Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

السبت، 30 يونيو 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


لماذا اجتمع رؤساء المخابرات العربية مع الموساد؟

Posted: 29 Jun 2018 02:30 PM PDT

حسب تقارير نقلتها وسائل الإعلام العربية أمس فإن قمّة «استخباراتية» انعقدت في مدينة العقبة الأردنية في 17 حزيران/يونيو الماضي وحضرها رئيس الموساد يوسي كوهين، ورؤساء الاستخبارات المصرية، عباس كمال، والأردنية، عدنان عصام الجندي، والفلسطينية، ماجد فرج.
الاجتماع السري، حسب التقارير، جاء بطلب من صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره وموفده للشرق الأوسط جاريد كوشنر والمبعوث الأمريكي الآخر جيسون غرينبلات، وهذا يعني، من ضمن أشياء كثيرة، أن صلاحيات مبعوثي «السلام» الأمريكيين تتجاوز التفاوض بين السياسيين حول السلام إلى اقتراح اجتماع قادة الاستخبارات والأمن، أو أن الأمر بالعكس، وهو أن صلاحيات الساسة في منطقة «الشرق الأوسط» هي من مسؤولية القادة الأمنيين.
القمة الأمنية السرّية تلك، كانت، كما قيل في التقارير الصحافية، «لبحث سبل تحريك المبادرة الأمريكية لتسوية الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين والعرب» و«تحريك عملية التسوية قدما»، فإذا افترضنا أن مسؤوليات القادة أولئك هي أمنية فقط كما تفترض مناصبهم، فهذا يعني أنهم اجتمعوا لتباحث المخاطر الأمنية التي ستترتب على فرض قرارات سياسية ستؤدي لنتائج وردود أفعال من شعوب المنطقة (أو بعض شعوبها، وخصوصاً الفلسطينيين والأردنيين).
يوحي التساوي في الألقاب، للوهلة الأولى، أن هناك تساوياً في الأوزان، فكل هؤلاء هم قادة أمنيّون، كما أنّه يوحي كما لو أن المجتمعين متشاركون في قضيّة يريدون حلّها، وليسوا أعداء وخصوماً ألدّاء.
الأردن نفت حصول الاجتماع فيما نفت السلطة الفلسطينية مشاركتها في الاجتماع (وهو أمر محمود بحد ذاته)، أما الأطراف الثلاثة الأخرى فلم تكذّبه، فاللقاء لا يشكّل حرجا لمصر، كما أن السعودية لم توفّر مجالاً لإعلان تقاربها مع إسرائيل بشكل أو بآخر، وذلك قبل حتى اندفاعة ولي العهد محمد بن سلمان الحثيثة بهذا الاتجاه.
لا نعرف الجوّ الذي ساد الاجتماع، لكن معرفتنا المتواضعة بنظرة الموساد إلى قادة أجهزة الأمن العرب وطريقة تعاملها معهم، تسمح لنا بتشبيهها بطريقة تعامل قادة الاستخبارات مع شعوبهم (أو إذا كان يتعلق بنظرتهم هم نحو الموساد فقد تشبه تعاملهم مع مسؤوليهم)، ولذلك لا نجور عليهم لو تكهنّا بأن اجتماعهم كان «ودّياً» وأن القمّة الاستخباراتية تلك جرت كما أمل راعياها الأمريكيان منها وأكثر.
الاجتماع، بهذا المعنى، كان اجتماعاً هرميّاً: الأمر فيه لأمريكا، والقيادة لإسرائيل، والطاعة والتنفيذ للعرب.
سيعود القادة الأمنيون إلى قادتهم السياسيين بالأجندة التي «اتفقوا» عليها، وهي نفسها الأجندة الأمريكية ـ الإسرائيلية، وسيحاول القادة السياسيون، كلّ من موقعه، إعادة إعرابها وتصريف نحوها، سياسة واقتصادا واجتماعا، وسيكون حاصل الجمع الأمريكي والضرب الإسرائيلي هو الكسر العربي.
الواضح، رغم كل ذلك، أن هناك عقبات كبيرة أمام هذه المعادلة الكاسرة، وهي الفلسطينيون أنفسهم، فالاستسلام ليس خياراً ممكنا أمام قادتهم مهما كانت القوّة المعاكسة جبارة، كما أن القادة الأردنيين، الذين خرجوا من امتحان انتفاضة شعبيّة، ليست لديهم خيارات كافية تؤمن غطاء اقتصاديا وسياسيا شعبيا يسمح لهم بالانسحاب وترك الفلسطينيين يقاتلون وحدهم.
يبقى المصريون والسعوديون، وهؤلاء كانوا وما زالوا يجربون حظوظهم لإنهاء القضية الفلسطينية بالترغيب مرة والترهيب مرّات.
غير أن المعادلات، كما هو معلوم، لا تبقى على حالها.

لماذا اجتمع رؤساء المخابرات العربية مع الموساد؟

رأي القدس

مات من زمان وأعلنوا وفاته الآن!

Posted: 29 Jun 2018 02:29 PM PDT

أعترف أنني فوجئت بوفاة أحمد سعيد عن (92 سنة) وكنت أظنه رحل من زمان، منذ هزيمتنا كعرب في 5 حزيران/يونيو 1967 أو بعد ذلك بقليل، فقد غابت إذاعة «صوت العرب» من القاهرة التي قام بتأسيسها عام 1953 وكان لها صوتها العروبي المدوي واستقال منها بعد هزيمتنا المخزية كجيوش عربية أمام إسرائيل التي احتلت يومئذ الجولان بقية مدينة القدس و..و..

هل سمع الجيل العربي الشاب به؟

نحن الذين كنا في سن المراهقة أو مطلع الشباب لم ننسَ يوماً إسم الراحل أحمد سعيد. فقد كنا نلتف حول المذياع لسماع أخبار حربنا مع إسرائيل عام 1967 ونسمع صوته الإذاعي قوي النبرة وهو ينقل لنا أخبار الانتصارات العربية في فلسطين في دحر الإسرائيلي هذا بينما كنا نتلقى الهزيمة تلو الأخرى.. واحتلت إسرائيل الجولان السورية وأجزاء من القدس وفلسطين وأحمد سعيد قرر أننا «سنلقيهم في البحر» وهي عبارة قيل أن أحمد الشقيري الذي كان رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية قبل ياسر عرفات أعلنها في سياق خطبة له في الأسابيع التي سبقت حرب 1967، ونسبها البعض إلى الرئيس عبد الناصر.
كان أحمد سعيد صوت المد العربي القومي في كل مكان، زمن الانحياز إلى نضال الجزائر للتحرر من فرنسا وغير ذلك من الأحداث السياسية حتى أن إذاعة «صوت العرب» قُصفت في فترة «العدوان الثلاثي» كما قرأت، ودافع عنها رئيس الجمهورية جمال عبد الناصر قائلاً من منبر الجامع الأزهر بأن «صوت العرب» أمس الأول صارت هدفاً عسكرياً.. جاءت طائرات العدو لضربه».. وسمعنا صوت الرئيس الوحدوي عبد الناصر يقول للمواطن العربي «إرفع رأسك يا أخي»…

جاءت الهزيمة ونكّسنا رؤوسنا!

وبينما كان أحمد سعيد يعلن تحرير فلسطين تمهيداً لرمي الصهاينة في البحر، علمنا بهزيمتنا المدوية في 5 حزيران… وتم تحميل أحمد سعيد مسؤولية جهلنا بحقيقة ما يدور وبالتالي جرم الجزء الكبير من هزيمتنا..
وتم استعمال أحمد سعيد مشجباً نعلّق عليه عارنا وذنوبنا الوطنية والقومية، فنحن كعرب – أو معظمنا ـ بحاجة دائمة إلى زعيم فرد نحمّله مسؤولية تحقيق النصر لنا، وإلى فرد آخر نقوم بتحمّيله مسؤولية الهزيمة. وكان ذلك الشخص أحمد سعيد (الحالم) الكبير بالنصر العربي.. مثلنا..

تشرذم العرب وضياع فلسطين؟

نزار قباني كان واحداً من الذين أدمتهم هزيمتنا في حزيران 1967 وكتب جرحه في قصيدته «هوامش على دفتر النكسة».. (وأنا أطلق عليها الاسم الحقيقي لها: هزيمة). فقد اخترع الإعلام إسم «نكسة» لكارثة هزيمة الجيوش العربية في فلسطين، وكرهت تلك الكلمة، فالمحسنات البيانية كلها لا تستطيع تجميل الهزيمة لفظياً بتسميتها «نكسة»!.. والمفجع أننا يوماً بعد آخر نتشرذم كعرب ويأكل بعضنا بعضاً (او يحاول) أكل الآخر.. وشيئاً فشيئاً صارت لكل قطر عربي أو لمعظمها هواجسه الخاصة وحتى حروبه الداخلية وكاد معظمنا ينسى مأساة فلسطين كالقضية المركزية الأولى لنا كعرب.. لقد أضعنا البوصلة القومية، ولم يخطئ نزار قباني حين كتب «متى يعلنون وفاة العرب؟»… ولامه الكثيرون على تلك القصيدة الصادقة.

وفاة العرب أم وفاة أحمد سعيد؟

الصامت منذ هزيمتنا في حزيران 1967 أحمد سعيد ليس وحده الذي مات وكثيرون مثلي ماتوا معهم من يومها ونكاد نعلن وفاة اهتمام العرب بقضيتهم المركزية وهو ما عناه نزار قباني في قصيدته التي هوجمت يوم نشرها حول إعلان وفاة العرب..
ما زلت أذكر كم كان وقع الهزيمة (الملقبة بالنكسة) أليماً على أبناء جيلي (وما زال عندي) ومن طرفي شعرت بأن العالم العربي كله مقبرة شاسعة، وهكذا صرت أذهب للسهر في المقبرة البيروتية مع رفاق الحزن والخزي وعار الهزيمة.

اعتذار متأخر من أحمد سعيد!

أعتقد أن أحمد سعيد كان حسن النية وهو يعلن الانتصارات العربية (الكاذبة) في فلسطين وكنا ننهزم.. لعله كان يريد رفع الروح المعنوية للعرب وذلك مهم في فترات الحروب ـ أو أنه كان يعيش حلمه الخاص الذي انفلت عن الحقيقة التي لا تطاق – ولكن أحمد سعيد لم يكن بالتأكيد أحد أسباب الهزيمة.. كل عربي منا مسؤول على نحو ما، لا عن تراجعنا في الماضي فحسب، بل عن اندحارنا الحالي.. وها هو الرئيس ترامب يهدي القدس إلى إسرائيل ناقلاً سفارته اليها! داعياً ما كنا ندعوه (إسرائيل المزعومة) قبل أن نكاد نصير بلاد العرب (المزعومة).
رحم الله أحمد سعيد الذي لم يكن هو الذي أضاع أجزاء من فلسطين عام 1967، بل تخاذلنا العــــربي الذي يجـــعل «إعلان وفاة العرب» كما يقول نزار قباني مجرد اعتراف بالحقيقة… في يومنا الحالي. وأتذكر قول شكسبير في مسرحية الملك لير: «إبكوا، يا لكم من رجال من حجارة» ودمعة على أحمد سعيد والتعازي لأسرته، والأمطار من الدموع على فلسطين!

مات من زمان وأعلنوا وفاته الآن!

غادة السمان

«وحيد أوجيه» الذي باع «السيسي» في «محمد محمود»!

Posted: 29 Jun 2018 02:29 PM PDT

صرخ إعلاميو السيسي وكأنهم في مرحلة «الطلق» التي تسبق الولادة، وهم يتلقون خبر سقوط «وحيد أوجيه» وفوز «أردوغان» في الانتخابات التركية، وقد خذلهم مرشحهم في هذه الليلة الليلاء؛ باعترافه بالهزيمة، فقد باعهم في «محمد محمود»!
أما «محمد محمود»، فهو أحد الشوارع المتفرعة من ميدان «التحرير» في مصر، وهو مواز لشارع الشيخ ريحان، الذي تقع فيه وزارة الداخلية، وقد شهد تظاهرات وأحداثاً ارتبطت باسمه، فصارت تسمى «أحداث محمد محمود»: الأولى والثانية. والثوار الذين تحالفوا مع العسكر ومع دولة مبارك في خروجهم على الرئيس المنتخب في مثل هذا اليوم من خمس سنوات (30 يونيو) برروا لذلك ضمن ما برروا بأن «الإخوان باعونا في محمد محمود»، فلم يشاركوا في هذه المظاهرات التي انتهت بحضور القناصة، ومقتل الشاب «جيكا»، وكان الاخوان لا يجدون مبرراً للتظاهر، وقد بدأت حركة السياسة تسير منذ انتخابات البرلمان، وإذا كنت قد حضرت في هذه الأحداث، فأظن أن كثيرين ممن حضروا لم يعرفوا ماذا هناك وقد حدثت مواجهة بين الشرطة وشباب صغير؟! لكن ترددت عبارة «باعونا في محمد محمود» كثيراً بعد ذلك في وصف الإخوان، وزاد استخدامها بعد الانقلاب العسكري، لتبرير المواقف الفاقدة للرشد من قبل كثير من القوى الثورية التي انقادت خلف المعارضة الرسمية لنظام مبارك!
واللافت أن القوم يأخذون على جماعة الإخوان أنها باعتهم في «محمد محمود»، في الوقت الذي تحالفوا فيه مع من قتلهم في «محمد محمود»، والدكتور محمد البرادعي تقدم بنفسه وبشخصه ببلاغ للنائب العام ضد وزير الداخلية لأنه المسؤول عن مقتل «جيكا» في «محمد محمود»، وبعد مظاهرات 30 يونيو، كان البرادعي والوزير الذي كان الرئيس محمد مرسي قد أقاله حليفين، فالبرادعي تم تعيينه نائباً للرئيس «المؤقت» في حين أن الوزير عُين مستشاراً أمنياً لذات «المؤقت».
ولا بأس، فوالد «جيكا» نفسه الذي أصبح نجله من أيقونات «30 يونيو» بارك المسار السياسي الجديد، وبعزل من باعوا ابنه في «محمد محمود»، ولم يسأل أحد بعد ذلك عن مسار البلاغ، الذي تقدم به «البرادعي» للنائب العام، فقد صاروا حلفاء لمرتكبي أحداث «محمد محمود»، وإن ظلت مشكلة الإخوان أنهم «باعونا في محمد محمود»!

ليلة ليلاء

وعندما وقف «وحيد بك أوجيه» ليعلن قبوله بنتائج الانتخابات الرئاسية التركية، وقبوله بالهزيمة، قلت لقد باع السيسي وحلفاءه في «محمد محمود»، وكانت «ليلة ليلاء» كما سبق وصفها!
كان الذراع الإعلامي القوي للسيسي «أحمد موسى» يصرخ بعلو صوته، حتى خشيت أن يطق له عرق، وهو يطالب الشعب التركي بالخروج وإعلان «وحيد بيه» رئيسا لتركيا، والتعامل مع «أردوغان» بأنه الرئيس السابق.. الرئيس المخلوع.. في ليلة انتحر فيها المنطق، وصرنا أمام حالة من الجنون الرسمي المعتمد من قبل سلطة الانقلاب في مصر!
انتحار المنطق، ليس فقط لأن الانتخابات التركية نزيهة، كما شهد لها العالم، ولكن لأن المرء يحار في فهم المستهدف بهذا الرسالة الإعلامية، والتوجيه هو للشعب التركي، الذي لا يجيد العربية بطبيعة الحال، كما أن «أحمد موسى» نفسه لم ينطق من التركية في هذا الخطاب سوى كلمة «بيه»، وكل ثقافتنا في اللغة التركية في مصر هي من المسلسل التلفزيوني القديم «مارد الجبل»، وتبين أن كل الكلمات التي كنا نظن أنها تركية فيه ليست كذلك، وعندما سافرت إلى هناك ظننت أن لدي حصيلة مهمة من الكلمات التركية، مثل «أمان ربي أمان» تعبيراً عن الدهشة، و»تشكرات» تعبيراً عن الامتنان، وكان الأتراك ينظرون بدهشة لمعرفة ماذا أقول وقد بدت لغتي قريبة من لغة الطير! وفي هذه الليلة الليلاء، لاحت أمامي فكرة شيطانية، وهي ماذا لو أن محمد بن زايد، الممول الرسمي لمحاولة اسقاط «أردوغان»، أطلق قناة تركية للتعامل مع الأتراك، حتى خشيت أن يسمع بما يدور في خلدي في هذه الليلة، وخشيت من الفكرة من أن تخرج من رأسي فيتلقفها القوم، لكني تذكرت أنه من المستحيل أن يجدوا «أحمد موسى» آخر يتحدث بالتركية، ومن الصعب بطبيعة الحال أن يتعلم المذكور أي شيء، ناهيك عن اللغة التركية، وهي صعبة بطبيعتها، وبعد العديد من الرحلات إلى اسطنبول كل ما خرجت به من هذه اللغة هى كلمة «أردكاش»، بمعنى «صديق»!
كان «أحمد موسى» يصرخ وهو يعلن أردوغان مزور، ولم يعد رئيساً لتركيا، وأن الرئيس هو «وحيد بيه»، وأن على الشعب التركي أن يفرض «وحيد بيه أوجيه» رئيساً لتركيا، فلا أعرف إلى أي نظرية اعلامية ينتمي هذا الخطاب، الذي يؤكد صدق مقولة «دارون» أن الانسان أصله قرد، فأفشل في العثور على النظرية التي يندرج تحتها هذا الخطاب، حتى وجدت الأخ العقيد معمر القذافي أمامي ليلتها يطرح سؤاله الشهير: «من أنتم؟».

عكاشة ليس من المريخ

وجدتني في ليلة بلا ملامح، أفكر في ضرورة وضع شرط جديد لمن يعمل في مجال الإعلام ضمن مسوغات التعيين وهي حيازة شهادة باللياقة النفسية، ثم تراجعت لأن ما نحن فيه ملامح مرحلة، صار فيها الطبيب النفسي في حاجة إلى من يعالجه نفسياً، انظر إلى الدكتور أحمد عكاشة في لقاءاته التلفزيونية منذ أن اختاره السيسي مستشاراً له، وستقف فعلاً على أن الرجل غادر الكوكب الأرضي، ويعيش في المريخ، ولست في حاجة إلى أن تسمع كلامه، فيكفي أن تنظر إليه لتعلم أنه ليس من هنا!
إن «موسى» لم يكتف بالاعلان شفاهة عن تزوير الانتخابات، ولكنه قدم الدليل على ذلك من خلال فيديو يرصد تطاير أصوات الناخبين في الهواء، بينما يقوم شبان بجمعها، وهى صورة مستوحاة من الحالة المصرية، عندما كانت الصناديق تنقل من اللجان المختلفة إلى ما يسمى بلجنة الفرز، وفي الطريق يجري استبدالها بأخرى، وكان من انجازات برلمان ما بعد الثورة، هو أن أقر قانوناً ينص على أن الفرز يكون في اللجان، فلا ينقل الصندوق من مكانه إلا بعد فرزه، وتركيا تأخذ بذلك!
وقد أشفقت على صحافي تركي يتحدث العربية، عندما استضافته قناة «الجزيرة مباشر»، ليعلق على ما جاء في الإعلام المصري، فكيف له أن يستوعب هذا الجنون الذي يبثه إعلام السيسي، حيث افتقاد المنطق، وقد أفاد الرجل أن الصندوق الانتخابي، له عدد من الأقفال بعدد المرشحين، وكل مندوب لمرشح يحمل مفتاحاً، فلا يفتح الصندوق إلا في حضورهم جميعاً، وتذكرت كيف أن شباب الاخوان ومندوبي الرئيس محمد مرسي ناموا في اللجان لحماية الصناديق في انتخابات جرت على يومين!
عندما طرح مذيع «الجزيرة مباشر» سؤاله على أحد الضيوف عن موقف هؤلاء الإعلاميين إذا حدثت مصالحة بين النظام المصري والتركي، تذكرت مواقفهم القديمة، فهؤلاء من «التابعين» و«تابع التابعين»، ولا يعني التابع من غير أولي الإربة تحول موقف سيده، فهو في خدمته يميناً ويساراً، وقد شاهدنا كيف انطلقوا يهاجمون الملك سلمان، ابتزازاً لصالح سيدهم، وعندما خضع، انقلبوا يقولون فيه شعراً، بل إن محمد بن سلمان نفسه أرجع أن من هاجمهم هو الإعلام «الاخوانجي»، فهل «إبراهيم عيسى» ملتحق بالإعلام الإخوانجي؟!
ولماذا نذهب بعيداً، و«وحيد بيه» قد باعهم في «محمد محمود»، وأعلن أنها انتخابات نزيهة، وأن كل ما يطلبه من «أردوغان» أن يتصرف على أنه رئيس لكل الأتراك، وقال إن الدول التي لا يشارك في انتخاباتها أكثر من (30 %) لا تعطي دروساً في الديمقراطية للأتراك الذين تجاوزت مشاركتهم أكثر من (80 %)، والكلام لك يا جارة، ومع ذلك فقد مر الأمر مرور الكرام، مع أن أحداً لا يجادل في أن «وحيد بيه» جرى دعمه من أركان الثورة المضادة، وعلى رأسها إمارة أبو ظبي، بيد أن الرجل يدرك أن الأمر انتهى، فتقرب من «أردوغان» بالنوافل، لإغلاق الملف، والأمور في تركيا ليست كما حدث في مصر بعد الثورة، عندما نزل «حمدين صباحي» ليحتفل بسقوطه في «ميدان التحرير» ويطلب من الدكتور محمد مرسي أن يتنازل له عن جولة الإعادة، وكأننا في سباق بالدراجات!
ومع هذا البيع في «محمد محمود» فإنه لا ردة فعل، لمن طالب جماهير الشعب التركي بالخروج والتمسك بـ «وحيد بك أوجيه» رئيساً لتركيا وطي صفحة «أردوغان» في لحظة انتحر فيها المنطق، بعد فقده للنطق، ليصبح السؤال الملح: من يخاطب القوم؟!

على واحدة ونصف

أتذكر ليلة محاولة الانقلاب في تركيا، كيف أن اعلام دول الثورة المضادة (والحصار الآن) قد تحزم ورقص «على واحدة ونصف»، و»أحمد موسى» نفسه قطع اجازته الأسبوعية وعاد ليقدم برنامجه على قناة «صدى البلد»، وفي اليوم التالي كانت البلاهة تبدو على الوجوه! قالوا إن «أردوغان» انتهى، وأن الجيش التركي العظيم أطاح به، وكانت «زفة بلدي»، لكننا كنا نعلم أنهم لا يخاطبون الشعب التركي، فالانقلاب أوكلوا أمره إلى أتراك، ليتفرغ القوم للاحتفال، لكن التحريض الأخير كان موجها للأتراك وباللغة العربية، فما هو المراد بهذه الرسالة الاعلامية لأذرع السيسي؟!
في التحليل النفسي للأمر، ربما تكون حالة فقدان الاتزان راجعة إلى أن القوم في القاهرة تلقوا تطمنيات إماراتية بأن الانتخابات محسومة لصالح «وحيد بيه أوجيه» فتصرفوا على هذا الأساس، فكانت النتيجة صفعة، في يوم كانوا فيه سكارى وما هم بسكارى، لتنتج هذه الحالة هذا الأداء الجنوني!
لقد هدد عبد الفتاح السيسي في خطاب أخير له بالانتقام من معارضيه، فكله سيدفع الثمن، واحتارت البرية في سبر أغواره، لا سيما وأن التهديد جاء منبت الصلة بما قبله وما بعده، لتفيد الدوائر القريبة منه أنه ينتظر سقوط «أردوغان» واستلام المعارضين له في تركيا، واغلاق قنوات الثورة التي تبث من هناك، وهذا ما يفسر لحظة الطيش الإعلامي، التي عبر عنها «أحمد موسى» أبلغ ما يكون التعبير، لتكون الصفعة الثانية من «وجيه بيه» نفسه، الذي اعترف بنتيجة الانتخابات وأن «أردوغان» رئيساً لكل الأتراك!
لقد باعهم «وحيد بيه» في «محمد محمود»، فماذا هم فاعلون؟!
صحافي من مصر

7GAZ

«وحيد أوجيه» الذي باع «السيسي» في «محمد محمود»!

سليم عزوز

هل انتصر النظام العربي على الربيع العربي؟

Posted: 29 Jun 2018 02:28 PM PDT

كي لا نكذب على بعضنا، وكي نضع النقاط على الحروف للاستفادة من التجارب المريرة، يجب أن نعترف أننا اكتشفنا متأخرين أن النظام الدولي بقيادة ضباع العالم هو الذي يختار لنا حكامنا وأنظمتنا وحكوماتنا، وحتى مناهجنا التعليمية والدينية، كما اعترف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعظمة لسانه عندما قال: «إننا اعتمدنا الوهابية ليس لأننا وهابيون متطرفون، بل لأن أمريكا كانت تريد استخدام الإسلام المتشدد لتواجه به الاتحاد السوفياتي». وبما أن القوى الكبرى المتحكمة بالعالم تختار لنا حتى عقائدنا الدينية، فلا شك أنها أيضاً تختار لنا من يحكمنا وحتى طريقة العيش التي يجب أن نعيشها. لهذا فإن أي شعب يحاول أن يتمرد على النظام الدولي وذيوله العربية لا بد أن يتعرض لعقاب شديد كما حدث للشعوب العربية التي ثارت على أنظمتها.
لا تقولوا لنا أبداً إن أوروبا الشرقية ثارت على الأنظمة الشيوعية وانتصرت عليها. لا أبداً. إن الذي أدار المعركة مع الشيوعية ليس شعوب أوروبا الشرقية، بل الأنظمة الغربية بقيادة أمريكا، وهي التي انتصرت على الاتحاد السوفياتي، ومن ثم وضعت شعوب أوروبا الشرقية تحت المظلة الغربية. وهذا أكبر دليل أنه لم يكن مسموحاً لأوروبا الشرقية أن تختار نظام الحكم الذي يناسبها بعد سقوط الشيوعية، بل كان عليها أن تنتقل بشكل أوتوماتيكي إلى المعسكر الرأسمالي. وهذا درس لأي شعب يريد أن يتحرر ويقرر مصيره. وإذا كانت أمريكا قادرة على التحكم بشعوب أكثر تطوراً بكثير من الشعوب العربية، فما بالك بشعوبنا المسكينة التي تعرضت لهزيمة نكراء فيما سُمي بالربيع العربي.
ما حصل في كل بلاد الربيع العربي لم يكن شأناً داخلياً أبداً، بل كان لعبة أكبر من الشعوب والأنظمة معاً. من أسقط حسني مبارك في مصر والقذافي في ليبيا وعلي عبدالله صالح في اليمن وزين العابدين في تونس، وصدام حسين في العراق، كان بإمكانه أن يُسقط بشار الأسد في سوريا، لكنهم استخدموه لأغراض أخرى كانوا يريدون تحقيقها في المنطقة عن طريقه، بحيث حمل الأسد بجدارة مشعل الفوضى الهلاكة التي رسمت مشروعها كوندوليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا السابقة. أكبر نكتة تسمعها في سوريا الآن أن الأسد انتصر على أمريكا. مضحك فعلاً.
الذي انتصر حقاً في منطقتنا فيما سموه بالربيع العربي هي القوى الكبرى، أو بالأحرى النظام الدولي والنظام العربي الذي صنعه أصلاً النظام الدولي ليكون وكيلاً له في المنطقة العربية.
هل سقط النظام أو تغير في أي بلد عربي من بلاد الثوارت؟ بالطبع لا. كما هو ومعروف أن النظام في أي مكان في هذا العالم هو عبارة عن منظومة أمنية وعسكرية واقتصادية وإدارية ذات عقيدة معينة. فلننظر إلى تلك المنظومات العربية التي ثارت عليها الشعوب في تونس ومصر وسوريا واليمن وليبيا والعراق. هل تغير أي شيء فيها؟ لا أبداً، لا بل يمكن القول إن تلك المنظومات أصبحت اقوى، وأخذت شرعيات جديدة بحجة محاربة الإرهاب، أو بانتخابات مزيفة شاركت فيها الشعوب، وأعطت جلاديها صكاً على بياض.
لنأخذ سوريا ومصر وليبيا واليمن والعراق وتونس مثلاً. ألم تزدد المنظومة الأمنية والعسكرية قوة وتغولاً في تلك البلدان؟ هل اختفى النظام الإداري البيروقراطي الذي يحكم المصريين والسوريين واليمنيين والليبيين والعراقيين والتونسيين منذ الاستقلال المزعوم؟ بالطبع لا، فما زال الإنسان في تلك البلدان عبداً للنظام والبيروقراطية القاتلة التي تتعامل مع الفرد كعبد يمكن إذلاله بلقمة عيشه وأصغر معاملة إدارية لتركيب ساعة كهرباء. اسأل السوريين الآن بعد أن ضحوا بأكثر من مليون شهيد وخمسة عشر مليون نازح ولاجئ: هل عندما تدخل دائرة حكومية الآن ستجد معاملة أفضل بعد كل تلك التضحيات؟
لا شك أنه سيقول لك: إن الوضع إلى الأسوأ وإن النظام الإداري صار أكثر شراسة بتحريض أمني. هل خفت قبضة الجيش عن السلطة في مصر وسوريا، أم إن الجيش عاد أقوى وأوحش؟ هل ستلين القبضة الأمنية في تلك البلدان، أم إنها ستتغول أكثر بحجة إعادة الاستقرار ومحاربة الإرهاب؟ هل تغير النظام الاقتصادي الذي ترزح تحته الشعوب الثائرة منذ عشرات السنين، أم إن الاقتصاد صار أكثر وطأة وضغطاً على المواطن البسيط من خلال رفع الدعم وارتفاع الأسعار وتغول القطاع الخاص الذي أصبح ذراعاً للأجهزة العسكرية والأمنية؟
لا تغرنكم الديمقراطية العراقية التي صنعتها أمريكا لعملائها، فهي أسوأ من أسوأ نظام عسكري في المنطقة، لا بل إنها أخطر على العراق من حكم الجنرالات، فقد عادت بالعراق إلى حكم الطوائف، وبات المواطن العراقي البسيط يتحسر حتى على أيام الطغيان الخوالي. وفي ليبيا سقط القذافي، لكن الذي أسقطوه يدعمون الآن نسخة جديدة منه متمثلة بالجنرال حفتر الذي اعترف بشكل صريح أن الديمقراطية تحت حذائه العسكري. أما اليمن فبات بدوره يتحسر على حكم الشاويش. لا تقل لي أبداً إن تونس تختلف عن البقية. لا أبداً. هل تطورت المنظومة الأمنية التي صنعها بن علي وثار عليها الشعب، أم إن حليمة عادت إلى عادتها القديمة، لا بل إن أحد ضباط الأمن طالب باغتصاب الصحافيين المتمردين مؤخراً.؟ هل تغير النظام الاقتصادي الذي أرساه الرئيس المخلوع أم صار أسوأ؟ هل تحسن النظام الإداري؟ هل اختفت الطبقة السياسية التي تتحكم بمفاصل الدولة؟
للأسف، لقد عاد النظام القديم بأوجه أكثر قبحاً. لكن هيهات أن ينجحوا، فهم يخوضون معركة خاسرة مهما فعلوا وتغولوا، وحسبهم يوفرون للشعوب لقمة الخبز، لأن حكم الجنرالات صار من الماضي، حتى لو دعمتهم كل قوى الأرض. وهذا يذكرنا بإخفاق الثورة الفرنسية التي أسقطت النظام الملكي، ثم عاد النظام أقوى، لكن مهما كان النظام الدولي وعملاؤه الداخليون أقوياء، فلن يكونوا أقوى من عجلة التاريخ التي غيرت وجه فرنسا وأوروبا ولو بعد عشرات السنين من الدماء والمعاناة والقهر.

٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

هل انتصر النظام العربي على الربيع العربي؟

د. فيصل القاسم

هل يمكن أن تنجز «التسويات الدولية» في درعا بجنازير الدبابات؟

Posted: 29 Jun 2018 02:28 PM PDT

قبل كل عملية احتلال واحدة من معاقل المعارضة، بات من الرائج أن تنتشر عدة مقولات وتأويلات متشابهة، بل متطابقة في كل مرة، تبدأ بالتأكيد من قبل المعارضة على رفض التسويات والانسحاب، ودعوة «المجتمع الدولي» و»القوى الدولية» للتدخل. وبعد أيام من المعركة والقصف الدموي للنظام، كما حدث مؤخرا في درعا، يبدأ الحديث عن «التخاذل الدولي» و»تخلي أمريكا» عن الثوار، وكأن قائل هذه العبارات تفاجأ بذلك أو أنه كان يعيش في كوكب آخر في السنوات الاخيرة من عمر النزاع في سوريا. والأهم انه ما زال مقتنعا بأن نصرة المعارضة السورية يجب أن تكون أولوية لدى السياسة الخارجية الامريكية، بل هي جزء من الأمن القومي الأمريكي ربما، ثم ننتهي بتأويلات عن «الصفقات الدولية الخفية» التي عقدت، لـ»تسليم» تلك المدينة أو تلك المنطقة للنظام.
العجيب أن التصريحات الأمريكية الرسمية المعلنة والخاصة، والسياسات الأمريكية المتبعة في سوريا، واضحة ومباشرة في موقفها، بالإحجام عن دعم فصائل المعارضة السورية لإسقاط النظام منذ أكثر من ثلاث سنوات، فقد أبلغت كل الفصائل المنضوية في غرف الموك والموم (غرف التنسيق والتسليح الدولية للمعارضة) بذلك صراحة، وجُمد الدعم بشكل شبه كامل منذ أعوام أيضا من قبل الدول الحليفة، كقطر والسعودية، وخرجت للعلن تفاهمات دولية تتحدث بشكل مباشر عن بقاء مؤسسات النظام العسكرية والأمنية، كما صرح بذلك نصا وزير الخارجية السعودي الجبير ومسؤولون امريكيون، حتى كلمات جون كيري للناشطين السوريين الذين اجتمع بهم في الولايات المتحدة وتسربت في تسجيل صوتي، كانت واضحة وقاطعة، عندما أجاب عن سؤال لناشطة سورية، وقبل نحو ثلاث سنوات، كررت فيه هذه الاسطوانة عن تدخل الولايات المتحدة لإسقاط النظام، قائلا بلهجة كلها استغراب «من قال لك ذلك؟».
من لم يستمع لكيري في السر، كان يفترض به على الأقل أن يستمع لتصريحاته في العلن، عندما بدأ القصف السوري لمواقع الثوار في ريف أدلب وحماة عام 2015، إذ ظهر أن الأمريكيين أخفقوا حتى في حماية حلفائهم من فصائل الجيش الحر، التي تعرضت للقصف من قبل روسيا حينها، وتواصل استهدافها بموقف روسي واضح في مضمونه، وهو أن «من يقاتل النظام هو إرهابي»، ولم يتمكن الأمريكيون من توفير الحماية في سوريا سوى لفصائل المعارضة التي لا تقاتل النظام، كما في قاعدة التنف وشمال سوريا.
ومن هنا يبدو غريبا الحديث عن «تسويات» أمريكية وتركية قبل سقوط المدن المعارضة بيد النظام، كما يدور الآن في أدلب، وكما قبلها في الغوطة وحلب.
ولا نتحدث هنا عن تفاهمات بين موسكو وواشنطن، وأنقرة وطهران، وهي موجودة بالفعل، لكنها اختطت بناء على توازنات الأمر الواقع التي أفرزت طرفا فائزا وآخر خاسرا، نتيجة حرب تدور رحاها الطاحنة منذ سنوات، وليس بناء على ما يروج من أن الامريكيين باعوا «درعا» ليشتروا من الروس مكسبا آخر، فماذا يملك الامريكيون في درعا؟ إذا كانوا غير قادرين على حماية فصائلهم في أدلب قبل ثلاث سنوات، وإذا كان أحد أبرز ممثلي فصائل درعا في غرف الدعم التسليحي، قد انسحب منها قبل ثلاث سنوات، لعدم قدرة الأمريكيين على دعمهم وضيق خياراتهم والخشية من الغوص في المستنقع السوري كما العراقي، وأبلغ زملاءه حرفيا «إغسلوا أيديكم من الأمريكيين».
عندما نتحدث عن تسوية، فهذا يعني أن هناك طرفين غير قادرين على حسم النزاع العسكري نتيجة تعادل قوتهما، فيتم اللجوء لـ»تسوية» سياسية، تنجز سلميا وتوافقيا وليس عسكريا، وإذا افترضنا صحة الروايات عن أن الامريكيين عقدوا تسوية لتسليم درعا لروسيا، أو تركيا عقدت تسوية لتسليم حلب، فماذا تفعل الطائرات الروسية فوق درعا منذ ايام! لماذا يشن الروس الحرب على مناطق تمت تسوية بشأنها و»سلمها» الامريكيون لهم بتفاهم؟
كثيرا ما يتم الحديث عن تسوية، لكن ما يحدث فعليا هو تسوية لبيوت درعا لا أكثر.
وما يحدث فعليا، هو أن «الصفقات الخفية» والاتفاقات الدولية تبقى تفسيرا مفضلا لمعظم الجمهور، الذي يصر على تجاهل ما يحدث فعلا على أرض الواقع، ويروق له اللجوء لتفسيرات كانت وستبقى فقط في عالم «مستتر»، إذ لم نسمع ولن نسمع بعد مضي كل معركة، عن أي بنود أو تفاصيل لهذه التسويات الدولية، التي ستبقى موجودة فقط على صفحات الجرائد ومواقع التواصل ومخيلات أصحابها، إذ أن التسويات السياسية بين «القوى الدولية» لا تنفذ بجنازير الدبابات وبراميل الطائرات، التي ما أن انهالت على رؤوس المدنيين في درعا، حتى اضطرت الفصائل للاستسلام بسرعة، وهي مهلهلة آيلة للسقوط اصلا منذ سنوات.
وبغض النظر عن انتقاد الفصائل المنسحبة من مناطق المعارضة، فلا يمكن تجاهل فارق القوى العسكرية الفائق لصالح النظام، الذي أجبرها على «تسوية» أوضاعها والخروج من مناطق المعارضة، إذن، التسوية الحقيقية إن حصلت فهي هذه التسويات مع النظام الناتجة عن خسارة الحرب، وهي حدثت في الغوطة وحلب وستحدث الآن في درعا بشكل معلن، ولا علاقة للامريكيين بها، بل إن حدوث هذه الاتفاقات للانسحاب هو دليل على ألا وجود لتسويات أمريكية روسية، ولو كانت موجودة لما كان هناك من داع لشن الحرب على درعا، وللضغط على الفصائل، تحت القصف لعقد التفاهمات مع الروس للانسحاب نحو أدلب، ولكان الامريكيون هم من أنجزوا هذه التسوية نفسها مع الروس، لكن الطائرات الروسية وآلة حرب النظام هي التي فرضتها بالقوة، وبعد بدء المعركة وليس قبلها، وهذا ما حصل في حلب والغوطة والقلمون، وهي نتيجة مسبقة لتفوق القوة العسكرية للنظام وحلفائه على مدى السنوات الاخيرة التي اختبرت فيها قوة أطراف النزاع في عدة مواجهات، تم حسمها بالحرب وليس بالـ»تسويات».
إنها الحرب، لا تعترف سوى بقانون الغالب، منذ سبع سنوات والمعارضة تبرر تفككها ورداءة أدائها العسكري والسياسي بشتى الحجج، وهي تبرر أيضا معاركها الداخلية بين الفصائل بالمنحى نفسه، برمي كل فصيل لخصومه بانه عميل لتلك الدولة الخارجية. وحتى لو تتبعنا، التفسيرات المتداولة من قبل بعض قادة الجيش الحر، لما يحدث خلال المعارك، لوجدنا هيمنة لافتة للتفسيرات الشعبوية، أمس مثلا نقل عن قياديين معارضين، منشورين عن سير المعارك  في درعا، أحدهما لعقيد سابق منشق عن جيش النظام، الأول يتحدث عن «الخسائر الاقتصادية التي حلت بروسيا ما اضطرها لعقد هدنة في درعا». والثاني يحلل أن روسيا اضطرت لعقد هدنة في جنوب سوريا لمدة 12 ساعة لأن «ذخيرة الطائرات نفدت، وهي بحاجة لهذه الساعات لإعادة التذخير»! وكأن فصائل المعارضة في درعا أصبحت قادرة فجأة على تهديد دمشق مثلا لتضطر خصومها لعقد هذه الهدنة المفترضة! هذا إذا نحينا جانبا تهاوي هذه الطروحات من جوانبها الفنية واللوجستية.
اللافت هو رواج هذه التعليقات، واللافت أيضا هو ردود أصحابها على منتقديهم، بالقول إننا «نريد رفع المعنويات يا جماعة»! وكأنهم يريدون صناعة جمهور عربي تشحذ معنوياته بشحنات الوهم والخداع .. جرعات «ترامادول» مسكنة للآلام كما وصفها احد الناشطين الحمويين.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

 

هل يمكن أن تنجز «التسويات الدولية» في درعا بجنازير الدبابات؟

وائل عصام

خمس سنوات على 30 يونيو… السيسي تَخلص من خصومه… وحلفائه!

Posted: 29 Jun 2018 02:28 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: لم يتبق من المشهد الذي ظهر فيه المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، في الثالث من يوليو/ تموز 2013، وأعلن فيه الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة وتولي المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية في ذلك الوقت، رئاسة البلاد بشكل مؤقت حتى تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، سوى شيخ الأزهر، أحمد الطيب، وبابا الاسكندرية والكرازة المرقسية تواضروس، بينما اختفى باقي من ظهروا في الصورة من المشهد السياسي.
محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كان أول من غادر المشهد السياسي، وقرر الخروج من مصر، والاكتفاء بتغريدات على موقع «تويتر» ينتقد فيها سياسات السيسي.
وبدأ الخلاف بين البرادعي ونظام 30 يونيو، بعد رفضه فض اعتصام جماعة «الإخوان المسلمين» في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقوة، حيث تقدم وقتها باستقالته من منصبه.
وكشف بعد ذلك في تغريدات أطلقها وهو خارج مصر، عن تعرضه للتهديد من قبل جهة سيادية لم يحددها، وكتب على صفحته على «الفيسبوك» أن «جهة سيادية هددت بتدميره، عندما كان في منصبه، إذا استمر في محاولات العمل للتوصل إلى فض سلمي لاعتصامات الإخوان المسلمين».
وتعرض بعد ذلك لحملة إعلامية ممنهجة لتخوينه وتقديمه باعتباره جزءا من مؤامرة دولية تهدف لضرب استقرار الدولة المصرية.

العسكر

وبعد سنوات من المشهد الذي مثل نهاية حكم مرسي ومهد الطريق لوصول السيسي لحكم مصر، تفاجأ المصريون بالإطاحة بكل الرموز العسكرية الذين شكلوا أعضاء المجلس المصري للقوات المسلحة واحدا تلو الآخر، وكانت آخر هذه الإطاحات، ما جرى مع الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع المصري السابق.
فقبل أيام من حلول الذكرى الخامسة لأحداث 30 يونيو/ حزيران 2013، وذكرى مشهد 3 يوليو/ تموز2013، أقال السيسي صبحي الذي تولى مسؤولية وزارة الدفاع خلفا للسيسي، في التغيير الحكومي الذي جرى بعد فوز الأخير بولاية ثانية، رغم نص الدستور المصري في مادته 234 على أن «يكون تعيين وزير الدفاع بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتسري أحكام هذه المادة لدورتين رئاسيتين كاملتين اعتباراً من تاريخ العمل بالدستور».
الفريق أسامة الجندي القائد السابق للقوات البحرية، كذلك، تمت إقالته من منصبه في أبريل/ نيسان 2015، وتم تعيين اللواء بحري أسامة ربيع خلفا له.
وكان الجندي عين في أغسطس/ آب 2012، عقب حركة التغييرات الواسعة التي أجراها مرسي في صفوف قادة القوات المسلحة، شملت إقالة وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي ورئيس هيئة أركان الجيش سامي عنان وعدد من القادة العسكريين.
وعقب ذلك أطاح السيسي بالفريق عبد المنعم التراس من منصب قائد قوات الدفاع الجوي في ديسمبر/ كانون الأول 2016 وعينه مستشاراً له للشؤون العسكرية.
أما الفريق محمود حجازي الذي تولى إدارة جهاز الاستخبارات العسكرية في حركة أغسطس/ آب 2012، خلفًا لصهره السيسي، الذي أصبح وزيرًا للدفاع في الحركة نفسها، فأقيل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، ورغم عدم وجود تبرير رسمي لسبب الإقالة فإن الخطوة بدت كعقاب على ردة فعل حجازي المتراخية في التعامل مع «حادثة الواحات» التي قتل فيها 16 شرطيًا.
كان حجازي أحد العسكريين الستة الكبار الذي شاركوا في مشهد يوليو/ تموز 2013، بحكم منصبه، وجرى ترقيته في مارس/ آذار 2013 إلى رتبة الفريق وتعيينه رئيسًا لأركان الجيش، خلفًا لصدقي صبحي الذي تولى منصب وزير الدفاع، بعدما استقال السيسي من أجل الترشح لرئاسة الجمهورية.
لم تقتصر عمليات الإطاحة بالعسكريين، بل امتدت للقيادات السياسية المدنية التي شاركت في أحداث 30 يونيو/ حزيران 2013، لكنها عادت بعد ذلك وانتقدت حكم السيسي ووصفته بـ«الديكتاتور».

أبو الفتوح

في مقدمة هؤلاء عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية والمرشح الرئاسي السابق، الذي جرى اعتقاله وتوجيه اتهامات له بـ«تأسيس وقيادة جماعة إرهابية».
أبو الفتوح، كان من بين المشاركين في أحداث 30 يونيو/ حزيران 2013، حيث أعلن وقتها حزب «مصر القوية» عن الخروج يوم 30 يونيو/ حزيران 2013 بقيادة رئيسه في مسيرة تنطلق من مسجد الاستقامة، إلى ميدان التحرير، مؤكاً في بيان على «أهمية إجراء انتخابات رئاسية مبكرة والاحتكام للصندوق»، وجاءت تغريدات أبو الفتوح في ذلك اليوم للتأكيد على ذلك.
وطالت حملات الاعتقالات أيضاً عددا من أبرز النشطاء الذين دعوا ونظموا احتجاجات 30 يونيو/ حزيران 2013، بينهم الناشطان علاء عبد الفتاح وأحمد دومة، وغيرهما من الذين يقضون عقوبات في السجن تتراوح بين الخمس سنوات والمؤبد في قضايا تتعلق بالتظاهر.
حملات الاعتقالات امتدت أيضاً لعدد ممن حسبوا على السيسي في بداية عهده، لكن سرعان ما انقلبوا عليه ووجهوا لسياساته انتقادات حادة تتعلق بغلق المجال العام، وفرض رقابة على المصريين، وتأميم الحياة السياسية، ولعل أبرز هؤلاء الناشط السياسي حازم عبد العظيم، الذي تولى مسؤولية لجنة الشباب في حملة السيسي الرئاسية الأولى، بعد أن ألقي القبض عليه أواخر الشهر الماضي وتوجيه اتهامات له تتعلق بـ«استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة إرهابية».
وبينما تحل الذكرى الخامسة لأحداث 30 يونيو، يبدو أن السيسي قد تخلص من كل من شاركوا في هذه الأحداث من قيادات سياسية ومدنية، وحاصر الأحزاب صاحبة الدور الفاعل وجعلها حبيسة مقراتها بقوانين تمنعها من التواصل مع الجماهير كالتظاهر والإرهاب.
وبات المشهد السياسي المصري خاليا من أي نشاط سوى لمؤيدي السيسي.

نكبة

وتزامناً مع حلول الذكرى الخامسة للإطاحة بمرسي، دعا «التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب» إلى «أسبوع ثوري جديد بعنوان (معا ضد العصابة)»، مؤكدا أن «الحكم العسكري أذل البلاد والعباد، وفرَط في ثروات الوطن، وجزره ونيله، وقتل الآلاف من أبنائه، واعتقل وعذب وطارد عشرات الآلاف الآخرين، ولا يزال يواصل قمعه لجميع من عارضوه ومن أيدوه».
وقال في بيان إن «خمس سنوات مرت على نكبة 30 حزيران/ يونيو 2013 التي مثلت غطاء مدنيا لانقلاب الثالث من تموز/ يوليو. خمس سنوات من الضياع والفشل، والخيانة، والغلاء والبلاء، وقتل وتصفية المعارضين تحت حكم العسكر».
وأضاف: «بعد هذا السنوات الخمس العجاف على مصر والمصريين أصبح لزاما على كل من دعم الانقلاب العسكري أن يتطهر من ذلك الدعم احتراما لنفسه، واحتراما لثورة يناير وشهدائها، وهذا التطهر لن يكون مجرد كلمات ولكنه أفعال للخلاص من هذا الحكم العسكري».
وتابع: «حرص النظام في هذه الذكرى الخامسة على الاحتفال بها بطريقته الخاصة بقرارات متسارعة لرفع أسعار الكهرباء والمياه والغاز والبنزين والاتصالات، دون أي شفقة أو رحمة بالشعب الذي لم يجد من يحنو عليه، وهو ما يستدعي توحيد كل الجهود المخلصة لإنقاذ مصر من حكم هذه العصابة التي لن تتوقف عن قمعها وخيانتها وتفريطها حتى تبيع الوطن كله».
وزاد : «تحالف دعم الشرعية دعا منذ أيامه الأولى ولا يزال يكرر دعوته لكل من وصفهم بفرقاء ثورة يناير أن هلموا لثورتكم، دافعوا عن مكتسباتها، وتعاونوا على استردادها من براثن الثورة المضادة، ونحوا خلافاتكم الأخرى جانبا وفاء للشهداء ورحمة بالشعب».

خمس سنوات على 30 يونيو… السيسي تَخلص من خصومه… وحلفائه!
قيادات الحدث بين الإطاحة والسجن والتشويه الإعلامي… والأحزاب تحت الحصار

الأشباح التي يخشاها الأردن: خفض التصعيد «يترنح» في درعا واللاجئون منها قد يصلون إلى 200 ألف

Posted: 29 Jun 2018 02:28 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: كل أصناف الأشباح التي كانت السلطات الأردنية تخشى منها القت بظلالها وعلى نحو سريع بعد تطورات الاحداث الدراماتيكية في الجنوب السوري خلال الاسبوع الأخـير.
المسار العملياتي والعسكري في جنوب سوريا دفع الواقع الميداني على الحدود شمالي الأردن إلى مناطق حساسة جديدة لكنها كانت متوقعة عند المخططين في المؤسسة العسكرية الأردنية ضمن أسوأ الاحتمالات والسيناريوهات بالرغم من ان الموقف لايزال غامضاً ومن ان الاتفاق حصل على إطار ثنائي في التعاطي مع تطورات الموقف الامنية والعسكرية على هامش زيارة بنيامين نتنياهو الشهيرة لعمان.
في مقاربات وزير الداخلية الاسبق الخبير في شأن الحدود الشمالية مازن القاضي الوضع خطير ويحتاج إلى قرع كل اجراس الانتباه.
التلميحات في المقابل في مربع القرار الأردني تنمو وتتزايد في الوقت الذي يترنح فيه تماماً سيناريو خفض التصعيد بعدما بدأت شظايا المدفعية الثقيلة تسقط في حدود مدينتي الرمثا والطرة الأردنيتين وبصورة تؤكد اخفاق الأردن في تنفيذ الوعد الذي اطلقه سابقا النظام السوري وبضمانات روسية تحت عنوان الحرص على عدم استخدام السلاح الثقيل .
الوضع في مدينتي الطرة والرمثا بدأ يصل إلى مستويات توتر أمني غير مسبوقة والتقارير بدأت تتحدث عن تحليق الطيران الروسي أثناء القصف في أقرب نقاط الجغرافيا مع سماء الحدود الأردنية وهي معطيات تحاول إحتوائها السلطات العسكرية الأردنية عبر تذكير غرفة العمليات التنسيقية المشتركة ببروتوكول الاشتباك الجوي الموقع بين الجانبين قبل عامين.
وفيما تنشط الدوائر الأمنية الأردنية النافذة في عمق عشائر درعا تحديداً يتجه الوضع العسكري والإنساني إلى ما وصفه مسؤول أردني أمني تحدث «للقدس العربي» إلى حافة الهاوية في الوقت الذي لا تبرز فيه مؤشرات على عملية سياسية وشيكة يمكن ان تحتوي أحداث الجنوب.
عملياً وحسب المسؤول نفسه خرج سيناريو خفض التصعيد من الخدمة ولا حوافز يمكن ان تقدم للنظام السوري لإجباره على تأجيل الاستحقاق العسكري مقابل عملية سياسية من أي نوع.
تكتيكياً وضع هذا المناخ المنفلت الأردن دبلوماسياً أمام خيارين الأول يتكثف في الحديث عن عملية سياسية متفق عليها وتضمنها موسكو لاستبدال سيناريو خفض التصعيد بسيناريو احتواء العمليات ببعدها الاجتماعي والأمني تحت عنوان تثبيت برتوكول غرفة التنسيق المتعلق بالحرص على مواجهة الإرهاب.
أما الخيار الثاني فهو الصمود حتى اللحظة الأخيرة في استراتيجية إغلاق الحدود أمام حركة نزوح عارمة بدأت تضغط وبشدة مع فجر يوم الجمعة على أعصاب المؤسسات الأردنية العميقة حيث يوجد حتى فجر الجمعة وحسب لجان الرصد الاممية ما لا يقل عن 120 ألف نازح سري متجهين نحو الحدود مع الأردن.
هذا العدد الضخم مرشح للزيادة إلى 200 ألف نازح على الأقل واستراتيجية الأردن معلنة بإغلاق الحدود تماماً ورفض استقبال أي لاجئ جديد وهو ما عبر عنه رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز وبعده وزير الخارجية ايمن الصفدي.
الصفدي تحديداً يجتهد الان في العمل على خطة طوارئ سريعة لإيواء اللاجئين السوريين في مناطق امنة داخل حدود بلادهم ومنع تسربهم إلى الاراضي الأردنية.
ويواجه الجانب الأردني ضغطاً عنيفاً من الداخل والخارج والتحديات التي تحول دون الالتزام الحرفي بالموقف السياسي المعلن عبر إغلاق الحدود تماما لم تعد سهلة.
خبراء عديدون يشيرون إلى ان النوايا الإجرامية والانتقامية للنظام السوري وسياسة الأرض المحروقة عسكرياً عناصر قد تؤدي إلى كارثة إنسانية تطال على الأقل 400 الف مواطن سوري بعدما حصل المحظور الأردني الأخطر وهو الحسم السريع شرقي درعا وانتقال القوات النظامية السورية وسط غطاء جوي روسي إلى إخضاع غرب درعا والتي تشكل نقاط التماس المباشرة مع الحدود الأردنية.
الأكثر تعقيداً هو أن المجتمع الأردني في الشمال تحديداً يتحدث عن أقارب وصلات دم مع أهالي القرى السورية المنكوبة بالحرب والعلاقات العشائرية والاجتماعية متشابكة وتاريخية وكل القيادات الأساسية في شمال الأردن تضغط على الدولة والحكومة في عمان لفتح الحدود على القل للجرحى والنساء والأطفال.
التعقيد في هذا الجانب وصل إلى مستويات غير مسبوقة خصوصاً أن الحديث عن أهالي وعشائر منطقة نفوذ أردني تاريخي وبالتالي المجازفة بصمود سياسة إغلاق الحدود تعني في النتيجة في حال استمرار الأزمة ووقوع ضحايا إنتاج مشكلة كبيرة تهدد النفوذ الأردني القديم في وسط أهالي غرب درعا وبادية الشمال حصرياً حيث علاقات قديمة وصلات قربى وساحة مناورة للأمن الأردني طوال عقود وهي نقاط يعرفها تماماً النظام السوري.
لذلك تبدو خيارات الأردن معقدة خصوصاً وان جهات متعددة في الشارع الداخلي بدأت تضغط لفتح الحدود عبر حملتين على وسائط التواصل الأولى باسم «افتحوا الحدود» والثانية باسم «بنقسم الخبزة بالنص».
وفي الأثناء ثمة شعار تواصلي يخاطب رئيس الوزراء عمر الرزاز بصفة خاصة بعدما تمسك بإغلاق الحدود عبر عبارة يقول فيها مئات المتواصلين «يا رزاز لو أقفلنا الحدود لما وصل أبوك إلينا» مثل هذه الضغوط الاجتماعية تنتج المزيد من التعقيدات خصوصاً وان نظام دمشق لا يظهر أي رأفة او رحمة تجاه نتائج العمليات العسكرية وحظي بوضوح بغطاء روسي للحسم العسكري في الجنوب السوري بالتلازم مع غطاء إسرائيلي ايضاً لان تل ابيب غير معترضة وفي مقايسات الغرفة الأردنية لا يوجد لإسرائيل مشكلة مع النظام السوري الحالي لكن مشكلتها مع النفوذ العسكري الايراني داخل سوريا فقط.

الأشباح التي يخشاها الأردن: خفض التصعيد «يترنح» في درعا واللاجئون منها قد يصلون إلى 200 ألف
دعوات: «نتقاسم معهم رغيف الخبز» وتذكير للرزاز بأن الحدود فتحت لوالده
بسام بدارين

هجمات عنيفة وغير مسبوقة في البرلمان الإيراني ضد موسكو ودمشق

Posted: 29 Jun 2018 02:27 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تنذر إزاحة علاء الدين بروجردي من رئاسة لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بعد 14 عاما بمرحلة جديدة في العلاقات بين مثلث إيران وروسيا وسوريا قد تؤدي إلى تفكيكها بشكل تدريجي،حسبما يرى مراقبون.
وتظهر الهجمات العنيفة ضد روسيا والتصريحات المسيئة للرئيس السوري بشار الأسد، ووصفه بـ«الوقح» خلال الاجتماع العلني لمجلس النواب الإيراني أن تفكيك هذا المثلث ربما تسير بسرعة أكبر من المتوقع. حيث صرح أحد أعضاء مجلس النواب الإيراني، بهروز بنيادي، أن بشار الأسد وبوقاحة تامة يواكب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في خيانة إيران والتضحية بها على طاولة المفاوضات مع أمريكا وإسرائيل، مؤكداً أن موسكو خانت طهران خلال اجتماع «أوبك» الأخير.
لم يسبق لأي مسؤول أو نائب إيراني أن أدلى بهكذا تصريح، وما كان يُسمح لأي انتقاد بسيط ضد روسيا أو سوريا.
وحسب موقع «جماران» الإخباري التابع لمؤسسة حفظ ونشر آثار مؤسس الجمهورية الإسلامية، نقلاً عن إذاعة البرلمان الإيراني الرسمية التي بثت مجريات اجتماع البرلمان العلني بشكل مباشر، حذّر بهروز بنيادي من تقارب وجهة النظر بين النظامين السوري والروسي لحذف إيران من المشهد السوري، وقال إن الأسد وبشكل وقح للغاية يواكب بوتين في ذلك. وأكد النائب عن مدينة كاشمر في محافظة خراسان شمال شرقي البلاد أنه ليس بعيداً اليوم الذي سيضحي فيه بنا هذان البيدقان السياسيان (الأسد وبوتين) من أجل ترامب ونتنياهو. وأضاف أن مقاربة جديدة تحصل بين دمشق وموسكو تؤدي إلى التضحية بإيران ودورها، بعد كل ما قدمته من تضحيات ودعم للحفاظ على حكم بشار الأسد.
وكان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشة، قد شنّ هجوماً حاداً على روسيا، وقال إن الإيرانيين أصبحوا ألعوبة في يد الروس، مهاجماً السياسة الخارجية لبلاده لأن روسيا وسوريا أصبحتا من المقدسات التي لا تمس في هذه السياسة، وأنه لا يمكن انتقادهما، مؤكداً أن موسكو أفسدت محاولات بلاده لحل مشاكلها مع باقي الدول أكثر من مرة، مطالباً بإعادة النظر بشكل أساسي في سياسة إيران الخارجية.

هجمات عنيفة وغير مسبوقة في البرلمان الإيراني ضد موسكو ودمشق

محمد المذحجي

تونس: علماء الزيتونة يتهمون اللجنة الرئاسية للمساواة بنشر الإباحية وتغذية الإرهاب وضرب استقرار المجتمع

Posted: 29 Jun 2018 02:27 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : هاجم علماء الزيتونة اللجنة الرئاسية المكلّفة بتفعيل المساواة بين الجنسين، في بيان شديد اللهجة اتهمها بنشر الإباحية والفاحشة وتغذية الإرهاب وضرب استقرار المجتمع، ورد أنصار التيار «الحداثي» باتهامهم بإصدار بيان «قروسطي»، محذرين من تبعاته على سلامة أعضاء اللجنة.
وكانت لجنة الحريات الفردية والمساواة، التي شكّلها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في وقت سابق وترأسها البرلمانية بشرى بالحاج حميدة، قدمت قبل أيام تقريرها النهائي إلى رئيس الجمهورية، ويتضمن عدداً من النقاط المثيرة للجدل أبرزها، المساواة التامة بين الرجال والنساء وبين جميع الأطفال بمن فيهم المولودون خارج إطار الزواج، وفضلاً عن إلغاء تجريم المثلية وإسقاط عقوبة الإعدام وتجريم التمييز ورفع القيود الدينية على الحقوق المدنية.
وأصدر علماء ومشايخ جامعة الزيتونة بيانا شديد اللهجة اعتبروا فيه أن التقرير الذي أصدرته اللجنة يناقض بشكل «صريح» ما ورد في القرآن والسنّة النبوية و«ما انعقد عليه إجماع الأمة» وخاصة في ما يتعلق بتحريم الزنا والمثلية وأحكام الميراث والنسبة والنفقة والعدة والمهر، فضلاً عن «تعارضه» مع هوية الشعب التونسي المسلم ومحاولة التعدي على قيمه الروحية والأخلاقية.
واعتبر البيان أن التقرير يؤدي إلى «مخالفة الفطرة الإنسانية السليمة وهدم الأسرة والإضرار بالمرأة والأبناء بالخصوص وتهديد سلم المجتمع وانسجامه وزعزعة الأمن القومي والسيادة الوطنية، وذلك بتكريس الفردانية ونشر الإباحية وإشاعة الفاحشة وتغذية الإرهاب مما يؤول إلى تعاظم الاحتقان الشعبي وضرب وحدة المجتمع والدولة، والإساءة إلى تونس في انتمائها العربي والإسلامي وفي فضائها المغاربي والإقليمي».
وأثار البيان ردود فعل متفاوتة في تونس، حيث دوّن الباحث سامي براهم «بيان أهل الزيتونة يؤكّد أنّ مجرّد تصدير التقرير المثير للجدل بديباجة إنشائيّة عن المقاصد ومراعاة المصلحة وتغيّر الأحكام بتغيّر الزّمان مع توظيف انتقائيّ للمفاهيم والنّصوص واستعمال تبسيطيّ لآليّة القياس من دون اعتبار لاختلاف السياقات والملابسات والعلل، لا يمكن أن ينتج رؤية اجتهاديّة نوعيّة تؤسّس لانتظام اجتماعيّ مختلف بشكل جذريّ عن السّائد».
وأضاف: «الاجتهاد الذي يتلاءم مع حاجات الواقع وتطوّراته هو الحوار المعرفي التّراكمي المنهجي المتكافئ بين أهل الضّبط العلمي وسالكي درب المعرفة من الباحثين والمجتهدين في تحصيل العلوم ومناهج الاستقراء والتحليل والاستنباط من مختلف الاختصاصات والمدارس وليس الرّؤية المركزيّة المتقوقعة على الذّات أيّاً كانت مرجعيّتها وتموقعها الهووي والقائمة على المغالبة والاصطفافيّة والاستقطاب الأيديولجي الذي يقسّم المجتمع ويشوّش السّلم الأهلي».
فيما انتقدت الباحثة رجاء بن سلامة ما ورد في البيان، حيث كتبت مشيرة إلى علماء الزيتونة «خرجوا لتوّهم من العصر الجليديّ، كأنّهم خرجوا من الكهف بعد 300 عام. كأنّهم أُدخلوا في ثلاّجة منذ الاستقلال، فتجمّدوا ثمّ أخرجوا، وعندما عادت إليهم الحياة، قرأوا تقرير الحريات الفرديّة والمساواة وكتبوا عنه بيانا قروسطيّا. ياإلهي: ما زال في القرن 21 من يتحدّث عن انعقاد إجماع الأمة، وأحكام قطعيّة، والفطرة الإنسانيّة السّليمة، وإشاعة الفاحشة، وضلال مبين؟».
وأضافت: «سؤال وحيد إلى أساتذة الزيتونة أصحاب البيان المزلزل: «إجماع الأمّة» المنعقد هل يضمّ الجنّ إضافة إلى الإنس؟ وهل يضمّ الأجنّة في بطون أمهاتهم؟ ومتى انعقد؟ أسئلة لم أستنبطها، ولكنّها توجد في ترسانة نصوص الفقه والفتاوى. نعرف الكتب التي تعرفونها. لكنّنا لم ندخل إلى ثلاّجة تجميد العقل».
وتساءل الباحث كمال الزغباني «كيف تسمح رئاسة جامعة تابعة لوزارة في دولة تقول عن نفسها أنّها «ديمقراطيّة» بتنظيم ملتقى تعلن فيه صراحة ومنذ البداية أنّه معقود لبيان «تهافت» تقرير ما أو شيء ما أيّا ما كان، والحال أنّها مؤسّسة أكاديميّة؟ بأيّ مبرّر علمي أو بيداغوجي تنظّم رئاسة الجامعة المذكورة ذلك اليوم الدراسي بالتعاون مع جمعيّة يحمل اسمها في حدّ ذاته تناقضا صارخا ومقزّزا «الإعجاز العلمي في القرآن» في إشارة إلى ملتقى نظمته جامعة الزيتونة مع الجمعية التونسية للإعجار العلمي بعنوان «تعافت تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة».
وأضاف: «بأيّ حقّ واستناداً على أيّ تشريع أو عرف جامعي تسمح الجهة المنظّمة لهذا اليوم الدراسي باعتماده ضمن برامج الدكتوراه. أي بإجبار الطلبة الباحثين على تبنّي الموقف الإيديولوجي والسياسي الذي يعلنه بلا مواربة؟ أين الحرّيّات الأكاديميّة؟ أين استقلاليّة الجامعة عن الأحزاب وأنشطتها التعبويّة؟ أين الوزارة؟ أين نقابة التعليم العالي؟ أين المنظّمات الحقوقيّة والمجتمع المدني وكلّ المؤمنين بالحرّية فكرا وممارسة؟ أليست هذه درجة قصوى من الإرهاب السياسي والإيديولوجي التي ينبغي علينا جميعا التصدّي لزحفها المدمّر؟».
فيما عبّرت رئيسة اللجنة الرئاسية، البرلمانية والحقوقية بشرى بالحاج حميدة عن شكرها للدولة التونسية التي قالت إنها أمنت حماية أعضاء اللجنة ولكل من تضامن مع اللجنة، مضيفة: «الحب والإنسانية ينتصران حتما على الحقد والكراهية والعنف. ومعركتنا من أجل إنسانيتنا ومن أجل القضاء على التمييز وأسبابه ومن أجل قيمة أساسية وهي الحرية. وحريتي تعني حريتك، معركة جميلة وطويلة وضمان نجاحها يمر عبر الحوار مع الجميع وخاصة مع هؤلاء الذين يتصورون أنهم غير معنيين بهذه الحقوق أو معارضين لها».
وكان عدد من السياسيين والحقوقيين عبّروا عن تضامنهم مع أعضاء لجنة الحريات الفردية والمساواة، وطالبوا بمحاكمة عدد من المتشددين الذين دعوا إلى «رجمهم» والاعتداء عليهم بهدف جعلهم «عبرة» لبقية التونسيين.

تونس: علماء الزيتونة يتهمون اللجنة الرئاسية للمساواة بنشر الإباحية وتغذية الإرهاب وضرب استقرار المجتمع
أنصار التيار الحداثي يحذرون من تبعات بيانهم «القروسطي» على سلامة أعضاء اللجنة
حسن سلمان

نصر الله مستعد للمساعدة مع «الدولة السورية» في إعادة النازحين

Posted: 29 Jun 2018 02:26 PM PDT

بيروت – «القدس العربي» : بعد انطلاق دفعة جديدة من النازحين السوريين من عرسال إلى الداخل السوري، فقد حضر موضوع النازحين في خلال اللقاء بين وزير الخارجية جبران باسيل والمنسق المقيم للامم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان فيليب لازاريني الذي قال «ان اللقاء كان بناءً جداً، حيث اكدنا تمسك الامم المتحدة بالشراكة الوثيقة مع لبنان في ما يتعلق بالأزمة السورية، وأبلغته ان الأمم المتحدة ستستمر في مشاركة الحكومة اللبنانية في الهدف الاستراتيجي نفسه والذي يتمثل بدعم العودة الآمنة والكريمة وغير القسري للنازحين إلى سوريا».
وأضاف «لقد شددنا باستمرار على اننا نحترم سياسة الحكومة ومفادها ان وجود النازحين السوريين في لبنان مؤقت، وبالتالي فإن دمجهم في لبنان ليس خياراً لنا. وهذا يعني ان العودة إلى سوريا أو إعادة توطينهم في بلدان ثالثة هي الحل الوحيد المستدام.وقد طلبت ايضاً من الوزير باسيل رفع القيود التي وضعها على تصاريح الإقامة لطاقم عمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والذي يقوم بدور اساسي في تحقيق هدفنا المشترك».
وتطرق رئيس الجمهورية ميشال عون إلى التداعيات التي نتجت عن النزوح السوري إلى لبنان على مختلف الصعد، والتي تتزايد يوماً بعد يوم مع وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية والكومنولث اليستير برت، ولفت إلى ان «لبنان مستمر في تقديم الرعاية للنازحين على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها، وهو مستمر في دعوة المجتمع الدولي إلى تسهيل عودتهم تدريجاً إلى الاماكن الآمنة في سوريا»، واعتبر ان «العودة الطوعية للسوريين التي تتم من حين إلى آخر ولو بأعداد قليلة، تؤكد وجود رغبة لدى غالبية النازحين بالعودة إلى بلادهم، بعد التأكد من توافر الضمانات اللازمة لأمنهم وسلامتهم»، نافياً «ما يشاع عن مـمارسـة ضغط عليهم للعودة التي تتـم بـملء ارادتـهم».
كذلك، فإن وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي أكد لوفد منظمة « أميركان تاسك فورس فور ليبانون « أنه « يجب عدم انتظار الحل السياسي في سوريا لعودة النازحين إلى بلادهم بل يجب التحضير لعودتهم في اسرع وقت ممكن إلى المناطق الآمنة»، معتبراً أن «هذا يجب أن يحدث بدعم من المجتمع الدولي ومساعدته».
ودخل على الخط الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي قال في خطاب متلفز أمس « منذ ما قبل عيد الفطر إلى الان حصل سجال في البلد وكاد يأخذ بعداً طائفياً للأٍسف». وقال «لا داعي للتأزم والحدة في هذا الملف لا أحد طرح العودة الاجبارية للنازحين. الكل يتحدث عن العودة الطوعية الامنة. اذا هناك نازحون يريدون العودة بملء ارادتهم لتقدم لهم كل تسهيلات العودة». واضاف «من خلال معلوماتنا الميدانية، في الواقع هناك منظمات دولية وجهات محلية تخوّف النازحين من العودة وتثير لديهم القلق والهواجس وتقدم لهم معلومات غير صحيحة».
وتابع «نحن في حزب الله وأمام مجموعة تعقيدات موجودة في معالجة هذا الملف وانطلاقاً من طبيعة علاقاتنا الجيدة والمتينة مع الدولة السورية، نريد أن نستفيد من هذه الحيثية لمد يد المساعدة، سنتواصل مع النازحين مباشرة ونحدد آلية لاستقبال طلبات النازحين ونشكل لوائح ونعرضها على الجهات المعنية في الدولة السورية بالتعاون مع الأمن العام اللبناني لإعادة أكبر عدد من السوريين في فترة الصيف».
في المقابل، فإن مؤسسات من المجتمع المدني أعربت عن « قلقها بشأن الخطاب الشعبوي السلبي المتعلق بأزمة اللاجئين وما يمكن أن ينتج عنه من انتهاكات يكون اللاجئون والمجتمع المضيف ضحيتها «، ودعت هذه المؤسسات الدولة اللبنانية إلى تحمّل مسؤولياتها في هذا الملف من خلال تحديد موقف حكومي واحد وواضح وتضمين البيان الوزاري للحكومة المستقبلية موقفاً وخطة واضحة للاستجابة لأزمة اللاجئين تراعي معايير حقوق الإنسان والتزامات لبنان الدولية».

نصر الله مستعد للمساعدة مع «الدولة السورية» في إعادة النازحين
عون يرى في عودتهم الطوعية رغبة في الرجوع إلى سوريا
سعد الياس

الفساد كارثة اجتماعية وسياسية تطارد القيم والقوانين وأوكاره كبرت واتسعت

Posted: 29 Jun 2018 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أنور الهواري استيقظ أمس غاضباً فغرد: «ليست مشكلة هذا النظام فقط في أنه يرهق البلد مادياً واقتصادياً، ولكنه يرهقها معنوياً وأدبياً وقيمياً وأخلاقياً ونفسياً وروحياً، أنفاس البلد تكاد تنقطع، روح مصر تكاد تختفي أو تختنق». غير أن سليمان الحكيم بدا أكثر تفاؤلاً: «أيسلندا الضعيفة صمدت أمام الأرجنتين المفترية، فيه أمل أننا نصمد في وجه السيسي وناخد منه نقطة». أما محافظ القليوبية فقرر تخصيص 10 آلاف جنيه، لتأجير «دي جي»، في كل قرية ومدينة، لبث أغاني 30 يونيو/حزيران.
فيما قالت سكينة فؤاد، إن ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من الدخول في حروب داخلية وخارجية، مشيرة إلى مصير العديد من الدول المجاورة في المنطقة. وبدوره رد السفير فوزي الشماوي على سكينة ومن يسير على دربها قائلا: «السادة دراويش النظام، يلعنونا على أننا نستهلك ونأكل ونشرب ونتكاثر، وكمان بنركب سيارات، يهددوننا بمصير سوريا والعراق، كما يخوفوننا دائما بعفريت الإخوان، وهكذا فإن كلمتهم الشهيرة التي تختصر كل شيء هي: إخرسوا واحمدوا ربنا، وهكذا ما بين إشربوا واخرسوا تمضي سفينة حياتك أيها المواطن المصري العزيز الأبي».
فيما تناولت الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة 29 يونيو، العديد من الموضوعات المهمة، ويأتى على رأسها: أول مؤتمر وطني موسع حول صناعة كرة القدم. توقيع عقد تصنيع وتوريد 140 عربة قطار بين «النقل» و«العربية للتصنيع». الرئيس يطالب بوقف نزيف الدم السوري وإقامة الدولة الفلسطينية. 83٪ نجاح الدبلومات الفنية 5 سنوات و57٪ 3سنوات. التموين: لا زيادة في أسعار السلع الغذائية بسبب تحريك الوقود. البنك الدولى يشيد بالتجربة المصرية لإصلاح قطاع الطاقة. «العصار» و«مميش» يبحثان «تنمية محور القناة». السيسي يصدق على فتح اعتماد إضافى بـ70.3 مليار جنيه للعام المالي الحالي.

لماذا لم تسرق يا أبانا؟

«لأن المدينة الفاضلة بقيت مجرد حلم على الأوراق كاد البشر أن يعترفوا بأن الشيء المقابل للفضيلة هو الفساد، ولأن حلم الفضيلة، كما يراه فاروق جويدة في «الأهرام»، تراجع وتهمش وربما تلاشى، أصبح الفساد صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في حياة البشر، صديقي الرجل الشريف الذي تولى أعلى المناصب ويجلس الآن وحيدا وسط أبنائه، وهو عاجز عن أن يوفر لهم سكنا أو زوجة أو عملا، مثل أولاد الأكابر يواجه نفسه بهذا السؤال: لماذا لم أسرق، وكان المال يجري بين يدي من كل مكان، وحين يقابل أبنائي بالصدفة أبناء زملائي الكبار الذين نهبوا أموال هذا الشعب يسألون لماذا لم تسرق يا أبانا كما سرق رفاق مشوارك، ووفروا الأموال لأبنائهم؟ ولا تقل لنا أنه الحلال والحرام، لأنك تعيش في مجتمع لم يعد يؤمن بشيء اسمه الحلال.
للأسف الشديد صديقي الرجل الشريف لا يجد إجابة للأبناء الساخطين، هذا السؤال من الأبناء يتردد في بيوت، حتى لو كانت قليلة، بينما تنشر الصحف ووسائل الإعلام كل يوم قصصا جديدة عن هذا الميراث الطويل من الفساد، ويكون السؤال الأهم كيف تحول الفساد إلى ميراث طويل لأجيال بعد أجيال وتحول إلى كارثة اجتماعية وأخلاقية تطارد كل القيم والقوانين. ويكون السؤال كيف كبرت أوكار الفساد وتشعبت وتسللت إلى مواقع كثيرة، في ظاهرة لم تحدث من قبل على الأقل في الماضي القريب. إن الجرائم التي يصل إليها جهاز الرقابة الإدارية، وهو جهاز وحيد، تؤكد أننا أمام ظاهرة ليست مجرد أخطاء أو حالات فردية أن يضرب الفساد كل المنظومة الاجتماعية من الوزراء إلى المديرين إلى الخفراء وصغار الموظفين».

«لما كان عندنا نقابة»

«إلغاء الحبس الاحتياطي في قضايا النشر الذي تقرر في القانون 76 لسنة 70 الخاص بإنشاء نقابة الصحافيين وقانون تنظيم الصحافة عام 1996 لضمان عدم ترويع أصحاب الرأي و الصحافيين، هو محصلة نضال طويل قاده لعقود، كما يشير يحيى قلاش نقيب الصحافيين السابق على موقع «أهل مصر»، أنصار حرية التعبير. والآن يتم التحايل عليه بعودة الحبس الاحتياطي، الآن يجب أن نذكر الجميع أن أحد رموز هذا النضال الدكتور رياض شمس وهو رجل قانون وحقوقي وصاحب مؤلف رائد عن حرية الصحافة، ومن أوائل الذين دفعوا بعدم جواز الحبس الاحتياطي في قضايا النشر، لأن موجباته غير متوفرة، فليــــس هناك خـــوف من تغيير معالم الجريمة، لأنها منشورة ومعلنة، وظل النقباء ومجالس النقابة منذ عام 1941 يدافعون عن وجود هذه الضمانة لأن الحبس الاحتياطي ظل يستخدم عقوبة يتم بها ترويع أصحاب الرأي والكتاب، حتى نجح النقيب كامل زهيري ـ و هو رجل قانون ـ في ذلك عندما ضمنها قانون النقابة الذي صدر عام 1970 وساعده في ذلك أن رئيس مجلس الأمة وقتها الدكتور لبيب شقير، وهو قامة قانونية وسياسية، كان «دفعة» زهيري في كلية الحقوق، وربما توضح هذه الخلفية الدفاع المستميت لكامل زهيري لعوده هذه الضمانة التي ألغيت. وقدم دفاعا عظيما لاستمرار هذه الضمانة أمام مبارك في اجتماع حضره شيخ الصحافيين حافظ محمود، الذي قال أمام الرئيس إن الذي يعادي حريه الصحافة يذهب لكن حرية الصحافة تبقي لأنها حق للمواطن وحماية للوطن، وليست منحة من أحد».

الوضع صعب

يبدو هاني لبيب في «المصري اليوم» متخوفاً من طبيعة المرحلة التي تمر بها مصر والمنطقة في اللحظة الراهنة: «أعتقد أن جميعنا أصبح على يقين من أن المشكلات والتحديات التي نعاني منها هي ميراث ما يقرب من 70 سنة من البيروقراطية التي أوصلتنا لهذه الحال من الانهيار الاقتصادي والتراجع السياسي. وبعد ما حدث في 25 يناير/كانون الثاني، واستعادة مصر في 30 يونيو/حزيران، كان لا بد من اتخاذ قرارات سريعة ومباشرة لكي لا نعود إلى المربع صفر، وكأنه لم يحدث شيء. حقنا أن نختلف مع بعض السياسات أو الإجراءات التي تتم، ومن حقنا الاعتراض على أسلوب تطبيقها.
ولكن نأخذ في الاعتبار أنه لا يمكن لأي نظام سياسي أن يرضي كافة المواطنين، سواء لاختلاف الأولويات، أو لتعارض المصالح بين الفئات الاجتماعية والاقتصادية المتعددة، ولكن دوره الرئيسي أن يحافظ على ثوابت الاستقرار والسلم والأمن الاجتماعي، في ظل وجود إنجازات ومشروعات واضحة من أجل مستقبل أفضل، في سبيل تحقيق أحلام وطموحات المواطنين. حقنا أن نعترض بدون أن نخرب الدولة ونسقطها، ولكن في سبيل تقديم بدائل وحلول أفضل. ما يحدث الآن من البعض هو محاولة تصوير الاختلاف والاعتراض على سياسات الدولة باعتباره من المحظورات والمحرمات. وهي فكرة فاسدة لمحاولة تصدير الأمر باعتباره رفضا للرأي المعارض، المرفوض هو الفوضى السياسية والحوارات الجدلية التي تثير الانقسام، بدون أي فائدة سياسية حقيقية. بالقطع، أرفض «التطبيل» الساذج، ولكنني أرفض أيضا الهجوم غير المنضبط وغير الموضوعي».

لكن الخير مقبل

من بين المتفائلين بغد أفضل محمد الهواري في «الأخبار»: «مصر تستعد للاحتفال بثورة 30 يونيو/حزيران بافتتاح آلاف المشروعات الجديدة التي تحقق إضافة حقيقية ومهمة للبلاد واقتصادها الوطني، تمت إقامتها خلال الفترة الرئاسية الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسي، وكل مشروع جديد هو قيمة مضافة لمصر واقتصادها في مسيرتها الإصلاحية الشاملة التي حققت نهضة حقيقية للبلاد أبرز مؤشراتها تعافي الاقتصاد الوطني وارتفاع معدلات التنمية، وكسب ثقة المستثمرين العرب والأجانب لضخ استثماراتهم في مصر وتحسين مناخ الاستثمار، من خلال التشريعات الجديدة وثورة إنهاء الإجراءات للمشروعات الجديدة في أقل وقت ممكن، وبناء آلاف المدارس والجامعات الجديدة، وأيضا المستشفيات لزيادة الرعاية الصحية للمواطنين، هذه المشروعات الجديدة التي سوف يقطف ثمارها المواطن المصري خلال الفترة القريبة المقبلة.
لقد أصبح لمصر اقتصاد ديناميكي متحرك لا يعاني من الانكماش، نحتاج فقط إلى تسويق فرص الاستثمار في مصر بصورة أفضل، وشرح المزايا الجديدة التي وفرتها للاستثمارات الوافدة، وتقديم المزيد من التيسيرات للمستثمرين، خاصة في خفض أسعار الأراضي الصناعية، وتقسيط أثمانها على مدى سنوات. مصر بعد ثورة 30 يونيو غير مصر قبل هذه الثورة، فقد أحيت داخل الإنسان المصري الروح الوطنية والانتماء للوطن والقدرة الفائقة على الإنجاز».
عندما ننشغل عن علمائنا

كان عمار علي حين غاضباً بشده في «المصري اليوم» أمس الجمعة لأسباب وجيهة: «بدون أن يلتفت إليه إعلامنا المشغول بالرقص والطبل والكرة، توفي قبل أيام العالم الدكتور عادل محمود، المتخصص في الأمراض المعدية، الذي ساهم في إنقاذ حياة الملايين من خلال إنتاج لقاحات ضد فيروسات الورم الحليمي البشري المسبب لسرطان عنق الرحم، وفيروس الروتا المسبب للإسهال المفرط عند الرضع. وبينما كان التجاهل يلف الراحل في صحافتنا المحتضرة، كان الكبار في العالم يعبرون عن حزنهم العميق لهذا الرحيل، وها هو بيل غيتس مؤسس مايكروسوفت العملاقة يغرد لنعيه، والإتيان على ذكر إسهاماته العظيمة التي أنقذت الملايين من البشر، لاسيما الأطفال الأبرياء. ورحم الله الفنان الكبير، المتسق مع ذاته عمر الشريف، الذي قال ذات يوم، الحياة عجيبة لأنها جعلت شخصا مثله شهيرا وثريا، مع أنه لم يفعل سوى ترديد كلمات، لم يكتبها هو، وإعادتها مرات ومرات أمام الكاميرا، بينما هناك من يوجهه في كل حرف، وكل حركة. وتذكرت في هذه اللحظة ما جرى بين العقاد وشكوكو، فالكاتب الكبير حين سأله أحد الصحافيين ذات يوم عن شكوكو، قال: لا أعرفه. فلمَّا نُشر الحوار، اغتاظ شكوكو من جهل العقاد به، فطلب حوارا مع أحد المحررين الفنيين، وقال: أطلب من العقاد الذي لا يعرفني أن يقف على الرصيف الأيمن في شارع سليمان باشا، وأنا سأقف على الأيسر في مواجهته، ولنرى على من يجتمع الناس. ولما وصل هذا القول إلى العقاد، ضحك ساخرا، وقال: لا بأس، ليبق هذا الشكوكو في مكانه على الرصيف، ولتقف في مواجهته فتاة عارية، ولنرى على من سيجتمع الناس».

المحروسة للبيع

من بين العاتبين على الحكومات المتعاقبة بسبب سياساتها الاقتصادية الخاطئة عبد العظيم حماد في «الشروق»: «أدت المضاربات، خصوصا بعد دخول رأس المال الخليجي، وانتهاج أسلوب المزاد في بيع الأراضي إلى قفزات ضخمة لأسعار العقارات، وهو ما يعني بدوره انخفاضات ضخمة في قيمة النقود، والأهم ما يؤدي إليه ذلك من انخفاض قيمة المدخرات في القطاع «العائلي» التي كان من الممكن أو الطبيعي أن تتجه إلى الاستثمار في مشروعات صغيرة أو متوسطة، ولو في شركات مساهمة، وكمثال فقد كان من يدخر مليونا من الجنيهات حتى عام 2006، يستطيع أن يؤسس به مشروعا إنتاجيا أو خدميا، وكان هذا المبلغ حتى ذلك العام يكفي لشراء شقتين أو ثلاث شقق في أحد الكومباوندات الجديدة، فأصبح هذا المبلغ بعد عام 2006 يكفي لشراء شقة واحدة، وهو لا يكفي الآن لشراء مثل هذه الشقة، ومن ثم فهو لا يكفي لتأسيس مشروع اقتصادي، وقد اخترنا عام 2006 لأنه العام الذي سمح فيه بدخول رأس المال الخليجي بكثافة في سوق الاستثمار العقاري، وهو العام الذي طبقت فيه سياسة بيع الأراضي بالمزاد. لذلك كله فليس مما يدعو إلى الارتياح أو التفاؤل أن يستهل رئيس الوزراء الجديد الدكتور مصطفى مدبولي مهمته بحث المواطنين على المضاربة في العاصمة الإدارية الجديدة، لأنه يتوقع أن ترتفع الأسعار هناك بنسبة 300٪. وبمناسبة العاصمة الإدارية الجديدة، وكذلك مدينة العلمين الجديدة، وغيرها من المشروعات العقارية الكبرى التي تنفذها الدولة بنفسها، وبغض النظر عن عدم تحبيذنا لهذا التوسع في الاستثمار العقاري العام والخاص، فلماذا لم تفكر الحكومات التي تعاقبت علينا أخيرا في الاتفاق مع الشركات الصناعية الكبرى في العالم، على تأسيس فروع لها في مصر، لتصنيع وتوطين إنتاج مستلزمات هذه المشروعات؟».

تقليل الاستهلاك والشراء بالمفرد

«أصبح الغلاء كما يعترف عباس الطرابيلي في «الوفد»، قدرنا الذي نزل بنا، بل أتوقع موجات جديدة من الغلاء، في كل شيء، طالما نستهلك أكثر مما ننتج، وأننا نتحمل – وبالدولار – أعباء ما نستورده، هنا لا بد من خطة مضادة لتقليل المخاطر عن كل مواطن، أي نقلل استهلاكنا بالنسبة نفسها التي زادت بها الأسعار، هنا لن نحس – كثيرًا – بهذا الغلاء. ولكن كيف؟ أن نفعل كما يفعل المواطن الأوروبي، أن نشتري احتياجاتنا بالواحدة، يعني الموز والبرتقال وما شابه، بعدد أفراد الأسرة، وأن نتوقف وفورًا عن الشراء بالكيلو، من الخضر واللحوم والأسماك وكل شيء. وأن نعود مثلاً إلى استخدام «الرطل» أي حوالي نصف كيلو، وقد كان الرطل شائعا في مصر من اللحوم والسمك والفواكه، وعلى السيدة أو «أم العيال» أن تقلل مما تطبخ من الأرز والمكرونة وما شابه، وإذا كانت شركات تعبئة البقوليات وغيرها عمدت إلى تقليل العبوة من الكيلو إلى 900 غرام، ونصف الكيلو 400 غرام وهكذا كل شيء حتى شركات المياه الغذائية عمدت إلى تقليل العبوة ومن زمان. والسيدة التي تطبخ من الأرز كيلوغرام كاملاً لماذا لا تكتفي بطبخ 700 غرام، وبالمثل كل الخضراوات. وبذلك نقلل الضرر الذي يتسبب فيه الغلاء، ونقلل ما يلقى في صفائح الزبالة، وبالنسبة للعيش رغم أن وزنه انخفض كثيرًا، لماذا لا يتم تقطيعه إلى أربعة أجزاء حتى نأكل «ربع، ربع» ولا نلقي الباقي، وبذلك نخفض عن الأسرة أعباء الخبز، ونخفض عن الدولة ما تتحمله من دعم للرغيف. وأعرف عائلات كانت تعمل في الخليج كانت تقسم «إصبع الموز» على أفرادها!».

عش الدبابير

نتحول نحو دعم للكاتب الذي يواجه تشويها لكونه قرر الدخول في عش الدبابير كما تشير سحر جعاره في الوطن: «لا يمكن لأحد أن يشكك في وطنية الكاتب الكبير وحيد حامد، ولا في حربه الموصولة دائماً على الفساد، من خلال أفلامه وكتاباته، ولا تتصور أي «نفس مريضة» أن حامد ساعٍ للشهرة أو مغرض، لأن تاريخه المليء بالنجاحات يشهد له، وهو رغم مرضه الشديد استطاع أن يخوض معركة شرسة (وفقاً لقناعاته والمستندات المتوافرة تحت يده)، فالاتهام بالفساد من «رجل عُقر» في حكمة وحيد حامد لا يمكن أن يُلقى جزافاً، ولا يُبنى على تفسيرات شخصية، لقد بدأ حامد حملته ضد مليارات الإعلانات من رمضان العام الماضي، بمقال كان عنوانه «تبرعوا لإهانة مصر»، ثم كتب مجدداً مع حملة الاستفزاز الإعلانية لجمع التبرعات، التي تبلغ أربعة مليارات جنيه، ومن هنا بدأت حملته ضد ما يحدث داخل مستشفى سرطان الأطفال «57357». فقال حامد إن إدارة هذا المستشفى تهيمن عليها عائلة واحدة هي عائلة الدكتور شريف أبوالنجا الذي يقبض بيده على جميع السلطات، ويشغل عدة مناصب، فهو المدير العام وعضو مجلس إدارة المجموعة، ومناصب أخرى، ثم الأستاذ محمود التهامي الذي يشغل منصب المدير التنفيذي للمؤسسة، وهو زوج أخت الدكتور أبوالنجا، وهو أيضاً عضو مجلس الأمناء ومناصب أخرى، وفنّد أدوار وأسماء باقي ما سماه «الأسرة الحاكمة» للمستشفى، التي أسست جمعية أمريكا للمستشفى، بهدف جمع التبرعات من أمريكا بالدولار، (وإذا بهذه الجمعية تلعب دوراً غامضاً ولا أحد يعرف هل تأتي بدولارات أم الدولارات هي التي تسافر إليها) كما قال. ثم كتب حامد أن الدكتور أبوالنجا ومن معه يحتمون وراء شبكة قوية من كبار وصغار الصحافيين والمسؤولين أيضاً. وأن أبوالنجا يعلنها أحياناً صراحة وأحياناً تلميحاً بأن «الصدام مع المستشفى هو صدام مع الدولة، وأنا شخصياً لا أخشى الصدام مع الدولة في حالات الكشف عن فساد أو إهمال، ثم أنا على يقين من أن هذا المستشفى ليس هو الدولة». ورغم التهديدات التي وردت إلى الكاتب الكبير، والبلاغات المتعددة التي قُدمت ضده إلى النائب العام، وحملة التشويه الممنهجة على مواقع «التواصل الاجتماعي»، وبيان هزيل من المستشفى لم يتوقف حامد عن حملته، لأن «عش الدبابير» – كما سماه – ليس جديداً عليه، منذ بدأ حربه على الإرهاب والفساد. أكد وحيد حامد، في سلسلة مقالاته، بعض المعلومات الموثقة، منها أن «عدد أسرّة المستشفى نحو مئتي سرير في القاهرة وطنطا، ويستقبل كل عام ألف مريض لا أكثر، ونسبة الوفيات 25٪، بينما الإعلانات تقول إن نسبة الشفاء مئة في المئة.. أما إجمالي التبرعات فنحو مليار جنيه سنوياً.. ما ينفق منها على علاج الأطفال بين 160 مليون جنيه و200 مليون جنيه.. والرواتب عام 2015 بلغت 210 ملايين جنيه».

الجيش له مهام أخرى

نتوجه نحو ثناء على الجيش يقدمه إسلام الغزولي في «اليوم السابع»: «لقد كان وما زال الجيش المصري سندا قويا وحائطا منيعا لكل من تسول له نفسه النيل من الدولة المصرية وشعبها، ولطالما عبّر عن موقفه في دعم الشعب المصري في مطالبه، ودعم حقه في التنمية والممارسة السياسية، فلا يزال الجيش المصري يحارب الإرهاب على كافة المحاور الاستراتيجية والأمنية، وفي الوقت نفسه يشارك في معركة التنمية بكل ما يملك من قوة وصبر وجلد، متحملا ما لا يتحمله آخرون، وأذكركم ونفسي أيضا بما اتفقت عليه القوى السياسية في هذا اليوم المجيد من عمر الدولة المصرية، وتقبلها الشعب ووثق فيها وأُقر وعرف بعد ذلك بخريطة طريق 30 يونيو/حزيران التي نصت «بتفويض كامل الصلاحيات لإدارة البلاد لرئيس حكومة من الشخصيات السياسية الوطنية المعبرة عن خط الثورة، على ألا يترشح في أول انتخابات رئاسية أو برلمانية مقبلة، ويتولى تشكيل حكومة كفاءات وطنية تكون أولويات مهامها هي الأمن والاقتصاد والعدالة الاجتماعية، وتحقيق المصالحة الوطنية على أسس العدالة الانتقالية ودستور توافقي لكل المصريين، وذلك على نحو أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية مهام رئيس الجمهورية مؤقتا من الناحية البروتوكولية والشرفية، عقب تفويض كافة الصلاحيات التنفيذية لرئيس الحكومة، ووضع الحكومة لخطة إنقاذ اقتصادي عاجلة تضمن استعادة الاقتصاد المصري لعافيته وتعمل على التوسع في إجراءات العدالة الاجتماعية».

فضحتونا

هكذا يعلنها علي البحراوي في «الوفد»: «انتقدنا جيل إيطاليا 90 والجنرال الراحل محمود الجوهري عندما أطلق عبارة (التمثيل المشرف) بعدما تعادل في مباراتين وخسر واحدة بصعوبة وبهدف أمام إنكلترا، جيل روسيا 2018 لم يجلب لنا إلا (الخزي والعار) ولم يقترب حتى من التمثيل المشرف وخسر مبارياته الثلاث وظهر ضعيفا، هزيلا، خائفا، قليل الحيلة المنتخب في روسيا، لا (كورة ولا أخلاق)، كسفونا وفضحونا، إعلانات وبرامج، و(السبوبة) أهم من اسم مصر بداية من رئيس الاتحاد إلى أصغر لاعب في المنتخب، رحم الله نجم مصر والزمالك الأسبق عبد الرحيم محمد الذي أصيب بأزمة قلبية أثناء تحليل مباراة السعودية، كل واحد بياخد عمره، لكن (حرقة الدم) تخليه يصعب عليك (أيدك يا كابتن)، موجهة للمدافع أبو (ايد طويلة) اللي كسفنا، بعد ما (لعب حواجبه) شغل (صوابعه)، والغريب بدلا من محاسبته ينبرى ايهاب لهيطة مدير المنتخب لتفسير وتبرير التصرف غير الأخلاقي تأكيدا على التسيب الذي ضرب كل جنبات معسكر المنتخب في روسيا. لعبنا بطريقة دفاعية كل مبارياتنا وخسرنا في جميعها، لوغاريتم غريب جدا، والتفسير الوحيد أن كوبر المدير الفني يعتقد أن أهم شيء ألا يدخل في مرمى مصر هدف، والعجيب أن يسكن شباكك 6 أهداف في 3 مباريات، قارن بين المجموعة التي شاركت في مونديال 90 والمجموعة الحالية، ستتأكد أن أبناء الجوهري أفضل، شوبير والشناوي، هاني رمزي وعلي جبر، إبراهيم حسن وأحمد فتحي، ربيع ياسين ومحمد عبد الشافي، حسام حسن ومروان محسن، حتى مجدي عبدالغني أفضل من النني. ويرى البحراوي أن الاستقالة هي الحل الوحيد لاتحاد الكرة، ولا يمكن أن تكون التضحية بالجهاز الفني هي الحل حتى يفلت أبو ريدة ورجاله من المسؤولية، ولا تكفي الاستقالة فيجب أن يكون الحساب أولا».

مصر لن تفرط

«بعض ما يُكتب عن مصر، لاحظ خلاله حسن ابو طالب في «الوطن»، تشويهاً لدور القاهرة وتركيزاً متعمداً على وصف اهتمام مصر بالشأن الإنساني في غزة، باعتباره بيعاً للقضية وتماشياً مع الضغوط والأفكار الأمريكية الجزئية، بإنشاء مناطق صناعية بأموال عربية يعمل فيها فلسطينيو غزة، ومن ثم تجاوز الطابع القومي والوطني للحقوق الفلسطينية. الصحافة الإسرائيلية نفسها هي التي نشرت على لسان كوشنر بعد لقائه مع الرئيس السيسي بأنه خرج مصدوماً مما سمعه من السيسي. فلو كان سمع ما يطيب له، فهل كان يشعر بالصدمة أم الفرحة؟ بعض التأمل والتفكير العقلاني يفضح الجميع، بيد أن العقل الرشيد يبدو غائباً لدى كثيرين. ربما نعتب على وسائل إعلامنا المصرية التي لا تفضح هؤلاء ولا تنشر الأمور بتفاصيلها، ولا تناقش تلك الترهات بعقلانية، ولا تخاطب الرأي العام المصري والعربي بكل الحقائق والتفاصيل. غياب الرؤية المصرية يؤدي إلى ضبابية في المواقف يستفيد منها الآخرون، ونتضرر منها نحن. ستظل القضية الفلسطينية بكامل تفاصيلها وكامل تعرجاتها قضية أمن قومي مصري وعربي بامتياز. عروبة القدس وفلسطينيتها وإسلاميتها ومسيحيتها الشرقية ليست مجالات للمساومة أو التنازل، تلك قناعات تاريخية ودينية وقومية لا يمكن محوها لدى الشعوب، ولا يجرؤ أحد على مواجهتها. كل القادة العرب يؤمنون بتلك الأبعاد الراسخة، ومن لديه غير ذلك فليثبت».

مهمة مستحيلة

نبقى مع السلام الغائب أو ما يعتبره عبد المحسن سلامة في «الأهرام» المهمة المستحيلة: «نجاح كوشنر في مهمته للسلام في الشرق الأوسط يبدو مستحيلا لأسباب كثيرة منها أن الخطة ليست واضحة ومحددة الملامح، كما أن انحياز الإدارة الأمريكية المسبق لإسرائيل يزيد صعوبة الموقف ويعمق الشكوك لدى الفلسطينيين، إلا أن هذا المستحيل قد يصير أمرا ممكنا إذا توافرت الإرادة لدى الرئيس الأمريكي ترامب بأن ينجح في ما فشل فيه الآخرون بتقديم خطة سلام قابلة للتنفيذ تحترم الشرعية الدولية، خاصة ما يتعلق بقرار مجلس الأمن رقم 242 الصادر عام 1967، الذي أكد ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضى التي احتلتها في حرب 1967، ليتحول حلم الدولتين إلى حقيقة واقعة، وتقوم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية إلى جوار دولة إسرائيل، لينتهي الصراع العربي الإسرائيلي إلى الأبد، ويتحول الشرق الأوسط إلى منطقة سلام تختفي منها رائحة الدم والخراب والحروب. على الجانب الآخر تبقى المشكلة قائمة في الجانب الفلسطيني، وحتى الآن ورغم الجهود الرهيبة التي بذلتها مصر لتوحيد الفلسطينيين ولم شملهم، فمازالت جهود الوحدة بين الضفة وغزة بطيئة ومتعثرة، بسبب الصراع على سلطة مريضة وأرض محتلة. طبقا للمصادر فإن الجهود المصرية لم تتوقف في لم شمل الفلسطينيين، وهناك الآن جهود كبيرة تتم في هذا الإطار، ربما تظهر آثارها قريبا فور الانتهاء من بعض النقاط العالقة، إلا أن العبء الأكبر يقع على الفلسطينيين أنفسهم، وضرورة الالتفاف حول جهود المصالحة المصرية، لتنتهي كل الذرائع الإسرائيلية حول عدم وجود شريك في المفاوضات».

لا تقمعوا الثوار

«أصدر المكتب السياسي لحزب الاستقلال، بيانا ردا على زيارة كوشنر مستشار وصهر الرئيس الأمريكي ترامب (عراب صفقة القرن) لمنطقة المشرق العربي والإسلامي للترويج لصفقة القرن المشؤومة، ووفقاً لـ«الشعب» يؤكد حزب الاستقلال على أن صفقة القرن، التي تستهدف تصفية قضية فلسطين، لن تمر»لن يستطيع أحد أن يمرر هذه الصفقة مهما بلغت التضحيات»، وسوف يسقطها الشعب الفلسطيني البطل والشعوب العربية المقاومة للكيان الصهيوني، وأن حق العودة حق ثابت لا يسقط بالتقادم ولا بالتنازل، ولا يحق لأحد أن يفاوض على هذا الحق. وإن ما يحدث الآن هو علامة فاصلة في الصراع مع العدو الصهيوني انتفض فيه الشعب الفلسطيني الرافض لتشويه هويته وطمسها، والمقاوم لكل مخططات المساومة والمهادنة مع الكيان الغاصب لأرض فلسطين منذ عام 1948. ويطلب الحزب من الأخوة في السلطة الفلسطينية بعدم تكبيل الهبات الشعبية والثورية التي ينظمها الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال ومقاومته بكل الوسائل التي تعيد الأرض لأصحابها، ووقف الحصار عن قطاع غزة، ودعم صمود أهلها، وتعزيز المقاومة في الضفة الغربية والقدس، وتحقيق الوحدة والمصالحة الفلسطينية. ويؤكد حزب الاستقلال على أن حدود فلسطين الثابتة من البحر إلى النهر، ومن رأس الناقورة إلى أم الرشراش، هي حدود ثابتة وأساسية، وهي الحق الفلسطيني الثابت والراسخ لكل الفلسطينيين. كما أكد الحزب على أن الشعب العربي في مصر يتمسك بكل حبة رمل من ترابه الوطني وكل نقطة مياه من النهر الخالد».

أمجاد يا عرب

رغم انه انتقل للرفيق الأعلى إلا أن حلمي قاعود في «الشعب» يصر على تحميله مسؤولية كوارث كبرى: «أجاد المذيع أحمد سعيد أداء دوره، وأثبت جدارة في ما فشل فيه الشاعر صالح جودت، حين كلفه ضابط المخابرات المصرية فتحي الديب بإنشاء صوت العرب، وقد صدّق العالم العربي صوت أحمد سعيد الجهوري، وكان يصحو على افتتاح صوت العرب «أمة عربية خالدة» وينام على «أمجاد يا عرب أمجاد، في بلادنا كرام أسياد»، ويتابع الانتصارات الصوتية عبر الأخبار المضللة والبيانات الزائفة والأغاني الحماسية لعبد الحليم حافظ وفايدة كامل وآخرين. وفي أواسط الستينيات ظهر نجم مشابه اسمه أحمد الشقيري- أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية- وكان صوته ضخما غليظا يفوق صوت أحمد سعيد، وكانت لدى الشقيري مقدرة تعبيرية بلاغية عالية، أسهمت مع مقدرة أحمد سعيد في تعبئة الأمة لخوض معركة لم تكن في حسبان البكباشي، ولا تخطيطه. ولم يُعِدّ لها الإعداد الكافي أو المستطاع، وصدق نائبه وحبيبه الصاغ الذي صار «مشيرا»، حين قال له: «برقبتي يا ريس» واعتمد التهويش والعبارات الرنانة (أنا مش خرع زي مستر إيدن) واتخذ القرارات المستفزة غير المحسوبة (إغلاق خليج العقبة، وسحب القوات الدولية على حدود سيناء)، وهي القرارات التي كانت تحظى بتصفيق الناس، خاصة الشباب- وكنت منهم- حين ظنوا أن تحرير فلسطين سيستغرق سحابة من نهار، وأن السيدة أم كلثوم ستقيم حفلها الساهر في تل الربيع (تل أبيب)، وسينتشي العرب بنصر غير مسبوق على يد البكباشي البطل، وإذا الدنيا ليست كما نعرفها، وإذا الفجر مطل كالحريق، لا أود التطرق إلى مشاهد المهانة والمذلة في سيناء، فهي تفتت فؤادي».

الفساد كارثة اجتماعية وسياسية تطارد القيم والقوانين وأوكاره كبرت واتسعت

حسام عبد البصير

مفوض الأمم المتحدة يُحذِّر من «كارثة إنسانية» في درعا جنوبي سوريا

Posted: 29 Jun 2018 02:26 PM PDT

عواصم – «القدس العربي» : بينما تواصل الطائرات الحربية السورية والروسية استهدافها لمدينة درعا وريفيها الشرقي والغربي بالغارات، وتدور اشتباكات عنيفة على محاور عدة أبرزها جنوب درعا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان الذي وثق منذ بدء الهجوم في درعا مقتل نحو مئة مدني وتحدثت الأمم المتحدة عن نزوح عشرات آلاف الأشخاص داخل المحافظة، تتجه بلدات عدة في محافظة درعا إلى قبول المصالحة مع الجيش السوري، حسب ما افاد مصدر عسكري سوري في جنوب سوريا وكالة فرانس برس، في وقت تواصل القوات الحكومية مدعومة من الطيران الروسي عملياتها العسكرية في المنطقة.
وحذر مفوض حقوق الإنسان من كارثة إنسانية في منطقة درعا وجاء في بيان تلاه المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، نقلاً عن مكتب مفوض حقوق الإنسان، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، أطراف النزاع كافة في سوريا إلى وضع حد للعنف المتفاقم في محافظة درعا، وإلى التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وتفادي تكرار إراقة الدماء والمعاناة التي شهدتها منطقة الغوطة الشرقية.
وحسب البيان الذي صدر أمس عن مكتب مفوض حقوق الإنسان أفادت التقارير بهروب الآلاف من منازلهم. وحذر البيان من أن يؤدي تصعيد الاقتتال إلى محاصرة العديد من المدنيين، بين نيران قوات الحكومة السورية وحلفائها من جهة، ومجموعات المعارضة المسلحة وتنظيم داعش من جهة أخرى. وكانت القوات الحكومية وحلفاؤها قد سيطرت على مدينة بصرى الحرير الحيوية، بالإضافة إلى العديد من المدن الأخرى التي تقع في الجزء الشرقي من درعا، بما فيها منطقة اللجاة.

ابتزاز المدنيين

وأشار مفوض حقوق الإنسان إلى ورود تقارير إلى مكتبه تفيد «بعدم السماح للمدنيين، خلال الأيام القليلة الماضية، بالانتقال إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة في مدينة درعا ومحافظة السويداء، عبر نقاط تفتيش حكومية تقع في المناطق الجنوبية الشرقية والغربية من درعا، إلا مقابل تسديدهم مبلغاً مادياً».
وأضاف البيان «زيادة في الوضع السوداوي المتأزم، أشارت التقارير إلى أنّ مقاتلي تنظيم الدولة، المسيطرين على منطقة حوض اليرموك في الجزء الغربيّ من محافظة درعا، لا يسمحون للمدنيّين بمغادرة المناطق التي تقع تحت سيطرتهم». وتابع المفوض السامي قائلا: «مازالت مختلف الأطراف في سوريا تستخدم المدنيين كرهائن. نذكـر كافة الأطراف في النزاع بأن القانون الدولي يفرض عليهم بذل أقصى جهد لحماية المدنيين، وندعوهم إلى تأمين ممر آمن لكل من يرغب في الفرار، وحماية كل من يرغب في البقاء في كافة الأوقات».
وجاء في البيان: «ونتيجة تصاعد القصف الارضي والضربات الجويّة، وثّق مكتب الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان 46 حالة وفاة على الأقل في العديد من المدن، ومن بينها مدينة الحراك، التي تعرّضت إلى قصف عنيف. كما أشارت التقارير إلى أنّ الهجمات الأرضيّة استهدفت المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة، فقتلت مدنّيَيْن اثنَيْن في 20 حزيران/ يونيو، وأربعة مدنيّين آخرين في 21 حزيران/يونيو.
وأفادت التقارير أيضًا بأنّ الضربات الجويّة قتلت ستّة مدنيّين في الحراك في 26 حزيران/ يونيو. وفي اليوم نفسه، أفيد بأنّ هجمات أرضيّة استهدفت سوقًا في نوى، فقتلت ستّة مدنيّين. وفي 27 حزيران/ يونيو، أفيد بأنّ والدَين وثلاثة أطفال قُتِلوا في مدينة داعل غرب درعا بغارة جويّة استهدفت سيّارتهم».
وختم زيد البيان قائلاً: «كنت قد أشرت في السابق إلى قساوة المفارقة بما يخص وضع الغوطة الشرقيّة كونها منطقة «تخفيف التوتر»، وكيف أنّ سير هذه الحرب مخزٍ منذ انطلاقته ووصمة عار علينا جميعنا. واليوم، هناك منطقة «تخفيف التوتر» أخرى على وشك أن تمسي ساحةً لوقوع عدد كبير من الضحايا في صفوف المدنيّين».

150 ألف نازح

وكان تجمع أكثر من 150 ألف نازح من بلدات ريف درعا جنوبي سوريا قرب الحدود الأردنية، والشريط الحدوي مع إسرائيل قرب الجولان السوري المحتل. وقال عامر أبازيد مسؤول الإعلام في الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في درعا، إن «أكثر من 150 ألفا هربوا من القصف العنيف للنظام السوري وحلفائه على مدن وبلدات ريف درعا، ولجؤوا إلى السهول القريبة من الحدود الأردنية»، وفق ما نقلته وكالة الأناضول. وأشار أبازيد إلى أن «معظم النازحين تجمعوا قرب الحدود الأردنية في بلدات غصم ونصيب والندى والسهول المحيطة، مشيرين إلى عدم تمكن النازحين من العبور إلى الأردن بسبب إغلاق سلطات هذا البلد للحدود».
وقال المعارض السوري «أبو غياث الشرع» لـ «القدس العربي»: الوضع الإنساني كارثي، وإن عشرات آلاف العائلات النازحة نحو ريف درعا الغربي، تعاني من انعدام كامل للمخيمات والمياه والمواد الغذائية والحمامات.
وكانت وكالة الأنباء السورية (سانا) أفادت عن التوصل خلال اليومين الماضيين إلى اتفاقات تسوية في ثلاث بلدات في ريف درعا الشرقي. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مفاوضات تجري الجمعة في بلدات عدة من محافظة درعا بين عسكريين روس والفصائل المعارضة للتوصل إلى تسويات. وتشن القوات الحكومية منذ 19 حزيران/يونيو بدعم روسي عملية عسكرية واسعة في محافظة درعا بهدف استعادتها بالكامل، وحققت تقدماً سريعاً على حساب الفصائل المعارضة.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن المفاوضات «تجري بين الروس من جهة والفصائل المعارضة من جهة ثانية عبر وساطة وجهاء في ثماني بلدات في ريف درعا الشرقي». وقال إن «عناصر من الشرطة العسكرية الروسية يقودون التفاوض للتوصل إلى اتفاقات تسوية في كل بلدة على حدة»، مشيراً إلى أن «التوجه في غالبية البلدات هو القبول بالتسوية التي تتضمن تسليم المقاتلين سلاحهم الثقيل».

إسرائيل: لن نسمح بمرورهم

أما الناطق باسم الجيش الإسرائيلي «أفيخاي أدرعي»، قال عبر معرفاته الرسمية في مواقع التواصل: بإن الجيش الإسرائيلي لن يسمح بمرور اللاجئين السوريين الفارين من القتال في الجنوب السوري إلى داخل إسرائيل». وأضاف أدرعي إن «عملية خاصة، جرت الليلة الماضية في 4 مناطق لنقل مساعدات إنسانية مخصصة للسوريين الفاريين في مخيمات بالجانب السوري من هضبة الجولان»، وزعم أنه «تم نقل نحو 300 خيمة و13 طناً من الغذاء و3 أطنان من غذاء الأطفال، و3 منصات (شاحنات) محملة بالمواد الطبية والأدوية، و30 طناً من الملابس والأحذية».
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن روسيا وإيران والولايات المتحدة تتحمل مسؤولية هجمات النظام جنوبي سوريا، وأضاف خلال مشاركته في برنامج على قناة «إن تي في» التلفزيونية التركية، أن المنطقة الجنوبية أدرجت ضمن مناطق خفض التوتر في سوريا بموجب اتفاق أستانة، بين الدول الضامنة الثلاث تركيا وروسيا وإيران. واستدرك أن الولايات المتحدة وروسيا توصلتا إلى تفاهم منفصل حول المنطقة في وقت لاحق، مشيراً إلى أن النظام يهاجم المعارضة حالياً جنوبي سوريا، وعلى روسيا وواشنطن إيقاف ذلك، باعتبارهما طرفي التفاهم الأخير.

مفوض الأمم المتحدة يُحذِّر من «كارثة إنسانية» في درعا جنوبي سوريا
إثر مقتل العشرات وإقفال الحدود أمام 150 ألف نازح تقطعت بهم السبل في العراء
هبة محمد وعبد الحميد صيام ووكالات

الأمم المتحدة تعقد مؤتمرا دوليا رفيع المستوى بمشاركة 36 وكالة دولية متخصصة في مكافحة الإرهاب

Posted: 29 Jun 2018 02:25 PM PDT

نيويورك ـ «القدس العربي»: عقد في مقر الأمم المتدة في نيويورك مؤتمر دولي رفيع المستوى يومي 28 و 29 حزيران/يونيو ضم 36 وكالة دولية متخصصة في موضوع مكافحة الإرهاب بالإضافة إلى منظمة البوليس الدولي (إنتربول).
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في إفتتاح المؤتمر» «إن الخطوط الأمامية لمكافحة الإرهاب ليست موجودة على الأرض فقط بل أصبحت بشكل متزايد على شبكة الإنترنت، إذ يستغل الإرهابيون وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل المشفرة والشبكة الإلكترونية المظلمة لنشر الدعاية وتجنيد الأعضاء وتنسيق الهجمات».
وقال في المؤتمر، وهو الأول من نوعه، «إن الإرهاب والتطرف العنيف يقوضان السلم والأمن الدوليين، ويبثان الفرقة بين المجتمعات، ويفاقمان الصراعات ويزعزعان استقرار مناطق بأكمله». وقال إن هاتين الآفتين تعرقلان أيضا جهود تعزيز وحماية حقوق الإنسان وتعيقان تحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف غوتيريش: «الهزيمة العسكرية لداعش في العراق وسوريا، العام الماضي، تعني أن المقاتلين الإرهابيين الأجانب يتنقلون ليعودوا إلى أوطانهم أو التوجه إلى مناطق صراعات أخرى. وفيما يمكن أن ينبذ البعض منهم العنف، ما زال آخرون مصممين على المواصلة لينقلوا تجاربهم في ميدان المعركة ويجندوا أعضاء جددا وينفذوا الهجمات. الإرهابيون المحليون أيضا يمثلون اختبارا لقدرات وكالات الأمن والاستخبارات. وفيما يواصل تهديد الإرهاب تطوره، يتعين علينا التكيف والتعلم من الممارسات الناجحة وغيرها».
السفيرة الأردنية لدى الأمم المتحدة، سيما بحوث، قالت إن الاستراتيجية الدولية تمثل الإطار الدولي الأشمل في هذا المجال.
وتحدثت عن دور بلادها وفنلندا في تيسير إجراء المفاوضات التي أفضت إلى اعتماد المراجعة السادسة للاستراتيجية: «قام الميسران، الأردن وفنلندا بتيسير إجراء مفاوضات غير رسمية لأكثر من أربعة أسابيع سبقها عدد كبير من اللقاءات مع الوفود الدائمة والمجموعات الإقليمية ومنظمات المجتمع المدني والإنتربول (منظمة الشرطة الدولية) وغيرها للوقوف على شواغلهم وتطلعاتهم، وهو ما كان له تأثير كبير على تيسير إجراء مفاوضات شفافة وشاملة لم تستثن أيا من الأفراد المعنية. ونأمل أن يكون قرار المراجعة السادسة هو المرجع الأساسي للمشاركين والمشاركات في هذا المؤتمر للخروج بتوصيات عملية قابلة للتطبيق تنتهي بالتوافق على إنشاء قنوات التواصل بين الحكومات وأجهزة الأمن في مختلف أنحاء العالم لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه». وقالت السفيرة الأردنية إن تلك المراجعة شملت مواضيع مهمة منها معالجة عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب وبناء قدرات الدول الأعضاء والتصدي لرواية الإرهابيين وتمويل الإرهاب.
ولكنها قالت إن المشاركين في المفاوضات لم يتمكنوا من تحقيق التقدم المنشود على صعيد أحد أكثر المواضيع حساسية وهو التطرف العنيف والولاية المنوطة بمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب على الرغم من تقارب وجهات النظر حول أهمية الوقاية من التطرف العنيف. وأضافت: «في هذا السياق وباعتبارنا دولة عربية مسلمة، جزءا من أمة صاحبة إرث حضاري كبير، فإننا نؤكد على أن الأفكار المغلوطة عن الإسلام والمسلمين تصب في خدمة أجندة الإرهابيين الساعية إلى إشعال الفتنة بين الشعوب وتعميق وتغذية الانقسام والطائفية والتي لابد من محاربتها والتصدي لها بكافة الأشكال، ويجب الاستمرار في توضيح ونشر أفكار الدين الإسلامي الحقيقي المبني على التسامح والمحبة والسلام».
وقد شاركت في المؤتمر الدول الأعضاء ممثلة برؤساء أجهزة مكافحة الإرهاب، والمنظمات الإقليمية، ومنظمات المجتمع المدني، والكيانات المنضوية في إتفاق الأمم المتحدة العالمي لتنسيق مكافحة الإرهاب».

الأمم المتحدة تعقد مؤتمرا دوليا رفيع المستوى بمشاركة 36 وكالة دولية متخصصة في مكافحة الإرهاب

عبد الحميد صيام

مواجهات عنيفة في الضفة رفضا للاستيطان وتضامنا مع غزة .. والمستوطنون يحرقون أراضي زراعية واسعة

Posted: 29 Jun 2018 02:25 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: اندلعت مواجهات في عدة مناطق في الضفة الغربية، ضمن فعاليات «جمعة الغضب» التي دعت إليها قيادة القوى الوطنية والإسلامية، رفضا للاستيطان ومخططات الإدارة الأمريكية في المنطقة، وتضامنا مع دعوات النفير في قطاع غزة، أسفرت عن وقوع إصابات، في الوقت الذي واصل فيه جيش الاحتلال حملات الاعتقال، بينما أحرق مستوطنون مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.
واندلعت مواجهات عند حاجز «بيت إيل» العسكري الإسرائيلي، الواقع عند المدخل الشمالي لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية.
وتجمع حشد كبير في مواجهة الحاجز بعد صلاة الظهر مباشرة، وأشعلوا النار في إطارات السيارات، ورشقوا جنود الاحتلال بالحجارة، فيما قام الجنود بإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز صوب المتظاهرين، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المشاركين.
كما اندلعت مواجهات مماثلة في بلدة كفر قدوم التابعة لمحافظة قلقيلية، ضمن المشاركة الأسبوعية لأهالي القرية والمتضامين، رفضا للقرارات الأمريكية ضد مدينة القدس، وضد مخططات الاستيطان التي تنفذها سلطات الاحتلال بحق أراضي البلدة. وشهدت منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل جنوب الضفة مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال.
وكانت قيادة القوى الوطنية والإسلامية، قد أكدت على ضرورة المشاركة الواسعة في التظاهرات والفعاليات التي تنظم ضد سياسات الاحتلال، بالتزامن مع فعاليات «مسيرة العودة» في قطاع غزة. وأكدت أن الفعالية تأتي رفضا لمحاولات الادارة الأمريكية ترويج وفرض «صفقة القرن»، التي تهدف لتصفية القضية الوطنية والقفز عن الحقوق الوطنية، مؤكدة استمرار هذه الفعاليات في كافة المناطق، وأنه جرى التنسيق مع اللجنة القيادية لمسيرات العودة في قطاع غزة «تأكيدا على وحدة الأراضي الفلسطينية الجغرافية والسياسية في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة».
وقبيل اندلاع هذه المواجهات، شنت قوات الاحتلال حملات مداهمة لعدة مناطق في الضفة، انتهت باعتقال عدد من الفلسطينيين، منهم شاب من مدينة الخليل، التي اخضع العديد من المنازل في عدة أحياء في المدينة، لمداهمات وتفتيش.
واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان من مدينة رام الله أثناء مرورهم على حاجز زعترة قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اعتقلت الشبان الثلاثة. واحتجزت قوات الاحتلال أسيرا محررا من بلدة قباطية جنوب جنين لساعات في معسكر سالم الإسرائيلي جنوب المدينة الواقعة شمال الضفة، قبل أن تخلي سبيله فجر أمس الجمعة، بعد استدعائه من قبل المخابرات الإسرائيلية.
وفي سياق اعتداءات المستوطنين المتطرفين على أهالي الضفة الغربية، اقتحم المئات منهم فجر أمس بلدة كفل حارس شرق مدينة سلفيت بحماية معززة من جنود الاحتلال لأداء «طقوس تلمودية».
وذكرت مصادر محلية أن عشرات المركبات العسكرية الإسرائيلية اقتحمت البلدة، فيما أغلق جنود بوابتها، ومنعوا المواطنين من الحركة، وأغلقوا المحال التجارية بالقوة، قبل أن تدخل حافلات كبيرة تقل مئات المستوطنين البلدة، وأدوا «طقوسا تلمودية» عند منطقة المقامات التاريخية في البلدة.
وتخلل العملية قيام المستوطنين المتطرفين بالاعتداء على رجل مسن، حاول فتح مسجد البلدة لأداء صلاة الفجر. والمعروف أن البلدة تضم اربعة مقامات 'سلامية تاريخية، حيث يعمل المستوطنون وسلطات الاحتلال، على تزييف التاريخ والادعاء أنها «أماكن يهودية».
وكان حريق كبير قد نشب في حقول زراعية قدرت مساحتها بـ 120 دونما، تعود لقرية صفا التابعة لمدينة رام الله، ومعزولة خلف الجدار الفاصل، من بينها 60 دونما مزروعة بأشجار الزيتون. واتهم رئيس مجلس قروي صفا، احمد فوز، المستوطنين بالوقوف خلف العملية، لافتا إلى أن قوات الاحتلال رفضت إدخال أي من المواطنين او حتى طواقم الدفاع المدني لإخماد الحرائق.
ونشر رئيس المجلس القروي لقطات مصورة للحريق، أظهرت طواقم الدفاع المدني الإسرائيلي وهي تقف قرب الحرائق، دون أن تتدخل لإخمادها، مؤكدا أن المستوطنين قاموا قبل ذلك باقتراف عمليات مماثلة، وأكد كذلك تعمد سلطات الاحتلال منع مزارعي البلدة من الوصول إلى حقولهم الواقعة خلف الجدار القاصل.
كذلك أقدم مستوطنون من «ايتمار» القريبة في محافظة نابلس على إضرام النار في مناطق واسعة من جبال بيت فوريك شرق المدينة، ما أدى إلى حرق أشجار الزيتون، وشهد الاعتداء مهاجمة المستوطنون الشبان الفلسطينيين الذين هبوا لإخماد الحريق بالحجارة. وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، إن النيران أتت على عشرات الدونمات من الأراضي التي تعود ملكيتها لمواطنين في البلدة.
وكان نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، قد أكد خلال المشاركة في الاعتصام المستمر الذي تنظمه هيئة مقاومة الاستيطان في منطقة «الخان الأحمر» المهددة بالهدم والمصادرة من الاحتلال، أن التجمعات البدوية «هي العامل الأساسي لحماية أرضنا من التهويد والاستيطان والسرقة».
وتقع منطقة الخان الأحمر جنوب شرق مدينة القدس المحتلة، وتنذر سلطات الاحتلال بهدم المنطقة وتشريد سكانها.
وأكد العالول أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تريد تهجير التجمعات البدوية لـ «السيطرة على الأرض»، مشيرا إلى مخطط تهجير الخان الأحمر، وقال «الواضح أن هذا التجمع بات العقدة أمامهم للسيطرة على المنطقة المحيطة، وتحقيق ما يسمى مشروع القدس الكبرى».

مواجهات عنيفة في الضفة رفضا للاستيطان وتضامنا مع غزة .. والمستوطنون يحرقون أراضي زراعية واسعة
قوات الاحتلال نفذت مداهمات واعتقلت عددا من الفلسطينيين

أردوغان أراد إمبراطورية لكنه سيكتفي بدولة

Posted: 29 Jun 2018 02:24 PM PDT

فندق «شيراتون» في الدوحة عاصمة قطر أُضيء يوم الاحد بألوان العلم التركي. حاكم قطر تميم بن حمد آل ثاني كان بين الاوائل الذين هنأوا رجب طيب أردوغان على فوزه بالرئاسة وعلى فوز حزبه. صداقة عميقة تسود بين أردوغان والشيخ تميم. تركيا كانت الدولة الاولى التي عرضت خدماتها على قطر عندما قررت السعودية والبحرين واتحاد الامارات قبل سنة فرض مقاطعة اقتصادية شديدة على قطر. تركيا التي أدانت بشدة المقاطعة سارعت إلى توفير البضائع لقطر وعززت القوة العسكرية التركية الموجودة في قطر كرسالة لدول الخليج كي لا يتجرأوا على تحويل المقاطعة الاقتصادية إلى مواجهة عسكرية. كما أنها ضغطت على واشنطن للتوسط بين قطر والسعودية ودولة الامارات. المكسب الاقتصادي الذي حصلت عليه تركيا من علاقتها مع قطر ليس كبيراً، نسبياً لدولة اقتصادها يقدر بـ 900 مليار دولار تقريبا، لكن تعزيز المحور السياسي مع قطر حليفة إيران هو مكون اساسي في جهود اردوغان لبناء مكانة تركيا كدولة عظمى لها تأثير في الشرق الاوسط.
استراتيجية الدولة العظمى التركية التي تستهدف أن تحدد أو على الاقل المشاركة في تحديد النظام الجديد في الشرق الاوسط لم تولد مع انتخاب أردوغان للرئاسة. العلاقة مع قطر يجب أن نراها كجزء من العلاقات التي تسعى لها تركيا منذ ما يقرب من ثماني سنوات، منذ بدأت الحرب في سوريا. اذا كانت تركيا قد تبنت قبل الحرب فلسفة «صفر مشكلات مع الجيران» كخطة استراتيجية، كان يجب تحويلها إلى جسر بين الشرق والغرب، بين أوروبا والولايات المتحدة والشرق الاوسط، وبناؤها كدولة محور قادرة على القيام بعمليات في المنطقة منذ الحرب، فقد تعلمت حدودها الصعبة لهذه الاستراتيجية. إن فصل العلاقة الشخصية لاردوغان مع بشار الاسد وتبني سياسة مناوئة لسوريا أساسها إقصاء الاسد عن الحكم، في أعقاب المذبحة التي نفذها ضد الشعب السوري، دللت على الانقلاب في مقاربة أردوغان. هذه الخطوة وضعت تركيا في جبهة أمام إيران، ولكن الصدع الذي كان متوقعا بين الدولتين تم منعه بالاساس بسبب المصالح الاقتصادية المشتركة بينهما. إيران التي كانت لا تزال تحت نظام عقوبات شديدة كانت بحاجة إلى حليفة مثل تركيا التي طوال فترة تجاوزت العقوبات. واشترت النفط من إيران ودفعت لها ذهباً مقابل ذلك عبر اتحاد الامارات.
توجد للدولتين مصالح مشتركة كثيرة منذ سنوات لكبح طموح الاكراد لانشاء دولة مستقلة، وعلى الطريق أن يحاربوا معا ضد نشطاء حزب العمال الكردستاني.
ولكن العلاقة مع إيران وضعت أردوغان أمام معضلة معقدة. سلمان ملك السعودية الذي أنشأ في العام 2015 «التحالف السنّي» ضد إيران وشن حرباً بقيادة نجله في اليمن، جنّد تركيا لصالح التحالف. هذه الخطوة منحت تركيا للمرة الاولى مكانة شريك في الشرق الاوسط العربي الذي بصورة تقليدية يعتبرها نبتة غريبة في أفضل الحالات ودولة معادية في أسوأ الحالات. القاسم المشترك بين الجمهورية التركية العلمانية وبين المملكة الوهابية هو كرههما المشترك للاسد، وجهودهما لازاحته. ولكن تركيا لم توافق على أن تستخدم ككابح ضد إيران. وهي لم تشارك في الحرب في اليمن إلى جانب السعودية. وتبين لملك السعودية أن هذه الشراكة تزيد قوة تركيا ولا تساهم بصورة حقيقية في تحقيق مصالحها. وسائل الاعلام السعودية بدأت في «إعادة فحص التحالف مع تركيا» ووصف أردوغان كرئيس مستبد. ومؤخراً سفير اتحاد الامارات قال علنا إن تركيا هي تهديد للمنطقة وأن الأمريكيين لا يفهمون خطورة هذا التهديد. ولكن الخوف العربي من تركيا يقوده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي بعد فترة قصيرة من توليه الحكم في تموز /يوليو 2013 لم يبدأ فقط بملاحقة حركة الاخوان المسلمين، بل فرض أيضاً مقاطعة اقتصادية على تركيا التي رفضت الاعتراف بحكمه كحكم شرعي. أردوغان اعتبر السيطرة على الحكم كانقلاب عسكري وطلب اعادة الاخوان المسلمين الذين انتخبوا بصورة ديمقراطية إلى القصر الرئاسي. السيسي أمر بالغاء الاتفاقات التجارية مع تركيا ودعا الشعب المصري إلى عدم السفر إلى تركيا وعدم استخدام شركات الطيران التركية وبدد طموح تركيا لاستخدام مصر كجسر تجاري مع افريقيا.
من فلسفة «صفر مشكلات مع الجيران»، التي خلقها وأدارها البروفيسور في العلوم السياسية أحمد دَاوُدَ أوغلو، الذي كان وزير الخارجية في حكومة أردوغان وبعد ذلك رئيس حكومة عند انتخاب أردوغان رئيساً في 2014، لم يبق أي شيء.
الشرخ مع سوريا ومصر الذي تميز بأنه يميز علاقات تركيا مع دول الخليج المعادية لاسرائيل ومع السلطة الفلسطينية على خلفية دعم تركيا لحماس والاخوان المسلمين، أبعد إذا لم نقل بدّد، حلم دولة المحور لاردوغان. من السهل أن ننسب لاردوغان الرغبة إلى تجديد أيام الامبراطورية العثمانية وتسميته سلطان. لكن ازاء شبكة العلاقات العكرة مع دول المنطقة، فإن درجة التأثير المتناقصة لتركيا في الصراعات الاقليمية، التحالف مع إيران وقطر وروسيا تجعل الدول العربية تزيد سور الصد ضد تركيا. إمبراطورية عثمانية جديدة بالتأكيد لم تولد من أحلام أردوغان. سلطنة أردوغان يجب عليها الاكتفاء بحدود تركيا.

العميل الأمريكي

ليس فقط زعماء ودول في الشرق الاوسط يديرون وجوههم لأردوغان. بينه وبين واشنطن يجري حساب شديد وصل حتى التهديدات المتبادلة. من الأصح ان يتم استبدال مفهوم علاقات بمفهوم معركة من أجل وصف سلوك الدولتين الواحدة تجاه الاخرى. قائمة شكاوى تركيا تبدأ برفض إدارة أوباما وبعدها إدارة ترامب تسليم الواعظ الديني فتح الله غولن الذي يتهمه اردوغان بالتخطيط لعملية الانقلاب الفاشلة في تموز/يوليو 2016. بعد ذلك انقض اردوغان على الجهاز القضائي وعلى الادارة الأمريكية بسبب الحكم الذي أدان نائب مدير عام البنك الحكومي بتجاوز العقوبات على إيران. قرار ترامب الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الأمريكية اليها أخرجت أردوغان عن طوره.
ولكن لب الصراع لأردوغان ضد ترامب يتعلق بالمساعدة التي قدمتها الادارة الأمريكية للاكراد السوريين اثناء الحرب ضد داعش. اردوغان اعتبر هذه العلاقة الوثيقة ليس أقل من مؤامرة لمساعدة الإرهاب الكردي ضد تركيا. ادعاء مشابه كان يمكنه اسماعه ضد روسيا التي هي أيضاً تعتبر الاكراد حلفاء حيويين في العملية السياسية لحل الازمة السورية. ولكن ضد روسيا يحذر أردوغان كما يحذر من النار بعد المقاطعة الاقتصادية التي فرضتها روسيا على تركيا في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية قبل نحو ثلاث سنوات. المصالحة بين الدولتين أجبرت أردوغان على الانسحاب من معارضته المتشددة لمواصلة حكم بشار الاسد والانضمام إلى التحالف الذي انشأه بوتين مع إيران من أجل تثبيت العملية السياسية. واشنطن غير المنفعلة من سياسة القمع التي يستخدمها أردوغان ضد المثقفين وخصومه السياسيين، والاخلال بحقوق الانسان، غضبت جداً عندما وقعت تركيا على اتفاق لشراء صواريخ ارض ـ جو من نوع اس400 والآن يجري في تلة الكابتول صراع لمنع صفقة طائرات أف 35 كعقاب على صفقة الصواريخ التي حسب اقوال معارضيها الأمريكيين ستضر بقدرة التنسيق الدفاعي للناتو.
نقطة الضوء التي ظهرت في الاسابيع الماضية في العلاقات مع الولايات المتحدة كانت «خريطة الطريق» التي وافقت عليها الدولتان حول السيطرة على مدينة منبج التي كانت تحت سيطرة القوات الكردية. حسب الاتفاق بينهما ستقيم الدولتان دوريات مشتركة في المدينة وفي المحافظة لضمان أمن السكان بعد خروج المليشيات الكردية منها. ولكن المدينة ومحافظة عفرين تواصلان كونهما تحت سيطرة تركيا التي فتحت في مدينة الباب التي تقع في المنطقة، فرعاً لجامعة حران، التي يدرس فيها محاضرون اكراد وسوريون. الاكراد الذين اضطروا إلى قبول الاملاء الأمريكي لم يصمتوا. فقد بدأوا باجراء مفاوضات مباشرة مع نظام الاسد حول مستقبلهم في الدولة، بدعم من روسيا. النتيجة يمكن أن تكون أن الاقلية الكردية في سوريا وبتعاون مع النظام السوري ستسحب من تركيا ذريعة وجودها في الدولة.
التدخل التركي في سوريا يغضب إيران أيضاً التي أعلنت عن رفضها لطلب تركيا التعاون في الحرب ضد حزب العمال في جبل قنديل في العراق. «عملية عسكرية ضد تركيا من دولة أخرى غير مشروعة»، أعلنت إيران وبهذا رمزت أيضاً بشكل واضح لتركيا بأن وجودها العسكري في سوريا غير مقبول عليها.
فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية لا يمكنه مساعدته. بناء على ذلك، بادارة سياسة الخارجية التي ستنقذه من ورطة المصالح التي تكبل يديه وقدميه. الاهمية الدولية لتركيا تستند بصورة مؤقتة على دورها في الحرب في سوريا واعتماد الدول الاوروبية على الاتفاق السياسي الذي يكبح بصورة كبيرة من النجاح تيار السياسيين السوريين الذين يحاولون الهجرة عبر تركيا إلى دول الاتحاد.
ولكن أوروبا أيضاً يئست من تركيا، وفي لقاء وزراء الاتحاد الاوروبي الذي جرى مؤخراً في بروكسل أوضح الوزراء أن عملية انضمام تركيا للاتحاد مجمدة. تركيا تبتعد عن الاتحاد، واحتمال التغيير في المستقبل القريب ضعيف.

تسفي برئيل
هآرتس 29/6/2018

أردوغان أراد إمبراطورية لكنه سيكتفي بدولة
احتكاك تركيا مع دول المنطقة بدّد حلم الرئيس بإقامة سلطنة عثمانية جديدة
صحف عبرية

وسط حرب خفية ضدها تصفية قيادات معارضة فـي الشمال السوري

Posted: 29 Jun 2018 02:23 PM PDT

حلب – «القدس العربي»: أصيب، أمس الجمعة، عنصران من «الجبهة الوطنية للتحرير» التي تضم فصائل بارزة من الجيش السوري الحر في محافظة إدلب شمالي سوريا، بانفجار عبوة ناسفة قرب مدينة جسر الشغور في الريف الغربي.
كما اغتال مجهولون، قيادياً في جبهة تحرير سوريا من المعارضة السورية في محافظة إدلب شمالي سوريا، ليكون القيادي «حسن عجاج»، ثاني قيادي تتم عملية تصفيته خلال 48 ساعة الماضية في إدلب، التي تعيش انفلاتاً أمنياً كبيراً، وتوسع حرب الاغتيالات.
مصادر محلية، قالت: إن القيادي في جبهة تحرير سوريا حسن خالد عجاج «أبو خالد من بلدة بلشون» وجدت جثته في منطقة زراعية قرب بلدة تلمنس بريف إدلب الشرقي، وقد تم تصفيته رمياً بالرصاص، دون معرفة الجهة التي قامت بذلك وظروف الحادثة. وكان قد اغتال مجهولين القائد الميداني في فيلق الشام، التابع للجيش السوري الحر «عبد الله بطل» إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت السيارة العسكرية التي كان يقودها.
وتنشط في إدلب خلايا أمنية منها تابعة لتنظيم الدولة والتي تقوم بعلميات تصفية لكوادر عسكرية من الفصائل، إضافة للقيام بعمليات تفجير تستهدف الفصائل والمدنيين على حد سواء. وكانت قد أطلقت هيئة تحرير الشام، منذ الخميس، عملية أمنية جديدة تستهدف خلايا التنظيم في منطقة سرمين والنيرب، تمكنت خلال اليوم الأول من قتل واعتقال عدد من عناصرها، والعثور على أسلحة ومواد متفجرة وذخائر وعبوات متنوعة، إضافة لأنها عثرت على الموقع الذي تم فيه إعدام عناصر الهيئة ذبحاً قبيل أثل من شهر بعد اختطافهم في ريف إدلب، وفق ما نقلته شبكة «شام الإخبارية».
فيما اتفقت «هيئة تحرير الشام» و«مجلس شورى مدينة سرمين» في ريف إدلب شمالي سوريا، الجمعة على تشكيل قوة تنفيذية مشتركة تشرف على عمليات المداهمة في المدينة، إضافة لتشكيل لجنة شرعية لمعالجة القضايا بين الطرفين. وقال الجانبان في بيان، إنهما اتفقا على عدد من النقاط أبرزها تشكيل قوة تنفيذية مشتركة خلال 48 ساعة تتألف من عناصر في «تحرير الشام» وأهال بالمدينة، تشرف على مداهمة «الأهداف المحددة التابعة لتنـظيم الدولة».
ويقضي الاتفاق أن تبقى إدارة مدينة سرمين (8 كم شرق مدينة إدلب) بيد أهلها بعد انتهاء الحملة الأمنية، حيث يتكفل الأهالي بحماية المدينة بينما تتكفل «الهيئة» بتأمين أوتوستراد سراقب – إدلب.
كذلك ينص الاتفاق على تشكيل لجنة شرعية برضى الطرفين للبت في القضايا المشتركة، على أن يتم التنسيق بعد انتهاء الحملة بين الجانبين للتعامل مع الأهداف التي تثبت تبعيتها لتنظيم «الدولة».

وسط حرب خفية ضدها تصفية قيادات معارضة فـي الشمال السوري

رئيس هيئة الأسرى يقدم شهادته أمام المقرر الدولي الخاص ويتهم إسرائيل بقمع المعتقلين ومنع علاج المرضى

Posted: 29 Jun 2018 02:23 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: قدم عيسى قراقع، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، شهادته حول الوضع الصحي للمعتقلين الفلسطينيين، أمام المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مايكل لينك، واللجنة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
وجاء تقديم شهادة قراقع أمام اللجنة الأممية، في العاصمة الأردنية عمان، أمس الجمعة، بعدما منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، المقرر الخاص من دخول الأراضي الفلسطينية، حيث يعمل على إعداد تقرير عن حالة حقوق الإنسان في فلسطين، والذي سيقدمه في الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول/ سبتمبر المقبل.
واستعرض قراقع خلال شهادته الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى المرضى، بما يخالف اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة والمبادئ الأساسية لمعاملة السجناء التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وحذر المسؤول الفلسطيني من استمرار سياسة «الإهمال الطبي المتصاعدة» والاستهتار بحياة وصحة الأسرى المرضى، التي تشكل خطرا على حياة المئات من المعتقلين.
وأكد في شهادته أن هذه السياسة الإسرائيلية قد تؤدي لـ «سقوط شهداء» في صفوف الأسرى، حيث توجد 700 حالة مرضية خطيرة في السجون مصابة بأمراض مزمنة وصعبة.
وأشار كذلك إلى أن من أهم الانتهاكات هو الإهمال الصحي المتكرر والمماطلة في تقديم العلاج والامتناع عن إجراء العمليات الجراحية للأسرى المرضى، إلا بعد قيام زملاء الأسير المريض بأشكال من الأساليب الاحتجاجية من أجل تلبية مطالبهم بذلك.
وأوضح أن من أهم الانتهاكات هو عدم وجود مشرفين ومعالجين نفسيين، حيث يوجد العديد من الحالات النفسية، التي تستلزم إشرافًا طبيًا خاصا، لافتا إلى أن من بين الانتهاكات عدم وجود غرف أو عنابر عزل للمرضى المصابين بـ «أمراض معدية».
واوضح أن الأسرى المرضى يعانون من ظروف اعتقال سيئة، ومن أماكن احتجاز غير ملائمة تتمثل في قلة التهوية، والرطوبة الشديدة، والاكتظاظ الهائل، بالإضافة إلى النقص الشديد في مواد التنظيف العامة والمبيدات الحشرية، وأنهم يعانون أيضا من الحرارة الشديدة صيفا والبرد الشديد شتاء، إلى جانب استخدام العنف والاعتداء على الأسرى، بمن فيهم المرضى، واستخدام الغاز لقمعهم، ما يفاقم خطورة حالتهم الصحية.
وأشار قراقع إلى افتقار مستشفى سجن الرملة، الذي ينقل إليه الأسرى المرضى، إلى المستلزمات الطبية والصحية، حيث لا يختلف عن السجن في الإجراءات والمعاملة القاسية للأسرى المرضى
وتطرق إلى معاناة الأسيرات من عدم وجود أخصائي أو أخصائية أمراض نسائية، خاصة أن من بين الأسيرات من اعتقلن وهن حوامل، وبحاجة إلى متابعة صحية، خاصة أثناء الحمل وعند الولادة، إلى جانب إجبار الأسيرات الحوامل على الولادة، وهن مقيدات الأيدي، دون الاكتراث بمعاناتهن لآلام المخاض والولادة.
واتهم في شهادته أمام اللجنة الدولية، سلطات الاحتلال بالضغط على الأسير الجريح، من أجل انتزاع اعترافاته، ورفضها أغلبية الطلبات المقدمة للإفراج المبكر عن الأسرى المرضى من ذوي الحالات الصحية الخطرة.
واستند قراقع في شهادته إلى حالتي الشهيد عزيز عويسات والفتى حسان التميمي، كنموذج للجرائم الطبية التي تمارس في سجون الاحتلال وتفاقم انتشار الأمراض الخطيرة في أجساد المعتقلين.
وطالب بتوفير الحماية الدولية للأسرى، وفتح الملف الطبي للمعتقلين من خلال العمل على الإفراج عن كافة الأسرى المرضى من ذوي الحالات الصحية الخطيرة، ودعا منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي لتفعيل دورهما في زيارة الأسرى المرضى ومتابعة أوضاعهم الصحية. كما طالب المحكمة الجنائية الدولية للإسراع في فتح تحقيقات حول استشهاد أسرى داخل السجون بسبب الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاجات اللازمة لهم، ومساءلة المسؤولين الإسرائيليين وأطباء سجون الاحتلال عن هذه «الجرائم».

رئيس هيئة الأسرى يقدم شهادته أمام المقرر الدولي الخاص ويتهم إسرائيل بقمع المعتقلين ومنع علاج المرضى
خلال لقائه في عمان بلجنة تحقيق دولية منع الاحتلال وصولها لرام الله

ماكرون في زيارة لموريتانيا حاملاً ملفات بينها أمن الساحل وقضية الصحراء

Posted: 29 Jun 2018 02:23 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: يصل الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون اليوم إلى موريتانيا في زيارة تكاد تكون هنا، أهم من القمة الإفريقية التي تعقد في نفس اليوم.
ويحمل ملفات كثيرة بينها أمن الساحل والصحراء الغربية وانهيار جمهورية وسط إفريقيا، إلى جانب التعاون بين موريتانيا وفرنسا.
ويؤدي الرئيس ماكرون هذه الزيارة واحداً وعشرين عاماً بعد زيارة الرئيس شيراك، وهي فترة اعتبرها المراقبون طويلة بالنظر لما يربط موريتانيا وفرنسا من علاقات متنوعة.
ويقوم بهذه الزيارة في ظرف تشهد فيه المنطقة الساحلية عواصف سياسية وأمنية، وبينما تحتاج العلاقات الموريتانية – الفرنسية لتثبيت خاص لبوصلتها ينهي حالات المد والجزر التي عرفتها في السنوات الأخيرة.
ويحضر الرئيس الفرنسي كضيف شرف جانبا من القمة الإفريقية التي ستبدأ أعمالها اليوم وهو ما تعتبره السلطات الموريتانية انتصاراً ديبلوماسياً كبيراً ومزدوج الأبعاد.
وبالرغم من النظرة الاستعمارية الفرنسية للقارة السمراء، يمنح الرئيس ماكرون ورقة بيضاء للاتحاد الإفريقي في معالجة الأزمات الإفريقية المشتعلة في المنطقة الوسطى من القارة على مستوى دول وسط إفريقيا والكونغو الديمقراطية وبوروندي، وهي الأزمات التي بذل جهد كبير لإعداد ملفاتها المعروضة على القمة الإفريقية اليوم والتي تهتم فرنسا بمتابعتها، وهو ما يعطي لزيارة ماكرون لموريتانيا بعداً دولياً كبيراً.
واعتاد الرئيس ماكرون أن يزاوج زياراته الخارجية لإفريقيا مع حضور مؤتمرات دولية، وبالنسبة لموريتانيا فإن الرئيس ماكرون يهتم بملفات لا تتعلق مباشرة بها، مثل قضية الصحراء، حيث من المتوقع مشاركة الرئيس الصحراوي لأول مرة في مؤتمر بهذا الحجم تستضيفه موريتانيا التي ترفع علم الحياد في هذا النزاع العصي.
وتبذل الأمم المتحدة منذ أشهر عبر مبعوثيها الخاصين جهوداً لدفع المملكة المغربية وجبهة البوليساريو للعودة لطاولة المفاوضات بطريقة جادة تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الأخير 2414، الداعي إلى إحياء مسار المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، بعد توقفها سنة 2012.
ومع ملاحظة أن الجزائر قد لا تكون متحمسة للمفاوضات المباشرة، فإن زيارة الرئيس ماكرون لموريتانيا فرصة مناسبة لإدلاء باريس بدلوها في نزاع يحتدم في منطقة مصالحها الحيوية ونفوذها الاستعماري.
وحسب مصادر مقربة من الوفد الفرنسي الموجود منذ أيام في نواكشوط لتحضير الزيارة، فإن الرئيس ماكرون سيجري خلال الزيارة لقاءات مع عدد من زعماء القارة حول ملفات شائكة وأزمات مستعصية: فمع الرئيس الرواندي بول كاغامي سيتباحث ماكرون حول الأزمة المشتعلة في جمهورية وسط إفريقيا، وحول منطقة التبادل الحر في إفريقيا وحول الإفرنك الإفريقي، وحول الأوضاع في الكونغو الديمقراطية وفي الغابون.
وستتزامن زيارة الرئيس ماكرون لموريتانيا مع قمة مجموعة دول الساحل الخمس التي تضم موريتانيا ومالي والنيجر والتشاد وبوركينافاسو.
وسيتيح ذلك فرصة التباحث مع قادة المجموعة حول مشكلة تمويل القوة العسكرية المشتركة، والإسراع بنشر هذه القوة لمواجهة الأوضاع الأمنية المتدهورة في مالي وفي منطقة الساحل بعامة.
ويتضمن برنامج الرئيس الفرنسي زيارة لمنطقة العصابة وسط البلاد. ويتوقع الكثيرون أن ينتهز أنصار الرئيس ولد عبد العزيز هذه الزيارة الداخلية للمطالبة أمام الرئيس ماكرون، بولاية ثالثة للرئيس الموريتاني الذي تنتهي آخر ولايتيه الرئاسيتين، حسب الدستور الموريتاني، منتصف العام المقبل.
هذا وخصصت أسبوعية «القلم» أكبر الصحف الفرنكفونية الموريتانية أمس افتتاحيتها للتعليق على زيارة ماكرون مقللة من شأنها عكس ما يقوم به الإعلام الحكومي الذي يعتبرها زيارة تاريخية.
وأكدت «القلم» في مقالها الافتتاحي «أن ماكرون ليس قادما إلى موريتانيا بصفة خاصة، فهو جاء إلى نواكشوط مارا بها في طريقه إلى نيجريا، وهذا ما يجعل الزيارة عادية وليست بالأمر الخارق».
وأضافت الصحيفة «ماكرون سبق أن زار الجزائر والمغرب والسنغال والنيجر والتشاد، وهذه أول زيارة لرئيس فرنسي إلى موريتانيا منذ 1997، فلم تحظ موريتانيا لا بزيارة ساركوزي الذي شرع للجنرال عزيز انقلابه العسكري عام 2008 ولا بزيارة فرانسوا أولاند، فما هي أهمية الزيارة إذن؟».
وتساءلت الصحيفة «بدلا من انشغال ماكرون بأمور أخرى، ألا ينشغل بقياس ما يدعيه ولد عبد العزيز من نجاح أمني؟ فإذا كان سيوبخ ولد عبد العزيز على بطئه في الوفاء بالتزاماته في نشر قوة الساحل العسكرية المشتركة، فمن واجبه كذلك أن يساعد الشعب الموريتاني في حل مشاكله الأمنية اليومية؟».

ماكرون في زيارة لموريتانيا حاملاً ملفات بينها أمن الساحل وقضية الصحراء
تاريخية في إعلام الدولة وصحافة المعارضة تقلّل من شأنها

مصر تغلق معبر رفح الفاصل عن غزة لثلاثة أيام دون إبداء الأسباب

Posted: 29 Jun 2018 02:22 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: بدون إبداء أي أسباب، أعلنت السلطات المصرية إغلاق معبر رفح الفاصل عن قطاع غزة يوم أمس، لمدة ثلاثة أيام، على أن تعيد فتحه من جديد يوم الإثنين المقبل، أمام حركة المسافرين.وأبلغت السلطات المصرية المختصة، إدارة المعبر في الجانب الفلسطيني بهذه الخطوة، التي تمتد من صباح أمس الجمعة حتى مساء الغد. ولم يعرف السبب الذي دفع السلطات المصرية لاتخاذ هذا القرار.
وهذه هي المرة الأولى التي تلجأ فيها مصر لإغلاق المعبر لمدة ثلاثة أيام متتالية، منذ أن أعادت فتحه قبل أكثر من شهر ونصف الشهر، ضمن عملية فتح استثنائي، من المقرر حسب ما أعلن مصريا أن تستمر حتى عيد الأضحى المقبل.
وجاءت عملية الفتح المصرية للمعبر، بعد تفاقم الأزمات الانسانية في القطاع، ووجود أكثر من 30 ألف شخص من ذوي الحالات الإنسانية وهم من فئات المرضى والطلاب وأصحاب الإقامات في الخارج مسجلين للسفر.
وقامت مصر بفتح المعبر مع بدايات انطلاق شرارة فعاليات «مسيرة العودة» على الحدود الشرقية لقطاع غزة مع إسرائيل.
وتمكنت خلال الأسابيع الماضية أعداد كبيرة من المسافرين من الخروج من غزة، فيما تمكن آخرون من العودة للقطاع بعد إنجاز معاملات سفرهم في الخارج.
ومعبر رفح هو المنفذ البري الوحيد لسكان غزة على العالم، بعدما فرضت السلطات الإسرائيلية حصارا محكما على السكان قبل 12 عاما، وضعت بموجبه قيودا مشددة على حركة المسافرين والبضائع، حيث طالت تلك القيود منع مرضى من مغادرة القطاع.
يشار إلى أن هذه الفترة هي أطول عملية فتح للمعبر منذ صيف عام 2013، التي سجلت إسقاط نظام الإخوان المسلمين، حيث أغلقت من وقتها مصر المعبر، ولم تقم بإعادة فتحه إلا لأيام قليلة وعلى فترات متباعدة، لم تكن تكفي حاجة سكان غزة.
ويأمل أهالي غزة رغم تحديد موعد عيد الأضحى لاستمرار عملية الفتح هذه، أن تتحذ مصر قرارا باستمرار العملية، خاصة في ظل خضوع المعبر منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي لإدارة السلطة الفلسطينية، بموجب اتفاق المصالحة مع حماس.

مصر تغلق معبر رفح الفاصل عن غزة لثلاثة أيام دون إبداء الأسباب

«قانون الفتوى» يثير أزمة بين الأزهر والأوقاف في مصر

Posted: 29 Jun 2018 02:22 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أزمة جديدة شهدتها ساحات المؤسسات الدينية في مصر على خلفية قانون الفتوى الذي يسعى البرلمان المصري لإقراره الأسبوع المقبل، فوزارة الأوقاف تريد إدراج أئمة المساجد في القانون للسماح لهم بالرد على أسئلة المواطنين، في الوقت الذي ترفض مؤسسة الأزهر ذلك وتتمسك بحصر الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية ودار الإفتاء على اعتبار أنهما الجهتان الوحيدتان المختصتان بذلك.
وتعقد لجنة الشؤون الدينية في مجلس النواب، الإثنين المقبل، اجتماعا بحضور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، ومحيي الدين عفيفي، ممثلا عن الأزهر، لاستكمال مناقشة مشروع قانون تنظيم الفتوى العامة، لإنهاء الخلاف بين الأوقاف والأزهر، بعد أن طالب الأخير، في الجلسة السابقة، باستبعاد الإدارة العامة للفتوى بالأوقاف من مشروع القانون.
أسامة العبد، رئيس اللجنة الدينية في المجلس، قال إن «هيئة كبار العلماء في الأزهر طالبت باستبعاد الإدارة العامة للفتوى في وزارة الأوقاف من الجهات صاحبة الحق في الفتوى، رغم موافقتها عليها في الجلسات الأولى من تقديم هذا المشروع».
وأضاف : «اللجنة كانت انتهت من إعداد هذا المشروع في وقت سابق بالاتفاق بين جميع المؤسسات الدينية، ونص على أن (يحظر بأي صورة التصدي للفتوى العامة إلا إذا كانت صادرة من هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، أو دار الإفتاء، أو مجمع البحوث الإسلامية، أو الإدارة العامة للفتوى في وزارة الأوقاف، ومن هو مرخص له بذلك من الجهات المذكورة، ووفقا للإجراءات التي تحددها اللائحة التنفيذية لهذا القانون».
وطلب النائب عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية في البرلمان، ومقدم مشروع القانون، من رئيس اللجنة سحب المشروع، إذا تسبب في خلافات بين الأوقاف والأزهر.
الأزمة دفعت وزارة الأوقاف لإصدار بيان صحافي، أمس الجمعة، قالت فيه إنها «في الوقت الذي تحرص فيه على قيام أئمتها وعلمائها بمهامهم الدينية والوطنية والمهنية كاملة غير منقوصة بما فيها حق الإفتاء الشرعي خدمة للدين والوطن، فإنها تؤكد شرف انتساب أعضائها للأزهر الشريف وانتمائهم له واحترامهم وتقديرهم الكامل لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ولجميع مؤسسات الأزهر الشريف وهيئاته العلمية وعلى رأسها هيئة كبار العلماء».
وأضافت: «لا نقبل النيل من أي مؤسسة وطنية تصريحًا أو تلميحًا أو تعريضًا، ونهيب بالأئمة وجميع منتسبي الأوقاف والعاملين بها عدم الخوض في أي أمور جدلية، ونحذر من الانسياق خلف أصحاب الصفحات المشبوهة الذين لا تعنيهم مصلحة الدين أو الوطن، ونؤكد على جميع الأئمة المحترمين عدم الخوض فى أمر الفتوى أو أحقيتها على صفحات التواصل أو غيرها قطعا للجدل وإيثارا للمصلحة الوطنية وتفويتا للفرصة على الدخلاء والمغرضين، وحذف أي تعليقات تتصل بهذا الأمر على صفحاتهم، ومن يخالف هذه التعليمات يعرض نفسه للمساءلة، مع تأكيدنا لهم أننا لن نكون أقل حرصا على مصلحتهم من أنفسهم».
وتابعت: «أننا قبل كل شيء أبناء مؤسسة واحدة هي مؤسستنا العريقة الأزهر الشريف، ويجمعنا هدف واحد وإن تعددت وسائله وهو خدمة ديننا ووطننا وأمتنا ونشر سماحة ديننا ووحدة صفنا وهو خطنا الثابت الذي لا ولن نحيد عنه قيد أنملة».
وكانت هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف أصدرت تقريرها بشأن الرأي في مشروع قانون تنظيم الفتوى العامة، وعلقت على عدد من مواد القانون المقترح.
وتناول التقرير المادة الأولى من القانون التي تنص: «يحظر التصدي للفتوى في الأمور العامة إلا من هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف أو دار الإفتاء المصرية أو مجمع البحوث الإسلامية أو الإدارة العامة للفتوى في وزارة الأوقاف، ومن هو مرخص له بذلك من الجهات المشار إليها، وذلك وفقا للإجراءات التي تحددها اللائحة التنفيذية لهذا القانون». وحدد التقرير ثلاث ملاحظات على هذه المادة، تمثلت في «حظر التصدي للفتوى في الأمور العامة والتي عرفها تقرير لجنة مجلس النواب بأنها الفتاوى المرتبطة بشؤون الوطن والقضايا الكبرى دون الفتاوى المتعلقة بالأمور الشخصية كالعبادات والمعاملات وغيرها، وهذا ما يخالف المشروع المقترح من النواب أنفسهم بحظر التصدي للفتوى بشكل عام، وهو الأمر المطلوب بالفعل، وخاصة أن هناك بعض الفتاوى الشخصية قد تؤثر على المجتمع والوطن بشكل عام مما يقترح معه أن يكون الحظر على الفتوى الشرعية وليس الفتوى في الأمور العامة فقط».
وحسب التقرير «حدد النص جهات الفتوى في الأزهر (هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية فقط) حيث تمر الفتوى في الأزهر الشريف عبر عملية علمية متخصصة، ويكون لكل جهة معنية دور في هذه العملية، فضلا عن تعدد جهات الفتوى في الأزهر، ومن ثم في تحديد تلك الجهات وفصلها عن بعضها البعض رغم تبعيتها لمؤسسة واحدة قد يحدث معه تعارض وتنازع يعطل تلك العملية، مما يقترح أن يكون النص بحظر التصدي للفتوى الشرعية إلا من خلال الهيئات المعنية في الفتوى في الأزهر الشريف، وتكون مرجعيتها العليا في الفتوى هيئة كبار العلماء».
وأوضح أن «الإدارة العامة للفتوى في وزارة الأوقاف باعتبارها جهة تنفيذية تختص بشؤون وتنظيم الفتوى، وليست جهة علمية لإصدار الفتاوى أوالتصدي لها، وذلك إعمالاً لصحيح أحكام القانون رقم 272 لسنة 1959 م، بشأن تنظيم وزارة الأوقاف والذي اقتصر دورها فيه على شؤون الأوقاف وإدارة الأعيان والمساجد ولا يجوز مخالفة ذلك في أي تنظيم داخلي للوزارة، ولم يرد بقانون تنظيم وزارة الأوقاف المشار إليه أي اختصاص في الإفتاء».
وطالب بتغيير نص المادة إلى: «يحظر التصدي للفتوى الشرعية إلا من خلال الهيئات المعنية بالفتوى في الأزهر الشريف أو دار الإفتاء المصرية أو من يرخص له بذلك من أي منهما، ويرجح رأي هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف في حالة تعارض الفتوى بين الجهات المذكورة وفقا للإجراءات والشروط التي تحددها اللائحة التنفيذية لهذا القانون».
كما تناول التقرير المادة الثانية التي تنص: «للأئمة والوعاظ ومدرسي الأزهر الشريف وأعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر أداء مهام الوعظ والإرشاد الدينس العام بما يبين للمصلين وعامة المسلمين أمور دينهم ولا يعد ذلك من باب التعرض للفتوى العامة».
وأشار التقرير إلى أن لفظ «مدرسي الأزهر الشريف وأعضاء هيئة التدريس في جامعة الأزهر جاء عاما ومطلقا»، مؤكدا، أن «تحديد التخصص بالنسبة للفئات المذكورة أمر جوهري لا غنى عنه، حيث لو ترك على إطلاقه سيتم التصدي للإرشاد الديني من جميع التخصصات من مدرسي المعاهد الأزهرية وأعضاء هيئة التدريس في جامعة الأزهر سواء كانت تخصصات شرعية أوعلمية».
وانتقد التقرير أن يتضمن النص لفظ «الوعظ» بالنص « بجانب الإرشاد الديني» كما لوكانت مهام الوعظ من الأمور العامة ولا يقتصر عملها على الأزهر الشريف، مما يقترح معه حذف مهام الوعظ من النص كونه يتداخل مع مهام مجمع البعوث الإسلامية بشأن الوعظ وإسناد مهامه لغير المتخصصين فيه عن الأئمة والمدرسين فيكتفى في هذا النص بالإرشاد الديني العام فقط.
واقترح أن يكون نص المادة الثانية على النحو التالي: « للأئمة والوعاظ ومدرسي العلوم الشرعية والعربية بالأزهر الشريف وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم من خريجي الكليات الشرعية والعربية جامعة الأزهر أداء مهام الإرشاد الدينس بما يبين للمسلمين أمور دينهم، ولا يعد ذلك تعرضا للفتوى». كما طالب بتعديل مادة عقوبة مخالفة القانون من الحبس مدة لا تزيد على 6 ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، إلى الحبس مدة لا تزيد عن 6 أشهر أو بغرامة 50 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

«قانون الفتوى» يثير أزمة بين الأزهر والأوقاف في مصر
البرلمان يناقشه الإثنين.. و«كبار العلماء» تطالب باستبعاد أئمة المساجد
تامر هنداوي

إصابات في جمعة «من غزة للضفة» والفصائل تؤكد الاستمرار في «مسيرات العودة» ومسؤول إسرائيلي يتوعد بحرب لمنع «الطائرات»

Posted: 29 Jun 2018 02:22 PM PDT

غزة – «القدس العربي» : اندلعت مواجهات حامية على حدود غزة الشرقية، ضمن فعاليات الجمعة الـ 14 لـ»مسيرات العودة»، التي حملت اسم «من غزة إلى الضفة دم واحد ومصير مشترك»، ما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات في صفوف الشبان، بنيران جنود القناصة الإسرائيليين الذين تمركزوا خلف ثكنات عسكرية وتلال رملية على طول الحدود الشرقية الفاصلة عن غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عشرات الإصابات وقعت في صفوف المتظاهرين، بعضها بالرصاص وبعضها بحالات اختناق، جراء قنابل الغاز المسيل للدموع.
وقال أشرف القدرة الناطق باسم الوزارة، إن قوات الاحتلال الاسرائيلي استهدفت سيارة اسعاف بقنابل الغاز شرق غزة، ما أدى إلى إصابة طاقمها بالاختناق.
وبدأت الفعاليات بعد ظهر الجمعة، حيث أشعل الشبان النيران في إطارات السيارات، ورشقوا جنود الاحتلال بالحجارة بعدما اقتربوا من منطقة السياج الحدودي الفاصل، كما تمكن عدد منهم من قطع أسلاك أخرى وضعها جيش الاحتلال لمنع تقدمهم صوب الحدود.
وقام عدد من الشبان بإطلاق بـ «طائرات وبالونات حارقة»، صوب الأحراش الإسرائيلية القريبة من الحدود، على غرار الأيام الماضية، ما أدى إلى حدوث حرائق في عدد من الأماكن.
وتمكن الشبان من إطلاق «البالونات الحارقة»، رغم الملاحقات التي نفذها جيش الاحتلال لمجموعات شبابية خلال الأيام الماضية، بزعم محاولاتها إطلاق هذه البالونات، وذلك من خلال استهدافات جوية من طائرات استطلاعية.

بالون حارق يسقط على مسافة 40 كيلومترا

وكانت طائرة استطلاع إسرائيلية قد قصفت مساء أول من أمس الخميس، مجموعة من الشبان خلال وجودهم في منطقة تقع في حي الزيتون شرق مدينة غزة، بزعم إطلاق «بالونات حارقة»، حيث سقط الصاروخ على مقربة منهم، دون وقوع إصابات.
وكشف النقاب في إسرائيل، أن «بالونا حارقا» أطلق من غزة، سقط على بعد 40 كيلومترا من القطاع داخل إسرائيل، وهي مسافة لم تسجل من قبل في المسافة التي يقطعها البالون الحارق، الذي اعتيد على السقوط في مناطق «غلاف غزة».
جاء ذلك بعدما فشلت منظومة إسرائيلية جديدة طورتها المؤسسة العسكرية، في صد هذه الطائرات والبالونات، حيث أعلنت أن تلك المنظومة تعمل عن طريق التقنية «الإلكترو بصرية»، بقدرتها على رصد «الطائرات والبالونات الحارقة» حتى مدى أقصاه سبعة كيلومترات، وتوجيه مروحية صغيرة رباعية المراوح لتدميرها.
وفي السياق، هدد رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، والرئيس السابق لجهاز «الشاباك»، آفي ديختر، بلجوء إسرائيل إلى حملة عسكرية ضد غزة، لإنهاء ظاهرة «الطائرات الورقية الحارقة»، وقال إنه لا يستبعد العودة إلى سياسة الاغتيالات، وتصفية قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار.
حماس وإسرائيل

ونقلت تقارير إسرائيلية عنه القول «حماس تدرك جيدا، مدى قوة إسرائيل، وتعرف أن قوتنا العسكرية أكبر بكثير من قدرتها العسكرية»، وتابع «لا نسعى للحرب، والأوضاع معقدة جدا في الجنوب، لكن على إسرائيل دراسة كافة الاحتمالات».
ومن المقرر أن يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر» الكابينت» اجتماعاً، غدا الأحد لمناقشة التطورات على الجبهتين الشمالية(مع لبنان وسوريا) والجنوبية (مع قطاع غزة)، لبحث جهوزية الجبهة الداخلية لسيناريوهات التصعيد، في ظل استمرار التوتر على هذه الجبهات.
وكانت قوات جيش الاحتلال أعادت نصب «منظومة القبة الحديدية» لاعتراض القذائف الصاروخية في محيط قطاع غزة، تحسبا لتصعيد الأوضاع، وذلك بعد تصاعد الوضع الميداني.
وفي السياق أكدت حركة حماس أن «مسيرات العودة» ستظل ماضية دون تردد أو توقف وبمختلف وسائلها السلمية حتى رفع الحصار الظالم عن غزة. وقال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، في تصريح صحافي، إن المشاركة الواسعة التي شهدتها «جمعة من غزة إلى الضفة» تؤكد على «وحدة شعبنا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ورفضه لما يسمى بصفقة القرن».
كذلك أكد داوود شهاب، المسؤول في الهيئة الوطنية لمسيرة العودة، أن جمعة «من غزة إلى الضفة» تحمل «رسالة تحد وصمود وإصرار» على مواصلة المسيرات التي حققت إنجازات مهمة.
وقال شهاب في تصريح صحافي إن هذه الجمعة الـ 14 لـ «مسيرات العودة وكسر الحصار»، تحمل عنوان «وحدة وتعاضد فلسطيني في مواجهة المؤامرات التي تعصف بالقضية الفلسطينية».
وأكد أن هذه المسيرات تمثل «ضمير المشروع الوطني وصمام الأمان للوحدة الوطنية التي باتت اليوم تتجسد في كل ميادين وساحات المواجهة»، لافتا إلى أن المسيرات «وضعت كل الأطراف تحت ضغط كبير جعل الجميع يبحث عن حلول للحصار الظالم على غزة».
وأكد على ضرورة استمرار المشاركات الفاعلة في كل مكان، في «مسيرات العودة»، ودعا كذلك سكان الضفة الغربية، والقدس للنزول بكثافة صوب المستوطنات وحواجز الاحتلال، لمواجهة الاستيطان الاستعماري.
ودعت الهيئة الوطنية لمخيمات العودة وكسر الحصار، لاستمرار التحشيد والمشاركة الواسعة في الفعاليات والخروج من كافة قرى ومدن ومخيمات قطاع غزة نحو «مخيمات العودة» شرق قطاع غزة، وأكدت على «سلمية الفعاليات».
ومنذ يوم 30 مارس/ آذار الماضي، انطلقت فعاليات «مسيرات العودة» في خمس مناطق حدودية تقع إلى الشرق من القطاع، حيث تقام هناك العديد من الفعاليات الشعبية، على مرأى من جنود الاحتلال، ومن بينها ندوات سياسية وثقافية وفنية، علاوة على المواجهات الشعبية التي يحوضها المشاركون في الفعاليات ضد جيش الاحتلال.
وبسبب لجوء قوات الاحتلال بأوامر عليا من قيادة الجيش والحكومة، لاستخدام «القوة المفرطة والمميتة»، استشهد أكثر من 140 فلسطينيا، وأصيب أكثر من 14 ألفا آخرين، جراء إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، صوب الجماهير التي تشارك في الفعاليات، التي كان أعنفها يوم 14 مايو/ أيار الماضي، حين استشهد في ذلك اليوم 63 مواطنا، خلال إحياء فعاليات «مليونية العودة».ودفعت عمليات القتل واستهداف المتظاهرين المدنيين، جهات حقوقية دولية ومحلية إلى توجيه انتقادات حادة لإسرائيل، ونادت بفتح تحقيق عاجل في عمليات قتل الفلسطينيين.

إصابات في جمعة «من غزة للضفة» والفصائل تؤكد الاستمرار في «مسيرات العودة» ومسؤول إسرائيلي يتوعد بحرب لمنع «الطائرات»
استمرار الحرائق في «غلاف غزة».. والمتظاهرون يقتلعون أجزاء من السياج
أشرف الهور:

سلطات الاحتلال تزعم تقديم مساعدات للنازحين السوريين وأستاذ جامعي يتهمها بحسابات غير أخلاقية

Posted: 29 Jun 2018 02:21 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي» : وصل قائد جيش الاحتلال، غادي آيزنكوت، أمس، إلى الولايات المتحدة ملبيا دعوة طارئة من رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد.
وحسب ما رشح في إسرائيل فإن مستقبل جنوب سوريا سيكون محور اللقاء بينهما. وأوضحت إذاعة جيش الاحتلال أن آيزنكوت سيجتمع خلال زيارته لواشنطن، بمسؤولين أمنيين وعسكريين لبحث «مواجهة التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط، مع التركيز على التطورات في الساحة السورية». وغاب آيزنكوت أمس عن حفل تخريج دورة طيارين في سلاح الجو الإسرائيلي للمشاركة بالاجتماع الذي وصف بـ»العاجل» مع الجنرال دانفورد.
يأتي ذلك في ظل الحملة العسكرية العنيفة لقوات النظام السوري المدعومة بميليشيات وسلاح الجو الروسي وقوات إيرانية في محافظة درعا، التي تمكنت خلالها من السيطرة على عدة مناطق هناك وسط قصف جوي ومدفعي مكثف أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين. وبالتزامن ونتيجة القصف العنيف نزح عشرات الآلاف من المدنيين السوريين من محافظة درعا، من المناطق الحدودية للجولان السوري المحتل، وسط إغلاق كلي للحدود الأردنية السورية.
وحسب صحيفة «هآرتس»، فقد تم ترتيب اجتماع آيزنكوت مع دانفورد قبل أيام، وسيناقش الجانبان بشكل أساسي الأحداث في سوريا، فضلا عن الجهود المشتركة للجانبين في «تقييد التدخل العسكري الإيراني في المنطقة». ونوهت «هآرتس» أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) سيلتئم غدا الأحد، لمناقشة «استعداد الجبهة الداخلية لشن حرب في الشمال».
ورفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في الجولان المحتل مع تصاعد القتال بين قوات نظام بشار الأسد والمعارضة في الجنوب السوري. وقالت الصحيفة إن «قوات الجيش رفعت مستوى التأهب في مرتفعات الجولان، في ضوء التصعيد الأخير في القتال جنوب سوريا، والاقتراب المتزايد للجيش السوري من الحدود الإسرائيلية».
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل لا تتوقع مواجهة مباشرة مع جيش النظام السوري، لكنها تستعد لاحتمال وقوع آثار غير مباشرة من هجوم النظام بمساعدة من روسيا وإيران على منطقة درعا، التي لا تبعد سوى 60 كيلومترا عن المناطق الحدودية في الجولان المحتل.

نتنياهو: لن نسمح لإيران بتطوير سلاح نووي

وقال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، خلال حضوره لتخريج فوج الطيارين «لن نسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية وسنواصل العمل بكل قوتنا ضد خطتها لتحويل سوريا الى قاعدة صاروخية قاتلة ضدنا»، معتبرًا أن «الاحتجاجات الإيرانية الداخلية تؤكد أن سياستنا تؤتي ثمارها». وتابع «سنواصل العمل في المناطق القريبة والبعيدة، في ساحات مفتوحة بصورة علنية وغير علنية».
يذكر أن إسرائيل نفذت ضربات عدوانية جوية على مواقع سورية قالت إنها تحت السيطرة الإيرانية، وأعلنت رسميًا عن بعضها. وفي هذا الصدد قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أمس إنه قدم «مساعدات إنسانية» للنازحين السوريين من ريف درعا الذين أقاموا في مخيمات لجوء بالقرب من الشريط الحدودي في الجولان السوري المحتل، وسط تعزيزات عسكرية إسرائيلية قرب المناطق الحدودية في الجولان، وتأكيدات إسرائيلية أنه «لن يسمح للنازحين بالعبور إلى إسرائيل».
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قدم «مساعدات إنسانية لأربع نقاط تجمع للنازحين من ريف درعا»، هربًا من الحملة العسكرية العنيفة التي يشنها النظام السوري وأعوانه. وشملت «المساعدات» الإسرائيلية 300 خيمة، و13 طنًا من المواد الغذائية، و15 طنًا من المواد الغذائية المخصصة للأطفال، وثلاث شحنات من المعدات والمواد الطبية، بالإضافة إلى 30 طنًا من الملابس والأحذية، حسب مزاعم الجيش الإسرائيلي الذي يحاول توظيف المساعدات عادة لتحقيق أهداف دعائية.

حسابات إسرائيلية غير أخلاقية

وطالب وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس بمنع دخول النازحين السوريين إلى إسرائيل، وقال في مقابلة إذاعية، أمس «يجب أن نمنع دخول النازحين من سوريا، مشيرا إلى «منع حالات مشابهة من قبل».
في المقابل حمل محاضر جامعي إسرائيلي بارز، البروفيسور موشيه معوز، على إسرائيل وقال إنها تصمت على مذابح ترتكب بحق الشعب السوري على بعد خطوة منها. لافتا إلى أنها ترى ضرورة سيطرة قوات النظام السوري على الحدود معها لأن ذلك يكفل لها الهدوء، كما هو حاصل منذ حرب 1973، متهما صناع القرار الإسرائيليين بالتورط بفضيحة أخلاقية.
وفي سياق متصل قال عضو ديمقراطي بارز في مجلس الشيوخ الأمريكي أمس، إنه لا يمكنه حاليا دعم خطة لإدارة الرئيس دونالد ترامب لبيع ذخائر عالية التقنية للسعودية والإمارات، بسبب مخاوف بشأن الحرب في اليمن، وهو قرار ربما يعرقل الصفقة. وقال السيناتور بوب مينينديز عضو لجنة العلاقات الخارجية للإذاعة الإسرائيلية العامة
إن الإدارة الأمريكية لم تتمكن من تبديد مخاوفه المتعلقة بصفقة ذخائر دقيقة التوجيه للدولتين المشاركتين في تحالف عسكري في اليمن، وهي ذخائر ربما تستخدم لقتل مدنيين.
وقد يتسبب موقف مينينديز في إفشال صفقة شركة ريثيون، أكبر منتج لذلك النوع من الذخائر في الولايات المتحدة.
وقال إنه ذكر في رسالة إلى وزير الخارجية، مايك بومبيو، ووزير الدفاع، جيم ماتيس، أن الشعب الأمريكي لديه حق في الإصرار على أن تتفق مبيعات الأسلحة الأمريكية، خاصة تلك التي بهذا الحجم والقدرة على الفتك، لحكومات أجنبية مع القيم الأمريكية وأهداف الأمن القومي.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية: «في حين لا تعلق الوزارة على اتصالاتنا مع الكونغرس فنحن نظل ملتزمين دائما بالعمل مع الكونغرس حيث ندعم مصالح الأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة من خلال تعزيز الشركاء في جميع أنحاء العالم عبر المساعدة الأمنية والتجارة العسكرية». وامتنعت ريثيون عن التعقيب ولم ترد وزارة الدفاع بشكل فوري على طلب للتعليق.
وكانت مصادر إعلامية قد ذكرت في أيار/ مايو الماضي، أن إدارة ترامب طلبت من الكونغرس مراجعة بيع أكثر من 120 ألف قطعة ذخيرة دقيقة التوجيه إلى السعودية والإمارات. ولم يتسن تحديد قيمة الصفقات، لكن قيمة مبيعات سابقة لذخائر دقيقة التوجيه بلغت مئات الملايين من الدولارات.

سلطات الاحتلال تزعم تقديم مساعدات للنازحين السوريين وأستاذ جامعي يتهمها بحسابات غير أخلاقية
مداولات إسرائيلية – أمريكية حول مستقبل جنوب سوريا
وديع عواودة:

طلبة العراق يؤدون امتحاناتهم النهائية في ظروف صعبة

Posted: 29 Jun 2018 02:21 PM PDT

الموصل ـ «القدس العربي»: أعرب عدد من الطلبة في مدينة الموصل العراقية، عن امتعاضهم وقلقهم الشديد بسبب قيام وزارة التربية بإلغاء امتحاناتهم النهائية وتأجيلها عدة أيام، بعد فضيحة تسريب الأسئلة.
الطالب حسام، منذ تحرير المدينة من تنظيم «الدولة الإسلامية» عاد إلى مقعده الدراسي بعد أن فاتته سنوات الدراسة خلال حكم التنظيم.
وقد كان يأمل هو وزملاؤه من الطلاب، حسب ما قال لـ« القدس العربي» أن تقف الحكومة العراقية معهم وأن تقدر حجم معاناتهم النفسية التي يعانون منها، غير أن وزارة التربية قد زادت من معاناتهم بعد سلسلة من الإجراءات التي اتخذتها بخصوص الامتحانات الوزارية العامة للصفوف المنتهية.
هذه الاجراءات كتغيير أوقات موعد الامتحانات أكثر من مرة أو تغيير الاسئلة، التي كانت قد وضعتها اللجان المختصة في الوزارة، تزعزع، وفق المصدر «ثقة الطالب بنفسه وتجعله غير مستعد لإتمام الامتحانات وتجعله يبقى في قلق مستمر خوفا من اتخاذ قرارات أخرى من قبل الوزارة».
أما الطالب يونس، فقد قال: «نحن نؤدي الامتحانات النهائية في مدارس تفتقر لأبسط مقومات الراحة وفي درجة حرارة مرتفعة جداً مع انعدام وجود التيار الكهربائي وأجهزة التبريد»، مضيفاً: «نشعر أن الطالب محارب من قبل وزارة التربية وما قراراتها السابقة حول إلغاء الامتحانات وتأجيلها إلا تخبط وسوء إدارة من قبلهم».
ولفت إلى أن «نسبة النجاح ستكون هذا العام منخفضة جداً، حيث أن أغلب الطلبة أصبحوا غير مهتمين بالنتيجة بسبب الضغوط النفسية التي تعرضوا لها وستلحق هذه السنة الدراسية بالسنوات الفاشلة التي سبقتها مادام هناك من المسؤولين من هم غير أكفاء ولايدركون حجم المسؤولية الموكلة لهم».
وبين أن «الطلبة لم يمروا بأوضاع صعبة أكثر مما يمرون به اليوم من إهمال حكومي وتردي في الجانب التعليمي والخدمي في المدارس».
الطالب مهند، أوضح أيضاً أن «الطلاب أصبحوا يشعرون أن الوزارة أصبحت تمارس أساليب أكثر تشددا وصرامة من ناحية وضع الأسئلة وجعلها أكثر صعوبة، وكأن الطلاب هم من قاموا بتسريب الأسئلة وليس المسؤولين في الوزارة».
ولم يسبق لوزارة التربية أن تلغي نتائج امتحانات على مستوى العراق إلا الوزارة الحالية بعد تسريب اسئلة امتحان مادة التربية الإسلامية»، طبقا لما قاله المدرس موفق أبو ياسين لـ«القدس العربي»، مضيفاً : «تم إلغاء جميع الأسئلة المقرر اعتمادها في الامتحانات واستبدالها بأسئلة جديدة خوفاً من أن يتم تسريبها مع أسئلة التربية الإسلامية».
ومثل هذه القرارات ستكون، وفق المصدر «لها مردوداتها السلبية والعكسية على الطلاب»، لافتاً إلى أنهم «يتفاجأون بشكل متكرر من قرارات الوزارة، كقرارات ترحيل الطلبة إلى مرحلتين وثلاث مراحل في المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة». وبين أن»هناك طلبة كانوا في المراحل الأولى وأصبحوا بالثالثة والرابعة وقد تم تقديمهم بسرعة، وهذا ستكون له مشاكله خلال السنوات المقبلة»، داعيا إلى «تصحيح المسيرة التعليمية في العراق لأنها وصلت إلى مستوى خطير جداً».

طلبة العراق يؤدون امتحاناتهم النهائية في ظروف صعبة

عمر الجبوري

منظمة التحرير ترفض حل أزمة «الأونروا» المالية على حساب خدمات اللاجئين وتؤكد: عدم سدّ العجز ينذر بكارثة

Posted: 29 Jun 2018 02:20 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: بما يشير إلى استمرار العجز في موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، وإمكانية أن يمس ذلك قطاعات خدمات جديدة للاجئين، بعد فشل مؤتمر نيويورك في تأمين الأموال اللازمة، أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية رفضها لأي عمليات تقليص تنوي الوكالة الدولية اتخاذها خلال الفترة المقبلة.
وأكد أحمد أبو هولي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، رفض المنظمة للجوء «الأونروا» لتقليص خدماتها الأساسية المقدمة للاجئين، ووقف عقود العمل لما يقارب 800 موظف، يعملون على بند الموازنات الطارئة، كـ «أحد التدابير لمعالجة ازمتها المالية».
وجاء تحذير المنظمة، بعد فشل مؤتمر المانحين الذي عقد قبل عدة أيام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، في تأمين المبلغ المطلوب لاستمرار عمل «الأونروا» بالشكل الطبيعي حتى نهاية العام الحالي، والمقدر بنحو 250 مليون دولار.
وأشار أبو هولي إلى أن عدم تغطية العجز المالي لـ «الأونروا» سيدفع الى «مزيد من التدهور في برامج عمل الوكالة، ما ينذر بكارثة انسانية في المخيمات الفلسطينية».
وأوضح ان مؤتمر إعلان التعهدات لدعم الوكالة من أجل معالجة التحديات العاجلة والتركيز على الأولويات «طويلة الأجل»، الذي عقد في نيويورك الإثنين الماضي «لم يعالج الأزمة المالية التي تعاني منها وكالة الغوث الدولية».
واشار الى ان المناشدات التي أطلقها المفوض العام لوكالة الغوث للمجتمع الدولي والتحذيرات من «خطورة الأزمة المالية» والخطر الذي يلاحق برامج عمل الوكالة ويهددها بالتوقف، وحرمان ما يقارب نصف مليون طالب من التعليم في 700 مدرسة تابعة لوكالة الغوث «لم تجد آذانا صاغية لها».
وأكد ابو هولي أن استجابة المانحين لها كانت «ضعيفة ومحدودة» ولم ترتق الى حجم العجز الكبير الذي تعاني منه «الأونروا،» مشيرا الى ان ما تم رصده خلال المؤتمر غير كاف لسد العجز المالي.
ويتردد أن المؤتمر لم يؤمن سوى نحو 50 مليون دولار، من أصل المبلغ المطلوب، وهو ما يضمن استمرار خدمات «الأونروا» لنحو ستة ملايين لاجئ حتى شهر أغسطس/ آب المقبل فقط، وهو أمر يهدد بتأجيل انطلاق العام الدراسي، وكذلك وقف العمل في العيادات الطبية وبرامج تقديم المساعدات الغذائية للاجئين الفلسطينيين.
يشار إلى أن الأزمة بدأت مطلع العام الحالي، بعدما أوقفت الإدارة الأمريكية مساعداتها السنوية المقدمة لـ «الأونروا»، والبالغة 350 مليون دولار، والاكتفاء بدفع 65 مليون فقط، ووضعها شروطا سياسية لاستئناف عمليات الدفع، وهو أمر رفضته القيادة الفلسطينية.
إلى ذلك أكد أبو هولي أن الشهور المقبلة «ستكون صعبة وخطيرة ليس على اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات بل على صعيد المنطقة برمتها».
وشدد على رفض منظمة التحرير معالجة إدارة «الأونروا» لأزمتها المالية من خلال «تقليص الخدمات المقدمة الى ستة ملايين لاجئ فلسطيني أو وقف بعض برامجها»، مؤكدا كذلك رفضه لأن يدفع اللاجئ الفلسطيني «ضريبة عجز المجتمع الدولي من إيجاد الحلول للأزمة المالية التي تعاني منها وكالة الغوث الدولية».
ورفض أبو هولي ما أعلنه الأمين العام للأمم المتحدة عن اتخاذ «تدابير استثنائية» لخفض نفقات «الأونروا» بنحو 92 مليون دولار، وقال إن ذلك الأمر يحمل «مؤشرات حقيقة الى لجوء ادارة وكالة الغوث الدولية الى تقليص خدماتها».
وطالب الدول كبار الكبرى المانحة بالإسراع في تحويل الأموال التي تعهدت بها في مؤتمر المانحين الذي عقد في روما، والأخير الذي عقد في نيويورك، لميزانية «الأونروا» لتمكينها من تقديم خدماتها للاجئين، مؤكدا على التمسك بدور هذه المنظمة الدولية وضرورة حمايتها. وشدد ابو هولي على أهمية التحرك الشعبي لدعم الوكالة والضغط على الأمم المتحدة والدول المانحة لوقف التدهور في الخدمات الأساسية.

منظمة التحرير ترفض حل أزمة «الأونروا» المالية على حساب خدمات اللاجئين وتؤكد: عدم سدّ العجز ينذر بكارثة
بعد نتائج مؤتمر نيويورك المخيبة ولم تفلح في توفير المطلوب

بوتفليقة يصدر قراراً بعدم التنازل عن إقامات يسكنها كبار المسؤولين

Posted: 29 Jun 2018 02:20 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: أصدر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قراراً يقضي بعدم التنازل عن العقارات الموجودة داخل إقامة نادي الصنوبر غربي العاصمة، والتي يقطنها كبار المسؤولين، بعد أن تحولت خلال سنوات الإرهاب إلى محمية أمنية يمنع على عموم الجزائريين دخولها، وهو الأمر الذي مازال قائما حتى اليوم.
وجاء في المرسوم الرئاسي الذي وقعه بوتفليقة أنه يمنع التنازل عن كل الممتلكات الموجودة داخل إقامة نادي الصنوبر التي تقع غربي العاصمة، على واحد من أجمل شواطئ العاصمة، والتي أغلقت بداية تسعينيات القرن الماضي بالنسبة إلى عموم الجزائريين، منذ أن أصبح معظم الوزراء وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين يقيمون بها، ويشير القرار أن ملكية الفيلات والشاليهات والمحلات الموجودة داخل الإقامة تبقى تابعة إلى الدولة، وأن القرار يشمل أيضا الممتلكات التي كانت موجودة هناك قبل استقلال البلاد سنة 1962.
وينص المرسوم الرئاسي الذي وقّعه بوتفليقة على إلغاء كل القرارات التي اتخذت من قبل، والتي تتعارض مع أحكام هذا المرسوم، وهو ما يطرح تساؤلات عما إذا كانت الدولة قد قررت استرجاع ملكية تلك السكنات والمحلات ممن حصلوا على تنازلات وعقود ملكية، علماً أن الكثير من سكان تلك الفيلات والشاليهات استفادوا من تنازل وعقود ملكية مقابل مبلغ رمزي، إذ بلغ سعر الفيلات حوالي 3000 يورو، رغم أن إعادة تهيئتها التي تمت قبل التنازل عنها بفترة قصيرة كلفت حوالي 10 آلاف يورو للفيلا الواحدة، فهل ستسترجع الدولة ملكية تلك السكنات، علماً أن التي لم يتم التنازل عنها يقيم فيها الكثير من المسؤولين الحاليين أو السابقين من دون حتى أن يسددوا الإيجار الذي يبقى سعراً زهيداً جداً، ومن دون أن يسددوا قيمة فواتير الكهرباء والماء والهاتف، الأمر الذي يجعل هذه الإقامة تكلف خزينة الدولة ملايين الدولارات سنويا، في حين أنها من المفترض أن تجلب مداخيل، أم أن المرسوم الرئاسي الجديد الذي صدر يخص عدم التنازل عن ما تبقى من سكنات ومحلات تجارية على مستوى إقامة نادي الصنوبر، والتي لم يتم التنازل عنها بعد.

بوتفليقة يصدر قراراً بعدم التنازل عن إقامات يسكنها كبار المسؤولين

عطا الله حنا في استقبال وفدين أمريكي وبلجيكي: شعبنا يراهن على نفسه وعلى أحرار العرب والعالم وسيفشل «صفقة القرن»

Posted: 29 Jun 2018 02:19 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: أكد المطران عطا الله حنا أن صفقة القرن لن تنال من القضية الفلسطينية لأن شعبها محق وينبض بالحياة، وفي الوقت ذاته شدد على أن القدس لن تعود لأصحابها بالخطابات والمؤتمرات والتغني بعروبتها فحسب. وشدد أيضا على «أن تحرير الأرض يحتاج أولا لتحرير العقول من الجهل والضغينة «.
وأكد خلال استقباله وفدا من مركز الأبحاث الفلسطيني الأمريكي ضم عددا من الأكاديميين والمثقفين الأمريكيين داخل كنيسة القيامة في القدس المحتلة، مرحبا بزيارتهم، على أهمية مثل هذه الزيارات التي تأتي في سياق التضامن مع الشعب الفلسطيني والتعاطف مع قضيته الوطنية خاصة مع مدينة القدس المستهدفة والمستباحة في مقدساتها وأوقافها وأبناء شعبها.
وأضاف المطران حنا للضيوف الأمريكيين ان هناك مؤامرات غير مسبوقة هادفة لتصفية القضية الفلسطينية آخرها «صفقة القرن»، مشددا على أنها ستبوء بالفشل. وتابع «لا يحق لأي جهة سياسية في هذا العالم أن تتجاهل حقوقنا وانتماءنا لهذه الأرض المقدسة. منذ النكبة وحتى اليوم وشعبنا الفلسطيني يتعرض للمؤامرات لتصفية قضيته العادلة ولكنها تحطمت لان شعبنا شعب موجود ولا يحق لاي جهة في هذا العالم بأن تشطب فلسطين من على الخارطة».
واستعرض الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة التي تستهدف الحجر والبشر وتستهدف المقدسات والأوقاف والإنسان الفلسطيني المقدسي في كافة مفاصل حياته. وأضاف مخاطبا الأساتذة الأمريكيين «عندما ستعودون الى بلدكم قولوا لشعبكم إن الفلسطينيين متمسكون بحقوقهم وثوابتهم وانتمائهم لهذه الأرض، وإن قرارات ترامب الجائرة لن تزيدنا كفلسطينيين إلا تشبثا وانتماء بالقدس التي نعتبرها عاصمة روحية ووطنية لشعبنا الفلسطيني».
كما أكد أن الفلسطينيين المسيحيين متشبثون بأصالتهم الإيمانية وجذورهم العميقة في تربة هذه الأرض. وتابع «نحن فلسطينيون.. هكذا كنا وهكذا سنبقى ولن تؤثر علينا أية قرارات جائرة او إجراءات تعسفية، المتآمرون على المقدسات والأوقاف المسيحية هم ذاتهم المتآمرون على المقدسات والأوقاف الإسلامية. نحن شعب واحد هكذا كنا وهكذا سنبقى ولن تنجح أي محاولات هادفة للنيل من وحدتنا».وأشار المطران حنا خلال استقباله وفدا آخر من فلسطينيي الداخل إلى أن المؤتمرات التي تعقد من أجل القدس كثيرة وينفق عليها الملايين، «كان من الأفضل ان تُرسل لمستشفيات المدينة ومدارسها ومؤسساتها دعما لصمود شعبنا». وتابع «لا ننكر أهمية عقد المؤتمرات التي تدافع عن القدس ولا نقلل من أهمية أي بيان او كلمة تقال بحق القدس، ولكن الوضع الذي وصلت اليه المدينة المقدسة اليوم يحتاج الى ما هو أكثر من ذلك».
وتساءل المطران حنا ماذا كان الرد العربي على نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة؟.. ماذا قدم العرب للقدس ولماذا وصلت المدينة المقدسة لما وصلت اليه حيث يتم ابتلاعها وسرقتها في وضح النهار؟
ولفت إلى أن القدس التي نراها اليوم ليست هي تلك التي نعرفها قبل ثلاثين او أربعين عاما، وقال إن كل شيء تغير فيها وان الاحتلال يسعى عبر عملائه ومرتزقته ومعاونيه لبسط سيطرته عليها، مؤكدا على أن ما هو مطلوب من العرب في هذه الظروف هو ان يتوحدوا من أجل القدس ومن أجل القضية الفلسطينية واتخاذ قرارات عملية استراتيجية لدعم صمود أبنائها ووضع برنامج عمل بناء لاستعادتها. وأضاف « القدس لن تعود بالخطابات والمؤتمرات مهما كانت جميلة ومنمقة ورائعة. القدس لن تعود بالقصائد والأناشيد والتغني بعروبتها ومقدساتها ، فإذا لم تكن الكلمات مقرونة بالفعل فلا قيمة للكلمات»، منوها أنه «ليس بصدد الإساءة لأحد وانه ليس من أولئك الذين يخونون او يتطاولون على الناس، ويوزعون عليهم شهادات حسن سلوك، إنما يرغب بتذكير العرب بمسؤولياتهم تجاه القدس»، معتبرا «ان حالة الاضطراب وعدم الاستقرار التي تسود منطقتنا العربية إنما هدفها هو تمرير صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية».
في المقابل يرى حنا أنه ريثما يتوحد العرب ويعودون الى وضعهم السليم فإن الفلسطينيين لن يكونوا مكتوفي الأيدي أمام ما تتعرض له مدينة القدس وقضيتهم العادلة. وتابع «لا يحك جلدك إلا ظفرك» والفلسطينيون يقولون هذا القول اليوم أكثر من أي وقت مضى «لانهم يشعرون بأنهم وحدهم في الميدان والاحتلال يستفرد بنا ويقمعنا ويظلمنا ويستهدفنا ويسعى لطمس هوية القدس وطابعها وتاريخها وتراثها»، داعيا الشعب الفلسطيني للرهان أولا على ذاته، ثانيا على الأحرار من أبناء أمتنا العربية وعلى كافة أحرار العالم بغض النظر عن انتمائاتهم الدينية او القومية او خلفيتهم الثقافية.

عطا الله حنا في استقبال وفدين أمريكي وبلجيكي: شعبنا يراهن على نفسه وعلى أحرار العرب والعالم وسيفشل «صفقة القرن»

فتح: قرار الاشتراكية الدولية بمقاطعة إسرائيل يظهر التأييد العالمي لفلسطين

Posted: 29 Jun 2018 02:19 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: أشادت حركة فتح بقرار منظمة الاشتراكية الدولية الذي انعقد في جنيف، والقاضي بمقاطعة إسرائيل وفرض عقوبات عليها، بناء على مشروع تقدم به الوفد الفلسطيني برئاسة مستشار الرئيس للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية نبيل شعث.
ودعا الناطق باسم الحركة، جمال نزال، إلى تطبيق هذا القرار الذي قال إنه «يظهر التأييد العالمي للحق الفلسطيني، وتمسك الشركاء الدوليين بالقانون الدولي».
وأشار نزال إلى أن صمود أطراف عالمية في «خندق الحق الفلسطيني»، ووقوفها في وجه الضغوطات والابتزازات الإسرائيلية ومن يقف معها، «يُظهر جليا أن فلسطين تظل بوصلة الضمير في العالم».
وأكد أن ذلك يعزز الإصرار الفلسطيني على النضال والصمود «ضد محاولات التركيع والتبصيم التي تمارسها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تجاه قضيتنا، خاصة منذ اعتراف (دونالد) ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل».
وطالب الناطق باسم حركة فتح الأحزاب الصديقة المشاركة في حكومات أو العاملة في المعارضة إلى «توجيه حكوماتها للوقوف بشكل حاسم مع فلسطين يوم الإثنين المقبل، في مؤتمر مجلس حقوق الإنسان المزمع عقده في جنيف»، بهدف بحث البند السابع وضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني من العنف والإرهاب الإسرائيلي.
وكان نبيل شعث قد أعلن في وقت سابق أن منظمة الاشتراكية الدولية تبنت بالإجماع، في ختام اجتماعاتها في جنيف مشروع القرار الفلسطيني، الداعي إلى مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها. وأكد أن مشروع القرار الذي قدمته حركة فتح باعتبارها عضوا كاملا في الاشتراكية الدولية، يدعو إلى الاعتراف بفلسطين وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ودعم تشكيل لجان تحقيق في الجرائم الإسرائيلية.
واعتبر القرار الذي وصفه بـ «الشامل والكامل»، من أهم القرارات التي تصدر عن المنظمة الاشتراكية التي تتعلق بالقضية الفلسطينية. وأوضح شعث أنه أكد في كلمته أمام مؤتمر الاشتراكية، على «نهاية الهيمنة الأمريكية» على العالم وتغير موازين القوى، لافتا الى الدور الذي يجب ان تلعبه الاشتراكية الدولية في العالم الجديد، وضرورة ان تقود موقفا يدين الممارسات الإسرائيلية واتخاذ إجراءات عملية تنسجم مع القانون الدولي والمواثيق الدولية، لبناء عالم جديد يتميز بالعدالة والسلام.

فتح: قرار الاشتراكية الدولية بمقاطعة إسرائيل يظهر التأييد العالمي لفلسطين

نتنياهو يتحرك لتبكير الانتخابات العامة

Posted: 29 Jun 2018 02:18 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: تقول مصادر في اسرائيل إن رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو يبحث مع حزبي المتدينين تبكير الانتخابات العامة، على خلفية المباحثات بشأن قانون التجنيد الجديد الذي سيعرض على برلمانها (الكنيست) للمصادقة عليه بالقراءة الأولى الأسبوع المقبل. وجرت في الأسابيع الأخيرة اتصالات بين نتنياهو، وبين الحزبين المتدينين الأصوليين (الحريديم) حول تقديم موعد الانتخابات.
ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصدر سياسي قوله إنه في الأسابيع الأخيرة أجرى رؤساء «الحريديم» لقاءات عاجلة مع نتنياهو، وذلك بهدف تنسيق تاريخ لإجراء الانتخابات، علما أن الموعد القانوني هو نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2019 .
وأوضحت أنه رغم الأصوات الصادرة من حزب «يهدوت هتوراه» المتدين التي تدعو لمعارضة قانون التجنيد، بل والخروج من الائتلاف الحكومي في حال صودق عليه، فإن هناك تفاهمات داخل الحزب تعني أن الخروج من الائتلاف الحكومي وإسقاط الحكومة على أساس قانون التجنيد سوف يؤدي بالضرورة إلى تعزيز قوة رئيس «يش عتيد» العلماني المعارض يائير لبيد، في الانتخابات المقبلة، وإضعاف حزبي الحريديم في المفاوضات الائتلافية بعد الانتخابات.
في المقابل، نقلت الصحيفة عن مصادر سياسية قولها إن نتنياهو ليس معنيا، حاليا، بتفكيك الحكومة، والإعلان عن انتخابات، وذلك بهدف إتاحة المجال لحزبه (الليكود) للتركيز على انتخابات السلطات المحلية في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
علاوة على ذلك، فإن المصادقة على قانون التجنيد القاضي بفرض الخدمة العسكرية على اليهود الأصوليين بشكل اوسع والإعلان مباشرة عن انتخابات سوف يسمح لنتنياهو بعرض ذلك كإنجاز من شأنه أن يمنع تعزيز قوة لبيد. كما أن أعضاء الكنيست الحريديين يستطيعون أن يعرضوا على جمهورهم أنهم أزالوا البنود الإشكالية في القانون، كما أنه لا يتحدث عن تجنيد طلاب المدارس الدينية في السنوات الثلاث المقبلة. وخلال المحادثات بين نتنياهو وبين قادة «يهدوت هتوراه»، طرحت عدة تواريخ محتملة لإجراء الانتخابات بعد المصادقة على القانون. وفي لقاء مع النائب موشي غفني احد قادة الحريديم ، جرى الحديث عن تقديم الانتخابات إلى أواسط آذار/ مارس 2018 . وفي المحادثات مع النائب يعكوف ليتسمان، جرى الحديث عن شهر أيار/ مايو.

نتنياهو يتحرك لتبكير الانتخابات العامة

قطر وكولومبيا تطلقان كتاب «قصتها» حول ريادة النساء في الأمم المتحدة

Posted: 29 Jun 2018 02:18 PM PDT

نيويورك- «القدس العربي» : إستقبلت الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، سفيرة قطر لدى الأمم المتحدة، وماريا إيما ميخيا فيليز، سفيرة كولومبيا، في الصالة الشرقية (المسماة الصالة القطرية) في مقر الأمم المتحدة كلا من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس الجمعية العامة ميروسلاف لايتشاك، وعدد كبير من الدبلوماسيين والموظفين الدوليين والصحافيين في حفل إطلاق كتاب جديد من نوعه قامت الدولتان بإنجازه يحمل عنوان «قصتها»، والذي يشيد بمشاركة المرأة في تطوير المنظمة الأممية ويوثق أدوار العديد من النساء منذ توقيع ميثاق المنظمة الدولية في سان فرنسيسكو عام 1945.
إصدار الكتاب جاء بمبادرة من بعثتي قطر وكولومبيا لدى الأمم المتحدة بهدف إنصاف دور النساء وإبراز الجهود التي قامت بها الشخصيات النسائية على مر العقود في الأمم المتحدة، بدءا من صياغة الميثاق، إلى تقلد المناصب الهامة في الأمانة العامة وكذلك في أجهزة المنظمة المختلفة والتي وصلت إلى مستوى متقدم في عهد الأمين العام الحالي أنطونيو غوتيريش الذي يفخر بأنه عين من النساء في المناصب الرفيعة ما يساوي عدد الرجال.
وأكد الأمين العام في كلمته في الاحتفال على أن رفع مستوى الوعي بمساهمات النساء أمر مهم لتصحيح الاختلالات التاريخية التي قللت من قيمة وجودهن في المنظمومة الدولية.

أول كتاب من نوعه

والكتاب يعتبر الأول من نوعه ويعكس التجربة النسائية في الأمم المتحدة، ويسلط الضوء على الرائدت في العمل الدولي، منهن لوسيل ماير، التي كانت أول إمرأة تعمل برتبة وكيل أمين عام؛ ومارغريت أنستي، التي كانت أول امرأة تترأس إدارة عمليات حفظ سلام.
وقال الأمين العام «إن التاريخ الذي نتعلمه في المدرسة، والذي يتم الاحتفال به في المعالم والأحداث العامة، يميل إلى أن يكون تاريخا جزئيا للغاية. «إنه تاريخ الرجال» مضيفا بأن زيادة الوعي بمساهمات المرأة جزء أساسي من تصحيح اختلال التوازن في ثقافتنا الذي كان يقلل من قيمة مساهمات المرأة وعمل المرأة في الماضي».

سيدات عربيات يساهمن في الأمم المتحدة

وقد جعل الأمين العام التكافؤ بين الجنسين أولوية قصوى، دافعا من أجل تمثيل أكبر للمرأة في الأمم المتحدة، بما في ذلك على مستوى الإدارة العليا، معتبرا أن الشمولية هي مفتاح النجاح حيث يجلب وجهات نظر جديدة، وأنماطا قيادية مختلفة، وابتكارا أكبر، وفي النهاية، منظمة أكثر فعالية.
إلتقت «القدس العربي» الشخية علياء أحمد بن سيف آل ثاني وحاورتها حول هذا النشاط الذي تبنته قطر وكولمبيا وسألتها أولا عن رمزية هذا النشاط ودور قطر في دعم ومساندة تمكين المرأة؟ فقالت: مشاركتنا في إصدار كتاب «قصتها» يعكس مدى إهتمام دولة قطر بالقضايا المتعلقة بالمرأة. الهدف من هذا الكتاب إبراز كل الشخصيات الأساسية التي شاركت في صنع القرار في الأمم المتحدة بمن في ذلك النساء اللواتي شاركن في صياغة الميثاق، بالإضافة إلى العديد من النساء اللواتي تبوأن مناصب قيادية في الأمم المتحدة على مدى العقود الماضية بمن في ذلك نساء عربيات ومسلمات. ونفتخر بأن الكتاب يبرز دور شخصية نسائة قطرية تبوأت منصبا رفيعا في الأمم المتحدة من 2003 إلى 2009 وهي الشيخة حصة بنت خليفة آل ثاني، كمقررة خاصة للأمم المتحدة لمسألة الإعاقة، وكانت أول إمرأة على مستوى العالم تعين في هذا المنصب، بالإضافة إلى شخصيات عربية أخرى تولين مناصب قيادية في الأمم المتحدة مثل ميرفت التلاوي، الأمين التننفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) وثريا عبيد، المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وريما خلف المدير التفيذي لمكتب الدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ثم الأمين التنفيذي للإسكوا، وفايزة أبو النجا، المساعد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ليلى دوس مساعد الأمين العام للشؤون الإدارية وغيرهن الكثير.
وقالت السفيرة علياء «إننا نهتم في قطر في إبراز دور المرأة العربية والمسلمة في القضايا الدولية وحتى لا يبدو أن الاهتمام بمسائل المرأة من أولويات الدول الغربية فقط بل ومن أولوياتنا نحن أيضا. لقد قطعت قطر شوطا كبيرا في تعزيز دور المرأة وتمكينها وفتح كافة المجالات أمامها».
وعن تعيين مزيد من العربيات في مناصب رفيعة في المنظمة الدولية قالت الشيخة علياء: «إن موقفنا هو مطالبة الأمانة العامة بإعطاء فرص متساوية للرجال والنساء من العالمين العربي والإسلامي. نحن نسعى للأفضل دائما. بالنسة لقطر فإننا نحظى بمنصبين رفيعين، فرئيس مكتب الأمم المتحدة لتحالف الحضارات هو السفير ناصر عبد العزيز النصر، في منصب وكيل أمين عام، ومبعوث الأمين العام الإنساني محمد المريحي. منطقتنا العربية والإسلامية لا بد أن تحظى بالمزيد من المناصب للنساء والرجال».
وتوجهت «القدس العربي» للسفيرة الكولمبية، ماريا إيما ميخيا فيليز، وسألتها عن أهمية الكتاب والجهود المشتركة مع البعثة القطرية لإنجازه فقالت: «أهمية الكتاب أولا في أن دولتين، قطر وكولمبيا، جاءتا من خلفيات وثقافات مختلفة ضمتا جهودهما لإنجاز هذا الكتاب لإنقاذ قصص نسيت في دهاليز وأرشيفات الأمم المتحدة حول دور النساء. والكتاب مكون من 217 صفحة و 300 صورة تمحو الغبار عن تلك القصص المدفونة حول دور النساء من مؤتمر سان فرنسيسكو التأسيسي ولغاية الآن حول دور النساء في العمل على أعمدة الأمم المتحدة الثلاث: السلم والأمن الدوليين، وحقوق الإنسان والتنمية.
وحول دور النساء من كولمبيا في تاريخ المنظمة الدولية قالت السفيرة ميخيا فيليز :»هناك قلة من النساء الكولمبيات ولكن هناك عددا من نساء أمريكا اللاتينية المهمات من بينهن البرازيلية الدكتورة بيرثا لوتش، التي كتبت جزءا من ديباجة ميثاق الأمم المتحدة والفصل الثامن من الميثاق والذي أشار بوضوح إلى مسألة المساواة بين النساء والرجال. هذا جهد كبير ولكن لن يتوقف هنا».
وحول ما حققته المرأة بعد كل هذه السنوات من تقلد مناصب رفيعة في المنظومة الدولية قالت السفيرة الكولمبية «إنها سعيدة بالإنجازات التي حققتها المرأة. لقد إنضمت 150 دولة للجنة الإستشارية حول المساواة بين الجنسين في المنظمة الدولية والتي إقترحتها كولمبيا. وتسعى اللجنة لتمكين المرأة وتقدم إقتراحات للأمين العام حول تعيين المزيد من النساء في المنظمة الدولية. وأنا أقر بأن الأمين العام غوتيريش إنسان متفهم جدا لمسألة المساواة وهو نصير فعلي للمرأة وقد حقق المساواة بين الجنسين في المناصب الرفيعة في إدارته ووعد بالمزيد. ونحن سعداء بهذه الإنجازات».

7PRO

قطر وكولومبيا تطلقان كتاب «قصتها» حول ريادة النساء في الأمم المتحدة

عبد الحميد صيام

انتحار لغوي!

Posted: 29 Jun 2018 02:18 PM PDT

الانتحار ليس جسديا فقط أو بالمعنى العضوي، فهناك انتحار عقلي تحدث عنه البير كامو في كتابيه التمرد وأسطورة سيزيف وهناك أيضا انتحار قومي كما يحدث في حروب أهلية تخرج الأطراف منها مهزومة بالتساوي، لكن ما أعنيه بالانتحار اللغوي هو إهمال أي قوم للغتهم التي هي من جذور هويتهم التاريخية والوجودية، فما انقرض حتى الآن من لغات يعد بالآلاف، مما دفع دولا كفرنسا إلى قرع أجراس النذير لإدامة وحراسة لغة كان لها تمدد امبراطوري تحت شعار الفرانكفونية، لكن اللغة العربية بكل ما تعنيه للعربي قلبا ولسانا أصبحت الآن في خطر.
وبعيدا عن الإحصاءات وما ترصده مؤسسات ذات صلة باللغة، يكفي أن نقرأ الأشرطة في أسفل الشاشات، فهي تقدم نماذج صارخة في تهشيم اللغة والعبث بقواعدها وإخضاعها للعاميات على اختلاف لهجاتها. ورغم المبادرات المتعاقبة للحفاظ على سلامة هذه اللغة التي وصفها المستشرق الفرنسي جاك بيرك بأنها ممهورة برسالة انطولوجية إلا أن استباحتها تتفاقم، وثمة من أبنائها من يرطنون بها كما لو أنها لغة أجنبية، إضافة إلى ما يمارسه مثقفون مخلوعون من جذورهم ومتماهون مع غالبهم وفق الرؤية الخلدونية من تشكيك في قدرة هذه اللغة على عبور العصور والأجيال، وذلك بالطبع بسبب جهلهم بها كما يجهل البحر الدر الكامن في محاراته على حد تعبير أحد الشعراء. وأطرف ما في هذه المسألة أن المستشرقين الذين تعلموا العربية أدركوا سعتها وقدرتها على مواكبة التطور، ومنهم من قرر أن يكتب بها لا بلغته كما فعل الشاعر الفرنسي اندريه ميكل، فالآخرون ينصفون لغة الضاد أكثر من بعض أبنائها، لأن هناك قطيعة مع منجزها التراثي، ومن يجهل شيئا قد ينفر منه أو يعاديه.
اللغة العربية ليست لسانا فقط، إنها كينونة ووجدان إضافة إلى كونها مؤتمنة على المقدس وحافظة لمرجعيات، والعرب الذين كتبوا بلغات أخرى لأسباب قسرية متعلقة بالاستعمار مثل مالك حداد ومحمد ديب وجورج شحادة، عانوا كما اعترف بعضهم من ثنائية القلب واللسان، وذهب مالك حداد الجزائري إلى ما هو أبعد من ذلك حين قال إن اللغة الفرنسية منفاي أما العربية فهي وطني. وحين زار جورج شحادة بلده لبنان ذات يوم كان يطلب ممن يتصلون به ويتكلمون الفرنسية أن يتكلموا بلغتهم الأم، لأنه يريد أن يعرف المزيد عن العربية، هذا بالرغم من أن إحدى الموسوعات الأدبية الفرنسية والتي قدمها بيكون وصفت شحادة بأنه أحد سادة التعبير باللغة الفرنسية.
وهناك تجربة تستحق الاستذكار عاشها الروائي والناقد الفرنسي ميشيل بوتور في القاهرة عندما أقام فيها فترة من الوقت، فقد توصل إلى أن اللغة العربية تنفرد بصفات وجماليات قد لا تكون متيسرة للغات أخرى أوسع منها انتشارا، فالمترادفات فيها ليست مجانية أو أسماء متعددة لمسمى واحد، وحين يكون للجمل أو الغزال عشرات الأسماء فذلك مرتبط بألوانها والبيئات التي عاشت فيها إضافة إلى صفات عضوية، فالناقة القلوص ليست كالصيعرية والغزال ليس مجرد اسم آخر للظبي أو الشادن أو الريم !
إن جهل قوم للغتهم بذريعة أن هناك ما ينوب عنها من اللغات هو شروع في انتحار لغوي لا ينفصل عن الانتحار القومي. وهناك تجربة أخرى ذات دلالات عميقة في تجلياتها عاشها الشاعر الاسباني لوركا حين ذهب إلى نيويورك وحاول أن يتعلم الانجليزية ليجرب الكتابة بها فكانت رحلته تلك كما وصفها بنفسه قصة فشل بامتياز، لأن لغته الأم اتسعت لشعرية استثنائية وفائقة، مثلما اتسعت اليونانية الحديثة لشعرية كفافي الذي عاش في الاسكندرية، وكان هذان الشاعران مثار إعجاب الناقد البروفيسور باورا في كتابه التجربة الخلاقة، لأنهما كتبا باللغة الأم أشعارا خالدة وإنسانية استضافتها عبر الترجمة معظم اللغات الحية في هذا الكوكب.
وقد يكون أحد أسباب نفور الأجيال العربية الجديدة من اللغة الأم هو أساليب تدريسها وعدم القدرة على إظهار جمالياتها خصوصا في الأدب القديم، مما يستدعي بالضرورة تحديث مناهج التدريس والإحاطة بالكامن من الممكنات في هذه اللغة. وهناك حقيقة لا بد من الجهر بها هي أن الأمم في حالات التراجع والانحسار وفقدان الثقة بالذات تنظر بشيء من الريبة لكل موروثها، وقد تصبح مفتونة حتى بمن يسطو عيها ويلحقها باسطبلاته وهذا ما أدركه ابن خلدون مبكرا حين كتب عن سايكولوجيا المغلوب، فهو يفقد ثقته بهويته ومجمل مكوناته الوجودية ويقتفي خطوات غالبه ليكتشف بعد فوات الأوان أنه اندمج وتلاشى، وهذا أيضا شكل من أشكال الانتحار القومي!

٭ كاتب أردني

انتحار لغوي!

خيري منصور

«صفقة القرن» لتصفية القضية الفلسطينية لا يراهن عليها

Posted: 29 Jun 2018 02:17 PM PDT

‪كثر الحديث واللغط الرسمي وشبه الرسمي حول «صفقة القرن»، وما زال الرهان على الحلول الصهيو أمريكية ساريا، والارتماء في أحضان العدو ما زال مفضلا، والجهود الصهيو غربية تسعى لدمج كتل وتوحيد قوى تدور في فلكها وتتعاون معها؛ وضمها في كتلة واحدة كبرى، لعلها تصلح ظهيرا لعراب «الصفقة» المُلغمة، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووصْفها بالصفقة مناسب ومعبر، حيث الغلبة للغة التجارة وسيادة أساليب التسويق ونشاط البيع والشراء والمقايضات، وذلك يفسر غياب لغة المصالح، وانعدام الرغبة في تخفيف التوتر. ‬
والصفقات نظام تعامل في البورصات والمضاربات والمزادات والمناقصات، ورجالها المعتمدون سماسرة ووكلاء ووسطاء، لا مجال فيها لتسويات أو طريقة «خد وهات».. وتعتمد على الشطارة والمناورة والتلاعب، ويمكن تعريفها بـ«الشطارة السوداء»، وأساسها الاستئساد والتنمر على الضعفاء وعلى الذين يستسهلون التبعية والهوان على الاستقلال والكرامة؛ رغم إمكانيات القوة المتاحة، والقدرات المعطلة والمشلولة والمهدرة في «القارة العربية»..
وهيمنت على كثير من أُولي الأمر العرب قناعة بأن القوة الصهيو أمريكية لا تُنازَع، على الرغم من سقوط قناع السياسة الأمريكية المخادع، مع وصول ترامب إلى سدة الحكم في البيت الأبيض، وهذا أفقد واشنطن أي مصداقية تجعلها وسيطا لديه الحد الأدنى من النزاهة والمشاعر الإنسانية، تجاه قضية تبقى مفتاح الأمن والاستقرار في «القارة العربية» ودونها فلا أمن ولا أمان في العالم أجمع.
ورغم حماس رباعي؛ نتنياهو، وبن سلمان وبن زايد و«المشير السيسي» لها فتنفيذها يبدو صعبا، فعرابها ليس محل ثقة، ومراوغ واستعراضي، ولا نية لديه في الوصول لحل من أي نوع، وهو داعية حرب، ولا علاقة له بتسويات أو سلام، وما يقوم به هو إتمام صفقة كبرى تحتاجها الإمبراطورية الصهيونية غير المكتملة لاستكمال مرحلتها الأولى من الفرات للنيل، والتعجيل بإنجاز المرحلة الثانية من الخليج إلى المحيط. وإنهاء صراع دام لعقود؛ بين قوتين لا تلتقيان، إحداهما وافدة وطارئة، والأخرى أصيلة، مكانا وزمانا وأرضا وثقافة.. وهو صراع لا يسقطه هوس ولا تحله نظرية «لاعب وحيد»، فاللاعب الحقيقي يوجه ويدير عن بعد، وأوصل ترامب إلى مقعد الرئاسة، وحقق للمشروع الصهيوني أقصى أحلامه، وأغدق على رعايته وتدليله، فوصل إلى ما وصل إليه، قوة نووية؛ هي الأخطر على وجود «القارة العربية»، وامتدادها الإقليمي والإسلامي، وقوة أخرى، منقسمة بين وجود رسمي، يمثل رديفا للقوة الأولى، وآخر غير رسمي رافض وعلى يقين بأن الحق معه حتى لو تأخر، بسبب اختلال الأوضاع، وعدم اعتدال ميزان القوى، وتغييب العدالة، وهي تأمل في كبح جماح القوة الأولى الباغية، والتي إذا استمرت فسوف تدمر نفسها، وتتحول لعبء فوق طاقة الرعاة والداعمين؛ وقد تصاب بلعنة الموروث اليهودي، المتمثل في «لعنة شمشون»، أو الحالة الشمشونية، وتظهر إذا ما فقد الكيان اليهودي وظيفته، وصل لخط النهاية، فيتصرف بمنطق «علي وعلى أعدائي، ويهدم المعبد على رؤوس من فيه».
وقد تكون «صفقة القرن» لغزا متعمدا لشغل العرب بعيدا؛ حتى يكتمل مخطط التجزئة والتقسيم والتفتيت؛ في ظروف عربية مواتية لذلك.. والحركة الصهيونية التي اخترعت «العدو البديل»، وحولت الخلافات الثانوية مع الدول المجاورة، حولتها لتناقضات أساسية وعدائية.. غذت بها حروب الطوائف والمذاهب والعشائر والمناطق.. وكشف حقيقة «الصفقة» يكون بالبحث عن وظيفتها، وما يحيطها من لغط وضجيج، وما يرتبط بها من استئساد وتنمر على ملوك وحكام السعودية والإمارات ومصر وابتزازهم والسخرية منهم..
وفي شهادة مستشار دونالد ترامب المُقال ستيف بانون، كما وردت في كتاب مايكل وولف «نار وغضب: داخل بيت ترامب»، وأحدث ضجة كبرى عند نشره مطلع هذا العام‪(2018) ‬؛ كشف خفايا وأسرار «الصفقة» الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية نهائيا، وبهذه الوظيفة فإنها لا تمت للحلول أو التسويات السياسية بصلة.. لأن المشتري هو البائع.. وملتزم برذيلة التجارة مع النفس، والتخصص في بيع ما يستولي عليه من الغير بالعدوان والتوسع المستمر، المستند إلى مبررات ووعود إلهية زائفة. والقوانين المدنية الحديثة تعاقب من يتاجر في المسروقات.
وأشار مؤلف الكتاب؛ إلى اجتماع عُقد في 3 كانون الثاني/يناير2017، بين مايكل بانون وروجر إيلز، أحد مؤسسي شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية. وصرح بانون: «سننقل السفارة الأمريكية للقدس». والسير في هذا الطريق هدفه ضم الضفة الغربية للأردن، وإعادة غزة للإدارة المصرية. وترك الترتيبات للأردنيين والمصريين، إذا نجحوا كان بها أو فليغرقوا أثناء المعالجة، فيكون هذا مصيرهم، وسأل إيلز عن موقف الرئيس ترامب؟. أجاب بانون: «موافق بالطبع، فهذا جزء من الخطة».
ويبقى سؤال معلق عن مصطلح «صفقة القرن».. وكان أول ذِكر رسمي له قد جاء على لسان «المشير السيسي»، عقب استقبال الرئيس ترامب له في البيت الأبيض (3 نيسان/أبريل 2017). وبعدها انتشرت تكهنات عن «الصفقة» وطبيعتها، ولم يتأكد ذلك رسميا بلسان مسؤول أمريكي مأذون.
وفي 6 كانون الأول/ديسمبر 2017 اعترف ترامب بالقدس (المحتلة) عاصمة للدولة الصهيونية، وشرع في نقل السفارة الأمريكية إليها. وأوقف الفلسطينيون اتصالاتهم بالإدارة الأمريكية، ورفضوا استقبال نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، وكان يتهيأ لزيارة المنطقة في العشرين من أيار/مايو 2017. وصرح وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي: «إن ما يسمى بصفقة القرن أصبحت من الماضي».
وفي الوقت الذي يلف فيه الغموض هذه الصفقة فأمر تصفية القضية الفلسطينية يجد تأييدا ومددا من ملوك وحكام عرب انحازوا للحركة الصهيونية، وساروا في طريقها لنهايته، ويصعب عليهم التراجع.. و«صفقة القرن»، لا تطرح حلا، والأطراف العربية المصهينة حزمت أمرها وتماهت مع الحل الصهيو أمريكي، وهم لا يجدون حرجا ولا يشغلهم البحث عن حلول بديلة ملائمة، وأصبحوا أسرى لذلك الحل، ولو نطق أحد بحل مرحلي لحفظ ماء الوجه، توجه إليه الاتهامات، وتُصب عليه اللعنات. والحلول غير المصهينة تنبع من الذات، وفي حاجة لإرادة، وليست «طق حنك» وكلاما مرسلا، في واقع غير صحي، تحيطه الخرافة والأساطير من كل جانب. حتى أضحى البحث عن حل عادل وإنساني كمن يبحث عن مستحيل رابع يضيفه إلى المستحيلات الثلاثة، «الغول والعنقاء والخل الوفي».
هل آن أوان المبادرات الوطنية والعمل الجماعي الإيجابي والجاد، المتحرر من تطلعات «الساسة الجدد» المريضة، وغياب المبادرات الوطنية يجعلنا ندعو لعدم الرهان على جهة أو عنصر رسمي، وتركهم لشأنهم، فهم في النزع الأخير، فالضرب في الميت حرام!!.

٭ كاتب من مصر

«صفقة القرن» لتصفية القضية الفلسطينية لا يراهن عليها

محمد عبد الحكم دياب

الهزيمة حربا وسلما… الرداءة جدا ولعبا

Posted: 29 Jun 2018 02:16 PM PDT

في ختام سلسلة من الحوارات التلفزيونية المعمقة التي بثت قبل عقد ونيف، سئل المفكر العراقي عماد الدين خليل إن كان له من هواية يروح بها عن نفسه، فإذا به يفاجئنا بأنه مغرم بكرة القدم. قال إنه معجب أيما إعجاب بمهارات لاعبي الفرق والمنتخبات الأوروبية وإنه يطلب من أبنائه أن يسجلوا له أهم المباريات الأوروبية كل أسبوع حتى يتسنى له مشاهدتها في أوقات فراغه. ثم قال ما معناه: إنه لأمر محير حقا. لماذا يبلغ لاعبو الفرق الأوروبية هذا المستوى الرفيع الذي يدل على ما أوتيه الجنس البشري من ملكات الإبداع، بينما يتخبط اللاعبون العرب في أدنى مستويات الأداء وأدعى أنواع اللعب إلى الملل والسأم؟ يا أخي، ألا يكفينا أننا متأخرون في جميع مجالات الجد حتى نصرّ على أن نكون متأخرين حتى في مجال اللعب؟ إنه مجرد لعب ولهو، فما الذي يعجزنا ويمنعنا أن نتقنه مثل بقية البشر؟
سؤال قديم جديد يؤرقنا منذ كنا أطفالا: لماذا نحن بهذه الرداءة حتى في اللعب؟ لماذا نحن بهذه الضحالة حتى في اللعبة الأولى التي نعشق ونحب؟ ولكن أن يطرحه المفكر والمؤرخ والأديب عماد الدين خليل إنما يعني أنه قضية جديرة بالنظر لأنها قد تكون وجها من أوجه المسألة الحضارية، أو ما سماه الكاتب التونسي هشام بوقمرة «الإرهاق الحضاري» العربي. بدأت أقرأ لعماد الدين خليل عندما كنت في الخامسة عشرة. فقد كان أستاذي الألمعيّ محمد جبلون، الذي أدين له بأكبر الفضل وأمحضه خالص المحبة والإجلال، هو الذي يعيرني كتبه: «فوضى العالم في المسرح الغربي المعاصر»، و«في النقد الإسلامي المعاصر»، و«الطبيعة في الفن الغربي والإسلامي»، و«دراسة في السيرة»و»التفسير الإسلامي للتاريخ»، و«لعبة اليمين واليسار»، و«جداول الحب واليقين»، الخ. بفضل هذا المثقف العراقي اكتشفنا الكاتب الإسباني أليخاندرو كاسونا، صاحب مسرحية «قارب بلا صياد»، وأدركنا أهمية الفن في تعميق الإيمان بالله سبحانه. ومع أن عماد الدين خليل مثقف «إسلامي»، حسب التصنيف الشائع، فقد عرفناه في تلك المؤلفات الباكرة مولعا بالموسيقى الكلاسيكية، مثله في ذلك مثل مثقفين عراقيين كثر نذكر منهم، على سبيل المثال، الكاتبين نجيب المانع وعلي الشوك.
حق لعماد الدين خليل أن يسأل بحيرة: لماذا لا نستطيع، نحن العرب، أن نجاري الأوروبيين في أي شيء، لا في الحرب ولا في السلم، لا في الجد ولا في الهزل، لا في العمل ولا في اللعب؟ ربما كان في هذا السؤال بعض تجنّ عندما كانت كرة القدم في بلداننا مجرد هواية يمارسها اللاعبون عصر كل يوم بعد أن يفرغوا من أعمالهم في المتجر أو المصنع أو الإدارة. أما الآن، بعد عقود من شيوع الاحتراف وبعد أن صارت رواتب اللاعبين والمدربين تطاول الأرقام الفلكية وبعد أن صار لاعب كرة القدم يتسنم قمة الهرم الاجتماعي ثراء ووجاهة، أما الآن وقد صارت كرة القدم هي مصعد الارتقاء الاجتماعي شبه الوحيد (بعد أن همّش دور المؤسسة التعليمية التي كانت تمثل، مع المؤسسة العسكرية، سلّم الحراك الاجتماعي في المجتمعات العربية)، أما الآن وقد صارت كرة القدم قطاع إنفاق واستثمار ودعاية وإشهار، فلماذا يعجز العرب عن مجاراة مستوى كرة القدم الأوروبية؟ بل لماذا يعجز العرب عن بلوغ مستوى المنتخبات الافريقية؟
لقد شاهدنا المنتخبات الافريقية تشارك في دورات المونديال طيلة أكثر من أربعين سنة، فرأيناها جميعها تلعب بثقة في النفس وشعور بالندّية إزاء الخصم الأوروبي أو الأمريكي اللاتيني. أما المنتخبات العربية، فإنك تشهد تسلّط الخوف وعقدة النقص عليها منذ انطلاق المباراة، بحيث أن الموقف الغالب عليها هو انعدام الفروسية! صحيح أنه لا وجه للشبه، في المونديال الحالي، بين جودة أداء المنتخب المغربي وبين فداحة ضعف بقية المنتخبات العربية. ولكن ما فائدة حسن الأداء وسلاسة اللعب إذا كان الفيصل في هذه اللعبة الشعبية العالمية هو تسجيل الأهداف في الشباك وليس جمال الاستعراض على الميدان؟ ثم ما هي جدوى الاحتراف وصرف الأموال الطائلة إذا كان المستوى فضائحيا إلى هذه الدرجة؟
أفيكون المال هو نقمة الكرة العربية بمثلما أن النفط هو نقمة التنمية العربية؟ افتراض معقول: إذ لمّا كانت كرة القدم مجرد هواية في بلداننا، تمكنت منتخبات تونس في مونديال 1978 والجزائر في 1982 والمغرب في 1986 من اللعب بفروسية أتاحت لها التألق أمام أقوى منتخبات أوروبا وأمريكا اللاتينية.

٭ كاتب تونسي

الهزيمة حربا وسلما… الرداءة جدا ولعبا

مالك التريكي

من تدعمه اليكساندريا كورتيز لا يخيفه مطبعو «فرقة عشقي»

Posted: 29 Jun 2018 02:16 PM PDT

يحصل دوما لرفع المعنويات، وطبعا حرمان الفلسطيني فرحة الانتصار المعنوي،
في كل مرة تواجه دولة الاحتلال هزيمة سياسية أو دبلوماسية، وأخيرا رياضية، تُخرج لنا ما في «جرابها» للرد على تلك الهزيمة، ولو تستطيع الرد عسكريا لما توانت للحظة.
حصل في الماضي ويحصل الآن وسيحصل في المستقبل، إذ يرى المسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية ضرورة ملحة للرد ورفع معنويات الشارع الإسرائيلي. ولديها كما يبدو طابور من «العرب المطبعين» الجاهزين للتحرك، أو الخلايا النائمة التي يعاد تنشيطها كلما دعت الحاجة.
ومستوى رد إسرائيل، يكون بمقدار الوجع، فمثلا بعد الهزيمة التي منيت بها بقرار إلغاء مباراة ودية كانت مقررة بين المنتخب الأرجنتيني ونظيره الإسرائيلي، جاء الرد سريعا. وحاولت الوزارة، أن يكون بالمستوى الذي يغطي على الهزيمة والانتصار المعنوي والسياسي الفلسطيني، فأطلت علينا بعد ثلاثة أيام فقط من إلغاء المباراة، بالإعلان عن زيارة وفد مغربي، ولم تكتف بوفد، بل ألحقته بوفد ثان في غضون أيام، ثم كشفت عن وصول وفد ثالث هذه المرة من جمعية إسلامية إندونيسية، في إطار ما يسمى دفع الحوار بين الديانات.
وزادت المحاولات الإسرائيلية للتغطية على فشلها، ليس في قضية المباراة فحسب، بل في نجاحات وانتصارات أهم وأكبر حققتها حركة المقاطعة الدولية «BDS»، في الأسابيع القليلة الماضية، وهي انتصارات ليست معنوية فحسب، بل سياسية ذات أبعاد مستقبلية، خطيرة على مستقبل دولة الأبرتهايد، وذلك بالكشف عن زيارة لـ»إعلامية» كويتية اسمها فجر السعيد حلت فيها هذه «الاعلامية» التي تسعى دوما للشهرة والأضواء، ضيفة على الصحافي الصهيوني أيدي كوهين، الذي وصفته في تغريدة بـ»ابن العم»، وتبادل الطرفان عبر موقع تويتر المديح، وزادت السعيد، من دون أن يرمش لها جفن بتوجيه الشكر لجنود الاحتلال، الذين استقبلوها عند إحدى بوابات الأقصى بالقهوة والتمر والبسكويت، على حد زعمها، وهو «كالاستقبال الذي يحظى به الفلسطينيون!»، هل كانت السعيد تتوقع أن يستقبل جنود الاحتلال «أحد المنشقين العرب» بالرصاص مثلا، كما يستقبلون الفلسطينيين؟ وأقول للسعيد إنه لو علم الفلسطينيون بأمر زيارتها لأعدوا لها استقبالا حافلا يليق بموقفها من قضيتهم.
وكشفت أو لنقل فضحت سلطات الاحتلال، التي تبحث عن أي انتصار وسط النجاحات التي تحققها حركة المقاطعة «BDS» في أوروبا، التي ازدادت كما ونوعا، خاصة في إسبانيا في الأيام والأسابيع الأخيرة، لاسيما بعد إسقاط حكومة اليمين وتشكيل حكومة ائتلاف يساري، زيارة لملكة جمال العراق للقدس المحتلة، بحثا عن مطعم يقدم أكلة البامية، وكأن البامية انقطعت في العراق.، كما سربت صورة سيلفي لعداءة مصرية مع عداءة اسرائيلية في إيطاليا، زعمت المصادر الاسرائيلية أن العداءة المصرية أصرت على التقاطها.
وهذه حقيقة تعكس مدى فشل إسرائيل في اختراق الشارع العربي، ما يجعلها تحتفل بصورة لعداءة مصرية مع نظيرتها الإسرائيلية، وتتحدث عنها وسائل إعلامها وكأنها شيء خارق، علما بأن مصر تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل منذ توقيع معاهدة سلام كامب ديفيد عام 1979، وإن عكست هذه الكشوفات شيئا إنما تعكس مدى هذا الفشل في تحقيق الاختراقات وزيف هذه «الانتصارات».
وبالمناسبة يجب ألا تخيفكم الضجة التي تثيرها دولة الاحتلال عبر هؤلاء المطبعين، بقيادة عدد من «السعوديين المتأسرلين والعرب الجدد» الذين يحاولون إعطاء الانطباع بأنهم يمثلون توجها يكسب زخما، وهم في الحقيقة ليسوا الا قلة قليلة. ولو دققنا بالاسماء والوجوه لوجدنا انها هي الاسماء والوجوه نفسها تتكرر وتتنقل من فضائية إلى أخرى للترويج لأفكارها. وهي مجموعة كنت قد أطلقت عليها اسم «فرقة أنور عشقي» الجنرال السعودي المتقاعد، الذي يقود عبر مركز أبحاثه في جدة، طبعا بدعم من ولي العهد محمد بن سلمان، مجموعة من دعاة التطبيع تمهيدا للاعتراف المتبادل.
حصل ذلك أيضا خلال هبة الأقصى في يوليو 2017 بعد اضطرار حكومة الاحتلال إلى التراجع عن إجراءاتها حول الأقصى، واعتبر هذا التراجع هزيمة لسلطات الاحتلال وانتصارا للفلسطينيين، فطلت علينا بوفد تطبيعي عربي قادم من البحرين، تحت عنوان التسامح الديني. ثمة حقيقتان يجب توضيحهما في هذا السياق، الأولى أن نظام البحرين آخر من يتحد=ث عن التسامح الديني، وهو الذي يضطهد النسبة الأكبر من مواطنيه. والثانية أن عدد اليهود في البحرين أقل من 40 فردا.
هذه الكشوفات أيضا أتت بعدما أعلنت السلطات المحلية في مدينة فالنسيا، وهي ثالث اكبر مدينة في إسبانيا، عن قطع كل علاقاتها مع دولة الاحتلال، واعتبار نفسها مدينة خالية من الابرتهايد الاسرائيلي. ووصف ايغليسياس توريون زعيم الحزب اليساري «بوديموس» أحد اركان التحالف في السلطات المحلية، إسرائيل بدولة مجرمة، وذلك خلال مقابلة تلفزيونية. داعيا للتعامل على نحو أكثر حزما مع بلد غير شرعي مثل إسرائيل، وهذا الوصف يعتبر تطورا جديدا، حسب وسائل إعلامية إسرائيلية.
وجاءت كذلك بعد مطالبة بلدية برشلونة عاصمة إقليم كتالونيا الإسباني، الذي لم ينجح في سعيه للانفصال عن إسبانيا، بفرض «حظر عسكري وأمني شامل» على إسرائيل، يشمل وقف كافة أشكال التجارة العسكرية والأمنية. ويصف المجلس دولة الاحتلال بنظام «الأبارتهايد» العنصري الاستعماري، الذي يمارس أبشع سياسات الاضطهاد ضد الشعب الفلسطيني. وأصبحت برشلونة أكبر مدينة تستجيب لدعوة «فرض حظر عسكري شامل على إسرائيل» وطالبت الحكومة الإسبانية بضمان تنفيذه.
ويشكل القرار «سابقة مهمة» نحو قطع العلاقات العسكرية والأمنية الدولية مع دولة الاحتلال إلى حين امتثالها للقانون الدولي واحترام الحقوق الإنسانية الفلسطينية.
واخيرا، لا تحبطكم هذه الفرقعات الإعلامية التي تريد إسرائيل منها أيضا تشجيع آخرين من العرب على الإقدام على مثل هذه الزيارات، ولا تهنوا ولا تحزنوا فهي حقا تعكس الوهن الإعلامي الاسرائيلي والإفلاس السياسي لحكومة مصاصي الدماء، بدءا من رئيسها نتنياهو وحتى وزيرة القضاء ايليت شاكيد، التي لا ترى في الأجنة في بطون الامهات الفلسطينيات الحوامل، سوى أفاع ولا بد من قتلها.
هذا لا يعني أن نقف مكتوفي الأيدي، وأن نضع يدنا في ماء بارد، يجب أن تكون هذه الإنجازات حافزا لمضاعفة الجهود وتصعيد العمل في إطار خطة مدروسة وحملات توعية للعرب والفلسطينيين قبل غيرهم من الأجانب، الذين تتضح الصورة أمامهم وينظرون إليها بشفافية ومن دون رادع أو خوف، ومن دون دوافع مصلحية أو دينية أو قومية، بل لدوافع أخلاقية إنسانية مبدئية، ورفضا للظلم القائم على الشعب الفلسطيني.
واختتم بخبرين يرفعان المعنويات، الأول أن مؤتمر الاشتراكية الدولية الذي كان معقلا لإسرائيل، ويضم أكثر من مئة وخمسين حزبا، بعضها أحزاب حاكمة كالمؤتمر الوطني الإفريقي في جنوب إفريقيا، تبنى قرارا بفرض العقوبات والمقاطعة على إسرائيل وسحب الاستثمارات منها.
والثاني أن شابة من الحزب الديمقراطي الأمريكي وصفت قتل الفلسطينيين على حدود غزة في «الاثنين الأسود» بالمجزرة، هزمت جو كراولي أحد زعماء الديمقراطيين في الكونغرس، في الانتخابات الحزبية التمهيدية لعضوية المجلس، ولا يستهان بهذا النصر، أولا لأنه حصل في مدينة نيويورك حصن اليهود، وثانيا أن هذه الشابة وهي اليكساندريا اوكاسيو كورتيز (28 عاما) تمثل الجيل الصاعد في الولايات المتحدة الذي بدأ يتحرر من قيود النفوذ الصهيوني ويتجه نحو تفهم مدى الظلم الذي يحل بالفلسطينيين، ويتخذ مواقف مغايرة لمواقف للحرس القديم، أزاء قضيتهم. وهذا يعكس مدى التغيير الحاصل في أوساط الشباب في الجامعات والكليات والنقابات في أمريكا وأوروبا وهذا هو المهم.
ومن لديه هذا التأييد لا تقلقه تحركات المطبعين العرب، التي لا تخلق رأيا عاما وتتغير مواقفها بتغير الأسياد، ومن تؤيده اليكساندريا لا تخيفه «تهويشات فرقة عشقي» ومن لديه دعم «شباب الغرب» لا يخيفه «خذلان الاشقاء العرب»، ولا شيء يبقى على حاله.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

من تدعمه اليكساندريا كورتيز لا يخيفه مطبعو «فرقة عشقي»

علي الصالح

فزع إسرائيل من الدولة العربية التامة

Posted: 29 Jun 2018 02:16 PM PDT

إن الصراعات والحروب التي جرت بين دولة إسرائيل والعرب، عكست في نهاية التحليل والمطاف صراعا بين مؤسسة الدولة الإسرائيلية وأنظمة حكم عربية. فمنذ عام 1947، تاريخ إنشاء الدولة الإسرائيلية والاعتراف الأممي بها، والصراعات والحروب بينها وبين العرب تتم على خلفية بناء الدولة الإسرائيلية وكيانها اليهودي، ضد أنظمة حكم عربية لا تلتئم أبدًا في كيان عربي واحد يطلق عليه الدولة العربية.
نشدد على هذه الحقيقة ونعتمدها كمقاربة لتحليل تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، فالدولة الإسرائيلية كيان سياسي لا يكف عن إضافة رصيده القانوني الوطني والدولي، لصالح رسوخ شرعيته الدائمة والثابتة، وعلى خلاف ذلك يتم التطور العربي نحو مزيد من الكيانات المختلفة والمتصارعة، وأبدا لا تلتقي في الكيان السياسي والقانوني الواحد، المعبّر عن الدولة العربية بكافة ملامحها وقسماتها الذاتية.
وعليه، كما نحاول أن نثبت من خلال هذه المقاربة، أن الصراع العربي ـ الإسرائيلي، يندرج في صراع أسطوري وهمي، لوجود كيان عِبْري واحد وكيانات عربية مختلفة تحمل صراعات داخلية، أكثر مما تحمل أو تَحْتَمل صراعات مع اسرائيل. فالكيان الواحد كان معبأ بكل الذخيرة والتراث ومقومات الدولة الحديثة، خاصة الدعم الدولي، إلى حد الاستفادة من شرط الدولة الأكثر رعاية، على ما فعلت الدول الأوروبية ومن حام في فلكها من الدول الأمريكية والآسيوية. بينما الوضع العربي اختلف اختلافا بينا في النشأة والسياق والنهاية، لأنه جاء في سياق الاعتراف بكيانات عربية مختلفة، كرست تاريخ الاختلاف والتشرذم وعدم الاتفاق السياسي، يتعارض في المطلق مع الأيديولوجية العربية والثقافة العربية الواحدة. ومن هنا يمكن قراءة تاريخ العرب الخاص على انه تاريخ للصراع العربي – العربي، أو صراع لأنظمة عربية مع شعوبها، وليس صراعا اسرائيليا عربيا، بل الخطاب الواهم للصراع العربي الإسرائيلي وظّف لتقوية الأنظمة العربية واستبدادها، مقابل تمكين الكيان الصهيوني من مؤسسات الدولة الثابتة والمستقرة التي لا تزول بزوال الحكام.
تلك هي حقيقة الصراع الواهم والأسطوري الذي ساد عقوداً من الزمن العربي الإسرائيلي الخائب. ومن هذا المدخل يجري التقييم التاريخي لوجود إسرائيل كحالة لإبقاء الكيانات العربية، في حالة من التباعد والاستقلال الضار بحاضرهم ومستقبلهم، الذي يحفظ في نهاية المطاف الدولة الإسرائيلية الواعدة لكل يهود العالم. ولعلّ الشاهد القوي على ما نذهب إليه هو أنه في اللحظة التي جرى الاعتراف بالدولة الإسرائيلية، عبر قرار التقسيم المشؤوم عام 1947، سارعت هي إلى بلورة سياسة حرمان الشعب الفلسطيني من حق وجود الدولة الفلسطينية، الكيان المرشح بأن يواجه إسرائيل بكل ما يملك من ذخيرة وتراث ومقومات. فالدولة الفلسطينية الموعودة هي التي ستستوفي شرط الكيان الواحد، الذي بإمكانه أن يحقق الانتصار على إسرائيل، ولو عبر السياسة والمدنية والفن والتراث والتاريخ. إسرائيل تخشى دائما الكيان الذي يجمع القوة الذاتية في دولة مؤسسات، ولا تقوى على أي مواجهة عسكرية، ولا على مستوى الهوية والشرعية الدولية، لأن دلائل وشواهد الحق موجودة وبينة للعالم أجمع، وتخسرها إسرائيل إذا ما تم اللجوء إلى التحكيم الدولي. والشاهد البيّن، هو تنكر السلطة الإسرائيلية لمسار ونتائج المفاوضات مع الفلسطينيين، حيث شعرت بأنه كلما اقترب الفلسطينيون من تشكيل دولتهم استشعر الإسرائيليون الخطر لعدم طاقتهم على تحمّل كيان عربي يستوفي شرط تماهي الدولة مع كافة مقومات الأمة، والأرض الفلسطينية تتكلم عربي أكثر ما تتكلم عبري، وسوف يزيد هذا الوضوح في دولة ديمقراطية، لأن الديمقراطية قوة إجرائية للتَّبَيّن والوضوح والإنصاف.
في المشهد الذي يقدمه لنا تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي الواهم، هو أن العرب لم يشنوا حروبا ضد اسرائيل، إلا حرب أكتوبر 1973، التي استجمع فيها الرئيس المصري السادات قوة ذخيرته الوطنية، وأعد العدة لشن حربه الوطنية ضد إسرائيل، ويسجل حقيقة تبطل أسطورة «إسرائيل التي لا تقهر». وكان عبوره لقناة السويس بمثابة الانتصار الذي تشفع له الشرعية الوطنية والرعاية الدولية ليتوج في نهاية المطاف باتفاقية السلام مع الكيان العبري، ويحظى بنوع من الرعاية من الدول التي ترعى اسرائيل. أما باقي الحروب فكانت المبادرة فيها دائما لإسرائيل ضمن سياستها التوسعية التي لا تريد أن تقف عند حدود معينة، لعدم وجود دستور يحدد إقليمها ولا نوع الشعب الذي يشكل قوام دولتها، ولا نوعية الصلاحيات التي تَتَحلَّى بها مؤسساتها، كل شيء معلق بالقدرة على تفتيت الجهد العربي نحو الكيان الواحد، وضد الدولة الفلسطينية المستقلة.
ومن الشواهد الأخرى التي يمكن سياقتها في موضع خوف إسرائيل من الكيان الواحد، هو تجربة حزب الله اللبناني، الذي راح يستجمع ذخيرته الكاملة، عقب اجتياح إسرائيل للبنان صيف 1982، وارتكابها لمجزرة صابرا وشاتيلا. خاض حزب الله حروبا متوالية انتهت إلى خروج منكسر وخائب لإسرائيل من جنوب لبنان، كسب على إثره حزب الله قوة ممثل جيش لبنان الشرعي، فقد اقتفى حزب الله نمط السياسة الإسرائيلية نفسه الذي يجمع بين العقيدة والأيديولوجية والدعم الخارجي من أجل تحرير الأرض. والتجربة نفسها اليوم تقودها حركة حماس، التي تستجمع قوتها الذاتية من مقاومتها للسياسة الاستيطانية والتوسعية، لتجبر إسرائيل على وقف العدوان الممنهج والمبرمج، للحيلولة دون وصول الفلسطينيين إلى دولتهم المستقلة. فقد ظهرت حركة حماس، على أعقاب الانتفاضة الكبرى التي خاضتها الجماهير الفلسطينية تسعينيات القرن الماضي، وأجبرت النظام الإسرائيلي على الجلوس إلى مفاوضات مع الفلسطينيين انتهت إلى إرساء سلطة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكنها لم تكلَّل بالدولة الفلسطينية المستقلة، بسبب الهاجس المتَأَصَّل في النفسية الإسرائيلية التي تخشى الكيان الواحد القادر على التعبير عن كل الذخيرة المتوفرة لديه. الأمر الذي اضطر الكيان العبري معاودة السياسة التفتيتية نفسها إزاء السلطة الفلسطينية، عبر دك إسفين الشقاق الداخلي وبلورته إلى حرب أهلية محلية بين الفلسطينيين أنفسهم، كأفضل سبيل إلى إنقاذ إسرائيل من الورطة الكبرى ككيان غير شرعي زرع في المنطقة.
اسرائيل مولود استعماري، وشرعيتها تتضاءل مع مرور ابتعادنا عن عصور الاستعمار. ومن هنا مأزقها الحقيقي، إنها تحاول دائما الإبقاء على العصر الاستعماري لتداري وتحمي بها نفسها، لكن منطق العصر وقوة الراهن هي التي تجبرها على التنازل والاعتراف بالأمر الواقع. ومن هنا استشعارها بأن الحقيقة آية إلى الكشف عن نفسها، وأنها هي الملاذ الأخير والحل النهائي بتصفية منطقة الشرق الأوسط من الاستعمار الإسرائيلي كجبهة أمامية لحرب الغرب على العرب في عصرها التكنولوجي الفائق.
كاتب وباحث جزائري

فزع إسرائيل من الدولة العربية التامة

د. نورالدين ثنيو

دلالات ردود أفعال دولية على الانتخابات التركية

Posted: 29 Jun 2018 02:15 PM PDT

لم تقلق أمريكا من نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا، كما فعلت بعض العواصم والصحف الأوروبية، فوزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو علق عليها بكلمة واحدة وهي: «إن الانتخابات في تركيا انتهت، بعد الآن يمكننا الخوض في مرحلة محادثات مثمرة أكثر»، جاء ذلك في تصريحات أدلى بها بومبيو، يوم الأربعاء أمام لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ الأمريكي وأضاف في معرض إجابته على أسئلة النواب: «تركيا والولايات المتحدة توصلتا إلى اتفاق بشأن مدينة منبج السورية، معرباً عن تفاؤله حيال إنشاء العلاقات بين البلدين في هذه المرحلة»، وقال: «خلال فترة مهامي كانت العلاقات مع تركيا صعبة، وكذلك كانت في السابق، لم يكونوا راضين عن إنشائنا علاقات وثيقة مع قوات سوريا الديمقراطية، لقد حققنا قبل 3 أسابيع تطوُّرًا في موضوع منبج».
وعن الاتفاق قال بومبيو: «ما حدث في نهاية المطاف، سيكونون (الأتراك) جزءاً مهماً من الحل السياسي، ينبغي علينا القبول بالعمل جنباً إلى جنب على أحسن وجه معهم».
وحيث إن هذا الاتفاق تم التوصل إليه وإعلانه قبل الانتخابات بأيام، فإن ذلك مؤشرٌ على أن العلاقات التركية الأمريكية كانت قد تصالحت وتفاهمت على نقاط الخلاف بينهما، وأن هذا التفاهم ساهم بدرجة ما على نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا، ومؤشرات ذلك عودة السفير الأمريكي إلى أنقرة قبل الانتخابات بأسبوع واحد تقريباً، بعد غياب دام عاما تقريبا، وكذلك الاحتفال الذي أقيم في أمريكا لتوقيع عقد امتلاك تركيا للمقاتلة الأمريكية الحديثة إف35، وإن تأخر تسليمها فعليا لحين إجراء تدريبات عسكرية عليها من قبل الطيارين الأتراك في أمريكا، إضافة لذلك التصريحات الأمريكية حول الانتخابات، بمطالبة المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جميع الأحزاب، التي شاركت في الانتخابات للعمل معاً لإدارة الحياة السياسية بعدها، أي ان أمريكا نظرت إلى الانتخابات التركية على أنها حدث داخلي، وفضلت التفاهم مع تركيا على مستقبل المنطقة بعيدا عن المناكفات، وكأنها كانت على معرفة بأن مستقبل تركيا واضح المعالم السياسية، وبالتالي فإن التعامل مع الأتراك كشركاء سياسيين على مستقبل المنطقة هو الحل الأفضل، وبالأخص في سوريا، فالتعاون والتفاهم مع تركيا هو المسار الأفضل بين حليفين استراتيجيين لعقود طويلة.
يمكن النظر إلى الموقف الأمريكي على أنه طبيعي، حيث أن امريكا تغلب مصالحها دائماً، وبتوافق الاستراتيجية الأمريكية مع تركيا بغض النظر عن الحزب الحاكم، علما أن ما يدفع أمريكا إلى التفاهم مع القيادة التركية، هو أن أيَّ تباعد بينهما سيكون لصالح روسيا بالتأكيد، ولعل تصريح الرئيس الروسي بعد إعادة انتخاب أردوغان رئيسا للجمهورية، كان وقعه على مسامع البيت الأبيض قويا، فبوتين قال: «نتائج الانتخابات دليل واضح على النفوذ السياسي الكبير لأردوغان وعلى الدعم الواسع الذي تحظى به قيادته».
هذا التصريح الروسي فيه تحريض للسياسة التركية لمزيد من الاستقلال عن السياسات الغربية والأمريكية، التي أضرت بالأمن القومي التركي في المرحلة الماضية، ولكن إصرار السياسيين الأتراك على التمسك بالتوازن في العلاقات الدولية، شجع مواقفهم السابقة في التفاهم مع امريكا لحماية الحدود الجنوبية التركية من المخاطر الانفصالية للأحزاب المسلحة الكردية، التي راهنت عليها أمريكا لتحرير الأراضي السورية الشمالية من تنظيم «داعش، وربما راهنت عليها أمريكا لتأمين النفوذ الأمريكي على الأرض، لحماية أكثر من عشرين قاعدة عسكرية أمريكية شمال سوريا وشرقها الجنوبي، ثبات السياسة التركية على مواقفها الصلبة وإقناعها للإدارة الأمريكية بأنها خاطئة، وأنها إنما تساعد تنظيمات إرهابية تابعة لحزب العمال الكردستاني الموجود على قوائم التنظيمات الارهابية الأمريكية الرسمية، ما أدخل الادارة الأمريكية في حرج شديد بين مؤسساتها التنفيذية والتشريعية داخل الكونغرس الأمريكي.
أما مؤسسة حلف الناتو فقد سارعت رئاستها إلى تهنئة الشعب التركي بعد ساعات من إعلان النتائج غير الرسمية، التي أشارت إلى فوز أردوغان بنسبة 52% ، وما لفت قيادة حلف الناتو هو المشاركة الكثيفة في الانتخابات، حيث بلغت 88% من الشعب التركي، وهي من أعلى النسب الدولية في المشاركة بالانتخابات الأوروبية والعالمية، فقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ: «أهنئ الشعب التركي لمشاركته الكبيرة في الانتخابات»، وأضاف: «تركيا هي حليف مهم جدا للناتو، ليس فقط لامتلاكها موقعا استراتيجيا مهما من الناحية الجغرافية، وإنما أيضا لدورها الحساس في مواجهة الإرهاب»، أي أن الناتو حريص على كسب تركيا في الحلف وعدم تباعدها عنه.
وما كان أكثر أهمية هو نتائج الانتخابات التركية الرئاسية والبرلمانية خارج تركيا، فأهم الإحصائيات لنتائج تصويت الأتراك في الخارج، تبين أن نسبة التصويت للرئيس أردوغان كانت عالية في الدول الأوروبية، التي كانت معادية لأردوغان في السنوات الماضية، وهذه بعض الاحصائيات بين المتنافسين الرئيسيين، وهما الرئيس رجب طيب أردوغان ومرشح حزب الشعب الجمهوري محرم أنجي، حيث كانت نسب المرشحين الآخرين أقل منه بكثير:
في ألمانيا كانت أكثر الدول الأوروبية تصويتاً من حيث عدد الناخبين البالغة (717992) ناخب، ونسبة التصويت فيها هي 49.7%، وكانت نسبة التصويت لمرشحي الرئاسة:
%64.78 لرجب طيب أردوغان، مقابل %21.88 لمحرم أنجي. أما في النمسا فكانت نسب التصويت %73.16 لصالح اردوغان مقابل %15.89 لمحرم أنجي، وفي بلجيكا كانت نسب التصويت %77.48 لأردوغان مقابل %13.25 لانجي. وفي الدنمارك %59.18 لأردوغان مقابل %15.77 لأنجي.
هذه بعض نسب التصويت في بعض الدول الأوروبية، واللافت للنظر أن هذه الدول كانت الدعاية الإعلامية فيها ضد أردوغان خصوصاً، وضد السياسة التركية عموماً، وهذا يؤكد أن الإعلام الغربي في هذه الدول الأوروبية لم يحسن تقدير العقلية التركية وردود أفعالها، وهو ما ينبغي أن تكون له دلالاته في المستقبل.
كاتب تركي

دلالات ردود أفعال دولية على الانتخابات التركية

محمد زاهد جول

الاستثناء الأردني

Posted: 29 Jun 2018 02:14 PM PDT

أظهرت احتجاجات المواطنين الأردنيين، وكذلك رد السلطة على هذا الحراك، مدى كون الأردن شعبا ونظاما، ذا طبيعة إستثنائية هذه الأيام عن الوضع العربي العام، فبينما تقمع أي مظاهر للاحتجاج بالعنف المفرط والذي لا يعرف حدودا، نرى الاحتجاجات الأردنية تتميز بأعلى مظاهر التحضر من طرف المواطن ومن طرف السلطة..
أثبت المواطن الأردني بكل انتماءاته وأماكن تواجده نضجه السياسي من خلال الشعارات المرفوعة والتي تضع السلطة أمام مسؤولياتها، وتمكن عبر وحدة كل مكوناته والتي لم تترك مجالا للفرقة من الوصول إلى الهدف المنشود بسحب قانون الضرائب..
الحقيقة أنه لا يوجد فارق كبير بين مطالب الأردنيين أو إخوتهم السوريين أو المصريين، الفرق هو في نوعية الرد على هذه المطالب، كل الشعوب العربية عندما خرجت للتظاهر طالبت بحقوقها الأساسية، ورفضت أن تبقى خارج القرار الإقتصادي والسياسي لدولها، في موقف واضح منها ضد الفساد المستشري بأجهزة الدولة والمسؤولين عنها..
صاحب القرار الأردني استطاع بذكاء وحكمة، أن يستعمل هذا الحراك لتقوية موقفه التفاوضي مع الأطراف الخارجية، وخصوصا دول الخليج التي كانت تعمل لعزل الأردن، وفرض مشروع ترامب عليه وتخليه عن حقه بالوصاية على الأماكن المقدسة في القدس..
تناغم الشارع الأردني مع رد السلطة الناعم، مع الاستمرار في المراقبة والحذر مما قد تصل إليه الإصلاحات المطلوبة، هو نوع من الاستثناء الحقيقي بالتعامل السياسي الرسمي العربي مع الشعوب، بدل المحاولات الدائمة والمستميتة لإبعاد الشارع عن أي مفاوضات، وأي احتجاجات تقمع دائما بالعنف، حتى ولو كانت تؤدي إلى تقوية الطرف العربي المفاوض، من خلال نظرية أن إظهار السلطة قوتها على شعبها أمام الطرف المفاوض الآخر ( أمريكا مثلا أو إسرائيل) هو دليل سـيطرتها الـتامة وأهلـيتها لتـوقيع الاتفاقيات، بما قد تحـتوي من تنـازلات وفرضـها على شـعبها..
هذا الفهم المتخلف لحراك الناس، هو أحد أسباب ضعف المفاوض العربي أمام الأطراف الغربية أو إسرائيل، وتراجعه المستمر والعيش في ظل مفاوضات عبثية تدوم عشرات السنين..
حراك الشعب الأردني وإن كان هدفه الأول هو المشاكل الأردنية الداخلية الاقتصادية وعدالة توزيع الحمل على الجميع، إلا أن أهم نتائجه برأيي هو حماية الأردن من مؤامرات الأطراف الخارجية، والتي كانت تحاول جره إلى مربع التنازل وتغيير التحالفات لصالح المشروع الصهيوني.
أصبح لدى صاحب القرار الأردني ظهير شعبي يحتمي به، وقد يستعمله لتقوية الموقف وحماية الوطن، وما إجتماع مكة وقبول الكويت والسعودية والإمارات وقطر دفع بعض الدعم رغم تواضـعه، إلا إنعـكاس لوضع الأردن الداخلـي..
الاستثناء الأردني وخصوصا بشقة السلطوي، قد يستمر ويصبح نموذجا يحتذى به لاحتجاجات ممكنة بدول عربية أخرى، الا أن العودة عنه وإنهاء هذا الاستثناء ليس شيئا مستحيلا، خصوصا أمام الضغوط الهائلة التي تمارس على صاحب القرار الأردني، للحاق بمشروع صفقة القرن. لا نأمل ذلك بل نحن على يقين أن وعي المواطنين ووحدتهم، وصلابة السلطة المرتكزة على هذا الشعب القوي كفيل بابقاء الاستثناء الأردني قائما ومقيما في الواقع..

كاتب ومراقب سياسي أردني مقيم في باريس

الاستثناء الأردني

نزار بدران ٭

تأويلية ريكور: فسرَّ أكثر تفهم أحسن

Posted: 29 Jun 2018 02:12 PM PDT

يندرج مشروع بول ريكور، ضمن النظرية التأويلية المتحدرة من الظاهراتية الهوسرلية، كمبحث يختص بالمعنى الأنطولوجي، وذلك بنوع من الانفتاح الإيجابي على مجموعة من العلوم الإنسانية، وهو، لاشك في ذلك، انفتاح مطمور بالخصوبة السجالية/الحوارية .
لقد سعى ريكور بأناة وتؤدة إلى تكوين أنطولوجيا للفهم بنوع من الحوار اليقظ والرصين مع الحصيلة النظرية والمتودولوجية للفكر الفلسفي المتاح، في إطار نزعة انتقادية آثر تسميتها « بإبستيمولوجيا التأويل».
ولما كانت المسبقات المنهجية الفينومينولوجية محاولة للكشف عن معنى الوجود، في طريقها للإمساك بالأنا، لكن بطريقة غير مباشرة، أي من خلال تجليات هذه العتامة الأصلية في الرموز والنصوص والعلامات، فإنها ستتحول، هي نفسها، إلى مسبقات التأويلية الريكورية. إن هذه المسبقات ، هي من جهة، سؤال نحو معنى الوجود، وهي من جهة أخرى، محاولة للوعي بهذا المعنى عبر تفكيك رموزه ودلالاته المطمورة في النظم اللغوية للنصوص.
إن ريكور، في مقدمة كتابه «صراع التأويلات «le conflit des interpretations يشير، بصريح العبارة، إلى تأثره الكبير، في بداية مشروعه الفلسفي، بفينومينولوجيا هوسرل بالأساس. يقول ها هنا :» ولقد تدربت في السنة نفسها على الأعمال التي نشرها هوسرل، والذي يعد المؤسس لتيار الظاهراتية، كما اطلعت على همه في الوصف السليم والدقيق للظواهر المادية[...] كانت مساهمتي الأولى للفلسفة بالإضافة إلى الأعمال المهداة إلى فكر أساتذتي الأوائل، تتمثل في تمرين على الفلسفة

الظاهراتية المكرسة للإرادة

وتبقى المقولتان الأثيرتان «الرمز يدعو للفكر» و «فسر أكثر تفهم أحسن»، منطلق المشروع التأويلي لريكور. فالمقولة الأولى تختزل ، بجدارة نادرة، مبحثه الفلسفي عن الإرادة، وأما الثانية ، فهي التي فتحت له أفقا جديدا نحو صياغة أسس نظرية تأويلية، سيبقى الدرس الفلسفي المعاصرا مدينا له بها إلى الأبد.
إن أصالة الهيرمينوطيقا، في الظاهراتية، تكمن أساسا في قدرتها على صياغة أنطولوجيا للفهم. إلا أن ذلك قد تم بقطع الصلة مع المنهج، على غرار طريقة هايدغر. وليست الأنطولوجيا، ها هنا، سوى أنطولوجيا الكائن المتناهي، ككينونة، لا كحامل للمعرفة. في حين يقترح ريكور طريقا طويلا وطموحا وغير مباشر. لقد كان همه الأكبر هو بلورة هذه الأنطولوجيا عبر وضع إبستيمولوجيا للتأويل.
لم يعد للفهم، مع ريكو، سبيلا للمعرفة، كما كان الأمر عند الظاهراتيين. لقد أصبح طريقة من طرق الكينونة، أي « طريقة هذا الكائن الذي يوجد وهو يفهم». وما دام المعنى هو تجل فاضح لأصالة الكينونة، وأنه يظل دائما محجوبا بالعتامة والتعمية، في إطار «تعابير مضاعفة»، فإن عمل التأويل، في نظر ريكور، هو»عمل الفكر الذي يتكون من فك المعنى المختبئ في المعنى الظاهر، ويقوم على نشر مستويات المعنى المنضوية في المعنى الحرفي. وإني ، إذ أقول هذا[الكلام لريكور]، فإني أحتفظ بالمرجع البدئي للتفسير، أي لتأويل المعاني المحتجبة. وهكذا يصبح الرمز والتأويل متصورين متعالقين. إذ ثمة تأويل،هنا حيث يوجد معنى متعدد، ذلك لأن تعددية المعنى، تصبح بادية في التأويل.»
من هذا التصور، تحديدا، عجل ريكور، بنقل النقاش التأويلي إلى اللغة باعتبارها فعلا محايثا للتجربة البشرية ، من جهة، وللوجود الكلي، من جهة ثانية. إنه الطريق الإبستيمولوجي الأصيل، نحو صياغة جديدة للكوجيطو، من خلال أهم الوسائط الإنسانية كالعلامات والرموز والنصوص…
وفيما يخص تصوره للخيال، فقد انطلق ريكور في صياغة نظريته في الخيال، من الوقوف أولا عند الصعوبات والإحراجات الكلاسيكية لفلسفة الخيال، ذلك أن أولى هذه الصعوبات تتمثل في كون هذه الفلسفات تنطلق « من ذاتها تبعا لما يظهر لكل واحدة أنه النموذجي في تشكيلة دلالات الأساس. هكذا تميل إلى بناء نظريات للخيال أحادية المعنى كل مرة، لكن ندية.»
وكذلك من جملة الإحراجات التي عاشها إشكال الخيال في التقليد الفلسفي، السمعة السيئة التي كانت لكلمة «صورة». فهي تارة كلية ذهنية(علم النفس السلوكي)، وتارة ثانية إثارة اعتباطية لأشياء بعيدة، وتارة ثالثة إثارة لأشياء غير موجودة ومتوهمة، وتارة رابعة إدراك ضعيف للواقع.
وفي معرض حديثه عن الخيال في علاقته بالاستعارة، يُقرُّ ريكور بأن الخيال «يقدم وسيطا نوعيا، في لحظة بزوغ دلالة جديدة خارج خرائب الإسناد الحقيقي» . فالمسندات الشاذة ـ الاستعارة مثلا وعلى عكس الكناية والمجاز المرسل ـ تعمل دائما على توسيع المسافة المنطقية بين الحقول الدلالية. وبناءا عليه فالخيال[عند ريكور دائما] هو « الإدراك الحاد والرؤية الفجائية لملاءمة إسنادية جديدة، بما في ذلك طريقة بناء الملاءمة في انعدامها.»
وأما الصورة فتعني في اللعبة التخييلية، تعليق الدلالة ، وكذا نشر المعنى في مجلات حواسية، ومن ثم فإن الخيال الريكوري هو « لعبة حرة بإمكانيات ما، في حالة عدم الالتزام حيال عالم الإدراك أو الفعل. وفي حالة عدم الالتزام هذه، نجرب أفكارا جديدة وطرقا جديدة للكينونة في العالم.»

٭ شاعر وناقد مغربي

 

تأويلية ريكور: فسرَّ أكثر تفهم أحسن

محمد الديهاجي

الجزائر تستأنف ترحيل المهاجرين الأفارقة رغم انتقادات حقوقية

Posted: 29 Jun 2018 02:08 PM PDT

الجزائر – من عبد الرزاق بن عبد الله: استأنفت الجزائر عمليات ترحيل مهاجرين أفارقة غير شرعيين نحو بلدانهم، رافضة انتقادات منظمات حقوقية دولية حول إساءة معاملة النازحين القادمين من الجنوب .
وأفاد الهلال الأحمر الجزائري أمس الجمعة ، أن قافلة تضم 400 مهاجر (من النيجر) انطلقت ليلة الخميس/الجمعة، من مركز إيواء غرب العاصمة الجزائرية نحو مدينة تمنراست في أقصى الجنوب، قبل نقلهم نحو دولتهم بالاتفاق مع حكومة بلادهم.
وحسب المصدر ذاته، ترافق القافلة عناصر الأمن والدفاع المدني وأطباء.
ووفق مخطط سير القافلة، ستتوقف في ثلاث محطات قبل وصولها إلى تمنراست الجزائرية، نظراً لطول المسافة المقدرة بحوالي 2000 كلم.
ومنذ منتصف 2014، بدأت الجزائر، عمليات ترحيل مهاجرين أفارقة من النيجر ومالي، بالتنسيق مع سلطات الدولتين.
ونهاية آذار/مارس الماضي، أعلن وزير الداخلية، نور الدين بدوي، أن بلاده رحلت، منذ 2014، نحو 27 ألف مهاجر إفريقي إلى بلدانهم، على مراحل.
وتشير الإحصاءات الرسمية أن عدد المهاجرين في البلاد 25 ألفا، ويتحدرون من 10 جنسيات إفريقية.
في حين تتحدث تقارير إعلامية أن أعدادهم في حدود 50 ألفاً، وهو رقم غير مستقر بسبب التدفق المتواصل وعمليات الترحيل.
وتواجه الجزائر خلال السنوات الأخيرة انتقادات من منظمات حقوقية دولية تطالبها بوقف ترحيل المهاجرين القادمين من الجنوب، لكن السلطات تؤكد أن ما يحدث «عمليات نزوح جماعي تقف وراءها شبكات منظمة وتستهدف الأمن القومي للبلاد. «
ونهاية أيار/مايو الماضي صرح مدير الهجرة في وزارة الداخلية الجزائرية حسان قاسمي إن «ما يقارب من 90 ألف مهاجر غير شرعي يصلون سنويا إلى البلاد، وهو تدفق تعتبره السلطات الأمنية والسياسية مصدر انشغال حقيقي. «
«الأناضول»

الجزائر تستأنف ترحيل المهاجرين الأفارقة رغم انتقادات حقوقية

لقاءات لـ«الائتلاف» السوري في نيويورك لفضح جرائم النظام في درعا

Posted: 29 Jun 2018 02:07 PM PDT

أنقرة – «القدس العربي»: أكد مسؤول في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن العمليات العسكرية الموجهة ضد المدنيين في درعا، هي من ضمن سلسلة طويلة من جرائم الحرب التي ارتكبها نظام الأسد بمساعدة روسية إيرانية، مضيفاً إن سيطرة النظام على أراضٍ جديدة لن يغير من واقع العملية السياسية التي تعتمد على تحقيق انتقال سياسي كامل في البلاد وفق بيان جنيف والقرار 2254.
وخلال لقائه مسؤولين في فريق المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، طالب عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني ياسر الفرحان، بتدخل جدي من الأمم المتحدة لوقف جرائم النظام واعتداءاته على درعا، إضافة إلى تحمل المسؤوليات بحماية المدنيين ومنع تهجيرهم.
وشدد الفرحان على أن النظام وحلفاءه لم يكونوا يوماً من الأيام جادين في العملية السياسية، وبقوا متمسكين بالحل العسكري الدموي، مضيفاً: «هذا ما أوضحناه في جميع لقاءاتنا مع الأمم المتحدة وأصدقائنا ولكن لم يستمع لنا أحد». وحثّ مسؤولي الأمم المتحدة على وضع حد للانتهاكات المستمرة من قبل ميليشيا الـ «PYD» بحق المدنيين، وأكد أن هذا الحجم الكبير من الانتهاكات في سوريا «لا يمكن السكوت عنه.
ولفت إلى خطورة القانون رقم 10 الذي أصدره نظام الأسد، ودعا إلى إيقافه على اعتبار ذلك «تجاوزاً على حقوق وأملاك المهجرين قسرياً والنازحين»، مديناً بشدة كافة المراسيم والتشريعات التي تصدر عن النظام بطلب إيراني، خدمة لمشاريعها التوسعية في سوريا.

 

لقاءات لـ«الائتلاف» السوري في نيويورك لفضح جرائم النظام في درعا

مؤسس مجموعة «ابراج» الإماراتية للاستثمار المباشر يواجه حكما بالسجن

Posted: 29 Jun 2018 02:01 PM PDT

دبي – أ ف ب: يواجه عارف نقفي، مؤسس مجموعة «ابراج» في دبي التي تعد أضخم شركة استثمارات خاصة في الشرق الأوسط، احتمال دخول السجن لثلاثة اعوام بسبب شيكات دون رصيد، حسب ما اعلن محامون أمس الأول.
وستصدر محكمة في مدينة الشارقة يوم الخميس المقبل حكما في القضية ضد نقفي حسبما اعلن محاميه حبيب الملا، الذي يترأس مكتب «باكر آند ماكينزي حبيب الملا» القانوني. ولم يحضر نقفي (57 عاما) المحاكمة كونه خارج الامارات.
وكان النائب العام في الامارات أصدر مذكرة توقيف بحق نقفي.
وأكد المحامي عصام التميمي، الذي يمثل المدعين، ان الادعاء يطالب بسجن نقفي لثلاث سنوات بعد تحريره ثلاثة شيكات دون رصيد تبلغ قيمتها 300 مليون دولار أمريكي.وأضاف في بيان أنه تم التوجه إلى القضاء بعد ان أظهر نقفي «انه لا ينوي تسديد الدين».
لكن المحامي الملا نفى ذلك، وقالان موكله ينوي سداد الدين، مشيرا إلى ان موكله صُدم بسبب التوجه إلى القضاء خلال إجراء مفاوضات للتوصل إلى تسوية.
وكانت محكمة في جزر كايمان حيث شركة «ابراج» مسجلة، قبلت الاسبوع الماضي طلبا تقدمت به المجموعة « بالتصفية المؤقتة واعادة هيكلة اعمالها، وقامت بتعيين خبراء للاشراف على عملية التصفية.
وكان نقفي، وهو مستثمر باكستاني، قام بتأسيس مجموعة «ابراج» في عام 2002. وبلغ حجم الاستثمارات المدارة من قبلها نحو 14 مليار دولار.
وطالب مستثمرون رئيسيون في صندوق للرعاية الصحية تديره «ابراج» وتقدر قيمته بمليار دولار، بينهم بيل وميليندا غيتس وشركة تابعة للبنك الدولي، بتحقيق في ادعاءات حول اساءة استخدام اموال الصندوق.

 

مؤسس مجموعة «ابراج» الإماراتية للاستثمار المباشر يواجه حكما بالسجن

مهرجان «بياف» اللبناني يعيد الحياة الى ساحة النجمة ويكرّم 20 شخصية بينها الحريري وهيفاء ووائل وأنغام والراحل عمر الشريف

Posted: 29 Jun 2018 02:00 PM PDT

بيروت – «القدس العربي»: برعاية رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري وبالتعاون مع وزارتي السياحة والثقافة تنطلق النسخة التاسعة لمهرجانات بيروت الدولية للتكريم (BIAF) في ساحة النجمة التي ستشهد على تكريم عشرين شخصية من لبنان وسائر أنحاء العالم العربي والأجنبي في مختلف المجالات. وكما بات معلوماً فانّ هذه النسخة من المهرجان ستحمل اسم معلّم في الفن من أصول لبنانية، مصرّي الجنسية، هو الممثل العالمي الراحل عمر الشريف، وسيكرّم عشرين شخصية من إثني عشر بلدًا وهم لبنان وفلسطين وسوريا وتركيا والأردن ومصر وأرمينيا والولايات المتحدة الأمريكية وكولومبيا وفرنسا واستراليا ورومانيا.
وعرف من بين المكرّمين من لبنان الرئيس الحريري وهيفاء وهبي، التي ستكون من أبرز المكرّمين، وذلك عن مجمل أعمالها الفنيّة من مسلسلات وأغان ناجحة، وستشعل المسرح بتأدية أغنيتها الأخيرة «توتة»، والنجم وائل كفوري الذي سيحظى بجائزة نجم العام عن ألبومه الأخير «W» وسيّقدم على المسرح للمرة الأولى أغنيته الجديدة «أخدت القرار»، كما سيتّم تكريم الاعلامية ماغي فرح.
وعرف من بين المكرمين من مصر النجم المصري حكيم الذي سيستلم بدوره جائزة تكريمية عن مجمل أعماله وعن مشواره الفني المليء بالنجاحات العربية والعالمية، والنجمة أنغام.
مهرجان «بياف» سينقل مباشرة على الهواء على شاشات تلفزيون لبنان، تلفزيون المستقبل، قناة الجديد، أوسن يا هلا، قنوات روتانا، «سي بي سي» مصر، و«أل بي سي»، وإذاعة «صوت الغد» اللبنانية، وستتّولى تقديم المهرجان الذي سيكون من توقيع المخرج وليد ناصيف وانتاج جو قزي الإعلامية اللبنانية ريما نجيم للسنة الثانية على التوالي.
تجدر الإشارة الى أنّ مهرجان برنامج بياف الإنساني يقوم بتوزيع خمسةٍ وعشرين منحةٍ دراسيةٍ لطلابٍ مميزين من مختلف المعاهد التعليمية والصروح الجامعية إيماناً منه بأن التميّز يبدأ في سنٍ مبكرًة ومن على المقاعد الدراسية.

7AKH

مهرجان «بياف» اللبناني يعيد الحياة الى ساحة النجمة ويكرّم 20 شخصية بينها الحريري وهيفاء ووائل وأنغام والراحل عمر الشريف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق