Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 29 يونيو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


لماذا بدأ تطبيق «الصفقة الكبرى» من بوابة سوريا؟

Posted: 28 Jun 2018 02:31 PM PDT

كان كتاب «فن الصفقة» واحداً من المعالم التي صنعت اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتسجيله مبيعات كبيرة وبإعطائه صورة رجل أعمال كبير لديه رؤية.
رجل الأعمال الكبير ذاك قرّر أن يحوّل الوصول إلى أقوى منصب سياسي في العالم، الرئاسة الأمريكية، إلى أكبر «الصفقات» التي سيقوم بإنجازها.
اكتشفنا لاحقاً أن الكتاب نفسه كان «صفقة» أبرمها شخص يكره القراءة والكتابة مع صحافي مشهور هو توني شوارتز الذي ندم ندامة شديدة على ما فعله.
سكّة ترامب نحو البيت الأبيض ظلّت سالكة، وصار مفهومه للسياسة باعتبارها صفقة مجالا لمغامرات عملاقة تدفع ثمنها الكرة الأرضية، لم ينج منها شركاؤه المفترضون في الاتحاد الأوروبي وكندا، وجيرانه في المكسيك، ولكنّ غضبه الأكبر انصبّ على شعوب العالم الفقيرة، التي أهال عليها الإهانات (كما حصل بالنسبة لشعوب أفريقيا التي وصفها وصفا مقذعا، وبعض شعوب أمريكا اللاتينية).
أعلن ترامب شديد كرهه للمسلمين فحظر 6 من شعوبهم من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنّه خصّ الفلسطينيين بنازلة كبرى حين أعلن القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، وبدأ بتنفيذ خطة إسرائيلية قديمة لتهميش الفلسطينيين وقضيتهم، والتنازل عن حقوقهم تحت مسمّى «صفقة القرن».
صار معروفاً طبعاً دور روسيا فلاديمير بوتين في نجاح ترامب في حملته الانتخابية، فرغم المصالح المتضاربة بين البلدين، فإن الأجندات السياسية لزعيمي البيت الأبيض والكرملين غير متباعدتين.
لجمت التحقيقات القضائية في الدور الروسي، لفترة كبيرة، لقاء الأجندتين الأمريكية والروسية، وكان حقل المفاوضات النارية بين موسكو وواشنطن هو سوريا (وكذلك مناطق أخرى كالعراق وكوريا الشمالية وأوكرانيا وحدود أوروبا الشرقية)، وقد استهلك ترامب في طريقه المحموم نحو روسيا وزير خارجية (ريكس تيلرسون) ومديرا للإف بي آي (جيمس كومي) ومستشارا للشؤون الاستراتيجية (ستيفن بانون) ومستشارا للأمن القومي (مايكل فلين) ومسؤولين آخرين كثيرين.
آخر الأنباء أن هناك خلافات لترامب مع وزير دفاعه جيمس ماتيس، وهو لا يمكن أن يكون خلافا شخصيا والأولى أن يكون لاختلاف رؤية ترامب لما يجري في العالم، وخصوصا مع روسيا، مع رؤية ماتيس ومن ورائه المؤسسة العسكرية الأمريكية (فهو جنرال قديم)، ويمكننا أن نتكهن أن لذلك علاقة أيضا بما يجري في سوريا حيث نرى قرارا أمريكيا واضحا بالتراجع أمام روسيا والنظام السوري (وحتى ميليشيات إيران العراقية في سوريا)، فهل يتعلّق الأمر بغرام ترامب الأيديولوجي المعلوم بقيصر روسيا (وهو أمر تتشاركه اتجاهات اليمين المتطرّف الأوروبية والعالمية)، أم بمكافأته على تدخّله في الانتخابات الأمريكية لصالحه، أم أن هذه الحلقة الأولى في «الصفقة الكبرى» التي يقوم ترامب وحلفاؤه في العالم والمنطقة بتطبيق فقراتها الواحدة بعد الأخرى.
اشتكى صهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، ومستشاره ومندوبه للشرق الأوسط (وشريكه في «الصفقات»)، من رفض الفلسطينيين لـ«خطة السلام» التي يطرحها، رغم كل الإجراءات الاخضاعية التي قامت بها بلاده ضدهم، والواضح أن عرقلة الفلسطينيين للصفقة المذكورة دفعت باتجاه ساحات أخرى للتمهيد وتحقيق بعض المكاسب المحسوسة، وقد تمّ خصّ الأردن بالكثير من التركيز والضغط لإبعاده عن الفلسطينيين، وكذلك لتعويضه ماليا واقتصاديا، ويبدو أن استيلاء النظام السوري على الحدود مع الأردن، رغم الثمن الفظيع الذي سيدفعه المدنيون، هو جزء من «الفوائد» التي ستجنيها عمّان مع انفتاح خط الشحن والبضائع من وإلى سوريا.
وفي الوقت الذي تنهال فيه قذائف الطائرات الروسية على درعا وبلداتها، أعلنت موسكو سحب 1140 عسكريا و27 طائرة مروحية، وهو أيضاً أسلوب محبّذ لروسيا في «الصفقات» السياسية على طريقة المتنبي: فليسعد النطق إن لم تسعد الحال، أو: فلنقصف ونسيطر ونحن نعلن، مرة تلو الأخرى، عن انسحاب لقواتنا.
أهم الإشارات أن «صفقة» بوتين ـ ترامب قد نضجت، طبعا، هو إعلان موسكو عن لقاء تاريخي للرئيسين في هلسنكي الشهر المقبل، ونتائج هذه الصفقة، من دون شك، ستكون مخيفة بكل المقاييس.

لماذا بدأ تطبيق «الصفقة الكبرى» من بوابة سوريا؟

رأي القدس

حلال بلال

Posted: 28 Jun 2018 02:30 PM PDT

قيادة المرأة في السعودية إنتصار كبير، إنتصار قوي جداً للمرأة في كل مكان في الواقع، هذه المرأة التي لم تعرف كيف توحد قضيتها في يوم، لم تستطع أن تستخدم كلمة «نحن» لتشير لجنسها، «فنحن» بالنسبة للمرأة قد تشير لعائلتها، لطائفتها، لأسرتها، ولكنها لم تجمع بنات جنسها في يوم كما تقول سيمون دي بوفوار في مقالها الشهير «الجنس الثاني». اليوم فرحتنا بهذا الإنتصار جمعتنا، صنعت منا «نحن» تحتفل في كل مكان بهذه الخطوة الجبارة، هو إنتصار، على بديهيته في مناطق عديدة من العالم، إلا أنه يعتبر علامة فارقة للمرأة السعودية ستنقلها بتفاصيل حياتها إلى مرحلة جديدة في صراعها مع الأبوية الشوفينية عميقة الغرس في مجتمعاتنا الشرقية.
ليس هذا الإنتصار بصغير، ليس هو مجرد تقنين لوضع إمرأة خلف مقود سيارة، ليس هو بالكوميدية التي يحاول البعض سبغها عليه، إنه خطوة تحريرية هائلة للمرأة، لتحركها، لجسدها، وحتى لإختياراتها. إن أحد أهم حقوق الإنسان المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو حق حرية التنقل، والذي بدوره يضمن حريات وحقوقاً كثيرة للإنسان من حيث قراره في تحديد مكان معيشته، أماكن تواجده، ومن حيث تمكينه من تحقيق أهدافه، من الإستمتاع بالحياة، وكذلك من إنقاذ نفسه في الحالات التي تستدعي الإنقاذ. إن حرية التنقل هي حق عظيم لطالما كانت سرقته هدفاً للفئات الأقوى، فالحد من حرية الإنسان في تنقله هو حد من معظم حرياته وحقوقه الأخرى، وهو الطريقة الأمثل للتحكم في الإنسان وإستغلاله بل وإستعباده كذلك.
إن تحصل المرأة السعودية على حق القيادة هو تحصل لها على حق تقرير المصير، هو تحرير لها من سلطة الرجل الذي بإرادته يحركها وبإختياره يقيدها، هو تمكين لها من تقرير حق البقاء مع الرجل من عدمه، تمكين لها من إنجاز أعمالها، تأكيد وصايتها على أبنائها وإعطاؤها القدرة على إتخاذ القرارات المهمة في حياتهم. إن وضع إمرأة خلف مقود السيارة، تمكينها من هذا الحق البديهي الطبيعي، هو إحترام لإنسانيتها ولحقها في الإختيار وتحرير لها من جزء كبير من سلطة كانت وما زالت تربض على قلبها وروحها وحياتها.
القرار يأتي كذلك كمرحلة إفاقة من تغييب الكثير من الفتاوى التي طالما نزلت سياطاً على ظهر المرأة تحديداً، وها نحن نرى اليوم كيف يتكور العديد من الوعاظ على أنفسهم وهم يبررون ويفسرون الإباحة الجديدة والتي أتت لتتصادم مع تحريمهم ورفضهم القديم. اليوم، وقبل الرضوخ لفتوى، يجب على مجتمعاتنا أن تتفكر ألف مرة وتعتبر ألف مرة، يجب أن تتذكر كيف إنقلب الحرام، بقرار سياسي، إلى حلال بلال، كما سبق أن إنقلب تحريم التصوير، وتحريم السينما وتحريم الموسيقى وتحريم المشاركة السياسية للنساء وغيرها بجرة قلم الى حلال بل ومستحب الإستيفاء كذلك. إن قرار قيادة المرأة هو، بغض النظر عن الأبعاد السياسية والفوائد الإقتصادية والتحليلات والتمحيصات، درس كبير في حتمية التغيير، في حتمية الخطوة الى الأمام، في فاعلية قوانين الفيزياء الخاصة بالزمن، في واقعية نظرية داروين الخاصة بالتطور. كل شيء الى الأمام، الى تغيير محتوم، لا ثوابت راسخة ولا طبائع ثابتة ولا عادات أو تقاليد أو إيمانيات محفورة على حجر، حتى الأخلاق والمبادئ لا تستطيع الصمود أمام التغيير الحياتي والتطور العقلي. إنه درس جيد «للسلطات الدينية» أن الزمن والحياة وسرعة التغيير لم تعد جميعها تحتمل سياسة الجزم والشد والرفض والتحريم والتهديد المتبعة سابقاً. تحتاجون للكثير من الليونة والمرونة، تحتاجون دوماً أن تتركوا الباب موارباً منعاً للإحراج ودرءاً للحاجة المؤذية للتبرير وإعادة التفسير اللذين من شأنهما هز الصورة لا تثبيتها.
ألف مبروك للمرأة السعودية وللمرأة في العالم أجمع، والعقبى لكل ما تتمنين وتطمحين.

حلال بلال

د. ابتهال الخطيب

عن تلك الـ«فوضى» خلف الجدار العازل صراعٌ داخلَ صندوقٍ مغلقٍ والكل سيختنق

Posted: 28 Jun 2018 02:30 PM PDT

رغم كتلةٍ شاهقةٍ من المثالب الأخلاقيّة التي تشوب المسلسل الإسرائيلي «فوضى» – موسمين في 2015 و2018 – تحول هذا الطبق البصري إلى واحد من أكثر الأعمال جماهيريّة على منصة نيتفليكس للأفلام والمسلسلات – ذات الانتشار العالمي – إلى جانب شعبيته الجارفة في الكيان العبري ليس فقط بين الإسرائيليين المحتلين ولكن أيضاً بين الفلسطينيين الذين هم حتماً الطرف الخاسر الأبدي في دراما المسلسل. وتبدو مسارعة نيتفليكس إلى الشروع في التحضير لموسم ثالث إشارة فاقعة إلى بعد خاص يتمتع به رغم طابعه الشديد المحليّة في وقت تتناثر جثث عشرات الأعمال الغربيّة الفاشلة في صحراء الفضاء السيبيري. فباستثناءاتٍ تكاد تُعد على الأصابع، تبدو الأعمال التلفزيونيّة الغربيّة عموماً والأمريكيّة منها بشكل خاص وكأنّها قد فقدت القدرة على تقديم محتوى يمكنه تجاوز تقنيات التصوير المبهرة إلى تضمينه شيئاً من فكرة ترفض التسطيح الثنائي الأبعاد فتخاطب مشاهدها بأبعد من أنفه مع الاحتفاظ في ذات الوقت بالقدرة على تشويقه دون اللجوء إلى الوحوش الأسطورية وشياطين الفانتازيا هرباً من فقر الخيال وانعدام الشجاعة في معاقرة الواقع، والخضوع الأعمى للسرديّات الرسميّة عن الأحداث والأشخاص والمآلات. فما الذي يقدّمه «فوضى» ليحظى بكل هذا الألق؟

يوميّات مستعرب في الضفّة الغربيّة

يروي المُسلسل (بطولات) وحدة مستعربين إسرائيليّة تعمل داخل الضفة الغربيّة المحتلّة في إطار حربها الدائمة ضد (الإرهابيين) الفلسطينيين – المستعربون هم وحدات أمنيّة خاصة يتنكر أفرادها كعرب فلسطينيين ويعتبرون من أهم أدوات استدامة السيطرة العبريّة على المناطق ذات الكثافة العربيّة في فلسطين المحتلة -. وكما يُتوقع من أي مُنتج إسرائيلي في كيان عنصري قائم على مبدأ الاحتلال الاستيطاني، فإن أحداث «فوضى» تعكس ودون تلعثم سرديّة صهيونيّة تامة عن وقائع العمل اليومي لهؤلاء المستعربين لا تسعى بأي شكل من الأشكال إلى كسب الرأي العام للجانب الإسرائيلي، أو تعبأ بالترويج لمنظومة قيمية مزيّفة – كما في مثيلاتها الأمريكيّة المماثلة – ولا تحاول التقليل من همجيّة أساليب التعذيب والغدر والقتل خارج القانون التي يمارسونها ضد الأقليّة الفلسطينيّة الباقية في أرضها.
هذه الواقعيّة الشديدة تبدو وكأنها تحديداً سر ألق المسلسل في استقطاب الجمهور على تنوع مشاربه، وهي لا شك مستمدّة من خبرة كاتِبيْه بأحوال الضفة الغربيّة من خلال خدمة أحدهما الفعليّة في وحدة مستعربين – يلعب أيضاً دور الشخصيّة الإسرائيليّة الرئيسة في الفيلم- ، بينما الآخر كان مراسلا يغطي أحداث الضفة لصحيفة هآرتس الإسرائيليّة.

ثقب في الجدار العازل

الإسرائيليون يعيشون كذبة أرض الميعاد التي ليست في واقعها سوى غطاءً أيديولوجياً لتبرير سوءات مشروع احتلال استيطاني غربي يقوم على أساس إلغاء الآخر وإخراجه من الجغرافيا والتاريخ معاً، وتهرب أغلبيتهم من واقعها البائس وغربتها كمجتمع مُحتل مفتقر للأخلاقيّة الإنسانيّة يمارس الحياة على هامش صراع مستديم إلى برامج تلفزيون (الواقع) التي تُلغي المسائل العامة لمصلحة المنافسات الفرديّة العبثية المرتبطة بجمال الصوت أو حسن الطلّة هؤلاء وجدوا في «فوضى» نافذة للتلصص على الجيران الذين يحجبهم الجدار العازل ومحاولة فهم «لماذا هم يكرهوننا؟» وأي أفق ممكن هناك للنجاحات التي لا تنتهي لقوات الأمن الإسرائيليّة في تحييد الأعمال الإرهابيّة التي لا يبدو أنها تضمحل رغم كل شيء.
«فوضى» الذي يصوّر عمليات تخفٍ ومطاردات ومواجهات تجري في مدن فلسطينيّة مثل نابلس والخليل فتح كوّة في مسار تناسٍ وتغييبٍ للفلسطينيين سواء في مُجمل النتاج الدرامي الإسرائيلي – أو حتى على أرض الواقع من خلال إلقاء الفلسطينيين خلف الجدار: هؤلاء هم الجيران المباشرون، الذين هم يشبهوننا – نحن الإسرائيليون (المتحضرون) – حد الذّهول في ملامحنا الخارجيّة، وتُحسن أكثريتهم التحدث بالعبريّة، لكنهم رغم ذلك وكأنهم من كوكب آخر في ثقافتهم وأساطيرهم وطرائق عيشهم وفقرهم وبؤسهم.

نحن هنا ولن نتبخّر في الهواء

المشاهدون الفلسطينيون بدورهم، وجدوا في «فوضى» رغم كل انحيازاته الفاضحة نوعاً من اعترافٍ بوجودهم كحقيقة دامغة على الأرض، ورغم خسارتهم المحتمة في مجريات الأحداث يجدون لأول مرّة مرآة يطالعون فيها معالم من صورتهم كما يراها المهيمنون القابعون في الجهة الأخرى من الجدار، وهي صورة بكل استشراقها البغيض فيها كثير من الحقيقة عن التخلّف الاقتصادي والثقافي والاجتماعي الذي يعيشه الفلسطينيون لأسباب تاريخيّة دون شك، لكنه تخلّف تكرّس حتما كنتيجةٍ مباشرةٍ للتجربة الاستيطانيّة السرطانيّة في أرضهم المسلوبة.

المسكوت عنه في الـ«فوضى» أبلغ من الكلام

عبقريّة «فوضى» ليست بالتأكيد في ما تقوله مسارات أحداثه بل هي تتبدى تحديداً فيما تسكت عنه، وهو أمر لا فكاك منه في كل منتج ثقافي إن أصغنا السمع وفق رائد تفكيك الرموز الثقافيّة الفرنسي رولان بارت.
«فوضى» يعبّر بحكم واقعه عن رؤية الإسرائيلي المستعرب للعالم من حوله. المستعرب عند الإسرائيليين بطل قومي تجمع على نبل مهمته في الأراضي المحتلة كافة أطياف السياسة داخل الكيان على تعدد مرجعياتها وإن كان هناك من يتحفظ على بعض ممارساتها. هذه الرؤية يُقرأ منها فصل عنصري حاد بين عالمين مختلفين حد التناقض يفرّق بينهما – واقعياً ومجازياً – جدار عازل شاهق فلا يجمعهما سوى شراهة الشخصيات الممثلة للطرفين إلى التدخين. على الجانب الإسرائيلي: شخصيات ذات حضور لافت تلعب أدوار بطولة وطنيّة لا يكاد يظهر فيها للأساطير الدينية تأثير يذكر، تمارس أدوارها الملتبسة بصفاء ضمير منقطع النّظير، تعيش أجواء عائليّة حميمة وتسهر في مقاهٍ باذخة، وتبدو السماء والطرقات وشاطىء البحر والمباني والسيارات حولهم لامعة وبهيّة المظهر كما في أي عاصمة غربيّة، بينما النساء من حولهم متحررات منطلقات قويّات الشكيمة حد التطرّف. الجانب الفلسطيني في الطرف المقابل متخم بشخصيّات متعبة قلقة ملتبسة تسكنها وتقض مضجعها الأوهام الدينيّة، تعيش مآس عائليّة وشخصية في أجواء باهتة وفقيرة وشاحبة، في الوقت الذي تبدو النساء الفلسطينيات مجرد خلفيّات هامشيّة لمجتمع بطريركي ذكوري منحرف تحكمه علاقات أشبه بالتشكيلات المافيوية في جنوب إيطاليا. تجاور هذين الكونيْن النقيضين يخلق لهما أجواء عدميّة في دائرة مفرغة لا خروج منها. مجتمع إسرائيلي معزول قلق لحظيّاً من إمكان الاختراق الأمني، هارباً من مآزقه الأخلاقيّة نحو كل الموبقات إلا أنسنة الآخر، ومجتمع فلسطيني مخترق لا قيمة للبشر فيه يُعيد إنتاج تخلّفه ويعيش آفاقاً مسدودة عدميّة دون أي أفق. وحين يحدث أن يلتقي الجانبان، يكون ذلك لتصفية عداوات يعمّقها «فوضى» لتأخذ أبعاد أحقاد شخصيّة فوق كل مسألة قوميّة أو دينيّة، وتنتهي دوماً بالعنف المسرف ولمصلحة المحتلّ.

الصراع داخل الصندوق المغلق

لا تومىء مناخات «فوضى» إلى بارقة أملٍ بوأدِ هذا العداء الحالك على تعدد مستوياته، ولا إلى أيّة نهايات محتملة للانقسام العمودي بين المجتمعين المتجاورين. فانتصارات المستعربين لا تُنهي الصراع بل تُؤججه، ولا يبدو الإسرائيليون بوارد النزول من شجرة الاحتلال الملعونة حيث علّقوا، في حين أن الفلسطينيين كما لو فقدوا نهائيّاً القدرة على تجاوز واقع الجرح النازف. إنه صراع داخل صندوق محكم الإغلاق، المنتصر والمهزوم فيه يختنق، الفرقُ من يموت أولا.
إذن ستستمر الـ«فوضى» إلى ما لا نهاية، وستتعدد مواسمه القاحلة.
وحده الأمريكي – نيتفليكس – سوف يقطفها ذهباً.

إعلامية من لبنان تقيم في لندن

7GAZ

عن تلك الـ«فوضى» خلف الجدار العازل صراعٌ داخلَ صندوقٍ مغلقٍ والكل سيختنق

ندى حطيط

الضحية في جبهة حوران

Posted: 28 Jun 2018 02:30 PM PDT

كانت هدنة جنوبي غرب سوريا، في محافظات درعا والسويداء والقنيطرة، التي اتُفق عليها في تموز (يوليو) 2017 بين الولايات المتحدة وروسيا والأردن؛ هي الأولى التي تمّ التوصل إليها في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بعد اللقاء الأول وجهاً لوجه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكانت الأولى، أيضاً، على صعيد التوافق الروسي ـ الأمريكي حول مصطلح «خفض التصعيد». ويومذاك، تبادل وزير الخارجية الأمريكي السابق، ريك تيلرسون مع زميله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأدوار في شرح إمكانية التعاون بين البلدين حول الملفّ السوري، كما تقاسما مهمة شرح محاسن خطة الهدنة؛ وذلك رغم اختلافهما في تفسير الحضور الروسي (من خلال الشرطة العسكرية الروسية)، أو التزام النظام السوري والميليشيات الإيرانية بالهدنة، ثمّ دور الرقابة الموكل إلى العناصر الأمريكية والأردنية.
في العمق والخلفية كانت مصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي في صلب هذه الهدنة، على ثلاثة أصعدة ظاهرة (بين أخرى خافية وغير معلنة، معتادة تماماً في حالات مثل هذه). الأول هو الاشتراط الإسرائيلي بأن تكون الدول الثلاث ضامنة لخطوط فصل القوات مع النظام السوري، وحدود الانتشار العسكري الإسرائيلي في الجولان المحتل؛ وهذه الضمانة تشمل، أولاً، عدم اقتراب الميليشيات الإيرانية، بما في ذلك «حزب الله»، من تلك الخطوط والحدود. الصعيد الثاني هو إعادة الوضع العسكري الميداني في هذه المحافظات الثلاث إلى ما قبل آذار (مارس) 2011، حين انطلقت الانتفاضة الشعبية وخرجت المظاهرات الأبكر في مدينة درعا وبلداتها وقراها؛ أي: طرد كلّ القوى العسكرية «الغريبة»، سواء انتمت إلى الموالاة أم المعارضة، وإعادة جيش النظام وحده على المنطقة. وأما الصعيد الثالث فقد كان يخفي استبطاناً إسرائيلياً للترابط الطبيعي بين مواطني سوريا الدروز في السويداء والجولان المحتل، من جهة أولى؛ ودروز 1948 في فلسطين، من جهة ثانية؛ على خلفية كبرى، من جهة ثالثة، هي اتساع رقعة الانتفاضة، واستمرار حكومة بنيامين نتنياهو في دعم بقاء بشار الأسد، ولكن ليس دون استغلاله في الضغط على النظام لجهة تقييد الوجود العسكري الإيراني أو حتى البدء تدريجياً في سحبه من سوريا.
خلال التوافق الأمريكي ـ الروسي، ثمّ الأردني استطراداً، كانت فصائل المعارضة المسلحة خارج السياق عملياً، لا هي في العير ولا في النفير! وتستوي في هذا تلك التي تطلق على نفسها صفة «الجيش الحر»، وارتباطها الفعلي تقيده أوامر غرفة الـMOC، أي مقر القيادة والتنسيق الذي تديره الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن منذ عام 2013؛ أو «جيش خالد بن الوليد» الداعشي، وكتائب «النصرة» التي سبق أن قايضت النظام على ترحيل عناصرها إلى إدلب. وهذه الفصائل لا تسدد اليوم ثمناً متأخراً لارتهانها أو اتكائها على الحل العسكري، أو تراخيها عن القتال حين اقتضت الحاجة، أو خلافاتها ونزاعاتها وانشقاقاتها وفساد بعض قادتها، فحسب؛ بل تدفع اليوم ضريبة مضاعفة لقاء اطمئنانها إلى مساندة الغرب لها في أحلك الظروف، وتصديقها بأنّ واشنطن تضمن هدنة تموز 2017 وستفرض على النظام وروسيا مواصلة الالتزام بها.
المسلسل بدأ هكذا: قبل شروع النظام في عملية اجتياح ريف درعا، بدعم جوي مكثف من الطيران الحربي الروسي (ومشاركة، ما تزال نشطة، من ميليشيات شيعية مثل «لواء ذو الفقار» في معارك بلدة بصر الحرير)؛ كانت هيذر ناورت، الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، قد حذرت نظام الأسد من «إجراءات حازمة ومناسبة» في حال انتهاك وقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد. الفصل التالي من المسلسل كان إعلان ناورت أن الولايات المتحدة «ما تزال ملتزمة بالحفاظ على استقرار منطقة خفض التصعيد في جنوبي غرب سوريا والهدنة المرتبطة بها». الفصل الثالث، الراهن، كان رسالة السفارة الأمريكية في عمّان إلى الفصائل: «نحن في حكومة الولايات المتحدة نتفهم الظروف الصعبة التي تواجهونها الآن ولا نزال ننصح الروس والنظام السوري بعدم القيام بأي عمل عسكري يخرق منطقة خفض التصعيد في جنوبي غرب سوريا. ولكن لا بد من توضيح موقفنا: نفهم أنكم يجب أن تتخذوا قراركم حسب مصالحكم ومصالح أهاليكم وفصيلكم كما ترونها، ولكن ينبغي ألا تسندوا قراركم على افتراض أو توقع بتدخل عسكري من قبلنا»!
وهذا مسلسل في الحنث بالوعود، والطعن في الظهر، والالتفاف من خلفٍ وأمام وميمنة وميسرة؛ تكرر مراراً منذ أن شرعت غالبية أبناء سوريا في انتفاضة شعبية واسعة النطاق، مشروعة ونبيلة وسلمية، لكنها محطّ عداء من قوى إقليمية ودولية كبرى، ومحطّ تردد أو تخاذل أو مقايضة من أشباه «أصدقاء» و«حلفاء»؛ ثمّ الأهمّ ربما: أنها انتفاضة تسير على نقيض ما أرادته وتريده دولة الاحتلال الإسرائيلي من نظام «الحركة التصحيحية»، الأسد الأب والأسد الوريث، الذي حفظ حال اللاحرب واللاسلم بالمصطلح الأكثر إراحة للاحتلال الإسرائيلي في الجولان، وللعربدة الإسرائيلية في لبنان. وما تفعله إدارة ترامب اليوم ليس سوى إعادة إنتاج، مع اختلاف الظروف والسياقات والشروط، للسياسة المركزية التي انتهجتها الإدارة السابقة في ظلّ رئاسة باراك أوباما. وكما أنّ المرء لم يكن يملك رفاه تقديم العزاء إلى «معارضة» إسطنبول حين لهثت خلف السراب الأمريكي، والغربي عموماً؛ فلا عزاء أيضاً للفصائل المسلحة التي عقدت الآمال على الخبراء العسكريين من أمريكا وبريطانيا وفرنسا، فلم تحصد سوى توافق الرعاة مع الذئب على حُسن اختتام مصير الضحية.
غير أنّ نطاق الضحية ليس مقتصراً على هذه الفصائل التي اطمأنت وانخدعت وخدعت ذاتها وأوغلت في التبعية، إذْ أنّ حكم التاريخ في ما كان لها وما سيكون عليها خلال سنوات العمل العسكري هو الفيصل في نهاية المطاف؛ بل الضحية الأولى الكبرى هي 750 ألف نسمة من المدنيين في هذه المنطقة، يتهددهم التهجير مجدداً، ولكن إلى اللامكان في واقع الأمر، أو بين مطرقة النظام والطيران الحربي الروسي وأشباح المجاز، وسندان الأردن الذي يعلن أنه لن يستطيع استيعاب المزيد من اللاجئين. وفي هذا السياق، لن تعدم فتاوى رهط «الممانعة» في تخوين أية أسرة تجد ذاتها مضطرة إلى اللجوء نحو مناطق الاحتلال الإسرائيلي في الجولان، وكأنّ الخيارات الأنسب و«الأطهر» متاحة وفيرة. كذلك لن تعدم رهط دعاة «الصمود والتصدي» و«القتال حتى آخر قطرة دم»، وكأنّ ما تبقى من قدرات الفصائل العسكرية جديرة بهذا الخيار الشمشوني، على أيّ نحو.
وما جرى قبل أيام، في تنصل واشنطن من التزامها بما اتفق عليه رئيسها مع بوتين حول منطقة خفض التصعيد في جنوبي غرب سوريا، يعيد تذكير المضلَّلين والسذّج بأنّ الأجندة الفعلية لإدارتَي أوباما وترامب، تجاه انتفاضات العرب، ما تزال في الجوهر تحتفظ لأمن دولة الاحتلال الإسرائيلي بأولوية قصوى، لا تدانيها أخرى. كذلك فإنّ النكث بالوعود ليس ممارسة جديدة على الإدارات الأمريكية بأسرها، بل يمكن هنا استعادة المثل الفرنسي الشهير عن وعود لا تُلزم إلا الحمقى الذين يصدقونها! ومنذ انتفاضة تونس، أواخر 2010؛ مروراً بميدان التحرير، والانقلابات فيه وعليه؛ وحتى أيامنا هذه حين توضع الانتفاضة السورية، وحوران رائدتها، على مذبح الاستشهاد؛ كرر أوباما وترامب، أسوة بأمثال هيلاري كلنتون وجون كيري وريك تيلرسون ومايك بومبيو… اللعبة ذاتها، التي انطوت على اتفاق الراعي مع الذئب، حول أفضل طرائق افتراس الضحية.

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

الضحية في جبهة حوران

صبحي حديدي

مصادر في إسرائيل تزعم أن دولا عربية حذّرتها من نشاط تركيا في القدس ورئيس الموساد يشارك في قمة استخباراتية عربية في العقبة

Posted: 28 Jun 2018 02:29 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: زعمت مصادر في اسرائيل ان رئيس مخابراتها الخارجية «الموساد» شارك في قمة لقادة أجهزة مخابرات عربية، وأن دولا عربية حذرت إسرائيل من تبعات النشاط التركي في الشطر الشرقي من القدس المحتلة.
وقالت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية «إن رئيس جهاز «الموساد» يوسي كوهين، شارك في أعمال قمة استخباراتية عقدت في مدينة العقبة الأردنية حضرها قادة أجهزة مخابرات أنظمة عربية. وزعمت «معاريف» ان المباحثات تمحورت حول سبل تحريك المبادرة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية والمعروفة بـ»صفقة القرن»
وأوضحت أن رؤساء استخبارات من إسرائيل والسعودية ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية اجتمعوا سرا مؤخرا للتباحث حول دفع عملية «التسوية» قدما.
وذكرت «معاريف» أن القمة التي عقدت في 17 حزيران/ يونيو الحالي، دفع إلى إخراجها لحيز التنفيذ، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وصهره، جاريد كوشنر، والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات.
وفي محادثات القمة شارك كل من رئيس الموساد يوسي كوهين، ورئيس الاستخبارات السعودي خالد بن علي الحميدان، ورئيس الاستخبارات المصري عباس كمال، ورئيس الاستخبارات الأردني عدنان عصام الجندي، ورئيس المخابرات في السلطة الفلسطينية، ماجد فرج.
وشارك فرج في الاجتماع بطلب من  المبعوثين الأمريكيين، وذلك رغم مقاطعة السلطة الفلسطينية للولايات المتحدة، عقب قرارها نقل سفارة بلادها للقدس المحتلة ومحاولات واشنطن فرض «صفقة القرن» وابتزاز المفاوض الفلسطيني. ولفتت الصحيفة إلى أن ثمة علاقات سرية وثيقة بين اسرائيل والسعودية منذ سنوات، مشيرة في هذا السياق إلى لقاء جمع رئيس الموساد السابق مئير دغان ونظيره السعودي دون الكشف عن زمانه ومكانه. وأضافت أن رئيس حكومة الاحتلال آنذاك إيهود أولمرت التقى في الأردن الأمير بندر بن سلطان، الذي كان حينها رئيس الاستخبارات السعودية ورئيس مجلس الأمن القومي.
وحسب «معاريف»، فإن فرج المقرب من الإدارة الأمريكية التقى برئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية السابق مايك بومبيو قبل شهر، كما التقى به أيضا في منصبه الجديد كوزير للخارجية لإدارة ترامب. وأضافت الصحيفة أنه لمفاجأة المشاركين بالاجتماع، لم يعبر فرج عن رأيه أو عن أي تحفظات، باستثناء بعض التعليقات العامة. يشار الى انه غداة قمة قادة الاستخبارات في العقبة، في 17حزيران، التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بشكل مفاجئ مع العاهل الاردني  الملك عبد الله الملك الأردني في عمان، وناقش معه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والتحديات التي يمثلها الوجود الإيراني في سوريا لكلا البلدين.

تحالف مضاد لتركيا

وفي سياق متصل زعمت مصادر اسرائيلية أخرى ان  السلطة الفلسطينية والأردن والسعودية بعثت في العام الماضي عدة رسائل إلى إسرائيل حذرت من خلالها من أنشطة تركيا في القدس المحتلة، حسبما أفادت صحيفة «هآرتس» امس.
وزعمت الصحيفة أن الأردن والسعودية والسلطة عبرت في تلك الرسائل عن قلق من الوجود التركي المتنامي في القدس المحتلة. وقالت الدول إنها تشعر بالقلق من أن الهدف من الوجود التركي هو السماح للرئيس رجب طيب إردوغان، بتولي رعاية القدس في العالم الإسلامي.
وحسب الرسائل، يقول كبار المسؤولين في عمان والرياض ورام الله إنه وتحت الأنف الإسرائيلي، في الأحياء الفلسطينية الشرقية من المدينة المحتلة، يتم بناء سلطة لتركيا، والتي، وفقا لهذه الدول، تهدد مصالحهم ومصالح إسرائيل.
وقالت مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لصحيفة «هآرتس» إن إسرائيل تراقب هذه الظاهرة وتتصرف بعدة طرق من أجل احتوائها والقضاء عليها». وتشير الى ان محاولات تركيا للحصول على موطئ قدم في القدس المحتلة حظيت باعتراف من قبل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي تعتقد أن الحضور التركي ينعكس في جملة أمور، منها الميزانيات التي تنتقل إليها من قبل المنظمات الإسلامية في تركيا، المقربة من حزب إردوغان الحاكم، إذ تصل الميزانيات لمنظمات وجمعيات فلسطينية ناشطة في المدينة المحتلة. كما ترى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، برحلات الحجاج الأتراك للقدس التي تشرف عليها وتنظمها المنظمات الإسلامية في تركيا، أحد أهم العوامل والآليات لتعزيز الوجود التركي في المدينة، علما أنه يشارك بهذه الرحلات المنظمة الآلاف من الأتراك، ومع وجود واضح للناشطين المتصلين بتركيا في المظاهرات التي تتصدى لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.
وقال دبلوماسيون تحدثوا مع الصحيفة إن الأردن بدأ يعرب عن قلقه من هذه الظاهرة في العام الماضي، وأشار إلى أن المسؤولين الأردنيين كانوا غاضبين من أن إسرائيل كانت «نائمة»، حيث أدعى الأردنيون أنه بعد التوقيع على اتفاق المصالحة مع تركيا في عام 2016، لم ترغب إسرائيل في الدخول في مواجهة مع إردوغان، وبالتالي تفاعلت ببطء وتتردد مع هذه الظاهرة.
ونقلت «هآرتس» عن مصادر في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية قولها «حولت رسائل من هذا القبيل إلى إسرائيل لكنها رفضت الانتقادات الأردنية للتأخر في الرد الإسرائيلي. ووفقا لهذه العوامل، فإن ذروة الظاهرة حدثت  في العام الماضي، عندما اعتاد مئات من المواطنين الأتراك على القدوم إلى ساحات المسجد الأقصى بأعلام تركيا وحزب العدالة والتنمية بقيادة إردوغان وشرعوا في مواجهة مع ضباط وشرطة الاحتلال. وأشارت المصادر إلى أن الشرطة تصرفت في هذا الأمر عندما اعتقلت نشطاء بارزين وأصدرت أوامر بطردهم من إسرائيل وحظر دخولهم للبلاد في المستقبل.

تعددت الأسباب والخوف واحد

إلا أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ورغم اعترافها بأن حجم هذه الظاهرة يتضاءل، فإن محاولة تركيا توسيع وجودها في القدس، لا سيما من خلال أنشطة المنظمات الإسلامية، لا تزال سرية. وقال مصدر في شرطة الاحتلال للصحيفة إن الأتراك «يحاولون الحصول على عقارات وإثبات وضعهم من قبل منظمة غير ربحية تدعم المواطنين في القدس»، وأضاف ان هذا النشاط يزعج السلطة الفلسطينية التي «لا ترغب في الحصول على شريك آخر في القدس».
يذكر أنه في الشهر الماضي، وعلى وقع مسيرات العودة في غزة والمجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين، طرد إردوغان سفير إسرائيل في أنقرة، وردت إسرائيل بالمثل التي قالت إن قنصل تركيا في القدس دعم نشاطات جمعيات إسلامية في البلاد والقدس الشرقية، بما في ذلك جمعيات  نظمت الأسطول التركي لكسر الحصار عن قطاع غزة في عام 2010.
وترجح «هآرتس»، أن السلطات الأردنية تخشى من أن النشاط التركي في القدس، يحاول من خلاله إردوغان تقويض مكانة المملكة الأردنية، صاحبة الوصاية على الأماكن المقدسة في المدينة.
غير أن مصدر القلق الرئيسي للسلطة الفلسطينية هو أن الوجود التركي سيضعف موقعها في المدينة وسيساهم في تعزيز نفوذ حماس والجماعات الإسلامية التي تعارض سياساتها، وفي الرياض، يخشون من أن يزداد تأثير إردوغان في العالم العربي والإسلامي، مما يؤدي إلى  تصعيد النضال ضد إسرائيل والإدارة الأمريكية بشأن قضية القدس المحتلة.

مصادر في إسرائيل تزعم أن دولا عربية حذّرتها من نشاط تركيا في القدس ورئيس الموساد يشارك في قمة استخباراتية عربية في العقبة

 الأردن في انتظار عودة الملك من «أخطر» زيارة لواشنطن تمهيداً لـ«مصارحة القرن»

Posted: 28 Jun 2018 02:29 PM PDT

عمان- «القدس العربي» : ما فعله السياسي الأردني المخضرم طاهر المصري خلال الساعات القليلة الماضية في الأردن كان فريداً بالمواصفات السياسية عندما ألقى حجراً كبيراً في مياه الشغف والفضول الشعبوي والنخبوي وهو يتحدث عن مسألتين أساسيتين تشغلان الرأي العام وهما صفقة القرن الوشيكة وزيارة الملك عبد الله الثاني الأخيرة لواشنطن وأحداث الدوار الرابع في عمان الشهر الماضي.
وحده المصري دون بقية الإطار النخبوي في عمان ربط بدهاء وقصداً بين ملفين على امل ان يقود ذلك لاحقاً لاستنتاج باطني بعنوان اظهار الاستعداد الشعبي للتحرك مجدداً بتأطير مدني ضد مشروع صفقة السلام الأمريكية الجديد. لم يقل المصري ذلك صراحة لكن خصص محاضرته المثيرة للجدل في جمعية الشؤون الدولية للتحذير أولاً من أخطر زيارة قام بها الملك لواشنطن، ومن أي محاولة تشويه لاحتجاجات الطبقة الوسطى الاخيرة التي اسقطت حكومة الرئيس هاني الملقي وقفزت بحكومة الرئيس عمر الرزاز. فقط المصري تحدث بالموضوعين في إيحاء ضمني لوجود رابط بينهما.
ما حصل بعد المحاضرة إياها قد يكون الأهم فقد تلقف الجميع مضمون التحذير وانشغل الجميع بتحليل دلالات رسالة المصري التي اعلن فيها بأن الأردن فقد المفاتيح عندما يتعلق الأمر تلميحاً باستقلال قراره الوطني وتزاحم المعطيات التي قد تعيق التصور الذاتي.
وفي مقاربات المصري زيارة الملك الاخيرة لواشنطن هي الأخطر وادارة الرئيس ترامب ستنقض على القضية الفلسطينية بصورة قد تؤدي بالمساس بالمصالح الأردنية الاساسية لكن قواعد اللعبة الداخلية بالمقارنة تغيرت لان الشعب الأردني بعد أحداث الدوار الرابع لم يعد يقبل بأن تعالج كل الازمات على حسابه في الداخل والاقليم.
المصري عملياً هو رئيس الوزراء السابق الوحيد الذي تجرأ على إظهار خطاب يتغزل تماماً بما قدمه الأردنيون من أداء معترض حضاري في هبة شهر رمضان رافضاً اتهام الحراك الاخير بالانتماء او الولاء لأي اجندة خارجية. خلف الستارة والكواليس وفي عمق بعض مؤسسات القرار يصنف المصري مسبقاً باعتباره احد الداعمين لتحركات الطبقة الوسطى المدنية في شهر رمضان. في ذلك الوقت لم يظهر المصري على الشاشة لكن في محاضرته اللاحقة تقدم بوجبة دعم كبيرة لما حصل من حراك معتدل وراق في الدوار الرابع بمعنى انه لا ينفي تهمة مساندة الحركة الشعبية المنطقية التي امتدحها ايضاً وعلناً الملك عبد الله الثاني شخصياً.
قبل حديث المصري عن فقدان مفاتيح الأردن كان يصر وخلال مقابلات ونقاشات عدة مع «القدس العربي» على ان الشعبين الأردني والفلسطيني في عمق الاستهداف اذا ما تحولت الادارة الامريكية في سياق انقلاب على الاتفاق النووي الإيراني، الامر الذي حصل فعلاً في الوقت الذي يبدو فيه المصري متفائلاً بإمكانية توحد الشعبين في جبهة صلبة تقاوم الغزوة والسياسية الجديدة التي تحاول إدارة ترامب فرضها على الفلسطيني والأردنيين بالتوازي مع ما يسمى بالحسم في الجنوب السوري.
وعملياً وفرت حاضرة المصري ذخيرة حية لمعالجة شغف الأردنيين النادر بمعلومات ومعطيات لها علاقة بصفقة القرن بانتظار عودة الملك مما يسمى بأخطر زياراته الى واشنطن.
وهي عودة يمكن ان يبدأ الرصد السياسي بعدها وسط شكوك رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة بمعطيات تؤشر على ان بعض التحولات غير المفهومة في المنطقة والداخل قد تكون ناتجة عن ما يسمى بصفقة القرن كما قال مباشرة لـ»القدس العربي».
وعلى المحك في الحالة الأردنية الحسم في الكثير من المفاصل عند عودة الملك الى عمان خصوصاً وان الدولة الأردنية لا تزال صامدة في موقفها العلني الرافض تماماً وبأي حال لفتح الحدود مجدداً مع سوريا لاستقبال لاجئين ونازحين جدد جراء العمليات العسكرية وهو موقف عبر عنه الملك في واشنطن علنا وتبناه لاحقا رئيس الوزراء عمر الرزاز.
فيما يتعلق بتحذيرات محاضرة المصري الشهيرة بدأت تتجمع الأصوات الداعمة وسرعان ما التقطت العديد من الشخصيات الوطنية المهمة المبادرة وبدأت التأسيس لمواجهة تحديات قادمة لا تزال غامضة وهو ما فعله الوزير الأسبق محمد داوودية عندما اشاد ضمنياً بموقف المصري داعياً الى سلسلة اجراءات تقف خلف القيادة والملك وتتصدى للاستحقاق الامريكي الخطير المقبل. ومن بين مقترحات داوودية التخلص من حكومة الموظفين واستخدام كل الطاقات الكامنة في رجال دولة حقيقيين وخبراء يديرون الامور للرد على المؤامرة المقبلة اضافة لتشكيل مجلسي نواب واعيان على قدر التحدي والمسؤولية.
الوزير السابق ايضاً بسام العموش تقدم بموقف يمتدح فيه مصارحة المصري ويطالب بالاستناد اليها في التحرك ضمن جبهة داخلية صلبة لأن الأردن اليوم على المحك وليس فلسطين فقط.
في المقابل نتج عن الحجر الذي ألقاه في المياه الراكدة الرئيس المصري بيان شديد اللهجة لتيار المتقاعدين ومخاوف من كل الاصناف على الصعيد الشعبي وتواصل في الشغف الباحث عن اجابات على أسئلة معلقة ونمو في مساحة ترقب عودة الملك وانطلاق الصافرة لمعرفة ما يجري خصوصاً مع بروز آراء وتعليقات تطالب بالشفافية ومصارحة الشعب على قدر مرسوم بما سمي صفقة القرن.

 الأردن في انتظار عودة الملك من «أخطر» زيارة لواشنطن تمهيداً لـ«مصارحة القرن»

بسام البدارين

عشائر تناشد الملك عبدالله: إفتح الحدود نخشى على لحم «حرائرنا»

Posted: 28 Jun 2018 02:28 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: فرض شبح الحرب في الجنوب السوري ظلاله على مدينة الرمثا ونحو 17 قرية على طول الحدود شمالي الأردن في استدعاء سريع لبدايات الحرب في جوار محافظة درعا الجنوبية.
وينشغل الأردنيون على المستوى الأمني والبيروقراطي وحتى على المستوى العسكري والسياسي والشعبي بالتأثيرات المحتملة لاستخدام السلاح الثقيل في معركة استعادة درعا والتي بدأت مع توغل قوات العميد السوري سهيل الحسن في عمق درعا.
ويحرص مئات الاردنيين من المقيمين في مدينة الرمثا الحدودية وقراها على التقاط صور لحيثيات المعارك العسكرية فيما اتخذت اجراءات دفاع مدني وامن استثنائية وبدأ الاهالي في القرى الاردنية المحاذية وفقا لتقارير محلية يشعرون بالرعب جراء الاصوات الناتجة عن انفجارات القنابل والمدفعية .
وابلغت مصادر أمنية رسمية «القدس العربي» بأن الاوضاع العسكرية ستشهد تصعيداً كبيراً عندما تنتقل العمليات الى منطقة غربي درعا في وضع استثنائي جديد مفتوح على الاحتمالات بعد انهيار منظومة خفض التصعيد .
وتحدثت المصادر عن خيبة امل اردنية من التلاعب السوري في الضمانات حيث سبق لعمان ان حرصت على عدم استخدام الأسلحة الثقيلة ووعدت دمشق بمراعاة ذلك لكنها لم تلتزم. وتشتكي الحكومة الاردنية من عملية تضليل من الجانب الروسي خصوصاً مع انهيار سيناريو خفض التصعيد حيث احتجب الممثل الروسي عن غرفة العمليات التنسيقية المشتركة بالرغم من ان موسكو اعلنت انها لن تغادر هذه الغرفة.
في الوقت ذاته لا يزال الأردن الرسمي صامدا في قراره المتعلق بإغلاق حدوده تماما أمام اللاجئين السوريين حتى بعد سقوط بعض ركام القذائف في الاراضي الاردنية.
رئيس الوزراء عمر الرزاز كان قدأاعلن ان بلاده لن تستقبل اي لاجئ جديد .
لكن الضغوط على الاردن عنيفة مع استمرار العمليات مرة من جهة منظمات المجتمع الدولي التي تطالب بمساحات آمنة داخل الأردن لمعالجة المصابين والجرحى وايواء الضعفاء ومرة من عشائر واهالي محافظة درعا الذين وجه بعضهم رسالة مباشرة للملك عبد الله الثاني باسم حرائر درعا وأهلها .
وتطالب تلك الرسالة الملك عبد الثاني بصفته حفيداً للرسول عليه الصلاة والسلام بفتح حدوده لاستقبال النساء والاطفال وعلى أساس ان رجال العشائر في درعا مستعدون تماماً للاستشهاد لكنهم خائفون على أعراضهم ولحم بناتهم الذي ستنهشه الضباع على حد تعبير مؤثر لرسالة اطلعت عليها «القدس العربي».

عشائر تناشد الملك عبدالله: إفتح الحدود نخشى على لحم «حرائرنا»

بازار في «الجنوب السوري»… هل جرت تسوية بقيادة أمريكية ومشاركة «الترويكا» الروسي – الإسرائيلي – الأردني حول درعا؟

Posted: 28 Jun 2018 02:28 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : قتل 25 مدنيًا على الأقل في قصف للنظام السوري وحلفائه على مدن وبلدان محافظة درعا جنوبي سوريا. وقالت «مؤسسة نبأ» التي تضم ناشطين وإعلاميين يقومون بتوثيق عدد القتلى إن 20 مدنيًا، بينهم 5 أطفال على الأقل قتلوا في قصف على بلدة المسيفرة في ريف درعا الشرقي، فيما قتل 3 مدنيين في بلدة داعل، ومدنيان آخران في بلدة نوى بريف درعا الغربي.
وقال عامر أبازيد المسؤول في الدفاع المدني لمراسل الأناضول، إن 25 شخصًا قتلوا يوم أمس و12 آخرين أول أمس، معظمهم من المدنيين في قصف للنظام وحلفائه على مختلف مدن وبلدات محافظة درعا.
وتشير الوقائع في درعا بعد تنفيذ قوات النظام هجومًا جويًا وبريًا مكثفًا من مدعومة بحلفائها، منذ أكثر من 10 أيام، حيث تقدمت قوات النظام والميليشيات الشيعية الموالية لها في ريف درعا الشرقي وسيطرت على بلدتي بصر الحرير وناحتة بريف درعا الشرقي بدون ردود فعل دولية، إلى أن الدول الضامنة لاتفاق خفض التصعيد متفاهمة سراً مع الروس على إخضاع الجنوب وفقاً لمصالحهم، مع سحب سلاح الفصائل المعارضة بدون ان تعرج أي من هذه الدول الضامنة إلى بند الحفاظ على حياة المدنيين ولا سيما الأردن الذي رفض استقبالهم وهمّش المطالب التي تجبر النظام السوري على عدم مطاردتهم واستهدافهم.
وحسب خبراء ومحللين فإن اتفاق خفض التصعيد بات تجربة من الماضي، وفي هذا الإطار كشف مصدر مسؤول من قيادات الجبهة الجنوبية في درعا، ومطلع على ملف المفاوضات عن المنطقة لـ «القدس العربي» عن صفقة أبرمت بين اللاعبين الدوليين والإقليميين حول درعا والقنيطرة، ووصف المصدر ما يحدث في المنطقة «بالبازار الذي أدار حلبة الصراع بين حلف رباعي- إقليمي ودولي بقيادة أمريكية ومشاركة أردنية – روسية وإشراف إسرائيلي».
وقال المصدر إن موسكو «اشترت المنطقة» من مسؤولي الملف السوري في الجنوب، بعد ان تعهدت بتقديم تنازلات تخدم إسرائيل، وتفاهمت مع الولايات المتحدة الأمريكية حول ملفات دولية شائكة، بما يخدم أيضًا مصلحة الأردن الذي تعول عليه بعض القيادات المعارضة، فيما لم تطالب عمان بأكثر من إعادة فتح معبر نصيب مشترطة لجم موجات النزوح، وذلك بعد وصول قوات النظام السوري إلى المعبر في أعقاب معركة شكلية».

رفض تسوية

الأردن، حسب المصدر، أبلغ قيادات من المعارضة ممن يعيشون على أراضيه وينتقلون بين الداخل السوري والأردن، بمحتوى الاتفاق مشيراً «الى ان أجزاء من التشكيلات العسكرية المعارضة لا تزال ترفض أي تسوية مع النظام السوري، وتسير في مشروع المقاومة، لمنع تطبيق الصفقة الدولية التي أبرمها الحلف الثلاثي» وقال المتحدث ما يخيف القيادات في الجبهة الجنوبية والتي وافقت على بازار البيع والتسليم هو كل من «أحمد العودة وأبو سيدرة وخالد المحاميد» وهم اذرع بعض الدول العربية حسب وصفه.
المعارض السوري كمال اللبواني علق على ذلك بالقول «صمت الدول الضامنة لاستانة إزاء ما يحدث في الجنوب السوري، يشير إلى اتفاقية سرية ويوضح أن الروسي مستمر في الحرب لتطويع الفصائل التي رفضت مقترحاته التي نقلها خالد المحاميد. والتي كانت تعني تسليم الجنوب والسلاح معًا من دون قتال ومن دون ضمانات، رغم أنهم ما زالوا يحاولون تحقيق اختراق وكسر ارادة القتال عبر ضعاف النفوس».
لذلك كان خيار القتال أمراً صائباً برأي المتحدث الذي أشار إلى انه افضل من «التسليم المذل للسلاح والعودة لرحمة النظام، حوران تدافع عن شرفها وشرف الثورة السورية. حتى لو خسرنا الحرب مع الهمجية الروسية والإيرانية، فلن يأخذوا الجنوب قبل أن تسفك دماؤهم فيه، فذلك أشرف وأفضل من تسليم السلاح والعتاد والتهجير كما حصل ببقية المناطق التي اختارت التسويات».

الحريري: صفقة خبيثة

من جهته شجب رئيس هيئة التفاوض العليا للمعارضة السورية نصر الحريري كبير مفاوضي المعارضة السورية أمس ما وصفه بالصمت الأمريكي إزاء هجوم النظام في جنوب غربي سوريا حيث اتفقت واشنطن على منطقة «خفض للتصعيد» العام الماضي مع الأردن وروسيا حليفة دمشق.
وقال الحريري في الرياض إن وجود «صفقة خبيثة» هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يفسر غياب الرد الأمريكي على هجوم القوات الحكومية المدعومة من روسيا في جنوب غربي سوريا بعد أن استخدمت واشنطن القوة العسكرية ضد هجمات على حلفائها في مناطق أخرى في سوريا.
وقال الحريري بتغريدات وصفها البعض بأنها تعكس ضعفاً ملحوظاً في قوة المعارضة السورية بشقها السياسي، عبر حسابه الرسمي في تويتر: «لا يوجد أي تفاوض رسمي أو غير رسمي مباشر أو غير مباشر مع الروس أو غيرهم بشأن الجنوب، وأهل الأرض هم أصحاب القرار وواجبنا دعم خياراتهم وقرار صمودهم ومستمرون في مساعدتهم بالتواصل الفعال مع مختلف الجهات والمنظمات الدولية للسعي لإيقاف الحملة العسكرية وتقديم المساعدة الإنسانية».
سياسيون سوريون، اعتبروا تصريحات الحريري، إعلاناً عن هزيمة سياسية للمعارضة، ولكن بطريقة غير رسمية، وأضاف الحريري: «إن التنسيق الكبير بين الفصائل العسكرية والفعاليات المدنية وتشكيل خلية الأزمة في درعا المخولة تنظيم وتوحيد الجهود والمفوضة اتخاذ القرارات المناسبة حرباً أو سلماً هي خطوة في الاتجاه الصحيح وهي وحدها صاحبة القرار ومستعدون لتقديم كل الدعم والمساعدة لها».
الحريري، طالب أيضاً المجتمع الدولي بالتحرك «بعيداً عن البيانات الفارغة ويوقف المجازر البشعة التي يرتكبها الروس والميلشيات الإيرانية والنظام ضد المدنيين في درعا البلد وفي المسيفرة وبصر الحرير وبصرى الشام وداعل وأبطع ونوى وصيدا والغارية والحراك وناحتة ومختلف مدن وقرى درعا والجنوب السوري».
ميدانياً قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الخميس، إن ضربات جوية أودت منذ أول أمس بحياة 46 شخصاً من بينهم أطفال في أجزاء تسيطر عليها المعارضة في محافظة درعا، وتواصل قوات النظام السوري عمليات استهداف ريف درعا، موسعة رقعة القصف باتجاه الحدود الأردنية. فيما استهدفت المقاتلات الروسية منزلاً كانت تختبئ فيه عائلات عدة من القصف، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 15 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن إصابة عدد آخر من المدنيين المتواجدين في المنطقة.

المدينة منكوبة

المجلس المحلي في مدينة نوى في ريف درعا، أعلن في بيان رسمي، المدينة منكوبة بعد تعرضها لقصف من الطيران الروسي والمدفعي من قبل قوات الأسد منذ 3 أيام وحتى أمس الخميس، مؤكداً نزوح أكثر من 60 ألف نسمة من الأهالي والمهجرين إليها، باتجاه الشريط الحدودي مع الجولان المحتل.
المعارض والسياسي السوري كمال اللبواني، قال لـ «القدس العربي»: يحاول الجيش الروسي، كسر إرادة أهل الجنوب الذين رفضوا تسليم سلاحهم والعودة لرحمة النظام الذي يريد الانتقام منهم. الدول، وفق اللبواني، غير متحمسة لدعم الفصائل العسكرية، مشيراً لرغبتها باستنزاف إيران والنظام في الجنوب، واعتبر أن ما يجري معركة كسر عظم بالنسبة للثورة، واستنزاف بالنسبة للدول الغربية والعربية، أما بالنسبة للروسي فهي محاولة قضم وزيادة أوراق.
وحول مقارنة الأوضاع التي تتعرض لها المنطقة الجنوبية بما حدث في مناطق خفض التصعيد في الغوطة الشرقية وحمص وغيرها قال الباحث السياسي والعسكري السوري خليل المقداد ان ما يجري في درعا لا يختلف عما حصل في عموم التراب السوري، وهو شبيه بسيناريو المدن والبلدات الثائرة، إذ يتقدم النظام على جبهة، بينما تترقب فصائل المعارضة ما يحدث منتظرة دورها. وبالنسبة للتشكيلات العسكرية المعارضة، وصف سياسة بعضهم بالمتواطئة لتنفيذ المخرجات الدولية، «وسوريا الثورة دخلت في هذا النفق منذ عام 2015، ومنذ تسليم حلب، ودرعا لم تستبح اليوم، بل استبيحت عندما دخل ريف دمشق وحمص في هذه الدوامة، وتم تسليمه».
وهنالك تشكيلات ترغب في المقاومة والصمود، ولكن الوضع الإنساني سيئ للغاية، والنظام السوري يهمه بالدرجة الأولى العودة للحدود مع الكيان الصهيوني، والوصول إلى الحدود مع الأردن، والأخيرة تتعامل بطريقة غير إنسانية مع الكارثة الإنسانية الحاصلة في درعا.
وكشف الباحث، أن الأردن كان لا يمانع فتح معركة للمعارضة السورية في الجنوب، شريطة ان تحول دون حدوث موجات نزوح تجاه أراضيه، متسائلاً لماذا لم يشترط الأردن على النظام السوري الحفاظ على المدنيين ومناطقهم، حيث هم الخاسر الاكبر.

بازار في «الجنوب السوري»… هل جرت تسوية بقيادة أمريكية ومشاركة «الترويكا» الروسي – الإسرائيلي – الأردني حول درعا؟
مقتل وإصابة العشرات و60 ألف نازح على الحدود مع إسرائيل قرب الجولان المحتل
هبة محمد

مصير ميركل السياسي على المحك والشعبويون يطالبون بطرد اللاجئين

Posted: 28 Jun 2018 02:27 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس الخميس من أن مستقبل أوروبا على المحك في قضية الهجرة، قبل انعقاد قمة للاتحاد الأوروبي يتوقع أن تشهد مناقشات شائكة حول هذا الموضوع. وقالت أمام مجلس النواب الألماني «أمام أوروبا الكثير من التحديات لكن تلك المرتبطة بمسألة الهجرة التي قد تقرر مصير الاتحاد الأوروبي»، داعية إلى حلول «متعددة الأطراف» بدل اتباع الدول الاعضاء نهجا «أحاديا». يشار إلى أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يتكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد المسيحي بزعامة ميركل المكون من حزبها المسيحي الديمقراطي والحزب البافاري.
وحاولت ميركل في كلمة مؤثرة أدلت بها أمام البرلمان (البوندستاغ) استمالة منتقديها من داخل صفوفها ودافعت عن قرارها عام 2015 فتح أبواب ألمانيا أمام مليون مهاجر بوصفها خطوة ضرورية لمساعدة جيرانها. وقالت إنه يتعين مع تراجع أعداد الوافدين إعادة فرض قيود الهجرة التي كانت قائمة قبل 2015، ودعت لعقد اتفاقات مع دول أفريقية تماثل الاتفاق المبرم مع تركيا بشأن المهاجرين.
وحذرت المستشارة التي تتعرض لضغوط سياسية كبيرة في بلدها بشأن هذه القضية، من خطر ان تفقد اوروبا قيمها إذا اضطرت لاختيار الجانب الامني والنهج الاحادي في مواجهة قضية اللاجئين، بينما تدعو حكومات عدة إلى الحزم في هذا الملف. وقالت «اما ان نجد حلا يسمح بأن يشعر الناس في افريقيا وغيرها ان قيمنا توجهنا واننا ندعو إلى التعددية وليس إلى الاحادية، وإما أن لا يعود أحد يؤمن بعد اليوم بقيمنا التي جعلتنا اقوياء».
وعبرت عن أملها في قيام «تحالف للمتطوعين» من الدول الـ28 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي لإبرام اتفاقات تسمح بإعادة المهاجرين إلى اول دولة تسجلوا فيها. إلا أنها اعترفت أن «هذا ليس حلا مثاليا بالتأكيد لكنه بداية» لادارة تحركات طالبي اللجوء داخل الاتحاد الاوروبي، الذين لا يملكون حق اختيار بلد الاستقبال.
ومن غير الواضح ما إذا كانت بداية الحل هذه كافية لإنقاذ ميركل سياسيا في بلدها. ويطالب الجناح اليميني من تحالفها الحكومي الهش باتخاذ إجراءات ملموسة في هذه القضية خلال القمة التي تعقد الخميس والجمعة في بروكسل.
وكان وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر رئيس الاتحاد المسيحي الاجتماعي، حليف حزب ميركل البافاري المحافظ، قد هدد بطرد كل المهاجرين المسجلين في دول اخرى اعتبارا من الاسبوع المقبل. ويمكن ان تؤدي خطوة من هذا النوع إلى انهيار التحالف الحكومي وتنظيم انتخابات جديدة.
يشار إلى أن هناك انتخابات محلية في ولاية بافاريا في تشرين/أكتوبر المقبل وأن الحزب المسيحي الاجتماعي في هذه الولاية مهدد بفقدان أغلبيته المطلقة التي احتفظ بها هناك على مدى عقود.
وكان تهديد وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، الذي يرأس الحزب المسيحي البافاري، برفض اللاجئين القادمين من دولة أوروبية أخرى وذلك اعتبارا من أول تموز/يوليو الوشيك وبشكل أحادي وبدون تنسيق مع الدول المعنية داخل الاتحاد الأوروبي قد زاد من حدة الأزمة مع الحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه ميركل، إلى درجة جعلت البعض لا يستبعد انهيار التحالف المسيحي المشكل من الحزبين والذي مضى على تشكيله نحو سبعين عاما.
وفي ظل هذه الأجواء تتزايد الضغوط على ميركل يوما بعد يوما للتوصل لحل يضمن لها استمرار التحالف المسيحي والائتلاف الحكومي.
ودعا رئيس حزب البديل لأجل ألمانيا «ايه اف دي» اليميني الشعبوي المعارض إلى إغلاق الحدود أمام اللاجئين، وأعرب عن توقعه بأنه لن يتم التوصل لحل أوروبي في النزاع القائم حول سياسة اللجوء.
وقال ألكسندر غاولاند الذي يشغل أيضا منصب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب اليميني امس الخميس في البرلمان الألماني «بوندستاج» إنه لابد من مساعدة اللاجئين في مواطنهم.
وأضاف موجها خطابه لميركل: «يمكن وضع صندوق مساعدات أوروبي لهذا الغرض».
وتابع قائلا: «ليس لدينا أدنى شيء ضد مساعدة أشخاص في أزمة. ولكن توقفوا عن استيراد المشكلات بلا نهاية إلى بلدنا، هذا ما نعارضه».
وفي سياق متصل وجه حزب الخضر الألماني والحزب الديمقراطي الحر انتقادات لاذعة للحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا بسبب النهج الذي يتبعه في خلافه حول سياسة اللجوء مع الحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وقالت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر كاترين ـ جورينج ـ إن الأمر لا يتعلق بقضية موضوعية، ولكنه يتعلق فقط بأن ترحل المستشارة أنغيلا ميركل. وأوضحت السبب قائلة: «لأنهم يريدون دولة أخرى، إنهم يريدون دولة يحكمها الانغلاق والأنانية، بدون تعاون وبدون تكاتف».
كما اتهم زعيم الحزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندنر الحزب البافاري بالقيام بدعاية لحسابه في الخلاف حول سياسة اللجوء على حساب المصالح الوطنية. وقال أمس الخميس في البرلمان الألماني «بوندستاغ» : «الحزب البافاري جعل السيدة ميركل وألمانيا عرضة للابتزاز في أوروبا». وأضاف أن عدم الاتفاق بين الحزب البافاري وحزب ميركل يضعف موقف التفاوض الألماني في الاتحاد الأوروبي.
وجاء في المسودة الخاصة بالوثيقة الختامية للقمة أن الهجرة الثانوية تهدد سلامة نظام اللجوء الأوروبي واتفاقية شينغن، لذا يتعين على الدول الأعضاء اتخاذ «جميع الإجراءات الضرورية» اللازمة لوقف هذه التحركات.
وكانت مصادر حكومية بالعاصمة الألمانية برلين أنه على الرغم من أن القمة في بروكسل سوف تحدث تقدما في مسألة الهجرة، إلا أنها لن تحل المشكلة. وأكدت المصادر أن هدف المستشارة لا يزال يتمثل في التوصل لنظام لجوء أوروبي متضامن، يمكن أن تشارك فيه دول مختلفة على مستويات متنوعة.

مصير ميركل السياسي على المحك والشعبويون يطالبون بطرد اللاجئين
دافعت عن قرارها عام 2015 بفتح الأبواب لمليون مهاجر
علاء جمعة

برلمان العراق يخفق في تمديد ولايته… والعَدّ والفرز اليدوي يبدأ الأسبوع المقبل

Posted: 28 Jun 2018 02:26 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أخفق مجلس النواب العراقي، في تمديد عمر الدورة البرلمانية الأخيرة، وأنهى فصله التشريعي الأخير، من دون تمرير قانون التعديل الرابع لقانون الانتخابات التشريعية.
وبذلك يكون «العمر الدستوري» للبرلمان الحالي قد انتهى، وفقدت أعلى جهة تشريعية في ذلك البلد المثقل بالأزمات، سلطتيها التشريعية والرقابية.
وينصّ الدستور العراقي في الفقرة (56) على أن عمر الدورة البرلمانية «أربعة أعوام تقويمية، تبدأ من انعقاد أول جلسة (عقدت في 1 حزيران/ يونيو 2014) وتنتهي في آخر جلسة (30 حزيران/ يونيو 2018)». الذي يوافق عطلة رسمية.
ورغم أن هيئة رئاسة مجلس النواب، أخفقت في تحقيق النصاب القانوني للجلسة (165 نائباً من مجموع 329 نائباً)، لكن رئيس البرلمان المنتهية ولايته، سليم الجبوري، قرر رفع الجلسة إلى إشعار آخر، ووجّه اللجنة القانونية ولجنة تقصي الحقائق البرلمانية بتحديد موعد الجلسة «المفترضة».
وفور صدور قرار تأجيل الجلسة، عقد الجبوري مؤتمراً صحافياً، في الدائرة الإعلامية تحت قبة البرلمان، أكدّ فيه أن تمديد عمر المجلس بدورته الحالية «موافق للدستور العراقي» وغير مخالف.
وقال: «المادة 56 من الدستور، نصت على ألّا تبقى السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية شاغرة من دون اختيار بديلا عنها»، مشيرا إلى أن «هناك إرادة ورغبة في مجلس النواب الحالي بتمديد عمره التشريعي».

عقد مع الشعب

وأكد، استعداد البرلمان للقيام «بأي تشريع يخدم العملية الانتخابية خلال اليومين الأخيرين من عمر مجلس النواب إذا اقتضت الضرورة لذلك»، مشيراً إلى أن «الدورة الحالية ستنتهي السبت إذا لم يصوّت البرلمان على التعديل الرابع».
لكن ذلك يخالف نص قانون العطل الرسمية، الذي يمنع انعقاد أي جلسة في يوم عطلة رسمية، حسب الخبير القضائي طارق حرب، الذي أوضح لـ«القدس العربي»، أن «الشعب اختار أعضاء مجلس النواب لتمثيلهم في البرلمان لمدة أربع سنوات فقط، وهذا يمثل عقداً بينهم لا يمكن تجاوزه من طرف واحد، يقرر تمديد هذه المدة المتعاقد عليها».
وطبقاً لحرب، فإن «عقد أي جلسة في يوم عطلة رسمية، يعدّ مخالفة لقانون العطل الرسمية. وعليه تعد الدورة البرلمانية 2014 ـ 2018 منهية»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن «جميع اللجان البرلمانية تعتبر منحلة، بما فيها لجنة تقصي الحقائق البرلمانية، المكلّفة بالتحقيق بالخروقات الانتخابية». وفيما ألمح الجبوري إلى عدم امكانية تمديد عمر مجلس النواب الحالي، أكد أن «غياب عمل إحدى السلطات يؤشر على خلل في النظام الديمقراطي».
ودعا مفوضية الانتخابات إلى «القيام بإجراءاتها وأخذ جميع الطعون بعين الاعتبار للوصول إلى نتائج يمكن مصادقتها»، مشيراً في الوقت عيّنه إلى أن «الأسبوع المقبل سيتم البدء بالعد والفرز اليدوي. ويجب أن تشمل هذه العملية جميع صناديق الاقتراع في البلاد».
ونجحت الكتل السياسية المؤيدة لقرار مجلس المفوضين (القضاة المنتدبين) القاضي بإجراء فرز وعد يدوي للمراكز الانتخابية «المشبوهة» بالتزوير، في عرقلة مساعي «النواب الخاسرين» الرامية لتمديد عمر البرلمان، بهدف ضمان إجراء الفرز والعدّ اليدوي «الكلي».
النائب عن تحالف القوى العراقية، فارس الفارس، قال لـ«القدس العربي»، إن «الكتل السياسية اتفقت على أن تسير الأمور على حالها، من انتخابات مزورة وغير صحيحة»، مبيناً أن تلك الكتل تسعى لأن «تسير الأمور على هواها، بكونها هي من سمّت المفوضية، ووضعت مجلس مفوضين تابعاً لها، والآن تجني ثمار ما زرعت».
وأضاف الفارس، وهو أحد المرشحين الخاسرين، إن البرلمان أراد «من خلال جلسته الأخيرة (الخميس) تصويب العملية الانتخابية، والتقليل من ضررها والتزوير الذي شابها، لكننا فشلنا»، معتبراً أن «العد والفرز اليدوي الجزئي لا يمكن أن يصحح العملية الانتخابية التي شابها التزوير بالحجم الذي حصل».
وحسب النائب عن «اتحاد القوى»، فإن «عدداً كبيراً من مقاعد البرلمان المقبل سيشغلها نواب مزورون، وليس نوابا جاءوا بإرادة حقيقية لأبناء الشعب العراقي».
وفي أول ردّة فعل على إخفاق البرلمان في عقد جلسة الخميس، أكد المتحدث السياسي باسم زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أن يوم غد السبت آخر يوم من عمر البرلمان بعد ثبوت «الرؤية السياسية» من خلال عدم تحقق نصاب جلسة الخميس. وقال جعفر الموسوي في بيان: «نظرا لثبوت الرؤية السياسية من خلال عدم تحقق نصاب جلسة هذا اليوم (أمس)، لذا يعتبر يوم السبت المقبل الموافق الـ30 من حزيران/ يونيو الجاري، هو آخر يوم من لأيام عمر مجلس النواب».
وأضاف: «بهذه المناسبة نبارك للدستور ولجميع الكتل السياسية التي التزمت وحافظت على عدم خرقه»، داعيا إلى «الساعين لمخالفته الصلاح والتغيير».

استعداد نفسي

في الأثناء، كشفت مصادر في الدائرة الإعلامية لمجلس النواب، عن سعي البرلمان إلى عقد جلسة مساء اليوم الجمعة، للنظر في قرار مفوضية الانتخابات بشأن العد والفرز اليدوي «الجزئي»، وتمديد عمر البرلمان.
لجنة تقصي الحقائق البرلمانية، دعت من جانبها، إلى «الاستعداد النفسي» للخطوات المقبلة، ومنها «إلغاء نتائج الانتخابات جملة وتفصيلا»، فيما أشارت إلى أن مجلس النواب سيعمل على إلزام المفوضية بالعد والفرز الكامل وبنسبة 100٪.
وقال رئيس اللجنة النائب عادل نوري في تصريح إن «رغبة مفوضية الانتخابات من القضاة المنتدبين بالعد والفرز اليدوي لـ 1200 صندوق وإهمال باقي الأصوات التي تبلغ عشرة ملايين و950 ألف صوت هو أمر مستغرب».
وأضاف: «قمنا بزيارة القضاة وشرحنا لهم الموضوع لكنهم مصرون على موقفهم وطلبوا منا الطعن بقراراتنا، وهو ما فعلناه إضافة إلى المضي بتشريع التعديل الرابع لقانون انتخابات مجلس النواب».
وتابع: «التعديل الرابع للقانون سيقطع الطريق بشكل كامل على القضاة وكل من يريد الالتفاف على القانون ويلزمهم بالعد والفرز اليدوي لكل المحطات وبنسبة 100٪ «، لافتا إلى أن «البرلمان سيلغي نقل الصناديق كما سيلغي العد والفرز الجزئي ولن نسمح بوصول المزورين إلى مجلس النواب المقبل بأي شكل من الأشكال».
ولفت إلى أن «المعطيات المتوفرة لدينا تظهر أن نسبة التغيير في النتائج بعد العد والفرز اليدوي سيكون بنسبة 80٪ في بعض المناطق، وبنسبة 60٪ في مناطق اخرى، وبالمجمل على العراق ستكون نسبة التغيير بالنتائج مابين 40 ـ 50٪ «، موضحا أن «الجميع يجب أن يكون مستعدا نفسيا للخطوات المقبلة والتي سنذهب بها إلى الغاء النتائج جملة وتفصيلا».
وأكد، أن «جميع النتائج التي أعلنت سابقا هي ملغية، بالتالي فلا يوجد أي نسب أو حجوم للكتل السياسية كي تجري مفاوضات فيما بينها لتشكيل كتلة أكبر، رغم أن ذلك حق مشروع، لكنه بشكل عام لن يكون ذا جدوى ما لم ينته العد والفرز اليدوي كي تظهر الحجوم الحقيقية لكل كتلة».

برلمان العراق يخفق في تمديد ولايته… والعَدّ والفرز اليدوي يبدأ الأسبوع المقبل
لجنة تقصي الحقائق تلوّح بإلغاء نتائج الانتخابات بالكامل
مشرق ريسان

«الرز»السعودي ينتقم من النادي الأهلي

Posted: 28 Jun 2018 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: يواصل رئيس الهيئة الرياضية السعودية، تركي آل الشيخ، استفزاز الشعب المصري بصفة عامة، وجماهير النادي الأهلي أكبر الأندية المصرية، بصفة خاصة، من خلال تدخلاته في شؤون الرياضة المصرية، التي كان آخرها شراؤه لأحد أندية الدوري الممتاز وتغيير اسمه من الأسيوطي إلى الأهرام، وضخ أموال لشراء عدد من أكثر اللاعبين مهارة في الدوري المصري للانضمام إلى صفوف النادي الجديد.
ورغم نفي آل الشيخ علاقته بنادي الأهرام، واكتفاء مجلس إدارة النادي الجديد بالحديث عن وجود مستثمر سعودي يقف وراء شراء النادي، وصفقات اللاعبين دون تحديد اسمه، إلا أن كل المؤشرات تؤكد علاقة آل تركي بالأمر، سواء بطريق مباشر أو باستخدام وسيط كواجهة مالية للمشروع.
وجاءت صفقة نادي الأهرام، بعد انتهاء علاقة آل الشيخ بالنادي الأهلي المصري، وإصداره بيانا تنازل فيه عن رئاسته الشرفية للنادي بعد الأزمة الأخيرة، التي كشف فيها عن تدخله في الانتخابات التي جرت قبل أشهر على رئاسة أحد أهم أندية مصر، من خلال دعم محمود الخطيب رئيس النادي الحالي بـ 6 ملايين جنيه، وحديثه عن تعامل الأهلي معه باعتباره أشبه بـ«كيس الأرز».
وكشفت مصادر لـ «القدس العربي»، أن «آل الشيخ يهدف بشراء نادي الأسيوطي، لأن تصبح له ذراع في الدوري المصري، يستطيع من خلالها التحكم في الرياضة المصرية، ومحاربة الأندية العريقة مثل الأهلي والزمالك، والتحكم في سوق الاحتراف المصري وانتقال اللاعبين بين الأندية من خلال ضخ أموال لشراء لاعبين لا تستطيع الأندية المصرية الشعبية دفعها».
وأعلن أحمد حسن، المتحدث الرسمي لنادي الأهرام عن تشكيل الجهاز الفني والإداري للنادي الجديد الذي عقد مؤتمراً صحافياً، أمس الخميس، في أحد فنادق القاهرة الكبرى.
واستحوذ نادي الأهرام الرياضي على فريق الكرة لنادي الأسيوطي الذي ينافس في الدوري الممتاز المصري ليغير اسمه إلى «الأهرام إف سي».
وجاء تشكيل الأهرام من قيادات سابقة في النادي الأهلي، ليتولى المدير الفني السابق للنادي الأهلي، حسام البدري، منصب مدير جهاز العمل، وأحمد حسن لاعب مصر الدولي السابق والنادي الأهلي مشرفا عاما على الفريق ومتحدثاً رسمياً، وهادي خشبة لاعب النادي الأهلي السابق مديراً لجهاز الكرة، وأحمد المشاري مستشاراً قانونيا، إضافة إلى تعيين جهاز فني برازيلي للنادي بقيادة البرتو فايلنتم.
حسام البدري، مدير جاهز العمل في النادي، أعلن خلال المؤتمر الصحافي، انطلاق وإنشاء نادي الأهرام، ووجه الشكر للمستثمر السعودي على إطلاق هذا الكيان من أجل الاستثمار في شباب مصر مثلما يوجد في بقية دول العالم.
وأضاف: «المستثمر هدفه الأساسي المنافسة والإضافة للكرة المصرية والعربية»، مشيرا إلى «أن دوره فني وإداري وأنا دوري فني وإداري وتنظيمي وأنه خاض العمل في كل هذه المجالات من قبل».
ويشهد الوسط الرياضي في مصر أزمة كبيرة بعد إعلان مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، بيع عدد من لاعبي النادي بينهم علي جبر وطارق حامد الدوليان، قبل مباراة مصر والسعودية التي انتهت بفوز المنتخب السعودي على نظيره المصري، حيث اعتبر مراقبون أن وقت الإعلان عن عملية البيع، كان يهدف إلى إرباك لاعبي المنتخب المصري الذين وقعوا للمستثمر السعودي ومحاولات إثنائهم عن اللعب بجدية أمام المنتخب السعودي.
وكان آل الشيخ أثار غضب المصريين أكثر من مرة، الأولى عندما تدخل في شؤون النادي الأهلي المصري، وكذلك عندما عبر عن تمنياته بألا يشارك لاعب مصر الدولي وليفربول الإنكليزي محمد صلاح في مباريات كأس العالم.
ولم يقتصر تدخله على المجال الرياضي، بل امتد للإعلام، حيث أثارت الطريقة التي ظهر فيها تعامله مع عمرو أديب في المقطع المصور الذي نشره خلال توقيع أديب لقناة «إم بي سي»، غضب المصريين، حيث تحدث بشكل ساخر عن أن أديب بات صاحب أغلى عقد في تاريخ الإعلام العربي، وضحك ساخرا قائلاُ: «اللي بعده»، في إشارة إلى تدخله في مجالي الإعلام والرياضة المصريين.

«الرز»السعودي ينتقم من النادي الأهلي
آل الشيخ يشتري ناديا ويستحوذ على أهم لاعبي الدوري

ظاهرة إنهاء خدمات الموظفين مرشحة للاتساع و«إنج من بلد لم تعد فيه روح» نصائح كتاب لمحمد صلاح

Posted: 28 Jun 2018 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : لا تكاد تطالع صحيفة إلا وفيها نصيحة عبر كتابها للاعب الدولي محمد صلاح، ملخصها أن ينفذ بجلده من البلد التي باتت لا تبدع سوى في قتل الموهوبين، وتصدير البؤس والشقاء بالتساوي على الأغلبية.
في الصحف المصرية المستقلة والحكومية، وما تبقى من شتات صحف تزعم انتماءها للمعارضة، كل النصائح تطلب من صلاح أن يحتضن موهبته وأن يهرول مسرعاً، حيث البلاد التي تقيم اهتماماً بالمبدعين لأنه على حد رأي كثير من الكتاب، لو ترك نفسه بين ظهرانينا فسوف يموت كمداً وحسرة وفشلاً. وجنباً إلى جنب مع انهيار المنتخب الوطني لكرة القدم وعودته سريعاً لأرض الوطن، محاطاً بغضب الأغلبية التي تبحث عن نصر كروي يعوض آثار الفشل السياسي والاقتصادي المريع، أطلق عدد من الناشطين والسياسيين شهادات تضج بالحسرة على غياب الحريات.
في تعليق له على الحكم الظالم بحبس ناصر الزفزافي زعيم «حراك الريف» المغربي ورفاقه، قال مواطن مغربي: «لا لمصرنة المغرب!»، عندها شعر الحقوقي جمال عيد بالقهر فقال: «أن نصبح نموذجا ومثالا للظلم فتلك كارثة بالتأكيد». أما التطور الذي يشهده الوطن فهو كما يراه جمال الجمل كالتالي: «مصر تطورت بعد أن كانت تطرد العلماء والنابهين، والحالمين والعاتبين، والغاضبين والهاربين بدافع الأمل صارت تجتذبهم وتبهدل كرامتهم وتقلل قيمتهم، ثم تعيد طردهم إلى الخارج محبطين، زويل – البرادعي – محمد صلاح – آية حجازي – وآلاف أخرى عادوا بحب ولهفة ثم خرجوا بخيبة أمل». نجاد البرعي وسخرية ولوعة حزن محفوفة باليأس يقول: «مبروك السعودية تفوقت على مصر في كل شيء في الرياضة كما هو في السياسة، مصر فقدت الرياده أصبحت ملطشة».

حكومة تهوى الحرائق

أول المعارك الصحافية ضد السلطة والحكومة التي يحذر من أدائها مصطفى عبد الرازق في «الوفد»: «هذا هو بالضبط ما يحدث في السوق العقاري المصري، وللأسف أن من يقود هذا الأمر ليس القطاع الخاص بروح الخفة في الكسب السريع، وإنما الدولة نفسها ممثلة في وزارة الإسكان. تستطيع أن تأخذ مفردات التعريف السابق ومكوناته وتطبقها على سياسة الوزارة، وسترى أن هذا الأمر هو ما يحدث بالفعل. الأمثلة على ما نقول كثيرة، من قرع أراضٍ إلى شقق إسكان مصر ودار مصر ونهضة مصر وواحة مصر وجمال مصر، وروعة مصر، وجنة مصر.. وإسكان اجتماعي، وآخر اقتصادي وثالث فاخر غير اقتصادي و.. و.. إلخ. ولكن نأخذ فقط أسعار الوحدات التي طرحتها الوزارة في العاصمة الإدارية، وهي أسعار مبالغ فيها بشكل كبير، وقد عبر عن ذلك كما ذكرنا الزميل خالد صلاح أفضل تعبير، ولا نريد تكرار ما كتبه ويمكن الرجوع إليه وهو بعنوان: «أسعار الشقق مرتفعة جدًا في العاصمة الجديدة». غير أن الدلالة التي يمكن أن يقدمها هذا المثال بالغة الأهمية على ما نود الإشارة إليه. ذلك أن الوزارة تطرح متر الشقة هناك بسعر 11 ألف جنيه، وهو مبالغ فيه على أساسين، الأول: أن الوزارة لها من الموارد ما لا تدفع فيه ثمنًا، مثل الأرض مثلا، وهو ما يقتضي عرض المتر بسعر أقل، الثاني يتمثل في أن الشركات الخاصة، إن لم تكن جميعها باستثناء واحدة أو اثنتين تعرض بسعر أقل، وبالمواصفات ذاتها تقريبا. هذا طبعا إذا نحينا فكرة الدور التنظيمي والاجتماعي للدولة، الذي ليس من بين أولوياته الربح «الفاحش»!على أي أساس إذن تقوم سياسة الوزارة؟ الإجابة – لا ينطبق كلامنا على هذا المشروع وحده وإنما على مشروعات مختلفة للوزارة ومن هنا نصف الأمر بأنه سياسة للوزارة ـ إن المواطن المصري يثق في الحكومة، ومن هنا فإنه يقبل على مشروعاتها بكل ثقة مهما كانت أسعارها. وعلى هذا يتم طرح المشروعات بأسعار محملة بجزء من المكاسب المستقبلية، التي يمكن أن يجنيها المشتري، وهو ما يعني أن السعر غير عادل، ولأن المشتري يضع فكرة قيمة إعادة البيع ضمن حساباته، ويسعى للربح سواء كان مشتريا حقيقيا أو مضاربا، فإنه مع تعدد عمليات البيع سيقل أو يتضاءل ربح المشتري التالي، إلى أن يصل لمرحلة التلاشي وقد يصل في المحطة الأخيرة إلى التعثر، وهنا تحدث الطامة الكبرى، وهي الفقاعة التي يجد المشتري الأخير نفسه في وضع يقبل فيه أن يبيع بالخسارة، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى انهيار السوق العقاري.. وتلك هي الطامة الكبرى.. سيناريو كابوسي لا يتمنى أحد تحققه.. لكن مقدرات البشر ومستقبلهم لا تدار بالتمني وإنما تدار بالتخطيط السليم الذي يضع الحاضر والمستقبل في رؤيته.. وتلك هي أزمتنا الكبرى».

أكذوبة الدعم

قضية الدعم الحكومي للسلع باتت مثار شكوك الكثيرين من بينهم إلهامي الميرغني في «الشعب»: «يوسف بطرس غالي وزير مالية مصر الأسبق ومستشار صندوق النقد الدولي الآن، هو أول من ابتدع موضوع دعم الطاقة في الموازنة، بعد تعديلها في 2005. (محمد معيط وزير المالية الحالي كان يعمل وقتها مستشارا ليوسف بطرس غالي). المهم تكلفة إنتاج برميل النفط في مصر لا يتجاوز 7 دولارات ( جريدة «البورصة» 28 ديسمبر/كانون الأول 2015) يعني حوالي 126 جنيها وهذه التكلفة شاملة التكاليف التشغيلية للاستخراج والتكاليف الرأسمالية، التي تشمل البحوث والتطوير والاكتشافات. يضاف إليها 6.5 دولار تكلفة تكرير برميل البترول يعني 117 جنيها، وبالتالي يكون إجمالي التكلفة 13.5 دولار وبسعر الدولار الآن 243 جنيها فقط. تفتقت عبقرية الشيطان على احتساب الفرق بين سعر البرميل في الداخل والسعر العالمي «كدعم للمنتجات البترولية». وطبعا أحنا حسبنا السعر على برميل تمت معالجته وتكريره والسعر العالمي على سعر البرميل الخام غير المعالج. ببساطة لو بننتج برميل النفط بسعر 7 دولارات ونبيعه للجمهور في مصر بهذا السعر، فإن الفرق بين سعره العالمي 70 دولارا وسعره المحلي 7 دولارات يعتبر حسابياً عند يوسف بطرس وزبانيته دعما بمقدار 63 دولارا للبرميل بما يعادل 1134 جنيه لكل برميل. ولذلك يردد المسؤولون أن زيادة دولار في سعر البرميل تزيد الدعم مليارات، وهي أكذوبة حسابية غير حقيقية، بالنسبة للمنتج المحلي. ولكنها تختلف بعض الشيء بالنسبة للمنتجات المستوردة، لذلك يشكل رقم الدعم مجرد فرض محاسبي غير حقيقي يتم توظيفه لتمرير المزيد من غلاء الأسعار، ولذلك يشكل قطاع البترول والغاز أكبر القطاعات الجاذبة للاستثمار، من أجل استنزاف مواردنا الطبيعية لتضخ مليارات في أرباح شركات البحث والتنقيب والاستخراج العالمية».

تأميم الفقراء

ننصت لآلام الفقراء الذين يبكي لأجلهم محمد سيف الدولة في «الشعب»: «ليس التأميم اجراءً تتخذه الدول والأنظمة في مواجهة الأغنياء فقط، على غرار قرارات التأميم التي تصدرها الأنظمة الاشتراكية، أو تلك التي أصدرها جمال عبد الناصر في يوليو/تموز 1961، وإنما هناك أنواع أخرى من التأميم أشد قسوة من ذلك بملايين المرات، مثل تأميم الدولة لدخول ومدخرات عامة الشعب من الفقراء والطبقات المتوسطة. وهو ما فعلته السلطات المصرية في السنتين الماضيتين، تحت عنوان الإصلاحات الاقتصادية، حين قامت بتعويم الجنيه ورفع الدعم ورفع الأسعار، تنفيذا لتعليمات صندوق النقد الدولي. ففي حالة الأغنياء، يتم استيلاء الدولة على ثرواتهم، سواء كانت شركات أو مصانع أو مزارع أو أراضي أو عقارات أو أرصدة مالية في البنوك، أو أسهما في البورصة. أما في حالة غالبية المصريين اليوم فقد تم تأميم ما يقرب من 80٪ من دخولهم ومدخراتهم إن وجدت. فاذا افترضنا أن مواطنا مصريا كان دخله 1000 جنيه في الشهر، عام 2016 فإن القيمة الفعلية لدخله اليوم أصبحت حوالى 230 جنيها. وتفصيل ذلك، أنه إذا كان التعويم قد أدى إلى خفض قيمة الجنيه أمام الدولار من 8 إلى 18 جنيها للدولار الواحد، فإن هذا يعني أن الألف جنيه القديمة صارت قوتها الشرائية 444 جنيها جديدا. فإذا علمنا أن دخله قد تقلص مرة أخرى بعد رفع الأسعار على امتداد العامين الماضيين بنسبة تقترب من 90٪، حيث ارتفع، على سبيل المثال، سعر بنزين 92 من 3.5 جنيه عام 2016 إلى 6.75 جنيه في ثاني أيام عيد الفطر المبارك الموافق 16 يونيو/حزيران 2018 ! فإنه حسبة بسيطة ستتقلص القوة الشرائية للجنيه مرة اخرى من واحد إلى 0.52، ليتقلص وينكمش دخل المواطن المقهور من 444 جنيها إلى 231 جنيها».

لماذا يرتشون

«تهتم وسائل الإعلام بنشر أخبار المرتشين وحجم الرشوة.. لكننا لم نهتم أبداً بالإجابة عن السؤال، لماذا يرتشى الكبار؟ عباس الطرابيلي طرح السؤال في «المصري اليوم»، وزراء ومحافظون ومديرون، بل بالذات كبار السن، خصوصاً من قاربوا على الإحالة إلى المعاش وكأنهم يقولون: يا ليت «نلحق» وناخذ قرشين لنضمن حياة معقولة قبل أن يحين الحين، أو ربما يقول لنفسه: قرشين يسندوا الزير، بالذات للذي عاش حياة نظيفة، وكان موظفاً مثالياً طوال حياته الوظيفية. والمناسبة ضبط رئيس حي الدقي بتهمة الرشوة، ربع مليون جنيه وشقة بمليونين في المهندسين.. وكذلك ضبط رئيس حي الموسكي ورئيس حي الرحاب ورئيس الحي الأول في أكتوبر، وغيرهم، هل يرتشي أمثال هؤلاء الكبار لأن نظام العمل في «المحليات» هو الذي يشجع على ذلك؟ حتى إننا نجد من يكافح، بل يدفع رشوة لكي يلتحق أو ينقل للعمل في هذه المحليات، لأنها الكنز الذي يمكنه أن «يغرف» منه بدون حساب. عندما تصل الجريمة إلى وزير أو محافظ وصلا إلى أعلى المناصب، هنا يجب أن ندرس ذلك ونبحث عن السؤال: لماذا يرتشي الموظف الكبير؟ هل الجو العام هو السبب، أم أن غياب الرقابة الفعلية هو السبب؟ أم أن القوانين عندنا تشجع على ذلك بسبب طول إجراءات التقاضي وطول التحقيقات، مع فرص التسوية ويكفي العفو عن شريك المرتشي إذا اعترف ليتحول إلى شاهد ملك؟ هل الحل يكون في تغليظ العقوبة؟ ولماذا تقف عند الحبس أو السجن ولا تصل إلى الإعدام، وإذا كان أغلب عمليات الرشوة يجري في المحليات.. فهل العيب في نظام المحليات؟ أم في القوانين؟ أم في طريقة اختيار من يشغلون الوظائف العليا في هذه المحليات، رغم أن معظمهم يجيء من أجهزة سيادية كبيرة ومحترمة؟ لكنها النفس البشرية!».

الأطباء يعانون أيضاً

من بوسعه أن يحن لأوضاع الأطباء سوى صلاح الغزالي حرب في «المصري اليوم»: «مرتب الطبيب عند تخرجه فضيحة بكل المقاييس، ومن المحتم إعادة النظر اليوم وليس غدا في هذا الأمر، بالتعاون بين نقابة الأطباء ووزارة الصحة ووزارة المالية لوضع التصور الأمثل لحل هذا الأمر، ثم تأتي بعد ذلك كيفية تدريب ومتابعة أداء هذا الطبيب طوال حياته المهنية. والبداية الصحيحة في رأيي هي بالاهتمام بتخصص طبيب الأسرة الذي يتحمل العبء الأكبر في تقديم الخدمة الصحية، ولذلك أدعو إلى تعميم هذا التخصص في كل الوحدات والمراكز الصحية في جميع المحافظات وعن طريق هذا الطبيب يتم تحويل المريض إلى أقرب إخصائي أو مستشفى في المنطقة، وهذا يتطلب بالطبع إعداد قاعدة بيانات تفصيلية في كل محافظة، من أجل تخفيف العبء عن كاهل المريض الباحث عن العلاج. أما عن التدريب فإنني أعلم أن هناك بالفعل مشروعا متكاملا تم وضعه بمعرفة لجنة قطاع التعليم الطبي في المجلس الأعلى للجامعات برئاسة أ. د. رشاد برسوم، في هذا الوقت ويتابعه الآن أ. د. حسين خالد وكل ما أرجوه أن يتم التوافق بين جميع عناصر الخدمة الطبية ذات الصلة، بحيث يخرج مشروعا متكاملا حائزا رضا الغالبية ويلبي متطلبات الخدمة الصحية».

تهريب الأيقونة

«لافت إلى حد الوجع، كما تصف عبلة الرويني في «الأخبار» نصائح الكثيرين (على اختلاف ثقافاتهم) ومطالبتهم لمحمد صلاح بأن يغادرنا سريعا، ينجو بنفسه.. يفلت من الإحباط والحزن والفشل والفساد أيضا الذي يطبق علينا ويحاصرنا… وربما كان محمد صلاح بالفعل هو أكثر الخاسرين من هزائم المنتخب الفادحة في المونديال، هو الذي جاءنا ممتلئا بالفرح والزهو والفخر والحماس.. أفضل لاعب في إفريقيا.. هداف الدوري الإنكليزي.. الحاصل على الحذاء الذهبي، ومحبة جماهير الكرة في العالم.. لكنه في أقل من أسبوعين مع منظومة المنتخب في روسيا، تحول إلى صلاح آخر.. صلاح من الحزن والأسى، لم يفرح ولم تعل وجهه الابتسامة، بعد إحرازه هدفا في المرمي السعودي! ولم يذهب لحفل اختياره (رجل المباراة) ليحصل على الجائزة (أنج من بلد لم تعد فيه روح)، هكذا طالبه الكثيرون بالهروب بعيدا عنا، والمحافظة على نجاحه في مناخ صحي يساعد على تطور إمكاناته ومهاراته والمزيد من النجاح، وهو ما يتحقق له في ناديه الإنكليزي (ليفربول). وبالتأكيد النجاح يحتاج لمناخ لمضاعفته واستمراره والاحتراف جزء من تطور لاعب الكرة وتحققه وصعوده.. وفخر لمصر بالتأكيد كفاءات أبنائها ونجاحاتهم في كل مجال، وفي كل مكان في العالم… لكن بدلا من مطالبة محمد صلاح بالهروب، وإنقاذ نفسه من مناخ الإحباط والفشل، ومنظومة الفساد الكروي في مصر، بدلا من مطالبته بأن ينسانا، علينا نحن أن نتذكر أنفسنا، نأخذ أنفسنا بالجدية والصرامة الواجبة.. نضع يدنا على الأخطاء ونعمل على تصحيحها.. نحارب الفساد في كافة أشكاله بمنتهي الحسم، وبدلا من محاولات تهريب محمد صلاح، علينا أن نستعيد قدرتنا على العمل الحق وتطويره، أن نخلق إمكانات لميلاد مواهب وكفاءات جديدة ومئات أخرى من محمد صلاح».

فضائح كروية

ما زال الخروج المخزي لمصر من المونديال مصدر حزن الكثيرين من بينهم فراج إسماعيل في «المصريون»: «الحل ليس فقط رحيل هيكتور كوبر الذي جعلنا نكره كرة القدم ويقسم بعضنا على ترك مشاهدتها غير آسف، حفاظا على ما تبقى من صحته وعقله وقلبه. الحل كنس الفساد وتفكيك أدواته وترحيل رجاله إلى بيوتهم أو شؤونهم الخاصة. ننتظر نتائج تحقيقات جدية وشفافة في ما أثير حول فضائح السفر لمونديال روسيا. كيف يتهم عضو في اتحاد الكرة بأخذ ملابس رياضية ويمنع من السفر رفقة البعثة، وعندما هدد بكشف المستور إذا لم يلموا الدور، نجده هناك يتبادل الضحك مع الرجل الذي وقع قرار عدم سفره، ويظهر في ممرات ملاعب المباريات التي خاضها المنتخب وفي المدرجات الرئيسية. ما الذي جعل رجل أعمال حديديا شهيرا يظهر في أرض التدريب، ويلتقط الصور مع محمد صلاح.. كيف سمح له بذلك، ما حقيقة بيع تذاكر إحدى المباريات المخصصة لأسر الإداريين واللاعبين والجهاز الفني، فهل تحولت بالفعل غرفة أحد اللاعبين الكبار في الفندق إلى استديو بث لإحدى الفضائيات مقابل مبالغ معينة.. لقد غاب الحس السياسي تماما عن اتحاد الكرة، مع أنه مؤسسة مهمة من مؤسسات الدولة، فورط محمد صلاح في حفل عشاء وتكريم أقامه رئيس الشيشان المتهم في الغرب بانتهاكات بالغة ضد حقوق الإنسان، وتعتبره بريطانيا عدوا لها، ما جعله في مرمى الصحافة الإنكليزية بعد حصوله على المواطنة الفخرية. إذا لم يكن لدى الاتحاد خلفية سياسية، أصبح مستقبل صلاح مهددا في ليفربول، لاسيما أن الإعلام الإنكليزي قد ينقلب عليه مستقبلا. عليه سريعا الاعتذار بعدم وجود أي خلفية له في الشأن السياسي، والتخلي عن المواطنة الفخرية الشيشانية».

نكسة يونيو

يحلو لمحمد عصمت في «الوفد» أن يطلق على هزائم المنتخب في روسيا «نكسة يونيو الكروية» متابعاً: «خيبتنا الكروية لم تكن مفاجأة للكثيرين، هي محصلة منطقية لأوضاعنا الرياضية ولسياسة الاحتراف التي ابتدعها على الطريقة المصرية الكابتن محمود الجوهري، وجعلت كرة القدم في مصر مجرد سلعة رديئة الصنع، تستنزف ملايين الجنيهات على لاعبين فشلة، واتحاد غارق حتى أذنيه في شؤون البزنس، وإعلام رياضي في غالبيته العظمى منحاز وضيق الأفق يبحث عن الإثارة الفارغة وتصفية الحسابات. كل ما نريده الآن هو عقلية جديدة تدير أوضاعنا الرياضية على أسس وقواعد مختلفة، تبدأ بترشيد هذا الاحتراف الفاسد، تضع حدا أقصى لعقود اللاعبين لا يتجاوز المليون جنيه في السنة، وتنظيم الاحتراف الخارجي للاعبين، حسب الدوريات المطلوبين للعب فيها، وتوجيه كل هذه الملايين المهدرة على لعبة فاشلة ولاعبين واتحاد أكثر فشلا، إلى دعم الرياضة في مراكز الشباب والمدارس وبناء نوادٍ في الأحياء الشعبية، وقبل ذلك محاسبة كل من تربح من اللعبة بطرق مشبوهة حتى ينال ما يستحقه من عقاب رادع».

فرحه وطارت

نبقى مع حزن الخروج المبكر من المونديال وهو الذي يؤلم كذلك دندراوي الهواري في «اليوم السابع»: «كانت الأحلام تداعب خيال المصريين، ثقة في عدد من اللاعبين، وكيف لا يثق المصريون في منتخبهم الذي يضم أحسن لاعب في الدوري الإنكليزي، محمد صلاح، وأحسن لاعب في الدوري اليوناني، عمرو وردة، ولاعبا من ضمن الصفوة في الدوري التركي، محمود حسن تريزيجيه، بجانب محمد النني الذي يلعب في صفوف نادٍ كبير اسمه «الأرسنال»؟ لكن يا فرحة ما تمت أخدها الغراب وطار، وتبين بالأداء في الملعب وغياب الانضباط خارجه، وفي غرف نوم إقامة المنتخب، أن الاحتراف الخارجي كان نكبة للمنتخب، وأن هناك حالة نهم شديد مسيطر على اللاعبين لحصد المال والشهرة فقط، بدون الوضع في الاعتبار الحرص على المصلحة العامة للمنتخب، وأن الكرة في مصر مصنع إنتاج السعادة! الدليل الواضح، على أن المحترفين المصريين توحش بداخلهم نهم حصد الأموال باليورو والدولار، هو أداء المنتخب الوطني الذي حقق بلاعبين محليين انتصارات مدوية وفاز ببطولة الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية، أعوام 2006 و2008 و2010 وهو إنجاز نادر التكرار، وكان المنتخب حينها لا يضم محترفين سوى أحمد حسن ومحمد زيدان، وكل قوامه من اللاعبين المحليين، وواجهوا منتخبات قوية تضم جيوشا جرارة من المحترفين في أكبر الأندية الأوروبية، مثل منتخبات الكاميرون وساحل العاج والسنغال والجزائر وتونس والمغرب، ومع ذلك تمكن أولاد مصر من كتيبة المحليين، من قهر هذه المنتخبات وانتزاع اللقب القاري الأكبر والأهم 3 مرات متتالية. ويؤكد الكاتب أن الأزمة التي عصفت بالمنتخب المصري تكمن في غياب الهدف الحقيقي للرياضة، وهي نشر الأخلاق، والروح الرياضية، واندثرت عملية غرس الانتماء».

وداعاً يا صاحبة الجلالة

«ما هو أصعب شيء في الحياة بالنسبة للمسؤول عن أي صحيفة؟ بالنسبة لعماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق»، هذه الأيام أن تجلس مع أحد زملائك في العمل وتقول له إن الظروف تحتم الاستغناء عنه، أو تخفيض راتبه! وحينما تخبره بذلك، يبدأ في الشكوى وإخبارك أن ظروفه وظروف أسرته صعبة جدا، وأنه يستحق زيادة راتبه وليس تخفيضه. تجيبه بأنك تتفق معه تماما، وأنه يستحق الزيادة فعلا، لكن «الإيد قصيرة والعين بصيرة»، وأنك لا تشكك في إمكانياته، لكن هناك واقعا مراً يحتم عليك اتخاذ هذا القرار القاسي والمؤلم. أن تعاقب موظفا مهملا أو مقصرا أو تنهي عمل موظف بلطجي ومنفلت بالقانون أمر سهل، بل هو مطلوب طوال الوقت، حتى يكون عبرة لغيره من المقصرين أو البلطجية، لكن المشكلة حينما يكون الأمر متعلقا بزملاء من العاملين والموظفين المجتهدين والمنتجين، الذين يدفعون ثمن تراكم فشل حكومات متعددة في الاقتصاد المصري منذ عقود. لا أتحدث عن «الشروق» فقط، أو الصحافة ووسائل الإعلام، لكن عن مشكلة أكبر تتكرر في العديد من مجالات الحياة المصرية هذه الأيام. العديد من الزملاء في مهنة الصحافة والإعلام، أو من بعض رجال الأعمال فإن ظاهرة إنهاء خدمات بعض العاملين والموظفين، مرشحة للاتساع. حتى يمكن تصحيح الأوضاع المختلة ومواجهة الأزمة الراهنة وكذلك الخسائر الكبيرة الناتجة عن ظروف كثيرة طوال السنوات الماضية. يقول بعض العاملين والموظفين: «وأنا مالي.. ولماذا أتحمل ذنب سياسات فاشلة لحكومة أو رجال أعمال؟». ربما يكون معه الحق في ذلك، لكن للأسف فإن هناك ثمنا يتم دفعه في زمن الأزمات الاقتصادية، والمرشح الأول للدفع هم صغار العاملين، وليس كبار الملاك».

مفعول بنا

«ترامب وبوتين ونتنياهو، هم كما يؤكد عماد الدين أديب في «الوطن»، «الطرف الفاعل» لشؤون منطقتنا العربية، ونحن اكتفينا بدور «المفعول به». هذه المعادلة المخيفة والمؤلمة، التي تعبر بقسوة عن طبيعة أحجام القوى في العالم والمنطقة، هي نذير خطر كبير على مدى سلامة الأمن القومي العربي، وعلى سيادة مشروع الدولة الوطنية في عالمنا العربي. آخر اتفاقات واشنطن وموسكو وتل أبيب هو ذلك الخاص بمستقبل سوريا، الذي تم فيه إقرار المبادئ التالية: نهاية العمل العسكري الرئيسي على مسرح العمليات السوري، وأن الجهد العسكري الوحيد يعتمد على: تنظيف جيوب أي قوى مناوئة. إقرار سياسات خفض التوتر لصالح قوى الجيش النظامي السوري. قيام الجيش النظامي السوري، وحده دون سواه، برعاية روسية ودعم لوجيستي من القوات الروسية الموجودة هناك، بتأمين الحدود المشتركة مع الأردن والعراق وتركيا. اعتبار هضبة الجولان السورية المحتلة منطقة محرمة عسكرياً على أي وجود لقوات إيرانية، أو حزب الله أو الحشد الشعبي، أو أي نوع من أنواع المعارضة. ومن الواضح أن طهران وافقت على أن تبتعد قواتها ما بين 30 إلى 40 كيلومتراً عن الحدود ما بين الأردن وفلسطين. قيام روسيا بإقناع الجانب الإيراني بإنهاء دوره العسكري الرئيسي في سوريا، خاصة بعد وجود اضطرابات داخلية في إيران نتيجة تدهور الوضعين المالي والاقتصادي، ومطالبة المتظاهرين بإيقاف نزيف الدعم المالي الذي تنفقه طهران في مغامرات عسكرية في العراق وسوريا ولبنان واليمن. كما أن الإقرار من الروسي والأمريكي والإسرائيلي بأن بقاء حكم الرئيس بشار الأسد لفترة، ما بين قصيرة ومتوسطة، هو أفضل الحلول في المدى الحالي».

لهذا تجاهلوا الانتخابات

«الانتخابات التركية الأخيرة جذبت اهتماما عالميا، ولكن الاهتمام العربي كان أكثر أهمية وخطورة، كما يؤكد جمال سلطان في «المصريون»، ولذلك توترت عواصم كثيرة وملايين المواطنين في بلدان عربية تسمروا أمام الشاشات أو منصات الإنترنت المختلفة، لمتابعة النتيجة التي ظلت معلقة حتى آخر لحظة، وذلك لأن نتيجة تلك الانتخابات سيكون لها انعكاس قوي للغاية على الملف السوري ومستقبله وملايين اللاجئين السوريين في تركيا، وعلى أوضاع عديدة في منطقة الخليج العربي، وعلى كثير مما يتصل بالشأن المصري سياسيا واقتصاديا وأمنيا ومستقبل المعارضة المصرية المقيمة في تركيا، وما يتصل بالشأن السوداني والليبي، وأبعاد أخرى عديدة، ولتلك الأسباب كلها كان الانقسام حادا وعنيفا، بين من يتمنى فوز أردوغان ومن يتمنى هزيمته، ليس بين الأتراك وحدهم، ولكن بين العرب شعوبا وحكومات، وهو انقسام عنيف يكشف عمق تأثير النتيجة على الأوضاع هنا وهناك وإدراك الجميع لعواقب هذه النتائج. الموقف الرسمي المصري والإعلام الموالي له كان يتمنى هزيمة أردوغان بطبيعة الحال، وذلك للمواقف السياسية التي اتخذها الرئيس التركي في ملف الأحداث المصرية الأخيرة، عقب إطاحة حكم محمد مرسي، ووصف أردوغان ما حدث في مصر بأنه انقلاب عسكري، وهو الوصف الذي ترفضه القيادة المصرية وتنفيه بشدة، كما رفضت القيادة التركية أي تسامح مع ما جرى في مصر في أعقاب 3 يوليو/تموز 2013، ووصل الأمر إلى أن بعض الإعلاميين المصريين الموالين للسلطة، اعتبر أن الانتخابات التركية مزورة. ويؤكد سلطان أن انقسام النخبة السياسية المصرية تجاه انتخابات تركيا يعود بالأساس إلى انقسام أيديولوجي، وليس انقساما سياسيا، ولا حتى حقوقيا».

صفقة غزة

«نقطة البداية في «صفقة غزة» كما يراها عبد الله السناوي في «الشروق» حل أزمة الكهرباء المتفاقمة، التي تجعل الحياة شبه مستحيلة، حيث الانقطاع هو الأصل. هناك تسريبات إسرائيلية لا يمكن تجاهلها، أو غض البصر عنها، من أن الخطة تتضمن مشروعات في شمال سيناء لإنشاء محطة كهرباء، وأخرى بالطاقة الشمسية، ومحطات تحلية مياه، وميناء بحرى لنقل البضائع وخدمة سكان غزة، ومنطقة صناعية بين رفح المصرية والعريش لتشغيل آلاف من الفلسطينيين. ما حقيقة التسريبات الخطيرة التي من شأنها الإضرار المزدوج بمصرية سيناء على المدى البعيد، والقضية الفلسطينية التي يجب حلها في فلسطين لا في سواها من أراضٍ عربية؟ في أي تقدير موضوعي هناك فارق بين رفع الحصار عن غزة، غير الإنساني وغير المحتمل، والتورط في مشروعات وظيفية تنهي أي حقوق سياسية ووطنية فلسطينية. وفي أي تقدير موضوعي آخر فهناك احتمال أن يكون ذلك التسريب جسا للنبض في مدى الاستعداد لتقبل مثل هذا التورط. يرجح فرضية جس النبض تسريبات إسرائيلية أخرى عن محطات الكهرباء عند معبر «بيت حانون»، داخل إسرائيل وليس في شمال سيناء. كما يرجح الفرضية نفسها ما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي المتطرف إفيغدور ليبرمان، بعد أيام من التسريب الخطير أنه قد توصل إلى تفاهمات رسمية على بناء رصيف خاص في قطاع غزة في ميناء قبرص. المشروع نفسه في مكان آخر، فإذا ما تحفظت مصر فإن قبرص جاهزة. الشروط مسبقة، وأهمها ضمان الأمن الإسرائيلي ــ كأن الخيار في «صفقة غزة» بين «العصا والحذاء» لا بين «العصا والجزرة» حسب تعبير الأستاذ محمد حسنين هيكل في معرض الحديث عن الأزمات العربية المستحكمة».

لا شريك على الغداء

«الولايات المتحدة حاليا، عازمة على طرح ما يسمي «صفقة القرن» للتوصل إلى تسوية سياسية تضمن الحفاظ على مصالح إسرائيل. ردود الأفعال العربية التي يرصدها في «الأهرام» محمد أبو الفضل تؤكد على أن التصورات الأولية عن الصفقة ظالمة، من الضروري إدخال تعديلات عليها تستجيب للحد الأدنى للمطالب الفلسطينية، كي يتسنى إيجاد فرصة لنجاح المبادرة التي ملأت الدنيا ضجيجا، وأفقدتها التسريبات الخاصة بها جانبا من بريقها السياسي. الجولة التي قام بها جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره السياسي، وجيبسون غرينبلات مبعوثه للشرق الأوسط، وقادتهما إلى مصر والسعودية والأردن الأسبوع الماضي، كشفت عن تصميم أمريكي لعرض الطبخة رسميا، وعكست رغبة في توفير أجواء عربية مناسبة، قد تعوض الرفض الفلسطيني لها. الرسائل التي تلقاها كوشنر وغرينبلات وغيرهما، كانت واضحة. تتمسك بحل الدولتين وتشدد على عدم التفريط في الثوابت الرئيسية اللازمة، بما فيها القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. وهي ملامح تبغضها إسرائيل، التي ربما تبدي استعدادا للتعامل مع الصفقة كحيلة سياسية جديدة، وليست مدخلا للتسوية النهائية. المشكلة أن بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية، تتعمد التركيز على أن الطبخة تحظى بتفاهمات عربية كبيرة، للدرجة التي جعلت بعض الدوائر تمعن في تجاهل قيادة السلطة الفلسطينية، وتنذر بطرح الصفقة، بصرف النظر عن موافقة السلطة، لتوحي بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لديه من الثقة ما يمكنه من تنفيذ مبادرته. الحاصل أن واشنطن تعرض طبخة وليس رؤية للتسوية، في وقت تبدو فيه ضعيفة سياسيا، ولا تستطيع تنفيذ أي مبادرة، مهما تبلغ درجة أهميتها، بمفردها وبدون توفير درجة من الموافقة عليها من جانب قوى فاعلة في المنطقة».

ظاهرة إنهاء خدمات الموظفين مرشحة للاتساع و«إنج من بلد لم تعد فيه روح» نصائح كتاب لمحمد صلاح

حسام عبد البصير

بعد العثور على جثث مخطوفين لدى «الدولة»… العبادي يعد بـ«القصاص» ومطالبات محلية بـ«الثأر»

Posted: 28 Jun 2018 02:25 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: بعد يومٍ واحدٍ من عثور القوات الأمنية على جثث «المخطوفين الثمانية» الذين تم اختطافهم في وقت سابق من حزيران/ يونيو الجاري، على طريق بغداد ـ كركوك، وجّه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قوات جهاز مكافحة الإرهاب بتنفيذ عمليات «خاصة ونوعية» لملاحقة خلايا تنظيم «الدولة الإسلامية».
بيان لمكتب العبادي، ذكر أن الأخير زار، أمس الخميس، مقر جهاز مكافحة الإرهاب وعقد اجتماعا مع قيادات الجهاز، حيث أكد أن «العراقيين لديهم ثقة عالية بهذا الجهاز وقدراته وإنه سيكون في مستوى التحدي».
العبادي «وجه جهاز مكافحة الإرهاب بالقيام بعمليات خاصة ونوعية لملاحقة الخلايا الإرهابية، والقصاص من هذه الخلايا بمسكها أو قتلها».
وبين أن «داعش لا تسيطر حاليا على أي مناطق وعناصرها يختبئون في مناطق بسلاسل الجبال وكانوا يستخدمونها منذ القدم وتم التوجيه بملاحقتهم وتتبع خيوط هذه الخلايا».
وأوضح أن «هناك متابعة دقيقة للخلايا الإرهابية، وتم توجيه ضربات موجعة لها، ومثلما وعدنا بتحرير الأرض وتم الوفاء بالوعد فإننا نعد مواطنينا بالقضاء على هذه الخلايا والقصاص من القتلة».
وزارة الداخلية، أكدت أن المختطفين الذين تم العثور على جثامينهم (أمس الأول) استشهدوا قبل خمسة أيام أو أكثر من ذلك، حسب تقرير الطب العدلي»، مؤكدةً أن «لديها خيوطاً توصلها إلى المنفذين». وقال المتحدث باسم الوزارة، اللواء سعد معن، في مؤتمر صحافي عقده في بغداد، إن «القوات الأمنية بذلت جهوداً كبيرة في عملية البحث بخصوص المختطفين»، مشيراً إلى أن «الموضوع كان متابعاً من جميع الجهات الأمنية، لكن داعش الإرهابي غدر وقام بفعلته الشنيعة. عازمون على القبض على الإرهابيين الذين قاموا بقتل المختطفين ولدينا خيوط توصلنا لهم».

إجراءات

وعلى خلفية الحادث، أغلقت وزارة الداخلية العراقية، 430 موقعاً وصفحة تروج لتنظيم «الدولة».
وقالت في بيان : «تم اغلاق 100 موقع في تويتر و330 موقعا على الفيسبوك تابع لداعش»، ملتمسة من المواطنين «عدم الانجرار وراء الأخبار التي تروج على مواقع التواصل، ومن وسائل الاعلام المقروء والمسموع والمرئي وتوخي الدقة والحذر من اللجوء إلى مصادر اخبار الرسمية».
كذلك، أعلن مجلس القضاء الأعلى، ان محكمة الجنائية المركزية قضت بإعدام ثلاثة عناصر ينتمون لـ«ولاية ديالى» في التنظيم، مبينا أن ذلك جاء وفقاً لاحكام المادة الرابعة /1 من قانون مكافحة الإرهاب.
وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس القضاء الأعلى عبد الستار بيرقدار، في بيان أن «المحكمة الجنائية المركزية في رئاسة محكمة استئناف بغداد الرصافة الاتحادية، نظرت بقضية ثلاثة مدانين بالانتماء لتنظيم داعش الرهابي ولاية ديالى»، مبينا أن «أحد المتهمين يشغل منصب مسؤول مفرزة عسكرية وآخر عمل ضمن المفارز الأمنية والعسكرية، وثالثاً شغل منصب أمين مضافات الأسلحة الخاصة بالتنظيم في ولاية ديالى».
وأضاف أن «المتهمين ضبطت بحوزتهم أسلحة ومواد متفجرة منها الـ(تي أن تي) ومادة النترات والبارود الأسود، فضلاً عن قنابر هاون وقداحات كهربائية وكارتات تفجير»، مشيراً إلى أن «المحكمة أصدرت حكما بالاعدام شنقاً حتى الموت بحق المتهمين وفقاً لاحكام المادة الرابعة /1 من قانون مكافحة الإرهاب».
وفور الإعلان «رسمياً» عن العثور على جثث المخطوفين الثمانية، توالت ردود الفعل المدينة والمستنكرة للحادث.
الولايات المتحدة اعتبرت أن اختطاف المواطنين الثمانية وقتلهم دليل إضافي على أن «داعش ما زال قادراً وملتزماً على تنفيذ جرائمه الخسيسة».
وجاء في بيان للسفارة الأمريكية في بغداد، إنها «تعبّر عن صدمتها وغضبها لمقتل الضحايا الثمانية الذين اختطفهم داعش مؤخراً»، لافتاً إلى إن «اختطاف هؤلاء العراقيين الشجعان وقتلهم بطريقة بشعة هو دليل إضافي على أن داعش ما زالت قادرة وملتزمة على تنفيذ جرائمها الخسيسة». وفقاً للبيان.
كما أعرب التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، عن تعازيه لأسر المختطفين الثمانية الذين قتلهم التنظيم مؤخراً. وقال التحالف في تغريدة على تويتر، «نقدم تعازينا لأسر الأشخاص الثمانية الذين قتلوا على يد داعش».
وأضاف أن «هذا العمل الجبان يظهر قدرة بقايا داعش على فرض الإرهاب على المدنيين الأبرياء في العراق». ودعا التحالف الدولي إلى وضع حد للتنظيم «مرة واحدة وإلى الأبد».

معصوم يعزي

محلياً، أدان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم «بشدة»، إقدام التنظيم على قتل ثمانية مختطفين مدنيين على طريق ديالى كركوك، معرباً عن «الحزن البالغ لاستشهاد ثمانية مواطنين أبرياء غدراً جراء هذه الجريمة الإرهابية النكراء».
وأضاف في بيان رئاسي، إن «هذه الجريمة تؤكد مجددا الطبيعة الجبانة لمرتكبي مثل هذه الأعمال الآثمة كما يثبت افتقارهم لأبسط القيم الأخلاقية».
وفيما أعرب الرئيس معصوم عن عزائه ومواساته لذوي شهداء هذه «الجريمة الإرهابية ودعا إلى الاهتمام بعائلاتهم»، وجه السلطات الأمنية بـ«الإسراع إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وحازمة للقبض على مرتكبي هذه الجريمة في اسرع وقت كي ينالوا العقاب العادل».
أما تحالف «الفتح» بزعامة هادي العامري، فطالب العبادي بالتحرك الفوري للقضاء على «الخلايا الإرهابية» الموجودة في البلاد.
وقال المتحدث باسم التحالف أحمد الأسدي في بيان: «مرة أخرى يقدم الإرهاب ومشروعه التكفيري صورة مروعة عما يرسمه للأمم والشعوب من همجية ووحشية غير مسبوقة، حيث أقدمت هذه العصابات الإرهابية على ارتكاب جريمة نكراء تضاف إلى سجلهم الأسود وذلك بإعدام ثلة من المواطنين العزل الذين قاموا باختطافهم قبل عدة ايام».
وأضاف البيان: «نتقدم بالتعازي والمواساة لذوي الشهداء ولجميع ابناء الشعب العراقي، ونعبر عن صدمتنا وعميق حزننا لهذا الحادث الجلل»، مطالباً العبادي والأجهزة الأمنية بـ«التحرك الفوري والجاد لمنع استمرار عبث هذه العصابات الإرهابية ومن يقف خلفها بالدم العراقي وأمن المواطنين، اضافة إلى وضع الخطط الكفيلة بتحقيق ذلك».
وبين، حسب البيان أن «هذه الممارسات الإرهابية لن تزيد الشعب العراقي وقواه الحية الا إصراراً على مواصلة التصدي لآفة الإرهاب والتكفير والتطرف حتى القضاء التام عليها ومحو آثارها الوحشية من ذاكرة العراقيين، بهمة الغيارى مِن أبناء قواتنا المسلحة البطلة وفِي مقدمتهم رجال الحشد الغيارى».

متاجرة

في الأثناء، دعا محافظ كربلاء عقيل الطريحي، رئاسة الجمهورية إلى المصادقة وتنفيذ أحكام الاعدام فورا بحق الإرهابيين، فيما اعتبر أن هناك جهات تحاول المتاجرة بقضية المختطفين لتحقيق مكاسب سياسية.
وقال في بيان : «بعد أن اقدم تنظيم داعش الإرهابي على ارتكاب جريمته المروعة بقتل مجموعة من ابنائنا الابرياء من محافظتي كربلاء المقدسة والانبار غدرا وعدوانا، نود أن نؤكد هنا إن هذه المناسبة ليست للتعزية والبكاء، وإنما للثأر من التكفيريين المجرمين»، داعيا رئاسة الجمهورية إلى «المصادقة وتنفيذ أحكام الاعدام فورا بحق الإرهابيين الذين يقبعون في السجون العراقية، وهذا ابسط ما يمكن تقديمه لعائلات الضحايا، وابناء شعبنا الابي الصابر».
وتابع أن «هناك بعض الجهات تحاول المتاجرة بهذه القضية ودماء الضحايا بهدف تحقيق مكاسب سياسية»، لافتا إلى «اننا إذا أردنا أن نقدم شيئا لعائلات الضحايا فليكن بالاستمرار في محاربة الإرهاب، والقضاء على كل بؤره في شتى انحاء بلدنا الحبيب، وتنفيذ أحكام الإعدام العادلة بحق المنتمين لتلك العصابات الإرهابية».

بعد العثور على جثث مخطوفين لدى «الدولة»… العبادي يعد بـ«القصاص» ومطالبات محلية بـ«الثأر»
إغلاق 430 موقعا إلكترونياً للتنظيم… والحكم بإعدام ثلاثة عناصر ينتمون لـ«ولاية نينوى»

«غادة الكاميليا» لوحة فنية نادرة للبيع لمساعدة شاب جريح متطوعتان من الناصرة تطلقان حملة لإنقاذ شاب غزاوي فقد ساقه ويده

Posted: 28 Jun 2018 02:25 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: «إن خليت بليت» و «ملح الأرض باق فيها»  و «رب أخ لك لم تلده أمك» وغيرها من أمثلة شعبية تعكس واقع حياة سيبقى فيها الخير يصارع الشّر لأبد الآبدين.
في الناصرة وجد الشاب نور من غزة أختين فعلا لم تلدهما أمه، سوسن ورلى، وهما تسعيان لمساعدته في محنته منذ شهور وآخرون من أهل الشهامة وأصحاب القلب الواسع ينضمون لتوفير يد له، واحدة على الأقل، تمكنه من تناول طعامه وشرابه وأداء حاجاته الأساسية. ونور، شاب ( 30) بترت ساقه ويده، ويده الأخرى معطلة، قصته من وجع غزة خرب عليه عالمه فجأة دون سابق إنذار وهو في عز الشباب، الصحة والأناقة.
وروت شقيقته سارة لـ «القدس العربي» أن نور تعرض لحادث مأساوي قبل شهور حيث تعرض بعد زواجه بشهرين لصعقة كهربائية حينما لمست ماسورة بيده في سطح منزله تيار الضغط العالي في كانون أول/ ديسمبر 2007 ونقل من مستشفى «ناصر» في القطاع لمستشفى «برزيلاي» في عسقلان داخل أراضي 48. لكن الأطباء اضطروا لبتر اليد اليمنى من الرسغ فيما أصيبت اليد اليسرى بالتيبّس وبترت ساقه اليمنى ونجت ساقه اليسرى.
نور الذي كان يستعد لاستكمال  دراسته للحصول على الدكتوراه بعد حيازته على ماجستير في العمل الاجتماعي من جامعة القاهرة أطبقت عليه السماء في لحظة وبات يعتمد بالكامل في كل شيء على أسرته وعلى شقيقته الكبرى سارة.

نور يتمسك بكبريائه

رغم محاولاتنا، رفض نور الحديث والكشف عن هويته تمسكا بكبريائه وأنفته ولم تثنه ضغوط عائلته وقد منعته عزة نفسه من التحدث حول حالته، مكتفيا بالقول لشقيقته «إذا كان لي نصيب سأجد من يساعدني في إنقاذ ما تبقى مني لكنني لن أطلب ولن أشكو ولن استعطف». ومن هنا جاء اسمه المستعار «نور».
نور الذي كان شباب الحي يلقبونه بـ «الملك» لشهامته وثقافته ووسامته توقف عن مغادرة البيت. وعن ذلك تقول شقيقته «كانت العائلة تخرجه من البيت نحو البحر لتحسين حالته النفسية لكنه توقف مؤخرا معللا ذلك بالقول «تزعجني نظرات الناس». ولما كان الاتحاد العام للمعاقين في غزة عاجزا عن توفير أي مساعدة حقيقية لم يبق له سوى أصحاب الإنسانية والضمير، كما تؤكد الناشطة الاجتماعية رلى بولس لبّس من الناصرة التي تدير جمعية خيرية لرعاية ومساعدة مبتوري الأطراف. بعدما دخلت رلى غزة لتقديم مساعدات طبية اطلعّت على مأساة نور ودأبت على روايتها في ندوات ولقاءات كثيرة وقد نذرت نفسها من أجل مساعدته في تركيب أطراف اصطناعية لا يملك أي فرصة لاقتنائها بنفسه.
وهزت مأساة نور وجدان سوسن سرحان وهي ممرضة من يافة الناصرة بعدما تأثرّت جدا بما روته عنه رلى بولس لبّس في واحدة من محاضراتها. وعن ذاك اللقاء تستذكر سوسن سرحان «أعجبتني مساهمات رلى الإنسانية ولما عدت للبيت بدأت بجمع ما استطعت من تبرعات لمساعدتها في تحقيق أهدافها الإنسانية، والأهم أنني قررت بيع واحدة من أعمالي للمرة الأولى في حياتي لدعمها». والحديث يدور عن لوحة مدهشة طبيعية الألوان  محتواها «تطريز فلاحي» تم إنتاجها بجهد النملة عبر عملية سيزيفية استغرقت  بضع ساعات عمل  يوميا طيلة ستة شهور.
وتكشف سرحان أن اللوحة الجميلة مستوحاة من لوحة لفنان روسي خاصة برواية «غادة الكاميليا» للكاتب الكسندر دوماس التي تم تحويلها لمسرحية ولأوبريت موسيقي ولفيلم بعدة لغات، والفيلم العربي «حافية على جسر الذهب» لميرفت أمين وحسين فهمي مستوحى منها.
وتوضح أنها تمتعت بقراءة الرواية عام 1975 وبمشاهدتها عملا مسرحيا في مدينة كييف عام 2006 ومن وقتها لم تبرح مخيلتها.
وتبدو في اللوحة القماشية سيدة في غاية الأناقة والجمال هي ثمرة لقاء الإبرة والخيط التي جمعت خيوطا بـ 52 لونا بعضها مركب وتشمل الظلال. وبدأ مشوار سرحان مع  فن «التطريز الفلاحي» وهي في السابعة من عمرها بعدما تعلمت المهارة النادرة هذه من خالتها الراحلة فاطمة الهواري ( المعروفة بـ عروس الجليل). وتضيف سوسن العاشقة للورود ولزراعة وتنسيق الزهور وهذا موتيف متكرر في أعمالها «كنت أجلس بجوارها وأرقب أناملها حتى امتلكت مهارة التطريز وهي ترافقني حتى اليوم وانشغل بها في أوقات الراحة والأزمة على حد سواء فهي هواية غالية جدا على قلبي بل تسري في عروقي ولذا فهي ملجأي بالفرح والترح».
وتنتج بالتطريز الفلاحي الفلسطيني حقائب، وشراشف، وستائر ومفارش وغيره. وتكشف أنها تقوم بالتطريز بما يشبه طقسا خاصا  وبشيء من «القدسية «حيث تغسل يديها بالصابون قبل بدئها بحوار الصنارة والخيط وسط تركيز عال دون الحديث مع أي شخص حيث تتوقف عن الكلام بتاتا.

وكيف أبيع بناتي؟

وحتى الآن أنجزت سوسن سرحان عشرات أعمال التطريز وهي غير منقولة بل تؤلفها دون خرائط ورسومات مسبقة. وردا على سؤال لماذا لا تبيع لوحاتها الفنية الثمينة، تقول بسؤال استنكاري، وكيف أبيع بناتي؟ وبسيرة البنات فقد حرصت على تعليم كريمتها المهندسة ليلى، منوهة أنها تستعد لبيع لوحة «غادة الكاميليا» لخدمة هدف إنساني متمنية أن يشتريها من يستحقها ويقدرها ويقدر ثمنها الذي سيتم التبرع به لمساعدة الشاب نور من غزة .
وتبدي رلى بولس لبّس إعجابا كبيرا بما تفعله صديقتها الجديدة وهي مندهشة في الأساس من إنسانيتها الكبيرة وبرقي وحرفية أعمالها المتقنة. وتؤكد أن الرسم بالصنارة ينطوي على مهارة فنية نادرة. وتوضح أنها تقدم مساعدات لضحايا العنف والحروب من مقطوعي الأطراف خاصة في غزة، وأنها أبلغت الشاب نور بتجندها كي يتمكن من تركيب الأطراف الاصطناعية ( البروطيزا) الذكية المكلفة التي تحتاج لعملية معقدة في أوروبا. ولذا فهي تسعى لتوفير علاج له في ألمانيا وتحلم بتركيب يد اصطناعية تعينه على القيام بوظائفه الإنسانية الضرورية.
وتشير إلى أنها تركت عملها في المستشفى الإنكليزي في مدينة الناصرة داخل أراضي 48 وأسست «صندوق مساعدات مبتوري الأطراف» قبل عامين وتعمل بكثير من التطوع ومن منطلق البحث عن سعادتها في تحقيق الذات. وردا على سؤال تضيف «تركت عملي واليوم أنا متطوعة بالكامل واعتمد في معيشتي على تقديم محاضرات ودعم زوجي وانتظر خبرا سارا يتمثل ببيع لوحة سوسن كي ننطلق باستكمال ما تحتاجه مساعدة نور من نفقات».

 

«غادة الكاميليا» لوحة فنية نادرة للبيع لمساعدة شاب جريح متطوعتان من الناصرة تطلقان حملة لإنقاذ شاب غزاوي فقد ساقه ويده
نتاج التطريز الفلاحي الفلسطيني
وديع عواودة:

مستشار الغنوشي يعبّر عن مساندته «المطلقة» للجنة رئاسية مكلّفة بالمساواة ودُعاة التيار الديني يهاجمونه

Posted: 28 Jun 2018 02:24 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : أثار مستشار رئيس حركة «النهضة» الإسلامية سجالا في تونس بعد الإعلان عن «مساندته المطلقة» للجنة الرئاسية المكلفة بالمساواة بين الجنسين، حيث رحب عدد من قياديي الحركة الإٍسلامية وعدد من الأطراف بالأمر، فيما شن دعاة التيار الديني هجوماً كبيراً عليه، مطالبين بعدم تطبيق ما ورد في التقرير الأخير للجنة المذكورة.
واستنكر لطفي زيتون المستشار السياسي لراشد الغنوشي الهجوم الذي تتعرض له البرمانية والحقوقية بشرى بالحاج حميدة رئيسة لجنة الحريات الفردية والمساواة منذ إصدار اللجنة لتقريرها الأخير، حيث دوّن على صفحته في موقع «فيسبوك « تحت عنوان «نريد تونس للجميع»: «منذ نشر تقرير لجنة الحريات الفردية، قرأت الكثير من التعليقات غير المقبولة حول الأشخاص الذين كتبوا هذا التقرير. لقد شاهدت هجمات من الطرف الآخر تتعامل بخصومة مع كل الأسماء. ليس هذا هدف خوضنا للثورة على الديكتاتورية والتي قدمنا فيها الشهداء. صديقتي الأستاذة بشرى بلحاج حميدة لك كل الحق في الدفاع عن مشروعك، ولديك الحق المطلق في أن يكون لديك رأي مختلف وأن تدافعي عنه بكل حرية مطلقة. وليس لأحد الحق في إهانة الآخر أو التقليل من شأن الآخر. وفي النهاية الأمر متروك للشعب ذي السيادة من خلال استفتاء أو من خلال البرلمان لاتخاذ القرار. أعرب عن تضامننا المطلق مع السيدة بشرى، وسأظل أتضامن دائما مع كل من يحارب من أجل مستقبل أفضل لبلدنا».
وأضاف زيتون «لا نستطيع، اليوم، أن نتهرب من دستور عام 2014 من دون عقاب. لا يمكننا أن نمسح ما يجعل خصوصية تونس: بلد متعدد تختلط فيه بين المواطنين المعتقدات الدينية المختلفة، الذين لديهم الفرصة لأن يكونوا قادرين على أن يؤمنوا أو لا يؤمنوا. هذه هي الحرية الدينية وهي واحدة من أسس ديننا وبلدنا وفرض المعتقدات على الناس تحت أي ذرائع لا معنى له ويتناقض مع أسس الإسلام. وكما قال مارتن لوثر كينغ: يجب أن نتعلم كيف نعيش معاً كإخوة، وإلا فإننا سنموت معا كأغبياء».
وكانت لجنة الحريات الفردية والمساواة، التي شكّلها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في وقت سابق وترأسها البرلمانية بشرى بالحاج حميدة، قدمت قبل أيام تقريرها النهائي إلى رئيس الجمهورية، ويتضمن عدداً من النقاط المثيرة للجدل أبرزها، المساواة التامة بين الرجال والنساء وبين جميع الأطفال بمن فيهم المولودون خارج إطار الزواج، وفضلاً عن إلغاء تجريم المثلية وإسقاط عقوبة الإعدام وتجريم التمييز ورفع القيود الدينية على الحقوق المدنية.
وأثارت تدوينة زيتون ردود فع متباينة في تونس، حيث دوّنت يمينة الزغلامي البرلمانية في حركة «النهضة» على صفحتها في «فيسبوك»: «صدر بلاغ عن المكتب التنفيذي للحركة يحدد موقفه من تقرير لجنة المساواة والحريات الفردية برئاسة الاستاذة بشرى بالحاج حميدة، أذكّر به اليوم بعد تمادي الحملة على رئيسة اللجنة إلى حد المساس بسلامتها الجسدية. شخصيا أنا ضد هذا وأدعو إلى الحوار ومجابهة الفكرة بالفكرة. من حق أي شخص رفض التقرير وارفض كذلك نعته بالجاهل والمتخلف وغير الحداثي. وأرفض كذلك المساس برئيسة لجنة المساواة وكل أعضائها».
وكان البلاغ المذكور اعتبر التقرير الصادر عن لجنة الحريات الفردية والمساواة «منطلقا لحوار مجتمعي مع تأكيد مواقف الحركة الثابتة في الدفاع عن الحريات العامة والخاصة والانتصار لحقوق المرأة والدفاع عن مكاسبها والعمل على ضمان المساواة في الحقوق والواجبات بين النساء والرجال على قاعدة المواطنة والإحتكام ‎لمواد الدستور وفصوله واحترام مقومات الهوية الوطنية لشعبنا».
ودوّنت الباحثة رجاء بن سلامة «لطفي زيتون يدافع عن حرية التعبير وعن التعددية ويعبّر عن مساندته لبشرى، وسبق له ان دافع عن الحريات الفردية والمساواة. من السياسيين اليساريين أو «التّقدّميّين» فعل هذا؟ أليس هؤلاء هم الذين يمارسون التّقيّة، ويخفون مواقفهم إلى ما بعد الانتخابات؟».
من جانب آخر، لجأ عدد من أنصار التيار الديني إلى مهاجمة زيتون، حيث دوّن الداعية بشير بن حسن «مساندة لطفي زيتون لمشروع بشرى وأخواتها ما تبريره: الشرع أم الذوق أم الأخلاق أم الإنسانية أم النفاق السياسي أم البراغماتية؟ أفتونا مأجورين!»، وتساءلت ناشطة تُدعى مريم «عن اي مشروع واي حق يحكي هذا (لطفي زيتون) . ربما يعتقد أنه مشروع تجاري! هذه مخالفة لشرع الله وضرب للهوية. حسبي الله ونعم الوكيل فيكم. ستفرج رغم انوفكم وتبقون للذل».
وكان الداعية عادل العلمي رئيس حزب «تونس الزيتونة» دعا إلى «رجم» أعضاء لجنة الحريات الفردية والمساواة حتى الموت «لتطهيرهم وتطهير البلاد من نجسهم تطهيرا»، وهو ما دعا عدداً من السياسيين والحقوقيين إلى المطالبة بمحاكمته.
فيما اعتبر مفتي تونس السابق حمدة سعيد أن كل ما ورد في تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة «مخالف مخالفة صريحة وصحيحة لنصوص الدين، لا فقط الظنية، بل قطعية الدلالة». وأضاف في ندوة صحافية في العاصمة «يعرفون الحقيقة ويتعامون عليها ومصرون على السير في ذلك الطرق لأهداف، الله أعلم ما هي».

مستشار الغنوشي يعبّر عن مساندته «المطلقة» للجنة رئاسية مكلّفة بالمساواة ودُعاة التيار الديني يهاجمونه
حركة «النهضة» تعتبر تقريرها منطلقاً لحوار مجتمعي حول الحريات العامة والانتصار لحقوق المرأة
حسن سلمان

نظام طهران غارق في المشكلات

Posted: 28 Jun 2018 02:24 PM PDT

الحماسة التي تسيطر على المحللين والمواطنين في إسرائيل إزاء المظاهرات الصاخبة التي جرت هذا الأسبوع في إيران تولد الانطباع وربما الأمل بأن النظام في إيران سينهار، وأنه قريباً جداً سيتم استبدال نظام آيات الله بديمقراطية غربية كاسحة، وأن الاتفاق النووي سيلغى وأن إيران ستخرج قواتها من سوريا وستوقع على اتفاق سلام مع «الشيطان الأصغر». ولكن حسب التعليقات في الشبكات الاجتماعية التي ما زالت تعمل في إيران يبدو أن الحلم الإسرائيلي ـ الأمريكي ما زال بعيداً عن التحقق.
المظاهرات هذا الاسبوع ليست الأكبر التي جرت في هذه السنة في إيران. فقد سبقتها مظاهرات قاسية وقاتلة في مدن كثيرة في كانون الثاني/يناير. في الاشهر الاخيرة كانت هناك اضرابات حيث اضرب العمال إضراب جلوس أمام المكاتب الحكومية، وهكذا ليس هناك ما يدعو لأن نرى في المشهد الاخير الذي فيه أغلق تجار البازار الكبير حوانيتهم والمتظاهرون صرخوا «الموت للطاغية» و«الموت لخامنئي وروحاني» (مثلما صرخوا قبل نصف سنة)، إشارة من السماء بأنه ليس فقط البازار بل إيران جميعها ستغلق.
ومثلما أن المظاهرات والاضرابات في إيران لم تولد في الاسبوع الاخير، فإن الأزمة الاقتصادية ايضاً هي وليدة تاريخ طويل من الرشاوى والادارة الفاشلة وصراع قوة سياسي وبالطبع عقوبات شديدة فرضت على إيران خلال أربعة عقود. البيانات الجافة محزنة ومهددة: سعر الدولار في هذا الاسبوع قفز إلى اكثر من 90 ألف ريال، بعد أن قفز من 40 ألفاً إلى 70 ألفاً وأضاف 10 آلاف ريال أخرى في يوم واحد.
نسبة البطالة الرسمية هي 12 في المئة، وتصدير النفط انخفض بنحو نصف مليون برميل في اليوم ويمكن أن ينخفض كلما تعمق تأثير العقوبات الأمريكية. الاتحاد الاوروبي الذي أجرى معه وزير الخارجية محمد ظريف محادثات مكثفة يكتفي في هذه الاثناء بالتصريحات ولا يفعل أي شيء من أجل تنفيذ تعهده بالالتزام بالاتفاق النووي. الدين الوطني آخذ في الزيادة. شركات أجنبية تسحب نشاطاتها من إيران، والقوة الشرائية للمواطنين تنخفض مع زيادة التضخم المالي.
ولكن إيران ليست دولة فقيرة. احتياطي العملة الخارجية لها يقدر بأكثر من 140 مليار دولار، صندوق التطوير القومي الذي يضخ اليه 5 في المئة من مداخيل النفط لديه عقارات بقيمة اكثر من 50 مليار دولار. اضافة إلى ذلك فإن الصين وروسيا تعهدتا بمواصلة حجم التجارة مع إيران، حيث أن بكين، مستوردة النفط الكبرى، ستزيد حجم مشترياتها، وحتى أنها ستستثمر في تطوير حقول نفط جديدة. أيضاً تركيا لن تطبق حتى الآن العقوبات التي فرضتها الادارة الأمريكية، ومخططات التخفيض في نفقات الدولة من شأنها أن تساعد أيضاً في الحفاظ على أنبوب الاوكسجين لإيران.
لكن الازمة الاقتصادية لا يمكن قياسها فقط حسب معطيات الاقتصاد الكلي. إيران غارقة في أزمة ثقة وأزمة إحباط. أزمة الثقة تنبع من أن الرئيس روحاني لم ينجح في تنفيذ معظم وعوده: ليس التي تتعلق بإيجاد أماكن عمل جديدة أو خطة الاصلاحات الاقتصادية أو وعوده لتحسين وضع حقوق المواطن في الدولة. وحتى قبل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي فقد ارتفع منحنى عدم الثقة عندما قررت الحكومة إلغاء جزء من الدعم الحكومي واستبعاد ملايين الاشخاص من أبناء الطبقات الفقيرة الذين كانوا يحصلون على مخصصات شهرية. عدم الثقة زاد أيضاً بسبب غرق النظام في الحروب في سوريا واليمن بدل تحويل الاموال لصالح المواطنين.
وتضاف إلى ذلك أزمة الاحباط، التي تنبع من أن الاتفاق النووي لم يحدث الثورة الاقتصادية التي تعهد بها. المواطنون الإيرانيون كانوا مستعدين لتلقي حقيقة أن الاصلاح الاقتصادي يحتاج إلى وقت بصبر، لكن على الاقل الافق الاقتصادي يبدو كقابل للتحقق وملموس اكثر مما كان دائما. إن افتتاح ممثليات لشركات أجنبية وشراء طائرات «بوينغ» و«إير باص» أعطت إشارات على فتح السماء وتطوير قطاع السياحة. الشراكة مع شركة السيارات «بيجو» و«ستروين» ـ منجم الثراء الذي تتمتع به وكالات السيارات، التخطيط لميناء جديد يربط إيران بالصين والهند، والرفوف المليئة بالبضائع المستوردة، ولد الشعور بأن الاتفاق النووي يعطي ثماره.
الاحباط الذي تسبب بالمظاهرات في كانون الثاني/يناير نبع أساساً من أن وتيرة التطوير والاصلاح الاقتصادي كانت بطيئة جداً وليست شاملة بما يكفي لاشباع جوع المواطنين ورجال الاعمال. ولكن قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي وتوقعات الكارثة قطعت المهرجان دفعة واحدة. النظام حظر استيراد أكثر من 1400 سلعة بذريعة أنه يوجد لها بديل في إيران، وتم الطلب من المواطنين عدم شراء الدولارات وخفض سفرهم إلى الخارج، وتم اعتقال صرافين بتهمة رفع سعر الدولار، أسعار السيارات ارتفعت بعشرات النسب المئوية. وذعر الحفاظ على قيمة الاموال دفع المواطنين إلى شراء المزيد من الدولارات والذهب، ومن استطاع عقارات، الامر الذي رفع أسعار الشقق.
التأثير الفوري للخوف على سعر الدولار هز أسس الخطة الاقتصادية للحكومة، والتوحيد بين سعر الدولار الرسمي وسعره في السوق السوداء وتثبيته بـ 42 ألف ريال للدولار. من أجل مواجهة الازمة استلت الحكومة اختراعاً مشكوكاً في نجاعته ويعارض السياسة الرسمية. والذي يقضي بأن يتم إنشاء سوق للعملة الصعبة موازية يكون فيها ثلاثة أسعار للدولار: الاول هو 40 ألف ريال تقريبا، والثاني 60 ألف ريال تقريبا والثالث السوق السوداء. وليس واضحا كيف ستعمل السوق الموازية وهل ستنجح في تهدئة الذعر للدولارات.
المتحدثون بلسان النظام في إيران يعزون الازمة لاسباب نفسية وليس لامراض اقتصادية حقيقية. الهدف الآن هو تهدئة سعر الريال. كجزء من هذه الجهود سيعلن الرئيس أيضاً عن تعديلات في أعضاء حكومته، كما يفعل ذلك ملك الاردن عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كل مرة تنشأ أزمة اقتصادية. ولكن خلافا للاردن ومصر فإن ادارة اقتصاد إيران لا توجد بصورة حصرية في أيدي الرئيس. فأمامه يعمل «مجلس اقتصاد المقاومة» الذي أقامه الزعيم الاعلى علي خامنئي من أجل مواجهة أضرار العقوبات الأمريكية. توزيع السلطات بين الحكومة والمجلس غامض، لكنه يضع خامنئي عميقا داخل الازمة. لذلك فإن كل ادعاء للجمهور ضد الوضع الاقتصادي هو أيضاً ضد خامنئي.
تكمن هنا أيضاً المعضلة الصعبة التي يغرق فيها خامنئي والتي تحتاج منه تحديد سلّم أولويات. تدخل إيران في سوريا واليمن هو في نظره ليس فقط موضوع أمن قومي لا يجب التنازل عنه، بل أيضاً موضوع مكانة، بالاساس على خلفية الصراع الشديد الذي يديره مع السعودية. هذه الحروب تنهب مليارات الدولارات من الميزانية الإيرانية، لكن قرار الانسحاب منها من شأنه وضع خامنئي في جبهة أمام حرس الثورة الإيراني الذي يسيطر على أكثر من نصف اقتصاد إيران. تهديد مشابه سيقف أمامه إذا قلص ميزانية حرس الثورة، الذي ارتفع بـ 44 في المئة في ميزانية هذه السنة مقابل السنة السابقة.
تقليص نفقات الحكومة سيخرج إلى سوق البطالة مئات آلاف الموظفين، والطموح إلى جباية 55 مليار دولار من الضرائب سيختفي. تقليص أعمق للدعم من شأنه أن يثير تمرداً عنيفاً. الرئيس روحاني يأمل أن الأزمة الحالية ستهز القيادة العليا وتدفعها للسماح له بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة. ولكنه لا يستطيع أن يكون على ثقة من أن خامنئي لن يقوم بإقالته من أجل أن يلقي عليه وعلى حكومته المسؤولية عن الازمة. تأكيد على ذلك يمكن إيجاده في تقارير عن جلسة مغلقة عقدت في الاسبوع الماضي في البرلمان بمشاركة ستة وزراء وأعضاء من البرلمان، الذين توسلت حفنة منهم للرئيس روحاني من أجل الاستقالة أو إقالة وزير الاقتصاد في حكومته ومستشاره للشؤون الاقتصادية.
في هذه الحالة من شأن جهات راديكالية أن تقدم بديلاً من صفوفها، وهناك من يتحدثون عن قاسم سليماني قائد قوة القدس في حرس الثورة كرئيس قادم. هكذا عندما يتحدثون في الغرب عن احتمال إسقاط النظام فإنهم في إيران يتحدثون عن تغيير القيادة، بالذات من أجل حماية النظام.

تسفي برئيل
هآرتس 28/6/2018

نظام طهران غارق في المشكلات
الأزمة الاقتصادية والحرب في سوريا واليمن تزيدان إحباط الإيرانيين من حكومة روحاني
صحف عبرية

ارتفاع عدد المستشفيات الخارجة عن الخدمة في درعا بعد قصف النظام وروسيا لها

Posted: 28 Jun 2018 02:23 PM PDT

درعا – جنيف – «القدس العربي» – الأناضول: أسفر القصف الجوي المكثف لطائرات نظام الأسد وروسيا إلى خروج خمسة مشاف في محافظة درعا عن الخدمة، ضمن الحملة العسكرية الشرسة لقوات النظام التي تستهدف محافظة درعا منذ أيام. ولفت ناشطون إلى أن القصف طال مستشفيات ومرافق حيوية جديدة في المنطقة، حيث أدى القصف العنيف على بلدة «صيدا» بريف درعا إلى إعلان إدارة المشفى بالبلدة تعليق العمل في المشفى بشكلٍ كامل «حتى إشعار آخر»، نتيجة المخاطر المحيطة بالمنطقة وبسبب القصف المكثف من قبل قوات النظام وحلفائه.
وحسب الائتلاف السوري المعارض فقد خرج المشفى الميداني في بلدة «المسيفرة» عن العمل جرّاء استهدافه من قبل طائرات حربية يرجح بأنها روسية، كما خرجت مشافٍ عدة بلدات عن الخدمة منها: الحراك وبصر الحرير والجيزة جرّاء القصف الذي طالها. كما خرج مركزا الدفاع المدني في كل من بلدة «المسيفرة» ومدينة «نوى» عن الخدمة أيضاً بسبب تعرضهما لغارات جوية مكثفة من قبل طائرات نظام الأسد.
ودعت هيئة التفاوض السورية، إلى عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن لبحث جرائم الحرب التي يرتكبها نظام الأسد وحلفائه في محافظة درعا، مطالبة بـ»وقف العمليات العسكرية بشكل فوري على اعتبارها خرقاً للقرارات الدولية.
وكانت قوات نظام الأسد قد بدأت بحملة عسكرية منذ أيام في ريفي درعا الشرقي والسويداء الغربي وسط قصف جوي ومدفعي وصاروخي مكثف، ما تسبب بمقتل وجرح عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى دمار واسع أدى إلى نزوح عشرات الآلاف في إحصائية أولية.
وأعلن جان إيغلاند، مستشار المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أن الهجمات التي شنها نظام الأسد وحلفاؤه على محافظة درعا (جنوب غرب)، «استهدفت منظمات صحية»، معتبراً أن ذلك يعدّ «جريمة حرب». جاء ذلك في تصريحات أدلى بها إيغلاند، خلال مؤتمر صحافي عقده الخميس، في مكتب الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية.
ورغم تحذيرات أمريكية، تشهد درعا، منذ أكثر من 10 أيام، هجومًا جويًا وبريًا مكثفًا من النظام وحلفائه، حيث تقدمت قوات النظام والمليشيات الشيعية الموالية لها بريف درعا الشرقي، وسيطرت على بلدتي «بصرى الحرير» و»ناحتة» بريف درعا الشرقي.
وقال إيغلاند إن الهجمات التي استهدفت درعا أدت إلى «إصابة 5 منظمات صحية»، مشيراً أن «الحرب الداخلية في سوريا أظهرت هذه المرة شدتها بالمحافظة» المذكورة. ودعا إيغلاند، روسيا والولايات المتحدة والأردن، البلدان التي لها تأثير في سوريا، إلى «بذل أقصى جهودها من أجل تأمين إيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة». وأشار أن الشريط الحدودي مع إسرائيل في الجولان المحتل، أغلق بشكل محكم جداً أمام المدنيين الفارين من المنطقة. وشدد على ضرورة فتح الدول المجاورة، بما فيها إسرائيل، لحدودها أمام المدنيين. وقال بهذا الخصوص: «برأيي، عليكم أن تسألوا الإسرائيليين فيما إن كانوا يريدون اتخاذ دور في توفير المأوى والحماية للمدنيين».
ولفت إلى أن المعلومات المتوفّرة تفيد بهروب 50 ألف شخص من المنطقة، فيما تتحدث مصادر محلية عن فرار 70 ألف. وقالت الأمم المتحدة، قبل يومين، إنّ نحو 750 ألف شخص في درعا، يعيشون تحت تهديد غارات النظام السوري، وأن 45 ألف نزحوا من المنطقة إلى أماكن أخرى. وتندرج محافظة درعا ضمن مناطق «خفض التوتر» التي توصلت إليها تركيا وإيران وروسيا، في مايو/ أيار 2017، في إطار مباحثات أستانة حول سوريا.
وفي السياق العدواني نفسه للنظام السوري أغارت قواته وحلفاؤها، على مدرسة في محافظة درعا جنوب غرب البلاد. والغارة وقعت الاربعاء، ولم تخلّف خسائر في الأرواح بسبب خلو المدرسة من الطلاب بسبب العطلة الصيفية.
ورغم التحذيرات الأمريكية، تشهد درعا هجومًا جويًا وبريًا مكثفًا من النظام وحلفائه، منذ أكثر من 10 أيام، حيث تقدمت قوات النظام والميليشيات الشيعية الموالية لها بريف درعا الشرقي وسيطرت على بلدتي بصر الحرير وناحتة بريف درعا الشرقي. وقالت الأمم المتحدة قبل يومين، إنّ نحو 750 ألف شخص في درعا، يعيشون تحت تهديد غارات النظام السوري، وأن 45 ألف نزحوا من المنطقة إلى أماكن أخرى.
يشار إلى أن محافظة درعا تندرج ضمن مناطق خفض التوتر التي توصلت إليها تركيا وإيران وروسيا في مايو/أيار 2017، في إطار مباحثات أستانة حول سوريا.

ارتفاع عدد المستشفيات الخارجة عن الخدمة في درعا بعد قصف النظام وروسيا لها
مستشار دي ميستورا: استهداف المؤسسات الصحية جريمة حرب

المعارضة التونسية تتحدث عن سيناريو جديد: تأجيل الانتخابات العامة في البلاد

Posted: 28 Jun 2018 02:23 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : عاد الجدل حول احتمال تأجيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المُقبلة في تونس، حيث نقل نائب معارض عن مصدر قال إنه مقرّب من الرئاسة، تأكيده وجود سيناريو لتأجيل الانتخابات حتى عام 2021، معتبراً أن هذا الأمر «انقلاب على الديمقراطية والنظام الجمهوري».
ودوّن عماد الدائمي النائب عن حزب «حراك تونس الإرادة» تحت عنوان «بالون اختبار لسيناريو بائس وخطير»:
«منذ أسابيع طويلة علمت من مصدر مقرب من الرئاسة أن السبسي طرح على محيطه الذي كان يضغط من أجل دفعه لاعلان الترشح لانتخابات 2019 لتجميع العائلة الندائية التجمعية، فكرة تأجيل الانتخابات لمدة سنتين رفعا للحرج وربحا للوقت. واعتبرت ذلك الطرح مجرد شهوة من السيد الرئيس الذي يفكر ويحلّل بمنطق الستينيات. ويحلم بتخليد اسمه، من دون دخول في التفاصيل. ولكن طرح هذا السيناريو اليوم بشكل متواتر من أكثر من جهة يؤكد أن العملية لم تعد مجرد شهوة سبسية وانما أصبحت خطة جاهزة يسعى واضعوها إلى تهيئة الرأي العام لها ورصد ردود الفعل بشأنها قبل الانطلاق في تنفيذها».
وأضاف: «ليكن في علم المخططين لهذا السيناريو الخبيث أنه لن يمر مطلقا وأنهم سيلعبون باستقرار البلاد ان غامروا به. وأنا كعضو مجلس نواب الشعب سأرفض وزملائي الديمقراطيون، رفضا مطلقا، التمديد لولاية البرلمان وولاية الرئيس بعد الاجال الدستورية والقانونية. وسنعتبر ذلك المسعى انقلابا على الديمقراطية والنظام الجمهوري».
وتزامنت تدوينة الدائمي مع أخبار نشرتها وسائل إعلام محلية وصفحات اجتماعية تحدثت عن احتمال اقتراح السبسي التمديد له وللبرلمان لعامين إضافيين مع تشكيل حكومة «إنقاذ وطني» في البلاد.
وكانت مجلة «جون أفريك» الفرنسية نقلت عن مصادر قال إنها مقرّبة من الرئيس الباجي قائد السبسي، تأكيدها أن الرئيس الحالي لا ينوي الترشح لفترة رئاسية جديدة، لكنه قد يفكر بتأجيل الانتخابات الرئاسية لسنتين إضافيتين بسبب «عدم» استقرار أوضاع البلاد ولاستكمال إنشاء المؤسسات الدستورية»، وهو ما نفته الرئاسة التونسية.

المعارضة التونسية تتحدث عن سيناريو جديد: تأجيل الانتخابات العامة في البلاد
قالت إن السبسي قد يقترح التمديد له وللبرلمان وتشكيل حكومة إنقاذ وطني

أمريكا ترفض أي استثناءات في سياسة «تخفيض الواردات النفطية من إيران إلى الصفر» وتشكك في التزام كوريا الشمالية باتفاق سنغافورة

Posted: 28 Jun 2018 02:22 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: كشف مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية ان الولايات المتحدة تدفع في اتجاه خفض الواردات النفطية من إيران لحلفاء وشركاء واشنطن إلى الصفر مؤكدا ان واشنطن غير مستعدة لتقديم استثناءات او اعفاءات في هذه السياسة التى تعتبر حاليا من أولويات الامن القومي الأمريكي.
واضاف المسؤول في إحاطة خاصة للصحافيين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في مقر وزارة الخارجية ان إيران مكان محفوف بالمخاطر للغاية للقيام بأعمال تجارية ومناخ استثماري فظيع ومكان غير مناسب، لكسب الأموال مشيرا إلى ان الشركات الاوروبية تحترم العقوبات الثانوية المفروضة على استيراد النفط من إيران.
وشدد المسؤول الذى كان يتحدث من مدينة اوروبية دون ان يفصح عن اسمه بسبب طبيعة الاحاطة الخلفية للنقاش ان حلفاء الولايات المتحدة يدركون قلق واشنطن وان الغالبية العظمى من الدول على استعداد لتنفيذ النهج الجديد.
وقال ان الولايات المتحدة تحاول كسب دعم للاستراتيجية الأمريكية بشأن إيران من الحلفاء في اسيا واوروبا مشيرا إلى ان فريقا من الخارجية ووزارة الخزانة ما زال يشرح الاتجاه الجديد للسياسة الأمريكية والعمل على عزل تيارات التمويل الإيراني وتسليط الضوء على السلوك الإيراني في جيع انحاء المنطقة.
واشار المسؤول ان الفريق الأمريكي يحاول التوجه إلى دول جديدة والوصول إلى شركاء جدد مع تقدم الاسابيع.
وردا على سؤال ما إذا كانت الصين قد اقتنعت بقطع كل واردات النفط من إيران، اجاب ممثل وزارة الخارجية الأمريكية، ان فريق الوزارة لم يذهب حتى الآن إلى الصين او الهند.
وفِي سياق قريب، قال خبراء أمريكيون في الشأن الكوري ان الصور الأخيرة التى التقطتها الأقمار الصناعية تبرهن على مخاوف الولايات المتحدة في ان زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون لا ينوى التخلي عن البرنامج النووي او نزع الاسلحة في أى وقت قريب وقالوا انه « لعب بترامب في سنغافورة ».
وقد أظهرت دراسة استخبارية جديدة ان صور الاقمار الصناعية التى تم التقاطها في الاسبوع الماضي تظهر ان كوريا الشمالية تقوم بتحسينات وتحديثات عديدة للبنية التحتية في منشأة أبحاث نووية.
وجاءت هذه الصور التى حصل عليها موقع استخباري يدعى«نورث 38»، متخصص في رصد تحركات كوريا الشمالية، بعد أسابيع فقط من توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جون أون اتفاقية دعت إلى اخلاء شبه الجزيرة الكورية من الاسلحة النووية.
وكشفت صور الاقمار الصناعية ان كوريا الشمالية تتقدم بسرعة في العديد من التعديلات على مركز يونغبيون للأبحاث العلمية النووية.
وتشمل التحسينات منزلا جديدا لمضخات مياه التبريد، ومباني جديدة متعددة، وانشاءات مكتملة على خزان مياه التبريد ومختبرا كيميائيا ناشطا.
وقال تقرير المنصة الاستخبارية المتخصصة انه من غير الواضح ما إذا كان المفاعل ما زال يعمل.
ولاحظت الوكالات الاستخبارية الأمريكية ان المسؤولين في كوريا الشمالية يواصلون عملهم كالمعتاد في المنشأت النووية إلى ان يأمر كيم بتغييرات رسمية في الإجراءات.
وتلزم الاتفاقية بين ترامب وكيم الولايات المتحدة بضمانات امنية مقابل شبه جزيرة كورية خالية من الأسلحة النووية، وقال النقاد ان الصفقة كانت غير محددة وقدمت الكثير لكوريا الشمالية دون الحصول على أى شئ.
وقال محللون أمريكيون ان الصور لا تظهر الصواريخ المضادة للقذائف التسيارية التى تحلق في سماء اليابان الا انها تظهر ان بيونغ يانغ بلا شك تواصل تحسين بنيتها التحتية النووية

أمريكا ترفض أي استثناءات في سياسة «تخفيض الواردات النفطية من إيران إلى الصفر» وتشكك في التزام كوريا الشمالية باتفاق سنغافورة

رائد صالحة

استشهاد فتى باستهداف مدفعي إسرائيلي جنوب غزة وهيئة «مسيرة العودة» تدعو لـلحشد في جمعة «من غزة للضفة»

Posted: 28 Jun 2018 02:22 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: واصلت قوات الاحتلال استهداف المشاركين في فعاليات «مسيرة  العودة» قرب المخيمات الخاصة بالمسيرة شرق قطاع غزة، واستهدفت بالقصف المدفعي مجموعة من الشبان، ما أدى الى استشهاد أحدهم وإصابة آخر بجروح، في الوقت الذي واصلت فيه الهيئة المشرفة على الفعالية، التحضير لانطلاق فعاليات اليوم «جمعة من غزة إلى الضفة».
وأعلنت مصاد طبية عن استشهاد عبد الفتاح مصطفى أبو عزوم (17 عاما)، متأثرا بجروحه الخطرة التي أصيب بها فجر أمس الخميس، خلال استهداف من قبل قوات الاحتلال.
وأُصيب فتيان جراء إطلاق قوات الاحتلال قذيفتين مدفعيتين باتجاههما شرق مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وقالت مصادر محلية، إن الفتيين أصيبا بجروح خطيرة، وتم نقلهما إلى مستشفى أبو يوسف النجار القريب.
وزعم متحدث عسكري احتلالي أن القصف استهدف مجموعة من الشبان حاولت التسلل إلى داخل الحدود، وأنه جرى العثور مكان استهداف المجموعة على قنابل مولوتوف.
وجاء القصف الإسرائيلي بعد مواجهات شديدة شهدتها تلك المنطقة الحدودية مساء أول من أمس الأربعاء، أسفرت عن إصابة عدد من الشبان بجروح بنيران القناصة الإسرائيلية.
وكانت إسرائيل قط صعدت خلال الساعات الـ 48 الماضية من هجماتها الجوية ضد قطاع غزة، واستهدفت مجموعات من المواطنين قرب الحدود الشرقية لمدينة غزة والشمال، وكذلك استهدفت عربات للمواطنين، بزعم قيام هؤلاء الشبان بإطلاق «البالونات الحارقة» تجاه أراضيها، مما يتسبب بحرائق.
وردت فصائل المقاومة الفلسطينية على الاستهداف الإسرائيلي الذي طال عربة قائد ميداني في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وسط قطاع غزة، بإطلاق رشقة صواريخ تجاه بلدات إسرائيل الحدودية، ضمن التوتر القائم.
يشار إلى أن أكثر من 140 شهيدا سقطوا منذ انطلاق فعاليات «مسيرة العودة» في 30 مارس/ آذار الماضي، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مصاب، إصابات العشرات منهم خطرة، وآخرين بترت أطرافهم.
ويوم أمس أطلق جنود الاحتلال النار على المزارعين شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، فيما قامت الزوارق الحربية بإطلاق نيران أسلحتها الرشاشة صوب مراكب الصيادين في عرض البحر، فحالوا دون اتمام المزارعين والصيادين لعملهم، خشية على حياتهم.
وواصلت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، عمليات التحشيد الجماهيري للمشاركة في فعاليات اليوم التي تنطلق في مخيمات العودة تحت شعار «من غزة إلى الضفة وحدة دم ومصير». وطافت سيارات تحمل مكبرات صوت شوارع قطاع غزة، تدعو المواطنين للمشاركة في هذه الفعالية، التي تبدأ عصر الجمعة وتستمر حتى غروب الشمس.
إلى ذلك فقد ذكرت تقارير إسرائيلية أن قيادة جيش الاحتلال أوصت المستوى السياسي، بتأجيل تنفيذ عملية عسكرية في قطاع غزة، لحين الانتهاء من «الجدار الإسمنتي» الذي يجري بناؤه حاليا على الحدود، لمنع «أنفاق المقاومة» من اختراق الحدود.
وحسب تقرير للقناة العاشرة الإسرائيلية، فإن الجيش أوصى بذلك، رغم التوتر الشديد على الحدود مع غزة. وذكر التقرير أن الجيش مقتنع بأن الحرب قادمة، في حال استمرت هجمات حركة حماس ضد الأهداف الإسرائيلية.
يشار إلى أن جيش الاحتلال شرع منذ عامين في إقامة هذا الجدار، المتوقع أن يستمر بناؤه على مدار أشهر قادمة، بمشاركة شركات وعمال قدموا من أوروبا ودول أخرى. وهذا الجدار يضرب في عمق الأرض عدة أمتار، لتدمير فتحات الأنفاق، كما يعلو الأرض بعدة أمتار، وهو مزود بأجهزة استشعار وكاميرات مراقبة.
وسبق أن جرى الكشف في إسرائيل عن مقترحات لتقديم مساعدات لقطاع غزة، على شكل مشاريع، للمساهمة في وقف تنامي الغضب الشعبي على الحدود، وفي ظل مساعي دولة الاحتلال لعدم الدخول في مواجهة عسكرية جديدة.

استشهاد فتى باستهداف مدفعي إسرائيلي جنوب غزة وهيئة «مسيرة العودة» تدعو لـلحشد في جمعة «من غزة للضفة»
تقارير إسرائيلية تنقل توصية الجيش للسياسيين بتجنب مواجهة مسلحة

موريتانيا: المعارضة توجه مذكرة حبلى بالانتقادات للمشاركين في قمة افريقيا

Posted: 28 Jun 2018 02:22 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: أكد المنتدى الوطني للمعارضة الموريتانية «أن موريتانيا توجد اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: فإما أن يتم البدء في تشاور وطني شامل مع تنظيم حوار وطني حول الشروط الكفيلة بتنظيم تناوب سلمي ديمقراطي ومسؤول خلال سنة 2019، وإما الغرق إذا تواصل تسيير البلد بأسلوب مماثل أو شبيه بمنهج التسيير المتبع منذ عشر سنوات والذي يسد اليوم منافذ أي فرصة للتناوب السلمي انطلاقا من صناديق الاقتراع».
جاء ذلك في مذكرة بعنوان « موريتانيا أمام منعطف حاسم»، وجهتها المعارضة الموريتانية أمس لزعماء القارة الإفريقية المتوقع وصولهم بعد غد الأحد إلى نواكشوط للمشاركة في القمة الإحدى والثلاثين للاتحاد الإفريقي.
وأكدت المعارضة في المذكرة التي اطلعت عليها «القدس العربي»، والتي شملت انتقادات شديدة لأداء نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز «أن مأمورية الرئيس الحالي ستنتهي خلال أقل من سنة من الآن، وبذلك تصبح موريتانيا أمام خيارين، فإما أن يتواصل تسيير البلد بأسلوب مماثل أو شبيه بمنهج التسيير المتبع منذ عشر سنوات، وطبقاً لهذا الخيار سيتم سد منافذ أي فرصة للتناوب السلمي انطلاقا من صناديق الاقتراع، وفي هذه الحالة لا يستبعد أن تؤدي المخاوف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن هذا الأسلوب من التسيير إلى إضعاف البلد داخليا، وتأجيج النزاعات الطائفية الضيقة في مجتمع ما زال يئن تحت آلام الحرمان والهشاشة والظلم، ونظراً للسياق الإقليمي في منطقتنا، فمن المؤكد أن هذه الأوضاع الهشة سيتم استغلالها من قبل الشبكات الإجرامية المرتبطة بتهريب المخدرات ، ومن قبل المجموعات الإرهابية المرابطة عند الحدود، بل وحتى في داخل البلد».
«وإما، تضيف المعارضة، أن يتم البدء في تشاور وطني شامل مع تنظيم حوار وطني حول الشروط الكفيلة بتنظيم تناوب سلمي ديمقراطي ومسؤول خلال سنة 2019، وطبقا لهذا الخيار يتطلب الأمر تهدئة الساحة كشرط أولي لحل الأزمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد منذ انقلاب 2008، وفي هذه الحالة سيمكن الحوار الفكري الناضج من تحديد الرؤية العامة وملامح أسلوب الحكامة الكفيل بتمكين البلاد من تجاوز تأخرها الملاحظ في جميع الميادين».
واقترحت في مذكرتها لقادة إفريقيا جملة إجراءات أكدت أنها كفيلة بضمان مشاركة الجميع، وبتجاوز الأزمة وضمان عدم استفحالها، منها «إيجاد إدارة انتخابية ذات مصداقية ومحايدة حيادا حقيقيا لتنظيم سير العمليات الانتخابية من الناحية التقنية، ومن هذه الإجراءات ضمان حياد جهاز الدولة على جميع المستويات كالإدارة الترابية، والموظفين، والجيش، مع ضمان توفير رقابة دولية شاملة وذات مصداقية بالنسبة للانتخابات الرئاسية المقررة سنة 2019».
وحول طبيعة السلطة حاليا في موريتانيا، أكدت المعارضة «أن النظام الحالي الحاكم في موريتانيا والمنبثق عن انقلاب 3 أغسطس/آب 2008 العسكري الذي أدانه الاتحاد الإفريقي فور وقوعه، يتميز بتركيز السلطات كلها بين يدي السلطة التنفيذية، وبذلك أفرغ مؤسسات الدولة من دلالاتها وحولها إلى مسميات لا معنى لها».
«وهكذا، تضيف المذكرة، أصبح البرلمان مجرد غرفة تسجيل، بينما وقعت المنظومة القضائية التي هي حجر الزاوية في دولة القانون، ضحية لهذا الانحراف الاستبدادي».
وانتقدت تنظيم استفتاء الخامس من أغسطس/آب 2017 حول التعديلات الدستورية فأكدت «أن موريتانيا لم تشهد اقتراعا بهذا المستوى من السوء لما اشتمل عليه من تزوير وخروقات بينها الزج بالإدارة الترابية في الحملات بشكل غير مسبوق، والضغط السافر على موظفي الدولة لإرغامهم على الدخول في حملة النظام للتصويت بنعم، واستخدام المال العام لتمويل الحملة الداعية للتصويت بنعم، والعودة بالبلاد إلى عهود ملء صناديق الاقتراع».
«وفي هذا السياق الذي يطبعه تناقص مجال الحريات العمومية، تضيف المعارضة، تتعرض وسائل الإعلام التي تعتبر من دعامات الديمقراطية إلى تقليص ممنهج ومتواصل، فقد أرغمت قنوات التلفزيون الخصوصية على توقيف نشاطها تحت تأثير المضايقات المقصودة والمتعددة الأوجه، ليخلو الميدان للوسائل السمعية البصرية المملوكة للدولة، وبذلك خلا الجو لهذه الأجهزة التي أصبحت حكرا على الحكام لتواصل عزفها المنفرد الممل، مسبحة بحمد الحكام، وموغلة في عبادة الفرد، بدون التفكير في توفير أي مساحة لتعدد الآراء».
وتوقفت المعارضة في مذكرتها أمام الحكامة الاقتصادية المتبعة في موريتانيا، حيث انتقدت أداء النظام في هذا المجال، مؤكدة «أن موريتانيا استفادت خلال هذه العشرية من وضعية جد ملائمة، إثر الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار الحديد والذهب والنحاس، وبذلك ازدادت المداخيل العمومية وقيمة الصادرات بأكثر من الضعف، لكن بالموازاة مع هذه الموارد الاستثنائية واصلت الحكومة الاقتراض لدى المانحين الأجانب، لا سيما الصناديق العربية، بحيث أغرقت البلد بالديون حيث بلغت الديون في مجملها نسبة 100 % من الناتج الداخلي الخام)».»
«وبدلا من تسجيل نسبة نمو من رقمين، كما يتناسب مع حجم الموارد المعبأة، تضيف المذكرة، ظل متوسط معدل النمو للفترة 2009-2016 يراوح حوالي 3.5%، أي بنسبة أخفض من متوسط معدل النمو بالنسبة للفترة 2000-2008 الذي كان معدل النمو فيها يصل إلى 4.2% مع أن الموارد المتوفرة آنذاك لم تكن تبلغ نصف الموارد التي توفرت خلال الفترة 2009- 2016».
وقالت المعارضة: «وبدلا من تحسين مستوى معيشة المواطنين وضمان انتعاش الاقتصاد الوطني، نلاحظ أن مستوى الفقر قد تفاقم، وأن القوة الشرائية قد انهارت، وأن القطاع الخاص الوطني قد تم تحطيمه، وأن المستثمرين الأجانب قد لاذوا بالفرار، كما تم تحطيم بنية المنظومة المصرفية، وفقـدت العملة المحلية (الأوقية) نسبة 53% من قيمتها في الفـترة ما بين 2009 و2017».
وأرجعت المذكرة أسباب فشل السياسة الاقتصادية للنظام في جملة أسباب بينها «سوء تسيير الموارد المعدنية والبحرية (الارتجال والرشوة)، والزبونية المتفشية في الصفقات العمومية (أسلوب التراضي وغياب الشفافية كليا، والمحاباة إلى درجة الاقتصار في منح الصفقات على البطانة المقربة)».
وعرضت لمكانة موريتانيا ضمن التصنيفات الدولية لجودة الحاكمية، فأكدت «أن موريتانيا، رغم أوراقها التي كان يمكن أن تكون رابحة، توجد في آخر قوائم التصنيفات الدولية بالنسبة لمؤشرات جودة الحكامة، فقد صنفت في التقرير السنوي الأخير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي باعتبار «مؤشر التنافسية العالمية» في الرتبة 133 من أصل 137 دولة تم تقييم مؤشراتها».
ويجمع المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة الذي أسس سنة 2014، كافة أطياف المعارضة الموريتانية، حيث يتوحد في إطاره ما يناهز العشرين من أحزاب المعارضة، ومنظمات المجتمع المدني والمركزيات النقابية الأساسية في البلد، والشخصيات المستقلة.
ويعمل لتحقيق ثلاثة أهداف أولها وضع البلد على سكة التحول الديمقراطي الحقيقي بواسطة النضال السلمي من أجل توفير الظروف المناسبة للتناوب الديمقراطي عبر تنظيم انتخابات شفافة وذات مصداقية، والثاني ترقية نموذج أصلح من الحكامة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، والثالث الاعتناء الحقيقي بتسوية القضايا المجتمعية الكبرى التي كانت السبب في الأزمات المتكررة التي تهدد وحدة البلاد واستقرارها.

موريتانيا: المعارضة توجه مذكرة حبلى بالانتقادات للمشاركين في قمة افريقيا
أكدت أن البلاد أمام منعطف حاسم إما التشاور الوطني وإما الغرق

الأمير وليم يزور الأقصى بترتيبات فلسطينية وحائط البراق برفقة حاخامات إسرائيليين

Posted: 28 Jun 2018 02:21 PM PDT

رام الله ـ«القدس العربي»: وسط إجراءات أمنية مشددة زار دوق كمبريدج الأمير، وليم نجل ولي العهد البريطاني، المسجد الأقصى، ضمن ترتيبات زياته للأراضي الفلسطينية، قبل أن ينتقل إلى ترتيبات الزيارة في الجانب الإسرائيلي، واضعا على رأسه القبعة الصغيرة «الكيباه» الخاصة بالمتدينين اليهود خلال زيارة لحائط البراق برفقة حاخامات.
وزيارة الأمير البريطاني، التي أسعدت الفلسطينيين، للمسجد الأقصى كانت ضمن ترتيبات زيارته لـ «المناطق الفلسطينية»، خاصة وأنه أعلن قبل وصوله أن زيارته لمناطق القدس الشرقية، ستكون في إطار الجولة في المناطق التي احتلت عام 1967، وهو أمر لم يرق كثيرا للإسرائيليين.
وتجول دوق كامبريدج، داخل المسجد الأقصى برفقة مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين، ومدير الأوقاف الإسلامية عزام الخطيب، وعدد من رجال الدين ، بعد أن دخل المسجد برفقة حراسة أمنية إسرائيلية مشددة، كونها السلطة القائمة بالاحتلال.
وترافقت زيارة الأمير وليم، التي استمع فيها لشروح عن المسجد الأقصى، مع عملية اقتحام للمستوطنين المتطرفين، التي تتم طوال أيام الأسبوع عدا الجمعة والسبت، في فترة الصباح، ويحاول خلالها المستوطنون أداء «طقوس تلمودية».
ودخل الأمير البريطاني مدينة القدس، بعد اتخاذ الأمن الإسرائيلي إجراءات أمنية مشددة، شملت إغلاق بعض الطرق ووضع حواجز حديدية في أخرى.
وسبق ذلك أن قام الأمير وليم بزيارة كنيسة «مريم» في منطقة جبل الزيتون، حيث قبر جدته الكبرى الأميرة «أليس» التي دفنت في القدس المحتلة، ووضع أكليلا من الورود على قبرها.
ولم تقتصر زيارة الأمير البريطاني للقدس على هذين المكانين، فقد انتقل إلى منطقة «حائظ البراق» التي جعلتها إسرائيل مرتعا لصلوات المستوطنين المتطرفين، بعد احتلالها للمدينة المقدسة. وهناك قام دوق كمبريدج بارتداء القبعة الخاصة باليهود وقت الصلوات قرب «حائط البراق»، المعروفة باسم «الكيباه»، وأدى بمفرده صلاة خاصة، بعد أن قاده للمكان اثنان من الحاخامات الإسرائيليين، بعد وضعه قصاصة ورق بين شقوق السور، كتب فيها أمانيه، وهو تقليد يقوم به اليهود.
وزار بعد ذلك كنيسة القيامة التي يعتقد كثير من المسيحيين أن المسيح صُلب ودُفن فيها.
ولوحظ وجود اهتمام إعلامي كبير من خلال كم المراسلين الذين رافقوا الأمير البريطاني، في أول زيارة له للمنطقة، خلال تنقله ما بين رام الله وتل أبيب.
وكان الأمير وليم زار أول من أمس الأربعاء مدينة رام الله، والتقى هناك بالرئيس محمود عباس، قبل أن ينتقل في جولة شملت عدة مناطق، تعرف خلالها على تفاصيل حياة الفلسطينيين، الذين يعانون حياة اللجوء والاحتلال. وتجول الأمير وليم في مخيم الجلزون، الذي يحتضن آلاف اللاجئين الذين هجرتهم العصابات الصهيونية عام 1948 من مدنهم وقراهم،  واطلع على الخدمات التي تقدمها وكالة «الأونروا»، والتقى طلبة من المخيم، كما شاهد في رام الله عرضا للفلكلور الفلسطيني «الدبكة»، وزار معرضا للتراث الفلسطيني، وتناول طعاما فلسطينيا حيث أبدى اعجابه بأكلة «الفلافل الشعبية»، كما تناول خبر القمح الفلسطيني.
يشار إلى أن يوم أمس كان آخر أيام زيارة الأمير وليم للمنطقة.
وذكرت تقارير صحافية، أن دوق  كامبريدج وضع نفسه في «موقف محرج» خلال اجتماعه مع الرئيس الفلسطيني، وذلك على الرغم من تقديم زيارته إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل على أنها لا تحمل أي طابع سياسي، وذلك عندما وصف الأراضي الفلسطينية بأنها «بلد». وقال الأمير البريطاني للرئيس عباس «أشكركم على الترحيب بي، ويسرني جدا أن بلدينا يعملان معا بشكل وثيق وأنهما حققا نجاحات في الماضي في مجال التعليم والإغاثة».
وهذا المصطلح بقدر ما أغضب الإسرائيليين، بقدر ما أسعد الفلسطينيين، الذين تمكنوا في عام 2012 من الحصول على اعتراف من الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وكان الأمير وليم قد قال في كلمة له خلال احتفالية نظمتها القنصلية البريطانية في القدس للفلسطينيين، إنهم لم يذهبوا» طي النسيان»، وإن زيارته إلى الضفة الغربية كانت «مفعمة بالمشاعر».

الأمير وليم يزور الأقصى بترتيبات فلسطينية وحائط البراق برفقة حاخامات إسرائيليين
في ختام جولة هي الأولى له إلى المنطقة وصف فيها الأراضي الفلسطينية بـ «البلد»

البنتاغون : تكثيف الضربات الجوية ضد حركة طالبان لإجبارها على المصالحة

Posted: 28 Jun 2018 02:21 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: قال الجنرال لانس ر. بانش , نائب قائد بعثة حلف شمال الاطلسي، ان القوة الجوية للتحالف توسعت في استهداف قوات طالبان في افغانستان، بما في ذلك بنيتها التحتية ومصادر تمويلها. واكد البريغاديرجنرال بانش، وهو أيضا نائب قائد القوة الجوية التاسعة وفرع المهام في افغانستان، خلال مؤتمر صحافي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من مقر عملية الدعم الحازم، ان الغرض الأساسي من الحملة الجوية هو الضغط على طالبان للوصول إلى المصالحة ومساعدتها على ادراك ام محادثات السلام هي أفضل خيار لها
وأشار إلى أن سلاح الجو الافغاني قد شارك في تنفيذ 19 ضربة ضد اهداف تجلب عائدات لطالبان من خلال الطائرات الهجومية ايه ـ 29 سوبركما، شارك سلاح الجو في تدمير مواقع اسلحة ومخازن متفجرات ومقرات قيادية ومناطق تدريب. وقال ان العمليات الجوية، حسب كل التقديرات، قد منعت طالبان من الحصول على 45 مليون دولار من الايرادات كما ان غارات الوحدة الوطنية الافغانية بالتعاون مع ادارة مكافحة المخدرات الأمريكية قد ضبطت او دمرت ما قيمته 11 مليون دولار من المخدرات غير المشروعة في البلاد.
وقد سمحت الصلاحيات الجديدة التى أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في استراتيجية جنوب آسيا بتعزيز الضغط الدبلوماسي والاجتماعي والعسكري على حركة طالبان , حسبما قال الجنرال بانش، كما تم تدعيم القوات الجوية الأفغانية بقدرات جديدة من بينها القدرة على إسقاط قنابل موجهة بالليزر.

البنتاغون : تكثيف الضربات الجوية ضد حركة طالبان لإجبارها على المصالحة

 عباس كامل يؤدي اليمين الدستورية رئيساً للمخابرات العامة

Posted: 28 Jun 2018 02:20 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أدى اللواء عباس كامل، اليمين الدستورية، أمس الخميس، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيساً لجهاز المخابرات العامة.
وجاء التعيين الرسمي كرئيس لجهاز المخابرات، بعد أشهر من توليه المسؤولية في يناير/ كانون الثاني الماضي كقائم بأعمال رئيس الجهاز بعد تغييرات واسعة أجراها السيسي في الجهاز شملت إقالة رئيس الجهاز السابق اللواء خالد فوزي، وعددا من الوكلاء.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن «السيسي شهد أيضا أداء ناصر فهمي اليمين نائباً لرئيس المخابرات العامة، قبل ان يعقد اجتماعاً مع رئيس الجهاز ونائبه الجديدين، حيث وجه بمواصلة العمل باجتهادٍ وتفانٍ لحماية مصر وأمنها القومي من المخاطر التي تحيق بها، مشيدًا بالجهود الدؤوبة التي يبذلها رجال المخابرات العامة، في ضوء التحديات التي تواجه مصر في المرحلة الحالية والتطورات المختلفة التي تشهدها المنطقة وانعكاساتها على الأمن القومي المصري».
وكان كامل يشغل منصب مدير مكتب الرئيس المصري، وظهر اسمه للمرة الأولى في تسريب التسجيل الصوتي لحوار رئيس تحرير صحيفة «المصري اليوم»، مع الرئيس المصري الذي كان حينها وزيراً للدفاع، إذ وجّه له سؤالاً بشأن عدد ضحايا فض اعتصام رابعة العدوية، فأجاب «اسألوا عباس».
وتوالت بعد ذلك التسريبات التي أظهرت حجم ونفوذ كامل، الذي كان مدير مكتب السيسي حين كان الأخير مديراً للاستخبارات الحربية، ولم يترك الأخير رجله الأقرب حين تم تعيينه وزيراً للدفاع، فاصطحبه أيضاً إلى المقر الجديد في الأمانة العامة لوزارة الدفاع في العباسية، ومع استعداده للانتقال إلى قصر الاتحادية، لتولي مهام رئيس الجمهورية بعد انتخابات الرئاسة التي أُجريت منتصف عام 2014، كان أول قراراته إعادة تشكيل مؤسسة الرئاسة، التي كانت أبرز خطواتها تولي كامل منصب مدير مكتب الرئيس.
وظهر كامل عدة مرات خلف السيسي أثناء حلفه اليمين الدستورية رئيسًا للبلاد، وجلس بجوار الرئيس المنتخب في طائرته التي أقلته إلى مبنى المحكمة الدستورية في المعادي، فضلا عن وجوده في مقر المحكمة الدستورية وقصر الاتحادية والقبة أثناء حفل التنصيب.
كما كان كامل رفيقًا للسيسي في معظم زياراته الخارجية، فكان عضوا في الوفد الذي قدم العزاء في الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، كما صاحب الرئيس المصري في زيارته للأردن، كانون الأول/ ديسمبر 2014، والكويت كانون الثاني/ يناير 2015.
واستمعت محكمة جنايات القاهرة إلى شهادته في قضية «التخابر مع قطر»، بصفته رئيس لجنة فحص الأحراز في القضية المتهم فيها الرئيس الأسبق محمد مرسي، و10 من قيادات جماعة الإخوان، بتهمة تسريب وثائق الأمن الوطني لقطر.
ويمثل كامل الرقم الأصعب في معادلة الحكم في مصر، للدرجة التي دفعت البعض لوصفه بأنه «الحاكم الفعلي في البلاد»، وفي الوقت الذي تحوّل فيه منصب رئيس ديوان رئيس الجمهورية، الذي يتولاه في الوقت الراهن اللواء أركان حرب، مصطفى شريف، إلى منصب شرفي داخل مؤسسة الرئاسة، بات منصب مدير مكتب الرئيس هو الأهم والأبرز، خصوصاً بعدما تحول كامل إلى ظل للسيسي يتبعه أينما يتحرك، ويجلس إلى جواره في كافة طاولات المشاورات واللقاءات الرسمية في مصر والعواصم العالمية.

 عباس كامل يؤدي اليمين الدستورية رئيساً للمخابرات العامة
الرجل القوي في نظام السيسي يواصل صعوده

370 سورياً غادروا عرسال إلى القلمون من أصل 3000 نازح سوري سجّلوا أسماءهم

Posted: 28 Jun 2018 02:20 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : بعد التوتر الذي ساد بين وزارة الخارجية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين على خلفية اتهام المفوضية بإخافة نازحي عرسال من العودة الى ديارهم، تمت امس بنجاح عودة الدفعة الاولى التي تضم 370 نازحاً من أصل 3000 سجّلوا اسماءهم، ضمن اتفاق أشرف عليه ونفذه الامن العام اللبناني، بمواكبة أمنية من الجيش، على أن تبدأ عودة الدفعات المتبقية الاسبوع المقبل على أبعد تقدير.
وتباينت المعلومات حول مدى التنسيق مع مفوضية شؤون اللاجئين، وفي حين ذكرت أنباء صحافية أن ممثلي المفوضية العليا غابوا عن العملية في عرسال ،فإن الصليب الاحمر واكب عملية المغادرة بناء على طلب المفوضية، ووضع في نقطة التجمع في وادي حميد في عرسال سيارتي إسعاف وسيارة دفع رباعي مع 14 مسعفاً وإدارياً وعيادة نقالة مع طاقم من 6 أشخاص. ومنذ بدء العملية حتى إنتهائها نقلت فرق الإسعاف إلى العيادة النقالة ما يقارب 40 حالة صحية تنوعت بين أطفال ومسنين ونساء حوامل حيث قدمت لهم العناية الصحية اللازمة وأعادتهم إلى نقطة التجمع، كما كانت مراكز الصليب الأحمر اللبناني في المناطق المجاورة على جهوزية تامة من أجل تلبية أي طارئ.
وضمن هذه الاجواء، ووفقاً لما أعلنه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، حمل نازحون سوريون أمس أمتعتهم وتوجهوا بسياراتهم وبالحافلات الى معبر الزمراني السوري الذي توزعوا منه على قراهم في بلدات القلمون.وتمت العملية بإشراف أمني من الجيش، ومواكبة من الصليب الاحمر، وتولى الفريق اللوجستي التابع للامن العام الذي استحدث نقطة في وادي حميد، عملية التدقيق في الاوراق الثبوتية وتسجيل أسماء المغادرين. وأكد رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري أن «عودة السوريين اليوم إلى بلادهم طوعيّة وليست قسريّة».
وبعدما تردد أن النظام السوري لم يوافق سوى على عودة 500 نازح من أصل 3200 تسجلوا، أشارت المعلومات الى أن لا فيتو من قِبل الجانب السوري على اسم اي نازح على أن تكون عودتهم على دفعات». وكان لافتاً أن عدداً من النازحين اعترضوا على «عدم تمكنهم من تسجيل أسمائهم»، وطالبوا الدولة اللبنانية بـــ«السماح بعودتهم من دون تسجيل». وأشاروا الى أنهم سينفذون اعتصاماً داخل عرسال للمطالبة بتثبيت حــقهم في العودة، خصوصاً أهالي القصير.

370 سورياً غادروا عرسال إلى القلمون من أصل 3000 نازح سوري سجّلوا أسماءهم

سعد الياس

لبنان: الحريري يستأنف مشاورات تأليف الحكومة مع عون في ظل أجواء من التهدئة

Posted: 28 Jun 2018 02:19 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : بعد 24 ساعة على الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري برئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، توجّه الرئيس المكلف إلى قصر بعبدا وسط رصد داخلي لمفاعيل اللقاء الثنائي على عملية تأليف الحكومة بعد أجواء التبريد التي برزت على رئاسة الجمهورية وحزب القوات اللبنانية الذي أوفد رئيسه سمير جعجع الوزير ملحم الرياشي ليؤكد على مفاعيل تفاهم معراب ودعم القوات للعهد.
ولفتت أوساط " تيار المستقبل " الى حرص الرئيسين عون والحريري على إنجاح مساعي لمّ الشمل الوطني والحكومي والذي يُشكل رافعة رئاسية قادرة على تذليل أي عقبات تعترض طريق التشكيل لما فيه مصلحة لبنان وأبنائه، مبديةً تفاؤلها بقرب إيجاد صيغة جامعة للتشكيلة العتيدة تمهّد الطريق أمام ولادة الحكومة المُرتقبة في أقرب وقت ممكن.
وبعد اللقاء، أوضح الرئيس الحريري تعليقاً على اللغط حول الصلاحيات الرئاسية «ان ​الدستور​ واضح جداً لناحية تشكيل الحكومة، واول حامي للدستور هو رئيس الجمهورية وصلاحيات رئيس الحكومة معروفة، وانا والرئيس عون متفاهمان على كل كبيرة وصغيرة».
ولفت الى ان «هناك بعض الأمور التي هي في حاجة الى عمل على نار هادئة من اجل تشكيل الحكومة وهذا ما يحدث، والاكيد اننا سنصل الى حل وانا متفائل في هذا المجال، ونحن انتهينا من الانتخابات ويجب تشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن، وهناك بعض الامور التي لم نستطع حلها الا اننا قريبون من الحل، والجميع يتعاون في هذا الشأن».
وتمنى الحريري «على الجميع الابتعاد عن الخلافات الاعلامية التي لن تقدم شيئاً لتشكيل الحكومة»، وأعتبر انه «كلما كان هناك وفاق في البلد كان ذلك أفضل للبلد، ونحن قمنا بتسوية سياسية مع الرئيس عون وهي قائمة من اجل مصلحة البلد».وعن تمثيل المعارضة السنية المؤلفة من 10 نواب سأل الحريري « هل بلال عبدالله ونجيب ميقاتي وفؤاد مخزومي من المعارضة السنية ؟ وهل اسامة سعد الذي لم يشارك في الاجتماع هو من المعارضة السنية ؟». وعما يُحكى عن حكومة من 24 وزيراً قال « مازلنا على حكومة من 30 وزيراً «.
وكان البعض حاول تسويق حكومة من 24 وزيراً بدلاً من 30 لحلحلة العقد الحكومية. وهذه الصيغة تقلّص حصص بعض الطوائف الى الشكل الآتي : مسلمون 12 بينهم 5 سنّة بدلاً من 6 وخمسة شيعة بدلاً من 6 ودروز 2 بدلاً من 2 .وهكذا يُطرح حل للعقدة الدرزية بتوزير إثنين لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وإستبعاد تمثيل الامير طلال ارسلان الذي قد يتمثّل بوزير مسيحي أورثوذكسي من حصة رئيس الجمهورية .كما تتقلّص حصة حزب الله الوزارية من 3 الى 2 ويتم استبعاد تمثيل سنّة 8 آذار بحيث تكون حصة الحريري 4 وزراء سنّة مقابل وزير سني يختاره رئيس الجمهورية ويُعطى الحريري مكانه وزير مسيحي.
اما التمثيل المسيحي فيكون على الشكل الآتي : 5 موارنة بدلاً من 6 ، 3 روم أورثوذكس بدلاً من 4، 2 كاثوليك بدلاً من 3 و2 أرمن.وتكون حصة رئيس الجمهورية 3 وزراء بينهم ماروني وأورثوذكسي وسني ، وحصة التيار الوطني الحر 4 وزراء وحصة القوات اللبنانية 4 وتيار المردة وزير واحد ورئيس الـحكومة وزير واحد.

لبنان: الحريري يستأنف مشاورات تأليف الحكومة مع عون في ظل أجواء من التهدئة

القيادة الفلسطينية وفتح تدعوان لـ «التصدي» لـ «صفقة القرن» و«الإفتاء» تحذر من التعاطي العربي والإسلامي معها

Posted: 28 Jun 2018 02:19 PM PDT

غزة – رام الله – «القدس العربي»: واصلت المستويات القيادية والمؤسسات الفلسطينية، تحذيراتها من التعاطي العربي أو المحلي مع المخططات الأمريكية الرامية لتمرير «صفقة القرن»، وطالب مجلس الإفتاء الأعلى، الأمتين العربية والإسلامية، بعدم التعاطي مع هذه الصفقة، فيما أكدت وزارة الخارجية أنها توفر لليمين الإسرائيلي تمرير مخططات التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية. واعتبر مجلس الإفتاء عقب اجتماع له برئاسة المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، محمد حسين، أن «بيع الأراضي للأعداء من الولاء للكفار المحاربين، الذي يخرج من الملة، ويعتبر فاعله خائناً لله ورسوله ودينه ووطنه»، وأنه يتوجب على المسلمين مقاطعته.
وشدد على وجوب حق العرب والمسلمين والفلسطينيين بالقدس ومقدساتها، وقال «إن هذا الحق لن يسقط بفعل الظالمين وبطشهم»، مستنكرا محاولات تصفية منظمة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، كونها «الشاهد القديم الجديد على جرائم الاحتلال في فلسطين، والداعم للاجئين والمشردين الفلسطينيين على مدى الزمن». وأشار إلى أن هذه الأفعال تهدف إلى «تصفية قضية اللاجئين، وشطب ملف العودة إلى الأبد، وتحويلها إلى مجرد إعانات إنسانية لا تمت إلى القضية الفلسطينية بصلة». ودعا في ذات الوقت الداعمين للامتناع عن مجاراة الإدارة الأمريكية «وإعانتها في هذا الظلم»، وتقديم مزيد من الدعم إلى اللاجئين الفلسطينيين، والدفع قدماً نحو عودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها، معززين مكرمين.
وكان الدكتور صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، قد رد على المخطط الأمريكي الإسرائيلي الرامي لتمرير الصفقة من خلال «الحل الانساني» والابتعاد عن الحل السياسي وفصل الضفة عن قطاع غزة، بأنه راجع لاستمرار الانقسام، مؤكدا أن الوقت آن لإنهاء الانقسام، وتحقيق شراكة سياسية «من أجل إسقاط خطة تصفية القضية الفلسطينية». وأكد أن أي فلسطيني يتساوق مع أفكار مقايضة الحقوق الإنسانية والمالية بالحقوق الوطنية «مصيره الفشل». وقال «الثغرة التي تنفذ منها الادارتان الأمريكية والاسرائيلية في الحديث عن الحل الإنساني لقطاع غزة هي المراهنة على استمرار الانقلاب».
ودعت حركة فتح الفلسطينيين في كل أماكن وجودهم، وكل أحرار العالم المؤمنين بالحق والعدل لـ «التصدي لصفقة القرن الأمريكية الاسرائيلية»، التي أعادت التأكيد على أنها تستهدف حقوق الشعب الثابتة وتصفية القضية الفلسطينية لصالح الاحتلال الاسرائيلي. وأكد المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي، أن «الحياد مع الوطن خيانة»، مضيفا «الصمت على ما يجري تخاذل، وأضعف الإيمان رفع الصوت عاليا والتعبير بكل الوسائل عن الرفض القاطع للتعاطي والتعامل مع تلك الافكار المشبوهة، التي تشكل في حقيقتها وصفة مباشرة لتكريس الانقسام وتجميل الاحتلال، تحت غطاء إنساني».
وطالب أصحاب الرأي والكتاب والصحافيين والمثقفين والفنانين والنقابات المهنية والجامعات والمؤسسات المختلفة، بـ «التعبير عن رفضهم للمؤامرة». وانتقد صمت الكثير من الأصوات على الصفقة، في ظل انتقادها للسلطة من حين لآخر، وقال متسائلا «لماذا لا نسمع صوتهم ضد الاحتلال وممارساته، أم أن تمويلهم مشروط بانتقاد السلطة الوطنية فقط». ودعا القواسمي الجميع الى إظهار «أكبر قدر من المسؤولية الوطنية، والانخراط مع الصوت الهادر فلتسقط صفقة القرن».
إلى ذلك أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية ان «الضجيج» الذي تفتعله الإدارة الأمريكية ومبعوثاها الى المنطقة تحت شعار «صفقة قرن»، يوفر «أفضل الفرص» لليمين الحاكم في اسرائيل للإسراع والتمادي في تنفيذ مخططاته وبرامجه الاستعمارية التوسعية لابتلاع المزيد من الأرض الفلسطينية المحتلة وتهويدها، وإغلاق الباب نهائيا أمام أية جهود لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين.
وأشارت في بيان صحافي ان ذلك يتضح ميدانيا وبشكل جلي من عمليات تعميق «غير مسبوقة للاستيطان»، وتشبيك المستوطنات والبؤر الاستيطانية بعضها ببعض وربطها بـ «العمق الاسرائيلي»، بما يؤدي الى محو الخط الأخضر. وأكدت أن هذه المخططات الخطيرة التي يجري تنفيذها في مناطق جنوب القدس المحتلة من توسيع لمستوطنة «هار جيلو» وربطها مع مستوطنة «جيلو»، سيؤدي الى الاستيلاء على مساحات شاسعة من أراضي بلدة الولجة ويعزلها عن محيطها الفلسطيني، إضافة الى الاستيلاء على الأحواض المائية الموجودة في المنطقة.
وأدانت الوزارة بأشد العبارات عمليات سرقة الأرض الفلسطينية المحتلة وتهويدها، وحملت الإدارة الأمريكية المسؤولية كاملة عن «الانفلات الإسرائيلي» من أي قانون أو شرعية دولية، وعن الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية التي ترتكبها سلطات الاحتلال على مرأى ومسمع من العالم. وأشارت إلى أن ما تمارسه إسرائيل على الأرض «يؤكد صوابية الموقف الفلسطيني الرافض لما تسمى صفقة القرن، باعتبارها مجرد تغليف واجترار أمريكي لمخططات وبرامج يمينية إسرائيلية عدت مسبقا».

القيادة الفلسطينية وفتح تدعوان لـ «التصدي» لـ «صفقة القرن» و«الإفتاء» تحذر من التعاطي العربي والإسلامي معها

قوات الاحتلال تعتقل 20 فلسطينيا من الضفة بينهم امرأة وتدخل في مواجهات مع الشبان

Posted: 28 Jun 2018 02:18 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي العديد من المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، ودارت مواجهات عدة مع الفلسطينيين، خلال الاقتحامات التي تخللها اعتقال عدد من الشبان، بينهم فتيان وامرأة وأسرى محررون، في الوقت الذي صادرت فيه قوات الاحتلال أموالا من منزل إحدى عوائل الشهداء.
واعتقلت قوات الاحتلال ستة فلسطينيين بينهم أسيران محرران وفتيان من محافظة نابلس، بعد عملية اقتحام للمدينة فجرا، تخللها مداهمة عدد من المنازل وتفتيشها، وطالت العملية قريتي مادما وبورين جنوب المدينة.
جاء ذلك في وقت خطّ فيه مستوطنون متطرفون «شعارات عنصرية» باللغة العبرية على جدران بركس زراعي، وأعطبوا إطارات سيارتين، في قرية عوريف جنوب نابلس. وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، إن مستوطني «يتسهار» تسللوا فجرا إلى القرية، وأعطبوا إطارات سيارتين، وخطوا شعارات عنصرية تهدد بالقتل والموت للعرب.

اعتقال الشبان

واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان من مدينة طوباس شمال شرق الضفة، بعد أن داهمت منازل ذويهم وفتشتها. واعتقلت شاباً من بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله، بعد مداهمة منزله في البلدة، حيث اندلعت مواجهات بين عدد من الشبان وجنود الاحتلال الذين أطلقوا وابلا من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. كما اعتقلت ثلاثة شبان من بيت لحم، كذلك أصيب شاب بعيار معدني مغلف بالمطاط في مواجهات في بلدة الخضر جنوب بيت لحم. وقالت مصادر محلية أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة وسط إجراءات أمنية، وتمركزت في منطقة البوابة حيث اندلعت هناك مواجهات، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة شاب بعيار معدني مغلف بالمطاط، نقل إلى أحد مستشفيات بيت لحم لتلقي العلاج، وقام جنود الاحتلال خلال العملية بمداهمة وتفتيش عدد من المنازل. وتخلل العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة، أيضا اعتقال أربعة مواطنين من بلدة حلحول شمال الخليل، وتفتيش منازل في مدينة الخليل جنوب الضفة.
وشملت حملة الاعتقالات سيدة من مدينة الخليل خلال توجهها للقدس عبر حاجز عسكري في مدينة بيت لحم، وتم نقلها الى معتقل عوفر، دون معرفة السبب في ذلك. وبلغ عدد المعتقلين حسب نادي الأسير الفلسطيني، ليل الأربعاء وفجر أمس الخميس، 20 فلسطينيا.

مداهمات الاحتلال

وداهمت قوات الاحتلال كذلك خربة أم الجمال في منطقة الأغوار الشمالية، وفتشت خيام المواطنين، دون أن تبرر السبب الذي دفعها إلى ذلك، وكثيرا ما تقوم قوات الاحتلال بطرد سكان تلك المناطق من أماكن سكناهم في الخيام لعدة أيام، بغرض إقامة تدريبات عسكرية.
واندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، في بلدة حزما شمال مدينة القدس المحتلة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه الشبان الذين رشقوها بالحجارة أثناء اقتحامها.
وأعلن جيش الاحتلال مصادرة أموال من عائلة شهيد فلسطيني، تلقتها من حركة حماس، كان قد نفذ قبل عشر سنوات هجوما أودى بحياة ثمانية إسرائيليين، وجاء في بيان للأمن الإسرائيلي، أن النشاط الأمني الذي جرى بمصادرة الأموال «يأتي في إطار سعي أجهزة الأمن بما فيها الشرطة لمنع وإحباط الأعمال الإرهابية، واعتقال الضالعين فيها الذين يمدون للإرهابيين يد العون». وذكر ان قوات الأمن صادرت العام الماضي مبالغ مالية كبيرة، إضافة إلى سيارات ومجوهرات من 7 عائلات، تلقت هذه الأموال كمساعدات من المنظمات الفلسطينية.
وفي السياق، دعت القوى الوطنية والاسلامية في محافظة رام الله والبيرة، للمشاركة الواسعة في التظاهرة والفعالية التي تنظمها بالتزامن مع فعاليات العودة في قطاع غزة اليوم الجمعة، لأمام حاجز «بيت إيل» العسكري عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة.
وأكدت في بيان لها أن الفعالية تأتي رفضا لمحاولات الادارة الأمريكية ترويج وفرض «صفقة القرن»، التي تهدف لتصفية القضية الوطنية والقفز عن الحقوق الوطنية. وأشارت إلى أن الفعاليات الرافضة للسياسة الأمريكية ستتواصل في كافة المناطق، وأنه جرى التنسيق مع اللجنة القيادية لمسيرات العودة في قطاع غزة لتنظيم المسيرة «تأكيدا على وحدة الأراضي الفلسطينية الجغرافية والسياسية بما فيها الضفة والقدس وقطاع غزة»، ورفضا للمخططات الأمريكية، التي تحاول تسويق أزمة غزة على أنها «إنسانية»، مؤكدة أن الأزمة سببها الحصار الإسرائيلي.
وأكدت القوى في بيانها أن هذه الممارسات والإجراءات «تفتح الصراع مجددا على خيارات خطيرة ستجر المنطقة لمربع العنف من جديد وان أمريكا والاحتلال يتحملان كامل المسؤولية عن كل التداعيات المقبلة».

قوات الاحتلال تعتقل 20 فلسطينيا من الضفة بينهم امرأة وتدخل في مواجهات مع الشبان
الفصائل دعت لتظاهرة عند حاجز في رام الله تجاوبا مع مسيرة غزة

تأييد حكم بعشر سنوات سجنا ضد ناشط مصري

Posted: 28 Jun 2018 02:17 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أيدت محكمة النقض المصرية، أمس الخميس، الحكم المشدد بالحبس 10 سنوات على رامي السيد، عضو حركة شباب 6 إبريل، في القضية المعروفة إعلاميا بقضية «العزاء».
وكانت الشرطة اعتقلت السيد من أمام سنترال حدائق القبة في القاهرة يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 ، نظرا لأنه كان يواجه حكما غيابيا بالسجن المؤبد هو وآخرون.
وتعود وقائع القضية ليوم 1 سبتمبر/ أيلول 2014 حين توجه السيد وبعض أصدقائه لإحياء الذكرى السنوية لوفاة صديقهم أحمد المصري عضو حركة شباب 6 إبريل في منزله في منطقة بولاق الدكرور التابعة لمحافظة الجيزة، ليتم إلقاء القبض عليهم بتهم التظاهر والتجمهر وحيازة سلاح واقتيادهم إلى قسم بولاق.
والمصري كان توفي في سبتمبر/ أيلول2013 نتيجة طلق ناري في الاشتباكات التي وقعت في ميدان مصطفى محمود عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، أثناء توجهه لمقر عمله.
وقد تم القبض على تسعة شبان آخرين في ذلك اليوم، وهم، خالد أحمد اسماعيل، محمد أشرف، كريم شلبي طه، أحمد طه السيد خطاب، أحمد علي عبد الحميد، حسن حسام الدين سعد، محمد كمال، عبد المجيد سيد عبد المجيد، وإمام فؤاد.
وجرى حبس العشرة أربعة أيام وأخلي سبيلهم بعد فترة، واستمر تأجيل القضية لما يقرب من عام، حتى فوجئ الجميع في يوم 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 بانعقاد جلسة برئاسة المستشار ناجي شحاتة التي حكم فيها غيابيا على العشرة بأحكام قاسية.
وقد تقدمت هيئة الدفاع عن السيد بطلب إعادة إجراءات محاكمته بعد القبض عليه في أكتوبر/ تشرين الأول 2015. وقررت الدائرة 5 إرهاب جنايات جنوب الجيزة برئاسة المستشار ناجي شحاتة الحكم على السيد بالسجن المشدد 10 سنوات في 8 أكتوبر 2016.
وتقدم محاموا السيد في سبتمبر/ أيلول 2016 بنقض الحكم أمام محكمة النقض التي أيدت الحكم، وبذلك يصبح السيد ملزما بتنفيذ الحكم بالحبس المشدد عشرة سنوات بشكل نهائي.
يذكر أنه في سبتمبر/ أيلول الماضي، صدر عفو رئاسي عن بعض المسجونين منهم اثنان من زملاء السيد في القضية نفسها وهما أحمد طه السيد خطاب وعبد المجيد سيد عبد المجيد، ولكن العفو لم يشمل رامي على الرغم من ذلك.
وقالت المفوضية المصرية للحقوق والحريات في بيان أمس، إن وقائع تلك القضية ظالمة ومجحفة في الوقت نفسه.
وأوضحت أن القضية مبنية بالأساس على مجموعة من الأصدقاء حضروا واجب عزاء صديقهم، ليجدوا أنفسهم مهددين بالسجن بدون سبب.

تأييد حكم بعشر سنوات سجنا ضد ناشط مصري
حضر جنازة زميله فاتهم بالتجمهر وحيازة السلاح
تامر هنداوي

وزير الشؤون الدينية الجزائري يحذر الأئمة من الخوض في موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة

Posted: 28 Jun 2018 02:17 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد عيسى إنه يتعين على الأئمة عدم الخوض في السياسة، محذراً إياهم من إقحام أنفسهم ومنابرهم في موضوع الانتخابات الرئاسية التي ستجرى ربيع العام المقبل، والتي بدأت طبولها تقرع من الآن.
وأضاف في تصريحات صحافية أمس الخميس أن الأئمة يجب أن يتركوا توجهاتهم السياسية عند باب المسجد، وعدم الخوض في السياسة فوق المنابر، حتى لا يؤثروا في الناس، خاصة وأن الانتخابات الرئاسية المقبلة على الأبواب.
وأشار إلى أن للإمام رسالة نبيلة ولا يجب أن يخلط بينها وبين آرائه السياسية، مشيراً إلى أن وزارته ستحرص على بقاء الأئمة والمنابر في منأى عن التجاذبات السياسية، خاصة وأن السنة المقبلة ستكون سنة انتخابات رئاسية.
وأوضح في المقابل أن هناك نية لتعديل قانون الأئمة، من أجل إعادة النظر في الكثير من الأمور، وتوفير الحماية للإمام أثناء أداء رسالته النبيلة، خاصة بعد حوادث الاعتداء على أئمة هناك وهناك وهم داخل دور العبادة.
وفي المقابل نفى الوزير ما تضمنه تقرير وزارة الخارجية الأمريكية بشأن تضييق السلطات الجزائرية على ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين، مشدداً على أن هذه الاتهامات غير صحيحة، وأن الجزائر تحرص على حرية المعتقد، وأن الأمر مكرسدستورا.
وعلى جانب آخر أثنى الوزير على الدور الذي لعبه الأئمة الجزائريون الذين تم إيفادهم إلى فرنسا وإلى دور أوروبية أخرى، مشدداً على أن صدى تلك البعثات من الدول التي طلبت حضورهم كان إيجابيا.
وأوضح أنه رغم الجدل الذي صاحب إرسال بعثة من الأئمة إلى فرنسا، إلا أن وجود هؤلاء هناك كان مهما للغابة، مؤكداً أن الأمن الفرنسي استعان بهم للتحاور مع بعض المتشددين الفرنسيين الذين عادوا من دول تعرف توترات ونشاطا إرهابيا، وأن السلطات الفرنسية أثنت على الدور المهم الذي قام به الأئمة الجزائريون.
جدير بالذكر أن موضوع تسييس المنبر أو المسجد هو حديث ذو سجون، فالسلطات التي كانت قد تخلت عن المنابر خلال بداية التعددية السياسية فوجئت أن الإسلاميين استغلوا المنابر سياسيا، ووظفوها في حربهم ضد السلطة، وأعادت خلال سنوات الإرهاب إحكام قبضتها على المساجد، لكن وبالرغم من كل وزراء الشؤون الدينية السابقين والوزير الحالي أيضا يلحون على ضرورة ابتعاد المسجد عن السياسة، إلا أن السلطة نفسها لا تتحرج من توظيف المسجد سياسيا ولخدمة مصالحها كلما رأت الحاجة إلى ذلك.

وزير الشؤون الدينية الجزائري يحذر الأئمة من الخوض في موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة

وزارة صحة غزة تحذر من نفاد عقار خاص بعلاج أطفال سرطان الدم

Posted: 28 Jun 2018 02:17 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة، من نفاد عقار «الميركابتوبيورين»، الأمر الذي ينذر بكارثة  صحية على حياة الأطفال من مرضى «سرطان الدم». وأوضح الدكتور طلحة بعلوشة مدير صيدلية الدم والأورام في مستشفى الرنتيسي للأطفال، أن نفاد هذا العقار»ينذر بكارثة  صحية على حياة الأطفال من مرضى سرطان الدم»، لافتا إلى أن العشرات منهم باتوا في طريقهم للشفاء من هذا المرض، بعد قطعهم «شوطا كبيرا» في العلاج. وأكد أن نفاد العلاج، سيعرضهم لـ «خطر محدق وحدوث انتكاسات في صحتهم»، وكذلك إلى فشل كل البروتوكول العلاجي الذي استمر على مدار عامين.
وبين أن هذا العقار هو «علاج كيميائي» يُعطى بصورة أقراص،  منوها الى أن العشرات من مرضى سرطان الدم من الأطفال يتلقون هذا العلاج على مدار مرحلة علاجية تمتد لـ 18 شهر. وأكد على مدى أهمية هذه المرحلة في منع حدوث الانتكاسات وعودة المرض، منوها الى أن حدوث انقطاعات مطولة للعلاج في هذه الفترة، سيؤثر بعلاقة مباشرة في زيادة احتمال حدوث الانتكاسة . وناشد المسؤولين من ذوي العلاقة الوقوف أمام هذه «الأزمة الكارثية» وإنقاذ هؤلاء المرضى الأطفال لـ «إبعاد شبح الانتكاسات عن الأطفال المرضى»، مشيرا الى أن ثمن العلاج في القطاع الخاص يصل الى أربعة أضعاف ثمنه الحقيقي.
يشار إلى أن قطاع غزة المحاصر من قبل الاحتلال منذ 12 عاما، يعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبية، وكثيرا ما تناشد الجهات المسؤولة لتوفير عقاقير طبية نفدت بشكل كامل من مخازن الصحة، خاصة بعد الكم الكبير في أعداد المصابين الذين سقطوا خلال فعاليات «مسيرة العودة»، وهو ما تطلب تقديم مستلزمات طبية وأدوية بكميات كبيرة لعلاجهم.

وزارة صحة غزة تحذر من نفاد عقار خاص بعلاج أطفال سرطان الدم

أكاديمية الأوسكار تدخل عصرا جديدا بوقف احتكار البيض لها ورقم قياسي للمخرجين العرب

Posted: 28 Jun 2018 02:16 PM PDT

لوس أنجليس – «القدس العربي» : مع إعلان أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة في الولايات المتحدة عن دعوة رقم قياسي قدره 928 عضوا جديدا من 59 دولة للانضمام اليها، 49 ٪ منهم من النساء و38 ٪ من الملونين، ومن ضمنهم أيضا رقم قياسي من العرب هم 11 عضوا تكون الأكاديمية قد دخلت عصرا جديا من الانفتاح بعد طول انتظار وترقب.
هذه الأكاديمية التي تأسست عام 1927 في هوليوود وهي منظمة فخرية تضم ما يقارب 9 آلاف محترف في صناعة الأفلام في 19 فرعا مهنية كالتمثيل والاخراج والتصوير. وتختص في تطوير علوم وفنون السينما ومن أهم فعالياتها توزيع جوائز الأوسكار السنوية.
كانت الأكاديمية عادة تدعو بين مئة الى مئتي عضو جديد كل عام معظمهم من الرجال البيض، الذين وصلت نسبتهم 92 ٪ عام الفين واربعة عشر، عندما بدأت الأكاديمية تواجه انتقادات لغياب السود من ترشيحات الأوسكار وصلت ذروتها عام 2016 في حملة «الأوسكار بيضاء جدا»، مما دفعها لتنفيذ اصلاحات، منها دعوة عدد أكبر من النساء والملونين من أجل مضاعفة نسبتهم مع حلول عام الفين وعشرين. ومنذ ذلك الحين ارتفعت نسبة الملونيين من 8 الى 16 في المئة ونسبة النساء من 25 الى 31 في المئة.

أعضاء الأكاديمية العرب

السينمائيون العرب هم أيضا من المستفيدين من اصلاحات الأكاديمية. فبعد غياب دام أكثر من قرن، ارتفع عددهم الى ما يقارب ثلاثين عضوا في فروع الأكاديمية المختلفة.
من أجل الحصول على دعوة من الأكاديمية، على العضو الجديد أن يكون رُشح لجائزة الأوسكار أو حظيَ بتزكية من عضو حالي. هذا العام هناك اثنان من المدعوين العرب رُشحا للأوسكار وهما: المخرج اللبناني زياد دويري، الذي رُشح فلمه «الإهانة» في ُفئة أفضل فيلم بلغة أجنبية والمخرج الوثائقي السوري فراس فياض، الذي رُشح فيلمه «آخر الرجال في حلب» في فئة أفضل فيلم وثائقي طويل. وينضم معه في فرع الوثائقي المخرج المصري محمد صيام، المعروف بفيلميه الوثائقيين «أمل» و«بلد مين».
كما تمت دعوة المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، التي مثل فيلمها «لما شفتك» فلسطين في منافسة الأوسكار عام 2002 وفيلمها «واجب» عام 2018. والمخرجة اللبنانية ندين لبكي التي مثل فيلمها «كاراميل» لبنان في منافسة الأوسكار عام 2007 و»هلا لوين» عام 2011. وفازت مؤخرا بجائزة حكام مهرجان كان السينمائي عن فيلمها «كفر ناحوم».
وينضم لفرع التمثيل أربعة من العرب هما ممثلتان عربيتان وهن: الجزائزية صوفيا بوتيلا، التي تعتبر أول نجمه عربية في هوليوود لمشاركتها في أفلام ضخمة مثل «ستارك تريك بيوند» و»ذي مامي» و»الشقراء الذرية وفاهرانهايد451».
والفلسطينية هيام عباس، التي قامت ببطولة العديد من الأفلام العربية الفنية والفرنسية والأمريكية. كما شاركت في عدة أفلام هوليوودية ومنها فيلم ستيفن سبيلبيرغ «ميونيخ» وفيلم ريدلي سكوت «خروج: آلهة وملوك».
والممثلان من أصول عربية هما: الفرنسي المغربي سعيد تاغماوي، الذي بدأ سيرته المهنية عام 1995 بفيلم «كراهية»، الذي حقق له ترشيحا لجائزة السيزار الفرنسية. وشارك لأول مرة في فيلم هوليوودي وهو «ثلاثة ملوك». وما زال يؤدي أدورا في أفلام فرنسية وعربية وهوليوودية.
والفرنسي الجزائري طاهر رحيم، الذي حقق الشهرة بعد ترشيح فيلمه «نبي» لأوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 2009، وتلاه باداء بطولة أفلام أهم المخرجين العالميين، ولكنه لم يصل هوليوود حتى العام الماضي عندما شارك في فيلم ماري ماغدالين والمسلسل التلفزيوني «البروج المشيدة».
وينضم لفرع المنتجين، المنتج الفرنسي- التونسي سعيد بن سعيد، الذي أنتج ما يقارب ثلاثين فيلما لمخرجين من عدة جنسيات ودول، من أبرزهم فيلم رومان بولانسكي «كارنيج» وفيلم بريان ديبالما «باشين» وفيلم ديفيد كرونينبرغ «خريطة الى النجوم» وفيلم بول فيرهوفين «ايل»، الذي فاز بجائزة الغولدن غلوب لأفضل فيلم بلغة أجنبية وأفضل ممثلة العام الماضي.
التغييرات التي نفذتها الأكاديمية أثرت بشكل ملحوظ على نتائج ترشيحات الأوسكار. ففي العامين الأخيرين رُشح عدد من النساء والملونين ومن ضمنهم العرب وأفلامهم لجوائز أوسكار مهمة مثل الاخراج والتمثيل والانتاج.
هذه الترشيحات سوف تساهم في انخراط الأقليات في صناعة الأفلام المهنية، التي ما زال الرجال البيض يهيمنون عليها، لأن تحقيق ترشيح للأوسكار أو الفوز به يعزز من شأن الفنان في هوليوود ويفتح له أبواب العمل في أهم مشاريعها ويرفع من أجره.

7AKH

أكاديمية الأوسكار تدخل عصرا جديدا بوقف احتكار البيض لها ورقم قياسي للمخرجين العرب

حسام عاصي

لماذا نحب المجرمين ؟

Posted: 28 Jun 2018 02:16 PM PDT

لماذا حقا يتحول بعض المجرمين إلى أبطال في التاريخ الشعبي. في طفولتي وصباي ما أكثر ما استمعت إلى مسلسلات إذاعية عن أدهم الشرقاوي وعن ياسين وبهية ثم رأيت أفلاما عنهم أيضا تمجدهم. كان ياسين مصدر رعب لأهالي جنوب الصعيد ولايستطيع البوليس أن يصل إليه حتى جاء الضابط محمد صالح حرب عائدا من مهمة عسكرية في وادي حلفا جنوب أسوان عام 1905 وأطلقت عليه ومن معه النيران من إحدى المغارات ففكر على الفور إنه ياسين وكان تفكيره صائبا واستطاع قتله. محمد صالح حرب سيصبح فيما بعد من أهم المناضلين ضد الاستعمار البريطاني ومن أهم من دعوا وأقاموا الجمعيات التعاونية لكن سيرة أدهم هي التي تغنى بها الشعراء. تقول الأغنية لشعبية:
يا بهية وخبريني يا بوي ع اللي قتل ياسين
قتلوه السودانية يا بوي من فوق ظهر الهجين
والحقيقة إنهم لم يكونوا السودانية بقدر ماكانوا حرس الحدود وكان أغلبهم من أصول سودانية. الأغاني الشعبية ثم السينما والمسلسلات جعلت من ياسين بطلا شعبيا استقر في وعي الناس فوجدنا غير الأغاني الشعبية أفلاما مثل «بهية» للبنى عبد العزيز ورشدي أباظة والسيناريو والحوار كان ليوسف السباعي الذي كان عسكريا ولابد يعرف حكاية ياسين لكن الأثر الشعبي كان أقوى من كل أديب أو كاتب حتى أن نجيب سرور كتب مسرحية رائعة عن ياسين وبهية. وطبعا لم يتأخر التلفزيون عن عمل ملسلسل عنهما. الأمر لا يختلف مع أدهم الشرقاوي الذي جاء من الشمال هذه المرة. البعض يقول من محافظة الشرقية والبعض من محافظة البحيرة. والصواب هو محافظة البحيرة. كان معروفا كمجرم ارتكب أول جريمة قتل وهو في التاسعة عشرة من عمره وسجن بسببها وفي السجن ارتكب جرائم أخرى منها القتل ثم هرب من السجن مع الفوضى التي حدثت أثناء ثورة 1919 وهنا تحولت أفعاله إلى بطولات وكانت في معظمها سرقة وقتل لكنه في نظر الناس العاديين ليس كذلك بل ضد السلطة والإنجليز. عن أدهم كانت الملحمة الشعبية وفيلم سينمائي بطولة عبد الله غيث ومسلسلان في التليفزيون الأول منهما عام 1983 بطولة عزت العلايلي.
رأت الإسكندرية أكبر عدد من المجرمين المشاهير في القرن الماضي أولهما ريا وسكينة في العشرينيات ثم سفاح كرموز سعد إسكندر في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات، ثم محمود أمين سليمان أو السفاح كما أطلقت عليه جريدة «الأخبار». وكذلك من فتواتها المجرمين الذين أصبحوا حالة شعبية حميدو الفارس الذي مات في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي. طبعا لا أحد ينسي فيلم «حميدو» لفريد شوقي. بل صار اسم حميدو علامة على البطولة دائما. لاحظ أنهم كلهم غرباء عن الإسكندرية وفدوا إليها من الصعيد باستثناء حميدو الفارس إبن حي بحري الذي يقال عنه أنه أحرق قسم المنشية على من فيه من رجال البوليس، وأنه كان يمكن أن يثقب طرابيزة المقهى الرخامية بإصبعه وهو جالس. ليس هو وحده الذي نسجت حوله الأساطير بل حول الكثيرين من فتوات المدينة. لكن حميدو الفارس كان أكثرهم وظل اسمه «حميدو» اسما شعبيا اتسعت مساحته وصار اسما للفخر بين الناس . حميدو تعني البطل الذي لا يهزم. هكذا تداولتها حتى الأفلام. كيف إذن صار المجرمون أبطالا؟ هذا هو السؤال. لم أجد إجابة كافية لكن ماشاع عن الجميع أنهم دوخوا السلطات وهكذا فعلوا ما لا يفعله الآخرون. فمصر الدولة المركزية على طول التاريخ رسّخت في اعتقاد الناس أنه لايفلت منها أويقدر عليها أحد. «الحكومة عرجاء لكن تصيب الغزال» ومن ثم صار هؤلاء أبطالا لأنهم خرجوا من هذا الشرط . لكنهم كانوا مجرمين ارتكبوا الجرائم في حق غيرهم من الناس. ليس هذا مهما. المهم كيف غابوا عن أعين البوليس لوقت طويل وكيف لم يستسلموا بسهولة حين أراد القبض عليهم. وبعضهم كان أيام الاستعمار البريطاني ومن ثم ازدادت بطولتهم كأنها كانت في مواجهة الإستعمار وليس في مواجهة السلطات المصرية. كما أن الإشاعات التي شاعت عن بعضهم أعطتهم هذه القيمة. وخاصة إشاعات مهاجمة الأغنياء وسرقتهم. حتى ريا وسكينة مدمنتا القتل كان من أجل الحصول على الذهب الذي لايتوفر لمثلهما من الشعب. ولقد وضعتني الظروف لأرى يوما منزل سفاح كرموز على شاطئ ترعة المحمودية وأنا طفل. كان بعد جسر من الناحية الشمالية قريبا من باب شركة الغزل والنسيج باب صغير مغلق دائما أشار أبي لي وأنا طفل أمشي معه أن هذا باب منزل سفاح كرموز. لم يقل أكثرمن ذلك وظللت دائما أفكر في هذا السفاح وماذا كان يفعل وكيف كان يسكن في مكان ظاهر هكذا. ثم كبرت قليلا وصرت في الثانية عشرة من عمري وسمعت حكاية سفاح محطة مصر. محمود أمين سليمان الذي استوحى من حكايته نجيب محفوظ رواية اللص والكلاب. أذكر جيدا كيف كانت صحيفة «الأخبار» تنشر كل يوم عنه أخبارا ملفقة. يوما حاول قتل الموسيقار عبد الوهاب ويوما طلب من عبد الناصر السفر إلى العراق ليقتل عبد الكريم قاسم حاكم العراق. وهكذا حتى انتقم له الله من الصحيفة يوم أن نشرت خبر مقتله بعنوان «مصرع السفاح» وتحته عنوان آخر «عبد الناصر في باكستان». فقرأها الجميع مصرع السفاح عبد الناصر في باكستان . صودرت الصحيفة وأممت فيما بعد وظهرت القضايا ضد علي ومصطفي أمين. لم أعرف منزل محمود أمين سليمان لكني عرفت مكتب المحامي الذي قيل إنه كان وراء خيانة زوجته في أول شارع سيزوستريس من ناحية محطة مصر تحته مطعم سمك كنا نأكل فيه وأمامه بالليل زمان طبعا. كنا نذهب إليه في طريق عودتنا المسائية من السينما. أما منزل ريا وسكينة فكان دائما في طريقي في شارع السبع بنات جوار قسم اللبان الذي هدم فيما بعد في الثمانينيات وهدم البيت الذي ظل خاليا بعد القبض عليهما كل هذه السنين. كنت أندهش من بيت كهذا في منطقة تعج بالحركة والسهر وخلف قسم البوليس تقتل فيه كل هذه الضحايا. أما حميدو الفارس فلم أعرف له بيتا لا في المنشية ولا في رأس التين. ربما لأني لم أكن من سكان المنطقة ولا من المارين عليها دائما. لكنه كثيرا ما يقفز إلى ذهني كلما ذهبت إلى هناك أو سمعت اسم حميدو فابتسم.
لقد عشت أعجب من الدولة تستطيع أن تشوه السياسيين من معارضيها لكنها لا تستطيع أن تشوه المجرمين فالشعب يجد فيهم يأسا أو نكاية في الحكام ربما أبطاله المفقودين!

٭ كاتب مصري

لماذا نحب المجرمين ؟

إبراهيم عبد المجيد

العراق: صراع الصلاحيات والاختصاصات

Posted: 28 Jun 2018 02:14 PM PDT

ربما هي المرة الأولى التي يظهر فيها الصراع على الصلاحيات والاختصاصات إلى العلن بهذه الطريقة، فجميع المواجهات السابقة المتعلقة بالصلاحيات وحدودها كانت تنتهي بشكل سلس في إطار صفقة جماعية، وتواطؤ جماعي، بعيدا عن احكام الدستور والقوانين النافذة! وفي هذا الصراع يبدو واضحا ان علاقات القوة، ومساحات النفوذ، والمصالح المشتركة، التي كانت تحكم المواجهات السابقة فشلت هذه المرة في انتاج صفقة جماعية، وتواطؤ جماعي، قابلين للتسويق.
بعد إصدار المحكمة الاتحادية قرارها يوم الخميس 21 حزيران / يوليو 2018 المتعلق بدستورية أغلب مواد التعديل الثالث الذي أصدره مجلس النواب العراقي، والذي قضى بأن إعادة العد والفرز اليدوي لأصوات الناخبين في جميع المراكز الانتخابية لعموم العراق هو «إجراء تنظيمي لعملية الانتخابات العامة ولإعادة اطمئنان الناخب إلى العملية الانتخابية ووفق صلاحياته… وليس في هذا التوجه مخالفة لأحكام الدستور» (القرار 99 و104و 106/ اتحادية/ 2018). وجدنا ان القرار نفسه تضمن عبارات ملتبسة تفضي إلى أن «إلغاء الأصوات في المراكز الانتخابية في عموم العراق وخارجه التي رفعت بشأنها الشكاوى او ما ورد ذكره من مخالفات في التقارير الرسمية ذات العلاقة إذا ثبت وجود مخالفات في الحصول على تلك الأصوات كالتزوير وغيره من أوجه المخالفات المؤثرة في حرية الانتخابات وفي حرف إرادة الناخب وذلك إجراء العد والفرز اليدوي بالنسبة لتلك الأصوات فقط دون غيرها، وعدم المساس بأصوات المقترعين التي تحصلت بشكل قانوني سليم ودون مخالفات»!
هذا الالتباس المتعمد فرض على الجميع الدخول في جدل استمر لأيام حول إذا ما كان القرار قد أقر العد والفرز الكلي لمجموع الأصوات كما قرر القانون، او اننا امام «تشريع» جديد أقرته المحكمة الاتحادية بالعد والفرز الجزئي أفرغ القانون من محتواه تماما؟ ولم يحسم هذا الجدل إلا من خلال بيان أصدرته مفوضية الانتخابات الجديدة التي يديرها القضاة يوم 24 حزيران/ يونيو قررت فيه أن عملية إعادة العد والفرز يدويا ستكون حصرا للمراكز الانتخابية التي وردت بشأنها شكاوى او تقارير رسمية بشبهات تزوير دون غيرها! أي التزام المفوضية بالتشريع الذي أصدرته المحكمة الاتحادية وليس بالتشريع الذي اعتمده مجلس النواب، على الرغم من ان المحكمة الاتحادية نفسها قد أفتت بدستورية العد والفرز الكلي!
لسنا هنا بصدد اختلاف في التأويل، بل في تنازع صريح على الصلاحيات والاختصاصات! فالمحكمة الاتحادية بموجب الدستور تختص بالرقابة على دستورية القوانين والانظمة النافذة، وهذا يعني أن صلاحيتها تنتهي عن الحكم بدستورية أو عدم دستورية قانون أو مادة أو مواد في قانون. ولكن المحكمة الاتحادية، كما هو واضح، تجاوزت صلاحياتها من خلال الحكم بدستورية العد والفرز الكلي من جهة، ثم إفراغ القانون من محتواه بإقرار العد والفرز الجزئي من جهة ثانية، وهو ما يجعلها تنازع مجلس النواب في صلاحياته التشريعية، بل وتجعل لتشريعها العلوية على تشريعات مجلس النواب، وهذا المبدأ ينسف النظام السياسي بالكامل!
الطريف هنا ان قرار المحكمة الاتحادية، تضمن جملة تناقضات غير مسوغة تماما، فإذا كانت الأصوات التي تم تحصليها عبر جهاز تسريع العد والفرز هي أصوات «تحصلت بشكل قانوني» وبالتالي لا بد من احترام إرادة الناخب، «وعدم اهدار صوته الذي جاء دون مخالفة»، فهذا يعني ان المحكمة الاتحادية تنسف الأساس الذي استند اليه مجلس النواب في تشريع قانونه، وهو التشكيك بأجهزة العد والفرز أساسا! كما تنسف الأساس الذي قام عليه تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس الوزراء في اجتماعه الاستثنائي يوم 24 أيار/ ماي 2018، والتي انتهت إلى جملة استنتاجات، من بينها: «أن اللجوء إلى الطريقة الإلكترونية في الانتخابات باستخدام أجهزة ومعدات إلكترونية لإجراء التصويت لتسريع احتساب النتائج، وقبل التثبت من فعالية وكفاءة عمل هذه الأجهزة، هو إجراء سابق لأوانه»، وإلى «وجود عيوب اكتنفت عمل هذه الأجهزة بحيث أنها أصبحت عرضة للاختراق»، وإلى أن نظام التشغيل المستخدم «غير رصين… مع ظهور نسبة عالية من الأصوات غير المقروءة للناخبين مما أدى إلى ضياع تلك الأصوات»، وإلى أن التطبيق الخاص بأجهزة العد والفرز «غير آمن وعرضة إلى برمجيات خبيثة»، واخيرا «عدم التطابق بين ما هو مخزون في قاعدة بيانات الصندوق وأوراق الاقتراع المخزونة في الذاكرة مع الشريط الصادر من الجهاز»! كل هذا ضربته المحكمة الاتحادية عرض الحائط وذهبت إلى «تشريعها» الخاص الذي يمنح صك براءة لأجهزة تشريع العد والفرز على الرغم من انها غير مؤهلة لهكذا حكم! والاهم هنا أن العد والفرز اليدوي لا يمكن أن يكون مصادرة لإرادة الناخب، او إهدارا لصوته بأي حال من الأحوال، بل هو ضمانة له! خاصة وان المحكمة الاتحادية نفسها قد قررت ان فكرة العد والفرز اليدوي هدفها الأساس هو استعادة اطمئنان الناخب وثقته بالعملية الانتخابية ككل!
ردا على قرار المحكمة الاتحادية الذي يعكس أزمة الدولة نفسها، قبل ان يعكس أزمة المحكمة الاتحادية، ومدى دستوريتها، وطبيعة قراراتها طوال السنوات الماضية. وجد مجلس النواب نفسه مضطرا للدخول في صراع صريح حول تنازع الاختصاص مع المحكمة الاتحادية! عبر مقترح تعديل رابع لقانون الانتخابات يلزم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات «بإجراء العد والفرز يدويا لجميع المحطات الانتخابية سواء منها المقدم بخصوصها شكاوى أو طعون او التي لم تقدم»، أي العودة الصريحة إلى ما نص عليه التعديل الثالث الذي أطاحت به المحكمة الاتحادية بطريقة غير مباشرة! وهذا يعني عمليا مجلس النواب يدخل، لأول مرة ربما، في صراع صريح مع المحكمة الاتحادية، دفاعا عن مصالح الأحزاب والكيانات والأفراد الذين وجدوا أنفسهم متضررين من قرارها، وليس دفاعا عن الدستور، او مبادئ الفقه الدستوري، بدليل ان المحكمة الاتحادية نفسها سبق لها ان أطاحت بصلاحية مجلس النواب على التشريع في قرارها الشهير الخاص بتفسير المادة 60 اولا وثانيا (القرار 43 و44/ اتحادية/ 2010)، من خلال التمييز غير المنطقي بين مشروع القانون ومقترح القانون، عبر إعادة تراتبية النظام السياسي العراقي الذي أقره الدستور العراقي (النظام البرلماني)، ليكون مجلس النواب تابعا لمجلس الوزراء فيما يتعلق بالتشريع، من دون ان نجد من مجلس النواب حينها أي ردة فعل حقيقية او جدية للدفاع عن اختصاصاته الدستورية، والطريف هنا ان المحكمة الاتحادية في قرارها المتعلق بالانتخابات نفسه أعادت لمجلس النواب صلاحية التشريع المباشر الذي سلبته اياه من قبل، بالبساطة والسلاسة نفسها التي سلبته اياها في العام 2010!

٭ كاتب عراقي

العراق: صراع الصلاحيات والاختصاصات

يحيى الكبيسي

دلالات أحكام معتقلي الريف وتداعياتها المحتملة

Posted: 28 Jun 2018 02:14 PM PDT

أخيرا صدرت الأحكام في حق معتقلي حراك الريف، وأدانت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء قائد الحراك محمد ناصر الزفزافي وثلاثة من رفاقه بعشرين سنة، وصدرت في حق ثلاثة من النشطاء الآخرين خمس عشرة سنة، بينما أدين الآخرون بأحكام تتراوح ما بين عشر وخمس سنوات.
رسالة الدولة واضحة، فهي من جهة، تحاول أن ترسخ ما حاولت المقاربة الأمنية أن ترسخه من مفهوم هيبة الدولة وضبط المجتمع، وتوجيه تهديد معلن عن مصير أي احتجاج مماثل. لكنها في الوقت ذاته، تحتفظ بجملة احتياطات وآليات يمكن أن تستعملها في عملية التفاوض، سواء من خلال التقاضي في درجاته الأخرى، أم من خلال تفعيل آلية العفو الملكي، التي توجد أكثر من مناسبة وفرصة لتفعيلها هذا الصيف لاسيما عند حلول عيد الأضحى المبارك.
المجتمع السياسي، أوعلى الأقل بعض الأحزاب الوطنية، قرأت الأحكام بنحو جد سلبي. وسواء تطلع البعض أن تكون الأحكام أكثرعدالة في درجات التقاضي الموالية، أو علق البعض الآخرعلى الأحكام واعتبرها قاسية، ولا تشجع على التهدئة والانفراج، أو اعتبرها البعض الآخرمغذية لأجواء الغموض والالتباس في المشهد السياسي، فإن القاسم المشترك في تعليقات هذا المجتمع، أن القوى الحية فيه، غير مطمئنة لمقاربة الدولة أو الجهات المؤثرة في قرارها، وتبدي القلق على تداعيات هذه لأحكام على السلم الاجتماعي وأيضا على الاستقرار السياسي.
وكما أن للدولة رسالتها، فللجمهور، وبشكل خاص نشطاء الريف وعوائلهم رسائل مضادة، فالإضراب العام الذي ضرب مدن الريف غذاة الإعلان عن الأحكام، فضلا عن الوقفات الاحتجاجية في كل من الرباط والدار البيضاء، تؤكد بأن رسالة الدولة التقطت بشكل معاكس، وأن صيفا ساخنا ينتظر المنطقة، ولا يستبعد أن تتمدد الاحتجاجات في شكل حركة تضامن واسعة في المناطق المتاخمة وربما حتى البعيدة.
المشكلة، في قراءة هذه الأحكام ودلالاتها، وبالأخص نتائجها، أنها أعادت الملف إلى النقطة التي حرصت الدولة على حرفها وتغيير اتجاهها. ففي المنطلق، اتجه الحراك لمخاصمة توجهات الدولة وسياساتها واختياراتها، ولم تكن الحكومة والأحزاب تأخذ أي وزن في مزاج حراك الريف، بل كانوا ينعتونها بنعوت قدحية توضح إلى أبعد مدى بأن مشكلتهم الأساس مع اختيارات الدولة، وليس مع السياسات العمومية التي تنتجها الحكومة أو ينتجها قطاع حكومي بعينه، فلطاما عبر نشطاء الريف أنهم لا يأبهون بمن يسمونهم بـ«البيادق» و «الدكاكين السياسية» وأنهم يحاورون الدولة بشكل مباشر.
لا نحتاج أن نذكر بأن المقاربة بدأت أمنية، وانحرفت لما اتجهت في مسار اتهام الحرك بالانفصال، ثم ما لبثت أن أقرت بخطئها، واعترفت بعدالة مطالب الحراك ممهدة بذلك للحل السياسي، لتأخذ الدولة المبادرة، وترمي الكرة في ملعب الحكومة والمسؤولين، وتبرئ جانبها، وجانب الملك وذلك في خطاب نقدي حاد وواضح. فتبنت الدولة توليفة سياسية، عزت فيه أسباب الحراك لعدم تنفيذ مشروع الملك «الحسيمة منارة المتوسط» أي أن الدولة فعلت، لكن الحكومة لم تفعل، وهي التي تسببت في حراك الريف، وأن الحل يكمن في ّ»زلزال سياسي» يروح ضحيته المقصرون من الوزراء حسب ما ستؤدي إليه نتائج المجلس الأعلى للحسابات، وهو بالفعل ما تم، فأعفي الوزراء، ونالهم غضب الملك.
وجه المفارقة، أو المعضلة، أن الدولة نجحت نسبيا في حرف الموضوع، وتقديم وزراء أكباش فداء بين يدي مقاربة سياسية، كان يظن أنها ستكون مقدمة لتسوية للملف، عبر محاكمة عادلة، تنتهي بتمكين النشطاء من براءتهم أو إدانة بعضهم بأحكام معقولة وربما انتظار المناسبة للإفراج الشامل عنهم. لكن، أحكام القضاء، أرجعت الخصومة مع الدولة إلى نقطتها الأولى، وزاد من تأجيجها ـ في مزاج النشطاء وتصورهم ـ أن الدولة التي قدمت الدليل السياسي على مشروعية الحراك وعدالة مطالبه الاجتماعية، «تنتقم» اليوم من خلال القضاء من نشطاء لم يفعلوا ـ حسب قناعتهم ـ أكثر من أنهم كشفوا وفضحوا الذين تلاعبوا بمشاريع الملك، وأخرجوا منطقة الريف من خارطة التنمية بعد أن أصر الملك على جعلها في عمقها من خلال مشروعه «الحسيمة منارة المتوسط».
السيناريوهات المحتملة ليست كثيرة، وهي بالمناسبة مرتهنة لتوجهات الدولة من جهة، وتوجهات الحراك من جهة ثانية. الدولة، بين أحد خيارين، إما الاستمرار في منطق ترسيخ هيبة الدولة وبعث رسالة تهديد لأي حراك مماثل، بما في ذلك الحراك الافتراضي على العالم الأزرق الذي أزعج بعض لوبيات وجماعات المصالح الاقتصادية، وإما استعمال أدواتها التفاوضية بنسق متدرج، والتحكم بجميع المخرجات. أما نشطاء الحراك، فليس أمامهم إلا تصعيد الاحتجاج لبعث رسالة مضادة برفض رسالة الدولة التهديدية، والإمساك بأوراق ضغط تساعدهم على التفاوض الضمني مع الدولة حتى يقع الانفراج في الملف ويحصلوا على العفو الشامل.
بين هذه السيناريوهات المحتملة، والتي تبدو منطقية، ثمة سيناريو آخر، لا يبعث على الاطمئنان، وهي أن تكون بعض الجهات المؤثرة على القرار، تحاول من خلال الأحكام القاسية الموجهة ضد نشطاء الريف، وربما ضد الصحافي المهداوي أو الصحافي توفيق بوعشرين، أن تزيد المشهد السياسي عتمة والتباسا، وتدخل البلاد إلى منعطف خطير، تضيع فيه شعاعات الأمل في إمكانية تصحيح المسار الديمقراطي، أو تحاول أن تخلق احتقانا اجتماعيا ببعد سياسي، يغطي تماما على الحراك ذي البعد الاقتصادي، حتى تتحرر بعض لوبيات المصالح من ضغط وثقل المقاطعة الشعبية التي اضرتها كثيرا، واضرت على وجه الخصوص معادلة زواج المال بالسلطة في المغرب.
لكن الخطورة، هي أن يقع التحالف بين الحراك الاحتجاجي على الأحكام القاسية التي تعرض لها متعقلو حراك الريف، وبين الحراك الافتراضي الذي يستهدف من خلال بعض المنتوجات ومن خلال رفض مهرجان «موازين» زواج المال والسلطة، فمثل هذا السيناريو، إن وقع، سيكون مكلفا على البلاد، ويمكن أن يهيئ أجواء مثيلة أو ربما أكثر حيوية من الأجواء التي صنعت حركة 20 فبراير في المغرب.

٭ كاتب وباحث مغربي

دلالات أحكام معتقلي الريف وتداعياتها المحتملة

بلال التليدي

تشخيص لعلل العالم العربي من منظور دولي

Posted: 28 Jun 2018 02:13 PM PDT

كيف يمكن تفسير الوضع الاستثنائي في العالم العربي؟ لماذا تتقدم الأمم والعرب يتخلفون؟ لماذا ينتشر السلام في معظم بقاع الأرض تقريبا إلا في العالم العربي؟ لماذا تستغل جميع الدول ثرواتها في تنمية البلاد وتقديم الخدمات الأساسية لشعوبها بينما يبدد العرب ثرواتهم، أو يتم نهبها والسطو عليها جهارا نهارا؟ كيف لأمة هي الأقرب إلى بعضها بعضا، عرقيا ودينيا وثقافيا وتاريخيا ولغويا وحضاريا، لكنها تتفتت عرقيا ودينيا وجغرافيا وسياسيا، وتحمل السلاح لا لأعدائها بل لإخوة الدم والعقيدة والتاريخ.
هل توجد منطقة في العالم تشهد مثل هذا الاقتتال الداخلي وهدر الثروات وقمع الحريات والتجاذب الطائفي؟ أنظر إلى الدم المسفوح في غزة المحاصرة من الأعداء والإخوة وأهل الدار، وتأمل المشهد الدموي في سوريا واقرأ عن الخراب في العراق وعرّج على اليمن، أو ما بقي منه، وشاهد مآسيه التي فاقت كل التوقعات، وتوقف وأنت في طريقك لليبيا في مصر واسأل عن تكميم الأفواه وعن عدد المعتقلين في السجون، ثم توقف قليلا قرب درنة قبل الوصول إلى طرابلس لتذرف دمعة على أهلها المحاصرين من ابناء البلاد. ثم انظر إلى التطبيع مع إسرائيل وإرسال الوفود الصحافية والرياضية إليها والتنسيق معها واستقبال وفودها. وانظر إلى مهزلة الانتخابات وآخرها ما جرى في مصر وقارنها مع الانتخابات التركية لتعرف عمق المأساة التي تعيشها الأمة، وتابع مسألة تغيير الدساتير بناء على رغبة الحاكم ليبقى في كرسيه (حتى لو كان طبيا) إلى الأبد «أو يحرق البلد».
أكثر اللاجئين في العالم من العرب، وأكثر المشردين من العرب وأكثر الجوعى من العرب وأكثر المترفين من العرب وأكثر ضحايا الحروب والإرهاب والاقتلاع والاضطهاد وسجناء الرأي والمنتظرين دورهم إلى المقصلة من العرب.
أسئلة تحير العقول ولو سألتها لألف خبير ومتخصص لخرجت ربما بألف جواب. ولكنني لا أريد أن أجتهد كثيرا في هذا المقال، بل سأقدم للقراء مجموعة من التعليقات والاقتباسات طرحت مؤخرا في جلسة خاصة لمجلس الأمن الدولي، تحت بند «مراجعة شاملة للأوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» والمقصود طبعا بلاد العرب. استمرت الجلسة نحو ست ساعات، أدلى فيها أكثر من 35 مندوبا بدلائهم في مستنقع العلل العربية ما جد منها وما شاخ، وأحببت أن أقتبس بعض ما قيل عنا وعن مصائبنا من قوم، يتضامن بعضهم معنا بالكلمة مرة ويدعمون أسباب فرقتنا وتناحرنا مرارا. وأتمنى على القراء جميعا أن يتأملوا في ما قيل عنا ولنا لعلنا نرعوي أو نتأمل أو ننتبه أو نغير المسار.
الداء والدواء
الأمين العام أنطونيو غوتيريش افتتح الجلسة بكلمة في منتهى الجدية والاتزان وشخص العلة قائلا: «تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا انقسامات عميقة، وأوضاعا تثير القلق، وتمزقا مؤسفا لنسيجها الديني والعرقي والثقافي المنوع، كما يقوّض السلامَ والتنمية المستدامة وحقوق الإنسان الصراعاتُ القديمة والحديثة، والمظالم الاجتماعية، وتقلص المساحة الديمقراطية، وظهور الإرهاب والأشكال الجديدة للتطرف العنيف». وتابع في توضيح العلل قائلا: «فبعد أن كانت المنطقة واحدة من أعظم المواطن في التاريخ للازدهار الثقافي والتعايش، أصبح بها الكثير من خطوط المواجهة القديمة والجديدة، بما في ذلك الجرح الفلسطيني الإسرائيلي، وعودة ظهور منافسات شبيهة بحقبة الحرب الباردة، والانقسام السني الشيعي، والمواجهات السياسية». ولمعالجة هذه التحديات، «يجب أن نتذكر سلسلة تقارير التنمية البشرية العربية، التي أصدرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بدءا من عام 2002 التي تحدد مواطن القصور الكبيرة في مجالات التعليم والحريات الأساسية والتمكين، خاصة للنساء والشباب في المنطقة». واعتبر غوتيريش أن حل مشاكل المنطقة يبدأ بـ: «التوصل إلى حل الدولتين الشامل والعادل والدائم، الذي يسمح للفلسطينيين والإسرائيليين بالعيش جنبا إلى جنب في سلام، في إطار حدود آمنة معترف بها، وهو أمر أساسي للسلم والاستقرار في المنطقة بأسرها».
نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فرشينين، أنحى باللوم على الاستحواذ والتفرد وعدم اللجوء للعمل الجماعي متعدد الأطراف، أي أن اللوم يقع على تسليم جميع أوراق المنطقة للولايات المتحدة الأمريكية: «ولكي تنجح أي قرارات، يجب أن تكون جماعية بحق، وتتماشى مع المعايير القانونية الدولية. لقد كانت محاولات الحل دائما أحادية الجانب لحل الأزمات وهذه الحلول محكوم عليها بالفشل، خاصة عندما أعلنت أن الآخرين منبوذون وسعت إلى تقويض الأنظمة التي لم تعجبهم، فقط لإنشاء أنظمة جديدة». والحل هو في «وضع جدول أعمال موحد للمجتمع الدولي من أجل تسوية الوضع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع التأكيد على احترام السيادة والسلامة الإقليمية والوحدة والاستقلال».
السفير الصيني في الأمم المتحدة، وو هايتاو، اقترب من المقترح الروسي في اتباع نهج تعددي بعيد عن الاستفراد بالمنطقة إذ قال «يتعين على البلدان الإقليمية والمجتمع الدولي قبول نهج مشترك ومتكامل ومستدام للأمن، وإيجاد طريق للتنمية والازدهار». ودعا إلى الحوار والتشاور في الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسويات سياسية، مشيرا إلى أن قضية فلسطين هي جوهر القضايا في الشرق الأوسط، مؤكدا على حل الدولتين. «فالمساواة في السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية أمران مهمان ، وكذلك احترام إرادة البلدان في دفع عجلة العملية السياسية. وهناك حاجة إلى نهج متكامل لمعالجة دوافع الصراع، التي يمكن أن تعزى جميعها إلى الفقر والتخلف».
العلة الأساسية في الوطن العربي من وجهة نظر السفير الفرنسي، فرنسوا دي لاتر، تتمثل في غياب نظام الحكم التعددي الشامل، الذي يعتبر شرطا مسبقا وأساسيا لحل النزاعات في الشرق الأوسط، «إن الصراعات الإقليمية في المنطنقة جاءت بسبب غياب سيادة القانون والانفتاح السياسي. وانظر مثلا إلى سوريا فسنوات طويلة من الديكتاتورية خلقت الشروط المناسبة للصراع والتطرف». سفيرة التاج البريطاني، كارن بيرس، دعت إلى عقد مؤتمر شامل تكون فيه بريطانيا طاحونة الرحى على طريقة مؤتمر هلسنكي عام 1975، «كل صراع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا يمكن اعتباره في عزلة. فالصراعات جميعها تشترك في عديد من الأسباب الجذرية ويجب النظر إليها بشكل شمولي، وأن تتخذ المنطقة شيئا شبيها بـ»وثيقة عمل هلسنكي النهائية» ويسعد المملكة المتحدة الانضمام إلى هذه المسألة». وهذه الفكرة الخبيثة تساوي بين عدوانية إسرائيل وجرائمها مع ما يجري في ليبيا أو اليمن.
سفير الولايات المتحدة وأحد تلامذة نيكي هيلي، كوهين، وضع اللوم على الجميع إلا بلاده وإسرائيل. فالمأساة الفلسطينية ومعاناة غزة سببها حماس، وتفاقم المأساة السورية بسبب روسيا، وصراعات المنطقة كلها بسبب إيران وحزب الله. والحل كما قالت الولايات المتحدة من قبل: «إن العنصر المفقود من أجل السلام وجود زعماء مثل الرئيس المصري السابق أنور السادات، الذي تقدم إلى الأمام واعترف بالحقائق الصعبة وقدم تنازلات». وبلغة بسيطة الحل هو الاستسلام.
من الأصوات الشجاعة التي ترفع صوت الحق أمام غطرسة القوة، السفير البوليفي ساشا سيرجيو لورنتي. «القضية الفلسطينية هي لب الصراع في الشرق الأوسط ، وطالما لم تحل، لن يكون هناك سلام دائم في المنطقة والقضية الأساسية هي احتلال إسرائيل للأراضي التي ليست ملكا لها، ما يعرض أمن المنطقة للخطر». ولم ينس أن ينتقد محاولات البعض للتدخل في شؤون المنطقة الداخلية، والعمل على تغيير أنظمة الحكم بالقوة، ما أدى إلى «غياب الحكم الرشيد وعدم السيطرة على حدود الدول، ولا على المصادر الطبيعية للبلاد، وكل ذلك خلق حالات الفوضى والصراعات التي نشاهدها الآن». سفيرة باكستان النشيطة في قضايا الدفاع عن حقوق الشعوب المظلومة انتقدت الاستفراد الذي تمارسه بعض الدول، متجاوزة صلاحيات مجلس الأمن: «إن الإجراءات الأحادية التي تقودها المصالح الضيقة والافتراضات الخاطئة، لم تؤد إلا إلى خلق المزيد من المعاناة ومع ذلك، فإن الجهات الفاعلة الخارجية ما زالت تحاول تشكيل المنطقة وفقًا لأولوياتها السياسية. ولم يكن ذلك أكثر وضوحا في أي مكان مما عليه في فلسطين، حيث تم تدمير حل الدولتين وفشل المجلس في الوقوف إلى جانب الفلسطينيين الذين قُتلوا في غزة خلال «مسيرة العودة الكبرى»، وهو تقصير من المجلس في تحمل مسؤوليته».
ونختتم المقتطفات هذه بما قالته السفيرة الفلسطينية فداء عبد الهادي في تلخيص الموقف: «إن الشعور بالظلم ازداد فقط، وإن تراجع سلطة مجلس الأمن أدى إلى تفاقم الصراع بسبب غياب المساءلة عن جرائم إسرائيل، وإلى إضعاف المعايير الدولية فكانت التكلفة البشرية هائلة. إن أولئك الذين أنكروا هذه الحقائق ورفضوها لم يؤد رفضهم إلا إلى تغذية التوترات والصراعات».
محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجيرسي

تشخيص لعلل العالم العربي من منظور دولي

د. عبد الحميد صيام

صفقة القرن على طريقة كوشنر… مطاردة المجهول  

Posted: 28 Jun 2018 02:13 PM PDT

الجميع يطارد الجميع من أجل الحصول على حقيبة لا أحد يعرف ما بداخلها، هذه فكرة قدمتها السينما أكثر من مرة وبتنويعات كثيرة منها فيلم كوينتن تارانتينو   «خيال رخيص»، وبترصد الظروف التي تحيط بما يسمى بـ»صفقة القرن»، فإن كل المجريات في العامين الماضيين يمكن أن تحمل عنوان حقبة السياسة الصفراء، أو سياسة الإثارة، أو أي شيء من هذا القبيل يوحي بالتسرع وعدم الاتقان لمجرد استعراض الألوان المبهرة، ففجأة يشهد العالم تحولات جذرية وعميقة من دون أسباب واضحة ومن دون مقدمات أو مبررات منطقية، وتصبح النزوات هي أساس الجغرافيا السياسية لعالم المستقبل.
بين ليلة وضحاها تتحول حرب الأزرار النووية بين ترامب وكيم جونغ أون إلى وصلات من المديح المتبادل، وخلال أيام قليلة تتسارع المشاهد على طريق الإعلان المرتقب لـ»صفقة القرن» التي يبدو أن أحداً لا يمتلك الصورة الكاملة بخصوصها، فهذه الفكرة تهبط مظلياً، من دون أن تسبقها أي مفاوضات جدية بين طرفي الصراع، والخلاصة التي يمكن الوصول إليها تتمثل في استخراج صك استزراع اسرائيل في محيطها العربي، لمباشرة مجموعة من المشروعات الأوسع، في منطقة خرجت من المنافسة على الصناعة أو الزراعة أو التكنولوجيا، لتصبح مجرد أرض مرشحة للقيام بأدوار لوجستية بحكم موقعها الوسطي من العالم، وجاريد كوشنير بطل «صفقة القرن» وفارسها في الأساس، أحد العاملين في مجال التطوير العقاري مثل والد زوجته الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
أطل كوشنر على المشهد الإعلامي العربي من خلال لقاء مع صحيفة فلسطينية، وتحدث كثيراً عن تفاصيل أعطت تصوراً مبدئياً للشكل الذي ستؤول إليه صفقة القرن، وكانت المحصلة تشبه الوعود التي يقدمها السماسرة العقاريون لدى عقد صفقاتهم، فالحديث أتى منصباً على مكاسب اقتصادية للطرف الفلسطيني في المدى البعيد، تأتي من خلال علاقة اعتمادية على الجانب (الإسرائيلي)، بما يجعل الأمر لا يبدو أنه منحصر في صفقة تخلٍ عن الحقوق الوطنية في الأرض والسيادة والكرامة، ولكن في تأسيس علاقة تبعية اقتصادية كاملة تتوفر لاسرائيل من خلالها العمالة الرخيصة، من أجل أن تقود المنطقة اقتصادياً، طالما أنها تمتلك التكنولوجيا والمعرفة، فهي كما يصفها كوشنر (سيلكون فالي) المنطقة.
الضفة الغربية تمثل جزءاً محدوداً من الأراضي الفلسطينية تقطع أوصاله المستوطنات الإسرائيلية، التي تستلزم تدبيرات أمنية على الأرض تتقاسمها السلطة الفلسطينية مع الجانب الإسرائيلي، ضمن ما يعرف بالتنسيق  الأمني، وهذه المنطقة لا يمكن أن تنفصل عضوياً عن الأردن، بوصفه البوابة الأخرى للعالم بالنسبة لأهالي الضفة الغربية، كما هي الحال مع مصر بالنسبة لغزة، ولذلك، عادت عمان إلى المشهد من جديد لتتصدر المشهد، وتستقطب اهتمام المتابعين ممن يحاولون تحديد شكل «صفقة القرن»، ومع زيارة غير مجدولة لرئيس الوزراء الإسرائيلي أعقبتها زيارة أخرى لكوشنر، وأخيراً زيارة الملك عبد الله الثاني للبيت الأبيض، أصبح من المتعذر تفسير الاتصالات المكثفة خارج سياق «صفقة القرن»، التي يبدو أنها غادرت فكرة الدولة الواحدة مع تصريحات أردنية متواصلة للتأكيد على حل الدولتين بعد كل لقاء، ولكن ذلك لا يعطي تصوراً كافياً عن شكل الدولة الفلسطينية، التي يمكن القبول به في إطار الترتيبات الأمريكية.
التواصل والتداخل بين الأردن والضفة الغربية، يمنحها مرونة في التعامل مع المقترحات الأمريكية، وكذلك في تقديم مقترحات عملية يمكن النظر لها ملياً، بينما لا يبدو الأمر على الجانب المصري مريحاً، حيث أخذت مصر تستشعر بأن الصفقة صعبة التمرير على المستوى المصري، بعد سنوات من التسخين الإعلامي، التي شيطنت حركة حماس وقطاع غزة، كما أن السياسة المصرية التي اعتادت الحديث عن مساعدات مباشرة وكبيرة، تستشعر الضجر من الحديث عن مشروعات طويلة الأجل وفرص مستقبلية، وما إلى ذلك من وعود يحملها كوشنر في جعبته.
في مسيرة مفاوضات السلام منذ السبعينيات وحتى اليوم، لم يحدث الحد الأدنى من التوافق بين مصر والأردن حول الطروحات المتعلقة بمشاريع السلام، ولذلك يجري التطلع اليوم إلى السعودية بوصفها تدخل النطاق التفاوضي بعد أن بقيت طويلاً خلف الكواليس، وسيكون موقف السعودية مرجحاً إما لمصر أو للأردن في «صفقة القرن» وملحقاتها، ففي النهاية فإن مشاريع سعودية كبيرة أعلنت نيتها أن تنتقل إلى المناطق المتاخمة لخليج العقبة، وهي المنطقة التي حاولت السعودية أن تبتعد عنها طويلاً خلال العقود الماضية، لتبقي على مسافة مريحة تبعدها عن (اسرائيل)، وكانت قضية تيران وصنافير دليلاً على الرغبة السعودية في أن تبقى على الهامش، وأن تلقي عبء التسوية على الأردن ومصر ودول الطوق الأخرى.
الرياضة الذهنية التي تمارسها المطابخ السياسية حول «صفقة القرن» تفترض مقدماً أن الطرف الفلسطيني، سواء في السلطة الوطنية أو أبناء الضفة والقطاع مغيبين تماماً، وأنهم وصلوا لمرحلة من الإرهاق ستجعلهم يبحثون عن حلول معيشية قبل أن يطمحوا إلى حقوق سياسية، ولكن يبقى هذا الافتراض من دون أي اختبار حقيقي، على الرغم من وجود العديد من المؤشرات التي يمكن أن تجعله وجيهاً، من دون أن تحوله إلى حتمي.
الفلسطينيون اليوم يفتقدون حلفاء الثمانينيات والتسعينيات التقليديين، وحتى اللاعبين الذين يضخون الحيوية في حراكهم، ولو من خلال استغلالهم لصراعات بالوكالة، العراق وسوريا وليبيا مغيبة تماماً عن المشهد الفلسطيني، وتفتقد أي تأثير أو قدرة على المساندة، والإيرانيون يعرفون حدودهم في اللعبة، ولذلك فإن الشعب الفلسطيني يبقى وحيداً أمام خيار انتفاضة جديدة، أو أمام انتقام على طريقته الخاصة التي يصعب تخمينها لشعب استطاع أن يحول الطائرات الورقية إلى وسيلة مقاومة وحرب.
كما تبقى أسئلة عديدة متعلقة باللاجئين الفلسطينيين الذين تتجاهلهم التصريحات الأمريكية، وكأنها على غير دراية بظروفهم والتحديات التي تقف أمامهم، وأن الصفقة تتضمن أصلاً مشكلة تتعلق باحتوائهم نهائياً وكلياً في المجتمعات التي يعيشون فيها، وأن ذلك سيولد مقاومة لدى اللاجئين أنفسهم، ولدى المجتمعات التي تستضيفهم، خاصة أن الصفقة ستطلق تحولاً تراجيدياً من الشتات إلى التيه، ومن يمكنه أن يتحمل تيهاً فلسطينياً على امتداد جغرافيا المنطقة؟ وبذلك تمتد المشكلة التي تولدها الصفقة، من شعب سجين لدى نظام عنصري إلى بقية الشعب المشرد في المنافي المختلفة، وهو الشعب الذي سيحمل تاريخاً من القلق إلى مستقبل من التوتر.
ربما لم يكلف كوشنر نفسه وهو يتوجه بالمنطقة إلى صفقته التي يباركها الرئيس الأمريكي بقراءة وثائق القضية الفلسطينية، وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بها، وبلغة مطوري العقارات، فإن المنطقة المترامية أغرته بتصميم هندسي مترف وباذخ، من دون أن يكلف نفسه أن يرسل خبيراً للتربة ليتفحص أصلاً إمكانية وضع أساسات مشروعه.
كاتب أردني

صفقة القرن على طريقة كوشنر… مطاردة المجهول  

سامح المحاريق

نقرأ أخبارهم فنفرح لهم نتابع أخبارنا ونتحسر!

Posted: 28 Jun 2018 02:13 PM PDT

نشرت جريدة «الغارديان» البريطانية في عددها يوم الثلاثاء الماضي، خبرا من مراسلتها في كندا، أشيفا كسّام، تحت عنوان: «عصفور صغير واحد، يهدِّد أحد أكبر مهرجانات كندا الموسيقية». فحوى الخبر وملخصه، هو أن الإعداد لمهرجان موسيقي كندي، يقام سنويا في العاصمة الكندية أُوتاوا، يحضره نحو 300 ألف شخص، على مدى أحد عشر يوما، يتعرض منذ ايام لإرباكات.
موعد انطلاق المهرجان محدّد هذا العام ليوم الخميس المقبل، الخامس من يوليو. ولاحظ العمال قبل أيام، عندما بدأوا الإعداد لنصب واحدة من المنصات الخمس المقررة، أن عصفورة من فصيلة «الزقزقيات»، (في فلسطين نحو عشرين نوعا من عصافير هذه الفصيلة)، وزنها أقل من مئة غرام، بدأت تحوّم وتتصرف بطريقة عصبية غاضبة. ولما بحث العمال لمعرفة سبب هذا التصرف، اكتشفوا أن تلك العصفورة بنت عشّها الذي وضعت فيه أربع بيضات، على صخرة يفترض أن تقام منصة للمهرجان مكانها. ولما كانت هذه العصفورة محمية، حسب القانون الكندي، فقد اضطر العمال إلى وقف عمل الجرافات والمعدات الثقيلة، وقاموا بإبلاغ السلطات المسؤولة بالأمر، وما كان من هذه السلطات إلا أن أمرت بوقف العمل في محيط الصخرة والعشّ فورا، كما تم التعاقد مع شركة حراسة محلية، لضمان حماية العصفورة وعشّها على مدار الساعة، وتم مد شريط من قماش أصفر على شكل دائرة كبيرة حول الصخرة، يحظر تخطيه.
يقول مارك مونهان أحد منظمي المهرجان الموسيقي، إن هذا الحدث يشكل تحديا كبيرا لإمكانية عقد المهرجان في موعده، وإن أي تغيير في موعد أو برنامج انطلاق هذا المهرجان يمكن له أن يكون كرة ثلج متدحرجة. وعندما وصل مندوبو حماية البيئة إلى موقع الصخرة والعش، أفادوا بأنه يجب تأمين ظروف تمكين العصفورة من أن ترقد على بيضاتها حتى تفقّس، وأفادوا بأن الخبر السيئ هو عدم معرفتهم بموعد التفقيس، في حين أن الخبر الجيد هو أن زغاليل هذا النوع من العصافير تهجر عشها خلال فترة زمنية قصيرة جدا.
قرأت الخبر بمتعة.. فرحت للعصفورة وبيضاتها وزغاليلها. فرحت لكندا ومجتمعها وشعبها. لكنني تحسّرت على حالنا وما نحن فيه. كم طفلا في قطاع غزة الفلسطيني يتمنى لو أن مثل ما يلقاه زغلول الزقزقيات الكندي من حماية ومن عناية، يكون من نصيبه أيضا. وكم أُماً في غزة تتمنى معاملة وحماية لها ولـ»عشّها» كالتي تلقاها عصفورة في كندا؟ نعود من كندا وحكاياها وعصافيرها المحمية، إلى فلسطين وحكاياها وعصافيرها/أطفالها المتروكة لمصيرها، فماذا نقرأ ونرى؟
نقرأ تصريحا علنيا لوزير «التربية» والتعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، زعيم حزب «البيت اليهودي» الموغل في العنصرية والفاشية، يتحدث فيه عن الطريقة التي يتوجب على إسرائيل التعامل بها مع أطفال غزة، أطفال الطائرات الورقية الحارقة. يقول بينيت: «يجب التعامل مع البالون أو الطائرة الورقية مثل التعامل مع إطلاق «صاروخ قسّام». يجب التوقف عن إطلاق النار قريبا من… والانتقال إلى مرحلة إطلاق النار على الهدف مباشرة». أصبح الطفل في غزة بلغة الوزير العنصري «الهدف»، وللوزير وقناصة جيشه «أهداف» تُعدّ بمئات الآلاف.
لا يضيرنا في هذا السياق، سياق التحدث عن حرق الزرع والمحاصيل، أن نذكر، ليس من كتب التاريخ الموثَّقة، بل من أساطير توراة نتنياهو وبينيت وليبرمان والعنصريين اليهود، أن أول من ارتكب عمليات حرق المزارع في أرض فلسطين، وفي منطقة غزة بالذات، وسواء كان ذلك حقيقة، أو أنه تمنيات وأحلام يقظة في عقل موبوء بالشر والحقد، هو، حسب توراة اليهود، شمشون اليهودي، الذي عشق دليلة الفلسطينية. تتحدث أسطورة شمشون التوراتية عن أنه غضب من أهل دليلة، فقرر الانتقام منهم، واصطاد ثلاثمئة ثعلبا، ربط ذيلي كل ثعلبين ببعضهما بعضا، لكي يضطرا الى التحرك ببطء، وثبّت شعلة عند عُقدة ربط الذيلين، ودفع المئة وخمسين زوج ثعالب الحارقة إلى حقول أعدائه الفلسطينيين، فكان له ما أراد، حيث احترقت مزروعاتهم بالكامل.
في مسلسل هذه الأسطورة التوراتية، أسطورة القوة الخارقة والعشق والخداع والانتقام والنهاية المأساوية، تحتال دليلة الفلسطينية على شمشون اليهودي. تعرف سره، فتقص شعره، مصدر قوته، ويتمكن منه الفلسطينيون، فيأسرونه ويسملوا عينيه، ويقودونه، (بعد أشهر طال خلالها شعره)، إلى هيكلهم الكبير ليسخروا منه. ولكنهم وقعوا هم هذه المرة في المصيدة التي نصبها لهم، وذلك عندما لبّوا طلبه/خديعته بوضعه بين عامودي الهيكل، وما كان منه إلا أن انتهز الفرصة، وأسقط العامودين بقوة ذراعيه الخارقة، فانهدم الهيكل على من فيه، وقتلهم جميعا، ويقول شمشون جملته الشهيرة: عليَّ وعلى اعدائك يا رب. ولكن الترجمة الدقيقة لنصها كما وردت في توراة اليهود، هو» لِتَمُتْ نفسي مع الفلسطينيين».
ماذا نقول لحكام إسرائيل العنصريين؟
نقول لهم: دعكم من هذه الأساطير وما فيها من شر وحرق وجوع وقتل ودمار ودماء، وتعالوا نبحث عن معادلة إيجابية إنسانية حضارية، تنتهي بنا جميعا إلى القول: لِنَعِش كلنا بدون سيطرة واحتلال واستعمار من طرف على طرف، في دولة واحدة بدون تمييز عنصري، أو في دولتين يحكم العلاقة بينهما حسن الجوار.
هل هذا حلم؟
يمكن أن يكون الأمر كذلك، لكن من قال إن الحلم الإيجابي الإنساني عيب يستدعي الاعتذار؟
بعد سنين قليلة سينسى الناس قصة «صفقة القرن» التي ولدت ميتة لعلاقة محرّمة. ونتذكر ونذكِّر الرئيس الامريكي دونالد ترامب، بالحكمة التي كنت أقرأها بمتعة، في كل مرة تصادف أن رافقت الزعيم الفلسطيني الخالد، ياسر عرفات، في زيارة للقصر الاميري في الكويت، منقوشة بالحجر على قنطرة المدخل: «لو دامت لغيرك ما وصلت اليك».
كاتب فلسطيني

نقرأ أخبارهم فنفرح لهم نتابع أخبارنا ونتحسر!

عماد شقور

الاحتكار الأمريكي للشرق الأوسط عنوان إدارة الأزمات واستفحال الفوضى

Posted: 28 Jun 2018 02:12 PM PDT

تتضح رغبة السياسة الدولية اليوم في وقف الاحتكار الأمريكي للمسارات السياسية في العالم، خاصة في الشرق الأوسط، الذي ينطوي على أكثر المشاكل تعقيدا، وهو المُبتلى بعدم الاستقرار المزمن، نظرا لكونه موقع تقاطع المصالح الاستراتيجية. وما نشهده في هذه الفترة الراهنة من توتر بين القوى الكبرى في المنطقة، إنما هو حرب بالوكالة قد تتحول إلى مواجهة مباشرة سيكون ميدانها الشرق الأوسط من دون شك. وهو المصير الذي سيُغير وجه العالم بمختلف تشكلاته.
يحدث كل ذلك على حساب الشعوب العربية التي يُصادر حقها في التقدم والحياة الكريمة لمصلحة القوى التي تُحرك السياسة الشرق أوسطية. وإن كان صراع التموقع وتوسيع النفوذ هو العنوان الأكبر، الذي يجعل المنطقة خاضعة لإكراهات الهيمنة والتنافس بين الولايات المتحدة وروسيا. وهناك تعنت أمريكي واضح يُبرره رفضها لكل مبادرات السلام التي قدمتها المجموعة الدولية في كل القضايا، وعلى رأسها الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، فالمشاركة الدولية الواسعة من شأنها أن تُقلص أحادية القرار الأمريكي، الذي يقوم على المساومة والإكراه. فمن لا يُقدم خدمات لأمريكا لا يُمكن أن تُلبى مطالبهُ في ظل الهيمنة الأمريكية المتواصلة على الشرق الأوسط والمنطقة العربية بأكملها.
بشكل مُبكر رفضت الولايات المتحدة أي حق في مقاومة الشعوب للاستعمار، الذي سلبها حريتها ومنعها حقها في تقرير مصيرها، ومطلب الحرية والاستقلال سبق واعترضت عليه أمريكا وإسرائيل، واستخدمت الولايات المتحدة «الفيتو» ضد الحق الإنساني للشعب الفلسطيني في أكثر من مناسبة. وهي تقوم بالتغطية على القمع والإرهاب الإسرائيليين، لأن المتسبب فيه من «عملائها وزبائنها» بتعبير تشومسكي، وهي لأجل ذلك تُجند الإعلام وتصوغ التقارير الصحافية المأجورة إلى جانب الدبلوماسية التي أصبحت تُثير السخرية للتغطية على الجرائم الإسرائيلية، والاستمرار في التعتيم والصمت وطي ملفات حقوق الإنسان. ومن الواضح أن الولايات المتحدة لن تقبل بظهور ديمقراطية رأسمالية في أي قطر عربي، أو شيوعية ديمقراطية أو حكم ديني ليبرالي، فأي شكل لتوجهٍ استقلالي غير مرغوب فيه، ويُصنف ضمن خانة العداء من منظور السياسة الأمريكية الإسرائيلية. ولم تكن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق زمن صدام حسين، أو سوريا في عهد حافظ الأسد، تعني الأوساط الأمريكية أو الأوروبية في شيءٍ، عدا أن تلك الدول لم تنظم إلى الحلف الأمريكي ولم تُهادن إسرائيل بل جاهرت بالعداء وتجرأت على التهديد والوعيد، وهو السبب المباشر الذي جعلها تُدمرُ بعد ذلك بشكلٍ وحشي واجرامي، ليس دفاعا عن الديمقراطية المستوردة، كما جرى التلفيق التبريري بل تحييدا لقلقٍ بات يُشعرهم بالأرق.
مثلما كان الشأن بالنسبة إلى الحركة القومية العربية، التي تمت محاربتها والعمل على انهائها، وكانت إسرائيل مُوكلة بهذه المهمة بشكلٍ واضحٍ، في الوقت الذي أراد فيه الفكر القومي دخول الحداثة، من دون فقدان الخصوصية، وكان ثمة إدراك مبكر لأزمة الحداثة الغربية بأنها تنزع الخصوصيات الحضارية وتستلب الإنسان. في المقابل لم يتجاوز الخطاب القومي العربي هناته، ويَسرَ عملية اختراقه وإطفاء شعلة توهجه، عندما فشل في تطوير إطار جامع للوحدة الاقتصادية والعسكرية بين الدول العربية، وأهمل الجانب الثقافي الحضاري، وأغرق في المستوى السياسي المحض، وهذا الأمر بدا واضحا في محاولات الستينيات التي قادها جمال عبد الناصر، ورغب في تطوير خطاب قومي مستقل.
ويزداد ما سبق ذكره اتضاحا عندما نرى أن النظام الملكي، أو الجمهوري، أو الجملُكيات التي يتم دعمها ولا تُغير أو يُطاح بها بطرق أمريكا المعهودة، هي ببساطة تلك التي تخدم المصالح الاستراتيجية الأمريكية، وتتواصل مع إسرائيل، وأغلب الأنظمة العربية التي توارثت الحكم، من دون تغيير يُذكر هي بالضرورة ضمن معسكر وكلاء واشنطن وعملائها. ونتيجة غياب التفكير المنهجي وتغييب معطى الحوار العقلاني التواصلي بين الدول العربية يستمر إحكام الأقنعة بهدف تصفية القضايا العربية، وأهمها القضية الفلسطينية الجرح الغائر منذ سنين، وجعلها مسرحية مفتوحة في حيثياتها، والمزيد من لغة العنف متواصلة، ناهيك عن التناحر المذهبي والاقتتال الطائفي الذي غذته عوامل داخلية وأخرى خارجية، والجميع يُقدم الخدمات التي ليس لها أمد للمشاريع الامبريالية الأمريكية والغربية، على حساب المصلحة العربية، ومستقبل المنطقة التي تُحتكر ثرواتها لحساب الآلة الصناعية الغربية، وكذلك وليدتها الحربية. فهل من استفاقة حقيقية للخروج من حالة العطالة الفكرية والتعطب الثقافي والسياسي، من موقع المراجعة والنقد والتجديد، وتدقيق الرؤية واقتحام المغامرة الحضارية، التي  يُفترض في أولى مراحلها أن يُعيد الخطاب العربي النظر في ذاته ضمن رؤية جديدة ومغايرة، تُلغي مضامين الخطابات القديمة، التي تآكلت بفعل التغيرات الكبرى، ولم تُقدم شيئا يُذكر للمشروع النهضوي العربي؟ وقد يكون الدفع باتجاه مواقف نقدية جدية ومختلفة تُعيد صياغة المفاهيم والقيم، سواء التاريخية منها أو الحديثة، ضمن عالم اليوم الذي تراكمت فيه التناقضات والصدامات، وتسارعت فيه مفاهيم التقدم والتغيير من أوكد اهتمامات المثقفين، بعيدا عن أطر المهادنة والتزييف والإجرام الفكري في حق الأمم والشعوب.
كاتب تونسي

الاحتكار الأمريكي للشرق الأوسط عنوان إدارة الأزمات واستفحال الفوضى

لطفي العبيدي

القائمة المشتركة و«المثلية الجنسية» في الكنيست

Posted: 28 Jun 2018 02:12 PM PDT

عرفت المجتمعات البشرية ظاهرة «المثلية الجنسية» منذ بداية تكوّناتها الاجتماعية، بيد أن شعوب الأرض لم تتفق على موقف موحّد إزاءها؛ فشواهد التاريخ تظهر تباين مكانتها واختلاف طرق استيعابها وتعريفها.
 فهل هي مرض؟ أم نزعة مكتسبة؟ أم حالة/ جينات مولودة مع صاحبها، تمامًا كلون العيون أو لون البشرة؟
قد يكون الخوف على انقطاع النسل، منذ البدايات، سببًا لاستعداء الظاهرة واحتسابها «شذوذًا»؛ مع أن البشرية عرفت حقبًا استساغت مجتمعاتها وضع المثليين والمثليات كمعطى اجتماعي مقبول، فخلّدت أدابُها وفنونُها قصصَ هؤلاء العشاق لمعشوقيهم والعاشقات للمعشوقات، ومنهم الأميرات والمغنيات والشاعرات والابطال والفلاسفة وكبار القادة وأشهر الحكام.
في الماضي وقبل التاريخ حرّمت الديانة اليهودية « الجماع المثليّ» وأثّمت من يمارسه، ثم تبعتها الديانة المسيحية فأبقت على ذلك التحريم، مع أننا شهدنا مؤخرًا تبديلًا طفيفًا في موقف البابوية في هذا الشأن. وتلاهما الاسلام، رغم تباين مواقف الفقهاء حول مصير من يضبط متورّطًا بهذه «الخطيئة».
لن نعالج في هذه المقالة كيف ولماذا حاربت بعض المجتمعات هذا «الشذوذ» وكيف، بالمقابل، تكيّفت، أحيانًا، معه وتساهلت مؤسساتها مع من يمارسه؛ لاسيّما إذا عرفنا أن حجم انتشار الظاهرة، في عصور عديدة، واختراقها لمجتمعات الشرق والغرب على حد سواء كان كبيراً؛ وكذلك إذا قرأنا ما توصل إليه علماء اليوم ونتائج أبحاثهم التي ينزع معظمها، من دون تأكيد علمي قاطع، إلى أن الإنسان لا يختار «شذوذه» المثلي إراديًا، إنما يولد معه، سواء مع جينات خاصة أو عن طريق أي تفاعل فسيولوجي دماغي أو غيره.
البعض لا تثيره الدراسات الغزيرة التي شهدها عصرنا، رغم مسعاها إلى سبر غور الظاهرة وتشخيصها علميًا وكشف مسببات حدوثها؛ ويصرّ هؤلاء على أن لا فائدة من وراء التفتيش عن «مسبب حصول الحالة» لأن من حق المثليّ/ة في عصرنا أن ينادي ويقول: «من حقي أن أكون مثليّاً، سواء وُلدت هكذا أو صرت هكذا بعد ولادتي».
بهدي هذا النداء وبروح عصر الحرّيات الفردية، بادر النائب الجبهوي دوف حنين إلى سن قانون يحظر التمييز على أساس «الهوية الجندرية» أو «المثلية الجنسية». مع هذا وباستثناء رفاقة نواب الجبهة الديمقراطية، لم يوافقه شركاؤه في القائمة المشتركة ولم يصوّتوا معه.
لم تكن مبادرة النائب حنين الأولى من نوعها، فقبل أعوام نجح بتمرير قانون حظرت بموجبه التفرقة ضد الطلاب في مدارس الدولة على أساس «الهوية الجندرية» أو «الميول الجنسية المثلية»، أما اليوم فيطمح مشروع قانونه إلى حظر هذا النوع من التمييز لا في المدارس فقط، بل في جميع مناحي الحياة ومؤسسات الدولة والمجتمع.
لم يصوّت نوّاب القائمة المشتركة مع مشروع قانون زميلهم، رغم محاولات إقناعهم بأن القضية هي قضية حقوق ومبدأ، «فجميع بني البشر سواء رغم اختلافاتهم»، كما أكدت لهم النائب عايدة سليمان توما مضيفةً، ربما في إشارة إلى مواقف زملائها في القائمة قائلة، «أنا اعتز بهذا الموقف وأستغرب وأستهجن التساؤلات والجدل الذي يدور حول المفهوم ضمنًا بنظري أن يحصل الناس على حقوقهم وفرصهم بشكل متساوٍ وعادل». 
بعكس نواب الجبهة فإنّ الشريعة الاسلامية وتعاليمها تحدد موقف نواب الحركة الاسلامية من قضية المثليين، ولذلك فقد عارضوا المبادرة ولم يصوتوا معها.
كلا الموقفين متوقعان، فنوّاب الجبهة كانوا أمينين على مبادئهم من قضايا «الأقليات المضطهدة «وقضايا «المختلفين الآخرين»، وعلى ضرورة دعم مساواتهم، كما أكد النائب حنين، حين صرّح بأن حظر التمييز ضدهم «يجب أن يكون مطلقًا وبدهيًا عند كل انسان يسعى للعيش في مجتمع سليم ويعامل أفراده باحترام كبني البشر». وبالمقابل متح موقف الحركات الإسلامية، كما قلنا، من عقيدتهم وإيمانهم بأن المثلية، الذكورية والأنثوية، هي حالة شذوذ مرفوضة، أو كما عبر عن ذلك النائب مسعود غنايم موضحًا: «نحن ضد هذه الظواهر والمظاهر، ولا نؤيدها بأي شكل من الأشكال».
غاب موقف الحركة العربية للتغيير عن المشهد، ويبدو أن قادتها آثروا الاستجارة بخيمة الصمت أو «الجلوس على السياج» في موقف ضعيف يفيض «دبلوماسية مزركشة» وهشّة، لكنه حتمًا سيحسب عليهم. بينما لم يكتف نوّاب حزب التجمع بالامتناع عن التصويت، بل حاولوا تبرير قرارهم بما يعتبره كثيرون «كعذر أقبح من ذنب»، بعد أن أوضح رئيس الحزب النائب جمال زحالقة في موقف هلامي أنهم «ليسوا مع القانون وليسوا ضده»! فهذه المسألة «ليست من أولوياتنا».
قد يعتقد البعض فعلًا أننا في صدد مسألة هامشية، خاصة إذا عدّدنا أصناف المخاطر الجسيمة التي يواجهها المواطنون العرب في إسرائيل؛ لكنني، لا أوافق هؤلاء، بل أرى أن الاختلاف حول هذه المسألة، كما مارسته القائمة المشتركة، والنظر في خلفياته ومبرراته، كما أعلنت أو كما أخفيت، يعكس، كما قلت مرارًا، استحالة تحول هذه القائمة المشتركة إلى قوة سياسية مؤثرة وقادرة على الدفاع عن حقوق المواطنين العرب في إسرائيل، وهي إذا لم تتغير جوهريًا، كما اقترحنا مرارًا، ستبقى عاجزة عن حماية المجتمع وإنقاذه من سوء المصير.
الدفاع عن الحريات الانسانية الأساسية لا يتجزأ؛ ومن يبرر رفض وقوفه ضد التمييز بين مجموعات من البشر بتحسس مفرط وخضوع لذهنيات وتقاليد موروثة، لن يكون قادرًا على الدفاع عن حريات الجماهير المستضعفة، ومن يهادن جيوبًا يحسبها من مصوتيه في المستقبل، قد تنزعج من قضية ما زالت تعتبر ملتبسة الجذور، بعد أن قيّدتها محابر الزمن الأغبر، في سجل «التابوهات» المحظورة، سيجد نفسه حبيس تلك «الجيوب» وأسيرًا في عراها، ومن لا يقف إلى جانب «المختلف» و»الآخر» في محنته ومن أجل حريّته على جسده وأحلامه، سيبقى هو «الآخر المختلف» المهزوم على أرصفة العجز والأوهام.
يصرّ البعض على أن يبقي قضية الجندرية والمثلية في أقبية الخيام وعلى الأسرّة في غرف النوم، وآخرون يسوّقون حروبهم الطاحنة ضدها بذريعة كونها سلعة غربية امتهنها الاعداء عبر الزمن السالف، ويمارسها اليوم الكفار؛ وعلى الرغم من رواج دعاياتهم وطغيانها في بعض المساحات، ستبقى الحقائق نزيلة في خزائن الأدب ومحفورة في بطون التاريخ؛ فقوائم الكتب العربية التي تعاطت مع تاريخ معاشرة الذكور للذكور وفنون حب السحاقيات والغزل في الغلمان والجواري، لا يعد ولا يحصى.
كما بدأنا سنختم ونقول: تاريخ البشرية مليء بقصص المثليين والسحاقيات وبانتشار الظاهرة في بعض المجتمعات وبملاحقتها في أزمنة أخرى. لن نعود إلى زمن الفراعنة، ويكفي أن نتذكر عهد افلاطون وجميع فلاسفة الإغريق، ثم الاسكندر المقدوني، ومرورًا بعهد الرومان وفارس حتى شيوعها في قصور بني امية وبني العباس والفاطميين والموحدين والمرابطين وغيرهم؛ فمن امبراطورية لأخرى أضحى حب الغلمان إسرافًا في الترف وعلامة من علامات المجتمع المخملي وازدهاره في قصور الأغنياء والأمراء وقصائد الشعراء.
لم تعد أخبار تلك الليالي والأيام مكتومة لأنها تملأ صفحات الكتب والمجلدات، وذلك من «زمن التبر» حتى زمن « الخبز الحافي».
المثلية الجنسية ليست مرضًا ولا شذوذًا، وهكذا يجب أن يتعامل معها كل من لا تملي عليه عقيدته الدينية موقفاً مغايراً. وهي ليست من أمور «السلطان» ولا من شأن الأفراد، وإذا قبلنا ذلك سيصبح تخيّلنا لما يقوله لنا المثلي/ة سهلًا؛ فهو مختلف عنا ولا يريد منا حسنة أو قناعًا، ولا أن ننمطه في خانة من الخانات، بل يطالبنا وبكل بساطة بأن ندعه/ ندعها يعيش/ تعيش، وأن لا نقرر عنه ومن أجله؛ فالمثليون يعيشون بيننا ومثلنا، وكثيرون منهم عاشوا ويعيشون كأصدقاء لنا، فرحنا لأفراحهم وبكينا لأوجاعهم وحزنّا عندما فارقونا ورحلوا.
فلماذا عندما تصيرون قادة و»سياسيين» تتنكرون لذواتكم؟
كاتب فلسطيني

القائمة المشتركة و«المثلية الجنسية» في الكنيست

جواد بولس

البحث العلمي ومؤسسات التعليم العالي العربية

Posted: 28 Jun 2018 02:11 PM PDT

يتصدر البحث العلمي إحدى الأولويات الأساسية لكل مؤسسةِ تعليمٍ عالٍ في الوطن العربي والتي من بينها التعليم والتنمية وخدمة المجتمع، يظهر ذلك جليا عند معاينة الرؤية والرسالة والأهداف لكل واحدة من هذه المؤسسات. ولكي تصل إلى مبتغاها وتحقق غاياتها المرسومة في مجال البحث العلمي.
تقوم هذه المؤسسات بين الفينة والأخرى بوضع الخطط والاستراتيجيات وعقد ورش العمل والمؤتمرات للنهوض في هذا المجال وتعزيز مكانته ضمن أنشطتها التي تقوم بتنفيذها. ونجد كذلك وزارات التعليم العالي على المستويات المحلية أو العربية تقوم بمحاولات وجهود عديدة ومتنوعة للغرض نفسه. وهذا يعكس إيمان الجميع بأهمية البحث العلمي في مؤسسات التعليم العالي ودوره في خطط التنمية المستدامة وتلبية حاجات المجتمع وتوفير الحلول الناجعة لمشكلاته المحلية من ناحية، ونقل أفراده من مستوردين ومستهلكين للمعرفة إلى منتجين ومستخدمين فاعلين لها من الناحية الأخرى.
ولكي نصل بالبحث العلمي إلى ذلك المستوى المؤثر في تنمية المجتمع وتطوره لابد أن تتسم نوعيته بالجدة والأصالة والابداع والتي يتم تحديدها من خلال ما يقدمه للمعرفة الإنسانية الحالية وما يضيفه للمجالات العلمية المختلفة. وهذا مطلب ينادي به الجميع ويظهر كهدف رئيسي في كل الأنشطة ذات الصلة بتطوير البحث العلمي في الوطن العربي كالمؤتمرات وورش العمل الوزارية العربية أو تلك المحلية التي تعقدها الدول أو الجامعات فيها. وفي أغلب الأحيان نجد أهداف ومخرجات هذه الأنشطة هي ذاتها، تتكرر أهدافها باستمرار وتصب مخرجاتها في الاتجاه نفسه من خلال توصياتٍ لو قمنا بتحليل محتوياتها لنجدها تشترك في مجموعة من الأمور أصبحت مألوفة لدينا كسن التشريعات المنظمة للبحث العلمي وإيجاد مصادر التمويل وتفعيل العلاقة بين مؤسسات البحث العلمي والقطاعين العام والخاص وغيرها من الأمور.
لا يعني هذا التقليل من شأن أي نشاط يهدف إلى الإرتقاء بالبحث العلمي حيث يلتقي أصحاب الخبرة مع أصحاب القرار تحت سقف واحد وتُعرض التجارب وتزداد المعارف وتتم الاستفادة والتقييم ومتابعة التطور في المجال. إلا أننا نجد العديد من المؤشرات والدعوات التي تفيد بتدني مستوى البحث العلمي في مؤسسات التعليم العالي العربية بشكل عام وبضرورة العمل على تطويره وتفعيله. يظهر ذلك جليا من خلال قراءة سريعة لعناوين وأهداف ونتاجات مؤتمرات وأنشطة في مجال البحث العلمي.
في مؤتمر الوزراء المسؤولين عن التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي في دورته السادسة عشرة الأخيرة، الذي عُقد في مقر الجامعة العربية تحت عنوان «التعليم العالي العربي وعالم العمل والإنتاج رؤية جديدة»، أكد المجتمعون على أهمية التخطيط المتكامل للتعليم العالي والبحث العلمي وقطاعات العمل والإنتاج في إطار الرؤية الوطنية للتنمية المستدامة لكل دولة وأولوياتها وعناصر تميزها النسبي. ودعا فيه الوزراء أيضاً إلى مراجعة التشريعات والقوانين الوطنية المنظمة لعلاقة مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي مع سوق العمل بهدف تعزيز الشراكة بينهما وتشجيع الشباب على الالتحاق بالعمل في القطاع الخاص.
وكما هو معلوم فأصحاب المصلحة الخاصة بالبحث العلمي متنوعون، الباحثون والمؤسسة البحثية وراسمو السياسات والمخططون ومن هم في سياق المشكلة البحثية (المجتمع) والمستفيدون وغيرهم.
ولكي نضمن تعميم الفائدة التي ينتجها البحث العلمي على هؤلاء المعنيين لابد من معالجة أمرين هامين، حالة الانفصام بين هذه الأطراف الناتجة عن قلة فرص التواصل بينها، فعدم وجود قنوات تواصل بين أصحاب المصلحة يُوَلّد عزلة كل طرف عن الطرف الآخر مما يجعل من عملية التعاون بينهم معدومة ويجعل من التعرف على طبيعة أعمالهم وإمكاناتهم ومشاكلهم واحتياجاتهم مبهمة. وعدم الثقة التي تنتاب كل طرف تجاه الآخر.
فكيف لمؤسسة تعليم عال أن تسهم من خلال نتائج أبحاثها العلمية في رسم سياسات اقتصادية لبلد لا رابط بين هذه المؤسسة والقطاع الاقتصادي فيه. وكيف لهذه المؤسسة أن تسهم نتائج أبحاثها في تطوير القطاع الخاص ما دامت العلاقة بينهما معدومة. وكيف لنتائج بحث تربوي تجريبي أن تسهم في حل مشكلة تربوية في الميدان ما دامت أبواب المدرسة موصدة أمام هذا الباحث الأكاديمي.
من الممكن لمؤسسات التعليم العالي المبادرة في معالجة هذين الأمرين من خلال فتح أبوابها للأطراف الأخرى وتبني قنوات تواصل معها من خلال القيام بأنشطة وفعاليات كعقد لقاءات وندوات وورش عمل تدعو لها الأطراف الأخرى يتم فيها عرض الأفكار والاطلاع على وجهات النظر وتحديد الأدوار والأولويات. كما يمكن للدوائر البحثية في هذه المؤسسات أن تضم في عضويتها شخصيات ذات وزن في عالم الأعمال وفي القطاع الخاص وفي الوزارات الأخرى المعنية، وهذا من شأنه زيادة الثقة بين الجميع وبالتالي نعزيز فرص التعاون المشترك.
وعلينا أن لا نغفل الاستفادة من التجارب وقصص النجاح المختلفة في هذا المجال. فقد كانت هناك قصص نجاح لبعض الجامعات في العديد من الدول العربية التي استطاعت أن تكسر الحواجز وتذلل الصعاب التي تعترض دمج مجهوداتها البحثية وقدراتها في هذا الشأن فاتحة أبوابها على مجتمعاتها المحلية، ومنها من تعدى ذلك ليغطي مناطق اقليمية وعالمية. إن مثل هذه القصص، ورغم قلتها ومحدوديتها الكمية والنوعية، يمكن أن يبنى عليها ويستفاد منها وبالتالي تعميمها. فعرض ونشر مثل هذه القصص وتبيان الفوائد التي حصلت عليها الأطراف كافة ولاسيما الفوائد المادية من شأنه أن يمهد الطريق لكافة القطاعات المجتمعية العامة منها والخاصة للانفتاح على ما يمكن أن تقدمه مؤسسات التعليم العالي في سبيل تطوير وتحسين أعمال تلك القطاعات من خلال البحث في مشكلاتها وإيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلات.
كما أن إيلاء الثقة بقدرات مؤسسات التعليم العالي البحثية وإمكاناتها من قِبَل الوزارات المعنية وإشراكها في رسم سياساتها وخططها التطويرية يساعد في تعزيز التعاون بين هذه الجهات وتطويره. وكذلك وعي القطاع الخاص بقدرات وإمكانات هذه المؤسسات البحثية وإمكانية زيادة إنتاجيته وقدراته التنافسية والنهوض بأدائه في السوق مهم أيضا لتعزيز هذا التعاون.
وفي المقابل على هذه المؤسسات أن تنهج النهج الذي يمكنها أن تكون بيوت خبرة حقيقية قادرة على التخطيط والتنفيذ في المجالات المختلفة، واضعة نصب أعينها أن يتعدى بحثها العلمي البحث الفردي الموجه لأغراض شخصية كمتطلبات العمل والترقيات، وإنما يتجاوز ذلك لينخرط جهدها البحثي بالمشروعات الوطنية التي هي بحاجة إلى البحث والتقصي لإيجاد حلول لمشكلات واقعية وحقيقية.
إن زرع الثقة وتبادلها بين جميع أصحاب المصلحة هو السبيل الوحيد للارتقاء بالبحث العلمي محليا وعربيا وهو الطريق الأقصر لتفعيل دوره ومساهمته في تطوير المجتمعات واقتصادياتها وتخطي مشكلاتها وبالتالي ازدهارها وتقدمها ورقيها. وهذا سيشكل الخطوة الأولى نحو الانفتاح عالميا والمساهمة في اقتصاده، اقتصاد المعرفة. فكيف لنا أن نجاري أو ننافس اقتصاديات الدول من حولنا إن لم نثبت قدراتنا وإمكاناتنا الذاتية في سياقاتنا المحلية والعربية أولا؟

مدير إدارة التربية في المنظمة العربية للثقافة والعلوم سابقا
جامعة النجاح الوطنية/ نابلس، فلسطين

البحث العلمي ومؤسسات التعليم العالي العربية

د. علي زهدي شقور

هناك تعليقان (2):

  1. هل ترغب في شراء الكلى أو تريد بيع الخاص بك
    الكلى؟ انه انت
    تبحث عن فرصة لبيع الكلى من أجل المال
    بسبب الانهيار المالي وأنت لا تعرف ماذا تفعل
    لا ، ثم اتصل بنا اليوم وسنقدم لك جيدًا
    المبلغ من المال لكليتك. اسمي دكتور تشارلز
    أنا
    أخصائي أمراض الكلى في مستشفى NICHOLAS. عيادتنا هي
    متخصص في جراحة الكلى ونحن نتعامل أيضا
    شراء
    وزرع الكلى مع الحياة و
    المانح المقابل.
    نحن موجودون في الهند وتركيا ونيجيريا والولايات المتحدة وماليزيا والهند
    إذا كنت ترغب في بيع أو شراء الكلى ، فالرجاء عدم ذلك
    لا تتردد في الاتصال بنا عبر البريد الإلكتروني.
    البريد الإلكتروني: nicholashospital1986@gmail.com

    بإخلاص
    د. تشارلز

    ردحذف
  2. هل ترغب في شراء الكلى أو تريد بيع الخاص بك
    الكلى؟ انه انت
    تبحث عن فرصة لبيع الكلى من أجل المال
    بسبب الانهيار المالي وأنت لا تعرف ماذا تفعل
    لا ، ثم اتصل بنا اليوم وسنقدم لك جيدًا
    المبلغ من المال لكليتك. اسمي دكتور تشارلز
    أنا
    أخصائي أمراض الكلى في مستشفى NICHOLAS. عيادتنا هي
    متخصص في جراحة الكلى ونحن نتعامل أيضا
    شراء
    وزرع الكلى مع الحياة و
    المانح المقابل.
    نحن موجودون في الهند وتركيا ونيجيريا والولايات المتحدة وماليزيا والهند
    إذا كنت ترغب في بيع أو شراء الكلى ، فالرجاء عدم ذلك
    لا تتردد في الاتصال بنا عبر البريد الإلكتروني.
    البريد الإلكتروني: nicholashospital1986@gmail.com

    بإخلاص
    د. تشارلز

    ردحذف