Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 28 سبتمبر 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


الحاكم المصري و«الكفيل» السعودي

Posted: 27 Sep 2018 02:32 PM PDT

تطول «حكايات» تركي آل الشيخ، المستشار الملكي ورئيس هيئة الرياضة السعودية وصاحب نادي «بيراميدز» (إضافة إلى مناصب عديدة أخرى كثيرة) في مصر والمنطقة العربية عموما، ولا يتوقّف فيضانها اليومي وردود الفعل الشديدة التي تثيرها على أكثر من صعيد.
تعكس هذه الحكايات، رغم طابعها الطريف أحيانا، جانباً من الاختلالات الكبيرة التي تعاني منها السياسة العربية، وتفضح انفلاتها من عقالها على كافة أنشطة الاجتماع البشري، بحيث تفيض عن مزاعم الاستثمار الرياضيّ إلى التدخّل المباشر في قضايا السياسة والأمن المصريين (وغير المصريين في الحقيقة)، لتتحوّل إلى قضية مصالح مالية /سياسية يدافع عنها أصحاب الشأن والمستفيدون منها، وإلى قضية رأي عام.
وبعد أن كان الأكاديمي والمثقف والموظف أو العامل المصريّ يهاجر إلى السعوديّة ودول الخليج للترزّق وتحسين شؤون حياته، ويعاني في سبيل ذلك الأمرّين، من ظاهرة «الكفيل» المتحكم بحياته ورزقه، أدخلتنا حقبتا وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بظاهرة «حداثية» معولمة غريبة، مع انتقال حالة «الكفالة» إلى نظام الحكم نفسه، الذي صار يدين بوجوده إلى السعودية والإمارات، ثم في انتقال «الكفيل» بشحمه ولحمه، إلى أرض «الكنانة»، ليرعى فيها خراف أرزاقه الجديدة، فيشتري فريقا اسمه «الأسيوطي» ويسمّيه، ربما لأن اللغة العربية أقل شأنا من الإنكليزية، بـ«البيراميدز» (أي الأهرام!)، ويفتح له قناة تلفزيونية بالاسم نفسه، ويجنّد الأموال والسلطات والإعلام والموالين لحمايته من غضب الجمهور المصري.)
وفي لقطة رمزيّة معبّرة في الزمان والمكان (نيويورك)، يلتقي الرئيس المصري السيسي برئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، كانت مصر تشهد اعتقال عشرات من مشجعي نادي «الأهلي» من منازلهم وأماكن عملهم، وذلك بعد هتافات طالت «الكفيل» السعودي، ووجهت رسائل للحكام ولمدراء النادي وهتفت بإطلاق المحبوسين.
ترافق إعلان آل الشيخ تفكيره بسحب «استثماراته» من مصر، مع تحريض مدحت شلبي، أحد الإعلاميين المحسوبين عليه (والذي كان بدوره أحد من نالتهم الهتافات) على «ألتراس» الأهليّ، وكذلك على ثورة 25 يناير المصرية، معتبرا ما يقوم به جمهور الأهلي «نتاج ما تسمى ثورة يناير، وما أتت به جماعة الإخوان»، كما قام بعض الشيوخ السعوديين بالتدخّل لصالح آل الشيخ معتبرين الإهانات التي وجهت إليه «من كبائر الذنوب».
والحقيقة أن النظام المصري ليس بحاجة للتحريض على جماهير الأحزاب المصرية، فمذابحه الدموية ضد خصومه السياسيين من «الإخوان» ومؤيديهم، ترافقت أيضاً مع مذابح كبيرة لجمهوري الأهلي (74 قتيلا) والزمالك (21 قتيلا)، تلتها حملات طالت المئات بالحبس والاعتقال المقصود منهما تكسير شوكة الشارع المصري وأي شكل من أشكال التضامن الشعبي ضده.
دخول «الكفيل» السعودي إلى الساحة المصريّة بالطريقة الفظّة والمهينة التي يقوم بها (بما في ذلك الظلم الذي تتعرض له طليقته المطربة آمال ماهر والضغوط التي تمارسها السلطات الأمنية ضدها) يصبّ الزيت على نار المشاعر الشعبية المصرية بالمهانة وانتهاك السيادة والاستئساد على البشر حيث يجتمع بطش نظام السيسي ورغبته الدموية بإخضاع روح مصر مع الخفّة والطيش «المعولم» للمال السعودي وحظوته على النخبة المصرية الحاكمة في حقبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
واجتماع هاتين المعادلتين دليل خراب كبير ومؤشّر على التهاب لن يستطيع النظام و«كفيله» السعودي أن يطفئاه.

الحاكم المصري و«الكفيل» السعودي

رأي القدس

خدّرن الملائكة

Posted: 27 Sep 2018 02:32 PM PDT

سيداتي النساء هذا مقال، لكنه مقال متحيز جنسانيا، وهو تحيز مستحق في رأيي، تحيز عن سبق إصرار وترصد، تحيز يدعوكن وأنا معكن لإطلاق صرخة كامنة منذ آلاف السنوات، صرخة في وجه عالم أبوي ذكوري بامتياز، لا يعرف سوى لغة العنف كمقياس قوة، ولا يفقه سوى المنطق الذكوري البحت في قياس الأشياء والأحوال والأفعال. كل من تمتلك منا صوتا يجب أن تطلقه، تذكيرا وتنبيها وتحذيرا لبنات جنسها بأن الدنيا لن تعطينا حقنا إلا إذا طالبنا به ومددنا أيادينا له، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالعقل، وبالمنطق والحكمة النسائيين، ومن حسن حظنا أننا نساء، لنا من العقل والمنطق والحكمة ما لا يمتلكه الكثير من الرجال المفتونين بأجسادهم وبمراكزهم الاجتماعية وباستعلاءاتهم الدينية التي تضعهم على قمة الهرم البشري، هذا الهرم المضعضع بمظالمه وهشاشة عدله وغياب إنسانيته، الذي لن يواسيه أرضا ليصنع لنا دنيا عادلة إنسانية سوانا نحن، النساء.
إنهن نحن، كما تقول إيف آنسلر الناشطة الإنسانية والكاتبة المسرحية، نحن النساء اللواتي يأتين للإنقاذ بعد أن تحل الكوارث، النساء اللواتي يطببن إبان الحروب وبعدها، اللواتي يفتحن المراكز الإغاثية، ويرتبن الشؤون الطبية، ويعددن الصفوف الدراسية للعمل تحت قصف المدافع وتراشق الرصاص. إنهن النساء اللواتي يظهرن بعد أن يحل الدمار ليعدن البناء من جديد، ليطببن الجراح الجسدية والاجتماعية، وليعدن الروح لبشر وأبنية أخلتها الحروب وأفرغها العنف والاقتتال.
يمكن تخيل صعوبة هذه المهمات وفداحة آثارها على حيوات النساء العاملات ونفسياتهن في المجال، إلا أن ما لا يمكن تخيله هو استمرار القيام بهذه المهمات طوال الحياة بوجود حروب أو بدونها، بتداعي العنف أو في لحظات هدوئه.
هن النساء يعملن على التطبيب والمواساة طوال حياتهن، هن الراعيات للأنفس والأرواح من حولهن، هن اللواتي يختفين أسفل طبقات الملابس وأكوام الصحون والفناجين، يختفين في ضباب غبار التنظيف وبين ساعات الاعتناء بالأبناء، بدراستهم وتنقلهم ومواعيد أطبتهم ومواقيت نومهم، هن النساء يتجاهلهن الدنيا وهن من يصنعنها، يطويهن الزمن وهـــن اللــواتي ينظمنه، أعمار وأرواح وقدرات ومواهب وإبداعات، وكل الذي كان ممكن أن يكون لو توافرت الفرص، كل ذلك ينطوي أسفل سجادة المسؤوليات، تكنسه المفاهيم الذكورية للمجتمع وتذروه رياح الأحكام المسبقة بأن دور المرأة، ذلك الدور الذي اختارها ولم تختره، هو التضحية المستمرة، ومصيرها هو الغياب المستمر. لكل مجتمع «درره المكنونة»، حبيسة البيوت، معصوبة الإرادة، منتهكة القدرات والإبداعات، درر يخبئها المجتمع الذكوري لتلمع خلف الجدران لساعات وتنطفئ خارجها العمر كله.
هي نحن، كل واحدة منا وهي، كما تقول فرجينيا وولف، تأكل القطعة الأقل جودة من الدجاجة تاركة البقية الشهية لعائلتها التي تجلس في أسوأ مكان في المجلس لتسد منفذ الريح عن أبنائها، هي الملاك الذي يبقى يعطي ويضحي، ليس بوقته وجهده الجسدي والنفسي فقط، بل بعمره أيضا وبمعنى وجوده، وبطموحه، وبإمكانية أن يكون، باحتمالية أن يحقق، ليترك كل ذلك جانبا ويدور في طاحونة مغلقة من عمل ورعاية لا هدف نهائيا منهما، لا ترقية تنتج عنهما، ولا مبالغ مالية تُدفع فيهما، لا مهنة تتأسس، ولا اسم يخلد ولا نجاح عام يتحقق… ملابس تتسخ ويعاد غسلها، أطباق تتلطخ ويعاد تلميعها، طلبات تتكرر وتعاد تلبيتها، وغبار يتراكم ويعاد نفضه، طعام ينفد ويعاد طبخه، وصغار يكبرون، وحدهم هؤلاء الذين يكبرون لا تعاد أيام طفولتهم، يغادرون للحياة وهذا حق لهم، ويتركونها لحياة لم تكن في يوم حقا خالصا لها.
فرجينيا وولف تقول إنه لكي نحقق- نحن النساء- النجاح ونبني الأسماء ونصنع المكانة والمستقبل النسائيين، لا بد من أن نقتل هذا الملاك الذي في داخلنا، أن نتوقف عن التضحية وأن نتسامى عن التسامي الماسخ الذي يأخذ منا حيواتنا وذواتنا ومعنى وجودنا. لربما تكمن معضلة المرأة في أنها لن تستطيع في يوم قتل هذا الملاك تماما، هي تصارعه، أحيانا تناوره، تعقد معه المعاهدات، وتطلب منه الهدنات، لكنها لن تنجح أبدا في قتله يوما ما، لذا تبقى تطبب وتعالج، تغسل وتطبخ، تنظف وتبخر، تحب وتغفر وتسامح وتنتظر، دوما تنتظر أن يأتي يوم آخر مختلف، يوم تسكت فيه التقاليد وتعدل فيه المعتقدات، وتعطي لكل ذات حق حقها، ولكل مستحقة فرصة فرصتها. أعلمكن حبيباتي أن الدنيا، ببرودها وصلافتها وعدميتها ولا مبالاتها، لن تعطينا شيئا، لن تعدل فينا ولن تستحي من مظالمنا. خدرن الملائكة في نفوسكن يوما أو بعض يوم، وامددن الأيادي لحقوقكن وفرصكن، لا تخشين في الحصول عليها لومة لائم، أو تعزير مجتمع أو تهديد فقيه. لا تستحين مما تستحققن، لا تستسلمن لعذاب الضمير لتفكيركن في أنفسكن فقط، لا تقسون على أرواحكن وأحلامكن. الدرر موجودة لتلمع وتنير لا لتدفن وتكن. أنتن صاحبات الحياة، حان وقت عيشكن الكامل لها.

خدّرن الملائكة

د. ابتهال الخطيب

تغزل إعلامي بهدوء ترامب ولياقته… وعبوس من كلام روحاني… و«سندويتشات» للهتافين بحياة السيسي في نيويورك!

Posted: 27 Sep 2018 02:31 PM PDT

ولّى العالم وجهه شطر الغرب، وتحديدًا نحو نيويورك، مسرح الحدث السياسي الأبرز: انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة واجتماع مجلس الأمن. ووسط الحشد الهائل من الرؤساء والملوك والأمراء ورؤساء الحكومات الذين جاؤوا من كل حدب وصوب، كانت ثمة وجوه محددة وقليلة استوقفت مندوبي القنوات التلفزيونية، وهي وجوه مثيرة للجدل سواء في بلدانها، أو على المستوى العالمي.
أولها طبعا، هو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي حضر لهدف واحد لا غير: الضغط على إيران من أجل التخلي عن برنامجها النووي، لكنه لم يحصل على الدعم المنشود، مثلما علّق أحد إعلاميي قناة «فرانس 24»، لتردّ عليه صحافية عربية ذات جنسية أمريكية: إن ترامب جاء ليرأس مجلس الأمن الذي خَصص اجتماعه للموضوع الإيراني.
بعض الإعلاميين العرب ـ ومن بينهم الصحافية المومأ إليها ـ انطلى عليهم «سحر» الساحر الأمريكي الأشقر، فطفقوا يرمون عليه أزهار الأوصاف الحميدة، من قبيل اللياقة والهدوء ورباطة الجأش… وتجاهلوا أن تلك الصورة غير المعهودة التي بدا عليها دونالد ترامب، وهو يرأس اجتماع مجلس الأمن، مدروسة ومرتّبة بعناية من طرف فريقه لحاجة في نفسه، حتى إنه اكتفى بالردّ على رئيس بوليفيا الذي تهجم عليه كلاميا بالقول: «شكرا سيادة الرئيس».
غير أن تلك الحالة لم تكن سوى الهدوء الذي يسبق العاصفة، حيث هدد ترامب الدول التي لا تنخرط في العقوبات ضد إيران ـ بدءًا من 5 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل ـ بعواقب وخيمة. ولا غرابة في ذلك، فهو يستعمل دائما لغة الأقوى المعتزّ بنفسه وبقدراته القتالية. وانطلاقا من الانتشاء بـ»جنون العظمة»، يعتبر أنه حقق لبلاده خلال عامين فقط ما لم يحققه أي رئيس أمريكي آخر قبله (وربما لن يحققه بعده). كلام ردّده أمام قادة العالم في اجتماع الأمم المتحدة، فأثار موجة من الضحك داخل القاعة، وهو ما أصابه بالإحراج على ما يبدو، فقال: «لم أتوقع ردة الفعل هذه». وبقدرة قادر تحوّل الضحك إلى تصفيق. هذه الواقعة خصصت لها قناة «بي بي سي» إحدى الحلقات من برنامجها «ترندينغ»، ورصدت ردود الفعل المختلفة في شبكات التواصل الاجتماعي حول كلمة ترامب، ما بين مُنتقد لها ومفتتن بها، حتى بين الأوساط العَربية.
الشخصية الثانية التي كانت محور الاهتمام الإعلامي في نيويورك: الرئيس الإيراني حسن روحاني. ومن ثم، لم يكن مستغربا أن تهتم به القناة الروسية الناطقة بالعربية، حيث نقلت كلمته برمّتها، مصحوبة بترجمة فورية إلى لغة الضاد. وفي ما يشبه الردّ الضمني على تهديدات دونالد ترامب، أكد روحاني على ضرورة التخلّي عن سياسة التهديد، مشيرا إلى وجود «رؤساء ذوي نزعة قومية متطرفة تقوم على كراهية الأجانب، تقترب من النزعة النازية»، بحسب قوله.
وبينما كان صوت المتحدث الإيراني يصل إلى المشاهدين، كانت الكاميرا تركّز من حين لآخر على وجوه ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية في الجمعية العمومية، إذ لم يستطيعوا إخفاء نظراتهم الحادة وسحناتهم المتجهمة، فكان ذلك كافيا للتعبير عمّا تُضمره النفوس، دون حاجة للخطب الطويلة.

استقبال فخامة الرئيس «واجب ديني»!

أما الشخصية الثالثة التي استرعت باهتمام متتبعي قمة الأمم المتحدة، فهو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. لكن مردّ هذا الاهتمام لم يكن راجعا لكلام سيادته ولا لمواقفه (إن كان له كلام أو مواقف)، وإنما راجع إلى «الزفة» التي سبقت ذهابه إلى نيويورك ومقامه فيها. ووجدت بعض القنوات العربية التي تترصد «سقطات» السيسي ومهازله، الفرصة سانحة للّمز والهمز وفضح المستور. ذلك ديدن «الجزيرة» و»الشرق» و«مكملين» وغيرها من القنوات الموصوفة من طرف النظام المصري بدعم جماعة «الإخوان»، وفقًا للقاعدة الذهبية (الحكيمة) التي يقول: كُلُّ مَن يُعارضنا وينتقدنا فهو إخواني، حتى ولو كان علمانيا أو ليبراليا أو ممن تبقى من أتباع ماركس ولينين وماو تسي تونغ!
هكذا، إذن، انتقدت تلك القنوات وجود إعلانات ترويجية للسيسي في أرقى أحياء نيويورك، بهدف تجميل صورته، مع أن الأموال الباهظة التي رُصدت لتلك الإعلانات كان أولى وأحرى أن توجّه لحل إشكالات اجتماعية مرتبطة بمعيشة المواطن المصري. واللافت للانتباه أن محاولة تلميع صورة السيسي تأتي في وقت تؤكد فيه المنظمات الدولية والتقارير الإعلامية المحايدة وجود انتهاكات للحريات ولحقوق الإنسان في أرض الكنانة على عهد السيسي، بالإضافة إلى استمرار التدهور الاقتصادي.
وعلى غير العادة، لوحظ غياب جوقة الفنانين والإعلاميين الموالين للسيسي عن استقباله في نيويورك، مما استدعى القيام بمحاولة لحشد الجالية المصرية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل تولّي الأمر وإنقاذ ماء الوجه والهتاف بحياة الرئيس. لكنّ المسألة المثيرة أن يحشر رجال دين أنفسهم في هذه المهمة، من خلال القيام بـ»مشهد تسوّلي مقزز»، على حد تعبير الإعلامي معتز مطر، وصوّرت الكاميرا أسقف الكنيسة القبطية، وقد شدّ الرحال من القاهرة إلى نيويورك، ليجتمع بنفر من الجالية المصرية المسيحية في نيوجيرسي وفي مدن أمريكية أخرى، ويترجّاهم ويستجديهم أن يتوجهوا إلى نيويورك لاستقبال وتحية فخامة الرئيس، كما لو أن الأمر يتعلق بواجب ديني لا مناص من أدائه. وزاد الأسقف على النفحة الدينية إغراء ماديا بقوله: «روحوا تشوفوا نيويورك بدل نيوجيرسي»، ووعدهم بحافلات تقلّهم مجانا، وأيضا بما لذّ من «سندويتشات» و»عصير» و»حاجة ساقعة»!

حكومة العثماني ومصرع «حياة»!

وفي نيويورك أيضا، كان المغرب ممثلا تمثيلا شكليا فحسب، من خلال رئيس الحكومة ووزير الخارجية ومرافقيهما. والظاهر أن مندوبي وسائل الإعلام الرسمية المغربية، ممّن شغلهم الشاغل هو ممارسة المهنة بالاحترافية المطلوبة وليس السياحة في بلاد «العم سام»، كانوا يجدون أنفسهم في حرج شديد، بالنظر لاقتصار الحضور الحكومي المغربي على إلقاء كلمات رسمية جافة ولقاءات بروتوكولية. ومَن يتابع جل التغطيات الإخبارية سيجد نفسه أمام كلام إنشائي فضفاض.
والحال أنه كان أجدر برئيس الحكومة ومن معه المكوث في المغرب وعدم إضاعة المال العمومي في تكاليف التنقل والإقامة والتعويضات، وفي المقابل الانكباب على الملفات الاجتماعية الحارقة، وفي مقدمتها ملف البطالة والهجرة السرية، الذي أودى ـ هذا الأسبوع ـ بحياة شابة في مقتبل العمر، اسمها «حياة»، كانت ترغب في الوصول إلى أوربا من أجل العيش الكريم، فتعقبتها رصاصات القوات البحرية، لترديها قتيلة أو «شهيدة» بتعبير رواد الشبكات الاجتماعية.
كل الخطب تتهاوى. كل الشعارات تسقط. كل الكلمات تتلاشى، أمام رصاصة توجّه إلى مواطنة، لا ذنب لها سوى أنها أرادت أن تهجر وطنها الذي لم يوفر لها رغيفا وكرامة وراتبا!
كاتب من المغرب

تغزل إعلامي بهدوء ترامب ولياقته… وعبوس من كلام روحاني… و«سندويتشات» للهتافين بحياة السيسي في نيويورك!

الطاهر الطويل

ترامب حين يُبكي ويُضحك لا حزناً ولا فرحا!

Posted: 27 Sep 2018 02:31 PM PDT

«أحبوا نزاهته، واحترموه، فضحكوا له»، تقول نيكي هيلي المندوبة الأمريكية إلى مجلس الأمن الدولي، تعليقاً على الضحكات التي أثارها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطبته أمام الدورة الثالثة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حين تفاخر بأنّ إدارته حققت، في سنتين، ما لم تحققه أية إدارة أمريكية على امتداد التاريخ الأمريكي. «يحبون فيه أنه نزيه معهم ولم يسبق لهم أن رأوا شيئاً مماثلاً، ولهذا فثمة احترام هنا»، تابعت هيلي؛ وأيضاً: «أعرف أنّ الصحافة كانت تحاول تصوير الأمر من زاوية قلة الاحترام. لكن الحال لم تكن هكذا». من جانبه قال صاحب الشأن، أثناء مؤتمره الصحافي المشهود الذي عقده بعد الخطبة، إن زعماء العالم «لم يضحكوا عليه، بل ضحكوا معه»؛ وكان أصلاً قد قصد خلق أجواء المرح، واستثارة الضحكات تحديداً، حين لجأ إلى تلك المبالغة.
لعله الرقم 5001 في سجلّ أقوال ترامب التي تنطوي على الزيف أو التضليل أو الكذب أو الافتقار إلى الدقة، حسب مرصد صحيفة «واشنطن بوست» لتدقيق الحقائق؛ حيث أنّ الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين حطّم الأرقام القياسية في هذا المضمار: في يوم 7 أيلول (سبتمبر) الجاري، أدلى بـ125 تصريحاً زائفاً، خلال 120 دقيقة فقط؛ كما تجاوز معدّله اليومي 32 ادعاءً كاذباً في الأيام الأخيرة، مقابل 4,9 خلال المئة يوم الأولى التي أعقبت تسلمه الرئاسة رسمياً. ومخرجو النقل الحيّ لمداولات الجمعية العامة تحاشوا، عن سابق قصد بالطبع، تسليط العدسات على وجوه الضاحكات والضاحكين من أكذوبة ترامب؛ ولو أنهم فعلوا لرأينا ضحكة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (قائلاً في سرّه: بالفعل! فلا إدارة قبل هذه خرقت القانون الدولي واعترفت بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي)؛ أو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (حانقاً، بصدد انسحاب ترامب من أوّل اتفاقية كونية حول المناخ، توصل إليها العالم في باريس سنة 2015)؛ أو حتى مندوب كوريا الشمالية (ضاحكاً ملء شدقيه، من إدارة كان لها السبق في نقل زعيمه كيم جونغ أون من صفة «الرجل الصاروخ» إلى»الصديق»، خلال سنة واحدة فقط)…
خطبة رئيس القوّة الكونية الأعظم احتوت على الكثير من عناصر تلك المادّة النادرة التي ينطبق عليها توصيف المضحك المبكي، أي ذاك الذي ينتزع القهقهة حين يتوجب أن يُسيل الدمع؛ ليس من باب «المرح» أو «النزاهة»، كما أشاع ترامب ومندوبته الدائمة، وليس أيضاً من زاوية التباكي على مظلمة أو مأساة، بل ببساطة قياساً على تلك الحال (الشعرية والشاعرية، مع ذلك) التي أجاد بشارة الخوري تجسيدها في صدر ذلك البيت الشهير، ويجوز تعديلها هكذا: يُبكي ويُضحك لا حزناً ولا فرحا! وللرئيس الأمريكي شؤونه وشجونه مع الـ 47٪ من الأمريكيين الذين انتخبوه، ويعيدون انتخابه كلما ارتكب حماقة أو أتى فعلاً شائناً، على صعيد الداخل أو الكون بأسره، سيّان عند جمهوره. وللعالم، في المقابل، شؤون أخرى وشجون مع خطاب انعزالي غير جديد تماماً، من رئيس ليس جديداً تماماً إلا في هذا أو ذاك من الجوانب الدراماتيكية في شخصيته.
خلال حملته الانتخابية أعلن ترامب أنّ الأمم المتحدة «عدوة الديمقراطية، والحرية، وعدوة الولايات المتحدة، موطنها، وهي بالتأكيد ليست صديقة لإسرائيل»؛ ولا سبب يدعوه اليوم لتبديل موقفه، الآن وقد حضر إلى منصة الخطابة مصطحباً جون بولتون، مستشاره للأمن القومي والمندوب الأسبق إلى المحفل، والصقر الأشدّ مقتاً للمنظمة الأممية، ربما على امتداد كامل تاريخ الولايات المتحدة الدبلوماسي. كما أنه أتى إلى الجمعية العامة وقد فسخ عشرات العقود، الثنائية منها والمتعددة، التي تقيم الركائز الأبسط لمعنى الأمم المتحدة ومفهومها وعلّة تأسيسها؛ عدا عن إصراره على ربط مساهمات أمريكا المالية في ميزانية المنظمة، بهذه أو تلك من قراراتها وسياساتها وقانونها. والأهمّ، في هذه الخلاصة الواضحة، ولكي يُنصف ترامب حين يتوجب الإنصاف، أنّ خيارات هذا الرئيس ليست خارجة عن السلوك العام الذي انتهجه رؤساء أمريكا منذ تأسيس المنظمة الأممية؛ حتى إذا اختلفت درجات الخروج بين رئيس وآخر، في قليل أو كثير.
في البال ــ على سبيل المثال الذي قد يبدو مضاداً، لأنه يناقض الضحكات الهازئة ــ خطاب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على المنصة ذاتها، قبل تسع سنوات خلت؛ حين تغنى المعلقون الأمريكيون بالتصفيق الشديد الذي لقيته خطبة أوباما، وبلغ دقيقتين متواصلتين في ختام الكلمة، عدا التصفيق المتقطع عند فقرة أو أخرى. المفارقة تمثلت، مع ذلك، في أنّ أوباما استمتع بالتصفيق الأممي في نيويورك، لكنّ شعبيته كرئيس للولايات المتحدة كانت آخذة في التآكل التدريجي، خاصة في قلب القاعدة الشعبية المتعددة، إثنياً وطبقياً خصوصاً، التي كانت أحد أكبر أسباب صعوده وفوزه. كما تأكد يومها أنّ الأولويات الأربع التي حدّدها أوّل رئيس أفرو ـ أمريكي في تاريخ الولايات المتحدة (الحدّ من التسلّح النووي، سلام الشرق الأوسط، التغيّر المناخي، ومعالجة الفقر في البلدان النامية)، لم تكن قديمة العهد، معادة، مستهلَكة، فحسب؛ بل توالى على النطق بتلاوينها، من هذه المنصة، جميع رؤساء أمريكا.
وكما سعى ترامب إلى ابتزاز العالم عن طريق التلويح بربط منح المعونات الأمريكية بالاتفاق مع سياسات المانح، فإنّ أوباما كان قد اعتمد صيغة تجميلية من المعادلة إياها؛ حين حثّ المجتمع الدولي على استشراف القرن الجديد تحت خيمة الأمم المتحدة، من جهة؛ ثمّ وبّخ البشرية لأنها تعادي سياسات أمريكا، ولا تساندها في حروبها، ولا تمنحها ترخيصاً خالصاً بالعمل الأحادي، من جهة ثانية. والمرء يستذكر، هنا، تفسيره الفريد لحكاية العداء تلك: «بعض الأسباب يعود إلى سوء الإدراك أو سوء المعلومات حول بلدي. بعضها الآخر يعود إلى معارضة سياسات محددة، واليقين بأنّ أمريكا تصرّفت لوحدها في بعض القضايا، دون الاكتراث بمصالح الآخرين. وهذا ما أدّى إلى نزعة عداء شبه انعكاسية، كانت غالباً تُستخدم كذريعة لامتناعنا عن المشاركة في العمل الجماعي».
وفي البال مثال آخر، نتعمد استقاءه من إدارة ديمقراطية أخرى، صنعته مادلين ألبرايت مطلع عام 1993، أثناء تقديم شهادة تثبيتها في منصب المندوبة الدائمة؛ حيث قالت إنها «لن تسمح بالتنازل عن السيادة الأمريكية للأمم المتحدة، في أية منطقة ذات مصالح حيوية للولايات المتحدة في أيّ مكان من العالم». وهل كان أحد يرتاب في هذا، أصلاً؟ ألم تُخلّد في ذاكرة المنظمة الدولية جولات صراع الديكة الذي نشب بين ألبرايت والأمين العام الأسبق بطرس بطرس غالي، حول صلاحيات مجلس الأمن الدولي بالذات، حين كانت تردّد، في حضور الأمين العام أو غيابه: «أليس من المضحك أن يعتقد أنه قادر على استخدام الفيتو ضدّ سياسات الولايات المتحدة»؟
الإدارات الأمريكية تتبدل وتتعاقب، وتبقى خالدة شبه ثابتة فلسفتها في إخضاع العلاقات الدولية عموماً، والصلة مع المنظمة الدولية خصوصاً، إلى قراءة أمريكية أحادية حول تنظيم الكون؛ حتى إذا توجب ــ كما أوحى ترامب في خطبته ــ أن ينشقّ المركز الرأسمالي العالمي الأوّل، أمريكا، عن مفهوم العولمة. ولهذا فإنّ أروقة الأمم المتحدة ظلت شاهدة على مسارح تراجيكوميدية شتى، توجّب خلالها أن تختلط المأساة بالمهزلة، والضحك بالبكاء، وعجائب الواقع بغرائب الخيال؛ كما حين خلع نيكيتا خروتشوف، الأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي السوفييتي، حذاءه وقرع به المنصة؛ أو حين خطب العقيد معمر القذافي ساعة ونصف الساعة، قبل أن يمزّق ميثاق الأمم المتحدة؛ أو… حين أضحك ترامب العالم وأبكاه، لا فرحاً ولا حزناً!

٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

ترامب حين يُبكي ويُضحك لا حزناً ولا فرحا!

صبحي حديدي

اللغز الأمني المقلق في الأردن: من «إرحلي يا ثريا» إلى «فاردة عرس» تقتل طفلاً في الثالثة أمام الدرك

Posted: 27 Sep 2018 02:31 PM PDT

عمان- «القدس العربي» : المسافة عندما يتعلق الأمر بالعودة لمربع هوية الدولة والقانون في الحالة الأردنية تبدو أطول مما ينبغي سياسياً إذا قررت السلطة التوقف والتأمل عند مشهدين رصدا بعناية على هامش ما سمته الحكومة بالحوار الوطني في المحافظات حول قانون الضريبة.
وزير في الحكومة مختص بملف الشؤون القانونية هو مبارك ابو يامين يحتوي مواطنين غاضبين في مدينة الطفيلة معلناً أن من حق المواطن المحتقن شتم الحكومة. في المشهد الثاني وفي مدينة معان جنوبي البلاد ايضاً يدير احد الحراكيين الغاضبين مؤخرته علناً وامام الكاميرا للوفد الوزاري ثم يصمت الجميع. الدسم في التحليل العميق في المشهد الثاني لأن حوار الضريبة مع تسع محافظات أردنية نجح في أربع واخفق تماماً في خمس على الأقل عندما منع عدد محدود من الأشخاص، الوزراء من التحدث اصلاً. قيل وقتها ان الرئيس عمر الرزاز جازف بهيبة حكومته وطاقمه الوزاري عندما قرر اكمال الحوار نفسه بعدما حصل في مدينة الطفيلة المعترضة بالعادة أكثر من غيرها.
وقيل ايضاً إن إكمال الحوار مع العلم المسبق بأن بقية المحافظات ستقلد ما فعله بعض الحراكيين في الطفيلة كان قراراً اتخذ على اساس «أقل الخسائر» حيث سعت الحكومة لإقامة الحجة على اهالي المحافظات وتحت عنوان حضورها لحوارهم وتجاهل هذا الحوار من جهتهم.

البعد الأمني

في البعد الأمني انحياز ملموس لصالح السياسي. لكن التفاصيل تركت فالحكومة التي تزعم أنها بصدد منهجية حوار رغم الضجيج والصخب لم تستخدم آلية القانون وصلاحيات أذرع الأمن في تمكين غالبية من المواطنين حضرت لكي تتحدث أو تسمع. بمعنى آخر أقلية من أصحاب الصوت المرتفع رفعوا نسبة الحدة وحسموا تلك الحوارات لصالح إفشالها دون ردة فعل من الحكومة أو من الأجهزة الامنية التي كانت حاضرة بكل الأحوال في الوقت الذي يطرد فيه الوزراء أو يتم افشال التواصل معهم.
وبعيداً عن حقوق التعبير ومستوى الاحتقان الذي تعكسه مخاوف الأردنيين الاقتصادية والمالية يمكن القول أن الحكومة تواطأت أمنياً على الأقل عندما سمحت لانفعال بعض المواطنين بمنع آخرين حضروا بهدف الحوار. أخطر ما يدلل عليه ذلك في البعد الوطني هو أن اصحاب الصوت المرتفع والرافض في المجتمع يمكنهم اليوم ليس فقط مخالفة القانون إنما منع الحكومة من التحاور مع الناس لا بل منع الناس من التواصل مع الوزراء. ولا احد في هرم السلطة يريد مناقشة هذه التفصيلات وغياب القبضة الامنية سواء في محاسبة الذين أعاقوا الحوارات أو منعوها أو في تمكين من لا يريد أو تمكين من يريد الحوار مع الحكومة هو المؤشر الحيوي مجددا على حالة ضبابية في الأردن تبتعد فيه ابعاد حكم القانون .

الصورة النمطية

هذا لا يعني أن الحكومة أو الشارع على حق. ولا يعني إلا أن الطرف الحكومي والامني حاول «تسييس وتكييش» الحوارات الفاشلة أو تلك التي تم افشالها في الوقت الذي يفقد فيه القانون هيبته عملياً. أما عندما تعلق الأمر بالاستفسار والملاحظة فقد قيل بأن عدم التدخل الأمني في السيطرة على تلك الحوارات المخفقة كان ملتزماً بتوجيه صادر من رئيس الوزراء شخصياً وهي واقعة تؤكد السعي المسبق للعب سياسياً والصبر مرحلياً على ما يمثله ما حصل من اعتداء على قيمة القانون.
وفي كل حال ثمة من يتصور اليوم أن التركيز فقط على الصورة النمطية لرئيس وزراء جديد وحكومة إصلاحية يتطلب المجازفة ببعض الاعتبارات الأمنية والقانونية. لكن ما يحصل اليوم في الشارع الأردني يقلق كل الأطراف ويطيح بذلك السيناريو فالانطباع يتكرس بأن من يرفع صوته ويلجأ إلى العنف في مواجهة السلطة والحكومة يحظى بالأضواء مع ان سلطة القانون وأذرعه عملت بنشاط وفعالية عندما تعلق الأمر بنشطاء مدنيين يؤيدون فكرة الاعتصام والاحتجاج بلغة ناعمة. بكل حال تلك حسابات متقاطعة سياسياً وأمنياً اصبحت لغزاً في غرفة القرار الأردنية. وبكل حال تتراكم في ارشيف الذاكرة الأردنية المصور اليوم بعض الأحداث المؤسفة التي ينبغي ان تثير قـلق الجمـيع من قـيادة الدولـة إلى أصـغر مواطن.
ثمة هنا من شغل به الرأي العام خلال اليومين الماضيين على الأقل حيث قتل طفل في الثالثة من عمره بعد ضربه على جمجمته من قبل محتفلين بأحد الأعراس قرروا تأديب والد الطفل لأنه تجرأ على تجاوز واختراق موكب سياراتهم. والد الطفل القتيل هاشم الكردي ظهر على قناة المملكة مؤكداً انه إحتمى بدورية امن ودورية درك وأن ولده ضرب وحطمت سيارته من قبل مجموعة أشخاص بدون تدخل القوة الامنية في الميدان. وخلافاً لما تفعله الحكومة ورئيسها من مداخلات وتعليقات من مسائل ابسط بكثير لم يصدر أي بيان عن هذا الحادث المؤلم والمفجع.
في الاثناء قرر سبعة موظفين تقليد ما حصل سابقاً في جامعة آل البيت عندما طرد رئيس الجامعة ومنع من دخول مكتبه واستقال من منصبه حيث شاهد عشرات الآلاف من الأردنيين وصلة متلفزة يقرر فيها سبعة موظفين في فرع وزارة التربية والتعليم في منطقة الأغوار الشمالية منع مديرته واسمها ثريا بالمناسبة من دخول مكتبها وطردها مع الصراخ بعبارة مستنسخة من الربيع العربي .. «ارحلي ارحلي يا ثريا».
طبعاً في حادثة ثريا تدخّل وزير التربية الدكتور عزمي محافظة وقرر معاقبة الموظفين إدارياً لكن الصمت سابقاً على ما حصل في جامـعة آل الـبيت يـعزز اليـوم القناعة بأن أي موظف غاضب لأي سبب في مؤسسات وأجهزة الدولة يمكنه ان يأخذ بيده عاتق القانون والأصول البيروقراطية ويقرر تحت أي ذريعة منع مديره من الوصول إلى مكتـبه.
تلك حالة من العصيان والتمرد البيروقراطي تشابه إلى حد كبير تمرد بعض المواطنين في الحوار الوزاري سواء من الذين أداروا «مؤخراتهم» علناً للحكومة أو طردوها من قاعات في مؤسسات أهلية تم ترتيب الاجتماعات فيها اصلاً من قبل الحكام الاداريين الذين وقفوا جميعاً صامتين فيما حكومتهم تطرد فقط لأن رئيس الوزراء يريد ان يبقى ناعماً وديمقراطياً إلى اكبر حد ممكن وهو على الاقل ما تقوله رواية المستوى الامني لوقائع الاحداث.

اللغز الأمني المقلق في الأردن: من «إرحلي يا ثريا» إلى «فاردة عرس» تقتل طفلاً في الثالثة أمام الدرك
«تسييس أم تكييش» حوار المحافظات الفاشل؟
بسام البدارين

وسط ضبابية موقف «النصرة» من اتفاق إدلب… رهان على «تيار العقلانية» داخل الهيئة

Posted: 27 Sep 2018 02:30 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : تتضارب الأنباء حول مدى قبول «هيئة تحرير الشام» بمسار الاتفاق المؤقت الذي توصل إليه الرئيسان التركي رجب طيب اردوغان والروسي فلادمير بوتين في القمة الثنائية التي عقدت قبل أقل من أسبوعين في منتجع سوتشي جنب إدلب ومحيطها كارثة إنسانية وحولها من ساحة توتر إلى منطقة استقرار، في وقت تسعى فيه أنقرة إلى إثبات قدرتها على تنفيذ تعهداتها وعلى رأسها إغلاق ملف «هيئة تحرير الشام» التي لا يبدو أن أمامها سوى خيارات ضيقة، خصوصاً وأن الضامن الإقليمي التركي، يبدي التزاماً أكثر إزاء تعهده بحل ملفها، فيما تنحصر هذه الخيارات حسب خبراء في التنظيمات الجهادية، إما بحل الهيئة لنفسها، وتوزيع عناصرها على بقية الفصائل، أو المواجهة العسكرية الشاملة بدعم دولي.
تزامناً قال مسؤول كبير في المعارضة السورية لوكالة رويترز إن هيئة تحرير الشام بعثت بإشارات إلى الجيش التركي مفادها الالتزام باتفاق إدلب بينما تركيا دخلت في مرحلة العد التنازلي لحسم ملف إدلب التزاماً ببنود الاتفاق مع الروس بينما تستمر ضبابية موقف النصرة التي تربك المشهد في إدلب. ولم تفصح الهيئة بشكل رسمي عن موقفها من اتفاق سوتشي، بالرغم من إعلان رفضها من قبل بعض شرعييها المهاجرين كأبي اليقظان المصري، وهو ما دعا مصادر واسعة الاطلاع لأن ترجح لـ»القدس العربي»، وجود انشقاقات داخل قيادات الصف الأول لدى «النصرة» قد تؤدي إلى فك ارتباطها واندماجها ضمن صفوف المعارضة المعتدلة.

انسحاب المتطرفين

وكان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قد صرح انه لا يمكن أن تستمر مساعي السلام السورية في ظل استمرار الرئيس بشار الأسد في السلطة، مضيفاً الأربعاء خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الجماعات «المتطرفة» بدأت الانسحاب من المنطقة التي ستكون منزوعة السلاح في محافظة إدلب.
وامام إصرار انقرة على تطبيق المهام الموكلة اليها قال القيادي في المعارضة السورية فاتح حسون ان هجوم اردوغان على رأس النظام السوري، ليس الأول، فقد كرر ذلك في عدة مناسبات، وهو تأكيد على ثبات الموقف التركي فيما يتعلق بالحل السياسي للثورة السورية، وكان من المناسب التأكيد من قبل تركيا على هذه المسألة خصوصاً بعد الاتفاق الأخير في قمة سوتشي والتوافق الروسي التركي على أدق التفاصيل بما يتعلق بالفصائل المتطرفة والخطوط التي ترسم حدود المنطقة منزوعة السلاح من الجانب التركي. مضيفاً «الى انه لا بد من الحديث عن الجانب الآخر والتزامات أنقرة المتعلقة بالاتفاق، فمن غير المقبول أن يكون رأس النظام في سوريا والعصابة التي حوله جزءاً من الحل وهم أساس المشكلة وعقدتها، ولا يمكن لأي سوري أن يتغاضى عن المجازر المروعة التي ارتكبها نظام الأسد في سوريا، وبصورة أدق لن تتحمل روسيا تبعات جرائم الأسد وخصوصاً جرائم السلاح الكيميائي، ولن تخرج من سوريا دون تنظيف هذا الملف بشكل كامل ولو تطلب الأمر محاكمة بشار الأسد أو تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية أو حتى تصفيته.

موقف «النصرة»

وحول ضبابية موقف هيئة تحرير الشام من الاتفاق الروسي التركي قال متحدث رسمي باسم هيئة تحرير الشام امس الخميس، لـ»القدس العربي» ان «لجنة إدارة الشؤون السياسية لم تعلن بعد موقفها من الاتفاق» مشيراً إلى ان الموضوع قيد الدراسة. في هذه الاثناء قالت جماعات معارضة معتدلة، إن لديها ثقة متزايدة في أن خصومها من المتشددين سيلتزمون بشرط مغادرة المنطقة منزوعة السلاح التي اقترحتها تركيا وروسيا بموجب اتفاق حال دون تنفيذ الجيش السوري هجوماً بدعم من روسيا، وذكرت مصادر عدة من المعارضة أن المقاتلين سواء من الجماعات المتشددة أو المعتدلة لم يبدأوا الانسحاب بعد.
فيما قال مسؤول كبير في المعارضة السورية حسب رويترز، إن هيئة تحرير الشام بعثت بإشارات سرية إلى الجيش التركي من خلال أطراف ثالثة في الأيام القليلة الماضية لتوصيل رسالة مفادها أنها ستلتزم بالاتفاق، وذكر المصدر ان «الأمور تسير بشكل جيد وهيئة تحرير الشام وعدت مبدئياً بتنفيذ الاتفاق دون إعلان الموافقة».
وتمتد المنطقة الأمنية والتي من المفترض ان تكون منزوعة السلاح على عمق 15 – 20 كم من خطوط التماس، والتي يُفترض أن يُسحب منها السلاح الثقيل على طرفي مناطق سيطرة المعارضة والنظام، ويشمل هذا العمق مناطق حيوية منها جزء كبير من مدينة حلب، إضافة إلى بلدات ومدن مثل نبل والزهراء وكسب وسلمى وغيرها، وتقدر المساحة الكلية المفترضة للمنطقة العازلة حسب مركز جسور بـ 3800 كم مربع، منها 1900 كم مربع في مناطق سيطرة المعارضة السورية، ويبلغ الطول التقديري للمنطقة حوالي 240 كم.
وفي حال تم تطبيق بنود الاتفاق، ستتحول منطقة خفض التصعيد الرابعة إلى منطقة استقرار مؤقتة ومنها إلى منطقة وقف شامل لإطلاق النار، وسيؤدي ذلك إلى وضع الآليات اللازمة لتفعيل الطريق الدولي حلب بين حلب ودمشق (M-5) والطريق الدولي بين حلب واللاذقية (M-4). كما ستقوم تركيا بتعزيز نقاط المراقبة لديها وتسيير دوريات مشتركة مع روسيا في المنطقة العازلة.
ومن جانب النظام السوري، أوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام والمسلحين الموالين لها لا يزالون في مواقعهم ضمن المنطقة المنزوعة السلاح، مضيفاً انه من الطرف الآخر توجد الفصائل العسكرية المعارضة، ضمن مواقعها ومناطقها ونقاطها ضمن المنطقة المزمع نزع السلاح منها، حيث لم يرصد المرصد، أية انسحابات لكلا الطرفين من المنطقة الممتدة من ريف اللاذقية، مروراً بمحافظتي حماة وإدلب وصولاً إلى ريف حلب الجنوبي الغربي.
وكذلك لم يتم سحب وتسليم أي منهما لسلاحه في المنطقة المقرر نزع السلاح فيها، فيما كان المرصد السوري نشر يوم الأربعاء ان المنطقة التي جرى التوافق عليها بناء على اتفاق بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم تشهد عمليات انسحاب معلنة من قبل الفصائل الجهادية أو هيئة تحرير الشام أو الفصائل الإسلامية الأخرى والمقاتلة، من قرى وبلدات ونقاط الانتشار في منطقة نزع السلاح، والتي تسيطر الفصائل الجهادية على نحو 70% منها.

وسط ضبابية موقف «النصرة» من اتفاق إدلب… رهان على «تيار العقلانية» داخل الهيئة
مسؤول في المعارضة السورية: «تحرير الشام» تبعث بإشارات إيجابية إلى الأتراك
هبة محمد

النقاشات حول مذكرات بيرنارد باجولي تكشف عمق الأزمة الدبلوماسية بين باريس والجزائر

Posted: 27 Sep 2018 02:30 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: في وقت تكثف فيه المنابر المغربية هجماتها على فرنسا ووسائل إعلامها، واتهام الحكومة الفرنسية بتبديد أموال الشعب الفرنسي لصرفها على وسائل الإعلام الفرنسية الرسمية لمهاجمة المغرب والإساءة للعاهل المغربي الملك محمد السادس وحياته الخاصة والعائلية، خصص موقع le360 هجومه على مدير المخابرات الخارجية الفرنسية السابق بيرنارد باجولي، الذي صرح أن عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني، والمدير العام لجهاز حماية التراب الوطني (المخابرات الداخلية DST) لم يكن يستحق وسام الشرف الذي منحته إياه فرنسا 2015 اعترافًا منها لجهوده المعترف بها على الصعيد الدولي.
وفي وقت أبرزت مختلف وسائل الإعلام المغربية تصريحات مدير المخابرات الخارجية الفرنسية السابق، بيرنارد باجولي بين سنتي 2013 و2017، المنتقدة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في كتابه «الشمس لن تشرق من الشرق»، قال موقع le360 إن باجولي وفي خرجة إعلامية غريبة قال إن مدير المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي، لا يستحق وسام جوقة الشرف الذي منحته إياه فرنسا سنة 2015.
وذكر المصدر نفسه أنه في الـ20 شباط/ فبراير 2014، شهدت العلاقات الفرنسية المغربية تشنجًا بعد حضور عناصر شرطة فرنسية بإقامة السفير الفرنسي بباريس لتقديم استدعاء قضائي فرنسي لمثول عبد اللطيف الحموشي أمام القضاء الفرنسي، وهو ما اعتبره آنذاك باجولي بـ«العبث» ليأتي اليوم وينتقد توشيح الحموشي بوسام الشرف الفرنسي.
«ستتخفف حدة الأزمة بين فرنسا والمغرب، بعد زيارة وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازانوف للرباط في شباط/ فبراير 2015، الذي أعلن تقديم وسام شرف للحموشي رغم أنه لم يقم بشيء حتى يستحقه، ولم يوافق أحد على منحه هذا الوسام. خلال هذه الفترة أقدم المغرب على إنهاء اتفاق التعاون في محاربة الإرهاب بين البلدين».
وقال الموقع المقرب من الجهات العليا، إن عبارة «وسام شرف لصاحبه لم يستحقه»، التي صرح بها باجولي تستوجب توضيحًا؛ أولاً، أن الحموشي لم يطلب من فرنسا توشيحه بوسام الشرف، فالرجل لديه من القضايا والمواضيع الحساسة ما يجعله غير آبه بالالتفاف لجمع الميداليات؛ وثانيًا أن مهمة عبد اللطيف الحموشي ضمان الأمن الداخلي للمغرب، ونظيره الفرنسي ليس مسؤولًا عن المخابرات الفرنسية الخارجية، ولكن عن الأمن الداخلي الفرنسي، وهذا لا يمنع أن التعاون بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ومخابرات الأمن الداخلي الفرنسي كان حاسمًا في العديد من المرات.
وذكّر الموقع بالأحداث الدموية التي ضربت فرنسا ليلة الـ13 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2015. وقال إن رأس الحربة في الأحداث التي خلفت 129 قتيلًا لم يكن سوى عبد الحميد أباعوض المطلوب رقم واحد في فرنسا، لكنه كان بعيدًا عن أعين الأمن ويهدد بارتكاب أحداث دموية أخرى، وإن معلومات استخباراتية قدمها جهاز عبد اللطيف الحموشي، منها رقم هاتف، ومعلومات إلكترونية، وصورة لحسناء أباعوض قريبة عبد الحميد أباعوض، مكنت السلطات الفرنسية من وضع يدها على أباعوض باسان دونيس حيث كان يختبئ مع معاونيه. أما تبقى من الواقعة فنعرفه، ثمة غارة أمنية في الـ18نوفمبر أفضت إلى مقتل أباعوض وإرهابيين، وبعد انتهاء الغارة أجرى رئيس الاستخبارات الداخلية الفرنسية، باتريك كالفار، اتصالًا عند الفجر مع نظيره المغربي، عبد اللطيف الحموشي، وقاله له بالحرف: «ألف شكر، لقد أنقذت فرنسا».
وتساءل الموقع: «أيظن برنارد باجولي أن رجلاً ومسؤولاً أمنيًا جنب فرنسا حمام دم لا يستحق وسام شرف؟» وأضاف: «من الغريب ألا يشير مدير المخابرات الخارجية الفرنسية السابق، في كتابه، إلى دور السلطات المغربية في تحديد مكان الإرهابيين بسان دونيس. هذا الدور الذي حياه الرئيس الفرنسي السابق آنداك، فرانسوا هولاند، خلال محادثة مع الملك محمد السادس في الـ20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 بالإليزيه، وأشاد في بلاغ صحافي «بالتعاون الفعال الذي قدمه المغرب» على خلفية أحداث باريس.
وقال إن تصريحات مدير «DGSE» ليست مبنية على أي أساس موضوعي، وتساءل إن كان باجولي يحاول تصفية حسابات شخصية مع الحموشي؟ وأضاف: «بأي حق يسمح لنفسه تقييم مسؤول أمني مغربي؟ إذ بعد واقعة حضور شرطيين إلى إقامة السفير المغربي بباريس، حاول برنارد باجولي لقاء عبد اللطيف الحموشي الذي رفض لقاءه». ويبدو أن برنارد باجولي لم يتقبل الرد السيادي الحاسم الذي قام به المغرب ردًا على استدعاء قضاة فرنسيين للحموشي في تجاهل تام للأعراف الدبلوماسية في التعامل مع مسؤولين أمنيين ساميين. وقال: «أما بخصوص دور السلطات المغربية في التعاون في محاربة الإرهاب، فإن ذلك مشهود للدولة من طرف عدد كبير من الدول الأوروبية، إفريقية وأمريكية وآسيوية. وصفة باجولي كمدير المخابرات الخارجية الفرنسية تجعله أكثر المتأكدين من دور المغرب الفعال في محاربة الإرهاب».
وأعمت مختلف وسائل الإعلام المغربية بما أورده برنارد باجولي، مدير المخابرات الخارجية الفرنسية السابق والسفير الفرنسي السابق في الجزائر، في كتابه الجديد «الشمس تشرق في الشرق» عن تصريحات للرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، حول المغرب، وقضية الصحراء، وقالت إن ما ورد في الكتاب خلف أزمة دبلوماسية بين الجزائر وباريس.
وقال إن بوتفليقة أبلغه في إحدى جلسات حديثهما، التي كانت تمتد لساعات، أنه لن يكون للجزائر شهر عسل مع المغرب، ولا المغرب العربي، إلى أن يتم التوصل إلى حل في القضية، وتحدث عن غضب المسؤولين الجزائريين من المغرب وتونس، حين كانوا يرون فيهما المستفيدين من الدعم، والاهتمام بالأوربيين، وكان لهما النصيب الأكبر من التعاطف في قضاياهما، بخلاف الجزائر التي لم تكن تنال شيئًا غير رسائل الصداقة والوقار والمودة من الشركاء الأوروبيين.
وقالت إن تصريحات باجولي حول ما قاله بوتفليقة عن المغرب والمغرب العربي، بالإضافة إلى حديثه عن صحة بوتفليقة المتدهورة، أغضبت الجزائر، فيما خرج السفير الفرنسي الحالي في الجزائر «كزافيي دريناكور» لمحاولة تهدئة الوضع، إن ما نشره باجولي في كتابه لا يمثل موقف فرنسا الرسمي، وإنما تصريحات فردية.
وأضافت أن الكتاب الجديد والنقاش الذي صاحبه كشفا عمق الأزمة الدبلوماسية بين باريس والجزائر، حيث رفعت فرنسا حراستها عن التمثيلية الدبلوماسية الجزائرية في باريس، وهو ما ردت عليه الجزائر بالمثل، بسحب الشرطة من حراسة المباني الفرنسية في كبريات مدن الجزائر، كالعاصمة وهران.

النقاشات حول مذكرات بيرنارد باجولي تكشف عمق الأزمة الدبلوماسية بين باريس والجزائر

عباس يرفض أن تكون واشنطن وسيطاً وحيداً «لانحيازها» لإسرائيل ويؤكد: القدس ليست للبيع

Posted: 27 Sep 2018 02:30 PM PDT

الامم المتحدة (نيويورك) ـ «القدس العربي»: قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس إن الفلسطينيين يرفضون ان تكون الولايات المتحدة وسيطا وحيدا في عملية السلام في الشرق الاوسط متهما إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها «منحازة» إلى اسرائيل وقوضت حل الدولتين.
ووجه عباس في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك، في إطار اجتماعات دورتها الـ73، التي انطلقت الثلاثاء وتستمر حتى الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، انتقادا شديدا للولايات المتحدة لإغلاقها مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن واعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلى القدس ووقف المساعدات الفلسطينية.
وفي كلمة بعد يوم من إعلان الرئيس الأمريكي بأنه يفضل حل الدولتين لإنهاء النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين وأنه سيكشف عن خطة سلام جديدة خلال أشهر، قال عباس إن ترامب لم يعد وسيطا محايداً.
وقال عباس «لن نقبل بالوساطة الأمريكية وحدها في عملية السلام». وأضاف أن ترامب أظهر أنه «منحاز» لإسرائيل منذ توليه السلطة.
وتابع عباس أن الادارة الامريكية «نقضت كافة الاتفاقات بيننا، فإما أن تلتزم بما عليها، وإلا فإننا لن نلتزم بأي اتفاق»، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية قوضت حل الدولتين، وكشفت عن مزاعمها «المزيفة» بأنها قلقة بشأن الظروف الانسانية للفلسطينيين.
وانتقد عباس بشدة قرارات ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإغلاق مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ووقف التمويل عن الفلسطينيين وخصوصاً الأموال التي كانت تخصص لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد «القدس ليست للبيع، وعاصمتنا هي القدس الشرقية وليست في القدس، وحقوق شعبنا ليست للمساومة»
وقال «أجدد الدعوة للرئيس دونالد ترامب لإلغاء قراراته واملاءاته حول القدس واللاجئين والمستوطنات التي تتعارض مع القانون الدولي… لنتمكن من انقاذ عملية السلام». وتساءل «هل يجوز أن تبقى إسرائيل من دون مساءلة أو حساب؟ وهل يجوز أن تبقى دولة فوق القانون؟ ولماذا لا يمارس مجلس الأمن الدولي صلاحياته لإجبار إسرائيل على الامتثال للقانون الدولي وإنهاء احتلالها لدولة فلسطين؟»
وأكد عباس أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وأنها مدينة مفتوحة لأتباع الديانات السماوية الثلاث. كما طالب بقبول دولة فلسطين عضوا كاملا في الأمم المتحدة، والتوجه إلى مجلس الأمن بذلك، بموجب قرار الجمعية العامة رقم 19/67 لسنة 2012، وتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
ووصف إقرار الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي «قانون القومية للشعب اليهودي»؛ بالعنصري، لنفيه علاقة الشعب الفلسطيني بوطنه التاريخي، وإلغاء حقوقه الوطنية المشروعة، وروايته التاريخية، وقرارات الأمم المتحدة، واتفاق أوسلو.
وأضاف أن القانون «خطأ فادح» ويشكل «خطرًا محققا من الناحيتين السياسية والقانونية». 
وتابع: «لم يعد بمقدورنا تحمل الوضع القائم المتمثل بالاحتلال والفصل العنصري، ونسابق الزمن للحيلولة دون انهيار كل شيء». 
وأكد أنه يتعرض إلى مطالب شعبية بالإقدام على اتخاذ «قرارات صعبة ومصيرية قبل نهاية هذا العام».
وقال محذرًا: «إذا لم تتحركوا، ويتحرك معكم المجتمع الدولي بأسره، فسوف تواجهون معنا كل التداعيات الخطيرة التي يمكن أن تؤول إليها الأمور»، مشيرًا إلى عزمه دعوة المجلس المركزي الفلسطيني للانعقاد لدى عودته إلى رام الله، لاتخاذ قرارات «يتوجب تنفيذها». 
وأضاف أن بلاده تعاملت بإيجابية مع مبادرات المجتمع الدولي المختلفة لتحقيق السلام، بما فيها مبادرات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورحبت بوعد الأخير إطلاق مبادرة شاملة.
وتابع: «تفاجئنا بقرارات الرئيس ترامب وإجراءات إدارته التي تتناقض بشكل كامل مع دور والتزامات واشنطن تجاه عملية السلام».
وأكد عباس أن إدارة ترامب تنكرت لالتزامات الإدارات الأمريكية السابقة وقوضت حل الدولتين.
وأضاف: «ما يثير السخرية أن الإدارة الأمريكية ما تزال تتحدث عن صفقة القرن، فماذا تبقى لدى الرئيس ترامب ليقدمه إلى الشعب الفلسطيني: حلول إنسانية؟ كفى مخادعة». 
من جانب آخر، أشار الرئيس الفلسطيني إلى استمرار الجهود لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة بين الفرقاء في بلاده. وأكد أن حكومته على استعداد لتحمل مسؤولياتها كاملة في قطاع غزة، بعد تمكينها من ممارسة صلاحياتها كاملة، في «إطار النظام السياسي الواحد، والسلطة الشرعية الواحدة، والقانون الواحد، والسلاح الشرعي الواحد».
ولفت إلى أن هناك اتفاقات مع حركة حماس، وآخرها اتفاق 2017، «فإما أن تنفذها بالكامل، أو نكون خارج أية اتفاقات أو إجراءات تتم بعيدا عنا، ولن نتحمل أية مسؤولية، وسنواجه بكل حزم المشاريع الهادفة إلى فصل قطاع غزة الحبيب عن دولتنا تحت مسميات مختلفة». 
وختم عباس كلمته بالتحية للمعتقلين في السجون الإسرائيلية، وللشهداء. 

عباس يرفض أن تكون واشنطن وسيطاً وحيداً «لانحيازها» لإسرائيل ويؤكد: القدس ليست للبيع
دعا ترامب في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة للتراجع عن قراراته المتعلقة بالقدس ومكتب المنظمة في واشنطن والمساعدات

هايلي: ضحكات قادة العالم على خطاب ترامب كانت تعبيراً عن الاحترام

Posted: 27 Sep 2018 02:29 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي» ووكالات: زعمت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، أن ضحكات قادة العالم على خطاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كانت بسبب أنهم «يحترمونه ويتمتعون بصدقه» مشيرا إلى أن التغطية الإعلامية السلبية للرئيس قد أضرت بمكانة أمريكا في العالم.
وألقت هيلي، وهي من أصول هندية، باللوم على وسائل الإعلام في سوء تفسير الأسباب التى جعلت أعضاء الجمعية العامة في الأمم المتحدة يضحكون عندما تفاخر ترامب بأن الانجازات التى حققتها إدارته تفوق ما حققه أى آخر في التاريخ الأمريكي.
وأضافت « عندما قال ذلك.. أنهم يحبون مدى صدقه، انه أمر غير دبلوماسي يجدونه طريفا للغاية».
واردفت قائلة « اذا قال بعض الأشياء الجيدة أو لم يقل، فإنهم يحبون إنه صادق معهم، لم يرورا شيئا مثل ذلك، لذا هناك احترام كبير له، ولكننى رأيت أن وسائل الإعلام كانت تحاول أن تجعل الأمر شيئا يدل على عدم الاحترام، وهذا لم يكن واقع الحال فهم يحبونه».
وكان ترامب قال في كلمته الافتتاحية، الثلاثاء، ان إدارته قد انجزت أكثرمن أى إدارة في تاريخ الولايات المتحدة في العامين الأولين فبدأ الجمهور في الضحك، وزادت الضحكات بصوت أعلى عندما قال ترامب « هذا صحيح»، وابتسم ترامب وتوقف عن الحديث لبرهة من الوقت، قبل ان يضيف:» لم اتوقع هذا الرد، أوكى «.
واستشهدت هيلي بالضجة المحيطة بالضحك، كمثال على النقد غير العادل الذى تعرض له ترامب من وسائل الإعلام والمراقبين، وقالت « لقد اصبح الأمر مثيرا للاشمئزاز حقا، لا يمكن طرح أفكار مثل القول بأنه غير لائق عقلياً للمنصب، أو طرح فكرة استخدام التعديل 25 من الدستور الأمريكي لعزل الرئيس.
وأدعت أنها تحدثت الى أحد زعماء العالم ـ رفضت ذكر اسمه ـ لتفاجأ بأنه يسألها عن سبب وجود مداولات حول فكرة العزل أو التعديل 25 من الدستور.
وكان نائب وزير العدل الأمريكي، رود روزنشتاين، اقترح، وفقا لما ذكرته تقارير متعددة، التنصت على ترامب بعد حادثة أقالة مدير مكتب التحقيقات الاتحادي، جيمس كومي، واقترح تعيين العديد من المسؤولين في الحكومة من أجل استخدام التعديل 25 من الدستور لعزل ترامب من منصبه.
وفي السياق، انتقدت شبكة «سي ان ان» الإخبارية الأمريكية، إصرار الرئيس دونالد ترامب على ربط جميع القضايا المتعلقة بالبلاد بشخصه وإنجازاته، وتكرار انتهاج سياسة «الأنا» في جميع التصريحات.
جاء ذلك في مقال لمحرر الشبكة السياسي، كريس سيليزا، بعنوان «ترامب..مؤتمر أنا..أنا.. أنا»، نشر أمس الخميس،على موقع الشبكة، تعليقا على المؤتمر الصحافي الذي عقد (الأربعاء) في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك.
وقال الكاتب: «مرارا وتكرارا، حوّل ترامب المحادثة لنفسه، 81 دقيقة (مدة المؤتمر) من الحديث عما قام به، والأمور التي لم يتم إرجاع الفضل فيها إليه».
وجاء في نص المقال: «عندما تم سؤال ترامب عما إذا كانت السيدات اللاتي يتهمن مرشحه للمحكمة العليا بريت كافانو بارتكاب تجاوزات جنسية ضدهن صادقات في قولهن، قال إنّه كان هدفا لإدعاءات كهذه». وأضاف: «اتهمتني 4 سيدات أو 5، جميعهن حصلن على المال لاختلاق مثل هكذا قصص».
واتهمت سيدات ترامب بعدة اتهامات متعلقة بالسلوك الجنسي له، وهو ما نفاه الرئيس الأمريكي كليا وهدد باللجوء إلى القضاء لمقاضاتهن.
وفي السياق، عندما وجه إلى ترامب سؤالا متعلقا بزعيم بيونغ يانغ كيم أونغ أون، نسب الأمر إلى نفسه، وقال:»لو لم يتم انتخابي رئيسا، لكانت الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في حرب الآن».
وعلى النهج ذاته، حول «ترامب» دفة الحوار حول تأثير الرسوم التي فرضها حديثا على المزارعين من الشأن العام إلى شخصه.
وقال خلال المؤتمر الصحافي ردا على هذا الأمر إنّ «المزارعين يحبونه»، حتى إنه قال للصحافيين بوضوح: «تخيّلوا لو لم تحظوا بي».

هايلي: ضحكات قادة العالم على خطاب ترامب كانت تعبيراً عن الاحترام
«سي أن أن»: سياسة «الأنا» تسيطر على تصريحات الرئيس
رائد صالحة

«تطوان» تشيّع جثمان الفتاة التي لقيت حتفها برصاص البحرية المغربية

Posted: 27 Sep 2018 02:29 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أشعل حادث مقتل طالبة في المغرب برصاص البحرية الملكية على متن قارب هجرة نحو أوروبا فتيل غضب كبير على وسائل التواصل الاجتماعي وفي أوساط حقوقية محلية ودولية، فصارت طالبة الحقوق تعبيرا حيا لفظ أنفاسه قسرا في محاولة البحث عن عيش «أفضل» على الضفة الأخرى من المتوسط. غير أن رصاص البحرية كان أسرع من وصول القارب وكانت أن لقيت الفتاة ذات العشرين ربيعا حتفها على البحر ولم تلق حلمها على بر الضفتين.
وشيعت مدينة تطوان أول أمس جثمان حياة في جنازة مهيبة حضرتها الساكنة وممثلون عن السلطات المحلية والمصالح الأمنية ولم يحضرها ممثلون للحكومة أو السلطة على المستوى الوطني، تم تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير ولم تشيع بعد الصدمة التي لازالت تخيم على الرأي العام الذي عاش مؤخرا قصصا متتالية عن رحلات هجرة سرية بشكل علني يتم بثها عبر الفيسبوك بل ووصلت حد التعبير عنها بتجمهر لشباب في باب سبتة وفي مدن أخرى في الشمال وهم ينتظرون قارب العبور ويرددون شعارات يعبرون فيها عن الرغبة في مغادرة أرض الوطن .
حادث مقتل حياة كان خاتمة مأساوية لسلسلة الأحداث هاته حينما فاجأت السلطات المحلية لعمالة المضيق – الفنيدق الرأي العام ببلاغ تخبر فيه أن وحدة قتالية تابعة للبحرية الملكية تعمل في البحر الأبيض المتوسط اضطرت يوم الثلاثاء لإطلاق النار على قارب مطاطي سريع من نوع Go fast » « في سواحل المضيق، يقوده مواطن من جنسية إسبانية، كان متواجدا بصفة مشبوهة في المياه المغربية، بعد عدم امتثاله للتحذيرات الموجهة إليه، حسب نص البلاغ الذي أفاد أنه نجم عن عملية إطلاق النار هذه إصابة أربعة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، تم نقلهم للمستشفى الإقليمي لتلقي العلاجات الضرورية، معلنة أن القارب كان يضم مرشحين للهجرة غير الشرعية وبأن السلطات المختصة فتحت تحقيقا في الموضوع. غير أنه تم الإعلان فيما بعد عن مقتل امرأة متأثرة بجروحها بعد إصابتها برصاصة في البطن وبأن القارب كان على متنه 25 مهاجرا مغربيا وثلاثة ربابنة من بينهم إسباني وواحد آخر حامل للجنسية الإسبانية يقيم في سبتة والآخر مغربي مقيم في إسبانيا .
الحادث أثار ردة فعل منظمات لحقوق الإنسان التي لم تر أي جدوى في إطلاق النار على القارب وأن ركابه لم يكونوا يشكلون خطرا يستدعي اللجوء للرصاص الحي. وهكذا طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المغرب بتقديم المسؤولين عن حادث إطلاق النار الذي أودى بحياة حياة إلى العدالة وذلك فور الانتهاء من التحقيق الذي فتحته السلطات المغربية في الحادث .
وقالت سارة ليا وتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لهيومن رايتس ووتش « ليس هناك أي دليل يشير إلى أن الركاب كانوا يشكلون خطرا أمنيا على أي أحد، التبرير القانوني الوحيد الذي قد يضطر المغرب إلى إطلاق النار بسببه. تعهدت السلطات بالتحقيق في عملية القتل، يجب أن يفعلوا ذلك فورا، وأن يكشفوا عن نتائج التحقيق علنا، وأن يقدموا المسؤولين عن القتل إلى العدالة «.
وأعلنت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المضيق أن «الفرع سيواصل تحرياته لمعرفة مزيد من المعلومات المتعلقة بأسباب استعمال الرصاص الحي تجاه مواطنين عزل، خصوصا أنه لم يكن هناك تبادل لإطلاق النار حسب مصادر موثوقة متعددة «. وأَوضحت الجمعية في البلاغ ذاته أن واحدا من الشبان الثلاثة المصابين تم نقله للعلاج يفي الرباط لأن جروحه خطيرة في حين يتلقى شابان علاجهما في مستشفى محمد السادس في مدينة الفنيدق.
وتشارك نشطاء على الفضاء الأزرق صورة الشابة حياة وانتشر هاشتاغ «كلنا حياة» كنوع من الاستياء على إقدام البحرية الملكية على إطلاق الرصاص على القارب الذي كان يقل شبابا نحو إسبانيا فوق المياه الوطنية قرب المضيق .
وفي تدوينة له على حسابه في موقع «تويتر» اعتبر الأمير هشام، ابن عم الملك محمد السادس، حادث وفاة مواطنة مغربية برصاص البحرية الملكية حدثا مأساويا وأمرا مقلقا قائلا إن «الحادث الذي أودى على الأقل بحياة سيدة مغربية ضمن مرشحين للهجرة في مياه المضيق- الفنيدق مأساوي» مضيفا أن الحادث هو مظهر للأزمة الاجتماعية وانتقال للاحتجاج المطالب بالعيش الكريم إلى الإصرار على الهجرة قائلا :» نحن أمام احتجاج من البر إلى البحر»، ومؤكدا أن حماية الحدود واجب وطني وبأنه بدون شك البحرية الملكية التزمت بقانون إجراءات التحذير ضد الزورق، «لكن يبقى الأمر هو تدخل العنصر العسكري في الاحتجاج ، خاصة وأنه لم يسبق تدخله بالسلاح ضد قوارب الهجرة» داعيا «للتأمل العميق لتفادي الانزلاق» . وتحقق السلطات في استخدام قوارب سريعة لنقل المهاجرين بشكل غير قانوني وهي قوارب كانت تستخدم لنقل المخدرات حسب مصادر حقوقية و أمنية، بعدما اندلعت في الأسبوع الأخير حملة مثيرة لقوارب تنقل من شمال المغرب مغاربة راغبين في الهجرة بشكل مجاني حسب مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أفادت مصادر حقوقية أن شبانا من جميع أنحاء المغرب يتوجهون لمدن الشمال على أمل أن يصادفوا القارب الأسطورة الملقب بـ «الشبح» والذي يخرج الشباب من البطالة واليأس إلى فردوس في مخيلتهم يصلونه عبر عباب بحر المتوسط.
وفي مقطع فيديو تم تداوله بشكل واسع ردد شباب «الشعب يريد الهجرة مجانا» وفي آخر «الشعب يريد إسقاط الجنسية» بعدما تصاعدت حمى الرغبة في مغادرة البلاد في صفوف الشباب منهم اصحاب الشهادات الجامعية العليا كما هو حال حياة التي تتابع دراستها في كلية الحقوق والاقتصاد في تطوان شعبة القانون واختارت قارب العبور بشكل غير قانوني بدل إنهاء الدراسة وانتظار فرصة عمل قد تأتي وقد لا تأتي. ولازال الحدث يسيل مداد المتابعين للتطورات الاجتماعية والسياسية في المغرب ويدقون ناقوس الخوف من أن تتسبب رصاصة البحرية الملكية في فيض الكأس المليء بتوثرات اجتماعية وأزمات خــانقة تحيا على صفيحها قطاعات حيوية في المغرب.

«تطوان» تشيّع جثمان الفتاة التي لقيت حتفها برصاص البحرية المغربية

سعيدة الكامل

مهمة شائكة أمام اردوغان في برلين والمظاهرات المؤيدة والمعارضة تستقبله وسط إجراءات أمن مشددة

Posted: 27 Sep 2018 02:29 PM PDT

برلين ـ «القدس العربي»: بعد وصوله إلى برلين أمس الخميس دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ألمانيا إلى «فتح صفحة جديدة» في العلاقات السياسية المتوترة مع بلاده. وسيبدأ البرنامج الرسمي للزيارة اليوم الجمعة، حيث سيستقبله الرئيس الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير بسلام الشرف العسكري.
وفور وصوله صرح الرئيس التركي أمام وسائل اعلام ألمانية «أرى أننا ملزمون باستئناف علاقاتنا بطريقة يحكمها العقل على أساس مصالح الجانبين، وبعيداً عن التخوفات غير العقلانية»، وأشار إلى «النهج الأحادي الجانب وغير المسؤول للحكومة الأمريكية»، ودعا إلى التكاتف من أجل « حماية كل الدول» ولمنع الصراعات التجارية المدمرة، وفقا لما نشرته صحيفة فرانكفورتر ألغيماينه.
وستكون هذه أول زيارة رسمية لاردوغان لألمانيا منذ أصبح رئيسا في العام 2014، وتأتي في أعقاب سلسلة مطوّلة من الخلافات أثارها انتقاد برلين لحملة القمع التي شنّها النظام التركي على خصومه اثر محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف 2016.
وأوضح اردوغان أنه ينتظر من الحكومة الألمانية دعم تركيا في حربها على حزب العمال الكردستاني المحظور (بي كيه كيه)، وحزب التحرر الشعبي الثوري اليساري المتطرف وحركة الداعية فتح الله جولن الذي تحمله أنقرة المسؤولية عن محاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة في يوليو/ تموز 2016، كما شكا من أن « التطرف اليميني الآخذ في القوة» و« العنصرية المؤسسية» يمثلان أكبر الأخطار بالنسبة للنظام الأساسي الديمقراطي الحر في أوروبا. واستُقبل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ظهر بالتشريفات العسكرية، خلال زيارة الدولة التي يفترض أن تؤدي الى المصالحة بين البلدين على رغم الاحتجاجات.
كما تتضمن أجندة الزيارة على الأرجح ملفات مثل مساعي أنقرة المتوقفة للانضمام للاتحاد الاوروبي، ودورها في النزاع في سوريا. ولتهيئة الأجواء الدبلوماسية بين البلدين مجددا، قد يلقي اردوغان بورقة مشروع تطوير البنى التحتية للسكة الحديد في تركيا.
وذكرت صحيفة دير شبيغل الأسبوعية أن شركة سيمنز الألمانية العملاقة دخلت في مباحثات لقيادة المشروع الطموح المتوقع أن تصل كلفته إلى 35 مليار يورو (40 مليار دولار)، ومن غير الواضح ما إذا كانت برلين ستساهم في تمويله.
وفي إشارة بارزة للطابع المثير للجدل للزيارة، من غير المقرر أن يلقي اردوغان أي خطابات عامة كبيرة خلال زيارته لألمانيا.
ودان الصحافي يوسيل، الذي امضى أكثر من عام في السجون التركية، برلين على «دعوة مجرم لمأدبة» طعام.
وتابع مراسل صحيفة «دي فيلت» الألمانية أن «الحكومة الألمانية تخون كل هؤلاء الأتراك التواقين لمجتمع حر وديموقراطي وعلماني».
وتوترت العلاقات بشدة بين البلدين الحليفين في حلف الأطلسي بعد أن أوقفت السلطات التركية عشرات الآلاف في حملة تطهير واسعة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة ضد اردوغان في تموز/يوليو 2016. وتم توقيف الكثير من المواطنين الالمان او المزدوجي الجنسية في سياق تلك الحملات للامن التركي.
لكن تقاربا تدريجيا بدأ أخيرا، بعد أن أفرجت أنقرة عن الصحافي التركي الألماني دينيز يوجيل الذي حصل على الإفراج المشروط عنه في شباط/فبراير 2018 بعد أكثر من عام من التوقيف. كما سُمح للصحافية الألمانية ميشالي تولو بالعودة إلى ألمانيا الشهر الفائت. ألا أن الكاتبة البالغة 34 لا تزال تواجه تهم الإرهاب في تركيا.
وشددت ميركل، التي يعيش في بلادها جالية تركية كبيرة قوامها ثلاثة مليون شخص، مرارا على أهمية العلاقات الجيدة مع أنقرة، وهي شريك مهم تعتمد عليه للحد من توافد المهاجرين على السواحل الأوروبية.
لكن صحيفة بيلد الألمانية الأكثر مبيعا في البلاد قالت إنه من السابق لأوانه طرح البساط الأحمر أمام اردوغان الذي اتهم برلين منذ 18 شهرا فقط بـ«الممارسات النازية» ردا على منع برلين مسيرات داعمة له قبل استفتاء منحه سلطات واسعة جديدة.
وقالت الصحيفة ية في افتتاحيتها «في الوقت الذي تصارع فيه تركيا أزمة عملة واقتصادها وصل الى الحضيض يريد اردوغان ان يكون صديقا لنا مرة أخرى». وتابعت أنّ مراسم الزيارة تتضمن «كثير من الأبهة والاحتفال باردوغان. لم نصل بعد إلى هذا الحد»، مجدد ا في العلاقات بين البلدين.
وسيشارك نحو 4000 شرطي ألماني في تأمين زيارة الرئيس التركي للعاصمة برلين يوم الجمعة، وهو ما جعل شرطة برلين تستعين بشرطة ولايات أخرى وبالشرطة الاتحادية في تأمين الزيارة. وأعلن حتى الآن عن عشر مظاهرات احتجاجية ضد الرئيس التركي أثناء الزيارة.
ويعتبر سجن عدد من المواطنين الألمان في تركيا في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، في صيف عام 2016 أكبر مشكلة ألقت بظلالها على العلاقات بين البلدين. وفقا للبيانات الرسمية، فإنه لا يزال هناك خمسة مواطنين ألمان مسجونين في تركيا على ذمة التحقيقات.
وبعد أن ألغى عدد من سياسي المعارضة الألمانية مشاركتهم في مأدبة العشاء الرسمية التي سيقيمها شتاينماير على شرف نظيره التركي، أعلن أن المستشارة أنغيلا ميركل لن تحضر هذه المأدبة وهو ما أكدته الرئاسة الألمانية.
غير أن الرئاسة الألمانية ذكرت في الوقت ذاته أنه لم تجر العادة أن يكون اسم المستشارة ضمن قائمة المدعوين لحضور مأدبة العشاء التي تقام على شرف ضيوف من خارج ألمانيا. ولم تحضر ميركل، على سبيل المثال، مأدبة العشاء التي أقيمت على شرف الرئيس الصيني شي جين بينج في تموز/يوليو.2017
ومن المقرر أن تلتقي المستشارة الرئيس التركي مرتين خلال زيارته لألمانيا، إحداهما ظهر اليوم الجمعة والثانية قبل ظهر غداً السبت.
وسيشارك الرئيس السابق لحزب الخضر جيم أوزديمير المأدبة وذلك خلافا لممثلين آخرين داخل الحزب. وقال أوزديمير في تصريح لصحيفة «تاغز شبيغل» الألمانية إنه على الرغم من عدم وجود شك في أن اردوغان «لا يستحق مثل هذا الاحتفاء» فهو يريد من خلال المشاركة أن يوضح أن «المعارضة في ألمانيا جزء من السياسة في هذا البلد، فنحن جزء ثابت وضروري من ديمقراطيتنا».
وستستقبل ميركل الرئيس اردوغان اليوم الجمعة، قبل مؤتمر صحافي مشترك. وسيلتقيان مجددا غداً السبت. والتقى الخميس مندوبين عن الجالية التركية التي يبلغ عدد أفرادها ثلاثة ملايين نسمة.
وتشهد ألمانيا تظاهرات تنظمها منظمات غير حكومية تدافع عن حقوق الانسان، أو للجالية الكردية، خلال زيارة اردوغان، وخصوصا بعد ظهر الجمعة في برلين حيث يأمل المنظمون في مشاركة حوالى 10 آلاف شخص.
وسيدشن غداً السبت مسجدا في كولونيا مولته منظمة تركية، لكن الطبقة السياسية الألمانية تنتقد هذه الزيارة.

مهمة شائكة أمام اردوغان في برلين والمظاهرات المؤيدة والمعارضة تستقبله وسط إجراءات أمن مشددة
يرغب في دعم ألمانيا ضد حزب العمال الكردستاني وأنصار غولن
علاء جمعة

الجزائر: استمرار الجدل بشأن سخرية محافظ باتنة من الصحابي «أبي هريرة»

Posted: 27 Sep 2018 02:28 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: ما زالت ردود الفعل على فيديو يظهر فيه والي (محافظ) باتنة (380 كيلومترًا شرق العاصمة الجزائرية) وهو «يسخر» فيه من الصحابي أبي هريرة، عندما خاطب أحد الأئمة قائلًا: «كلم الناس عن النظافة، ودعك من كلام المسمى أبي هريرة». الفيديو انتشر بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، رغم أن الواقعة حدثت في شهر مايو/ أيار الماضي.
وكان أئمة مدينة باتنة قد أصدروا بيان مساندة للوالي عبد الخالق صيودة، مؤكدين أنه من واجبهم أن يشهدوا شهادة صدق، وأن الرجل ليس بحاجة لمن يدافع عنه، أو يثبت إيمانه، وأن أحدًا لم يأمر بذلك، ولكن كونه مسؤولًا استساغ بعض الناس التقاط صورة له مع إمام لشيطنتهما معًا، بزعم أن الأول (المحافظ) سخر من الصحابي الجليل أبي هريرة، والثاني مجرد تابع، ولا يقول الحق ولا ينهى عن المنكر.
وأضاف الأئمة في فيديو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: «الحقيقة التي يعرفها المنصفون من سكان باتنة، وعلى رأسهم أئمتها، أن الرجل قام بأعمال جليلة، لا يذكرها هو، ونذكرها نحن، مثل تخصيص إعانات مالية للمساجد المستحقة، وتدعيمها بالتبرعات، وكل إمكانيات الولاية، وتخصيص مشروع لتدشين المساجد، وعددها ستة مساجد خلال شهر رمضان، وأنه قام بغلق المخامر، ورفض أن يشكر على ذلك، لاعتقاده أن هذا واجبه الذي يمليه عليه منصبه».
كما أكدوا أن الوالي مخلص ومتفان في إعلان الحرب على أوكار الفساد والمفسدين، موضحين أنهم لم يستغربوا بتر حديث ودي طويل مع الإمام، الذي كان يحثه على ضرورة توعية الناس بضرورة وأهمية تنظيف المدينة، كون ذلك من الدين الإسلامي، وهو دين النظافة والطهارة.
وتساءل الأئمة الذين أصدروا البيان قائلين: «أين هؤلاء المعلقون والشاتمون والفتانون، أين كل هؤلاء الذين انبروا وكأنهم علماء يحكمون على الناس بالجهل والضلال، أين هم من المنكرات التي تقع يوميًا في الشوارع والأسواق وفي كل مكان، من احتراب وسباب وكفر بواح وفسوق صراح، ولماذا اختير هذا التوقيت وقد مر على الأمر أكثر من أربعة أشهر».
وكان الفيديو الخاص بالمحافظ عبد الخالق صيودة قد أثار ردود فعل سلبية وغاضبة، بعد انتشاره بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر الكثير من الجزائريين أن الوالي سخر من الصحابي أبي هريرة راوي الحديث، إذ علق عبد الرحمن سعيدي، أحد قيادات حركة مجتمع السلم ورئيس مجلسها الشوري سابقًا، على الموضوع بمنشور على صفحته في موقع «فيسبوك» قائلًا: «كثرت في الأشهر الأخيرة تصريحات عبثية من مسؤولين لا يجب السكوت عنها، وآخرها ما قاله والي باتنة وفيه إساءة للصحابي أبي هريرة رضي الله عنه، عندما طلب من إمام أن يحدث الناس عن النظافة، وهو شيء جميل ومطلوب، ولكن أن يقول له (خليونا من أبو هريرة) فهذا مقزز وعيب وانحراف وقلة أدب… لماذا هذا العبث؟ هل هو ارتباك وقلق وتوتر يصحبهم في الزيارات لسماعهم بقرب حركة التغيير في سلك الولاة ؟ وهو غير مبرر، أم هو انعدام القدرة على التواصل مع المواطن؟ أم هو غياب رؤية إعلامية لدى ديوان الوالي؟ هل معنى ذلك أن صفة المسؤول تسمح له بالتصريح العشوائي؟ على السلطات العليا أن تتدخل لضبط التواصل والتصريح ومخاطبة المواطنين في هذه المرحلة الحساسة».

الجزائر: استمرار الجدل بشأن سخرية محافظ باتنة من الصحابي «أبي هريرة»

هل وافق عون على التخلّي عن منصب نائب رئيس الحكومة للقوات لتسهيل التأليف؟

Posted: 27 Sep 2018 02:28 PM PDT

بيروت- «القدس العربي»: أوحت الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع إلى بيت الوسط، يرافقه وزير الإعلام ملحم الرياشي، للقاء رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري بحدوث جديد حكومي في ظل معلومات عن تحريك للملف الحكومي بعد عودة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من الرحلة الرئاسية إلى نيويورك والحديث عن أفكار جديدة تُطرَح منها تخلّي رئيس الجمهورية عن منصب نائب رئيس الحكومة لصالح القوات اللبنانية شرط ألا تُسنَد له أي حقيبة لتكون حصة القوات 4 وزراء بثلاث حقائب وليس 4 كما تطالب القـوات.
وهذه من المرّات النادرة جدّاً التي يقصد فيها جعجع بيت الوسط في وضح النهار، وليس ليلاً كما جرت العادة. وأفاد مواكبون لعملية تأليف الحكومة أن جعجع إستمع إلى عرض حكومي جديد يتمحور حول إسناد منصب نائب رئيس الحكومة على غرار الوضع الحالي لكن بلا حقيبة ترجمة لمطلب أن يكون للقوات وزير دولة أسوة بباقي الأطراف السياسية.ولم تنف مصادر معراب وجود مثل هذا العرض، إلا أنّها تؤكّد أنّ قبوله أو رفضه متوقّف على الإطلاع عليه كاملاً، وتحديداً على الحقائب الثلاث الـتي ستـمنح لـ «القوات».
وكانت أنباء تحدثت ن تواصل بعيد عن الأضواء حصل بين الرئيس المُكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون قبل سفر الأخير وعن عقد اجتماع آخر بين الحريري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل جرى خلاله بحث في التعديلات التي طلبها الرئيس عون على التشكيلة الحكومية التي رفعها إليه الحريري.
وتأتي هذه التطورات في ظل حلحلة لدى زعيم المختارة النائب السابق وليد جنبلاط الذي قد يبادر إلى ترجمة ما أعلنه عن « تحجيم ذاتي « من خلال قبوله إما بوزيرين درزيين مع حقيبتين وازنتين على أن يكون الوزير الدرزي الثالث من غير حصته وزير دولة وإما القبول بوزير درزيين مع وزير مسيحي على أن يكون الدرزي الثالث من حصة رئيس الجمهورية الذي سيسمّي الامير طلال ارسلان أو من يمثّله.

هل وافق عون على التخلّي عن منصب نائب رئيس الحكومة للقوات لتسهيل التأليف؟
زيارة مفاجئة من جعجع للحريري… وجنبلاط يتجه لـ «تحجيم ذاتي»
سعد الياس

مقتل لاعب نادي «النهضة» السوري وجرح العشرات بقصف لنظام على ريف حلب

Posted: 27 Sep 2018 02:28 PM PDT

حلب – «القدس العربي»: أدى القصف المكثف لقوات نظام الأسد المتمركزة في حي جمعية الزهراء بحلب، على بلدة «كفر حمرة» بالريف الشمالي، إلى مقتل حارس مرمى نادي «النهضة» الرياضي لكرة القدم، وإصابة آخرين بجروح مختلفة. ونقل الائتلاف السوري المعارض عن مصادر محلية أن قوات النظام قصفت يوم الثلاثاء، بلدة «كفرحمرة»، بقذائف المدفعية الثقيلة، ممّا أدى إلى مقتل حارس مرمى نادي «النهضة» الرياضي لكرة القدم «نور علي دواليبي» وإصابة خمسة آخرين بجروح.
وأكد الدفاع المدني السوري في محافظة حلب، نبأ مقتل الدواليبي وإصابة آخرين بالقصف الصاروخي على البلدة، مضيفاً أن عناصره سارعوا إلى الموقع الذي استهدفته قذائف النظام، وعملوا على نقل المصابين إلى مستشفيات المنطقة لتلقي العلاج اللازم.
كما أشار ناشطون ميدانيون إلى أن قوات النظام استهدفت أيضاً قرية «خلصة» في ريف حلب بقذائف المدفعية والهاون، مضيفين أن القوات المتمركزة في حيي جمعية الزهراء والحمدانية بحلب المدينة، تستهدف بشكل دوري بلدات ريف حلب الشمالي، ممّا أودى بحياة المدنيين وتدمير البنية التحتية.
وكانت قوات النظام قد استهدفت في مطلع الشهر الجاري كلاً من «بلدة كفرحمرة ومدينة حريتان» شمال مدينة حلب، بأكثر من 100 قذيفة مدفعية ثقيلة، ممّا أدى إلى وقوع عشرات الجرحى بينهم نساء وأطفال.

مقتل لاعب نادي «النهضة» السوري وجرح العشرات بقصف لنظام على ريف حلب

الرئيس الجزائري يمهد للولاية الخامسة بتجميد الزيادات في الضرائب والأسعار

Posted: 27 Sep 2018 02:27 PM PDT

الجزائر- «القدس العربي»: صادق مجلس الوزراء الجزائري برئاسة عبد العزيز بوتفليقة، على مشروع قانون الميزانية لسنة 2019، وهو مشروع مالي بخلفية سياسية، لأن الحكومة التي صاغت المشروع تركت الاعتبارات الاقتصادية جانبًا، ووضعت نصب عينيها الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومشروع الولاية الخامسة الذي تسير السلطة نحوه بخطى ثابتة.
وأكد البيان الصادر عن مجلس الوزراء أن مشروع قانون الميزانية لسنة 2019 لم يتضمن أي زيادات لا في الأسعار ولا في الضرائب، وهذا يحدث للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، علمًا أن أسعار الوقود مثلًا عرفت زيادات عدة خلال السنوات القليلة الماضية، مثلما هو الأمر بالنسبة لأسعار الكهرباء والغاز، فضلًا عن عدم تضمن المشروع لأي زيادات في الضرائب والرسوم.
وعقب مصادقة مجلس الوزراء على مشروع القانون، أشار الرئيس إلى الحيطة المتوخاة في إعداد مشروع الميزانية للسنة المقبلة، وذلك من أجل وضع البلد في منأى عن التقلبات الممكنة لسوق النفط العالمي، كما أكد بداية تطبيق تعليماته من أجل ترشيد النفقات العمومية للدولة.
وذكر أن الدولة ستواصل جهود البناء الوطني في كل المجالات، مشيرًا إلى أنه « يجب على الجزائر ابتداء من الآن التجند أكثر من أجل المحافظة على مستوى التنمية البشرية وكذا تحسينه، خصوصًا وأن عدد السكان يزداد سنويًا بأكثر من مليون نسمة، وأن الجزائر لديها الوسائل لرفع هذا التحدي».
وشدد بوتفليقة، حسب بيان مجلس الوزراء، على أنه « يجب علينا تعميق الإصلاحات التي تمت مباشرتها في جميع المجالات، لأن هذه الإصلاحات ستضمن عدالة اجتماعية أكبر ومزيدًا من الشفافية والفعالية والإنصاف، كما تكفل خدمة عمومية متحررة أكثر من أعباء البيروقراطية وستمكن أيضًا من ترقية لامركزية فعلية تتيح تحسين الإنصات والحوار والحلول من طرف السلطات العمومية أمام تطلعات المواطنين».
وألح الرئيس الجزائري على ضرورة « أن يكون تثمين الثروات الوطنية وعروض العمل وترقية الصادرات خارج المحروقات موازيًا و بشكل مكثف لمساهمة المستثمرين المحليين وشركائنا الأجانب، وهو ما يستدعي من الحكومة الاستمرار والإسراع في تحسين مناخ الأعمال في البلد».
وختم تعليقه قائلاً: « هذه جملة من الورشات الكبرى التي لا يجب أن تلهينا عنها المواعيد السياسية الوطنية أيًا كانت أهميتها، ورشات أنتظر منها نتائج ملموسة وسريعة »، وذلك في إشارة واضحة إلى الانتخابات الرئاسية التي من المقرر إجراؤها الربيع المقبل.
ويظهر جليًا أن السلطة هذه المرة تريد أن تلعب ورقة تهدئة الجبهة الاجتماعية، من خلال الابتعاد عن أي زيادات من شأنها إثقال كاهل المواطن، وإفساد عرس السلطة المتمثل في الانتخابات الرئاسية المقبلة، أو بمعنى أدق الولاية الخامسة للرئيس بوتفليقة، التي وبالرغم من شكوك البعض إلا أن المؤشرات تقول إنها تتأكد يوما بعد آخر، وكل تصرفات السلطة وخطواتها، توحي أنها تمهد الطريق نحوها ومن أجلها.
وتستفيد السلطة من الارتفاع الطفيف في أسعار النفط التي تجاوزت عتبة الـ 80 دولارًا، من أجل إبقاء الوضع على ما هو عليه، فإذا استمر هذا الارتفاع في أسعار النفط فهذا يعني مضاعفة مداخيل البلاد من العملة الصعبة مقارنة بما كان عليه الوضع سنة 2016 التي نزلت فيها الأسعار إلى حوالي ال40 دولارًا للبرميل الواحد، قبل أن تسارع منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك بخفض إنتاجها لرفع الأسعار نوعًا ما، وهذا الارتفاع الذي تعرفه الأسعار حاليًا سيعطي السلطة سنة راحة من الزيادات في الأسعار والضرائب، وهو ما يمكنها من تمرير الانتخابات ومعها مشروع الولاية الخامسة ويكون بعدها لكل حادث حديث.
ورغم تحسن الوضع المالي للبلاد نسبيًا، إلا أن السلطة القائمة ستجد صعوبة في التصرف بالطريقة التي تصرفت بها قبيل الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2014، عندما كان رئيس الوزراء الأسبق عبد المالك سلال يجوب الولايات والمدن ويوزع مغلفات مالية، فضلًا عن الوعود التي وزعها خلال الحملة الانتخابية بصفته مديرًا لحملة بوتفليقة، وهي كلها أحلام ذهبت أدراج الرياح واصطدمت بصخرة انهيار أسعار النفط أشهرًا قليلة بعد إسدال الستار عن الانتخابات.
ورغم ما يقوله بعض الساسة بخصوص عدم ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، إلا أن كل المؤشرات تقول عكس ذلك، ليس فقط بالنسبة للدعوات المتكررة التي يطلقها أنصار الرئيس ومؤيدوه من أحزاب وجمعيات وتنظيمات، بل من خلال تصرف السلطة نفسها، التي تعمل على تمهيد الطريق من خلال محاولة تهدئة الجبهة الاجتماعية، وهو مؤشر قوي على أن مشروع الولاية الخامسة مازال قائمًا ويتمدد في انتظار بداية العام الجديد الذي ستتضح فيه الرؤية أكثر، ويتم الكشف عن النوايا والطموحات.

الرئيس الجزائري يمهد للولاية الخامسة بتجميد الزيادات في الضرائب والأسعار
دعا إلى العدالة الاجتماعية وإلى المزيد من الشفافية والفعالية والإنصاف

المغرب: «التجمع الوطني للأحرار» يهاجم «العدالة والتنمية» بعنف ويعتبر تصريحات الطالبي ممارسة لحرية الرأي

Posted: 27 Sep 2018 02:27 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: رفض «التجمع الوطني للأحرار» المغربي (حكومي) إغلاق ملف التوتر مع حزب العدالة والتنمية (الحزب الأول في الحكومة) على خلفية تصريحات لأحد قادة الأحرار والوزير في الحكومة، قال فيها إن حزب العدالة يقود مشروعًا دخيلاً تخريبيًا يهدد أمن البلاد. وهي تصريحات وصفها حزب العدالة بالسافرة وضرب لقيم الأخلاق والعمل المشترك.
وأبدى العدالة والتنمية استغرابه من تصريحات رشيد الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة وبقائه «وزيرًا في حكومة يقودها حزب يحمل مشروعًا تخريبيًا»، وهو ما فهم منه دعوة لإقالة أو استقالة العلمي.
ورد رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، الوزير القوي والمقرب من المراجع العليا، بهجوم عنيف على العدالة والتنمية، وقال في تصريح معمم: «لقد دهشنا من هذا التهافت في ردود الأفعال المتضخمة وغير المفهومة التي استهدفت عضوًا للمكتب السياسي في حزبنا، والذي كان يتحدث للشبيبة بمناسبة مداخلته في الجامعة الصيفية لشبيبة الحزب، ويقوم بدوره التأطيري ويمارس حقه في التعبير فيما يتعلق بالخيارات الاقتصادية التي يمكن لبلدنا أن يسير على منوالها أو يتفاداها».
وأضاف: «أكثر من ذلك، فإننا نعتبر أن تصرف الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الحزب الذي يرأس الأغلبية الحكومية، غير مقبول، إذ ذهب إلى حد إصدار بلاغ صحافي لمهاجمة أحد أعضاء المكتب السياسي في حزب التجمع الوطني للأحرار علنًا».
وأعرب اخنوش عن «استغرابه الكبير»، لأنه في «اللحظة التي نعتقد فيها أن الوطن يجب أن يتأهب لمجابهة التحديات التي تواجهه، وفي لحظة نحن مدعوون فيها جميعًا للتجاوب مع النداءات الملكية التي حملها خطابان أساسيان، وضعانا جميعًا أمام مسؤولياتنا» وقال إنه اضطر لإصدار هذا التصريح لأن «هذا هو النقاش الذي اختار البعض جرنا إليه».
وأضاف: «كنا نتوقع انتقادات أو نقاشًا للأفكار حول القضايا الرئيسية التي أثارها التجمع الوطني للأحرار فيما يتعلق بتنمية القطاعات الاجتماعية بالمغرب، وإيجاد الحلول لمشكل البطالة التي تراكمت خلال السبع سنوات الماضية واتخذت أبعادًا تدق ناقوس الخطر، لكننا مرة أخرى نواجه محاولات للتضييق على هذا النقاش واحتلال المشهد بادعاءات فارغة وعقيمة».
وأكد أن «التجمع الوطني للأحرار مستمر في التركيز على أولوياته على الرغم من محاولات تشتيت الانتباه»، و»لو أراد التجمع أن يعطي أولوية لهذا النوع من النقاش، لكان لا يزال ينتظر تفسيرات حزب العدالة والتنمية حول الشتائم والافتراءات المباشرة الموجهة من أحد أعضاء أمانته العامة ضد التجمع الوطني للأحرار وأعضائه».
وقال اخنوش: «كثيرًا ما تجاهلنا عددًا غير يسير من الهجمات، ليس لأننا اعتبرناها هينة، ولكن إيمانًا منا بضرورة الحفاظ على مناخ عمل يسمح للمغرب بمباشرة أوراش التنمية الحقيقية، في تنازل منا عن حق الرد خدمة لمصلحة الوطن»، لكن من الآن فصاعدًا «لم يعد من الممكن استهداف التجمع الوطني للأحرار بهذا الشكل غير اللائق، لأن المواطنين لن يستمروا في تقبل الكيفية التي نتلقى بها الكثير من الافتراءات دون رد فعل، ولأن الأشخاص وراء هذه الهجمات يشحنونها بكثير من الطاقة، ولا يدخرون أي وسيلة للدعاية من أجل تمريرها، لدرجة أصبحت معها هذه الهجمات عرقلة لأي محاولة للعمل الجاد».
وانتقد حزب التقدم والاشتراكية (الحزب الشيوعي المغربي سابقًا والمشارك بالحكومة) حرب البلاغات والتصريحات بين حزبين من الأغلبية الحكومية واعتبر أن تزايد مظاهر الاحتقان على الساحة الاجتماعية تنتعش في الأجواء السلبية التي تخيم على الوضع العام، حيث تتواصل الضبابية والأزمة في الحقلين السياسي والحزبي، ويتعمق الإحساس بانسداد الآفاق أمام شرائح اجتماعية واسعة، في غياب مبادرات عمومية قادرة على احتواء هذا الاحتقان عبر بث نفس إصلاحي قوي في مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأكد الحزب في بلاغ أرسل لـ«القدس العربي» أن هذا الوضع يسائل الحكومة المطالبة باتخاذ كل ما يلزم من مبادرات إصلاحية، وبالمزيد من الحضور السياسي والميداني، بما يسمح بتجاوز حالة الضبابية وانسداد الآفاق والقلق من المستقبل، وبتغليب روح المسؤولية والجدية عوض التمادي في الممارسات العبثية، المتمثلة في إصرار بعض مكونات الأغلبية على مواصلة أسلوب تبادل الاتهامات والخروج بتصريحات مجانية مجانبة للصواب تزيد من تعميق أزمة الثقة والنفور من أي عمل سياسي وفعل حزبي مسؤول ومنظم ومنتج.

المغرب: «التجمع الوطني للأحرار» يهاجم «العدالة والتنمية» بعنف ويعتبر تصريحات الطالبي ممارسة لحرية الرأي

القصة الكاملة لاستيلاء السلطات السعودية على 36% من «مجموعة بن لادن» وأصول بمئات ملايين الدولارات من قصور وطائرات وسيارات أفراد العائلة

Posted: 27 Sep 2018 02:26 PM PDT

جدة/الرياض – رويترز: لم يكد الأمير محمد بن سلمان يصبح وليا لولي العهد في السعودية حتى حول أنظاره إلى إمبراطورية «مجموعة بن لادن» السعودية العملاقة.
ففي عام 2015 اتصل الأمير، وكان حينها في التاسعة والعشرين من عمره، ببكر بن لادن رئيس مجلس إدارة المجموعة التي تملكها عائلة بن لادن، وقال له إنه يريد أن يصبح شريكا في المجموعة وذلك وفق ما أكده ستة أشخاص تم إطلاعهم على ما دار بينهما.
صَوَّر الأمير عرضه كفرصة لأداء عمل وطني يسهم في تغيير شكل اقتصاد المملكة المعتمد على النفط. وقال أيضا ان ذلك سيخفف الأعباء المالية على الشركة في وقت تحد فيه الحكومة من الإنفاق على البنية الأساسية لمجاراة انخفاض أسعار النفط.
كان بكر بصفته رئيسا لشركة المقاولات الأثيرة لدى الأسرة الحاكمة في السعودية معتادا على تنفيذ طلبات أفرادها. لكن المصادر قالت أنه تردد أمام ما قاله الأمير. ورد بالقول أنه يحتاج بعض الوقت للتشاور مع بقية المساهمين من أفراد الأسرة. وفي الشهور التالية ازداد نفوذ الأمير محمد بن سلمان حتى أصبح وليا للعهد في يونيو/حزيران 2017. وتبنى الأمير خطة للإصلاح الاقتصادي وقال أنه يستهدف الفساد المستشري. وعلى النقيض تدهورت أحوال أسرة بن لادن. فقد كان ثلاثة من الأخوة بن لادن يشغلون مناصب تنفيذية عليا في المجموعة بين أكثر من 200 شخصية من رجال الأعمال وأفراد الأسرة الحاكمة والمسؤولين الذين تم احتجازهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 في حملة على الفساد أمر بها الأمير محمد. وفي نهاية المطاف تنازل بكر وشقيقاه صالح وسعد عن حصصهم التي تمثل 36.2 في المئة من شركة العائلة لصالح الدولة في ابريل،نيسان 2018.
غير أن بكر، وهو في أواخر الستينيات من العمر، لا يزال محتجزا رغم أنه لم تعلن على الملأ أي اتهامات موجهة له.
وتحدثت رويترز مع أكثر من 20 من العاملين في مجموعة بن لادن وأصدقاء العائلة والمسؤولين الحكوميين والمصرفيين ورجال الأعمال لإعداد هذا التقرير عن أفول نجم العائلة.
ولم يشأ سوى عدد قليل من هؤلاء أن يذكر اسمه، استنادا إلى ميل عائلة بن لادن منذ زمن بعيد للحفاظ على السرية، والقيود المفروضة على توجيه انتقادات علنية للحكومة السعودية. ورسمت تلك المصادر مسار التحول الذي شهدته العائلة بدءا بالحوار الذي دار في 2015 بين بكر والأمير محمد وانتهاء بتولي الدولة إدارة المجموعة.
ويقول بعض الاقتصاديين ان هذا التطور يكشف عن تناقضات في خطة الأمير محمد لبناء اقتصاد حديث يقل فيه الاعتماد على النفط. فقد احتضن فكرة الخصخصة على أمل أن يعمل ذلك على تنشيط الاقتصاد، غير أن الدولة تدخلت في شركات مثل «مجموعة بن لادن» السعودية. ورغم أنه اتجه لمعالجة الفساد فلم تكن هناك شفافية تذكر في تلك العملية.
وقال رجل أعمال سعودي إن قصة عائلة بن لادن أصبحت «رمزا لما يحدث بين الحكومة والقطاع الخاص .. أي انهيار الثقة» وردا على طلب للتعليق قال مسؤول سعودي رفيع المستوى ان الأمير محمد لم يسع للحصول على حصة في مجموعة بن لادن عام 2015. وأضاف أن الحكومة السعودية أنقذت الشركة من الانهيار بعد أن مرت بصعوبات مالية «اقترنت بضعف كبير في الإشراف والحوكمة». وأضاف أن مجموعة بن لادن «كيان تجاري سعودي حيوي». ولم ترد عائلة بن لادن وممثلوها على طلب للتعليق.

ملك جديد وقواعد جديدة

سبق أن عرفت أسرة بن لادن المشاكل. فقد كان ابنها أسامة العقل المدبر وراء هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة. غير أن العائلة نجت بقيادة بكر من تلك العاصفة.
غير ان وفاة الملك عبد الله في يناير/كانون الثاني 2015 كانت بداية يوم الحساب للعائلة. ومن بدايات متواضعة في 1931 ازدهرت مجموعة بن لادن بفضل العلاقات الطيبة التي ربطت الأسرة بحكام المملكة المتعاقبين. وكان الترتيب للعقود مع أفراد الأسرة الحاكمة يتم بشكل غير رسمي بل كان في بعض الأحيان يدون على أي ورقة أثناء تناول القهوة.
وقال توماس فالوز المصرفي الأمريكي الذي عمل في الرياض ثماني سنوات «كان أداء الأعمال يسير بمنطق (بكرة إن شاء الله) حيث يمكن الترتيب لعقد اجتماع الساعة الحادية عشرة صباحا في المكتب ويتغير الموعد إلى الرابعة عصرا ثم يتم فعليا الساعة الثانية صباحا في القصر».
غير أن الشهور الأخيرة من حياة الملك عبد الله شهدت انخفاض أسعار النفط إلى 60 دولارا للبرميل من الذروة التي بلغتها أعلى من 100 دولار الأمر الذي قلص إيرادات المملكة بشدة. وعندما ارتقى الملك سلمان (79 عاما) عرش المملكة كانت المشروعات التي صدرت تكليفات بها في سنوات الرخاء الاقتصادي قد أصبحت عبئا، ومنها مركز الرياض المالي، ومطار جديد في جدة، ومدينة اقتصادية على ساحل البحر الأحمر.
وسرعان ما عين الملك سلمان الأمير محمد، الذي كان شخصية غير معروفة من قبل بين أبنائه، وليا لولي العهد. كما تولى الأمير الشاب الإشراف على ملفي الاقتصاد والدفاع.
وقال دبلوماسي غربي سابق أن الأمير محمد كان أثناء سنوات المراهقة يحضر بانتظام الاجتماعات مع والده، الذي كان آنذاك أمير منطقة الرياض لكنه لم يترك انطباعا يذكر على من حوله. وقال مستشار غربي أنه كان «فطنا صعب المراس يفهم عقلية المواطن السعودي العادي».
وفي حين كان أمراء آخرون يسافرون إلى الخارج بقي الأمير محمد في السعودية وحصل على شهادة جامعية في القانون واستثمر أموالا في سوق الأوراق المالية في الرياض.
وقال الدبلوماسي الغربي السابق أنه عندما أصبح سلمان ملكا كان الأمير الشاب يحضر اجتماعات مع مسؤولين أجانب ويتواصل سرا مع والده من خلال جهاز آيباد.
كان الأمير محمد المؤمن بالتوجهات الإصلاحية مفعما بالطموح وتواقا لتغيير الأمر الواقع، فاستحدث تغييرات لتنظيم عمل الحكومة، وتنويع الموارد الاقتصادية، وخفض التكاليف بما في ذلك تقليص الإنفاق على أعمال البناء.
وقال مصدران ان من أوائل التدابير التي اتخذتها الحكومة الجديدة في العام 2015 إصدار أوامر بمراجعة عقود الدولة، مع التركيز على المشروعات الكبرى التي تعتمد عليها «مجموعة بن لادن» السعودية. وسئل المسؤول الحكومي الرفيع عن نتائج تلك المراجعة فقال «الحكومة حريصة على مراجعة كل المشروعات بما في ذلك العقود التي قد تشوبها شبهة فساد أو إهمال في مواقعها».
وقالت سبعة مصادر مُطَّلِعة على ما دار من مناقشات ان الأمير محمد شجع المجموعة على بيع أسهم من خلال طرح عام أولي في إطار الجهود الرامية لتطوير أسواق المال في البلاد.
وكان الإخوة بن لادن قد ألغوا خططا لطرح عام أولي في 2011 خشية ألا يتحقق لهم سعر معقول للسهم في سوق الأوراق المالية التي هزها انخفاض أسعار النفط وبسبب الإجراءات البيروقراطية المصاحبة لإصدار الأسهم.
ووفقا لما قالته المصادر السبعة، كانت الأسرة مترددة في إحياء فكرة طرح الأسهم في 2015 حيث كانت الأوضاع في السوق قد ازدادت سوءا. وردا على طلب للتعليق على ذلك نفى المسؤول الحكومي الرفيع أن الأمير محمد أثار فكرة أن تبيع المجموعة أسهما في طرح عام أولي.
ثم كان سبتمبر/أيلول من ذلك العام عندما انهارت رافعة بناء تابعة لـ»مجموعة بن لادن» في الحرم المكي مما أدى إلى سقوط 107 قتلى قبل بدء شعائر الحج مباشرة.
وأخذت الحكومة قرارات ضد المجموعة فمنعتها من الحصول على عقود جديدة من الدولة، ومنعت أعضاء مجلس إدارتها وكبار المسؤولين التنفيذيين فيها من السفر للخارج. كما أمرت وزارة المالية بمراجعة المشروعات الجارية التي تنفذها المجموعة استنادا إلى أوجه قصور غير محددة.
وقال مدير تنفيذي رفيع في المجموعة ومصدر مُقرب من عائلة بن لادن ان حادث الرافعة كان للحكومة بمثابة ذريعة للتحرك ضد المجموعة. وأضاف أن المجموعة لم تكن مسؤولة عن الموقع في ذلك الوقت، إذ كانت الأعمال تخضع لإشراف السلطات المحلية في مكة. ونفى المسؤول السعودي الكبير ذلك وقال انالعرف جرى على إشراف شركة المقاولات على موقع العمل. وأضاف أن الإجراءات القانونية حيال هذا الحادث لم تنته بعد. وقال المدير التنفيذي إن أسرة بن لادن «تقبلت هذا العقاب». وأضاف أن الأسرة «لم تكن لتتفوه بشيء ضد الملك أو ولي العهد. فهم من الرعايا المخلصين».
وحاولت الأسرة الحد من الأضرار. فأرسل بكر رسالة لأخيه صالح سلمه فيها رسميا مسؤولية المجموعة على أمل استرضاء الحكومة بتغيير الإدارة على حد قول مصدرين إطَّلعا على الرسالة.
لكن الخطة لم تنجح. فمع نضوب مدفوعات الدولة لـ»مجموعة بن لادن» تدهورت أوضاعها المالية، وتوقفت عن سداد مستحقات عشرات الآلاف من العاملين فيها الأمر الذي أدى إلى حدوث احتجاجات. وبحلول منتصف العام 2016 كان جانب كبير من الأعمال الإنشائية التي تتولى المجموعة تنفيذها قد توقف، بما في ذلك مشروعات أساسية في خطط الإصلاح التي طرحها الأمير محمد.
كانت أسرة بن لادن من جانبها تحاول تهدئة الموقف. فاستعانت المجموعة بعشرات من أصحاب الخبرات في المجال المالي والإدارة من الخارج، ومنهم كلاوس فروليش المصرفي السابق في بنك «مورغان ستانلي» كرئيس جديد للإدارة المالية. وقال مصدران ان فروليش، الذي لا يزال في منصبه، جاء مسلحا بسنوات الخبرة في مجال التعاقدات السعودية. وكان على صلة بمحمد الجدعان الذي قدر له أن يصبح بعد فترة وجيزة وزيرا للمالية. ولم يستجب الجدعان لطلب للإدلاء بتعليق. وقال دائنون واجهوا صعوبات في الاتصال بالـ»مجموعة» بن لادن خلال أزمتها ان الاتصالات تحسنت بعد وصول فروليش. واستأنفت الحكومة صرف الأموال للمجموعة. وتراجعت الضغوط المالية.
وقالت ستة مصادر مطلعة ان الشركة طرحت أيضا خططا لإصدار طرح عام أولي امتثالا لضغوط الدولة «لإعادة تدوير» بعض من الأموال التي حققتها على مدار عشرات السنين.
وبدا أن العلاقات بين أسرة بن لادن والحكومة تسير في طريق التحسن. لكن هذا الوفاق لم يدم طويلا. فقد كانت المملكة تتجه إلى ركود اقتصادي وكانت أوضاع السوق تزداد سوءا للطرح الأولي. وتعطلت خطط الطرح مرة أخرى بسبب هذا التدهور الأمر الذي أثار استياء الحكومة.
وقال شخص عمل في إعادة هيكلة المجموعة «الحكام ومحمد بن سلمان اعتبروها (أسرة بن لادن) طفيلا يمتص دماء السعودية دون أن يقدم شيئا في المقابل … نفد صبرهم». وفي يونيو/حزيران 2017 حل الأمير محمد محل ابن عمه الأمير محمد بن نايف وليا للعهد لتتركز في يديه مفاتيح السلطة بقدر أكبر. وأصبح الأمير محمد في وضع يتيح له التحرك فيما يتعلق بمجموعة بن لادن.

السقوط

في ليلة الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2017 احتجزت السلطات السعودية بكر بن لادن في جدة مع أكثر من 200 شخصية من النخبة السعودية، فيما وصفه مسؤولون بـ»حملة على الفساد».
وقال مقربون من أسرة بن لادن أنه تم تجميد الحسابات المصرفية لعشرات من أفراد الأسرة، بما في ذلك أبناء الأخوة بن لادن ومُنعوا من السفر للخارج. وتم استدعاء الأخوة الموجودين في الخارج للعودة إلى المملكة.
بالنسبة لبكر نفسه كانت تلك بداية احتجاز مستمر منذ عشرة أشهر. ومثل كثيرين غيره احتجز في البداية في فندق ريتز كارلتون في الرياض. وكان هذا هو الحال أيضا بالنسبة لأخويه صالح وسعد حيث أن الثلاثة هم كبار المساهمين.
وقال أربعة من المقربين للأسرة أنه تم نقل آخرون من الأخوة بن لادن، ومنهم عمر وأحمد ومحمد وعبد الله ويحيى، إلى الفندق لفترات أقصر.
وشملت حركة التطهير أفرادا من الأسرة الحاكمة ووزراء ومجموعة من كبار رجال الأعمال. وامتدت الحملة على وجه الخصوص إلى مدينة جدة التي نشأت فيها أسرة بن لادن وكانت في فترة من الفترات العاصمة الاقتصادية للمملكة. وكان كثير من الأسر التي تعمل بالتجارة في المدينة على صلات وثيقة بالملوك السابقين، لكن لم ينج منهم من الحملة إلا القليل.
لم تذكر الحكومة علانية أسباب احتجاز أفراد عائلة بن لادن أو أي من الشخصيات التي شملتها الحملة على الفساد. وقال الملك سلمان في ذلك الوقت إن حركة التطهير رد على «استغلال بعض ضعاف النفوس الذين غلبوا مصالحهم الخاصة على المصلحة العامة». وقال مصدران ان الأخوة بن لادن لم يلقوا اهتماما يذكر في الفندق وتركوا وحدهم في غرفهم يشاهدون التلفزيون ويتناولون وجباتهم.
وقال شخص مقرب من الأسرة إن أحد الأخوة الأصغر سنا قال له hنه لم يتم إبلاغه قط بسبب وجوده هناك ولم يستطع الاتصال بمحاميه ولم يزره المحققون إلا نادرا.
ومثل الآخرين من نزلاء فندق الريتز كان عليهم إبقاء أبواب غرفهم مفتوحة، وكان طبيب يمر عليهم بانتظام لفحصهم. كما استعانت السلطات بمسؤول توثيق لتسهيل تغيير التوكيلات الخاصة بالأصول. ووصف أحد الأخوة لصديق له عند خروجه ما حدث بقوله «كانت تجربة شنيعة».
وردا على طلب التعليق على ذلك أحال المسؤول السعودي الرفيع رويترز إلى ما صدر من بيانات في ذلك الوقت عن النائب العام. وكانت تلك البيانات قد أكدت أن كل المحتجزين يتمتعون بنفس الحقوق والمعاملة مثل أي مواطن سعودي آخر. وقال النائب العام سعود المعجب في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2017 أنه يفترض أن كل شخص بريء حتى تثبت إدانته وإنه سيتم الحفاظ على الحقوق القانونية للجميع. وتم إخلاء فندق الريتز من الموقوفين في أواخر يناير/كانون الثاني. لكن خمسة أشخاص مُطَّلِعين على الوضع قالوا ان بكر لا يزال محتجزا في الرياض حيث لا يزوره سوى أفراد أسرته المقربين.
وسئل المسؤول السعودي الرفيع عن المكان الموجود فيه بكر ووضع التحقيق فأحال رويترز إلى النائب العام. ولم يرد النائب العام على طلب للتعليق.
أما الأخوة الآخرون فقد عادوا إلى بيوتهم في جدة، لكنهم يتجنبون لفت الأنظار إليهم. وقال أحد المعارف ان صالح أكثر الأخوة انخراطا في النشاط الاجتماعي عاد إلى لعب الورق بانتظام مع أصدقائه. وتم تجريد صالح من الكثير من ممتلكاته، بما في ذلك قصر أهداه له الملك عبد الله في جدة. وقال أحد المصرفيين العاملين في مجال الإقراض إن صالح يتردد على البنوك طلبا للمساعدة. وأضاف أنه «يتظاهر بالشجاعة».
وقالت أربعة مصادر ان السلطات صادرت صكوك الملكية لبيوت كبار الأخوة، بما في ذلك الفيلا المملوكة لبكر المطلة على البحر الأحمر في إطار التسويات التي أبرمتها للإفراج عنهم. وقال مصدران ان الدولة صادرت أيضا طائرات خاصة ومبالغ نقدية ومجوهرات ومجموعة السيارات الثمينة التي كان سعد يمتلكها وتبلغ قيمتها 90 مليون دولار. وتشمل تلك المجموعة سيارات فيراري لم يصنع منها سوى عدد محدود وغيرها من السيارات الايطالية النادرة. كما تم تجريد نواف ابن بكر من كل السيارات من نوع مازيراتي في صالة العرض الخاصة به.
وردا على طلب للتعليق أحال المسؤول الحكومي الرفيع رويترز إلى مكتب النائب العام. غير أن رويترز لم تتلق منه ردا. وفي بيان صدر أثناء فترة احتجاز الموقوفين في الريتز، قدَّر النائب العام أن الفساد والاختلاسات كلف المملكة ما لا يقل عن 100 مليار دولار على مدار عدة عقود.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2017 قال النائب العام ان معظم الموقوفين الذين يواجهون اتهامات بالفساد وافقوا على تسويات تشمل التنازل عن أصول من بينها عقارات وأموال سائلة وأوراق مالية.

السيطرة على المجموعة

اشتمل لب التسوية التي وافقت عليها أسرة بن لادن مع الحكومة على تملك حصة هامة من المجموعة العملاقة ذاتها.
ففي 23 أبريل/نيسان استكملت الحكومة نقل ملكية 36.2 في المئة من المجموعة إلى كيان أطلق عليه «شركة استدامة القابضة» وذلك وفقا لما جاء في وثيقة من وثائق وزارة التجارة إطَّلعت عليها رويترز. وقالت شخصيتان تعاملتا مع «استدامة» ان الشركة أسستها وزارة المالية لنقل حصيلة التسويات المبرمة بين الحكومة والموقوفين في الحملة على الفساد إليها.
وأكد المسؤول السعودي الكبير أن وزارة المالية تملك شركة «استدامة». ولا توجد بيانات عامة عن هذه الشركة لأنها ليست مُدرجة في سوق الأوراق المالية ولم تنجح محاولات الاتصال بها. وشكلت الحكومة لجنة من خمسة أعضاء للإشراف على إدارة «مجموعة بن لادن». ومن أعضاء اللجنة عبد الرحمن الحركان، الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة «دار الأركان للتطوير العقاري» ومقرها الرياض، وخالد نحاس عضو مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) وخالد الخويطرـ رئيس الإدارة المالية في «شركة الإلكترونيات المتقدمة» وهي من شركات التكنولوجيا التي أسستها الدولة.
ويرى كثيرون على صلة وثيقة بالشركة أن هذه الشخصيات التي عينتها الحكومة مجرد واجهة للحكام. وقال مصرفي في جدة «الخلاصة أن الحكومة بسطت سيطرتها عليها».
ولم يستجب الحركان ونحاس والخويطر لطلبات للإدلاء بتعليق. وقال المسؤول السعودي الرفيع ان لجنة الإشراف «لجنة مستقلة تمثل مصالح جميع الشركاء».
وتوضح وثيقة وزارة التجارة أن ثلثي المجموعة لا يزال مملوكا للأخوة الأصغر من عائلة بن لادن. وتم تعيين شخصيتين من العائلة في لجنة الإشراف، هما يحيى الذي كان مسؤولا عن إدارة عمليات المكتب الخلفي في الشركة، وعبد الله المحامي خريج جامعة هارفارد الذي كان يتولى الإشراف على مصالح المجموعة في الولايات المتحدة.
وفسرت عدة مصادر تعيينهما بأنه لفتة رمزية من جانب الحكومة. ولم يرد الشقيقان وممثلوهما على طلبات للتعليق.
وملأ الحركان، المطور العقاري المسؤول أمام الديوان الملكي ووزير المالية الجدعان، الفراغ الذي خلفه تقلص دور أسرة بن لادن في المجموعة. فبوصفه رئيسا للجنة ورئيسا فعليا للمجموعة، كان له دور في ضمان الحصول على قرض بقيمة 11 مليار ريال (ثلاثة مليارات دولار) من وزارة المالية في أبريل/نيسان. كما التقى بدائني المجموعة، وهم في الأساس من البنوك المحلية، لتقديم تطمينات عن مستقبلها. ونقل أحد الحاضرين عن الحركان قوله ان المجموعة في حالة «فوضى ومفلسة بشكل يائس»، لكن الملك سلمان عينه لقيادة عملية تصحيح مسارها. وبدا الارتياب على وجوه بعض المستمعين عندما قال الحركان ان الأخوة بن لادن «يشعرون بالارتياح لتخليصهم من مسؤولياتهم». ورغم هذه التطمينات لا يزال الغموض يكتنف مستقبل المجموعة.
وكما قال الحركان للدائنين سيتم نفض الغبار عن الخطط التي وضعت بعد تعيين فروليش. وسيتم تفكيك الشركات التي تتكون منها المجموعة، وعددها 537 شركة تعمل في مجالات من البناء إلى الطاقة، وسيتم تغيير اسم المجموعة للنأي بها عن إرث أسرة بن لادن. ومن المشاكل أيضا ما تدين به مجموعة بن لادن من أموال. فبعد احتجاز من احتجزوا في فندق الريتز بدأ ما وصفه مصدر بأنه «جيش من المحاسبين» التفتيش في دفاتر المجموعة محاولين سبر غور التزامات الحكومة تجاهها.
وقدَّر شخص مقرب من الأسرة هذا المبلغ بنحو 40 مليار دولار. لكن مديرا في المجموعة قدَّر أن المبلغ أقل من ذلك. وقال المسؤول السعودي الرفيع إن الحكومة ليس عليها التزامات للمجموعة لكن ثمة «بعض المدفوعات المتنازع عليها بين عدة وكالات حكومية تجري معالجتها».

الحياة بعد أسرة بن لادن

تتولى «مجموعة بن لادن» تنفيذ 93 مشروعا وتربطها صلات بمقاولين من الباطن يصل عددهم إلى 1400. غير أن أغلب الأعمال متوقفة. وتركز الشركة جهودها على تسليم مشروع واحد ضخم بتكليف من الأمير محمد، وهو مشروع «نيوم» الذي يمثل منطقة اقتصادية على ساحل البحر الأحمر تبلغ قيمة استثماراتها 500 مليار دولار وتمثل محور رؤية الأمير محمد للدولة السعودية الحديثة. وسيكون للمدينة الجديدة نظامها القانوني الخاص، الذي يهدف إلى جذب المستثمرين الدوليين في صناعات التكنولوجيا المتقدمة مثل التكنولوجيا الحيوية والصناعات التحويلية المتقدمة وكذلك السياحة.
غير أن أولى المنشآت التي صدرت تكليفات بإقامتها في الموقع كانت تقليدية وتمثلت في قصور فاخرة تطل على البحر.
وأحد هذه القصور نسخة طبق الأصل من قصر أتمت مجموعة بن لادن بناءه للملك سلمان في مدينة طنجة المغربية، حسب ما قالته ثلاثة مصادر أحدها يعمل في موقع المشروع.
وتبين وثيقة عن تصميم المشروع تم الإطلاع عليها أن الموقع به قصور للملك وللأمير محمد وشقيقه الأمير تركي، بالإضافة إلى فيلات أصغر لأخوة آخرين وأمراء من العائلة.
وسيضم الموقع الذي تنتشر فيه النافورات والأشجار المزهرة ثلاثة مهابط لطائرات الهليكوبتر ومارينا بحرية وملعبا للغولف. وكانت عقود القصور في الأصل من نصيب شركات بناء سعودية أخرى. لكن المصدر الذي يعمل في موقع المشروع ومصدرين آخرين قالوا Hن هذه الشركات عجزت عن التعامل مع مشروع بهذا الحجم وسرعة الإنجاز المطلوبة.
وتم تحويل عشرات الآلاف من عمال مجموعة بن لادن من مشروعات أخرى في مختلف أنحاء البلاد للعمل في مشروع قصور منطقة «نيوم». وقالت المصادر الثلاثة إان هؤلاء العمال عملوا على مدار الساعة بوتيرة شديدة السرعة لتسليم المشروع خلال شهور الصيف القائظة. لكن نمو العشب خارج القصور لم يتحقق بالسرعة الكافية قبل الموعد المحدد في الأول من أغسطس/آب، ولذلك اضطر العمال لتغييره بعشب اصطناعي قبل الزيارة الملكية. وأكد المسؤول السعودي الرفيع ان شركة تابعة لـ»مجموعة بن لادن» تشارك في أعمال البناء. وقال أربعة أشخاص مطلعون على التطورات ان الأمير محمد يتجول بالطائرة بانتظام في سماء المشروع للإطلاع على سير العمل فيه.
وقال اثنان منهم أنه يتولى بنفسه تسويق مشروع «نيوم» ويجلب مستثمرين محتملين في جولات رسمية وحفلات لا تقدم فيها المشروبات الكحولية. وفي نهاية يوليو/تموز انتقل هو والملك سلمان إلى المُجَمَّع الذي لم يكتمل بناؤه بعد لقضاء العطلة الصيفية. ولعدم وجود مبان كافية في الموقع اضطر أعضاء في الحكومة وقيادات في قطاع الأعمال للإقامة في يخوت أو في مدينة شرما القريبة. وهكذا مرة أخرى وجدت المملكة أنها تحتاج إلى خبرات «مجموعة بن لادن».

القصة الكاملة لاستيلاء السلطات السعودية على 36% من «مجموعة بن لادن» وأصول بمئات ملايين الدولارات من قصور وطائرات وسيارات أفراد العائلة
محمد بن سلمان وضع عينه عليها حتى قبل تعيينه وليا للعهد

المسؤولون الإسرائيليون يسارعون لإفراغ تسوية الدولتين من مضمونها وتعطيل دواليبها

Posted: 27 Sep 2018 02:26 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي» : بخلاف ملامح وجهه خلال المؤتمر الصحافي في نيويورك قال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمس، في حديث مع الصحافيين إنه لم يفاجأ بتصريح ترامب بأن الحل المفضل لديه هو حل الدولتين. وقال إنه يفترض أن ترامب سيتقبل المبدأ الإسرائيلي القائل إن إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية غرب نهر الأردن في أي سيناريو.
وفي محاولة لتسخيف فكرة الدولة الفلسطينية قال نتنياهو إن «كل واحد يعرف مصطلح الدولة بشكل مختلف». وتابع «أنا على استعداد للقبول بأن تكون للفلسطينيين صلاحيات السيطرة على أنفسهم دون القدرة على الإضرار بنا. أعتقد أن كل خطة أمريكية ستعكس هذا المبدأ. كما لا أعرف الجدول الزمني الدقيق لنشر الخطة الأمريكية».
يشار الى أنه منذ خطابه في بار ايلان في 2009، تجنب نتنياهو توضيح موقفه بشأن هذه المسألة، خصوصا باللغة العبرية، واضطر الآن إلى الإشارة بصراحة إلى إمكانية إقامة دولة فلسطينية مفرغّة من معاني الدولة. وفي رده على سؤال صحيفة «هآرتس» أمس عما إذا ستقوم خلال فترة ولايته «شبه دولة فلسطينية» كما سبق وصرح عدة مرات، قال نتنياهو «أقترح عليكم الانتظار ورؤية ما سيحدث. من المهم تحديد ما هو مقبول بالنسبة لنا: إسرائيل لن تتنازل عن السيطرة الأمنية على غرب نهر الأردن. هذا لن يحدث طالما كنت رئيسا للوزراء، وأعتقد أن الأمريكيين يفهمون ذلك».
وفي رده على إعلان رئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت، بأنه طالما كان وزيرا في الحكومة فإنه لن تقوم دولة فلسطينية لأنها «كارثة لإسرائيل»، قال نتنياهو بابتسامة ساخرة: «يمكنني أن أؤكد لكم أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية تشكل كارثة بالنسبة لإسرائيل».

البيت اليهودي

وقال بينيت معقبا إنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية، حتى لو كانت منزوعة السلاح ولن يسمح لشركاء الائتلاف بجر الحكومة إلى اليسار».  وأضاف في تصريح للإذاعة العامة أن «البيت اليهودي» قد انتخب لكي يمنع إقامة دولة فلسطينية، مدعيا أنه توجد دولة فلسطينية في قطاع غزة. واعتبر أن نتنياهو سيكون رئيس الحكومة المقبل بدون شك، وأن السؤال هو «هل ستكون حكومة يمين، أم حكومة مقيدة من أحزاب اليسار ـ الوسط»، داعيا إسرائيل لأن تصر على مصالحها، وأن أي دولة فلسطينية ضمن أي صيغة غير مقبولة . وردا على سؤال حول ما إذا كان يدعم إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، أجاب بينيت «الدولة هي دولة. وتابع أن «الدولة هي التي تقرر من وكم عدد المواطنين فيها.. تخيلوا الملايين من أبناء اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يصلون الضفة الغربية، وفجأة يقولون إن عائلاتهم لم تأت من رام الله، وإنما من يافا». وفي هذا السياق قال رئيس «المعسكر الصهيوني»، آفي غباي، إن «حل الدولتين هو الحل السياسي للفصل بيننا وبين الفلسطينيين، بحيث تكون دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وتكون السيطرة الأمنية فيها بيد إسرائيل. وتابع غباي أنه يعتقد أن نتنياهو لن يكون القائد الذي سيدفع في اتجاه تسوية. وأضاف «كان نتنياهو رئيسا للحكومة في السنوات العشر الأخيرة، ولم يحصل شيء. وما لم يفعله في هذه السنوات لن يفعله لاحقا». واستدرك بالقول «إذا كان نتنياهو جديا بشأن التسوية، فسوف ندعمه. سندعم الحكومة التي تدفع في اتجاه اتفاق سلام، لأن ذلك هو الأهم»، مدعيا أن الفترة الحالية هي الوقت المناسب لإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين بسبب ميل ميزان القوة لصالح الاحتلال.
وفي ظل اللقاءات التي يعقدها سياسيون من إسرائيل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال مصدر سياسي لصحيفة «هآرتس» إن نتنياهو «أجرى اتصالا» مع عباس، لكن الأخير رفض عقد لقاء بينهما. وحسب المصدر «من السخف التفكير بأنه عندما تعد الولايات المتحدة مثل هذه الخطة، فإن نتنياهو سيتجاوزها، وهذا لا يعني أننا لا نجري أي اتصالات مع الفلسطينيين».
ورفض مسؤول فلسطيني التصريحات الإسرائيلية المتعلقة برفض عباس الاجتماع مع نتنياهو. وقال «يجب على الإسرائيليين التوقف عن لعبة الاتهامات. الحقيقة الوحيدة هنا هي أننا لم نرفض أي اقتراح لعقد اجتماع. لم يطلبوا منا اللقاء، لقد توقع الرئيس عباس الاجتماع مع نتنياهو في عدة مناسبات، لكنه هو الذي لم يحضر. نتنياهو يعرف أن لدينا مواقف واضحة في كل القضايا ، والموقف الوحيد الذي لدى إدارته فيما يتعلق بالفلسطينيين هو نظام الفصل العنصري».
وقال مكتب رئيس الوزراء معقبا على تقرير «هآرتس»: «هذا التقرير غير صحيح. رئيس الوزراء رفض تحديد مسألة الدولة، وقال إنه لا يتعامل مع المصطلحات وإنما مع الجوهر. سوف يصر رئيس الوزراء على المصالح الأمنية لإسرائيل، وأولها السيطرة الأمنية غرب نهر الأردن».
وكشفت «هآرتس» أنه تم إلغاء اللقاء الذي كان مقررا عقده بين نتنياهو والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الخميس. وكان ماكرون قد أعلن خلال خطابه أمام الجمعية العامة، الثلاثاء الماضي أنه لا يوجد بديل لحل الدولتين في المسألة الإسرائيلية – الفلسطينية. ورد ماكرون على تصريحات ترامب بالقول إن الخطوات الأحادية لن تساعد في حل النزاع. وتساءل «ما الذي يمكن أن يحل الأزمة بين إسرائيل والفلسطينيين؟ ليست خطوات أحادية أو تجاهل شرعية حق الشعب الفلسطيني بسلام دائم».

المفاجأة الكبيرة

وفي محاولة للنيل من مزاعم نتنياهو قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ساخرة إن رئيس الوزراء وعد قبل لحظات من انطلاقه إلى نيويورك، بأنه ستكون هناك «مفاجآت» في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن يبدو أن المفاجأة الكبرى جاءت خلال اجتماعه مع الرئيس ترامب. وأوضحت  أنه بعد الاحتضان الدافئ والابتسامات المشرقة بين الزعيمين، غير الرئيس الاتجاه بشكل غير متوقع عندما أعرب عن دعمه الحثيث لإقامة دولة فلسطينية».
وأشارت الصحيفة الى أنه بعد أكثر من عام ونصف على اجتماعهما الأول، الذي تخلى خلاله ترامب عن حل الدولتين وأعرب عن استعداده لدراسة البدائل، عاد إلى الموقف الأمريكي التقليدي في هذا الشأن. وعندما سئل عن الموضوع في نهاية اللقاء مع نتنياهو قال ترامب « أحب هذا الحل. هذا هو الحل الذي أعتقد أنه يعمل بشكل أفضل، لا أحتاج حتى للتحدث عنه مع أي شخص. شعوري هو أن حل الدولتين يعمل بشكل أفضل. أعتقد حقا أن شيئا سيحدث. حلمي هو صنع السلام قبل نهاية فترتي الرئاسية الأولى».
وبعد اجتماعهما، كرر نتنياهو إشادته بقرار الرئيس نقل السفارة إلى القدس. وقال وهو يبدو أنه يتوجه للآذان الإسرائيلية «لقد غيرت التاريخ ولامست قلوبنا، كما أعتقد، وأقول بشكل موضوعي، إن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل لم يكن أقوى مما هو الآن».

ليفني وعباس

يشار الى أن زعيمة المعارضة تسيبي ليفني، اجتمعت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في نيويورك، على خلفية اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ودعت الرئيس عباس لاستئناف الحوار مع الولايات المتحدة من أجل دفع حل الدولتين. وقالت إن «الانغلاق والخطوات الأحادية الجانب ضد إسرائيل وكسر الأدوات ستكون بمثابة بكاء لأجيال مقبلة. هذا قد يؤدي إلى تدهور على الأرض، وفقدان السيطرة وفقدان حل الدولتين القوميتين، ولذلك يجب على السلطة الفلسطينية أن تتجند للحل في غزة وبدلاً من مهاجمة الولايات المتحدة، العودة للحديث معها».
وأوضحت ليفني أن على الطرفين محاولة التوصل إلى تهدئة بسبب «خطورة الوضع» . ودعت حكومة الاحتلال إلى إجراء مفاوضات مع « المعتدلين في المنطقة بمن في ذلك عباس، وليس مع المتطرفين، مثل حماس». كما دعت عباس إلى «منع التدهور والعودة إلى الحوار مع الولايات المتحدة، ليس بسبب العقوبات وتخفيضات الموازنة، وإنما رغم ذلك، وحتى إن كانت لديك مخاوف وغضب وحتى إذا كنت لا توافق على جميع الشروط».
وعقب الوزير ياريف ليفين (الليكود) على اللقاء، وقال في مقابلة مع راديو جيش الاحتلال «هذا اللقاء ليس أقل من إهانة. من الصعب عليّ أن أفهم اندفاع قادة اليسار إلى حضن ذلك الإرهابي، منكر الكارثة الذي يدفع بانتظام للإرهابيين والقتلة الذين يجلسون في السجون الإسرائيلية».

ترامب ـ بوتين- نتنياهو- السيسي

وعن لقائه مع ترامب، عبر نتنياهو عن رضاه من النتائج خصوصًا فيما يتعلق في الأزمة مع روسيا، «حيث عبر الرئيس الأمريكي عن دعمه لكل ما تفعله إسرائيل للدفاع عن نفسها في سوريا». وأضاف: «أعطى الرئيس ترامب تعليمات واضحة. هدفنا هو الحفاظ على العلاقات مع روسيا وحماية أمن إسرائيل ضد هذه التهديدات.
كذلك التقى نتنياهو، فجر أمس الخميس، بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وصدر بيان مقتضب للغاية عن مكتب نتنياهو بعد اللقاء، جاء فيه أنهما بحثا «الوضع في غزّة والتطورات الإقليميّة»، دون أي تفصيلٍ، في حين لم يصدر أي بيان عن الرئاسة المصرية. واللقاء بين السيسي ونتنياهو هو الثاني العلني بينهما، بعدما ذكرت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أن نتنياهو زار القاهرة سرًا في أيار/ مايو الماضي للقاء السيسي.

المسؤولون الإسرائيليون يسارعون لإفراغ تسوية الدولتين من مضمونها وتعطيل دواليبها
بعد تصريح ترامب عن تفضيلها
وديع عواودة:

7 مرشحين يتنافسون على رئاسة العراق… وحزب بارزاني يلمّح لحسم المنصب لصالحه

Posted: 27 Sep 2018 02:26 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: تسلّمت هيئة رئاسة مجلس النواب العراقي، 31 طلباً للترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، 7 منها فقط استوفت جميع الشروط المطلوبة للترشيح، فيما منح البرلمان الفرصة للمرشحين الآخرين بالطعن لدى المحكمة الاتحادية.
ورغم التنافس الشديد على المنصب، لكن الصراع يدور بين مرشحين أساسيين، هما برهم صالح عن الاتحاد الوطني الكردستاني، وفؤاد حسين عن الحزب الديمقراطي الكردستاني.
الحزبان الكرديان يخوضان جولة مباحثات ماراثونية في العاصمة بغداد، مع رؤساء الكتل السياسية الشيعية والسنية، لضمان المنصب المخصص للأكراد حصراً.
المعطيات تشير إلى ميول تحالف «الإصلاح والإعمار» بزعامة الصدر والحكيم، إلى مرشح الاتحاد الوطني، فيما تتجه بوصلة تحالف «البناء» بزعامة العامري والمالكي، إلى فؤاد حسين مرشح بارزاني الوحيد.
ويرى مراقبون، أن نجاح تحالف «البناء» بإيصال محمد الحلبوسي لرئاسة البرلمان، إضافة إلى حسم منصب النائب الثاني لرئيس مجلس النواب لمرشح «الديمقراطي الكردستاني» بشير الحداد، كلها مؤشرات على تبني التحالف الموقف ذاته من فؤاد حسين، على أمل «ردّ الدين» عند التصويت لمرشح «البناء» لمنصب رئيس الوزراء.
سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، فاضل ميراني، كشف عن «مؤشرات» تصب لصالح حزبه لحسم منصب رئاسة جمهورية العراق لمرشحه فؤاد حسين.
وقال في تصريح للصحافيين أمس الخميس، من قضاء كويسنجق التابع لمحافظة أربيل، على هامش حضوره تجمع انتخابي لقائمة حزبه الانتخابية، إن «الديمقراطي الكردستاني أرسل وفداً برئاسة عضو المكتب السياسي كريم سنجاري، للتحاور مع الأطراف السياسية بشأن منصب رئيس الجمهورية».
وأضاف: «لا نستطيع أن نتحدث بالنيابية عن الجهات السياسية العراقية، ولكن المؤشرات الموجودة على أرض الواقع تصب لصالح الديمقراطي الكردستاني لحسم منصب رئيس الجمهورية لمرشحه».
وفي اليومين الماضيين، كثّف وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يضم مرشح الحزب لمنصب رئيس الجمهورية فؤاد حسين، من لقاءاته مع القادة السياسيين في العاصمة بغداد. أبرز تلك اللقاءات جرت مع زعيم ائتلاف «دولة القانون»، المنضوي في تحالف «البناء» نوري المالكي.
اللقاء بالمالكي، حسب بيان لمكتبه، تضمن بحث «مستجدات الوضع السياسي والحوارات الجارية بين القوى السياسية لتشكيل الحكومة القادمة».
ونقل البيان عن المالكي، تأكيده على أهمية «قراءة التحديات ووضعِ الأولويات وتحمل المسؤوليات تجاهها»، مشددا على ضرورة «استحضار المصلحة العراقية، وضرورة تحقيق الوئام السياسيّ في العراق لتقديم الخدمات وتوفير فرص العمل وإعادة إعمار مدن البلاد». ودعا، الشركاء الأكراد، وفقاً للبيان، إلى «توحيد موقفهم في تقديم مرشح واحد لرئاسة الجمهورية وفق الاستحقاقات».
كذلك التقى وفد الحزب، زعيم تحالف «الفتح»، مركز ثقل «البناء»، هادي العامري، لمناقشة «الإسراع في تشكيل حكومةٍ وطنيةٍ تخدمُ متطلباتِ الشعب».
عضو وفد الحزب الديمقراطي المفاوض، النائب محمد شاكر، قال لـ«القدس العربي»، تعليقاً على هذه الزيارات، إنها تأتي «في إطار تعزيز العلاقات، إضافة لبحث تشكيل الحكومة الجديدة، وبكل تأكيد حسم ملف تحديد مرشح رئيس الجمهورية».
وأضاف: «المفاوضات ستستمر حتى 2 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل (الموعد المحدد لاختيار رئيس الجمهورية)». وزاد: «رغم شدة التنافس بين مرشحنا فؤاد حسين ومرشح حزب الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح، غير أن حظوظ حسين كبيرة في تولي المنصب. سيحصل على أغلب أصوات النواب في جلسة الثلاثاء المقبل».
وأشار إلى أن «هذه الزيارة تأتي عقب زيارة رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني إلى بغداد والنجف، بهدف حصول مرشح الحزب على أعلى الأصوات في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية».
أما النائب عن تحالف «الفتح» أحمد الكناني، فأشار لـ«القدس العربي»، إلى أن «هناك أكثر من مرشح لمنصب رئيس الجمهورية. ننتظر من الأخوة الأكراد حسم أمرهم والقدوم إلى بغداد بمرشح واحد».
وأضاف: «منصب رئيس الجمهورية مهم، كونه سيتولى مهمة تكليف الكتلة البرلمانية الأكبر، لاختيار رئيس الوزراء»، مبيناً أن «الشعب العراقي ينتظر ذلك للمضي بتشكيل حكومة قوية متماسكة قادرة على مواجهة التحديات وتقديم الخدمة للمواطن العراقي».
وفيما عبّر التركمان عن وقوفهم بالضدّ من اعتماد مبدأ «المحاصصة» في توزيع مناصب الرئاسات الثلاث، غير إنهم أقروا أن منصب رئيس الجمهورية من حصة الأكراد.
النائب عن الجبهة التركمانية، أحمد حيدر قال لـ«القدس العربي»، «نحن ضد نظرية المحاصصة في توزيع مناصب الرئاسات الثلاث، لكن العرف السياسي يقضي أن رئاسة الجمهورية للمكون الكردي».
وأكد بن المرشح الأكثر حظاً لتولي المنصب «لم يتضح حتى الآن عازياً السبب في ذلك إلى «الخلاف بين الحزبين الكرديين الكبيرين».
وأوضح أن «ملف اختيار رئيس الجمهورية يسير بطريقه الدستوري، ابتداءً من الترشيح وعرض أسماء المرشحين على هيئة النزاهة والمساءلة والعدالة، وصولا إلى تحديد موعد التصويت على المرشحين الذين سيخرج منهم رئيس الجمهورية».
في الأثناء، كشف النائب عن تحالف «البناء» منصور البعيجي، أن تحالفه لن يصوت لأي مرشح لرئاسة الجمهورية دعم استفتاء استقلال إقليم كردستان جرى في 25 أيلول/ سبتمبر 2017، داعياً الأكراد إلى ترشيح شخصية «وطنية» تستحق أن تتسلم منصب رئاسة الجمهورية.
وقال في بيان إن «تحالفه لن يصوت لأي مرشح لرئاسة الجمهورية دعم استفتاء إقليم كردستان ودعا إليه، لأنه لا يصلح أن يكون رئيساً ل‍جمهورية العراق وهو مؤمن بتقسيم البلد»، داعياً الكرد إلى «الاتفاق فيما بينهم وتقديم شخصية وطنية يستحق أن يتسنم منصب رئيس الجمهورية ويكون رئيساً للعراق بمعنى الكلمة حاميا لدستوره وأرضه وسمائه».
وأضاف: «من غير الممكن لمن ترسخت في عقله فكرة الانفصال وتقسيم البلد أن يكون رئيساً لجمهورية العراق، وهو قبل فترة قصيرة ينادي بالانفصال وتقسيم والبلد، لذلك على الكتل الكردية أن تقدم مرشحا يتمتع بالمواصفات التي تؤهله أن يكون رئيساً للجمهورية يستحق أن يصوت له ثلثي أعضاء مجلس النواب».
وأشار إلى أن «الجلسة المقبلة، ستكون حاسمة داخل قبة البرلمان على اعتبار أن المدة التي حددها الدستور قد انتهت»، متابعاً «يجب أن يكون رئيس الجمهورية المقبل حامياً للدستور لا أن يحتمي به كما حصل من قبل الرؤساء السابقين، لذلك نأمل أن يكون الرئيس المقبل قوياً قادراً على حماية الدستور وحماية البلد من أي اعتداء داخلي أو خارجي، وأن يكون رئيساً للعراقيين جميعا لا لإقليم كردستان أو قوميته فقط».

7 مرشحين يتنافسون على رئاسة العراق… وحزب بارزاني يلمّح لحسم المنصب لصالحه
«البناء» يدعو الأكراد للاتفاق على شخصية واحدة… ويرفض التصويت لمن دعم استقلال كردستان
مشرق ريسان

الغموض يسيطر على أسباب انتحار راهب والأقباط يطالبون تواضروس بحل اللغز

Posted: 27 Sep 2018 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: استحوذت كلمة الرئيس السيسي في الحوار العالمي حول المناخ أمام اجتماعات الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة على اهتمامات الصحف المصرية الصادرة، أمس الخميس 27 سبتمبر/أيلول.
وتواصلت الحرب على الإخوان في الصحف القومية والحكومية، وبدورها نقلت «اليوم السابع» الحرب خارج الحدود فقالت: «أقنعة الإخوان تتساقط في نواكشوط.. السلطات الموريتانية تتحرك ضد مركز دعوي للجماعة.. وتقارير تكشف علاقة نائب المرشد في مصر بالمركز، وحيل الإخوان لخداع السلطات». خبير يؤكد: التجربة الإخوانية فشلت وفي طريقها للأفول». ووجد الممثل خالد أبو النجا نفسه أمام بلاغ يطالب بمحاكمته، بتهمة الترويج للشذوذ الجنسي والتحريض عليه، من خلال تصريحاته على صفحته الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر».
كما اهتمت الصحف بالراهب القس زينون المحرقي، الذي توفي في دير المحرق في أسيوط بشكل غامض، حيث تجري النيابة العامة تحقيقاتها لمعرفة أسباب الحادث. ومن أخبار أمس الخميس: رئيس الوزراء يشيد بزيادة مساحة الإعمار في جنوب الصعيد. الري: مصر تبدأ إنشاء 5 سدود لحصاد مياه الأمطار في مناطق متفرقة في أوغندا. وفاة شقيقة الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل. وما زالت قضية عدم فوز اللاعب محمد صلاح وعدم حصوله على جائزة أفضل لاعب في العالم، مصدر اهتمام الصحف المصرية. وبدوره قال عبد القادر محمد علي في «الأخبار»: عندما جرَّب العرب أن يتفقوا على رأي واحد لأول مرة في تاريخهم، اتفقوا على منع الفرعون المصري محمد صلاح من الفوز بلقب «الأفضل في العالم».‬ «الأهرام»: السيسي صوت العالم الثالث في الأمم المتحدة‬.

تخاريف زيدان

من معارك أمس الخميس في «الأهرام» رد الدكتور أحمد يوسف أحمد على المفكر يوسف زيدان: «دخل الدكتور يوسف زيدان معارك فكرية حادة حول بعض الأفكار غير المألوفة التي طرحها، كما في تقييمه صلاح الدين الأيوبي وإنكاره أن المسجد الأقصى هو ما تعارفنا عليه، وقد نأيت بنفسي عن المشاركة في هذه المعارك لكونى لست مؤرخاً أو جغرافياً أو متخصصاً في تاريخ الأديان، حتى أقدم براهين قاطعة تخالف ما طرحه، لكن السطور السابقة المنسوبة إليه تمس صميم الفكر الذي أومن به، والعلم الذي تخصصت فيه، ولذلك أسمح لنفسي بمناقشة ما ورد فيها من أحكام، ولديّ في هذا الصدد عدد من الملاحظات: أما الملاحظة الأولى فقد تكون على قدر من الطرافة، إذ أن الأفكار التي يراها الدكتور زيدان محض أكاذيب لم يعد مصدرها المقررات الدراسية كما يعتقد، ذلك أن جزءاً من التردي العربي انعكس بتأكيد هذه المقررات، فلم تعد تحفل كثيراً بتلك الأكاذيب، غير أن مصدرها حقائق موضوعية سوف آتي على ذكرها، وقد قدر لي أن أشارك في مشروع بحثي عن المحتوى القومي لهذه المقررات في عينة ممثلة للدول العربية وأُطمئنه إلى أن غيرتها على العروبة ليست بالدرجة التي يتصورها، لكنني أعجب في الملاحظة الثانية من وصف الاتصال الجغرافي العربي بأنه محض أكاذيب، وقد حدث خلط بالتأكيد بين الحقيقة الموضوعية وهي، وحدة الجغرافيا العربية وإخفاق السياسة في استغلال إمكاناتها بإقامة شبكة كفء من المواصلات البرية والبحرية والجوية بين أجزائها، بل تعويق التواصل في حدود ما هو موجود من إمكانات بالقيود السياسية، ومع ذلك فإن هذا التواصل الجغرافي رغم كل المعوقات لعب دوراً في التكوين التاريخي للأمة العربية من خلال الهجرات التي جعلت القبائل العربية تصل إلى مصر».

هل يكرهوننا؟

«الكرة أبسط مثال على الحالة العربية، حتى لو سلمنا بأنها رياضة لا دخل للسياسة فيها. في الواقع، كما يؤكد فراج إسماعيل في «المصريون»، تترجم النفسنة بين الدول العربية وبعضها بعضا. فإذا كانت هناك نفسنة من دول تملك الثروة، فهناك في المقابل نفسنة من دول تملك التاريخ والحضارة. لسنا مع هذا ولا ذاك ولا نبرئ أيا منهما، لكننا نتمنى دراسة وافية لتفادي هذه المنزلقات الخطرة التي تنعكس سلبا على علاقات الشعوب ذات الدم الواحد واللغة الواحدة. نشاهدها فعلا في لقاءات المنتخبات الكروية. لا ننسى الأزمة الشهيرة بين منتخبي مصر والجزائر، ودعوات الفلتان اللفظي من البعض هنا وهناك، التي وصلت إلى رمي الأعلام تحت الأقدام والتهديد بالحرب والمعايرة والتنابز بالصفات السيئة. نجم الكرة المصري المحترف في ليفربول محمد صلاح لم يصوت له في استفتاء الأفضل في العالم سوى 4 منتخبات عربية من بينها بلده. لم تصوت له جميع دول الخليج التي ترتبط بعلاقات راسخة ومصيرية مع مصر، ولم تصوت له من دول المشرق والمغرب العربي سوى فلسطين وسوريا وموريتانيا. ثم تأتي المفارقة من تركيا وإيران اللتين لا تتمتعان بعلاقات سياسية جيدة مع مصر، ومع معظم دول الخليج. لقد صوت قائدا منتخبيهما لمحمد صلاح، كما جاء في البيان التفصيلي الذي نشره الفيفا. من حقنا أن نعاتب الأشقاء الذين فضلوا التصويت لنجوم من أمريكا اللاتينية وأوروبا. لو كان الأمر مجرد كرة قدم ورياضة توحد بين العالم وتقضي على العنصرية لهان الأمر. لكن الواقع أن تاريخنا العربي له شواهده الكثيرة على الانقسام والنفسنة التي نعاني منهما، وهي حالة سلمت منها تركيا وإيران فأيدتا صلاح كلاعب مسلم ينتمي لديانتهما ومنطقتهما».

موتوا بغيظكم

سألت سيدة أماني ضرغام في «الأخبار»: «قالت لي صديقة عزيزة ممكن حد يموت بمرض نفسي؟ قلت لها ممكن، بتسألي ليه؟ قالت نفسي ربنا ياخد كل اللي بيذكروا مصر بسوء، ربنا علام الغيوب وعارف أن كل ما يقولونه افتراء وكذب بيّن ومغالطات، مش ممكن يبقي الخير واضح والحق واضح والناس تغالط ضمائرها كده وعيني عينك، قلت لها متدعيش على حد بالموت، لأن الموت ساعات بيكون راحة للجسد والعقل اللذين تأكلهما نار الحقد وانعدام الضمير، قولي يارب خليهم عايشين ويشوفوا مصر بتنجح وبتتقدم وتحقق إنجازات بفضل ربنا وإخلاص رئيسها وشعبها وإيمانهم بأن مصر تستحق الأفضل بالعمل والجهد وليس الكلام، أما البُعدا فدعي نار الحقد والغيرة تأكلهم وهم يتفرجون على نجاح وإنجازات مصر».

سينما صوت الأزهر

تصدرت صورة بطل فيلم «يوم الدين»، راضي جمال، غلاف جريدة «صوت الأزهر»، في عددها الصادر، أمس الخميس هذا ما ذكرته جريدة «الوفد» في عددها الصادر أمس ومما جاء في الخبر، ظهر راضي جمال على غلاف جريدة «صوت الأزهر»، خلال الصورة، على السجادة الحمراء في مهرجان الجونة السينمائي، تتصدرها عبارة «Number One»، مع تنويه لتقرير عنه بعنوان «راضي جمال.. من مستعمرة الجذام إلى السجادة الحمراء». ويعد ظهور راضي جمال على غلاف جريدة «صوت الأزهر»، الأول من نوعه، حيث أن الجريدة الناطقة باسم الأزهر الشريف، لم يسبق لها أن تنشر صورة لبطل فيلم سينمائي. فيلم «يوم الدين» من إخراج أبو بكر شوقي، ويمثل دور البطولة الممثل راضي جمال، وأحمد عبدالحفيظ، وشهيرة فهمي. تدور أحداث العمل حول شخصية «بشاي»، الشخص الذي يعاني من مرض الجذام، ويقابل العديد من المشاكل التي تحدث له نتيجه عدم تقبل المجتمع لشكله الذي حدث بسبب المرض، إلى أن يدخل في رحلة طويلة للوصول إلى منزله. يذكر أن فيلم «يوم الدين» رُشح ليمثل مصر بجوائز أوسكار أفضل فيلم أجنبي، من اللجنة المشكلة من وزارة الثقافة المصرية، وذلك بعد الإشادات التي حصل عليها الفيلم أثناء عرضه في مهرجان كان السينمائي قبل أسابيع عدة، كما يشارك الفيلم، حاليًا، في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثانية».

التحرش لأسباب سياسية

«كثر الحديث في الفترة السابقة عن قضية التحرش، لكن تصدرت واقعتان الاهتمام، كما تقر كريمة كمال في «المصري اليوم»، أولهما واقعة البلاغ الذي تقدمت به صحافية في إحدى الجرائد الخاصة ضد قيادة في الجريدة، ثم الواقعة الثانية وهي شهادة فتاة اسمها داليا التي كتبتها على الفيسبوك، تتهم فيها مقدم برامج على قناة أجنبية بالتحرش بها، ثم تردد أن هناك وقائع تحرش أخرى اتهم بها مقدم البرامج، وأنه لهذا تم فصله، وطال الجدل حول مدى صحة ما يتردد، حتى تم تداول بيان من القناة الأجنبية يتضمن الإشارة إلى اتهام أحد العاملين فيها بعدة وقائع تحرش، ما حدا بالقناة لفصله. وهكذا صارت الواقعتان مصدرا للعديد من التعليقات والتناول الذي تضمن موقفا ما سواء دعم الضحية والدفاع عن موقفها، أو على العكس التشكيك في روايتها والهجوم عليها أو الدفاع عن المتهم بالتحرش واتهام الضحية. كل هذه المواقف في ما يخص هاتين الواقعتين بالذات كانت تنطلق من منطلق سياسي وليس اجتماعيا، فالمتهمان بالتحرش في الواقعتين ينتميان لموقف سياسى محدد، أو يحسبان على معسكر سياسي بالذات، فالمتهم في الواقعة الأولى محسوب على الدفاع عن النظام السياسي. والمتهم في الواقعة الثانية محسوب على ما يمكن تسميته معسكر الثورة، من هنا فإن معظم المواقف التي تضمنتها التعليقات كانت مبنية أصلا على هذا التصنيف السياسي، وليس على واقعة التحرش نفسها، فقد كانت هذه المواقف تتضمن انحيازا مبنيا على الموقف السياسي، وليس مجرد التعاطف مع الضحية أو الجاني. فمن هم مع النظام السياسي وبالذات من الإعلاميين أصحاب برامج التوك شو تبنوا الدفاع عن زميلهم، ولم يتوقف الأمر فقط على الدفاع عنه، بل تطور للهجوم على الضحية بتشويهها والخوض في سيرتها الشخصية حتى المحامي الذي من المفروض أنه يدافع عنها انقلب ليسرب مكالمة تشوه موقفها».

ملاك أم شيطان؟

«فيلم «الملاك» الذي عرض مؤخرا على «نتفليكس» كان محور اهتمام الخاصة والعامة، رغم مستواه الفني الضعيف، وترجع مها عزام الأمر كما تشير في «المصري اليوم»، بسبب موضوعه المأخوذ عن كتاب البروفيسور الإسرائيلي يوري بارجوزيف، الصادر بالإنكليزية عام 2016 بعنوان: «الملاك.. الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل»، ويقصد بالملاك هنا أشرف مروان. منعت السلطات المصرية الكتاب في مصر بعد ترجمته إلى العربية عام 2017، لكن ذلك لم يمنع تداوله. لن أتعرض هنا لحقيقة دور أشرف مروان، فالأمر يحتاج لما هو أكثر من حدس أو استنتاج، لكن سأتحدث عن تأثير الفيلم على المشاهد المصري الذي سيتساءل بالتأكيد عن دور مؤسسة الرئاسة في عهد ناصر والسادات وأجهزة المخابرات المصرية في تلك الحقبة. يبقى سؤال معلق لم يُجب عنه الفيلم: إذا كان الملاك أشرف مروان بطلا قوميا في مصر وإسرائيل، كما جاء في الفيلم، فمن هم الشياطين الذين دفعوه من شرفة منزله في لندن؟».

لهذا نسوه

احتفلت الأمم المتحدة بمئوية ميلاد الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، وهو يستحق، لكن ذلك يفرض سؤالا مهما يطرحه أحمد إبراهيم الشريف في «اليوم السابع»: «لماذا لم تحتفل الأمم المتحدة نفسها بمئوية الزعيم العربي الإفريقي جمال عبد الناصر؟ لا أعرف، في الحقيقة، آليات الاحتفال، فهل تتقدم دولة ما بطلب الاحتفال؟ أم أنه برنامج مسبق تعده سكرتارية الأمم المتحدة نفسها؟ لكن خلاصة الأمر أن هذه المؤسسات لا تزال تخشى ماضي جمال عبد الناصر، وهو بالمناسبة ليس نقيضا لماضي نيلسون مانديلا، لكن ناصر كان أكثر تأثيرا ووقوفا في وجه الإمبريالية الغربية. ربما لا تزال الأمم المتحدة تتذكر الخطبة الشهيرة التي ألقاها ناصر عام 1960، مصرا على الحديث باللغة العربية، ويومها اتهم هذه الأمم بالتراخي في دورها، بل وصل الأمر إلى أنه، وهو في عقر دارها، حمّلها المسؤولية كاملة في ضياع فلسطين، وتحطيم آمال الشعوب العربية الراغبة في التحرر. ومما قاله ناصر في ذلك اليوم، «في منطقتنا من العالم في الشرق العربي نسيت الأمم المتحدة ميثاقها ونسيت مسؤولياتها المتعلقة بحقوق شعب فلسطين. فهل أدى مر الأيام والسنين إلى حل للمشكلة؟ هل نسى شعب فلسطين وطنه وأرضه ودياره؟ هل نسيت شعوب الأمة العربية مأساة شعب فلسطين وتآمر الاستعمار الذي كان قائما بالانتداب عليه بتكليف من عصبة الأمم، فإذا بهذا الاستعمار يقطع الوعد لآخرين بوطن يملكه غيرهم؟ ومنذ متى كانت أوطان الشعوب ملكاً للمستعمر، ينتزعها.. بكلمة.. من أصحابها ويعطيها غيرهم وفقاً لمشيئته؟ ولكن للاستعمار منطقه. وكان منطق الاستعمار في جريمته من شعب فلسطين أن يمزق الوحدة الجغرافية للعالم العربي».

جنازة كلب معاليه

«المصريون دائما يغالون في جنازاتهم.. أكثر مما يغالون في أفراحهم. وربما تلك عادة فرعونية، كما يبرهن عباس الطرابيلي في «الوفد»، أقصد بها حكاية الأربعين وإذا كانت الجنازات وتشييع موتانا لها طابعها الديني، بهدف الدعاء للميت وطلب الرحمة له، فإننا نبالغ الآن سواء في التشييع، أو السهرة لتقبل العزاء. ودخل مع ذلك – أيضا – نشر خبر الوفاة في قائمة طويلة من أسماء الأسرة كلها.. حتى قيل إن من لم ينشر نعيه في جريدة «الأهرام» فإنه لم يمت! وأيضا حكايات «الصحبة» والثالث والخميس الأول وأيضا أول جمعة.. وكلها طقوس تجاوزت الشيء المقبول. وأعرف أناسًا كانوا يبحثون عن عزاءات كبار القوم لكي يعرفوا كيف تحكم مصر ومنهم من يذهب إلى المساجد وإلى سرادقات العزاء ليعرف الأنساب. أما هواة حضور الجنازات فهم في الغالب من يعمل في مصلحة حكومية.. فإذا عرفوا أن قريبا للمدير قد توفي فإنهم يسارعون إلى تقديم العزاء، سواء عند تشييع الجثمان، أو في سرادق العزاء، فما بالكم لو كان المرحوم قريبا لأحد الوزراء. وقد شاعت حكاية جنازة كلب الوزير الذي يسرع كل موظفي الوزارة لتقديم واجب العزاء، وهم هنا يقدمون فروض الطاعة للوزير وليس للكلب.. أما إذا توفي الوزير نفسه فإن أحدًا لن يذهب لتقديم العزاء لأسرته، فقد مات الوزير وانتهى سلطانه، ولذلك يقول المثل: إذا مات كلب الوزير ذهبت كل الوزارة لتعزي الوزير.. فإذا مات الوزير فإن أحدا – أو كلبا – لن يذهب للعزاء».

قبل السقوط

أزمات كبيرة، يحذر من تداعياتها عمرو بدر في «المشهد»: «لا أجور عادلة ولا علاقات عمل متوازنة ولا استقرار مالي وإداري، لكن تبقى كل هذه الأزمات هي الأسهل في طرح الحلول لها ومعالجة كل آثارها على الصحافيين إذا تمكنا من حل المشكلة الأساسية، أي حرية الصحافة، فهي المشكلة الأم التي ينتج عنها معظم المشكلات، فبدون الحرية والتنوع ينصرف القارئ والمعلن وتخسر الصحيفة وتغلق البيوت.. في الدفاع عن حرية الصحافة طرق متنوعة، أولها ضرورة الإيمان بأن الصحافة بلا حرية تموت، وأن العمل في هذه الأجواء الخانقة مجرد «حلاوة روح»، وأن دفاعنا هذا ليس ترفا، بل هو واجب على كل من يعمل بمهنة البحث عن الحقيقة، بعد كل هذا يأتي دور نقابة الصحافيين التي ارتبط دورها تاريخيا بقيم الدفاع عن الحريات الصحافية، وهذا هو دور أعضاء الجمعية العمومية للنقابة، وكل الصحافيين، لممارسة ضغوط حقيقية على نقابتهم وإلزامها بوضع قضية الحريات الصحافية في مقدمة أولويات مجلسها، والانتباه للأوضاع التي وصلت إليها الصحافة وكل العاملين في المهنة.. خلال السنوات الثلاث الأخيرة خسرت الصحافة جولة، ولكن ما زالت هناك جولات إذا ما انتبهنا إلى أن المهنة في طريقها للاندثار في ظل الحصار المفروض عليها، وإذا ما اعتبرنا دفاعنا عن حرية الصحافة هو دفاع عن «لقمة عيش» في الأساس، وإذا ما قررنا أن نغضب لمهنة أهينت كما لم يحدث من قبل في تاريخنا الحديث بأكمله.. حرية الصحافة ليست ترفا، ودفاعنا عنها يعني الدفاع عن الصحافة وبقائها، فانتبهوا قبل السقوط الأخير».

خطيئة الحكومة

توجه الحكومة في التضييق على الصحف في خطايا ستدفع السلطة ثمنها، وهو الأمر الذي يحذر منه أشرف البربري في «الشروق»: «أبسط متابعة لمواقع التواصل الاجتماعي، ستكشف الأزمة التي أوقعنا فيها بعض المسؤولين عن صياغة السياسة الإعلامية، نتيجة التوسع في المنع والحجب، وتدجين وسائل الإعلام، بحيث أصبحت كل هذه الوسائل على تعددها مجرد نسخة مكررة بصورة لم تشهدها مصر. فبعد أن كان محتوى وسائل الإعلام، يفرض نفسه على مستخدمى مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، الذين يعيدون نشر ما يرونه مهما أو معبرا عنهم على صفحاتهم، لم يعد الجمهور يجد مثل هذا المحتوى الذي يستحق إعادة النشر، فكان خياره المنطقي والخطير في الوقت نفسه، هو إنتاج المحتوى الذي يراه معبرا عنه، سواء كان هذا المحتوى أخبارا لا يجدها في الإعلام الرسمي، أو مقالات تم قطع الطريق على نشرها، أو حتى مواد مسموعة ومصورة «صناعة منزلية».هذه المواد، غير الخاضعة لأي تدقيق ولا حسابات مهنية ولا حتى قانونية، باتت تحقق انتشارا أسرع من انتشار الإعلام الرسمي، بدون الحاجة إلى نشرها على الصفحات ذات ملايين المتابعين ولا المواقع المؤسسية، التي يمكن أن تقع تحت ولاية المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام. فالصفحات الشخصية على موقع فيسبوك على سبيل المثال، التي يقل عدد متابعيها عن 5000 متابع تكفي لتحقيق انتشار هائل للمواد الإعلامية غير الرسمية. معنى هذا أن الحكومة حاصرت القنوات الإعلامية المنظمة، وقلصت مصداقيتها، وفرضت الكثير من القيود فانصرف عنها الناس ولجأوا إلى «الإعلام الموازي» الخارج عن أي سيطرة. المأساة أن بعض صناع السياسة الإعلامية يتخيلون أن عدم نشر خبر، أو معلومة ما، في الإعلام الرسمي، يضمن عدم وصوله إلى الناس، مع أن العكس بات هو الصحيح».

هذا ما ربحناه

نبقى مع الإعلام ومآسيه التي يلقي الضوء على أبرزها محمود خليل في «الوطن»: «حالة التصحّر التي يعانى منها الإعلام المصري حالياً هي التي دفعت الإسرائيليين إلى اختيار هذا التوقيت لغزوه. الإسرائيليون تجار شاطرون، وهم يعلمون المكاسب المالية التي يمكن أن تعود عليهم من «بيزنس» الإعلام والدراما. المستثمر الإسرائيلي لا يشتري بهدف التجميد، بل بهدف التشغيل الذي يؤدي إلى تحقيق المكاسب، هذا من الناحية الاقتصادية. ومن الناحية الفكرية والثقافية، فالفوائد التي ستعود على إسرائيل لا تُعد ولا تحصى. فسوف تصبح «تل أبيب» مصدراً من مصادر تشكيل الفكر والوجدان في مصر. والقنوات الجديدة فيها قنوات تخص الكبار، وأخرى تهتم بالأطفال، ما يعني أنها ستخاطب كل الأجيال. وفي إطار الباقة الإسرائيلية الجديدة توجد قناة إخبارية، ولعلك تتفق معي في أن مثل هذه القناة يمكن أن تحظى باهتمام الجمهور المصري، في ظل حالة الجفاف الإخباري المسيطر على المشهد الإعلامي. أي دراسة تجري على الجمهور المصري حالياً سوف تكشف حجم انصراف المشاهدين عن القنوات الإخبارية وبرامج التوك شو «المتكتكة» على القنوات العامة. وللأسف الشديد من ينصرف من هؤلاء عن الإخباريات المصرية لا يجد غضاضة في متابعة القنوات الإخوانية، رغم أنها لا تقدم إعلاماً بالمعنى الحقيقي، بل صراخاً وتحريضاً، لكن البعض يجد فيها مساحة للتنفيس.. ومع دخول الإسرائيليين إلى المشهد الإعلامي سوف يصبح المشاهد المصري فريسة لإعلام الإخوان من ناحية وإعلام اليهود من ناحية أخرى».

رحمه الله

تعرف محمد البرغوثي كما يشير في «الوطن» على كتب الدكتور جلال أمين في مرحلة متأخرة نسبياً، كتابه صغير الحجم «تنمية أم تبعية اقتصادية وثقافية؟» عام 1995، يقول: «ما أن جلست لأقرأ مقدمة الكتاب وأطالع فهرسه، كما أفعل مع الكتب الجديدة عادة قبل أن أركنها، حتى تسمرتُ في مكاني، ليس فقط من روعة وسلاسة وقوة الأسلوب، ولكن من جدارة الفكرة الأساسية التي انتظمت كل فصول الكتاب الذي يبدأه بدون مواربة أو تمهيد بقوله: «من المؤسف حقاً أن نرى الانحراف، الذي حدث في التيار الأساسي للفكر الإصلاحي في مصر والعالم العربي، فمنذ رفاعة الطهطاوي، أي منذ قرن ونصف من الزمان، وحتى الحرب العالمية الثانية، كانت القضية الأساسية التي يدور حولها الجدل بين دعاة الإصلاح، هي الموقف من الحضارة الغربية.. ما سبب ضعفنا وتخاذلنا أمام حضارة الغرب؟ وما هذا الذي يملكه الغرب ولا نملكه؟ وما الذي يمكن أن نأخذه من الغرب بدون التضحية بشخصيتنا وتراثنا؟». ثم ينتقل الدكتور جلال أمين فوراً ليرصد أهم معالم هذا الانحراف بقوله: «بعد الحرب العالمية الثانية، تحول الحوار في الخمسينيات وما بعدها إلى حوار حول الاختيار بين بدائل تنتمي كلها إلى معسكر واحد: اشتراكية أم رأسمالية؟ وتحولت القضية للأسف إلى قضية اقتصادية، وصُوّرت المشكلة على أنها «التخلف الاقتصادي»، والهدف على أنه التنمية. وفي غمار عملية التنمية هذه، وتحت شعار رفع مستوى المعيشة، تعرضت مصر لموجة جديدة أعتى من كل ما تعرضت له من قبل من تغريب الثقافة والحياة الاجتماعية».. ويمضى الدكتور جلال في كتابه ليرصد بدقة شديدة: «إن الاقتصادي الحديث على استعداد إذن للتضحية عن طيب خاطر بشخصية الأمة في سبيل معدل أعلى للنمو»

لماذا اعترف نتنياهو بالهزيمة؟

يتحول بنا إبراهيم البحراوي في «المصري اليوم» نحو اعتراف خطير لنتنياهو: «أخيرا تلقت أجهزة المخابرات ورئاسة الحكومة وقيادات الجيش الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول 1973 صفعة مدوية وقاسية من داخل إسرائيل على لسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي اعترف بالفشل المخابراتي، وفشل القيادة السياسية والقيادة العسكرية في حرب أكتوبر 1973. حدث هذا منذ أيام وذلك في تصريح علني مصور بالصوت والصورة أذيع في العالم كله بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للحرب بالتقويم العبري، التي حلت مع عيد الغفران في التاسع عشر من سبتمبر/أيلول 2018. السؤال المهم في تقديري يقول ترى ما أسباب هذا الاعتراف وما دلالته؟ هذا ما سنجيب عنه في سطور هذا المقال. لقد كررت في مقالاتي مرارا أنه أصبح معروفا لنا أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية تشن منذ سنوات عديدة حربا نفسية بأدوات الإعلام التقليدية وبالكتائب الإلكترونية على شبكة الإنترنت، باستخدام الدروز العرب الذين يتقنون اللغة العربية، وأخيرا في الدراما والإنتاج السينمائي. هذه الحرب النفسية لها هدفان أحدهما إسرائيلي والثاني مصري عربي. أما الهدف الأول فهو تسكين مشاعر الأجيال الإسرائيلية الشابة الغاضبة على رئيسة الوزراء غولدا مائير أثناء حرب أكتوبر ووزير دفاعها موشيه ديان وقيادات الجيش والمخابرات، هذه المشاعر الغاضبة عبرت عن نفسها بقيام مجموعات من الشبان الذين ولدوا بعد حرب أكتوبر بسنوات بالتوجه إلى قبر ديان رمز الانتصار في حرب عام 1967 والاعتداء عليه وتلويثه ورفعوا عليه لافتة تقول القاتل المسؤول عن موت وجرح عشرة آلاف جندي وضابط إسرائيليين. جاء هذا الاعتداء بعد نشر بعض الوثائق السرية الإسرائيلية عن حرب أكتوبر وما جرى فيها. لقد صدمت الوثائق السرية التي نشرت مؤخرا الشبان الإسرائيليين».

أوروبا تسترد ضميرها

«تحولت قرية «الخان الأحمر» في فلسطين المحتلة إلى بؤرة الاهتمام الأوروبي، كما يؤكد محمد عصمت في «الوفد»، بعد أن طلبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من سكانها الذين لا يتجاوز عددهم 200 نسمة، أن يهجروا قريتهم وأن يهدموا بيوتهم البدائية بأيديهم في غضون أسبوع واحد ينتهى في الأول من شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، حتى تتمكن حكومة نتنياهو من بناء مستوطنات غير شرعية عليها، لتمنع تمامًا أي اتصال جغرافي بين جنوب وشمال الضفة الغربية. البرلمان الأوروبي وصف الإجراء الإسرائيلي بأنه «جريمة حرب»، والعديد من المنظمات الغربية المدافعة عن حقوق الإنسان نددت بسياسات إسرائيل ضد الفلسطينيين، لكن ما لفت نظري في كل هذه المواقف الأوروبية هو ما قاله جيرمي كوربين رئيس حزب العمال المعارض في بريطانيا، بأن حزبه عندما يصل للحكم سيعمل على دعم إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، لأن ذلك واجب أخلاقي على بلاده التي ساعدت على إقامة إسرائيل وتشريد الشعب الفلسطيني من أرضه. كوربين الذي وصف إسرائيل منذ عدة أشهر بأنها عبارة عن كومة بلاعات تضج بالروائح الكريهة، والذي يجب تصريفه بالشكل الملائم، يعبر عن تيار يتنامى في الدول الغربية بعد تاريخ طويل لهذه الدول في الانحياز السافر لإسرائيل، ومعاداة الحقوق العربية على طول الخط، لدرجة أن هذا التيار أصبح يضم أيضا تجمعات يهودية ترفض من الأصل وجود إسرائيل، وتنادي بتفكيك هذه الدولة الصهيونية وإقامة دولة ديمقراطية يعود إليها الفلسطينيون الذين طردتهم العصابات الصهيونية من أرضهم بعد حرب 1948. الصمود الفلسطيني هو السبب الوحيد الذي فرض على دوائر صنع القرار في الدول الغربية إعادة النظر في مواقفها السابقة من الانحياز المطلق لإسرائيل إلى التنديد الشديد بسياساتها العدوانية، بل المطالبة بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة».

دهاء ترامب وعبثية العرب

من بين من أثنوا على الرئيس السيسي أمس الخميس عماد الدين حسين في «الشروق»: «إدارة ترامب تحاول تسويق «صفقة القرن»، وما نعلمه عنها حتى الآن أنها تلغي كل الحقوق الفلسطينية لمصلحة إسرائيل، ونسمع أن هذه الإدارة ستحاول تسويق هذه الصفقة في الفترة المقبلة بالترغيب والترهيب. بعض العرب أخطأ حينما تحمس لصفقة القرن، قبل أن يعرف بالضبط تفاصيلها وشروطها وأهدافها ونتائجها المتوقعة. لكن أن تتم معالجة الخطأ فهو أفضل كثيرا من الإصرار على السير فيه. سمعنا وقرأنا أن المملكة العربية السعودية تراجعت عن دعم هذه الصفقة، بعد أن اكتشفت خطورتها ونتمنى أن يكون هذا الأمر صحيحا ودائما. وسمعنا من أكثر من مسؤول مصري بارز الموقف نفسه في الفترة الماضية، خصوصا نفي فكرة تبادل الأراضي بين غزة وسيناء والنقب. لكن ما قاله الرئيس السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يظل هو الأكثر وضوحا في العودة للثوابت المصرية بشأن القضية الفلسطينية. السؤال الجوهري هو: كيف يمكن تفعيل هذا الموقف الثابت والمبدئي والمحترم إلى واقع على الأرض؟ إعلان الموقف بهذا الوضوح شيء مهم ومحترم، لكن الأهم أن تكون هناك آليات وسياسات تضمن العمل على تحقيقه وتنفيذه.. والسؤال المهم هل نفعل ذلك وكيف وفي أي وسائل وفي أي بيئة وهل نحن مستعدون لتحمل آثار الصدام مع أمريكا وإسرائيل في هذا الصدد؟ الخطوة الأولى أن تتوقف «فتح» و«حماس» عن هذا العبث، وتقبلا بالمبادرة المصرية للتصالح». والتوحد.. فلا أمل في التقدم قبل ذلك.. ولا يمكن أن نلوم أمريكا وإسرائيل كثيرا في حين أن الفلسطينيين عاجزون عن التوحد.

ليته يختفي

الأمنية عن ترامب والمتحدث جمال زهران في «الأهرام»: «يقدر كثيرون أن نهاية الرئيس ترامب قد حانت، والأغلب ليس لفشله في الخارج، ولكن للفشل الداخلي وأسباب تتعلق بتزييف الانتخابات الأمريكية، ولسوء حملته الانتخابية عام 2016. كما يلاحظ أن الرئيس ترامب مارس الغطرسة في ملفات إقليمية عديدة، لعل أهمها ملف سوريا، حيث التهديد المستمر بالحرب، وكذلك الادعاء بورقة الكيميائي، التي تعرت أمام العالم، وتشجيع إسرائيل على التحرش بسوريا، ومحاولة ضرب عدة أهداف بغارات جوية، آخرها اســـتهدف طائرة روسية استشهد فيها (15) ضابطا روسيا، الأمر الذي أضحت له تداعيات خطيرة على المنطقة كلها نتيجة هذه الغطرسة الأمريكية الصهيونية. ولعل اعتبار روسيا أن كل سماء سوريا مغلقة، إيذانًا بحرب كبرى أو إجبار أمريكا وإسرائيل، وأتباعهما فرنسا وبريطانيا، على التراجع وبالتالي الهزيمة. إن الغطرسة الأمريكية في عهد ترامب، آن لها أن تتوقف إن لم يكن بالدبلوماسية وإعادة قراءة الهزيمة الأمريكية، وإلا فإن شلالات الدم ستزداد، وعلى الدول في الإقليم عربية أو شرق أوسطية، أن تراعي ما يحدث. فإن مآل إدلب إما بالتحرير الدبلوماسي، وإما بالعسكري هو مآل الإقليم نتيجة الغطرسة الأمريكية».

الغموض يسيطر على أسباب انتحار راهب والأقباط يطالبون تواضروس بحل اللغز

حسام عبد البصير

موريتانيا: الإسلاميون يلجأون إلى القضاء بعد إغلاق جامعتهم وتوقعات بحظر حزبهم

Posted: 27 Sep 2018 02:25 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: لا حديث بعد في موريتانيا إلا عن معركة الإسلاميين مع نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي يؤكد معارضوه أنه بصدد إضعاف هذه الجماعة ذات الحضور السياسي القوي المزعج لأجندة بقائه في الحكم، التي يجري الترتيب لها منذ حصوله على أغلبية برلمانية أكثر من مريحة.
وكان التطور الأبرز، أمس، هو التظاهرات التي نظمها طلاب مركز تكوين العلماء احتجاجًا على إغلاق مؤسستهم.
وقوبلت التظاهرة بقمع الشرطة التي اعتقلت أحد أساتذة المركز وعددًا من طلابه، وقد دلت مواجهات أمس على أن الإسلاميين يتجهون نحو مواجهة السلطات وعدم الخضوع لقرارات الإغلاق.
وفي خطوة أخرى بعد خطوة إغلاق مركز تكوين العلماء، أغلقت السلطات جامعة عبد الله بن ياسين التي يتولى رئاستها الشيخ محمد الحسن ولد الددو، بينما يشتد تأليب السلطات من أجل حل حزب التجمع المحسوب على الإسلاميين ومواجهة تمكنهم على الساحة.
ويقوم بهذا التأليب أعداء الإخوان من علماء وأئمة وقذافيين وناصريين موالين وذلك عبر البيانات والبرامج التلفازية وفي صفحات التواصل.
وأكد الشيخ محفوظ إبراهيم فال مدير مركز تكوين العلماء «أن إدارة المركز راجعت والي ولاية نواكشوط الجنوبية الذي أكد ألا علم لديه بالإجراءات المتخذة ضد المؤسسة، وعدم توفر الشرطة على أي إذن قضائي أو إداري سوى دعواهم أنها مجرد أوامر عليا».
وقال: «قمنا اليوم بتقديم شكوى لدى وكيل الجمهورية من هذه الفرقة التي اغتصبت مؤسستنا وطردت طلابنا وعمالنا بدون حق شرعي ولا سند قانوني وسنتابعهم ولن نتخلى عن قضيتنا، وهذا وصل تسلم الشكوى مصدقًا من الجهة المعنية بعد أن شكونا إلى الحكم العدل «.
وناشدت حركة التوحيد والإصلاح المغربية أمس «الحكومة الموريتانية لوقف الإجراءات المتخذة ضد مركز تكوين العلماء، وتمكين المركز من كافة الحقوق المشروعة لاستكمال مسيرته العلمية والتربوية والإصلاحية».
وأعربت الحركة «عن استغرابها» لهذه الإجراءات التي تضيق على العلم والعلماء، وتحول دون نشر قيم الوسطية والاعتدال»، معلنة «تضامنها مع إدارة المركز وعلى رأسها رئيس الشيخ محمد الحسن ولد الددو».
وأكدت حركة التوحيد والإصلاح «أن مركز تكوين العلماء يعد معلمة علمية أهلية موريتانية تجمع بين الطابع الأصيل والمعاصر للتعليم، تخرج منه عشرات العلماء وطلبة العلم من موريتانيا وعدد من البلدان الأوروبية والإفريقية ومنها المغرب، وساهم إلى جانب العديد من الهيئات من موريتانيا وخارجها في إشاعة قيم الوسطية والاعتدال في صفوف الشباب المسلم».
وتحدث المفكر الإسلامي الموريتاني محمد المختار الشنقيطي، أستاذ الأخلاق في جامعة الشيخ حمد القطرية، في تدوينة له أمس، عما سماه «الثمار المريرة لتقارب حاكم موريتانيا العسكري مع سفهاء أبو ظبي التي بدأت بالظهور: سحب ترخيص جامعة عبد الله بن ياسين الإسلامية، بعد يومين فقط من إغلاق مركز تكوين العلماء، شرور محمد بن زايد التي تمتد من الخليج إلى المحيط».
ودعا الشباب الموريتاني للثورة وقال: «‎نصيحتي للقوى السياسية الموريتانية، وللشباب الموريتاني الحيّ، التصعيد في النضال المدني ضد عزيز، فهو في موقف ضعف الآن، وعدد من أصحابه متحفزون لخلافته، وهم يبحثون عن ثغرة ليغدروا به كما غدر هو بالرئيس المدني، كما يبدو على عزيز التخبط والارتباك في هذه الأيام، وهذه كلها فرص مساعدة للتخلص من فساده واستبداده، والعودة إلى الحياة الديمقراطية التي وأدها في مهدها بانقلابه العسكري المشين».
واستمر القيادي الإسلامي البارز محمد جميل منصور في التدوين ضد الإجراءات التي اتخذتها حكومة نواكشوط ضد مؤسسات التيار الإسلامي حيث قال: «‏هذه المرة يبدو أن الوزارة المعنية أخبرت جامعة بن ياسين بسحب ترخيصها دون إبداء الأسباب، وكان مركز تكوين العلماء قد أغلق دون إخطار ولا اتصال، إنه الإمعان في إهانة العلم وما يرمز له (مركز، جامعة) وافتقاد أبسط قواعد اللياقة والمسؤولية في تنفيذ ذلك، إذا لم تستح فاصنع ما شئت».
‏وأضاف: «إغلاق مركز تكوين العلماء الذي يرأسه العلامة الشيخ محمد الحسن الددو إساءة بالغة لموريتانيا تاريخًا وسمعة ورصيدًا، وتودد رخيص لممولي الحرب على الاسلاميين الوسطيين، وتوتير داخلي تبرر به أجندة مشبوهة في أفق 2019، ولا ينجي من هذه الخطيئة إلا التراجع عنها وفورًا».
وأكد جميل منصور الرئيس السابق لحزب «تواصل» ذي المرجعية الإسلامية «أن الحل في التراجع الفوري عن الإجراء والاعتذار للمؤسستين والقائمين عليهما».
أما المدون محمد ولد حميد فقد أكد «أن السؤال الصحيح هو لماذا تم اختيار المؤسسات التعليمية تحديدًا رغم كلفة غلقها العالية جدًا، والمتمثلة في تضرر مئات الموظفين والأساتذة وتضييع مستقبل مئات الطلاب بعضهم في السنوات الأخيرة من مشواره الدراسي».
وأضاف: «لكن السؤال الأهم هل سيقسم علينا الجنرال الرز السعودي الإماراتي؟».

موريتانيا: الإسلاميون يلجأون إلى القضاء بعد إغلاق جامعتهم وتوقعات بحظر حزبهم
طلاب مركز «تكوين العلماء» يتظاهرون والشرطة تتصدى وتعتقل أحد أساتذته

«هيومن رايتس ووتش» تتهم السلطات العراقية بإخفاء عشرات الأشخاص قسراً

Posted: 27 Sep 2018 02:24 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» السلطات العراقية بـ«إخفاء» عشرات الأشخاص، أغلبهم من العرب السنّة، إضافة إلى «اعتقالات تعسفية» منهم أطفال في سن التاسعة في إطار عمليات مكافحة الإرهاب.
ونشرت تقريراً جديداً لها من 76 صفحة، حمل اسم «حياة دون أب حياة لا معنى لها… الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري في العراق 2014 ـ 2017».
وتحدث التقرير عن حالات الاختفاء القسري في العراق منذ 2014 عندما شنت القوات العراقية عملياتها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، حيث وثّق إخفاء 74 رجلاً و4 أطفال آخرين كانوا محتجزين لدى الجيش والقوى الأمنية بين أبريل/ نيسان 2014 وأكتوبر/ تشرين الأول 2017 ثم أُخفوا قسرا.
وحسب التقرير «تشكل الإخفاءات القسرية الموثقة جزءا من نمط أوسع ومستمر في العراق»، فيما لم «تستجب السلطات العراقية لأي طلب من الأُسَر أو هيومن رايتس ووتش للمعلومات حول المخفيين».
لما فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش»، قالت: «في مختلف أنحاء العراق، تتوق الأسر التي أُخفي آباؤها، أزواجها، وأطفالها بعد أن احتجزتهم القوات العراقية إلى إيجاد أحبتها. رغم البحث والطلبات المقدمة إلى السلطات العراقية لسنوات، لم تقدّم الحكومة أي جواب حول مكانهم أو ما إذا كانوا لا يزالون أحياء».
«اللجنة الدولية للمفقودين»، التي تعمل بالشراكة مع الحكومة العراقية لمساعدتها على تحديد المفقودين، تقدّر عدد هؤلاء بين 250 ألفا ومليون. ووفق «اللجنة الدولية للصليب الأحمر»، لدى العراق أعلى عدد من المفقودين في العالم.
واعتمدت «هيومن رايتس ووتش» على بحوث نشرتها حول الإخفاءات القسرية منذ 2014، وأجرت مقابلات إضافية بين أوائل 2016 ومارس/آذار 2018 مع الأسر ومحامين وممثلين عن المجتمعات المحلية لـ 78 شخصا يُعتبرون مخفيين قسرا، بالإضافة إلى 3 أشخاص كانوا مخفيين قسرا ثم أُفرج عنهم.

دور «الحشد»

وطبقاً للتقرير فإن «الإخفاءات القسرية الموثقة كانت من تنفيذ الجيش والجهات الأمنية، غير أن العدد الأكبر (36 شخصاً) تمّ على يد مجموعات منضوية تحت قوات قيادة الحشد الشعبي التي تعمل تخضع لرئيس الوزراء».
وحصلت عمليات الإخفاء التي ارتكبتها ميليشيات «الحشد» «عند نقاط التفتيش في جميع أنحاء العراق».
وقال شهود عيان للمنظمة إن «28 حالة (إخفاء قسري) على الأقل قامت بها كتائب حزب الله»، المنضوية في الحشد الشعبي».
حردان (42 عاما) الذي أُوقف في 2014، قالت زوجته إن «وزارة الدفاع، حيث كان يعمل، تدفع لها نصف مرتبه فقط بما أنها لا تستطيع أن تقدم شهادة وفاة أو إثبات على الاحتجاز. وهي تكافح لتأمين مصاريف المعيشة وتربية أطفالها».
وأضافت: «الحياة دون أب حياة لا معنى لها. الأطفال يتمرّدون، ومن الصعب تربيتهم. ما ذنب هؤلاء الأطفال كي يُحرموا من الأب لأربع سنوات؟»
وأرسلت «هيومن رايتس ووتش» إلى كل من مستشار حقوق الإنسان في اللجنة الاستشارية لرئيس الوزراء في بغداد، والمسؤول في حكومة إقليم كردستان عن التواصل مع المنظمات الدولية، أسئلة حول القضايا الموثقة، ولائحة بأسماء المخفيين والأماكن والتواريخ التقريبية حيث تمت رؤيتهم لآخر مرة.
في 18 سبتمبر/أيلول، ردت حكومة إقليم كردستان بإرسال معلومات حول عدد المعتقلين لانتمائهم إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» وإجراءات التوقيف التي تتبعها. لم ترد على أي من أسئلة المنظمة المحددة، ومنها حول مكان الأشخاص الواردين في التقرير. لم تقدم سلطات بغداد أي جواب، أيضاً، حسب التقرير.
وبيّن التقرير أن «أغلب الأشخاص الـ 78 الذين وثّقت هيومن رايتس ووتش قضاياهم كانوا محتجزين في 2014، وآخرهم في أكتوبر/ تشرين الأول 2017. ولكن هيومن رايتس ووتش لا تزال تتلقى تقارير حول حدوث إخفاءات في مختلف أنحاء العراق»، موضّحاً أن «في 3 قضايا أخرى أُفرج عن المحتجزين والمخفيين في 2014 و2015، الذين أشاروا إلى أنهم كانوا بعهدة الحشد الشعبي أو جهاز الأمن الوطني في مواقع احتجاز غير رسمية، وقالوا جميعا إنهم ضُربوا على امتداد فترة احتجازهم».
وطلبت 38 أسرة من تلك التي أُجريت معها المنظمة مقابلات، معلومات من السلطات العراقية حول أقاربها المفقودين، لكنها لم تتلق أي جواب. بينما امتنعت أسر أخرى عن السؤال خوفا من تعريض حياة أقاربها للخطر. ولم يكن لدى أي أسرة فكرة واضحة عن أي جهة عليها أن تتصل بها، لمعرفة مكان أقاربها.
وتابع تقرير المنظمة: «قال أفراد من إحد الأسر أن عناصر الأمن استخدموا القوة المفرطة، أدت في إحداها إلى موت أحد الأقارب».
وطالبت»هيومن رايتس ووتش» الحكومة الاتحادية العراقية الجديدة، وكذلك حكومة إقليم كردستان أن «تجعل من أولوياتها مكافحة الإخفاء القسري والتحقيق في القضايا السابقة، لتأكيد التزامها احترام وحماية حقوق الإنسان للجميع في العراق»، مشددة على أهمية أن «تشكل لجنة تفتيش مستقلة للتحقيق في الاختفاء القسري والموت خلال الاحتجاز على المستوى الوطني في مراكز الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية».
وأضافت: «يجب توجيه تهمة إلى أي شخص لا يزال محتجزا أو إطلاق سراحه. أما إذا كانوا قد تُوُفّوا، فعلى الحكومة أن تعيد الجثث إلى الأسر وتقدّم شرحا مفصلا لظروف الوفاة. يجب التحقيق مع أي من القوات التابعة للدولة المتورطة في هذه القضايا، ومعاقبتها كما يجب التعويض على الأسر».
كذلك، طالبت المنظمة، الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، والدول الأخرى التي تقدم الدعم العسكري والأمني والاستخباري إلى العراق، أن «تحث السلطات على التحقيق في إدعاءات الإخفاء القسري، إضافة إلى التحقيق في دور دعمها في هذه الانتهاكات المزعومة. وعليها تجميد الدعم العسكري والأمني والاستخباري للوحدات المتورطة، حتى تنفذ الحكومة التدابير اللازمة لإنهاء هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان».
وقالت: «صرف التحالف بقيادة الولايات المتحدة، ودول أخرى، مليارات الدولارات على الجيش والأجهزة الأمنية في العراق»، معتبرة أن «من مسؤولية هذه الدول أن تصر على أن توقف الحكومة العراقية الإخفاءات القسرية وتدعم أسر الضحايا».

نفي رسمي

في المقابل، نفى مصدر استخباراتي عراقي وجود مراكز سرية لاحتجاز المعتقلين، مؤكداً في الوقت ذاته أن القوات الحكومية تعتقل المتهمين، وفقاً لمذكرات قبض، وتسمح للمعتقلين بالاتصال بذويهم بعد انتهاء التحقيق.
وأبلغ المصدر، وهو ضابط برتبة عقيد في الاستخبارات العسكرية، «القدس العربي»، بأن «هناك حالتان لإلقاء القبض على المطلوبين أو المشتبه بهم»، تكون «إما بمذكرة قبض قضائية، أو بالجرم المشهود».
وأضاف: «يمكن أن نلقي القبض على أحد الأشخاص من دون مذكرة قبض. هذا يشمل المتلبسين بالجرم المشهود كتجار المخدرات على سبيل المثال»، مبيناً «يوم أمس (الأول) وردتنا معلومات من مصادرنا، عن وجود 6 من المشتبه بهم في مدينة الموصل. القينا القبض عليهم، وبعد التحقيق معهم اتضح أن المعلومات التي وردتنا عنهم كانت خاطئة ولا يوجد ما يدينهم، فتم إخلاء سبيلهم بعد أقل من 24 ساعة على احتجازهم».
وطبقاً للمصدر، فإن «أغلب المطلوبين لدى الاستخبارات العسكرية يتم إلقاء القبض عليهم بالسيطرات (حواجز التفتيش)»، مشيراً إلى أن «الأجهزة الأمنية الرسمية تعمل في وضح النهار، وفقاً للإجراءات القانونية. نحن لا نظهر وجوه المجرمين والمدانين عند تصويرهم ونشر أخبار القبض عليهم، لحين إصدار الحكم النهائي عليه من قبل القضاء».
ونفى وجود عمليات اختفاء قسري لدى الأجهزة الأمنية الحكومية، لكنه لم يستبعد ذلك بـ«النسبة للمليشيات والجماعات المسلحة غير المنضبطة، ممن يعمل بشكل منفرد من دون الرجوع إلى الدولة».
وأشار إلى أن مدة التحقيق مع المطلوبين «لا تتجاوز 3 أيام. عند انتهاء التحقيق وتدوين اعترافات المتهم نعطيه الهاتف ليبلغ عائلته بمكان احتجازه، على أن لا تتجاوز مدة الاتصال دقيقة واحدة»، مؤكداً أن «لدينا ضباط تحقيق مدربين بشكلٍ عالٍ، يمكنهم انتزاع الاعترافات من المتهمين بدقائق. لا توجد هناك عمليات تعذيب أو ضرب لانتزاع الاعترافات». وتابع: «بعد صدور الحكم النهائي على المدانين، يتم تسفيرهم إلى السجون الرسمية، مثل سجن الحوت في الناصرية (أحد أكبر السجون العراقية ويقع في جنوب العراق)».
وعن تعامل الأجهزة الاستخبارية في إقليم كردستان العراق مع المعتقلين، أكد المصدر قائلاً: «لا يوجد أي تواصل بيننا وبينهم. نسمع عن أعمال اختفاء قسري تجري هناك، لكن لم يردنا أي شيء رسمي».

«هيومن رايتس ووتش» تتهم السلطات العراقية بإخفاء عشرات الأشخاص قسراً
مصدر عسكري: نسمح للمعتقلين بإبلاغ ذويهم عن أماكن احتجازهم

عودة حل الدولتين

Posted: 27 Sep 2018 02:24 PM PDT

حركة الساق اليسرى لرئيس الوزراء وتعابير وجهه قالت كل شيء. فعلى سؤال الصحافيين بعد لقائه مع بنيامين نتنياهو عن رأيه في مسألة الدولتين، أجاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: «أنا أحب حل الدولتين. جملة قصيرة هي مثابة ضربة لليمين الذي يعارض إقامة دولة فلسطينية. لقد أشار ترامب إلى أن خطة السلام لإدارته ستنشر في غضون شهرين إلى أربعة أشهر، وإنه يسعى للوصول إلى تسوية في ولايته الأولى.
بعد ذلك جاءت الصحوة وشرح نتنياهو: «السؤال هو: ما هي الدولة؟ أي نوع من الدولة ستكون؟ هل ستكون هذه كوستريكا أم إيران؟ ومن ناحيتي، طالما كنت رئيسًا للوزراء فإن السيطرة الأمنية لإسرائيل من غرب الأردن ستكون كاملة». لقد روى نتنياهو أنه في أثناء اللقاء مع ترامب، قال مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط جارد كوشنير: «كل واحد يفسر اصطلاح الدولة بشكل مختلف». وأضاف نتنياهو أن إسرائيل تواصل إجراء اتصالات مع الفلسطينيين وعلاقات في الموضوع الأمني. وردًا على سؤال: لملذا لا تبادر إسرائيل إلى خطوة سياسية؟ قال نتنياهو: «من العبث التفكير في أنه إذا كانت الولايات المتحدة تعد خطة فإننا سنتجاوز الخطوة. هذا لا يعني أن ليس لنا اتصالات مع الفلسطينيين».
وبالنسبة للوضع في غزة، قال رئيس الوزراء: «نشأت حفرتان؛ الوضع الاقتصادي في غزة وكذا في السلطة الفلسطينية صعب جدًا، لأن الأمريكيين أوقفوا المساعدات المإلية من طرفهم للأونروا ولمشاريع أخرى، ومن جهة ثانية فإن السلطة الفلسطينية لا تحول الأموال والرواتب إلى غزة. لكن سنهتم، فهناك ما يمكننا عمله، ونحن نجري اتصالات مع أبو مازن وكذا مع المصريين». وأشار نتنياهو إلى أنه يؤيد تحويل الأموال لحل الضائقة، ولكنه شدد قائلًا: «مرغوب في أن تحول الأموال عبر السلطة الفلسطينية».

نتنياهو يشكل ترامب

قبل أن يطلق الجملة عن حل الدولتين، بدأ ترامب يقول: «من الرائع أن أكون هنا مع رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، فهناك الكثير مما نتحدث فيه. رئيس الوزراء شكرني مرة أخرى على نقل السفارة إلى القدس، الخطوة التي كانت موضع خلاف وتبينت إيجابية. أنا مع ما تفعله إسرائيل لحمايتها. هم متشددون ويجب أن يكونوا كذلك لأنهم في جزء خطير من العالم. نحن مع إسرائيل مئة في المئة».
وشكر نتنياهو ترامب قائلًا: «شكرًا للرئيس، أولاعلى كلماتك أمس ضد النظام في إيران. فالعقوبات الأمريكية أوقفت آلة الأموال في طهران، ونحن نعيش في الشرق الأوسط ونتعرض لهذا الخطر. أشكر الدعم الذي أبديته لإسرائيل في هذا المبنى. ولم يدعم إسرائيل أحد مثلك. هذا هو لقاؤنا الأول منذ نقلك السفارة إلى القدس. لقد غيرت التاريخ، أثرت في قلوبنا، وأنا أقدر دعمك لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
بعد ذلك، قال ترامب إن الاتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو «الصفقة الأصعب». وقال إن «حلمي هو النجاح في هذا في ولايتي الأولى. تحقق تقدم كبير. أعتقد أن إسرائيل تريد عمل شيء ما، وكذا الفلسطينيون. من المهم أن يبدأ هذا بالتحرك قريبًا وبسرعة. أنا أريد السلام والازدهار بين إسرائيل والفلسطينيين. خير أننا أزلنا مشكلة القدس عن الطاولة. على الصفقة أن تكون جديرة للطرفين. إسرائيل حصلت على المكسب الأول وهو عظيم، وسيتعين عليها أن تفعل شيئا بالمقابل».
أما عن الفلسطينيين، فقال ترامب: «نحن الآن لا ندفع لهم شيئًا. قيادتهم استغلتنا على مدى السنين، وقد استخدموا هذا في أهداف غير طيبة، ولكنهم سيعودون إلى الطاولة». وعندها قال ترامب: «أنا أرغب في حل الدولتين».

«لم تكن ولن تكون»

في الساحة السياسية في إسرائيل فوجئوا من قول ترامب بأنه «يرغب في حل الدولتين». اليمين يشعرون بخيبة أمل من الرئيس المؤيد والعاطف جدا. وزير التعليم نفتالي بينيت انتقد هذا بمحدودية وقال: «الرئيس الأمريكي هو صديق حقيقي لإسرائيل. ومع ذلك، فطالما ظل البيت اليهودي في الحكومة فلن تقوم دولة فلسطينية وهي مصيبة لإسرائيل».
أما النائب بتسلئيل سموتريتش، وهو الآخر من البيت اليهودي، فقال: «سيكون غريبًا جدًا إذا ما عاد الرئيس ترامب إلى أخطاء أسلافه وحاول العمل على حل على أساس إقامة كيان إرهابي معاد يواصل السعي لإبادة دولة إسرائيل. على حكومة إسرائيل ورئيسها أن يبادرا إلى حلول جديدة «من خارج العلبة» لا تقوم على أساس تقسيم البلاد وتنمية أوهام قومية في أوساط عرب بلاد إسرائيل».
وقال عضو الليكود والوزير السابق، جدعون ساعر، إنه «في بلاد إسرائيل لن تكون أبدا دولة فلسطينية، وبعون الرب لن تكون أبدا».
في المعارضة أعربوا عن الرضا من قول ترامب؛ فرئيسة المعارضة تسيبي لفني، التي التقت أول أمس في نيويورك رئيسَ السلطة أبو مازن وناشدته بالعودة إلى المفاوضات قبل حدوث تدهور، قالت: «أرحب بموقف الولايات المتحدة الصلب إلى جانب أمن إسرائيل، وكذا تأييد الرئيس ترامب لحل الدولتين القويتين. هذا وذاك أمان لمستقبلنا».
ووجهت رئيسة ميرتس، النائبة تمار زندبرغ، رسالة إلى رئيس الوزراء قائلة: «يا بيبي، أسمعت؟ الدولتان هما مصلحة إسرائيلية». وكتاب النائب ايتان كابل من المعسكر الصهيوني يقول: «تبقى لنا أن ننتظر لنعرف إذا كان رئيس وزراء إسرائيل أيضًا يحرص على طابع إسرائيل بنفس الشكل أم أنه يختار الانحراف عن طريق الصهيونية إلى طريق الدولة الواحدة مع أغلبية عربية».

يوسي ملمان
معاريف 27/9/2018

عودة حل الدولتين
ترامب يعيد فكرة التقسيم إلى الطاولة ونتنياهو يحاصرها بمتطلبات الأمن
صحف عبرية

الحكومة اليمنية تعلن رفض تجديد مهمة فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة بتهمة الانحياز للحوثيين

Posted: 27 Sep 2018 02:23 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي»: أعلنت الحكومة اليمنية عن رفضها تجديد مهمة فريق الخبراء الخاص باليمن في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، بتهمة انحيازه لدعم موقف جماعة الحوثي الانقلابية والتغاضي عن انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان في اليمن، منذ انقلابها على السلطة في 21 أيلول (سبتمبر) 2014.
وأرجعت الحكومة اليمنية في بيان لها أسباب رفضها تجديد مهمة فريق الخبراء الى أن «مجموعة الخبراء الإقليميين والدوليين البارزين، أثبتت في تقريرها تسييسها لوضع حقوق الإنسان في اليمن، للتغطية على جريمة قيام مليشيات مسلحة بالاعتداء والسيطرة على مؤسسات دولة قائمة بقوة السلاح».
وأكدت ان مجموعة فريق خبراء الأمم المتحدة كشف في تقريره عن وضع حقوق الانسان في اليمن الذي أصدره الفريق مؤخرا «انحيازها بشكل واضح للمليشيا الحوثية بهدف خلق سياق جديد يتنافى مع قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة باليمن، وعلى رأسها القرار 2216». وذكرت الحكومة اليمنية أنها لا ترغب في تشكيل (آليات دولية) في التعامل مع الأزمة اليمنية إثر إصابتها بخيبة أمل من تقرير فريق مجموعة الخبراء، والذي أدى الى تسييس عمله الحقوقي بـ«طريقة تسهم في تعقيد الوضع في اليمن».
وأوضحت أن المخرجات التي توصل إليها فريق مجموعة الخبراء التي تضمنها تقرير المفوض السامي لحقوق الانسان «جانبت معايير المهنية والنزاهة والحياد والمبادئ الخاصة بالآليات المنبثقة عن الأمم المتحدة»، وبالتالي لم تعد الحكومة اليمنية تثق بالآليات الدولية للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان في اليمن. مشيرة الى أن «مخرجات مجموعة خبراء الأمم المتحدة، غضّت الطرف عن انتهاكات المليشيات الحوثية للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني».
وكان فريق خبراء الأمم المتحدة، اتهم في تقريره الذي أصدره نهاية آب (أغسطس) الماضي، المتعلق بوضع حقوق الانسان في اليمن منذ الانقلاب الحوثي على السلطة في اليمن نهاية 2014 وحتى حزيران (يونيو) المنصرم، شخصيات في الحكومة اليمنية والقوات الإماراتية في اليمن، بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان قد ترقى إلى (جرائم حرب)، وأن هذه الاتهامات شملت أيضا أفرادًا في جماعة الحوثي الانقلابية، والتي وصفها التقرير الأممي لأول مرة بـ(سلطات الأمر الواقع).
وكشف التقرير أن «غارات التحالف الجوية أسفرت عن السقوط المباشر لمعظم الضحايا المدنيّين»، فيما غض الطرف تماما عن انتهاكات الانقلابيين الحوثيين والتي يسقط فيها مدنيون بشكل مستمر وبالذات في مدينة تعز، المحاصرة من قبل الحوثيين منذ صيف 2015 والذين يقومون بقصف الأحياء السكنية فيها بشكل عشوائي، وسقط آلاف الضحايا جراء ذلك منذ العام 2015.
ولجأ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في دورة أيلول (سبتمبر) 2017، الى تشكيل فريق من الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين ذوي المعرفة بقانون حقوق الإنسان والسياق اليمني، يقوم بهمة تقصي الحقائق في اليمن والقيام بهذه المهمة لمدة سنة واحدة، قابلة للتمديد ولكن الحكومة اليمنية مع انتهاء العام الأول لمهمة الفريق أعلنت رفضها تجديد مهمة هذا الفريق الذي شعرت أنه انحاز كلية لصالح الطرف الانقلابي الحوثي بشكل يضر بوضع حقوق الانسان.
ويشمل قرار تشكيل فريق الخبراء الأممي في اليمن مهمة قيامه بـ «إجراء دراسة شاملة لجميع انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة وانتهاكات القانون الدولي التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع وذلك منذ أيلول/سبتمبر 2014»، فيما كانت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، أنشأت بموجب قرار من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في العام 2012، وفقا لقرار مجلس حقوق الإنسان في العام 2011 الذي أوصى بتشكيل هذه اللجنة الوطنية، للتحقيق في الانتهاكات الحقوقية التي تقوم بها مختلف أطراف الصراع في اليمن.

الحكومة اليمنية تعلن رفض تجديد مهمة فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة بتهمة الانحياز للحوثيين

خالد الحمادي

هيئة التفاوض تلتقي مسؤولين أوروبيين في نيويورك وتبحث «اللجنة الدستورية»

Posted: 27 Sep 2018 02:23 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: أجرى وفد هيئة التفاوض السورية لقاءات عدة هامة مع مسؤولين أوروبيين، مساء في نيويورك، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ 73 للجمعية العمومية للأمم المتحدة، وبحث معهم آخر التطورات السياسية والميدانية.
وتقدم رئيس الهيئة نصر الحريري بشرح كامل خلال اللقاء مع أعضاء البرلمان الدنماركي عن رؤية الهيئة للحل السياسي في سوريا، وأكد أنهم يسعون للوصول إلى حل يلبي طموحات الشعب السوري في بناء مجتمع ديمقراطي ينعم بالحرية والكرامة بعد التخلص من الحكم الديكتاتوري الاستبدادي الذي ولدّ التطرف والإرهاب. ولفت الحريري إلى أن النظام وحلفاءه يسعون إلى تفصيل حل يلائم مصالحهم الضيقة على حساب مصلحة الشعب، ويخدم بقاء النظام وأجهزته القمعية التي تسببت بهذه المأساة لتمسكه بالسلطة وعدم الاستجابة لرغبة شعبه ومطالبه المشروعة.
ومن ثم انتقل الوفد للاجتماع مع المدير العام للشؤون الخارجية السويدية، «آنا كارين أنستروم»، وفيه شرح الحريري الوضع في إدلب والاتفاق الأخير حولها، وأكد على أهمية تقوية الدور الأممي في إيجاد حل يلبي طموحات الشعب السوري عبر الحل السياسي الشامل الذي يستند إلى القرارات الدولية.
وأشار إلى محاولات بعض الجهات للقفز فوق الحل الحقيقي من خلال الحديث عن إعادة اللاجئين دون توفير البيئة، كما أكد على أهمية التنسيق والتكاتف بين الجهات الحريصة على تثبيت الإتفاق في إدلب، وأضاف أن النظام وداعالآمنة لهم، ومع استمرار وجود النظام الذي كان الدافع الأساسي لفرارهم من ديارهم.
الوفد ختم جدول لقاءاته باجتماع مع ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فريدريكا موغيريني، وأوضح خلاله رئيس الهيئة أن اللجنة الدستورية هي مدخل للحل السوري الشامل الذي يضمن الانتقال إلى مستقبل سوري لامكان فيه لحاكم تسبب في المأساة الإنسانية التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.
كما أكد الحريري على أهمية التنسيق والتكاتف بين الجهات الحريصة على تثبيت الإتفاق في إدلب، وأضاف أن النظام وداعميه يسعون إلى جعل الاتفاق في إدلب مؤقتاً من خلال تلويحهم المستمر بالعمل العسكري الذي سيؤدي إلى قتل المزيد من المدنيين الأبرياء وتهجير الآلاف، كما أشاد الحريري بموقف الاتحاد الأوروبي الذي دعا لعقد جلسة خاصة من أجل سورية في الأمم المتحدة بحضور واسع ورفيع المستوى من الدول والجهات الفاعلة على الساحة السوري.

هيئة التفاوض تلتقي مسؤولين أوروبيين في نيويورك وتبحث «اللجنة الدستورية»

المغرب يتوقع مصادقة البرلمان الأوروبي على اتفاقيتي الصيد البحري والتبادل الزراعي

Posted: 27 Sep 2018 02:22 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قال وزير مغربي إن البرلمان الأوروبي سيصادق بداية العام المقبل على اتفاقيتي الصيد البحري والتبادل الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
وأعرب عزيز اخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي، على هامش زيارة يقوم بها لبروكسل، إنه متفائل بخصوص مسلسل المصادقة على الاتفاق الفلاحي واتفاقية الصيد البحري»، الذي يسير في الاتجاه الصحيح»، وأن «الاتفاقيتين تسيران بشكل إيجابي، وأن جميع المؤشرات توحي بالمصادقة عليهما (بالبرلمان الأوروبي) في بداية السنة المقبلة».
ووقع المغرب والاتحاد الأوروبي في شباط/ فبراير الأخير بالأحرف الأولى، في بروكسل، على وثيقة تعزز شراكتهما على أساس الاتفاق الفلاحي، كما وقعا يوم 24 تموز/ يوليو الماضي بالأحرف الأولى في الرباط على اتفاقية جديدة للصيد البحري التي انتهت يوم 14 من الشهر نفسه، ولم يستطع الاتحاد الأوروبي تجديدها بعد تحفظ محكمة العدل الأوروبية على ما ورد في الاتفاق بشأن المياة الإقليمية المقابلة للصحراء المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو، وقالت المحكمة إن الصحراء التي استردها المغرب من إسبانيا 1976 ليست جزءًا من التراب المغربي.
وجاءت تصريحات اخنوش على هامش مباحثاته في بروكسل، مع المفوض الأوروبي المكلف بالفلاحة والتنمية القروية، فيل هوغان، الذي أعرب عن دعمه لموقف المفوضية الأوروبية بشأن الاتفاق المغرب – الاتحاد الأوروبي، والذي يشجع على التبادل الحر، وأكد أهمية العلاقات التجارية الجيدة فيما يتعلق بالمنتوجات الفلاحية.
وقالت وكالة الأنباء المغربية إن هوغان أكد خلال هذه المباحثات، أهمية الاستثمار والتنمية الاقتصادية لمنطقة المتوسط لما يعود بالنفع على ساكنة الضفتين، وقال عزيز أخنوش أن المباحثات مع المسؤولين الأوروبيين تروم الدفع بالعلاقات الاستراتيجية للشراكة مع الاتحاد الأوروبي إلى الأمام.

المغرب يتوقع مصادقة البرلمان الأوروبي على اتفاقيتي الصيد البحري والتبادل الزراعي

40 دولة ومنظمة تدعم في مؤتمر في نيويورك «حل الدولتين» والدفاع عن النظام الدولي

Posted: 27 Sep 2018 02:22 PM PDT

نيويورك – (الأمم المتحدة) – رام الله _ «القدس العربي» : عقدت دولة فلسطين اجتماعا تشاورياً على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة في نيويورك، حول سبل وآليات حماية «حل الدولتين»، والدفاع عن مكانة النظام والقانون الدولي.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن الاجتماع حضره أكثر من أربعين دولة، بما فيها الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وغيرها من أعضاء المنظمات الإقليمية والدولية، والمبعوثون الخاصون لعملية السلام.
وخلال اللقاء تحدث الدكتور صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، نيابة عن الرئيس محمود عباس، عن المعيقات الأساسية لعملية السلام، المتمثلة بـ «النظام الاستعماري الإسرائيلي وممارسات وجرائم إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، وعلى رأسها جريمة الاستيطان».
وعبر عريقات عن أن دولة فلسطين «لم تمانع يوماً الانخراط في أي عملية تفاوضية ذات مغزى»، مضيفا «لكن كان هناك غياب واضح لوجود أي شريك في الطرف المقابل، الذي يمعن في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني مسلحا بحصانة الإدارة الأمريكية الحالية، التي تشجع على هذه الجرائم، وأعاد التأكيد على أهمية مبادرة الرئيس للسلام».
وفي لقاء مع مجموعة من الصحافيين في فندق غراند حياة في نيويورك، أكد وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أن اجتماعات عقدها والوفد الفلسطيني مع ممثلين عن أكثر من أربعين دولة أوروبية وعربية على مستوى وزراء خارجية وسفراء، أكد فيها المجتمعون على التزامهم بحل الدولتين ودعم القضية الفلسطينيةً. وقال المالكي إن»هدف الاجتماع كان توفير الدعم للفلسطينيين المتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للاستمرار والمتصلة جغرافيا وذات السيادة. حاولنا من خلال هذا الاجتماع استشعار الإجماع الدولي في هذا المفهوم، والتعرف على مدى استعداد هذه الدول لتحمل مسؤولياتها لحماية مثل هذا التوجه وكيفية العودة إلى المفاوضات وفق رؤية السلام الفلسطينية التي عرضها الرئيس محمود عباس في العشرين من شباط/ فبراير الماضي في مجلس الأمن».
وحول مسألة التنسيق الأمني وما إذا كانت السلطة ستستمر في التنسيق الأمني مع إسرائيل على الرغم من استمرار الاحتلال وممارساته، قال المالكي «هذا أمر سنقوم بنقاشه عند العودة إلى فلسطين وسيجتمع المجلس المركزي في العشرين من تشرين الأول/ أكتوبر في رام الله، وكل هذه الأمور قابلة للنقاش هناك».
وكان وزير الخارجية الفلسطيني المالكي يتحدث في اللقاء الصحافي المصغر الذي عقده في نيويورك بعد انتهاء اجتماعه مع ممثلي أربعين دولة حضروا اجتماعا مغلقا دعا له الوفد الفلسطيني على هامش اجتماعات الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن بين الدول التي شاركت في الاجتماع بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين واليابان، ودول عربية ودول من المنطقة كتركيا. وحضر العديد من الدول على مستوى وزراء الخارجية او سفراء، كما شارك ممثلون عن الأمانة العامة للأمم المتحدة، من بينهم المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط وممثل الأمين العام لدى السلطة الفلسطينية نيكولاي ملادينوف.
 وفي تعليق للسفير الفلسطيني للأمم المتحدة، رياض منصور، حول الاجتماع، قال إن الفلسطينيين لا يرغبون في أن تسيطر دولة واحدة على مجريات الأمور، بل أن يكون الملف تحت رعاية أكثر من جهة ودولة. وأكد ان الخطوات المقبلة تتمثل بعقد مؤتمر دولي يفعـّل عمليات المفاوضات ونهاية الاحتلال في فترة زمنية محددة. وقال منصور إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيعلن في نيويورك أنه سيتم انتخاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالتوافق، كرئيس لمجموعة77 زائد الصين للعام المقبل. والمجموعة المكونة من 134 هي أكبر تجمع للدول النامية التي كانت تنضوي تحت ما يسمى «دول عدم الانحياز».
وتابع المالكي معلقا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي قال فيها إنه لا يمانع قيام دولة واحدة أو دولتين، ولكن حل الدولتين يبدو الأقرب إلى المنال « لقد سمعنا نفس التصريح عندما التقى ترامب للمرة الأولى مع (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو ولا جديد فيه. عليه أن يقول نعم لحل الدولتين على أساس حدود عام 1967، أي أن شرق القدس والضفة وغزة هي أراض محتلة. وهذه تصريحات مهمة على الرئيس ترامب أن يدلي بها لكي يقنع أي شخص أنه جدي وملتزم بالسلام بمنطقتنا وأنه يعتمد على القانون الدولي كأساس لتلك المحادثات». 
وكانت بعض الصحف الأمريكية قد تحدث عن الاجتماع وعدم دعوة الجانب الفلسطيني للأمريكان لحضوره، ورأت في ذلك تحدياً أو إهمالا أو تهديدا للجانب الأمريكي.
وعلق المالكي على ذلك قائلا «من نحن كي نهدد أو نتحدى الإدارة الأمريكية؟… نحن بلد تحت الاحتلال نناضل من أجل إنهاء الاحتلال ومن أجل ترسيخ الدولة الفلسطينية على حدود 1967. نحن لا نبحث عن مواجهات مع أحد ونبحث عن حلول مع الجميع… حلول تعتمد على العدالة وتعني أن الشعب الفلسطيني يجب أن يحقق حريته كما هو الحال مع بقية الشعوب».
ثم أضاف «نحن لا نرغب بحرب مع الجانب الأمريكي… كل ما نطلبه ونريده هو الحصول على حقوقنا الأساسية. إننا نسلك المسار الدبلوماسي والسياسي من أجل الحصول على ذلك. لا أسلحة لدينا لنطلقها على أحد، باستثناء قدومنا هنا إلى الأمم المتحدة حيث نؤمن أن هذا هو المكان للمساعي المتعددة والمشتركة ومن خلالها يمكن أن نحصل على حقوقنا الأساسية. هنا يجب أن يتم احترام القانون الدولي، نشعر أنه يمكننا الحصول والاعتماد على دعم تلك الدول لتساعدنا للوصول إلى ذلك الهدف. لن نضيع وقتنا ومجهوداتنا في مواجهات ضد أحد بل نريد توظيفها للحصول على السلام والعدل لأهلنا».
وأضاف المالكي: «ليس من حق الإدارة الأمريكية تحديد أي ملفات تكون على طاولة المفاوضات، وأيها يجب أن يستبعد، إذ إن هناك اتفاقيات دولية حول تلك القضايا. ومن أجل الوصول إلى أي اتفاق حول مواضيع الحل النهائي يجب الجلوس إلى طاولة المفاوضات التي تشمل ملفات القدس واللاجئين والمستوطنات والحدود والأمن والمياه». وأكد مجددا أن المرجعية بالنسبة لفلسطين هي قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية وليس ما يقرره الرئيس ترامب.

40 دولة ومنظمة تدعم في مؤتمر في نيويورك «حل الدولتين» والدفاع عن النظام الدولي
عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة وفشلت إسرائيل بإحباطه
عبد الحميد صيام:

إسرائيل تستعد لـ «جمعة انتفاضة الأقصى» وتعطي أوامر جديدة للتعامل مع المتظاهرين

Posted: 27 Sep 2018 02:21 PM PDT

غزة -« القدس العربي» : استباقا للتظاهرات الشعبية المرتقبة عصر اليوم الجمعة، ضمن فعاليات «مسيرة العودة»، نفذت قوات إسرائيلية عملية توغل برية على الحدود الشرقية لجنوب قطاع غزة، وقامت بأعمال تمشيط في المنطقة، في الوقت الذي كشف فيه النقاب عن تلفي قوات الاحتلال أوامر جديدة لإطلاق النار صوب المتظاهرين السلميين قرب الحدود.
وقالت مصادر محلية أن عددا من الجرافات الإسرائيلية توغل لمسافة محدودة شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، انطلاقا من موقع عسكري قريبة.
وقامت تلك القوة قور عملية دخولها للمنطقة، بأعمال تجريف في محاذاة السياج الأمني، وبإسناد من عدة آليات عسكرية.
وتقوم تلك القوات بتمشيط وتسوية في المنطقة، وكذلك إقامة نقاط ارتكاز ومراقبة لجنود القناصة الذين يستهدفون المتظاهرين بالرصاص الحي.
وجاءت العملية قبل انطلاق فعاليات «جمعة انتفاضة الأقصى»، المقررة عصر اليوم الجمعة، التي دعت إليها الهيئة الوطنية العليات لمسيرات العودة وكسر الحصار.
وأعلنت الهيئة في بيان لها استمرار هذه الفعاليات الشعبية في مناطق «مخيمات العودة الخمس» حتى تحقيق أهدافها في كسر الحصار.
وشدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، وهو منسق الهيئة العليا لمسيرات العودة، على أن هذه المسيرات ستستمر حتى تحقيق أهدافها. وقال في كلمة له خلال مهرجان تأبيني لأحد شهداء «مسيرات العودة» بحي الزيتون شرق مدينة غزة: «نقول لأمتنا أن هذه الأرض لنا، وان هذا السماء سماؤنا، وأن القدس لنا، والمسرى لنا، وكنيسة القيامة لنا، وأن فلسطين بأرضها لشعنا لا تقبل القسمة بين شعبين أو دولتين».
وأكد أن ما يفعله شبان «مسيرة العودة»، جعل الوسطاء يتجهون لمصر من أجل الوصول لوقف المسيرات، مضيفا «لكننا أكدنا أن وقف هذه المسيرات مرتبطة بإسقاط صفقة القرن وكسر الحصار الظالم عن غزة».
وقال «الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 12 عاماً في ظل صمت عربي رسمي يجب أن ينتهي»، مشددا على ضرورة استعادة الوحدة، وإنهاء مظاهر الانقسام، ووقف «العقوبات» التي تفرضها السلطة على غزة. ودعا البطش إلى «توسيع المسيرات في الضفة الغربية في مواجهة الاستيطان، لكنس الحواجز من طرقات المواطنين التي تذل المواطنين»، مشددا كذلك على ضرورة بناء مرجعية وطنية عبر إصلاح منظمة التحرير، في ظل «فشل مشروع أوسلو»، ودعا منظمة التحرير لسحب الاعتراف بإسرائيل.
وتجري التجهيزات في مناطق «مخيمات العودة الخمس» لإقامة تظاهرات حاشدة عصر اليوم، بعد قرار الهيئة العليا، تكثيف وتصعيد الفعاليات الشعبية، عقب وتباطؤ جهود الوساطة المصرية من أجل إحلال التهدئة، التي شهدت تراجعا منذ شهر، بعد أن كانت المباحثات تقترب من الإعلان عن دخول الاتفاق الذي يمر بمراحل متعددة حيز التنفيذ.
ولوحظ منذ أسبوعين تصاعد الفعاليات على طول الحدود، بعد عودة عمليات إطلاق «البالونات الحارقة، وابتكار القائمين على المسيرات وحدة جديدة أطلق عليها اسم «الإرباك الليلي»، تقوم بفعاليات ليلية في مناطق الحدود، هدفها استفزاز جنود الاحتلال.
يشار إلى أن 195 شهيدا بينهم أطفال ونساء، سقطوا بنيران الاحتلال، منذ انطلاق فعاليات «مسيرة العودة» 30 مارس/ آذار الماضي، إضافة إلى إصابة أكثر من 20 ألف آخرين بجراح متفاوتة.
وفي سياق متصل ذكرت تقارير إسرائيلية، أن تغييرات طرأت على التعليمات الصادرة لجنود الاحتلال الإسرائيلي بشأن إطلاق النار على الفلسطينيين على حدود قطاع غزة، حيث تحظر التعليمات الجديدة إطلاق النار إلا في حالات الدفاع عن النفس فقط.
وبموجب ما جرى الكشف عنه، فإن التعليمات تحظر إطلاق النار على ملقي الحجارة سواءً باليد أو عبر المقلاع، إضافة إلى حالات أخرى تحظر الرقابة الإسرائيلية نشر تفاصيلها.
وزعمت التقارير المنشورة أن التعليمات تسمح للجنود بإطلاق النار في اتجاه المسلحين أو ردا على إطلاق نار أو باتجاه قناصة على الجانب الآخر من الحدود، وقالت إن القرارات الجديدة جاءت عقب سلسلة من عمليات إطلاق النار التي استهدفت متظاهرين فلسطينيين.
يشار إلى أن جنود الاحتلال المنتشرين على طول الخدود مع قطاع غزة، تلقوا منذ بداية فعاليات «مسيرات العودة» أوامر باستخدام القوة لتفريق المتظاهرين، وهو ما نجم عنه سقوط العديد الكبير من الضحايا، وسط انتقادات دولية وحقوقية لهذه الأوامر التي تستند لاستخدام «القوة المفرطة».

إسرائيل تستعد لـ «جمعة انتفاضة الأقصى» وتعطي أوامر جديدة للتعامل مع المتظاهرين
الهيئة العليا للمسيرات أكدت الاستمرار في الفعاليات حتى تحقيق الأهداف
أشرف الهور:

الخلاف يتصاعد بين فتح وحماس وتبادل الاتهامات حول اعتقالات سياسية واسعة في الضفة وغزة

Posted: 27 Sep 2018 02:21 PM PDT

غزة – رام الله – «القدس العربي»: تصاعد الخلاف بشكل كبير بين حركتي فتح وحماس، وتبادل الطرفان الاتهامات بتصعيد عمليات اعتقال ناشطيها في غزة والضفة الغربية، على أيدي أجهزة الأمن، خلال الساعات الـ  48 الماضية، وهو ما يشير إلى ارتفاع درجة الخصام، رغم الجهود التي بذلها الوسطاء المصريون في ملف المصالحة خلال الفترة الماضية.
وعقب حملة اعتقالات واستدعاءات طالت العشرات من نشطاء وكوادر حركة فتح في قطاع غزة، من قبل أجهزة أمن حماس، في مسعى لمنع النشاطات المؤيدة للرئيس محمود عباس قبل خطابه، الذي ألقاه أمس الخميس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قالت حركة حماس إن نحو 100 من عناصرها وكوادرها في الضفة تعرضوا للاعتقالات على أيدي قوات الأمن هناك.
ومنذ أيام تتهم حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس، حماس، بشن حملة أمنية كبيرة ضد عناصرها في غزة، شملت منعهم من تنظيم أي فعالية شعبية، لدعم الرئيس، وتأييد خطابه على غرار الفعاليات التي انطلقت في الضفة الغربية.
وقالت فتح إن الحملة الأمنية ركزت أيضا على منع فعالية إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم الرئيس، وإنها شملت اعتقال واستدعاء العشرات من ناشطيها في القطاع، ومن بينهم قيادات معروفة. وأشارت إلى أن ما وصفتها بـ «حملة الاعتقالات المسعورة» لعناصرها من قبل حماس «تهدد الأمن المجتمعي وتتساوق مع سياسة الولايات المتحدة والاحتلال الاسرائيلي».
وقالت في بيان لها، إن الحملة تأتي في إطار «تخريب جهود المصالحة وإفشال الجهود المصرية لهذا الملف المفصلي»، وأنها أيضا تأتي»انسجاما مع الحرب الشعواء التي تقودها الولايات المتحدة ضد منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني».
وطالبت فتح حماس بـ»العودة إلى وعيها الوطني»، ودعت الفصائل الوطنية والإسلامية للضغط على حماس من أجل تراجعها عن «تفجير الوضع الداخلي».
إلى ذلك قال المتحدث باسم الحركة في الضفة الغربية أسامة القواسمي، إن عمليات اعتقال ناشطي حركته في غزة، تمت بأوامر من إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مباشرة. وأضاف «أن حماس فقدت البوصلة تماما وهي تصطف إلى جانب إسرائيل في مهاجمة الرئيس الذي يقف صامدا بطلا أمام الهجمة الأمريكية الإسرائيلية»، مضيفا «التاريخ سيسجل عنكم أنكم خدعتم وضللتم الناس باسم الدين 30 عاما، وادعيتم أن هدفكم تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، وفي نهاية أمركم رضيتم بصفقة القرن الصهيو أمريكية».
وعقب تصاعد حملات الاعتقال في صفوف ناشطي فتح في غزة، أعلنت حركة حماس أن الأجهزة الأمنية في الضفة شنت حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من ناشطيها.
وقال القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد «إن حملة الاعتقالات الشرسة التي تشنها أجهزة السلطة ضد كوادر حماس وأنصارها في الضفة الغربية تأتي ضمن نهج السلطة الإقصائي، ورفضها للرأي الآخر الذي يمثل غالبية شعبنا وفصائله الحية».
واعتبر أن موقف الفصائل، بما فيها حماس المطالب بـ «وقف العقوبات» على قطاع غزة ومعالجة حالة التفرد التي تمارسها قيادة السلطة «أصبح ضرورة»، لافتا إلى أن الاعتقالات السياسية «هي تعبير عن انغلاق الأفق أمام السلطة في إنجاز أي شيء لشعبنا سوى الحصار والاعتقالات». من جهتها أعلنت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، في بيان أصدرته أن الأجهزة الأمنية قامت ليل الأربعاء وفجر الخميس بحملة اعتقالات واسعة في صفوف ناشطي حماس، غالبيتهم من الأسرى المحررين. وأوضحت اللجنة عبر صفحتها على «فيسبوك» أن أكثر من 100 حالة اعتقال واستدعاء تمت.
وفي السياق أعلن النائب عن حماس في المجلس التشريعي محمد الطل، تنازله عن «الحصانة» التي وصفها بـ « «الزائفة»، ودعا أجهزة الأمن في الضفة لاعتقاله، وندد النائب عن حماس المقيم في الضفة بعملية الاعتقال التي طالت ناشطي حركته.
ونفى الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية اللواء عدنان الضميري، اتهامات حركة حماس باعتقال ناشطيه، على خلفية سياسية، وقال في تصريح صحافي «التوقيف لأي شخص يتم على أرضية قانونية، وليس حسب موقف أو رأي سياسي»، متهما حماس بأنها «تثير الشائعات المغرضة».
وتابع «الأولى بها أن تسمح للمواطنين في قطاع غزة بالتعبير عن تأييدهم ودعمهم للرئيس عباس، حيث يشهد القطاع منذ يومين اختطاف عدد من عناصر حركة فتح، إلى جانب الاعتداء عليهم بالضرب».
وفي سياق متصل، تتواصل حملات التأييد والدعم في الضفة للرئيس عباس، عبر فعاليات شعبية انطلقت من عدة مناطق، كما استمرت حملة التأييد في غزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعلن العديد من الاتحادات والنقابات والفعاليات الشعبية في بيانات أصدرتها دعمها للرئيس عباس، ومطالبه التاريخية، التي تحمل «أحلام شعب لم يزل يرزح تحت نير الاحتلال».
وعقد المجلس الوطني يوم أمس جلسة للأعضاء الموجودين في عمان في مقره في العاصمة الأردنية، خصصها لدعم الرئيس عباس.
وقال رئيس المجلس سليم الزعنون خلال الجلسة «إن منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، هي التي تمثل مصالحه وتدافع عن حقوقه، ولا شرعية لمن يساعد على تنفيذ صفقة القرن وإضعاف الموقف الفلسطيني».
وأضاف «لن نتخلى عن رئيسنا عباس، ونقول له نحن معك ذاهبون نحو الدولة بعاصمتها الأبدية القدس الشريف».

الخلاف يتصاعد بين فتح وحماس وتبادل الاتهامات حول اعتقالات سياسية واسعة في الضفة وغزة
بعد حظر النشاطات الداعمة لخطاب الرئيس في غزة

موظفو «الأونروا» في غزة يقررون «العصيان الإداري» ويهددون بـ «الإضراب الشامل» رفضا لتقليص الخدمات

Posted: 27 Sep 2018 02:20 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: شرع اتحاد موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، بتصعيد خطواته الاحتجاجية ضد رئاسة هذه المنظمة. وفي مؤشر الى «فشل» الاتصالات والجهود التي جرت خلال الأسابيع الماضية، لاحتواء أزمة فصل نحو 1000 موظف، وإلغاء «برنامج الطوارئ» في غزة، ضمن عملية تقليص الخدمات، قرر الاتحاد «العصيان الإداري»، وإغلاق المقر الإقليمي لـ «الأونروا»، مطلع الأسبوع المقبل، وتنظيم إضرابات شاملة.
وأعلن اتحاد الموظفين في مؤتمر صحافي عقده أمام البوابة الرئيسة لمقر «الأونروا» غرب مدينة غزة، عن اتخاذه خطوات وإجراءات نقابية «غير مسبوقة»، رفضا لـ «جريمة فصل الموظفين»، وبسبب عدم تعاطي رئاسة «الأونروا» مع الحوارات التي شهدتها الفترة الماضية، لحل مشكلة الموظفين وعمليات تقليص الخدمات.
وقال رئيس الاتحاد أمير المسحال خلال المؤتمر، إن الإجراءات النقابية الجديدة تشمل «العصيان الإداري» وإغلاق مكتب غزة الإقليمي لوكالة «الأونروا» وكذلك المقرات الفرعية ومكاتب رؤساء المناطق بدءًا من يوم الأحد المقبل، على أن يكون هناك إضراب شامل يومي الثلاثاء والأربعاء.
ومن المقرر أن تستمر عملية إغلاق المكتب الرئيس لـ «الأونروا» حتى جلوس رئاسة المنظمة الى طاولة الحوار مع اتحاد الموظفين، حسب ما أعلن المسحال في المؤتمر الصحافي.
وأشار الى أنه تقرر في إطار عملية «العصيان الإداري» مقاطعة ورش العمل وألعاب الصيف المسائية، وتجنيد هذه الأموال لصالح الموظفين المهددين بالفصل، وبرامج التقييمات التعليمية، وبرامج التعليم المحوسب.
وأوضح أن الاتحاد قرر تأجيل الإضراب العام والشامل يومي الأحد والإثنين المقبلين في كافة مؤسسات الوكالة الدولية إلى يومي الثلاثاء والأربعاء، من أجل إعطاء الفرصة لجهود الوساطة للتدخل لحل أزمة الموظفين.
ودعا رئيس اتحاد الموظفين دائرتي الصحة والبيئة والمساعدات الغذائية، لوضع برنامج عمل كامل في موعد أقصاه الخميس المقبل، قبل الإعلان عن «حالة الطوارئ» في كافة مؤسسات «الأونروا» والدخول في إضراب مفتوح، تفاديا لوقوع كوارث بيئية وصحية واجتماعية.
وقرر الاتحاد إعطاء إدارة الوكالة مهلة أخرى للحوار، وأعلن المسحال خلال المؤتمر أنه سيتم عقد مؤتمر صحافي الخميس المقبل، للإعلان إما عن تسوية واضحة المعالم أو إجراءات نقابية أخرى.
وأكد المسحال استعداد اتحاد الموظفين  لـ «نزع فتيل الأزمة» في حال عادت رئاسة «الأونروا» للحوار وعقد لقاءات لإنهاء الأزمة الخاصة بفصل الموظفين.
وكانت رئاسة «الأونروا» قد قررت إنهاء العمل بشكل كامل في برنامج الطوارئ» في غزة، وهو برنامج يعمل به 1000 موظف، موزعين على دوائر الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية.
وتمت هذه العملية قبل شهرين، وتذرعت «الأونروا» بأن السبب وراء الخطوة يعود للعجز المالي الكبير في الموازنة، والذي خلقه قرار الإدارة الأمريكية الأخير بوقف التمويل الكبير لهذه المنظمة، غير أن اتحاد الموظفين، شكك في الرواية، رغم إقراره بوجود الأزمة المالية. وقال إن هدفها اتخاذ سلسلة خطوات أخرى في قادم الأيام، لتقليص الخدمات المقدمة للاجئين، ضمن مساعي أنهاء عمل هذه المنظمة.
وأكد أنه قام بتقديم العديد من الحلول العملية لرئاسة «الأونروا» من أجل تجاوز عملية الفصل التي طالت الموظفين، من بينها ترشيد نفقات هذه المنظمة، ونقل الموظفين للعمل على شواغر موجودة في وظائف أخرى,
يشار إلى أن «الأونروا» التي تقدم خدماتها لنحو ستة ملايين لاجئ فلسطيني مقيمين في مناطق عملياتها الخمس، وهي قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان، تعاني من أزمة مالية غير مسبوقة، بسبب وقف الدعم الأمريكي، حيث تعمدت واشنطن اتخاذ هذه الخطوة، ضمن مساعيها الرامية لإلغاء عمل هذه المنظمة بشكل كامل.
وأكدت «الأونروا» قبل أيام، أن ما لديها من أموال لا يكفي إلا لنهاية الشهر الحالي، حيث تعول على توفير دعم مالي خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليا في نيويورك، من أجل استمرار عملياتها حتى نهاية العام الجاري.
وتعاني هذه المنظمة حاليا من عجز يبلغ 200 مليون دولار، حتى نهاية العام، وأنذرت بأن كل خدماتها الصحية والتعليمية والاجتماعية يهددها خطر التوقف في حال لم توفر الأموال اللازمة، وهو ما من شأنه أن يخلق أزمات كبيرة تنذر بانفجار المنطقة.

موظفو «الأونروا» في غزة يقررون «العصيان الإداري» ويهددون بـ «الإضراب الشامل» رفضا لتقليص الخدمات

آلاف المستوطنين يقتحمون الأقصى ونابلس والخليل وبيت لحم والفلسطينيون يتصدون بالمواجهات الشعبية

Posted: 27 Sep 2018 02:20 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: تصدى سكان مدينة نابلس شمال الضفة الغربية لعملية اقتحام واسعة النطاق نفذها نحو 1500 مستوطن، بحماية مشددة من جيش الاحتلال، لمنطقة «مقام يوسف»، ما أسفر عن وقوع إصابات واعتقالات عدة في صفوف الفلسطينيين، في الوقت الذي اقتحم فيه نحو 1000 مستوطن آخر باحات المسجد الأقصى، وسط حالة توتر شديد في المدينة المحتلة.
وأصيب العشرات من الفلسطينيين بالرصاص الحي، وبحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، بينهم صحافيان، خلال مواجهات اندلعت في المدينة.
ودخلت دوريات إسرائيلية بأعداد كبيرة في المنطقة الشرقية للمدينة، لتأمين عملية الاقتحام، التي شهدت مواجهات عنيفة، قام خلالها الشبان الفلسطينيون بإغلاق الطرق المؤدية للمكان بإطارات السيارات المشتعلة. ورد جيش الاحتلال بإطلاق النار الحي بشكل كثيف، إضافة إلى إطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع، وهو ما أدى إلى إصابة المواطنين ومن بينهم الصحافيون.
واقتحمت قوات الاحتلال مدرسة عينابوس جنوب نابلس، في محاولة منها لاعتقال احد الطلبة، حيث أسفرت العملية عن اندلاع مواجهات في المكان، اطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع.
وشملت مداهمات قوات الاحتلال لمدينة نابلس اعتقال المحامي أيمن الشخشير من منزله في حي رأس العين، وثلاثة شبان آخرين من بلدة عصيرة الشمالية، بعد اقتحام عدة دوريات عسكرية للبلدة.
وفي السياق قام نحو 1000 مستوطن باستباحة المسجد الأقصى، خلال عملية اقتحام جديدة، جاءت في إطار دعوات جماعات متطرفة دعت لتكثيف الاقتحامات خلال الاحتفالات بالأعياد اليهودية التي تكثر في هذا الوقت.
ودخل المستوطنون باحات الأقصى من «باب المغاربة» بحماية من القوات الإسرائيلية الخاصة، وأقاموا «طقوسا تلمودية» في مناطق قريبة من المسجد، وشرعوا في استفزاز المصلين المسلمين داخل الأقصى. وتصدى شبان من سكان البلدة القديمة في القدس المحتلة، لمجموعة من المستوطنين، ومنعوها من ممارسة «طقوس تلمودية» أمام المسجد الأقصى المبارك، من جهة «باب الناظر».
وقال شهود عيان إن قوات الاحتلال انضمت الى جانب المستوطنين، واندلعت مواجهات في المنطقة، تخللها إطلاق قنابل صوتية حارقة وأخرى مسيلة للدموع.
وأبعدت سلطات الاحتلال خمسة مقدسيين عن المسجد الأقصى المبارك لفترات متفاوتة، بعد استدعائهم للتحقيق في مركز «القشلة» في منطقة «باب الخليل» في القدس القديمة. وشملت قرارات الإبعاد، التي تهدف إلى تسهيل اقتحامات المستوطنين، إحدى النساء، وصبيا وثلاثة شبان.
واقتحمت مجموعة من المستوطنين، مخيم عين السلطان شمال غرب أريحا، وكذلك منطقة برك سليمان السياحية الواقعة ما بين بلدة الخضر وقرية ارطاس، جنوب بيت لحم، تحت حماية جنود الاحتلال، وأدوا «طقوسا تلمودية».
إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال شقيقين من مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة،  عقب دهم منزل ذويهما، بالإضافة إلى دهم منازل أخرى في المخيم وتفتيشها.
كما اعتقلت آخر من بلدة اذنا التابعة لمدينة الخليل، وأجرت عمليات تخريب وتفتيش في محيط منزله ومنازل ذويه، كما نصبت حواجز عسكرية على بعض المداخل، وأوقفت مركبات المواطنين ودققت في البطاقات الشخصية لركابها.
وفي بلدة السموع جنوب المدينة، اقتحم عشرات المستوطنين عبر حافلات معززة بحماية جنود الاحتلال موقعا أثريا وسط البلدة، لأداء «طقوس تلمودية»، وقامت قوات الاحتلال التي أمنت عملية الاقتحام، بإطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع، وسط البلدة، ما أوقع عدة حالات اختناق في صفوف طلبة المدارس أثناء توجههم إلى مدارسهم.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة قلقيلية، واعتقلت شابا عقب مداهمة منزله وتفتيشه، فاندلعت مواجهات، تعرض خلالها جنود الاحتلال للرشق بالحجارة.

آلاف المستوطنين يقتحمون الأقصى ونابلس والخليل وبيت لحم والفلسطينيون يتصدون بالمواجهات الشعبية
حملات اعتقال في الضفة وإبعاد مرابطين عن القدس

نادين لبكي تنافس اليوم بفيلمها «كفرناحوم» في مهرجان «سان سباستيان» الدولي

Posted: 27 Sep 2018 02:19 PM PDT

مدريد – «القدس العربي» : يعرض اليوم الجمعة فيلم «كفرناحوم» للمخرجة اللبنانية نادين لبكي في مهرجان «سان سباستيان» السينمائي الدولي في دورته الـ 66.
ويدخل الفيلم غمار التنافس على جائزة «دونوستيا»، المخصصة لأحسن فيلم يحظى بإعجاب الجمهور عبر التصويت المباشر، ضمن مسابقة «جواهر».
وسيعرض للمرة الأولى على الجمهور الإسباني، في مسرح «فيكتوريا أوخينيا» في الساعة الحادية عشرة صباحا بتوقيت غرينيتش اليوم الجمعة مع إعادته في الساعة العاشرة مساء بحضور مخرجة الفيلم والمنتجين خالد المزنر وماريو ريال.
كما سيبرمج في أوقات مختلفة من اليوم في قاعات سينمائية أخرى خاصة بعروض جميع الأفلام المشاركة في جميع مسابقات المهرجان.
وسبق للمخرجة والممثلة أن فازت مرتين بجائزة الجمهور، حيث كانت المرة الأولى في عام2007، وتلقت أيضا جائزة الشباب، أثناء مشاركتها بفيلم «سكر بنات»، ثم سنة 2011 في فيلم «وهلأ لوين؟».
وفي عام 2008 حضرت نادين لبكي لمهرجان «سان سيباستيان» بصفتها عضوا في لجنة تحكيمه الرسمية.
وتخصص مسابقة «جواهر» للأفلام، التي سبق لها أن تألقت في مهرجانات دولية كبرى كمهرجان كان والبندقية وبرلين ومونتريال، والتي لا يمكن عرضها في المسابقة الرسمية لمهرجان «سان سيباستيان».
وفيلم «كفرناحوم» مرشح بقوة لنيل جائزة «دونوستيا»، خاصة بعد الأصداء الإيجابية، التي خلفها أثناء مشاركته الأخيرة في مهرجان كان، حيث حظيت بجائزة لجنة التحكيم، ثم معرفة الجمهور الإسباني بمخرجته وأهمية الموضوع الذي يعالجه الفيلم.

نادين لبكي تنافس اليوم بفيلمها «كفرناحوم» في مهرجان «سان سباستيان» الدولي

خالد الكطابي

أوجلان في مقهى الكماليين

Posted: 27 Sep 2018 02:19 PM PDT

جالسا في مقهى يخصُّ أتراكا هاجروا إلى ألمانيا منذ ثلاثين سنةٍ، إلى طاولةٍ أسفل صورةٍ مهيبةٍ لمصطفى كمال بالأبيض والأسود، أشربُ شايَّا معتَّقا على الطريقة التركيَّةِ، واقرأُ كتاب «خريطة الطريق» لعبد الله أوجلان.
الشارعُ الفرانكفورتي مكتظٌّ بأناسٍ من أعراق عديدة، وآلياتٍ متينةٍ تصلُ أنحاء المدينة بعضها ببعض. تتناهى إليَّ همهمةٌ مبهمةٌ خفيفةٌ، تبدو خلفية موائمة لحالةٍ سيرياليَّة بعض الشيء: كردي سوري يجلسُ في مقهى تركيّ يديرهُ متطرّفون كماليُّون في مدينةٍ ألمانيَّة كوزموبوليتيّة ويقرأ في كتابِ زعيم حركةٍ سياسيَّة كردية اعتقلته أجهزة الأمن التركيّة وحكمت عليه بالإعدام، قبل أن تخفَّفَ الحكم إلى السجن المؤبّد، لأنَّها تعتبره عدوها الأوَّل ومُهدِّد «أمنها القومي».
أتابع القراءةَ وأطلبُ كأسَ شاي أخرى. أستمتعُ بقراءتي، لأنَّها تشكِّل هذه المرة تهديدا صريحا لي؛ قراءةٌ مغامرةٌ. أتحمَّس في القراءة وأتفقُ مع بعض النقاط التي يصرُّ عليها أوجلان، تحديدا تلك التي تدعو إلى التعايش الديمقراطيّ العابر للدولة القوميَّة، وتضحكني بعضُ أفكاره اليساريّة – الكلاسيكيَّة الصلبة المؤدلجة، التي كما يبدو، لم يجهد أوجلان ليتغلَّب عليها، أو يعدِّلها.
يُشغلُ النادلُ أغنياتٍ تركيَّة تراثيَّة، تلك التي تشبه أغنيات «زكي مورن»، لكنَّها أكثر «رجوليَّة»؛ يجلس مسنٌ تركي قبالتي، على رأسه قبعةُ الأتراكِ، يمسح بمنديل أصفر عرقَ جبينه ويطلب عرَقا تركيّا «الراكي».
كلُّ ذَلِكَ ساهم في تكوين بيئة ملائمة لقراءة كتاب يعاينُ القضيَّة «الوطنيّة» التركيّة ومشكلاتها من وجهة نظر رجل يمثّلُ جزءا محوريا من وجودها وقطبا لازما في حلها. أوجلان يدعو، بعلانية، في كتابِه «خريطة الطريق» ترجمة زاخو شيار، إلى التخلُّصِ من مفهوم الأمة القوميَّة الواحدة والانتقال إلى مفهوم «الأمة الديمقراطية»؛ أي الأمة مختلفة اللغات والأعراق والأديان حسب تعريفه لها. وهذا ما أشعرُ بضرورتِه صراحة وازددتُ حماسا بعد أن ولجتُ مقهى «عرفان»؛ فكلُّ شيءٍ حولي أحاديُّ النزعة: العلم الأحمرُ يتوسّطه هلالٌ أبيض ونجمة بيضاء في الزاويةِ، صورة الزعيم الواحد المقدَّس على الحائطِ، أغنياتٌ بلغة واحدة لا شريك لها، مشروباتٌ كلَّها مستوردة من بلدٍ واحد لا بديل له، وزبائن في غالبيتهم الساحقة من «عرق واحد».
مرَّ بعضُ الوقتِ وأخذَ المساء يسدلُ، رويدا رويدا، ستارته على النَّهار الصيفي؛ هبَّ نسيمٌ عليلٌ باعثا رائحة طيِّبة في الأنحاءِ. دَخَلَ المقهى شابٌ في أواسط العشرينيات، حاملا نسخا من صحيفة «آيدنليك» ذات الميول القوميَّة- الكماليَّة، وراح يوزِّعها على الجالسين ويحصل على بعض النقود من كلِّ أحد. اقتربَ منّي، تحدَّث بتركيَّة ليِّنةٍ وضحكَ، فخلته ألقى نكتة، ضحكتُ بحشمةٍ وأجبته بالألمانيَّة موضِّحا جهلي باللغة التركيَّة، فتبسَّم بلطافةٍ ومضى.
أُكملُ القراءةَ، وتسلّيني ملاحظةُ أوجلان القائلة: «وتصيرُ الثورةِ إرهابا هو خاصيةٌ من خصائص النزعة الراديكاليَّة للطبقة الوسطى. فأحيانا ترى الحاجةَ إلى أن تكون قاسية ومُجحفة للغاية في سَبِيلِ الوصول إلى السلطة. ولهذا السبب عينه أيضا، تنزلقُ بسرعةٍ نحو النزعة السلبيّة، بمجرَّد زوال فرصة بلوغِ السلطة». أفكِّرُ في البيئةِ التي نضجَ فيها هذا الرجلُ اليساريّ الراديكالي، في القرية البدائية، في عائلتِه المتديّنة. في الحقيقةِ لم أكن قد خططتُ لقراءة أوجلان، لكنّ مروري بجانب هذا المقهى ذي الطراز الشرقي التقليدي والطاولات البلاستيكية المغطاة بأقمشة تسهّل عمليَّة إلقاء وحمل أوراق اللعب، أجّج في داخلي حنينا وهّاجا إلى البيئة التي ترعرعت فيها ودفعني دفعا للدخولِ، وحين دخلتُ وجدتُني محاطا دفعة واحدة بشتّى رموز الكماليَّة والقومويّة التركيَّة، بلغتِها وألوانِها وموسيقاها ومشاريبها. تفاجأتُ في البدءِ وتردَّدت بعض الشيء، لكن موجة الحنين إضافة إلى فضول مهول استولى عليَّ منعاني من أيِّ تراجع. وبحكم أصلي الكرديِّ خطرت لي، على الفور، سلسلة من الأفكار والحكايات المرتبطةِ بالظلم الذي مُورَس بحقِّ الأكراد على يد الفاشيّة القوموية التركية، وتملّكني في تلك الوهلة إحساسٌ بضرورةِ فهمٍ أعمق للصراع التركيّ- الكرديّ. ولم يخطر لي شيءٌ أنسب من البدء بالنقيضِ المباشر للكماليّة المتزمّتة؛ أي بكتبِ وأطروحات أوجلان السجين (المتزمِّتُ بدوره، خصوصا في البدايات).
أستلذُّ بتناول الشاي المصنوع جيدا وأمضي في القراءة بحميَّة من ينقِّبُ عما يفتقد، فيلفت نظري انتقاد أوجلان اللاذع للبلاشفة، إذ يشبِّه البلشفيَّة بالنازيَّة الألمانيَّة والفاشيَّة الإيطاليَّة، لجهةِ أنَّها جميعا في النهاية ذات أصول «يعقوبيَّة». يعجبني هذا الانتقاد العلنيّ، الذي لم أتوقّعه في الحقيقةِ. كما يربطُ أوجلان بين اللاديمقراطية والدولتيّة القومية. وهذا حسنٌ أيضا. بيد أنه يبالغ بصورة هستيريَّة في استعماله لمفردة «الديمقراطيَّة» ونبذه المطلق للحداثة الغربيَّة؛ يبدو لي أن هذه عقدتُه، لأنَّه، في الحقيقة، ساهم بشكل شخصي في تأسيس حركةٍ تحررية قومويّة مسلحة غير ديمقراطيّة، كردة فعل على الاضطهاد؛ ويبدو أنَّه يحاول، بعد سنوات العزلة والتأمل، أن يخفي هذا «العيبَ التاريخيّ»، أي «لاديمقراطيَّته». على كلّ حال، يُعجبني أنَّه لم يبق جامدا، لأنَّه مُبشِّرٌ أن يتغيَّر ويتطوَّر المرءُ فكرا ورغباتٍ، بل ذلك ضروريٌ وأساسيٌّ في صيرورةِ الكائن البشري.
أطلبُ كأسا ثالثة، مع كثيرٍ من السُّكَر هذه المرَّة. أحدِّقُ في عينَي مصطفى كمال اللابس بذلة عصريّة وربطة عنق لا أتبيّن تفاصيلِها، بسببِ غيابِ اللونِ في الصورةِ. الألوان كانت ستخفِّفُ بلا أدنى شكّ من كاريزماتيّة مصطفى كمال، كانت ستغرقُه في العاديَّة البشريَّة؛ لذا فغيابُها أساسيٌ في هذه الصورةِ. بيد أنني أخالها ربطةَ عنق سوداء، أو خمرية بلون الدَّم المتخثِّر. قميصه أبيض، في الغالبِ، ذلك الأبيض الصرفُ النقيُّ كما يَشَاءُ المحافظون محبو النقاءِ والطهارة.
ومصادفة يقعُ بصري على «بوستر» ضخم بجانبِي لم ألمحه في البدءِ:
صورة طولية لمصطفى كمال مرتديا بذلة سوداء وعند قدمِه اليسرى، بلون أبيض، سنةُ ميلادِه 1881 وبدلَ تاريخ وفاته رمزُ اللانهايَّةِ (الإنفينيتي).
أضحكُ بخفوتٍ. وأردّد في نفسي: إنَّها عقدة الأبديَّة مرَّة أخرى.
يتبرَّكُ رواد المقهى بهذا الرجل الذي لا ينتهي في مخيِّلتهم؛ يجلسون بين صوره الكثيرة وعباراته المعلقة على الجدران، فيحسُّون بعظمة العِرق الذي ينتمون إليه بحكم الطبيعة التي «اصطفتهم» دون غيرهم، ليكونوا من سلالة رجلٍ فذٍّ لا ينتهي.
لا أعرفُ، في الحقيقة، إن كان مصطفى كمال تركيَّا بنسبه، لكنه بالتأكيد ليس تركيَّا «صافيَّا»، لأن المنطق يرفض هذه الفكرة؛ فكرة صفاء الأعراق. ومن المفارقاتِ الطريفة المكرَّرة في تاريخ الحركاتِ القوميَّة المتطرِّفة هو الأصلُ العرقيُّ المختلفُ تماما/الغريبُ لمؤسِّسيها والمساهمين الحيويين في ازدهارِها. وهذا ما نجده مثلا لدى مؤسِّسي حركة «الاتحاد والترقي» التي أسَّسها شبانٌ من أصول غير تركيَّة، وينطبقُ الأمرُ إلى حد ما على أوجلان نفسِه، المولود لأمٍ تركيَّةٍ.
أعاودُ القراءةَ؛ في المقطِّع المسمَّى «ظهور قضية الديمقراطية في تركيا، تطورها ونتائجها» يخفِّفُ أوجلان من ذنبِ «أتاتورك» في الإقصاء الذي لحق بالكرد لدى نشوء الجمهوريةِ، ويحيل ذلك إلى أسباب داخلية وخارجيّة (لا سيما بريطانية)، ويكتفي بالقول: «فقد لعبَ مصطفى كمال دوره التاريخيَّ كفاية في إعاقةِ الاحتلالِ، وفي الإعلانِ عن الجمهوريَّة. لكنه عجزَ عن صونِ التحالف الديمقراطيِّ للجمهوريَّةِ، وعن سدِّ الطريقِ أمام فسخهِ وحلِّهِ». ويضيف: «كما أن مصطفى كمال بذات نفسه كان يتحدَّث في تصريحاته التي أدلى بها في مطلع عام 1924 عن مشاريع الحل التي كانت تعني في ما تعنيه نوعا من شبه الاستقلال الديمقراطي لأجل الكرد». بعد ذلك يستفيضُ أوجلان في التحدث عن التآمر البريطاني الذي أدى إلى الإطاحة بممثلي الأكراد من المعادلة السياسية آنذاك، ويستبعدُ احتمالية أن يكون مصطفى كمال قد اتّخذَ عن عمدٍ قرارا بالتطهير الإثني؛ بل كان خاضعا لإرادة الإنكليز اللازمة وقتذاك من أجل إحياء الجمهوريّة.
حسنا، فلمَ لا أنهضُ الآن وأبيِّن ذلك للجالسين؟ لمَ لا أقول لهم إنني أقرأ في كتاب لعبد الله أوجلان، وأترجمُ لهم ما ذكره بخصوص مصطفى كمال؟ ولمَ لا أذكر لهم، بوضوحٍ، أن أوجلان لم يعد يريد دولة قومية للأكرادِ، بل يريد دولة «ديمقراطيّة» تشاركية.
هذه تساؤلات دفعتَها المثاليّةُ البشريّة إلى عقلي، فالمنطقُ يدركُ أنَّني سأرشَقُ بكلِّ الكؤوس الموضوعة على الطاولاتِ بمجرَّد أن أخبرهم عن قرائتي لأوجلان في مقهاهم الذي لا يرتاده سوى أنصار الكماليَّة الراديكاليَّة، الذين يَرَوْن نهايةَ العالم بنهاية الأتاتوركيَّة، ونهوضَه بنهوضِها.
ومن جهة أخرى، ماذا لو عَلِمَ المتزمِّتون الأوجلانيون أنني جالسٌ في مقهى المتزمّتين الكماليين وأشربُ كأسَ شاي تلو الأخرى؟ أسيجدي نفعا إخبارُهم أنني قرأتُ لأوجلان بينما كنت أتناول شايَهم؟ هل ستُغيِّر شيئا معرفتُهم بما كتبه أوجلان في سنة 2009 عن مصطفى كمال ودورِه التأسيسي للجمهورية وموقفه «المعتدل» من الأكراد آنئذ.. كلا، بل سأصبحُ، على وجه السُّرعة، خائنا للدَّم الكرديِّ المُراق على جبال كردستان، وسينعتني بسطاءُ الأوجلانيين بـ«الأردوغانيَّة»، إذ أن معظمهم يجهلون التاريخ وتحولاته، مؤدلجون، يكتفون بالتلقّي والتنفيذ دونما اعتراض، تماما مثلما يفعل المتديِّنون البسطاء، الذين لا يشغلون عقلهم بمسائل الوجود والعدم.
أردِّدُ في نفسي متأمِّلا الجالسين: كراهيةُ الشُّعوب لبعضِها بعضا مصنوعةٌ في غرفِ الساسةِ والتّجار ورجالِ الدين، وليس لها أيَّ وجودٍ في غيابِ هذه الصناعةِ؛ صناعة الكراهيةِ.
أعجبتني التفاتة أوجلان الفكريَّة هذه، وانفتاحِه على الآخر ورؤيته شريكا تاريخيَّا لا غنى عنه؛ فيبيِّنُ في معرضِ ذكرهِ للعلاقاتِ الصلبةِ بين أسلاف الأتراك والأكراد كيف أن هذين الشعبين كانا، رغم بعض التناقضات بينهما، عاشا مصيرا مشتركا نتيجة لكينونة علاقاتِهما الاستراتيجيّة على مدار عصور مختلفة؛ إذن، الرجلُ يتقرَّب من الآخر، الذي لم يزل يراه عدوَّا مطلقا. وهذه بداية سليمةٌ في معتقدي؛ إذ أن أيّ حلٍّ ممكنٍ لهذا الصراع لا بدّ أن يمرَّ بنزعِ فتيلِ الكراهيَّة العمياء المتبادلةِ، وباللجوء إلى الشفافيَّة والصدقِ، وإظهار الحقائق للناس العاديين وإطفاء حرائق الأيديولوجيا، ليتمكّنوا من رؤية البشريِّ في «الآخر». الكراهية الشعبية بين الأكراد والأتراك تتآكلُ، آن تُنزَع القدسيَّة عن الكماليَّة السافرة وراهنا عن الأردوغانيَّة المنقَّبة، وحين تُنزَعُ الألوهية عن صورةِ عبدالله أوجلان ورفاقه ويُرَوا بشرا يخطئون ويصيبون.
يتوافدُ مع مرور الوقتِ شبَّانٌ أتراك إلى المقهى بعد أن غابت الشمسُ تماما وانتهى نهارُ العملِ. يمتلئ المقهى عن بكرة أبيهِ، وتعلو الأصوات المُرحِّبةُ المتحمِّسة لمساءٍ من المرحِ ولعب الورق أو من النقاشِ مع كأس راكي. عمَّ الصمتُ حين بدأت نشرةُ الأخبار على محطّة CNN türk. خرجَ أردوغان على الشاشة يلقي كلماتٍ في مناسبةٍ رسميَّة لم أعرفْها، لكنَّه كان يتحدَّث عن العملةِ التركيَّة بحنقٍ، فاحمرّت وجوهُ المُتابعين، وراح بعضهم يصرخُ بأسى، وردَّ عليهم آخرون بالحدَّة ذاتها ودارَ نقاشٌ شديد النبرةِ، تفوحُ منه رائحة الأرغيلةِ والراكي، تحت أنظارِ مصطفى كمال «اللانهائيِّ».
كاتب سوري يقيم في ألمانيا

أوجلان في مقهى الكماليين

سوار ملا

معضلة انتخاب الرئيس في العراق!

Posted: 27 Sep 2018 02:18 PM PDT

لأول مرة، منذ تولى الراحل جلال الطالباني رئاسة الجمهورية ضمن تشكيلة الحكومة الانتقالية لعام 2005، نكون أمام مرشحين أساسيين لرئاسة الجمهورية يقدمهما كل من الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، من أصل سبعة مرشحين رسميين لهذا المنصب، وهو ما ينهي اتفاقا تم التوصل اليه عام 2005 بأن تكون رئاسة الإقليم للحزب الديمقراطي (تم انتخاب مسعود البارزاني كأول رئيس للإقليم في حزيران 2005)، في مقابل أن يذهب منصب رئاسة الجمهورية للاتحاد. وقد صمد هذا الاتفاق على مدى ثلاثة عشر عاما، تم خلالها إعادة انتخاب الطالباني رئيسا لولايتين 2006 و2010، وبعد رحيله تم انتخاب مرشح الاتحاد الوطني الدكتور فؤاد معصوم رئيسا في العام 2014. في المقابل تم انتخاب الاستاذ مسعود البارزاني لولاية ثانية في العام 2009، ثم تم تمديد ولايته في العام 2013 بقرار من برلمان الإقليم لمدة سنتين، ثم تم تمديدها بقرار أحادي من الحزب الديمقراطي مرة ثانية في العام 2015، واخيرا أعلن البارزاني قرار تنحيه عن رئاسة الإقليم في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 بعد أزمة الاستفتاء.
وبعيدا عن هذا الاتفاق المتعلق بتوزيع المناصب، ظهر نوع من الاتفاق بين الحزبين الكرديين الرئيسيين على ضرورة الذهاب موحدين إلى بغداد، بمعزل عن الصراعات البينية بينهما في الإقليم! هكذا دخل كلا الحزبين في تحالف ثنائي، بداية من انتخابات الجمعية الوطنية في يناير/ كانون الثاني 2005 تحت عنوان التحالف الكردستاني، وهو الامر الذي استمر في انتخابات مجلس النواب كانون الأول/ديسمبر 2005، وعام 2010. ولكن الامر تغير عام 2014 عندما دخل الحزبان (الديمقراطي والاتحاد) إلى الانتخابات بشكل منفصل، وألقت الصراعات البينية داخل الإقليم بظلالها على وحدة الموقف الكردي في بغداد، لاسيما مع دخول حركة التغيير كمنافس رئيس للاتحاد الوطني في السليمانية.
بعد ازمة الاستفتاء، وما تلاها من زلزال سياسي في كركوك وتبادل الاتهامات بين الطرفين الكرديين، بدت عملية رأب الصدع بينهما شبه مستحيلة، خاصة مع تجدد صراع الاجنحة التقليدية داخل الاتحاد الوطني، وفي ظل صعود الجيل الثاني في العائلة الحاكمة وهيمنته على القرار الأمني والسياسي، وتحديدا لاهور شيخ جنكي وبافل الطالباني، اللذان بديا كأنهما في لحظة ما بعد كركوك الزعيمان الحقيقيان للاتحاد! وحتى المحاولة المعزولة عن سياقها من اجل إعادة ترتيب البيت الكردي، عبر الذهاب بفريق تفاوضي موحد إلى بغداد قبيل جلسة مجلس النواب الخاصة بانتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه، لم تكن مجدية، بخاصة بعد الاختلاف الصريح في طبيعة تصويت كل من الحزبين في انتخابات النائب الثاني لرئيس مجلس النواب!
اليوم يدخل الصراع بين الحزبين منعطفا جديدا، فقد رشح الحزب الديمقراطي الكردستاني الدكتور فؤاد حسين، الامين العام لرئاسة الإقليم، رسميا لمنصب الرئيس، على الرغم من ان الرجل لا ينتمي عمليا إلى الحزب الديمقراطي، وسبق له أن كان عضوا في حزب الاتحاد، بل انه وصل إلى منصبه بسبب هذا الانتماء. في المقابل، رشح حزب الاتحاد الوطني الدكتور برهم صالح، المنشق السابق عن الحزب، والذي دخل انتخابات العام 2018 رئيسا لحزب التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة (حصل على مقعدين)! ولا يمكن فهم هذا الترشيح سوى على أنه خيار اضطراري في سياق صراع الأجنحة داخل الاتحاد الوطني من جهة، ومحاولة للإفادة من العلاقات السياسية الواسعة، والشعبية التي يتمتع بها الرجل في بغداد من جهة ثانية.
وبعيدا عن المفاضلة الشخصية بين الرجلين، التي تم التركيز عليها طوال الأيام الخمسة الماضية، والتي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في الاستهداف الشخصي، يعلم الجميع ان الاتفاقات السياسية، هي التي ستحسم في النهاية هذا الأمر. على انه من المهم التأكيد هنا على أن هذه الاتفاقات لا تتعلق بالفاعلين السياسيين العراقيين فقط، بل بالفاعل الايراني أيضا! فاذا كان الدور الخارجي، لاسيما الفاعل الأمريكي والفاعل الايراني، ليس مثبتا فيما يتعلق بالترشيحات، تحديدا فيما يتعلق بترشيح الدكتور برهم صالح، في ظل تسويق سرديتين مختلفتين، ترى الاولى أن ترشيحه كان بضغط ايراني من اجل توحيد الاتحاد الوطني، فيما ترى الثانية ان ترشيحه جاء بضغط أمريكي لأنه يتمتع بعلاقات متميزة معهم! إلا ان الدور الايراني هو الأكثر حسما فيما يتعلق بانتخاب أي من المرشحين.
لقد كان الحزب الديمقراطي طرفا في اتفاق مع تحالف البناء فيما يتعلق بانتخابات رئيس مجلس النواب ونائبيه، وذلك من خلال تصويت نوابه لصالح مرشح البناء (تحالف يضم: الفتح ودولة القانون وجناح فالح الفياض ضمن تحالف النصر فضلا عن المحور الوطني)، في المقابل تصويت تحالف البناء إلى جانب مرشح الحزب الديمقراطي لمنصب النائب الثاني لمجلس النواب، وهذا الاتفاق يمكن أن يمضي باتجاه ترجيح كفة د. فؤاد حسين في حال عدم تدخل إيران المباشر للضغط على حلفائها ضمن تحالف البناء للتصويت لصالح د. برهم صالح مرشح حليفهم التاريخي! لاسيما أنه، باستثناء تحالف المحور الوطني، لم يعلن أي من أطراف تحالف البناء موقفا صريحا باتجاه دعم أي من المرشحين حتى اللحظة. لكن تحالف الإصلاح والإعمار (تحالف يضم سائرون والحكمة وجناح العبادي ضمن تحالف النصر، فضلا عن أعضاء من تحالفي الوطنية والقرار العراقي) لا يرغب في الدخول في إطار هذا الاستقطاب المتعلق برئاسة الجمهورية، لذا طالب في اجتماعه الاخير من الحزبين الكرديين محاولة التوافق لتقديم مرشح واحد، على الرغم من معرفته باستحالة ذلك! وبالتالي من الصعب تماما معرفة السلوك الذي يمكن أن يعتمده كل طرف من أطراف هذا التحالف عند التصويت على رئيس الجمهورية، في حال عدم تصويت الفتح/ دولة القانون/، جناح الفياض، على مرشح الحزب الديمقراطي! وهذا يعني أنه من الصعب، حد الاستحالة، معرفة هوية الرئيس القادم قبل انتهاء عملية حساب الأصوات.

٭ كاتب عراقي

معضلة انتخاب الرئيس في العراق!

يحيى الكبيسي

المغرب: شعب يريد الهرب

Posted: 27 Sep 2018 02:17 PM PDT

قال الأستاذ محمد الساسي منذ حوالي أسبوعين أن المغرب على مفترق طرق من جديد «فإما الانفراج أو الانفجار». ومن يعلم أن حكيم اليسار المعارض، لا يطلق أبدا الكلام على عواهنه، عرف أن مزاج المغرب والمغاربة اليوم ليس بخير. فالإحساس بالفقر والتهميش والإقصاء أو ما يسمى «بالحكرة»وهي كلمة دارجة ملؤها الغضب، ازداد بشكل كبير استعمالها في السنوات الأخيرة، وهي تعني فيما تعنيه المهانة والاحتقار من طرف الأقوياء ـ وقد تكون بينهم الدولة ـ للضعفاء.
وفعلا فإن المغرب يعيش منذ حوالي سنتين جوا اجتماعيا وسياسيا ملبدا بالغيوم. ومن بعض سمات هذا الجو الخانق، التوتر وانعدام الثقة واليأس من تحسن الأوضاع. ولنبدأ بالنقطة الأخيرة والتي ترمز إليها الفاجعة التي حدثت يوم الثلاثاء الماضي، حيث أطلقت البحرية الملكية النار على أحد الزوارق البالغة السرعة والتي تقوم بالنقل اللاقانوني للمرشحين للهجرة وفيها توفيت الشابة حياة بلقاسم ذات العشرين ربيعا، كما جرح ثلاثة آخرون من بينهم شاب حالته خطيرة. هذه الحادثة المروعة تدل على أن الدولة متوترة الأعصاب فهي تريد بأي طريقة أن تدلل على أنها تتحكم في الأمور وأنها تسهر، مهما كان، على إنفاذ القانون و«سيادة الأمن». لكن أن تُستعمل وسائل حربية ضد مدنيين عزل فهذا تطور خطير يقتضي المساءلة الحقيقية. خصوصا وأن حياة من قرر إطلاق النار للقتل لم تكن في خطر.
إن قرار طالبة جامعية في مقتبل العمر المغامرة بالهجرة إلى بلاد أخرى، وهي تعلم أنها لن ترحب بها وأن المصير قد يكون، قبل الوصول إليها، الغرق والموت، فهذا يدل على أن جوا حقيقيا من اليأس والإحباط يخيم في أوساط الشباب المغربي. فقد أكدت دراسات علمية حديثة وبالأرقام أن أغلبية الشباب تحبذ الهجرة على متابعة العيش مع العائلة بالمغرب. رغم أن دراسات أخرى كانت قد برهنت على أن إحدى القيم الرئيسية للمجتمع المغربي هي التشبت بالحياة الأسرية. هذا يدلل على انشطار نفسي حقيقي ومؤلم.
وإن كان الحدث الأقسى، فمقتل حياة التي كانت ترغب بالهجرة ليس الوحيد في سلسة أحداث تعبر عن ضيق شباب المغرب من بلادهم ويأسهم من العيش فيها بحرية وكرامة. واقعة أخرى استنفرت المجتمع الافتراضي المغربي: أحياء هشة مهددة بالهدم بالدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للبلاد، أقول أحياء بكاملها، قرر شبابها الاحتجاج عبر الإعلان عن قرارهم بطلب ما سموه «اللجوء الإنساني» بسبتة المحتلة، بل إن متحدثا باسمهم قد صرح للصحافة «أن الساكنة المعنية قررت مغادرة أرض الوطن يوم الجمعة المقبل مباشرة بعد صلاة الفجر». وذلك لأنها «افتقدت الأمان داخل الوطن» على حد تعبيره.
هذا يذكرنا بالقرار الجماعي الذي كان قد اتخذه بعض سكان مدينة فكيك الحدودية مهددين بمغادرة البلاد إلى الجزائر إذا لم تتراجع السلطات عن مشروع كان سيؤدي لحرمانهم من مصدر رزقهم أي الأرض الزراعية المحيطة بالمدينة. الأمور أحيانا تصل إلى حدود الشعار ـ التهكمي ولكن المعبر سياسيا ـ الذي تصدح به حناجر بعض جماعات الشباب العاطل عن العمل ويقول هذا الشعار: «الشعب يريد الحريك» أي الهجرة السرية، وهو مستلهم طبعا من شعار الربيع العربي «الشعب يريد إسقاط النظام».
سمة أخرى يتسم بها المزاج العام هي انعدام الثقة ليس فقط بين الأفراد ولكن كذلك في المؤسسات. فالانتخابات الجزئية الأخيرة برهنت بشكل ملموس أن جزءا ممن شاركوا في التصويت فعلوا ذلك مقابل المال أو لتلقيهم وعودا بالدعم المادي المباشر. كما أنه أصبح يحدث أكثر فأكثر، وبدون تنظيم أو تنسيق مسبق، أن عشرات الآلاف من الشباب المتجمعين في مدرجات الملاعب الرياضية يصرخون بشعارات تعبر عن، ليس فقط، انعدام ثقة سلبي ولكن عن تشكك عميق في نوايا الدولة. بل أن هؤلاء الشباب يعتقدون أن النخبة الحاكمة تتآمر لتجهيلهم وتهميشهم عنوة حتى تبقى هي المستفيد الوحيد. يقول الشعارالدارج وهو ذو إيقاع جميل يسهل حفظه عن ظهر قلب: (مابغيتونانقراو.. مابغيتونانخدمو.. مابغيتونانوعاو.. باش تبقاو فينا تحكمو). وهو يعني بالعربي الفصيح: أيها الحاكمون، لا تريدون منا أن ندرس ولا أن نتثقف، ولا أن نحصل على شغل، ولا أن يكون لنا وعي سياسي، حتى تبقوا أنتم وحدكم مسيطرين على الحكم. هذا شعار يحلل نظامنا السياسي بل يفككه إلى سياسة تعليمية يعتبرها «تجهيلية» كما يقول بعض المناضلين اليساريين، وإلى سياسة اقتصادية اجتماعية لا تخلق شغلا وإلى سياسة ثقافية وإعلامية هدفها إبعاد الشعب عن الاهتمام بالشأن العام والمشاركة السياسية المؤثرة.
انعدام الثقة هذا ألحت عليه هيئة رسمية هي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حيث أكد تقريرها عن حالة المغرب، أن هناك «شرائح واسعة من المغاربة «تفقد الثقة كما تفقد الأمل في القدرة على بلوغ مستوى عيش أفضل». بل إن صراحة التقرير صادمة في ما يخص انعدام الثقة ذا المضمون السياسي: فقد أشار التقرير بالحرف الواحد إلى «تراجع على مستوى الثقة في المؤسسات» بل وإلى عدم الاعتقاد الجمعي في إرادة الدولة بحماية وإنفاذ القانون.
كل هذا أدى بخالد البكاري وهو أحد النشطاء المدنيين الأكثر شعبية على شبكات التواصل الاجتماعي إلى القول في إشارة إلى المواطن التونسي الذي خرج يصرخ ليلا وقت مغادرة الرئيس للبلاد، «بنعلي هرب.. بنعلي هرب»، قال البكاري ما معناه، «ما دمنا مواطنين مسالمين فلن نقول للحاكم، ارحل ولكننا سنقول : «الشعب هرب.. الشعب هرب».

٭ كاتب مغربي

المغرب: شعب يريد الهرب

المعطي منجب

على هامش الدورة الثالثة والسبعين: مراجعات للدور المفقود للجمعية العامة

Posted: 27 Sep 2018 02:17 PM PDT

افتتح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم الثلاثاء الماضي المناقشات العامة رفيعة المستوى للدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة بمشاركة 84 زعيم دولة ونحو 48 رئيس حكومة. وهذه الدورة لا تحمل جديدا وتتسم بالبرودة لولا خطاب ترامب الذي أثار الضحك من جهة والاستهجان من جهة أخرى. وتنعقد هذه الدورة في ظل سبع أزمات دولية كبرى رحلت من السنة الماضية، كما قال الأمين العام، بدءا بسوريا ثم اليمن فليبيا ثم فلسطين فجريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها حكومة ميانمار على المسلمين الروهينجا، ومسألة المهاجرين والإرهاب الدولي. وقد تراجعت الأزمة مع كوريا الشمالية التي ميزت الدورة السابقة لتحل محلها أزمة الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة مع إيران. وسنحاول في هذا المقال أن نلقي الضوء على الجمعية العامة ودورها ومحاولة تهميشها وكيفية تفعيلها وسنعود في مقال لاحق لمراجعة كلمات الوفود والقضايا المطروحة خاصة قضايا منطقتنا العربية.
دور الجمعية العامة تاريخيا
قد يظن الكثيرون أن الجمعية العامة منبر للخطابة فحسب، يأتي إليها ممثلو الدول لإلقاء كلمات موجهة إلى شعوبهم أكثر مما هي موجهة إلى المجتمع الدولي. قد تبدو الأمور هكذا هذه الأيام بعد أن قامت الولايات المتحدة وبعض حلفائها باختطاف معظم أدوار الجمعية العامة وتحويلها إلى مجلس الأمن، بعد انتهاء الحرب الباردة كما سنبين لاحقا. فقد لعبت الجمعية العامة خلال السنوات الثلاث والسبعين الماضية أدوارا تاريخية مهمة، خاصة في اعتماد مجموعة من الاتفاقيات الدولية والمعاهدات التي غيرت كثيرا من المفاهيم والمسلكيات وصححت أخطاء تاريخية وفتحت مسالك جديد لجعل عالمنا أفضل وأكثر عدلا وأكثر انضباطا بالقانون الدولي.
وسأذكر من بين الاتفاقيات والمعاهدات والإعلانات التي اعتمدتها الجمعية العامة «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان» الذي إعتمد في العاشر من ديسمبر/كانون الأول عام 1948 واعتبر بوصلة عالمية ومسطرة دولية تقاس بها مسلكيات الدول في مدى احترام حقوق الأفراد السياسية والمدنية من جهة، والحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية من جهة أخرى. وقد أعيد تفصيل هاتين الرزمتين من الحقوق في معاهدات لاحقة تم الاتفاق عليهما عام 1965، واصبحتا من أهم الوثائق الدولية وهما «العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية» و»العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية». ومن المعاهدات المهمة التي أنجزتها الجمعية العامة، اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، التي اعتمدت عام (1948) والاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب. وفي عام 1960 أنجزت الجمعية العامة «إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة». وبموجب هذا الإعلان وضعت الأمم المتحدة خطة لتصفية الاستعمار. أقرت الجمعية العامة أن الدول والشعوب المستعمرة من حقها أن تمارس حق تقرير المصير، ولكن يجب أن يتم إنهاء الاستعمار أولا باستخدام النضال بكافة أشكاله. وقد تسارعت حركة الاستقلال، بحيث وصل عدد الدول المستقلة عام 1964 إلى 124 دولة مستقلة.
وتابعت الجمعية العامة، التي تعتبر برلمانا عالميا تتلاقى فيها جهود جماعية من قبل العديد من الدول والمجموعات الجغرافية وإنجازاتها، خاصة في ميادين حقوق الإنسان والتنمية والتحديات الصحية ومناهضة التمييز والفصل العنصري. ومن المعاهدات التي أنجزتها الجمعية العامة «الاتفاقية الدولية لمحاربة كافة أشكال التمييز ضد المرأة» عام 1979 التي أصبحت من أهم الاتفاقيات الدولية، والتي بموجبها تتم مراجعة مسلكيات الدول في موضوع حقوق المرأة. كما أن الجمعية العامة اعتمدت الاتفاقية الدولية لمناهضة العنصرية والتمييز العنصري (1965) التي لعبت دورا مهما في مناهضة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، ومن قبلها في روديسيا التي غيرت اسمها بعد الاستقلال لتصبح زمبابوي. أضف إلى هذه رزمة من الاتفاقيات المتعلقة بالأقليات: مثل الاتفاقية الدولية لحقوق المهاجرين وعائلاتهم، والاتفاقية الدولية لحقوق السكان الأصليين والاتفاقية الدولية لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة واتفاقية حقوق الطفل (1989). كما أن هناك أكثر من 13 اتفاقية تتعلق بجانب أو بآخر بظاهرة الإرهاب الدولي مثل، سلامة الطيران المدني وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب وغيرها.
الجمعية العامة والمسألة الفلسطينية
لقد لعبت الجمعية العامة دورا محوريا في إعادة الحياة للقضية الفلسطينية بعد حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973 وقيام حركة تضامن عربي قوية غير مسبوقة. فقد أعيد بند فلسطين إلى جدول أعمال الجمعية العامة عام 1974 بعد غياب ربع قرن، وانتخب وزير خارجية الجزائر آنذاك، عبد العزيز بوتفليقة، الذي استقبل ياسر عرفات كرئيس دولة بعد أن منحت منظمة التحرير الفلسطينية مقعد مراقب يجوز له أن يشترك في النقاش عندما تطرح المسألة الفلسطينية. واعتمدت تلك الدورة التاريخية القرار المهم 3236 الذي يفصل حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حق تقرير المصير والدولة المستقلة وحق العودة وحق النضال بكافة الطرق المنسجمة مع الميثاق لإنهاء الاحتلال. ولابد أن نتذكر دورة عام 1975 عندما اعتمدت الأمم المتحدة القرار 3379 الذي ينص على أن «الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري»، الذي صاغة العلامة الفلسطيني الراحل فايز الصايغ، الذي كان يعمل مع البعثة الكويتية، فقام السفير الإسرائيلي آنذاك حاييم هيرتزوك، الذي فقد توازنه ووقف على منصة الجمعية وقطع القرار قصاصات صغيرة ونثره أمام الحاضرين قائلا بعصبية «سنتعامل مع هذا القرار هكذا». وقد بقي الصهاينة يعملون من أجل إلغائه حتى تم ذلك فعلا عام 1991. وقد أنشأت الجمعية العامة قسما للتعريف بالقضية الفلسطينية في إدارة شؤون الإعلام. كما أنشأت شعبة خاصة في قسم الشؤون السياسية للتعريف بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، وقامت تلك الشعبة بتوثيق العديد من الجوانب الحيوية للقضية كالاستيطان والمياه واللاجئين والممتلكات الفلسطينية في القدس وغيرها. وأنشأت الجمعية العامة اللجنة الدولية المعنية بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال، واعتمدت الجمعية قرار تخصيص يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني. والجمعية العامة هي التي أحالت مسألة جدار الفصل العنصري إلى محكمة العدل الدولية، التي أصدرت فتواها في 9 يوليو/تموز 2004 باعتبار الجدار غير شرعي ويجب أن يفكك ويجب التعويض على المتضررين من إقامته.
تهميش الجمعية العامة بعد انتهاء الحرب الباردة
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتفكك المنظومة الاشتراكية في الأعوام 1989 و 1990 و1991، وانتهاء 40 سنة من الحرب الباردة، التي سميت مرحلة الثنائية القطبية، تفردت الولايات المتحدة بالقرار داخل الأمم المتحدة، فبدأت مرحلة التفرد تلك بالحرب على العراق وتحرير الكويت، ثم فرضت العقوبات الأشد في التاريخ على العراق ثم على ليبيا، وحولت الأمم المتحدة إلى جهاز يخدم المصالح الأمريكية. وحتى تستطيع أن تنفذ أجندتها الشاملة أهملت الجمعية العامة تماما وبدأت تسلب المواضيع المخصصة عادة للجمعية وترحلها إلى مجلس الأمن، كي تستفرد بالقرار. وكي تفعل هذا أعيد تعريف مصطلح «السلام والأمن» ليكون واسعا جدا. فلم تعد مهمة مجلس الأمن فقط البحث في مسائل النزاع والوساطات ووقف إطلاق النار ونشر قوات حفظ السلام، بل تم توسيع مفهوم السلم والأمن ليشمل مواضيع مثل: جذور الصراع، الفقر، الأطفال في النزاعات المسلحة، تمكين المرأة وإدماجها في عملية التنمية والمفاوضات، الإرهاب، الموارد الطبيعية كالمياه، الاغتصاب والاستعباد الجنسي في زمن النزاعات. حتى مسألة الشباب حولت لمجلس الأمن واعتمد المجلس قرار 2250 (2015). فهل بقي شيء للجمعية العامة لتبحثه بجدية؟
لقد سمعت بنفسي سفير الولايات المتحدة الأسبق، ريتشارد هولبروك، يقول في محاضرة في جامعة كولومبيا «خلال عملي كسفير لبلادي لمدة أربع سنوات لم أخاطب الجمعية العامة إلا مرة واحدة». إذن ليس غريبا أن يدخل الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، ويثير الضحك عندما ألقى خطابا أقرب إلى الخطابات الانتخابية الموجهة لأنصاره من الحزب نفسه. ولم يجد حرجا في أن يعلن أمام ممثلي دول العالم أنه لا يؤمن بالتعددية ولا بالدبلوماسية متعددة الأطراف بل بالوطنية ومصالح الدولة العليا. وفي الوقت نفسه يهدد الدول التي لن تلتزم بفرض العقوبات على إيران ويطالب بالاستمرار بفرض العقوبات على كوريا الشمالية إلى أن يتم تفكيك برنامجها النووي.
لكن اللوم لا يقع على عاتق الولايات المتحدة وحلفائها فحسب، بل على الدول الأعضاء والمجموعات الإقليمية خاصة مجموعة الـ77 زائدا الصين التي وصل عددها الآن إلى 134 دولة والتي بإمكانها أن تفرض تغييرات جذرية في عملية إصلاح الأمم المتحدة، التي لا بد أن تبدأ من توسيع مجلس الأمن وتفعيل دور الجمعية العامة.
محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجرسي

على هامش الدورة الثالثة والسبعين: مراجعات للدور المفقود للجمعية العامة

د. عبد الحميد صيام

الحرب هي على إنجازات أسرى فلسطين

Posted: 27 Sep 2018 02:16 PM PDT

لم يحظ إعلان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، عن تشكيل لجنة خاصة لفحص شروط معيشة الأسرى الأمنيين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بعناية فلسطينية تتناسب وخطورته؛ لاسيما بعد توضيح الوزير بأن اللجنة مطالبة وموكلة بوضع توصيات، من شأنها المساس بحقوق الأسرى المكتسبة منذ عشرات السنين، وحصرها في نطاق الحدود الدنيا، التي تتيحها القوانين وأنظمة مصلحة السجون الإسرائيلية الجائرة.
من الضروري أن نرى كيف تجاهر حكومة إسرائيل الحالية بنيّتها وبإصرارها على محاربة «الحركة الأسيرة الفلسطينية»، فوزراؤها يتنافسون بإطلاق التصريحات العدائية، ولا يتسترون على تحريضهم، الذي استهدف ويستهدف القضاء على منجزات «الوضع القائم» داخل السجون.
يسعى قادة اسرائيل من أجل محو الصدى الذي يعكسه هذا الواقع وآثار تلك الصراعات الندّية الطاحنة التي اجتازتها عناصر الحركة الأسيرة ، خلال مسيرتها الطويلة، بما يلامس المعجزات، حين حوّل آلاف الأسرى والأسيرات تجارب اعتقالهم المريرة إلى ملاحم تجدّد فيها الإرادة الفلسطينية تفوّقها على سجّانها، وتثبت للعالم وللمحتلين أن للحرية في فلسطين شمساً لن تحجبها أبواب الفولاذ، وروحاً تعاف أقفال الكراهية، وعزيمة لا يفتّها قمع الطغاة.
باشرت اللجنة عملها ومن المتوقع أن تصدر توصياتها بعد فترة الأعياد اليهودية الحالية، أو قبل نهاية العام الجاري؛ إلا أن مصلحة السجون شرعت بتطبيق هذه التوصيات في بعض السجون، وفقًا لما رواه الأسرى لمحامي «نادي الأسير الفلسطيني»؛ فقامت إدارة سجن «هداريم» مثلاً بسحب حوالي 1800 كتاب كانوا في تناول أيادي الأسرى الفلسطينيين؛ كما أعلمتهم أنها بصدد تنفيذ قرارات جديدة.
وفي تقرير آخر تبيّن لمحامي نادي الأسير أن الأسيرات في سجن «هشارون» خضعن للإجراء نفسه، عندما زارهنّ أعضاء «لجنة أردان» وحققوا معهن حول أوقات خروجهن للساحات وللفورة، وحول تفاصيل إدارتهن للمطبخ ونوعية الأكل وكمياته وعن «الكنتين» وعن العلاقات التنظيمية والاجتماعية بينهن وما إلى ذلك .
كما تبين أيضًا أنه في أعقاب تلك الزيارة قامت الإدارة بتشغيل كاميرات المراقبة الموجودة في جميع مرافق السجن، علمًا بأنها كانت معطلة منذ سنوات بمقتضى اتفاق أبرمته الأسيرات مع المسؤولين في حينه. لم تتوقع الأسيرات هذا الاستفزاز الفوري فأعلنّ عن بعض الخطوات الاحتجاجية، وعن استعدادهن للتصعيد إذا لم تتراجع الادارة عن قرارها؛ لإنهن يعرفن أن فشلهن سيمحو جميع إنجازات الماضي ويُحكم على رقابهن عقدة «الهاء» في أنشوطة النكسة ! على جميع الأحوال فنحن في «نادي الأسير الفلسطيني»، وبناء على تجاربنا الطويلة ورصدنا لتأثير تداعيات الحالة الفلسطينية العامة والخاصة بالسجون، نرجّح أن الأمور ذاهبة في اتجاه تصعيد خطير؛ فالقضية كما يفهمها الاسرائيليون، أكبر من وجود كاميرا وأهم من وجبة وأخطر من كنتين وكتاب؛ إنها فرصتهم، هكذا يتخيلون، بالقضاء على وجود هذا «الكائن» ونسفه من الجذور، وتحويل أعضائه، أسرى الحرية الفلسطينيين، إلى مجرد «جناة وارهابيين» يتذللون عند عتبات سجانيهم من أجل قطعة صابون أو كسرة خبز أو فرشة وحبة دواء، كما كان أردان قد صرّح بعظْمة لسانه قائلاً: «على اللجنة أن تفحص إمكانيات تشديد ظروف معيشة الأسرى الأمنيين»؛ وأضاف متباهيًا بأنّ هذه الخطوة تأتي كخطوة متممة لمنعه زيارات أعضاء الكنيست العرب لدى الأسرى الأمنيين ولمنع زيارة بعض الأهالي ولمنع إعادة جثامين بعض الشهداء، ومشيرا إلى أنه «علينا أن نتذكر بأن الأسرى الأمنيين هم ارهابيون ساندوا أو شاركوا بتنفيذ عمليات إرهابية ضد المواطنين في اسرائيل».
لقد حذرنا في الماضي من هذه السياسة، فقيادة اليمين الاسرائيلي الحاكم استوعبت جيدًا أن نقطة التماس الوحيدة الساخنة المتبقية بين الاحتلال ومن يقاومه تتجلى بشكل يومي في السجون، بسبب وجود ودور الحركة الأسيرة بهيئتها وهيبتها المكتسبتين منذ عقود، وتحوّلها إلى كيان جامع لم يقوَ عليه القهر، ولم يكسره القمع ولا التعذيب ولم تشوّهه عتمة الزنازين.
لقد اعترفت إسرائيل بعظَمة ما حققته «الحركة الأسيرة الفلسطينية»، من خلال أجيال المقاومين الأوائل ومن تلاهم في مسيرة الكرامة المشعّة؛ وقد شهد العالم كله كيف بنى «سكان الزنازين» صرحًا، عرّى، ببعديه المجازي والواقعي، ممارسات الاحتلال وفضَح موبقاته وأحيى بالمقابل، بتضحيات أعضائه الجسيمة، «لحاء الإنسانية» المزروع في سحر حياة كل ثورة وكل شعب يسعى للتحرر؛ فحيثما يوجد احتلال وقمع توجد مقاومة وحبس، وحيثما يوجد حرمان وأسر، يبزغ الأمل ويولد المستقبل من رحم اليأس. إنه قانون الحرية الخالدة كما جسّدته هذه الحركة؛ فالفلسطيني الأسير أصبح حرًا في أصفاده، بينما صار الإسرائيلي الغاصب المحتل عبدًا لعنجهيته، مأزومًا في «سجنه». لقد توقعنا تعاظم محاولات إسرائيل لقصم ظهر هذه الحركة الفذة، بالذات في ظل الانقسامات الداخلية التي بدأنا نشهد اتساع دوائرها داخل السجون وتحوُّلها إلى مناكفات صاخبة بين مراكز قوى فصائلية جديدة متنافسة على «السلطة» وعلى التأثير داخل معظم السجون. لم تتدخل إسرائيل، في البداية، في حروب «الإخوة الأعداء»، بل وقفت ترقب تنامي هذه التصدّعات وهي تصير جروحًا دامية وتوفر عمليًا لإجهزتها الأمنية فرصًا ذهبية لزرع الأسافين ولاسترضاء جهات على حساب جهات.
اليوم وبعد هذه السنين تقف الحركة الأسيرة أمام مفترق خطير؛ ومع أنها كانت، بشكل من الأشكال، ضحية لانقسامات الخارج/ ولتصارع القادة في الفصائل، ولحروب «الامارات» على السيادة والمحافظات، تتحمل هي قسطًا من المسؤولية وتبقى سيدة حاضرها والمؤتمنة على مصيرها. فرغم ما شهده تاريخ فلسطين الحديث من صراعات على المواقع وعلى مصادر القوة، نجحت الحركة الأسيرة، حتى بداية الألفية الثالثة، بتحييد تأثير هذه العوامل، وحافظت على كونها صمام أمان للحركة الوطنية وبوصلة لنضالها؛ وشكلت – من خلال فهم قيادييها لمكانتها الفريدة ولمسؤوليتهم التاريخية، خاصة في زمن الأزمات – منصّة حسمت مرارًا نبض الشارع وزوّدته بالأمل وبالهدف وبالشعار السليم.
لقد أحسّ السياف بارتباك «فريسته» فحاصرها بغريزة الصياد الماهر الحذق، وأخذ يرميها بسهامه وينتظر، ثم يرميها ويتأهب لإنزال ضربته القاضية، التي لن ترحم أحداً في ما نرى، لا مَن وقف في وجهه ولا من تهاون واستظل بفيء «سلطان»، كان معلمَاه عرقوبا والعقرب النزق.
هل يمكن إفشال توصيات «لجنة اردان» ؟
قبل الإجابة بنعم على هذا السؤال يجب على جميع الفلسطينيين أن يؤمنوا بضرورة خوض هذه الحرب وبضرورة الانتصار بها؛ لأنها ليست، كما يدّعي البعض، مجرد معركة صغيرة في حسابات المصائر والوطن؛ فصحيح أن مصير القضية يتأرجح على وتر وسيبقى هو وجع الوجع؛ وصحيح أن هذا «العالم» ظالم وعاهر، وصحيح أن معظم الاشقاء دهاة «وخناجر»؛ ولكن مع كل هذا، أو ربما بسببه، نقول إن الإيمان بضرورة إنقاذ الحركة الأسيرة سيكون أول عرابين الصمود الفلسطيني والضمانة لبقاء الحصن في الواجهة والحصانة في وريد القضية.
النصر ليس مستحيلًا، فلا تدَعوا، أنتم الذين في السجون، ومثلكم من في رام الله ومن في غزة، أردان ينجح في حربه؛ لأنكم إن سقطتم فستكتمل هزيمة الشعب الكبرى، وسينتظر بعدها «أفراخكم» طويلًا سماد السماء وانفطار القمر.
كاتب فلسطيني

الحرب هي على إنجازات أسرى فلسطين

جواد بولس

وداع للرجل الرشيد… جلال أمين يصل لمحطته الأخيرة

Posted: 27 Sep 2018 02:16 PM PDT

يتناول كتاب المفكر المصري الراحل جلال أمين «ماذا حدث للمصريين؟» وصفاً لتحولات المجتمع المصري في نصف قرن من الزمن، يمتد من نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 وينتهي سنة 1995، أي أنه يوثق الهزيع الأخير من الحكم الملكي لأسرة محمد علي مقارنة بالمراحل التائهة والمتناقضة لثورة يوليو/تموز، وحتى لحظة الذروة لحكم وسيطرة نظام الرئيس مبارك، المنتشي بفترة رواج اقتصادي، استفادت من ترجمة الموقف المصري في حرب الخليج الثانية إلى مكتسبات اقتصادية، فتحت المجال أمام إطلاق جيل من رجال الدولة القادمين من السوق والمتوجهين نحو تفكيك الدولة، لتنحصر أدوارها في الجانب الإداري والتنظيمي.
تمكن الكتاب من تحقيق نجاح واسع في مصر، وتحول إلى ظاهرة شكلت إطلالة لجلال أمين خارج الأوساط الأكاديمية، فعدا عن رصده لمسارات الحراك الاجتماعي في مصر، ووصفه البليغ لملامحها خلال فترة بحثه ذي الطبيعة التأملية، فإن الكتاب يعتبر صيحة تحذير مبكرة لحالة الميوعة الاجتماعية التي وصلتها مصر في تلك المرحلة، لتستولي مجموعة من الليبراليين الجدد المتحلقين حول جمال مبارك على خيوط لعبة السلطة، وبالطبع كانت الدولة الرخوة التي أخذ يحذر منها جلال أمين قبل ذلك بسنوات طويلة تتفشى في مصر، وتقوض جميع المنجزات التي بدأت منذ العصر الملكي لتأسيس دولة حقيقية، كانت تفكك عملياً فكرة مصر كدولة مركزية في المنطقة وإفريقيا والمتوسط، لمجرد شركة كبيرة تخدم النزعة الأنانية لبعض الفئات التي أجادت لعبة البيضة والحجر.
كان جلال أمين يمثل النقيض الهادئ سياسياً والشرس فكرياً لمدرسة أخرى كان من أبرز ممثليها رئيس الوزراء عاطف عبيد، الذي شهد عصره سلبية من الدولة جعلتها تغامر بتعويم الجنيه المصري، بدون خطة واضحة للتعامل مع الآثار السلبية لهذه الخطوة على الطبقات الفقيرة، كما تحول الفساد في عهد عبيد (1999- 2004) إلى مؤسسة متكاملة تعمل بتنسيق وتكامل للاعتداء على الثروات الوطنية، وللرجلين يمكن أن ينسب دور كبير في ثورة يناير/كانون الثاني 2011، الأول، بدوره التنويري سواء في كتبه أو مقالاته التي حرصت على تفكيك الوعود والأوهام الحكومية، والثاني، بتفريطه في دوره ومسؤولياته لمصلحة رغبات جمال مبارك ونزواته.
ولأن عقله النقدي والقلق على الرغم من هدوئه ومظهره الأبوي، لم يستسلم لرومانسية الميدان وجموحه، فأطلق بعد فترة وجيزة تساؤلاته في مقاله الشهير «الثورة المصرية: أسئلة بلا أجوبة»، وهي المقالة التي دفعت الكاتب وائل قنديل لوصفه بصاحب أول ضربة معول في بنيان ثورة يناير، تمهيداً للانقلاب العسكري، في قسوة غير أنها لا تليق بقامة جلال أمين ولا تجربته، فإنها تتصف بكثير من المجافاة للموضوعية، فالمخيلة التي تقول بطهرانية الثورة هي جزء من الفشل الذي أحاق بالثورة منذ اللحظة الأولى، فالثورة موجة اجتماعية سياسية تغري الانتهازيين وأصحاب الحسابات المؤجلة للحركة، وعادة ما يجدون وقتاً وطاقة انفعالية داخل الفعل الثوري ليفكروا ويخططوا، كما أن تشكك جلال أمين في الظهور السريع والطاغي لكل من محمد البرادعي ووائل غنيم وانسحابهما الغامض من تفاعلات استدعت الدفاع عن الثورة والتمسك بلحظتها، لا يعفي المتحمسين للثورة من تقديم التفسيرات المقنعة لهذه الحالة.
يقترب نموذج جلال أمين، وعقله الجدلي المنظم من الصورة التي كان يمكن أن تمنح للمصريين نسخة من بناة الدولة الكبار، على شاكلة مهاتير محمد في ماليزيا و لي كوان يو في سنغافورة، ولكن الخراب الواسع الذي أسسته فترة الديكتاتورية الناصرية في مصر أدى إلى اقصاء أي صاحب رأي مختلف. وأصبحت الحنجرة الأعلى صوتاً واللسان الأكثر مبالغة مسوغات التقدم السياسي والحصول على المناصب والمواقع، وهي أمور لا يمتلكها جلال أمين، ولم تكن للمسيري أو غيره من مفكري مصر. وحتى أساتذة الجامعات المحترمين في تخصصاتهم، ممن كانوا مرشحين لبناء الكتلة التكنوقراطية، تعرضوا على الرغم من عدم انغماسهم في الفكر السياسي، للإقصاء لمصلحة فئة مستعدة لتقديم ما تطلبه السلطة، مثل الفقهاء الدستوريين والقانونيين، الذين تحولوا إلى مجرد ترزية للقوانين لمصلحة النظام واستمراره، وبدأوا في التمهيد لعملية التوريث من خلال تعديلات دستورية كان ينقصها أن يوضع في نصها تنصيب جمال وريثاً لوالده.
في الفترة الأخيرة لم يعد جلال أمين مواظباً على الكتابة، كما أن أعماله الفكرية أخذت منحى أكثر عمومية، وربما كان الأمر مرتبطاً باللياقة الذهنية إلى حد بعيد، وبالتشكك في جدوى ما يقدمه بخصوص الحالة المصرية تحديداً، فبدأ يتوجه إلى إدراك عمق أزمة الفكر العربي المعاصر، ولذلك أخذ ينتقل في معالجاته من الواقع المصري صعوداً باتجاه المحيط العربي، ولكنه لم يمتلك ذلك الجلد المعرفي الاستقصائي والتشريحي مثل الجابري وطرابيشي، والجدير بالمتابعة يتمثل في غرابة النموذج الاقصائي الذي تعرضت له شخصية جلال أمين في حياته، فهو لم يتم القاؤه على الهامش بالمطلق مثل جمال حمدان، ولم يكن معنياً بتحقيق تقدم على المستوى الوظيفي، ولا عرضت عليه الفرص لذلك، لأن معاييره للصديق والعدو مختلفة عن السائد في الثقافة العربية، كما لم يكن يحمل النبرة المتحمسة والمتهافتة التي تجعله صاحب ظهور إعلامي متواصل.
القصة ليست في تقديم تأبين يستحقه جلال أمين، ولا عرض أعماله أو أفكاره أو نقدها، فالفكرة الأساسية من الوقوف على لحظة رحيله تتمثل في تقديم نموذج آخر من علاقة المثقف بالسلطة في العالم العربي، وفي واحدة من الدول المنتجة للثقافة العربية، والرائدة أيضاً للأسف في ممارسة تأليه الحاكم لدرجة أن يصبح البطش والقمع مجرد أعمال تربوية للشعب، الذي يعيش في الظل العالي للرئيس ـ الأب، وهذه الوضعية دفعت المثقف لتقليب خياراته بين الاحتفاظ بالكرامة الشخصية وإهدارها، سواء بالرفض الصريح الصدامي أو الانكباب والانصياع الرخيص، وخيارات الكرامة كانت في وظيفة تتبع لمؤسسة، لا تمتلك الحكومة المصرية أي سلطة تجاهها وهي الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وهو أحد الخيارات التي توجه لها العديد من المفكرين والمثقفين العرب، ويحسب له أن مقاومته امتدت طويلاً وطويلاً ولم يخضع لإغراءات التسوية مهما كانت أنيقة ومترفة، ولم تغره فخاخها المفتوحة على النحو الترويضي الذي ألقى باسماعيل سراج الدين من خانة التنويريين إلى الحبل المشدود للتبريريين في سيرك المناصب والبروتوكول.
برحيل جلال أمين تنطفئ آخر قناديل حركة تنويرية عربية حاربت بالكلمة والمنطق والعقل في زمن التشظي والتشوش والصخب و(الزحمة)، ولكن نظرته الدافئة التي كان يلقيها على مصر وعلى ما فيها من حزن لم تكن أبداً تحمل اليأس، وكانت تعطي بصيصاً من الثقة بأن في هذه البلاد رجلا رشيدا.
كاتب أردني

وداع للرجل الرشيد… جلال أمين يصل لمحطته الأخيرة

سامح المحاريق

يهودية الدولة: التجلي المكشوف للعنصرية والإلغاء

Posted: 27 Sep 2018 02:16 PM PDT

قدّمت إسرائيل خدمات كثيرة لأمريكا، باعتبارها ذخرها الاستراتيجي وكيانها الوظيفي في الشرق الأوسط. في المقابل تتفانى الولايات المتحدة في تقديم الدّعم اللامتناهي لتل أبيب عسكريا وسياسيا وماليا ودبلوماسيا، وتواصل «الدولة المرتزقة» أو»المنبوذة» العمل على خلق الاضطراب في المنطقة، وهي جاهزة للخدمة عند الحاجة مادامت تعتمد كلّيا على الولايات المتحدة لبقائها العسكري والاقتصادي.
وإلى الآن يتمّ تجاهل الحقائق، وتنظر أمريكا لإسرائيل على أنّها متفانية في خدمة القيم الأخلاقية العليا و»طهارة السلاح» أو»القوّة العادلة» في مقابل التطرّف الفلسطيني الذي يجري تصويره في سياق الإرهاب والبربرية، وبالتّالي لا يمكن الحديث عن حقوق متساوية بين طرفين متناقضين. ومن هنا تجد الهندسة المظلّلة سندا يدعمها وتتجلّى نظاما «عقائديّا» غير قابل للنّقاش.
هكذا تشتغل الدعاية الغربية التي تحفل بسجلّ متّخم بالخداع حول «الإرهاب» تُقدّم في إطاره أشكال الدفاع الفلسطيني عن الحقّ المسلوب «إرهابا». وما تقوم به إسرائيل وتبادر إليه يُقدّم تحت عنوان «الردّ الشرعي الانتقامي». وهنا ينكشف التاريخ المعقّم الذي تمّ بناؤه خدمة للأيديولوجيا والعنصرية الأمريكية الإسرائيلية ضدّ العرب والمسلمين، ومثل هذا «النظام العقائدي» لأباطرة هندسة التاريخ والدعاية اليومية، كما يسمّيهم نعوم تشومسكي، مصمّم لضمان أن تكون الاستنتاجات صحيحة بشكل بديهي، بغضّ النظر عن الحقائق التي إمّا أنّه لا يرد ذكرها، أو يرد بشكل يتوافق مع الضرورات العقائدية، أخذا بالاعتبار أن إسرائيل «دولة» موالية وعميلة مفيدة جدّا للولايات المتحدة تُستخدم كذخر استراتيجي في الشرق الأوسط، ومستعدّة لتولّي مهامّ قريبة من الإبادة العنصرية في غواتيمالا وغيرها.
إسرائيل حقّا أضعف ممّا يُعتقد وأوهن من بيت العنكبوت فعلا، وهي بما هي عليه الآن إنّما خدمها حال العرب وضعفهم وانقسامهم وتشتّتهم وتشرذمهم، لذلك نرى القزم الإسرائيلي يعلو صوته اليوم ويتضاعف صراخه، فاليهودي الاسرائيلي الذي كان بالأمس تائها في جزيرة العرب، يرى نفسه اليوم في موقع قوّة ظهيرته أمريكا وهو نفسه يتنكّر للديانة اليهودية، ولا يلتزم مبادئها التي جاءت في التوراة، بل يعمل على نشر الصهيونية كحركة سياسية عدوانية تبحث عن الهيمنة والسيادة وافتكاك الأرض، وهو ما يفسر اعتبار إسرائيل اليوم المشكلة الحقيقية في المنطقة، فهي التي تؤجّج المشاكل دوما وتدّعي أن العالم يضطهدها والمحيط الاقليمي يلفظها ومحور المقاومة يبحث عن إفنائها، وهي على ما هي عليه فكرا وسلوكا موبوءة بالتعصّب العنصري والحقد التاريخي، ويحرص كلّ حزب تداول على الحكم فيها على التوسّع والاستيطان، ويحشد ما يحشد من أجل تدمير الرابطة القومية العربية، وخلق التّباعد والتّنافر بين الدول العربية والإسلامية، وهي تبحث بشكل يوميّ عن أدوات لكسر الإرادة الجمعية للفلسطينيين وتقويض رغبتهم في العيش بسلام. ولا يزال خطابها الإقصائي يتكرّر كلّ اليوم، ومع ذلك يتمّ ترديد عمليّة سلام موهومة قوامها إدارة أزمة وفق أهواء الولايات المتحدة، التي تدفع باللّوبي الصهيوني في الدّاخل الأمريكي نحو دعم القيادة الإسرائيلية، بشكل يكاد يكون مطلقا سياسيّا وعسكريا ودبلوماسيا. ومثل هذا الدّعم الأمريكي لإسرائيل يزيدها تورّطا ويدفع باتّجاه تنامي موجة الغضب واتّقاد مشاعر الكراهية تُجاه الولايات المتحدة وكيانها الوظيفي، وقد أصبح كلاهما يقودان معسكر الرفض للسّلام في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية عنوانه الأكبر. فالحقّ يُسلب أمام أصحابه ويجري التعاطف الغربي مع من أزاح السكّان الأصليين بجميع أشكال العنف والإرهاب، ويصبح من المستغرب الحديث حتّى عن حقوق موازية بين أصحاب الأرض والمستوطنين اليهود.
من الغريب أن لا تتّفق الأغلبية على قيم التّسامح والتعايش الإنساني، وتكون لديها تطلّعات ثقافية وأخلاقية واجتماعية وسياسية ترنو بها نحو الأفضل بعيدا عن التاريخ المعقّم، الذي تمّ بناؤه خدمة للأيديولوجيا والعنصرية الأمريكية الاسرائيلية ضد العرب والمسلمين، وما لم يتمّ الخروج من زمن التّيه والتخبّط والضلال الذي أدخل البشر من كلّ الأجناس وفي كلّ مكان في حلبة العنف والعنف المضاد، فإنّ العنف سيبقى سيّد الأحكام وسيواصل كلّ طرف حشد الصحافة والوسائط الإعلامية للتعبئة وتعديد الأكاذيب وإخلاء نفسه من المسؤولية.
كاتب تونسي 

يهودية الدولة: التجلي المكشوف للعنصرية والإلغاء

 لطفي العبيدي

السعودية: أين هو الوطن في اليوم الوطني؟

Posted: 27 Sep 2018 02:15 PM PDT

تحتفل الرياض باليوم الوطني ومرور 88 سنة على نشأة دولة السعودية (باسم العائلة الحاكمة)، ذلك البلد الكبير حيث تقدر مساحته بنحو مليوني وربع كلم، ويملك ثروة هائلة جدا في ظل عدد قليل من السكان نحو 20 مليونا من المواطنين، وتقع فيه أقدس المواقع الدينية للديانة الإسلامية، المسجد الحرام في مكة المكرمة والحرم النبوي في المدينة المنورة.
ومع استلام الملك سلمان للحكم في سنة 2015 وصل جيل جديد من شباب العائلة الحاكمة بل من أبناء الملك الحاكم إلى مناصب عالية ولاية العهد لأول مرة في تاريخ الدولة وهو الأمير بن سلمان صاحب مشروع رؤية المملكة 2030 الرؤية التي طرحت عبر حملات إعلامية عالمية والترويج لسعودية أكثر انفتاحا عبر تخصيص برامج ترفيهية مميزة للشعب وفتح دور سينما وجلب فرق فنية واستعراضية لأول مرة!.

نظام شمولي قمعي

ولكن رغم كل ذلك فالبلد مازال يحتل المراتب الأخيرة في تصنيف الدول الحضارية الحديثة في عالم اليوم – حيث أصبح العالم كالقرية الصغيرة-، فالسعودية لا تزال دولة تحكم لغاية اليوم بنظام ملكي مطلق شمولي، حسب مزاج الحاكم فلا يوجد لغاية اليوم دستور للبلد يمثل الإرادة الشعبية عبر صناديق الانتخاب، فالقرارات تتخذ وتصدر بمزاج الحاكم فالشعب ليس له أي مشاركة في إتخاذ القرارات المصيرية للبلد فهو مهمش، يوجد مجلس شورى أعضاؤه معينون من قبل الحاكم كموظفين له، الشعب لم يخترهم ولم يصوت لأي فرد منهم ليمثلوه لأنه لا توجد إنتخابات، أعضاء المجلس المعينون لا يملكون أي سلطة.
الحاكم وعائلته يتعاملون أن الأرض ومافيها وما عليها ملك لهم، والشعب مجرد عبيد لهم عليهم تقديم الطاعة العمياء للحاكم باسم أنه ولي الأمر، ومن لا يخضع للحاكم أو ينتقده أو يتظاهر ضده فمصيره الاعتقال والتعذيب الوحشي والقتل، وقد شهد في عهد الملك سلمان الذي يصف نفسه بالانفتاح إعدام عدد كبير من المعتقلين بسبب التعبير عن الرأي منهم الشخصية المشهورة الشيخ نمر باقر النمر الذي أعدم رغم أنه لم يعتد على أحد، كما ازدادت حملات الاعتقال التعسفي في هذا العهد الذي يسمى بالحزم السلماني حيث يوجد الآلاف من المواطنين المخلصين لوطنهم – ومنهم نساء- في السجون بسبب المطالبة بالإصلاح وحق المشاركة في بناء وطن حضاري متقدم، وانتقادهم لسياسة الإستبداد والفساد المنتشر في أرجاء الوطن.

أرقام قياسية ولكن؟

للسعودية في عهد الملك سلمان أن تفتخر أنها آخر دولة في العالم الحديث رفعت قرار حظر ومنع المرأة من قيادة السيارة، ولديها الفرصة لتحقيق أرقام عالمية قياسية مماثلة دون منافس على مستوى العالم في ظل تمسكها بسياستها الشمولية والقمعية فهي ماتزال دولة لا يوجد فيها دستور يمثل إرادة الشعب عبر صناديق الإنتخاب، ودولة تمنع إجراء انتخابات حرة لاختيار مجلس الشورى بصلاحيات يحددها الدستور وفصل السلطات وقانون المحاسبة من أين لك هذا لكل مسؤول.
كما أنها مازالت تمنع وجود نقابات وهيئات ومنظمات مدنية أو أحزاب أو إجراء إنتخابات في البلد، كما أنها لا تعترف بالحرية والتعددية على أرض الواقع، فهي تفرض فكرا أحاديا سياسيا و كذلك فكرا دينيا متشددا تكفيريا على جميع المواطنين عبر مؤسسات الدولة منها الدينية والإعلامية وكذلك التعليمية حيث يدرس المواطن مناهج تصفه بالكافر!.
وربما سيحقق العهد السعودي الجديد استباقية بإعدام أول امرأة بسبب التعبير عن الرأي والمشاركة في المظاهرات السلمية بعد مطالبة النيابة بإعدام الناشطة إسراء الغمغام!.

هدر المال العام

العهد الجديد في السعودية له الحق بالفخر بإدارة وطن فيه نسبة عدد الذين لا يملكون منزلا تقدر بنحو 80 في المائة رغم الثروة الهائلة ومساحة الأراضي الشاسعة للبلد التي تحولت إلى أملاك خاصة لأفراد العائلة الحاكمة، ونسبة البطالة أعلى من 13 بالمئة (ومع النساء فالنسبة تكون عالية جدا)،.. وكل ذلك بسبب سياسة السلطة التي أهدرت الثروة الوطنية على مصاريف العائلة الحاكمة الكبيرة العدد والتبذير والإسراف بطريقة جنونية وماجنة، وصرف الأموال على إرضاء والحصول على دعم وحماية دول كالولايات الأمريكية حيث دفعت السعودية نحو 500 مليار دولار لحكومة ترامب بعد تهديده أنه لا توجد حماية بالمجان.

شراء الأسلحة وشن الحروب

السعودية في عهد الملك سلمان قامت بشراء أسلحة بمئات المليارات وخلال هذه الفترة شهد سوق الأسلحة العالمي انتعاشا بسبب الطلب السعودي، فهي تشتري الأسلحة من كل مكان في العالم لدعم الحروب في الدول الأخرى وفي الحرب العبثية الاستنزافية التي شنتها على اليمن حيث هذه الحرب تكلف البلد نحو 200 مليون دولار في الشهر الواحد أي 72 مليار دولار في السنة، فهذه الحرب المدمرة لاتزال منذ ثلاث سنوات ولغاية اليوم مستمرة مما أدى إلى وصول حكومة الرياض لدرجة الإفلاس، ولجوء الحكومة لفرض الضرائب على المواطنين المحرومين من أبسط الحقوق الوطنية والإنسانية كالحصول والاستفادة من الثروة الوطنية بعدالة، ومن حق التعبير عن آرائهم عما يحدث أو انتقاد سياسة الحكومة أو رؤية 2030 بسبب الخوف من تعامل السلطة بالقبضة الأمنية الوحشية والاعتقال والتخوين والسجن والقتل لكل من يخالف رؤيتها السعودية2030 مما جعل البلد كالسجن الكبير للجميع فالكل في حالة خوف، وهذا جعل حياة أغلب المواطنين في غاية الصعوبة مع تفاقم المشاكل الداخلية الاقتصادية والسياسية.

تساؤلات وطنية

ما سبب اهتمام حكومة الملك سلمان وابنه محمد باقامة برامج احتفالية ضخمة بمناسبة العيد الوطني التي كانت قبل أعوام محرمة وممنوعة، وتخصيص برامج عروض ترفيهية لتسلية الشعب رغم الوضع الاقتصادي المتردي وصعوبة الحياة الاقتصادية للمواطنين نتيجة فرض الضرائب، والاحتقان والغضب بسبب اعتقال عشرات الآلاف من المواطنين؟.
هل كل ذلك الاهتمام من أجل أن يثبت المواطن المحروم المهمش وطنيته عبر الرقص والتطبيل لتمجيد العائلة الحاكمة على أنغام الوطنية المتنوعة والمتقلبة حسب مصلحة الحاكم في ظل غياب الوطن؟.
لماذا على المواطن في اليوم الوطني أن يثبت وطنيته وأن يضحي بكل شيء للمحافظة على الوطنية المقدسة ولو على حساب كرامته وسوء حالته بسبب الفقر والعوز والحرمان من حقوقه، وأن لا يسأل عن الوطن وعن خيراته المسلوبة وعن حقوقه المهمشة، بينما الوطن وشؤونه وإدارته وخيراته الهائلة بيد الحاكم وعائلته وحاشيته الذين يزدادون غنى؟.
أين هو الوطن، ومن اختطفه وجعله لفئة محددة تتحكم به وتسرق خيراته دون محاسبة، بينما الشعب مغيب ومهمش مشغول بالتطبيل والرقص للسلطة لإثبات وطنيته خوفا من التشكيك بولائه ثم وصفه بالخائن، حيث إن السجون مليئة بسجناء الرأي من المواطنين المخلصين لوطنهم نتيجة رفضهم الفساد الذي ينخر في عظام الوطن ويهدد حياة المواطنين؟.
المواطنون يشعرون بالقلق الشديد في ظل غياب وطن للجميع اسمه محل إتفاق وفخر له جذور من آلاف السنين، وليس وطن اسمه يمثل العائلة الحاكمة عمره مجرد عقود من الزمن، وكأنه ملك لتلك العائلة ومن يدور في مدارها.
المواطنون يريدون وطنا يحصل فيه المواطن على حقوقه الوطنية كاملة، وطن يشيد ويدار بمشاركة الجميع دون تهميش وحرمان واعتقال وتعذيب وتخوين وقتل لأحد.
وفي الأخير؛ في ظل هذه الاحتفالات باسم العيد الوطني أين هو الوطن الذي يحمل هموم وتطلعات وآمال المواطنين، و يصون حقوقهم وكرامتهم، وطن العدالة والحرية والأمان والسلام والتعددية؟. حفظ الله الوطن والمواطنين من كل شر.

كاتب سعودي

السعودية: أين هو الوطن في اليوم الوطني؟

علي آل غراش

السينما العربية الأضعف في مسابقة الأفلام الطويلة في مهرجان الجونة

Posted: 27 Sep 2018 02:10 PM PDT

شهدت مسابقات الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان الجونة أربعة أعمال من مصر وسوريا والجزائر وتونس .
وقد جاء مستوى هذه الأفلام ضعيفا بالمقارنة بالأفلام الأجنبية المشاركة في المسابقة، فيما عدا فيلم «يوم الدين» للمخرج المصري أبو بكر شوقي، الذي شارك في المسابقة الرسمية للدورة الأخيرة لمهرجان كان وترشح من مصر للمنافسة على جائزة أوسكار أحسن فيلم ناطق بلغة أجنبية.
أما باقي الأفلام العربية المشاركة في المسابقة فجاءت ضعيفة وسيطر عليها موضوع واحد وهو التطرف الديني والإرهاب وأثره على المجتمعات العربية.
هذه الأفلام هي «يوم أضعت ظلي» للسورية سؤدد كعدان، وهو أول أفلامها الروائية الطويلة و«ولدي» للتونسي محمد بن عطية، الذي قدم من قبل فيلمه الرائع «نحبك هادي» و«ريح رباني» للمخرج الجزائري الكبير مرزاق علواش.
الأفلام عابها السطحية وسذاجة الطرح والمباشرة الشديدة، رغم أسماء مخرجيها الكبار الذين فشلوا في تقديم أفكار جديدة بل قدموا أفكارا سبق تناولها في العديد من الأفلام فلم يضيفوا شيئا جديدا ولم يتناولوا هذه الأفكار بطريقة مبتكرة، بل جاءت مجرد تكرار وكان هم أصحابها هو الدعاية لأفكارهم بشكل مباشر يفتقد إلى جماليات السينما.
في حين جاء الفيلم القصير السوري «حبل سري» أكثر نضجا في تناول هذه القضية من خلال زوجين يعيشان تحت حصار المتطرفين، الذين يرفضون خروج الزوجة التي تعاني من آلام الولادة، لكن الزوج ينجح في توليدها ليخرج وليدهما نور إلى الحياة في إشارة لانتصار الحياة على الموت وانتصار النور على ظلام المتطرفين.
كما جاء الفيلم التسجيلي السوري أيضا «آباء وأبناء» للمخرج طلال ديركي أكثر اكتمالا، حيث قدم صورة واقعية من داخل هذه الجماعات المتطرفة جاءت صادقة تماما، حيث تمكن من التنكر والإنضام لإحدى هذه الجماعات ليرصدها من الداخل في محاولة لفهم دوافعهم ومنطلقاتهم.

 

السينما العربية الأضعف في مسابقة الأفلام الطويلة في مهرجان الجونة

فايزة هنداوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق