Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

السبت، 29 سبتمبر 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


موسم اغتيال العراقيات بأيدي «مجهولين»

Posted: 28 Sep 2018 02:32 PM PDT

في ما يشبه مسلسل اغتيالات مستمرا، لقيت عارضة أزياء ووصيفة لملكة جمال بغداد مصرعها مساء أول أمس الخميس، في رابع عملية اغتيال على التوالي بحق نساء في العراق.
مشهد الاغتيال تم توثيقه بشريط فيديو بدائيّ المستوى لكنه يظهر قيام شخصين على دراجة ناريّة بقتل تارة فارس بإطلاق ثلاث رصاصات عليها، لتنضم بذلك إلى الناشطة سعاد العلي، وكل من رفيف الياسري ورشا الحسن، وقد جمع بين هؤلاء جميعا أنهن قتلن «على يد مجهولين».
الشرطة رفضت إعطاء طابع سياسي لمقتل الحقوقية والناشطة العلي التي اتخذت مواقف مؤيدة للاحتجاجات في مدينتها البصرة، وقالت إن لا علاقة له بحركة التظاهرات المندلعة في المدينة، رغم أن من قتلها استعمل سلاحا مزودا بكاتم صوت، فيما لاحظ كثيرون أن حركة القاتل تشير إلى أنه مدرب بشكل جيد، فقد ابتعد عن الكاميرا بسرعة ولم يوجه وجهه إليها كما أنه استهدف رأس ضحيته، مما يدلل على أن العملية مخابراتية.
يعيد تمويه السلطات هذا على مسؤوليتها التذكير بإحصائية أعلنها منتدى الإعلاميات العراقيات تكشف 12 حالة قتل وانتهاك بحق النساء الصحافيات في العراق خلال العام 2018، وتضمنت الحالات، إضافة إلى القتل، والاعتداء المسلح والتحرش والابتزاز والتشهير بالسمعة والاساءة، والتهديد من قبل عصابات مسلحة وغير ذلك من ضروب الانتهاكات الجسيمة بحق الإعلاميات.
تفرض هذه الأحداث أيضا استعادة وقائع بشعة أخرى لا يمكن إنكار طابعها السياسي كما في حادثة اغتيال الإعلامية أطوار بهجت، وكانت أيضا شاعرة وروائية، وعملت في فضائيات عديدة بينها «العراقية» و«العربية» و«الجزيرة» وقد اختطفت واغتيلت مع طاقم العمل الذي معها، أيضا على يد مسلحين «مجهولين».
كما تذكر، لمن يريد حاضر العنف الوحشيّ، والصراعات الطائفية والإقليمية في العراق، بمقتل بلقيس الراوي، زوجة الشاعر السوري الراحل نزار قباني، خلال عملية تفجير السفارة العراقية في لبنان عام 1981 بسيارة مفخخة مما أدى لمقتل 60 شخصا حينها، واتهم فيها النظام السوري وأطراف عراقية، وكان أمرا شديد الرمزية أن توجّه التهمة قضائيا لاحقا إلى رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي بعد مطالبة عوائل الضحايا العراقيين بالتحقيق معه وتجريمه.
تمسك هذه الدائرة الزمنيّة العجيبة الخيط الأسود الذي أوصل حكام العراق الحاليين إلى سدّة السلطة وانتماء كثيرين منهم إلى لعبة الإرهاب نفسها التي يزعمون محاربتها، ورغم أن آلتها للقتل لا تميّز بين الرجال والنساء والأطفال خلال طريقها للقبض على سدّة السلطة لكنّ استهداف النساء يعطيها علامة امتياز خاصّة، فالسلطة الغالبة التي هي فضاء للقهر العامّ، فيها درجات محفوظة للنساء باعتبارهن الكائن الأضعف فيزيولوجيا، وهي درجات تجد أيضا سندا في بعض التقاليد والأعراف الاجتماعية العشائرية، وفي سيطرة الفهم الميليشياتي على الدين وتفسيراته.
يمتلئ التاريخ بوقائع يحاول فيها المستبدون كسر إرادة الشعوب المقهورة من خلال استهداف النساء، والأغلب أن موسم اغتيال النساء في العراق هو أحد أشكال القهر والإخضاع الأثيرة على قلوب المجرمين.

موسم اغتيال العراقيات بأيدي «مجهولين»

رأي القدس

هل يمكننا السخرية من كل شيء؟

Posted: 28 Sep 2018 02:32 PM PDT

أعترف بأنني من محبي الأدب الساخر والبرامج المتلفزة الساخرة حتى من بعض كبار السياسيين والحكام العرب.. وهي نادرة جداً، لفداحة الثمن!
وفرنسا (حيث تصادف أنني أقيم) سخية بذلك، وها هو مثلاً برنامج (كانتالوب) اليومي بعد نشرة الأخبار المسائية على القناة الأولى لا يقصّر في ذلك. كانتالوب ماهر في تقليد أصوات السياسيين الفرنسيين وبالذات رؤساء الجمهوريات.
وهكذا نرى مثلاً رئيس الجمهورية السابق السيد أولاند على الشاشة كما الرئيس الحالي ماكرون، لكن كانتالوب يقول بصوته وعلى لسانيهما ما لا يمكن لرئيس الجمهورية أن يقوله علناً.. أي الكلمات التي لا تقال.. وننفجر ضحكاً..

الإعدام لكانتالوب لو كان عربياً!

لا يمكن طبعاً لأي حاكم عربي أو زعيم لحزب أو ميليشيا في لبنان مثلاً أن يرضى بالسخرية منه على هذا النحو والتسامح على طريقة رئيس الجمهورية الحالي في فرنسا ماكرون أو سلفه أولاند أو من جاء قبلهما. فالحاكم الديمقراطي بالمعنى الحقيقي لا يضيق بأي نقد ساخر، أو لعله ينزعج سراً، لكن القانون يبيح حرية الرأي بما في ذلك حق السخرية (شرط اللا سخرية من الهولوكوست النازي ضد اليهود) والمنع لا يشمل طبعاً الدين الإسلامي. ولم يمنع مثلاً مجلة فرنسية مثل «شارلي ايبدو» من السخرية من سيدنا محمد ورسمته رجلاً تخفي عمامته المتفجرات القاتلة.. وأساءت إليه على نحو مفرط، وجرحت شعور ملايين المسلمين، وجاءت ردة الفعل عنيفة ضد دورية (شارلي ايبدو) بدخول مسلحين إليها وقتلهم محررين تصادف وجودهم، ويومها انتقدنا (شارلي..) كما انتقدنا قتل المحررين بدلاً من عقاب المسؤول بالطرق القانونية الفرنسية، وخرجت يومئذ تظاهرة مليونية فرنسية من أجل (الحرية الفكرية)، وكان ذلك لمصلحة دورية (شارلي ايبدو) وضد الإسلام.

السخرية من انهيار الجسر تثير النفور

حدث قبل حوالي شهرين انهيار جسر في مدينة جنوى الإيطالية بما عليه من سيارات وركاب وما تحته من بيوت وسكان، وتسبب ذلك في مصرع 45 شخصًا (وقيل بعد ذلك ان عدد الضحايا المنتشلة جثثاً من تحت الأنقاض ازداد كثيراً).. ولكن إيطاليا كلها بكت الضحايا، وكرمت الجماهير ذكرى الضحايا بالصمت طوال 45 دقيقة بعدد القتلى، أي بدقيقة لكل منهم، وذلك قبل مباراة محلية لكرة القدم.. أما «شارلي ايبدو» فقد سخرت من انهيار الجسر والقتلى (العدد رقم 1361) ولم تراعِ شعور عائلات الضحايا على الأقل. ونتساءل: أين الخجل الإنساني من دموع الأهل والأمهات؟

انعدام الذوق الإنساني والرهافة!

أنا لا أصفي حساباً قديماً مع دورية سخرت من سيدنا محمد، فمن شيمها الاستكبار على مشاعر الآخرين ومقدساتهم أو حزنهم على قتلاهم.. لكنني أكتب عن حادثة معينة.
فقد صدر غلاف مجلة (شارلي ايبدو) بعد كارثة انهيار الجسر ساخراً من (رداءة) المهندسين الإيطاليين، ومن فقر المهاجرين إليها الذين يعملون في كنس الحطام. وأتساءل: لو كان بين القتلى بعض أفراد عائلة رسام كاريكاتير غلاف (شارلي ايبدو) الساخر، هل كان سيرسم كاريكاتيراً كهذا؟

إحراق مبنى التلفزيون لبرنامج ساخر!!

في عالمنا العربي السخرية (حتى في محلها) تستدعي الانتقام ولا تُقابل بالتسامح كما في البلاد الديمقراطية حقاً، كفرنسا.. وأكتفي بالحديث عن لبنان الذي يتضمن هامشاً كبيراً للحرية.
ولكن حدث ذات يوم أن سخر مسرحي في برنامج تلفزيوني لبناني من زعيم حزبي له صفة طائفية دينية، وكان الرد بحضور بعض أتباعه لإحراق مبنى التلفزيون الذي بث ذلك!
معظم الحكام العرب، ناهيك عن (زعماء) الميليشيات اللبنانية، لا يتحمل أحدهم كلمة نقد واحدة (لعظمته) ولتنزيهه ووضعه فوق مستوى البشر «بتكليف إلهي» أحياناً!! من طرفي أعتقد أن فن السخرية ضرورة للتنفس أمام الاختناق من تعظيم البعض من الزعماء لأنفسهم. وبالمقابل لا يحق للسخرية تجاوز حدود مشاعر الذين انكسرت قلوبهم لفقد أحباء في انهيار لجسر مثلاً.. ومن الضروري عدم السخرية من أحزان البشر، ولا الاستكبار عليها.

أمثلة على قلة الرهافة الإنسانية

حين تحطمت طائرة روسية وقتل ركابها قبل ثلاثة أعوام، سخرت (شارلي ايبدو) من ذلك ورسمت جمجمة أحد الركاب المقتولين وقد كتب عليها «مخاطر الرحلات الجوية الروسية منخفضة الكلفة». وجدت يومئذ في ذلك قلة رهافة نحو عائلات الضحايا والمشاعر الإنسانية، وباختصار نحن في عالمنا العربي في حاجة إلى أدب السخرية، وذلك لوفرة النماذج التي تدعو إلى ذلك، في المقابل ثمة حدود ليس من المقبول أن يتجاوزها ذلك الأدب، وهو جرح شعور الآخرين العاديين الأبرياء الذين فقدوا غاليًا، وأمهات القتلى.

السخرية من الذات: طلعت شناعة

لعل أجمل أنواع الأدب الساخر: السخرية من الذات، إذ يسخر الكاتب من نفسه قبل سواه، وذلك نادر جداً في أدبنا العربي. الأديب الأردني طلعت شناعة يمثل في كتابه «حفل استهبال» أحد نماذج كتب السخرية العربية النادرة.. والغلاف الناجح من محمد فايز المغربي يمعن سخرية في تنفيذه وإخراجه، إذ نرى المؤلف راكباً حماره (بدلاً من حصان مطهّم) في صورة مركبة على كاريكاتير. أما الكتاب فغاية في الطرافة والعمق (صدر طباعة خاصة ـ توزيع مكتبة الطليعة العلمية).
إنه كتاب يطرح قضايا تثقل على القلب العربي ولكن بخفة ظل.. وذكاء. وعلى غلافه شهادة لرشاد أبو داود: «طلعت شناعة أصلي كالهواء، حساس كوردة، يكتب بنبضه ـ شاعر فيروزي».

هل يمكننا السخرية من كل شيء؟

غادة السمان

«آمال ماهر» وذات تركي الشيخ التي لا تُمس!

Posted: 28 Sep 2018 02:32 PM PDT

لا أتذكر أنني استمعت إلى المطربة الشابة «آمال ماهر» ولو على سبيل الصدفة، فأنا من جيل «عبد المطلب» و«فريد الأطرش»، وهو الجيل التالي لجيل «الطشت قالي يا حلوة يالي قومي استحمي».
و«آمال» من مواليد سنة (1985)، وجل ما سمعته عنها في العهد البائد، أن «سوزان مبارك» كانت معجبة بصوتها، وأنها تبنت موهبتها، وربما أرادت بذلك أن تقلد «جيهان السادات»، التي تبنت موهبة «ياسمين الخيام»، لكني قرأت بعد الثورة كلاماً منسوباً للمطربة الشابة ضد حرم الرئيس المخلوع، وهو أمر لم أتحقق منه، تماماً كما لم أنشغل بفكرة أن زوجة الرئيس لها في اللون، وتتبنى المواهب الغنائية، وإن صحت العلاقة، وصح التصريح، لكان أمراً طبيعياً، ففي مرحلة الثورة عرفنا ظاهرة «المتحولين»، وكانت أوضح ما تكون في المجال الإعلامي، لدرجة أن «لميس الحديدي»، المسؤولة في حملة حسني مبارك الانتخابية، أعلنت أنهم كانوا يلاقون الأمرين في ظل الحكم الشمولي قبل الثورة!
«علاء مبارك»، النجل الأكبر للرئيس السابق، ذكرني بهذا الوصف بـ «المتحولين» عندما وصف «ياسر رزق» الصحافي المقرب من «عبد الفتاح السيسي» بـ «المتحول»، وذلك في تغريدة له عبر «تويتر»، عقب اطلاق سراحه، ولم يقصد «التحول» بمعناه الذي عرفناه بعد الثورة، مع أن «رزق» كان من هؤلاء المتحولين، فقربه من أهل الحكم في مرحلة ما قبل الثورة، مكنه من أن يُستدعى رئيساً لتحرير مجلة «الإذاعة والتلفزيون» التي تصدر عن اتحاد «الإذاعة والتلفزيون»، لتمكينه في هذه السن المبكرة من دخول «نادي رؤساء التحرير»، ولتكون المرحلة التالية منطقية، عندما تم تعيينه رئيساً لتحرير جريدة «أخبار اليوم»، لكنه بسقوط مبارك تحول إلى ثائر، وفتح مؤسسة «أخبار اليوم»، لاستقبال مئات الشباب، الذين انتحلوا صفة «أصحاب الثورة»، وشكلوا «ائتلافات» أطلقت عليها حينها «ائتلافات الوجاهة الاجتماعية»، وهم الذين احتضنهم المجلس العسكري الحاكم، ومهد بهذا الاحتضان لمرحلة الانقضاض على الثورة!
ولم يشارك «رزق» بطبيعة الحال في الثورة، لكنه شارك في توابعها، وكانت المفارقة أنه في الوقت الذي كان يشارك فيه في التوابع في مرحلتها الأولى، ويجلس في ميدان التحرير موجهاً ثوار المرحلة، كانت صوره مرفوعة، في ذات الميدان، ضمن الإعلاميين الذين يطالب الثوار برحليهم، بجانب عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار في التلفزيون المصري، الذي قام بتشويه الثورة والثوار، لكن المجلس العسكري حاول حمايته، وفي النهاية أخرجه «ثوار ماسبيرو» من المبنى بقوة الدفع الثوري، وصديقنا «صلاح عبد المقصود» وزير الإعلام، في عهد الرئيس محمد مرسي، قال إنه بحث عن الإخوان في هذا المبنى فلم يعثر سوى على ثلاثة، وكأنه كان من الممكن أن يعثر على الإخوان هناك، وكان عليه أن يستدعي «ثوار ماسبيرو» ليشد بهم أزره، لكنه احتمى بدولة ماسبيرو العميقة، فالتهمته. ولا داعي للتفتيش في الدفاتر القديمة.
ما قصده «علاء مبارك»، بوصف «المتحول»، أن المقصود به، تحول من مباركي، إلى سيساوي، وقد استدعى لقناة «المخابرات»، «دي أم سي» ليشارك في حملة الإبادة الاعلامية ضد نجلي الرئيس السابق، وكان واضحاً أنه مريض، وقد جاء من سرير المرض لهذه المهمة القومية، فقال إنه يخشى من صفقة بين «جمال مبارك والإخوان»، تأتي بنجل مبارك رئيساً. ويبدو أن هذا الأمر يقلق السيسي كثيراً، لدرجة صدور تحذير منه، عبر «ياسر رزق»، لجمال مبارك، بأن يلزم بيته!

الكاهن والفرعون

«التسريبات»، التي أذاعتها قناة «مكملين»، أكدت على حجم العلاقة بين «الكاهن» و»الفرعون»، وكثيرون حاولوا أن يكونوا «كهنة المرحلة»، ففشلوا، ليفوز بالموقع «ياسر رزق»، الذي يتكلم والسيسي ينصت، وهو الأمر الذي لم يفعله مع الآخرين، بمن فيهم فريق من كبار المثقفين من بينهم الشاعر «أحمد عبد المعطي حجازي»، الذي كان يستمع معجباً بالسيسي وهو يتحدث عن «الفلاتر»، وكيف أنهم يلاحظون تعثره عندما يتكلم، لأن الكلام يمر عنده على عدة «فلاتر» منها «فلتر الصدق»… إلخ!
وهذه الثقة ليست وحدها كافية لاستمرار العلاقة على ما يرام، فمن الواضح أنه في ظل حكم الأجهزة الأمنية، فإن كثيرين لا يروق لهم هذا القرب، وفي ظل تنازع الاختصاص بين الأجهزة، فإن مثل هذه العلاقة على «جرف هار»، ومن المحسوبين على المرحلة، من قرأت لهم هجوماً على «ياسر رزق»، فأيقنت أنه صار في مرمى نيران جهاز أمني بعينه. ولتقريب المسألة لعقل القارئ، فإن جهازاً أمنياً هو الذي أعطى الأمان لصحافيي «الجزيرة الأنكليزية» للعمل من القاهرة، عبر «محمد فهمي»، فدخل جهاز أمني أخر على الخط، فدفع بهم إلى السجن. وقد فوجئ الرأي العام بمنع الشيخ السلفي «محمد سعيد رسلان» من الخطابة، وفوجئوا بحملة اعلامية تستنكر عزله وتطالب بعودته، ومن أشخاص بعينهم، ليسوا مشغولين بالفكر وبالدعوة، واللافت كذلك أن عزله سبقه هجوم إعلامي أيضاً، وإذ فجأة تقرر وزارة الأوقاف عودته لمنبره، فكان هذا كاشفاً عن أن جهازاً منعه، ليقوم جهاز آخر باعادته لمنبره، وفي الحالتين كان دور وزارة الأوقاف لا يختلف كثيراً عن دور الأذرع الإعلامية، فهى، وهم، ليس أكثر من أداة لتنفيذ إرادة هذا الجهاز وذاك الجهاز!
ما علينا، فقد نسيتم أننا كنا نتحدث عن المطربة «آمال ماهر»، والتي لم أتذكر أنني استمعت لها، لكن اسمها صار مادة على الـ»سيوشيال ميديا» في الآونة الأخيرة، ليكون التجاهل الإعلامي هو أهم ما موضوعها؛ فالبرامج التلفزيونية التي تبحث عن «الساقطة» و»اللاقطة»، لم تهتم بها، وفي الوقت الذي وجدنا فيه «معتز الدمرداش»، يسبق الجميع باستضافة الطفل، الذي كان يطلب من معلمته باكياً، مجرد ربع ساعة لينام فيها لم يستضف «أمال» كما لم يهتم أي برنامج آخر بأزمتها، والتي عبرت عن ما تعانيه من اضطهاد، بكلمات تحتاج إلى شرح وتوضيح، وهو ما يغري أي إعلامي، ليكون التجاهل الإعلامي هنا، قضية تجيب على أسئلة مطروحة!
في «ما قل ودل»، نوضح قضية «آمال ماهر» لغير المتابعين، فقد نُشر أن الوزير السعودي، والمستشار بالديوان الملكي «السعودي أيضاً»، اعتدى عليها بالضرب، لتحرر هي محضراً بالواقعة، ونُشر أن علاقة زوجية ربطت بهما، ومن الواضح أنها انتهت بالفشل، وتم الإعلان عن أن «أمال» سحبت بلاغها بالضرب، مع ما يفيد أنها تعرضت لضغوط من «أهل الحكم»، ومما يحسب للقوم هو سهرهم على راحة «غرف النوم»، ووزير داخلية طولاً بعرض، قام قبل ثلاثين سنة بابعاد مطربة لبنانية شابة من مصر، لأنها خطر على الأمن القومي المصري، لتثبت الأيام أنها كانت خطراً على أمن غرفة النوم لموسيقار كبير، حيث غارت منها زوجته فطلبت من الوزير ابعادها، ففعل، وكان لا بد من حيثيات للقرار العنيف، فكان الاتهام بخطورة الفنانة على الأمن القومي المصري، وقد عادت لمصر بعد ذلك، ولم يتعرض الأمن القومي المصري لأي هزات، يمكن أن تؤثر على ظاهرة الاحتباس الحراري في المنطقة!

دوام تركي الشيخ

انتهى أمر «آمال ماهر» بسحب البلاغ، ودخل الموفد السعودي، الذي يقضي دوامه في القاهرة، في مشاكل كثيرة، وإذا فجأة يكتب تغريدتين على طريقة الكلمات المتقاطعة غير المفهومة، وعلى وزن عبارة الغزل العفيف للمعلمين في المدبح: «بكرة تندم يا جميل»، وقد ردت «أمال» بتغريدتين أيضاً، في كل تغريدة استخدمت كلمات من تغريدة «آل الشيخ» المستهدفة بالرد، في لحظة استغفل فيها الطرفان الأمة!
وفي اليوم التالي كتبت الاعلامية « شهيرة أمين»، أن الشرطة قامت بتشميع شقة جارتها «آمال ماهر»، ومنعتها من الدخول. و«شهيرة» هي هذه «الطلقة الإعلامية» التي ظهرت في مقابلة تلفزيونية راقية مع الدكتور محمد مرسي، وبدت فيها ذات حضور مهني رفيع المستوى، وعندما سأل الناس من تكون هذه؟ قيل إنها قضت حياتها المهنية تعمل باللغة الانكليزية لهذا فلم يعرفها المشاهد المصري، وهي حفيدة المفكر «أحمد أمين»، وعمها الدكتور «جلال أمين» الذي وافته المنية مؤخراً، فخالص العزاء لها.
«تشميع الشقة»، الذي لا نعرف حيثياته القانونية، كان بعد تهديد على طريقة «اللوغاريتمات» لـ «تركي آل الشيخ»، بأنه لن يرحم، فذكرنا بالخطاب الأخير للرئيس السادات بعد قرارات التحفظ على معارضيه، وهو يقول «لن أرحم»، وهو الخطاب الذي قال فيه «لا يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعباد»، وعلق الشيخ «كشك» في مذكراته بعد ذلك، بأنه لو قال «العبيد» لكان قد كفر!
ولعلها المرة الأولى التي تحدثت فيها «آمال ماهر» بشكل أقرب للصراحة، عندما كتبت على «تويتر» أنها تتعرض هي وعائلتها لضغوط، والحرب ضدهم تتزايد، فالأستوديو الخاص بها تم تشميعه، وتم اغلاق صيدلية لشقيقها، وأن التهديدات لها لم تتوقف!
وهو كلام مثير، يستحق المناقشة، باستدعاء المطربة الشابة، والتعرف على تفاصيل قصتها وبادعاء البراءة، فمن يدري فقد تكون مدعية وليست ضحية أو مجني عليها. وفي جميع الأحوال هو موضوع لا تنقصه الإثارة، التي يبحث عنها الإعلام، وبشكل أكبر في هذه المرحلة، حيث تهرب برامج «التوك شو» بعيداً حيث الإثارة، فماذا هناك!
منذ عدة أيام نشر على نطاق واسع، أن حسين الزين، رئيس الهيئة الوطنية للاعلام، مرر قراراً على القنوات التلفزيونية بمنع ظهور «آمال ماهر» تلفزيونياً، ومنع بث أغانيها، وهو أعلن «حسين» بعد ذلك عدم صحته، فهل صحيح أن القرار لم يصدر؟ وأنه أُرتأى أن ينفذ عملياً مع الإنكار، ولهذا لم تجرؤ قناة تلفزيونية على أن تستضيف «آمال ماهر» لتسألها عن ما كتبته، فهي ليست واحدة من آحاد الناس، لكنها مطربة مشهورة، ومن المؤكد أن لها جمهورها، وإن لم أكن منهم، باعتباري من جيل «ساكن في حي السيدة وحبيبي ساكن في الحسين»!
أم تراه الخوف، من الاساءة لتركي آل الشيخ، المندوب السامي السعودي في القاهرة، وصاحب الذات التي لا تمس! يالها من مأساة.
صحافي من مصر

«آمال ماهر» وذات تركي الشيخ التي لا تُمس!

سليم عزوز

في الصراع الطائفي القاتل والمقتول قتيل

Posted: 28 Sep 2018 02:31 PM PDT

دعونا نعترف أن سرطان الطائفية كامن في العديد من البلدان العربية ذات التعدد الديني والمذهبي منذ أكثر من قرن. وهو يضرب جذوره عميقاً في التاريخ، ويعود إلى الفترة التي تلت وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام. هذا بالنسبة للصراع بين الشيعة والسنة الذي ما زال يفتك بالمسلمين حتى هذه اللحظة، وزاد خطره بعد الثورات إثر تدخل إيران المذهبي الشنيع في المنطقة وظهور جماعات دينية سنية متطرفة كالقاعدة وداعش والنصرة وغيرها. أما بالنسبة للتمييز بين الطوائف فقد بدأ بشكل صارخ بعد كتابات ابن تيمية الذي حرض الأكثرية على كل الطوائف والأقليات. ومنذ ذلك الحين وكثيرون من أتباع «شيخ الإسلام» يطبقون تحريضه الفاشي ضد الآخرين بحق أو بغير حق. والساحة الآن مليئة بملايين المسلمين الذين ما زالوا متشبثين بأقوال ابن تيمية كما لو أنه أحد المرسلين الذي لا يأتيه الباطل لا من خلفه ولا من بين يديه.
وبينما اتحد الأوروبيون فيما بينهم وأصبحوا كياناً واحداً من خمس وعشرين دولة شهدت فيما بينها حروباً طاحنة حرقت الأخضر واليابس، وسحقت ملايين البشر وخاصة فيما يسمى بحرب الثلاثين عاماً بين البروتستانت والكاثوليك في أوروبا، إلا أن الكثير من المسلمين ما زالوا يعملون بتعاليم ابن تيمية في نظرتهم لكل المذاهب والطوائف التي تعيش في المنطقة، كما لو كانت عدوهم اللدود. لم يتعلم هؤلاء لا من الأوروبيين الذين دفنوا صراعاتهم الدينية، وتربعوا على عرش الحضارة الحديثة، ولا من الصينيين الذين ليس لديهم دين أصلاً. لقد أصبحت الصين ثاني أقوى قوة اقتصادية بعد أمريكا، مع أن أكثر من تسعين بالمائة من الصينيين بلا دين، بينما ما زال المسلمون الذين يعبدون إرشادات ابن تيمية ليل نهار يقبعون في ذيل الأمم اقتصادياً وتكنولوجياً وحضارياً.
لا شك أن الآخرين الطامعين بثروات العرب والمسلمين وببلادهم التي تقع في قلب العالم سعيدون جداً بهذا الصراع الإسلامي الإسلامي، ولا شك أنهم عملوا ويعملون على تعميق الشروخ بين المذاهب الإسلامية من جهة، وخاصة بين الشيعة والسنة، وبين المسلمين وبقية الأقليات من جهة أخرى. وقد استغل ضباع العالم وكلابه الثورات العربية وحولوها إلى حروب أهلية وطائفية ودينية، بدل أن يعملوا على نقل الشعوب العربية من تحت ربقة الظلم والطغيان إلى فضاء الديمقراطية كما فعلوا مع الأوروبيين الشرقيين. وقد لاحظنا كيف تحول العراق وسوريا واليمن إلى ساحات دموية لتصفية الحسابات المذهبية والطائفية بين سكان تلك البلدان، ففي العراق صار الصراع الأبرز بين الشيعة والسنة. وقد لعب الغزو الأمريكي دوراً محورياً في تغذية هذا الصراع لنهب خيرات بلاد الرافدين وترك سكانه يذبحون بعضهم البعض على الهوية الطائفية.
وفي سوريا بدل أن تنتقل البلاد إلى حياة سياسية جديدة بعيداً عن الديكتاتورية الأمنية والعسكرية، تحول الصراع إلى صراع طائفي بغيض لم يجلب للسوريين سوى الدمار والخراب والتهجير. فإذا كان النظام يقاتل من منطلق طائفي كما يتهمه معارضوه، فلا شك أن المجاميع الإرهابية الإسلامية المتطرفة رفعت بدورها شعارات دينية مقيتة، لا بل إنها أطلقت على نفسها أسماء دينية كانت الغاية منها تنفير كل من هو ليس مسلماً في المنطقة واستعداءه، وبذلك جعلت بقية الأقليات تقف مضطرة في المعسكر الآخر خوفاً من الهجمة الدينية المتطرفة التي اجتاحت سوريا وغيرها. وقد شاهدنا ما فعل مغول العصر الدواعش في السويداء السورية قبل فترة وجيزة، حيث دخلوا عشرات البيوت ونحروا سكانها الأبرياء وخطفواعشرات النساء بطريقة وحشية، مما زاد في حدة الصراع الطائفي في سوريا المنكوبة.
لقد درج كثيرون في السنوات الماضية على إلصاق تهمة الطائفية حصراً بالأقليات. لكن هل الأكثرية يا ترى سويسرية وديمقراطية في نظرتها إلى الآخرين في المنطقة؟ أليس ما فعله الدواعش مثالاً صارخاً على الفكر التكفيري الذي يغذي هؤلاء الهمجيين؟
لا شك أن الأكثرية المسلمة تضررت كثيراً في المنطقة وتشرد الملايين منها، لكن أليست الجماعات المقاتلة باسمها في غاية الطائفية مع الآخرين؟ ألا تعتبر تلك الجماعات بقية الأقليات على أنها كافرة وجديرة بالاستئصال؟ ألا ينظر عتاة المتطرفين إلى العلويين والدروز والمسيحيين والاسماعيليين والشيعة على أنهم مرتدون. ألم يقاتلوهم على أساس طائفي أيضاً؟
كثيرون من أبناء الأقليات تضامن وتعاطف ووقف مع الأكثرية المسلمة في المنطقة لما عانته من دمار وقتل وتهجير بسبب الجماعات التكفيرية الظلامية التي زعم تمثيلها، وواجه الأنظمة، لكن في اللحظة التي يوجه فيها هؤلاء المتعاطفون معها نقداً بسيطاً لتلك الجماعات، تلجأ فوراً إلى وصفهم بالنصيريين والدروز والكفار.
طالما أنت معهم مائة بالمائة فأنت كافر مقبول يغضون الطرف عنك مرحلياً، وفي اللحظة التي تنتقدهم فيها نقداً بسيطاً تصبح فوراً كافراً جديراً بالسحق والذبح. وإذا كان بعض أبناء الطوائف طائفياً فعلاً، فمن الذي يجب أن يستوعب الآخر، الأقليات الصغيرة أم الأكثرية؟
لماذا لم يتعلم الجميع من محنة لبنان التي استمرت ستة عشر عاماً، وذبحت الطوائف بعضها بعضاً على أساس ديني ومذهبي وطائفي؟ ماذا كسب اللبنانبون من حربهم؟ هل قضى المسلمون على المسيحيين؟ هل قضى الدروز على الشيعة؟ هل قضى الشيعة على السنة؟ هل قضى الموارنة على الدروز؟ لا أبداً، بل عادوا ليتعايشوا مع بعضهم البعض. لا يمكن مطلقاً أن يتمكن طرف من القضاء على طرف آخر في هذه المنطقة ذات التركيب الفسيفسائي. ورغم كل ما حصل في سوريا من معارك طائفية ومن تحريض وتجييش مذهبي وطائفي من الجميع، فلم ينتصر أحد، ولا بد أن يعيد الجميع النظر في مواقفهم المتشجنة وغيرالعاقلة، ولا بد من العودة عن الأخطاء القاتلة التي ارتكبها الجميع، ففي النهاية لا بد من التعايش بين كل مكونات سوريا وغيرها. فليكن الدين لله والوطن للجميع، ومن لا يتعلم من تجاربه الفاشلة، سيكررها مرات ومرات بنفس الأسلوب الفاشل والقاتل. وقد صدق الكاتب الفلسطيني مريد البرغوثي عندما قال: «في كل صراع هناك قاتل ومقتول إلا في الصراع الطائفي، فهما قتيلان».

٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

في الصراع الطائفي القاتل والمقتول قتيل

د. فيصل القاسم

الشارع الأردني غاضب وضد «العشائرية» بعد المغدور «هاشم» والملكة رانيا تغرد: الفرح يقتل طفلاً في حضن أمه

Posted: 28 Sep 2018 02:31 PM PDT

عمان – «القدس العربي»: قد تبدو عبارة موجعة سياسياً ووطنياً أكثر عندما تصدر عن الملكة رانيا العبدالله: «الفرح يقتل طفلاً في حضن أمه». فالعبارة بطبيعة الحال تنقصها مفردتان هما الأهم عند اختصار الحكاية «وأمام الدرك». هنا عملياً انضمت الملكة شخصياً إلى المعبرين عن الأسف الجديد لجريمة هزت وجدان الشارع الاردني وأعادت مجدداً طرح كل التساؤلات ما خفي منها وما بطن ليس فقط بعنوان اللغز الامني مجدداً ولكن أيضاً بعنوان «ما الذي يجري في البلاد»؟
اختصر مواطن وناشط هو علي الدباس القصة برمتها عندما تقدم بما يمكن وصفه «أجرأ بلاغ « للنيابة العامة بصفة قانونية حيث طالب الادعاء القضائي باعتقال «الشعب الاردني» برمته للتحقيق في حادثة الطفل هاشم الكردي وعلى اساس ان دم هذا الطفل البريء في رقبة كل الاردنيين. والبلاغ المثير يطال حصرياً كل المسؤولين السابقين وقادة ووجهاء العشائر والقبائل والمتواطئين والصامتين على سيادة قوانين «شريعة الغاب». وعملياً التحدث عن قصة الطفل ذي السنوات الثلاث هاشم الكردي طغت على كل الأحاديث الاخيرة بما فيها قانون الضريبة وجرائم الفساد وملف التبغ والسجائر. صورة الطفل البريء بعدما كسرت جمجمته وبقائه بين الحياة والموت لعشرة ايام قبل مفارقة الحياة ألهبت مشاعر الشارع الاردني بل أدت في واحدة من الإنعطافات الحادة ليس فقط للتشكيك بالتصرف الأمني فحسب، ولكن بدور «القبيلة والعشيرة» والمجتمع في حماية «المجرمين» من المواطنين.

«الفرح القاتل»

«الفرح يقتل طفلاً في حضن أمه» قالتها الملكة رانيا العبدالله بعد 15 يوماً بالتمام والكمال من ارتكاب الجريمة وإثر إعلان وفاة الطفل اضطر المستوى الامني لإطلاق تصريحه الأول متحدثاً عن توقيف ثمانية اشخاص تسببوا بما سماه الأمن «الحادث» بدلاً من «الجريمة».
اهتز تماماً الشارع الأردني بعدما قدم والد الطفل القتيل الرواية على شاشة إحدى الفضائيات حيث قرر بعد تعطيل عبور سيارته من قبل «فاردة عرس» على طريق عمان – المفرق شرقي البلاد تجاوز سيارات موكب العرس.
وعندما تجاوزت سيارة الاب مع طفليه وزوجته وهي تعمل في أحد الأجهزة الأمنية بالمناسبة حصل المحظور فقد لاحقته سيارتان من أصحاب العرس وحاولتا «قلب سيارته» في طريق دولي وهنا بدأت الجريمة الاولى باسم «شروع في قتل عائلة من 4 أفراد». وسارع الأب – حسب روايته – الزمن لكي يصل إلى نقطة أمنية مشتركة بين دورية شرطة ودورية درك طلباً للحماية. هنا حصلت الجريمة الأكبر وسط ظروف غامضة منعت دوريتي الأمن من حماية مواطن مطارد بالسيارات وفي وضح النهار وبالشارع العام. وقفت دورية الدرك بلا أي ردة فعل وهاجم عدد غير محدد بعد من الأشخاص سيارة الرجل الذي «أزعج» موكب عرس قريبهم وتم تحطيم السيارة قبل إصابة الطفل بحجر كبير على جمجمته وهو في حضن أمه التي أصيبت ايضاً.
لافت جداً هنا ان قوة الأمن والدرك بالموقع لم تعتقل فوراً القتلة والمجرمين في الوقت الذي بدأت ردود فعل الشارع تعترض وتعلق قبل إعلان التفاصيل التي أرهقت روح الأردنيين المعنوية تماماً وأعادت صياغة مفهوم الأمن الجماعي حتى ان ناشطا بارزا من وزن عبد الناصر الزعبي كتب يقول: «هاشم لم يقتل وهو في حالة لجوء على شواطئ دولة غريبة». إزاء حجم «العصف التواصلي» لكل الاردنيين وبدون استثناء اضطرت الشرطة لتقديم روايتها الاولى لمسار الأحداث والتي تتحدث عن إلقاء القبض على «ثمانية أشخاص» بتهمة «الضرب المفضي إلى الموت» في «حادثة « طريق المفرق. معنى الكلام أولياً وقبل التقاضي وبلغة الشرطة الحديث عن مشاجرة او اعتداء يؤدي لموت إنسان ليس أكثر ولا أقل. تلك الرواية تبدو «إستفزازية» للغاية قياساً بجريمة من النوع المتعلق بـ«إرهاب مواكب الأعراس والطرق» على حد تعبير الناشط فيصل المجالي.

تجاهل حكومي

الأهم هو رصد ما يلي: رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز الذي يتواصل مع الناس في كل صغيرة وكبيرة تجاهل جريمة الطفل هاشم الكردي والناطق الرسمي باسم حكومته جمانة غنيمات وكذلك وزير الداخلية لم يعلقا على الحدث الذي لفت من فرط بشاعته العائلة المالكة.
بالنسبة للتقصير الأمني الميداني المحتمل تقرر تشكيل «لجنة تحقيق مشتركة» وهي ايضاً صيغة موسمية مألوفة تصدر عندما يتعلق الأمر بخطأ فردي لأحد عناصر الأمن وليس بجريمة «أبشع مما ينبغي» قرعت كل أجراس الأنذار ليس فقط لإن الضحية طفل في الثالثة وقتل وهو يحتمي بحضن أمه والشرطة والدرك.
ولكن ايضاً لأن النظام القبلي والعشائري الأردني برمته وفي أصوله وقشوره يوفر «الحماية» حتى في أحداث «فورة الدم والغضب والقتل» لأي امرأة ولأي طفل ولكل من «يهرب» من المواجهة وهي مقايسات خالفها بالجملة المجرمون في الواقعة المقيتة. يصر المراقبون هنا على أن صدمة الشعب الأردني الذي يعاني من العنف الاجتماعي سببها المركزي يتمثل في انها قد تكون المرة الأولى التي يقتل فيها متحمسون بالجملة خلال عرس طفلاً رضيعاً وهو يحتمي بحضن والدته بدلاً من الاكتفاء بضرب الوالد او تحطيم السيارة كما يحصل في الاعتداءات الجنائية الأقل حدة. سبق لمظاهر مواكب الأعراس في الشوارع ان تحولت لآلة ضد القانون فقد ضرب العديد من رجال الشرطة في الطرق العامة خلالها. وسبق لمدير الأمن العام شخصياً الجنرال فاضل الحمود ان تعهد بجلب ومحاكمة كل من ساهم في ضرب شرطي سير خلال موكب عرس مماثل قبل اشهر فيما لم يصدر عنه إلتزام مماثل علناً بخصوص الطفل القتيل هاشم الكردي.
مواكب الأعراس المفرطة بالفرح أصبحت «قاتلة» في الأردن وسياسياً تواجه حكومة الرئيس عمر الرزاز اختباراً قد يكون الأعنف والأهم لمستوى التزامها بالقانون فالعرس واضح تماماً انه يخص عشيرة أو عائلة كبيرة والضحية الطفل إبن لعائلة صغيرة وضعيفة والوجاهات العشائرية بدأت تتحرك ضد مبدأ القانون في جريمة أبشع بكثير من أي ادعاء يحاول تصنيفها على أنها مشاجرة أدت لموت إنسان.

الشارع الأردني غاضب وضد «العشائرية» بعد المغدور «هاشم» والملكة رانيا تغرد: الفرح يقتل طفلاً في حضن أمه

بسام البدارين

نتنياهو: الاتفاق مع إيران ينتج علاقات حميمة بين إسرائيل ودول عربية لم أر مثلها   في حياتي ولم تكن ممكنة قبل سنوات

Posted: 28 Sep 2018 02:30 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: تناغما مع مضامين الخطاب الاستعراضي- الدعائي لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في الأمم المتحدة، الذي سعى من خلاله لطرح إسرائيل كضحية والتلويح بفزاعة إيران مجددا لصرف الأنظار عن الاحتلال، وتجميع الإسرائيليين خلفه، نشر الجيش الإسرائيلي شريط فيديو وصورا زعم أنها لمواقع بناء صواريخ لحزب الله في لبنان.
وجرى توزيع الصور بعد دقائق من قول نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن إسرائيل لديها أدلة على أن إيران تساعد حزب الله على جعل صواريخه دقيقة التوجيه.
وتابع نتنياهو «في لبنان، توجه إيران حزب الله لبناء مواقع سرية لتحويل القذائف والصواريخ غير الدقيقة إلى صواريخ دقيقة التوجيه، صواريخ يمكن توجيهها لأهداف في عمق إسرائيل بمستوى دقة تتجاوز العشرة أمتار».
وادعى الناطق باسم جيش الاحتلال أنه «في العام الأخير حاول حزب الله إقامة بنية تحتية لتحويل صواريخ أرض – أرض إلى صواريخ دقيقة في حي الأوزاعي المجاور لمطار بيروت الدولي». واعتبر أن قادة الحزب اتخذوا قرارًا «بتحويل مركز ثقل مشروع الصواريخ الدقيقة الذي يتعاملون معه منذ فترة إلى المنطقة المدنية في قلب مدينة بيروت».
وحسب مزاعم نتنياهو تقع هذا القواعد الصاروخية في موقع داخل ملعب كرة القدم التابع لفريق العهد، المؤيد لحزب الله، موقع مجاور لمطار الحريري الدولي، وموقع في المرسى في قلب حي سكني وبجوار مبان مدنية الذي يبعد نحو 500 مترً فقط عن مسار الهبوط في المطار.
وقال جيش الاحتلال في بيانه إن «حزب الله ينفذ مشروع الصواريخ المذكور استنادًا إلى خبرة وتكنولوجيا وتمويل وتوجيه إيراني». وادعى الجيش أنه «استهدف إحدى المحاولات لنقل آليات مخصصة لتحويل صواريخ محلية الصنع إلى صواريخ عالية الدقة، خلال شحنها ونقلها من سوريا إلى لبنان في 17 أيلول/ سبتمبر 2018» في إشارة إلى الضربة الإسرائيلية التي أسقطت المضادات الدفاعية السورية على إثرها طائرة «إيليوشين 20 «ومقتل 15 عسكريًا كانوا على متنها.

حزب الله يبني مواقع في بيروت

وتابع بيان الجيش الإسرائيلي أن هناك مواقع أخرى في بيروت وخارجها، حيث ينشط عناصر حزب الله لإقامة بنى تحتية مماثلة»، زاعما أن «إسرائيل تتابع عن كثب هذه المواقع عبر قدراتها والوسائل المتنوعة التي تملكها».
وكان نتنياهو وكعادته قد ادعى في خطابه المذكور أن إيران تواصل أنشطتها النووية رغم الاتفاق النووي. ونوه إلى امتلاك إيران لمخزن ذري في طهران، مركزا في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على الملف الإيراني، متجاهلا الملف الفلسطيني والمفاوضات والإجراءات الأمريكية الأخيرة، زاعمًا أن «إيران لديها مخزن ذري سري في طهران، وهو أمر أكشفه للمرة الأولى». وتابع محاولا إسباغ مسحة درامية على خطابه «اليوم أكشف لأول مرة أن إيران تملك مستودعا سريا آخر في طهران، مستودع لتخزين كميات هائلة من المعدات والمواد من برنامج إيران النووي السري». كما زعم أن «إسرائيل حصلت على ألف مستند وشريط فيديو يكشف أن هناك مباني في طهران لبناء أسلحة نووية»، في إشارة إلى «خطابه النووي» في أيار/ مايو الماضي الذي زعم خلاله أن جهاز المخابرات العامة «الموساد» نجح في نقل مواد بزنة مئات الكيلوغرامات من إيران إلى إسرائيل تتضمن ملفات وأشرطة فيديو من الأرشيف النووي الإيراني.
وأضاف «منذ أن داهمنا الأرشيف الذري، كانوا منشغلين بتطهير المستودع الذري. فقط في الشهر الماضي نقلوا 15 كيلوغراما من المواد المشعة. تعرفون ماذا فعلوا بها؟ لقد نقلوها ونشروها حول طهران في محاولة لإخفاء الدليل».
وطالب نتنياهو الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء تفتيش على مخازن إيران السرية قبل أن يتم تطهيرها. وكرر تهديداته السابقة وتابع «لن نسمح لإيران بتطوير سلاحها النووي وسنكافحها في كل مكان».

العلاقات مع دول عربية

واعتبر نتنياهو أن الاتفاق النووي مع إيران كان له أثر إيجابي واحد «وهو تمكين إسرائيل من بناء علاقات مع دول عربية»، بفعل الخطر المشترك الذي تشكله إيران، حيث قال إن «الاتفاق قرب بين إسرائيل وعدد من الدول العربية وتمت إقامة علاقات حميمة لم أر مثلها في حياتي، ولم يكن ممكنًا تخيلها قبل سنوات. إسرائيل تقدر كثيراً هذه الصداقات».
وزعم نتنياهو الذي خصص لإيران جزءا كبيرا من كلمته، أنها «تبني قاعدة عسكرية دائمة في سوريا»، معتبرًا أن «الاقتصاد الإيراني ينهار، بسبب التضخم والبطالة، جراء العقوبات الأمريكية على طهران، وتخيلوا ماذا سيحدث في إيران إذا ما طبقت الدفعة الثانية من العقوبات الأمريكية». وحاول التركيز على التهديدات الإقليمية التي «يفتعلها» النظام في إيران معتبرًا أن الحرس الثوري الإيراني «سلح حزب الله في لبنان، ومول حماس في قطاع غزة، وأطلق صواريخ على المملكة العربية السعودية وفرضت حالة ترويع على مضيق هرمز وباب المندب».
كما كان متوقعا سارعت وزارة الخارجية الأمريكية للقول إنه يجب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تفحص ادعاءات نتنياهو بشأن المخزن النووي السري في طهران.
وتابعت في بيانها «يجب على الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تطبق صلاحياتها بشكل كامل كي تضمن للمجتمع الدولي أنه لا توجد مواد نووية في إيران لم تصرح بها.
ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، قوله إن العالم سيضحك على مزاعم نتنياهو بشأن وجود مستودع سري سابق لتخزين المواد النووية في طهران.
كما قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إنه ينبغي أن يخضع برنامج إسرائيل النووي لمزيد من التدقيق. وكتب ظريف على تويتر «لن يشوش أي عرض للفنون والحرف اليدوية على مسألة أن إسرائيل هي النظام الوحيد في منطقتنا الذي يملك برنامجا سريا وغير معلن للأسلحة النووية، بما في ذلك ترسانة نووية فعلية. حان الوقت لتعترف إسرائيل وتفتح برنامجها غير المشروع للأسلحة النووية أمام المفتشين الدوليين».

نتنياهو: الاتفاق مع إيران ينتج علاقات حميمة بين إسرائيل ودول عربية لم أر مثلها   في حياتي ولم تكن ممكنة قبل سنوات

وديع عواودة:

الموصل: انتشال 20 ألف جثّة من تحت الأنقاض… وجهود ذاتية لإعادة الإعمار

Posted: 28 Sep 2018 02:30 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: رغم مرور أكثر من عام على تحرير الموصل من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، الدمار ما يزال منتشراً في الجانب الأيمن منها، وتحديداً في المدينة القديمة، التي تحولت إلى «ركام»، فضلاً عن انتشار الجثث تحت أنقاض المباني المدمرة بفعل الحرب.
وتحتاج المدينة المنكوبة، إلى نحو 80 مليار دولار لإعادة إعمارها، وفي ظل بطء هذه العملية إضطر الأهالي إلى إعمار منازلهم ومحالهم وأسواقهم التجارية بـ«جهود ذاتية».
النائب السابق عن محافظة نينوى، عبد الرحمن اللويزي، رأى أن أزمة مدينة الموصل «مركّبة»، إذ يتعلق جزء منها بالتعقيدات الإدارية، متمثلة بالمناطق المتنازع عليها والصراع السياسي الموجود، فيما يتمثل الجزء الآخر، بالأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على عملية إعادة إعمار الموصل.
وأشار في تصريح مع لـ«القدس العربي»، إلى أن «إعادة تشييد أول منزل في المدينة القديمة في الجانب الأيمن للموصل بجهود ذاتية، بعد أن دمرته الحرب»، مبيناً أن «أهالي الموصل يعتمدون على أنفسهم في إعادة بناء منازلهم ومناطقهم التجارية التي بدأ تعود للحياة».
وأضاف: «جهود إعادة إعمار الموصل تنقسم إلى نوعين، مناطق تبنى بجهود الأهالي الذين يعملون على إعادة ترميم وبناء منازلهم ومحالهم التجارية. هم يعملون كخلية نحل، ومناطق من المفترض أن تبنى عبر المؤسسات والدوائر الحكومية، وهي لا تزال ركاماً».
ومن بين الأسباب التي أسهمت في تأخر عملية إعادة إعمار المدينة، «التظاهرات التي شهدتها البصرة والمحافظات الجنوبية، واستنفار الحكومة الاتحادية إمكاناتها المادية والخدمية لمعالجة الأزمة هناك»، حسب اللويزي، الذي أشار في الوقت عيّنه إلى سبب آخر يتمثل بـ«وجود 5 وحدات إدارية تابعة لمحافظة نينوى تدار من قبل إقليم كردستان العراق».
وتابع: «نسبة الدمار في الجانب الأيسر للموصل قليلة، مقارنة بالمدينة القديمة والجانب الأيمن الذي تحول إلى ركام وكومة من الأنقاض»، لافتاً إلى أن «الجهود الحكومية خلال فترة التحرير كانت مؤقتة. الحكومة أنشأت مخيمات مؤقتة لإيواء النازحين، وأنفقت أموال طائلة لمعالجة أزمة وقتية. الحكومة كانت مضطرة للإنفاق على مثل هذه المشاريع الوقتية».

100 مليار

وقدّر، الأموال التي أنفقت على عملية التحرير بـ«100 مليار دولار، إضافة إلى مبالغ أخرى صرفت على تأمين إيواء النازحين»، منوهاً أن «هذه الأموال تشمل العمليات العسكرية في عموم المناطق التي شهدت حرباً ضد التنظيم، وكان لمدينة الموصل الحصة الأكبر منها».
وعن عدد الضحايا الذين سقطوا جراء 9 أشهر من العمليات العسكرية في لتحرير الموصل، قال: «حتى الآن، لا توجد إحصائية دقيقة لعدد الضحايا الذين سقطوا خلال عمليات تحرير مدينة الموصل، لكن الجثث التي تم رفعها من تحت الأنقاض إلى الآن، تقدر بنحو 20 ألف جثة».
وأضاف: «عملية انتشال الجثث تجري بجهود مدنية، ومنظمات المجتمع المدني. لم تكن هناك جهود حكومية في هذا الملف».
في 17 آب/ أغسطس 2015، أحال البرلمان العراقي تقرير اللجنة التحقيقية البرلمانية بسقوط الموصل (مكوّنة من 24 عضواً) إلى السلطات القضائية.
اللويزي الذي كان أحد أعضاء اللجنة، بين أن الأخيرة التي شكلها البرلمان في الدورة السابقة لإعداد تقرير عن أسباب سقوط الموصل، «كانت دقيقة في وضع أسماء أكثر من 30 شخصية في دائرة الاتهام، وحمّلتهم مسؤولية ذلك».
وزاد: «الأسماء تبدأ بالقائد العام للقوات المسلحة حينها نوري المالكي، ومدير مكتبه، وقائد القوة البرية، وقائد العمليات المشتركة، ومدير الاستخبارات العسكرية، إضافة إلى المحافظ وعدد من أعضاء مجلس المحافظة، ورئيس الوقف السني وغيرهم».
وطبقاً له فإن «اللجنة استضافت أكثر من 100 شخصية قبل إعداد تقريرها، لكن هناك 3 شخصيات لم تتم استضافتهم. هم رئيس المالكي، ورئيس مجلس النواب حينها أسامة النجيفي، ورئيس إقليم كردستان العراق حينها مسعود بارزاني».
وقررت اللجنة توجيه أسئلة للشخصيات الثلاثة، وتلقت إجاباتهم عليها من دون حضورهم للبرلمان، وفقاً للمصدر الذي أكد إنه «كان مصراً على حضورهم. لكن أكثر من نصف اللجنة صوتوا لعدم حضورهم».
وأقرّ أن «اللجنة لم تكن محايدة بنسبة 100٪، لكنها كانت أقرب إلى الحياد».
وبعد انتهاء عمليات التحرير، ظهرت مشكلة جديدة في محافظة نينوى، تتعلق بمصير عائلات عناصر التنظيم، وصعوبة اندماجهم وعدتهم إلى مجتمعاتهم مرة ثانية، ناهيك عن مشكلة أخرى تتعلق بعائلات عناصر التنظيم من الأجانب.
وعن هذا الملف قال اللويزي إن «عناصر التنظيم ينقسمون إلى نوعين، الأول محليين (من نينوى ومن محافظات أخرى) وآخرين عرب وأجانب»، كاشفاً عن وجود «معسكر في منطقة سهل نينوى يضم نحو ألف و500 شخص من عائلات التنظيم. وهناك أعداد متفرقة تقيم في مخيمات أخرى». وأضاف: «هناك أطفال ينحدرون من الشيشان ودول الاتحاد السوفيتي سابقاً. بعض هذه الدول أخذت أطفالها، فيما امتنع البعض الآخر عن استقبالهم».
أما بالنسبة لعائلات التنظيم من المحليين، بين أن «القضية العشائرية كانت حاضرة، خصوصا بالمناطق الريفية. الناس هناك لا يزالون يرفضون عودة هؤلاء الأسر إلى مناطقهم مرة أخرى، لانهم ينظرون إلى القضية أنها جزء من الثأر العشائري».
وأشار النائب السابق عن محافظة نينوى إلى إنه «في العرف العشائري لا يتم التعامل مع القاتل فقط، بل إن إخوانه وأبناء عمومته كلهم يكونون مسؤولين أيضاً، ويكونون جزءا من عملية الثأر، فيرفضون عودتهم والتعامل معهم»، لافتاً إلى أن «بعض هذه العائلات استوطنت في أماكن أخرى، وبعضهم لا يزال في المخيمات».
وبالإضافة إلى المشكلات الاجتماعية التي بدأت بالظهور بعد انتهاء عمليات التحرير، هناك مشكلات أمنية أخرى في أطراف الموصل، تتمثل بتسلل عناصر التنظيم إلى بعض القرى لتنفيذ عمليات قتل وخطف بين الحين والآخر.
وحسب اللويزي: «المناطق في شمال وشمال شرق نينوى، مثل زمار وربيعة، تسيطر عليها قوات البيشمركه التابعة لإقليم كردستان العراق»، مبيناً أن «المشكلة في هذا المناطق ليست أمنية بل سياسية. هناك مواطنون من قرى الخازر وغيرها لم يعودوا بعد إلى مناطقهم، والإقليم يرفض عودتهم».

13 ألف شرطي

وأضاف: «المشكلة الأمنية المتمثلة بعودة عناصر التنظيم، تكون في المنطقة الغربية لنينوى، في تلعفر وتل عبطة والبعاج وجزيرة الحضر وصولاً إلى الحدود السورية»، موضّحاً إن «الأهالي في هذه القرى بدأوا بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، وهذا ما شل حركة التنظيم في هذه المنطقة (غرب الموصل)».
ويهدف التنظيم بسياسته الجديدة في غرب نينوى إلى «إفراغ هذه المنطقة، الأمر الذي يؤمن له حرية التنقل من دون أن يتم الإبلاغ عنه»، حسب اللويزي الذي أكد «انطلاق عملية أمنية واسعة في غرب نينوى على إثر حادثة منطقة المفلكة».
وكشف أن «محافظة نينوى الآن تمتلك 13 ألف شرطي فقط، من أصل أكثر من 30 ألفاً. العبادي وعدنا بإطلاق 5 آلاف درجة وظيفية تؤمن عودة عدد كبير من المفصولين».

الموصل: انتشال 20 ألف جثّة من تحت الأنقاض… وجهود ذاتية لإعادة الإعمار
عمليات الثأر تمنع أسر تنظيم «الدولة» من العودة لمناطقهم
مشرق ريسان

استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة المئات في ذكرى «انتفاضة الأقصى» وإسرائيل تتوقع اندلاع جولة تصعيد قريبا

Posted: 28 Sep 2018 02:30 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: شهدت حدود قطاع غزة الشرقية القريبة من «مخيمات العودة الخمسة» مواجهات حامية، ضمن فعاليات «جمعة انتفاضة الأقصى»، التي دعت إليها الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، في إطار خطواتها العملية لتصعيد هذه التظاهرات، ما أدى إلى استشهاد 6 فلسطينيين بينهم صبي في الـ 14 من عمره وإصابة العشرات ،.
وتصاعدت حدة التظاهرات عصر يوم أمس الجمعة، مع وصول أعداد كبيرة من المتظاهرين من كافة مناطق القطاع، إلى «مخيمات العودة الخمسة» المقامة في مناطق حدودية تقع شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، لإحياء فعالية «جمعة انتفاضة الأقصى»، وهو اسم اختارته الهيئة العليا لإحياء الذكرى الـ 28 للانتفاضة التي اندلعت في مثل يوم أمس عام 2000.
وشهدت فعاليات الأمس تصاعدا في الفعاليات المنظمة، على غرار الجمعتين الماضيتين، بناء على دعوات التصعيد التي أطلقتها الهيئة العليا والفصائل الفلسطينية، رفضا لتراجع جهود الوسطاء في إرساء تهدئة من عدة مراحل، تشمل رفع الحصار المفروض على قطاع غزة.
وأسفرت المواجهات عن وقوع عدة إصابات في صفوف المتظاهرين، الذين اقتربوا من السياج الفاصل، جراء استهدافهم بنيران القناصة الإسرائيلية، الذين اختبأوا داخل الثكنات العسكرية.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن عشرات الإصابات وقعت في صوف المشاركين، ومن بينها إصابات بالرصاص الحي وأخرى جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، لافتا إلى أن طواقم الإسعاف نقلت الكثير من المصابين للمشافي، فيما قدم العلاج لآخرين في النقاط الطبية المقامة في «مخيمات العودة».
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت قبل انطلاق فعاليات أمس عن ارتفاع عدد الشهداء الذين سقطوا منذ انطلاق فعاليات «مسيرات العودة» يوم 30 مارس/آذار الماضي إلى 186 شهيدا، مضافا إليهم 10 شهداء تحتجز سلطات الاحتلال جثامينهم ، ومن بين العدد الإجمالي هناك أطفال ونساء، إضافة إلى إصابة نحو 20 ألفا آخرين بجراح متفاوتة.
ووفق الإحصائية فإن هناك 423 إصابة وصفت بالخطيرة، و4460 متوسطة، و13417 طفيفة، مبينة أن 680 أصيبوا بالرأس والرقبة، و395 بالصدر والظهر، و440 بالبطن والحوض، و1385 بالأطراف العلوية، و5897 بالأطراف السفلية، و1790 في أماكن متعددة.

المتظاهرون يتحدون جنود الاحتلال

وشهد يوم أمس قيام المتظاهرين من جديد بتحدي قوات الاحتلال المنتشرة على طول الحدود، حيث تمكن عدد من الشبان من اقتلاع أسلاك شائكة وضعتها قوات الاحتلال، لمنع تقدمهم نحو السياج الفاصل.
ورشق الشبان من مسافة قريبة جنود الاحتلال بالحجارة، بعد أن أشعل آخرون النيران في إطارات السيارات، للتشويش على رؤية جنود القناصة.
وشهدت الفعاليات أيضا إطلاق الشبان «بالونات حارقة»، بعد أن تجددت هذه الوسائل، بعد تعثرت جهود التهدئة، وقالت إسرائيل إن عددا من هذه البالونات سقط في مناطق حدودية قريبة، وأحدث حرائق.
وكانت تظاهرات ليلية أخرى اندلعت ليل أول من أمس الخميس وفجر الجمعة، في مناطق حدودية تقع شرق قطاع غزة، في إطار فعاليات «الإرباك الليلي»، التي بدأها شبان من غزة منذ أكثر من أسبوعين، ضمن فعاليات تصعيد «مسيرات العودة»، وأسفرت تلك المواجهات عن إصابة ثلاثة شبان بنيران قوات الاحتلال.
يشار إلى ان الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، دعت سكان القطاع إلى تصعيد الفعاليات والنزول إلى مخيمات العودة بأعداد كبيرة، لإيصال رسائل تطالب بإنهاء الحصار، وتحقيق أهداف هذه الفعاليات الشعبية.
يذكر أن إسرائيل استعدت جيدا للتظاهرات، من خلال تنفيذ عمليات توغل برية خلال الأيام الماضية، شاركت فيها العديد من الجرافات التي قامت بتسوية المناطق الحدودية القريبة أمام رؤية جنود القناصة، كما عملت تلك الآليات على وضع كثبان رملية، لاحتماء الجنود الإسرائيليين، علاوة على وضعها أسلاكا شائكة قرب الحدود.

قوات الاحتلال متأهبة

جاء ذلك في الوقت الذي أبقت فيه إسرائيل قواتها على أهبة الاستعداء، بل ودفعت بقوات إضافية على طول الحدود، للتعامل مع المتظاهرين، وذلك بعد ما تردد أن إسرائيل أوصلت خلال الأيام الماضية تحذيرات لحركة حماس، عبر الوسطاء المصريين، من مغبة الاستمرار في تسخين الحدود.
وعادت تقارير إسرائيلية جديدة، وحذرت من أن الجيش ينتظر انتهاء موسم الأعياد اليهودية مطلع الشهر المقبل، من أجل القيام برد قوي، في حال استمرار واشتداد الأحداث على الحدود، كونه لا ينوي حاليا التصعيد لتجنب تعكير صفو احتفالات الأعياد.
وذكرت التقارير الإسرائيلية التي تناولت هذا الملف، أن تقديرات جهات في الجيش، عادت إلى رفع احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية وتصعيد، ولو محدود في قطاع غزة.
يشار إلى أنه جرى الكشف أن جيش الاحتلال أحدث تغييرات على التعليمات الصادرة لجنوده بشأن إطلاق النار على الفلسطينيين على حدود قطاع غزة، حيث تحظر التعليمات الجديدة إطلاق النار إلا في حالات الدفاع عن النفس فقط.
ويبدو أن الهدف من وراء التعليمات الجديدة، هو فقط الحد من اندلاع موجة تصعيد جديدة خلال الفترة الحالية، حيث كانت جنود الاحتلال المنتشرون على طول الحدود مع قطاع غزة، تلقوا منذ بداية فعاليات «مسيرات العودة» أوامر باستخدام القوة لتفريق المتظاهرين، وهو ما نجم عنه سقوط العديد الكبير من الضحايا، وسط انتقادات دولية وحقوقية لهذه الأوامر التي تستند لاستخدام «القوة المفرطة».

حماس تؤكد استمرار الفعاليات

وأكدت حركة حماس دعمها الكامل لمسيرات العودة الكبرى. وقال الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، إن الجماهير الفلسطينية التي فجرت «انتفاضة الأقصى» في وجه الاحتلال عام 2000، ودحرته من غزة في 2005 «تخرج في مسيرات العودة وكسر الحصار لتؤكد على أنها ماضية على ذات الدرب في مواجهة الاحتلال، وقادرة على الانفجار من جديد ولن يوقف زحفها إلا تحقيق أهدافها وفي مقدمتها كسر الحصار».
ودعت حركة الجهاد الإسلامي أيضا الفلسطينيين لـ «إعلان النفير العام» في ذكرى «انتفاضة الأقصى»، وقالت «إن حرب المستوطنين تتصاعد بحق المسجد الأقصى المبارك بالاقتحامات المستمرة»، مشيرة إلى خطورة الاقتحامات التي تتزامن مع السياسات الأمريكية العدائية والداعمة للاستيطان.
وشددت الحركة على أن التصدي للمؤامرة المسماة بـ«صفقة العصر» يتطلب توحيد الصفوف ورصَّها، والتمسك بـ «نهج المقاومة» وبالانتفاضة.
من جهتها أكدت الهيئة الوطنية لمخيمات مسيرة العودة وكسر الحصار، استمرار الفعاليات، بأدواتها السلمية حتى تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلها، رغم كل المعاناة التي سببها الاحتلال، وجددت تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه الثابتة.
يشار إلى أنه منذ يوم 30 مارس/ آذار الماضي، انطلقت فعاليات «مسيرات العودة» في خمس مناطق حدودية تقع إلى الشرق من القطاع، حيث تقام هناك العديد من الفعاليات الشعبية، ودفعت عمليات القتل واستهداف المتظاهرين المدنيين، جهات حقوقية دولية ومحلية إلى توجيه انتقادات حادة لإسرائيل، ونادت بفتح تحقيق عاجل في عمليات قتل الفلسطينيين.

استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة المئات في ذكرى «انتفاضة الأقصى» وإسرائيل تتوقع اندلاع جولة تصعيد قريبا
حماس والجهاد أكدتا استمرار الفعاليات وتحذران من الانفجار
أشرف الهور:

السلطات المصرية تحاصر جزيرة «الوراق» أمنياً وتضغط على سكانها لإخلائها وتسليمها للمستثمرين

Posted: 28 Sep 2018 02:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أصدرت «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان»، في مصر، أمس الجمعة، تقريراً عن محاولة النظام الحاكم الاستيلاء على جزيرة الوراق وإخلائها من أهلها لصالح المستثمرين، بمناسبة نظر محكمة جنح الوراق اليوم السبت، قضية التظاهر بدون إخطار، المتهم فيها 22 من أهالي الجزيرة، على خلفية اعتراضهم على قرار الحكومة بتهجيرهم قسرياً من منازلهم وأراضيهم بدون وجه حق. وتضمنت قائمة المتهمين سيدة تخطى عمرها الخمسين عاماً.
يذكر أن رئيس الوزراء المصري السابق، شريف إسماعيل، أصدر قرارا حمل رقم 20 لسنة 2018 بإنشاء مجتمع عمراني جديد على أراضي جزيرة الوراق وفقا لكشوف الإحداثيات على كامل مساحة الجزيرة وبمسطح 1561 فدانًا، دون النظر أو الإشارة إلى المجتمع الإنساني القائم منذ مئات السنين ولديهم جميع المرافق الخدمية من كهرباء، ومياه عدا الصرف الصحي الذي طالب به الأهالي الدولة مرارا وتكرارا ومنهم رئيس الوزراء مصدر هذا القرار.
أهالي الجزيرة ردوا بتنظيم مظاهرات رافضة للقرار، وأعلنوا تمسكهم بمنازلهم والأراضي التي يعيشون عليها منذ مئات السنوات، ما أسفر عن صدامات بينهم وبين قوات الأمن، أوقعت قتيلا وعشرات المصابين.
وقالت الشبكة في تقريرها الذي حمل عنوان: « جزيرة الوراق ملك لأهالي الوراق.. زيارة ميدانية لواقع مأساوي»، إن «أزمة جزيرة الوراق في تصاعد مستمر، بالتزامن مع قرار رئيس مجلس الوزراء بنقل تبعية الجزيرة إلى هيئة المجتمعات العمرانية وتعيين رئيس لها من أجل إتمام خطة ما تسميه الحكومة (التطوير) التي أعلنتها منذ شهر مايو/ أيار 2017 ورفض سكان جزيرة الوراق أن تكون على حساب حياتهم ومنازلهم».
وحسب الشبكة «شددت قوات الأمن من قبضتها على مخارج ومداخل الجزيرة وفرضت حصارًا أمنياً، وسط شكاوى من منع دخول مواد البناء واستمرار تفتيش الأهالي وتفحص زوار الجزيرة».
وبينت أن «هناك العديد من اﻻستدعاءات الأمنية لأهالي جزيرة الوراق من أجل الضغط عليهم لبيع أراضيهم ومنازلهم للبدء في تطبيق خطة التطوير والتهجير التي تتبناها الحكومة، وهو الأمر الذي دفع بالعديد من أهالي الجزيرة، تحت تهديد الحصار والقمع الأمني، إلى التنازل فعلياً عن أراضيهم لهيئة المجتمعات العمرانية».
وتناول التقرير «الظروف المعيشية الصعبة التي نتجت عن حالة شبيهة بالحصار مفروضة على الجزيرة وأهلها، كمحاولة للضغط عليهم للتنازل عن منازلهم، وكأن التطوير يجب أن يكون على حساب الفقراء، وليس لصالحهم».
وتابع: «توتر وريبة وقلق لا ينتهي يبدأ مع أولى خطواتنا لمعدية شبرا الخيمة التي تنقلنا إلى جزيرة الوراق، تلك القطعة من الجنة، التي أصبحت محل صراع بين أناس جاءوا إليها من عشرات السنين بل المئات واستوطنوها وصدر لهم أوراق حكومية تؤكد ملكيتهم لها، وبين سلطة تحاول نزعهم منها».
وزاد «سيارة أمن مركزي تقف على رأس الطريق المؤدي إلى معدية المؤسسة التي تنقل السكان من وإلى الجزيرة، وضباط وعساكر يبدو لأول وهلة أنهم يتسامرون، لكنهم في حقيقة الأمر يراقبون كل ما قد يحدث فجأة من أهالي الجزيرة دفاعا عن بيوتهم وأراضيهم التي نشأوا وتربوا فيها، يحاصرون أي مظهر من مظاهر الحياة في الجزيرة وأهلها «.

واقع مأسوي

وروى محامو الشبكة تفاصيل زيارتهم للجزيرة، إذ قالوا: «كان أهالي جزيرة الوراق قد وجهوا لنا دعوة لمقابلتهم لرؤية وضعهم على الطبيعة ومدى المعاناة التي يتعرضون لها، وقبلنا الدعوة وانتقلنا لمقابلتهم وعند توجهنا إلى المعدية التي تنقل العابرين إلى الجزيرة ونحن في انتظارها، لاحظنا وجود سيارة أمن مركزي متمركزة عند المعدية، وطاولة يجلس عليها أفراد أمن قد تجاوز عددهم الخمسة أشخاص قد تعددت الرتب الشرطية على أكتافهم، ينظرون إلينا باستغراب شديد وكأنهم يعرفون أننا لسنا من أهل الجزيرة الذين أصبحوا يعرفونهم جيداً».
وأضافوا: «انتظرنا على المرسى الخاص بالمعدية قرابة ربع ساعة في انتظار المعدية التي ستنقلنا إلى داخل الجزيرة لمقابلة الأهالي الذين كانوا بانتظارنا على المرسى الآخر داخل الجزيرة، وأثناء انتظارنا حاولنا التقاط بعض الصور الفوتوغرافية لسيارة الأمن المركزي المتمركزة على المرسى، وكذلك للضباط وأفراد الأمن الجالسين لتوثيق المشهد، لكن تصويرهم كان صعبا وهم جالسون يتفحصوننا ويتهامسون طوال فترة انتظار المعدية، إلا أننا استطعنا أن نلتقط عدة صور غير احترافية سريعة للمشهد عند وصول المعدية للمرسى».
وتابعوا: «ركبنا المعدية ومن ثم الانتقال إلى المرسى الآخر وهو جزيرة الوراق، كان في انتظارنا على المرسى بعض الأهالي الذين وجهوا لنا الدعوة، وانتقلنا إلى البيت الذي سيجتمعون فيه».
وزادوا: «في طريقنا إلى البيت أو المندرة، كما يطلقون عليها أهالي الجزيرة، مررنا على العديد من البيوت وشاهدنا الحالة السيئة التي يعيشون فيها، فقر وتدن في مستوى المعيشة إلى أن وصلنا إلى المندرة حيث انعقاد مجلس عائلات جزيرة الوراق بها».
وأشار محامو الشبكة إلى أن «الاجتماع بدأ بالحديث عن جزيرة الوراق وعن أملاك الأهالي فيها من أراض وبيوت كملكية خاصة موثقة بالشهر العقاري، وأن الدولة تريد إخراجهم بالقوة منها لإقامة مشروع سياحي بمشاركة إماراتية عليها دون النظر إلى أهل هذه الجزيرة وأملاكهم التي ولدوا ونشأوا فيها هم وآباؤهم وأجدادهم «.
وحسب التقرير: «تحدث الأهالي عن الجزيرة وموقعها حيث أنها تقع في وسط نهر النيل في منطقة الوراق، في محافظة الجيزة، والبالغة مساحتها حوالى 1800 فدان منها حوالى 1200 فدان أراض زراعية طينية من أجود الأراضي الزراعية الخصبة في مصر على حد قولهم، ويبلغ تعداد سكان جزيرة الوراق ما يزيد عن مئة وعشرين ألف نسمة».
كما يوجد في الجزيرة «العديد من المصانع والمدارس والمزارع ووحدة محلية ومستشفى صغير، ووحدة شؤون اجتماعية، ومحطتا مياه وجمعية تعاونية زراعية ووحدة بيطرية، وجمعيات أهلية، ومكتب بريد ونقطة شرطة ومركز شباب، وخمسة ملاعب خاصة والعديد من المرافق الأخرى، ونحو 40 مسجدًا تابعة لوزارة الأوقاف وكنيستان، والعديد من الجهات الإدارية التي تخدم أهالي الجزيرة مع القرى المجاورة والمحيطة بها».

بداية الصراع

وتحدث الأهالي في التقرير عن بداية القصة وصراعهم مع الدولة حين «أصدرت الأخيرة القرار رقم 542 لسنة 2001 بنزع ملكية أراضي جزيرة الوراق للمنفعة العامة الذي ألغي بعد ذلك بحكم القضاء بعد صولات وجولات مع الدولة آنذاك، وقد ظل الأمر هادئا نسبيا إلى أن تم الإعلان عن مشروعات سياحية خليجية وعربية، وقد تم نشر ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى أصبح ذلك واقعا بصدور قرار رئيس الوزراء رقم 20 لسنة 2018، المتضمن إنشاء مجتمع عمراني جديد على أراضي جزيرة الوراق بالمخالفة للقرار رقم 848 لسنة 2001، الصادر من رئيس مجلس الوزراء (بعدم جواز إخلائهم من مساكنهم) «.
وأشار الأهالي، إلى «الانتهاكات التي يتعرضون لها منذ قرروا التصدي لمحاولات الدولة الاستيلاء على أراضيهم وأخذها بالقوة في يونيو/ حزيران 2017، حيث تم الاعتداء عليهم وسقوط أحد الأهالي قتيلا في تلك الأحداث، كما تم إدراج 22 من أهالي الجزيرة على ذمة القضية رقم 4047 لسنة 2018 إداري الوراق بتهمة التظاهر، ومن المقرر انعقاد أول جلسة محاكمة لهم اليوم السبت».
كما اشتكوا من «التضييق الأمني عليهم في إدخال المواد التموينية ومواد البناء وقطع المياه بشكل مستمر، فضلاً عن الحملة الإعلامية عليهم في القنوات الحكومية والخاصة واتهامهم بأنهم إخوان، وأن الجزيرة بؤرة من بؤر تمركز الجماعة على غير الحقيقة».
وأكدوا أنهم «لا يريدون سوى العيش في سلام آمنين داخل بيوتهم وأراضيهم التي نشأوا فيها، وأن تصدير فكرة أخونة الجزيرة للرأي العام هذه أصبحت شماعة النظام التي يعلق عليها كل قضاياه الخاسرة «.
كما أعرب الأهالي عن استيائهم الشديد من «انتشار تجارة المواد المخدرة علنا نهارا وليلا دون رقابة أمنية رغم وجود نقطة شرطة داخل الجزيرة، وازديادها بشدة خاصة بعد الاشتباكات التي وقعت بين الأهالي والشرطة في يونيو/ حزيران 2017 «.
وأصدرت الشبكة عدة توصيات بينها «عدم استئناف عملية إخلاء القسري مرة أخرى، وانسحاب قوات الأمن المحاصرة، والسماح لأهالي الجزيرة بإدخال المواد الغذائية ومواد البناء، وتمكين أهالي الجزيرة من بيع محاصيلهم الزراعية وغيرها من التدابير اللازمة نحو حق أهالي الجزيرة في سكن ملائم».
كما أوصت بـ«اتخاذ كافة الإجراءات القانونية نحو إيقاف الملاحقات الأمنية لأهالي الجزيرة المتهمين في القضايا الجنائية والتصالح معهم في تلك القضايا».

السلطات المصرية تحاصر جزيرة «الوراق» أمنياً وتضغط على سكانها لإخلائها وتسليمها للمستثمرين
قرار حكومي بضمها لهيئة المجتمعات العمرانية… منع إدخال مواد البناء… واتهام الأهالي بـ«الأخونة»

دعوات لإقالة وزير التجارة التونسي بعد اتهامه بـ«إهانة» الشعب الليببي

Posted: 28 Sep 2018 02:29 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: أثار وزير التجارة التونسي عمر الباهي جدلا كبيرا بعد استخدامه مصطلح «النفط مقابل الغذاء» المثير للجدل، في وصف الاتفاق الاقتصادي الأخير بين بلاده وليبيا، حيث دعا البعض لإقالته على اعتبار أن استخدام هذا المصطلح بمثابة «إهانة» للشعب الليبي.
وكان رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، كشف عن اتفاق بين بلاده وليبيا يقضي باستيراد النفط من ليبيا مقابل تصدير السلع التونسية إليها، فضلا عن إحداث خط بحري بين البلدين ودراسة إمكانية عودة الخط الجوي، وتفعيل عمل اللجنة التونسية الليبية المشتركة بهدف «فتح آفاق جديدة للتعاون في المجالات الاقتصادية وتسريع إنجاز المشاريع الكبرى بين البلدين ودعم التعاون الاستراتيجي في مجال الطاقة ضمن مقاربة شاملة».
إلا أن وزير التجارة عمر الباهي لجأ لاستخدام مصطلح «النفط مقابل الغذاء» في وصف الاتفاق الجديد بين تونس وليبيا، مشيرا إلى أن الأمر يعتبر حلا للطرفين، حيث تعاني تونس عجزا كبيرا في مجال الطاقة، فيما تشكو ليبيا من ندرة السلع الغذائية.
ويبدو أن الوزير التونسي لم يدرك مساوىء المصطلح المرتبط بالبرنامج الذي اعتمدته الأمم المتحدة في العراق في تسعينيات القرن الماضي، وأثار جدلا كبيرا، نتيجة ارتباطه بصفقات فساد كبرى تورط فيها كبار المسؤولين في المنظمة مع الشركات متعددة الجنسيات، وخلفت مأساة كبيرة للعراقيين.
ودوّن عبد الوهاب الهاني رئيس حزب المجد على صفحته في موقع «فيسبوك»: «كفى تهورا. ما هذا الغباء الاتصالي والسياسي والديبلوماسي؟ وزير التجارة يعلن عن انطلاق مشاورات «النفط مقابل الغذاء» مع الجانب الليبي! ألا يعلم الوزير أن هذا المصطلح السيء فيه قدر كبير من العنف الاستعماري والوصاية الفجة، وأن هذه الآلية تم استعمالها لتركيع العراق الشقيق في قرار مجلس الأمن في تبعات حرب الخليج ولا تزال التحقيقات جارية من جراء الفساد الذي رافقه».
وأضاف «يجب إقالة هذا الوزير حالا، وإخضاع كل الوزراء والمسؤولين لدورات تكوينية في فنون التواصل وفي مبادئ السياسة وفي ثوابت الديبلوماسية التونسية. هذه التصريحات الكارثية تمس من مشاعر الأخوة التونسية الليبية وتهدد المصالح العليا للدولة التونسية بما تنشئه من ضغائن وأحقاد مع دول الجوار وتونس تتزعم مبادرة إقليمية لحل النزاع الليبي. كما أنها تمس من أواصر التعاون المغاربي والافريقي والعربي والإسلامي والجنوب جنوبي».
وكتب مصطفى عبد الكبير الأمين العام للهيئة المغاربية للسلم والمصالحة «الحكومة التونسية ستدفع الثمن غاليا إذا لم تقم بإقالة وزير التجارة عمر الباهي فورا»، وأضاف الناشط عبد الحميد المعراوي «تصريحات وزير التجاره تنم عن الجهل. سياق مقولة «النفط مقابل الغذاء» ارتبط بالعقوبات الظالمة التى فرضتها أمريكا على الشعب العراقي قصد تجويعه وتشريده والتحضير لإسقاط النظام السياسي العراقي، وكذلك بتدخل المجتمع الدولى والأمم المتحدة التي أوكل إليها الإشراف على بيع شحنات من النفط العراقي، الذي فرض عليه الحظر، لاقتناء الأغذية الحيوية والأدوية. فهل هذا ما يعنيه الوزير؟».
يذكر أن برنامج «النفط مقابل الغذاء» أثر سلبا على مصداقية الأمم المتحدة، حيث أشارت التحقيقات إلى «تورط» الأمينين العامين السابقين بطرس غالي وكوفي أنان بشكل «غير مباشر»، فضلا عن كبار المسؤولين في المنظمة الدولية، بصفقات الفساد التي تضمنها البرنامج المذكور.

دعوات لإقالة وزير التجارة التونسي بعد اتهامه بـ«إهانة» الشعب الليببي
بعد ساعات من استخدامه مصطلح «النفط مقابل الغذاء»
حسن سلمان:

مظاهرات تعم مناطق شمالي سوريا مطالبة الأمم المتحدة بالكشف عن مصير المعتقلين

Posted: 28 Sep 2018 02:29 PM PDT

دمشق «القدس العربي»: خرج عشرات آلاف المتظاهرين في محافظات إدلب، وحلب وحماة شمال غربي سوريا الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، مطالبين بالحرية للمعتقلين من سجون النظام السوري، والكشف عن مصير آلاف المغيبين قسراً، في الجمعة الخامسة على التوالي، التي أطلقوا عليها اسم «الحرية للمعتقلين»، وإسقاط النظام السوري وطالبت الأمم المتحدة بالتدخل للإفراج عنهم من سجون النظام السوري والوحدات الكردية وتنظيم الدولة (داعش) وذلك تلبية لدعوات الناشطين والحقوقيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي للضغط على النظام والافصاح عن اعداد المعتقلين لديه منذ بدء الحراك الشعبين حيث رفع الأهالي أعلام الثورة السورية ولافتات تضامنية مع المعتقلين وشعارات تطالب بالإفراج عنهم.
ورفع المشاركون خلال المظاهرات صور مئات المعتقلين. وقال مصدر في الدفاع المدني في محافظة إدلب التابع للمعارضة السورية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «سجل اليوم خروج أكثر من 140 نقطة تظاهر في محافظة إدلب، إضافة إلى عشرات المظاهرات في ريفي حماة وحلب الشمالي والشرقي مطالبة بالكشف عن مصير آلاف المعتقلين لدى النظام والوحدات الكردية وتنظيم الدولية (داعش) والذي أمضى بعضهم أكثر من 8 سنوات في الاعتقال». ورفعت في المظاهرات صور ولافتات كتب عليها «الحرية… قيمة منقوصة ما دام هناك معتقلون – لا للموت في زنزانات الطغاة – عمري الآن يساوي عدد سنوات اعتقال أبي انتظرناه كثيراً».
وحسب مصادر أهلية لـ»القدس العربي» فقد خرج آلاف المتظاهرين في مدن «إدلب، وسراقب، وأريحا، ومعرة النعمان، وجسر الشغور، وبلدات كفرتخاريم، وبنش، والدانا، ودركوش، وتفتناز، وأطمة، ومعرة النعسان، والهبيط، ومحبمل، وحزانو، وسلقين» حيث حمل المتظاهرون أعلام الثورة السورية وصورا للمعتقلين في سجون النظام وداعش منذ بدء الثورة السورية كالدكتور محمد عرب وطل الملوحي والناشط عبد الوهاب الملا.
كما خرج في أرياف حلب الغربية والشمالية والشرقية وأهمها في مدن «إعزاز، والباب، والأتارب، وجرابلس، وعندان، ومارع»، وبلدات «الأبزيمو، وباتبو، وأورم الكبرى، ودارة عزة، وكفرنوران، والجينة»، وطالب المتظاهرون بإسقاط النظام والكشف عن مصير المعتقلين، كذلك خرجت مظاهرات حاشدة في ريف حماة ابرزها في مدن «مورك، وكفرزيتا، واللطامنة»، وبلدة كفرنبودة، وقرية الزكاة في الريف الشمالي، ومدينة قلعة المضيق.
كما رفع المتظاهرون في مدينة كفرنبل صورة للمحامي ياسر السليم المعتقل لدى «هيئة تحرير الشام» على خلفية تضامنه مع المختطفات من محافظة السويداء لدى تنظيم «الدولة».

صفقات واتفاقات

الناشط الإعلامي سليمان عرب من أهالي مدينة إدلب، تحدث لـ«القدس العربي»، عن ضرورة الكشف عن مصير المعتقلين في سجون النظام والافراج عن مئات الآلاف ممن لا زالوا على قيد الحياه منهم، لافتاً الى «عدم قدرة الأهالي على الخروج بمظاهرات مماثلة تطالب التنظيمات الجهادية كهيئة تحرير الشام وغيرها، بالإفراج عن الاسرى من معارضي النظام، بينما يتم عقد صفقات واتفاقات بشأن اسرى النظام من الميليشيات العربية والمحلية»، مضيفاً «نرغب في رفع شعارات نطالب فيها بأهلنا وشبابنا لدى سجون الهيئة والفصائل الأخرى، لكن لهم اذرعاً وقبضة أمنية لا يستهان بها».
ورصد نشطاء المرصد السوري «منع تنظيم حراس الدين للمتظاهرين حاملي رايات الثورة السورية من التجمع، ثم تطور لاصطفاف كل طرف في جهة، حدث نفور بين الجانبين، لتنقسم المظاهرة إلى مظاهرتين إحداها تحمل رايات الثورة السورية فيما تحمل الأخرى رايات «الجهاديين»، وتضم مناصرين لهيئة تحرير الشام وتنظيم حراس الدين وفصائل «جهادية» أخرى، ونقلت المظاهرة الأخيرة من مدخل مدينة جسر الشغور إلى ساحة الصومعة في وسط المدينة». د. عبير حسين، مديرة مكتب المرأة لدى حركة تحرير الوطن، واحد أعضاء فريق تنظيم التظاهرات المدنية قالت لـ«القدس العربي إن «جمعة اليوم تحت مسمى الحرية للمعتقلين، الذين كانوا ومازالوا أحد أهم أهدافنا ومطالبنا التي لن نتنازل عنها، وربما كانت هذه القضية هي الاهم على الاطلاق في وقتنا الحالي، لان ملف المعتقلين الذي يعتبر على رأس القضايا التي من المفترض أن يتم العمل عليها ضمن السلال الأربع، إلا ان واقع الحال انه لم يتم التقدم بهذا الملف»

روسيا لم تف بوعودها

وأضافت: «لم تف روسيا بوعودها حول العمل عليه وإطلاق سراح المعتقلين الموثقين رسمياً وبجهود مميزة لجهات وهيئات حقوقية اتخذت من المعتقلين قضية لها. ولان المعتقلين هم ابناؤنا واخوتنا واخواتنا، خرجنا ننادي بالحرية لهم، نذكر العالم ان لنا في سجون الظلام الاسدي أخوة وأخوات، نادوا بالحرية، فنالوا ما نالوه من اعتقال تعسفي، وكم من التعذيب والاهانة لا يخفى على أحد»، مشيرة الى خروج مظاهرات نسائية شاركت بتنظيمها أغلب الفعاليات النسائية في مدينة الاتارب وريفها، نادت بالافراج «عن النساء من المسالخ الاسدية والكشف عن مصيرهم».
وأبدى مصدر في المعارضة السورية في تصريح للوكالة الألمانية (د.ب.أ) خشيته على المعتقلين لدى القوات الحكومية «لا توجد أرقام دقيقة لعدد المعقلين ولكن تقديرات منظمات سورية والحكومة السورية المؤقتة تشير إلى أكثر من 250 ألف معتقل نخشى على مصير أغلب هؤلاء، وخلال جلسات اجتماع استانة طالبنا روسيا للكشف عن مصير هؤلاء المعتقلين ولكن وصلنا الرد من النظام بأنه وزع منتصف الشهر الماضي قوائم تضم ألاف المعتقلين الذين تم تصفيتهم في سجون النظام السوري».
وقال عضو مجلس العشائر السورية مضر الأسعد: «نطالب «الولايات المتحدة بالإفراج عن ألاف المعقلين لدى الوحدات الكردية التي تسيطر على مناطق شمال شرق سورية ، والمطالبة بالكشف عن مئات السجناء لدى تنظيم داعش وخاصة في محافظة الرقة والتي سيطرت عليها الوحدات الكردية منذ حوالي عام ولا نعلم مصير هؤلاء المعتقلين».

مظاهرات تعم مناطق شمالي سوريا مطالبة الأمم المتحدة بالكشف عن مصير المعتقلين

هبة محمد

الحكومة الموريتانية: مؤسسات الإسلاميين أغلقت لتبعيتها لحزب التجمع

Posted: 28 Sep 2018 02:28 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: أعلنت الحكومة الموريتانية «أن قرار إغلاق مركز العلماء وجامعة عبد الله بن ياسين التي يقودها الشيخ محمد الحسن الددو، يعود لتبعية هاتين المؤسستين لحزب معين (هو حزب التجمع) ولكونهما تشكلان أذرعا لهذا الحزب».
وأكد محمد الأمين الشيخ الوزير الناطق باسم الحكومة الموريتانية في مؤتمر صحافي أمس «أنه لا يوجد أحد اليوم إلا ويمكنه القول بأن هذه المؤسسات (مركز العلماء وجامعة ابن ياسين) هي الذراع العلمي لهذا الحزب (أي لحزب التجمع) كما أن قناة «المرابطون» هي ذراعه الإعلامي والحزب هو الذراع السياسي».
وقال «هذه المؤسسات تكرس يوما بعد يوم منهجية تخالف المنهجية الموجودة في موريتانيا وهي منهجية المدرسة الإسلامية الشنقيطية المالكية الأشعرية الجنيدية إضافة إلى الملاحظات المتعلقة بالتمويلات ومصدرها».
وأوضح الوزير ولد الشيخ «أن الأوراق اتضحت خلال الحملة الماضية، ولوحظ بعض الفتاوى للقيادة العلمية والتوجيهية لهاتين المؤسستين حيث نشرت فتوى في وسائل التواصل الاجتماعي بأن هذا الحزب هو الذي يدافع عن المظلومين والتصويت له طاعة، كما أنه لا يريد السلطة والمناصب وإنما يريد رضى الله وينبغي لمن يريد الحق أن يصوت لمرشحي هذا الحزب وهو ما يعد إقحاما لهذه المؤسسات في السياسة واتخاذها أداة لحملة الحزب «.
وأضاف «أن القيادة العلمية والتوجيهية للمؤسستين (المقصود الشيخ الددو) ركزت في خطبتها يوم الجمعة على أن الحكام الحاليين في العالم الإسلامي أتوا بالقوة وأنهم ليسوا مبايعين عن رضى من قبل الشعوب وإنما اغتصبوا السلطة بالقوة وهو نوع من التحريض على الفتنة، حسب تعبير الوزير، كما أن الفكرة الثانية في الخطبة هي أن سبب الحروب والفتن التي شهدها العالم العربي والإسلامي ليس المتطرفين كما أشار الرئيس في أحد تصريحاته وإنما سببها الحكام إضافة إلى وصف كلام رئيس الجمهورية بأنه لا يقوله إلا شخص مفتون؛ ومن اللياقة الأدبية والأخلاقية للعلماء الشناقطة ألا يصفوا رؤساءهم بأنهم مفتونون كما أن الرؤساء لا يصفون علماءهم بأوصاف لا تليق بهم».
وأكد الوزير الناطق باسم الحكومة الموريتانية «أن المؤسسات الموريتانية بما فيها المعهد العالي للدراسات الإسلامية والذي يعد أعرق من مركز تكوين العلماء تفتح أبوابها لجميع الطلاب الموريتانيين لنهل العلوم الشرعية واللغوية من ينبوعها الصافي في جو صاف».
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة ستقوم بحل حزب التجمع، قال الناطق الرسمي الحكومي الموريتاني «إذا كانت هناك مخالفة قانونية لأي حزب فإنه يصبح معرضا للحل حسب القانون المعمول به بالنسبة للأحزاب».
وشدد الوزير التأكيد على «أنه لا يمكن أن يزايد أي أحد على الرئيس في خدمة الإسلام وفي العمل الإسلامي وفي الدعوة إلى الله في هذه البلاد فهو الرئيس الوحيد في المنطقة والعالم العربي الإسلامي الذي يعلن على رؤوس الأشهاد وفي مقابلاته بأن موريتانيا ليست دولة علمانية وإنما هي دولة إسلامية حكومة وشعبا».
وأعلن طلاب مركز «تكوين العلماء» الذين واصلوا تظاهراتهم أمام المركز في بيان وزعوه أمس عن «رفضهم القاطع للقرار الجائر الذي قضى على حلم خمسمئة طالب وطالبة كانوا يسعون للارتواء من ميراث النبي لينتشروا في مناكب الأرض مبلغين لهذا العلم نافين عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين».
وطالب البيان «السلطات بالعدول عن قرار إغلاق المركز وإعادة فتحه أمام مرتاديه من طلاب وأساتذة وإداريين وعاملين بوصفه صرحا علميا معطاء يجمع بين أصالة المحظرة الشنقيطية ومتطلبات الواقع».
وأعلن الطلاب عن «عزمهم مواصلة الحراك السلمي الرافض لقرار الإغلاق وسعيهم عبر القنوات المسؤولة من أجل إسقاطه».
وأضاف «بينما كنا نستعد لاستقبال العام الدراسي الجديد بشغف وتوق للعودة إلى الكراسي العلمية وإلى مجالس العلماء لننهل من بحر علمهم الزاخر فوجئنا كطلاب في مركز تكوين العلماء بقرار إغلاق المركز وتطويقه بوحدات من الشرطة حولته إلى ثكنة عسكرية وأخرجته عن هدوء العلم وسكينته، ومنذ ثلاثة أيام والمركز يرزح تحت هذا الاحتلال دون تقديم أي مبرر له من طرف الوزارة الوصية عليه».
وأعلنت جماعة «عباد الرحمان» الإسلامية السنغالية (إخوان السنغال) «أنها تابعت بقلق خلال الساعات الماضية قرار السلطات في دولة موریتانیا الشقیقة لمركز تكوین العلماء، وهو مركز علمي سجل ریادة في برنامجه العلمي وفي نوعية مخرجاته، واستغربنا أن یصدر مثل هذا القرار في دولة كموریتانیا المعروفة بسجلها وتاریخها المشرق في نشر العلم الشرعي المؤصل من الكتاب والسنة، وفق رؤیة تتسم بالوسطیة والاعتدال، مع خدمة جلیلة للتراث العربي والإسلامي».
«إن أمتنا الإسلامية الیوم، يضيف البيان، تمر بمآس وجراحات في أكثر من بقعة فلیس من مصلحة حكوماتنا وخصوصا في منطقة المغرب فتح جبهات وصراعات داخلیة مفتعلة لا تساعد لا على التنمیة، ولا على الاستقرار والتماسك الداخلي».
وأضاف عباد الرحمان «إن إقدام ال سلطات الموریتانیة على إغلاق مركز تكوین العلماء في نواكشوط، لا تبدو خطوة في سبیل تحقیق مصلحة موریتانیا التي عرفت بإشعاعها العلمي، وعطائها الحضاري على مدار التاریخ؛ ومركز تكوین العلماء امتداد لهذا الماضي المشرق حيث لعب مركز تكوین العلماء في موریتانیا أدورا مشرقة في مواجهة فكر الغلو والتطرف، ومحاصرة أطروحاته، الأمر الذي أسهم في إنقاذ موریتانیا الشقیقة من دوامة العنف والإرهاب».
«إن الجماعة، يضيف البيان، لتعبر عن قلقها البالغ على ما حدث، وتعلن وقوفها وتضامنها مع مركز تكوین العلماء، وتلتمس من السلطات الموریتانیة التراجع الفوري عن قرار الإغلاق، واحتواء ما نجم عنه من أضرار تشوه سمعة موریتانیا، حتى یواصل المركز مسیرته في العطاء العلمي المتمیز في موریتانیا، ودول المنطقة، وفي إفریقیا عموما».
وتأتي قرارات إغلاق المؤسسات التعليمية المحسوبة على التيار الإسلامي الموريتاني ضمن إجراءات يبدو أن حكومة الرئيس محمد ولد عبد العزيز ماضية في تنفيذها لاستئصال تأثير جماعة الإخوان المسلمين في موريتانيا.
ويتوقع مراقبو هذا الشأن أن تتواصل الإجراءات لتشمل إغلاق قناة «المرابطون» الفضائية المحسوبة على الإخوان وحتى حزبهم حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الذي نافس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في الانتخابات الأخيرة، وأظهر انتشارا سياسيا كبيرا أقلق الرئيس ولد عبد العزيز الذي وجه لهذا الحزب انتقادات شديدة شكلت مقدمة للمضايقات الجارية.

الحكومة الموريتانية: مؤسسات الإسلاميين أغلقت لتبعيتها لحزب التجمع
طلاب مركز «تكوين العلماء» يحتجون وإخوان السنغال يتضامنون معهم

في اليوم الـ6 لإضرابهم عن العمل… المدعي العام الإيراني: سائقو الشاحنات يواجهون عقوبة الإعدام لأنهم «قطاع طرق»

Posted: 28 Sep 2018 02:28 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: مع تواصل انهيار قيمة الريال الإيراني الذي خسر ما يقارب 20 في المئة من قيمته خلال الأسبوع الماضي، هدد المدعي العام الإيراني، محمد جعفر منتظري، سائقي شاحنات النقل بتنفيذ عقوبة الإعدام في حقهم بسبب إضرابهم عن العمل لليوم السادس على التوالي.
وخلال حديثه للتلفزيون الرسمي الإيراني، قال منتظري إن سائقي الشاحنات الذين أضربوا عن العمل، يواجهون تهمة «قطع الطريق»، وإن عقوبة هذه التهمة هي الإعدام.
ودخل إضراب سائقي الشاحنات عن العمل يومه السادس بسبب تدهور غير مسبوق في الأوضاع المعيشية بسبب الانهيارات المتتالية في قيمة الريال الإيراني وارتفاع غير مسبوق في أسعار الخدمات والبضائع.
وعلى صعيد آخر، أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن سبعة بنوك مركزية أوروبية اتفقت على إنشاء آلية مالية خاصة للارتباط مع إيران، وأنها ستتحول مستقبلاً إلى مؤسسة.
وحسب وكالة «مهر» للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية، عن الآلية الخاصة لمجموعة «4+1»، قال ظريف في إن الأوروبيين قاموا خلال الأشهر الأخيرة بجهود واسعة، وأن 7 بنوك مركزية أوروربية لقد وافقت على إيجاد آلية مالية خاصة للتعامل مع إيران وتحويل هذه الآلية الي مؤسسة مستقبلا.
وأضاف أن ما يتعلق بقضية إيران سينفذ في القريب العاجل، ولكن ما يريدونه لإنشاء مؤسسة تعمل أبعد من إيران يمكن أن يستغرق وقتا أطول.
وأردف قائلاً إن هذه الآلية التي ذكرتها موغيريني (مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي) في بيانها ليست مقتصرة على أوروبا فحسب، وإنما يمكن أيضا لسائر الدول والشركات التي تتعامل مع إيران ماليا، إيداع مبالغ بهذا الحساب وكذلك خصم نفقات الصادرات من هذا الحساب.
وأوضح أن هذه الآلية مفيدة لحفظ وصون المؤسسات المالية التي تتعامل غالبا بالدولار، والتي قد تتعرض للحظر الأمريكي حتى في حال التعامل باليورو مع إيران.
وذكر ظريف أن التعامل سيجري باليورو فقط ولا صلة له بأسواق الدولار وأمريكا، مضيفاً «حسب اعتقادي فإنه يشكل آلية جيدة لإحباط أحد إجراءات الحظر المفروضة من قبل أمريكا في المجال المصرفي».

في اليوم الـ6 لإضرابهم عن العمل… المدعي العام الإيراني: سائقو الشاحنات يواجهون عقوبة الإعدام لأنهم «قطاع طرق»

محمد المذحجي

الأكراد ينتخبون برلمان كردستان غداً… وخروقات خلال اقتراع عناصر الأمن

Posted: 28 Sep 2018 02:27 PM PDT

أربيل ـ «القدس العربي» ـ وكالات: أغلقت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في كردستان العراق، مساء أمس الجمعة، صناديق الاقتراع الخاصة بتصويت رجال الأمن في انتخابات برلمان الإقليم.
وأغلقت صناديق الاقتراع في الساعة 16:00 بتوقيت بغداد (15:00 ت.غ)، بعد أن فتحت أبوابها في تمام الساعة 8:00 (5:00 ت.غ).
وفتحت 93 مركز اقتراع أبوابها أمام 170 ألف و468 ناخباً من أفراد الأمن التابعين لوزارتي الداخلية والبيشمركه، فضلاعن الآسايش (قوات أمن الإقليم).
وقال مصدر في مفوضية الانتخابات، طالباً عدم نشر اسمه، إن نسبة مشاركة أفراد الأمن في الانتخابات بلغت نحو 80 ٪. وأضاف أن المفوضية باشرت على الفور بعملية فرز وعدّ الأصوات، مشيراً إلى أن نتائج التصويت الخاص بقوات الأمن ستعلن مع نتائج التصويت العام المقرر غداً الأحد.
وأشار إلى أن «العملية جرت على ما يرام ولم تسجل خروقات» ملموسة، مبيناً أن بعض مراكز الاقتراع شهدت حالات عدم السماح للناخبين للإدلاء بأصواتهم جراء عدم وجود الأوراق الثبوتية الشخصية المطلوبة للإدلاء بأصواتهم.
ويأتي تصويت أفراد الأمن، وهم الشرطة والبيشمركه (القوات المسلحة) والآسايش (الأمن)، لكي يتفرغوا لحماية مراكز الاقتراع في يوم التصويت غداً الأحد.
ويتنافس 673 مرشحاً في الانتخابات على 111 مقعدا، من ضمنها 11 مقعدا مخصصا للأقليات ضمن نظام «الكوتا» بواقع 5 للتركمان، و5 للمسيحيون السريان، ومقعد واحد للأرمن.
ويتنافس المرشحون للحصول على أصوات الناخبين في محافظات الإقليم وهي أربيل العاصمة، ودهوك، والسليمانية، فضلاعن حلبجة التي باتت محافظة مؤخرا.
ويعد «الحزب الديمقراطي الكردستاني» و«الاتحاد الوطني الكردستاني» من أبرز الأحزاب المشاركة في الانتخابات، وهما يقودان حكومات الإقليم منذ سنوات طويلة ويعرفان باسم الحزبان الحاكمان.
وفي جانب المعارضة، هناك حركة التغيير، وحركة الجيل الجديد، والجماعة الإسلامية.
وفي الانتخابات السابقة لعام 2013، جاء الحزب الديمقراطي في المرتبة الأولى بـ38 مقعدا، وتلاه حركة التغيير بـ24 مقعدا، وبعدهما الاتحاد الوطني بـ18 مقعدا، والاتحاد الإسلامي بـ10 مقاعد، والجماعة الإسلامية 6 مقاعد، فيما توزعت بقية الكقاعد على كتل أخرى.
وجرت أول انتخابات في الإقليم 1992، ثم تلتها ثلاث عمليات انتخابية في أعوام 2005، 2009، 2013، والآن يتجه لدخول الدورة النيابية الخامسة.
وكان من المقرر أن تجري الانتخابات العام الماضي، لكن الخلافات السياسية وظروف الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» أرجأتها.

ملاحظات

وسجلت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، عددا من الملاحظات خلال التصويت الخاص.
وقال عضو المفوضية علي البياتي في تصريح إعلامي إن «بعض مراكز الاقتراع في محافظات الاقليم شهدت إدخال أسلحة من قبل الناخبين أثناء الإدلاء بأصواتهم».
وأضاف، أن «بعض الناخبين قاموا بتصوير ورقة الانتخاب الخاصة بهم من خلال هاتفهم المحمول دون معرفة غايات الأمر»، وبين أن «بعض محطات الاقتراع خلت تماما من ممثلي المنظمات على عكس ما شهدته محطات أخرى من تواجد للمنظمات المعنية بمراقبة سير العملية الانتخابية في الإقليم».
وانتقدت المفوضية أيضاً، سوء الإدارة لبعض مراكز الاقتراع ما تسبب في زخم كبير للناخبين، مشيرة إلى أن «بعض المصوتين من محافظات أخرى حرموا من حق الإدلاء بأصواتهم بسبب عدم جلبهم المستمسكات المطلوبة».
في السياق، أبدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، استغرابها من عدم تواجد أي منظمات دولية تعمل على مراقبة سير العملية الانتخابية في إقليم كردستان ما عدا منظمة «شمس» المحلية.
وشهد الإقليم حملات إعلامية أنفقت خلالها الأحزاب المتنافسة أموالاً طائلة.
وقال عبد الله محمد، المتقاعد والبالغ من العمر 69 عاما إن السياسيين «ينفقون المال بشكل جنوني لطباعة ملصقات حملاتهم. وحين يطلب المحتاجون المساعدة منهم، يقولون إننا نعيش أزمة وليست هناك أموال»
وأضاف، الكهل الذي لف رأسه بكوفية سوداء وبيضاء، مشيراً بيده إلى ملصقات بألوان زاهية، «هذه الانتخابات لا تهمني».
واختتم رئيس حراك الجيل الجديد، ورئيس قائمته لانتخابات برلمان كردستان شاسوار عبدالواحد، حملته الانتخابية باطلاق تعهدات لمحاكمة عائلتي بارزاني وطالباني الحاكتمين في كردستان، حال فوزه بالسلطة في الانتخابات.

حكم العوائل

وشدد وسط حشد جماهيري كبير لأنصاره، مساء الخميس، على «ضرورة مشاركة الناخبين بكثافة في انتخابات غد الأحد من أجل إنهاء حكم العوائل وبدء صفحة جديدة من المسار السياسي في إقليم كردستان»، متعهداً بـ«إحالة العوائل الحاكمة في الاقليم إلى العدالة حال فوز حراكه بالسلطة على خلفية ما حصل في السابق من هدر المال العام والفشل في إرساء قواعد حكم رشيد يليق بتعب المواطنين وتطلعاتهم لعيش كريم».
وأضاف : «متيقن من تحول الإقطاعيات السياسية في الإقليم إلى حزء من التاريخ بعد أعوام قليلة وتحويل التلال والقصور التي استولوا عليها إلى متحاف ومتنزهات للزوار على غرار منزل شاه إيران في سعد آباد شمال العاصمة طهران».
ودعا الناخبين الكرد إلى «تجربة قوة جديدة ولو لمرة واحدة ونبذ الوجوه والسياسات القديمة التي تحكم الإقليم ولم تنتنج غير الخراب والمآسي على حد قوله وسط تصفيق وتشجيع من الحضور الذين توافدوا على القاعة البيضاء وسط متنزه جافيلاند في سفح جبل كويزة في السليمانية».
وشن هجوما حاداً على الشعارات الانتخابية للحزبين الحاكمين كـ«توفير فرص العمل وتقوية كردستان» وتساءل عن «الموانع» التي حالت دون تحقيق هذه الشعارات خلال أكثر من ربع قرن من حكم الأحزاب الكردية ولماذا تذكر تلك الأحزاب التوجه إلى تعهد الإعمار والبناء بعد «تلك السنوات العجاف من الحكم المحلي الكردي الحزبي العائلي».
وأشار إلى أن الإقليم «كان قوياً ومستقراً لكنه اهتز وانحدر إلى مستويات متدنية غير مسبوقة بسبب مجازفات الأحزاب الكردية».
كما تعهد بـ«العمل على استرداد الأموال المنهوبة والتي حولت إلى مصارف الخارج»، قائلاً «أنا كنت رجل أعمال وأعرف كيف تم تحويل الأموال ونهبها وأتعهد باستردادها فلسا فلسا ومحاكمة المختلسين».

الأكراد ينتخبون برلمان كردستان غداً… وخروقات خلال اقتراع عناصر الأمن
قيادي معارض يتعهد بمحاكمة عائلتي بارزاني وطالباني في حال فوزه بالسلطة

مصر تعيش حربا «صامتة» عنوانها الغلاء أخطر من الإرهاب والملتحون ممنوعون من قيادة القطارات

Posted: 28 Sep 2018 02:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : تناولت الصحف المصرية أمس الجمعة 28 سبتمبر/أيلول عددًا من الأخبار والقضايا التي تشغل الرأي العام، على الصعيدين المحلي والدولي، وكان من أبرزها التالي: السيسي لنتنياهو: الاستقرار لا يتحقق إلا بالحلول العادلة. الرئيس ينيب وزير الدفاع لإحياء ذكرى عبد الناصر.
صندوق النقد: الاقتصاد المصري الأعلى نموا في الشرق الأوسط. الرقابة الإدارية: تدريب موظفي الدولة «إلكترونيا» على النزاهة والشفافية. وفاة زينون المقاري فصل جديد في قضية الأنبا أبيفانيوس. محافظ كفر الشيخ يدخل في مواجهة مع الإهمال. «الأعلى للإعلام» يدرس منع بث فيديو «طفل ربع ساعة نوم». أسرة «الستات مايعرفوش يكذبوا»: لا نشجع المرأة على الطلاق. رئيس المجلس القومي للإعاقة: التاريخ لن ينسى ما قدمه الرئيس السيسي للأشخاص ذوي الإعاقة. مستشار أبو مازن لـ«الأخبار»: دولة فلسطينية شرط الرئيس عباس لإقامة كونفدرالية مع إسرائيل. منظومة النظافة الجديدة تفشل في حل مشكلة القمامة في شوارع «مصر الجديدة». «مأساة فريدة» دخلت المستشفى بقيئ وإسهال.. وخرجت جثة هامدة.
الخبر اللافت في صحف أمس انفردت به «المصريون» وعزته لمصدر لم تكشف عن اسمه: علمت «المصريون»، أن هيئة السكة الحديد أصدرت قرارًا داخليًا بمنع «الملتحين» من الترقي وشغل مناصب قيادية، وأكثرهم من العاملين في «ورش أبو راضي» حيث يمثلون النسبة الأكبر من العاملين فيها.
وكشف مصدر في الهيئة لـ«المصريون»، طالبًا عدم الكشف عن هويته، أن «القرار الذي تم توزيعه على الورش وجميع القطاعات في الهيئة يشمل منع الملتحين أيضًا من قيادة القطارات». وعزت المصادر، القرار لأسباب أمنية، بدون المزيد من التفاصيل. ولم يتسن الحصول على تعليق من رئيس هيئة السكك الحديد بالتأكيد أو النفي. ومن الساخرين في صحف أمس عبد القادر محمد علي الذي أكد في «الأخبار»، «أنه من علامات الخيبة الثقيلة أننا نستورد الطماطم من الأردن، لأنها أجود وأرخص من الطماطم المصرية.. يا فضيحتك يا أبوسويلم». أما أحمد جلال في الصحيفة نفسها فاعترف: «للحق والتاريخ أقول إنني أحببت مهرجان الجونة للسينما، ودخل قلبي من أول نظرة. وأكد الحضور الطاغي لأحلى وأشيك أنواع الحريم أن مصر ولادة، وأنها مصنع كبير للقشطة، ومهد للعسل الأبيض». فيما لم يتعجب هاني توفيق المتخصص في الشؤون المائية عندما علم أن السفينة BAHRI JAZAN التي نقلت صفقة المحولات الكهربائية المرتبطة بشبكة سد النهضة مؤخرا تابعه للصندوق السعودي للتنمية.

سمك الشيخ ميزو

«قرر الشيخ محمد عبدالله نصر، الشهير بـ«ميزو»، ترك الدعوة والاتجاه إلى بيع الأسماك، عقب خروجه من السجن بعد اتهامه في قضية ازدراء الأديان. ورأى شهود حسب «المصريون» ميزو يقف داخل أحد أسواق منطقة السيدة زينب، على عربة متجولة، يبيع عليها الأسماك التي يأتي بها من مدينة رشيد.
وكانت الدائرة الثانية في محكمة القضاء الإداري، في مجلس الدولة، يوم الخميس الماضي، قد أجلت نظر الدعوى التي تطالب بإلزام رئيس مجلس الوزراء، بإصدار قرار بمنع محمد عبدالله نصر، وشهرته الشيخ ميزو من الظهور على جميع وسائل الإعلام المرئية منها والمسموعة لـ25 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وقالت الدعوى رقم 12170 إن محمد عبدالله نصر وشهرته «ميزو» شخصية استفزازية جاهلة، يتعمد عند ظهوره استفزاز مشاعر المشاهدين بتطاوله على الدين الإسلامي، وعلى الأحاديث النبوية الشريفة، يظهر ليبث سمومه وجهله وحماقته، ويرتدي زي الأزهر الشريف ليضفي المشروعية على كذبه وجهله، ظهر فجأة على الساحة بعد ثورة يناير/كانون الثاني ليتحدث في أي قضية، بارعًا في إظهار الكم الهائل من الجهل ولا يستطيع أحد تحمله، وبعد فترة لقب نفسه بخطيب التحرير. وطالبت الدعوى وزير الأوقاف ووزارة الداخلية وأجهزة الأمن بالقبض على الشيخ ميزو لأنه ليس خطيبًا معتمدًا لدى الوزارة وأن الأوقاف لم ولن تصرح لعبد الله نصر ولا لأمثاله بالخطابة، وأن ما يردده إهانة للإسلام والبخاري كما وصفه عدد من الأئمة بالجاهل، واتهموه بأنه يسعى للظهور الإعلامي على حساب دينه وآخرته».

العالم يستمع للسيسي

البداية مع علاء ثابت في «الأهرام»: «خلال الشهر الجاري قطع الرئيس السيسي أكثر من 17 ألف كيلومتر، وانتقل من بكين في أقصى الشرق إلى نيويورك في أقصى الغرب، ليحقق نجاحا غير مسبوق في زيارتيه إلى كل من الصين والولايات المتحدة، في الزيارة الأولى إلى الصين كانت إحدى النتائج أكثر من 18 مليار دولار استثمارات صينية. أما زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، فقد تحققت مكاسب سياسية تفوق المكاسب الاقتصادية، ليس لأن الإدارة الأمريكية ألغت تجميد المساعدات الاقتصادية، بل لأن القرار جاء رمزا لمكانة وأهمية مصر بدون أن تطلبه، بل كان الرئيس السيسي أحد ستة رؤساء فقط طلب الرئيس الأمريكي ترامب أن يلتقي بهم من بين 95 من قادة الدول.
وأعرب ترامب عن فخره وتقديره باللقاء مع الرئيس السيسي الذي جرى تمديده أكثر من مرة، رغم ازدحام برنامج الرئيس الأمريكي، الذي كان يرأس اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذى تناول ملفات محورية، تشمل الإرهاب والقضية الفلسطينية، والعلاقات الثنائية. ومن المفارقات أن الرئيس السيسي التقى رئيسي أكبر دولتين في العالم 5 مرات لكل منهما، والمرتان الأخيرتان في شهر واحد، ورغم الحرب التجارية الشرسة، والأزمات بين البلدين الأكبر في العــــالم، فإن الرئيس السيسي استطاع أن يقيم علاقات متوازنــة على أساس المصالح المشتركة، وهو يحمل رسالة يصر على إسماعها للعالم عن كيفية تجاوز الأزمات الإقليمية والدولية، وتجنب الصراعات والحروب، وعدم هدر الطاقات والأرواح والأموال، بينما يمكن أن ينعم العالم بالسلام والتنمية الشاملة، وهو ما أوجزه في كلمته القوية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ألقت باللوم على الدول الكبرى، والخلل الذي يعترى المنظمات الدولية».

أين إسرائيل؟

نتوجه نحو «المشهد» مع الدكتور حسن حنفي الذي يطرح أسئلة مهمة: «تتكرر في آذان الناس عدة شماعات. تعلق عليها المآسي الاجتماعية والسياسية بل والاقتصادية مثل الإخوان. فكل شيء قبيح مضاد لمصلحة الوطن من فعل الإخوان. ارتفاع سعر الدولار مؤامرة من الإخوان. ارتفاع أسعار المواد الغذائية، اللحوم والدواجن والأسماك، البقول والخبز إلى الضعف أو الضعفين أو الثلاثة أضعاف من الإخوان، بما في ذلك سعر البقدونس والجرجير والكراث. فالإخوان كبش الفداء. ولا يتم الحديث عن كبار التجار الذين بيدهم الأسعار، وهم قريبون من السلطة أو الحزب الحاكم أو المؤسسات الحكومية. وهم معروفون بالاسم. ولا يستطيع أحد أن ينالهم بشر لأنهم تحت حماية السلطة وأجهزتها التشريعية والأمنية. فإذا ملّ الناس هذه الشماعة ووجدوها قد انكسرت، وأصبحت لا تحمل شيئا ظهرت شماعة ثانية بديلة وهو الإرهاب. الإرهاب في سيناء وفي الوادي، وتفجير مباني الأمن والكنائس، واغتيال ضباط الجيش والشرطة. وتقوى الشماعة عندما تحدث تفجيرات في المدن الغربية، على الرغم من تنوع مصادر الإرهاب وأسبابه. فتشتد الرقابة على رقاب العباد، ويُفرض قانون الطوارئ بلا حساب.. ويُظن أن الإرهاب لا يقاوم إلا بالشرطة وقوات الأمن والجيش. وهي ظاهرة اجتماعية سياسية لها أسبابها في الأوضاع الاجتماعية والنظم السياسية. الإرهاب صراخ عالٍ من الألم. فعلينا البحث عن أسباب الألم وهو غياب الصوت العادي للتعبير عن المطالب.. والسؤال هو: أين إسرائيل من كل هذه المعارك كلها، حتى لو كانت مجرد شماعة؟ الخطورة أنها بقت على أطراف الوعي القومي الذي انحرف بعيدا عنها. بينما الوعي القومي الديني الإسرائيلي يزداد في الاشتداد. فتكسب الحرب بلا حرب».

مصر اجتازت العاصفة

نتوجه نحو كاتب متفائل هذا الأسبوع، فاروق جويدة في «الأهرام»: «هناك أكثر من قراءة لما يجري في مصر الآن، هناك رؤى متفائلة ترى ملامح مستقبل جديد، رغم كل الأزمات والمشاكل التي عاشها المواطن المصري أمام ضغوط الحياة والتزاماتها، وهناك من يرى أن الصورة غامضة وأن مصر مازالت تعيش أجواء العاصفة التي تعانيها منذ سنوات، وأن حجم الأزمات يمثل عبئا كبيراً على الشعب من حيث التزاماته، وعلى سلطة القرار من حيث تحمل المسؤولية، ورغم ما يبدو من جوانب القصور في أداء بعض مؤسسات الدولة إلا أن هناك شواهد كثيرة تؤكد أننا بالفعل ندخل في مناطق أكثر أمنا، رغم أن العاصفة كانت شديدة للغاية.. إن هذه العاصفة لم تكن مقصورة على مصر، وربما كانت مصر من الدول التي استطاعت أن تواجه هذا الظرف التاريخي رغم قسوته، وما فرضه من التزامات إلا إنها كانت أقل الدول تضررا بما حدث في المنطقة كلها، ابتداء بالحروب الأهلية وانتهاء بالملايين الذين هاجروا من أوطانهم، وقبل ذلك كله هناك أوطان تهدمت وتحتاج إلى إعادة بناء. أقول بمنتهى الصدق والأمانة إن مصر عبرت من العاصفة وتجاوزتها، وهناك شواهد كثيرة يمكن أن تكون دلائل قاطعة بأننا دخلنا مناطق أكثر أمنا، رغم إننا قد نختلف حول حجم التضحيات وهل كان من الممكن أن تكون أقل من حيث الأضرار والخسائر؟ أم إننا تحملنا أقل ما يمكن أمام خسائر الآخرين؟ كانت المعركة ضد الإرهاب من أخطر المحن التي واجهتها مصر لأنها استهدفت أهم المقومات التي يقوم عليها بناء الدولة المصرية منذ آلاف السنين».

على باب الكريم

«في مجتمعات الوفرة، كما يبرهن عمار علي حسن في «المصري اليوم» يتصرف الناس بأعصاب هادئة، تلفهم السكينة والاطمئنان. أما في مجتمعات الندرة فتشتعل الأعصاب، ويستيقظ القلق من رقاده، أو لا ينام أصلا. فنجد الصراع والتكالب على كل شيء، ونجد الصراخ في كل مكان، ويجري كل فرد خلف منافعه، غير عابئ بمصالح الآخرين واحتياجاتهم. بين هذين الحدين عاش المصريون سنوات تحت راية «السترة» التي لم تصل بالأغلبية الكاسحة منهم أبدا إلى الرفاه والرخاء، لكنها لم تلق بهم في مهابط الندرة وتوحشها، حيث الشح، وضيق ذات اليد، والخوف من الآتي، والريبة في الآخر، والشعور القاتم بالكآبة. لا نتحدث الآن عن طبقة وسطى تآكلت، وطبقة فقيرة تمددت وحطت أقدامها في كل مكان، وطبقة القلة المترفة التي تنظر إلى من دونها في تأفف، فإعادة التوازن بين الطبقات تحتاج إلى جهد جهيد، لكننا نتحدث ونتساءل عن السترة، ومعها التعفف، وكل الفضائل التي دهسها أغلب الناس وهم يجرون في جشع إلى ما يبقيهم على قيد الحياة. فالمجتمع المصري لن يبقى محتفظا بالحد الأدنى من السلامة النفسية والعقلية والأخلاقية، بدون أن يصبح مساتير الناس هم الأغلبية، وهذا أمر لا بد أن تراعيه أي خطة للمستقبل، وإلا سيكون كل شيء حرثا في بحر. لم يشأ العالم والمفكر الدكتور جلال أمين، الذي وافته المنية أن يترك الاقتصاد راقدا في صالات البورصات، وقاعات البنوك، وخزائن الدولة، وجيوب اللصوص، بل سحبه من يده في رفق، وسار به على مهل في الشوارع، ليرى الناس الذين يتأثرون به بدون سابق معرفة عميقة، مقدما إياه في لغة فياضة، وصور بازخة، ونظرة إحاطية، تراه من شتى زواياه، معلقا على قارعة الطريق، يتهادى لعيون الجماهير الغفيرة».

رسالة للأمام الأكبر

تتوجه الأنظار نحو دور المؤسسة الدينية في قانون الأحوال الشخصية الجديد وبدوره حرص حمدي رزق على لفت الانتباه لعدد من الملاحظات في «المصري اليوم»: «المعلومات الشحيحة المتسربة من المشيخة الأزهرية، حيث تعقد الجلسات التحضيرية لقانون الأحوال الشخصية الجديد، تشي بأننا بصدد قانون خطير يحتاج إلى حيطة وحذر وحكمة وأناة في تمحيص كل حرف وليس كل كلمة، فهذا قانون يمس الوحدة القاعدية مجتمعيا، يمس الأسرة المصرية، وهذا لعمري أخطر قانون في تاريخ المحروسة. اضطلاع المشيخة الأزهرية بالمهمة ضرورة، ورغم وجاهة الرافضين لتمدد الأزهر في الحياة المدنية، باعتباره مرجعية دينية في دولة مفترض أنها مدنية، أعتقد أن الأزهر سيحيط القانون بسياج شرعي يحتكم إليه المحتربون زوجيا، كل فريق يلجأ لتفسير شرعي يحلل به موقفه، ومادام الاحتكام للشرع ضرورة حاكمة، فلا ضير من العمامة الأزهرية، شريطة فتح حوار مجتمعي ناضج يقوده الإمام الأكبر أحمد الطيب، وترعاه المشيخة قبل خروج القانون إلى النور، وتستقطب إلى مناقشته كل الفعاليات العاملة على ساحة الأحوال الشخصية، لترفده بخبرات واقعية تحصنه من حالة الاحتراب مجتمعيا. حضور المستشارة أمل عمار، عضو المجلس القومي للمرأة، لافت بين العمائم، ولكنه ليس كافيا، وتمنيت تمثيلا نسويا أكثر كثافة، وفي ظهرانينا الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر، التي لم تُدعَ إلى هذا المحفل الأزهري المعتبر، الذي يرعى قانونا أنفقت سنوات من عمرها على بحث أوجهه وتقليب قضاياه، إسهاما جعل منها طرفا أصيلا في قضايا الأحوال الشخصية، غيابها لافت، وأرجو أن تلحق بالجلسات النهائية لصياغة مشروع القانون».

زمن الفاسدين

الحرب على الفساد وجدت من يدعمها في صحف الجمعة.. السيد الغضبان في «الوفد» يقول: «عندما يرى المواطنون ثمرات الفساد ضخمة كالجبل، ساطعة كالشمس، ثم يصدر حكم القضاء ببراءة هذا الفاسد، يصاب المواطنون بالدهشة والإحباط، والحقيقة أن القضاء لم يقصر، ولم يتعمد تبرئة الفاسد، لكن القضاء يحكم بما توفر أمامه من أدلة وأوراق. واستطاع ترزية القوانين ومحترفو ترتيب الأوراق حماية الفاسدين بـ«القانون»!! الحقيقة المؤلمة أن القوانين والقرارات في مصر تتضمن دائماً بنداً يفتح أبواب الفساد واسعة أمام مافيا الفساد، هذا البند الذي يأتي دائماً في آخر بند بالقانون أو القرار، والذي ينص على أن يستثنى من الضوابط التي تضمنها القانون أو القرار من يرى المخول بتطبيق القانون وصاحب السلطة في اتخاذ القرار، يخول المسؤول بالاستثناء من كل أو بعض الضوابط بناء على تقدير المسؤول. وهذا البند له شقيق آخر هو البند الذي يخول مجالس الإدارة وضع اللوائح الداخلية التي تنظم سير العمل، ويتفنن ترزية القوانين الذين يعينهم رئيس مجلس الإدارة كمستشارين قانونيين، يتفنن هؤلاء في تفصيل لوائح داخلية تمنح رئيس مجلس الإدارة سلطات واسعة في التعاقد بشكل مباشر أو في تحديد المكافآت وكل ما من شأنه إطلاق يد رئيس مجلس الإدارة في التصرف في أموال الشركة أو المؤسسة. ويكفي في هذا المجال أن نتذكر أن بعض رؤساء مجالس الإدارات كانوا يحصلون على أكثر من مليون جنيه شهرياً كحوافز ومكافآت وبدل حضور جلسات وكله بالقانون».

الأطباء زهدوا المهنة

محمد حسن البنا في «الأخبار» يقول: «صديقي الدكتور وجيه عبد الله استشاري الأنف والأذن والحنجرة، الموهوب في علاج المرضى، خاصة الفقراء، الذي عمل في مستشفيات حكومية عديدة، كتب تحذيرا شديد اللهجة، ينذر بخطر صحي لعامة المصريين، وأنا بدوري أنقله للقارئ العزيز، وأرجو ألا يكون صحيحا أو يكون مبالغا فيه، فالمعلومات واضحة وصريحة وتنذر بشؤم، أرجو ألا نصل إليه، كما نضعه أمام وزيرة الصحة ونقابة الأطباء والمسؤولين في التعليم الطبي، فإن كان صحيحا يجب تداركه، وإن كان كلاما مغرضا نتجاهله ويطبق عليه قانون الشائعات المغرضة، هذه أمور تحتاج إلي شفافية. تقول المعلومات إن معدل هروب الأطباء من المهنة، أو من العمل في وزارة الصحة خطير، ومستمر من سنوات وفي تزايد بمعدلات مطردة، لكن المفزع فعلا دخولنا في مرحلة جديدة من الخطر وهي العزوف شبه الكامل من الأطباء عن التخصصات الحرجة، زي التخدير والرعاية والطوارئ والعناية المركزة، والعزوف ده طال حتى نيابات الجامعة اللي كانت سابقا بتمثل حلم ومستقبل واعد لكل طالب في كلية الطب. وإن مصر خلال سنوات قليلة، ممكن يبقى فيها محافظات كاملة ليس فيها هذه التخصصات، وفي ذلك خطورة على حياة المواطن. لدينا أزمات، منها إصلاح أوضاع الأطباء والمنظومة الصحية، لأن هناك مرتبات ضعيفة للأطباء، وعراقيل في الحصول على الدراسات العليا أو الفرص اللائقة للتدريب.. اعتداءات يومية في المستشفيات لأسباب لا يد لهم فيها في أغلب الأوقات.. محاكمات جنائية على أخطاء تقع على عاتق المنظومة بالكامل.. تحريض مستمر في كل وسائل الإعلام ومن كل الألسنة كافتراس الضباع، من العالم والجاهل ومن لا يفقه من أمره شيئا..
قلنا وعدنا وزدنا ولا حياة لمن تنادي، لابد من مواجهة مشكلات الأطباء، ووضع برنامج زمني لعلاجها، مع تحسين مرتباتهم، فهو الشخص الوحيد المطلوب منه أن يستمر في القراءة والتعلم لكل ما هو جديد في علم الطب، وهو صاحب المهنة الإنسانية الربانية التي استخلفه الله فيها، وهي الشفاء من الشافي وهو الله».

أتركوني أنام

انتابت نادين عبد الله مسحة حزن عبّرت عنها في «المصري اليوم»: «مؤلم ذلك الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى لطفل يبدو أنه في مرحلة الروضة، يبكى فيه راجيًا المشرفة أن تدعه ينام «يا حاجة سيبيني أنام ربع ساعة وبعدين اعملوا اللي أنتم عاوزينه» بينما تظهر معلمة أخرى في الخلفية ممسكة بمسطرة طويلة تنهره في البداية ثم تحمله برفق أكثر بعدها، ربما خارج الفصل. تعامل الكثيرين مع هذا المشهد بنوع من التندر مع أن الأمر لا يحتمل. منظر طفل يبكي من الإرهاق ليس مدعاة للسخرية بل الحزن على حال التعليم في مصر. ليس من الواضح سبب احتياج الطفل إلى النوم، لكن يمكن التكهن بها: قد يكون عدم قدرته على النوم المريح في بيته، أو ازدحام المدرسة الشديد الذي يضغط عليه ويرهقه، أو ربما إجباره على حضور فقرات دراسية مكثفة أو مملة لا تتلاءم مع سنه وطاقته. وهي كلها أسباب تعني أن هناك مشكلات جذرية في النظام التعليمي المصري من ناحية، ومدى توافقه مع الظروف المعيشية للمناطق الأقل ثراءً من ناحية أخرى، ينبغي أن نتعامل معها بجدية لا أن نهرب منها بأحلام إصلاحية تغير الشكل ولا تمس الجوهر».

لمن يهمه الأمر

«واقعتان حدثتا في مدرستين في مصر مع بدء العام الدراسي تكشفان لك الخلل في التعامل مع قضايانا، التي تتصدرها قضية التعليم. الأولى كما يشير محمود خليل في «الوطن» كان بطلها الطفل محمد، الذي صوّره أحد المعلمين، وهو يبكي متضرعاً إلى معلمته كي تمنحه فرصة للنوم «ربع ساعة». أما الواقعة الثانية، فنشرها تكشّف عن قرار اتخذه وكيل وزارة التربية والتعليم في القليوبية بإقالة مدير مدرسة بعد تصويره طلاب مدرسة وهم يفترشون الأرض، بسبب عدم وجود مقاعد. واقعة الطفل محمد حظيت باهتمام ساحق، نشطت أيضاً الجمعيات الحقوقية في الحديث عن الواقعة، وطالب المجلس القومي للطفولة والأمومة بالتحقيق في الواقعة، وسائل الإعلام شمّرت هي الأخرى عن ساعديها، وأعلنت وزارة التعليم عقاب المعلم، الذي قام بالتصوير بخصم 10 أيام من المرتب، وخصم 5 أيام من مرتب المعلمة التي ظهرت في الفيديو. الإجراء اتخذ ضد مدير المدرسة، الذي التقط مجموعة من الصور لأطفال ابتدائي وهم يجلسون على الأرض، فتمت إقالته وإحالته للتحقيق. وقد كثرت الصور التي تكشف عن حالة التكدس داخل الفصول هذه الصور لم تلفت انتباه المؤسسات الحقوقية، ولم يطالب المجلس القومي للأمومة والطفولة بالتحقيق فيها، ولم تهتم بها وسائل الإعلام، إلا قليلاً، رغم أن هذه المشكلة تخص عشرات الآلاف من الأطفال بقرى ونجوع مصر، وليس طفلاً واحداً بكى لأنه يريد أن ينام! القاسم المشترك بين الواقعتين هو التصوير، لكن الاهتمام بالتصوير الذي يكشف مشكلة تخص آلاف الأطفال كان خافتاً، وكأننا نريد التستر على المشاكل، أما التصوير الذي ينقل «القفشة» والنكتة فأثار الاهتمام، رغم أنه يخص طفلاً واحداً، لأنه يخدم «سياسة الزفة» والتمويه على المشاكل وعلى حقوق الطفل وعلى أوضاع المدارس والتعليم وعلى قصة التطوير».

نظام التعليم ومشاكله

سامي صبري في «الوفد» يقول: «ثبت من الأيام الأولى للدراسة أن الطالب في حالة ذهول، خائف ومرعوب؟ والمعلم حوله أكثر اندهاشا كيف يحقق المعادلة الصعبة ويراعي ضميره، أو على الأقل يستدعيه ليوازن بين الوقت الذي يقضيه في الفصل، ووقت الدرس الخصوصي، ولا يعلم كيف يتعامل مع طالب ينظر للمدرسة على أنها مجرد ملعب ترفيهي، وليس لها أي لازمة، فقط يمضى بها وقت فراغه قبل التوجه للسنتر «مدرسته الواقعية». وثبت أيضاً عدم تفاؤل كثير من أولياء الأمور بتصريحات الوزير، والدليل أنهم ما زالوا يتكالبون ويتصارعون على حجز مواعيد الدروس الخصوصية، ولم يتبق لبعضهم إلا أن يُقبل يد المعلم حتى يسجل ابنه ويحجز له في مجموعة، خاصة من يخضعون لأول مرة للمعدل التراكمي الثلاثي. يقول الكاتب كنت لا أود التعرض للتجربة في مهدها، ولكن كما يقول المصريون «الجواب يبان من عنوانه»، والعنوان هنا واضح جدا، ويبدو أن التجربة ستكون أكبر من طموح وخبرات الوزير شوقي وتفوق قدرات رفاقه ومستشاريه، بل ستكون أكبر من إمكانيات الدولة نفسها، نظرا لما تواجهه من عقبات، قد تجعل النجاح صعبا وعسيرا. ولضمان تحقيق 50٪ من النجاح، يجب على وزير التعليم التحرك سريعا لإنقاذ مشروعه، الذي تعهد بتنفيذه على أكمل وجه أمام الرئيس والحكومة والبرلمان، فتوزيع التابلت وإلغاء الكتاب المدرسي مع النصف الثاني من العام الدراسي، لا يكفي هدفا، ولا يعد تطويرا حقيقيا، فبعد تعميم التابلت ستتفجر الكثير من المشكلات لعدة أسباب تأتي في مقدمتها: أن معظم طلاب مصر ليسوا جاهزين للتعامل مع هذه التقنية أو تلك الأداة والوسيلة التعليمية الجديدة.
ومن المشكلات، أن معظم السنترالات ما زالت تعتمد على الكابلات النحاسية الرديئة والمهترئة، وما زالت مصر تحتل ترتيبا متأخرا رقم (147) من 150 دولة في سرعة الإنترنت، وهذا يعني صعوبة تحميل الفيديوهات التعليمية وتشغيل 750 ألف تابلت لمدة 6 ساعات يومياً، بشكل جيد؟ كما أن تشغيل أكثر من 2500 مدرسة ثانوي، في وقت واحد، سيكون عبئا ثقيلا على الشبكات، وسيجعلنا بحاجة إلى سرعة نت أضعاف الموجودة حاليا، ناهيك عن بطاريات التابلت التي تحتاج إلى شحن كل ساعتين على الأقل، فكيف يتمكن من ذلك ولا يوجد غير مصدر واحد للتيار في كل فصل؟ هل سيقفون طابورا؟ التطوير يا سادة عملية متكاملة، وهو كالسلسلة، كل حلقة تضيف للأخرى جديدا، طولا ووزنا، فإلغاء الكتاب الورقي وإحلال التابلت وإجراء تدريب على الماشي للمعلمين، ليس تطويرا، ولن يحرك ساكنا، طالما بقيت الإدارة فوضوية غير منضبطة، ولا تستطيع تحمل المسؤولية، ولا تعي ماذا تعنيه كلمة تطوير. أخشى أن نفعل مثل الكويت، تحمسوا هناك للتابلت، ثم طلقوه بالثلاثة، بعد أن ثبت عدم صلاحيته رغم مرور أربع سنوات على تطبيقه، ورغم جاهزيتهم ماليا وتكنولوجيا للتجربة، فما بالك ونحن ومدارسنا لا يعلم بنا إلا الله».

لن تمر من هنا

أما زميله وجدي زين الدين في «الوفد» أيضا فحذر من دعوات وصفها بالخبيثة تتبناها حاليًا مجموعات بشأن الحديث عن الديمقراطية: «مع عظيم الأسف هؤلاء القلة يفسرون الديمقراطية طبقًا لهواهم ومزاجهم الشخصي، ويسعون بكل السبل للترويج لمفاهيم خاطئة وغير صحيحة، فهم ينادون بحق يراد به باطل، بهدف زعزعة الثقة والاستقرار لدى الناس. لن أطيل في وصف هذه الدعوات الخبيثة لدى هذه القلة، التي تنفصل بما تريد عن واقع المصريين وظروفهم الحياتية. الثورتان 25 يناير/كانون الثاني و30 يونيو/حزيران، ألا تعدان قمة في الديمقراطية ولا مثيل لهما، فلا يمكن أن تتحقق الثورتان بهذا الشكل بدون وصفها بأنها الديمقراطية. فبعد ثلاثين عامًا من القهر والظلم، ثار المصريون على نظام حسني مبارك والحزب الوطني الفاسد، وحققوا حلم حياتهم في التخلص من هذا النظام، وكذلك الحال في 30 يونيو، فالمصريون الذين خرجوا بالملايين ثائرين على نظام جماعة الإخوان، ألا نفسر ذلك بأنه غاية الديمقراطية ومنتهاها، ولذلك فإنه بعد هاتين الثورتين يجب أن تتوارى خجلاً أي دعوات تزعم أن المصريين غير مهيئين لتطبيق الديمقراطية، فهذا عيب في حق المصريين، ولا أحد له الحق في أن يتحدث نيابة عن جموع المصريين الذين نفذوا الديمقراطية بشكل لافت لأنظار العالم. وقد يتبادر إلى الأذهان سؤال مهم وهو: ما سر هذه الدعوات الخبيثة الآن؟ قلنا إن هناك قلة تفسر حديث الديمقراطية طبقًا لهواها ومزاجها ومصالحها الشخصية، وغاب عن هؤلاء أن البلاد كانت مفككة وكنا نعيش في شبه دولة، وأن الأولوية كانت هي إعادة وتثبت أركان الدولة أولاً، وأنه لا يجوز التغافل عن هذا الأمر».

وداعاً جلال

من بين من نعوا الدكتور جلال أمين الذي غيبه الموت عبلة الرويني في «الأخبار»: «طريقته المدهشة في التفكير، وفي التعبير عن آرائه بصورة مختلفة، ليست صادمة تماما لكنها استفزازية.. تستفز العقل والتفكير والرؤى.. طريقة متفردة في النظر إلى الأشياء ودراسة الموضوعات، وفي الانقلاب عليها أيضا.. بسّط الدكتور جلال أمين الفكر والنظريات الاقتصادية بطريقة جذابة ومبدعة، خرج بهما من الدوائر الصعبة والمعقدة، ليمنحهما بعدا إنسانيا مرتبطا بحياة الناس الاجتماعية واليومية البسيطة، مؤكدا «أن النظريات الاقتصادية التي لا تحسن من حياة الناس، لا قيمة لها».. وكان كتابه «ماذا حدث للمصريين» من أهم الكتب التي صدرت خلال السنوات الماضية، رصد فيه التغيير الاجتماعي الذي أصاب المصريين في الفترة من 1945 إلى 1995 وتبعه بالعديد من الكتب «مصر في مفترق الطرق»، «وصف مصر في نهاية القرن»، «ماذا حدث للثورة المصرية»، «خرافة التقدم والتأخر»، «الدولة الرخوة في مصر».. أكثر من 30 كتابا قدمها جلال أمين للمكتبة العربية، كانت مصر هي موضوعها الوحيد، مدافعا في كل ما كتب عن قيم العدالة الاجتماعية والاستقلال الاقتصادي والاستقلال السياسي وحرية العقل، رغم أنه كاتب منحاز تماما، يكتب عما يحب وعما يكره، ويعلن بصراحة «أن لا موضوعية على الإطلاق، فهناك دائما تحيزات ومصالح وأهواء تجعلنا ندافع عن أفكار، ونقف بالضرورة ضد أفكار أخرى». يكتب جلال أمين قناعاته دائما، حتى لو ذهب بها إلى البعيد وبالغ واشتط، فلا يعتد كثيرا بطه حسين، يراه تغريبيا لا تنويريا. ويقرأ أحيانا الأفلام السينمائية بنظرة محافظة، أو بنظرة شعبوية تنحاز إلى (الجمهور عاوز كده).. لكنه دائما مختلف ومدهش في زوايا النظر وطريقة تناول الموضوعات، وهو جزء من حيوية كتاباته وحضوره ككاتب».

مصر تعيش حربا «صامتة» عنوانها الغلاء أخطر من الإرهاب والملتحون ممنوعون من قيادة القطارات

حسام عبد البصير

عريقات يردّ على نتنياهو: إنشاد السلام يتطلب الاعتراف بالقانون الدولي بحق شعبنا في تقرير مصيره

Posted: 28 Sep 2018 02:26 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»: قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يصر على «ممارسة تضليل المجتمع الدولي وتصدير أكاذيبه المفضوحة القديمة الجديدة» التي تجرم الضحية وتلقي اللوم عليها، من أجل حماية منظومة الاحتلال الاستعماري وضمان استمراره.
وأضاف في تصريح صحافي، تعقيبا على خطاب نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة «ان هذا الخطاب يؤكد إنكار إسرائيل الممنهج لحقوق شعبنا غير القابلة للتصرف في تقرير المصير والحرية والاستقلال، وزيف رغبته بتحقيق السلام». وأكد أن الحقائق على الأرض في فلسطين المحتلة «تظهر بشكل جلي ماهية دولة اسرائيل القائمة على الاستعمار والابارتهايد».
وتابع «لكن على الرغم من السياسات القمعية والعنصرية والإرهاب اليومي الذي تمارسه ضد أبناء شعبنا، فلا يزال يؤمن شعبنا الصامد والثابت على أرضه بحقه الطبيعي في النضال حتى إنجاز حقوقه غير القابلة للتصرف التي كفلتها له الشرعية الدولية».
وأشار عريقات إلى أن الوصول إلى السلام الذي ينشده نتنياهو «يتطلب الاعتراف بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة  والإقرار بحق شعبنا في تقرير مصيره على أرضه، وتجسيد سيادة دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين وفقاً للقرار الأممي رقم 194».
وكان نتنياهو قد زعم في خطابه أن إسرائيل ملتزمة بإحلال السلام مع كل جيرانها العرب، بمن فيهم الفلسطينيون. وقال «قد كرسنا أنا والرئيس ترامب وقتاً طويلاً لمناقشة هذا الأمر».
وفي السياق تواصلت الإشادات بخطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أعضاء القيادة الفلسطينية، رغم الانتقادات التي وجهتها إليه حركة حماس.
ودعت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي، لاعتماد خطاب الرئيس «وثيقة ومرجعية سياسية» لأي تحرك قادم تجاه إمكانية احياء العملية السياسية، وفرص إرساء أسس السلام، الذي يفضي الى انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967.
وقال أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن خطاب الرئيس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يمثل «برنامج عمل سياسيا» يبنى عليه.
وأشار إلى ان الخطاب سيكون أمام المجلس المركزي في اجتماعه القادم منتصف شهر اكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ليتحول إلى «برنامج عمل سياسي ملموس»، لافتا إلى أن الخطاب وجه رسالة واضحة الى «البلطجة الأمريكية»، تؤكد ان القدس «ليست للمساومة والبيع، وأن هذه الإدارة التي تخلت عن كافة التفاهمات السياسية السابقة لم تعد شريكا للسلام بل أصبحت شريكا للاحتلال»، مؤكدا أن الخطاب كان رسالة واضحة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه «الوضع الخطير» الذي أوصلته  الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال للمنطقة.
وكانت حركة حماس قد وجهت انتقادات لخطاب الرئيس عباس، وقالت في بيان لها «إن ما تحدث به السيد أبو مازن في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من مضامين هي إعلان صريح لفشل سياسته»، وحملته كل التبعات المترتبة على أي خطوات تستهدف قطاع غزة.

عريقات يردّ على نتنياهو: إنشاد السلام يتطلب الاعتراف بالقانون الدولي بحق شعبنا في تقرير مصيره
حماس ترى في خطاب أبو مازن إعلانا صريحا لفشل سياسته

«إيغلاند»: المدنيون في الحديدة اليمنية يتعرَّضون للنيران من جميع الأطراف

Posted: 28 Sep 2018 02:26 PM PDT

صنعاء ـ «القدس العربي» ووكالات: قال «يان إيغلاند»، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، إن «المدنيين في الحديدة غربي اليمن يتعرضون للنيران من جميع الفصائل المتحاربة»، وإن عشرات الآلاف من المدنيين يخاطرون بأرواحهم؛ لأن القتال يقطع الطرقات.
وطالب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيران وجميع الجهات الفاعلة المشاركة في الحرب في اليمن وضع حد للمجازر، وقال «يجب دعوة جميع الأطراف للتخلي عن أسلحتهم وبدء محادثات السلام الآن».
ونقل تقرير نشره المجلس أمس الجمعة عن موظف المجلس في الحديدة إبراهيم الحضري قوله إنه «لا يوجد ما يشير إلى أن العالم سيتدخل، ولا وعود بأن الناس سيكونون محميين من الهجوم، اليمن أزمة منسية».
«ليس لدى الكثير من الناس في مدينة الحديدة أي مكان يذهبون إليه. ليس لديهم ما يكفي من المال للعيش، ناهيك عن الرحيل. تكلفة الطعام والماء والنقل أصبحت الآن غير قابلة للتنبؤ على الإطلاق؛ إذا كنت تستطيع شراء الخبز الاثنين، ليس هناك ما يضمن أنك ستتمكن من ذلك يوم الثلاثاء» يضيف إبراهيم.
وحسب تقرير المجلس فإن القتال في الحديدة «أخد بعداً جديداً في وقت سابق من هذا الأسبوع مع تقدم قوات التحالف بقيادة السعودة إلى شرق المدينة مما أدى إلى قطع الطرق البرية الرئيسة بين الحديدة وصنعاء».
وأشار التقرير إلى استمرار الاشتباكات البرية الثقيلة في مناطق جنوب وشرق مدينة الحديدة في حين يستمر القصف والغارات الجوية عبر أجزاء كبيرة من محافظات صعدة وحجة وإب وتعز.
وتحدث عن مخاوف السكان «من أن يؤدي الصراع الذي طال أمده في المنطقة إلى ضربات جوية وقصف متواصل لأحيائهم. لاسيما وقد أفرغت مدينة الحديدة من عشرات الآلاف من الناس، لكن مئات الآلاف ظلوا داخل المدينة مع اقتراب القتال».
ووثقت المنظمات الإنسانية أكثر من نصف مليون شخص فروا من منازلهم في الحديدة منذ تصاعد أعمال العنف على طول الساحل الغربي لليمن في أوائل يونيو/حزيران.
وقال التقرير إن التضخم يترك المزيد والمزيد من اليمنيين دون أي وسيلة لدفع ثمن الغذاء أو النقل أو الدواء، مشيراً إلى «إن الافتقار إلى الغذاء والماء بأسعار معقولة يهدد الملايين بالمجاعة».
وتعيش معظم مناطق اليمن أزمة وقود خانقة تدخل أسبوعها الثالث استمر فيها تضاعف أسعار الوقود والمواد الغذائية بنسبة 300 بالمئة منذ بدء الحرب.
وحسب تقارير فإن كمية الوقود التي يتم صرفها حالياً لا تعكس سوى 21 في المئة من الكمية المطلوبة ما يتسبب في نقص يهدد النقل ومضخات المياه ومولدات المستشفيات وغيرها.
وتمتد أزمة البنزين متجاوزة مناطق سيطرة الحوثيين لتشمل بعض مناطق سيطرة الحكومة الشرعية بما فيها عدن.
وأوضح مدير مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي في عدن مصطفى نصر لـ « القدس العربي»، «إن هناك عدة عوامل تتسبب في تصاعد أزمة المشتقات النفطية التي تشهدها اليمن، بصورة متفاوتة بين محافظة وأخرى، أبرزها تراجع سعر الريال اليمني مقابل الدولار، وصعوبة الاستيراد مع اشتداد المعارك في مدينة الحديدة وارتفاع اسعار النفط عالمياً».
وأشار إلى «أن الأمر لا يخلو من مضاربة واستغلال من قبل بعض تجار المشتقات النفطية».
في المقابل سجلت قيمة الريال اليمني تدهوراً جديداً مقابل سلة العملات الأجنبية، حيث سجل سوق الصرف الوطني أمس في صنعاء 685 ريالاً للدولار الأمريكي.
وفي السياق، قالت الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، أمس الجمعة إن تقرير الأمم المتحدة «غير متوازن» ويحوي «مغالطات».
وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي أنور قرقاش في تغريدة على حسابه بتويتر أن «قرار مجلس حقوق الإنسان حول اليمن جاء منقسما وانتفى عنه الاجماع التقليدي ويعود ذلك للتقرير غير المتوازن والمغالطات المنهجية».
وفي تقريره الأول، قال فريق الخبراء في 28 آب/أغسطس إن لديهم «أسبابا وجيهة للاعتقاد بأن أطراف النزاع المسلح في اليمن ارتكبوا انتهاكات عدة للقانون الدولي الانساني».
وصوّت مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الجمعة على تمديد التحقيق حول ارتكاب جرائم حرب في اليمن رغم معارضة السعودية وعدد من حلفائها.
وصوّتت 21 دولة من أصل 47 لصالح القرار في مقابل 8 أصوات وامتناع 18 دولة.
وأكد قرقاش في تغريدته أن «أي تقارير مستقبلية ستكون خلافية ومن طرف واحد».
وأعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الخميس أنها تعارض تمديد مهمتهم، وانتقدتهم «لأنهم لم يعرضوا جريمة الميليشيا (المتمردون الحوثيون) بالاستيلاء بالقوة على مؤسسات الدولة».
وقبل الاعلان، جدد التحالف العسكري في اليمن بقيادة السعودية، الجمعة انتقاداته لمحققي الأمم المتحدة الذين يتهمهم بالانحياز، وألمح إلى أنه يعارض تمديد مهمتهم.
وبدأ تدخل التحالف العسكري في اليمن في آذار/مارس 2015. وما زال النزاع مستمرا بينما يسيطر الحوثيون على صنعاء منذ 2014 وعلى مناطق واسعة في شمال وغرب البلاد. ومنذ آذار/مارس 2015، أسفر النزاع حسب الأمم المتحدة عن سقوط عشرة آلاف قتيل معظمهم من المدنيين، لكن حصيلة الضحايا الحقيقية أعلى من ذلك بالتأكيد. وتقول الأمم المتحدة إن الحرب في اليمن أدت إلى أسوأ كارثة إنسانية في العالم.

«إيغلاند»: المدنيون في الحديدة اليمنية يتعرَّضون للنيران من جميع الأطراف
الإمارات تتهم تقريرا للأمم المتحدة بأنه «غير متوازن»
أحمد الأغبري

حي التضامن في دمشق مهدّد بالمصادرة بسبب القانون رقم 10 الذي أصدره النظام السوري

Posted: 28 Sep 2018 02:25 PM PDT

أنقرة – «القدس العربي»:يصر النظام السوري على تطبيق القانون 10 لتجريد مئات آلاف السوريين المعارضين له املاكهم، على اعتباره «عقاباً للمعارضين وتوطيناً للمؤيدين» حيث صرح مسؤولين في النظام بأن حي «التضامن» بدمشق، سيخضع بالكامل للقانون رقم 10 بحجة إحداث مناطق تنظيمية أو أكثر ضمن المخطط التنظيمي الجديد. من جهتها أشارت نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ديما موسى إلى أن ذلك سيحرم النازحين والمهجرين من ممتلكاتهم، ويأتي بمستوطنين موالين للنظام، مشددة على أن هذا القرار سيحول دون عودة المهجرين إلى مناطق سكنهم الأصلية، وهو ما اعتبرته جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية حسب القوانين الدولية، وأكدت على ضرورة التدخل الدولي عن طريق مجلس الأمن أو أي آلية أخرى قادرة لإيقاف نظام الأسد عن الاستمرار بتطبيق القانون رقم 10 الذي يهدف من ورائه إلى إحداث تغيير ديموغرافي واسع في البلاد. وأشارت الى ضرورة التدخل الدولي عن طريق مجلس الأمن أو أي آلية أخرى قادرة لإيقاف نظام الأسد عن الاستمرار بتطبيق القانون رقم 10 الذي يهدف من ورائه إلى إحداث تغيير ديموغرافي واسع في البلاد.
وقالت موسى في تصريحات امس الجمعة «إننا ما زلنا نطالب المجتمع الدولي عبر الآليات المتاحة باتخاذ قرارات جادة لوقف العمل بهذا القرار الذي يُظهر نوايا النظام بشكل واضح وصريح»، كما دعت الاتحاد الأوروبي ودولاً اخرى مثل كندا والولايات المتحدة إلى التصعيد سياسياً ضد نظام الأسد ورفض تطبيق هذا القرار لما فيه من ضرر كبير على دول الاتحاد وعلى الدول كافة المستضيفة للاجئين السوريين.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش، قد أصدرت دليلاً يتضمن أسئلة وأجوبة حول القانون رقم 10، والذي اعتبرته المنظمة قانوناً تروج له حكومة نظام الأسد لخلق عقبة رئيسية أمام عودة النازحين إلى ديارهم، وأكدت أن النظام يستعد لمصادرة ممتلكات السكان وإعادة الإعمار من دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة أو التعويض بموجب القانون رقم 10. يشار إلى أن أجزاء كبيرة من حي التضامن كانت قد تعرضت لقصف مكثف من قوات النظام وروسيا على مدار السنوات السابقة، وهُجر منها عشرات الآلاف من المدنيين بموجب اتفاقات قسرية أشرفت عليها موسكو.

حي التضامن في دمشق مهدّد بالمصادرة بسبب القانون رقم 10 الذي أصدره النظام السوري

«قانون سري» في سوريا للعرض على البرلمان… الأوقافيون في مواجهة العلمانيين

Posted: 28 Sep 2018 02:25 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي»: لم توزع وزارة الأوقاف السورية مشروع قانونها المثير للجدل على نواب البرلمان السوري إلى الآن، مازال القانون «سرياً»، ربما توزَعه قبل ربع ساعة من جلسة ما للبرلمان، وحينها لن يتسنى للبرلمانيين قراءة أكثر من مقدمته القانون.
يحمل القانون مشروعاً لضبط الحالة الدينية في سوريا والتحكم بمساراتها ومنع انفلاتها، لكنه يحمل أيضاً على ما يبدو مشروعاً للسطوة الدينية المطلقة والتوغل الديني في الحياة اليومية ومشروعاً للحصانة التي لا تخترقها أية سلطات ما خلا سلطة الأوقاف.
أغلب المعترضين على مشروع «القانون السري» يتحدثون عن السلطة الدينية المطلقة التي سيمنحها هذا القانون لوزير الأوقاف السوري، سلطة كل شيء، السياسة الدينية والمال الديني والتعيين والإقالة والمفتي والإفتاء والحج والزكاة كلها بيد السيد الوزير وهي سلطة لم تحصل في تاريخ سوريا حسب ما يراه المنتقدون. والوزير هو المرجع الأعلى للوزارة وهو عاقد النفقة وآمر التصفية.
البرلماني نبيل صالح وهو أحد «أكثر دعاة العلمانية تشدداً»، كتب على حسابه: أخطر ما في هذا القانون هو وضع مؤسسة الإفتاء تحت تصرف السيد الوزير، ونشر شيوخ الإفتاء في سائر الوحدات الإدارية لسورية، وهم لن يساهموا بالطبع في زيادة الإنتاج والحداثة بقدر العمل على تطويع مؤسساتنا والهيمنة على نشاطاتها بحجة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر «.
على خلفية هذا القانون، ربما تتغير المعادلة من مواجهة بين الإخوانيين والعلمانيين، لتُصبح مواجهة بين العلمانيين والأوقافيين (نسبة لوزارة الاوقاف) وهذا ثغرة كبيرة ستصب لصالح التيار الإخواني في سوريا بقصد أو بغير قصد من الوزارة ذاتها.
لا يتضمن مشروع القانون أية إشارة إلى أن عمل وزارة الأوقاف وبعض إداراتها يمكن أن تخضع في أية حالة لرقابة أو مراجعة أو تدقيق من أية سلطة تنفيذية أو تشريعية أو قضائية .. وهكذا تُصبح تلك الوزارة كياناً كبيراً محكم الأبواب.
وحسب هذا القانون سيُحدث شُعب وقفية في البلدات والقرى السورية تتمتع بالاعتبارية والاستقلالية، وهنا يسأل المتابعون عن وظيفة هذه الشعب الدينية وهل ستتولى دور الرقابة والتدخل في الشؤون الدينية والسلوكية اليومية في آلاف البلدات والقرى السورية.
لكن في مقابل كل ذلك يُحسب لهذا القانون وفق مؤيديه وحتى منتقديه تبنيه لمهمة تجفيف منابع الفكر الوهابي والإخواني، ومواجهة التنظيمات ذات الأفكار الظلامية الهدامة، واعتماد الخطاب المعتدل واعتماد الفقه الذي يعرض المذاهب جميعها مرجعاً أساسياً ـ والتوجه نحو خطاب ديني يعتمد العقل والدليل والمنطق والاقناع ويبتعد عن الاقصاء والإلغاء.

«قانون سري» في سوريا للعرض على البرلمان… الأوقافيون في مواجهة العلمانيين

كامل صقر

لقاء عرضي بين رئيس الحكومة المغربية ووزير خارجية كوسوفو في الأمم المتحدة يثير نقاشا ساخنا

Posted: 28 Sep 2018 02:24 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: دفع لقاء عرضي بين رئيس الحكومة المغربية مع وزير خارجية كوسوفو، في أروقة الأمم المتحدة في نيويورك، بعد أيام من تأكيد وزير الخارجية المغربي رفض بلاده الاعتراف بهذه الجمهورية التي تسعى للانفصال عن صربيا، إلى نقاش ساخن في المغرب.
وقال النائب البرلماني عبد اللطيف وهبي، في سؤال لوزير الخارجية ناصر بوريطة، إن كان لقاء سعد الدين العثماني رئيس الحكومة مع وزير خارجية كوسوفو، التي تطالب بالانفصال عن صربيا، وتضارب الأخبار حول مضمون اللقاء الذي جرى على هامش الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك «يحمل تناقضًا في مواقف الدبلوماسية الرسمية والتداعيات السلبية التي قد تنجم عنها».
وقال: «في الوقت الذي ما فتئت الحكومة والبرلمان يدعوان إلى ممارسة دبلوماسية منسجمة وناجعة، تستهدف تعميق وتمتين أواصر العلاقات مع كل أقطار العالم، فضلًا عن الابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة المشاكل والانقسامات الإثنية والجغرافية لتلك الدول، فقد صدم الرأي العام الوطني بتداول العديد من المنابر الإعلامية صورة لرئيس الحكومة رفقة وزير خارجية كوسوفو، وذلك على هامش الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة».
وأضاف وهبي: «أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها تثير العديد من الاستفهامات، علمًا أنه قبل هذا الحادث بأسبوع فقط، أكدتم، كوزير للشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أن المغرب لم ولن يعترف باستقلال إقليم كوسوفو عن صربيا، وهو الشيء الذي يمكن أن يمس بمصداقية مواقف الدبلوماسية المغربية بخصوص علاقاته الدولية»، متسائلًا «عن الأسباب الكامنة وراء هذا التضارب في مواقف الدبلوماسية الرسمية والتداعيات السلبية التي قد تنجم عنها».
ونشر وزير خارجية إقليم كوسوفو تغريدة على «تويتر»، مرفقة بصورة مع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، تضمنت «نقاشًا مثمرًا مع رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني حول علاقات المغرب مع كوسوفو وربط العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في مجموعة من المجالات ذات الاهتمام المشترك».
ونشر سعد الدين العثماني تغريدة باللغتين العربية والإنكليزية في صفحته على موقع «توتير» يؤكد من خلالها أنه «أثناء استراحة شاي في بهو المقر، وبدون موعد محدد سلفًا، التحق به مسؤول من كوسوفو يشارك في أشغال الجمعية العامة، وأثناء هذا اللقاء العابر جدد العثماني التأكيد على أنه لم يطرأ أي تغيير لموقف المغرب بخصوص سياسته وعلاقاته مع دول البلقان».

لقاء عرضي بين رئيس الحكومة المغربية ووزير خارجية كوسوفو في الأمم المتحدة يثير نقاشا ساخنا

حماس تستعد لمواجهة عسكرية

Posted: 28 Sep 2018 02:24 PM PDT

في جهاز الأمن يعتقدون أن احتمالية المواجهة العسكرية مع حماس زادت بصورة كبيرة في الأسابيع الأخيرة. حسب ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، في ظل غياب تقدم في اتفاق المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس ووجود بديل لمساعدة الأونروا، فإن المواجهة العسكرية هي مسألة وقت فقط.
الحديث لا يدور عن تغيير موقف جهاز الأمن، حيث إن شخصيات كبيرة في الجيش سبق وحذرت من أن الوضع قريب من التصعيد أكثر مما هو من التسوية. ولكن مؤخرًا يشخصون في جهاز الأمن نشاطات لحماس تعزز التقدير بأنها معنية بمواجهة مع إسرائيل حتى لو كانت محدودة. فقد جددت حماس التظاهرات، بل وأقامت وحدات من المتظاهرين لساعات الليل والصباح الباكر. وهذه تنضم إلى وحدات البالونات والإطارات والبحرية وعناصر أخرى يراها الجنود خلال المواجهات.
هدف حماس هو إدارة مواجهة مع الجيش الإسرائيلي في كل أيام الأسبوع وليس فقط في ظهيرة أيام الجمع. هم في إسرائيل، في الأسابيع الأخيرة، شخصوا وجود استعدادات لحماس للمواجهة: حماس أجرت مناورة في الجبهة الداخلية لسكان القطاع، لحالة حرب مع إسرائيل، وبموازاة ذلك تواصل التدريبات للقوات المقاتلة.
في إسرائيل يلاحظون وجود عنصرين أساسيين للتصعيد المحتمل: فشل المصالحة الفلسطينية الداخلية، والوضع الإنساني في قطاع غزة، وهذا العامل الثاني يعدّ الأكثر تفجرا. التقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي هي أن رئيس السلطة محمود عباس يدفع حماس للمواجهة مع إسرائيل. المواضيع الرئيسية التي لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها في المصالحة هي نزع سلاح حماس ونقله للسلطة الفلسطينية، التي ستكون هي القوة الوحيدة المسلحة في القطاع، مطالبة السلطة بإعادة الأراضي العامة في غزة التي صادرتها حماس إليها؛ وعودة موظفي فتح إلى وظائفهم العامة التي جردوا منها عندما سيطرت حماس على الحكم. والمسألة القانونية: عباس يطالب بتطبيق القانون ثانية حسب ما هو مقبول في السلطة وليس حسب قوانين الشريعة. لكل هذه المواضيع لم يكن هناك تقدم ويبدو أن المصالحة تبتعد.
عامل آخر للخطر الكبير الذي يظهر من الوضع الإنساني في غزة هو حقيقة أنه لم يتم بعد إيجاد بديل للمساعدة التي توفرها الأونروا. الوكالة ستتوقف عن القيام بذلك بسبب التقليصات الأمريكية في الميزانية.
حوالي نصف سكان القطاع بحاجة اليوم إلى المساعدة في السلع الغذائية التي توفرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين. الوكالة أيضًا تمول وتدير جهاز تعليم يتعلم فيه 300 ألف طالب ويعمل فيه حوالي 18 ألف معلم وموظف، الذين تدفع لهم الوكالة رواتبهم. في تشرين الأول الماضي لم يكن هناك تمويل لذلك.
في إسرائيل يحذرون من أنه إذا لم يتم إيجاد بديل لمساعدة الأونروا فإن المواجهة يصعب منعها. في جهاز الأمن يتوقعون بأن المحتاجين الكثيرين للمساعدة في الغذاء والطلاب الذين سيتوقفون عن تعليمهم سيحاولون الدخول إلى إسرائيل. يدور الحديث عن أشخاص معظمهم لا يشاركون في تظاهرات حماس، لكن في حالة انهيار إنساني فإنهم سيحاولون البحث عن مخرج في إسرائيل. وفي جهاز الأمن يحذرون من وضع تجر فيه محاولة اعتقال عدد كبير من المدنيين إلى استخدام النار الحية الذي سيضع إسرائيل في وضع دولي غير محتمل. في إسرائيل أيضًا يأخذون بالحسبان الحاجة إلى نقل مساعدة انسانية وغذاء إلى غزة أثناء مواجهة عسكرية، حيث أنه لا يمكن تجويع سكان القطاع.
57 في المئة من السكان في غزة عاطلون عن العمل، أعمار معظمهم تتراوح بين 18 ـ 30، ويقضون وقتهم في الخيام التي أقامتها حماس في بداية تظاهرات العودة. هناك شاشات تلفزيون، واتصال بالانترنت، وكهرباء على مدار اليوم والأسبوع. في الأسابيع الأخيرة أقيمت منشأة أخرى من الخيام في شمال القطاع، وهذه أيضًا مليئة.
معظم العمال في القطاع يحصلون على راتب من السلطة أو من حماس. السلطة ما زالت تدفع لعشرين ألف موظف طردوا بعد سيطرة حماس على الحكم، لكن بنصف الأجر فقط، حوالي ألف شيكل في الشهر. حماس تمول عددًا مماثلامن الموظفين مقابل أجر مشابه، لكن بسبب رفض عباس نقل أموال لحماس فإنها تجد صعوبة في الدفع لأعضائها. في وضع اقتصادي معقول كانت الأراضي الزراعية في القطاع، التي جزء منها قام على أنقاض المستوطنات التي أخلتها إسرائيل من أجل توفير منتجات غذائية لسكان القطاع، لكن الآن وحتى عندما يزرعون، فإنهم يجدون صعوبة في بيع المواطنين الذين لا يملكون المال. كما أن نقص الكهرباء لا يمكّن من حفظ الطعام، وهكذا يشترون لوجبة أو وجبتين، وهذا مثال يسري أكثر على الأسماك.
الأشخاص الوحيدون الذين نجحوا في أن يكسبوا في السنوات الأخيرة كانوا تجار الذهب، الضائقة دفعت سكانًا إلى بيع مجوهراتهم بسعر منخفض من أجل إعالة عائلاتهم، والتجار باعوها في الضفة الغربية والأردن بأسعار مرتفعة. ولكن تجار الذهب مؤخرًا هم أيضًا تضرروا لأنه لم يبق للعائلات ما تبيعه.
مصدر دخل آخر في الأشهر الأخيرة هو جرحى التظاهرات على الجدار. إيران تدفع 3 آلاف دولار لعائلة القتيل وحوالي 500 دولار للجريح بجراح خطيرة و200 دولار للجريح بجراح متوسطة. الأموال يحصل عليها رجال الدين في المساجد وينقلونها للعائلات. في إيران يطالبون برؤية تقارير الإصابة، لهذا فإن المتظاهرين الجرحى بنار قناصة الجيش الإسرائيلي يطلبون نقلهم بسيارات الإسعاف من أجل الحصول على التقرير الذي يجعلهم يحصلون على الأموال الإيرانية.
حسب تقديرات جهات أمنية مختلفة في إسرائيل، فإن غزة ما زالت غير موجودة في وضع انهيار إنساني، لكن وقف نشاطات الأونروا واستمرار الوضع الأمني يمكن أن تؤدي إلى ذلك. يوجد في القطاع اليوم مئات مبتوري الأطراف بنار القناصة الإسرائيليين خلال التظاهرات على الجدار الذين ينتظرون تركيب أطراف صناعية. حماس تنفي كل محاولة إسرائيلية لإدخال أطراف صناعية وتمنع عن منظمات الإغاثة القيام بذلك. في قيادة حماس يعرفون أن استمرار هذا الوضع سيثير عليهم غضب سكان القطاع. وهم يخافون من ذلك. في جهاز الأمن يقدرون بأنه إذا أجريت انتخابات حرة في غزة فإن حماس ستفقد الحكم لصالح فتح. التقديرات في الضفة هي أن فتح ستخسر في انتخابات حرة، لكن حماس ليست هي التي ستأخذ السلطة، بل الحركات الشبابية غير المرتبطة بجيل قادة تونس. في حماس يصغون للشارع ويخافون من فقدان السلطة، لهذا يحاولون في المنظمة إزاحة النيران باتجاه عباس وإسرائيل، لكنهم في حماس إذا فهموا أن هذا لا يجدي، فسيكونون مستعدين للوصول إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل لإجبار كل الأطراف على الوصول مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات ومحاولة تحقيق أكبر قدر من خلال المفاوضات.

ينيف كوفوفيتش
هآرتس 28/9/2018

حماس تستعد لمواجهة عسكرية
في الجيش الإسرائيلي يشيرون إلى تعزيزات في وحدات الحركة قرب الجدار
صحف عبرية

«الجهاد الإسلامي» تكشف أسماء مكتبها السياسي الجديد دون الضفة… والنخالة أمينا عاما لها خلفا لشلّح

Posted: 28 Sep 2018 02:23 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: رسميا أعلنت حركة الجهاد الإسلامي عن انتخاب قيادة جديدة لها تشمل المكتب السياسي، الذي كشفت أسماء جزء من أعضائه، ويقف على رأسه زياد النخالة، الذي اختير أمينا عاما جديدا، خلفا للدكتور رمضان شلح.
وكان النخالة يحتل منصب نائب الأمين العام منذ تولي شلّح لهذا المنصب خلفا لفتحي الشقاقي الذي اغتالته اسرائيل في اكتوبر/ تشرين الأول 1995 في مالطا وهو في طريقه من ليبيا الى دمشق.
وقال داوود شهاب الناطق باسم الحركة في مؤتمر صحافي عقده في «مخيم العودة» شرق مدينة غزة، إنه جرى عقب عملية انتخابات داخلية، اختيار زياد النخالة أميناً عاماً للحركة خلفاً للدكتور شلح.
وأكد أن نسبة التصويت كانت عالية جداً، حيث بلغت 99.3%، خلال عملية الانتخابات التي جرت في الداخل والخارج، ومن بينها مشاركة نسائية لافتة.
وأشار إلى أن أعضاء المكتب السياسي الجديد هم أكرم العجوري، ومحمد الهندي، ويوسف الحساينة، ووليد القططي، ومحمد حميد، وأنور أبو طه، وعبد العزيز الميناوي، والشيخ نافذ عزام، وخالد البطش.
وأكد شهاب أن هناك عددا آخر من قادة الحركة جرى انتخابهم في المكتب السياسي، هم داخل سجون الاحتلال والقدس والضفة الغربية ومناطق الـ 48، وقال إنه لن يتم الإفصاح عن أسمائهم خشية ملاحقتهم الأمنية.
وأوضح أن التحضيرات لإجراء الانتخابات بدأت منذ أكثر من عام، بإشراف من الأمين العام السابق، الذي أقر اللوائح الخاصة، بذلك بما فيها لجان الانتخابات، مشيرا إلى أن الهيئة الانتخابية مثلت كل قطاعات الحركة.
وأضاف «حرصت قواعد الحركة ومسؤولوها على نجاح الدورة الانتخابية عبر مراحل مختلفة تسودها الديمقراطية والمنافسة الشريفة وفي كل الساحات وفي وقت متزامن وبعد يوم طويل جرت الانتخابات صبيحة يوم الخميس وحتى فجر الجمعة لتنتهي هذه الانتخابات وعملية الفرز وصدرت النتائج».
وجرى اختيار النخالة بعدما ألم المرض بالأمين العام السابق رمضان شلح، الذي أعلن قبل أشهر دخوله الى أحد المشافي لتلقي العلاج.
وحسب مصادر مطلعة فإن أحدا من قيادة الحركة لم ينافس النخالة على هذا المنصب، حيث كان الرجل يشغل خلال الفترة الماضية منصب نائب الأمين العام للحركة.
ولم تعلن حركة الجهاد حتى اللحظة عن اختيار نائب للأمين العام الجديد، وهو المنصب الذي كان يشغله النخالة، في الوقت الذي ترجح فيه مصادر مطلعة، أن يكلف بالمنصب الدكتور محمد الهندي، الذي جرى انتخابه مجددا في عضوية المكتب السياسي.
والنخالة (65 عاما) سيكون الأمين العام الثالث للحركة، بعد الدكتور شلح الذي يعاني من المرض والدكتور الراحل الشقاقي.
وينحدر النخالة من مدينة غزة، وأبعدته قوات الاحتلال إلى جنوب لبنان بعد اعتقاله عدة مرات، وتضعه إسرائيل على قائمة المطلوبين لديها، وسبق أن أدرجته الولايات المتحدة على «قائمة الإرهاب»، ويقيم حاليا في الخارج، ويتنقل بين العاصمتين اللبنانية بيروت والسورية دمشق.

«الجهاد الإسلامي» تكشف أسماء مكتبها السياسي الجديد دون الضفة… والنخالة أمينا عاما لها خلفا لشلّح
ترجيحات بتولي الهندي منصب نائب الأمين العام

زعيم حزب يساري مغربي: آن الأوان أن نهتم بشبابنا كي لا يسلكوا اتجاهات محفوفة بالمخاطر

Posted: 28 Sep 2018 02:23 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : وجه زعيم حزب يساري مغربي مشارك في الحكومة، انتقادات شديدة للاوضاع العامة في ميادين متعددة في البلاد وانشغال النخبة السياسية في تراشقات في وقت يعاني المغاربة من ازمات خطيرة تدفع بالشباب نحو القاء أنفسهم في البحر حالمين بالوصول إلى الضفة الشمالية للبحر المتوسط.
وقال نبيل بنعبد الله الأمين العام لـ «حزب التقدم والاشتراكية» في أول تصريح لأمين عام حزبي، حول مقتل الشابة حياة بلقاسم برصاص البحرية الملكية وهي على متن زورق سريع للهجرة سرا نحو اسبانيا «إن «حياة» هي رمز لآلاف الشابات والشباب المغاربة الذين لا يفكرون سوى في مغادرة المغرب لأنهم لا يجدون شغلا، ولا يجدون بما يعيشون به هم وأسرهم.
وأضاف بنعبد الله مساء الخميس في افتتاح الجامعة الصيفية للشبيبة الاشتراكية «حياة، شابة تريد الحياة، تريد الكرامة، تريد الشغل، تريد أن تكون مواطنة صالحة في هذا الوطن العزيز، تريد أن تجد فضاء تعيش فيه بكرامة وعزة، وقدر الإمكان شيئا من الرفاهية».
وقال بنعبد الله: «حياة مثلها مثل عشرات الآلاف من شباب اليوم كانت حائرة ولجأت، مثل العدد الكبير من الشباب إلى ما اعتبرته الحل الأخير، وآخر ما كتبته يعبر بأنها كانت تعلم بأنها تغامر، وأنها تريد أن تغادر هذا الوطن من أجل أن تعيش فقط في ظروف حسنة». وقال «عسى أن يكون ما حدث ناقوس خطر بالنسبة لنا جميعا حكومة وسلطات عمومية هيئات سياسية».
واكد الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية ان الحادث المأساوي لحياة بلقاسم الذي هز المجتمع المغربي «يتعلق بمسألة خطيرة.. آن الأوان أن نهتم بشبابنا وبأوضاعه وإلا سنذهب في اتجاه محفوف بالمخاطر ستكون له انعكاسات سلبية على شرائح واسعة من شعبنا».
وذهب بنعبد الله إلى القول إن مصرع الشابة حياة يجب أن يكون بمثابة دق ناقوس الخطر، قائلا: «علينا أن نفهم أن عددا كبيرا من شاباتنا وشبابنا وصلوا إلى هذا النوع من المغامرة التي يمكن أن تؤدي إلى مفارقة الحياة، عسى أن ما حدث يكون بمثابة دق ناقوس الخطر وإشعار بالنسبة إلينا جميعا، حكومة وسلطات عمومية وفعاليات سياسية وأحزاب نقابات، فعاليات جمعوية ومجالس منتخبة وكل من له المسؤولية في المسار التنموي» و«آن الأوان لنستيقظ ونهتم بشبابنا وبأوضاعه، وإلا سنذهب في اتجاه محفوف بالمخاطر وبالانعكاسات السيئة بالنسبة إلى وطننا، فما حدث ليس مسألة سهلة بل خطرة، ورمزيته قد تكون لها عواقب من الضروري أن نلتفت إليها الآن».
ووجّه بنعبد الله انتقادات لاذعة إلى حليفيْه في الأغلبية الحكومية، العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار اللذين يتبادلان هجمات بتصريحات شديدة «هناك تراشقات عبثية ونقاش عقيم بين بعض مكونات الأغلبية الحكومية، واش (هل) عندكم شي عقل، وهل هناك وعي بخطورة الأوضاع الاجتماعية السائدة في البلاد» فـ»عندما نرى مآسي الهجرة السياسية وما حدث من تعابير شعبية خلال الشهور الأخيرة، بالحسيمة وجرادة وتنغير وغيرها من الحركات الاجتماعية المتنوعة، بالله عليكم، هل الشباب اليوم ينتظر صراعات هامشية من هذا النوع؟ أم ينتظر حكومة قوية قادرة على الاستجابة لطموحات شعبنا؟»
وقال إنّ على الجميع «أن يعيَ بخطورة الوضع، لكنْ دون تسويد الصورة، فالبلاد ليست على حافة الهاوية، أو أنها مهددة بالسقوط في أي حفرة الآن، بالنظر إلى الأوضاع السياسية العامة المتسمة بالضبابية وانسداد الأفق وتساؤلات عميقة، وتعثرات الحقل الاقتصادي، وما تعرفه الساحة الاجتماعية من مشاكل، سنفهم بسهولة أنه في بعض الأحيان يمكن أن تؤدي الأوضاع من هذا النوع إلى نتائج كارثية».
وكشف الأمين العام لحزب «التقدم والاشتراكية» أن حزبه سيباشر اتصالات مع «العدالة والتنمية» ومع العديد من مكونات المجتمع ليقرر ما كان سيستمر في الحكومة أم لا «في أفق انعقاد الدورة المقبلة للجنة المركزية (برلمان الحزب) ســنباشر اتصالات بدءا من ( الجمعة) مع العدالة والتنمية، ومع مكونات كثيرة من المجتمع تهدف إلى أن نتأكد هل مشاركتنا في الحكومة سيكون لها تأثير حقيقي على مسار الإصلاح؟» «بمعنى هل هذه الحكومة التي أعطتنا هذه الصورة من التراشق العبثي».
وعرفت علاقات حزب التقدم والاشتراكية توترا مع رئاسة الحكومة بعد حذف حقيبة وزارية كانت تحملها احدى قيادات الحزب دون التشاور معه او حتى ابلاغه وتداول بعد ذلك مقترحات بالانسحاب من الحكومة التي بقي له فيها حقيبتان. ولم يشر بنعبد الله إلى إمكانية خروج حزبه من الحكومة، لكنه ترك الباب مواربا عندما قال بأن الهدف من هذا الاتصال هو معرفة: « واش كاينة (هل هناك) رغبة قوية في الإصلاح فنحن مستعدين نزيد نضحي..»
وحذر بنعبد الله: «اليوم وصلنا إلى وضعية، والأبحاث التي أنجزت، تبين بأن هناك هوة كبيرة بين الشباب وبين الحياة العامة للبلاد.. غالبية الشباب لا يهتمون بالشأن السياسي ولا يثقون بما تقوم أو لا تقوم به الحكومة» و»حتى في الأوساط الاقتصادية ورجال الأعمال هناك انحباس، هناك وضع متأزم، وحيرة بالنسبة للمستثمرين، هناك حركة سلبية لرؤوس الأموال..»
واضاف ان «قنوات الاتصال أصبحت ضعيفة بسبب العديد من الممارسات التي عرفتها بلادنا»، و«إذا استمر الوضع الاجتماعي متأزم، وغياب قنوات للتعبير عن هذا الغضب، فقد تحدث في مجتمعنا وفي وطننا مجموعة من التطورات التي قد تكون لها خطورة كبيرة».

زعيم حزب يساري مغربي: آن الأوان أن نهتم بشبابنا كي لا يسلكوا اتجاهات محفوفة بالمخاطر

محمود معروف

«أمنستي» تطالب السلطات الجزائرية بوضع حد لسياسة «اللاعقاب»

Posted: 28 Sep 2018 02:22 PM PDT

الجزائر «القدس العربي»: قالت منظمة العفو الدولية «أمنيستي» إن الوقت قد حان لتضع السلطات الجزائرية حدًا لسياسة اللاعقاب، في إشارة إلى ما جرى خلال سنوات الإرهاب، أو ما يعرف بـ «العشرية السوداء»، مشددة على أنه بدل التحقيق في تلك الأحداث ورفع اللبس عن الجرائم التي اقترفت، فإن السلطات اختارت السير في اتجاه وضع تشريعات وقوانين تحول دون معرفة الحقيقة، وتمنع عائلات الضحايا من اللجوء إلى القضاء.
وأضافت، أمس الجمعة، في بيان لها، أنه بعد مرور 13 عامًا على إقرار قانون السلم والمصالحة الوطنية، فإنها تتوجه إلى السلطات الجزائرية من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل وضع حد لسياسة اللاعقاب، وأنه في الوقت الذي كان فيه من الضروري أن تقوم السلطات بالتحقيق في جرائم القتل التي ارتكبت، وجرائم الاغتصاب والاختفاء القسري التي اقترفت خلال تسعينيات القرن الماضي، وتحديد المسؤولين عنها ليمثلوا أمام القضاء، فإن السلطات الجزائرية اختارت اتخاذ جملة من الإجرءات وسنت قوانين وتشريعات تكرس سياسة الإفلات من العقاب، وتمنع الضحايا وعائلاتهم من اتخاذ الإجراءات التي من شأنها تمكينهم من معرفة حقيقة ما جرى، والحصول على التعويضات.
وذكرت المنظمة غير الحكومية أن قانون السلم والمصالحة الوطنية الذي تمت المصادقة عليه في استفتاء شعبي في 29 من سبتمبر/ أيلول 2005 تضمن مادة تشير إلى حبس كل من ينتقد تصرفات أفراد أجهزة الأمن خلال تلك الفترة.
ويأتي بيان المنظمة عشية الاحتقال بالذكرى الـ 13 من إقرار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي جاء به الرئيس بوتفليقة، الذي مرر فور انتخابه رئيسًا سنة 1999 قانون الوئام المدني، الذي جاء لإعطاء تغطية سياسية لأفراد الجيش الإسلامي للإنقاذ الذي توصلت قيادته لاتفاق مع جهاز المخابرات العسكرية، والذي أفضى إلى وضع أفراد هذا التنظيم أسلحتهم والنزول من الجبال، ولكن قيادة هذا الجيش رفضت ما جاء به القانون الذي وصف أفراده بالإرهابيين التائبين، واضطر الرئيس بوتفليقة إلى إصدار مرسوم عفو خاص لأعضاء التنظيم الذي كان يقوده مدني مزراق. وكان قانون الوئام يعطي الفرصة لمن يرتكبون مجازر جماعية ولم يضعوا قنابل في الأماكن العامة من وضع السلاح والاستفادة من تدابير العفو، ثم أراد الرئيس تطوير الوئام المدني إلى وئام وطني، لكن الأحزاب الموالية للرئيس هي أول من رفض ذلك، وسقط المشروع في الماء، ولما فاز بوتفليقة بولاية ثانية بعد معركة شرسة انقسم فيها النظام وقيادة الجيش بين مؤيد له ومساند لرئيس حكومته السابق علي بن فليس، قرر بوتفليقة تمرير قانون المصالحة الذي يفتح باب العفو أمام جميع الإرهابيين، والذي يغلق حتى باب النقاش أو الحديث حول ما جرى خلال تلك الفترة، ورغم أن القانون كان محددًا زمنيًا، إلا أنه ما زال معمولًا به حتى الآن.
وقد تعرض القانون فور الكشف عن تفاصيله إلى انتقادات من منظمات حقوقية جزائرية ودولية، والتي اعتبرت أن المصالحة يجب أن تمر عبر المصارحة والحقيقة والاعتراف بما جرى، وبعد ذلك يمكن طي صفحة الماضي، ولكن السلطة اختارت طريقًا آخر، بغلق الصفحة بكل ما فيها، دون مصارحة أو اعتراف أو حتى اعتذار، إلى درجة أن عددًا ممن رفعوا السلاح في وجه السلطة والشعب لم يتوانوا في الحديث عما اقترفوه من جرائم خلال تلك السنوات السوداء في تاريخ الجزائر.

«أمنستي» تطالب السلطات الجزائرية بوضع حد لسياسة «اللاعقاب»

وصول 1300 قارب للهجرة إلى اسبانيا منذ بداية السنة وقلق من هجرة مكثفة إلى سبتة ومليلية

Posted: 28 Sep 2018 02:22 PM PDT

مدريد – «القدس العربي» : تجنبت اسبانيا التعليق على حادث إطلاق البحرية الملكية المغربية النار على قارب للهجرة متسببة في قتل الشابة حياة بلقاسم، وأكدت وصول 1300 قارب للهجرة إلى السواحل الإسبانية منذ بداية السنة وعلى متنها أكثر من 32 ألف مهاجري أغلبهم مغاربة. ويستمر ملف إطلاق البحرية النار على قارب للهجرة ووفاة طالبة مغربية حياة بلقاسم متأثرة بجروحها يثير الكثير من الجدل في المغرب واهتماما إعلاميا في اسبانيا ومن طرف بعض الجمعيات الحقوقية. وتؤكد مصادر اسبانية انطلاق القارب من شواطئ سبتة المحتلة قبل الدخول إلى مياه المغرب الثلاثاء الماضي هربا من ملاحقة الحرس المدني، لكن مدريد لا ترغب التعليق على الحادث تفاديا لإقحامها في هذا الملف، وهي التي تدرك قوة الحقوقيين والأحزاب اليسارية في استحضار الحادث في البرلمان الاسباني إذا تبين أن لسلطات مدريد عبر الحرس المدني دورا ما.
ونقلت جريدة « آ بي سي» عن مصادر في وزارة الداخلية ارتفاع وتيرة قوارب الهجرة التي وصلت إلى مختلف شواطئ اسبانيا ولاسيما في الأندلس وهي 1300 قاربا بمعدل حوالي 30 مهاجرا في كل قارب، ومنهم نسبة من النساء والقاصرين. ويعود ارتفاع القوارب إلى رهان المغاربة على الهجرة، حيث وقع تغيير في عملية الإبحار، حيث كانت عصابات من قبل هي التي تشرف على عملية التهجير أما الآن، يتفق مجموعة من الأصدقاء ويشترون قاربا وينتقلون به إلى سواحل اسبانيا، مع استمرار عمل العصابات.
والمثير أنه من أصل 1300 قارب انطلقت من شواطئ المغرب إلى اسبانيا لم يتم فتح النار سوى على قارب واحد يوم الثلاثاء الماضي في مياه المغرب وأسفر عن مقتل حياة بلقاسم وإصابة آخرين بجروح واحد منهم يوجد في مستشفى العاصمة الرباط ويعاني من جروح بليغة تهدد حياته.
ومن جانب آخر، انطلق قارب الهجرة السرية المنكوب من سبتة، وبدأ المغاربة يتوافدون على سبتة من أجل الإبحار سرا إلى اسبانيا، وتتخوف حكومة مدريد من ارتفاع المغاربة في المدينة بحثا عن عصابات تهريب البشر وقد يبقون في سبتة إذا دعت الضرورة. وكان عشرات الشباب قد تظاهر أمام الحدود الفاصلة بين سبتة المحتلة وباقي المغرب، طالبين الحق في الهجرة والتخلي عن جنسيتهم المغربية. ولم يسبق للمغرب أن شهد حالات مثل هذه، اي التخلي عن الجنسية أمام مدخل سبتة.

وصول 1300 قارب للهجرة إلى اسبانيا منذ بداية السنة وقلق من هجرة مكثفة إلى سبتة ومليلية

حسين مجدوبي

مواجهات في الضفة رفضا للاستيطان.. والاحتلال يشدد الخناق على الخان الأحمر

Posted: 28 Sep 2018 02:21 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»:اندلعت عدة مواجهات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية أمس، خلال مسيرات خرجت رفضا للاستيطان الإسرائيلي، والقرارات الأمريكية الأخيرة ضد القضية الفلسطينية، في الوقت الذي شددت فيه سلطات الاحتلال من حصارها على قرية الخان الأحمر شرق مدينة القدس، مع اقتراب الموعد النهائي الذي حددته لهدم القرية وتشريد سكانها.
وأصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق، عقب قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة قرية نعلين، غرب مدينة رام الله، الأسبوعية السلمية المناهضة لجدار الضم والتوسع العنصري والاستيطان، أمس الجمعة.
وتوجه المشاركون صوب بوابة الجدار جنوب القرية، حيث واجهتهم هناك قوات الاحتلال بالرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، التي أدت إلى إصابة العديد منهم بحالات اختناق.
وشارك أهالي بلدة كفر قدوم القريبة من مدينة قلقيلية، في التظاهرة الأسبوعية المنددة بالاستيطان وإغلاق طريق القرية الرئيس منذ 15 عاما.
وأسفرت عملية قمع الاحتلال للتظاهرة عن إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق، بينهم طفل رضيع يبلغ ثلاثة أشهر من العمر، وعدد من المتضامنين الأجانب.
كما شارك عشرات المواطنين، في مسيرة منددة بقرار سلطات الاحتلال هدم قرية الخان الأحمر شرق مدينة القدس المحتلة، وتهجير سكانها. وانطلق المشاركون بعد أداء صلاة الجمعة من خيمة الاعتصام الرئيسة في القرية، إلى الشارع الرئيس رافعين العلم الفلسطيني، ورددوا هتافات منددة بالاستيطان وهدم المنازل.
وأكد المشاركون على استمرارهم في الاعتصام وتكثيف الوجود على أرض القرية، مع اقتراب موعد الهدم الذي حددته سلطات الاحتلال، يوم الأول من شهر اكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وأكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، أن «معركة الخان الأحمر تدخل منعطفا خطيرا»، مشيرا إلى أنها «تحتاج المزيد من الدعم والإسناد الشعبي لتعزيز صمود الأهالي».
وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت صباح أمس البوابة الحديدية المؤدية لقرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، ومنعت قوات المحتجين من الدخول أو الخروج من القرية بشكل مفاجئ، بهدف منع إقامة صلاة الجمعة في البلدة المهددة بالهدم وتهجير سكانها.
وفي حادثة أخرى، اندلعت مواجهات بين سكان بلدة يطا التابعة لمدينة الخليل، وقوات الاحتلال، أسفرت عن إصابة عدد من المواطنين بالاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للبلدة، وإجراء عمليات تفتيش للعديد من منازلها. وقال منسق اللجان الوطنية والشعبية  لمقاومة الجدار والاستيطان راتب جبور، إن قوات الاحتلال داهمت عدة مناطق في البلدة،  وفتشت منازل المواطنين هناك، بحجة البحث عن مواد ممنوعة، وسلمت أحد المواطنين بلاغا لمقابلة مخابراتها.
إلى ذلك أغلقت قوات الاحتلال صباح أمس الجمعة، الشارع الرئيسي الواقع جنوب مدينة نابلس ومنعت المواطنين من المرور حتى سيرا على الأقدام، بحجة تنظيم ماراثون للمستوطنين، انطلق تحت حماية الجيش من مستوطنة «راحاليم» باتجاه مستوطنتي «شيلو وجفعات اريئيل»، على حدود قرية اللبن الشرقية باتجاه بلدات ترمسعيا وسنجل.
يذكر أنها المرة الثالثة التي ينظم فيها المستوطنون ماراثونا في المنطقة ذاتها، حيث كانوا نظموا آخر خلال عام 2015 منعوا من خلاله 1700 طالب من الذهاب الى مدارسهم.
ونصبت قوات الاحتلال عدة حواجز عسكرية على مداخل قريتي رمانة وزبوبا وبلدة اليامون، التابعتين لمدينة جنين، حيث قام الجنود بإيقاف مركبات المواطنين وتفتيشها والتدقيق في بطاقات ركابها، كما احتجزوا عددا من الشبان واستجوبوهم ما أدى الى إعاقة تحركات المواطنين.
وفي السياق أعلنت قوات الاحتلال، المنطقة العليا من «خلة حمد»، الواقعة في منطقة الأغوار الشمالية، والقريبة من تجمع استيطاني بني قبل سنتين، منطقة عسكرية مغلقة، حيث فرضت العملية منذ الثامنة من صباح يوم أمس حتى السادسة مساء.وسمحت قوات الاحتلال للمستوطنين بالتجول في تلك المنطقة، بعد أن وفرت لهم الحماية الكاملة، بعد منع الفلسطينيين من الرعي بمواشيهم في المناطق القريبة.واضاف جبور أن قوات الاحتلال أطلقت القنابل الصوتية والدخانية صوب المواطنين والفتية مما أدى الى إصابة عدد منهم بالاختناق، تم إسعافهم ميدانيا من قبل طواقم الهلال الأحمر.
إلى ذلك فقد اعتقلت قوات الاحتلال شابين من مدينة القدس المحتلة، وآخر من مدينة بيت لحم، وأربعة من بلدة ترقوميا التابعة لمدينة الخليل، ضمن حملة مداهمات، نجم عنها إجراء تفتيش في منازل المواطنين.
وفرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاقا شاملا على مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، بدأ يوم أمس، ويستمر لمدة أربعة أيام، بسبب الاحتفالات بأحد الأعياد اليهودية.
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال، إن طوقًا أمنيًّا فرض على الضفة الغربية ومعابر قطاع غزة، بمناسبة قرب نهاية «عيد العرش» لدى الإسرائيليين.
وبموجب الطوق الأمني، فرض الإغلاق على كافة معابر الضفة وغزة، المخصصة للأفراد والبضائع، باستثناء الحالات الإنسانية والطارئة فقط.

مواجهات في الضفة رفضا للاستيطان.. والاحتلال يشدد الخناق على الخان الأحمر
إسرائيل تغلق الأراضي الفلسطينية لأربعة أيام بسبب الأعياد اليهودية

والد ناصر الزفزافي القائد الميداني لحراك الريف يدافع عن حق ابنه في نيل جائزة زخاروف لحرية الفكر

Posted: 28 Sep 2018 02:21 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: دافع أحمد الزفزافي، والد ناصر الزفزافي القائد الميداني لحراك الريف، المحكوم بـ20 سنة سجنًا نافذًا، عن أهمية نيل ابنه جائزة «زخاروف» لحرية الفكر لسنة 2018، في دعم الحرية وحقوق الإنسان في مطقة الريف والمغرب.
وجاءت كلمة الأب دفاعًا عن ابنه ناصر وبحضور زوجته وعن أحقيته بالفوز بالجائزة أمام اللجنة التحكيمية بعدما رشحته لها نائبات في البرلمان الأوروبي، ووقع عليها أكثر من 40 برلمانيًا أوروبيًا إيمانًا بمشروعية الحراك، وعدالة الملف المطلبي.
وتزامنًا مع فعاليات جائزة زخاروف، أجرى وفد برلماني برئاسة عبد الرحيم عثمون، رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة (المغرب- الاتحاد الأوروبي)، منذ الإثنين الماضي، سلسلة من اللقاءات في بروكسل، مع عدد من النواب الأوروبيين والمجموعات الـــسياسية، وذلك على هامش أشغال اللجنة البرلمانية الأوروبــية.
وسيتم الإعلان عن الفائز بجائزة «زخاروف»، في شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، في حفل رسمي في مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، ومن بين الشخصيات التي حصلت على الجائزة التي تأسست 1988 تكريمًا للكاتب الروسي زخاروف، العديد من الأسماء والشخصيات من «نلسون مانديلا»، وناشطة السلام الباكستانية «ملالا يوسف زاي»، ورسام الكاريكاتير السوري علي فرزات، وتبلغ قيمتها 50 ألف يورو.
وكشف البرلمان الأوروبي، يوم أول أمس الخميس، عن القائمة النهائية لجائزة «زخاروف لحرية التعبير»، لتكريم شخصيات فردية أو جماعية، التي تدافع عن حقوق الإنسان، وضمت القائمة القصيرة ثمانية أسماء لأشخاص ومنظمات من جنسيات وبلدان مختلفة، منها- عربيًا- السوري « قيصر»، والمغربي ناصر الزفزافي.
وقالت العضو اليـــسارية في البرلمان الأوروبي ماري كريستين فرغات، إن الزفزافي دخل المسابقة للفوز بالجائزة رسميًا بعد التصويت عليه من قبل 40 برلمانيًا، وأضافت اليسارية من خلال تغريدة لها على « تويتر » أن ناصر الزفزافي تمكن من اجتياز العقبة الأولى في طريقه نحو الفوز بنسخة 2018 وأن هذه المرحلة تمثل « نهاية الخطوة الأولى»، علمًا أن الزفزافي يتنافس مع أسماء كبيرة في المجال الحقوقي والنضالي والاجتماعي والثقافي لنيل الجائزة.
أما «سيزار» أو « قيصر»، فهو الاسم المستعار للمصور العسكري السوري الذي تمكن من إخراج 55 ألف صورة لجثث أشخاص قتلوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري، وتم التحقق من الصور عبر منظمة « هيومن رايتس ووتش».
وضمت القائمة أيضًا المنظمات غير الحكومية التي تحمي حقوق الإنسان وتنقذ المهاجرين في البحر المتوسط، منذ عام 2015، ومنها «مؤسسة قارب اللاجئيـــن»، و»جوجند ريت»، و«قارب الإنقاذ»، و«أطباء بلا حدود»، وغيرها، إضافة إلى اسم المحامية الألمانية من أصل تركي، سيران أتيس، لجهودها في محاربة التطرف الديني والســـياسي واضطهاد المرأة، وهي التي أسست «مسجد ابن رشد غوتة »، في العاصمة برلين، حيث يــــمكن للرجال والنساء الصلاة جنبًا إلى جنب وبإمامة امرأة، ويرحب بالمثليين أيضًا، الأمر الذي عرضها لتهديدات كثيرة.
اســــم آخر في القائمة، هو المخرج الأوكراني، أوليغ سينتزوف، المحكوم بالسجن لمدة 20 عامًا، بتهمة « تخطيطه أعمالًا إرهابية » ضد الدولة الروسية، الحكم الذي اعتبرته « أمنســـتي » « حكمًا غير عادل أمام محكمة عسكرية »، كما ضمت القائمة اسم الأمريكي، ديواين جونسون، وهو يعمل حارسًا لإحدى الأراضــــي في الولايات المتحدة، واكتشف أن أحد العلامات التجارية الزراعية التي تبيعها الشركات تتسبب بالسرطان.
وضمــــت القائمة أيضًا « أفري فورم » أو (المنتدى الأفريقي)، وهي منظمة غير حكومية تعنى بحماية حقوق الأقليات في جنوب أفريقيا. وضمت أيضًا ماري فاغنر، وهي ناشطة كندية اعتُقلت مرات عدة بتهمة « تعطيل أعمال» عيادات الإجهاض في تورنتو.
وقال البرلمان الأوروبي إن الإعلان عن القائمة القصيرة، وتضم ثلاثة أسماء، سيكون في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، فيما سيعلن اسم الفائز بالجائزة في يوم من الشهر نفسه، وسيقام حفل تسليم الجائزة في مقر البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ (شرق فرنسا)، في كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

والد ناصر الزفزافي القائد الميداني لحراك الريف يدافع عن حق ابنه في نيل جائزة زخاروف لحرية الفكر

حماس: الكفاح المسلح خيار استراتيجي لحماية القضية واسترداد الحقوق

Posted: 28 Sep 2018 02:20 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: أكدت حركة حماس بمناسبة الذكرى الـ 18 لـ «انتفاضة الأقصى»، أن المقاومة «حق مشروع كفلته الشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية»، وفي المقدمة منها «الكفاح المسلح» الذي يمثل «خيارا استراتيجيا» لحماية القضية الفلسطينية واسترداد الحقوق. وجددت دعمها الكامل لـ «مسيرات العودة»، الهادفة إلى كسر الحصار وتثبيت حق العودة.
وأشارت في بيان لها بهذه المناسبة، إلى أن الأسباب التي أدت إلى اندلاع انتفاضة الأقصى «ما زالت قائمة وتتفاقم، وما زال العدو يعربد ويتجبر بدعم وغطاء إمبريالي، وأن الشعب الفلسطيني لا يزال متوثباً يدافع عن المسجد الأقصى كلٌ من موقعه، مدركاً حجم المخاطر التي تحدق به»، لافتة إلى أن تلك الانتفاضة أثبتت «فشل مسار التسوية، وأن العدو لا يفهم إلا لغة القوة».
ودعت الحركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لـ «وقف التنسيق الأمني، والكف عن مطاردة المجاهدين واعتقالهم وسحب سلاحهم بما يجعل الاحتلال ناعما غير مكلف».
وجددت رفضها لـ «صفقة القرن» وكل الحلول الإقليمية المقترحة التي تهدف إلى «تصفية القضية الفلسطينية وقضم الحقوق الوطنية والالتفاف عليها أو الانتقاص منها».
كما جددت رفضها لنقل السفارة الأمريكية للقدس، أو الاعتراف بها عاصمة للاحتلال، وقالت «ستبقى القدس عاصمة أبدية للفلسطينيين»، معتبرة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تصدى له الشعب الفلسطيني بالدم والتضحيات « باطلاً لا تترتب عليه أي التزامات سياسية تلزم الفلسطينيين بشيء مستقبلا».
ودعت حركة حماس الرئيس عباس كذلك إلى «رفع العقوبات الظالمة المفروضة على قطاع غزة، خزان الثورة والبركان في وجه الاحتلال ومشاريع التصفية للقضية».
وأكدت على ضرورة «رفع العقوبات وتطبيق الاتفاقات 2011 في القاهرة و2017 في بيروت بما يشمل الكل الوطني وتشكيل حكومة وحدة وطنية». وقالت «دون ذلك تبقى السلطة تدور حول نفسها تضيع الوقت وتبدد الجهود والطاقات».
وأشادت حركة حماس بفلسطينيي الضفة وغزة وفي مناطق الـ 48 ومخيمات الشتات «على صمودهم وثباتهم في وجه المؤامرات، وفي مقدمتهم المرابطون في ساحات الأقصى»، وثمنت تمسكهم بحقوقهم و»الالتفاف حول المقاومة»، وأكدت على مضيها بهذا الطريق «دفاعاً عن القدس والأقصى». وناشدت الفلسطينيين لـ «شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى والدفاع عنه».
وصادف يوم أمس ذكرى اندلاع «انتفاضة الأقصى» التي انطلقت شرارتها عند زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون، للمسجد الأقصى، وعقب فشل مباحثات «كامب ديفيد» للسلام.

حماس: الكفاح المسلح خيار استراتيجي لحماية القضية واسترداد الحقوق
في الذكرى الـ 18 لـ «انتفاضة الأقصى»

مقررون في الأمم المتحدة: النظام المصري يقمع المعارضة بحجة محاربة الإرهاب

Posted: 28 Sep 2018 02:20 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أصدر عدد من مقرري الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بيانا صحافيا حول المحتجزين في مصر، بسبب دفاعهم عن قضايا ذات صلة بحقوق الإنسان، اتهم النظام بممارسة القمع ضد المعارضة بحجة محاربة الإرهاب.
ووقع على البيان كل من المقرر الخاص المعني بوضع المدافعين عن حقوق الإنسان، والمقرر الخاص لتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير، والمقرر الخاص لاستقلال القضاة والمحامين، والمقرر الخاص المعني بمسألة التعذيب، ومجموعة العمل المعنية بقضية التمييز ضد النساء في القانون والممارسة، والمقررة الخاصة لتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق محاربة الإرهاب، ومجموعة العمل المعنية بالاحتجاز التعسفي.
وذكر مقررو وخبراء الأمم المتحدة في بيانهم أن «المحتجزين أمل فتحي، وشادي الغزالي حرب، ومحمد إبراهيم رضوان المعروف أيضا باسم محمد أوكسجين، ووائل عباس، وهيثم محمدين، الذين نشطوا في العمل على صعيد قضايا مثل الفساد والتعذيب وحقوق المرأة والقتل خارج نطاق القضاء، يواجهون اتهامات تتعلق بحرية التعبير والانتماء إلى الأحزاب».
وأعربوا عن «القلق بشكل خاص بشأن أمل فتحي، التي تواجه اتهامات في قضيتين منفصلتين تتعلقان بالتحريض على الإطاحة بالنظام والإرهاب ونشر أخبار زائفة، تتعلق بجهودها لتعزيز حقوق المرأة، حيث تفيد التقارير بأن أمل فتحي تعاني من توتر حاد نتيجة احتجازها لفترة طويلة، وتم تشخيص حالتها بالشلل في يوليو/ تموز الماضي، ومن المقرر عقد جلسة محاكمتها اليوم السبت».
وأشار بيان مقرري وخبراء حقوق الإنسان إلى أن «الاستهداف المنهجي للمدافعين عن حقوق الإنسان، مؤشر آخر على أن الحكومة المصرية تتبع نهج عدم القبول المطلق للمعارضة، التي تقمع غالبا بحجة محاربة الإرهاب، وإلى أن ثلاثة من المحتجزين يواجهون اتهامات تتعلق بالمشاركة في منظمات إرهابية».
وأبدوا قلقهم «إزاء احتجاز المدافعين عن حقوق الإنسان لفترات طويلة، بسبب عملهم السلمي والمشروع عن الحقوق كما أفادت التقارير».
وطالبوا بوقف الانتهاكات بحق المدافعين عن حقوق الإنسان، وأكدوا على أنه «يجب ألا يعاقب أي شخص لمجرد التعبير عن المعارضة السياسية بما يتوافق مع معايير حقوق الإنسان العالمية».
وشدد الخبراء في بيانهم على «ضرورة السماح لجميع المعتقلين، بغض النظر عن الاتهامات ضدهم، بالوصول الفوري وبشكل الملائم للمحامين، وعدم إساءة استخدام قانون مكافحة الإرهاب ضد الأفراد الذين يمارسون بسلمية حرية التعبير والانتماء إلى الأحزاب، وهي حرية تحظى بالحماية بموجب القانون الدولي».
وناشدوا السلطات المصرية بـ «ضمان عاجل لاتباع الإجراءات الواجبة والمحاكمة العادلة لجميع المدافعين عن حقوق الإنسان المحتجزين، بمن فيهم السيدة أمل فتحي، وقالوا إن غياب مثل هذه الضمانات يتوجب إطلاق سراح جميع المدافعين عن حقوق الإنسان على الفور وإسقاط كل التهم الموجهة ضدهم».
وحثوا السلطات أيضاً على «احترام الحريات وحقوق الإنسان الأساسية، باعتبار ذلك أولوية، واتخاذ كل التدابير الضرورية لحماية المدافعين عنها».

مقررون في الأمم المتحدة: النظام المصري يقمع المعارضة بحجة محاربة الإرهاب

اللجنة الوطنية لدعم الحراك الشعبي المغربي تحمّل الدولة مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية للراغبين في الهجرة

Posted: 28 Sep 2018 02:19 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: تتواصل ردود الفعل على مقتل الفتاة المغربية حياة بلقاسم (طالبة 20 عامًا) يوم الثلاثاء الماضي، برصاص البحرية الملكية المغربية عندما كانت على متن مركب يستقله مهاجرون سريون في طريقهم إلى إسبانيا.
وطالبت اللجنة الوطنية لدعم الحراك الشعبي التي تضم أحزابًا يسارية ومنظمات حقوقية ونقابات، بالتعجيل بفتح تحقيق قضائي في ملابسات «اغتيال المواطنة حياة بلقاسم والتسبب في عاهات مستديمة لبقية المهاجرين من طرف أجهزة الأمن المغربي»، باعتبار حرية التنقل حقًا مكفولًا في المواثيق الدولية، ويزداد ملحاحية حين تكون الهجرة قسرية تحت وطأة الأوضاع الاجتماعية المزرية للمهاجرين في أوطانهم.
وحملت اللجنة الدولة كامل المسؤولية فيما آلت إليه أوضاع المواطنات والمواطنين من تدهور اجتماعي واقتصادي أمام انسداد كل أفق لتحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وجددت تشبثها بإطلاق سراح نشطاء كل الحراكات العادلة على امتداد خريطة المغرب، كمطلب أساسي، باعتبار العنف والاعتقال في مواجهة الحراكات السلمية إحدى مسببات خيارات الهجرة القسرية.
وقالت اللجنة في بلاغ أرسل لـ»القدس العربي» إن خيار الهجرة القسرية ما كان ليكون نهجًا أخيرًا لكل هاته الأمواج البشرية على ضفاف المتوسط، لولا تخلي الدولة عن مصالح شاباتها وشبابها في الديمقراطية والتنمية العادلة والتوزيع السوي للثروة ومواجهة نهب مقدرات البلاد.
وتضم اللجنة كلًا من فيدرالية اليسار الديمقراطي (حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي والحزب الاشتراكي الموحد) وحزب النهج الديمقراطي والكنفدرالية الديمقراطية للشغل والجامعة الوطنية للتعليم والجمعية المغربية لحقوق الإنسان وأطاك المغرب وحركة أنفاس الديمقراطية.
وقالت اللجنة الوطنية لدعم الحراك الشعبي «إن تجرُّؤ أجهزة الدولة على مواطنيها العزل باستعمال السلاح الناري، الذي وصل حد اغتيال الشهيدة حياة بلقاسم، وإصابة بقية المهاجرين بأعيرة نارية خطيرة سببت عاهات مستديمة لأصحابها، يسائل مسؤولي الدولة من أعلى هرمها على من اتخذ هذا القرار الخطير باغتيال مواطنين عزل اضطرهم تنكر الدولة للهروب من البلاد.
ودعت كل القوى الديمقراطية والتقدمية إلى لمّ صفوفها ووضع برنامج نضالي متكامل سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وحقوقيًا وثقافيًا لمواجهة الردة العامة للدولة والتي تنتهك أبسط حقوق الإنسان في العيش الكريم، بتشكيل جبهة وطنية عريضة من أجل الديمقراطية والتوزيع العادل للثروة.
ونظم التراس نادي المغرب أتلتيك تطوان لكرة الكرة، وشبيبة جماعة العدل والإحسان، احتجاجات مساء أمس الجمعة، على مقتل الشّابة حياة بلقاسم، التي كانت طالبة بكلية الحقوق بمارتيل القريبة من تطوان/ شمال المغرب. وتم التداول على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيق «واتساب»، رسالة تدعو إلى المشاركة في الاحتجاج وارتداء لباس أسود حدادًا على روح «شهيدة الحريڭ»، التي لفظت أنفاسها وهي تحاول الهجرة عبر قارب موت لتنتشل أسرتها من الفقر.
ونظمت شبيبة جماعة العدل والإحسان (شبه محظورة وأقوى الجماعات المغربية ذات المرجعية الإسلامية) وقفة وسط مدينة تطوان، احتجاجاً على مقتل الشابة حياة بلقاسم.

اللجنة الوطنية لدعم الحراك الشعبي المغربي تحمّل الدولة مسؤولية تدهور الأوضاع الاقتصادية للراغبين في الهجرة

منظمة التحرير و«الأونروا» تعلنان الانتصار في مؤتمر المانحين وتؤكدان تجاوز مرحلة الخطر

Posted: 28 Sep 2018 02:19 PM PDT

غزة – رام الله – «القدس العربي»: أكدت منظمة التحرير الفلسطينية، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، عن نجاح مؤتمر المانحين الذي عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل توفير أموال لصالح تقديم خدمات للاجئين الفلسطينيين.
وقال أحمد أبو هولي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير،  رئيس دائرة شؤون اللاجئين، إن المؤتمر الدولي الذي عقد في نيويورك مساء أول من أمس الخميس «كان ناجحا ومثمرا على المستويين السياسي والمالي».
وأشار إلى أن المؤتمر الذي خرج بدعم مالي إضافي بلغ 118 مليون دولار لدعم ميزانية «الأونروا» حمل «دعما سياسيا» من خلال المشاركة الواسعة للدول المانحة، مؤكدا أن ذلك يحمل رسالة تأييد لاستمرار وبقاء عمل وكالة الغوث لحين إيجاد الحل السياسي لقضية اللاجئين الفلسطينيين، مشيرا الى ان مرحلة الخطر التي كادت أن تهدد عمل وكالة الغوث «تم تجاوزها».
وساهم الدعم المقدم خلال المؤتمر حسب أرقام «الأونروا» في خفض العجز المالي من 186 مليون دولار الى 68 مليون دولار.
وكان المانحون قد تعهدوا بدفع 118 مليون دولار لسد العجز الذي أحدثه وقف الإدارة الأمريكية تمويلها الكبير لـ «الأونروا» في مسعى لحل هذه المنظمة الدولية، في إطار خططها الرامية لتصفية ملف اللاجئين، ويعد هذا المؤتمر هو الثالث الذي يعقد هذا العام لتوفير أموال بديلة عن أموال الدعم الأمريكي، التي تقدر سنويا بـ 350 مليون دولار.
وأشار أبو هولي إلى أن هذا المؤتمر «ليس نهاية المطاف»، وان الأمر ليس مقصورا على تغطية العجز المالي الذي نجم عن وقف المساعدات الأمريكية، بل والعمل على تأمين تمويل كاف ومستدام، لافتا الى أن منظمة التحرير على تنسيق دائم ومستمر مع «الأونروا» والدول العربية المضيفة لوضع آلية تحرك لتأمين التمويل المستدام والكافي.
وشدد على ان وكالة الغوث الدولية ستبقى قائمة وستستمر في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين حسب التفويض الممنوح لها بالقرار 302، عام 1949، مقدما الشكر لكل من الأردن والسويد والاتحاد الأوروبي واليابان وتركيا، لرعايتهم للمؤتمر.
وفي السياق قال الناطق الرسمي لوكالة «الأونروا» سامي مشعشع، إن إدارة منظمة الدولية ولاجئي فلسطين وشركاءهم «انتصروا» في الأمم المتحدة، على كل محاولات التشكيك بدورها ومحاولات إضعافها، بعد وقوف العجز المالي عند 68 مليون دولار، مع وجود تعهدات إضافية متوقعة.
لكن مشعشع لم يقلل خلال تصريحاته لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» من طبيعة التحديات التي تواجه «الأونروا» في بداية العام المقبل خصوصا توفير التمويل المستمر وبالمستويات المطلوبة لإدارة دفة خدمات الوكالة العادية والطارئة، مشيرا الى تزايد الاحتياجات الطارئة والمنقدة للحياة للاجئين الفلسطينيين في كل من غزة وسوريا. يشار إلى ان «الأونروا» بدأت العام الجاري بعجز مالي كبير بلغ 446 مليون دولار، وتمكنت عبر المؤتمرات الثلاثة للمانحين أحدهم في العاصمة الإيطالية روما، واثنان آخران في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، الحصول على دعم مالي أدى إلى تقليص العجز الكبير.
ولجأت «الأونروا» إلى إلغاء «برنامج الطوارئ» في غزة، وتسريح موظفيه وعددهم قرابة الـ 1000 موظف، وقالت إن الأمر يعود للأزمة المالية، وهو ما من شأنه أن يسفر عن خلل في الخدمات المقدمة للاجئين، حيث أعلن اتحاد موظفي هذه المنظمة في القطاع، عن «عصيان إداري»، وشرعوا بسلسلة فعاليات احتجاجية.

منظمة التحرير و«الأونروا» تعلنان الانتصار في مؤتمر المانحين وتؤكدان تجاوز مرحلة الخطر

فيلم «غزة واشنطن» للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي يفوز بجائزة «أي برودكشن» في مهرجان «الجونة»

Posted: 28 Sep 2018 02:19 PM PDT

الجونة – «القدس العربي» : اختتمت مساء أمس الجمعة، فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، وسط مشاركة محلية وعربية ودولية لافته من نجوم وصناع السينما من مختلف أنحاء العالم.
أنهت منصة الجونة لدعم مشاريع الأفلام في مهرجان الجونة السينمائي أعمالها بإعلان المشاريع الفائزة، حيث حصل مشروع فيلم «برزخ» الفلسطيني للمخرجة ليلى عباس على جائزة «راديو وتلفزيون العرب «آه آر تي» وقيمتها 10 آلاف دولار، وجائزة «سيدارز أرت برودكشن» وقيمتها 10 آلاف دولار، وجائزة «أو ثري بروداكشنز» وقيمتها 10 آلاف دولار.
وفاز بجائزة الجونة لأفضل مشروع في مرحلة التطوير الفيلم اللبناني «نفوس» للمخرج محمد الصباغ وقيمتها 15 ألف دولار، وذهبت جائزة «مقام بروداكشنز» لـ»فولاذ» من تونس للمخرج مهدس هميلي وقيمتها 10 آلاف دولار.
وذهبت جائزة «أي برودكشن» وقيمتها 10 آلاف دولار لفيلم «غزة واشنطن» من فلسطين، إخراج رشيد مشهراوي.
وفاز مشروع الفيلم المصري «سعاد» للمخرجة أيتن أمين بدعم عيني غير محدود، وجائزة «إيغل فيلمز» وقيمتها 10 آلاف دولار، وجائزة 10 آلاف دولار من «سينرجي فيلمز»، ودعم من «نيوسينشري» تبلغ قيمته 15 ألف دولار.
وفاز مشروع فيلم «الرجل الذي باع ظهره» من تونس للمخرجة كوثر بن هنية بجائزة «بيلينك بروداكشنز»، وتبلغ قيمتها 10 آلاف دولار، ودعم من «مينتور» العربية وقيمته 5 آلاف دولار.
وفاز الفيلم اللبناني «1982» للمخرج وليد مؤنس بجائزة الجونة لأفضل فيلم في مرحلة ما بعد الإنتاج وقدرها 15 ألف دولار، وجائزة 10 آلاف دولار من «غرافيت ميديا سوميت».
ونال فيلم «فاتاريا» من تونس للمخرج وليد طايع دعم 5 آلاف دولار من طيارة، ونال الفيلم المصري «سيلفت» للمخرج مينا نبيل جائزة «ذا سيل بوست بروداكشنز» وقيمتها 10 آلاف دولار، ودعم من السفارة الأمريكية وقدره 10 آلاف دولار.
ونال «على حافة الخرطوم» من السودان، للمخرجة مروة زين دعم 5 آلاف دولار للتترات والمواد الترويجية من «نيو بلاك». ونال فيلم «تحت التحت» من لبنان للمخرجة سارة قصقص، جائزة «ذا سيل بروداكشنز» وقيمتها 5 آلاف دولار.
«منصة المهرجان» توفر فرصا احترافية للمشاركين وصناع الأفلام من أجل توسيع شبكات التواصل في ما بينهم في صناعة السينما، والعمل على زيادة فرص إنتاج وتوزيع مشروعات سينمائية.
كما توفر منصة الجونة ورشا سينمائية وندوات ومحاضرات وموائد حوار مع خبراء في صناعة السينما، يقومون بدورهم بمساعدة صناع السينما الشباب في الحصول على فرص للتعلم، إضافة إلى بناء شبكات تواصل تساعدهم على إنجاز مشاريعهم التي تحتاج إلى دعم فني ومادي بمشاركة العديد من الجهات المانحة للدعم المادي.

فيلم «غزة واشنطن» للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي يفوز بجائزة «أي برودكشن» في مهرجان «الجونة»

فايزة هنداوي

مديح للنائم الجميل

Posted: 28 Sep 2018 02:18 PM PDT

الكتابةُ عن الشاعر والكاتب خيري منصور، لا يمكن إلا أن تأخذ شكل مديح، مشوب بحرقتِه الجارحةِ. مديحٌ مأخوذٌ بفتنة نصوصٍ غيرِ حريصةٍ أبدا على أن تكون شبيهة بما ينكتب هنا أو هناك. كما هو مديحٌ حزين ومكلومٌ بألم فقْدٍ مباغتٍ أبدا لم يكن واردا في خاطر الكتابة، أو حسبانها. وفي حيز ضيق كهذا، الذي بالكاد، يسمح بتلويحةِ وداع حائرة ومرتبكة، لن يكون بوسعي سوى الاقتصار على الإشارة الخاطفة إلى عمق تلك الخبرة الاستثنائية التي تميزت بها تجربة كاتبنا، وهي تنتشي باشتغالها اليومي أو الأسبوعي على قضايا غالبا ما يتداخل فيها الفكري والإبداعي، والموجهة برؤيةٍ لا يستقيم تحت قوة ضوئها، أيُّ أثرٍ لظلمةٍ محتملة. وإذا كان الاشتغال اليومي أو الأسبوعي بالكتابة هو المحك الحقيقي الذي يختبر فيه الكاتب حدود ما يمتلكه من ثراء نظري ولغوي، وقدرات استثنائية على التواجد الدائم في قلب الإشكاليات الثقافية الكبرى بمختلف مرجعياتها واختصاصاتها، فإن كاتبنا خيري منصور، يعتبر في نظرنا، من بين أجمل الأسماء التي دأبت على إمتاع قرائها، وكسب ثقتهم يوميا أو أسبوعيا، بغزارة وتجدُّدِ دفْقها المعرفي، الذي لا ينضب معينه أبدا. وكما هو معلوم، فإن الالتزام الحقيقي والفعلي بهذا الإيقاع، يقتضي من الكاتب الإقامة المطلقة والاختيارية في مسكن الكتابة. وهو اختيار مصيري، ونابع من تحول الكتابة ذاتها إلى صيغة حياة، وصيغة وجود. بهذا المعنى تصبح العلاقة مع أسئلة العالم، موجهة بسلطتها وقوانينها. فلا شيء يوجد خارج الكتابة، التي تأخذ بهذا الشرط، شكل وعي مضاعف مسكون بهاجس فهْم ما يحدث هنا والآن. وعيٌ لا يطمئن إلى غواية المسلمات المتناسلة في قلب المعطى، وفي قلب الجاهز، الذي يُلح على اعتبار ذاته امتدادا لحتمية متعالية، ليس للكائن سوى أن يتعايش معها بالقبول والإذعان.
تلك هي خصوصية كتابةِ خيري منصور المؤطرة بوعيها النقدي والتفكيكي، الذي لا يمل من مرافقة الكتابة في بحثها الدؤوب عن المعنى الشبيه بوحشٍ مُقَنَّعٍ، لا يكف عن العبث بشكوكنا في عمق خرابنا وانهيارنا العربي القاتل والمميت. مرافقة هي مزيج من العشق والغضب، والقلق والرقة والعنف والبساطة، وبعضِ التعقيد أحيانا، أملا في وضع حد ولو مؤقت لزحف الكارثة.
هكذا تبدو لي تجربة خيري، وهي تضيء بلهبها الخاص سماءَ القول والكشف والمساءلة، بعيدا عن بؤس أي التزام تعاقدي، يجبر الكاتب على تحرير مقالاته، كما هو الشأن بالنسبة لجيوش كاملة من الأسماء الممارسة لهذه «الوظيفة» بصيغة آلية أو تكاد، لا أثر فيها لأي مكابدة ثقافية، ولا حضور فيها لأي قلق معرفي، وممعنة في تلطيخ الغالبية العظمى من منابرنا الإعلامية المكتوبة والمسموعة .
وعلى الرغم من عزوفي شبه التام عن قراءة المقالات المكتوبة بضمير المتكلم، إلا أنني أجد نفسي للتو متصالحا معها، حينما يتعلق الأمر بتجربة خيري. إنها من بين التجارب القليلة والنادرة، التي تجدد ثقتي بإمكانية الإنصات إلى بوح هذا الضمير. ضمير خيري منصور الحي اليقظ والمرهف، العميق والخبير بأهوال السفر في جغرافيات هذه العروبة الملدوغة من قبل كافة السَّحليات السامة والموبوءة. كما إنه الضمير المتمرس بمحاورة النصوص الكونية، التي تتشكل منها وبها الهوية الإنسانية وذاكرتها. وأيضا ضمير المتكلم المتبرئ من تلك الادعاءات، التي تحاول الذوات المريضة عبثا إقناعنا بها. فحيث يهيمن الخواء المعرفي، وحيث يستبد العي ببياض الصفحة، تحتمي هذه الذوات الجوفاء، بضمير المتكلم كي تستدرجك للإنصات إليها، بذريعة واقعيةِ وصدقِ ما تهذي به وتلفقه من أوهام وأراجيف.
غير أنك وفي حضرة خيري، سوف تطمئن إلى حضور ذلك الامتلاء الإنساني والفكري الباذخ لضميرٍ متكلمٍ يحترم القارئ، ويقوده بروح عقلانية رصينة وعالمة، إلى أرخبيلات معرفية وجمالية جديرة بالمعايشة والاستكشاف، تتحول الذات الكاتبة معها إلى مجرد وسيط أنيق، يصل بين الكاتب والقارئ، كي يساعده على فتح المسالك وتعبيدها، باتجاه، فكرةٍ، حدثٍ أو قول، عودتنا منتزهاتُ خيري وأرخبيلاتُه الجمالية، على تقديمه لنا بلغة قوامها الخفة والدقة، المضيئة بشعرية تجيد تكليم العقل، قدر قدرتها على تكليم الروح .
أخلص من هذه الإيماءات المختصرة، إلى أن الكتابة اليومية أو الأسبوعية بالمقومات المشار إليها لدى كاتبنا وشاعرنا خيري منصور، ترقى من خلال تتاليها وتسلسلها، إلى بناء نسق فكري وجمالي متكامل، مواز لما دأب على تحبيره من مجاميع شعرية وأعمال نثرية. بمعنى أنها امتداد طبيعي وموضوعي لمشروعه الإبداعي والنظري، الذي كان يشتغل عليه، بكثير من التفاني والصبر والمسؤولية، عبر إصداراته العديدة والمتنوعة. إنه المشروع الموجه أساسا، لفضح الاختلالات المجتمعية بأبعادها المتسلطة، التي تطارد بعنفها وعدوانيتها إنسانية الكائن. كما إنه المشروع المكرس إبداعيا ونظريا، للاحتفاء بأسرار تلك الأحوال الغامضة والشفيفة التي تسعفنا ببهائها العالي، كلما مال بنا دَوار الوقتِ جهةَ الهاوية. فلتقر عينا إذن، أيها الجميل النائم، وأنت محفوف هكذا بكلماتك المشعة بأنوارها في ظلمة هذا الزمن العربي.
——-
٭ عنوان المقالة، مستوحى من مجموعة شعرية للراحل خيري منصور، تحمل عنوان «مراثي للنائم الجميل»

٭ شاعر وكاتب من المغرب

مديح للنائم الجميل

رشيد المومني

العالم العربي

Posted: 28 Sep 2018 02:18 PM PDT

العالم العربي

أيلول والذكرى الأربعون لكامب ديفيد

Posted: 28 Sep 2018 02:17 PM PDT

حمل شهر أيلول/سبتمبر ذكريات كثيرة منها ما كان واعدا ومؤثرا، ومنها ما هو مؤلم وضار، وشهد تاريخ العرب في نصف القرن الأخير غياب كل ما هو واعد وحضور المؤلم والضار، الذي استقر وعشش في جحور وثنايا الحياة العربية العامة والخاصة، فمصر مثلا شهدت نهوضا مع بدايات النصف الثاني من القرن العشرين؛ بدأ بالإصلاح الزراعي في سبتمبر 1952، ثم التصنيع واستصلاح الأراضي ونشر التعليم والاهتمام بالصحة العامة، وكسر طوق العزلة وتحقيق الجلاء وخروج الاحتلال البريطاني.
وقامت الوحدة السورية المصرية، وكانت قصيرة العمر إلا أنها أكدت أن الوحدة ممكنة.. والممكن قابل للتكرار بصورة أو بأخرى، وبعد عام من الانفصال انتفض اليمن كذلك في سبتمبر من العام التالي (1962)، وجاءت ذكرى الانفصال عام 1970 فشهدت اندلاع المعارك الدامية بين القوات الأردنية وبين قوات المقاومة الفلسطينية، وعُرفت بمعارك «أيلول الأسود»، وفي اليوم التالي لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار وحقن الدماء انتقل جمال عبد الناصر إلى جوار ربه فجأة، وترك فراغا لم يُملأ رغم مرور ثمانية وأربعين عاما على وفاته.
وخلال شهور قليلة من وفاته تكالبت عليه شتى الجهود المعادية داخليا وإقليميا وعالميا لمحو آثاره مبكرا، أما حرب 1973 فلم تأت بالأُكُل المتوقعة.. وكانت بابا مكن السياسات المضادة من إجهاض إنجازات السلاح، وإهدار دماء شهداء القتال على الجبهات المصرية والسورية والفلسطينية، وتجاهل شركاء الحرب في الجزائر وليبيا والعراق والسودان والمغرب.. فما لم يتحقق بعد هزيمة 1967 تحقق بعد انتصار السلاح في 1973.
وحين وضعت الحرب أوزارها تسارعت التنازلات بفض الاشتباك الأول، وفي مفاوضات الكيلو 101، وصولا إلى زيارة السادات البائسة للقدس المحتلة (تشرين الثاني/نوفمبر 1977)، وفي سبتمبر من العام التالي لتلك الزيارة؛ تم التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد (17 أيلول/سبتمبر 1978). ومثلت أخطر منعطفات التاريخ العربي، وصُوِّبت السهام إلى مضمون الصراع العربي الصهيوني، ووجه السادات طعنته الدامية.. فلأول مرة يبادر رئيس أكبر دولة عربية، وينفرد بتوقيع اتفاق مع عدو كانت بلاده ما زالت مشتبكة، هي وباقي العرب في حرب نظامية مستمرج من النكبة 1948 حتى حرب 1973، وكانت آخر الحروب؛ بقرار عربي صهيو غربي غير معلن؛ افسح المجال أمام حروب من نوع مختلف؛ يمكن تسميتها «حروب المرتزقة العالمية».
وبموجب اتفاقية «كامب ديفيد» اعترف السادات بشرعية الاغتصاب الصهيوني لأرض فلسطين، وفتح باب التنازلات على مصراعيه، وهو باب لم يغلق بعد؛ تنازل السادات عن الاستقلال طائعا مختارا، وأقر بالتبعية، ومنح واشنطن 99 من الأوراق السياسية والمصيرية، وما زال ذلك التنازل يورث من حاكم إلى آخر، وتنازل طوعا عن الهوية الجامعة لمصر وأشقائها العرب، وبذلك قطع الحبل السُّري الذي يربطهم، وهو العروبة، وأضعف الروابط بين مصر وبينهم، وغير جوهريا في التوجهات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
فعلى المستوى الاقتصادي فتح الباب لهدم ما بُني بالجهد والعرق والدم.. واستن سنة «الانفتاح»، وألغى الاقتصاد الحقيقي بمبادلات عشائر وقبائل هامشية وعشوائية، وأضحت أساسا للنهب والتهريب والفوضى المالية والتجارية. واختفت التنمية الشاملة من قاموس الاقتصاد الرسمي؛ الطفيلي والعشوائي والريعي.
واستقرت السياسة على التبعية، التي حلت محل التحرير والاستقلال وعدم الانحياز، واسْتُبدل التعاون مع الدول النامية الصاعدة بالاستيراد المنفلت، وقبول شروط وقيود المنظمات المالية الدولية المجحفة، وكان ذلك عربون الارتباط بالاقتصاد الغربي، والعيش على فُتاته، بكل تبعات تماهي السياسة الأمريكية بالسياسة الصهيونية.. وبذلك ضاق الخناق على مصر، وتكاد تلفظ أنفاسها.
وعلى المستوى العسكري أيا كان ما يقال عن تنويع مصادر السلاح، وصفقات السلاح الفرنسية البحرية والجوية.. فالكلمة الأخيرة هي لتل أبيب وواشنطن.. وللقيود الموضوعة من حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة حول استخدام الأسلحة والمعدات القتالية.. والعقيدة العسكرية بدورها تغيرت وصارت رديفا للعقيدتين الغربية والصهيونية. وعليه أضحت الدولة الصهيونية صديقا وحليفا، بينما يُحارب ويقاتل العرب بعضهم البعض، وذلك لم يغب عن نصوص «معاهدة السلام» الموقعة سنة 1979.. فنصت المادة السادسة في باب الأحكام ذات العلاقة بالإطار الخاص بالمعاهدة؛ نصت في بنديها:
«4 ـ يتعهد الطرفان بعدم الدخول في اي التزامات تتعارض مع هذه المعاهدة. و5 ـ مع مراعاة المادة 103 من ميثاق الأمم المتحدة يقر الطرفان بأنه في حالة وجود تناقض بين التزامات الأطراف بموجب هذه المعاهدة وأي من التزاماتهما الأخرى، فإن الالتزامات الناشئة عن هذه المعاهدة تكون ملزمة ونافذة».
والعقيدة العسكرية التي انتهت بالتحالف مع تل أبيب ضد عرب وجيران؛ هم في الأصل من المنطقة وإليها، مهما اختلفت مصالحكم وسياساتهم، ونتج عن ذلك التخلي عن «أم القضايا»؛ فلسطين والأقصى، وإسقاط الحق في الاستقلال والعودة والدولة، وسلَّمت الغالبية العظمى من ملوك وأمراء وشيوخ النفط بحق الدولة الصهيونية في الوجود والاغتصاب والقضم والتهجير، واعتباره حقا دينيا، وأساسا لتوسع المشروع الصهيوني، واختزلت «أم القضايا» إلى مجرد خلافات حول ممرات ومعابر وأمن ومساحات مسموح بها، أو إحياء لصيغة «وطن بديل» وقبول «صفقة القرن»، وذلك أضاع ما تبقى من فلسطين التاريخية.. وأصبح الحل من داخل المشروع الصهيوني، وتَحَوُّل دولته من خصم إلى حكم في نفس الوقت.
وكلما مر الوقت وتقادم تتكشفت الأسرار، ونفاجأ بأن العامل الإيراني كان حافزا للتعجيل بالتوقيع على اتفاقية «كامب ديفيد»، واستخدمت كل من الثورة الإيرانية وسقوط الشاه في 1979 كذرائع لانجاز المفاوضات، ففي رسالة بعث بها الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في 6 شباط/فبراير 1979 الى بيغن حثه فيها على توقيع الاتفاقية، كرد على الثورة الإيرانية، ولاستقرار «الشرق الاوسط» ومواجهة المتطرفين، حسب الرسالة.
ومما تضمنه كتاب «يوميات» السياسي الأردني المخضرم عدنان أبو عودة، الصادر العام الماضي عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وأبو عودة معروف بقربه من الملك حسين؛ تضمنت يومياته بعض أسرار «التسوية» لما بات يُعْرف الآن بالنزاع الفلسطيني الصهيوني، وأشار لنصيحة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لملك الأردن باسترجاع الضفة الغربية دون انتظار، وذكر أن عبد الناصر كان واعيا بأن تل أبيب لن تعطيه شيئًا، لذلك قال للملك «بأي طريقة كانت استرجعها لا تنتظرني ولا تنتظر موافقتي»، ونقل على لسان الملك قول الزعيم الراحل: «القدس قبل قناة السويس، وعليك ان تتحرك دوليا حتى ولو قَبَّلت يد الرئيس الأمريكي جونسون، افعل ذلك من أجل القدس، اقبل أي شيء ما عدا الصلح المنفرد»، وذهب الملك لجونسون، الذي قال له «لا أستطيع أن أفعل شيئا».
وأشار أبو عودة إلى طلب الملك مقابلة عبد الناصر سرًا، وقاد طائرته بنفسه للقاهرة، وسمع من عبد الناصر: «أَعْرِف اتصالاتك فإذا كنت قادر على استرجاع الضفة والقدس وهما الهدف من الحرب فافعل وسأساندك، أما أنا فذاهب إلى الحرب لأنهم لن يعطوا شيئًا، والمشكلة ليست سيناء أو غزة أو الجولان، ولقد بدأنا العمل وتهيئة المسرح للعمليات بحرب استنزاف»، وعاد الملك بعد فترة وأبلغ عبد الناصر بأنه لا فائدة، وخرج بعدها عبد الناصر معلنا: «إن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة».

٭ كاتب من مصر

أيلول والذكرى الأربعون لكامب ديفيد

محمد عبد الحكم دياب

ديمقراطية الكراهية والمعلومات التقريبية

Posted: 28 Sep 2018 02:16 PM PDT

الكراهية تعمي عن الحقيقة. إذ غالبا ما تؤدي الكراهية إلى تصور الشخص المكروه تجسيما لكل عيب ومذمّة. وإذا ما قال شيئا، عدّ قوله كذبا أو خطلا، أي باطلا مظلما لا تتخلله ومضة من حق أو صواب. ولا يتعلق هذا الموقف المعمي عن الحقيقة بالكراهية الناجمة عن الاحتكاك الشخصي المباشر فحسب، بل إنه يشمل كذلك الكراهية السياسية والحزبية والدينية والقومية، وما يرتبط بها من تعصب أو عنصرية.
ولا ينفي هذا أن هنالك من رجال السياسة من اتخذوا قرارات وارتكبوا جرائم توجب كراهيتهم، أو على الأقل عدم تقديرهم. لذلك كان من الطبيعي ألا يحظى جمال باشا، مثلا، ولا آرثر بلفور ولا مارك سايكس (شريك جورج بيكو في اتفاقيات تقاسم المشرق العربي بين بريطانيا وفرنسا) بأي تقدير أو محبة في البلاد العربية. ولو أن العجيب أن هذا الموقف لا ينطبق على الطغاة المحليين. إذ ليس هنالك إجماع شعبي على كراهية صدام، مثلا، أو القذافي أو مبارك أو بن علي. بل إن من العرب من كان يحبهم، ولا يزال. والأعجب أن هؤلاء المحبّين لا يحبون خوفا أو طمعا فقط، ذلك أن ثباتهم إلى اليوم على ما هم فيه من «حب مستكنّ لا يريم»، حتى بعد سقوط الطاغية أو هلاكه، إنما يشير إلى أن الحب العذري الخالص لم ينقض من هذه الدنيا. ولله في خلقه شؤون.
أما قائمة الشخصيات السياسية الغربية المعاصرة الأشد عرضة للكراهية في البلاد العربية، فلا شك أنه يتصدر طليعتها اسمان هما: جورج بوش وتابعه توني بلير، مع إمكانية إضافة اسم ثالث هو: دونالد ترامب. وأعترف أني مقتنع منذ عام 2003 بأن السياسي الجدير بالاحتقار (على وزن «جدير بالاحترام»!)حقا هو توني بلير. لماذا؟ لأنه يتميز على بوش وترامب بالمعرفة والبراعة وبالشغف الحقيقي بالشأن العام وبالقدرة على الابتكار في الخطط والأفكار وبأصالة الانتماء إلى الحداثة والليبرالية. ولكن رغم كل هذه المزايا، فإنه ارتضى التبعية المطلقة لبوش لا في شن «الحرب الاختيارية» على العراق فحسب، بل والتبعية له في سائر نزعاته ونزواته (على ما فصّله السفير البريطاني السابق في واشنطن كريستوفر ماير في كتابه عام 2005).
إلا أن هذا لا ينفي أن بلير كثيرا ما يكون على صواب في ما يتعلق بالسياسة الداخلية. أما بشأن العلاقة مع الاتحاد الأوروبي فإنه من أكثر الأصوات تعقلا. وقد كان ما كتبه في الصحافة قبل أيام نموذجا في صفاء الشرح وقوة المحاججة بشأن وجوب عقد استفتاء ثان لتمكين الشعب البريطاني من اتخاذ قرار مستند على المعلومات الصحيحة التي صارت متوفرة الآن، وليس على المغالطات والأباطيل التي روجتها بروباغاندا أوساط البركسيت التي تعرف منذ عقود باسم «اليوروسكبتيك»، أي المتشككة، أو المرتابة، في أمر أوروبا، ولو أن من الأدق تسميتها بـ«حزب كراهية أوروبا» إلى حد العمى عن أبسط الحقائق. كراهية ايديولوجية عميقة مأتاها هو الإيمان بجوهرانية الاختلاف بين الجزر البريطانية والبرّ الأوروبي، ونتيجتها هي الأزمة الوجودية التي تعصف بحزب المحافظين، منذ بدء العضوية البريطانية مطلع 1973، والتي صارت مذّاك هي السبب الأصلي لسقوط كل رئيس حكومة محافظة.
ويتلخص موقف بلير في أن التصويت للبركسيت قد كان قائما على مجرد ظن استطاعة طرد جميع الأوروبيين (حوالي ثلاثة ملايين وثمانمائة ألف): أي تحقيق هدف ثقافي هو استعادة الهوية (المهددة!) وهدف اقتصادي هو إنهاء البطالة بمنح البريطانيين ملايين الوظائف التي ستصبح شاغرة. كما كان قائما على مجرد ظن إمكانية توفير 350 مليون جنيه إسترليني أسبوعيا لأن البروباغاندا أشاعت أن هذه هي الثروة التي تجود بها لندن على بروكسل كل أسبوع تكرّما وتفضلا!
لقد كان البركسيت مستندا على مثل هذه «المعلومات» التقريبية حينا والخاطئة أحيانا. أما اليوم وقد تبينت الحقائق، فإن المنطق السليم، حسب قول بلير،»يوجب السؤال: أفما زال الشعب البريطاني، في ضوء كل ما نعرفه الآن، يريد المضيّ في مسار البركسيت، أم أنه تدارك أمره وصار يريد البقاء ضمن الاتحاد؟».

٭ كاتب تونسي

ديمقراطية الكراهية والمعلومات التقريبية

مالك التريكي

فلسطين تهزم الصهيونية في عقر دارها بريطانيا

Posted: 28 Sep 2018 02:16 PM PDT

رغم المحاولات الصهيوأمريكية المحمومة لطمس القضية الفلسطينية وتصفيتها، حقق الفلسطينيون بقضيتهم العادلة هذا الأسبوع انتصارا سياسيا ساحقا جديدا على إسرائيل واللوبي الصهيوني. هذه المرة في قلب بريطانيا حاضنة الحركة الصهيونية، وصاحبة وعد بلفور المشؤوم والأب غير الشرعي لإسرائيل، وأساس نكبة فلسطين وتشريد شعبها في مخيمات تتنكر لهم الولايات المتحدة واسرائيل فقط في هذا العالم.
وتحقق الانتصار بقرارات تاريخية لصالح فلسطين تشكل سابقة في السياسة البريطانية، اتخذها لأول مرة بهذا الوضوح حزب العمال البريطاني، في مؤتمره العام الذي اختتم أعماله يوم الاربعاء الماضي في مدينة ليفربول شمال إنكلترا، بزعامة جيريمي كوربين السياسي النزيه الذي فرضته القاعدة الشعبية للحزب على القمة. وهو يتعرض منذ اليوم الأول لتسلمه زعامة الحزب لحملات صهيونية يمينية منقطعة النظير، للإطاحة به والقضاء عليه سياسيا، لمواقفه المبدأية في قضايا محلية وخارجية.
والحملة على كوربين تأخذ منحيين، المنحى الأول تقوده الحركة الصهيونية وأنصارها في بريطانيا والتهمة جاهزة، وهي التهمة القديمة الجديدة نفسها، معاداة السامية. فكوربين الذي تزداد فرص فوزه وحزبه في الانتخابات العامة سيكون رئيس الوزراء الأول من نوعه في المؤسسة الحاكمة في بريطانيا، طبعا إذا سمحت بذلك الأجهزة الأمنية والمؤسسة الحاكمة نفسها، حال فوزه. وهو ايضا زعيم خارج عن المألوف ويمثل للناخب البريطاني نمطا جديدا لم يعهده من قبل، نمطا مختلفا غير تقليدي للسياسي على الصعيدين الداخلي والخارجي.
المنحى الثاني يتعلق بقضايا داخلية/ خارجية مثل التسلح النووي، والإرهاب، ومعارضة الحروب الاستعمارية الجديدة، مثل العدوان على أفغانستان، والعدوان على العراق، والتدخل في سوريا وتخريبها والتدخل في ليبيا، وبيع السلاح للسعودية ودول التحالف في اليمن وغيرها.
ومنذ فوزه بزعامة الحزب وهو يتعرض لمحاولات «اغتيال الشخصية» فمرات يتهم بالشيوعية وأخرى بالعمالة لدول اشتراكية سابقا، وأخرى بالتشكيك بقدراته وطاقاته. ولم يعط متسعا من الوقت لممارسة مهامه، فبعد أشهر فقط من فوزه أقحم في استفتاء الخروج من بريطانيا وبعدها بحوالي العام قيد إلى انتخابات عامة جاءت بنتائج غير متوقعة، أنصف فيها الشعب البريطاني كوربين، ورد الصاع صاعين لتريزا مي رئيسة الوزراء وزعيمة حزب المحافظين، بحرمانها من الغالبية الكلية في مجلس العموم، ما عزز من موقعه في حزبه، حتى أمام المتربصين به من بقايا أنصار توني بلير.
وأرغمت هذه الانتصارات خصومه في الحزب لقبوله على مضض والاعتراف له ولسياساته بالفوز.
وعندما فشلت المحاولات السابقة للإطاحة به التي عززت من شعبيته في قواعد الحزب، تجددت في الأشهر الأخيرة تهمة معاداة السامية، ليس له شخصيا فحسب، بل للحزب بمجمله لرفضه تبني تعريف الهيئة الدولية للهولوكوست وإصراره والعديد من قيادات وكوادر الحزب، على فصل انتقاد إسرائيل وسياساتها العنصرية ضد الشعب الفلسطيني، عن التنكر للهولوكوست، فاتهم الحزب باستشراء العداء للسامية فيه لتسامحه مع مروجيها وعدم معالجتها بالحسم المطلوب، بل بالحماس الذي ترضى به الحركة الصهيونية ومن ورائها السفارة الإسرائيلية وحكومة بنيامين نتنياهو. وظلت الحملة مستعرة أشهرا طويلة، رغم نفي كوربين وقيادة الحزب الواضح لهذه التهم جملة وتفصيلا، وتأكيده المرة تلو المرة على أنه يرفض ليس فقط معاداة السامية، بل كل أشكال التمييز العنصري واللاسامية والإسلامافوبيا التي انتشرت مع ظهور الجماعات الإرهابية التي تعمل باسم الإسلام. ويتوقع لها أن تشتعل مجددا بعد هذا القرارات التاريخية. لكن هذه الضغوط والحملات بالتأكيد سترتد إلى نحورهم ولصالح فلسطين واصدقائها في الحزب وعلى رأسهم كوربين.
لم ولن أخفي يوما أنني من المؤيدين المنحازين والمصوتين انتخابيا لحزب العمال بشكل عام، وازداد هذا الحماس مع صعود كوربين إلى قمة هرم الحزب. والأسباب عديدة يتقدمها شخصه الذي يرى فيه الناخب البريطاني العادي كما أنا، إنسانا غير ملوث أو مداهن أو منافق.. انسانا صادقا مع نفسه أولا وقبل الآخرين، يقول ويفعل وفق قناعاته وهذا طبعا غير معتاد أو متعارف عليه في السياسة بشكل عام، وفي السياسة البريطانية الرسمية بشكل خاص، التي لا يزال العرب وشعوب أخرى يدفعون ثمن غدرها وريائها على مدى مئات السنين.
وقد تأكدت مبدأية مواقفه من فلسطين، في ما قاله في خطابه الختامي في مؤتمر الحزب يوم الأربعاء الماضي. فقد انتقد وقوف العالم متفرجا على المأساة الفلسطينية، واعدا بإنهاء هذه المأساة واعتراف بريطانيا بدولة فلسطينية في اللحظة التي يشكل العمال فيها الحكومة. كما أكد على رفض الحزب لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ولقانون يهودية الدولة الاسرائيلية، وقتل المئات من المدنيين برصاص الجنود الاسرائيليين في قطاع غزة، وتوسيع الاستيطان واعتقال الأطفال. والأهم من مواقف كوربين، فالاشخاص كما نعرف زائلون، هي القرارات التاريخية غير المسبوقة التي اتخذها الحزب في مؤتمره في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والأجواء التي اتخذت فيها هذه القرارات. فقد كانت قاعة المؤتمر عبارة عن غابة من الأعلام الفلسطينية ترفرف في جميع انحاء القاعة، وقدر عددها بنحو ألف علم، إلى حد أن وسائل الإعلام البريطانية المرئية، لم تستطع تجاهلها.
يشار هنا إلى أن مناقشة قضية فلسطين في المؤتمر العام السنوي جاءت بتأييد نحو188 ألف عضو من قواعد الحزب، وهذه بحد ذاتها سابقة. ومن المهم أيضا معرفة أن المؤتمرين أعطوا مناقشة القضية الفلسطينية الأولوية على القضايا المحلية الأكثر إلحاحا مثل، قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي الشغل الشاغل للشعب البريطاني مع اقتراب موعد الطلاق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وموضوع الخدمات الصحية. وهذه أيضا سابقة. ومن مشاريع القرارات التي صادق عليه المؤتمر العام، إن لم يكن بالإجماع فعلى الأقل بالأكثرية الساحقة، الدعوة إلى تحقيق دولي مستقل في استخدام إسرائيل للقوة ضد المتظاهرين في غزة. كما يدعو إلى إنهاء فوري وغير مشروط للحصار المفروض على غزة، وإلى تجميد مبيعات السلاح لدولة الاحتلال إلى حين انتهاء التحقيق. واستنكر المؤتمر العام محاولات إعادة كتابة تاريخ الشعب الفلسطيني وشطب ضحايا حرب عام 1948 الذين أخرجوا أو شردوا من ديارهم بسبب الحرب وتداعياتها. ويدعم المؤتمر تطوير التضامن مع اللاجئين الفلسطينيين، خاصة الشباب ومطالبة الحكومة البريطانية بزيادة مساهمتها في ميزانية الأونروا، بعد قرار الولايات المتحدة وقف دعم الوكالة، والبحث عن سبل دعم مدارس الأونروا ومراكز التدريب التابعة لها وموظفيها العاملين في الشرق الأوسط. والمساهمة في الاستقرار والأمان للاجئين الفلسطينيين. ودعت الامينة العامة للحزب جيني فورمباي إلى عدم السماح بإسكات الصوت الفلسطيني، مؤكدة على حق الأعضاء في الحديث عن الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون. وأعلن عن تشكيل جديد داخل الحزب تحت اسم labour & Palestine speaking up for Palestine.
وفي نشاطه الأول اكد المتحدثون على أن صوت فلسطين في الحزب لن يتم إسكاته عبر التهديد بالعداء للسامية. وهذه المجموعة سيكون لها دور كبير في الترويج لدعم الحقوق الفلسطينية، ولكن من دون الوقوع في شرك الاتهام بالعداء للسامية، وستقوم المجموعة بتزويد فروع الحزب ومستوياته المختلفة بالمعلومات وبالخطاب السياسي المناسب عند الحديث عن الموضوع الفلسطيني، لتفويت الفرصة على اللوبي الصهيوني وأنصاره في الحزب.
واختتم بالقول إن الاهتمام الذي استحوذت عليه القضية الفلسطينية على مدى أيام المؤتمر العام لحزب العمال البريطاني، هو حقا ثورة حقيقية ليست فقط على الصعيد السياسي البريطاني فحسب، بل على المستويين الاوروبي والدولي، ومن هنا اتوجه بالتحية والشكر لا لجيريمي كوربين وقيادة حزب العمال وكوادره فقط، بل إلى قاعدته التي فرضت على المؤتمر وضع القضية الفلسطينية على رأس جدول أعماله، ما يؤكد أن التأييد في حزب العمال للقضية الفلسطينية العادلة، لن يزول بزوال الأشخاص، بل سيبقى ضاربا جذوره في قواعد الحزب. وسيكون الفشل كما المرات السابقة مصير الهجمة الصهيويمينية على كوربين وانصار القضية الفلسطينية، وهم كثر في حزب العمال، الذين انتصروا لفلسطين وقضيتها. وهذا يستحق منا رد الجميل على الأقل بدعم الحزب وكوربين في الانتخابات البريطانية المقبلة.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

فلسطين تهزم الصهيونية في عقر دارها بريطانيا

علي الصالح

روسيا وإسرائيل في سوريا صراع نفوذ أو مصالح؟

Posted: 28 Sep 2018 02:16 PM PDT

تتفق روسيا وإسرائيل على وجوب بقاء النظام السوري برئاسة بشار الأسد حاكما لسوريا، قبل عام 2011 وبعدها، فهو حامي للحدود السورية الإسرائيلية أولاً، وهو القاعدة الروسية الوحيدة في الوطن العربي في طرطوس منذ الحرب الباردة.
وبعد انطلاق الثورة السورية عام 2011 عملت الحكومة الإسرائيلية على إقناع أمريكا بضرورة بقاء نظام بشار الأسد حاكماً لسوريا، مهما قتل من شعبها أو انتهك حقوق الإنسان، بسبب حمايته وأبيه حافظ الأسد لأمن الدولة الإسرائيلية لأربعة عقود حتى انطلاق الثورة وبعدها، وقد أخذت أمريكا بوجهة النظر الإسرائيلية، بمنع إسقاط بشار الأسد من خلال فرضها الفيتو الأمريكي داخل سوريا وليس في مجلس الأمن على الطريقة الروسية.
وكان ذلك في ثلاثة محاور رئيسية أو شروط ألزمت بها أمريكا فصائل الثورة السورية والدول الداعمة لها، الفيتو الأمريكي الأول هو منع وصول السلاح النوعي للثوار منعاً قاطعاً، وبالأخص منع وصول صواريخ قادرة على إسقاط طائرات حربية ومقاتلة، أو تدمير دبابات متطورة، وهذا منح تفوقاً كاملاً لجيش بشار لقتل الشعب وتدمير سوريا وتشريد شعبها بدون حسيب. والفيتو الأمريكي الثاني كان منع فصائل الثورة السورية من الوحدة، ومنعها من تشكيل جيش معارضة موحد أو تنظيم سياسي موحد لتمثيل الثورة، وبقيت فصائل الثورة مشتتة، كل فصيل يتبع دولة عربية أو إسلامية معينة، أو ممولاً من شخص أو من حزب أو من حركة سياسية في الخارج. والفيتو الأمريكي الثالث منع فصائل الثورة السورية من استهداف قصور بشار الأسد مباشرة، ومخالفة هذه الأوامر الأمريكية الثلاثة سيضع هذا الفصيل أو ذاك تحت المسؤولية المباشرة من أمريكا، أو الدولة الداعمة، بمنع التمويل والتسليح عنها، أو العقوبة المباشرة، وهكذا وضعت كافة التنظيمات وفصائل الثورة السورية تحت الإشراف الدولي من حيث تعلم أو لا تعلم.
وعلى الرغم من هذه الضغوط الأمريكية فقد وصلت الثورة السورية في بعض لحظاتها إلى مراحل تهديد بقاء الأسد في السلطة، وهذا ما دفع أمريكا وإسرائيل لمنح إيران الضوء الأخضر لإرسال المليشيات العسكرية الطائفية للتدخل في سوريا، لإضعاف فصائل الثورة السورية المعارضة، وتغيير مسار السيطرة على الأرض والمدن والمحافظات عسكريا، بشرط أن يكون التواجد الإيراني في سوريا ضمن الحدود والشروط المتفق عليها بين الحكومتين الإيرانية والأمريكية، وموافقة إيران على ذلك جاء ضمن رؤيتها لتصدير الثورة الايرانية الطائفية أولاً، وسهل لها ذلك التوقيع على اتفاقية فيينا على الملف النووي الايراني يوليو/تموز 2015 ثانياً.
ولكن بقاء تفوق فصائل الثورة السورية على المليشيات الإيرانية بعد ثلاث سنوات من التدخل الإيراني في سوريا دفع أمريكا وإسرائيل لإدخال روسيا في المعادلة العسكرية، بعد أن كانت محصورة بالتأييد السياسي لحكومة بشار الأسد، وبالأخص دعمها في مجلس الأمن بالفيتو الروسي بالتنسيق مع أمريكا والصين، وقد استخدمت أمريكا التشجيع الإيراني لروسيا، بتقديم قيادة الحرس الثوري الإيراني تعهدات لبوتين بأن يكون التدخل العسكري الروسي قصيرا وسريعا، وأن يتولى الحرس الثوري السيطرة على الأرض، بعد تدمير الطيران الحربي الروسي لقواعد فصائل الثورة السورية، ودخلت روسيا الحرب في سوريا بحجة «داعش» والإرهاب بعد أن تمكن الإعلام الإيراني، بما فيه إعلام بشار الأسد، من تأسيس كتائب تابعة لها تعمل باسم الاسلام السياسي والجهادي و»داعش» والشعارات التكفيرية والإرهابية، وبما أن لروسيا بوتين أهدافا اقتصادية وسياسية وصليبية في سوريا فقد استغلت الدعوة الإيرانية لها بالتدخل العسكري في سوريا، وقد وجدت تشجيعاً أمريكياً من جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، كما أن روسيا لم تجد معارضة كافية من دول العالم الإسلامي لتقوم بعمليات قصف همجي عشوائي، قتلت فيها عشرات الآلاف من أبناء الشعب السوري الأبرياء، ودمرت مقومات حياة الباقين، بتدمير البنية التحتية، من منازل ومدارس ومخابز ومستشفيات ومساجد وغيرها، ولكن بدون أن يحقق الاحتلال الروسي الأهداف الحقيقية الخاصة به.
إن فشل التدخل الروسي في سوريا، ودخوله في أزمة الخروج منها والبحث عن الخلاص، مؤشر على أن الاستراتيجية الأمريكية نجحت في إدخال سوريا مرحلة الدولة الفاشلة والفوضى الخلاقة المتناحرة داخلياً لسنوات وعقود مقبلة، بعد أن نجحت الاستراتيجية الأمريكية بإدخال أفغانستان والصومال والعراق وليبيا واليمن في هذه المرحلة من قبل، وهو مؤشر على نجاح الاستراتيجية الأمريكية بادخال إيران وروسيا في الأزمة السورية، فروسيا أخطأت بتصديق الوعود الإيرانية بأن تدخلها العسكري في سوريا سيكون سهلاً وسريعاً وبمكاسب كبيرة، ولذلك لجأت إلى الحكومية الاسرائيلية لمعالجة مشاكلها مع إيران في سوريا أولاً، وفرضت على إيران الانسحاب أربعين كيلومترا بعيدا عن الحدود مع اسرائيل، كما ذهبت روسيا إلى إيجاد تفاهمات لها مع تركيا لمواجهة مشاكلهما المشتركة مع الاستراتيجية الأمريكية في سوريا أيضاً، فالتواجد والانتشار الإيراني أصبح عقبة في الحل السياسي الروسي، ولذلك لجأت روسيا في اتفاق أستانة الأخير حول إدلب إلى تركيا، فروسيا أصبحت متأكدة من ضرر إيران عليها في سوريا، ولكنها لا تستطيع مواجهتها، لحاجتها إليها أيضاً حتى إيجاد البديل.
إن اتهام روسيا لإسرائيل بتعمد إسقاط الطائرة الروسية في سوريا، يحمل في طياته اتهاماً لأمريكا أن تكون شريكة ولو في مجال التجسس الإلكتروني ، فالحرب هي في أعلى درجات التقدم التكنولوجي والإلكتروني، فإذا نجحت اسرائيل فعلا بتغيير مسار الصاروخ السوري الذي أسقط الطائرة الروسية، فإن ذلك قد يفسر ظاهرة سقوط طائرات روسية عديدة منذ تدخلها في سوريا، فروسيا تمارس ضغوطا على إسرائيل كي لا تكون أداة بيد أمريكا ضدها ولو في سوريا على أقل تقدير، وهذا ما يفسر شكوى نتنياهو لترامب في لقائهما يوم الخميس 27 سبتمبر/أيلول الجاري، على هامش الدورة 73 للأمم المتحدة في نيويورك، مطالبا إياه بالتدخل لمعالجة الازمة الروسية الاسرائيلية، وقد استجاب ترامب لذلك، وهذا يعني أن أمريكا لن تقبل ضغوطا روسية على إسرائيل، وهو ما لم تفعله امريكا لحماية تركيا بعد إسقاط الطائرة الروسية سوخوي في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، أي أن أمريكا ترفض الضغوط الروسية على اسرائيل بينما كانت تتمنى وقوع حرب روسية تركية في ذلك الوقت.
وبالنظر إلى الطريقة التي عالجت بها روسيا موضوع إسقاط الطائرة الروسية مع تركيا، بفرض عقوبات عليها وتوتر العلاقات بينهما، ومن ثم استثمارها بإيجاد علاقات متينة سياسيا واقتصاديا وعسكريا لمواجهة تحديات مشتركة في سوريا والمنطقة، فإن التوجه الروسي نحو إسرائيل دليل على أن روسيا تسعى من خلال تأزيم موضوع إسقاط الطائرة إلى توظيف إسرائيل للعمل في سوريا ضمن استراتيجية روسية وإسرائيلية مشتركة، أو بعدم عرقلة جهودها للحل في سوريا، بدليل أن روسيا تعمدت تحميل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية إسقاط طائراتها في سوريا، والتسبب بمقتل خمسة عشر عسكرياً روسياً، وكان بإمكانها تحميل نظام بشار الأسد المسؤولية، أو التعامل مع الحادث كخطأ فني غير مقصود من الطيران الاسرائيلي، ولكن روسيا اتهمت اسرائيل بتعمد إسقاط الطائرة الروسية ومقتل من فيها، لأنها تريد منع إسرائيل من عرقلة جهودها العسكرية في سوريا، وهذا يعني أن روسيا تسعى لاستثمار هذه الحادثة لتنسيق أكبر تُلزم به الحكومة الإسرائيلية بما تريده، أي أن روسيا تبحث عن مصالح مشتركة مع إسرائيل في سوريا ولا تسعى لصناعة صراع نفوذ بينهما، قد يكون من أهمها عدم التعاون مع أمريكا لتوريط روسيا في سوريا أكثر أولاً، وعدم تقويض التواجد الإيراني في سوريا، لحين إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، فالضغوط الإسرائيلية لخفض التواجد الإيراني في سوريا وتوجيه الضربات المؤثرة والمدمرة لقواعد إيران في سوريا يؤذي الاستراتيجية الروسية في سوريا، ويحرج ايران وروسيا معاً، وقد يضطر إيران وحلفاءها إلى توجيه ضربات معاكسة لإسرائيل، وهذا سيدمر الجهود الروسية لإيجاد مخرج مشرف لها من أزمتها في سوريا.
كاتب تركي

روسيا وإسرائيل في سوريا صراع نفوذ أو مصالح؟

محمد زاهد جول

أوسلو بعد ربع قرن.. وأد اتفاق سيئ بصفقة تصفية

Posted: 28 Sep 2018 02:15 PM PDT

بعد مرور ربع قرن على توقيع منظمة التحرير الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي على إعلان مبادئ، حول ترتيبات الحكم الذاتي المرحلي، أو ما يُعرف بـ»اتفاقية أوسلو»، تبدو المؤشرات والدلائل متوافقة على اقتراب الاتفاقية سيئة الصيت من انتهاء صلاحيتها ومفعولها، لتدشين عهد جديد من التنازلات العربية والإقليمية لم تشهدها القضية الفلسطينية من قبل.
لم تتضمن «أوسلو» حينها إنهاء الاحتلال، أو الاستيطان، أو أيّ ذكرٍ لقيام دولة فلسطينية، فالفترة الانتقالية التي كان يجب أن تستمر خمس سنوات، من 13 سبتمبر/أيلول 1993، وتنتهي عام 1999، أصبحت مسرحاً مستداماً لاستنزاف التنازلات الرسمية من قبل السلطة من جهة، والدول العربية من جهة أخرى.
إثر توقيع «اتفاقية أوسلو» عام 1993، توالى توقيع اتفاقيات عدة لا تقل كارثية عنه، لكنها أقل صيتاً، وهي «اتفاق أوسلو 2» – القاهرة مايو/أيار 1994، «اتفاق طابا» – 28 سبتمبر 1995، اتفاقية واي ريفر 23 أكتوبر/تشرين الأول 1998، مذكرة تفاهم شرم الشيخ سبتمبر1999، اتفاقية الحركة والعبور 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2005، تفاهم مشترك حول المفاوضات أنابوليس/ مريلاند 27 نوفمبر2007. أوسلو لم تنجح في تجاوز العقبات الأربع المتمثلة في إبرام أي حلّ نهائي بالنسبة للموقعين عليها، الحدود واللاجئين والاستيطان والقدس، إلى المفاوضات الأخيرة التي لم تأت بعد، بل نجحت في تذويب هذه الملفات خلال السنوات الماضية عبر تهويد ممنهج للقدس، وتضاعف الاستيطان والمستوطنين، والسيطرة على كل مصادر المياه الجوفية، ببناء جدار الفصل العنصري، أو إقامة مستوطنات جديدة عليها.
وجّهت الإدارة الأمريكية الجديدة ضربات قاضية لملفات الحلّ النهائي، عبر الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، ومحاولات إزاحة ملف اللاجئين عن طاولة المفاوضات، عبر إنهاء عمل وكالة «أونروا»، وشرعنة الاستيطان باعتباره «مشاريع إسكانية»، ما جعل كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات يردد قائلاً «أصبحنا سلطة بلا سلطة واحتلالاً بلا كلفة». بعد ربع قرن على أوسلو، فإن الأعمال بنتائجها وآثارها، والنتائج الماثلة أمامنا لا مجال للخطأ في الحكم عليها بأنها كارثية، إذ بات السلام أبعد مما كان، وبتنا أقرب بكثير إلى إقامة «إسرائيل الكبرى» من تجسيد الدولة الفلسطينية. «فخ أوسلو» الذي لم تنجح السلطة في الإفلات من تبعاته حتى اليوم، أو التمرد عليه بعد الوقوع بين أنيابه، كان اتفاقاً انتقالياً وخطأً تاريخياً وقعت فيه القيادة الفلسطينية، ولا حل إلا بالخروج منه كليّاً.
لقد كان الأداء الفلسطيني السياسي الداخلي لا يقل كارثية، حيث أعطت القيادة الفلسطينية الأمن والتنسيق الأمني المنصوص عليه في الاتفاقيات، أولويات على مستوى العمل والموازنة، فموازنة الأمن الأعلى في الموازنة الفلسطينية بنسبة تبلغ 27% مقارنة بواحد في المئة للزراعة.
تعاقب على دولة الاحتلال خلال المرحلة الماضية 10 حكومات إسرائيلية، بينما لم يشهد الفلسطينيون سوى رئيسين فقط حتى الآن، هما الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي استشهد عام 2004، والرئيس الحالي محمود عباس الذي انتهت ولايته منذ سنوات، ومجلس تشريعي معطل منذ 2007.
الاحتلال الإسرائيلي نجح في غضون ربع قرن في إحداث تغييرات جوهرية على الأرض والسكان في الضفة الغربية، بما فيها القدس، جعلت حلم الفلسطينيين في قيام دولة لهم أمراً مستحيلاً. فبينما كانت أعداد المستوطنين في الضفة الغربية عام 1992 لا تزيد عن 200 ألف مستوطن، وصلت اليوم إلى 450 ألفاً، وهذا لا يشمل القدس الشرقية المحتلة، التي ارتفعت أعداد المستوطنين فيها من 153 ألف مستوطن، الى 220 ألف مستوطن. كما بنت حكومات الاحتلال المتعاقبة عدداً من المستوطنات، من أشهرها مستوطنة جبل أبو غنيم المعروفة بـ»هارحوما» جنوب القدس عام 1996، التي عزلتها عن مدينة بيت لحم. وانتقل الثقل الاستيطاني إلى قلب الأحياء الفلسطينية المحيطة بالبلدة القديمة، خاصة في راس العامود، الشيخ جراح، جبل الزيتون، وجبل المكبر. أما في الضفة الغربية، فقد أقام الاحتلال عشرات البؤر الاستيطانية الضخمة، وازدادت وتيرة الاستيطان في مختلف مناطق الضفة، ولم تقتصر على البناء في الكتل الاستيطانية والمناطق المعزولة حولها، بل لوحظ توغل الاستيطان في مناطق الأغوار، ومنطقة «ج» التي تقدر مساحتها بـ62 في المئة من أراضي الضفة.
لم ينس الاحتلال عزل وحصار الضفة، بعد حصاره غزة، فشرع بإقامة بنية تحتية في أراضي الضفة الغربية، منفصلة عن مثيلتها في الجانب الفلسطيني، إضافة إلى الأمر العسكري رقم 50 لسنة 1980 القاضي بإقامة شبكة معقدة من الطرق العرضية والطولية، تتحول فيها كل التجمعات الفلسطينية إلى غيتوات، وعرفت بالطرق الالتفافية، ويمكن ملاحظة كيف أن الربط بين جميع هذه التجمعات يتمّ من خلال الأنفاق، وتحيط بها من جميع الجهات المستوطنات اليهودية، التي ساهمت في تحقيق العزل بين المدن الفلسطينية.
إقامة جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية الذي اقتطع أكثر من 10 في المئة من أراضيها، وإقامة مئات الحواجز العسكرية ونقاط العبور، إضافة إلى عزل القدس عن الضفة الغربية عزلاً تاماً، وعزل الضفة الغربية عن فلسطين التاريخية، جعل حركة التنقل للفلسطينيين رهناً بقرار جيش الاحتلال.
بعد ربع قرن على أسوأ اتفاق يمكن أن يوقعه طرف لاسترداد حقوقه التاريخية، يحق للشعب الفلسطيني أن يسائل قياداته وسلطته «الوطنية» عما أنجزوه له خلال الفترة الماضية، فإذا كانت الأمور بخواتيهما ونتائجها، فلا أقل من أن يتحمل من خان العهد والأمانة.. مسؤولية تفريطه بما كان حتى وقت قريب في أيدينا، وبالمقابل، لا عجب أن يسعى الاحتلال وواشنطن إلى وأد الاتفاق بصفقة تصفية للقضية وقياداتها!
كاتب وباحث فلسطيني

أوسلو بعد ربع قرن.. وأد اتفاق سيئ بصفقة تصفية

هشام منور

إدلب مع نسخة جديدة من اتفاق خفض التصعيد

Posted: 28 Sep 2018 02:15 PM PDT

أهم الملاحظات حول اتفاق المنطقة العازلة ونزع السلاح، كما ورد في نسخته الأصلية، هو أنه يخص المعارضة ومناطقها بإجراءات نزع السلاح والانسحاب دون النظام، فكما جاء في نص الاتفاق الذي وقع بين تركيا وروسيا وبموافقة النظام كما ورد، فإن فصائل المعارضة لا النظام، مطالبة بتسليم السلاح الثقيل وقائمة بأنواع المقذوفات والأسلحة، تعني نزعا شبه كامل للسلاح بدون البنادق الآلية، في عمق يصل لعشرين كيلومترا، وقد تصل المنطقة لتضم مدينة خان شيحون وفق بعض التفسيرات.
أما النقطة الثانية، فتتحدث عن تحديد منطقة نزع السلاح داخل منطقة خفض التصعيد، وهذا يعني انها ستقتطع من مناطق المعارضة فقط لا التي يسيطر عليها النظام، لأن منطقة خفض التصعيد في إدلب تبدأ حدودها من المناطق الخاضعة للمعارضة والخارجة عن سيطرة الأسد. وتبقى هذه التفاصيل للاتفاق تقنية وهو النسخة العاشرة ربما من قائمة اتفاقات تخص وقف إطلاق نار وهدن وقعت عليها روسيا والنظام منذ بدء سنوات الثورة في سوريا، وأعقبتها بحرق كامل لهذه المناطق، بدءا من خطة النقاط الست التي قدمها عنان وأقرتها الأمم المتحدة عام 2012 لوقف النزاع المسلح، وما أعقبه من إرسال لبعثة مراقبة للأمم المتحدة وقرارات لتشكيل حكومة انتقالية ومباحثات في جنيف، وصولا للعديد من اتفاقيات الهدن، ومن ثم الاتفاقية التي تمت بعيدا عن رعاية القوى العالمية، اتفاقية خفض التصعيد بإشراف حلفاء الأسد، روسيا وإيران، هذه الاتفاقية التي أقرت أربع مناطق خفض تصعيد، دمرها النظام تباعا واحتلها، وتبقى منها إدلب فقط ، فلماذا يجدر بأي متتبع للاحداث أن يتوقع عكس هذا المسار، على الرغم من أن الأسد ونظامه وحلفاءه باتوا اكثر قوة وسيطرة عسكرية في سوريا.
هذا الاتفاق، وللمفارقة، هو نسخة أكثر سوءا من اتفاقية خفض التصعيد، فلم يكن مطلوبا من فصائل المعارضة في مناطق خفض التصعيد في الغوطة ودرعا وريف حمص، نزع سلاحها، ولا الانسحاب من مناطق تسيطر عليها دون النظام، بل إن المفارقة تزداد حين نتذكر أن «النصرة» ونسختها الجديدة «تحرير الشام»، حصلت على عدة اتفاقات للهدنة مع النظام في إدلب أفضل من هذا الاتفاق، فقد وافق النظام على الهدنة في إدلب وخف القصف عنها بشكل كبير لاكثر من عامين بفضل هذا الاتفاق، الذي لم يشترط نزع سلاح أي من الفصائل أو الانسحاب، بل حصلت عليه «تحرير الشام» بعد استخدامها لشيعة بلدتي كفريا والفوعة كرهائن .وكما كان متوقعا، فتوقيع هذا الاتفاق يؤذن بأننا وصلنا لمرحلة «سلخ الشاة قبل ذبحها»، إنها المرحلة الأخيرة قبل إقدام النظام على استعادة إدلب، التي كما قلنا سيسعى لها النظام إما سلما أو حربا، سلما لتوفير مشقة الحرب، ومن خلال تسويات كهذه قد تؤدي إما لنزاع فصائلي سبق أن وقع بين القوى الموالية لتركيا وهيئة «تحرير الشام»، وإما لدور تركي مباشر في السيطرة على إدلب ومن ثم عودتها للنظام، كما أكد ذلك صراحة بوتين في مؤتمره الصحافي الاخير مع اردوغان، بضرورة عودة الاراضي لسيطرة الحكومة السورية، والاهم من ذلك، أن اتفاق خفض التصعيد ينص صراحة على سيطرة الحكومة السورية على كافة اراضيها، وهدا ما حصل فعلا بالحرب عندما فشلت التسويات، أو بالتسويات بدون حرب كما في درعا، وهذا السياق هو ما سيحصل في بعض مناطق إدلب على ما يبدو، خاصة تلك التي تسيطر عليها فصائل غير جهادية.
لكن يجب أن لا يتم تحميل الاتراك ما لا يحتملوه، فالنفوذ والدور التركي في سوريا بدا واضحا للجميع وللفصائل القريبة منه في سوريا، انه دور محدود ومتواضع، خصوصا بعد اعتذار السلطات التركية عن إسقاط الطائرة الروسية وهذا المنعطف الحاسم الذي أبقى الدور التركي تحت الاشراف الروسي، لذلك لم يجبر الاتراك أحدا على اتباع سياستهم التوافقية مع الروس، التي ستصب حتما في صالح الأسد في نهاية المطاف، بدون رغبة طبعا من الأتراك، لكن لا حيلة لهم بالنظر لتوازنات القوة المائلة لصالح حلف الاسد وروسيا وطهران في سوريا، وبالنهاية لا يفترض أن تهتم الدولة التركية بمصلحة اي اطراف اخرى فوق مصلحتها القومية وهذا ما تم فعلا، لكن المشكلة أن هناك من يعتقد ولو بطرح رومانسي، انه والآخر حالة واحدة، رغم أن الحليف الآخر يكرر له بالافعال وإن كان مشفوعا بالاقوال الرومانسية، الاشارة نفسها في كل مناسبة: من قال لك إن هناك من عليه أن يخوض معركتك أنت؟
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

إدلب مع نسخة جديدة من اتفاق خفض التصعيد

وائل عصام

العَلمانيّة ليست إلحاداً وكفراً!

Posted: 28 Sep 2018 02:15 PM PDT

مِن المُؤسِف حقاً أن يظن كثير من الناس أن العَلمانيّة ماهي الإ كفر بالدين وتحقير له ، أو أنها إنكار الله والتجديف عليه . ولذلك تراهم يرتعبون منها ، ويَنفِرون من مجرد ذكرها ، وكأنك تتلو عليهم آيات من الكفر والإلحاد . وهذا فهم ساذج ومغلوط لمفهوم العَلمانيّة . وليس مصادفة أبدا أن تنتشر هذه الفكرة المغلوطة لمفهوم العَلمانيّة في وعي أفراد المجتمع وتتغلغل فيه . إنّ هذه الفكرة المغلوطة من قام ببثها ونشرها بين أفراد المجتمع هم من يسمون أنفسهم برجال دين ليبثوا في نفوس أفراد المجتمع الرعب من العَلمانيّة والهلع منها ، ويوهمونهم أنها صورة من صور الإلحاد وإنكار الإله ، أو شكل من أشكال الكفر بالدين ، وإنكاره ، وهجره ، والبعد عنه . وهم بذلك يرمون الى إلقاء شباك المكر والحيلة لاصطياد السذج من أفراد المجتمع ، وترويعهم من العَلمانيّة ، وتحذيرهم منها ، وتشكيكهم في نوايا من يدعون لها ، أو من يحملون لواءها .
والهدف من ذلك هو خلق مجتمع معاد للعَلمانيّة ، مرتاب فيها ، مرتعب من نواياها ، وأهدافها لتخلو الساحة لكهنة الدين ليؤسسوا بذلك حكومة دينية ، تبدو في ظاهرها ممثلة للدين ، ناطقة باسمه ، رافعة لرايته ، مرتدية لجلبابه وعباءته ، صادحة بشعاراته ، ومتمرغة بألوانه . فاذا اقتربت لتتفحص باطن هذه الحكومة ، لم تجد من الدين لا لونه النقي المشرق الوهاج ، ولا طعمه الحلو العطر ، ولا ريحه التي تشرح الصدور وتريحها ، ولا صوته الذي يملأ الحواس خشوعا مُبلسِماً للجروح ، ومُطفِئا للحرائق . فهذه الدولة ، المسماة بالدينية ، هي في حقيقة الأمر دولة تتخذ من الدين لباساً وعباءة تكسب بهما أفراد المجتمع ، وتُنَّظِمهم في صفوفها كأفراد موالين لها ، ولسلطتها عليهم . ويكون الهدف المعلن لهذه الدولة الدينية هو خدمة الدين ، ونشره ، ورفع هامته ، ومحاربة أعداءه .
وتختفي الأهداف السرية غير المعلنة لهذه الدولة تحت الجلد السميك للغلاف المعلن ، الذي لا يمكنك أن تراه حتى تقترب أكثر وتحكّ بأظفرك هذا الجلد السميك لترى الأهداف الخفية المدفونة تحت هذا الجلد البراق اللامع .
وهذه الأهداف المخفية تتراوح بين السيطرة على موارد المجتمع ، والتحكم بها ، واستغلالها لتعزيز سلطة الكهنة ، وتضخيم ثرواتهم ونفوذهم ، وتوسيع رقعة هذه الدولة ، وتعلية أسوارها ، وحمايتها ، وتكريس نفوذها وتقويته ، ومحاولة مدَّه وتصديره لأراض أخرى مجاورة .

حكم الكهنة

المجتمع العلماني لا يطرد الدين من بيته ، ولا يوصد الأبواب دونه . بل بالعكس ، يتربع الدين في المجتمع العلماني على مكانه المنطقي والشرعي المعروف . فالعَلمانيّة لا تتعارض مع الانتماء لدين معين ، لأن الدين ليس نقيضا للعلمانية ، فنقيض العلمانية ليس الدين ، بل هو حكم الكهنة ، أو ما يسمى برجال الدين ، أو الحكومة الدينية . إن أهم ما تمتاز به هذه الدولة الدينية ، هو أنها دولة قائمة على العنف والقمع ، تخنق أفرادها خنقاً ، وتكتم أنفاسهم ، فلا يسود فيها إلاّ لون واحد فقط ، وهو لون الدين الحاكم . فهي لا تعترف بأيّ دين آخر ، ولا يمكنها أن ترى ، إلاّ دينها باعتباره هو الدين الحق الصحيح ، والحقيقة المطلقة التي لابدَّ على جميع العالم إتباعها مرغماً .
يُعَّينُ الكهنة في هذه الدولة الدينية أنفسهم أوصياء على أفراد المجتمع ، فيلاحقونهم ، ويفرضون إملاءاتهم في مأكلهم ، ومشربهم ، والكتب التي يقرؤونها ، والكتب التي يتجنبونها ، وأي فيلم يشاهدون ، وعن أيها يحجمون ، وماذا يكرهون ، وماذا يحبون .
ويعطي هؤلاء الكهنة لأنفسهم الحق في مراقبة الناس ، وملاحقتهم في طعامهم ، وشرابهم ، ولباسهم ، وعلاقاتهم ، وكلِّ شؤونهم . فيشعر الفرد بأنه مقيّد ، محكوم في حركاته ، وسكناته ، ومعيشته ، في أقواله ، وأفعاله ، ومشاعره .
وهكذا ، يقومون بتحويل المجتمع برمته إلى مجتمع متواطئٍ مع الكهنة في جرائمهم الهائلة ، التي يرتكبونها ضد الآخرين من ديانات ومعتقدات أخرى ، أو ضد الفئات المستضعفة كالنساء والأطفال . وهذا التواطُؤ يكون في شكل صمتٍ مطبقٍ تجاه الفظائع الوحشية التي يرتكبها الكهنة ، الذين يقومون بوضع تعريفات للأخلاق ، والآداب ، والسلوكيات المقبولة والمَرْفُوضة .
فيعاقبون الأفراد المخالفين لتعريفاتهم الموضوعة ، أو الأفراد الذين يخرقون مبادئ الدين الذي خلقته الدولة الدينية ، عقاباً قد يكون على مجرد الظَّنِّ والشُّبْهَة .
فدين الدولة الدينية دينٌ مخلوقٌ ، لا يشبه الدين الأصلي الذي نبت وأنبثق منه ، إلاّ بشكلياتٍ مُلَّفَقةٍ ، ومُزَوَرةٍ ، وخادعةٍ للأبصار والعقول . وهكذا يتقمص الكهنة دور المُشَرِّع ، ودور الشُرّطي ، ودور القاضي ، ودور الجلاد في آنٍ واحد .

تواطؤ صامت

إنَّ الدعوة إلى عَلمَنة المجتمع لا تعني خلقِ مجتمعٍ ملحدٍ أو كافرٍ بالدين ، ولا تهدف إلى نشرِ الإلحاد ، والزندقة ، والفجور ، والموبقات في المجتمع ، وإنّما تعني خلقِ إطارٍ مُجْتَمَعِّي يؤسس لعدالةٍ اجتماعية ، يُمنَحُ الفرد بموجبه خَياراً حراً في حياته ، في كلِّ المجالات الدينية ، والأسرية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ، والسياسية .
فالعلمانّي قد يكون فرداً مُتديناً ، ولكنَّه يؤمن أنّ علاقته بالله هي علاقةً شخصيةً ، وأنَّ الدين ينبغي أن يبقى بعيداً عن الشأن العام ، وعن إدارة الدولة ، وعن تشكيل الحكومة ، وعن التعليم وبرامجه ، وأن لا يكون الدين أساساً لتقييم الأفراد ، والمفاضلة ، أو التمييز بينهم . وهكذا ، فإنَّ عَلمَنة المجتمع هي عمليةٌ اجتماعيةٌ تهدف إلى جعل الدين شأناً شخصياً بحتاً ، وليس شأناً عاماً .
ولكي يكون المجتمع ديمقراطياً ، لابدَّ أن يكون قبلها مجتمعاً علمانياً . ففي المجتمع العَلمانيّ لا يكون الدين ، وطقوسه ، واحتفالاته الشغل الشاغل لأفراده ، وهَمّهم الذي يسكنهم ولا يفارقهم ، بل ينتقل الاهتمام إلى إحياء سلطة العقل بدلاً من سلطة العاطفة ، ويبدأ المجتمع بالتركيز على العلم ، والتكنولوجيا ، والتنميّة ، والتطور ، ونشر المعرفة ، والثقافة ، وحل الأزمات ، والمشاكل الحياتية التي تواجه المجتمع .
إنّ علمنة المجتمع ضرورية لتعزيز قيم الديمقراطية والعدالة فيه ، ولحفظ حقوق المعتنقين لجميع الأديان والمذاهب ، ولضمان حق الفرد في إظهار معتقده الديني ، وممارسة طقوسه الدينية ، بما لا يصطدم بحرية إفراد المجتمع الآخرين ، ولا يعتدي عليها ، وبما لا يؤثر على الدولة ، وأسلوب الحكم فيها ، وطريقة إدارتها ، وتمشية شؤونها .
فيصبح المجتمع ملكاً لجميع أبنائه ، المؤمن منهم والملحد ، المسلم ، والمسيحي ، واليهودي ، واليزيدي ، السنيّ ، والشيعيّ ، المرأة ، والرجل ، البالغ ، والطفل ، الصحيح ، والمريض ، السويّ ، والمُنحَرِف ، وغيرها من التصنيفات والخانات . عندها فقط يصبح جميع أفراد المجتمع سواسية أمام القانون ، يتمتعون بنفس الحقوق ، وتقع عليهم نفس الواجبات ، دون أن يكون للانتماء الديني ، أو السياسي ، أو الحزبي أيّة ميزة ، أو فضيلة . وبهذا الشكل نرى أنّ العَلمانيّة تناصر حقوق الانسان المتعارف عليها دولياً ، وتغَلَّبَها على أيّ دينٍ ، أو عقيدةٍ .

كاتبة من العراق

العَلمانيّة ليست إلحاداً وكفراً!

شهباء شهاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق