Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأربعاء، 27 يونيو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


«صفقة القرن» وانحناء أعراب كوشنر

Posted: 26 Jun 2018 02:32 PM PDT

جزم نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، بأنه لا يوجد زعيم عربي واحد يقبل التنازل عن القدس، وذلك في مناسبة التقارير الصحافية التي تحدثت عن موافقة أربع دول عربية على «صفقة القرن». وكان جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأحد كبار مستشاريه، وجيسون غرينبلات مبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، عرضا بعض تفاصيل تلك الصفقة خلال جولة في المنطقة.
ولعل أبو ردينة استند إلى التصريحات الرسمية والإعلامية التي تصدر عن الزعماء والمسؤولين العرب، والتي تذهب بالفعل في اتجاه التمسك بالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وتقديس المدينة بوصفها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. ولكنه يعلم، مثل كلّ فلسطيني وعربي ومسلم، أن التصريحات والأقوال بصدد القدس ليست سوى ممارسة خطابية تختلف تماماً عن جولات الاتفاق أو الانحناء أو التواطؤ التي تتم خلف الكواليس. هذا علاوة على الحقيقة التي باتت تقترن بموضوع القدس، ولم تكن جديدة أصلاً، أي إمكانية انسحاب الاحتلال من ضاحية هنا أو حيّ هناك، بحيث تنقلب أبو ديس وجوارها إلى بديل للقدس الشرقية.
وهكذا فإن صحيفة «إسرائيل هايوم»، التي يملكها مقربون من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كانت سباقة إلى كشف النقاب عن أن مصر والسعودية والإمارات والأردن أبلغت كوشنر دعم البنود التي حملها. وقبل ذلك كانت صحيفة «معاريف» قد كشفت النقاب عن لقاء سرّي شهدته العاصمة الأردنية عمّان وجمع نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكانت الصفقة على رأس جدول الأعمال. وكانت تقارير صحافية عالمية قد تحدثت عن ضغوطات شديدة مارستها الرياض، وبن سلمان شخصياً، على القيادة الفلسطينية لقبول الصفقة التي سيأتي بها كوشنر.
كذلك لا يخفى على هؤلاء الزعماء الموافقين أن جوهر مشروع كوشنر، وإدارة ترامب من خلفه، هو تحويل الحقوق الفلسطينية المشروعة إلى مجرد مشكلات إدارية أو إغاثية أو تعميرية أو استثمارية، أي حصر التفاوض حول القضايا الانتقالية في أفضل الأحوال. بذلك يغيب الجوهر السياسي الأهمّ لقضايا النزاع الكبرى مثل الدولة الفلسطينية والقدس وحق العودة والمستوطنات وسواها من تفاصيل الحلّ الدائم، ويتكرس نهائياً فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة مع الإبقاء على الاحتلال هنا والحصار هناك.
هذا هو السبب الأبرز في أن «صفقة القرن» تأخذ تدريجياً صفة مشروع محدود خاص بقطاع غزة، وتتجه نحو «توليف» الوضع الإداري هناك على نحو يوحي بوجود «دولة» تستقبل استثمارات في ميادين الطاقة، وربما إنشاء مطار وميناء، وفتح الحدود البرية مع مصر، بعد إلزام السعودية والإمارات بسداد نفقات هذا التطوير الاقتصادي. كل هذا تحت افتراض، واهم ومخادع، بأن دولة الاحتلال سوف توافق على المشروع، أو أنها لن تشن حرباً جديدة تدمر كل ما تم بناؤه كما فعلت مراراً وتكراراً مع المشاريع التي مولها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وسواهما في القطاع.
ولهذا أيضاً فإن «صفقة القرن» ليست واحدة يتفاوض عليها كوشنر مع أعرابه، بل هي صفقات متعاقبة تبدأ من فلسطين المحتلة، ولكن هيهات أن تنتهي في حدودها.

«صفقة القرن» وانحناء أعراب كوشنر

رأي القدس

فلسطين كرواية: اليد الدافئة ليحيى يخلف

Posted: 26 Jun 2018 02:31 PM PDT

ظاهرة تستحق التأمل، مسّت بقوة الرواية العربية، والفلسطينية تحديداً، بدأت تخرج عن كونها تجارب شخصية في اتجاه أكثر اتساعاً وشمولية. موضوعة الخيبة التي أصبحت وجعاً كبيراً وتيمة أدبية وثقافية انبنت عليها روايات فلسطينية كثيرة في السنوات الأخيرة. وهي دلالة على حالة القلق le marasme تجاه مستقبل لم يعد يحمل الآمال الواسعة كما كان الأمر في السابق بعد أن اضطرت الاتفاقيات المعقودة مع إسرائيل، أوسلو أو الاتفاقات الثنائية، الفدائي الفلسطيني أن يضع سلاحه في المتحف وتحول المقاومة جذرياً.
الروائي يحيى يخلف الذي ارتبطت نصوصه بحياة المخيمات، التي عاشها مهجراً من أرضه، في مجملها، واحد من هذه الأمثلة. واحدة من ميزات كتابته الروائية هي الالتصاق بالأرض بقوة وكتابة تاريخ مواز، تاريخ الأرض من موقع الإبداع والتخييل. لقد أدرك القارئ اليوم أن الرواية ليست بديلاً للتاريخ ولكنها التاريخ نفسه، تاريخ النفوس في صراعها من أجل الحياة والبقاء. تاريخ الأفراد والمجموعات وهي تواجه أقداراً شديدة القسوة بلا استسلام، تاريخ الأرض وهي تتضاءل وتضيق وتجف. كم نحن في حاجة عربياً إلى بلزاك يشبه آلامنا وخيباتنا ليعيد بناء وترميم مجتمع في حال صعوده وانهياره المتتالي، إبداعياً.
تبدأ اليد الدافئة من هواجس السن عند الكاتب الإعلامي المعروف أحمد أبو خالد الذي تقاعد قبل الوقت، ليستمر في الحياة. كان يريد أن يفرح ويستمتع ببقية العمر مع زوجته جميلة لكن ذبحة صدرية عاصفة، غير مرتقبة، لم تمنحها أي فرصة حياتية. مما عمّق وحدته، وسرّع إحساسه بالشيخوخة الزاحفة، بنظامها وتكرارها، إلى يوم يحدثه صديقه في النضال والمنافي والإعلام الموحد، الفنان الرسام سمعان الناصري الذي اختار ألمانيا منفاه الجديد بعد الخيبات المتتالية. يحدثه سمعان عن زوجته الخلاسية، صوفي، ذات الأصول الصومالية الإفريقية وتحولاتها في الحياة. في رام الله لم يبقَ من أصدقائه القدامى الذين هاجروا أو ماتوا إلا الطبيب نادر الذي بقي معه يتقاسم برفقته هموم الحياة الفلسطينية. يذهبان إلى المقهى العربي، ويمضيان الوقت في لعب النرد، ويشربان شاي بالقرفة.
في ظل هذه الهواجس يفكر في تخطي العزلة بالكتابة. تغريه حياة صديقه الفنان سمعان الناصري بكل ملابساتها الفنية وتناقضاتها. فقد تاه في المنافي وعاد إلى الأرض الأم وهو في حالة انتشاء، لكن سرعان ما يصدمه الواقع اليومي، فيهاجر. يتعرف على صوفي التي تصبح كل شيء في حياته، زوجة وحبيبة ومثالاً فنياً بخلاسيتها. لكنه سرعان ما يهملها فتغادره وتصر على الحياة وتتعلم الرقص الفني قبل أن تفتح نادياً من دون أن تنسى ما جمعها بفلسطين وأرضها الأولى. وعندما تزور فلسطين، تمنع من الدخول إلى مطار اللد، بسبب شكوك السلطات الإسرائيلية في نشاطها. مثلها مثل الناشطة اليابانية هياتارو التي رافقت الجميع في الرحلة إلى المقبرة الرقمية التي وضعتها السلطات الإسرائيلية لدفن الشهداء الفلسطينيين. مقبرة تتلقى يومياً المياه القذرة الآتية من مرتفعات المستوطنة. في هذه اللحظة تصعد الرواية عالياً في تعبيراتها معرية جرائم الاحتلال. تتأثر الناشطة هياتارو بالمشهد ويترسخ انتماؤها إلى القضية الفلسطينية. الشيء نفسه يلمس أعماق الناشطة الفلسطينية نيرمين. لكن الجهد الشبابي لتغيير الأوضاع يسعدهما. فقد غرقوا الأرض التي كانت يباباً في وادي الباذان، ويحولون المجاري النتنة حفاظاً على ذاكرة الشهداء في انتظار دفنهم في مكان يليق بهم. ويبدو واضحا تركيز الكاتب على دور المرأة عالميا في القضية الفلسطينية.
فقد مسّ جغرافية الكون كله. تهمها القضية الفلسطينية، من صوفي إلى نيرمين، إلى هياتارو، التي جاءت برفقة أخي نيرمين من فرنسا متضامنة مع القضية الفلسطينية، إلى جميلة المحجوزة داخل إطار التي تنتهي دمعاتها إلى درر في النهاية تحفظها العصافير، إلى الجارة التي تعمل طوال الليل وراء ماكينة الخياطة في البناية المقابلة.
وأحمد الذي ظل يصارع طوال السرد الروائي لكتابة رواية صديقه الفنان سمعان، ينتهي به المطاف إلى كتابة سيرته الشخصية ومعاناته الصامتة مع العزلة والخيبة والتشبث بالأمل الصغير في شباب اختلفت سبله النضالية عن جيله. فقد عرفنا الكاتب الافتراضي (أحمد أبو خالد) عن تفاصيل يومياته في مدينة لا هي مستقلة ولا هي محتلة، لكن مسيجة دوما. عن فقده لزوجته جميله وارتباطه بابنته المغتربة في الخليج ياسمين، التي تختار أن تلد في رام الله، وكيف يعيش حالة التقاعد التي هي موت غير معلن. وكأنه ينبهنا بغمزة يترك لنا الكاتب فسحة تأويلها. كيف أن أطر الثورة ورموزها بدل أن يتحولوا إلى مرجع ومكان خبرة، يتركون لنهايات العمر الرذيل. يعودون إلى التراب من دون الاستفادة من تجاربهم الغنية، ويتركون يواجهون موتاً قاسياً مثل أحصنة المخيمات التي بمجرد شيخوختها تترك للموت في الوديان بالخصوص بعد استبدالها بسيارات القمامة الصغيرة التي تبرعت بها الأونوروا.
يركز الكاتب والصحافي أحمد الذي ينسى حياة صديقه الفنان ويتحدث عن شجنه وحميمياته مع نيرمين التي أصبحت يدها هي اليد الدافئة التي تؤنسه وتعطيه راحة نفسية يواجه بها يوميات العزلة الاحتلال. في الأخير، عندما يتم تطويق مكان العرس، وكل الدلالات تحيل إلى بحثهم عن نرمين التي كان لها دور تعبوي وتنظيمي كبير في انتفاضة القدس، تتجلى رغبة زواج أحمد من نيرمين التي هيأ لها يحيى يخلف منذ اللحظة التي أحس فيها أحمد بيدها الدافئة التي حسسته بأن الحياة لا تزال هنا. تشير هذه اللفتة الفنية إلى الرغبة القوية في الحياة والمقاومة، وفك عقدة التقاعد وأنه انتهى.
رواية اليد الدافئة هي، بهذا التوصيف، نشيد للحياة في عز صراعها مع الموت والزمن الذي يطحن كل شيء مخلفاً وراءه هياكل عظمية، باردة وحزناً قاسياً.

فلسطين كرواية: اليد الدافئة ليحيى يخلف

واسيني الأعرج

الاحتفاء بالسمر وعودة صرعة اللباس القصير… كيد «الخاوة» دراما بتوابل الكسكسي والجزائر تستكشف تراثها عبر المسلسلات

Posted: 26 Jun 2018 02:31 PM PDT

هل تتجدّد الثّقة في مؤسسات الانتاج التلفزيوني والدرامي وفي مؤسسات المجتمع في علاقة تريد أن تكون متعدّية؟ ما يلاحظ على الدّراما في هذا الموسم تمحورها على تيمة الأسرة، التي تتشتّت طوال السّنة، والتي يراد الالتفاف حولها ووصل الأرحام التي تقطعت أوصالها في رمضان أكثر من غيره من الشهور، هذا من ناحية والتّقارب الجهوي والثقافي من ناحية أخرى في زمن ازدياد المطالبات بالتّوازن بين الشّمال والجنوب ولعبة الألوان التي أصبحت رهانا من رهانات المؤسّسات الرّسمية والعزف على أوتارها من خلال تلوين شاشات التلفزيون، من مقدّمي نشرات وبرامج، بل تعدّت ذلك إلى تلوين الطّاقم الوزاري في وزراء من الجنوب، وكيف لاتتأثّر الدّراما بهذا الاحتفاء بالسّمر وإن كان ذلك بشكل فجّ.
هل يمكن أن توكل للأسرة المهام الصّعبة التي عجزت عنها السّياسات والمخطّطات التنمويّة، حتى تعود قيمة السّلطة الأبويّة الاجتماعية والسياسيّة، وتطلّ علينا من خلال مراسيل لا واعية في الدراما العربية عموما والمغاربية على الخصوص، إنها الطاولة التي تجمع الاخوة على الموائد لا ليتقاسموا العيش والملح بل للكيد وإلحاق الأذى في ما بينهم.

ممثلات من كل الجهات والسمراء تصنع الفرق والمفارقة

شهدت الدراما الرمضانية في دول المغرب العربي انزالا لممثلات شابات يخضن تجربة التمثيل التلفزيوني لأول مرة، بغرض القضاء على احتكار ممثلات الشمال للعمل الدرامي عموما… وهذا من خلال ثلاثة أعمال، وهي: «بنات الثلاثين» و«ميسي» على القناة الفضائية الثالثة، ومسلسل «الطريق» على قناة «الجزائرية وان»، مثله مثل مسلسل «الخاوة».
ركّزت الأعمال الثلاثة على التنوّع اللّهجي والتراثي واللّوني لمختلف مناطق البلاد، أو هكذا أريد لها أن تعرض – من خلال البطلات – غنى الموروث الثقافي من خلال المناطق والأكلات واللغات، وحمى إبراز تنوع الموروث الثقافي طالت الجميع بعد اتفاقية 2003 وعلامة اليونيسكو، التي أصبحت هاجس بلدان بأكملها… إلى أي حدّ نجحت الدراما في تطويع الألوان التي كانت أكثر مقتا والنبرات اللهجيّة، التي كانت مثار استهزاء وتهكّم من طرف المركز، وما مدى تمكّن هذه الأعمال من تبديد التّصورات المكثّفة، التي وسمت ثقافات بعيدة عن الشمال بالدونيّة؟
أنا أتفق مع من له النية الحسنة، أنه حان الوقت لتفكيك ذواتنا المركبة والمعقدة أمام مرآة كاشفة للوجع التاريخي والاجتماعي، ولكن لماذا طرحت هذه المسائل الحساسة الشائكة في قالب هزلي فكاهي؟ هل مناقشة هذه القضايا ما زلت تنخر فينا وتشكل أخاديد، بصورة جدية تبيّن حجم مأساتنا وبأننا ما زلنا لم نتخط سوء فهم وتقدير المختلف عنا؟
عرضت القناة الثالثة العمومية مسلسلا رمضانيا بعنوان: «بنات الثلاثين»، تبرز صورة «تينهينان» إسم إحدى البطلات المرّكز عليها والقادمة من «تمنغست» (مدينة في أقصى الجنوب الشرقي الجزائري) كما يدل اسمها، وكذلك لباسها الذي تفتخر به وهو لباس تسغنست، نفس الثوب السوداني، وقامت بهذا الدور الممثلة خيلولي تنو، عاشقة الكتابة والهاربة من زواج فرض عليها.
حكمة السيناريو هي إبراز عادات الجهات الأربع، الشمال والجنوب والشرق والغرب، كأننا في حاجة لاكتشاف ذواتنا مرة أخرى، لأنّ مرآة الهوية لم تكن تعكس كل الأطياف المجتمعية، من ألوان وتعابير لغوية لاترتق للذوق المتعال من رؤية جهوية مركزية، حتى لانقل اثنو مركزية.
لم يخرج المشاهد من النظرة الغرائبية للسّمراء، ولم يقوّم اعوجاج تصوراته المقزّمة لمن يخرج عن المدن الكبرى الشّمالية… ربما نحتاج لدراما توخز ضمير الانسانية وإن سال دما.
محاولة يائسة لتفكيك قبح تصوراتنا على مناطق بعينها، وإن زينا نظرتنا بفنون مطبخية وبأطباق الكسكسي والزفيطي، كما حاولت ميسي ذلك، الدور الذي اسند للممثلة حنان بكار، جاهدة بكل قدراتها التمثيلية الخارقة والعفوية إبراز التراث النايلي وثقافة السهوب، الجلفة والأغواط، إلى بسكرة… ربط مذهل بين العنصر النسوي ومسؤولية نقل ونشر التنوع الثقافي وإبراز المقومات الثقافية لكل منطقة، خلطة جدّ مركزة والتوابل قوية تؤلم الحلوق.

الأخوة «الخاوة»: أخوة يوسف يكيدون دراميا

عرضت قناة «الجزائرية وان» مسلسل «الخاوة» في رمضان 2017، وتبعه الجزء الثاني في رمضان 2018، كذلك عرضت قناة «أم تو» المغربية مسلسلا بالعنوان نفسه «الخاوة»، وعرض «الخاوة» المغربي والجزائري في الفترة نفسه في رمضان 2017.
وإن جاء «خاوة» الجزائر في قالب تراجيدي، فإن «خاوة» المغرب جاء في قالب كوميدي، لكن يشترك الإثنان في تركة الوالد، التي يتقاتل ويتنافس من أجل الظفر بها الأبناء، ولقد سبق الأخوة المشارقة أخوة المغارب في التطرق لهذا الموضوع في دراما استقطبت المشاهد العربي، لاستقطابها ممثلين عربا من بلدان عديدة، كذلك كانت ضيفة «خاوة» الجزائر كارمن لبس من لبنان في الجزء الثاني، الذي عرض في رمضان المنصرم، 2018، مع مغادرة حسن كشاش، بطل الجزء الأول لعدم اقتناعه بتطورات السيناريو.
«خاوة» المغرب حاز على مشاهدة أكثر من 12 مليون متفرج، وأيضا «خاوة» الجزائر توج كأحسن عمل درامي مغاربي لعام 2017 في بيروت، لكون المخرج تونسي مديح بلعيد، بالرغم من أن الموضوع ليس جديدا حتى لا نقول إنه مستهلك، لكن هناك أمورا أخرى ساهمت في انتشاره ووفرة حظوظه.
للوهلة الأولى من خلال الومضات الاشهارية يتخيل المشاهد أنّ المسلسل تركي ممن تنتظره المشاهد بلهفة حتى لا نقول المشاهدات، الديكورات الباذخة توحي بذلك وتنوع الوجوه النسائية الشابة المفرطة في التأنق، وأماكن التصوير التي اعتمدت ايديولوجية الترويج السياحي، كما عهدناها في المسلسلات التركية، بين العاصمة ووهران وبجاية وباريس، وصرعة اللباس القصير جدا، الذي ظهرت في المسلسل والتي لم تعهدها الدراما الجزائرية منذ فترة الستينيات والسبعينيات… لا يمكن لمسلسل بكل مشاهد الجرأة غير المتوقعة وغير المتعود عليها إلا أن تنغرس في سلطة العائلة وسطوتها، للقول إننا هنا منغرسون وسط تراث العلاقات السلطوية التراتبيّة دائما ومهما يحدث من تغيّرات ظاهريّة، وأنّه لا وجود للصغار دون حنكة وحكمة الكبار.
القضيّة وما فيها أنّ ثمة إرادة باهتة لاسترجاع تراث الأسلاف وتراث مؤسسات تقليدية لم تعد قادرة على الصمود أمام المتغيّرات العالمية الجارفة وحتى أمام نفسها، لكن ببهرجة الألوان وبفاكهة الضيوف الذين لونوا المسلسل.
كما هو الحال لمسلسل «نسيبتي العزيزة» الهزلي الذي عرضته «نسمة تي في»، لأول مرة في رمضان 2010، ثم 2017 وأخيرا 2018 بمشاركة جزائرية، محاولات فكاهية لاسترجاع العلاقات القرابية التي أفرغت من محتواها، ولبعث المد العلائقي بين البلدان المغاربية.
تنوّع اللهجات، سواء النايلية في مسلسل ميسي، أو لهجة آسفي في مسلسل «الأخوة» المغاربي، أو لهجة صفاقس في مسلسل «نسيبتي العزيزة»، لم يسلم من انتقادات سكان المناطق الناطقة بهذه اللهجات وكيفية استعمالها من طرف الممثلات خاصة، سواء بإفراط أو تفريط، وهذا راجع لأن هذه الأعمال فكاهية لا يعتبرها المشاهد تطرح قضايا جوهرية تمس حياته، بل محطات استراحة لا يريد أثناءها المشاهد أن يضغط على «الريموت كنترول» ليغير لقنوات أخرى.

الحوار خارج اللغة الأم والتحلق حول طبق غير الكسكسي

قبل موجة المسلسلات المكسيكية، في التسعينيات، تحلق الجزائريون حول مسلسل «دالاس» الأمريكي، الذي تم بيعه للجزائر بأقل سعر دونا عن بقية بلدان العالم، طعم انفتاح الجزائر على السوق العالمية، لكن ما حببه لدى المشاهدين هو مشاهد تحلق أفراد عائلة ايوينغ الممتدة حول طاولة واحدة وصراعات الكنائن والأبناء…الخ من العلاقات المتشابهة في الأسر الجزائرية أوالعربية… بعدها جاء دور المسلسلات المدبلجة الى العربية والتي انتشرت عبر كامل الجزائر الى أبعد نقطة حدودية في الصحراء الكبرى، والغريب في الأمر مدى تفاعل المشاهدين ممن لا يعرفون العربية وادمانهم لمشاهدتها، على حساب الاحتفالات الخاصة من أعراس أو استقبال ضيوف او غيرها، إذ لم تكن تكترث العائلات بمجرد اقتراب المسلسل لأي شيء سوى المتابعة، ولم تسعفنا الدراسات بفهم ما جرى في تلك الأثناء، ولا لمقدار التحولات التي عرفتها أسماء الحلي التي سميت بأسماء البطلات من دالاس وكاسندرا…الخ
يبدو، أنّ هذه المسلسلات فتحت باب حوار بين من لا يعرف اللغة العربية الفصحى من كبار السن والشباب «المتمدرس»، الذي كان يشكل حلقة وصل ومترجم، الحوار المفقود في مسلسلات من اللغة والثقافة نفسها… هناك اختلاف واضح في العادات والتقاليد والقيم، وان تشابهت في بعض منها، إلا أنّها كسرت رتابة الحبكات المتكررة من مسلسلات مصرية، ولا يخفى أنّ موضة المسلسلات كموضة اللباس تختفي ثم تعود وهكذا… في فترات الشح الإعلامي تلك وأوج الأزمات الاجتماعية والأمنية وبوجود قناة أرضية، وحيدة حدث تماه كلي بالشّخصيات… ما لم تستطع الدّراما المحلية إحداثه وهي التي تركز على مضامين مغرقة في المحلية استطاعت الدراما التركية أن تخلقه، ومهما بدت متكررة فإنها تظهر بين الفينة والأخرى جالبة معها عناصر جديدة تعبر عما حدث ويحدث في المجتمع الجزائري تحديدا كمسلسل «الأرض الطيبة»، الذي أضاء الكثير من الأحداث الدموية التي عاشها المجتمع الجزائري، أحداث العشرية السوداء.
كاتبة من الجزائر

7GAZ

الاحتفاء بالسمر وعودة صرعة اللباس القصير… كيد «الخاوة» دراما بتوابل الكسكسي والجزائر تستكشف تراثها عبر المسلسلات

مريم بوزيد سبايو

الجامع الثقافي

Posted: 26 Jun 2018 02:30 PM PDT

أسباب تردي الوضع الثقافي العربي لا حصر لها. فالأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية العامة لا يمكنها أن تؤدي إلا إلى تعميق تهميش العمل الثقافي المنتج للقيم والأفكار المفتوحة على المستقبل. فاللقاءات الثقافية، والندوات الفكرية التي تتصل بواقعنا نادرة، والمجلات الثقافية والأكاديمية ضحلة وهزيلة، بسبب الأزمات المتعددة، وخاصة الاقتصادية، وإن كنا نشاهد مقابل ذلك صرف الملايين على أنشطة باسم الثقافة أو الرياضة لا غاية منها سوى الإلهاء والتباهي؟
كما أن المثقفين، وقد آل الوضع إلى ما صار عليه، منقسمون على أنفسهم جراء تفاعلهم المختلف مع هذا الوضع بسبب تعدد المشارب، وتنوع التصورات. منهم من تقاعد عن التفكير عن طرح السؤال، وإن ظل يكتوي بنار ما يجري. ويشكل هؤلاء فئة من الذين انخرطوا بشكل إيجابي في مراحل سابقة. ومنهم من يكتب في غياب أي رؤية واضحة أو أفق للخروج من الأزمة، وهؤلاء ممن شرعوا في المساهمة في الواقع الثقافي خلال العقدين الأخيرين. وقل من ينشغل بالبحث في أسباب وآليات الخروج من النفق المسدود الذي وصلنا إليه، سواء من أولئك أو هؤلاء.
لا يعني هذا الوضع غياب القلق الثقافي، ولا الانشغال بما يجري، فالأرض ما زالت تدور، والهموم الثقافية وما يتصل بها من قضايا واقعية ومصيرية تشغل الجميع بكل تأكيد، لأن الكل يكتوي بنار الآثار التي انتهى إليها واقعنا المأساوي. لكن هل يكفي إعلان الظلام، أو الإحساس باستحالة الرؤية وسط هذا الليل الدامس؟ ما هي المبادرات التي يتم التفكير فيها من أجل الانخراط الجماعي الذي يسهم في تجاوز هذا الواقع؟ ما هي الأسئلة المفاتيح التي تجدد دماء التفكير، وتدفع في اتجاه تدشين حقبة جديدة من البحث؟ من أين يمكننا البدء؟ وكيف يمكن أن يكون العمل لتجنيب الأمة كوارث أضخم من التي تتخبط فيها؟
إذا لم نطرح أسئلة مثل: بماذا نبدأ؟ وما العمل؟ لا يمكننا الخروج من الدائرة السلبية التي نحيا فيها. لكن سؤالا آخر يفرض نفسه علينا: لماذا لا نفكر في مثل هذه الأسئلة، ولا نعمل من أجل الجواب عنها واقعيا لتلافي المزيد من الضياع والتشتت؟ أكاد أجزم أن الجواب عن كل هذه الأسئلة مختزل في: الجامع الثقافي. ما الذي يجمع المثقفين العرب هنا والآن؟ هل يكفي الإحساس بما يجري، والقلق على المصير ليكونا جامعين؟ أليس هذا القلق وذاك الإحساس مشتركا بين جميع أفراد هذه الأمة؟ فما الذي يميز المثقفين ويمكن أن يجمع بينهم من أجل طرح الأسئلة والبحث عن منافذ للخروج؟ لو أخذنا روائيا، وصحافيا، وأكاديميا في أي اختصاص من الثقافتين العلمية والأدبية، وسألناهم جميعا: ماذا يكتبون؟ وفيما يبحثون أو يفكرون؟ هل نعثر على جواب كاف وموحد يدل على أنهم منغمسون في الواقع، ويبحثون عن جدوى الوجود العربي في العصر الحديث؟
في غياب الجامع الثقافي، لا يمكن للعمل الفردي إلا أن يظل متواصلا، ولا يمكن لهذا العمل أن تكون له أي مردودية لتعقد وتداخل المشاكل التي نتخبط فيها. كيف يمكننا إعادة اللحمة في الانشغال بهمومنا الثقافية والبحث عن الجامع الذي يمكن أن يدفعنا في اتجاه التفكير الجماعي في الواقع والمصير؟ وقد انفرط عقد العمل الجماعي بضياع المؤسسات الثقافية الرسمية والشعبية التي كانت في أوقات سابقة تجمع المثقفين وتدفعهم إلى الانخراط المشترك في الهواجس العامة، والقضايا الموحدة. ما هي المبادرات والوسائل التي يمكن من خلالها انتهاج آليات جديدة للعمل والتفكير؟
بدون طرح الأسئلة لا يمكننا تطوير المعرفة. وحين تتعلق الأسئلة بالأحاسيس والقلق الذي يجمع المثقفين، بما يفرضه الواقع العربي المأساوي، مهما كانت مشاربهم، تأتي ضرورة البحث عن مبادئ ومداخل محددة وملموسة وواقعية للتفكير والممارسة، وفتح النقاش والحوار حول السؤالين الجوهريين: بم نبدأ؟ وما العمل؟
لا مراء في أن هذين السؤالين يطرحهما أي مواطن عربي. ولا شك أن أي مثقف عربي يطرحهما، بينه وبين نفسه، ويفكر فيهما لأنهما معا يفرضان نفسيهما على الجميع. لكن التوجس من استحالة الجواب عنهما نظرا لتعقد الواقع وصعوبة الفعل فيه لعوائق وإكراهات لا عد لها، وغياب الشروط الملائمة، يدفع في اتجاه الاستسلام أو الانتظار. لذلك لا بد أولا من ممارسة التفكير الإيجابي، وتجاوز الرؤية المأساوية والعدمية إلى الواقع العربي الذي يعيش أقصى درجات تحلله وانحلاله. ولعل هذا التفكير الإيجابي هو المدخل الطبيعي ليكون الجامع الثقافي لبدء طرح الأسئلة والبحث عن الأجوبة.
لم يتولد من الصيرورة التي عرفها الواقع العربي في العصر الحديث، سوى ضياع الأحلام الجميلة والآمال الكبرى. فأمراض الفساد المتعددة مستشرية في مختلف أطراف الجسد العربي. ولا يمكن أن يؤدي ذلك إلا إلى التفكير السلبي في إمكانية صحة أو معالجة هذا الجسد المنخور. لذلك تسود الرؤية المأساوية والعدمية لدى المواطنين والمثقفين على السواء. ولا يمكن أن يتولد عنها سوى هيمنة روح التشاؤم والإحجام والانتظار.
حين يصبح التفكير الإيجابي جامعا ثقافيا سنطرح الأسئلة بحثا عن معرفة.

٭ كاتب مغربي

الجامع الثقافي

سعيد يقطين

الأردن والسجادة الحمراء: مغادرة «عقدة النحس» الأمريكية ونشوة بعودة اهتمام الملك سلمان

Posted: 26 Jun 2018 02:30 PM PDT

عمان – «القدس العربي»: يحلو لجبهة معتدلة من وزن رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد السلام المجالي العزف مجددا وبهدوء على اسطوانة لا علاقة لها بالانفعال او الارتجال عندما يتعلق الأمر أردنياً بالسؤال المطروح وبصرامة بعنوان» صفقة القرن المزعومة».. ما لها وما عليها ؟
المجالي مهندس اتفاقية وادي عربة وداعية السلام البارز يلتقط مجدداً ما هو جوهري في المسألة إثر نقاش سريع مع «القدس العربي» عندما يشير إلى أن ما يسمى بصفقة القرن لم نعرف بعد هل هي شر ام خير؟ لا يريد المجالي الخوض في تفاصيل حكاية مجهولة ولا يجد نفسه معنياً في التعليق على مجريات يرى انها حتى اللحظة على الاقل اقرب إلى تخمينات او تسريبات. تسأل «القدس العربي» رجل السلام المخضرم عما يسمى صفقة القرن فيؤكد: لا نعلق على ما لا نعرفه والأمور لاتزال غير واضحة.
في كل حال يصمت غالبية رموز طبقة رجال الدولة المخضرمين في الأردن عن الكلام المباح وغير المباح عندما يتعلق الأمر بما تحمله ملامح ترتيب التسوية الجديدة بتوقيع إدارة الرئيس دونالد ترامب على صعيد القضية الفلسطينية وسط توالد وتكاثر في السؤال المعلق وحيث لا يوجد جواب على سؤال مجهول ولم يطرح كما يلاحظ المجالي.
الارتياب الاجتماعي والسياسي النخبوي كبير في الأردن وأخطر تعبيراته وأكثرها حساسية تلك المقالات والتعبيرات التي بدأت تصدر عن متقاعدين عسكريين او أمنيين قرروا المشاركة فجأة في التعليق السياسي طارحين اسئلة اكثر من تقديم أجوبة ورابطين بطبيعة الحال بين ما جرى في بلادهم في شهر رمضان الاخير من احداث داخلية مثل التغيير الوزاري والاحتجاجات الشعبية وبين ترتيبات مفترضة يشعر بها الجميع لكنها غير معرفة بعد فيما يسمى اعلامياً بصفقة القرن. وسياسياً بخطة السلام الامريكية الجديد يتفق وزير البلاط الاسبق مروان المعشر مع الرئيس المجالي على أنها لا تزال في إطار المجهول.
طبعاً لا يعرف المجالي كما يقول لـ»القدس العربي» هل يوجد في هذه الخطة شيء جيد ام شيء خطر حتى يبرز النقاش عليه. ويحصل ذلك في الوقت الذي يتخندق فيه وبصرامة الخطاب الملكي والرسمي الأردني تحت عنوان حل الدولتين وهو ما تحدث عنه علناً الملك عبد الله الثاني وبصورة مباشرة خلال لقاء بالرئيس الامريكي دونالد ترامب فجر الثلاثاء عن أن الأردن في حالة تشبث بخيار حل الدولتين وبدوره في رعاية اوقاف مدينة القدس المحتلة.
وعمان تحاول التثبت من خطابها في الركنين والمسارين وبكل اللهجات حتى ان تصريحاً اعلامياً نقل على لسان رموز المؤسسة الامنية الأردنية وهي تلتقي برفـقة وزير الخـارجية أيمـن الصـفدي مع صـائب عريقـات ومديـر مخابـرات فلسـطين اللـواء ماجد فـرج.
الأردن يفكك «عقدة النحس» ويقف مجدداً على السجادة الحمراء في البيت الابيض فجأة بعد أحداث الدوار الرابع في العاصمة عمان حيث يعود الحوار بقوة مع رموز الادارة الامريكية وحيث تنتهي فجأة حالة الجمود في التواصل مع الأمريكيين بعدما حضر بنيامين نتنياهو إلى عمان وبأجندة واحدة اساسية ويتيمة مرتبطة بملف الجنوب السوري.

خطة مشتركة

يناقش نتنياهو في عمان مع وفد أمني رفيع المستوى خطة مشتركة للجنوب السوري ثم يستقبل ترامب ملك الأردن ويعلن عن تحقيق تقدم كبير في عملية السلام قبل ان ترد على لسان الرئيس نفسه تلك العبارة التي تربط هذا التقدم المجهول حتى اللحظة بمستجدات الملف النووي الايراني في الوقت الذي تعلن فيه الخبرة الأردنية نقل سفيرها الغائب عن طهران عبد الله ابو رمان إلى مركز وزارة الخارجية وبدون تعيين بديل له او حتى بدون اشارة إلى وجود نوايا لتعيين سفير جديد.
هذا الربط يبدو مثلثاً متوازي الاضلاع في العملية السياسية المتسارعة والتي لمح لها العاهل الأردني قبل ثلاثة اشهر عندما اشار لاستحقاق اقليمي كبير في شهر حزيران ستشارك به بلاده دون ذكر تفاصيل وهو ما تحدثت عنه «القدس العربي» مرتين على الاقل منذ عدة أسابيع. لا أحد حتى اللحظة يريد تفكيك تلك الالغاز التي تربط احداث جنوب سوريا بضيفي عمان نتنياهو وكوشنر وصولاً إلى تلميح ترامب خلال استقبال ملك الأردن لدور التراجع عن الاتفاق النووي الايراني في احراز تقدم ملموس في عملية السلام.

ملامح الطبخة

الأردنيون رسمياً لا يكشفون أي تفاصيل عن تلك التسوية المفترضة ووسط حالة الفرح الرسمي السياسي والأمني بعودة المملكة إلى لعب دور ناشط فجأة وفي عمق الملفات الاقليمية يهمس فاعلون في مقر رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز بالإشارة إلى ان التسوية التي يقترحها الامريكيون لن يكتب لها أي نجاح ولن تنجز بدون حل دولتين.
بطبيعة الحال لا أحد يعرف رغم كثافة التواصل الدبلوماسي ملامح الطبخة التي تطهى خلف الستارة. لكن الأردن يبدو مطمئناً أولاً إلى تفكيك ما يسمى بعقدة النحس في التواصل مع الامريكيين والإسرائيليين، وثانياً عودة النشاط الأردني في المعادلة الامريكية وهو ما لمحت له صحيفة روسية كبيرة قبل ان يلتقط في عمق القرار الأردني باعتباره معادلاً موضوعياً جديداً يخفف من ضغط الاستهداف والتهميش الذي مارسه طوال العام الماضي ضد الأردن ودوره برنامج الامير محمد بن سلمان.
سرور المؤسسة الرسمية الأردنية خلال الأيام العشرة الماضية لا يقف عند حدود ما يسمى بدور المؤسسة الامنية الإسرائيلية في احضار نتنياهو إلى عمان ووقف تحرشاته. بل يتجاوز في اتجاه مشاعر نشوة خاصة لمستها «القدس العربي» عند نخبة من المسؤولين الأساسيين بعودة الملك سلمان بن عبد العزيز شخصياً للتصرف مع الأردن سواء على صعيد اجتماع مكة والدعم الاقتصادي، او على صعيد تصريحه الأخير بشأن ملف القدس وبصورة تظهر ملامح الارتياح الأردني لعودة «الملك الأب» قياساً بسياسات التجاهل لنجله الشاب ولي العهد.
وفي الخلاصة ما يمكن قوله ان الأردن وبعد طول غياب واحساس بمرارة بالتهميش والإقصاء يعود للحركة ويجتهد لاستعادة تأثيره وبصماته.
هل يحصل ذلك جراء التموضع الجيوسياسي الواقعي أم لأن ترتيباً ما في الطريق؟.. هذا هو السؤال الذي يطرحه الصغير والكبير اليوم في الحالة الأردنية الغامضة. وهو نفسه السؤال الذي قد يدفع شخصية متوازنة ومعتدلة جداً وسلمية التفكير بالعادة مثل الدكتور عبد السلام المجالي للتوقف والتريث قبل الحكم على الغامض وللإشارة إلى انه لا احد يعلم بعد ماذا كانت الصفقة الامريكية الجيدة فيها شيء جيد ام خطر.

الأردن والسجادة الحمراء: مغادرة «عقدة النحس» الأمريكية ونشوة بعودة اهتمام الملك سلمان
المجالي لـ «القدس العربي»: لم أسمع بعد بصفقة القرن ولا نعلق على «تخمينات»
بسام البدارين

مصر: محاكمات في السجون ومقرات الشرطة ومعسكرات الأمن

Posted: 26 Jun 2018 02:30 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: تشهد مصر انتقادات حقوقية واسعة، للمحاكمات السياسية التي تجري في مقرات تابعة لوزارة الداخلية بدلاً من المحاكم التابعة لوزارة العدل.
وخلال الفترة من مايو/ أيار 2017 إلى مايو/ أيار 2018، رصدت منظمات حقوقية مصرية حوالى 192 قضية ذات طابع سياسي يتم تداولها أمام القضاء، من بينها نحو عدد 118 قضية عقدت جلساتها داخل مقار شرطية، منها على سبيل المثال قضايا فض اعتصام رابعة العدوية، واقتحام السجون المصرية، وأحداث عنف عين شمس، ومظاليم وسط البلد، ومعتقلي الدفوف.
كما رصدت المنظمات ما يقرب من 32 قضية ذات طابع سياسي انعقدت داخل مقار محاكم عسكرية، منها قضية أحداث النيجر، والعمليات المتقدمة، وخلية العقاب الثوري، وخلية التفجيرات. «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» وهي منظمة مصرية حقوقية غير حكومية، قالت إن «القاعدة أن المحاكمات تعقد في المحاكم، وتخضع المحاكم لوزارة العدل، لكن في مصر الأمر مختلف، فقد تحتجز ويحقق معك ويتم محاكمتك في نفس المكان دون أن تغادره، ودون أن ترى محكمة أو مقرا للنيابة العامة، وهذا المكان قد يكون سجنا، أو معهدا لتدريب أمناء الشرطة، أو أكاديمية الشرطة، أو معسكر الأمن المركزي».
وأشارت في تقرير، إلى أن «بداية هذه الظاهرة، جاءت مع ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، وعقب الضغوط الشعبية لمحاكمة الدكتاتور الأسبق حسني مبارك، فبررت وزارة العدل عقد القضية التي عرفت بقضية القرن والمتهم فيها مبارك بقتل المتظاهرين، بضخامتها لعقدها في أكاديمية الشرطة، في منطقة القاهرة الجديدة». وحسب المصدر «من عام 2013، جرى نقل أغلب المحاكمات الجنائية ذات الطابع السياسي إلى المقار الشرطية، بدءاً من المحاكمة في القضية المعروفة اعلامياً بأحداث مجلس الشورى والقضية المعروفة اعلامياً بأحداث محكمة عابدين؛ حيث انعقدت جلسات المحاكمات فيهما داخل مقر معهد أمناء الشرطة في منطقة طرة في محافظة القاهرة، بزعم تعدي بعض المواطنين على مقار المحاكم وخشية من الاعتداء على رجال القضاء».
ورغم «تأكيد الأجهزة الرسمية والأمنية على استقرار الأوضاع الأمنية، ظلت المحاكمات ذات الطابع السياسي مستمرة داخل المقار الشرطية حتى الآن»، وفق المنظمة، التي أشارت إلى أن «القاعدة باتت عقد المحاكمات في مقار تتبع وزارة الداخلية، والاستثناء أن تعقد المحاكمات في المحاكم».
وتناولت المنظمة في تقريرها مثالب المحاكمات المنعقدة داخل المقار الشرطية التابعة لوزارة الداخلية، وتناقضها مع الإطار الدستوري والتشريعي والدولي لفكرة علانية المحاكمة.

افتقاد شرط العلانية

وأكدت أن «المحاكمات التي تجري في مقرات تابعة لوزارة الداخلية، تفتقد مبدأ العلانية، وهو حق قانوني ودستوري منح كل إنسان حق حضور المحاكمة دون شرط أو قيد أو عائق سوي، ما يخل بالنظام العام أو الآداب بهدف تمكين الجمهور من فرصة مشاهدة إجراءات المحاكمة والإلمام بها والإفادة مما يتخذ فيها من إجراءات وما يدور خلالها من مناقشات وما يدلى به فيها من أقوال ومرافعات».
وأوضحت أن «الاستثناء وحسب مواد الدستور والقوانين، هو المحاكمات المتعلقة بخصوصية الأسر والعائلات، وأن دستور 2014 نص على مبدأ العلانية بنصه في المادة 187منه على أن جلسات المحاكم علنية، إلا إذا قررت المحكمة سريتها مراعاة للنظام العام، أو الآداب، وفي جميع الأحوال يكون النطق بالحكم في جلسة علنية».
وأضافت: «نص قانون المرافعات المدنية والتجارية على ذات المفهوم في المادة 101 منه بقولها: (تكون المرافعة علنية إلا إذا رأت المحكمة من تلقاء نفسها أو بناء على طلب أحد الخصوم إجراءها سراً محافظةً على النظام العام أو مراعاة للآداب أو لحرمة الأسرة)».
وجاء قانون الإجراءات الجنائية في المادة 268 منه لينص على: «يجب أن تكون الجلسة علنية، ويجوز للمحكمة مع ذلك مراعاة للنظام العام أو محافظة على الآداب، أن تأمر بسماع الدعوى كلها أو بعضها في جلسة سرية، أو تمنع فئات معينة من الحضور فيها»، وفق المنظمة.
وأشارت إلى أن «مبدأ العلنية يجعل من الرأي العام رقيباً على أعمال القضاء؛ ما يحقق فائدة مزدوجة، فمن جهة تحقق العلانية احترام القضاء والثقة بنزاهته ومن جهة أخرى تنعكس على تعزيز سياسة الردع العام».
وبينت أن «المحاكمات التي تجرى في مقرات تابعة لوزارة الداخلية، يتم فيها منع دخول كثير من أهالي المتهمين والجمهور والصحافيين والإعلام من حضور الجلسات من قبل قوات الأمن».

قفص زجاجي

وطبقاً للمصدر «كثيرا ما يوضع المتهمون في جلسات محاكمتهم المنعقدة في المقار الشرطية (مثل معهد أمناء الشرطة أو أكاديمية الشرطة) داخل أقفاص حديدية مزودة بحواجز زجاجية معزولة الصوت تمنع المتهم من التواصل مع محاميه».
القفص الزجاجي، وفق المنظمة «قد يحجب عن المتهم سماع إجراءات محاكمته ما يشكل إهداراً كبيرا لحق المتهم في الدفاع عن نفسه بشخصه أو من خلال محاميه وحقه في الإحاطة بإجراءات محاكمته من سماع الشهود وفض الأحراز ومرافعة الدفاع عنه وفقا لما أقره الدستور والقانون وما أكدت عليه العهود والمواثيق الدولية كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان».
وتناولت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» في تقريرها، أهم المقرات التابعة لوزارة الداخلية التي تشهد محاكمات سياسية، ومنها سجن الجيزة المركزي، حيث يوجد مقر المحكمة داخل السجن، وجرت به العديد من المحاكمات منها القضية المعروفة إعلامياً بقضية «جمعة الأرض» التي وقعت أحداثها في منطقة الدقي والعجوزة بدرجتيها الأولى واﻻستئناف.

منع الأهالي من الحضور

وتبعاً للمصدر «جرى منع أهالي المتهمين وذويهم وكذا الصحافيين والإعلاميين من حضور جلسات المحاكمة ولم يسمح سوى لمحاميي المتهمين من الدخول إلى قاعة المحكمة، إضافة إلى وضع قفص زجاجي منع المحامين من التواصل مع المتهمين، في وقت لم يتمكن المتهمون بالتبعية من سماع مرافعة محاميهم».
وأشارت المنظمة إلى «احتواء معهد أمناء الشرطة في منطقة طرة في محافظة القاهرة على ثلاث قاعات محاكمة تستقبل قضايا ذات طابع سياسي، من أشهرها قضية فض اعتصام ميدان رابعة العدوية، ومظاليم وسط البلد، وغيرها من المحاكمات، فضلا عن نظر جلسات تجديد الحبس بنفس المعهد».
وتناول التقرير المحكمات التي تجرى داخل مقر أكاديمية الشرطة كالقضية المعروفة إعلامياً بأحداث مجلس الوزراء، والقضية المعروفة بأحداث كرداسة وغيرها من القضايا.
وأشار إلى «منع قوات الأمن دخول أهالي المتهمين وذويهم وكذا الصحافيين والإعلاميين من حضور جميع جلسات المحاكمة».
الأمر نفسه ينطبق على المحاكمات التي تجرى، في سجن 15 مايو في محافظة القاهرة، ويضم بجانب غرف السجناء الزنازين، قاعات لتجديد الحبس، زعما بتوفير الراحة على رجال النيابة والقضاء، لكنه يحرم الكثير من الأسر من حضور جلسات التحقيق وتجديد حبس أقاربهم، فضلا عن حرمان المحبوسين احتياطيا به، من الشعور بالأمان وهم بحوزة الداخلية، خلال التحقيقات، وفق ما أكدت المنظمة، مؤكدة أن «المحاكم التابعة لوزارة العدل لم تشهد سوى نحو 26 ٪ من المحاكمات، في حين شهدت المقرات الشرطية التابعة لوزارة الداخلية نحو 74 ٪ من المحاكمات التي رصدتها الشبكة العربية خلال عام واحد».

مصر: محاكمات في السجون ومقرات الشرطة ومعسكرات الأمن
118 قضية لم تعقد جلساتها في محاكم تابعة لوزارة العدل

العراق: لا بوادر على ولادة تحالف كردي موحّد بسبب اعتراضات المعارضة على «التزوير»

Posted: 26 Jun 2018 02:30 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: تصرّ الأحزاب الكردية المعارضة في إقليم كردستان العراق، على عدم إنشاء «تحالفٍ كردستاني موحّد» يضم الحزبين الكرديين الحاكمين، الاتحاد الوطني، بزعامة الرئيس الراحل جلال طالباني، والديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، نتيجة اتهام الحزبين بـ«عمليات تزوير» في الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 أيار/ مايو الماضي.
النائب عن الجماعة الإسلامية الكردستانية، زانا سعيد قال لـ«القدس العربي»، إن الوضع السياسي الحالي في إقليم كردستان العراق «لا يبشر بولادة أي تحالف».
واعتبر أن في حال تم تشكيل تحالفات «كردية» فإنها ستكون على شكلين، الأول بين الحزبين الرئيسيين (الاتحاد الوطني، والديمقراطي)، فيما يجمع التحالف الآخر الأحزاب الأربعة الأخرى (التغيير، تحالف من أجل الديمقراطية والعدالة، والجماعة الإسلامية، والحزب الإسلامي الكردستاني).
لكنه، أشار في الوقت ذاته إلى أن «في حال تغيرت نتائج الانتخابات، نتيجة العد والفرز اليدوي، واختلفت أرقام المقاعد (للكتل الكردستانية)، فمن الممكن أن يولد تحالف كردستاني (موحّد)».
ووصف، ما تشهده الساحة السياسية في العراق من «تحركات تحالفية» أنها «تفاهمات، باعتبار أن إعلان التحالفات أمر سابق لأوانه، بعد إلغاء نتائج الفرز الإلكتروني».
وأضاف: «بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات، ستبدأ التحالفات الحقيقية، وستكون هناك مفاجآت، وليس بالضرورة أن تبقى هذه التحالفات الموجودة حالياً على ما هي عليه»، مشيراً إلى أن «قبل الانتخابات كانت هناك ائتلافات، لكن تم تفكيكها بعد إعلان النتائج. شهدنا انسحابات كثيرة».
وتابع: «عندما يكون الحديث عن تقاسم مناصب الحكومة، سيكون أيضا هناك انسحابات من هذه التحالفات. عندها العمل لن يكون سهلاً».

رؤية مختلفة

في الموازاة، أكد القيادي في حركة «التغيير»، كاروان هاشم، أن حزبه يرفض المشاركة في أي تحالف يقوده الحزبان الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني في البرلمان العراقي، مشيراً إلى أن رؤية حركة التغيير مختلفة تماما عن الحزبين الكرديين الرئيسيين.
وقال إن «موقفنا واضح أننا نرفض التحالف مع الحزبين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في البرلمان العراقي بأي شكل من الاشكال»، مبينا أن «رؤيتنا مختلفة تماما عن رؤية هذين الحزبين في مختلف المجالات وحتى في المسائل الوطنية»، وفقاً لموقع «السومرية نيوز».
وتساءل «لماذا يدعي الحزبان إلى وحدة الصف هل هي لمشاركتهم في بيع كردستان أم لسرقة ورادات كردستان»، لافتا إلى أن حزبه «لا يشارك في هكذا أجندات ولها أجنداتها الخاصة كباقي الأطراف السياسية».
وتم الإعلان مؤخراً، عن تشكيل «تحالف انتخابي» يجمع بين الحركة الإسلامية الكردستانية والاتحاد الإسلامي الكردستاني، لخوض انتخابات برلمان اقليم كردستان، التي من المقرر أن تجري في 30 أيلول/ سبتمبر المقبل.
المتحدث باسم الحركة الإسلامية الكردستانية، كامل محمود، قال في تصريح له، إن «الحركة الإسلامية الكردستانية والاتحاد الإسلامي الكردستاني اتفقتا على تشكيل تحالف تحت اسم نحو الاصلاح لخوض انتخابات برلمان اقليم كردستان»، لافتاً إلى أن «برنامج التحالف يهدف إلى إصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية والمشكلات التي تواجه المجتمع الكردستاني».
وأضاف «تم دعوة الجماعة الإسلامية الكردستانية للإنضمام إلى التحالف»، مؤكدا في الوقت نفسه على «أهمية العمل السياسي المشترك في اقليم كردستان».
وتابع: «تمت مفاتحة جميع الأحزاب الكردية المعترضة على نتائج الانتخابات العراقية بضرورة المشاركة في انتخابات إقليم كردستان بقائمة موحدة»، لافتا إلى أن «تلك الجهود لم تنجح».
وأكد أن «التحالف مستعد للتعاون مع أي طرف يهدف تحقيق الاصلاحات والتغييرات وترسيخ نظام المؤسساتي والعمل على حل المشكلات التي يعاني منها مواطنو اقليم كردستان».

اتفاق في بغداد

ورغم حدّة الخلاف بين الأحزاب الكردستانية، والذي يهدد وحدة «البيت الكردي»، غير أن أغلبها تتفق في بغداد على الوقوف ضد مساعي «تمديد عمر البرلمان».
أبرز المعارضين لمنح الدورة البرلمانية الحالية مدة إضافية، هو الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي وصف مساعي التمديد بأنها «تهدف إلى الاستمرار بالحصول على الامتيازات»، إضافة إلى «فشل» النواب الخاسرين في الحصول على الأصوات اللازمة للبقاء في مجلس النواب.
وأجرى مجلس النواب العراقي القراءة الثانية لمشروع قانون تمديد عمر المجلس، ومن المقرر المصادقة عليه يوم الخميس المقبل.
وقال رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب العراقي، محسن السعدون، عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، في تصريح أورده الموقع الرسمي للحزب، إن «المحكمة الإتحادية أعطت رأيها بشأن تمديد عمر المجلس، بأن ذلك ليس من اختصاص مجلس النواب، وأن ذلك غير قانوني وغير دستوري، ونحن في كتلة الديمقراطي الكردستاني لسنا مع تمديد عمر المجلس، عليه خلال التصويت على المشروع الذي سيجري يوم الخميس المقبل، ولن نشارك في التصويت على مشروع القانون».
وأضاف: «مجلس النواب مصر على المصادقة على مشروع القانون وتمديد عمر المجلس، وسوف يتم حسم المسألة يوم الخميس كونهم يعتقدون أن المجلس يجب أن يستمر في أعماله في مراقبة الحكومة لحين بدء البرلمان الجديد بأعماله».
كذلك، قالت عضو مجلس النواب، عن كتلة الديمقراطي الكردستاني، نجيبة نجيب إن «المجلس له هدفان في تمديد فترة عمله وهما، أولاً للإستمرار في الحصول على الإمتيازات، والثاني فشلهم في الحصول على الأصوات اللازمة للبقاء في المجلس لدورة أخرى ويرغبون في بقاء تأثيرهم على العملية السياسية. لذا فهم يعملون على تمديد عمر المجلس لإضفاء الشرعية على أعمالهم وبقاء تأثيرهم على عمل المجلس كون لا رئيس المجلس ولا نائبه لم يحصلا على الأصوات اللازمة لبقائهما في المنصب».
وأضافت: «من المقرر أن يتم التصويت على تعديل قانون انتخابات مجلس النواب العراقي في إطار تمديد عمر مجلس النواب بعد أن أعطت المحكمة الاتحادية رأيها في ذلك، فلو أدخلت فقرات إلغاء أصوات البيشمركه والخاص والنازحين في المشروع فسنشارك ونصوت بالإيجاب على تمديد عمر المجلس».
في المقابل، أكد رئيس لجنة تقصي الحقائق البرلمانية بخروقات الانتخابات النائب عادل نوري، أن العد والفرز اليدوي لصناديق الاقتراع يجب أن يكون بشكل مطلق وبنسبة 100٪، محذراً من أي محاولات أو تفسيرات من أي جهة كانت للتحايل ومحاولة جعل العد والفرز جزئيا.
وأعتبر في تصريح، أن «المزورين يحاولون بشتى الطرق الالتفاف على نتائج الانتخابات وافتعال الأزمات والتحايل بطرق مختلفة غير قانونية لسرقة الانتخابات وأصوات الناخبين»، مبينا أن «كل النتائج الالكترونية بعد تشريع التعديل الثالث لقانون الانتخابات اصبحت مجمدة وباطلة ولاقيمة لها لحين انتهاء العد والفرز اليدوي».
وأضاف، أن «حرق مخازن الرصافة وبعدها تحطيم الأجهزة في جانب الكرخ أنهى كل قيمة اعتبارية لنتائج العد والفرز الإلكتروني، ولن نعترف باي نتائج اعلنت سابقا قبل انتهاء العد والفرز اليدوي، والتي أصبحت بعد تصويت البرلمان على التعديل الثالث لقانون الانتخابات باطلة، ولا توجد اي نتائج يتم الاعتراف بها»، لافتا إلى أن «هناك البعض يحاول التحايل والالتفاف على القانون من خلال الحديث عن عد وفرز جزئي وهو امر غير صحيح ولن نقبل به بشكل مطلق، لأنه بالأصل لا توجد نتائج كي يتم إعادة عد جزء منها فنحن بتصويت البرلمان على القانون عدنا إلى لحظة اغلاق الصناديق».
وبين أن «القانون الذي شرعه البرلمان أنهى نتائج العد والفرز الالكتروني ولا اعتبار لها، بالتالي فان العد والفرز اليدوي سيكون بشكل مطلق ولجميع الصناديق وبنسبة 100٪ وأي كلام أو اجتهاد أو تفسير غير هذا فهو غير مقبول ومردود «، مشدداً على إن «أي إجراء للعد الجزئي هو باطل ومخالف للقانون».
ويعدّ تصريح رئيس لجنة تقصي الحقائق البرلمانية، مغايراً لقرار مجلس المفوضين الأخير، بإجراء فرز وعد يدوي للمراكز الانتخابية «المشبوهة بالتزوير»، وليس لجميع المراكز.
وأعلنت المفوضية ان قرارها قابل للطعن، الأمر الذي يرجّح قيام لجنة تقصي الحقائق بذلك.

العراق: لا بوادر على ولادة تحالف كردي موحّد بسبب اعتراضات المعارضة على «التزوير»
البرلمان يخوض رهان التمديد الأخير غداً… وحزب بارزاني يقاطع الجلسة
مشرق ريسان

قوات النظام تبدأ هجوماً واسعاً على درعا… ومخاوف من ارتكابه مجازر كبيرة فيها

Posted: 26 Jun 2018 02:29 PM PDT

درعا – «القدس العربي» : شنت القوات التابعة للنظام السوري أمس هجوما استهدف الاحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في مدينة درعا، موسعة بذلك نطاق عملياتها العسكرية المتواصلة منذ اسبوع في هذه المحافظة الجنوبية، ما تسبب بنزوح أكثر من 45 ألف شخص.
وبدأت قوات النظام في 19 حزيران/يونيو الحالي هجماتها العسكرية في محافظة درعا، إنطلاقاً من ريفها الشرقي، حيث حققت تقدماً ميدانياً خولها فصل مناطق سيطرة الفصائل في الريف الشرقي إلى جزءين، قبل أن توسع نطاق عملياتها الثلاثاء لتشمل مدينة درعا وريفها الغربي.
وأوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) الثلاثاء أن «الجيش العربي السوري يبدأ عملية التمهيد الناري أمام تقدم الوحدات العسكرية في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا»، مشيرة إلى أن وحدات جيش النظام «تعمل على قطع طرق وخطوط إمداد الإرهابيين بين منطقة طريق السد ودرعا البلد باتجاه الحدود الأردنية».
وتسيطر الفصائل المعارضة بشكل رئيسي على القسم الجنوبي من المدينة، فيما تتواجد قوات النظام في شمالها.
وتكتسـب المنـطقة الجنوبيـة من سـوريا التي تضـم إلىـ درعا محافظـتي القنيـطرة والسـويداء خصـوصيتها مـن أهمـية موقعـها الجـغرافي الحـدودي مع اسـرائيل والأردن، عـدا عـن قربهـا من دمشـق.
وشاهد مراسل لفرانس برس عند أطراف المدينة أعمدة الدخان تتصاعد من أحياء عدة بينها طريق السد ومخيم درعا، مشيراً إلى قصف جوي وصاروخي كثيف يستهدف المدينة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن «غارات سورية وروسية تستهدف أحياء سيطرة الفصائل في المدينة في هذه الأثناء، تزامناً مع القاء قوات النظام للبراميل المتفجرة».

«دمار كبير»

ويتزامن القصف وفق المرصد مع «اشتباكات عنيفة تدور في جنوب شرقي المدينة» قرب الحدود مع الأردن. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «هذه أول عملية عسكرية برية للنظام داخل مدينة درعا» منذ بدء التصعيد.
وتحاول قوات النظام حسب المرصد استعادة قاعدة عسكرية في جنوب غربي المدينة خسرتها في العام 2014، ما يمكنها من قطع الطريق بين مدينة درعا والحدود الأردنية، وتقسيم مناطق سيطرة المعارضة في المحافظة أكثر فأكثر.
ويأتي تصعيد الهجوم على مدينة درعا، بعد ساعات من تمكن قوات النظام من السيطرة على بلدتي بصر الحرير ومليحة العطش في ريف درعا الشرقي، للتمكن من فصل مناطق سيطرة الفصائل إلى قسمين شمالي وجنوبي، وفق المرصد الذي أفاد بأن هذا التطور حصل إثر «مئات الضربات الجوية» التي نفذتها طائرات سورية وروسية.
وعادة ما تتبع قوات النظام استراتيجة عزل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة عن بعضها في مسعى لاضعافها وتشتيت جهودها قبل السيطرة على مناطقها.
ويتركز القصف حالياً في الريف الشرقي على بلدة الحراك التي استهدفت بأكثر من مئة ضربة منذ صباح الإثنين. وكان المستشفى الميداني في البلدة خرج من الخدمة قبل ثلاثة أيام جراء القصف. وقال خليل الحريري (48 عاماً) من الحراك لفرانس برس إن عشرات الغارات والبراميل المتفجرة طالت البلدة منذ الصباح متحدثاً عن «دمار لا مثيل له طال البلدة وبناها التحتية».

نزوح عشرات الآلاف

واستهدفت الطائرات الروسية والسورية أمس حسب عبد الرحمن مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريف درعا الغربي القريب من هضبة الجولان للمرة الأولى منذ عام ونصف عام.
وأسفر القصف في الريف الغربي عن مقتل ستة مدنيين على الأقل واصابة العشرات بجروح، لترتفع بذلك حصيلة القتلى المدنيين جراء القصف على المحافظة إلى 38 مدنياً منذ أسبوع. ونعت منظمة الخوذ البيضاء في درعا، الدفاع المدني في مناطق المعارضة، على حسابها على تويتر أحد متطوعيها بعد مقتله بغارة استهدفت بصر الحرير.
وتسبب التصعيد الأخير بحركة نزوح واسعة في درعا، وفق مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة. وقالت المتحدثة باسم المكتب في دمشق ليندا توم لفرانس برس الثلاثاء «شهدنا خلال الأيام القليلة الماضية على فرار عدد كبير جداً من الأشخاص بسبب استمرار أعمال العنف، والقصف والقتال في هذه المنطقة»، مضيفة «لم نر من قبل نزوحاً ضخماً بهذا الشكل في درعا». وأشارت توم إلى تقديرات بنزوح «45 ألفاً وربما أكثر». وشاهد مراسل فرانس برس شاحنات وسيارات محملة بالمدنيين الفارين. وقد جلس بعضهم على متن شاحنات محملة بالحاجيات من حقائب وفرش وأغطية.
ويفر النازحون وفق توم، بشكل أساسي من ريف درعا الشرقي، ويتوجهون بغالبيتهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن جنوباً الذي أبقى حدوده مقفلة في وجهم حسب تصريح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي. وأعلن الأردن قبل يومين عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة. كما حذرت الأمم المتحدة من تداعيات التصعيد على نحو 750 ألف شخص في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في المنطقة الجنوبية. وتسيطر الفصائل المعارضة على 70 في المئة من درعا والقنيطرة، فيما تسيطر قوات النظام على محافظة السويداء المجاورة بشكل شبه كامل.

أسلحة محرمة دولياً

ووثق ناشطون مقتل 8 مدنيين وإصابة 10 آخرون، يوم الاثنين، جرّاء قصف من الطيران الحربي الروسي استهدف المناطق السكنية في مدن وبلدات ريف درعا الشرقي، وحسب الائتلاف السوري المعارض استخدمت الطائرات الروسية قنابل شديدة الانفجار، ولفت ناشطون إلى أن هناك أسلحة محرمة دولياً أصابت مناطق المدنيين خلال اليومين الماضيين.
وقال مكتب توثيق الشهداء في مدينة درعا، إن 34 مدنياً قتلوا منذ بدء العمليات العسكرية بتاريخ 19 حزيران/يونيو الجاري، بالإضافة لدمار كبـير في الأبنـية السـكنية ونزوح مئـات العوائل جـرّاء عمليـات القصـف المتواصـلة مـنذ 6 أيام.
وكانت المجالس المحلية في كل من منطقة «اللجاة» و«الحراك» و«المليحة الشرقية» قد أكدت أن مناطقها باتت منكوبة، وأكدت تعرض الأحياء السكنية والبنى التحتية لتدمير واسع، بسبب «الحملة الهمجية الشرسة والقصف البربري» من قبل قوات النظام والميليشيات المساندة لها، محذرة من حدوث كارثة إنسانية جديدة بحق المدنيين.
من جهة ثانية دعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى إدراج ملف النظام الكيميائي تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وذلك بعد استمرار النظام باستخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين.
وذكرت الشبكة الحقوقية في تقرير لها يوم الاثنين، أن قوات النظام ما تزال مستمرة بخروقاتها رغم قرارات مجلس الأمن الدولي، مشيرةً إلى أن المادة 41 من «الفصل السابع» تنص على أنه لمجلس الأمن أن يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير لتنفيذ قراراته.
وأكدت الشبكة الحقوقية أنها وثقت 221 هجوماً كيميائياً منذ 23 كانون الأول 2012 وحتى 22 حزيران 2018، النظام مسؤول عن 216 منها وكان لمحافظتي ريف دمشق وإدلب النصيب الأكبر منها.
واتهمت الشبكة الحقوقية روسيا بتقديم الدعم لقوات نظام الأسد بثلاثة هجمات كيميائية على الأقل عن طريق استهداف طريق الإسعاف والمشافي التي تقوم بعلاج الضحايا قرب المواقع المستهدفة.

قوات النظام تبدأ هجوماً واسعاً على درعا… ومخاوف من ارتكابه مجازر كبيرة فيها
النازحون أكثر من 45 ألفاً وقلق «أممي» على مصير 750 ألفاً إثر تدمير واسع «لا مثيل له»
هبة محمد ووكالات

اليمن: نازحو الحديدة يعانون أزمة مأوى في صنعاء وبعض العائلات تفترش الأرصفة

Posted: 26 Jun 2018 02:29 PM PDT

صنعاء ـ «القدس العربي» ووكالات: «أنا أمام موت محقق وكذلك معظم النازحين من الحديدة. لم يعد لديّ ريال واحد؛ لأن الحرب استهلكت كل مدخراتي، وحتى الآن أنا في صنعاء لم أستطع إيجاد سكن منذ نزحت بعائلتي إليها مؤخراً»، يقول الكاتب محي الدين سعيد متحدثاً لـ «القدس العربي» عن وضع مأساوي يعيشه أعداد كبيرة من نازحي الحديدة منذ وصولهم صنعاء هرباً من حرب تستعر في أطراف المدينة منذ مستهل حزيران/ يونيو، حيث يشهد القتال هناك تصعيداً يقترب من أحياء المدينة.
وصنعاء قد تكون أكثر محافظات البلاد استقبالا للنازحين من الحديدة؛ إلا أن النازحين فيها يعيشون وضعاً ضاعف من معاناتهم نتيجة عدم استيعابهم في مخيمات توفر لهم الرعاية والحماية من الأمراض والاستغلال حسب مصادر حقوقية محلية».
كثير من العائلات باعت مصوغاتها من أجل النزوح من المدينة مخلفين ورائهم كل شيء، والميسورون مع من باع ما بقي من مدخراته هم اليوم عالقون في الفنادق هنا حتى يحصلوا على بيت للإيجار في صنعاء، ولا يعرفوا كيف ستكون أيامهم المقبلة» يقول محي الدين سعيد.
إلى ذلك قالت الناشطة غادة الحداد لـ «القدس العربي» أن عائلات من نازحي الحديدة من الفقراء مازالت تفترش أرصفة في شارع «الزبيري» وسط صنعاء، ونصبوا هناك خياماً بسيطة لنسائهم وأطفالهم بسبب فقرهم الشديد وعجزهم عن استئجار سكن أو البقاء في فندق، بل إنهم لا يجدون ما يقتاتون منه.
«لقد تركتُ الحديدة وهي تغتلي بالنار، فيما الناس في وضع اقتصادي في غاية القسوة، فالناس هناك فقراء لا يهتمون بالوجبة التالية»، يضيف النازح محي الدين موضحاً، إن مأساة أبناء الحديدة سواء الذين مازالوا في المدينة أو النازحين منها، تتضخم يوماً بعد آخر لاسيما مع فقرهم واقحام منطقهم في معركة لا يبدو إنها ستحسم سريعاً؛ وبالتالي فتركهم هكذا ولفترة مفتوحة سيضاعف من معاناتهم الإنسانية على حد قوله.

صعوبة استئجار سكن

وقال سعيد «إن كثير من النازحين غير قادرين على استئجار سكن؛ فأنا لم أجد سكنا حتى الآن، وكل الزملاء خذلونا، وانقطاع المرتبات دمر حياتنا».
وأوضحت الناشطة الحداد «إن المؤجرين في صنعاء رفعوا إيجارات البيوت منذ نزوح أبناء الحديدة مستغلين وضع النزوح بينما أبناء الحديدة وتهامة فقراء».
وأضافت « ايجار الشقة الذي كان ثلاثين ألف ريال ارتفع إلى سبعين ألف ريال بصنعاء، أما الغرفة في الفندق فالتي كانت أجرتها اليومية خمسة آلاف فقد أصبحت بعشرة آلاف؛ ولهذا فنازحو الحديدة بين نارين: ناز العوز والنزوح، ونار الفقر والاستغلال».
«النازح في صنعاء يتعرض لكافة أنواع الانتهاكات»، يقول محي الدين مؤكداً «غياب واضح لكافة أشكال المساعدات والإغاثة».

مخيمات

رئيس مؤسسة «وجوه للإعلام والتنمية» منصور الجرادي قال لـ «القدس العربي» إن ما يضاعف من معاناة هؤلاء النازحين في صنعاء يتمثل في عدم وجود خطة طوارئ لاستيعابهم في مخيمات مجهزة بما يوفر لهم احتياجاتهم الضرورية كما يتم التعامل مع النازحين في مناطق النزاع. «ثمة غياب واضح لجهود المنظمات الدولية والمحلية في التعامل مع مأساة النازحين من الحديدة في صنعاء»، مطالبا سلطة الأمر الواقع في صنعاء وسلطة عدن بسرعة التعامل المسؤول مع مأساة النازحين في المحافظات كلا حسب سلطته؛ لأن استمرار الوضع دون معالجات مسؤولة سيفاقم مع المأساة الإنسانية، وسيخلق مشكلات صحية واجتماعية وقد يذهب بأعداد كبيرة من الأطفال للحرب.
وانتقد رئيس مؤسسة «وجوه» ما تقوم به سلطة صنعاء من استيعاب لبعض النازحين في بعض المدارس، وقال» من غير المعقول أن يتم حشر عائلة بكاملة في غرفة واحدة»، مشيراً إلى ما بات يظهر من ملامح مجاعة تدق أجراس الأسر حد قوله، مطالباً المنظمات الإغاثية الدولية والمحلية بسرعة التفاعل المسؤول مع الوضع الإنساني للنازحين، وبخاصة النازحين من الحديدة؛ لأنهم يعانون من الفقر والمجاعة والأمراض ومعها النزوح ما يجعل من نزوحهما مضاعفة لمعاناتهم وتهديداً لهم ولبيئة النزوح في حال تركهم بدون رعاية وحماية كاملة.
ويعاني 18 مليون نسمة من أصل 27 مليون يمني من انعدام الأمن الغذائي، ويشمل هذا الرقم 8.4 مليون شخص يعتبرون «ممنوعون من انعدام الأمن الغذائي بشكل خطير ويواجهون خطر المجاعة»، بزيادة تقارب 24 في المائة عن عام 2017، وذلك وفقاً لمؤشرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
ويشهد اليمن حرباً منذ أكثر من ثلاث سنوات بين قوات الحكومة الشرعية برئاسة عبدربه منصور هادي مسنوداً بتحالف عربي تقوده السعودية وبين قوات ومسلحي جماعة « أنصار الله « (الحوثيين) الذين اجتاحوا صنعاء في أيلول/ سبتمبر عام 2014م، ويسيطرون حالياً على بعض محافظات الشمال.
الجدير بالإشارة إلى أنه لا توجد حتى الآن أرقام مؤكدة ودقيقة لأعداد من نزحوا من الحديدة إلى خارجها إلا أن معظم النازحين توزعوا بين: أرياف الحديدة الآمنة، العاصمة صنعاء، محافظة إب، محافظة حجة. وترجّح مصادر حقوقية محلية ارتفاع اعداد النازحين إلى مئات الآلاف.
واعتبارا من أوائل عام 2018، كان في اليمن ما يقرب من 2 مليون شخص من النازحين داخلياً، وهو العدد الذي سيزداد مع استعار المعركة في الحديدة. ويحتاج معظم الأشخاص النازحين داخليا إلى مساعدات غذائية عاجلة ويضيفون عبئاً على المجتمعات المضيفة التي تكافح للتعامل مع الموارد المحدودة أصلاً وفق الأمم المتحدة.

موقف الإمارات

إلى ذلك، أكدت الإمارات أمس الثلاثاء ان التحالف العسكري بقيادة السعودية لن يقبل بأي حل لوقف الحرب في الحديدة يبقي على المتمردين في المدينة بأي شكل من الأشكال، قبل يوم من استئناف مبعوث الامم المتحدة جهوده الدبلوماسية لتجنيبها المعارك. والإمارات شريك رئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في مواجهة المتمردين. وتقود أبوظبي الحملة العسكرية باتجاه مدينة الحديدة على ساحل البحر الاحمر بعدما جمعت ثلاث قوى غير متجانسة تحت مسمى «المقاومة اليمنية».
وقالت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية ريم الهاشمي للصحافيين الثلاثاء «نحن متفائلون ونؤمن بالعملية السياسية».
لكنها اكدت «لا يمكننا تخيل وضع يكون به الحوثيون في المدينة».
ويشهد اليمن منذ 2014 حربا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا بعدما تمكن المتمردون من السيطرة على مناطق واسعة من البلاد بينها العاصمة صنعاء.
وأدى النزاع منذ التدخل السعودي إلى مقتل نحو عشرة آلاف شخص في ظل أزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حاليا.

اليمن: نازحو الحديدة يعانون أزمة مأوى في صنعاء وبعض العائلات تفترش الأرصفة
الإمارات: لا حل في المدينة إلا بانسحاب الحوثيين منها
أحمد الأغبري

جميل السيّد يلوّح بعريضة نيابية لإسقاط التكليف الحكومي… والحريري يردّ: يروح يبلّط البحر

Posted: 26 Jun 2018 02:28 PM PDT

بيروت – «القدس العربي» : فيما المراوحة تسود عملية تأليف الحكومة في ظل اتهام فريق 8 آذار والتيار الوطني الحر للرئيس المكلف سعد الحريري بمسايرة حزب القوات اللبنانية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في مطالبهما الحكومية، فقد برز موقف لافت للنائب جميل السيّد من موضوع تكليف الحريري عندما غرّد على حسابه على «تويتر» قائلاً «سابقاً فشل جعجع باحتجاز الحريري بالسعودية لإسقاط الحكومة، واليوم نجح جعجع وجنبلاط بدعم سعودي باحتجازه في لبنان لعرقلة الحكومة».
وسأل: «إلى متى الإحتجاز الثاني؟»،مضيفاً « الأغلبية معنا، ربما عريضة موقّعة من 65 نائباً عبر المجلس إلى رئيس الجمهورية ليسقط تكليف الحريري كأنه لم يكُن! والبُدَلاء كثيرون «.
هذا الموقف وما يضمره من سابقة خطيرة لجهة التعرّض لصلاحيات رئيس الحكومة ، دفعت بالرئيس الحريري إلى الرد عليه بالقول «يروح يبلّط البحر». كما ردّ الحريري على قول النائب عبد الرحيم مراد بعدم جواز تجاهل تمثيل 40 في المئة من السنّة فقال «أنا الرئيس المكلّف وأنا من أشكّل الحكومة»، معتبراً «أن سفر الرئيس نبيه بري لا يعني تعليق اتصالات تأليف الحكومة لانني باق على تواصل دائم معه، وسأزور رئيس الجمهورية في اليومين المقبلين».
ودخل الوزير السابق اللواء أشرف ريفي على الخط وردّ على السيّد بالقول «دعوة جميل السيّد لتوقيع عريضة نيابية لإسقاط تكليف الرئيس الحريري تخالف الطائف وتضاف إلى دعوات مماثلة لتحديد مهلة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة وهذا لعب بالدستور ومسّ جوهري به وبصلاحيات رئيس الحكومة»، وختم «حذار اللعب بالنار». وكان رئيس حزب القوات سمير جعجع أعلن بعد زيارته الرئيس المكلف في بيت الوسط التوجّه نحو التهدئة مع التيار الوطني الحر بما يساعد في خلق الاجواء الملائمة لتشكيل الحكومة، وقال « اعلن من هنا اننا سوف نوقف السجالات السياسية في ما خص تشكيل الحكومة من أجل مساعدة رئيس الحكومة في تشكيل الحكومة.,ان التسهيلات التي يمكن ان نقدمها هي بعدم الرد على الاساءات التي نتعرض لها». وشدد على ان هناك «انتخابات حصلت وأفرزت أحجاماً جديدة لا يمكن تجاهلها». وأكد ان «القوات» متمسكة بتفاهم معراب وبدعم العهد».
لكن جعجع رفض ضمناً التراجع عن مطالب «القوات» في حقيبة سيادية ونائب رئيس حكومة، من زاوية ان في ما «يتعلق بالحقائب والاحجام، فإن هناك انتخابات نيابية أفرزتها، وأنا لست صاحب حق وهذا ليس ملكية خاصة».ووضع أمر تأليف الحكومة بعهدة رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة فقط في اشارة ضمنية إلى عدم جواز تدخل أي طرف في التأليف وإعطاء رأيه في حجم الاحزاب الاخرى.
الى ذلك، نفت القوات اللبنانية صحة ما تردّد من أسماء عن توزير شخصيات قواتية بعد طرح أسماء مثل النائبين السابقين انطوان زهرا وفادي كرم والاعلامية مي شدياق وغسان حاصباني وملحم رياشي.وأكدت الدائرة الإعلامية في «القوات اللبنانية» ان « كل ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام حول أسماء الوزراء الذين سيتم توزيرهم من قبل «القوات» في الحكومة العتيدة لا أساس له من الصحة، بل يدخل في إطار إما التكهنات للإثارة الإعلامية، او تسويق بعض الأسماء وحرق أخرى، فيما كل ما هو مسرّب غير صادر عن «القوات» ولا يمت إلى الواقع والحقيقة بصلة «.
وفي سياق متصل يلقي الضوء على التعقيدات الحاصلة حول التشكيلة الحكومية، اعلن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية « أن الرئيس ميشال عون يتعاطى مع ملف تشكيل الحكومة استناداً إلى صلاحياته وليس وارداً التغاضي عما حدّده الدستور والاعراف منذ اتفاق الطائف، ومن حق رئيس الجمهورية اختيار نائب رئيس الحكومة ووزراء يتابع من خلالهم عمل مجلس الوزراء».
واضاف المكتب في رد ضمني على الحريري وجعجع وجنبلاط» إن احجام القوى السياسية حدّدتها الانتخابات النيابية على اساس النسبية وعلى هذه القوى احترام الاحجام حتى تكون عملية تشكيل الحكومة مسهّلة».
وكانت كتلة المستقبل النيابية إعتبرت بعد اجتماعها أمس « ان مهمة تأليف الحكومة من المسؤوليات الدستورية المناطة حصراً بالرئيس المكلف والمشاورات الجارية مع الكتل النيابية تقع ضمن هذه المسؤوليات».
وقالت الكتلة: «نتطلع إلى الدور المحوري لرئيس الجمهورية ميشال عون في الخروج من دائرة الترقب والانتظار».

جميل السيّد يلوّح بعريضة نيابية لإسقاط التكليف الحكومي… والحريري يردّ: يروح يبلّط البحر
بعد اتهام الرئيس المكلف بمساندة «القوات» وجنبلاط في مطالبهما
سعد الياس

مدير مستشفى 57357 المتهم بالفساد يستولي على مدرسة لإقامة فندق عليها

Posted: 26 Jun 2018 02:28 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: هزيمة المنتخب المصري لكرة القدم أمام المنتخب السعودي وخروجه بشكل مؤسف من المونديال وكأن مصر الوطن واجهت هزيمة. كانت العنوان البارز في الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 26 يونيو/حزيران، لدرجة أن الرسام إسلام في «الوطن» قال إنه شاهد عددا من لاعبي المنتخب مصابين إصابات واضحة وأحدهم يقول: يكفينا شرف المونديال والتمثيل المشرف.وتعالت مطالب بإقالة المدرب كوبر والتحقيق مع اتحاد الكرة، بينما عمل آخرون على التهدئة وقالوا إن هذا مستوانا الحقيقي، ولم يكن هناك أمل في تحقيق نتائج.
أما الاهتمام الثاني فكان امتحانات الثانوية العامة.
كما امتلأت الصحف بالمقالات والتحقيقات عن ثورة الثلاثين من يونيو/حزيران والاحتفالات بها، بينما اهتم الاقتصاديون بالتحسن في ميزانية الدولة وتراجع العجز المالي ونسبة التضخم. فيما استمر صراخ الأغلبية من الارتفاعات في أسعار السلع والخدمات. وآخرون اهتموا بتصريحات وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، التي أكد فيها أن الشرطة مستعدة لتأمين احتفالات الثلاثين من يونيو، وستواجه أي محاولة للخروج عن النظام. ومن الأخبار الأخرى التي نشرتها الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، تكذيب بيت الزكاة في الأزهر ما نشر عن أنه سدد الإيجارات المتأخرة على أصحاب البازارات في الأقصر. ومعركة بين الأزهر ودار الإفتاء مع وزارة الأوقاف حول حقها في الفتوى. واتهام الوزارة الحالية بأنها فنية ولا علاقة لها بالسياسة، بدليل احتفاظ رئيسها بمنصبه السابق وزيرا للإسكان. وإشادة بخطة وزير التربية لتطوير التعليم. وجامعة أسيوط تتوصل إلى علاج طبي لمرض مياه العين البيضاء. وتحذير من صدور قانون يحمي أعضاء هيئات التدريس من اكتساب حصانة لعدم محاسبتهم على الفساد. وإلى ما عندنا من تفاصيل الأخبار وأخبار أخرى متنوعة..

حكومة ووزراء

نبدأ بالحكومة ووزرائها التي قال عنها أمس الكاتب سامح عيد في جريدة «المقال»: «الكل يعلم أننا أمام حكومة ليست سياسية، هي حكومة فنية، اختيار مدبولي لقيادتها مع احتفاظه بمنصب وزير الاسكان يشير إلى خطة إكمال التشييد التي بدأت، سواء للعماير بجميع مستوياتها أو للمدن الجديدة والمحاور الكبرى. بدأت فترتها برفع أسعار المحروقات، وكان الرئيس حاسما عندما أحدث رفع أسعار تذاكر المترو، قلقا متوترا وقال وقتها الرئيس للوزير لا تعتذر، فالقرار قرار دولة لا قرار وزير، وأن الأمر يدرس من فترة طويلة. وكانت التسريبات التي قالت إن المستشارين طلبوا منه أن يحمّل حكومة إسماعيل فاتورة رفع المحروقات قبل أن تمشي، ولا تتحملها الوزارة الجديدة، ولكن القيادة السياسية أصرت على أن الأمر قرار دولة لا قرار وزير. كل هذا يحتاج إلى محافظين لديهم حنكة سياسية وليسوا موظفين أو قادة عسكريين يمنحون تلك المناصب كمكافأة لنهاية الخدمة».

تطوير التعليم

وإذا كانت الوزارة الحالية فنية وهو ما يعيبه عليها سامح، فإنها في نظر عصام السباعي في «الأخبار» يحقق بعض وزرائها الفنيين نجاحات كبيرة مثل وزير التربية والتعليم الذي قال عنه: «قلبي مع الدكتور شوقي وزير التربية والتعليم في مهمته الوطنية لتطوير التعليم. أتابع حماسه وجهوده واعتبر نفسي من المريدين له ولفريق العمل الذي يتولى تلك المهمة الصعبة، ليس فقط في وضع النظام المطلوب، ولكن في تنفيذه وتسويقه، سواء بين المدرسين أو الأهالي الذي سيتم تطبيقه على أبنائهم، وتبقى نقطة اعتقد انها لم تغب عنهم، وهي أنها وزارة للتربية أولا، ثم للتعليم ثانيا، بهدف إعداد المواطن الصالح، ولا فرق بين تلميذ مصري في المدرسة الخاصة أو الدولية أو الحكومية، فلا قيمة للتعليم بدون خلق وجدان سليم للطلاب، وكيف سيتم التنسيق مع كليات التربية لإعداد المدرس الذي سيقوم بتنفيذ تلك الخطة وأخيرا لا يبقى سوى دعائي لوزير التعليم بأن ينجح في مهمته الوطنية».

حماية الصناعة الوطنية

وفي «الجمهورية» دافع رضا العراقي عن وزير الصناعة المهندس عمرو نصار بسبب قراره تفضيل المنتجات المصرية على الأجنبية في حالة شراء الوزارات لها وقال: «يجب ألا نقلق من عبارة أو كلمة حماية الصناعة الوطنية، لأن المطلوب منا كحكومة هو حماية الاستثمار في مصر من الممارسات الضارة، وفقا لما شرعته لنا القواعد الدولية في فرض رسوم حماية وإغراق والاستخدام الأمثل لضوابط منظمة التجارة الجمركية، عندما تتعرض الصناعة الوطنية لمنافسة غير متكافئة، من هنا يجب تبني تهيئة المناخ العام للمنافسة العادلة، وضمان عدم وجود احتكار أو إغراق ونترك المنافسة سعرا وجودة هي التي تقود الأسواق الداخلية والخارجية. إن اتباع فلسفة الشفافية في تداول السلع وحماية الصناعة يحتاج إلى وضع أيدينا على أشياء مهمة للغاية، أبرزها التهريب الذي يمثل الآفة الحقيقية ليس للصناعة فقط وإنما للاقتصاد القومي».

السيطرة على الأسعار

أما لو انتقلنا إلى الصفحة الأخيرة من «الشروق» فسنكون مع المفكر الاقتصادي الدكتور زياد بهاء الدين ومقاله بعنوان «الأسعار هل السيطرة عليها ممكنة؟» وسنجده يوجه عدة نصائح للدولة مثل: «أن تعيد الدولة النظر في سياساتها تجاه الجمعيات الأهلية والمنظمات والمؤسسات الخيرية، التي أدت إلى حرمان الشعب من نشاط عشرات الآلاف من الجمعيات والمنظمات التي تقدم للملايين خدمات صحية وتعليمية وثقافية وإنسانية، تساهم مع الدولة في سد فجوات كبيرة، وفي توفير شبكة بديلة للحماية الاجتماعية. وإذا كان هناك حوار جار حاليا حول كيفية إنفاق بعض الجمعيات الكبيرة والمعروفة لمواردها المالية، فهذا يؤكد على أهمية قيام منظمات المجتمع المدني والأهلي بدورها التنموي، وفقا لضوابط سليمة ومعايير شفافة، وليس إلغاء هذا الدور بالكامل، وأخيرا فإن الاقتراح الرابع ــ وهو ليس موجها للدولة بل للبرلمان ــ هو: أن يكف مجلس النواب عن التصريحات النارية والعبارات الواسعة التي صارت مستفزة في حد ذاتها حول مكافحة الغلاء وتوجيه الحكومة للرقابة على الأسواق، ويقوم بمهمته الحقيقية التي يفترض أن يكون قد انتخب من أجلها وهي مراقبة الإنفاق العام. البرلمان هو المسؤول عن إقرار الموازنة العامة وعن مراقبة إنفاقها، وهو بالتالي المسؤول عن تحديد أولويات الصرف من موازنة الإنفاق الاجتماعي البالغة هذا العام نحو ثلاثمئة وأربعين مليار جنيه، فبدلا من الشكوى والضجيج بلا فائدة يمكن للبرلمان أن يعيد توزيع مجالات هذا الإنفاق العام لكي تتناسب مع احتياجات وأولويات المواطنين، وتحد الصرف في ما ليس منه فائدة ويقاوم الحكومة حينما تخرج عما يحقق الصالح العام».

الإصلاح الاقتصادي

أما عبد المنعم سعيد فكتب مقالا في «المصري اليوم» قال فيه: «صغارا عرفنا «التعريفة» على أنها عملة معدنية صغيرة القيمة؛ وكبارا عرفناها نوعا من الضرائب أو الرسوم كما في «التعريفة الجمركية»، أو نوعا من قيمة خدمة تحددها الحكومة، أي هي نوع من السعر. مصدرها على أي حال يكون الحكومة، التي عليها ما أن تصدرها أن تطبقها وتنفذ القانون في حالتها، وإلا ضاعت هيبة الدولة والنظام العام. وعندما وضعت الحكومة مؤخرا «تعريفة الركوب» للمواصلات الخاصة التي تنقل المواطنين بين مكان وآخر، فإنها حشدت الجهود الأمنية والتنفيذية من أجل توفير الاحترام لما قررته. لم يُترك الأمر كله لقواعد السوق، وقوانين العرض والطلب، لكي يتحدد السعر «العادل» المقابل للانتقال من مكان إلى آخر عبر وسيلة نقل لها تكلفتها من أقساط القروض إلى قطع الغيار إلى تكلفة حوادث الطريق إلى البترول والشحوم الضرورية. كان هناك الكثير من المشجعين للسلوك الحكومي استنادا إلى أن «الجشع» هو واحد من صفات التجار وأصحاب المركبات الخاصة، وكان الدليل أن ما يطلبونه من سعر الانتقال أو السلعة يزيد كثيرا عن حجم الزيادة في أسعار البنزين أو السولار. ومن هنا جاء النداء بضرورة الضرب «بيد من حديد» على أيدي هؤلاء الذين يرفعون أسعار الخدمة طمعا ورغبة في استغلال الظروف الصعبة للوطن والمواطن، لتحقيق مكاسب وفيرة.. الجشع والطمع والرغبة في الثراء غير المشروع هي دائما من النوازع الإنسانية الشريرة، وهي واردة في حالات الضيق والإصلاح الاقتصادي، التي تحاول من ناحية إطلاق حرية السوق، ومن ناحية أخرى تقليل العجز في الموازنة العامة برفع الدعم عن الطاقة بأشكالها المختلفة؛ ومن ناحية ثالثة أن «تضبط» كل ذلك بوسائل أمنية تظهر «العين الحمراء» للذين يحاولون استغلال الموقف للإثراء غير المشروع. الأمور الثلاثة لا تستقيم مع بعضها، فوضع التعريفة عن طريق الحكومة وحدها يخل بواحد من قوانين الطبيعة والسوق الحرة، وهو العرض والطلب. ومن ناحية أخرى فإن ارتفاع الأسعار لا يخص سلعة واحدة بعينها مثل الطاقة، لأن ذلك بطبيعته ينتشر أفقيا إلى سلع أخرى، فيصبح هناك مركب من ارتفاع الأسعار، ورأسيا فإن الحرص على تحقيق قدر من الربح في النهاية يؤدي إلى ارتفاع سعر السلعة أو الخدمة ذاتها، في ما يقال عنه «التضخم». بقي هناك أمران يحددان قواعد «اللعبة» كلها: أولها أن الدولة وحكومتها حريصة على استمرار الخدمة لأنه في استمرارها يمكن للاقتصاد القومي النمو وهو الغرض الذي كان من أجله الإصلاح في المقام الأول؛ وثانيهما أن صاحب الخدمة، أو الذي ينقل الركاب مثلا، أو يبيع السلعة في السوق، حريص على ألا يخرج المستهلك من السوق إذا ما كان العسر مانعا للمواطن ويجعله إما أن يلجأ لوسائل أخرى مثل المواصلات العامة، أو أن يمشى إلى عمله، أو يجد أن العمل بات مكلفا فيستقيل. هذان المحددان يجعلان جميع الأطراف أصحاب مصلحة في الاستمرار، ولكن ذلك لا يحدث لا بيد من حديد، ولا بإظهار العين الحمراء، وإنما بالتفاوض حول سعر السلعة أو الخدمة ما بين الحكومة والجمعيات والروابط الممثلة لمقدمي الخدمة، وكل ذلك حسب الحالة في المحليات، من حيث توافر بدائل الانتقال، والظروف الاقتصادية لكل منطقة. وبصراحة فإن الأمن الذي يضع روحه على الكف فداء للوطن ينبغي أن لا نضعه حكما في نزاع أسعار «الميكروباص» على نواصى الميادين. المسألة في جوهرها ليست أمنية وإنما اقتصادية في الأول والآخر، ويمكن التعامل معها بالتفاوض والحلول الوسط التي توزع الأعباء وتدفع النمو في الوقت ذاته. وهنا فإن الحكومة في يدها أدوات زيادة المنافسة ومنع الاحتكار بتشجيع الاستثمار في المواصلات العامة، وفرض الضرائب على الفائز وتعويض الخاسر بالمال أو بالفرص.. لقد لعبت المنافسة بين التاكسي المعتاد وحافلات «أوبر» و«كريم» في تجديد قطاعات النقل العائلية والفردية، وجعلها أكثر عصرية والتزاما، وأقل سعرا في الوقت ذاته مع كونها أقل اشتباكا ومشاجرة بين مقدم الخدمة والمستهلك. مثل ذلك ممكن للدولة أن تلعب دورا فيه لتقديم الخدمة أولا، ودعم الاقتصاد ثانيا، وفي كل الأحوال ثالثا رفع مستوى المعيشة ومعدل النمو. وبصراحة فإن مهمة الحكومة ليست فرض التعريفة، وإنما مهمتها الأولى أن تدفع في اتجاه الإصلاح الاقتصادي في ناحية، ودعم التنمية الشاملة في ناحية أخرى».

وحيد حامد ومعركة الفساد

وإلى المعركة التي فجّرها الكاتب وحيد حامد حول مستشفى سرطان الأطفال 57357 ووجه فيها اتهامات عديدة، إلا أنه تعرض أمس إلى هجوم عنيف جدا في «المساء» من رئيس تحريرها الأسبق خالد إمام لدرجة أنه جعل عنوان عموده «وماذا بعد» الفوضى الخلاقة تطارد 57 قال فيه والشرر يتطاير من عينيه والكلمات تخرج من قلمه كالرصاص: «لا تربطني علاقة أو مصلحة من أي نوع بكل من الكاتب وحيد حامد أو الدكتور شريف أبو النجا مدير مستشفى 57357، فقط هالتني الحملة المسعورة على هذا المستشفى بالذات، وكأنه هو أس الفساد في مصر وأمه وأبوه وعائلته التي تؤويه، والاستاذ وحيد ساق ضمن اتهاماته كلاما كثيرا عن العلاج ومرتبات العاملين وتوريث هذا الصرح الطبي لعائلة أبو النجا، وكلامه هذا هو خلط مفضوح بين ذرة حق وقنطار باطل، حيث لم يشر من قريب أو بعيد قصدا أو جهلا إلى التلازم الحتمي بين المرتبات والتكلفة الفعلية للعلاج، الذي ليس بدواء وسرير وأشعات وتحاليل فقط، بل أيضا مرتبات من يقومون ويشرفون على كل ذلك. كما أن هؤلاء العاملين المتميزين بشتى تخصصاتهم محظور عليهم العمل في أي مكان آخر، سواء في مستشفى أو مستوصف، وبالتالي فمن الظلم أن يتقاضوا قروشا معدودات، كما يريد الاستاذ وحيد حامد، وغيرهم أقل منهم لديهم عيادات أو يعملون في أكثر من مستشفى، ويتقاضون آلاف الجنيهات كل يوم، لكن وللحق أيضا فإن إدارة المستشفى أخطأت حين سكتت على هذه الاتهامات، فالاستاذ وحيد حامد ليس بائع روبابيكيا، لكنه كاتب كبير وكان المفروض أن تعقد إدارة المستشفى مؤتمرا صحافيا تفند فيه اتهاماته بالأدلة والمنطق، لا أن تصمت ثم تصدر بيانا إنشائيا هزيلا. يا دكتور شريف أنا شخصيا وملايين غيري يدركون جيدا أن غالبية الاتهامامت باطلة ومغلوطة، ولكن الصمت أمامها عند العامة والمغرضين والهدامين وأصحاب المصالح أن الاتهامات صحيحة. أتمنى تدارك ما فات وبسرعة».

توحش الفساد

ولم يكن خالد يدري أن وحيد فتح معركة أخرى عنيفة أيضا، في اليوم نفسه في «المصري اليوم» تحت عنوان «الفساد يحكم» وجه فيه اتهامات صريحة لوزير حالي وعدد من المسؤولين ومما قاله: «إذا توحش الفساد فلا تنتظروا خيراً، يكون الدمار والانكسار والهزيمة من الداخل والحزن القاتل للنفس والروح، يكون الفساد هو الذي يحكم من الباطن ويدير الدولة على هواه، عندما يتوحش الفساد فإنه إذا قال فعل، وإذا وعد نفذ، وهو يأمرنا جميعاً بالسمع والطاعة، لأنه قادر على قهر كل من يتصدى له. الفساد هو الذي يكتب كل الشعارات التي تحاربه لأنه يعلم أنها مجرد شعارات يصدقها السذج وغير النبهاء، ولا تصدقوا صياح كبار المسؤولين عن التصدى للفساد، لأنه هو الذي أتى بهم على مقاعدهم وأعطاهم المناصب، وإليكم حكاية فساد جديدة تفوق جميع وقائع الفساد السالف ذكرها، مدرسة الصباح الإعدادية التابعة لإدارة السيدة زينب التعليمية والمجاورة لمبنى مستشفى 57357، مساحتها ستة آلاف متر، وهي الوحيدة في المنطقة، ولأن المدرسة كانت مدرجة على قوائم الصيانة فقد صارت مثل الشاة في عيون الذئب، وبالفعل سعى الدكتور أبوالنجا للاستيلاء على المدرسة، ولكن رُفض طلبه بواسطة وزير تعليم سابق، وكان واضحاً وصريحاً وقال إنه لا يملك حق التنازل عن المدرسة، لا هو ولا غيره يستطيع التنازل عن شبر واحد لصالح أي جهة، وأن الدولة في عرض فصل واحد وليس مدرسة، وتوسط وزير سابق يعمل في المستشفى، ولكن تم عدم قبول هذه الوساطة، فإذا علمنا أن محافظة القاهرة فيها 45 ألف طالب على قوائم الانتظار، وليست لهم فصول ويحتاجون إلى مئة مدرسة جديدة، في هذه الحالة يكون الوزير محقاً في رفضه، كما أن أهمية المدرسة لها حرمة وقدسية المسجد والمستشفى ومحطات مياه الشرب والكهرباء نفسها، وكلها منشآت لا غنى عنها بالنسبة للناس. إلا أن أبوالنجا انتظر حتى خرج الوزير من الوزارة وعاد لاصطياد الفريسة من جديد، وهذه المرة عن طريق مديرية التعليم، إلا أن المديرة رفضت وذهبت لإقناعها مسؤولة كبيرة تعمل في المستشفى «منذ أيام صارت وزيرة»، إلا أن طلبها تم رفضه، ثم مديرة أخرى ومحاولة أخرى ورفض جديد، ولكن من قال إن الفساد ينكسر أو يتراجع، الآن المدرسة في حوزة المستشفى وتم هدم أسوارها استعداداً لهدم المباني والمنشآت الخاصة بالمدرسة من أجل إقامة فندق على أرضها، أليس هذا المستشفى الذي يرفع شعار القضاء على سرطان المرض، سرطان الفقر، سرطان الجهل، ها هو يستولي على مدرسة دورها يتساوى مع دور أي مستشفى ويهدمها؟ تلاميذ هذه المدرسة أُدرجوا على قوائم مدارس أخرى. والسؤال: أي يد آثمة ومذنبة حملت القلم ووقعت بالموافقة على التنازل عن مدرسة لتتحول إلى فندق أو حتى مستشفى؟ مكان المدارس يكون وسط التجمعات السكانية لخدمة الأهالي، أما الفنادق والمكاتب الإدارية وحتى المستشفيات فلها أماكنها الأخرى والبعيدة عن الزحام، ونعود إلى أصل الموضوع، هل أموال التبرعات لعلاج المرضى أم لإقامة المنشآت؟ فهل يمكن إنقاذ المدرسة أم أنها أصبحت داخل جوف الذئب؟ بلد عاوز الحرق».

مشاكل وانتقادات

وإلى المشاكل والانتقادات وأهمها طبعا مشكلة الإحباط واليأس السائدين الآن وعدم القدرة على مواجهتها مواجهة حاسمة، إلا اذا أخذ النظام بالسياسة التي اتبعها خالد الذكر جمال عبد الناصر في تصنيع البلاد، وهو ما طالب به الدكتور جلال أمين الاستاذ في الجامعة الأمريكية في القاهرة بقوله يوم الاثنين في مقاله في «الأهرام» تحت عنوان «ماذا حدث للحراك الاجتماعي في مصر؟»: « لا يشك أحد فى أن الحراك الاجتماعي فى مصر ارتفع بشدة ابتداء من أوائل الخمسينيات من القرن العشرين، حينما طبق قانون الاصلاح الزراعي أدى إلى تفتيت الملكيات الزراعية الكبيرة، ونمو الطبقة الوسطى فى الريف، نتيجة لما حصلت عليه من ملكيات جديدة، وفى الحضر نمت الطبقة الوسطى أيضا نتيجة مشروعات التصنيع وازدياد دور الدولة في الاقتصاد. جاءت ظاهرة الهجرة إلى الخليج في أواخر الستينيات واستمرت مع ارتفاع أسعار البترول خلال السبعينيات، وزيادة الطلب على العمالة المصرية في دول الخليج، وكذلك في العراق مع نشوب الحرب بين العراق وإيران، وزيادة الطلب على العمالة المصرية للحلول محل العراقيين الذين ذهبوا للقتال. وأسهمت الهجرة بأنواعها في ارتفاع معدل الحراك الاجتماعي، مما بدت آثاره في الريف والحضر في مصر، وأصبح منظر المصريين العائدين من دول الخليج حاملين السلع الاستهلاكية الجديدة رمزا واضحا لما حدث من صعود اجتماعي لشرائح اجتماعية ظلت عقودا (وقد أقول قرونا) طويلة تعيش كما اعتاد أن يعيش أجدادها، فقامت فجأة ببناء مساكن من الطوب الأحمر، ودخلتها الكهرباء ولحق بها التلفزيون والثلاجة الكهربائية، الخ. خلال ربع القرن التالي (أي منذ منتصف الثمانينيات وحتى الآن) لم يعد الحراك الاجتماعي فى مصر يعتمد في الأساس (كما كان في ربع القرن السابق) على الهجرة إلى خارج مصر. لم تتوقف الهجرة إلى الخارج بالطبع، ولكن الطلب على العمالة المصرية في الخليج وليبيا لم يستمر في المعدل نفسه، ومن ثم رأينا نوعا جديدا من الهجرة (وأكثر بؤسا) يتمثل في محاولات غير شرعية لعبور البحر المتوسط إلى شواطئ اليونان وإيطاليا، بما يقترن به من الغرق في الطريق. وقد أسهم هذا بالطبع بدرجة أو أخرى في صعود اجتماعي، ولكنها لم تبلغ قط ما خلفته أفواج الهجرة السابقة من فرص جديدة للحراك الاجتماعي. كما أن تباطؤ جهود التصنيع والتنمية في داخل مصر في ربع القرن الأخير لم يخلق فرصا كافية للعمل تعوض النقص في فرص الهجرة إلى خارج مصر، ومن ثم تباطأ معدل الحراك الاجتماعي في هذه الفترة، رغم استمرار الزيادة في حجم القوة العاملة الباحثة عن عمل، سواء من خريجي الجامعات والمعاهد العليا أو غيرهم. وأظن أن كثيرا من مظاهر التوتر الاجتماعي في مصر خلال ربع القرن الأخير يرجع إلى زيادة درجة الإحباط الناتج عن الفشل في الحصول على العمل المأمول. وهذا هو بالطبع ما يجعل تدخل الدولة فى الاقتصاد أكثر ضرورة منه في أي ظروف أخرى. في مثل هذه الظروف لا يجوز التعلل بمزايا القطاع الخاص مقارنة بالقطاع العام، فهذه هي بالضبط الظروف التي كانت، في التجارب التاريخية المختلفة، تستدعي درجة أعلى من تدخل الدولة. إن معدل الحراك الاجتماعي يعطينا مؤشرا جيدا على الارتقاء بنوعية الحياة والتقدم الاجتماعي بوجه عام. فالحصول على وظيفة ليس مجرد وسيلة للحصول على دخل، بل إنه يمنح صاحبها فرصة لتحقيق الآمال المختلفة لنفسه ولأسرته، بما في ذلك تحقيق احترام المرء لنفسه والحصول على احترام المجتمع من حوله. والحراك الاجتماعي له تأثير مثل تأثير المحرك (أو الدينامو) للحياة الثقافية. فمع ارتفاع معدل الحراك الاجتماعي تزدهر عادة الحياة الثقافية، إذ أن الشرائح الاجتماعية الصاعدة أكثر حرصا على التعبير عن نفسها مقارنة بالشرائح الثابتة في مكانها أو المتدهورة، فضلا عن أن الشرائح الصاعدة لديها عادة من الفصاحة التي يمكن أن تعبر بها عن نفسها، وتعبر في الوقت نفسه عن الإمكانات الثقافية للمجتمع ككل».

إما فوز أو هزيمة مفيش «تمثيل مشرف»

عماد الدين أديب في «الوطن يرى أن: «للفوز شروط، وللانتصار علامات، وللتفوق فاتورة غالية الثمن، نحن العرب لا نعرفها جيداً. العالم المتقدم المتطور، يعرف حركة الحياة على أنها حركة وصراع وتنافس بهدف التفوق والتميز. ومن أجل تحقيق هدف التميز والتفوق يرفع شعار ضرورة الانتصار مهما كان الثمن، ويسعى إلى تجنب الهزيمة مهما كانت العوائق. الفوز يعني الانتصار، والهزيمة تعني الإخفاق والفشل، ولا يمكن تسمية الهزيمة فوزا ولا فوز الغير علينا فشلا. وتعريف الفوز منذ الحضارة الأنكلوساكسونية أي الـ«النصر» أو «الفيكتوري» في الإنكليزية هو النجاح أو الفوز على العدو أو الخصم أو المنافس بشكل صريح. لا يوجد رُبع انتصار أو نصف هزيمة، ولا يوجد لدى الغرب عبارة «انهزمنا ولكن انهزمنا بشرف»! وهناك فلكلور في الثقافة الكروية العربية يقوم على مبدأ «انهزمنا ولكن قدمنا تمثيلاً مشرفاً لبلادنا». عند «الخواجة» المسألة إما نصر أو هزيمة، ولا توجد مسألة التمثيل المشرف هذه التي نعزّي أنفسنا بها دائماً، ونقوم من خلالها بتبرير الأخطاء أو تخدير العقول. وفي كأس العالم كانت فضيحة الفرق العربية مدوية، لأنها ببساطة ليست على مستوى الإعداد الفني والبدني والخططي العالمي للعبة كرة القدم. للأسف هذا هو مستوانا الحقيقي في اللعبة، وهذه هي النتيجة العادلة لتراكم الخبرة للاعبينا بدون تقليل أو إساءة إليهم. كرة القدم رياضة، والرياضة صناعة وعلم وإدارة وتمويل وتسويق وطب وعلاج نفسي. إن لعبة كرة القدم أكبر من أن تكون مدرباً ولاعبين وملعباً وشوية فلوس! واللعبة لا كبير فيها مهما كان عالمياً، تأملوا ماذا حدث مع الفرق التي تقاعست عن دفع فاتورة الإعداد الجيد: الأرجنتين انهزمت من كرواتيا وقررت إقالة مديرها الفني. إسبانيا بطلة كأس العالم قبل الأخير أفلتت بصعوبة من إيران. فرنسا بطلة أوروبا والعالم سابقاً فازت بشق الأنفس على بيرو. البرتغال بطلة دول أوروبا وبلد كريستيانو رونالدو كادت تفقد توازنها أمام المغرب. البرازيل وإنكلترا وألمانيا في محنة مخيفة! أما من استعد بقوة للبطولة مثل بلجيكا وكرواتيا وروسيا فهو يجني ثمار الفوز. الدنيا والكون والصراع كله، إما فوزاً أو هزيمة مفيش «نُص نُص»! لذلك تجد لدى ثقافة الغرب إما الحصول على الصفقة أو خسارتها، احتلال أرض أو تحريرها، إتمام اتفاقية أو الإعلان عن فشلها، شراء أو بيع، نجاح أو فشل، انتصار أو هزيمة، هكذا تكون الأمور بدون خداع أو دجل أو شعوذة فكرية. باختصار شديد وممل: «الفوز فوز، والهزيمة هزيمة، ولا شيء بينهما».

المعارضة التركية

فراج إسماعيل في «المصريون» يرفع القبعة للمعارضة التركية لأنه: «بعيدا عن جدل الإعلام العربي والسوشيال ميديا العربية بشأن دلالات فوز أردوغان وغضب الإعلام الغربي وتشنيعاته حول هذا الفوز بأغلبية بسيطة، فإن تركيا أنجزت انتخابات شفافة ونزيهة باعتراف المعارضة فيها، وخصوصا المنافس الرئيسي محرم إنجه مرشح حزب الشعب الجمهوري، وهو نائب عن ولاية بالوفا، ينتمي إلى التيار العلماني اليساري. حقا يجب أن نرفع القبعة لإنجة، فقد اعترف بعقلانية شديدة ونادرة بهزيمته، لا يمكن أن يصل التزوير، حسب قوله إلى فارق بعشرة ملايين صوت، فالفارق بينه وبين أردوغان كبير في الأصوات، ومع ذلك تجاوز حزب الشعب الجمهوري أرقامه المنخفضة السابقة، حيث لم يسبق حصوله على نسبة أعلى من 25٪، وفي هذه المرة حصل محرم إنجة على 30.7٪ مقابل 52.7٪ لأردوغان. إنجة الذي ينتمي لعائلة يونانية مهاجرة، علماني معتدل، دافع عن الحق في ارتداء التركيات للحجاب عندما كان محظورا. كان موضوعيا جدا في حملته الانتخابية وأهدافه التي ينوي تحقيقها في حال فوزه. ولم تتخل عنه الموضوعية بعد إعلان النتيجة، وكان يمكنه، شأن غيره من المعارضين، التشكيك خصوصا في ظل نبرة الإعلام الغربي المعادية لأردوغان الذي يطلق عليه دائما وصف الديكتاتور. والأكثر من ذلك أنه طلب من الرئيس المنتخب أن يكون رئيسا لكل الأتراك. لم يقل إنه ليس رئيسي، أو ليس رئيس الذين لم ينتخبوه، ونسبتهم تكاد تكون نصف الذين أدلوا بأصواتهم، ومجموعهم نحو 59 مليون ناخب بنسبة مشاركة تقارب 90٪ وهو رقم غير عادي. في الديمقراطية هذه القسمة لا وجود لها، إذ الفائز يكفيه أن يحصل على النصف زائد واحد. لكننا نحن العرب الذين ليس لنا في العير ولا النفير، نردد أنه فوز هش يكرس الانقسام السياسي والمجتمعي. ثقافتنا الانتخابية لا تسعفنا، فقد اعتدنا حصول الفائز على 99٪ وفي أسوأ الأحوال 90٪. الذين لم يصوتوا لأردوغان يساوون تقريبا الذين لم يصوتوا لصالح التعديلات الدستورية في أبريل/نيسان الماضي، التي بموجبها تحول النظام الحاكم من برلماني إلى رئاسي، فهؤلاء في الواقع لا يرون بديلا مقنعا لأردوغان، لكنهم يتخوفون من سلبيات النظام الرئاسي التي قد تؤدي إلى الاستبداد واستفراد الرئيس بالسلطة، على عكس الأنظمة البرلمانية التي ليس في خزانتها عبر التاريخ أي استبداد أو ديكتاتورية أو سيطرة فرد واحد على القرار. لكن هذا الخروج الكبير للمشاركة في الانتخابات والفارق البسيط لصالح أردوغان، يؤكد لنا أن الشعب التركي نفسه ومعارضته المثقفة الناضجة قادران على حفظ التوازن وحماية الديمقراطية، ومن الصعب تحول أي رئيس إلى ديكتاتور مستبد. من الممكن جدا أن يفوز محرم إنجه في الانتخابات المقبلة لو ترشح مرة أخرى، أو يفوز أي معارض غيره ما دامت المعارضة التركية بخير وعلى ما يرام ولم تنكمش أو تتدجن، وما دام الدستور هو السيد والقانون فوق الجميع، فقد ترشح صلاح الدين ديمرتاش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد من السجن، الذي دخله قبل عامين بتهم تتعلق بالإرهاب، فالحكومة تعتبر الحزب واجهة سياسية لحزب العمال الكردستاني، ومع ذلك لم تستطع منع مسجون من إعلان ترشحه وإطلاق حملته الانتخابية من داخل السجن، وهذا أمر لا نراه في أي دولة أخرى. أمام أردوغان إذن خمس سنوات، هي مدة فترته الأولى، ليثبت للشعب التركي أنه استحق الفوز البسيط، وإلا فإن الفارق الضئيل لصالحه سيظل مهددا له في حال دخوله الانتخابات لفترة ثانية وأخيرة حسب الدستور. إذ لم يخش المسؤول الأول من ضريبة انتخابية تترتب على إخفاقاته وقراراته السيئة، ومن التزاماته الدستورية والقانونية، ولم تكن أمامه معارضة قوية مفتوحة العينين وواثقة من نفسها، فاحتمالات سقوطه في الخطأ بدون أن يعبأ بذلك تصبح كبيرة جدا. اعتقد أن تركيا بعد انتخاباتها الرئاسية خارج دائرة هذا الخطر».

مدير مستشفى 57357 المتهم بالفساد يستولي على مدرسة لإقامة فندق عليها

حسنين كروم

محاكمة قادة حراك الريف في المغرب تدخل مراحلها النهائية وتوقع صدور الأحكام خلال ساعات

Posted: 26 Jun 2018 02:28 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : دخلت محاكمة نشطاء حراك الريف مراحلها النهائية، ومن المتوقع إصدار محكمة الاستئناف في الدار البيضاء أحكامها الابتدائية خلال الساعات القادمة، من دون أن تحمل الجلسات الاخيرة مؤشرات على هذه الاحكام التي ستكون لها انعاكاساتها على ضوء ما ستأتي به على الاوضاع السياسية والاجتماعية ليس في منطقة الريف وحدها بل في المغرب كله.
ومثل عصر أمس الثلاثاء، قادة الحراك الـ 53 المعتقلون بسجن عكاشة في الدار البيضاء ومعهم قائد الحراك الميداني ناصر الزفزافي، أمام محكمة الجنايات بالدار البيضاء، في المرحلة الأخيرة من المحاكمة، بعد حوالي 84 جلسة كلها كانت علنية وبحضور كبار الشخصيات السياسية والإعلامية والحقوقية.
ومن المنتظر أن يصدر القاضي علي الطرشي رئيس الجلسة المكلف بالبث في هذا الملف، الحكم الابتدائي على المعتقلين، بعد الكلمة الأخيرة للمتهمين إذا ما استجابوا لقرار الحضور إلى الجلسة، بعد أن أعلنوا خلال الجلسات الماضية الأخيرة مقاطعة المحاكمة إلى جانب دفاعهم وعدم الترافع.
ونقل موقع فبراير عن مصدر قضائي انه في حال استمرار رفض المتهمين ولوج قاعة المحكمة، فإن الهيئة ستعمل على تطبيق القانون، كما تم خلال الجلسات السابقة، بعد أن كانت عملية إحضارهم تتم بالقوة للمحكمة وفقاً للقانون، ويصرون على الامتناع عن حضور الجلسة، فيتم إنذارهم، وبعدها ستعمد المحكمة إلى مواصلة عقد الجلسة، مع حجز الملف للمداولة والنطق بالحكم، مع إشعار المتهمين من طرف كاتب الضبط بالسجن بما راج بالجلسة، في غيابهم.
وتعرف المحاكمة، في بدايتها، احتجاجات مستمرة ووقفات تنددية للأسر أمام السجن حيث يقبع المعتقلون، إذ قادت احتجاجات أسبوعية، مرددة شعارات تطالب بحرية أبنائها وتصاعدت الاحتجاجات حين دخل المعتقلون في إضراب عن الطعام للمطالبة بالإفراج الفوري عنهم والاستجابة لمطالبهم الاجتماعية. وقاد ربيع الأبلق إضرابا مطولا، أثر على وضعه الصحي ودفع إلى تدخل وساطات لثنيه عنه، لينضاف إلى ذلك إقدام المحكمة على صباغة القفص الزجاجي الذي يوضع فيه المعتقلون حتى لا يتم التواصل بينهم وأسرهم، وذلك بعد رفعهم شعارات مدوية في الجلسات الأولى.

حضور أوربي

وشهدت المحاكمة حضور عدد من الشخصيات لمواكبة أطوارها، ومن بينهم النائبة البرلمانية في البرلمان الأوروبي عن حزب العمل الهولندي «كيتي بيري» والبرلمانية عن ذات الحزب ووزيرة هولندا السابقة للتجارة الخارجية والتعاون الإنمائي «ليليان بلومن» وكذا رأسهم نور الدين عيوش، رجل الأعمال والإشهار القريب من دوائر السلطة، الذي كان قد دخل في مفاوضات من أجل طي هذا الملف، والأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، نبيلة منيب، وعدد من الفاعليين الحقوقيين والسياسيين، ثم الناطق الرسمي باسم منظمة هيومن رايتس ووتش.
ويتابع قادة حراك الريف بتهم «المس بسلامة الدولة الداخلية بارتكاب اعتداء الغرض منه إحداث التخريب والتقتيل والنهب في أكثر من منطقة، وجناية تدبير مؤامرة المس بالسلامة الداخلية للدولة عن طريق تسلم مبالغ مالية وهبات وفوائد أخرى مخصصة لتسيير وتمويل نشاط ودعاية، من شأنها المساس بوحدة المملكة المغربية وسيادتها وزعزعة ولاء المواطنين للدولة المغربية ولمؤسسات الشعب والمشاركة في ذلك، والمساهمة في تنظيم مظاهرات غير مصرح بها وعقد تجمعات عمومية بدون تصريح والمشاركة في تجمهر مسلح». كما يتابعون بتهم «المشاركة في ارتكاب العنف في حق رجال القوة العامة نتج عنه إراقة دم، وإهانة هيئة منظمة ورجال القوة العامة أثناء قيامهم بمهامهم والمشاركة في ذلك، والتحريض علناً ضد الوحدة الترابية للمملكة والمشاركة في ذلك، وتعطيل بشكل متعمد عبادة، والتسبب عمداً في إحداث اضطراب نجم عنه الإخلال بهدوئها ووقارها والمشاركة في العصيان المسلح والتحريض عليه».
وتنص المادة 201 من قانون العقوبات «يؤاخد بجناية المس بسلامة الدولة الداخلية، ويعاقب بالإعدام، من ارتكب اعتداء الغرض منه إثارة حرب أهلية بتسليح فريق من السكان أو دفعهم الى التسلح ضد فريق آخر و إما بإحداث التخريب والتقتيل و النهب فب دوار أو منطقة أو أكثر».
و يعاقب بالسجن من 5 الى 20 من دبّر مؤامرة لهذا الغرض إذا تبعها ارتكاب عمل أو الشروع فيه لإعداد تنفيذها أما إذا تبع تدبير المؤامرة ارتكاب عمل ولا الشروع فيه لإعداد التنفيذ، فإن العقوبة تكون بالحبس من ست الى خمس سنوات ويعاقب بالحبس من ستة شهور الى ثلاث سنوات من دعا الى تدبير مؤامرة و لم تقبل دعوته.

المعتقلون كتبوا كلمات مؤثرة

وترك المعتقلون، مساء أول أمس كلمات مؤثرة جداً لعائلاتهم تمهيداً لهم لتقبل كلمة هيئة الحكم، كيفما كانت وامتزجت بكلماتهم بالمواساة والتشبث والإيمان بقضية «الحراك» التي خرجوا من أجلها منذ مقتل محسن فكري سماك الحسيمة، خط المعتقلون كلماتهم الأخيرة برسائل لأهاليهم.
وقال ناصر الزفزافي قائد حراك الريف لعائلته: «إذا سمعتم الأحكام لا يبكي أحد فقط زغردن لأننا رغم كل شيء ..فقد انتصرنا …». ورد والده أحمد الزفزافي «أريدهم أن يطلقوا سراح إبني قبل أن أموت».
وكتب نبيل أحمجيق، الملقب بـ»دينامو الحراك» والمعتقل في سجن عكاشة بالدار البيضاء، لعائلته «حتى لو حكم علي بالإعدام سأذهب إليه وأنا مبتسم، فأنا أمارس قناعاتي ومؤمن بها إلى آخر رمق»، وهي الكلمة التي ردت عليها والدته الملقبة بـ»خالتي عالية» بالقول: «أنا فخورة بابني ومؤمنة بأن الله سينصرنا لأننا أصحاب حق رغم كل هذه المعاناة».
وقال ربيع الأبلق، المعتقل في سجن عكاشة على خلفية ذات الملف، وآخر المعتقلين المتشبثين بالإضراب عن الطعام رغم تردي أوضاعه الصحية: «لا يهم ما سيقع لنا.. فنحن خرجنا ووقفنا في وجه الفساد من أجل أن يحيى الجميع بكرامة، وما هذه إلا تضحية بسيطة في حق الوطن»، وهو ما ردت عليه والدته «خالتي مليكة» بتوجيه رسالة لمن سجن ابنها بالقول: «إبني هناك في السجن لم يتذوق شيئا وأنا هنا في حزن، كم أريد إبني معي».
الحبيب الحنودي، سائق الحافلة الذي اعتقل من عمله ليلتحق بنشطاء الحراك المعتقلين على خلفية هذا الملف، قال في آخر كلمة له «الوطن ليس راية ولا شعاراً فقط، إنه تضحية واستماتة في الدفاع عن الحق وعنه مهما كلفنا ذلك»، فيما ردت عليه زوجته هدى السكاكي التي كتبت رسالة مؤثرة عن حزن بناتها يوم العيد في غياب الأب «فخورة بزوجي ومعه كيفما كانت الظروف وكيفما كانت الأحكام».

حراك الريف في البرلمان الهولندي

وما زال «حراك الريف» نقطة خلاف بين المغرب وهولندا، حيث يستعد البرلمان الهولندي لمناقشة قضية معتقلي الحراك، في جلسة خلال الأسبوع الجاري. ودعا البرلمان الهولندي، وزير خارجية بلاده، للحضور في جلسة يوم الخميس المقبل، لتقديم خلاصاته حول نقاش قضية حراك الريف والمعتقلين على خلفيته، مع المسؤولين المغاربة، خلال آخر زيارة له، قبل شهر.
وفجر «حراك الريف» الخلاف بين المغرب وهولندا، خلال زيارة لوزير خارجية البلد الأوروبي للمغرب، أجرى فيها محادثات مع مسؤولين مغاربة حيث وجّه ستيف بلوك، وزير الخارجية الهولندي انتقادات للمسؤولين المغاربة، حول طريقة تعاطي المغرب مع «حراك الريف»، بعدما جر جل قياداته إلى المحاكم، رد المغرب بقوة على الموقف الهولندي، رافضا سماع «دروس» في خلاف داخلي.
ورد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي خلال لقائه مع نظيره الهولندي بالرباط، وقال «علاقاتنا لها عناصر اتفاق وعناصر اختلاف، وحول الريف لم نتفق».
وأوضح في ذات الندوة ذاتها الموقف المغربي في قضية الريف، وقال إن «موقف المغرب في الريف واضح، هذه قضية داخلية لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تكون موضوع نقاش خارجي». وقال بوريطة إن المغرب يعالج هذه القضية في ظل قوانينه، مضيفا أن الدولة تتمتع بمؤسسات ضامنة للحق في التظاهر في ظل القانون، وضامنة كذلك لمتابعة أي انتهاكات للقانون، مؤكداً أمام نظيره الهولندي أن قضية الريف «قضية مغربية مغربية والمغرب لن يقبل إعطاءه دروسا في هذا الموضوع».
ونظمت عائلات معتقلي الريف عدة جولات أوروبية من بينها البرلمان الهولندي، للتعريف بقضية المعتقلين على خلفية الحراك، وحشد دعم دولي في اتجاه الضغط على المغرب من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين في هذا الملف.

محاكمة قادة حراك الريف في المغرب تدخل مراحلها النهائية وتوقع صدور الأحكام خلال ساعات

محمود معروف

هل تطيح «الهزيمة التاسعة» بزعيم المعارضة من رئاسة «الشعب الجمهوري»؟

Posted: 26 Jun 2018 02:27 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»: منذ سنوات كان يعتبر النائب عن حزب الشعب الجمهوري محرم أنجيه منافساً قوياً لرئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو على رئاسة الحزب، ولكنه فشل في أكثر من محاولة للإطاحة به بسبب قوة الأخير في السيطرة على مفاصل الحزب.
وقبل أسابيع، ومع اختيار كمال كليتشدار أوغلو لـ«محرم أنجيه» مرشحاً للحزب في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد الماضي في تركيا، كان الاعتقاد السائد أن الهدف الأساسي من هذا الاختيار كان يتمثل في الزج بـ«أنجيه» للانتخابات الرئاسية لكي يتكبد خسارة مريرة تنهي حياته السياسية وتقضي على محاولاته للوصول إلى رئاسة الحزب.
لكن أنجيه مدرس الفيزياء قدم أداءً غير مسبوق في الحملة الانتخابية وتمكن من فرض شخصيته كمنافس عنيد للرئيس رجب طيب اردوغان وأظهر قدرة عالية على الخطابة ونجاح أولي في ملامسة احتياجات الشارع التركي وخاصة فئة الشباب تمثلت في نجاحه بتنظيم مهرجانات انتخابية هي الأضخم في مسيرة الحزب على مدار العقود الأخيرة شارك بها مئات الآلاف في إزمير وإسطنبول وأنقرة.
وفي ترجمة فعلية لهذا التحول، ورغم خسارته بفارق كبير أمام اردوغان، إلا أن أنجيه تمكن من حصد أكثر من 30٪ من أصوات الناخبين الأتراك، وذلك بزيادة أكثر من 5٪ عن أصوات مرشحي الحزب للانتخابات الرئاسية، وبفارق أكثر من 8٪ عن نسبة الأصوات التي حصل عليها الحزب بشكل مباشر في الانتخابات البرلمانية التي جرت بالتزامن مع الرئاسية يوم الاحد.
هذا الفارق الكبير بين أصوات أنجيه كمرشح رئاسي بشكل مباشر، وبين أصوات الحزب، وكما كان متوقعاً، فتح الباب بقوة أمام التحليلات التي تقول إن أنجيه أثبت قدرة أكبر على قيادة الحزب الذي تراجعت أصواته في ظل قيادة كمال كليتشدار أوغلو.
وكليتشدار أوغلو الذي يتربع على رئاسة الحزب منذ أكثر من 8سنوات خسر استحقاقات انتخابية متتالية أمام اردوغان وحزب العدالة والتنمية طوال هذه السنوات، قبل أن تلحق به الهزيمة التاسعة والعاشرة بشكل مزدوج في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي جرت بشكل متزامن.
وبدأت سلسلة هزائم حزب الشعب الجمهوري في عهد كليتشدار أوغلو من الانتخابات المحلية عام 2009، وفي العام الذي تلاه خسر الحزب استفتاء حول تعديلات دستورية طرحها العدالة والتنمية، وفي عام 2011خسر الحزب أيضاً الانتخابات البرلمانية، كما خسر الحزب الانتخابات المحلية والرئاسية أمام اردوغان في عام 2014، وبعدها بعام أيضاً خسر الحزب انتخابات برلمانية أخرى على جولتين، قبل أن يخسر استفتاء التعديلات الدستورية أمام اردوغان في عام 2016.
والأحد، تمكن اردوغان من حسم الانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى بنسبة 52.5٪ من أصوات الناخبين، كما تمكن حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية عبر «تحالف الجمهور» من ضمان الأغلبية في البرلمان، وسط فشل حزب الشعب الجمهوري من سحب الأغلبية البرلمانية من «تحالف الجمهوري» عبر «تحالف الأمة».
وأمس الثلاثاء، عقدت اللجنة المركزية لحزب الشعب الجمهوري اجتماعاً استثنائياً لتقييم نتائج الانتخابات، لكن كليتشدار أوغلو الذي ظهر لأول مرة عقب الانتخابات في مؤتمر صحافي، أكد عقب الاجتماع أنه لن يستقيل من قيادة الحزب وحاول إيصال رسائل قوية للتكتلات الأخرى داخل الحزب.
وفي محاولة للدفاع عن قيادته للحزب اعتبر كليتشدار أوغلو انه من الطبيعي أن يحصل مرشح الرئاسة على أكثر من أصوات الحزب نفسه، معتبراً أن حزبه حقق نجاحاً كبيراً من خلال فقدان حزب العدالة والتنمية 7٪ من أصواته مقارنة بالانتخابات السابقة، ووجه تهديداً غير مباشراً لأطراف في الحزب بالقول: «من يعشقون المناصب ويحاولون الآن انتقاد الحزب بسبب عدم حصولهم على المقاعد لن يكون لهم مكان في داخل الحزب».
ورغم أن كليتشدار أوغلو ما زال يتمتع بقبضة قوية على الهيئات القيادية للحزب، إلا ان الشعبية الكبيرة التي اكتسبها أنجيه خلال قيادته الانتخابات الرئاسية وحصوله على نسبة عالية مقارنة بنتائج الحزب السابقة ستمكنه من الوصول إلى قيادة الحزب في المرحلة المقبلة، حسب أغلب المحللين الأتراك.
والأثنين، رفض أنجيه التعليق على أي سؤال يطرح له فيما يتعلق بطموحه لقيادة الحزب، فيما حاول حزب العدالة والتنمية بث الخلافات داخل الشعب الجمهوري من خلال اعتبار الناطق باسمه ماهر أونال، الثلاثاء، أنه من الطبيعي أن يكون محرم أنجيه زعيماً للشعب الجمهوري في الفترة المقبلة.
ويتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة حراكاً كبيراً داخل الشعب الجمهوري الذي سيبدأ استعداداته مبكراً لخوض الانتخابات المحلية المقرر عقدها في آذار/ مارس المقبل، وسط توقعات بإمكانية عقد مؤتمر عام استثنائي للحزب ربما يتمكن فيه أنجيه من الإطاحة بكليتشدار أوغلو ويحل مكانه في قيادة الحزب.

هل تطيح «الهزيمة التاسعة» بزعيم المعارضة من رئاسة «الشعب الجمهوري»؟
أنجيه الأوفر حظاً لرئاسة الحزب عقب كسر حاجز أصواته في الانتخابات الرئاسية التركية
إسماعيل جمال

الجيش الإسرائيلي غير مؤهل لحرب ويواجه أزمة قاسية لمغادرة قياداته النوعية 

Posted: 26 Jun 2018 02:27 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: كشف في إسرائيل أمس أن جيشها غير مؤهل لخوض حرب في الفترة الراهنة، وأنه يواجه أزمة قاسية نتيجة مغادرة القيادات النوعية لصفوفه. وينقل التقرير السنوي لمفوض شكاوى الجنود الذي نشر أمس «صورة مزعجة» من وجهة النظر الإسرائيلية، عن استعداد الجيش للحرب، ونظام الخدمة الدائم، وقدرة نظام الخدمة النظامية على مواجهة التحديات الحالية.
وقال المفوض، الجنرال (احتياط) يتسحاق بريك قبل نشر التقرير، إن «الأمور السلبية في الجيش الإسرائيلي تتسع وتهدد بتجاوز الأمور الإيجابية». وتابع «أشعر بالانزعاج الشديد أكثر من الماضي».ويشير بريك في تقريره، إلى روتين معالجة وصيانة المعدات القتالية، ويلاحظ أن العديد من الوحدات لا تحرص على إدارة روتين صيانتها. ويشير إلى أن الموضوع طرح في منظومة الاحتياط بشكل خاص، وتبين له أنه «لا يجري دائما الحفاظ على روتين الصباح في معالجة الأسلحة الشخصية والدبابات والمدرعات، سواء في الروتين وبعد التدريب.» وأضاف «كما كشفت إحدى زياراتي أن أحد مراكز التدريب الرئيسية استأجر شركة مدنية لتنظيف الأسلحة بعد التدريب، ولم يتمكن الجنود الذين لا يعالجون المعدات الشخصية خلال الأوقات الروتينية من القيام بذلك في أوقات الطوارئ، مما يؤدي إلى عدم الكفاءة وعدم القدرة على تنفيذ المهام».
بالإضافة إلى ذلك، أشار أيضًا إلى الخوف من جودة التدريب الذي يخضع له جنود الاحتياط. وقال «هناك تدريب أكثر مما كان عليه في الماضي، لكن نوعية التدريب في نظام الاحتياط آخذ في التناقص. الاحتياط، الذي هو أكثر قوة قتالية في الجيش أثناء الحرب، لا يتدرب على المعايير الصحيحة أثناء الحرب، هناك نقص في المهنيين، وفي المعدات، الأمر الذي يشكك بجاهزية الجيش الإسرائيلي ليوم الحسم».

تراجع في رغبة الضباط بالخدمة الطويلة

وقد خصص فصل كامل من التقرير لتراجع رغبة الضباط في الالتزام بالخدمة الطويلة، ويحذر من حدوث انخفاض كبير في استعداد صغار الضباط للالتزام بالخدمة الدائمة في الجيش، خاصة في المنظومة التكنولوجية المهمة جدا في ساحة الحرب المستقبلية. وأضاف «نحن نرى مشكلة صعبة للغاية في هذه القضية، فالأطباء لا يريدون البقاء في المنظومة القتالية. وكذلك ضباط التسلح واللوجستيات والتعليم لا يريدون تمديد خدمتهم الدائمة لفترات أطول.
وفي جهاز الاستخبارات هناك نقص في محفزات الضباط على مواصلة حياتهم المهنية، والناس الطيبون المميزون يغادرون الجيش».
وطبقاً لبريك، فإن الجيش الإسرائيلي يدرك هذه القضية ويضطر إلى تقديم تنازلات: «بالنسبة للجيش هذا جيد من حيث الأرقام، ظاهرا هناك أعداد مشابهة لتلك التي كانت قائمة في الماضي، لكن ليس بالضرورة هؤلاء هم الأشخاص الذين أراد الجيش المواصلة معهم. وظاهرة مغادرة الضباط النوعيين، ستقود الجيش الإسرائيلي إلى مستوى مهني متوسط». وفي تقرير الأخير له في المنصب، بعد 10 سنوات من ولايته، كتب بريك أن «هناك أزمة صعبة جدا في الجيش، وذلك بناء على المعلومات التي جمعها في عام 2017 من خلال وثائق ومحادثات مع جنود وضباط، إضافة إلى العمل الميداني».
وتناول في تقريره ما أسماه «نموذج النظامي الصغير» بشأن نموذج الخدمة الدائمة الجديدة في الجيش. وبموجب هذا النموذج فإن هناك محطة خروج من الجيش بعد 14 عاما للضابط الذي لا يترقى إلى رتبة «مقدم» (لفتاننت كولونيل)، حيث يخشى ضباط كثيرون هذه المحطة والخروج إلى الحياة المدنية بدون تقاعد، ما يدفع ضباطا كثيرين إلى ترك الجيش بعد الوصول إلى منصب «قائد كتيبة».
وبينت الاستطلاعات أن 50٪ من الضباط لا ينصحون أقرباءهم بالتوقيع على الخدمة الدائمة الطويلة في الجيش. وحسب بريك، فإن هذه الظاهرة تتكرر في التجهيزات التكنولوجية والقتالية والإسنادية، مضيفا أن الجيش ليس مدركا بما فيه الكفاية لأبعاد ذلك.
كما يتطرق في تقريره إلى أبعاد تقليص 4 آلاف من النظاميين من قبل وزارتي الأمن والمالية، الأمر الذي أدى إلى تقصير مدة الخدمة النظامية ما تسبب بأزمة عدم ملاءمة بين المهمات الملقاة على عاتق الضباط والجنود، وبين حجم القوى البشرية والموارد المتوفرة بحوزتها.

الضباط يتعاملون بإهانة مع مأموريهم

إلى ذلك، أشار المفوض إلى أنه في عام 2017 تلقى مكتبه 7002 شكوى كتابية من الجنود، مقابل 6758 شكوى في عام 2016. وحسب الشكاوى، اعتبر بريك أن هناك «تعاملا مؤذيا ومهينا وعنصريا من جانب الضباط تجاه المأمورين. وأشار أيضا في تقريره إلى أبعاد ثورة المعلومات في الجيش على العلاقة بين الضباط والمأمورين. وهذا الاستخدام السائد للهواتف الخليوية والبريد الإلكتروني من شأنه ان يؤدي إلى «مشاكل انضباط وعدم تنفيذ أوامر»، وأن «الجنود يستخدمون الهواتف في الفعاليات العملياتية والتدريبية والروتينية بشكل يمس بالمستوى العملياتي وبالعلاقة الشخصية بين الضابط والمأمور».
وعن البريد الإلكتروني، كتب أن الأوامر تصل بواسطة الإيميل أيضا إلى كبار الضباط وبكميات كبيرة لدرجة أن بعضها يتم محوه بدون الاهتمام بها، ما يعني أن الأوامر لا تنفذ. وعن استخدام الهواتف الخليوية كتب أن ذلك يمس بالقيادة والعلاقات الشخصية لكونها تأتي بديلا للحوار المباشر بين الضباط والمأمورين، وأيضا بين الجنود أنفسهم. وعن الخدمات الطبية في الجيش كتب أن هناك فجوة، سواء على مستوى القوى البشرية أم التكنولوجيا والبنى التحتية، بما يمس بالخدمات الطبية التي تقدم لمن يتلقى العلاج، كما أن الضباط لا يولون الأهمية المطلوبة للوضع الطبي للجندي خلافا للتوجيهات الصريحة للجهات الطبية.

الجيش الإسرائيلي غير مؤهل لحرب ويواجه أزمة قاسية لمغادرة قياداته النوعية 
تقرير رسمي

مسؤولون أمريكيون: ترامب سئم من تصاعد خلافاته مع ماتيس وأخرج البنتاغون من حلقة اتخاذ القرار

Posted: 26 Jun 2018 02:26 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: كشف بعض المسؤولين الأمريكيين أن قائمة الخلافات بين الرئيس دونالد ترامب، ووزير دفاعه، جيمس ماتيس، أصبحت طويلة للغاية، حيث تضم معارضة الأخير لسياسات ترامب الأساسية منها الانسحاب من الاتفاق النووي، وتعيين جون بولتون لمنصب مستشار الأمن القومي، والتوافق مع كوريا الشمالية، وإيقاف المناورات العسكرية مع كوريا الجنوبية، وإقامة الجدار العازل على الحدود مع المكسيك، وسحب القوات الأمريكية من سوريا وكوريا الجنوبية، ما أدى إلى إخراج ترامب البنتاغون من الحلقة الرئيسية لصناعة القرارات المتعلقة بالأمن القومي فعلياً، بعد سأمه من أداء ماتيس بشكل كبير.
وأفادت قناة «أن بي سي نيوز» الأمريكية نقلاً عن مسؤولين أمريكيين مطلعين في البيت الأبيض والبنتاغون، أن جيمس ماتيس كان قد أعلم بخبر اتخاذ ترامب قراره النهائي للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في شهر كانون الأول/ مايو الماضي من قبل أحد زملائه، وأن ماتيس حاول التواصل مع ترامب من خلال الهاتف للتحدث معه لمنعه من إلغاء الاتفاق النووي قبل الإعلان الرسمي للقرار.
ولم تكن هذه المرة الأخيرة التي يفاجئ فيها ترامب ماتيس والبنتاغون بقراره، وخلال شهر شباط/ فبراير الماضي، تم إبلاغ ماتيس بأن ترامب أمر بوقف التدريبات العسكرية الأمريكية مع كوريا الجنوبية دون أن يشاوره، وبعد أن وعد الرئيس الأمريكي بالفعل بتقديم تنازلات للزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون.
وكانت أحدث مفاجأة خلال الأسبوع الماضي، حينما تجاوز ترامب مرة أخرى وزير دفاعه، وأعطى توجيهات إلى البنتاجون مباشرة لإنشاء فرع عسكري سادس يشرف على العمليات في الفضاء، دون أن يعلم ترامب ماتيس بالموضوع.
ولفت المسؤولون الأمريكيون المطلعون على الملف النظر إلى أن «الطريقة التي أُتخذت بها القرارات الرئاسية الأخيرة بشأن قضايا الأمن القومي الرئيسية، تؤكد حدوث تغييراً هاماً في دور ماتيس خلال الأشهر الأخيرة، ويعتمد ترامب بدرجة أقل على نصيحة أحد أهم أعضاء حكومته»، بالإشارة إلى محاولات ترامب لتهيئة الأجواء والظروف لإقالة ماتيس.
وقالوا إن ترامب قد سئم مما يعتبره تجاهل ماتيس لقراراته وسياساته وتلكئه في تنفيذها.
وذكر مسؤول سابق في البيت الأبيض يراقب علاقة ترامب وماتيس عن كثب، أن «الرجلين لم يتلقيا وجهاً لوجه»، ما أكده ثاني أكبر مسؤول في البيت الأبيض حالياً بأن ماتيس لا يقضي الكثير من الوقت مع الرئيس، وأنه في الحقيقة فقط معه في الاجتماعات الرسمية.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن ماتيس لا يأخذ بأوامر ترامب على محمل الجد، وأنه لا يبدى حماساً في تنفيذ توجيهاته، وإن ترامب يعتمد على جون بولتون ومايك بومبيو فقط.
وتفاقمت أزمة العلاقات بين الرجلين بعد معارضة ماتيس لتعيين ترامب في آذار/ مارس الماضي جون بولتون كمستشار للأمن القومي.
وكان ماتيس قد استطاع أن يمنع ترامب من الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني لفترة سنة كاملة، فضلاً على أنه أقنع ترامب بإبقاء القوات الأمريكية في أفغانستان وسوريا.
في شهر أيار/ مايو الماضي وقبل إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، علم ماتيس أن ترامب وبولتون اتفقا على إلغاء الصفقة النووية خارج إطار اجتماعات مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، فاتصل وزير الدفاع بالسكرتيرة الشخصية لترامب، مادلين فسترهوت، قائلاً إنه بحاجة إلى التحدث مع الرئيس قبل إعلانه الرسمي للانسحاب.
كان ماتيس ضد ترامب في نشر الحرس الوطني على الحدود، ووضع ترامب وزير دفاعه على الهامش في أهم مبادرة تتعلق بالأمن القومي الأمريكي ألا وهي قمته مع زعيم كويا الشمالية.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع إنه قبل قمة سنغافورة تحدث ترامب وماتيس عن مجموعة من المواضيع، لكن إلغاء المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية لم يك من بينها، مضيفاً «لم يك ماتيس يتوقع إعلان ترامب في 12 حزيران/ يونيو بأنه سيتم إلغاء المناورات المشتركة مع كوريا الشمالية».
وأعطى ترامب في 18 حزيران/ يونيو البنتاغون توجيهات بإنشاء فرع «القوة الفضائية» في الجيش الأمريكي دون إعلام ماتيس. ويتناقض ذلك بشكل مباشر مع نصيحة وزير دفاعه، حيث كتب ماتيس في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، رسالة إلى السيناتور جون ماكين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، قائلاً «أعارض إنشاء وحدة عسكرية إضافية، في الوقت الذي نركز فيه على تقليل النفقات العامة ودمج جهود المجهود الحربي».
وبعد إعلان ترامب عن إنشاء «القوة الفضائية»، أشار ماتيس في رسالة بعثها البنتاغون إلى الجهات المعنية، بوضوح إلى أن إنشاء مثل هذه القوة «له آثار غير محسوبة على العمليات الاستخباراتية للقوات الجوية والجيش ومشاة البحرية والبحرية».
وتصاعد الخلافات أكثر في كانون الثاني/ يناير عندما أمر ترامب ماتيس بإنهاء السماح لأفراد عائلات القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية بمرافقتهم خلال عمليات النشر. لكن ماتيس وبمساعدة رئيس هيئة الأركان الأمريكي جون كيلي، أوقف تنفيذ هذا التوجيه، ما أدى إلى غضب ترامب.
وكان ترامب قد قال مراراً وتكراراً إنه يريد التوقيع على أمر بإلغاء مرافقة أفراد أسر الجنود الأمريكيين إلى كوريا الجنوبية.
وعندما سئلت «أن بي سي نيوز» المتحدثة باسم البنتاغون، دانا وايت، عن تعليقها على تصاعد الخلافات بين ترامب وماتيس، قالت «هذه سذاجة خالصة».
وبالنيابة عن البيت الأبيض، علق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، غاريت ماركيز، على التقرير قائلاً إن ذلك هو أمر سخيف.

مسؤولون أمريكيون: ترامب سئم من تصاعد خلافاته مع ماتيس وأخرج البنتاغون من حلقة اتخاذ القرار
اختلاف رؤيتهما حول قضايا متعلقة بكوريا وإيران
محمد المذحجي

تأمّلات في الانتخابات التركية

Posted: 26 Jun 2018 02:25 PM PDT

ثمة طريقتان للنظر إلى الانتخابات التركية التي جرت يوم الأحد الماضي: الأولى هي مقارنتها بالانتخابات الصورية المعتادة في معظم البلدان العربية، وقد كانت الانتخابات الرئاسية المصرية هذا العام نموذجها الأبرز خلال السنوات الأخيرة. يعتمد هذا المنظار أنصار رجب طيب أردوغان في المنطقة العربية، ولاسيما جماعة الإخوان المسلمين الذين تبنّى الزعيم التركي قضيتهم إلى حد رفعه أربعة أصابع في المهرجانات (إشارة إلى المجزرة التي وقعت في ميدان رابعة العدوية في القاهرة في آب/أغسطس 2013). وحيث لا جدال ممكن في أن الانتخابات التركية أكثر ديمقراطية ونزاهة من مثيلاتها العربية، يتغنّى أنصار أردوغان العرب بفوزه، مصوّرين حكمه كمرادف عصري لحكم هارون الرشيد.
أما الطريقة الأخرى للنظر إلى الانتخابات التركية، فهي مقارنتها بما يجب أن تُقاس به أي انتخابات، ألا وهو معايير الديمقراطية الانتخابية بوجه عام، كما تتجلّى في الانتخابات التي تشهدها الدول التي لا تشكيك في احترامها لتلك المعايير، وهي لا تقتصر على الدول الغربية، بل تشمل دولاً في شتى القارات (جنوب أفريقيا وسريلانكا وكوريا الجنوبية والتشيلي، على سبيل المثال لا الحصر). أما أن تقتصر المقارنة على أسوأ النماذج التي اعتدنا إليها في المنطقة العربية فأمرٌ ينمّ عن ازدراء بشعوبنا، وكأنها لا تستحقّ سوى ديمقراطية محدودة لسبب ما، غالباً ما يعزوه الفكر «الاستشراقي» إلى الدين.
والحال أن تركيا قبل سنوات قليلة، كانت مع ماليزيا والسنغال بين الدول التي تُضرب مثلاً في دحض القول المُغرض بأن الإسلام يتعارض مع الديمقراطية، وكأنّ الديمقراطية حلّت في أي مكان بفضل دينٍ ما. أما مرادف مثل هذا التفكير لدينا فيقوم على اتهام نقّاد نظام أردوغان الغربيين بأنهم معادون للإسلام، وكأنّ أخصام أردوغان الأتراك (وبينهم حزب السعادة الإسلامي) ينتمون إلى ديانة أخرى، وكأن نقّاد بوتين الغربيين من أخصام المسيحية الأرثوذكسية ونقّاد رودريغو دوترتي الفيليبّيني من أعداء الكاثوليكية!
في الحقيقة، ومن منظار معايير الديمقراطية الانتخابية بوجه عام، لا بدّ لمن لا يعميه الانحياز إلى الزعيم التركي من أن يلاحظ أن تركيا في السنوات الأخيرة أخذت تنزلق بزعامته إلى نمط سياسي بات يبتعد عن النماذج الأوروبية، التي كانت تركيا تحتذي بها في العقد الأول من هذا القرن بقيادة أردوغان نفسه، نمط يقترب تدريجياً من مساوئ الأنظمة العربية، وإن كان لا يزال بعيداً عن مستوى استبداد هذه الأخيرة. ومن بين أسطع الأدلّة على انحطاط الديمقراطية في تركيا عدد الصحافيين االمسجونين فيها، إذ أن تركيا بلغت المرتبة العالمية الأولى في هذا المجال، وكان يقبع في سجونها في نهاية العام المنصرم 73 صحافياً، أي أكثر مما في الصين (41) وفي مصر (20) وهما في المرتبتين الثانية والثالثة.
وقد تسارع الانزلاق السلطوي في تركيا مع انتهاز أردوغان فرصة الانقلاب الفاشل ضده في صيف 2016 ليقوم بزجّ حوالي خمسين ألف شخص في السجون (هل شهد التاريخ محاولة انقلابية، وهي عملية سرّية بالضرورة، تورّط فيها خمسون ألف شخص؟!) وتسريح ما يزيد عن مئة ألف شخص من وظائفهم. والأخطر هو أن أردوغان، الذي قد يكون القصر الرئاسي ذو الألف ومئة وخمسين غرفة الذي شيّده في أنقرة خير تعبير عن توجهه نحو ذلك العرض المتفشّي بين الحكّام العرب، أردوغان إذاً سعى في المرحلة الأخيرة إلى إرساء تركيزه للسلطات بين يديه في الدستور، بحيث منح نفسه سلطات تفوق بدرجات تلك التي يتمتّع بها الرئيس في النظامين الجمهوريين السلطويين الروسي والمصري.
أما الطريف في هذا المنزلق، فهو أنه يحصل وشعبية أردوغان وحزبه في تراجع بدل أن تكون في تصاعد وفي مستوىً عالٍ يخولّه الادّعاء بأنه يلبّي رغبات شعبه. فلو قارنّا تركيا بالبلدين المذكورين، لتحتّم الإقرار بتمتّع فلاديمير بوتين بشعبية أعظم بكثير في روسيا، وإن صحّ أن شعبية حاكم ما أياً كانت ليست بمبرّر للحكم السلطوي. ولتحتّم كذلك الإقرار بأن شعبية عبد الفتّاح السيسي كانت مرتفعة للغاية في عامي 2013 و2014 اللذين أرسى خلالهما حكمه السلطوي. أما أردوغان فمن المفارقة أنه يسير في تحقيق طموحه السلطوي بينما لم يحصل سوى على 52.5 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وهي نسبة تضفي شرعية أكيدة على حكمه، لكنّها لا تشكّل أرضاً صلبة لحكم سلطوي على غرار الشعبية التي يتمتّع بها الرئيس الروسي. وللتذكير، فقد حصل هذا الأخير على 76.7 بالمئة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في روسيا في شهر آذار/مارس الفائت.
وتأتي النتيجة التي حصل عليها أردوغان في انتخابات الأحد الماضي إثر تمرير مشروعه الدستوري السلطوي في العام الماضي بأغلبية لم تبلغ سوى 51.4 بالمئة، وهي محدودة جداً لإضفاء ما يكفي من القبول الشعبي طويل الأمد على مثل ذلك المشروع. ولو قارنّا النسبة التي حصل عليها الزعيم التركي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة والنسبة المماثلة (51.8 بالمئة) التي حصل عليها في الانتخابات الرئاسية السابقة في عام 2014، لو قارنّاهما بالنسبة الأكثر ارتفاعاً بكثير التي حصل عليها سلفه عبدالله غول في الانتخابات الرئاسية لعام 2007 (فاقت آنذاك 80 بالمئة من المقترعين!)، لأدركنا مدى تراجع شعبية أردوغان. والحال أن حزبه بعد أن حصل في الانتخابات البرلمانية الثانية (الإعادة) لعام 2015 على نسبة 49.5 بالمئة من الأصوات، لم ينَل في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الأحد الماضي بتزامن مع الرئاسية سوى نسبة 42.5 بالمئة، حسب الأرقام المتوفرة عند كتابة هذه الأسطر.
إن الديمقراطية السليمة هي التي تقوم على السعي وراء أوسع إجماع في المجتمع وليس على فرض مشيئة أكثرية ضئيلة على أقلية تناهز نصف الشعب. هذا النمط الأخير يسمّيه علم السياسة «استبداد الأغلبية»، وهو نمط يولّد توتّرات حادة تنذر بعواقب وخيمة. وهو عين ما يمارسه أردوغان، ومما يزيد في خطورة الأمر أن الزعيم التركي استعاد الأغلبية بعد فقدانها في الانتخابات النيابية الأولى لعام 2015 بواسطة حملة تهييج قومي، كان أحد أركانها عقد تحالف مع أقصى اليمين القومي التركي، وهو التحالف الذي حافظ أردوغان بواسطته على الأكثرية النيابية (التي لم يعد حزبه يتمتّع بها بمفرده). هكذا ينتسب أردوغان إلى ظاهرة صعود التعصّب القومي المرفق بالتوجّه السلطوي، أي الظاهرة عينها التي ينتمي إليها دونالد ترامب وعدد من زعماء أوروبا الشرقية، وبعض المشاركين في حكم إيطاليا والنمسا ودوترتي الفيليبّيني وناريندرا مودي الهندي. وهي أسوأ وأخطر موجة قومية يمينية عرفها التاريخ منذ مرحلة ما بين الحربين العالميتين التي شهدت صعود الحكمين الفاشستي في إيطاليا والنازي في ألمانيا وأمثالهما في دول أوروبية أخرى. ولا علاقة للدين بهذه الأمور.

٭ كاتب وأكاديمي من لبنان

تأمّلات في الانتخابات التركية

جلبير الأشقر

الفلسطينيون وترامب… نهاية عصر

Posted: 26 Jun 2018 02:25 PM PDT

في مقابلة منحها جارد كوشنير لصحيفة «القدس» المقدسية أوضح مستشار ترامب الكبير بأنه إذا كان رئيس السلطة الفلسطينية ومحيطه سيواصلان الجلوس جانبا، فسيتم تحريك المبادرة الأمريكية بدونهما أيضا. وشدد على الحاجة إلى خلق آلية شعبية، تحرك القيادة نحو حل يؤدي إلى «رفاه اقتصادي وكرامة فلسطينية».
في المسودة الموجزة التي بسطها كوشنير، شرح بأنه في ضوء الجمود في السنوات الماضية، يعرض الأمريكيون على الفلسطينيين صيغة اقتصادية ـ إقليمية خارقة للطريق، تستند إلى إعطاء حوافز للدول العربية وعلى رأسها الاردن ومصر، التي تعاني من الإفلاس. وهذه الدول تؤثر بدورها على الاقتصاد الفلسطيني وتساهم في وضع السياسة عبر حل إقليمي.
دعا كوشنير جماهير الفلسطينيين للضغط على قيادتهم للخروج من الجمود والعمل ضد الإرهاب. وشدد على ان المسجد الأقصى في الحرم سيكون مفتوحاً لكل المؤمنين (بشكل ضمني: سيادة إسرائيل)، ووعد بأن الادارة ستعرض «حلولا مشرفة» تكون مقبولة أيضاً من باقي الشعوب العربية. ومن ربط خطوط المسودة الإقليمية التي عرضها كوشنير في المقابلة، تنشأ رؤية اقتصادية وتكنولوجية تتجاوز حدود مناطق النفوذ على «فلسطين» المستقبلية، بتعاون إسرائيل (في حدود آمنة) وفي تحريك اقتصادي من «العم سام».
في هذه الخطة الاولية، القابلة للتحقق أيضاً من دون مشاركة القيادة الفلسطينية الحالية، ستدار بلدات المحيط الغزية في «فلسطين عظيمة الكرامة» ـ مثلما كان حتى 1967 ـ مع توجه اقتصادي مصري، في ظل عزل حماس والتطلع إلى تغييرها. أما مناطق السامرة ويهودا التي تحت سيطرة فلسطينية، بالمقابل، فتدار وفقا لخريطة مصالح فلسطينية ـ أردنية اقتصادية مشتركة.
قصة الغرام الثلاثية، التي أدارها الفلسطينيون مع إدارة أوباما ومع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، فيدريكا موغريني، وعدت أبو مازن بالجبال والتلال على حساب إسرائيل، وأدت إلى تصليب مواقفه. ووفرت احتفالات الامم المتحدة للفلسطينيين تنديدات لا حصر لها بإسرائيل، وطورت هذيانات بأن للتو ستهزم دولة إسرائيل تحت ضغط الامم وتتنازل عن ذخائرها الأمنية والقومية.
الويل لناشر التوقعات. ففي البيت الابيض يسكن اليوم رئيس متصلب، لا يسلم نفسه بسهولة للتلاعبات الفلسطينية، وفي الامم المتحدة تجلس سفيرته، نيكي هيكي، التي تؤيد مواقف إسرائيل.
في أوروبا أيضاً تجري تعديلات: دول الاتحاد الاوروبي توجد على شفا إفلاس، تخضع لاغراق إسلامي، وضغطها على إسرائيل ليس قويا كما كان في الماضي. من الدول العربية، الخصم الماضي لإسرائيل، والتي نجت من أمطار «الربيع العربي» السنّي، استيقظت على كابوس النووي الشيعي ـ الإيراني، وهي تجد في إسرائيل وفي الولايات المتحدة شريكتين استراتيجيتين للدفاع الاقليمي.
في الوقت الذي تنشغل فيه ادارة ترامب في بلورة صفقة للسلام الاقليمي، تسرق أوراق أبو مازن: أكاذيب الرواية الفلسطينية تخرج من الكيس، وسياسة الاستنزاف والربط التي اتخذها ـ بمرافقة إرهاب ادعى بأنه «مقاومة شرعية» ـ تتحطم على أرض الواقع. فلقاء ابو مازن الاخير مع ترامب، ومسرحية الرعب لكوشنير في صحيفة «القدس»، هي صفعة رنانة على وجه الفلسطينيين. ليس هكذا تبنى الدولة.

روبين باركو
إسرائيل اليوم 26/6/2018

الفلسطينيون وترامب… نهاية عصر
تنشغل إدارته في بلورة صفقة للسلام الإقليمي بتوجيه صفعة لهم
صحف عبرية

 نزاع الصحراء بين تدخل الأفارقة ورفض المغرب لخروجه عن الأمم المتحدة

Posted: 26 Jun 2018 02:24 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: تصدرت قضية الصحراء الغربية الموضوعات التي كثر النقاش حولها أمس خلال الدورة ال 36 للجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الافريقي الممهدة لاجتماع وزراء خارجية الدول الافريقية المحضر لقمة الاتحاد الافريقي الـ 31 المقررة في نواكشوط الأحد المقبل.
وأعرب خبراء ومسؤولون في اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي حاضرون في نواكشوط في توضيحات خاصة لـ «القدس العربي» أمس على هامش اجتماعات الممثلين الدائمين، عن «تخوفهم من ردود أفعال مختلف الأطراف أثناء عرض قضية الصحراء على قمة نواكشوط نظراً لرفض المغرب تدخل الاتحاد الإفريقي فيها وحرصه على بقاء ملفها تحت مظلة الأمم المتحدة».
ويرى المغاربة، حسبما أكده الخبراء «أن دولا إفريقية عديدة غير محايدة في موقفها من هذه القضية حيث يصطف العديد منها، حسب رأيهم، مع جبهة البوليساريو في طروحاتها الاستقلالية التي يعتبرها المغرب انفصالية».
وللتحضير الدقيق لمجريات مناقشة ملف الصحراء على مستوى القمة الإفريقية وتنسيق ذلك مع جهود الأمم المتحدة، تابع هورس كوبلر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية أمس في نواكشوط مباحثاته مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ووزير الخارجية اسماعيل الشيخ أحمد، وكذا مع فاكي محمد رئيس لجنة الاتحاد الافريقي الموجود حاليا بنواكشوط.
وتركزت هذه المباحثات حسبما أكده مقربون من المبعوث الخاص، حول «إحداث تكامل بين أدوار الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في معالجة هذا الملف»، كما شملت «معرفة الأوضاع في الصحراء الغربية، وسبل التقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة كما جاء في نص القرار 2414 (2018) الذي اعتمد أخيراً.
ويعمل هورست كولر على تنفيذ أهم توصية في قرار مجلس الأمن الأخير 2414، وهي التوصية التي تدعو إلى إحياء مسار المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، بعد توقفها سنة 2012.
وتأتي جولته الحالية في شبه المنطقة والتي شملت الجزائر والمملكة المغربية ومخيمات الصحراويين أياما قليلة قبل القمة الأفريقية المقررة في نواكشوط مستهل شهر يوليو/تموز المقبل والتي ستشهد تقديم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد تقريراً خاصاً عن ملف الصحراء الغربية.
ويتساءل معظم المهتمين بهذا الملف عما إذا كان الاتحاد الأفريقي سينضم لصالح الأمم المتحدة للمساهمة في ترسيخ القناعة لإدراك الحل رغم رفض المغرب لانعقاد الولاية له، وتشاطره في ذلك فرنسا، وروسيا، وهما دولتان تملكان حق النقض «الفيتو» داخل مجلس الأمن؟ أم أن محاولات التدخل الأفريقي مجرد خطوات أفريقية لنزع الاختصاص من الأمم المتحدة؟ أم مناورة جماعية بين الأمانة العامة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي لاستصدار تنازلات وتسريع إجراءات الحل؟
ونجحت مجموعة من الدول الأفريقية، في إطار منظمة الوحدة الأفريقية، وفي ظل انسحاب المغرب منها عام 1984، وبتعاون مع الأمم المتحدة، في توقيع المملكة والبوليساريو على وقف إطلاق النار واحترامه، ومصادقة مجلس الأمن عليه بمقتضى القرار 690 بتاريخ 29 أبريل/نيسان 1991، وبسط الأمم المتحدة سلطتها على الملف.
وبدأ الاتحاد الأفريقي منذ 2014، يتدخل في نزاع الصحراء، باهتمامه بحقوق الإنسان في الصحراء، ومطالبته بتوسيع مهام بعثة «المينورسو» لتطال مراقبتها.
وفي عام 2014، عمد الاتحاد إلى تعيين خواكيم شيسانو، الرئيس السابق لموزنبيق، مبعوثا خاصا لأفريقيا مكلف بملف الصحراء، واتخذ قراراً برفضه تنظيم المغرب لأنشطة ذات بعد دولي بالصحراء، بادعاء أنه إقليم متنازع عليه، وبخاصة رفضه تنظيم أشغال المنظمة السويسرية «كرانس مونتانا» في مدينة الداخلة سنة 2015، بالإضافة إلى توجيهه عدة دعوات ومراسلات إلى مجلس الأمن لتحديد موعد ثابت للاستفتاء.
وآخر قرار استقر عليه نظر الاتحاد الأفريقي هو رفضه استغلال المغرب للموارد الطبيعية في الإقليم، ودعوة البرلمان الأفريقي الدول أعضائه إلى إغلاق مكاتب الشركات التي تتعامل معه بخصوص الموارد الواردة من إقليم الصحراء.
ويقول صبري الحو الخبير المغربي في القانون الدولي «أن لا مراء أن للقرارات الصادرة عن الاتحاد الأفريقي وقعاً كبيراً لدى الجهات المخاطبة بها، لأنها تتخذ بمبدأ التوافق، وهذه الصيغة والطريقة في المصادقة على القرارات تظْهِرُ الصف الأفريقي قويا ومتماسكا، وموحدا سياسيا، بصرف النظر عن عدم اختصاصه، لعدم وجود المغرب من داخله، أو بسبب وضع الأمم المتحدة يدها على القضية».
«وبعد تحقق عودة المغرب وحصوله على عضوية الاتحاد الأفريقي، يضيف الخبير صبري، أصبح كل أطراف النزاع، المباشرين المغرب والبوليساريو، والملاحظين، الجزائر وموريتانيا، يحتضنهم الإطار المؤسسي الأفريقي نفسه، فإن إمكانية عودة الاتحاد الأفريقي للعب دور أساسي ورئيسي لحل نزاع الصحراء تبقى قائمة، وسيستفيد الاتحاد من وسائل إضافية، منها وجود النزاع في القارة الأفريقية، ومنها أن أطراف النزاع أفارقة».
«هذه الفرضية، يقول الخبير، تبقى رهينة بإرادة أطراف النزاع، فالمغرب رجع إلى أفريقيا لعلاج أوجاع تدخل الاتحاد في النزاع دون اعتبار لحقوقه ومصالحه، وطموحه منصب على ترجيح الكفة الأفريقية لصالحه، وخلق ائتلاف كبير لدول أفريقية تؤيد مبادرته بالحكم الذاتي من داخل الاتحاد الأفريقي، ومحاولة إجراء تغيير في نظرة الاتحاد الأفريقي للنزاع، التي تدور حول تقرير المصير، وهي الرؤية نفسها التي يتقاسمها مع الجمعية العامة للأمم المتحدة، واللجنة الرابعة، لجعلها مرتبطة بالأمن والسلم الأفريقيين، لتطابق وتتلاءم مع نظرة مجلس الأمن، الذي ينظر إلى النزاع بكونه مرتبطا بالسلم والأمن العالميين».
وأضاف «وفي مقابل هذا الطموح المغربي فإن الجزائر وجنوب أفريقيا تدركان طبيعة ضعف البدايات بشكل عام، بما فيها بداية العودة المغربية إلى الاتحاد الأفريقي، إذ يُفْتَرَض في المغرب أنه يفتقد إلى القوة والنجاعة الآنية داخل أجهزة الاتحاد الأفريقي المتعددة، وغايتهما استغلال هذه المرحلة، وممارسة ضغط شديد على المغرب، في محاولة لصدها عن اللحاق بهدفها الأساسي ولوج الأجهزة التقريرية للاتحاد الأفريقي، للتمكن من تحويل عودتها فعالة وقادرة على إجراء تغيير في عقيدة أعضاء الاتحاد لصالحها، بتغيير قناعة مجموعة من الدول الأفريقية ضد البوليساريو».
وقال: «هذه النية والرغبة الأفريقية في الدخول كطرف معني في عمليات البحث عن حل، والمؤكدة في القمة الأخيرة المنعقدة في أديس أبابا، والتي يتقاسمها معه المبعوث الشخصي الجديد هورست كوهلر، قد تبقى حبيسة الأماني، أو شرارة لتوتر جديد بين المغرب والمبعوث الجديد، لأن المغرب كطرف أساسي، وبجانبه الدول العظمى وذات الحق في النقض لا تنظر بعين الرضا للمزاحمة التي يريد الاتحاد الأفريقي فرضها».
واختتم الخبير صبري الحو تحليله قائلاً: «لا شك أن نزاع الصحراء وصل مرحلة مفصلية ودقيقة تذكر بسيناريوهات البدايات، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فكما أن الحرب كانت سببا لتكوين لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية بشأن النزاع، والتي اهتدت برضا وقبول الأطراف إلى نقل النزاع أمام الأمم المتحدة ووقف الحرب، فإن سنوات السلم الطويلة، وتعقيدات السياسة، وعراقيل الساسة، وتدخلات بعض القوى الإقليمية والدولية حالت دون إدراك الوفاق والاتفاق السياسي لحل النزاع».

 نزاع الصحراء بين تدخل الأفارقة ورفض المغرب لخروجه عن الأمم المتحدة
من القضايا الشائكة المعروضة على القمة الافريقية الأحد المقبل

محسن النابتي: حكومة الشاهد فقدت سندها السياسي وأصبحت «مفروضة» على التونسيين من الخارج

Posted: 26 Jun 2018 02:24 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : قال محسن النابتي الناطق باسم حزب «التيار الشعبي» والقيادي في «الجبهة الشعبية» إن حكومة يوسف الشاهد تتلقى دعما خارجيا (لم يحدد مصدره) يطيل في عمرها ويحوّلها إلى «حكومة أمر واقع» بعدما فقدت سندها السياسي في تونس. كما أشار من جهة أخرى أن الترويج لـ»شائعة» انقلاب لطفي براهم هو دليل على الانهيار الأخلاقي للطبقة السياسية في تونس.
ونفى – من جهة أخرى – ما تداولته وسائل إعلام حول وجود «نية» لدى الأحزاب السياسية المكونة لـ»الجبهة» لتحويلها إلى حزب سياسي، مشيراً إلى أن الأمر لا يتعدى «مبادرة» تقدم بها بعض المستقلين داخل «الجبهة» ولم يتم تبنيها من قبل بقية المكونات. كما اعتبر أن الانتخابات البلدية ستشكل فرصة جيدة لـ»الجبهة الشعبية» لتأكيد قدرتها على إدارة السلطة والنجاح فيها.
وقال النابتي في حوار خاص مع «القدس العربي»: «الجبهة الشعبية هي الطرف الوحيد الذي لم يصوت لحكومة يوسف الشاهد ولم يعتبرها حكومة وحدة وطنية، وقلنا إن مصيرها ونتائجها ستكون أسوأ من حكومة الحبيب الصيد، وهذا ما أثبتته التجربة، فاليوم حكومة يوسف الشاهد هي بمثابة حكومة أمر واقع على التونسيين، إذ لم يعد لها أي سند سياسي، حتى اتحاد الشغل الذي شارك في وثيقة قرطاج واحد وساهم في هذه الحكومة، يرغب برحيلها، كما أن الحزب الحاكم وحزب رئيس الحكومة سحب الثقة من هذه الحكومة، ومع ذلك فالحكومة ما زالت مستمرة، فهذا ذروة العبث السياسي الذي وصل إليه المشهد التونسي اليوم. والأخطر من ذلك هو التدخل الخارجي السافر عبر دعم الحكومة على حساب التونسيين وقواهم الوطنية والسياسية، وهذا أمر خطيراً جداً على مستقبل العملية السياسية في تونس».
وأضاف: «أغلب الأطراف السياسية في تونس تطالب برحيل يوسف الشاهد، في حين أننا نطالب برحيل الشاهد وخياراته السياسية والتي هي خيارات الائتلاف الحاكم (نداء تونس والنهضة) وخاصة في ما يتعلق بسياسات التقشف التي فرضها علينا صندوق النقد الدولي، وقانون المالية الذي عارضناه مراراً، وقد تسبب منذ المصادقة عليه بزيادة يومية تقريبا في المواد الاستهلاكية وانهيار القدرة الشرائية لدى التونسيين. فرحيل الحكومة ومجيء أخرى بنفس السياسات لن يغير شيئا بل قد يزيد الوضع الاجتماعي والاقتصادي سوءاً. فالمشكلة ليست في الأسماء بل في السياسات المُتبعة».
وكان موقع «موند أفريك» الفرنسي كشف عن اجتماع «سري» قال إنه جمع بين وزير الداخلية التونسي المعزول لطفي براهم، ورئيس المخابرات الإماراتي في جزيرة «جربة» جنوب شرق تونس، نهاية شهر أيار/مايو الماضي، لمناقشة سيناريو مشابه لـ «الانقلاب الطبي» الذي نفذه الرئيس السابق زين العابدين بن علي على الحبيب بورقيبة.
إلا أن براهم فنّد هذا الأمر نافياً لقاءه برئيس المخابرات الإماراتية في جزيرة جربة، كما أشار إلى أن زيارته للسعودية تمت بعلم رئيسي الجمهورية والحكومة، مشيراً إلى أنه سيقاضي الموقع الفرنسي المذكور.
وعلّق النابتي على ذلك بقوله «حين تنهار المنظومات السياسية وتلجأ للتعامل بشكل مافيات وقطاع طرق يصبح المشهد السياسي بهذا الشكل. نحن نسمع بموضوع الانقلاب منذ زيارة وزير الداخلية السابق إلى السعودية، فهل يُعقل لوزير يريد القيام بانقلاب أن يسافر بطائرة خاصة بشكل مُعلن ويقابل الملك السعودي وتُنشر صورتهما في وسائل الإعلام؟ فلو كانت الانقلابات تُرتب بهذا الشكل لما حصل انقلاب في التاريخ العسكري للعالم كله».
وأضاف «عموما هذا الرجل ما زال طليقا، فإذا كان متورطا بمحاولة انقلابية فيجب إيقافه ومحاسبته، وإذا كان ذلك مجرد شائعات تدخل في إطار تصفية حسابات سياسية باستعمال أدوات خارجية، فيجب محاسبة الأطراف التي روّجت لهذه الأخبار غير الصحيحة».
وكانت وسائل إعلام تحدثت عن وجود مبادرة كبيرة لتوحيد الجبهة الشعبية وتحويلها إلى حزب سياسي واحد يستوعب جميع مكوناتها اليسارية والقومية.
وأوضح النابتي هذا الأمر بقوله «هناك بعض المستقلين في الجبهة الشعبية قدّموا مبادرة في هذا الاتجاه، ولكن بالنسبة للأحزاب المشكلة للجبهة (يسارية وقومية) فإن هذا الأمر غير مطروح في الوقت الراهن، فالجبهة هي لقاء سياسي وانتخابي أملته ضرورات البلاد منذ 2013، ونحن كتيار شعبي نعتقد أنها (توحيد الجبهة) قفزة غير مضمونة العواقب نظراً لأن أغلب الأحزاب المكونة للجبهة متنوعة إيديولوجيا ولا يمكن توحيدها في حزب واحد بالطريقة الكلاسيكية المتعارف عليها، والمطلوب الآن هو تطوير أداء الجبهة الشعبية وتمكين بعض المؤسسات وخاصة الإعلامية وبعض مراكز التفكير الاستراتيجي وإعطاء دور أوسع للشباب والمرأة داخلها، وخلق مؤسسات أكثر لتوفير المزيد من الكفاءات التي ستدعم الجبهة برؤى اجتماعية وفكرية جديدة».
وحول التحالفات التي تقوم بها الجبهة في إطار العمل على تشكيل المجالس البلدية، قال النابتي «إلى حد الآن العملية (تشكيل المجالس البلدية) تمر بشكل جيد رغم بعض الصعوبات والتجاوزات، ولكن في النهاية لا بد من توزيع المهام وتشكيل المجالس البلدية. عموما التحالف بين النداء والنهضة مستمر حاليا في بعض البلديات وخاصة الكبيرة، والجبهة الشعبية حصلت حتى الآن على 6 رئاسات بلدية من خلال تحالفات مع بعض القائمات المستقلة، وأعتقد أنه يمكنها الحصول على عدد معقول من الرئاسات إضافة إلى دعمها لبعض القائمات المستقلة. المطلوب من مستشاري الجبهة ليس فقط الحصول على رئاسة البلديات أو لجنة مهمة فيها، وإنما خلق النموذج الوطني التقدمي في إدارة الشأن العام، لأن الجبهة الشعبية جربها التونسيون في المعارضة حيث أدت دوراً متميزاً، ولكن لم يجربوها في السلطة، لذلك فعلى الجبهة الشعبية أن تثبت للناس أنها بإمكانها مسك السلطة وإدارتها بشكل جيد والنجاح فيها».

محسن النابتي: حكومة الشاهد فقدت سندها السياسي وأصبحت «مفروضة» على التونسيين من الخارج
«الترويج لشائعة الانقلاب هو دليل على الانهيار الأخلاقي للطبقة السياسية في البلاد»
حسن سلمان

عشرات الإصابات في مواجهات حول «مقام يوسف» شرق نابلس والاحتلال يشنّ حملة اعتقالات واسعة في القدس

Posted: 26 Jun 2018 02:23 PM PDT

رام الله – «القدس العربي: أصيب العشرات من الفلسطينيين في مواجهات عنيفة اندلعت شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بعد اقتحام مئات المستوطنين لـ»مقام يوسف»، ومخيم بلاطة المحاذي، فيما شنت قوات الاحتلال حملات اعتقال واسعة، تركزت معظمها في مدينة القدس المحتلة.
وقالت مصادر محلية إن مواجهات حامية اندلعت فجر أمس، عندما تصدى أهالي نابلس لمئات المستوطنين خلال اقتحام لمنطقة «مقام يوسف» بحراسة مشددة من قوات الاحتلال. واستخدمت قوات الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، ضد المتظاهرين، في مسعى لتسهيل عملية الاقتحام الكبيرة للمستوطنين. وأسفرت المواجهات عن إصابة نحو 50 فلسطينيا أحدهم صحافية، ومن بينهم من أصيب بالرصاص الحي والمطاطي، وآخرون بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وذكرت المصادر المحلية، أن قوات الاحتلال التي داهمت المدينة من أجل حماية المستوطنين، أطلقت النار على مركبة لأحد السكان، خلال سيرها في أحد شوارع المدينة، ما  أدى إلى إصابته ونجله بجراح في منطقة اليد والكتف.
وشهد مخيم بلاطة شرقي نابلس أيضا مواجهات أخرى حين تصدى الشبان لعملية اقتحام واسعة النطاق، نفذها جيش الاحتلال بأعداد كبيرة. وتخللت عملية الاقتحام والمداهمة لمدينة نابلس والمخيم وبعض البلدات القريبة، عمليات تفتيش واسعة للمنازل، واعتقال سبعة، بينهم مواطن أعتقل بعد إصابته بالرصاص الحي في منطقة القدم.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال شابا من منطقة الجديدة جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، خلال مروره على حاجز عسكري،  كما اقتحمت مخيم نور شمس في طولكرم شمال الضفة، ما أدى إلى وقوع مواجهات مع الشبان.
وشنت قوات الاحتلال وأجهزة الأمن الإسرائيلية، حملة اعتقالات واسعة في مدينة القدس شملت 14 فلسطينيا 12 منهم من مخيم شعفاط وسط المدينة المحتلة، واثنان من بلدة الرام شمالا. وحسب مصادر في المدينة، فإن عملية الاقتحام تخللها قيام قوات الاحتلال بتفجير أبواب محلات تجارية واقتحام شقق سكنية.
واعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا من بلدة الظاهرية التابعة لمحافظة الخليل جنوب الضفة، ونصبت برجا عسكريا في أراضي المواطنين شرق المدينة، القريبة من مستوطنة «خارصينا»، بعد أن كانت قد أقامت هناك أربعة بيوت متنقلة للمستوطنين.
وذكرت مصادر أمنية أن قوات الاحتلال اعتقلت فلسطينيا، بعد تفتيش منزله، تخلله تخريب محتوياته.
في السياق قامت قوات الاحتلال بنصب عدة حواجز عسكرية على مداخل مدينة الخليل الشمالية والجنوبية، ومداخل بلدتي سعير وحلحول، وأوقفت السيارات، وفتشتها، ودققت في بطاقات راكبيها، ما تسبب في أزمة مرورية.
وطردت قوات الاحتلال أمس 16 عائلة فلسطينية، مكونة من 103 أفراد، تسكن في خربة «حمصة الفوقا»، في الأغوار الشمالية، بحجة التدريبات العسكرية، وسبق أن طردت قوات الاحتلال تلك العوائل أكثر من ثلاث مرات خلال الشهرين الماضيين.
وواصلت سلطات الاحتلال عمليات هدم المنازل الفلسطينية في الضفة الغربية بحجة عدم الترخيص، وقامت جرافات تابعة لبلدية الاحتلال في القدس تحرسها قوة عسكرية معززة، بهدم منزل يقع في حي بيت حنينا شمال المدينة المحتلة، ومنعت قوات الاحتلال خلال العملية الصحافيين من الاقتراب من المكان، بعد ان فرضت طوقا عسكريا على المنطقة.
جاء ذلك بعدما أجبرت قوات الاحتلال عوائل من بلدتي سلوان وصور باهر في القدس المحتلة، بهدم ثلاثة منازل بعد تفريغها من الأثاث، بحجة البناء دون ترخيص، وذلك تفاديا لدفع غرامة مالية كبيرة.
وكانت جرافات وآليات الاحتلال قد نفذت عمليات هدم وتجريف واسعة في قرية حزما شمال شرق مدينة القدس، شملت أربعة مشاتل زراعية، ومحجرين ومحلا تجاريا.
يشار إلى أن أكثر من 70 مستوطنا متطرفا قاموا يوم أمس، تحت حماية من جنود الاحتلال، باقتحام جديد لباحات المسجد الأقصى، فرض جيش الاحتلال خلالها قيودا مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين للحرم.
وأدانت كل من وزارتي الإعلام، والخارجية الفلسطينيتين «استمرار الهجمة الإرهابية للمستوطنين» على مقدسات وممتلكات الشعب الفلسطيني، بتشجيع وحماية من حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

عشرات الإصابات في مواجهات حول «مقام يوسف» شرق نابلس والاحتلال يشنّ حملة اعتقالات واسعة في القدس

كير ومشار يتفقان على «بعض النقاط» في مباحثات الخرطوم… وبوادر اتفاق اليوم

Posted: 26 Jun 2018 02:23 PM PDT

الخرطوم ـ «القدس العربي» ـ وكالات: أعلن مسؤولون سودانيون، أمس الثلاثاء، أن رئيس جنوب السودان سلفا كير وخصمه رياك مشار «اتفقا على بعض النقاط» في مباحثات سلام في الخرطوم، مشيرين إلى توقيع اتفاق بين الطرفين اليوم الأربعاء.
وذكرت السلطات السودانية أن الاتفاق سيوقع في القصر الرئاسي في الخرطوم دون مزيد من التفاصيل، فيما أوضح معسكر مشار أن المعارضة بحاجة إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى «اتفاق إطار».
وبعد أن ضاعف قادة شرق أفريقيا دعواتهم لإنهاء النزاع الدامي، بدأ كير ومشار، جولة مباحثات جديدة الإثنين في الخرطوم برعاية الرئيس السوداني عمر البشير.
وقال وزير الخارجية السوداني الدرديري أحمد للصحافيين إن «الرئيس سلفا كير والدكتور رياك مشار اتفقا على بعض النقاط في اجتماع مغلق مع الرئيس البشير»، مبيناً أن «التفاصيل ستعلن غدا» اليوم الأربعاء.
ودعا مجلس الإعلام الخارجي، ذراع وزارة الإعلام الذي ينسق التغطية الإعلامية، الصحافيين لحضور مراسم توقيع اتفاق بين الجانبين.
وأبلغ الصحافيين في رسالة على تطبيق «واتس أب» للرسائل القصيرة «الأطراف الجنوب سودانية ستوقع اتفاقا غداً (اليوم) الساعة التاسعة صباحا (السابعة ت. غ) في القصر الرئاسي. ندعو وسائل الإعلام للحضور والشهادة»، على الاتفاق.
لكن المتحدث باسم مشار قال إن المباحثات بين الطرفين لا تزال مستمرة.
وقال بوك بوث إن «حكومة السودان اقترحت توقيع الطرفين اتفاق إطار».
وتابع «لكن قائدنا رياك مشار طلب 48 ساعة لإبلاغ مجموعات المعارضة في جنوب السودان وأنصاره على الأرض».
وأكد أن «توقيع الاتفاق الإطار سيكون رهنا بتقدم المفاوضات».
وفشلت جولة أولى من المحادثات رعاها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي احمد في اديس أبابا الخميس، في تحقيق أي اختراق، فيما تواجه الفصائل المتحاربة مهلة نهائية للتوصل إلى حل لكي تتفادى التعرض لعقوبات تفرضها الأمم المتحدة.
والإثنين، استضاف البشير الخصمين بحضور الرئيس الأوغندي يويري موسفيني.
وقال كير لدى بدء الاجتماع بحضور البشير وموسيفيني «لقد جئت لكي نوقف هذه الحرب غير الضرورية في بلدنا على الفور، وآمل أن يكون الدكتور رياك مشار على استعداد لرؤية وجهة نظري».
أما مشار فأوضح في أول تصريحات للصحافيين منذ أكثر من عامين أن «هناك فرصة للسلام وهناك طريقة لتحقيق السلام».
وفي كانون الأول/ديسمبر 2013، اندلعت الحرب عندما اتهم كير نائبه آنذاك مشار بتدبير انقلاب عليه بعد عامين فقط من استقلال جنوب السودان عن السودان.
وأنهار في تموز/ يوليو 2016 اتفاق سلام أبرم في 2015 مع فرار مشار إلى جنوب أفريقيا، بينما حققت حكومة كير مكاسب عسكرية في وقت تشظت المعارضة.
واندلعت الحرب في البداية بين أكبر مجموعتين عرقيتين في جنوب السودان، الدينكا التي ينتمي إليها كير، والنوير التي ينتمي إليها مشار، وظهرت منذ ذلك الحين ميليشيات أصغر تتقاتل فيما بينها، ما يثير الشكوك بشأن قدرة الزعيمين على وقف الحرب.
وحصلت جنوب السودان التي تضم مزيجا واسعا من العرقيات على استقلالها من السودان في 2011 بعد حرب طويلة ودامية.
وألقى البشير كلمة خلال المباحثات، وجه خلالها بفتح الحدود مع جنوب السودان، لتسهيل حركة المواطنين والتجارة.
وخاطب أطراف النزاع بالقول «جهودنا مستمرة معكم إلى أن نصل إلى سلام حقيقي في دولة جنوب السودان، وسنقف معكم ولن نترك أي فرصة أو محاولة، لتحقيق السلام في بلدكم».
وتابع: «وجودكم في الخرطوم غير وجودكم في أي عاصمة أخرى».
وأشار إلى أن «الظروف الإنسانية للاجئين من دولة جنوب السودان سيئة، وسنعاملهم بصورة استثنائية، وندعمهم ونخفف من آلامهم».
ولفت إلى أن «الزعيم الحقيقي هو الذي يضحي من أجل شعبه، ولا زعامة لشخص يضحي من أجل مصالح وأهداف شخصية».
ووفق البشير، فإن «حجم أعداد الضحايا في الصراعات الأخيرة في دولة جنوب السودان فاقت كل الدماء التي أريقت في الحرب التي استمرت في جنوب السودان لأكثر من 20 عاما».
ومستدركا: «إذا لم نصل إلى سلام (في دولة جنوب السودان)، خلال أسبوعين في الخرطوم، ستجدوننا معكم في كل جولات التفاوض القادمة في أي مكان، من أجل المواطن بدولة جنوب السودان».
وفي نيسان/ أبريل الماضي، أعلن الاتحاد الأفريقي الانتهاء من بناء 3 معابر حدودية من أصل 10، بين السودان وجارته الجنوبية، لتسهيل حركة السلع والتجارة الحدودية، تنفيذاً لاتفاقيات التعاون المشترك.
وفي فبراير/ شباط الماضي، افتتح السودان معبر «جودة» الحدودي مع دولة جنوب السودان، لتنشيط التجارة الحدودية مع جنوب السودان.
واتفقت الخرطوم وجوبا، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على فتح 4 معابر (من أصل 10)، بعد اكتمال الإجراءات الفنية، بالتعاون مع أجهزة أمن الدولتين.
وفي 2011، أغلقت السلطات السودانية حدودها مع دولة جنوب السودان أمام حركة التجارة، على خلفية اتهامات وجهتها الخرطوم لجوبا بدعم وإيواء جماعات متمردة تحارب ضدها.

كير ومشار يتفقان على «بعض النقاط» في مباحثات الخرطوم… وبوادر اتفاق اليوم
البشير يوجّه بفتح الحدود بين بلاده وجنوب السودان

«المفوضية المصرية للحقوق والحريات» تطالب بالإفراج عن مؤسسة رابطة المختفين قسرياً

Posted: 26 Jun 2018 02:23 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: طالبت «المفوضية المصرية للحقوق والحريات»، أمس الثلاثاء، بإطلاق سراح حنان بدر الدين، المدافعة عن حقوق الإنسان، وعضو رابطة أهالي المختفين قسريا، التي تعرف في أوساط أهالي المختفين قسريا بـ«إيزيس» مصر الحديثة، نسبة إلى رحلة بحثها عن زوجها المختفي قسريا منذ 5 سنوات.
وحسب بيان للمفوضية، «تمثل حنان اليوم الأربعاء أمام القضاء لنظر تجديد حبسها احتياطيا بعد أن ظلت لأكثر من عام قيد الحبس الاحتياطي في قضية ملفقة بسبب بحثها عبر محافظات مصر وسجونها عن أي معلومة تدل على مكان أو مصير زوجها خالد محمد حافظ عز الدين المختفي قسريا منذ 27 يوليو 2013».
واعتقلت بدر الدين، يوم 6 مايو/ أيار 2017 من داخل سجن القناطر أثناء زيارتها لأحد المسجونين، فتم احتجازها داخل السجن لأكثر من 15 ساعة، وتم عرضها على نيابة القناطر الجزئية في القضية رقم 5163 لسنة 2017 التي أمرت بحبسها 15 يوما على ذمة التحقيق بتهمة الانضمام لجماعة محظورة وإدخال ممنوعات داخل السجن. ومنذ ذلك الحين وهي قيد الحبس الاحتياطي ويتم تجديد حبسها.
وبدر الدين إخصائية أشعة وتحاليل، متزوجة من خالد عز الدين المختفي قسريا منذ أكثر من 4 سنوات.
ويوم 27 يوليو/ تموز 2013 كان زوج حنان يشارك ا باعتصام احتجاجي في محيط النصب التذكاري في منطقة مدينة نصر، حيث وقعت اشتباكات ذلك اليوم بين أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي وقوات الأمن عرفت بأحداث المنصة. ورأت زوجها في التلفاز يعالج من إصابة بسيطة في موقع الاشتباكات فذهبت لتطمئن عليه ولم تجده هناك، ومنذ ذلك الحين وهي تبحث عنه في جميع الأقسام والمستشفيات وثلاجات حفظ الجثث والسجون ولم تجده.
والتقت بعد ذلك بعض أهالي المختفين قسريا وأسسوا سوياً رابطة أسر المختفين قسريا للبحث عن ذويهم المفقودين بعد تصاعد وتيرة تلك الظاهرة من قبل الأجهزة الأمنية.
إلى جانب استمرار حبسها الاحتياطي لأكثر من عام، تعاني بدر الدين من إهمال طبي داخل السجن، حيث أنها مصابة بمرض حمى البحر المتوسط والذي تنتج عنه نوبات متكررة من ارتفاع درجة الحرارة، وآلام في البطن والصدر، فضلاً آلام مفصلية وعدم القدرة على الأكل أو بلع أي شيء، وعدم القدرة على فرد الظهر والانحناء، كما أنها تعانى من التهاب أعصاب مفاصل يديها مما يجعلها غير قادرة على حمل أي شيء بيديها.
محامي بدر الدين كان قد تقدم في فبراير/ شباط الماضي بطلب إلى إدارة سجن القناطر لنقلها إلى مستشفى من أجل تلقي العلاج اللازم، لكن لم يتم الاستجابة بشكل كامل واكتفت إدارة السجن بإرسال طبيب السجن للكشف عليها.

«المفوضية المصرية للحقوق والحريات» تطالب بالإفراج عن مؤسسة رابطة المختفين قسرياً

بعيداً عن الأنظار.. مقتل 13197 سورياً بينهم 167 طفلاً تحت التعذيب

Posted: 26 Jun 2018 02:22 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: وثق تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان في سوريا، مقتل قرابة 13197 شخصاً بينهم 167 طفلاً، و59 سيدة (أنثى بالغة) منذ آذار/ 2011 حتى حزيران 2018 بسبب التَّعذيب، وأشار التقرير إلى أنَّ ما لا يقل عن 121,829 شخصاً لا يزالون قيدَ الاعتقال التَّعسفي أو لاختفاء القسري منذ آذار/ 2011 حتى لحظة إصداره، قرابة 87 % منهم لدى النظام السوري وحده.
التقرير الحقوقي، الذي جاء تحت عنوان «بعيداً عن الأنظار» ، أكد أن سوريا تتصدر جميع دول العالم في مستويات التَّعذيب حتى الموت، ويتصدَّر النظام السوري المسؤولية عن ذلك بنسبة 99 % وبقية الأطراف كافة ارتكبت 1 % من عمليات التعذيب حتى الموت.
الشبكة ذكرت أن النظام السوري ارتكب انتهاكاً للدستور السوري الذي وضعه بنفسه في عام 2012، وكذلك انتهاكه المادة 391 من قانون العقوبات السوري التي نصَّت على حظر التعذيب ومعاقبة مرتكبيه، وانتقد المادة 16 من القانون 14 لعام 1969 التي تعطي حماية وحصانة لأجهزة الأمن عبر قانون يُشرعن الجريمة، كما أشار التَّقرير إلى أنَّ النظام السوري ارتكب جريمة التَّعذيب ضدَّ خصومه في خِضَم النزاع المسلح الداخلي، وفي إطار هجوم واسع النِّطاق ومنهجي؛ ما يرقى إلى جريمة ضدَّ الإنسانية وجريمة حرب، بموجب المادة السابعة والثامنة من قانون روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وطبقاً للتقرير فقد قتل تنظيم داعش ما لا يقل عن 31 شخصاً، بينهم طفل واحد وثلاث عشرة سيدة بسبب التَّعذيب في مراكز الاحتجاز التَّابعه له، مشيراً إلى تدرِّج أساليب التعذيب، التي طبَّقها التنظيم على المعتقلين والمختفين لديه تبعاً للتُّهم الموجَّهة إليهم وحسب مركز الاحتجاز. وحسب التقرير فقد تعرَّض المعتقلون والمختطفون لدى هيئة تحرير الشام للضَّرب المبرح والجلد، ومورست عليهم أساليب تعذيب نفسية كالإعدام الوهمي، والتَّهديد بالاغتيال والقتل؛ وقد تسبَّبت هذه الأساليب في مقتل 21 شخصاً بينهم طفل واحد.
كما رصدَ التقرير ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات استخدام قوات الإدارة الذاتية التَّعذيب في عام 2018، عقب سيطرتها على مناطق جديدة في محافظتي الرقة ودير الزور، ووثق مقتل 31 شخصاً بينهم طفل واحد وسيدتان بسبِّب التعذيب في سجون قوات الإدارة الذاتية الكردية.

بعيداً عن الأنظار.. مقتل 13197 سورياً بينهم 167 طفلاً تحت التعذيب

قطر تدين منع السلطات السورية لجنة التحقيق الدولية المستقلة من دخول البلاد

Posted: 26 Jun 2018 02:22 PM PDT

الدوحة – «القدس العربي»: دانت دولة قطر منع السلطات السورية، لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، من الدخول إلى البلاد من أجل تنفيذ المهام المنوطة بها. جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقاه عبدالله بن خليفة السويدي السكرتير الثاني في الوفد الدائم للدولة بمكتب الأمم المتحدة في جنيف، في الحوار التفاعلي مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية، خلال الدورة الحالية الثامنة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، حسب ما نقلته وكالة الأنباء القطرية (قنا).
وقال، «إن ما ورد في تقرير لجنة التحقيق حول استخدام النظام السوري وحلفائه القصف العشوائي الواسع النطاق والمنهجي للمناطق والمرافق المدنية المأهولة والمستشفيات، ومواصلة استخدام سياسة التجويع والحصار كعقاب جماعي، والتشريد القسري للسكان من مدنهم، والحرمان المستمر من المساعدات الانسانية والغذاء والدواء للمدنيين المحاصرين، يدلل على أمرين أساسيين، الأول هو إصرار النظام السوري وحلفائه على الخيار العسكري وسعيهم لإفشال المفاوضات والتهرب من العملية السياسية واستحقاقاتها ، والأمر الثاني هو اخفاق المجتمع الدولي في حماية المدنيين السوريين، وفي مساءلة ومحاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم التي حصلت بحق الشعب السوري».
وأشار إلى أن دولة قطر سبق أن حذرت من محاولات تكرار ما حدث في مناطق «داريا» و«مضايا» و«حمص القديمة» و«المعضمية» و«الغوطة الشرقية» السورية.
وأضاف أن دولة قطر تجدد تحذيرها وتدعو المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن إلى التصدي لهذا الأمر قبل أن نشهد جريمة جديدة يندى لها الجبين يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه في جنوب سوريا او في مدينة «إدلب».
وفي ختام البيان، أكدت دولة قطر على ضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن ارتكاب الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان وتقديمهم للعدالة الجنائية، كما تجدد دعمها للجهود الدولية الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية على أساس بيان «جنيف1»، وقرار مجلس الأمن الدولي 2254، وبما يلبي الطموحات والمطالب المشروعة للشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة، ويسهم في بناء سوريا الديمقراطية ويحافظ على وحدتها وسيادتها.

قطر تدين منع السلطات السورية لجنة التحقيق الدولية المستقلة من دخول البلاد

اليمن: الأمم المتحدة تشترط ضمانات أمنية مشددة لزيارة مبعوث الأمين العام إلى عدن

Posted: 26 Jun 2018 02:21 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي»: اشترطت الأمم المتحدة على الحكومة اليمنية ضمانات أمنية مشددة لسلامة زيارة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث التي من المقرر أن يبدأها اليوم الاربعاء إلى عدن للتباحث مع الجانب الحكومي بشأن المفاوضات المقبلة بين الحكومة والانقلابيين الحوثيين.
وقال مصدر أمني لـ(القدس العربي) «ان الوفد الأمني الرفيع التابع للأمم المتحدة الذي زار عدن أمس الثلاثاء، كان للإطلاع ووضع اللمسات الأخيرة على الإجراءات الأمنية الحكومية التي اشترطتها الأمم المتحدة لزيارة مبعوثها الخاص إلى عدن، حيث يقيم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في الوقت الراهن وأعضاء حكومته».
واشار إلى أن اللجنة الأمنية طالبت بحماية أمنية رفيعة لمبعوث الأمم المتحدة عند وصوله، بالاضافة إلى إعطائه مساحة واسعة للتحرك للقاء بمن يرغب في لقائهم في عدن من مختلف الأطراف السياسية، والذين تعثرت عملية اللقاء بهم خلال جولاته السابقة للتباحث مع الأطراف اليمنية بشأن وضع خريطة طريق لحل الأزمة اليمنية.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي استقبل في امس مدينة عدن البعثة الأمنية التابعة للأمم المتحدة المكونة من مساعد الأمين العام للشئون الأمنية لمكتب الأمم المتحدة بيتر درينين ومساعدة مساعد الأمين العام للشئون الأمنية، ماشاء جيفري، ورئيس اللجنة الأمنية لمكتب الأمن والسلامة التابع للأمم المتحدة جوهاس كيكوب وعدد من المختصين في مكتب الأمن والسلامة التابع للأمم المتحدة.
وأكد الرئيس هادي تقديم مختلف أشكال الدعم الأمني والتسهيلات في إطار قيام مكتب الأمم المتحدة الأمني بمهامه ودعم جهوده وتوفير الحماية اللازمة لأنشطة الأمم المتحدة وموظفيها في مختلف المحافظات اليمنية.
ووجه هادي رئيس الحكومة ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية «ببحث كافة الجوانب والسبل الكفيلة لتذليل المهام وتحقيق درجات السلامة التي تمكن من ممارسة كافة الأنشطة بصورة طبيعية».
وأشارت مصادر سياسية إلى أن الرئيس هادي اشترط على مبعوث الأمم المتحدة زيارة الحكومة في عدن وليس في مقر الاقامة المؤقت لها في العاصمة السعودية الرياض، كما كان في السابق، وهو ما دفع بالأمم المتحدة إلى اشتراط رفع الاجراءات الأمنية المصاحبة لزيارة مبعوثها الخاص لليمن.
ومن المقرر أن يقوم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن بعقد لقاءات مع الرئيس هادي والجانب الحكومي في عدن، بالاضافة إلى لقاءات منفصلة مع ممثلي التيارات السياسية الجنوبية وفي مقدمتها الحراك الجنوبي، بجانبيه السلمي والانفصالي المسلح، لمناقشة القضية الجنوبية معهم، ومحاولة الاطلاع على آراءهم وتطلعاتهم بشأن الحلول الممكنة لهذه القضية التي أصبحت تؤق الحكومة، مع تصاعد الدعوات الانفصالية.
ويسعى المبعوث لاستكمال كافة الملفات العالقة والترتيبات اللازمة لاستكمال مشاوراته مع مختلف الأطراف اليمنية لرسم المعالم الرئيسية والخطوط العريضة لخريطة الطريق التي يزمع طرحها على مختلف الأطراف اليمنية في الجولة المقبلة من المفاوضات اليمنية، التي ستكون الأولى من نوعها بعد تعيين مارتن غريفيث مبعوثا جديدا للأمم المتحدة لليمن في شباط (فبراير) الماضي، بعد فشل المبعوثين السابقين للأمم المتحدة المغربي جمال بن عمر والموريتاني اسماعيل ولد الشيخ أحمد في التوصل لأي حل للأزمة اليمنية.

اليمن: الأمم المتحدة تشترط ضمانات أمنية مشددة لزيارة مبعوث الأمين العام إلى عدن
يصل اليوم إلى العاصمة المؤقتة
خالد الحمادي

قوات أمن وسكان يقتلون قياديا في «الدولة» جنوب كركوك

Posted: 26 Jun 2018 02:21 PM PDT

كركوك ـ «القدس العربي» ـ وكالات: قال مصدر أمني إن قوات أمن وسكانا قتلوا، أمس الثلاثاء، قياديا في تنظيم «الدولة الإسلامية» في محافظة كركوك الغنية بالنفط شمالي البلاد.
وأوضح النقيب في شرطة كركوك، حامد العبيدي: أن «مجموعة من مسلحي تنظيم الدولة شنوا هجوما على قرية (الدوكشمان) التابعة لناحية تازه جنوبي محافظة كركوك».
وأضاف أن «قوات الأمن وسكان القرية تصدوا لمسلحي التنظيم وقتلوا قائدهم المدعو ملا نوزاد الجوالي، فيما لاذ البقية بالفرار».
وبين أن «الجوالي يعد من قادة التنظيم البارزين في محافظة كركوك، وكان يقود عمليات خطف واستهداف قرى وطرق رئيسية في المحافظة».
وذكر أن «الخلايا النائمة لتنظيم الدولة بدأت تنشط في كركوك وتشن هجمات متصاعدة».
العبيدي، بين كذلك أن «نحو 40 مسلحا من تنظيم الدولة شنوا هجوما على قرية علي سراي التابعة لقضاء داقوق (30 كلم جنوب مدينة كركوك)».
وأضاف أن «مسلحي التنظيم فتحوا النار بشكل عشوائي على المنازل؛ ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة اثنين آخرين بجروح»، منوها إلى أن «مسلحي التنظيم فروا قبل وصول قوات الأمن للقرية». وأشار إلى أن «العديد من المدنيين فروا من القرية وقرى مجاورة نحو مركز قضاء داقوق ومدينة كركوك خشية شن تنظيم الدولة هجمات جديدة».
وكانت أهداف مدنية وأمنية في محافظة كركوك عرضة لهجمات متكررة، في الأشهر القليلة الماضية، حملت السلطات العراقية تنظيم «الدولة» المسؤولية عنها.
وبعد 3 سنوات، وبدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أعلن العراق في ديسمبر/كانون الأول الماضي، استعادة كامل أراضيه من قبضة «الدولة»، الذي كان يسيطر على ثلث مساحة البلاد.
ولا يزال التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة متوزعة في أرجاء البلاد، وبدأ يعود تدريجيًا لأسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات التي كان يتبعها قبل عام 2014.
إلى ذلك، قال مجلس القضاء الأعلى في العراق، الثلاثاء، إن محكمة جنايات الكرخ في بغداد أصدرت أحكام إعدام بحق أربعة من عناصر تنظيم «الدولة» إثر إدانتهم بتفجير عبوات ناسفة على أفراد الجيش.
وأوضح المتحدث باسم المجلس (الذي ينظم شؤون القضاء بالبلاد)، القاضي عبد الستار بيرقدار، عبر بيان إن «محكمة جنايات الكرخ (في بغداد) أصدرت أحكام إعدام بحق أربعة إرهابيين اعترفوا بانتمائهم لتنظيم الدولة وما يسمى بولاية الجنوب قاطع الحمزة ـ كتيبية الفاروق». وأضاف أن «المجرمين الأربعة كانوا يصنعون العبوات الناسفة ويضعونها على قارعات الطرق التي تمر منها قوات الجيش العراقي في منطقة اليوسفية، ومن ثم يقومون بتفجيرها وأسفرت أعمالهم عن استشهاد عدد من القوات الأمنية وإصابة آخرين».
وأشار إلى أن «الحكم بالإعدام بحق الإرهابيين الأربعة جاء استنادا لأحكام المادة الرابعة/1 من قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005».
والأحكام الصادرة ابتدائية وقابلة للطعن أمام محكمة الاستئناف خلال 30 يوما من تاريخ صدورها.
وتنص المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب على الحكم باعدام كل من ارتكب بصفته فاعلاً أصلياً أو شريكاً في الأعمال الإرهابية، ويعاقب المحرض والمخطط والممول وكل من مكن الإرهابيين من القيام بالجريمة كفاعل أصلي. كما تنص المادة على العقاب بالسجن المؤبد على كل من أخفى عن عمد أي عمل إجرامي أو تستّر على شخص إرهابي.
واعتقلت القوات العراقية المئات من مسلحي تنظيم «الدولة» خلال الحرب الضارية بين الجانبين على مدى ثلاث سنوات (2014 ـ 2017).

قوات أمن وسكان يقتلون قياديا في «الدولة» جنوب كركوك
أحكام إعدام بحق 4 من التنظيم أدينوا باستهداف الجيش

مصادر في إسرائيل: البدء بخطة لبناء منشآت طاقة شمسية لتزويد غزة بالكهرباء

Posted: 26 Jun 2018 02:21 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي» : تزعم مصادر في إسرائيل أنها شرعت وقبرص بصياغة حل لتخفيف الوضع الإنساني في غزة من خلال بناء رصيف بحري، وكذلك منشآت ضخمة للطاقة الشمسية لتوفير كمية كبيرة من التيار الكهربائي. ووفق تقرير لصحيفة «يسرائيل هيوم « فإن إسرائيل وقبرص ستبنيان وتشغلان رصيفا بحريا لمرور البضائع عبر ساحل قبرص، تحت إشراف إسرائيلي صارم لمنع تهريب الأسلحة، شريطة أن يتم إرجاع جثتي الجنديين، والمدنيين الإسرائيليين المحتجزين في غزة».
ووفقاً للتقرير، فقد اتفق وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مبدئيا على ذلك مع رئيس قبرص، نيكوس أناستسيديس، خلال نهاية الأسبوع. وفقًا لهذه الخطة  سيتم إنشاء فرق عمل في غضون أسبوعين، وسيتم في غضون ثلاثة أشهر تقديم البرنامج لإقامة الرصيف البحري.
وأشار مسؤول أمني كبير إلى الخطة وقال إنه في اللحظة التي يتم فيها الاتفاق على كل التفاصيل، سنتوجه مباشرة إلى الجمهور في غزة من فوق رأس حماس». وأضاف المسؤول البارز محجوب الهوية»سنضع حزمة المزايا على الطاولة علانية ونوضح لهم أن ذلك ممكن، وهذا هو الثمن الذي تطالب به إسرائيل».

طاقة شمسية لغزة

كما كشف أمس أن إسرائيل صادقت على إنشاء محطة للطاقة الشمسية على أراضيها لصالح قطاع الكهرباء في قطاع غزة دون أي اتصال مع حماس. وسيتم بناء المنشأة، من قبل كيانات خاصة إسرائيلية وأجنبية، قرب معبر بيت حانون.
وأكدت مصادر سياسية إسرائيلية أن هذه عملية» إنسانية أحادية الجانب وليست جزءًا من اتفاقية مع حماس». وأوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن موضوع إنشاء المحطة وأفكارا أخرى لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة نوقشت، قبل أيام في لقاءات عقدها جيسون غرينبلات وجاريد كوشنر، مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الشرق الأوسط. والتقى الاثنان مع زعماء دول الخليج ومصر والأردن، وعقدا اجتماعين طويلين مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

عمال من غزة إلى إسرائيل

وخلال اجتماعات عقدها نتنياهو مع ممثلي الجهاز الأمني، نوقشت فكرة أخرى لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة: السماح بدخول حوالى 6000 عامل من غزة للعمل في منطقة غلاف غزة. وتسوغ المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك) تحفظها من الخطة بالاعتقاد أن دخول عدة آلاف من العمال من غزة سيخدم نظام جمع المعلومات الاستخباراتية لدى حماس وسيشكل أرضية لتهريب الأموال لصالح النشاط «الإرهابي» في قطاع غزة وخارجه.
وحسب المصادر المذكورة فإن فكرة إقامة محطة طاقة شمسية للكهرباء في قطاع غزة، تم طرحها في وقت سابق من هذا العام من قبل إسرائيل في مؤتمر دولي عقد في واشنطن لمناقشة إعادة بناء غزة. وكانت الفكرة الأصلية هي بناء محطات الطاقة الشمسية في مصر، لكن المصريين أوضحوا أنه ما دامت السلطة الفلسطينية لا تسيطر على قطاع غزة، فإن مثل هذا المشروع لن يبنى على أرضهم.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن الإدارة الأمريكية اتفقت مع المصريين على مضاعفة كمية الكهرباء المحولة إلى غزة. وتوفر مصر حاليا 27 ميغاواط من الكهرباء لها وقد وافقت على زيادة حجمها إلى 55 ميغاواط. لكن في الأسابيع الأخيرة، توقف المصريون تماماً عن إمداد قطاع غزة بالكهرباء، وفقاً لما ذكروه، نتيجة إلحاق أضرار بخطوط الكهرباء في شمال سيناء من قبل ناشطي تنظيم الدولة ( داعش ).
كما قالت «يديعوت أحرونوت» إن المصريين اتفقوا مع الأمريكيين على زيادة حجم البضائع المنقولة من سيناء إلى غزة، من خلال تجاوز السلطة الفلسطينية. وسيتم نقل البضائع عبر معبر صلاح الدين، الذي تسيطر عليه حركة حماس مباشرة بالقرب من معبر رفح. ويعتزم الجانب المصري، حسب المصدر الإسرائيلي، مضاعفة عدد مصانع الإسمنت التابعة للجيش المصري في سيناء من أجل زيادة إمدادات الإسمنت إلى قطاع غزة.

الدور المصري

مصر التي تشارك في حصار غزة منذ صعود عبد الفتاح السيسي للحكم تتعاون مع الأمريكيين، حسب المصدر الإسرائيلي، لزيادة كميات الوقود والمواد الغذائية التي يتم نقلها إلى قطاع غزة. ومنذ أن فتحت مصر معبر رفح إلى غزة في منتصف مايو/ أيار، غادر القطاع ودخله حوالى 35،000 شخص، مما خفف الإحساس بالإغلاق هناك.
في غضون ذلك، قررت مصر تمديد فتح المعبر لمدة شهرين آخرين بعد نهاية شهر رمضان. وتشير «يديعوت أحرونوت» الى أن هذه التحركات الاقتصادية تقف وراءها مبادرات الإدارة الأمريكية ومبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، لكن السلطة الفلسطينية تشكك بها وتعتبرها محاولة جديدة لتمرير صفقة القرن من خلال مشاريع «إنسانية» لغزة والعمل على تكريس الانشقاق بين الضفة وبين القطاع.
وتدعي الصحيفة الإسرائيلية أن حماس تواصل نقل رسائل إلى كل من إسرائيل ومصر حول رغبتها في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ومن بين الرسائل البارزة وفق المزاعم الإسرائيلية، هو ما كتبه إسلام شعوان، أحد المقربين من رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة، يحيى السنوار، دعا فيه إلى إجراء لقاء مع مسؤولين إسرائيليين عند معبر بيت حانون لإيجاد حل للأزمة الاقتصادية في قطاع غزة. وتعتبر أن مثل هذا المنشور ما كان سيرى النور لو لم يحصل على موافقة من قيادة حماس في قطاع غزة.

مصادر في إسرائيل: البدء بخطة لبناء منشآت طاقة شمسية لتزويد غزة بالكهرباء

وديع عواودة:

حاجز الصقور العسكري يعيق مرور أهالي الأنبار إلى بغداد

Posted: 26 Jun 2018 02:20 PM PDT

الأنبار ـ «القدس العربي»: يعاني سكان الفلوجة والرمادي، المسافرون بين بغداد ومدن محافظة الأنبار غرب العراق، من إجراءات معقدة على الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش، خصوصاً على حاجز الصقور الذي تنصبها قوّات الأمن العراقية على طول وعرض مداخل العاصمة لمنع تسلل العناصر المطلوبة والعجلات الملغومة.
ويخضع عابرو الحاجز من الأنباريين يوميا للتفتيش الأمني الصارم والتدقيق الإلكتروني في هوياتهم خاصة العائلات وشبان من سكان الفلوجة، وكذلك الأقضية الغربية عانة وراوة والقائم ومن تقل أعمارهم عن 40 عاما.
عدد من مواطني الرمادي، قالوا إن «هذا الحاجز العسكري، يشكل معاناة كبيرة وعائقا لمختلف سكان مدن محافظة الأنبار، بسبب الإجراءات الأمنية الشديدة».
جميل الجميلي (44 عاماً)، من سكان الفلوجة، أوضح لـ«القدس العربي»: «اضطر يوميا للوقوف في حاجز الصقور لمدة لاتقل عن الثلاث ساعات نتيجة البطء الشديد في التفتيش الذي أصبح الأكثر إذلالا وإزعاجا للأنباريين خصوصا للأطفال والنساء والشيوخ ذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى». وأشار إلى أن «عناصر الحاجز لا يتورعون عن اعتقال أو قتل كل شخص ينتقد أو يتعرض على هذه الإجراءات العقابية».
والحواجز الأمنية المنتشرة على طول وعرض مداخل المحافظة الرئسية وصولا إلى بغداد حيث حاجز الصقور، أصبحت، حسب محمد الهيتي، وهو صحافي من الأنبار «كابوسا تطارد السكان إذ يقضون ساعات طويلة في قيظ العراق اللاهب وهم ينتظرون أن يسمح لهم عناصر الحاجز الأمنيين بالعبور دون مشاكل».
وأضاف لـ«القدس العربي»، أن «حاجز الصقور يمنع مرور المواطنين من بلدات الأقضية الغربية، وعلى وجه الخصوص الذين لايحملون الموافقة الأمنية من الوصول إلى بغداد حتى إذا كان الشخص الذي يريد العبور موظف حكومي».
وبين أن «سكان عانة وراوة والقائم وهيت يفرض عليهم رقابة أمنية مشددة».
ونقل مناشدة أهالي الأنبار، المسؤولين في الحكومة العراقية إلى «أهمية التخفيف من تلك الإجراءات التعسفية والتي باتوا يصفونها بسياسة العقاب الجماعي».

حاجز الصقور العسكري يعيق مرور أهالي الأنبار إلى بغداد

أحمد الفراجي

مؤتمر مانحي «الأونروا» في نيويورك يفشل في تأمين الدعم المطلوب ولاجئو غزة يصفونه بـ «المخزي» وخدماتهم مهددة بالتوقف

Posted: 26 Jun 2018 02:20 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: لم ينجح مؤتمر المانحين الذي عقد في نيويورك، لسد العجز المالي الكبير في ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، في الحصول على المبلغ المالي المطلوب، من أجل ضمان استمرار العمل في برامج هذه المنظمة الدولية التي تقدم خدمات عدة لأكثر من خمسة ملايين لاجىء فلسطيني، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تدهور أوضاعهم بشكل كبير، خاصة مع بدء المنظمة الدولية بتطبيق «خطة التقليص» والتي طالت برنامج الطوارئ.
وحسب ما كان متوقعا، فإن المؤتمر الذي عقد في نيويورك، لم ينجح في توفير المبلع المالي المطلوب من «الأونروا» والمقدر بـ 250 مليون دولار، من أجل سد العجز المالي، الذي خلفه توقف الإدارة الأمريكية عن دفع ما عليها من التزامات مالية لهذه المنظمة، ضمن سياستها الرامية لمعاقبة الفلسطينيين.
وحتى اللحظة لم تكشف «الأونروا» عن المبلغ الذي جرى التكفل بدفعه لصالح خزينتها في مؤتمر نيويورك، وقال مسؤولون إنه سيتم الإعلان عن الأمر خلال الساعات المقبلة، وهو ما يشير إلى عدم الحصول على ما كان متوقعا ولو بالحد الأدنى، في ظل حسابات أخرى لا يغفلها قادة المنظمة الدولية، تستند إلى عدم سداد المانحين في فترات لاحقة ما قطعوه من التزامات مالية.
وخلال المؤتمر الذي حضرته 70 دولة، أعلنت بعض الدول عن نيتها بالتبرع لـ «الأونروا» لكن دون تحديد المبلغ المالي المطلوب، فيما وعدت دول أخرى حسب ما علمت «القدس العربي»، بالإعلان عن تبرعاتها خلال الساعات المقبلة.
وقال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لـ «الأونروا»، إن المؤتمر يعد «خطوة إيجابية»، ضمن مساعي منظمته الدولية لسد العجز المالي، لافتا إلى أن «الأونروا» لم تعلن سابقا أن المؤتمر الذي عقد في مقر الأمم المتحدة سيسد العجز بشكل كامل.
وأشار خلال حديثه لـ «القدس العربي»، أن مسؤولي «الأونروا» سيقومون خلال الساعات المقبلة بالاجتماع مع مندوبي الدول الذين أعلنوا عن التبرع والآخرين الذين وعدوا بالتبرع، من أجل معرفة قيمة الأموال المتبرع بها، وإن كانت جديدة أو تلك التي تقوم بدفعها سنويا.

نتائج المؤتمر مخزية

وبما يدل على عدم إنجاز المؤتمر النتائج المرجوة، قالت «الهيئة 302 «للدفاع عن حقوق اللاجئين، إن النتائج التي نجمت عن المؤتمر الذي حضره الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش والمفوض العام «لأونروا» كرينبول ورئيس الجمعية العامة لايتشاك والدول الأعضاء جاءت «مخزية ومخيبة للآمال».
وأكدت في بيان لها أن ما تم جمعه خلال المؤتمر نحو 50 مليون دولار فقط، وهو يساوي في نتائجه مؤتمر روما الذي عقد في منتصف مارس/ آذار الماضي، وجرى خلاله جمع مبلغ قدره 100 مليون دولار.
وقالت الهيئة «إن هذا ينذر بالمزيد من قرارات التقشف التي ستتخذها الوكالة في برنامجيْ الصحة والتعليم على وجه الخصوص، وسيؤثر على الأوضاع الإنسانية لحوالي ستة ملايين لاجئ فلسطيني في مناطق عمليات الأونروا الخمس».
واستندت بذلك إلى تصريحات غوتيريش التي قال فيها إن «تدابير استثنائية» ستتخذها «الأونروا» لخفض نفقاتها بنحو 92 مليون دولار، وقالت إن هذه التدابير ستكون على حساب خدمات تقدمها الوكالة في مجالي الخدمات والتوظيف.
وأكدت الهيئة أن المؤتمر الذي فشل في جمع المبلغ المطلوب «نجح في تعرية المجتمع الدولي وفضحه باستمرار تواطئه وتآمره على حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة منذ 70 سنة حتى الآن»، ودعت إلى استنهاض جميع القوى الحية من الشعب الفلسطيني على المستوى الرسمي والسياسي والشعبي والمتضامنين في العالم، واعتبار أن ما قبل مؤتمر نيويورك شيء وما بعده شيء آخر، في ظل الحديث عما يسمى بـ«صفقة القرن»، ومحاولات إزالة ملف اللاجئين وحق العودة.
وفي السياق عقب المجلس الأعلى لأولياء الأمور في قطاع غزة، على مؤتمر نيويورك بالقول إنه «خرج بنتيجة مخزية ومخيبة للآمال، كحال مؤتمر روما».
يشار إلى أن أزمة «الأونروا» بدأت بعد قرار واشنطن وقف تقديم ما عليها من التزامات مالية مطلع العام الجاري، واكتفت فقط بدفع 65 مليون دولار، من أصل أكثر من 300 مليون، كانت تدفعها بشكل سنوي.
وكان مسؤولون في «الأونروا» قد أكدوا في وقت سابق لـ «القدس العربي، أن رواتب الموظفين العاملين في هذه المنظمة لشهر يوليو/ تموز المقبل، من المحتمل أن يجري تأجيلها، وكذلك وقف الخدمات في كثير من مؤسسات هذه المنظمة في مناطق عملياتها الخمس، بما ينذر بوقوع «كارثة» بحق اللاجئين، إذا ما فشلت هذه الوكالة الدولية في الحصول على التمويل اللازم من مؤتمر نيويورك.

تخوف من تأجيل بدء العام الدراسي

وحسب المسؤولين، فإن هناك مخططا للاستغناء عن 1000 موظف يعملون في «الأونروا» في مناطق العمليات الخمس. وهناك تخوف حقيقي بأن يتم تأجيل انطلاق العام الدراسي الجديد في مدارس «الأونروا» ما يحرم أكثر من نصف مليون طالب لاجئ من الحصول على فرصة التعليم، إضافة إلى وصول التقشفات للخدمات الصحية.
ونقل عن نائبة رئيس اتحاد الموظفين العرب في «الأونروا» آمال البطش، قولها إن هذه المنظمة أبلغت موظفيها رسميا بتوقف «برنامج الطوارئ»، الذي يشمل ألف عامل. وقالت إن «الأونروا» مددت فقط عقود العاملين في هذا البرنامج حتى نهاية شهر يوليو/ تموز المقبل، لافتا إلى أن نحو 400 موظف من العاملين على بند الطوارئ يعملون في قطاع الصحة النفسية، وقرابة 130 في الخدمات، والبقية موزعون على سائر المرافق. والمعروف أن «الأونروا» تحصل على الأموال من المانحين على شكل «تبرعات»، وهو ما دعا عقب قرار واشنطن الفلسطينيين للطلب بإلحاق موازنتها بموازنة الأمم المتحدة، وأن يكون التبرع لها على شكل التزامات مالية وليس تبرعات.
وتشمل الخدمات التي تقدمها «الأونروا» للاجئين في مناطق العمليات الخمس، خدمات تعليمية وطبية واجتماعية على شكل مساعدات غذائية، وأي توقف لها يمس بشكل مباشر حياة اللاجئين الفلسطينيين، الذين يعانون من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة للغاية.

مؤتمر مانحي «الأونروا» في نيويورك يفشل في تأمين الدعم المطلوب ولاجئو غزة يصفونه بـ «المخزي» وخدماتهم مهددة بالتوقف
معلومات عن جمع 50 مليونا فقط من أصل 250

محاكمة الصحافي المغربي حميد المهداوي تشهد تحولاً مثيراً

Posted: 26 Jun 2018 02:20 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : عرفت محاكمة الصحافي المغربي حميد المهداوي، بعد أن بلغت فصلها الأخير، تحولاً مثيراً في مجرياتها. ففي آخر مرافعة بعد 86 جلسة منذ بداية الملف قررت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء بشكل مفاجئ فصل ملف المهداوي عن ملف باقي معتقلي حراك الريف في اللحظة الأخيرة، وتأخيره إلى غاية جلسة الخميس بعدما كان من المنتظر أن تنطق المحكمة بالحكم خلال الجلسة التي استمرت من الساعة الرابعة بعد الزوال من يوم الاثنين إلى غاية الساعة الأولى من أمس يوم الثلاثاء.
وعرفت الجلسة تقديم مرافعات عديدة وطويلة لهيئة دفاع المهداوي ومعتقلي حراك الريف، ولم تصل المرافعة الأخيرة منتهاها مما دفع القاضي إلى تأخير الجلسة إلى غاية غد الخميس. وتمحورت مرافعات المحامين حول وقائع النازلة وحول الاتصال الهاتفي الذي يتابع على إثره المهداوي بتهمة «عدم التبليغ عن جناية المس بأمن الدولة» وكذا حول هوية الشخص المتصل ومضمون الاتصال، ما إذا كان يعبّر فعلا عن جدية ما حمله من أٌقوال خصوصا وأن المكالمة الهاتفية ، حسب الدفاع ، تعبّر عن أمور مستحيلة كإدخال دبابات من روسيا عبر مدينة سبتة المحتلة.. وهو الأمر الذي تساءل حوله الدفاع ما إذا كان القانون يلزم بالتبليغ عن تلقي اتصال يبدو غير معقول وغير جدي ، إضافة لسؤال ما إن كان بإمكان السلطات التنصت على مكالمة تلقاها المهداوي من رقم من هولاند دون وجود تعاون دولي في هذا الباب.
جلسة المحاكمة التي كانت في اعتقاد العديدين علىى أنها الأخيرة ، عرفت حضور العشرات من المتضامين مع المهداوي من مدن مختلفة و كذا ممثلين عن جمعيات حقوقية و ممثلين عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان ، وعائلة المعتقل .
وفيما تلقت عائلة المهداوي خبر فصل ملف الصحافي عن باقي المعتقلين بارتياح ورأت فيه مؤشراً على قرب انفراج معاناتها ، استغربت هيئة الدفاع حول القرار المفاجئ في آخر لحظات الجلسة خاصة وأنها قد اعترضت منذ بداية المحاكمة على ضم ملف المهداوي لملف باقي معتقلي الريف ، فيما أصرت النيابة العامة على ذلك. ويقول محمد أغناج ، عضو هيئة دفاع المهدواي ومعتقلي الريف « لقد استغربنا القرار و لم نتوقعه خاصة أنه جاء بعد أن طلب القاضي من المحامي محمد المسعودي أن يحدد الوقت في مرافعته ، في حين أصر هذا الأخير على أن لديه عدة دفوع يرغب في التقدم بها و أنه لم يخرج عن الموضوع، ليقرر القاضي بعد مداولة سريعة على المقعد قرار فصل ملف المهداوي عن باقي معتقلي الريف»، مضيفا في تصريحه لـ «القدس العربي»: «حينما ابتدأت قضية المهداوي اعترضنا كدفاع خلال الثلاث جلسات الأولى على ضم الملف و اعتبرنا أنه لا مبرر له ، وطيلة جلسات المحاكمة ظل المهداوي يحتج على هذا الإجراء ويتساءل ماذا يفعل ملفه كصحافي إلى جانب نشطاء حراك الريف وظلت المحكمة تصم آذانها»، خاتماً قوله «بأن الدفاع لا يستطيع أن يقول أن القرار مؤشر إيجابي لأنه بالمقابل يعني أنه مؤشر سلبي لباقي معتقلي الحراك ، وأنه من الناحية القانونية سيكون معنى ذلك أن الحكم قد تم اتخاذه وفي هذه الحالة ماذا سيكون جدوى جلسة الخميس؟».
وبعيداً عن التأويل القانوني للقرار فالمحاكمة في عيون فاعلين سياسيين وحقوقيين لا ترتهن فقط بفصول القانون ، بل بالمزاج السياسي وحساب السلطة مع الصحافيين المستقلين والنشطاء الذي تتغير كفتا ميزانه مع السياق. وفي هذا الجانب تساءل حسن بناجح القيادي في جماعة العدل والإحسان وهي أكبر جماعة إسلامية معارضة في المغرب: «هل يتم تصحيح خطأ الاعتقال السياسي ؟ « في تعليق منه على مستجدات محاكمة المهدواي في فصلها الأخير وذلك في تدوينة له على الفيسبوك أضاف فيها « بانتهاء أطوار جلسات محاكمة معتقلي حراك الحسيمة في سجن عكاشة و الصحافي حميد المهداوي، نكون أمام لحظة مفصلية ستؤكد هل النظام يراجع أخطاءه و يستفيد من الدرس و يدرك أن المبتغى من الاعتقالات والقمع بفرض الترهيب و التخويف و إخراس الشارع لم تجد نفعا بل إنها لم تزد الشعب إلا إصرارا والاحتجاجات إلا تصاعدا؟ أم إن استحكام الاستبداد و التهور و فقدان الحكمة و العقل يعميان و يصمان عن رؤية حقائق الواقع كما هي ؟» خاتما بالتمني أن يعود المعتقلون لذويهم «وإن كانت المعطيات لا تدعو للأمل في أن تتحقق الأمنية».
المهدواي المحكوم بسنة سجناً نافذاً بعد تغطيته مسيرة 20 تموز/ يوليو التي منعتها السلطات السنة الماضية في الحسيمة في معمعان حراك الريف، وصدر الحكم عليه بمدينة الحراك قبل أن يتم نقله لمدينة الدارالبيضاء بعد متابعته بتهمة «عدم التبليغ عن جناية تمس سلامة الدولة» وهي القضية التي يكاد ينهي مدة محكوميته الأولى وقد أشرف القاضي على النطق بالثانية ، فم يتبق سوى مرافعة أخيرة وكلمة أخيرة من المعتقل لتدخل القضية إلى المداولة و هو الأمر الذي يستوجب النطق بالحكم بعده ، وهذا ما ينتظر متابعو محاكمة المهداوي من الجسم الصحافي وكذا هيئات حقوق الإنسان وفاعلون سياسيون عما ستسفر عنه جلسة غد الخميس.

محاكمة الصحافي المغربي حميد المهداوي تشهد تحولاً مثيراً

سعيدة الكامل

خطط إسرائيل «الإنسانية» توقع خلافا بين فتح وحماس حول «صفقة القرن» والمساعدات الاقتصادية لغزة

Posted: 26 Jun 2018 02:19 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: على خلاف المتوقع، فجرت الجولة التي قام بها مبعوثا الإدارة الأمريكية إلى المنطقة جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات للترويج لـ «صفقة القرن»، خلافا بين حركتي فتح وحماس، اللتين تتبنيان مواقف معارضة بقوة لهذا المخطط، الذي تؤكدان أن هدفه «تقسيم الوطن»، خاصة بعدما كشف النقاب في إسرائيل عن مخططات لتسهيل حياة سكان غزة، تأتي في سياق الخطط الأمريكية الرامية لتحسين الوضع «إنسانيا» بهدف تسويق الصفقة «سياسيا».
ومع استمرار الخلاف بين الطرفين على كثير من الملفات السياسية، وفي مقدمتها «خلافة الرئيس»، وإحلال المجلس المركزي بديلا من المجلس التشريعي، انفجر خلاف علني بين فتح وحماس، كان السبب الرئيس فيه معلومات إسرائيلية عن مشاريع ستقدم إلى سكان غزة في المستقبل، يتردد أنها جزء من مخطط «صفقة القرن» الأمريكية الرامية لفرض حل سياسي ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وجاء الخلاف الجديد بين الفلسطينيين بعد أن كانت التوقعات تشير إلى إمكانية أن تسفر جولة مبعوثي الإدارة الأمريكية للمنطقة كوشنر وغرينبلات، عن خلافات بين القيادة الفلسطينية ودول عربية، قد تساند مخططات واشنطن في المنطقة. وتطور الخلاف الفلسطيني الذي بدأ على شكل تحذيرات من فتح إلى حماس من الوقوع في «شرك» المخططات الأمريكية مع بداية جولة المبعوثين، خاصة بعد حديثهم المطول مع الزعماء العرب والمسؤولين الإسرائيليين عن مشاريع تحسين حياة السكان في غزة، إلى انتقادات كبيرة، بعدما كشفت تقارير إسرائيلية عن خطط تعدها تل أبيب، أساسها إنشاء ميناء ومحطة طاقة كهربائية للسكان، تخفف من أزمات القطاع، في إطار «حل سياسي» تسعى إسرائيل للوصول إليه، لا تكون القيادة الفلسطينية طرفا فيه.

اتفاق مبدئي

ما جرى الكشف عنه من مشاريع، يشير إلى اتفاق وزير الجيش أفيغدور ليبرمان، مع رئيس قبرص نيكوس أناستاسيادس بشكل مبدئي، على إقامة رصيف في احد الموانئ القبرصية، لنقل البضائع الى قطاع غزة، على ان يكون تحت إشراف إسرائيلي.
ويقضي الاتفاق الذي تم التوصل اليه يوم الجمعة الماضي، بتشكيل طاقم عمل مشترك للدولتين في غضون أسبوعين، كي يعرض خلال ثلاثة أشهر الخطة لإقامة هذا الرصيف، الذي سيشمل آلية إشراف، إسرائيلي تمنع حركة حماس من استغلال هذا المنفذ لتهريب وسائل قتالية.
وحسب مصدر رفيع في وزارة الجيش الإسرائيلية، فإنه فور انتهاء الترتيبات اللازمة لهذا المشروع، سيتم التوجه إلى سكان قطاع غزة بشكل مباشر دون التشاور مع حماس، لتعرض عليهم رزمة المزايا ليتمكنوا من اختيارها أو التنازل عنها». ولم تمض ساعات على هذا المقترح، حتى كشف النقاب عن، موافقة الحكومة الإسرائيلية على إنشاء محطة للطاقة الشمسية، في منطقة تقع ضمن أراضيها تكون قريبة من قطاع غزة، لصالح توفير إمدادات الكهرباء لقطاع غزة.

اتفاق إسرائيلي أمريكي

واختارت إسرائيل بعناية موعد تسريب هذه المشاريع للإعلام، وكذلك موعد زيارة ليبرمان إلى قبرص، خاصة وأنه سبق وأن كان من المعارضين لهذه الفكرة، حيث تمت خلال الزيارة التي قام بها كوشنر وغرينبلات للمنطقة، بما يشير إلى وجود اتفاق بين الطرفين على ذلك، بزعم تخفيف الأزمة الإنسانية في غزة. وتخفيف «الأزمة الإنسانية» في غزة هو الشعار الذي حمله مبعوثي الإدارة الأمريكية، مع بداية جولتهم للمنطقة، التي رأت فيها القيادة الفلسطينية مكرا، أرادت من خلاله واشنطن تمرير «صفقة القرن» من خلال مشاريع إنسانية.
ومع الكشف عن هذه المخططات، أبدت أوساط قيادية كبيرة في حركة فتح ومنظمة التحرير، خشيتها من حرف القضية الفلسطينية عن مسارها السياسي النضالي، إلى «مسار المساعدات الإنسانية»، وتخشى قيادة الحركة من نجاحات تحققها السياسة الأمريكية والإسرائيلية في بعض المواقف، لتمرير مخططات هدفها فصل غزة عن الضفة.
ووجهت فتح انتقادات شديدة لحماس، وقالت الحركة في بيان لها إن دعوات بعض قيادات حماس ونشر مقالات لكتابها يدعون فيها الى «مفاوضات مباشرة سرية مع إسرائيل»، ما هي إلا «رسائل مباشرة لإسرائيل وأمريكا، ودعوة للتفاوض حول الأفكار الأمريكية- الإسرائيلية المتعلقة بصفقة العار، تحت ما يسمى إيجاد حلول إنسانية لغزة.

فتح: قبول المقترحات الإسرائيلية خيانة للقضية

وأكدت فتح أن أي تعاط مع هذه الأفكار تحت أي مسمى هو «خيانة للقضية وللأرض وللقدس وللأقصى المبارك، ومساهمة مباشرة في تحقيق الصفقة، والتفاف على الموقف الوطني».
كذلك أكدت الحكومة الفلسطينية أن الجولات الأمريكية المتعددة للمنطقة، بادعاء التمهيد لطرح ما تسمى «صفقة القرن»، متجاوزة القيادة الفلسطينية سيكون مصيرها الفشل. ودعت الفلسطينيين إلى التحرك والوقوف خلف الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية وتأكيد رفضها وعدم المساومة بأي ثمن مع أي صفقة لا تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك رغم نفي حركة حماس أن تكون قد تساوقت مع هذه المخططات التي تهدف إلى «إيجاد شراكة أمنية اقتصادية»، مع الاحتلال في غزة، وذلك من خلال تصريحات أعلنها القيادي في الحركة سامي أبو زهري. لكن تصريحات أبو زهري، حملت خلافات في الرأي مع فتح، حول المرحلة السياسية المقبلة، من ضمنها ملف «خلافة الرئيس»، ورأى في تغريدة كتبها على صفحته على «تويتر»، أن تصريحات فتح بأن المجلس التشريعي في «حكم المنعدم قانوناً» تمثل «انقلابا خطيرا على السلطة التشريعية وتعكس سياسة فتح تجاه الانتخابات»، وطالب فتح بأن تدرك أن خلافة الرئيس محمود عباس «شأن وطني وليس حزبيا»، وأكد أنه يجب أن يعالج «وفق القانون والتوافق، وأن أي عبث في هذه المسألة له تداعياته».
وجاءت التصريحات الجديدة حول مسألة «خلافة الرئيس»، بعدما تراجع الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي، عن تصريحات أكد فيها أحقيته في خلافة الرئيس حال شغور المنصب. وقد قوبلت التصريحات التي نقلت على لسانه بانتقادات واسعة من حركة فتح واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، خاصة وأن فتح قالت إن فترة رئاسته للتشريعي انتهت منذ عدة أعوام، في حين قال مسؤول في منظمة التحرير إن التصريحات تتساوق مع مخططات الإدارة الأمريكية لإيجاد قيادة فلسطينية جديدة بديلة عن الحالية التي ترفض تمرير «صفقة القرن».

خطط إسرائيل «الإنسانية» توقع خلافا بين فتح وحماس حول «صفقة القرن» والمساعدات الاقتصادية لغزة

أشرف الهور:

العاهل المغربي يهنئ اردوغان بإعادة انتخابه

Posted: 26 Jun 2018 02:19 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: تتوقع الأوساط الدبلوماسية تطوير العلاقات المغربية – التركية خلال المرحلة المقبلة في مختلف الميادين بما فيها الميدان العسكري.
وبعث العاهل المغربي الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى رجب طيب أردوغان بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا لتركيا أعرب فيها عن أحر التهاني والتمنيات للرئيس أردوغان بموصول التوفيق في مهامه السامية لتحقيق ما يطمح إليه الشعب التركي الشقيق من اطراد التقدم والازدهار.
وقال في برقيته مخاطباً الرئيس التركي: «إن تجديد الشعب التركي لثقته في شخصكم، لتعبير عن تقديره لما تبذلونه من جهود حثيثة للمضي ببلدكم قدما نحو المزيد من الإنجازات والمكتسبات على درب الرقي والرخاء، وتعزيز مكانته الوازنة في محيطه الإقليمي وعلى الساحة الدولية».
وأضاف: «وانطلاقا مما يجمع بين شعبينا من وشائج الأخوة المتينة والتقدير المتبادل، وما يربط بين بلدينا من علاقات قائمة على التعاون المثمر والتضامن الفاعل، أؤكد لفخامتكم حرصي الوطيد على مواصلة العمل سوياً معكم، من أجل تعزيز هذه العلاقات، والرقي بها إلى مستوى تطلعات شعبينا الشقيقين، خدمة لمصالحهما المشتركة، وإسهاما في توطيد الأمن والسلم والاستقرار في العالم».
وأفادت مصادر صحافية محلية ان المغرب يستعد للتزود من السوق العسكرية التركية بغية دعم عتاد قواته المسلحة، عبر الصناعات العسكرية التركية التي باتت قوة صاعدة في هذا المجال.
وقال منتدى FAR Maroc، المتخصص في شؤون القوات المسلحة المغربية، أن وفداً مغربياً زار مقر شركة Turkish Aerospace Industries في العاصمة التركية أنقرة، لأجل مناقشة تفاصيل الصفقة المحتملة، والتي تخص سلاح الجو.
وقدم المسؤولون المغاربة عرضا لإقتناء المروحية المقاتلة»ATAK T-129»، حيث أعجبوا بميزاتها وقدراتها الحربية، ولكن الصفقة لم تحسم بعد إذا ما زالت المفاوضات جارية في انتظار التوافق على سعر محدد حسب العدد المقتنى.
وحصلت تركيا على ترخيص من الشركة الإيطالية «ليوناردو صاحبة مروحية « agusta a129» الهجومية لأجل العمل على تطويرها بخبراتها المحلية والاستجابة لمتطلبات الجيش التركي الذي يحارب على جبهتين وحدوده مشتعلة بالصراعات.

العاهل المغربي يهنئ اردوغان بإعادة انتخابه

البعثة الفلسطينية ستقدم احتجاجا رسميا في الأمم المتحدة على تقرير ميلادينوف المنحاز للرواية الإسرائيلية

Posted: 26 Jun 2018 02:18 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» من مصدر دبلوماسي مطلع من داخل المنظمة الدولية أن احتجاجا رسميا ستقدمه بعثة المراقبة لدولة فلسطين حول التقرير المنحاز للمبعوث الخاص للأمين العام، نيكولاي ميلادينوف، الذي ألقاه صباح الثلاثاء أمام مجلس الأمن الدولي عن طريق الدائرة التلفزيونية المغلقة من القدس المحتلة، حيث كاد أن يتبنى فيه الرواية الإسرائيلية بكاملها في تفسير مسيرات العودة السلمية التي أطلقها الشعب الفلسطيني بمناسبة مرور 70 عاما على اقتلاعهم من وطنهم على أنها نتيجة التحريض والتعبئة من المنظمات المتطرفة على حد تعبيره.
وقال المصدر الذي آثر عدم ذكر اسمه «إن البعثة قامت بدراسة تفصيلية لكل ما جاء في الخطاب جملة جملة وفقرة فقرة وإظهار مدى التجني والمغالطات والتحامل على الشعب الفلسطيني التي تضمنها التقرير».  وتابع المصدر قائلا»إن الاحتجاج الرسمي لن يقدم ضد ميلادينوف فحسب بل ضد مكتب الأمين العام وإدارة الشؤون السياسية، فليس من المنطق ولا المعقول أن يصدر مثل هذا التقرير دون مراجعته أولا من المسؤولين في قسم الشؤون السياسية ثم يمر على مكتب الأمين العام لإقراره نهائيا. معنى ذلك أن هناك موافقة على ما جاء في التقرير من تجنٍ وتحامل وتحيز».
من جهة أخرى، وصلت مكتب «القدس العربي» في الأمم المتحدة رسالة من تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تقول: «إن تقرير ميلادينوف سيكون على جدول أعمال الجلسة القادمة للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لاتخاذ موقف من هذا التقرير المنحاز للرواية الإسرائيلية».  كما علمت «القدس العربي» أن السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، التقى ميلادينوف في رام الله يوم السبت الماضي أثناء مشاركة الاثنين في ندوة أقامتها الجامعة العربية الأمريكية بعنوان فلسطين إلى أين، وأثار معه العديد من النقاط الواردة في التقرير.
وكان المتحدث الرسمي للأمين العام، ستيفان دوجريك، قد تجنب الإجابة عن مجموعة أسئلة وجهتها «القدس العربي» حول إحاطة ميلادينوف أمام مجلس الأمن. وأول الأسئلة حول ذكر التقرير لإطلاق الصواريخ من حركتي حماس والجهاد قبل ذكر استشهاد الفلسطينيين، علما أن إطلاق الصواريخ جاء بعد الأسبوع العاشر من انطلاق مسيرات العودة السلمية، وثانيا «لماذا يذكر السيد ميلادينوف الضحايا من الفلسطينيين كرقم 135 دون أن يفصل ويؤنسن هؤلاء الضحايا فيذكر عدد الأطفال من بينهم والصحافيين والنساء والعاملين في مجال الصحة، فذكر رقم 135 يعني أن الضحايا أرقام فقط ونسي أو تناسى ذكر 13000 جريح على الأقل أصيب منهم 30% بالذخيرة الحية، والسؤال الثالث لـ«القدس العربي» أشار إلى ذكر ميلادينوف للجنديين الإسرائيليين المفقودين في غزة، لكنه تجاهل ذكر 350 طفلا معتقلين لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالإضافة إلى 6500 أسير. والسؤال الرابع يذكر التقرير حق إسرائيل بالدفاع عن النفس وحماية مواطنيها، أليس من مسؤوليتها حسب القانون الدولي حماية الشعب الواقع تحت الاحتلال؟ قال دوجريك ردا على  جميع تلك الأسئلة إن التقرير ليس منحازا وإن الأمم المتحدة تحاول أن تؤنسن كل الضحايا من المدنيين وأن تقارير ميلادينوف المتوازنة تؤخذ بمجملها وليس بطريقة انتقائية.
وجاء في التقرير أن الفترة التي يغطيها تقرير الأمين العام اتسمت بمستويات مرتفعة من العنف، بما في ذلك إطلاق الصواريخ من غزة. ومنذ الثلاثين من مارس/ آذار قتل 135 فلسطينيا على أيدي القوات الإسرائيلية في سلسلة من المظاهرات في غزة.
وذكر ميلادينوف أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي أقرتا بأن عددا من أعضائهما كانوا من بين القتلى. وقد أصيب جنديان إسرائيليان بجراح أثناء المظاهرات، بالإضافة إلى إصابة خمسة أشخاص آخرين بجروح بسيطة بسبب إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من غزة.
وجاء في التقرير أيضا أن إسرائيل لم تتخذ أي خطوات لوقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية وفق ما جاء في قرار مجلس الأمن 2334 (2016)، الذي أكد أن إنشاء إسرائيل للمستوطنات في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، ليس له أي شرعية قانونية ويشكل انتهاكا صارخا بموجب القانون الدولي وعقبة كبرى أمام تحقيق حل الدولتين وإحلال السلام العادل والدائم والشامل. وقال ميلادينوف إن إسرائيل وافقت على مناقصات بشأن بناء 3500 وحدة استيطانية في المنطقة «ج» في الضفة الغربية المحتلة.
كما شهدت الفترة التي يغطيها تقرير الأمين العام زيادة عامة في عمليات الهدم في أنحاء المنطقة (ج) مقارنة بالفترة التي سبقتها. فقد هدمت السلطات أو صادرت 84 مبنى يملكه الفلسطينيون ما أدى إلى تشريد 67 شخصا، كما خلف آثارا محتملة على سبل كسب الرزق لأربعة آلاف وخمسمئة شخص آخرين. وأعيد التأكيد على أن كل الأنشطة الاستيطانية غير قانونية بموجب القانون الدولي. وتواصل تلك الأنشطة تقويض الإمكانات العملية لإقامة دولة فلسطينية قادرة على الاستمرار، وتقليص ما تبقى من آمال لتحقيق السلام
وجدد المسؤول الدولي منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مناشدة بشأن إلغاء خطط هدم تجمع الخان الأحمر- أبو الحلو البدوي الفلسطيني.  وقال ميلادينوف إن هدم هذا التجمع سيخلق سابقة قد تؤثر على غيره من مجتمعات البدو والرعاة في المنطقة (ج).

البعثة الفلسطينية ستقدم احتجاجا رسميا في الأمم المتحدة على تقرير ميلادينوف المنحاز للرواية الإسرائيلية

عبد الحميد صيام:

متحف «لايتون هاوس» في لندن زواج الطراز الفيكتوري مع القيشاني الدمشقي

Posted: 26 Jun 2018 02:16 PM PDT

لندن – «القدس العربي»:يقع متحف «لايتون هاوس» في غرب لندن، في منطقة كنزنغتون. وهو في الأصل منزل ومشغل الفنان الفيكتوري البريطاني اللورد فريديريك لايتون (1830-1896) الرسام وجامّع التحف، الذي يعدّ من أشهر فناني القرن التاسع عشر.
ولا شك في أن ذوق لايتون الرفيع ومتطلباته الدقيقة، يظهران في كل تفصيل من تفاصيل المنزل، إذ أنه أشرف على عملية البناء التي امتدت لحوالي ثلاثين عامًا وأنجزها صديقه المعماري جورج إيتشسون، مستعينًا بعمال مهرة وفنانين حرفيين لتنفيذ بناء المتحف، المشغل، الفريد من نوعه في المملكة المتحدة.
في أحد الشوارع الصغيرة في الحي اللندني، يبرز المنزل مختلفًا بطرازه وتصميمه عن الأبنية الأخرى في الحي. صحيح أنه يتشارك معها باستعمال الآجر الأحمر وبعض التزيينات الحجرية، إلا أنه يختلف جذريًا، فهو ما زال يحمل آثار مراحل بنائه، وتبدو الأقسام التي أضيفت على مر السنين واضحة.
فقد استمد هذا المبنى الفريد شهرته وصيته من إحدى غرفه: «القاعة العربية»، التي بنيت بين عامي 1877 و1879. ووفقًا للمهندس المعماري، فإن التصميم مستوحى من قصر «العزيزة» في باليرمو في صقلية، الذي يعود إلى فترة الحكم العربي الإسلامي للجزيرة.
«القاعة العربية» درّة البيت الفيكتوري، وهي ذات سقف مرتفع ومتوج بقبة ذهبية رائعة، من تحتها حزام من الفسيفساء الذهبية التي تتخللها نوافذ بزجاج ملون، ومن تحتها مجموعة أخاذة من البلاط القيشاني الدمشقي، التي تغطي جدران القاعة، فضلاً عن المشربيات الخشبية الممتدة على الجانبين، والأعمدة الرخامية، والبحرة الرخامية السوداء في الوسط ذات الحواف المنخفضة تكاد تلامس الأرض.
ليست هذه الغرفة العربية رائعة الجمال فحسب، بل هي تحمل تاريخًا غنيًا. إذ أن كل ما فيها تقريبًا اشتراه اللورد لايتون أثناء رحلاته إلى الشرق، ويبدو أنه طلب من صديقه السير ريتشارد بورتون (1821- 1890)، المكتشف والكاتب ومترجم «ألف ليلة وليلة»، حين كان قنصل بريطانيا العظمى في دمشق بين عامي 1869 و1971، أن يساعده في شراء القيشاني الدمشقي، نظرًا إلى خبرة السير بيرتون في الحضارة العربية والإسلامية. اشترى لايتون حوالي ألف بلاطة من القيشاني وشحنها إلى لندن. ويظهر من رسوم القيشاني ذات تدرجات الأخضر والأزرق الغنية، أنها تعود إلى نهاية الحقبة المملوكية وبداية العثمانية. ويبدو أن بعضها انتزع من بيوت دمشقية وبعضها الآخر من مساجد. فالأولى تدل عليها رسوم الحدائق، حيث الأشجار والنباتات والطيور والأسماك، وتظهر فيها بوضوح رسمة «شجرة الحياة»، وأواني الشرب وباقات زهرية وحاملات الكؤوس التي تشير من طرف خفي للتصور الإسلامي للجنة.
أما ما يدل على القيشاني المنتزع من المساجد الدمشقية، فهو شكل المحراب في أعلاها، والآيات القرآنية والخط العربي. وفي الحالتين تتميز بلاطات القيشاني بتناظر وتوازن فريدين بين الأشكال الهندسية والأشكال النباتية. وتعد القاعة العربية بذاتها أهم وأغنى متحف للبلاط القيشاني الدمشقي لفترة القرنين الخامس والسادس عشر.
غير بعيد من القاعة ثمة غرفة مكتب اللورد لايتون الصغيرة، وفيها رسائل بخط يده واسكتشات لرسومه. أما غرفة الاستقبال وغرفة الطعام، فتطلان بنوافذهما الواسعة والعالية على الحديقة. وتضمان لوحات وبعض القطع الخزفية القديمة.
في الطابق الثاني من المنزل، ثمة غرفة نوم الفنان ومشغله المضيء حيث كان يرسم، وكذلك قاعة مغلفة بالحرير الأصفر، وعلى جدران الغرفتين تتزاحم لوحات لايتون الشهيرة وبعض معاصريه من الفنانين. وفي الطابق نفسه توجد أيضًا قاعة كبيرة تضم المجموعة الدائمة من لوحات الفنانين المعاصرين لتلك الحقبة.
المنزل، المشغل عمل فني في حد ذاته، تتزاوج فيه فخامة الطراز الفيكتوري مع روعة الحرفة السورية. وبعد وفاة لايتون عام 1896، بيعت محتويات المنزل، بما في ذلك على الأقل ألف لوحة من رسوماته، واشترتها جمعية الفنون الجميلة. وقد تحول إلى متحف مفتوح أمام الزوار عام 1929، وحصل على جائزة الاتحاد الأوروبي للتراث الثقافي (جائزة يوروبا نوسترا) في عام 2012. وصورت فيه عديد من الأفلام والمسلسلات.
وبالطبع يتم حجز المنزل وحديقته لتنظيم مناسبات وحفلات خاصة.

7MED

متحف «لايتون هاوس» في لندن زواج الطراز الفيكتوري مع القيشاني الدمشقي

رأيان في فوز اردوغان

Posted: 26 Jun 2018 02:14 PM PDT

قد يكون الرأي العام العربي الأسرع في العالم على الإطلاق، بعد التركي طبعا، في التفاعل مع الانتخابات التركية الأخيرة وفوز أردوغان بالرئاسية، وتحالفه الانتخابي بالبرلمانية. وبما أن مواقع التواصل المختلفة هي التي باتت أسرع من يعكس أمزجة الناس وتوجهاتهم، فإن ما نشر من تعليقات في هذا الشأن، ثم من برامج ومقالات لم يخرج عموما عن أحد أمرين: فرحة عارمة بفوز أردوغان ممزوجة بشماتة في كل الحكام العرب الذين ناصبوه العداء وتمنوا فشله، مقابل استياء شديد لهذا الفوز مع تركيز على كل يوصف بأنه ديكتاتورية الرجل وحلمه العثماني.
المهللون لفوز أردوغان من العرب ركز كل منهم على ما يهمه في المقام الأول، سواء حميته في دفاعه عن الفلسطينيين لا سيما في قضية القدس مؤخرا وقبلها في غزة وملاسناته مع نتنياهو وجماعته، أو ما أظهره كذلك من تعامل إنساني خاص مع تدفق اللاجئين السوريين بمئات الآلاف إلى بلاده، أو جرأته في مخاطبة أوروبا والولايات المتحدة بما لا يتجاسر عليه أحد الآن، أو وقوفه مع قطر عنما أدار لهم أشقاؤها ظهر المجن. وبالنسبة لآخرين، فإن عداء كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وحاكم أبو ظبي محمد بن زايد للرجل كفيل بألا يترك لكل معارض لأي منهم، أو لثلاثتهم في الغالب، من أبناء وطنهم أو خارجه، من شعور آخر غير التشفي في خيبتهم جميعا وهم يرونهم مجبرين على رؤية نجاح رجل لم يأت إلى الحكم بالوراثة أو على ظهر دبابة.
في المقابل، أبدى المستاؤون من فوز أردوغان من العرب وحزبه جملة من المشاعر المتداخلة، بعضهم تجاوز الحماسة لخصومه في هذه الانتخابات إلى التشكيك في صدقية نتائجها، آخرون لم يروا في وقوفه مع الفلسطينيين سوى متاجرة بآلامهم لأن علاقاته الاقتصادية وغيرها مع إسرائيل هي من يعتدّ بها لا المواقف العاطفية، آخرون رأوا فيه أحد أسباب خراب سوريا سواء بوقوفه مع المعارضة المسلحة ودعمها وتسهيل عبور الملتحقين بصفوفها وبصفوف الجهاديين المتطرفين أو بالتدخل المباشر في المعارك الجارية في الداخل السوري. كما أن هؤلاء المستائين من فوز أردوغان لم يغفروا له أبدا وقوفه مع موجات الربيع العربي، كما لم يغفروا له وقوفه إلى جانب الإسلاميين في مصر وليبيا وتونس وعدم اعترافه بالانقلاب الحاصل على الشرعية في مصر عام 2013 وإيواء كل ملاحق بسببه.
اللافت للانتباه أن قلة من الفرحين، ولا أحد من الحزانى تقريبا، همّـتــه كثيرا العملية الديمقراطية الشفافة التي جرت في تركيا وكيف أن صناديق الاقتراع هي من يحسم بين المشاريع المختلفة، وكيف أن المحافظة على رئيس أو إسقاطه، وعلى غلبة حزب حاكم أو فشله، إنما تُـمتحن شعبيا بجردة حساب للنجاحات والاخفاقات وليس الوعود والأماني. كما كان من المفارقات المستفزة أن يتحدث البعض بغيرة شديدة عما يراه ديمقراطية منتهكة في تركيا وحريات مهدورة، في حين أن بلده لم يشهد قط انتخابات في تاريخه أو أن حاكمه جاء بانقلاب عسكري. الفرحون عاطفيون وكذلك الحزانى وكلاهما نسي، أو تناسى، أن أردوغان رئيس تركي اختاره شعبه وأن ولاءه هو لبلده أولا وأخيرا ولا أحد يمكن أن يحمّــله مسؤولية النهوض بحال العرب التعيس، أو وزر خذلانهم.
المصيبة أن العرب لم يكونوا وحدهم في هذا التعامل المزاجي والانتقائي مع انتخابات تركيا. كثير من الإعلام الغربي سواء في الولايات المتحدة أو أوروبا سعى إلى آخر لحظة إلى شيطنة الرجل بكل الوسائل، الصحيح منها والمهوّل والكاذب، غير عابئ بأهمية إجراء انتخابات ديمقراطية شفافة بشهادة المراقبين الدوليين واعتراف المنافسين الانتخابيين أنفسهم، رغم بعض ما ساقوه من هنات، مما يؤكد مرة أخرى أن الدول الغربية التي تتمتع بالديمقراطية منذ عقود لا تحبذ أن يتمتع بها غيرها إذا جاءت انتخاباتهم بما لا يشتهون، في حين أنهم مستعدون لقبول من يأتي بانقلاب وبأية آلية أخرى طالما هو مستعد لخدمة مشاريعهم، أو حتى مجرد الدوران في فلكهم، ولن يبكي أحد هنا على الديمقراطية، بل يوجد من هو مستعد لتلميعه وتسويقه، إنه النفاق بعينه.
ليس من السهل التعود على احترام نتائج أي انتخابات طالما تمكن فيها أي شعب من التعبير الحر عن نفسه، وتوفرت فيها أقصى ما يمكن من الضمانات، وفاز فيها من حصل على الأغلبية. وفي هذا المطب وقع كثيرون، لأنهم جميعا يريدون انتخابات على مقاسهم. إنه اتباع الهوى في السياسة.

٭ كاتب وإعلامي تونسي

رأيان في فوز اردوغان

محمد كريشان

الأردن: من الذي يريد «إسقاط البرلمان»؟

Posted: 26 Jun 2018 02:14 PM PDT

يمكن الانتباه للمعارض الأردني ليث شبيلات وهو يتحدث للمرة الألف عن غياب الجدوى وعبث التعطيل للركن الثاني من اركان نظام الدولة والحكم والادارة بموجب الدستور وهو الركن البرلماني.
لست شغوفا بآراء الاستاذ شبيلات في الكثير من المفاصل ونختلف معه في بعضها لكن واجبنا يحتم أن نشهد له أنه قد يكون المعارض الوحيد الذي يحرص ومنذ عدة سنوات على التحذير من التأثير السلبي لتعطيل الركن البرلماني على مؤسسة العرش وهوية النظام.
هنا حصريا يبدو شبيلات وغيره من الشخصيات الوطنية في مستوى المسؤولية عندما تظهر للعيان تلك التداعيات والنتائج الكارثية لحالة الاصرار العبثي على تحييد البرلمان وسلطته بالمعنى الجوهري العميق وليس بالمعنى الشكلي.
ما حصل مؤخرا بحاجة إلى وقفة تأملية عريضة خصوصا عندما ولدت وبشكل صدم الجميع في الدولة والشارع ظاهرة الحراك المدني المسيس حيث اسقطت اعتصامات الدوار الرابع ليس فقط حكومة الرئيس هاني الملقي لكنها اسقطت معها وهذا الاهم تلك النظرية المعلبة التي تعتبر اسقاط الحكومات تحت ضغط الشارع من المحرمات والامور المحظورة.
عندما تعلق الأمر بأحداث الدوار الرابع الاخيرة بدا واضحا مستوى الارتباك في ادارة المؤسسات الرئيسية حيث برز التلاوم وانفلتت مؤشرات التحكم والسيطرة وظهرت بصورة جلية تلك الملامح التي تقول بما يمكن ان يحصل عندما تقرر بعض مستويات القرار التنفيذي المجازفة بسمعة وهيبة مؤسسة مجلس النواب.
لحظتها كان المشهد غامضا وثمة من اعتقد في مستوى القرار المركزي أن بعض القوى الخارجية بدأت توجه الصفعة للأردن وعلى طريقة الربيع العربي. لم يكن من الممكن اخفاء صدمة دوائر القرار وعناصر المباغتة التي سجلت عندما نجح الاضراب الاول الذي سبق بساعات المسيرة الاولى للدوار الرابع.
ولم يكن من الممكن اخفاء الضغوط والتهديدات التي تعرض لها قادة النقابات جراء ولادة قوة غامضة في الشارع منطقية ومنظمة لا تهتف ضد النظام ولديها هدف واحد محدد ولا يمكن اتهامها بالمعارضة او بانها تمثل الاخوان المسلمين بصفتهم العنصر الأكثر تنظيما في الشارع الأردني.
عندما ارتكبت حكومة الملقي في اليوم التالي للإضراب حماقة رفع اسعار المحروقات تجمع آلاف من الاردنيين في الشارع لأن الحكومة لم تكن بصدد وجود فلتر سياسي يدير الامور على أساس منطقي.
خلف الستارة خطط رئيس الوزراء الجديد الدكتور عمر الرزاز لإعلان سحب القانون الذي اثار الاحتجاجات عبر بيع الخطوة والقرار للنقابات المهنية حتى اضطر الامر الدكتور فايز الطراونة لأن يصيح في احد الاجتماعات مطالبا بترتيب هذه الخطوة لصالح البرلمان وليس النقابات المهنية حفاظا على التوازن.
قبل ذلك استهدفت مؤسسة النواب على نحو مغرق في البؤس والسقم السياسي وبطريقة غير مفهومة حتى ان الملفات والقضايا التي كان رئيس الوزراء السابق يريد تمريرها بضغط شديد على مجلس النواب وبدون منحه اي هامش من الحركة كان هو الاسلوب الذي يضطر كبار النواب للوقوف عاجزين عن التصرف بحيث تبدأ التسريبات والهمهمات والايحاءات بان المرجعيات وليس الحكومة هي التي تريد تمرير التشريع العلاني او القانون او القرار الفلاني.
الضغوط كانت جدية طوال الوقت على النواب خوفا من اتهامهم بإعاقة مصالح الدولة.
ومورست هذه الضغوط طوال الوقت ايضا من قبل مراكز القوى النافذة مرة في المستوى الامني ومرات عبر الحكومة او طاقم المستشارين او التنفيذيين في الديوان الملكي.
وحصل ذلك رغم ان رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة حذر الحكومة بكل اللغات سرا وعلنا من فخ قانون الضريبة الجديد كما تعرض برنامجه في المحافظة على مؤسسة مجلس النواب وهيبتها في اكثر من مرة إلى اعاقة او تجاهل والى استعصاء بنفس الوقت.
وهو استعصاء من النوع الذي سيندم الجميع عليه آجلا او عاجلا.
قوانين الفيزياء السياسية في الحالة الاردنية تقول إن الضرب الشديد على الاخوان المسلمين بقصد اقصائهم وعلى مجلس النواب بقصد اخضاعه دائما وتركه بلا هامش وعمليا بلا دور او هيبة انتهى بأفضلية واضحة لصالح قوة مدنية شابة وديناميكية جديدة يضطر الجسم النقابي لسقفها.
الواقع يقول اليوم بان القوة التي بصمت على احداث الدوار الرابع واسقطت حكومة لا بل ساهمت في تشكيل اخرى هي محصلة طبيعية ومربكة لمسلسل تغييب وتجاهل واستهداف دور النواب وبالتالي اقصاء المكون الثاني الذي ينص عليه الدستور في هوية النظام.
هذه القوة الشابة منظمة فيما يبدو ولديها وعي سياسي مختلف لا علاقة لها باليسار الكلاسيكي ولا باليمين المجرب وبدأت تفرض ايقاعها وتقنع الرأي العام بانها منتجة عمليا فقد اسقطت حكومة مدللة وأحد أهم تشريعاتها في ظل ازمة اقتصادية وشخصوها ورموزها وديناميكية عملها خارج التوقع والحسابات التقليدية.
وهذه القوى المدنية لا يمكن اتهامها اليوم ولا أمطارها بمعلبات الاتهام الموسمية السطحية.
وبكل تأكيد لا يمكن مجاراتها اعلاميا واجتماعيا بعدما اخفق تماما النظام الاعلامي الرسمي وبعدما اخرج مجلس النواب من سكة التأثير بهلامية كتله والملاحقة الدائمة لعناصره وافراده.
مسؤول كبير برؤية استراتيجية وعميقة وضع في اذني الهمسة التالية وهي حساسة وخطيرة عندما قال : ادوات الدولة اليوم لم تعد مؤثرة كما كان في الماضي بعد اعتزال الاخوان المسلمين وتدمير هيبة النواب وما كنا نفعله مع الشارع ببساطة عبر الاعلام الرسمي لم يعد من الممكن ان نفعله اليوم الا بقرار ينتج عن ضغط الشارع.. اضم صوتي لهذا الاستنتاج المهم وهنا يكمن سر احداث الدوار الرابع.

٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي»

الأردن: من الذي يريد «إسقاط البرلمان»؟

بسام البدارين

هل سيكون الرئيس القادم لتونس إسلاميا؟

Posted: 26 Jun 2018 02:13 PM PDT

نظريا لا شيء يمنع من ذلك أو يجعل كرسي قصر قرطاج حكرا على العلمانيين فقط، لكن أي فرق سيجده التونسيون بين أن يختاروا لمنصب الرئيس مرشحا كلاسيكيا يتبنى من بين ما قد يتبنى خط بورقيبة ورؤيته لعلاقة الدولة بالدين، أو أن يكسروا القاعدة قليلا ويفضلوا بدلا عنه مرشحا مغايرا يكون منتسبا للمحافظين أو للإسلاميين؟ إنهم يملكون حرية القرار ومع ذلك فهم ليسوا مشغولين أو متحمسين للتفكير في بالبحث في مثل ذلك الفرق، أو بالاهتمام أصلا في طبيعة المرشحين، أو في طريقة تفكيرهم، أو حتى وعودهم وبرامجهم.
وليس هناك بالمثل ما يشير من خارج المشهد السياسي المحلي على أن تغيرا مفاجأ قد طرأ على جدول أعمال الديمقراطية التونسية، وجعل جرس السباق نحو قصر قرطاج يدق متقدما بأكثر من سنة عن موعده المقرر دستوريا أواخر العام المقبل، أو أن المرشحين المعنيين بالمشاركة في ذلك السباق قد انطلقوا بالفعل في خوض غمار المنافسة على الكرسي الأكثر رمزية في البلاد، من قبل أن تعطى لهم شارة البدء الرسمية.
لكن من يراقب ما يجري في تونس على مدى الشهور الأخيرة من صراعات ومناورات وتحالفات ومطالبات بإسقاط الحكومة، أو بالحفاظ عليها مع تعديل تركيبتها، سوف يخرج باستنتاج بسيط وهو أنه بقدر كسل التونسيين وتقاعسهم في الغالب عن إنجاز الاعمال المطلوبة منهم في آجالها، فإن أشياء كثيرة في بلدهم مثل، الانتخابات الرئاسية باتت تطبخ وتعد من وراء الستار وقبل وقتها بزمن طويل نسبيا. وربما كان الأمر سيبدو مقبولا، بل حتى عاديا وطبيعيا لولا أن آخر ما قد يتطلع إليه هؤلاء اليوم، في خضم الأزمات الصعبة التي تحيط بهم من كل جانب، هو أن يعودوا مجددا إلى صناديق الاقتراع بجيوب شبه خاوية وضمائر وعقول مشتتة وغير واثقة تماما بالمستقبل. ولكن السياسيين يرون تلك العودة ضرورية لبقاء التجربة على قيد الحياة، ويقولون بأن انتخابات العام المقبل سوف تكون الحلقة الختامية في مسلسل انتقالهم الديمقراطي، الذي استغرق حتى الان اكثر من سبع سنوات. ومع ذلك فلا أحد منهم يستطيع أن يجزم الان إن كانت تلك الانتخابات ستجري في موعدها المقرر؟ أو على أي نحو ستتم؟ وإلى اين يمكن أن تقود تونس بالتحديد؟ وهل إنها ستكون بالفعل إضافة فارقة سترسخ أقدام ديمقراطية تحقق تداولا حقيقيا لا شكليا على السلطة، أم لا؟ إن جوهر التساؤل الحاد هنا، وبغض النظر عن طبيعة الشخص أو الحزب الذي سيخرج منتصرا من سباق الرئاسيات، هو في ما إذا كان سيحصل تغير جذري يجعل ما كان يبدو مستبعدا وغير مقبول بالمرة، بل حتى شبه مستحيل أمرا عاديا وواردا؟ أم أن القلاع القديمة ستبقى محصنة ومغلقة بوجه أي تجديد، ولن يصير ممكنا مثلا أن تظهر في تونس في أعقاب تلك الانتخابات نسخة ناجحة ومعدلة من تجربة رئاسة إسلامية لم يكتب لها أن تعمر طويلا في مصر؟
إن ما يجعل ذلك مطروحا بقوة هو أن قصر قرطاج الذي يشكل عصب السلطة في تونس ومركز ثقلها المعنوي، وصندوق أسرار حقب وأجيال عديدة حكمتها على مدى أكثر من ستين عاما، لم يعد مستعصيا على الإسلاميين، أو بمنأى عنهم. وربما لم يكونوا يوما أقرب للوصول إليه مما هم عليه الآن بالفعل. لكن قادة حركة النهضة لايزالون رغم ذلك يفضلون أن يعطوا الوقت للوقت، بحسب المثل المحبب للرئيس الفرنسي الأسبق ميتران، محتفظين بجزء مهم من الاوراق التي بحوزتهم لاستخدامها في الأوان المناسب، الذي يجعلهم بمنأى عن تقلبات ومفاجآت الظرف المحلي والاقليمي غير المأمونة. إنهم يكتفون بالرد كلما طرحت عليهم الصحافة المحلية أو الأجنبية سؤالا حول هوية مرشحهم للانتخابات الرئاسية المقبلة، وفي ما اذا كان هو الشيخ الغنوشي أم لا؟ بان أن الامر يبدو سابقا لأوانه وان كل الفرضيات والاحتمالات تبقى ممكنة ومفتوحة للبحث والتداول في اسم الشخصية التي سيختارونها للسباق من أجل الوصول لقصر قرطاج. والشيء الوحيد الذي يستطيعون تأكيده بشيء من الثقة والوضوح، هو أنهم لن يكونوا هذه المرة غير معنيين لا بالترشح أو بالترشيح لذلك الاستحقاق، مثلما حصل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حين أعلنوا في بيان رسمي أن حركتهم لن تدعم أي مرشح للمنصب، وأنها ستلزم الحياد وتكتفي بنصح أنصارها باختيار الأصلح «في كنف المسؤولية وتقدير المصلحة الوطنية واختيار المرشح الذي يضمن حماية مكتسبات الثورة واستقرار البلاد»، بل سيقدمون الان مرشحهم، إما من داخل النهضة أو من خارجها. ومع أن مثل ذلك الرد الدبلوماسي لا يشفي ابدا غليل الصحافيين ولا يجعلهم قادرين على معرفة من تكون تلك الشخصية، حتى حين يحاصرون الشيخ الغنوشي ويعيدون عليه الاستفسار نفسه أكثر من مرة و بأكثر من طريقة، فإنه يحمل في طياته أيضا إشارة واضحة إلى أن جانبا مهما من طبيعة التوازنات المحلية والاقليمية قد تغير لصالح الإسلاميين التونسيين، وأن هناك بوادر على أن المعادلات والعوائق القديمة في طريقها للتفكك بشكل تدريجي.
لقد كان خيارهم بعدم التقدم للمنافسة على منصب الرئاسة في السابق، أي مباشرة بعد التغيرات التي حصلت في اعقاب مغادرة بن علي للبلاد، مبنيا على قراءة واقعية للظرف المحلي والإقليمي، الذي لم يكن مناسبا في تقديرهم لأي عمل قد يبدو بنظر مناوئيهم استعراضا غير مبرر للقوة. ولأنهم كانوا يدركون رمزية قصر قرطاج التي لم تخفت رغم تقلص صلاحيات الرئيس، فقد فضلوا الاهتمام بالمنافسة على المجلس التأسيسي ثم البرلمان، ما سمح لهم برئاسة الحكومة في مناسبتين، ثم المشاركة في باقي التشكيلات الحكومية. وربما قادتهم تلك الواقعية نفسها لأن يضعوا أيديهم بيد المنافس الوحيد للرئيس والمرشح الرئاسي الثوري، الذي كان إلى عهد قريب حليفهم ويساهموا بشكل ما في وصول الباجي قائد السبسي لقصر قرطاج، ثم في تثبيت أسس حكمه وفقا لقاعدة التوافق التي كان الشيخ الغنوشي واحدا من أعمدتها.
ولكن القصة لن تتوقف عن ذلك الحد. فقريبا سيواجهون أكثر من فرضية، فإما أن يعيد الباجي ترشيح نفسه للمنصب وساعتها لن يكون الشيخ الغنوشي «مرشحا ضده أو منافسا له» مثلما أقر بذلك بنفسه لصحيفة «الشروق» المحلية أو انه لن يترشح، وحينها يكون لكل حادث حديث لأن «الترشح للرئاسة أمر تتداخل فيه معطيات عديدة منها طبعا ما هو وطني، ولكن هناك ما هو إقليمي ودولي، وتنزيل ذلك المبدأ له حسابات الزمان والمكان»، مثلما أكد في المقابلة نفسها. أما هل يعني ذلك أننا سننتظر مزيدا من الوقت حتى تتشكل كل تلك المعطيات في أذهان الاسلاميين؟ من المؤكد انهم لن ينجذبوا بسرعة وراء بريق قرطاج لأنهم يدركون جيدا انه ليس كل ما يلمع ذهبا، وان اقناع التونسيين بأن هناك فرقا حقيقيا بين مرشح رئاسي اسلامي واخر علماني لن يكون مجرد فسحة سهلة وبسيطة.
كاتب وصحافي من تونس

هل سيكون الرئيس القادم لتونس إسلاميا؟

نزار بولحية

مقاطعة الانتخابات في العراق… ما لها وما عليها

Posted: 26 Jun 2018 02:13 PM PDT

تداعيات الانتخابات البرلمانية في العراق ما زالت مستمرة، بين شد وجذب القوائم الانتخابية، وحراك البرلمان الذي شارفت دورته الانتخابية على الانتهاء، ومن أهم ظواهر هذه الدورة الانتخابية بروز تيار شعبي أطلق على نفسه تسمية (مقاطعون) التي اطلقها ناشطون كهاشتاغ، ورفع شعار مقاطعة الانتخابات البرلمانية لإفشال العملية السياسية ورفض المشاركة في صعود السياسيين الفاسدين والفاشلين لسدة البرلمان والحكومة مرة أخرى.
إذن ما هي آليات الضغط التي استخدمها تيار مقاطعون؟ وما هي الخطوات اللاحقة التي أعقبت الانتخابات؟ وما هي الخطط المستقبلية لمواجهة عمليات تشكيل الحكومة، وما ستفرزه الانتخابات التي جرت؟ وهل يمكن أن يتحول تيار مقاطعون إلى تيار سياسي له ممثلون في الحراك السياسي؟
في البدء يجب ان أشير إلى أن كل ما سأذكره بخصوص تيار مقاطعون من معلومات وتوصيف وكلمات أو مصطلحات، ليست اجتهادا أو وجهة نظر، إنما هي معلومات قائمة على ما نشره ناشطو التيار في وسائل التواصل الاجتماعي، والصحافة الإلكترونية من معلومات وبيانات وتوصيات. أما التحليل الاجتماعي والسياسي لهذه المعلومات فبالتأكيد لي.
بعد مرور 15 عاما على بدء الحراك السياسي في العراق، وثلاث دورات انتخابية أفرزت برلمانات وحكومات متتالية كلها كانت متسمة بشكل كبير بالفشل، وعدم القدرة على تنفيذ الحد الأدنى المطلوب من خدمات وأمن وحياة سياسية سلسة. لذلك أصيبت قطاعات واسعة من المجتمع باليأس، وأصابت اللاجدوى نسبة كبيرة من العراقيين، جعلت عزوفهم عن المشاركة في الانتخابات نوعا من الانتقام من الشريحة الفاسدة من السياسيين المتصدين للعمل السياسي.
لكننا إذا بحثنا عن الأطر السياسية التي حاول بعض الناشطين الذين لعبوا أدوارا قيادية في تيار المقاطعة تقديمها لتأطير عملية المقاطعة كحراك ديمقراطي سلمي رافض، نجدهم قد أصيبوا بالكثير من التشوش وعدم الوضوح، فقد انتشرت في بدء انطلاق الحملة إشاعة مفادها «إذا قلّت نسبة المشاركة في الانتخابات عن 25% فإن الانتخابات ستعد باطلة، وعندها ستتدخل الأمم المتحدة لتفرض حكومة تسيير أعمال، وتشرف على التحول الديمقراطي الحقيقي في العراق»، المشكلة عدم اعتراض الشخصيات المثقفة في حراك مقاطعون على هذا الكلام، أو إصدار بيان نفي، أو تفنيد لهذه الإشاعة لإفهام جمهور المقاطعين ممن لا يملكون خبرة قانونية أو سياسية لمنعهم من الانجرار وراء الإشاعات، وتركوها تتدحرج وتكبر حتى خدعت قطاعا واسعا من المتذمرين من العملية السياسية، وأقنعتهم بعدم المشاركة.
تحرك جناح من المؤيدين للمقاطعة بحراك من نوع مختلف، مفاده أننا إذا قاطعنا بعدم الذهاب الى الانتخابات، فإن الفاسدين سيزورون أصواتنا لصالحهم، فولد جناح من المقاطعين يطالب بالذهاب للانتخابات وإبطال الورقة الانتخابية، لكن المتشددين من المقاطعين عدوا ذلك التفافا على مبدأ المقاطعة، واعترافا ضمنيا بأن الانتخابات سيشوبها التزوير لذا فإن الأجدى هو عدم الذهاب.
وهنا تكرر سؤال ملح ممن يريدون أن يفهموا لماذا سيقاطعون، على الاقل ليضعوا مبررات قانونية وسياسية أمام انفسهم لما سيقدمون عليه ، فكتب قادة تيار المقاطعة توضيحا أو إجابة للسؤال «لو سألتم: لمَ دعوت وقدت الحملات للمقاطعة، لقلت لكم: 1- لأن القوى الطائفية والعرقية استلبت البلاد ومقدراته، ولا يجوز أن نمنحها فرصة ثانية، ويجب تعديل قانون الأحزاب لنمنعها. 2- لأن قانون الانتخابات ليس عادلاً، فيأخذ أصواتنا ويمنحها لغير من صوتنا لهم، ولهذا يجب إنهاء هذا القانون، الذي يرسخ بالقائمة شبه المفتوحة نظام المحاصصة. 3- لأن المفوضية ليست مستقلة، وهي تابعة لإرادات القوى المهيمنة التي لا تألوا جهداً في التزوير لصالحها، وإلى آخره من الأسباب التي قدمناها طيلة السجال لأكثر من سنة قبل وبعد إجراء الانتخابات».
قبل الانتخابات بيومين، في 10 مايو 2018 أصدر بعض مثقفي تيار المقاطعة بيانا طرح للتوقيع، ووقع عليه مئات المثقفين والنخب في فيسبوك، وكان معنونا بـ»بيان إلى جماهير الشعب العراقي المقاطعة»، ومن أهم ما جاء فيه «باسمكم نحذر الجميع من تزوير النتائج، عبر تغيير واقع نسبة المشاركة وعبر التلاعب بالأصوات، وسنكون مع أبناء شعبنا مراقبين لكل حالات التلاعب، فإن ثبت أنها استخفت بقوة الشعب وإرادته، سيكون الرد الشعبي الهادر في الشوارع لحماية الديمقراطية من سراقها ومغتصبيها». ومع مراقبة يوم الانتخابات كان المقاطعون يزفون البشرى بشأن نسبة المشاركة المتدنية فكتبوا «لا تصدقوهم حين يقولون بلغت النسبة 20% هذه نسبة كاذبة، فإذا بلغت النسبة 20% هذا يعني على الأقل تسعمئة ناخب وصل لكل مركز اقتراع، وأدلى بصوته، فالمراكز تحتوي بحدود أربعة آلاف وخمسمئة ناخب، والمشاهدات البسيطة للجماهير تقول إن معظم المراكز لم تبلغ حتى أربعمئة مصوت خلال الساعات الماضية».
لكن سرعان ما تبخر هذا الفرح مع إعلان المفوضية عن نسبة المشاركة التي وصلت الى حوالي 45%، ليتحول عرس المقاطعين الى أن الأغلبية هي لمن قاطع (نسبة 55%) ، ولكي يطمئنوا من ينتظرون رد فعل الأمم المتحدة ، اقتطعوا إشارة يان كوبيش في اجتماع مجلس الأمن – نيويورك، واجتزأوا النقطة اليتيمة التي اشار فيها للمقاطعة، وأهملوا فيض المديح للعملية الديمقراطية، وركزوا على قوله «ويعود قرار أكثر من نصف الجمهور الانتخابي أن لا يمارسوا حقهم الديمقراطي إلى العديد من الأسباب، لكنه في الواقع يبعث إشارة قوية إلى النخب التي تحكم البلاد منذ عام 2003، وهي بمثابة صرخة مدوية إلى ممثليهم تدعوهم إلى أن يكونوا أخيراً بمستوى طموح الشعب، وأن يوفروا احتياجاته وأن يضعوا مصلحة الشعب العراقي والأمة العراقية فوق المصالح الحزبية أو الطائفية أو الشخصية أو الفئوية». يا للسعادة لقد وصل صوت المقاطعين لممثل الأمم المتحدة واوصى السياسيين بأن يستمعوا لصوتهم الهادر ودمتم.
عندما أظهرت نتائج الانتخابات ما لم يتوقعه أو يتمناه المقاطعون من ازاحة 70% من نواب البرلمان القديم عبر صناديق الاقتراع، أصابهم الهلع وانطلقت تصريحاتهم مضطربة مثل «إن النتائج غير المتوقعة التي قلبت التوقعات والإرادات الخارجية، وقضت على كل الحسابات، لم تكن لتحصل لولا تيار المقاطعة الشعبية الواعي، الذي أدى لتغيير جميع الخطط والسيناريوهات التي أعدتها القوى الدولية والإقليمية، وهي بغض النظر عن تقييماتنا لصلاحية القوى الفائزة، تؤكد انتصار القرار العراقي على كل مخطط غيره، ولهذا فإن المقاطعين سيتريثون باتخاذ أي موقف هو من حقهم لكونهم الأكثرية الشرعية، ليمنحوا القوى الفائزة فرصة تشكيل الحكومة على أساس تحالفات وطنية بعيدة عن كل تحاصص إثني وطائفي، لتشكيل دولة عدالة اجتماعية أساسها المساواة والقانون والمواطنة». وهنا يكمن المضحك المبكي في طروحات تيار المقاطعة، الذي يزعم أن مقاطعته قادت إلى تغيير البرلمان، وأنه سيطالب الحكومة الجديدة بتطبيق الإصلاح كما يراه! اذن لماذا لم تشاركوا وتدعموا هذا التيار الذي فاز، او التيارات الرافضة للطائفية والاثنية وانتم الاغلبية (55%) لتجعلوا فوز العلمانيين الوطنيين مريحا وبالتالي ستكون مطالبتكم لهم بإصلاح قانون الانتخابات وقانون الاحزاب أسهل وامكانية تحقيق ذلك اكبر؟
وابتدأت حملات الشماتة تنهمر من تيار المقاطعة مع كل حادثة تحصل في بلد تعرض للكوارث السياسية على مدار أكثر من نصف قرن، دمرت وعي شعبه وامتحنته بشتى صنوف القهر من الانقلابات، إلى تسلط الأنظمة الشمولية، إلى الحروب الخارجية والداخلية، الى المجاعات والحصار حتى اعتى أنواع الإرهاب والاحتلال الأجنبي.
فهم شامتون إذا حصل تفجير، وشامتون إذا صوت البرلمان (الفاسد باعتقادهم) الذي يبحث عن مخرج لخسارته على إعادة العد والفرز اليدوي، وشامتون عند استخدام أجهزة المسح الالكترونية التي وباعتراف المراقبين الدوليين والمحليين بأنها قللت نسبة التزوير إلى اقل نسبة مقارنة بالدورات الانتخابية السابقة، وشامتون إذا أحرق أصحاب النوايا السيئة المبيتة لعرقلة العملية السياسية لمخازن المفوضية، وشامتون في كل صغيرة وكبيرة.
لكن مع لا جدوى حملات الشماتة ابتدأت علامة استفهام تكبر بوجه من نظر وقاد حراك المقاطعة، سؤال مفاده: الآن ماذا نفعل؟ هل المظاهرات هي الحل؟ لأن من كتب بيان الى الشعب أشار إلى «رد شعبي هادر» في حال تزوير الانتخابات، لكن مثقفي تيار المقاطعة هاجموا المظاهرات واعتبروها حلا فاشلا، إذ كتبوا «لا تظاهر، حتى نوطن أنفسنا على ألا تكون تظاهرات ما بعد الفطور- لان الكلام كان في رمضان- للتصفيق والغناء لمدة ساعة والعودة للبيت، لتقول لنفسك إنك لست مناضل كيبورد، لقد كشفت تجربة ثلاث سنوات، ضعف فهم المقاومة السلمية، وكلما قلنا لقياداتها التي باعتها: صعِّدوا، ظنوا أننا نتحدث عن اعتصام، وحتى الاعتصام أسقطو أضراسه، وصار يقبِّل ولا يعضّ، وقد بيّنت المقاطعة طرقا مغايرة لهذه المقاومة»، اذن ما هي الخطوة المقبلة في هذه (الطرق المغايرة في المقاومة السلمية)؟ لا أحد يعلم حتى الان ولم يظهر منها الا الشماتة.
كاتب عراقي

مقاطعة الانتخابات في العراق… ما لها وما عليها

صادق الطائي

صفقة القرن هل هي أسطورة؟

Posted: 26 Jun 2018 02:12 PM PDT

منذ بداية العام الماضي أصبح مصطلح «صفقة القرن» الذي يرمز لعملية تسوية يتم بموجبها سحب البساط الفلسطيني من بين يدي العرب، وتكريس القدس الشرقية والغربية عاصمة سياسية وثقافية لدولة يهودية، أصبح ذلك المصطلح شائعاً في وسائل الإعلام، وعند المتابعين للقضية الفلسطينية.
تنوعت تعبيرات وردود أفعال مستخدمي هذا المصطلح بين التكذيب والإحساس بالمؤامرة أو الاستسلام لها. لكن رد الفعل الأقوى كان ذلك الذي يرى أن هذه الصفقة بهذا التعريف والتوصيف مستحيلة، وأن المنطقة، بشعوبها وقياداتها، ومهما كان ما تعاني منه من ضعف، فإنها لا يمكن أن تقبل بتسوية كهذه، بل بلغ الأمر حد السخرية والتندر بهذا المصطلح الدعائي، بزعم أنه لا وجود له ولا أثر في أي عملية تفاوضية معلنة. لكن هناك مؤشرات كثيرة تجعلنا نتعامل مع هذا الافتراض الذي لا يستبعد الوصول إلى اتفاق يتم الإعلان عنه بشكل تدريجي وهي مؤشرات تجبرنا على أخذ الموضوع على محمل الجد، فبالإضافة إلى ضعف الحالة العربية والانشغال الذي تسببت فيه التطورات السياسية المعقدة الحالية، التي كان من نتائجها إفراز واقع كان له أثر كبير في نأي دول عربية مهمة بنفسها عن القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى كل ذلك، تأتي التصريحات المستفزة من قبل القيادات الصهيونية كحديثهم عن وجود تقارب وتفاهمات وقنوات للتواصل مع أطراف عربية، ووجود تنسيق سوف يتعزز في الفترة المقبلة من أجل درء الأخطار و»التهديدات المشتركة».
يتزامن كل ذلك مع الحديث الذي لا يقل غموضاً عن مبادرة سلام أمريكية جديدة، مدعومة من الإدارة الحالية، المعروفة بموقفها العنصري وميولها الصهيونية التي لا تحاول حتى إخفاءها. ذلك كله جعل البعض يربطون بين صفقة القرن ومبادرة السلام الصهيوأمريكية المقبلة باعتبار أنهما قد يكونان وجهين لعملة واحدة.
مؤشر آخر يمكن لمن يتابع المناقشات الثقافية والسياسية وصداها على وسائل التواصل الاجتماعي، أن يلاحظ ذلك الميل والانحياز المتصاعد من قبل شخصيات وتيارات بخلفيات مختلفة، للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ومحاولات أولئك للتبشير بذلك والترويج لما يمكن أن يحمله من فوائد وتبعات إيجابية. المفارقة هي أن هذا الصوت العقلاني الداعي للحوار والتعايش ونسيان خلافات الماضي، ما يلبث أن يختفي أو يتحول إلى صوت خافت خجول مع المخالفين من بني جلدته، بل يتحول كثير من أصحاب هذا المنهج العقلاني الحداثي، في تناقض غريب، لدعاة للفرقة والقطيعة والحرب التي لا هوادة فيها ضد أطراف أخرى داخل المنطقة.
هناك إذن انحياز لا يمكن إنكاره لدى بعض الشرائح الشعبية لصالح التطبيع، هذا الانحياز يتزامن مع انحياز معلن آخر من جانب القوة الأكبر في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية، لصالح المشروع الصهيوني. سوف ينتج عن هذا الانحياز الأخير توسع في منح صكوك الغفران للكيان، رغم ما يقترفه من جرائم والدعوة لما يشبه منحه حصانة تنجيه وتفلته من أي عقاب أو مساءلة، اعتباراً لظروفه الخاصة وواقعه الجيوبوليتيكي، الذي وضع نفسه فيه. صحيح أن الولايات المتحدة كانت على الدوام الداعم الرئيس لهذا الكيان، إلا أن العلاقة بين الطرفين دخلت منذ تولي الرئيس ترامب أطواراً غير مسبوقة أو متوقعة. كان من أهم المفاجآت على سبيل المثال التجرؤ على الاعتراف بالقدس عاصمة يهودية صهيونية، ونقل السفارة الأمريكية إليها، كما كان من بينها الانسحاب الغريب وغير المسبوق من المجلس الأممي لحقوق الإنسان، ومن دعم منظمة اليونسكو ووكالة الأونروا الداعمة للاجئين الفلسطينيين، بحجة تحيز كل هذه المؤسسات ضد الحليف الإسرائيلي وإمعاناً في زيادة الضغوط على الجانب الفلسطيني.
التفكير بصفقة تسوية كبرى يذكّر بالمشروع الذي أطلقه جورج بوش الابن بعد أشهر قليلة من غزوه للعراق وهو ذلك الذي سماه بالشرق الأوسط الكبير، المشروع الذي تلا بدوره المشروع الآخر للشرق الأوسط الجديد، ذلك المشروع الذي راج في نهاية التسعينيات قبل أن يفشل تحت ضغط المقاومين. وجه الشبه بين كل هذه المشاريع هو إيجاد منطقة مشرقية جديدة لا تشمل فقط الدول العربية (وإلا لسمي الشرق العربي)، وإنما تشمل الكيان الصهيوني أيضاً الذي سيتحول بالتدريج لدولة معتبرة ومعترف بها.
بعض المنظرين الغربيين، حتى مع افتراض حسن النية، يتعاطون مع ما يعرف بالصراع العربي الاسرائيلي بشكل مضلل، بمعنى اختصاره في المقاطعة السياسية المفروضة من قبل المجموعة العربية على دولة جارة بسبب التاريخ والحساسيات التي ولدتها الحروب. لا شك في أن هذه النظرة بهذا الشكل فيها تبسيط كثير مخل وتشويه لحقيقة ما حدث منذ قيام هذا الكيان في عام 1948 على أرض لا يملكها، فالعلاقة بين شعوب المنطقة والمحتلين من اليهود ليست مثل العلاقة بين الشعبين الفرنسي والألماني، التي وصلت أبلغ درجات السوء إبان الحروب العالمية، ثم ما لبثت أن تحسنت حتى وصلت لدرجة التحالف في الوقت الحالي، بفضل مشاريع الربط الاقتصادي والتجاري والتوحد في ظل رؤية إقليمية. الوضع العربي مختلف، وكذلك الحالة الصهيونية ليست إلا استثناء لا وجود لمثله في التاريخ لاحتلال لا يكتفي فقط بسرقة المكان، بل التاريخ والزمان أيضاً.
بشكل عملي وواقعي ومن أجل إنجاح صفقة القرن المفترضة، فهم يعملون على محورين متوازيين أساسيين، يتمثلان في تحييد الحركات والجماعات المقاومة للتطبيع، والعمل على إبعادها عن ساحة التأثير، مقابل تسليط الضوء والدعاية لأصحاب الرؤية البديلة المبنية على التفاوض والتقارب، ومنحهم قدرة أكبر على صنع الواقع السياسي، عبر تعزيز دورهم «المعتدل» المفضي إلى مفاوضات الوضع النهائي، التي يجب أن تقود إلى تسليم مطلق بحق الصهاينة في أرض فلسطين، والرضى بشبه دولة فلسطينية، أو بكيان متواضع يقوم على هامش الخريطة التاريخية للبقاع المقدسة. هذا يتجاوز حتى فكرة المبادرة العربية التي كانت تقترح سلاماً مقابل رد بعض الحقوق للفلسطينيين، فالمطلوب في هذه المرحلة سلام شامل أو تسليم بلا مقابل، سوى القليل مما يشبه ذر الرماد في العيون.
يبدو الواقع محبطاً بلا شك، هذا الإحباط هو ما جعل القادة وصناع الرأي يعربون عن الضجر والرغبة في إنهاء ما بدا لهم صداعا مزمنا بأي ثمن، هذه حقيقة، لكن هناك حقيقة أخرى يجب أن نراها، وهي أن بقع الضوء ما تزال موجودة وأن رسائل إيجابية كثيرة ما تزال تأتينا كل يوم مذكرة بنصر قريب، رغم كل ما يحيط بنا من سواد. نصر سيأتي رغماً عن أنف الواقع المشحون بالانقسامات والمزايدات والابتزاز. يبقى ضوء الأمل موجوداً. أمل نراه في صور الأقصى ومجموعات المرابطين والمرابطات. في الثورات التي اشتعلت في كل مكان غضباً من استلاب القدس ومن تجديد الظلم. في الانتفاضات العزلاء ومسيرات العودة والتظاهرات اليومية التي لا تنتهي رغم أثمانها الغالية. لا يهم أن تكون هذه الصفقة حقيقة أو مجرد مبالغة أسطورية، المهم أن يبقى الأمل موجوداً وأن يبقى الإيمان كذلك موجوداً باقتراب النصر مهما طال ليل الخذلان.
كاتب سوداني

صفقة القرن هل هي أسطورة؟

د. مدى الفاتح

إيطاليا تطلب من البلدان المغاربية أن تكون خفر سواحل لحماية حدودها

Posted: 26 Jun 2018 02:12 PM PDT

حمل وزير الداخلية الإيطالي ماثيو سالفيني في حقيبته، خلال زيارته طرابلس الاثنين، حزمة من التهديدات، في محاولة لحمل حكومة الوفاق الليبية على القيام بدور خفر السواحل، حماية للحدود الإيطالية من «غزوات» المهاجرين غير الشرعيين. واستقوى سالفيني، وهو في الوقت نفسه نائب رئيس الوزراء والرجل القوي في حكومة أقصى اليمين الحالية، بالاتفاقات الموقعة سابقا بين ليبيا وإيطاليا في مجال احتواء الهجرة غير الشرعية.
ويمكن القول إن أصداء ما دار بين الوزير الإيطالي والجانب الليبي بات معروفا، لأن الخافرات الايطالية في البحر المتوسط صارت تمنع سفن المنظمات الحقوقية جماعات الإغاثة الدولية من انتشال المهاجرين غير النظاميين من الغرق، وإيصالهم إلى السواحل الإيطالية، ما يعني أن عدد الغرقى سيتزايد في هذا الفصل مع تحسُن الأحوال المناخية. ويُعتبر الصيف الفترة الذهبية المناسبة لعبور البحر من الضفة الجنوبية إلى الشمالية في قوارب مطاطية، أو مراكب صيد متهالكة. وتتمثل سياسة العصا الغليظة التي ينتهجها اليمين الإيطالي في ملف الهجرة، بحمل حكومات دول الضفة الجنوبية على اعتراض مراكب المهاجرين غير النظاميين في المياه الليبية واعتقالهم، تمهيدا لإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية. وأطلق المعلقون الإيطاليون على هذه السياسة الجديدة عبارة «صفر تسامح»، ما يدل على أن السلطات الإيطالية لن تستثني أي مهاجر غير شرعي من إجراءاتها المتشددة.
وتخشى منظمات إنسانية عدة من أن يؤدي اعتماد قانون الهجرة الجديد إلى إعادة المهاجرين إلى معسكرات يتم احتجازهم فيها، رغما عن إرادتهم، ما يعرضهم للابتزاز وإساءة المعاملة. واعتبر عثمان البلبيسي رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، في تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي، أن «إعادة خفر السواحل الليبيين الناس (المهاجرين) إلى ليبيا مثير للريبة، إذ ينتهي بهم الحال في مراكز احتجاز». وسبق لمنظمات حقوقية دولية أن أعطت تفاصيل عن الاعتداءات وسوء المعاملة التي يلقاها المهاجرون غير النظاميين الذين يقعون بين أيدي الميليشيات، أو يُباعون أحيانا في إطار صفقات بين جماعات مسلحة تتحرك بحرية كاملة بسبب ضعف الدولة، التي لا تستطيع أن توصل أذرعها القضائية والأمنية والإدارية إلى جميع مناطق البلد.
تمويل وتدريب
أتى الوزير سالفيني إلى طرابلس برغبة جامحة في إقناع أركان المجلس الرئاسي والحكومة المنبثقة منه، بتنفيذ مذكرة التفاهم التي أبرمتها الحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة في فبراير الماضي مع الحكومة الإيطالية. وتعهد الجانب الإيطالي بناء على تلك المذكرة بتقديم أموال لمكافحة شبكات تهريب المهاجرين، بالاضافة للتعهد بتدريب خفر السواحل الليبيين. ودرب الاتحاد الأوروبي نحو 90 شخصا للعمل في حراسة السواحل الليبية، كما التزمت روما بتقديم عشرة زوارق دورية للسلطات الليبية، بُغية مساعدتها على احتواء موجات المهاجرين المتدفقة من الضفة الجنوبية للمتوسط. وفي مطلع العام الجاري وضع المجلس الأوروبي خطة لاحتواء تدفق المهاجرين في فصل الصيف، غير أنه أخفق في تنفيذها، على الرغم من أن سفن حراسة السواحل الأوروبية تتمركز للعام الثالث على التوالي، على مقربة من السواحل الليبية. وأفادت إحصاءات حديثة بأن 36 ألفا تم إنقاذهم في العام الماضي، بعدما كانوا على وشك الغرق.
غضب النيجر
ثمة عنصر جديد لا يُستبعد أن يؤثر في مجريات هذا الملف، ويتمثل في غضب الحكومة النيجرية، التي سبق أن وافقت على استقبال المهاجرين غير النظاميين، الذين يتم إبعادهم من ليبيا والجزائر، ثم عادت أخيرا وأعلنت أنها ضاقت ذرعا بهذا الدور، ربما لأن المكافأة التي يحصل عليها كبار المسؤولين فيها غير كافية. على أن التحدي المتنامي المُتمثل في زيادة تدفق المهاجرين غير النظاميين يطرح تحديا سكانيا، بما أن سكان القارة الإفريقية سيتضاعفون في 2050 ليصل عددهم إلى 2.5 مليار ساكن، أي ربع سكان الكوكب الأرضي. ومن الصعب بحسب الخبراء أن تُلاحق التنمية عجلة النمو السكاني، ما يؤدي إلى تزايد الفقر والتحريض على الهجرة. وقال مقرر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا أحمد عبدالحكيم حمزة، إنه قلق من انتهاج بعض الدول الأوروبية سياسات تزيد من التضييق على اللاجئين والمهاجرين، التي من بينها الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء المجري فكتور أوربان لبناء ما سماه «مدينة كبيرة للمهاجرين» على الساحل الليبي.
المحافظون الجدد في السلطة
تدل عودة أوربان بقوة إلى سدة الحكم في أعقاب الانتخابات المجرية الأخيرة وفوز أقصى اليمين الإيطالي لأول مرة بغالبية مكنته من حكم ثالث اقتصاد في أوروبا، على تنامي النزعات القومية والعنصرية. وكان أوربان قد حمل الليبيين مسؤولية تزايد المهاجرين غير النظاميين، وردت عليه حكومة الوفاق الليبية بالتشديد على ضرورة عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، تشارك فيه دول المصدر والعبور والمقصد، لمناقشة موضوع الهجرة غير النظامية. وحضت حكومة الوفاق على دعم دول المصدر من قبل الدول المتقدمة تكنولوجيا واقتصاديا من أجل إقامة مشاريع تنموية في دول المصدر، تضمن خلق فرص العمل لمواطني تلك الدول، ومساعدتها في وضع استراتيجيات تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 التي أقرتها الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة السنة الماضية. ويمكن القول إن الفترة الحالية هي الأشد وطأة على المهاجرين بصنفيهم الشرعي وغير النظامي، جراء المد الواسع للتيارات اليمينية المتشددة في أوروبا، التي تجعل من المزايدة والمغالاة في مسألة الهجرة سلاحها الأمضى في تقزيم غرمائها انتخابيا، وحشد الدعم الشعبي لأحزابها. والأرجح أن هذا الملف سيظل على مدى جيل آخر، أي إلى 2050، أحد محاور الصراع السياسي بين قوى اليمين وما تبقى من اليسار في أوروبا الغربية.  
كاتب تونسي

إيطاليا تطلب من البلدان المغاربية أن تكون خفر سواحل لحماية حدودها

رشيد خشانة

حفرياتٌ في الذاكرة

Posted: 26 Jun 2018 02:12 PM PDT

كان ذلك بداية حياة دائبة الجريان معقدة، يصعب وصفها في قرية منسية أخذت اسمها من روافد نهر اليرموك الذي كان قبل تقسيم سايكس بيكو ينبض بالحياة للإنسان والحيوان كليهما حيث لا توجد فوارق طبقية ولا معيشية ولا حدود، فكلاهما كان يقتات مما تنبت الأرض من قمحها و شعيرها وفومها وعدسها وبصلها كما كان ابي يحدثني.
بدأت قصتي هذه عندما أنهيت الثانوية العامة عام 1994 ، حيث قررت أن أذهب إلى العاصمة الحبيبة عمان، للعمل لمدة شهر حتى استطيع ان امول رخصة القيادة، التي لم أرد أن أرهق أبي ماديا بها، فأبي حفظه الله ورعاه فلاح من إربد ويحب الأرض وأمي والأولاد ويحب عيون الحرية كما يقول الشاعر.
فعملت كعاملٍ، أجهز الطلبيات وأرتب البضائع في مستودع الشركة الذي كان يعج بالبضائع الاستعمارية ذات الرائحة الغريبة التي تفوح منها رائحة الرأسمالية والمواد الحافظة الحاقدة، والتي كان همها تجميع العملة الصعبة وانهاك الاقتصاد الوطني لإبقائنا مستهلكين كالأنعام غير فاعلين، لا في الاقتصاد الدولي ولا الإقليمي، وقد كانت هذه الشركة تستورد البضائع الأوروبية والأمريكية كشوكولاتة (المارس والسنكرز والباونتي) واكل الكلاب، و(الويسكس) اكل القطط الفاخر، وأرز (انكل بنز ) وغيرها من البضائع التي كانت تأتي من أوروبا وأمريكا والتي كانت آنذاك تعد رمزا للبرجوازية والبذخ، وبالمناسبة كان مدير هذه الشركة لبنانيا ولا أدري لمن كانت تعود ملكيتها.
الشيء الذي لفت انتباهي بشكل لم أكن اتخيله آنذاك، هو ارتفاع فاتورة سيدتين كانتا من بعض الزبائن الدائمين لهذه الشركة حسب ما رواه لي زميلي عيسى الذي كان يأتي كل يوم من مدينة الزرقاء متنقلا بين الكثير من وسائل المواصلات المختلفة بين باصات (الكوستر) وسرافيس (المرسيدس ) ال190 القديمة ذات المقاعد المهترئة والممزقة.
الأولى كانت سيدة في منتصف الستين من عمرها، ذات شَعر لونه بين الأصفر والأحمر ممزوج بالشيب غير المنتظم.
حيث كانت تشتري لكلبها الألماني (الشيفر هوند، ككلب إحدى وزيرات حكوماتنا العربية) بمبلغ 350 دينارا أردنيا في الشهر، وهي بالمناسبة زوجة أحد أصحاب وكالات السيارات اليابانية في الأردن.
وأما الفاتورة الأخرى فكانت لأميرة هاشمية عندها الكثير من القطط. وكانت تشتري لقططها طعاما يسمى (الويسكس) بمبلغ 600 دينار أردني كل شهر، وذلك في وقت كان راتب مربي الأجيال المعلم لا يتجاوز 230 دينارا.
عند وصولي إلى العاصمة أسكنني معه وقتها أحد الكادحين من القرية في شقته المستأجرة المتواضعة التي كانت فوق السطوح، كما يقول إخواننا المصريون، و التي كانت تتألف من غرفتين وحمام ومطبخ صغير.
وكان صديقي الكادح يتقاسم الشقة مع أربعة من الكادحين الآخرين والتي كانت تستنزف ربع راتبه الذي لم يكن يتجاوز الـ 150 دينارا آنذاك.
استقبلني صديقي الكادح دون أي مقدمات أو تخطيط أو موعد فنحن معشر القرى لا نحتاج لمثل هذه البروتوكولات والتعقيدات والمواعيد التي تهدر الكثير من الوقت والجهد. كنا نستثمر هذا الوقت في الحديث عن القرية وأحوالها وتطوراتها والأيام القديمة والطرائف التي حدثت في الزمان الغابر حتى تنسينا الواقع المؤلم الكادح الذي كنا نعيشه، وقد كنا عفويين تحركنا الفطرة الإنسانية التي فطرنا الله عليها.
كنت أعود كل يوم من العمل المنهك جسديا ونفسيا من رؤيتي لهذا الفارق الطبقي الذي اكتشفته آنذاك، كنت أعود وأجد صديقي منهمكا في إعداد الافطار، فقد كان رمضاناً شديد الحر والعطش، وكان محترفاً في أكلة كان يطلق عليها أكلة (البهلول) وهي مكونة من خضار متنوعة كالباذنجان والكوسا والبندورة والبطاطا التي كان يقطعها ناعمة ويضعها فوق البصل واللحمة المفرومة ويضع فوقها القليل من نعناع (الجنينة) مع القليل من الملح والفلفل الحار.
لا زلت أذكر إلى الآن طعم تلك الأكلة التي لها من اسمها نصيب، كانت لذيذة لدرجة أنها كانت تنسينا الواقع المؤلم المرير ولا أستطيع نسيانها الآن.
لم أستطع البقاء وإكمال ذلك الشهر رغم أنه كان فضيلاً، وكان حريا بي أن أبقى حتى احقق الهدف الذي جئت من أجله وخصوصا أنني كنت في ريعان شبابي، وقادرا على كل الأعمال الشاقة، فقد كنت أجيد كل أعمال الفلاحة من حراثة الأرض وزراعتها إلى الرعي بالحيوانات التي لم تكن هناك فروق معيشية بيننا وبينها. ولكنني لم أكن اتخيل أنه حتى الحيوانات في عمان بورجوازية إلى هذه الدرجة، وتتعامل مع الكادحين بفوقية ولا تركب إلا في السيارات الفارهة حتى أنه تختلف عن قططنا وكلابنا الكادحة.
فقررت أن أعود إلى حيث المساواة واحترام الكرامة الإنسانية من قبل الجميع فعدت أدراجي إلى قريتي الجميلة الوادعة بخفي حُنين وغير آسف على ذلك.
فقد كنت أسمع وأشاهد على شاشات التلفاز الشعارات الرنانة أن الإنسان أغلى ما يملكون، وذلك لأنه مصدر غناهم الفاحش ورفاهيتهم وسيطرتهم، تماما كما كان العبيد لأسيادهم زمن الإقطاع.
رحلة الصيف هذه، القصيرة الشاقة، كشفت لي عن سر ثمين في وقت مبكر نسبيا من حياتي، أنه رغم قبولنا اللاواعي لحالة العبودية التي كنا ولا زلنا نعيشها إلى الآن، ونعتقد أننا نكدح ونعمل بجد ليل نهار حتى يعيش سيدنا بهناء ورفاهية مع عبيد المنزل، وذلك لأننا أغلى ما يملك سيدنا لم تكن واقعية ولا حقيقية، فقد اكتشفت أن هناك من هو أغلى من الإنسان.
وقد تبدو رحلتي هذه فاشلة في نظر البعض وذلك لأنني لم أحقق الهدف الذي جئت من أجله.
إلا أنني اعتبرها كرحلة كولومبوس الذي سافر قاصدا الهند ولكنه اكتشف أمريكا.
نعم لقد اكتشفت أننا نعيش في مسرحية تراجيدية ضحيتها نحن الشعب الكادح البائس الجائع.
نعم لقد كان رحلتي تلك بمثابة الخروج من الكهف الأفلاطوني واستطعت من خلالها أن أرى الشمس الساطعة التي كادت أن تعمي عيوني، ولكنني كنت بالطبع أكثر سعادة لأنني لم أعد اعتبر الخيالات التي كنت أراها حقيقة!
واخذت على عاتقي أن أعود لأصدقائي المكبلين بالأغلال منذ نعومة أظفارهم لأحدثهم بالذي رأيت وسمعت حتى لو اتهمونني بالجنون.

أردني مقيم في ألمانيا

حفرياتٌ في الذاكرة

عبدالمجيد عبيدات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق