Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الخميس، 30 أغسطس 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


لماذا رفضت بريطانيا الترويج لـ«رؤية» وليّ العهد السعودي؟

Posted: 29 Aug 2018 02:27 PM PDT

أعلنت المؤسسة البريطانية المسؤولة عن تنظيم ومراقبة البث التلفزيوني، أوفكوم، إيقافها إعلاناً ترويجيا سعوديا على قناة سكاي 1، يسوّق لما سمّاه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بـ«رؤية 2030».
يظهر الإعلان أجندة خطّة بن سلمان لبلاده مع صور لنساء يسقن السيارات وفتح صالات سينما، وهو ما اعتبرته «أوفكوم» يتنافى مع «الجدل العام المتزايد» حول هذه القضايا، ورغم أنها لم توقع عقوبة ماليّة على القناة التي بثّت الإعلان فإنها فرضت عدم بثّه مرة أخرى.
الإعلان الذي بثّ في آذار/مارس الماضي تمّ إنتاجه ليترافق مع زيارة وليّ العهد السعودي إلى بريطانيا ويقول المعلّق فيه إن «الأمور تتغير في السعودية من دون شك… وشراكة دول أساسية في العالم هي في صلب هذا التغيير، وخصوصا المملكة المتحدة».
يكشف منع «أوفكوم» للإعلان انتباها غربيّا للالتباسات التي رافقت صعود ولي العهد السعودي، والأهم من ذلك، فهو يكشف تهافت دعوات الإصلاحات التي أعلنتها السلطات السعودية.
منع الإعلان بسبب الجدل المحتدم ضمن الرأي العام البريطاني والعالمي حول طبيعة الإصلاحات السعودية كان، بهذا المعنى، استكشافاً مبكّراً للمفارقات الكبرى التي سيتكشّف عنها برنامج «الإصلاح»، وكانت الإعلانات التي ملأت العاصمة البريطانية خلال زيارة الأمير لها أنه يريد استخدام حدثين بسيطين في مقاييس العالم: السماح للنساء بقيادة السيارات، وفتح صالات السينما، للتغطية على شأن أكبر بكثير، وهو وضع قبضته على كل قضايا الاقتصاد والسياسة والأمن والجيش في المملكة.
ما لبث أن انكشف أن الترويج للإصلاحات والحداثة وتمكين المرأة وانفتاح المجتمع السعودي على العالم والذي ترافق مع تركيز عال وغير مسبوق للسلطات في يد الأمير الشاب شهد ظواهر غير مسبوقة في السياسة السعودية والعربية والعالمية، بدءاً من حملة الاعتقالات التي طالت كبار المسؤولين ورجال الأعمال، ثم فيضان الحالة على الدول المجاورة، مع احتجاز رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، وأحد أكبر رجال الأعمال الأردنيين صبيح المصري، والملياردير الإثيوبي محمد العمودي.
وكان الاشتباك السياسيّ والدبلوماسي الكبير مؤخرا مع كندا أحد أشكال هذه السياسة الهوجاء والخطيرة والتي تتجاهل مصالح السعودية والسعوديين، كما أنها تفضح زيف «الإصلاحات» التي تريد إعطاء وجه حداثي وتقدمي للأمير والمملكة في الوقت الذي تشدد فيه الاعتقالات للناشطين والناشطات وتغضب غضبة شعواء حين تقوم دولة مشهورة باحترام الحريات والحقوق، مثل كندا، بانتقادها وفضحها لأكذوبة الحداثة والتقدم التي لا تستطيع أبدا إخفاء طبيعة الاستبداد في الأنظمة العربية واستمرار أحواله التي لا تحول ولا تزول.
في أيامها السابقة، كانت السعودية مضرب مثل بالرجعية والتخلّف والإساءة للنساء وبانفصال حكامها عن الواقع وتعاليهم عن الشعب وقسوتهم الكبيرة، ومع صعود نجم الأمير الشاب، داعبت السعوديين أحلام التغيير والإصلاح والتنمية الاجتماعية والسياسية، لكنّهم فوجئوا، كما فوجئ الكثيرون في العالم، أن الحاكم الجديد للبلاد يريد وضع ماكياج لماكينة البطش السياسية القديمة، وأن «الترفيه» وقيادة النساء للسيارات، هو لإلهاء الناس عن حقوقها السياسية الحقيقية، وأن الناشطين الذين ناضلوا عشرات السنين للسماح بقيادة المرأة للسيارة وفتح أبواب المجتمع السعودي للتغيير، صاروا مطاردين بتهم الخيانة والعمالة وبعضهم مهدد بأحكام الإعدام والسجن الطويل.
لم تفعل السعودية، للأسف، في كل ذلك، غير تقديم الدليل على بطلان دعاوى الإعلان الموقوف، وانكشاف بهرج الأكاذيب المزوقة والملونة التي لا تستطيع تضليل العالم ولا السعوديين أنفسهم.

لماذا رفضت بريطانيا الترويج لـ«رؤية» وليّ العهد السعودي؟

رأي القدس

الشيخ الأزعر…

Posted: 29 Aug 2018 02:27 PM PDT

في صبيحة أحد أيام الجمعة، مرّ صديق قديم أمام بيتي القريب من مخرج القرية الغربي، دعوته إلى فنجان قهوة، فعرج بلا تردد.
كان يرتدي جلبابا أبيض، بيده سبحة، وتنبعث منه رائحة طيّبة، وخمّنت أن وجهته عكا، مثل كثيرين، ليصلّي الجمعة في أحد مساجدها.
استراح قليلا ثم بادر سائلا:
-شو عليك اليوم؟
-ولا إشي …
-ما رأيك أن ترافقني…
-إلى أين؟
-ستعرف عندما تأتي معي…
أعرف طيبته منذ عقود، كنا نسهر في المقاهي أو في عرائش البطيخ على جنبات الطرق حتى الفجر، رغم أنه كان متزوّجا وله أسرة ويكبرنا- نحن الشبان الصغار- ببضع سنوات، ولكن كانت بيننا ألفة ومودّة لم تنقطع رغم مشاغل الحياة وتشعّباتها الكثيرة، وكنا إذا ما التقينا يوما وقفنا قليلا واستعدنا الذكريات.
قلت له اشرب القهوة وانتظرني ريثما أستحم وأرتدي ملابسي.
بعد بضع دقائق كنت مستعدا وبين أصابعي مفاتيح السيارة.
لم يمض وقت طويل حتى عرفت أن عكا ليست وجهتنا، وبعد بضع عشرات من الكيلومترات وصلنا بلدة في منطقة الناصرة وفيها أكثر من مسجد، ووجّهني إلى مسجد يريده ويقصده.
دخلنا قبيل صلاة الجمعة، صلّينا ركعتي تحية المسجد، ثم قرأت شيئا من القرآن الكريم، وانتظرنا.
رُفع الأذان وصلّينا السُنة، وصعد الإمامُ المنبر، وهو رجل كهل نحيل وله لحية خفيفة رمادية، ارتدى جلبابا أبيض، حاسر الرأس، شعره رمادي، انتبهت إلى أنه ينظر إليّ تارة وأخرى إلى صديقي.
كانت خطبته سياسية، عن هوان المسلمين على أعدائهم، ولكنه ما لبث أن بدأ يتحدث في الأمور العسكرية، عن حاملة طائرات أمريكية تقترب من المنطقة، وفجأة رفع صوته بغضب وقال: لدينا رجال قادرون على إغراق حاملة الطائرات برفسة واحدة!
انتظرت منه توضيحا، ظنّا مني أنها استعارة، ولكنه عاد وأكد وهو ينظر إلي: نعم عندنا رجال لو شاؤوا لأغرقوا حاملة الطائرات والطائرات والطيارين الذين فوقها…
حسن، قلت لنفسي، لماذا لا نفعل ونلقّن الأمريكيين والعالم درسا؟
وكأنه من ملامحي فهم تساؤلي، فأجاب: لكننا لا نفعل هذا لحكمة يعلمها المؤمنون الصادقون، ثم صمت.
لم أفهم الحكمة، إلا أن صديقي بدا كمن فهمها، وبدأ ينفعل وسمعت شهقاته، وأدركت أنه على وشك البكاء، وراح يجهش بصوت مختنق، فهو من النوع الذي تنهمر دموعه لأغنية ما أو لذكرى شخص رحل، وأذكر مرّة أنه بكى عندما رأى ساقي نجلاء فتحي على شاشة التلفزيون في أحد أفلامها الأولى، دون أن يستطيع تفسير سبب بكائه.
قلت لنفسي: لو ركب هذا الشيخ مرة على ظهر باخرة ورأى ضخامتها عن قرب، لما تحدّث بلهجة تهديد. ولكنه ما لبث أن رفس المنبر تحته قدميه وقال: أمريكا وأساطيلها وعملاؤها تحت نعلي، وعندما ذكر كلمة «عملاؤها»، نظر إليّ وتوقف للحظات بإيحاء غريب، جعلني أفكر، هل يقصدني؟ إلا أنني تمالكت نفسي وابتسمت بسبب تلميحه، وبسبب بكاء نديمي القديم الذي كانت أفضل أغانيه في أيام العز «أهل الهوى يا ليل» لأم كلثوم. وخصوصا مقطع «ويقصّروك يا ليل، على هنا وسرور.. والشمس بعد الليل، تصبح عليهم نور». كنا نكرر هذا المقطع عشرات المرات خلال السهرة بلا ملل.
رأى الخطيب ابتسامتي ودموع صديقي، فرد بغضب وهو يغرس نظراته فيّ: نحن هنا لا نحسب حسابا لمن يبتسم، ولن يخفى علينا شيء! ثم التفت إلى صديقي وقال: ولا يهمنا من يبكي، تضحكون أو تبكون فالأمر عندنا سيّان.
ثم استأنف خطبته عن رجال مؤمنين فعلوا الخوارق بأسلوب قصصي جميل، ومنها ما أعرفه، ولكنني في أعماقي خشيت من نظراته المشككة وتحريضه.
انتهت الصلاة، ورحت أصلي ركعتي السنة، ولكن الشيخ وقف وسط المسجد، ودعا إلى حلقة الذكر بدلا من ركعتي السّنة، لم أستجب، وجلست بعيدا قرب المدخل، لا أريد المشاركة لعدم قناعتي بالدّرْوشة، بينما تحمس صديقي وانضم، وما لبث بعد دقيقتين من الذِّكر أن خرج من الصف وركض إلى الخلف دون أن يزيح نظره عن الشيخ حتى وصل آخر المسجد، ثم اندفع راكضا باتجاهه وهو يرتجف ويلهج: الله الله الله، وهو شديد الانفعال، وهنا كانت تنتظره مفاجأة، إذ صاح الشيخ به: قف مكانك.. فتوقف، ثم صاح به: والله إذا استمررت لأكسّر أسنانك، لم تتحرك لخطبة تهز الجبال، آلآن أتتك الحمية؟! هيا انصرف من هنا أنت ومن معك.
وقفت مستاء ومذهولا مما أسمع، وقلت للشيخ: ما هذا الكلام؟ هذا عيب عليك، لقد أتاك الرجل من مسافة بعيدة، احترم سِنّه على الأقل…
إلا أن صديقي فاجأني إذ تلقف يد الشيخ وراح يقبّلها ويطلب الغفران، ويعتذر وهو يبكي ويقول: أنت سيدي وتاج راسي وتأمرني بما تشاء.
رددت مستاء: بل هو الذي يجب أن يعتذر، هذا عيب..
إلا أن صديقي أصرّ على أنه مذنب، ويطلب الصفح والمغفرة.
صديقي هذا بسيط جدا، مرّت أسرته في السنوات الأخيرة في مشاكل اجتماعية كثيرة، ويبدو لي أنه لا يريد سوى الهرب من واقع ثقيل في مجتمع لا يرحم من يتوّرط، خصوصا في قضايا تتعلق بالنساء.
حاولت إقناعه بالخروج، لكنه قال: لن نعود إلى البيت حتى نصطلح مع الشيخ.
-ولكن هو الذي أهانك وهو الذي يجب أن يعتذر.
-لا تقل أهانني، رجاء لا تغلط، الشيخ لا يهين أحدا.
فهمت أنه يعتبر هذا امتحانا له، فإذا كان صادقا لا يلتفت إلى إهانات شيخه، وعليه أن يكون واسع الصدر وأن يتقبل هذا الإذلال، منطلقا من الآية الكريمة «أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين».
انفضّت الحلقة، وانتقل كثير من المصلين إلى قاعة أخرى تحت المسجد، مفروشة بفراش أرضي أخضر، وأمام كل فرشة أطباق وأوعية مليئة بالأرز والملوخية باللحم، وفهمت أن في المسجد مطبخا ونساء أعددن الطعام.
راح الجميع يأكلون وبينهم صديقي، بينما جلست على كرسي بلاستيكي بالقرب من المدخل منتظرا.
انتبهت إلى أن بعض من أنهوا طعامهم، أخرجوا من جيوبهم أوراقا نقدية وألقوها في تنكة وضعت في مكان بارز بالقرب من مجلس الشيخ، مدّ صديقي يده إلى جيب جلبابه وأخرج ورقة نقدية كبيرة، وألقاها في التنكة مثل الآخرين، ثم انحنى على يد الشيخ يقبّلها، فوقف الشيخ وربّت على كتفه كأنه يقول له: سامحتك سامحتك.
خرجنا ومضينا وهو يشكرني على مرافقتي إياه بسيارتي في مشواره هذا. ولمّا وصلنا البلدة وقبل أن نفترق قال:
-هل ترافقني الجمعة الجاي في مشوار آخر؟
- حيثما تشاء يا صديقي، إلا عند هذا الشيخ الأزعر.

الشيخ الأزعر…

سهيل كيوان

هل الحرب أفضل الخيارات للأسد وما هي جائزته؟ بوسة إعلامية لـ«شيخ المحشي» و«حَرّاق إِصْبَعو» للسُّنّة وطوشة زعران على «الميادين»!

Posted: 29 Aug 2018 02:27 PM PDT

لماذا لا يساند الغرب الأسد، رغم أنه في نظرهم الدرع الأخير لحماية مسيحيي الشرق؟ بل لماذا يُعتبر أمنه السياسي مرهونا فقط بأمن اسرائيل، رغم أنه المنقذ لواحدة من أكبر التجمعات المسيحية في العالم، كما يثني عليه البطاركة الأرثوذوكس!
اللعبة ليست دينية، وإن بدت كذلك، اللعبة أقذر من أسبابها وظروفها، وأدواتها، حتى طرد السنة وترسيخ الوجود الشيعي والعلوي والمسيحي لا يدخل أبدا في نطاق التوزيع الديمغرافي، بقدر ما هي خدعة تهجير سياحية لـ12 مليون سوري داخل وخارج الشام، وهنا تحديدا عليك أن تجيب على تساؤل «الإيكونومست»: «كيف يغير بشار الأسد من سوريا»؟!
«فوكس نيوز» تعرض لك خارطة «الإيكونوميست»، فسوريا أصغر حجما وأكبر دمارا وأشد طائفية، ثم تخبرك «سي أن أن» أن سوريا الحالية لا سنية ولا محمدية، بينما يختبئ إعلامك من هذه المحاصصة الجغرافية، لأن النسخة الأخطر للخارطة الإعلامية لسوريا هي النسخة اللامرئية: كارتوغرافيا لا طائفية لخصوم طائفيين… فماذا بعد؟

جائزة الأسد و«حراق إصبعو»

لقد انتصر الأسد، لا اختلاف ولا خلاف، مبروك بالمناسبة، وعقبال بقية الطغاة والغزاة والزناة والعراة والطهاة من فئة «حراق إصبعو»، ولكن من المسؤول عن ظلم إيران للمحمديين؟ وكيف تكتفي «الإكونومست» باعتبار المدينة القديمة في دمشق شهادة معمارية على الإسلام السني، في حين تدعي أن مقاومي حزب الله وسعوا الحي الشيعي في المدينة إلى مناطق يهودية سنية؟ وتعرب عن رفض المسيحيين لمجاورة متطرفين كانوا يطلقون عليهم: الكفار، في الوقت ذاته، الذي تتهم فيه المسيحيين بالانتشاء لصوت الغارات، التي تدك معاقل التكفيريين؟! ثم بعد ذلك تتصبب قلقا من الحج الشيعي وصور السيد نصر الله على المآذن والمقاهي!
النظام نجا من الحرب، فإن كان الخلاص من الحرب أهم من تخليص الشام، فمرة أخرى مبروك يا نظام، سوريا تخرج من دائرة الصراع إذن، بما أن جائزة الأسد – كما تقول الصحيفة، ليست عودة سوريا، بل أنقاضها، رغم أن الإدارات الحكومية تعمل وإمدادات الكهرباء والماء أكثر موثوقية من معظم بلدان الشرق الأوسط، في مناطق سيطرة الأسد، لا بل يتوقع المحللون الإعلاميون أن تتجاوز نسبة إنتاج الغاز الطبيعي في العام المقبل مستويات ما قبل الحرب، ومتحف دمشق الوطني، الذي لم يزل محتفظا بآثاره الثمينة سيفتح أبوابه للتاريخ مجددا، وسكة دمشق حلب تستأنف رحلاتها إلى المجهول، وقلعة حلب تصدح بنشيدها الأوبرالي مع جوقة سماوية وكورال عسكري: (الله وسوريا وبشار)، بينما تمتد الأطلال في المشهد الخلفي نحو الأفق… فماذا ترى في الصورة بعد؟!
لا يخلو الأمر من مجانين، ينتظرون جوائزهم الإعلامية، بين «شيخ المحشي» و«داود باشا»، ولن ينوبهم من موائد الوحوش سوى ما يكفي لنكش أنيابهم العالقة بلحوم الموتى… ويلاه!

القانون رقم 10

النساء، يشكلن بعد الحرب ثلثي القوى العاملة، أما الرجال فلم يزالوا مشغولين بالطوش بين شوارب القباضايات وعصيهم، وخذلك عاد!
بينما يرى محللون نفسيون أن المنظومة الاجتماعية في سوريا منهارة، فنسب الطلاق بارتفاع، وظاهرة تسول الأطفال تتفشى بشكل مخيف، وحدث ولا حرج عن الخمارات، التي تنتعش روحها مع بوار سوق الجهاد، وملايين من المواطنين واللاجئين يتعرضون للتشويه والصدمة، في حين تصل تكلفة إعادة الإعمار إلى 250 مليار دولار، وطلبة الهندسة المدنية يفرون، علما بأن السوريين هم من أعادوا بناء بيروت في التسعينات، حسب الصحيفة نفسها، وهنا لك أن تعيد النظر بما يتم نشره عما يسمى بالقانون رقم 10، الذي يعطي أصول السنة للموالين للنظام، والذي يشبهه إعلام اللاجئين بقانون الملكية في اسرائيل، مع تفضيلهم البعث العلماني على التطرف الإسلامي! فكيف تفهم إذن اتهام الإعلام الغربي للأسد بإطلاق سراح المتطرفين لإشاعة العنف وتقسيم المعارضة؟!
حين يستبدل رئيس البرلمان السني بالمسيحي ووزير الدفاع السني بالعلوي، بما يخالف البروتوكولات الدستورية، في ظل ترحيب الحكومة بعودة اللاجئين، وحشدهم في مأوى، هو في حقيقته تعبير لطيف للاعتقال، بما أن مغادرتهم رهينة التصاريح الأمنية، التي تستغرق وقتا لا يعلمه إلا الله، لتصبح سوريا سجنا وطنيا بامتياز، ويصبح اللاجئون أو السنة، فلسطينيين جددا، يسددون ضرائب أو فوائد السنة في نقاط تفتيش لا طائفية، ليتماهى مع اعتراف أحد الضباط المحمديين: «نحن لا نصلي ولا نصوم في رمضان، بل نشرب الخمر»، كأنه يوحي بأهم شروط الموالاة، فهل تغتر بعد كل هذا بحرص الإعلام الغربي على السنة أكثر من حرصهم على سننهم؟ فعلا عجبي!

الحرب ليست أسوأ الخيارات للأسد!

لم تعد إسرائيل وحدها هي التي تقع على حدودها المنطقة العازلة، لأن الحدود نفسها مفتوحة على سواحل تصعيد إعلامي، وأقاليم فضائية سحيقة بنيران صديقة، ولكن المفارقة الصادمة ليست هنا، بل بما كشفته الصحيفة عن إعطاء الصهاينة الأسد ضوءا أخضرا لإيران، فهل يكفل هذا بقاؤها أم يتكفل بإقصائها؟ هل بعد هذا نلوم «الإيكونومست» حين تعتبر أن الحرب ليست هي أسوأ الخيارات للأسد، خصوصا أنها تنجيه من قائمة مصاريف لإعادة إعمار بلد، دمرها لكي ينقذها من المخربين؟!
ولكن، لأن المشاهد العربي شريف ووطني بالفطرة، لا الوعي، سينحاز لأعداء إسرائيل أولا، وللمنتصرين ثانيا، وللعدو الإسلامي ثالثا، وللقومية العجمية رابعا، وللإعلام المقاوم أخيرا وليس آخرا، فأين فلسطين من كل هذا؟ يبدو الأمر متعلقا بالصهاينة أكثر منه بالقضية الفلسطينية، فهل هناك فرق؟
في النهاية، عليك أن تعترف بينك وبين إعلامك، أن الحرب لم تقم لأن الأسد أو إيران أرادا لها ألا تقوم، وليس لأنهما استبسلا في حربها، وليس لأن الحرب مؤامرة فقط، بل هي خطة، اشترك الجميع فيها، وتقاسموا النصر والهزيمة، ليس عن جدارة أو كنتيجة طبيعية لمواقف مستحقة، بقدر ما هي مكافأة أو جائزة لكل من تواطأ في لعبتها، وبصراحة لم تعد الأمور قابلة للفرز بناء على معايير الشرف الوطني أو الخيانة، بل تبعا لكوبونات البوس الإعلامية، التي يتم توزيعها مجانا في سوق المهابيل والعبيد والحشيشة، الذين جعلوا من شيعة العراق نموذجا أكثر سوءا من سنة إيران!
طيب، ما ذنب الأسد بطوشة الزعران الإعلاميين بين «الإيكونوميست» و»الميادين»، حول كون الحرب خيارا أو اختبارا له؟ هؤلاء لا يتدبرون الحدث، بل يدبرونه، وهم بين هذه وتلك، هدفهم إثارتك لا التأثير بك أو عليك، فاحذر فطرتك معهم أكثر من اطمئنانك إلى وعيهم!
أيها المشاهد، كل شيء فاتر ومحايد ومائع وزئبقي وبلا إحساس يذكر، ولهذا لم يعد مهما أبدا أن يكون الأسد مذنبا أو بريئا، الأهم منهما، هو من الذي نجا من الحقيقة حقا، ومن الذي ظن أنه نجا؟ ومن فعلا يستطيع أن يكون شجاعا بما يكفي ليقول للرئيس الأسد: كنت بطلا لأنك لم تستطع أن تكون مجرما فقط… وسلامتكم!
كاتبة فلسطينية تقيم في لندن
7GAZ

هل الحرب أفضل الخيارات للأسد وما هي جائزته؟ بوسة إعلامية لـ«شيخ المحشي» و«حَرّاق إِصْبَعو» للسُّنّة وطوشة زعران على «الميادين»!

لينا أبو بكر

خسر مورينيو لكنه لم ينهزم!

Posted: 29 Aug 2018 02:26 PM PDT

عشية انطلاق الدوري الإنكليزي الممتاز لهذا الموسم أسر مورينيو لبعض مقربيه بأنه كان سيقدم استقالته للإدارة لو كان في فريق آخر غير مانشستر يونايتد، مشيرا الى أن عراقة النادي تجعله يخجل من فعل ذلك في إشارة ضمنية إلى متاعبه مع المدير التنفيذي اد وودوارد الذي رفض تلبية حاجياته بانتداب لاعبين جدد في الميركاتو الصيفي، خاصة على مستوى خط الدفاع. وبعد خسارته التاريخية المذلة بالثلاثة في «أولد ترافورد» أمام توتنهام في الجولة الثالثة خرج البرتغالي متحديا ومستفزا الإعلاميين رافضا الانسحاب ومذكرا الجميع بأمجاده وبدعم جزء كبير من جماهير المان التي صفقت له بعد الخسارة المذلة وحفزته على الاستمرار في مواصلة رفع التحديات. 
«السبشيال وان» تلقى أثقل هزيمة له على أرضه في مشواره التدريبي على مدى ثمانية عشر عاما مع كل الأندية التي أشرف عليها منذ البرتغال مرورا بإيطاليا واسبانيا وانكلترا، وتعثر للمرة الثانية في ثلاث جولات فقط منذ انطلاق الدوري بعد خسارته أمام الفريق المتواضع برايتون ثم توتنهام على أرضه، ما جعل الجميع يتحدث عن أزمة نتائج وأداء ومشاكل في غرف الملابس مع الفرنسيين مارسيال وبوغبا ومع المدير التنفيذي للنادي الذي يعتقد أن مورينيو ليس في حاجة الى تدعيم الفريق بمدافعين جدد بقدر ما هو بحاجة الى مشروع لعب يقود الفريق نحو التتويج بالاستثمار في التشكيلة الحالية وتحسين علاقاته مع اللاعبين. 
مورينيو في ندوته الصحافية بعد المباراة تهكم على الصحافيين واستقوى على كل سائل بدعم الإدارة ودعم جانب من الجمهور الذي صفق له في الملعب وعبر عن وقوفه الى جانبه، لكنه غفل على أن الأمر تعلق ببضعة مئات فقط من الجماهير بعدما غادر الآلاف مدرجات «أولد ترافورد» قبل النهاية احتجاجا على النتيجة المذلة التي وصفها بوغبا بالصدمة، خاصة وأنها جاءت في الجولة الثالثة من بداية الموسم، وكانت الثانية على التوالي، في وقت حقق توتنهام وتشلسي ثلاثة انتصارات وحصد المان سيتي انتصارين وتعادلا، ما جعل الكثير من المتابعين يتوقعون اقالة البرتغالي صبيحة اليوم التالي، لكن ذلك لم يحدث لأن الأمر يتعلق بمورينيو من جهة ويتعلق بمانشستر يونايتد العريق بتقاليده الكروية التي تجعله يصمد أمام مثل هذه الهزات ولا يتأثر بردود فعل جانب من الصحافة البريطانية والجماهير الغاضبة.
في المقابل ذهب الكثير من التقارير الصحفية صبيحة اليوم التالي «للصدمة» للحديث عن المرشحين لخلافة مورينيو على غرار زيدان وكونتي وحتى الاسباني روبرتو مارتينز، في حين ذهب لاعب المان السابق غاري نيفل الى دعوة الإدارة لتجديد الثقة في مورينيو واعطائه فرصة لتحقيق الانتفاضة المرجوة.
نيفل في تصريحاته ذكر بإقالة كل من لويس فان خال وقبله ديفيد مويز من على رأس المان يونايتد قبل مجيء مورينيو في سابقة لم يشهدها النادي في تاريخه العريق، وأثرت كثيرا على توازنه الذي لم يتمكن من استعادته بعد. كل المؤشرات على الأقل لحد الآن، توحي بأن مورينيو لن يستسلم ولن يرحل، لأن نرجسيته ستدفعه للبقاء والاستمرار في رفع تحد جديد في ظروف تبدو أصعب بكثير مما يتصوره هو شخصيا، خاصة وأن الضغط سيزداد عليه وعلى لاعبيه الذين أبدوا تضامنهم معه لأنهم يتحملون بدورهم جزءا من المسؤولية من الناحية الفنية، أما إدارة النادي فلن تتسرع من جهتها رغم توفر البدائل في السوق، بل ستعطي فرصة أخرى لمدربها الذي لا يزال يربطه بالنادي عقدا ينتهي صيف 2020. كل شيء متوقف على حجم الضغوطات التي سيتعرض لها المدرب والإدارة من طرف الجماهير ووسائل الاعلام، ومتوقف بالدرجة الأولى على نتائج المباريات المقبلة، خاصة وأن دعاة استمرار مورينيو راحوا يذكرون الجماهير بأن السير اليكس فيرغسون خسر بدوره مبارتين في أول ثلاث جولات في موسم 1992-1993 لكنه توج بلقب الدوري في ذلك الوقت بعد موسم استثنائي.
المتفائلون بمستقبل مورينيو مع المان هذا الموسم يتذكرون ما فعله السير فيرغسون، ويستدلون بأداء الفريق المتميز خلال الشوط الأول أمام توتنهام ويعددون المهارات التي يتوفر عليها النادي والخيارات والبدائل الكثيرة التي يحوزها مورينيو في الوسط والهجوم على غرار خوان ماتا وراشفورد وسانشيز ومارسيال الذين بإمكانهم إعادة الثقة المهزوزة خاصة وأنهم سيواجهون فرقا في المتناول في الأسابيع المقبلة على غرار بيرنلي وواتفورد وولفرهامبتون، ما يبشر بإمكانية استعادة المان لعافيته وثقة عشاقه، خاصة وأن مورينيو تعود على أزمات النتائج سواء مع الريال أو تشلسي، وها هو يتجاوز بنجاح أول صدام مع الصحافة البريطانية وجماهير المان التي تبقى صمام أمام النادي بوعيها وتعلقها بناديها الذي يختلف عن باقي أندية العالم في التعامل مع الأفراح كما مع الخيبات، تلك هي أدبيات الفرق الكبيرة والآتي سيكون صورة عالية الوضوح لكل الأعين التي تترقب انهزام مورينيو بعد خسارته!

إعلامي جزائري

خسر مورينيو لكنه لم ينهزم!

حفيظ دراجي

«إشارة النسر» … آخر صرعات الحراك الشعبي ورسائل عابرة للحكومات ومفردات جديدة في «القاموس الأردني»

Posted: 29 Aug 2018 02:26 PM PDT

عمان- «القدس العربي» : لا يمر من المنطقة التي تسمى بـ»إشارة النسر» غربي العاصمة عمان إلا عدد قليل من الأردنيين. لكنها ورغم جهل غالبية الأردنيين الساحقة بها دخلت تلك مجدداً إلى قاموس العمل السياسي عبر لافتة الحراك الشعبي الساعي لرفع صوت الاعتراض فتقارير الإعلام الإلكتروني المحلي ووسائط التواصل الاجتماعي مليئة اليوم بأخبار لها علاقة بإشارة النسر.
هي في كل الأحوال ليست أكثر من إشارة ضوئية نصب على أحد أعمدتها تمثال حجري لنسر يرمز لأهم رموز المملكة. لكنها اشارة ضوئية ليست عادية فهي تنظم السير بين أربع جهات في ضاحية دابوق المثيرة للجدل والتي تعتبر أكثر ضواحي الأردن ترفاً وثراء ً وفيها أغلى العقارات بدون منافس.
في كل حال برزت إشارة النسر الضوئية مجدداً في محيط الأخبار الحيوي امس الاربعاء عندما شهدت حضوراً امنياً كثيفاً لقوات الدرك والشرطة لمنع مئات الضباط المتقاعدين من صفوف الشرطة من التجمهر والاعتراض للمطالبة بحقوقهم في مجال الإسكان.
قبل ذلك تم فض اعتصام صغير لمجموعة محدودة من الحراكيين في الموقع نفسه الأسبوع الماضي تميز ولأول مرة بمحدودية عدد المشاركين وبتنظيمه استجابة لما يسميه معارضون في الخارج بحركة أحرار الأردن.
تلك بكل حال تعبيرات جديدة تماماً على الايقاع السياسي الأردني حيث يلتفت الجمهور وسط أزمة الثقة والمصداقية مع اجهزة الدولة والحكومة بكثافة هذه الايام إلى منابر خطابات متلفزة يقدمها خمسة من أردنيي الخارج يزعمون فيها بأنهم يمثلون الايقاع الشعبي والمعارضة في الخارج.
ازداد مثل هؤلاء بصورة واضحة مؤخراً. والجديد في المسالة ان متابعيهم عبر منصات التواصل الاجتماعي يزيدون عن آلاف عدة.
والجديد أكثر ان أحد معارضي الخارج التي تكاثرت فجأة لتأييد دعوات الحراك ورفع سقف الخطاب طلب من الأردنيين الاسبوع الماضي التجمع عند إشارة النسر وقام عدد محدود فعلاً بالاستجابة قبل رصد خطابات مصورة تم تداولها على نطاق واسع تخاطب هذه المرة القصر الملكي مباشرة وتطالبه بوقف اللصوص والنهابين وانقاذ الشعب الأردني من الذين ينهبون امواله وثرواته.
احتياطاً فيما يبدو رصدت السلطات دعوات للتجمع مجدداً عن اشارة النسر حيث محيط حيوي يتضمن مكاتب لها علاقة بالقصر الملكي وحيث احد القصور الملكية الكبيرة وحيث يسكن ويقيم العشرات من افراد الطبقة الراقية في المجتمع وكبار المسؤولين.

رسالة «أمنية»

تجمع الدرك والأمن الاحتياطي امس الاربعاء كان اقرب إلى رسالة قيد أمني تنطوي على اشارة واضحة بان من سمح لهم بالتحرك والتجمع والاحتشاد والاعتراض في بعض مناطق العاصمة مثل الدوار الرابع او دوار الداخلية لا يستطيعون تحويل ذلك المربع عند اشارة النسر إلى ساحة للاحتجاج.
يلفت احد المسؤولين الأمنيين النظر إلى حساسية المربع العقاري في منطقة النسر أمنياً وبصورة لا تجيز التساهل حيث عشرات من كبار ضيوف الدولة والدبلوماسيين والمؤسسات الحيوية مقترحاً على من يريد الاحتجاج او الاعتراض الالتزام بعدم المساس بمصالح الآخرين وعدم اعاقة السير في الشوارع حيث يوجد مناطق اخرى يمكن الاعتراض فيها سبق أو وفرتها السلطات .
لكن الأهم رمزية إصرار بعض الحراكيين على استخدام تعابير مبالغ فيها مثل حركة الأحرار او مؤتمر المعارضة في الخارج حيث تشكك بعض دوائر السلطة بالنوايا والخلفيات وحيث تشمل تلك الرمزية الحساسة الرغبة في رفع سقف الخطاب وتبديل اللهجة وتجاوز بعض الخطوط الحمراء .
الأزمة الاقتصادية الطاحنة تدفع بدورها باتجاه رفع السقف ورواية زراعة الأمل وسط الجمهور لاتزال غير صلبة وغير مقنعة على المستوى الحكومي ،الأمر الذي يبرر الانطباع بان صدور دعوات للاعتصام والاحتجاج امام منطقة إشارة النسر تحديدا لها علاقة بتجاوز التحدث مع الحكومة والانتقال إلى مستوى توجيه النداءات المطلبية او حتى بعض العبارات النقدية إلى مركز القرار والمؤسسات السيادية مباشرة.
يحصل كل ذلك وسط تراكم الانطباع بان المؤسسات الأمنية وهي تواجه تداعيات الاستهداف الإرهابي الغامض حتى الآن تكدس الأدلة والقرائن على أن الاجواء والمناخات الوطنية قد لا تسمح لاحقاً حتى بتمرير تظاهرات صاخبة على غرار ما حصل في منطقة الدوار الرابع وسط العاصمة عمان في شهر أيار/مايو الماضي.
آنذاك وفرت قوات الدرك وفي اطار ترتيب لا يزال غامضاً حتى اللحظة الحماية لانفعالات صاخبة قادها ابناء الطبقة الوسطى وتيارات ليبرالية وشبابية ومدنية حتى انتهى المشهد بإسقاط حكومة الرئيس الدكتور هاني الملقي وتشكيل وزارة جديدة برئاسة الدكتور عمر الرزاز وبسبب قانون الضريبة الذي تم إسقاطه أيضاً.
الانطباع وقتها تراكم لصالح قراءة تتحدث عن تقاطع مصالح دفع المؤسسة الأمنية لاحتواء الانفعال الشعبي.

بين السطور

لكن وبأكثر من لهجة ولغة وعبر إشارات عدة بين الاسطر يتم اليوم إبلاغ جميع الجهات في الشارع بأن مشهد التساهل الامني قد لا يتكرر كما حصل مع احداث الدوار الرابع ليس فقط لأن الحكومة بصدد تحويل قانون ضريبة جديد سيثير الجدل أيضاً إلى البرلمان. ولكن لأن البوصلة الأمنية اختلفت بعد عمليتين إرهابيتين في السلط والفحيص من المرجح ان تستثمرها السلطات لصالح تقليص هوامش التعبير في الشارع.
وعلى اساس ان المؤسسات الامنية لديها اولوية اليوم وانها ليست بصدد الاستنزاف عبر التركيز على الحراكات الشعبية مادامت تحركات الإرهابيين في السلط والفحيص قد طرحت عشرات الاسئلة حول وجود مخطط محتمل لاستهداف الاستقرار الامني في الأردن. ومادام خليفة تنظيم داعش مجهول الاقامة والمصير قد امتدح مرتكبي الأعمال الإرهابية في السلط والفحيص علنًا وبدأ يخاطب من سماهم عبر تسجيل صوتي بـ» «أهل السنة في الأردن».
الأولوية الامنية هنا تحديداً. ومن المرجح ان تتأثر زوايا الانفراج والتساهل مع الحراكات الشعبية التي تنمو بطبيعة الحال وتزداد تحت وطأة الضغط الاقتصادي العنيف على المواطنين وكذلك تحت وطأة عدم وجود حلول للازمة الاقتصادية ترفع سقف التفاؤل او تحتوي موجة الغلاء خارج سياق منطق «الجباية» بالرغم من حملة التزويق والماكياج التي ترافق خطة الحكومة الجديدة بعنوان الضريبة.

«إشارة النسر» … آخر صرعات الحراك الشعبي ورسائل عابرة للحكومات ومفردات جديدة في «القاموس الأردني»
أغلى وأثرى مربع عقاري في العاصمة وبعد أولويات «الإرهاب»
بسام البدارين

الصدر يدعو لصلاة مليونية «يرجف منها الفاسدون» … والأكراد أقرب إلى «الفتح» و«دولة القانون»

Posted: 29 Aug 2018 02:25 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: ورغم الضغوطات الأمريكية، الساعية إلى ثنّي الحزبين الكرديين، الديمقراطي، بقيادة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني بقيادة الراحل جلال طالباني، والذين حققا مجتمعين (44 مقعداً) في البرلمان الجديد، عن الانضمام لتحالف «الفتح ـ دولة القانون»، غير إنهما يميلان صوب ذلك المحور، مقارنة بالفريق الآخر «التحالف الرباعي».
القيادية في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، نجيبة نجيب، قالت لـ«القدس العربي»، إن «الأكراد لديهم برنامج، لكن من الذي مستعد لتطبيقه؟»، في إشارة إلى طرح الحزبين الكردستانيين برنامجاً مشتركاً على القوى السياسية الشيعية، لتحديد أي من «المحورين» يضمن تطبيقه، تمهيداً للتحالف معه رسمياً.
وطبقاً لنجيب، عضو اللجنة المالية في البرلمان السابق، فإن تحالفي «الفتح ودولة القانون، وافقا وأبديا استعدادهم على تطبيق البرنامج الكردستاني»، مشيرة إلى أن البرنامج يتضمن عدداً من النقاط «تبلغ أكثر من 14 نقطة، تصب جُلّها في تطبيق الدستور».
لكنها أشارت في الوقت ذاته إلى أن «لا توجد كتلة أقرب للأكراد، كون التفاوضات ما تزال مستمرة، وكل شيء ممكن أن يتغير في اللحظة الأخيرة»، مبينةً أن «الأمر الواضح للجميع هو أن الكتلة الأكبر يجب أن يشترك فيها الأكراد والسنة».

«سيادة البلد»

وطالب ائتلاف «دولة القانون»، بزعامة المالكي، الحكومة الاتحادية بـ«قطع الطريق على التدخلات الخارجية، وطرد أي سفير أو مبعوث دبلوماسي يتدخل في الشأن العراقي، مشددة على ضرورة قيام الخارجية وجهاز المخابرات بواجبهما».
وقالت النائبة عن الائتلاف، عالية نصيف في بيان، إن «على الحكومة ووزارة الخارجية الحفاظ على سيادة البلد وهيبته وإحترام إرادة الشعب العراقي، وقطع الطريق على التدخلات الخارجية في شأننا الداخلي والتي تخالف البروتوكولات والأعراف الدبلوماسية، بالاضافة إلى أن المواثيق الدولية تحضر التدخل بالشأن الداخلي العراقي، وكذلك اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة والتي تحضر التدخل والمساس بسيادة العراق».
وأكدت على أهمية «قيام وزارة الخارجية بواجبها بهذا الخصوص وطرد أي سفير أو مسؤول أجنبي أو مبعوث دبلوماسي في حال تدخله في الشأن العراقي، مع ضرورة قيام جهاز المخابرات العراقية بواجبه وإتخاذ الإجراءات القانونية ضد أي مواطن يثبت قيامه بالتخابر مع جهات خارجية»، مضيفة: «دعونا نبني مرحلة جديدة للعراق خالية من أية تدخلات خارجية».
وألمح تحالف «الفتح» أخيراً، إلى إن الولايات المتحدة تسعى إلى دعم رئيس الوزراء العراقي الحالي حيدر العبادي، لولاية ثانية، من خلال «الضغط» على السنّة والأكراد للانضمام لتحالف الصدر.
صلاح العبيدي، المتحدث باسم زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الداعم لتحالف «سائرون»، ردّ على أنباء تفيد بأن وجود بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأمريكي في التحالف الدولي، في بغداد، يأتي للضغط على القوى السياسية للانضمام إلى تحالف «سائرون»، المدعوم من الصدر.
وقال لـ«القدس العربي»، إن «الأطراف التي فُضحت، والتي كانت تسوّق في حملاتها الدعائية قبل الانتخابات، للطائفية والوقوف بوجه الطائفيين والداعشيين، اتفقوا بعد الانتخابات مع الداعشيين الذين كانوا يتحدثون عنهم، واتفقوا مع أصحاب منصات الاعتصام، لتشكيل الكتلة الكبرى».
وكشفت أنباء صحافية عن انضمام زعيم المشروع العربي، رجل الأعمال المثيّر للجدل، خميس الخنجر إلى تحالف العامري ـ المالكي.
وأضاف العبيدي: «بعد أن تعرى هؤلاء، بدأوا يحاولون ويصورون اتهامات ضد سائرون بأي شكل من الأشكال»، لافتاً إلى أن «واحدة من هذه الاتهامات هي القول إن تحالف سائرون مدعوم أمريكياً».
ولفت المتحدث باسم الزعيم الشيعي البارز إلى أن «أول شخصية عراقية أعلنت رفضها العقوبات الأمريكية على الشعب الإيراني باعتباره شعبا مسلما ولا يستحق ما يُفعل به هو السيد مقتدى الصدر»، متسائلاً «كيف يمكن القول إن الصدر مدعوم من الأمريكان؟».
ورداً على سؤال يتعلق بصعوبة موافقة الولايات المتحدة على أي مرشح يطرحه التيار الصدري لرئاسة الحكومة الجديدة، على خلفية مقاومة التيار للقوات الأمريكية، أكد قائلاً: «هذا السؤال يجب أن يوجه للأمريكان أنفسهم. نحن لا نقبل بتدخل أي جهة خارجية في تحديد شكل الحكومة المقبلة، سواء تحديد شكل التكتل، أو كيف ستكون الكتلة الكبرى، أو من هو رئيس الوزراء، أو غيرها. هذا ليس من شأن أي جهة خارجية سواء كانت أمريكا أو إيران أو تركيا أو السعودية. هذا شأن عراقي خاص، حسبما يؤكد السيد الصدر».
وختم المتحدث باسم الصدر حديثه بالقول: «هناك تطابق ما بين رأي الصدر والمرجعية الدينية العليا (السيستاني) بشأن مواصفات رئيس الوزراء المقبل».
وفي أواخر تموز/ يوليو الماضي، حدد ممثل رجل الدين الشيعي علي السيستاني، مواصفات رئيس الوزراء المقبل قائلاً: «على رئيس مجلس الوزراء للحكومة القادمة ان يتحمل كامل المسؤولية عن اداء حكومته، ويكون حازماً وقوياً ويتسم بالشجاعة الكافية في مكافحة الفساد المالي والاداري (…) ويعتبر ذلك واجبه الاول ومهمته الاساسية، ويشن حرباً لا هوادة فيها على الفاسدين وحماتهم».
في الأثناء، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إلى وقفة سلمية غاضبة لبناء «عراق جديد» عبر إقامة صلاة مليونية الجمعة المقبل «يرجف منها الفاسدون».
وقال في بيان خاطب فيه ما وصفهم «جُند الإصلاح: «هبوا لتقولوا قولتكم بكل سلم وسلام، هبوا بصلاة مليونية يرجف منها الفاسدون ويذل فيها الظالمون ويخشع فيها المؤمنون ويرفع فيها المظلومون، هبوا لتقولوا قولتكم (كلا للطائفية وكلا للفساد وكلا للمحاصصة وكلا للإرهاب وكلا للمحتل)».

«عراق جديد»

وتابع أن «العراق بحاجة ماسة لوقفة مشرفة سلمية غاضبة تكون اول بوادر لبناء عراق جديد بعيد عن كل فاسد واثم وظالم، وكل معتد ومحتل اثيم»، داعيا إلى «تلبية نداء الحوزة والمراجع».
وطالب الصدر «جند الاصلاح» أن «يهبوا معا من أجل انقاذ الوطن، لأن الدين بذمتهم والمذهب بذمتهم، واليوم اقول ايضا ان الوطن بذمتهم والعراق بذمتهم، فهو عاصمة الدين وعاصمة المذهب وعاصمة الإنسانية وعاصمة الحضارة وعاصمة الاصلاح، وكل عيون المظلومين في مشارق الارض ومغاربها».
وخاطبهم بالقول: «قولوا قولتكم فالعراق عراقكم والوطن وطنكم وخيراته لكم، لا للفاسدين والسراق، لكم انتم ايها العراقيون بكل طوائفه ومشاربه سواء الإسلامي منكم أو المدني وسواء منكم المسلم أو المسيحي أو غيره».
وشدد على «نصرة الدين والعراق لكي يجعل العراقيين أسيادا لا ذيولا تابعين للأجنبي والمحتل».

الصدر يدعو لصلاة مليونية «يرجف منها الفاسدون» … والأكراد أقرب إلى «الفتح» و«دولة القانون»
ائتلاف المالكي يطالب بطرد أي مسؤول أجنبي يتدخل في شؤون البلاد
مشرق ريسان

رئيسة مجلس الأمن لـ«القدس العربي»: لا بد للمجلس أن يلعب دورا في مساءلة مجرمي الحرب في ميانمار واليمن

Posted: 29 Aug 2018 02:25 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي» ووكالات: بعد جلسة مشاورات في مجلس الأمن حول الكونغو وسوريا وميانمار التقت رئيسة مجلس الأمن لهذا الشهر الممثلة الدائمة للمملكة المتحدة، كارن بيرس، بالصحافة المعتمدة للإجابة عن بعض الأسئلة حول المواضيع المطروحة. وردا على سؤال لـ«القدس العربي» حول تقريرين صدرا هذا الأسبوع واحد عن ميانمار والآخر عن اليمن، وفي كلا التقريرين إشارة لجرائم حرب إرتكبت ضد المدنيين وكلا التقريرين يطالب مجلس الأمن بالمساهمة في تنفيذ المساءلة وتحقيق العدالة ومثول مجرمي الحرب أمام المحكمة الجنائية الدولية فهل سيقوم مجلس الأمن بهذا الدور المطلوب؟ قالت بيرس إن التقريرين أنجزا بناء على طلب من مجلس حقوق الإنسان الذي أرسل لجان تقصي حقائق إلى البلدين وسيقوم مجلس حقوق الإنسان بمناقشة التقريرين أولا في أيلول/سبتمبر المقبل. ثم سيصل التقريران بشكل أو بآخر إلى مجلس الأمن الدولي. «نأمل أن نناقشهما ونتعامل معهما بطريقة مناسب».
وقالت «إن التقرير حول ميانمار يشمل أسسا معقولة للدعوة إلى إجراء تحقيق جنائي شامل ومقاضاة كل من إرتكب جريمة حرب. فقد وضع أسساً معقولة للدعوة إلى إجراء تحقيق ومقاضاة. ليست هذه مهمة في حد ذاتها تقييم مصممة لتوزيع اللوم فحسب، بل وسيكون هناك تحقيق قضائي كامل. لذلك سنتحدث إلى أصدقائنا وشركائنا في مجلس الأمن وفي أماكن أخرى حول كيفية تحقيق العدالة على تلك الجرائم الخطيرة للغاية والاستجابة إلى الدعوة للمساءلة التي يحددها تقرير بعثة تقصي الحقائق بهذا الشكل».
بالنسبة للتقرير حول اليمن قالت السفيرة البريطانية «إن التقرير قد صدر صباح الثلاثاء عن مجلس حقوق الإنسان وما زلنا ندرسه بعناية فائقة. نحن نكرر نداءات مجلس الأمن لجميع أطراف النزاع بالإلتزام بالقانون الإنساني الدولي والعمل في جميع الأوقات على مبادئ التمييز».
وكانت لجنة تقصي الحقائق في ميانمار التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان في مارس/ آذار عام 2017 قد أصدرت تقريرا شاملا حول الجرائم التي إرتكبت ضد المسلمين الروهينجا منذ أب/أغسطس 2017 دعت فيه إلى إحالة الوضع في ميانمار إلى المحكمة الجنائية الدولية أو محكمة جنائية أخرى يتم إنشاؤها لهذا الغرض كما قال مرزوقي داروسمان رئيس اللجنة في مؤتمر صحافي في جنيف.
وقال كريستوفر سيدوتي عضو اللجنة إن الانتهاكات ارتكبت بشكل أساسي من القوات المسلحة في ميانمار المعروفة باسم (تاتمادو)، بالإضافة إلى قوات الأمن الأخرى. وقال: «لقد توصلت لجنة تقصي الحقائق، بناء على أدلة معقولة، إلى أن الأنماط التي وجدتها للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي، تصل إلى درجة أكثر الجرائم جسامة وفق القانون الدولي. وقد ارتكبت تلك الجرائم بشكل أساسي من القوات المسلحة». وقال التقرير إن الضرورة العسكرية لا يمكن أبدا أن تبرر القتل العشوائي والاغتصاب الجماعي للنساء والاعتداء على الأطفال وحرق قرى بأكملها.
وقد عقد مجلس الأمن الدولي جلسة بعد ظهر الثلاثاء حول الوضع في ميانمار تحدث فيها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ودعا أعضاء مجلس الأمن إلى الانضمام إليه في حث سلطات ميانمار على التعاون مع الأمم المتحدة، وضمان وصول وكالاتها وشركائها بشكل فوري وبدون عوائق إلى المحتاجين. وتطرق الأمين العام إلى أوضاع الروهينجا، تلك الأقلية المسلمة، ممن بقوا في ولاية راخين في ميانمار. وقال إنهم «ما زالوا يواجهون التهميش والتمييز، وقد قطعت عن الكثيرين منهم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة». وأشار إلى أن حوالي 130 ألف روهينجي يوجدون في مخيمات تفرض قيودا شديدة على حركتهم. ويصاحب ذلك وصول محدود للغاية إلى الصحة والتعليم والخدمات الأساسية الأخرى، وسبل كسب العيش.
وفي السياق، طالبت رابطة «أمهات المختطفين اليمنيين»، أمس الأربعاء، الحكومة المعترف بها دولياً ممثلة بوزير داخليتها أحمد الميسري، بالكشف عن مصير العشرات من المختفين قسراً والمعتقلين تعسفياً والإفراج الفوري عنهم ومحاسبة المتسببين في إخفائها وتعذيبهم.
وقالت الرابطة، في وقفة احتجاجية نفذتها صباح امس أمام منزل وزير الداخلية في مدينة عدن (جنوب اليمن)، إنه «رغم الإفراج عن أكثر من 60 مواطنا اعتقلوا تعسفيا واخفوا قسريا، وأصدرت النيابة أوامر بالإفراج عنهم، إلا أن 29 مازالوا مخفيين من قبل التشكيلات المسلحة التابعة للإمارات بمحافظة عدن».
ورفعت أمهات وأبناء وزوجات المختطفين لافتات ناشدن من خلالها المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية والمحلية والأمم المتحدة مساعدتهن بالكشف عن مصير أبنائهن والتوصل إلى معلومات عنهم وعن حياتهم وصحتهم.
ويصادف اليوم الخميس من كل عام يوما دوليا لمناصرة المخفيين قسراً وقضيتهم.
وأطلقت رابطة «أمهات المختطفين» تزامناً مع استقبال هذا اليوم، نداء لإنقاذ العشرات من المخفيين قسراً والكشف عن مصيرهم وضمان سلامتهم.
وتخضع محافظة عدن لسلطة القوات الحكومية الشرعية، وقوات الحزام الأمني (قوات جنوبية تطالب بالانفصال عن شمال اليمن ومدعومة من دولة الإمارات)، والتي سبق أن وجهت إليها اتهامات من قبل منظمات دولية، بإدارة سجون سرية بداخل المحافظة.

رئيسة مجلس الأمن لـ«القدس العربي»: لا بد للمجلس أن يلعب دورا في مساءلة مجرمي الحرب في ميانمار واليمن
رابطة أمهات المختطفين تطالب الحكومة بالكشف عن مصير عشرات المعتقلين في عدن
عبد الحميد صيام

قوات «الأسايش» الكردية و«السوتورو» السريانية تهاجم مدارس مسيحية في القامشلي… والمسيحيون يتظاهرون

Posted: 29 Aug 2018 02:25 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : يسود توتر في مدينة القامشلي الحدودية، والتي تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على معظمها، باستثناء مناطق وجود قوات النظام السوري، في المربع الأمني وأحياء قريبة منه، على خلفية إغلاق مدرستين سريانيتين من قبل الإدارة الذاتية، التي تشكل الوحدات الكردية عصبها الأقوى، واحتجاج المدنيين على السياسة التي تتبعها الميليشيات الكردية، في فرض مناهجها التعليمية بالقوة، بينما يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التوتر المترافق مع استياء شعبي، جاء على خلفية مظاهرات ضمت عشرات المواطنين من سكان القامشلي ممن عارضوا قيام قوات «الأسايش»، والمجلس العسكري السرياني بالسيطرة على المدارس الخاصة التابعة للكنائس السريانية في المدينة. حيث جرى تطويق المدارس وتثبيت دوريات في المنطقة، الأمر الذي أثار استياء الأهالي الذين عمدوا للتوجه إلى هذه المدارس وهي مدرسة الأمل الخاصة ومدرسة ماركبرائيل السريانية الخاصة ومدرسة مار أفرام ومدرسة مارقرياقس، ونادى المتظاهرون بشعارات مناهضة لعملية السيطرة على المدارس.
المحتجون، وفق شريط مصور، جابوا شوارع المدينة، وهم يرددون شعارات تطالب بإعادة فتح المدارس، وعدم حرمانهم من حق التعليم، بالإضافة إلى شعارات دينية، قالوا فيها: «بالروح بالدم نفديك يا صليب»، وأخرى عنوانها «الشعب السوري واحد»، كما طالبوا بإعتماد المناهج التعليمية التي يصدرها النظام السوري، كونها مناهج معترفاً بها في المناطق كافة، وفق ما تداوله ناشطون محليون.

الصليب حاضـر وتخبط «الذاتية»

كما أظهرت المقاطع المصورة، ترديد المتظاهرين المسيحيين لهتافات مؤيدة للنظام السوري، ورئيسه بشار الأسد، بالإضافة إلى رفع الأعلام الممثلة له خلال احتجاجاتهم، فيما أقدمت قوات «السوتورو» على إطلاق أعيرة نارية بالجو لتفريق المظاهرة، التي انتهت دون وقوع أي إصابات. عضو سابق في مجلس دير الزور المحلي، «معاذ طلب»، قال لـ «القدس العربي»: تظاهرات المدنيين السريان، جاءت بسبب إغلاق مدرستين سريانيتين من قبل الإدارة الذاتية، التي تشكل الوحدات الكردية عصبها الأقوى، والمدنيون احتجوا على السياسة التي تتبعها الوحدات الكردية، من محاولة فرض مناهجها التعليمية بالقوة في القامشلي.
أما بالنسبة لترديد المتظاهرين للشعارات الدينية، فعقب «طلب» بقوله، بأن الجهة المتظاهرة سعت إلى إظهار التأييد لمواقفها، عند أول مساس بالمؤسسات التي تعود للأقلية السريانية في شرق البلاد. المتظاهرون، استخدموا العبارات الدينية في الاحتجاجات المناهضة للآسايش الكردية، وحزب الاتحاد السرياني، بهدف محاولة تغيير منهجية الإدارة الذاتية في المجال التعليمي الإجباري عليهم وفق المصدر، وكذلك جاء ذكر «الصليب»، في الاحتجاجات فالمرجو منه خلق ضغط دولي هدفه التدخل لحماية الأقلية من سياسة الإدارة الذاتية الكردية. من جانبه، أكد المرصد السوري، انسحاب قوات الأسايش والمجلس العسكري السرياني بعد توجه الأهالي نحو المدارس، وقيامهم بإجبار القوات العسكرية على الانسحاب من مواقعها.
الباحث، والأكاديمي جيان عمر، قال بدوره: حسب مصادرنا الداخلية فقد قامت هذه الإدارة بتوجيه إنذار للمدارس السريانية الخاصة في المحافظة، لتقديم طلبات ترخيص للإدارة الذاتية وتبني المناهج التعليمية التابعة لها، وحين تمّ رفض هذا الإملاء من قبل هذه المدارس قامت الإدارة الذاتية عبر مسلحيها بإغلاق المدارس وطرد كادرها التدريسي ومنع التلاميذ من الذهاب إليها.
سلطة الأمر الواقع «الإدارة الذاتية»، وفق ما قاله عمر لـ «القدس العربي»: تتخبط منذ إعلانها، وذلك لأن ولادتها أصلاً لم تكن شرعية ومنذ تلك الولادة وحتى الآن لم تستطع كما لم تحاول تصويب نفسها واصبحت مع مرور الزمن وبالتمويل الإقليمي لمعارك وحداتها العسكرية ضدّ تنظيم الدولة مرتهنة للأجندات الخارجية والإقليمية وابتعدت شيئاً فشيئاً عن المجتمع الذي تحكمه بقوة السلاح، لذلك ليس من المستغرب قيامها بفرض قرارات قمعية تحاول عبرها فرض نفسها على مكونات تلك المنطقة، وحصل ذلك مع الأحزاب والحركات وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام الكُردية والعربية، واليوم وصل القمع إلى المكون السرياني في محافظة الحسكة. فهذا هو استمرار لتلك السياسات المتخبطة التي يعتقد من يرسمونها أنّهم قادرون بذلك على استغلال الظروف الحالية التي تمر بها سوريا عموماً من ضعف وتشرذم وتناحر لانتزاع إعتراف داخلي بطرق استبدادية بدل الوسائل الديمقراطية التي يتم فيها عادةً انتخاب السلطة من قبل الشعب عبر صناديق الإقتراع، وهذا ما لم يحصل فيما يتعلق بالإدارة الذاتية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي.

ميليشيا «السوتورو»

أمّا فيما يتعلق بميليشيا السوتورو، فهي من وجهة نظر الباحث، أيضاً «ميليشيا مسلحة نشأت في محافظة الحسكة في ظل ظروف الحرب التي تمر بها سوريا وانضمت إلى الإدارة الذاتية، وتقوم بتنفيذ الأوامر التي تتلقاها منها.
ولفهم الغاية التي تكمن خلف هذه الهيكلية والاستراتيجية هو التالي: نظام الأسد في بداية انطلاق الثورة السورية قسم المناطق ضمن مخططه الأمني وفق تقسيمات قومية وطائفية ضمن استراتيجية مدروسة لمواجهة الحراك، فكان ضمن أهداف هذه الاستراتيجية تأسيس ميليشيات مسلحة من كل قومية وطائفة تتولى هي قمع ذلك المكون لعدم تحريك الرأي العام الدولي إلى أنّ هناك إبادة لمكون بعينه، فحينما تكون الانتهاكات المرتكبة بحق المكون من أبناء المكون نفسه سيكون الأمر أصعب وأعقد على القانون الدولي للتدخل على عكس إذا كان مكون يعتدي على مكون آخر. فتأسست الوحدات الكردية بتعليمات من النظام السوري ضمن هذه الهيكلية الأمنية للسيطرة على المناطق الكُردية في حين تأسّست «السوتورو» لتولي مهمة السيطرة على المناطق السريانية ضمن المناطق الكُردية السورية».
وأضاف المصدر، حقيقةً هذه الظروف الراهنة هي عبارة عن ظروف مرحلية مؤقتة، مهما طال الزمن، وستتبدل بالتأكيد، ولكن من المهم المحافظة على النسيج السوري من المخاطر التي تهدده وتهدد تعايش هذه المكونات المتداخلة وأي شرارة تحرض هذه المكونات ضدّ بعضها البعض سيكون فتيلاً لحروب بينية أهلية طويلة المدى، لذلك يتوجب على العقلاء من كل المكونات التحذير من الانجرار وراء هذه المخططات المشبوهة التي تستهدف تاريخ المنطقة ومستقبلها، فالمكون السرياني مكون أصيل ومن حقه تدريس ثقافته ولغته في المدارس الخاصة فجميع القوانين الدولية وحتى السورية الحالية تسمح بذلك، ويجب عدم تحميل الشعب الكُردي مسؤولية أفعال مسلحي السوتورو أو وحدات الحماية الشعبية. وفق ما قاله الباحث لـ «القدس العربي».

قوات «الأسايش» الكردية و«السوتورو» السريانية تهاجم مدارس مسيحية في القامشلي… والمسيحيون يتظاهرون
المحتجـون يهتفون للأسـد.. ويرددون «بالروح بالدم نفديك يا صليب»
هبة محمد

عائلة معصوم مرزوق ترفض تشويه اعترافاته: ما ينشر أكاذيب

Posted: 29 Aug 2018 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: انتقدت ميسرة، ابنة السفير المعتقل معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق وصاحب مبادرة «نداء للشعب المصري»، ما اعتبرتها محاولات الإعلام المصري لتشويه والدها، من خلال نشر الأكاذيب بشأن التحقيقات التي تجري معه في نيابة أمن الدولة العليا.
وكانت الأجهزة الأمنية المصرية شنت حملة اعتقالات ثالث أيام عيد الأضحى، طالت إضافة إلى مرزوق، الخبير الاقتصادي رائد سلامة عضو الهيئة العليا لحزب تيار الكرامة، يحيى القزاز استاذ الجيولوجيا في جامعة حلوان وأحد مؤسسي حركة كفاية التي لعبت دورا بارزا في الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وعددا من الناشطين السياسيين.
وقررت النيابة الجمعة الماضية حبس هؤلاء 15 يوما على ذمة القضية 1306 لسنة 2018.
ووجهت النيابة لهم اتهامات بـ«مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، وتلقي تمويل بغرض إرهابي، والاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة إرهابية».
ونشرت صحف ومواقع إخبارية، تصريحات منسوبة لأحد أعضاء هيئة الدفاع عن السفير معصوم، عن أقواله في التحقيقات ورأيه في سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي الخارجية، وموقفه من فض اعتصام ميدان رابعة العدوية.
مرزوق أشار في التحقيقات، وفق مزاعم تلك الوسائل، إلى كونه دبلوماسيا سابقا، وإلى إعجابه بالكثير من سياسات مصر الخارجية في عهد السيسي، خاصة في الملفين السوري واليمني، وأبدى إعجابه أيضاً بموقف السيسي مع رئيس الوزراء الإثيوبي عندما طلب منه القسم على عدم تسبب أي من مصر وإثيوبيا في ضرر للآخر.
وأصدرت ميسرة بيانا للرد على ما نشر حول التحقيقات قائلة: «يصر ما يسمونه إعلاما في مصر، وهو أبعد ما يكون عن شرف هذه المهنة، على النيل من سيرة أبي، السفير معصوم مرزوق، وتاريخه الناصع، فينشرون الأكاذيب المضللة عن أقواله في التحقيقات مستغلين بذلك عدم استطاعته الرد عليهم».
وأضافت: «أؤكد أن كل ما يتردد في هذا الصدد هو محض كذب، وأعلن بأن ليس من حق أحد التصريح بالنيابة عن أبي فيما يتعلق بمواقفه وآرائه السياسية بأي شكل، وأي تعد على هذا مرفوض تماماً، وهذا نظراً إلى أن لديه أرشيفا من المقالات والمنشورات والتسجيلات تشهد على مواقفه وآرائه عبر التاريخ وثباته عليهم، ولن أسمح بأي تجاوز في ما يتعلق بهذا الشأن».
وتابعت «لم يتخل المقاتل معصوم عن مبادئه ووطنيته وإصراره على الدفاع عن الحق في وجه الصهاينة، لم ولن يتنازل عنهم ابداً في وجه بعض الاتهامات التي كان يتوقعها وعلى الاستعداد لمواجهتها، العار على كل من يحاولون خلخلة صورة هذا الرجل».
وزادت: «أبي اختار مصر حين ترك أهله عام 1973 من أجلها واختار مصر مجدداً حين نشر نداءه، علما بالعواقب والمخاطر التي كانت في انتظاره ورغم ضغط أسري شديد، لن يتراجع هذا الحين ولن يتراجع مستقبلاً ولن يصح إلا الصحيح، كفاكم عبثاً».
علي أيوب، عضو هيئة الدفاع عن مرزوق، قال إنه سيتقدم ببلاغ ضد كل المواقع والصحف التي تنشر أي أخبار عن التحقيقات التي تجريها نيابة أمن الدولة مع موكله.
وأضاف في تصريحات صحافية: «البلاغ سيشمل كل المواقع والصحف التي تنشر أخبار التحقيقات، التي من شأنها التأثير على رجال النيابة العامة أو التأثير في الرأي العام لمصلحة النظام وتحقيق أهدافه في تشويه موكلي من خلال الأذرع الإعلامية والصحافية».
وحسب أيوب «تعاقب المادة 187من قانون العقوبات، بالحبس مدة لا تتجاوز ستة أشهر، وبغرامة لا تقل عن عشرين جنيها، ولا تزيد عن خمسمئة جنيه، أو إحدى العقوبتين، كل من نشر أخبارا من شأنها التأثير على النيابة أو القضاء أو الموظفين المكلفين بالتحقيق، أو التأثير في الرأي العام لمصلحة طرف».

عائلة معصوم مرزوق ترفض تشويه اعترافاته: ما ينشر أكاذيب
محاميه: سأتقدم ببلاغات ضد الصحف المصرية التي كتبت حول التحقيقات
تامر هنداوي

لافروف يدافع عن شن هجوم عسكري على إدلب والمعارضة تعتقل مروجي المصالحة مع النظام السوري

Posted: 29 Aug 2018 02:24 PM PDT

عواصم – «القدس العربي» ووكالات: وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس مسلحين في منطقة إدلب، وهي آخر جيب كبير يخضع لسيطرة المعارضة السورية، بأنهم «خُراج متقيح» يحتاج تطهيراً. تزامناً اعتقلت فصائل المعارضة السورية عشرات الاشخاص بتهمة الترويج للمصالحات مع النظام السوري.
وقال مصدر في الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش السوري الحر أمس إن القوى الأمنية في الجبهة ألقت القبض على 36 شخصاً فجر أمس من قرى تل الشيح والدير الشرقي والبريصة وتل الشيح والمعيصرونة والهلبة في ريف معرة النعمان الشرقي بسبب ترويجهم للمصالحة مع النظام .
وأضاف المصدر لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) أن فصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام ألقت القبض خلال الشهر الجاري القبض على أكثر من 400 شخص في ريفي إدلب وحماة بسبب ترويجهم للمصالحة مع القوات النظام، لافتا إلى تعاون أهالي تلك المناطق مع فصائل المعارضة وإبلاغهم عن مروجي المصالحات.

رهائن مدنيون

و قال لافروف، بعد محادثات مع نظيره السعودي عادل الجبير في موسكو، إن المسلحين يستخدمون المدنيين دروعا بشرية. وأضاف للصحافيين أن هناك تفاهماً سياسياً بين تركيا وروسيا بشأن الحاجة للتفريق بين المعارضة السورية وأشخاص وصفهم بأنهم إرهابيون في محافظة إدلب.
وقال «إن موسكو على اتصال وثيق مع تركيا بشأن الوضع في إدلب». و»هذا آخر مرتع للإرهابيين الذين يحاولون الرهان على وضع المنطقة كمنطقة خفض للتصعيد، والذين يحاولون احتجاز السكان المدنيين كرهائن بشرية، وأن تذعن لإرادتهم تلك الجماعات المسلحة المسـتعدة للانـخراط في حـوار مـع الـحكومة».
وأضاف «لذا من جميع وجهات النظر، يجب تصفية هذا الخراج المتقيح». وقال لافروف أيضاً إن روسيا لا تزال على اتصال بالولايات المتحدة بشأن الوضع في إدلب، مضيفاً أن الاتصالات تحدث أيضا بين جيشي البلدين.
وأعرب لافروف عن امله في ألا تعمد الدول الغربية إلى «عرقلة عملية مكافحة الإرهاب» في إدلب، آخر أبرز معاقل الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام في سوريا. وقال خلال المؤتمر الصحافي مع الجبير «آمل في ألا يشجع شركاؤنا الغربيون الاستفزازات، وألا يعرقلوا عملية مكافحة الارهاب» في إدلب، في وقت يستعد النظام لشن هجوم لاستعادة هذه المحافظة الواقعة في شمال غرب سوريا.
وأثار مصير محافظة إدلب في الأيام الأخيرة قلق الغربيين الذين حذروا الثلاثاء من «تداعيات كارثية» لأي عملية عسكرية، وذلك خلال اجتماع في الأمم المتحدة خصص لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا. كذلك، بينما اتهم لافروف الغربيين بأنهم «يركزون مجددا في شكل كبير» على «هجوم كيميائي مزعوم» سينسب إلى الحكومة السورية.
وتسيطر هيئة تحرير الشام (الفرع السابق للقاعدة في سوريا) على ستين في المئة من محافظة ادلب (شمال غرب) المحاذية لتركيا، وتضم المنطقة ايضا العديد من الفصائل المعارضة.

تحذير أممي

من جهتها حذرت الأمم المتحدة أمس من أن الهجوم المرتقب لقوات النظام السوري على محافظة ادلب السورية في شمال غرب البلاد، قد يؤدي إلى تهجير ما لا يقل عن 800 الف شخص يعيشون أصلا في وضع إنساني مأساوي. واعتبرت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للامم المتحدة في دمشق ليندا توم في لقاء مع وكالة فرانس برس، أن الهجوم قد تكون له نتائج «كارثية».
وقالت توم «إننا نخشى من تهجير ما لا يقل عن 800 الف شخص وازدياد عدد الأشخاص المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية بشكل كبير، مع العلم ان أعدادهم اصلاً عالية، وذلك في حال حدوث تصعيد في الأعمال القتالية في هذه المنطقة».
وتعد إدلب، التي تقع في شمال غرب سوريا على طول الحدود مع تركيا، آخر معقل للفصائل المعارضة بعد طردها تدريجياً من مناطق عدة في البلاد. وكررت دمشق في الآونة الأخيرة أن المحافظة على قائمة أولوياتها العسكرية.
ويعيش في محافظة إدلب حالياً نحو 2,3 مليون شخص بينهم أكثر من مليون شخص نزحوا من مناطق أخرى مع أعداد كبيرة من المقاتلين الذين رفضوا اتفاقات التسوية التي أبرمتها السلطات السورية مع الفصائل المقاتلة.

إطلاق «دواعش»

وحسب «الأناضول» أطلقت منظمة «ب ي د/ بي كا كا» ، سراح نحو 40 عنصراً من تنظيم «داعش» من سجونها شمالي سوريا، مقابل مبالغ مالية طائلة. وأفادت مصادر مطلعة للأناضول، أن مسؤولي «ب ي د» تقاضوا مئات الآلاف من الدولارات من الإرهابيين مقابل الإفراج عنهم.
وأشارت المصادر أن عناصر «تنظيم الدولة» المفرج عنهم خرجوا من سجون مدينة «تل أبيض» شمالي الرقة، ثم اتجهوا إلى جهة مجهولة.وتسيطر منظمة «ب ي د» على مساحات واسعة شمالي وشرقي سوريا، بعد أن تقدمت فيها على حساب تنظيم «داعش» بمساندة من التحالف الدولي. وحسب خرائط الأناضول التي تبيّن توزيع القوى المسلحة في سوريا، يسيطر تنظيم «ب ي د/بي كا كا» على 27.7 ٪ من مساحة البلاد.

لافروف يدافع عن شن هجوم عسكري على إدلب والمعارضة تعتقل مروجي المصالحة مع النظام السوري
تزامناً مع تحذير أممي من احتمال تهجير 800 ألف

أهالي مدينة «ميت سلسيل» في مصر يتظاهرون تضامنا مع متهم بقتل طفليه: اعترافاته انتزعت تحت التهديد

Posted: 29 Aug 2018 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: لم ينه اعتراف المواطن المصري محمود نظمي بقتل طفليه ريان ومحمد، الجدل الدائر حول الواقعة، إذ يرفض الكثيرون من أهالي مدينة ميت سلسيل في محافظة الدقهلية شمال مصر، تصديق هذه الاعترافات، ويؤكدون براءته.
المدينة شهدت اشتباكات بين عدد من سكانها وقوات الشرطة، مساء أمس الأول، وامتدت حتى فجر أمس، بعد خروج تظاهرة تضامنية مع نظمي، ما استدعى رداً من قوات الشرطة التي استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع، خصوصاً بعدما حاول الأهالي التوجه إلى المركز الأمني، وقطع الطريق الرئيسي.
وردد الأهالي هتافات تؤكد براءة والد الطفلين، وأن اعترافاته بقتلهما جاءت تحت التهديد.
مصدر أمني، قال في تصريحات صحافية، إن «بعض العناصر كانت تريد التصعيد والتوجه إلى مركز الشرطة وقطع الطريق الرئيسي، فتدخلت القوات بإلقاء القنابل المسيلة للدموع بعد اندساس عناصر مثيرة للشغب». وأكد أن «فضّ التجمهر لم ينجم عنه أي إصابات لا في صفوف الشرطة ولا الأهالي»، مشيراً إلى «تحديد بعض المحرضين وجار استصدار إذن من النيابة لضبطهم وإحضارهم».
وكتبت الصحافية منى باشا، وهي من محافظة الدقهلية، شهادتها عما حصل على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن «الأهالي في ميت سلسيل اتفقوا على وقفة بعد صلاة المغرب، وعندما وجدوا انتشارا مكثفا لقوات الأمن في المدنية، اتخذوا قرارا بتأجيل الوقفة، قبل أن يصل فريق أحد البرامج التلفزيونية، فتجمع الأهالي أمام مبنى المحكمة».
وأضافت: «تجمهروا وتوجهوا إلى منزل محمود نظمي، ورددوا هتافات تطالب بحق الأطفال، وعندما وصلت التظاهرة إلى ميدان المحطة أطلقت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع».
وزادت: «الأهالي غير مقتنعين باعترافات المتهم، ويعتبرونها جاءت تحت تهديد».
سماح طارق الشافعي، زوجة نظمي، بينت في أقوالها أمام النيابة، أن «زوجها كان بحالة طبيعية في يوم العيد وزار أخواته وأسرتي وحضر بصحبة الأطفال ذبح الأضحية في بيتنا وظلت الأمور هادئة حتى تلقيت تلفونا منه الساعة 7:12 مساء يخبرني أنه لا يجد الطفلين في الملاهي».
وأضافت: «لا أصدق أن محمود يمكن أن يفعل ذلك، ولن أهدأ حتى أراه وأسمع منه هذا الكلام، أريد مقابلته».
وأكدت أن زوجها «تغير في الفترة الأخيرة، وأصبح لا يتعاطى أي شيء حتى أنه صام يوم الوقفة ولم يحدث بينهما أي خلافات في حياتهم الزوجية إلا خلافات بسيطة، وكان يخاف على أطفاله بشدة».
كذلك أكدت عفاف محمد والدة نظمي، أن «ابنها بريء من التهمة، وكان يحب أطفاله»
وروت في مقطع فيديو جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاصيل يوم الحادث، حيث قالت إن «محمود والطفلين حضروا إلى منزلها للزيارة ثم خرجوا، وقال إنه سوف يعاود الحضور».
وأضافت: «محمود اعترف على نفسه لأن هناك من يهدده، لكنه بريء». وزادت: «ابني لا يمكن أن يقتل أطفاله، وكان يحب زوجته وأطفاله، وكان في منزلي قبل حدوث الواقعة بساعة هو والأطفال».
يذكر أن قاضي المعارضات في محكمة دكرنس الجزئية في محافظة الدقهلية، قرر حبس المتهم محمود نظمي السيد،33 سنة، 15 يوما على ذمة التحقيقات، بتهمة «القتل العمد» لكل من طفليه ريان، 5 سنوات، ومحمد 3 سنوات مع سبق الإصرار والترصد بإلقائهما في نهر النيل، ومحاولة تضليل العدالة في افتعال مواقف لإبعاد الاتهام عن نفسه.
وكان والد الطفلين اعترف أكثر من مرة بقتلهما، إحداها كانت في تسجيل مصور، قال فيه إنه اختلق واقعة خطفهما من الملاهي حتى يبعد التهمة عنه، وإنه ألقى بهما في ترعة فارسكور في محافظة دمياط المجاورة لمحل إقامته.

أهالي مدينة «ميت سلسيل» في مصر يتظاهرون تضامنا مع متهم بقتل طفليه: اعترافاته انتزعت تحت التهديد

العبادي يفتح جبهة جديدة مع السنّة والعامري بعد قراره باستمرار إيقاف مجلس المفوضين عن العمل

Posted: 29 Aug 2018 02:24 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أثار قرار الحكومة العراقية الأخير، باستمرار إيقاف مجلس المفوضين، المشكّلين للمفوضية المستقلة للانتخابات، عن العمل لحين استكمال التحقيقات معهم بشأن «شبهات التزوير» في الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 أيار/ مايو الماضي، موجة انتقاد واسعة لدى الأوساط السياسية، لا سيما الشيعية والسنّية، متهمين مجلس الوزراء بـ«تجاوز صلاحياته».
وفور صدور التوجيه الحكومي، قررت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، الطعن على قرار رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي يقضي باستمرار إيقافها عن العمل، مبينة أن القرار «تدخل في عمل الهيئات المستقلة».
ووفقًا لدستور البلاد، تخضع مفوضية الانتخابات لرقابة البرلمان، وليس من صلاحيات الحكومة التدخل في عملها.
وقال مجلس المفوضين في المفوضية في بيان، إن «القرار (استمرار الإيقاف) يمثل خرقًا لمبدأ الفصل بين السلطات وعمل الهيئات المستقلة، بإعتبار أن مفوضية الانتخابات تخضع لرقابة مجلس النواب، وهي مشكّلة من قبله وفق المادة 102 من الدستور، وهي مسؤولة في أداء أعمالها أمام مجلس النواب».
وبيّنت أن «تعطيل عمل المؤسسة وما يترتب عن ذلك من آثار سلبية على مجمل العملية الديمقراطية في البلد، خاصة وأن هناك استحقاقًا انتخابيًا قريبًا، تتحمله الجهات التي اتخذت قرارات ليس لها سند من القانون».
وأشار البيان إلى أن «مجلس المفوضين سوف يستخدم الطرق القانونية في الطعن بالقرارات التي تمس استقلالية المفوضية طبقًا للدستور وقانونها رقم 11 لسنة 2007 «.
ودعت المفوضية، رئيس الجمهورية ومجلس النواب المقبلين وكافة القيادات والفعاليات السياسية، إلى «الوقوف معها وحمايتها ومنع التدخلات في عملها».
وصوّت البرلمان السابق في 6 حزيران/ يونيو على انتداب 9 قضاء لإدارة مفوضية الانتخابات، واعتماد عمليات العد والفرّز اليدوي لنتائج الانتخابات، بسبب «مزاعم» تزوير شهدتها بعض المحافظات الوسطى والجنوبية والشمالية.
وباتت نتائج الانتخابات البرلمانية، قطعية بعد مصادقة المحكمة الاتحادية عليها في 19 أغسطس/ آب الجاري.
الخبير القانوني جمال الأسدي، قال في تصريح أورده الموقع الرسمي لحزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، إن «قرار إيقاف عمل المفوضية العليا للانتخابات ليس من صلاحيات مجلس الوزراء الاتحادي»، موضحاً أن «يتعين على مجلس النواب المقبل تشكيل لجنة تحقيقة للتحقيق في هذه الاجراءات ومحاسبة المقصرين».
وأضاف: «من الناحية الدستورية والقانونية، وقانون المفوضية ليس من صلاحيات مجلس الوزراء إيقاف عمل المفوضية نهائيا»، معتبرا الأمر «تدخلا في عمل الهيئات المستقلة بالدولة من قبل مجلس الوزراء».
وطبقاً للأسدي، فإن «العبادي تجاوز القانون والدستور أكثر من مرة من قبل الانتخابات وإلى هذه اللحظة»، مشيراً إلى أن «القرار صدر من مجلس الوزراء، وأن العبادي يبحث عن إسناد له في المجلس فيما يخص هذه المسألة».
وبين أن «المفوضية ذهبت إلى الطعن من الناحية الإدارية أمام محكمة القضاء الإداري، أما من ناحية التدخل بعمل السلطات او خرق الدستور أو القوانين، فإن مجلس النواب القادم سيتكفل بهذا الموضوع»، مبيناً أن «المفوضية في بيانها طالبت مجلس النواب المقبل والحكومة المقبلة اجراء التحقيق وحماية المفوضية من هكذا قرارات».

حملة تشويه

على الصعيد السياسي، عبّر زعيم تحالف «الفتح» الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري، عن رفضه لاستمرار الحكومة الاتحادية بإيقاف عمل مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق»، وزعيم كتلة «صادقون» المنضوية في تحالف «الفتح» قيس الخزعلي، ومع رئيس وأعضاء مجلس المفوضين في مبنى المفوضية في بغداد.
واعتبر العامري، أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات تتعرض إلى «حملة تشويه وتسقيط»، مشيرا إلى ضرورة «الإعتذار من المفوضية خصوصا بعد تطابق النتائج».
وأضاف: «زيارتنا إلى المفوضية تأتي للتضامن معها، بعد أن تعرضت لحملة تشهير واسعة»، معتبرا أن «من المفروض تقديم الإعتذار لها خصوصا بعد تطابق نتائج العد الإلكتروني مع نتائج العد والفرز اليدوي».
وأشار إلى أن «المفوضية تتعرض لحملة تشهير وتسقيط أخرى»، في إشارة إلى قرار العبادي استمرار إيقاف عمل المفوضية لحين انتهاء التحقيق، مؤكداً «أننا اعترضنا ابتداء على اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء وقلنا إنها ظاهرة خطيرة».
موجة الانتقادات لقرار العبادي انتقلت من «الفتح» إلى تحالف «القوى العراقية»، المنضوي في تحالف «المحور الوطني» السنّي، حيث وصف استمرار إيقاف عمل مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، بأنه «قرار تعسفي» و«مخالفة قانونية».
وقال التحالف في بيان، إن «قرار مجلس الوزراء يوم أمس (الأول) باستمرار إيقاف عمل مجلس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، مخالفة قانونية وتعسف بإستخدام السلطة من دون وجه حق بغطاء سياسي، خصوصاً بعد صدور نتائج الانتخابات البرلمانية ومصادقة المحكمة الإتحادية عليها وبنسبة تطابق وصلت إلى 99٪ من نتائج الانتخابات المعلنة في 18 أيار/ مايو 2018».

مخالفة قانونية

واضاف: «انتهاء مهمة مجلس المفوضين المنتدبين من القضاة رسميا وبنجاح وفقا للتعديل الثالث لقانون الانتخابات لعام 2010، ترك فراغا قانونيا يتوجب اعادة مجلس المفوضين المنتخب ومدراء المكاتب المعينين إلى عملهم لضمان استمرار عمل المفوضية، خاصة وأننا مقبلون على انتخابات اقليم كردستان في 30 أيلول/ سبتمبر 2018، وانتخابات مجالس المحافظات كما أقرها مجلس الوزراء في الربع الأول من شهر كانون الأول/ديسمبر 2018».
واعتبر أن «تعسف مجلس الوزراء دون وجه حق باستخدام صلاحية الإيقاف يعد مخالفة قانونية لقانون التعديل الثالث لقانون الانتخابات الفقرة الرابعة، والتي اشترطت انتهاء الإيقاف بانتهاء التحقيقات مع كادر المفوضية العليا للانتخابات، وهو ما صادق عليه رئيس مجلس الوزراء فعليا ضمن توصيات اللجنة التحقيقية المشكلة من قبله، والتي لم تؤشر أي تقصير من مجلس مفوضية الانتخابات».
وتابع: «أي قرار تعسفي بمنع مزاولة المفوضين للعمل باعتبارهم مكلفين بخدمة عامة يعاقب علية قانون العقوبات العراقي».
وشدد على أن «الدستور العراقي في مادته 102، حدد إرتباط الهيئات المستقلة بمجلس النواب العراقي تعزيزا لمبدأ الفصل بين السلطات، وبالتالي فإن توجيه أي عقوبة انضباطية أو إدارية في حال ثبوت مقصرية مجلس مفوضية الانتخابات وكوادرها العليا، هي من واجب مجلس النواب المنتخب ولا يحق لمجلس الوزراء التدخل في عمل مجلس المفوضين المنتخب بإعتبار مجلس النواب هو مرجعية المفوضية وفقا للقانون».

العبادي يفتح جبهة جديدة مع السنّة والعامري بعد قراره باستمرار إيقاف مجلس المفوضين عن العمل
اتهم بـ«تجاوز صلاحياته» و«التدخل في عمل الهيئات المستقلة»

محكمة إسرائيلية تشرعن استيلاء المستوطنين على أراضي الفلسطينيين باعتباره يتم بـ «حسن نية»

Posted: 29 Aug 2018 02:23 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»:حددت محكمة اسرائيلية أمس أنه يمكن تنظيم وشرعنة بؤرة «متسبيه كراميم»، التي بنيت على أراض فلسطينية، بدعوى أن الاستيلاء تم بـ حسن نية»، فيما كشف أمس عن عمليات سلب ونهب جديدة في الضفة الغربية المحتلة.
وقد قبل القاضي في المحكمة المركزية في القدس المحتلة أرنون دريئيل مزاعم المستوطنين على أساس «نظام السوق» الذي يمكن بموجبه تنظيم وشرعنة بؤرة غير قانونية إذا ثبت أن الاستيلاء على الأرض تم بـ « حسن نية».
ووفقاً للقرار الذي يعتبر سابقة، فإن المستوطنين يسيطرون على الأرض بشكل قانوني، ولا تستطيع الإدارة المدنية إلغاء اتفاقية الترخيص، ويملك سكان البؤرة الاستيطانية الحقوق على الأرض، ولا يُسمح للفلسطينيين بطردهم منها.
وقد أقيمت بؤرة «متسبيه كراميم» عام 1999 بالقرب من مستوطنة «كوخاف هشاحر» بعد أن تم نقلها من منطقة أخرى بالتنسيق مع سلطات الدولة الاسرائيلية والتي وعدت السكان بأنه سيتم تنظيم البؤرة في موقعها الجديد. وقد منحت شعبة الاستيطان تصاريح باستخدام الأراضي وتم إنشاء منازل البؤرة الاستيطانية بناء على ذلك.
وفي عام 2011 التمس فلسطينيون إلى المحكمة العليا وادعوا أنهم يمتلكون قسيمتين من الأراضي التي بنيت عليها المنازل. واعترفت الإدارة المدنية بأن المنطقة الجديدة التي بنيت عليها البؤرة الاستيطانية لم تكن تابعة للدولة ولم يتم تخصيصها لشعبة الاستيطان.
من ناحية أخرى، قدم سكان البؤرة دعوى في المحكمة المركزية في القدس، يدعون فيها أن الأرض التي أُنشئت عليها «متسبيه كراميم» تم تخصيصها لشعبة الاستيطان بشكل قانوني، وقامت هي بتخصيصها للمستوطنين. وقد استندوا في ذلك إلى فقرة في الأمر المتعلق بممتلكات الحكومة في الأرض المحتلة عام 67، والذي ينص على أنه «لا يجوز إبطال أي معاملة تتم بحسن نية بين المفوض وأي شخص آخر في أي ممتلكات ساد الاعتقاد أثناء عقد الصفقة بأنها ممتلكات حكومية، ويظل الأمر ساريًا حتى إذا ثبت أن العقار لم يكن ملكًا للحكومة في ذلك الوقت».
واستمعت المحاكمة إلى شهادات عدد من المسؤولين الذين أيدوا موقف المستوطنين الذي يدعي بأن نقل الأرض تم بحسن نية، بما في ذلك شهادة وزير الأمن السابق ورئيس الأركان موشيه يعلون. وكتب القاضي في قراره، أنه كان للشهود وزن مهم في تقوية الموقف الذي يقول إنه تم إعطاء الأرض للمستوطنين بحسن نية. ومع ذلك أشار القاضي إلى أن الإدارة المدنية أقرت بأن اتفاقيات التصاريح التي أعطت الأرض للمستوطنين لم تنطبق على الأرض، لأنها لم تكن أبدًا جزءًا من أمر الاستيلاء على الأرض (الذي يسمح للجيش بالاستيلاء على الأراضي الخاصة والممتلكات بشكل مؤقت لأغراض أمنية).
وعليه حدد القاضي أنه يجب تقبل موقف الموقعين على الصفقة، سكان البؤرة وشعبة الاستيطان، وبالتالي تنظيم البؤرة وجعلها « شرعية «. وستنظر المحكمة العليا مستقبلا في التماس أصحاب الأرض الفلسطينيين، بعد أن تم تجميده إثر قيام المستوطنين بتقديم دعوى إلى المحكمة المركزية. وإذا صادقت المحكمة العليا على قرار المركزية فسيتم تشريع البؤرة وتنظيمها نهائيا.
وكتبت عضو الكنيست شولي معلم – رفائيلي على تويتر: «بعد 19 عامًا من صعود سكان متسبيه كراميم الى أراضيهم، تتخذ المحكمة اليوم قرارًا بتنظيمها وشرعنتها، معتبرا القرار خطوة ملموسة على الطريق لتنظيم كل الاستيطان في الضفة الغربية..
في المقابل قالت عضو الكنيست ميخال روزين (ميرتس) إن «قرار محكمة القدس المحلية اليوم يستخدم كبوق للأيديولوجية المدمرة التي تروج لها وزيرة القضاء أييلت شاكيد، في ظل تهديداتها للنظام القضائي، بطريقة تقوض المبادئ الأساسية للقانون الدستوري والطابع الديمقراطي للدولة. مؤكدة أن شرعنة البؤرة الاستيطانية تظهر أن حقوق الملكية للفلسطينيين لا تساوي حق الملكية لليهود، وأن الحكومة يمكن أن تنظم البؤر الاستيطانية كما تشاء، حتى بوجود أصحاب الأراضي».
إلى ذلك أقام المستوطنون في الأسابيع الأخيرة بؤرة استيطانية غير قانونية بالقرب من مستوطنة عيلي، وتم إنشاء خمسة مبان متنقلة في الموقع، وحفر أسس تتيح بناء هياكل إضافية. ولا تعرف الإدارة المدنية عن البؤرة الاستيطانية الجديدة، كما ادعى رئيس المجلس الإقليمي بنيامين آفي روئيه في حديث للاذاعة العامة امس أنه لا يعلم ببناء البؤرة الاستيطانية.
وتستخدم بعض المباني للأغراض الزراعية، وتم بالفعل إدخال حيوانات إلى المزرعة، بما في ذلك الإوز. وهناك أيضا خيمة للمستوطنين ومبنى يبدو أنه يستخدم للأغراض السكنية. وخلال زيارة مراسل «هآرتس» إلى المكان الثلاثاء، تواجدت على مدخل البؤرة سيارة محملة بالأثاث. وقالت الصحيفة إن خرائط الإدارة المدنية تظهر أن البؤرة الاستيطانية الزراعية بنيت بدون تصاريح وبشكل يتعارض مع قانون « أراضي الدولة «. ويبدو أن هناك أراضي خاصة يزرعها الفلسطينيون حول المنطقة، ووجود المستوطنين هناك قد يجعل من الصعب عليهم الوصول إليها.
يشار إلى أنه تم في الأشهر الأخيرة، الإعلان عن أراض حكومية أخرى حول مستوطنة عيلي، والتي تربط بين «جزر» تقوم على الأراضي» الحكومية « حسب قاموس الاحتلال في المنطقة وخلق تواصل جغرافي. وخارج هذا التسلسل، حول مستوطنة عيلي، هناك العديد من «جُزر» الأراضي الخاصة وتقوم البؤرة الجديدة على إحداها.
يشار إلى أن صحيفة «هآرتس» قامت بتوثيق حالات عدة في جميع أنحاء الضفة الغربية، أنشأ فيها المستوطنون مزارع على أطراف « أراضي الدولة « كما في هذه الحالة، لتوسيع المستوطنات القائمة. وهكذا، على سبيل المثال، أنشئت مزرعة «إيتمار كوهين» بالقرب من «إيتمار» في شمال الضفة الغربية، ومزرعة «شحاريت» في منطقة «بروخين»، و»ملأخي هشالوم» في منطقة «شيلو» ومزرعة «كاشويلا» في غوش عتصيون. وقد تم تأسيس جميع هذه البؤر كبؤر زراعية خلافا للقانون، وخلصت الصحيفة للقول « حتى يومنا هذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لإنفاذ القانون ضدها «.

محكمة إسرائيلية تشرعن استيلاء المستوطنين على أراضي الفلسطينيين باعتباره يتم بـ «حسن نية»

وديع عواودة:

الناطق باسم فتح لـ «القدس العربي»: موافقون على الرؤية المصرية وحماس تريد تجاوز اتفاق 2017

Posted: 29 Aug 2018 02:23 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: بالرغم من تسليم رد حركة فتح على ورقة المقترحات المصرية الأخيرة بخصوص تطبيق اتفاق المصالحة، إلا أنه لم تتضح حتى اللحظة الرؤية أو التوجه المقبل لدى جهاز المخابرات المصرية، المشرف على رعاية الملفات الفلسطينية، وهو ما يترك الخلاف قائما بين حركتي فتح وحماس، رغم الدعوات الفصائلية بتجنب «التوتير».
ولم تعلن مصر التي أجلت من طرفها اجتماعات «فصائل المقاومة الفلسطينية» التي تتزعمها حماس، قبل يومين، والتي كانت مخصصة لبحث جهود «التهدئة الطويلة» مع إسرائيل، أي تفاصيل جديدة حول جهودها الرامية لإتمام المصالحة، بعد أن أعادت من جديد هذا الملف للواجهة، بطلب من حركة فتح التي تشترط التقدم فيه قبل ذهاب حماس لتهدئة مع إسرائيل.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع على الجهود المصرية إنه لغاية اللحظة لم تعلن القاهرة برنامجها المقبل، بشأن رعاية الملفات الفلسطينية الحالية «المصالحة والتهدئة»، رغم رد حركة فتح الأخير على الورقة التي تسلمها وفدها قبل أيام، والتي أكدت الحركة أنها تحمل «مواقف إيجابية».
وحسب المسؤول فإن دعوة سابقة وجهتها المخابرات المصرية لفصائل المنظمة، للحضور إلى القاهرة وبحث ملفي المصالحة والتهدئة، وأنه جرى تأجيلها إلى وقت لاحق، لترافق تلك الدعوة مع عقد المجلس المركزي، لافتا إلى أنه جرى التوافق داخل فصائل المنظمة، على ذهاب وفد قيادي من فتح أولا للقاهرة، للاطلاع هناك عما دار في الفترة السابقة، بين حماس والمخابرات المصرية، التي استضافت سلسلة لقاءات لـ»فصائل غزة» لبحث التهدئة.
ويؤكد هذا المسؤول أن التحركات المصرية الأخيرة، تشير إلى وجود رغبة قوية في تحريك الملفات الفلسطينية، وعدم إبقائها على الحال الذي وصلت إليه، سواء ملف المصالحة المجمدة منذ مارس/آذار الماضي، أو ملف التهدئة الذي قطع شوطا طويلا.
ويأتي ذلك في ظل توقعات بأن تبادر مصر حال تمكنت من تقريب وجهات نظر فتح وحماس، حول مقترحاتها للمصالحة، إلى دعوة الفريقين للحضور إلى القاهرة الأسبوع المقبل.
وعلمت «القدس العربي» أن حركة فتح، التي سلمت ردودها أول أمس إلى مصر بخصوص ما ورد في ورقة المقترحات، لم تمانع أن تجري نقاشات حول ملفات خلافية من أجل التوصل إلى حلول لها، تضمن تطبيق اتفاق المصالحة، بما يقود إلى «تمكين» حكومة التوافق من إدارة قطاع غزة بالكامل.
وفي هذا السياق قال عاطف أبو سيف الناطق باسم حركة فتح لـ «القدس العربي» إن حركته سلمت «ردودا إيجابية» لمصر حول مقترحات المصالحة، وأنها تنتظر أن تسلم حركة حماس ردها على هذه المقترحات للجانب المصري.
وأشار إلى أن رد فتح تضمن «الموافقة» على الرؤية المصرية لتنفيذ اتفاق المصالحة، على قاعدة اتفاق 12 أكتوبر 2017، الذي يؤكد على ضرورة «تمكين» حكومة التوافق الوطني من إدارة قطاع غزة، على غرار الضفة الغربية.
وقال الناطق باسم فتح إن حركة حماس «تريد تجاوز اتفاق 2017»، الخاص بتمكين الحكومة، معلنا رفض فتح لهذا الأمر، وشدد على ضرورة أن يكون ذلك قبل أي عمل آخر، ويقصد الدخول في اتفاق تهدئة.
وشدد أبو سيف على أن وجود حكومة التوافق في غزة يعد «ضمانة وطنية» لتقديم كل الخدمات للسكان، وإنهاء الحالة القائمة بـ»فعل الحصار واستمرار حكم حماس».
وأكد كذلك أن عملية المصالحة تشكل «تحصينا للمناعة الوطنية، حتى لا يتم الانزلاق إلى اتفاقيات جزئية مع الاحتلال»، وكان يتحدث بذلك عن الجهود المبذولة للتوصل إلى التهدئة. وجدد رفض حركة فتح الدخول في أي اتفاقيات للتهدئة، قبل أن تتم عملية المصالحة، وأعاد تأكيد موقف حركة فتح، على أن الاتفاقيات هذه من شأن القيادة الفلسطينية التي جرى تفويضها بموافقة جميع الفصائل الفلسطينية في اتفاقيات التهدئة، ووثيقة التوافق الوطني من قبل. ودعا الناطق باسم حركة فتح حركة حماس للإسراع في إيصال ردها حول المصالحة، و»الاستجابة للمطالب الوطنية لإنهاء الانقسام، من أجل مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية»، مجددا كذلك ثقة حركة فتح بالجهود والتحركات المصرية الرامية لإتمام المصالحة.
وأكد كذلك على وجوب قيام حماس بـ «تغليب مصلحة الوطن على مصالحها الحزبية التي تهدف فقط لتحقيق غاياتها على حساب المشروع الوطني الفلسطيني»، معتبرا أن ما تقوم به حماس من محادثات «أحادية الجانب» مع إسرائيل للوصول إلى تهدئة يعد «طعنة في الخاصرة القضية الفلسطينية وخيانة لها ولقيادتها، وإضعافا للموقف السياسي الفلسطيني».
وكان القيادي في حركة حماس أسامة حمدان أكد أن حركته ستبذل كل جهد لإنجاح الجهد المصري لإنهاء معاناة قطاع غزة. وقال إن حديث التهدئة مع الاحتلال لا يشمل إقامة ميناء أو مطار خارج الأرض الفلسطينية، وإن ما يشاع في هذا الصدد «أكاذيب»، مبيناً أن الذهاب للتهدئة خيار وطني فلسطيني.
وأشار إلى أن «معاناة غزة عمل وطني مطلوب وجود الجميع فيه»، وتابع «لكن لا يمكن لأحد أن يضع عليه فيتو أحمر»، ومضى يقول «حوار التهدئة وطني ويشمل كل الفصائل باستثناء فتح التي عزلت نفسها عن الإجماع الوطني».
ومع استمرار الخلاف بين فتح وحماس، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، إن غزة لن تبقى رهينة لـ «الانقساميين والانفصال». وتابع في كلمة له خلال مهرجان لتنظيمه «سيكون الممر الإجباري لشعبنا هو إزاحة المعطّل لاتفاقات المصالحة».
وأعلن رفضه لأن تكون جولات الحوار «رهينة للثنائية» أو لشكل إداري تسكيني. وأضاف «بل يجب أن تمر عبر تنفيذ اتفاقات الحوار الوطني في القاهرة وبيروت».

الناطق باسم فتح لـ «القدس العربي»: موافقون على الرؤية المصرية وحماس تريد تجاوز اتفاق 2017
سكون مصري بعد تسليم فتح ردّها على مقترحات المصالحة وترقب جولات حوار بين الخصوم
أشرف الهور:

القضاء المغربي يلاحق 12 شخصًا في قضية اغتصاب فتاة قاصر وتعذيبها

Posted: 29 Aug 2018 02:23 PM PDT

الرباط – أ ف ب: قررت النيابة العامة ملاحقة 12 شابًا في قضية اغتصاب وتعذيب فتاة قاصر، هزت الرأي العام في المغرب، وتراوحت الاتهامات الموجهة إليهم بين الاتجار بالبشر والاغتصاب ومحاولة القتل وعدم مساعدة شخص في خطر.
وكشفت خديجة اوقرو (17 عامًا) تعرضها للاحتجاز نحو شهرين تعرضت خلالهما للاغتصاب والتعذيب بعد اختطافها من أمام بيت أحد أقاربها في بلدة أولاد عياد في منطقة الفقيه بنصالح (وسط) منتصف حزيران/يونيو. وأثارت القضية صدمة في المغرب، وحملة تضامن واسعة معها.
وقال مصدر مقرب من التحقيق إن وكيل الملك في محكمة الاستئناف في بني ملال (وسط) وجه للمتهم الرئيسي الذي لم يكشف عن اسمه، اتهامات اتجار بالبشر والتهديد بالقتل والتعذيب والاختطاف والاحتجاز واغتصاب قاصر.
ووجهت الاتهامات نفسها إلى عشرة أشخاص آخرين، وأضيفت إليها تهمتا عدم التبليغ عن جناية، وعدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر.
فيما يلاحق شخص واحد بالاتهامين الأخيرين فقط، ولا يزال البحث جاريًا عن ثلاثة شبان آخرين. وأشار المصدر إلى أن النيابة العامة ستلاحق أي شخص علم باحتجاز خديجة ولم يبلغ السلطات.
وأحيل المتهمون الـ12 الذين تترواح أعمارهم بين 18 و28 سنة، إلى قاضي تحقيق في حالة اعتقال. ويمكن أن تتغير لائحة الاتهامات والمتهمين تبعًا لنتائج الأبحاث التي يتولاها قاضي التحقيق، وينتظر أن يبدأ الاستماع إليهم في السادس من أيلول/سبتمبر، حسب إبراهيم حشان وكيل الدفاع عن خديجة.
ونقلت وسائل إعلام محلية تشكيك عائلات بعض المتهمين في رواية الضحية، مؤكدين أنها كانت «ترافق شبانًا بمحض إرادتها».
إلا أن المحامي حشان شدد على أن موكلته «قاصر وتعتبر مسلوبة الإرادة في نظر القانون»، متسائلاً: «هل يعقل أن ترافق 12 شخصًا؟ حتى لو افترضنا أنها رافقت أحدهم برضاها، فإن ذلك يعتبر تغريرًا بقاصر يعاقب عليه القانون.»
وكشفت خديجة في مقابلة مصورة أجراها معها موقع إخباري محلي، في وقت سابق، ندوبًا ووشومًا حفرها خاطفوها على أجزاء مختلفة من جسدها، وقالت باكية: «لن أسامحهم أبدًا، لقد دمروني».
وتواصلت رسائل الدعم والتضامن مع خديجة في مواقع التواصل الاجتماعي وعلى أرض الواقع، وقالت لبنى الجود عن جمعية «انصات» إنها تلقت عشرات العروض من أطباء متطوعين لإزالة تلك الوشوم.
وأضافت: «لا تزال خديجة تحت وقع الصدمة ولو أنها تبدو صامدة»، بينما حالتها الصحية «جيدة، وقد أكدت الفحوص الطبية التي أجريت لها الإثنين عدم إصابتها بأي مرض.»
وسجل تقرير للنيابة العامة تزايد قضايا جرائم الاغتصاب السنة الماضية في المغرب، إذ تجاوز عددها 1600، في حين كانت في حدود 800 قضية سنويًا خلال الأعوام الماضية. وأشار التقرير إلى تسجيل أكثر من 290 قضية خطف قاصرين خلال 2017.

القضاء المغربي يلاحق 12 شخصًا في قضية اغتصاب فتاة قاصر وتعذيبها

الحكومة تدخل «المنطقة الحمراء» لجمع ملاليم من المواطنين ومحافظ المركزي يطلب من رئيس مصلحة الضرائب «أن يلزم حدوده»

Posted: 29 Aug 2018 02:22 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: حفلت الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 29 أغسطس/آب بالكلام عن بعض القضايا الساخنة التي تمس حياة الأغلبية، خاصة تلك التي لها علاقة بالمال والاستثمار، مثل المعركة الدائرة بسبب مطالبة رئيس مصلحة الضرائب، البنك المركزي بتمكين المصلحة من الاطلاع على حسابات المودعين والمستثمرين والشركات في البنوك، لتحصيل الضرائب من المتهربين منهم، ورد طارق عامر محافظ البنك المركزي، بعنف عليه ورفض الكشف عن سرية الحسابات والغريب في الأمر أن وزير المالية ومركز معلومات مركز الوزراء قالا إنها إشاعة من إشاعات الفيسبوك، وإنه تم تحريف كلام رئيس المصلحة.
كما اهتمت الصحف كالعادة بنشر الكثير من التحقيقات والمقالات ضد معصوم مرزوق والدكتور يحيى القزاز واتهامهما بالتآمر مع الإخوان المسلمين، وأخبار التحقيق معهما في النيابة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن جريدة «الشروق» انفردت بنشر بعض ما دار في النيابة في تحقيق لمحمد فرج جاء فيه: «كشفت مصادر قانونية تفاصيل تحقيق نيابة أمن الدولة العليا مع السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق، والدكتور يحيى القزاز عضو حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، المتهمين و5 آخرين بمشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها والاشتراك في اتفاق جنائي وتلقي تمويل بغرض إرهابي، في القضية رقم 1305 لسنة 2018 حصر أمن الدولة العليا. وواجهت النيابة معصوم مرزوق في جلسة التحقيق الثانية التي أجريت (أمس الأول الاثنين) بمحتوى مبادرته السياسية التي أعلنها مؤخرا، فأجاب مرزوق بأن مبادرته رأي شخصي تحتمل الخطأ والصواب، لطرح حوار مجتمعي كبير وفتح نقاش حول ما يدور في الشارع، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. ونفى مرزوق أن يكون للمتهمين يحيى القزاز ورائد سلامة دخل أو مشاركة في مبادرته، كاشفا عن أنهما اختلفا معه في بعض بنودها وذلك وفق محاميه عمر الشال، الذي حضر جلسة التحقيق. وأنكر مرزوق الاتهامات المنسوبة إليه، لاسيما المتعلقة بمشاركته جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، مشيرا إلى مشاركته الفعالة في ثورة 30 يونيو/حزيران التي أزاحت حكم الإخوان، واعتقاده بمشروعية فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، ومسؤولية قيادات جماعة الإخوان عن الدماء التي أسيلت. قائلا إنه «منذ صباه يعتنق الفكر الناصري المعادي لأفكار جماعة الإخوان، وكان من قيادات التيار الشعبي المناهض لحكم الجماعة؛ التي تعتقد أن مصر لا يتماشى معها حكم الإخوان المعادي للدولة الوطنية». وأشار مرزوق في التحقيقات إلى كونه دبلوماسيا سابقا، وأنه معجب بالكثير من سياسيات مصر الخارجية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة في الملفين السوري واليمني. وأبدى إعجابه أيضا بموقف السيسي مع رئيس الوزراء الإثيوبي عندما طلب منه القسم على عدم تسبب أي من مصر وإثيوبيا في ضرر للآخر. كما نفى يحيى القزاز في التحقيقات الاتهامات الموجه له بمشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، مع العلم بمزاعمها ونواياها وكذلك ارتكاب جريمة من جرائم تمويل الأموال تشمل تلقي أو إعطاء أموال والاتفاق الجنائي مع جماعة إرهابية للقيام بأعمال إرهابية، قائلا إنه «صاحب فكرة الانتخابات الرئاسية المبكرة آبان حكم جماعة الإخوان ويعمل أستاذا جامعيا ولا علاقة له بالإرهاب».
وامتلأت الصحف بالتحقيقات والتعليقات عن أزمة اللاعب محمد صلاح مع اتحاد الكرة. مع ملاحظة تركيز الأغلبية اهتماماتها على العام الدراسي المقبل وارتفاعات الأسعار، وإن لم تعد تشكو منها بعد أن أصبحت كالقدر، وكذلك بالدوري العام لمن يهتمون بالرياضة وكل فئة ومحافظة بل وحي يهتم بمشاكله وماذا ستفعل له الحكومة. وإلى ما عندنا من أخبار غيرها..

حكومة ووزراء

ونبدأ بالحكومة ووزرائها وتطبيقها القانون على الجميع بدون اي استثناء تنفيذا لتعليمات الرئيس، بما في ذلك كل المؤسسات القضائية والدينية، وهو ما أشار إليه أحمد أيوب رئيس تحرير مجلة «المصور» بقوله: «قبل ثلاث سنوات فاجأ الرئيس عبد الفتاح السيسي الجميع في مؤتمر عام وتحدث بشفافية واضحة عن قضية فساد في مؤسسة الرئاسة، وأنه رفض الصمت عنها وأحال المتهمين فيها إلى جهات التحقيق. كان هذا حديثا فاصلا وكاشفا عن دولة القانون التي أراد الرئيس أن يطبقها أولا على مؤسسة الرئاسة، التي ظلت لعقود طويلة بعيدة تماما عن أي حديث في هذا الاتجاه، لأنها كانت محصنة ضد أي تدخلات، لكن السيسي كما كشف حديثه رفض أن تكون مؤسسة الرئاسة ومن يعملون فيها فوق القانون، بل سيخضعون مثل غيرهم. كان هذا اليوم والتصريح الرئاسي دليلا على توجه جديد لا بد أن تدركه كل مؤسسات الدولة، ولهذا وتطبيقا للمبدأ الرئاسي الذي أفصح عنه الرئيس السيسي منذ أول يوم له في الرئاسة أطلق يد الأجهزة الرقابية في مواجهة الفساد، بدون قيد أو شرط. صحيح أن هناك من حاولوا كسر هيبة القانون أو الهروب من الخضوع له، فالدولة العميقة ليست سهلة وسطوة الفاسدين واصحاب النفوذ لم يكن من السهل التغلب عليهم، لكن لأن كل المؤسسات وجدت إرادة سياسية حقيقية في الشفافية والمحاسبة، بدون مواءمات وعدم حماية أحد في مواجهة القانون فقد اضطر الجميع إلى الاستسلام».

الفساد

«الفساد آفة خطيرة تعد أشد من الإرهاب، فالفساد، في رأي وجدي زين الدين في «الوفد»، منظومة متكاملة الأركان يقضي على الأخضر واليابس، ويزرع الفتنة والاضطراب داخل المجتمع، والفاسدون يمارسون أشد الجرائم في حق الناس، وينشرون شريعة التزوير والرشاوى التي تخرب الذمم وتفسد الأخلاق، الفاسدون والمفسدون معدومو الضمير والأخلاق ولا يعنيهم شيء سوى تحقيق مطالبهم ومآربهم الشخصية، والسعي بكل السبل والطرق إلى الوصول إلى المنفعة ولا غيرها. الذي يحمى الفساد ويدافع عنه هم هؤلاء الذين يمارسون سياسة اللامبالاة والتجاهل والإهمال والسلبية والتراخي، وعدم تطبيق القانون أو تفصيله على فئة دون أخرى، واتباع سياسة المحسوبية والمجاملات، وكل ما يعد استثناء للقاعدة المعمول بها طبقا للقانون، الذين يحمون الفساد هم المسؤولون الذين تخرس ألسنتهم ولا ينطقون ولا يصرحون بالحق، وتتملكهم الخشية والخوف من جبروت السلطة. الذين يحمون الفساد هم جماعة المنتفعين المستفيدين من هذا الفساد، ويبذلون قصارى جهدهم من أجل المنفعة الشخصية، وهم أصحاب الذمم الخربة، الذين فسدت أخلاقهم وانعدمت ضمائرهم وارتكبوا وقائع وجرائم مؤثمة يعاقب عليها القانون، ولا أحد يتصدى لهم ويمنعهم من ارتكاب هذه الجرائم البشعة، الذين يحمون الفساد هم الذين يتصدون بكل قوة إلى كل محاولات الإصلاح- أيا كان هذا الإصلاح- ويوم اندلعت ثورتا 25 يناير/كانون الثاني و30 يونيو/حزيران، كان من أهم أسباب قيامهما هو القضاء على الفساد، سواء كان ماليا أو إداريا أو سياسيا، ومن باب أولى أن يتم إعلان الحرب الضروس على الفساد واقتلاع جذوره. فهو لا يقل أهمية عن الحرب على الإرهاب الذي يتم تحقيق نجاحات باهرة فيه، ولا أحد ينكر أن الفساد بات كالأخطبوط ضرب نواحِي كثيرة، وتشعب بشكل خطير وحان قطف رؤوس أصحابه وأشياعه من جماعة المنتفعين، الذين يخرجون لسانهم للدولة. ومن المهم ضرورة إعلان حرب شعواء على الفساد وفي أسرع وقت، الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة، يحتاج إلى قطع دابره حتى يتحقق حلم المواطن في الحياة الآمنة والكريمة. لا يجوز في أي حال من الأحوال الاستهانة بقضية الفساد، فهي أشد شرا من الإرهاب».

المحافظ ضد الوزير

في المعركة الحالية بين البنك المركزي ووزارة المالية، حول سرية الحسابات المصرفية لعملاء البنوك، تمنى سليمان جودة في «المصري اليوم» لو أن المعركة كانت حول شيء آخر أعم وأهم بكثير. فالمالية تريد، من خلال مصلحة الضرائب التابعة لها، تعديل قانون الضريبة، بما يسمح لها بالاطلاع على حسابات الأشخاص والجهات، أما الهدف المعلن من جانبها فهو تمكينها من تحصيل حق الدولة من أشخاص يتهربون ضرائبيا، وكذلك من جهات تمارس السلوك نفسه. والسيد طارق عامر، محافظ المركزي، يرفض من جانبه منح هذا الحق للمالية، تحت أي ظرف، وتحت أي مسمى، وهذا حقه بكل تأكيد، ليس عن رغبة من ناحيتي في الوقوف معه ضد الدكتور محمد معيط، فتقديري لهما محفوظ، ولكن لأن كلام عامر أقرب إلى المنطق، وإلى العقل السليم، ثم إلى مبادئ عمل البنوك المركزية الصحيحة. المحافظ عامر يقول في مقام الدفاع عن حقه في الحفاظ على سرية حسابات العملاء، إنه من موقعه كمحافظ يبقى أمينا على مدخرات الوطن، المتمثلة في مدخرات الأشخاص والجهات. وهذا كلام في محله تماما، وإلا، فإن المدخرات، خصوصا التي يملكها أفراد، سوف تنسحب من البنوك، لتعود تحت البلاطة، ولا أظن أن الدكتور معيط، كوزير للمالية، الذي يستطيع التعامل مع التهرب الضريبي بوسائل أخرى، سوف يحتمل وضعا من هذا النوع، ولذلك فهي قضية محسومة مُقدما لصالح المحافظ، ولابد أن تكون وجهة نظره محل احترام كامل. القضية الأعم والأهم هي مدى رضا المركزي عن السياسة المالية التي تتبعها الحكومة، بشكل عام، وتتبعها وزارة المالية بشكل خاص، ففي العالم كله سياستان يقوم عليهما اقتصاد أي بلد ويصعد: السياسة المالية التي تظل الحكومة من خلال وزارة ماليتها مسؤولة عنها، وعن انضباطها بالأساس، ثم السياسة النقدية التي يظل البنك المركزي مسؤولا عنها من الألف إلى الياء. والسياسة الأولى تعني، باختصار، أن تنضبط الحكومة في إنفاقها العام، وأن تكون قضية الإنتاج شاغلة لها في اليقظة وفي المنام، فإذا لم يحدث هذا فإنها تدق باب المركزي وتطلب طبع المزيد من الفلوس، لتغطي بها على عدم انضباط إنفاقها العام، وعدم وضع قضية الإنتاج على رأس أولوياتها، وفي الغالب يرفض المحافظ طبع المزيد من أوراق البنكنوت، وينصح الحكومة في رفق بأن تفعل كذا وكذا، وبألا تدق بابه من جديد، إلا إذا فعلت كيت وكيت، لأنه بنك مركزي له سياسته الثابتة، وليس مجرد مطبعة.طمنّا يا سيادة المحافظ، فهذه مسؤوليتك».

العودة إلى البلاطة

«لا يعرف محمد أمين في «المصري اليوم» حقيقة ماذا يفعل الناس إزاء تصريحات المسؤولين من عينة رئيس مصلحة الضرائب؟ هل يعودون إلى البلاطة من جديد؟، هل يهرعون إلى سحب الودائع، وضرب الجهاز المصرفي؟ هل نحن من نصنع الشائعات، ونضرب أنفسنا في مقتل؟ تشتري شقة يطاردك، تبني مصنعا يطاردك، تذهب إلى البنك يقفشك، هل نعود من جديد إلى «زمن البلاطة»؟ والسؤال: ألم يسمع سعادة رئيس المصلحة الموقر عن «سرية الحسابات» في العالم؟ هل هناك دولة على خريطة الكرة الأرضية مكنت وزير المالية أو غيره من حسابات العملاء، حتى تحصل على ضريبة؟ أي عبث هذا؟، فلا تندهش من أن الحكومة دائما تنظر تحت قدميها، فمن أجل أن تجمع ملاليم من الناس تدخل «المنطقة الحمراء» لتعبث فيها حتى تنهار البنوك ومأساتنا الكبرى أن كل مسؤول لا يعرف حدوده، ولا يعرف كيف يتكلم؟ وهنا ظهر طارق عامر ليقول له «الزم حدودك»، فنادرا ما يتحدث الرجل للإعلام، لكنه كان لابد أن يظهر في هذه اللحظة، فلو أنه سكت لانهارت البنوك أمام عينيه، وأظن أن هذا الأمر لا يعالجه تصريح واحد، ولابد أن تُطمئن الدولة المواطنين والمستثمرين أن كل ما قيل «كلام فارغ» لقد بذلت الدولة جهودا مُضنية حتى يذهب الناس إلى منافذ البنوك، وقدم «المركزي» مبادرة الشمول المالي، وقام البنك بحثّ البسطاء للتعامل مع البنوك، وكانت الرسالة «اخرجوا من تحت البلاطة»، فلما خرجوا إلى البنوك هددوهم بالضرائب والكشف عن سرية حساباتهم، هل هذا منطق؟ هل هذا من العقل؟ لقد فزع المستثمرون من المقترح البائس، وكانت كلمة طارق عامر في «وقتها» بالضبط، فلم تتأخر ثانية، وكان موقفا مبدئيا وقانونيا حين قال «لن نسمح على الإطلاق بالكشف عن الحسابات المصرفية للعملاء». غير معقول أن تكون الدولة قد استدرجت المواطن ليضع أمواله في البنوك، ثم بعد ذلك تنتظره بالضرائب، مفترض كان هناك هدف أسمى، ولكن السيد رئيس المصلحة «وضع التراب فوق الحليب» في زمن يوسف بطرس غالي كان الممولون يذهبون طواعية لسداد الضرائب، الآن سوف يهرب الناس من المصلحة، لأنه لم يعد لهم مصلحة، وسوف يتراجعون عن وضع أموالهم في البنوك، وهكذا عدنا إلى نقطة الصفر بسبب تصريح، أقل ما يقال عنه إنه «تصريح غشيم»، كفاية حرام عليكم، لا تفتعلوا أزمات ثم تقولون إنها شائعات، فنحن من «نصنع الشائعات» هذه تحية للأستاذ طارق عامر، فهو شخص عنيد وجسور، وهي من الصفات اللازمة للمحافظ، وستبقى جملته الشهيرة رسالة للمودعين: «نحن أمناء حافظون لمدخرات المواطن»، فلعلها تمسح ما فعله رئيس مصلحة الضرائب من ذاكرة المواطن والمستثمر على السواء».

سمعة الجهاز المصرفي في خطر

وإلى «الوفد» التي شن فيها رئيس تحريرها الأسبق مجدي سرحان هجوما عنيفا على رئيس مصلحة الضرائب عماد سامي وقال: «حسم محافظ البنك المركزي طارق عامر مبكرا هذا الفعل الكارثي الذي كاد يحركه رئيس مصلحة الضرائب برعونة غير مسبوقة حول انتهاك سرية الحسابات المصرفية لتحصيل حقوق الدولة المتمثلة في الضرائب. قالها عامر قاطعة جازمة حازمة: إن البنك المركزي سيدافع عن استمرار قانون سرية الحسابات ولن يسمح مطلقا بالمساس بمدخرات المواطنين. ونقول نحن: إنه لن يسمح أيضا بالعبث بسمعة الجهاز المصرفي المصري داخليا وخارجيا، إذا ما استجاب لما قاله رئيس مصلحة الضرائب عماد سامي حول التقدم بمقترح لتعديل المادة 99 من قانون الضريبة على الدخل، لكي تسمح لوزير المالية بالكشف عن الحسابات المصرفية للشركات التي تقدم بيانات غير واقعية عن إيراداتها. وقد نصح محافظ المركزي رئيس مصلحة الضرائب «بالتريث في ما يقول»، هذا هو «بيت القصيد» النصيحة التي يوجهها طارق عامر إلى عماد سامي وليت باقي كبار الموظفين يستوعبونها بأن يلزموا حدودهم ويعقلوا كلامهم قبل أن ينطقوا به، وألا يتدخلوا في ما لا يعنيهم أو يبالغوا في إظهار الحرص على مصالح الدولة حفاظا على مقاعدهم ومراكزهم الوظيفية، على حساب أصول وقواعد عامة وقوانين تحفظ للوطن توازنه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي فإذا بهم يسعون إلى تدمير ما تم بناؤه في سنين من المكاسب والإنجازات».

زنزانة لكل مواطن

الدكتور إبراهيم السايح يقول في مقاله في «الوطن» الذي عنونه بـ«زنزانة لكل مواطن»: «قبل أربعين عاما من العهد الحالي واجه الشباب المصري بدايات أزمة الحصول على وظيفة ملائمة تؤهله للحياة والحصول على زيجة مناسبة، رغم أن الدولة آنذاك لم تكن قد تخلت بعد عن التزامها بتعيين الخريجين، ففي ذلك الحين كان الرئيس الراحل أنور السادات قد أعلن تحويل مصر إلى دولة انفتاحية استثمارية كبرى، ترتب على ذلك انتهاء عصر الإسكان الشعبي أو الإيجار القديم، وبدء عصر الشقق التمليك، وكان مرتب خريج الجامعة في ذلك الوقت خمسة وعشرين جنيها شهريا، بينما الحد الأدنى لأسعار الشقق الآدمية في المدن وصل في بدايات الانفتاح إلى خمسة وثلاثين ألفا أي أن خريج الجامعة في نهاية السبعينيات كان يتعين عليه توفير كل راتبه الشهري مدى الحياة حتى يتمكن من شراء شقة يتزوج فيها، وحتى لو فعل هذا فإن سعر الشقة بعد هذه السنوات سوف يصل إلى أرقام فلكية لم يتوقف الشباب أو الدولة كثيرا أمام هذه المشكلة، فقد صار الشباب يبحث عن العروس التي تملك الشقة أو الفلوس أو استضافة العريس في بيت العائلة، ولجأ آخرون إلى العمل الإضافى أو الهجرة، وتمكنت فئات أخرى من الالتحاق في أي فرع من فروع الاقتصاد الأسود أو الجماعات المتطرفة التي توفر لأعضائها فرص العمل والزواج والحياة، مقابل الطاعة العمياء والولاء المطلق. الكبار في مصر يكتفون بإدانة ضحايا النظم السياسية العشوائية والإدارة اللامؤسسية في ظل الحكومات المتعاقبة، ولكن أحدا من هؤلاء الكبار لا يجرؤ على اتهام الدولة والحكومة والنظام والملتحقين بهم من النخبة السياسية أو الاقتصادية أو الدينية بالمسؤولية عن تدمير هؤلاء الضحايا، ودفعهم لارتكاب كل الأخطاء المتاحة، بما في ذلك جرائم الفساد وانتهاك القانون.
ولو افترضنا أن النظام الحالي قادر على تلبية رغبات النخبة «القرفانة» من سلوكيات الشعب المصري، فهل تتسع سجون وزارة الداخلية لشباب الزواج العرفي وشباب التحرش، وشباب الضفائر وشباب البنطلونات الممزقة، وشباب الترامادول، وشباب التطرف الديني، وشباب البلطجة وشباب التوك توك، وشباب الدعارة العادية أو المثلية وشباب العاطلين والعدميين والناقمين على الدولة التي لا تضعهم في حساباتها؟ وهل تتسع السجون للفاسدين الكبار وأعوانهم، إن تمكنت أجهزة الرقابة والأمن من ملاحقة كل أو معظم جرائم هذه الفئة من الناس؟ لو فكرت النائبة صاحبة اقتراح حبس مرتكبي الزواج العرفي، أو تدبرت الوضع العام في المجتمع المصري لفوجئت بأن معظم أحوالنا عرفية وليس الزواج فقط. التعليم العام عرفي وليس حقيقيا، والشهادات الجامعية عرفية وليست واقعية، ومعظم شهادات الدكتوراه والماجستير عرفية أو أخوية، والأداء العام في شتى هيئات ودواوين الحكومة عرفي، والأجور التي يتقاضاها العاملون في الدولة عرفية وليست فعلية أو فاعلة، ومواعيد القطارات عرفية، وملابس الفتيات والنساء الملتزمات معظمها عرفي، أقرب للتبرج منه للاحتشام، إلخ إلخ، فهل يمكن وضع مصر كلها في سجون السيدة نائبة البرلمان؟».

استغلال الأطفال

أما حسن الرشيدي في «الوفد» فكان مقاله عن «التوك توك»: «ارتفع عدد التكاتك في مصر لحوالي 3 ملايين توك توك، بمعدل 3 تكاتك لكل مئة مواطن، ينتشرون في القرى والنجوع والشوارع والميادين بصورة عشوائية، بلا ضوابط أو تراخيص، فتحولت التكاتك إلى مصادر لجرائم القتل والسرقات والاغتصاب، والاعتداء الجنسي، وساحة لاستغلال الأطفال لأن معظم التكاتك يقودها الأطفال والقصر، وأيضا أصبحت التكاتك متهما رئيسيا في عمليات اغتيال المهن والحرف والقضاء على «الصنايعية» الذين تركوا مهنتهم الأصلية واستسهلوا العمل كسائقين للتكاتك، لتحقيق المكاسب المالية اليومية بلا تعب أو عناء. ظاهرة انتشار التوك توك في غاية الخطورة، لأن التكاتك في غالبية المحافظات والقرى والنجوع، وحتى القاهرة والإسكندرية، تعمل بلا ترخيص، ويقودها رجال وأطفال مجهولون يصعب التعرف عليهم. عندما يرتكبون حوادث قتل ودهس وجرائم سرقة واغتصاب، وخطف أطفال والاعتداء عليهم جنسيا، والمجنى عليهم ليسوا من ركاب التكاتك وحسب، وإنما بعض الضحايا من الأطفال سائقي التكاتك أيضا. جرائم التوك توك متعددة ومتنوعة، وأهدافها مختلفة، ولكنها جرائم تمثل خطرا جسيما على المجتمع، وعلى حياة الأطفال سائقي التكاتك، الذين يستغلهم أصحاب التكاتك للعمل بأجور قليلة لتحقيق مكاسب أكثر. قضية التوك توك خطيرة، لأن التكاتك بلا أرقام، ومعظمها يقوده أشخاص مجهولون يفرون بسهولة عندما يرتكبون جرائمهم، ومن الصعب التعرف عليهم. ماذا تفعل امرأة عجوز أو حتى فتاة شابة عندما يخطف سائق التوك توك حقيبتها، أو يذهب لمكان مهجور ويرتكب جريمته، ثم يفر هاربا، ولا تكون هناك أرقام للتوك توك الذي ارتكب به جريمته؟ ما أكثر الجرائم أيضا التي يكون فيها الطفل سائق التوك توك ضحية وفريسة. بلطجية أو مخمورون استدرجوه، لمكان مهجور أو مزرعة، ثم اغتصبوه أو سرقوا منه التوك توك المصدر الوحيد لرزق أسرته، رغم الخطر الذي يمثله التوك توك على المجتمع والناس إلا أنه أصبح وسيلة للمواصلات يعتمد عليها الناس في بعض القرى والنجوع، التي لا تتوفر فيها وسائل أخرى للانتقال، فالأمر يتطلب تدخلا عاجلا وحاسما من الدولة لتقنين أوضاع التكاتك، وإصدار تراخيص لها في القرى والنجوع، وأيضا إصدار تراخيص لسائقيها حتى نمنع الأطفال من قيادتها لحمايتهم، وسهولة التعرف على السائقين عند وقوع الجريمة، وفي الوقت نفسه تحقق الدولة عوائد مالية من قيمة إصدار التراخيص والمخالفات. وهذه القضية تتطلب أيضا الاكتفاء بالتكاتك الموجودة بالفعل وعدم استيراد أو إنتاج أخرى في أي صورة، ومنع عمل التكاتك في العاصمة والمدن الرئيسية والطرق السريعة، فالأمر يتطلب تشريعا جديدا، ينظم عمل التوك توك».
خطر انخفاض منسوب حالة الرضا

أخطر ما يهدد أي فرد أو أي مجتمع أو أي أمة، في رأي عماد الدين أديب في «الوطن» ليس انخفاض رصيد النقد في البنك المركزي، ولكن انخفاض منسوب حالة الرضا في نفوس الناس، وهبوط سقف الأمل في الغد. ووظيفة أي نظام سواء أكان ملكيا، أميريا، جمهوريا، رأسماليا كان أو اشتراكيا، حرا كان أو فرديا، منذ بدء التاريخ أو معاصرا، أن يسعى إلى تحقيق حالة الرضا لدى المواطنين، بهدف رفع منسوب الأمل داخل نفوسهم. لا بد أن يصل الناس، في أي زمان ومكان إلى اليقين الكامل والإيمان الراسخ بأن غدا – بإذن الله – يبشر بمستقبل أفضل. الإحساس بأن الأمور تسوء، ولا أمل في غد أفضل، هو أكبر خطر على استقرار المجتمعات على مر التاريخ. العنصر النفسي هو العنصر الحاكم والأساسي في تحقيق حالة الرضا. لا استقرار بدون رضا، ولا رضا بدون أمل. اليأس من واقع الحال هو العدو الأول لنجاح أي مشروع إصلاحي. كان وليام شكسبير يقول في مدوناته اليومية: «لا أخاف من شيء في حياتي أكثر من اليأس، لأن اليأس – بلا شك- هو التاج المرصع على رأس مشاعر الخوف». وكان الكاتب الروسي تولستوي يقول «إنني أعرف أنني في النهاية سوف أنتصر على الخوف من اليأس، لأنني في النهاية سوف أموت». التعامل بشكل فلسفي مع مشاعر الإحباط واليأس، هو أمر ضروري للتشخيص الدقيق لحالات عدم الرضا التي تصيب أفرادا أو جماعات أو هيئات أو مجتمعات. ومن أخطر الأمور التخفيف أو التهوين من مشاعر عدم الرضا عند الناس، بل يتعين دائما التعامل معها بجدية وعمق وحكمة. بالتأكيد ليس دور أي نظام سياسي أن يعامل مواطنيه مثل الأطفال الذين يحدثون ضوضاء ويصرخون بصوت عال، إذا لم يستجب أهلهم لمطالبهم. المطلوب هو التعاطف الواعي مع هموم الناس بدون قبول ظواهر الابتزاز الجماهيري الذي يمارس أحيانا على بعض الحكام. ذلك كله حتى نتجنب جميعا تلك الحالة المخيفة التي عبّر عنها مثل شعبي معاصر: «رميت همومي في البحر علشان أرتاح، طلع السمك يلطم».

نقطة تحول في المجتمع المصري

أما منى رجب في «الدستور» فقالت: « حدثت نقطة تحول في مجتمعنا منذ 25 يناير/كانون الثاني 2011 حيث بدأ تخريب وتدمير ممنهج ومتعمد للشخصية المصرية التي كانت تتميز بالسلام والطيبة والشهامة والكرم. خلال أيام الأعياد فوجئنا بجرائم فيها من الدموية والعنف ما يقشعر له البدن، وأعتبرها مؤشرا خطيرا يهدد سلامة الأمن الاجتماعي للمجتمع المصري، مما يستوجب وقفة حازمة للدولة لتشديد القوانين وسرعة تطبيق العدالة الناجزة لردع هذه النوعية من الجرائم، التي أدمت قلوبنا قبل أن تستفحل أو تنتشر، لأنها جرائم غريبة على طباع المصريين. أبدأ أولا بالتحرش الذي لا بد من وقفة مجتمعية ضد من يمارسونه إلى جانب العقاب القانوني الذي لا بد أن يتضاعف ويطبق وبكل الحزم والصرامة على من يرتكبه، خاصة أنه سادت نبرة غريبة أيضا على مجتمعنا، وتيار ظلامي يشجع على التحرش ببناتنا في الشوارع وأثناء الأعياد، ويلقي اللوم على الفتاة أو المرأة بدلا من أن يطالب الرجل بغض البصر واحترام مكانة المرأة. كما ارتكبت جريمة بالغة العنف والوحشية لزوج قتل زوجته بماسورة سخان ثم ألقى بها من شرفة المنزل لأنها تنجب بناتا، ولم تنجب له ولدا، وهي جريمة لا بد أن يتم تنفيذ حكم الإعدام فيها لأنها جريمة قتل مروعة مع سبق الإصرار والتعمد، ومصحوبة بتفكير همجي يحتقر إنجاب الإناث.. وجريمة أخرى لطفلين صغيرين وجدا غارقين بعد أن أبلغ والدهما باختفائهما، ثم بعد البحث عنهما وجدهما رجال الشرطة غارقين في ترعة في محافظة الدقهلية، وتم نشر خبر أن والد الطفلين قتلهما وأنه اعترف وقام بتمثيل الجريمة أمام جهات التحقيق ولا يزال التحقيق مستمرا.
أي عنف هذا! وأي دموية وصل إليها المجتمع المصري؟ ولا بد قبل هذا أن ندرس الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه النوعية من الجرائم المروعة التي ليست في طبيعة المصريين، وفي رأيي أنه حدثت نقطة تحول في مجتمعنا منذ يناير 2011.. كما صاحب ذلك تيار جارف من الأفلام والدراما الفجة والعنيفة التي تصدر مشاهد العنف والدموية والقتل والفساد، بدون بث القيم أو تقديم رسائل ترقى بالمشاعر وترتقي بالعقول وبالسلوك، وإعلام ينشر الفوضى والإشاعات والتخبط، ومواقع إخبارية من كل شكل ولون تبث الأكاذيب وتمجد العنف، ومواقع تواصل اجتماعي تبث كل أشكل العنف والفوضى، مع غياب دور الأسرة في بث القيم والأخلاقيات، وغياب دور المدرسة في التوجيه، وفي دعم الرياضة والفنون الراقية، لا بد من تحقيق عدالة ناجزة في مواجهة الجرائم بشكل عام».

أزمة الاتحاد وصلاح

لا شك في أن اتحاد الكرة هو المخطئ الأول والأخير فى قضية محمد صلاح، لاعب المنتخب الوطني، المحترف في ليفربول الإنكليزي، لأنه في نظر حازم صلاح الدين في «اليوم السابع» لم يتعامل باحترافية منذ البداية مع ظهور أزمة الإعلانات التي أثيرت قبل نهائيات كأس العالم في روسيا، لكن اليوم يجب التحدث عن الطريقة التي يتعامل بها رامي عباس وكيل اللاعب، وتحديدا في جزئية التهديد بعدم حضور صلاح لمعسكر منتخبنا المقبل قبل مواجهة النيجر.
ويواصل حازم صلاح الدين كلامه، أنا لا أشكك فى وطنية صلاح أو حبه لمصر، بل أعلم جيدا أنه يعشق تراب الوطن ويحلم بإنجازات كثيرة للمنتخب خلال الفترة المقبلة، ومن حقه أن يسعى لتحقيق ما يراه في العالم الأوروبي هنا حتى نصل لمحطات الاحتراف الحقيقية، لكن يجب عليه أن يوجه وكيل أعماله بضرورة عدم الزج باسم اللعب للمنتخب من عدمه مستقبلا، لأنه لا يجوز التهديد في هذه القضية تحديدا، وهنا أؤكد على أن الخاسر الأكبر هو منتخبنا، والدليل الخناقة التي بدأت مباشرة على «السوشيال ميديا» بين عشاق صلاح الذين هاجموا اتحاد الكرة بضراوة بعد تغريدة نجم ليفربول، ثم دخول أنصار جماعة الإخوان على الخط بنشر الشائعات، وفي المقابل ظهر اتجاه آخر يرفض ما فعله صلاح ووكيله وتأكيدهم على أن الغرور أصابه ولا يصح التهديد بعدم اللعب للمنتخب، كما أن حديث صلاح عن الأزمة عبر فيديو على صفحته الشخصية في «فيسبوك»، يؤكد أنه من الوارد جدا أن يسقط فى فخ الشائعات المنتشرة على «السوشيال ميديا»، لذلك يجب عليه اليقظة في تصريحاته المقبلة، لأن الجميع يحبه وينتظر منه الكثير والكثير لمنتخبنا.
نتمنى أن ينهي اتحاد الكرة وصلاح هذه الزوبعة سريعا وضمان عدم تكرارها مستقبلا، حفاظا على منتخبنا».

الحكومة تدخل «المنطقة الحمراء» لجمع ملاليم من المواطنين ومحافظ المركزي يطلب من رئيس مصلحة الضرائب «أن يلزم حدوده»

حسنين كروم

عضو في «مجلس الشعب» يطالب الأسد بالقبض على لواء وأبرز عرَّابي «المصالحات» لتورطهما في تهم فساد

Posted: 29 Aug 2018 02:22 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: طالب عضو مجلس الشعب لدى النظام السوري وضاح مراد، بشار الأسد، بإلقاء القبض على أحد أبرز عرابي المصالحات «عمر رحمون» ورئيس شعبة الامن العسكري وهو ضابط برتبة لواء لم يسمه، لتورطهما بتهم رشوة وفساد.
وقال عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك، «سيدي الرئيس حصلت على معلومات بأن المجرم المدعو عمر الرحمون العائد إلى حضن الوطن بعد أن تيقّن بأنّ سوريتنا منتصرة أمر بقتل مواطنين سوريين ويده ملوثه بدماء السوريين وهو مطلوب إلى محكمة الإرهاب بإدعاء شخصي من أهالي المغدورين وهو يمارس عليهم الضغوطات ليسحبوا دعواهم بتهديدهم، سيدي الرئيس إنّ رئيس شعبة الأمن العسكري السيد اللواء هو من يحمي هذا المجرم ولا أدري ما هي حجته ؟! ومهما كانت هذه الحجة فأنا أراها ليست سوى حجج واهية يتخللها فساد ومال يدفع للحماية نعم سيدي الرئيس».
وأعرب مراد عن مسؤوليته تجاه اتهاماته للمذكورين، مدللاً على ذلك بالقول «لأنني اتصلت مرات عدّة من مجلس الشعب بالسيد اللواء رئيس شعبة الأمن العسكري عن طريق الأركان (وبإمكانكم الرجوع اليها فهي مسجله) وكانت الأركان تصلني بمدير مكتبه وأنا أطلب المقابلة وأضع اسمي وصفتي ورقم هاتفي لتحديد موعد وتمّ تجاهلي وحتى الآن لم يتنازل هذا اللواء لتحديد موعد للقائي لأنه قبض الثمن من المجرم بحق سوريا والجيش والمواطنين السوريين».
وطالب النائب رأس النظام السوري بالتحرك من أجل إلقاء القبض على رئيس شعبة الامن العسكري لضلوعه في حماية «مجرم» مبدياً استعداده للتنازل عن الحصانة التي يتمتع بها، حيث قال «وأنا الآن يا سيدي وقائدي ألتمس منكم إلقاء القبض على من تلوثت يداه بدماء السوريين وعلى السيد اللواء رئيس شعبة الأمن العسكري الذي يحميه مهما كانت حجته لأن ذلك المجرم مطلوب لمحكمة الإرهاب والذي يحميه هو شريكا له، وإن كان يا سيدي الرئيس هكذا مجرمين يتم التغطية عليهم فأنا والشعب يا سيدي نطالب سيادتكم الإفراج أو العفو عن كل من طلبته محكمة الإرهاب في سوريا لتحقيق العدالة للشعب… أنا مستعد للتنازل عن حصانتي».
وعمر رحمون ابن مدينة حلفايا، يحمل الماجستير في الشريعة الإسلامية، هو شقيق سامي رحمون المعروف باسم «أبي العلمين» قائد كتائب «أبي العلمين» في المعارضة السورية سابقاً، قبل ان ينضم إلى جبهة النصرة ويتولى فيها مراكز قيادية. وأسس رحمون في حزيران 2013، حركة «أحرار الصوفية الإسلامية» وخرج على المنابر الإعلامية متحدثاً باسم الثورة السورية، ثم انضم إلى «جيش الثوار» التابع لقوات سوريا الديمقراطية المدعوم أمريكيا خلال عام 2015، واختفى اثره إلى حين ظهوره في دمشق برفقة ضباط النظام السوري خلال عام 2016، حيث استقر في مدينة حماة بحماية النظام السوي، ثم شارك كطرف مفاوض عن النظام السوري إبان تسليم احياء حلب الشرقية وخروج المعارضة منها منتصف شهر كانون الأول من العام نفسه، واعتبر أحد أبرز متزعمي ملف «المصالحات» في منطقة وادي بردى والغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وتوعد رحمون في آخر منشور له عبر حسابه على موقع «تويتر» إدلب بمعركة حاسمة، حيث كتب «بدأت التجهيزات العسكرية لمعركة النصر في إدلب، باب المصالحة مفتوح لمن يرغب، ومن يريد الحرب فليتفضل إلى الميدان، ستكون معركة غير تقليدية هذه المرة، وأعدكم بان الجيش العربي السوري سيرفع العلم على باب الهوى خلال مدة لا تتجاوز 10/15 من هذا العام» وأشار في منشور آخر إلى ان الفصائل المصالحة ستكون أشد قتالاً للمعارضة السوري من غيرها في إدلب.

عضو في «مجلس الشعب» يطالب الأسد بالقبض على لواء وأبرز عرَّابي «المصالحات» لتورطهما في تهم فساد

إعفاء «أفيلال» يثير شرخا في التحالف «المزعج» ويحمل رئيس الحكومة المسؤولية

Posted: 29 Aug 2018 02:22 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: وضع قرار إزاحة شرفات أفيلال،وزيرة الدولة المكلفة بالماء، التحالف الاستراتيجي بين حزبي العدالة والتنمية وحزب التقدم والاشتراكية، على شفا الانهيار، وهو ما زاد من احتماله لغة البلاغ الصادر عن المكتب السياسي لحزب الكتاب (التقدم والاشتراكية) عقب اجتماع خصصه أساسًا لتدارس موضوع حذف كتابة الدولة في الماء من الهيكلة الحكومية وإدماجها في وزارة التجهيز، وذلك بقرار من الملك وباقتراح من رئيس الحكومة، كما ورد في نص البلاغ الذي استغرب طريقة تدبير رئيس الحكومة هذا الأمر، مشيدًا في الوقت نفسه بأداء أفيلال ومانحًا فرصة لتدقيق الأمر وإمكانية اتخاذ خطوات أخرى في المستقبل وفق ما تقتضيه المرحلة .
وأكد الحزب في بلاغه الذي توصلت «القدس العربي» بنسخة منه أنه «يتعامل دومًا مع القرارات الملكية السامية ويمتثل لها»، لكنه «يعرب عن استغرابه من الأسلوب والطريقة التي دبر بهما رئيس الحكومة هذا الأمر، حيث لم يتم إخبار لا الحزب ولا كاتبة الدولة المعنية بهذا المقترح قبل عرضه للمصادقة»، مضيفًا أنه بعد اللقاء الذي جمع قيادات من الحزب مع رئيس الحكومة فإن «المكتب السياسي يعبر عن عدم تفهم حزب التقدم والاشتراكية لمغزى هذا الاقتراح الصادر عن رئيس الحكومة»، محملاً المسؤولية كذلك لوزير النقل واللوجيستيك، عبد القادر عمارة، حول القرار، قائلًا إن له «المسؤولية المباشرة فيه»، وبأنه قرار هم فقط قطاع الماء دون غيره من القطاعات الحكومية الأخرى، وبأنه «لم يأخذ أبدًا بعين الاعتبار الضوابط الأخلاقية اللازمة في مجال تدبير التحالفات والعلاقات داخل أي أغلبية حكومية ناضجة، فبالأحرى عندما يتعلق الأمر باحترام العلاقة المتميزة التي تجمع حزبنا بحزب السيد رئيس الحكومة».
وطالب البلاغ رئيس الحكومة بأن يقدم للحزب وللرأي العام أجوبة شافية بشكل شفاف ومقنع عن تساؤلات مطروحة حول الطريقة التي تم بها التخلي عن أفيلال، وذلك لسد الطريق أمام تأويلات أخرى. وفي هذا الصدد ذكّر الحزب بمسار التحالف الذي جمع بين الحزب اليساري وحزب رئيس الحكومة ذي التوجه الإسلامي منذ سنة 2011، معتبرًا أن الحزب «عرف ما عرفه من صدمات منذ أن اختار المشاركة في حكومة 2011 إلى جانب العدالة والتنمية وأحزاب صديقة أخرى، ومارس هذه المشاركة بجرأة وإقدام واستماتة، وظل متشبثًا بهذا الاختيار انطلاقًا من حرصه الشديد على الدفاع عن المشروع الديمقراطي الذي ناضل من أجله»، مؤكدًا أن طريقة تدبير الأمر هي معاكسة لما تتطلبه ضرورة السعي إلى إذكاء نفس جديد في الحياة السياسية، وأكد أن الحزب سيواصل تتبع الموضوع في أفق عقد دورة خاصة للجنة المركزية للحزب قصد تدقيق تحاليل الحزب واتخاذ الموقف الذي تتطلبه المرحلة.
وقبل اجتماع مكتبه السياسي، عقد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية لقاء مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، لتوضيح ملابسات إعفاء أفيلال الذي لم يستسغه الحزب واعتبره «خيانة» لتحالف جمع الحزبين، وتلقى عنه حزب «الكتاب» ضربات كثيرة بسبب رفض جهات في السلطة لهذا التحالف ولأي تقارب بين توجهين أحدهما يساري والآخر إسلامي، واتسم اللقاء بالحدة في النقاش وانتهى بغضب رفاق بن عبد الله الذين رأوا في مبررات العثماني للإعفاء أنها غير مقنعة، حيث حاول رئيس الحكومة التخفيف من وطأة الإعفاء ومن الغضب، الأمر الذي لم ينجح فيه بسبب عدم تقديم تفاصيل عن مبرر الإعفاء و الاكتفاء بالقول بأن هناك اختلالات رصدها تقرير للمجلس الأعلى للحسابات في قطاع الماء، وهو التقرير الذي لم يتم الكشف عنه لحدود الآن، ولم يتوصل الحزب المعني بإعفاء وزيرته بأي نسخة منه سوى معلومات عامة حول اختلالات في التدبير، وهو الأمر الذي تعرفه عدة قطاعات، حسب التقرير الأخير للمجلس الأعلى للحسابات.
وحسب مصدرموثوق من حزب «الكتاب»، رفض الكشف عن اسمه، فإن العثماني وجد نفسه في موقف محرج ، سياسيًا وأخلاقيًا، في اللقاء الذي جمعه مع بن عبد الله ورفاقه حول نازلة إعفاء أفيلال ، وطلب من الغاضبين من تصرفه أن يقترحوا عليه حلاً فرفضوا بالقول إنه ما دام رئيس الحكومة شخصيًا هو من تسبب في المشكل فهو من يجب عليه أن يوجد الحل. ويرى مصدرنا أن لغة البلاغ الصادر عن حزبه بعد انتهاء اللقاء والخروج منه بخفي حنين، تنم عن الرغبة في إعطاء وقت ومهلة لـ«البيجدي» للتدبر في الأمر، وقد يكون هناك تعويض للحزب بشكل ما، إما بإزاحة كل كتاب الدولة نظرًا للمشاكل التي تطرح في العلاقة بينهم وبين وزرائهم، أو بتعويض للحزب في مؤسسة دستورية سياسية أو اقتصادية ما.

جدل حول وضعية الوزيرة

وفي انتظار تفاعل البيجيدي الرسمي مع الأزمة الطارئة بين الحزبين، ستنعقد في 22 أيلول/ سبتمبر المقبل، دورة خاصة للجنة المركزية للحزب للنظر في أمر الإعفاء والتعامل معه ولأخذ قرار بشأن البقاء في الحكومة أو الانسحاب منها. وحسب مصدرنا، فإن الانسحاب مستبعد لأنه هو الهدف الخفي وراء كل ما يحدث، معتبرًا أن التحالف المزعج بين الحزبين أدى «التقدم والاشتراكية ثمنًا عنه وما زال»، وهناك الآن مرحلة «ليست لتصفية تركة عبد الإله بن كيران التي يعد هذا التحالف أحد ثمار تلك المرحلة فقط، وإنما تصفية الخط السياسي الذي رسمه»، وأضاف أن البلاغ الصادر عن حزبه بهذا الصدد مقارنة مع البلاغات التي أصدرها في لحظات صدامية مع السلطة كما حدث في رده على بلاغ الديوان الملكي بخصوص تصريح لابن عبد الله وكما حدث في الرد على إعفاء هذا الأخير من مسؤوليته كوزير إلى جانب وزراء آخرين- يقول مصدرنا إنه غابت فيه درجة الجرأة والشجاعة، وبأنه ركز على انتقاد العثماني؛ لأن الملك طبق صلاحياته باقتراح من رئيس الحكومة، إضافة إلى أن الحالة في البلاغين السابقين كانت مختلفة لأنها كانت سياسية مباشرة ولها علاقة بالوجه الأول في الحزب وبجهات في الدولة.
وكان بلاغ للديون الملكي قضى بحذف مقعد كاتبة الدولة لدى وزير التجهيز المكلفة بالماء، شرفات أفيلال، قد أثار جدلًا سياسيًا وقانونيًا حول وضعية الوزيرة، خاصة أن البلاغ الملكي لم يشر إلى تعديل حكومي جزئي، الأمر الذي تم الحسم فيه بعد أن صدرمؤخرًا بالجريدة الرسمية أمر ملكي يقضي بإعفاء أفيلال من مهام كاتبة الدولة المكلفة الماء، حيث جاء في الجريدة الرسمية أن الملك استند في إعفائه لأفيلال منذ 20 آب/ أغسطس الجاري، إلى ما ورد في الفصل 47 من الدستور والمرسوم الملكي رقم 1.17.07 الصادر بتاريخ 7 نيسان/ أبريل 2017 القاضي بتعيين أعضاء الحكومة.

بلاغ الحزب شجاع

وفي التفاعل مع بلاغ حزب التقدم والاشتراكية الذي وصفته عدة منابر إعلامية ونشطاء بالفضاء الأزرق بأنه بلاغ «شجاع»، توصلت «القدس العربي» بمعلومات عن دعوات داخل حزب العدالة والتنمية من أجل عقد اجتماع عاجل للأمانة العامة للرد أو النظر في بلاغ الخصومة الطارئة مع حليفهم الذي كان إلى أمد قريب حليفًا «استراتيجيًا». وتعالت أصوات قيادية داخل حزب رئيس الحكومة تطالب العثماني بإجابات مقنعة وتحمله مسؤولية عدم التواصل مع أعضاء حزبه بخصوص الحادث الطارئ في العلاقة مع حزب التقدم والاشتركية، وهو الغضب الذي أججه البلاغ الأخير لهذا الحزب، وكتبت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، تدوينة طويلة تفضح فيها «المستور» داخل حزبها عن عدم التواصل الداخلي والارتباك الذي خلقه قرار رئيس حزبهم سعد الدين العثماني «المطلوب هو الإقناع، وإذا ما غابت الأطروحة المقنعة داخل تنظيم ما، فما على قيادته ومؤسساته إلا أن يواجهوا الوضع بشجاعة أدبية ويقروا أن المشكل قائم ويحتاج إلى نقاش هادئ»، محملة المسؤولية للعثماني في التواصل مع أعضاء حزبه، مردفة: «اليوم يخرج علينا حزب من الأغلبية ببلاغ يتهم فيه رئيس الحكومة بعدم احترام ما يوجبه ميثاق الأغلبية، وهو ما يهدد ب المنطق نفسه ذلك التماسك وذلك «الانسجام»، فما العمل إذن ..»، خاتمة تدوينتها الغاضبة بأنه لا يمكن الطلب من قاعدة الحزب وأعضائه المسيسين التزام الصمت والنقاش داخل المؤسسات في الوقت الذي لا تنعقد فيه هذه المؤسسات.
وقال أنس الحيوني، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية والقيادي في الحزب بالخارج، في تدوينة له على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إنه «مهما كانت الأسباب والخلفيات، يبقى ما قام به الأخ الأمين العام العثماني اتجاه الحليف حزب التقدم والاشتراكية سلوكًا غير مقبول، وغير سياسي، وغير أخلاقي، ويعدّ خرقًا واضحًا لميثاق الأغلبية، إذن لا يعقل أن يتم اقتراح حذف كتابة دولة تدبر من حزب يجمعك به تعاقد استراتيجي دون إخبار الحزب المعني الذي تلقى الخبر عبر الإعلام».
واعتبر أنه لو فعلاً حذف الكتابة مبني على الأداء الشخصي لكاتبة الدولة أفيلال، فالأولى لرئيس الحكومة من باب المسؤولية «إعفاء الوزير أخنوش على الأقل لسببين: الأول مرتبط بفضيحة تهريب الأسماك غير المرخصة باصطيادها عبر ميناء الحسيمة، ومقتل محسن فكري رحمه الله، ثم فضيحة أضحية العيد السنة الماضية المتعفنة التي وبالمناسبة ستبقى وصمة عار لن ينساها المغاربة».

إعفاء «أفيلال» يثير شرخا في التحالف «المزعج» ويحمل رئيس الحكومة المسؤولية

سعيدة الكامل

المعارضة الموريتانية تحتج والأعصاب تشتد والانتخابات بعد يومين

Posted: 29 Aug 2018 02:21 PM PDT

نواكشوط -« القدس العربي»: غدًا الجمعة تختتم الحملة الانتخابية الممهدة للانتخابات النيابية والبلدية والجهوية التي ستشهدها موريتانيا الأحد المقبل في منعطف حساس من تاريخها تتنافس فيه تحالفات المعارضة وأطيافها مع الحزب الحاكم ومجرة الأحزاب الصغيرة السائرة في فلكه.
ومع اقتراب يوم الاقتراع تشتد الأعصاب هنا وهناك بين نظام يسعى للبقاء متكئًا على إنجازات منظورة وأخرى غير مرئية، ومعارضة تدفع نحو تغييره لكونها ترى في استمراره خطرًا على البلد اعتمادًا على ما تسميه «تسييره الكارثي للشأن العام».
وانفجرت في هذا النطاق أعصاب المعارضة الموريتانية أمس عندما فشل تنظيمها لمهرجانها الكبير في العاصمة بعد أن هيأت له كل شيء وبعد أن توافد أنصارها للمطار القديم المكان المخصص للتظاهرة؛ وتبرأت السلطات من إفشال العملية وأكدت أوساطها أنها رخصت للمهرجان وأن الذي اعترض على تنظيمه هو رجل الأعمال المالك لأرضية المطار الذي تقدم بشكوى للسلطات.
وأكد محمد جميل ولد منصور، مرشح المعارضة للمجلس الجهوي للعاصمة، في تدوينة أمس «أن لائحة التناوب الديمقراطي المكونة من أحزاب تواصل وتقدم والمستقبل وعادل وحاتم وإعادة التأسيس والمتقدمة لانتخابات جهة نواكشوط، قررت أن تنظم مهرجانًا مركزيًا في الساحة المقابلة لسوق لكبيد من المطار القديم، وكتبت رسالة لهذا الغرض لحاكم دار النعيم في الوقت المناسب وأعطى وصلًا عنها، وبدأت التحضيرات تعبئة وإعلامًا وتنظيمًا ونقلاً «.
«ومع اقتراب وقت انطلاق المهرجان، يضيف ولد منصور، جاء عناصر من الحرس وطلبوا إخلاء المكان باعتباره ملكًا خصوصيًا لشركة النجاح، وأن المهرجان مرخص، ولكن لا بد من موافقة المالك الخصوصي، وبعد أخذ ورد وبعد مكالمات عديدة مع الحاكم المعني، وبعد أن أشيع خبر عرقلة المهرجان، مع أن الناس بدأت تتدفق على الساحة، قررنا إعلام الجمهور بما وقع وتأجيل النشاط إلى وقت لاحق».
وقال: «الحاكم وقبل أيام استقبل إشعار المهرجان دون أن يطرح أي إشكال متعلق بالمكان، واستمرت التعبئة والدعاية للمهرجان يومين دون أي ملاحظة من أي كان، حاكمًا أو شركة، ثم إن ساحة المطار حتى لو سلمنا بأن «النجاح» تملكها أو تملك بعضها بناء على صفقة مشبوهة مشهورة، تحتوي مرافق عامة لا شأن للخصوصيين بها، لأن كل مخطط يلزم أن يبرمج على هذه المرافق، وكنا قد اقترحنا أمس عندما حدث ما حدث أن ننزاح في اتجاه الشارع، حيث العام، ولكن يبدو أن الخصوصية هي عنوان المرحلة سواء كانت خصوصية « النجاح « أو «الفشل « ومظاهر الأخير في سياسة القوم بادية ظاهرة».
وأضاف ولد منصور قوله: «تصرف السلطات أمس تعبير آخر عن مستوى الخوف والجزع، فضلًا عن التخبط والارتباك؛ فالنظام الذي أظهر في الأيام الأخيرة توترًا وعصبية في الخطاب والممارسة يدرك كم هي الناس مدبرة عنه، وربما ما خفي أعظم، وهي مناسبة نؤكد فيها أن الاستفزاز والطيش لن يفسدا على القوى الديمقراطية ما كان سببًا في مشاركتها أصلًا رغم اختلال قواعد اللعبة «.
وأردف قوله: «الرد يكون بمزيد فعالية ونشاط والتوجه بكثرة لأنشطة المعارضة الختامية للحملة، ومنها تظاهرة المعارضة كاملة المتوقعة يوم الخميس، وبعد ذلك التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع لإسقاط لوائح حزب النظام».
ودانت المعارضة الموريتانية، في بيان وزعته حول هذه الحادثة، ما سمته «غطرسة النظام ومحاولاته فرض إرادته على الموريتانيين من خلال القمع والظلم والابتزاز والاحتقار».
ودعت المعارضة «جميع الأحزاب السياسية والقوى الوطنية إلى الوقوف صفًا واحدًا اليوم ضد تصرفات النظام الظالمة، وغدًا ضد كل محاولات التزوير ومصادرة إرادة الناخبين».
ونبه البيان «لجنة الانتخابات إلى المسؤولية الجسيمة التي يحملها لها القانون المنشئ لها، حيث يقول في مادته الثانية إن من بين مهامها «رقابة الحملة الانتخابية»، لضمان عدم استخدام الممتلكات العمومية لصالح حملة حزب معين، وضمان العدالة بين مختلف الفرقاء السياسيين، ومساواة الفرص بينهم».
وأوضح البيان «أن السلطة أقدمت اليوم على تصرف هستيري جديد يعبر عن إحساسها بالهزيمة وتبرم الناخبين عن المشروع الذي تحاول عبثًا فرضه على الشعب الموريتاني لاستمرار حكم الاستبداد والنهب الذي تعاني منه البلاد منذ استيلاء رأس النظام الحالي على السلطة».
«فبعد أن رخصت السلطات للمهرجان الذي دعت له اللائحة المشتركة لأحزاب المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة على مستوى المجلس الجهوي للعاصمة، يضيف البيان، وبعد أن اكتملت إجراءات التنظيم وبدأت الجماهير تتدفق على ساحة المطار القديم، تملك النظام الرعب وجند قوات قمعه للعبث بالمنصة وتفريق المواطنين المتواجدين في الساحة.
«والحجة التي تذرع بها النظام للقيام بهذا الإجراء التعسفي، تضيف المعارضة، لا تستند إلى أي أساس قانوني: فساحة المطار ليست كلها ملكًا للجهة التي ادعت السلطة أنها صاحبة الرفض أو القبول، هذا إذا اعتبرنا أن الصفقة المشبوهة المعروفة تعطي أصلًا حق أي نوع من الملكية لهذه الجهة، فالدولة قد احتفظت بمساحات معتبرة من هذه الساحة، وبالتالي فالدولة وحدها هي التي تتصرف في هذا العقار العمومي، يضاف إلى ذلك أن صاحب الملكية المشبوهة قد باع الكثير من القطع التي كانت بحوزته لمواطنين لا يعقل أنهم اجتمعوا وأجمعوا على رفض عقد هذا المهرجان في أراضيهم».
وأضافت المعارضة: «الحقيقة هي أن هذا التصرف تعبير عن التخبط والارتباك الذي تعيشه السلطة والذي لن يزيد الموريتانيين إلا إصرارًا على هزيمة هذا النظام مهما بالغ في أنواع القمع والتهديد والوعيد».
«وليست الجولات التي يقوم بها رأس السلطة داخل الولايات مستخدمًا طائرات الدولة ووسائلها ومسؤوليها وسلطتها، تضيف المعارضة، إلا أصدق دليل على إحساسه بتخلي أغلبية الموريتانيين، حتى من داخل حزبه وأغلبيته المزعومة، عن مشروعه الهدام، ما اضطره إلى تسويق نفسه بنفسه، لأن الجميع يحس اليوم وبارتياح أن صفحة حكم ولد عبد العزيز قد طويت وهو في آخر أيام آخر مأمورية لا يحق له الترشح لها».
وخلصت المعارضة في بيانها للتأكيد على «أنه أصبح واضحًا اليوم لدى جميع الموريتانيين أن هناك نوعين من المرشحين: نوع ترشحه السلطة الحالية للدفاع عنها وضمان استمرارها، ونوع يرشحه المواطنون للدفاع عنهم وعن مصالحهم ومصالح البلد، وبالتالي فإن الخيار أصبح واضحًا، وذلك ما يفسر هستيريا السلطة وارتباكها».
وتدخل موريتانيا بناخبيها الذين يزيدون على المليون ونصف المليون وبأحزابها الثمانية والتسعين، الأحد المقبل، معركة الانتخابات النيابية والبلدية والجهوية المقررة فاتح سبتمبر المقبل، وهي انتخابات يشارك فيها الجميع، حيث رشحت فيها القبائل أبناءها وقدمت الأسر النافذة فيها رجالها ونساءها.
وتتوزع قوائم الأحزاب المشاركة في هذه الانتخابات بواقع 1559 قائمة للانتخابات البلدية، و161 قائمة جهوية، فيما بلغ عدد القوائم المتنافسة في الانتخابات النيابية 528 قائمة على مستوى المقاطعات، و97 قائمة وطنية و87 قائمة للنساء.

المعارضة الموريتانية تحتج والأعصاب تشتد والانتخابات بعد يومين

الاحتلال يشنّ حملة دهم واسعة في الضفة الغربية ويعتقل أكثر من 25 مواطنا و«الشاباك» يزعم تفكيك شبكة لحماس في الخليل تضم نساء

Posted: 29 Aug 2018 02:21 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: شنت قوات الاحتلال حملة دهم واسعة النطاق في الضفة الغربية أسفرت عن اعتقال أكثر من 25 مواطنا، تخللها وقوع مواجهات شعبية عنيفة، فيما زعم جيش الاحتلال أنه تمكن من تفكيك شبكة كبيرة لحركة حماس في مدينة الخليل جنوب الضفة.
وكشف النقاب في إسرائيل عن تمكن جهاز الأمن العام «الشاباك»، بالتعاون مع الجيش من تفكيك شبكة كبيرة تابعة لحركة حماس في الخليل خلال الأسابيع الأخيرة.
وحسب الزعم الإسرائيلي فإن من بين أفراد الشبكة نساء، وجاء في بيان صادر عن «الشاباك» أن هذه الشبكة عملت على تجنيد نشطاء وتنسيق فعاليات في المساجد وتوسيع القاعدة الشعبية لحماس والتحريض على الإنترنت، ومساعدة عائلات الأسرى ومحاولة السيطرة على الشؤون البلدية في الخليل، وإدارة المؤسسات الخيرية.
وحسب البيان فإن النشيطين من حماس نزار شحادة وفراس أبو شرخ، ترأسا الشبكة وقاما بتجنيد نساء عملن على تشكيل لجنة مركزية بغرض تنفيذ تعليمات وتوجيهات على أرض الواقع.
وزعم «الشاباك» أن دينا كرمي وهي زوجة أحد الشهداء الذين اغتالتهم قوات الاحتلال قبل سنوات هي من ترأست اللجنة المركزية. وادعى جهاز «الشاباك» أن الأعضاء من النساء في اللجنة المركزية هذه التقين الناشط في حماس هارون ناصر الدين المبعد إلى تركيا.
وحسب الأمن الإسرائيلي، فإن رؤساء الشبكة تصرفوا خلف الكواليس في نقل التعليمات إلى النساء لتعزيز تنفيذ الأنشطة في الميدان، وأنه مع مرور الوقت توسعت أنشطة الشبكة، حيث تم تجنيد العشرات من نشطاء حماس وإنشاء لجان فرعية.
وجرى تقديم سلطات الاحتلال خلال الأيام الماضية، لوائح اتهام بحق بعض أعضاء البنية التحتية، شملت العديد من التهم بينها «العضوية في منظمة غير مشروعة»، وقال مصدر أمني إسرائيلي «إن الكشف عن هذه البنية لحركة حماس، يشير إلى أن الحركة تعمل باستمرار لإشعال نشاطها في الضفة الغربية».ميدانيا اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، خمسة مواطنين من محافظة نابلس شمال الضفة الغربية، بعد مداهمة منازل ذويهم وتفتيشها.
كما اعتقلت أربعة مواطنين من بلدتي قباطية وسيريس جنوب جنين، وداهمت منزلا في قرية جلقموس شرقاً، حيث قامت باستجواب ساكنيه، فيما كثفت من تواجدها العسكري، ونصب الحواجز والكمائن في عدة قرى وبلدات في المحافظة وسط تحليق مكثف لطائرة عامودية.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاختلال اعتقلت شابا من بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله حيث اندلعت في القرية موجهات عنيفة، حين تصدى المواطنون لعملية الدهم الإسرائيلية، حيث تعمدت قوات الاحتلال إطلاق وابل من قنابل الغاز والصوت، بدون أن يبلغ عن إصابات.
واعتقلت كذلك قوات الاحتلال خمسة مواطنين من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، بعد أن قامت باقتحام عدد من الأحياء في بلدة بيت أمر شمال المدينة، وبلدة بيت كاحل غرب الخليل.
وفي هجوم آخر اعتدت قوات الاحتلال لأربعاء، على مقعد وزوجته، بعد دهم منزله في شارع الصف وسط مدينة بيت لحم، واستدعت نجله. وذكرت مصادر من المدينة أن قوات الاحتلال داهمت منزل محمد عبد الله الهريم «59 عاما»، وأثناء فتح الباب من قبل زوجته، تم صدمها بالباب في وجهها، ودفعها وسقوطها على الأرض، إضافة الى الاعتداء بالضرب على زوجها، وهو على كرسيّه المتحرك. وفي السياق، داهمت قوات الاحتلال إحدى البنايات في بلدة الدوحة غرب بيت لحم، تخلل ذلك تفجير الأبواب، وتخريب المحتويات، الأمر الذي تطور بعد ذلك إلى اندلاع مواجهات مع الشبان، كما اندلعت مواجهات مماثلة مع قوات الاحتلال في مخيم الجلزون التابع لرام الله.
وكانت قوات الاحتلال أصدرت قراراً يقضي بإبعاد الناشطة المقدسية، المعلمة هنادي الحلواني عن المسجد الأقصى لمدة ستة أشهر، علماً أن الاحتلال يتعمد باستمرار إبعادها عن المسجد والقدس القديمة لفترات طويلة، بعد استدعائها للتحقيق.
كما سلمت قوات الاحتلال طالبًا من جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، بلاغا بحظر دخول الجامعة، لمدة ستة أشهر، بعد أن جرى استدعاؤه لمقابلة المخابرات الإسرائيلية في معسكر «سالم» الاحتلالي.
وزعم جيش الاحتلال أنه استولى خلال عمليات الدهم على أسلحة من إحدى قرى مدينة رام الله، وقال إنه تم تحويل المعتقلين للتحقيق لدى أجهزة الأمن، لمشاركتهم في أعمال مقاومة شعبية.
إلى ذلك فقد هدمت جرافات الاحتلال يوم أمس مسلخا وبركسين في بلدة برطعة جنوب غرب جنين، الواقعة داخل جدار الضم والتوسع العنصري، وذلك بعد أن قامت جرافات الاحتلال بمساندة قوات كبيرة من الجيش، بهدم مسلخ بالكامل مع معداته، ولم تسمح للمالك بإفراغ المسلخ قبل هدمه، كما هدمت تلك القوات بركسين بحجة عدم الترخيص.
كذلك هدمت قوات الاحتلال منشأة تجارية في حي عين اللوزة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، واعتقلت عددا من الشبان، واعتدت على أطفال، وأصابت عدة نساء بينهن ثلاث حوامل.
جاء ذلك في الوقت الذي تشهد فيه قرية رأس كركر غرب مدينة رام الله، إضرابا شاملا احتجاجا على اعتداءات المستوطنين ومصادرة أراضي المواطنين للتوسع الاستيطاني.
وتقرر الإضراب في إطار خطوات تصعيدية أقرها مجلس قروي البلدة، الذي دعا السكان للاعتصام فوق الأراضي الزراعية المجرفة لأغراض التوسع الاستيطاني، وحث كذلك الأهالي على المشاركة في الفعاليات الاحتجاجية والتصدي لاعتداءات المستوطنين على الأراضي.
وأكد على وجود تنسيق مع القرى المجاورة للتجمهر بأعداد كبيرة، والتوجه إلى المناطق المصادرة ردا على اعتداء جنود الاحتلال ومجموعات المستوطنين على سكان القرية، وذلك بعد أن شرعت مجموعات من المستوطنين منذ الثلاثاء في حملة تجريف لأراضي البلدة، لصالح مشاريع استيطانية، تخللها اعتداء قوات الاحتلال التي حضرت لحماية المستوطنين على السكان، ما أدى إلى وقوع إصابات وحالات اعتقال.

الاحتلال يشنّ حملة دهم واسعة في الضفة الغربية ويعتقل أكثر من 25 مواطنا و«الشاباك» يزعم تفكيك شبكة لحماس في الخليل تضم نساء

إيران وروسيا تستعدان لإحكام السيطرة في سوريا

Posted: 29 Aug 2018 02:20 PM PDT

ثمة عامل مشترك واحد لأحداث الأيام الأخيرة في سوريا، وقد بدأ يتضح: لقد بدأت المعركة بالسيطرة من خلف الكواليس في نظام بشار الأسد في اليوم الذي سيعقب انتصاره في الحرب الأهلية الدموية التي دمرت سوريا تقريبًا بصورة كاملة. التوتر في الدولة ظهر أمس عندما أرسلت روسيا أسطولامن عشر سفن على الأقل وغواصتين إلى شواطئ سوريا والناتو شن هجومًا على خطوات موسكو. إرسال الأسطول الروسي هو جزء من هجوم الجيش السوري على المعقل الكبير الأخير للمتمردين في إدلب شمال الدولة جاء بعد يوم من التوقيع على اتفاق أمني جديد بين إيران وسوريا.
نشر قوات جوية روسية قبل ثلاث سنوات هو الذي رجح كفة الحرب في سوريا لصالح الرئيس بشار الأسد، الذي كان يسيطر في تلك الفترة على حوالي ربع مساحة سوريا. واليوم روسيا تحافظ على وجودها العسكري في سوريا من أجل ضمان انتصار الأسد، ولكن لها مصالح استراتيجية أخرى وعلى رأسها الحفاظ على مخرج إلى البحر الأبيض بواسطة الميناء الذي تسيطر عليه في شواطئ مدينة طرطوس في شمال سوريا. وسائل الإعلام الروسية تصف تعزيز القوات البحرية الحالي بأنه الأكثر كثافة منذ بداية الحرب الأهلية. وسائل الإبحار الروسية مزودة بصواريخ كروز التي تستطيع المساعدة في الهجوم على المتمردين في إدلب.
بالرغم من أن كلتا الدولتين جزء من نفس نظام القوات المؤيد لنظام الأسد ولا تتواجهان بينهما مباشرة، إلا أن هناك تضارب مصالح معين بين روسيا وإيران. كل واحدة منهما تتطلع إلى عقد صفقات اقتصادية مستقبلية مع النظام لإعادة إعمار الدولة (التي من شأنها جزئيًا الاستناد إلى استغلال مواد النفط التي تبقت في سوريا) ولكلتيهما مصلحة في الحفاظ على وجود عسكري في سوريا.
وزير الدفاع الإيراني وصل أول أمس في زيارة إلى سوريا وأعلن بأنه وقع على اتفاق بين كلتا الدولتين، والذي إيران في إطاره تساعد في إعادة تأهيل الجيش السوري والصناعات العسكرية في الدولة. الرسالة الإيرانية من وجهة النظر الإسرائيلية هي: نحن هنا من أجل أن نبقى. هذه الأقوال قيلت بعد حوالي شهر من استكمال نظام الأسد السيطرة على الجانب السوري من الحدود في هضبة الجولان، وبعد أن أعلنت روسيا أنها اتفقت مع الإيرانيين على إبعاد قواتهم حتى 85 كيلو مترًا من الحدود مع إسرائيل. التفاهم الروسي الإيراني لا يتضمن محيط مدينة دمشق الموجود داخل المنطقة الفاصلة الجديدة.
التحذيرات الإسرائيلية بخصوص الشأن الإيراني وجهت في السنة الأخيرة ضد تواجد رجال الحرس الثوري في سوريا وضد نشر أنظمة عسكرية إيرانية في سوريا. إعادة تأهيل الجيش السوري، الذي وضعه متدهور جدًا بعد سنوات من الحرب، لا يحتل مكانة متقدمة في جدول التهديدات التي تقلق إسرائيل.
في إسرائيل يشخصون تهديدات محددة، وداخل الحلف الوثيق بين سوريا وإيران أيضًا. في الأسابيع الأخيرة ثمة حدثان في منطقة مدينة أبو كمال شرق سوريا بالقرب من الحدود مع العراق، فهناك هاجم الجيش السوري مرتين بميليشيات شيعية مؤيدة لإيران. هذه الخطوة بدت وكأنها جزء من صراع داخلي على السيطرة على طول ما يسمى الجسر البري الإيراني، وهو الخط الواصل من إيران مرورًا بالعراق وحتى دمشق ومن هناك إلى بيروت.
قبل حوالي شهرين وردت تقارير عن هجوم جوي في المكان نفسه ونسب إلى إسرائيل. الحرب في سوريا حسمت في صالح نظام الأسد، ولكن واقع اليوم الذي سيعقب ذلك ما زال آخذًا في التشكل وهو مرتبط بصراعات قوى عديدة بين الأطراف المختلفة.
لا يوجد لإدارة ترامب في المرحلة الحالية سياسة واضحة بشأن إعادة إعمار سوريا باستثناء مبدأ واحد: إلقاء المسؤولية الكاملة بهذا الشأن على روسا ونظام الأسد. سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة «نيكي هيلي» أوضحت ذلك أمس في لقاء أمنى عقد في واشنطن. «سوريا تعود للأسد وروسيا الآن»، قالت هيلي. «المنطق هو أنهم حطموا سوريا، والآن هم عليهم إصلاح ما فعلوه، هم يتوقعون من الولايات المتحدة أن تقوم بالإصلاح، ولكننا سنظل خارج هذه العملية»، أضافت هيلي.
إن مقاربة الإدارة الأمريكية تثير الخوف في أوساط خبراء في واشنطن، والذين يحذرون من أن إيران، وفي غياب التدخل الأمريكي، سيكون من الأسهل عليها أن تكسب من عملية إعادة الإعمار، وهذا بالضبط في الفترة التي يرزح فيها الاقتصاد الإيراني تحت ضائقة في أعقاب العقوبات الأمريكية. أقوال وزير الدفاع الإيراني هذا الأسبوع أشارت إلى نية بلاده.
تحاول طهران السيطرة أيضًا على سوق الاتصالات في سوريا، والذي جزء من بنيته التحتية في الأساس في منطقة دمشق ظلت قائمة بعد الحرب. اتفاق بشأن ذلك سبق ووقع في السنة الماضية بين دمشق وطهران. إلى جانب مصدر الدخل الثابت الذي من شأنه أن ينمو مع السنين، فإن السيطرة على سوق الاتصالات من شأنه أن يخدمهما أيضًا من ناحية استخباراتية، قال لـ «هآرتس» مات برودسكي، الخبير الأمريكي للسياسة الخارجية الذي نشر مؤخرًا بحثًا حول النشاط الاقتصادي الإيراني في سوريا.
وأضاف أن إيران نفذت عملية مشابهة في العراق، وحسب أقواله: «هنالك حوار حذر بشأن محاولتهما لإنشاء تواصل من الوجود العسكري من العراق حتى لبنان. السيطرة على البنى التحتية للاتصالات تساعدهم في تحقيق هذا الهدف». برودسكي وصف في بحثه كيفية تخطيط النظام السوري لأن يؤمم بواسطة تشريعات للأراضي الزراعية التي تركها لاجئون هربوا من سوريا ثم توزيعها على مقاتلي الميليشيات الشيعية التي تدعمها إيران. على جزء من هذه الأراضي من المتوقع أن تقام مشاريع للسكن يتولى تنفيذها مقاولون إيرانيون.
إضافة إلى ذلك، ثمة شركات إيرانية لها علاقة بالحرس الثوري سيطرت على مناجم الفوسفات في سوريا، وشركات بناء إيرانية أضحت نشطة في منطقة دمشق. «الإيرانيون لا يرون في سوريا منطقة عسكرية فحسب، بل أيضًا ساحة للنشاط الاقتصادي هم بحاجة إليها في السنوات القريبة القادمة»، قال برودسكي.
أما الدكتورة اريان طبطبائي، الخبيرة في الشؤون الإيرانية في معهد «راند»، فقالت لـ «هآرتس» إن «الإيرانيين لن يوافقوا على الخروج من سوريا في السنوات القريبة؛ لأنهم يخططون لأن يكسبوا الكثير من الأموال هناك. والعقوبات الأمريكية تزيد الضغط على النظام لاستغلال عملية إعادة إعمار سوريا من أجل تحسين الوضع». القيادة الإيرانية ـ حسب أقوالها ـ تقدر بأنه «حتى لو كان واضحًا أن إيران تكسب من إعادة الإعمار، فإن هذا لن يمنع أوروبا ودول الخليج من أن تضع أموالًا. لا أحد يريد أن تتحول سوريا إلى نسخة أخرى من ليبيا». نظام الأسد من جانبه يحاول مؤخرًا إقناع رجال أعمال سوريين تركوا الدولة في بداية الحرب بالعودة والاستثمار فيها، على الأقل في منطقة دمشق.

عاموس هرئيل وأمير تيفون
هآرتس 29/8/2018

إيران وروسيا تستعدان لإحكام السيطرة في سوريا
موسكو أرسلت أسطولاً من السفن ووقعت اتفاقًا أمنيا مع الأسد
صحف عبرية

وزير من «حزب الله» إلى سوريا رغم اعتراض رئيس الحكومة على التطبيع معها

Posted: 29 Aug 2018 02:20 PM PDT

بيروت- «القدس العربي» : على الرغم من مواقف الرئيس المكلف سعد الحريري من رفض تطبيع العلاقات مع النظام السوري ، وبعد ايام على دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى ارجاء البحث بملف تطبيع العلاقات مع سوريا إلى ما بعد تشكيل الحكومة، تحدثت معلومات صحافية عن نية وزير الصناعة المنتمي إلى حزب الله حسين الحاج حسن زيارة سوريا مجدداً في 6 ايلول المقبل تلبية لدعوة رسمية من وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري محمد سامر خليل، للمشاركة في «معرض دمشق الدولي» في دورته الستين.
وفي وقت أفيد أن وزير الصناعة أطلع رئاسة الحكومة على قراره بالموافقة على المشاركة على رأس وفد من الوزارة ورجال الاعمال اللبنانيين الذين حجزوا جناحاً في المعرض لم يُعرَف رد رئاسة الحكومة وإن كان يميل إلى عدم الموافقة على الزيارة من دون القدرة على منعها.
ونقلت «وكالة الانباء المركزية» عن وزير الصناعة قوله» إن المشاركة في نشاطات اقتصادية في سوريا أمر طبيعي، وهي تأتي في سياق العلاقات الرسمية القائمة بين البلدين اللذين تربطهما علاقات ومصالح مشتركة ثابتة ومتجذّرة على أكثر من صعيد سياسي واقتصادي واجتماعي وعائلي». وأكد «ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة، والاهم ان يخرج البعض من اختراع الاسباب لتعطيل تشكيلها، واذا كانت هناك مواضيع للنقاش فلتطرح بعد التشكيل وليس قبلها، وتحديداً العلاقة مع سوريا، والمعابر المهمة للاقتصاد اللبناني، واعادة النازحين إلى سوريا. فكيف يعودون اذا لم يكن هناك تنسيق مع الدولة السورية ؟»، مضيفاً « معبر نصيب يحتاج إلى تنسيق مع الدولة السورية، كما عودة النازحين وموضوع الكهرباء ونهر العاصي والنهر الكبير الجنوبي والقضايا الامنية ايضاً. لذلك، فلنذهب إلى تشكيل الحكومة بقواعد واضحة واهمها هو الاستناد إلى نتائج الانتخابات النيابية التي يبدو ان البعض لم تعجبه».
في موازة ذلك، فإن اللافت أمس كان ردّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي تحدث من مقر المديرية العامة للامن العام عن شروط سوريا لفتح معبر نصيب فقال «إن أحداً لم يشترط شيئاً أو طلب شيئاً، وانه ناقش موضوع معبر نصيب في زيارته الأخيرة إلى سوريا مكلّفاً من رئيس الجمهورية ميشال عون وللبحث في الملف تتمة «.
ورأى اللواء ابراهيم «ان المبادرة الروسية مشكورة وأياً تكن الجهة التي تساهم في عودة النازحين نتمسك بها»، لافتاً إلى « أننا اتخذنا اجراءات في المديرية سبقت المبادرة الروسية وسنستمر بها، وسألتقي السفير الروسي للبحث في المبادرة، «ونحن في اطار رسم خريطة طريق لتنفيذ المبادرة الروسية «.
الى ذلك، لا جديد حكومياً على صعيد التشكيلة الحكومية المرتقبة، وعقد رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري لقاء جديداً مع رئيسي الحكومة السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة اللذين أكدا دعمها مهمة الرئيس المكلف وعدم خلق أعراف جديدة أو مهل للتأليف.
وفي انتظار نضوج ظروف زيارة الرئيس المكلف إلى بعبدا، جدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الأربعاء التأكيد على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، ونقل عنه النواب قوله « إن بداية الحلول هي في وجود حكومة وحدة وطنية تجيب على كل الأسئلة وتعمل لمواجهة الاستحقاقات «.واشار بري إلى « ان المجلس ذاهب إلى التشريع وانه سيدعو إلى جلسة تشريعية بعد ان تنتهي اللجان من درس مشاريع عديدة خصوصاً تلك المتعلقة بالوضع المالي «.ونقل عنه النواب قوله «اذا تأخر تأليف الحكومة فسيكون هناك تشريع في المجلس».

وزير من «حزب الله» إلى سوريا رغم اعتراض رئيس الحكومة على التطبيع معها
اللواء ابراهيم رداً على وزير الداخلية: لا شروط سورية لفتح معبر نصيب
سعد الياس

الجندي الإسرائيلي قاتل عبد الفتاح الشريف: لست نادما ولو عاد الزمن لكررت إطلاق النار

Posted: 29 Aug 2018 02:19 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: في ظل أجواء التحريض والاعتداءات المتصاعدة على الفلسطينيين في طرفي الخط الأخضر بعد تشريع قانون القومية، قال الجندي الإسرائيلي القاتل، أليئور أزاريا، إنه تصرف كما يجب ووفق التدريبات التي تلقاها في الجيش. كما أكد أنه ليس نادما على جريمة القتل التي ارتكبها في آذار/مارس عام 2016، حيث أطلق النار من مسافة قريبة على المواطن الفلسطيني عبد الفتاح الشريف من الخليل، بينما كان الشريف مصابا بجروح نازفة ممددا على الأرض ولا يقوى على الحراك أو الدفاع عن نفسه. وقال الجندي القاتل، في مقابلة مع صحيفة «يسرائيل هيوم»، نشرت أمس، إنه منسجم تماما مع نفسه، وإنه تصرف كما يجب، وإنه ما كان يجب أن يحصل ما حصل، وذلك في إشارة إلى عقوبة السجن التي فرضت عليه، والتي كانت أصلا مخففة جدا.
يذكر أن أزاريا، الذي تم توثيق جريمته وهو يطلق النار، كان قد أدين بـ»القتل غير المتعمد» في محكمة عسكرية، وحكم عليه بالسجن لمدة 14 شهرا فقط جرى تخفيضها إلى تسعة شهور من قبل رئيس أركان جيش الاحتلال غادي آيزنكوت، وأطلق سراحه في أيار/مايو الماضي.
ويؤكد أزاريا أنه ليس نادما على ما فعل، وأنه سيعيد الكرة لو عاد به الزمن إلى الوراء، باعتبار أنه «هكذا يجب العمل». وأشار في المقابلة إلى التعاطف الكبير معه من قبل الإسرائيليين، وقال «إن شعب إسرائيل توحد، ووقف خلفنا كل الوقت». يذكر في هذا السياق أنه فور إطلاق سراحه، بادر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى تهنئته، كما سبق وأن أبدى تعاطفا مع عائلة الجندي في حديث هاتفي غداة الجريمة، ولم يستنكر هتافات اليمين خلال المحاكمة العسكرية لأزاريا ضد رئيس أركان الجيش الذي تحفظ على جريمة الإعدام الميداني أمام كاميرات الحراسة التي وثقت وفضحت ما جرى في العالم.
كما أشار إلى أنه رغم إدانته بالقتل فمن المفترض أن يخدم في قوات الاحتياط، حيث جرى ضمه إلى وحدة الاحتياط، قبل تسريحه من الجيش، ومنح شهادة «جندي مقاتل في الاحتياط».
وفي حديثه عن جريمة القتل، أكد الجندي أنه تصرف وفق التدريبات التي تلقاها في الجيش، وكرر مزاعمه بأنه «خشي أن يكون الفلسطيني يحمل عبوة ناسفة على جسده، فأطلق النار باتجاه الرأس». كما أشار إلى أنه بعد ارتكابه جريمة القتل، واصل العمل في حراسة مسيرة عيد المساخر (بوريم) في الخليل لمدة 4 ساعات، بينما كان يحمل السلاح.
يشار إلى أنه نظرا لتوثيق جريمة القتل، فقد اضطر وزير الأمن في حينه، موشي يعالون، والمتحدث باسم الجيش، إلى إدانتها. وفي تعقيبه على ذلك، قال الجندي القاتل إنه «لو لم يتحدث أحد لما حصل أي شيء»، (الإشارة إلى الإدانة في المحكمة العسكرية) وسار كل شيء على ما يرام. وكرر القاتل مرارا أنه «تصرف كما يجب»، وأنه رفض التعبير عن الندم عما حصل. وزعم أن قيادة الجيش تخلت عنه «خشية أن يعلن الفلسطينيون عن يوم غضب، رغم أنه لا تنقصهم أيام غضب». وتعقيبا على تصريحاته، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال إن «أزاريا قد أدين بالقتل غير المتعمد»، والقرار يتحدث عن نفسه.

الجندي الإسرائيلي قاتل عبد الفتاح الشريف: لست نادما ولو عاد الزمن لكررت إطلاق النار

مواطنون عراقيون يدعون للإسراع في تشكيل الحكومة

Posted: 29 Aug 2018 02:19 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: ناشد مواطنون عراقيون، الكتل والكيانات السياسية، إلى الإسراع في تشكيل الحكومة، والمضي قدماً في محاربة الفساد، وإطلاق مشاريع، وفتح مجالات العمل للعاطلين والمحتاجين والاهتمام بالجانب الصحي والتعليمي الذي يعاني من الإهمال، إضافة إلى توفير الخدمات الضرورية.
صهيب محمود، قال لـ«القدس العربي»: «هناك دول أجريت فيها انتخابات بعد انتخاباتنا، وأعلنت النتائج بسرعة، وتم تشكيل حكوماتها، ولكن في العراق لاتزال نتائج الانتخابات تشهد شدا وجذبا بين الكتل والأحزاب، إضافة إلى عدم تشكيل الحكومة التي يبدو أنها تعاني من مخاض عسير، ولن تولد في الوقت الحالي».
وأضاف: «من المخجل أن يسمى العراق بالدول الديمقراطية، لأنه لم يتم احترام نتائج الانتخابات فيه، إضافة إلى حصول عمليات تزوير لصالح هذه الجهة او تلك».
وبين أن «العراق يعتبر من الدول الفاشلة في إدارة الحكم وأصبحت المصالح الشخصية والحزبية تتقدم على مصالح البلد، وهذه إحدى نقاط الضعف التي يعاني منها النظام السياسي في العراق».
أما مصطفى فقد أبدى استغرابه، في حديث مع «القدس العربي»، «من السياسيين العراقيين، الذين كان معظمهم يعيشون في الدول الأوروبية لسنوات طوال غير أنهم لم يستفيدوا شيئاً، بل أصبحوا مختلفين فيما بينهم من أجل بقاء مناصبهم ومصالحهم الخاصة، ولم يكن في أولوياتهم حقوق ومصالح الشعب الذي يعاني من الجوع والفقر المدقع».
ودعا إلى «نبذ الخلافات جانبا والإسراع في تشكيل الحكومة لأن الأوضاع التي يشهدها العراق لا تساعد بإبقاء النظام السياسي بهذا الشكل المضطرب لأنه يشكل خطرا على الوضع الأمني في البلاد باعتباره مرتبطا ارتباطا مباشرا بالوضع السياسي القائم».
وشدد على» ضرورة أن تقدم المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية والحزبية لأن الأخيرة هي سبب دمار وخراب العراق».
حسام علي، أعرب عن أمله، في أن تتشكل هذه الحكومة «بعيدا عن المحاصصة الطائفية بسبب فشل هذه التجربة التي كان يعاني منها العراق على مدى 15 عاما،ً ولم نجد منها سوى القتل والتهجير وانتشار الفوضى والسلاح».
وطالب الشعب، في حديث مع «القدس العربي» أن «يكون منفتحاً اكثر من ذي قبل، وأن لا تنطلي عليه افتراءات السياسيين الذين عند كل انتخابات يعزفون على وتر الطائفية والمذهبية من أجل كسب تعاطف الجمهور معهم».
وبالتالي، أضاف علي «يستمر نظام المحاصصة الطائفية، وهذا ما يؤدي إلى فشل الحكومات التي تبنى على مثل هذا النمط، حيث يقوم كل مسؤول في الحكومة يعمل من أجل مصلحة حزبه فقط، ولا يهمه مصالح الشعب الذي انتخبهم ووثق بهم».
وحث على «تشكيل الحكومة وفق ما يريده الشعب العراقي». وزاد : «نحن نعلم أن الطبقة الحالية لن تترك العمل السياسي لكونها انتفعت منه كثيراً، وأن هناك سياسيين أصبحوا أثرياء، وأصبحت لهم أرصدة في الخارج، وبالتالي، لن يسمحوا بدخول أي وجوه جديدة في العمل السياسي لأنهم على علم بأن الوجوه الجديدة إذا ما كانت مستقلة فإنها ستبني نظاما سياسيا قويا خاليا من الفساد والمحاصصة الطائفية والحزبية».
ودعا السياسيين، إلى الالتفات إلى «الشعب، والعمل على تحقيق آماله وتطلعاته البسيطة».
وبين أن «مطالب الشعب، هي مطالب بسيطة وأصبحت متوفرة في أفقر دول العالم كالماء والكهرباء والصحة والتعليم والخدمات الضرورية الأخرى التي أصبحت الحكومات المتعاقبة وعلى مدار 15 عاما عاجزة عن تحقيقها بسبب الفساد المستشري فيها».
ولفت إلى أن «ما يشهده النظام السياسي العراقي حالياً من اضطرابات لا يصب في مصلحة البلد، وإذا ما بقي على هذا الحال، فإن العراق سيكون بلدا مقسما إلى عدة دول، وعلى السياسيين أن يدركوا حجم المخاطر التي تحدق بالبلد، ويشكلوا حكومة تكنوقراط قادرة على إخراج العراق إلى بر الأمان».

مواطنون عراقيون يدعون للإسراع في تشكيل الحكومة
طالبوا بمحاربة الفساد وتوفير الخدمات
عمر الجبوري

مطالبات بإلزام إسرائيل بالإفراج عن جثامين 253 شهيدا محتجزة في الثلاجات و«مقابر الأرقام»

Posted: 29 Aug 2018 02:19 PM PDT

غزة – رام الله – «القدس العربي»: طالبت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء العرب والفلسطينيين المحتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي والكشف عن مصير المفقودين، بضرورة إلزا م إسرائيل بالإفراج عن جثامين 253 شهيدا وشهيدة لا تزال في «مقابر الأرقام» الإسرائيلية.
وأكدت الحملة في رسالة وجهتها إلى مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في فلسطين، على ضرورة قيام مكتب المفوض السامي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بإصدار «موقف علني» من سلوك دولة الاحتلال واستمرارها في سياسة احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين.
وشددت على ضرورة مطالبة دولة الاحتلال بالبدء في تسليم جثامين الشهداء إلى ذويهم حتى يتمكنوا من دفنهم وفق شرائعهم الدينية والوطنية، وبما يليق بكرامتهم الإنسانية.
وأكدت على ضرورة الطلب من دولة الاحتلال بـ «البدء الفوري بتأسيس بنك للحمض النووي للشهداء المحتجزة جثامينهم لديها ولأقارب الشهداء، وخاصة الأقارب من الدرجتين الأولى والثانية»، كما أكدت على ضرورة الإسراع بذلك لأنه يخشى أن يصعب التعرف على الجثامين مع مرور الزمن أو وفاة الأقارب من الدرجة الأولى، وخصوصا للشهداء المحتجزة جثامينهم منذ أكثر من 20 عاما. وشددت الحملة على ضرورة إلزام دولة الاحتلال بالكشف عن أسماء وأماكن وظروف احتجاز الجثامين، خصوصا في ظل عدم تطابق الأرقام التي تعترف بها مع الأرقام الموثقة لدى الحملة الوطنية.
ويوم أمس أيضا نظمت الحملة بمشاركة وأهالي مسيرة وسط مدينة رام الله، للمطالبة باسترداد الجثامين المحتجزة لدى الاحتلال، حيث انطلقت المسيرة من أمام ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، وانتهت بوقفة على دوار المنارة وسط المدينة، رفع خلالها المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء المحتجزين.
وأكد الناطق باسم الحملة سالم خله، أن الاحتلال يحتجز في الثلاجات 28 جثمانا، إضافة إلى احتجازه في «مقابر الأرقام» 253 جثمانا، فيما لا يزال 68 مفقودا لا تعرف مصائرهم.
ودعا خله إلى «النضال والكفاح» من أجل استرداد جميع الجثامين ودفن الشهداء كما يليق بهم وبتضحياتهم.
وأخيرا بدأت قوات الاحتلال بتعمد احتجاز الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيت عمدت منذ اندلاع فعاليات «مسيرة العودة» على حدود غزة يوم 30 مارس/آذار الماضي، الى احتجاز جثامين شهداء، إضافة إلى احتجاز آخرين من الضفة الغربية، قالت إنهم سقطوا خلال تنفيذ هجمات قرب المستوطنات.

مطالبات بإلزام إسرائيل بالإفراج عن جثامين 253 شهيدا محتجزة في الثلاجات و«مقابر الأرقام»

«أمن البحر الأحمر» يسيطر على مباحثات وزيري خارجية مصر والسودان

Posted: 29 Aug 2018 02:18 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: استقبل وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أمس الأربعاء، نظيره السوداني، الدرديري محمد أحمد، وعقد الوزيران جلسة محادثات سياسية، على هامش انعقاد اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة المعنية بالإعداد للجنة العليا المشتركة على مستوى رئيسي الدولتين في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وسيطر ملف أمن البحر الأحمر وسد النهضة، على محادثات الوزيرين واجتماعات اللجنة الوزارية.
وأكد الطرفان على «أهمية التنسيق بينهما بشأن البحر الأحمر، كممر مائي غاية في الأهمية، سواء في اجتماعات الدول المشاطئة للبحر الأحمر أو في أية محافل أخرى فى هذا الشأن».
السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، قال إن «وزير الخارجية استهل اللقاء بالترحيب بنظيره السوداني، مشيدا بتطور العلاقات التاريخية بين البلدين، وبالنتائج الإيجابية للاجتماع التحضيري للجنة المشتركة على مستوى كبار المسؤولين في الدولتين الذي عقد يومي 7 و8 الجاري في القاهرة، مؤكدا على «أهمية وضع ما اتفق عليه موضع التنفيذ، حتى يلمس المواطنون ثمار التعاون المشترك في مجال التنمية».
وأشار إلى أن «وزير الخارجية أكد على أهمية الحفاظ على دورية انعقاد الاجتماعات التنسيقية بين وزارتي خارجية الدولتين»، معربا عن «تطلعه لزيارة الخرطوم لعقد اجتماع لجنة التشاور السياسي، وكذلك عقد اجتماع اللجنة الرباعية المكونة من وزارتي الخارجية، ومديري جهازي المخابرات، التي عقد اجتماعها الأول بالقاهرة في 8 فبراير/ شباط الماضي».
وأضاف أن «شكري تناول خلال اللقاء عددا من التطورات الإيجابية على المستوى الثنائي، مثل الاتفاق على توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين مركز التدريب ودعم القرار الدبلوماسي في وزارة الخارجية السودانية، ومعهد الدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية المصرية خلال أعمال اللجنة الرئاسية العليا في أكتوبر المقبل، فضلا عن تنظيم دورات تدريبية للدبلوماسيين السودانيين في مقر المعهد في القاهرة، منوها بنجاح أعمال اللجنة القنصلية ولجنة المنافذ البرية، والأثر المتوقع لذلك على مواطني البلدين».
وحول القضايا الإقليمية، رحب وزير الخارجية بـ«الجهود الحثيثة للخرطوم لتحقيق السلام في جنوب السودان، وما تمخضت عنه تلك الجهود من توقيع الأطراف الجنوب سودانية على اتفاق تقاسم السلطة»، مؤكدا «تأييد مصر الكامل لتلك الجهود».
كما أشاد بـ«جهود الحكومة السودانية لتحقيق الاستقرار في كافة أرجاء البلاد خاصة في مناطق دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق»، داعيا «جميع الأطراف السودانية للاستجابة لمبادرات الحكومة السودانية للحوار والتسوية».
وتناولت المباحثات «الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي، وملف مياه النيل وتطورات مفاوضات سد النهضة، حيث حرص وزير الخارجية على إحاطة نظيره السوداني بنتائج زيارته الأخيرة إلى أديس أبابا يوم 28 أغسطس/ آب الجاري».
وانعقدت في القاهرة أمس اللجنة الوزارية المصرية ـ السودانية التحضيرية للجنة الرئاسية العليا المقرر عقدها في الخرطوم في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وشهدت اللجنة لقاءات بين وزراء ووكلاء وزارات الدولتين في مجالات: الزراعة واستصلاح الأراضي، والنقل، والتجارة، والصناعة، والتعليم العالي، والصحة والسكان، والتربية والتعليم، والشباب والرياضة.
وناقش الجانبان ما يزيد على 20 مشروع اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي في مجالات التعليم والصحة والنفط والتجارة.
كما ناقش الجانبان عدداً من المشروعات الاستراتيجية في مجالات مختلفة، أهمها مشروع الربط الكهربائي بين الدولتين بقوة 300 ميغاوات، الذي دخل بالفعل في مراحله التنفيذية، وكذلك مشروع الربط بين السكك الحديدية، والمشروعات المشتركة بين الدولتين، كهيئة وادي النيل للملاحة النهرية، والشركة المصرية ـ السودانية للتكامل الزراعي، ومشروع اللحوم الاستراتيجي.

«أمن البحر الأحمر» يسيطر على مباحثات وزيري خارجية مصر والسودان

مستشار الغنوشي يستبعد إجراء انتخابات العام المقبل

Posted: 29 Aug 2018 02:18 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: استبعد لطفي زيتون، مستشار رئيس حركة «النهضة»، إجراء انتخابات في 2019 نظرًا للأزمة التي تعيشها تونس وحالة «الركود» التي يعيشها التوافق بين حزبي «نداء تونس» و»النهضة».
وقال في لقاء تلفزيوني، إن تونس تعيش مرحلة خطيرة تحتاج إلى الانتباه والتجرد من المصالح الحزبية والشخصية، داعيًا رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى النظر للمشهد العام على المستوى الوطني، وعدم اختزال الوضع القائم في الحكومة.
واعتبر أن مبدأ التوافق «أكبر بكثير من المشاركة في الحكومة»، مشيرًا إلى أن التشارك في الحكم هو نتيجة للتوافق الذي بدأ سنة 2013، لكنه أكد بالمقابل أن التوافق على المستوى السياسي لم ينعكس على الوضع الاقتصادي والاجتماعي، محملًا مسؤولية الوضع القائم للحكومة التونسية.
وأكد زيتون أن اختلاف المواقف بين حزبي «النهضة» و»نداء تونس» حول التغيير الحكومي هو الذي أدى إلى ركود التوافق بين الحزبين. كما استبعد إجراء انتخابات 2019 في موعدها المحدد «نظرًا للأزمة التي تعيشها تونس وحالة الركود التي وصل إليها التوافق».
وكان عبد الكريم الهاروني، رئيس مجلس شورى حركة «النهضة»، اتهم أطرافًا سياسية، لم يحددها، بدفع رئيس الحكومة يوسف الشاهد لحملة انتخابية سابقة لأوانها، معتبرًا أن الأزمة داخل حزب «نداء تونس» مسؤولة عن الوضع الحالي الذي تعيشه البلاد.
يذكر أن حركة «النهضة» خيّرت الشاهد بين التفرغ لمهامه والترشح لانتخابات 2019، ملمحة إلى أنها لن تستمر بدعمه في حال فكر بالجمع بين الخيارين.

مستشار الغنوشي يستبعد إجراء انتخابات العام المقبل

المحكمة العليا تأمر إسرائيل بالتوقف عن حرمان نساء فلسطينيات من العلاج لابتزاز أزواجهن القياديين في حماس

Posted: 29 Aug 2018 02:18 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: بعد معاناة طويلة مع مرض قاتل أمرت المحكمة الإسرائيلية العليا، سلطات الاحتلال بالسماح لخمس مريضات فلسطينيات بالسرطان من غزة، بالوصول لتلقي العلاج الطبي في مستشفى فلسطيني في الشطر الشرقي من القدس المحتلة، بعد رفض دخولهن ضمن ممارسة ضغوط على أزواجهن من قادة حماس.
ورفض القضاة السماح للدولة بإجراء فحص مجدد للطلب، ولا حتى من الناحية الأمنية، وأصدروا أمراً مطلقاً بالسماح لمقدمات الالتماس بدخول إسرائيل للعلاج في مستشفيي «أوغوستا فيكتوريا» و»المقاصد» في القدس. وبرر القضاة قرارهم بالقول إن هذا العلاج منقذ للحياة. وأضافوا أن «هذا الموقف للدولة لا يمكن أن يقف أمام اختبار المراجعة القضائية وفقاً للمعايير المحددة في قرارنا. هذه السياسة تعبر عن اعتراف إسرائيل، كدولة يهودية وديمقراطية، بتفوق قيمة قدسية الحياة والتوقيع على العمل، إلى أقصى حد ممكن وفي إطار القانون، لإنقاذ أرواح الأجانب الذين يطرقون بواباتها، حتى لو كانوا أبناء بلد معادٍ».
كما كتب القضاة أنه يجب فحص طلبات العلاج الطبي بشكل فردي، ولا يمكن منع العلاجات الطبية حتى لو كانت لدى المرضى روابط عائلية مع أعضاء حماس. وتابعوا في تعليل قرارهم استجابة لالتماس منظمات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية «لا يمكن رفض مثل هذا الطلب على أساس شامل عندما يتعلق الأمر بمن لا يشكلون تهديدًا أمنيًا … لا جدال في أن العلاج المطلوب للملتمسات غير متوفر في غزة وباستثناء البيان العام، لم تتمكن الدولة من الإشارة إلى احتمال وجود بديل علاجي حقيقي ومتاح للملتمسين في مصر أو الأردن أو أي بلد آخر في هذا الوقت».
وتطرق المعلق السياسي الإسرائيلي رفيف دروكر لمأساة النساء من غزة، وقال ساخرا إنهن واجهن كلهن الخطر على حياتهن: أورام دماغية، صور أشعة. علاج. أمر يحطم القلب. لكن إسرائيل لم تسمح لهن بعبور أراضيها. وقال إن وزير الأمن أفيغدور ليبرمان قرر أن تركهن يواجهن الموت في قطاع غزة، سيؤدي إلى الضغط على حماس لتنفيذ صفقة تعيد رفات الجنديين هدار غولدين وأورون شاؤول والمواطنين الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس.

مكان في جهنم

واستذكر أن المحكمة العليا قررت بالإجماع رفض الحجج السخيفة للدولة، منوها أن القاضي يتسحاق عميت أجاد تلخيص الموضوع بقوله : « لا يُطلب من الدولة توفير الرعاية الطبية للملتمسات؛ لم يطلب منها تمويل العلاج الطبي للملتمسات؛ لم يطلب منها العثور على مكان لتقديم العلاج الطبي للملتمسات؛ لم يطلب منها العمل لإنقاذ حياة الملتمسات؛ لم يطلب منها السماح بدخول شخص يشكل خطرا أمنيا على إسرائيل. المطلوب من الدولة فقط، هو عدم منع الملتمسات من تلقي العلاج الطبي في مستشفى فلسطيني، على حساب السلطة الفلسطينية، في المكان الذي يعالج فيه مرضى فلسطينيون من كل مناطق الضفة الغربية … قرار منع الملتمسات من تلقي العلاج الطبي المنقذ للأرواح في مستشفى فلسطيني في القدس الشرقية يعني قتل امرأة، بكل ما يعنيه الأمر، بسبب جنحة أخيها / زوجها / ابنها، وخلافا للمبدأ اليهودي الأساسي «الشخص يموت بسبب ذنبه».
ويقول دروكر إن كل من يشارك في القسوة المتأصلة في القرار الأصلي بعدم السماح للنساء بالوصول لتلقي العلاج، يجب أن يفكر جيدا إذا لم يشتر مكانا له في جهنم. ومضى في مقال ناقد نشرته « هآرتس « «وزارة الأمن، التي صاغت السياسة غير الإنسانية، لا ينبغي أن نتوقع منها شيئا. لكنه ينبغي توقع شيء من بعض الشركاء الآخرين في القرار الرهيب «. واستذكر أن يارون بلوم، المسؤول عن قضية الأسرى والمفقودين، قدم وجهة نظر مكتوبة إلى المحكمة، تفيد بأن القرار سيضغط على حماس للتوصل إلى اتفاق. وتابع أن «بلوم هو أول من يعرف أن هذا هراء. لقد كان عضوا في الطاقم الذي صاغ صفقة شليط. وهو يعلم أن حماس لم تخفض ثمن غلعاد شليط بعد مقتل الآلاف. فهل ستغير النساء الخمس التعيسات موقفها؟».
كما يوضح دروكر أن المستشار القانوني لحكومة الاحتلال أفيحاي مندلبليت، أيد سياسة وزارة الأمن بهذا المضمار، وقال مستهزئا إنه بعد ذلك سوف يتحدث مندلبليت في كل أنواع المؤتمرات حول الكرامة الإنسانية والحساسية الإنسانية والقيم اليهودية. ويضيف « لم يخجل قسم الالتماسات في وزارة القضاء من تمثيل هذا الموقف القاسي في المحكمة العليا. من المثير معرفة كيف يعيشون مع ضمائرهم. وقد نفذ ضباط الجيش هذا التوجيه الفظيع. آلية مظلمة كاملة ترجمت بكلمات جميلة توجيهات ومعايير غير قانونية، أوامر غير إنسانية تقطع أي اتصال بيننا من نريد أن نكون». يشار أن عائلتي الجنديين الأسيرين في غزة تعارضان أي تسهيل أو تخفيف للحصار عن أهالي غزة وتؤيدان المساومة بكل ثمن. وعن ذلك يقول دروكر « من المؤلم قول ذلك، لكن عائلتي غولدين وشاؤول أيضا- مع كل الألم الذي مرتا به – يجب عليهما التفكير فيما إذا كانت حملتهما العدوانية لا تقود الحكومة إلى أماكن بعيدة جدا».

تغريدة مثيرة للاشمئزاز

يشار إلى أنه بعد صدور قرار المحكمة العليا، نشر عضو الكنيست من حزب المستوطنين «البيت اليهودي» بتسلئيل سموطريتش تغريده مثيرة للاشمئزاز قال فيها «هذا القرار هو نشاط حول منشطات. بدون أي مصدر قانوني، وبدون فهم أي شيء في السياسة والأمن، تتدخل المحكمة العليا في قرار ذي طابع سياسي وأمني واضح للحكومة وتضر مرة أخرى بأمن إسرائيل. يجب علينا قلب هذا القرار بواسطة القانون».
وعن ذلك يقول دروكر إن سموطريتش يرتكب خطأ في الوقائع ويخلص للقول « هذا ليس انتهاكا لقرار مجلس الوزراء (الرهيب في حد ذاته). حتى مجلس وزراء بينت وشكيد لم يجرؤ على الوصول إلى أفكار سموطريتش «. ورغم القرار المذكور لم تتمكن النساء المريضات من غزة بعد من مغادرتها لتلقي العلاج وما زال موضوع عبورهن قيد المداولات، كما أكدت منظمة «مسلك» الحقوقية لـ « القدس العربي» أمس.

المحكمة العليا تأمر إسرائيل بالتوقف عن حرمان نساء فلسطينيات من العلاج لابتزاز أزواجهن القياديين في حماس

الصيادون الاسبان ينتقدون حكومتهم بسبب تأخر تنفيذ اتفاق الصيد البحري مع المغرب

Posted: 29 Aug 2018 02:17 PM PDT

الرباط –« القدس العربي»: أدى تأخير تنفيذ اتفاقية الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي إلى احتجاجات الصياديين الإسبان وانتقادهم للحكومة الإسبانية لعدم تقديمها إجراءات ملموسة للإسراع في تنفيذ هذا الاتفاق الذي جدد في تموز/ يوليو الماضي.
وأعرب أرباب وملاك السفن في إقليم الأندلس، المتضررون من قرار إنهاء العمل باتفاق الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي، عن شكواهم بشأن صعوبة الإجراءات القانونية المتعلقة بتجديد البروتوكول وغياب المعلومات حول مدى تقدم المفاوضات بين الأطراف المعنية بهذا الملف، لا سيما في ظل إقرار محكمة العدل الدولية ببطلان الاتفاق، بحجة أنه «يشمل مياه المناطق الصحراوية التي استردها المغرب من إسبانيا 1976». وقال بيدرو ماثا، رئيس رابطة أرباب السفن بالأندلس، إن مهنيي القطاع بإسبانيا يعانون إزاء وقف نشاط الصيد بالمياه الإقليمية المغربية منذ 14 تموز/ يوليو الماضي، وأن الوفود المكلفة بالملف لا تتقدم بشكل ملموس بشأن الإجراءات القانونية الضرورية المرتبطة بالتنزيل الفعلي لـــــلبروتوكول، خاصة فيما يتعلق بالنقاش والموافقة على قرار التجديد داخل البرلمانين المغربي والأوروبي.
وأضاف زاد ماثا، في تصريحات لإذاعة «كادينا سير» الإسبانية، أنه لا وجود لمؤشرات، في الوقت الراهن، تدل على احتمال المصادقة على الاتفاق، لا سيما في ظل عدم توصل الرابطة التي يرأســـــها بأي مستجدات بهذا الخصوص، موضحًا أن «عدم الإسراع في وتيرة المفاوضات سيلحق أضرارًا كبيرة بمهنيي مصايد الأسماك، وهو ما سينعكس سلبًا على وضعهم الاجتماعي والاقتصادي». وشدد على ضرورة ضمان استمرارية هذا البروتوكول الذي يخدم المصالح الاقتصادية للدول المنضوية تــحت لواء الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن «عدم تجديد الاتفاقية سيتسبب في نزاع بين مهنيي قطاع الصــــيد بإسبانيا والمغرب حول السيادة على المياه البحرية المحاذية لمضيق جبل طارق، بعدما كان الأسطول البحري الأندلسي يعمل في تعايش تام مع الصيادين المغاربة».
وقال ناثا إن الأسطول الأندلسي يتألف من 45 سفينة صيد كبيرة ويحتل المرتبة الثالثة من حيث التصنيف على مستوى التراب الأيبيري، إضافة إلى أن سفن الصيد بالإقليم لا تصطاد بمياه الصحراء التي هي موضوع نزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية، مبرزًا أن ملاك مراكب الصيد الإسبان يعبرون عن رغبتهم في تجديد الاتفاق، الذي سيفيد أكثر من 90 صــيادًا يعملون بالمياه المغربية.
وقالــت وزارة الفلاحة والصيد والتغذية الإســـبانية إنها تصادق شهر أيلول/ سبتمبر القادم على قرار يهم تقديم مساعدات مالية لملاك السفن والأطقم المرافقة المتضررين على خلفية إنهاء العمل باتفاقية الصيد لأزيد من شهرين، وأن التعويض عن استحالة الصيد في المياه المغربية سيمتد حتى تم توقيع بروتوكول جديد، وفقًا للشروط والمعايير الواردة في القرار الذي ستتم الموافقة عــــليه.

الصيادون الاسبان ينتقدون حكومتهم بسبب تأخر تنفيذ اتفاق الصيد البحري مع المغرب

جمعية مغربية تدعو لإطلاق سراح بقية معتقلي حراك الريف

Posted: 29 Aug 2018 02:17 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أعلنت جمعية تضم عائلات معتقلين حراك الريف، عن تثمينها إطلاق سراح مجموعة من معتقلي حراك الريف، ودعت لإطلاق سراح بقية المعتقلين مذكرة بـ»معاناة الذين ما زالوا رهن الاعتقال الانتقامي مشتتين على مختلف سجون الذل والعار، ومعاناة عائلاتهم التي تتعمق وتستفحل منذرة بمآسٍ إنسانية تسائل مصداقية كل الشعارات الرسمية الرنانة التي يتغنى بها المسؤولون».
وعقدت جمعية «ثافرا للوفاء والتضامن» اجتماعًا بحضور بعض المعتقلين السياسيين المفرج عنهم مؤخرًا، حيث تدارست مستجد الإفراج عن مجموعة من المعتقلين، ضحايا تهم ملفقة ومحاكمات غير عادلة، وضحايا تعذيب ومعاملات قاسية حاطة بالكرامة الإنسانية»وهنأت كل المفرج عنهم وعائلاتهم على استعادة حريتهم، مع التأكيد على براءة كل معتقلي حراك الريف مما نُسِب لهم من تهم ملفقة وعلى جسامة ما تعرضوا له من اعتقال تعسفي وتعذيب ممنهج ومحاكمات سياسية صورية، وعلى بطلان وجور الأحكام الصادرة في حقهم، انتقامًا منهم على رقي وحضارية احتجاجاتهم السلمية من أجل مطالب عادلة ومشروعة. وذكرت بالعراقيل اللاقانونية والتعسفية التي اصطنعتها السلطات المحلية في الحسيمة، وما تزال، لمنع تأسيس الجمعية وعدم الاعتراف بها. مع الإشارة إلى بعض التحركات والمبادرات التي تم القيام بها، من أجل حرية المعتقلين ومواكبة وضعيتهم داخل السجون والدفاع عن حقوقهم، سواء في إطار الجمعية أو، قبلها، في إطار لجان عائلات معتقلي الحراك الشعبي بالريف. وقال بلاغ للجمعية أرسل لـ»القدس العربي» إن «المعتقلين السياسيين المفرج عنهم عبروا بصدق عميق ويقظة لافتة عن شكرهم للاستقبال المتميز الذي احتُضنوا به منذ مغادرتهم أسوار السجون البغيضة، رغم الظروف الاستثنائية التي تعرفها المنطقة. وأكدوا أن مجهودات الإرادات الحرة والذوات الفاعلة، عليها أن تنصب في اتجاه إطلاق سراح ما تبقى من معتقلي الحراك وتحقيق الملف المطلبي. وأعقب ذلك حوار صريح ومسؤول وواعد بين كل من حضر الاجتماع، حيث تم التأكيد على وحدة معتقلي حراك الريف، سواء الذين ما زالوا بين الجدران أو الذين غادروها، وعلى وحدة عائلاتهم وكل داعميهم والمتضامنين معهم في معركة إطلاق سراح حميع المعتقلين الحراكيين وتحقيق مطالبهم.
ونبهت الجمعية الدولة إلى أن الحل الوحيد لطي قضية المعتقلين السياسيين لحراك الريف يتمثل في امتلاكها الجرأة والشجاعة في الاعتراف بتخبط التدبير الرسمي لقضية حراك الريف وبخطأ مقارباتها الأمنية القمعية والجنائية كجواب على مطالبه، والإسراع في إطلاق سراح ما تبقى من المعتقلين السياسيين للحراك، وإسقاط المتابعات عن كل النشطاء والاستجابة لمطالبهم، وإنصاف شهداء الحراك وعائلاتهم؛ لا سيما وأن الإفراج الأخير عن بعض المعتقلين هو صك براءة إضافي لكل المعـتقلين يُبطل مواصلة محاكمة من تبقى منهم.

جمعية مغربية تدعو لإطلاق سراح بقية معتقلي حراك الريف

الجيش المصري يعلن مقتل 20 مسلحا في عمليات في سيناء والصحراء الغربية

Posted: 29 Aug 2018 02:17 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلن الجيش المصري، أمس الأربعاء، مقتل 20 مسلحاً في هجمات ومداهمات شنها في سيناء والصحراء الغربية، في إطار العملية العسكرية «سيناء 2018» التي تهدف للقضاء على الإرهاب.
وأشار في بيان أن «القوات الجوية نفذت هجوما استهدف وكرا لخلية إرهابية، بعد توافر معلومات استخباراتية دقيقة عن اتخاذ مسلحين المنطقة الصحراوية غرب البلاد وكرا لهم ومركزا لانطلاق عملياتهم».
وتابع: «بعد تنفيذ الضربة الجوية، دفعت قوات مكافحة الإرهاب الدوريات لتمشيط وتطهير المنطقة من العناصر الإرهابية وأسفرت العملية عن القضاء على 7 أفراد تكفيريين شديدي الخطورة وضبط عدد من الأسلحة مختلفة الأنواع والمعدات والذخائر والأحزمة الناسفة التي كانت بحوزتهم».
وحسب البيان «جرى تدمير سيارة دفع رباعي محملة بكميات من الأسلحة والذخائر ووكر عثر بداخله على كميات كبيرة من مواد الإعاشه وأجهزة اتصال لاسلكية وعدد من دوائر النسف والتدمير وكتب تدعو للفكر التكفيري ومبالغ مالية وملابس عسكرية».
وحسب الجيش، فإن «القوات المصرية قضت على 13 مسلحا خلال تبادل لإطلاق النيران مع القوات أثناء عمليات التمشيط والمداهمة في وسط وشمال سيناء، إضافة إلى القبض على (18) فردًا من المطلوبين جنائيًا والمشتبه بهم واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم».
وأكد «تدمير 18 وكرًا ومخبأ وملجأ خاصًا بالعناصر المسلحة في شمال ووسط سيناء إضافة إلى ضبط وتدمير 10 عربات و6 دراجات نارية بدون لوحات معدنية».
وأشار إلى «اكتشاف وتفكيك وتفجير 41 عبوة ناسفة بواسطة عناصر المهندسين العسكريين تمت زراعتها على محاور التحرك المختلفة لاستهداف القوات في مناطق العمليات».
وبشأن العمليات التي يشنها الجيش على الحدود الغربية للبلاد، جاء في البيان أن «القوات الجوية تمكنت من تدمير 38 عربة تستخدم في أعمال التهريب، كما تمكنت قوات حرس الحدود من ضبط طائرة بدون طيار، وألقي القبض على أشخاص من جنسيات مختلفة أثناء محاولتهم الهجرة بالطرق غير الشرعية».
واختتم الجيش بيانه بالتأكيد، أن «القوات المسلحة لن تدخر جهدًا لملاحقة كل من تسول له نفسه النيل من أمن مصر وشعبها العظيم».
وكان القوات المسلحة المصرية قد أعلنت، بدء عملية شاملة في سيناء والظهير الصحراوي لـ«تطهير مصر من الإرهاب» في التاسع من فبراير/ شباط الماضي تستمر لمدة 3 شهور قبل أن يطلب رئيس أركان الجيش المصري زيادة مدة العملية، في وقت تقول مصادر قبلية إن أهالي سيناء يعانون من أزمة غذاء في ظل فرض إجراءات أمنية مشددة تمنع الحركة وتنقل البضائع من الوادي إلى شبه الجزيرة الحدودية.

الجيش المصري يعلن مقتل 20 مسلحا في عمليات في سيناء والصحراء الغربية

مجدلاني: تحركات محلية وعربية ودولية للتصدي للمخططات الأمريكية

Posted: 29 Aug 2018 02:16 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: كشف أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، عن تحركات قريبة ستجريها القيادة الفلسطينية على مستويات محلية وعربية ودولية، لتقرير الخطوات السياسية الواجب اتخاذها في المرحلة المقبلة.
وقال، في تصريحات للإذاعة الفلسطينية، إن أبرز هذه التحركات ستكون كلمة الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة يوم 22 سبتمبر/ايلول المقبل، واجتماع المجلس المركزي.
وأوضح أن المجلس المركزي سيعقد اجتماعا بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول «ليقرر الخطوات السياسية الواجب اتخاذها لحماية أبناء شعبنا وترسيخ دعائم الدولة الفلسطينية».
كذلك أشار المسؤول الفلسطيني إلى اجتماع سيعقده وزراء الخارجية العرب، في العاشر من الشهر ذاته، في إطار حشد مزيد من الدعم للمواقف الفلسطينية الثابتة ولمواجهة « صفقة القرن».
وقال أن الاجتماع الذي سيعقده وزراء الخارجية العرب الشهر المقبل، سيكون بمشاركة منظمة التعاون الإسلامي، وستحضره تركيا بصفتها الرئيس الدوري للمنظمة، وذلك في إطار الجهود المبذولة لمواجهة محاولات تصفية قضية اللاجئين، وتوفير الدعم المالي لوكالة «الأونروا».
وتطرق مجدلاني للحديث عن ملف التهدئة، وأكد أن رد حركة فتح على الورقة المصرية «لم يكن بهدف سحب الذرائع من حركة حماس، وإنما كان معبرا عن الإجماع الوطني وموقف فصائل المنظمة».
ورفض وفد فتح الذي زار القاهرة قبل أيام مناقشة ملف التهدئة مع إسرائيل، قبل إتمام ملف المصالحة الداخلية، وإنهاء الانقسام.
وأوضح مجدلاني أن «رد فتح هو أيضا من أجل أن تتسلح مصر به كرد رسمي مدعوم من فصائل المنظمة ويؤكد على أهمية إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات».
وأشار إلى أن حركة حماس استلمت الورقة المصرية قبل عيد الأضحى، وطلبت أن تجري مشاورات لمكتبها السياسي، مشيرا إلى انها حتى اللحظة لم تسلم أي رد للمسؤولين في مصر
وقال «ما يحرك توجهات حركة حماس هو تطلعها الآن وفي ضوء التطورات الراهنة أن تغتنم كل ما يجري لتثبيت كيانها في قطاع غزة ارتباطا بالمشروع الأمريكي وتنفيذ التهدئة وصولا لصفقة سياسية أكبر بكثير».

مجدلاني: تحركات محلية وعربية ودولية للتصدي للمخططات الأمريكية

عن كتب بوهوميل هرابال وفئرانه

Posted: 29 Aug 2018 02:15 PM PDT

مرات كثيرة عدت إلى البدء من جديد لقراءة تلك الرواية. أقرأ من البداية في كل مرّة، إذ يصعب عليّ أن أتذكّر ما ورد في الصفحات العشرين أو الثلاثين التي كنت قرأتها من قبل. أما السبب في التوقّف المتكرّر فهو أنني، مع كل محاولة جديدة، أجد أنني لم أحقّق تقدما يذكر في فكّ طلاسمها، أو فلأقل أنني لم أفلح في جعلها تنفتح، كما ينفتح العالم الخاص بالرواية في صفحاتها الأولى عادة، أو أنني لم أهتدِ إلى تلك اللحظة التي تبدأ بها الشخصيات بالحركة المفهومة.
لكنه بوهوميل هرابال، الذي كانت فكاهته الممزوجة بسوداويته واحدة من موضوعات نقاشاتنا عن الأدب الاحتجاجي ضد أنظمة السيطرة والقمع في ثمانينيات القرن الماضي. لم نكن قد قرأنا هذه الرواية إذ لم تصلنا آنذاك نسختها الأولى التي صدرت في 1976. كانت الرقابة الاشتراكية قد حجبتها آنذاك، ولم نعرف شيئا عن صدورها اللاحق في 1989.
ينبغي إذن أن أعود مرة أخيرة، وأكيدة لقراءة الرواية، وقد صدرت بالعربية الآن. أول ما ينبغي القيام به هو الاستمرار في القراءة، مهما تأخر وصولي إلى تلك اللحظة، التي سيتجمع فيها ذلك الشتات الفوضوي من التداعي والتذكر والتخيل والاستطراد، ليشكل بداية لأحداث روائية مفهومة. فالرجل، الذي هو «هانتا» والذي يرد اسمه مرات قليلة في صفحات الرواية، وحيد ومضطهَد من مديره ولم يعد في السن المناسب للحياة. وهو قارئ لا يكلّ للكتب التي يختارها، أو يسرقها، من الكُوَم التي تُلقى له ليضعها في فتحة الآلة الهيدروليكية لتُطحن ثم تحوّل بعد ذلك إلى معجون سيعاد تحويله، وبدلا من أن يبحث عن أوقات الراحة من وطأة أطنان الكتب هذه، تراه يهرّب منها نسخا، سرعان ما ستتحول أكواما هي الأخرى، إلى بيته. وكما هناك، في المصنع، كما هنا في منزله. لن يتوقف البيت عن الامتلاء طالما أن الكتب التي تُحمل إليه ستبقى على حالها فيه. البيت يضيق إذن، وسيستمر في الضيق، وذلك على حسابه هو، أي على حساب المساحة الخاصة به. لقد امتلأ كل فراغ حيث، في مرحاضه مثلا، لم يعد متاحا له إلا الحيز الضيق فوق ذلك الكرسي يضع فيه جسمه حين يقضي حاجته.
وهو يردّد على الدوام، لكون الرواية تجري على لسانه، أنه يعمل في طحن الكتب منذ 35 عاما. وهو يعرف مهنته جيدا، كما يقول، رغم أنه لم يلق ثناء أو شكرا من مديره ولو لمرة واحدة. وليست الكتب موضوعه الوحيد، فهناك الفئران التي لا تتوقّف عن التكاثر. في الرواية تكاد هذه الكائنات الصغيرة تحتل اهتماما مماثلا من الكاتب. سعيها الدائب الذي لا يتوقّف، سواء في داخل الآلة أو في كوم الكتب المتجمعة أطنانا (طالما أن الآلة لا طاقة لها على طحن كل ما يأتي إلى ذلك المستودع الضخم) أو في الأسفل حيث المجاري، يمثل الحركة الأكثر نشاطا في الرواية. أقصد النشاط الحركي الذي يوازي نشاط التخيل الذي يظل «هانتا» يهذيه كل الوقت. لكن هناك أحداثا أخرى، وإن قليلة، تجري أو جرت سابقا في حياته. من هذه مثلا وفاة أمّه التي رآها «وهي تسلك طريقها نحو الجنة». ثم كان حاضرا هناك حيث تُحرق الجثث: «جثة أمي كانت الثالثة.. أقف هناك، وأفكر بأبيات ساندبرغ في أن كل ما يتبقى من الإنسان هو فوسفور، يكفي لصناعة أعواد ثقاب أو مسمار من الحديد».
هناك الخال أيضا، ذاك الذي يتخذ تقاعده عن العمل أهمية غير مفهومة في الرواية، إلا إن كان هذا الخال ملهم كاتبنا في فوضاه العقلية. كانت الأم تزن قرابة مئة وخمسة وستين باوندا عندما كانت على قيد الحياة. لكن بعد أن ماتت قام الخال بوزن بقاياها بميزان «.. وبعد ذلك، جلس وقال إن ما بقي منها ثلاثة أرباع أونصة».
ما يجعل الرواية أكثر غموضا واستغلاقا هو ميل قارئها إلى الظن أن كل ما يجري وصفه هو ترميز إلى عالم تشيكوسلوفاكيا في ذلك الزمن. وإذ يبدو أن الإحالة مستعصية، يصير ما نقرأه محض تخييل كتابي لا صلة له بشيء. لكننا لن نلبث أن نعود إلى حيث غادرنا، إلى ذلك الخليط من المفهوم وغير المفهوم، من الانتقال السريع مما يبدو واقعيا إلى ما هو جنونيّ. في الصفحات الأخيرة من الرواية نقرأ عن نهاية رجُلنا، «هانتا»، لاحقا بنهاية آلته الهيدروليكية وفوات زمنها. فجأة رأى مصنعا آخر لطحن الكتب أقيم على مساحة كبيرة، مصنعا جديدا لامعا، بل وشفافا يمكن رؤية جانب له من الجانب الآخر. أما الموظفون فيه، موظفو ما بعد هانت، فيرتدون قفازات ويعتمرون قبعات نقشت عند مقدم كل منها نجمة. وهناك، على طاولة قريبة، وضعت قناني الحليب للحفاظ على صحة العاملين الذين سيزداد الإنتاج في زمنهم الجديد، إلى حد أن الكومة التي كان عليها أن تنتظر ساعات طوالا حتى يحين دورها، تسقط هنا، على الفور، من دون أي تأخير في فوهة الآلة الواسعة.
وأنا أقرأ التعريف بحياة هرابال في ختام الرواية بدا لي أن حادثة وفاته مماثلة بالتمام لعقله الساخر ومخيّلته، بل إنها تكملة لما تعاقب سرده في الرواية: «توفي هرابال في أحد مستشفيات براغ بعد أن سقط من شرفة الطابق الخامس، عندما كان يطعم الحمام البري على ما يبدو». كانت هذه الميتة قد تكرّرت في مشهدين وردا في أعماله، هذا ما يقوله أولئك الذين رأوا أن موته لم يكن إلا انتحارا.
*رواية بوهوميل هرابال «عزلة صاخبة جدا» صدرت عن «دار المتوسط» بترجمة منير عليمي ومراجعة منصور العمري.

٭ روائي لبناني

عن كتب بوهوميل هرابال وفئرانه

حسن داوود

ماذا حصل للولايات المتحدة؟

Posted: 29 Aug 2018 02:15 PM PDT

لم يكن الرئيس ترامب ليصل للبيت الابيض إلا من خلال فتح معركة داخلية أسست لإنقسام عميق في المجتمع الأمريكي. لقد إستنهض ترامب عوامل العنصرية عند قطاع هام من الأمريكيين من ذوي البشرة البيضاء. في هذا إنطلق ترامب من أن مشكلات الولايات المتحدة مرتبطة بالنمو السكاني اللاتيني والمسلم والأفريقي، وانه بسياساته في المجال الداخلي سينجح في إيقاف نمو الديمغرافيا غير البيضاء التي من المتوقع أن تتحول للأغلبية السكانية في العام 2045. هكذا منذ البداية جاء ترامب للبيت الابيض ومعه أغلبية أمريكية نسبية غضت النظر عن مكانة القانون والحقوق والأخلاق والموقف من العنصرية مقابل دعم مرشح قدم وعودا إقتصادية وأخرى ديمغرافية. لكن فوز ترامب ارتبط ايضا بتوفر معلومات مشوشة عن المرشحة المنافسة: كلينتون. إذ تبين ان روسيا لعبت دورا في إختراق أجهزة الحزب الديمقراطي وقامت بتسريب ما وجدته مما أثر على نتيجة الإنتخابات. هكذا، ومنذ لحظة انتخاب ترامب دخلت الولايات المتحدة في دوامة لن تخرج منها طوال عهده.
الحالة الأمريكية الراهنة مقيدة بقضايا ومحاكم تنم عن ضعف إحترام الرئيس للقوانين الأمريكية وتنم عن إمكانية وجود علاقة مع روسيا ساهمت في فوزه في الإنتخابات. فالموقف الاخير الخاص باعترافات ـ (محامي ترامب من جهة وقائد حملته الانتخابية من جهة أخرى) هز عرش ترامب وتحول لمزيد من النزف في قدرة البيت الابيض على ممارسة وظائفه. الواضح الان بأن القضايا ستلاحق ترامب بلا هوادة حتى اليوم الاخير من حكمه. ومن الان حتى نهاية عهد ترامب سيبقى الشعب الأمريكي ضائعا بين الرئيس الذي حقق نتائج إقتصادية وخفف من البطالة وبين الرئيس الذي يصنع الازمات ويتجاوز القوانين ويتحدث بلغة عنصرية لا تراعي التنوع في بلد قام على التنوع.
فهل تلفظ أمريكا ترامب أم تبقيه وتعيد انتخابه وكأن شيئا لم يقع؟ الصراع مفتوح: فالمسؤول الأول عن التحقيق بتجاوزات ترامب هو رئيس الف بي اي السابق روبرت مولر. ومولر هو الشخصية الأهم في هذه الدراما، لأنه يستخدم كل ذكائه ومعرفته وخبراته القانونية في التحقيق. ربما يصح القول بأن المحقق مولر يخوض معركة تاريخية من أجل انقاذ الولايات المتحدة من الإنحدار السريع الذي مهد له ترامب. هذه الاجواء دفعت توماس فريدمان في النيويورك تايمز يوم 28 اب/اغسطس 2018 للكتابة عن الهاجس الأمريكي الراهن. فريدمان يخشى من اندثار الولايات المتحدة وتحولها لدولة شبيهة بروسيا، بل يدعو كل الأمريكيين لحسن الاختيار في الانتخابات النصفية في تشرين الثاني/نوفمبر القادم وذلك لوضع قيود على ترامب وسياساته والإنحدار الأخلاقي الذي يصاحب ترامب محليا وعالميا.
وبينما تزداد المعضلة الأمريكية الداخلية عمقا الا انها متزامنة ومتداخلة مع معضلة الولايات المتحدة على الصعيد العالمي. تطور المأزق الأمريكي على الصعيد الخارجي من قلب حروب الولايات المتحدة ودورها في العالم لحماية أهدافها التي تتضمن الثروة والسيطرة والحراك الإقتصادي المحلي والعالمي. وككل الدول الكبرى فإن الولايات المتحدة عانت من التمدد والتوسع و من تحمل مسؤوليات كبيرة، لهذا كان إنتصارها في الحرب الباردة في أوائل تسعينيات القرن العشرين تعبير عن أوج قوتها، لكن وبنفس الوقت عبر ذلك الإنتصار عن بداية تراجعها وإرتباكها. ستؤدي عوامل الانتشار الأمريكي وعوامل نهوض أمم أخرى مع الوقت لإهتزاز الكثير من قدرات الدولة الكبرى الأولى في العالم. لهذا لم يأت ترامب من فراغ. بل جاء في ظل ازمة عالمية تعكس تراجع الولايات المتحدة وإهتزاز صورتها.
لقد عبر ترامب عن سياسة التنصل من المسـؤوليات تجاه العالم (ماعدا اسرائيل) مما جعل آثار هذه السياسة تمتد لأوروبا والصين والمكسيك وكندا وروسيا. لقد أصبح ترامب في مواجهة مع العالم، فهو يهدد الدول، يصطدم مع السياسيين، يفرض العقوبات، يتحدى الامم، ويحول العالم لمكان متخم بالمفاجآت. وهذا يعني ان الدولة الكبرى تمر بلحظة انكفاء، لكنها إنكفاء مصحوب بتهديد وغرور وعدائية. الدولة الكبرى في لحظة تراجع لكنها بنفس الوقت تهدد وتتحدث وكأنها في اوج قوتها وانتشارها. في هذه السياسة ادعاء سيطرة في ظل الإهتزاز، وهذا يفسر طريقة تعامل ترامب مع العالم العربي والقدس وبنفس الوقت طريقة تعامله الجشع مع دول الخليج.
مقاومة سياسات ترامب ليست حدثا أمريكيا فحسب، بل أصبحت حدثا عالميا. فترامب من جهته يفتح كل الجبهات بنفس الوقت. هذا يعني عمليا ان ترامب خلق بذور نزاعات جديدة وعزلة للولايات المتحدة، وهذا بدوره يشجع الصين وروسيا وكذلك تركيا وإيران وغيرها على أخذ مواقف واضحة تجاه سياسات ترامب مع العالم. وكما تريد شعوب العالم أنظمة ديمقراطية ودستورية، فالعالم ودوله في حالة بحث عن توازن دولي ديمقراطي يحدد العلاقات بين الأمم الكبيرة والصغيرة وبين الهيمنة الأمريكية والمقاومين لها. هذه ليست الحرب الباردة، لكنها شكل آخر من تعبيراتها.
العالم يتغير، والدول تزداد جنوحا لحماية إستقلالها من التهور، وآلية البنك الدولي تخيف الدول التي تزداد تورطا بالديون، والعقوبات التي تستخدمها الولايات المتحدة لحل خلافاتها مع الدول بدأت تخلق رغبة لدى الكثيرين لبناء نظام دولي مختلف عن النظام الدولي الأمريكي. العالم لم يعد كما كان، فهناك توازنات دولية جديدة بدأت تفرد لنفسها المساحة.

٭ استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت

ماذا حصل للولايات المتحدة؟

شفيق ناظم الغبرا

خلل في بنية الدولة العربية القائمة

Posted: 29 Aug 2018 02:14 PM PDT

في عصر إعلامي سبرّاني افتراضي يعتمد فيه على المعلومة الإلكترونية، صار الإنسان يتنَقَّل بكثرة ولا يهدأ له بال ولا قرار في مكان واحد، كما أن المجتمع صار يتلقَّى التَّحَوّلات والتَّغَيرات، إلى حد يصعب تحديد سلفا ما يمكن أن ينتهي إليه. فالخيارات متوفرة في البداية لكن لا نعرف النهايات. فكثير من الحركات الوطنية في العالم العربي وفي غيره، قرَّر مصيره بناء على ما يقتضيه القانون الدولي وأعراف النشاط السياسي الدولي، إلا أن نهايات هذه الدول جاءت على غير ما كان متوقعا لها.
الإنسان يعرف أين يبدأ مشواره، ولكن قلما يدرك أين ينتهي به المطاف. ففي السابق، أي قبل عصر العولمة الراهنة، في العصر الصناعي، كان الإنسان يدخل المعمل والمصنع والورشة وحتى الزراعة وهو يدرك تماما أنه سينهي حياته هناك، ما يعني أن الهوية في هذا الحقل من النشاط تكاد تكون قارة باستقرار الإنسان في خياره الأول. يقول في هذا الصدد المفكر المعروف، زيغمونت بومان: « إن المأزق الذي يعاني منه الرجال والنساء، في منعرج هذا القرن (القرن العشرين) ليس معرفة كيف يمكنهم إدراك هويات من اختيارهم، ولا كيف يجعلون الذين يحيطون بهم يعترفون بها. ولكن المسألة هي: أي هوية نختار، مع توخي الحذر واليقظة عندما تسحب الهوية التي تم اختيارها من السوق أو عندما تفقد سلطاتها الجذَّابة». بمعنى آخر يشرح عبارة بومان، الكثير من الأفراد يختارون وظائف وأعمال ويَتَمَاهُون معها وتتحدد بها هويّاتهم، لكن قد يأتي يوم وتصبح تلك الوظيفة أو الصناعة أو أي نشاط آخر، غير مجدي أو يفقد اعتباره وجاذبيته، فأي قيمة وأهمية تبقى للهوية التي ارتبطت به.
دائما الهويات لا تكتمل. فهي مشروع مفتوح على ومع التاريخ. وعدم اكتمال الهوية متأت من هذا الأفق الواسع للتاريخ الذي ينطوي على الماضي والحاضر والمستقبل، والهوية سواء أكانت للفرد أو المجتمعات والدول والأمم والحضارات تلازم هذه الأبعاد التاريخية وتتحدد بها.
أما في سياق العولمة التي تحاول أن تكثف كل أبعاد التاريخ في لحظة المعاصرة، أي استحضار كافة الأبعاد لحظة واحدة، فإن موضوع الهوية في صلتها بالدولة تستحث الجميع إلى الالتفات للجوانب المظلمة والمنسية من تاريخ الأمم والقوميات والطوائف وأصول الجماعات البشرية «المنقرضة»، من أجل استعادة الهويات الضائعة وإعادة ملامحها كسبيل إلى إحياء التاريخ في الذَّات البشرية والمجتمعية.
ونعتقد، أن ما يجري في العالم العربي هو تعبير عن حالة ترغب فيها الشعوب التواصل مع تاريخها الخاص، فيما الأنظمة السياسية تنبري لهذه المطالب وتعمد دائما إلى قمعها، كأفضل سبيل إلى البقاء في الحكم والإنفراد بالسلطة. فعندما نقارب موضوع الهوية بالدولة، في الوضع العربي القائم، نجد أن الأزمة تتمثل في غياب القدرة على الإفصاح عن كل الهوية. والدولة العربية تتعثر لهذا السبب بالذات، عندما تصر على مواجهة الهوية في كافة تجلياتها التاريخية والسياسية والمستقبلية.
الحقيقة، أن الهوية، كما نحاول أن نشرح هنا، مثلها مثل الحداثة في تعريف هابرماس: «مشروع غير مكتمل». وبتعبير آخر، أن الحداثة، مشروع لا يراد له أن يكتمل، نظراً للتطورات والنوازل التي لا تكف عن التدفق في هذا الزمن الفائق. فدول العالم كلها عُرْضَة للتحوّلات والتغيّرات، وفقط الدول التامة الراسخة هي التي تتحمّل التعديل والتغيير مع البقاء في المكان الواحد ومراكمة التجربة والخبرة، الأمر الذي يزيد من رصيدها في الشرعية الوطنية والدولية. وتظهر هوية البلد في الأزمات التي تجتاح بين لحظة وأخرى الدولة التامة الراسخة وتعرف كيف تجتازها مع اكتساب المناعة والحصانة، بينما الدول الهشة، ومنها البلدان العربية، فكثير منها تعاني الاختلال والانهيار بسبب ظهور أول بوادر الأزمة، على ما يشهد تاريخها الرّاهن، حيث بالكاد تتعافى من الحروب والثورات والنِّزاعات التي لا تتوقف، فاسحة المجال للتدخلات الأجنبية.
عندما نقارب موضوع الدولة العربية في صلتها بالهوية، نقف على حقيقة لماذا لم تتقدم البلدان العربية ولم تستوعب الديمقراطية كأساس للدولة التامة والكاملة. فالمشكلة كما يرى المفكر اللبناني جورج قرم، أن العالم العربي منذ انسلاخه عن الخلافة العثمانية قد دخل في دينامية الفشل الدائم الذي لا يتوقف، حيث تتلاحق المحن والأزمات والمعضلات التي تحول دون اكتمال هويته كدولة حديثة قارة ودائمة، كتب المفكر اللبناني في هذا الصدد: «ومنذ ذلك الحين [ثمانينيات القرن العشرين]، ومن خلال الطبعات المتتالية لمؤلفي» انفجار المشرق العربي» تحوّلت إلى مؤرخ دينامية الانحطاط والفشل والانفجار للمجتمعات العربية، سواء داخل كل مجتمع أو في ما بين الأنظمة العربية، بحيث أصبح الشرخ في ما بينها يزداد سنة بعد سنة، عبر اشتداد سياسة محاور عربية متخاصمة مدمرة لاستقلال العرب وازدهارهم، وهي حالت دون دخول المجتمعات العربية في التحوّلات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية العملاقة التي كانت تجتاح العالم «. ما يراه المفكر اللبناني، أنه تحوّل، منذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان صيف 1982 ،إلى كاتب ومحلل ومؤرخ للفشل العربي أي لتاريخ بلا رصيد يذكر، كل شيء يجري تدميره ومحوه وإتلافه في سياق التطور التاريخي، أو بالأحرى خارج التاريخ. فما عاشه في لحظة لبنان الحرب الأهلية والمواجهة مع اسرائيل هو لحظة ضمن سلسلة متواصلة من اللحظات التي تعبر عن دينَاميَّة الفشل، أرَّخ لها المفكر اللبناني في عشر محطّات:
ـ الخلاف حول السلطة العثمانية. ـ بلْقَنَة المشرق العربي وإنشاء الكيانات المنفصلة. ـ الإنقلاب النفطي. ـ توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1978 ـ 1979. ـ المواقف الغربية المتناقضة من الثورة الإيرانية. ـ حرب أفغانستان ونشوء تنظيم القاعدة. ـ توقيع اتفاقية أوسلو و« مسار السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي. ـ وصول المحافظين الجدد إلى الحكم في أمريكا، 11 أيلول/سبتمبر 2001. ـ تحريف الانتفاضات العربية عام 2011 والحملات العسكرية ضد ليبيا وسوريا. ـ حرب اليمن أو حالة التدمير الذاتي.
الحقيقة أن الوضع العربي يتحرك وفق دينامية، أي مجال لحراك لا يتوقف، تصنعه أحداث ووقائع متوالية لا توفر له إمكانية الاستقرار على الحقائق السياسية والاقتصادية والفكرية التي تحدد له الملامح الكاملة للعالم العربي كدولة ذات هوية واضحة. وبتعبير آخر يفيد نفس المعنى، أن البلدان العربية التي انخرطت في ما يعرف في تأسيس الدولة العربية الحديثة لا يمكنها أن تصل إلى تحقيق ذلك لأنها لا تواجه الآخر الذي هو الغرب وإسرائيل في المنطقة العربية ذاتها فحسب بل لأنها تواجه أيضا صراعات وحروبا في ما بينها وهذا أخطر، ومن ثم دخولها في لولب دينامي لا يصلها إطلاقا إلى مرفأ الخلاص.

٭ كاتب وباحث جزائري

خلل في بنية الدولة العربية القائمة

نور الدين ثنيو

لماذا لا تجد القضية السورية آذاناً صاغية عبر العالم؟

Posted: 29 Aug 2018 02:14 PM PDT

هناك، أولاً، مساران متعارضان: يبدو الأول وقد استقطب كل التدخلات الممكنة، ناهيكم عن «الآذان الصاغية». هذا هو مسار الصراع على سوريا ومستقبلها. وهو صراع شرس، دموي، يجري بين قوى إقليمية ودولية قادرة، لديها مصالحها المتعارضة أو المتباينة، ووكلاؤها المحليون الذين يخوضون حروب الوكالة، وجانبها الدعائي ـ الإعلامي الذي يسعى إلى إضفاء الشرعية على دور كل من تلك القوى داخل الصراع، وجانبها السياسي الذي يسعى إلى ترجمة المكاسب الميدانية إلى نتائج سياسية مستدامة. في هذا المسار، إذن، لا يمكن الشكوى من غياب الاهتمام، بل يجب، بالأحرى، الشكوى من كثرة الاهتمام وشدته. ولولا هذا الاهتمام الذي يترجم في إنفاق موارد ضخمة في الصراع، لربما كان إيجاد حل سلمي أسهل بما لا يقاس مما هو متاح اليوم.
أما المسار الثاني فهو فشل السوريين المعارضين لحكم سلالة الأسد في بناء قضية متماسكة تلقى تعاطفاً واسعاً عبر العالم، بما من شأنه خلق ديناميات دولية باتجاه الحل. وتعني القضية المتماسكة إنتاج «قصة مقنعة» تملك الحق في مواجهة باطل بيّن. وأقرب مثال على هذا النوع من القضايا هو القضية الفلسطينية التي تلقى تعاطفاً واسعاً عبر العالم من تيارات اجتماعية وسياسية متنوعة. مع وجوب التنويه إلى أن أحقية القضية الفلسطينية لم تكن سبباً كافياً لإنهاء مأساتهم. ولكن، على الأقل، لا يجد الفلسطيني، بصورة عامة، صعوبة في شرح قضيته وكسب التعاطف. ما يقوله مفهوم لدى أي شخص متوسط الذكاء فما فوق، غير متبلد الضمير، في أي مكان في العالم.
التقيت، قبل حين، بشاب تركي يعمل في التعليم. صدم حين عرف أنني معارض لحكم الأسد. «أنت يساري، والسلطة في سوريا يسارية، فلماذا أنت معارض؟» (حقاً لماذا؟!). مضى وقت طويل لم أدخل فيه في نقاش مع ذهنية من هذا النوع، فشعرت بشيء من الارتباك. من أين أبدأ؟ وكيف «أبرر» له معارضتي لنظام الأسد، كيف أشرح له قضيتي من الصفر؟
هذا رجل متعلم، يعيش في بلد مجاور لسوريا التي كانت، طوال تاريخ مديد، جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، بل إن دولته متدخلة في الصراع السوري منذ أكثر من سبع سنوات، وجيش بلده موجود داخل الأراضي السورية، وثلاثة ملايين ونصف من اللاجئين السوريين يعيشون معه في تركيا، قسم منهم منذ سبع سنوات، وقسم منهم حصل على الجنسية التركية وأصبحوا مواطنين مثله يحق لهم ما يحق له. مع كل هذه الاعتبارات، يعلن الرجل، بكل براءة، عن جهل تام بما يدور تحت أنفه. وهو جهل أقرب إلى رؤية الصراع في سوريا من منظار النظام، وليس من منظار معارضيه، بدلالة أنه يرى نظام الأسد «يسارياً» مع ما يتضمن هذا المفهوم من حمولة إيجابية من وجهة نظره.
خرجت من ارتباكي باختيار أفضل استراتيجية ممكنة لمواجهة سؤاله، وهي تقريب الصراع السوري إلى ذهنه بوسائل إيضاح من داخل الحياة السياسية التركية، فقلت له إن نظام بشار يساري بقدر ما حزب الشعب الجمهوري يساري. ربما لم يقتنع أن نظام بشار يمكن أن يكون بتلك الدرجة من السوء التي يرى فيها حزب الشعب الجمهوري! لكنه فهم، على الأقل، أن «يسارية» النظام المفترضة ليست معياراً كافياً ليكون ذلك الملاك الذي كانه في ذهنه.
هذا مجرد مثال، ربما متطرف، عن «عدم فهم» العالم لقضيتنا السورية. قد يكون هناك تقصير من المعارضين، أفراداً أو كيانات، في شرح القضية السورية بكافة أبعادها، والسعي إلى استقطاب الاهتمام بها. لكن للموضوع أبعاداً أخرى تتجاوز هذا العامل الذاتي.
البعد الأول محلي، ويتمثل في الانقسام الوطني حول القضية السورية، انقساماً حاداً لا محل فيه لأنصاف المواقف. ليس جميع السوريين مع التغيير، ثورياً كان هذا التغيير أم إصلاحياً، عنيفاً أم سلمياً. هناك كتلة لا يستهان بها من السوريين كانوا وما زالوا مع بقاء سوريا تحت حكم آل الأسد. ولا يعني ذلك أنهم جميعاً راضون عنه وعن أدائه، أو تربطهم به مصلحة مباشرة. لكنهم يجدون في التغيير ما يتعارض مع مصلحتهم، أو لا يرون التغيير المأمول، من وجهة نظرهم، ممكناً، مقابل عدائهم الصريح للثورة كما حدثت في الواقع.
كان من شأن هذا الانقسام الوطني أن يشوش رؤية «متعاطف افتراضي» محتمل من خارج سوريا، موضوعي، مبدئياً، لأنه لا يملك أي مصلحة شخصية فيما يحدث في «ذلك البلد البعيد». فهو يسمع روايات مختلفة عما يحدث هناك، ويحتار ضميره في اتخاذ الموقف الصحيح الذي يرضيه.
البعد الثاني أيديولوجي. هنا «المتعاطف الافتراضي» ليس محايداً ولا موضوعياً، على رغم عدم وجود أي مصلحة شخصية له في الصراع الدائر هناك. ويمكن القول إن كثيراً من أصحاب المواقف من الصراع السوري ينتمون، فكرياً، إلى البيئة الأيديولوجية لعصر الحرب الباردة، حين كان العالم بسيطاً، ينقسم إلى «أخيار وأشرار» واضحين، وفقاً لكل زاوية نظر. إن نزعة «العداء للإمبريالية» ذات المنشأ السوفييتي، ما زالت تفعل فعلها في أوساط متفاوتة الاتساع في كثير من البلدان عبر العالم. وقد اختزل هذا المبدأ، غالباً، إلى «العداء للإمبريالية الأمريكية» أو باختصار «العداء لأمريكا». وهو عداء يتقاسمه يساريون بمختلف تلاوينهم، ويمينيون قوميون أو إسلاميون بمختلف تلاوينهم أيضاً. وقد لعب الصلف الأمريكي القائم على القوة، في التعامل مع العالم، دوراً كبيراً في تغذية هذا العداء.
هذا التبسيط الأيديولوجي في تقسيم العالم إلى أخيار وأشرار، وفقاً لتموضع كل طرف إزاء أمريكا، سمح بالترويج لخرافة مكملة هي «محور الممانعة» الذي ينتمي إليه النظام السوري. فإذا كانت الثورة السورية تستهدف تغيير «نظام الممانعة» فلا بد من أنها «مؤامرة أمريكية» ضده. هناك تيار كامل في الإعلام ينطلق من هذه المقدمات، ليكرس رواية النظام عن «المؤامرة الكونية» التي تستهدفه.
البعد الثالث هوياتي. وهو يتداخل مع البعد الأيديولوجي، أو يتخذ منه غطاءً لموقفه الطائفي. ووفقاً لهذا المنظور، فإن إيران الشيعية، وتيارات الشيعية السياسية في البلدان الأخرى، هي معادية للإمبريالية بصورة جوهرية. لا يتم التعبير عن ذلك بهذه الصراحة. لكن هذا الانحياز يظهر في كل تحليل وكل موقف. وربما يجد جذوره في «مظلومية شيعية» عابرة للحدود والعصور تجعل من هذه الطائفة خيراً مطلقاً في وجه الشر المطلق الذي يمثله أعداؤها. ويتوسع هذا التعريف، في بعض الحالات، ليشمل «الأقليات» بصورة عامة.
يحتاج الموضوع، لإشباعه، إلى مساحة أكبر، لا أملكها هنا.

٭ كاتب سوري

لماذا لا تجد القضية السورية آذاناً صاغية عبر العالم؟

بكر صدقي

 أخبار الحمقى والمغفلين!

Posted: 29 Aug 2018 02:14 PM PDT

مللتم- بالتأكيد- من أخبار الحوثي وإيران، وهادي والتحالف، والبغدادي والظواهري، والسنة والشيعة وأخبار الفلسطينيين والإسرائيليين، الجن والعفاريت؟
دعونا نقرأ الأخبار اليوم بشكل مختلف في كتاب تراثي اسمه «أخبار الحمقى والمغفلين» للفقيه أبي الفرج بن الجوزي، الذي عاش في القرن السادس الهجري، والذي أثرى كتابه بالمزيد من النوادر والطرائف، في زمن بوريس جونسون ودونالد ترامب وجورج بوش والحوثي والبغدادي.
يقول ابن الجوزي في معرض شرحه لأسباب تأليف الكتاب عن الحمقى والمغفلين، إن أخبارهم تروح للإنسان قلبه، «فالنفس تمل من الدأب في الجد، وترتاح إلى بعض المباح من اللهو». وبما أن الأمر كذلك، فدعونا نكون ولو ليوم واحد على مذهب الفقيه الحنبلي أبي الفرج بن الجوزي، وهيَّا إلى «اللهو المباح»:
تصوروا أن ابن الجوزي عاش عصرنا هذا، عصر أبي إيفانكا دونالد بن جون ترامب، ونقل عنه تفاخره ضد أحد منافسيه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بقوله: إنه «حتى زوجتي أجمل من زوجتك»، مثيراً عاصفة من السخرية لدى ابن الجوزي وتلاميذه في مسجده ببغداد.
لكن تصوروا رعب المؤلف وهو ينقل عن ترامب تهديده لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بقوله: «زري النووي أضخم من زرك يا رجل الصواريخ الصغير»، قبل أن ينقل المؤلف عن ترامب تحذيره «من أن يصبح لإسرائيل رئيس وزراء اسمه محمد»، إذا استمر تكاثر الفلسطينيين من دون أن يُعزلوا في كيان مستقل!
الحقيقة أن ابن الجوزي يحار بمن يبدأ: بترامب أم ببوش الابن الذي قال يوماً: «إذا كنت لا تؤمن بشيء، فأنت لا تؤمن بشيء»، وربما يحار كيف يسجل لبوش براءة اختراعه للجملة: «إذا علمت طفلاً القراءة فسوف يتمكن من النجاح في امتحان القراءة»، أو عندما قال وهو يقلب بين يديه أوراقاً في إضبارة: «من الواضح أن هذا تقرير موازنة، لأن فيه أرقاماً كثيرة»، أو جملته الشهيرة: «كل الواردات تأتي من الخارج»، ضمن سلسلة عبارات جعلت ابن الجوزي «يستلقي على قفاه ضحكاً»، حسب رواية أحد تلاميذه.
لكن دعونا من ترامب وبوش. ولنتساءل: ماذا كان ابن الجوزي سيكتب مثلاً عن عبدالملك الحوثي، الذي ورّط اليمن في حرب، وانهزم في معظم معاركه من عدن إلى ما وراء جبال صنعاء، وخرج من كل الجنوب ومعظم الساحل والشرق، ومع ذلك يظهر على شاشة «المسيرة» يحدث أتباعه عن «فلسطين وأحجار الزينة والولاعة المقدسة التي أحرقت مدرعة المحتل الأمريكي في صعدة، ومجموعة من الخيارات الاستراتيجية»؟
لا بد أن الحديث عن حماقات الحوثي ليس بالحديث الشيِّق، لذا سيؤجله ابن الجوزي ليعود إليه لاحقاً، بعد سرد أخبار حمقى آخرين. وهنا ينتقل ابن الجوزي إلى قصة رجل قدم ابناً له إلى القاضي فقال: أصلح الله القاضي، إن هذا ابني يشرب الخمر ولا يصلي، فقال له القاضي: ما تقول يا غلام فيما حكاه أبوك عنك؟ قال الولد: غير صحيح أنا أصلي ولا أشرب الخمر، فقال أبوه: أصلح الله القاضي أتكون صلاة بلا قراءة؟ فقال القاضي: يا غلام تقرأ شيئاً من القرآن؟ قال: نعم وأجيد القراءة، قال: اقرأ، فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم:
إن دينَ الله حقٌ … لا أرى فيه ارتيابا
فقال أبوه: والله أيها القاضي ما تعلم هذه الآية إلا البارحة، لأنه سرق مصحفاً من بعض جيراننا. فقال القاضي للابن: قبحك الله، تحفظ كتاب الله وتسرق! ليعلق ابن الجوزي بعدها أن الحمق في القضاة باب واسع، ذكر ضمنه خبر قاضٍ آخر من اليمن وجَّهَ تهمة «الخيانة العظمى»  للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بسبب تقديمه لاستقالته من منصبه، بعد أن وضعه الحوثيون تحت الإقامة الجبرية في صنعاء أواخر عام 2014، ثم وجه تهمة الخيانة العظمى لهادي بسبب عدوله عن استقالته، بعد تمكنه من الإفلات من قبضة الحوثي في صنعاء مع بداية عام 2015، حسبما روى ابن الجوزي في نسخته المنقحة التي أضاف إليها أخبار «القضاة الحمقى» في زمن «الصرخة في وجه المستكبرين». بالطبع يطيب لابن الجوزي مواصلة أحاديث الحمقى، حيث ذكر أنه التقى فِي الرياض بواحد من مسؤولي الشرعية اليمنية، أمسى يحدثه عن خططه لتحرير العاصمة صنعاء من قبضة الانقلاب الحوثي، مضيفاً أنه تقدم وحده مرة إلى ما وراء خطوط الحوثيين في جبهة «نهم»، حتى أطل على «بني حشيش»، قبل أن يتمكن من العودة سالماً إلى مواقع الجيش الوطني، الأمر الذي أضحك مسؤولاً آخر يتهرب من متطلبات أبناء محافظته المحررة، بقضاء شهور طويلة في الرياض، زاعماً أنه يتابع اعتماد «مشاريع استراتيجية» للمحافظة، ناسياً أن مداخيل المحافظة كفيلة بتنفيذ كل المشاريع التي تحتاج إليها، لو أنه تفرغ لها وكفَّ عن الفساد والشراكة التجارية مع رجال أعمال يديرون له تجارته التي يخفيها، كما يخفي لحيته البيضاء ببعض الطلاء الأسود.
المهم أنه بعد تلك الليلة العجيبة حار ابن الجوزي أين يضع اسمي هذين المسؤولين في كتابه: أفي خانة الكذابين، لأنهما يكذبان، أم في خانة الحمقى لأنهما لا يتمتعان بالذكاء الكافي الذي يغطيان به كذبهما الساذج المكشوف؟، قبل أن يتنبه إلى وجود باب في كتابه عن «الكذابين الحمقى»، وضع قصتهما فيه.
لكن ابن الجوزي يروي أن الأطرف من قصة هذين المسؤولين اليمنيين «الظريفين» قصة أحد الحمقى في بغداد، قال لصديق له إنه لا يعرف كيف يغازل النساء. فقال صديقه: تأتيهن بالسياسة. فانطلق الأحمق سريعاً واعترض فتاة على جسر الرُصافة، وسألها: ما آخر أخبار الحرب بين الأمين والمأمون يا أمة الله؟ المهم أن «أمة الله» ولَّتْ هاربة ولم يعد يُرى لها أثر، فيما سقط «العاشق الأحمق» من الجسر، وغرق في الفرات.
وعلى ذكر بغداد، يُذكر أن مظاهرات خرجت في المدينة ضد حكومة حيدر العبادي الأيام الماضية، وضد سلطة مُعَمَّمِي طهران في عاصمة الرشيد، ورفعت المظاهرات شعارات تطالب بتوفير الماء والكهرباء، وعلى الفور خرج أحد «المعممين الحمقى»، على شاشة التلفزيون يتساءل: لماذا يتظاهرون ضد الحكومة، كان الأولى بهم التظاهر ضد حكومة أبي بكر وعمر، نصرة لـ»أهل البيت» عليهم السلام! فيما ابن الجوزي يُعلِّق:
ألا ليت اللِحى كانتْ حَشيشاً
لنُطعمَها خيولَ المسلمينا!
وتمتد تغطيات ابن الجوزي إلى إيران التي زعمت أنها أطلقت صاروخاً إلى الفضاء، وصورتْ قرداً يتهيأ للانطلاق مع الصاروخ، الذي انفجر فجأة بالقرد، لتخرج وكالة فارس بصورة قرد آخر زعمت أنها للقرد الذي صعد إلى الفضاء بعد عودته، قبل أن تفضحها تقنيات اكتشاف الأفلام المدبلجة. وهذه حادثة لو شهدها «ابن المقفع» لضرب كفاً بكف على ما آلت إليه حال «أمة الفرس العظيمة» مع شلة المعممين في طهران. المهم أن وزير الدفاع الإيراني أطلَّ الأسبوع الماضي من صفحات كتاب ابن الجوزي، كاشفاً الستار عما أسماها «أول طائرة مقاتلة إيرانية محلية الصنع»، أطلق عليها اسم «كوثر»، قبل أن يرصدها الأمريكيون ويعلنوا أنها هي الطائرة «أف 5» الأمريكية الصنع التي سلمتها واشنطن لنظام الشاه قبل عقود طويلة، الأمر الذي اضطرت معه وكالة «تسنيم» الإيرانية إلى الاعتراف بأن «كوثر» هي «أف 5 بعد أن طورتها طهران»، ليكتشف الجمهور الإيراني بأن التحسينات كانت عبارة عن إعادة تلحيم، وإعادة طلاء في جسم الطائرة لا محركاتها، الأمر الذي أشعل صفحات «أخبار الحمقى والمغفلين» بالسخرية، قبل أن تعلن طهران الأحد الماضي عن سقوط طائرة «كوثر» ومقتل الطيار، وتنقلب الملهاة إلى مأساة حقيقية.
طبعاً لا ينسى ابن الجوزي وهو يسرد أخبار الحمقى والمغفلين أن يأتي بخبر طائرة مسيرة إيرانية زعم الحوثيون في اليمن- الثلاثاء- أنهم تمكنوا بها من ضرب مطار دبي الدولي، الذي لم تعلن شركة طيران واحدة فيه عن تأجيل أو إلغاء مواعيد رحلاتها منه أو إليه، عقب الضربة المزعومة في مقطع فيديو دبلجته المطابخ ذاتها التي فبركت حكاية «كوثر» الإيرانية.
وفِي السياق أورد ابن الجوزي أن أحد الحمقى والمغفلين صلى بالناس إماماً فقرأ «ألم، غلبت الترك في أدنى الأرض»، فرد عليه المصلون «غلبت الروم»، فقال: كلهم أعداؤنا، أعداء الله.
وعلق المؤلف رحمه الله أن هذا الأحمق يخلط الأمور على الطريقة الحوثية في دمج أسماء الأعداء في مصطلحهم الشهير عن: «العدوان الصهيوسعوأمريكي».، وهي الكلمة التي تحدى ابن الجوزي أحد تلاميذه أن ينطقها ثلاث مرات بدون أن يخطئ في نطقها، ولله في خلقه شؤون!
كاتب يمني من أسرة «القدس العربي»

 أخبار الحمقى والمغفلين!

د. محمد جميح

المهمة الوطنية الأسمى: ملء الفراغ بالتركيز المطلق على التعليم من الصفر

Posted: 29 Aug 2018 02:13 PM PDT

نتيجتان أساسيتان حتى الآن لسياسة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، على صعيد الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، والصراع العربي الصهيوني:
ـ أولاهما، خروج أمريكا من مقعد الوسيط المنفرد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتقدم هذه السياسة الامريكية البالغة الانحياز لسياسات الحكومة الاسرائيلية، الأكثر عنصرية من كل سابقاتها، حتى لو نجحت في اختطاف قطاع غزة بسلخها عن جلدها الفلسطيني لفترة زمنية، وهي قصيرة بالضرورة.
ـ وثانيتهما، وهي النتيجة الإيجابية، منح الفلسطينيين فسحة من الوقت لترتيب سلّم أولوياتهم على صعيد العمل الوطني بأوسع معانيه.
لا يضيرنا هنا تسجيل أن هذه الفسحة توفّرت للفلسطينيين، بفضل نعمة إعفاء المواطنين الفلسطينيين من عذاب متابعة أخبار ما سموه، تجاوزا للحقيقة، «مفاوضات»، وفي إطار ما سموه، تجاوزا للحقيقة أيضا، «مسيرة سلمية»، انقطعت عمليا بعد أشهر قليلة من توقيع اتفاق اوسلو، بفعل اليمين العنصري الديني اليهودي في اسرائيل، من جهة، وبفعل تجاوزات التيار الديني الفلسطيني، باستهداف المدنيين في إسرائيل، يهودا وعربا، الأمر الذي وفّر لإسرائيل ذريعة، ومن ثم مبررا، لدى الرأي العام المحلي والدولي، لارتكاب موبقات وجرائم ضد المشروع الوطني الفلسطيني، وضد المدنيين الفلسطينيين، وصولا إلى إخضاع الزعيم والرمز الفلسطيني الخالد ياسر عرفات، إلى حصار خانق، ومن ثم اغتياله بالسم، كما تشير الدلائل، ووفق أجهزة إعلام أجنبية موضوعية ومحايدة.
تقتضي الأمانة والموضوعية هنا، أن يسجل للقيادة الفلسطينية، التقدير الكبير لوقفتها الصلبة وغير المساومة، (وبدعم من موقف أردني قوي، ورأي عام عربي ودولي واسع)، في وجه انحياز الرئيس الأمريكي وإدارته للظلم والاحتلال والاستعمار الاسرائيلي. بدون أن ننسى في هذا السياق إدانة ركاكة أداء المؤسسات المحيطة برأس الشرعية الفلسطينية، والأفراد القائمين عليها، (الذين يتحمل الرئيس نفسه قرارات اختياره: إبعادا لبعضهم، وتقريبا لبعضهم الآخر)، وإدانة التقصير الفلسطيني، المتمثل في انعدام مبادرات فلسطينية خلّاقة، سياسية وعملية على أرض الواقع.
نعود لواقعنا الحالي، حيث توفرت لنا فسحة من زمن، كانت تملأه نشاطات سياسية بعضها غير مثمر، وغالبها مُضِرّ. وهذا يضعنا في مواجهة السؤال الإلزامي: ما العمل؟ والسؤال الأهم: بماذا نملأ الفراغ الذي نعيشه، والمتوقع أنه سيطول ليغطي بضع سنين على الأقل؟ بديهي القول ألا فراغ في الكون. وكل فراغ لا يملأه الفرد أو المجتمع أو الدولة، بما يلائم مصلحتهم، يملأه فرد آخر، أو مجتمع آخر أو دولة أخرى، بما يتلاءم ومصلحتهم هم، وغالبا ما يكون على حساب الطرف القاعد عن العمل. وعندما يتعذر على الطرف المعني الإقلاع والتحليق، فإن بالإمكان ملء الفراغ بالتمترس على الأرض وحرثها وزرعها وتمتين جذور أشجارها.
في وضعنا الفلسطيني الحالي: مع انعدام القدرة على التحليق لإنجاز حل سياسي، يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة؛ ومع انعدام وجود كفاءات فلسطينية عند قمة هرم القيادة الشرعية، مؤهلة وقادرة على خلق حالة مقاومة شعبية شاملة، تعيد للعمل الوطني الفلسطيني وهجه، وتثمر إنجازات حقيقية على أرض الواقع، وفضحا وإضعافا ونبذا عالميا للاحتلال والاستعمار الإسرائيلي، مقدمة لدحره وهزيمة مشروعه غير العادل، والمناقض لقيم عصر التحرر والانعتاق؛ ومع انعدام وجود إمكانيات فلسطينية ذاتية، ولا محيط داعم يحمي بذور نضال فلسطيني على أصعدة ومستويات أخرى؛ فإن ذلك يوفر فراغا، يتوجب علينا ملأه، ليس بالتركيز على معالجة قضايا الحاضر، مثل معالجة أوضاع منظمة التحرير الفلسطينية، وأوضاع السلطة الفلسطينية، وقضية الانقسام وتفرد حماس بمعالجة واقع قطاع غزة المأساوي، ودحرجته نحو إطالة عمر الانقسام بتبني سياسة السعي إلى عقد هدنة مع إسرائيل، هي أكثر ما تتمناه إسرائيل وتعمل على ترسيخه، أو ما هو أخطر من التركيز على هذه الهموم الفلسطينية، باقتصار العمل عليها. صحيح تماما أنه لا بديل عن معالجة الأوضاع الفلسطينية المزرية الراهنة، لكن ما يفوقها أهمية هو المستقبل. وللمستقبل المنظور اسم واحد هو جيل الشباب، وللمستقبل الحقيقي الأبعد والأهم ايضا اسم واحد: الأطفال. ذلك أولا، ويلحق بهم الفتية والشباب المبكر. الاهتمام والتركيز الكبير والجدي على جيل أطفال اليوم، يعني التركيز على التعليم. وما يفوق أهمية التركيز على التعليم الجامعي، هو البدء بإعطاء الأولوية للتعليم الثانوي. لكن ما يتقدم في الأهمية على هذا وذاك، وبما لا يقاس، هو التعليم الابتدائي، وبدءا من الصف الأول. من هذه البذور والبراعم، ينمو جيل فلسطيني غني بالعلماء والباحثين، قادر على إدخال فلسطين ساحة المنافسة العالمية، واللحاق باسرائيل والتفوق عليها.
حقيقة هي أن إسرائيل «أسبارطة العصر الحالي». وللتفوق على أسبارطة لا بديل عن أن تكون فلسطين وشعبها، «أثينا العصر الحالي». لكن ما يجب علينا كفلسطينيين أن نعرفه، واكثر من ذلك: أن نعترف به، لنتمكن ولننجح في مواجهته، هو أن اسرائيل ليست اسبارطة العصر الحالي فقط، بل إن فيها من ميزات ومواصفات اثينا الشيء الكثير الكثير. ويكفي للتدليل على ذلك متابعة ما تحتله جامعاتها ومعاهد الابحاث فيها من مواقع غاية في التقدم في تقارير المؤسسات الدولية المتخصصة في تصنيف الجامعات ومراكز الابحاث في العالم، في مقابل ما هو عليه الحال في الجامعات الفلسطينية والعربية عموما. وقد يكون من المفيد، في هذا السياق، أن نعرف، من تقارير نشرتها وسائل الاعلام الاسرائيلية قبل اشهر، أن مجموع ما باعه علماء وباحثون ومخترعون اسرائيليون، في السنوات العشر الماضية، وفقط في الصفقات التي بلغت قيمة كل واحدة منها على انفراد اكثر من مليار دولار، (نعم اكثر من الف مليون دولار)، بلغ 64 مليار دولار، علما بان معدل أعمار هؤلاء العلماء والمخترعين، اقل من 35 سنة، بمعنى أن كل واحد من هؤلاء كان قبل ثلاثين سنة فقط، (سنة الانتفاضة الأولى 1988)، في الصف الأول الابتدائي، ولكن في بيئة واعية ومشجعة وراعية لهذه البراعم.
لا بد من الاعتراف: لا خبرة لمنظمة التحرير الفلسطينية في هذا المجال. تتغنى بالمستوى العلمي للفلسطينيين، وتقارن نفسها على هذا الصعيد بالمحيط العربي المتخلف. وأضيف إلى ذلك: كان مستوى التعليم بين الفلسطينيين في الاردن سنة 1968 أفضل منه سنة 1970. وكان مستوى التعليم بين الفلسطينيين في لبنان سنة 1970، يوم استقرت المنظمة هناك، أفضل بكثير جدا عما وصل إليه الحال سنة 1982، يوم غادرت المنظمة الأراضي اللبنانية. وواضح تماما أن هذه المعادلة نفسها، تنطبق على اوضاع التعليم في الضفة الغربية وقطاع غزة، ما بين عام 1993 وعامنا الحالي. صحيح أن عدد الجامعات في فلسطين قد ارتفع كثيرا في هذه الفترة، لكن مستوى التعليم نفسه قد هبط. وما كانت عليه جامعة بير زيت مثلا قبل اوسلو غيره بعد اوسلو. لا بديل عن الاعتراف بالحقيقة لكل من يسعى لتغيير هذا الواقع.
لا بديل عن استقطاب افضل الكفاءات الفلسطينية للانخراط في سلك «رسالة التعليم»، ولا اقول «مهنة التعليم»، للصف الأول الابتدائي في السنة الاولى، وللصف الثاني في السنة الثانية، وصولا إلى صف التوجيهي في السنة الثانية عشرة، بمضاعفة رواتب المؤتمنين على صياغة وصناعة مستقبل شعب فلسطين، لنضمن بدء مواجهة متكافئة مع اسرائيل، وضمان هزيمتها، واستعادة حقوقنا المشروعة، مدججين بحشود من العلماء والباحثين والمخترعين، وغير مكتفين بحشود مدججة بالحق، والمطالبة بتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
أين هو من سيرفع لواء «علماء فلسطين 2030»؟
كاتب فلسطيني

المهمة الوطنية الأسمى: ملء الفراغ بالتركيز المطلق على التعليم من الصفر

عماد شقور

من السلطة إلى الدولة… شعار يصعب تحقيقه حاليا

Posted: 29 Aug 2018 02:13 PM PDT

حرّي القول، إن الكاتب في العادة، قبل أن يتناول حدثا سياسيا في مقالته الدورية، يمحّصه من مختلف جوانبه قبل البدء في خطّة كتابته، فالكلمة مسؤولية، وهي التزام أخلاقي وتحليلي حدثي أمام القارئ، من هنا تكتسب الكلمة والتحليل أهمية مضاعفة لدى كاتبها وقارئها أيضا.
في موضوع عنوان المقالة، نتمنى كفلسطينيين العيش في دولة مستقلة كاملة السيادة مثل كل شعوب العالم الأخرى، ولكن في حالتنا الفلسطينية الراهنة (مع التشديد على الكلمة)، فإن تحقيق الشعار، الذي خرج به اجتماع المجلس المركزي الأخير، الذي كنا نتمنى كفلسطينيين لو تم عقده بالتوافق، فهو، وما سبقه من عقد للمجلس الوطني مكانا وزمانا وإعدادا، تمّا بدون حضور الجميع.
تحقيق الشعار المطروح أكثر من صعب، وأكبر من معقّد، نظرا لاستثنائية عدونا، وطبيعة سيرورة تحولاته المتجهة نحو يهودية دولته، وتأكيده يوميا حقّه في كلّ أرض فلسطين التاريخية، وسنّه للقوانين المؤكّدة لهذه السيرورة.
تحقيق الشعار مرتبط أيضا بخصوصية نضالنا الوطني الممتد على مدى زمني ينوف عن القرن. يرتبط الشعار أيضا بموازين القوى الفعلية على الأرض بين طرفي الصراع، وما ننتهجه كفلسطينيين من أساليب نضالية مؤثرة في سبيل تغيير ميزان القوى مع العدو، وهو الذي لا يستجيب مطلقا للغة المناشدة وقوانين الشرعية الدولية، بل يخضع ككل المحتلين لمبدأ الإجبار على التنازل، تحت وطأة الضربات المتتالية لقواه البشرية والاقتصادية، حيث يصبح احتلاله مشروعا خاسرا بالمعنيين السابقين، وبالمعاني الأخرى بالطبع.
تحقيق الشعار مرتبط أيضا بما تطرحه الإدارة الأمريكية المتصهينة من مشروع «صفقة القرن»، وما في جعبتها من مشاريع قرارات لشطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، من خلال خطوات أبرزها، إيجاد تعريف جديد لمعنى اللاجئ، وشطب الأونروا، وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية فصلا نهائيا، ما يشي بأن بنود صفقة القرن، آخذة في التنفيذ المتدرّج على نار هادئة، حيث يبدو أن بعض الأطراف الفلسطينية ترى نفسها تنزلق تدريجيا بإرادتها أو بغيرها في دائرة هذه الصفقة. تساعد في ذلك مجموعة العقوبات قديمها وجديدها المفروضة على غزّة، التي للأسف تعمل على تعميق الشرخ الفلسطيني، لذا تبدو مفاوضات القاهرة، وكأنها ليست أكثر من مجرد خطوة «رفع عتب» من قبل طرفي الانقسام، قبل مضيّ كلّ منهما للسير قدما في خياراته.
تحقيق الشعار مرتبط أيضا بالوضع العربي الرديء، الذي انقلب في معظمه من تأييد ولو لفظي للفلسطينيين، بدون فعل ملموس، إلى تأييد، بل إقامة تحالف مع العدو الصهيوني. يأتي هذا المستجد من النظام الرسمي العربي، وسط ضعف بارز في أطراف المعارضة العربية، وفقدان قدرتها على البدء في عملية تغيير تدريجية لإعادة استقطاب الجماهير العربية نحو انتهاج خطوات عملية تفرض على الحكومات العربية نهجا وطنيا، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة العربية من المحيط إلى الخليج. تحقيق الشعار مرتبط أيضا بالوضع الإقليمي، الذي هو في حال لا يحسد عليها، فأكثر ما حلم به الكيان الصهيوني، انتفاء كونه العدو الأكبر للفلسطينيين والعرب، وتوجيه الأنظار لاختيار أعداء بديلين له في المنطقة، وهذا ما شهدناه ونشهده حاليا.
بالضروة، يتوجب إلقاء الضوء قليلا على الأسباب التي أدت بالحال الفلسطيني إلى هذا الوضع الذي هو عليه؟ السبب الأول هو عدم إدراك حقيقة هذا العدو، ومخططاته وأهدافه لفلسطين والبعيدة المدى للمنطقة بشكل عام، وعدم قراءته جيدا، وتحولات شارعه، مواطن قوته وثغرات ضعفه، وحقيقة خلفية الخطوات التي ينتهجها في ما اصطلح على تسميته بـ «عملية السلام». أذكر خطابا لرابين عندما ناقش الكنيست اتفاقية أوسلو عام 1993، أنه قال ما معناه «وقّعت الاتفاقية ووافقت على دخول آلاف المخربين إلى المناطق، لأحكم قبضتي عليهم، وكي لا نكون بعيدين عن قرارهم السياسي»! التصريح بالطبع يعني ما يعنيه، ومن الأهم قراءة ما بين سطوره. أيضا نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» (10 مارس/آذار 2018) مقاطع مُختارة من كتاب بعنوان «لا مكان للأحلام الصغيرة» الذي يتضمن السيرة الذاتية لرئيس دولة الاحتلال السابق شمعون بيريز، الذي لم يتمكن من نشره في حياته، وتعمل عائلته حاليا على إصداره. تقول الصحيفة «يعتقد بيريز أن أهم حدث في ترسيخ إسرائيل كدولة في المنطقة، هو اتفاق أوسلو الذي تمّ التوقيع عليه بين الحكومة الإسرائيليّة ومنظمّة التحرير الفلسطينيّة في سبتمبر/أيلول عام 1993. يسمون بيريز «الثعلب»، بالفعل هو مهندس اتفاقيات أوسلو، ومشروعه للشرق الأوسط الكبير (الجديد) طرحه في كتابه الذي يحمل ذات الاسم، ويدعو فيه إلى تزاوج العقل اليهودي بالأموال العربية. أما إسحق شامير فقد صرّح في مباحثات مدريد عام 1991 قائلا «سنطيل المفاوضات مع الفلسطينيين عشرين عاما»، وبالفعل هذا ما حصل. اتفاقيات أوسلو ألزمت السلطة الفلسطينية بمبدأ «التنسيق الأمني» مع العدو، الاتفاقيات تركت القضايا الأهم في البحث لما سميّ بمباحثات الوضع النهائي. أذكر تصريحا للرئيس الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، وهذا ما أكده في مذكراته بعنوان «رحلتي الطويلة من أجل الحرّية»، قال فيه: «لقد نصحت الرئيس عرفات ببحث القضايا الأساسية أولا والوصول إلى اتفاق تقبلون به حولها، ومن ثم يجري التوقيع، ونصحته أيضا بعدم ترك الكفاح المسلح، لأننا مارسنا هذا مع نظام الفصل العنصري».
السبب الثاني لوصول الحال الفلسطيني إلى ما هو عليه، هو الثقة العمياء للجانب الرسمي الفلسطيني عند توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993، بأن إسرائيل ستوافق حتما على إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، رغم كل المقدمات التي وشت عكس ذلك، ولعل أهمها، ضم القدس المحتلة إلى إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1967، فرض الحقائق الاستيطانية على الأرض، المناداة الإسرائيلية بـ»حكم ذاتي» للفلسطينيين وغير ذلك. لقد تم قطع الطريق على الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي بدأت عام 1987، والتي لو قُدّر لها الاستمرار، لحولّت مشروع إقامة الدولة الفلسطينية من إمكانية نظرية إلى أخرى واقعية، وهنا يتوجب التدقيق في كيفية استثمار النضالات الجماهيرية في الخطوات السياسية المتخذة. فالاستثمار السياسي مرهون بقانون استغلال النضال لصالح المشروع الوطني، وليس لدفعه عكسيا! بالمعنى الفعلي عندما أعاد شارون اجتياح الضفة الغربية عام 2002، أعلن رسميا حينها «بأن اتفاقيات أوسلو قد ماتت». السبب الثالث في ما آلت إليه أحوالنا يتمثل في: أن الهدف الإسرائيلي للعدوان الصهيوني على لبنان عام 1982، تمثّل في ضرب إخراج المقاومة الفلسطينية من أراضيه، وتوزيعها في الشتات، وهذا ما جرى فعلا. ثم كانت اتفاقية كمب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وهو ما وشي بقيام ضغوطات رسمية عربية على الجانب الرسمي الفلسطيني لانتهاج ذاك الطريق. السبب الرابع، هو ثقة القيادة الرسمية الفلسطينية بأن الولايات المتحدة قد تكون وسيطا نزيها في الصراع الفلسطيني العربي ـ الصهيوني، وهذا مجاف للواقع، لذلك جرى تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني في دورة المجلس الوطني الـ21 في غزة عام 1996 بحضور الرئيس بيل كلينتون، الذي أصر كما إسرائيل على شطب هدف تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، وإزالة كل البنود المتعلقة بالكفاح المسلح، من الميثاق.
إن كل ما كتب سابقا، لا يعني التسليم للأعداء، فما يخططونه ليس قَدَرا ولن يكون. لقد واجه شعبنا مؤامرات كثيرة لا تعد ولا تحصى، وتمكّن من إفشالها، واستعرضنا في المقالة السابقة، المحطات الرئيسية في نضلات شعبنا لأكثر من مئة عام. الوضع الفلسطيني يعيش مرحلة من أخطر ما واجهته ثوراتنا التاريخية وصولا إلى الثورة الحالية، المطلوب: ترتيب البيت الفلسطيني أولا، وإزالة أسباب الانقسام الفلسطيني المدمّر، وإلغاء اتفاقيات أوسلو التي سبق وأن ألغاها شارون، وتم سجن الرئيس الراحل ياسر عرفات 3 سنوات في المقاطعة حتى وفاته. المطلوب العودة إلى صيغة الجبهة الوطنية الفلسطينية العريضة، التي تضم كافة ألوان الطيف السياسي الفلسطيني. المطلوب تنفيذ قرار المجلس المركزي في أحد اجتماعاته السابقة بإلغاء التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني. المطلوب عقد مجلس وطني فلسطيني توحيدي جديد بمشاركة الجميع، وإجراء مراجعة شاملة لكل أحداث المرحلة السابقة، وإلغاء كافة العقوبات على غزة، والوصول إلى قواسم نضالية مشتركة، وبرنامج نضالي جديد على أساس الثوابت الفلسطينية، برنامج يعيد الاعتبار للكفاح الشعبي والمسلح منه تحديدا. المطلوب الطلاق مع نهج المفاوضات نهائيا، وعدم المراهنة على تغيير المواقف الأمريكية، التي لن تخرج مطلقا من دائرة التحالف الاستراتيجي الوثيق والتلاحم العضوي مع دولة الكيان الصهيوني. المطلوب التلاحم بين الخاص الوطني الفلسطيني والبعد القومي العربي مع جماهير أمتنا، والقوى المساندة لقضيتنا على الصعيد العالمي. المطلوب إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية وإصلاح مؤسساتها.
وبالعودة إلى عنوان المقالة يبدو الشعار صعب التحقيق إن لم نوفّر له كافة استحقاقاته وشروط إنجاحه.
كاتب فلسطيني

من السلطة إلى الدولة… شعار يصعب تحقيقه حاليا

د. فايز رشيد

تجنيد الداخل للقيام بوظيفة الخارج

Posted: 29 Aug 2018 02:12 PM PDT

هناك ظاهرة فردية تبدأ بأن يرتكب الفرد عادات سلوكية خاطئة أو مشينة، لكن مع مرور الوقت والاستمرار في ارتكاب تلك العادات ينقلب السلوك إلى حاجة نفسية تصعب مقاومتها والتخلص منها.
لا تقتصر هذه الظاهرة على الأفراد، إذ تصاب بها الجماعات والمجتمعات أيضا. وهذا ما حدث في بلاد العرب لكثير من الجهات عبر الخمسين سنة الماضية.
فبعد تراجع وضعف النظام الأقليمي القومي العربي، ممثلا في الجامعة العربية ولقاءات القمة العربية الدورية، الذي كان متماسكا إلى حد ما ولديه الإرادة لاتخاذ قرارات كبرى، لا يخرج عليها أحد من الدول أو القادة، والذي ظل كذلك من أوائل خمسينيات القرن الماضي إلى أوائل السبعينيات، بسبب تراجع وتفكك الزخم الشعبي القومي العربي الهائل. بعد ذلك الضعف والتراجع أصبحت كل دولة عربية تتصرف باستقلالية تامة، وبمعزل عن ثوابت والتزامات النظام الإقليمي العروبي المشترك.
كانت البداية في المقولة الشهيرة من أن تسعا وتسعين من أوراق وملفات المنطقة هي في يد الولايات المتحدة الأمريكية. كان ذلك إيذانا بتسليم مقدرات المنطقة العربية، وبالتالي مقدرات كل قطر عربي، في يد الخارج. ما عاد للإدارة الوطنية أو الإرادة القومية المشتركة وجود فاعل في الحياة السياسية العربية.
هنا بدأ سلوك غالبية الدول يتمظهر في شكل استجداء الخارج، لإضفاء الشرعية الدولية على نظام الحكم في تلك الدول. لكن الخارج الاستعماري لا بد أن يطلب الثمن. وكانت الأثمان تختلف من دولة إلى دولة، ومن مناسبة إلى مناسبة أخرى.
كانت محددات الثمن هي مقدار حاجة نظام الحكم للشرعية الديمقراطية الشعبية، ومقدار قوة الخصوم في الداخل وفي الإقليم، ومقدار الحاجة الخارجية لاستباحة ثروات الوطن العربي وساكنيه، ولذلك تراوحت الأثمان بين تأجير المطارات أو الموانئ أو المعسكرات لجيوش الخارج، أو تسليم الثروات الطبيعية من مثل البترول والغاز والفوسفات لشركات الاحتكارات الدولية العملاقة التابعة لدول الحماية، أو اتخاذ خطوات تطبيعية تراكمية معلنة، أو غير معلنة مع العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة للحصول على دعم اللوبي الصهيوني في واشنطن.
كانت مسيرة رجوع تدريجي للاستعمار إلى أرض العرب، بعد أن ضحت شعوب تلك الأرض بالغالي والرخيص، عبر العشرات من السنين لإخراج الاستعمار الظاهر والخفي من كل وطنها العربي. ذاك السلوك المشين من قبل بعض الأنظمة العربية قاد، كما يحدث مع الأفراد، إلى أن تصبح عندها حاجة نفسية مرضية، تقود هي بدورها إلى مزيد من تنوع السلوك غير السوي وغير المحتشم. ليس بالغريب، إذن، أن ينتقل البعض إلى المرحلة الجديدة التي تصدمنا يوميا تفاصيلها. إنها مرحلة خدمة قوى الحماية الخارجية من خلال القيام بالوكالة بكل النشاطات التي تريد تلك القوى منا أن نقوم بها بدلا عنها، وذلك لأن أوضاعها الداخلية، أو قوانينها أو التزاماتها الدولية المعقدة لا تسمح لها بأن تقوم علنا بكل تلك النشاطات في أرض العرب.
وقد تعددت أنواع تلك النشاطات إلى حدود مخجلة، يصل بعضها إلى حدود الإضرار بأمة العرب، أو المساهمة قي تدمير هذا القطر العربي أو ذاك.
لقد رأينا المال العربي يشتري السلاح لميليشيات الجهاديين التكفيريين، المجانين البرابرة، ويدرب الألوف منهم على يد الاستخبارات الأجنبية المأجورة، ليقوموا بغزو ذلك القطر العربي، أو احتلال مساحات شاسعة من أرض قطر عربي آخر. كان ذلك شراء بالوكالة لتنفيذ مطلب لهذه الجهة الأجنبية أو تلك.
لقد رأينا بعض الجهات العربية البنكية تقوم بالوكالة بالتأثير على عملة هذا القطر العربي أو تلك الدولة الأقليمية، تنفيذا لمطلب دولة خارجية، ترمي لتدمير تلك العملة وتخريب الاقتصاد الذي يقف من ورائها.
لقد رأينا إعلام بعض الأنظمة العربية وهو يقوم بالوكالة بتشويه هذا النشاط التحرري في هذا القطر أو لتسخيف المقاومة ضد العدو الصهيوني في ذاك القطر العربي. ولم يستح بعض الإعلاميين التابعين لبعض الأنظمة، كزبائن انتهازيين، من تبرير نقل السفاره الأمريكية إلى القدس، تنفيذا بالوكالة لمطالب بعض الجهات الصهيونية العالمية. لقد تم ذلك لأن الأنظمة التابعين لها هي أيضا تقوم بالوكالة بتمرير صفقة القرن المشبوهه، الرامية لجعل كل أرض العرب أرضا استباحة واستغلال من قبل الاستعمار الصهيوني الاستيطاني وداعميه.
القيام بحروب أو تخريب بالوكالة ليس بالجديد، لقد رعاه الغرب ضد الاتحاد السوفييتي ورعاه الاتحاد السوفييتي ضد الغرب إبان الحرب الباردة. وقد استعملته المخابرات الأمريكية كسلاح ضد كل حركات التحرر في أمريكا الجنوبية. وإبان الحراكات الهائلة في العالم الثالث من أجل الاستقلال، مارسته قوى الاستعمار في كل بلد تقريبا من بلدان العالم الثالث، وذلك من خلال تجنيد عملائها في داخل تلك البلدان لرفض الاستقلال والحرية.
في أغلب تلك الحروب والتخريب بالوكالة كانت الجهة العميلة المجندة تقوم عادة بمهمة واحدة وفي بلد واحد ولمدة زمنية محدودة تنتهي بفشل أو نجاح، ويقف الأمر عند ذلك الحد. لكن ما يميز ما يحدث في بلاد العرب هو قبول من يقومون بالوكالة، كدعم لحروب أهلية أو تجييش لجهاديين مشبوهين برابرة أو تناغم وتفاهم مع الكيان الصهيوني وغيرها، قبولهم بالقيام بدورهم في عدة أقطار عربية في وقت واحد، وبصور متناقضة غريبة، وباستمرارية لا تتوقف عند حدود، وبضمير بارد لا يراعي أي قيم إنسانية أو التزامات قومية أخوية، وبعدم الخوف من وقوع كوارث في الحجر والبشر.
كل ذلك يدل بالفعل على وجود حالة نفسية مرضية مدمرة للنفس وللغير تجعلها مماثلة لمرض الشخصية السايكوباثية التي لا تهدأ نيرانها إلا بممارسة الشر، متذرعة بحجج وهمية وبتبريرات مختلفة.
لكن تلك المأساة تضاعفت في المدة الأخيرة عندما نجح الخارج في تجنيد مؤسسات مدنية عربية وشخصيات عامة لتقوم بأدوار وظيفية تخدم أهدافه الاستعمارية.
ولذلك فالبلاء يتفاقم ويزداد تعقيدا وخطرا. وإن لم تستطع الشعوب العربية، وعلى الأخص شبابها وشاباتها، الوقوف في وجه ناشري وممارسي هذا الوباء، فإن الأمة العربية مقبلة على كوارث أين منها كوارث الماضي.
كاتب بحريني

تجنيد الداخل للقيام بوظيفة الخارج

د.علي محمد فخرو

عرب إيران بين الإندماج والإنفصال

Posted: 29 Aug 2018 02:12 PM PDT

الكثير لا يعرف الإقليم العربي التابع لإيران المعروف بالأهواز كما تطلق عليه إيران وخوزستان أو عربستان اسمه العربي قبل احتلال إيران له 1925م الذى ما زال يحافظ على هويته العربية رغم محاولات إيران تفريسه أى جعله فارسياً. بات المد العروبي لدى الشعب العربي الأهوازي وغالبيتهم من الطائفة الشيعية، يؤرق النظام الإيراني الذي يحاول بكل السبل تحريف المطالب القومية والعروبية لهذا الشعب المضطهد، إلى بؤرة الصراع الطائفي الذي يقوم بتغذيته في المنطقة عبر أحزاب وميليشيات يمولها ويسلحها ويؤلبها ضد هويتها الوطنية والقومية.

المحافظة على العروبة

ويعتبر عرب الأهواز من أولى ضحايا نظام الجمهورية الإسلامية، حيث قمعت الحكومة المؤقتة التي شكلها الخُميني في بداية الثورة عام 1979 انتفاضتهم السلمية التي طالبوا خلالها بإقامة حكم ذاتي لإقليم عربستان (الأهواز). وقد ارتكب الجنرال أحمد مدني (حاكم الإقليم في حينه) مجزرة راح ضحيتها أكثر من 817 قتيلا،ً وما يقارب 1500 جريح، وآلاف من المعتقلين.
حافظ الشعب العربي الأهوازي على عروبته في مواجهة سياسة التفريس، وقام بثورات وانتفاضات منذ إسقاط الحكم العربي لإمارة عربستان (الأهواز) عام 1925 بعد أن أسر آخر حاكم عربي للإقليم الشيخ خزعل بن جابر الكعبي على يد الشاه رضا بهلوي الذي غزا الإقليم عسـكريا.
وبدأ الشاه الأب ومن ثم الابن (محمد رضا بهلوي) حملة ممنهجة لمحو الهوية العربية وطمس معالم وجودها، أبرزها تفريس أسماء المدن والقرى ومنع الزي العربي واللغة العربية وكل شيء يمت للعروبة بصلة، واستمرت الجمهورية التي تحمل صفة «الإسلامية» على نفس النهج العنصري ضد عرب الأهواز.
وقاوم الأهوازيون التفريس لتسعة عقود، وحافظوا على لغتهم وثقافتهم وانتمائهم العروبي دون أن يشكل المذهب المشترك مع السلطة عائقا للتواصل مع أشقائهم العرب، بل ظلوا متمسكين بالثقافة العربية في عربستان وعلى الساحل الشرقي للخليج العربي.
وكانت آخر انتفاضة عارمة للأهوازيين في نيسان/أبريل 2005 ضد سياسات الحكومة الإيرانية الرامية إلى تغيير النسيج السكاني للإقليم، وتهجير العرب من أرض آبائهم وأجدادهم واستبدالهم بمهاجرين من الفرس وسائر القوميات، وتحويل العرب في الأهواز من أكثرية إلى أقلية في موطنهم. ورغم أن السلطات الإيرانية استطاعت أن تقمع هذه الانتفاضة عبر وسائل القهر والتنكيل فإن جذوتها بقيت مشتعلة ومازال المئات من الشباب الأهوازيين يقبعون في السجون إثر الانتفاضات المتواصلة، وقد تم إعدام العشرات من الناشطين سرا وعلنا.
وتأثر الأهوازيون عام 2011 بثورات الربيع العربي، حيث قاموا بمظاهرات سلمية واسعة تزامنا مع الثورة السورية ولكن التعتيم الإعلامي الشديد الذي يمارسه النظام الإيراني والإهمال العربي والتجاهل الدولي لقضية الأهواز وعدم تغطيتها ودعمها، كلها أمور ساهمت في قمع طهران لهذه الانتفاضة بصمت.

القمع والعنف المنظم

وتعرض الأهوازيون إلى القمع والعنف المنظم بدءا من تصفية النشطاء السياسيين من خلال الإعدامات السرية أو العلنية، وصدور أحكام بالسجن لفترات طويلة وممارسة التعذيب ضد نشطاء المجتمع المدني من كتّاب وشعراء ومعلمين ومثقفين وحتى المواطنين العاديين ممن شاركوا في الاحتجاجات.
من جهة أخرى، انتشرت خلال العقدين الأخيرين ظاهرة «التسنن» في المجتمع الأهوازي، والمقصود بها تحول الفرد المسلم من المذهب الشيعي الإمامي إلى المذهب السني، وهي ظاهرة بدأت منذ بدايات التسعينيات من القرن المنصرم في إقليم الأهواز بين فئات الشباب بشكل خاص.
ويقول المتحولون من المذهب الشيعي إلى التسنن، إن نظام ولاية الفقيه الذي يدعي زعامة المذهب الشيعي يناقض نفسه عندما يقمع ويضطهد أبناء نفس المذهب من عرب الأهواز فقط بسبب تمايزهم القومي والثقافي. وتعتقل السلطات من يجاهر بتسننه وتصفه بـ»الوهابي» (وهو الوصف الذي يطلقه الحاقدون على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله الإصلاحية) حيث باتت تهمة توجه للمعتقلين وحتى الناشطين السياسيين، وباتت محاكم الثورة تستخدمها حتى ضد النشطاء العلمانيين، وذلك بهدف ربط أي نشاط عربي أهوازي بالحركات المذهبية في الخارج وبالتالي إدانة النشطاء من خلال القضاء والذي تصفه المحامية الإيرانية، شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، بأنه «غير مستقل ومسيس ويخضع لسلطة الاستخبارات بشكل كامل».

قناة الأهواز

وغالبا ما يتهم الناشطون العرب في إيران بالترويج للحركات المتطرفة، ويتم سجنهم لسنوات طويلة أو التخلص منهم نهائيا من خلال إعدامهم بتهم «محاربة الله والرسول» أو «الإفساد في الأرض» الواردتين في قانون العقوبات الإسـلامية في إيـران. وبذل النظام الإيراني جهودا حثيثة للحد من انتشار ظاهرة التسنن من خلال المؤسسة الدينية الحاكمة ومنابرها المنشرة، وكذلك من خلال الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وشبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية.
ولهذا الغرض أنشأت السلطات بدعم من مندوب المرشد الأعلى الإيراني في الإقليم آية الله جزائري، قناة «الأهواز» الفضائية التي تبث خطابا طائفيا شيعيا للحد من انتشار التسنن، غير أن القناة وبعد حوالي عامين من العمل وبتمويل ضخم فشلت في استقطاب الشباب الشيعة العرب كما يقول ناشطون أهوازيون، الذين رأوا أن السبب الأساسي في فشل هذه القناة هو تبنيها للخطاب الطائفي الذي لم يلق آذانا صاغية لدى الأهوازيين ولاسيما الشيعة منهم. كما دأبت الحكومة على إنشاء المواقع والمدونات المختلفة التي تتبنى حملة مضادة للتسنن وحتى التشيع العروبي، وتقوم بتزوير الأخبار والحقائق والتركيز على ربط قضية الشعب العربي الأهوازي بالصراع الطائفي الدائر في المنطقة. وتعمل تلك الوسائل الإعلامية التي يشرف على أغلبها أجهزة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري أو وزارة الأمن والاستخبارات على إبراز العامل المذهبي دون التطرق إلى معاناة الشعب العربي الأهوازي وسياسات الاضطهاد القـومي العنصـري.

كاتبة من مصر

عرب إيران بين الإندماج والإنفصال

زينب الروبي

انتقادات للشرطة الألمانية بعد تسريب مذكرة توقيف في قضية طعن ألماني

Posted: 29 Aug 2018 02:05 PM PDT

برلين ـ أ ف ب: واجهت الشرطة في شرق ألمانيا أمس الاربعاء تهماً باثارة التوترات بتسريبها إلى جماعات اليمين المتطرف مذكرة اعتقال في جريمة الطعن التي قتل فيها شاب ألماني وأدت إلى أعمال عنف عنصرية.
وصرّح مارتن دوليغ نائب رئيس الحكومة الإقليمية في مقاطعة ساكسونيا، حيث توجد مدينة كيمنتس في حديث لإذاعة «ام دي ار» الرسمية الإقليمية أنه «من غير المقبول أن يعتقد رجال شرطة أن بإمكانهم تسريب أمور كهذه رغم أنهم يعلمون أنهم يرتكبون مخالفة» واصفا ما حصل بأنه «فضيحة».
وأصبحت مقاطعة ساكسونيا، في ألمانيا الشرقية الشيوعية سابقا، مركزاً لكراهية الأجانب بعد أن أدت جريمة القتل بالسكين التي وقعت في مدينة كيمنتس إلى تظاهرات تخللتها عملية مطاردة للمهاجرين في الشوارع من قبل متطرفي اليمين.
والاثنين اعتقلت الشرطة عراقيا (22 عاما) وسوريا (23 عاما) للاشتباه بأنهما قتلا ألمانيا (35 عاما) عرف عنه فقط باسم دانيال هـ من خلال طعنه عدة طعنات بعد شجار في وقت متأخر من الليل.
ولم تكشف السلطات بعد عن هوية الضحية أو المشتبه بهم طبقا للأعراف الألمانية الهادفة إلى حماية هوية الاشخاص الذي يخضعون لإجراءات قضائية.
إلا أن مذكرة اعتقال أحد المشتبه بهما وجدت طريقها إلى أيدي الجماعات اليمينية التي نشرتها على الانترنت وتم تبادلها بشكل كبير، وتحمل الاسماء الكاملة للمشتبه بهما والضحية والشهود والقاضي.
ووصف وزير الداخلية الفدرالي هورست سيهوفر التسريب بأنه «غير مقبول بتاتا»، وقالت النيابة أنها بدأت تحقيقا في الاشتباه بانتهاك قواعد الاسرار الرسمية.
وقال المحامي سيباستيان شارمر الذي دافع عن ضحايا عنف النازيين الجدد، أنه تقدم بشكوى جنائية ضد ناشط نشر مذكرة الاعتقال يدعى لوتز باخمان من حركة بيغيدا اليمينية المتطرفة.
وقالت «حركة المواطنين المناصرين لكيمنتس» التي نشرت مذكرة الاعتقال كذلك، على صفحتها على فيسبوك، إن «شرطة الانترنت» مسحت المذكرة التي قالت أنها تظهر كيف قام المشتبه فيهما «بذبح» الرجل الألماني.
أما رئيس وزراء المقاطعة مايكل كريتشمار الذي دافع عن الشرطة في مواجهة التهم بأنهم غير مهيئين للتعامل مع تظاهرات اليمين المتطرف، فقد وعد «بتوضيح المسألة»، وذلك في تصريح لاذاعة «إم دي ار» الاقليمية.
وتعتبر ساكسونيا معقلا للأحزاب والجماعات اليمينية المتطرفة التي تعارض بشدة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل بسبب قرارها في 2015 فتح الحدود الألمانية أمام تدفق اللاجئين والمهاجرين.
كما تعرضت الشرطة في المقاطعات للانتقادات للاشتباه بتعاطف بعض رجالها مع حركات مثل بيغيدا وحزب «البديل لألمانيا» المعادي للهجرة.
والاسبوع الماضي اعتذرت شرطة ساكسونيا لاعاقتها عمل طاقم تلفزيوني في تجمع يميني معاد لميركل بتحريض من أحد المحتجين القوميين الذي تبين أنه شرطي خارج الخدمة.
وقال دوليغ «يجب أن يكون واضحا أن بعض الامور لا يمكن التساهل معها في قوة الشرطة».
وتأتي هذه التطورات فيما لا تزال الأجواء مشحونة عقب المشاهد المروعة في كيمنتس الاحد بعد أن هاجم متطرفون مهاجرين من افغانستان وسوريا وبلغاريا.
وليل الاثنين الثلاثاء خرج نحو سبعة الاف محتج معظمهم من مشاغبي كرة القدم والقوميين اليمنيين، إلى شوارع المدينة واشتبكوا مع متظاهرين معادين للفاشية ما أدى إلى أصابة نحو 20 شخصا.
وقالت الشرطة إنها تحقق في عشرة حوادث لمحتجين رفعوا اشارة هتلر المحظورة.
وواجهت الشرطة التي لم تتمكن من التعامل مع الاحتجاجات بالشكل المناسب الأحد، انتقادات جديدة بسبب نشرها 591 شرطيا فقط الاثنين أي أن أعداد المتظاهرين كانت تفوق أعداد رجال الشرطة بنسبة 1 إلى 10.
وجاء نشر هذا العدد الصغير من الشرطة رغم تحذير جهاز الاستخبارات الداخلي من أن الاف المتطرفين يتوجهون إلى كيمنتس.
وتحدثت الوكالة في تقرير لها عن «تعبئة على مستوى البلاد» من خلال مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بواسطة جماعات مشاغبي كرة القدم.
وأعلنت حركة انصار كيمنتس عن تنظيم تظاهرة جديدة الخميس، بينما دعت حركة بيغيدا وحزب البديل لألمانيا إلى مسيرة صامتة السبت في شوارع كيمنتس في ذكرى الضحية الألماني الذي قتل طعنا وضد «التعددية الثقافية الجبرية» التي تفرضها ألمانيا.

انتقادات للشرطة الألمانية بعد تسريب مذكرة توقيف في قضية طعن ألماني
اشتباه في تعاطف رجالها مع حركات اليمين المتطرف

خامنئي يؤكد الاستعداد للتخلي عن الاتفاق النووي إذا لزم الأمر

Posted: 29 Aug 2018 02:05 PM PDT

عواصم ـ وكالات: أعلنت طهران أمس الأربعاء أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي أن العقوبات الأمريكية ضد إيران يجب أن تُعلق على الفورً لأن «الوقت ينفد» بالنسبة إلى السكان الذين «يعانون أصلاً بشدة» من إعادة فرضها.
وكانت إيران تعرض حججها الختامية في إطار دعوى قدمتها في تموز/يوليو ضد واشنطن بهدف الحصول على رفع للعقوبات التي أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها على الجمهورية الإسلامية.
وصرّح ممثل إيران محسن محبي أمام القضاة أن «الوقت ينفد بالنسبة لجمهورية إيران الإسلامية».
وتابع «ملايين الناس الذين يعيشون في هذا البلد يعانون أصلاً بشدة من العقوبات التي أعيد فرضها من قبل الولايات المتحدة».
وأعلن الرئيس الأمريكي إنسحاب بلاده في أيار/مايو من الاتفاق النووي الذي وقعته طهران والقوى العظمى عام 2015 والتزمت إيران من خلاله بعدم حيازة السلاح الذري.
وتلت هذا الانسحاب إعادة فرض عقوبات أمريكية قاسية على الجمهورية الإسلامية تتضمن معوقات أمام المعاملات المالية واستيراد المواد الأولية إضافة إلى تدابير عقابية على عمليات الشراء في قطاع السيارات والطائرات التجارية.
وردّت الولايات المتحدة الثلاثاء عبر التأكيد أن إعادة فرض العقوبات ضروري لحماية الأمن الدولي، ورفضت اختصاص محكمة العدل الدولية في النظر بالدعوى التي قدمتها إيران.
وستلي العقوبات الأمريكية الأولى التي دخلت حيّز التنفيذ في بداية آب/أغسطس، تدابير أخرى في تشرين الثاني/نوفمبر تؤثر على قطاع النفط والغاز الذي يلعب دورا رئيسيا في الاقتصاد الإيراني.
وأعلنت مجموعات دولية عديدة انسحابها من البلاد بعد إعادة فرض العقوبات.
وتؤكد إيران أن التدابير الأمريكية «انتهاك صارخ» لأحكام معاهدة الصداقة بين إيران والولايات المتحدة الموقعة عام 1955.
وتقضي هذه المعاهدة غير المعروفة كثيرا بإقامة «علاقات ودية» بين البلدين وتشجيع المبادلات التجارية. الا ان المعروف ان الولايات المتحدة وإيران لا تقيمان علاقات دبلوماسية منذ 1980.

موقف سعودي

إلى ذلك، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس الأربعاء، إن بلاده تؤيد فرض مزيد من العقوبات على إيران.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده الجبير في العاصمة موسكو، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، معلقًا على الاتفاق النووي الإيراني.
وأضاف: «الاتفاق النووي (الإيراني) ضعيف، خاصة وأنه ينتهي في (العام) 2025 واستمراره يشكل خطرًا كبيرًا على المنطقة، خصوصًا وأن الاتفاق لا يشمل أمورًا عدة بينها النظر في دعم إيران للإرهاب»، في وقت ترفض طهران تلك الاتهامات.
كما لفت إلى أن الاتفاق «لا يشمل أيضًا انتهاك إيران للقرارات الأممية التي تتعلق بالصواريخ الباليستية»، وهي اتهامات عادةً ما نفتها طهران أيضًا.
وتابع الجبير: «نؤيد فرض مزيد من العقوبات في هذا الشأن».
وفي الشأن ذاته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «لقد تبادلنا الآراء بشأن الوضع حول خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، إننا مهتمون بمعالجة الوضع عبر وسائل سياسية ودبلوماسية».
وأوضح لافروف أن المباحثات مع نظيره السعودي شهدت تبادل الآراء بشأن القضايا الإقليمية، والبلدان التي تشهد صراعات وأزمات.
وأعرب وزير الخارجية الروسي عن ضرورة بناء إجراءات الثقة في منطقة الخليج، دون تفاصيل.
وقال إن بلاده تشعر بارتياح للتعاون الروسي السعودي، في مجالات عدة لاسيما الاقتصادية، لافتًا أن هناك اتفاقًا على إقامة أسبوع ثقافي في السعودية.

تهديد طهران

وحذر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أمس من أن طهران قد تتخلى عن الاتفاق النووي الذي أبرمته مع الدول الكبرى في حال لم يعد يخدم مصالحها، في وقت تزداد الضغوط الاقتصادية والسياسية على الحكومة الإيرانية.
وقال في تصريحات أوردها موقعه الإلكتروني «بالطبع، إذا وصلنا إلى خلاصة مفادها أنه (الاتفاق النووي) لم يعد يحفظ مصالحنا القومية، سنتخلى عنه» مضيفا أن الاتفاق «ليس الغاية، إنه مجرد وسيلة».
وأكد أن على إيران ألا «تعلق آمالها» على أوروبا رغم جهود الاتحاد الأوروبي لإنقاذ الاتفاق النووي عقب انسحاب الولايات المتحدة منه. وقال في هذا الصدد «يجب أن ننظر إلى وعودهم بتشكيك».
وواجهت حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني ضغوطات جراء إعادة فرض العقوبات الأمريكية التي دفعت الشركات الأجنبية إلى مغادرة البلاد وقضت على آماله بجذب استثمارات واسعة النطاق.
ويبدو أن خصومه السياسيين يستغلون الأزمة، حيث أعلن البرلمان عن احتمال حجب الثقة عن وزيرين آخرين خلال الأيام المقبلة. وأقال البرلمان وزيري العمل والاقتصاد هذا الشهر في حين وافق على التماسات للتصويت على عزل وزيري الصناعة والتعليم.
و أصر خامنئي على أن الاضطرابات السياسية هي مؤشر على قوة الديموقراطية في إيران.
وأشاد بجلسة المساءلة الصعبة التي خضع لها روحاني في البرلمان الثلاثاء، معتبرا أنها بمثابة «استعراض عظيم لقوة الجمهورية الإسلامية والثقة بالنفس التي يمتلكها المسؤولون».
وأضاف أن الخلافات في أوساط المسؤولين هي أمر «طبيعي» رغم تأكيده على ضرورة عدم قيام وسائل الإعلام بتغطيتها «لأن ذلك قد يقلق الشعب».
وكانت جلسة الاستجواب التي خضع لها روحاني في مجلس الشورى هي الأولى له منذ توليه السلطة قبل خمس سنوات حيث انتقد النواب طريقة تعاطيه مع خمس قضايا اقتصادية بينها البطالة وانهيار قيمة العملة المحلية.
وأعلنوا في نهاية الجلسة عن عدم رضاهم عن الأجوبة التي قدمها عن أربعة من أسئلتهم الخمسة.

ليلا ونهارا

وبموجب قواعد البرلمان، كان من المفترض أن يحال الملف على القضاء للنظر فيه إلا أن رئيس البرلمان علي لاريجاني، وهو حليف مقرب من روحاني، أشار الأربعاء إلى عدم وجود أسس قانونية للقيام بذلك.
وبإمكان البرلمان نظريا عزل روحاني لكنه يحظى بحماية خامنئي الذي قال إن الإطاحة بالرئيس قد تخدم «العدو».
ودعا خامنئي النواب في خطاب ألقاه خلال اجتماع للحكومة الأربعاء إلى العمل «ليلا ونهارا» لمعالجة مشكلات البلاد الاقتصادية.
وفقد الريال الإيراني نحو نصف قيمته منذ أعلنت الولايات المتحدة أنها ستنسحب من الاتفاق النووي في أيار/مايو بينما يتوقع أن يزداد الوضع سوءا في تشرين الثاني/نوفمبر عندما تعيد واشنطن فرض العقوبات على قطاع النفط الذي يعتبر محوريا بالنسبة لإيران.
ووضع أتباع التيار المحافظ الذين لطالما عارضوا مساعي روحاني للتقارب مع الغرب، وزير الصناعة والمناجم والتجارة محمد شريعتمداري نصب أعينهم حيث اتهموه بالفشل في منع ازدياد نسب التضخم وتحديدا في مجال صناعة السيارات.
وقدم النواب طلبا الأربعاء كذلك للتصويت على عزل وزير التعليم محمد بطحائي على خلفية سلسلة قضايا مرتبطة بموازنات التعليم والمناهج وسوء الإدارة.
وخسر روحاني كذلك دعم الإصلاحيين الذين ساندوه في الماضي معتبرين أنه خيارهم الأفضل بعدما تم سجن أو منع قادتهم من الترشح للرئاسة.
وقال القيادي الإصلاحي مصطفى تاج زاده الذي قضى عدة أعوام في السجن لانتقاده منظومة الحكم، إن مثول روحاني أمام البرلمان كان فرصة ضائعة، مؤكدا الثلاثاء أن «الفشل في الكشف عن الحقائق لن يساهم إلا في تقوية خصومنا وإحباط الشعب».

خامنئي يؤكد الاستعداد للتخلي عن الاتفاق النووي إذا لزم الأمر
طهران تعتبر أن «الوقت ينفد» بالنسبة إلى السكان بشأن العقوبات الأمريكية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق