السفر من بعض الدول العربية والإسلامية لأمريكا بما في ذلك اتهامات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتعلق بتصريحاته وتغريداته المناهضة للمسلمين، قبل وبعد فوزه بالانتخابات ومدى تأثير أقواله شديدة التعصب على قرار الحظر اذ وعد ترامب بحظر الهجرة من الدول الإسلامية اثناء حملته الانتخابية قائلا «الإسلام يكرهنا» وان أمريكا لديها مشاكل مع المسلمين.
وحاول محامو ترامب إقناع المحكمة ان الحظر الذي أصبح ساري المفعول بعد ثلاث مراجعات قانونية لا علاقة له بالدين في حين حاولت ولاية هاواي التي قدمت حججا شفوية أمام الحكمة إقناع القضاة ان تصريحات ترامب واضحة وواسعة ضد أبناء دين معين وان الحظر ينتهك فقرة تأسيسية في الدستور تمنع الحكومة من تفضيل او نكران أي دين.
وقال قانونيون ان القضية هي بلا شك حالة غير عادية وانهم لا يستطيعون التفكير في مثال آخر على محكمة يطلب منها ان تقرر ما إذا كانت افعال رئيس ما قد تعرضت للفساد بسبب العداء العرقي او الديني، وأوضح هلاولود كيوه، استاذ القانون في جامعة ييل والمسؤول السابق في وزارة الخارجية في عهد باراك أوباما، ان هذه الحالة متطرفة للغاية لأنها تتضمن البحث عن أدلة في سجل التحيز لصاحب مرتبة قيادية مشيرا إلى المحكمة لا يمكنها تجاهل ذلك.
وقرأ ممثلو هاواي ورقة الاتهام والأدلة ضد الرئيس الأمريكي، بما في ذلك التغريدات والتعليقات الضالة التي ظهرت اثناء حملة ترامب لحظر سفر المسلمين إلى الولايات المتحدة ونشر الاتهامات القائلة ان المسلمين يشكلون خطرا، وقدم محامو الولاية التغريدات والبيانات التى نشرها ترامب بعد توليه المنصب، بما في ذلك إعادة نشره لمقاطع فيديو معادية للمسلمين.
ودافعت الحكومة الأمريكية عن تعليقات (الرئيس) وحاولت تفسير قيام ترامب بإعادة نشر أشرطة فيديو دعائية عادية للمسلمين على تويتر في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 من بينها شريط فيديو عنوانه (المسلم يدمر تمثال مريم العذراء)، وآخر عنوانه (الغوغاء المسلم يضرب مراهقا ويرميه من سطح البناية)، وثالث عنوانه (المهاجر المسلم يضرب صبيا هولنديا يمشى على عكازات).
وزعمت الحكومة الأمريكية ان لا علاقة بين إعادة التغريدات والأمر التنفيذي بحظر السفر وقالت ان النقاد يتجاهلون العديد من تصريحات ترامب التي تنكر العداء الديني وتثنى على الإسلام، وحذرت الحكومة المحكمة بعدم الانخراط في التحليل النفسي القضائي لقلب المدقق، وقالت ان الحجة القائلة أن ترامب يريد حظرا على المسلمين هو تخمين فقط وان ولاية هاواي ليست لديها أي دليل على ان الرئيس كان مدفوعا بالكراهية الدينية.
وقال مراقبون ان المحكمة ذات الميول المحافظة لا ترغب في الخوض في مشاعر ترامب الشخصية تجاه المسلمين في قضية يمكن البت فيها على أسس أقل إثارة للجدل رغم عدم ارتياح القضاة للتغريدات، وحتى لو كان القضاة يرون ان ترامب كان مدفوعا بشكل جزئي بكراهية المسلمين فإن في امكانهم اتخاذ قرار بأن ذلك غير ذي صلة بالقضية، وبدلا من ذلك، يمكنهم الالتزام بقراءة صارمة للأمر التنفيذي الصادر عن ترامب وما إذا كان في حدود السلطة التنفيذية أو يمكنهم ان يقرروا ان السياسة تميز بشكل قانوني ضد المسلمين بغض النظر عن تصريحات الرئيس.

«الأمريكية العليا» تنظر في ما إذا كانت الكراهية الدينية والعرقية دفعت ترامب لحظر سفر مسلمين

رائد صالحة

آخر رسائل دمشق: «درعا ليست أولوية» وعمّان ترد «نرحب بالجيش السوري»

Posted: 26 Apr 2018 02:27 PM PDT

عمان – «القدس العربي» : الأسباب التي تدفع وزير شؤون الإعلام الناطق الرسمي الأردني الدكتور محمد المومني للإعلان عن استحالة عبور «فراشة» على حد تعبيره في اتجاه بلده من جنوبي سوريا خارج الأطر الشرعية لها ما يبررها خصوصاً وأن الحكومة الأردنية تواصل اتصالاتها الحثيثة ومع كل الأطراف لضمان عدم انتقال عدوى الفوضى وبـأي صيـغة إلى شـمال الأردن.
الفرصة أتيحت خلال الأيام القليلة الماضية لأن يقفز ملف الحدود الأردنية السورية إلى سطح الأحداث المهمة جداً في الوقت الذي انطلقت فيه مجدداً مناورات «الأسد المتأهب» بنسختها العسكرية الجديدة السنوية في رسالة تعيد التأكيد على ان أولوية الأردن المطلقة لها علاقة مجدداً بما يصفه الوزير المومني بالاحتياط دون انتقال اي عدوى فوضى ومن اي نوع عبر الحدود.
في مقايسات ومقاربات المؤسسة الأردنية الأمنية تم رصد التحول الدراماتيكي مؤخراً في طبيعة المواجهة والحرب بين إيران وإسرائيل داخل العمق السوري حيث توصف بانها اليوم مواجهة عالية التكنولوجيا وبطريقة غير تقليدية. تلك المواجهة تشغل ذهن صانع القرار الأردني اليوم قبل اي اعتبار آخر ليس فقط لان عمان تحاول التنويع في تكتيك التواصل مع النظام السوري وبكل الوسائل المتاحة لها.
ولكن لأن عمان منشغلة ايضاً بأن لا تتأثر جبهتها الحدودية مع سوريا بالتكتيك الإسرائيلي او حتى أيضاً بالسيناريو الإيراني، الأمر الذي يتطلب مراقبة غير اعتيادية بكل التفاصيل وحسابات عسكرية وامنية مغرقة في الدقة. وهو الوضع المعقد الذي يدفع وزيراً بحجم المومني لطمأنه الرأي العام الأردني بالتوازي مع رسالة للمجتمع الدولي وللأطـراف المعـنية يقـصد فيهـا الإشـارة إلى ان امكانيات بلاده صـلبة ودقـيقة وتمـنع عبور حتـى «الفراشة».
وبالرغم من مؤشرات التخبط السياسي عند بعض النخب الأردنية وتعدد الخيارات والطروحات بشأن التعاطي مع النظام السوري سياسياً إلا ان المؤسسة العسكرية الأردنية لديها امكانات كبيرة جداً في السيطرة التامة والمطلقة على الحدود وبوسائل وتقنيات عصرية جديدة ومتقدمة ومتنوعة. وقد ظهر ذلك في مرات عدة عند بروز اي محاولات لاختراق الحدود وعند تطبيق قواعد الاشتباك الصارمة مع كل محاولات التسلل سواء كانت عسكرية او امنية او إرهابية او لها علاقة بالتهريب على صعيد المخدرات او غيرها.
لا يريد الأردن استراتيجياً ان يعلق في مساحة المناورة داخل عمق الاشتباك الإيراني – الإسرائيلي في الأرض السورية. ولهذا السبب تفيد الأوساط الخبيرة والعلمية بأن الأردن لا يكتفي بالمراقبة على مدار 24 ساعة أمنياً وعسكرياً بل يدعم تجميد بعض أنواع وأنماط التعاون مع الجانب الإسرائيلي عند حدود سوريا الجنوبية ويحاول التأسيس لاختراقات مع النظام السوري على قاعدة المهنية العسكرية تحديداً لضمان التعامل مع أي تفاعلات تنتج عن عمليات عسكرية واسعة النطاق لها علاقة بسيناريو استعادة درعـا.
الأردن هنا تحديداً مهتم جداً بعدم استعمال الجانب السوري لسلاحه الثقيل وبمنع اقتراب الميليشيات الإيرانية إلى عمقه الحدودي وبعدم حصول فوضى أمنية تنتهي بنزوح ولجوء المزيد من السوريين. ولا تزال مصلحة الأردن بوجود جيش نظامي صلب ومتماسك في الطرف الآخر… وهي الرسالة التي يتم إيصالها للجانب السوري. وقد لاحظت مجسات عمان المعنية مؤخراً أن المستوى العسكري السوري يتدخل ويطلب من السياسيين في دمشق تخفيف حدة التوتر مع الأردن على اساس عدم وجود مصلحة بخصومة مع الجانب الأردني.
وفي الوقت ذاته يتحدث المحترفون عسكرياً في الجانب الأردني عن صعوبة التعامل مع مجموعات المعارضة المسلحة القريبة جغرافياً والتي تتميز بغياب روح الانضباط والعسكرية المحترفة خصوصاً ان حكومة عمان تريد ان تضمن ملاذ وكيفية تصرف فصائل الجيش الحر المسلحة في حال اندلاع عملية عسكرية. وهو وضع تكتيكي يرتكز على الجهد الاستخباري إلى جانب السياسي والميداني في الوقت الذي يبدو فيه ان اولوية الجيش السوري ووفقاً لآخر الرسائل التي أبرقت إلى عمان هي إدلب وليس القرى المتناثرة في درعا وجوارها في هذه المرحلة على الأقل.
وتلك رسالة تدفع الأردنيين لقدر من الاسترخاء ولو مؤقتاً وتظهر جانباً من المرونة من الطرف السوري تتعامل معها غرفة العمليات الأردنية بقدر من الاحترام والتقدير. بالتوازي دافع الأردن رسمياً عن مناطق خفض التوتر وفي نقاش مباشر لـ»القدس العربي» مع الوزير المومني اعتبرها مجدداً قصة نجاح فعالة تساهم في التأكيد على موقف الاستراتيجية الأردنية في استقرار الوضع الأمني في العمق السوري. ومسألة خفض التوتر تعبر عن المشروع الأردني الذي ينطوي على تنويع سياسي ميداني عندما يتعلق الأمر بالتعاون في الحلقة العسكرية مع الراعي الروسي لمسار الأحداث في العمق السوري.
الأردن مجدداً وضمن أولوياته لا يريد لجبهته الحدودية أن تتأثر بالمواجهة الاستخبارية والعسكرية الباردة رفيعة التقنية بين إسرائيل وإيران وسط قناعة بأن الميليشيات الإيرانية القريبة من جنوب سوريا ستحاول الاقتراب من الأردن إذا ما تطورت هذه المواجهة بين تل أبيب وطهران. وما تطرحه الغرفة الأردنية باستمرار وسط تفاعل الحسابات التكتيكية هو الحاجة الملحة لإجابة سورية «نظامية» على السؤال التالي: كيف ستتصرف قوات الجيش السوري إذا ما قررت سيناريو استعادة الجنوب؟
ذلك السؤال مهم جداً الآن في القراءة الأردنية لان عمان تريد ان تفهم ما إذا كان الجيش السوري سيستخدم السلاح الثقيل او يتحرك في ضوء نوايا الثأر والانتقام وعلى أساس ان مثل هذه النوازع ستؤدي إلى تجاوز الخط الأحمر الأردني الأكبر وهو المزيد من اللاجئين والميليشيات التي يصفها وزير الخارجية أيمن الصفدي بالطائفية.

آخر رسائل دمشق: «درعا ليست أولوية» وعمّان ترد «نرحب بالجيش السوري»
«الفراشة» لا تستطيع العبور إلى الأردن من سوريا… والمواجهة «استخبارية» بين إسرائيل وإيران
بسام البدارين

الجيش «الأكثر أخلاقية» يقطع أحلام الصحافي الشاب أبو حسين

Posted: 26 Apr 2018 02:26 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي» : ولد أحمد أبو حسين قبل 24 عاما في أسرة فقيرة داخل مخيم جباليا كانت قد هجرت من قرية نعليا عام 1948. أنهى دراسته الجامعية في كلية الصحافة والإعلام في جامعة الأزهر في غزة، وباشر على الفور في خوض غمار العمل الصحافي الميداني. ويفيد زملاء له اليوم أنه واصل الليل بالنهار بغية تحقيق ثلاثة أحلام، أولها إعالة أسرته الفقيرة بعدما فقد والده قبل 12 عاما، وثانيها الزواج وتكوين أسرة، وثالثها الفوز بفرصة للسفر الى خارج غزة ولو لمرة واحدة.
لكن رصاص «فاتحي المخيمات وسفاحي الطفولة» كان أسرع فأصيب في 13 من إبريل/ نيسان الحالي برصاص خلف جروحا خطيرة في بطنه. وحاول المستشفى الأندونيسي في غزة إسعافه، ولاحقا نقل الى مستشفى في رام الله ومن هناك نقل لمستشفر تل شومير الإسرائيلي بعد تدهور صحته، وأول من أمس غيبه الموت تاركا والدة وشقيقا وشقيقة.
ويوضح زميله رامي الشرافي الذي كان برفقته يوم أصيب خلال تغطيته مسيرة العودة ، لافتا الى أن أبو حسين كان على مسافة بعيدة من الجدار يوم صوب قناص رصاصة متفجرة نحو بطنه أصابت كبده وكليته والبنكرياس بالتهتك.
عمل أبو حسين مراسلا ومصورا لإذاعة صوت الشعب المقربة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وفي شبكة بيسان الإخبارية. ويؤكد الشرافي أن الصحافي الشهيد أبو حسين امتاز بشجاعته في العمل وتوثيق الأحداث حتى عندما ترتفع ألسن اللهب ويزداد منسوب حقد جنود الاحتلال لحد التوحش.
وفعلا تعكس بعض كتاباته في صفحته في الفيسبوك روحه الجسورة المقيمة داخل طائر يعشق الحرية ويكره القيود. في 23 مارس/ آذار الماضي شكا أحمد من مشاعر الحصار والكبت وتقييد حرية التعبير، فقال إنه يفتح «حسابا احتياطيا» في الفيسبوك في حال تم « إغلاق حسابي لأن الفيس نازل طالع إغلاق لصفحاتنا وحساباتنا عن جنب وطرف».
كتب أحمد ذلك ولم يكن يعرف أن رصاص أفيغدور ليبرمان وزير الأمن الإسرائيلي سيطلق حتى على الصحافيين «عن جنب وطرف» ودون تمييز ودون منحه فرصة لحياة احتياطية. نالت منه رصاصات مسمومة بالكراهية والغطرسة أطلقها جبناء يخشون كاميرا حملها أحمد، وفيها وثق فتوحات الجيش الذي يزعم أنه الأكثر أخلاقية في العالم.
أصيب أحمد في كبده وهو في الأربعة والعشرين ربيعا من شبابه مرتديا سترة الصحافيين وقد كتب عليها صحافة بالعربية والإنكليزية. وارتقى أحمد أمس شهيدا في سبيل الوطن والمهنة الشريفة والحياة الحرة الكريمة. خرج أحمد من غزة كما كان يحلم ولكن هذه المرة لن يكحل عينيه بها. غادر غزة محمولا على سرير الإصابة نازفا، وها هو يستعد للرجوع على سرير خشبي محمول، ولو سئل قبل أن يغمض عينيه لا بد أنه سيناشد العالم بأن يتحقق حلمه المعكوس.. بأن يعود إلى غزة إلى حضنه الأول والأخير.
أغمض أحمد عينيه قبل أمس للمرة الأخيرة بعدما سرق الاحتلال نورهما وسلب نبضات قلبه الكبير بسطو مسلح عسير بدأ قبل 70 عاما وأكثر، ولكنه سينتهي مهما طال الظلم وكبر التكبر وهذه حتمية التاريخ من نيرون إلى فرعون..ولن تقفز عن الفراعنة الجدد.
هي رصاصات مسمومة أوقفت قلب أحمد وستبقى تكوي قلب أم تثكل فلذة كبدها بعد 12 عاما من ثكل زوجها ورفيق دربها. رحل أحمد ودقات قلب أمه الكبير قد زادت أضعافا رغم هزالة جسدها وهي في جوار سريره توصل الصلاة بالصلاة من أجل أن يبقى ويعود معها إلى جباليا.
في منشور آخر وليد نظرة المتأمل في طبيعة الحياة يقول الصحافي الفلسطيني المقدام «في قاموس الغياب لا فرق بين أن انتظر واحتضر» .كما أن منشوراته  تعكس وطنيته الملتهبة وتدلل على حسه الإنساني المرهف، فيقول بلكنة مصرية تميز لهجة أهالي غزة، معبرا عن وجعه لاستشهاد المدنيين من نساء وأطفال في عدوان «الجرف الصامد» على غزة في 2014: «2014 عام أحس فيه أن أبويا توفي تاني».
قصة أحمد العربي الفلسطيني من غزة بتفاصيلها واحدة من مأسي واقع عربي متكرر للأسف ألهمت الشاعر الجميل أمل دنقل وبمثلها صاح «لا تصالح»، فابن جباليا المهجر من نعليا الذي مارس عمله في تلك الجمعة السوداء ولم يكن غازيا ولم يتسلل قرب مضارب الغزاة في التخوم ولم يمد يده لثمار الكروم ولم يصح به قاتله «انتبه». التحق أحمد بزميله ياسر المرتجى وهو الآخر قد قضى نحبه وهو يمارس عمله الشريف دون أن يعتدي على أحد، بل مات ضحية للحصار والعدوان والزعران.

 

الجيش «الأكثر أخلاقية» يقطع أحلام الصحافي الشاب أبو حسين
في رثاء زميل استشهد برصاص جنود الاحتلال
وديع عواودة:

ماتيس: قوات خاصة فرنسية أرسلت إلى سوريا لتعزيز العمليات

Posted: 26 Apr 2018 02:26 PM PDT

عواصم – «القدس العربي»: بعدما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء إنه يريد سحب القوات الأمريكية من سوريا «بشكل سريع نسبياً» لكن ليس قبل إتمام مهمتها مضيفاً أن المفاوضات بشأن الأزمة هناك يجب أن تكون جزءاً من اتفاق أكبر بشأن إيران ناقضه أمس وزير الدفاع حين قال إن الولايات المتحدة «ربما ستأسف» لعدم الاحتفاظ بقوة أمريكية في سوريا لضمان عدم عودة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية للظهور. وأضاف أن أي انسحاب للقوات الأمريكية يعتـمد عـلى الظـروف.
وقال ماتيس للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ «علينا أن نشكل قوة محلية يمكنها مواصلة الضغط ضد أي محاولة من الدولة الإسلامية» للعودة. ولدى سؤاله عما إذا كان وجود شركاء محليين دون قوات أمريكية يشكل مخاطرة قال ماتيس «أنا واثق أننا على الأرجح سنأسف على ذلك». وأعلن ماتيس انه تم ارسال جنود من القوات الخاصة الفرنسية إلى سوريا كتعزيزات خلال الاسبوعين الماضيين «لقد ارسل الفرنسيون قوات خاصة إلى سوريا لتعزيز مهمتنا خلال الاسبوعين الماضيين» مضيفاً «ستشهدون جهداً جديداً في وادي الفرات في الايام المقبلة».
وقال ماتيس أمس الخميس إنه يتوقع حصول جهود مكافحة متشددي تنظيم الدولة في شرقي سوريا على «دفعة جديدة» في الأيام المقبلة. وأضاف ماتيس في جلسة أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ «سترون دفعة جديدة لجهود التصدي (للمتشددين) في منطقة وسط وادي الفرات في الأيام المقبلة وضد ما تبقى من منطقة الخلافة» في إشارة إلى المنطقة التي ما زالت تحت سيطرة التنظيم.
وتلقى تنظيم «الدولة» في سوريا ضربات موجعة من غارات جوية وقوات برية وجماعات سورية مسلحة تدعمها الولايات المتحدة لكن التنظيم لا يزال يسيطر على بعض المناطق، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يلجأ إلى أساليب حرب العصابات إذا ما انُتزعت السيطرة منه على ما تبقى من دولة «الخلافة» التي أعلنها من جانب واحد.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الأيام القليلة الماضية شهدت عودة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة إلى وسط وادي نهر الفرات للقتال ضد التنظيم. وقوات سوريا الديمقراطية هي تحالف من جماعات مسلحة في شمال شرقي وشرقي سوريا تهيمن عليه وحدات حماية الشعب الكردية السورية. وتسبب هجوم شنته تركيا على وحدات حماية الشعب في منطقة عفرين في توقف قتال الدولة الإسلامية في شرقي سوريا في آذار/مارس. وتعتبر أنقرة الوحدات امتداداً لأكراد يحملون السلاح على أراضيها.
وقال ماتيس إنه يتوقع أيضا تكثيفاً في العمليات ضد متشددي «الدولة» على الجانب العراقي من الحدود فيما عززت فرنسا القتال ضد التنظيم المتشدد في سوريا بقوات خاصة على مدى الأسبوعين المنصرمين.

ماتيس: قوات خاصة فرنسية أرسلت إلى سوريا لتعزيز العمليات
قال إن واشنطن «ربما ستأسف» لعدم الاحتفاظ بقوة فيها

داود أوغلو يدعم أردوغان وأرينتش يختار الحياد وغُل يفشل في كسب إجماع المعارضة

Posted: 26 Apr 2018 02:25 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: منذ إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رسمياً عقد انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة في تركيا في الرابع والعشرين من حزيران/ يونيو المقبل، اتجهت الأنظار لمعرفة مواقف وتوجهات ٣ من أبرز قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم ابتعدوا عن التنظيم في السنوات الأخيرة نتيجة خلافات متفاوتة مع الحزب وأردوغان بشكل مباشر.
هذه القيادات هي الرئيس التركي السابق عبد الله غُل، ورئيس البرلمان السابق بولنت أرنتش، ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، وجميعهم قياديون بارزين لديهم مكانتهم السياسية والشعبية، وقدرتهم على التأثير في مجرى الانتخابات المقبلة.
وعقب أيام طويلة من الجدل والتكهنات والتسريبات، حسم داود أوغلو موقفه بدعم أردوغان، فيما سبقه أرينتش بإعلان يشبه «إعلان الحياد»، وبينما لا يزال الموقف النهائي والرسمي لعبد الله غًل غامضاً، إلا أن التطورات كشفت فشله في كسب إجماع المعارضة لأن يكون مرشحها التوافقي ضد الرئيس أردوغان.
والقادة الثلاثة خاضوا خلافات سرية وأخرى علنية مع قيادة حزب العدالة والتنمية وأردوغان بشكل شخصي بسبب العديد من القضايا أبرزها نظرتهم لطريقة قيادة البلاد والموقف من مساعي أردوغان لتطبيق النظام الرئاسي وتعزيز صلاحياته التنفيذية.
ومنذ الإعلان عن الانتخابات المبكرة جرت أحاديث واسعة في تركيا عن إمكانية انضمام القادة الثلاثة إلى تحالف معارض للرئيس أردوغان، وتتبعت الأوساط السياسية والإعلامية التركية تحركاتهم ولقائاتهم وتصريحاتهم على مدار الساعة طوال الأيام الماضية.

أحمد داود أوغلو

داود أوغلو أحد أبرز قيادات حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء السابق، حسم الخميس، موقفه وذلك بالإعلان رسمياً عن عدم نيته الترشح لصالح أي من الأحزاب، لكنه لم يكتف بذلك، وأعلن أنه يؤيد حزب العدالة والتنمية وأردوغان في الانتخابات المقبلة.
وأكد في مؤتمر صحافي بأنقرة دعمه لأردوغان وأنه «لن يمارس السياسة إلا تحت سقف العدالة والتنمية»، وشدد على أنه «لا ينوي التخلي عن هوية العدالة والتنمية وأن ترشيح أردوغان هو قرار الحزب بالإجماع»، وقال: «لن أترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، وهذا لا يعني أنني سأتخلى عن الكفاح السياسي، بل على العكس سأواصل العمل من أجل مصلحة البلاد والشعب، ولست من الطامعين بمناصب أخرى في المستقبل».
موقف داود أوغلو لم يكن مفاجئاً كثيراً كونه أظهر خلال الأسابيع الماضية تقارباً لافتاً وجديدا مع الحزب، حيث شارك قبل نحو شهرين لأول مرة من فترة طويلة في الاجتماع الأسبوعي لنواب الحزب الحاكم وجلس إلى جانب أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، وذلك عقب أيام من اجتماع مطول عقده مع أردوغان في القصر الرئاسي لم يعلن عنه بشكل رسمي آنذاك.
ومنذ الإطاحة به من منصب رئاسة الوزراء، ابتعد داود أوغلو كثيراً عن حزب العدالة والتنمية الحاكم وتوقف عن المشاركة في معظم الفعاليات السياسية في البلاد، كما أنه امتنع بشكل كبير عن حضور الاجتماع الأسبوعي لنواب الحزب ولقاءا أردوغان الدورية مع النواب.

بولنت أرينتش

وحسم بولنت أرينتش القيادي البارز في حزب العدالة والتنمية والرئيس السابق للبرلمان التركي بولنت أرينتش موقفه بأنه لن يكون جزئاً من أي تحالف معارض ضد أردوغان في الانتخابات المقبلة، لكنه أعلن «حياده» بتأكيده على أنه توقف عن العمل السياسي الفعال والمباشر.
وعقب تكهنات عن احتمال انضمامه إلى تحالف معارض لأردوغان والأنباء عن لقائه مع عبد الله غُل الذي طرح اسمه مرشحاً لتكتل المعارضة التركية، عقد أردوغان لقاءاً مطولاً مع أرينتش في أنقرة، بدعوة من الرئيس.
وعقب اللقاء قال أرينتش إنه لا يعتزم العودة إلى الحياة السياسية أو المشاركة في أي عمل من شأنه أن يضر بحزب العدالة والتنمية وزعيمه (أردوغان)، ما اعتبر بمثابة إعلان صريح عن التزامه الحياد في الانتخابات المقبلة.

عبد الله غًل

ومع اتضاح المواقف النهائية لدواد أوغلو وأرينتش، لم يتضح بعد الموقف النهائي للرئيس السابق عبد الله غًل الذي كشفت التطورات في الأيام الماضية أنه كان يسعى إلى الحصول على أكبر إجماع ممكن للمعارضة التركية للترشح للرئاسة مقابل أردوغان.
لكن على الرغم من الغموض الذي ما زال يحيط الموقف الرسمي والنهائي لعبد الله غًل، إلا أن التطورات والمواقف الأخيرة كشفت عن فشل الأخير في الحصول على الإجماع المطلوب وبالتالي تراجع فرصه في الترشح بدرجة كبيرة. وسعت أطراف في المعارضة التركية طوال الأيام الماضية إلى التوصل لتفاهمات بين أحزاب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، وحزب السعادة، والحزب «الجيد»، ليكون عبد الله غًل مرشحاً توافقياً لها في الانتخابات لتعزيز فرصها في مواجهة أردوغان.
وبينما شددت ميرال أكشينار زعيمة الحزب الجيد على أنها متمسكة بترشحها للانتخابات الرئاسية، أعلنت قيادات بارزة من حزب الشعب الجمهوري رفضها لترشيح عبد الله غًل معتبرين أن هذا الأمر لم ولن يكون في المستقبل. والأربعاء، قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب أوزغور أوزل: «ترشيح عبد الله غُل، (لانتخابات الرئاسة) غير وارد في أجندتنا، لا في الحاضر ولا في المستقبل». وتابع «ليس من الممكن لنا إجراء نقاش حول اسم عبد الله غل، الذي قد يكون مرشح حزب السعادة.. حزبنا في مرحلة اختيار شخص لا يعارضه أي من أعضائه، ويمكنه أن يحوّل أملنا المتصاعد إلى موجة كبيرة».
وعلى الرغم من أن زعيم الحزب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو ابدى انفتاحاً كبيراً على القبول بأي مرشح يمكن أن تتوافق عليه المعارضة لإسقاط أردوغان في الانتخابات المقبلة، إلا أنه واجه رفضاً كبيراً لترشيح غًل من قيادات بارزة في الحزب، وقال محرم إنجي أحد أبرز قيادات الحزب: «لو خيرت بين أردوغان وعبد الله غًل لانتخبت أردوغان».
وفي ظل هذه التطورات، يرجح مراقبون تراجع عبد الله غُل عن فكرة الترشح للانتخابات ممثلاً عن حزب السعادة فقط أو أحزاب صغيرة لا توفر له الحد الأدنى من فرص المنافسة القوية والفوز في الانتخابات المقبلة، إلا في حال حصول تغيرات مفاجئة في الساعات الأخيرة على صعيد قبول المعارضة بدعمه ولو بشكل غير رسمي في الانتخابات.

داود أوغلو يدعم أردوغان وأرينتش يختار الحياد وغُل يفشل في كسب إجماع المعارضة
الانتخابات تكشف مواقف ومصير أبرز قيادات ابتعدت عن حزب العدالة والتنمية الحاكم
إسماعيل جمال

رفع رواتب الوزراء يحرج السلطة ومشروع دمج الأحزاب السياسية وحل المخالفة على طاولة البرلمان

Posted: 26 Apr 2018 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: على مدار يومين غرقت الحكومة في «شبر ميه» بعد أن هطلت الأمطار على معظم مدن مصر، غير أن الكارثة كانت من نصيب الأثرياء ساكني المدن الجديدة، وأبرزها حي «التجمع الخامس» الذي تقطنه صفوة المجتمع الثري من سياسيين وفنانين، وجهوا لعناتهم للفساد الحكومي، الذي أسفر عن غرق سياراتهم ومنازلهم، وهو الأمر الذي تعامل معه الساخر سليمان الحكيم بقوله: «إنجازات دي ولا مش إنجازات… إثيوبيا قطعت النيل رحنا عملنا غيره في التجمع الخامس».
أما أنور الهواري فانتقد الحكومة قائلاً: «إذا فشل الجهاز الإداري الخدمي في دولة ما في مواجهة نصف ساعة مطر، وترك مواطنيه لقمة سائغة للحنق والملل والزهق والغضب والألم تسع ساعات في الشوارع… هل يمكن أن يكون هذا الجهاز قادرا على تحمل أعباء نصف ساعة قصف؟ أو نصف أعباء 80 ملياردولار ديون؟ أو أوجاع نصف السكان الذين يئنون تحت خط الفقر؟ أو نصف أباطرة الدروس الخصوصية؟ أو نصف لصوص الأراضي؟ أو أعباء تركز الثروة والسلطة في يد نصف في المئة من السكان؟».
وفي الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 26 أبريل/نيسان تواصل الاحتفاء باللاعب محمد صلاح، وسط غضب واسع، بسبب عزم الحكومة منع الفلاحين من زراعة عدد من المحاصيل المهمة منها الأرز وقصب السكر والموز، من أجل مواجهة النقص المتزايد في المياه. ومن الأخبار التي تصدرت الصحف كافة، كلمة الرئيس السيسي التي أكد خلالها على أن تجربة استعادة سيناء بالحرب والسلام أثبتت أن المصري لا ينسى ثأرا ولا يرضخ لهزيمة ولا يقبل استسلاما، وأثبتت كذلك أن الأمة المصرية قادرة دوما على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين.

العطش مقبل

أزمة سد النهضة باتت هاجساً يسيطر على المراقبين للموقف، ومن بينهم عبد الله السناوي في «الشروق»:»عندما تتفاقم الأزمات ليس بوسع أحد إخفاء الحقيقة، التي سوف ينظرها الناس العاديون في شح المياه وانخفاض منسوبها في نهر النيل. بالتبعية سوف تنخفض على نحو غير مسبوق حصة الفرد من المياه، وربما يحدث شيء من التصحر في الأراضى الزراعية الحالية، وتتوقف أي رهانات على استزراع أراض جديدة، فيما الزيادة السكانية ترتفع إلى معدلات قياسية. هناك ضرورات تقتضى ترشيد المياه، والمواطن العادي هو المعنى مباشرة ــ وهذا موضوع مصارحة بالحقائق ودعوة كل من له خبرة أن يجتهد ويساهم في إيجاد حلول ممكنة. إذا لم تكن هناك سياسات جديدة ترشد ما تستهلكه منتجعات الأثرياء من مياه، فإن عقاب من يزرع الأرز، أو أي محاصيل أخرى تتطلب ريا كثيفا سوف يكون أمرا عبثيا وداعيا لاضطرابات محتملة. عدالة توزيع الأعباء والتضحيات مسألة حاسمة في مثل هذه الأوضاع الصعبة. بالقدر نفسه فإن رفع رواتب الوزراء وكبار المسؤولين والامتناع عن أي زيادة في المعاشات قررتها أحكام قضائية مشروع تذمر يصعب معه الحديث عن تماسك وطني في لحظة حرجة تقترب بأكثر مما نتوقع. من أخطر ما قد يحدث ــ بتداعيات أزمة المياه مترافقة مع زيادات متوقعة في الأسعار وانخفاض في مستويات المعيشة على نحو لا يحتمل ــ أن تتمركز الجماعات الإرهابية من جديد في بيئة احتقان تساعدها على تقويض أي استقرار. العدالة الاجتماعية صمام أمان يصون الدولة ويحفظ حياة مواطنيها وأملهم في المستقبل. توسيع المساحات المشتركة ــ بتعبير الرئيس نفسه ــ صمام أمان آخر، لكنه معطل. إذا لم تفتح شرايين الإعلام للحوار والتنوع والحق في الاجتهاد والاختلاف ويرد اعتبار السياسة ويفرج عن الشبان المظلومين خلف جدران السجون حسب الوعود الرئاسية والمحبوسين احتياطيا بغير محاكمة، فإن الكلام عن أي تماسك وطني يفقد حرمته ومعناه. من صمامات الأمان الضرورية تصحيح العلاقات مع القارة الإفريقية».

المشكلة في الشعب

«مصر تعاني بالفعل كما يقر محمود خليل في «الوطن» من فقر مائي شديد، ولا أحد يعلم على وجه الدقة والتحديد التأثيرات السلبية لملء سد النهضة الإثيوبي على حصة مصر من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب). والمفاوضات – كما هو معلن رسمياً – متعثرة، وبالتالي فنحن أمام أزمة، لكن يبقى أن التعديل الذي أقره «النواب» ستكون له نتائج شديدة الأثر على واقع الزراعة في مصر. وسوف يؤدي بالضرورة إلى خلق أزمات أخرى كبرى، ما يعني أننا وصلنا إلى مرحلة لم يعد أمامنا فيها سوى أن نعالج الأزمة بأزمة، تماماً مثل الإنسان العادي الذي ضاقت به الحياة ولم يعد دخله يكفيه فلجأ إلى السلف، فعالج أزمة «ضعف الدخل» بأزمة «ديون». ويطالب الكاتب الحكومة التي اقترحت التعديل، ومن مجلس النواب الذي أقره، أن توضح لنا خطتها في التعامل مع النتائج المترتبة على هذه الخطوة. محاصرة زراعة الأرز وغيره من المحاصيل الشرهة إلى المياه ستؤدي إلى ارتفاعات متوقعة في أسعار سلع أساسية بالنسبة للمصريين، فماذا أعد الوزراء والنواب للتعامل مع هذا الموقف؟ مسؤولون رسميون كثر أعلنوا عن إجراءات اقتصادية جديدة سوف تتخذها الحكومة بشأن التخفف من دعم الوقود بنسبة (26٪) في الموازنة العامة الجديدة (2018/ 2019)، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الكهرباء وأسعار المترو والقطارات وغير ذلك، وهي إجراءات ستعقد معيشة المواطن أكثر وأكثر. فهل لدى الحكومة تصور معين حول الطريقة التي ستنصح بها المواطن للتعامل مع الموجة المتوقعة للغلاء، أو إجراءات الحماية الاجتماعية التي تنوى اتخاذها؟ إدارة الأمور بهذه الطريقة تعني ببساطة أن الحكومة تحل مشاكلها بتصديرها إلى الشعب».

لغز السودان

«أعجب ما في قضية سد النهضة كما يشير فراج إسماعيل في «المصريون» التي قامت أساسا على نقض اتفاقية المياه عام 1959 أن السودان انحاز للطرف الإثيوبي ضد المصري، وهو انحياز قائم على المكايدة ليس غير، رغم أن السودان هو المستفيد الأكبر من تلك الاتفاقية التي رفعت حصته من مياه نهر النيل 14.5 مليار، لتصبح 18.5 مليار بعد أن كانت 4 مليارات فقط بموجب اتفاقية 1929، أي نحو ضعفي ما استفادت منه مصر التي رفعت حصتها 7.5 مليار لتصبح 55.5 مليار بعد أن كانت 48 مليارا وفق ما يقول هاني إبراهيم على صفحته على تويتر، التي يتابع من خلالها بشكل هائل ومعمق ما يجري بخصوص سد النهضة والشأنين الإثيوبي والسوداني معتمدا على معلومات موثقة ودقيقة. رغم ذلك نجد موقف السودان مناهضا لاتفاقية 1959 وهو موقف غير مفهوم وغير مبرر لدرجة أن هناك من ربط بين إقالة وزير الخارجية السابق، وتصريحه حول حقوق بلاده في نهر النيل وفق تلك الاتفاقية، وهو ربط لسنا متأكدين من صحته، لكنه على أي حال يؤكد أن مسألة سد النهضة تقوم على قواعد المكايدة السياسية. في هذا الخصوص نقرأ حوارا خطيرا مع خبير المياه السوداني البروفيسور عاصم المغربي نشرته صحيفة «اليوم التالي» السودانية، لفت نظرنا إليه أيضا الناشط هاني إبراهيم على صفحته في تويتر، يؤكد خلاله أن أضرار سد النهضة على بلاده أكثر بكثير من تلك التي على مصر، وأن الإثيوبيين أنشأوه بغرض المكايدة، وإلا لماذا تركوا الخزانات المدروسة وأيدوا قيام خزان بسعة كبيرة مثل سد النهضة، وفي موقع جغرافي ترتفع فيه درجات الحرارة وتصبح نسبة التبخر فيه عالية جدا ما يجعله قليل الفوائد».

الوزارة في المغارة

زيادة مرتبات الوزراء أسفرت عن حالة من الجدل، من بين المشاركين فيها أشرف البربري في «الشروق»: «أسوأ ما أكده قرار مجلس النواب بزيادة مرتبات ومعاشات الوزراء، والمناقشات التي سبقت إقراره، هو تصور القائمين على صناعة القرار والتشريع، أن الوزارة مجرد وظيفة يمكن جذب الكفاءات إليها بزيادة راتبها، وأن الوزير ليس أكثر من شخص ينظر إلى مرتب الوظيفة الوزارية لكي يقبلها أو يرفضها. المأساة أن هذا التصور صحيح، وهو الحقيقة التي تحكم تفكير من يختار الوزراء، ثم تحكم تفكير الوزراء أنفسهم لتكون المحصلة مجموعة الموظفين الذين ينتظرون الأوامر والتعليمات لكي ينفذوها، بدون أي رؤية ولا ابتكار، على الرغم من أن جوهر العمل الوزاري هو الرؤية والابتكار. هذه الحقيقة المؤسفة هي أحد أهم أسباب الفشل الحكومي المتكرر في كل الملفات والتدهور المستور في أوضاع البلاد والعباد على مدى عشرات السنين. فالوزير الموظف قد يملك المهارات المهنية والعلمية في مجال تخصصه، فيكون وزير الصحة طبيبا ماهرا ووزير الرى مهندس ري فذا، ووزير الإسكان مهندسا مدنيا ممتازا، لكنه لا يملك الرؤية السياسية ولا القدرة على ابتكار حلول للمشكلات التي تواجه البلاد، وربما لم يكن من الأساس يفكر في هذه المشكلات قبل استيزاره، وهذه هي كارثة حكوماتنا منذ سنوات، التي تجعلنا ننتقل من فشل إلى فشل. والحقيقة أن الوزارة ليست وظيفة أبدا، والراتب لا يمكن ولا يجب أن يكون مؤثرا ولو بدرجة بسيطة في قرار قبولها أو رفضها، بل أن العكس هو الصحيح، فالرجل الذي سيقبل الوزارة لمجرد أنها تضمن له راتبا مجزيا لا يصلح لهذا المنصب ولا يستحقه».

ويل للمكذبين

«حد عاوز يرفع الضغط.. حد عاوز يعلي السكر.. الجرايد الكدابة.. الجرايد اللي كلها كذب». هذه هي حرفيا العبارات التي كان يروج بها بائع الجرايد للصحف والمجلات التي يبيعها داخل السوبرجيت قبل تحركه من الموقف.
وللأسف كما يؤكد الدكتور محمد محفوظ الكاتب في «البداية»: «هكذا تحولت نظرة رجل الشارع للصحف.. فانحدرت من القول الشائع الساخر «كلام جرايد» إلى الوصف الفاضح الجارح «الجرايد الكدابة». لتتحول وسائل الإعلام (مقروءة ومسموعة ومرئية) من مشاعل للتنوير، إلى منصات للكذب والتزوير. ومن ساحات للتعدد والتنوع البشري الخلاق.. إلى مراكيب وبراطيش، تدوس على رقاب وشرف واعتبار المعارضين والمخالفين، وتروج للكذب المكشوف المفضوح، المشبوح على الجدران كلافتات للدعاية الراقصة الهابطة المبتذلة التي تتمرغ في وحل المستبدين، وتشرعن مخازيهم ومهازلهم بعبارة : آمين. الأوطان لا يبنيها الكذب.. ولا يدافع عن استقرارها وتقدمها المنافقون المدلسون، بل ينهض بها الصادقون. تأسيا بقوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين». (سورة التوبة – الآية 119). ولكن يبدو أن تجارة البعض هي (الكذب)، مصداقا لقوله سبحانه: «وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون». أما محمد حماد فعلق على زيادة المرتبات: نبارك بزيادة المرتبات والمعاشات لأصحاب المعالي الوزراء والكبراء وربنا ياخدنا إحنا ياشيخ».

مستقبل غامض

«لا يزال مشروع دمج الأحزاب السياسية وحل المخالفة منها على طاولة البرلمان، وهو ما أصاب كريمة كمال في «المصري اليوم» بالقلق، بعد أن أعلن النائب أحمد رفعت، مقدم المشروع، الانتهاء من مواد القانون والبدء في جمع التوقيعات اللازمة لتقديمه لمجلس النواب، وذلك- كما أعلن النائب- لدمج الأحزاب وحل المخالفة منها، وعلى رأسها الأحزاب القائمة على أساس ديني، بحيث تكون الحياة الحزبية مقصورة على سبعة أحزاب إلى عشرة أحزاب فقط، وذلك لإثراء الحياة الحزبية. وإذا ما كان النائب قد عبر عن أنه لا يعقل أن تكون هناك أحزاب موجودة وهي قائمة على أساس ديني مثل النور والبناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية المتورطة، كما قال، في أعمال عنف وأيضا حزب الفضيلة السلفي والأصالة وحزب العمل كل هذه الأحزاب موجودة رغم أنها مخالفة. فالواقع أن هذا الكلام صحيح وهذه الأحزاب مخالفة بالفعل طبقا للدستور، لكن ما عبر عنه النائب من أن أحزابا مثل الدستور والجيل ومصر القوية، والتيارات التي تدعي المعارضة- طبقا لتعبيره- كلها على حد قوله أحزاب مخالفة لا يمكن أن يكون لها وجود، فمن غير المفهوم لماذا لا يمكن أن يكون لها وجود إلا إذا كان هذا لأنها أحزاب معارضة، والأسوأ أن النائب قد عبر عن أنه يجب تطهير الحياة السياسية والحزبية من الأحزاب القائمة على أساس ديني- ويكمل وكذلك الأحزاب القائمة على شخص واحد، أو الأحزاب التي لا يوجد لها هيكل تنظيمي. اخشى ما تخشاه الكاتبة أن يكون مشروع القانون هذا تكأة لتصفية الأحزاب المعارضة».

سرور مكتئب

نتحول بالمعارك على أحد أعوان الديكتاتور حسني مبارك، وهو رئيس البرلمان الأسبق فتحي سرور ويشنها دندراوي الهواري في «اليوم السابع»: «منذ عام 1986، تاريخ تقلد فتحي سرور منصب وزير التعليم، سيطر الإخوان على هيئات التدريس في الجامعات، وأصبحوا يغرزون أفكارهم المتطرفة في عقول الطلاب، بجانب ما تخربه المدارس الإخوانية للعقول، فوصلنا إلى ما نراه الآن، من انتشار مخيف للفكر الإرهابي الكارثي.
الغريب أن الدكتور فتحى سرور، انزعج، من انتقادي لقبوله الدفاع عن 1256 إرهابيًا، منهم محمد مرسي العياط، وخرج علينا ليؤكد أنه يدافع عن 7 أشخاص «قالوا» له إنهم أبرياء، وإنه يدافع عن القانون وليس الإرهابيين. مبرر سرور حقيقة أريد بها باطل، فنحن نتعامل مع فتحي سرور ليس كونه محاميًا فقط، وإنما مسؤول مهم طوال 25 عامًا كاملة، فأصبح جزءًا مهمًا من ذاكرة تاريخ مصر، تستوجب النقد والمساءلة. ونسأله كيف ترتضي حضرتك وأنت رجل وقيمة قانونية كبرى أن تدافع عن إرهابيين بناء على مصطلح «قالولي»؟.. قالوله، مصطلح شهير للمحامي «خليفة خلف الله خِلف خلاف المحامي» في المسرحية الشهيرة «شاهد ماشفش حاجة» يا دكتور، لا تبرر، واعترف أنك قبلت وبإرادتك الدفاع عن رفاق محمد مرسي، وتعلم حضرتك أن حصولك على براءة السبعة، في القضية، ينسحب على براءة الجميع».

ديمقراطية غائبة

ومن أبرز معارك أمس ضد الحقبة الناصرية مقال وجدي زين الدين رئيس تحرير «الوفد»: «منذ قرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بحل الأحزاب السياسية بعد ثورة 1952، والشعب المصري يكافح من أجل الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية. وبعد هذه السنوات الطويلة من الزمن، تبين أن أكبر خطأ وقعت فيه ثورة 1952، هو ارتكاب جريمة في حق الحياة السياسية، عندما تم حل الأحزاب، وأن أكبر ضرر للبلاد هو اتباع سياسة الحزب الواحد والفكر الواحد، لأن ذلك يفصل الناس عن واقع الحكم، كما تسبب ذلك في وقوع الكثير من الكوارث للبلاد، ما جعل أي إنجاز حققته ثورة 1952، محل ريبة وشك. وبسبب الانتكاسات الكثيرة التي تعرضت لها تلك الفترة، أدرك عبدالناصر في عام 1968، أهمية التعددية الحزبية، بديلاً للحزب والرأي الواحد، وهذا ما دفعه، كما سمعت من الزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الدين، أنه كان يعتزم عودة الحياة السياسية القائمة على التعددية، لكن المنية وافته قبل أن يبدأ هذه الخطوة التي كانت ستنقل مصر نقلة مهمة في تاريخ الديمقراطية، وهذا يؤكد أن عبدالناصر كانت لديه قناعة تامة في أن حزب الرئيس المتفرد وحده بالسلطة لا يكفي لتحقيق الحياة السياسية السليمة التي تتمناها الجماهير، ولا يخفى على أحد أن نظام الحزب الواحد تسبب في معاناة شديدة للشعب، ليــس سياسياً وحسب بل اقتصادياً واجتماعياً ومنذ هذا التاريخ والحياة السياسية تتعرض لنكبات بشعة، وبسبب الفكر الواحد حلت هزيمة 1967، والكوارث في حرب اليمن والوحدة مع سوريا والانفصال عنها وغيرها من القرارات القائمة على الرأي الواحد».

صوموا خير لكم

نتحول بالمعارك الصحافية إلى جبهة أهل الفتوى وتشنها في «الوطن» سحر جعارة: «خرج علينا الدكتور عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق في الأزهر، ليتحدّث عن إفطار لاعبي منتخب مصر في كأس العالم، في برنامج «رأي عام» على قناة «ten» مع عمرو عبدالحميد، فإذا به يُحل دم «المفطر».. ويقول: «الصوم من المنح التي أعطاها الله للأمة المحمدية، والنبي يقول قواعد الدين ثلاث عليها أسس، ومن ترك واحداً منها فهو كافر بها، حلال الدم، أي دمه حلال». أسقط الأطرش من حساباته كل ما منحه المولى عز وجل من «رخص شرعية» للإنسان، فالآية الكريمة تقول في سورة البقرة: «يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ أن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ».. وفي كل عام تُحدّد «دار الإفتاء المصرية» قيمة الفدية الواجبة على المفطر. لكن الأطرش كان في لحظة استهزاء وتحقير للعبة «كرة القدم»، وبالتالي اعتبر أن الله أعطى الصائم رخصاً في المرض والسفر، لكنه قال «المسافر الذي يُباح له الصيام هو سفر الطاعة وليس المعصية».. فهل كرة القدم معصية؟ ثم تابع الأطرش «مثل المسافر لطلب العلم أو المجاهد، أو طالع يحرر بيت المقدس، أو يشتغل.. ليه ما نأجلش كأس العالم لبعد رمضان، وهييجيلنا إيه من كأس العالم، يعني هنحرر بيت المقدس، والمسافر رايح ليه، علشان يلعب كرة».

الأزهر يواجه مؤامرة

«نتوجه لساحة الأزهر حيث حاول البعض، كما يشير حلمي القاعود في «الشعب»، تخفيف الحمولة عن طلاب الأزهر، فقلصوا المواد الشرعية والعربية، لم يهمد خصوم الإسلام والعرب عن الحفر في أعماق الأزهر، ليسقط على رؤوس من فيه، فاتهموه بالإرهاب والتطرف، وانطلقت أبواق السوء من كل حدب وصوب تتهم مناهجه وكتبه، وتطلب حذف موضوعات الجهاد وبعض العبادات والمعاملات، لأنها تقض مضاجع الصليبيين والوثنيين وأشباههم في الخارج والداخل. ركام الفشل الذي صنعه الاستبداد الدموي القمعي علقوه في رقبة الأزهر الذي ظل ألف عام يقدم للدنيا أعلاما وروادا في كثير من المجالات الأدبية والفكرية والفنية والثقافية، ثم أهم هذه المجالات وهو مقاومة الاحتلال والاستبداد، ويذكر التاريخ أن نابليون السفاح كان أول من اقتحم الأزهر بخيوله في أثناء حملته الدموية الوحشية أواخر القرن الثامن عشر، ثم اقتحمته المدرعات في عام 2013 وما بعده! وكان خصوم الإسلام والحرية يظنون أن تطوير الأزهر بالقانون 103 لسنة 1961 سيحوله إلى مقبرة ساكنة لا تسمع فيها صوتا ولا ركزا، ولكن خاب سعي العشاق! في مؤتمره الصحافي الذي عقده وزير التربية والتعليم والتعليم الفني في 16/4/2018، ونشرته «الأهرام» في اليوم التالي؛ أعلن معاليه عن بحث ضم التعليم العام مع الأزهري.. وتحويل المواد الدينية إلى مواد اختيارية (!). برح الخفاء. وصارت النية المبيتة علنية، فلا أزهر بعد الآن، ومن يحب الدراسة الدينية عليه أن يختار بعض المواد التي تمت بصلة إلى الإسلام، ربما تؤهله لكليات الشريعة أو اللغة العربية أو أصول الدين، فالأولوية اليوم للتابلت الذي يبشر به الوزير في مجتمع المدارس الأمي، الذي لا يعرف طلابه الإملاء والقراءة، مذ دمره التنظيم الطليعي أو تنظيم البصاصين قبل عقود، وحرّموا تدريس التربية الدينية بالمعنى الحقيقي، وجعلوها مادة للديكور، لا يعرف الطالب عنها شيئا، لأنها ببساطة لا تضاف إلى المجموع، ولا تعنيه في شيء، وينجح فيها تلقائيا».

عالم فئران فئران

«هناك نوع من الفئران، يذكرنا بها السعيد الخميسي في «الشعب»، تتم تربيتها والاحتفاظ بها لأغراض علمية وطبية، ولإجراء التجارب عليها قبل استعمال أي دواء أو علاج جديد للإنسان، وذلك للتشابه البيولوجي بين الفئران والإنسان في تشريح الأعضاء، لأنها تنتمى لعالم الثدييات. ولهذا تتم تجربة العقاقير والأدوية الحديثة قبل أن يتناولها الإنسان. وللأسف الشديد تحولت المنطقة العربية إلى معمل تجارب وتحولت شعوبنا العربية إلى مجرد فئران تجرب عليهم الأسلحة الروسية والأمريكية والإيرانية. فكما ذكر أن الروس جربوا أكثر من مئة سلاح جديد على أجساد الشعب العربي السوري المسلم، للتحقق من مدى صلاحيته وفاعليته. وما تبقى من هذا الشعب يجهز عليه الطاغية المتوحش بشار الأسد، وما هو بأسد لأن الأسد لا يلتهم فريسته إلا إذا كان جائعا. وهذا الوحش البشري قتل أكثر من نصف مليون مواطن سوري عربي، وشرد الملايين. فعل ما لم يستطع الاستعمار أن يفعله على مر العصور والأزمنة. ثم يجد هذا الطاغية في غياب من الضمير والأخلاق من يهتف باسمه ويرفع صوره في الشوارع والميادين وكأنه البطل صلاح الدين. إنها مهزلة مأساوية أن يقتل القاتل شعبه بدم بارد مع سبق الإصرار والترصد، ثم يجد من يسانده ويؤازره. ما أقبح الإنسان حين يتحول إلى حيوان لا يفرق بين الماء والدماء، ولا بين ما هو حلال وما هو حرام. إنه الإنسان حين لا يميزه عن الحيوان إلا اعتدال القامة ونطق اللسان. تبا لكم أيها الظالمون المتوحشون المعتدون».

النهضة بحاجة لصلاح

«يفكر عمر طاهر في «المصري اليوم»، كيف يمكن الاستفادة من نجومية العالمي محمد صلاح في أزمة سد النهضة. أعرف أن صلاح يقدم يد العون للكثير من المشروعات التي تخدم الناس، ولن يتأخر إذا ما طُلب منه أن يساندنا في أزمة سد النهضة يستطيع أن يكون جبهة دعم عالمية شعبية مؤثرة لبلده الذي سيشرب قريبا من العطش، يستطيع صلاح أن ينجح في ما فشلت فيه الدبلوماسية والمفاوضات، ربما لن يصل إلى غرف الاجتماعات المغلقة التي تصنع القرار، لكنه يستطيع أن يخلق حالة دعم على مستوى العالم، دعم إنسانى جماهيري، قد يكبر إلى درجة لا يمكن التغافل عنها أو تجاوزها، دعم سيتحول بالوقت والمجهود إلى ورقة تحسن وضعنا.
صلاح الذي يراقبه العالم حاليا من أطفاله إلى كبار مسؤوليه سيكون واجهة عظيمة ومشرفة لا تخلو من كبرياء لحملة إعلانية تشرح للعالم تعسف إثيوبيا في استعمال حقوقها، وتوضح ببساطة الخطر المقبلين عليه، أقترح بس بلاش نجيب سيرة العباقرة الذين قرروا مواجهة المصيبة بمصيبة منع زراعة الرز والقصب، أو من الممكن استخدامهم هم وأفكارهم لتوضيح خطر آخر نواجهه بخلاف العطش.
الضغط الذي أثق أن هناك جهات كثيرة ستتعاطف معه وتدعمه، سينجح على الأقل في أن يتبرع كثيرون للمساعدة علميا وإنشائيا، سيقدم لنا العالم- تحت بند المحبة لصلاح- أفكارا قد تنفعنا، لا أقول مساعدات عينية وإن كان هذا واردا، ولن أقول حراكا جماهيريا ووقفات احتجاجية وحصارا إنسانيا وإن كان هذا واردا أيضا بقوة، لكن على الأقل سيقدم لنا البعض أفكارا لحلول يمكن الاعتماد عليها لتقليل الخسائر. فعلها من قبل رياضيون كثيرون وقدموا لبلادهم دعما خرج من منطقة التضامن العالمي والحملات المنظمة، فكوا حصارا وقضوا على مجاعة وأنقذوا مشردين وهاربين سيقبل صلاح الفكرة كلنا نعرف ذلك، لكن رجاء ألا تتدخل الدولة بأي شكل في الموضوع».

أبومكة داعياً

الثناء على اللاعب صلاح لا ينتهي ومن بين المتيمين به حسام فتحي في «المصريون»: «ما بين الفرعون المصري (ابومكة) ووسطية الإسلام واعتداله علاقة «طردية» لا يفهمها ولا يستثمرها إلا صاحب عقل راجح وقلب سليم. لم يكن وصول محمد صلاح إلى العالمية بالأمر السهل، بل اعتمد على الله سبحانه وتعالى أولاً وعلى ما يتمتع به من حرفية عالية وقدرات وإمكانات فنية كروية دفعت أكبر أندية العالم لتتسابق على انضمامه إليها فجعلت منه أسطورة الساحرة المستديرة. حقاً.. تجاوزت «ظاهرة» النجم الكروي العالمي محمد صلاح حدود التشجيع التقليدي العادي المتعارف عليه كروياً، وإنما تعدى ذلك بمراحل كبيرة فصارت أهزوجة تشجيعه الحماسية التي يرددها محبوه مع كل مباراة علامة فارقة في حياته وحياة مشجعيه، بل إنها تحولت إلى ما يشبه النشيد المعتمد لنادي ليفربول الإنكليزي العريق.
ومع مهارته الكروية العالية وسجدته الشهيرة المتكررة بعد كل هدف يحرزه الفرعون المصري، فضلا عما يتمتع به من أخلاقيات والتزام ديني معتدل على كل المستويات، استطاع أن يسهم في تغيير صورة الإسلام الذهنية في عقول الغرب ويحولها إلى صورة إيجابية، بل إنه استطاع إيصال رسالة واضحة جلية للعالم أجمع، أن الإسلام دين تعايش وسلام، دين يقبل الآخر ويؤمن بالتعددية، دين يتسم بالوسطية والاعتدال لا يجبر أحداً على الدخول فيه. كل هذا يدفعنا إلى الاعتقاد بأنه قادر على تغيير صورة الإسلام حول العالم، وتسليط الضوء على جوهره الحقيقي، بعيدا عن التشدد الذي يظهره من يدعون الإسلام ويشوّهون صورته بكل وسائل العنف والقتل والتدمير».

بهذا نكرمه

لا حديث يعلو على إنجازات اللاعب محمد صلاح، وهو الأمر الذي اهتم به عمرو جاد في «اليوم السابع»: «في ذروة فخرها بمحمد صلاح، يجب ألا تنسى الدولة، الدَّيْن الواجب سداده للموهوب الذي خدم القوة الناعمة وصورة العرب والمسلمين أكثر مما خدمتها ملايين أُنفقت على الصراخ بالفضائيات والمؤتمرات الفاشلة. فالفخر وإطلاق اسم محمد صلاح على الشوارع وصالات الألعاب ليس هو العرفان المناسب الذي نقدمه لهذا الفتى، وبحسابات العقل والربح كان يمكن للحكومة أن تجعل قرية نجريج امتدادًا للنجاح الباهر الذي حققه ابنها لتحفز بقية القرى على احترام المواهب، لكننا كالعادة اكتفينا باجتهادات المحافظ والعمدة في إعداد قائمة بمتطلبات القرية انتظارًا لمن يتبرع باستكمالها، وليست من مهام محمد صلاح أن يبنى معهدًا دينيًا أو يجدد مركز شباب، فهذه مسؤوليات الحكومة التي من واجبها أن تجعل قريته من أفضل القرى وأقلها مشاكل وأكثرها نظافة، على الأقل أمام كاميرات الفضائيات العالمية التي تقدر موهبة صلاح، لكنها لا تحترم البؤس».

وثالثهما الصين

«ما زال الأمريكيون والروس يملكون الترسانات العسكرية الأكبر في عالم اليوم، لكن الصين، كما يؤكد جمال عبد الجواد في «الأهرام»، آخذة في الاقتراب منهما بسرعة كبيرة.
الصين شريك كامل في معادلة الردع النووي، وهى بالإضافة إلى ذلك آخذة في تحديث قواتها المسلحة، وامتلاك التشكيلات العسكرية التي تمكنها من الحرب في مناطق بعيدة عن الحدود، مثلها مثل القوى الكبرى الأخرى.
في زمن الحرب الباردة لم تكن هناك فقط قوتان كبيرتان، ولكن كان هناك أيضا معسكران متصارعان. تمتعت كل قوة عظمى بالسيطرة شبه التامة في نطاق المعسكر التابع لها، وتنافست مع القوة العظمى الأخرى في ما تبقى من العالم. لم تعد هناك معسكرات في عالم اليوم. لقد اختفى حلف وارسو؛ أما حلف الأطلنطي فما زال موجودا، ولكنه يجاهد من أجل البحث عن سبب لبقائه. الانقسام الذي حدث بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، عندما غزت أمريكا العراق، يشير إلى أن الأطلنطى فقد الكثير مما كان له من تماسك ووحدة. تركيا، العضو في تحالف الأطلنطي، تتعاون في سوريا مع روسيا وإيران خصوم واشنطن. إنه عالم تعددت وتقاطعت فيه خيوط التحالفات، على عكس ما عرفناه من وضوح وقطعية التحالفات في زمن الحرب الباردة».

رفع رواتب الوزراء يحرج السلطة ومشروع دمج الأحزاب السياسية وحل المخالفة على طاولة البرلمان

حسام عبد البصير

اليمن: الحكومة تبحث عن بدائل آمنة في الداخل إثر تعثر بقائها في عدن وتعقد أول اجتماعاتها في حضرموت

Posted: 26 Apr 2018 02:25 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي» ووكالات: ذكر مصدر سياسي أن الحكومة اليمنية تبحث حاليا عن أفضل البدائل لممارسة نشاطها في داخل اليمن، بعد أن تعثر بقاؤها في محافظة عدن، التي اتخذتها الحكومة عاصمة مؤقته لها، منذ احتلال الانقلابيين الحوثيين للعاصمة صنعاء قبل نحو 3 سنوات.
وقال لـ(القدس العربي) ان «الحكومة اليمنية أصبحت تواجه ضغوطا كبيرة من الداخل والخارج بضرورة استقرارها وممارسة نشاطها في داخل اليمن، لإزالة توصيف حكومة المنفى عنها، وبالتالي سعت خلال الفترة الأخيرة إلى البحث عن (بدائل آمنة) داخل اليمن لممارسة نشاطها فيها، بعد أن تعسّر استقرارها في محافظة عدن، خلال الثلاث سنوات الماضية».
وأوضح أن «الحكومة اليمنية لم تشعر بالأمان في محافظة عدن، إثر القبضة الأمنية الإماراتية عليها منذ تحرير المحافظة من ميليشيا الانقلابيين الحوثيين، قبل ثلاث سنوات، وأن النفوذ الإماراتي في عدن أصبح هو المسيطر والمهيمن على كل شيء فيها، لدرجة أن سلطة الحكومة اليمنية أصبحت خارج التغطية ولا محل من الإعراب».
وتعرضت الحكومة اليمنية مرارا إلى صدامات ومواجهات مسلحة مع ميليشيا الحزام الأمني لمحافظة عدن، التابعة للقوات الإماراتية في اليمن، والتي تمردت على سلطات الدولة في اليمن بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، وتتلقى تلك الميليشيا أوامرها وتوجيهاتها من أبوظبي، عبر أدواتها المحلية في عدن.
ووصلت ذروة الصدامات والصراع السياسي حد تهديد رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بالتصفية الجسدية في حال استقروا في مدينة عدن، لممارسة نشاطهم الحكومي، كسطلة شرعية للبلاد، وأن الإمارات تريد فرض (إجندتها الخاصة) بالقوة على محافظة عدن وعلى المحافظات التي تقع نظريا تحت سلطة الحكومة الشرعية وعمليا تحت نفوذ القوات الإماراتية، والتي توصف مجازا بسلطة (المندوب السامي) في اليمن.
وضمن الخطط الحكومية للبحث عن بدائل آمنة لممارسة نشاطها الحكومي، عقدت الحكومة اليمنية برئاسة رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر امس الأول الخميس، اجتماعاً استثنائياً لها في المجمع الحكومي بمدينة سئيون في محافظة حضرموت، شرقي اليمن، بعد أن تعثر انعقادها في مدينة عدن بسبب التهديدات الأمنية المدعومة من الإمارات.
وفي هذا الاجتماع الحكومي الذي يعد الأول من نوعه في مدينة سيئون البعيدة عن القبضة الأمنية الإماراتية قال رئيس الحكومة بن دغر، ان انعقاد الحكومة في مدينة سيئون بحضور غالبية اعضاء الحكومة «خير دليل على أن نقول للعالم أن حضرموت بكل مديرياتها وواديها وصحرائها آمنه ومستقرة ولن نسمح بالعبث بأمنها واستقرارها وسنسعى بكل الجهود لمحاربة الاٍرهاب والتطرف أينما وجد».
وأضاف «نحن هنا لنقوم بتثبيت دعائم الدولة في الوادي والصحراء وحضرموت واليمن عامة وسنحقق النصر بإذن الله وسنهزم الميليشيا الحوثية ومشروعها الإيراني الطائفي العنصري وسنمضي قدما نحو تأسيس الدولة الاتحادية من سته أقاليم الذي اتفقنا عليها في مخرجات الحوار الوطني».
وتعاني الحكومة اليمنية الشرعية من (تبعات الاستعانة) بقوات التحالف العربي التي ساهمت في تحرير بعض المحافظات اليمنية من ميليشيا الانقلابيين الحوثيين لكنها خلقت ميليشيا جديدة تابعة لها، بإجندة إماراتية بغرض السيطرة على الموانئ البحرية اليمنية على الشريط الساحلي المطل على خليج عدن والبحر الأحمر، وهو ما خلق حالة استياء واسعة لدى الشارع اليمني الذي يشعر أنه وقع بين (فكي كماشة) ميليشيا الحوثي وميليشيا الإمارات، والتي تتساوى في الممارسات القمعية للمواطنين اليمنيين المخالفين لرأيها، وتفرط في الانتهاكات لحقوق الإنسان في أماكن سيطرتها، وفقا لتقارير المنظمات الحقوقية المحلية والدولية.
إلى ذلك، ألغى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، مارتن جريفيث، زيارة إلى العاصمة اليمنية صنعاء كان مقررة السبت المقبل، ضمن مساعيه إلى إحياء عملية السلام، حسب مصادر مقربة منه.
وقالت مصادر مقربة من المبعوث الأممي، إن جريفيث ألغى زيارته لصنعاء؛ جراء انشغال الحوثيين، السبت، بمراسم تشييع جثمان الرجل الثاني في الجماعة، صالح الصماد، رئيس ما يُسمى بـالمجلس السياسي الأعلي، الذي قتل في غارة للتحالف العربي، الخميس الماضي.

اليمن: الحكومة تبحث عن بدائل آمنة في الداخل إثر تعثر بقائها في عدن وتعقد أول اجتماعاتها في حضرموت
غريفيث يلغي زيارة صنعاء للانشغال في جنازة الصماد
خالد الحمادي

«الحشد الشعبي» يعاقب عائلات المشتبه في انتمائهم لـ«الدولة» في قضاء البعاج

Posted: 26 Apr 2018 02:24 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: قالت «هيومن رايتس ووتش»، أمس الخميس، إن «قوات مسلحة محلية في قضاء البعاج، شمالي العراق، أصدرت أمرا في فبراير/ شباط 2018 بمنع عودة أقارب أعضاء تنظيم «الدولة الإسلامية» محذرة من أن ذلك، سيحول دون رجوع مئات الأشخاص، إن لم يكن الآلاف، من العودة إلى منازلهم. وأجرت المنظمة، مقابلات مع مئات العائلات الأخرى المشتبه بانتماء أحد أفرادها إلى «الدولة» في العراق ممن واجهوا عقوبات مماثلة بعد فرار مقاتلي التنظيم.
لما فقيه، نائبة المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش»، أوضحت أن «مرسوم البعاج هو أحد أوضح الأدلة حتى الآن على العقاب الجماعي الذي تمارسه السلطات العراقية بحق أقارب المشتبه في انتمائهم إلى تنظيم الدولة»، داعية إلى «مساءلة القوات المحلية والحكومة المركزية حول هذا التمييز».
المنظمة راجعت، في 10 أبريل/نيسان، محضرا من صفحة واحدة لاجتماع البعاج، 130 كيلومترا غرب الموصل، بتاريخ 7 فبراير/شباط. ضم الحضور قادة من فيلق «بدر» التابع لقوات «الحشد الشعبي»، القوة المسيطرة على المنطقة والتي تتبع رئيس الوزراء حيدر العبادي. ضم أيضا القائممقام ومجموعة من شيوخ العشائر والمخاتير.
وحسب المنظمة «يظهر المحضر أن العقاب الجماعي جزء من السياسات في هذا القضاء».
ونقلت «هيومن رايتس ووتش» عن مَصدرين في البلدة، قولهما، أن عدد سكان البعاج كان 13 ألفا قبل سيطرة تنظيم «الدولة» عليه عام 2014.
وأضافا: «فر معظم السكان من المنطقة إلى مخيمات النازحين في 3 يونيو/حزيران 2017 عندما استعادت مجموعات الحشد الشعبي المنطقة من داعش. منذ ديسمبر/كانون الأول، عاد حوالي ألف شخص فقط».
ووجد باحثو المنظمة، الذين زاروا بلدة البعاج في 10 أبريل/نيسان، أنها «خالية إلى حد كبير، وقِلة متواجدون في الشوارع والمباني المتضررة والمهجورة. قبل صدور أمر فبراير/شباط، كان على السكان الحصول على تصريح أمني للعودة، مختوم من قبل شيخ عشيرتهم ومختارهم».
وينص محضر اجتماع فبراير/شباط على ما يلي: «على الشيخ أو المختار عدم الختم لأي شخص لديه إبن، أو أخ، أو أب داعشي…. يتم محاسبة أي مختار أو شيخ في حالة التوقيع لشخص ينتمي إلى عصابات داعش أو لديه أخ، ابن، أو أب منتمي إلى عصابات داعش الإرهابية…. على كل شخص صدر له تصريح أمني ولديه أب، ابن، أو أخ عضو في التنظيم على المختار التبليغ عنه لدى الجهات الأمنية».
وتحمل الوثيقة أختام المسؤولين في الاجتماع، بمن فيهم ضباط المخابرات من فيلق بدر الذين أصدروا الأمر، ومجلس القضاء. تحمل أيضا تواقيع 23 مختارا على ظهرها.
قال أحد المصادر للمنظمة «من بين سكان البعاج الـ 12 ألفا الذين ما زالوا في المخيمات، أقدّر أن 20٪ منهم لديهم قريب مباشر انضم إلى تنظيم الدولة، وبالتالي لن يتمكنوا من العودة بناء على هذه الأوامر. إذا خرق أي من الشيوخ أو المخاتير القواعد وختم التصريح الأمني ​​لعائلة تضم عناصر من الدولة، ستعتقله قوات الحشد الشعبي للاستجواب».
وذكرت «هيومن رايتس وتش» بأن «القانون الدولي يسمح بفرض عقوبة فقط على المسؤولين عن ارتكاب الجرائم، وذلك بعد محاكمة عادلة لتحديد مدى جرمهم. ينتهك فرض العقوبات الجماعية على الأسر أو القرى أو المجتمعات قوانين الحرب، ويمثل جريمة حرب. وبالمثل، فإن إجبار السكان المدنيين على النزوح القسري لأسباب تتعلق بالنزاع، باستثناء أسباب عسكرية حتمية أو لحمايتهم، هو جريمة حرب».
أكد العديد من المسؤولين الحكوميين للمنظمة أن «أقارب المشتبه بهم من تنظيم الدولة أبرياء في نظر القانون، وأن الحكومة لا تتبع أي سياسات تسمح بالتمييز ضدهم». لكن «هيومن رايتس ووتش» أجرت مقابلات مع مئات العائلات التي عوقبت لارتباط أحد أقاربها بتنظيم «الدولة».

حرمان من الوثائق

بعض الأقارب الذين تمت مقابلتهم سجناء بحكم الواقع في المخيمات، أو حُرموا من وثائق الهوية المطلوبة، وواجهوا مجموعة من العقوبات التعسفية مثل الإبعاد من قوائم المستفيدين، وفق المنظمة.
وقالت جميع العائلات والمحامين والمخاتير الذين تمت مقابلتهم إن «العقبة الأساسية هي عجز الأسر عن تجاوز الفحص الأمني من وزارة الداخلية والمخابرات والأمن الوطني بسبب الاشتباه في انتماء أقاربها إلى تنظيم الدولة».
لكن هذه الفحوصات «ضرورية لتسجيل الولادة، الوفاة، أو الزواج، أو الحصول على بطاقة هوية أو بطاقة معونة، أو الحصول على وظيفة أو الالتحاق بالمدرسة. كما أنها ضرورية لطلب تعويض عن الخسائر أثناء الحرب أو الحصول على تعويض قضائي».
وطالبت «هيومن رايتس ووتش»، السلطات المحلية بـ«إلغاء أي قرارات تستهدف أُسر من يشتبه في أنهم من تنظيم الدولة وإزالة أية عقبات تحول دون حصول العائلات على الوثائق المدنية والتعويضات، واللجوء إلى القضاء. على رئيس الوزراء العبادي إصدار مرسوم يلزم السلطات المحلية بإلغاء أي مراسيم مشابهة، ووضع حد للنزوح القسري».

تسهيل العودة

وطالبت، السلطات العراقية بـ«تسهيل عودة العائلات التي تريد العودة إلى المناطق غير المتأثرة بالعمليات العسكرية الجارية فورا، من المخيمات أو غيرها، والسماح للعائلات باختيار البقاء في المخيمات التي تسمح بحرية التنقل داخلها وخارجها وبحرية الاتصالات، أو الانتقال إلى مكان آخر. إذا لم تتمكن السلطات من ضمان سلامة العائلات بسبب تهديدها بهجمات انتقامية، عليها السماح لها باختيار الانتقال إلى مخيمات أو مناطق أخرى يمكن للسلطات فيها توفير الحماية الكافية».
فقيه، قالت: «إذا كانت الحكومة العراقية جادة في تأكيدها أن أقارب المشتبه بكونهم من «الدولة»، أبرياء ويجب معاملتهم على هذا النحو، عليها منع القوات العسكرية والأمنية المحلية من الانتقام منهم. لكن التحقيقات التي بدأت منذ أكثر تظهر أن الحكومة المركزية لم تتخذ أي إجراءات فعالة لمنع قواتها من فرض العقاب الجماعي».

«الحشد الشعبي» يعاقب عائلات المشتبه في انتمائهم لـ«الدولة» في قضاء البعاج
«هيومن رايتس ووتش» دعت إلى مساءلة الحكومة المركزية

مسؤول ليبي يتهم قوات حفتر بارتكاب جرائم في درنة

Posted: 26 Apr 2018 02:24 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: تصاعدت الانتقادات لقوات الجنرال خليفة حفتر، حيث اتهمها البعض بارتكاب المزيد من «الجرائم» في مدينة «درنة» شرق البلاد، فيما كشف خبير دولي عن مقتل عناصر من الجيش المصري في الصراع الدائر على السلطة في مدينة بنغازي. وكتب العميد يحيى أسطى عمر المُكلف بالملف الأمني في درنة (شمال شرق) على صفحته في موقع «فيسبوك» بعنوان «جرائم تتبعها جرائم»: «تُرتكب جريمة وبعدها ترتكب أكبر وأفظع منها لكي تُنسى ما قبلها. فهل يوجد أكثر إجراماً من داعش؟ انها الكرامة (قوات حفتر) فهي من ساندت وساعدت وهربت داعش من درنة وبنغازي وقد سجل التاريخ ذلك. فهي غطاء لتدخلات الخارحيه بكل مخططاتها الاستخباراتية وبدون استحياء وللاسف تورط وانجر الكثير في عملية الكرامة التي هي النكبة الحقيقية في تاريخ ليبيا الحديث. وفي مخطط لصناعة الجريمة المنظمة وتحت شماعة الارهاب الكاذبة خارج القانون ارتكبت إعدامات في الشوارع وألقيت الجثث في مكبات القمامة، ونبشت القبور ومثلت بالجثث».
وأضاف «انتهكت السيادة الوطنية بدخول الطيران الاجنبي الذي قصف وهدم البيوت على ساكنيها فقتل النساء والاطفال بدم بارد. فكان الحصار على درنة هو الارهاب بكل معانيه (قولاً وفعلاً)، عقاب جماعي وجريمة حرب على درنة وأهلها، منع الدواء والغذاء والبنزين والغاز والدقيق. خطف وتغييب وسجن على الهويه خارج القانون ، استيلاء ومصادرة أرزاق المواطنين من مزارع ومساكن واستراحات وسيارات بحجة الارهاب».
وكتب الباحث والمحلل السياسي جمال الحاجي «البعض من ضباط الجيش – هروبا من الواجب واﻻمانة الموكلة إليهم – يتذرعون بأنهم ملتزمون بالقانون والتراتبية، وفي ذات الوقت ينتظرون قائدهم (حفتر) المرشح من دويلة تعيش على الدعارة وافتخر بذلك. والله المحيط ﻻ يطهركم يا من تسمون جيش. فهل تنتظرون اﻻوامر من صعلوك عينه مرتشي فاسد. الله الله أين وصل بنا الحال! جنود وضباط الجيش الليبي عيبهم ﻻ يعلمون بمكانتهم وحجمهم في نظر الشعب الليبي، لواجبهم أيضاً».
من جانب آخر، تحدث الباحث محمود رفعت منسق «مجموعة العمل الدولية من أجل ليبيا» عن سقوط قتلى من الجيش المصري في الصراع الدائر على خلافة حفتر في مدينة بنغازي، حيث كتب عل صفحته في موقع «تويتر»: «التصعيد الذي حدث فجأة في سيناء على مدار الأسبوع الماضي وإعلان المتحدث العسكرى باسم الجيش المصري عن مقتل أفراد من الجيش المصري وادعاؤه أنهم قتلوا في سيناء (هو) محض كذب للتغطية على مقتل أفراد من جيش مصر في بنغازي، حيث هناك صراع الآن بين المليشيات إستعر بعد محاولة اغتيال الناظوري».
على صعيد آخر، أكد الدبلوماسي السابق إبراهيم قرادة أن «المليشيات والتدخل الخارجي هما أصل الداء ورأس البلاء في ليبيا»، حيث اعتبر أن الاطراف الدولية ليست جادة في حل الأزمة القائمة في البلاد «بسبب تنافسها، أو لأهداف أكبر تكون على حساب ليبيا (فضلا عن) تعنّت الاطراف السياسية الليبية، ورفضها التنازل على ما تعتبره مكاسب شرعية وحصرية لها، وسطوة واستشراء وانتشار التطرف، وخصوصا المنهج السلفي المدخلي، وخوف السلطات والناس منه، وتمكن المليشيات وسيطرتها على مفاصل في الدولة، إما مباشرة أو عبر أعوان أو بالتهديد وعدم وعي وجدية النخب السياسية والحزبية، وسعي بعضها لتسبيق مصالحها الضيقة، والاعلام الممول من الخارج، سواء قنوات تلفزيونية أو جيوش الكترونية في التواصل الاجتماعي، وفقد الوساطة الدولية لثقة الكثير من الاطراف، لدرجة ان البعض يصنفها كطرف سياسي غير محايد».
وتعيش ليبيا فوضى سياسية وأمنية مستمرة منذ سقوط نظام معمر القذافي قبل سبع سنوات، حيث تتهم عدة أطراف ليبية عدداً من الدول الإقليمية والدولية بتمديد عمر هذا الأزمة عبر دعم أطراف سياسية معينة ومحاولة إفشال أي محاولة للمصالحة في البلاد.

مسؤول ليبي يتهم قوات حفتر بارتكاب جرائم في درنة
أنباء عن مقتل عناصر للجيش المصري في الصراع على خلافته
حسن سلمان:

الترتيبات النهائية لـ «الوطني» في رام الله تقترب من النهاية ونصائح خارجية للمعارضين بعدم تنظيم فعاليات تزيد من الانقسام

Posted: 26 Apr 2018 02:23 PM PDT

غزة ـ رام الله ـ «القدس العربي» : تواصل توافد أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني على مدينة رام الله في الضفة الغربية، من قطاع غزة والخارج. وانضم يوم أمس أعضاء جدد لمن سبقهم بالوصول خلال الأيام الماضية، حيث تجرى الترتيبات لوصول كامل الأعضاء الذين أكدوا حضورهم غدا السبت، فيما لم يعلن في قطاع غزة حتى اللحظة عن موعدا لعقد أي مؤتمر للفصائل المعارضة.
وخرج من قطاع غزة يوم أمس من معبر بيت حانون «إيرز» شمال غزة، عدد من أعضاء المجلس الوطني، وفق ترتيبات قامت بها الجهات المختصة في السلطة الفلسطينية، فيما دخل الضفة الغربية عدد من أعضاء المجلس في الخارج، عن طريق «معبر الكرامة» الفاصل عن الأراضي الأردنية.
ووزع الأعضاء القادمون من غزة والخارج على عدة فنادق في مدينة رام الله، حيث استغل الكثير منهم وجوده هناك قبل موعد انعقاد الجلسة الأولى للمجلس الوطني المقررة مساء يوم الاثنين، لإجراء العديد من الزيارات واللقاءات السياسية، خاصة وأن من بينهم من لم يزر رام الله منذ سنوات. واطلع الأعضاء الذين وصلوا على جدول أعمال المجلس الوطني، المقرر أن ينتخب أعضاء جددا للجنة التنفيذية، التي تستعد لتغيير سيطول نحو ثلثي أعضائها.
اشتملت قائمة أعضاء المجلس الوطني الذين غادروا قطاع غزة أسماء شخصيات تنظيمية تتبع العديد من الأحزاب ومستقلين وممثلين عن الاتحادات ومحافظين. كما شملت القائمة أسماء قيادات من الجبهة الشعبية التي أعلنت مقاطعتها لحضور الجلسة، وعلى أعضاء من الجبهة الديمقراطية التي لم تتخذ قرارا بالمشاركة بعد. ولم يسجل أن هؤلاء واجهوا خلال عملية مغادرتهم أي اعتراضات من قبل حماس، غير أن بيانا موقعا باسم «الشباب الثائر» حمل تهديدا ووعيدا لهؤلاء المشاركين.
وحذرت حركة فتح، حركة حماس وقادتها، من المساس بأعضاء المجلس، وحملتها مسؤولية أي اعتداء على أي من الأعضاء.
جاء ذلك في بيان صادر عن الحركة، وقال إن «تداعيات أي اعتداء ستكون واسعة».
وتابع البيان»تستنكر فتح بيانًا صادرًا عن حماس، يهدد كل من يشارك في جلسة المجلس الوطني الفلسطيني من غزة، من خلال نشر ما يسمونها بقائمة العار أو الدعوة لمنعهم بالقوة».
وفي قطاع غزة وعلى الرغم من وصول الترتيبات لعقد المجلس الوطني إلى مراحلها النهائية، باستكمال اللجان المختصة كامل الاستعدادات، لم يعلن عن أي ترتيبات لعقد مؤتمر مناهض لهذه الجلسة التي ترفضها بشدة حماس، وأعلنت سابقا عدم اعترافها بشرعية قراراتها.
وكانت هناك تصريحات لقيادات من حركة حماس، أعلنوا خلالها عن وجود تخطيط لإقامة مؤتمرات في غزة وبيروت، مناهضة لعقد جلسة المجلس الوطني. غير أن مسؤولين في عدة تنظيمات فلسطينية من بينها التنظيمات غير المشاركة كالجهاد الإسلامي، أو المقاطعة كالجبهة الشعبية، أكدوا عدم وصولهم أي دعوات لحضور مثل هذه المؤتمرات، خاصة وأنهم أعلنوا سابقا عدم مشاركتهم في أي أجسام موازية لمنظمة التحرير، لعدم إضعاف قوة التمثيل الفلسطيني، وهو ما عاد إيجابيا على موقف حركة فتح التي تتزعم منظمة التحرير.
وكان نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، قد أعلن عدم مشاركة حركته في أي جسم مواز للمنظمة، رغم اعتراضه على عقد جلسة المجلس الوطني المقبلة، وهو أمر عبر عنه أيضا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية رباح مهنا.
وعبرت كذلك الجبهة الشعبية، بأن عدم اشتراكها هذه المرة في جلسات المجلس الوطني، لا يحمل أي مس بمنظمة التحرير ومكانتها وصفتها التمثيلية.
وهناك إشارات تقول إن عدم التوصل إلى صيغة بين الفصائل المعارضة لعقد جلسة المجلس الوطني، مرده أن فصائل المنظمة التي أعلنت عدم المشاركة في «الوطني» رفضت المس بتمثيل المنظمة كالجبهة الشعبية، إلى جانب عدم وجود أي دعم عربي أو إقليمي لفكرة تشكيل أي أجسام موازية للمنظمة، ولعلم المعارضين أيضا بأن مثل هذه العملية ستزيد من حجم الانقسام السياسي القائم.وفي هذا السياق أكد مصدر سياسي فلسطيني لـ «القدس العربي»، أن المسؤولين المصريين المشرفين على ملف المصالحة الفلسطينية، الذين التقوا الأسبوع الماضي وفودا قيادية من حركتي فتح وحماس والجبهة الشعبية، رفضوا أي أعمال من شأنها أن تساهم في إبعاد المسافات وزيادة الانقسام، خاصة مع اقتراب عقد جلسة المجلس الوطني، ونصحوا الجميع بعدم اتخاذ أي خطوات من شأنها أن تؤثر على مسارات المصالحة.
ويتوقع أن يصار بسبب عدم وجود حالة إجماع بين الفصائل المعارضة، الى عقد مؤتمر بصورة أقل زخما مما كان مخططا له، تشارك فيه حركة حماس و»فصائل المقاومة» يتم خلاله تجديد موقف هذه الفصائل الرافض لعقد جلسة المجلس الوطني، والإعلان كذلك عن عدم الاعتراف بمخرجات الجلسات التي ستعقد في مدينة رام الله.
وأمس عقد نواب حماس في المجلس التشريعي جلسة خاصة في مقر المجلس في مدينة غزة، ناقشت عقد جلسة للمجلس الوطني. وشملت الجلسة توجيه النواب انتقادات شديدة للسلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس. وقال أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس، والقيادي في حركة حماس، إن الرئيس عباس يعد «أخطر رجل على القضية الفلسطينية»، واتهمه بقيادة «أسوأ مشروع لتصفية القضية الفلسطينية والتنازل عن الثوابت الوطنية»، مشيرا كذلك إلى أن جلسة الوطني تعد «باطلة وغير قانونية».
وخلال الجلسة طالب الدكتور خليل الحية النائب عن حماس والقيادي فيها، بتأجيل عقد جلسات المجلس الوطني، مؤكدا أن حركته لن نعترف بمخرجاته.

الترتيبات النهائية لـ «الوطني» في رام الله تقترب من النهاية ونصائح خارجية للمعارضين بعدم تنظيم فعاليات تزيد من الانقسام
فتح حذرت حماس من المساس بأعضاء المجلس والأخيرة جددت رفضها لمخرجاته
أشرف الهور:

صحافي إسرائيلي يتساءل عن ازدواجية الغرب : لماذا الهجوم على روسيا لقتل دبلوماسي بالسم بينما يصمت عن اغتيال البطش

Posted: 26 Apr 2018 02:23 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: بعد تلميحات بتورط إسرائيل باغتيال العالم فادي البطش في ماليزيا، وردت على لسان وزير مخابراتها يسرائيل كاتس قبل أيام، كشف صحافي إسرائيلي خبير بالشؤون الاستخباراتية أن الموساد يقف خلف العملية. وأوضح الصحافي دكتور رونين بيرغمان في تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن قتله يأتي جزءا من معركة واسعة يقودها رئيس الموساد يوسي كوهين ضد حركة حماس للحيلولة دون حيازتها قوة عسكرية في العالم.
وحول عمل البطش في ماليزيا يزعم بيرغمان أنه كان يقوم باقتناء مواد من جهات مختلفة، ويستخدم مرافق جامعة كوالالمبور للقيام بأبحاث تهدف الى تطوير وسائل قتالية. ويزعم أن البطش انشغل بالأساس في تطوير أجهزة إلكترو – بصرية تستخدم لتوجيه الصواريخ والطائرات الصغيرة المسيّرة. كما يدعي بيرغمان أن البطش كان يستعين بباحثين محليين في دراسات مشتركة، وأن هؤلاء كانوا يظنون أن الأبحاث مدنية وبريئة ولم يعرفوا أنها في الطريق لخدمة حماس.
بيرغمان الذي صدر عنه في مطلع الشهر الحالي كتاب عن عمليات الموساد قال في تقريره إن البطش قام بعدة صفقات سلاح في مجال الصواريخ والطائرات بلا طيار مع كوريا الشمالية من خلال ماليزيا. وفي محاولة لتشويش هوية مصادره يعتمد بيرغمان لغة التلميح بقوله إن «مصادر استخباراتية من الغرب والشرق الأوسط» أكدت له أن البطش أرسل لماليزيا بمهمة خاصة من حماس هدفها البحث عن أنظمة قتالية لها وشراؤها. موضحا أن الموساد يولي أهمية كبيرة لنظام الطائرات المسيرة التي تقوم ببنائها حماس لأنه بواسطتها يمكن مهاجمة أهداف إسرائيلية بشكل ناجع ودقيق أكثر بكثير من الصواريخ.
وفي تقريره يقول بيرغمان إن كوريا الشمالية تحافظ على علاقات مع حركة حماس في السنوات الأخيرة بوساطة ماليزيا التي تحولت لدولة ودودة جدا لـ «جهات إجرامية  وإرهابية تعمل في التهريب وتجارة المخدرات وغيرها». كما يقول الصحافي الإسرائيلي إن ماليزيا دولة مفتوحة جدا ولا تحرص على تطبيق القانون والنظام كما يجب، وإن حكومتها الحالية مناصرة جدا لحماس وتوجهاتها إسلامية.
ويستذكر أن رئيس حكومة ماليزيا زار غزة، فيما زارت شخصيات مهنية من حماس مدنا ماليزية، وفادي البطش قام بوساطة مع كوريا الشمالية ضمن صفقات مع شركات وهمية داخل ماليزيا. وقال إن ماليزيا تمنح ممرا حرا لجهات استخباراتية وتجارية مختلفة  كورية. ويشير إلى أن حماس منظمة كبيرة وقامت بمئات محاولات تعزيز قوتها من خلال نشر عدة أذرع لها تعمل على امتلاك أجهزة قتالية حديثة، ولهذا الغرض ترسل مهندسين وعلماء من غزة لعدة مواقع في العالم خاصة تلك، حيث توجد بيئة مناصرة لها كماليزيا ومناطق أخرى في جنوب شرق آسيا. وأضاف ان شبابا فلسطينيين يستكملون دراستهم الأكاديمية والعلمية ويمتلكون معرفة ويقومون بتجارب بغية حيازة خبرة عملية وأحيانا خبرة تقنية دقيقة ومتقدمة، كما كان يفعل فادي البطش باتصالاته مع كوريا الشمالية من أجل شراء مثل هذه الأجهزة وتهريبها إلى غزة. ويدعي بيرغمان ان حماس تحرص على إرسال هؤلاء لمناطق نائية بعيدة جدا عن إسرائيل وعيونها الاستخباراتية. أما من ناحية الاستخبارات الإسرائيلية فإن الهدف هو المساس بهذا المجهود الفلسطيني قبل أن يبلغ ذروته، كما يؤكد بيرغمان. 

تهريب سلاح

ويتابع» إسرائيل لا تنتظر كما فعلت في العملية التي نسبت لها وفيها تم اغتيال القيادي محمود المبحوح في دبي عام 2010 ، وذلك بعدما كانت عملية امتلاك أسباب القوة وتعزيزها في أوجها وكان المبحوح قنالا كبيرا لتهريبات السلاح إلى غزة.
ويخلص بيرغمان للقول إن النية هنا المس بمساعي حماس قبل أن يبدأ بعملية تهريب السلاح لغزة وإيصال رسالة للدول التي تمنح ضيافة وحضانة لحماس مفادها أن إسرائيل غير مستعدة، ولن توافق على إقامة حماس مختبرات ومصانع لإنتاج وسائل قتالية متقدمة فيها، كذلك أكد بيرغمان في تقريره أن مصر أحبطت أخيرا دخول شحنة أدوات قتالية كورية شمالية احتوت كذلك على وسائل اتصال رادارية للتحكم بالذخائر الموجهة إلى غزة. واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن البطش كان الأخير من سلسلة من الخبراء الفلسطينيين الذين اغتيلوا ضمن عمليات الموساد في الخارج، كان آخرهم المهندس التونسي محمد الزواري، وهو ناشط في الجناح العسكري لحماس، وكان خبيرًا في تطوير الطائرات بدون طيار، واغتيل في جنوب تونس في كانون الأول/ ديسمبر 2016.

مرتزقة قتلوا المهندس في ماليزيا

وتحت عنوان» مرتزقة قتلوا المهندس في ماليزيا « قال الصحافي الإسرائيلي جدعون ليفي في «هآرتس»، إنه قبل حوالى شهرين، وقعت حادثة هزت العالم: لقد تم تسميم سيرجي سكريبل، العميل الروسي المزدوج السابق، مع ابنته يوليا، في حديقة عامة في سالزبوري في جنوب بريطانيا. ويستذكر أنه سرعان ما اتهمت بريطانيا روسيا بهذا الفعل، وقامت 16 دولة، بما فيها الولايات المتحدة، بطرد عشرات الدبلوماسيين الروس من أراضيهم كعقوبة على محاولة الاغتيال.
وللتسليط على ازدواجية المعايير لدى دول غربية كثيرة تابع هليفي»خرج الغضب على محاولة الاغتيال ( الغرب شديد الحساسية لحياة البشر) ولكن بشكل أكبر لأن روسيا تجرأت على القيام بذلك على أرض بريطانية. وقال إنه مرت أسابيع قليلة فقط، ووقعت عملية اغتيال، كانت ناجحة هذه المرة. لقد أصابت 14 رصاصة الدكتور فادي البطش، مهندس الكهرباء من مخيم جباليا في مدينة غزة، في أحد شوارع كوالالمبور في ماليزيا. واضاف «لقد تحولت كل الأنظار إلى إسرائيل، ولكن يا للدهشة: لم يفكر أي بلد على الإطلاق في طرد دبلوماسي إسرائيلي واحد، ولا حتى إدانة إسرائيل. بالنسبة للعالم لم يحدث شيء، لم يتم قتل البطش، ولم يتم انتهاك سيادة ماليزيا. فكيف يمكن مقارنة جاسوس روسي سابق بمهندس فلسطيني؟… سيادة بريطانيا بسيادة ماليزيا؟».

حلال على إسرائيل حرام على روسيا

مؤكدا ان المعايير المزدوجة للعالم اشتغلت مرة أخرى لساعات إضافية: ما يسمح لإسرائيل بعمله، لا يسمح به حتى لروسيا. روسيا معروفة باغتيالاتها بالسم. إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة، وبالتالي يسمح لها حتى بالتسميم (خالد مشعل).
وخارج السرب الإعلامي الإسرائيلي تجرأ هليفي على القول إن إسرائيل حافظت على الغموض، لكن الغمز، والتلميحات، والابتسامات والمفاخرة الخفية لم تترك أي مجال للشك: المتميزون من الموساد ضربوا مرة أخرى. وقال كبير المتبجحين في الحكومة، وزير الإسكان الجنرال بالاحتياط يوآف غلانط: «سنلاحق كل شخص، حتى في نهاية العالم»، وتأثرت إسرائيل من العمل البطولي، كما تتأثر دائما من اغتيال العرب، وخصوصا عندما تنفذ في الظلام». وتابع هليفي الذي احتاج بالماضي لحراسة مشددة بسبب مقالاته، «منذ اغتيال أبو جهاد(نائب ياسر عرفات) أمام زوجته وأولاده في تونس، مرورا بالشيخ ياسين ويحيى عياش، والاغتيالات في الخارج – مهندس الطائرات غير المأهولة في تونس، عالم نووي في طهران، أحد كبار حزب الله في بيروت، سمير قنطار في دمشق ومحمود المبحوح في دبي- قصص البطولة، التي لا يحتج عليها أحد، تقريبا، ولا على شرعيتها وحكمتها».
كما قال بسخرية: لقد أصبحت بلغاريا سيئة السمعة بسبب القتلة الذين استخدموا المظلات المسمومة في عمليات الاغتيال، أما لاعبو التنس (عملاء الموساد) مع المضارب في فندق دبي فهم أبطال».

اغتيالات حمقاء

مؤكدا أن كل هذه الأعمال هي جرائم قتل، وأن مرتكبيها قتلة مرتزقة، ويمكن القول إنها كانت مُبررة، أو أنقذت أرواحا، أو عاقبت أولئك الذين يستحقون عقوبة الإعدام، لكنها كانت أعمال قتل. وتابع « منفذوها يتجولون بيننا، بعضهم وصل إلى العظمة. قد تكون بعض الاغتيالات هي تحقيق للأوهام الحمقاء لأولئك الذين يحلمون بمثل هذه الأعمال منذ طفولتهم. وبعضها كان زائداً، فكل من تم قتله جاء من يستبدله، ويكون عادة أكثر تطرفاً من السابق. وكانت بعض عمليات الاغتيال حمقاء: قتل خليل الوزير، أبو جهاد، واغتيال أحد أهم القادة الفلسطينيين الذي كان يمكن أن يصبح شريكا، كان عملا أحمق. موشيه يعلون يفاخر به حتى اليوم، إسرائيل فخورة به: لقد كانت عملية قتل: عقاب، ردع، منع أو انتقام – لكنها جرت كما هو الحال في عائلات الإجرام. وخلص للقول إن الدولة التي ترسل فرق الموت إلى جميع أنحاء العالم ليست مسألة تبعث على الفخر. في نهاية الأمر، هم قتلة مرتزقة».
 

صحافي إسرائيلي يتساءل عن ازدواجية الغرب : لماذا الهجوم على روسيا لقتل دبلوماسي بالسم بينما يصمت عن اغتيال البطش
«نيويورك تايمز»: الموساد قتل فادي البطش لاتصالاته الخطيرة مع كوريا الشمالية

ناشطون مغاربة يعتبرون التساهل تجاه مظاهر التطبيع مع الكيان الصهيوني تهديداً لأمن الوطن

Posted: 26 Apr 2018 02:22 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي» : قال ناشطون مغاربة في مجال مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني أن التساهل إزاء مختلف مظاهر التطبيع وأصحابها، سبب رئيسي، ومشجع على التمادي في ذلك إلى مستوى التجرؤ على القيام بخطوات واختراقات خطيرة من قبيل «التأطير الإيديولوجي الصهيوني، والتدريب على الأسلحة…»، التي من شأنها تهديد أمن الوطن، ووحدته الترابية، وتماسكه المجتمعي.
وجاء موقف الناشطين بعد اجتماع على خلفية ملف المعهد «ألفا الإسرائيلي»، لتكوين الحراس الخاصين، الذي ينشط في نواحي مدينة مكناس، عقد يوم الثلاثاء الماضي بالرباط شاركت فيه حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية المغربي (الحزب الرئيسي في الحكومة) وأعضاء من مكتبها التنفيذي من جهة، ومسؤولي مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، والمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، وذلك في إطار سلسلة اللقاءات التي تعقدها مجموعة العمل، والمرصد مع قيادات الهيئات المدنية، والفعاليات الجمعوية، والحركات الإسلامية، والأحزاب السياسية، على اختلاف اتجاهاتها، والهيئات النقابية والحقوقية مسجلة خطورة هذا الملف، وما يشكله من تطور نوعي يتمثل في الانتقال من التطبيع الصهيوني الذي يعرفه عدد من المجالات إلى تهديد أمن الوطن واستقراره.
ودعا المشاركون في الاجتماع في بلاغ ارسل لـ»القدس العربي» المؤسسات الدستورية الوطنية التي خوّل لها القانون السهر على أمن الوطن، والمواطنين إلى التحرك «الفوري»، للوقوف على حقيقة ما يجري وإخبار الرأي العام الوطني بذلك، وكذا الإسهام في توعية المواطنين بخطورة ما يحاك ضد المغرب من مخططات، والسعي للحيلولة دون وقوع ما يرجوه خصومه، وأعداؤه من فوضى، وفتن على غرار ما يجري في بلدان شقيقة.
وأكدوا على أهمية التعاون، و»ضرورة التكاتف وتجميع الجهود وإطلاق الفعاليات المشتركة لمواجهة المخططات المهددة لأمن الوطن» واستقراره وفي مقدمها الاختراق الصهيوني، ووجّه المجتمعون دعوة إلى الشعب المغربي وقواه الحية لليقظة ورفع مستوى التعبئة الشعبية على كافة المستويات للتصدي لمختلف مظاهر التطبيع، والاختراق الصهيوني وأدواته.
وأكد عبد القادر إبراهيمي، مدير معهد «ألفا» الإسرائيلي الذي تم الكشف عن وجوده من طرف مناهضي التطبيع أن «أن السلطات كانت تعلم بحضور الخبراء العسكريين الإسرائيليين الذين يحضرون إلى البلاد من أجل تقديم التدريبات بالمعهد، ويتم تزويدها بوثائقهم الرسمية قبل قدومهم بأيام». واعترف أن شخصيات أمنية إسرائيلية تزوره وتشرف على بعض التدريبات مثل بيهودا أفيخفير، نجل أفيخفير إيمي، الكولونيل السابق في الجيش الإسرائيلي، وهو مؤسس الأسلوب القتالي الرياضي «غراف ماغا» (Krav-maga)، الذي يمارسه الجنود الإسرائيليون.
وبإشرت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من خلال الاستماع للابراهيمي أبحاثا وتحريات معمقة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن أهداف وأنشطة «معهد متخصص في تدريب الحراس الخاصين والحماية المقربة»، ورصد ارتباطاته المحتملة بجهات داخلية أو خارجية بالاضافة للاستماع لزوجته وعدد من المتدريب عنده إلا أنه عاد إلى ممارسة نشاطه، إذ أعلن، عن تنظيمه دورة جديدة للتدريب، وإمكانية استقباله مدربين إسرائيليين على الأراضي المغربية من بينهم والي هسكيا، أحد خبراء الأكاديمية الإسرائيلية لتدريب الحراس الشخصين.
وأكد أن معهده سيفتح لأول مرة الباب أمام وسائل الإعلام، رافعا بذلك «السرية» عن أنشطة المعهد «المثير للجدل»، موضحاً أن المعهد سينظم تدريباً دولياً بمشاركة خبير إسرائيلي في فنون التدريب، وذلك بداية أيار/ مايو المقبل.
وقال الإبراهيمي في تصريحات نشرها موقع العمق «ان حضور الخبير الإسرائيلي والي هسكيا، إلى المغرب في الأيام القليلة المقبلة هو بمثابة تبرئة لي حول مزاعم تدريب أمازيغ وتشكيل ملشيات وغير ذاك»، موضحاً «أنه قد أشعر السلطات المختصة باستضافته، وأنه مدهم بنسخة من جواز سفره».
واضاف «أنا مطبع مع إسرائيل فيما ينفعنا في مجال التدريب، ولا يوجد أي قانون مغربي يجرم التطبيع مع إسرائيل»، مشيراً إلى أنه ليست هذه أول مرة سيستضيف فيها المعهد طاقما إسرائيليا، بل كان يقوم بذلك منذ سنتين، وأنه يشتغل وفق إطار قانوني بمعهد قانوني تعلم به السلطات المختصة. وتفجر الموضوع حين كشفت هيئتان مناهضتان للتطبيع في ندوة صحافية تحت شعار من «التطبيع الصهيوني.. إلى تهديد أمن الوطن واستقراره»، يوم الثلاثاء 17 أبريل/نيسان 2018، عن قيام معهد ألفا الإسرائيلي، بتدريب مغاربة على استعمال مسدسات في الجبال القريبة من بومية سنة 2017 بالبزة العسكرية تحت إشراف كادر فرنسي وإسرائيلي.
وكشف تقرير ان «يهودا أفيخر» ابن كولونيل سابق في الجيش الإسرائيلي، ومؤسس الأسلوب القتالي «Krav-maga» الذي يعتمده الجيش الإسرائيلي وينهجه معهد «ألفا»، زار المعهد من أجل تأطير دورة تكوينية لطلابه، إلى جانب «يعيش إيمالشيل» وهو حارس بسجن تل أبيب، وأيضا قائد حالي في الجيش الإسرائيلي يقوم بتدريب عناصر الجيش والشرطة.
وتم الحصول على فيديو يبين كيف قضى أفيخر أيامه في ضيافة المعهد الإسرائيلي بأغبالو ضواحي مكناس، مستمتعاً بالثقافة المحلية، حيث كان يتقاسم أوقاته مع طلاب المعهد ومؤسسه عبد القادر البراهمي، موثقين لحظات راحتهم بمقاطع فيديو.
ويوثق مقطع آخر، تجول يهودا أفيخر في شوارع مدينة الدار البيضاء، تحت حماية البراهمي وآخرين معه، قالوا في تصريحات خاصة أنهم وفروا الحماية اللازمة ليهودا خلال تجوله في العاصمة الاقتصادية، للرد على المضايقات التي تعرض لها، خصوصا أن زيارته صادفت حالة التوتر التي عرفها العالم العربي، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نية بلده نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

ناشطون مغاربة يعتبرون التساهل تجاه مظاهر التطبيع مع الكيان الصهيوني تهديداً لأمن الوطن

محمود معروف

عن الثورة في السعودية

Posted: 26 Apr 2018 02:22 PM PDT

السعودية اليوم في ذروة تغييرات ثورية تسعى، هكذا وفقاً للمبادرين اليها، إلى التغيير الجذري للسلوك الاقتصادي والاجتماعي في هذه المملكة المحافظة. وبخلاف الثورات العربية التي وقعت في العقد الاخير، والتي تمت «من تحت»، فتلك الثورة السعودية توجه «من فوق» من ولي العهد والحاكم الفعلي محمد بن سلمان من قصره في الرياض. الامير إبن 32 سنة يسعى إلى فرض التغيير على بيت سعود نفسه أيضاً: من حكم جماعي لفروع العائلة المختلفة، مما خلق توازنات وكوابح، إلى ما يبدو أكثر فأكثر كحكم فرد مركزي، له. معارضون بالقوة أو بالفعل لـبن سلمان، بينهم رجال إعلام ودين واعمال بل وأمراء، اقيلوا، اعتقلوا أو سلب مالهم باسم مكافحة الفساد في عملية انعدمت عنها الشفافية حتى الان.
الفساد هو «سرطان في جسمنا وأدمنا على النفط» اعلن بن سلمان، الذي سعى في زياراته التي اجريت مؤخرا إلى اوروبا والولايات المتحدة إلى منح السعودية صورة المملكة الدينامية، الشابة والحديثة، وبالتوازي الاكثر تسامحا ومساواة. وبالتوازي، تنفق المملكة مبالغ طائلة من المال على مجموعات الضغط وشركات العلاقات العامة، وتساعد معاهد التفكير في الولايات المتحدة لتحسين صورتها. وسارع كثيرون في الغرب بالفعل إلى عقد التيجان على رأس بن سلمان، بعضهم بدعوى أنه يمثل في رؤياه وخططه كمال أتاتورك، أبا تركيا الحديثة. ولكن علم أن بين من يعرفه يقولون ان من الشخصيات التي يتمثل بها يوجد بالذات أناس كرئيس الصين، شي جينفنك. فهل سيختار بن سلمان تبني نموذج قريب للنموذج الصيني، الانغلاق السياسي والانفتاح الاقتصادي؟ بالتأكيد محتمل وان كانت محاولة قيادة السعودية في هذا الاتجاه ستصطدم بتحديات غير قليلة.

بين الوعود والقدرة على التحقيق

لا جدال ان هناك واجبا في اصلاح شامل في السعودية، اصلاح يطالب به صندوق النقد الدولي منذ نهاية القرن الماضي. أما رؤية الثورة السعودية، التي وضعتها شركة الاستشارات الدولية، فقد عرضت في نيسان/أبريل 2016 تحت عنوان «رؤية 2030». وركزت هذه الرؤية أولاً وقبل كل شيء على السعي إلى تنويع مصادر دخل المملكة. وفي إطار الاصلاحات فرضت ضرائب جديدة، بينها ضريبة القيمة المضافة، وخفضت أوجه الدعم الحكومي للكهرباء، المياه والوقود، التي ارتفعت اسعارها بالضعف في بداية 2018.
حاليا، تنجح المملكة في تمويل العجز في الميزانية (المتوقع أن يبلغ 52 مليار دولار) من خلال تآكل احتياطات العملة وبيع سندات دين، جندت من خلال ذلك نحو 40 مليار دولار في 2016 ـ 2017 وتسعى إلى أن تجند بهذه الطريقة نحو 30 مليار دولار اخرى في 2018. وكانت المحاولة لتجنيد 100 مليار دولار من خلال حملة الاعتقالات في تشرين الثاني 2017 اسم مكافحة الفساد ولكنها اغلب الظن لم تنجح إذ تم تجنيد مبلغ اقل بكثير.
بعد نحو سنتين من إطلاق الخطة، لا تزال البطالة عالية والنمو صفراً. فنحو 70 في المئة من مواطني المملكة هم دون سن الثلاثين، وفي هذه المجموعة العمرية، المتعاطفة حسب التقدير لبن سلمان تقدر البطالة بنحو 30 في المئة. اضافة إلى ذلك هناك علامة استفهام حول الجدوى والجدول الزمني للاكتتاب في الخارج لقسم من شركة النفط الوطنية «ارامكو» لتمويل الاصلاحات المقترحة. يحتمل أن يتم الاكتتاب في النهاية في البورصة المحلية، كسبيل للامتناع عن معوقات اقتصادية وقانونية.
من أجل مساعدة اقتصاد العائلات على التصدي لغلاء المعيشة المتفاقم ومنع الهياج المحتمل اطلقت الاسرة المالكة خطة «حساب للمواطن»، لاولئك الذين وجدوا مستحقين في أوساط الطبقة الوسطى ـ المتدنية (نحو 10 مليون مواطن)، مساعدة لا يستحقها العمال الاجانب في المملكة، ممن يشكلون نحو ثلث السكان. تدفع هذه الحقيقة الكثيرين منهم، ولا سيما من «الياقات الزرقاء»، للعودة إلى بلدانهم الاصلية،من دون أن يسارع المواطنون السعوديون إلى احتلال اماكنهم. عمال مهنيون أكثر يغادرون هم ايضا، اساسا بسبب الضرائب والكلفة العالية. ومع ذلك فإن التأهيل المهني للمواطنين السعوديين كي يحتلوا اماكنهم سيستغرق سنوات طويلة. في المدى القصير، فإن استقرار اسعار النفط في مستوى عال نسبيا (ضمن أمور أخرى بفضل التفاهمات بين موسكو والرياض) يدر مالا أكثر إلى صندوق المالية السعودية بالنسبة للسنوات السابقة، يساعد في تمويل الحرب في اليمن وفي الاصلاحات. ولكن هذا الارتفاع يساعد صناعة الرواسب العالمية ومن شأنه ان يقلل الدافع لاجراء تغييرات بنيوية هامة على المدى البعيد، وبالتأكيد إذا ما اضيفت اصوات ضد اثقال اليد على المواطنين.
لقد نزع بن سلمان من شرطة الدين بعضاً من صلاحياتها. أعاد فتح دور السينما وسمح للنساء بقيادة السيارات. هذه الخطوات الجزئية، التي لا تزال دراماتيكية بالمقياس السعودي، تمنحه وعن حق التعاطف. ومع ذلك، يجب تقديرها في السياق الصحيح: فالمساواة بين الرجال والنساء لا تزال بعيدة، والتنظيم السياسي بكل اشكاله محظور والمملكة لا تزال تدار كقاعدة وفقا للشريعة الإسلامية.
منتجات الاستهلاك والخدمات، التي قدمت على مدى السنين بالمجان، كانت تعتبر حقا مكتسبا بفضل الولاء لاسرة سعود. وعليه فإن ضررا كبيرا ومتواصلا لهذا الحق من شأنه ان يضر بهذه العلاقة، الهامة لاستقرار النظام، بين المواطنين والمملكة. يخشى بن سلمان الاحتجاج وعن حق. فهذا بالفعل يرفع رأسه بين الحين والاخر، ولكنه ينصب في هذه الاثناء في الشبكات الاجتماعية اساسا (وان كانت هذه تخضع للرقابة وليس واضحا بأي قدر تمثل باخلاص المزاج العام). وبالتالي، في بداية 2018، بعد أسبوع من فرض ضريبة القيمة المضافة ومضاعفة سعر البنزين، سارعت الاسرة المالكة إلى منح علاوات أجر وعلاوات أخرى لرجال القطاع العام المنتفخ، الذي يشكل السند لاستقرار النظام.
في المقابلات التي منحها بن سلمان للصحافة الغربية في أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة أعلن بأن «الموت وحده سيوقفه»، يحتمل كسبيل للاعراب عن تصميمه على تحقيق أجندته أو ربما كتلميح لاولئك الذين أبعدهم عن مناعم الحكم وهالته لمعرفته انه من شأنهم ان يثوروا عليه في يوم من الايام.
يحتمل أن يكون هذا هو السبب للتقارير التي يفهم منها ان ولي العهد يحيط نفسه بالحراس، المرتزقة الذين ليسوا سعوديين. اضافة إلى ذلك مشكوك ان يكون سلوك بن سلمان الفردي يؤدي إلى الاستقرار في السعودية في المدى البعيد.
هذا الوضع ينقل رسالة سلبية ويزيد عدم اليقين في اوساط المستثمرين في الغرب ايضا، ممن تحتاج الاصلاحات نفسها إلى خبراتهم ورؤوس اموالهم. وبنفس الشكل، فإن التخوف في أوساط السعوديين الاغنياء من مصادرة أموالهم باسم مكافحة الفساد أدى إلى خروج الكثير من المال الخاص من حدود المملكة. على بن سلمان ايضا أن يعطي الرأي في الفجوة المحتملة بين تصريحاته الطموحة وبين قدرة التنفيذ لتغييرات بعيدة الاثر في المبنى الاقتصادي السياسي وبسرعة. فكم من الوقت سيستغرق شباب المملكة حتى يصحوا؟ مشكوك أن يكونوا سيصمدون امام اجراءات التشدد الكثيرة المفروضة عليهم على مدى الزمن دون نتائج واسعة النطاق وملموسة، بينما ملكهم المستقبلي لم يغير نمط حياته الفاخر.
لعملية الاصلاحات الثورية في السعودية، وبالتالي ايضا لبن سلمان نفسه (الذي سيتوج ملكا في المستقبل القريب، إذا لم يقع تغيير غير متوقع) وجهان، وهكذا يجب التعاطي معها: تشجيع الاصلاحات الاجتماعية ـ الاقتصادية اللازمة التي يسعى إلى تحقيقها وبالتوازي اشتراط المساعدة بوقف ميوله للحكم الفردي. وعلى الطريق سلوك بن سلمان يمكن فهمه من التقارير في الغرب عن استمرار الاعتقالات، التهديدات، التعذيب وكم الافواه، بما في ذلك لابناء العائلة، ممن يبدو أنهم يقفون في طريقه.
ان عملاً كثيراً لا يزال أمام بن سلمان وينبغي الامل في أن خططه لتغيير وجه المجتمع والاقتصاد تحقق نجاحا أكبر من تلك التي وفرتها بعض من خطواته الاقليمية، حيث أن المقاطعة لقطر والحرب في اليمن هي أبرز أمثلتها. اضافة إلى ذلك، مشكوك ان يكون للمملكة نفسها رأس المال الشاغر والمعرفة اللازمة لتحقيق الاصلاحات. فالثورة السعودية تحتاج إلى مساعدة سياسية واقتصادية من الغرب، اذ انه لا بد أن تكون لها آثار اقليمية ودولية.
لغرض نجاحها سيكون على الجيل الشاب في المملكة أن يقلص توقعاته وأن يعتاد على التردي في شروط حياته، وعلى بن سلمان أن يجد السبل لاقناع زعماء ومستثمرين أجانب بأن التطهيرات الداخلية تأتي بهدف مكافحة الفساد وإيجاد السبل لتلطيف حدة الضغوط الداخلية التي تخلقها الاصلاحات. وإلا فإن الانجازات المحتملة للاصلاحات الثورية ومعها أيضاً الاستقرار السلطوي قد تكون في خطر.

يوئيل جوجنسكي
نظرة عليا 24/4/2018

عن الثورة في السعودية
تأتي من فوق ومن هنا خطرها لأن ميل حكم الفرد فيها يعطل ما يكمن فيها من تحولات اقتصادية واجتماعية
صحف عبرية

«مراسلون بلا حدود» تسجل تراجع المغرب في حرية الصحافة بنقطتين

Posted: 26 Apr 2018 02:21 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: سجلت منظمة «مراسلون بلا حدود» تراجع المغرب في حرية الصحافة بنقطتين مقارنة مع العام الماضي، حيث حل في المركز 135 من أصل 180 دولة. وصنّفت المنظمة في تقريرها السنوي حول حرية الصحافة المغرب في المنطقة «الحمراء» والتي تصفها المنظمة بـ «الوضع الصعب».
وقال التقرير، التي يوجد مقرها في باريس، إن حراك الريف كشف عن الصعوبات التي يواجهها الصحافيون المغاربة والأجانب الذين يحاولون تغطية الاحتجاجات الاجتماعية أو التعامل مع المواضيع التي تعتبر من المحرمات. وأوضح أنه في سنة2017، كان الصحافيون الذين يغطون الاحتجاجات الشعبية هدفاً لـ «موجة من القمع»، مسجلاً اعتقال 14 صحافياً مواطناً، والعديد من حالات طرد الصحافيين الأجانب.
وترى المنظمة في تقريرها، أنه بالرغم من الإصلاحات الجارية، إلا أن قانون الصحافة في المغرب يشير إلى قانون الجنائي وقانون الإرهاب، مسجلة عدم كفاية القوانين التي يمكن أن تحمي الصحافي.
وأكد التقرير، أن الصحافيين في المغرب يواجهون أحكاماً صارمة بالسجن، لأن تحقيقاتهم مزعجة قليلاً للسلطات. وأشارت «مراسلون بلا حدود» إلى حالة الصحافي حميد المهداوي، الذي يوجد رهن الاعتقال. مشيرة أنه تم القبض عليه خلال أحداث الريف، وحكم عليه في الأول بالسجن لثلاثة أشهر وغرامة 20 ألف درهم، وفي الاستئناف تم رفع عقوبته إلى سنة نافذة.
وتعليقا على مضمون التقرير، قال محمد لغروس، مدير نشر ورئيس تحرير موقع «العمق المغربي»: « بالفعل تعيش الصحافة في المغرب وضعا صعبا وحرجا وكلمة صعب أعتبرها عبارة ناعمة في وصف واقع رتيب وكئيب ولم يعد يغري، وعلى الرغم من الطفرة القانونية التي عرفها مجال التشريع قبل سنة ونصف إلا أن السلطات لا تلبث تأخذ باليسرى ما أعطته باليمنى ولا أدل على ذلك من وجود إعلاميبن وصحافيبن وراء القضبان ومتابعات آخرين بقانون الإرهاب والقوانين الجنائية السالبة للحرية».
وأضاف أن الوضع صعب على الرغم من محدودية وضبابية مجال الفعل الصحافي في المغرب ومن الضعف الواضح في القدرة على حماية الصحافيين جراء الشيخوخة التي أصابت الهيئات النقابية وهيمنة وتضارب مصالح داخلها والتي لا تكن غالبا لمصلحة الصحافة مما تجعل الصحافي عارياً من الحماية ويتحرك من دون تغطية بالمرة. وبالتالي بات الصحافي في المغرب يتحرك فوق الألغام، ويبدو أن ميزاج السلطة أصبح أكثر انزعاجا حتى من أخبار الدرجة الثالثة.
وتعرف الساحة الاعلامية بالمغرب متابعات قضائية لعدد من الصحافيين المغاربة، وهي المتابعات التي اعتبرت تضييقا على حرية الصحافة. ومن بين هذه الحالات، حالة عبد الله البقالي، رئيس النقابة الوطنية للصحافيين المغاربة، الذي يتابع قضائيا بناء على مقال افتتاحي نشره بجريدة العلم، التابعة لحزب الاستقلال، اتهم فيه السلطات بالتواطؤ واستعمال المال في انتخابات مجلس المستشارين، الغرفة الثانية في البرلمان المغربي. بالإضافة إلى حالة الصحافي حميد المهداوي، رئيس تحرير موقع بديل المحلي، الذي يواجه منذ العام الماضي متابعة قضائية نتيجة دعمه لحراك الريف، وهي المتابعات التي لاقت انتقادات لاذعة من طرف منظمتي «العفو الدولية» و «مراسلون بلا حدود».
و دعت منظمات حقوقية إلى ضرورة مراجعة شاملة لقانون الصحافة، بما ينسجم مع القيم والمبادئ الكونية لحقوق الإنسان، ووضع ضمانات قانونية لعدم متابعة الصحافيين بالقانون الجنائي.

«مراسلون بلا حدود» تسجل تراجع المغرب في حرية الصحافة بنقطتين

فاطمة الزهراء كريم الله

هجوم النظام على «اليرموك»… شهادات أهلية عن مقتل عشرات اللاجئين الفلسطينيين تحت أنقاض بيوتهم

Posted: 26 Apr 2018 02:20 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: بينما أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أمس، تحذيرات من «العواقب الكارثية للتصعيد الخطير» في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق والمناطق المحيطة به، تناقلت مصادر أهلية انباء عن هدوء نسبي بخصوص الهجوم الذي تقوم به قوات النظام على احياء ريف دمشق الجنوبي، عازية السبب إلى الطقس الماطر.
وأرجع عضو مركز اخبار «مخيم اليرموك نيوز» توقف المقاتلات الحربية عن استهداف الاحياء السكنية بالصواريخ إلى كثافة الغيوم والامطار مؤكداً ان لا وجود لبوادر تهدئة او اتفاق بين تنظيم الدولة والنظام السوري، لا سيما مع اندلاع اشتباكات عنيفة في منطقة حي التضامن قرب شارع السبورات، مضيفاً «أنه هدوء ما قبل العاصفة».
وأوضح المصدر لـ «القدس العربي» ان «الحديث عن مفاوضات مع الروس لا يشمل مخيم اليرموك والأحياء المحيطة به إنما هذه المفاوضات تخص بلدات يلدا ، ببيلا ، بيت سحم، اما المخيم وبحجة وجود تنظيم الدولة وهيئة تحرير الشام، فإن النظام يرفض التفاوض معهم أصلاً، ويواصل عملياته العسكرية ضدهم.

«حرب على المسنين»

مصادر خاصة من مخيم اليرموك قالت ان خسائر النظام خلال حملته العسكرية على أحياء ريف دمشق الجنوبي، تعدت الـ 175 قتيلاً خلال سبعة أيام فقط، فيما تبقى اعداد قتلى التنظيم غامضة بسبب تكتم الأخير على خسائره. ونشر مراسلو تنظيم الدولة في مخيم اليرموك صوراً لنحو 24 قتيلاً من قوات النظام بينهم ثلاثة ضباط برتبة ملازم اول وواحد برتبة نقيب إضافة إلى متطوعي الميليشيات المسلحة والفلسطينية، فضلاً عن صور لعمليات اعدام ميدانية نفذها تنظيم الدولة في ريف دمشق الجنوبي، حسب المصدر.
وبذريعة انتشار تنظيم الدولة، يركز النظام السوري في قصفه – حسب تأكيدات الأهالي – على التجمعات السكنية، ويستهدف الأبنية البعيدة عن المحاور القتالية ومواقع تنظيم الدولة، بالصواريخ الشديدة الانفجار. وحسب شهادات من داخل مخيم اليرموك لـ»القدس العربي» تحدثت عن «وجود عشرات المسنيين والمرضى غير القادرين على الخروج من منازلهم، ومحاصرتهم بأكوام اسمنيتة جراء القصف المكثف والدمار الواسع في الشوارع، ومما زاد تأثير الأوضاع السيئة، غياب الكوادر الطبية والإسعافية والدفاع المدني عن المخيم منذ بدء الحملة».

تعزيزات عسكرية

وقال عضو مركز أخبار «مخيم اليرموك نيوز» ان «جثمان الحاجة انشراح الشعبي ما تزال منذ أيام تحت ركام منزلها المدمر بفعل الغارات الجوية، حيث فارقت الحياة بعد قصف استهدف حيها السكني منذ ايام، والى الان لم يستطع احد اخراج جثمانها، لغياب فرق الدفاع المدني او الآليات لانتشالها من تحت الأنقاض». حالة السيدة الستينية ليست الوحيدة، بل يتخوف أهالي مخيم اليرموك والاحياء القريبة منه، من وجود عشرات الحالات المشابهة بسبب فقدان الاتصال بعائلات كاملة بعد قصف منازلهم.
واستقدم النظام السوري قوات وتعزيزات عسكرية إضافية مدعمة بعربات ثقيلة، إلى المحاور القتالية إلى اطراف مخيم اليرموك الشمالية، حيث تشارك في تدمير المخيم، قوات النظام السوري وقوات الدفاع الوطني، إضافة إلى عدد من الميليشيات الفلسطينية الموالية له منها، اللجان الشعبية في حي نسرين وجيش التحرير الفلسطيني ولواء القدس والجبهة الشعبية القيادة العامة، وفتح الانتفاضة وجبهة النضال الشعبي بالاضافة إلى حركة التحرير الفلسطيني الديمقراطي، وسرايا التحرير والعودة وحركة فلسطين حرة – قوات الجليل، فضلاً عن الميليشيات الطائفية الإيرانية والعراقية واللبنانية.
ويستخدم النظام السوري مختلف صنوف الأسلحة، ويشن قصفاً مكثفاً بالبراميل المتفجرة وصواريخ الفيل إضافة إلى راجمات الصواريخ وقذائف المدفعية وقذائف الهاون، في حين أظهرت بعض الصور استخدام المليشيات الموالية للنظام السوري الخراطيم المتفجرة في قصفها لمخيم اليرموك.
من جهة ثانية وعلى صعيد الوضع الإنساني، يعاني من تبقى داخل أحياء ريف دمشق المحاصر في مخيم اليرموك والتضامن والقدم والعسالي وبلدة الحجر الأسود القريبة، من انعدام المواد الغذائية الأساسية والمياه، وصعوبة التنقل إلى أماكن آمنة بسبب الدمار الكبير الذي لحق بالمنطقة، مع ظهور أمراض تنفسية ناتجة عن استنشاق غبار القصف والدخان المنبعث من القذائف الدخانية، واندلاع الحرائق في ممتلكات المدنيين.
وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين «أونروا» أمس، من «العواقب الكارثية للتصعيد الخطير» في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق والمناطق المحيطة به، ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن بيان للوكالة الأممية، أنها «تشعر بالقلق العميق حيال تصعيد القتال وحيال مصير آلاف اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك والمناطق المحيطة به».
ونقل البيان عن المفوض العام للأونروا بيير كرينبول القول: «إن اليرموك وسكانه قد عانوا من ألم لا يوصف ومن معاناة على مدى سنوات النزاع. ونحن قلقون للغاية حيال مصير الآلاف من المدنيين، بما في ذلك لاجئو فلسطين، وذلك بعد أكثر من أسبوع من العنف المتزايد بشكل دراماتيكي».
وأوضحت الأونروا أن «الأعمال العدائية التي تجري حالياً تسببت بوقوع وفيات وجرحى، ونزوح حوالي خمسة آلاف لاجئ من فلسطين من مخيم اليرموك إلى منطقة يلدا المجاورة. كما أن هنالك عدداً غير مؤكد من المدنيين المحاصرين في اليرموك وبحاجة ماسة إلى ممر آمن للخروج من المخيم». وأكد كرينبول أن الأونروا تقف على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة التي يحتاجها السكان بشكل عاجل في اليرموك والمناطق المحيطة به، عندما يسمح الوضع الأمني بذلك وعندما تتم إتاحة سبل الوصول إليهم. ويأتي هذا بينما تواصل القوات الحكومية السورية، استقدام التعزيزات العسكرية إلى جبهات الحجر الأسود والتضامن ومخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق، والتي تخضع لسيطرة مسلحي تنظيم «الدولة» وجبهة النصرة وفصائل مسلحة أخرى.

هجوم النظام على «اليرموك»… شهادات أهلية عن مقتل عشرات اللاجئين الفلسطينيين تحت أنقاض بيوتهم
«أونروا» تحذر من «عواقب كارثية للتصعيد الخطير» ضد المخيم
هبة محمد

البوليساريو مستعدة لوقف الإجراءات القضائية حول اتفاق بين المغرب والاتحاد الأوروبي بشرط التفاوض معها

Posted: 26 Apr 2018 02:19 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: أعلنت جبهة البوليساريو، استعدادها، وقف كل الاجراءات القضائية حول اتفاق الصيد البحري، بين المغرب والاتحاد الأوروبي، بشرط أن تباشر المفوضية الأوروبية، مفاوضات مباشرة معها عوض المغرب وذلك بعد إعلان المفوضية الأوروبية، تجديد اتفاق الصيد البحري مع المغرب، ليشمل الصحراء المغربية، وهو ما يعد انتصاراً للمغرب على حساب الجبهة.
ودعا جيل ديفرس، محامي الجبهة في بروكسل، المفوضية الأوروبية إلى الانخراط في «مسار بناء» من خلال إطلاق مشاورات مباشرة مع جبهة البوليساريو، لتمتثل بذلك إلى قرارات محكمة العدل الأوروبية، محذراً من محاولات الهيئة التنفيذية الأوروبية الرامية إلى التحايل على قرارات محكمتها.
وقررت محكمة العدل الاوروبية نهاية شهر شباط/ فبراير المضي أن اتفاق الصيد المبرم في 2006 مع المغرب «قابل للتطبيق على أراضي المملكة» ولا يشمل المياه المحاذية للمنطقة المتنازع عليها من الصحراء والتي لم تتم الاشارة اليها في نص الاتفاق.
لكن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وافقت في وقت سابق على بدء مفاوضات مع المغرب لتجديد الاتفاق، وأعلنت المفوضية التي تفاوض باسمها أنه «يمكن توسيع الاتفاقات الثنائية مع المغرب لتشمل الصحراء وفق شروط محددة» بناء على ما جاء في توصية تكليفها التفاوض. وأشارت المفوضية إلى ان قرار محكمة العدل يجعل من الضروري «تجديد النطاق الجغرافي» لتطبيق الاتفاق، لكن ذلك أثار غضب جبهة البوليساريو التي أدان ممثلها في بروكسل «السماح للمفوضية الأوروبية بالتفاوض على تعديل (…) يضم الصحراء «.
ويقوم اتفاق الشراكة في مجال الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي وفق بروتوكولات تفاهم متعاقبة وهو يتيح للسفن الأوروبية الصيد في منطقة الصيد البحري المغربية مقابل مساهمة اقتصادية أوروبية سنوية بقيمة 30 مليون يورو مقابل ان تنشط في المنطقة سفن 11 بلداً بينها اسبانيا وفرنسا وكذلك هولندا وليتوانيا.
ودعا محامي الجبهة النواب الأوروبيين إلى رفض المسار الحالي لإعادة التفاوض حول اتفاق الصيد البحري بين الاتحاد الأوروبي والمغرب التي بدأت الاسبوع الماضي في الرباط، مهدداً المفوضية الأوروبية بإجراءات قضائية جديدة لدفعها لاحترام حقوق الصحراويين.
وحذر من أنه «إذا واصلت المفوضية امتناعها سنطلق إجراءات قضائية جديدة أمام المحاكم»، واعداً المفوضية «بهزيمة جديدة» أمام المحاكم الأوروبية بعد التقدم بطعن ضد الاتفاق الجوي بين الاتحاد الأوروبي والمغرب الذي تبناه في تشرين الاول/ أكتوبر الماضي.

البوليساريو مستعدة لوقف الإجراءات القضائية حول اتفاق بين المغرب والاتحاد الأوروبي بشرط التفاوض معها

وكيل الأزهر: فليذهب المطالبون بتجميد آيات القرآن إلى الجحيم

Posted: 26 Apr 2018 02:19 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: قال عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن «على المطالبين بتجميد آيات من القرآن، بزعم أنها تحث على القتل، أن يفهموا كتاب الله فهما صحيحا، أو أن يذهبوا بمطالبهم إلى الجحيم».
وأضاف، في تصريحات صحافية، على هامش افتتاح مهرجان الأزهر للإبداع والفنون، إن «مطالبة 300 شخصية فرنسية بتجميد آيات في القرآن الكريم، مطالبة غير مبررة وغير مقبولة وهي والعدم سواء، وتدل على جهل مطبق لديهم على أفضل تقدير».
وأوضح أن «القرآن ليس فيه آيات تأمر بقتل أحد دون ارتكاب جريمة من الجرائم الموجبة لقتل الفاعل، كقتل الغير عمدًا، أو رفع السلاح لقتالنا، وأن الإسلام ليس مسؤولا عن عدم فهم الآخرين لمعاني الآيات، وأخذهم بظاهرها دون الرجوع لتفاسير العلماء لها».
وزاد: «فما ظنه هؤلاء آيات تنادي بقتلهم هي آيات سلام في حقيقتها، فآيات القتال كلها واردة في إطار رد العدوان إذا وقع، وليس إيقاعه على الغير، وهذا مبدأ لاخلاف حوله حتى بين المطالبين بتجميد هذه الآيات».
وأعتبر أن «كل الأديان، وحتى التشريعات الوضعية، تقر حق الدفاع عن النفس والوطن والعرض، ورد كل صور الاعتداء، وحتى الأمر بإعداد القوة لإرهاب المعادين فى قول الله:
«وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ» هي في حقيقتها آية سلام، لأن من يفكر في حربنا إذا اطّلع على قوتنا خاف من مواجهتنا، فامتنع عن الاعتداء علينا وقتالنا، ونحن لا نقاتله طالما سالمنا، فكان إعداد القوة والتسلح بها مانعا للحرب بيننا وبينهم».
وكانت صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية، نشرت بياناً يحمل عنوان «ضد معاداة السامية الجديدة» يتحدث عن «تطرف إسلامي» ويدق ناقوس الخطر ضد ما اعتبره «تطهيرا عرقيا صامتا» تتعرض له الطائفة اليهودية.
وحث الموقعون الـ 300 على البيان، وبينهم الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء السابق مانويل فالس والمغني شارل ازنافور والممثل جيرار ديبارديو، سلطات المسلمين على إبطال سور القرآن التي تدعو إلى «قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والملحدين».

وكيل الأزهر: فليذهب المطالبون بتجميد آيات القرآن إلى الجحيم

تامر هنداوي

تحذير من تغييرات في التركيبة السكانية لنينوى

Posted: 26 Apr 2018 02:19 PM PDT

نينوى ـ «القدس العربي»: حذر مسؤول محلي، من نينوى، من تغيرات وصفها بـ«المرعبة» في تركيبة المحافظة السكانية، لصالح مكونات أخرى على حساب العرب السنة.
وقال، رافضاً الكشف عن اسمه لـ «القدس العربي» إن «سياسات الحكومة المركزية في»عدم السماح لجميع النازحين بالعودة إلى مناطقهم، هي في جزء منها تتماهى مع سياسات قادة الحشد الشعبي الذين يقفون وراء منع النازحين من العودة بذرائع شتى».
وتأتي ذريعة «الاشتباه» بالانتماء أو تأييد تنظيم «الدولة»، وفق المصدر على رأس تلك الذرائع التي «يمكن للحكومة المركزية أن تبت في قضاياهم من خلال القنوات الرسمية عبر القضاء العراقي وليس وفقا لقرارات قادة متنفذين في الحشد الشعبي أثبتت التجربة الميدانية أن الدوافع لم تكن أمنية، إنما هناك ثمة دوافع سياسية وأخرى لتحقيق مكاسب شخصية».
وبيّن أن «أولئك القادة أو المتنفذين من القيادات الصغيرة استغلوا تهمة الانتماء أو تأييد تنظيم الدولة كوسيلة من وسائل الابتزاز للمواطنين».
وكشف أن «في سهل نينوى، على سبيل المثال، ظاهرة جديدة تتمثل في السجون التابعة لفصائل الحشد الشعبي في المنطقة».
وأضاف أن هناك «عددا غير معروف من السجون حيث لكل فصيل في المنطقة سجن خاص به، يقوم بحملة اعتقالات عشوائية بين فترة وأخرى حيث تتم مساومة ذوي المعتقلين على دفع مبالغ مالية مقابل الإفراج عنهم، أو تثبيت تهمة الانتماء إلى تنظيم الدولة»
هذه التهمة باتت «من أسهل التهم التي يمكن توجيهها لأي مواطن لابتزازه أو تصفية الحسابات معه طالما أن إثباتها لم يعد في حاجة إلى إجراءات في القضاء العراقي الذي يلعب دوره في مرحلة متأخرة ويكون محصورا بإصدار الاحكام وفقا للقانون»، طبقاً للمصدر.
ويتم انتزاع الاعترافات من المعتقلين «غير القادرين على دفع مبالغ مالية وإدانة أنفسهم والاعتراف بجرائم لا صلة لهم بها، في أثناء التحقيقات معهم في سجون الحشد الشعبي».
وطالب المصدر، بضرورة «استعادة دور القضاء والمحاكم العراقية للبت في قضايا الذين ينتمون إلى تنظيم الدولة وتم اعتقالهم خلال العمليات القتالية أو بعد انتهائها».
وأوضح أن ما يجري في محافظة نينوى هو «تكرار لما يجري في مدن أخرى من محافظات صلاح الدين وديالى ومناطق حزام بغداد وجنوب العاصمة».
واعتبر أن «المضايقات التي يتعرض لها النازحون وتعقيد بل ومنع عودتهم، إنما يأتي في سياق عملية التغيير الديموغرافي».
سكان الراشدية، وهي منطقة مهمة، تربط بين محافظة ديالى والعاصمة ولم يدخل إليها تنظيم «الدولة» على الإطلاق، ومع هذا لا يُسمح لسكانها بالعودة، منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأكد المصدر أن «دفعات من النازحين تم تهجيرهم من الراشدية خلال الحرب الطائفية عامي 2006 و2007 ولم يسمح لهم بالعودة حتى الآن».
كذلك، ناحية جرف الصخر، جنوب بغداد، «لم يعد إليها سكانها على الرغم من تحرير مدينتهم في سبتمبر/أيلول 2014» طبقاً للمصدر ذاته.

تحذير من تغييرات في التركيبة السكانية لنينوى

رائد الحامد

«المركز الرباعي»: مئات الضربات الجوية في العراق وسوريا تستهدف تنظيم «الدولة»

Posted: 26 Apr 2018 02:18 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أكد، «المركز الرباعي» للتنسيق الأمني، الذي يضم العراق وإيران وروسيا وسوريا، إن العراق المسؤول المباشر على المركز، ولا يمكن تمرير أي معلومة أو قرار إلا بموافقة العراق وعن طريقه».
وأضاف مصدر، وهو ضابط رفيع، في المركز لـ« القدس العربي»: إن «مدير الاستخبارات العسكرية اللواء الركن سعد العلاق، هو من يتولى مهمة إدارة المركز الرباعي»، مشيراً إلى أن «العلاق هو المسؤول المباشر على ممثلي الدول المنضوية في المركزة، وبالتالي هو رئيس المركز الرباعي».
وطبقاً للمصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لحساسية المعلومات، فإن «الاستخبارات العسكرية العراقية هي من طرحت فكرة تأسيس «المركز الرباعي»، قبل أكثر من عامين.
وأضاف: «أي معلومة استخبارية تخرج من المركز، لتأخذ طريقها إلى المعالجة وتنفيذ أي ضربة جوية تستهدف الإرهاب، لا تتم إلا من خلال مدير المركز (الذي يمثل العراق)».
وعن دور التحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، في عمل المركز، بين أن «أمريكا على اطلاع مباشر بعمل المركز. قادة التحالف يقومون بين الحين والآخر بزيارات ميدانية للمركز. التحالف الدولي يتفق مع هدف المركز وهو مكافحة الإرهاب، وأكد دعمه لهذا الهدف».
وأشار إلى أن التحالف الدولي «يأخذ ـ أحياناً، معلومات من المركز الرباعي، بكون أن الجانب العراقي يعتبر جانباً صديقاً».
المصدر تحدث أيضاً عن طبيعة عمل المركز في التعاطي مع المعلومات الواردة له، قائلاً «في حال ورود معلومة استخبارية عن أهداف إرهابية قريبة أو ضمن الحدود العراقية، فإن العراق (القوات الجوية العراقية) أو التحالف الدولي ستتعامل مع الهدف بضربة جوية. في أغلب الأحيان الطيران العراقي هو من يعالج الأهداف الإرهابية على الحدود».
وفي حال كان «الهدف» داخل العمق السوري، فإن «المركز يعطي المعلومة إلى الجانب السوري والروسي لمعالجته وضربه».
وعن الدور الإيراني، لفت إلى أن: «طهران تزود المركز أيضاً بالمعلومات كونها ترتبط بالعراق بشريط حدودي كبير جداً، ناهيك عن علاقتها المباشرة مع القوات السورية والروسية في سوريا، وأيضاً مع عدد من فصائل الشيعية التي تقاتل مع الجيش السوري داخل الأراضي السورية».

مصدر المعلومات

لكنه أشار في الوقت عينه إلى أن «العراق يعدّ المصدر الرئيسي للمعلومات الاستخبارية عن تحركات الإرهابيين على الحدود المشتركة مع سوريا»، مبيناً أن «الروس والإيرانيين هم من يزود المركز بالمعلومات عن تحركات الإرهابيين داخل الأراضي السورية، بالتعاون مع الجانب السوري بكل تأكيد».
في الـ19 نيسان/ أبريل الجاري، زار وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي، «المركز الرباعي» لتبادل المعلومات الدولي في بغداد.
وأكد، حينها، أن «وزارة الدفاع العراقية كان لها دور مهم في هذا المركز وانجازاته، وكان لها الدور الأساسي خلال سير العمليات العسكرية واستتباب الأمن».
وشدد على ضرورة «استمرار النشاطات الاستخباراتية حول الخلايا النائمة والأفكار المتطرفة، وكل ما يؤثر على أمن البلاد، خاصة ونحن الآن في منتصف الطريق واستمرار الأعمال والجهود من مكافحة الإرهاب إلى دحرها بشكل كامل».
وجاءت تصريحات المسؤول الإيراني، مطابقة لما أفاد به المصدر، الذي أشار إلى أن الزيارة جاءت «بهدف الإطلاع عن قرب على عمل المركز»، مضيفاً: «تم شرح مهام المركز وطبيعة عمله بالتفصيل، والعمليات والواجبات التي تم تنفيذها».
زيارة حاتمي تزامنت مع إعلان العراق تنفيذ ضربة جوية في العمق السوري، لكن المصدر نفى أن تكون للزيارة علاقة بالضربة الجوية، مؤكداً أن «الجانب الإيراني لم يكن طرفاً في هذه الضربة».
وتابع: «العراق تسلم المعلومات الاستخبارية (للضربة الأخيرة) من التحالف الدولي، وقامت القوات الجوية العراقية بتنفيذها»، لافتاً إلى أن «قرار التحالف الدولي بأن تتولى القوات الجوية العراقية تنفيذ هذه الضربة وليس طيران التحالف، يأتي لإرسال رسالة بان العراق عاد قوياً ومؤثراً في المنطقة.
وعشيّة زيارة حاتمي، أعلن العراق تنفيذ طائراته الحربية غارات جوية ضد مواقع للتنظيم في سوريا، من جهة حدوده الدولية معها لـ«وجود خطر على أراضيه».
وقال المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، حينها، إن الضربة الجوية جاءت «بأمر من العبادي»، معتبراً إياها بأنها تدل على «زيادة قدرات قواتنا المسلحة الباسلة في ملاحقة الإرهاب والقضاء عليه».

الضربة الثانية

وتعدّ هذه الضربة الثانية التي تنفذها الطائرات العراقية (إف ـ 16) في العمق السوري، بعد أن نفذّت الضربة الأولى في شباط/ فبراير عام 2017.
كذلك، لفت المصدر إلى أن «المركز أدى واجبات ممتازة، وقام بعمل جيد جداً خلال الحرب ضد التنظيم في العراق وسوريا، ولا زال يؤدي مهامه بالكفاءة ذاتها».
وأضاف: «منذ تأسيس المركز (قبل أكثر من عامين)، تم تقديم عدد كبير من المعلومات الاستخباراتية، انتهت بتنفيذ مئات الضربات الجوية في العراق وسوريا، وأسهمت عن قتل وجرح أكثر من ألف و300 إرهابي، بينهم قيادات مؤثرة ومهمة في التنظيم».
ولا يقتصر عمل «المركز الرباعي» على المعلومات الواردة من المصادر الاستخبارية للدول الأعضاء، بل يستقي معلوماته أيضاً من «اعترافات» عناصر التنظيم الملقى القبض عليهم، وفقاً للمصدر الذي أفاد بأن «أغلب الإرهابيين الملقى القبض عليهم في العراق، عملوا أو يعملون في سوريا».
وزاد بالقول: «عند استحصال العراق لمعلومات تتعلق بسوريا يعطيها ـ عن طريق المركز، للجانب السوري للتعامل معها». ويخطط العراق إلى تطوير عمل «المركز الرباعي» وتغيير مسارات عمله، بعد القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» عسكرياً.
وطبقاً للمصدر فإن «المركز سيعنى بتعاون الدول الأربع في مجالات التدريب والتسليح، مع بقاء مهمته الأساسية في تبادل المعلومات الاستخبارية، بكون أن الإرهاب لن ينتهي، وأفكاره ستبقى موجودة لتنتج خلايا جديدة».
و»المركز الرباعي» الذي تأسس أواخر أيلول/ سبتمبر 2015، يضم ممثلي هيئات أركان جيوش الدول الأربع. بهدف جمع ومعالجة وتحليل المعلومات عن الوضع في منطقة الشرق الأوسط ـ في سياق محاربة التنظيم، مع توزيع هذه المعلومات إلى الجهات ذات الشأن وتسليمها إلى هيئات أركان القوات المسلحة للدول المشاركة في المركز.

«المركز الرباعي»: مئات الضربات الجوية في العراق وسوريا تستهدف تنظيم «الدولة»
مصدر مطلع لـ«القدس العربي»: التحالف الدولي أعطى معلومات حول الغارات في سوريا
مشرق ريسان

جيش الاحتلال يصعّد من حربه ضد المؤسسات التعليمية ويغلق جامعة جنوب الضفة الغربية

Posted: 26 Apr 2018 02:18 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: في إطار عمليات التصعيد التي شرعت فيها أخيرا سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ضد المؤسسات التعليمية الفلسطينية، أغلق جيش الاحتلال أمس المدخل الرئيسي لأحدى الجامعات الفلسطينية جنوب الضفة الغربية، فيما اندلعت مواجهات في مناطق متفرقة أسفرت عن وقوع إصابات.
وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس، مداخل جامعة فلسطين التقنية «خضوري» فرع العروب شمال الخليل، ومنعت الطلاب والموظفين من الدخول اليها.
وجاءت عملية الإغلاق وفق أمر عسكري،  يقضي بإغلاق مداخل الجامعة المحاذية لطريق القدس الخليل، ومنع الطلبة والموظفين من الدخول لحرم الجامعة عبر المداخل الرئيسية. وتسببت العملية في إعاقة وصول الطلبة إلى مقاعد الدراسة، حيث اضطر الكثير منهم إلى السير في طرق ترابية للدخول إلى الجامعة من بوابة جانبية.
وكانت قوات الاحتلال قد دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، عند قيامها بتنفيذ الأمر العسكري القاضي بإغلاق المدخل الرئيس للجامعة.
واستنكرت وزارة التربية والتعليم العالي القرار الإسرائيلي، ووصفت في بيان لها الخطوة بـ «التطور الخطير» على صعيد الاستهداف والتحريض المتواصل ضد التعليم الفلسطيني. وأكدت أن ما جرى يخالف كافة القوانين والأعراف الدولية التي تجرم اقتحام المؤسسات التعليمية، كما يعد «انتهاكاً لحقوق الإنسان في توفير بيئة تعليمية آمنة للطلبة»، وطالبت كافة المؤسسات الحقوقية والقانونية والإعلامية بـ «فضح انتهاكات الاحتلال والعمل بقوة للجمها».
وفي السياق أكدت الجامعة أن قوات الاحتلال قامت بترويع وتهديد حياة ما يزيد عن ألف من طلبة وكادر الجامعة والمحاضرين فيها عبر استهدافهم بقنابل الغاز والأعيرة النارية المختلفة، عند تنفيذ قرار الإغلاق، ما أدى إلى وقوع أربع إصابات، علاوة عن حرمانها الطلبة من الوصول إلى مقاعد الدراسة، معلنة رفضها «الإملاءات الإسرائيلية».
وجاءت العملية بعد أن قامت قوات الاحتلال على مدار اليومين الماضيين بإغلاق الطرق المؤدية إلى جامعة القدس في بلدة أبو ديس في مدينة القدس المحتلة، ومنعها بالقوة الطلبة من الوصول إلى مقاعد الدراسة، حيث شهدت المنطقة مواجهات عنيفة.
الى ذلك اندلعت مواجهات عدة في مناطق متفرقة في الضفة الغربية، وأصيب شابان برصاص جنود الاحتلال النار عند جسر حلحلول شمال مدينة الخليل، وأصيب أحدهم بثلاثة أعيرة نارية في منطقة الظهر.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فتى جريحا يبلغ من العمر 17 عاما من مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، بعد عملية دهم لمنزل العائلة وإجراء عملية تفتيش دقيقة.
وكان هذا الفتى أصيب بعدة طلقات نارية في قدمه في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، خلال اقتحام قوات الاحتلال للمخيم، واندلعت خلال عملية الاعتقال مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال، الذين ردوا بإطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وقامت قوات الاحتلال بعمليات في عدة مناطق في الضفة، اعتقلت خلالها عددا من الشبان، منهم شاب من بلدة جبع جنوب جنين، بعد اقتحام منطقة سكناه من قبل الوحدات الخاصة الإسرائيلية.
وشملت المداهمات منازل أسرى محررين، والعبث بمحتويات منازلهم.
وحسب مصادر محلية فقد نجمت عن عمليات الاقتحام مصادرة أموال.
واعتقلت قوات الاحتلال شابين من مدينة القدس المحتلة، بعد الاعتداء عليهما بالضرب المبرح في منطقة القدس القديمة.
وشهد يوم أمس تجدد عمليات اقتحام عشرات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى من جهة «باب المغاربة» بحماية كبيرة من قوات الاحتلال.
وفي سياق متصل أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين تسجيل 300 حالة «حبس منزلي» بين أطفال مدينة القدس المحتلة منذ أواخر 2015 وحتى اليوم.
وندد رئيس الهيئة عيسى قراقع بهذه السياسة الإسرائيلية المتصاعدة والمستمرة تجاه المقدسيين وخاصة الأطفال والنساء، وتعريضهم للمعاملة القاسية والمهينة، لافتا إلى وجود 20 حالة من الأطفال لا تزال تحت الإقامة الجبرية حتى الآن.
وأوضح أن معظم الأطفال اعتقلوا بعد إنهاء فترة الإقامة المنزلية عليهم، التي تراوحت بين ستة أشهر وعام، فيما حول الاحتلال أهاليهم إلى سجانين لأبنائهم تحت طائلة شروط تمنع الطفل من مغادرة البيت والذهاب إلى المدرسة، وفي حال مخالفة ذلك تفرض عليهم غرامات مالية.
وأكد قراقع أن «سياسة عزل الأطفال تحت أحكام الإقامة المنزلية، هي عقاب للطفل وأسرته، فضلا عن تدميرها حياة الطفل، وترك آثار نفسية كبيرة عليه وعلى مستقبله».

جيش الاحتلال يصعّد من حربه ضد المؤسسات التعليمية ويغلق جامعة جنوب الضفة الغربية
صادر مجددا أموالا خلال عمليات الدهم والتفتيش

إدانات لتدخل أجهزة الدولة ومنع النقابات المستقلة من توفيق أوضاعها

Posted: 26 Apr 2018 02:17 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أدان برنامج «حرية تعبير العمال والحركات الاجتماعية» في «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان»، اعتقال 6 من عمال شركة «بسكو مصر» في القاهرة، عقب إضراب العمال عن العمل، احتجاجاً على قرار مجلس إدارة الشركة بعدم صرف مستحقاتهم من الأرباح السنوية عن عام 2017، بدعوى وجود خسائر في الشركة.
أجهزة الأمن، اعتقلت، فجر الأربعاء الماضي كل من محمود عبد الرازق، وهاني البوشي، ورأفت مدبولي، وأحمد أبو هاشم، وسامية عبد الله، وعلاء أبو منة،، من منازلهم في القاهرة بعد أربعة أيام من الإضراب عن العمل.
وكان 4000 عاملاً في المقر الرئيسي لمصانع شركة «بسكو مصر» دخلوا في إضراب عن العمل، واعتصم بعضهم بالتناوب داخل مقر الشركة منذ السبت الماضي، ثم انضم إليهم 1500 من عمال الشركة في الإسكندرية، يوم الأحد الماضي، وذلك احتجاجا على قرار مجلس إدارة الشركة بعدم صرف مستحقاتهم من الأرباح السنوية عن عام 2017، بدعوى وجود خسائر في الشركة.
وشركة «بسكو مصر» هي إحدى شركات المخبوزات في مصر، يرجع تاريخ إنشائها كشركة من شركات القطاع العام إلى عام 1957، وتمتلك الشركة ثلاثة مصانع، ثم أدرجت الشركة في برنامج الخصخصة، وفي عام 1990 وضعت أسهمها في البورصة المصرية حتى بدأت عملية البيع لأسهم الشركة في نهاية عام 2014، ونجحت شركة «كيللوج» الأمريكية في الاستحواذ على نسبة 85,93٪ من أسهم الشركة في 11 يناير/ كانون الثاني 2015.
يأتي ذلك في وقت أصدرت فيه 6 أحزاب سياسية و7 مراكز حقوقية و10 نقابات وأكثر من 100 شخصية عامة بيانا، أدانت فيه تدخلات أجهزة الدولة وفي مقدمتها وزارة القوى العاملة لمنع النقابات المستقلة من توفيق أوضاعها.
والنقابات المستقلة هي أحد مكتسبات العمال بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، بعد أن اقتصرت التنظيمات النقابية طوال العقود السابقة على تنظيمات رسمية تسيطر عليها الحكومة، ومنذ فوز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية عام 2013، تواجه هذه المنظمات تضييقا من النظام المصري، وصل حد تشريع قانون يلغي وجودها ويطالبها بإعادة توفيق أوضاعها، وهو القانون الذي عرف بقانون المنظمات النقابية العمالية.
وصدرت اللائحة التنفيذية للقانون في 15 مارس/ آذار الماضي، ومنحت المنظمات المستقلة مدة 60 يوما لتوفيق أوضاعها، وتتهم المنظمات الأجهزة الحكومية بمحاولة التضييق عليها وعرقلتها حتى لا تتمكن من توفيق أوضاعها خلال المدة المحددة.
ومن بين الأحزاب الموقعة على البيان، حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وحزب الدستور، وحزب العيش والحرية تحت التأسيس.
كما تضمنت قائمة المنظمات الحقوقية الموقعة على البيان، كلا من المفوضية المصرية للحقوق والحريات، ومركز الأرض للاستشارات القانونية، ومنصة العدالة الاجتماعية، وجبهة الدفاع عن الصحافيين والحريات، والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، والمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، والتعاونية القانونية لدعم الوعي العمالي، ومبادرة مستشارك القانوني.
وقال الموقعون في بيانهم، إن «أجهزة الدولة المصرية ممثلة في وزارة القوى العاملة وبعض مؤسساتها تتفنن في عرقلة عملية توفيق أوضاع النقابات المستقلة، وفقاً للقانون 213 لسنة 2017 المعروف بقانون المنظمات النقابية العمالية».
وأضافوا: «على الرغم من صدور قانون انتهك الحق الأصيل في التنظيم، بمخالفته الصريحة للدستور والمواثيق والمعاهدات الدولية، إلا أن استمرار السلطة التنفيذية في انتهاك هذا القانون أصبح أمراً غير مقبول، ويستلزم التصدي له بكل الطرق، بدايةً من صدور اللائحة التنفيذية للقانون التي قررت 60 يوماً فقط من صدورها كحد أقصى لتوفيق الأوضاع، وهي المدة التي تعد فترة قصيرة جداً؛ خاصة في ظل الشروط التعجيزية ككم البيانات المفترض توافرها في أوراق التوفيق، كذلك الطلبات المجحفة والمخالفة للحق في إنشاء النقابات باستقلالية عن الدولة وإدارات وأصحاب العمل».

إدانات لتدخل أجهزة الدولة ومنع النقابات المستقلة من توفيق أوضاعها
اعتقال 6 عمال من شركة «بسكو مصر» طالبوا بمستحقاتهم

محامي الصحافي المغربي بوعشرين يتهم النيابة العامة بالتهجم على زوجته والأمن ينفي

Posted: 26 Apr 2018 02:17 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: قررت هيئة المحكمة التي تنظر في قضية الصحافي المغربي توفيق بوعشرين، مدير نشر «أخبار اليوم» واليوم24 مساء أول أمس الاربعاء تأجيل الجلسة للمرة الرابعة عشرة إلى مساء امس الخميس لاستكمال آخر الدفوعات الشكلية وتعقيبات دفاع بوعشرين .
وقال بوشعيب فارح رئيس هيئة الحكم في الملف نظراً لظروف المتهم تؤجل الجلسة إلى الخميس وذلك بعد حالة من التوتر سادت المحكمة اثر كشف هيئة الدفاع عن بوعشرين عن إساءة تعرضت لها زوجته على يد رجال قالوا انهم من رجال الامن.
ويتابع بوعشرين المعتقل منذ 23 شباط/ فبراير الماضي بتهم «الاتجار بالبشر باستغلال الحاجة والضعف والهشاشة، واستعمال السلطة والنفوذ لغرض الاستغلال الجنسي عن طريق الاعتياد، والتهديد بالتشهير، وارتكابه ضد شخصين مجتمعين، وهتك عرض بالعنف والاغتصاب ومحاولة الاغتصاب» وذلك إثر تدفق شكايات من نساء قلن فيها أنهن تعرضن للاغتصاب أو محاولات إغتصاب والاعتداء الجنسي على يد بوعشرين.
وتقول الأوساط المعارضة لهذا الاعتقال ان بوعشرين اعتقل وتوبع لانه كان مزعجا لجهات نافذة وللفساد وسوء التدبير في البلاد.
وكشف النقيب عبد اللطيف بوعشرين، منسق هيئة الدفاع عن توفيق بوعشرين أمام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، معطيات مثيرة تتعلق بزوجة المتهم بوعشرين، وقال إن رجالاً من الفرقة الوطنية توجهوا ليلاً لمنزله الكائن في الرباط ليلة الثلاثاء، في ظروف مجهولة وطرقوا الباب بقوة وهددوا بفتحه عنوة بعدما أبدت الزوجة تخوفها ألا يكونوا عناصر أمنية كما أخبروها بذلك.
وأفاد النقيب بوعشرين بأن زوجة مدير يومية أخبار اليوم، خاطبت رجال الأمن من دون أن تفتح الباب قائلة: «زوجي معتقل ولا يمكنني فتح الباب.. وإذا كنتم تريدون تسليمي بلاغا أو استدعاء فانتظروا إلى يوم غد». فرد عليها أحدهم: «حلي الباب ولا نفرعوه» مستعملين كلمات نابية، وبعد سماع تفاصيل هذه الواقعة، انتفض المتهم توفيق بوعشرين من مكانه مبديا ذهوله، فطلب منه القاضي الهدوء، وشددت إحدى المحاميات على أن توفيق بوعشرين «لا علم له بالواقعة وبأن زوجته زارته صباح هذا اليوم بالسجن ولم تتجرأ على تبليغه بما حصل ليلة أمس».
واتهم المحامي عبد الصمد الإدريسي النيابة العامة بإزعاج عائلة موكله، مشيراً إلى أن زوجة بوعشرين، عندما طلبت من رجال الأمن الذين طرقوا البارحة باب منزلها على الساعة التاسعة والنصف ليلا، تسلم وثيقة الاستدعاء خاطبوها بالقول «حنا ما كنعطيوش استدعاء».
والتمس النقيب بوعشرين من ممثل النيابة العامة تقديم توضيح بخصوص أسباب الاستدعاء وأسلوبه، فرد هذا الأخير: «النيابة العامة تجيب عن ما هو معروض على المحكمة، أما ما ذكرتموه الآن فلكم أن تسلكوا المساطر (الإجراءات) القانونية الجاري بها العمل في هذا الباب». ووصف النقيب عبد اللطيف بوعشرين اقتحام منزل توفيق بوعشرين بأنها سابقة خطيرة وقال «إذا كانت هناك ضرورة استدعاء يجب أن تكون في الأوقات المناسبة والإدارية».
ونفى مصدر أمني، بشكل قاطع، الحادثة التي ذكرها النقيب بوعشرين أمام هيئة المحاكمة وأوضح بأن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لم تحل نهائيا بمنزل عائلة توفيق بوعشرين، ولم تباشر أي إجراء من إجراءات البحث بمنزله أو مع أي فرد من عائلته، و»أن التصريحات المنسوبة للدفاع حول الفرقة الوطنية هي مزاعم لا أساس لها من الصحة، وفيها تسرع وتجني على عناصر الفرقة الوطنية وادعاء لوقائع غير صحيحة».
وأضاف المصدر الأمني بأن زوجة توفيق بوعشرين كانت موضوع استدعاء على خلفية شكاية مسجلة في حقها لدى مصالح الشرطة القضائية في الدار البيضاء، وأن عملية استدعائها تكلف بها موظفان للشرطة بأمن الرباط لكونها تقطن بهذه المدينة الأخيرة، وأنهما سلماها الاستدعاء مقابل إشهاد بالتوصل عند مدخل العمارة وفقاً للضوابط الإدارية والقانونية المعمول بها، وذلك دون تسجيل أي اعتداء لفظي أو أي رفض لفتح الباب كما تم الترويج لذلك.
وامتنع عن كشف سبب استدعاء زوجة بوعشرين، معتبراً ذلك من المعطيات المشمولة بسرية البحث، ومؤكداً بأن الإجراءات المسطرية التي أمرت بها النيابة العامة في هذا الصدد يجري تنفيذها في إطار القانون، مستغربا كيف أن أشخاصا باتوا يراهنون على اختلاق المزاعم دون التحقق منها، إما عن غير قصد أو إمعانا في ادعاء وقائع غير صحيحة في حق الجهة التي باشرت إجراءات البحث في قضية بوعشرين.
من جهة أخرى شهدت جلسة مساء أول أمس الاربعاء مناكفة بين هيئتي دفاع بوعشرين والدفاع عن النساء المشتكيات وطالبت المحامية مينة الطالبي من رئيس الجلسة لسماح لمشتكية أسماء حلاوي بمغادرة القاعة على خلفية تعرضها للتهديد والإهانة من قبل توفيق بوعشرين وقالت بنبرة حادة إن توفيق بوعشرين توجه بنظرات إلى مؤزارتها متوعدا إياها.
ورفض بوعشرين ما قالته المحامية محاولاً التوضيح، في حين طلب منه القاضي العودة إلى مكانه والتزام الصمت.
وتدخلت المحامية إلهام بلفلاح، عن هيئة دفاع بوعشرين، مؤكدة أن موكلها لم يصدر منه أي شيء مما يدعيه الطرف الآخر، في حين أمر القاضي بمواصلة الجلسة قائلا «المحكمة لم تسجل أي شئ مما أثير الآن، وبالتالي فلنتجاوز الموضوع».
وقال حاضرون للجلسة ان القاضي بوشعيب فارح، رئيس الهيئة، لم يستسغ ما ذهبت إليه المحامية عضو دفاع الطرف المدني، إذ خاطبها قائلا إن «المحكمة لم تسجل أي شيء من ذلك»، داعياً إلى مواصلة أطوار الجلسة.

محامي الصحافي المغربي بوعشرين يتهم النيابة العامة بالتهجم على زوجته والأمن ينفي

إدلب: موجة اغتيالات مجهولة الفاعل لقيادات إسلامية وجهادية

Posted: 26 Apr 2018 02:17 PM PDT

حلب – «القدس العربي»: في تطور سريع، ويعتبر الأول من نوعه بعد يومين فقط من توصل هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا لاتفاق دائم ينهي الاقتتال الذي استمر بينهما لمدة 60 يومياً أقدمت مجموعات مجهولة على تنفيذ سلسلة من الاغتيالات ضد قيادات وعناصر إسلامية وجهادية في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا،.
وفي التفاصيل، علمت «القدس العربي» من مصادر محلية في الشمال السوري، أن مسلحين مجهولين قتلوا قياديين اثنين من التشكيلات الإسلامية في إدلب، الأول يدعى «أبو الورد كفربطيخ»، وهو قيادي يتبع لهيئة تحرير الشام، حيث قتل بعد استهداف المسلحين المجهولين لسيارته قرب معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، كما أصيب مرافقه في العملية. والقيادي الثاني، يدعى «أبو سليم بنش»، وهو يتبع لـ»جيش الأحرار»، وقد تمت عملية اغتياله برصاص مجهولين على أطراف مدينة «بنش» قرب إدلب.
عمليات الاغتيال، التي نجح منفذوها بتحقيق أهدافهم، لم تقتصر على القياديين الإسلاميين فقط، حيث أقدمت مجموعة مسلحة مجهولة أخرى على اغتيال ثلاثة من عناصر «الحزب الإسلامي التركستاني» وهو ما يعرف في سوريا بـ «المهاجرين»، حيث أقدم المسلحون المجهولون على قتل العناصر الثلاثة في الشمال الغربي من إدلب، وذلك عبر استهدافهم بنيران مباشرة. وطالت الاغتيالات كذلك، ثلاثة من العناصر المهجرين من مدينة «الزبداني» في ريف دمشق للشمال السوري، حيث استهدفتهم المجموعات المجهولة على طريق مدينة إدلب، مما أدى مقتل العناصر الثلاثة على الفور.
ولم تتبن أي جهة أو تشكيل عمليات الاغتيال، إلا أن ما يميز الاغتيالات الأخيرة، وفق ما يراه مراقبون للشأن السوري، هو دقة اختيار الأهداف من قبل منفذي الاغتيال، وتواترها خلال فترة زمنية قليلة جداً، خاصة بعد اتفاق وقف الاقتتال بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا قبل يومين، الحدث الذي يطرح تساؤلات حول غاية الاغتيالات بمثل هذا الوقت، وعن الجهات المنفذة لها.
وتوصلت كل من هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا، الثلاثاء، لاتفاق نهائي لوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء حالة الاقتتال الحاصلة بين الطرفين منذ قرابة ستين يوماً، دون تمكن أي طرف من الحسم العسكري، وسط استنزاف بعضهما بشرياً وعسكرياً. وتضمن الاتفاق حسب وثيقة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، «الوقف الدائم لإطلاق النار وفتح الطرقات وإنهاء المظاهر المسلحة في المناطق المشتعلة بين الطرفين، إضافة لوقف عمليات الاعتقال والملاحقة، والإفراج عن المعتقلين لدى الطرفين، وتشكيل لجنة من الطرفين مع لجنة الوساطة لبحث القضايا الخلافية بينهما والعمل على حلها على جميع المستويات العسكرية والسياسية والإدارية والقضائية».
وسيط الاتفاق الأخير عمر حذيفة، قال عبر حسابه الشخصي في «تيلغرام»، معقباً على الاغتيالات الأخيرة: «يبدو أن الصلح والإصلاح بين الإخوة لا يروق لأصحاب الفتن، فكان لا بد من الاغتيالات والتصفيات الجسدية التي يدبرونها بين الفينة والأخرى» ودعا إلى التمهل، و»عدم العجلة في الاتهامات والتشكيك إلّا بعد التثبت والتبيان» حول الفاعل.

إدلب: موجة اغتيالات مجهولة الفاعل لقيادات إسلامية وجهادية

استمرار الاحتجاجات في غزة على عملية تأخير الرواتب ودعوات لتدخل الرئيس

Posted: 26 Apr 2018 02:16 PM PDT

رام الله ـ غزة ـ «القدس العربي»: طالبت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان «ديوان المظالم» الحكومة الفلسطينية بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتمكين الموظفين العموميين في قطاع غزة، من تلقي رواتبهم المستحقة، في أسرع وقت ممكن.
وأكدت الهيئة في بيان لها على ضرورة معاملة موظفي غزة «على أساس المساواة وعدم التمييز، أسوة بباقي موظفي السلطة، إعمالاً وتطبيقاً لسيادة القانون».
وحذرت الهيئة رئيس الحكومة الدكتور رامي الحمد الله، من أن عدم صرف الرواتب للموظفين العموميين في قطاع غزة «يشكل مخالفة لمبدأ المساواة، وينطوي على تمييز بين الموظفين العموميين»، مبينة أن عدم صرف هذه الرواتب «يتنافى مع ما نصت عليه المادة التاسعة من القانون الأساسي المعدل».
وتأخرت رواتب موظفي غزة التابعين للحكومة الفلسطينية، رغم اقتراب الشهر الحالي من نهايته، على خلاف أقرانهم في الضفة الغربية الذين تقلوا رواتبهم يوم التاسع من الشهر الجاري.
ورغم إعلان وزارة المالية قبل أكثر من أسبوعين أن الأمر مرده «خلل فني»، إلا أن هناك ما يؤكد أن الأمر راجع لـ»خطوات جديدة» تجاه غزة، من أجل الضغط على حركة حماس. وأدت العملية إلى تراجع كبير في القوة الشرائية في القطاع، وأدت كذلك الى خلق أزمة اقتصادية كبيرة، طالت كل مناحي الحياة.
وهدد القطاع الخاص في غزة قبل أيام باتخاذ قرار بـ«العصيان الاقتصادي» بسبب الأزمة التي تهدد مستقبل القطاع بشكل عام. ودعا القطاع الخاص الرئيس محمود عباس للتدخل العاجل.
إلى ذلك أوضحت الهيئة المستقلة في مخاطبتها لرئيس الوزراء، أنها في إطار الدور القانوني المناط بها، رصدت صرف رواتب موظفي الضفة، دون صرفها للموظفين العموميين في قطاع غزة. وحذرت من «التداعيات الخطيرة» لعدم صرف رواتب الموظفين العموميين في قطاع غزة، ما يفاقم من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وزيادة معدلات الفقر في قطاع غزة، وفقاً للمؤشرات الإحصائية الرسمية.
وأشارت إلى الأضرار التي ستطال قطاعات واسعة اجتماعية واقتصادية في القطاع، ما ينعكس بشكل سلبي على منظومة حقوق الإنسان، مشددةً على ضرورة العمل الجاد لإنهاء هذه الأزمة، باتخاذ الإجراءات اللازمة لتمكين الموظفين العموميين في غزة من تلقي رواتبهم المستحقة، بأسرع وقت ممكن، ومعاملتهم على أساس المساواة وعدم التمييز.
وشهدت الأيام الماضية احتجاجات على تأخر عملية الصرف، شارك فيها موظفون في غزة وتنظيمات فلسطينية في الضفة الغربية، وأمس نظم اتحاد لجان المعلمين التابع للجبهة الديمقراطية احتجاجا وسط قطاع غزة، طالب خلاله بالإسراع في عملية صرف الراتب.
ورفع المشاركون في الاعتصام، الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بصرف رواتب موظفي السلطة في غزة، والتراجع عن أية إجراءات لوقفها، وتؤكد على أحقية الراتب وتحييده عن المناكفات السياسية.
وطالب الاتحاد الرئيس محمود عباس بإعطاء تعليماته للحكومة بصرف رواتب الموظفين وكافة مستحقاتهم، كما دعا الاتحاد للتحرك للدفاع عن حقوق المعلمين والتسريع في صرف رواتبهم.
وفي هذا السياق أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، أنه سيتم في نهاية الشهر الحالي إصلاح الكثير من الأمور الحياتية للمواطنين في قطاع غزة.
ونقلت تقارير محلية عن زكي قوله، إنه سيتم قبل نهاية هذا الشهر، صرف رواتب موظفي السلطة في قطاع غزة، وإنه لن يتم المساس بأي حق من حقوق الموظفين، حيث قال إن الراتب «حق وليس منة»، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي قرار بوقف دفع راتب أي أحد من الموظفين

استمرار الاحتجاجات في غزة على عملية تأخير الرواتب ودعوات لتدخل الرئيس

ميشال عون يرفض بيان مؤتمر للأمم المتحدة حول العودة الطوعية للنازحين السوريين

Posted: 26 Apr 2018 02:15 PM PDT

بيروت – « القدس العربي»: غداة مؤتمر بروكسل الذي نص بيانه الختامي على «العودة الطوعية الموقتة للاجئين»، ودمجهم في المجتمع وسوق العمل، صدرت ردود فعل رسمية لبنانية قاسية، بينها للرئيس اللبناني ميشال عون الذي قال «بعد الاطلاع على البيان المشترك الذي صدر عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في بروكسل، بما يتعلق بمسألة النازحين السوريين، واستناداً الى المواثيق والشرائع الدولية التي تحفظ سيادة الدول واستقلالها وتمنع انتهاكها، وانطلاقاً من قسمي الدستوري باحترام دستور الأمة اللبنانية وقوانينها، وبأن أحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه، وحيث أن ما ورد في هذا البيان يتعارض مع الدستور ومع قسمي ويعرّض وطني للخطر لأن مؤداه توطين مقنّع للنازحين السوريين في لبنان، فإني أعلن رفضي البيان الصادر عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وما تضمنه، خصوصاً ما ورد في البيان حول «العودة الطوعية» و«العودة المؤقتة» و«إرادة البقاء» و«الانخراط في سوق العمل» وغيرها من عبارات تتناقض وسيادة الدولة اللبنانية وقوانينها».
وأضاف عون «ولا بد من التذكير بأن لبنان تعامل مع أزمة النزوح السوري من مبدأ علاقات الأخوة والواجب الإنساني بشكل أساسي، مع التشديد على أن الحل المستدام الوحيد لأزمة النزوح السوري في لبنان هو في العودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين إلى المناطق الممكنة داخل سوريا مع احترام مبدأ عدم الإعادة القسرية، لاسيما وأن العديد من المناطق السورية بات يسودها الأمن. ونؤكد على أنه من غير الجائز ربط عودة النازحين بالحل السياسي في سوريا أو ربط إعادة الإعمار بالحل نفسه».
وهاجم وزير الخارجية جبران باسيل «المجتمع الدولي» بعنف، داعياً إياه «إلى عدم إعطائنا دروساً في الإنسانية، ووقف تشجيع السوريين على البقاء في لبنان». وفي كلمة ألقاها بعد جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في بعبدا، اعتبر باسيل « أن ما جرى في بروكسل أمر لا يمكن السكوت عنه. وعلى رغم من تنبيهاتنا إزاء المنحى الدولي، والاتجاه الذي تنحو إليه الأمور، ذلك أنه منذ أكثر من 8 سنوات، يتحمل لبنان تبعات الأزمة السورية: مليون ونصف المليون نازح سوري، فيما قدرت الخسارة المباشرة على الاقتصاد منذ سنتين بـ 18 مليون دولار، علماً أن اللبنانيين استقبلوا النازحين السوريين بشكل عفوي وطبيعي وإنساني من باب تفهم وضعهم وهذا أمر طبيعي». ولفت إلى أن «كل ما نريده يكمن في أن يكف المجتمع الدولي عن تشجيع السوريين على البقاء في لبنان ومنعهم من العودة إلى سوريا لأنه يعتقد أن لا حياة لهؤلاء في سوريا، ما يعني أن حياة بديلة يجب أن تؤمن لهم في لبنان أو في أي دولة جارة، في مؤشر إلى أن سياسة المجتمع الدولي قائمة على إبقاء النازحين في لبنان بدلا من تشجيع عودتهم». وأكد أن «لدينا أجندة لبنانية لأننا نريد حماية لبنان وعلينا ألا نقبل بهذه السياسة الدولية. وإذا كانوا يريدون ايجاد وظائف للسوريين في لبنان، فنحن نريد إيجاد فرص عمل للبنانيين في لبنان. وإذا أرادوا إعطاء السوريين هوية أخرى، فإننا نريد الحفاظ على الهوية اللبنانية»، مشدداً على أن «أجندتنا قائمة على حماية لبنان. ونحن نريد منع التوطين لأنه كلما شعر المجتمع الدولي بوصول الوضع إلى حافة الانفجار، يعقد مؤتمراً للنازحين ويقر أموالاً لا يعطينا إياها، بل للنازحين والمؤسسات الدولية التي تأخذ قسماً من الأموال لها. وعندما نطالبهم بتخفيف الأعداد الموجودة في لبنان لتستخدم الأموال في مساعدة اللاجئين يرفضون».
وكان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لفت من بروكسل إلى «أن لبنان تحوّل الى مخيم كبير للاجئين»، داعياً «المجتمع الدولي لمساعدة لبنان على مواجهة تحديات الأزمة غير المسبوقة للنازحين السوريين»، مشيراً إلى أنه «رغم التحديات ما زلنا نتمسك بالتزاماتنا تجاه مؤتمر بروكسل»، مشدداً «على أهمية تمويل خطة لبنان لمواجهة الأزمات بشكل مناسب».

ميشال عون يرفض بيان مؤتمر للأمم المتحدة حول العودة الطوعية للنازحين السوريين
الحريري اعتبر أن بلده تحوّل مخيماً كبيراً للاجئين… وباسيل يطالب بعدم إعطاء اللبنانيين دروسا في الإنسانية
سعد الياس

«الأورومتوسطي» يشتكي مسؤولين إسرائيليين لـ«الجنائية الدولية» و«اليونيسف»

Posted: 26 Apr 2018 02:14 PM PDT

غزة – « القدس العربي»: ندد «المرصد الأورومتوسطي» لحقوق الإنسان، بدفاع مسؤولين إسرائيليين، عن جنود إسرائيليين تسببوا في مقتل أطفال فلسطينيين بـ «شكل متعمد»، خلال المسيرات السلمية التي تشهدها حدود قطاع غزة.
ووصف المرصد في بيان له تلك التصريحات بـ «الأمر المشين والمقلق»، وأبدى خشيته على حياة المتظاهرين العزل، بمن فيهم الأطفال، الذين يشاركون في التظاهرات على طول السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل.
كما وصفت بـ «الأمر غير المعقول والصادم»، تصريحا لجنرال احتياط في الجيش الإسرائيلي، تسفيكا فوغل، لـ «راديو كان» الإسرائيلي، الذي يشجع فيه على إطلاق النار على الأطفال الفلسطينيين غير المسلحين، الذين لا يشكلون أي تهديد على حياة الجنود.
وأوضح الأورومتوسطي أن هذا الجنرال أجاب عند سؤاله إذا ما كان على الجيش أن يعيد النظر في إطلاق النار على متظاهرين غير مسلحين على حدود غزة من قبل القناصة، بالقول «أي شخص يقترب من السياج، ويمكن أن يكون تهديدا مستقبليا لحدود دولة إسرائيل وسكانها يجب أن يدفع ثمن ذلك التعدي".
وأكد المرصد الحقوقي أن هذا التصريح «لم يكن الوحيد الذي يشجع الجنود الإسرائيليين على إطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين العزل»، مشيرا إلى أن تصريحه قد سبقه عدد من التصريحات لمسؤولين إسرائيليين أمروا الجنود، إما باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، أو دافعوا عن سلوكهم، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش أفيغدور ليبرمان، وكذلك الناطق باسم الجيش افيخاي أدرعي.
وشدد المرصد على أن هذه التصريحات «تشجع الجنود على الاستخدام المفرط للقوة، ويمكن ان تعد دليلا على تعمد قتل الأطفال والمدنيين على حدود غزة، ما يجعلها تمثل جريمة حرب وتدخل في اختصاص الجنائية الدولية».
يشار إلى أن المرصد أعلن في وقت سابق أنه منذ بدء الاحتجاجات يوم 30 مارس/ آذار الماضي، شرع بالعمل على توثيق عمليات إطلاق النار المتعمد على المحتجين الفلسطينيين، الذين لم يشكلوا أي تهديد على حياة الجنود الإسرائيليين. وأوضح أنّ تلك العمليات تسببت في مقتل أكثر من 40 فلسطينيا، وإصابة أكثر من خمسة آلاف آخرين.
وفي هذا السياق أعلن المرصد أنه أرسل «خطابا عاجلا» إلى المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية فاتو بنسودا، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، لفت خلالها انتباههم إلى الموقف الرسمي الإسرائيلي من قتل المدنيين الفلسطينيين بـ «دم بارد»، ودعاهم إلى اتخاذ «إجراءات عاجلة» لحماية الأطفال الفلسطينيين، والتحقيق في القتل التعسفي الذي يمارسه القناصون الإسرائيليون على حدود غزة.

«الأورومتوسطي» يشتكي مسؤولين إسرائيليين لـ«الجنائية الدولية» و«اليونيسف»
لتشجيعهم قتل أطفال فلسطينيين في غزة

لبنان: المجلس الدستوري يعلّق العمل بالمادة 49 حول منح الإقامة مقابل تملّك وحدة سكنية

Posted: 26 Apr 2018 02:14 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : بإجماع أعضاء المجلس الدستوري تمّ الخميس تعليق العمل بالمادة 49 من قانون الموازنة المطعون فيه بعد جلسة للمجلس الدستوري هي الأولى لدرس الطعن المقدم من نواب الكتائب وخمسة نواب آخرين.
وقد وزّع رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان في بداية الجلسة ملف مراجعة الطعن على الاعضاء وتمّ الاطلاع على المستندات المرفقة والرامية إلى تعليق العمل بقانون الموازنة وإبطاله جزئياً أو كلياً.
وقد عرض أعضاء المجلس الدستوري وجهة نظرهم والنقاط الدستورية ، وقال أحد أعضاء المجلس الدستوري لـ»القدس العربي» إن « للموازنة خصوصية وإن تمرير المادة 49 المتعلقة بمنح الاقامة المؤقتة مقابل تملّك وحدة سكنية ينطبق عليه ما يُعرَف بفرسان الموازنة أو Cavalier Budgetair ولا نعرف كم تأتلف هذه المادة مع الدستور «.وأكد « أن الجنسية في لبنان ترتبط برابط الدم وليس برابط الأرض ، ومن يتملّك لا يحق له أخذ الجنسية ولكن قد يكون التملّك عبارة عن توطين مقنّع».
وبعد المداولات تمّ تعليق العمل بالمادة 49 وحفظ بت مراجعة الابطال في الشكل والاساس ريثما يصدر القرار بشأن القانون المطعون فيه. وتمّ إبلاغ القرار إلى كل من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء.
تزامناً، أعرب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل عن ارتياحه لصدور القرار بتعليق العمل بالمادة 49 خصوصاً أنه مع نواب الكتائب الاربعة الآخرين وخمسة نواب من كتل أخرى تقدموا بمواجعة الطعن . وغرّد الجميّل معلقاً «نبض الناس أقوى». وذكرت مستشارة الجميّل لارا سعاد لـ»القدس العربي» أن «تعليق المادة التي تمنح الاقامة مقابل تملك وحدة سكنية يوقف الضرر الناتج عنها ونأمل إلغاء هذه المادة في القرار النهائي للمجلس».
في المقابل النائب ابراهيم كنعان غمز من قناة النائب سامي الجميّل مستهجناً إعتبار تعليق مادة من اصل خمس وخمسين إنتصاراً، وغرّد قائلاً «لما بيصير تعليق مادة من اصل 55 مطعوناً فيها اسمه انتصاراً يعني بيصير تحصيل كم صوت باسم وهم المادة 49 اسمه استغلال لعقول الناس وقمة الانحدار».
يبقى أن البت النهائي بالمادة 49 وبقانون الموازنة سيتم بعد تقديم المقرّر الذي بقي اسمه سرياً تقريره بعد 10 ايام، وقد دعا القاضي عصام سليمان المجلس الدستوري إلى جلسة جديدة في 8 أيار/مايو.

لبنان: المجلس الدستوري يعلّق العمل بالمادة 49 حول منح الإقامة مقابل تملّك وحدة سكنية
عضو في المجلس لـ «القدس العربي»: من يتملّك لا يأخذ الجنسية ولكن قد يكون التملك توطيناً مقنّعاً
سعد الياس

الموروث الحكائي العربي وقضايا الشفاهية

Posted: 26 Apr 2018 02:13 PM PDT

بدأت الثقافة العربية مرحلة جديدة بعد الإسلام والانتشار في الأرض، وهي مرحلة إبداع وإضافة أدبية وعلمية وثقافية هائلة، واستفادة من الحضارات الأخرى. إن السبب في تحول الثقافة العربية من ثقافة إقليمية الطابع (محصورة في شبه الجزيرة العربية) إلى ثقافة حضارية عالمية إنسانية، هو انتشار الدين الإسلامي بين أبناء العروبة، ومن ثم كانت رسالتهم ربانية إنسانية عالمية، وقامت على نشرها في جنبات الأرض: دول، حضارات سابقة، أمم وممالك متعددة.
ويعود هذا السبب إلى أن العقيدة القائمة على المثل الأخلاقية الناجمة عن التأمل هي وحدها القادرة على إيجاد نشاط حر، أعني نشاطا خُطِّطَ بتصميم مرتب للهدف منه، والواقع يؤثر في الواقع بالنسبة نفسها التي يمزج فيها بين المثل وعالم الحياة اليومية، لكن النفس الإنسانية تعمل حينئذ في التغيير إلى ما هو أدنى، والأحداث التي تنتج نتائج عملية فينا هي أحداث تشكلها عقليتنا وتعمل فيها.
فلا يمكن أن نعيد الحضارة، إلى عوامل مادية فقط، لا بد من وجود دفعة روحية أخلاقية، تعمل في بنيان الأمة /الشعب كي يتمثّلوا قيما عظمى، في حياتهم اليومية، ومن ثم تنتج تغيرات في قلوبهم، وعقولهم وسلوكياتهم، ومن ثم اندفاعة ضخمة للبناء الحضاري وتعزيز الثقافة والإبداع الإنساني.
وفي حالة ضعف أو هزال أو التخلي عن المثل الأخلاقية لا تتحسن القدرة العملية، بل تتضاءل، ما يجعل الإنسان باردا وحاسبا، ويخضع لحسابات المنفعة، ويغيب الهدف العام، والوعي بالرسالة الأخلاقية.
لقد قدمت الحضارة الإسلامية التعددية الثقافية في مفهومها الحديث، الذي يعترف بخصوصية الثقافات المختلفة، ودور الثقافات في الإثراء المتبادل بينها. وهذا أدى إلى انتشار الإسلام بين أبنائها وكذلك اللغة العربية: نطقا وكتابة وتعلما وتأليفا، أو كتابة وتعلما وتأليفا فقط، وقد ضمت ثقافات عديدة، بعضها أسس حضارات زاهرة قبل الإسلام، مثل الحضارة الفارسية، والحضارة المصرية القديمة (الفرعونية والقبطية)، والحضارة البابلية والآشورية، وثقافات لا آخر لها مثل ثقافات البربر في بلاد المغرب العربي، والثقافات الإفريقية والهندية وغيرها، وكلها أثرت وتأثرت بالثقافة العربية الإسلامية عامة، وكان السرد ميدانا فاعلا لالتقاء هذه الثقافات، فما أسهل ترجمة القصص، ومعايشة أجوائها وشخصياتها وأحداثها، والأمثلة على ذلك في القديم والحديث لا تحصى، فبالسرديات تتقارب الشعوب وتتلاقى.
إن تراثنا الشفاهي، على الرغم من تدوينه تراثيا هو تراث شعبي، مثله مثل التراث الشعبي المكون للآداب العالمية الشعبية، ومن العجيب أن الحكايات العجيبة والأخبار الغريبة في التراث العربي، الذي تعالت عليه الثقافة العربية النخبوية، هو وحده الذي عرف طريقه إلى الآداب العالمية، عن طريق الترجمة والعلاقات التجارية ورحلات الحجيج والحروب الصليبية، إلى الغرب الذين شهدوا ـ في أحكامهم الحيادية ـ بتفرد القصص العربية، عن غيرها من سرديات الهند وفارس، من حيث الكم والكيف، ومن حيث التأثير في الآداب الغربية والعالمية.
فالموروث الحكائي العربي ضخم للغاية، ولو نظرنا إليه نظرة نوعية، من جهة الشفاهية والكتابية، سنجده على قسمين: موروث شفاهي (القصص الشعبي وقصص العامة)، وموروث كتابي، مثل فن المقامة وقصة حي بن يقظان، وفن الرسالة القصصية، والكثرة الكاثرة منه تراث شفاهي شعبي، يخضع لنمط الإرسال السردي الشفاهي، وجاء التدوين للشفاهي كنوع من تقييد النص الشفاهي في إحدى مروياته الشفاهية، وتكرار تقييد مصادر أخرى لم يكن إلا رصدا أو تسجيلا لرواياته المتعددة.
قطعا، فإن الموروث الشفاهي أكثر كمًّا من المكتوب، وفق منطق التطور، لأسباب عديدة ترتبط بالسرد نفسه، ومنتجيه، ومتلقيه.
ذلك، أن المنطق الإنساني يقتضي أن يكون الحكي الشفاهي أكثر من المكتوب، فمن السهل الكلام، والكل يمتلك القدرة، مع تفاوت في التعبير والتأثير، وقلما نجد من يمتلك القلم وموهبة التعبير السردي الكتابي، فعندما نصدر حكما بأن الشفاهي أكثر من الكتابي، لا نضاد الحقيقة ولا التاريخ، وحتى الآن سردياتنا اليومية الكل يشترك فيها بالسماع والرواية والنقل، وكأن الحكي خبز يومي لكل البشر بلا استثناء، وهناك الكثير في الحياة يمكن أن يحكى ويشكل حكايات قائمة، تروى وتتناقل.
كما أن العرب أمة في الأساس شفاهية، اتخذت من السماع والنقل والحديث والحكي سبيلا للتواصل والتسلية والإخبار والمعرفة، تستوي في هذا مع كثير من الأمم والشعوب، مع وجود فروقات بين الشعوب، فهناك شعوب سرعان ما انتقلت من الشفاهية إلى الكتابية، وهناك شعوب تأخرت، وهناك شعوب ظلت شفاهية واندثرت ثقافتها ولغتها، لأنها لم تجد من يدون لغتها أساسا.
كذلك نجد الكثير من القصص المكتوبة في التراث العربي في أساسه حكايات منطوقة، بل متداولة على الألسن، ولا عجب أن نجد كتبا سردية اعتمدت على قصص شفاهية، وحرص مؤلفوها على بنائها بشكل قصصي فريد، منها على سبيل المثال كتاب: «البخلاء» للجاحظ، فما هو إلا تسجيل واضح لوقائع حقيقية، سمعها المؤلف، فهي شفاهيات مكتوبة في نص أدبي جعل مذمة البخل والبخيل أساسه، فلا عجب أن نجد فيه قصصا بأسماء أصحابها أنفسهم، من أجل المزيد من التوثيق، فلم يكتف بذكر الواقعة أو الإشارة إلى أصحابها مع تجاهل الأسماء والأمكنة، وإنما حدد وأشار وعيّن ونبه.
فيمكن أن تتعدد الروايات للقصة الواحدة، فنجد الرواية نفسها بألفاظ مختلفة، ورواة متعددين، كما هو في الحديث الشريف، وفي كثير من النصوص الشعرية والسردية، والأخبار، وهذا يصدق أن تلك القصص حقيقية، وأن كل راو ـ إذا كان صادقا ـ اجتهد في نقلها بشكل أمين، ولكن كلٌ ينقل من وجهة نظره، ووفق حظه من المعرفة، وموقعه السماعي. وهذا أمر يصف السرديات العربية ذات الأصل الشفاهي وهو الغالب، لإيضاح أن النفس العربية قديما كانت تفضل الحقيقي الواقعي على المتخيل.

٭ باحث أكاديمي من مصر

الموروث الحكائي العربي وقضايا الشفاهية

مصطفى عطية جمعة

مناهج التعليم وغوايات الأيديولوجيا

Posted: 26 Apr 2018 02:12 PM PDT

ثمة شعور عام بان المناهج الدراسية في العراق تعاني من إشكاليات بنيوية حادة تضعف او تقيد قدراتها في اعداد طلبة يواكبون التطور الحاصل في العالم، أو يتمتعون بقدرات و مؤهلات تعليمية عالية. قد يكون هذا حال عموم المنطقة، لكن الوضع العراقي يبدو اكثر حدة وتعقيدا بسبب حضور عامل ضاغط آخر، هو صراع السرديات الهوياتية في متن مناهج التعليم!
ففي المجتمعات التعددية اثنيا، ودينيا، ومذهبيا، كما هو في حالة العراق (عرب، وأكراد، وتركمان، وأكراد فيليون، وشبك، وأرمن/ مسلمون، ومسيحيون، وصابئة، ويزيديون، وكاكائيون، ونصيريون/ شيعة وسنة، آشوريين وكلدان، أرثوذكس وبروتستانت وكاثوليك)، وفي ظل الغياب التام لمدونة متفق عليها قادرة على إنتاج هوية جامعة، تشكل مسألة المناهج التربوية في المدارس الابتدائية والمتوسطة والإعدادية، قضية مركزية في عملية صياغة هوية «وطنية» قادرة بالحد الأدنى على الوصول إلى سردية مشتركة من الرموز والأساطير المؤسسة.
لقد كان التعليم منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في العام 1921 يقوم على فكرة مركزية تتمثل في ضرورة أن يكون التعليم عاملا في توحيد العراقيين ثقافيا، وكانت استراتيجية الملك فيصل الأول (1921 ـ 1933) في بناء الأمة/الدولة في العراق تقوم على ركنين أساسيين هما التعليم والجيش. وكتب في مذكراته أنه يريد، بسبب من عدم وجود أي فكرة وطنية، أن يشكل «شعبا نهذبه، وندربه، ونعلمه».
ولكن بسبب من طبيعة الدولة الناشئة حينها، من حيث انتماءات النخب السياسية فيها، والتوجهات الإيديولوجية للقائمين على استراتيجيات التعليم، انتهينا إلى محاولة فرض تأويل أحادي فيما يتعلق بأكثر الموضوعات حساسية، ألا وهي مناهج التعليم الديني. والى اعتماد مدونة محددة فيما يخص موضوع مناهج التاريخ الإسلامي والحديث والمعاصر، فضلا عن ما يرتبط بهذين الموضوعين ضمن مناهج التعليم الأخرى.
وهكذا، وبدلا عن سياسات التعليم المعلنة المتعلقة بالتوحيد والاندماج، كنا بإزاء مناهج تكرس الاختلاف، وتعزز الانقسام، وتغرس الإحساس بالتهميش بإزاء خطاب الدولة/السلطة ذي التوجهات الإيديولوجية. لقد بنيت المناهج على أساس هوية الدولة السنية، مع محاولات تجاوز الخلافات ذات الطبيعة الإثنية والمذهبية ما أمكن ذلك. ولكن هذه المحاولة لم يكتب لها النجاح، وقد شهد تاريخ التعليم الحديث الكثير من المواجهات بسبب ذلك. ولعل واقعة المواجهة بين ساطع الحصري من جهة، و الشاعر محمد مهدي الجواهري، ثم المواجهة بين الأول عبد المهدي المنتفجي، وزير المعارف حينها، بشأن كتاب لأنيس النصولي يتعلق بالدولة الأموية من جهة أخرى، الأشهر في هذه المواجهات، خاصة فيما يتعلق بتأويلاتها الطائفية. وعلى الرغم من الاتهامات والاشاعات الكثيرة التي ترتبط باسم ساطع الحصري في هذا المجال، والتي تبدو في معظمها قراءات إيديولوجية غير موضوعية. وعلى الرغم أيضا من حقيقة استئثار الوزراء الشيعة بحقيبة التربية منذ بداية تأسيس الدولة العراقية الحديثة إلى نهاية العهد الملكي، إلا أن الأمر كان يبدو أكبر من دور الجهتين في هذه المسألة.
كما كنا أمام مناهج تكرس الصورة النمطية للمرأة، وعلى الرغم من بعض المحاولات لإصلاح هذا الواقع، فان النتائج ظلت محدودة إلى حد كبير، خاصة فيما يتعلق بمعرفتها بحقوقها وواجباتها وتحديدها لدورها ووظائفها في المجتمع، أي في تغيير وعي المرأة بذاتها. هكذا يحدثنا كتاب التربية الإسلامية للصف الخامس الأدبي عن أن «عدم تبرج المرأة والتزامها الحجاب هو صيانة لها من أطماع ضعاف النفوس»! كما ظلت صورة الآخر في مناهج التعليم، وما يرتبط بذلك من قيم أساسية مثل التسامح والتعصب وقبول الآخر بما هو عليه، أو العنف وشرعنته.
لقد كانت لحظة 8 نيسان 2003، لحظة تحول دراماتيكي في تاريخ العراق الحديث، وكانت مناهج التعليم في صلب الخطاب السياسي لدعاة التغيير، بمن فيهم الأمريكيون. لكن السؤال الذي ظل مسكوتا عنه هو هل ثمة تحول ابستيمولوجي/معرفي حقيقي في مناهج التعليم المختلفة باتجاه مناهج تعليم مختلفة بديلا عن مناهج تعليم مؤدلجة ومعيارية وذات صوت واحد؟ أم أننا كنا باتجاه تحول أيديولوجي/سياسي محض، مع بقاء المناهج على النسق المعرفي نفسه؛ أي اعتماد خطاب طرف محدد تبعا لموازين القوى القائمة بعد نيسان 2003، لا سيما في ظل هيمنة القوى والأحزاب الإسلامية، ذات المرجعية المذهبية المحددة بالضرورة، على المشهد السياسي في العراق اليوم، بل وفي ظل إصرارها على تولي حقيبة وزارة التربية.
إن الذاكرة العراقية لا تزال غير قادرة على إنتاج سردية مشتركة، فهي ذاكرة متشظية بين مدونات التأريخ الرسمي منذ أربعة عشر قرنا، ومدونات التاريخ الموازي له والذي يراد له أن يكون رسميا بأثر رجعي. من دون أن يصار إلى إعادة التفكير بماهية هذا التاريخ وتجاوز الميثولوجيا التي أنتجته، وانه لا يجب أن ينظر إليه بوصفه نصا يصف واقعا حقيقيا، وإنما بوصفه خطابا يجب موضعته في الإطار السياسي والاجتماعي والثقافي المنتج له. وهي الذاكرة/التاريخ التي أعيد إنتاجها بعد نيسان/ابريل 2003 بشدة.
فمناهج التعليم ما زالت تقدم معلومات متناقضة للطالب من دون مرجعية فلسفية محددة بين تربية دينية تنتج مفاهيم مختلفة تماما عن تلك التي تنتجها دروس التاريخ والتربية الوطنية و مبادئ التوعية بحقوق الإنسان. وأقصى ما يمكن التفكير به الجمع التلفيقي بين النسقين. هكذا نكون أمام مصطلح «الأمة الإسلامية»، وأمام حديث عن الجسد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له الآخرون في كتب التربية الدينية، مقابل حديث عن «الأمة العربية المجيدة»، والاحتلال العثماني او الفارسي في كتب التاريخ!
في ظل هذا كله لا يمكن التفكير إلا بامكانيتين، الأولى مناهج تؤمن بالاختلاف، وباحترام هذا الاختلاف. وتؤمن بالنسبية، وبأن ليس ثمة حقيقة واحدة، أو تأويل واحد، أو تاريخ واحد، أو مدونة واحدة، أو خطاب واحد فيما يتعلق بالدين والتاريخ معا. بدلا من صياغة مناهج تلفيقية، تجمع بين «رئيس الدولة» في الإشارة إلى الخليفتين الأول والثاني، و«أمير المؤمنين» في الإشارة إلى الخليفة الرابع. أو تفرض مدونة أحادية تقرر أن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) «أول المؤمنين بالإسلام»، أو تجعل الحسن بن علي (رضي الله عنه) خامس الخلفاء الراشدين، كما هو حاصل اليوم! وبالتأكيد هناك صعوبات تواجه مثل هذه المحاولة، ولكنها تبقى الإمكانية الأهم. أما الإمكانية الأخرى فهي إلغاء مناهج التربية الدينية ودرس التاريخ الإسلامي، وربما بعض التاريخ الحديث من المناهج الدراسية. لأنها بصيغتها القائمة تعيد إنتاج الاختلافات، بل وتكرسها.

٭ كاتب عراقي

مناهج التعليم وغوايات الأيديولوجيا

يحيى الكبيسي

من احتجاز تشي غيفارا بالرباط إلى زيارة محمد السادس لهافانا

Posted: 26 Apr 2018 02:12 PM PDT

وجه الملك محمد السادس برقية تهنئة ودية لرئيس جمهورية كوبا الجديد عبر فيها عن طموح الرباط في «فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية». كما كان الملك قد زار السنة الماضية، بشكل فاجأ الجميع، الجزيرة الكاريبية التي كان قد قطع المغرب العلاقات معها سنة 1980 بسبب قضية الصحراء.
إن تاريخ العلاقات المغربية الكوبية تاريخ معقد ومليء بالمتناقضات. ولكن يغلب عليه التوتر والعداء منذ اعتلاء العرش من لدن الحسن الثاني وطيلة عهد القائد الثوري فيديل كاسترو. ولما أتحدث عن العداء فإني أخص بالذكر العلاقات بين النظامين السياسيين، فأحدهما يساري بل وثوروي إلى أقصى حد، يناهض السيطرة الغربية عموما والأمريكية على وجه الخصوص والآخر ـ أي المغرب ـ ملكية محافظة قريبة من الغرب وتعتبر أمريكا زعيمة للعالم الحر أما الماركسية فهي بالنسبة إليها أيديولوجيا غريبة عن تقاليد البلاد ومعادية للدين والأخلاق. بل إن الحزب الشيوعي المغربي كان أول حزب وطني يتم حله «قضائيا» بالاعتماد على تصريح للملك أمير المؤمنين ضد الإيديولوجيات المادية. لكن أسباب العداء الحقيقية بين النظامين لم تكن فكرية أو قيمية بل أساسا سياسية. فالحسن الثاني وكان لازال آنذاك وليا للعهد استغل فرصة تواجد وفد رسمي كوبي يترأسه أشهر ثوريي القرن العشرين ليضع رهن الاعتقال تشي غيفارا بكل هامته وقامته ورغم الحماية الديبلوماسية التي يوفرها له القانون الدولي. لقد منع الأمن المغربي الوزير الكوبي من مغادرة فندق باليما. أما عبد الله إبراهيم رئيس مجلس الحكومة (1958 ـ 1960) فقد استشاط غضبا لما أُخبر وبشكل متأخر بأن ضيفه الرسمي تحت الإقامة الجبرية بأمر أميري. لا شك أن الحسن الثاني كان يبتغي من وراء ذلك، إظهار وده لأمريكا والغرب من جهة، والتعبير عن معارضته لحكومة عبد الله إبراهيم وبأن الديبلوماسية مجال محفوظ للقصر من جهة أخرى. ولكن كيف تعرف عبد الله إبراهيم على الزعيم الثائر حتى تمكن من دعوته للمغرب؟ إنها قصة شيقة ولكننا لن ندخل في تفاصيلها هنا نظرا لضيق الحيز المتوفر. يحكي الكاتب محمد لومة أن سفارة المغرب بالقاهرة جمعت الرجلين أثناء حفل رسمي بمصر الناصرية وان عبد الله إبراهيم دعا بهاته المناسبة التشي لزيارة المغرب. كما قام ابراهيم بنفس المناسبة بتقديم غيفارا ـ أسطورة حرب الغوار بجبال سييرا مايسترا ـ إلى رجل ومحارب ـ أسطورة آخر هو عبد الكريم الخطابي. كان القائد الشاب يعرف حق المعرفة عبد الكريم ويقدر أيما تقدير شخصية أسد الريف الذائع الصيت. فبالإضافة إلى أنه قارئ نهم فإنه تعرف على تكتيكات الخطابي أثناء إشرافه وهو وفيديل كاسترو، في أواسط الخمسينيات على التدريبات العسكرية لجيشهم الثوري بالمكسيك، أقول تعرف غيفارا على «مناير» (طرُق) المحارب المغربي الكبير بفضل أحد المدربين وهو عقيد جمهوري إسباني لا جئ ببلاد زاباطا. كان هذا الضابط قد شارك وهو شاب في حرب الريف واستخلص منها بعض الدروس. ولحسن حظ الزعيمين أن كليهما يتكلم الإسبانية فتبادلا كلاما طويلا وديا وشيقا حول كل شيء ولا شيء… وحول تجاربهما وذكرياتهما السياسية والعسكرية. أسر غيفارا للمحارب المغربي أنه أثناء رحلته بالطائرة في اتجاه القاهرة قد تفرس في سلسلة جبال الريف من الأعلى فألفاها مناسِبة جدا لحروب التحرير الشعبية. تحدث الرجلان كذلك حول خططهما للمستقبل وأملهما في نهاية عالم ظالم وبناء عالم تسوده الحرية والإخاء بين الشعوب. عالم تلقى فيه حتفها غطرسة الأقوياء ويكون فيه للقارات الثلاث المستضعفة الكلمة الفصل في شؤون البشرية. وعلى ذكر القارات الثلاث، فإن رفيق عبد الله إبراهيم، المهدي بن بركة هو من سيترأس في السنوات التالية اللجنة التحضيرية لأول مؤتمر للقارات الثلاث (لاتريكونتينونتال) بتنسيق مع فيديل كاسترو مادام أن اللقاء سيتم بهافانا. بن بركة الذي تعرف كذلك على غيفارا بالجزائر مباشرة بعد استقلال هذه الأخيرة لم يكن يعلم أنه بمثل هذه العلاقات كان يمشي بخطوات واسعة نحو مصيره المحتوم حيث سيختطف ويقتل في باريس ثلاثة أشهر بالكاد قبل ترؤسه الشرفي لأول مؤتمر للمعارضة على المستوى الكوني.
لنعد الآن إلى الملك الحسن الثاني وعلاقته بكوبا الثورة: مباشرة بعد إقامة العلاقات الديبلوماسية الرسمية بين البلدين سنة 1962 اندلعت أزمة الصواريخ بين الولايات المتحدة والجزيرة الكاريبية. وقف المغرب إلى جانب واشنطن رغم أن الغالبية العظمى من بلدان العالم الثالث ومنهم الجزائر أيدوا هافانا. هاته الأخيرة ستنتقم من المغرب في السنة التالية وذلك بإرسال سبعمائة جندي كوبي لدعم الجزائر أثناء حرب الرمال الحدودية مع المغرب. واشنطن ستضغط بقوة على الرباط حتى تضع هذه الأخيرة حدا لتبادل الفوسفات والسكر بين البلدين رغم أن هذا الاتفاق الذي وقعه تشي غيفارا مع حكومة عبد الله إبراهيم كان مربحا وحيويا جدا لكلي المتعاقدين. ستستمر العلاقات إذن باردة وبها صعود وهبوط لمدة تقارب العقدين. وقع ما يشبه الأزمة بين العاصمتين عقب اغتيال المهدي بن بركة سنة 1965 كما وقعت أزمة حقيقية بين البلدين لما وقفت كوبا إلى جانب البوليساريو أواسط السبعينيات. ومن الأمور الغريبة أنه كان هناك انجذاب بيِّن من طرف الحسن الثاني لشخصية فيديل كاسترو القوية فقد كان يربط بينهما رابط السلطوية والحكم الفردي والانبهار بوسائل الإعلام. وهكذا فإنه حدث مرة خلال السبعينيات ـ لا أتذكر السنة ـ أن اضطر فيديل كاسترو للتوقف بالمغرب بين طائرتين، فما كان من الملك الراحل، وهو الذي يعشق أيما عشق النقاش مع الكبار، إلا أن التحق بالمطار بشكل مستعجل لتحية الزعيم الثوري العالمي. لقد كانت خيبته كبيرة لما استمر فيديل في لوْك سيجاره الكوبي وكأن شيئا لم يكن بل وكأنه يضجر بلقاء الملك.

٭ كاتب من المغرب

من احتجاز تشي غيفارا بالرباط إلى زيارة محمد السادس لهافانا

المعطي منجب

العودة إلى جوهر الصراع مع إسرائيل: صراع وجود لا صراع حدود

Posted: 26 Apr 2018 02:11 PM PDT

الطريقة التي تعاملت بها إسرائيل مع مسيرات العودة السلمية في غزة بارتكاب المجازر ضد النساء والأطفال والصحافيين بدون أي مبرر، تظهر بطريقة أوضح أن هذا الكيان لا يريد أن يتعامل مع الفلسطينيين إلا بالقتل والمجازر والاقتلاع والتخويف والتشريد.
هذا الكيان المدعوم من كل قوى الشر في العالم لا يريد للفلسطيني أن يقاوم، ولا أن يتظاهر، ولا أن يعمم ثقافة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات (بي دي أس) ولا أن يعلم أطفاله أسماء مدنه وقراه الأصلية، التي اقتلعوا منها، ولا أن يغنى لعكا وحيفا والناصرة، ولا أن يرفع علما أو يجلس في مقعد دولي وأمامه يافطة فلسطين. باختصار يريد الأرض كلها بدون الشعب بكامله. يريد للأرض أن تنشق وتبلع الفلسطينيين جميعا، وهو ما لن يحدث. هذا الكيان لن يعطي للفلسطينيين دولة ولا نصف دولة، وأكثر ما يمكن أن يقدم للفلسطينيين نظام فصل عنصري دموي يضع الناس أمام ثلاثة خيارات: الموت أو الرحيل الأبدي أو العيش الذليل.
فمنذ وقعت القيادة الفلسطينية في الخطأ التاريخي عام 1974 باعتماد برنامج النقاط العشر، وحولت طبيعة الصراع مع الحركة الصهيونية، وقاعدتها المتقدمة في إسرائيل المدعومة من قوى الاستعمار والإمبريالية، والقضية الفلسطينية في تراجع متواصل في الأهداف وأساليب تحقيقها. فالسلطة الوطنية التي أقرها المجلس الوطني الفلسطيني في مؤتمره الثاني عشر في القاهرة عام 1974، تغيرت مع الأيام إلى دولة مستقلة، أو مملكة متحدة وانتهت باتفاقية أوسلو الكارثية، التي فرطت في ثلاثة محرمات أساسية: وحدة الشعب ووحدة الأرض ووحدة الهدف، تحت غطاء من الشعارات الخادعة مثل «السياسة فن الممكن»، ونظرية موازين القوى»، وشعار «يا وحدنا» و»القرار الوطني المستقل» وكلها لتبرير الطلاق مع مرحلة التحرير وفكرها وأدواتها والولوج في مرحلة التسوية بأدواتها الجديدة.
في مسلسل التراجع هذا عادت منظمة التحرير وانقضت على ميثاقها، وألغت أهدافها وقبلت بالقرارين 242 و 338 في مؤتمر الجزائر عام 1988. ولم تكتف بإدانة العنف والإرهاب، بل وقعت وثيقة الاعتراف المتبادل التي تنص على: «التخلي عن العنف والإرهاب» قابلة بذلك أن تصف الكفاح الشرعي للشعب الفلسطيني بأنه إرهاب ذميم. وبتوقيع اتفاقية أوسلو، تكون منظمة التحرير، أو للدقة القيادة المتنفذة في منظمة التحرير، قد نقلت نفسها ونقلت معها الثورة الفلسطينية المعاصرة إلى ثورة مضادة انتهت بأن تصبح حارسة لأمن عدو الأمس، تنسق معه لاعتقال المناضلين وقتلهم وكتم أفواه الناس، وتنازلت عن المحرمات الثلاثة إلى أعداء الشعب الفلسطيني، وربطت الاقتصاد الفلسطيني بالمطلق بعجلة الاقتصاد الإسرائيلي، كما هو معروف.
تحت غطاء المفاوضات والعملية السلمية تم الاستيلاء على الأرض ونهبها وتوسيع شبكة الاستيطان لتشمل كل أنحاء الضفة الغربية، وإقامة الجدار العازل، وتهويد القدس، وزج آلاف المناضلين في السجون، واقتحام المدن وقصفها بطائرات الـ( إف 16) وإعلان الحرب على قطاع غزة أربع مرات ثم حصاره لأكثر من 11 سنة وبمشاركة السلطة الفلسطينية. وانتهت الأمور الآن إلى وضع خطير يهدد الوجود الفلسطيني وقضيته المركزية في ظل خمسة تطورات خطيرة/ تتشابك معا لتفرز وضعا كارثيا على وشك أن يبدد كل تضحيات الشعب الفلسطيني: الانقسام الفلسطيني، التطبيع العربي مع الكيان، الحروب البينية في أكثر من دولة عربية، وجود إدارة أمريكية متطرفة في دعم إسرائيل، أكثر من العديد من القيادات الإسرائيلية، وأخيرا اتجاه كل المجتمع الإسرائيلي إلى التطرف وانتهاء أو تهميش دعاة السلام.

كيف الخروج من هذا المأزق الوجودي؟

ما أحوجنا جميعا الآن إلى إجراء مراجعة شاملة بعد مرور أكثر من قرن على كفاح الشعب الفلسطيني البطل ضد المشروع الصهيوني، وسبعة عقود على النكبة، وإقامة إسرائيل كدولة استعماريةٍ استيطانية عنصرية فوق جزء كبير من أرض فلسطين، وبعد أكثر من نصف قرن على انطلاق الحركة الوطنية المعاصرة، التي تمثلت في إنشاء منظمة التحرير عام 1964 وحركة فتح عام 1965، وما تبعها من فصائل مقاومة كلها ترفع شعار التحرير. لقد بات هذا الشعب في أمس الحاجة إلى إجراء هذه المراجعة النقدية لمسيرته النضالية عبر جميع مراحلها، حيث وصلت إلى طريق مسدود، كما بات بأمس الحاجة إلى صوغ رؤى وطنية، وإعادة بناء كياناته ومؤسساته السياسية، وانتهاج خيارات كفاحية، جديدة ومغايرة، قائمة على الواقعية والعقلانية، والتمسك بقيم الحرية والمساواة والعدالة، التي توازن بين الواقع والطموح، والإمكانيات والرغبات، والعاملين الداخلي والخارجي، بدون أن يجحف أحدهما بالآخر.
وسأطرح بعض الأفكار التي تبلورت في الآونة الأخيرة بشكل واسع، بين نخب الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، خاصة بعد ما قام به ترامب من إزاحة موضوعي القدس وحق العودة عن طاولة المفاوضات واقترابه من طرح صفقة القرن:
- من وجهة نظري أن نقطة الانطلاق يجب أن تكون استعادة طابع الحركة الوطنية الفلسطينية كحركة تحرر وطني، وتجديد حيويتها، بعد أن وصلت إلى حافة الهاوية والشيخوخة والتكلّس وتآكل الشرعية، ويشمل ذلك المنظمة والسلطة والفصائل والأحزاب السياسية والاتحادات الشعبية، إذ لا يمكن أن ندخل مرحلة نضال جديدة بوسائل قديمة ثبت عجزها مرارا وتكرارا.
- إعادة بناء منظمة التَّحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا في جميع أماكن وجوده، وذلك على أُسس وطنية تمثيلية شاملة، لا يستثنى منها أحد، ووفق معايير ديمقراطية وكفاحية، مستخدمة أسلوب الانتخابات حيثما أمكن، بعيداً عن ترتيبات المحاصصة الفَصائلية، والتوافقات الحزبية ومنطق «الكوتا».
- بذل أقصى الجهد من أجل إنجاز المصالحة الوطنية على أرضية برنامج نضالي واضح يجمع الكيان الفلسطيني الممزق بين الضفة الغربية وغزة والقدس، عبر الالتزام بمقتضيات المصالح الوطنية العليا، وتكريس العلاقات الديمقراطية في إطار العمل الوطني، باعتبار ذلك ضرورة وطنية ملحة لا تحتمل التأجيل.
- الفصل السياسي والإداري الشامل بين المنظمة والسلطة في ما يتعلق بالقيادة والمؤسسات، فقد أضر الدمج الحالي بكليهما، على نحو أضعف النظام السياسي القائم وحوله سلطة ضعيفة هشة تخضع للضغوط الإسرائيلية.
– تقتصر وظيفة السلطة على إدارة المجتمع، وتعزيز كياناته ومؤسساته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وتنمية موارده البشرية والمادية، بشكل يؤمن متطلبات صموده، ويُنمي قدرته على مقاومة سياسات إسرائيل الاستعمارية الاستيطانية العنصرية.
- اعتماد أساليب ناجعة لتعزيز التفاعل الخلاق والعمل المشترك بين تجمعات شعبنا، في جميع أماكن تواجده، في فلسطين التاريخية والضفة وغزة ومناطق اللجوء والشتات، لصوغ الأطر السياسية المشتركة، الأفضل للتعبير عن وحدته ووحدة قضية، ووحدة أهدافه وتناغم أشكال كفاحه، حسبما تسمح به ظروف كل تجمع.
- اعتماد جميع أشكال النضال الشعبي المتواصل والمتطور والخلاق ضد الاحتلال، باعتبار النضال الوطني الفلسطيني نضالا شاملا ومتكاملا يتحرك على محورين أساسين: مواجهة إسرائيل عبر التصدي الحازم لسياساتها الاستعمارية الاستيطانية والعنصرية؛ وبناء المجتمع الفلسطيني عبر إنهاض وعيه وتنمية موارده وتعزيز مقوِّمات صموده فوق أرض وطنه، والحرص الشَّديد على ألا يكون النضال في أحد المسارين على حساب الآخر. يجب ألا يكون الاحتلال مريحا ومربحا وقليل الكلفة وهذا يتطلب وقف عملية المفاوضات العبثية، والتخلص من علاقات التنسيق الأمني مع إسرائيل، والتبعية الاقتصادية، على نحو مدروس وحازم.
– تكثيف الجهود على الصّعيدين العربي والدولي لتعزيز حركة التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني وتوسيع دائرة (البي دي إس) وفضح طابع دولة إسرائيل العنصري الاستعماري الاستيطاني؛ وتفكيك مفهوم الدولة الديمقراطية – اليهودية بوصفه مفهوماً عنصريا بامتياز؛ وتعزيز العمل في أوساط المجتمع اليهودي في إسرائيل والخارج لتنمية الاتجاهات الرافضة للصهيونية، ولإسرائيل الاستعمارية الاستيطانية العنصرية.

وسائل النضال الناجعة

إن النضال الشعبي بأساليبه الكفاحية المتعددة على نمط الانتفاضة الفلسطينية الأولى، مثلاً، أو على نحو ما يجري اعتماده راهنا في القدس وغزة، هو الوسيلة الأنجع والأنسب والأكثر تأثيراً، لأنه يقوم على توظيف القدرات الذاتية لشعبنا، ويستند إلى خبرات تجربته الكفاحية، لاسيما أن هذا الشكل أثبت جدارته العالية، وإبداعيته وجدواه، عبر تفويته على إسرائيل إمكانية اقتناص أي فرصة لاستدراج شعبنا إلى خوض مواجهات تستخدم فيها قوتها العسكرية الغاشمة، لاستنزافه، وتقويض قدراته، أو لتزييف الحقائق أمام الرأي العام العالمي، لإضعاف حصانته الإنسانية والسياسية والاجتماعية، وعلى نحو ما جرى في تجارب سابقة. وهذا بالطبع لا يستثني وسائل النضال الأخرى التي اقرّتها الأعراف والقوانين الدولية، مع الأخذ بالحسبان خصوصيات الأجزاء المكونة لشعبنا الواحد.
المطلوب إذن خيار وطني يطابق بين قضية فلسطين وجغرافية فلسطين وشعب فلسطين، أو يصل إلى ذلك في نهاية المطاف، بحيث لا يختزل التحرير في جزء من الأرض، فقط، على أهمية ذلك، إذ يفترض أن يشمل هذا الأمر، أيضاً، تحرير الإنسان والصراع على الحقوق، أي الحقوق الفردية والوطنية، التي تتطلب تقويض المشروع الصهيوني، المبني على وجود دولة استعمارية استيطانية عنصرية، مع التأكيد أن الحل النهائي لن يتأتى إلا بهزيمة هذا المشروع، من خلال مشروع نهضوي تحرري إنساني ديمقراطي، يكون اليهود الإسرائيليون المعادون للصهيونية شركاء فيه، بدعم من القوى العربية والدولية، المؤيدة للحرية والعدالة والسلام. وذاك اليوم ليس ببعيد، إذا ما حزم الشعب الفلسطيني بغالبيته أمره ونفض عنه أوهام التسوية وسار في درب الكفاح الطويل الذي لابد أن يوصل إلى الحرية.
محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بولاية نيوجرسي

العودة إلى جوهر الصراع مع إسرائيل: صراع وجود لا صراع حدود

د. عبد الحميد صيام

نزار الضحية رقم 14

Posted: 26 Apr 2018 02:11 PM PDT

ولد نزار جهشان قبل 56 عامًا في الناصرة، وفيها قتل قبل شهر برصاصة غادرة. عرفته قبل عقود حين كان في بلادي، معنى للشهامة وللشجاعة وللحب وللشرف وللإباء وللشفقة وللوفاء.. رحل تاركًا فيها كثيرًا من الدهشة والغصّة.   

سجلّ موجع من العجز والضحايا

في تصريحات أطلقها، قبل أيام معدودة، الشيخ كامل ريان رئيس مركز «أمان – المركز العربي للمجتمع الآمن» حمل فيها على ظاهرة العنف الحارقة، وأشار إلى أنه «بوفاة الشاب نزار جهشان ابن الناصرة الأبيّة يصل عدد ضحايا هذا الإرهاب، الذي ما زال يجتاح مدننا وقرانا العربية في الداخل منذ عام 2000 إلى 1260 ضحية، وجهشان هو الضحية رقم 14 منذ بداية عام 2018». وأكد الشيخ ريّان على أن المسؤولية في مواجهة آفة الاغتيالات وعمليات إطلاق النار شبه اليومية في مواقعنا، تقع في الأساس على الدولة وشرطتها وسائر مؤسّساتها الأمنية، ولكن ليس عليها فقط؛ ودعا إلى ضرورة تعريف هذه الظاهرة على أنها ضرب من ضروب الإرهاب الذي يجب «أن يتعامل معها الجميع بأدوات استثنائية». 
جاءت تصريحات الشيخ وغيره من القياديين، بعد أن أصبحت مدننا وقرانا العربية تعيش حالة من الخوف الحقيقي، التي أدّت عمليًا إلى تراجع معظم قوى المجتمع عن تأدية أدوراها المأمولة، وإلى انسحاب الأفراد من الحيّزات العامة، من أجل المحافظة على مواقعهم وعلى سلامتهم وسلامة أفراد عائلاتهم الشخصية. 
هنالك ظاهرة «نزوح  اجتماعي» شامل إلى تحت سقوف «البيوت» أو «خيم العائلات» أو ما يعادلها من ملاجئ، أوهمت الناس على أنها أماكن وأحضان توفّر لهم النجاة؛ فليس مثل «كن مع السبع حتى لو أكلك» أو «إمشي الحيط الحيط وقول يا رب السترة» أو «حايد عن ظهري بسيطة» أو «السكوت من ذهب» وغيرها من أمثال السلامة الملتبِسة التي عرفتها الصحراء وأورثتها غزوات أجدادنا العرب وأيامهم الدامية. 
خوف الناس ناتج عن حالة عجز اجتماعي عام وطاغٍ، دفعت فئات واسعة من المجتمع الى استشعار خطر سقوط حماة «القيم السامية» وإفساح الساحات لقوى الشر والجريمة والقتلة المأجورين وفوّهات مسدساتهم. 
من الموجع أن نتابع مسلسلات الرعب وهي تُستعرض في شوارعنا ونحن نتمنّى، من بيوتنا وأعمالنا، أن يبقى الرصاص بعيدًا عن جباهنا، وكلنا نعلم أنها مجرد أمنيات للعاجزين و»هتورات» للسحرة؛ فنزار جهشان عاد من غربته لزيارة ناصرته وأحبائه، فقتله الرصاص وهو على حين قهوة ولقاء مع صديق في مطعم. لن تجدوا أحدًا لا يؤكد على أن استشراس ظواهر العنف وانتشار عمليات القتل بين المواطنين العرب في إسرائيل يشكل الخطر الوجودي الأكبر والتحدّي الأهم لقدرة المجتمع على البقاء وممارسة حياته الطبيعية. هذا ما قاله أيضًا محمد بركة في مقابلة مهمة أجراها معه الإعلامي نادر أبو تامر في إذاعة «مكان» قبل أيام، أكّد فيها من موقعه كرئيس «للجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في إسرائيل» على أنه يضع قضية العنف المتفاقم بيننا في رأس سلم اهتماماته، فبدون مواجهتها أولًا لن تنجح الجماهير العربية في معالجة سائر قضاياها الحياتية والسياسية المصيرية، كما صرح وأكد. 
هل ممكن فعلًا مواجهة هذه الظاهرة الآفة؟ هكذا في كل مرة أكتب عنها تعتريني الحيرة ويحرجني السؤال. وإذا كانت الإجابة بنعم، ويجب أن تكون كذلك، فلماذا لم تنجح المواجهة حتى الآن؟ قد نجد العلة فيما قاله الشيخ ريان، إذ لا يمكن التصدي لظاهرة بهذا الحجم وبهذه القوة والغنى في تنوع مصادر توليدها، إلا أذا تضافرت جهود ثلاثة، وكنت قد كتبت عنها مرارًا في مقالات سابقة. فمن دون إقحام الدولة ومحاولة إجبارها، ولو بشكل جزئي، على تغيير سياساتها، والتصدي لشلالات الدم المسفوك في شوارع مدننا وقرانا ستبقى كل المحاولات عاقرة. هذا هو أول الشروط وأخطرها، لكنه لن يتحقق إلا إذا سانده استعداد حقيقي من جانب»السلطة المحلية» ورافقته، على الضفة الأخرى، جهود واضحة من قبل «السلطة القيادية الشرعية» الأولى. 

فهل سيتحقق هذا الميلاد؟ 

الدولة لوحدها، كما يبدو، غير معنية بإخماد حرائق المسدسات وبإذكاء نيران الخوف والتفرقة وبتنامي القلق في صدور المواطنين العرب في إسرائيل، لكننا سنجد في الوقت نفسه أنّ دور معظم السلطات المحلية في التصدي للجريمة معدوم أو غائب، بل قد تكون بعض تلك السلطات، كما كتبنا قبل سنوات، نتاجاتٍ لتلك السياسات ومواليدَ في مذاود النار والدخان وقد تحولت، بعد تمكنها، إلى أهم مفاعيلها المباشرة وغير المباشرة. في مقابل ذلك سنجد أن رئيس «السلطة العربية القيادية» الأولى معني في التصدي لظاهرة العنف، وهو يملك التجربة الواسعة والإرادة والفكر للنجاح في تلك المهمة. لكنه ورث حالة عصيّة وجسمًا مثقوبًا ومهلهلًا يشكّل بعض أعضائه جزءًا من حواضن العنف ويُغنون فضاءاته المتمادية، مع هذا يجب على الجميع أن يساندوا مساعيه في هذا الاتجاه.
نحن على أعتاب انتخابات للسلطات المحلية، إنها مرحلة حاسمة ستحدّد نتائجها معالم وقسمات وجود الأقلية العربية في اسرائيل، التي تسعى، كما لاحظنا في السنوات الماضية، إلى بناء قيادات محلية بديلة للمؤسسات الشرعية الناشطة بين المواطنين العرب، وسيكون من مهامها تغيير معادلة المواطنة ومفاهيمها بشكل «ثوري» وباتجاه تكريس سياسة التدجين وأخواتها.
تقترب الانتخابات وأخشى من أنّ ما كان هو ما سيكون. سينتخب رؤساء مجالس وأعضاء يمثلون العائلات وتحالفات المصالح الفاسدة وأحلاف الدم والمال والقوة، وستتفاقم، بالتالي، أزمات مجتمعاتنا وسيعلو صوت المسدس أكثر وستتكاثر طوابير «الڤيسبات» ولابسو الخوذات السوداء، وستفترش الدموع مضاجع أمهات جدد وأعداد الأرامل ستزداد وستصل أصوات القلوب إلى فوهات الحناجر.
ألم أقل قبل انقضاء سنوات من الوجع وكنا نقف على ذلك المنزلق الخطير أن «رئيس سلطة ينتخب على ظهر صفقات مشبوهة ستبقى هذه الصفقات نيرًا في رقبته وستجعله عاجزًا عن التصدي لتلك الظواهر التي تنهش أجساد قرانا وتقض مضاجع أهلينا؛ ورئيس سلطة يستعين بحاشية من البلطجية، قبل وخلال معركته الانتخابية، يكون شريكًا في المسؤولية عن أعمال هؤلاء البلطجية العابثين في شوارع بلدته والمعتدين على حرمات بيوتها وسكانها؛
ورئيس يمارس سياسة المحسوبيات والتفرقة «العنصرية» ضد أبناء البلدة الواحدة لا يستطيع أن يدّعي جدية عندما يقارع سياسة دولة شرطتها العنصرية، ففي النهاية هي الشرطة نفسها التي تغضّ الطرف عن موبقاته».

لا للعنف، لا للشرطة!

مضى عقد وما زلنا نتدحرج على ذلك المنحدر فلا الاستغاثة نفعت ولا التلويم أسعف. جاءت «القائمة المشتركة» ولم تضف «كواسر رصاص» في بلداتنا، وأخالني حتى بوجودها اننا نقترب من نهاية المنزلق. فالدولة مرتاحة لما يجري بيننا، وسلطاتنا المحلية تتسكع خارج اللعبة وكجزء منها أحيانًا.
القيادات السياسية والدينية تراوح بين إقصاء مفروض وإقصاء مرغوب ونحن، الشعب، نعيش بين خوفين وخوف، وكأننا ما زلنا كما كتبنا في الماضي، رهائن لهدنة خبيثة بين يدي الدولة التي تعامل مواطنيها العرب كالقذى العالق على أهدابها، فإن شاءت تتحمله أو تهمله وإن شاءت تزيله؛ وبين قياديين عرب كثيرين يؤمنون بعقيدة انفصالية مطلقة عن الدولة، ويدارون مواقفهم بحكمة التقية والتستر ، فهم يؤمنون بأن إسرائيل ليس أكثر من كيان هش وعثرة عابرة أو ندبة على كف الزمن ولذلك فهي لن تصمد في وجه الرياح وحجارة السماء الآتية حتماً. 
 هكذا إذن، يعيش مجتمعنا بين نارين؛ وأوضاعه، رغم الضحايا وقساوة الأثمان، تتقهقر، وحساسينه ما زالت تصطادها «نيرانه المحلية». فإلى متى؟ 
كاتب فلسطيني

نزار الضحية رقم 14

جواد بولس

قراءة في ظاهرة محمد صلاح

Posted: 26 Apr 2018 02:11 PM PDT

يبدي المعلق المصري ياسر الغرباوي تفاؤلاً كبيراً بالدور الذي يمكن أن يؤديه لاعب كرة القدم المصري محمد صلاح في استعادة الروح المصرية، ولعله يسرف في مشاعره الإيجابية، حين يعتقد أن اللاعب الكبير يمكن أن يمثل للمصريين «نقطة استئناف الصعود»، كما يقدمه أيضاً بأنه واحد من أبناء الطبقة الوسطى والأطراف، يستكمل صورة مصر الجميلة، وشخصياً أتمنى أن يستند تفاؤل الغرباوي إلى أرض صلبة، وألا يتحول صلاح (الصورة) إلى شيء مختلف تماماً عما يتمناه الغرباوي.
صلاح (الصورة) تود مصر أن تقدمه كقدوة لشبابها، بدون أن تدرك أن صلاح لا يمكنه أن يمثل القدوة، لأنه في حد ذاته (فلتة) تثبت وتؤكد فشل القاعدة العامة، وأنه أتى مستقلاً عن كل بيئته الحاضنة، وناشزاً عن شروط التفوق في مصر، فالفتى الأسمر القصير القامة والمائل للنحافة، الذي يمثل شخصية المصري الأصيل، يرتبط نجاحه بخروجه عن منظومة الإدارة الرياضية في مصر، والتحاقه في مرحلة مبكرة من عمره بمنظومة الرياضة الأوروبية، وأنه بقي بعيداً لفترة طويلة عن التأثيرات السلبية لماكينة (الفرعنة) التي أضاعت مواهب كثيرة من قبله.
يتذكر المتابعون للكرة المصرية، أن صلاح كان لاعباً ارتطم بعقلية التعالي من قبل الناديين الأهم في مصر، ففي زمن الرجال المتوسطين استمرت مصر في تصدير أفضل ما لديها من العقول والإمكانيات البشرية إلى خارج حدودها، أو إرسالهم إلى المتاهة الكبرى حتى استنزافهم في اليأس والإحباط.
وتتوالى القصص الفلكلورية عن تجاوز المتفوقين في الكليات العلمية لمصلحة أبناء هيئة التدريس، وتوزيع الفرص في سلك القضاء والشرطة والدبلوماسية على فئات اجتماعية محددة، وصلاح ليس نتاجاً لذلك كله، ولكنه نتاج لصبره الشخصي في هروبه الطويل خارج المنظومة، ولذلك فتقديمه كقدوة لا يعتبر قائماً على أرضية صحيحة، وإلا كانت الحكمة والدرس المستفاد من وجوده يتمثل في الاعتماد الشديد والمتناهي على الذات، والحصول على تذكرة سفر لأي جهة من أجل تسويق تفوق النبوغ الشخصي والموهبة الفردية.
المصريون يدركون أن صلاح نموذج يعتد به في زهده المبكر في القتال على أرضية الخسارة منذ اللحظة الأولى، وهو استكمال لحلقة أحمد زويل، وحتى الأخير، فإن الموت أراحه من ملاقاة مصير المختلفين والخارجين عن السرب أو القطيع، ويقف صلاح على أرضية أقوى، فهو من ناحية يستطيع أن يؤكد تفوقه أسبوعياً وبصورة مستمرة، ومن ناحية أخرى، يمكنه أن يحظى بفضيلة إغلاق فمه لأطول فترة ممكنة، فالجميع لا يريده أن يدخل مثلاً في مصير جيل حسن شحاتة، الذي جرى توظيفه لتحسين وتجميل صورة نظام حسني مبارك بمنجزاته الرياضية، كما لا يتمنى له أحد الجحود الذي لقيه محمد أبو تريكة الذي استطاع أن يختطف قلوب المصريين لقرابة عقد من الزمن.
صلاح يجمع المصريين ولكنه بعيد جداً عن أن يضعهم عند نقطة استئناف الصعود، لأنه ببساطة استطاع أن يدخل في عالم الأسطورة، ويصبح كما وصفه المعلق رؤوف خليف من كوكب آخر، وهو الأمر الذي يجعله يتجاوز فكرة المكان المحدد، كما أن صلاح مثل ميسي يؤكد فشل البقية ويعمق أزمة الآخرين من زملائه، ويبدون دونه هائمين على وجوههم بدون حول أو قوة، وتتعمق هذه الأزمة بفشل المنتخب المصري مرتين عن تحقيق الفوز، الأولى أمام البرتغال بمجرد خروج صلاح من الملعب، والثانية أمام المنتخب اليوناني المتواضع.
صلاح ليس ابناً للطبقة المتوسطة، لأن هذه الطبقة لم تعد موجودة أصلاً، فمصر تنقسم لعالم داخل الكمباوند وآخر خارجه، وحتى بالتعريف التقليدي، فصلاح يعد ابناً للطبقة الوسطى الأقرب للفقر، وسيرته الذاتية وما يجري تناقله عنه يؤكد ذلك، وأن يكون شغفاً عابراً للطبقات فذلك لا يعني أنه يصلح لأن يقود إصلاحاً طبقياً، وكل ما في الأمر أنه بعيد وبعيد جداً عن المقاييس العادية لبقية زملائه، الذين ينتمون لطبقات مختلفة، هو يحلق بعيداً، ففي مجال التمثيل حيث الفوارق ليست على هذه الدرجة من الاتساع يمكن أن نجد ممثلين يعبرون عن طبقة وسطى، وآخرين تفضلهم الطبقة الفقيرة، أما مع صلاح فهو يقترب من أن يكون بين أفضل خمسة لاعبين في العالم بأسره، ولذلك، فمقاييسه لم تعد أصلاً تصلح لتنطبق على الحالة المصرية، وخلفيته الطبقية منبتة الدلالة ومحدودة التأثير.
الفتى الأسمر يستحق تسمية «صانع البهجة» ولكنه لا يستطيع أن يكون صانعاً للتغيير، ثم أن أساطير كثيرة تتابعت على كرة القدم ولم يتمكن أي منها أن يترك سوى ذكرى طيبة وراءه، ومدى التأثير الممكن هو أن يزيد من عدد اللاعبين الطموحين في مصر، الذين سيراهنون على طريقته ويتوجهون للاحتراف في الخارج، بغض النظر عن الظروف والمصاعب التي قد تواجههم. ولاعبو كرة القدم مهما بلغت موهبتهم وتأثيرهم وقوة شخصيتهم لا يمتلكون الكثير لتقديمه، فجورج ويا أفضل لاعب في العالم أصبح رئيساً لبلاده ليبيريا، ولكن ما الذي يستطيع أن يقدمه؟ وهل يمكنه فعلاً أن يقود التغيير؟ وهل يمتلك المؤهلات اللازمة لذلك معرفياً وعملياً، أم أن اختياره أتى لاعتقاد الناخبين بأنه أفضل شخصيا من وسط سياسي مهلهل اعتاد ترحيل المشكلات؟ بالمناسبة تحصل صلاح على بعض الأصوات في الانتخابات المصرية الأخيرة، ولكن ذلك، لم يكن قناعة، وإنما رسالة تطالب السياسيين بالارتقاء لمستوى صلاح في الإنجاز والتقدم.
نختلف مع المعلق الرصين الغرباوي فيما ذهب إليه، ونتمنى أن نكون على الجانب الخطأ في التقدير لظاهرة صلاح في مصر، إلا أنه، استكمالاً للمنظور التحليلي لهذه الظاهرة، فصلاح يمكن أن يمثل قشة الغريق وأن يكون عاملاً ملهماً لجيل جديد بأن مصر ما زالت ولاّدة، ولكنها تفضل أن تهدي أبناءها للعالم، بدلاً من احتضانهم، وصلاح هو الذي يصنع الدفء من حوله ليتحول إلى بطل مدينة روما، قبل أن يصبح معشوق ليفربول ذات التقاليد الخاصة الصارمة، وإذا كان صلاح يقدم شيئاً على مستوى الصورة فهو ما استطاع أن يمنحه حتى الآن من صورة ايجابية عن الإسلام، وهي شيء مختلف عما يسوقه تيار الإسلاموفوبيا عن صورة المسلم، خاصة في المجتمعات الغربية، وما يقدمه صلاح لا يجعله مجرد شاب يحيد دور الديانة، فأبو مكة يواصل التزامه الديني على المستوى الشخصي، ويعبر عنه بوضوح على أرضية الملعب، للدرجة التي دفعت بظهور نكات تحدثت عن صوم مشجعي ليفربول رمضان المقبل، بعد أن شاعت قصة الفتى الذي أعلن اسلامه بعد تألق صلاح وأدائه لدور المنقذ للفريق العريق البعيد عن الإنجازات منذ سنوات.
كاتب أردني

قراءة في ظاهرة محمد صلاح

سامح المحاريق

الجغرافيا السورية والتوازنات الدولية المكشوفة

Posted: 26 Apr 2018 02:10 PM PDT

من المهم الإشارة إلى أن التداعيات الأخيرة حول الملف السوري كانت تؤشر لإمكانية اندلاع حرب طاحنة وشاملة، إن لم تكن عالمية، فعلى الأقل في كامل جغرافيا الشرق الأوسط، ولكن الضجيج الإعلامي يبدو أنه كان أكبر بكثير من المنجز الميداني في النهاية.
يتم توجيه ضربات جوية إلى قواعد سورية خالية تماما من أي تواجد عسكري وفق تنسيق مسبق بين أمريكا وروسيا، في إشارة واضحة لخطوات أقرب إلى المشهد الذي يُثير السخرية، مردها الأساسي رغبة ترامب في التخلص من الملف الذي يُحرجه في الداخل الأمريكي، وهو علاقة روسيا الاتحادية بالانتخابات الأمريكية، ومدى مساهمتها إلكترونيا واستخباراتيا في نجاح هذا الرجل في المنافسة الانتخابية أمام هيلاري كلينتون.
من جهة أخرى تُعتبر جولة ابن سلمان الأخيرة إلى الولايات المتحدة وفرنسا، دفعا باتجاه استجداء ثلاثة مطالب، أولها تدخل في سوريا ينهي النظام ويسقط بشار الأسد، كحل أخير بعد هزيمة الجماعات المسلحة. وثانيها رغبة في بقاء التغطية السياسية والدبلوماسية والإعلامية على جرائم السعودية في عدوانها المتواصل على اليمن، الذي وقّع الكونغرس الأمريكي بالإجماع على تواصله في نوع من إضفاء الشرعية الدولية لمثل هذه الحرب المفضوحة، التي نستغرب صمت العالم أمام كوارثها الإنسانية. أما ثالث المطالب فيكمن في تقديري حول مواصلة حصار دولة قطر، وربما التفكير في قلب النظام فيها أيضا، واحتاج الابن السعودي المدلل والمندفع إلى دفع مليارات الدولارات بطبيعة الحال للأمريكي والفرنسي المتذيل للعم سام، رفقة بريطانيا، كما هو معتاد في الحروب السابقة.
وفي هذا السياق تُحرج الجامعة العربية نفسها اختيارا، وكما هو معتاد جاء البيان هزيلا مفضوحا، وهي التي كان عنوان جلستها القدس، ولا شيء في المضمون غير إدانة الصواريخ اليمنية تجاه المملكة باصطلاحات مبتكرة من قبل عبد الفتاح السيسي الرجل الأول في المخابرات العسكرية سابقا. وبطبيعة الحال اعتادت اجتماعات الجامعة العربية أن تعكس حالة الانقسام العربي وواقعهم المتخاذل أمام قضايا الأمة ومصائر الدول المؤسسة لهذا التشكيل الضعيف والمتهاون منذ تأسيسه، والذي مازال يُصر على التمسك بمبادرة السلام العربية التي تتجاهلها إسرائيل تماما، وتواصل الاستيطان والقتل والتدمير، ومثل هذا الجمود العربي الاختياري لم يُدرك بعد أن المعسكر الاسرائيلي الأمريكي واحد، وعملية السلام التي يلوكها بعض العرب بحماسة ببغائية ما هي إلا إدارة أزمة وإطالة للمأساة، والأمريكيون متفوقون في هذه المسألة ويتقنون ادعاء الصدق والوساطة، وهم أقوى ظهير لإسرائيل وأغلب من انخرط منهم في عملية السلام الكاذبة، إنما هم مُوالون للوبي الصهيوني بشكل تام. فإسرائيل هي المعضلة الحقيقية في المنطقة، وهي التي تؤجج المشاكل دوما وتدعي أن المحيط الإقليمي يرفضها ويسعى بعضه لإفنائها، وهي على ما هي عليه فكرا وسلوكا موبوءة بالتعصب العنصري والحقد التاريخي، ويحرص كل حزب تداول على الحكم فيها على التوسع والاستيطان، ويحشد ما يحشد من أجل تدمير الرابطة القومية العربية وخلق التباعد والتنافر بين الدول العربية والإسلامية.
الرهان الحقيقي اليوم يكمن في قدرة الدول العربية والمسلمة على أن تتخلى عن وظيفتها المقتصرة على التبليغ بالانتهاكات التي تتعرض لها فلسطين أرضا وشعبا ومقدسات، إلى المنظمة الأممية أو لمنظمات حقوق الإنسان، التي لا تفعل شيئا حيال ذلك، وأن تدرك أن مثل هذه المنظمات الدولية هي التي أمنت تاريخيا غطاء من الشرعية الدولية للمشروع الصهيوني، الذي يواصل أصحابه ارتكاب الانتهاكات الجسيمة المنافية لقيم الأديان السماوية والوضعية في التعايش والتسامح، والمناقضة للمواثيق والقوانين الدولية، في الوقت الذي يتوقع فيه المواطن العربي البيان الصادر عن جامعة الدول العربية قبل إعلانه في الجلسة الختامية، نتيجة اكتفاء أعضائها باستنكار الجرائم الصهيونية طوال السنوات الماضية وقد يتقلص أمله عندما يُدرك أنه لا يمكن لأمة منقسمة ومتصارعة في ما بينها انتعش فيها التطرف السياسي والعقدي والحقد الأيديولوجي، وتضاعف لديها مزيج المشاكل الداخلية والتحديات الخارجية على المستويين الإقليمي والدولي، أن تحمل لشعوبها آمالا بمستقبل أفضل، أو أن تقدم شيئا يذكر للقضية الفلسطينية، التي كانت ستصفى نهائيا شعبا وأرضا وتاريخا، لولا مشروع المقاومة الذي واجه اسرائيل بقوة ومازال يعد العدة لها في كل حين، رغبة في استرداد ما افتُك بالقوة والتزوير التاريخي والديني.
كاتب تونسي

الجغرافيا السورية والتوازنات الدولية المكشوفة

لطفي العبيدي

العراق: «شخابيط» على هامش السقوط الأخلاقي

Posted: 26 Apr 2018 02:10 PM PDT

في 9 نيسان/ابريل 2003 كانت الصدمة أكبر من أن توصف، ليس بسبب سقوط بغداد، وإنما بسبب سقوطها بسرعة قياسية. عشرون يوما فقط كانت الفترة من بداية العدوان حتى ظهور دبابة أمريكية فوق جسر الجمهـورية معلنـةً عن انهـيار كل شـيء.
حتى الفرق العسكرية التي كانت تتموضع على بعد مئات الكيلومترات في الشمال والتي لم تشترك على نحو يذكر في المعارك انهارت وتركت أسلحتها غنيمة للأحزاب الكردية.

1 – زعيم قبيلة

مرت سنوات عديدة حتى تعلمت قراءة التاريخ فأدركت أن الصدمة التي أصابتني وأصابت كثيرين غيري لم يكن لها لزوم لأن بغداد عبر التاريخ أكثر عواصم الدنيا اعتياداً على السقوط السريع.
تاريخياً بغداد لم تصمد بوجه الغزاة وسرعان ما كانت تستسلم.
دخلها المغول والخروف الأسود والخروف الأبيض والجلائريون والصفويون والعثمانيون كما لو أنهم كانوا في نزهة.
وقد سبق لزعيم قبيلة كردي اسمه ذو الفقار أن استولى على بغداد وأخضعها لحكم قبيلته 6 أعوام قبل أن ينتزعها منه طهماسب الصفوي.
يُداري بعض العراقيين خجلهم فيقولون: «بغداد لم تسقط بل دخلها الساقطون». للأسف هذا الكلام غير موزون من الناحية الواقعية، فقد برهن الزمن أن الساقطين الذين جاءوا خلف الدبابة الأمريكية أقل عدداً من ساقطي الداخل الذين التحقوا ومازالوا يلتحقون أفواجاً بهم.
لا أعتقد أن ثمة ما يدعو للخجل، فالعراقيون رغم كل ما جرى ويجري، عندهم الكثير مما يفخرون به. بغداد حالة شاذة إذا ما قورنت بمدن أخرى كالفلوجة التي صمدت نحو ستة أشهر والموصل التي صمدت نحو عام كامل بوجه تحالف دولي ضمّ أكثر من ستين دولة.
بغداد غصباً عن كل مغولها وغوغائها والساقطين ستُفتح وتنهض. ولسوف تستعصي على كل الغزاة إذا ما ترسّخ صرحها الحضاري على ركيزتي الإسلام والعروبة.

2 – وحيدة خليل

اتصل بي صديق وأخبرني بأن منظمة حزب البعث العربي الاشتراكي في السويد أقامت حفلةً مساء يوم 16 نيسان/ابريل.
وما المناسبة؟
قال 7 نيسان!
اتصلت بصديق بعثي «أمون» عليه وسألته: «ليش تأخرتو هلكد»؟
قال: «مو تعرف هذي حفلة فرح ولازم نبتعد كم يوم عن 9 نيسان/إبريل!
والله وفيكم الخير ما قصرتو!!»
طبعاً من حق البعثيين أن يحتفلوا في السويد ويمارسوا حرياتهم السياسية والثقافية إلى جانب حرياتهم الشخصية، لسببين: أولاً لأن منظمة الحزب في السويد أصبحت أكبر منظمة للحزب في العالم! وذلك بسبب التدفق الهائل للبعثيين على دول اللجوء بعد السقوط.
ثانياً لأن الحريات التي مرّ ذكرها هي من الحقوق الطبيعية للبشر، إذا حُرم البشر منها لفترة طويلة، غالبا ما يتحولون إلى قرود نفاق!
لكن، نتمنى صادقين أن يتعاطى البعثيون مع أجواء الحرية هذه ويهضموها ويتفاعلوا معها حتى يغيروا ما بأنفسهم على النحو الذي يجعلهم ينبذون تلك المبادئ الخشبية التي شبّوا وشابوا عليها. لا سيما مبدأ الحزب الواحد والحزب القائد، ونفذ ثم ناقش!
ونتمنى أيضا أن يتخلّوا عن رواسب العنجهية التي اصطحبوها معهم إلى بلدان اللجوء… فقد أثبتت الدراسات أن الإنسان أجمل بلا عنجهية!
على ذكر «بلدان اللجوء» كثير من هؤلاء البعثيين كانوا قبل سقوط النظام يعتبرون كل من ترك العراق ولجأ إلى بلدان اللجوء، وخاصة السويد، عميلاً، خائناً، جاسوساً، متخاذلاً، وهلم جرا.
وكانت المطربة وحيدة خليل قبلهم بنصف قرن قد قالت: «سبحان الجمعنا بغير ميعاد!»

3- الشاعر المغدور

عدنان القيسي مصارع عاد من أمريكا إلى العراق في النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي. نصب واحتال على العراق شعباً وحكومة ورئيساً، واستولى على قلوبنا قبل أن يتبين أنه مصارع «فالصو»، يستجلب إلى العراق مصارعين نصابين مثله ويتفاهم معهم فيصرعهم لتطير عقول العراقيين إعجاباً وفخراً به.
قال الشاعر:
بينما كنت ماشياً في شارع الرشيد
فإذا بالجماهير التي صفقت بالأمسِ
لعبد الإله ونوري السعيد
تصفق اليوم لعدنان القيسي
بعد أيام قليلة عُثر على جثة الشاعر ملقاة على شاطئ دجلة جنوبي بغداد.
الأمن العراقي أدرك أن المقصود بالبيت الأخير ليس عدنان القيسي!

4 – دود الخل

– في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر 2002 خرج العراقيون عن بكرة أبيهم ليبايعوا الرئيس الراحل صدام حسين على الولاء المطلق له.
- في منتصف نيسان/ابريل 2003 زحف ملايين العراقيين نحو كربلاء. المناسبة المعلنة كانت ذكرى أربعينية الإمام الحسين بن علي، لكن في حقيقتها البائنة على وجوه الزاحفين كانت احتفالية بسقوط نظام صدام حسين الذي بايعوه قبل 6 شهور فقط!
- لم يبق إلا أسابيع قليلة تفصلنا عن الانتخابات. وسوف نرى زحوف الناخبين زرافات تتهافت على الصناديق كي يبايعوا من يسمونهم فاسدين ومجرمين وسراق و»ساقطين جاءوا من الخارج خلف الدبابة الأمريكية!».
ثم بعد حين سنسمع الضوضاء نفسها: «يا ريتني كصيت إصبعي وما وسّخته بالبنفسجي وانتخبتكم!»
هناك مثل يقول: دود الخل منّه وبيه!
مختصر قد يفيد وقد لا يفيد: السقوط الحقيقي سقوط الأخلاق!

كاتب عراقي

العراق: «شخابيط» على هامش السقوط الأخلاقي

لبيد الصميدعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق