Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 27 أغسطس 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


ما المقصود من الاحتفال التركي بمعركة الانتصار على البيزنطيين؟

Posted: 26 Aug 2018 02:34 PM PDT

شهدت ولاية بتليس التركية أمس الأحد فعالية شارك فيها الرئيس رجب طيب إردوغان بنفسه إحياء للذكرى الـ947 لمعركة ملاذكرد التي تمكن فيها السلطان السلجوقي ألب أرسلان من هزيمة جيش بيزنطي كبير وتمكن من أسر الإمبراطور رومانوس ديجانوس، الامر الذي فتح الطريق أمام الأتراك للانتشار في آسيا الصغرى التي باتت تعرف حاليا باسم تركيا.
كان لافتا في خطاب إردوغان بالمناسبة قوله إن «تركيا ليست بقعة جغرافية داخل حدودها» وأنها «سد شامخ لو انهار لن تبقى إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى والبلقان والقوقاز على حالها»، وهذه الأقوال تحمل رسالتين متناظرتين، تحاول الأولى أن تؤكد حقيقة جغرافية سياسية ودينية راسخة أدى إليها سقوط الإمبراطورية البيزنطية وكانت نتيجتها ظهور السلطنة العثمانية وبعدها تركيا الحديثة، والثانية تريد استخدام هذا الرأسمال الرمزي التاريخي لمعركة ملاذكرد لتحشيد الأتراك والمسلمين لمواجهة التحدّي المعاصر الذي تعيشه تركيا، مع إبدال الإمبراطورية البيزنطية، بأعداء كثيرين، تقف الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة رئيسها دونالد ترامب على رأس هؤلاء حاليا.
ورغم الطابع الديني الذي يفترض أن تحمله هذه المعركة فإن مقصودات السياسة التركية الحالية تتجاوز هذا الطابع (الموجّه لجمهورها العام التركي) بالتأكيد، فالأزمة التي تواجهها تركيا مع إدارة ترامب الأمريكية جعلت أنقرة تتقرّب من أوروبا وروسيا (المسيحيّتين)، رغم أن الأتراك خاضوا في تاريخهم عشرات الحروب السابقة ضد هاتين المنطقتين، وما تزال آثار هذه الحروب موجودة وبعضها معاصر، كما حصل في ضم روسيا قبل سنوات لشبه جزيرة القرم التي كانت يسكنها التتار الأتراك المسلمون والتي كانت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية، وفي علاقة تركيا القديمة بالقوقاز والشيشان، كما يحتفظ الأتراك بذكريات مريرة لمحاولة أوروبا احتلال بلادهم وتقسيمها خلال الحرب العالمية الأولى.
أهمّية ملاذكرد عملياً في أنها كانت نقطة تأسيسية في تاريخ الأمم التركية التي تمتد على مساحة هائلة في آسيا الكبرى والصغرى، وكانت نقلة كبرى في تاريخ العالم، أوقفت إلى ما يقرب من ألف عام الخطر البرّي والبحري القادم من سهوب أوروبا، وهو ما كلّف جيوش التحالف المهاجمة لتركيا في الحرب الكونية الأولى هزيمة أدت لمقتل 55 ألف جندي وسقوط مئات آلاف الجرحى في حملة الدردنيل، وكان أن التفّ الحلفاء على تركيا من المشرق العربيّ فاحتلوا العراق وفلسطين وسوريا، وهو ما أسس لأغلب المآسي العربية والإسلامية اللاحقة.
لقد حلم كثيرون من الساسة والمؤرخين أن تؤدي العولمة إلى تقارب الأمم والأديان والحضارات، ولكنّ ما نراه حاليا في أمريكا وأوروبا وحتى في الهند والصين وميانمار، هو صعود هائل للعنصريّات المؤسسة على الأديان والقوميّات، والمؤسف أن المسلمين يدفعون في مشارق الأرض ومغاربها الثمن الأكبر لهذه العنصريات، وهو ما يدفعهم، بالضرورة، إلى استدعاء أحداث تاريخية كملاذكرد لتذكيرهم بدورهم العظيم السابق، إضافة إلى تذكيرهم أيضاً بتشتتهم الحالي وحصارهم لبعضهم البعض وتنافسهم في خدمة الأجنبي الذي يستغلهم ويسخر منهم.

ما المقصود من الاحتفال التركي بمعركة الانتصار على البيزنطيين؟

رأي القدس

أخوّة استشراقية

Posted: 26 Aug 2018 02:33 PM PDT

في كتاب جيب لا يتجاوز 120 صفحة، صدر بالفرنسية مؤخراً تحت عنوان «مالرو، قيامة الأخوّة»، يحاول الكاتب الفرنسي جيروم ميشيل استعادة المكانة المركزية التي حظيت بها قيمة الأخوّة في أعمال الأديب والفيلسوف والوزير الفرنسي أندريه مالرو (1901ـ 1976)، واستكشاف تداخلاتها الاجتماعية والسياسية والأخلاقية. المسعى كبير، بالطبع، خاصة حين يكون التنقيب في وقائع السيرة الشخصية هو الأعلى تركيزاً في الكتاب، ويكون المقام محدوداً بالقياس إلى عدد الصفحات، والموضوع جليلاً وإشكالياً في آن معاً.
بيد أن ميشيل يساجل منذ البدء في الواقع، وعلى سبيل الفرضية المسلّم بها مبدئياً، أنّ الأخوّة كامنة عميقاً في قلب كتابات مالرو، الروائية منها أو الجمالية أو السياسية؛ لأنها شرط مسبق للعدل، وعامل لا غنى عنه لكي يتحقق العدل، سواء بسواء. إنها، كذلك، القيمة الوحيدة القادرة على الشهادة ضدّ الشرّ، والردّ على الإذلال في أي مجتمع ذي كرامة. وهذه مطارحات لا تثير الكثير من الجدل أو الاعتراض بالمعنى العامّ، لولا أنّ شخصية مالرو ليست على هذا القدر من الانبساط والوضوح، لكي لا يتحدث المرء عن التسطّح، حتى تُقبل بصددها سلسلة تعميمات أخلاقية حول الأخوّة. وإذا جاز أنّ الأعمال الروائية قد تشفّ، من خلال حركة الشخصيات عبر الأزمنة والأمكنة، عن أبعاد شتى للأخوّة، وعن تجليات متقاطعة تارة أو متطابقة تارة أخرى؛ فإنّ حصيلة مالرو الرجل الفعلي، في أقواله وأفعاله ومواقعه ومناصبه، مسألة أخرى مختلفة تماماً.
كلّ هذا بصرف النظر عن مقادير التوافق أو الاختلاف حول هذه أو تلك من الاعتبارات الرئيسة التي اكتنفت حياته، أديباً ومفكراً وناشطاً سياسياً، ورحالة في الثقافات والجغرافيات الآسيوية. وفي العام 1996 اتخذ الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك واحداً من أبرز قراراته الثقافية، حين كرّم شخص مالرو بنقل رفاته إلى مبنى الـ«بانتيون»، حيث يرقد رهط من كبار رجالات فرنسا؛ أمثال جان جاك روسو، فكتور هوغو، إميل زولا، وجان جوريس. كان القرار سليماً بالمعنى الثقافي، وكان كذلك يتوخى التكريس الأخلاقي لرجل لا يجادل أحد حول السجلّ الحافل الذي تركه في ذاكرة فرنسا المعاصرة، ابتداءً من نضالاته ضد النازية والفاشية في فرنسا وإسبانيا، وليس انتهاء بأدواره الحاسمة في تطوير الثقافة وضمان حرية المثقفين حين أسس وتولى أوّل وزارة ثقافة في عهد الجنرال شارل ديغول. ومع ذلك فقد اختلف البعض حول مدى جدارة مالرو بالخلود في مبنى البانتيون، وتلك كانت خصومة محلية نابعة من رؤية الفرنسيين لتاريخهم وأبطالهم، والمعايير التي تقرّها أو تستبعدها المخيلة الرسمية والشعبية في إعادة تأهيل الفرد، في هذا الطور التاريخي أو ذاك.
في المقابل، مضى وانقضى ذلك الزمن الذي كان فيه مالرو موضوعاً فرنسياً خالصاً، أو حتى أوروبياً؛ لسبب جوهري هو أنه تناول ثقافات الآخرين، كما سلفت الإشارة، وأدخل الصين والهند الصينية في صلب أعماله الروائية، فاكتسب بذلك شخصية عالمية وكونية. وإذا كان أمراً مؤسفاً أن تغيب الثقافتان الإسلامية والعربية عن نصوصه، وذلك رغم ترحاله في المنطقة ومعرفته بثقافتها، فإننا لا نعدم بعض الكتابات والمواقف التي تخصنا؛ على غرار تلك النصوص الفاتنة عن اليمن وملكة سبأ، والقرار الشجاع الفريد الذي اتخذه حين أمر مدفعية ميناء مرسيليا أن تطلق 21 طلقة في استقبال تمثال الملكة زنوبيا القادم من سوريا إلى معرض فرنسي.
وبهذا المعنى فإن المرء لا يستطيع تجاهل جملة حقائق أخرى حول الرجل، تكاد تناقض على طول الخط الصورة اللامعة الطاهرة التي يبدو عليها في العموم، أو تخلّ في قليل أو كثير بالمكانة المركزية التي يزعم ميشيل أنّ قيمة الأخوّة شغلتها في حياته. أولى هذه الحقائق أنّ مالرو لم يستطع الخروج من دائرة الاستشراق القاتلة، في معظم أعماله التي تتناول موضوعات آسيوية وتنطوي على قيام مغامر أوروبي باختراق هذا «الشرق المظلم»، لتنويره، وتولّي «عبء الرجل الأبيض» وتنفيذ «المهمة التمدينية» الشهيرة. وكما كانت الحال عند رديارد كبلنغ وجوزيف كونراد ولورانس العرب (الذين أعرب مالرو مراراً عن إعجابه الشديد بهم)، نحن أمام شرق مجرّد من التاريخ الفعلي، خاضع للفانتازيا والتنميطات التقليدية السحرية والجنسية، محتاج أبداً إلى الغازي الأبيض الذي سيتولى أعباء التحديث والعقلنة.
أم هي أخوّة على الطراز الاستشراقي مثلاً، وعلى غرار ما نلقاه نحن عند قراءة أعمال مالرو الكبرى، في «إغواء الغرب» كما في «الدرب الملكي» و«الوضع البشري» و«الغزاة» و«مذكرات مضادة»…؟ هو، بالفعل، شرق ألف ليلة وليلة دون سواه؛ وهي الهلوسات حول الحريم والأميرات والسحرة والعفاريت والإبل (حتى في أعمق مجاهل الغابات الكمبودية العذراء!)، فضلاً عن أكلة لحوم البشر.. لا يكاد ذلك «الشرق» يغادر صورته المتخيَّلة، المنضوية في حالة دونية أمام الغرب، المنتصبة كمرآة لا غنى عنها كي يرى الأوروبي نفسه ويختبر معضلاته الميتافيزيقية في الأقاصي الاستعمارية.
وإذْ يمتلك المرء رفاه حفظ الفارق بين «شرق» مالرو، وعوالمنا التي شرّق حولها وغرّب أمثال لامارتين وفلوبير، فإنّ حصيلة المقارنة قد لا تتجاوز تسجيل حكم القيمة على زاوية النظر، وليس على طبائع ارتسام المنظر.

أخوّة استشراقية

صبحي حديدي

ألا يشعر الزعيم العربي بالخجل؟…وكيف يصلي جزائريون مع «صورة رئيس» …ومصر تضحك بعد انهيار التعليم

Posted: 26 Aug 2018 02:33 PM PDT

عندما تراقب المحطات الفضائية المصرية لا تعرف ما هو رد الفعل الجسدي الذي ينبغي أن يصدر: ترقص… تغني… تصفق… أم «تشق هدومك» على طريقة جارتنا أم العبد، رحمها الله وتبكي وتهيل التراب على «الأمتين العربية والإسلامية»؟.
حتى المذيع في محطة إسمها «النهار» وقف حائرا ومندهشا وهو يسمع قهقهات الناطق بإسم وزارة التربية والتعليم الهستيرية وهو بحالة إقرار: نعم حصلنا على المرتبة 148 من بين 148 دولة في مستوى كفاءة نظام التعليم.
المذيع يسأل الرجل: معئول… طب إنت بتضحك ليه؟ يجيب الموظف: بضحكش..دي الحقيقة ومفيش حاجة نزعل عليها.
بصراحة، لا نعرف سببا يدفع النظام الرسمي من رأسه حيث الريس «عبفتاح» السيسي إلى أصغر ضابط أمن دولة متشدق للإسترخاء وتجنب إنتفاضة ضد الفساد الإداري بعد الاستماع لأنباء هذا التفوق الاستثنائي في خارطة التعليم والتربية، عماد الأمم.
مقابل أطنان الإخفاق في المحروسة تلطمنا «الجزيرة» بتقرير مفصل عن»كفاءة الأمن المصري» في قمع وتكميم الأفواه واعتقال المعارضين، حيث جهد إستخباري يطال خالة المعارض أو عمة صاحب الرأي، وخطط ومحاصرات ومداهمات محبوكة بعناية.
يحصل شيء من هذا في الأردن بالمناسبة، حيث مهنية رفيعة في إعتقال الحراكيين والمعارضين وغيبوبة عندما يتعلق الأمر بالإرهابيين وكبار اللصوص.
ما علينا، في التربية والتعليم تحديدا قد لا يختلف الأمر في الأردن أو السعودية، وكذلك السودان، حيث التشدق القومي في أعلى درجاته مقابل إخفاقات بالكوم يتجاهلها مذيع المحطة الثانية في التلفزيون السعودي، وهو يتحدث عن المجاري والبنية التحتية في مدينة جدة.
سؤال يسبب الصداع: ألا يشعر زعماء العرب بالخجل؟ يعتقل ويداهم ويقصف القرى في سوريا والعراق واليمن ويعدم نشطاء حقوق الانسان ويذبح السجناء في السجون بكفاءة، ومدارس بلاده من نوع «لا ينجح أحد».

فانتازيا سعودية

حاولنا رصد الخجل ونحن نراقب الفضائية السورية وهي تنقل خطبة صلاة العيد الطويلة بمعية «السيد الرئيس» وأركانه فيما نحو أربعة ملايين سوري في إدلب ينتظرون الدمار والحرب وجز الرقاب.
لا نعرف سببا بشريا يدفع أي رئيس للاحتفال بالعيد مع زوجته وعائلته بعد تدمير نصف بلده وتشريد وقتل وأسر نصف شعبه.
ولا أعرف سببا يدفع أي مجموعة مواطنين للتبرع بأداء صلاة العيد مع صورة رئيس بلغ من العمر عتيا وصحته أصلا في حالة صعبة كما فعل بعض المواطنين الجزائريين.
او سببا لتقبل تهاني العيد قرب ستار الكعبة من المتزلفين والسحيجة من حملة المباخر بعد ساعات للتو من طائراته التي قصفت وقتلت عشرات الأطفال في اليمن .
مشهد مماثل للصلا ة بجانب صورة الزعيم فانتازي بإمتياز رأيناه بحسرة على شاشة إم بي سي التي لم تتردد عند مبايعة خادم الحرمين أطال الله في عمره في نشر بث لعلية القوم وهم يصافحون لغرض المبايعة يد كرتونية تمتد من صورة كرتونية للملك وبجانبها لوحة عرض مع يد ولي العهد.
هل يدرك الزعيم العربي شعورا إسمه» الخجل»؟ّ!
أجهزة المخابرات العربية، التي تلاحق وتطارد وتعتقل وتداهم المعارضين، هل فيها بشر مثلنا يشعرون بالخجل لأن الكفاءة الأمنية الاحترافية تجاهلت تماما الإخفاق والفشل في التعليم والصحة والخدمات العامة والتنمية، كما تجاهلت اللصوص والحرامية.

السلطة وموت فنان

الحديث عن تلك الحالة الوجدانية الغامضة التي اجتاحت الأردنيين عندما شيعوا فقيد الفن والدراما الفنان ياسر المصري ضروري ومهم في محطة لا يمكن تجاهلها.
وزيرة الثقافة السابقة زميلتنا لانا مامكغ وعندما سألتها فضائية «رؤيا» عن تكريم الفنان في حياته بدلا من مماته كادت تقترب من ماري أنطوانيت، وهي تحاول التركيز على عدم تحميل السلطة فقط مسؤولية ضياع هوية الدراما الأردنية التي كانت في الماضي تؤدي لحظر تجول عند عرض المسلسلات.
احتاج الفنان الراحل ياسر المصري إلى»موت درامي» نتج عن حادث سير حتى يكتشف الاردنيون أن لديهم نجما كبيرا يعرفه العرب ويفتقدونه.
كان يمكن للموت أن يتريث قليلا حتى لا يظهر الفنان ساري الأسعد على شاشة المحطة نفسها لكي يسأل: لماذا زار رئيس الوزراء حظائر أغنام العيد في مدينة الزرقاء وتفقدها ولم يكلف خاطره تقديم العزاء برحيل نجم كبير؟!
سؤال لا يمكن توجيه اللوم له في كل حال حتى وإن إستدرك دولة رئيس الحكومة وغرد معزيا بعد 48 ساعة من الدفن الذي كان شعبيا بامتياز وغابت عنه السلطة.
المعادلة هنا مفهومة ويمكن إحالتها لذلك النقاش بين فنان كبير ورئيس ديوان ملكي أسبق أبلغ مثقفين وفنانين بصدور قرار بالتواصل معهم دوما.
في لحظة نقاشية محتدمة قال الرئيس إياه: سنتحدث مع الرأي العام من أجلكم… وقف أحد الفنانين معترضا ومعلقا: سيدي دولة رئيس الديوان لا تتحدث مع الناس من أجلنا فقط قم بواجبك ونحن الذين نستطيع التحدث مع الناس من أجلكم.
بإختصار، إنتهت بعد هذه الجملة الإعتراضية مواسم الحوار مع الفنانين وتم تقليص المكتب الاستشاري المعني بالثقافة والفن.

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان
7GAZ

ألا يشعر الزعيم العربي بالخجل؟…وكيف يصلي جزائريون مع «صورة رئيس» …ومصر تضحك بعد انهيار التعليم

بسام البدارين

حول النموذج العوني للرئاسة والنوستالجيا الدائمة

Posted: 26 Aug 2018 02:32 PM PDT

شعوران يتجاذبان المسيحيين الذين عوّلوا على وصول العماد ميشال عون إلى سدّة الرئاسة قبل أقل قليلاً من عامين.
الأوّل بأنّهم كانوا يمنّون النفس بانعطافة شاملة لم تحدث فيما يتصل بتمكين «منطق الدولة»، وأن «المثال الشعبوي» لرئيس متصل مباشرة بالجماهير لم يجترح مشهدية احتشاد جديدة في باحات القصر الجمهوري، كما في أيام مواجهة الجنرال عون، رئيس الحكومة العسكرية آنذاك، مع الجيش السوري واتفاق الطائف. فهذا لم يحصل بعد انتخاب عون رئيسا سوى مرة واحدة، ولم يتكرّر، وانحصرت «صناعة النموذج الشعبوي» بعد ذلك بالصهرين، جبران باسيل، وزير الخارجية ورئيس التيار العوني، وشامل روكز، الآتي من المؤسسة العسكرية، وقد حسمها باسيل سريعا لمصلحته على هذا الصعيد، وأظهر عن مهارة في «الاستثمار بالتشنجات»، من دون ان يمكنه «السياق» من خوض معركة سياسية «للآخر»، وبخاصة مع من صوّب عليه قبل الانتخابات، أي الرئيس نبيه بري، لينتقل من بعدها لـ«عركة محاصصة وزارية» مع «القوات اللبنانية»، حوّلت «تفاهم معراب» بينهما إلى موضوع تندر عند الناس، ولا تزال تقف عائقا دون تشكيل الحكومة العتيدة.
الشعور الثاني، الذي يمكن أن يحمله في نفس الوقت من يشعرون بالأول، هو أن المسيحيين باتوا أقوى سياسياً بعد انتخاب عون رئيساً، وأنه لا يمكن في أي حالة من الأحوال المعادلة بين رئيس يمتلك «مشروعية شعبية مزمنة» داخل طائفته، وبين من لا يمتلك مثل هذه المشروعية الشعبية. صحيح أن أيا من وعود «الاصلاح» المنشود لم يتحقق، لكن الذين يشعرون بالمُكنة المسيحية بعد وصول عون، وبعضهم لا يكابر على «مضادات الاصلاح» الاضافية من بعد وصوله، يعتبرونه نجح في التعويض إلى حد كبير عن المعادلات القائمة بموجب اتفاق الطائف او من بعد هذا الاتفاق، وانه نجح في الاساس في «تطوير» فكرة عن «الميثاق» تقلل إلى حد كبير من «مضار اتفاق الطائف» والدستور المعدل له. لا يلغي ذلك، ان رئيس حزب القوات سمير جعجع نجح عند صياغة تفاهم معراب، بتأمين الاعتراف الكامل لعون بالطائف، وان عون اقتبس الفكرة التي على اساسها تدافع القوات عن الطائف، وهي المناصفة الكاملة والفعلية بين المسيحيين والمسلمين، لكن عون أضاف إلى هذا الاقتباس فكرته عن «الرئيس القوي» كرئيس جمهورية له طبيعتان ملكية وشعبية في آن.
لكن الشعبية التي نالتها اللوائح المدعومة من عون عام 2005 تراجعت بعد ذلك، عام 2009 واكثر في انتخابات هذا العام، من دون ان يتراجع كونه على رأس تكتل توليفي سياسي وأهلي لا يزال الأكبر مسيحيا والاقوى في جهاز الدولة مسيحيا، والاقوى في البرجوازية المسيحية، ويعكس كل هذا التكتل البرلماني الاوسع مسيحيا.
في المقابل، نجحت القوات في انتخابات حزيران الماضي في مضاعفة عديدها، ونجحت على امتداد العشرية الاخيرة في الخروج إلى حد كبير من صورتها النمطية كبنت البرجوازية الصغيرة، لتجد لها موطئا في الاوليغارشية المالية والبرجوازية بشكل عام، لكن التحدي التي تواجهه الآن يتقوم في كيفية عدم الظهور كطرف «هائم على وجهه» من بعد تدهور احوال تفاهمها السابق مع خصمها اللدود قبل ذلك، وهو تفاهم عوّل عليه ليرتقي إلى منزلة تحالف، فاذ هو يشكل التوطئة لأزمة حادة بين الفريقين العوني والقواتي، أزمة يمكن معها التأمل في كون نهاية الحرب الاهلية اللبنانية العامة انتهت بحرب اهلية مسيحية داخلية بينهما، فهل تكون الأزمة الحادة بينهما الآن، ما لم يكن من الممكن التحكم بها ورسم سقوف لها، مقدمة لاعلان الفشل النهائي للنظام السياسي بالشكل الذي تطور فيه بعد الحرب، وفي كنف الوصاية وما بعدها، والى اليوم؟
هكذا تأمل سيعود فيصطدم بما يمكن تسميته بالسر المعلوم للمكابدة اللبنانية: انه على الرغم من الاكثرية الديموغرافية الإسلامية، فان القوى النافذة في الطوائف الإسلامية، ولما لم تكن راغبة او قادرة على انتهاج نهج يحاكي اقله نهج العلمانية التونسية ـ تخيل موقفها مثلا من اعتماد المساواة في الارث لبنانيا ـ فانها حكمت على نفسها بتكريس الانقسام المذهبي السني الشيعي اكثر فاكثر، وبلامساواة المسلم امام المسيحي في القوانين الانتخابية الطائفية، وببقاء «الدولة العميقة»، اذا ما جوزنا التعبير، ذات طابع مسيحي في لبنان.
وطالما هذا السر المعلوم يحكم المعادلات اللبنانية، من الصعب تماما تصور كيفية تجاوز النظام القائم بعد الحرب، الذي يقول بالمناصفة الإسلامية المسيحية وينقسم فيه الناس حول معنى هذه المناصفة، ومنزلة الفعلي من الشكلي منها، وكيفية مواءمتها مع الديمقراطية البرلمانية وفصل السلطات. «التكتيك الدائم» للحالة العونية حيال هذا النظام، هو الاستثمار في نوستالجيا «ما قبل الطائف» عند المسيحيين، ومن ثم في نوستالجيا «الكفاحية العونية» (حرب التحرير، حرب الالغاء، المنفى، نضالات الجامعات). المفارقة ان هذا «التكتيك الدائم» صار على رأس نظام اتفاق الطائف، وان حيلته للتعامل مع هذا الواقع هي: رئيس الجمهورية هو الدستور الحي.

٭ كاتب لبناني

حول النموذج العوني للرئاسة والنوستالجيا الدائمة

وسام سعادة

تجربة حنا مينه

Posted: 26 Aug 2018 02:32 PM PDT

الأسبوع الماضي كنت تحدثت عن الأعمار الوارفة في الكتابة، تلك التي استطاع تحقيقها روائيون عديدون، بعضهم ظل يكتب بشغف حتى النهاية، وبعضهم عاش كثيرا لكن بلا كتابة في سنواته الأخيرة، بسبب الشيخوخة والمرض، والزهايمر الحتمي لأي عمر وارف.
ومنذ عدة أيام رحل الكاتب السوري الكبير حقا، حنا مينه عن عمر وارف أيضا، وكان يكتب حتى وقت قريب، بلا خرف ولا إحساس لديّ شخصيا كقارئ، أنه لم يكن في لياقة إبداعية جيدة. وأظنه كان النموذج الأهم للمبدع الذي لم يتقاعد مبكرا، وامتلك تلك الشجاعة الكبرى التي جعلته يواجه القراء، كما يواجههم دائما، وهناك كتاب تقاعدوا اختياريا في أعمار مبكرة جدا، ربما بسبب الكسل وخمود الشعلة الإبداعية، وربما بسبب الخوف من كتابة ونشر أعمال، لا تستطيع البقاء في ذهن القارئ كثيرا، كما حدث لأعمال مشهورة لديهم.
وقد شبهت ذلك بلاعبي كرة القدم المجيدين الذين يعتزلون الكرة قبل أن تخبو نجوميتهم بفترة يحسبونها بدقة، فتظل المهارة التي اكتسبوها من بداياتهم، وأمتعوا بها المشاهدين، مرسومة في الأذهان لا تمحى أبدا.
حنا مينه، كان كاتبا عظيما في معظم أعماله، وأظنه امتلك مقومات أن يصبح كاتبا عظيما، حيث عمل في مهن كثيرة بسيطة وهامشية للغاية، قبل أن يبدأ الكتابة، منها حلاق، وحمال في الميناء، وبحار، وكاتب للعرائض، ثم تدرج إلى صحافي، وكاتب قصص قصيرة، وأخذته الكتابة الروائية بعد ذلك.
هو ساحلي من اللاذقية، عرف البحر باكرا، وامتلك عالم البحر كاملا، وتميز فيه، والذي يقرأ رواية مثل «الياطر»، يستطيع الإلمام بجزء كبير من ذلك العالم: البحر والسفر فيه، والموانئ والحانات والتسكع هنا وهناك، وكل الحكايات المترفة التي تلازم حياة بحار، هو ياطر للسفينة، كذلك الذي يقرأ «الشراع والعاصفة» وغيرها من الروايات المجيدة، التي كتبت بالتجربة أولا، ثم بالموهبة، ودراية الإبداع.
قد يحب القارئ روايات حنا مينه بالفعل ويتناغم مع ذلك العالم الغريب الـــذي نسجه، وقد لا يحبها أو لا يتفاعل معها، ولكن في النهاية لن يتصور أمرا آخر سوى أنها روايات مبدعة، ولطالما تحدثنا عن التذوق وغرابة التذوق التي تتباين عند الناس، وهي حاسة لا يمكن إلغاؤها عند أحد، كما لا يمكن إجبار الناس على تغيير تذوقهم مهما حدث. حتى تذوق الكاتب الواحد يختلف في عدة أعمال، لدى القارئ نفسه، فهو يقدر عملا ما ويضعه في مكان عال جدا، بينما ينحدر بآخر إلى أدنى مستوى.
حتى الكاتب نفسه وفي أثناء رحلته الكتابية، تجده يعشق بعض أعماله التي أنجزها، حتى لو لم تكن تعجب الناس، بينما لا يحب البعض الآخر، وإن كان من ألمع ما أنتج.
والتأرجح في الكتابة موجود وموثق، ويمكن أن ينتبه له الكاتب، ولا يهتم، أو لا يعتقد أن القراء سيهتمون، والحقيقة أن قراء هذا الزمن ينبشون في كل شيء بحثا عن الارتباك، وإن لم يعثروا على ارتباك ما، قاموا باختراعه.
«عاهرة ونصف مجنون» أظنها آخر ما كتبه حنا مينه، إن لم أكن مخطئا، قصة تبدو مألوفة عن فقراء ينامون في غرفة واحدة، وتحدث اللقاءات الحميمة بين الزوج والزوجة، والأطفال موجودون في المكان ينصتون، ويفهمون، ويكبرون حاملين تلك القتامة الأسرية، إنها قصة صغيرة، لا تبدو قريبة من عالم البحر، ولا شقية إبداعيا كقصص حنا مينه، لكن لن نبتعد بها كثيرا عن الإبداع، فما زال فيها بعض الإشراقات، وإن كان القراء لم يحبوها، فليس لأنها ليست قصة جيدة، فقط لأن بهار الجنس كان فيها عاليا، واتضح أن الجنس بعد أن غدا كتابة شبه مألوفة في الأدب العربي، لم يعد يملك تلك الجاذبية الأولى، التي كان عليها، وفي الغالب يفضل القراء أن يقرأوا أعمالا مغطاة أو مستورة قليلا، الأعمال التي تأتي بإيحاءات وتلميحات عن فعل الجنس بلا تفاصيل قد تبدو جارحة.
كذلك الكتابة في السياسة والدين، ما عادت تثمل حتى معارضي النظم الحاكمة، والذين يبتعدون عن الأعراف، فقارئ اليوم يملك قناعاته كما ذكرت، ويستطيع أن ينحدر في أي عمل يحس به بعيدا عن تلك القناعات، وأنا شخصيا كقارئ، رغم قناعتي بحرية التعبير، وأن أي شخص يستطيع كتابة ما يشاء، تصدمني الكتابة العارية بشدة، ومن الممكن أن لا أكمل أعمالا أجد فيها كلمات من تلك التي تستخدم في الشارع للسباب مثلا أو حتى للمزاح.
كثيرا ما أتحدث عن بصمة الكتابة، أي الأسلوب المميز لكاتب ما وسط بحر جارف من الكتابات معظمها يتشابه في الأسلوب، ويحمل الجينات نفسها، ودائما يوجد من يتميز بأسلوبه، بحيث تتعرف إلى ذلك الأسلوب بمجرد أن تقرأ صفحات عدة من رواية، وحنا مينه كان من حاملي البصمات هؤلاء، وجمال الغيطاني أيضا، وإبراهيم الكوني، الذي امتلك عالم الصحراء كله، ونوّع فيه، بلا ثغرة واحدة يستطيع أن يلج منها كاتب جديد، من دون أن يحتك بما كتبه إبراهيم. إنها فرادة الكتابة، وإنها ما يبقى حين يذهب الكاتب.
ما يحسب لحنا مينه أيضا بقاؤه كاتبا عربيا خالصا في معظم ما كتبه، وانتشاره وسط القراء العرب، من دون اهتمام كبير بأن يقرأه الآخر. وقد عثرت على أعمال قليلة مترجمة له للغة الإنكليزية، ولا أدري إن كانت ثمة ترجمات للغات أخرى، وعموما كان الكتاب في جيله، والجيل الذي أتى بعده، غير مبالين بالترجمة ونقل العمل للغات أخرى، وفي الحقيقة لم تكن الترجمة مزدهرة في أوج نشاط هؤلاء، وربما باستثناء نجيب محفوظ في مصر، ونفر قليلين آخرين، لم تنقل أعمال للغات أجنبية.
ستستمر تجربة حنا مينه بثرائها حتى بعد وفاته، وستطالعها الأجيال القادمة ربما بشغف كبير، أو فتور كبير، لكن تظل تجربة وارفة كما كان صاحبها، كاتبا وارفا.

٭ كاتب سوداني

تجربة حنا مينه

أمير تاج السر

البحر في حداد

Posted: 26 Aug 2018 02:31 PM PDT

لم أعرف حين التقيت حنا مينه لأول مرة أنني سأعيش صدمة حياتي، كنت حينها لا أزال غضة، وقد فتح لي التلفزيون بابا واسعا للقاء الرموز التي صنعت ذائقتي وكونت قلمي، وهذبت لغتي وجعلتني شاعرة.
كان مينه قد أبكاني عشرات المرات وأنا منكبة على قراءته، صدقته دائما لأنه كتَبَ بحرارة الحقيقة، إذ لا يمكن للوهم أن يخترق قلوبنا بتلك الحدة، ويمزق أضلاعنا بتلك القسوة. كنت أقرأه وأكتشف عوالمه، وأنا غير مصدقة أنه ذلك الرجل الشجاع الذي خدعته الحياة، إلا حين التقيته، وأحمد الله أنني كرمته بطريقتي حين طوى الإعلام العربي صفحته، كما يفعل مع كبار السن عادة، وقفت أمامه وقلبي ينبض إعجابا بشخصه وقلمه، ثم سرعان ما غمرني مطر أسود وأنا أبادله الحديث، الرجل كان يائسا، مكتئبا، منهكا بتلك المشاعر التي ولدها التهميش له ككاتب من الصف الأول،
كان حزينا في ملامحه، في هندامه، وحتى في أثاث بيته، ولا أذكر أنه ابتسم أو استلطف كلامي في شيء، مع أني لم أجامله، كنت أبادله الحقيقة التي عاملنا بها دائما كقراء. كان مينه شبه ميت، على الأقل بالنسبة لنفسه، وكان ناقما على الوسط الإعلامي والأدبي، وإلا لماذا نشر وصيته طالبا أن لا ينعى، ولا يرثى، وأنه شبع من الحياة؟ ألم تكن في تلك الوصية رسالة بين السطور؟ ألم يكن في غيابه أو تغييبه ما يحز في النفس؟
لقد تعودنا في العالم العربي على الرؤى الضيقة، وتسليط الضوء على فئة قليلة من أهل القلم، ولا أدري لماذا تُمنح الجوائز في أغلب المحافل، ويحتفى بهم بمناسبة وبغير مناسبة، فيما البعض، على الرغم من أهميتهم أدبيا يعيشون في الظلال إلى أن يواروا الثرى. بالطبع حنا مينه لم يكن لا من هؤلاء ولا من أولئك، لأنه نال بعض الاهتمام، كما حصل على احتفاء كبير من طرف قرائه، لكن أيضا طاله الكثير من التهميش، وقد قيل إنه كرر نفسه، لهذا انطفأ نجمه، مع أن جميع الكتاب يكررون أنفسهم، بدون استثناء، كون الكاتب يدهش قارئه بأول أو ثاني عمل، ثم يصبح معروفا ببصمته، إلا إذا كان لصا متمرسا بالسطو على نصوص غيره.
غادر مينه الوسط، وربما تردد كثيرا قبل أن يعلن أسفه وأساه عبر وصيته، وكان يجب أن نحترم رغبته، لأنه كان بحاجة لبعض الدفء حين كان حيا، حين أُحيل إلى التقاعد من طرف سادة الإعلام بكل أنواعه، وسادة المؤسسات الثقافية، فالطاقة الإبداعية التي كان يملكها كانت أقوى منه، حتى أنها جرفته وانتزعته من كل المهن التي مارسها، وربطته إلى كعبها، ولعلها كانت الشر الذي لا بد منه، فلا أطلقت سراحه ليمضي في ربوع الحياة حرا، كما كان حين عمل بحارا، ولا منحته الراحة والطمأنينة والاستقرار كما تفعل مهن أخرى… أقلها الاستقرار المادي الذي يُشعِر الرجل بقوته وأهميته وجدواه.
يبدو مينه رائقا في أغلب مقابلاته، لكني تعرفت عليه عن قرب وعرفت قلقه، وتوتره، ووجها آخر يصعب وصفه، خاصة اليوم، وجه الرجل الذي لم يعد يثق لا في الصحافة ولا في صاحب قلم، ولا في مجتمع سلبي كمجتمعنا، حتى أنه اختار يوم عيد ليرحل في ما الجميع منشغل بالاحتفال.
قلت له، في لقائنا ذاك، أنا شاعرة، فَرد وفي نظرته وصوته الهامس سمعت أشياء كثيرة، كأنه قال لي ساخرا: «تشرفنا، وشو يعني؟» حدثته عن تاريخي الطويل مع نصوصه، وأنني عشقت الأزرق بسبب مصابيحه، لكنه رد ببرود أيضا، ولعله لعن الساعة التي تلفظت فيها بتلك الجملة. أقول لعل، وأُكذب نفسي، لكن قلبي انقبض وأنا أسمع ردوده الباهتة. تراني ذهبت إليه متأخرة؟ لا أدري… أعرف أنني قاتلت من أجله ليكون ضيفي، كما قاتلت بشراسة من أجل أغلب ضيوفي، وأردت دوما أن أكون سيدة موقف، فأقدم من لهم الفضل في تكويني، وإبهاري بأعمالهم، وأزيح الغبار عن مواهب دفنت حية، وأنقذ القارئ من الرداءة التي تحيط به، وأرفع المتفرج درجات عن الإسفاف الذي يحيط به من كل الفضائيات… كنت أحمل شجرة مضيئة وأعلق عليها مصابيح الأدب والشعر، وأجمع حولها رموزي، ورموز حقبة ذهبية في تاريخ الأدب العربي المعاصر، وكنت أحرص على أن تكون المكافأة سخية لجميعهم، فهل تراه أدرك ذلك؟
ولأنني في لقاءاتي الكثيرة بالكُتاب وأهل الأدب والشعر والفنون، عرفت شخصيات متنوعة، فإن أشد ما أحزنني أولئك الذين نظروا إليّ كموظفة في التلفزيون تؤدي عملا بلا روح، بدون أن يدركوا تماما أنني أنا القلب النابض لبرنامجي، وأن فريق العمل فيه، فريق واعٍ ومحب للقراءة، ومطلع، ويشاركني الولع نفسه. لم أعرف أبدا ما كان شعور حنا مينه الحقيقي تجاه لقائنا، لقد أنجزته، وعدت بفجوة كبيرة في القلب، لا شيء ملأها إلى اليوم. للأسف، كان صورة واضحة لمستقبل أي شخص يختار الكتابة في عالمنا العربي، هو الذي أتيحت له فرص لا تحصى ولا تعد حتى لا يكون كذلك. وقد تساءلت بيني وبين نفسي، لو أنه ظل حلاقا هل كانت حياته ستكون أجمل؟ أو لو ظل بحارا؟ أو لو بقي في منافيه الغريبة بين أوروبا والصين؟ لقد حاول على الأقل أن يكون كل هؤلاء، لكن قدره الأقوى كان الأدب.
والأدب منحه الوجاهة، والمكانة العالمية التي بلغها، لقد نعاه الإعلام الغربي بشكل لم أتوقعه، نعته لغات لا يعرفها، وألسنة لم يفهم شيفراتها، تجاوز بموته كما في حياته قضبان عالمنا العربي الذي ضاق عليه، أليس في هذا مفارقة عجيبة؟ أن نستعجل في موته، أو كما قال منذ عدة أشهر الروائي واسيني الأعرج :»مات أم لم يمت… منذ 2015 ووفاته ترد في الصحافة، ويضطر أبناؤه إلى تكذيبها، وكأن قوى خفية تريد تصفية حسابها مع قامة أدبية عربية وعالمية كبيرة». وفي هذا ما يشير، على الأقل، إلى ذلك الاستعجال، نحن شعوب يؤنسنا البكاء والغياب والرحيل والفراق والفواجع، وما شابهها.
فلم أقرأ عن شخص دق باب مينه بعد تلك الوصية، ولو من باب الفضول، لمعرفة الأسباب الحقيقية لها، بذرة الفضول تلك لم تجد أبدا أرضا خصبة في العقل العربي، لا أحد فكر أن اسمه أيقونة تلمع في سماء بلدته، وكل أثر من آثاره له قيمة معنوية كبيرة، مسوداته وأمكنته، وأشيائه وحياته الطويلة. ولأن هذه اللامبالاة حدثت في حياته، فهو أدرى بنصوص الرثاء الكذابة التي ستحتفي بموته.
وحده البحر سيفتقد كاتبه، وحده الموج سيبكيه… وقراؤه الذين كانوا يسمعون صوت الموج وهم منغمسون في حكاياته. يصـــــعب أن نفهم كيف يكون البحر في حداد. قراء حنا مينه يعرفون ذلك.

٭ شاعرة وإعلامية من البحرين

البحر في حداد

بروين حبيب

تفاهمات بين سنّة وأكراد العراق ترفع سقف شروطهما للانضمام لـ«الكتلة البرلمانية الأكبر»

Posted: 26 Aug 2018 02:31 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: ألمح النائب عن «الكتلة الوطنية» بزعامة إياد علاوي، علي الدهلكي، إلى اقتراب «التحالف السني» مع ائتلاف «سائرون» المدعومة من الزعيم مقتدى الصدر، مرجّحاً إعلان تحالفٍ معهم رسمياً.
وقال في بيان، إن «هناك توجها لدى قوى سنية بالذهاب نحو كتلة سائرون بزعامة مقتدى الصدر، والقوى المتحالفة معها»، مبيناً «نحن منفتحون على باقي الكتل التي تؤمن بالمشروع الوطني بعيداً عن المحور الإيراني وضغوطاته».
وأضاف أن «هناك نواباً من المحور الوطني اكدوا انسحابهم منه وانضمامهم معنا»، مشيراً إلى أن «يوم الاثنين المقبل (اليوم) سيكون هنالك اجتماع للكتلة الوطنية وكل من التحق بهم، وسيكون العدد واضحاً للإعلان عنه».
لكن تحالف «المحور الوطني»، ردّ على بيان كتلة علاوي بـ«رفض» التعامل مع طرف دون آخر، فيما أكد أن مفاوضاته مع الأكراد وصلت إلى مراحلٍ متقدمة.
بيان للتحالف ذكر، أن «قيادات التحالف ووفدها المفاوض ما زالت مستمرة في لقاءاتها مع الكتل الفائزة في انتخابات مجلس النواب، ضمن اطار الاستعداد لتشكيل الكتلة الأكبر والالتزام بالتوقيتات الدستورية»، معتبراً أن «الأحداث الأخيرة اثبتت للجميع وحدة القرار العراقي في داخل المحور الوطني».
وطبقاً للبيان، فإن «المحور الوطني سيواصل الحوارات واللقاءات مع الجميع استناداً إلى ورقة تفاوضية تتضمن رؤيته لبناء الدولة، والتزاماتها تجاه مواطنيها في المناطق التي تمت استعادته من قبض داعش الإرهابي»، موكداً أن «تحالفه يقف على مسافة واحدة من جميع التحالفات المعلنة».
وأشار إلى أن «المفاوضات مع الجانب الكردي وصلت إلى مراحل متقدمة، تمهيداً لتوقيع وثيقة يمكنها أن تكون أساساً لاعادة بناء الدولة وفق أسس سليمة»، لافتاً إلى عدم التعامل «مع الإملاءات والشروط المسبقة، إضافة إلى عدم التعاطي مع أي رغبات غير عقلائية».
كذلك، قال القيادي في تيار «الحكمة» علي البديري أكد، أن نوابا من تحالف «الفتح» وائتلاف «دولة القانون» أعربوا عن رغبتهم بالانضمام إلى نواة الكتلة الأكبر التي تضم «الحكمة» و «الوطنية» و«النصر» و«سائرون»، مبينا أن انضمامهم سيعلن الأسبوع الحالي.
لكن تحالف «سائرون» سارع إلى نفي وجود أي نية لدى «ائتلاف دولة القانون» وتحالف «الفتح» للاشتراك معه في تحالف موحد.
وقال عضو التحالف، جواد الموسوي في تصريح صحافي إن «ما تداولته وسائل الإعلام بشأن وجود نية لدى دولة القانون والفتح في الاشتراك مع سائرون ضمن تحالف موحد عار عن الصحة وغير دقيق»، لافتا إلى أن «اشتراك سائرون ودولة القانون والفتح وجميع الأحزاب بتحالف موحد سيعيد نهج المحاصصة في تشكيل الحكومة».
وأضاف أن «الكتلة الأكبر سيتم الإعلان عنها خلال انعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب الجديد»، موضحا أن «الجلسة الأولى سيتم خلالها إجراء استفتاء لاختيار الكتلة الأكبر من خلال جمع التواقيع للنواب الجدد»
وتابع أن «التحالف الذي يحصل على أكثر عدد من التواقيع سيكلف في تشكيل الحكومة المقبلة»، نافيا «وجود إعلان لتشكيل الكتلة الأكبر خلال الأيام المقبلة قبل انعقاد جلسة البرلمان الأولى».
يأتي ذلك بالتزامن مع عقد قادة «المحور الوطني» أمس، اجتماعاً لمناقشة ما توصلت اليه اللجان التفاوضية التي التقت بالقيادات والتحالفات الأخرى، حسب مصادرٍ مطلعة.

أكثر من وعود

وتنتظر القوى السياسية السنية والكردية أيضاً، من نظرائهم الشيعة تقديم «أكثر من مجرد وعود»، تمهيداً للتحالف معهم، وتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر.
محافظ نينوى السابق، والقيادي في تحالف القرار المنضوي في المحور الوطني أثيل النجيفي، كتب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قائلاً: «تفاهم المحور الوطني مع التحالف الكردي، هو الركيزة الأساسية للتفاهم مع القوى الاخرى»، مضيفاً أن «كلينا (السنّة والأكراد) يحتاج إلى أكثر من مجرد وعود لإعادة بناء دولة مؤسسات وإحترام الدستور والقوانين».
وكتب في منشور آخر، إن «نواة الكتلة الأكبر (تضم سائرون والنصر والوطنية وتيار الحكمة) حاولت تفتيت الكتل السنية والكردية وإدخالها بتحالف إذعان، معتمدين على الضغط والأمزجة الدولية»، معتبراً أن ذلك التحالف هو السبب الرئيسي في دفع السنة والأكراد إلى «البحث عن بديل».
ودعا، الكتل الأربع المنضوية في ما بات يعرف بـ«تحالف النواة»، إلى «مراجعة حساباتها، وتغيير أسلوبها قبل التفكير بمحاورة الكتل الأخرى».
ورغم إعلان القوى السياسية السنية الرئيسية، انضمامها في تحالفٍ موحّد «المحور الوطني»، غير أن هذا التحالف، يشهد انقسامات قد تُنذر بتشظيه، إسوة بالتحالفين الشيعي والكردي.
في الموازاة، بحث رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، مع وفدي «الاتحاد الوطني الكردستاني» والحزب «الديمقراطي الكردستاني» في بغداد مساعي القوى السياسية لتشكيل الكتلة النيابية الأكبر.
ونقل بيان عن رئاسة الجمهورية، إن «رئيس الجمهورية فؤاد معصوم اجتمع، مع وفدي الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، اللذين يزوران بغداد حاليا في إطار مساعي القوى السياسية لتكوين الكتلة النيابية الأكبر تمهيدا لدعوة مجلس النواب الجديد إلى الانعقاد لمباشرة مهامه التشريعية والرقابية».
وأضاف أن «اللقاء شدد على ضرورة دعوة مجلس النواب بدورته الجديدة إلى الاجتماع في الموعد الدستوري المحدد، تمهيدا لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة ضمن الفترة والأصول الدستورية»، مبيناً أن «الاجتماع بحث المستجدات السياسية في إقليم كردستان وعموم البلاد وسبل تعزيز آفاق التعاون والتنسيق بين أطراف العملية السياسية كافة».
وتابع أن «وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني ترأسه سكرتير المكتب السياسي للحزب فاضل ميراني، فيما ترأس وفد الاتحاد الوطني الكردستاني مسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد ملا بختيار».
كذلك التقى معصوم، السفير الأمريكي في العراق، دوغلاس سليمان، إذ أمد له أن «دعوة مجلس النواب المنتخب إلى الانعقاد ستتم وفقا للدستور والقوانين النافذة». وقالت رئاسة الجمهورية في بيان إن « معصوم استقبل، سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى العراق دوغلاس سليمان».
وأشار البيان، إلى أن معصوم وسليمان «استعرضا سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين والشعبين الصديقين، فضلا عن مجمل التطورات السياسية والأمنية في العراق والمنطقة».
وأضاف أن معصوم أعرب عن «تقديره لاستمرار الولايات المتحدة بدعم العراق في مختلف المجالات، مجددا التأكيد على أن دعوة مجلس النواب المنتخب إلى الانعقاد ستتم وفقا للدستور والقوانين النافذة».
وتابع، أن «السفير الأمريكي جدد دعم بلاده لاستقرار العراق والاستمرار في تقديم المساعدات الضرورية للعراقيين في كافة المجالات في اطار الاتفاق الاستراتيجي بين البلدين».

اللاعب الخارجي

رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية (غير حكومي) واثق الهاشمي، قال لـ«القدس العربي»، إن «البيت السياسي السني مهدد من عدة اتجاهات، بينها الخلافات الكبيرة، كما هو الحال في البيتين الكردي والشيعي»، وكذلك «مسألة رئاسة البرلمان. الضاغط الخارجي هو من أجبرهم على تشكيل كتلة المحور الوطني، لكن توزيع المناصب سيصيبهم بمشكلات كبيرة».
وعلى غرار الخلاف السني حول منصب رئيس البرلمان، تشهد القوى السياسية الشيعية خلافاً أيضاً على منصب رئيس الوزراء الجديد، تزامناً مع تدخل إيران وأمريكا في هذا الملف.
ووفق الهاشمي «العبادي هو المرشح الأول لرئاسة الوزراء»، عازياً السبب في ذلك إلى كونه «مقبول عربياً وإقليمياً ودولياً، وله منجزات تحققت على الأرض». لكنه أقرّ بأن ذلك لا يعني أن العبادي «المرشح الوحيد لتولي المنصب، فهناك مرشحون من كتل أخرى مثل طارق نجم (قيادي في حزب الدعوة)، وفالح الفياض (رئيس حركة عطاء، ومستشار الأمن الوطني) ومحمد شياع السوداني (وزير العمل والشؤون الاجتماعية) وخلف عبد الصمد (قيادي في حزب الدعوة) وعلي علاوي (وزير الاتصالات السابق)، وربما هناك أسماء أخرى لم يتم التطرق إليها لكنها ستبرز خلال الأيام المقبلة كمرشحين لمنصب رئيس الوزراء».
وتابع: «الكثير من الكتل السياسية لا ترغب بمنصب رئيس الوزراء، لأن المنصب سيستغل معظم نقاط الكتلة، فيما يمكنها الحصول على ثلاث وزارات بدلاً عن المنصب، على سبيل المثال، في حال استغنت عن منصب رئيس الحكومة».
ونوه إلى أن «اللاعب الخارجي، هو الذي يحدد مناصب الرئاسات الثلاث (الجمهورية، والوزراء، والبرلمان)، ومدى قوته وتأثيره في العراق»، مبيناً أن «هناك لاعبين أساسيين في العراق هما إيران والولايات المتحدة الأمريكية، ومن غير الممكن لطرف تحديد رئيس الوزراء بمعزل عن الطرف الثاني، أو من دون توافق بينهما».
وأكد أن «في الظاهر، هناك خلافا بين إيران وأمريكا، لكن المزاج الأمريكي والإيراني في العراق غالباً ما يكون متقاربا، فإيران لن تدفع بمرشح متطرف لا يحصل على قبول أمريكا، حتى ترسل رسائل تطمينية لواشنطن في ظل الضغط المفروض عليها، والأمر ينطبق على أمريكا، التي تعتبر أن الأرض في العراق ليست لها، لذلك ستدفع بمرشح توافق عليه إيران».
وطبقاً للمصدر، فإن ثلاثة أطراف هي المعنية باختيار رئيس الوزراء المقبل، وهي «كل من إيران وأمريكا والمرجعية الدينية (المتمثلة برجل الدين الشيعي علي السيستاني)».

إحياء التحالف الشيعي

من زاوية أخرى، يُنذر تمسك القادة السنّة والأكراد بمطالبهم، بتوجه السياسيين الشيعة إلى إعادة إحياء تحالفهم السابق «التحالف الوطني» الشيعي، لقطع الطريق على تقديم تنازلات أكثر.
في هذا الشأن، بين الهاشمي، «في حال تم إحياء التحالف الشيعي، فإنهم لن يكونوا مجبرين على تقديم تنازلات للأكراد، بكونهم سيشكلون بذلك كتلة قوامها أكثر من 160 عضوا في البرلمان الجديد، وهذا كاف لتشكيل الكتلة الأكبر والحكومة، وإن ما سيعطونه للأكراد والسنة سيقبلون به».
وأضاف: «في حال لم تتمكن القوى السياسية الشيعية من تشكيل هذا التحالف، فإنه بكل تأكيد سيكون الأكراد أو السنة هم بيضة القبان»، مشيراً إلى إن «الأكراد ينتظرون من يقدم لهم تنازلات أكثر».
ورأى أن الأكراد «سيلعبون على ورقة الـ17٪ من الموازنة، وعودة البيشمركه إلى كركوك والمناطق المتنازع عليها»، لافتاً إلى إن ذلك «يتوقف على حسم الكتلة الأكبر، وهل ستنجح إيران في توحيد البيت الشيعي؟ أم هل سينجح الشعب العراقي والضاغط المحلي في تشكيل كتلة عابرة للطائفية وننتهي من المحاصصة؟».

تفاهمات بين سنّة وأكراد العراق ترفع سقف شروطهما للانضمام لـ«الكتلة البرلمانية الأكبر»
محلل سياسي: أمريكا وإيران والسيستاني يحددون رئيس الوزراء الجديد
مشرق ريسان

الأردن مترقباً «صفعة القرن»: أعصاب باردة أم «عجز» ودور في السر وسط شارع مستفز ونخب مرتابة؟

Posted: 26 Aug 2018 02:31 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: يلفت المخضرم الأردني رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز نظر سياسي بارز صديق له لأن كثرة الكلام عن «مخاوف صفقة القرن» على مصالح المملكة بات مثيراً للإحراج خصوصاً عندما يصدر عن طبقة رجال الدولة.
يفهم من هذا السياق ان منسوب الحساسية يرتفع عند مجسات القرار المركزي الأردنية عندما يتعلق الامر بالإصرار على التحذير من «صفقة أمريكية باتت وشيكة وتقترب» عنوانها «تصفية» القضية الفلسطينية والأخطر إحداث «تغيير كبير» في المشهد الأردني خارج سياق المصالح الوطنية. فمنذ أسابيع يحذر رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري من زاوية حشر مملكته بين خيارات تمس بفلسطين والأردن معاً. لكن حتى مجسات الشارع الأردني بدأت تستخدم هذه المخاوف وتستثمر فيها حراكياً بدلالة سلسلة بيانات «قبلية الطابع» آخرها صدر بإسم قبائل بني عباد ويتحدث عن «مؤامرة» على فلسطين والأردن في الوقت ذاته.
البيان نفسه وبصورة غير مفهومة خلط الأوراق مؤشراً على ان تسليم التيار الليبرالي والمدني وظائف الحكم والإدارة في الأردن هو خطوة في السياق نفسه مع مثال يتعلق برئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز. وفي الواقع حصل ذلك رغم ان أكبر داعم ليبرالي لحكومة الرزاز خارج الإدارة وهو الدكتور مروان المعشر وزير البلاط الاسبق على يسار مواقف كل الدولة اليوم بخصوص ما يسميه بالإنقلاب الإسرائيلي على السلام وعلى الأردن ايضاً.

بيان نشطاء

عملياً لا يقول بيان نشطاء بني عباد بأن رموز التيار المدني الليبرالي هم وحدهم اليوم من يطالبون نخبويا بإلغاء إتفاقية الغاز الإسرائيلي وعدم تجديد إتفاقية الباقورة بل ووقف التطبيع مع «العدو الإسرائيلي». بين هؤلاء المتحفظين علناً الرزاز والمعشر وخالد رمضان وغيرهم وهؤلاء في المسألة الإسرائيلية يتقاطعون تماماً مع الموقف الواضح للدولة ولخياراتها أولاً ولرموز التيار المحافظ ثانياً.
في كل حال مسألة صفقة القرن بتداعياتها التي تقترب تضغط بشدة على العصب الحيوي للأردنيين. ورغم تأكيدات وزير الخارجية ايمن الصفدي وغيره من مسؤولي الصف الأول عدم وجود «معلومات محددة» أو حتى اتصالات مع الأمريكيين تحت عنوان «صفقة العصر» إلا ان الدوائر الاجتماعية والسياسية مرتابة جداً من احتمالات وجود «ترتيب ما سري الطابع» مع طاقم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي وصف مرجعياً مؤخراً بأنه «رئيس يريد ان يفعل شيئاً».
البند الأول في أي قراءة واقعية للتحديات يقترحه لاعب رفيع المستوى وخبير في العلاقات الدولية من وزن عدنان أبو عوده وهو يعيد التحدث امام القدس العربي عن ضرورة التوقف عن قراءة الأردن بصفة مستقلة عن «الإقليم» مشيراً إلى أن صناع القرار الدولي ينظرون لكل دول المنطقة باعتبارها إقليماً وغير معنيين بالحسابات الوطنية لا في الأردن ولا سوريا ولا فلسطين.
هنا تحديداً يكمن الإشكال برأي وزير الاتصال الاسبق الدكتور محمد مومني الذي يسخر من أي مشروع او ترتيب سياسي لا يوافق عليه اصحاب الأرض والقضية ولا يأخذ بالإعتبار مصالح الأردن الأساسية معتبراً على هامش نقاش مع «القدس العربي» بأن أي حديث عن تغييب «دولة فلسطينية» أو حلول على حساب الأردن يعني ليس فقط منع قيام دولة فلسطينية بل العبث بدولتين معاً وهي مجازفة كبيرة على الإسرائيليين ولا يستطيع الأمريكيون فرضها.
الآراء متعددة في عنق الزجاجة الأردني هذه الأيام والمصري مصر على ان واجب النخبة السياسية التحدث مع الناس وتنويرهم وتحذيرهم وتحشيد كل القوى حول نهر الأردن لأن المؤامرة حقيقية وكبيرة فعلاً ولأن ما يسمى بصفقة القرن يتم تنفيذه بالقطعة وعلى ارض الواقع.
لكن لماذا لا تريد الدولة الأردنية التحدث في الموضوع ؟..هذا سؤال حمّال أوجه ومفتوح على الإحتمالات لإن الشارع والنخب خارج الحكم والمؤسسات المدنية في حالة الإستنفار والتحذير فيما أعصاب الدولة والقرار «باردة» نسبة لسخونة الترقب بعدما صرح ترامب بانه سيطرح خطته للسلام في ايلول المقبل وعلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. تسأل «القدس العربي» دبلوماسياً مخضرماً ومطلعاً: الأعصاب باردة لأن الأردن بالصورة ومساهم في بناء التسوية الجديدة أم لأنه «عاجز» تماماً عن المواجهة ومطمئن لفشل الصفقة ويترقب؟

ضعف هوامش المناورة

الإجابة تبرز بصيغة عدة «وقائع» من الصعب إنكارها وأهمها ان المؤسسة الأردنية وكادرها الدبلوماسي فوجئا بضعف هوامش المناورة أمام المجتمع الدولي عندما تعلق الأمر بملف القدس وقرار ترامب الأخير بخصوصها. بمعنى آخر عندما دارت المواجهة حول القدس برز «وهم القوة» الأردني وأخفقت جهود عمان مع المنظومة الإسلامية ودول كبيرة مثل إيران وتركيا تجنباً لإغضاب تيار محمد بن سلمان وتبين لاحقاً بأن المؤسسة الأردنية تعايشت مع وهم إضافي بدده الرئيس ترامب بعنوان القدرة على التأثير في القرار الإسرائيلي.
تلك لحظة حرجة إقتنصها بكفاءة بنيامين نتنياهو فهجم على الأردن من جبهات عدة مع ان الدكتور المعشر لفت النظر سابقاً وامام «القدس العربي» إلى أن الأردن «لا يلعب بأوراق قوة حقيقية» يحتفظ بها ويستطيع طرحها. بين تلك الأوراق بلا شك وحسب الوزير السابق والمسؤول الدولي المخضرم الدكتور طالب الرفاعي الإلتفات إستراتيجياً وبسرعة نحو دمشق وبغداد وأيضاً نحو طهران.
في الاثناء وبعد مواجهة القدس كان الأردن وحيداً مع السلطة الفلسطينية في مضمار المواجهة الأول مع صفقة القرن حيث الدول العربية اشبه وعلى حد تعبير السفير نفسه بـ»أشقاء والد العريس» الذين يحضرون العرس كضيوف فقط وبهدف التواجد العددي ودون اي مشاركة في الحفل. وحيث الاكتشاف الدبلوماسي الأخطر بعنوان «عدم وجود حضور للنظام الرسمي العربي» بين دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
تلك بصورة محددة مشكلة الأردن مع ترتيبات «صفقة القرن» حيث إخفاق ملموس في كل نمط التحالفات الإقليمية وصعوبة بالغة في إقتراح «مناورات اقليمية» في العلاقات والإتصالات يتفق الرفاعي والمعشر على انها «ممكنة» وغير ضارة ولا تكلف المملكة كثيرا وتعيد التموقع على الاقل لتخفيف أضرار القرن وصفقته الوشيكة.

الأردن مترقباً «صفعة القرن»: أعصاب باردة أم «عجز» ودور في السر وسط شارع مستفز ونخب مرتابة؟
العرب خسروا «أفريقيا وأمريكا اللاتينية» وعمان أدارت الظهر لطهران وأنقرة
بسام البدارين

أربعة ملايين سوري مهددون في إدلب… ووزارة الدفاع الروسية تكرر الترويج لـ «سيناريو كيميائي ممجوج»

Posted: 26 Aug 2018 02:30 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : أحدثت تصريحات وزارة الدفاع الروسية التي روجت لهجوم كيميائي مفترض على إدلب ضجة وجدلاً واسعاً بين المعارضة السورية، لما فيها من أسلوب مكرر لكليشيهات سياسية وصفها مراقبون بالمبتذلة بعد ان استخدمتها موسكو سابقاً، قبيل الهجوم على محافظة درعا في الجنوب وريف دمشق، وانتجت عودة تلك المناطق إلى سيطرة رئيس النظام بشار الأسد، أما الدول الصديقة للشعب السوري التي لم يبق منها الا تركيا، فيبدو انها تقف متفرجة على فقدان توازن القوى، محاولة التمسك بالحد الأعلى من آلية الحفاظ على مصالحها والمكاسب الحالية التي حققتها في الشمال السوري، بموازاة تعنت روسي يصر على الاستمرار في تحصيل المكاسب بعد تهديد موسكو بملحمة على رقعة مخزون المعارضة في إدلب، حيث زعمت وزارة الدفاع الروسية وجود تحضيرات تجريها فرق «الخوذ البيضاء» لهجوم بأسلحة حرارية مسممة خلال أيام على منطقة كفر زيتا في ريف إدلب.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، على لسان المتحدث باسمها اللواء إيغور كوناشينكوف، إن «مركز المصالحة الروسي في سوريا يعلم بوجود خبراء أجانب في إدلب، لتنظيم هجمات كيميائية وهمية»، وأشار إلى التحضير لضربة خلال اليومين المقبلين بأسلحة كيميائية، مضيفاً «هناك مجموعات من القاطنين في شمال إدلب سيشاركون في الهجوم الكيميائي». وتابع «بعد الهجوم الكيميائي الذي يجري تحضيره في سوريا، سيرتدي بعض الناس خوذاً بيضاء، ليصوروا مقاطع فيديو يتم نقلها لوسائل الإعلام»، زاعماً «أن مجموعة من الميليشيات المسلحة، خضعوا لتدريب من قبل شركة «أوليف غروب» البريطانية، يخططون لتنفيذ عمليات إنقاذ «وهمية» لضحايا الأسلحة الكيميائية في إدلب».

تأمين «حميميم»

تفعيل ماكينات روسية إعلامية تشكل الموجه الرئيسي لاعلام النظام السوري، ترمي حسب مصادر «القدس العربي» إلى حشد الرأي العام العالمي ضد من تصفهم موسكو بالإرهابيين وضرورة محاربتهم تمهيداً لعمل عسكري في المنطقة، لصالح قوات النظام التي سوف تتقدم بدعم روسي إلى مناطق محدودة، متاخمة للساحل السوري، تؤمن روسيا من خلالها الحماية لحاضنة النظام الشعبية، ولقاعدتها الجوية في حميميم، ويمكن تحديدها في الاطراف الشرقية للمناطق الموالية في الساحل وحماة، «منطقة جسر الشغور لمتاخمتها لمنطقة الساحل، وصولاً إلى جبل الأكراد»، وهو ما دفع بالجبهة الوطنية للتحرير – أكبر تشكيل عسكري معارض مدعوم من أنقرة – إلى اعلان النفير العام ورفع جاهزية مقاتليها لمواجهة تهديدات قوات الأسد، والتصدي للخطر المحدق بالمنطقة الرابعة والأخيرة لنظام خفض التصعيد شمال غربي سوريا. حيث ذكرت الجبهة في بيانها «نحمل ما يصدر عن النظام المجرم وأعوانه من تهديدات وتلميحات باقتراب معركة إدلب على محمل الجد» داعية جميع الفصائل والتشكيلات المعارضة إلى الاستعداد للمعركة.
وكانت قد ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي حذر «لأمريكيين وحلفاءهم من مغبة اتخاذ اي خطوات طائشة مجددا في سوريا»، وذلك رداً على مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون الذي تحدث عن رد فعل قوي محتمل لواشنطن في حالة وقوع هجوم كيميائي أو بيولوجي على محافظة إدلب السورية، ونقلت الوكالة عن ريابكوف قوله «نسمع إنذارات من واشنطن… وهذا لن يفتر عزمنا على مواصلة سياستنا الرامية للقضاء الكامل على مراكز الإرهاب في سوريا وعودة هذا البلد إلى حياته الطبيعية».
المزاعم الروسية حول تحضير فرق الدفاع المدني في ادلب إلى هجوم كيميائي مفترض، هو تكرار للأسلوب الذي اتبعته موسكو قبيل الهجوم على كل من درعا والغوطة الشرقية، والذي أفضى إلى انتزاع النظام السوري السيطرة على المناطق المذكورة، حيث كان رئيس مركز المصالحة الروسى الجنرال يورى يفتوشينكو – قد صرح في السادس من نيسان/ابريل من العام الجاري قبيل السيطرة على محافظة درعا «ان المجموعات المسلحة جنوب سوريا تحضر لسلسلة من الاستفزازات، بما في ذلك استخدام مواد سامة، مشيراً إلى أن جبهة النصرة والجيش السوري الحر خططا لتفجير ذخائر كيميائية محشوة بالكلور، يدوية الصنع فى مدينة درعا جنوبي سوريا، وسبق ذلك تصريح لرئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري جيراسيموف، في الرابع عشر من شهر آذار الفائت قال فيه « إن موسكو على علم بأن المسلحين في منطقة الغوطة الشرقية يخططون لشن هجوم بأسلحة كيميائية ضد المدنيين وإلقاء اللوم فيه على القوات الحكومية السورية».
وأمام هذه المعطيات طالب فريق «منسقو الاستجابة في الشمال السوري»، الدول المعنية في الشأن السوري والأمم المتحدة، بتحمّل مسؤولياتهم تجاه أربعة ملايين نسمة في إدلب، ومنع قوات النظام المدعومة من روسيا من شنّ هجوم على المنطقة. وأوضح الفريق ان «محاولة روسيا إظهار الشمال السوري بمظهر البؤرة الإرهابية الكبرى، هو محاولة عديمة الجدوى قامت بتطبيقها في كافة مناطق خفض التصعيد السابقة، وقامت باحتلال تلك المناطق بذريعتها، مضيفاً أن «ذرائع إصدار البيانات والتصريحات الصحافية من قِبَل بعض الدول الغربية، هي محاولة ناعمة لمنع روسيا من ارتكاب المجازر في منطقة خفض التصعيد الرابعة، من دون اتخاذ أي إجراء حازم تجاه تلك التهديدات».

كشف كميات الأسلحة

كما اعتبر «منسقو الاستجابة» أن التصريحات الروسية التي كشفت عن أعداد المقاتلين الروس العاملين في سوريا والمرتزقة التابعين لها وكميات الأسلحة التي تم استخدامها، تظهر أنها قوة احتلال تسيطر على المفاصل الأساسية في مؤسسات الدولة السورية المسيطر عليها من قِبَل النظام وميليشياته». وأشار البيان أيضاً إلى أن موسكو تواصل اجتماعاتها المكثفة مع الدول الغربية والمجتمع الدولي، بخصوص موضوع إعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا وبخصوص منطقة خفض التصعيد الرابعة (الشمال السوري)؛ حيث تحاول من خلال هذين الملفين الحصول على مكتسبات إضافية، ومحاولة الانتهاء من موضوع الملف السوري والتفرغ للأزمات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها.
وعلى ضوء تلك التهديدات ردت هيئات مدنية في مدينة جسر الشغور على الادعاءات الروسية بوصول شحنات أسلحة كيميائية للمنطقة، بهدف استعمالها بتمثيل هجوم كيميائي بمشاركة الخوذ البيضاء، برز فيها استنكار عضو الهيئة السياسية في جسر الشغور نذير علوش ما وصفه بادعاءات وزارة الدفاع الروسية وقال «ان هذا يدل على مخطط تقوم به روسيا والنظام وإيران لتنفيذه في المنطقة واستعمال غازات سامة» مضيفاً ان المعارضة السورية عهدت مثل هذه التصريحات من قبل، «نعتبرها مجرد أكاذيب وحجج واهية لتنفيذ مزيد من عمليات القتل والتدمير».
وحمل علوش العالم بأسره ومجلس الأمن وكل الشعوب التي تحترم حقوق الانسان، مسؤولية الوقوف بوجه هذه الدعاية المغرضة وحماية المدنيين في المنطقة، داعياً كل وسائل الإعلام للحضور إلى هذه المنطقة والتأكد من صحة هذا الكلام. كما اعتبر رئيس المجلس المحلي في جسر الشغور أيمن قهوجي التصريحات الروسية بمثابة «مبررات لدخول المنطقة والهجوم عليها».

أربعة ملايين سوري مهددون في إدلب… ووزارة الدفاع الروسية تكرر الترويج لـ «سيناريو كيميائي ممجوج»
مؤسسات مدنية تناشد المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه المحافظة الشمالية
هبة محمد

قضية إهمال الحجاج المغاربة وتردي أوضاعهم في الأماكن المقدسة تثير احتجاجات واسعة

Posted: 26 Aug 2018 02:30 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : أثارت قضية إهمال الحجاج المغاربة وتردي أوضاعهم في الأماكن المقدسة، احتجاجات واسعة، وبعد أن أنكرتها وزارة الأوقاف المغربية رسميًا في البداية، عادت لتتحدث عنها وتحتج لدى الجهات السعودية المعنية.
ونشرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي احتجاج الحجاج المغاربة من مختلف الأعمار، يبيتون في خيم متواضعة، ومنهم كبار سن ومرضى، على الإهمال و»غياب المؤطرين» المغاربة والسعوديين، و»ضعف العناية الطبية» لكن وزارة الأوقاف المغربية قللت من قيمتها وعبرت عن الأسف لأن بعض المواد المنشورة بخصوص ظروف الحجاج المغاربة تعد «من أكاذيب السنوات الماضية، ومن الدلائل على ذلك ظهور أرقام بعض المكاتب ( 75 و80) في بعض المقاطع المصورة، في حين أن مكاتب البعثة هذه السنة هي من 105 إلى 112» .

فتح تحقيق

وكشفت الأشرطة المصورة التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن ظروف الإقامة السيئة التي لاقاها الحجاج خلال أدائهم المناسك، مستنكرين ما عانوه هناك من سوء التغذية وعدم وجود مرافقين ومطوفين، ورداءة وسائل النقل وانعدامها أحيانًا، كما بلغت حدة المعاناة بكثير من الحجاج، من مختلف الأعمار، إلى الإجهاش بالبكاء محتجين بأن «ظروف إقامتهم لا تليق حتى بالحيوانات في ظل غياب الخدمات الطبية الأساسية».
وقالت وكالة الأنباء المغربية الرسمية إن السلطات فتحت تحقيقًا في قضية إهمال حجاج مغاربة بالبيت الحرام، واعترفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فيما بعد، بوقوع حالات تأخر للحافلات التي تقل الحجاج المغاربة عند النزول من عرفة، وتقديم وجبة غذاء غير لائقة لهم في مشعر منى، وقالت إن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق «بادر إلى الاتصال بنظيره الوزير السعودي بخصوص هذه الوقائع، ولاسيما الازدحام بمنى وتأخر الحافلات».
وقال بيان للوزارة إنه على إثر الاتصال الذي أجراه وزير الأوقاف المغربي بزميله وزير الحج والعمرة السعودي، عقد يوم الجمعة اجتماع طارئ بين البعثة المغربية للحج و المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية، استعرض خلاله الجانب المغربي «الاختلالات التي عرفها موسم الحج لهذه السنة من حيث التغذية والسكن بمنى والنقل بعرفات».
وأضاف أنه بعد مناقشة مستفيضة لكل هذه الجوانب، أبدت المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية «تفهمًا كبيرًا لما عانى منه الحجاج المغاربة، سواء في منى أو عرفات أو مزدلفة»، وأن الجانبين «اتفقا على تحرير محضر مشترك لتحديد الجهات المسؤولة على هذه الاختلالات».
وساءل ثلاثة برلمانيون عن حزب العدالة التنمية (الحزب الرئيسي بالحكومة المغربية)، أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، حول «تردي ظروف الإقامة والتنقل والتغذية والتأطير خلال أداء الحجاج لمناسك الحج لهذه السنة»، مطالبين الوزير باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل الوقوف على حقيقة ما وقع وترتيب القرارات اللازمة على كل إخلال ترتب عنه معاناة الحجاج المغاربة.

تردي الخدمات

وأضاف البرلمانيون الثلاثة في سؤالهم إلى وزير الأوقاف، أن عددًا من الحجاج المغاربة خلال موسم الحج لهذ السنة، اشتكوا من تردي الخدمات المقدمة لهم سواء تعلق الأمر بظروف الإقامة أو التغذية أو التنقل، فضلًا عن غياب التأطير والتتبع اللازم من المسؤولين عن البعثة المغربية.
وقال الموقع الرسمي لحركة التوحيد والإصلاح (الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية) «إن نجاح حج حجاجنا الميامين يقاس بمدى انشغالهم بمقاصد الحج، وغاياته النبيلة في الارتقاء بإيمانهم وترشيد سلوكهم، وتهذيب ذوقهم، وهو يبعد القلب والعقل من الانشغال بسفاسف الأمور وصغائرها التي يمكن أن يتعرض لها الحاج في حجه؛ دون إغفال الموقف الحازم الذي من خلاله يجب محاسبة كل من أخل بالتزاماته وتعاقداته في توفير شروط الراحة والسلامة لحجاجنا الميامين، حتى نعين حجاجنا في الانشغال بخالقهم، والارتواء من معينه، والاستئناس بصحبة شواهد حياة ومكان الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة والمدينة».
وأضاف: «وعلى افتراض أن ما تعرض له بعض الحجاج المغاربة من ضعف الخدمات المقدمة لهم من قبل الجهات المعنية بذلك، والذي لا يمكن تبريره أو التغاضي عنه، بهدف البحث عن مكمن الخلل لمعالجته حتى لا يتكرر في المستقبل، فإنه يمكننا القول على أن الحجاج المغاربة كانوا في الحدث، وقدموا دروسًا كبيرة في التضحية ونكران الذات، والوفاء لأخلاق المسلمين في العفو والسماحة والتعاون والإيثار والكرم.. وغالبية أهل مكة والمدينة وعمال الفنادق والتجار يذكرون هذا للمغاربة ويحمدونه لهم».

انتقادات قاسية

ووجهت قيادات من «جماعة العدل والإحسان» و«حزب الأمة» وجزء معتبر من «التيار السلفي»، انتقادات قاسية للسلطات المغربية، وحملتها كامل المسؤولية في ما واجهه الحجاج خلال أدائهم للمناسك، وخصص الموقع الرسمي لجماعة العدل والإحسان (أقوى الجماعات ذات المرجعية الإسلامية بالمغرب) مساحة واسعة لاحتجاجات الحجاج المغاربة، وأفرد لذلك العديد من التقارير والحوارات، فتحت عنوان «معاناة الحجاج المغاربة في أعظم شعائر الإسلام تتجدد كعادتها كل عام»، قال تقرير يحمل توقيع هيئة التحرير،»إن معاناة المغاربة مع فساد الإدارة وغياب مسؤولية الممسكين بها أصبحت أمرًا لازمًا لهم حتى في حلهم وترحالهم خارج الحدود، بل حتى في شعيرة من أعظم شعائر الإسلام وهي الحج». وأكد التقرير أن هذا الموقف «عكسته بالصوت والصورة مواقع التواصل الاجتماعي التي عجت بمشاهد حية لمئات من الحجاج المغاربة، الذين تُركوا وحدهم بلا مساعدة ولا وسائل نقل ولا رعاية صحية ولا تغذية مناسبة في حدودها الدنيا، وبدون أي قناة للتواصل مع المسؤولين».
وأشار الموقع إلى أن هذه المعاناة لو كانت «استثناء عابرًا أو خطأ محدودًا في بعض من الحجاج غير مقصود لالتمسنا العذر لأهله، ولو كانت هذه المعاناة عامة على حجاج كل الدول من كل البقاع لهان الأمر، ولكنها معاناة خاصة بالحجاج المغاربة لازمة لهم كل موسم حج». وقال لحسن بناجح، عضو الدائرة السياسية للجماعة (شبة المحظورة)، في تدوينة على موقع «فايسبوك» إن حدثًا من هذا الحجم «يستدعي الوضوح في تحديد المسؤوليات التي لا ينبغي استثناء أي جهة معنية بالموضوع في هرم النظام عوض ما تسعى إليه بعض الجهات وبعض وسائل الإعلام من محاولة حصر المسؤولية في بعض الجهات الإدارية والتنفيذية وتبرئة، بل تلميع صورة جهات القرار الرئيسية، كعادتها عندما يتعلق الأمر بأي فشل».
وأكد أن «الوضوح يقضي قول حقيقة أن «الشأن الديني» وتدبيره ونتائجه مرجعها إلى الملك بنص الدستور الممنوح وبالواقع، ومن الزور صرف النظر عن هذه الحقيقة وتشتيت المسؤولية بين الخدام المنفذين فقط».
وقال محمد سلمي، مسؤول القطاع الحقوقي للجماعة، إنه «غريب أمر وزارة الأوقاف المغربية كيف تجرؤ على الرد على ما تداوله الإعلام من نقل لمحنة الحجاج المغاربة بسبب إهمال الوزارة لهم، حيث ادعت في بيانها أن ذلك يتعلق بأكاذيب السنوات الماضية؟». وأضاف :»إلى حدود اليوم ما زال الحجاج ينتظرون التقارير المالية لتدبير عملية الحج. فهي تعاقد بين المواطن والوزارة لتقديم خدمة مقابل مبلغ مالي محدد. أين التقرير يا سيادة الوزير؟ من المسؤول عن الفوضى في إسكان الحجاج بمكة والمدينة وتكديسهم كالسردين في فنادق غير مصنفة؟ من المسؤول عن رداءة الحافلات التي تتعثر في الطريق أثناء نقل الحجاج من المطار إلى مكة والمدينة وأثناء المناسك؟ من المسؤول عن غياب أو تأخر الحافلات بمنى وبعرفة؟ كيف تفسر الوزارة الفرق بين تأطير حجاج المغرب ونظرائهم الأتراك والإيرانيين والماليزيين والإندونيسيين؟».

قضية إهمال الحجاج المغاربة وتردي أوضاعهم في الأماكن المقدسة تثير احتجاجات واسعة

محمود معروف

«النهضة» التونسية لن تساند الشاهد في حال فكّر في الترشح لرئاسيات 2019

Posted: 26 Aug 2018 02:29 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: خيرت حركة «النهضة» رئيس الحكومة يوسف الشاهد بين «التفرغ» لمهامه والترشح لانتخابات 2019، ملمحة إلى أنها لن تستمر بدعمه في حال فكر بالجمع بين الخيارين، في وقت تواصلت فيه الدعوات لاستقالة الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات وطنية.
وقال عبد الكريم الهاروني رئيس مجلس شورى «النهضة» إن الحركة ستستمر بدعم الشاهد على رأس الحكومة «بشرط التفرغ للإصلاحات ولقانون المالية. إذا قبل بهذا الخيار فنحن ندعمه، وإن كان له برنامج للترشح للانتخابات الرئاسية القادمة فنحن ندعوه للاستقالة».
وكان مجلس شورى الحركة دعا في اختتام دورته الحادية والعشرين إلى استقرار الحكومة وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاجتماعية وإجراء التعديل الوزاري اللازم، كما دعا الشاهد إلى إنجاح الحرب على الفساد.
من جانب آخر، تواصلت الدعوات إلى استقالة الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، حيث دوّن برهان بسيّس المكلف بالشؤون السياسية في حزب «نداء تونس» على صفحته في موقع «فيسبوك»: «بغض النظر عن هامش المناورة السياسية المتوفر للحكومة وأنصارها بمثل ما هو متوفر لخصومها ومنتقديها، فإن تونس تعيش إحدى أهم أزماتها الخانقة المفتوحة على كل الاحتمالات. في المعركة السياسية المباشرة لا يوجد منتصر، مهما كانت المآلات، حكومة الشاهد وبغض النظر عن المعاندة فهي لن تستطيع تأدية ما عليها في مثل هذه الظروف، وحان الوقت أن يطلق السيد الشاهد ومجموعته سراح الجهاز التنفيذي للدولة الذي أصبح منذ مدة مختطف كرهينة لفائدة الطموح السياسي لرئيس الحكومة وحسابات بعض المحيطين به».
وأضاف: «البلد يحتاج اليوم إلى حكومة كفاءات غير معنية بأي حسابات سياسية انتخابية تعيد تفرغ الجهاز التنفيذي للدولة لمهام الإصلاحات العاجلة وتعزله عن مجمل التجاذبات الحزبية والصراعات السياسية ليتمكن من كل شروط التركيز على الجهد اليومي للإنقاذ الاقتصادي. أثبتت هذه التجربة التي عرفتها تونس مع حكومة السيد المهدي جمعة نجاحها حين كانت محدودة في الزمن والمهام، وهذا هو في رأيي، ما يمكن أن يشكل لتونس فرصة أخرى للنجاح، وهذا ما أنا مقتنع به شديد الاقتناع وما سأدافع عنه في هياكل حزبي».
فيما دعا مهدي جمعة رئيس حزب «البديل التونسي» إلى تشكيل حكومة كفاءات يختارها رئيس الحكومة لتجاوز الأزمة الراهنة ومنحها الصلاحيات اللازمة «بعيدًا عن منطق «صاحبي وابن حزبي»، مضيفًا: «أنا بصدد متابعة الوضع منذ أكثر من سنة ونصف، نحن نغرق ببطء ولم نتمكّن من تقاسم حقيقة الوضع، نحن في أزمة ويجب الابتعاد عن التسييس والشهية الانتخابية». واعتبر جمعة أن تشكيل حكومة كفاءات «أمر ضروري لوقف النزيف رغم ضيق الوقت، وفي حال الاستعانة بكفاءات حقيقية تركز على العمل سننجح في إيقاف النزيف، مشيرًا إلى أن تونس تعيش أزمة كبيرة، «وهو ما يتطلب موقف أزمة ووقفة جدية من السياسيين المطالبين بترك الانتخابات على جنب وإنقاذ تونس». ويبدو أن الدعوات لاستقالة حكومة يوسف الشاهد لم تجد قبولًا لدى بعض الخبراء والمراقبين، حيث دون المؤرخ والباحث السياسي د. عبد اللطيف الحنّاشي: «مشكلة الذين يرغبون (من اليمين إلى اليسار) في تنحية السيد يوسف الشاهد من الحكومة، أنهم يجهلون أو يتجاهلون أن الذي سيعوّضه (إن تم ذلك طبعًا)، لن يحيد عن نهج الشاهد السياسي والاقتصادي. فالكل مرهون بتعليمات صندوق النقد الدولي وبقية المؤسسات المالية العالمية».
وأضاف عز الدين محمود: «سبب المطالبة بإقالة الشاهد ليس تدهور الوضع الاقتصادي، بل ملفات فساد كبرى. الذي سيأتي بعده سيُوقف فتح الملفات، هذا أولًا. وثانيًا: سيطلب عدم المتابعة والمحاسبة من طرف النواب أو من طرف المحكمة الإدارية، بذريعة إنقاذ الاقتصاد. لكن الحقيقة تصفية الإدارة من الوطنيين ومن أي تيار كان».
وكان القيادي في «نداء تونس» أنيس معزون دعا لسحب وزراء حزبه من الحكومة التونسية في حال رفض رئيسها طرح تجديد الثقة في حكومته أمام البرلمان بداية شهر أيلول/سبتمبر، مشيرًا إلى أن هذا الأمر سيؤدي إلى إسقاط حكومة يوسف الشاهد.

«النهضة» التونسية لن تساند الشاهد في حال فكّر في الترشح لرئاسيات 2019

حسن سلمان

مصدر: أمريكا تنوي تخفيض عدد اللاجئين الفلسطينيين إلى نصف مليون لاجئ

Posted: 26 Aug 2018 02:29 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: كشفت مصادر في إسرائيل أن الإدارة الأمريكية على وشك الإعلان عن تغيير سياستها بشأن الأونروا واللاجئين الفلسطينيين. وقالت القناة الإسرائيلية الرسمية إن التقرير الذي ستصدره الإدارة في بداية أيلول/سبتمبر المقبل سيحدد عدد اللاجئين الفلسطينيين بما يقارب نصف مليون – أي حوالي عُشر الرقم المسجل في وكالة الأمم المتحدة للاجئين.
ووفقاً للتقرير فمن المتوقع أن تعلن الإدارة أنها لا تقبل تعريف مهمة الأونروا، والذي يتم بموجبه نقل مكانة اللاجئ من جيل إلى جيل. كما جاء في التقرير بأن الولايات المتحدة تعتزم تجميد تمويل الأونروا في الضفة الغربية، والطلب من إسرائيل النظر في تقييد نشاطها. وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مانح للأونروا، وفي العام الماضي حولت إلى المنظمة أكثر من 360 مليون دولار. وذكر التقرير أن مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض قال معقبا، إن الإدارة ستعلن سياستها بشأن الأونروا في الوقت المناسب.
يشار إلى أن كبار المسؤولين في إدارة دونالد ترامب يكثرون من انتقاد الأونروا مؤخراً، وقال أحدهم لصحيفة «هآرتس»، قبل أيام إن « تفويض الأونروا فاقم أزمة اللاجئين ويجب أن يتغير». كما قال المسؤول البارز إن التغيير في تعريف دور المنظمة سيسمح للفلسطينيين «باستنفاد كامل إمكاناتهم».
وجاءت هذه التصريحات على خلفية تقرير يفيد بأن صهر ترامب ومستشاره، جاريد كوشنر، ضغط على الأردن لحرمان مليوني فلسطيني يعيشون على أراضيه من مكانة اللاجئ. يشار إلى أنه في كانون الثاني/ يناير الماضي، جمدت الولايات المتحدة نقل عشرات ملايين الدولارات للأونروا. وأوضح مسؤول كبير في الإدارة لصحيفة «هآرتس» أن واشنطن أوضحت لدول العالم أنها تتوقع زيادة دعمها للمنظمة وعدم الاعتماد فقط على التمويل الأمريكي. وفي أعقاب التجميد قامت الوكالة بفصل عشرات المدرسين في الضفة الغربية و100 عامل آخر في مخيمات اللاجئين في الأردن.
وكان رئيس الأونروا، بيير كرينبول قد حذر الأسبوع الماضي من أن ميزانية المنظمة ستكون كافية لتشغيل مؤسساتها حتى نهاية أيلول/سبتمبر، وأنها ستحتاج إلى 217 مليون دولار لتفعيلها حتى نهاية العام.
وتتفق سياسة الإدارة الواضحة تجاه الأونروا مع الموقف الذي طرحه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي قال في العام الماضي إنه «حان الوقت لكي تدرس الأمم المتحدة استمرارية عمل الأونروا»، زاعما أن «الأونروا تديم ولا تحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وبالتالي يجب تفكيكها ودمجها في وكالات الأمم المتحدة الأخرى». ومع ذلك، أعربت إسرائيل عن قلقها من عواقب المس بالأونروا .وفي بداية العام، قال مسؤول إسرائيلي إن نتنياهو يفضل التخفيض في ميزانية الوكالة بشكل تدريجي، ومنذ ذلك الحين ورد أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة تحويل أموال إلى المنظمة تحاشيا لأزمات خطيرة في مخيمات اللاجئين.

تقليصات أمريكية

وفي نهاية الأسبوع، أعلنت الإدارة عن تقليص 200 مليون دولار من ميزانية المساعدات للفلسطينيين. ولم تكن هذه الأموال ستصل إلى السلطة الفلسطينية نفسها، بل إلى الجهات الإنسانية والاقتصادية العاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن «هذا القرار يأخذ في الحسبان التحديات التي يواجهها المجتمع الدولي عندما يحاول مساعدة غزة، حيث تسيطر حماس وتعرض حياة السكان للخطر وتزيد من تدهور الوضع الإنساني والاقتصادي». وجاء في تعقيب السلطة الفلسطينية على هذا القرار أنه «ابتزاز رخيص. لن يتم ردع الشعب الفلسطيني وقيادته ولن يستسلموا للضغط. حقوق الشعب الفلسطيني ليست للبيع، ولا يوجد أي احترام للبلطجة المستمرة ومعاقبة الأشخاص الذين يعيشون تحت الاحتلال . يشار إلى أن الكونغرس الأمريكي صادق على تحويل 250 مليون دولار للفلسطينيين في السنة الحالية من الميزانية، لكن حكومة ترامب جمدت تحويلات الموازنة في الأشهر الأخيرة، من أجل «إعادة فحص» عملية المساعدات. وفي الشهر الماضي، قررت الإدارة تحويل الميزانية المخصصة للفلسطينيين بهدف دعم قوات الأمن الفلسطينية مباشرة – وتقدر بعشرات الملايين من الدولارات، لكنها قررت مواصلة تجميد بقية الأموال حتى الإعلان السبت عن التخفيضات.
وفي سياق متصل قال نتنياهو للصحافيين في ليتوانيا، مساء الجمعة، ردا على سؤال حول ما إذا كان يريد خطة سلام ترامب: «إن هذا شأنه إذا كان يريد دفع الأمر، أن يقول بين الحين والآخر، أشياء حول هذه المسألة ويمكن أن يتم ذلك، على الرغم من أنني لا أرى أي إلحاح في هذه المسألة». ورداً على سؤال حول عدم اهتمام الفلسطينيين بالخطة، قال رئيس الوزراء: «الأمريكيون يفكرون في الأمر. إنهم ليسوا عميانا، لكنني لا أعرف – عندما يقترحون الخطة سنرى». وسئل نتنياهو عن التقارير التي تفيد بأنه من المتوقع نشر الخطة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، فقال إنه لا يعرف أي شيء عن الموضوع. ويأتي تصريح نتنياهو على خلفية تصريح ترامب الأسبوع الماضي، بأن الفلسطينيين «سيحصلون على شيء جيد جدا» كتعويض عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس لأنه «حان دورهم الآن للحصول على شيء». وقال في اجتماع في غرب فرجينيا: «أسقطنا موضوع القدس عن الطاولة والآن سيتعين على إسرائيل أن تدفع ثمناً أعلى لأننا فعلنا ذلك». ولم يوضح الرئيس ما هي الخطوات التي يعتزم القيام بها، لكنه أوضح أن إدارته لا تزال ملتزمة بتحقيق اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني. إلا أن مسؤولين كبارا في البيت الأبيض قالوا مؤخراً إن خطة سلام ترامب ستشمل إجراءات لتحسين الوضع الاقتصادي للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال مسؤولون في البيت الأبيض، الشهر الماضي، إن خطة سلام ترامب ستكون «الأكثر تفصيلاً على الإطلاق وستشمل مكونًا اقتصاديًا مهمًا». وأضافوا أنه رغم مقاطعة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للخطة، إلا أنهم يعتقدون أن الفلسطينيين سوف يقرأونها قبل نشرها، ونأمل أن يجدوا طريقة لتقديم «مقترحات ملموسة» حول كيفية المضي قدما في عملية السلام.

حل الدولتين

وأوضحت القناة الإسرائيلية العاشرة أمس أن رؤساء وزراء ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا عبروا، يوم الجمعة، عن دعمهم لحل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وفي بيان مشترك أصدره القادة لتلخيص اللقاء مع رئيس نتنياهو، قال زعماء دول البلطيق الثلاث انهم يؤكدون مجددا دعمهم لحل الدولتين وحق إسرائيل في العيش في أمن وسلام مع جميع جيرانها، بمن في ذلك الفلسطينيون. وهذا رغم تصريحات نتنياهو قبل وأثناء الزيارة إلى ليتوانيا بأن هدفه الرئيسي هو تحدي إجماع الاتحاد الأوروبي بشأن القضايا المتعلقة بإسرائيل.
وجاء في الوثيقة الختامية للقاء الذي عقد في ليتوانيا أن «إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وإسرائيل ناقشوا عملية السلام في الشرق الأوسط والحاجة إلى حل قائم على الاعتراف المتبادل والترتيبات الأمنية الفعالة». وأكدت الأطراف أملها في أن تؤدي المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين إلى حل الخلافات.
وقال نتنياهو قبل مغادرته، مكررا الرسالة مرات عدة، إن الغرض من الرحلة هو «الموازنة بين موقف الاتحاد الأوروبي غير الودي دائما تجاه إسرائيل من خلال الاتصالات مع كتل الدول داخل الاتحاد الأوروبي». وقال في المؤتمر الصحافي المشترك في ختام اللقاء: «أطلب بلا خجل المساعدة من أصدقائي هنا لتصحيح ما أعتقد أنه موقف مشوه بالنسبة لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي، لا أقصد دول الاتحاد الأوروبي، نحن نفعل ذلك بأنفسنا، مع كل الدول الأوروبية الكبيرة والصغيرة، أنا أتحدث عن المنظمة نفسها، وقد ناقشنا طرقا عدة يمكننا من خلالها تعزيز فهم أكبر».

مصدر: أمريكا تنوي تخفيض عدد اللاجئين الفلسطينيين إلى نصف مليون لاجئ

العميد سهيل الحسن يتولى قيادة تشكيل «المتصالحين مع النظام» قرب إدلب

Posted: 26 Aug 2018 02:28 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: أكدت مصادر محلية من محافظة درعا جنوبي سوريا، مقتل عدد من ابناء المصالحات في درعا، على جبهات ريف حماة، وسط البلاد، بعد تخندقهم تحت راية قوات العميد «سهيل الحسن»، وانقلابهم على رفاق الثورة السورية، إبان الصفقة التي شهدها الجنوب، والتي كانت عناوينها العريضة تتمحور حول انهيار معسكر المعارضة بشكل غير مسبوق، وكذلك رفع الغطاء الدولي عنها بشكل أسرع.
ووفق مصادر متطابقة، فإن أعداد مقاتلي المعارضة السورية ممن صالحوا الأسد في محافظة درعا، وتطوعوا تحت راية العميد سهيل الحسن في الفيلق الخامس، تصل أعدادهم إلى 500 مقاتل، غالبيتهم من مدينة «إنخل» والمناطق المحيطة بها، وكانوا ينتمون خلال السنوات السابقة إلى التشكيل العسكري الذي كان يقوده «أحمد العودة» أحد أبرز القيادات العسكرية التي سارت في المحافظة وفق الرغبة الروسية، وتطبيق المشروع الروسي على الجنوب.
كما تحدثت بعض التقارير الإعلامية، عن تجنيد أكثر من 2000 مقاتل من المعارضة السورية التي كانت تتبع للجبهة الجنوبية – أكبر تشكيل عسكري في محافظة درعا، ضمن قوات الفيلق الخامس، منوهة إلى إخضاع تلك المجموعات لدورات عسكرية مكثفة مدتها 21 يوماً في معسكر الدريج التابع للنظام السوري، قبل إرسالهم نحو الحدود الجغرافية لمحـافظة إدلـب، شـمال البـلاد.
يشار إلى أن «فصائل المصالحات» في محافظة درعا شاركت في القتال إلى جانب النظام ضد تنظيم الدولة في البادية، بعد توقيعها اتفاقيات «تسوية» وتسليم مناطق سيطرتها. ويعد العميد «سهيل الحسن»، من أبرز القيادات المتنامية في المشهد السوري، والأقرب من القيادة الروسية التي تدير الملف السوري، وقد كرمته موسكو مرات عدة، ودفعته نحو الواجهة العسكرية وقدمت له الدعم المختلف، فيما لا تزال تسعى لجعله قائد المجموعات المعارضة التي قبلت بالتسوية مع الأسد، بعد قيام روسيا خلال السنوات الماضية بتعزيز قدرات تشكيله العسكري «قوات النمر»، وإعتبارها الحليف الرئيسي للروس في أي معركة برية في سوريا.
وفي ريف حمص الشمالي، وسط سوريا، تحدث موقع «بلدي نيوز»، عن قيام النظام السوري عن نقل 400 مقاتل سابق من الجيش السوري الحر من المنطقة نحو محيط إدلب في الشمال، وذكرت المصادر أن المقاتلين يتبعون لفصيل «جيش التوحيد» ونقلوا بمرافقة «قوات النمر» إلى منطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي في الأيام الماضية. وكان «جيش التوحيد» دخل «بتسوية» مع النظام والروس قبل أن يتحول إلى «شرطة محلية» تابعة للنظام مهمتها الحفاظ على أمن المنطقة، والإشراف على الطريق الدولي.
القيادي في الجبهة الوطنية للتحرير «حسام سلامة»، يرى في إنقلاب الثوار على ثورتهم في العديد من المدن السورية، لم يكن بهذه السلاسة، وإنما جاء كنتاج لسياسة طويلة، استغرقت أعواماً، تخللها الكثير من الضغط النفسي على الثائرين السوريين، تزامناً مع الممارسات الجائرة التي تم تنفيذها وفق مخططات مدروسة كـ «الحصار الشديد، التجويع المتعمد، والقتل».
سلامة، قال لـ «القدس العربي»: عودة مجموعات المعارضة السورية المسلحة إلى أكناف الأسد، سببه كذلك ردات الفعل غير المنضبطة، كان أساسها الأخطاء المتراكمة خلال السنوات الخالية، وبعض المسببات كانت دوافعه الإختراق الأمني «الاستخباراتي» لفصائل الجيش الحر، كما حصل في درعا، جنوب البلاد، إذ بدأت هذه السياسة بتبريد الجبهات تدريجياً، ومنع فتح أي جبهات بعد ذلك. كما أن هذا الإنقلاب على المبادئ، حصل بعد تدجين بعض التشكيلات العسكرية المعارضة، وإغراقها بالمال المسيس، حتى وجدت نفسها أمام خيارات محدودة، ونتج عنها اختيار العودة للنظام السوري، دون التفكير بمآلات ذلك.

العميد سهيل الحسن يتولى قيادة تشكيل «المتصالحين مع النظام» قرب إدلب

أردوغان يحيي الاحتفالات بانتصار «ملاذكرد» عندما هزم أرسلان البيزنطيين إيذاناً بتأسيس بلاد الأناضول

Posted: 26 Aug 2018 02:28 PM PDT

اسطنبول ـ «القدس العربي»: يعطي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السنوات الأخيرة أولوية كبيرة لإعادة إحياء الاحتفالات بالعديد من المناسبات التاريخية المرتبطة بالتاريخ الإسلامي والدولة العثمانية بعد أن غالبها النسيات لعقود طويلة قبيل وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في تركيا، وذلك في إطار سياسته القائمة على تعزيز المشاعر الدينية والقومية لدى الشعب التركي لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية ومنها الأزمة الأخيرة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وبفعاليات متعددة وغير مسبوقة، يحيي الشعب التركي هذه الأيام بإشراف مباشر من الرئاسة التركية ذكرى معركة «ملاذكرد» التي يصفها الأتراك بـ«الانتصار العظيم» وذلك عندما هزمت القبائل السلجوقية التي كانت نواة تأسيس الدولة العثمانية، البيزنطيين عام 1071 وألحقت بهم هزيمة ساحقة.
وتقول الكتب التاريخية إن جيش صغير لا يتجاوز الـ15 ألف جندي من السلاجقة الأتراك بقيادة السلطان السلجوقي «ألب أرسلان» تمكن في السادس والعشرين من عام 1071 من الانتصار على جيش جرار بلغ تعداده أكثر من 200 ألف جندي من جيش الإمبراطورية البيزنطية
وخلال المعركة تمكن «ألب أرسلان» من أسر الإمبراطور البيزنطي، رومانوس ديجانوس، في المعركة التي تعتبر «من أهم معارك التاريخ الإسلامي»، ما فتح الطريق أمام الأتراك للانتشار في آسيا الصغرى، التي باتت تعرف حالياً باسم تركيا.
وبينما وضع أردوغان الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الدولة التركية الحديثة في عام 2023 هدفاً لتحقيق رؤية تركيا المستقبلية حتى ذلك التاريخ، وضع الذكرى الألفية الأولى لانتصار «ملاذكرد» عام 2071 هدفاً جديداً لتحقيق ما يقول إنها أهداف عظيمة للجمهورية التركية تضمن ريادتها في الكثير من المجالات.
ويرى مراقبون أن أردوغان يُظهر من خلال هذه الإجراءات إلى إظهار ارتباطه القوي بالتاريخ الإسلامي وخاصة الدولة العثمانية، حيث سعى طوال السنوات الماضية إلى إحياء الكثير من المناسبات والتقاليد التاريخية التي اندثرت لعقود طويلة إبان سيطرة الجيش على حكم البلاد.
وخلال السنوات الأخيرة تحدث كبار مسؤولي حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عن «محاولات لفصل الشعب التركي عن تاريخه»، وقال أردوغان: «من المؤسف، أننا أعددنا تاريخنا الرسمي لسنوات، بالشكل الذي أراده البريطانيون».
كما عمل أردوغان بقوة طوال السنوات الماضية على إحياء مناسبات تاريخية أخرى كان أبرزها معركة «كوت العمارة» التي انتصر فيها الجنود العرب والأتراك المنضوون تحت لواء الجيش العثماني آنذاك على القوات البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى في مدينة الكوت جنوب شرقي العاصمة العراقية بغداد، في معركة تعتبر ثاني أكبر نصر للقوات العثمانية في الحرب العالمية الأولى، بعد معركة جناق قلعة (1915)، حيث انتهى الحصار باستسلام الجيش البريطاني بالكامل.
وبات الشعب التركي يحتفل، في 29 نيسان/ أبريل من كل عام، بذكرى المعركة التي ألغي الاحتفال فيها بالمدارس التركية لعقود لكن أردوغان أعاد هذه الاحتفالات إلى المدارس تدريجياً في السنوات الأخيرة وقام بالفعل بإضافة دروس تتحدث عن «انتصارات الدولة العثمانية» وخاصة «معركة كوت العمارة»، على المناهج التعليمية.
وحث أردوغان في أكثر من مناسبة على «إظهار تاريخ الدولة العثمانية بشكل صحيح» من خلال التعليم والدراما والسينما، وانتقد على الدوام المناهج التعليمية التركية التي خاض جهوداً واسعة من أجل تعديلها، معتبراً أن العديد من الكتب والانتاجات الفنية تشوه التاريخ التركي وتحاول إظهار أنه يبدأ منذ تأسيس الجمهورية قبل قرابة الـ100 عام في تجاهل لمئات السنين من «أمجاد حكم العثمانيين»، على حد تعبيره، وعقب ذلك جرى انتاج مسلسلات تاريخية ضخمة عن «أرطغرل» و«السلطان عبد الحميد الثاني» و«انتصار كوت العمارة».
وفي رسالة له بمناسبة معركة «ملاذكرد»، قال أردوغان، الأحد، إن انتصار «ملاذكرد»، «وضع الأجداد من خلاله أسس حضارة مثّلت العدل والرحمة والسلام»، معتبراً أن «الجمهورية التركية هي ثمرة مقاومة ملحمية ضد أقوى دول العالم، وقامت على أسس متينة وضعت مع انتصار «ملاذكرد»، وقال: «تمسك الشعب التركي بهذه الأرض منذ نحو ألف عام، رغم جميع الهجمات الداخلية والخارجية، هو بفضل روح ملاذكر».
وفي إطار خطابه الذي يركز بشكل دائم على تعزيز الروابط الدينية والقومية للشعب التركي، اعتبر أردوغان أنه لا يمكن لأحد أن يمنع تركيا من تحقيق أهدافها بعيدة الأمد، ما دام صمود الروح الذي ساعد في كسب انتصار «ملاذكرد» ويدفع أفراد الشعب التركي للدفاع عن بعضهم البعض رغم الاختلافات، وذلك في إشارة إلى ما يعتبرها حرباً اقتصادية تخوضها الولايات المتحدة ضد تركيا هذه الأيام.
ومنذ أيام تبث وسائل الإعلام التركية لا سيما المقربة من الحكومة برامج وأفلام وثائقية وفواصل تاريخية عن انتصار «ملاذكرد»، وانعكس ذلك على كتابات الشارع التركي على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كتب عشرات الاف الأتراك تغريدات على موقع تويتر تحيي روح الانتصار في هذه المعركة التاريخية وتدعو الشعب للصمود في وجه «الهجمة الأمريكية» على حد تعبيرهم.

أردوغان يحيي الاحتفالات بانتصار «ملاذكرد» عندما هزم أرسلان البيزنطيين إيذاناً بتأسيس بلاد الأناضول
يستثمر تعزيز المشاعر الدينية والقومية لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية الأخيرة
إسماعيل جمال

غلق قنوات المعلومات والأجواء السياسية والأمنية الخانقة تعلن موت الصحافة في مصر والنظام الصحي في تراجع مستمر

Posted: 26 Aug 2018 02:28 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أبرز ما اهتمت به الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد 25 و26 أغسطس/آب وكذلك الأغلبية، كان العملية التي نفذتها مجموعة إرهابية رابع أيام العيد بمهاجمتها كمينا للشرطة في الطريق الساحلي لمدينة العريش، والمفاجأة سببها أن قوات الأمن حققت ما وعد به وزير الداخلية اللواء محمود توفيق الشعب، بأنه تم توفير كل الإمكانيات لقضاء العيد بعيدا عن أي مشاكل يسببها الإرهابيون أو البلطجية، حيث انتشر مئات الألوف من الضباط والجنود في جميع المحافظات بسياراتهم وأسلحتهم، بالإضافة لقوات من الأمن بالملابس المدنية.
جاء الهجوم الإرهابي في رابع يوم على أساس أنه ستحدث حالة من الارتخاء الأمني، ورغم الأسف لاستشهاد أربعة من أفراد الكمين، إلا أن نجاحهم في التصدي للمهاجمين والاشتباك معهم وقتل أربعة منهم، وإجبارهم على الفرار، خوفا من وصول نجدات، بعد أن استمر تبادل إطلاق النار أكثر من ساعة، ما أدى إلى تركهم جثث الاربعة والأسلحة، وهو ما سيمكن الأمن من معرفة أصحابها، بعد تحليل الـ«دي أن أن» ومن أين جاءوا أمن العريش؟ أم من الشيخ زويد؟ أو من مخابئ في صحراء وسط وشمال سيناء؟
ومن الأخبار الأخرى التي تناولتها الصحف، أزمة الرئيس الأمريكي، والأوضاع في تركيا والحملات العنيفة ضد معصوم مرزوق والستة المقبوض عليهم، الذين تحقق معهم النيابة ومنهم الدكتور يحيى مزاز أستاذ الجيولوجيا في جامعة حلوان. أما الموضوع الأكثر أهمية فكان استعدادات عشرات الملايين من الأسر المصرية للعام الدراسي الجديد وأعبائه المالية.
لدرجة أن الرسام مخلوف أخبرنا في «المصري اليوم» أن الأزمة المالية دفعت الكثيرين لعدم شراء خراف الأضحية لدرجة أنه شاهد معجزة في الشارع خروف ويقول لرب أسرة:
بالسلامة أنت عشان تلحق تدبر فلوس المدارس.
والاهتمام الثاني كان لمباريات الدوري العام لكرة القدم. بعدها تعددت الاهتمامات حسب كل طائفة أو محافظة أو مدينة مثل، أصحاب الحالات الحرجة وقرار الرئيس بمد طلبات علاجهم إلى ثلاث سنوات، بدلا من ستة أشهر على نفقة الدولة، وأن يشمل فحص إصابات فيروس الكبد سي خمسين مليون مواطن، وسرعة معالجة أزمة النمل الأبيض في أسوان والأقصر والقمامة في كثير من شوارع المحافظات، وقرار وزير التنمية المحلية تسهيل استخراج تراخيص لأصحاب التوك توك، وتحصيل الرسوم منهم، وتحديد مسارات لهم بعيدا عن الطرق الرئيسية في المدن، والاقتصار على المناطق الشعبية والقرى. وإلى ما عندنا من تفاصيل الأخبار وأخبار غيرها متنوعة..

حكومة ووزراء

ونبدأ بأبرز ما كتب عن الحكومة ووزرائها وأوله كان في «الأخبار» لخفيف الظل عبد القادر محمد علي وقوله وهو في غاية السعادة والانشراح: «طوال أيام الوقفة والعيد كنت أقطع المسافة بالسيارة من مدينة نصر إلى عملي في أخبار اليوم في 12 دقيقة بدلا من 40 دقيقة، وأحيانا 90 دقيقة لماذا؟ لأن أهل القاهرة يهجرونها ويختفون تماما من الشوارع في العيد، الفقراء – وهم الأغلبية العظمى- يتوجهون إلى قراهم للاحتفال مع الأهل. والأغنياء يطيرون إلى المنتجعات لممارسة الشواء بعيدا عن عين الحسود، أما ذوو الدخل المحدود، فبعد أن جارت عليه الحكومة وانخفض تصنيفه إلى «صفر كبير»‬ أصبح يفضل النوم لأنه النشاط الوحيد المعفى من الضريبة».

إكراميات لتسهيل إنجاز المعاملات!

أما زميله أحمد شلبي فقد سخر من اقتراح أن تكون إجازة الموظفين ثلاثة أيام في الأسبوع مع مد فترة العمل ساعتين لتسهيل إنجاز المعاملات فقال: «ليس مطلوبا زيادة أيام الإجازة ولكن أداء الخدمات للجمهور بسهولة ويسر حتى لو أخدوا خمسة أيام إجازة، ما يهم الناس – الذين تدعي الحكومة أنها تعمل من أجل راحتهم – ألا يتعذبوا مرارا وتكرارا لأداء أي خدمة يطلبونها أو يضطروا لدفع إكراميات لأدائها والتعجيل بها. سمعنا كثيرا عن استخراج رخص السيارات والقيادة إلكترونيا، وحتى الآن مازالت الخدمة في علم الغيب ما فائدة التكنولوجيا إن لم تسهل تقديم الخدمات للناس، بدون معاناة وبدون الحاجة لدفع إكراميات مثلما يحدث الآن في حجز تذاكر السفر؟».

المحافظون

وفي «الأهرام» تناول عبد المحسن سلامة رئيس مجلس الإدارة ونقيب الصحافيين حركة تنقلات وتعيينات المحافظين وقال: «لا أدري هل سيتم إعلان حركة المحافظين الجدد أم لا وقت قراءة هذه الكلمات؟ وبغض النظر عن إعلان الحركة وتوقيتها، فالمهم أن نشهد انطلاقة كبرى للعمل في المحليات، لأنه مهما تبذل الحكومة المركزية من جهد تظل المحليات هي الحلقة الوسيطة لتقديم كل الخدمات للمواطنين من نظافة ورصف ومياه شرب وصرف صحي وغيرها من الخدمات التي ترتبط بحياة المواطنين اليومية. أعلم أن اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية حريص على «التدقيق» في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالاختيارات ودراستها، لكي تخرج حركة المحافظين كما يتمنى المواطنون في كل محافظات مصر، خاصة أن هناك محافظين نجحوا خلال فترة توليهم مسؤولياتهم وآخرين لم يحالفهم التوفيق. المهم متابعة الأداء بشكل ميداني، فلا يعقل أن تكون مشكلتنا حتى الآن هي النظافة، أو التعديات، فهناك جهود جبارة تبذل الآن للانطلاق بالاقتصاد الوطني وجني ثمار الإصلاح، ولابد من أن تكون القيادات المحلية على المستوى نفسه، وأعتقد أن ذلك ربما يكون وراء تأخر إعلان الحركة بعض الوقت لتأتي مواكبة لما هو مأمول منها».

في مصر أغرب نماذج الإدارة

ونظل في «الأهرام» لنكون مع أحمد عبد الحكم وسخريته مما يحدث في مصر من عجائب مع الوزراء والمحافظين وغيرهم قال: «من أغرب نماذج الإدارة ما يحدث كثيرا في البيروقراطية المصرية في العالم كله، إذا نجح وزير أو رئيس وزراء أو أي مسؤول في عمله، وحقق تقدما وتطويرا، وأدى مهمته بنجاح وعلاقات متميزة مع المواطنين، فهذه كلها مبررات كافية ليظل هذا المسؤول في موقعه، أما عندنا في نموذجنا العجيب، إذا تفوق مسؤول في عمله أو محافظ أو أي مستوى إداري أعلى، فهذا مبرر كاف لنقله. كثير من المحافظين في فترات سابقة انتصروا على الظروف الصعبة في محافظاتهم، وحققوا تقدما كبيرا، وأحدثوا حالة من التعاون والمشاركة المجتمعية في تنفيذ خطط التنمية، لكن تم نقلهم إلى محافظات أخرى ولم يكملوا ما بدأوه في المحافظة الأولى، وكثير من رؤساء المدن والأحياء والقرى ونواب المحافظين والسكرتيرين العامين يتنقلون بين الأحياء والمدن كقطع الشطرنج، لا تعلم لماذا جاء هذا ولماذا ذهب ذاك؟ أكتب هذه السطور وقد تكون حركة المحافظين قيد الإعلان، إن لم تكن قد أعلنت بالفعل، لنعطي الفرصة لمن نجح في موقعه أن يكمل مشواره ويراكم ما حققه من إنجازات، أما الفاشلون فيجب ألا يستمروا في مناصبهم يوما واحدا، فالإبقاء عليهم خسارة للوطن وخصم من رصيد الثقة بين الدولة ورعاياها».

مشاكل وانتقادات

ومن الحكومة إلى المشاكل التي تواجهها، ومنها مشكلة الزيادة السكانية التي تلتهم كل ثمار التنمية، ما جعل الحكومة تفكر في تقديم مزايا لمن يقتصر إنجابها على اثنين، وحرمان من زاد على هذا العدد منها، خاصة في المواد التموينية. وعن هذه المشكلة نشرت «الشروق» حديثا لأسماء سرور مع سحر السنباطي رئيسة قطاع السكان وتنظيم الأسرة في وزارة الصحة ودارت فيه الأسئلة والإجابات كالتالي: «كيف ترين مشروع قانون تنظيم الأسرة ومواجهة الزيادة السكانية؟ وما رأيك في الحوافز المقترحة؟ المقترح خطوة وجهد مطلوبان للعمل في القضية السكانية، فهي ليست قضية وزارة الصحة وحسب، بل المجتمع بأسره، لكن أرى أن وجود مثل هذه الحوافز يحتاج إلى حوار مجتمعي على أوسع نطاق لدراسة احتياجات الناس وكيفية تحفيزهم. وفكرة وضع حوافز معنوية أمر جيد، لكن لا بد من ربطها بأسباب أخرى توضح عائد تنظيم الأسرة على الأم والأولاد، فيكفي أن دراسات منظمة الصحة العالمية أظهرت أن تنظيم الأسرة يقلل بنسبة 25٪ من وفيات الأمهات والأطفال، بخلاف القدرة على رعاية أبناء أصحاء. معنى ذلك أن الحوافز غير كافية من وجهة نظرك؟ لا أظن أن أي حوافز ستكون أغلى من صحة الأم والأبناء، فالأفضل هو إعلاء وترسيخ الاقتناع بالفكرة، والتأكيد على أن تنظيم الأسرة لصالحها وليس لمصلحة مؤقتة، وفي المقابل إذا فكرنا في فرض غرامات أو حوافز سلبية، سنجد أن أغلبها غير دستوري ومخالف لحقوق الإنسان، لذلك أؤكد على أن الأمر ليس قرارا فرديا، بل يحتاج إلى حوار مجتمعي جاد. ماذا عن المواليد والمحافظات الأعلى في ذلك؟ عدد المواليد في مصر يبلغ نحو 25 مليون مولود سنويا يضافون إلى كاهل الدولة، والزيادة السكانية خطر داهم يعيق خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويلتهم كل ما يتحقق من إنجازات، وتظل محافظات الصعيد هي الأعلى في هذا المعدل وما تزال بحاجة إلى الكثير من المجهود بسبب الخصائص السكانية.

الشراكة مع الجامعات الأجنبية

وثاني المشاكل كان عن موضة الشراكة مع الجامعات الأجنبية، التي بدأتها الجامعات الخاصة وتبعتها فيها الجامعات الحكومية، وهو ما حذر منه الدكتور حسام محمود أحمد فهمي أستاذ هندسة الحاسبات في جامعة عين شمس في مقال له في «الأخبار» قال فيه: «بدأت الشراكةُ مع الجامعات الأجنبية منذ إنشاء الجامعات الخاصة وبمقتضي هذه الشراكة يُمنحُ الطالبُ شهادة مزدوجة من الجامعة الأجنبية ومن الجامعة الخاصة، اعتبرَت الجامعاتُ الخاصة هذه الشراكة جاذبة للطلاب في إطار المنافسة في ما بينها، والآن ظهرَت في بعض الكليات في الجامعات الحكومية شراكات مماثلة مع جامعاتٍ أجنبيةٍ، ومن حيث المبدأ فإن الكليات الحكومية لا تحتاجُ شراكة مع جامعاتٍ أجنبية لأن الطالب يدخلُها بحكم المجموع فلا تنافسَ بين الكليات الحكومية ونظيراتها الخاصة والعامة، لكن لو كان من شأن شراكة الجامعات الحكومية مع الجامعات الأجنبية رفعُ مستوى التعليم وفتح آفاقٍ للخريجين فهي بالفعل شراكةٌ مُثمرةٌ. مستقبلُ طلابنا لا مجازفةَ فيه، ما هي السلوكياتُ التي سيكتسبونها لما يتيقنون أنهم وقعوا على مرأى ومسمع الدولة في ما لم يعدْ عليَهم بنفعٍ حقيقي؟ هل سيُباعُ الحلمُ لطلابنا أم سيتلقون فعلا تعليما مختلفا يفتحُ لهم فرصا أفضل؟ جميلٌ أن تمدَ جامعاتُنا لبَرة بما يحققُ النفعَ الحقيقي اللهم لوجهك نكتبُ».

أصداء قضايانا في الخارج

بعيدا عن الضجة التي عاشتها مصر ووصلت أصداؤها للعالم الخارجي بالقبض على مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير معصوم مرزوق والدكتور يحيى القزاز وخمسة آخرين، ثم تقديمهم للتحقيق ثم حبسهم على ذمة قضية جديدة، إلا أن حدثا لا يقل أهمية شهدته تلك الواقعة، كما يقول جمال سلطان في «المصريون»، وهو متصل بالصحافة المصرية وما آلت إليه أوضاعها في السنوات الأخيرة، في ظل جو خانق اقتصاديا وأمنيا وسياسيا، وانسداد قنوات المعلومات الأساسية لأي عمل صحافي يحترم مهنته ويحترم قارئه، وهي كلها عوامل تخنق الصحافة وتقتلها ببطء، غير أن ما حدث أمس هو أشبه بإعلان موت الصحافة فعليا في مصر. عندما حدثت واقعة إلقاء القبض على السفير معصوم والآخرين، انتشر الخبر كالنار في الهشيم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ومن خلال تصريحات مؤسسات حقوقية ومحامين مهتمين بقضايا الشأن العام، مثل طارق العوضي وخالد علي وعمرو إمام، وازداد الأمر وضوحا بعد ساعات عند وصول المقبوض عليهم إلى نيابة أمن الدولة العليا، تمهيدا لبدء التحقيق معهم، وهو التحقيق الذي انتهى في ساعة متأخرة بقرار حبسهم على ذمة التحقيقات، خمسة عشر يوما. مثل هذا الخبر كان يجد مكانه ـ عادة ـ في صدر مواقع الصحف القومية والخاصة والحزبية على الفور، وخلال دقائق، بل هو حتى بمعايير المهنة ـ وبعيدا عن أي تسييس ـ سبق صحافي مهم يقاتل الصحافي من أجل أن ينشره أولا، كما تحارب الصحيفة وموقعها من أجل نشره قبل غيرها، لأنه يسجل لها في محركات البحث الكبرى بطبيعة الحال، لكن الذي حدث أن الناس انتظرت طويلا أن تقرأ شيئا عن هذا الحدث المهم في أي صحيفة مصرية قومية كبيرة أو صغيرة، وحتى الصحف الخاصة المحسوبة على النظام والمقربة من الأجهزة، إلا أن انتظارهم الذي طال باء بالفشل، فلم تنشر صحيفة واحدة أي خبر عن الاعتقالات، وانشغلت بدلا من ذلك بنشر خبر توقيف الداخلية لأمين شرطة أساء معاملة طفل يبيع المناديل في مترو الأنفاق، وانتشر الفيديو الخاص به على الإنترنت. بعد أقل من ساعة من انتشار خبر اعتقال السفير معصوم مرزوق على صفحات التواصل الاجتماعي وتصريحات المحامين، بدأت الصحافة العالمية بالاهتمام به وإبرازه والكتابة عنه، فنشرت عنه الصحافة الأمريكية بما فيها «نيويورك تايمز» الأكثر شهرة في العالم، كما نشرت عنه مواقع التلفزيون الرسمي الروسي شرقا، كما نشرت عنه قناة «بي بي سي» ومواقعها باللغات المختلفة، كما نشرت عنه «فرانس 24» الفرنسية الشهيرة وكذلك «الدوتش فيله» الألمانية وغير ذلك من صحف وقنوات تلفزيونية كبرى، كلها تتحدث عن الاعتقالات المثيرة التي حدثت في مصر وأسبابها وأبعادها، وبعضها يستطلع آراء بعض المحللين حولها، وصلتها بالمبادرة التي قدمها معصوم للإصلاح السياسي، وبعض تلك الصحف والفضائيات يرصد أصداء الاعتقالات في مواقع التواصل الاجتماعي، إلا صحافة مصر وفضائيات مصر، الحكومية والخاصة، لم ينشر أحد فيها شيئا، وكأن ما جرى كان في جزر القمر أو الفوكلاند. كان مثيرا للدهشة والشفقة معا، أن يصل الخبر وينشر في لندن وباريس ونيويورك وموسكو ومختلف أنحاء العالم، بينما هو لم يصل بعد إلى شارع الجلاء أو شارع رمسيس في وسط القاهرة أو ميدان مصطفى محمود في المهندسين، هذا أمر لا أظن أنه حدث من قبل في مصر خلال النصف قرن الأخير كله، وهو مهين جدا للصحافة وأبنائها، بكل أطيافهم، حتى أبناء الصحف القومية، هو مهين للمهنة في حد ذاتها، وكأن أحدا أراد أن يبعث برسالة للجميع، تعلن لهم سحب أي كرامة لمهنتهم أو أي حد أدنى من تلك الكرامة التي تحفظ ماء الوجه، أحدهم ضن عليهم حتى بماء الوجه».

«بيبوظ الطبخة على شوية ملح»

لا يخفى على المتابعين لحجم العمل والإنجاز في مجال البناء والتشييد الحكومي للإسكان والمرافق، وتطوير العشوائيات، نماذج النجاح المتميزة التي يجب أن تستمر، ويجب أن نحميها من الترهل أو التحول إلى أرقام والسلام، مثلما لا يخفى على الدكتور مصطفى مدبولي رئيس وزراء مصر، المثل الشعبى الشهير: «بيبوظ الطبخة على شوية ملح». والحكاية كما يقول محمد فتحي في «المصري اليوم» باختصار يا سيدي أن شوية الملح ناقصين من عدد من المشروعات التي يسهل للمواطن العادي رصدها بمنتهى السهولة، ولا يتناقض ذلك مع الجهد المبذول، لكنه يجعلنا نضرب كفا بكف على ضياع الرؤية التي قد تكلفنا الكثير، وتتسبب في «بوظان» الطبخة شوف يا سيدي.. عندك مشروع تطوير العشوائيات العظيم، الذي تم رصد ما يقرب من 15 مليار جنيه للحاق بأكثر من 300 منطقة عشوائية في مصر. حاجة محترمة وكلام جميل، لكن إذا توجهت للسيدة زينب، ورأيت الإنجاز الذي حدث في منطقة تل العقارب، التي تم تطويرها وتغيير اسمها إلى (روضة السيدة زينب)، لتشمل بلوكات سكنية مبنية على الطراز الإسلامي، وكاملة التشطيب لأهل المنطقة، الذين سكّنتهم الحكومة مؤقتا حتى تسليم المشروع (بالمناسبة كان مقررا تسليمها في يونيو/حزيران الماضي ولم يحدث ولا نعرف السبب»، والسؤال هو: بعد هذه المباني الجميلة، ماذا عن فوضى (المذبح) الملاصقة لروضة السيدة زينب، وعمليات الذبح والتنظيف وإلقاء الفضلات والمخلفات في الشارع على ناصية المشروع الذي لم يسلم بعد.. ألم يلاحظ أحد (شوية الملح) القادرة على إفساد الطبخة، وإعادة المنطقة لعشوائية مرة أخرى، وهل هناك حلول أصلا لهذا الأمر. بلاش دي. في مدينة الشيخ زايد، حيث يسكن الدكتور مصطفى مدبولي، فرح الجميع بكوبري مشاة على المحور، بدلا من الحوادث أمام «هايبر وان»، وانتظروا فترة للانتهاء من الكوبري، فلما انتهى اتضح أن (شوية الملح) ناقصين، حيث لم يراع المهندس المحترم والمنفذون المحترمون ورؤساء الجهاز المحترمون أهالينا كبار السن والعجائز، الذين سيكون لزاما عليهم صعود (48) درجة سلم، وهبوط مثلها، حيث قرر المهندسون ألا تكون السلالم كهربائية، غير عابئين بالمرضى وكبار السن، بل غير عابئين بالمرة بكود ذوي الاحتياجات الخاصة. مثالان كتبت عنهما بحكم المعايشة، لكن الملح الذي نحتاجه يبدو أنه أكثر من المثالين سابقي الذكر يا سيادة رئيس الوزراء.. حتى لا تبوظ الطبخة من سعادتك، لأن الواقع إن (أحنا اللي بناكل)».

شفافية الكنيسة

عمرو الشوبكي في «المصري اليوم» يقول في مقاله الذي عنونه بـ«شفافية الكنيسة»: «أصابت عملية قتل الأنبا أبيفانيوس، رئيس دير أبومقار، الرأي العام المسيحي والمصري بصدمة كبيرة، خاصة أن الراحل هو رجل علم وأخلاق رفيعة، ونموذج للإيمان المسيحي في صورته السمحة والمشرقة، والمتهم بتنفيذ الجريمة أحد رهبان الدير (بمشاركة راهب آخر حاول الانتحار). وكما اعتدنا مع كل مؤسسات وكيانات الدولة المصرية الكبيرة، فإن هناك مواءمات كثيرة توجه موقفها حين يخطأ أحد أبنائها، خاصة إذا كان هذا الخطأ هو جريمة قتل، وليس مجرد انحراف بسيط، كما أن الكنيسة تحكمها حسابات كثيرة منها حرصها على صورتها أمام الرأي العام، خاصة في ظل وجود بعض المتطرفين المسلمين، الذين سيحولون الجريمة الفردية إلى مناسبة للتعميم والإساءة للمسيحيين. يقينا وضع الكنيسة المصرية في ظل دولة قانون ومواطنه كاملة ومناخ عام متسامح سيكون أكثر راحة في التعامل مع أي أخطاء تحدث داخلها، والعكس صحيح ستكون شديدة الحذر والتردد في ظل شعورها، ومعها قطاع واسع من المسيحيين، بأن هناك من يستهدفهم. ولهذه الأسباب أو لبعضها أصبحت الثقافة السائدة داخل مؤسسات الدولة الكبيرة هي «التكتم» على الأخطاء وعدم إيصالها للرأي العام والتمسك بثقافة «كله تمام»، واعتبار كل من يعيش فيها ملائكة وليسوا بشرا، بينهم بالتأكيد خطاءون، ويكون الحساب عادة داخليا بعيدا عن الرأي العام، بل إن هناك مؤسسات تعتبر أن نشر أخطائها على الرأي العام إساءة لها ومحاولة لهدمها، وليس مجرد بداية لتصويب الأخطاء من خلال رقابة المجتمع والرأي العام. ورغم كل الأجواء غير المواتية للصراحة والشفافية في مصر، ورغم اعتياد المؤسسات والكيانات الكبرى في البلاد على اعتبار أي اعتراف بخطأ انتقاصا من هيبتها، إلا أن الكنيسة المصرية فعلت العكس واختارت بشفافية الاعتراف بخطيئة أحد أبنائها، بدون أي تلكؤ أو مراوغة. كان يمكن للكنيسة أن تقفل على الحادث وتبتعد عن وجع الدماغ، خاصة أن لها قنوات اتصال عديدة مع الدولة (مرئية وغير مرئية) تسمح لها بأن يكون الحساب على جريمة القتل بشكل سري وغير معلن، لكنها اختارت الخيار الأنزه والأسلم وقدمت كل المعلومات اللازمة للدولة، لكي يأخذ القانون مجراه. واتخذ البابا تواضرس، عقب الجريمة، قرارات جذرية، فوضع قواعد جديدة لتنظم شؤون الرهبنة، أبرزها وقف الرهبنة لمدة عام، وتجريد كل راهب يحول مكانه إلى دير بدون موافقة البطريركية، وعدم ظهور الرهبان الإعلامي، وعدم دخولهم في تعاملات مالية أو البقاء بدون سبب لفترات طويلة خارج الدير. لم تتردد الكنيسة لحظة في محاسبة المخطئ/ المجرم مهما كانت التحديات المحيطة، ومهما كان الثمن الذي يمكن أن تدفعه من صورتها أمام قطاع من الرأي العام، وهي رسالة لكل المؤسسات والكيانات بأن طريق الإصلاح يبدأ بالاعتراف بالأخطاء والعمل على مواجهتها وتصحيحها».

الإصلاح الثقافي والإصلاح الديني

رغم أن إعلان الدولة المصرية عن استراتيجية بناء الإنسان المصري كهدف استراتيجي لها، ورغم أن هناك خططا وجهودا تم بذلها على أرض الواقع في مجالي التعليم والصحة، فإنه يظل هناك سؤال معلق عن دور الثقافة في بناء الإنسان المصري، أو عن الدور الذي تصورته الدولة للثقافة في بناء الإنسان المصري إلى جانب التعليم والصحة.. لقد استمعت، كما يقول وائل لطفي في «الوطن»، بسعادة عظيمة في مؤتمر الشباب السادس للجلسات التي تحدث فيها وزيرا التعليم والصحة عن جهود الدولة المصرية لتطوير هذين المرفقين المهمين، ودورهما في بناء الإنسان المصري، لكننى كنت أنتظر جلسة ثالثة عن دور الثقافة في هذا البناء، وكنت أنتظر أن أرى وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، تشرح استراتيجية الثقافة المصرية في بناء الإنسان المصري، ومقاومة عوامل التجريف التي تعرّضت لها الشخصية المصرية طوال العقود الخمسة الماضية.. لكن شيئا من هذا لم يحدث، غابت الوزيرة وغابت الثقافة، رغم إدراكي بالطبع أن تطوير التعليم ينطوي في جزء منه على تطوير لثقافة الطلاب، لكنني أتحدث هنا عن الخدمات الثقافية التي تقدم لجموع المصريين، وليس للطلاب منهم فقط.. وما أقوله عن الثقافة أقوله عن إصلاح الخطاب الديني أو إصلاح الفكر الديني، كما أحب أن أسميه، إذ إنه بغير إصلاح الفكر الديني، يصبح من الصعب جدا أن نحلم بنهضة حقيقية ينطلق فيها هذا الشعب إلى آفاق المستقبل بدون أكياس رمل تكبل قدميه، وتمنعه من التحليق في سماوات التقدم، كما حلقت شعوب وأمم من قبله. إنني أعتبر الإصلاح الثقافي والإصلاح الديني، الساقين الغائبتين في عملية بناء الإنسان المصري، التي بدأتها الدولة المصرية، وأطالب بسرعة وضع استراتيجيات وخطط تسير في تنفيذها جنبا إلى جنب مع عمليتى تطوير الصحة والتعليم، بحيث يكون لدينا نتيجة ملموسة على الأرض في نهاية الفترة الرئاسية الثانية عام 2022.. هذا إذا أردنا أن نبنى إنسانا يكون ركيزة للنهضة، لا قنبلة موقوتة، تقاومها وتهدّدها من داخلها.. وعلى الله قصد السبيل».

نظرة ظالمة

يقضي الموظف في القطاع الخاص حياته متنقلا بين الشركات بحثا عن الأمان الوظيفي الذي يضمن له معاشا عندما يصبح عاجزا عن العطاء، على رأي عمرو جاد في «اليوم السابع»، وعبر تلك المسيرة تخصم الحكومة من راتبه لصالح التأمينات الاجتماعية، لتوفر له هذا المعاش، معادلة تبدو في ظاهرها متوازنة ومنصفة، بينما جوهرها لا يستطيع إقناع موظف متقاعد ينفق ثلثي معاشه على شراء الأدوية التي تبقيه على قيد الحياة، لأن نظام التأمينات في مصر يعتبر المعاشات «منحة» يجب أن يقبلها المواطن شاكرا، ويتعامل مع أصحاب المعاشات بوصفهم طاقات معطلة غير منتجة، مع عدم مراعاة تطورات السوق والتقلبات المالية عند إقرار زيادة في المعاشات، وتلك نظرة ظالمة تنتهي حينما تعود الحقوق لأصحابها بحسبة عادلة لقيمة العملة عند الخصم والمقارنة بقيمتها عند الصرف، وهذه أيضا تبدو نظرية مثالية في عدالتها لدرجة يستحيل معها التطبيق، لكن على الأقل نريد إعادة النظر في نظام المعاشات الحالي ليكون أقل ظلما».

الدوائر المغلقة

أما أكرم القصاص في «اليوم السابع» فيقول: مشكلة الصحة والعلاج في مصر مستمرة، وهناك محاولات دائمة لإصلاح المنظومة تنتهي إلى الحال نفسها، ونحن نتحدث عن البدء في تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل بعد سنوات من التعطل والتأخر، ويبدو السؤال الدائم «هل النقص هو في الإمكانات والأجهزة الطبية والأدوية أم في القوى البشرية من أطباء وتمريض؟»، ونظل ندور طوال سنوات في دوائر مغلقة. خلال العام الماضي، نظمت الأجهزة الرقابية، من رقابة إدارية ونيابة إدارية، حملات على مستشفيات وزارة الصحة، كشفت عن تسيب وإهمال وترهل.. ويومها كشفت حملات الأجهزة الرقابية أن المستشفيات التي تكلفت مئات الملايين، وتم تجهيزها وتزويدها بغرف عمليات، لا تعمل، بسبب غياب الأطباء والتمريض، وربما مديري هذه المستشفيات، وفي بعضها يتم نهب هذه المستلزمات باعتبارها «مال سايب». كل هذا وغيره يؤكد أن الصحة والعلاج في مصر لا يفتقدان إلى المال والإمكانات المادية.. لكن إهدار ما هو متاح من إمكانيات، وكشفت الحملات عن مبانٍ بمليارات، لكنها مغلقة.. وأجهزة حديثة في المخازن.. وأدوية تتسرب ولا تذهب للمرضى، فضلا عن غياب الأطباء في بعض الأحيان. وبالتالي فإن نظام الإدارة هو الذي يؤدي إلى الدائرة المغلقة، وعلى الرغم من أنه لا يمكن التعميم على الجميع، فهناك أطباء يقومون بدورهم، ومستشفيات تقدم ما تقدر عليه، وفي بعض الأحيان تقدم المستشفيات العامة والمركزية خدمات أفضل من التي تقدمها المستشفيات الخاصة. اللافت للنظر أنه لا يدور حديث حول أحوال العلاج والمستشفيات، إلا ونكتشف أن من يعملون في هذه المؤسسات يشكون من سوء توزيع الإمكانات والأجهزة الطبية. هناك مستشفيات عامة ومركزية فيها أجهزة أشعة مقطعية، ولا يوجد أطباء وفنيون لتشغيلها، والنتيجة أجهزة بملايين ملقاة بالمخازن. وبالتالي يبدو الضعف ليس في الإمكانات، لكن في الإهدار وعدم معرفة الإمكانات والاحتياجات بشكل واضح، فضلا عن غياب الرقابة والإدارة. لدينا مبانٍ بمليارات ولا يمكن لمريض أن يجد علاجا لدور برد أو يجري عملية زائدة أو لوز، ولا يجد مصاب في الحوادث إسعافا، ويضطر المرضى للبحث عن مستشفيات عواصم المحافظات أو المستشفيات الجامعية والقاهرة، وهو ما يشكل ضغطا على هذه المستشفيات، بينما تضيع مئات المليارات في الأرض، لأن مشكلة النظام الصحي ليست عجزا في الإمكانات، لكنها عجز في العقول، وإهمال، لا يتعلق بصغار الأطباء ولكن بالإدارة الغائبة وغياب القدرة على اتخاذ القرار. الصحة عندنا ليست فقيرة في الإمكانات، لكن المشكلة في الإهمال، والتسرب، والفقر في المتابعة والرقابة والإدارة».

المخابرات العامة وبرنامج القضاء

وإلى جهاز المخابرات العامة وبرنامج القضاء المصري الذي بدأه وحكي عنه في «المصري اليوم» رئيس تحريرها السابق محمد السيد صالح، إذ أشار في بابه الأسبوعي «حكايات السبت» إلى عشقه لأخبار الفلك والقضاء وارتباطه بعدد من رموزه وأضاف: «تبقى علاقتي بالدكتور علي صادق مؤسس البرنامج الفضائي المصري وكيل أول جهاز المخابرات العامة الأسبق، أيقونة هذه العلاقات، رجل صادق ومخلص لمبادئه ولدوره وللجهاز الذي عمل فيه، وشجعه لتأسيس برنامج الفضاء. والكلام يطول في هذه المسألة خاصة المتعلقة بالدور السلبي الذي لعبه البعض لإجهاض هذا الحلم الفضائي نهاية عصر مبارك، الذي يهمني هنا هو الإشارة إلى عودة الروح للبرنامج، ليس فقط بظهور قانون الفضاء، بل باعتماد اللائحة التنفيذية له من خلال لجنة شكلها الوزير وترأسها الدكتور علي صادق، هناك علاقات احترام وتقدير من صادق للوزير عبدالغفار يقول: «هو أياديه بيضاء على المشروع لم يقدم أحد من المسؤولين كل هذا الدعم لـ«الفضاء» منذ الخمسينيات من القرن الماضي أكثر الله من أمثال عبدالغفار» والحق أقول إن الوزير النشيط مدعوم بشكل أساسي في هذه المجالات البحثية والعلمية المرتبطة بالفضاء والفلك وبراءات الاختراع من المؤسسات السيادية، وعلى رأسها بالطبع مؤسسة الرئاسة، بقي فقط القول إنه لم يتم الاستقرار حتى الآن على موقع بديل للمرصد الجديد العملاق، بعد أن زحفت العاصمة الإدارية على مرصد القطامية الكبير. سألت الوزير عن «سانت كاترين» وهل استقر الأمر على بنائه هناك، فقال إن نسبة الإضاءة فيها مرتفعة ونفاضل بين أكثر من مكان في وسط وجنوب سيناء».

غلق قنوات المعلومات والأجواء السياسية والأمنية الخانقة تعلن موت الصحافة في مصر والنظام الصحي في تراجع مستمر

حسنين كروم

سجال تونسي حول أصل المثلية: ظاهرة فطرية أم مكتسبة؟

Posted: 26 Aug 2018 02:28 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: أثار باحث تونس سجالاً كبيراً على موقع «فيسبوك» بعدما اعتبر أن المثلية هي ظاهرة «مكتسبة» وليست «فطرية»، مشيراً إلى أن الله لا يمكن أن يخلق إنساناً ويوجهه نحو المثلية، و«إلا كان الخالق عابثاً»!
ودوّن الباحث سامي براهم على صفحته في موقع «فيسبوك»: «ماذا يعني أن تكون المثليّة خلقيّة؟»، وأجاب بقوله: «هذا يعني أنّ الخالق -الذي يفترض فيه التنزّه عن العبث يصدر عنه فعل يتّسم بالعبث! يخلق بشرًا ويجهّزه بكلّ المقوّمات البيولوجيّة للغيريّة ثمّ يوجّهه نحو المثليّة بشكل مضادّ للخصائص الغيريّة العضويّة التي أودعها فيه. يخلق له جهازًا تناسليًّا ومصنعًا لإنتاج مقوّمات الإخصاب، سواء كانت حيوانات منويّة أو بويضات، ثمّ يوجّهه لتعطيل هذه الوظيفة البيولوجيّة وإهدار هذه المقوّمات. يكيّف أعضاءه ويهيّئها لشكل من اللذّة ثمّ يوجّهه لأشكال أخرى مناقضة لما هيّأه له بيولوجيًّا. هذا الإله المُتَخَيَّل متناقض عابث ساديّ يتلذّذ بتعذيب مخلوقاته ووضعهم في أوضاع متناقضة. تنزّه الله عن العبث سبحانه وتعالى عمّا يصفون».
وتساءل الباحث نور الدين الغيلوفي بقوله: «ألا يمكن أن تكون ضربًا من التشوّه الخَلقيّ؟ الميول مسألة مخلوقة في الإنسان ولها صلة بالفيزيوجيا.. في مجتمعاتنا ليست المثلية أمرًا من الترف ولكنها نوع من الخلل، والخلل يحتاج معالجة ليعود إلى السلامة».
وأجاب براهم بقوله: «التشوّه الخلقي موجود في حالة الخنثى ويعالج جراحيًّا، في الحالات التي نتحدث عنها هناك وضع بيولوجيّ سويّ ووضع سلوكي مناقض للخصائص البيولوجيّة».
ورد الغيلوفي بقوله: «الخلل في الميول الطبيعية في حالة هؤلاء، والميول بدورها مخلوقة، صحيح أنّ الأمر ربما لدى الكائن الإنسانيّ وحده دون سواه ولكنّ انحراف الميل إذ يخرج عن الطبيعة ليس اختيارًا. وإنما يحاسب الإنسان على فعل يأتيه اختيارًا، أظنّ أن المسألة ملتبسة تحتاج نظرًا. أمّا سلوك قوم لوط فانحراف أخلاقي تحول إلى ظاهرة عامّة لافتة في المجتمع. مثل الربا في المسألة الاقتصادية».
وأضاف هاشم مجدوب: «هذا الطرح لا فائدة علمية أو دينية منه، لأن التشوهات الخلقية موجودة بكثرة في الأطفال، ومنها الإعاقات العميقة. لذلك أفضل عدم الزج بالذات الإلهية في الحوادث الطارئة على التوارث البيولوجي. من حقك أن ترفض للمثلية أي حقوق اجتماعية، لكن لا تدخل القضايا الإيمانية في ما هو خلقي. تعرفون أن غياب الحكمة في تشوه بعض الأطفال كان منطلقًا لعدم الايمان مطلقًا».
ورد براهم بقوله: «الموضوع لا علاقة له بالتشوّهات الخلقية، بل بالتناقض بين خصائص بيولوجيّة سويّة ونمط من السلوك مناقض لهده الخصائص»، مشيرًا إلى أن المثلية ظاهرة «مكتسبة، وهي تحويل للخصائص الطبيعية لأسباب وسياقات اجتماعية تستحقّ الدّراسة. المثلية ليست مرضًا، بل انحراف سلوكي إذا بدأ في فترة مبكّرة من العمر يصبح راسخًا ويصعب التحرّر منه إلا بجهد ذاتي كبير، مثل الإقلاع عن التدخين أو الخمر بالنسبة إلى المدمنين».
وكان عدد كبير من أنصار التيار الديني في تونس اتهموا لجنة الحقوق الفردية والمساواة بـ»التطاول على شرع الله» بسبب تقريرها الأخير الذي يتضمن عددًا من النقاط المثيرة للجدل، أبرزها المساواة التامة بين الرجال والنساء وبين جميع الأطفال بمن فيهم المولودون خارج إطار الزواج، فضلاً عن إلغاء تجريم المثلية وإسقاط عقوبة الإعدام وتجريم التمييز ورفع القيود الدينية على الحقوق المدنية.

سجال تونسي حول أصل المثلية: ظاهرة فطرية أم مكتسبة؟

حملة إسرائيلية متصاعدة على جيرمي كوربين ودعوة فلسطينية لمساعدته

Posted: 26 Aug 2018 02:27 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: بالتزامن مع حملة أوساط صهيونية في بريطانيا على رئيس حزب العمال جيرمي كوربين تصعد جهات إسرائيلية سياسية وإعلامية هجومها عليه واتهامه بـ « اللاسامية» وتعتبر بلوغه سدة الحكم فيها ضربة موجعة لإسرائيل، فيما يدعو أستاذ جامعي فلسطيني الفلسطينيين للانتصار له. ويكاد لا يمر يوم في إسرائيل بدون نشر « تحقيق « عن « عداء» كوربين لإسرائيل و لاساميته « ينبش ماضيه، وتصريحاته وكتاباته وزياراته ولقاءاته.
في تقرير موسع بعنوان « صافرة إنذار حمراء » شنت صحيفة « يديعوت أحرونوت « هجوما عنيفا على كوربين، وتقول بسخرية فيه إن « الاشتراكي الراديكالي» يضع باقة ورد على أضرحة « إرهابيين» تارة وتارة أخرى يلتقي قادة حركة حماس. وتحذر الصحيفة من أن الانتقادات الكثيرة على كوربين لا تمس فعلا باحتمالات انتخابه رئيسا للحكومة البريطانية في الانتخابات القريبة، مما يعني خسارة إسرائيل واحدة من أهم حليفاتها المركزيات. وتشير « يديعوت أحرونوت « إلى أن كوربين يستبدل « خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي « في صدارة نشرات الأخبار في بلاده، وتزعم أنه تحول من رمز لقيادة ضعيفة لرمز لـ « كراهية قديمة جدا «.

لاسامية كزخات المطر

وضمن هجومها على كوربين تستحضر « يديعوت أحرونوت « كما بقية وسائل الإعلام الإسرائيلية أو اليهودية في بريطانيا صورا نشرتها « ديلي ميل « له خلال زيارته لتونس وهو يضع باقة ورد تخليدا لذكرى الفدائيين الفلسطينيين منفذي عملية ميونيخ عام 1972. وضمن حملتها عليه تقول إنه نفى بداية مشاركته الفعالة بالاحتفالية في تونس، لكنه ما لبث إن قال إنه شارك بحفل استذكار ضحايا الهجمات الإسرائيلية عام 1985 وإنه لا يذكر أنه وضع باقة ورد». كما تتهمه بالكذب وتزعم أنه تحدث في أحد مقالاته عن لقاء جمعه في 2010 برئيس حماس وقتها خالد مشعل في غزة، وتنوه بأن الأخير أقام في دمشق. كما تستذكر كتابته مقالا حول انطباعاته بعد زيارة غزة نشرته صحيفة « مورننغ ستار « دعا فيه لمحاكمة القادة الإسرائيليين ممن شاركوا في تنفيذ جرائم حرب. وضمن محاولة شيطنته تقول « يديعوت أحرونوت « إن كوربين التقى في الدوحة عام 2012 مع بعض محرري صفقة « وعد الأحرار « منهم حسام بدران القائد العسكري السابق لحركة حماس في الضفة الغربية والمسؤول عن سلسلة عمليات دموية خلال الانتفاضة الثانية ،علاوة على لقائه بخالد مشعل وعبد العزيز عمر الناشط العسكري في حماس. وتحمل عليه لنعته قادة حماس بـ« إخوتي»، ساخرة من توضيح ناطق بلسانه بأن هذا مصطلح متداول يهدف لاحترام الرجال العرب والمسلمين. وتتهمه الصحيفة بتأجيج التصريحات والأجواء « اللاسامية « داخل حزب العمال البريطاني، وتقول إن زخات منها تهطل على رؤوس البريطانيين أكثر من زخات المطر في الصيف البريطاني. كما تتهمه بشطب بعض مبادئ نص تبناه حزبه لتعريف « اللاسامية « تبنته 31 دولة حتى الآن. وتتابع « بتشجيع من كوربين تم إخفاء المبادئ اللاسامية في النص والمتعلقة بإسرائيل : مقارنة إسرائيل بألمانيا النازية،اتهام اليهود بالولاء الكبير لإسرائيل أكثر من ولائهم لبريطانيا والزعم بأن إسرائيل تجسيد لعمل عنصري». بعد ذلك صرح كوربين أنه مستعد لتبني نص أشمل، لكنه أوضح أنه لن يتنازل عن النقد الشديد الموجه لإسرائيل ولقصفها مواقع في غزة. وما لبث أن تبادل التهم مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في تغريدات على تويتر وخلال ذلك قال كوربين ردا على نتنياهو الذي أدان تصريحاته وانتقاداته « ما يتطلب الإدانة هو قتل 160 فلسطينيا في غزة على يد إسرائيل بينهم عشرات الأطفال». وضمن استعادة سيرته قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة أمس إن من بين أصدقائه من هم لا ساميين، وإنه دعا لعدم الاعتراف بإسرائيل خلال مظاهرة تمت في لندن خلال الانتفاضة الثانية رفعت فيها صور هتلر. كما زعمت الإذاعة أن كوربين عضو في مجموعة أصدقاء في الفيسبوك يبدون مواقف وآراء لاسامية مثيرة للخجل. الإذاعة التي انضمت لحملة تهويش إسرائيلية تضمنت مضامين دعائية زعمت أن كوربين دعم فنانا رسم رسومات لاسامية حول سيطرة اليهود على العالم وذلك تحت غطاء « حرية التعبير».

ضربات استباقية

كما انضمت صحيفة « معاريف « للحملة الإسرائيلية التي تهدف للمساس بشعبية كوربين وممارسة الضغط عليه كي يبدي نقدا أقل حدة ضد الاحتلال في نوع من الضربات الاستباقية، وقالت في تقرير نشرته في عدد نهاية الأسبوع إن التاريخ ينظر بابتسامة ساخرة. وتابعت « بشكل تقليدي كان حزب العمال البريطاني مناصرا لإسرائيل منذ دعم وعد بلفور عام 1917 وحتى مواقف توني بلير في السنوات الأخيرة. والآن يتساءلون في بريطانيا كيف لشخص لا يرغب باللاسامية داخل حزبه يستطيع أن يقف على رأس واحدة من أكبر دول الغرب ؟». وضمن محاولة تسويد صفحة كوربين تقتبس الصحيفة من عضو البرلمان البريطاني جوان راين، التي ينسب اليها الهجوم عليه، بقولها إنه بدلا من انشغال المعارضة بمهاجمة موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فإنها تنشغل بالرد على تفاصيل جديدة من سيرة رئيسها عندما كان في هامش الهامش. وتابعت « هذه مأساة وأزمة أخلاقية كبيرة «. ونسب لراين وهي رئيسة منتدى أصدقاء إسرائيل داخل حزب العمال قولها إنه منذ انتخاب كوربين رئيسا للمعارضة فإن أجواء اللاسامية داخل الحزب بحالة ازدهار. وتابعت « نحن في حزب العمال الذين طالما حاربنا العنصرية وناصرنا حق إسرائيل بالعيش في أمن وسلام نجد أنفسنا في مواجهة تصريحات تنفي حقها بالوجود».
يشار إلى أن كوربين عقب على مثل هذه الانتقادات بالقول إن الصهاينة على ما يبدو لا يفهمون روح الفكاهة والسخرية البريطانية. كما هو متوقع خرج الصحافي الإسرائيلي غدعون ليفي عن السرب الصهيوني وقال إن كوربين ضحية. في مقال نشرته صحيفته « هآرتس « اعتبر ليفي أن كوربين قائد يساري نموذجي قاتل طيلة حياته من أجل قيم آمن بها.
وتابع « بالنسبة للإسرائيليين فهو مخلوق غريب من الفضاء ومنذ فترة بعيدة لم نر كوربين إسرائيليا على رأس المعارضة في إسرائيل أو من يصل حتى لمنتصف قدمه. كوربين رجل شجاع صوت 553 مرة في البرلمان ضد موقف حزبه ومع ذلك نجح باحتلاله، فقد عارض الحرب على العراق وناهض السلاح النووي ورفض النفوذ البريطاني في إيرلندا الشمالية وكان فعالا في منظمة « أمنتسي « ضد أوغستو بينوشيه واعتقل في المظاهرات ضد الأبرتهايد في جنوب افريقيا. مع ضمير حي وشجاعة كالتي لديه هو لا يستطيع أن يصل لدينا لأي موقع».

لا تنسوا هذا الرجل الشجاع

في هذا السياق كان أستاذ الفلسفة في جامعة القدس البروفيسور سعيد زيداني قد دعا الفلسطينيين خلال فترة العيد لمساندة كوربين، وقال في حسابه على الفيسبوك :«وانتم تؤدون صلاة العيد، لا تنسوا، أيها الفلسطينيون، هذا الرجل النزيه والشجاع الذي يتضامن معكم. ولأنه يناصركم، تتهمه حكومة اسرائيل اليمينية، كما يتهمه الصهاينة من بين يهود بريطانيا، باللاسامية ( وهو منها براء)، ويحاولون إنزاله من قيادة حزب العمال، والذي يتزعمه منذ 2015 ».
وأكد أن كوربين رجل نزيه وشجاع يدين العدوان الاسرائيلي المتواصل وكذلك الحصار على قطاع غزة، يؤيد قيام دولة فلسطينية حقيقية وعاصمتها القدس العربية وينادي بمقاطعة منتوجات المستوطنات غير القانونية، يعتبر ان قانون القومية يؤسس لنظام فصل عنصري، وهو من الأنصار البارزين لحملة التضامن مع الشعب الفلسطيني، ومنذ زمن بعيد، ولعب دورا قياديا في الحملة لمقاطعة نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا في حينه وله مواقف شجاعة ومشرفة أخرى ذات علاقة. فلا تنسوه في صلاتكم وبعدها ».

حملة إسرائيلية متصاعدة على جيرمي كوربين ودعوة فلسطينية لمساعدته

وديع عواودة

قيادة الفصائل تدعو لتشكيل «لجان حراسة» لصدّ المستوطنين والاحتلال يشنّ مداهمات ويعتقل مواطنين ويصادر معدات

Posted: 26 Aug 2018 02:27 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: في سياق الجهد الشعبي للتصدي لهجمات الاحتلال والمستوطنين، طالبت قيادة القوى الوطنية والإسلامية بتشكيل «لجان حراسة وحماية شعبية»، لحماية القرى والبلدات الفلسطينية من الهجمات المتكررة، في الوقت الذي واصلت فيه قوات الاحتلال حملات الدهم والاعتقال الليلية.
ودعت القوى الفلسطينية إلى تشكيل لجان الحراسة ولجان الحماية الشعبية لـ «مواجهة قطعان المستوطنين»، في ظل تصاعد الاعتداءات اليومية على القرى والبلدات والمواطنين، وشددت على ضرورة التصدي لهذه الاعتداءات بـ «كل الإمكانات المتاحة».
جاء ذلك عقب سلسلة هجمات شنها مستوطنون على مناطق متفرقة في الضفة الغربية، أسفرت عن إصابة العديد من المواطنين، وتخريب الكثير من ممتلكاتهم، بما فيها قطع أشجار مثمرة، من أجل الاستيلاء على الأراضي لصالح المشاريع الاستيطانية.
وأدانت القوى كذلك إجراءات الاحتلال في القدس المحتلة و»حملات الاستيطان المسعورة» والمحاولات الجارية للمس بالوضع القائم في المسجد الأقصى، تمهيدا للتقسيم الزماني والمكاني، وأكدت أنه لا يحق الصلاة في المسجد لغير المسلمين.
ودعت للمشاركة في الاعتصامات الداعمة للأسرى في سجون الاحتلال، وخاصة المضربين منهم عن الطعام، أمام الصليب الأحمر.
كما دعت لأوسع مشاركة في إسناد سكان الخان الأحمر رفضا لسياسات «التطهير العرقي»، في ظل مخططات الاحتلال لهدم المكان وتشريد سكانه، ودعت لإقامة صلاة الجمعة المقبلة في خيمة الاعتصام المقامة هناك، ودعت كذلك لاستمرار المسيرات الداعمة لصمود التجمعات البدوية، التي تمثل بوابة القدس الشرقية.
جاء ذلك في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال هجماتها ومداهماتها للمناطق الفلسطينية، والتي تخللها اعتقال عدد من المواطنين.
واعتقلت قوات الاحتلال أربعة مواطنين من بلدة العيسوية في مدينة القدس المحتلة، وذلك بعد أن شهدت البلدة مواجهات ضد قوات الاحتلال، خاضها الشبان الذين تصدوا لحملة المداهمة.
وكانت سلطات الاحتلال أخلت قبل ذلك سبيل أربعة من موظفي لجنة الإعمار التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، بشرط الإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك لخمسة عشر يوما، كما قررت منع الشاب المقدسي محمد الحموري من دخول المسجد الأقصى لمدة 15 يوما.
واقتحم عشرات من المستوطنين المتطرفين يوم أمس باحات المسجد الأقصى المبارك، وسط حراسة مشدّدة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، حيث تعمدوا القيام بجولات استفزازية.
كما اعتقلت قوات الاحتلال أربعة مواطنين من محافظة الخليل، بعد تفتيش منازلهم والعبث بمحتوياتها، وتم نقلهم الى مستوطنة «كرمي تسور» ومعسكر عصيون .
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال داهمت بلدة حلحول شمال الخليل، واعتقلت من هناك أيضا أحد الشبان، بعد مداهمة منزل العائلة. ونصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي حاجزا عسكريا بالقرب من مستوطنة «شافي شمرون» المقاومة على أراضي المواطنين شمال غرب مدينة نابلس، ما أدى إلى عرقلة تحركات المواطنين على الطريق الواصل بين مدينتي جنين ونابلس.
وقامت قوات الاحتلال خلال العملية بإيقاف مركبات المواطنين، وتفتيشها والتدقيق في هويات المارة، مما تسبب بأزمة مرورية في المكان.
وفي سياق قريب قامت قوات الاحتلال بالاستيلاء على معدات بناء في منطقة «مسافر يطا» جنوب الخليل، وقامت خلال العملية بتصوير مساكن المواطنين المقامة من الصفيح، وذلك في سياق القبضة التي تفرضها إسرائيل على تلك المنطقة ضد السكان، حيث تحرمهم من ممارسة حياتهم الطبيعة في أراضيهم ومراعيهم، وتهدم أي توسعات سكنية او خيم في المنطقة.
كذلك صادرت قوات الاحتلال جرافة خلال مداهمات في محيط الجامعة العربية الأمريكية شرقي مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وقال سكان من المنطقة إن جنود الاحتلال رفعوا الجرافة المصادرة على شاحنة كبيرة ثم غادروا المنطقة، دون توضيح أسباب مصادرتها.
وسلمت كذلك قوات الاحتلال إخطارا بهدم منزل عائلة أبو حميد في مخيم الأمعري وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، بذريعة تنفيذ أحد سكان المنزل عملية أدت إلى مقتل جندي قبل ثلاثة شهور.
وقالت قوات الاحتلال ان فلسطينيين القوا عبوة محلية الصنع على موقع تابع للجيش بالقرب من البيرة، من دون وقوع إصابات أو أضرار. وزعم بيان لجيش الاحتلال أنه خلال عمليات الدهم والتفتيش في منازل المواطنين في بلدة عناتا قضاء القدس تم العثور على أسلحة.

قيادة الفصائل تدعو لتشكيل «لجان حراسة» لصدّ المستوطنين والاحتلال يشنّ مداهمات ويعتقل مواطنين ويصادر معدات

روحاني يدعو أمير قطر لحضور القمة الثالثة لمنتدى الحوار الآسيوي في طهران تشرين الأول المقبل

Posted: 26 Aug 2018 02:26 PM PDT

الدوحة «القدس العربي»: تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأحد، دعوة رسمية من الرئيس الإيراني حسن روحاني للمشاركة في القمة الثالثة لمنتدى الحوار الآسيوي (ACD) التي تستضيفها إيران في شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وجاء الدعوة خلال اتصال أجراه أمير قطر مع الرئيس الإيراني، تبادلا خلاله التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك، كما جرى استعراض العلاقات الثنائية وآفاق تعزيزها، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، حسب ما نقلته وكالة الأنباء القطرية (قنا).
وخلال الاتصال، وجّه الرئيس روحاني لدعوة للأمير تميم لحضور القمة الثالثة لمنتدى الحوار الآسيوي (ACD) التي تستضيفها إيران في تشرين الثاني المقبل. ولم يورد بيان الوكالة ما إذا كان أمير قطر قد أكد حضوره للمنتدى.
ويعدّ منتدى حوار التعاون الآسيوي (ACD) منظمة حكومية دولية تم إنشاؤها في 18 حزيران/ يونيو 2002 لتعزيز التعاون الآسيوي على مستوى القارة، والمساعدة في إدماج منظمات إقليمية منفصلة مثل آسيان ورابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي و‌مجلس التعاون الخليجي و‌الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي.
وتأتي دعوة الرئيس الإيراني لأمير قطر لزيارة طهران لحضور المنتدى، في الوقت الذي تشهد علاقات البلدين تطوراً لافتاً، حيث توّجت الاتصالات بين قيادتي البلدين، بتطبيع العلاقات الدبلوماسية، وعدة السفير القطري إلى طهران، كخطوة عكست التفام القائم بين البلدين.
وخلال الأسبوع الجاري، أعلن مساعد رئيس مؤسسة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية، عن طلب قطر، بزيادة حركة الملاحة البحرية بين مينائي بوشهر جنوبي إيران وحمد القطري.
وأوضح هادي حق شناس في تصريح السبت، أن قطر كانت قبل «الحظر» السعودي الإماراتي، توفر بضائعها من هاتين الدولتين، لكنها طلبت الآن زيادة الحركة الملاحية عبر الخطوط البحرية مع إيران لتعزيز التجارة بين البلدين، حسب وكالة أنباء فارس. وأكد أنه نظراً للحظر الإماراتي والسعودي، فقد تم ابلاغ الجانب القطري امكانية الافادة من ميناء بوشهر لتنفيذ عمليات تصدير واستيراد البضائع، وعملياً تم تنفيذ جزء من هذه العمليات، حيث يجري ترانزيت المنتجات الزراعية عبر ميناء بوشهر إلى ميناء حمد القطري.
ونوّه مساعد رئيس منظمة الموانئ والملاحة البحرية، أنه يمكن نقل البضائع العابرة من تركيا ودول الجوار الأخرى إلى موانئ قطر باستخدام خطوط الملاحة المناسبة من ميناء بوشهر الإيراني.
ومنذ بدء الحصار المفروض على قطر في الخامس من حزيران/ يونيو 2017، زاد التقارب القطري الإيراني، بفضل الموقف الإيجابي الذي أبدته طهران، حيث كانت من أوائل الدول التي أعلنت دعمها لدولة قطر في وجه الحصار، ولم تتأخر في تسهيل حركة النقل البحري للسفن الدولية التي كانت تحمل السلح والبضائع باتجاه قطر، في وقت أغلقت دول الجوار الخليجي حدودها البرية والبحرية والجوية في وجه قطر.
وعلى الرغم من ضغوط دول الحصار لمحاولة عزل قطر عن ومحطيها، وإجبارها على قطع علاقاتها مع إيران، عرفت الدوحة كيف تحافظ على دبلوماسية واقعية في التعامل مع الجار الإيراني، على الرغم من الاختلافات في بعض المواقف السياسية بين البلدين.
ورفضت قطر بشدة مطالب دول الحصار بفك قطر علاقاتها مع إيران، في وقت تستمر الإمارات العربية المتحدة في تشبيك علاقاتها التجارية مع طهران التي تعدّ شريكها التجاري الأول.
وكان أمير قطر أعرب عن شكره للرئيس الإيراني على موقف بلاده من الحصار المفروض على قطر ومساهمتها في التخفيف من آثاره الاقتصادية، لاسيما من خلال فتحها لمجالها الجوي والبحري، خلال اتصال هاتفي بين الزعيمين شهر آذار/ مارس الماضي، بمناسبة حلول شهر رمضان.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري في أحد تصريحاته، معلقاً على علاقات بلاده بطهران: «تعاوننا التجاري مع إيران أقل من تعاونها مع السعودية والإمارات. لدينا اختلافات سياسية وخلافات حول قضايا إقليمية مع إيران، وهي دولة في جوارنا ولنا حقل غاز معها، وحدود مشتركة وتعاون تجاري أقل من 10 ٪ مقارنة بالشراكة بين إيرالن والإمارات التي تتعاون مع طهران بنسبة 96 ٪. كما أن المملكة العربية السعودية أيضا لها علاقات تجارية مع إيران».

روحاني يدعو أمير قطر لحضور القمة الثالثة لمنتدى الحوار الآسيوي في طهران تشرين الأول المقبل

إسماعيل طلاي

نصرالله يهدد من يربطون تأخير تشكيل الحكومة اللبنانية بالمحكمة الدولية: لا تلعبوا بالنار

Posted: 26 Aug 2018 02:26 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : اختار حزب الله مدينة الهرمل لاحياء الذكرى السنوية الاولى لتحرير الجرود الشرقية في مهرجان أطلق عليه تسمية «شموخ وانتصار» ، وأطلّ الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله مؤكداً في كلمته على «أن هذا النصر صنعته المعادلة الذهبية الثلاثية وهي «الجيش والشعب و المقاومة «»، وسأل « ماذا لو انتصر تنظيم «داعش» أو « جبهة النصرة « أو غيرهما في سوريا أو العراق ، وما هو مصير المنطقة والخليج و لبنان كلّ لبنان؟ وما هو مصير كلّ الشعب اللبناني ومن كانوا يراهنون ويعلّقون الآمال على انتصار هذه الجماعات في سوريا؟».
واضاف « لو أنّ إمارة «داعش» تمدّدت إلى بعلبك والهرمل، ماذا كان سيكون حال الناس في هذه المناطق؟».
وتحدث نصرالله عن « الاحتضان الشعبي لخيار محاربة الإرهاب»، ولفت إلى « أن السفارة الأمريكية قامت باستطلاعات لم تقم بنشرها، تبيّن أنّ الكثير من قواعد الأحزاب الّتي تكنّ لنا العداء كانت معنا في محاربة الإرهاب، أما في بيئة المقاومة فحدّث ولا حرج عن هذا الاحتضان القوي والكبير».
وقال « بالرغم من ارتباك الحكومة السابقة، لكن الجيش بالحدّ الأدنى أخذ الوضع الدفاعي وأثبت بطولة وحضورًا وتضحيات وقدّم شهداء، إلى أن تغيّر الوضع الرسمي وشُكّلت حكومة جديدة واجتمع مجلس الدفاع الأعلى واتّخذ القرار بتنفيذ عملية «فجر الجرود»، ودخل الجيش وأثبت أنّه قادر على إلحاق الهزيمة بالإرهابيين والتكفيريين».

ترامب في خطر

وكشف أنه « قبل عام عندما أخذ مجلس الدفاع الأعلى القرار بمعركة الجرود، طلب الأمريكيون من الجيش اللبناني تأجيل المعركة مع «داعش» وهدّدوا بقطع المساعدات. وعندما يقول الامريكيون إنّهم ألحقوا الهزيمة بـ»داعش» فهم يكذبون، بل من هزم «داعش» هم الّذين قاتلوا «داعش» فعلًا، مبيّنًا أنّ «الأمريكيين كانوا يدعمون «داعش» بالسلاح عبر مروحيّاتهم»، مضيفاً « أمريكا لا تفكّر بمصالح أحد في المنطقة على الإطلاق، ومن يرهنون مصيرهم بأمريكا عليهم مراجعة التاريخ: إبدأوا بفييتنام وصولًا للشاه، الّذي بلحظة عندما ضعف تخلّت عنه ولم تعطه فيزا للعلاج لديها «.
ورأى أن «ترامب شاعر بالخطر في الولايات المتحدة، وإذا سقط ترامب نعتبر أنّ ملفات نتنياهو ستفتح على مصراعيها، وبن سلمان لا يعرف نفسه أين يذهب ويذهب ببلده».
وفي الشق الداخلي قال نصرالله « بعد الإنتخابات النيابية يقولون إنّ لبنان بات يحكمه «حزب الله» ولا يتّخذ أي قرار دون موافقة الحزب. طبعًا هذا كان يُقال في السابق وبعد الإنتخابات أصبح أقوى، لكنّهم يكذبون ويعلمون ذلك. فهذا الكلام هدفه تحميل «حزب الله» مسؤوليّة كلّ الأوضاع القائمة في لبنان، وكلّ الوضع في البلد والفساد والترهل والتباطؤ والخلافات السيالسية لتشويه صورتنا أمام العالم وتيئيس شعبنا»، مشيرًا إلى «أنّنا أقلّ قوّة سياسية لديها نفوذ في الدولة. نحن بتواضع أكبر حزب سياسي نعم، ولكن أقلّ حزب سياسي يُمارس سلطة في لبنان ومستوى تدخّلنا في القضايا الّتي تتعلّق في الدولة اقلّ ممّا يكون.ومنذ انتخاب فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيسًا يُقال إنّ رئيس الجمهورية ينفّذ سياسة «حزب الله» الّتي تُملى عليه، لكنّهم يكذبون ويعلمون إنّهم يكذبون وهذا الكلام لا أساس له، والعلاقة بين «حزب الله» والرئيس عون هي علاقة ثقة واحترام متبادل ولا أحد يُملي توجّهاته على الآخر وهذا الكلام من اجل استهداف الرئيس عون و»التيار الوطني الحر» والقول إنّه يعمل لـ»حزب الله «.
وفي مسألة تشكيل الحكومة،إعتبر الامين العام للحزب أن « الوقت يضيق.لكن البعض يقول إنّ حكومة رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي وحكومة رئيس الوزراء الأسبق تمام سلام أخذت سنة حتّى تشكّلت، لكن لا يمكن أن نقيس ونقول إنّ الحكومات السابقة أخذت سنة فلتأخذ هذه الحكومة سنة»، موضحًا «أنّنا لا نريد من أحد أن يضع عقبات جديدة أمام الحكومة، والحديث عن العلاقة مع سوريا والبيان الوزاري فلنؤجله إلى ما بعد تشكيل الحكومة»، جازمًا أنّ «مصلحة لبنان هي بعودة النازحين بكرامة وأمان « داعياً إلى النقاش في كيفية الافادة من فتح معبر نصيب بين سوريا والأردن.
ورأى أنّ «بعد الحرب في سوريا، الإستحقاق الّذي سيكبر هو الاستحقاق الأمني وليس العسكري»، وسأل «ألا نحتاج للتنسيق الأمني؟ فلنجلس ونتناقش».

إشارات

وتوقف نصرالله عند ما « قيل في وسائل إعلام ومن صدور إشارات من جهات مسؤولة لم نعلّق عليه سابقاً «.وقال « بعض أوساط 14 آذار في مقالات أو مقابلات تقول إنّ السبب الحقيقي لتأجيل تشكيل الحكومة ليس الأحجام الّتي هي حجج لتأجيل التشكيل، بل السبب أنّ في أيلول المحكمة الدولية تريد أن تصدر قرارها وهناك وضع مستجدّ في البلد سيبنى عليه وسيكون هناك شيء دراماتيكي سيُبنى عليه»، مؤكّدًا أنّ «هذه المحكمة لا تعني لنا على الإطلاق وما يصدر عنها لا قيمة لها بالنسبة لنا ولا نعترف بها ولا نعتبرها جهة ذات صلة، وللذين لم يراهنون على ذلك، نقول: لا تلعبوا بالنار».
ودعا « إلى الصبر والتحّمل والانتباه من أي شيء خصوصًا بعد تطوّرات المنطقة»، قائلاً « الجماعة وصلوا إلى قناعة بأنّ حلًّا عسكريًّا مع «حزب الله» غير يمكن في الداخل، ولا أعتقد أنّ أحدًا يريد ذلك رغم أنّه كانت هناك محاولة سبهانية»، موضحًا أنّ «إسرائيل تستهيب الحرب والأمريكيين يقاتلون بالوكالة. بالإغتيالات قتلوا خيرة قادتنا ولكن دماء القادة أعطت قوة هائلة لـ»حزب الله»، ووصلوا إلى نتيجة أنّ الحل هو إسقاط «حزب الله» في بيئته، ولكن بيئة الحزب تثق بنظافته رغم الشائعات الّتي يلصقونها به.من ثمّ قرّروا الضغط علينا مالًّيا حيث يظنّون انّنا نوزّع مالًا على كلّ الناس، وهم يتصوّرون انّنا إذا ضغطنا ماليًّا، فستبتعد البيئة عنه ظنًّا منهم أنّ عناصر «حزب الله» هم مرتزقة كجنودهم وعملائهم»، مشدّدًاً على أنّ «هؤلاء الشباب مؤمنون مجاهدون حسينيون، لم يذهبوا إلى هذه الميادين من أجل راتب أو شيء آخر».
وختم «لا يجوز بعد صبركم أن تسمحوا لأحد بأن يغيّر قناعاتكم»، مشدّدًا على أنّ «التآزر هو أهمّ ردّ على العقوبات الأمريكية».

نصرالله يهدد من يربطون تأخير تشكيل الحكومة اللبنانية بالمحكمة الدولية: لا تلعبوا بالنار
استنكر في «مهرجان تحرير الجرود» مقولة أن «حزب الله» يحكم لبنان
سعد الياس

موريتانيا: المعارضة تحتج على تصريح للرئيس تضمن عزمه البقاء في الحكم

Posted: 26 Aug 2018 02:26 PM PDT

نواكشوط- «القدس العربي»:احتجت المعارضة الموريتانية أمس على «إفصاح الرئيس محمد ولد عبد العزيز في خطاب سياسي أمام مناصريه في مدينة روصو جنوب موريتانيا عن إشارات تشير لعزمه تعديل الدستور من أجل البقاء في السلطة أخرى».
وأكدت في بيان وزعته أمس تزامنًا مع الحملة الانتخابية المشتعلة حاليًا في عموم موريتانيا تمهيدًا لانتخابات الأحد المقبل «أن الرئيس أفصح عن الهدف الحقيقي من الحملة المحمومة التي يقوم بها، حسب تعبيرها، وذلك بقوله «إن تحقيق المأمورية الثالثة يتطلب أغلبية في البرلمان تمكن من تمرير التعديلات الدستورية».
ونفى رئيس حزب الاتحاد الحاكم في تغريدة «تويترية» على حسابه ما ورد في بيان المعارضة، وأكد أنه كلام غير دقيق المرة»، بينما اعتبر أنصار الرئيس في ردود أخرى على المعارضة «أن من حق الرئيس وحزبه البحث عن تحقيق هذه الأغلبية خلال الانتخابات المقبلة، حيث لا يمنعه من ذلك أي مانع لا دستور ولا قانون».
وأوضحت المعارضة «أن كشْف من سمته رأس النظام عن نواياه الحقيقية المتمثلة في الاستمرار في اختطاف السلطة- يحول رهان الاستحقاق الحالي من انتخابات نيابية عادية إلى معركة فاصلة من أجل إنقاذ البلد وتأمين مستقبله».
ودعت في بيانها «الموريتانيين والموريتانيات ليعوا مسؤولياتهم في هذه الاستحقاقات المصيرية، وليحبطوا المخطط الجهنمي الذي يعمل له رأس السلطة من أجل الاستمرار في ارتهان مصائرهم وثرواتهم».
ودعت المعارضة «جميع القوى السياسية الوطنية، من أحزاب وتجمعات شبابية ومجتمع مدني ومدونين وشخصيات وقادة رأي، إلى أن يتضامنوا ويجعلوا مصلحة البلد فوق كل الاعتبارات، ويعملوا بجد وحزم من أجل إنقاذ البلد في هذا المنعطف الحاسم من خلال هزيمة لوائح الاتحاد من أجل الجمهورية (الحاكم)».
وأكدت المعارضة «أنها تضع من يساندون المشروع المدمر لرأس النظام أمام مسؤولياتهم التاريخية والأخلاقية وما قد يترتب على مواقفهم من نتائج وخيمة على البلاد والعباد». وانتقدت المعارضة العشرية الأخيرة التي تولى الرئيس محمد ولد عبد العزيز الحكم فيها مؤكدة «أن موريتانيا عرفت خلال حكم هذا النظام أسوأ فترات تاريخها»، مضيفة «أن فترته كانت حقبة طغيان الحكم الفردي، وانتكاسة المسلسل الديمقراطي، واحتقار القانون، وامتهان وإذلال المواطن، ونهب الخيرات الوطنية دون خجل، وتفليس الشركات الوطنية، وإفقار المواطنين وإثقال كواهلهم بالضرائب وارتفاع الأسعار، وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية، وفساد الإدارة، وتهديد الوحدة الوطنية بإذكاء النعرات العرقية والقبلية والشرائحية، وتحول الطرق الوطنية إلى حفر ومطبات تحصد الأرواح ويتلف الممتلكات، والإثراء الفاحش لرأس النظام وحاشيته القريبة عن طريق العمولات والرشوة والاستحواذ على الأراضي والعقارات». «ذلكم، تقول المعارضة الموريتانية، هو الوضع الذي يدعو رأس النظام إلى استمراره من خلال الدعوة للتصويت للوائح حزبه، حزب الاتحاد من أجل الجمهورية». «لقد اكتوى الموريتانيون، تضيف المعارضة، بنار هذا النظام ولن يقبلوا بعودته، خاصة وأن دستور البلاد يحظر على رأس النظام الترشح لمأمورية ثالثة، كما أنه هو قد صرح مرارًا أمام الرأي العام الوطني والدولي بعدم نيته التقدم لمأمورية جديدة». وشددت المعارضة في بيانها التأكيد على «أن هزيمة لوائح حزب السلطة تعني الوقوف في وجه مخطط رأس النظام الرامي إلى استمرار حكم التسلط والتفقير والفساد وما يقود إليه من مخاطر الانسداد السياسي وعدم الاستقرار والقلاقل، كما تعني انتصار الانتقال الديمقراطي والسلمي للسلطة طبقًا لمقتضيات الدستور وما يضمنه هذا الانتقال السلس من سلم اجتماعي ووفاق وطني، وما يفتحه من آفاق واعدة تجنب البلد المخاطر التي عصفت ببلدان كثيرة بسبب تسلط قادتها وتشبثهم بالسلطة وحبهم الأعمى للثروة».
وبينما يجري هذا التنابز السياسي انشغل الكتاب والمعارضون بمجريات ونتائج وانعكاسات الانتخابات التي ستشهدها موريتانيا مطلع سبتمبر المقبل، حيث تتوزع قوائم الأحزاب المشاركة فيها بواقع 1559 قائمة للانتخابات البلدية، و161 قائمة جهوية فيما بلغ عدد القوائم المتنافسة في الانتخابات النيابية 528 قائمة على مستوى المقاطعات، و97 قائمة وطنية و87 قائمة للنساء. وأكد الكاتب الإعلامي الناشط في الموالاة محمد الشيخ سيدي محمد في مقال بعنوان «الرئيس هو البوصلة»، «أن انتخابات 1 سبتمبر2018 ستقول كلمتها الفصل، فالرئيس باق بناخبين جدد، وبسياسيين جدد، وبأحزاب ولو لم تكن أحزابًا جديدة مئة في المئة». ودعا المدون النشيط محمد الأمين الفاضل، المحسوب على المعارضة، في رسائل وجهها للناخب الموريتاني أمس إلى «معاقبة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية بالتصويت ضده، فترشيحات هذا الحزب لم تخضع لأي منطق، فلا هي كانت بالترشيحات السياسية التي تعطي الأولوية للقيادات الحزبية، ولا هي كانت بترشيحات من أجل المواطن ومصلحته، بل على العكس فقد كانت ضد مصلحة المواطن، وشكلت في مجملها إساءة إلى هذا المواطن». وأضاف الكاتب: «إن الرئيس محمد ولد العزيز تحدث تلميحًا وتصريحًا بأن من يريد ولاية ثالثة عليه أن يصوت لمرشحي الحزب الحاكم، ولذا فإن الانتخابات المقبلة ستكون بين من يريد ولاية ثالثة ومن يقف ضدها، ومن هنا يكون من واجب كل من يخاف على مستقبل بلاده أن يصوت ضد الحزب الحاكم، فالتصويت للحزب الحاكم يعني تشريع ولاية جديدة، وتشريع ولاية جديدة يعني تشريع انقلاب عسكري جديد قد يضع البلاد أمام منزلقات خطرة».

موريتانيا: المعارضة تحتج على تصريح للرئيس تضمن عزمه البقاء في الحكم

مخربون منا

Posted: 26 Aug 2018 02:25 PM PDT

ليس السؤال إذا ما كانت هناك أعشاب ضارة بيننا، فهذا أمر مؤكد، ولا حاجة لنا أبدًا في أن نتفهمهم، ولا حاجة أبدًا لأن نروي بأنهم في ضائقة بسبب «ما يفعله الطرف الآخر بنا»، ولا حاجة لأن نروي لأنهم عانوا من مشاكل نفسية.
فعندما يفحص ثمانية شبان هويات شبان آخرين ثم يضربونهم بعنف بربري ما أن يتبين لهم بأنهم عرب، حينئذ ما من حاجة لتفهم الدوافع، ولا تلك الصراخات على نحو «بالدم والنار نفديك يا يهودا». فهؤلاء مخربون، وإن كل ما نفعله للمخربين الذين يمسون باليهود لأنهم يهود، يجب أن نفعله للمخربين الذي يمسون بالعرب لأنهم عرب.
في أعقاب العملية الرهيبة بحق مجلة «شارلي إبدو»، قابلت وسائل الإعلام الأوروبية الكثير من المحللين والخبراء، وكلهم بلا استثناء شجبوا المخربين. ولكن الكثيرين منهم أضافوا كلمة «لكن»، وبفورها ظهرت مظاهر التفهم والتبرير واتهام الضحايا. «ولكن هذا بسبب قصف الناتو للعراق وسوريا»، «ولكن هذا بسبب مس المجلة بمشاعر المسلمين»، «ولكن هذا بسبب ما تفعله إسرائيل للفلسطينيين»، «ولكن هذا بسبب التمييز الذي يعانون منه»… وثمة بحر من التبريرات. كتب سلمان رشدي مقالاً تحت عنوان «كتائب الـ «لكن»؛ لأن من يشجب، وعلى الفور يقفز إلى «لكن»، لا يشجب حقًا، بل يؤيد.
هذه بالضبط قصة أولئك الذين هم في المجال الذي بين المتفهمين والمبررين لأعمال الإرهاب ضد اليهود، وهذا بالضبط المجال الذي يحظر أن نكون فيه عندما نعنى بمخربين يهود.
لا توجد أي حاجة للتعميمات، فحقيقة أن المئات هتفوا قبل أسبوع «بالدم والنار نفديك يا فلسطين» في جنازة أحمد محمد محاميد لا تجعل عموم عرب إسرائيل مؤيدين لأعمال القتال والإرهاب. وحقيقة أنه في أوساط الجمهور اليهودي هناك أفراد يرتكبون أفعالاً نكراء أو يؤيدونها، لا تجعل إسرائيل دولة عنصرية ومحرضة. ثمة تحريض رسمي في السلطة الفلسطينية ضد إسرائيل واليهود، وثمة تحريض هنا وهناك ضد العرب في إسرائيل أيضًا، ولكن هذه مقارنة بين الفيل والفأر؛ فالإرهاب الفلسطيني هو تحصيل حاصل التحريض، وحقيقة أن الإرهاب اليهودي، مثل قتل الفتى محمد أبو خضير، هو موضوع نادر، نادر جدًا، هو تحصيل حاصل لا تحريض.
عندما يوجد عنف مناهض للعرب مثلما حصل في نهاية الأسبوع، فيجب القضاء على الشر في أوساطنا. صحيح أن العنف موجود حتى بلا خلفية قومية، ولكن لا توجد أي حاجة لأن ننفي بأن الحدث هذه المرة هو قومي متطرف. وحقيقة أنه يوجد عنف آخر، «عادي»، لا تقلل من خطورة العنف القومي المتطرف. وحقيقة وجود عنف عربي ضد اليهود داخل إسرائيل ـ حتى لو كان هذا موضوعًا نادرًا ـ لا يبرر إعطاء تنزيلات للعنف ضد العرب. يجب القضاء على العنف بيد متشددة، وبلا تسامح ولا تفهم. وإذا كانت عقوبة الزعران اليهود أقل بمليمتر من عقوبة الزعران العرب في ظروف مشابهة فستكون هذه عنصرية وتشجيعًا للعنف.
ينبغي أن نتذكر شيئًا إضافيًا، فللأقوال معنى، والوهم الثابت القائل إنه «يجب أن نسمح لهم بالتنفيس»، ليس صحيحًا، فثمة فرق بين الادعاءات بالتمييز، حتى لو لم تكن محقة، وبين تبرير الإرهاب، بشكل غير مباشر ومباشر. الإرهاب العربي أو اليهودي.. هكذا يجب تحريك الحدود، وأحيانا يجب سد أفواه المحرضين منعًا للعنف. لعل هذا ليس السبيل الوحيد لوقف الحدث التالي. ولكن هذا بالتأكيد وسيلة يجب استخدامها.

بن ـ درور يميني
يديعوت 26/8/2018

مخربون منا
من يعتدي من اليهود على العرب لأنهم عرب يجب التعاطي معه كمخرب دون أي تفاهمات
صحف عبرية

«النهضة»: لا مكان في تونس لأي مشروع يتعارض مع الدستور والقرآن

Posted: 26 Aug 2018 02:25 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قالت حركة «النهضة» التونسية إن أي مشروع يتنافى مع الدستور والنص القرآني لا مكان له في البلاد.
وأكد عبد الكريم الهاروني رئيس مجلس شورى «النهضة» رفض الحركة لأي مشروع يتنافى مع الدستور والنص القرآني، في إشارة إلى مشروع قانون المساواة في الميراث الوارد في تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة، الذي اقترحه الرئيس الباجي قائد السبسي، قبل أيام.
وأضاف الهاروني: «نحن دولة مدنية لشعب مسلم، وتحترم إرادة هذا الشعب، وإرادته هي التمسك بقيم الإسلام وتعاليمه»، وتابع: «سنناضل من أجل إعطاء حق المرأة في الميراث ونجتهد في تطوير قوانين مجلة الأحوال الشخصية لمزيد الدفاع على حقوق المرأة ولكن دائمًا ضمن احترام الدستور والنصوص القطعية للقرآن الكريم وتعاليم الإسلام».
وكان محمد القوماني عضو المكتب السياسي لحركة «النهضة» أكد لـ«القدس العربي» أن مشروع قانون المساواة في الميراث الذي سيعرضه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي على البرلمان لا يملك أية حظوظ للمصادقة عليه في صيغته المقترحة، كما نفى وجود أي انقسام داخل الكتلة البرلمانية للحركة حول المشروع المذكور، مشيرًا إلى أن وجود إجماع داخل «النهضة» حول الموقف الرافض للرؤية التي طرحها قائد السبسي حول موضوع الميراث في خطابه الأخير.

«النهضة»: لا مكان في تونس لأي مشروع يتعارض مع الدستور والقرآن

تعزيزات لتوقيف قائد لواء متهم باغتصاب سيدة في عفرين السورية

Posted: 26 Aug 2018 02:25 PM PDT

عفرين – «القدس العربي»: أرسلت المعارضة السورية شمال سوريا، الأحد، تعزيزات عسكرية من الشرطة العسكرية والفيلق الثالث، إلى ناحية الشيخ حديد التابعة لمنطقة عفرين شمالي سوريا، لتوقيف قائد فصيل «لواء السلطان سليمان شاه» التابع للجيش السوري الحر والمدعوم من تركيا، على خلفية اتهامه باغتصاب سيدة.
وقالت مصادر محلية إن القوات حاصرت المداخل والمخارج الرئيسية لناحية الشيخ حديد وأجرت عمليات بحث عن متهمين في قضية اغتصاب وعلى رأسهم قائد الفصيل ومقربون منه، بسبب رفضهم المثول أمام اللجنة القضائية للتحقيق معهم.
وكالة «سمارت» المعارضة، ذكرت، أن الجهات التركية، ستجري فحص «د ن أ» ضمن التحقيقات بقضية الاغتصاب التي اتهم فيها قائد اللواء. بدوره قال الخبر الجنائي محمد كحيل، إن تحليل الـ»د ان اي» يجب أن يكون بعد 24 ساعة فقط للوصول إلى بقايا السائل المنوي لإجراء الفحص، مشيراً إلى إمكانية إجراء الفحص شريطة أن تكون الضحية محتفظة بملابسها التي تحوي آثارًا واضحة من المتهم، وسبق أن شكّلت قيادات من «الجيش الوطني السوري» الأربعاء، لجنة لمتابعة ملابسات القضية، التي اتهمت فيها المرأة إسراء خليل قائد الفصيل الملقب «أبو عمشة» باغتصابها مرات عدة بعد التحايل على زوجها المجند في صفوف «لواء السلطان سليمان شاه».

تعزيزات لتوقيف قائد لواء متهم باغتصاب سيدة في عفرين السورية

قلق فلسطيني من خطط ترامب الجديدة وتنسيق بين رام الله وعمان للتصدي لـ«حلّ الأونروا»

Posted: 26 Aug 2018 02:24 PM PDT

غزة – رام الله – «القدس العربي»: تثير الخطط الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية الكثير من الريبة عند المستوى السياسي الفلسطيني، خاصة بعد الكشف عن جزء منها خلال الساعات الماضية، وفي مقدمتها إلغاء «حق العودة»، وإنهاء دور وكالة الفلسطينيين «الأونروا»، بعد أن أحدثت أزمة كبيرة داخل هذه المؤسسة منذ بداية العام الجاري، بوقفها عمليات التمويل المالية، فيما يجري التنسيق حاليا بين القيادة الفلسطينية والأردن، على أعلى المستويات، للتصدي لهذا المخطط، بناء على القمة الأخيرة بين الرئيس محمود عباس والملك عبد الله الثاني.
ويتوقع مسؤولون فلسطينيون أن تلجأ الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب إلى مزيد من الإجراءات الضاغطة على القيادة، من أجل العدول عن موقفها السابق برفض «صفقة القرن»، والاعتراض على واشنطن كوسيط نزيه ووحيد في عملية السلام، وذلك قبل أن تطرح رسميا خطتها للسلام، التي تلبي كامل المطالب الإسرائيلية على حساب الحقوق الفلسطينية.
غير أن القيادة الفلسطينية التي تمارس الإدارة الأمريكية ضدها ضغوطا كبيرة، منذ إعلان قطع علاقتها مع واشنطن في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد قرارات ترامب ضد مدينة القدس، باعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل سفارة بلاده فيما بعد إليها، تستند إلى تأييد عربي لموقفها من دول الجوار، خاصة تلك التي تحتوي على مخيمات اللاجئين المقامة في الأردن وسوريا ولبنان.، خاصة فيما يتعلق بخطط الخلاص الأمريكي من «الأونروا».
وتعول القيادة الفلسطينية على مساندتها بشكل كبير من قبل القيادة الأردنية، للتصدي لهذا المخطط، الذي سيؤدي حال أقر رسميا، إلى «انفجار وعدم استقرار» في المنطقة، لما له من مخاطر كبيرة على المستقبل السياسي في تلك البلدان خاصة الأردن، التي تستضيف عددا كبيرا من اللاجئين الفلسطينيين المقدر عددهم الكلي بنحو ستة ملايين لاجئ، إضافة إلى تعويل القيادة الفلسطينية على الموقف العربي الرسمي الذي رفض التعاطي سابقا مع خطط مبعوثي الإدارة الأمريكية للمنطقة.
وبحسب مسؤول فلسطيني، فقد أكد أن هذا الملف جرى بحثه باستفاضة خلال اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس محمود عباس بالملك عبد الله الثاني في عمان، والذي تقرر خلاله أن تشرع المملكة بجهود جديدة من أجل تأمين دعم إضافي لـ «الأونروا» التي تعاني من عجز مالي كبير، جراء وقف الدعم الأمريكي منذ مطلع العام الجاري، وهو أمر بدأ فعليا بجولة لوزير خارجية عمان أيمن الصفدي، الذي اتفق مع دول غربية على عقد مؤتمر جديد للمانحين الشهر المقبل.
وعلمت «القدس العربي» أن إشارات بنوايا واشنطن تجاه قضية اللاجئين، وصلت القيادة الفلسطينية والأردنية، قبل الكشف الإسرائيلي الأخير عن خطة ترامب، وأن ذلك هو ما سرع في عقد قمة عمان بين الرئيس والملك، والتي تلاها تحركات وزير الخارجية الأردني، الذي زار دولا غربية وعربية لمناقشة الملف الخطير، في ظل خشية الطرفين من تأثير واشنطن على المانحين، لوقف تمويل نشاطات «الأونروا» مستقبلا.
يأتي ذلك في ظل تمهيد إدارة ترامب للإعلان رسميا عن سياسة جديدة تهدف إلى «تصفية حق العودة» للاجئين الفلسطينيين، وهو أمر علق عليه مسؤولون في إسرائيل بالقول إنه يمثل «خطوة تاريخية» بعد إزالة قضية القدس من جدول المفاوضات ونقل السفارة الأمريكية إليها.
واعتبر المسؤولون أن إلغاء «حق العودة» أمر في غاية الأهمية كونه يمثل وفق الزعم الإسرائيلي «العقبة الرئيسية» في أي مفاوضات سلام مستقبلية وقد أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور واصل أبو يوسف على رفض القيادة «لكل ما يمس بالحقوق الوطنية الفلسطينية»، وشدد على تمسك القيادية بالثوابت الوطنية على رأسها القدس واللاجئون . وقال معقبا على مخطط واشنطن الجديد «كل الإجراءات التي اتخذتها وتتخذها الإدارة الأمريكية تأتي في سياق ما تسمى بصفقة القرن»، مجددا الرفض الفلسطيني لهذا المخطط، ولأية مساع وجهود أمريكية كونها «حليفة للاحتلال في جرائمه».
وأكد على استمرار قطع العلاقة ووقف اللقاءات مع الإدارة الأمريكية، التي اتهمها بـ «شن حرب ضد الشعب الفلسطيني»، متوعدا بتصدي القيادة الفلسطينية لهذه الإجراءات الأمريكية ومحاولاتها الرامية لتصفية القضية الفلسطينية من خلال ثلاث ركائز، أولها مواصلة المساعي والجهود لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وكذلك استمرار المساعي والجهود الفلسطينية في الساحة الدولية، إضافة إلى تفعيل المقاومة الشعبية.
ومن المقرر أن تعقد اللجنة التنفيذية الثلاثاء المقبل اجتماعا لها برئاسة الرئيس عباس في رام الله، على أن يسبقه اليوم الإثنين لقاء تشاوري لبحث ملفات سياسية وفي مقدمتها المخططات الأمريكية.
يشار إلى أن الكشف عن خطط واشنطن لإلغاء «الأونروا» جاء بعد ساعات فقط من قرارها بوقف تحويل 200 مليون دولار لصالح مشاريع في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي هذا السياق أكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، أن الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب لم تف بالتزاماتها المالية تجاه فلسطين منذ أكثر من عام، وأن الإعلان الأمريكي عن قطع تلك الالتزامات خلال الساعات الأخيرة «لم يكن جديدا».
وأضاف في بيان صحافي «الإعلان الأمريكي يأتي ضمن سياسة الابتزاز والضغط المرفوضة التي يتبعها الرئيس ترامب تجاه القيادة الفلسطينية لإجبارها على القبول بما يسمى صفقة العصر». وأكد أن الشعب الفلسطيني وقيادته «لن يرضخا لأي ابتزاز ولن يقايضا الثوابت الوطنية بأي شيء».
وأكد المحمود أن سياسة واشنطن الحالية تدعم الاحتلال الإسرائيلي وتقضي على أي بارقة محتملة لإرساء أسس السلام، مطالبا جميع الدول التي تعهدت باحتضان عملية السلام أن تتحمل مسؤولياتها تجاه «الأوضاع الخطيرة التي تنشأ في بلادنا والمنطقة إثر السياسات التي تدفع بمزيد من التوتر والقلق».

قلق فلسطيني من خطط ترامب الجديدة وتنسيق بين رام الله وعمان للتصدي لـ«حلّ الأونروا»

أشرف الهور

وزير الدفاع الإيراني يلتقي نظيره السوري في دمشق

Posted: 26 Aug 2018 02:24 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي» : وصل وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي إلى دمشق صباح أمس في زيارة تستغرق يومين والتقى نظيره السوري العماد علي أيوب الذي أكد خلال اللقاء أن «سوريا تمكنت من الانتصار على الإرهاب بعد حوالي ثماني سنوات من الحرب، بتعاون ودعم من إيران ومحور المقاومة، تمكنت من هزيمة العدو وإحباط المؤامرة». بدوره أعرب وزير الدفاع الإيراني عن ثقته بقدرة سوريا على تحقيق النصر الكامل ودحر الإرهاب لتكون مثالاً يحتذى للعالم أجمع .وأكد الوزير الايراني خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأحد أن «تاريخ سوريا والمنطقة سيسجل حالة صمود الشعب السوري وقيادته وانتصارهم في وجه الإرهاب» حسب الوكالة الألمانية «د ب أ».
وجدد الوزير حاتمي حسب بيان نشرته صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تابعة للرئاسة السورية موقف بلاده «الداعم للحفاظ على وحدة سوريا واستقلالها بعيداً عن أي تدخل خارجي» مشيراً إلى أن «إيران ستواصل العمل وفق هذه المبادئ مهما بلغت التهديدات والضغوط التي تمارسها بعض الدول الداعمة للإرهاب». من جانبه، أكد الرئيس الأسد أهمية هذه الزيارة وما تعكسه من عمق العلاقات بين البلدين مشددًا على أهمية «تطوير عملية التنسيق المشترك ووضع خطط تعاون طويلة الأمد تعزز مقومات صمود شعبي إيران وسوريا في وجه كل ما يتعرضان له».
وأشار الأسد حسب «د ب أ» إلى أن «نهج الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الملف النووي الإيراني وفرض العقوبات على روسيا ومحاولات إطالة أمد الحرب في سوريا عبر دعم التنظيمات الإرهابية واتباع سياسة التهديد بشكل متصاعد مع كل عملية يشنها الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والحليفة ضد الإرهاب يؤكد صوابية السياسات التي ينتهجها محور مكافحة الإرهاب وأهمية تعزيز مكامن قوته في مواجهة النهج الأمريكي التخريبي والمزعزع للاستقرار العالمي».
وقالت مصادر إيرانية لـ «القدس العربي» إن العميد أمير حاتمي قد يبحث خلال زيارته لدمشق إمكانية تزويد سوريا بالمقاتلة الإيرانية التي حدثتها طهران مؤخراً وتحمل اسم «كوثر»، وأضافت المصادر أن القوات المسلحة الإيرانية ترى في المقاتلة الجديدة «كوثر» إضافة مهمة للأسطول الحربي الجوي السوري وأن انضمام «كوثر» إلى المقاتلات الموجودة لدى دمشق سيرفع من القدرات الجوية السورية نظراً لما تتمتع به المقاتلة «كوثر» من قدرات قتالية عالية، لاسيما وأن القوى الجوية السورية خسرت العشرات من المقاتلات الحربية خلال سنوات الحرب الماضية، مع الأخذ بالحسبان أن تكلفة المقاتلة «كوثر» منخفضة لأن إنتاجها إيراني خالص.
وكان العميد حاتمي وصل إلى دمشق صباح الأحد في زيارة رسمية ليومين وقال حاتمي أن زيارته تهدف لتنمية التعاون الثنائي في ظل التطورات الجديدة مؤكداً أن بقاء المستشارين الإيرانيين في سورية رهن بقرار مسؤولي البلدين ولا تأثير لأي بـلد ثالث على هذا الموضـوع.
وقالت وسائل إعلام إيرانية إن وزير الدفاع الإيراني سيبحث في دمشق عملية محاربة الإرهاب وتعزيز قدرات «محور المقاومة» وتنمية التعاون الدفاعي والعسكري بين طهران ودمشـق.
وتتمتع «كوثر» بخصائص متطورة، أبرزها منظومات الخرائط المتحركة، ورادار متطور متعدد المهام لتوجيه إطلاق النار، إضافة إلى توفرها على منظومات للخرائط الذكية وشبكة رقمية متوافقة مع الجيل الرابع، وتتميز الطائرة باستعمال حسابات السلاح الباليستية ومنظومة تصويب متطورة أمام الطيار (HUD) بهدف زيادة الدقة للسلاح والمعدات.

وزير الدفاع الإيراني يلتقي نظيره السوري في دمشق
تزويد سوريا بالمقاتلة الإيرانية «كوثر» قد تكون ضمن برنامج الزيارة
كامل صقر ووكالات

جماعات جهادية ومسلحة في ليبيا تغيّر ولاءها حسب مصالحها

Posted: 26 Aug 2018 02:24 PM PDT

لندن – «القدس العربي»: قالت وكالة «فرانس برس» إن مجموعات جهادية وجماعات مسلحة تغيّر ولاءها حسب مصالحها في ليبيا، مشيرة إلى أن هذه المجموعات تنشر أجواء من الخوف وعدم الاستقرار في البلاد الغنية بالموارد النفطية.
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أعربت، الإثنين الماضي، عن إدانتها الشديدة لأعمال العنف والتخويف وعرقلة عمل المؤسسات السيادية الليبية من قبل رجال الميليشيات، داعية حكومة الوفاق الوطني إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لمقاضاة المسؤولين عن هذه الأعمال الإجرامية.
وقالت البعثة الأممية في بيان نشرته عبر صفحتها على «فيسبوك»، إن أفراد الكتائب العاملة اسميًّا تحت إشراف وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني يهاجمون المؤسسات السيادية ويمنعونها من أداء عملها بشكل فعال.
وحذرت في البيان من أن التدخل في عمل المؤسسات السيادية وفي الثروة الوطنية الليبية أمر خطير ويجب أن يتوقف على الفور، مؤكدة أن الأمم المتحدة ستقدم تقريرًا بهذا الشأن إلى المجتمع الدولي.
وأضافت البعثة في ختام البيان أنها ستعمل مع جميع السلطات المختصة للتحقيق في إمكانية فرض عقوبات ضد أولئك الذين يتدخلون أو يهددون العمليات التي تضطلع بها أية مؤسسة سيادية تعمل لصالح ليبيا والشعب الليبي.
وجاء البيان بعد يوم من لقاء نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للشؤون السياسية، ستيفاني ويليامز، مع كل من رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط المهندس مصطفى صنع الله، ورئيس مجلس إدارة المؤسسة الليبية للاستثمار علي محمود في طرابلس.
وأكدت ويليامز خلال اجتماعها مع صنع الله ومحمود رفضها أي تهديدات تطال المؤسسات الاقتصادية السياسية في ليبيا أو موظفيها أو أصولها وبنيتها التحتية، حتى تستمر في خدمة الشعب الليبي. وكانت المؤسسة الليبية للاستثمار، اضطرت للانتقال إلى مقر جديد بعدما هدد مسلحون مسؤولين فيها وطالبوهم بعدم الامتثال للقرارات والتعليمات الصادرة عن رئيس مجلس الإدارة، كما اتهمت المؤسسة الوطنية للنفط من جهتها بعض الجهات بالوقوف عائقًا أمام الإصلاحات التي تخدم الشعب الليبي.
وأشارت فرانس برس إلى أن وكالة «أعماق» الذراع الإعلامية لتنظيم «داعش» أعلنت، السبت، مسؤولية التنظيم عن الهجوم المسلح الذي استهدف بوابة كعام الأمنية شرق العاصمة طرابلس، إلا أنها نبهت إلى أن وكالة «أعماق» لم تقدم ما يثبت صحة هذا.
يذكر أن وزير الداخلية المفوض بحكومة الوفاق، عبد السلام عاشور، أكد أنهم ألقوا القبض على كل الجناة المتورطين في هجوم بوابة كعام.
وقال العميد عبد السلام عاشور لقناة «ليبيا لكل الأحرار»، ليل الجمعة، إن كل المقبوض عليهم ليبيو الجنسية وهم رهن التحقيق. ولفت وزير الداخلية المفوض إلى أن التحقيقات المبدئية تشير إلى مسؤولية ما يعرف بتنظيم داعش عن الهجوم. وأسفر الهجوم، الذي وقع فجر الخميس، عن سقوط 7 قتلى و10 جرحى من عناصر الأمن المكلفة بالتمركز في البوابة. وأفاد مصدر أمني بالغرفة الأمنية المشتركة «زليتن» بأن قوات العمليات الخاصة، فرع الوسطى، أعادت مساء الجمعة فتح بوابة «كعام» الواقعة بين بلدتي «زليتن» و«الخمس» بالطريق الساحلي، وذلك بعد إغلاقها لمدة 24 ساعة، في أعقاب الهجوم الإرهابي.

جماعات جهادية ومسلحة في ليبيا تغيّر ولاءها حسب مصالحها

مجلس محافظة نينوى يطالب حكومة العبادي بإعادة صلاحياته «المسلوبة» ويهدد بمقاطعتها

Posted: 26 Aug 2018 02:23 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: انتقدت الحكومة المحلية في محافظة نينوى الشمالية، جهود نظيرتها الاتحادية في العاصمة بغداد، في إعادة إعمار المدينة التي باتت توصف «المنكوّبة» بفعل العمليات العسكرية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، متهمة إياها بـ«استغلال» الظروف التي تمر بها المحافظة.
وطالب عضو مجلس محافظة نينوى، خلف الحديدي في بيان، الحكومة الاتحادية بـ«إعادة الصلاحيات المسلوبة من مجلس محافظة نينوى المنتخب، والتوقف عن تهميش المحافظة لتتمكن الحكومة المحلية من أداء واجبها تجاه الأهالي، بعد أن لحقهم الظلم سنوات عديدة». وأضاف: «ما تعانيه الموصل بشقيها، وخصوصاً الجانب الأيمن الذي عانى تدميرا شبه كامل جراء العمليات العسكرية في تحرير المحافظة من احتلال داعش، فضلاً عن عدم عودة أغلب نازحي المحافظة، بسبب عدم توفر الظروف الملائمة، ولم تقدم الحكومة الاتحادية شيئا لحل هذه المشكلة، ومازال النازحون في مخيمات النزوح وبلاد المهجر خصوصا من اهالي غرب نينوى».
وأشار إلى أن «قانون المحافظات غير المرتبطة باقليم لسنة 2008 المعدل، الذي منح الحكومات المحلية صلاحيات أوسع تم تفريغه من محتواه، من قبل الحكومة في بغداد تجاه نينوى، بل حتى نقل الصلاحيات المنصوص عنها قانونا، لم يتم بشكله الأمثل حتى هذه اللحظة، ولازالت اللامركزية بعيدة عن التطبيق في نينوى بسبب تجاوزات المركز واستغلال الظروف التي مرت بها المحافظة».
كما دعا الحكومة الاتحادية والوزارات بـ«الالتزام بالدستور العراقي والقوانين النافذة، لتتمكن حكومة نينوى من تقديم الخدمات والاعمار»، لافتاً إلى أن «الاحتياج للخدمات والإعمار في نينوى كبير وضخم، يستدعي جهودا استثنائية وتعاونا بين الحكومتين الاتحادية والمحلية، لا الانفراد من أي طرف، ما ينعكس على المواطنين الذين ذاقوا الأمرين في السنوات العجاف، وهم الآن ينتظرون تحركا حقيقيا يلملم جراحهم ويحل مشكاتهم».
وتساءل «ما معنى أن يبقى النازحون في المخيمات وفي ظروف صعبة بعد تحرير المحافظة بسنة ونصف؟ وما معنى أن يفكر أهالي نينوى بالنزوح مجددا؟».
وتابع: «هناك تجاوز أيضاً من الحكومة الاتحادية عبر تشكيل لجان لإعادة الاعمار بعيدا عن مجلس المحافظة، والخطط الموضوعة من قبل المجلس ولجانه وتخصيص مبالغ مالية مُبالغٌ فيها في تحديد بعض المشاريع، مما يؤكد صرف مبالغ من قبل هذه اللجان دون أن يلمس المواطن تغيرا حقيقيا، لأنها لم تأخذ بالاعتبار الاحتياجات الحقيقية والاولويات للمواطنين، بل مازال الجانب الأيمن يشكو انقطاع الماء والكهرباء والحال لا يطاق، على الرغم من مرور كل هذه المدة ولولا جهود الحكومة المحلية بامكاناتها المحدودة لعاود الناس النزوح من جديد لكنهم بقوا على امل تغيير الحال».
وجدد، مطالبته مجلس الوزراء ورئيس صندوق إعمار نينوى واللجان المشكلة في بغداد، التي أوكل اليها التعامل مع ملف الإعمار والأموال المخصصة لذلك ومحافظ نينوى، إضافة إلى الدول المانحة بـ«إعادة النظر في التعامل مع ملف إعمار وخدمات نينوى والإستفادة من الخطط التي وضعتها الدوائر الحكومية في المحافظة بالتعاون مع لجان المجلس»، محملاً الجميع «المسؤولية القانونية عن أي هدر يحصل في هذه الأموال».
كذلك، دعا عضو مجلس نينوى إلى «عدم اتخاذ أي خطوة على سياق الآليات التي لا تراعي الاولويات التي حددتها المحافظة، وتناسب احتياجات المواطنين أو اطلاق أي مشروع دون التنسيق مع مجلس المحافظة ولجانه المختصة والخطة المرسومة من قبل الحكومة المحلية».
وأضاف: «اليوم تشكل عناوين غير موجودة في هيكلية الدولة ولا يوجد لها أي وصف قانوني أو وظيفي خلافا للدستور والقوانين ومبدأ اللامركزية، فتشكل لجان في بغداد للتصرف بالمبالغ المرصودة لإعادة إعمار المحافظة، دون التنسيق مع الحكومة المحلية، ودون أولويات احتياجات أهالي نينوى، فنتج عن ذلك بقاء المحافظة على حالها على الرغم من صرف مبالغ كبيرة ومرور ما يقرب السنة والنصف، فمن يتحمل مسؤولية ذلك؟»
وزاد: «اذا استمرت هذه التجاوزات على صلاحيات الحكومة المحلية ومجلس المحافظة والتصرف في أموال المحافظة من قبل أطراف بعيدة عن واقع نينوى واحتياجات أهلها، وتحديد الأولويات وتقدير رصد المبالغ الحقيقية لكل مشروع، سنقاطع التشكيلات المشكلة من قبل الحكومة الاتحادية وغيرها وعدم التعامل معها خلافا للقانون، ونلزم جميع دوائر نينوى بالانسحاب من أي لجنة لهذا الغرض، وسنقدم شكوى إلى المحكمة الإتحادية والإدارية على من يتخذ هذه القرارات ويتجاوز على صلاحيات الحكومة المحلية وفق القانون، ولنا خيارات أخرى إذا استمر التهميش والتعامل غير القانوني مع المحافظة، ولن نسكت عن حقوق أهلنا أو نقف كالمتفرجين ونكتفي بالشجب أو الإستنكار او التصريحات الإعلامية».

مجلس محافظة نينوى يطالب حكومة العبادي بإعادة صلاحياته «المسلوبة» ويهدد بمقاطعتها

السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة لـ«القدس العربي»: نتشاور مع الحلفاء لعرض مشروع قرار على الجمعية العامة يلزم الأمين العام بتنفيذ مقترحاته حول حماية أبناء شعبنا

Posted: 26 Aug 2018 02:23 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي»: قال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، لـ «القدس العربي» حول الخطوة التالية بعد صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حول حماية الشعب الفلسطيني، إن مشاورات مكثفة تجري الآن مع المجموعة العربية والحلفاء والأصدقاء داخل المنظمة الدولية للاتفاق على الخطوة التالية بعد صدور التقرير يوم 17 آب/أغسطس الماضي، «شيء إيجابي أن التقرير قد صدر خلال الستين يوما التي طالب بها قرار الجمعية العامة. لنا بعض الملاحظات عليه ولكننا سننطلق من التقرير وما ورد فيه من اقتراحات ونعمل على التوصل لمشروع قرار جديد نعرضه للتصويت على الجمعية العامة في الوقت المناسب».
وأضاف قائلا: كانت الجمعية العامة قد اعتمدت قرارا يوم 13 حزيران/ يونيو 2018 بغالبية 120 صوتا ومعارضة ثماني دول فقط، يطالب الأمين العام بتقديم مقترحات خلال 60 يوما تتضمن آليات لحماية الشعب الفلسطيني وضمان سلامته والتمتع بالحياة والرفاه تحت الاحتلال الإسرائيلي. وقد تضمن التقرير أربعة مقترحات تتضمن تعزيز وجود الأمم المتحدة في الأراضي المحتلة وتوفير مزيد من الموارد البشرية والمالية للفلسطينيين، وتخصيص مراقبين دوليين سواء كانوا من أفراد الشرطة أو عسكريين لتأمين الحماية بعد مشاورة مجلس الأمن وتعزيز وجود مراقبي حقوق الإنسان قرب الحواجز ونقاط التماس. وقال الأمين العام في تقريره إن هذه المقترحات تتطلب تعاونا بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الميدان.
وتابع السفير منصور قائلا إن مشروع القرار الجديد سيطالب الأمين العام بتنفيذ المقترحات التي تقع ضمن ولايته، ولا يمكن أن نرهن تنفيذ تلك المقترحات بتوافق داخل مجلس الأمن، لأن الفيتو الأمريكي بالمرصاد للإطاحة بأي محاولة، وكذلك لن نرهن تنفـيذ تلك المقترحات بالتعاون مع إسرائيل في الميدان لأنها ستطيح بتلك المقترحات ميدانيا. لذلك سنسعى للاتفاق على صيغة مع أشقائنا وحلفائنا وأصدقائنا لتقديم مشروع قرار متوازن ومقبول يتضمن مجموعة خطوات عملية حول حماية الشعب الفلسطيني تنطلق أساسا من تلك الاقتراحات الأربعة التي قدمها الأمين العام في تقريره».
وكانت الجمعية العامة قد أبقت الدورة الخاصة الطارئة العاشرة مفتوحة وقابلة للاستئناف بدون توجيه دعوة جديدة للدول الأعضاء منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي عندما اعتمدت قرارا حول لا شرعية قرار الولايات المتحدة بالاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل، ثم استأنفت جلساتها في حزيران/يونيو عندما اعتمدت قرار الطلب من الأمين العام أن يقدم مجموعة اقتراحات حول توفير الحماية للشعب الفلسطيني على ضوء مقتل أكثر من 140 فلسطينيا (آنذاك) ضمن مسيرات العودة السلمية التي تنطلق من غزة إلى السياج العازل.
مشروع القرار في حال اعتماده بأغلبية الثلثين يصبح ملزما لأن الدورة الطارئة الخاصة تنعقد تحت بند «متحدون من أجل السلام» والذي أعطى صلاحيات مجلس الأمن للجمعية العامة في حالة فشل المجلس في حسم نزاع يتعلق بالأمن والسلم الدوليين.
وتابع منصور تصريحاته لـ «القدس العربي»: «نحن نتوقع أن يتم اعتماد مشروع القرار الجديد حول تنفيذ آليات الحماية المقترحة من الأمين العام بأغلبية كبيرة تقترب من نفس العدد الذي صوت لصالح الحماية. بمعنى أن من صوت لصالح الحماية يمكنه أن يتابع التصويت لصالح تنفيذ المقترحات».
وأكد تقرير الأمين أن حماية المدنيين عنصر حاسم في صون السلم والأمن الدوليين، وخطة الوقاية التي وضعها الأمين العام في أيار/مايو 2017، تعطي الأولوية لأعمال الأمم المتحدة الرامية إلى مساعدة البلدان على تجنب اندلاع الأزمات التي تتسبب في خسائر فادحة في الأرواح، وتقوض المؤسسات والقدرات على تحقيق السلام والتنمية. وذكر التقرير أن الأمم المتحدة تتخذ بالفعل العديد من المبادرات في مجال الحماية، إلا أن التدابير المتخذة لا ترقى إلى الشواغل المتعلقة بحماية السكان المدنيين الفلسطينيين. وأشار الأمين العام، في تقريره، إلى أن الحل الأساسي لجميع التحديات المتعلقة بالحماية هو الحل السياسي القائم على حل الدولتين، وإلى أن يتحقق هذا الحل يمكن للدول الأعضاء استكشاف جميع التدابير العملية والممكنة التي ستعزز بشكل كبير حماية المدنيين الفلسطينيين والتي من شأنها أيضا تعزيز أمن المدنيين الإسرائيليين.

السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة لـ«القدس العربي»: نتشاور مع الحلفاء لعرض مشروع قرار على الجمعية العامة يلزم الأمين العام بتنفيذ مقترحاته حول حماية أبناء شعبنا

عبد الحميد صيام

البنتاغون يعيد تشغيل الأسطول الثاني الخاص بشمال الأطلسي رغم سياسة ترامب المعارضة

Posted: 26 Aug 2018 02:23 PM PDT

مدريد ـ «القدس العربي»: قررت الولايات المتحدة إعادة العمل بالأسطول العسكري الثاني المختص في النصف الشمالي للمحيط الأطلسي، وهو قرار هام للغاية يأتي بعد تكثيف التواجد في البحر الأبيض المتوسط وجنوب القارة الأمريكية، مما يدل على عودة قوية لحرب باردة من نوع آخر.
وجاء القرار خلال الأيام الماضية بتشغيل هذا الأسطول الذي كان في الخدمة من سنة 1950 إلى 2011 وكان يحمل في البداية اسم الأسطول الثامن، وجرى حله سنة 2011 في وقت جرى فيه الاعتقاد بهدوء العلاقات بين روسيا ومنظمة شمال الحلف الأطلسي. لكن يتم إعادة العمل به مجددا لأسباب متعددة أبرزها:
في المقام الأول، إعادة انتشار روسيا عسكريا في مختلف مناطق العالم وخاصة منطقة البحر الأبيض المتوسط والتواجد المكثف جوا وبحرا في شمال المحيط الأطلسي. ورفعت روسيا من أسطولها العسكري في كالينغراد، وهي الأراضي الروسية في أوروبا بالقرب من السويد وتحد برا ببولونيا، حيث تشكل أكبر تحد عسكري للغرب لقربها من مياه شمال الأطلسي. وتشتكي دول شمال أوروبا من التواجد العسكري الروسي سواء عبر الغواصات أو الرحلات الجوية العسكرية التي تنطلق من شمال روسيا حتى مضيق جبل طارق. وكان الأدميرال جون ريتشاردسون قائد العمليات البحرية قد صرح منذ أيام أن إعادة تشغيل يأتي جوابا على التطورات العالمية، في إشارة إلى روسيا دون تسميتها.
وفي المقام الثاني، الطريق البحري الجديد الآخذ في التبلور والذي يمر عبر شمال روسيا في مياه القطب الشمالي ونحو أوروبا الغربية وأمريكا اللاتينية، حيث من المنتظر تحوله إلى طريق رئيسية للتجارة العالمية تراهن عليه الصين وروسيا. وهذا يتطلب حضورا عسكريا مكثفا، ولهذا ترفع القوى الكبرى من حضورها العسكري، وهنا يأتي إعادة تشغيل الولايات المتحدة للأسطول الثاني.
ويأتي قرار البنتاغون ليتعارض كليا مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي كان قد هدد خلال قمة شمال الحلف الأطلسي الشهر الماضي بتخفيض نسبة القوات الأمريكية في أوروبا والعالم وتقليص النفقات العسكرية. ويبرز القرار كيف يتم تجاوز صلاحيات الرئيس عندما يتعلق الأمر بتحديات عسكرية ذات المدى البعيد، في حين أن فترة حكم الرئيس هي أربع سنوات فقط أو ثمان في حالة فوزه ثانية.
وهكذا، في ظرف سنوات قليلة، عمدت الولايات المتحدة إلى إعادة انتشارها العسكري عبر إعادة تشغيل الأسطول الرابع المتعلق بأمريكا اللاتينية، كما نشرت الذرع الصاروخي في جنوب اسبانيا ومناطق أخرى وأخيرا والآن الأسطول الرابع للرد على التحدي الروسي.

البنتاغون يعيد تشغيل الأسطول الثاني الخاص بشمال الأطلسي رغم سياسة ترامب المعارضة

حسين مجدوبي

وفد فتح يتمسك بتوقيع اتفاق التهدئة باسم المنظمة ويطالب بدفع المصالحة

Posted: 26 Aug 2018 02:22 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» أن وفد حركة فتح الذي يجري مباحثات في القاهرة مع مسؤولي جهاز المخابرات المصرية العامة، يحمل مقترحات عدة قبل الموافقة على الجهود الرامية لإحلال تهدئة في غزة مع إسرائيل، وفي مقدمتها توقيع الاتفاق باسم منظمة التحرير، ورفض أي مقترحات تنتقص من «سيادة الدولة»، بما في ذلك «الممر المائي» والمطار خارج الحدود الفلسطينية.
وخلصت نقاشات حركة فتح الداخلية قبل التوجه إلى القاهرة، إلى ملاحظات على اتفاق التهدئة، الذي تتوسط فيه مصر، دون أن تعترض عليه من حيث المبدأ، أولها تمسكها بأن يكون إعلان اتفاق التهدئة في غزة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، على أن يشمل بذلك كل الفصائل الفلسطينية، بصفة المنظمة التمثيلية لكل الشعب الفلسطيني، على غرار اتفاق التهدئة صيف عام 2014.
ومن بين مطالب حركة فتح أن تجري أي عمليات إغاثة إنسانية دولية بعد ذلك، بإشراف كامل من الحكومة الفلسطينية، في ظل الحديث عن توفير مبلغ مالي لإقامة هذه المشاريع في غزة، بهدف الحد من آثار الحصار الإسرائيلي المفروض على السكان منذ 12 عاما.
ومن ضمن مطالب فتح التي تمثل أيضا وجهة نظر فصائل منظمة التحرير، حتى المختلفة معها في المواقف السياسية، أن يكون السير في اتفاق التهدئة موازيا للسير في تنفيذ اتفاق المصالحة الموقع عام 2011، واتفاق تطبيق البنود الذي وقع في مصر أيضا يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، بما يشمل «تمكين» حكومة التوافق من القيام بكامل أعمالها في غزة كما الضفة الغربية.
ويحمل وفد فتح اعتراضا على إقامة مطار لسكان غزة، خارج حدود القطاع، حيث يقول مسؤولون في الحركة إن هناك مقترحا بأن يكون مطارا مخصصا لسفر سكان غزة قرب مدينة إيلات الإسرائيلية، إضافة إلى اعتراض الوفد كذلك على نقطة «الممر المائي» الذي طالبت فيه حماس، على أن يربط قطاع غزة بأحد موانىء قبرص، باعتبار أن ذلك الأمر يمثل انتقاصا من السيادة الفلسطينية، في الوقت الذي بدأت فيه القيادة تتخذ الاستعدادات الرسمية للانتقال من نطاق السلطة إلى الدولة المستقلة.
يشار إلى أن الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، نفى أن تكون حركته طرحت خلال المحادثات الخاصة بالتهدئة أي فكرة لها علاقة بمطار غير مطار غزة.
وأكد في تدوينته على صفحته على موقع «تويتر»، أن حماس لم تطلب مرتبات للموظفين عبر إسرائيل. وأضاف أنه «لا خلط بين التهدئة والمصالحة».
وكان وفد قيادي رفيع من حركة فتح برئاسة عزام الأحمد، رئيس وفد الحركة في محادثات المصالحة، وعضوية روحي مشتهى وحسين الشيخ، وكلاهما عضوان في اللجنة المركزية للحركة، وصل مساء السبت إلى القاهرة، حيث بدأت يوم أمس لقاءاتهم الرسمية بمسؤولي جهاز المخابرات العامة.
ومن المتوقع أن يعمل مسؤولو الجهاز بقيادة اللواء عباس كامل، على تقريب وجهات النظر، في ظل إشارات وصلت فتح قبل إرسال وفدها، بأن مصر تدعم فكرة توقيع الاتفاق باسم منظمة التحرير، وأنها ستعمل على إقناع حركة حماس بذلك.
وفي حال سارت الأمور بشكل إيجابي فمن المقرر أن ترسل مصر دعوات لحضور فصائل منظمة التحرير وحركتي حماس والجهاد الإسلامي، للالتحاق بمحادثات جديدة في القاهرة، للإعلان من هناك عن دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ، والشروع في بدء تطبيق باقي بنود المصالحة.
وتلقى مسؤولو فصائل المنظمة دعوة مصرية للحضور إلى القاهرة قبل أيام، لكنهم أبلغوا مصر وقتها بأن المشاركة في اجتماعات المجلس المركزي وقتها تحول دون ذلك، وجرى التوافق على أن تكون الزيارة بعد إجازة العيد.
وكان مسؤولو «فصائل المقاومة» وفي مقدمتهم حركة حماس، إضافة إلى بعض فصائل المنظمة، عقدوا اجتماعات الأسبوع قبل الماضي في القاهرة، حول التهدئة، وجرى تأجيل المباحثات والإعلان عن سريان الاتفاق، لحين قدوم وفد من حركة فتح، حسب رغبة الراعي المصري، الذي قطع شوطا كبيرة في تلك المحادثات، بعد زيارة وفد رفيع من الجهاز بقيادة اللواء عباس كامل إلى تل أبيب.
وسترتكز مجهودات مصر حال حضرت الفصائل إليها بخصوص ملف المصالحة، إلى الورقة الأخيرة المعدلة التي قدمتها لحركتي فتح وحماس قبل نحو ثلاثة أسابيع، والتي تشمل في مقدمتها «تمكين» الحكومة من العمل في القطاع، ومن ثم يتم حل باقي ملفات الخلاف بشكل متلاحق وسريع، ومن ضمها مشكلة موظفي غزة الذين عينتهم حركة حماس.
ولا يريد جهاز المخابرات المصرية أن تفشل جهوده الحالية لإشراك حركة فتح ومنظمة التحرير في الحوارات الجارية حول التهدئة، حتى لا يصار إلى اتساع شق الخلاف الفلسطيني، في ظل تلويح القيادة الفلسطينية بإجراءات تجاه حماس، من خلال تحميلها مسؤولية غزة بالكامل.
يشار إلى أن مسؤولي المخابرات المصرية عقدوا اجتماعا ضم وفد حركة حماس القيادي، ووفود الفصائل التي وصلت من قطاع غزة، نهاية الأسبوع قبل الماضي، بحث بتفاصيل المقترحات المقدمة لإبرام التهدئة، بعد أن زار وفد من الجهاز إسرائيل والتقى في تل أبيب بكبار المسؤولين، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وألمح الكثير من المسؤولين الفلسطينيين الذين لهم علاقة بتلك اللقاءات، أن المباحثات بلغت المرحلة النهائية.

وفد فتح يتمسك بتوقيع اتفاق التهدئة باسم المنظمة ويطالب بدفع المصالحة

ارتفاع معدلات الجريمة الأسرية في مصر… أم تلقي بطفليها في الترعة وأب يقتل نجليه

Posted: 26 Aug 2018 02:21 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: شهدت مصر خلال الأيام القليلة الماضية، ارتفاع معدل جرائم القتل الأسرية، خاصة التي يقدم فيها الأباء على قتل أطفالهم.
وكانت القضية التي عرفت إعلاميا بـ«أطفال سلسيل» نسبة إلى مقر إقامة الأسرة في محافظة الدقهلية شمال مصر، هي الأكثر إثارة للجدل؛ حيث أقدم والد الطفلين محمد وريان على قتلهما.
وشكلت الواقعة لغزًا محيرًا في البداية للشرطة، بعدما أبلغ والد الطفلين عن اختطافهما وهما برفقته في الملاهي أثناء الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، وسرعان ما تم تشكيل فريق بحث لسرعة الوصول إلى الخاطفين والطفلين، إلا أنه تم العثور في النهاية على كليهما غارقين في ترعة في محافظة دمياط.
إلا أن محمود نظمي، والد الطفلين، سلم نفسه لمركز شرطة ميت سلسيل في الدقهلية، واعترف بأنه قتل الطفلين لأنه يمر بظروف نفسية سيئة ويشعر أنه لايستحق أن يكون أبًا لهما، خاصة بعد تورطه بتصوير سيدة في أوضاع مخلة هددته بحرق قلبه على طفليه، وتورطه في تجارة قطع من الآثار.
ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية على «الفيسبوك» تسجيلا مصورا للأب وهو يدلي باعترافات تفصيلية عن قتله لنجليه.
وفي حادثة أخرى، أقدمت ربة منزل بإلقاء طفليها في ترعة البحر اليوسفي في محافظة المنيا جنوب مصر، بسبب خلافات مع زوجها.
وحسب تحريات الأجهزة الأمنية، فإن سيدة تدعى الشيماء. ص.ع» 24 عاماً، قامت بإلقاء طفليها: «محمد. ض» 5 سنوات، وهاني 6 أشهر، داخل ترعة البحر اليوسفي أمام عزبة الشيخ عيسى في قرية صفط الخمار.
وتمكنت فرق الإنقاذ من انتشال الطفل الأول الرضيع قبل غرقه، فيما انتشلت قوات الإنقاذ النهري شقيقه جثة هامدة.
وأفادت التحريات الأولية، أن هناك خلافات عائلية بين ربة المنزل وزوجها، وأنها دائمة الشكوى من معاملته السيئة، حيث يرفض أن تذهب لزيارة أسرتها.
كذلك شهدت منطقة دار السلام في القاهرة جريمة قتل بشعة، أنهى فيها أب حياة ابنته بتسديد طعنة نافذة لها في الصدر تسببت في وفاتها، عقب محاولتها فُض مشاجرته مع والدتها بسبب رفضها إقراضه مبلغ 200 جنيه، وهو ما دفعه لطعن زوجته بالسكين، وأثناء محاولة ابنتهما فض المشاجرة سدد لها طعنة أودت بحياتها، فتم ضبطه، وإحالته للنيابة التي تولت التحقيق.

ارتفاع معدلات الجريمة الأسرية في مصر… أم تلقي بطفليها في الترعة وأب يقتل نجليه

غوتيريس يحيل تقريره السنوي حول الصحراء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة

Posted: 26 Aug 2018 02:21 PM PDT

الرباط – « القدس العربي»: أحال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، تقريره السنوي حول قضية الصحراء الغربية إلى الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأبرز الهدوء السائد في المنطقة خلال الفترة التي شملها هذا التقرير.
واستعرض التقرير الجولة الإقليمية الأولى للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، الرئيس الألماني السابق هورست كوهلر، التي قام بها في تشرين الأول/ أكتوبر 2017. و الزيارة الثانية التي قام بها كوهلر إلى المنطقة في حزيران/ يونيو الماضي، والتي زار خلالها المغرب والجزائر وموريتانيا.
وتوقف التقرير عند تبني قرار مجلس الأمن رقم 2414 في 27 نيسان/ أبريل 2018، الذي شددت من خلاله الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة «على ضرورة إحراز تقدم في البحث عن حل سياسي واقعي وعملي ومستدام»، داعية إلى التحلي «بالواقعية وروح التوافق»، وجدد التأكيد في هذا القرار على الرعاية الحصرية للأمم المتحدة للمسار السياسي، وطالب الدول المجاورة، وخاصة الجزائر، «بتقديم مساهمة هامة في العملية السياسية والانخراط بشكل أكبر في المفاوضات».
وقالت وكالة الأنباء المغربية الرسمية إن أنطونيو غوتيريس أفرد في تقريره حيزًا مهمًا لمقتطفات من خطاب الملك محمد السادس، في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 بمناسبة الذكرى الـ 42 للمسيرة الخضراء، وأكد فيه أن المغرب «يظل ملتزمًا بالانخراط في الدينامية الحالية التي أرادها الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وبالتعاون مع مبعوثه الشخصي».

غوتيريس يحيل تقريره السنوي حول الصحراء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة

السلطات المغربية تمنع تنظيم وقفة احتجاجية تضامنًا مع معتقلي حراك الريف

Posted: 26 Aug 2018 02:20 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»:منعت السلطات وقفة احتجاجية نظمها نشطاء حراك الريف بإقليم الناظور/ شمال شرق المغرب، مساء أول أمس السبت، تطالب بإطلاق سراح جميع معتقلي حراك الريف القابعين بالسجون، بمن فيهم ناصر الزفزافي قائد الحراك ومن معه. وذلك بعد استفادة 188 من معتقلي حراك الريف من عفو ملكي بمناسبة عيد الأضحى.
وقال موقع اليوم 24 إنه تم منع الوقفة وتفريقها، منذ اللحظات الأولى، من طرف عناصر الشرطة قبل أن يتفرق المحتجون إلى مجموعات وتحويل الاحتجاج إلى شارع محمد الخامس قبالة المجلس البلدي للناظور.
ولم تفلح القوات الأمنية في عدة محاولات من إقناع النشطاء بفض الشكل الاحتجاجي، بعد أن ظل المشاركون مرابطين على مستوى الشارع المذكور، غير بعيد عن عناصر القوات الأمنية، التي كانت تحاصرهم، على امتداد الشارع لمنع أي تجمهر مفاجئ، قبل أن يتلو ضابط الشرطة قرار المنع ليتم تفريقهم باستعمال القوة وسط فر وكر بين المحتجين والأمن وأمام ذهول المارة والساكنة.
ورفع المشاركون في هذه الوقفة الأولى التي تأتي مباشرة بعد الإفراج الأخير عن بعض معتقلي الحراك، والإبقاء على الأسماء البارزة وراء قضبان السجون، شعارات «يا مخزن حذار كلنا الزفزافي، وكلنا ناصر.. صوت الحق سينتصر، عاش الريف، والشعب يريد سراح المعتقل»، تطالب بالإفراج عن جميع معتقلي الحراك.
وترك العفو الملكي الأخير على بعض نشطاء الحراك المحكوم عليهم بأحكام سجنية متفاوتة، ارتياحًا لدى أبرز الفعاليات، فيما ظل المطلب الوحيد لدى الجميع هو إطلاق سراح الجميع بمن فيهم القائد الميداني للحراك ناصر الزفزافي ورفاقه القابعين وراء سجن عكاشة بعين السبع بالبيضاء.

السلطات المغربية تمنع تنظيم وقفة احتجاجية تضامنًا مع معتقلي حراك الريف

إشكالية العلاقات الدبلوماسية بين الدول

Posted: 26 Aug 2018 02:18 PM PDT

توتر العلاقات بين الدول امر طبيعي يحدث باستمرار لأسباب مختلفة وقد يؤدي لقطع العلاقات، بل ربما تسبب في اشتعال الحروب التي تطورت في بعض الحالات لتصبح حروبا «عالمية». وبرغم ان الشعوب عادة لا علاقة لها بالتوترات، الا انها تدفع الثمن الاكبر لما يتمخض عنها. وفي الأوضاع العادية تنطلق وساطات من الدول الصديقة لأحد الطرفين او كليهما، او من الأمم المتحدة لرأب الصدع واعادة المياه إلى مجاريها، وتفلح هذه الوساطات عادة ولكنها قد تفشل كذلك. وتسعى الدول ذات الدبلوماسية الفاعلة لتجاوز الازمات بطرح الحلول الوسط لكي تتجنب التصعيد وتداعياته. ولكن المشكلة تتفاقم عندما يكون للدول طموحات توسعية او رغبة في الهيمنة او فرض السيطرة على الدول الاخرى المجاورة. وهنا تتلاشى الحنكة السياسية وتفقد المبادرات تأثيرها. وغالبا ما تفشل تلك المحاولات في احتواء المشكلة في مثل هذه الحالات، وقد تضطر الدولة الطامحة للتراجع بالبحث عن مخارج تحفظ ماء الوجه. وثمة مشكلة اخرى تتمثل برغبة بعض الانظمة في بسط النفوذ والتوسع خارج الحدود.
وقد يكون لدى بعض الانظمة غرور او يكون حكامها مصابين بداء العظمة، الامر الذي طالما ادى لسقوط الحكومات والدول. كما ان الكثير من الازمات ينجم عن سوء تقدير الحكومات مستويات الخطر وغموض النتائج المتوقعة عن تداعي الامور. ويمكن القول ان كثيرا من الازمات التي تعاني منها المنطقة العربية ناجمة عن هذه الظواهر التي تزداد اتساعا بتعمق الاستبداد والحكم الفردي. كما ان توفر المال النفطي وتلاشي القيم الديمقراطية والحقوقية في الغرب، كل ذلك من عوامل التراجع في الامن المحلي والاقليمي وكذلك العلاقات الاقليمية والدولية. ولا بد من الاشارة إلى ان الايديولوجيا المشتركة بين الدول توفر دعما دبلوماسيا للدولة عندم تختلف مع غيرها من خارج منظومتها الايديولوجية.
ثلاثة امثلة لهذه الظاهرة قد تساهم في توضيح الفكرة.
المثال الأول: السياسة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمحاصرة إيران وتشديد العقوبات عليها، ابتداء بالغاء الاتفاق النووي وصولا لمحاولات جر الدول الاخرى للتصعيد معها. حتى الآن لا يبدو ان النجاح سيكون من نصيب هذه السياسة لاسباب عديدة منها الخشية من الاستخفاف بالعمل الدولي المشترك والانحياز الأمريكي الواضح للكيان الاسرائيلي وعدم الثقة بسياسات ترامب وتطرفه برفض الاتحاد الاوروبي ككتلة سياسية منافسة للولايات المتحدة.
سعى الرئيس الأمريكي للضغط على الدول الخمس الاخرى التي ساهمت بجهود حثيثة للتوصل إلى الاتفاق المذكور، للانسحاب منه. ولكن الدول الخمس الاخرى تعتبره اتفاقا متميزا لا يمكن التفريط به لان ذلك يضعف الحماس للعمل المشترك لحل الازمات الدولية. ولا تختلف اساليب ترامب التي تتبنى اساليب الترهيب والتهديد التي تقترب مما يمكن تسميته «بلطجة سياسية» من الاساليب التي تنتهجها حكومات اخرى كما سيتضح لاحقا في هذا المقال. فقد سعى لفرض قراره الانسحاب من الاتفاق المذكور بالاعلان عن عقوبات أمريكية ليس على إيران فحسب بل على الشركات الاوروبية التي تتعامل معها ايضا. وقد انصاع عدد منها لذلك، ومن بينها شركة ايرباص التي جمدت اتفاقات تزويد إيران بطائرات حديثة لدعم اسطولها الجوي الذي يعاني من نقص في الطائرات والمعدات. كما تم تجميد اتفاقات اخرى لتزويد إيران بالمعدات الصناعية والتنقيب عن النفط وتطوير الحقول النفطية الإيرانية كما فعلت شركة توتال الفرنسية التي انسحبت من مشروع تطوير حقل بارس الإيراني وسواها. هذا بالاضافة لوقف التعامل المالي مع إيران وفرض حصار على كافة نشاطاتها المصرفية. هنا استخدمت أمريكا امكاناتها الاقتصادية ودورها في ادارة النظام المصرفي العالمي لاجبار الدول الاخرى على الانسحاب من الاتفاق النووي المذكور.
المثال الثاني: يتمثل بالسياسة البريطانية تجاه روسيا في ضوء ما تعرض له مواطن روسي مع ابنته في مطلع هذا العام من استهداف بغاز الاعصاب (نوفيتشوك) كاد يقضي عليهما. ويعتقد ان تلك المادة ادت لوفاة مواطنة بريطانية واصابة آخر بالعمى وذلك بعد بضعة شهور على الاصابات الاولى. بريطانيا حاولت تعبئة اوروبا لمشاركتها في استهداف روسيا ومقاطعتها دبلوماسيا واقتصاديا. واتضح وجود تأرجح في موقف الاتحاد الأوروبي ازاء روسيا ما بين اظهار حماس محدود لمعاقبة روسيا والاستمرار في العلاقات الدبلوماسية المعتادة مع موسكو. بريطانيا سعت لتعبئة اوروبا لتلتزم بموقف مشترك معها ضد روسيا. جاء ذلك في الوقت الذي قررت بريطانيا فيه الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وهو قرار اغضب الدول الاقوى في الاتحاد ومنها المانيا وفرنسا وايطاليا. وكان موقف بريطانيا غريبا من جهة وتعبيرا عن شيخوخة دبلوماسية من جهة اخرى. فما دام شعبها قد قرر الانسحاب من الاتحاد الأوروبي فكيف تطالب دول ذلك الاتحاد بالوقوف معها؟
الضغط البريطاني على اوروبا ساهم في صدور بعض الخطوات الاوروبية ضد روسيا ولكن سرعان ما تبدد ذلك وعادت العلاقات مع موسكو إلى حالتها الطبيعية. كانت حكومة السيدة ماي تسعى لمحاصرة ادارة الرئيس بوتين سياسيا واقتصاديا وبذلك تؤكد فاعلية الموقف البريطاني وتحافظ على موقع بلادها في السياسة العالمية. واعتقدت ان ما لديها من ادلة تثبت تورط روسيا في استخدام مادة «نوفوتشيك» لتسميم المواطن الروسي سيرجي سكريبا وابنته ستدفع اوروبا لمسايرتها في محاصرة روسيا، ولكن ما مصلحة اوروبا في ذلك؟
المثال الثالث: هو النمط السعودي في التعامل الدبلوماسي بعد ان تخلت الرياض عن سياستها السابقة التي تميزت بالهدوء والدبلوماسية الصامتة. كانت الرياض تمارس سياستها بالتواصل السري من جهة وعبر المنظمات والمؤسسات الخاضعة لنفوذها مثل منظمة التعاون الإسلامي (المؤتمر الإسلامي سابقا) ورابطة العالم الإسلامي والمؤسسات الدعوية داخل المملكة وخارجها من جهة اخرى.
وكانت تلك الدبلوماسية تهدف اساسا للحفاظ على البيت السعودي وضمان ولاء المواطنين والحلفاء الخليجيين. وعلى مدى ثلاثين عاما من عمر مجلس التعاون الخليجي سعت الرياض للحفاظ على ذلك الكيان ليكون ذراعا دبلوماسية وامنية تمارس من خلاله النفوذ الاقليمي والعلاقات الخارجية. لكن هذه الدبلوماسية تغيرت بعد رحيل الملك عبد الله.
اليوم تمارس السعودية علاقاتها مع الدول الاخرى باساليب مختلفة لسببين: اولهما الخشية المتصاعدة من احتمال سقوط نظام الحكم اذا حدثت تغيرات جوهرية في منظومة الحكم العربية، وضمان هيمنة سياسية اقليمية تساعدها على توسيع نفوذها وتصفية الحسابات مع الدول المناوئة. فمثلا تحت مسمى قوات درع الجزيرة تدخلت السعودية في البحرين بدعم من الامارات. ولم تعلن السعودية الحرب على اليمن الا بعد ان ضمنت مشاركة 13 حكومة اخرى في ذلك العدوان.
في البداية استطاعت الرياض جر تلك الدول لارسال قوات للمشاركة في عدوانها على ذلك البلد العربي المسلم، ولكن سرعان ما انسحبت قوات عدد من البلدان. واصبح واضحا ان المشاركة انما كانت في مقابل مليارات الدولارات. مع ذلك سحب السودان قواته ولم يعدها الا بعد ان تعهدت السعودية بتقديم المزيد من الاموال. وسحبت المغرب قواتها قبل بضعة شهور ولكنها اعادتها بعد مفاوضات شملت الجانب المالي.
السعودية تفضل تنفيذ سياساتها عبر «تحالف» يشمل دولا اخرى لتجنب اللوم المباشر لسياساتها. ولم تعلن الرياض قطع علاقاتها مع طهران الا بعد ان ضمنت دعم دول اخرى مثل جيبوتي والسودان والصومال. وهذا يؤكد انها لا تستطيع جر الآخرين لدبلوماسيتها دائما. فحين قررت قطع علاقاتها مع دولة قطر لم يستجب لدعوتها سوى حكومة البحرين. اما عندما توترت علاقاتها مع كندا فانها لم تجد اية دولة اخرى تدعمها. وساهم في ذلك اصرار كندا على موقفها وانها لن تتراجع عن دعم حقوق الانسان ومطالبتها السعودية باطلاق سراح النساء اللاتي اعتقلن بسبب موقفهن او نشاطهن السلمي.

٭ كاتب بحريني

إشكالية العلاقات الدبلوماسية بين الدول

د. سعيد الشهابي

صراع الهويات في السودان

Posted: 26 Aug 2018 02:18 PM PDT

في مقدمة كتابه «صراع الرؤى ونزاع الهويات في السودان»، ترجمه الدكتور عوض حسن ونشره مركز الدراسات السودانية، القاهرة، 1999، يقول الدكتور فرانسيس دينق «….، ومهما تكن العوامل الدالة على الهوية، فانها تعكس مفاهيم نفسية واجتماعية عميقة الجذور لدى الفرد في اطار تعامله مع مجموعته. وبما أن الجماعات تسعى نحو السلطة ومصادر الثروة ومكتسبات أخرى، فان هذه المعاملات يمكن أن تعبر عن تعاون أو تنافس أو نزاع.
ونزاع الهوية يحدث في إطار الدولة عندما تتمرد مجموعات، أو بمعنى أدق، عندما يتمرد مثقفوها ضد ما يرونه إضطهادا غير محتمل تمارسه المجموعة المهيمنة، ويتم التعبير عنه بعدم الأعتراف وبالتهميش، وربما أيضا بالتهديد بالتدمير الثقافي أو حتى التصفية الجسدية….. والمشاكل الاثنية والدينية التي ظلت مكبوتة لفترة طويلة، تبرز لتعبر عن نفسها بالعنف الذي يهدد هذه الدول بالتجزئة والتفتت، وربما بالانهيار التام.
هذا هو الخطر الماثل في صراع الرؤى، الذي ظل مستعرا لعشرات السنين في السودان. ومن سخرية القدر أن يكون جل هذا الشقاء المرتبط بالحرب الاهلية في السودان نتاجا للحلم العظيم في ان يصبح السودان نموذجا مصغرا للقارة الافريقية وجسرا يربط بين القارة والشرق الاوسط».
وفي مقال ممتع، نشر في عدة مواقع إسفيرية، 2003، يقدم الدكتور هشام عمر النور نقدا لأطروحة فرانسيس حول صراع الرؤى ونزاع الهويات، يبتدره بما أجمعت عليه النظريات السياسية المعاصرة على أن الأمم هى «مصنوعات ثقافية» تشكل إدعاءاتها بالأشكال الجوهرية للهوية الجماعية، كتجانس عرقي أو إثني، وكلغة وتاريخ ومصير مشترك، أو حتى كمعنى عام للخير، تشكل بناءات مصطنعة للناس الذين يحتاجونها للتأقلم والتوافق مع الشروط الثقافية والسياسية المتغيرة ويحتاجونها لتوليد افضل الأشكال وأقواها من التضامن الإجتماعي.
ويؤكد الدكتور هشام، أن حديثه لا يعني انكار الهويات التى يستشعرها الناس كأمر جوهري، أو انكار ما قد يترتب عليها من مظالم وقهر، وانما المقصود أن نقتنع بالأصل المصطنع لهذه الهويات والأصل المصطنع للاعتقاد بالانتماء إلى إثنية مشتركة، دون أن يقلل ذلك من قناعتنا بفاعلية الاعتقاد بالهوية الذى يقوم على ترابط منطقي يمكن ان يتحول إلى علاقات شخصية أو وعي جماعي. هذه الهويات ليست عوامل مفسرة وانما تحتاج للتفسير. فالنزاع الراهن في السودان لايفسره النزاع بين الهويات، بل إن تبدّى الصراع كنزاع بين هويات ورؤى هو الذي يحتاج إلى تفسير. إن مجرد وجود هويات متنوعة لايصلح مطلقاً أن يكون أساساً للنزاع بينها. وهذا يعني أن نفهم الظروف التي تدفع جماعة من الناس إلى إدراك الهوية كنواة مغلقة وصلدة ومن ثم تدفعهم للانسياق وراء الذين يستغلون هذا الوهم لصالحهم.
وكنت قد أشرت في كتابات سابقة إلى أن مصادر التاريخ السوداني تؤكد أن الهوية الحضارية السودانية تبلورت عبر مخاض أسهمت فيه عدة عوامل، وممتد لقرون وحقب منذ الحضارة المروية قبل الميلاد مرورا بالحضارات المسيحية والإسلامية ونتاج الكيانات الإفريقية القبلية والعرقية وبصمات المعتقدات الإفريقية والنيلية، وحتى النضال الوطني ضد المستعمر. لذلك فالهوية السودانية، منبثقة من رحم التعدد والتنوع والتباين، وهذا مصدر ثراء حضاري جم، إذا ساد مبدأ الاعتراف بالتنوع والتعدد في كل مكونات صياغة وتنظيم المجتمع. ومع سيادة هذا المبدأ، وإذا حسنت إدارته، فإن عوامل الوحدة والنماء كفيلة بتجاوز دوافع الفرقة والتمزق. وفي ذات السياق، تتعدد لغات الثقافات السودانية، ولا مجال لأي منحى آخر سوى إعطاء كل اللغات السودانية الفرصة الأقصى للتطور ولتصبح أدوات متقدمة للتعبير والتعليم.
هذا يفتح المجال للمثاقفة الحرة التي تؤدي إلى التفاعل بين هذه اللغات مما ينتج عنه واقع ثقافي جديد أكثر ثراء. هناك قوميات سودانية تتخذ اللغة العربية بمحض إرادتها أداة للتخاطب، وبالطبع هذا يستوجب الترحيب به. لكن لابد من الوقوف بحزم ضد أي محاولة لفرض اللغة العربية على من لا يرغب، وفي نفس الوقت لا بد من هزيمة المفاهيم اللغوية الضيقة والتي تؤمن بنظرية النقاء اللغوي فتحول بين اللغة العربية وبين تمثل واستيعاب كل الألفاظ ذات القدرة التعبيرية العالية في لغات القوميات غير العربية.
إن أي جهاز دولة لا يستوعب هذا الواقع ولا يتعامل معه وفق تدابير ملموسة، سيكرس من مفاهيم الاستعلاء العرقي. لذلك من الخطأ انتزاع مكون واحد من مكونات الهوية السودانية، المكون الإسلامي أو العربي أو الإفريقي مثلا، ورفعه لمستوى المطلق ونفي ما سواه، إذ أن النتيجة الحتمية لممارسة هذا النفي هي إنتشار الحرب الأهلية، على النحو الذي شهده السودان تحت ظل حكم الإنقاذ. ومن هنا، جاء إتفاقنا التام مع ما ذهب إليه الدكتور هشام، بأن صراع الهويات ليس صراعاً ميتافيزيقياً بين هويات مغلقة خارج التاريخ ذات طبائع وخصائص جوهرية، وانما هو صراع تاريخي، بمعنى أنه صراع اجتماعي وسياسي، أى صراع حول السلطة والثروة، ولظروف بعينها أصبح هذا الصراع يدار على أسس من استراتيجيات الهوية.
وعلى هذا الأساس، تظل قناعتنا الراسخة بأن المدخل الرئيسي، والذي لا يمكن تجاوزه، لحل الأزمة الخانقة الممسكة بتلابيب السودان، يبدأ بتصحيح العلاقة بين المركز والأطراف، بما يزيل عنها كل تلك المفارقات والتناقضات. وهذا لن يتأتى إلا في ظل إدارة للبلاد تحقق مشاركة عادلة في الحكم بين مختلف مكونات البلاد السياسية والقومية، وتنجز مشروعا وطنيا مجمع عليه لإعادة بناء السودان، على أساس التجسيد الدستوري والقانوني لمعنى التنوع والتعدد الاثني والديني والثقافي، وبسط أسس النظام الديمقراطي التعددي المدني، وتحقيق التنمية المتوازنة بين كل أطراف البلاد وتكويناتها القومية.
أما إنجاح هذا المشروع والإنتصار له، فيبدأ بتمتين وإنضاج التحالف بين نشطاء التغيير في المركز ونشطاء التغيير في الأطراف، إذ عند نضوج هذا التحالف، يتفعّل فتيل تفجر التغيير الجذري.

٭ كاتب سوداني

صراع الهويات في السودان

د. الشفيع خضر سعيد

دولة «محمد» المقبلة في فلسطين

Posted: 26 Aug 2018 02:17 PM PDT

ليست الحقائق كالأوهام، ففي وقت واحد تقريبا، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتحدث في ولاية فرجينيا، ويفاخر بما يتصوره معجزة حققها لإسرائيل، بقرار نقل سفارته للقدس، ويدعي أنه أزال القدس من على طاولة المفاوضات، بينما قبلها بساعات، كان مئة ألف فلسطيني يؤدون صلاة عيد الأضحى في المسجد الأقصى في قلب القدس، رغم عشرات الكوابح من التضييق والحصار الإسرائيلى ومنع وصول الفلسطينيين، وعلى نحو بدت معه الحقيقة الفلسطينية أعظم رسوخا من أوهام الأمريكيين والإسرائيليين، فالصلاة بالأقصى وسط هذه الظروف الحربية، ليست فقط طقسا دينيا جليلا، بل هي طقس وطني بامتياز.
الرسالة الرئيسية هنا هي الثبات على الأرض، وتحدي القهر الذي يريد أن يلوي عنق الحقائق، فلن ينفع قرار نقل السفارة الأمريكية، ولا قانون «القومية» اليهودي، ولا الغلبة الصورية لسلاح الاحتلال، ولا التهويد المتصل، ولا إقامة مئات المستوطنات، ولا لقاءات الغرف السرية والعلنية مع «المتصهينين» العرب، وكل ذلك يجري بهمة ونشاط، ويشكل خبز الأخبار اليومية، لكنه لا يلغي أم الحقائق في الصراع المتصل عبر سبعين سنة مضت، وهي نجاح الشعب الفلسطيني في البقاء على الأرض، وفي التناسل فوقها، وفي ولادة شعب جديد بدلا من الشعب المطرود زمن النكبة، وفي الزيادة السكانية المطردة في فلسطين التاريخية المحتلة بكاملها، وفي تخطي الوجود الفلسطيني لحاجز التعادل السكاني مع اليهود المجلوبين، وفي تقدم الفلسطينيين باطراد إلى وضع الأغلبية السكانية على أرض الصراع، وتكوين شعب خلقته المحنة الفريدة خلقا جديدا، وجعلته أكثر الشعوب العربية تعلما وخبرة.
يضاعف قوته التلقائية بزاد متجدد من الإبداع الكفاحي، وفنون المقاومة الشعبية المتنوعة، التي تجعله الرقم الصعب في المعادلة كلها، وأيا ما كان الاهتراء الذي أصاب وضع قيادته، والمصير البائس الذي آل إليه شعارها عن «حل الدولتين»، فبوسعه دائما خلق قيادات جديدة من صفوف الناس العاديين، وكسب الصراع المتصل مع العدو، بإحراز نقاط كسب تتراكم كل يوم، وتعيد صياغة المشهد على أرض فلسطين، وتستمسك بالرباط المقدس بين الفلسطينيين وأرضهم، وتنهك المشروع الاستعماري الاستيطاني الإحلالي الصهيوني، الذي ينفد زاده من يهود يجلبهم إلى الأرض المقدسة، ولا يستطيع سلاحه ولا تكنولوجياه ولا قنابله النووية، أن تخفي حقيقة الهزيمة الوجودية التي ينزلق إليها مشروعه الاستيطاني، فالأرض تعرف بناسها، وأرض فلسطين تستعيد تدريجيا تعريفها الأول، وتهزأ بالتعاريف اليهودية الاستيطانية المقحمة، وتعود إلى مخبرها ومظهرها الأول، بقوة حضور الفلسطينيين، الذين هم الآن أكثر من نصف السكان على الأرض، وفي غضون عقود قليلة مقبلة، تصبح لهم الغلبة السكانية الساحقة، ويصنعون دولة الأغلبية بالكفاح الشعبي الوطني، حتى لو استمرت إسرائيل في احتلال كامل الأرض، فسوف تكون تسميتها بإسرائيل عبثا في عبث، ووهما يراوغ حقيقة عودة فلسطين لاسمها وأهلها.
وحتى المهووس ترامب، كان بوسعه إدراك الحقيقة غريزيا، والتسليم بالخطر الكامن على ربيبته إسرائيل، ففي محادثة جرت بينه وبين ملك الأردن عبد الله الثاني، حاول الأخير إقناعه بخطورة ما يسمى «صفقة القرن» المرفوضة فلسطينيا، ونقل سفارة واشنطن للقدس، وأنها تدفع الأجيال الفلسطينية الجديدة إلى تفضيل حل «الدولة الواحدة» على «حل الدولتين» الذي تتضاءل حظوظه، وكان رد فعل ترامب مذعورا على حد ما نقلته صحيفة إسرائيلية، فقد اعترف للفلسطينيين بالأغلبية في ظل حل الدولة الواحدة، وتوقع أن يصبح «محمد» هو اسم رئيس وزراء إسرائيل في المستقبل المنظور، وهو ما يجهد مخططو وعتاولة المشروع الصهيونؤ لتجنبه، ولكن بدون الاستقرار على حل، أو صيغة حل يقبله الفلسطينيون، وقد استقروا لوقت على صيغة «حل الدولتين»، ومنح الفلسطينيين نوعا من الحكم المنفصل في الضفة وغزة، وكان رابين وبيريز من أنصار فكرة إسرائيل «العظمى» لا «الكبرى»، التي تحلم بالهيمنة على المنطقة من خلال التفوق التكنولوجي، وبناء شرق أوسط جديد تقوده إسرائيل، بشرط التخلص من العبء السكاني الفلسطيني في الضفة وغزة، وحتى في أجزاء من القدس، وضمان أغلبية يهودية لإسرائيل من وراء ما يسمى «الخط الأخضر»، الفاصل بين الأراضي المحتلة في عدوان 1967 والأراضي المحتلة في نكبة 1948، وكان اغتيال إسحق رابين على يد متطرف يميني نهاية فعلية لوصفة» حل الدولتين»، في حين تضخم بالمقابل تيار اليمين التوراتي، الذي يريد «إسرائيل الكبرى»، التي لا تكون بغير ضم نهائي للقدس وأغلب الضفة الغربية إلى إسرائيل، فالضفة هي «يهودا» و»السامرة» في الأساطير التوارتية، وهي مع القدس قلب المشروع الصهيوني، وإذا كان ولا بد من دولة للفلسطينيين، فلتكن في «غزة»، مع توسيعها على حساب الأراضي المصرية في سيناء، وصدرت عشرات التصورات والخطط المروجة لحل افتراضي من هذا النوع، أطلقوا عليه اسم «الحل الإقليمي»، أي حل مشكلة الفلسطينيين على حساب العرب، وليس أخذا أو استعادة مما تحتله إسرائيل، وكانت تلك هي الأفكار الدافعة لتبني إدارة ترامب لما أسمته «صفقة القرن»، التي سقطت سريعا بالضربة القاضية، بفضل صمود الشعب الفلسطيني، وبسالته الكفاحية الملهمة، وصحوته إلى مقاومة شعبية سلمية جبارة، كانت «غزة» التي يريدون فصلها، هي عنوانه الأكثر حيوية، فقد اندمجت «غزة» في مجموع الهم الفلسطيني عبر «مسيرات العودة»، وتحدت كيان الاحتلال الإسرائيلي في نزال ممتد، أيقظ قلب فلسطين في «حيفا» وفي «القدس»، وجعل قضية الشعب الفلسطيني واحدة متصلة، ولوي ذراع إسرائيل، حتى فيما يقال عنه مفاوضات تجري عبر القاهرة، وبدون دفع أي ثمن سياسي لإسرائيل، بقدر ما نجحت وتنجح مع مزيج المواجهات والتهدئات، في فك نسبي للحصار عن غزة، واستعادة حيويتها الفائقة كرافعة لقضية الشعب الفلسطيني، خصوصا مع اضطرار أطراف عربية للتنصل من تبعات «صفقة القرن» وتوابعها، وخيبة أمل قطاعات من الرأي العام الإسرائيلي في حكومات اليمين الفاشلة في تحدي غزة، وفي استثمار وساطة مصرية مالت إلى خدمة مصالح وأولويات الفلسطينيين، وعلى نحو ما يعترف به مقال بعنوان «حماس نجحت في تشويشنا»، ترجمته جريدة «القدس العربي» عن «معاريف» الإسرائيلية في 20 أغسطس/آب 2018، وعبر فيه كاتبه مئير عوزيئيل عن تراجع ثقة الإسرائيليين في حكومات اليمين بعد زوال حكومات اليسار بمغامراتها الخائبة في مواجهة غزة، وتراجع جدوى التصويت في انتخابات إسرائيلية يسعى نتنياهو إلى التبكير بها، وهو ما يدفع الكاتب إلى القول الساخر بمرارة وبالنص «يحتمل أنه يتعين على الإسرائيليين أن يبدأوا التصويت بالانتخابات في مصر، إذ هناك يتقرر الآن مستقبلنا».
ما علينا، فالحرب سجال، والقصف بالقصف، والتهدئة الموقوتة بتهدئة مثلها، ولكن لا هدنة سلاح طويلة ولا يحزنون، فسوف تظل غزة هي مسقط رأس حركات المقاومة الفلسطينية الكبرى، وغزة هى فلسطين مصغرة، بتركيبها السكاني العائد إلى كل جهات فلسطين، ومن هنا استحالة فصلها موضوعيا عن مجمل الهم الفلسطيني، وقد تنجح جهود المصالحة بين «حماس» و»عباس» برعاية القاهرة، أو لا تنجح، المهم أن يبقى كفاح الشعب الفلسطيني موحدا في الميدان، فالفصائل تجيء وتذهب، تزدهر وتضمحل، بينما يظل الشعب الفلسطيني هو العنوان الباقي، ووحدة كفاحه هي مربط الفرس، وهي الكفيلة وحدها بأن يعمل قانون الأغلبية لصالح الحق الفلسطيني، فليس بوسع كيان الاحتلال أن يطرد الفلسطينيين مجددا، ولا أن يكرر حملات «ترانسفير» على نحو ما حدث في نكبة 1948، ولم تفز إسرائيل أبدا في حرب خاضتها منذ ما بعد عدوان 1967، ولا فازت في ثلاث حروب طويلة خاضتها ضد غزة وحدها، وثبات الفلسطينيين على أرضهم، هو مفتاح النصر النهائي، وامتزاج كفاح الفلسطينيين هو المؤشر الأكثر إيجابية في كل ما يجري، ومع الجمع المدروس بين الكفاح المسلح والكفاح السلمي، فلم تعد هناك عوائق أو فواصل بين حركة الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة في 1967، وحركة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948. وانتفاضتا الفلسطينيين الأحدث في 1987 و2000، أيقظتا الطابع القومي لحركة الفلسطينيين وراء ما يسمى «الخط الأخضر»، وصارت الحركة السياسية لفلسطينيي 1948 عربية خالصة، ضعفت فيها اتجاهات «الأسرلة»، التي كانت سارية قبل انتفاضة 1987، ثم تجيء تصرفات تكريس الفصل العنصري التي تبديها دولة الاحتلال، وعلى نحو ما فعله قانون القومية اليهودي، تجيء لتخدم وحدة كفاح الشعب الفلسطيني من حيث لا تدري، فهي تحرم الفلسطينيين المعنيين من حق المواطنة الإسرائيلية، ولا تترك لهم من خيار سوى استعادة دواعي «المواطنة» القومية الفلسطينية، وهو ما يعطي ميزة إضافية لوحدة كفاح الشعب الفلسطيني على أرضه التاريخية كلها، ويجعل «حل الدولتين» شبحا من الماضي، ويفتح الباب لمرحلة جديدة عنوانها «دولة واحدة بأغلبية فلسطينية»، أو ـ باستعارة ترامب ـ دولة «محمد» المقبلة في فلسطين بإذن الله.
كاتب مصري

دولة «محمد» المقبلة في فلسطين

عبد الحليم قنديل

مِن تحجيم دور إيران في سوريا إلى إنهاء دور «إسرائيل»

Posted: 26 Aug 2018 02:17 PM PDT

الواقعات الجيوسياسية في سوريا هي على النحو الآتي:
«إسرائيل» تحتل الجولان السوري منذ عام 1967، والولايات المتحدة تحتل مناطق سورية واسعة في الجنوب الشرقي (التنف) وفي الشمال الشرقي (الرقة والحسكة) منذ عام 2016.
«إسرائيل» ضمّت الجولان إليها وترفض تالياً الانسحاب منه، بل تطالب الولايات المتحدة بالاعتراف بشرعية واقعة الضم.
الولايات المتحدة ترفض الانسحاب من مناطق احتلالها في سوريا، مبرّرةً بقاءها بأنه لضمان هزيمة «داعش» في بلاد الشام وبلاد الرافدين.
«إسرائيل» متخوّفة من وجود إيران في سوريا وتعتبر استمراره تهديداً لأمنها القومي، وتطالب تالياً بسحبه (مع تشكيلات حزب الله المقاومة للإرهاب) من جميع انحاء البلاد.
الولايات المتحدة اختارت، بعد انسحابها من الاتفاق النووي، أن تضغط على إيران وأن تستنزفها في الساحة السورية بواسطة «إسرائيل». سوريا وقوى المقاومة ردّت على اعدائها الناشطين ضدها بتحرير غوطة دمشق الشرقية، ثم مناطق جنوبها الغربي بمحاذاة الجولان المحتل، واخذت تُعدّ العدّة لتحرير محافظة أدلب، حيث السيطرة لجبهة «النصرة» والفصائل الموالية لتركيا.
تحسّبت «إسرائيل» لمخاطر نجاح الجيش السوري في أدلب، وتداعيات استعادته وحدة سوريا وسيادتها على كامل ترابها الوطني وانعكاساته على موازين القوى الإقليمية، فحرّضت الولايات المتحدة على مضاعفة ضغوطها على إيران وحلفائها، وكعادتها استجابت إدارة ترامب (ومعها حكومتا فرنسا وبريطانيا) بتهديد سوريا علناً بضربة ثأرية، إن هي لجأت الى استعمال السلاح الكيميائي ضد اعدائها في أدلب.
سوريا (بدعمٍ من روسيا وايران والمقاومة) تجاهلت هذا التهديد وتابعت استعداداتها لتحرير أدلب، الأمر الذي حمل ترامب على إيفاد مستشاره للامن القومي جون بولتن إلى «إسرائيل» لمناقشة طرائق المواجهة، كما إلى جنيف للتباحث مع سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، في مسألة الضغط لسحب الوجود الإيراني من سوريا، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الامريكية عن روسيا.
باتروشيف صارح بولتن بعدم قدرة بلاده على حمل إيران على الانسحاب من سوريا. فهي هناك بطلب من سوريا، ولا يمكن إخراجها إلاّ بموافقة الدولة التي أذنت لها بالدخول.
أوساط إسرائيلية وامريكية أشاعت أن روسيا عرضت على أمريكا تحجيم الوجود الإيراني في سوريا، بحمل طهران على التراجع بقواتها مسافة 85كيلومتراً عن «إسرائيل» (اي عن حدود فلسطين المحتلة) وأن تل أبيب رفضت العرض.
ناطقة باسم الخارجية الروسية كذّبت مداورةً المزاعم الإسرائيلية والامريكية عن العرض سالف الذكر، بدعوتها الولايات المتحدة الى سحب قواتها من سوريا كون دخولها ووجودها لم ولا يحظيان بموافقة الحكومة السورية.
إنه حقاً لمشهد (وحوار) عجيب غريب: دولة، هي الولايات المتحدة، تحتل اراضي سورية وتُطالبُ دولةً اخرى، ايران، كانت استأذنت سوريا بتوضيع بعض مستشاريها ومعداتها في مواقع محددة في اراضيها، بالانسحاب منها بدعوى أن وجودها يهدد أمن دولة اخرى، «إسرائيل»، كانت احتلت، وما زالت، ارضاً سورية.
الأغرب والأعجب هو العرض الروسي في حال ثبوت صحته: أن تنسحب القوات الإيرانية عشرات الكيلومترات عن تخوم الجولان السوري الذي تحتله «إسرائيل» مقابل وعد امريكي برفع العقوبات عن روسيا!
أيّاً ما كان العرض والعارض، فإن الحاضر ينطق بحقيقةٍ نافرة: «إسرائيل» متمسكة باحتلالها الجولان، وامريكا متمسكة باحتلالها مناطق سورية، وكلاهما يهدد سوريا بإطالة أمد الحرب فيها وعليها، التي ما زالت دائرة في شرقها وغربها. فوق ذلك، تقوم أمريكا بإعادة تسليح وتجهيز مقاتلي «داعش» في سوريا والعراق، كما تُعدّ عناصر جبهة «النصرة» و»الخوذ البيضاء» في أدلب لتكرار مسرحية استعمال السلاح الكيميائي واتهام الجيش السوري بذلك، تمهيداً للرد بضرب مواقع سورية حسّاسة.
أما آن الأوان للخروج من هذه الدوامة؟
أرى أن ثمة مقاربةً، وبالتالي قراراً، من شأنه رد كيد أمريكا و»إسرائيل» إلى نحرهما. ذلك أن «إسرائيل» هي التي تقف وراء كل هذا الصَلَف الامريكي ضد إيران وروسيا، وهي التي تطالب بإقصاء ايران وقوى المقاومة عن سوريا، كما تحرّض أمريكا على قصف مواقع ومؤسسات سورية، بدعوى الاقتصاص منها لاستعمالها السلاح الكيميائي. أما وأن الأمر كذلك، فلماذا لا تحزم القيادة الروسية أمرها فتقرر تنفيذ قرار قديم لها بتزويد سوريا منظومة دفاع جوي من طراز S-300؟ بل لماذا لا تزوّدها دونما إبطاء منظومة S-400 كالتي سلّمتها لتركيا؟
لم تخشَ روسيا أمريكا ولا حلف «الناتو» ولم تراعهما عندما قررت تزويد تركيا، العضو في «الناتو»، منظومة S-400. فهل يعقل أن تخشى روسيا «إسرائيل» أو أمريكا إذا ما قررت تزويد حليفتها سوريا التي تحتضن قواعد جوية روسية في حميميم، وأخرى بحرية في طرطوس، بمنظومة دفاع جوي مماثلة للتي في أيدي الأتراك؟
إن مجرد إعلان موسكو قرارها بالإفراج بلا إبطاء عن منظومة S-400 لسوريا كافٍ بحدِّ ذاته لحمل «إسرائيل» ومعها أمريكا على التراجع عن سياسة العربدة في سماء سوريا وعلى أرضها، ذلك أن تل ابيب تعلم علم اليقين أن وجود هذه المنظومة المتطورة عالية الكفاءة بين أيدي السوريين كافٍ لإلغاء دور سلاح الجو الإسرائيلي في أجواء سوريا ولبنان والعراق، بل لتجذير وجود إيران في سوريا وجعله بمأمن من ايّ تعدٍّ صهيوني، وبالتالي لتحجيم دور «إسرائيل» في المنطقة.
هذه الحقائق تعلمها روسيا فلماذا تتردد وتُحجم؟
كاتب لبناني

مِن تحجيم دور إيران في سوريا إلى إنهاء دور «إسرائيل»

د. عصام نعمان

مشاكل الجزائر ليست سياسية فقط

Posted: 26 Aug 2018 02:16 PM PDT

هذا ما تؤكده يوميات هذا الصيف الحار، الذي عاد فيه وباء الكوليرا للبلد، بعد غياب طويل، ومنعت فيه حفلات فنية، في أكثر من مدينة من قبل شباب عن طريق تنظيم صلاة جماعية، احتجوا عبرها، مطالبين بتوزيع أكثر عدلا للثروة الوطنية. ليتم التشهير بكاتب معروف (أمين الزاوي) لأنه «تجرأ «وربط بين البداوة والإسلام، في مقالة صحافية له وصلت إلى حد التشكيك في قناعات الرجل الدينية. وهو يتحدث عن تلك الممارسات التي تظهر بمناسبة عيد الأضحى في المدينة الجزائرية، لتحولها إلى تجمع كبير للقاذورات، نتيجة الذبح العشوائي للأضحية، في مدينة مازال يتم خطف الأطفال وقتلهم فيها، بعد الاعتداء الجنسي عليهم، بشكل دوري.
حدث كل هذا في وقت أعلن فيه الرئيس بوتفليقة عن إقالات وتعيينات في مواقع عسكرية مهمة، على رأس الناحيتين العسكريتين الأولى والثانية، اللتين تضمان إقليم العاصمة والحدود الغربية المتوترة على الدوام مع الجار المغربي. تعيينات جديدة قد لا تتوقف عند هذا الحد، حسب العارفين بخبايا النظام السياسي الجزائري، وبكيفية اتخاذ قراراته التي يفضل اتخادها في الصيف، عندما يكون الناس مسترخين في عطلة! قرارات على أهميتها لم تثر الكثير من الاهتمام على مستوى الرأي العام، حتى البعض يوحي بأنها قد تصل إلى هرم المؤسسة العسكرية قريبا، لتمس قائد الأركان نفسه، في علاقة واضحة بالصراعات المرتبطة بالانتخابات الرئاسية المقبلة، التي كثرت التكهنات حول عدم إمكانية ترشح الرئيس بوتفليقة لها، نتيجة وضعه الصحي المتدهور، رغم ما قد يوحي به بالعكس الحراك السياسي والحزبي الرسمي، ما يفتح المجال واسعا أمام كل الاحتمالات، بما فيها عودة الاضطراب للنظام السياسي الجزائري، بمناسبة هذه الانتخابات التي عادة ما تفشل مؤسساته السياسية الرسمية الكثيرة في لعب دور مهم لحسمها، عكس الشلل وجماعات الضغط المختلفة.
رغم أهمية هذه الرهانات السياسية التي ستبقى حاضرة طول السنة، إلا أن المواطن الجزائري فضل هذا الصيف التركيز على قضاياه الاجتماعية المستفحلة، التي برزت بقوة في علاقتها بالديني والتسيير اليومي للشأن العام، والعديد من القضايا الأخرى التي تذكرنا بأن مشاكلنا ليست آنية ولا تقتصر على البعد السياسي فقط. قضايا تبقى مرتبطة بشكل واضح بالعقيدة الوطنية التي اعتمد عليها بناء الدولة وتسييرها منذ استقلال البلاد، فقد بينت السنوات الأخيرة من حياة الجزائريين أن العقيدة الوطنية اليعقوبية، التي تبنتها النخب السياسية بعد الاستقلال، وصلت إلى مداها ولم يعد التعويل عليها قائما لمنح المزيد، بعد أن استنفدت كل حسناتها في نصف القرن الماضي، لدرجة يمكن القول معها إن جل العيوب التي تعانيها الجزائر مرتبطة وذات صلة بهذه العقيدة وشكلها التنظيمي الذي منحته للدولة بمركزتيها الشديدة، وعلاقاتها المتوترة بالمواطن في هذا البلد القارة. فأزمة الثقة التي يعاني منها السياسي، رجالا ومؤسسات في الجزائر، متأتية في جزء كبير من هذا الشكل التنظيمي المركزي، بما يترتب عنه من قطيعة نفسية واجتماعية بين المواطن والمسؤول، ابن هذه العقيدة التي تتغنى كثيرا بالمواطن وبأدواره المتخيلة، التي تنفيها الممارسة اليومية، ففي الواقع الخوف كل الخوف هو السائد في نظرة المسؤول للمواطن الذي يبادله عدم الثقة. خوف من المواطن وريبة من كل ما قد يأتي منه، تتجلى في «أبهى صورها «في تسيير المدينة الكبرى والمتوسطة التي يعيش فيها جزائريان اثنان من ثلاثة في الوقت الحالي. تحولت مع الوقت الى غابة فعلية جعلت النخب الحاكمة، العاجزة عن تسييرها، تفضل العيش في المنطقة الخضراء لأزيد من ثلاثة أجيال (نادي الصنوبر)، أو تغادر إلى فرنسا للاستمتاع بحياتها اليومية في كل نهاية أسبوع على الأقل، أو بعد التقاعد، بعيدا عن الجحيم الذي تركت الجزائريين فيه.
مؤشرات كثيرة يمكن عرضها للدلالة على أزمة التسيير المركزي هذا، كما استفحلت في المدة الأخيرة، مثل فقدان الأمن عندما يتعلق الأمر بالأطفال القصر داخل هذه الاحياء العملاقة التي بنتها الدولة، من دون أن تتوفر على أدنى مقومات الحياة. الشيء نفسه بالنسبة لعودة الامراض المعدية كالكوليرا، التي قربت الجزائر من وضع اليمن الذي يعيش عدوانا خارجيا وحربا أهلية مستديمة منذ سنوات!
رغم هذه النتائج الكارثية لهذه العقيدة التنظيمية اليعقوبية، التي تبنتها النخب الحاكمة بعد الاستقلال، والتي تم التخلي عنها في المصدر (فرنسا)، فإن النقاش حول وضع تصورات تنظيمية جديدة للتراب الوطني ما زال في بدايته الأولى، بكل ما يفرضه من تحوير في العلاقات مع المواطنين باتجاه ديمقراطية أكثر. فالحل بالضرورة يكون من خارج هذا النمط التنظيمي اليعقوبي الذي لم يعد قادرا على منح المزيد بعد ان استنفد جل إيجابياته مع الوقت.
تنظيم ترابي جديد تبقى الجزائر في حاجة ماسة إليه، يعتمد على ما أنجزته الدولة الوطنية، كانتشار التعليم بين المواطنين، الذي كان يتم التحجج بضعفه في سنوات الاستقلال الأولى، للإبقاء على التسيير المركزي لصالح نخب بيروقراطية وتكنوقراطية قليلة العدد، مسيطرة على مركز القرار. تنظيم ترابي لامركزي جديد يراعي ما يميز الجهات الكبرى للجزائر من خصائص جغرافية وحتى ثقافية، تميزها عن بعضها بعضا كتلك الثقافة المقاولتية التي تميز بعض الجهات، كما برز حتى داخل هذا النمط المركزي في السنوات الأخيرة، تحولت بموجبه ولايات صحراوية الى مناطق إنتاج فلاحي من الطراز الأول!
نمط تسيير مركزي لم يسمح للجزائر بالاستفادة مما يميز الكثير من جهاتها من قيم تنشئة اجتماعية وثقافية، كان يمكن أن تتحول إلى قاطرة فعلية للتنمية والتقدم، ومجالا للتنافس الإيجابي بين أبناء (جهات) البلد الواحد. فقد محت النظرة الفوقية التي ميزت التسيير المركزي كل خصوصية جهوية وحاربتها حتى لو كانت إيجابية. نتيجة هذا التخوف من المحلي النابض بالحياة الذي يكون وراءه المواطن. تتخوف منه البيروقراطية وتسييرها المركزي الذي استمر اعتمادا على علاقة من فوق، سمح بها الريع البترولي، ميز التسيير الاقتصادي والسياسي. فاللامركزية في نهاية الأمر لا يمكن تصورها من دون بناء علاقة جديدة بين المواطن والدولة، تعتمد على إعادة النظر في التسيير الاقتصادي الأحادي، المعتمد على الريع النفطي بكل تبعاته السياسية، التي تجعل المواطن والجهات في حاجة الى بيروقراطية فاسدة، تمن بما لا تملك على مواطن، تحول الى زبون سياسي موسمي، يركبه الرعب في أي محطة تغيير سياسي، مهما كانت شكلية وكاذبة، يسمع عنها في نشرة الثامنة للتلفزيون الرسمي.
كاتب جزائري

مشاكل الجزائر ليست سياسية فقط

ناصر جابي

تغريدة القرضاوي وأقاويل يتمشّى الزور في مناكبها

Posted: 26 Aug 2018 02:16 PM PDT

«أقاويل يتمشى الزور في مناكبها، ويبرز البهتان في مذاهبها» تلك القُصاصة الأدبية الساكنة في «زهر الآداب» للقيرواني، ألفيْتها تُجسد أحوال قوم أسرتْهم الخصومة، يتربصون بكل كلمة بُغية تحريفها، وبكل عبارة سعيًا في ليّ عُنقها، فيتلقّفون حصادهم الجائر، ويطيرون به في الآفاق.
يُحكى أن رجلًا سافر سبعمئة فرسخ ليسأل أحد الحكماء عن سبع كلمات، أولاهن: ما أثقل ما في السموات والأرض؟ قال البُهتان على البريء، لكن البعض لا يشعر بهذا الثِّقل، فما البهتان لديه إلا ذباب وقع على أنفه ثم فارقه بحركة من كفِّه.
«هذا الحج ليس لله تعالى حاجة فيه، الله غني عن العباد، وإذا فرض عليهم فرائض فإنما ذلك ليزكوا أنفسهم، وليترقوا في معارج الرُقيّ الروحي والنفسي والأخلاقي إلى ربهم، ولتتحقق لهم المنافع المختلفة في حياتهم».
تغريدة عادية أُجزم أنه لو قالها غير الدكتور يوسف القرضاوي لمرت مرور الكرام في موكب (اللايكات والكومينتات والشير)، بدون إثارة أي نوع من الجدل، أَمَا وإنها لشيخ يقيم على أرض قطر، وأوته عقودًا، فإن الأمر جَلَل، فهلُمّ إلى السيف والنّطْع، وقبلها نُخرج خبيئة الرجل ونستكشف مَرَامَه.
فلنقُلْ مثلًا أن القرضاوي يُعطّل الركن الخامس من أركان الإسلام لخدمة سادته من بني تميم، ودعمهم في صراعهم السياسي كما قال بعضهم، أو نُوافِق بعضهم في قوله حين قال: ليست غريبة على من يعرف تاريخ هذا المرتزق، وسبق أن كتبت عنه، ومن قرأ تغريدتي حينها لن يستغرب فتواه وصَدّه للناس عن بيت الله وشعائره لإرضاء قذافي الخليج، أو فلنقل كما قال آخر إنها مُوجّهة للاستهلاك الداخلي، وأُلبِست لبوسًا فقهيا شاذًا يُراد منه التخفيف عن الحُجّاج القطريين، الذين حرمهم حكامُهم من أداء الركن الخامس، أو كما قال غيرهم إنها لا يُمكن فهمها خارج سياق سياسي، يريد أن يُقوّض شعائر الله ويضعها رهينة موقف سياسي مُتحجر.
وربما نقول إنها قمة التسييس في ما نراه حين يُفتي القرضاوي فتواه الشاذة بشأن الحج، ويصمت حيال التطبيع والاتصالات القطرية مع إسرائيل، بحسب وزير دولة غارقة في التطبيع حتى النخاع. لم يُخطئ القرضاوي عندما قال»هذا الحج ليس لله حاجة فيه»، لأنه سبحانه لا ينتفع بعبادة العباد، إنما هم الذين ينتفعون بكل تشريع رباني، فحكمة العبادات تحقيق تقوى العبد لربه، وله فيها منافع دنيوية أخرى، وهو القائل سبحانه عن الذبائح التي يُتقرب بها «لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ» (الحج: 37)، وهو كذلك غني عن صيام عباده ليس له حاجة في جوعهم وعطشهم، لكن الغاية كما بيّنها في كتابه «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون» (البقرة: 183).
فإن قيل إن وجه تسييس القرضاوي للشعيرة هو المناسبة التي وردت في سياقها التغريدة، كما عبر عن ذلك أحدهم بقوله: «أن تقال في هذا الموسم بالذات فمعناه سياسي»، يريد التخفيف والتهوين على الحجاج القطريين، فهذا من تحميل الكلام ما لا يحتمل والإلزام بما لا يلزم، ولنا في ذلك دليلان:
أن هذا الكلام بنصه جزءٌ من خطبة للقرضاوي قبل 19 عامًا، فليس إذن كلامًا جديدًا، وقد نشر الأخ أحمد بن راشد بن سعيد ذلك المقطع على حسابه في تويتر، ورأى أن إدارة حساب الشيخ ربما تقتطف من خُطبه ودروسه، وهذا منطقي جدًا.
ثانيًا، أن هذا هو ديدن الخطباء والعلماء والدعاة في كل مناسبة دينية، يُنوّهون عادة بالحكمة من العبادة، وأن الله ليس في حاجة إليها وأن المنتفع هو العبد، فعلى سبيل المثال تجدهم دائمًا يتحدثون في شهر رمضان، عن أن الله غني عن صيام عباده، ويتناولون فوائده الإيمانية والنفسية والصحية والاجتماعية، فليس في اتباع هذا المسلك في موسم الحج شذوذًا يمكن تأويله، أو حمله على التوظيف السياسي.
ربما كان على هؤلاء الزاعمين أن ثورتهم غِيرة على شعائر الله أن ينظروا في حديث خير الأنام صلى الله عليه وسلم عن آيات المنافق (وإذا خاصم فجر) والمعنى كما قال ابن الجوزي: «الْخُرُوج عَن الْحق والانبعاث فِي الْبَاطِل»، فهو يميل عن الحق ويتخذ كل السبل، ولو كانت غير مشروعة لكي ينال من خصمه.
هناك من يريد للأزمة الخليجية أن تظل مشتعلة، والهمم مُنصرفة لسكب الزيت على النار بدلا من إطفائها، ألا فلينظر العقلاء إلى العواقب والمآلات، ويراعوا في حساباتهم أن الجار أول من تصل إليه النار.
إن هذه الكلمات التي أسطرها هي بيان للحق أولا، ثم دفاعًا عن قامة علمية لها عطاؤها الجزيل عبر عقود طويلة، عن شيخ مسنٍ ترتعش يداه ويسأل ربه حسن الختام، فلا أقل من الدفاع عنه ونصرته، أمام عبث العابثين، قبل أن يلقى ربه وهو جهد المقل، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كاتبة أردنية

تغريدة القرضاوي وأقاويل يتمشّى الزور في مناكبها

إحسان الفقيه

 من بحر عُمان إلى ضفاف النيل

Posted: 26 Aug 2018 02:16 PM PDT

على بحر عُمان الذي حمل للعالم أسد البحار ابن ماجد، وخلدته قصص الألف ليلة وليلة وهي تستوحي مما يشاع عن مغامراته، لتخلق شخصية السندباد البحري.
كان البحر من أهم طرق التواصل بين حضارات العالم القديم، فموانئ وشواطئ هذه الأرض شهدت علاقات تجارية مع الفراعنة والسومريين، واستوطنها الفينيقيون ليعطوها حرفتهم في صناعة السفن لتصبح من أهم مراكزها في المنطقة، ويصبح فيما بعد الأسطول العماني من اكبر أساطيل الشرق، ويمتد توسع هذه الدولة من عُمان الحالية إلى الصومال فإقليم بلوشستان وصولا إلى شرق افريقيا وفي جزيرة زنجبار التابعة لتنزانيا اليوم، والتي انتهى فيها الحكم العماني عام 1964 ابتدأ مشوار فاطمة المعمري الشخصية العمانية الاستثنائية، تعود أصول العائلة إلى قرية منصفة في ولاية ابراء العمانية، هاجرت كحال الكثير من الأسر المقتدرة المهاجرة من عُمان إلى شرق افريقيا للتجارة منذ القرن السـادس عـشر.
فتحت فاطمة عينيها لأول مرة عام 1911 في الجزيرة التي كانت يوما ما عاصمة لعُمان، والتي مازالت إلى يومنا تحتضن الكثير من القلاع والتراث والعادات العمانية.
في العام 1917 قررت الأسرة الإنتقال إلى القاهرة عاصمة الفكر والأدب والفنون حتى يحظى الأبناء بفرصة تعليم أفضل وأشمل، وكان والدها سالم بن سيف بن سعيد المعمري مهتما، وحريصا على تعليمهم اللغة العربية خصوصا أن اللغة السواحلية هي السائدة في زنجبار وشرق أفريقيا، وهي عبارة عن مزيج بين اللغتين الأفريقية والعربية، والتي نشأت مع الهجرات، وكان هذا القرار هو الذي شكل الفارق في تكوين شخصية وثقافة د.فاطمة.
حتى في عصور الظلام كانت دائما هناك شعلة نور بعيدة مضيئة تخترق عتمة الليل.
والمعمري واحدة من حملة هذه المشاعل التنويرية منذ عشرينيات القرن الماضي، وهي على مقاعد الدراسة منحت الماجستير ونالت درجة الدكتوراه لتصبح أول حاصلة على هذه الدرجة العلمية في منطقة الخليج على مستوى النساء والرجال وقد يستغرب البعض حكايتها خاصة أن هناك صورة سائدة عن طبيعة الحياة ( ما قبل النفط ) في دول الخليج العربي.
وحده المطلع على تاريخ عُمان لن يستغرب.
أما أم الدنيا مصر التي كانت حق الحاضنة لأبناء العروبة فقد فتحت مدارسها وجامعاتها لابنة عُمان فصادقت كتابها وأدباءها وكان عميد الأدب العربي طه حسين بمثابة الأب الروحي لها، والذي دعمها طوال مشوارها في التعليم منذ أن كانت طالبة في مدرسة السنية بالقاهرة 1929.
وهو الذي وجهها نحو التخصص في مجال الدراسات الأوروبية القديمة.
بعد تخرجها من جامعة فؤاد الأول عام 1942 أرادت أن توظف في الجامعة إسوة بزميلاتها المصريات الإ أن قانون التوظيف بالنسبة للجاليات حال دون تثبيتها لم يرضها هذا التمييز، وتقدمت بطلب إلى الأديب طه حسين الذي كان رئيسا للجامعة المصرية آنذاك تبلغه موقف الجامعة فما كان منه إلا الاعتراض على هذا القانون مع ايمانه بمؤهلاتها وكفئاتها، وتقدم بطلب إلى مجلس الوزراء المصري يطلب فيه بالجنسية المصرية لفاطمة المعمري.
وبالفعل مُنحت الجنسية المصرية بقرار من مجلس الوزراء المصري وتم تثبيتها بوظيفة مدرس بكلية الآداب جامعة فاروق.
سنة 1955 حصلت على منحة دراسية إلى بريطانيا على نفقة الحكومة المصرية لتنال على أثرها درجة الدكتوراه في الفلسفة في اللغة اللاتينية.
كرمت فاطمة المعمري في سنة 1978 من قبل الرئيس المصري أنور السادات وجامعة الأسكندرية.
وانتقلت من القاهرة إلى جامعة بغداد حيث قامت بالتدريس فيها إلى أن حطت رحالها في نقطة البداية موطنها الأم عُمان عام 1974 لتستقر فيه ما تبقى من العمر إلى أن غادرت الحياة في العاصمة العمانية مسقط يوم الاثنين ٨ تموز/يوليو 2002.
في العام 2008 أصدرت قريبتها الدكتورة في جامعة السلطان قابوس أسيا البوعلي كتابا يحكي سيرة جدتها تحت عنوان «الرائدة أ.د. فاطمة بنت سالم بن سيف المعمري: دراسة تاريخية وثائقية أكاديمية».
قال عنها د. سامي شنودة استاذ قسم الآثار والحضارة اليونانية والرومانية كلية الآداب جامعة الاسكندرية سابقا والذي كان أحد تلاميذها ( كانت.د فاطمة أول عربية مصرية تقوم بتدريس اللغة اللاتينية لم اعلم عن كونها عمانية.. ولكني أعلم علم اليقين أنها كانت تنتمي بجذورها العائلية إلى أصول عربية وإلى منطقة زنجبار بالتحديد، الجنسيات والجذور في تلك الفترة لم تكن موضع اهتمام او نقاش لأننا كنا نتعامل كعائلة واحدة ).
في العام 2014 وخلال حضوري مهرجان مسقط السينمائي كانت د. آسيا البوعلي ضمن حضور هذه الاحتفالية، وأقول بخجل شديد لم أكن مطلعا على الكتاب وسيرة د. فاطمة المعمري ويومها شدتني الحكاية، واستمتعت وأنا أستمع لبعض فصولها بصوت الحفيدة، وصدى أمواج بحر عُمان وأهازيج البحارة تصدح في أذني.

كاتب من سلطنة عمان

 من بحر عُمان إلى ضفاف النيل

عمرو مجدح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق