Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


صواريخ إسرائيلية متطورة و«بنك أهداف» خاوي الوفاض

Posted: 27 Aug 2018 02:30 PM PDT

أعلن أفيغدور ليبرمان وزير دفاع دولة الاحتلال الإسرائيلي أن وزارته تنوي التعاقد مع مجموعة الصناعات العسكرية الإسرائيلية على إنتاج صواريخ أرض ـ أرض قادرة على إصابة أي هدف في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، بما يجعل جيش الاحتلال «أكثر قوة وتطوراً». وهذه خطوة تستكمل ما كان ليبرمان قد أمر به في شباط/ فبراير الماضي، حول إنشاء قوة صاروخية جديدة تبلغ 300 كم، يمكن أن يُزود بها سلاح البحرية والطيران الحربي معاً، وتضاف إلى ما تملكه دولة الاحتلال لتوها من صواريخ ذات مديات تتراوح بين 250 و280 كم.
قرارات ليبرمان ليست في الواقع سوى ترجيع لأصداء سياسة الإنفاق «الدفاعي» الجديدة التي أفصح عنها مؤخراً بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال، من حيث زيادة حصص الجيش واستخبارات الـ»موساد» والـ»شين بيت» في الموازنة العامة ابتداء من العام 2019، لمواجهة «تهديدات استراتيجية» لم يكشف نتنياهو طبيعتها. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن معدل الإنفاق العسكري الإسرائيلي كان قد بلغ 24٪ من الناتج القومي الإجمالي بعد حرب 1973، وهو اليوم يقل عن 8٪ بالرغم من أنّ دولة الاحتلال هي بين الأعلى عالمياً من حيث الصرف على الجيش والأجهزة الأمنية.
وهذا دليل بالأرقام الفعلية على أن الأمن الإسرائيلي لم تعد تتهدده أخطار مماثلة لتلك التي شهدتها عقود الستينيات والسبعينيات، لسبب جوهري هو أن لائحة أعداء دولة الاحتلال لم تنحسر تباعاً وباضطراد فحسب، بل لعلها على الصعيد العربي باتت اليوم مقتصرة على «حزب الله» و«حماس» و«الجهاد الإسلامي»، ولا يحتاج المراقب إلى تبصر عميق كي يدرك انشغال هذه الحركات في حروب أخرى لا تمسّ الأمن الإسرائيلي إلا على نحو رمزي. وفي المقابل فإن غالبية الأنظمة العربية منشغلة بقمع شعوبها، والمدافع فيها تظل صامتة بكماء حين يحدث أن تتعرض أرض عربية لعدوان إسرائيلي.
وأما سباق التسلح المحموم الذي تنخرط فيه دول عربية مثل المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة فإنه ليس موجهاً ضد دولة الاحتلال، لأن الصداقة وليست الخصومة هي عنوان العلاقة بين الرياض وأبو ظبي وتل أبيب. تبقى إيران في لائحة الأعداء المحتملين، وهنا أيضاً لا يحتاج المراقب إلى أكثر من نظرة سريعة إلى طبيعة التوازنات الإيرانية ـ الإسرائيلية في سوريا كي يدرك أن صمت طهران إزاء الضربات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت الوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية، هو أبلغ من كل حملات العداء اللفظية التي اعتادت على خوضها أطراف «الممانعة». وبذلك فإن صواريخ إسرائيل المتطورة لن تجد عملياً إلا «بنك أهداف» خاوي الوفاض!
مشكلة دولة الاحتلال هي مع فلسطين والشعب الفلسطيني، ومصدر التهديد الأكبر للأمن الإسرائيلي هو ما تمارسه دولة الاحتلال من سياسات الاستيطان ومصادرة الأراضي والقمع والتمييز العنصري والانغلاق الشوفيني، وهذه لا تنفع في مواجهة عواقبها طائرات فائقة القوة أو صواريخ بعيدة المدى أو قنابل ذرية، وليس لأي ميزانية دفاعية فلكية أن تتمكن من اقتلاع الفلسطيني من أرضه أو طمس حقوقه الوطنية والإنسانية المشروعة.

صواريخ إسرائيلية متطورة و«بنك أهداف» خاوي الوفاض

رأي القدس

المأزق اللبناني والانقلاب الزاحف

Posted: 27 Aug 2018 02:30 PM PDT

يبدو لبنان على شفير الهاوية، أزمة اقتصادية خانقة تهدد الاستقرار النقدي، وأزمة بيئية حولت لبنان إلى مزبلة، وشواطئه وأنهاره إلى بؤر للتلوث، وثمة أزمة سياسية حادة تعرقل تأليف الحكومة وتهدد بتمديد الفراغ.
طبقة سياسية لم تعد قادرة على بناء نصاب للسلطة يعطي الحكم شكله الشرعي، وحلم انقلابي يسعى إلى الاستفراد بالسلطة على الطريقة العونية التي شهدتها المناطق الشرقية إبان حكومة عون العسكرية وقادت إلى الكوارث، وانقلاب بطيء زاحف يمارسه حزب الله مستندًا إلى رجحان كفة حليفه السوري في المقتلة السورية، وعجز كامل في المحور المقابل يتسلح بالدستور كي يرفض المشاركة في تنفيذ سيناريو هيمنة ثنائي التيار الوطني الحر وحزب الله على السلطة.
نحن أمام الوضع المثالي الذي تنتظره الجيوش النظامية للانقضاض على السلطة، و/أو نحن أمام وضع مؤهل لانفجار ثورة شعبية تطيح بالنظام.
غير أن الواقع السياسي اللبناني قادر على تكذيب كل التوقعات الكلاسيكية في علم السياسة.
فالانقلاب العسكري مستحيل، وإذا حصل كما جرى مع انقلاب القوميين السوريين عام 1961 فإن مصيره الفشل، أو سيكون نكتة كما حصل مع انقلاب الجنرال الأحدب التلفزيوني سنة 1976.
دون الانقلاب عقبتان كبريان: البنية الطائفية للنظام السياسي التي تشل أي عمل انقلابي من جهة، ووجود قوى مسلحة خارج الشرعية العسكرية قد تكون أكثر قوة من الجيش من جهة أخرى. ولقد اجتمع هذان العاملان عام 1988 لإجهاض الانقلاب الدستوري الذي فرض عبر تشكيل الحكومة العسكرية بعد نهاية رئاسة أمين الجميل.
أما الثورة الشعبية فمؤجلة اليوم بسبب ضعف قوى التغيير، أو لنقل غيابها من جهة، والدرس الوحشي الذي تعلمته الشعوب في سوريا ومصر وليبيا واليمن. إذ نجح الاستبداد ووجهه الآخر المتمثل في الأصولية في إغراق البلاد في الدم، وهذه مسألة يحتاج الخروج من نفقها المظلم إلى أفق سياسي جديد لا يزال غائبًا، ولا نلمح منه سوى مؤشرات غير واضحة المعالم.
أزمة سياسية بلا أفق، هكذا تبدو الصورة اللبنانية اليوم. رئيس جاء بشعار الرئيس القوي عاجز عن فرض شروطه وشروط صهره من أجل تشكيل الحكومة.
وحزب قوي يملك جيشًا حقيقيًا انتصر مع حلفائه في تحطيم الشعب السوري، لكنه يجد نفسه اليوم عاجزًا عن صرف قوته في السياسة اللبنانية وفرض تشكيل الحكومة.
هذه الصورة ليست دقيقة لسببين:
الأول هو النموذج الذي قدمه زمن الوصاية السورية، حين فرض هيمنته على لبنان ما بعد اتفاق الطائف واغتيال رينيه معوض. غير أن ما يجري وصفه بأنه هيمنة سورية أمنية وسياسية ليس دقيقًا، فالهيمنة كانت توافقًا سوريًا-سعوديًا-أمريكيًا، وكان اغتيال الحريري هو المؤشر الأكبر على انهيار هذه الصفقة.
والثاني هو شعور محور حزب الله-التيار، بأن الحسم العسكري في سوريا يعطيه القدرة على الاستفراد بالسلطة في لبنان من ضمن محور سوري-إيراني-روسي بدأ يحاول فرض هيمنته على المنطقة، وهو يشعر بارتياح نسبي نتيجة التوافق الإسرائيلي-الروسي على حدود سوريا الجنوبية. أي أن هذا المحور في ظل التراجع الأمريكي في المنطقة، وتراجع المحور العربي المواجه، يشعر اليوم أنه أمام فرصة نادرة لإحكام الطوق على لبنان.
الاحتماء بالبنية الطائفية لمنع الانقلاب الزاحف في لبنان ليس مجديًا، فاللعبة الطائفية في لبنان وبلاد الشام تغيرت معالمها: تهميش شامل للأكثرية السنية، حصار خانق للأقلية الدرزية في سوريا وإسرائيل يمتد ببطء إلى لبنان، وشعور عام بأن اليد الروسية التي تحمل معها نكهة قيصرية مدعومة بمباركة الكنيسة الروسية قادرة على الحلول مكان القوى الكولونيالية القديمة.
لبنان أمام استحقاق انقلابي وشيك، لا أحد يستطيع التنبؤ بأشكاله، هل ستكون أزمة الفراغ الحكومي شبيهة بأزمة الفراغ الرئاسي التي فرضت ميشال عون رئيسًا؟ هل يراهن الثنائي الانقلابي على رضوخ القوى السياسية المعارضة لإرادته مثلما رضخت في السابق جاعلة من انتخاب عون يمر عبر القنوات الدستورية؟ أم أن المسألة ستكون أكثر تعقيدًا وتأخذ لبنان إلى زمن القمصان السود والاغتيالات؟
يشعر المحور الانقلابي اليوم بزهو انتصاراته، وهو قادر على الانتظار، ولكن ليس إلى ما لا نهاية. ولعل مرافعة وزير العدل سليم جريصاتي، ترسم ملامح مؤشرات على انقلاب «دستوري»، يعدّ له، وهدفه الضغط على رئيس الحكومة المكلف من أجل القبول بشروط هيمنة حلفاء النظامين الإيراني والسوري على السلطة؟
شعور المحور الانقلابي بأنه لا يستطيع الانتظار طويلاً ناجم عن الوضع الاستراتيجي القلق في المنطقة بسبب عودة الحصار الأمريكي على إيران، الذي يهدد الجمهورية الإسلامية بأزمة اقتصادية مستعصية.
الصورة كما ترتسم اليوم واضحة المعالم، إنها محاولة لصوغ ترجمة لبنانية لميزان القوى السياسي في سوريا، وهي محاولة تستند إلى قبضة مؤسساتية (رئاسة الجمهورية) وقوة شعبية (التيار وحزب الله) وقوة عسكرية متفوقة (حزب الله).
وهناك سؤالان كبيران:
الأول: هل تستطيع قوى الانقلاب تحمل التبعات الاقتصادية الكبيرة لهذه الانعطافة؟ أم أنها تراهن على عطف أوروبي لا يزال يحاول ترميم صورة لبنان القديم؟
والثاني يتعلق بمجهول الصراع الأمريكي-الإيراني، الذي تشكل إسرائيل طرفًا رئيسيًا فيه، هل يقود هذا الصراع إلى انفجار كبير لا يعلم أحد نتائجه؟ أم أن قوى الانقلاب تراهن على الأفول الأمريكي في المنطقة، الذي أثبت لامبالاة الولايات المتحدة وعجزها؟

المأزق اللبناني والانقلاب الزاحف

إلياس خوري

زياد رحباني وفنون الصيانة…«تلفزيون سوريا»: كنا عايشين وعهد التميمي: الأيقونة في فخ الممانعة

Posted: 27 Aug 2018 02:30 PM PDT

يظهر زيار الرحباني في فيديو ترويجي (42 ثانية) تحت عنوان «الأخبار، صيانة يومية». وقد وضع الإعلان بشكل بارز على صدر موقع الصحيفة الناطقة بلسان «حزب الله»، وعلى قناتها على «يوتيوب».
يطلّ زياد مشرفاً على عمل الصيانة لكمبيوترات، على وقع موسيقا من تأليفه، كما تظهر في خلفية الشريط الصوتي أصوات مفكّات تعمل في جسد الكمبيوترات. في قلب تلك «العجقة» المعدنية يندّ طرف مانشيت لـ «الأخبار» يقول: «إنهم يبيعون». يبدو زياد راضياً عن عمل الصيانة، كما يبدو أن الصيانة وصلت إلى مبتغاه، حيث ركبت البكرات في مكانها، وأخذت بالدوران. لقد استطاعت الصحيفة الأثيرة عند الفنان أن تصنع مزاجاً مؤاتياً لصيانة شخصية.
هنا يظهر صوت معلّقة نسائية تقول «الأخبار عموماً صيانة يومية»، تمهيداً لما يعتبره الإعلان صيده الذكي الثمين «أجل، إنها الأخبار»، مترافقة مع «لوغو» الصحيفة.
لم تكن تلك العبارة التمهيدية «الأخبار عموماً صيانة يومية» موفقة تماماً، فالخبر (كمادة إعلامية) يصعب أن يفعل فعل الصيانة، كما القصيدة مثلاً، أو اللوحة، أو الفيلم، أو المقطوعة الموسيقية، أو حتى مقال الرأي. الخبر هو مجرد نتيجة لأمر حدث في الواقع، بعد أن يكون ما حدث قد حدث، وبالتالي يصبح وصف «الصيانة» منتزعاً بتكلّف للوصول إلى وصف الصحيفة واختصارها بـ «صيانة يومية».
هذا إذا تجاهلنا دور تلك الصحيفة، والجهة التي تقف وراءها، والأجندة الرهيبة التي تنطق باسمها، إن كان ما تقوم به حقاً فعل صيانة.
لكن لا بد من الاعتراف بأن المانشيت الذي استلّه زياد موفق تماماً في تلخيص الأجندة الإعلامية التي يبدو أنها تقوم على اتهام الآخر وحسب «إنهم يبيعون».
عندما تقوم «الصيانة اليومية» على فعل وحيد هو اتهام الآخرين بالبيع، علينا أن ننتظر أن يصور فيديو زياد الترويجي المقبل عملية تنظيف السلاح.

كنا عايشين

كثر تداولوا بغضب ريبورتاج مصور لـ «تلفزيون سوريا» حمل عنوان «ذكريات العيد على لسان أهالي الغوطة»، ذلك أنه، رغم تعدد الشخصيات التي ظهرت، كرر عبارة واحدة تقريباً «قبل الثورة كان في عيد، هلق لا في عيد ولا شي، غربة وذل..»، «قبل الثورة كان عنّا أيام حلوة، هلق عم ننذل للميّات (الماء)، عم ننذل لكل شي»، «هلق ما فيه بهجة، لا أهل، وبعاد عن بعض، لا أخ، ولا.. «، «قبل الثورة كان غير، العيد كان عيد،.. الله يفرج احسن شي».
أهالي الغوطة في التقرير لم يكذبوا بالطبع، لكن المشكلة هي في السؤال، الذي لم يظهر في المقدمة ويمكن قراءته في أجوبة الناس وتعليقاتهم. لا شك أن السؤال هو الذي حشرهم في ثنائية «قبل الثورة، بعد الثورة»، كما أنه أجبرهم على ربط أوضاعهم الراهنة المذلّة بالثورة لا بإجرام النظام، وكان يمكن لهم القول «قبل حرب النظام، إجرامه، قصفه البراميلي، صواريخ السكود.. «، كان بالإمكان القول قبل الهجّة وبعد الهجّة.. أما صيغة «قبل الثورة وبعدها»، ففيها إكراه على إلصاق كل ما جرى من إذلال بظهر الثورة.
إنه تقرير من نوع «كنا عايشين» وهي مقولة ترمي إلى الدعوة (أو التحسر على الأقل) للعودة إلى أيام ذهبية مزعومة عاشها الناس في ظل النظام. ولعله وجه من وجوه نظرية «ليتها لم تكن» التي اخترعها مثقفون شبيحة مقنّعون بقناع الرمادية.
قد يكون سؤال معد التقرير قد جاء بنية طيبة، أو بقلّة خبرة في علوم الصحافة والإعلام، لكن من الواضح أن «تلفزيون سوريا» ما زال يتلعثم كثيراً بالنوايا الطيبة، وقلة الخبرة. هذا إذا أحسنّا الظن.

عهد التميمي

لا يمكن للمرء إلا أن يكون معجباً بهذا العناد الفطري لأيقونة النضال الفلسطيني عهد التميمي. إنها قبل كل شيء ابنة مناخ مناضل، ابنة بيئة تشبّعت بالكرامة والتطلّع إلى الحرية.
صورها ستبقى للتاريخ، مذ رفعت قبضتَها الصغيرة المصممة في وجه الجندي الإسرائيلي وهي بعد طفلة إلى صورها شابة مقيدة بالأغلال.
لكنها وُضعت في كثير من الأحيان في مواقف ليست مسؤولة عنها، ومن المرجح أنها، على الأقل بحكم عمرها وقلة خبرتها بالسياسة، لم تكن دارية إلامَ ستفضي.
وجدتْ نفسها مثالاً للمقارنة بين الأسرى على يد الاحتلال الإسرائيلي وبين معتقلي النظام السوري، مقارنة جاءت لصالح الاحتلال الاسرائيلي المؤسس بدوره على تاريخ من الإجرام والتوحش والمجازر.
بل إن صورها في مواجهة الجنود الإسرائيليين قورنت بصور السوريين في مواجهة نظامهم. وكذلك فإن المقارنة جاءت لصالح جنود الاحتلال.
بعد خروجها من الأسر تحدثت عن تجربتها داخله، أسهبت في وصف أجواء المرح: «كنا نعمل حفلات ونغني ونرقص ونظل ننط بالغرف نتهبّل، وكنت أقضي الوقت في دورة القانون ودراسة التوجيهي وقراءة الكتب ومشاهدة التلفزيون». أسهبتْ، ومن دون أن تدري مرة أخرى، قدمت صورة للسجون الإسرائيلية ولا في الأحلام.
وُضعتْ في مقارنة مع زملائها من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وتمنى كثيرون لو أنهم استحقوا قليلاً من الضوء الذي استحقتْه زميلتهم. ومرة أخرى قلنا ما ذنب الصغيرة؟ لا شك أنها ليست مسؤولة عن الكيفية التي يتحرك بها الإعلام ويلقي بها الضوء هنا وهناك.
نبشَ البعض مواقف والدها المنحازة إلى نظام بشار الأسد، ومن نافل القول إنه «لا تزر وازرة وزر أخرى».
أخيراً وجهت الصبية كلمة مصورة إلى «سماحة الشيخ حسن نصرالله»، تشكره على دعمه للشعب الفلسطيني وتعايده وتعلن افتخارها به، وأن «كلنا معاه»! هو القاتل الذي «أبدع» ورجاله في ترويع اللبنانيين قبل السوريين.
متى بالضبط يمكن مؤاخذة التميمي على ما تقول؟ متى ستصبح مسؤولة عن تصريحاتها ومواقفها؟
كاتب فلسطيني سوري

7GAZ

زياد رحباني وفنون الصيانة…«تلفزيون سوريا»: كنا عايشين وعهد التميمي: الأيقونة في فخ الممانعة

راشد عيسى

مصر: خطر استنساخ حقبة الزعيم الأوحد

Posted: 27 Aug 2018 02:29 PM PDT

لم يعد بمجد تقرير أن الحكومة المصرية تتعامل مع المعارضة بنزعة سلطوية وقمعية صريحة. ولم تعد الشكوى من عنف الأجهزة الأمنية وقصر نظرها فيما خص إدارة ملف حقوق الإنسان والحريات العامة بقاصرة على المعارضين، بل باتت أصداؤها تتردد في أوساط سياسية وإعلامية موالية للحكومة أو قريبة منها كلما سلبت حرية المزيد من المواطنين (من الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح إلى السفير معتصم مرزوق) وكلما استطال وجود مدافعين عن الكلمة الحرة خلف أسوار السجون (من الصحافي هشام جعفر إلى الدكتور شادي الغزالي حرب).
لم يعد وضع مصر بخاف على أحد، حكومة جاءت في 2013 على أنقاض تجربة فاشلة للتحول الديمقراطي وهدفها السياسي الأول هو إبعاد المواطن عن الشأن العام وتصفية المجتمع المدني المستقل وخنق المعارضة والقضاء على الإعلام الحر وإغلاق الفضاء العام بغية استنساخ حقبة «الزعيم الأوحد رمز الأمة وقلب الدولة» التي سقطت في 1967 ولم تتعاف من أوهامها حتى اليوم الحكومات المتعاقبة في بر مصر.
لم يعد وضع مصر بخاف على أحد، حكومة يسيطر عليها العسكريون والأمنيون ويعاونهم نخبة من التكنوقراط وأساتذة الجامعات والخبراء المصريين العاملين في مؤسسات مالية دولية ممن اعتادوا حين النظر إلى الشأن العام الفصل التام بين إسهامهم في خدمة الوطن عبر إدارة الملفات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية وبين أحوال حقوق الإنسان والحريات العامة التي لا تعنيهم كثيرا ولا تدفعهم لرفض المشاركة في حكومة تتراكم انتهاكاتها يوميا. قد يرتفع عدد النساء الممثلات في النخبة الحكومية من التكنوقراط وأساتذة الجامعات وخبراء المؤسسات الدولية وقد يهبط متوسط أعمار الوزراء والمسؤولين الحكوميين مقارنة بسنوات ما قبل 2011، إلا أن ولاء السيدات الوزيرات والوزراء متوسطي العمر للعسكريين والأمنيين لا يختلف أبدا عن ولاء الوزراء الرجال والمسؤولين فوق الستين.
لم يعد وضع مصر بخاف على أحد، حكومة تسعى منذ 2013 إلى تثبيت دعائم مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية بعد استنزاف سنوات الانتفاض والفورة الديمقراطية 2011 ـ 2013 وإلى مواجهة الإرهاب والتحديات الكبرى التي ترد على الأمن القومي من الداخل (سيناء مثالا) ومن الخارج (الحدود الغربية مع ليبيا وملف سد النهضة الإثيوبي كتحديين رئيسيين) ولا يبخل عليها الناس بالتأييد والدعم المستحقين. غير أن رغبة الحكومة المصرية في إماتة السياسة وخنق المعارضة وإغلاق الفضاء العام تدفعها إلى التجاهل الأهمية الحقيقية لإيقاف انتهاكات حقوق الإنسان وصون الحريات العامة لكي تستعيد مؤسسات الدولة منعتها التي لا تستمد سوى من الرضاء الشعبي ولكي تبتعد عنها أخطار الضعف والفشل والانهيار التي رتبتها في 1967 حقبة «الزعيم الأوحد رمز الأمة وقلب الدولة» وليس للسلطوية الراهنة إلا أن تزج بالبلاد باتجاهها.
جيد وضروري أن تستثمر الحكومة المصرية في تحديث أدوات ودولاب عمل مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية، جيد وضروري أيضا أن يكثر الرسميون من الحديث عن بقاء الدولة ومنعة مؤسساتها وحماية أمنها القومي كأهداف كبرى يتوافق بشأنها المواطنون. إلا أن مساع للتحديث دون التزام بحقوق الإنسان والحريات العامة لن تمنح المواطن الثقة اللازمة في مؤسسات الدولة أو تشجعه على التيقن من شفافية أعمالها وفاعلية مكافحتها للفساد ووقوفها في وجه استغلال المنصب العام وإهدار الموارد الشحيحة للبلاد. وبالمثل ليس لخطاب «بقاء الدولة خط أحمر»، على ضرورته القصوى، أن يدفع المواطن للرضاء عن أداء الحاكم والحكومة والمؤسسات ما لم تتوقف المظالم ويشعر الناس باحترام حقوقهم وحرياتهم دون انتقاص أو تمييز.
وإذا كانت القراءة الموضوعية للواقع المصري الراهن ستعطي الحكومة درجة من التميز في إنجاز إصلاحات اقتصادية طال انتظارها (تعويم العملة الوطنية وتغيير سياسات دعم الطاقة والغذاء)، إلا أن الإسناد الاجتماعي للإصلاحات التي يقع على الفقراء ومحدودي الدخل العبء الأكبر في تحمل كلفتها يظل ضعيفا للغاية. ويظل وهما ذا خطورة بالغة على الاستقرار المجتمعي والتوافق الوطني أن تسعى الحكومة لإسكات الفقراء ومحدودي الدخل إما بالترويج السياسي والإعلامي لخطاب «علينا جميعا الصبر لبناء الأمة» أو بمحاصرتهم بعنف وقمع الأجهزة الأمنية وإعادة تشييد جدار الخوف الذي أسقطته سنوات الثورة والفورة الديمقراطية 2011 ـ 2013. فالصبر لبناء الأمة لا ينبغي أبدا أن يختص الفقراء وحدهم بضروراته ومقتضياته، ولم يعد لجدار الخوف ذات الفاعلية التي كانت له في أوساط محدودي الدخل قبل 2011 بعد أن اتضح للناس جميعا هشاشة الجدار وغياب الحصافة عن القائمين عليه تشييدا وصيانة.
لم يعد وضع مصر بخاف على أحد، حكومة لن تغادر مسارها السلطوي الراهن ولن تحد من سيطرة العسكريين والأمنيين على مفاعيلها أو تنفتح على المضامين السياسية والمجتمعية لإبعاد شبح الدولة الضعيفة عن البلاد. ولا عزاء لمن يرون أن للمصريين حقا أصيلا في صون حقوقهم وحرياتهم، وأن لبلادهم حق أصيل في تطور اقتصادي واجتماعي وسياسي متوازن لا يقارب بينها وبين الاستنساخ الكامل لحقبة «الزعيم الأوحد» ويجنبها خطر السقوط في كارثة مشابهة لكارثة 1967.

٭ كاتب من مصر

مصر: خطر استنساخ حقبة الزعيم الأوحد

عمرو حمزاوي

الأردن: مساحيق بالجملة لـ «تجميل» صفقة «الضريبة» إثر خلافات مع صندوق النقد وانقلاب الرزاز على «تراث الملقي»

Posted: 27 Aug 2018 02:29 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: بدت مفارقة بدلالة سياسية بالتأكيد: الحكومة الأردنية الجديدة برئاسة الدكتور عمر الرزاز تعتبر قراراً «إدارياً» من حجم صغير له علاقة بتحويل ومعالجة مرضى السرطان «منجزاً» أساسياً من ضمن 12 منجزاً تم تسجيلها وإعلانها بمناسبة مرور 70 يوماً على تشكيل الحكومة. الحكومة كانت قد وعدت علنا بـ16 منجزاً قبل عبورها حاجز الـ100 يوم التي ستنتهي بتقييم للهيكل الوزاري وبوضع خطة تنفيذية لمدة عـامين.

إنجازات… ورسائل

تفاخر الإعلام الرسمي خلال اليومين الماضيين بأن نسبة الإنجاز للوعود زادت قليلاً عن 62% من الإلتزامات قبل 30 يوماً على انتهاء المئوية اليومية. بمعنى آخر تريد الحكومة إبلاغ الرأي العام بأنها «جادة» وتسير وفقاً للبرنامج حتى وإن كان الامر لا يتعلق بالسياسات ولا المشاريع الاصلاحية الكبيرة بقدر ما يتعلق بإجراءات إدارية مشكوك بأن بعضها يمكن تسجيله فعلاً ضمن إنجازات وزارة الرزاز وبعضها الآخر عبارة عن «تراجع عن أخطاء» سابقة ارتكبتها حكومة الرئيس الدكتور هاني الملقي.
الحديث هنا عن إنجازات من الصعب الاحتفال بها شعبياً من صنف معالجة شكوى مرضى السرطان وتوفير 150 مليوناً من النفقات وتخفيض الرسوم والجمارك على سيارات الهايبرد وتدشين حوار لم يكتمل عملياً حول قانون الضريبة الجديد أو إعلان آلية تسعيرة المحروقات.
ثمة إنجازات أخرى تحدثت عنها الحكومة. لكن الإنجاز الأهم قد يكون تطبيق حد معقول من معايير الشفافية بمعنى الإلتزام العلني والتطبيق والتقييم. وهي نقطة يمكن تسجيلها لحكومة الرزاز في كل الأحوال وتدلل على إنتاجية ما نقل عن الملك عبدالله الثاني شخصياً بخصوص «طريقة الرزاز المختلفة في العمل» على أساس انها «بطيئة لكن عميقة». والعمق هنا لم يخدم الرزاز كثيراً لأن مزاج الشارع يزداد ترقباً وحدة عشية التحضير لورشة قانون الضريبة الجديدة وبعد الإعلان عن 12 منجزاً تعاطى معها الرأي العام ببرود.
وباعتبارها تمثل الحد الأدنى إدارياً من حكومة قفزت للواجهة على أكتاف الحراك الشعبي وحظي رئيسها بأقوى جرعة شرعية شعبية بعدما تسلم المهام من خلفه الدكتور هاني الملقي. هنا تحديدا يمكن اعتبار عملية «البحث عن إنجاز» علناً خطوة في سياق تسويق وترويج صيغة قانون الضريبة الجديد الذي انتهت منه الحكومة عملياً وبدأت الاستعداد لعرضه على البرلمان في دورة استثنائية صيفية يفترض ان تعقد ما بين الاول والرابع من شهر ايلول.
ما فعله الرزاز بإعلان نسبة الانجاز الحكومي هو رسالة يقول فيها بان تلك ستكون طريقته في العمل على الاساس العلمي. والأهم رسالة موازية تدلل على دخول الحكومة بذهنيتها الصافية هنا في مستوى الإشتباك مع قانون الضريبة الجديد على أمل ان يفسح لها الشارع هامشا من المناورة والحركة ما دامت تراقب ادائها وتمتثل لبعض تطلعاته. والاشتباك من الواضح أنه ينطوي على معركة ومواجهة بدأتها الحكومة فعلا بـ»تسريب» بعض المعطيات عن «خلافات» مع صندوق النقد الدولي مبكرة حول صيغة قانون الضريبة الجديد. وفقاً للتسريبات يطالب البنك الدولي ومجموعته المرتبطة بصندوق النقد الحكومة الأردنية بالرجوع إلى الصيغة التشريعية التي أقرتها وزارة الملقي وأدت إلى إسقاطها.
ويعرف الرزاز ومعه زملاء سابقون له في مؤسسة البنك الدولي بان تلك العودة لصيغة اسقطت حكومة في الأردن بمثابة «مهمة مستحيلة» وغير ممكنة وأقرب فعلاً إلى «انتحار سياسي» بعنوان العودة لمشهد حراك الدوار الرابع. وكان الرزاز نفسه تلمس صعوبة المشهد عندما أقر مرتين قبل أسبوع وفي جلستين مختلفتين بأن حكومته باتت قريبة من «قرارات غير شعبية».

«مفاوضات معقدة»

لا يمكن لسيناريو استعادة صيغة الملقي ان تمثل خياراً بالنسبة للرزاز وطاقمه، الأمر الذي يبرر ما تقوله الأوساط الوزارية المقربة من نائب رئيس الوزراء الدكتور رجائي المعشر عن «مفاوضات معقدة» وشيكة مع الصندوق الدولي الذي يتشدد الآن رافضاً التسهيلات التي تقررها صيغة القانون الجديد. المختصر الهادف هنا هو تلك الإشارات التي تثبت أن تسريب المعلومات عن خلافات مع صندوق النقد الدولي في وقت مبكر واستعداد الحكومة للاشتباك مع المانحين الدوليين حرصاً على «دفن» صيغة قانون الضريبة المسجل باسم الملقي قد يعبر عن «تكتيك» حكومي مسيس وعميق يحاول احتواء الشارع.
الفكرة هنا أن حكومة الرزاز وخلافاً لرغبتها اكتشفت أنها مضطرة بكل الاحوال لرفع نسبة ضريبة الدخل وبأنها قد تجازف بشعبيتها الجارفة لأن الشارع الأردني في مزاج يعترض على «أي رفع» من «أي نوع» كما يؤكد لـ»القدس العربي» رئيس التجمع الوطني للفعاليات الاقتصادية خليل الحاج توفيق. ولأن الواقع كذلك لا بد من «تزويق» قانون الضريبة الجديد ووضع ما تيسر عليه من «مكياجات سياسية وشعبية» ، الأمر الذي لا يعجب بالضرورة ولن بعجب صندوق النقد الدولي.
وبالتالي تصبح تسريبات تشدد الصندوق خطوة في الاتجاه التكتيكي لإظهار منسوب «النضال» الذي مارسته حكومة الرزاز حتى يقبل الشارع ومعه الصندوق بـ»تسوية» منطقية عنوانها الوقوف معاً في منتصف الطريق. بمعنى دفع الشارع للاحتفال لأن الحكومة فرضت نسبة أقل من الضرائب في المحصلة بالتوازي مع إقناع الصندوق الدولي بمقاربة جديدة أقل صخباً وتحت عنوان التأسيس لحالة «صحية» في الخزينة طالما اشتكى منها المبعوثون.
تلك قد تكون على الأرجح «صفقة العمر» بتوقيع حكومة الرزاز لتجاوز المنزلقات الضريبية والعمل على إرضاء الجميع قدر الإمكان.

الأردن: مساحيق بالجملة لـ «تجميل» صفقة «الضريبة» إثر خلافات مع صندوق النقد وانقلاب الرزاز على «تراث الملقي»
لماذا أعلنت الحكومة عن تحقيق 62% من وعودها في اليوم الـ70؟
بسام البدارين

أنقرة أمام خيارين صعبين… و«النظام مستقوياً بالإيراني يحاول إعاقة اتفاق تركي – روسي» حول إدلب

Posted: 27 Aug 2018 02:29 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : تتجدد المخاوف بشأن مصير محافظة إدلب ومحيطها مع عدم وجود ملامح اتفاق روسي – تركي واضح لاحتواء جبهة النصرة وحل ملفها، وغياب المؤشرات التي تدل على توصل الدولتين الحليفتين إلى اتفاق حول مصير الشمال السوري، في ظل مفاوضات مستمرة بين أنقرة والتنظيمات الجهادية التي يرجح ان تتعرض بسبب تعنتها إلى عملية تحول قسري تمر بانفكاك بعض التشكيلات الأساسية عنها، وخلق نزاع داخلي بين التيارين المتشدد والبراغماتي، وذلك في سبيل تجنيب إدلب المعركة المرتقبة، والتي يرجح أن تكون بمثابة «عملية جراحية» غير شاملة بما يتطابق مع الرؤية الروسية مع مراعاة الهواجس التركية.

حشود عسكرية

وفي الوقت المستقطع تبرز رسائل ساخنة بين اللاعبين الدوليين، فقد أرسلت أنقرة عبر أذرعها العسكرية المنتشرة في المنطقة المتمثلة بـ»الجبهة الوطنية للتحرير» وغرفة عمليات درع الفرات برسالة من الميدان إلى الأطراف الفاعلة تؤكد جاهزية المقاتلين المؤتمرين بإمرتها لصد أي هجوم مقبل على محافظة إدلب ومحيطها وتجهيز التحصينات الدفاعية اللازمة إلى جانب الخطط الهجومية المتناسقة، فيما يكثف الروسي من ضغطه على الجانب التركي لحثه على الاستعجال في حسم قضية ترتيبات إدلب الأمنية والعسكرية، ودفع تيارات منها لطلب تسوية، أما النظام السوري فيجتهد في عرقلة أي اتفاق محتمل يلجم شرارة المعركة.
وبالرغم من الحديث عن طلب أنقرة مهلة لتأجيل أي عمل عسكري ضد مناطق نفوذها، الا ان الوقائع تشير إلى ان قرار الحرب بيد روسيا، وما يؤجلها لغاية الآن انتظار نتيجة المباحثات واللقاءات الروسية – التركية للتعامل مع الملفات الإشكالية ومنها كيفية التعاطي مع التنظيمات المصنفة «إرهابية».
الحشود العسكرية التي يقوم بها النظام، فسرها الباحث السياسي أيمن الدسوقي على أنها محاولة روسية للضغط على الجانب التركي لحثه على الاستعجال في حسم قضية إدلب، واستثارة التناقضات داخل المحافظة والدفع في سبيل طلب تسوية على غرار ما حصل في درعا جنوباً.

النصرة أمام تحول

وحسب رؤية المعارض السوري فإن النظام يعمل على تخريب محاولات التوصل إلى اتفاق تركي – روسي في إدلب، ليعطي لنفسه الذريعة بشن هجوم واسع النظام على عكس ما تريده روسيا عبر هجوم محدود على محاور معينة، ويحاول أن يقوي موقفه بالإيراني، وهو ما تؤكده زيارة وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي إلى نظيره السوري في دمشق والاتفاقيات العسكرية التي وقعت بينهما بالأمس، مضيفاً ان «حسم ملف إدلب هو اختبار للعلاقة الروسية – التركية ولمسار أستانة، فإذا ما تم التوافق على رؤية روسية – تركية مشتركة لحسم الموضوع في إدلب، عندئذ يمكن لهذه العلاقة أن تتطور وكذلك لمسار استانة أن يستمر، وإلا فإن العلاقات ستشهد نوعاً من الجمود، وما يمكن لحظه أن النظام يعمل على تخريب محاولات التوصل إلى اتفاق تركي روسي في إدلب، ليعطي لنفسه الذريعة لشن هجوم واسع على عكس ما تريده روسيا».
أما فيما يتعلق بمستقبل التنظيمات القاعدية وعلى رأسها جبهة النصرة، فمن الملاحظ حسب الدسوقي، أن «هيئة تحرير الشام» قد اتخذت العديد من الخطوات في إطار محاولة شرعنة نفسها على المدى البعيد كإحدى القوى «المحلية» السورية، عبر فك ارتباطها بالقاعدة مروراً بتحالفاتها مع الفصائل ومشاركتها في عمليات عسكرية قبل أن تنقلب عليها، كذلك بقبولها انتشار النقاط التركية في مناطق نفوذها، ويدرك أبو محمد الجولاني زعيم «النصرة» أن عملية تحويل الهيئة إلى لاعب محلي سوري مقبول إقليمياً ودولياً يستلزم وقتاً ويتم على مراحل طويلة للتخلص من التيار المتشدد داخل الهيئة (الذي يتم استهدافه بعمليات الاغتيال بشكل متزايد خلال الفترة الأخيرة)، وإعادة تعريف دور الهيئة من جديد، لذلك برزت في الآونة الأخيرة مبادرات من قبيل تشكيل مؤتمر وطني عام لدمج حكومتي الانقاذ والمؤقتة وكذلك لوحظ مرونة من قبل الهيئة في الانفتاح على القوى المحلية وافساح المجال لها للمشاركة في المجالس المحلية التي شكلتها حكومة الانقاذ التابعة للهيئة (مناورة محلية وسياسية من قبل الهيئة)، ولكن تزايد الضغوط المحلية والإقليمية على الهيئة يصعب من مساعي الجولاني ويضيق عليه نطاق المناورة.
لذلك فإن خيارات الهيئة المتاحة هي إما التحول القسري بفعل الضغوط وهو مرجح حسب الدسوقي على اعتبار أن المراحل السابقة لتحول الهيئة من جبهة النصرة إلى «تحرير الشام» قد سبقتها ضغوط محلية وإقليمية على الهيئة، علماً أن هذه العملية ستكون جراحية بمعنى (تزايد عمليات الاغتيال لرموز التيار المتشدد للهيئة، انسحابها من بعض المناطق، حلها لبعض التشكيلات العسكرية أو إعلان تلك التشكيلات انفكاكها عن الهيئة، عمليات اقتتال داخل الهيئة بين تيارين متشدد وبراغماتي).
كذلك دمج نفسها بالهياكل «الحوكمية – الإدارية» (من المرجح أن يتم القبول بمبادرة المؤتمر الوطني العام وتشكيل حكومة موحدة وهو ما ستعتبره الهيئة نصراً لها ويضمن استمرارها بصيغ جديدة ويضمن لها موقع المتحكم)، ومن الاحتمالات القائمة استمرار الهيئة بصيغتها الراهنة وخطاب أكثر تشدداً مما سيجعلها في خندق واحد إلى جانب التشكيلات المصنفة إرهابية ك»التركستان» و»تنظيم حراس الدين» إضافة إلى المقاتلين المحليين الرافضين لصيغ الحل المطروح، لنكون أمام ولادة تنظيم أكثر قوة عسكرية وهو ما سيجعل من الوضع الأمني والعسكري في الشمال أمام فوضى حقيقية.
وشرح الباحث السياسي أيمن الدسوقي بأن العوامل المؤثرة على خيارات الهيئة في المرحلة المقبلة تتعلق بحجم الضغوط والوقت المتاح أمام الجولاني لأخذ مبادرة لا يظهر فيها بأنه في موقف الضعيف للحفاظ على تماسك الهيئة وإقناعها بالمسار الجديد.

حوار «التركستاني» و«الهيئة»

من جهة ثانية قال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن المفاوضات لا تزال متواصلة بين كل من هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومجموعات جهادية أخرى من جانب، وقيادة القوات التركية في سوريا من جانب آخر، بغية التوصل إلى توافق نهائي على حل فصيل هيئة تحرير الشام والمجموعات «الجهادية» التي تضم في غالبيتها مقاتلين «جهاديين» من جنسيات غير سورية لأنفسها، وأكدت المصادر أن هذه المفاوضات تأتي بعد تزايد الضغوطات الإقليمية والدولية على الجانب التركي، بشكل متوازٍ مع تصاعد وتيرة التحضيرات لمعركة إدلب التي تسيطر هيئة تحرير الشام على القسم الأكبر من مساحة محافظة إدلب، التي تتقاسمها مع 3 أطراف أخرى هي الفصائل الإسلامية والمقاتلة والحزب الإسلامي التركستاني وقوات النظام والمسلحون الموالون لها.
مضيفاً أن القوات التركية تسعى لمحاولة إقناع هيئة تحرير الشام وبقية الجوانب التي تتفاوض معها، محذرة إياها من مغبة عدم الموافقة على الحل، والمتمثل بتحمل عبء ومسؤولية العملية العسكرية التي ستجري في محافظة إدلب، والتي تتحضر لها قوات النظام وحلفاؤها بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة، عبر استقدام آلاف العناصر من قواتها والمسلحين الموالين لها من جهة، والمئات من مقاتلي الفصائل التي انضمت إلى «المصالحة» مؤخراً، ومئات العربات والمدرعات والذخيرة والآليات، ونشرها من جبال اللاذقية وصولاً إلى ريف حلب الجنوبي مروراً بسهل الغاب وشمال حماة وريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وحسب المصدر فإن فصائل عاملة في إدلب، تعمل على توسعة الشرخ بين هيئة تحرير الشام والمجموعات التابعة لها، بغية حضها على الانشقاق عن تحرير الشام التي تعد إحدى التسميات المتجددة لمسمى جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) والانضمام لها، مشيراً إلى أن هيئة تحرير الشام تمكنت من الاستيلاء على كامل سلاح ومعدات كتائب أنصار الشام، التي كانت مبايعة للهيئة، وجرت مداهمتها في جبال اللاذقية صباح أمس من قبل هيئة تحرير الشام، بعد معلومات وردت لهيئة تحرير الشام عن عزم أنصار الشام على الانشقاق عنها والانضمام لفيلق مقاتل مدعوم من جهة إقليمية، حيث ساد التوتر في جبال اللاذقية الشمالية، بين الهيئة وأحد الفصائل المنضوية تحت رايتها.
وكانت هيئة تحرير الشام نفذت فجر يوم الخميس الثالث والعشرين من آب / أغسطس الجاري، مداهمات لمقار ونقاط تمركز فصيل أنصار الشام، والذي انضم في وقت سابق لهيئة تحرير الشام، ويتواجد في جبال اللاذقية بشكل رئيسي، حيث جرت مشادات كلامية تطورت لاشتباكات بين أنصار الشام وتحرير الشام، على خلفية هذه المداهمة، وعزت مصادر موثوقة السبب وراء هذه المداهمات، إلى نية فصيل أنصار الشام الانضمام لفيلق عامل في المنطقة ومدعوم من دولة إقليمية.

أنقرة أمام خيارين صعبين… و«النظام مستقوياً بالإيراني يحاول إعاقة اتفاق تركي – روسي» حول إدلب
محلل سياسي: «النصرة» تعمل على التحول إلى لاعب محلي سوري مقبول إقليمياً ودولياً
هبة محمد

رياض الشعيبي: المساواة في الميراث ورقة السبسي لإحراج «النهضة» وأغلب التونسيين يرفضونها

Posted: 27 Aug 2018 02:28 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قال رياض الشعيبي، رئيس حزب «البناء الوطني»، إن غالبية التونسيين يرفضون مبدأ المساواة في الميراث الذي اقترحه الرئيس الباجي قائد السبسي، مشيرًا إلى أن السبسي يسعى من خلال هذا المقترح إلى إحراج حركة «النهضة» ومحاصرتها سياسيًا وانتخابيًا. كما حذر من حدوث تصدع اجتماعي واضرابات داخل البلاد في حال المصادقة على هذا المقترح في صيغة قانون جديد من قبل البرلمان التونسي.
من جانب آخر، اعتبر الشعيبي أن مصير رئيس الحكومة يوسف الشاهد هو في يد حركة «النهضة»، مشيرًا إلى أن الشاهد استطاع حتى الآن الإفلات من إقالته «المحسوبة» عبر المناورة من خلال حربه «المزعومة» على الفساد، وامتلاكه أيضًا أوراق «ابتزاز وضغط» أبرزها الدعم الخارجي.
وقال في حوار خاص مع «القدس العربي»: «الصراع اليوم في تونس صراع سياسي، واستدعاء التناقضات الأيديولوجية من قبل معسكر رئيس الجمهورية من خلال إثارة موضوع المساواة في الإرث وغيرها من القضايا لا هدف له غير الضغط على شريكه السياسي وإحراجه ومحاصرته سياسيًا وانتخابيًا. لقد كرس هذا المقترح وضعًا سيئًا للمجتمع التونسي إزاء نخبه السياسية والثقافية، فالتجانس الثقافي والاجتماعي الذي يتميز به المجتمع التونسي بات مهددًا اليوم بإسقاطات سلطوية ونخبوية تخلق شروخًا بين فئاته وأجياله».
وأضاف: «للأسف، من يحكم اليوم في تونس لا يمتلك هذه النظرة العميقة والاستراتيجية التي تنظر للثقافة باعتبارها وظيفة اجتماعية حيوية ومقومًا أساسيًا من مقومات التنمية، لذلك يتلاعبون بالمكونات النواتية للثقافة الوطنية من دون الوعي بمآلات هذا العبث الشبيه بتغيير التركيبة الجينية لأي شخص».
وكان الرئيس التونسي اقترح منذ مدة مبادرة جديدة للمساواة في الميراث بين الرجال والنساء، كما تحدث عن «مدنية» الدولة التي يكرسها الفصل الثاني من الدستور، لكنه «أغفل» بالمقابل الفصل الأول الذي يشير بوضوح إلى أن الإسلام دين الدولة، والذي حرص في مناسبات عدة على الإشادة به.
وقال الشعيبي: «المشكل أن الإسلام كان باستمرار ضحية الاستغلال السلطوي والأيديولوجي في تونس. وبسبب الوعي بخطورة العامل الديني في المجتمع احتدم الصراع على الإسلام بعمر دولة الاستقلال. فالدولة احتكرت التصرف في الشأن الديني، وتبنت قراءة أحادية وتسلطية للنص الديني، ولم ينازعها في ذلك أحد غير الحركة الإسلامية التي أنتجت خطابًا توظيفيًا موازيًا لخطاب السلطة ونجحت في تكريسه في الواقع. وفي النهاية بقي الإسلام – كرؤية تدينية اجتماعية تشكلت عبر مسارات تاريخية وثقافية معلومة – ضحية هذا التوظيف وهذا الصراع على احتكار الشرعية الدينية».
وأضاف: «لذلك فإن ما يفعله رئيس الجمهورية اليوم من استدعاء للعامل الديني أو نزعه عن الدولة التونسية ليس أكثر من استمرار للنهج التسلطي والاحتكاري نفسه. وحتى ما جاء في الفصل الأول من دستور 2014 من تثبيت للفصل الأول من دستور 1959 من أن دين الدولة/الشعب (بحسب التأويل) هو الإسلام، لا قيمة له في تفكير رئيس الجمهورية ما دام يستمد نمط تفكيره من عمق دولة الاستقلال التي أرساها بورقيبة».
وحول سبب «اختزل» الرئيس لمقترحات لجنة المساواة في موضوع الميراث، قال الشعيبي: «لأن موضوع المساواة في الإرث كان منطلق مبادرة رئيس الجمهورية، ورغم تعريجه على مسألة «تنقية القوانين مع ما يتعارض مع منظومة الحقوق والحريات»، إلا أن ذلك لا يعدو كونه مناورة لرفع سقف المطالب من أجل تحقيق ما هو مطلوب منذ البداية. وفي هذه الحالة كان المطلوب تغيير قوانين الإرث، رغم أن المطالب الأوروبية والألمانية خاصة تتجاوز ذلك بكثير».

المساواة في الإرث ليست مطلبًا تونسيًا

واعتبر الشعيبي أن قضية المساواة في الإرث «ليست مطلبًا تونسيًا خالصًا ولا أولوية وطنية، والبت فيها يتطلب حوارًا مجتمعيًا أعمق وأوسع بكثير مما حصل، بل ويتطلب قرارًا شعبيًا يتجاوز صلاحية الرئيس والبرلمان ويتحقق من خلال استفتاء عام. لكن الاشتراطات الدولية والتزامات منظومة الحكم تجاه المجتمع الدولي حتمت التعجيل بوضع آليات البت في هذا الموضوع. لذلك بقي هامش المناورة ضعيفًا حتى داخل الائتلاف الحاكم، ولم تستطع حركة النهضة الإسلامية أن تستعمل فيتو سياسيًا ضد هذه المبادرة التشريعية الرئاسية».
وأشار إلى أن موقف حركة النهضة المتمسك بحكومة الشاهد ضد إرادة رئيس الجمهورية وحزبه نداء تونس، زاد في تصميم الرئيس على تقديم مبارته. و»رغم أن حركة النهضة كان باستطاعتها مقايضة التخلي عن الشاهد مقابل تراجع الرئيس عن مبادرته، إلا أنها أوغلت في سياسة الاستفزاز لشريكها ورأت في رهانات خطتها السياسية أمرًا أهم من التصدي لزعزعة الاستقرار الثقافي والاجتماعي للتونسيين، فضلًا عن حفظ الدين كما تنص على ذلك نصوصها التأسيسية».
ويرى بعض المراقبين أن قائد السبسي يسعى من خلال هذه المبادرة إلى تحقيق «نصر انتخابي» جديد دون إغضاب فئة كبيرة من التونسيين ترفض بقية مقترحات اللجنة المتعلقة بتجريم المثلية والمساواة بين الأبناء الشرعيين و»غير الشرعيين» وغيرها.
ويعلّق الشعيبي على ذلك بقوله: «نجح رئيس الجمهورية، بهذه المبادرة، في النأي بنفسه وبحزبه عن الارتهان لحركة النهضة، ما مكنه من استرجاع قاعدة انتخابية مهمة تصدعت بسبب سياسة التوافق. وفي هذا خير استعداد في نظره للمناسبة الانتخابية القادمة. يريد نداء تونس ومن خلفه رئيس الجمهورية خوض الانتخابات القادمة على أساس الاستقطاب الثنائي مع حركة النهضة بالنظر لنجاح تجربته السابقة في ذلك».
ويرى أنه من الصعب الحسم في موضوع مصادقة البرلمان على المشروع من عدمها، فـ»فالاختلاف حول هذا الموضوع يشق أغلب الكتل البرلمانية وسيسهم في إحداث شروخ جديدة داخلها. فرغم أن مظاهر التدين غير بارزة في المجتمع بشكل كبير، لكن غالبية التونسيين محافظون في ثقافتهم وفي تفكيرهم. وبهذا سنجد ثلاثة توجهات داخل المجلس: ثمة توجهان يكون الأمر محسومًا عندهما قبولًا ورفضًا، لكنهما سيكونان عاجزين عن جمع العدد الكافي من الأصوات لتمرير القانون أو رفضه. أما الفريق الثالث الذي سيكون بيده تغليب هذه الكفة أو تلك، فسيحتفظ بموقفه للحظة الأخيرة إما بسبب تردده أو بسبب حساباته السياسية والانتخابية».

توقع حدوث اضطرابات اجتماعية

لكنه لا يستبعد حدوث «اضطرابات اجتماعية» في البلاد في حال المصادقة عليه، مضيفًا: «تمرير هذا القانون (رغم صيغته المخففة) سيتسبب في خيبة أمل عند قطاع واسع من التونسيين، وسيضعف ثقتهم في الدولة وفي مؤسساتها ونخبها. أما ردة الفعل فحاصلة ولو بعد حين، فالمجتمعات تختزن خيباتها وإحباطها في وعيها الباطن، لكن ذاكرتها حية. إن إحداث صدمة ثقافية ودينية داخل المجتمع سيراكم إلى جانب عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية أخرى حالة الغضب وانعدام الثقة تجاه الدولة، وهذا أمر قد تكون عواقبه وخيمة على استمرار السلم الاجتماعي والأهلي في البلاد».
وكانت الدعوات المطالبة باستقالة حكومة يوسف الشاهد قد تصاعدت مؤخرًا، فقد طالب عدد من السياسيين (من نداء تونس وأحزاب أخرى) بتشكيل حكومة «كفاءات وطنية» بهدف إنقاذ البلاد والإعداد للانتخابات المقبلة.
وقال الشعيبي: «هناك زاويتان للنظر في الموضوع، فثمة زاوية تقيم حكومة الشاهد من منظور شخصي، وتكتفي بالقول بأن فشل حكومته يعود لضعف في الأداء، ويجب تداركه من خلال تغيير رئيس الحكومة وأعضائها، وإن وجهة النظر تلك تخفي خلافًا سياسيًا بات مفضوحًا اليوم بين شقوق نداء تونس وتكالب على الموقع والمنافع الشخصية. وانخراط أي طرف سياسي من خارج النداء في هذه المعركة لا معنى له، فهناك مقاربة أخرى ترى أن فشل السياسة الحكومية تتحمل مسؤوليته الأطراف الأقوى تأثيرًا في اتفاق قرطاج، وخاصة (النداء، والنهضة، واتحاد الشغل)، ويجب عليها أن تتحمل المسؤولية السياسية كاملة عن هذا الوضع الذي وصلت له البلاد. وفي هذا الإطار لا معنى لمسح هذا الفشل في رئيس الحكومة وحده». وأضاف: «كانت إقالة الشاهد أمرًا محسومًا منذ أكثر من سنة، لكن قدرته على المناورة (وخاصة من خلال حربه المزعومة على الفساد) وامتلاكه ورقات ابتزاز وضغط (مثل ورقة الدعم الخارجي)، إضافة إلى تغير موقف حركة النهضة المتمسكة به، كل ذلك مكنه إلى حد الآن من الإفلات من الإقالة، لذلك فإن الدعوات الجديدة لإقالته ليست إلا استمرارًا لمحاولات سابقة».

مصير الشاهد

ويرى الشعيبي أن مصير الشاهد بيد كتلة حركة النهضة، فـ»كتلة النداء/المشروع في غالبيتها تريد إقالة الشاهد، وكذلك أغلب نواب المعارضة، لكن كل هؤلاء قد لا يؤمنون الأغلبية الضرورية لإقالته وسيحتاجون حتمًا لأصوات أخرى لا يستطيع تأمينها من النواب المتبقين غير نواب حركة النهضة.
لذلك «أعتبر أن مستقبل الشاهد في رئاسة الحكومة (وربما حتى أبعد من ذلك) رهين قرار حركة النهضة». ومع السنة البرلمانية الجديدة، كثير من المياه سيكون قد جرى في معترك السياسة التونسية وقد لا يجد الشاهد مفرًا من الاستقالة الكريمة عوضًا عن «تمرميد» (إهانة) المجلس كما يحلو للندائيين قول ذلك».
وفيما يتعلق بمحاولة عدد من الأطراف السياسية إعادة تشكيل المشهد البرلماني عبر تحالفات جديدة مع الحكومة وضدها، قال الشعيبي: «هذا مجرد تمرين تدريبي بين الأخوة الأعداء قبل موعد 2019، لأن التجربة بينت عدم وجود مشترك سياسي بين شقوق النداء، ولم يبق لهم اليوم غير الخوف من خسران انتخابات 2019 ليجمعهما من جديد، ولذلك فإن تجربة الكتلة الجديدة ليست أكثر من عقد قران بارد بين مطلقين اكتشفا أن حبهما المتبادل مجرد وهم فاتفقا أن لا يطلب أي واحد منهما من الآخر أكثر من المحافظة على «ايتيكات» الزواج أمام الناس».

رياض الشعيبي: المساواة في الميراث ورقة السبسي لإحراج «النهضة» وأغلب التونسيين يرفضونها

حسن سلمان

مسؤول في مكتب خامنئي يتوعد روحاني بأنه سيلقى مصير رفسنجاني «في المسبح» ويتهمه بالخيانة

Posted: 27 Aug 2018 02:28 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: غابت عن غالبية وسائل الإعلام العربية والأجنبية أحداث متتالية ومتسارعة طرأت إلى السطح، تفسر مدى سخونة الصراع المحتدم في عمق أروقة صنع القرار الإيرانية: مظاهرة في حوزة قم هددت روحاني بأنه سيموت غرقاً في مسبح «فرح» في المجموعة الرياضية المخصصة لكبار المسؤولين، ورفض روحاني طلب مجلس خبراء القيادة لإعطاء تقرير عن أداء حكومته.
ووعد منشد مكتب المرشد الأعلى الإيراني، منصور أرضي (الذي يحيي غالبية المراسم المذهبية والرسمية لخامنئي)، روحاني بأنه سيلقى مصير الرئيس الراحل لمجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني علي أكبر هاشمي رفسجاني، الذي تم تصفيته جسدياً ـ حسب اتهامات بعض المسؤولين الإيرانيين، ووصفه بالخائن، فضلاً على شن مقربي خامنئي هجمات حادة على بعض جهات في «حوزة قم تعمل على إضعاف مبدأ «ولاية الفقيه» وهتافات الموت لخامنئي وحزب الله في مدينة قم.
ولا يمكن تفسير هذا التصعيد المفاجئ والحاد في إطار المنافسة أو الصراع التقليدي بين المحافظين والإصلاحين وباقي أجنحة النظام الإيراني. إذن التساؤل الرئيسي وفي هذه الظروف الصعبة للغاية التي تمر بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهي بحاجة إلى وحدة الصف بعيداً عن الصراعات الجناحية التقليدية، هو»ما المتغير الطارئ الذي أدى إلى احتدام الصراع في عمق مراكز صنع القرار الإيرانية، حيث يصل إلى مجلس خبراء القيادة وتهديد روحاني بالقتل من قبل مقربي خامنئي وحوزة قم» ؟!
ويمكن العثور على الجواب في مقال لمستشار سابق في وزارة المخابرات الإيراني مجيد مكّي، حيث كشف أن مجموعة من النخب والمسؤولين الإيرانيين من مختلف قطاعات الاقتصاد والسوق والصناعة والطاقة إلى العديد من المؤسسات ومنها الحرس الثوري وحوزة قم، ترى بأنه للحفاظ على بقاء النظام يجب الجلوس على طاولة مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية والتوصل إلى اتفاق جامع وكامل حول جميع الملفات، وبما أن خامنئي لا يوافق على ذلك، فمن الضروري العمل على أن يصبح روحاني قائداً للبلاد.
وأضاف أن هذه المجموعة بدأت العمل على تأهيل روحاني ليصبح مرشحاً رئيسياً لخلافة خامنئي، وأن جهات خارجية غربية تعمل على الخط نفسه، موضحاً أن الرئيسيين الأمريكي والفرنسي، دونالد ترامب وإيمانوئل مكرون، دخلا على هذا الخط، من خلال اتصال الأخير بروحاني بهدف عقد لقاء مع ترامب. ما أكدته جريدة واشنطن بوست بأن ترامب طلب عقد لقاء ثنائي مع روحاني، وأن مكرون نقل رسالة الرئيس الأمريكي إلى نظيره الإيراني.
ولفت مكي النظر إلى أن المرشد الأعلى الإيراني أعلن خطر أي تواصل أو لقاء أو تفاوض مع الأمريكيين، تفادياً لمخطط محتمل بأن يتم ترتيب الظروف خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أيلول/سبتمبر القادم، للقاء روحاني وترامب «بشكل صدفة مدبرة».
والآن يمكن قراءة ما هو خلف قرار خامنئي لتشكيل لجنة قضائية خاصة لا تقبل الاستئناف لمحاكمة المتورطين في ملفات الفساد الاقتصادي «دون رأفة»، استحضرت إلى الأذهان تجربة «لجنة الموت» التي شكلها مؤسس الجمهورية الإسلامية، روح خميني، وأعدمت ما لا يقل عن 36 ألف من أعضاء منظمة مجاهدي خلق والأحزاب العلمانية واليسارية. وقبل قرار خامنئي هذا ببضعة أيام، طالبت جريدة «كيهان» التي يرأسها ممثل الولي الفقيه وتابعة لمكتب خامنئي، في عنوانها الرئيسي لصفحتها الأولى، بإعدام المفسدين الاقتصاديين دون رأفة وبسرعة، واعتبرت ذلك الحل الوحيد للقضاء على الفساد في البلاد. وشككت صحيفة «اعتماد» المقربة للزعيم الإصلاحي الذي يقبع تحت الإقامة الجبرية في طهران منذ 2010، مهدي كروبي، في توقيت الإعلان عن هذا القرار، وكتبت أن البعض في البلاد يعمل جاداً على عودة فترة الإعدامات المخيفة التي شهدتها إيران خلال السنوات الـ10 بعد انتصار الثورة، وأنه يظن أن إحياء أجواء الرعب واستنساخ تلك التجربة ستنقذ الجمهورية الإسلامية من أزمتها الراهنة.
وعلى الصعيد ذاته، كشف المتحدث باسم مجلس خبراء القيادة الإيراني، أحمد خاتمي، أن روحاني رفض طلب المجلس لإعطاء تقرير عن أداء حكومته.
وحسب وكالة «إرنا» للأنباء الرسمية، قال خاتمي إن اللجنة المختصة لتحديد المرشحين المؤهلين لخلافة خامنئي اجتمعت 3 مرات خلال الفترة الأخيرة، وإن هذه اللجنة صادقت على قرارات مهمة للغاية، دون أن يعطي المزيد من التفاصيل.
وأوضح أنه فقط بإمكان خامنئي الاطلاع على قرارات لجنة تحديد مرشحي خلافة المرشد الأعلى.
وسبق لهاشمي رفسنجاني قبل أن يتم قتله، أن أكد أن هذه اللجنة حددت شخصين لخلافة خامنئي.
ومن زاوية أخرى، يواصل مجلس النواب الإيراني وبالتنسيق مع مكتب خامنئي الإطاحة بالوزراء المقربين من روحاني، وبعد حجب الثقة عن وزري العمل والاقتصاد، من المقرر أن يتم استجواب وزيري الزراعة والداخلية.
وأثار عزل وزير العمل والرفاه والتعاون، علي ربيعي، شكوك كبير حول الأهداف الحقيقية لمجلس النواب الإيراني، لأن وزارة العمل والرفاه والتعاون ليس لديها ذلك التأثير في تدهور حالة الاقتصاد الإيراني.
وبلغ مستوى تهديد المحافظين ضد حسن روحاني إلى القتل وتلقيه مصير هاشمي رفسنجاني. وهدد حشد من الطلاب خلال تجمع احتجاجي داخل حوزة قم الرئيس الإيراني بأن الغرق في مسبح «فرح» (شمالي طهران) سيكون مصيره، إذا واصل الإصرار على التفاوض مع دونالد ترامب.
وأعلنت نائبة الرئيس الإيراني للشؤون القانونية، لعيا جنيدي، أن الحكومة ستقيم شكوى ضد بعض طلاب حوزة قم بسبب تهديد روحاني بالقتل.
وانتقدت صحيفة «إيران» الرسمية التابعة للحكومة، بشدة مظاهرة طلاب حوزة قم، وأضافت أن تهديد روحاني بالقتل تكرر مرة أخرى وهذه المرة على لسان «منصور أرضي».
وتوعد منشد مكتب خامنئي بأن مصير علي أكبر هاشمي رفسنجاني (الذي تم تصفيته جسدياً من خلال غرقه في مسبح «فرح»، حسب بعض الاتهامات) ينتظر الرئيس الإيراني، وتوقع أن «روحاني سيموت غرقاً في المسبح».
وشنّ أرضي الذي يحيي غالبية المراسم المذهبية والرسمية لشخص المرشد الأعلى الإيراني، هجوماً عنيفاً على السياسات التي اعتمدتها حكومة هاشمي رفسنجاني خلال فترة 1989 إلى 1997، وسياسات حكومة وروحاني الحالية، واصفاً ذلك بأنه السبب الرئيسي للأزمة الخانقة التي تعاني منها البلاد.
واتهم رفسجاني وروحاني بأنهما قد خانا الثورة الإسلامية.
وتجدر الإشارة إلى أن أراضي لعب دوراً مهماً في حملة إبراهيم رئيسي خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز خلالها روحاني.

مسؤول في مكتب خامنئي يتوعد روحاني بأنه سيلقى مصير رفسنجاني «في المسبح» ويتهمه بالخيانة
هل ستفسد الاستجوابات والتهديد بالقتل تأهيل روحاني لخلافة خامنئي؟

المغرب: إزاحة الوزيرة شرفات أفيلال تثير جدلا سياسيا

Posted: 27 Aug 2018 02:27 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أثار بلاغ الديوان الملكي القاضي بحذف الدولة لدى وزير التجهيز والنقل والماء المكلفة بالماء، نقاشا قانونيا وسياسيا مكثفا حول مآل الوزيرة، شرفات أفيلال وحزبها والحكومة معا. نقاش تمحور حول مستقبل التحالف بين حزب العدالة والتنمية وحزب التقدم والاشتراكية الذي أثار جدلا منذ عهد رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران بين مناصري هذا التحالف ومناهضيه، وأيضا تمحور حول «سابقة «قانونية أن يتم سحب المقعد بدل إعفاء الجالسة عليه دون أن يأتي في صيغة البلاغ الحديث عن تعديل حكومي جزئي، مما جعل السؤال حول هل لا زالت أفيلال عضوا في الحكومة سؤالا متداولا في تحليل محللين سياسيين ومعنيين من داخل الحزب بالنازلة الجديدة.
بخصوص وضعية أفيلال فهي لم تعف بالطريقة التي ينص عليها الدستور بل جرى حذف القطاع الذي كانت تشرف على تدبيره، وذهبت التحليلات في اتجاه أن الدستور وإن لم ينص على إعفاء الوزير في حالة حذف منصبه لكن الحس السياسي يفيد بأن حذف المقعد يعني منطقيا إعفاء الوزير. وفي نظر عبد الرحيم العلام، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية فإن «الدستور في الأصل يتحدث عن الإعفاء والاستقالة، ليس هناك وضع إلغاء وزارة أو إدماج وزارة « مضيفا في تصريح لـ«القدس العربي» أن «وضع أفيلال يشبه تعديل حكومي جزئي وتلقائيا في التعديل الجزئي الوزراء الذين لم يبق لهم مقاعد فهم لا يبقون وزراء، ولكن تبقى لهم حقوقهم في التقاعد و نهاية الخدمة وفي نفس الوضع للوزير الذي أنهى مدته « مشيرا أن « البلاغ كان ينبغي أن يشير لتعديل حكومي جزئي» و بأنه من ناحية البروتوكول «لا بد من حفل تسليم و تسلم يقام للوزيرة ، ففي غيابه نصبح أمام ليس حالة عادية و يصبح كأن هناك خصومة سياسية مع الوزيرة أو مع حزبها» يقول العلام. مصدر موثوق من داخل حزب التقدم والاشتراكية أفاد ل»القدس العربي» أن أفيلال حاليا من الناحية القانونية هي «وزيرة الدولة بدون حقيبة» وهذه «سابقة ووضع قانوني جديد»، غير أن المعنية بالأمر قامت بتسليم سيارة الخدمة ومفاتيح مكتبها للوزارة دون أي حفل، يقول المصدر. الغموض القانوني على هذا «الإعفاء بالتأويل» لا يشوش على وضوح الأمر من الناحية السياسية وهو الأمر المهم في نظر مصدرنا الذي اعتبر أن الطريقة التي تم بها حذف الوزارة بعدم استشارة الأغلبية وأن أمين عام الحزب المعني من خلال أفيلال بهذا الحذف، نبيل بنعبد الله، تلقى الخبر هو أيضا كباقي المتلقين دون أي استشارة، تنم عن رغبة في فك التحالف الذي أزعج كثيرين خلال مرحلة تشكيل الحكومة في عهد بنكيران، حيث وقفت أصوات من داخل السلطة في وجه هذا التحالف بين حزب يساري وإسلامي، مؤكدا أن مضمون القرار يستهدف وضع حد لهذا التحالف المزعج الذي يعد من تركة المرحلة السابقة وأيضا إنهاء البيجيدي بعزله بدءا .
النازلة التي شكلت صدمة للحزب بدأت تثير ردود فعل أصوات تطالب بخروج التقدم و الاشتراكية للمعارضة و هو في نهاية المطاف الهدف المرجو حسب مصدرنا الذي رأى أن بلاغ الديوان الملكي جاء فيه أنه تفاعل مع مقترح رئيس الحكومة وهو الأمر الذي لا يعد مفاجئا بسبب مواقف العثماني سابقا من تدبير التحالف الحكومي في عهد بنكيران حيث كان يؤاخذ على هذا الأخير أنه يعطي للتقدم والاشتراكية أكثر من حجمه، إضافة لحبل الود غير الموصول بين رئيس الحكومة و الحزب اليساري فإن كاتبة الدولة بدون مقعد الآن كانت على خلاف دائما مع وزير التجهيز عبد القادر عمارة عن حزب العدالة و التنمية الذي أفاد مصدر موثوق أن أفيلال كانت تشتكي من عدم منح الأخير لها أي صلاحيات وهو ما دفعها للتشكي مرارا منه لشخصيات نافذة في الحكومة بل إن اجتماعا تم عقده بحضور رئيس الحكومة و عمارة و مصطفى الرميد و أفيلال لتدارس هذا الخلاف وانتهى بالخروج بصيغة تمنح صلاحيات للوزيرة غير أنه لم يتم الوفاء بهذا الوعد حسب مصدرنا واستمر الوضع على ما هو عليه المتسم بالخلاف منذ سنوات. و بعد لقاء بين وزير عن الحزب اليساري ورئيس الحكومة للتباحث حول خلفيات هذا الحذف ، أفاد هذا الأخير بأن الحذف تم بناءا على «تقرير أسود» للمجلس الأعلى للحسابات حول تدبير الوزارة في عهد بن كيران وفي عهد العثماني..وتروج قراءات تغمز بإمكانية أن تتطور الأمور لأكثر من «الإعفاء بالتأويل» في حالة ما استمر رفاق بنعبد الله في إعطائه بعدا أكبر. و يبقى السؤال هو هل سيكون رد الحزب الذي سيجتمع اليوم مكتبه السياسي للتباحث في هذه النازلة بحجم البلاغين السابقين اللذان أصدرهما ردا على بلاغين للديوان الملكي بشأن تصريح لنبيل بنعبد الله و بلاغ ثان يرد على إعفاء وزراء الحزب فيما عرف إعلاميا ب«الزلزال السياسي» عقب تقرير للمجلس الأعلى للحسابات حيث انتصر البلاغان لأطر الحزب و لاستقلالية قراره السياسي ، مصدرنا يرى أن الحديث عن التقرير و التلميح لأمور أخرى هو من باب الهمس في أذن الحزب وهو ما قد يجعل بلاغه قد يكون لا يرقى للبلاغين السابقين .
أصوات من داخل الحزبين (العدالة و التنمية و حزب التقدم والاشتراكية) تعالت بالقول بأن ما يختفي وراء النازلة هو استهداف للحزبين معا، وأن الخلاف مع عمارة هو خلاف قديم ولا يمكن أن يكون وراء قطع شعرة معاوية بين البيجدي والتقدم والاشتراكية وأيضا أن الحديث عن تقارير حالية أو مضت أو أخرى في المستقبل هو من باب سد الطريق على إمكانية استثمار الإعفاء و إعطائه بعدا سياسيا ، معتبرين أن هناك قص على مهل لأجنحة الحزبين لإضعاف الحزب الذي يقود الحكومة و إجبار الثاني على الخروج منها لفسح المجال لحزب آخر.. يتم تهييء دخوله على مهل خاصة بعدما ظهر أن حزب التجمع الوطني للأحرار لم يعد بالإمكان الرهان عليه لكسب رهان الانتخابات المقبلة .

المغرب: إزاحة الوزيرة شرفات أفيلال تثير جدلا سياسيا

سعيدة الكامل

تحالف الصدر يسعى لاستقطاب الأكراد وسط شروط أبرزها عودة البيشمركه للمناطق المتنازع عليها

Posted: 27 Aug 2018 02:27 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: يسعى التحالف الرباعي المشكل من كتل «سائرون» و«النصر» و«الحكمة» و«الوطنية»، أو ما بات يعرف بتحالف «النواة»، إلى كسب ودّ الحزبين الكرديين الرئيسيين، الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني، بزعامة رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني، للانضمام إلى تحالف «الكتلة الأكبر» الممهدة لتشكيل الحكومة الجديدة.
وانطلاقاً من ذلك، زار وفد يمثل الكتل الأربع، أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، والتقى هناك زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني. وحسب بيان لمكتب الأخيرة «تم التأكيد خلال الاجتماع على الإلتزام بالمبادئ الثلاثة وهي الشراكة، والتوافق، والتوازن، وتطبيقها على العملية السياسية»، فضلاً عن «مشاركة جميع المكونات في العراق بإدارة الحكم».
ووفقاً لمصادر متطابقة (صحافية، وسياسية) فإن الوفد الذي ضم كلاً من نصار الربيعي وجاسم الحلفي من «سائرون»، وعدنان الزرفي وخالد العبيدي من «النصر»، وأحمد الفتلاوي وعبدالله الزيدي من «الحكمة»، فضلاً عن كاظم الشمري ورعد الدهلكي من «الوطنية»، عقد اجتماعاً مع قادة المكتبين السياسيين للحزبين الكرديين.
المصادر أكدت أن الاجتماع شهد عرض الوفد مشروعهم المقترح للحكومة الجديدة، فضلاً عن إعلان التزامهم بالدستور وحقوق الإقليم».
وذكرت وسائل إعلام كردية، تابعة للحزب الديمقراطي، أن الهدف الأساسي من الزيارة «إرضاء» الحزبين الكردستانيين، اللذين يملكان ما مجموعه 43 مقعداً في البرلمان الجديد، بالانضمام لتحالف الكتلة البرلمانية الأكبر، وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
«تيار الحكمة الوطني» بزعامة عمار الحكيم، وصف الزيارة أنها «تأتي ضمن جهود تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر».
عضو المكتب السياسي للتيار، محمد المياحي، قال قبل مغادرة الوفد العاصمة بغداد، متجهاً إلى أربيل، إن «الوفد يمثل جميع القوى المنضوية ضمن نواة الكتلة اللأكبر». ووصف الزيارة أنها تأتي «لاستكمال الجهود التفاوضية لتشكيل الكتلة الأكبر العابرة للطائفية والقومية».
وأضاف في بيان: «الحوار والتفاهم مع القوى الكردية سيكون من منطلق المشروع الوطني وإعادة الثقة بالعملية السياسية، لاسيما أن الأرضية مهيئة مع القوى الكردية نتيجة الحوارات واللقاءات المستمرة».

النقاط الكردية

الحزبان الكرديان الأساسيان (الديمقراطي، والاتحاد الوطني) وضعوا ثلاث نقاط أساسية للتفاوض مع القوى السياسية الشيعية والسنية.
لكنهم حددوا أكثر من 14 نقطة أخرى، وصفوها أنها تمثل «استحقاقات دستورية»، وليست «شروطا»، وبانتظار أيٍ من الكتل التي ستعلن الالتزام بتنفيذها في المرحلة المقبلة.
القيادية في الحزب الديمقراطي الكردستاني، عضو مجلس النواب السابق نجيبة نجيب، قالت لـ«القدس العربي»، إن «الحزبين الكرديين في إقليم كردستان لم يحسما أمرهما في التحالف مع أي كتلة سياسية»، مشيرة إلى أن الديمقراطي والاتحاد الوطني «تحالفا معاً، ووضعا برنامجاً ونقاطا سيتم التفاوض بشأنها مع بغداد».
وأضافت: «أبرز هذه النقاط هي تطبيق الدستور، وعودة البيشمركه إلى المناطق المتنازع عليها، إضافة إلى موازنة الإقليم وكذلك موازنة البيشمركه. كل نقطة من هذه النقاط تتضمن تفصيلات».
وأكدت نجيب، التي كانت عضوا في اللجنة المالية في مجلس النواب الاتحادي السابق، إن «الأكراد ليست لديهم شروط، بل هي استحقاقات دستورية فشلت الحكومات المتعاقبة في تنفيذها، مثل المادة 140 التي نص عليها الدستور، لكنها لم تنفذ منذ عام 2005 وحتى الآن، ناهيك عن موازنة الإقليم التي تحتسب بناءً على كميات النفط المصدرة من كردستان، وفقاً للدستور أيضاً. هذا الأمر لم يحل أيضاً».
وكشفت أيضاً عن «ثلاث نقاط أساسية لدى الأكراد في المفاوضات، هي التوافق والشراكة والتوازن»، مشددة على أهمية أن «تكون هناك شراكة في اتخاذ القرارات الاتحادية، سواء كانت أمنية أم سياسية أم عسكرية. لابد أن يكون للأكراد دور في اتخاذ القرارات».
وحول التوافق، قالت نجيب إن «البرلمان الذي يضم 329 نائباً، لا يمكن أن تشرع القوانين بالأغلبية من دون التوافق مع الأكراد الذين يمتلكون مجتمعين نحو 60 مقعداً برلمانياً. لا يمكن القبول بتمرير جميع القوانين وفقاً لقرار الأغلبية».
وزادت أن : «الدستور ينص في المادة 9 منه على أهمية التوازن. على سبيل المثال، تمثيل الأكراد في الهيئات المستقلة الأساسية، لا يتعدى الـ 2٪»، الأمر الذي اعتبرته بأنه مخالف لمبدأ التوازن الدستوري.

دور الكتلة الأكبر

وأقرّت القيادية في حزب بارزاني، أن «العرب الشيعة، وكذلك العرب السنة، يعلمون، إن السنوات الـ15 الماضية لم تشهد سوى الفشل في إدارة الملفات السياسية والأمنية والعسكرية»، مبينةً أن «في حال أردنا الخلاص من ذلك، يجب أن تكون هنالك برامج موضوعة يتم على ضوئها إدارة الحكومة المقبلة».
وطبقاً لها فإن «المرحلة الماضية كانت الكتلة الأكبر ترشح رئيساً لمجلس وزراء، ويمارس عمله لوحده بمعزل عن الكتلة، وهذا خطأ كبير»، مؤكدة أهمية «رجوع رئيس الوزراء، المرشح عن الكتلة الأكبر، إلى الكتلة في اتخاذ القرارات، وفقاً لبرنامج الكتلة الذي ينفذه رئيس مجلس الوزراء».
وأوضحت أن «من خلال اللقاءات والتفاهمات مع الكتل الأخرى، سيتبين لنا من هي الكتلة أو الحزب الذي لديه فعلاً الجدية الكاملة في معالجة المشكلات وفقاً للدستور»، معتبرة في الوقت ذاته جميع التحركات الجارية الآن «هي في طور التفاهمات والمفاوضات، ولم تصل إلى مرحلة الحسم حتى الآن».
وأكدت أن «انفتاح الأكراد على جميع الجهات، سواء مع المحور الوطني السني أو الكتل الشيعية»، لافتة إلى أن «السنة يطالبون بتطبيق الدستور وكذلك الشيعة والأكراد. لا يمكن تشكيل الحكومة من دون السنة أو الأكراد».

كتلة كردية معارضة

وتخوض القوى السياسية الشيعية والسنية، سلسلة لقاءات مع الحزبين الكرديين الرئيسيين، بهدف تشكيل الكتلة الأكبر، من دون أن تشمل تلك المباحثات الأحزاب الكردية المعارضة.
وفي تطور لاحق، أعلنت أربع كتل كردية، تشكيل ائتلاف موحد في مجلس النواب العراقي، وكشفت عن اتفاقها على عدد من الأمور السياسية بينها العلاقة مع الحكومة المركزية في بغداد.
وجاء في بيان موحد صدر أمس، عن «تحالف الديمقراطية والعدالة»، بزعامة برهم صالح، و«حركة التغيير»، و«الجماعة الإسلامية»، و«الاتحاد الإسلامي»، إن «الجهات السياسية الأربع تباحثت خلال اجتماعاتها التي عقدت في مدينة السليمانية في قضايا العراق ومسارات التفاوض لتشكيل الحكومة الاتحادية».
وقال البيان إن «تلك الجهات السياسية اتفقت على تشكيل ائتلاف للكتل الاربعة في مجلس النواب العراقي، وصياغة إطار عمل مشترك يكون في خدمة المصالح العليا والحقوق الدستورية لشعب كردستان ومسألة العلاقة بين الإقليم والحكومة الاتحادية».
وأضاف أن هذا الائتلاف يؤكد على «العمل على الحل الجذري للمشاكل العالقة والآنية بين الحكومة الأتحادية وإقليم كردستان، وضمان الحقوق الدستورية، وبالأخص إعادة التطبيع والإدارة المشتركة إداريا وأمنيا للمناطق المتنازع عليها».
وشدد على «ضمان الحصة العادلة من الواردات ومعالجة مشاكل قوت الناس والموازنة لإقليم كردستان»، مشيرا إلى «تشكيل الهيئات والمؤسسات الدستورية التي تضمن الشراكة والتوافق والتوازن والحقوق والخدمات لجميع مكونات الشعب العراقي».
ودعا إلى «مراجعة العملية السياسية والإدارية في العراق وتصحيح مسارها بحيث تكون مبنية على أسس (دولة المواطنة، سيادة القانون والمؤسسات والشفافية والنزاهة)».
وأعلنت الكتل في مؤتمر صحافي عقدته عقب اجتماع جرى بين ممثليها في مدينة السليمانية، إنها اتفقت على «تشكيل تحالف يضم الكتل الأربع».
وأضافت أن الاتفاق يشمل كذلك «وضع برنامج عمل مشترك للتحالف بما يخدم المصلحة العامة والدفاع عن الحقوق الدستورية لشعب كردستان وإعادة تأسيس العلاقات بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية».
وتابعت: «هذا التحالف سيدافع في محادثات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة على التسوية الشاملة للخلافات بين الإقليم والحكومة الاتحادية والحقوق الدستورية لشعب كردستان، وعلى وجه الخصوص استرداد المكانة والإدارة المشتركة إلى المناطق المتنازع عليها، وحل مشكلة الموازنة والرواتب والمستحقات المالية لشعب إقليم كردستان وتشكيل الهيئات والمؤسسات التي تضمن حصول شعب كردستان على حقوقه».
وزادت: «على مستوى العراق، فإن التحالف يطالب بمراجعة العملية السياسية والإدارية في العراق بشكل كامل، وإعادة بنائها في مرحلة جديدة على أسس الشراكة والتوافق والتوازن ودولة المواطنة والحقوق والخدمات والشفافية والمؤسساتية وسيادة القانون».

تحالف الصدر يسعى لاستقطاب الأكراد وسط شروط أبرزها عودة البيشمركه للمناطق المتنازع عليها
قيادية في «الديمقراطي»: من أولوياتنا تطبيق الدستور وموازنة الإقليم
مشرق ريسان

الحركة المدنية في مصر: اعتقالات العيد جزء من سياسة السيسي لإخراس المعارضة

Posted: 27 Aug 2018 02:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: في الوقت الذي واصلت فيه نيابة أمن الدولة العليا تحقيقاتها مع المعتقلين الذين جرى القبض عليهم، ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، عقدت الحركة المدنية الديمقراطية، التي تضم 7 أحزاب معارضة وأكثر من 150 شخصية عامة، مؤتمراً صحافيا، أمس الإثنين، نددت فيه بحملات الاعتقال المتكررة التي يشنها النظام الحاكم في مصر ضد معارضيه، وأعلنت 5 مطالب بينها الإفراج عن كل المعتقلين، وإلغاء كافة القوانين غير الدستورية والمقيدة للحريات.
وكانت الأجهزة الأمنية المصرية شنت حملة اعتقالات الخميس الماضي، طالت السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، الذي وجه نداء الشهر الماضي إلى الشعب المصري يحمل خريطة طريق لخروج مصر من الأزمة السياسية التي تشهدها، تتضمن إجراء استفتاء شعبي على بقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الحكم وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد يجهز لانتخابات رئاسية، وتنظيم مؤتمر شعبي في ميدان التحرير يوم 31 أغسطس/ أب الجاري. كما طالت الحملة الخبير الاقتصادي رائد سلامة عضو الهيئة العليا لحزب تيار الكرامة، ويحيى القزاز استاذ الجيولوجيا في جامعة حلوان والعضو المؤسس لحركة كفاية التي لعبت دورا بارزا في الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، والناشطين السياسيين، نرمين حسين وسامح سعودي وعبد الفتاح سعيد.

فشل اقتصادي واجتماعي

وقالت الحركة في بيان، تلاه منسقها يحيى حسين، في بداية المؤتمر الصحافي : «في إحدى حملاتها الترويعية المتكررة، خلال الفترة الأخيرة، قامت قوات الأمن، ثالث أيّام عيد الأضحى، بإلقاء القبض على عدد من المواطنين، كما تعرض السفير معصوم للسباب والشتائم أثناء القبض عليه وقبل التحقيق معه، فيما وجهت لهم النيابة تهما سابقة التجهيز، باتت معروفة للجميع، وهي مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، تلقي تمويل بغرض إرهابي، والاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة إرهابية، وذلك قبل أن تأمر بحبسهم 15 يومًا على ذمة التحقيق».
وأعتبرت أن «حملة القبض الأخيرة التي طالت مواطنين مصريين شرفاء، هي جزء من سياسة ممنهجة يتبعها النظام لإخراس أي صوت معارض لسياساته القمعية المعادية للحريات، يداري بها على فشله اقتصاديا واجتماعيا، بالادعاء المستمر أن هناك مؤامرات تحاك في الظلام ضد البلاد».

أسلوب همجي

وتابعت: «رغم أننا حذرنا مرارًا وتكرارًا من أن هذا الأسلوب الهمجي في التعامل مع المعارضين السياسيين السلميين الذين يلتزمون بالدستور وبالأساليب الديمقراطية في التعبير عن آرائهم، إلا أن النظام يتمادي في إصراره على القمع والمواجهة الأمنية مع أصحاب الرأي وكافة أشكال المعارضة السياسية السلمية، بدءًا من شباب الثورة لمعتقلي الدفوف والفسحة، وحتى معتقلي المترو ومقاطعة الانتخابات وشباب الأولتراس».
وشددت على رفضها لمثل «هذه الممارسات، والتعامل الأمني مع المواطنين بمنطق الرهائن»، وطالبت بـ«فتح الباب أمام الجميع للتعبير عما يعتقدون، باعتباره السبيل الصحيح لإنقاذ البلاد من الوقوع في هاوية الفوضى، جراء سياسات النظام الفاشلة والمعادية لمصالح الأغلبية الكاسحة من أبناء الشعب المصري».
ولفتت إلى أن « إفساح المجال لحرية الرأي والتعبير والاستماع إلى صوت العقل والرأي الآخر هو طريق الخلاص من أزماتنا التي أوشكت أن تتحول إلى كوارث».
وجددت رفضها لما وصفتها بـ«الأساليب البوليسية في التعامل مع المعارضين السياسيين».
وأدانت «استخدام النظام لأجهزته الإعلامية في التشهير والتحريض المسبق ضد المقبوض عليهم»، محذرة من «مغبة التمادي في القمع وكبت الحريات».

5 مطالب

وحددت الحركة خمسة مطالب تضمنت «الإفراج الفوري عن جميع من شملتهم الحملة الأمنية الأخيرة من أصحاب الرأي، والإفراج عن جميع المحتجزين في السجون من المعارضين السياسيين السلميين غير المدانين في أي من قضايا العنف أو الاٍرهاب، ورفع اليد عن الإعلام بكافة أشكاله المرئية والمسموعة والمقرؤة ووقف الانتهاكات بحق الصحافيين وإطلاق حرية الرأي والتعبير، وإلغاء كافة القوانين غير الدستورية والمعوقة لحرية الرأي والتعبير وللحق في التنظيم».
حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق، قال إن «الحركة المدنية الديمقراطية مؤمنة بضرورة تغيير هذا النظام». وأضاف: «السلطة الحاكمة في مصر قمعية، وتضر الشعب المصري وتضر بمصالح الدولة المصرية، ومن يريد الوقوف مع الشعب المصري والدولة المصرية، من واجبه أخلاقيا ووطنياً، أن يقف ضد هذه السلطة».
وتابع: إنها «سلطة القمع والاستبداد والاحتكار والتجويع والتبعية، وأن تغيير هذه السلطة فرض على كل من يقدر عليه، والوقوف في وجه هذه السلطة فرض على كل مصري بلسانه أو بقلبه أو بيده بما استطاع».
ووجه «تحية لكل معتقلي الرأي»، مستنكرا الحملة التي تستهدف معتقلي العيد بأنهم «ينفذون مؤامرة الإخوان»، وقال:» تحية احترام وإعزاز لمناضلين مصريين شرفاء مستقلين لا يتبعون أحدا ولا يأخذون أوامر من أحد، ولا تملى عليهم مواقفهم «.
أما فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، فقد طالب بفتح المجال العام، ومنح الأحزاب حرية الحركة والتنظيم. واستنكر أن يجري وصم السفير معصوم مرزوق بـ«إلإرهابي»، وهو «من حمل السلاح في وجه العدو الصهيوني».

سياسة الرهائن

كذلك اعتبر مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن «حملة اعتقالات العيد، امتداد لحط أمني استبدادي يراهن على القمع لإجهاض احتمالات التغيير في مصر».
ورصد ما سماها بـ«الخطايا الخمس لحملة العيد»، التي جاء أهمها في "عودة سياسة الرهائن، مثلما حدث مع الناشط سامح سعودي، الذي اعتقلت قوات الأمن زوجته وطفليه لإجباره على تسليم نفسه».
وزاد: «أبدعت حملة العيد شكلا جديدا للقمع ودواعي القبض، وهو زيارات المجاملة وفقا للتهمة الموجهة ضمنا للدكتور رائد سلامة، أنه زار السفير معصوم في منزله، مع أن السفير معصوم لم يكن معزولا أو سجينا ممنوع عنه الزيارة ورغم انه تجمعهما جيرة وصداقة وزمالة في تأسيس التيار الشعبي والنضال الوطني والديمقراطي».
وتابع: «العودة لسياسة الرهائن وهي السياسة التي اتبعت مع أسرة المطوب القبض عليه وتم احتجازهاـ رغم أنه في كل القوانين والأديان والأعراف، فإن الجريمة شخصية على فرض وجود جريمة والعقوبة شخصية، وهي سياسة ازدهرت في عهد زكي بدر وزير الداخلية الأسبق الذى تولى المسؤولية بعد اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات».
وأضاف: «لم ينتظر أصحاب القرار انتهاء أيام العيد لإطلاق الحملة، ومصر لم تكن على وشك الثورة بما يستوجب ضربة إجهاض مبكرة ولكن الجنون فنون والبلطجة إبداع».
وأوضح أن «مرزوق ورفاقه ليسوا خطرا على الدولة، وأن الخطر الحقيقي هو سياسات الحكم التي تدوس على الناس وتجعل حياتهم بؤسا وتصم آذانها عن كل نقد وتراكم مخزون غضب سينفجر، وقطع الطريق عليه لن يتحقق إلا بتغيير جوهري يشمل السياسات».
وانتقد «إدارة الدولة والمجتمع على طريقة إدارة الثكنة بنظام الأوامر، سياسة تثبت فشلها يوما بعد يوم، وأن الأمن لا يجوز أن يدير المجال السياسي، وعندما تدير حلقة أمنية موثوقة محدودة المجال العام تتدهور السياسة والأمن معا وتزداد ظواهر الانتحار تحت عجلات قطار وقتل الأبناء وأشكال مختلفة من الجريمة ترتبط بطاقات عنف مكتومة نتيحة خنق مسارات الأمل، فلا ننعم لا بسياسة رشيدة ولا أمن سياسي ولا أمن عام».

الحركة المدنية في مصر: اعتقالات العيد جزء من سياسة السيسي لإخراس المعارضة
حمدين صباحي: تغيير هذه السلطة فرض على كل من يقدر عليه
تامر هنداوي

في مواجهة التوترات في المنطقة قطر تعلن نيتها إنشاء «قاعدة تميم الجوية» وتطوير «العديد»

Posted: 27 Aug 2018 02:27 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: أعلن اللواء الركن طيار أحمد إبراهيم المالكي، نائب قائد القوات الجوية الأميرية القطرية، عن إنشاء قاعدة جوية جديدة باسم «قاعدة تميم الجوية».
وبيَن في حوار مع مجلة «الطلائع»، التي تصدرها مديرية التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع، نشرته في عددها الصادر أمس الإثنين، أنه سيجري توسيع قاعدة العديد الجوية، وتطوير قاعدة الدوحة الجوية، لاستقبال الطائرات والمنظومات الجديدة التي دخلت الخدمة بالقوات الجوية، وعلى رأسها «الرافال» الفرنسية، و«F15» الأمريكية و«تايفون» الأوروبية وطائرات متطورة أخرى، إلى جانب تطوير منظومات القيادة والسيطرة بدخول أحدث منظومات الرادار، والاتصالات.
وأكد نائب قائد القوات الجوية الأميرية القطرية أنه في عهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أصبح التطور في القوات الجوية يمثل نقلة نوعية، حيث تضاعفت المعدات، ودخلت أنظمة جديدة للخدمة من الطائرات المقاتلة والنقل والمروحيات.
كما كشف عن إعادة تنظيم القوات الجوية الأميرية القطرية، بعد دخول منظومات الطائرات الحديثة، مشيراً إلى أن هذا الأمر قيد الدراسة حالياً وسيرى النور قريباً، وأن أهم دور للقوات الجوية هو حماية الأجواء، والردع، والهجوم الأرضي.
وشدد اللواء الركن طيار أحمد إبراهيم المالكي على أن التحدي الأكبر هو التطوير باستمرار، نظراً لأن التكنولوجيا الحديثة في عالم الطيران متطورة ومتجددة أيضاً، ومهمة القوات الجوية الأميرية هي استيعاب المنظومات الحديثة، وهو ما يتطلب تحديث القوى البشرية.
وأوضح أن هناك مشاريع هيكلية ذات طابع استراتيجي ستشهدها القوات الجوية الأميرية، مضيفا أن القوات الجوية استقبلت العام الحالي 2018 أول دفعة من العنصر النسائي، كمرشحات طيار.
وشهد سلاح الجو القطري تطوراً ملحوظاً بعد العام 2014، كما أبرمت الدوحة العديد من الصفقات الكبيرة خلال الشهور الماضية.
ووقعت قطر، في ديسمبر/كانون الأول 2017، اتفاقاً مع بريطانيا لشراء 24 مقاتلة من طراز «تايفون»، وذلك بعد اتفاقين متعاقبين مع الولايات المتحدة الأمريكية لشراء 36 طائرة من طراز بوينغ «إف ـ 15 كيو. إيه»، وفرنسا لشراء 12 مقاتلة إضافية من طراز «رافال».
وتشهد البلاد نقلة نوعية لمنظومتها العسكرية، سيما منذ بدء الحصار المفروض عليها في الخامس من حزيران/ يونيو 2017، حيث قامت بتوقيع اتفاقيات نوعية لتعزيز اسطولها وترسانتها العسكرية، وفي مقدمتها اقتناء طائرات الرافال الفرنسية وتايفون البريطانية.
كما عجلت قطر بتطوير القاعدة العسكرية التركية في الدوحة، إلى جانب بدء تطوير قاعدة العديد التي تحتضن القيادة المركزية الأمريكية في منطقة الخليج، وإعلان قطر استعدادها استقبال الأسطول الجوي الأمريكي. كما احتضنت العديد من التمارين والمناورات العسكرية المشتركة مع أقوى جيوش العالم.

في مواجهة التوترات في المنطقة قطر تعلن نيتها إنشاء «قاعدة تميم الجوية» وتطوير «العديد»
لاستقبال الأجيال الجديدة من المقاتلات التي دخلت الخدمة
إسماعيل طلاي

حالة من الذعر لدى الأجانب في كيمنتس الألمانية وميركل تندد بملاحقة اليمين لهم

Posted: 27 Aug 2018 02:26 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: نددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمس الإثنين بـ«عمليات المطاردة الجماعية» التي يقوم بها ضد الأجانب متعاطفون مع اليمين المتطرف في ألمانيا، ردا على مقتل رجل خلال مشاجرة أحيت التوتر حول المهاجرين.
وبعد وفاة شاب في الخامسة والثلاثين من عمره في شجار دموي، نزل مئات من أنصار اليمين المتطرف في مدينة كيمنتس شرق ألمانيا قاموا خلالها بمشاحنات واعتداءات استهدفت مهاجرين، ما أثار صدمة في المدينة الألمانية حيث تسود حالة من الذعر لدى الأجانب هناك
واكد المتحدث باسم المستشارة الألمانية شتيفان زايبرت خلال ندوة صحافية في برلين أن «لا مكان لهذه الأحداث في دولة القانون التي نعيش فيها»، مؤكدا «إدانتها بأكبر قدر من الحزم».
وأضاف «من المهم للحكومة، لجميع النواب الديمقراطيين، وأعتقد، لأكثرية عريضة من السكان، أن أقول بوضوح إن هذه التجمعات غير القانونية وعمليات المطاردة الجماعية التي تستهدف أشخاصا مختلفي المظهر والأصل، أو أيضا محاولات زرع البغضاء في الشوارع، لا مكان لها في بلادنا».
ولليوم الثاني على التوالي ينظم اليمين الألماني المتطرف تظاهرة في كيمنيتس إثر مصرع رجل بالسلاح الأبيض خلال شجار مفترض مع أجانب في هذه المدينة التي كانت في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة.
ودعت حركة «الوطنيون الأوروبيون ضد أسلمة الغرب» (بيغيدا) المعادية للمهاجرين والإسلام، وحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف إلى تجمع مساء الاثنين قرب المكان الذي حصل فيه الشجار بين حوالى عشرة اشخاص ليل السبت الاحد.
كما دعت الحركة المتطرفة الحكومة الألمانية إلى «تعزيز أمن» المواطنين و«تغيير» السياسة. وأكدت الحركة أن القتيل الذي يبلغ الخامسة والثلاثين من العمر قد تعرض للطعن «لأنه أراد حماية زوجته».
وتحدثت الشرطة عن حوادث مع هؤلاء المحتجين الذين ألقى بعض منهم زجاجات على قوى الأمن. وذكر شهود ايضا أن متظاهرين هاجموا على طول الطريق أجانب من خلال مطاردتهم. وتظاهر حوالى الف شخص فيها من دون ترخيص بناء على دعوة من مختلف حركات اليمين المتطرف، إثر مقتل الماني في الخامسة والثلاثين من العمر، طعنا بالسلاح الأبيض خلال شجار شارك فيه عشرات الاشخاص في هذه المدينة.
وتحدثت الشرطة عن أعمال عنف قام بها محتجون رمى بعض منهم زجاجات على قوى الأمن. ويفيد عدد كبير من الشهادات واشرطة الفيديو التي تبث على شبكات التواصل الاجتماعي، ان متظاهرين قد تعرضوا جسديا طوال مسافة التظاهرة لأجانب وطاردوهم.
وأفادت وسائل الإعلام المحلية أن المحتجين تظاهروا مرددين شعارات «فليخرج الأجانب» و«هذه مدينتنا» و «نحن الشعب». وأعلنت الشرطة أيضا انها تسلمت شكويين بالتعرض للضرب والإصابة بجروح.
وما زالت ظروف المأساة غامضة جدا. واكتفت الشرطة بالقول إن القتيل الماني وإن أشخاصا «من مختلف الجنسيات» تورطوا في الشجار. وأصيب أيضا في الشجار شخصان آخران في الثلاثين من العمر، واعتقل شابان في العشرين من دون التأكد من تورطهما ام لا، كما قالت الشرطة.
وقد حصلت هذه القضية في إطار سياسي متوتر في ألمانيا حول مسألة الأجانب. ويتهم منتقدو المستشارة أنغيلا ميركل بالمساهمة في رفع معدل الجريمة من خلال فتح أبواب في 2015 لمئات الاف طالبي اللجوء.
ويوجه اليمين المتطرف المتجذر في ألمانيا الشرقية السابقة هذه الانتقادات. وأعربت رئيسة بلدية مدينة كمنيتس بربارا لودفيغ عن «سخطها». وقالت لشبكة تلفزيون أم.دي.أر المحلية «من الخطورة بمكان أن يتمكن اشخاص من التجمع بهذه الطريقة… والركض في المدينة مهددين الناس».
واضافت ان «الذين احتشدوا من دون ترخيص كانوا يريدون التسبب بالفوضى وبث الخوف في نفوس الناس».
وتدعو حركة بيغيدا المعادية للمهاجرين والإسلام، وحزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف إلى تجمع قرب مكان حصول المشاجرة. ودعت بيغيدا الحكومة إلى «تشديد أمن» المواطنين و«تغيير» السياسة. وتؤكد الحركة ان القتيل (35 عاما) تعرض لطعنات قاتلة «لأنه اراد حماية زوجته».
وتأتي الإنتقادات خصوصا من اليمين المتطرف، الراسخ الجذور في شرق ألمانيا. وفي كمنيتس نفسها، حصد حزب البديل لألمانيا عدد الاصوات نفسها التي حصدها حزب ميركل المحافظ في الانتخابات الاخيرة.
وكانت هيئة حماية الدستور في ألمانيا (الاستخبارات الداخلية) قد حذرت قبل أيام أن النجاحات التي أُحرزت في عملية تجريد عناصر يمينية متطرفة مثل أنصار حركتي «مواطني الرايخ» (مواطنو الإمبراطورية الألمانية) أو «المواطنين المستقلين» من السلاح لا تعني انقضاء التحذير من هذا الخطر.
وحسب بيانات الهيئة، فإن عدد أتباع هذا التيار ممن يملكون تصريحا بحيازة أسلحة صيد أو أسلحة رياضية أو أنواع أخرى من الأسلحة، صار أقل من الألف حاليا، «إلا أن درجة تسلح هذه الفئة لا تزال مرتفعة». وأشارت الهيئة إلى أن عدد أتباع حركتي «مواطني الرايخ» و«المواطنين المستقلين» مستمر في الارتفاع حتى الآن.
وسحبت السلطات تراخيص حيازة السلاح من نحو 300 فرد من أتباع هذا التيار خلال الفترة من آذار/ مارس حتى نهاية حزيران/ يونيو الماضي.
وقال رئيس الهيئة هانز ـ غيورغ ماسن في تصريحات: «النجاحات واضحة فيما يتعلق بسحب تراخيص حيازة الأسلحة، لكن يتعين علينا الاستمرار في مراقبة هذا الوسط عن كثب».
يشار إلى أن أتباع حركة «مواطني الرايخ» وحركة «المواطنين المستقلين» لا يعترفون بجمهورية ألمانيا الاتحادية أو الدستور الألماني أو السلطات والمحاكم الألمانية.
ولا يوجد لهذه الحركات هيكل موحد وتستخدم عدة مجموعات نفس الأسماء على الرغم من اختلاف المعتقدات.
وحسب أحدث البيانات حول أعدادهم والتي تعود إلى نهاية آذار/ مارس الماضي، تقدر هيئة حماية الدستور عدد «مواطني الرايخ» بـ18 ألف فرد، من بينهم 950 يمينيا متطرفا. وحسب البيانات، فإن ثلاثة أرباع أعضاء هذه الحركات من الرجال ممن تتجاوز أعمارهم الأربعين عاما. وجاء في التقرير أن المحاكم وأفراد الشرطة والسلطات كثيرا ما يواجهون عراقيل خلال أداء مهامهم وتهديدات من قبل أتباع هذه الحركات، وقد يصل الأمر إلى الاعتداء الجسدي في بعض الحالات الفردية.

حالة من الذعر لدى الأجانب في كيمنتس الألمانية وميركل تندد بملاحقة اليمين لهم
دعوات للتجمع والمستشارة الألمانية تهاجم التطرف
علاء جمعة

لا اعتذار من الحريري ولا حكومة أكثرية وهو معني فقط بما يسمعه من عون

Posted: 27 Aug 2018 02:26 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : في وقت إنشغلت العاصمة اللبنانية أمس بزيارة الرئيس السويسري إلى لبنان الذي جال على الرؤساء الثلاثة وأجرى محادثات تناولت العلاقات الثنائية والتطورات في المنطقة ومسألة النازحين السوريين واستضافة سويسرا لمؤتمري جنيف ولوزان منتصف الثمانينات ، إلا أن الهمّ الحكومي بقي حاضراً لاسيما مع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى بيروت حيث نقلت قناة LBCI عن مصادره قولها إنه « لن يكون هناك اعتذار او حكومة أكثرية، وأن الرئيس الحريري يصرّ على حكومة وفاق وطني معيارها مشاركة كل القوى الأساسية الموجودة في مجلس النواب».وأضافت المصادر « الحريري معني بالمواقف التي يسمعها مباشرة من الرئيس ميشال عون ، وهناك صيغ موجودة للحكومة يجب البناء عليها وعدم البحث عن صيغ جديدة».
وكان الرئيس عون تحدث عن موضوع تأليف الحكومة في خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره السويسري فقال «التعددية الطائفية والحزبية تخلق مشكلات في التأليف ونسمع مطالب الجميع اليوم والمطلوب تأمين توافق حولها، وحتى الساعة لا نزال في مرحلة استماع الرئيس المكلف إلى المطالب وعليه المبادرة لوضع تركيبة ونحن في انتظاره».
بالموازاة، أعلن رئيس لائحة «بيروت الوطن» صلاح سلام، من أمام المجلس الدستوري «تراجعه عن الطعن المقدم من قبله في نتائج الإنتخابات النيابية في دائرة بيروت الثانية « في مواجهة لائحة الرئيس سعد الحريري.
ولفت سلام قبل تقديمه التراجع عن الطعن، إلى «أنّنا جئنا تلبية لدعوة المقرّرين في المجلس الدستوري بالبحث في الطعن المقدّم من لائحة «بيروت الوطن» في دائرة بيروت الثانية، وأنا شخصيًّا في مرحلة إعادة النظر في هذا الطعن وجئت أبلغ القاضيين في قراري هذا، وذلك استنادًا للمعطيات الآتية بعيدًا عن الشوائب والتجاوزات والمخالفات الّتي اعترضت العملية الإنتخابية في بيروت الثانية والّتي كان من شأنها إبطال هذه الإنتخابات، وذلك نظرًا للتطوّرات السياسية الطارئة والمستجدّة وما يرافقها من الحملات الهادفة للنيل من مقام رئاسة الحكومة وصلاحيات الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، وتمسّكًا من قبلنا بدستور الطائف وبنود وثيقة الوفاق الوطني لاسيما ما يخصّ صلاحيات ومسؤوليات الرئاسة الثالثة؛ وذلك حرصًا على السلم الأهلي والأمن والاستقرار وصونًا للصيغة اللبنانية من أي اهتزاز».
وأوضح سلام أنّه «تجاوبًا مع رغبات ومواقف أهلنا في بيروت ومساعي الفعاليات البيروتية في الحفاظ على وحدة الصف في هذه المرحلة الحرجة، وحتّى لا تفسّر مراجعتنا القضائية أمام المجلس الدستوري في غير محلها، أعلن الرجوع عن الطعن المقدم من قبلي شخصيًّا أمام المجلس الدستوري، على أن يتولّى وكيلي المحامي سعيد مالك إتمام الإجراءات اللازمة».
الى ذلك، ردت مصادر «تيار المستقبل» على تهديد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من يربط تأخير الحكومة بالمحكمة الدولية وقوله « لا تلعبوا بالنار « ، فرأت المصادر « أن هذه العبارة لم تكن موفقة لأنها أعادت اللبنانيين إلى أجواء 7 ايار «، وأكدت « أن ملعب تيار المستقبل هو ملعب العدالة والقانون وليس ملعب الحرب الاهلية وليس لدى التيار سوى عبارة من 3 كلمات يتوجّه بها إلى السيد نصرالله وهي « لا تلعبوا بالعدالة».

لا اعتذار من الحريري ولا حكومة أكثرية وهو معني فقط بما يسمعه من عون
مصادر «المستقبل» رداً على تحذير نصرالله: لا تلعبوا بالعدالة
سعد الياس

النيابة العامة الفرنسية تمدد احتجاز الفنان المغربي سعد المجرد

Posted: 27 Aug 2018 02:26 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قرّرت النيابة العامة الفرنسية، أمس الإثنين، تمديد احتجاز الفنان المغربي سعد المجرد 24 ساعة أخرى، بعدما وصفت الشكوى المقدمة بحقه بـ«المعقّدة»، وأكّدت جهة التحقيق أنّها ما زالت بانتظار «شاهد مفيد»، لحسم قرارها، سواء بتوجيه الاتهام أو الإفراج عن المجرد، في إشارة لوجود جوانب غامضة.
وقالت مصادر مطلعة على سير التحقيقات إنّ الفتاة مقدمة الشكوى من مواليد 1989 ولكن لم تفصح جهات التحقيق عن اسمها أو هويتها مع تلميحات بأنّها فرنسية من أصول مغربية، وأكّدت أنّ شهادات الشهود على القضية في «أحد النوادي الليلية» قدمت روايتين متعارضتين جدًا ولا يمكن القبول بصحة إحداهما، وما زالت جهات التحقيق تبحث عن شاهد محايد يمكنه تقديم رواية «مفيدة».
وأعلنت النيابة العامة الفرنسية، ليلة الأحد /الإثنين الماضية، أن المغنّي المغربي سعد المجرّد موقوف منذ صباح الأحد في مركز الدرك في سان تروبيه بعدما تقدّمت امرأة ببلاغ ضدّه تتّهمه فيه بالاعتداء عليها جنسيًا ليل السبت-الأحد في المدينة الساحلية الجنوبية، وقالت المصادر إنه «من المرجح أن يكون سعد قد كان تحت تأثير المخدرات عندما همّ بمهاجمة الشابة التي كانت بمعيته» بعد سهرة «ماجنة»، حيث قام باستدراج الفتاة إلى غرفة نومه بأحد الفنادق من أجل الحديث معها، قبل أن يتطور الأمر إلى تعنيف واغتصاب، فهربت الفتاة من الغرفة بعد تعرضها للاعتداء، وتوجهت لمقر الشرطة وقدمت شكايتها في النازلة، حيث تحرك الأمنيون صوب الفندق.
وقالت النيابة العامة في مدينة دراغينيان (جنوب شرق) إن توقيف المجرّد، الملاحق أصلاً في فرنسا بدعاوى اغتصابٍ أخرى، جرى بناء على شكوى رفعتها ضدّه امرأة تتهمه فيها بارتكاب «أفعال ينطبق عليها الاغتصاب»، وأن المجرّد (33 عامًا) أوقف في مقر الدرك في غاسين-سان-تروبيه على ذمّة التحقيق لمدة 24 ساعة قابلة للتجديد.
وأكّد المصدر أنّ سعد ما زال محتجزًا في مقر شرطة سان تروبيه بقرار من المدّعي العام لحين استكمال التحقيقات، ومن المرتقب إحالته اليوم الثلاثاء على قاضي التحقيق. وسيتم ترحيله في حال إدانته إلى باريس لإيداعه سجن فلوري مجددًا، على أن تبدأ محاكمته فور انتهاء العطلة السنوية للمحاكم الفرنسية.
ولاحقت النيابة العامة الفرنسية المغني المغربي في تشرين الأول/ أكتوبر 2016 بتهمة اغتصاب شابة تبلغ من العمر 20 عامًا في غرفة فندقه في باريس، ووجّه إليه القضاء رسميًا تهمة «الاغتصاب مع ظروف مشددة للعقوبة»، وأودعه السجن بانتظار محاكمته، وبقي خلف القضبان لغاية نيسان/ أبريل 2017 حين وافق القضاء على منحه إطلاق سراح مشروطًا بوضعه سوارًا إلكترونيًا، وسمح له في آذار/ مارس الماضي بالسفر إلى المغرب حيث أطلق أغنيته الجديدة «غزالي غزالي».
ووجه القضاء الفرنسي في نيسان/ إبريل الماضي إلى المجرّد تهمة «اغتصاب» ثانية بناءً على دعوى تقدّمت بها ضدّه شابة فرنسية-مغربية تتّهمه فيها بأنه اعتدى عليها جنسيًا وضربها، وذلك في الدار البيضاء في 2015 ، ووجه القضاء الأميركي إلى المجرّد تهمة «الاغتصاب» في واقعة تعود إلى عام 2010، لكن هذه الدعوى أسقطت لاحقًا.
وتعرض الفنان المغربي سعد المجرد صاحب أغنية «المعلم» التي حققت على موقع «يوتيوب» مشاهدة تجاوزت الـ 650 مليون مشاهد، لهجوم عنيف منذ يوم الأحد الماضي على عكس حملة الدفاع عنه سنة 2016، وتحاشى الفنانون والفنانات الذين تعاطفوا معه الإدلاء بموقفهم، فيما شنت الفنانة التونسية هند صبري، هجومًا شديدًا على الفنان المغربي.
ونشرت خبر توقيف المجرد، عبر حسابها على موقع «تويتر»، وأرفقته بتعليق: «كنت من الناس الذين استبعدوا اتهامه الأول، لكن التكرار قتل الشك، هذا الشاب استهتر بنفسه وبجمهوره ولا يستحق أن يكون نجمًا أو قدوة لأحد».

النيابة العامة الفرنسية تمدد احتجاز الفنان المغربي سعد المجرد

مصادر: سلمان بن عبد العزيز يوقف خطة ولي عهده لإدراج «أرامكو السعودية» في سوق الأسهم بعد مشاورة مصرفيين وخبراء تنفيذيين في الشركة حذروا من المخاطر الكامنة

Posted: 27 Aug 2018 02:25 PM PDT

لندن – رويترز: تكلم الملك فتبدد حلم مقداره تريليونا دولار. فقد ظلت المملكة العربية السعودية تستعد على مدار العامين الأخيرين لطرح حصة نسبتها خمسة في المئة من شركة النفط الوطنية السعودية «أرامكو» في سوق الأسهم.
وخلال هذين العامين تواصل المسؤولون السعوديون مع البورصات الدولية والبنوك العالمية، بل والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للترويج للخطة.
وكان من المنتظر أن يصبح إدراج «أرامكو» في البورصة الركيزة الأساسية في برنامج الإصلاح الاقتصادي الموعود في المملكة، إذ كان من المستهدف أن تبلغ حصيلته 100 مليار دولار، وأن يُمثل أكبر طرح عام أولي من نوعه على الإطلاق.
وكانت الخطة من بنات أفكار الأمير محمد بن سلمان (32 عاما) ولي عهد أكبر دولة مُصَدِّرة للنفط في العالم.
إلا أنه بعد أن واجه المشروع انتكاسات على مدار شهور، تقرر إلغاء الشقين الدولي والمحلي من عملية الطرح العام الأولي للأسهم. والسبب وراء ذلك هو أن الملك سلمان، والد الأمير الشاب، تدخل لوقف الخطة كما قالت ثلاثة مصادر على صلة بالأشخاص المُطَّلِعين على بواطن الأمور في الحكومة.
وقال مصدر طلب الحفاظ على سرية هويته ان القرار جاء بعد أن التقى العاهل السعودي بأفراد في الأسرة الحاكمة ومصرفيين ومديرين كبار في قطاع النفط من بينهم رئيس تنفيذي سابق لشركة «أرامكو». ودارت تلك المشاورات خلال شهر رمضان الذي انتهى في منتصف يونيو/حزيران.
وقالت المصادر ان الشخصيات التي حاورها الملك أبلغته أن الطرح الأولي لن يكون في صالح المملكة، بل إنه قد يؤثر سلبا عليها. وذكرت المصادر أن الهاجس الرئيسي لدى هذه الشخصيات تمثل في أن الطرح العام الأولي سيدفع «أرامكو» إلى الإفصاح الكامل عن كل تفاصيلها المالية.
وفي أواخر يونيو بعث الملك رسالة إلى الديوان الملكي يطلب فيها إلغاء خطة طرح أسهم «أرامكو» حسب ما قالته المصادر الثلاثة. وقال مصدر إن قرار الملك نهائي لا رجعة فيه. وقال المصدر «متى قال:لا، فلا رجوع عنها».
وبعد تقرير إخباري لرويترز صدر الأسبوع الماضي أفاد أنه تم تجميد الصفقة، قال وزير الطاقة خالد الفالح ان الحكومة ملتزمة بتنفيذ الطرح العام الأولي مستقبلا «وفق الظروف الملائمة، وفي الوقت المناسب الذي تختاره الحكومة».
وفي حينه أحال مسؤول سعودي رفيع رويترز إلى هذا البيان وقال «نحن مندهشون أن رويترز تصر رغم هذا البيان، ورغم استمرار الحكومة في التخطيط بهمة للطرح العام الأولي على توجيه أسئلة تزعم فيها أن الخطط توقفت».
وأضاف المسؤول «مالك أسهم أرامكو هو حكومة السعودية. وقد أوكل جلالة الملك سلمان إدارة عملية الطرح العام الأولي لصاحب السمو الملكي ولي العهد ولجنة تضم وزراء الطاقة والمالية والاقتصاد. ومن ثم فإن القرارات التي تتعلق بطبيعة الطرح وتوقيته ستتخذها اللجنة على أن تعرض على الحكومة للموافقة عليها».
وفي السعودية جرت العادة أن يكون الملك هو صاحب الكلمة الأخيرة. غير أن هذا القرار ضربة قوية لبرنامج الإصلاح، الذي يحمل اسم «رؤية المملكة 2030»، الذي طرحه الأمير محمد ويهدف إلى إحداث تغيير جوهري في الاقتصاد السعودي الذي تعد الدولة المحرك الرئيسي له ويعتمد اعتمادا أساسيا على النفط.
ويشير ذلك إلى أن الملك سلمان يعمل على تحجيم السلطات الانفرادية التي تمتع بها الأمير محمد عقب تولي والده دفة الأمور في البلاد في يناير/كانون الثاني 2015.
ويقول بعض المستثمرين ان ذلك يثير أيضا الشكوك في إدارة الرياض لعملية الطرح العام الأولي للأسهم والتزامها بقدر أكبر من الشفافية في إدارة الاقتصاد.

الإمساك بالزمام

على الرغم من أن الملك سلمان هو صاحب الكلمة الأخيرة في سياسة المملكة، فقد منح ابنه سلطات واسعة.
فبعد تولي وزارة الدفاع ورئاسة الديوان الملكي في يناير ،2015 بدأ الأمير محمد حربا في اليمن، واتبع نهجا أكثر تأكيدا لدور المملكة في مواجهة إيران، وفرض مقاطعة دبلوماسية وتجارية على قطر.
وأمسك الأمير أيضا بأعنة مجلس اقتصادي جديد ذي سلطات واسعة، وشرع في إحكام إنفاق الدولة وتنمية القطاع الخاص وجلب استثمارات أجنبية.
كما سمح الملك للأمير محمد بتنفيذ إصلاحات اجتماعية كبيرة، من بينها إنهاء العمل بحظر على قيادة النساء للسيارات، والسماح بفتح دور السينما.
وكان الأمير محمد قد تولى في ابريل/نيسان 2015 منصب ولي ولي العهد بدلا من أحد أعمامه. وبعد عامين رُقي إلى منصب ولي العهد في انقلاب أبيض أسفر عن إزاحة ابن عمه الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية. وجاءت أوقات تدخل فيها الملك سلمان. وكان من أبرز تلك المرات ما حدث عندما أعطى الأمير محمد الانطباع في العام الماضي أن الرياض وافقت على خطة الإدارة الأمريكية غير واضحة المعالم لإحلال السلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لاسرائيل. يومها صحح الملك ذلك على الملأ.
وفي القمة العربية التي عقدت في ابريل/نيسان أكد الملك سلمان من جديد التزام الرياض بالهوية العربية والإسلامية للقدس، بعد الضجة التي ثارت في العالم الإسلامي.
وقال المصدر الثاني «الملك تستحوذ عليه فكرة كيف سيحكم عليه التاريخ. فهل سيكون الملك الذي باع أرامكو وباع فلسطين».

مقدمات تجميد الخطة

ليس من الواضح على وجه التحديد أي الأفكار التي جعلت الملك يحسم أمر «أرامكو» من بين ما نوقش خلال شهر رمضان فيما يتعلق بالطرح الأولي. غير أنه سبق أن قال خبراء ومصادر في صناعة النفط ان وتيرة الاستعدادات تتباطأ منذ أشهر لسببين على الأقل، أولهما الشكوك فيما أعلنه الأمير محمد في 2016 من أن الطرح سيقدر قيمة «أرامكو» بمبلغ تريليوني دولار، والثاني هو القلق من المخاطر القانونية وشروط الإفصاح المشددة التي تقترن بإدراج أسهم الشركة في بورصة أجنبية.
وقالت ثلاثة مصادر ان «أرامكو» توقفت منذ مطلع أبريل/ نيسان عن دفع الرسوم المستحقة لبعض البنوك مقابل عملها في تجهيز الصفقة.
وامتنع مسؤول في الشركة عن التعليق.
وبينما كان الملك يجري مشاوراته في منتصف يونيو، تمت دعوة البنوك بما فيها مصرفي «جيه.بي مورغان» و»مورغان ستانلي» الاستثماريين الأمريكيين لتقديم رؤيتها لمشروع مختلف.
وقال مصدر مصرفي ان البنوك تلقت طلبا لتقديم مقترحات لاستحواذ «أرامكو» على حصة «سابك» العملاقة للبتروكيميائيات، بشرائها من «صندوق الاستثمارات العامة»، وهو صندوق الثروة السيادية للبلاد..
وأضافت المصادر أن تلك كانت علامة أولية على أن خطة طرح أسهم «أرامكو» بدأت تتعثر، وأن الرياض تبحث عن تدبير المـال من مصاـدر أخـرى.
وقال المسؤول السعودي الرفيع ان اهتمام «أرامكو» بالاستحواذ على حصة في «سابك» يتفق مع هدفها أن تكون الشركة الرائدة في العالم للطاقة والكيميائيات المتكاملة، ولا يغير شيئا من نية إدراج أسهمها في البورصة.
وتابع «سيخلق ذلك كيانا أقوى وأكثر توازنا بالاضافة إلى التكامل الذي سيحققه مالك محتمل له أهمية استراتيجية وليس مجرد مستثمر يسعى وراء العوائد المالية بين عمليات التسويق والأبحاث والتطوير والتكنولوجيا والخدمات المشتركة التي تقدمها سابك».
وأوضح المسؤول أن «صندوق الاستثمارات العامة» يهدف إلى خلق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني «من خلال الاستثمار في كيانات جديدة تنمو لتصبح مؤسسات وطنية عملاقة. وكانت سابك، التي تعد الآن كيانا عالميا، في أيامها الأولى من مثل هذه الشركات».
وأضاف «سيؤدي نقل ملكية سابك من صندوق الاستثمارات العامة إلى أرامكو السعودية إلى تمكين الصندوق من تعزيز الاستراتيجيات والحوكمة وتقوية محفظته الاستثمارية».
وأضاف «كما قال الرئيس التنفيذي فإن مثل هذا الاستحواذ الاستراتيجي سيكون له بالضرورة أثر على الجدول الزمني للطرح العام الأولي لا على نية السير فيه».
وامتنعت متحدثتان باسم مصرفي «جيه.بي مورغان» و»مورغان ستانلي» عن التعليق على ما إذا كان للمؤسستين دور في صفقة «سابك».

لطمة لبرنامج ولي العهد

ما زال بوسع السعودية توليد سيولة من مصادر بديلة وتحقيق تقدم في الإصلاحات الأخرى، غير أن الأمير محمد وعد بأن طرح أسهم «أرامكو» سيسهم في خلق ثقافة انفتاح في المملكة المحافظة.
وبخلاف ما يثيره إلغاء خطة طرح الأسهم من مخاوف فيما يتعلق بالالتزام بالشفافية، فهو يعزز إحساسا بغياب القدرة على توقع الأحداث بعد احتجاز العشرات من كبار أفراد الأسرة الحاكمة والوزراء ورجال الأعمال في حملة على الفساد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقالت المصادر إنه رغم أن قرار الملك يعد لطمة لبرنامج الأمير محمد، فسيظل ولي العهد الابن الأثير لدى الملك وصاحب نفوذ كبير على السياسة في المملكة، غير أن الملك أراد أن يبين أنه سيظل صاحب القول الفصل في المستقبل المنظور.
وقال جيمس دورسي، الباحث الزميل في «مركز راجارتنام للدراسات الدولية» في سنغافورة «لست واثقا من أنني سأعتبر الأمر إضعافا لسلطة ولي العهد، بل هو على الأرجح ضمانة ألا يشط بعيدا».

مصادر: سلمان بن عبد العزيز يوقف خطة ولي عهده لإدراج «أرامكو السعودية» في سوق الأسهم بعد مشاورة مصرفيين وخبراء تنفيذيين في الشركة حذروا من المخاطر الكامنة
لا يريد أن يحكم عليه التاريخ أنه باع الشركة وباع فلسطين

اليمن: دفعة أولى من مقاتلي كتائب أبوالعباس الإماراتية في تعز تصل عدن

Posted: 27 Aug 2018 02:25 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي»: ذكرت مصادر محلية أن الدفعة الأولى من مقاتلي (كتائب أبوالعباس)، التي يتزعمها الشيخ السلفي عادل عبده فارع المدعوم من دولة الامارات في مدينة تعز، وسط اليمن، وصلت أمس إلى مدينة عدن بعد إطلاق زعيمها قرارا بترحيل مقاتليه من مدينة تعز، إثر فشل الجماعة هناك في لعب دور إماراتي ضد الحكومة اليمنية، على غرار ما حصل في مدينة عدن وغيرها.
وأوضحت أن الدفعة الأولى، التي قدرت بعشرات المسلحين غير النظاميين والأقرب إلى الميليشيا المسلحة، من أتباع جماعة أبوالعباس وصلت أمس إلى مدينة عدن، دون معرفة الوجهة المقبلة التي تعتزم هذه الجماعة نقل مقاتليها اليها، بعد مشاركتها في القتال ضد ميليشيا جماعة الحوثي الانقلابية في مدينة تعز طوال الثلاث السنوات الماضية.
وأعربت مصادر سياسية لـ(القدس العربي) عن مخاوفها الشديدة من احتمال ترتيب أبوظبي دورا جديدا لميليشيا كتائب أبوالعباس ضد الحكومة اليمنية، في عدن أو في أماكن أخرى، بعد فشلها في أداء الدور الذي كانت الامارات تطمح إلى تحقيقه في مدينة تعز عبر السيطرة الاماراتية عليها بقوات أبوالعباس، على غرار ما فعلته في محافظة عدن والعديد من المحافظات الاخرى، التي أنشأت فيها ابوظبي قوات محلية تحت لافتات مختلفة وأحكمت السيطرة عليها، والتي أصبحت فيها السلطة الحكومية مجرد سلطة شكلية.
وأوضحت أن «أبوالعباس قرر على ما يبدو إخراج ميليشياته من تعز بطلب إماراتي وانه تم الترتيب لذلك مع القوات الاماراتية، بعد فشل كتائب أبوالعباس في تحقيق هدف أبوظبي من تشكيلها في تعز وأن خروجها قد يثير المخاوف من انتقال دورها المشبوه إلى مناطق أخرى، ومن ضمنها احتمالية انتقالها لاثارة القلاقل الأمنية في مناطق سيطرة الحكومة في المحافظات الأخرى، مثلما عبثت بالوضع الأمني في مدينة تعز، رغم مشاركتها الفاعلة في القتال ضد الانقلابيين الحوثيين».
وكان أبوالعباس طالب في قرار داخلي، سرّبه لوسائل الإعلام، نهاية الأسبوع المنصرم أتباعه المقاتلين بالخروج النهائي من مدينة تعز مع أفراد اسرهم وعائلاتهم إلى مدينة عدن، إثر اجبار اللجنة العسكرية الرئاسية، مقاتلي أبوالعباس على ضرورة تسليم كافة المواقع العسكرية والحكومية للقوات التابعة لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، وذلك بعد أن لعبت عناصر كتائب أبوالعباس دورا في خلق القلاقل الأمنية والمناوشات العسكرية مع القوات العسكرية الحكومية بين الحين والآخر.
وعلى الرغم من محاولة الحكومة استيعاب بعض مقاتلي كتائب أبوالعباس، بمن فيهم ابوالعباس نفسه، ضمن قوام التشكيلات العسكرية للقوات الحكومية في تعز، بحكم وقوف ميليشيا أبوالعباس في صف الحكومة ومشاركتها في القتال ضد الانقلابيين الحوثيين، غير أن الغاية من تشكيل كتائب أبوالعباس اتضح لاحقا بأنه كان لهدف غير مشروع، وهو خدمة أبوظبي في تعز وموجه ضد الحكومة اليمنية.
وجاء تشكيل كتائب أبوالعباس في تعز على غرار تشكيل الميليشيا الاماراتية المماثلة لها في المحافظات الأخرى التي تقع تحت سلطة الحكومة اليمنية، مثل الحزام الأمني في عدن ولحج والضالع، والنخبة الحضرمية في حضرموت والنخبة الشبوانية في شبوه، وكانت تسعى إلى خلق حزام أمني في تعز غير أن الحكومة اليمنية أفشلت ذلك المخطط بعد اكتشافها الدور الاماراتي المشبوه في المحافظات الجنوبية.
وكانت اللجنة العسكرية الرئاسية في مدينة تعز قالت في بيان لها إنها نشرت عشرات العربات العسكرية لمراقبة وقف إطلاق النار بين مقاتلي كتائب أبوالعباس وقوات حكومية، في مدينة تعز، وأنها تسلمت العديد من المباني الحكومية والعسكرية من أتباع كتائب أبوالعباس، وفي مقدمتها مقر فرع جهاز الأمن السياسي وهضبة قلعة القاهرة ومنتزة الشيخ زايد وموقع هضبة حي الاخوة ونقطة الهنجر العسكرية في طريق الضباب، بالإضافة إلى نادي تعز السياحي في حي المسبح.
وأوضحت أنها وجهت شرطة محافظة تعز باستمرار الحملة الأمنية على المناطق المستهدفة بالحماية، وأن اللجنة الرئاسية تعمل على انتشار الحملة الأمنية في الأحياء التي كانت تحت سيطرة ميليشيا ومقاتلي كتائب أبوالعباس وفيم مقدمتها حي الجحملية وحي المجلية وحي المستشفى الجمهوري وحي المدينة القديمة.
واعرب البيان عن استهجان اللجنة الرئاسية لقرار أبوالعباس الذي يأمر فيه أتباعه بالخروج من مدينة تعز وقالت «تفاجأت اللجنة الرئاسية بصدور تعميم عن العقيد عادل عبده فارع قائد كتائب ابوالعباس، اللواء 35 يأمر فيه افراد الكتائب بالخروج من مدينة تعز واللجنة إذ تستغرب هذا التعميم الذي لا ينتمي إلى ثقافة المؤسسة العسكرية، ويخالف قواعد وقوانين العمل العسكري ويتجاوز الترتيبات العسكرية وبهذا الخصوص تؤكد اللجنة ان ذلك التعميم لا يساهم مطلقا في حل الاشكاليات القائمة في تعز بل يفاقمها».

اليمن: دفعة أولى من مقاتلي كتائب أبوالعباس الإماراتية في تعز تصل عدن
مخاوف من تمردها على الدولة في محافظات أخرى
خالد الحمادي

النجيفي والحلبوسي يتنافسان على منصب رئيس البرلمان العراقي

Posted: 27 Aug 2018 02:25 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: يهدد الخلاف داخل «المحور الوطني» الممثل للقوى السياسية السنّية الستة، حول مرشح رئيس مجلس النواب، وحدّة البيت السني ووجهته التحالفية.
وقد أعلن «المحور الوطني»، في بيان، أمس، أن «مع اقتراب موعد إنعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب، والتي يشترط فيها انتخاب الرئيس القادم للمجلس بموجب الدستور العراقي، يود تحالف المحور الوطني أن يوضح أن الآليات التي اتفق عليها في وثيقة إعلان تحالف المحور الوطني هي التي ستحسم هذه المسألة».
وأضاف: «في الوقت الذي نؤكد فيه أن مرشح القرار العراقي أسامة عبد العزيز النجيفي، والذي يحظى بأغلبية الأصوات وتأييد واسع من مختلف الكتل السياسية ضمن المحور الوطني، مع الإشارة إلى أن تحالف «العراق هويتنا» قد رشح محمد الحلبوسي لرئاسة المجلس أيضا».
وأكد أن «المحور الوطني، الذي مازال في سياق مفاوضات جدية مع جميع الكتل الفائزة في الإنتخابات، في سبيل الوصول إلى تشكيل الكتلة الأكثر عدداً، والتي يجب أن تكون قادرة على إنتاج برنامج حكومي متكامل يستطيع من خلاله تجاوز الفشل الذي يحكم الدولة العراقية، وتستطيع أن تقدم للعراقيين جميعا الحياة الكريمة، والكرامة، والمستقبل، ملتزم بحسم مسألة مرشحها لرئاسة مجلس النواب خلال الأيام القليلة المقبلة». ويأتي ذلك، بعد يومٍ واحد من إعلان تحالف «القوى العراقية»، الذي يضم مجموعة من القوى السياسية السنيّة، والمنضوي في «المحور الوطني»، ترشيح محافظ الأنبار الحالي محمد الحلبوسي لرئاسة البرلمان العراقي المقبل في دورته الرابعة.
وقال التحالف في بيان له، إن «الهيئة العامة للتحالف أجمعت بكامل نوابها البالغ (37 نائبا) على ترشيح النائب المهندس محمد الحلبوسي لمنصب رئاسة مجلس النواب في دورته الرابعة».
وجدد بيان تحالف القوى العراقية «الثقة بتوجهات قيادة القوى العراقية وتحالف المحور الوطني ومسعاها للحفاظ على أستقلالية القرار والخيار العراقي، دعما لمشروع بناء الدولة، وتمكين القيادات الشابة من أحداث التغيير المنشود لمستقبل افضل للعراق».
ويرجّح مراقبون للشأن السياسي، بأن الخلاف على منصب رئيس البرلمان داخل القوى السياسية السنيّة، يضعف من دورها في التفاوض مع الأكراد والشيعة، بشأن تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر.
محافظ نينوى السابق، والقيادي في تحالف القرار أثيل النجيفي، كتب في صفحته الرسمية بـ«فيسبوك» يقول: «طرح اسم مرشحين لبعض أحزاب المحور الوطني أو القبول باستبعاد جهة دون أخرى قبل الاجتماع الداخلي للمحور واتخاذه القرار المناسب تجاه المفاوضات مع الكتل الأخرى، هو إضعاف لأدوات المحور التفاوضية مع الآخرين»، مرجحاً في الوقت عيّنه أن يكون ذلك (الخلاف حول المنصب) «عائقا أمام الاستجابة للمطالب والضمانات التي ننادي بها».
في الأثناء، طرح حزب الوفاق الوطني، بزعامة إياد علاوي، تبنيه تشكيل حكومة «إنقاذ مؤقتة» في العراق تمهيدا لإجراء انتخابات تشريعية أخرى.
وقال المتحدث باسم الحزب، هادي الظالمي، في بيان، إن «قيادة حزب الوفاق الوطني العراقي اكدت مرارا وفي كل المناسبات، ان الخطوة الأولى في طريق الخروج من أزمات العراق المزمنة تبدأ من إنتخابات حرة ونزيهة تمثل إرادة ومصالح كل العراقيين ودون تمييز».
وأضاف: «الإخلال بهذا الشرط وبشكل جسيم ومتواصل، خاصة في الانتخابات النيابية الاخيرة، أعاد الأزمة إلى بداياتها، وينذر بتداعيات مقلقة لا يمكن التنبؤ بنتائجها ما لم تسارع القوى السياسية الأساسية إلى تصحيح الانحرافات الفادحة وفي مقدمتها معالجة نتائج ومخرجات انتخابات الثاني عشر من أيار/ مايو الماضي، والتي شهدت عزوفا جاوز الـ 80٪ من الناخبين بسبب التلاعب والتزوير الواسعين بشهادة اللجان المشكلة من مجلسي الوزراء والنواب، وبشهادة القضاء والأجهزة الإستخباراتية والمخابراتية وحتى بعض موظفي المفوضية الذين اعترفوا بحصول تزوير كبير». وأكد أن «عملية اعادة العد والفرز اليدويين على 5٪ فقط من صناديق الاقتراع خلافا لقرار مجلس النواب، قد غيرت 11 نائبا، فلنا أن نتصور حجم التغيير الذي كان قد يحصل في حالة إعادة العد بنسبة 100٪ لكل المراكز والمحطات».
وأردف بالقول أن «جريمة التلاعب والتزوير التي مرت دون حساب، انما تؤسس لحقبة جديدة من الافلات من العقاب، مثلما تؤسس لنظام سياسي ومؤسسات دولة مشكوك بسلامة شرعيتها ولا تمثل الارادة الشعبية التي عبرت عنها الجماهير في الميادين وساحات الاعتصام ووسائل الاعلام».
وتابع: «حزب الوفاق الوطني العراقي يشارك الجماهير رفضها لنتائج الانتخابات، ويدعو إلى محاسبة المستخفين بارادة الشعب، والى مراجعة مسؤولة لافرازات العملية السياسية برمتها، كما يصطف إلى جانب الحراك الشعبي من اجل التغيير والاصلاح، ويتبنى مشروع حكومة انقاذ مؤقتة لا يتجاوز عمرها العامين تأخذ على عاتقها تقديم الخدمات والاعداد والاشراف على انتخابات نزيهة لاتشارك فيها».
ويأتي بيان حزب علاوي، في وقت تتفاوض كتلته السياسية مع الأحزاب الكردية في أربيل، ضمن التحالف الرباعي، لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر الممهدة لاختيار الكابينة الجديدة.

النجيفي والحلبوسي يتنافسان على منصب رئيس البرلمان العراقي
خلافات البيت السنّي تضعف مفاوضاته مع الشيعة والأكراد

«مشاركة جماعة الإخوان في نشاطاتها الإرهابية» تهمة الجهاز الأمني لضرب المعارضة في مصر وشباب يعتاشون من «البقشيش»

Posted: 27 Aug 2018 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: رغم أن الخبر الأهم الذي كان على الصحف الحكومية التركيز عليه وهو سفر وزير الخارجية سامح شكري ورئيس المخابرات العامة عباس كامل إلى إثيوبيا لإبلاغ رئيس الوزراء أبي أحمد رسالة شفهية من الرئيس السيسي تتعلق بمشروع سد النهضة، وهي قضية تخص حياة مصر والمصريين، فإنها، أي الصحف الحكومية، ومعها «اليوم السابع» واصلت التركيز على مهاجمة معصوم مرزوق بسبب مطالبته بإجراء استفتاء جديد على رئاسة الجمهورية، والتجمع في ميدان التحرير، وتصويره وكأنه أكبر مهدد لاستقرار النظام، وأن جهات وأجهزة داخل النظام أصبحت تحس بالانزعاج من هذا الأداء الإعلامي وتعتبره إحراجا للنظام نفسه، وتصويره في صورة الخائف المرتعد، وكالعادة توزعت اهتمامات الناس على ما يخصهم مباشرة سواء في المدن أو القرى، وظل الاهتمام الأكبر كما هو، أي بالاستعداد للعام الدراسي الجديد، والاهتمام الثاني مباريات كرة القدم في الدوري العام، وانتظار تطبيق قرار السماح للجماهير بحضور مباريات كرة القدم أول الشهر المقبل، وإلى ما عندنا من تفاصيل الأخبار وأخبار أخرى غيرها..

معارك وردود

ونبدأ بالمعارك والردود وأولها في «المصري اليوم» فقد شن عضو مجلس النواب الدكتور عماد جاد هجوما على الأنظمة والأحزاب الحاكمة في المشرق بسبب موقفها العدائي من المعارضة، حتى أصبحت ثقافة عامة للجميع للنظام وداخل الأحزاب أيضا وقال: «كل معارض هو بالضرورة شرير هدام يعمل لحساب قوى خارجية تستهدف الوطن، وللأسف الشديد انتشرت هذه الرؤية بين صفوف مكونات حزب أو تكتل الأغلبية، بحيث باتوا ينظرون إلى أعضاء المعارضة باعتبارهم خارجين عن المصلحة الوطنية، ويعملون لحساب أجندات خارجية حيث سادت قاعدة من ليس معنا فهو علينا ومن ثم فهو عدونا وبات المقياس أو معيار الحكم يرتبط بشخص الموجود على رأس السلطة ومن ثم كثيرا ما يجرى القفز من فوق مواقع الانتماء إلى مواقع أخرى، مع تغير شخص الحاكم أو حدوث تغير في التوجهات الأيديولوجية، أخطر ما يترتب على انتشار هذه الثقافة أنها تمهد الأرض لانتشار نظرية المؤامرة وتجعل شقا كبيرا من النخبة بأشكالها المتنوعة يتماهى مع النظام وتعطي لنفسها الحق في احتكار الوطنية وتوزيع صكوكها ومن ثم انتشار ثقافة التخوين».

حزمة اتهامات تقليدية

أما جمال سلطان في «المصريون» فقال: «السفير معصوم مرزوق دبلوماسي مصري معروف بولائه للتجربة الناصرية، وكان مدير حملة المرشح الناصري حمدين صباحي للرئاسة في 2014، كما أنه كان جزءا أساسيا من تيار المعارضة الشعبية والحزبية ضد الإخوان والرئيس الأسبق محمد مرسي في 2013، التي انتهت بإسقاط الاثنين، وهذا ما يعايره به بعض الإخوان الآن في سياق الشماتة، لكن التهمة التي وجهتها الأجهزة الأمنية هذا الأسبوع للسفير معصوم هي «مشاركة جماعة الإخوان في نشاطاتها الإرهابية»، ضمن حزمة من الاتهامات التقليدية الأخرى التي حفظها الرأي العام من كثرة ترديدها مؤخرا في عمليات اعتقال ناشطين وسياسيين وصحافيين. وجميع الصحافيين وقيادات الأحزاب السياسية وناشطي ثورة يناير/كانون الثاني وحتى أصحاب حسابات على فيسبوك أو تويتر، حتى لو كانت حسابات فكاهية وهزلية، تم القبض عليهم بالتهمة نفسها «دعم أو مشاركة جماعة إرهابية» والقصد أن هؤلاء كلهم، إما عملاء لجماعة الإخوان، وإما شركاء لجماعة الإخوان في أعمالها ونشاطاتها ضد الدولة أو السلطة القائمة. وهكذا أصبحت «جماعة الإخوان» وكأنها الملهم السهل والبسيط للجهاز الأمني في ضرب أي معارضة سياسية في مصر، ولو لم توجد الجماعة لاخترعوها اختراعا، لا يوجد أي معارض سياسي في مصر خلال السنوات الماضية تم اعتقاله إلا وكانت تهمته الأساسية هي دعم أو مشاركة أو الانضمام إلى جماعة إرهابية، أسست على خلاف القانون، حتى لو كان هذا المعارض شخصا مثل الدكتور حازم عبد العظيم مسؤول الشباب في حملة الرئيس السيسي نفسه في انتخابات 2014، حتى لو كان المدون وائل عباس الذي لم يخل يوم في حسابه بدون أن يسب الإخوان والإسلاميين كبرنامج شبه يومي، تم القبض عليه بتهمة الإخوان، حتى القيادي اليساري والأكاديمي المرموق الدكتور يحيى القزاز أحد الخصوم التقليديين للإخوان، وجهوا له تهمة مشاركة الإخوان، حتى القيادي السياسي البارز عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب «مصر القوية»، الذي يكرهه الإخوان ربما أكثر من كراهيتهم للسيسي نفسه، وتحذر الجماعة بصفة مستمرة كوادرها وقواعدها منه، عند القبض عليه كانت التهمة المحورية أيضا هو «الإخوان» ودعم الجماعة أو الانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون. بطبيعة الحال، لا أحد داخل مصر ولا خارجها يقتنع بمثل هذه الاتهامات، والإعلام الغربي بصفة خاصة يسوقها كمثال على غرابة الاتهامات في مصر، ورغبة النظام في منع أي معارضة. الصورة بوضوح شديد الآن، أن النظام لا يريد الاعتراف بوجود معارضة سياسية في مصر، إما أن تكون معنا أو أنت مع الإرهاب، أنت إما مع السيسي أو مع الإخوان، أنت صديق أو عدو، معادلة سهلة وبسيطة، يريد النظام أن يقول بأنه لا يعارضه في مصر إلا الإخوان، وبالتالي أي معارض هو إخواني بالضرورة، السياسة بطريقة المعادلات الرياضية، وبطبيعة الحال أغلب الذين تم اعتقالهم في السنوات الماضية هم معارضون للاثنين، للسيسي وللإخوان معا، ولكن لأن القاعدة الحسابية الجديدة أن كل معارض هو إخواني، فإن التهمة المحورية للخلاص من جميع المعارضة ووجع الدماغ من جهتهم هي اتهامهم بأنهم ينتمون للإخوان أو يشاركون الإخوان أو داعمون للإخوان، أو يعملون لحساب الإخوان.هذه رؤية خطيرة على المدى المتوسط والبعيد، وخطيرة على استقرار الوطن وسلامته وعلى حيويته، لا توجد حكومة بدون معارضة، لأن قواعد السياسة الحديثة ببساطة، تعتبر المعارضة وحيويتها وحضورها من معالم صحة المجتمع والدولة وعافيتها واستقرارها، وغيابها يعني أن ثمة شيئا خطأ ومقلقا ومعالم الاستقرار في هذا البلد غير واضحة، فلا رئيس بدون معارضين، لأنه لا أنبياء بيننا، وإنما بشر لهم ضعفهم ولهم أخطاؤهم ولهم أهواؤهم ولهم شهواتهم، محاولة تجاهل هذه الحقائق البديهية كانت سببا مباشرا وجوهريا لثورات الربيع العربي التي عصفت بخمس دول عربية على الأقل، ومبارك الذي جلس على كرسي الرئاسة ثلاثين عاما لم يسقط عنه إلا عندما فكر بعض حاشيته في غلق الفضاء العام، وإلغاء وجود المعارضة السياسية والاستخفاف بقيمتها واستسهال الإجراءات الأمنية والقانونية والتشريعية المقيدة للحريات، وتصور أنها «تحزم» الوطن وتسحق الجميع. السيطرة الأمنية الشاملة والمحكمة تعطي انطباعا وقتيا زائفا عن الاستقرار، ولكنها أشبه بأجهزة التنفس الصناعي التي يتم تركيبها لجسم يتعرض للاختناق وخطر الموت لتوقف قلبه عن النبض، هي خطوة قصيرة جدا وعارضة واستثنائية لوقف انهيار، لكنها لا تمثل علاجا ولا إحياء للمريض ولا تحقق له الحياة الطبيعية، وبمجرد ارتباك تلك الأجهزة أو اضطراب تغذيتها بالكهرباء سينتهي كل شيء في لحظات».

حزب المعارضة شريك في الحكم

أما الكاتب الساخر عاصم حنفي فقال في «المصري اليوم» في بابه «شخبطة»: «لن تستقيم الحياة السياسية بدون وجود أحزاب، سواء كانت أحزابا معارضة أو مهاودة، وزمان فعلها السادات بقيام ثلاثة منابر لليسار واليمين والوسط في الأحزاب، تشعر بأنك تشارك في الحياة السياسية وبدونها تشعر بأنك عالة وكمالة عدد، وعندما اكتشف السادات أن جميع النواب يفضلون حزب الحكومة كلف صهره محمود أبو وافية بتشكيل حزب المعارضة شريك في الحكم».

مستنقع التعميم

وإلى جريدة «روز اليوسف» وحازم منير الذي انتقد الحملات التي يشنها النظام ضد مخالفيه ويوجه إليهم كل التهم قال: «أزمات الإعلام مثلا ليست في بعض الإعلاميين، وإنما كلهم على الاطلاق والحديث يقتصر على الإعلاميين، مع تجاهل المُلاك ومسؤولياتهم عما جرى. ما جرى على الإعلام امتد إلى «النخبة»، وهو توصيف غريب وفريد لأنه لا توجد نخبة، إنما «نُخب» هاجمناها أيضا بالتعميم واتهمناها بالفساد والعمالة والخيانة والانتهازية، ولم نعرف من المقصود؟ هل كل النخب أم بعضها؟ هل النخب بكل أطيافها وتنوعاتها؟ أم فئات من جماعات النخبة؟ ليس المهم أن نحدد من، إنما المهم أن نتهم ونُحمل المسؤولية للغير. الأحزاب ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني اعتبرناها جميعا سبوبة ودكاكين لتحقيق مصالح شخصية، أو لعملاء واتهمناها بالفساد والفشل، ولم نهتم بالتفرقة بين حزب وآخر، أو سياسي وآخر فوصمنا الحالة الحزبية كلها أمام الرأي العام بسوء السمعة، بمن فيهم مناصرو الثورة، وأوقعنا أبلغ الضرر بالديمقراطية وبواحد من أهم أدوات أي دولة في العالم. حتى الفنانون والمثقفون سقطوا في مستنقع التعميم، ربما يقول البعض ليس بالطبع المقصود هو الجميع، إنما بعضهم، وأقول هذا ليس صحيحا، إنما هو منهج يقصد الجميع، فالفارق بين التخصيص والتعميم جلي وأوضح، وإذا كان البعض قد سقط في مستنقع العمالة والاسترزاق والخيانة فهذا لا يعني أبدا إطلاق التوصيف على الجميع، لأن ذلك يعني في المقابل أن البعض سقط أيضا في مستنقع التعميم».

حبذا لو انتقلنا لعصر الصناعة

انتظر محمد أمين في «المصري اليوم» أمس حتى يعرف نتائج لقاء الببلاوي ومدبولي.. الببلاوى كان رئيسا للوزراء، وهو الآن المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، ونسميه «صندوق النكد الدولي»، وشعوب أخرى تطلق عليه الاسم نفسه. مدبولي التقى الببلاوي بما له من صفة دولية، وبدونها ما كان هذا اللقاء، إلا إذا كان مدبولي سيلتقى رؤساء وزراء مصر السابقين للتشاور مثلا! ولا نعرف من المقابلة إلا ما صرح به الببلاوي، سواء عن ملف التضخم السكاني، وهو يستحق تعيين مسؤول بدرجة نائب رئيس وزراء، وإلا فلا فائدة، أو عن ملف الغاز، وقد ظهر الغاز في عهد شريف بك، ولم يكن كذلك في عهد حكومة الببلاوي.. وقال إنه متفائل بما سمعه عن الغاز. وأظن أن هناك أسبابا أخرى للتفاؤل، بالاتجاه لفتح مصانع جديدة. وكلنا تفاءلنا بظهور الغاز في مصر.. ويوم تم الإعلان عن حقلي ظهر ونور، رفعت وجهي إلى السماء وقلت يا رب لا تنس مصر، وأحسست أن هناك مددا إلهيا.. وقلت ما ضاقت إلا وفُرجت، ولكنني سأظل على موقفى من دعوة الحكومة لإطلاق مبادرة إعادة فتح المصانع المتعثرة.. فلا أطيق بقاء الشباب على المقاهي، ولا أطيق شبح إغلاق المصانع حتى الآن. والببلاوي بالتأكيد رأى أن الدنيا قد تغيرت جدا، عنها يوم كان رئيسا للوزراء.. فهناك وضع مختلف، وكان معروفا أن الببلاوي يمضي بضع ساعات في مكتبه، ثم يذهب إلى بيته، ليس لأنه لا يجد ما يفعله، ولكن ربما كان يشعر بحالة يأس، لم يرها من قبل.. ومؤكد يعرف أن مدبولي يمضى اليوم كله في عمل، ثم لا يذهب إلى بيته ولكن إلى وزارة الإسكان. وقد توقفت أمام تصريح الببلاوي بأن الناس «معذورة»، وصانع القرار «معذور».. فاتخاذ القرار ليس سهلا، سواء على المسؤول أو على المواطن، وقال نصا «هما الاثنان قاما بعمل مهم وضروري ومؤلم».. وإذا كان الشعب قد تحمل «قرارات قاسية»، فقد عاشت الحكومة تجربة «أشد قسوة».. وأعتقد أن شريف بك كان يتألم وهو يتخذ «القرارات الصعبة». وأذكر أن شريف بك في بداية الأمر كان قد التقى بعض الكتاب، وشاء حظي أن أكون عن يمينه في ترتيب المراسم، وتكلمت معه قبل اللقاء، ونظرت في عينيه وهو يتكلم، فإذا به في قمة الحزن، مع أن القرارات لم تكن قد صدرت بعد.. فليس سهلا على أحد أن يتخذ قرارا قد يقلب حال الناس رأسا على عقب.. ولذلك استحق أن يوجه له الرئيس التحية أكثر من مرة. ولا يتحدث الببلاوي هذه المرة كرئيس وزراء، وإنما كرجل له صفة دولية.. وإذا كان قد وجد أسبابا للتفاؤل، فهناك أسباب أخرى للتفاؤل.. وحبذا لو تحولت مصر في الولاية الثانية إلى عصر الصناعة».

مشاكل وانتقادات

وإلى المشاكل وأولها المشكلة التي تسبب فيها وزير المالية الدكتور محمد معيط مع طارق عامر محافظ البنك المركزي، عندما اختبأ وراء رئيس مصلحة الضرائب عماد سامي للتقدم بطلب بتعديل القانون، بما يسمح لوزير المالية بالكشف عن الحسابات المصرفية للشركات والأفراد للحد من التهرب من الضرائب، وجاء رد طارق عامر عنيفا لأنه اعتبر ذلك تدخلا غير مقبول من الوزير في اختصاصاته، ونشرت «اليوم السابع» تغطية وافية لأحمد يعقوب جاء فيها: «قال طارق عامر محافظ البنك المركزي المصري في تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» إن ما قاله رئيس مصلحة الضرائب بشأن التقدم بمقترح لتعديل القانون، بما يسمح لوزير المالية بالكشف على الحسابات المصرفية للشركات والأفراد، في خطوة تهدف للحد من التهرب الضريبي، لن يلقى قبولا من البنك المركزي. وقال سامي في تصريحاته إنه بموجب التعديل المرغوب «تلتزم جميع الجهات بالسماح لمأمور الضرائب بالإطلاع على الحسابات البنكية، بعد موافقة وزير المالية». وتتبنى وزارة المالية حزمة تشريعية جديدة للتيسير على رجال الصناعة والإنتاج وفي مقدمتها تسهيلات ضريبية. وفي اجتماع سابق بين الدكتور محمد معيط وزير المالية مع جمعيات المستثمرين منتصف الشهر الجاري، أكد معيط تبني الحكومة مشروع قانون بإعفاء ممولي الضرائب من مقابل تأخير سداد الضريبة المستحقة، سواء ضريبة الدخل أو الدمغة أو رسم التنمية، وذلك بنسب تتراوح بين 90٪ كأعلى شريحة و50٪ كأدنى شريحة، وذلك في إطار التيسير على القطاع الصناعي والاستثماري، مشيرا إلى أن مجلس النواب وافق مؤخرا على ذلك القانون الذي أعدته الوزارة المالية، تخفيفا للأعباء على المجتمع الضريبي، وهو ما يتواكب مع مبادرة البنك المركزي بإسقاط فوائد قروض المشروعات المتعثرة، خاصة الصغيرة والمتوسطة».

سوء تداول المعلومات

وبعدها توالت المشاكل وردود الأفعال عليها ففي «الأسبوع» أبدى أمجد المصري دهشته من المعارضين لتصديق الرئيس السيسي على قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات بعد أن أقره مجلس النواب وقال عنه: «تضمنت مواد القانون فصلا كاملا حول جرائم اصطناع المواقع والحسابات الزائفه، ونسبتها زورا إلى أشخاص عاديين أو اعتباريين والاعتداء على حرمة الحياه الخاصة والتجسس عليها، كما تضمنت عقوبات مغلظة لمن يمنحون البيانات الشخصية للمواطنين إلى شركات ومواقع تسويقية لترويج السلع، بدون موافقة صاحب البيانات واستئذانه أو نشر صور تنتهك خصوصية شخص بدون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أو غير صحيحة، كما عاقب القانون أيضا من يستخدمون البرامج ومواقع التواصل الاجتماعي في التشهير بأحد الأشخاص، بنشر معلومات شخصية للغير، وربطها بمحتوى مناف للآداب العامة، أو لإظهارها بطريقة من شأنها المساس باعتباره أو شرفه، قانون موجود في معظم دول العالم التي تتغنى بالحريات الشخصيه، وليس شيئا جديدا نستحدثه نحن، فعن أي حريات نتحدث ولماذا الهجوم على القانون الا إذا كان الغرض من الهجوم هو استمرار تلك الحاله الفوضوية من سوء تداول المعلومات».

المخدرات تغتال الضمائر

وحظيت مشاكل قتل الآباء والأمهات لابنائهم باهتمام كرم جبر رئيس لجنة الصحافة في المجلس الأعلى للإعلام فقال عنها في «الأخبار»: «جرائم هذه الأيام مثل أفلام الرعب وكأن المجرمين ذئاب تجري في البادية، لا رحمة ولا شفقة ولا إنسانية، وخروج عن المألوف والطبيعة البشرية، وأصبحنا في أمس الحاجة إلى «كونسلتو»‬، فالخطر ليس بعيدا إذا التقى أحدنا مجرما بالصدفة – لا قدر الله – وحدث ما لا يحمد عقباه. المخدرات لم تعد تذهب بالعقل فقط، بل أضافت إليه اغتيال الضمير، ويا ويل من يصادف مجرما بلا عقل ولا ضمير، ومعظم الجرائم التي نقرأ عنها من هذا النوع. الأفلام والمسلسلات لم تعد تُعلي القيم والمُثل، بل الإثارة والتحريض وتحبيب العنف، فأصبح الفنان الذي يشارك في مثل هذه الأعمال شريكا بالنموذج، الفقر ليس كل المجرمين فقراء، والفقر كان قديما حافزا للاجتهاد ومعظم الجرائم وراءها شياطين لم يرتكبوا جرائمهم بحثا عن المال».

نماذج غريبة

وهي المشكلة نفسها التي قال عنها في «الأهرام» فاروق جويدة: «نماذج غريبة أب يقتل أطفاله تحت تأثير المخدرات، وأم تلقى أبناءها في النيل، وثالثة تقتل ابنها الذي شاهدها في حضن رجل آخر غير زوجها، وأم تترك أطفالها الثلاثة في غرفة مغلقة احترقوا فيها جميعا، وحملتهم وألقت بقاياهم على الرصيف. أكثر من امرأة قتلت ابنها أو ابنتها من أجل عشيق، وهناك من أنفق كل أمواله على المخدرات، وفي لوثة جنون قتل أبناءه، صور غريبة في مجتمع فقد الرحمة والإنسانية، آخر ما جرى في هذه الجرائم أن يقتل الشخص أحد أبنائه من أجل الكشف عن الآثار، لأن أسرارها لا تظهر إلا بلون دم أحد الأقارب، وما بين المخدرات وقصص الحب وجرائمه، والبحث عن الآثار بدم الأقارب، أن الشيء المؤكد أن قتل الأطفال يحتاج إلى دراسات نفسية لتحديد الأسباب، وإن كانت واضحة في ظل مجتمع انتشرت فيه المخدرات حتى بين الأطفال في سن العاشرة، وفي ظل علاقات مريضة بين أشخاص منحرفين، سواء أباء أو أمهات، وفي ظل البحث عن الآثار وهدم البيوت وقتل الأطفال كل هذه الجرائم تحتاج إلى وقفات أمنية وعلاجية، خاصة أن الأطفال الصغار هم ضحايا أمراض نفسية وآباء وأمهات في حاجة إلى مصحات ومستشفيات أمراض عقلية».

مشكلات التعليم

«منذ أيام يقول عمرو هاشم في «المصري اليوم» أعلن وزير التعليم عن خطة وزارته لإصلاح التعليم في مصر. يومها استبشر الكثيرون من أن الأوان قد آن، بعد أن استمرت الحكومات السابقة على إهمال التعليم، الذي يشكل أحد أبرز الأزمات الاجتماعية في مصر. على أنه لم تمض أيام إلا واستمرت الوزارة في اتباع الأساليب السابقة، التي تؤكد أنه لا توجد مادة مكتوبة تخص تلك الاستراتيجية، إذ تبين من محاولات ثلة من خبراء التعليم للحصول على تلك الاستراتيجية، أن ضالتهم غير موجودة، وأنه لا يوجد سوى ورقة للبنك الدولي تحت اسم «مشروع إصلاح التعليم في مصر». يتضمن المخطط الأجنبي لإصلاح التعليم في مصر والمؤلف من 19 صفحة وصفا لحال التعليم في مصر ثم خطوات عامة لإصلاح التعليم، عبارة عن 5 مكونات هي، تطوير التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة ويتكلف 100 مليون دولار، والارتقاء بفاعلية المعلمين والمديرين التربويين ويتكلف 100 مليون دولار، وإصلاح نظام التقييم الشامل من أجل تحسين التحصيل العلمي للطلاب ويتكلف 120 مليون دولار، وتعزيز مستويات تقديم الخدمات من خلال أنظمة التعليم القائمة على الربط الشبكى ويتكلف 160 مليون دولار. وتدعيم الخدمات من خلال المبادرات على مستوى المنظومة التعليمية ويتكلف 20 مليون دولار. ما سبق من خطوات قد يرتبط بعضه بمشكلات التعليم في مصر، لكن في الأغلب الأعم لا علاقة له بالكثير من مشكلات التعليم في المحروسة. وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن نسبة الأمية في مصر 25.8٪، ومن هم يقرأون ويكتبون بالكاد ولديهم شهادة محو أمية 10.4٪. أما عدد المتسربين ممن هم بالغون 4 سنوات وحتى سن الحصول على الثانوية العامة فهم 7.4٪ من السكان، وعدد من لم يلتحقوا بالدراسة بداية (غير المتسربين) فهم 26.8٪. وعن أسباب التسرب فهناك 56.1٪ يرجع تسربهم لعدم الرغبة الفردية أو الأسرية في التعليم. وعن إجمالى عدد الطلاب بالتعليم قبل الجامعي (بما في ذلك الأزهري) فهو وفق إحصاء 2015/2016 نحو 21.8 مليون طالب. وعدد المنشآت التعليمية المدرسية بما في ذلك المعاهد الأزهرية 61177 منشأة، يعمل فيها، وفق إحصاء 16/2017، نحو 992797 مدرسا. وبالنسبة للدرجات العلمية فقد بلغت عام 2015 وحدها، بالنسبة للدبلومات العليا والماجستير والدكتوراه 127198 درجة. ما سبق من بيانات ثم أرقام يشير إلى فقر خطة البنك الدولي، إذ أن مكونين منها، كرست للطفولة المبكرة وللتقويم، بينما ارتبكت باقي المكونات بشأن المدرس والتكنولوجيا الرقمية لإصلاح التعليم. ما سبق من خطة دولية يتجاهل مشكلات كبيرة ترتبط بالمنشآت التعليمية التي تسببت في تكدس الفصول، وكذلك وضع خطط كفيلة بمنع تشتت التعليم بين عام/ خاص، مدني/ أزهري، مصري/ دولي، إضافة إلى ذلك، هناك مشكلة المناهج وكيف يمكن الاستفادة من خلالها عبر عملية التنمية، لاسيما ونحن نملك سنويا عشرات الأطروحات العلمية يجب الاستفادة منها. كل ما سبق وقضايا أخرى تحتاج بلا شك إلى وضع استراتيجية مصرية حقيقية لمواجهة مشكلات التعليم المصرية.

شبابنا وعديمو الضمير

عمال بدون أجر كان مقال علاء عريبي في «الوفد»يقول فيه: «لم أصدق ما سمعته منذ فترة، البعض أكد لي أنهم يعملون بدون أجر، فقط يعملون مقابل البقشيش، ظننت أن العمال يروجون لهذه القصة لكي يستدروا عطف الزبائن ويحصلوا على مبلغ أكبر من البقشيش. قبل يومين وقفت في إحدى محطات البنزين في الإسكندرية، لكي أنظف السيارة، انتبهت لخلاف مكتوم بين العامل والمشرف عليه في المحطة، سألته عن سبب الخلاف، أكد أنه سوف يترك المحطة إلى أخرى، ليه؟ تأخرت ربع ساعة عن الموعد صباحا. وتتأخر ليه، يجب أن تلتزم بالمواعيد الرسمية؟ أنهارده الجمعة والشغل بيبقى ضعيف. ولو، أنت بتاخد مرتب ويجب أن تلتزم. ما بخدش مرتب، كلنا بنشتغل مقابل بقشيش الزبائن. بتتكلم جد؟! والله يا باشا، كل المحطات كده، بدون مرتبات. في محطة أخرى حكى لي أحد الشباب بأنهم يجمعون البقشيش الذي يصلهم يوميا ويوزعونه في ما بينهم، بعض العمال لا يتعاملون مع الزبائن، ولا يحصلون على بقشيش، خصصوا أحدهم لجمع البقشيش من الجميع ووضعه في صندوق. من المؤكد أن هذا النظام في العمل، في ظني، يندرج تحت مظلة العبودية، ولا يستقيم سوى في البلدان التي لا تغيب فيها المؤسسات، ولا يطبق بها القانون، أشباه الدول، هل يعقل أن نترك شبابنا يعملون بدون أجر وبدون تأمين صحي واجتماعي؟ ماذا لو مرض أحدهم، أو اختلف مع صاحب العمل؟ كيف ينفق على نفسه أو على أسرته إذا كان متزوجا؟ أين وزارة التأمينات ووزارة العمل؟ وأين جهاز الكسب غير المشروع؟ كيف نترك بعض عديمي الضمير يتربحون بآلاف الجنيهات على حساب جهد وعرق أولادنا؟ لماذا لا تغلق المنشآت التي تتبع نظام البقشيش؟ لماذا تساعد الحكومة هذه الفئة من عديمي الضمير على استغلال أولادنا وحاجتهم للعمل؟ أين الدولة؟ وأين العدالة الاجتماعية؟. ولماذا تتجاهل وسائل الإعلام هذه الظاهرة السيئة؟».

الوحدات الصحية

إصلاح الصحة والعلاج يبدأ من الوحدات الصحية، ونظام لقواعد المعلومات والربط الإلكتروني، وبدون تغيير شامل للمنظومة الحالية، على رأي أكرم القصاص في «اليوم السابع» لا يمكن الوصول لنظام إنساني عادل للعلاج في مصر، مع الأخذ في الاعتبار، أن المواطن يمكن أن ينوع غذاءه وملابسه بتكاليف أقل، لكن الدواء لا يمكنه استبداله، ويقاس تقدم أي دولة بقدر ما تقدمه لمواطنيها من رعاية صحية. قضية الصحة تشغل مكانا مركزيا في اهتمامات الحكومة، وهناك تحركات لتنفيذ تعليمات رئاسية بإنهاء قوائم الانتظار للعمليات الجراحية الحرجة، ولا يمكن تصور البدء في تطبيق نظام صحي ناجح، بدون وجود توظيف لكل الإمكانات المتاحة والمباني والمستشفيات، وقبلها الوحدات الصحية، ويمثل غياب الربط الإلكتروني والمعلوماتي بين الجهات الصحية المختلفة أحد أهم عناصر جزء من أزمة العلاج التي تحتاج إلى علاج، ونحن في سبيلنا لتطبيق نظام للتأمين الصحي الشامل. المشكلة ليست في نقص الإمكانات المادية والأجهزة الطبية بقدر ما هو سوء توظيف لهذه الإمكانات وثغرات تؤدي إلى إهدار للإمكانات والموازنات أو سوء توظيف لها، بسبب غياب قاعدة معلومات تحدد المتاح والناقص، ويصعب على أي مسؤول معرفة ما هو متوفر أو ناقص من أدوية وأجهزة في وحدته، أو المستشفى أو المخازن. اللافت للنظر أن عصر المعلومات والتكنولوجيا يتيح إمكانات يمكن من خلالها تطبيق برامج للربط المعلوماتي، تحل الجزء الأكبر من مشكلات الإدارة الصحية والعلاجية، فهناك تعدد لأنواع وأشكال من المستشفيات والوحدات الصحية عامة ومؤسسة علاجية وجامعية، كل منها يتبع إدارة تختلف عن إدارة أخرى، ولا علاقة لها ببعضها، وتتعدد تبعيتها الوزارية من الصحة للتعليم العالي، وهناك وزراء غرقوا في التفاصيل، وعجزوا عن توحيد أو تنظيم هذه الإدارات. ويبدأ الترتيب من الوحدات الصحية ولها دور مهم في الوقاية، وأيضا في الفحص والعلاج لأمراض مثل السكر والضغط والأمراض المزمنة بشكل يخفف كثيرا من مضاعفات هذه الأمراض، وهناك مشروع في وزارة الصحة لفحص أمراض السكر والضغط في المحافظات، وفي حال تم تنفيذ المشروع بعيدا عن التمثيل الإعلامي يمكن أن يساهم في حماية ملايين المواطنين الغلابة من الأمراض المزمنة التي تتحول إلى أمراض قاتلة. ويمكن أن تقوم الوحدات الصحية بدور مهم في فحص وعلاج أمراض مزمنة كالضغط والسكري التي تؤدي في حال عدم علاجها بشكل عاجل وصحيح، إلى كوارث صحية. الربط المعلوماتي بين الوحدات الصحية والمستشفيات المختلفة يتيح التحويل وعلاج الحالات التي لا يوجد علاج لها بالوحدات الأقل، ولا يحتاج المريض إلى كل الروتين الحالي. بالطبع يتطلب الأمر فرض نظام للتفرغ مع توفير مقابل مادي مناسب للأطباء المتفرغين، ممن لا يملكون عيادات، ولا يعملون في مؤسسات خاصة، ومهما كان المقابل الذي يحصل عليه الطبيب، فسوف يساهم في توفير ملايين تضيع من غياب نظام علاجي واضح وعادل للمواطنين، لأن عدم وجود نظام للتفرغ للأطباء يجعل الأمر شكليا، فلا الطبيب يعمل ولا هو يحصل على مقابل مناسب فيضطر للعمل الخاص، وتبقى الدائرة المغلقة لنظام شكلي وليس موضوعيا. هذا الأمر يحتاج إلى إرادة وشجاعة وهو ليس مهمة وزارة الصحة وحدها، لكنه مهمة برلمانية وحكومية تحتاج إلى تعديلات لتوحيد المؤسسات الصحية، بشكل ينهى الازدواج ويربط بين الوحدات الصغيرة والأكبر. حل مشكلة الصحة والعلاج يبدأ وينتهى من الوحدات الصحية التي يمكن في حال تطويرها بشكل فاعل يتجاوز الشكل وهو أن تلعب دورا مركزيا في نظام العلاج والتأمين الصحي الشامل، لأن أحوال هذه الوحدات تلخص أوضاع المستشفيات العامة والمركزية وغيرها».

كاريكاتير

الرسام عمرو سليم يرى أن هناك تعددية حقيقية في مصر والدليل أنه شاهد مسؤولا يقول في التلفزيون: كداب اللي يقول إن ما فيش تعددية تامر حسني ومحمد رمضان حيقطعوا بعض على مين نمبر وان.

«مشاركة جماعة الإخوان في نشاطاتها الإرهابية» تهمة الجهاز الأمني لضرب المعارضة في مصر وشباب يعتاشون من «البقشيش»

حسنين كروم

الفلسطينيون يتعرضون إلى اعتداءات عنصرية في الشوارع بسبب قانون القومية اليهودية

Posted: 27 Aug 2018 02:24 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: كما كان متوقعا أجج قانون القومية اليهودية حالة العنصرية المستشرية ضد كل ما هو عربي داخل إسرائيل، وشهدت الأيام الأخيرة سلسلة اعتداءات دموية ضد شباب فلسطينيين لمجرد كونهم فلسطينيين. كذلك هاجم مستوطنون متدينون ناشطي سلام إسرائيليين في منطقة نابلس كانوا يرصدون التوسع الاستيطاني في المنطقة، وانهالوا عليهم بالضرب المبرح، وتم نقل خمسة منهم إلى المستشفى لغرض العلاج.
وحسب التقارير الواردة فإن هذا العدوان وقع تحت سمع وبصر جنود الاحتلال، تماما كما هو حال اعتداءات المستوطنين الإرهابية على الفلسطينيين وأملاكهم في الضفة الغربية المحتلة. وعن آخر اعتداء قال الشاب معتز أبو حجاج (30 عامًا) من مدينة الطيبة داخل أراضي 48 إن سبعة شبان يهود اعتدوا عليه وعلى صديقه في بلدة بنيامينا جنوب حيفا أثناء عملهما طعنًا وضربًا، ما أدّى إلى إصابتهما بجروح متوسطة. وروى أبو حجاج أنه وصديقه وصلا بقواهما الذاتية إلى محطّة شرطة الطيبة، حيث قدّم لهما العلاج الأولي. واستعاد ما حدث بالقول « بينما كنا نعمل في ساحة في منطقة بنيامينا طلب منا أحد المقاولين اليهود، خلال العمل، الدخول للساحة والتوقّف عن العمل، محاولًا إعاقة عملنا، وبعد ذلك طلبنا منه إزاحة سيّارته، لكنه رفض». وتابع «رغم ذلك، واصلنا عملنا وانتظرنا قدوم الشرطة، وخلال انتظارنا حضرت مجموعة من الشبان اليهود لم نعرفهم ولم نرهم قبل ذلك أبدًا، وأخذوا بالصراخ «عرب مخرّبون… عرب مخرّبون «، ثم بادر أحدهم إلى طعني في منطقة الظهر، وضرْبنا بالعصي والحجارة، والاعتداء على العامل الذي برفقتي. وكانت مع الشبان العنصريين شابة يهودية اتصلت بالشرطة وادّعت، كذبًا، بأن أحد العمال حاول اغتصابها، وحاولوا علاوة على اعتدائهم توجيه تهم باطلة لهما. وأضاف « بعد أن شعرنا بالخطر، هربنا من المكان فورًا، لو كنا انتظرنا دقائق لكانت الشرطة أكملت علينا وكان من الممكن أن يطلقوا علينا الرصاص حتى الموت، بحجّة ادعاءات كاذبة كما حصل سابقا لمجرد أننا عرب». وخلص للقول: «الوضع اليوم خطير جدًا، العنصريّة تتفشى، يجب على المسؤولين الوقوف وقفة قوية من أجل إيقاف المجرمين عند حدهم، هذه المرة اعتداء وإصابة، المرة المقبلة ربما القتل والموت «.
وسبق هذا الاعتداء اعتداء آخر على عمال عرب فلسطينيين من مدينة الطيبة. وفي عطلة عيد الأضحى وقع اعتداء أكثر خطورة على طبيب وممرض وصديقهما من مدينة شفاعمرو داخل أراضي 48 من قبل « بلاطجة « إسرائيليين على ساحل البحر في منطقة حيفا بدون أي مبرر. وتم الاعتداء على الثلاثة عند ساحل البحر حيث سألهم شاب يهودي عما إذا كانوا عربا وما لبث أن عاد مع مجموعة من أصدقائه وقاموا بالاعتداء على الضحايا بشكل عنيف جدا تم نقلهم لتلقي العلاج في مستشفى حيفا، وخلال وجودهم هناك تقدموا بشكوى للشرطة.

اعتداء عنصري

وقال أحد المعتدى عليهم لـ « القدس العربي « إن «الاعتداء تم على خلفية قومية». وتابع» تعرضنا لاعتداء وحشي عنصري خلال استجمامنا على شاطئ حيفا خلال قضائنا إجازة عيد الأضحى. جاء شاب يهودي يسألنا ما إذا كنّا عربا، تفاجأنا من السؤال وأجبنا بنعم». وفوجئنا برجوعه إلينا بعد خمس دقائق وبرفقته عشرة شبان آخرين، وبدون سؤال أو جواب شرعوا بالاعتداء والهجوم علينا. انهالوا علينا بالضرب بصورة وحشية مستخدمين أدوات حادة كالسكاكين والجنازير وكأنهم عزموا على قتلنا حتى الموت ونحن لم نفهم لماذا وما ذنبنا سوى أننا عرب».  وأشار إلى أن المعتدين كانوا خلال الضرب يتلفظون بعبارات عنصرية وشتائم ضدنا لأننا عرب نستجمّ في شاطئ لا يريدون للعرب فيه مكانا،» قمنا باستدعاء الشرطة وقدمنا شكوى لكن حتى اللحظة لم تعتقل أحدا بعدما أطلقت سراح اثنين من المعتدين، ولو كان المصابون والمعتدى عليهم من اليهود لكان أولئك في التحقيق منذ زمن».
وكان  الشبان الثلاثة قد نُقلوا بعد الاعتداء إلى مستشفى حيفا لتلقي العلاج وجراحهم وصفت بأنها تتراوح بين المتوسطة والخطيرة، في الرأس والقسم العلوي من أجسامهم.

المجرمون طلقاء

ومع ذلك أمرت محكمة الصلح في حيفا أمس بالإفراج عن أحد المشبوهين في الاعتداء، وقررت أنه لا توجد أدلة تبرر استمرار احتجاز المشتبه به، البالغ من العمر 29 عاماً، ومن سكان بلدة نيشر. وقبل ذلك أطلقت محكمة صلح سراح الشاب الثاني الذي تم القبض عليه للاشتباه في تورطه في الاعتداء، ولم يعد لدى الشرطة الإسرائيلية الآن أي مشبوه بالاعتداء. وفرضت المحكمة على المشتبه الثاني الإقامة الجبرية حتى اليوم الثلاثاء ومنعت نشر تفاصيله. وزعم محامي الدفاع أن الشرطة «سارعت إلى إلقاء القبض على الشاب بدون أي اشتباه، وفقط على أساس الشائعات، بينما انتهكت بشدة حقوقه وحريته.»
وقام ضحايا الاعتداء بزيارة مواطن يهودي يدعى يئير ألالوف بعدما أنقذهم مع صديقه من أيدي المعتدين. وكان ألالوف عائدا في حينه من نزهة ووصل إلى موقف السيارات القريب من الشاطئ، حين شاهد الاعتداء على الشبان. ولم يتردد ألالوف، وقام على الفور بمساعدة صديق له بصد المجموعة التي ضربت الشبان الثلاثة وطردها من المكان. وقال ألالوف لصحيفة « يديعوت احرونوت « أمس : «كانوا يتحدثون الروسية ويحملون الهراوات، وكان أحدهم يحمل سلسلة حديدية. بسبب الكراهية كادوا يقتلونهم. كان هناك الكثير من الناس على الشاطئ ولم يهتم أحد منهم بما يحدث. لم يكن بإمكاني إظهار عدم المبالاة، وقمت مع صديقي بطردهم واستدعيت الشرطة»، موضحا أنه «قام بأمر طبيعي كان يجب أن يفعله الجميع».
وخلال زيارة قام بها رئيس إسرائيل رؤوبين ريفلين، إلى مدينة كفر قاسم، تطرق إلى الحادث وقال بلهجة نقد خجولة : «يمكن أن يؤدي هذا التطرف إلى وضع نفقد فيه السيطرة ولم يكتب لنا العيش هكذا. أدعو الجميع إلى الهدوء».
وهاجم رئيس لجنة المتابعة العليا داخل أراضي 48 محمد بركة المعتدين العنصريين، لكنه حمل نتنياهو شخصيا مسؤولية الاعتداء الناجم عن التحريض وعن سن قوانين عنصرية. كما أدان اعتداء مستوطنين على ناشطي سلام إسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة يوم السبت الماضي. واعتبر هذه الاعتداءات مؤشرا لطبيعة المرحلة المقبلة. وقال بركة إن هؤلاء الإرهابيين يستمدون جرأتهم لينفلتوا من سياسية اليمين الاستيطاني، التي يقودها شخص بنيامين نتنياهو، وهذا ما تعزز أكثر في أعقاب إقرار قانون القومية الاقتلاعي العنصري، وما رافقه من خطاب عنصري استعلائي أشد.

دوافع واضحة

وقال بركة لـ « القدس العربي « إن دوافع الاعتداء على شاطئ حيفا واضحة، وهذا ما أثبته واقع الحال، إذ تم التأكد من كون الشبان الثلاثة عربا، كي ينهال عليهم قطيع إرهابي بالضرب بهدف القتل، ولا شيء غير ذلك. وتابع « واضح بعد مرور أيام على الاعتداء أن الشرطة تتلكأ في ملاحقة الإرهابيين، فاعتقال اثنين من أصل حوالي 10 معتدين ضمن شبكة إرهابية واحدة ومن ثم إطلاق سراحهما يجعلنا نلمس أن ملاحقة الإرهابيين، لن تكون جدية «.وتابع بركة حول تفشي العنصرية في الشارع الإسرائيلي القول «إن المقلق من إفادة أحد شهود العيان، الذي تدخل للدفاع عن الضحايا هو أن العدوان تم أمام نظر عشرات الإسرائيليين الذين لم يفعلوا شيئا، لوقف الاعتداء الإرهابي . بالتأكيد هناك رابط وثيق بين الجريمتين في الضفة وحيفا، فهؤلاء الإرهابيون يستمدون جرأتهم من عربدة حكومتهم وعنصريتها». وخلص للقول «من هنا، نحن نحمّل بنيامين نتنياهو شخصيا، كونه المسؤول الأول عن حكومته، والمحرّض الأساس وقائد جوقة التحريض ضد العرب، المسؤولية عن هذه الجرائم، فرغم مرور أيام عليها، إلا أنه لم ينبس ببنت شفة، ليطلق موقفا مما يجري».

الفلسطينيون يتعرضون إلى اعتداءات عنصرية في الشوارع بسبب قانون القومية اليهودية

نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز مستعدة للشهادة أمام الكونغرس ضد الرئيس الأمريكي

Posted: 27 Aug 2018 02:23 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: قالت نجمة الأفلام الإباحية، ستورمي دانيالز، انها مستعدة للشهادة أمام الكونغرس بشأن المبلغ المدفوع الذي حصلت عليه من مايكل كوهين، المحامي السابق للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في عام 2016.
وأكد كوهين بدوره أنه يجب إقالة دونالد ترامب إذا قام بأشياء لا يجب عليه القيام بها خلال حملته الانتخابية، وقال «إذا خالف القانون، فإنه يجب أن يعتقل ويعامل مثل أى شخص آخر» مشيرا إلى أنه سيكون سعيدا بالشهادة تحت القسم ليثبت ان قصته حقيقية.
وجاءت تصريحات دانيالز بعد أيام من إقرار كوهين بالذنب في ثماني تهم جنائية، بما في ذلك انتهاك تمويل الحملات الانتخابية عبر دفع الأموال إلى دانيالز وزميلتها السابقة كارين مكدوغيل، التى قالت بأن ترامب أقام معها علاقة. وقال كوهين في المحكمة إنه قام بتسديد الدفعات نيابة عن ترامب بقصد التاثير على انتخابات عام 2016 في حين قالت دانيالز «قلت دائما، بأننى سأقول الحقيقة، ولهذا تحدثت في المقام الأول، وهكذا استطيع النظر في عين أبنتى بكل صدق، الحقيقة ستظهر والعدالة ستأخذ مجراها».
وقد أدعى ترامب بأنه دفع لكوهين الدفعات المالية التي قدمها، مما اثار التكهنات حول النشاط الإجرامي المحتمل من قبل الرئيس الأمريكي، ووفقا للتقاليد، تقف وزارة العدل غالبا ضد توجيه الاتهامات إلى أي رئيس أمريكي وهو جالس في منصبه ولكن العديد من الشخصيات العامة، نادت بامكانية المساءلة. وتجنب قادة الحزب الديمقراطي إلى حد كبير مسألة عزل الرئيس الأمريكي بزعم أن القضية مثيرة للانقسام أكثر من اللازم قبل حلول الانتخابات النصفية في تشرين الثاني/نوفمبر.
وتقاضى دانيالز حاليا ترامب وكوهين لإبطال اتفاق عدم الافصاح في عام 2016، وقالت إذا كانت مزاعم النساء الأخريات صحيحة، فيجب أن يكون في السجن.

نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز مستعدة للشهادة أمام الكونغرس ضد الرئيس الأمريكي

رائد صالحة

مصر تعيد ترتيب رعاية الملفات الفلسطينية… «المصالحة أولا» قبل الانتقال إلى «التهدئة»

Posted: 27 Aug 2018 02:23 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: تمهيدا لعقد اجتماعات ثنائية بين حركتي فتح وحماس برعاية مصرية، بعد الانقطاع الطويل، للاتفاق على تفاصيل ملفي المصالحة، وإبرام التهدئة الطويلة مع إسرائيل، جرى تأجيل مباحثات للفصائل الفلسطينية على رأسها حماس، حول الملف الثاني في القاهرة لأيام، بعد ساعات فقط من مغادرة وفد فتح الذي تلقى ورقة جديدة للمصالحة، ووعد بالرد عليها خلال 24 ساعة.
وقبيل توجه وفد قيادي من فصائل فلسطينية إلى العاصمة المصرية، للبدء في الجولة الثانية من مباحثات التهدئة التي قاربت على الانتهاء، بعد قطع الجولة الأولى شوطا طويلا، جرى الإعلان عن تأجيل هذه الجولة لأيام، في مسعى لإعطاء الوسيط المصري مزيدا من الوقت، لتقريب وجهات نظر حركتي فتح وحماس التي شهدت تباعدا وخلافا كبيرا خلال الأيام الماضية، لشعور الأولى بأن تلك المباحثات تجري بمنأى عنها وعن منظمة التحرير الفلسطينية. وقال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إنه جرى تأجيل مباحثات الفصائل في القاهرة حول التهدئة والمصالحة التي كانت مقررة أمس الإثنين لأيام. وأكد في تصريح صحافي، على موقف حركته الثابت في «الحرص على تحقيق وحدة وطنية حقيقية على أساس اتفاقية 2011». وشدد على أن حماس «مؤمنة بأن كل ما يتعلق في غزة أو غيرها من القضايا الفلسطينية يجب أن يدار بتوافق وطني».
وحسب ما يتوفر من معلومات أكدها مسؤولون في فصائل فلسطينية على علاقة بمباحثات القاهرة الأخيرة، فإن التأجيل يعود لرغبة الوسيط المصري، في تقريب وجهات النظر بشكل أكبر بين حركتي فتح وحماس، والتعجيل في تطبيق المصالحة، كخطوة متوازية مع ملف التهدئة، وإشراك منظمة التحرير كجهة أساسية في التوقيع على اتفاق التهدئة مع إسرائيل حال تم، لتفادي الوقوع في خلافات فلسطينية داخلية قد تعقد المشهد السياسي العام.
وجاء ذلك عقب جلسة مباحثات طويلة عقدها المسؤولون المصريون في جهاز المخابرات العامة، الذين يتابعون الملف الفلسطيني، مع وفد حركة فتح القيادي برئاسة عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية للحركة والذي انتهى مساء الأحد.
ووفق المعلومات فإن اللقاء شهد أمورا إيجابية يمكن البناء عليها، في تقريب وجهات نظر الفصائل خاصة فتح وحماس، حيال ملف المصالحة، ومن ثم ملف التهدئة، الذي لا تمانعه حركة فتح، لكن بشرط أن يوقع باسم منظمة التحرير، على غرار اتفاق 2014، وأن لا يمس بالسيادة الفلسطينية، وهي بنود قدمها وفد فتح للمسؤولين المصريين بشكل رسمي، تضمنت رفض إقامة مطار لسكان غزة خارج أراضي القطاع، أو إقامة ممر مائي، والتمسك بضرورة أن يكون المطار في غزة، من خلال إعادة بناء مطار ياسر عرفات الذي هدمته إسرائيل، وإقامة ميناء رسمي في غزة.
ومن أجل ذلك عمل الجانب المصري على تأجيل اللقاءات التي كانت مقررة بالأمس لـ «فصائل المقاومة» التي تتزعمها حماس، لإعطاء الفرصة بشكل أكبر أمام تحركاتها الرامية لتقريب وجهات النظر، خاصة وأن مصر تسعى لتجنب الفشل في المرحلة الحالية في الملف الفلسطيني، في ظل ترابط الملفات ببعضها البعض.
وهنا تخشى مصر بصفتها الوسيط الرئيس في مباحثات التهدئة التي أجرتها بين حماس وفصائل المقاومة من جهة، وبين إسرائيل من جهة أخرى، أن يتم التوصل إلى صيغة الاتفاق النهائية، بدون إشراك منظمة التحرير، كون أن ذلك الأمر سيدفع القيادة الفلسطينية باتجاه اتخاذ «إجراءات جديدة» تجاه حركة حماس وغزة، تتمثل كما كشف مؤخرا بوقف التمويل المقدم للوزارات، وتقليص آخر على رواتب الموظفين، مما سيعيد الأمور إلى نقطة البداية، وهو أمر لا تقدر حماس على تحمله، وربما يدفع باتجاه «انفجار» الوضع الميداني، والدخول في مواجهة مسلحة كما تتوقع إسرائيل.
وتقول مصادر مطلعة إن جلسة المباحثات المطولة بين المسؤولين المصريين ووفد حركة فتح الأحد، دفعت الفريق الأول إلى إعادة ترتيب الأوراق، والدفع بملف المصالحة أولا، ليتبعه ملف التهدئة بشكل مباشر، وقد بدا الأمر واضحا بتحميل الفريق المصري وفد فتح مقترحات المصالحة الجديدة، التي وعدت فتح بالرد عليها خلال 24 ساعة.
وقد أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، أن حركته تسعى لرفع المعاناة عن قطاع غزة عبر اتفاق سياسي شامل وتحقيق المصالحة الفلسطينية كرزمة واحدة.
وقال «إذا كانت هناك مصالحة ستكون التهدئة فيما بعد، وإن تمت سيكون هناك إعمار في قطاع غزة»، وكان بذلك يؤكد على أهمية تطبيق المصالحة أولا.
وكان عزام الأحمد قال عقب اللقاء المطول مع المسؤولين المصريين، إن وفد فتح أبلغ المصريين، أنه سيتم «الرد النهائي» على الورقة المصرية بشأن المصالحة الوطنية خلال أقل من 24 ساعة.
وأضاف، في تصريحات له عقب اللقاء، أن المسؤولين المصريين أكدوا أنهم لن يقبلوا الحديث عن ميناء ومطار إلا في قطاع غزة وليس خارج فلسطين.
وأكد الأحمد أن المسؤولين المصريين أكدوا خلال الاجتماع، أنه لا يمكن أن يقبلوا أن يكون هناك بديل للسلطة الشرعية الفلسطينية في إدارة مناطق السلطة، وذلك وفق القانون الفلسطيني الواحد في قطاع غزة والضفة الغربية، لافتا كذلك إلى إطلاعهم خلال الزيارة على الجهود التي قامت بها مصر طيلة الأسبوعين الماضيين سواء مع الجانب الإسرائيلي، أو الأطراف الدولية المعنية من جهة، بالإضافة إلى ما جرى في اجتماعات الفصائل الفلسطينية التي استضافتها القاهرة قبل عطلة عيد الأضحى ومن بينها حركتا حماس والجهاد الإسلامي وعدد من الفصائل الفلسطينية.
وأوضح أنه تم تبادل وجهات النظر خلال الاجتماع حول ملف المصالحة الوطنية، مشيرا إلى أن وفد فتح لم يلمس أي تطور إيجابي في ملف المصالحة «لأن جميع الاجتماعات التي عقدت قبيل إجازة عيد الأضحى في القاهرة ركزت جل اهتمامها على ملف التهدئة»، مؤكد أن هناك تفاهما مع مصر بأن ينجز ملف المصالحة أولا، لأن ملف التهدئة عمل وطني فلسطيني مسؤولة عنه منظمة التحرير الفلسطينية وليس عملا فصائليا».

مصر تعيد ترتيب رعاية الملفات الفلسطينية… «المصالحة أولا» قبل الانتقال إلى «التهدئة»

أشرف الهور

تقرير: كوهين يرى أن إسرائيل تستطيع أن تعمل ضد أهداف إيرانية في سوريا بدون أن تخاطر باندلاع مواجهات مع حزب الله

Posted: 27 Aug 2018 02:22 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: في تقرير مطول نشرته صحيفة «هآرتس» نهاية الأسبوع، حول نشاط جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي (الموساد) والزيادة الحادة في ميزانياته، وحجم القوى البشرية العاملة فيه، وأساليب عمله، إضافة إلى التقارب غير العادي بين رئيسه وبين رئيس الحكومة، لدرجة وصفه بأنه أصبح جزءا من الماكينة السياسية للأخير، جاء أنه بعد سنتين ونصف من تسلم يوسي كوهين رئاسة الموساد شهدت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تغييرات داخلية، بينها زيادة كبيرة في الميزانيات والقوى العاملة، إضافة إلى إدخال طرق جديدة في عمله، وزيادة في نشاطه وعملياته. ويشير إلى أن الموساد يشغل اليوم بشكل مباشر نحو سبعة آلاف شخص، ما يجعله المؤسسة الاستخباراتية الثانية في العالم بعد وكالة الاستخبارات الأمريكية السي أي إيه من ناحية الحجم.
أما بالنسبة لأساليب العمل، فيوضح التقرير أن التطورات التكنولوجية تلزم الموساد وغيره من هذه الأجهزة بالعمل بطرق متنوعة، بينها إرسال عملاء إلى «دول معادية»، وتفعيل مصادر، وتضليل أناس ليعملوا في خدمة هذه الأجهزة بدون أن يعرفوا ذلك، وتفعيل مرتزقة، والاعتماد على قدرات جديدة، مثل الهجمات السيبرانية، وتعطيل كاميرات التصوير في الساحات التي تنفذ فيها العمليات.
وعن الميزانيات، فقد أظهر التقرير أن ميزانية الشاباك والموساد قد تضاعفت في العقد الأخير، حيث ارتفعت بشكل تدريجي تباعا من نحو خمسة مليارات شيكل ( مليار ونصف المليار دولار) عام 2008، إلى 7,63 مليار شيكل عام 2014، إلى 8.67 مليار شيكل عام 2018، و 10 مليارات شيكل في العام المقبل.
ورغم أن إسرائيل لا تكشف عن كيفية توزيع الميزانية بين المخابرات العامة ( الشاباك) وبين الموساد، فقد نقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على الميزانيات قوله إن الزيادة الكبيرة كانت أساسا في ميزانية الموساد. كما تشير الصحيفة إلى أن طبيعة عمل الموساد السرية تمنع مناقشة عمله ومدى نجاعة العمليات التي ينفذها، كما تمنع مناقشة الزيادة الحادة في ميزانيته.
يشار إلى أنه تنسب للموساد سلسلة من جرائم الاغتيال التي حصلت مؤخرا، نفذت في ماليزيا ودبي وإيران وسوريا وتونس ضد ناشطين وباحثين فلسطينيين ينتمون بالأساس لحركة حماس علاوة على شخصيات عربية وإسلامية. واستهدف في هذه العمليات المهندس محمد الزواري في تونس، والمهندس فادي البطش في ماليزيا، والعالم السوري عزيز أسبر في سوريا، والمسؤول في حركة حماس محمود المبحوح في دبي، إضافة إلى اغتيال عدد من علماء الذرة الإيرانيين، علاوة على ذلك نهب الأرشيف النووي الإيراني. ويلفت التقرير إلى أن سابق كوهين في المنصب، تامير باردو، كان يتصرف بحذر أكثر، حيث نقلت الصحيفة عن مصادر في الموساد قولها إنه صادق على عمليات أقل ليقوم الموساد بتنفيذها، مقارنة بـ كوهين. وجاء أيضا أن الموساد في ظل كوهين عمل بمطلق الحرية، ووفر له رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الميزانيات والمصادقات المطلوبة لتنفيذ العمليات. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله إن كوهين يعتقد أن «السياسة الفعالة ضد أهداف منتقاة تؤدي إلى تحقيق إنجازات»، مضيفا أن الجهاز يقوم اليوم بعمليات أكثر، وخاصة في آسيا وأفريقيا. ويستذكر التقرير أن كوهين تجند للموساد في جيل 22 عاما، وتقدم في صفوفه حتى وصل منصب نائب الرئيس باردو، ونظرا للاحتكاكات التي لا تتوقف بينهما، اضطر كوهين إلى ترك الجهاز، وفي عام 2013 عينه نتنياهو في منصب رئيس المجلس للأمن القومي. وفي هذا السياق كتبت الصحيفة أن هذا المنصب وفر لكوهين الفرصة ليلتقي بشخصيتين كان لهما تأثير عن سيرة حياته. ونقلت عن مصدر مقرب من عائلة نتنياهو قوله إن كوهين بعد تسلمه رئاسة المجلس للأمن القومي أدرك أن التقرب من زوجة رئيس الحكومة سارة نتنياهو سوف يقربه من منصب رئيس الموساد. أما لقاؤه الثاني فكان مع رجل الأعمال الأسترالي جيمس باكر لدى مرافقته لنتنياهو عام 2015 لإلقاء خطابه في الكونغرس. وتطورت العلاقات بين الاثنين، وشملت هدايا وأعمالا مشتركة، بينها تلك التي جرى التحقيق معه بشأنها، حيث حصل على أربع تذاكر مجانية في أحد عروض خطيبة باكر، ماريا كاري، ما اضطره للاعتذار عن ذلك، وإعادة ثمن التذاكر للدولة، وأغلقت القضية بذلك. وأبرز التقرير العلاقات الوثيقة والحميمة بين كوهين ونتنياهو، خلافا لسابقي كوهين في المنصب، حيث كان نتنياهو متشككا قليلا حيال رئيسي الجهاز السابقين مئير دغان وتامير باردو. كما أبرز حقيقة أن كليهما متفقان بشأن «التهديد الإيراني»، وعلى قناعة بأنه «يجب محاربته بكل الطرق. أما في الشأن السوري، حسب التقرير، فإن كوهين يقود، إلى جانب مسؤولين كبار في جهاز الأمن، خطا متشددا يعيره نتنياهو جل اهتمامه، حيث يعتقد أن «إسرائيل تستطيع العمل بحرية وبعنف ضد أهداف إيرانية في سوريا، بدون أن تخاطر باندلاع مواجهات مع حزب الله. ويعتقد كوهين أنه في أعقاب الاتفاق النووي مع إيران، فإن طهران أنفقت ميزانيات كثيرة في سوريا، ولذلك يجب العمل ضدها بطريقة حازمة ومثابرة. كما جاء أن كوهين يقوم بجولات سياسية كثيرة في أوروبا والولايات المتحدة وأفريقيا ودول غربية، بناء على طلب نتنياهو، وأنه في الواقع، وباستثناء مصر التي يتولى أمرها رئيس الشاباك نداف أرغمان، فإن كوهين يقوم بمهام مبعوث نتنياهو السابق، المحامي يتسحاك مولخو. في المقابل، نقلت الصحيفة عن وزير في المجلس الوزاري المصغر قوله، إن كوهين لا يتحدث في جلسات المجلس الوزاري، ولا أحد يعرف ماذا يفعل، فهو يقدم تقاريره فقط لرئيس الحكومة، وبالتالي فهو لا يغني ولا يضيف شيئا.
ونقلت عن عضو لجنة الخارجية والأمن قوله إن «كوهين ونتنياهو متماهيان، فهما يريان إيران واجهة لكل شيء وكوهين لا يرى نفسه رئيسا لجهاز استخباري مستقل ويعمل بشكل مستقل، وإنما هو جزء من الماكينة السياسية لرئيس الحكومة».

تقرير: كوهين يرى أن إسرائيل تستطيع أن تعمل ضد أهداف إيرانية في سوريا بدون أن تخاطر باندلاع مواجهات مع حزب الله

الأطراف تجد صعوبة في إعطاء إجابة على التوقعات العالية بخصوص العلاقات بينها

Posted: 27 Aug 2018 02:22 PM PDT

إن فحص عدد من القضايا الموجودة على الأجندة بين الولايات المتحدة ودول الخليج، لا سيما بينها وبين السعودية، يبين أن الطرفين يجدان صعوبة في إعطاء إجابة على التوقعات العالية بخصوص العلاقات بينهما، التي وجدت بعد انتخاب الرئيس ترامب للرئاسة. الصحوة المتبادلة ستجبرهم على إعادة تقييم قدرتهم على تشكيل السياسات التي ستسهم في تحقيق أهدافهم. ومن ناحية الإدارة الأمريكية فهذا الأمر صحيح بالأساس بخصوص أملها في الاستناد بقوة أكبر إلى دول الخليج من أجل تحقيق أهدافها مقابل إيران والفلسطينيين. هذه الفجوات تؤثر مباشرة على إسرائيل، إذ إن الفجوات تزداد بين التقاء المصالح بينها وبين دول الخليج في عدد من المواضيع الواقعة في المجال الضيق للمناورة، وتحديدًا السعودية، من أجل ترجمته إلى تعاون حقيقي.
العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية ودول خليجية أخرى في عهد ترامب يتم وصفها علنًا من قبل الأطراف على أنها متينة وتسهم مباشرة في تحقيق المصالح المشتركة. السعوديون ذهبوا بعيدًا ووصفوا زيارة الرئيس ترامب في الرياض في أيار/مايو 2017 بانعطافة تاريخية في علاقة الدولتين. الطرفان يواصلان التأكيد على الرغبة في تحسين الشراكة، وغالبًا يتم الحديث عن علاقات شخصية بين عدد من رجال البيت الأبيض وعدد من زعماء دول الخليج.
ولكن فحص المسائل الماثلة على جدول الأعمال بين الولايات المتحدة ودول الخليج، لا سيما بينها وبين السعودية، يدل على أنهم يجدون صعوبة في إعطاء إجابة على التوقعات العالية بخصوص العلاقات بينهم، التي نشأت بعد انتخاب ترامب للرئاسة.
شهادة علنية على الاستياء في أوساط الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في الخليج، كانت أقوال وزير الدولة للشؤون الخارجية في اتحاد الإمارات، (لندن، تموز/يوليو 2018) بأنها تجد صعوبة في الاعتماد على المساعدة الأمريكية والبريطانية، كما يبدو فيما يتعلق بالحرب في اليمن.
المسائل التي بشأنها نشأت فجوات في التوقعات بين الطرفين: أولا، التحدي الإيراني.. الخط الهجومي الذي تبنته إدارة ترامب تجاه إيران لاقى ترحابًا في الخليج العربي، حتى أنه جعل عددًا من الزعماء يشددون تصريحاتهم ضد طهران.
دول الخليج تحفظت من الاتفاق النووي مع إيران، رغم أنهم أيدوه علنًا. في أيار/مايو 2018 انضمت السعودية واتحاد الإمارات إلى إسرائيل وأظهروا دعمهم لانسحاب أمريكا من الاتفاق، لأنه ـ حسب رأيهم ـ زاد من العداء الإقليمي لإيران دون أن يوقف طموحاتها بعيدة المدى في المجال النووي. وهي الآن تريد أن تظهر أنها تعاونت في حملة الضغوط التي يمارسها النظام ضد إيران، التي تم التعبير عنها ضمن أمور أخرى، بموافقتها على زيادة وتيرة استخراج النفط في أعقاب قرار «أوبيك + واحد»، وطلب الرئيس ترامب بهذا الشأن. مع ذلك، ومثلما في السابق، فإن كل طرف معني بأن يظهر الطرف الآخر استعداده لاستثمار موارد، لا سيما عسكرية، من أجل تحقيق هدف تقييد خطوات إيران في المنطقة. الرئيس ترامب عاد وأكد بأنه يأمل أن تزيد السعودية إسهامها الاقتصادي في الجهود. في المقابل، يظهر هناك في السعودية عدم رضى من نقص الاستعداد لدى الجانب الأمريكي لإعطاء اهتمام كاف حسب رأيها للشرق الأوسط، ولسبب ما يعتبر استعدادًا للتصالح مع إيران. هذا على خلفية تصريحات الرئيس حول استعداده للتحدث مع الإيرانيين بدون شروط مسبقة، وكذلك تقارير عن تبادل رسائل بين الولايات المتحدة وإيران بوساطة عُمان.

المسيرة السياسية الإسرائيلية الفلسطينية

الإدارة الأمريكية تسعى إلى بلورة صيغة تمكن من حدوث اختراقة في القناة الإسرائيلية الفلسطينية، وتدفع قدمًا خطة ترامب للسلام. ولكنها تواجه ببرود من دول الخليج في كل ما يتعلق بمبادئ الخطة. وكما يبدو فإن السعودية لم تشذ عن المواقف التقليدية الواقعة في قلب الإجماع العربي، والدليل على ذلك ما قدم في القمة العربية الأخيرة التي عقدت في السعودية في نيسان 2018 التي سميت «قمة القدس». على خلفية الانتقاد الفلسطيني والعربي الذي أسمع ضد التنازلات، كانت هناك جهات سعودية مستعدة لقبولها، وكذلك في أعقاب معارضة السعوديين لكل خطوة تطبيع مع إسرائيل، لا سيما على خلفية نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
الولايات المتحدة معنية في رؤية مشاركة أوسع من قبل دول الخليج في سوريا، بما في ذلك تواجد عسكري من قبلها يحل محل الجنود الأمريكيين الموجودين في الدولة، هذا ما تأمله الإدارة الأمريكية. في هذا السياق جاءت تقارير عن رغبة الإدارة في تشكيل نوع من الناتو العربي ـ سلاح إرسالية عسكرية يحارب ضد تمركز إيران وضد الإرهاب. الرياض أعلنت حقًا في الماضي عن استعدادها لإرسال قوات من قبلها إلى سوريا، لكن يبدو أنها لم تكن تنوي في أي يوم أن تنفذ هذا التعهد بسبب حاجات أمنية ملحة أكثر على حدودها الجنوبية. في اليمن يبدو أن احتمالية تموضع قوة عسكرية عربية مشتركة بروح توقعات الرئيس ترامب، محكوم عليها بالفشل، بسبب القدرات العسكرية المحدودة للدول العربية والخلافات الشديدة بينها.

إصلاحات سياسية

إدارة ترامب تعطي أولوية لاستقرار الأنظمة في دول الخليج على تحقيق قيم الديمقراطية وحرية التعبير، لا يبدو أن هناك ضغطًا أمريكيًا على الملكيات المطلقة هذه من أجل تشجيع إصلاحات سياسية، ولا يتم إسماع انتقاد جدي على خرق حقوق الإنسان الممنهج فيها جدول الأولويات المرغوب فيه في الرياض وأبو ظبي. على خلفية هذه الأمور فإن الثورة السعودية «من أعلى إلى أسفل» تحظى بالدعم، والتي فيها جانبان يسود بينهما توتر، الدفع بإصلاحات اقتصادية ضرورية من جهة وتعزيز النظام المنفرد القمعي لابن سلمان من الجهة الأخرى، الذي يختلف في جوهره عن طبيعة النظام السابق لكل فروع العائلة. مع ذلك يتوقع أنه كلما تعمق القمع من جانب ابن سلمان سيزداد ضغط الإدارة الأمريكية من جانب الكونغرس على اتخاذ موقف متشدد أكثر في هذا الأمر.

الأزمة في مجلس التعاون الخليجي

كتلة سياسية خليجية موحدة كانت وما زالت مصلحة بالنسبة للولايات المتحدة، التي تسعى إلى ترسيخ جبهة موحدة أمام إيران. عمليًا، الأزمة بين الرباعية العربية (السعودية، واتحاد الإمارات، والبحرين، ومصر) وبين قطر ـ التي حاولت الإدارة الأمريكية وفشلت في حلها ـ قربت بين قطر وإيران وتركيا في المجال العسكري والاقتصادي والدبلوماسي. هذا التقارب هو شيء غير مرغوب فيه في نظر جارات قطر، التي تفرض عليها مقاطعة منذ سنة تقريبًا، وثمة تقارير تقول بأنها طلبت غزو أراضيها وإسقاط الأمير الحالي عن العرش، تميم بن حمد آل ثاني. في هذه المرحلة، الإدارة الأمريكية منشغلة في محاولة عقد مؤتمر قمة في الخريف، الذي في إطاره سيتم بحث الأزمة في محاولة أخرى لتسويتها.

صفقات السلاح

زيارة الرئيس ترامب في الرياض في أيار/مايو 2017 ولقائه مع ولي العهد محمد بن سلمان تمثلت بصفقات سلاح ضخمة كانت الإدارة المدنية تريد عقدها بهدف تخفيف العبء العسكري عن الولايات المتحدة، والمساعدة في زيادة أماكن عمل في الولايات المتحدة، وكذلك مساعدة السعودية على مواجهة التهديدات عليها وتجسيد التعهدات الأمريكية لأمنها. حتى الآن ليس واضحًا إلى أي درجة ترجمت هذه التعهدات إلى صفقات فعلية. كما يبدو فإن الإدارة ما زالت تعلق الآمال على التأثير الإيجابي الذي سيكون بتحقيقها على الاقتصاد في الولايات المتحدة.

الحرب في اليمن

حتى الآن وبعد أكثر من ثلاث سنوات من القتال، كلفتها 200 مليار دولار تقريبًا، فإن السعودية لا تستطيع أن تشير إلى نتائج عسكرية مهمة، هذه الحقيقة يتوقع أن تكون لها تداعيات على مكانة ابن سلمان في الداخل والخارج. على هذه الخلفية ترتكز صورة الرياض كما من شأنها أن تورط الولايات المتحدة في حرب ليست لها، وذات قيمة اقتصادية محدودة.
إضافة إلى ذلك، ثمة إدراك في الإدارة بأن جزءًا من المسؤولية عن الوضع الإنساني الصعب في اليمن والأضرار والمس الممنهج بالسكان، المنسوب للسعودية، التصق بالإدارة أيضًا، وتحديدًا في صفوف الكونغرس، وكذلك في الساحة الدولية، والإدارة من جانبها ورغم أنها سمحت ببيع وسائل قتالية للسعودية، الذي منعه نظام أوباما، ما زالت حذرة من الانجرار إلى ورطات عسكرية مباشرة في الحرب، وتريد بالأساس حل الأزمة بطرق دبلوماسية من خلال بذل الجهود لسحب الإنجازات التي حققها الحوثيون.
باختصار، الولايات المتحدة ودول الخليج ستواصل رؤية أن تعزيز العلاقة فيما بينها هو هدف استراتيجي، وأنه ما من بديل عن شبكة العلاقات هذه في واقع الشرق الأوسط الحالي. إحباط الإدارة الأمريكية المحتمل، التي تأمل في الاستناد إلى دول الخليج بقوة أكبر من أجل تحقيق أهدافها أمام إيران في المسألة الفلسطينية، سيؤثر بصورة مباشرة على المصالح الإسرائيلية، في الوقت الذي تتعمق فيه الفجوات بين التقاء المصالح الموجودة بينها وبين دول الخليج في عدد من المواضيع وبين فضاء المناورة الضيق الموجود لدول الخليج ولا سيما السعودية.

يوئيل جوجانسكي والداد شبيط
نظرة عليا 27/8/2018

الأطراف تجد صعوبة في إعطاء إجابة على التوقعات العالية بخصوص العلاقات بينها
علاقة الولايات المتحدة ودول الخليج: صحوة متبادلة؟
صحف عبرية

ضغوط على «هيئة تحرير الشام» لحل نفسها والاندماج مع فصائل مدعومة من تركيا

Posted: 27 Aug 2018 02:22 PM PDT

أنطاكيا – «القدس العربي»: مع اقتراب معركة ادلب وكثرة الحديث عن توقيتها، تحاول روسيا التحشيد دولياً واقليمياً لتسهيل عملية اقتحام النظام للشمال السوري، مع التركيز على «اسطوانة» مكافحة الإرهاب والقاعدة، بالرغم من ان مناطق خفض التصعيد الثلاث السابقة التي هاجمتها روسيا كانت في أغلبها تحت سيطرة فصائل للجيش الحر وفصائل إسلامية منخرطة في المباحثات الرسمية في جنيف واستانة كجيش الإسلام.
كما لم يكن لتحرير الشام وجود في مناطق تعرضت لتهجير واسع بدعم روسي، كداريا والزبداني والقلمون الشرقي ومناطق أخرى عدة تم تهجير أهلها دون ان يكون للقاعدة ولا للفصائل الجهادية وجود .
ويذهب القيادي في هيئة تحرير الشام ابو حذيفة الشامي إلى ان «هيئة تحرير الشام» كثفت من جهودها في الفترة الأخيرة من حيث تخريج الدورات العسكرية «للانغماسيين» والمقاتلين بكل قواطعها وأشرفت على تدشيم وتحصين الجبهات، وقامت بتحالف غير معلن مع فصائل عدة تنتمي للجيش الحر كجيش العزة، وذلك بإنشاء غرفة عمليات لصد وتذخير محاور المعركة المرتقبة، كما أن الهيئة وحلفاءها من الأوزبك والتركستان وكتائب الشيشان والقوقاز باتت تشكل رقماً صعباً وكتلة عسكرية منظمة ومدربة، وبناءً على هذه المعطيات يبدو ان الهيئة حسمت امرها حول موضوع إدلب باختيار الحل العسكري والقتال عن آخر وأكبر موطئ قدم ومنطقة نفوذ لها وللجهاديين ككل في سوريا.
ويرى القيادي، أن الهيئة إن خيّرت بين المصالحة مع النظام وخوض المعارك معه ستختار المعركة لأن باب المصالحات هو لصالح النظام دون ان يخسر شيئاً.
وقال ابو حذيفة الشامي في حديث مع «القدس العربي «هناك ضغوط تركية كبيرة على الهيئة لحل نفسها والاندماج ضمن الفصائل المدعومة من تركيا، لكن الهيئة تبلغ الاتراك في كل مرة يضغطون عليها بأنها ترفض هذا الخيار، وليس فقط الاتراك يطالبون الهيئة بحل نفسها بل أغلب الفصائل تقوم بذلك، فالهيئة إن حلت نفسها سيذهب اغلب قادتها وعناصرها للفصائل الجهادية الاخرى كحراس الدين وغيرها، فتحرير الشام جاهزيتها عالية عسكرياً، حيث هناك آلاف العناصر فيها جاهزون وذلك بعد تخرجهم من عشرات المعسكرات التي عدت لذلك».
وهو يؤكد أن اغلب عناصر الفصائل الثورية سيذهبون باتجاه الهيئة في حال نشبت المعركة مع النظام، إلا الفصائل الجهادية كالتركستان فإنهم سيبقون في فصائلهم لكنهم سيقاتلون مع تحرير الشام .
أما القيادي المقرب من الجهاديين قحطان الدمشقي، فيرى ان روسيا تحاول الضغط على الفصائل للمطالبة بحل الهيئة التي تمثل العقبة الكبرى امام النظام السوري وحلفائه، لما تتمتع به من خبرة عسكرية واداء عسكري متميز عن باقي الفصائل، فهذه الفصائل بادرت للمطالبة بحل الهيئة تحت حجة تجنيب ادلب مصيراً مأساوياً، ولكنها ترغب بالتخلص منها كون معظم الفصائل لديها عداوات وحروب مع الهيئة وتحاول الانتقام مما فعلته الهيئة بهم سابقا، من تفكيك للفصائل والسيطرة على قرار السلم والحرب ومشاركة بعضها بتمويله وسيطرة على أهم منافذ الحدود والمعابر شمالاً.
ويقول لـ «القدس العربي» إن تركيا مازال موقفها تفاوضي في إدلب، فتركيا تقع بين نارين، فمن جهة تستطيع الاستثمار بالهيئة كورقة ضغط على حلفائها بخفص التصعيد لتحصيل مكاسب اكبر والضغط على الروس بخصوص المسألة الكردية، لاسيما في ما يتعلق بإخراجهم من مناطق تل رفعت وغربي حوض الفرات التي يسيطر عليها النظام و«قسد»، ومن جهة يريد الاتراك الحفاظ على ورقة يمكن الاعتماد عليها في قتال الأكراد، كما تحاول دمج الهيئة ضمن الجيش الوطني مع فيلق الشام حليف الاتراك، ومازالت الهيئة ترفض كل هذه الدعوات واعلنت موقفها بكل صراحة انها ستبقى على موقعها كتشكيل عسكري كبير وستبقى على نهجها وموقفها دون تغيير او تبديل».

ضغوط على «هيئة تحرير الشام» لحل نفسها والاندماج مع فصائل مدعومة من تركيا

حملة إسرائيلية على «المشتركة» لتوجهها بشكوى للأمم المتحدة ضد قانون القومية

Posted: 27 Aug 2018 02:21 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»:تواصل حكومة الاحتلال شن هجمة عنصرية تحريضيّة شرسة على نواب القائمة المشتركة، وذلك عقب توجهات بعض نوابها لمؤسسات الأمم المتحدة ومطالبتها باتخاذ موقف واضح وحازم ضد قانون القوميّة العنصريّ.
وأتت هذه الهجمة أمس خاصة في أعقاب اجتماع عضو الكنيست عن المشتركة عايدة توما- سليمان مع نائبة أمين عام الأمم المتحدة للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، حيث أكدت خلاله أن قانون القومية يؤسس لنظام الابرتهايد على طرفيّ الخطّ الاخضر، ويسلب الشعب الفلسطيني حقّه بتقرير مصيره ويجهض حل» الدولتين على حدود حزيران/يونيو 1967، وبالتالي لا يمكن اعتباره شأنًا اسرائيليًا داخلياً إنما هو مسّ صارخ بالقانون والقرارات الدولية مما يُحتّم تدخل المجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة. وانضّم إلى جوقة التحريض أمس رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، رئيس الكنيست يولي ايدلشطاين الذي قال إن «نوّاب المشتركة يشوّهون صورة اسرائيل امام العالم، وعليهم أن يسألوا أنفسهم فيما إذا كان مكانهم في البرلمان الفلسطيني».
وشاركت في عملية التحريض والتهويش مجموعة كبيرة من نوّاب الائتلاف يتقدمها رئيس لجنة الداخلية يوآف كيش الذي بادر لتعديل دستور الكنيست وإنزال العقوبات التأديبية بالنوّاب الذين يتوجهون للمؤسسات الدولية.
كما لم يتوانَ نوّاب المعارضة وعلى رأسهم رئيس المعسكر الصهيوني ابي جباي، ورئيسة المعارضة تسيبي ليفني، عن مهاجمة نوّاب المشتركة ووصف خطواتهم وتوجهاتهم للمحافل الدولية «بالعار».
من جهته أرسل السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، داني دانون، رسالة إلى رئيس الكنيست يولي ادلشتاين قال فيها : «في السنوات الأخيرة شهدنا تعاونًا وثيقًا بين أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة وممثلي السلطة الفلسطينية في الامم المتحدة والغرض من هذا التعاون هو التحريض على دولة إسرائيل وتشويه سمعتها». وأضاف في رسالته:» أن أعضاء القائمة المشتركة بالتعاون مع الوفد الفلسطيني في الأمم المتحدة يحاولون تشويه صورة إسرائيل وإدانتها من خلال بث الأكاذيب». وفي تعقيبها على ردود الفعل التحريضية، قالت النائبة عايدة توما-سليمان، التي تقوم بجولة محاضرات ولقاءات سياسية في الولايات المتحدة والأمم المتحدة تهدف إلى تجنيد الرأي العام الدولي لأخذ خطوات تصعيدية ضد قانون القومية العنصري «يبدو أن نشاطنا على المستوى الدولي ضد قانون القومية يقلق حكّام الابرتهايد، ويرعب الرؤوس المدججة بالعقلية العنصرية».
وتابعت « واضح أن حكومة نتنياهو تهاب الفضيحة أمام الرأي العام العالمي كدولة تؤسس لنظام ابرتهايد وفصل عرقي وعنصري، وفعلًا فإن ردود الفعل المثلجة للصدر والإقبال الكبير على المحاضرات، يؤكد ان تخوفات نتنياهو وثلّة العنصريين، في موضعها».
واعتبرت «هذه الجولة وكل الخطوات التي أقرّتها المشتركة بشأن التوجه للمؤسسات الدولية جزءا من الأدوات المعتمدة ضد قانون القومية بها.
وتابعت « سنكشف أمام العالم أجمع زيف الديمقراطية الإسرائيلية وتنصل حكومتها من مبادىء المساواة، كما يجب أن يعلم المجتمع الدولي أن هذا القانون يضرب بعرض الحائط القرارات الدولية بشأن حلّ الدولتين ويسلب الشعب الفلسطيني حقّه بإقامة دولته المستقلّة».

حملة إسرائيلية على «المشتركة» لتوجهها بشكوى للأمم المتحدة ضد قانون القومية

سجال بين وزيري العدل والنقل حول صفقات مطار بيروت الذي يعاني زحمة وفوضى

Posted: 27 Aug 2018 02:21 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : يشهد مطار بيروت الدولي منذ منتصف شهر تموز ولغاية تاريخه مروراً بعطلة عيد الاضحى المبارك زحمة مسافرين غير طبيعية ذهاباً وإياباً ، ويتحدث زوار المطار الذي عمل الرئيس الشهيد رفيق الحريري على توسيعه منتصف التسعينات ليتسع لأكثر من مليوني مسافر عن صفوف طويلة من المغادرين وعن فوضى في حركة الوصول بسبب الضغط الذي لا يحتمله المطار.
ونقل بعضهم أنه بسبب الضغط وإمتلاء البوابات ال 21 يتم ركن طائرات امام البوابات 23 و28 ويتم نقل الركاب بباصات بعد انتظار طويل لوصول شاحنة الدرج وإنزال الركاب.وطالب روّاد المطار بإعلان خطة طوارئ لانهاء هذه الفوضى. وإزاء الزحمة التي يشهدها المطار منذ فترة وللسنة الثانية على التوالي في موسم الصيف قدّم وزير الاشغال والنقل يوسف فنيانوس المحسوب على «تيار المردة « إعتذاراً إلى اللبنانيين، وعزا السبب إلى عدم صرف المبالغ المالية اللازمة لتحسين وضع المطار من جانب الحكومة.
وليست السياسة بعيدة عن احوال المطار كما في كل ملف في لبنان حيث أن النكايات والحسابات الضيقة تؤخّر إنجاز العديد من المشاريع الحيوية.واللافت أمس قيام وزير العدل سليم جريصاتي المحسوب على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر بتوجيه كتاب إلى النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود طلب فيه تحريك الدعوى العامة في صفقات مشبوهة تحصل في مطار رفيق الحريري الدولي قد تتوافر فيها عناصر الجرائم الواقعة على الإدارة العامة عملاً بالمواد 350 وما يليها من قانون العقوبات (الرشوة واختلاس الأموال العامة والغش في أموال الدولة) والتي لم يمرّ عليها الزمن، وذلك بمقتضى المادة 14 من قانون أصول المحاكمات الجزائية والإفادة عند الإتاحة القانونية بنتائج الملاحقة ، علماً ان الصفقة الاولى التي اشار اليها كتاب جريصاتي تتعلق بالآلات الكاشفة على البضائع في المطار.
وعلى الفور ، أصدر المكتب الاعلامي لوزير الاشغال العامة والنقل التوضيح الآتي « حيث أن وزير العدل الأستاذ سليم جريصاتي قد وجّه كتاباً إلى النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود طلب بموجبه تحريك الدعوى العامة في صفقات مشبوهة تحصل في مطار رفيق الحريري الدولي، يهمّنا في هذا المجال التأكيد على السير ودعم أي ملف يستدعي التحقيق والإحالة إلى القضاء المختص لتبين الحقيقة كل الحقيقة بشأن سائر الملفات المتعلقة بعمل المطار على غرار موقفنا من ملف المزايدة الخاصة بالسوق الحرة وما أثير حولها والنتيجة التي خلصت إليها «.
تزامناً، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان صورة أحد العسكريين في الجمارك وهو يضع رأسه للنوم على مكتبه في خلال الدوام الرسمي.وفيما سارع المدير العام للجمارك بدري ضاهر إلى احالة العسكري على المحكمة العسكرية فقد أثارت هذه الصورة التي التقطها أحد المسافرين وظهر فيها مواطن وهو يبتسم الجدل حول ظروفها . ودافع ناشطون عن العسكري «المسكين» الذي قد يدفع ثمن زحمة العتب. وكتب بعضهم «هل سأل أحد عن ظروف هذا العسكري وإذا كان يعاني من التعب والسهر أو المرض نتيجة الجهد الكبير والزحمة في المطار؟».

سجال بين وزيري العدل والنقل حول صفقات مطار بيروت الذي يعاني زحمة وفوضى

سعد الياس

مصادر عسكرية سورية: الدفاعات الصاروخية في حالة «تأهب قصوى» لأي هجمات أمريكية

Posted: 27 Aug 2018 02:21 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي» : قالت مصادر عسكرية لـ «القدس العربي» إن قوات الدفاع الجوي السورية وُضعت في حالة تأهب من الدرجة الأولى على خلفية تصاعد التهديدات الغربية بش ضربات صاروخية على سوريا قد تقوم بها كلٌ من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في خطوة عدائية قد تسبق أو تواكب العملية العسكرية التي يعتزم الجيش السوري إطلاقها لاستعادة محافظة إدلب شمالي البلاد.
وأشارت المصادر إلى أن أوامر القيادة العسكرية صدرت بوضع كل كتائب الصواريخ في حالة جاهزية قصوى وأن آخر التعليمات لتلك الكتائب تقضي بأن تتعامل الدفاعات الصاروخية السورية مع أية أهداف معادية مباشرة دون انتظار أية أوامر، وتابعت المصادر بأنه جرى تذخير كامل بطاريات الإطلاق في مختلف وحدات الدفاع الجوية للتعامل مع أية ضربة في أية وقت، وعلى رأسها منظومات الـ «إس»، و«الباتشورا» و«البانتسير»و«البوك».
وتتخوف دمشق من احتمال قيام واشنطن بهجمات صاروخية على محول البادية الجنوبية لاسيما مع اقتراب وحدات الجيش السوري ميدانياً من قاعدة التنف التي تنشر فيها واشنطن قوات تابعة لها.
وفي أحدث تصريح حول سوريا، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن باريس مستعدة لشن ضربات جديدة على سوريا، «في حال استخدام القوات الحكومية للأسلحة الكيميائية».

مصادر عسكرية سورية: الدفاعات الصاروخية في حالة «تأهب قصوى» لأي هجمات أمريكية

كامل صقر

ارتفاع عدد أطفال «النطف المهربة» من سجون الاحتلال إلى 61 طفلا

Posted: 27 Aug 2018 02:19 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: أعلن مركز أسرى فلسطين للدراسات بأن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، واصلوا تحديهم للاحتلال، وتمكنوا من رفع عدد أطفالهم الذين أنجبوا عبر عمليات «تهريب النطف» إلى الخارج، إلى61 طفلا، وهم من يطلق عليهم اسم «سفراء الحرية».
وقال رياض الأشقر، الناطق الإعلامي للمركز إنه في بداية عام 2015، كان عدد الأسرى الذين خاضوا تجربة الإنجاب عبر تهريب النطف 23 اسيراً، وانجبوا 30 طفلاً ، بينما ارتفع هذا العدد عام 2016 إلى 28 أسيراً خاضوا التجربة بنجاح وأنجبوا 38 طفلا.
وأوضح أن العدد ارتفع خلال عام 2017 ليصل إلى 44 اسيراً، وأنجبوا 56 طفلاً، وأنه جرى خلال العام الجاري ارتفاع عدد «سفراء الحرية» إلى 61 طفلا، آخرهم هو الطفل دانيال ابن الأسير محمد متعب طحاينة «44 عاماً» من بلدة السيلة الحارثية غرب جنين.
والأسير طحاينة معتقل منذ عام 2003 ومحكوم بالسجن الفعلي لمدة 19 عاما، ولديه طفلان هما عبادة ومجد، أنجبهما قبل اعتقاله، ويقبع حاليا في سجن النقب الصحراوي .
وقال الأشقر إن قضية الإنجاب من خلف القضبان عبر تهريب النطف «ظلت أملا وحلماً يراود الأسرى لسنوات طويلة، وخاصة القدامى منهم وأصحاب المحكوميات العالية، حيث تنقضي أعمارهم داخل السجون، ويتقدم بهم العمر، ويتلاشى حلم الأبوة رويدا رويدا مع تقدم العمر خلف القضبان».
وأشار إلى أن الأسرى قرروا في عام 2012 خوض المغامرة التي بدأها الأسير عمار الزين، وأنجب أول مولود عبر تهريب النطف.
وأوضح الأشقر أن هناك أسرى أنجبوا توائم خلال عمليات تهريب النطف، لافتا إلى أن الاحتلال حاول مراراً أن يكتشف طرق تهريب تلك النطف لكنه لم يستطع، وأنه قام باتخاذ الكثير من الإجراءات والعقوبات ضد الأسرى للحيلولة دون تمكينهم من الأمر، لكنه فشل في ذلك.
وأكد أن ذلك «يعكس انتصاراً معنوياً للأسرى» بتجاوزهم كل القضبان والحدود والأسلاك «رغم قسوة السجان وظروفه القهرية».
يشار إلى أن الأسرى تلقوا دعما واسعاً لهذه الخطوة الجريئة من كل الجهات الوطنية والدينية، التي اعتبرت الأمر تحديا للاحتلال، وحقا ينتزعه الأسرى من بين «أنياب السجان».

ارتفاع عدد أطفال «النطف المهربة» من سجون الاحتلال إلى 61 طفلا

الجزائر: بوتفليقة يقيل قائد الناحية العسكرية الرابعة وقائد القوات البرية

Posted: 27 Aug 2018 02:19 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: أصدر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قرارا بتنحية قائد الناحية العسكرية الرابعة اللواء عبد الرزاق شريف، وتم تعيين اللواء حسان علايمية خلفا له، كما تمت تنحية اللواء حسن طافر قائد القوات البرية، وتعيين اللواء سعيد شنقريحة مكانه، والذي كان يتولى قيادة الناحية العسكرية الثالثة، وذلك في إطار سلسلة تغييرات انطلقت في شهر يونيو/ حزيران الماضي، ولا أحد يعرف متى وأين ستتوقف.
وكانت قناة « النهار » ( خاصة) قد نقلت خبر التغييرات الجديدة على مستوى قيادة الجيش، نقلا عن مصادر برئاسة الجمهورية، وهي تغييرات تأتي بعد أقل من أسبوع من إقالة اللواء محمد تيرش الشهير باسم «الجنرال لخضر» من منصبه كمدير لأمن الجيش، و إنهاء مهام اللواء بومدين بن عتو الذي كان يشغل منصب المراقب العام للجيش، وقد سبقتها تغييرات شملت إنهاء مهام كل من اللواء الحبيب شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى واللواء سعيد باي قائد الناحية العسكرية الثانية، وذلك في إطار مسلسل إقالات «صامتة» تم الشروع فيها منذ حوالي شهرين، أي مباشرة بعد انفجار فضيحة محاولة إغراق السوق الجزائري بـ701 كيلوغرام من مادة الكوكايين، والتي قيل منذ البداية إن المتهم الرئيسي كمال شيخي الشهير باسم « البوشي » (جزار) لديه شبكة علاقات نافذة مكنته من أن يتحول إلى واحد من أكبر «أباطرة» استيراد اللحوم في البلاد، وقبل أن يلج عالم العقار، ويصبح صاحب مشاريع عقارية ضخمة وفاخرة في العاصمة ومدن أخرى.
وكانت سلسلة التغييرات قد بدأت بإبعاد اللواء عبد الغني هامل مدير الأمن العام، والذي خرج من صمته المعهود بتصريح غريب، قال فيه إن التحقيقات الأولية في قضية فضيحة الكوكايين شهدت خروقات، وأنه يمتلك ملفات حول هذه القضية، وأنه سيقوم بتسليمها إلى القضاء، قبل أن يطلق جملة كشفت أن هناك صراعا صامتا وخطيرا داخل أروقة النظام عندما قال: «الذي يريد أن يحارب الفساد يجب أن يكون نظيفا»، ولم يتأخر الرد كثيرا، فبعد ساعات قليلة من تصريحه بهذا الكلام صدر قرار إقالته، وتلتها بعدها إقالة القائد العام للدرك الوطني اللواء مناد نوبة، الرئيس بوتفليقة، وبعدها بأيام تمت تنحية اللواء بوجمعة بودواور مسؤول المالية بوزارة الدفاع، وكذا اللواء مقداد بن زيان مسؤول المستخدمين بوزارة الدفاع.
ورغم أن معظم القراءات التي أعطيت لهذه التغييرات ذهبت في اتجاه تفسيرها بتداعيات فضيحة «البوشي»، ولكن قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالج قال قبل أيام إن الأمر يتعلق بتداول على المناصب والمسؤوليات، والتي يجب أن تكون سنة داخل المؤسسة العسكرية، غير أن بعض المراقبين يرون أن قائد أركان الجيش هو صاحب التغييرات هذه والمستفيد منها، وأنه يسعى من خلالها إلى إحكام قبضته بشكل أكبر على كل هياكل الجيش، خاصة وأنه عند تعيينه في هذا المنصب بعد إقالة الفرق محمد العماري، توقع الكثير من المراقبين ألا يصمد في منصبه طويلا، وأن تعيينه سيكون لفترة انتقالية، وأن الاختيار وقع عليه بسبب عامل السن، ولأنه من مجاهدي الثورة، لكن مع مرور الوقت نجح قايد صالح في فرض سلطته، وهذه التغييرات التي شملت مفاصل المؤسسة العسكرية من شأنها تعزيز موقعه، تحسبا لمواعيد مقبلة.

الجزائر: بوتفليقة يقيل قائد الناحية العسكرية الرابعة وقائد القوات البرية

مدريد تنفي توتر العلاقات مع الرباط

Posted: 27 Aug 2018 02:18 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قالت الحكومة الإسبانية، أمس، إن العلاقات الدبلوماسية بين مدريد والرباط «جيدة جدًا» على جميع الأصعدة، مشيرة إلى أن الرئيس الاشتراكي بيدرو سانتشيث ينتظر إيجاد مكان للزيارة التي سيقوم بها إلى الجارة الجنوبية ضمن جدول أعمال الملك محمد السادس خلال شهر أيلول /سبتمبر المقبل.
تعليق السلطة التشريعية الإسبانية جاء ردًا على تصريحات مسؤولين سياسيين إسبان بشأن وجود توتر في العلاقات بين البلدين منذ تقلد بيدرو سانتشيث منصب رئيس الحكومة خلفًا للزعيم الشعبي مريانو راخوي. إذ أوضحت أنه «لم يكن ممكنًا القيام بالزيارة خلال هذه المدة، بالنظر إلى الطريقة المفاجئة التي تم بها تنصيب سانتشيث».
وأضافت أن عدم قيام رئيس الحكومة بزيارة رسمية للرباط أمر عادي وطبيعي، عكس أسلافه الذين يزورون المغرب أولًا كبادرة احترام تجاه هذا البلد، الذي تربطه بإسبانيا علاقات ضاربة في عمق التاريخ، مبرزة في المنحى نفسه أن هذا التأخير لم يكن أبدًا بسبب سوء العلاقات بين الجانبين.
وأكدت أن «لا أحد يستطيع الاعتقاد بتوتر العلاقات بين المغرب وإسبانيا»، مضيفة أن سانتشيث ينتظر تحديد موعد الزيارة من قبل السلطات المغربية، لا سيما أنه سيسافر إلى نيويورك لحضور اجتماع رفيع المستوى داخل الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة يوم 26 أيلول /سبتمبر، بحضور رؤساء دول وحكومات الدول الأعضاء.
وصرحت قيادات حزبية إسبانية بوجود «أزمة صامتة» بين حكومتي الرباط ومدريد منذ تولي الزعيم الاشتراكي منصب رئيس الحكومة، قائلة إن «سماح السلطات الأمنية للمهاجرين باجتياز سياجي سبتة ومليلية راجع إلى تجاهل المغرب كشريك استراتيجي في قضايا الهجرة والإرهاب والاتجار بالمخدرات».

مدريد تنفي توتر العلاقات مع الرباط

ترامب عارض إصدار بيان من البيت الأبيض يشيد بالسيناتور جون ماكين بعد وفاته

Posted: 27 Aug 2018 02:17 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: عارض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بيانا للبيت الابيض أشاد بشكل موجز بالسيناتور جون ماكين، الذى توفى، السبت، قائلا بأنه يفضل تغريدة عزاء وتغريدة أخرى تتضمن بيانا مختزلا لا يتضمن أى ثناء للجمهوري المعروف بمواقفه المعارضة لسياسة ترامب.
وقال بعدأن أكدت التقارير ان ماكين قد توفى بأنه يعرب عن عميق مشاعر العزاء والاحترام لعائلة السيناتور جون ماكين. ودعا العديد من مسؤولي وموظفي البيت الأبيض، بما في ذلك السكرتيرة الصحافية سارة ساندرز ورئيس هيئة الموظفين جون كيلي، إلى اصدار بيان رسمي مفصل يشير إلى ماكين باعتباره بطلا وتقديم الاوسمة لخدمته العسكرية ولكن ترامب رفض هذا الاقتراح، وفقا لتقارير اعلامية متعددة، بسبب العلاقة العدائية بين الاثنين، اذ كان ماكين ينتقد الرئيس الأمريكي بسبب سلوكه وسياسته.
وقد توفى ماكين( 81عاما)، بعد معركة استمرت لمدة عام مع مرض سرطان الدماغ، وحتى عندما تدهورت حالته الصحية اثناء تلقى العلاج في ولاية اريزونا، واصل ترامب السخرية من السيناتور الراحل، وانتقده بشكل غير لائق بسبب تصويته بلا على مشروع قانون كان من شأنه الغاء قانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة. وقال ماكين في اعقاب القمة التى جمعت ترامب بالرئيس الروسي فلادميير بوتين في تموز/ يوليو ان الضرر الناجم عن سذاجة ترامب والأنانية والتكافؤ الخاطئ والتعاطف مع الحكام المستبدين أمر يصعب حسابه، ولكن من الواضح ان القمة في هلسنكي كانت خطا مأسويا.

ترامب عارض إصدار بيان من البيت الأبيض يشيد بالسيناتور جون ماكين بعد وفاته

مسؤول أمريكي يبحث في الجزائر الوضع الأمني في ليبيا

Posted: 27 Aug 2018 02:16 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: أجرى المنسق المكلف بمكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكية، مشاورات مع مسؤول جزائري حول الوضع الأمني في المنطقة، ولا سيما في ليبيا. واستقبل الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائري عيادي نور الدين في الجزائر العاصمة، المنسق المكلف بمكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكية سايلز نايثن.
وأوضحت وزارة الخارجية الجزائرية، أمس الإثنين، أن الطرفين تبادلا وجهات النظر حول الوضع الأمني في المنطقة، ولا سيما في ليبيا، وفي منطقة الساحل وحول التحديات التي تواجهها في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وأشار المسؤولان إلى التعاون الممتاز بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، ولا سيما ضمن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.
وتزامنت جولة المسؤول الأميركي سايلز مع إجراء مناورة بحرية مشتركة بين قوات جزائرية وأخرى من «مارينز» الأميركي في قاعدة جيجل الواقعة شرق الجزائر، تهدف إلى التنسيق بين قوات البحرية الجزائرية ونظيرتها الأمريكية، وتبادل الخبرات في مجال مكافحة تهريب المخدرات عبر الطرق البحرية، ومحاربة الهجرة السرية، والجريمة المنظمة.لكن تسارع التطورات الأمنية وصراع حكومات أوروبية على النفوذ في ليبيا ودول الساحل الأفريقي، عجَّل بالتحركات الأمريكية في المنطقة، خاصة أن واشنطن تسعى إلى توقيع اتفاقات أمنية مع الجزائر وليبيا ومالي وتشاد، قبل الانتهاء من إنشاء قاعدتها العسكرية التي باشرت في تجهيزها في النيجر قبيل نهاية العام الجاري.
ويفسر الأمر طبيعة اللقاءات التي جمعت وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل خلال زيارته واشنطن أواخر تموز/يوليو الماضي، حيث تشاور مع ينا كايدانوف، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، المكلفة بالشؤون السياسية والعسكرية، ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، ورئيس لجنة الاستعلامات بالكونغرس ديفن نونيز، حول تطورات مسار التسوية السياسية في ليبيا.

مسؤول أمريكي يبحث في الجزائر الوضع الأمني في ليبيا

اللغة الشائعة والعبارة المعطّلة

Posted: 27 Aug 2018 02:15 PM PDT

نشكو في كثير من الأحيان ولاسيّما في المواقف العاطفية الحميميّة من قصور الكلام ومن عجزه عن التعبير عمّا يجيش داخلنا من فيض المشاعر تجاه شخص أو موقف. نتّهم اللغة هكذا وبلا تردّد وبلا خجل بأنّها قطعت عن مشاعرنا السّبل ولم تحمل سيولا جارفة من العواطف. والأغرب من هذا أنّ من يستمع إلى شكوانا يعذرنا ويتفهّم قصورنا، ويلعن معنا كلمات عطّلت كثيرا من مواجيدنا، ولربّما تخيّل هول ما ينتابنا من مشاعر قد تكون ضاعت في طريقها إلى الكلمات، ولم تجد في اللغة الشائعة ما يحتويها أو هي ظلّت حبيسة النفس المفردة.
حين يقول زيد أو هند «أحبّك» لمن يحبّان، هل تنقل العبارة نفسها المشاعر ذاتها، سواء أكانت جيّاشة أم معتدلة، كاذبة أم صادقة؟ في حالة فيضان الحبّ يشكّ قائل «أحبّك» أنّ هذه العبارة ستحمل درجة اللّهيب العاطفي الذي يكاد يجرف كيانه، إذ حين تخرج العبارة ستخرج باردة أو معتدلة هكذا يشعر ولن تخرج بحرارة يريدها.
نحن نستعمل لغة مشتركة أو شائعة في مواقف مختلفة لنعبّر عن دلالات واحدة. وهذا لا يجعلنا نستعيد عبارات واحدة فقط، بل جملا تصبح كالمضروبة ضرب السكّة من نوع «أحبّك» أو «أهواك» أو «أعشقك» عند الحبّ؛ و«أكرهك» و«أمقتك» و«أبغضك» عند الكره. وهذه جمل مكرّرة معادة يقولها النّاس آلاف المرّات للتعبير عن معنى واحد، إن حبّا أو كرها. غير أنّ الحبّ والكره ألوانٌ متعدّدة أكثر تعدّدا من العبارات الدالة عليهما، لأنّ أسباب الحبّ والكره مختلفة، وتفاصيلهما لا يعلم إحصاءها إلاّ محصي المشاعر؛ ولأنّ الناس أصلا لا يحبّون في الشكل نفسه. وتُنوّع الحضارات والثقافات طرق حبّها، وتظلّ العبارات واحدة تنقل دلالة واحدة وتعطّل الفروق بينها. العبارات المعطِّلة هي إذن عبارات تكاد تخلو من معناها من فرط تداولها ويصبح ذلك المعنى الذي تدلّ عليه شائعا باهتا لا روح فيه وعادة ما تكون العبارات المعطِّلة في اللغة الشائعة.
اللغة الشائعة استعملناها في هذا السياق المخصوص للدلالة على طريقة في بناء الكون باللغة متَّفَقٍ فيها اتفاقا يصل حدَّ الشّيَعَانِ. وتدخل في هذا الضرب من اللّغة الجمل التي تقال وتكرّر في سياقات متشابهة. حين تنجح تقول «نجحتُ» وتقول «سأسافر» حين تعزم على السّفر وحين تقسم تقول «والله»، فهذا الضرب من الكلام الذي يُعاد ويستعمل في وصف أكوان متشابهة هو عندنا اللّغة الشائعة. لكنّ الإشكال في بناء الأكوان هو أنّ لكلٍّ رؤيتَه للكون الذي يبنيه من زاوية. هذه الزاوية المختلفة قلّما تراعيها اللغة الشائعة، فحين تقول «أحبّك» لمن تحبّ تكون قد بنيت بهذه الجملة كونا مخصوصا، ولكن بالاعتماد على كلام شائع، فيذهب في إدراكي أنّك بنيت تجربة عامّة بلغة شائعة، والحقّ أنك تضمر في نفسك وأنت تبني هذا الكون تجربة فريدة في الحبّ هي تجربتك الحميمة.
اللغة الشائعة هي النواة اللغوية الأساسية التي نستعملها كلّ يوم وإليها يذهب كلامنا مباشرة عند تنشيط الذاكرة اللغوية، لذلك لا يمكن أن نجهد الذهن كثيرا في تذكّرها. لهذا اليسر في المعالجة الذهنية نلجأ في بناء أكواننا المتشابهة إلى لغة شائعة؛ لكنّ الخصوصيّة تظلّ شيئا ناقصا في ذلك الشائع، فنتمّه بالوصف وتفاصيله أو بالتّخصيص وعناصره، أو نلجأ في بعض الأحيان إلى العُدول عن تلك اللغة الشائعة بابتداع كلام جديد نريد به أن نبلّغ تجربتنا الحميمة ونبني كوْنَنا المخصوص بكلام مخصوص.
الرّغبة في التفرّد تخلق اللغة المختلفة التي عادة ما يكون وراءها موقف من اللغة الشائعة. نحن لا ننزعج في العادة من أداء شائع، ولذلك ترانا نقبل عليه ونكرّره لأنّ الجهد العلاجيّ في إدراكه قليل؛ لكن أن نكسره ونجنح إلى تجديدٍ فيه بعلاج يكون جهده الإدراكيّ أكبر، فذلك يعني أنّ لنا موقفا سلبيّا منه؛ وهذا ينطبق على اللّغة وعلى أيّ نشاط بشريّ غيرها. ففي مقهى عموميّ نشرب القهوة عادة بالطريقة نفسها؛ لكن أن يُجوّد شارِبٌ مَا طريقته في شربها بأن يحمل الفنجان بلطف ويطبق شفتيه بحِلم على حافّة الفنجان: أي أن يجعل طريقة شُرب القهوة موضوع مهارة وتدبّر، فهذا يعني أنّه لا يوافق مبدئيّا على طريقة الشرب الشائعة بقطع النظر عن نيّته من وراء ذلك. كذلك الأمر في اللغة حين يقود المتكلم المخاطب بتراكيب غير مألوفة إلى المعنى القديم كأن يقول «أكرهك» ويقصد «أحبّك» أو يقول بالتونسية «نموت عليك ونفنى»؛ بالجملة الأولى ألبس المعنى نقيضَه تنَكُّرا وتشويقا، وفي الجملة الثانية ألبس أحلى معنى حيوي لبُسا دلالية قاسية عن القتل والفناء .الشّعراء هم أظهر المتكلّمين هدما للّغة الشّائعة؛ لكنّهم ليْسُوا أكثرَهم فعلا لذلك. يهدم الشعراء لغة شائعة لكنّهم يبنون بطول الوقت لغتهم الشّائعة حتى يأتي غيرهم ليهدمها.
تعيش العبارات المعطّلة في بيئتها المفضلة: اللغة الشائعة. لكن ليست العبارات المعطّلة ما يعرف في اللسانيّات بالعبارات المسكوكة أو المتلازمة كقولهم في العربية «ماتَ حَتْفَ أنْفِهِ» وإن كان في هذه العبارات تعطيل لدلالتها القديمة. العبارات المعطِّلة هي عبارات تستعمل في اللغة الشّائعة العاديّة في معنى شائع، وخالية من أيّ إشارة لخصوصية المعنى الذي تحيل عليه. صحيح أنّ قدر الكلم أن تكون جميعا كذلك لكنّها تصبح في الكلام الشائع أكثر عطلا. ومن سمات هذه الكلم أنّها تتلبّس بمعناها الشائع ويصعب أن يعاد شحنها بدلالة جديدة.
في كلمة «أكل» مثلا يمكن أن يُزال عن الدال لباس الأكل الفيزيائي ويُشحن بمعنى جديد، بدون أن ينفى المعنى القديم كلّيا كقوله تعالى (تأكلون التّراث أكلا لمّا: الفجر، 19) أو كقول ابن زيدون وهو يعرّض بولادة وبابن عبدوس: «أكْلٌ شَهيٌّ أصَبْنَا مِنْ أطَايِبِهِ* بَعْضًا وبَعْضًا صَفَحْنَا عَنْهُ لِلْفَارِ». فعبارة «أكَل» ومشتقّاتها ليست من العبارات المعطّلة لأنّ دلالتها الأصليّة تُهدم وتشحن بالمعاني الجديدة. بيد أنّ العبارات المعطّلة هي عبارات استحوذت عليها دلالة مهيمِنة استحواذا عطّل فيها قابلية أن يعاد إفراغ دلالتها القديمة وشحنها بجديدة. عبارات المشاعر من نوع أحبّ وأكره وأحقد وأحسد وأغار وأعشق وأحزن وأفرح هي من هذا النوع: لا يمكن أن تهدم دلالتها القديمة وتبنى لها دلالات جديدة؛ لا يمكن ذلك بالاشتراك فلا شريك لها يمكن أن يعدّد دلالتها؛ ولا يمكن ذلك بالمجاز فهي معاني أحوال لا تردّ إلى الملموسيّة؛ ولا يمكن خلق دائرة شعورية أعلى منها ولا أكثر تجريدا نعدّها وجها مجازيّا لها. هذا لا يدخل فيه الرّمز مثل استخدام أحبّك في السياق الصوفي. فهذا الحبّ هو وجه من العاطفة يعطّل خصوصية الحب الذي للمتصوفة، كما يعطّل لفظ الحبّ خصوصيّة شعور الحبّ لدى المحبين المختلفين. إنّ التعطيل الذي في عبارة «حبّ» هو ما جعل ايجين إيشار وهو جنرال فرنسيّ يقول: « يا حبّ، أيّها الحبّǃ إنّ اسمك الحقيقيّ هو الغيرة».

٭ أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية

اللغة الشائعة والعبارة المعطّلة

توفيق قريرة

هذا ما يفعلونه بالرجال… فكيف النساء؟

Posted: 27 Aug 2018 02:14 PM PDT

نقتبس، أحيانا، حين تصادفنا وقائع واحداثا، نجد ما يماثلها تاريخيا، مقولة كارل ماركس «التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة». لكن مراجعة عدد من الكتب والمذكرات والتقارير حول كيفية معاملة المعتقلين، بالعراق، منذ تأسيس الدولة، في عشرينيات القرن الماضي، وحتى اليوم، تشعرنا بأن مقولة العم ماركس بحاجة الى مراجعة. ولعل الاصح القول بأن التاريخ يعيد نفسه في المرة الثانية كمأساة أكبر. فخروقات حقوق الانسان، الموثقة، تكاد تصرخ بوجوهنا، تفاصيل مرعبة لممارسات لا انسانية، يرفض العقل تصديقها مما يدفع الانسان العادي، حماية له أو تهربا من المسؤولية واتخاذ موقف ما، الى التوقف عن قراءتها او حتى تكذيبها باعتبارها مبالغات لا تستحق الانتباه. وهي أفعال مورست طوال عقود، بلا استثناء، بدءا من حكومات الاحتلال البريطاني وحتى الحكومات الحالية، وليدة الغزو والاحتلال الانكلو ـ أمريكي وتشابكاته، الحالية، مع جمهورية إيران الاسلامية.
المأساة تتكرر كمأساة بالنسبة الى المعتقلين، ويزيد في عمق جروحها، انها تنفذ بحزمة مسميات «التحرير وحقوق الانسان والعراق الجديد»، وتحت مظلة تدعى «الديمقراطية» التي تنفذ الينا من بين ثقوبها، أحيانا، تقارير مخيفة، عن التعذيب الوحشي الى حد القتل. آخرها تقريران أصدرتهما منظمة «هيومان رايتس ووتش»، الاول بعنوان «العراق: وكالة استخبارات تعترف باحتجاز المئات» الصادر في 22 تموز/ يوليو 2018، والثاني في 19 آب/ أغسطس 2018، والمعنون»العراق: شهادات مرعبة حول تعذيب معتقلين وموتهم». يستند التقرير الاول الى شهادة عالم الآثار فيصل جبر (47 عاما) الذي أعتقل في موقع أثري في شرق الموصل، وأقتيد إلى منزل من طابقين بالقرب من مكتب الأمن الوطني في الموصل. رأى جبر في الطابق الأرضي من المنزل 4 غرف تُستخدم كزنزانات لاحتجاز السجناء، فيها ما لا يقل عن 450 سجينا احتُجزوا معه، بحسب تعداد الأشخاص اليومي. احتُجز جبر48 ساعة، تحدث خلالها مع 6 رجال وصبي في الزنزانة معه، وأخبروه أن الجهاز احتجزهم لمدة تتراوح بين 4 أشهر وسنتين بتهمة الانضمام الى داعش. نفت وكالة الاستخبارات وجود المعتقلين عندما راسلتها المنظمة الا ان الوكالة اعترفت بعد ذلك في رد مكتوب بأن «الجهاز الامني يحتجز المعتقلين في مركز واحد في الموصل بموافقة «مجلس القضاء الأعلى» في نينوى، وأن جميع المعتقلين يُحتجزون بموجب أوامر توقيف قضائية، ويمثلون أمام قاضٍ خلال 24 ساعة من الاعتقال، ويُنقلون إلى سجون وزارة العدل عند الحكم عليهم». وهي عملية تفندها شهادات المعتقلين.
أما التقرير الثاني فيضم شهادات معتقلين أتهموا بالانضمام الى «الدولة الاسلامية» وأطلق سراحهم بعد اشهر من التعذيب بدون توجيه تهمة. من بينهم محمود البالغ من العمر 35 عاما.
سلم محمود نفسه إلى مسؤولي الاستخبارات في الموصل في كانون الثاني/ يناير، بعد أن أخبره صاحب العمل أن الاستخبارات قد أصدرت مذكرة توقيف بحقه. احتُجز 4 أشهر، لأنه اشتُبه في انتمائه إلى تنظيم «الدولة الإسلامية». أحتجز في زنزانة مساحتها حوالي مترين بثلاثة أمتار، مع 50 إلى 70 رجلا، احتُجز العديد منهم لعام كامل. تم تعليق محمود في وضعية «البزونة» (القطة) 6 مرات على الأقل أثناء احتجازه طوال ساعات. وخلال 4 مرات على الأقل، فقد وعيه قبل أن يتم إنزاله. في بعض الأحيان كان العناصر يدلقون الماء عليه قبل أن يعاودوا ضربه بكابلات معدنية. قال إنه عندما استعاد وعيه كان مستلقيا على الأرض، ورأى معتقلَين آخرَين، كليهما عاريين، راكعين في وضع «العقرب» وكانت أيديهما مربوطة خلف ظهريهما. مرة أخرى، أحضر الحراس 3 سجناء آخرين، وبدأ رجال الأمن بضرب اثنين منهم، ثم قاموا بتعليقهما من أيديهما، التي كانت مقيدة خلف رأسيهما، على خطافين بجوار نافذتين صغيرتين في الغرفة. كان واحدا بملابسه الداخلية، والآخر عاريا. بعد فترة من الوقت، أمر الضابط الأعلى رتبة في الغرفة رجال الأمن الآخرين بربط قنينة ماء بسعة لتر إلى خيط وتعليقها بقضيب كل منهما.
«بعد مرور 3 أشهر على احتجازي، ثبت أحد رجال الأمن كتفي، وأمسك آخر ساقي، والثالث الذي كان يرتدي قفازات أمسك مسطرة معدنية صغيرة تم تسخينها على موقد الشاي ووضعها على طول قضيبي. انتفضت من الألم، فحرقني رجل الأمن للمرة الثانية على خصيتي. أحرقوا المعتقل الآخر مرة واحدة على قضيبه أيضا. ذهبت إلى الطبيب بعد أن خرجت لأني ما زلت أعاني من ألم شديد، لا أستطيع ممارسة الجنس أو القيام بأي شيء، ولست متأكدا إذا كنت سأتحسن».
من يقرأ شهادة محمود، سيلاحظ صعوبة ان يحافظ الانسان على انسانيته في ظروف لا انسانية، وان كان لايزال قادرا على الاحساس بانحداره نحو هاوية قد تصنع منه جلاد المستقبل. يقول محمود: «أشعر بالخجل من الاعتراف بأنني بدأت أشعر بالحماسة كلما رأيت سجناء جدد يصلون، لأن ذلك كان يعني أن رجال الأمن سيكونون مشغولين معهم، ويتركوني وشأني». وحين مات احد المعتقلين بعد اعادته من جلسة تعذيب ورفض الحارس فتح الباب ونقل الجثة « عندما أدركنا أنه توفي، قمنا بشيء جعلنا نشعر بأننا لم نعد بشرا، حيث جردناه من ملابسه وأخذناها، لأننا كنا جميعا بحاجة ماسة إلى الملابس».
تسعة رجال ماتوا في زنزانة محمود نتيجة التعذيب. كان من بينهم رجل « ظل يقول لعناصر الأمن إن ليس لديه أي صلة بداعش، لكنه تزوج من امرأة ثانية، مما أغضب زوجته الأولى فبلغت عنه قائلة إنه ينتمي إلى التنظيم. بعد اربعة ايام من التعذيب أعاده حارس إلى الزنزانة، ولم يستيقظ في الصباح».
كان هناك 3 زنزانات، إحداها زنزانة للنساء المحتجزات، وقد عرف محمود ذلك من أصواتهن. السؤال الذي يتبادر الى الذهن حال قراءة هذه الجملة هو: اذا كانوا يعاملون الرجال بهذه الطريقة… فما الذي تلقاه النساء؟ ولدى المنظمة، الآن، أسماء أربعة من المسؤولين عن التعذيب والجلادين وتم الابلاغ عنهم الى الحكومة. الا انها لم تتخذ أي اجراء ولو للتحقيق في تعذيب وقتل الابرياء. فهل سيكون من المجدي، لحث اعضاء البرلمان، باعتبارهم ممثلين للشعب، على المطالبة بالتحقيق ووضع حد لتعذيب المعتقلين، ولو من باب من يدري، قد يتم القاء القبض على أحدهم للتحقيق مستقبلا، وضع شاشة كبيرة خلف منصة جلوس رئيس البرلمان، بمواجهتهم تماما، لعرض شهادات المعتقلين وصور اجسادهم المشوهة، بشكل مستمر، على مدى تواجدهم بالبرلمان يوميا؟.

٭ كاتبة من العراق

هذا ما يفعلونه بالرجال… فكيف النساء؟

هيفاء زنكنة

كلكم ستصبحون فقراء… ترامب يهدد العالم

Posted: 27 Aug 2018 02:13 PM PDT

في ذات الشهر الذي جلست فيه زعيمة الإتحاد الأوروبي الآيل للسقوط تحت ضربات اليمين المتطرف، بإنكسار، أمام قيصر روسيا الطامح سياسياً، وخففت من لهجتها العدائية المعتادة مع سلطان تركيا القلق إقتصادياً؛ حنكة ورغبة منها في رأب ما تستطيع من أزمات سياسة واقتصادية تلوح بالأفق القريب، معتمدة على واقعية سياسية وذاكرة جمعية ألمانية تكونت عبر تاريخ طويل من الانتصارات والهزائم والحرب، في الشهر نفسه، يخرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهدداً بخلع الباب المتماسك بصعوبة كبيرة أمام تسونامي إقتصادي، ويتوعد بإفقار الجميع في أمريكا وخارجها؛ الرئيس الأمريكي صاحب شعار « أمريكا أولاً « قال حرفياً: « في حال تم عزلي، أعتقد أن الأسواق ستنهار، وأن الجميع سيصبحون فقراء جداً «، في رده الأول على إعترافات محاميه السابق، مايكل كوهين، الذي انقلب ضده، كحال الكثير من أصدقائه السابقين الذين حولهم لأعداء؛ وكأن عبقرية الرئيس ترامب، التي تحسب له في كتاب غينس للأرقام القياسية، تكمن بكسب أكبر عدد من الأعداء بأسرع وقت ممكن.
«لا أعرف كيف يمكن عزل شخص قام بكل هذا العمل الرائع؟»
التساؤل المنطقي لرئيس يضرب بكل منطق عرض الحائط، يبدو طبيعياً، فرجل أعمال عاش حياته كلها وفق معادلة الربح والخسارة، همه الأكبر ماذا تحقق وليس كيف؟.
قد لا يختلف إثنان، حتى بإعتراف مراكز الدراسات والمجموعات الإعلامية المعادية له، أن ما قام به الرئيس ترامب في الداخل الأمريكي من خلق فرص عمل، ورفع قيمة الدولار وجعله ملاذاً آمناً، عمل جبار ورائع، لكن مقاربة الرئيس ترامب وضعت أمريكا في مأزق، « أمريكا أولا « بلا أخلاق ولا مبادئ ولا أصدقاء، ليبدو سؤال الرئيس ترامب الحقيقي، ما الذي يعنيه دفعي لثلاثمائة ألف دولار رشوة لإمرأتين ،مارست معهما الجنس، لشراء صمتهما، مقابل مليارات الدولارات وآلاف فرص العمل التي جلبتها لكم من فم شعوب العالم ؟ ألم تشاهدوا كيف أقبض الخوات من الاصدقاء، وأفرض الضرائب على الحلفاء والأعداء ؟ لماذا نُحرك العالم بدبلوماسيتنا الناعمة وبمقدورنا إخافتهم بوجهنا القبيح ؟ ما الذي يجعلنا متمسكين، أصلاً، بإتحاد أوروبي وحلف ناتو غير قادر على دفع فاتورة صداقتنا ؟
هل حقاً تريدون عزلي، وأنا أنفذ وعدي لكم، وأجعل « أمريكا أولا « بإيقاف المساعدات المالية التي التزمنا بها لعقود مع المنظمات الإنسانية ( الأونروا التي يعيش منها مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين؛ والخوذ البيضاء التي أنقذت آلاف الأرواح في سوريا ).
الرئيس الأمريكي إلى الآن ينجح بسياسة الهرب إلى الأمام كل ما أصبحت القضايا والجهات القضائية التي تلاحقه أقرب، ورغم عنجهيته، يمتلك فراسة رجل الأعمال الذي يدرك المثل الشامي القائل « طعمي اليد بتستحي العين «، مراهناً، على طريقته نفسها التي يدير بها شركاته الخاصة، ضارباً بعرض الحائط بأجهزة الدولة القوية، وبالتحالفات الاستراتيجية العميقة، وبكل إمبراطوريات الإعلام التي تقف عاجزة أمام حسابه الخاص على تويتر الذي قد يكتب به قريباً، أيها الشعب الأمريكي العظيم؛ الاموال تنهمر، « أمريكا اولاً «، هيا لنخلع أقنعتنا، ونتحول لمصاصي دماء، أو « اخلعوني أولاً» وعودوا لحبوب أوباما كير المهدئة»).

٭ كاتب سوري

كلكم ستصبحون فقراء… ترامب يهدد العالم

همام نبيل البني

الإرادة العراقية… الكذبة الكبرى

Posted: 27 Aug 2018 02:13 PM PDT

منذ فجر ذلك النهار الوحشي من عام 2003، حين غزت الولايات المتحدة وبريطانيا العراق وحتى اليوم، ونحن نسمع عن الإرادة العراقية المستقلة، التي لم يعد أحد لم يتاجر بها. حتى الغزاة أنفسهم استثمروا فيها فقالوا أن الغزو والاحتلال جاء لتحقيق تلك الإرادة، بينما الكل يعرف معنى الغزو وماهية الاحتلال.
وعندما شكلوا مجلس الحكم العراقي في 12 يوليو/تموز 2003، قالوا بأنه يمثل الإرادة العراقية المستقلة، على الرغم من أن الحاكم المدني الامريكي بول بريمر أعترف في مذكراته، بأنه ساق أعضاء ذلك المجلس من العملاء العراقيين بسوط الإرادة الأمريكية، كي يشكل بهم تلك الهيئة القبيحة. حتى إيران التي شاركت الغزاة في احتلال العراق، كانت زعاماتها الدينية والعسكرية والمدنية، تؤكد على أن الحكومة العراقية ذات إرادة مستقلة، على الرغم من أنها تسيطر على العراق وتتواجد في بنية العملية السياسية فيه، ولديها دُمى عديدة تتراقص على المسرح السياسي مُسبّحة بحمدها.
واليوم وفي خضم السعي المحموم لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بعد انتخابات حصل فيها تزوير تاريخي، تنطلق أصوات الساسة جميعا، سنة وشيعة وأكرادا، للقول بأن حراكهم ليس بضغط من أحد، وأن الحكومة ستتشكل بإرادة عراقية خالصة. فهذا قيادي في تحالف (المحور الوطني) السُني يقول بأنهم «لا يخضعون للضغوط في تشكيل الحكومة المقبلة». ونائب عن ائتلاف (دولة القانون) الشيعي بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي يقول بأن «الحكومة المقبلة ستتشكل بإرادة عراقية خالصة» مشددا على «عدم السماح بأي تدخل خارجي لتشكيلها». وعمار الحكيم ومقتدى الصدر وحيدر العبادي وزعماء الحزبين الكرديين الديمقراطي والاتحاد الوطني والزعامات السُنية، كلهم يقولون بأن تشكيل الحكومة سيكون بإرادة وطنية مستقلة لم يسبق لها مثيل.
إذن علام يتواجد ممثل الرئيس الأمريكي في التحالف الدولي ضد الإرهاب بريت ماكغورك في بغداد؟ ولماذا التقى كل الزعامات السياسية في البلاد وحثهم على تشكيل الحكومة؟ فهل يُمثل الرجل الإرادة الأمريكية أم العراقية؟ ولماذا تواجد الجنرال قاسم سليماني زعيم فيلق القدس الإيراني هنالك أيضا؟ ألا يُمثل الإرادة الايرانية؟ ولماذا يتحرك السفيران الامريكي دوغلاس سيليمان، والإيراني إيرج مسجدي في الأروقة الخلفية للمنطقة الخضراء، حيث مقرات الحكومة والبرلمان وسكن الزعماء السياسيين بعيدا عن الأنظار؟
لقد فات هؤلاء الادعياء المتشدقين بكذبة الإرادة العراقية المستقلة، بأن هذه لم تعد موجودة على أرض الواقع إطلاقا. وأن القرار الوطني العراقي غادر عقل وضمير كل الذين قبلوا بالعملية السياسية، بغض النظر عمن اعتبر نفسه مُعارضا من داخلها أو مواليا لها. لأن كل القوى الإقليمية والدولية الفاعلة في الساحة العراقية تنظر إليهم على أنهم مجرد دمى لها، وأنهم يفتقرون تماما إلى الحاضنة الشعبية المؤيدة لهم. وبالتالي فإن كل شؤون العراق والعراقيين باتت تسير وفق إرادات خارجية تمثل مصالح الاخرين. ولعل الموقف الحكومي الرسمي الاخير، ومواقف الاحزاب والميليشيات من موضوع العقوبات الامريكية الجديدة على إيران، يشير وبصورة واضحة إلى المكانة التي آلت اليها الارادة العراقية والقرار الوطني المستقل، ومكانة إرادات الاخرين في المشهد العراقي.
لقد مزق هذا الموقف كل الأغطية التي تغطى بها الساسة العراقيون، وتركهم عراة أمام كل من تأخر لديه الوعي السياسي، ولم يفهم حقيقتهم، لاسباب طائفية أو عرقية، أو ربما شخصية، ناتجة عن تجربة سياسية سابقة ظلمتهم. ففي الوقت الذي ما برح فيه رئيس الوزراء يصرح، وفي كل مناسبة، بسياسة النأي بالنفس عن الصراع الدائر بين واشنطن وطهران، والرياض وطهران، وقف مُصرّحا وبكلام عربي واضح ومبين عن موقف العراق من العقوبات على طهران، بأنها «خطأ جوهري واستراتيجي وغير صحيحة، لكن سنلتزم بها لحماية مصالح شعبنا. لا نتفاعل معها ولا نتعاطف معها لكن سنلتزم بها»، على حد تصريحه. عاد بعد بضعة أيام ليقول وبالوضوح نفسه «لم أقل إننا نلتزم بالعقوبات الأمريكية، بل قلت نلتزم بعدم التعامل بالدولار في التعاملات مع إيران، لأنه لا يمكن التعامل بهذه العملة إلا بموافقة البنك المركزي الامريكي».
ولو بحثنا في المساحة السياسية المتحركة بين التصريح الاول ونقيضه، لوجدنا أن الارادة الايرانية أطلت برأسها من خلال ميليشياتها وأحزابها وممثل الولي الفقيه الايراني في العراق، لملء هذه المساحة. كلهم كانوا يُجاهرون وليس همسا بأن الارادة العراقية لم تعد موجودة، حتى لو كان المتحدث بها من نسيجهم السياسي والطائفي والعقائدي نفسه. لان هذه الإرادة خط أحمر لا يمكن العودة للتعامل بها. لانها تعني رفض السياسات الايرانية العدوانية على العراق والأمة. كما تعني عودة هذا البلد إلى لعب دوره المحوري على الساحات العربية والإقليمية والدولية. كما تعني استقلالية السياسة النفطية والمواقف الدينية والفكرية من التبعية الاجبارية إلى طهران. فالعراق في الاجندة الايرانية ليس لبنان أو سورية أو اليمن، هو يعني لها أكثر من أربعة ملايين برميل نفط يوميا، ويعني مرجعية النجف الدينية، والطريق الواصل إلى البحر المتوسط عبر سوريا.
هذه هي العقدة التي دفعت طهران لمد أذرعها في العراق، لإصدار بيانات شديدة اللهجة تستنكر ما صرح به رئيس السلطة التنفيذية، حتى لم يعد هنالك حزب صغير أو كبير، ولا ميليشيا مسلحة أو مجرد عصابة خطف وتسليب، إلا وشجبت تصريحات رئيس الوزراء، بل ذهب البعض منهم إلى الاستخفاف به وبموقعه. ثم جاء بيان ممثل الولي الفقيه علي الخامنئي الايراني في العراق، تتويجا لكل المواقف الأخرى، ومُحمّلا بطاقة عدائية كبرى فقال «تصريحات العبادي لا تنسجم مع الوفاء لمواقف إيران المشرفة ودماء الشهداء دفاعا عن العراق»، «مواقف العبادي تعبر عن انهزامه النفسي تجاه أمريكا». وفورا انتقل رئيس الوزراء المتشدق بالإرادة العراقية المستقلة، والحريص على تحقيق مصالح شعبه على حد قوله، إلى العودة للعب دور بندقية مؤجرة على الكتف الايراني. فهل بعد كل هذا التقافز اللامنطقي يمكن الحديث عن إرادة وطنية مستقلة؟
علم السياسة يقول إن القرار الوطني المستقل لا يستقيم في ظل غياب الدولة، ولا يمكن أن ينمو ويصبح فاعلا في دولة عبارة عن شكل ومسرح للخلافات والفساد وليست سلطة، بل السلطة فيه موزعة في أكثر من مكان وليست موجودة فيه. وهذا ينطبق حرفيا على العراق، حيث هنالك انفصام كبير بين حقيقة ممارسة السلطة والشكل الخارجي للدولة. هنالك جهاز للدولة قائم لكن السلطة موزعة بين قوى إقليمية ودولية، وهنالك وزراء ونواب ومناصب سيادية عليا ودنيا، لكن من فيها هم مندوبون لمن يملكون السلطة الحقيقية فيه. وكل القرارات تأتي من الضامن الخارجي.
باحث سياسي عراقي

الإرادة العراقية… الكذبة الكبرى

د. مثنى عبدالله

بعد التجنيد الإجباري المغرب يحتاج للتجنيد الشامل لتفادي الأسوأ

Posted: 27 Aug 2018 02:13 PM PDT

قررت الدولة المغربية خلال الأسبوع الماضي، إعادة العمل بالخدمة العسكرية بعد سنوات من إلغائها. ويثير القرار وسط المجتمع المغربي اختلافا في التقييم بين فكر المؤامرة لأسباب سياسية واعتبارها عملا منطقيا لصالح الوطن. لكن على ضوء الأوضاع المعاشة في المغرب، نطرح التساؤل الذي يردده الجميع: لماذا لا تتجند الدولة المغربية، بروح إجبارية لتقديم خدمة حقيقية للشعب المغربي، الذي يعاني من الخصاص في قطاعات متعددة، مثل الصحة والتعليم، التي تحدث عنها مجددا الملك محمد السادس الأسبوع الماضي.
وبعيدا عن البيان الرسمي الحكومي الذي يتحدث عن الوطنية وروح المواطنة وعبارات كلاسيكية أخرى، تتميز بها الدول التي لا تنهج ديمقراطية حقيقية وتلعب عادة على وتر الإحساس الوطني عند كل أزمة، يمكن رصد العوامل التي نعتبرها أقرب الى الواقع وتغيب عن البيان الرسمي، التي تقف وراء إعادة العمل بالخدمة العسكرية الإجبارية، ونذكر منها:
- يعاني الجيش المغربي من غياب وفرة مرشحين كافيين لاختيار الجنود، بل حتى الضباط، لتدعيم بناء جيش احترافي. وقد دخل الجيش المغربي مرحلة الاحتراف خلال السنوات الأخيرة، حيث تستوجب عملية تطوير العتاد العسكري الذي ينهجها، الحاجة الى جنود لهم تكوين علمي وثقافي مقبول على الأقل، الأمر الذي لا يتوفر في كل المرشحين الذين يتقدمون للجيش، بحكم قدوم نسبة مهمة منهم من الأرياف أو من التعليم الثانوي. وهذه الظاهرة لا تقتصر فقط على المغرب، بل هي ظاهرة دولية، خاصة في دول أوروبا، حيث يرفض الشباب العمل في الجيش. وهكذا، سيساعد التجنيد الإجباري المؤسسة العسكرية المغربية على اختيار مريح للجنود، الذين سيلتحقون بها لتحقيق القفزة المنتظرة إلى جيش محترف، أكثر استعدادا لمواجهة التحديات الاقليمية المتسارعة، التي تقلق، ليس فقط المغرب، بل مختلف جيوش العالم.
في الوقت ذاته، ستوفر الخدمة العسكرية مسبقا العناصر الكافية والمناسبة لباقي الأجهزة مثل، الشرطة والدرك والقوات المسلحة والاستخبارات، لاختيار العناصر عند مباريات الولوج إلى هذه المهن، ذلك أن مجندا قضى سنة في الخدمة العسكرية الإجبارية سيكون مؤهلا جسمانيا ونفسانيا، ومن حيث الانضباط أكثر من المرشح العادي الذي لم يخضع للخدمة الإجبارية.
- وفي سبب آخر، ستعمل الدولة المغربية عبر التجنيد الإجباري على سد الفراغ المهول في الأطر، وذلك بحكم الخصاص الكبير الذي تعاني منه البلاد في كل القطاعات الحيوية الاجتماعية، مثل الصحة وهو ما جعلها تحتل المركز 129 في التنمية البشرية في تقرير الأمم المتحدة. في هذا الصدد، يتضمن قانون التجنيد الإجباري استدعاء الأشخاص الذين لم يتجاوزوا السن 40 لأداء الخدمة العسكرية، إذا لم يكونوا قد أدوها في الماضي. وفي فقرة أخرى مهمة من البيان الرسمي تقول «يمكن للمؤسسة العسكرية الترخيص للمجندين الذين يتوفرون على مؤهلات تقنية أو مهنية، بعد استكمال التكوين الأساسي المشترك الذي تحكمه مقتضيات المادتين 37 و38 من نظام الانضباط العام في حظيرة القوات المسلحة، القيام بمهام محددة داخل الإدارات العمومية، بإذن من السلطة العسكرية، التي تحدد الشروط والمدة، وفق المادة 7. وعليه، ستحاول الدولة عبر التجنيد الإجباري عبر هذا البند توفير الأطر في شتى القطاعات للعمل في المرافق التي تعاني من خصاص مهول، خاصة المجال القروي. وعليه، سيكون الطبيب والمهندس ومهنيون آخرون مجبرين على تقديم خدمات في قطاعات معنية، عبر التجنيد الإجباري. وكان هذا النوع من العمل مدمج في المغرب سابقا ضمن الخدمة المدنية، التي بدورها جرى إلغاؤها، والآن ستدمج بطريقة أو أخرى في التجنيد الإجباري.
ويخلف القرار جدلا سياسيا واجتماعيا، فقد بادرت أصوات شبابية إلى التشكيك في إعادة العمل بالتجنيد الإجباري، وتساءلت حول مراميه الحقيقية، ومالت إلى فكرة المؤامرة وهي: محاولة الدولة تجنيد الشباب/ناشطي المجتمع المدني في محاولة منها للحد من الاحتجاجات وتأطير الشارع بعد الحراك الشعبي في الريف وجرادة ومناطق أخرى من البلاد. ويستشهد أصحاب هذا التيار بفرض الدولة المغربية التجنيد الإجباري سنة 1966، سنة واحدة بعد أكبر الانتفاضات الاجتماعية في تاريخ المغرب (مارس/آذار 1965)، حيث جرى تجنيد ناشطي الحركة الطلابية «الاتحاد الوطني لطلبة المغرب» للحد من تأثيرهم في الجامعات والمجتمع المغربي.
وبغض النظر عن أهداف عودة التجنيد الإجباري في المغرب، وعلى ضوء مؤشرات التنمية المقلقة، التي عاد الملك محد السادس الى الحديث عنها في خطاب «ثورة الملك والشعب» يوم 20 أغسطس/آب الجاري، لا يحتاج المغرب فقط الى التجنيد الإجباري، بل الى صحوة ضمير كل المؤسسات ابتداء، من المؤسسة الملكية ومرورا بالمؤسسة الحزبية وانتهاء بجمعيات المجتمع المدني، وكذلك المواطن المغربي. وكان الملك الراحل الحسن الثاني قد صرح في أواسط التسعينيات بأن المغرب على قاب قوسين من «أزمة قلبية»، ودعا الى التجنيد الشامل. وكان من ثمار عملية دق ناقوس الخطر حينئذ تعديل الدستور، وتشكيل حكومة التناوب السياسي التي أتت بالمعارضة إلى الحكم بزعامة عبد الرحمن اليوسفي. عملية سياسية أعادت الاعتبار للفعل السياسي في البلاد، وإن كانت النتائج بقيت محدودة نسبيا.
وبالتالي، هل سيشهد المغرب إلى جانب التجنيد الإجباري، مبادرة نوعية ولكنها إجبارية للدولة والشعب لمواجهة الانهيار الصامت الذي تعيشه البلاد ويؤدي الى تراجع الوطن والأمة المغربية؟
*كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي»

بعد التجنيد الإجباري المغرب يحتاج للتجنيد الشامل لتفادي الأسوأ
 
د. حسين مجدوبي

انتفاضة البصرة حين تتحول لساحة صراع بين طهران وواشنطن

Posted: 27 Aug 2018 02:12 PM PDT

مؤخرًا انتفض أبناء محافظة البصرة العراقية، احتجاجاً على تردي أوضاع البنية التحتية في العراق، والاقتصاد المتهالك منذ عام 2003، وتظاهروا للمطالبة بحقوقهم، فالبصرة «سلة خير العراق»، و»ثغر العراق البسّام»، محرومة من الماء الصالح للشرب والسقي.
وشركات النفط في البصرة سبق أن بينت في أكثر من مناسبة أنها تفضّل العمالة الوافدة على العمالة العراقية غير الماهرة، لأسباب تتعلق بالكفاءة، والانتماء العشائري، الذي يخلق للشركات مشكلات مع العاملين، حيث تشكل الموارد النفطية للعراق 89% من ميزانيته، وتمثل 99% من صادرات البلاد، لكنها تؤمن 1% من الوظائف في العمالة الوطنية. يحدث ذلك في البصرة مركز صناعة النفط في العراق، وأهم المدن النفطية في العالم، إذ تمتلك نحو 59% من احتياطات العراق النفطية. وتضم أضخم الحقول النفطية في العراق، منها مجنون والرميلة وغرب القرنة، ومن خلال المحافظة تصدّر معظم كميات النفط العراقي التي تعتمد موازنة الدولة على عوائدها بشكل شبه كامل. وتصدر كميات النفط بواسطة ناقلات بحرية أجنبية، من خلال ميناءي العمية والبصرة (البكر العميق سابقًا)، فضلًا عن ثلاث منصات أحادية عائمة (المربد وجيكور والفيحاء). ويضخ النفط للمنصات الثلاث الجديدة والميناءين القديمين عبر شبكة أنابيب تمتد تحت الماء، وتتصل بمستودعات خزن ساحلية تقع قرب مركز قضاء الفاو المطل على الخليج.
الحادث هنا أن طهران وواشنطن في مواجهة مكشوفة، فروحاني كان قد توعد باستهداف النفط في المنطقة، ومن بينها نفط العراق، بقوله إن إيران لن تسمح لدول المنطقة ببيع نفطها، إذا خضع النفط الإيراني للمقاطعة الأمريكية والدولية. وأثار تصاعد وانتشار عمليات الغضب الاجتماعي في جنوب العراق تحليلات متفاوتة في الأوساط السياسية والإعلامية، بعضها استحضر نظريات المؤامرة، وما يتصل بها مع النفط والمواجهة المكشوفة بين طهران وواشنطن. وكان مسؤول عسكري إيراني قد هدد أخيرًاً بإغلاق مضيق هرمز، إذا جرت مقاطعة النفط الإيراني، لكنه عاد عن تهديداته بعد أن صدرت تحذيرات أمريكية مضادة.  
لقد اتسعت حركة الاحتجاجات لتشمل محافظات عراقية عدة، من ضمنها مدينة بغداد، وأحرق المتظاهرون مقرات حزب الدعوة الحاكم التابع لإيران والأحزاب الأخرى ومقرات المليشيات الإيرانية، وقطعوا الطرق والجسور، واقتحموا مطار النجف الدولي، وأوقفوا حركة الملاحة الجوية، إضافة إلى اقتحام مباني الحكومة المحلية في محافظات البصرة وميسان وذي قار وواسط والنجف وبابل.
فقد جاء الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، في خطوة أثارت مخاوف بين العراقيين من أن يتحول بلدهم إلى ساحة للصراع بين واشنطن وطهران. كانت البداية في مارس/آذار الماضي، عندما أعلن العبادي أن بلاده تريد أن تنأى بنفسها عن هذا الصراع. وأن العراق يريد تحقيق توازن في علاقاته مع الاثنتين، ذلك أن هذه السياسة تصب في صالح بغداد.
هنا من الصعب أن يكون العراق في ظل إمكانياته الحالية، طرفاً محايداً في أي صراع محتمل بين الولايات المتحدة وإيران، خصوصاً إذا تحول هذا الصراع إلى صراع ساخن، وليس في مقدور العراق في الوقت الراهن، أن يكون متفرجاً، لأنه لا يملك المقومات الكافية التي تؤهله لأن يؤدي دور الوساطة الحميدة بين الطرفين. الواقع أن هناك عوائق كثيرة لا تزال تحول دون أن يتحول العراق إلى قوة إقليمية مؤثرة في التوازنات الدولية، بسبب الأوضاع غير المستقرة في الداخل ومنها الوضع الأمني، حيث إن السياسة الخارجية هي في النهاية امتداد للسياسة الداخلية. فالعراق ورغم التأثير الإيراني عليه فإنه يعد جزءاً من منطقة النفوذ الأمريكية، وهو أمر معروف حتى للقوى الدولية الأخرى، حيث إن روسيا مثلاً لا تتحرك على العراق، ولا تزاحم أمريكا فيه بينما تتحرك على سوريا، ولأمريكا قدرة الحسم في العراق، بينما إيران تملك تأثيراً فقط، لكنها لا تملك قدرة الحسم، لكن الإيرانيين كانوا حرفيين في التعامل مع الملف العراقي أكثر من الأمريكيين فأصبح لهم تأثير واسع.
بالنظر إلى مجريات الأمور، سنجد ترامب لم يعطِ وزناً للموقف الأوروبي، في حين أن العراق اليوم هي محط اهتمام إدارته ومؤسساتها، لوجود قناعة أمريكية بأن هذا البلد هو أهم ساحة معركة في الصراع مع إيران، ويدرك العراقيون أكثر من غيرهم توجهات هذا الصراع وكيف يمكن أن يتطور ويدار، فالكل يعلم أن المشهد الانتخابي العراقي مرّ بين مشروعين وإرادتين، إرادة الشعب العراقي التي تتمثل في فوز مشروع الأغلبية السياسية، وتحديد رئيس الوزراء ضمن آليات وسياقات وطنية تحدد مستقبل العراق الباحث عن البناء والتنمية، والتخلص من آثار الحروب والنزاعات. ومستقبل طبيعي يلبي طموحات الشعب العراقي وتطلعاته وآماله، للوصول إلى دولة قوية لها ثقلها السياسي والاقتصادي في المنطقة. أضف إلى ذلك أن الإرادة الأمريكية- الإيرانية، التي توافقت على إدارة العراق في 2003، لا تسمح بديمقراطية حقيقية تحكم العراق، بل يجب على الأغلبية الحاكمة والأقلية أن تجلسا لطاولة المفاوضات وتقاسم الكعكة. وهنا لا بد من القول إن مستقبل المؤسسات العراقية السياسية سيكون مختلفاً، حيث سينتقل العراق من نظام برلماني إلى رئاسي.
سبق لـ»الواشنطن بوست» أن اعتبرت الانتخابات العراقية، بمنزلة حرب بالوكالة بين أمريكا وإيران؛ ففي حين سبق ودعمت أمريكا بشكل واضح حيدر العبادي، دعمت طهران زعيم مليشيا بدر هادي العامري، أحد قادة الحشد الشعبي، ليكون رئيساً للحكومة. على مدى ثلاثة عقود كان العامري، وقادة مليشيات آخرون، يشكّلون جزءاً من مليشيات درّبتها إيران، وأدّت هذه المجموعات دوراً كبيراً في توسيع وترسيخ النفوذ الإيراني بالعراق. وإذا كان العامري يُعتبر رجل إيران الأول في العراق، فإن العبادي حاول توجيه المسار بين المصالح الأمريكية والإيرانية. رغم أن القرار الذي أعلنه ترامب أدى لزيادة التوترات الإقليمية، ووسع هوة الخلاف مع حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، إلا أنه لا أحد يتنبأ بغزو أمريكي لإيران. والسؤال هو هل نواجه السيناريو نفسه الذي حدث في العراق، في ما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل؟ وهل ستنجر المنطقة إلى حرب؟ نعم الوضع مختلف حتى إذا كانت درجة العداء قد زادت بين دول الخليج وإسرائيل من جانب وإيران من الجانب الآخر. ففيما يتعلق بهجوم مباشر على إيران فهذا غير مرجح لأنه سيقود بالضرورة إلى حرب شاملة، لا يستطيع أي طرف من الأطراف تحملها.
إن الحرب في العراق نتجت في جانب منها من إدراك أن العقوبات الاقتصادية على صدام، التي فرضت بعد اجتياح الكويت في 1990 بدأت تفقد فاعليتها سريعاً. وهنا ترامب يفضل في ما يبدو تشديد الضغوط الاقتصادية على إيران، لا العمل العسكري. ورغم اختلاف الأدوات فإن هدف ترامب النهائي في إيران يشبه هدف إدارة بوش في العراق، وهو تغيير الحكومة المعادية للولايات المتحدة، وإحلال حكومة صديقة محلها، فلم يحدث أن دعا ترامب أو مستشاره للأمن القومي الجديد جون بولتون صاحب المواقف المتشددة علانية إلى الإطاحة بالحكم الديني في إيران، حيث أن ترامب لم يذكر شيئاً عن تقييمات المخابرات في خطابه، الذي أعلن فيه الانسحاب من الاتفاق النووي، وفي فبراير/شباط الماضي قال دان كوتس مدير المخابرات الوطنية في إدارة ترامب للكونغرس، إن الاتفاق الإيراني مدد الفترة التي تحتاج إليها إيران لإنتاج مواد انشطارية لصنع سلاح نووي، وعزز شفافية الأنشطة النووية الإيرانية.
الحقيقة الواقعة هي أن مشكلات العراق ليست قليلة، بحيث يكون طرفاً في أي صراع في المنطقة، لاسيما بين الأميركيين والإيرانيين، وبالتالي فإنه رغم ذلك يحاول أن يكون نقطة توازن، بحيث لا ينظر للعلاقة مع الأمريكيين بعين إيرانية ولا للعلاقة مع الإيرانيين بعين أمريكية. وهذه المسألة بحد ذاتها في غاية الصعوبة، لكن العراق وصل إلى حالة من الإدراك بأنه في الوقت الذي لا يستطيع الخروج فيه خارج قدراته، فإنه يعرف أن موقعه وسط بين ثلاث أمم وهي العربية والتركية والإيرانية، وبالتالي فإن استقراره هو استقرار لهذه الأمم، كما أن أي مشكلات يمكن أن يمر بها العراق تؤثر بالضرورة على هذه الأمم. والعراق حين لا تسعفه قدرات معينة بسبب الأوضاع التي مر بها، فإن الرهان على موقعه والتوازنات التي يخلقها هذا الموقع هي بحد ذاتها مسألة مهمة.
نعم انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني رفع من قيمة وأهمية العراق في المنطقة والعالم، لاسيما في وجود تصورات عن اشتباك عسكري مع إيران، سواء كان مباشراً أو غير مباشر. ويعيد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني الأحداث التي سبقت حرب العراق 2003، حين تدخلت الولايات المتحدة لإسقاط نظام صدام حسين بعد أن وجدت أن العقوبات لم تعد تجدي نفعاً. فهل سيحدث سيناريو مشابه في إيران؟ فبعد 15 عاماً من اجتياح العراق بذريعتين ثبت خطأهما فيما بعد هما، أسلحة الدمار الشامل وصلاته بتنظيم «القاعدة»، تتجه الولايات المتحدة من جديد صوب مواجهة محتملة مع قوة في الشرق الأوسط للاشتباه في أنها تعمل لامتلاك أسلحة نووية وتدعم الإرهاب.
قد تبدو سياسة ترامب في الشأن الإيراني مألوفة لبعض المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين، الذين شهدوا الإعداد للاجتياح الذي قادته الولايات المتحدة في مارس 2003 للعراق حيث لا تزال الانقسامات الطائفية والعرقية باقية، وحيث يوجد 5000 جندي أمريكي. وسقط أكثر من 4400 جندي أمريكي ومئات الآلاف من العراقيين قتلى في الصراع الذي وصفه كثير من المحللين بأنه من نكبات السياسة الخارجية الأمريكية الكبرى في العصر الحديث. بناء على ما سبق نتوقع أن نرى ونستشعر صراعاً محتدماً بين طهران وواشنطن على رسم معالم وملامح المرحلة السياسية المقبلة، التي تتمثل حكماً برئيس الوزراء العراقي الجديد. لذلك ندعو كل الساسة الذين تنافسوا وفازوا في الانتخابات العراقية أن يضعوا نصب أعينهم سؤالاً واحداً، وهو أين سيذهب العراق ومع أي محور سيصطف؟ وهل من مصلحتهم أن يكون العراق مع طرف ضد آخر؟ أم يعطي الأولوية لبناء العراق واستقلالية قراره؟
كاتبة مصرية

انتفاضة البصرة حين تتحول لساحة صراع بين طهران وواشنطن

نجاح عبدالله سليمان

الفلسطيني.. بين العَرب والغرب

Posted: 27 Aug 2018 02:12 PM PDT

في جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة ثمة شاب فلسطيني مغمور يبلغ من العمر 29 عاماً ويُدعى عمار النجار، أصبح قاب قوسين أو أدنى من الوصول الى عضوية الكونغرس الأمريكي، وتحول سريعاً خلال الأيام القليلة الماضية إلى حديث وسائل الإعلام المحلية هناك، ليس فقط لأنه من أصل عربي فلسطيني، وليس فقط لأنه مسلم، وإنما لأنه – إذا فاز- فسوف يكون قد أنهى هيمنة استمرت أربعين عاما للحزب الجمهوري في تلك المنطقة.
عمار النجار شاب فلسطيني عادي، بل هو أكثر من عادي، فهو ابن لمهاجر جاء من غزة الى الولايات المتحدة هارباً من عدوان الاحتلال الاسرائيلي، وعندما كان عمار في الـ15 من عمره اضطر للعمل بعد دوامه المدرسي بحثاً عن لقمة العيش، والأهم من ذلك أنه أمضى جزءاً كبيراً من طفولته في بلده الأم غزة، حاله حال كثير من المهاجرين الذين يعيدون أبناءهم لبعض الوقت إلى البلد الأم حفاظاً على اللغة والدين والهوية. النجار ليس الفلسطيني الوحيد الذي يقف على أعتاب الكونغرس الأمريكي، وإنما في ولاية ميتشغان يترقب الأمريكيون وصول رشيدة طليب البالغة من العمر 42 عاماً، التي فازت هي الأخرى بالانتخابات التمهيدية وباتت قاب قوسين أو أدنى من الفوز بمقعد في السلطة التشريعية بالولايات المتحدة.
ليس الكونغرس الأمريكي وحده الذي ينتظر الفلسطينيين، فقد سبقوا إلى البرلمان البريطاني، حيث تتربع في مجلس العموم البريطاني سيدة مقدسية تُدعى ليلى موران، بعد أن فازت عن حزب الديمقراطيين الأحرار في آخر انتخابات برلمانية، وأجمل ما في موران أنها ناشطة سياسية أصلاً، وشابة تبلغ من العمر 36 عاماً فقط، وهي بطبيعة الحال أول فلسطينية تصل إلى عضوية البرلمان البريطاني. ليس غريباً أن يحصل الفلسطيني أو غيره على حقوقه في دول مثل بريطانيا أو الولايات المتحدة أو غيرهما من الدول المتقدمة؛ لكنَّ الغريب أن يعاني من الاضطهاد في الدول العربية، التي أشبعتنا طوال السنوات السبعين الماضية ببطولاتها ضد الاحتلال الاسرائيلي وتضحياتها من أجل الشعب الفلسطيني، ومن أجل القدس والمسجد الأقصى، بينما يصطف فيها الفلسطينيون طوابير على أبواب الجوازات لتجديد إقاماتهم، ويتذللون لمواطني هذه الدول بحثاً عن «كفيل».
الفلسطيني في أوروبا وأمريكا والدول المتقدمة أصبح يؤثر في القرار السياسي، ويشارك في بناء هذه البلاد، بينما يعاني من الاضطهاد في الدول التي سبق أن شارك في بنائها وفي تعليم أبنائها! في إحدى الدول العربية اعتقل جهاز الأمن فلسطينياً غزاوياً جاوز الستين من عمره، بعد أن أمضى من هذه الستين أربعين عاماً في تلك الدولة، وبعد شهرين من الاعتقال المصحوب بكل صنوف التعذيب، اقتنع رجال الأمن بأنه لم يكن يرسل أمواله لحركة حماس، وإنما لأقاربه الجياع في غزة.. ورغم ذلك انتهت به رحلة الأربعين عاماً في تلك الدولة العربية الى الترحيل النهائي إلى غزة.. وها هو اليوم حاله حال المليوني فلسطيني الآخرين يعيش تحت الحصار بانتظار ساعتي الكهرباء يومياً.
في دولة عربية أخرى يعيش الفلسطيني – ولو ألف سنة- ويظل مقيماً ينتظر تجديد إقامته بموافقة المخابرات، وينتظر تجديد وثيقة سفره بموافقة جهاز مخابرات آخر يمنحه الوثيقة ويمنعه من استخدامها داخل البلد الذي أصدرها!
في دولة عربية ثالثة غاية المنى للفلسطيني أن يسمحوا له بإدخال لوح من الزجاج الى المخيم لترميم نافذة بيته البائس، فيحمي بلوح الزجاج أطفاله من برد الشتاء القارس.. أما جاره فغاية مناه أن يسمحوا له بإدخال كيس من الإسمنت لترميم جدران البيت الذي بنته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين عام 1948، ولا يزال على حاله منذ ذلك الحين. قبل سنوات زرنا أحد مخيمات اللجوء الفلسطيني (وكنتُ أنا كاتب هذا المقال حاضراً في الزيارة)، استوقفنا شاباً في أحد الزقاق فسألناه عن أمنيته، فأجاب: أن أنام في بيت له سقف ولو لليلة واحدة.
في العالم العربي يتمنى الفلسطيني أن يُجرب النوم في بيت ذي سقف، أو ذي نافذة، أو فيه شيء من الزجاج، ويتمنى إعفاؤه من موافقات الدوائر الأمنية، أو السماح له بالعمل أو الوظيفة.. بينما الفلسطيني (والعربي عموماً) أصبح في بلاد الغرب يشارك في الحياة السياسية والحزبية ويصل الى قباب البرلمان ومجالس الحكومة.. ثم يسألوننا: لماذا تُهاجرون؟ والسؤال الأصح يجب أن يوجه لمن لم يُهاجروا بعد: ماذا تنتظرون؟
كاتب فلسطيني

الفلسطيني.. بين العَرب والغرب

محمد عايش

ألم يحن الوقت كي تعيد السعودية حساباتها؟

Posted: 27 Aug 2018 02:12 PM PDT

أخذت السياسة الخارجية السعودية منذ بداية القرن الحالي مناحي وأبعادا مستغربة وغير مألوفة تثير التساؤل حول مدى انسجام مبادئها وأهدافها مع ما حققته على أرض الواقع إقليميا ودوليا، فما جمعته الدّبلوماسية السعودية من شمل لبناني في الطائف أمّن لها مكانة مرموقة في لبنان ما بعد الحرب الأهلية يبدو أنّها أضاعته في يمن ما بعد الربيع العربي حينما فرقت إستراتيجيتها العسكرية شمل اليمنيين ولم توقف تهديد الحوثيين الذي كانت وراء افتعاله.
مع ثورات الربيع العربي أصبح سلوك السعودية يبتعد عن دائرة تقبُّل الجميع والتعامل مع الكلّ إلى أن يأخذ منحى باتجاه الانتقائية استنادا لمعايير أضحى وجودها يمثل إشكالا في حد ذاته من ناحية عدم وضوح الأسباب التي جعلت السعودية تعتنق تلك المعايير.
لقد باتت الشيطنة والتحريض والتحريش والمقاطعة والحصار والتهديد بقطع العلاقات مع الدول التي لا تستجيب لمطامح السعودية في المنطقة ومطامعها سمة بارزة لسياستها الخارجية، وغاب التعقل والاتزان والأفق الرحب والسعة في إيجاد البدائل الدبلوماسية، وحلّ مكانها التهور والاندفاع والتسرع، وما الأزمة الكندية منّا ببعيد.

حسابات مضللة

و يبدو أن السياسة الخارجية الجديدة للسعودية تتطابق مع ما تحدّث به أحد رجال الدين السعوديين من كون المملكة ثاني قطبي العالم بعد الولايات المتحدة، وهو موقف يجعل السّاسة هناك يعتقدون جازمين أنّهم يقودون المنطقة بأمّتيها العربية والإسلامية ويتحكمون في حركتها وسكونها وأنّ هذا الاعتقاد لوحده يُخوّل السعودية أن تستخدم أي أداة أرادت وأن تصل إلى أي غاية شاءت.
استندت السياسة الخارجية السعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان إلى عدة منطلقات ممارساتية أخذت بها بطريقة وثوقية عجيبة بلغت حد الانقياد الأعمى دون الرجوع إلى مرتكزات منطقية وعقلانية، وهذا ما بيّنته نتائج هذه السّياسة بعد أكثر من ثلاث سنوات لم تخرج منها المملكة بأكثر من الفشل الذريع والخسارة المطلقة والفادحة.
مثّل ارتهان السعودية للتأثير الإماراتي رأس كل الضّلالات التي وقعت فيها وقد انبثق عن هذا التأثير بقية الحسابات الخاطئة انطلاقا من كون الإمارات وضعت السعودية ضمن خططها ومغامراتها الدّولية، وباتت شؤون المملكة الخارجية تُدار في وزارة الخارجية الإماراتية.
كما أخذت علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية طابع قبول الإملاءات والخضوع للإرادات دون نقاش ومن غير رجوع إلى ميزان تحقيق المصالح والمكاسب من عدمه، فكانت النتيجة تنازلات بالجملة أحيانا من دون أدنى سبب وربّما حتى قبل صدور الإملاءات ؛ بمجرد استشعارها لنوايا قاطن البيت الأبيض.
خطؤها المزمن في قراءة حسابات الربح والخسارة على مؤشر الميزان الإستراتيجي الإقليمي « إيران – إسرائيل «، أين راحت تستعدي إيران وتقطع معها كل الصِّلات، في الوقت الذي ازداد توجهها نحو إسرائيل وقد انسحب هذا التّقدير الخاطئ على علاقتها مع محور قطر- تركيا.
معاداتها لثورات الشعوب العربية ومخرجاتها السياسية جعلتها تفقد مكانتها الرّوحية التي تفرض عليها لعب أدوار حيادية وخادمة لتوحيد المواقف الدّولية للأمتين العربية والإسلامية، وعلى النّقيض من ذلك أخذ سلوكها في السّياسة الخارجية منحى متحّيزا وعدوانيا وهذا ما لاحظناه في تعاملها مع ملف الحجّ واجتياحها لليمن وردّة فعلها المتسرّعة والمنفعلة بعد تغريدة لسفارة كندا داخل أراضيها.

خسائر بالجملة

مشكلة السّعودية أنّها أصبحت تُقيّم حسابات الرّبح والخسارة – تخوّفا وتطلّعا – على أساس مادي محض وحدته الأساسية هي الدولار، بينما في الحقيقة هناك أشياء لا تقدر بثمن فقدتها المملكة، وقد يكون أثمن هذه الأشياء على الإطلاق دورها الوظيفي في الأمتين العربية والإسلامية والمستمد أساسا من مكانتها في قلب كل عربي ومسلم.
وقد انعكس ذلك بشكل واضح على أدائها الدبلوماسي في المنظمات الإقليمية على غرار جامعة الدول العربية، وفي مجلس التعاون الخليجي وما حدث من جراء الأزمة القطرية، وحتى على مستوى منظمة التعاون الإسلامي.
التدقيق في سجلات حصيلة المواقف والسلوكيات يدفع للتساؤل عن ما الذي جنته السعودية من تقمّص دور الطّرف في أزمات كانت بعيدة عنها أصلاً ؛ في ثورتي مصر واليمن، وحصار قطر إلى جانب قطع علاقاتها بإيران وكندا، وتعمدها في الاحتفاظ بعلاقات باهتة وفاترة مع دول عربية وإسلامية محورية على غرار تركيا وماليزيا وإندونيسيا وباكستان والجزائر ؛ كان توطيدها سيخدم القضية الفلسطينية بدل الانسياق وراء مخططات التنازل والمهانة التي فرضها منطق صفقة القرن، إضافة إلى أنه سيمنح السعودية دورا محوريا في المنطقة وبوسعه تحصينها من الابتزاز الأمريكي الذي يوهمها أن إسرائيل بوابتها نحو علاقات متينة مع أمريكا متجاهلة أن المشروع الصهيوني يطاولها هي أيضا.
لماذا تعتقد المملكة أن إيران أخطر على أمنها من الكيان الصهيوني، أين نجد هذه الحسابات وراء تكبدها لكلفة طائلة على خلفية عدائها مع إيران وانعكاس هذا العداء في حربها على الحوثيين، فبدل أن تسعى إلى إيقاف نشاط إيران النووي كان بوسعها الاستفادة من علاقاتها مع باكستان وتحسين دبلوماسيتها مع روسيا من أجل تطوير مشروع نووي سلمي خاص بها يجنبها الوقوع في الاستغلال الأمني الأمريكي لها ويضمن لها علاقة ندية مع جارها الإيراني.

هل من الممكن تغيير البوصلة؟

العلاقات بين الدول تقوم على ميزان الربح والخسارة، فمن غير المنطقي أن ترضى دولة باستمرار علاقتها مع دولة أخرى بنفس الوتيرة وبذات النسق وهي في الوقت عينه تقدم خدمات خيالية تُصنّف في خانة الرضوخ للابتزاز، وحينها تكون إعادة الحسابات محمودة العواقب بعكس التعنت والتمسك بسلوكيات كلفت الجهد والأموال الطائلة ولا تزال.
في السياسة الدولية لا شيء مطلق ولا مجال للعلوم الدقيقة فالأمور واسعة والاحتمالات مفتوحة على مصراعيها، حيث لا مكان للصداقات الدائمة ولا للعداوات المستمرة طالما تُحدّد مصالحُ الدول طبيعةَ العلاقات، ومن ينظر للسياسة الخارجية التركية على سبيل المثال لا الحصر في علاقتها مع روسيا بُعيد حادثة إسقاط المقاتلة الروسية وعلاقتها معها الآن يدرك هذا المغزى جيدا.
بل حتى الولايات المتحدة التي تعمل على التحريش بين إيران والسعودية ورغم عدائها المزمن مع كوريا الشمالية غير أنها قامت في النهاية بمد جسور وصلات معها تُوِّجت بلقاء جمع رئيسي البلدين وهي الآن تتطلع لفتح صفحة جديدة مع إيران.
على السعودية إعادة النظر في مفهوم « الحلف الإستراتيجي « الذي ربطت نفسها به مع الولايات المتحدة الأمريكية والذي تتعامل معه على أساس أنه خيار لا محيد عنه وأنه لا بديل له وأنه ذو منظور أحادي لا يقبل التعدد أو التجزئة، في الوقت الذي تراه الولايات المتحدة محض مصلحة ينتهي بانتهائها.
ليس مطلوبا من السعودية حتى توقف استنزاف الولايات المتحدة لمقدراتها بأسلوب ترامب في نهب احتياطياتها من العملة والنفط أن تقطع صلاتها الدبلوماسية بالولايات المتحدة على الطريقة الكندية، ما هو مطلوب حقا هو أن تكون براغماتية في مقاربتها وأن لا تنظر لمسألة تحالفها مع الولايات المتحدة على أساس أنه يستلزم عداءها مع خصومها التقليديين، في هذا السياق من المجدي أن تبقي السعودية حليفها الإستراتيجي في حالة يقين من وجود بدائل تحالفية متعددة.
على السعودية أن تعي جيدا أنها كانت خارج خط سير ثورات الربيع العربي، وأنها هي من جنت على نفسها بإقحامها في مخطط خنق تلك الثورات ظنّا منها أنها تستهدفها، وما ينبغي للسعودية توقعه هو حدوث موجات ارتدادية لثورات الربيع العربي خصوصا بعد حالة التأزم الذي تعيشه تونس والانسداد في النظام المصري ومآزق وأد النظام السوري لثورة الشعب والتشرذم الذي يسود ليبيا واليمن وحالة التململ التي تشهدها المنطقة جراء الأوضاع الاجتماعية الصعبة التي تمر بها شعوبها، هذه الموجات الارتدادية المحتملة والمرتقبة سوف لن توفر بأي حال أيَّ نظام ساهم في إجهاض أهداف الشعوب واجتثاث أحلامها بالعدالة والحرية والعيش الكريم.
خالص الود

فريد بغداد

ألم يحن الوقت كي تعيد السعودية حساباتها؟

فريد بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق