حروب التبادل الرأسمالية ونيران الباحة الخلفية Posted: 02 Jul 2018 02:31 PM PDT اندلعت مجدداً جولة جديدة من حروب التبادل التجاري بين الولايات المتحدة من جهة، والاتحاد الأوروبي والصين من جهة ثانية، على نحو يهدد بإلحاق أضرار بالغة باقتصاديات هذه البلدان، وخفض معدلات نمو الناتج القومي، مع ارتفاع العجز التجاري والتضخم. ومن الطبيعي أن تنعكس عواقب هذا الصراع على الاقتصاد العالمي بأسره، خاصة في البلدان النامية التي سوف تقع ضحية الاشتباك بين القوى الكبرى، ولن يكون لها فيه موقع آخر سوى ميادين تقاطع النيران. وكما هو معروف بدأ الأمر من سلسلة قرارات اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضمن مقاربته العامة حول مبدأ «أمريكا أولاً»، واعتماد سياسات في الحماية عن طريق فرض الرسوم الجمركية، مما يتسبب في تكبيل الصادرات والواردات معاً حسب إجماع كبار أخصائيي التجارة والتبادل على المستوى العالمي. وكانت خطوة ترامب الأولى هي فرض رسوم على واردات الصلب والألمنيوم تراوحت بين 10 و25 في المئة، كما أعلن رسوماً بقيمة 50 مليار دولار على البضائع الصينية، فلم يتأخر رد أوروبا، وكذلك الصين. الخطوة الثانية كانت التلويح بفرض رسوم بنسبة 20 في المئة على السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبي، فحذرت المفوضية الأوروبية بأن صادرات أمريكية بقيمة 294 مليار دولار قد تتعرض لتدابير مضادة، وكذلك ستفعل الصين إذا نفذ ترامب تهديدة بفرض 200 مليار دولار من الرسوم على الواردات من الصين. وأما الخطوة الثالثة المنتظرة فهي احتمال انسحاب الولايات المتحدة من منظمة التجارة الدولية، والقطع بالتالي مع اقتصاديات 163 دولة عضو في المنظمة من جهة أولى، ثم العودة بالاقتصاد الأمريكي إلى الأجواء الانعزالية التي سادت خلال ثلاثينيات القرن الماضي من جهة ثانية. هذا على الرغم من أنّ المنظمة وليدة تفاهمات القوى العظمى والمراكز الكبرى في النظام الرأسمالي المعاصر، وهي أصلاً نشأت استناداً إلى مبدأ التبادل الحر ورفع القيود عن الأشغال والاستثمارات، وتلك قاعدة عزيزة على فكر الاقتصاد وممارسته في أمريكا تحديداً. ومن الواضح أولاً أن ترامب لا يكترث بالعواقب الوخيمة التي سوف يسفر عنها خياره في إعادة إشعال حروب التبادل، ليس في ما يخصّ اقتصاديات حلفاء أمريكا وحدهم، وإنما أيضاً الاقتصاد الأمريكي ذاته. لقد فعلها الرئيس الأسبق رونالد ريغان خلال ثمانينيات القرن الماضي مع اليابان، ثم اضطر إلى التراجع بعد أن تضاعف العجز التجاري الأمريكي من 36 مليار دولار في سنة 1980، إلى 170 مليار دولار في 1989. كذلك فعلها الرئيس السابق باراك أوباما بخصوص إطارات السيارات الصينية، ثم تراجع عنها بدوره بعد أن اتضح عجزها عن تحقيق وثبة في خفض العجز. واليوم يشير الاقتصاديون إلى أن إجراءات ترامب المتلاحقة سوف تكبد أمريكا هبوطاً في معدل النمو يبلغ 0.2 في المئة خلال السنة المقبلة، وخسارة 100 ألف وظيفة. ولقد أثبتت تجارب الماضي، القريبة والبعيدة، أن نيران حروب التبادل ترتد أخيراً إلى الباحة الخلفية لأولئك الذين يتوهمون إشعالها في الخارج، وأن الأذى في الداخل قد يكون أشد وأقسى. حروب التبادل الرأسمالية ونيران الباحة الخلفية رأي القدس |
أين علي؟ Posted: 02 Jul 2018 02:31 PM PDT أجاب المستوطنون الإسرائيليون الذين ذهبوا إلى قاعة المحكمة في اللد في 20 حزيران/يونيو 2018 عن هذا السؤال وهم يرقصون دفاعًا عن السفّاح الإسرائيلي عميرام بن اوليئل الذي أحرق منزل عائلة الدوابشة في دوما سنة 2015م، ما أدى إلى مقتل الطفل علي الدوابشة (18 شهرًا) وأمه رهام ووالده أحمد، ولم يسلم من الحريق سوى شقيقه أحمد ذي الخمسة أعوام. وقفت مجموعة من المستوطنين في مواجهة جدّ الطفل القتيل الذي أتى إلى قاعة المحكمة، وبدأوا يهزجون ويغنون أمام أعين رجال الشرطة الإسرائيلية الذين لم ينبسوا. أنشد المستوطنون بمتعة القتلة الفاشيين: «أين علي؟ علي لم يعد موجودًا، علي احترق، علي على الشوّاية». لم يكتف النازيون الجدد بهذا الغناء، بل أضافوا إليه مقطعًا يشير إلى بقية أفراد العائلة المنكوبة: «أين علي؟ أين رهام؟ أين أحمد؟ من المؤسف أن أحمد لم يحترق هو أيضًاً». عندما قرأت هذا الخبر سمعت صرخة «يا علي» وبدأت أردد مقاطع من قصيدة الشاعر عباس بيضون التي أنشدها مارسيل خليفة، ولمت نفسي. فقصيدة بيضون تحيل إلى زمن الفعل، حين كانت أحلام جيل كامل ترتسم بالدم والإرادة، يومها كان يحق لنا أن ننشد للحفاة الذين يقتحمون السماء. علي القصيدة لم يكن ضحية إلا لأنه قرر أن يقاتل من أجل الضحايا، أما اليوم فقد اتخذ علي شكل طفل صغير في قرية فلسطينية محاطة بالمستوطنين اليهود الذين قرروا أن عليهم تقليد السفّاح النازي الذي صنع المحرقة، عبر وضع الطفل علي على الشوّاية وشيّه حتى الموت. وما يثير الأسى هو أن مصير علي الدوابشة ليس فريدًا أو خاصًا، إذ يمكن وصف المقتلة الفلسطينية المستمرة منذ سبعين عامًا بأنها مقتلة أطفال، من أطفال دير ياسين إلى أطفال اللد، وصولاً إلى أطفال شاتيلا وأطفال الانتفاضة الأولى، الذي قرر إسحق رابين تكسير عظامهم! كيف ننسى أن الانتفاضة الفلسطينية الثانية افتتحت بذلك المشهد الرهيب لقتل الطفل محمد الدرّة، وهو يحاول الاحتماء بوالده من ذاك القناص الإسرائيلي! وأخيرًا جاءت مذبحة الأطفال في مسيرات العودة أمام بوابات غزة لتعلن أن الصهاينة ليسوا سوى مجموعة من القتلة تتسلى باصطياد الناس وإحراق الأطفال، وسقط الفتى ياسر أمجد أبو النجا (12 سنة) في مسيرة يوم الجمعة 29 حزيران/يونيو 2018م، حين هشّمت رصاصة قنّاص إسرائيلي رأسه. الموت يبدأ بقتل الأطفال، والمؤسف أن الأطفال العرب لم ينتفضوا بعد إحراق عليّ الفلسطيني، ليس لأنهم لا يكترثون، بل لأنهم كانوا يُقتلون هم أيضًا، وبدل أن تُحرق أجسامهم بقنابل المولوتوف أُحرقت بأعقاب السجائر. بدأ الموت العربي حين قُتل حمزة الخطيب، الطفل الدرعاوي، الذي رسم الطاغية بأشلاء جسده الممزق تحت التعذيب المصير الذي يعدّه للشعب السوري المنتفض من أجل الكرامة والحرية. في درعا، وبين سنابل القمح في سهل حوران، بدأ الحلم السوري بالحرية مع الأطفال الذين كتبوا على جدار مدرستهم «الشعب يريد إسقاط النظام». فقام الديكتاتور السوري وحلفاؤه/أعداؤه في نظام النفط والنصب العربي بتحويل الحلم إلى كابوس، فوقعت سوريا تحت مقصلتين، مقصلة نظام الأسد ومقصلة الأصولية الآتية من صحراء الموت، قبل أن تتحول إلى مطية يتلاعب بها اليوم الروس والأمريكان والإسرائيليون إلى جانب بعض صغار اللاعبين. في درعا التي بدأ بها الحلم، يجري اليوم وأد الحرية في كابوس مرعب، حيث يكشف الرئيس الأمريكي مفهومه للسياسة بصفتها صفقة، والصفقة تبدأ في درعا لتنتهي عند ما يسمى بـ «صفقة القرن» التي تعني موت المشرق العربي ووأد فلسطين، وتعلن أن مصير أطفال العرب يتأرجح بين علي الدوابشة وحمزة الخطيب. لم نكن نعي معنى الاستبداد إلى أن رموا في وجوهنا جثة حمزة الخطيب التي شوهها التعذيب السادي. صحيح أن الشعب السوري عاش منذ «الحركة التصحيحية» في سجن كبير، وصحيح أيضًا أن أهوال سجن تدمر الرهيب رشحت على أقلام بعض الناجين من «قوقعة» الموت التدمري، لكن جثة حمزة الخطيب أشارت إلى أن كل أطفال سوريا مرشحون لموت كامن في بنية نظام الاستبداد. أما الاحتلال والوحشية الصهيونية فقد اتخذا شكلاً جديدًا مع رقصة المستوطنين وأهازيجهم، لم يقل المستوطنون ما لا نعرفه، لكنهم كشفوا حقيقتهم التي خبأوها طويلاً تحت ركام لغة الضحية التي صارت أداة قتل في خدمة مشروعهم الذي ليس سوى مشروع استعماري في جوهره. أما الأمريكي «البشع»، فلم تتغير سياسته الصهيونية التي كانت دائمًا تعتبر إسرائيل امتدادًا للولايات المتحدة، وجزءًا من منظومتها السياسية والعسكرية، ما تغير هو الشكل الذي اتخذ مع ترامب صورة مزيج من التجارة والوقاحة واستغلال رعب أنظمة النفط على سلطاتها المهددة من شعوبها أولاً قبل أن يهددها المدّ الإيراني الذي تنمّر بسبب الفراغ الذي صنعه الأمريكيون بعد غزو العراق. لا أجد أي جدوى في تحليل شخصية السفّاح الإسرائيلي عميرام بن اوليئل، فهو تكرار صاخب لسفّاح الحرم الإبراهيمي، وهو ليس سوى ظل شاحب لمجرم قبية وشاتيلا أرييل شارون. المسألة لا تكمن في جنون فئة صغيرة من المتطرفين، نحن أمام مجتمع أخذته جرائمه المتراكمة وانتفاخه بالقوة واتكاؤه على ضعف العرب وذلّ حكامهم ونذالة مستبديهم، إلى الرقص على أشلاء الأطفال، والدعوة العلنية إلى تحويل النكبة إلى محرقة. نكبات العرب بمستبديهم وبالاحتلال الإسرائيلي حولت المشرق العربي بأسره إلى أرض للموت. لن نناشد أحدًا، لا الضمير العالمي ولا الضمير العربي. الضمائر ماتت في زمن حمزة الخطيب وعلي الدوابشة. لكننا نعلم أن الأطفال حين يموتون يتحولون إلى نجوم تضيء السماء التي تغطي أرضنا المكفّنة بالعتمة. لهؤلاء الأطفال ترنو عيوننا بآخر نبضات الحب لهذه الأرض التي لا ترتوي من شرب دماء أبنائها، ومنهم نتعلم كيف تصهر نيران المآسي إرادة الصمود والتحدي، ومن ظلال عيونهم نلتقط فتات الضوء. |
سينما النظام السوري ممنوعة في باريس… هاني السعدي ضد كل ما حصل… وزياد الرحباني: لا جديد Posted: 02 Jul 2018 02:31 PM PDT لم أكن أتمنى أن يحذف فيلم المخرج السوري جود سعيد «رجل وثلاثة أيام» من برنامج «مهرجان السينما العربية»، الذي يعقد حالياً في «معهد العالم العربي» في باريس. لقد حذف الفيلم بعد أن أدرج ضمن البرنامج ونشر للعموم، إثر اعتراضات – على ما يبدو، وكما ألمح أصحاب الفيلم – من ناشطين سوريين لدى إدارة المهرجان والمعهد. وعلى الرغم من أن حذف الفيلم يتناغم مع المزاج الأوروبي المناوئ للديكتاتورية، المزاج عالي الحساسية للنزعات النازية، إلا أن المنع والحذف والإقصاء يبقى نوعاً من الوصاية على الجمهور، والأفضل أن تعرض هذا الأفلام ولو تحت عنوان «سينما الديكتاتورية»، أو «سينما الممانعة»، أو «السينما الغوبلزية» (نسبة إلى جوزف غوبلز وزير الدعاية الهتلرية)، أو ربما «السينما الأسدية.».. ومن أجل إدراج الفيلم في إطار تلك العناوين المقترحة لا يحتاج الأمر لحجج ووثائق تثبت انتماء المخرج، وتؤكد أنه من إنتاج «المؤسسة العامة للسينما»، الجهة الرسمية المنتجة للسينما في البلاد، كما لا حاجة للعثور على صور لسعيد مرتدياً الطاقية العسكرية، فهو لم ينكر مرة موالاته الصريحة لنظام بشار الأسد، كما أن أفلامه تدافع بقوة ووضوح عن ذلك النظام. المذهل هو تلك الحملة التي يشنها الممانعون، من أنصار السينما الأسدية، ضد منع الفيلم وسحبه من برنامج المهرجان. إنهم يتحدثون عن الحرية إذاً، حرية القول والتعبير والكتابة، عن حق المبدع أن يكون موجوداً، وعن حق فيلمه في العرض والنقاش! أبواق النظام السوري، والممانع، يتحدثون عن حرية التعبير والقول، نظام «الصحف الثلاث»، واحتكار إنتاج السينما بجهة واحدة رسمية، النظام الذي قتل في سجونه الآلاف بسبب كلمة، أو ربما قبل أن ينطقوا بها، نظام التهجير و«المجتمع المتجانس»، نظام المجازر المتنقلة والأسلحة الكيميائية، يتحدثون عن فداحة ارتكاب منع فيلم لجود سعيد في باريس! ثورة الكومبارس يستمر الإعلام السوري في استلهام نظرية المجتمع التجانس التي أطلقها بشار الأسد، والتي تعني في طياتها أن مآسي الموت واللجوء جاءت لصالح من بقي تحت سيطرة النظام، أولئك الذين تخلصوا من نصفهم غير القادر على التجانس. نقاد الدراما التلفزيونية يعزفون على نول النظرية ذاتها، فهذه صحيفة يتحدث فيها الكاتب بالجملة عن المجاميع البشرية الكبيرة في تصوير المسلسلات، من «فرق الخيل والخيالة المدرّبة على خوض المعارك بالسيف والترس والرماح في مواقع تصوير»، وقد «تحول معظمهم للقتال تحت راية ألوية إرهابية تقاتل بالكلاشينكوف ومدافع (جهنم)!». الصحيفة تتحدث عن «انتقال الكومبارس المدجج بالسيوف والدروع الحديدية من عمله أمام كاميرا الدراما، إلى حربه أمام كاميرات محطات الأخبار، حيث احتل الكومبارس «اللوكيشن»، مُصادراً الكاميرات التي صوّر بالعديد منها مشاهد لإعدامات جماعية نقلتها وكالات الأنباء والشاشات الإخبارية، كسابقة في أرشيف العنف البشري المنظم». ويتابع كاتب المقال: «تطورت أسلحة الحشود التي كانت تتحرك وتقاتل بإشارة من مخرج المسلسل إلى كتائب وميليشيات في مسلسل «تاريخي – واقعي»، من إنتاج وتمويل المصادر ذاتها التي دفعت بسخاء لتحويل المسلسل التاريخي السوري ذي الطرح النقدي إلى مسلسل ديني أو بدوي يعزف على أوتار المذهبية والطائفية والعشائرية». علامَ العتب إذاً، ما دام الممول نفسه قد موّل مجتمع النخبة المتجانس مثلما موّل مجتمع الكومبارس! ثم ألا تدفع ثورة ذلك العدد الكبير من مجاميع الكومبارس إلى التساؤل عن شيء من الحق في ثورتهم؟ وأي فشل يكون قد أصاب النظام الحاكم إن كان قد دفع بمجاميع السوريين للانتماء إلى ما قبل ألف وأربعمئة عام، حيث الخليفة في «قصره مع جواريه وسباياه وغلمانه وسيافيه»، وحيث «الذبح وإحراق (الكفار) أحياء، صار ينقل على الهواء مباشرةً»، على حد قول المقال. غريب حقاً أن نظام «البعث العربي» بات لا يتقن عملاً إلا شتم التاريخ العربي باعتباره «الزمن العربي الماضي المستمر»، يبدو أنه يجد أن من الأسهل له أن ينسب المصيبة للتاريخ، على أن يكلّف نفسه عناء البحث عن الأسباب في الحاضر. الجمهور في حاجة إلى شيء جديد في مقابلة معه، يقول كاتب السيناريو التلفزيوني الفلسطيني – السوري هاني السعدي «اليوم أكتب عن الحياة الإنسانية. وبالنسبة إلى أعمال الأزمة، بالتأكيد أنا ضد ما حصل في هذا البلد العريق، وضد الإرهاب ولكن ما كتب كاف. الجمهور اليوم بحاجة إلى شيء جديد، ولقد كتبت أعمالاً اجتماعية، ولكن تخدمني أعمال الفانتازيا أكثر لكوني أستطيع الإبحار بأفكاري من خلالها». مطمئنون إذاً إلى ابتكار اسم لنوع درامي جديد هو «دراما الأزمة»، لكن بالقدر ذاته مطمئنون إلى أن السعدي راسخ في الفانتازيا، سبع سنوات من الواقع الدموي لم تستطع أن تزحزحه عن «بواسل» و«كواسر» و«جوارح»، وكنا قد ظننا أن الثورة قد أطاحت بكل ذلك. زياد الرحباني يصفق للأسد ونصرالله الجدل مستمر مرة أخرى حول زياد الرحباني بعد مقابلته الأخيرة في «المنار»، على الرغم من أن لا جديد في تصريحات الموسيقي والمسرحي اللبناني حين يقول، رداً على سؤال حول الرمزية التي يمثلها حسن نصرالله بالنسبة له: «الصامد الأكبر. بعد الرئيس بشار الأسد». لا جديد، فالرجل قال على مرّ السنين ما هو أفظع، حين صفق لستالين وبوتين وسواهما. الجديد والمفاجئ دائماً هم أولئك المدافعون عنه رغم وقوفهم على الضفة الأخرى. كيف يمكن لواقف ضد نظام القتل أن يدافع عن زياد بحجة حق القول، أو بحجة تاريخه واسمه واسم عائلته، إلا إذا كان منافقاً أو متواطئاً مع المجرمين! 7GAZ سينما النظام السوري ممنوعة في باريس… هاني السعدي ضد كل ما حصل… وزياد الرحباني: لا جديد راشد عيسى |
عن مسؤولية اليسار في بلاد العرب Posted: 02 Jul 2018 02:31 PM PDT تظهر دراسة الخبرة السياسية والمجتمعية المعاصرة لعدد من بلدان شرق ووسط أوروبا وأمريكا اللاتينية والقارة الإفريقية حقيقة تزامن بدء عمليات التحول الديمقراطي مع هيمنة رؤية إيجابية ـ تفاؤلية للحاضر والمستقبل ترتكز إلى إمكانات التغيير لحياة أفضل، ليس درءاً للأخطار بل لحاقاً بروح العصر وأملاً في التقدم. فلم تكن لحظة نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات في أوروبا الاشتراكية السابقة، على سبيل المثال، معبرة عن انتفاضات مفاجئة لشعوب خشيت على وجودها إن بحكم عوامل خارجية (الصراع مع الغرب) أو داخلية (الجمود المجتمعي الشامل)، بل عن دينامية قوى وتنظيمات مجتمعات رغبت في المزيد من الرقي من خلال إصلاح مسار تطورها السياسي (الحريات المدنية) والاقتصادي (مركزية القطاع الخاص). أما مقولات الخطر واللحظات الاستثنائية، وتلك تهيمن على نقاشاتنا العربية، فلم تنتج تاريخيا إلا بدايات أو ردات فاشية. وأجدني هنا مستدعياً لأفكار الفيلسوف وعالم القانون الألماني كارل شميت (1888 ـ 1985) الذي شكلت كتاباته خاصة «اللاهوت السياسي» (1922) تبريراً معرفياً لوصول النازية إلى سدة الحكم في ألمانيا ثلاثينيات القرن الماضي وانقلابها على نظام جمهورية فيمار الديمقراطي (1919 ـ 1933). لحظة شميت الاستثنائية هي لحظة تهديد وجود الدولة والنظام المجتمعي على أرضية اختلال الأنساق القيمية والدينية، وفقهها هو حق البطل المنقذ في الإدارة الشمولية للمجتمع وإعادة التأسيس الديكتاتوري لمعنى القانون والصالح العام. من الهام هنا أن نتذكر الترابطات على مستويي الخطاب والفعل السياسي بين حرب فلسطين وحريق القاهرة وانقلاب الضباط الأحرار في مصر، بين ادعاءات الخيانة والتصفية الجماعية وانقلاب صدام حسين في العراق، وغيرهما الكثير. مقولات الخطر هي صنو ميثولوجيا البدايات والاسترجاعات الشمولية والجبهات الوطنية الموحدة، وليست أبدا المقدمة الوظيفية للتحول الديمقراطي. يسهل الترويج لمقولات الخطر ولصياغات دراماتيكية عن فناء قريب وخلاص يأتي به بطل منقذ، يسهل لاستبدال أفكار وقيم الديمقراطية والتعددية والتحديث بفاشية تدعي الدفاع عن مصلحة الوطن وأمن البلاد. تظهر نقاشاتنا العربية الراهنة أيضا غلبة مفردات الليبرالية الجديدة على خطابات التحول الديمقراطي والتغيير المجتمعي في مقابل غياب ملحوظ لأجندة اليسار وإشكالياته. تدور صياغات منتجي رؤى وبرامج التغيير من نخب حكومية وأحزاب معارضة وفاعلي المجتمع المدني ومثقفين في فلك البحث عن استراتيجيات لتعظيم مساحات الحرية السياسية واحترام حقوق الإنسان والحد من سطوة الدولة القمعية ورقابتها المسحية على المجتمع من خلال عمليات التحول الديمقراطي والتحديث المؤسسي. أما معالجات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للتغيير المجتمعي المنشود فتكاد تقتصر على مستويين بهما الكثير من الاختزال؛ من جهة أولى التشديد على ضرورة استكمال التحول نحو اقتصاد السوق وحتمية تراجع دور الدولة الاقتصادي وبالتبعية تخليها عن الجزء الأكبر من مسؤوليتها إزاء الفئات الاجتماعية الفقيرة ومحدودة الدخل، ومن جهة ثانية الدفع بعدد محدود من القضايا النوعية ـ القطاعية من شاكلة تمكين المرأة (السعودية) وخلق مجتمع المعرفة (الإمارات وقطر) وتحديث البنى التعليمية (مصر) إلى صدارة النقاش العام في محاولة لإضفاء شرعية مجتمعية على مضامين خطاب الليبرالية الجديدة. أما اختلال معدلات توزيع الثروة في بلاد العرب وأزمات البطالة والفقر التي تعاني منها الأغلبيات بين المحيط والخليج والتهميش المتصاعد للطبقات الوسطى وتراجع سرعات الحراك الاجتماعي مقارنة بمراحل سابقة مثل خمسينيات وستينيات القرن العشرين، كافة هذه الأمور الحيوية تغيب عن نقاشات التحول الديمقراطي والتغيير المجتمعي. أعلم أن استعادة المجتمع من قبضة الدولة السلطوية تقتضي تراجع مجالات فعل الأخيرة والهبوط التدريجي لسقف استحقاقات المواطنين تجاهها وتزايد أهمية المبادرات الأهلية غير الحكومية. «فالدولة الأب» التي ينتظر منها كل شيء ويفترض أن تبسط شباك أمنها المجتمعي الشامل على رعاياها هي دولة تجرد في ذات اللحظة هؤلاء، فرادى وجماعات، من حقوق المواطنة والحريات السياسية والمدنية. أعلم ذلك، إلا أنه لا يعني بالضرورة انسحاب الدولة التام من المجتمع ولا يبرر تراجع مركزية التعامل مع الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للتغيير المنشود. تقترب الصورة الليبرالية الجديدة التي ترسمها معظم نقاشات التحول والتغيير العربية من الحقبة التاتشرية في بريطانيا الثمانينيات ومن واقع بعض الدول الأوروبية الشرقية في النصف الأول من التسعينيات، لكن الفارق بينهم وبيننا هو وضعية المجتمعات المتقدمة أو ذات الحظوظ المتوسطة من التطور هناك وحقيقة التخلف الجاثم على أنفاسنا هنا. بل أن الحالات الصارخة للاهوت الليبرالية الجديدة بدولتها المتراجعة واقتصاديات السوق المتجاهلة للالتزام الاجتماعي قد انتهت جزئياً في أوروبا إما بعودة اليسار (التقليدي والجديد) أو بتشكيل قوى يمينية وقومية لحكومات ائتلافية ركزت في سياساتها مجددا على مسؤولية الدولة تجاه المواطنين. لا نملك في بلاد العرب ترف تجاهل قضايا المساواة والعدالة التوزيعية وتكافؤ الفرص والضمانات الاجتماعية إن أردنا بالفعل تحولا ديمقراطيا تؤيده قطاعات وحركات مجتمعية واسعة لا يقتصر على النخب ولا يخطط له فقط في مجالس مغلقة. نحن نحتاج إلى صياغة توازن توافقي بين حتمية إخلاء الدولة لعدد من مساحات الفعل السياسي والقبول بتعددية فاعليها بين تواصل دور الدولة الاقتصادي والاجتماعي في ظل شراكة مع القوى المدنية والأهلية. دون ذلك يصير تحديث الدولة والمجتمع مجرد آلية لتجديد دماء النخب الحاكمة، دون ذلك يقتصر الحديث عن الحكم الرشيد على محاربة الفساد وتلغى منه مضامين التداول الديمقراطي للسلطة وحكم القانون والمساءلة السياسية. مبدئيا، تقع مسؤولية مواجهة الأجندة الليبرالية الجديدة على عاتق قوى اليسار بتنويعاتها المختلفة في بلاد العرب. قوى اليسار؛ قديمة وجديدة، برلمانية وغير برلمانية، ماركسية لقومية؛ عليها هي يقع عبء المواجهة في ظروف سياسية ومجتمعية بالغة الصعوبة. وللاضطلاع بالمواجهة تحتاج قوى اليسار لإعادة تعريف دورها ومساحات فعلها وخطابها في سياق عملية انفتاح مزدوجة على الأجندة العالمية لحركات مناهضة الرأسمالية وخطابها الليبرالي الجديد وعلى حركات الاحتجاج الشبابية والطلابية والنسوية التي تعج بها بلاد العرب إن فوق السطح أو تحته. ٭ كاتب من مصر عن مسؤولية اليسار في بلاد العرب عمرو حمزاوي |
شمالي الأردن: جدل «الولاية العامة» يرافق الرزاز وهو يناور وسط الجنرالات… والامتحان الأخطر «ثقة البرلمان» Posted: 02 Jul 2018 02:30 PM PDT عمان – «القدس العربي»: تبدو الزيارة الميدانية التي قام بها رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز إلى منطقة الشمال أمس الأول في واحد من تجلياتها الأساسية مناورة سياسية بالذخيرة الحية لإظهار محاولة الحكومة الجديدة التمسك بمبدأ الولاية العامة أولاً ثم التقاطع في بعض التفاصيل مع الملفات السيادية التي لم تكن الحكومات عادة تعتم بها. هنا لفت مشهد قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية الأنظار تماماً وهم يستقبلون رئيس الوزراء الموصوف دستورياً باعتباره وزير الدفاع ايضاً ثم يرافقونه اثناء تفقده لترتيبات أمنية ولوجستية وعسكرية في بعض التفصيلات بوضوح. وقوف الرزاز بين كبار الجنرالات الجيش والأمن يمكن اعتباره رسالة سياسية مزدوجة تؤشر على وجود رئاسة وزراء أكثر فاعلية هذه المرة وعلى رغبة المؤسسات المرجعية والسيادية الأساسية بالتعاون مع الحكومة وإظهارها شعبياً بمظهر لائق وصاحبة قرار. في الجانب الدستوري كان المشهد مرسوماً بعناية ويشيع أجواء الثقة في التعامل مع المستجدات الخطيرة شمالي المملكة حيث يتفقد رئيس وزراء بصفة مدنية ومن عائلة شامية الأصل المستشفى الميداني العسكري ويطلق تصريحات تبثها رئاسة الوزراء وهو يتحدث وسط الجنرالات والضباط الكبار بمن فيهم رئيس الأركان الجنرال محمود فريحات ورئيس الدرك الجنرال حسين الحواتمة اضافة لمدير الأمن العام الجنرال فاضل الحمود. هؤلاء في العادة تلتقيهم رموز الحكومة بعيداً عن الكاميرات وخلال اجتماعات مغلقة في مجلس السياسات تتبلور فيها اتجاهات وقرارات الدولة. لقد افتقد الأردنيون تماماً ومنذ سنوات طويلة مشهداً يجمع رموز المؤسستين العسكرية والأمنية برموز المؤسسة المدنية. تلك مساهمة بناءة في إعادة بناء صورة هيبة الحكومة والسلطة ترافقت مع قرارات مرجعية ملكية أجهضت تجربة وزراء الظل وأبعدت الدور السياسي المحلي التوجيهي لشخصيات في الديوان الملكي. تلك في كل حال جرعة دعم سياسية ومعنوية مرجعية لم يحظ بها أي رئيس سابق للوزراء. في الوقت نفسه هي تفعيل لمناورة ميدانية سياسياً من قبل رئيس حكومة يقول ضمنياً أن رئاسة الوزراء معنية بكل الاحداث والملفات وبصورة الهدف منها إنهاء نمط «التقاسم السيكولوجي» الذي استقر في ذهن الجميع في البلاد منذ ربع قرن والذي يوحي أن الحكومة إدارية وبيروقراطية وغير معنية بتلك الملفات التي تخص المرجعيات الأمنية والعسكرية. بطبيعة الحال لم يكن الرزاز يستطيع اخراج سيناريو مثل هذا المشهد بدون اسناد ودعم ورسائل مؤازرة من قبل مؤسسات مرجعية في الدولة، الأمر الذي ينتهي او سينتهي في العادة بالاستفسار عن صلاحيات أكبر من المعتاد قد تحظى بها حكومة الرزاز وبصيغة تقود إلى تكرار السؤال: كيف سيتصرف الرزاز بكل تلك الصلاحيات؟ يبدو السؤال هنا مفتوحاً على الاحتمالات خصوصاً وان أجواء الثقة البرلمانية الوشيكة في الحكومة لا تبدو مريحة جداً لطاقم الرزاز في الوقت الذي يتواصل فيه التهامس بعنوان مراكز قوى داخل الدولة والمؤسسة تصر على التعامل مع مرحلة الرزاز باعتبارها مؤقتة وانتقالية في المضمون وفي الرموز خلافاً للاتجاه الذي يسلكه ويتصرف به الرجل. الرزاز بكل حال تردد وبوضوح بتنفيذ الزيارة التي أثارت الجدل للمنطقة الشمالية امس الأول لكن حكومته وصلت وإن تأخرت في نهاية المطاف للتحدث عن نزيف الجنوب السوري الخطر والحساس وهو نزيف يؤثر على كل المعطيات في الحالة الأردنية بالتأكيد. ما قاله الرزاز في تلك الزيارة الميدانية ايضاً مثير فهو في النهاية رئيس وزراء طازج يعلن عن حملة وطنية لدعم اهل جنوبي سوريا. والاهم يعلن موقفاً في غاية الأهمية سياسياً ودون غيره وباسم حكومته وبعنوان ان المساعدات في سياق تلك الحملة ستقدم للمواطنين السوريين داخل ارضهم وعبر الاشارة إلى أن الهيئة الخيرية الهاشمية هي التي ستدير الموقف. في سياق مثل هذا الطرح وفي اطار الشكل والمضمون وفي نقاط التماس مع ازمة إنسانية وعسكرية وأمنية جنوبي سوريا لم يكن أي رئيس وزراء سابق منذ عام 2011 في مثل هذا الموقع وهو بطبيعة الحال لموقع الذي تطلب إجراءات أمنية كبيرة احتياطا لمنطقة ملتهبة يزورها رئيس الحكومة. على هذا الأساس بدا المشهد وطنياً بامتياز ويوحي بأن المؤسسات غير السياسية في طريقها للتعاطي مع الاعتبار السياسي… هذا ايضاً جديد في تجربة الحكومات الأردنية والرزاز هنا يخوضه ويلعبه بمهارة لكن امكانات طاقمه الوزاري قد لا تسعفه للاستمرار في النهاية واذا ما قرر مغادرة جلسات الثقة البرلمانية باقل الخسائر ينبغي له ان يؤسس شراكات ويخضع لتسويات مع مؤسسات القرار الفاعلة والنشطة في الميدان فحكومته مهما كانت في الوصف والقوة ليست وحيدة في الميدان ولا يمكنها ان تبقى وحيدة فعلاً إلى وقت طويل. الى أي حد ستظهر مؤسسات القرار العميقة نواياها الحقيقية في مساعدة تجربة الرزاز؟.. هذا هو السؤال الجدي المطروح اليوم والإجابة معلقة بطبيعة الحال بظروف وبيئة تحضيرات الثقة في الحكومة من مجلس النواب في التاسع من الشهر الجاري حيث الاختبار الحقيقي ليس فقط لقدرة الرزاز على اقناع كتل البرلمان واركانه بمشاركته في حفلة الاصلاح التي يتحدث عنها. ولكن الاهم ان الاختبار الحقيقي يتعلق بحسم خيارات الدولة بخصوص حمل التجربة على الأكتاف أو التعاطي معها فقـط باعتبـارها مجـرد مرحلة تطلبتهـا ظروف الوضع الاقتصادي التي نتـجت عنه مظـاهرات الـدوار الرابـع الشـهيرة وبالتـالي اسقاط حـكومة هاني الملقي وتعـيين الرزاز. شمالي الأردن: جدل «الولاية العامة» يرافق الرزاز وهو يناور وسط الجنرالات… والامتحان الأخطر «ثقة البرلمان» مشهد نادر فيه قليل من «وزارة الدفاع» افتقده الأردنيون وطرح رسائل عميقة «بسام بدارين» |
سجال ديني حول رفض مسؤولات تونسيات ارتداء غطاء الرأس خلال تشكيل المجالس البلدية Posted: 02 Jul 2018 02:30 PM PDT تونس – «القدس العربي»: أثار رفض مستشارات بلديات ارتداء غطاء الرأس خلال القسم في جلسة تشكيل المجالس البلدية سجالاً اجتماعيًا ودينيًا في تونس، فيما دعا البعض إلى اللجوء للقسم على الدستور بدلاً من القرآن، على اعتبار وجود أعضاء غير مسلمين في المجالس البلدية. وشهدت جلسات تشكيل المجالس البلدية في مدن تونسية عدة «ظاهرة جديدة» تمثلت برفض عدد كبير من الناجحات في الانتخابات البلدية ارتداء غطاء الرأس خلال جلسة القسم (الذي يتم عادة على القرآن الكريم)، حيث ردت إحداهن على الطلبات المتكررة من الوالي للالتزام بمراسم القسم عبر وضع غطاء الرأس بقولها «لست عورة حتي أخفي شعري». ودوّنت المستشارة البلدية صوفيا الزناتي على صفحتها في موقع «فيسبوك»: «بالنسبة للجماعة الذين انزعجوا من رفضي وضع قماشة على رأسي كي أحلف هذا جوابي: (هذا) موقف مبدئي لا تراجع عنه. نساء من قائمات إسلامية رفضن هذا الأمر. والقسم بنقاوة النية وليس بالتمثيلية. الناس تاهت عن الرسمي وبقيت تتّبع الحكايات التافهة. من الأحسن أن تقفوا شوكة في حلق من سرقوكم وخانوكم وباعوا البلاد في صفقات مشبوهة. اشترَوا الذمم ولوثوا الهمم وطمّعوكم بحياة أفضل. خدموا أولادهم و سفّروا أولادكم إلى الموت. وضعوا ذويهم في المناصب وسهّلوا الحرقة (الهجرة السرية) لناسكم. أكلوا العسل وسقوكم العلقم. أضحكتم علينا العالم». وأشاد المناصرون لحقوق المرأة بموقف الزناتي وزميلاتها، فيما انتقدهن أنصار التيار الديني، حيث رحّبت الباحثة فتحية السعيدي بالأمر، فيما اقترحت الباحثة رجاء بن سلامة باعتماد القسم على الدستور بدلاً من القرآن، ودوّنت على صفحتها في موقع «فيسبوك»: «تونس متعدّدة، وظهر تعدّدها الذي كان مخفيًّا وراء كلّ إيديولوجيّات السّلطة بفضل الانتقال الدّيمقراطيّ، الدّليل على ذلك: رفض كثير من المستشارات البلديّات المنتخبات عادة غريبة تتمثّل في ارتداء الحجاب عند القسم. الدّليل على ذلك حادثة وقعت في جربة مؤخّرًا، تمثّلت في رفض موظّفة في بلديّة ملّيتة بجربة إجراء تعريف بالإمضاء لمواطنة تونسيّة يهوديّة، وانتقال المواطنة إلى بلديّة أخرى للقيام بالإجراء، وقد تعاطف كثيرون معها، وتطوّع أحد المحامين لرفع قضيّة ضدّ الموظّفة العنصريّة والحاقدة». وأضافت: «النّتيجة: يجب فتح الباب للقسم على دستور البلاد لمن هو تونسيّ لكنّه مسيحيّ أو يهوديّ أو بهائيّ أو لادينيّ، أو مسلم يرى ضرورة الفصل بين السياسة والدّين. عندها لن تجبر أي امرأة على إخفاء شعرها وكأن شعرها متناقض مع القسم، ورمز للشرّ والإثم. هذه هي الحرّيّة والتّعدّدية ومدنيّة الدّولة. دستور البلاد هو الذي يجمع الجميع في دولة المواطنة». وعلّق الباحث سامي براهم بتهكم على اقتراح بن سلامة بقوله: «الأفضل أن يقسم برؤوس أمهاتهم! ليس هناك أقدس بعد مقدسات الدّين من الأمّ»، واصفًا اقتراح بن سلامة بأنه عبارة عن «جُمباز وتجريب فكروي أشبه بالقفز بالزّانة!». وردت بن سلامة بقولها: «هناك مقدّس دنيويّ هو ما يجمع أناسًا مختلفين ويجعلهم متعايشين يا سيد سامي. تستخفّ بدستور البلاد هكذا. يعني أنّ جوهر تفكيرك الإخواني لم يتغيّر، وهذا ما اكتشفناه من خلال مواقفك الأخيرة من تقرير الحريات. ظننت أنّ صفتك باحثًا يمكن أن تخرجك من دائرة التفكير الهووي واللاهوتي، فتبين أنني كنت مخطئة». وأجاب براهم بقوله: «القسم سلوك دينيّ وهو باب من أبواب كتب الفقه، ويقوم على مبدأ توثيق التزام القيام بالفعل، لذلك يجب أن يكون المُقسَم عليه متينًا ووثيقًا وغير قابل للعطب والتبديل حتّى يكون للقسم معنى وجدوى، وهذا لا يتوفّر إلا في النصوص التي يعتقد النّاس أنّها متعالية، هذا دارج في كلّ الثقافات، المقدّسات الدنيويّة لا تخرجنا من دائرة الديني، بل تزيد دائرة المقدّس تضخّما وسلطويّة». وأكد مستخدم يُدعى خالد المزوغي عدم وجود نص ديني يدعو إلى القسم على القرآن فضلاً عن تغطية الرأس أثناء القسم، مشيرًا إلى أن هذا الأمر غير موثق في تونـس. فيما اتهم مستخدم آخر يدعى إبراهيم القيزاني الباحثة رجاء بن سلامة بـ»الخلط» بين «حادثة شاذة تتعلق بالموظفة في جربة وحالة القسم على كتاب محترم. ودائمًا القسم على الكتب المقدسة فيه طقس الاحترام، بما في ذلك الكتاب المقدس عند اليهود والمسيحيين، حتى النواب الملحدين حين يقسمون يلتزمون بطقوس الاحترام بما فيها تغطية الرأس». وأضاف مخاطبًا بن سلامة: «لا تهربي من موضوعك الذي طرحته وهو القسم على القرآن بدون حجاب. لا أرى في ذلك موضوعًا يستحق كل هذا التصخيم، كأن المرأة حققت إنجازًا كبيرًا بذلك، بل هذا مظهر «بربري» وليس مدنيًا». وردت بقولها: «إن كنت سأهرب فلماذا أطرح هذا الموضوح الذي حرّك فيك الإخوانجي المختبئ داخلك؟ المدني هو من يحترم آداب الحوار أولاً ومن يحافظ على برودة دمه عندما يقرأ تعليقًا يدغدغ أفكاره المسبقة وثوابته». وكان سياسيون ومستشارون بلديون تحدثوا عن وجود تجاوزات كبيرة داخل جلسات تشكيل المجالس البلدية، من بينها جعل جلسة التصويت سرية ومنع وسائل الإعلام من تغطيتها، فضلًا عن محاولة بعض المستشارين «رشوة» زملائهم للحصول على رئاسة المجلس. سجال ديني حول رفض مسؤولات تونسيات ارتداء غطاء الرأس خلال تشكيل المجالس البلدية دعوات لاستبدال الدستور بالقرآن خلال جلسة القسم حسن سلمان |
فرنسا تساعد في قمع المعارضين المصريين عبر بيع معدات المراقبة لنظام السيسي Posted: 02 Jul 2018 02:30 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: اتهمت منظمات حقوق إنسان، مصرية ودولية غير حكومية، أمس الإثنين، الحكومة الفرنسية، وعدة شركات خاصة أخرى، بتقديم معدات عسكرية ومراقبة، تستخدمها الحكومة المصرية لإسكات مواطنيها. ودعا الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان، وثلاث مجموعات أخرى حقوقية، إلى الوقف الفوري للمبيعات، ولتحقيق برلماني في فرنسا بشأن صفقة الأسلحة المصدرة إلى مصر. وفي تقرير مشترك من 64 صفحة، أكّد كل من الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الإنسان، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ورابطة حقوق الإنسان، ومرصد الأسلحة، أنّ «الدولة الفرنسية والعديد من الشركات الفرنسية شاركت في القمع الدموي المصري في السنوات الخمس الأخيرة». وأشارت المنظمات إلى أنّ «المنتجات الفرنسية ساعدت في تأسيس نظام للمراقبة يتم استخدامه للقضاء على جميع أشكال المعارضة والنشاط المدني». التقرير لفت إلى «تقنيّات للمراقبة فردية ولاعتراض الحشود وجمع البيانات الفردية والتحكم في الحشود، ما أدى إلى اعتقال عشرات الآلاف من المعارضين أو الناشطين». وكانت فرنسا باعت سفناً حربية، وطائرات مقاتلة، ومدرعات وصواريخ وتقنيات مراقبة، إلى مصر في السنوات الأخيرة. ففي عام 2010، بلغت قيمة شحنات الأسلحة الفرنسية 39.6 مليون يورو (46.2 مليون دولار)، وارتفعت قيمة المبيعات إلى 1.2 مليار يورو (1.4 مليار دولار) في عام 2015، و 1.3 مليار (1.5 مليار دولار) في عام 2016، وفقاً لتقارير البرلمان الفرنسي. وأدانت المنظمات الحقوقية انعدام الشفافية حول كيفية قيام فرنسا بمراقبة تصدير الأسلحة ومعدات المراقبة. وذكّرت المنظمات غير الحكومية أنه في 21 آب/ أغسطس 2013 أعلن مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي أنّ «الدول الأعضاء قررت تعليق تراخيص تصدير جميع المعدات التي يمكن استخدامها للقمع الداخلي في مصر». وقالت إنّ «ثماني شركات فرنسية على الأقل استفادت بتشجيع من الحكومات المتعاقبة، من هذا القمع لجني أرباح قياسية». وطالبت الشركات والسلطات الفرنسية بالوقف الفوري لهذه الصادرات المميتة وإجراء تحقيق برلماني في شحنات الأسلحة إلى مصر منذ عام 2013. وأوضح مدير معهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان بهي الدين حسن، في بيان، أن «فرنسا تساعد في سحق جيل الربيع العربي، من خلال إنشاء نظام مراقبة وتحكم أورويلي (نسبة إلى جورج أورويل وروايته 1984) يهدف إلى إخماد أي تعبير عن الاحتجاج». ليست المرة الأولى وليست هذه المرة الأولى التي تثار فيها قضية بيع شركات فرنسية بمباركة حكومية أسلحة تنكيل بالمواطنين وتقنيات مراقبة إلى مصر، فقد سبق وكشفت منظمات حقوقية عن بيع شركة «أميسيس» الفرنسية المختصة بمنظومات التجسس والمراقبة، منظومة رقابية لنظام السيسي، وللسلطات الليبية، بمباركة من السلطات الفرنسية، ما سمح بالتعرف على المعارضين والمدافعين عن حقوق الإنسان. وقالت منظمات حقوقية وقضائية، إن قضاة فرنسيين يحققون حاليا مع شركة «نيكسا تكنولوجي» بشبهة بيع معدات مراقبة إلكترونية إلى السلطات المصرية لمساعدتها في تعقب معارضيها. وحسب منظمة «الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان»، فإن التحقيق قد يفضي إلى توجيه «تهم التواطؤ في التعذيب والاختفاء القسري للشركة الفرنسية وأيضا للنظام المصري». وأبرمت العقود تحت اسم شركة «أميسيس» التي تغير اسمها لاحقا إلى «نيكسا تكنولوجي». واعتمادا على تحقيق صحافي، تقدمت منظمات الفدرالية الدولية والرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان، ومركز القاهرة لحقوق الإنسان، بدعوى ضد الشركة التي تتهم بتوفير أجهزة تنصت تستخدمها السلطات المصرية لملاحقة معارضيها. ووفق الفدرالية الدولية، قرار النائب العام بفتح التحقيق، يفتح المجال أمام المنظمات وذوي الضحايا للتقدم بشكاوى. الفدرالية نقلت عن أحد المحامين المشتركين في القضية أن الشركة استمرت ببيع معدات التجسس إلى مصر رغم مثولها للتحقيق في قضية بيع أجهزة مماثلة للنظام الليبي السابق. ويتيح هذا النظام تعقب الاتصالات الإلكترونية بشكل فوري لأي جهة مستهدفة انطلاقا من بريدها الإلكتروني. وشنّت الحكومة المصرية حملة صارمة ضد المعارضة، منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013، وأُلقي القبض على آلاف الإسلاميين، فضلاً عن نشطاء علمانيين، وكثير منهم يقبعون الآن في السجون. وأُعيد انتخاب السيسي لولاية ثانية، في مارس/آذار الماضي. حجة مكافحة الإرهاب وتحاجج الحكومة الفرنسية بأنّ التعاون العسكري والأمني مع مصر «ضروري لمحاربة الجماعات المتطرفة التي تشجع أعمال الإرهاب، ومنع المزيد من عدم الاستقرار في المنطقة». وتشهد مصر موجة من الانتقادات لتراجع حقوق الإنسان، بعد حملات الاعتقالات التي طالت المئات من النشطاء السياسيين خلال الفترة الماضية بتهم تتعلق بإهانة رئيس الجمهورية على مواقع التواصل الاجتماعي والانضمام لجماعات إرهابية. وطبقاً لمعهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، يوجد «أكثر من 40 ألف سجين سياسي قيد الاعتقال في مصر». وتنفي السلطات المصرية اعتقال أشخاص لأسباب سياسية، وتقول إن كل المعتقلين أوقفوا بتهم جنائية. وبينما ترتفع معدلات الانتقادات الحقوقية لمنح فرنسا أسلحة لمصر، توجه الفريق محمد زكي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، صباح أمس، إلى العاصمة الفرنسية باريس على رأس وفد عسكري رفيع المستوى في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام. ومن المقرر أن يجري خلال الزيارة العديد من المباحثات مع كبار المسؤولين العسكريين في فرنسا؛ لبحث سبل تعزيز التعاون العسكري المشترك، كما يناقش خلال الزيارة عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك لكل من مصر وفرنسا على الصعيدين الإقليمي والدولي وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، حسب بيان للمتحدث باسم القوات المسلحة المصرية. فرنسا تساعد في قمع المعارضين المصريين عبر بيع معدات المراقبة لنظام السيسي مطالبات حقوقية بإيقاف «الصادرات المميتة» وإجراء تحقيق برلماني |
المغرب والبوليساريو يعتبران تقرير القمة الافريقية نصراً لهما Posted: 02 Jul 2018 02:29 PM PDT الرباط – «القدس العربي» : تختلف قراءات المغرب وجبهة البوليساريو للقرارات الدولية ذات الصلة بنزاع الصحراء، وكل منهما يعتبر ما يصدر نصرًا لرؤيته ومقاربته للنزاع المستمر منذ (42) عامًا، دون أن يظهر بالأفق حل قريب لهذا النزاع الذي تتداخل في مساره عوامل ومصالح متناقضة ومتنافرة وأحيانًا متصادمة. وبانتظار الصيغة النهائية لقرار القمة الإفريقية الـ(29) ذات الصلة بنزاع الصحراء، الذي يعلن مساء أمس الإثنين، رأى كل من المغرب وجبهة البوليساريو نصرًا لرؤيته في التقرير الذي قدمه رئيس المفوضية الإفريقية للقمة مساء أول أمس، وتضمن ما تراه المفوضية من تطورات النزاع ودور الاتحاد الإفريقي في تسويته. وقدم رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمات، أول أمس الأحد، إلى رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي المجتمعين في جلسة مغلقة في نواكشوط، التقرير الذي تم تكليفه بإنجازه طبقًا للقرار (653) الذي اعتمدته دورة تموز/ يوليو 2017م، الذي أكد من خلاله أن تسوية النزاع يعود للأمم المتحدة وأن دور الاتحاد دعم وتعزير دور المنظمة الدولية وتشكيل «ترويكا» تتألف من الرئيس (المنتهية ولايته) الغيني ألفا كوندي، والرئيس الحالي الرواندي باول كاغامي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي التشادي موسى فكي، من أجل إيجاد حل لقضية الصحراء في أسرع وقت ممكن، وهي آلية تتمتع بامتياز مبدأ الاستمرارية في موقف الاتحاد الإفريقي ومبدأ التوازن في المقاربات القائمة على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. ونصت الفقرة (20) من التقرير بـ»ضرورة أن يدرج الاتحاد الإفريقي مسعاه في إطار دعم معزز لجهود الأمم المتحدة، من أجل زيادة فرص نجاحها. وبعبارة أخرى، فإن الأمر لا يتعلق بالنسبة للاتحاد الإفريقي بتطوير مسلسل مواز لمسلسل الأمم المتحدة»، وأن دور الاتحاد الإفريقي ينبغي أن يهدف إلى مواكبة جهود الأمم المتحدة ودعمها، حيث ما زال مجلس الأمن الدولي يتولى هذه القضية. وعلاوة على ذلك، فإن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة يقوم، منذ توليه مهامه، بإجراء مشاورات مكثفة مع الأطراف، التي عبرت عن التزامها بالتعاون معه، بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الأطراف في سياق تسويات تتطابق مع الأهداف والمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وأن أجهزة الاتحاد الإفريقي الأخرى، غير معنية بمعالجة هذه القضية من أجل ضمان التناسق اللازم. وحث رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي في تقريره كلاً من الجزائر وموريتانيا على دعم الجهود المبذولة من أجل استئناف عملية التفاوض، مسجلاً الدور الحاسم الذي يمكن أن يضطلع به البلدان في إيجاد حل لقضية الصحراء، مبرزًا أن النزاع يعيق جهود الاندماج في إطار اتحاد المغرب العربي، والجهود الرامية إلى تعزيز الأمن الإقليمي على نحو أكثر فعالية، الذي وأكد موسى فقي أن «الاتحاد الإفريقي لا يُمكن أن يظل يتفرج أمام هذه الأزمة المستمرة منذ أربعين عامًا».. وتقول الأوساط المغربية إن جبهة البوليساريو وأنصارها راهنوا على القمة الإفريقية من أجل استصدار قرار يخول للاتحاد الإفريقي التدخل في قضية الصحراء المغربية، بمسلسل مواز لمسلسل الأمم المتحدة في المنطقة. وقال وزير الخارجية والتعاون المغربي في مؤتمر صحافي، أمس الإثنين، إن حل قضية الصحراء ليس في أديس أبابا، ولا من اختصاص الاتحاد الأفريقي، مؤكدًا أن الملف ما يزال لدى الأمم المتحدة، وهي وحدها المختصة بمعالجته، وأن القرار الذي اعتمده الاتحاد الأفريقي بخصوص قضية الصحراء لا يتضمن سعي الاتحاد الأفريقي لإيجاد حل للقضية، ولا يخلق مسارًا أفريقيًا جديدًا في الملف. وأوضح ناصر بوريطة أن التقرير الذي وافق عليه القادة الأفارقة يؤكد التمسك بالمرجعية الأممية للقضية، ويشير إلى أن دور الاتحاد الأفريقي هو دور «مساعد»، على غرار الأدوار التي تقدمها جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي. وقال إن هنالك لجنة أفريقية هي التي ستتولى العمل على الملف، تتولى مهمة الاطلاع على المعلومات من عند الأمم المتحدة وعرضها على قادة الاتحاد الأفريقي، موضحًا أن مجلس السلم والأمن الأفريقي (يرأسه الدبلوماسي الجزائري إسماعيل الشركي) لم يعد معنياً بالملف. وقال بوريطة رئيس وفد باده للقمة الإفريقية، إن التقارير السابقة التي كانت تصدر عن الاتحاد الأفريقي بخصوص قضية الصحراء «كانت مليئة بالمغالطات والأدبيات المنحازة»، وذلك لغياب المغرب عن الاتحاد الأفريقي وما يجري فيه من نقاش، وأن عودة المغرب (في القمة 27 في كانون الثاني/ يناير 2017) وقيامه بتوضيح الأمور غير الوضعية، تم تصحيح التقرير وابتعاده عن المسلكيات السابقة ليصبح أكثر توازناً وواقعية. وأكد أن «حل قضية الصحراء ليس من اختصاص الاتحاد الأفريقي، وإنما هو اختصاص أممي»، نافيًا أن يكون هنالك مبعوث أفريقي في الملف، لأن المبعوث الوحيد هو الرئيس الألماني السابق المنتدب من الأمم المتحدة. واعتبر الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي أن «قرار الاتحاد الإفريقي اليوم بتشكيل لجنة رئاسية حول القضية الصحراوية يؤكد دور الاتحاد كداعم لجهود الأمم المتحدة، ويثبت اهتمام الاتحاد بتطورات القضية الصحراوية»، وقال غالي إن الاتحاد الإفريقي أثبت من خلال قراره اليوم أنه ملتزم بدعم جهود الأمم المتحدة من أجل الوصول إلى حل عادل ونهائي بتمكين الصحراويين من ممارسة حقهم في تقرير مصيرهم واستقلالهم. ووصف عضو الأمانة الوطنية للجبهة مسؤول العلاقات الخارجية محمد سالم ولد السالك إنشاء آلية لإيجاد حل للنزاع بين الجمهورية الصحراوية والمغرب «قرارًا تاريخيًا»، وقال إن هذا القرار جاء ليجدد التأكيد على تمسك الإتحاد الإفريقي بحقوق الصحراويين في تقرير المصير والاستقلال وأن الآلية على مستوى رؤساء الدول ستعمل بالتشاور مع منظمة الأمم المتحدة من أجل وضع حد لهذا النزاع الذي طال أمده بين الجمهورية الصحراوية و المغرب، وأن هذا القرار يستند إلى «قرارات ومواقف الاتحاد الإفريقي التي تعترف بحق الصحراويين في تقرير المصير والاستقلال». المغرب والبوليساريو يعتبران تقرير القمة الافريقية نصراً لهما محمود معروف |
ألمانيا تشهد بوادر أزمة سياسية عقب استقالة زيهوفر وصحيفة ترى أن ميركل بدأت تفقد سلطتها في أوروبا Posted: 02 Jul 2018 02:28 PM PDT برلين ـ «القدس العربي»: فيما تشهد ألمانيا بوادر أزمة حكومية حادة في ظل التوترات القائمة حول مسألة المهاجرين، وذلك بعد الاستقالة المعلقة (ما زالت غير كاملة) لوزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر فإن السؤال الذي يتردد حاليا ما هو ما مستقبل زيهوفر؟ وما هو مستقبل الائتلاف الحاكم الذي جمع بين ميركل وزيهوفر بالإضافة إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وإذا تسببت تلك الخلافات في انهيار التحالف القائم منذ 70 عاما بين حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي فإن ذلك سيحرم ميركل من أغلبيها البرلمانية مما يعني أنها ستحاول قيادة حكومة أقلية أو إجراء انتخابات جديدة وكان الخلاف قد بدأ في منتصف حزيران/يونيو، عندما تصدت المستشارة أنغيلا ميركل لخطة وزير داخليتها رئيس حليفها البافاري المحافظ «الاتحاد المسيحي الاجتماعي»، من أجل تشديد سياسة اللجوء، ورفضت تحديدا إجراء أساسيا طرحه وزيرها، وهو رد المهاجرين المسجلين في بلد آخر من الاتحاد الأوروبي عندما يصلون إلى حدود ألمانيا. وسرعان ما تحول الخلاف إلى حرب مفتوحة تهدد بإسقاط الائتلاف التي تشكل بصعوبة في آذار/مارس بين الاتحاد المسيحي الاجتماعي اليميني المتشدد والاتحاد المسيحي الديموقراطي (يمين الوسط بزعامة المستشارة) والاشتراكيين الديموقراطيين. ورفض الوزير التنازل للمستشارة، بل هددها بفرض تدابيره على الحدود في مطلع تموز/يوليو ما لم يتم اتخاذ إجراءات في غاية التشدد موازية للإجراءات التي أقرت على المستوى الأوروبي. من جهتها، لا تزال المستشارة تعارض التصرف بصورة منفردة وإعادة مهاجرين على الحدود خشية أن يؤدي ذلك إلى تدابير مماثلة عبر جميع أنحاء أوروبي، ما سيهدد مفهوم التنقل الحر. كما تعتبر أنها انتزعت خلال مفاوضات شاقة خاضتها الأسبوع الماضي اتفاقا سياسيا أوروبيا واتفاقات ثنائية تنص على تدابير «أكثر من مساوية» بنظرها للإجراءات التي يطالب بها زيهوفر. لكن الوزير رفض هذه النتائج الأحد واضعا مستقبل الحكومة على المحك. صحيفة بيلد الألمانية رأت أن هذا النزاع وما آلت عليهالأوضاع بين ميركل وزيهوفر هو بداية النهاية لميركل، وقالت الصحيفة إن سلطة ميكر على الساسة ألأوروبيين بدأت تتضاءل مقارنة بالسابق وهو ما قد يترك الباب مفتوحا لانتخابات جديدة ولاحقا طرح زيهوفر ثلاثة سيناريوهات ممكنة، موضحا أنه إما أن يلتزم بسياسة الحكومة، أو يتخطى اعتراضات ميركل ليفرض من تلقاء نفسه تدابير رد المهاجرين على الحدود، ما سيؤدي إلى إقالته ويقود على الأرجح إلى سقوط الائتلاف الحكومي، أو أخيرا أن يقدم استقالته. وطرح لذلك مهلة «ثلاثة أيام». غير أنه لا يمكن للمستشارة أن ترضخ لوزيرها، وعندها فإن الاجتماعيين الديمقراطيين هم الذين سيخرجون على الأرجح من الحكومة. وفي حال انهارت الغالبية الحكومية مع خروج الاتحاد المسيحي الاجتماعي، ففي إمكان ميركل إما أن تحاول تشكيل حكومة أقلية أو أن تبحث عن غالبية مع شركاء آخرين، أو كذلك أن تتجه إلى انتخابات مبكرة. ومن غير المستبعد أيضا رحيل المستشارة نفسها من جهته يرى اليسار الألماني الخلاف بين المحافظين بمثابة «انقلاب من اليمين». وتوقعت عدة وسائل إعلام ألمانية قيام نسخة ألمانية لتيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في ظل رفع الاتحاد المسيحي الاجتماعي شعار «ألمانيا أولا» بشأن الهجرة. كما يخوض هذا الحزب انتخابات محلية تنظمها بافاريا في تشرين الأول/أكتوبر، وتشير استطلاعات الرأي إلى احتمال أن يخسر فيها غالبيته المطلقة أمام صعود اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين. فيما أعلن حزب البديل لأجل ألمانيا «ايه اف دي» اليميني المعارض أنه يعتبر عرض الاستقالة من جانب وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر مناورة تكتيكية بحتة. وقالت أليس فايدل رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب اليميني لوسائل اعلام ألمانية الاثنين: «حالة الذهاب والإياب والتراجع عن استقالة وزير الداخلية تم تدبيرها فقط لأن الحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا لديه خوف من شجاعته الخاصة الضئيلة للغاية على أي حال». وهو ما سيبقى أن مسألة رد المهاجرين على الحدود لها قيمة رمزية بالمقام الأول، على ضوء التراجع الحاد في حركة وصول اللاجئين، بعدما تم تشديد سياسة استقبال المهاجرين ومكافحة الهجرة غير الشرعية في أوروبا عموما وفي ألمانيا خصوصا. وقال الوزير المستقيل زيهوفر، والذي طالب بأن تشدد ميركل من سياسة الباب المفتوح في استقبال المهاجرين، لزملائه الأحد إنه وعلى الرغم من الإجراءات التي تم الاتفاق عليها مع قادة الاتحاد الأوروبي فإنه لا يرى بديلا عن إعادة بعض المهاجرين من على الحدود. ورفضت ميركل ذلك. ويسعى زيهوفر إلى اتخاذ إجراءات قومية منفردة بطرد طالبي اللجوء، المسجلين في دول أخرى بالاتحاد الأوروبي من عند الحدود الألمانية، بينما ترفض ميركل ذلك وتتمسك بالتوصل لحل أوروبي. وفي السياق دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري الذي يتزعمه وزير الداخلية هورست زيهوفر إلى إنهاء خلافهما حول سياسة اللجوء سريعا. وقال ماس، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أمس الاثنين عقب لقائه نظيرته البلغارية إكاترينا زاهاريفا في برلين إنه من الضروري إدارة حوار صريح وصادق وناقد أيضا حول موضوع مهم مثل هذا، وأضاف: «لكني أعتقد أن الأسلوب المدار به هذا الجدل حاليا يضر بسمعة ألمانيا وبالحكومة الألمانية الاتحادية على وجه الخصوص». وأعرب عن دعمه للمستشارة ميركل في القرارات التي تم التفاوض عليها خلال القمة الأوروبية حول سياسة اللجوء، وقال: «يتعين على الجميع التفاهم سويا. نعلم أنه لا يمكن أن يكون هناك سوى حلول أوروبية. الحلول القومية ليست حلولا… نحن على قناعة بأن هذا هو الطريق السليم للمضي قدما تدريجيا في قضايا الهجرة». ألمانيا تشهد بوادر أزمة سياسية عقب استقالة زيهوفر وصحيفة ترى أن ميركل بدأت تفقد سلطتها في أوروبا علاء جمعة |
ملايين المصريين يجرجرون أقدامهم في الشوارع ويحصون ما بقي في حافظات نقودهم Posted: 02 Jul 2018 02:28 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: ما زالت أجواء الثورة تداعب الكثيرين والحنين لها لا ينتهي من قبل أولئك الذين حملوا رايات التغيير على سلطة مبارك قبل سبعة أعوام، ومن بين أولئك الذين لخصوا ما تمر به مصر حالياً علاء الأسواني الذي كتب في الذكرى الخامسة لرحيل الإخوان: «تعاقدت مع مهندس لإصلاح شقتي فمزق العقد وطمع في الشقة. أبلغت الشرطه فقبض الضابط على المهندس ثم استولى هو على الشقة واعتقلني». وأبدع أنور الهواري في المناسبة نفسها: «تشييد أكبر حاجز للخوف منذ تأسست الجمهورية 30 يونيو باختصار». أما مي عزام فتوصلت لنتيجة مفادها: «الاختيار بين السيئ والأسوأ فخ وقعنا فيه وصدقنا قائليه فهو ليس قدرا مكتوباً علينا لكنه فقر في الخيال». بينما قال منتصر الزيات متألما: «ومن عجب أن العجم الذين نتغنى بأنهم أصلحوا بلدانهم تفرغوا لإفساد بلادنا يطبقون الديمقراطية في بلادهم ويضنون بها علينا، يحترمون حريات شعوبهم ويدوسون على حريتنا». واختزل محمد سعد عبد الحفيظ مأساة الصحافيين وبؤس حالهم في السلطة التي تسعى لتكبيلهم قائلاً: «لا لقانون إعدام الصحافة». أما جمال سلطان فبدا متوجساً: «حبس ابنة الدكتور يوسف القرضاوي وزوجها له تفسير واحد يعرفه الجميع، والدولة ـ بما هي دولة ـ لا تفعل ذلك، لأن تكاليفه السياسية والأخلاقية فادحة على سمعة النظام، أتمنى أن تكون هناك مراجعة من جهة مسؤولة في مصر لتصحيح الخطأ». وفي الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 2 يوليو/تموز اختلطت أحلام الثوار باستئناف الحراك الثوري بوعد ووعيد السلطة وجيوشها الإعلامية، بالهلاك لكل من يقول لا في زمن الرمادة والتصحر السياسي: كلوا بتي فور يسأل محمد ثابت في «الشعب»: «لماذا يتضايق فقراء المصريين من ارتفاع أسعار البنزين والسولار.. وهم لا سيارات لديهم فلن يدفعوا شيئًا من جيوبهم؟ والقول الشبيه بمقولة ماري أنطونيت زوجة لويس السادس عشر ملك فرنسا، لما رأت نذر الثورة مخيفة وغضب الآلاف فقالت على البداهة: «إن كان الشعب لا يجد رغيف الخبز فليأكل بتي فور!». لم تعرف أنطونيت مثلما لن تعرف فيفي عبده أن الناس لن تقطع المسافات الطوال على أقدامها؛ وأنهم يعانون حينما يرتفع لتر البنزين والسولار من ارتفاع جميع أسعار الضروريات التي تتأثر بارتفاع أسعار المواصلات التي تنقلها من مكان لآخر، فضلًا عن نقل أصحابها، بالإضافة إلى استغلال التجار لغلاء سلعة لمزيد من التلاعب بالشعب، في ظل سيطرة للدولة على الأسواق شبه منعدمة، إن لم تكن منعدمة من الأساس. يؤكد ثابت أن النظام يبالغ في الاستهزاء بالشعب المصري؛ ومن ضمن احتقاره لمواطنيه أن يختار اليوم الثاني من عيد تلا شهر رمضان المبارك ليرفع أسعار المحروقات على نحو غير مسبوق، وسط منظومة زيادة تصاعدت منذ حكم، وهذه هي المرة الرابعة خلال 20 شهرًا فحسب؛ وطالت المنظومة أيضًا أنبوبة الغاز التي لا يستغني عنها بيت في مصر، اللهم إلا النزر اليسير من الذين يستخدمون الغاز الطبيعي؛ وهم لن يسلموا من مضاعفة أسعار الاستهلاك أيضًا. والمصريون الذين صاموا في ظل أجواء بالغة الصعوبة؛ حتى أنه لا يوجد بيت في الكنانة إلا ويعرف معتقلًا أو مصابًا أو شهيدًا، هذا إن لم يكن يرتبط معه بقرابة؛ والمصريون الذين يعانون من راتب في المتوسط يدور حول مئة دولار». حتى الألم انتهى تأثيره «ثمة ملايين متدفقة في الشوارع، كما يراهم حسام عقل في «المصريون» التي لم تعد تتألم، وفق المفاهيم النمطية، بسبب توالي الصدمات، والضربات الاجتماعية الصاعقة، والارتفاعات المباغتة (حتى في الأعياد والمواسم!) في الأسعار بطريقة تتحدى أي منطق، وقد طالت منحنيات الغلاء كل شيء، خصوصًا الوقود والغذاء والخدمات، بدرجة شلت جهود الخبراء الاقتصاديين عن أي تحليلات مستقبلية واضحة، يمكن أن يشتم منها رائحة أمل! وبقى سؤال المعاهد والخبراء (للمرة المئة)، وهو السؤال القديم/ الجديد منذ فترة: «علامَ تراهن بالضبط هذه السلطة؟ وما الذي ينتظره وزراؤها المشغولون بعزف أغنية «الصب» في مصلحة المواطن بالأرغول والطبول؟ وما نهاية هذا الطريق، ولو بالخيال السياسي والاقتصادي المحدود؟ وحتى متى سيتحمل «ملح الأرض» من البسطاء والطبقات المتوسطة والدنيا، بحيث تستقبل ظهورهم المنحنية مزيدًا من الأحمال؟ وهل يمكن أن يكون تكسير عظام الظهر بهذه الطريقة العمياء شكلًا من أشكال الإصلاح الاقتصادي الواعد أو المبشر أو المحتمل؟ وما دلالة هذه الحالة «الزومبية/ المتحجرة» التي تكسو الوجوه بدرجة مقلقة أو منذرة بمخاطر أو باعثة على التساؤل المتحير؟ الطبيعي عندما أسدد لك لكمة مؤلمة أن تفرج عن آهة ألم، والمنطقي حين أهوي بعصا أو هراوة على جسدك أن تحرر الألم في شكل صرخة، والمتماشي مع المنطق حين يحزك نصل موسى أو سكينا حادة، أن يسمع الناس لك ألمًا في صورة صوت أو تعبيرات بالوجه من أي نوع، ولكن بالتفحص الدقيق، الذي أباشره منذ فترة في «وجوه المصريين»، لا نظرة واضحة، لا رد فعل ملموس يمكن فهمه، لا إفراج عن أي أصوات بارزة للألم، لا تفريغ من أي نوع لشحنة توجع! ملايين زاحفة بطريقة متشابهة تجرجر أقدامها في الشوارع، وتحصي ما بقي في حافظة النقود». كسبوا وخسر الجمهور الكلام عن هزيمة المنتخب المصري لا ينتهي وجاء الدور على محمود خليل في «الوطن»: «الكل أكل حتى شبع، وليس مهماً الأداء، العناصر المشاركة والوسطاء والسماسرة ربحوا، لم نكن بصدد لعبة رياضية تركز عناصرها في تحقيق نتائج جيدة، بل كنا بصدد «ناس رايحة تتسبب»، لذلك كسبوا هم وخسر الجمهور. واللوم كل اللوم على الجمهور، فهو الذي صنع نجومية هؤلاء، والنجومية هي التي جلبت الإعلانات، وخلقت مناخاً مواتياً لـ«السبابيب». والتشجيع هو الذي جلب «الشعبية» التي يتم استثمارها على كل لون. الكل «اتسبب» وأنت وحدك الخاسر. وليس لك أن تنكر أن كثيرين يفكرون بالطريقة نفسها التي فكر بها اللاعبون والإداريون والمدربون حين تركوا «شغلهم» وبدأوا يبحثون عن «الترلم لم» المتساقط حولهم! الجماهير في كل الدنيا تحب لعبة كرة القدم وتنحاز وتشجع وتتعصب، والفارق بيننا وبين غيرنا أننا لا نفهم أن «الكرة» صناعة. هم يعتبرون كل شيء صناعة، لا بد أن تتوافر عناصر محددة لنجاحها. الكرة عندهم كرة، لا تختلط بشعارات قومية ولا نعرات دينية ولا سمسرة اقتصادية، لحساب مشروعات لا تفيد الصناعة. والعناصر التي تديرها يتم اختيارها طبقاً لمعايير موضوعية، وليس طبقاً للهوى والواسطة والشللية. الفشل ثقافة وكذلك النجاح. فكر قليلاً وسوف تجد أننا عباقرة في صناعة المشكلات ثم الشكوى منها». لن يستقيلوا نبقى مع المنتخب الكروي، حيث حجاج الحسيني في «الأهرام» غاضباً: «رفض رئيس اتحاد كرة القدم الاستقالة بعد نكسة كأس العالم وهزيمة المنتخب المصري في المباريات الثلاث أمام أوروغواى وروسيا والسعودية، يعكس الأزمة التي نعيشها في إدارة القضايا والملفات والمشكلات التي نعانيها، لا يوجد من يعترف بالخطأ ويتقدم باستقالته طواعية من منصبه حتى لو فشل في مهمته، ولا يوجد في مصر من يرفض المنصب بدءا من الوزير حتى الخفير، وما كنا نسمعه من اعتذار البعض عن عدم قبول الوزارة، أو أي منصب مهم لم يعد مسموعا الآن، بعد القانون الذي منح الوزراء والمحافظين ونوابهم معاشا كبيرا. نحن أمام أزمة حقيقية في الإدارة، المسؤول يختار المقربين من أهل الثقة، المسؤول يتعامل مع الجهة التي يديرها بطريقة الملكية الخاصة، لذلك نحن لا نرى مسؤولين عن إدارة مؤسسات الدولة ولكن نرى أصحاب ملكيات خاصة، وعلى رأي المثل من أمن العقاب أساء الأدب. والسؤال.. لماذا يضحي المسؤول عن اتحاد الكرة ويتخلى عن الإدارة من أجل إرضاء الرأي العام؟ الجواب، كلها كام يوم والناس تنسى، وندخل في قضية جديدة، تشغل الناس كحريق كبير في شركة للتغطية على سرقة المخازن، انهيار برج مخالف، تهريب كام ألف قطعة آثار خارج البلاد، المهم أن المسؤول يبقى محافظا على وجاهته ونضارته وابتسامته أمام الكاميرات في المؤتمرات الصحافية، بلا رأي عام بلا وجع دماغ، من الآخر يا سادة.. استقالة المسؤول عن اتحاد الكرة من منصبه مرفوضة وباطلة». الجيش والجماعة من بين الذين اهتموا بعلاقة الجيش والجماعة جمال سلطان في «المصريون»: «بعد ثورة يناير/كانون الثاني، ورغم مليونيات الجماهير المثيرة والمبهرة والمتكررة، إلا أن الجماعة كانت ترى ـ بعد عزل مبارك ـ أن التحدي الوحيد أمام فرصتها التاريخية هو الجيش، وبالتالي لم تكن معنية بأي حوار حقيقي أو تنسيق إلا مع المجلس العسكري، وتعاملت مع باقي قوى الثورة وأحزابها بصلف أو بنوع من تطييب الخواطر المتعالي، وفي هذا الوقت بدأ نسج خيوط العلاقة الوثيقة بين اللواء عبد الفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية وكل من الدكتور محمد مرسي والمهندس خيرت الشاطر والدكتور سعد الكتاتني، على وجه التحديد، وتعددت اللقاءات، كما بدأت الجماعة تروج بكثافة لجدية المجلس العسكري وأمانته وحرصه على الثورة، وظهر الهتاف الشهير «يا مشير أنت الأمير» وغيره، في إشارة للمشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري، ووقفت الجماعة إلى جانب المجلس العسكري تقريبا في جميع المواجهات التي تمت ضد قوى ثورة يناير الأخرى، كانت دائما تبرر لعمليات العنف والدماء في التحرير ومحمد محمود وماسبيرو وغيرها، بصورة ملحوظة، وتتهم معارضي المجلس العسكري بأنهم بلطجية أو مأجورون أو مخربون أو أعداء الثورة، وعندما تولى الدكتور محمد مرسي الرئاسة رسميا، كان أول قرار مهم اتخذه أن يمنح اللواء عبد الفتاح السيسي رتبة الفريق وينصبه قائدا للجيش ووزيرا للدفاع، ثم قام مرسي بترقيته مرة ثانية في ستة أشهر فقط إلى رتبة الفريق أول، ووصفته صحيفة الجماعة في ذلك الوقت في عنوان شهير ومثير بأنه وزير دفاع بنكهة الثورة». الصمت خيانة من المعارك ضد الحكومة ما كتبه عمرو هاشم في «المصري اليوم»: «عند بداية تأسيس منتجع مارينا العلمين عام 1986، ظهرت دلائل على وجود آثار كثيرة. عندئذ عرف الآثريون أن العلمين هي نفسها مدينة ليوكاسبيس الرومانية، بكنيستها العملاقة ومنازلها ومقابرها الكبيرة وحماماتها العملاقة. المهم أنه بعد أن انتهت عملية تأسيس المنتجع استمرت الحفائر لاكتشاف تلك الكنوز، ووضع نحو 200 فدان من الأرض (المنطقة الواقعة بين الكيلو98.5 – 100.2) تحت تصرف الآثار لحين الانتهاء من الاكتشافات. وبموجب قرار أصدره الدكتورعاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق برقم 1743 لسنة 2000 وضع نحو 100 فدان، اعتبرت الأكثر طمعا لبعض المستثمرين تحت يد وزارة الآثار. ومنذ ذلك التاريخ يثار لغط واسع النطاق، ربما كل عام أو عامين، بأن هناك ثلة من رجال الأعمال الطامحين للهيمنة على تلك المنطقة، بغرض إقامة مشروعات استثمارية سياحية فيها، وهناك من هم من داخل الحكومة من يسعى لتسهيل ذلك. ليس هذا فقط بل إن هناك مصادر صحافية سبق أن حذرت من أن أي حفر بالآلات في المنطقة، حتى لو كان على مقربة منها، يعرض المقابر الأثرية المجاورة للخطر، وهو ما حدث فعلا في الجزء الغربي للموقع، عند حفر «خوازيق» للسور الخارجي للمنطقة، إذ أدى ذلك إلى شروخ بسقف أحد المقابر، ما أدى إلى انهيار الجزء الغربي منها، وعليه فإن أي حفر في هذه المنطقة سيؤدي إلى كارثة إضافية، خاصة مع ما بات يتردد منذ عدة أيام من عودة الضغوط لإهدار تلك الثروات. هناك حاجة – دعما للشفافية ومنعا للشائعات- إلى نفي لتكذيب ذلك لأن مجرد نفي وزير الآثار مؤخرا لما قيل غير كافٍ». ألغاز الوزارة يطرح نيوتن في «المصري اليوم» أسئلة مهمة مثل: «في التغيير الوزاري الأخير. الرئيس أعطى تعليمات بأن يجلس الوزراء السابقون مع القادمين الجدد في عملية تسليم وتسلم لمهام الوزارات. هذا يؤكد أن الاختيار ليس شخصيًا. إنما لتنفيذ مهمة. هذا يؤسس لتقليد في غاية الأهمية. من المهم استقبال الوزير الجديد ووداع الوزير السابق، لكن كيف يكون وداع الوزير السابق؟ المهندس خالد عبدالعزيز مثلا ترك علامة مميزة في وزارة الشباب والرياضة، استطاع أن ينشئ أو يقدم شيئاً جديداً في وزارته، يتمثل في نموذج مركز شباب الجزيرة، ومشروعه لبناء مركز شباب 6 أكتوبر. ومن الممكن أن يعتمد على الإيرادات والدخل المتحصل من اشتراكات المركزين. لينشئ مراكز أخرى في كل محافظة على هذا المستوى الدولي. مركز شباب الجزيرة عندما أنشئ بعد ثورة 23 يوليو/تموز كان نكاية في رواد نادي الجزيرة من «أولاد الذوات» تلك الطبقة التي لم تكن محل ترحيب عقب الثورة. قرر عبدالناصر اقتطاع نصف مساحة النادي ومنحها للبسطاء. تحولت المساحة إلى ما يشبه الساحات الشعبية. ظلت عشرات السنين بدون اهتمام أو تطوير، كأنها شاهد عيان على التناقض والفجوة الطبقية بين نادي الجزيرة والساحة الشعبية. إلى أن جاء الوزير المهندس خالد عبدالعزيز وتوصل إلى الحل. جعل من مركز شباب الجزيرة ناديا عالميا. نعم هو باشتراك نحو 35 ألف جنيه، ولكن تسدد على 5 سنوات تقريبا. الاشتراك في نادي الجزيرة المجاور له يقترب من المليون جنيه. كذلك الاشتراك في نادي الزمالك أو الأهلي يصل إلى مئات الآلاف، رغم أنها لم تشهد التحديث والتطوير الذي جرى في مركز شباب الجزيرة. إذا كان هذا الوزير ترك تلك العلامة المهمة والمميزة لوزارته، فهى ليست علامة له، هي علامة لشباب مصر، مثل المركز الأوليمبي في المعادي. هذه هي الأعمال التي يجب أن تستمر، بل يجب البناء عليها». الصحافيون بخير! على الرغم من الرفض الواسع لقانون الإعلام الجديد غير أن يوسف أيوب في «اليوم السابع» يؤيده قائلا: «ألم يوفر القانون الجديد الحماية المطلوبة للصحافيين للحصول على المعلومات بطريقة قانونية؟ والأهم من ذلك يحمي صناعة المهنة التي تتعرض لأزمة خطيرة بسبب السوشيال ميديا، فالقانون استجاب للمرة الأولى لمطالب مشروعة بفرض ضرائب على حصيلة الإعلانات التي تحققها المواقع الأجنبية من السوق المصرية، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، التي تلتهم حاليا الحصة الكبرى من سوق الإعلانات، فحسب نص المادة 66 من مشروع القانون «لا يجوز بث المحتوى الخاص بالوسيلة الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية على الهواتف الذكية، أو غيرها من الأجهزة أو الوسائل المماثلة، قبل الحصول على موافقة بذلك من المجلس الأعلى، وفق الإجراءات والقواعد التي يحددها. ولا يجوز في جميع الأحوال لأي موقع إلكتروني جلب إعلانات من السوق المصري، ما لم يكن مقيدا في المجلس الأعلى، وخاضعا لأحكام القانون رقم 11 لسنة 1991 بشأن التهرب الضريبي». القراءة الموضوعية للقانون تؤكد أنه يوجه ضربة قاضية لدعاة الفوضى الإعلامية، لذلك لا أتعجب حينما أراهم، وهم يحاولون تصدر المشهد الرافض للقانون، لأنهم في النهاية لا يريدون إلا الفوضى». جسور الوصل مقطوعة «طالب بهاء أبوشقة رئيس حزب الوفد، في جريدة «الوفد» بضرورة أن يكون هناك التحام بين المحافظين والمواطنين في كل مناحي الحياة، ولا بد من ضرورة أن يترك المحافظون مكاتبهم، ويباشرون أعمالهم من خلال الشارع، بهدف القضاء على كل السلبيات والمواقف التي أصابت الناس بحالة من القرف والاكتئاب. ممارسة المحافظ لمهام صعبة لا تقتضي أبدًا أن يمكث في مكتبه، ويعتمد على التقارير الواردة إليه، بل إن دوره الحقيقي يكمن في التواجد مع المواطنين أينما كانوا، يلبي لهم مطالبهم ويذلل أمامهم العقبات التي تنغص عليهم حياتهم. ولنضرب مثلًا بمحافظ الإقليم الذي تقع محافظته في دائرة زراعية، لا بد لهذا المحافظ – أي محافظ – أن يلتقي الفلاحين بدون سابق إنذار بالموعد ينزل لهم داخل الحقول، ويستمع إلى شكاواهم التي لا تجد من يحلها.. على هذا المحافظ أن يتابع دور الجمعيات الزراعية التي تقدم الأسمدة والمبيدات، من أجل تحسين وزيادة المحاصيل المنتجة من الأرض.. كما أن الفلاحين يواجهون أزمة منذ زمن مع بنك التنمية الزراعي، ولا يوجد فلاح أو مزارع لم يقترض من البنك، وتراكمت الديون وفوائدها، وباتت كارثة على رؤوس هؤلاء المزارعين، ووجب أن يكون لها حل وفي أسرع وقت. أعتقد أن محافظًا في الوجه البحري أو القبلي يقدم على إيجاد حلول لأزمات الأسمدة والمبيدات والديون المستحقة لبنك التنمية، ستلتف حوله الجماهير، إن لم تحمله على أعناقها.. دور هذا المحافظ هو بالدرجة الأولى تنفيذي، وهذا يعني إيجاد كل الحلول للمشاكل المتراكمة التي يعاني منها المواطنون، والفلاحون جزء منهم». أين الحقيقة؟ «ما كتبه وحيد حامد حول إهدار أموال التبرعات في مستشفى الأطفال لم يكن مفاجئا بذاته، كما يؤكد عبد الله السناوي في «الشروق»، أسئلته التقطتها من ضجيج الإعلانات المفرطة على شاشات الفضائيات أثناء شهر رمضان لجمعيات ومستشفيات أهلية عديدة، كأنها في تنافس مع الشركات الكبرى للاتصالات والمياه الغازية. ما حجم التبرعات السنوية؟ ـ تجاوزت رقم المليار جنيه. ما تكاليف علاج الأطفال المرضى؟ ـ لا يتجاوز الـ(160) مليونا بكل مشتملاته من مستلزمات وأدوية وتجهيزات طبية. الفجوة هائلة بين حجم ما يجمع من تبرعات وحجم ما يصرف على المرضى، رغم أن هذا الصرف موضوع التبرع وهدفه الأصيل، وربما الوحيد. الأرقام كلها مزعجة وتستدعي وضع الأمور في نصابها. بالبداهة فإن من يتبرع يقصد ـ أساسا ـ من يعجزون تماما عن تحمل مصاريف العلاج، لا الفئات الأكثر غنى ونفوذا، وهناك شكاوى متداولة عن التمييز، حسب الوضع الاجتماعي للمريض تستحق التحقيق فيها والحساب عليها. ولا هو يتبرع لتنظيم حملات إعلانية، مدفوعة الثمن، وصلت تكاليفها إلى (133) مليونا. ولا هو يتبرع لدفع أجور باهظة لأطباء وإداريين يعملون، أو يتعاملون مع مستشفى خيري شيد بأموال التبرعات والأصل فيه التطوع لا تلقي المكافآت. ولا هو يتبرع لاستثمار الأموال في مشروعات ومسلسلات تلفزيونية، تكسب أو تخسر. فتح الملفات حق عام واستبيان الحقيقة انتصار للعمل الخيري حتى تذهب أمواله إلى أغراضها. الملفات تستدعى بالضرورة سؤال مسؤولية الدولة وكيف تدهورت خدمات المستشفيات العامة ومستوى ما يحصل عليه المواطن من علاج؟ أرجو ألا ننسى أن فلسفة العمل الأهلي سد ما لا تقدر أن تصل إليه الخدمات الحكومية. سند لا بديل. إذا ما غاب الأصل فإننا أمام أزمة كبرى». المصريون.. والتبرعات عباس الطرابيلي في «المصري اليوم» يقول: «فتحت معركة كاتبنا وحيد حامد حول أموال تبرعات مستشفى السرطان الباب واسعاً عما نراه من عدم وجود رقابة «حقيقية» على أوجه التصرف في هذه الأموال. وهل تتجه هذه الأموال في ما أراده المتبرعون؟ أم لا يذهب للمرضى وللعلاج إلا النسبة الأقل منها. وهذا التساؤل هو السبب الرئيسي في أن المصريين- عموماً- لا يميلون إلى التبرع للحكومة، أو لأي جهاز خدمي حكومي، لأن الشعب يعلم أن هناك جماعات من المنتفعين داخل الأجهزة الحكومية تحصل على نصيب الأسد ولا يذهب للهدف الأساسي، سواء كان مستشفى أو ملجأ أو مدرسة أو جمعية خيرية إلا أقل القليل. وأتذكر هنا عملا دراميا سوريا عنوانه «حكومة عموم الزير»، ولذلك يفضل المصري أن يبتعد عن أي منظمة تنتمي للحكومة.. ومن المؤكد أن فكرة «ليلة القدر» التي دعا إليها فى الخمسينيات التوأم علي ومصطفى أمين، أي تقديم مساعدات لمن يحتاجها، ويتم تمويلها من صندوق يستقبل تبرعات الناس، وكانت «ليلة القدر» هذه أفضل عمل خيري عرفته مصر حتى الآن.. وجذبت فكرتها الأثرياء من المصريين ومن العرب والأمراء، إذ كان الهدف رائعاً والشفافية كذلك، والأهم الثقة في صاحبى الفكرة مصطفى وعلي أمين. وكان نجاحها الذى استمر سنوات عديدة وراء طرح مصطفى أمين فكرة إضافية هي أسبوع الشفاء.. لتقديم العلاج والدواء والعمليات الجراحية لمن لا يجدها فى المستشفيات الحكومية، وهذه بالمناسبة هي أساس فكرة مستشفى السرطان والأطفال وفيروس سي وغيرها.. التي يتعرض لها بالكشف عن سلبياتها كاتبنا الرائع وحيد حامد. وحقيقة صدمتني المعلومات التي ذكرها الأستاذ وحيد حامد، فهل أصابتها لعنة المؤسسات الحكومية الخيرية وبالذات حكايات الرواتب والبدلات والحوافز التي كشفها. ويبقى السؤال: لماذا يبتعد الناس عن مد يد العون لأي مشروع خيري تطرحه الحكومة.. بينما يندفع الواحد منهم للتبرع للمشروعات التي يديرها أناس عاديون.. بشرط أن يكونوا محل ثقة؟ وهل حكاية المال السايب- في يد الحكومة- هي السبب، أي هي تراب الميري.. وهل هي ما أصابت أيضا مستشفى سرطان الأطفال؟ وأنها يمكن أن تؤثر مستقبلاً في حجم التبرعات وبذلك يفقد الفقراء أهم مصدر للتخفيف عن مرضاهم؟ أكاد أقول ذلك، لأن المثل الشعبي يقول: «العيار الذي لا يصيب.. يدوش!» بل إن نجاح حملات مستشفى سرطان الأطفال أدى إلى إنشاء الكثير من الجمعيات الخيرية لتقديم شنط رمضان. وأرى أن هدف كاتبنا الغالي هو حماية هذه الجمعيات وغيرها من الفشل، بعد نجاحها السابق الملحوظ.. وليس كما تردد أن هذه الحملة تستهدف قتل هذه الفكرة الإنسانية.. ولكن إلى متى يظل المصري يشك كثيراً في أي تصرفات مالية للحكومة، أي حكومة؟». شكراً لإنهاء الأزمة أخيراً أوفى طارق عامر محافظ البنك المركزي بالوعد الذي سبق أن صرح لي به منذ عدة أسابيع بأن مجلس إدارة البنك سوف يتخذ قراراً إيجابياً بشأن مديونيات 3500 شركة و337 ألفا من الأفراد لبنوك الأهلي ومصر والقاهرة وتنمية الصادرات والعقاري المصري العربي والزراعي والمصرف المتحد والتنمية الصناعية والعمال. تضمنت المبادرة وفقاً لجلال دويدار في «الأخبار» التي تقدم بها المحافظ بناء على توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي قيام البنوك بتسوية هذه الديون على اساس التنازل عن الفوائد التي أدت إلى مضاعفتها. قال بيان البنك المركزي إن هذه التسويات سوف تبلغ تكلفتها ما يقرب من 16.8 مليار جنيه، سوف تتحملها هذه البنوك سعياً إلى استئناف هؤلاء المستثمرين لنشاطهم من جديد. التسويات التي سيتم التوصل اليها تشمل إنهاء جميع القضايا المتداولة في المحاكم بين البنوك وهؤلاء العملاء المتعثرين وإبراء ذمتهم إبراء نهائياً مع توثيق جميع الضمانات المقدمة من العملاء حول مديونياتهم بدون هذه الفوائد. وبعد إتمام التسويات والاتفاق عليها وفقاً للإجراءات القانونية فإنه سوف يجري حذف هؤلاء العملاء من القائمة السلبية لدى البنك المركزي، وكذلك لدى الشركة المصرية للاستعلام الائتماني التي تقيد معاملاتهم. وفقاً لمضمون هذه المبادرة التي تأتي في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي فإنها تستهدف إتاحة الفرصة أمام هؤلاء العملاء للنهوض من عثرتهم، لا جدال أن عودتهم إلى مباشرة أعمالهم وإنتاجهم سوف يعني دعم توجهات الدولة الاقتصادية والاجتماعية. من المؤكد أن استئناف المصانع المتعثرة وهؤلاء الآلاف من المتعثرين لنشاطهم مرة أخرى سوف يساهم في زيادة الإنتاج وبالتالي الناتج القومي، كما أنه سوف يسمح بعودة العمال الذين تم تسريحهم إلى العمل من جديد». الحرام يجد شرعية «التطبيع العربي الإسرائيلي لم يعد سراً، بل انتقل إلى العلن، مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «صفقة القرن» والقدس عاصمة لإسرائيل وآخر تمظهرات وفقاً لوسام زعير في «الشعب» التطبيع مشاركة فريق رياضي إماراتي للسيدات إلى جانب فريق إسرائيلي في بطولة أوروبا المفتوحة لـ«النت بول»، إلى جانب مشاركة الإمارات والبحرين في سباق طواف إيطاليا 2018 الذي استضافته إسرائيل، فضلاً عن المناورات العسكرية الإماراتية الإسرائيلية المشتركة في اليونان وفي الولايات الأمريكية المتحدة. لم يقف التطبيع العربي الإسرائيلي الرسمي، خاصة الخليجي، عند هذا الحد، فكانت مقابلة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع جريدة «اتلانتك» التي اعترف فيها بحق الشعب اليهودي في دولته الخاصة، وأن إسرائيل لم تعد عدوة العرب الأولى، إضافة إلى تغريدة وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة حول العدوان الإسرائيلي على سوريا مؤخراً: ورسمياً أن «إيران أخلت بالوضع القائم في المنطقة واستباحت الدول بقواتها وصواريخها»، وأنه «يحق لأي دولة في المنطقة منها إسرائيل أن تدافع عن نفسها بتدمير مصادر الخطر» وقد التقط وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا هذا التصريح، بوصفه دعماً تاريخياً لبلاده. تصريحات الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي في مقابلة مع قناة DW عربية، قال، العالم الإسلامي سيطبع مع إسرائيل إذا طبعت السعودية، كاشفاً في الوقت نفسه، ومدعياً أن التواصل بين السعودية وإسرائيل تواصل علمي وفكري وإنساني وليس سياسياً. لم يكد العالم العربي يستفيق من إدانة ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، للمقاطعة العربية لإسرائيل، وإعلان نيته التطبيع مع إسرائيل علنًا، وتأكيده على إنه سيسمح لرعاياه بزيارة إسرائيل رسميًا، حتى توالت الأحداث بشكل درامي بمشاركة نجل الملك البحريني في مؤتمر للأديان والتسامح أقامه مركز شمعون فيزنتال في لوس أنجليس، وزيارة جمعية «هذه هي البحرين». فاز اردوغان فهل خسرت تركيا؟ «ربح أردوغان المواجهة الأخيرة، لأنه استطاع، كما يشير ياسر عبد العزيز في «الوطن»، أن يؤسس سلطة قوية، تحميها قاعدة سياسية، وتحظى بمساندة شعبية، مكّنته من إحراز تقدم ملموس في ملفات اقتصادية وسياسية عديدة، فضلاً عن امتلاكه «ماكينة انتخابية» مدربة وذات ميراث وخبرات وموارد ضخمة، تستطيع أن تجبر فجوات المنافسة المناطقية والأيديولوجية لصالحه، في ظل ضعف منافسيه وتفتت الأصوات بينهم. لكن مع ذلك، فإن فوزه سيقترن بأربع خسائر كبرى، ستدفع تركيا ثمنها لسنوات طويلة. يربح أردوغان الانتخابات، لكن بلاده تخسر طموحها الديمقراطي، فتركيا الآن تعيش ضمن حالة الطوارئ، التي فرضها في أعقاب ما عرف بالمحاولة الانقلابية الفاشلة في يوليو/تموز 2016. بسبب حالة الطوارئ وإجراءات أردوغان الخشنة، تواصلت عمليات الاعتقال السياسي، حيث يقدر عدد المعتقلين لأسباب سياسية بنحو 50 ألفاً، وعدد المقالين من سلك القضاء، ومؤسسات أخرى، بنحو 110 آلاف مطرود من الخدمة، كما تتزايد أعداد المحبوسين والمبعدين في القوات المسلحة والشرطة والتدريس والسلك الجامعي بشكل مطرد. يفرض أردوغان إجراءات ويسن قوانين وينتهج ممارسات مقوضة لحرية الرأي والتعبير، حتى إن بلاده باتت «أكبر سجن للصحافيين في العالم»، حسب ما تقول منظمات حقوقية دولية مرموقة. الخسارة الثانية التي تُمنى بها تركيا، بموازاة فوز الرئيس، تأتي في المجال الاقتصادي، فبعد النجاحات التي حققها خلال رئاسة الحكومة، لم يشهد أردوغان سوى الإخفاقات الاقتصادية منذ بات رئيساً للجمهورية، وليس أدل على ذلك من تهاوي سعر الليرة التركية، وارتفاع الأسعار المطرد، وزيادة نسبة التضخم إلى 11٪، مع الارتفاع المستمر في أعداد العاطلين». ملايين المصريين يجرجرون أقدامهم في الشوارع ويحصون ما بقي في حافظات نقودهم حسام عبد البصير |
أنباء عن تحديد تشرين الثاني المقبل موعداً لها Posted: 02 Jul 2018 02:28 PM PDT إسطنبول ـ »القدس العربي»: في الوقت الذي لم تصدر فيه بعد النتائج النهائية الرسمية للانتخابات البرلمانية والرئاسية التي تم تقديمها في تركيا وجرت في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، بدأت تسريبات قوية تتحدث عن إمكانية لجوء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحلفائه إلى تقديم موعد الانتخابات المحلية/البلدية المقررة في آذار/ مارس من العام المقبل. وبشكل غير متوقع، تحدثت مصادر متعددة عن وجود مباحثات جدية داخل «تحالف الجمهور» الذي يضم حزب العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية وحزب الوحدة الكبرى من أجل العمل على تقديم موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة لعدة أشهر في محاولة على ما يبدو لاستغلال الفوز الذي حققه التحالف في الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة، واستباق قيام المعارضة بإعادة ترتيب صفوفها لخوض الانتخابات المقبلة التي تحمل أهمية كبيرة في البلاد. لكن تقديرات أخرى ترى أن السبب الأساسي لرغبة أردوغان في تقديم الانتخابات المحلية هو نفس السبب الذي دفعه لتقديم موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، والتمثل في إنهاء حالة الغموض التي تمر بها البلاد، ودفعها للاستقرار السياسي ومواجهة أزمة اقتصادية محتملة حذر منها الكثير من الخبراء الاقتصاديين، حيث يرغب أردوغان حالياً بتقديم الانتخابات المحلية ودفع البلاد نحو 5 سنوات من الاستقرار السياسي لاتخاذ خطوات تجنب البلاد أزمة اقتصادية. وعلى غرار ما حصل في تقديم الانتخابات السابقة، من لجوء حليف أردوغان دولت بهتشيلي إلى توجيه دعوة لتقديم الانتخابات واستجابة أردوغان لها، وجه، الاثنين، مصطفى ديستيجي رئيس حزب الوحدة الكبرى حليف أردوغان في الانتخابات الأخيرة دعوة واضحة لتقديم موعد الانتخابات المحلية. ورأى ديستيجي في تصريحات صحافية، أن تقديم موعد الانتخابات سيكون قراراً صائباً، ونحن كنا نطالب في السابق، لكن الحاجة الآن أكبر بكثير، معتبراً أن إجراءها في شهر مارس وفي فصل الشتاء وفي الظروف الجوية الصعبة «سيكون أمر غير صائب، نرى أن شهر نوفمبر المقبل موعداً مناسباً لهذه الانتخابات». وقال وزير الزراعة والثروة الحيوانية التركي أحمد فاكي بابا، أكد أنه مؤمن أنه من الصواب تقديم موعد الانتخابات واستغلال أجواء الانتخابات التي تسود البلاد حالياً، لافتاً إلى أن الأمر من الناحية الخدمة وتوفير الوقت والجهد سيكون مفيداً للخدمات والمواطنين، «شهر نوفمبر سيكون مناسباً». وفي سيناريو مشابه تماماً لما حصل عقب الدعوة الماضية لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، أعلن حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية أنه على استعداد تام لخوض الانتخابات في أي وقت، وقال سيد تورون مساعد رئيس الحزب: «كل أذرع الحزب مستعدة لذلك، قمنا بتحضيرات واسعة، وسنواصل الاستعداد للانتخابات متى كانت». ومقابل التلميحات والدعوات الأولية، نفى مسؤولين من حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية أن يكون موضوع تقديم الانتخابات المحلية على أجندتهم في الوقت الحالي، لكنها نفس التصريحات التي نفت في السابق وجود ملف تقديم الانتخابات البرلمانية والرئاسية على اجندة الحزبين. وبموجب التعديلات الدستورية الأخيرة، ومن أجل استصدار قرار من البرلمان من أجل تقديم موعد الانتخابات، يتوجب الحصول على أصوات 400 نائباً من أصل 600، أو الحصول على تأييد 360 نائباً لإجراء استفتاء حول قضية تتعلق بالدستور. هذه الأرقام، تشير إلى أن حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية اللذان يملكان 344 مقعداً في البرلمان الحالي لا يستطيعان تبكير موعد الانتخابات بمفردهما، لكن مصادر تركية قالت إن العدالة والتنمية يراهن على تأييد حزب الشعوب الديمقراطي لإجراء الانتخابات المحلية بشكل مبكر. وتقول هذه المصادر إن حزب الشعوب الديمقراطي الذي فقد في السنوات الأخيرة الكثير من البلديات التي نجح فيها بسبب قيام الدولة بوضع يدها عليها عقب اتهام رؤسائها بدعم تنظيم بي كا كا الإرهابي في مناطق جنوب شرقي البلاد، سوف يكون معنياً بتبكير موعد الانتخابات المحلية لتسريع عودته لإدارة بلديات مناطق الأغلبية الكردية. أنباء عن تحديد تشرين الثاني المقبل موعداً لها مؤشرات قوية على اتجاه تركيا نحو انتخابات محلية مبكرة على غرار ما تم في الرئاسية والبرلمانية إسماعيل جمال |
تَعثُّر في مفاوضات المعارضة السورية مع روسيا حول درعا… وتسليم جثث للنظام في ريفها Posted: 02 Jul 2018 02:27 PM PDT عواصم – «القدس العربي» : أقرت مصادر إعلامية مقربة من جيش النظام السوري «بفشل المفاوضات في مدينة درعا البلد وريفها الشمالي والغربي وعودة التصعيد والقصف المتبادل بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة في ريف درعا الغربي وتقدم القوات الحكومية باتجاه الحدود الأردنية». وقالت مصادر إعلامية مقربة من النظام لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن فصائل المعارضة السورية سلمت أمس في مدينة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، جثث قتلى القوات الحكومية للوفد الروسي الذي يفاوض تلك الفصائل منذ ثلاثة أيام. و»سلمت فصائل المعارضة جثث عدد من قتلى القوات الحكومية وتم نقلها إلى بلدة برد في ريف السويداء أربعة كيلومترات عن مدينة بصرى الشام كبادرة حسن نية على سير المفاوضات، كما سلمت للقوات الحكومية دبابة أيضا». وأكدت المصادر أن «المفاوضات مستمرة بين الوفد الروسي وفصائل بصرى الشام وينسقون اللمسات الأخيرة للاتفاق دون وجود لأي ممثل للقوات الحكومية في المفاوضات، و فقط ينقل الوفد الروسي المعلومات ونتائج التفاوض إلى الجانب السوري». ووفق ما قاله مصدر، فإن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، لا ترغبان بتهجير مقاتلي المعارضة السورية وكذلك المدنيين من الجنوب السوري نحو شمال البلاد، بهدف الحفاظ على المكون العربي في المنطقة، تحسباً لأي طارئ قد تحدثه إيران أو ميليشياتها. وأضاف، ربما من هذا المنطلق طلبت واشنطن من موسكو، التخلي عن فكرة التهجير القسري، واستبدالها بسياسة التطويع الإجباري للسوريين «عسكرين ومدنيين»، وذلك من خلال الضغط عليهم بشتى السبل لقبول الوضع على ما هو عليه. ولكن لم يستبعد المصدر، أن تنقلب الولايات المتحدة على هذا البند، كما انقلبت سابقاً على المعارضة، وربط ذلك بما ستختاره المعارضة حول مصير الجنوب. بيان النفير العام وكان المنسق العام لـ»فريق إدارة الأزمة» المشكل مؤخراً من قبل المعارضة المسؤولة عن مستقبل الجنوب، عدنان المسالمة قد أعلن امس الاثنين، النفير العام، والانسحاب من المفاوضات مع الجانب الروسي، وجاء في البيان «انسحبنا من وفد التفاوض، لأننا رأينا تنازعاً على فتات الأمور بما لا يليق بمهد الثورة، ولم نحضر المفاوضات اليوم، ولم نكن طرفاً في أي اتفاق حصل، ولن نكون أبداً». مضيفاً «نهيبُ بكل قادرٍ على حمل السلاح التوجّه إلى أقرب نقطة قتال ومواجهة، ريثما تصدر البيانات اللاحقة التي تحدد القيادة العسكرية لحرب الاستقلال والتحرير الشعبية، مازالت لدينا إرادة الأحرار في حوران، والأغلبية الساحقة من جيشنا الحر ترفض هذا العرض المهين وترفض التسليم رخيصاً». وأضاف المسالمة «لقد عمل البعض على استثمار صدق وشجاعة الثوّار الأحرار من أجل تحقيق مصالح شخصيّة ضيّقة أو بأفضل الشروط من أجل تحقيق مصالح آنيّة مناطقية تافهة على حساب الدم السوري الغزير الذي أهرق على مذبح الحريّة على مدار أعوامٍ طويلة». ميدانياً وتصدت فصائل المعارضة المسلحة العاملة ضمن غرفة العمليات المركزية لهجوم واسع شنته قوات النظام والميليشيات الإيرانية الداعمة لها، وحسبما أعلنت الغرفة فإن فصائل المعارضة دمرت آلية ثقيلة للنظام على محور الطيرة قرب مدينة طفس في ريف درعا الغربي. وقالت غرفة العمليات المركزية عبر معرفاتها الرسمية «بعد حشود لميليشيات الأسد وإيران غربي مدينة داعل المحاذية لمدينة طفس في ريف درعا الغربي، تحاول تلك الميليشيات التقدم باتجاه نقاط تمركز قواتنا منذ الأمس على محوري طريق التابلين شرقي طفس وتل السمن إلى الشمال منها»، مشيرة إلى ان قوات المعارضة «على أتم الجاهزية في نقاطها وقد استطاعت وحدات المشاة والإسناد الناري تدمير 3 دبابات وعربة بي إم بي ومدفع رشاش من عيار 23 ملم، بالإضافة لمقتل وجرح عدد كبير من جنود النظام». وأصدر «خلية الأزمة» في درعا، بياناً، أعلنت فيه النفير العام في حوران، داعية كل من حمل السلاح لمواجهة الأسد وروسيا، وأكدت فشل المفاوضات، بسبب «التفرد بالقرار من بعض الفصائل». وكانت فصائل الثوار المنضوية ضمن غرفة «العمليات المركزية في الجنوب»، قد استعادت بعض المواقع العسكرية والقرى التي تتوسط محور درعا البلدة ومعبر نصيب، و التي انسحبت منها تحت القصف الكثيف شرقي المحافظة. وقال مصدر في المعارضة السورية لـ(د.ب.أ) «المفاوضات بين القوات الروسية وفصائل المعارضة في بصرى الشام وعلى رأسها فصيل أسود السنة ربما تنتهي خلال الساعات القليلة المقبلة بإعلان اتفاق مع الجانب الروسي على أن تدخل الشرطة المدنية السورية والعسكرية الروسية دون دخول الجيش السوري إلى المدينة على غرار ما حصل في مدينة دوما في الغوطة الشرقية». 270 ألف نازح من جهة أخرى قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمس إن بلاده ستجري محادثات مع روسيا هذا الأسبوع بشأن وقف لإطلاق النار في جنوب غربي سوريا وتخفيف وطأة الوضع الإنساني هناك. وأضاف في تصريحات من عمان أنه سيسافر «غداً الثلاثاء» (اليوم) إلى موسكو لإجراء محادثات رسمية مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف غداً. وتشن قوات النظام السوري المدعومة من روسيا حملة عسكرية واسعة لاستعادة جنوب غرب سوريا من قوات المعارضة. وقال متحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن إن عدد النازحين في جنوب غرب سوريا نتيجة تصاعد القتال منذ أسبوعين ارتفع إلى 270 ألف شخص وذلك وفقاً لأحدث أرقام لدى المنظمة الدولية. وأضاف المتحدث محمد الحواري لرويترز «عدد النازحين في الجنوب السوري تعدى 270 ألفا». وتقول الأمم المتحدة إن الأردن يستضيف نحو 650 ألف لاجئ سوري. وقالت المملكة إنها لن تفتح حدودها لدخول المزيد. وقالت إسرائيل أيضا أن حدودها ستظل مغلقة. ويشعر الأردن بقلق متزايد من الحملة العسكرية التي تستغرق وقتاً طويلة والتي قد تفجر كارثة إنسانية. وقال إنه لن يفتح حدوده لعبور المزيد. وقالت إسرائيل كذلك إن حدودها ستظل مغلقة. وفر آلاف السوريين من بلدات وقرى اجتاحها الجيش واتجهوا جنوباً واحتموا في المنطقة القريبة من المعبر الحدودي مع الأردن حيث بدأ الجيش بالفعل في إرسال مساعدات خلال الأيام القليلة الماضية. تَعثُّر في مفاوضات المعارضة السورية مع روسيا حول درعا… وتسليم جثث للنظام في ريفها الأردن وروسيا يجريان محادثات بشأن سوريا هذا الأسبوع هبة محمد – وكالات |
الرئيس الموريتاني ينتقد منع تجمع الساحل من الاستفادة من الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة Posted: 02 Jul 2018 02:27 PM PDT نواكشوط-« القدس العربي»: أعرب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز «عن بالغ أسفه لحالة الدمار وانعدام الأمن التي تشهدها ليبيا بسبب ما حل بها من دمار عام 2011م». جاء ذلك في مقابلة مع قناة «افرانس 24» الفرنسية، تناول فيها الرئيس الموريتاني بعد غياب طويل عن الإعلام، موضوعات مهمة، بينها قضية الصحراء والهجوم العسكري الذي تعرض له المقر العسكري لمجموعة الساحل في مالي يوم الجمعة، وترشحه هو لمأمورية رئاسية ثالثة، والمطالبة الدولية بإطلاق سراح السيناتور الموريتاني المعارض ولد غده». وشدد الرئيس ولد عبد العزيز التأكيد على خطورة ما حل بليبيا من دمار؛ وقال «من دمر ليبيا؟ فليبيا كانت قبل تدميرها دولة قائمة، قد يكون نظامها غير مناسب لكنها قائمة، ثم حدث أن دمرت وفتحت أمام الإرهابيين وتحولت إلى وضعها المأساوي الذي هي عليه اليوم». وحول الانتخابات المقررة في ليبيا قبل نهاية كانون الأول/ ديسمبر المقبل، قال الرئيس الموريتاني: «أعتقد بأن لا فائدة ترتجى من تنظيم الانتخابات، فقد نظمت انتخابات سابقة لكنها بدون نتائج، وما الفائدة في تنظيم انتخابات في بلد يفتقر إلى الأمن؟». وعن القضية الصحراوية المستعصية على الحل، قال الرئيس الموريتاني: «لا أقول إنها مستعصية على الحل، فالمفاوضات متواصلة، والحل يجب أن يوجد، وسيوجد إما من هذا المنفذ أو ذاك». وتابع: «يجب علينا جميعًا أن نجد حلاً سريعًا، إن أمكن، لهذه القضية، وذلك لإخراج منطقتنا من التأزم ولإنقاذ الصحراويين من وضعهم المأساوي. فأنا أنظر لهذه القضية من زاوية أخرى، هي ضرورة إنهاء معاناة الصحراويين التي طالت كثيرا». وتحدث الرئيس الموريتاني عن الهجرة نحو أوروبا، فأكد «أن حل القضية ليس في بناء مراكز لاستقبال المهاجرين، وإنما معالجة أسباب الهجرة بتقديم مساعدات للبلدان التي ينتمي لها المهاجرون، لتشغيل الشباب والقضاء على البطالة والفقر لأن ذلك أفضل وأضمن لاستقرار المواطنين». وحول الهجوم الذي تعرض له المقر العسكري لمجموعة دول الساحل في مالي يوم الجمعة الماضي، قال الرئيس الموريتاني: «هذا الهجوم مقلق ومزعج، لأنه كان ضربة لقلب نظامنا الأمني والعسكري، وهو مع ذلك يشكل رسالة وجهها الإرهابيون لنا، ونحن في خضم السعي لتحقيق الاستقرار في منطقتنا، منطقة الساحل». ثم تابع: «يؤكد هذا الهجوم أن هناك إهمالاً كبيرًا، لأن الموقع الذي هوجم هو قلب منظومتنا الأمنية التي نعدها لمواجهة الإرهابيين، ولا شك في أن هناك خللًا سمح بوقوع هذا الهجوم، ويجب علينا أن نصححه بسرعة إذا كنا حريصين على تأمين منطقتنا». وحول البطء الكبير الذي تشهده انطلاقة عمليات القوة العسكرية المشتركة لمجموعة الساحل الخمس والدور المنتظر من فرنسا في هذا الشأن، أوضح الرئيس الموريتاني «أن مجموعة الساحل مبادرة سيادية خاصة بدول الساحل، وفرنسا تساعد فيها، لكنها قضية خاصة ببلدان الساحل التي تواجه- إضافة إلى المشاكل الأمنية- قضايا مشتركة أخرى كالفقر والجفاف، وكل هذا- يضيف الرئيس الموريتاني- هو ما دفع دولنا للتنسيق ولتوحيد الجهود». وحول التمويل الدولي للقوة المشتركة لدول الساحل، قال الرئيس ولد عبد العزيز: «مشكلة التمويل مشكلة ماثلة، ونحن لا نفهم التردد فيها، بل لا نعي لماذا نحن غير مفهومين، فنحن وحّدنا جهودنا لمحاربة ظاهرة لا تخصنا وحدنا، بل إن العالم كله يتأثر بها، والأوروبيون بالذات يتأثرون بها، سواء على شكل تفجيرات أو على شكل تدفق لموجات الهجرة». ثم تابع: «لسنا مرتاحين لموقف العالم منا، ولسنا مرتاحين لموقف الأمم المتحدة التي أغلقت الأبواب، فنحن نقوم بمهمة حساسة بالغة الأهمية في مالي، وتعلمون أن للأمم المتحدة قوة قوامها (13) ألف رجل في مالي تكلف الأمم المتحدة مليارًا من الدولارات سنويًا، ولم تحقق أي شيء على الأرض. ونحن على مستوى مجموعة دول الساحل أسسنا قوتنا العسكرية، لكن العالم لا يهتم بنا ويمنعنا من الدعم، حتى إننا ممنوعون من الاستفادة من الفصل السابع للأمم المتحدة الذي يمنحنا فرصة الوجود الميداني والشرعية للتدخل على الأرض». وحول ما إذا كان غير مترشح لمأمورية ثالثة مهما كانت الظروف، قال الرئيس الموريتاني: «قلتها وسأكررها اليوم، وليس ذلك بسبب ما تردده المعارضة، ولكن بسبب قناعتي بأنه عليّ أن أحترم دستور بلدي». وحول قضية السيناتور غده ومطالبة الهيئات الحقوقية الدولية بإطلاق سراحه، قال الرئيس الموريتاني: «نحن بلد له سيادة، ولا نتلقى الدروس من منظمات لا تعرف أي شيء عن الحقائق في بلدنا، والشخص الذي ذكرتموه مسجون من طرف القضاء الموريتاني، وعلى القضاء أن يقول كلمته فيه إما يحرره أو يسجنه، وليس من المقبول أن يتولى الآخرون هذا الأمر». الرئيس الموريتاني ينتقد منع تجمع الساحل من الاستفادة من الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة |
العراق: استكمال إجراءات العد والفرز اليدوي… وترتيب الكتل الفائزة لن يتغير Posted: 02 Jul 2018 02:27 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، أمس الاثنين، استكمال كافة إجراءات العدّ والفرز اليدوي لأصوات الناخبين الخاصة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 أيار/مايو الماضي. وقال الناطق الرسمي باسم المفوضية القاضي ليث جبر حمزة، في بيان إن «مجلس المفوضين استكمل كافه إجراءاته المتعلقة بالعدّ والفرز اليدوي وأصدر النظام المتضمن الإجراءات الواجب اتباعها أثناء عملية العدّ والفرز اليدوي في المراكز والمحطات الانتخابية». ومن المقرر أن تبدأ المفوضية اليوم إعادة العدّ والفرز اليدوي لأصوات الناخبين في مراكز الاقتراع التي بها مزاعم تزوير. وستجري العملية تحت إدارة قضاة يتولون مهام مسؤولي مفوضية الانتخابات بعد تجميد عمل الأخيرين، جراء اتهامات طالتهم بـ«الفشل» في إدارة عملية الاقتراع و«التواطؤ» في ارتكاب المخالفات. عضو ائتلاف «دولة القانون» محمد الصيهود، قال إن «عمليات العدّ والفرز اليدوي لنتائج الانتخابات يجب أن تحسم بشكل سريع لغرض الانتهاء من تشكيل البرلمان والعمل على تشكيل الحكومة». وأضاف أن «إجراء عمليات العدّ والفرز اليدوي الجزئي لن ينتج حكومة قوية، وعلى القضاة المنتدبين للقيام بمهام مسؤولي مفوضية الانتخابات الالتزام بما أقره البرلمان من تعديلات على قانون الانتخابات والذي ألزم الجهات التنفيذية بإجراء العدّ والفرز اليدوي لجميع نتائج الاقتراع». وأفادت مصادر أمنية عراقية بأن مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات من القضاة المنتدبين سيصل إلى محافظة كركوك، للشروع بإعادة عمليات العد والفرز اليدوي لصناديق الاقتراع المؤشر عليها بشكاوى واعتراضات لحصول حالات تزوير وتلاعب في أصوات الناخبين. 500 محطة انتخابية وبينت أن «مجلس المفوضين من القضاة المنتدبين سيصل إلى محافظة كركوك قادمين من السليمانية وسيستقرون في كركوك بدار ضيافة شركة نفط الشمال وسيباشرون عملهم بالعد والفرز اليدوي لأكثر من 500 محطه انتخابية» وحسب المصادر «سيتم تأمين حركة وفد المفوضية من السليمانية إلى كركوك وتأمين عملية العد والفرز كاملة، بعد وصول قوات وتعزيزات إضافية إلى كركوك من قوات الشرطة الاتحادية وتعزيزات لجهاز مكافحة الاٍرهاب وقوات عسكرية وثلاث ألوية من الحشد الشعبي ستنتشر في محافظة كركوك وأطرافها لحفظ الأمن والاستقرار» ويرى مراقبون إن عملية العدّ والفرز اليدوي لن تُحدث تغييراً كبيراً في عدد أصوات الكتل الفائزة، ولن تغير من معادلة ترتيب الكتل السياسية الفائزة. تزامن ذلك، مع تحديد المحكمة الاتحادية العليا، الجهة المختصة بـ«البت في المنازعات» بين مرشحي الانتخابات النيابية. وقال المتحدث الرسمي للمحكمة، إياس الساموك في بيان له، إن «المحكمة الاتحادية العليا عقدت جلسة برئاسة القاضي مدحت المحمود وحضور القضاة الأعضاء كافة، ونظرت دعوى أقامها أحد المرشحين لعضوية مجلس النواب يعترض فيها على نتائج مرشح آخر». وأضاف أن «المحكمة الاتحادية العليا وجدت أن قانون المفوضية العليا المستقلة للانتخابات رقم (11) لسنة 2007، وفي المادة (8) منه، قد حصر صلاحية البت في المنازعات بين المرشحين بـ (الإدارة الانتخابية لحل المنازعات) وهي من تشكيلات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أن القرار الذي تصدره بشأن هذه المنازعة يكون قابلاً للطعن امام (الهيئة القضائية الانتخابية) المشكلة في محكمة التمييز الاتحادية». وبين أن «بناءً عليه، تقرر رد الدعوى كون طلب المدعي بحسم المنازعة بينه وبين خصمه يخرج عن اختصاص المحكمة الاتحادية العليا المنصوص عليه في المادة (93) من الدستور والمادة (4) من قانونها رقم (30) لسنة 2005». ورغم انتهاء مهام لجنة تقصي الحقائق البرلمانية، بانتهاء الدورة الأخيرة لمجلس النواب العراقي، إلا إنها دعت إلى إلقاء نتائج الانتخابات إلى «مزبلة التاريخ»، مشيرة إلى أن «العد والفرز اليدوي لو تم العمل به بشكل صحيح وشفاف، فإن نسب التزوير ستصل إلى 70٪». رئيس اللجنة، النائب السابق عادل نوري، قال في تصريح له، إن «نتائج الانتخابات الحالية ينبغي ان ترمى إلى مزبلة التاريخ كي لا تبقى نقطة سوداء في تاريخ العراق السياسي». هذه الانتخابات، وفق المصدر «هي لعنة حلت على العراقيين والقبول بنتائجها سيلقي بلعنات أخرى على هذا البلد وعلينا التخلص منها بسرعة». وأضاف: «العد والفرز اليدوي لو تم العمل به بشكل صحيح وشفاف فسنرى أن نسبة التزوير ستتجاوز اكثر من 65 ـ 70 ٪ وهذا معناه إلغاء الانتخابات ونعتقد أن هذا الطريق سيكون طويلا جدا ونحن في فراغ دستوري». وأكد أن «الطريق الأصوب هو اختصار الطريق والجهد وإلغاء الانتخابات بشكل كامل واعتبارها مهزلة ينبغي التخلص منها فورا». ولفت إلى أن «لدينا شكوكا بالتفاف المفوضية على القانون ونستغرب أنها انتظرت لحين انتهاء عمر البرلمان حتى تحدد موعد العد والفرز اليدوي وستبقى عملية العد والفرز بلا أي مراقبة، رغم أن القانون تم التصويت عليه منذ السادس من حزيران/يونيو الماضي ومجلس القضاء قرر منذ ذلك الوقت تسمية قضاة لكنه لم يحدد أي موعد لبدء العد». وبين أن «اللجنة ضمن تقريرها رصدت 13 باباً من أبواب التزوير التي رافقت الانتخابات وما تلاها، وواحد من هذه الأبواب كانت نسبة التزوير فيه هي أكثر من 3 ملايين صوت مزور من أصل العشرة ملايين ونصف المليون صوت، التي تمثل العدد الكلي من الاصوات المشاركة بالانتخابات»، مشدداً على أن «المخازن اليوم تعيش ما بين حريق وتفجير وعمل إرهابي ولا نعلم ماذا سيجري لاحقا». لكن محافظ كركوك وكالة راكان الجبوري، اعتبر أن التفجير الذي استهدف مخازن المفوضية، «سياسي» وليس إرهابيا». وقال، خلال تصريح أدلى به لعدد من الصحافيين، خلال زيارته مكان التفجير، إن الحادث «وقع بدوافع سياسية وليست إرهابية». «الضرب من حديد» وفي تطورات الحادث، دعا المجلس العربي في كركوك، الأجهزة الأمنية الاتحادية إلى أخذ كافة وسائل الحيطة والحذر للحفاظ على حقوق أبناء الشعب في كركوك المتمثلة بصناديق الاقتراع، مشددا على الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه بالعبث بأمن وسلامة شعب كركوك. وقال في بيان : «في الوقت الذي يستنكر المجلس العربي في كركوك العمل الإرهابي المشين الذي استهدف قواتنا الأمنية البطلة التي تحمي مخازن المواد الغذائية والمخزنة في داخلها صناديق الاقتراع الخاصة بانتخابات مجلس النواب العراقي، فأننا لا نستغرب هذا العمل الجبان الذي تحاول من خلاله كل الأطراف الرافضين لقرارات مجلس النواب العراقي والسلطة القضائية وكل من يحاول طمس الحقائق وإرادة أبناء كركوك الحقيقية المتمثلة بصناديق الاقتراع والتي ستظهرها عمليات العد والفرز اليدوي إذا جرت بشفافية ونزاهة». وأشاد المجلس «بدور أبناء قواتنا الأمنية الذين تصدوا بصدورهم لهذا العمل الإرهابي»، داعيا «الأجهزة الأمنية الاتحادية البطلة إلى أخذ كافة وسائل الحيطة والحذر للحفاظ على حقوق أبناء الشعب في كركوك المتمثلة بصناديق الاقتراع».وشدد على «الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه بالعبث بأمن وسلامة شعب كركوك»، مطالباً «كافة أبناء المحافظة بالالتفاف ومساندة القوات الأمنية ونبذ التطرف وعدم الانجرار خلف الاجندات السياسية التي لاتريد لكركوك الأمن والآمان». وكشفت القوات الأمنية المسؤولة عن ضبط الملف الأمني في كركوك، أخيراً، عن تلقيها معلومات عن التفجير قبل ثلاثة أيام من وقوعه. قائد خطة فرض الأمن في كركوك، اللواء الركن معن السعدي، قال في مؤتمر صحافي، إن «القوات الأمنية كانت تمتلك معلومات استخبارية قبل ثلاثة أيام عن حدوث هجوم إرهابي في كركوك، وتعرضت مخازن وزارة التجارة في المحافظة، والتي وضعت فيها صناديق الانتخابات (…) إلى إعتداء إرهابي»، مبينا أن «الاعتداء كان بعجلة مطلية بطلاء يوحي لعجلة شرطة ويستقلها انتحاري يرتدي زي الشرطة». وأضاف أن «الهجوم أسفر عن استشهاد مدني كان بالقرب من مكان الحادث، أضافة إلى 13 مصاباً، اثنان منهم من مكتب المفوضية، و5 عناصر من جهاز مكافحة الإرهاب، و6 عناصر من الشرطة المحلية»، مؤكدا أن «ثمانية من المصابين غادروا المستشفى». العراق: استكمال إجراءات العد والفرز اليدوي… وترتيب الكتل الفائزة لن يتغير محافظ كركوك: تفجير مخازن المفوضية وقع بدوافع سياسية وليست إرهابية |
العاهل المغربي : محاربة الفساد ينبغي أن توضع في صميم الأولويات Posted: 02 Jul 2018 02:26 PM PDT الرباط – القدس العربي: أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس، أن محاربة الفساد ينبغي أن توضع في صميم الأولويات، طالما أنه يشكل أكبر عقبة تعيق جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحد من طموح الشباب، مشيرًا إلى أنه لا سبيل إلى إنجاح هذا إلا من خلال التزام سياسي صادق وتضافر الجهود المخلصة على مستوى العمل الحكومي، وعلى صعيد المشاركة المدنية. وأوضح في رسالة إلى القمة الـ 31 للاتحاد الإفريقي، التي عقدت بالعاصمة الموريتانية نواكشوط تحت شعار «كسب المعركة ضد الفساد: مسار مستدام لتحويل إفريقيا»، أن الفساد معضلة لا تنفرد بها إفريقيا دون غيرها، «فهو ظاهرة عالمية تشمل بلدان الشمال وبلدان الجنوب، على حد سواء، وقد تقوض الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي أقرتها المجموعة الدولية». وأضاف محمد السادس أن مكافحة هذه الآفة يستدعي الاستفادة من جميع التجارب والخبرات في إطار رؤية موحدة ينخرط فيها جميع الشركاء، مسجلاً أن هذه المكافحة «لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تتحول إلى شكل جديد من أشكال الهيمنة والضغط»، وأن «مصلحة شعوبنا تقتضي، إذن، تحصين جميع الفاعلين في مجتمعاتنا من هذه الآفة، وتعزيز روح المسؤولية لديهم» وقال إن المغرب أدرك ما للفساد من آثار مدمرة، فآل على نفسه ألا يدخر جهدًا في سبيل القضاء عليه. وقال العاهل المغربي إن «المغرب بعدما صادق على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، في سنة 2007م، قام بتطوير ترسانته المؤسساتية والقانونية ذات الصلة، حيث تمت ملاءمتها مع المعايير الدولية في هذا المجال»، مضيفًا أنه وسعيًا إلى توحيد هذه الجهود وتنسيقها «اعتمدت المملكة المغربية، منذ سنة 2015م، إستراتيجية وطنية لمكافحة الفساد، وأحدثت لجنة وطنية أسندت إليها مهمة السهر على تنزيل أهداف هذه الإستراتيجية» التي يمتد تنفيذها على مدى عشر سنوات، تهدف إلى تغيير الوضع بشكل ملموس ولا رجعة فيه، في أفق 2025م، وتعزيز ثقة المواطنين، وتوطيد ثقافة النزاهة في عالم الأعمال وتحسين مناخه، مع ترسيخ موقع المغرب على الصعيد الدولي. وأكدت رسالة الملك أن الفساد آفة ما فتئت تنخر كيان مجتمعاتنا، وإحدى العقبات الرئيسية التي تنتصب في طريقنا، إلى جانب كونها تنطوي على عبء اقتصادي يلقي بثقله على قدرة المواطنين الشرائية، لا سيما الأكثر فقرًا منهم، مسجلاً أنها «تمثل (10) في المئة من كلفة الإنتاج في بعض القطاعات الاقتصادية». وقال: «إن الفساد يسهم في الانحراف بقواعد الممارسة الديمقراطية، وفي تقويض سيادة الحق والقانون؛ كما يؤدي إلى تردي جودة العيش، وتفشي الجريمة المنظمة، وانعدام الأمن والإرهاب»، مضيفًا أنه في خضم المعركة المتواصلة، دون هوادة، في مواجهة الفساد، تحرز بعض بلدان قارتنا، وهي كثيرة، نتائج تضاهي أحيانًا ما تحققه بعض الدول الأكثر تقدمًا. ومن ثم فهي نماذج تحفزنا جميعًا على أن نحذو حذوها في هذا المضمار». العاهل المغربي : محاربة الفساد ينبغي أن توضع في صميم الأولويات |
اللاجئون العراقيون في ولاية «أيداهو» يشاركون في مسيرات احتجاج وحملات تبرع بعد جريمة الطعن في مركز المهاجرين Posted: 02 Jul 2018 02:26 PM PDT أيداهو ـ «القدس العربي»: استجاب اللاجئون بسرعة بعد صدمة جريمة الطعن في مجمع سكني للمهاجرين في منطقة بويزي في ولاية ايداهو عبر تنظيم مسيرات وإطلاق حملات لجمع التبرعات للضحايا. وتجمع ما يزيد عن مئة شخص في وقت متأخر من مساء الأحد الماضي في الشوارع المتاخمة للمجمع السكني الذي شهد جريمة الطعن التي اسفرت عن أصابة ستة أطفال وتسعة من البالغين. ونظم مركز الحسين الإسلامي في شارع أورشارد في بلدة بويزي تجمعا للصلاة كما شهدت قاعة المدينة وقفة احتجاجية. وقال لاجئون عراقيون يعيشون بالقرب من المجمع بأنهم يرغبون في التضامن مع العائلات المصابة والوقوف إلى جانبهم. وقال ظافر الفطيحي الذي يعمل كمترجم فوري في شقق شارع ويلي ان مجتع بويزي يدعم اللاجئين وانه يجب وقف التدقيق الشديد على اللاجئين لانهم لا يريدون ايذاء أى أحد وذلك في إشارة إلى جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الحد من الهجرة من بعض الدول الإسلامية. وقالت ميغان شواب، الاخصائية في مشاركة المجتمعات المحلية مع لجنة الانقاذ الدولية، إن الهجوم لا يعكس الطبيعة الباعثة على الترحيب لمجتمع بويزي، وأضافت أنه من المفجع أن نعرف أن الناس والأطفال الذين فروا من ويلات الحروب والصراع للعثور على مأمن في أمريكا يواجهون هذا العنف مرة اخرى وارتفع عدد جرائم الكراهية والهجمات ضد اللاجئين والمهاجرين في الولايات المتحدة اضافة إلى الجماعات المحمية كما تصدرت الهجمات الفردية ضد المهاجرين المحتجزين في مراكز التوقيف عناوين الصحف، وبرزت أدلة على ان هناك انتهاكات واسعة النطاق من جانب الموظفين ضد عائلات المهاجرين وأولئك الذين يلتمسون اللجوء. وشهد العام الماضي وحده 6112 حادثا إجراميا، وفقا لمكتب التحقيقات الاتحادي، و7321 جريمة ذات صلة بدافع التحيز ضد عرق أو نسب أو دين أو توجه جنسي أو جنس، وهي أرقام تزيد عن عدد الحوادث الإجرامية في عام 2015 والتى وصلت إلى 5818 جريمة. وتأتى الهجمات وسط لغة قومية وعدوانية متزايدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يتعلق باللاجئين والمهاجرين إلى درجة القول انهم يشكلون تهديدا للولايات المتحدة. وتعرض ترامب لانتقادات في كانون الثاني/ يناير بعد ان أعرب عن أسفه لعدد المهاجرين الذين حضروا من دول وصفها بالبالوعات القذرة مشيرا بالتحديد إلى هايتي والسلفادور والدول الافريقية كما دعا المهاجرين بالحيوانات وقال انهم يشكلون خطرا على المواطنين الأمريكين. وأصدر ترامب قراره المعروف بحظر السفر من بعض الدول الإسلامية إلى الولايات المتحدة مشيرا إلى ان المهاجرين من هذه الدول يعتنقون أيدلوجيات معادية وعنيفة كما نشر قصصا مزيفة عن المهاجرين. وأشار الخبراء مرارا أن المهاجرين لا يرتكبون أعمال العنف او الجرائم بنسبة أكثر من المولودين في الولايات المتحدة. وجاء الهجوم المميت في ولاية ايداهو في الوقت الذى تحاول فيه إدارة ترامب اتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة والحد من عدد طالبي اللجوء المسموح لهم بالحصول على وضع لاجئ في الولايات المتحدة، وبموجب سياسة «عدم التسامح مطلقا» التى تتبعها الادارة، يتم احالة أى شخص يحاول عبور الحدود المكسيكية ـ الأمريكية دون وثائق إلى المحكمة مع ابعاد الاطفال قصرا من رعاية والديهم. وقالت إدارة ترامب ان لديها أكثر من ألفى طفل مهاجر في عهدتها، وبالرغم من ان ترامب وقع على أمر تنفيذي في الشهر الماضي يفترض انه يجمع العائلات إلا انه لا توجد خطة في الوقت الحالي لاستيعاب هذا الامر. اللاجئون العراقيون في ولاية «أيداهو» يشاركون في مسيرات احتجاج وحملات تبرع بعد جريمة الطعن في مركز المهاجرين رائد صالحة |
تظاهرة حاشدة وسط رام الله رفضا لـ «صفقة القرن» والعالول لأمريكا: نريد حرية ولا نريد قمحكم ولا مساعداتكم Posted: 02 Jul 2018 02:26 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»: شدد محمود العالول، نائب رئيس حركة فتح، على موقف القيادة الفلسطينية الرافض للمخططات الأمريكية الرامية لتمرير «صفقة القرن»، من بوابة المساعدات الإنسانية، وقال إن محاولات واشنطن لن تفلح في اختراق الموقف الفلسطيني. جاء ذلك خلال مسيرة حاشدة شهدتها مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، رفضا للمخططات الأمريكية، ودعما للرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية الرافضة لهذه المخططات. ورفع المشاركون في المسيرة صورا للرئيس محمود عباس، ولافتات كتب عليها «صفقة القرن لن تمر»، و»أمريكا وإسرائيل والإرهاب أوجه لعملة واحدة». وشارك في المسيرة أعضاء من اللجنتين المركزية لحركة فتح، والتنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وحشد كبير من المواطنين الذين حملوا أعلاما فلسطينية ورايات حركة فتح. وهتف المشاركون كذلك بشعارات تؤيد موقف القيادة الفلسطينية الرافض لخطط الإدارة الأمريكية في المنطقة، التي تنتقص من الحقوق الفلسطينية. وأكد العالول في كلمة له في المسيرة، على وحدة الشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة تجسيد واقع الوحدة الفلسطينية. وخاطب فصائل منظمة التحرير بالقول «نقول لشركائنا في منظمة التحرير، نحن معا صنعنا هذا المشروع الذي يجب ان نحافظ عليه، وضرورة التمييز بين التناقض مع الاحتلال وأمريكا، والتباينات بيننا فهي ثانوية، وأن لا ننقاد الى صراعات ثانوية وعلينا التوحد». وأعاد التأكيد على موقف القيادة الفلسطينية الرافض لأي دور أمريكي منفرد في قيادة مفاوضات السلام. وقال موجها حديثه للإدارة الأمريكية «لا تلعبوا تحت شعار الظروف الإنسانية، نحن نريد حرية واستقرارا وإنهاء الاحتلال ولا نريد طحينكم ولا قمحكم ولا مساعداتكم». وقلل في الوقت ذاته من أهمية التحركات الأمريكية في المنطقة الرامية لتمرير الصفقة، خاصة بعد أن أسقطت ملفي القدس واللاجئين. وقال في تعقيبه على جولة المبعوثين الأمريكيين قبل أيام لتمرير الصفقة «كل المحاولات الأمريكية لإحداث اختراق في جدار تماسك الشعب لا يمكن ان تنجح». وأكد أن الرئيس عباس والقيادة ليسوا وحدهم في مواجهة «صفقة القرن»، لافتا إلى أن خروج تظاهرة الأمس يؤكد على ذلك. وقال العالول أيضا إن منظمة التحرير موحدة في مواجهة هذه الصفقة، التي تعمل على «اختراق جدار الوحدة الفلسطينية». وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب تتحالف مع دولة الاحتلال وبنيامين نتنياهو، الذين قال إنهم «يعيثون في الأرض فسادا واستيطانا»، مشددا في الوقت ذات على أن القيادة الفلسطينية «لا يمكن على الإطلاق أن تقدم أي تنازل». وتخللت الفعالية كلمة لمنظمة التحرير ألقاها الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية، أكد خلالها على وحدة الموقف الفلسطيني الرافض لأي مس بالحقوق الثابتة، وكذلك رفض «صفقة القرن». وأشار إلى أن الدول العربية أكدت أن أي صفقة يجب أن تضمن الحقوق الفلسطينية، وأنه لا يمكن تجاوز الفلسطينيين في أي حل إقليمي. تظاهرة حاشدة وسط رام الله رفضا لـ «صفقة القرن» والعالول لأمريكا: نريد حرية ولا نريد قمحكم ولا مساعداتكم بمشاركة أعضاء من مركزية فتح وتنفيذية المنظمة وشخصيات دينية ووطنية |
إسرائيل تسلم بانتصار الأسد ولن تدعم الثوار Posted: 02 Jul 2018 02:25 PM PDT الهجوم المشترك لنظام الأسد وسلاح الجو الروسي يدفع بالتدريج المتمردين من جنوب سوريا، ويدفع إلى هرب عشرات الآلاف من اللاجئين باتجاه حدود الأردن وإسرائيل المجاورة. في الوقع نفسه يضع أمام إسرائيل امتحانًا جديدًا: كيف ستحافظ على الخطوط الحمراء الأمنية التي وضعتها دون الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع النظام؟ وما لا يقل أهمية عن ذلك هو كيف ستقوم بذلك من دون أن تتصادم مع روسيا التي تعززت العلاقات معها جدًا في الأشهر الأخيرة، وترى فيها إسرائيل المفتاح لتطبيق هدفها الرئيسي المتمثل في إبعاد إيران والمليشيات الشيعية عن الحدود في هضبة الجولان؟ في بداية جلسة الحكومة أمس، حدد بنيامين نتنياهو الأهداف الإسرائيلية إزاء تقدم الجيش السوري في الجنوب، وقال إن إسرائيل ستواصل الدفاع عن حدودها، وستقدم المساعدات الإنسانية بقدر المستطاع للاجئين الذين يعيشون قريبًا من الحدود (لكنها لن تسمح بدخولهم إلى أراضيها)، وستطالب بتطبيق مشدد لاتفاق الفصل في هضبة الجولان الذي وقع عام 1974م أعقاب حرب يوم الغفران. وأضاف نتنياهو إنه يجري اتصالات متواصلة مع البيت الأبيض والكرملين حول هذه الأمور. في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تعزيز قواته في هضبة الجولان على ضوء التطورات، ونشرت وحدات مدرعة ومدفعية إضافية على طول الحدود. أما جنوب سوريا فهناك يتواصل تقدم النظام، ولم تكن المعارضة التي واجهها الجيش السوري والمليشيات التي تساعده حتى الآن شديدة. آلاف اللاجئين يواصلون الهرب، في الوقت الذي تضطر فيه قرى ـ وجد فيها السكان أنفسهم محاصرين من قبل قوات النظام ـ إلى التوقيع على اتفاقات استسلام والإعلان مجددًا عن ولائهم للرئيس بشار الأسد. في يوم الجمعة الماضي، رسمت «واشنطن بوست» الخطوط الهيكلية للتفاهمات المتبلورة في سوريا بصورة تشبه ما نشر في «هآرتس» في الأسابيع الأخيرة. وحسب محلل الصحيفة ديفيد اغنيشيوس فإن الحرب الأهلية تقترب من نهايتها السياسية. وحسب أقواله، فقد تراكم فهم أمريكي روسي إسرائيلي يبين أن نظام الأسد سيتمكن من العودة والسيطرة على الجانب السوري من الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان. واستمرارًا للهجوم في منطقة درعا قرب الحدود مع الأردن وإسرائيل، كتب: ستوافق على ذلك مقابل تعهد روسي بالاهتمام بإبعاد إيران والمليشيات الشيعية حتى مسافة (80 كم) تقريبًا عن الحدود (مصادر إسرائيلية تحدثت في السابق عن اتصالات بشأن مسافة 60 ـ 70 كم عن الحدود، في حين أن نتنياهو طلب علنًا الإبعاد الكامل لإيران من سوريا). أما روسيا فستواصل غض البصر عن الهجمات الإسرائيلية ضد المصالح العسكرية الإيرانية في عمق سوريا. يقول اغنيشيوس إن إسرائيل وإدارة ترامب تركزان الاهتمام في سوريا على مسألة واحدة فقط هي كبح إيران، وإنهم فعليًا سلموا بالسيطرة الجديدة لنظام الأسد القاتل على كل الأراضي السورية. حسب تقريره، فإن الولايات المتحدة ستتنازل بشكل نهائي عن طلبها الأساسي، وهو تغيير النظام، ولكنها ستواصل التمسك بقاعدة تنف شرق سوريا بهدف تصعيب انتقال قوات ووسائل قتالية من إيران إلى دمشق. في المناطق التي سيحتلها النظام جنوب سوريا ستوضع قوات شرطة عسكرية روسية وتقوم بأعمال الدورية، أما معبر الحدود بين الأردن وسوريا فسيتم فتحه بصورة تسمح بحركة شاحنات أردنية نحو الشمال، وهي عملية تطلبها عمان من أجل تحسين اقتصادها الذي يدخل أزمة عميقة. انتقد المحلل في «واشنطن بوست» تلك التفاهمات، وقال إن التعهدات الروسية بإبعاد الإيرانيين غير صادقة، وإن رجال حرس الثورة الإيراني والمليشيات الشيعية يمكنهم بسهولة التسلل إلى المناطق التي سيتم إبعادهم عنها برعاية الجيش السوري. هو يقتبس من جهات في بريطانيا وفرنسا تشكك بقدرة روسيا على الوفاء بتعهداتها، ويحتج أيضًا على التخلي عن المتمردين السنة في سوريا وتركهم لمصيرهم، الذين كانت الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة أوباما قد منحتهم دعمًا محدودًا. لم تعلن إسرائيل بعد كيف ستتصرف بخصوص «أبناء المنطقة»، رجال المليشيات السنة، في الجانب السوري من الحدود في الجولان، الذين حصلوا منها على المساعدة الإنسانية والملابس والأغذية والأدوات الطبية في السنوات الأخيرة. تطرقت تصريحات نتنياهو ووزير الدفاع ليبرمان والمتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة فقط للاجئين الذين وصلوا إلى المنطقة في الأسبوع الماضي، وليس للسكان المحليين والمليشيات التي تدافع عنهم. مع ذلك، فإزاء تلك التصريحات الإسرائيلية المتكررة بشأن الحفاظ على سياسة عدم التدخل في سوريا، وعلى خلفية نشر التفاهمات مع روسيا، فإنه من المعقول أن إسرائيل ستمتنع عن تقديم المساعدة العسكرية للمتمردين في هضبة الجولان السورية طالما لم يطرأ، على الأقل، أي تغيير في الظروف. إن تعزيز القوات في هضبة الجولان، وزيارة رئيس الأركان آيزنكوت الخاطفة إلى واشنطن، والمحادثات المتواصلة في القيادة السياسية والأمنية، كلها تدل على أن إسرائيل دخلت مرحلة حساسة بشأن الحرب الأهلية السورية. وإن الحفاظ على مصالحها الأمنية في الشمال مع الامتناع عن التدهور إلى تدخل في الحرب نفسها، سيتحول في الأسابيع الأخيرة إلى تحد فوري يقتضي حذرًا شديدًا إلى جانب مواصلة بث رسائل هجومية. عاموس هرئيل هآرتس 2/7/2018 إسرائيل تسلم بانتصار الأسد ولن تدعم الثوار تضطر إلى المناورة بين رغبتها في منع التوتر مع روسيا والدفاع عن حدودها صحف عبرية |
وزيرة الدفاع الإيطالية تطلب مساعدة أمريكية لـ «دور قيادي» في ليبيا Posted: 02 Jul 2018 02:25 PM PDT لندن – القدس العربي: قالت وزيرة الدفاع الإيطالية، إليزابيتا ترينتا، إنها طلبت مساعدة واشنطن للقيام بدور قيادي في إحلال السلام في ليبيا، وذلك خلال مباحثات كانت أجرتها مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في العاصمة الإيطالية روما الشهر الماضي. وأوضحت في مقابلة صحفية لمجلة «ديفينس نيوز» الأمريكية المتخصصة في الشؤون العسكرية، نشرت الأحد، أنها ستزور ليبيا الشهر المقبل للقاء القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر. ولفتت ترينتا إلى أن خطة إجراء انتخابات في ليبيا ليست أفضل ما يمكن القيام به، موضحة أن الولايات المتحدة كانت شاهدة على ما يحدث في العراق عندما تُسرِّع الأمور. وكشفت أنها طلبت من بولتون المساعدة في إطلاق مهمة عسكرية إيطالية مخططة إلى النيجر في أفريقيا، للمساعدة في محاربة المهربين الذين يرسلون المهاجرين عبر الصحراء إلى ليبيا، حيث ينقلون في قوارب متجهة إلى أوروبا. كانت وزيرة الدفاع الإيطالية أجرت مباحثات مع مستشار الأمن القومي الأميركي في روما في 26 حزيران / يونيو الماضي، وأشارت عقب المباحثات إلى تقارب كبير في وجهات النظر بين إيطاليا والولايات المتحدة حول الحاجة إلى دعم كامل لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة. وزيرة الدفاع الإيطالية تطلب مساعدة أمريكية لـ «دور قيادي» في ليبيا |
باراك: بنيامين وسارة نتنياهو هما لويس السادس عشر وماري أنطوانيت الإسرائيليان Posted: 02 Jul 2018 02:25 PM PDT الناصرة ـ «القدس العربي»: يتواصل التراشق بين رئيسي حكومة إسرائيل الحالي بنيامين نتنياهو، وسابقه إيهود باراك، حيث شبّه الأخير الأول وزوجته سارة نتنياهو بالملك الفرنسي لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت اللذين أعدمتهما الثورة الفرنسية. وجاء تشبيه باراك عائلة نتنياهو بعائلة الملك الفرنسي بعد الكشف عن تورط سارة نتنياهو بالحصول على وجبات غذاء فاخرة على حساب الخزينة العامة وبشكل غير قانوني، وذلك ضمن سلسلة فضائح فساد. وكان مستشار سابق لعائلة نتنياهو، نير حيفتس، الذي تحول لـ «شاهد ملك» بعد توجيه الشرطة الإسرائيلية عدة تهم له، قد كشف أن سارة نتنياهو سيدة تورطت عشرات المرات بجشع بشع. وفي التسجيلات التي ضبطتها الشرطة الإسرائيلية يحذر حيفتس من أفعال مدير مكتب رئيس الحكومة الذي تعاون مع زوجته سارة نتنياهو بفضائح الفساد، وحصولها على «مصروف جيب» بقيمة عشرات آلاف الدولارات خلال مرافقتها لزوجها في زيارات رسمية للعالم. كما يستدل من تسجيلات بيد الشرطة أن سارة نتنياهو استغلت أحيانا بعض موظفي مكتب رئيس الحكومة كي يقوموا بتمويل بعض نفقاتها الخاصة على حسابهم الشخصي. وقارن باراك بين أسرة نتنياهو وبين الملك الفرنسي الأخير قبيل الثورة الفرنسية في نهاية القرن الثامن عشر، الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت اللذين أعدمتهما الثورة بالمقصلة عام1793 ، وعندما اندلعت الثورة قبل ذلك لم تفهم خروج الجماهير الباريسية للاحتجاج على الفقر فقالت قولها الشهير» إذا ما في خبز فليأكلوا البسكويت». الذي صار رمزا للسخرية ولانقطاع الطبقات الحاكمة عن الشعوب. في منشوره فاضل باراك بين عائلة نتنياهو وبين العائلة الملكية الفرنسية التاريخية، لكنه نشر خطأ صورة لويس الرابع عشر بدلا من السادس عشر. وتابع «حينما تكشفت الادعاءات حول استشراء مظاهر الفساد والفقر والعوز لدى الملك وعقيلته سارع للنفي بالقول : لن يكون شيء لأنه لم يكن شيء، أما زوجته فقالت قولها الشهير عن الخبز والبسكويت. لكن هذا لم يغفر لهما يوم الحساب». وعلى خلفية حساسية تشبيه بنيامين وسارة نتنياهو بملك فرنسي تم إعدامه هو وزوجته سارع باراك لشطب منشوره في حسابه في الفيسبوك. وعقب نتنياهو على كل ذلك بالقول من خلال حسابه الرسمي في الفيسبوك «تدأب القناة الثانية على نشر أكاذيب وتقوم بعملية اغتيال لسمعتي وسمعة عائلتي تماما كالدعاية البلشفية كافتها من أولها لآخرها قصص قديمة مفبركة. في الماضي دافع صحافيون إسرائيليون كثر عن حياة الترف التي أدارها من سبقني في هذا المنصب، وها هم اليوم «يهاجمونني على ما أقل من ذلك بكثير وحول ما يتعلق بشراء البوظة والفستق الحلبي والبيتزا وغيرها من قصص القيل والقال الكاذبة». وخلص نتنياهو الى القول إنه وعائلته وزملاؤه في اليمين يتعرضون لمحاولات شيطنة منهجية من قبل أوساط صحافية. وأضاف «واضح لماذا لا يشتري الإسرائيليون هذه الافتراءات». ومقابل ذلك كشف استطلاع رأي لمعهد إسرائيل للديمقراطية في هذا السياق أن قضية زوجة رئيس حكومة الاحتلال، سارة نتنياهو، التي أطلق عليها «قضية المساكن»، تشغل الإسرائيليين، حيث قال 47.5 %منهم إن قرار تقديمها للمحاكمة كان صائبا، مقابل %32.5 اعتبروا ذلك من قبيل ملاحقة رئيس الحكومة وأبناء عائلته. يشار الى أن سارة نتنياهو متهمة بترميم بيتها الخاص في قيساريا على حساب الخزينة العامة من خلال الغش والخداع وتقديم فواتير مالية وكأنها خاصة بترميم البيت الرسمي لرئاسة الحكومة في القدس المحتلة. وأظهر الاستطلاع أن %55 من الإسرائيليين لا يصدق قول نتنياهو إنه لم يكن يعلم عن طلبيات الوجبات الفاخرة التي طلبتها زوجته على حساب الخزينة العامة إلى مسكنه بشكل مخالف للقواعد، مقابل %28 فقط يعتقدون أنه لم يكن يعلم. ورغم كل ذلك ما زال الإسرائيليون يرون فيه أفضل رئيس حكومة وفق استطلاعات رأي كثيرة تمت في العامين الأخيرين، وتظهر أن حزبه الحاكم (الليكود) يحافظ على الصدارة، فيما تبدو أحزاب اليسار والوسط المعارضة تصارع من أجل البقاء. باراك: بنيامين وسارة نتنياهو هما لويس السادس عشر وماري أنطوانيت الإسرائيليان احتجاجا على الجشع والإسراف |
في ظل تصلّب «التيار الحر» وانتظار اللقاء الموعود مع باسيل Posted: 02 Jul 2018 02:24 PM PDT بيروت – «القدس العربي» : في ظل تشظّي تفاهم معراب بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على خلفية التمثيل الوزاري في الحكومة وما سبقه من خلافات في الانتخابات النيابية ، جاء اللقاء المنتظر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات سمير جعجع ليضع خريطة طريق لتشكيل الحكومة وليشكّل لقاء واعداً بحلحلة العقدة المسيحية في تأليف الحكومة بعدما لم تحمل اللقاءات الأخيرة وآخرها لقاء بيت الوسط بين الرئيس المكلف سعد الحريري ووزير الخارجية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أية مؤشرات توحي بتحقيق خرق في جدار التأليف الحكومي المتعثّر. وسبق لقاء بعبدا بين عون وجعجع تغريدة للاخير لفتت إلى ان الأزمة تراوح عندما سأل « لماذا كل هذه الحرب على تمثيل «القوات اللبنانية» في الحكومة الجديدة؟ هل لأن وزراء «القوات» أبلوا بلاءً حسناً في حكومة تصريف الأعمال؟ أهكذا يكافأ حسن السيرة وحسن إدارة أمور الدولة ؟». واللافت أن اللقاء بين عون وجعجع لم يستغرق أكثر من نصف ساعة ما أوحى بأنه لم يكن ناجحاً، غير أن جعجع أوضح « ان الإجتماع لا يقاس بوقته بل بنتائجه والاجتماع كان جيداً «،وقال « وجدت نفسي كما التقينا في بداية العهد ، وقلت للرئيس عون بإمكانك الإعتماد على القوات كما اتفقنا على خريطة طريق لتأليف الحكومة». وأضاف «تكلمنا عن العلاقة مع التيار الوطني الحر»، مؤكداً اننا «لم نضع فينو على احد كما اننا لم نقبل بوضع أي فيتو علينا ومسألة الأعداد والحصص لا نتطرق فيها بالإعلام واتمنى عدم الحديث عن الأحجام والحصص في الإعلام»، وشدد على انه «يجب أن يكون سقف معين للتنازل لدى جميع الأفرقاء». وراى جعجع ان «رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يعتبر أن تعاطيه مع القوات من الأشياء الطبيعية وعدم التعاطي معها أمر غير طبيعي»، مضيفاً «لم نضع أي استراتيجية مع الرئيس عون بل نعتبر أن تفاهم معراب هو الاستراتيجية لكن وضعنا خريطة طريق لتشكيل الحكومة»، كاشفاً ان «التواصل مع الوزير جبران باسيل سيعود وطبعاً هناك تمييز بين الرئيس عون وبين «التيار الوطني الحر»، معتبراً ان «ما يربطنا بـ»الوطني الحر» ليس وثيقة أو اتفاق إنما الترجمة والأفعال وعندما يسود المنطق لا يستطيع أحد أن يرفض المطالب المنطقية ودعمنا للعهد مطلق». وكان سبق لقاء بعبدا حديث عن خيارات مطروحة لعقدة تمثيل القوات اللبنانية تتركز على «كمية» و»نوعية» الحقائب. فإذا أعطيت القوات حقيبة سيادية قد تقبل حينها بحصة وزارية أصغر.وتمّ التداول بإسناد 4 حقائب للقوات، إحداها سيادية، مقابل تخلي معراب عن نيابة رئاسة الحكومة، أو تسليمها 4 وزارات من بينها حقيبة أساسية، وأخرى خدماتية وثالثة عادية إضافة إلى وزارة دولة مع إستبعاد قبول القوات بالطرح الاخير. وكانت الهدنة التي أعلنت عنها القوات مع التيار الوطني الحر تعرّضت لنكسة مع اتهام وجّهه اليها وزير شؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول بالتآمر على الجيش والمقاومة في اشارة إلى رسالة مسؤول القوات في واشنطن إلى مسؤولين في الكونغرس الأمريكي، اضافة إلى اتهام محطة OTV التابعة للتيار لجعجع بضرب تفاهم معراب بقولها «هل انتقل رئيسُ القوات إلى ضربِ تفاهم معراب إلى العلن، بعدما كان يستهدفُه بشكلٍ مُضمَر طيلة الفترة الأخيرة؟ «. وأضافت نقلاً عن مصدر «مَن يتّهمُ أخاه بالفساد بهذا الشكل الواضح، ألا يعملُ على ضرب التفاهم بمفهومه الشعبي بعدما خرج عنه بمعناه السياسي الذي يسمو على موضوع الحِصص؟».وقالت «موقفُنا ثابتٌ، والتيار لن يتزحزحَ عما هو حقٌ له، ولن يسمحَ بأن ينالَ أحدٌ من أيِّ حق من حقوقه، مهما تعددت اللقاءات واستمرت المشاورات». الى ذلك ، لم تُحلّ مشكلة التمثيل الدرزي بعد مع اصرار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على عدم التنازل عن الوزراء الدروز الثلاثة، رافضاً اقتراحاً أن يسمي رئيس الجمهورية الوزير الدرزي الثالث حيادياً أو اسماً مقبولاً لديه ولدى الوزير طلال ارسلان. كذلك ـ تبقى حاضرة مشكلة تمثيل سنّة 8 آذار بدعم من حزب الله ، ما دفع برؤساء الحكومات السابقين إلى عقد اجتماع مع الرئيس المكلف لتدعيم موقفه شارك فيه رؤساء الوزراء السابقون نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام.وقد أكد المجتمعون تمسكهم بالموقع السني وعدم المس به من باب عدم تحديد مهلة للتأليف لاي رئيس مكلف وعدم امكان استبداله أو اعفائه من مهمته على رغم كل تأخير.وكان حضور الرئيس ميقاتي نوعياً من حيث توفير الغطاء السني للحريري من طرابلس. في ظل تصلّب «التيار الحر» وانتظار اللقاء الموعود مع باسيل هل ينجح لقاء عون وجعجع في «حلحلة» عقدة تمثيل القوات اللبنانية في الحكومة؟ سعد الياس |
غالبية الإسرائيليين يؤيدون قتل مطلقي الطائرات ثلاثة سيناريوهات أمنية إسرائيلية تنتظر غزة Posted: 02 Jul 2018 02:24 PM PDT الناصرة ـ «القدس العربي»: يظهر استطلاع رأي أن أغلبية الإسرائيليين تؤيد اغتيال مطلقي البالونات والطائرات الورقية المحترقة، وبالتزامن أعلن الجيش عن نشر منظومات رادار جديدة في محيط غزة، وسط إشارة لثلاثة سيناريوهات أمنية محتملة. وقال «مؤشر السلام» الشهري، الصادر عن «المعهد الإسرائيلي للديمقراطية « وجامعة تل أبيب، إن غالبية الإسرائيليين يؤيدون الاستهداف المباشر لمطلقي البالونات والطائرات الورقية الحارقة. وتبين نتائج الاستطلاع أن 63% من المستطلعين (70% من اليهود) يؤيدون الخدمة العسكرية الإلزامية لليهود المتزمتين ( الحريديم) إذ تبين أن 45 % من اليهود يؤيدون نموذجا يتضمن إبقاء عدد صغير جدا من الشبان الحريديم للدراسة في المدارس التلمودية بينما يتم تجنيد الباقين في جيل 18 عاما، في حين أيد أقل من 25% نموذج إعطاء الحريديم إمكانية التجند في جيل 23 عاما، بعد إنهاء الدراسة، بينما قال 18% إنهم يعتقدون أن يجب إبقاء الوضع على ما هو عليه، ما يعني إبقاء غالبية الحريديم خارج الجيش. وحسب «مؤشر السلام» فإن 59% من الإسرائيليين يعتقدون أن الجيش الإسرائيلي هو «جيش الشعب»، بينما قال 39.5% إنهم يوافقون على الانتقال إلى نموذج «الجيش المهني. وعن تهديد «الطائرات الورقية الحارقة»، تبين أن غالبية اليهود (83%) يعتقدون أنه يجب على الجيش الإسرائيلي استهداف مطلقي الطائرات الورقية والبالونات الحارقة بشكل مباشر، بينما يعتقد 87% من المواطنين العرب العكس. كما تبين أنه ورغم المذبحة يمنح 76% من اليهود الجيش علامة «ممتاز» في إدائه مقابل مسيرات العودة على حدود قطاع غزة، بينما قال 57% من اليهود إن أداء الحكومة في هذا الإطار «ليس جيدا». وحسب «مؤشر السلام» فإن 74% من المستطلعين يعتقدون أن هناك احتمالا ضئيلا بأن تنجح خطة الإدارة الأمريكية للسلام بتمرير « صفقة القرن». وجاء أيضا أن 77% من المستطلعين يعتقدون أن مصالح إسرائيل مهمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بينما يعتقد فقط 25% أن مصالح الفلسطينيين مهمة لترامب. وفي سياق متصل لغزة قرر جيش الاحتلال نشر منظومات رادارية متقدمة تعمل بتقنية منظومة «القبة الحديدة» في المناطق الجنوبية للبلاد، وذلك لرصد ما اعتبرها «التهديدات ذات المسارات المتنوعة»، في إشارة إلى القذائف الصاروخية والبالونات والطائرات الورقية الحارقة التي يطلقها فلسطينيون من المناطق المقابلة على طول الشريط الأمني شرقي قطاع غزة المحاصر. كما رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب عند الشريط الحدودي مع قطاع غزة جنوب فلسطين بهدف رصد دقيق لمواقع عمليات إطلاق صواريخ محتملة من القطاع، فيما نقل موقع «واللا» الإسرائيلي عن قيادات في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تقديراتهم بأن يؤدي «التوتر» الذي يشهده قطاع غزة إلى انفجار قد يقود إلى تصعيد عسكري، وذلك رغم «التحركات الجارية وراء الكواليس لتسوية بعض المشاكل داخل قطاع غزة» . وأوضح المصدر المذكور أن القيادات العسكرية في إسرائيل تدرس ثلاثة سيناريوهات رئيسية وهي : أن «يؤدي سوء التقدير إلى تصرف غير مناسب تنتج على إثره سلسلة من ردود الفعل التي قد تنتهي بعملية عسكرية واسعة في غزة المحاصرة». وسيناريو آخر يتضمن «تزايد المشاركة» المدنية في فعاليات مسيرات العودة السلمية بمحاذاة الشريط الأمني على طول الجهة الشرقية للقطاع «جراء خروج الطلاب للعطلة الصيفية وانتهاء مرحلة المجموعات في المونديال وانخفاض وتيرة المباريات». أما السيناريو الثالث فيتمحور حول تصعيد محتمل يعقب الإعلان المرتقب عن «صفقة القرن»، الذي يبدو وشيكًا، إثر الرفض العلني للقيادات الفلسطينية بكل المستويات للوساطة الأمريكية في المفاوضات مع إسرائيل، باعتبارها منحازة تماما للطرف الإسرائيلي. ونقل الموقع الإسرائيلي عن المصادر الأمنية قولها إنه إذا ما أدت الرشقات الصاروخية التي تطلقها المقاومة الفلسطينية باتجاه مناطق «غلاف غزة» إلى إصابة مواطنين إسرائيليين، سيكون رد الاحتلال عنيفًا. وأشار المصدر إلى أن الإجراءات العسكرية التي يتخذها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة لا تأتي بمعزل عن المشهد في جنوب سورية واعتبر أن تدهور الأوضاع الذي قد ينتج عن الحملة العسكرية التي يشنها جيش النظام السوري المدعوم بالطيران الحربي الروسي وبمشاركة قوات إيرانية أو حزب الله اللبناني في المعارك الدائرة في درعا. وتابع «إذا تدهور الوضع على الحدود السورية، فقد تدفع طهران حماس أو الجهاد الإسلامي إلى التحرك ضد إسرائيل». غالبية الإسرائيليين يؤيدون قتل مطلقي الطائرات ثلاثة سيناريوهات أمنية إسرائيلية تنتظر غزة |
«الائتلاف» يبحث تثبيت ملكيات المهجرين كإجراء أولي ضد «القانون رقم 10» Posted: 02 Jul 2018 02:23 PM PDT أنقرة – «القدس العربي»: عقدت الهيئة الوطنية لشؤون المهجرين التي شكلها الائتلاف الوطني السوري مؤخراً، اجتماعاً مع رئيسي مجلس محافظة ريف دمشق وحلب، وجرى بحث أهم التحديات التي تواجه المهجرين قسرياً على يد نظام الأسد. وأكد رئيس الهيئة فادي إبراهيم خلال الاجتماع الذي تم عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، أن الائتلاف الوطني سيعمل بشكل كبير على اعتبار عودة اللاجئين حقاً شرعياً وملفاً أساسياً غير تفاوضي لضمان أمنهم وحقوقهم الكاملة، وتأمين عودة آمنة لمناطقهم ومنازلهم التي هجّروا منها. ولفت إلى أن العمل على هذا الجانب قد بدأ بشكل موسع، مضيفاً أن الائتلاف الوطني شكل غرفة عمل خاصة لهذا الأمر في جنيف، كما تم توزيع كتيب خاص عن آثار القانون رقم 10، يوضح أضراره ومساوئه. وأكد إبراهيم بحسب الائتلاف السوري على ضرورة تثبيت حقوق المهجرين قسرياً وبالأخص الملكية والعقارية، عبر إنشاء قاعدة بيانات خاصة بكافة المدنيين الذين غادروا منازلهم ومناطقهم مكرهين بسبب تهديدات النظام، معتبراً ذلك خطوة مهمة لمواجهة القانون الذي يحاول النظام من خلاله تكريس عمليات التهجير القسري والتغيير الديموغرافي. وكانت الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني قد شكلت الهيئة الوطنية لشؤون المهجرين بهدف العمل على رعاية مصالح وحقوق المهجرين السوريين، وإيصال صوتهم والمطالبة بحقوقهم، كما تعمل الهيئة على إطلاع الدول والمنظمات والهيئات والجمعيات على واقع المهجرين عن طريق الحشد الدولي والقيام بورشات عمل تسلط الضوء على أوضاعهم في المخيمات. «الائتلاف» يبحث تثبيت ملكيات المهجرين كإجراء أولي ضد «القانون رقم 10» |
وزير المواصلات والاتصالات القطري: دول الحصار مطالبة بالرد على شكاوى قطر لدى (إيكاو) خلال 11 يوماً من صدور قرار رفض الطعون Posted: 02 Jul 2018 02:23 PM PDT الدوحة «القدس العربي»: قال جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات القطري إن مجلس المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) طالب الدول التي تحاصر قطر بالرد على الشكويين التي رفعتها قطر خلال 11 يوما من صدور قرار المنظمة برفع طعون رباعي الحصار، مشيرا إلى أن الشكويين إحداهما تتعلق باتفاقية شيكاغو والأخرى باتفاقية العبور. ونوّه في تصريح للصحافيين خلال حضوره حفل تخريج دفعة جديدة من كلية قطر لعلوم الطيران الاثنين بأن قرار مجلس (إيكاو)، رفض الطعون المقدمة من دول الحصار بشأن عدم اختصاص المنظمة بشكويين قدمتهما قطر، والمضي في بحثهما، هو انتصار جديد لدولة قطر، وتأكيد على عدالة قضيتها، وحتمية انتصارها في هذا الملف بعد قرار مجلس المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو)، رفض الطعون المقدمة من هذه الدول وقبول النظر في شكوييْن قدمتهما قطر بشأن إغلاق المجال الجوي أمام الطيران القطري. وأشار إلى أن مجلس الإيكاو ـ ولأول مرة ـ يصوت بأغلبية الأعضاء برد طعون دول الحصار «وهذا انتصار حقيقي لدولة قطر في هذا المحفل الدولي، ونحن واثقون من كسب الشكويين المقدمتين». وقال إن لجوء دول الحصار إلى نقل القضية إلى محكمة العدل الدولية بدعوى عدم اختصاص مجلس الإيكاو بالنظر في الشكويين المقدمتين من قطر، هو هروب من المواجهة بغرض إطالة أمد الأزمة. وتساءل وزير المواصلات والاتصالات القطري عن جدوى تمثيل هذه الدول في المنظمات الدولية، طالما أنها لا تعترف باختصاصاتها وتنتهك كل الاتفاقيات والمعاهدات، قائلاً: «إحدى دول الحصار ترغب في الترشح لرئاسة منظمة الإيكاو، والسؤال ما جدوى هذه الخطوة طالما لا تقر هذه الدولة باختصاصات المنظمة ودورها في استقرار الطيران المدني». وأضاف: « قضيتنا عادلة ضد هذه الدول التي أغلقت الأجواء دون مبرر، وأقحمت الطيران المدني في الأزمة في مخالفة صريحة لاتفاقية شيكاغو التي تمنع الاستعمال التعسفي للطيران المدني»، مؤكدا استمرار قطر في هذه القضية إحقاقا للحق والعدل. بدوره، قال عبدالله بن ناصر تركي السبيعي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، إن دول الحصار منيت بفشل ذريع بعد تأكيد المنظمة الدولية للطيران المدني (إيكاو) اختصاصها في النظر في الشكوييْن اللتين قدمتهما قطر. وأضاف في تصريح مماثل للصحافيين أن قطر حققت نجاحا كبيرا في هذا الملف حتى الآن وستستمر في متابعة القضية حتى النهاية..معربا عن ثقته في أن المنظمة الدولية للطيران المدني ستقود هذا الملف بشكل مهني واختصاصي بما يحقق العدالة. وكان مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) قد رفض في جلسته يوم 26 حزيران/ يونيو الماضي الطعون المقدمة من دول الحصار بشأن عدم اختصاص المنظمة بالشكويين المقدمتين من دولة قطر ضد دول الحصار، وقرر المضي قدما في بحثهما. وزير المواصلات والاتصالات القطري: دول الحصار مطالبة بالرد على شكاوى قطر لدى (إيكاو) خلال 11 يوماً من صدور قرار رفض الطعون إسماعيل طلاي |
تقرير يوثق 54 اعتداء إسرائيليا على الصحافيين في الضفة وغزة الشهر الماضي Posted: 02 Jul 2018 02:22 PM PDT غزة ـ رام الله ـ «القدس العربي»: ضمن مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها الممنهجة ضد الإعلام الفلسطيني، رصدت لجنة دعم الصحافيين 54 انتهاكا إسرائيليا ضد الصحافيين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، إلى جانب 74 انتهاكا من جهات فلسطينية. وذكرت في تقرير جديد لها تلقت «القدس العربي» نسخة منه، أن الاحتلال لا يزال مستمرا في حملات الاستهداف والملاحقة «ضد حراس الحقيقة». وبين أن الشهر الماضي شهد تصعيداً جديداً على مستوى الانتهاكات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحق الصحافيين والمصورين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية. ورصد التقرير الشهري 54 حالة من الانتهاكات الإسرائيلية»، «شملت 17 اعتداء على الصحافيين في قطاع غزة والضفة، حيث تعرضت الطواقم الصحافية الفلسطينية إلى الاعتداء المباشر كما حدث على الحدود الشرقية لقطاع غزة، باستهداف الطواقم الصحافية في جميع أجزاء الجسم خلال تأديتهم مهامهم وتغطيتهم فعاليات «مسيرة العودة». وذكر أن العملية خلقت إصابات متنوعة منها أربع حالات بالرصاص الحي بينها صحافية من الضفة المحتلة، وإصابة صحافي بشظايا الرصاص، وإصابة آخر بالرصاص المعدني المطاطي في الضفة المحتلة، عدا عن إصابة أربعة بقنابل الغاز السام. وعبرت لجنة دعم الصحافيين عن قلقها لزيادة حملة الاعتقالات والملاحقات، بعد أن صادق «الكنيست» الإسرائيلي على إقرار مشروع قانون عنصري يمنع الإعلاميين من تصوير جنود الاحتلال، في محاولة لحجب الجرائم ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وتوفير الحماية للمعتدين عليهم. وسجلت تسع حالات من الاعتقالات والاحتجاز والإبعاد لعدد من الصحافيين، كما أجلت ومددت اعتقال ثلاثة صحافيين، وقضت بالحكم على واحد، ووثقت أربع حالات دهم واقتحام لمنازل الصحافيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، شملت مصادرة ممتلكاتهم الشخصية. كما شهد الشهر المنصرم قيام قوات الاحتلال خمس مرات بمنع عمليات التغطية الصحافية، كما وثق التقرير إجبار أربعة صحافيين على دفع غرامية مالية، عدا عن قيامها بتعذيب ومضايقة الصحافيين المعتقلين. ودعت اللجنة في تقريرها الاتحاد الدولي للصحافيين، ومنظمة صحافيين بلا حدود، إلى التدخل والضغط على الاحتلال لـ «لجم جرائمه بحق الصحافيين والاعتداء عليهم وهم يؤدون واجبهم المهني والإنساني». وبشأن الانتهاكات الداخلية الفلسطينية، سجلت لجنة دعم الصحافيين 74 من الانتهاكات منها 53 انتهاكا في الضفة، و21 في غزة، كان من بينها عمليات تعرض خلالها الصحافيون للضرب والاعتقال، ومصادرة معدات صحافية. تقرير يوثق 54 اعتداء إسرائيليا على الصحافيين في الضفة وغزة الشهر الماضي |
تحذيرات… وانقسام بين الفصائل المعارضة Posted: 02 Jul 2018 02:22 PM PDT دمشق – «القدس العربي» – وكالات: قالت مصادر رفيعة المستوى في المعارضة السورية، طلبت عدم ذكر اسمها لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس «تعمل روسيا وعدد من الدول على شق صف الفصائل الثورية والمجالس المحلية في محافظة درعا من خلال ممارسة الضغوط على تلك الفصائل والمجالس». وأبدت المصادر «خشيتها من حصول اقتتال داخلي بين فصائل حوران التي تعمل روسيا والأردن والنظام السوري على شق صفها، من خلال استمالة بعضها والضغط بالقصف الجوي والمدفعي على الاخرى التي ترفض المصالحات والصفقات كما حصل في مدينة طفس». وأكدت أن «الاتفاق الذي حصل في مدينة بصرى الشام بين قائد فرقة شباب السنة أحمد العودة وتسليم مدينة بصرى وشق الصف في حوران جاء بتوجيه من المعارض ورجل الأعمال خالد المحاميد، المتزوج من أخت العودة والممول لفرقة شباب السنة». وكشفت المصادر أن «الولايات المتحدة ممثلة بغرفة الموك في عمان وكذلك الأردن أوقفت كل أشكال الدعم لفصائل المعارضة التي أصبحت لا تمتلك حتى الرصاص لبنادقها وإغلاق الحدود في وجه أبناء تلك البلدات الذين يهربون من القصف الجوي العنيف للطيران الروسي والسوري، ما شكل ضغطاً على الكثير من الفصائل لقبولها المصالحة لإنقاذ المدنيين من الموت». بعد سيطرتها على الغوطة الشرقية قرب دمشق ومن ثم أحياء في جنوب العاصمة، وضعت قوات النظام استعادة المنطقة الجنوبية على رأس أولوياتها. وبدأت منذ أسبوعين عمليات قصف عنيفة على ريف درعا الشرقي قبل أن تدخل في معارك مع الفصائل على جبهات عدة في المحافظة. وانضمت روسيا بعد اسبوع تقريباً إلى حملة القصف الجوي. ومنذ هذه الفترة، تمكنت قوات النظام من مضاعفة مساحة سيطرتها لتصبح ستين في المئة من مساحة محافظة درعا، بعد ان سيطرت على عشرات القرى والبلدات عبر هجمات عسكرية أو اتفاقات «مصالحة» عقدتها روسيا مع الفصائل ووجهاء محليين بشكل منفصل في كل بلدة. وتثير الاتفاقات التي تقترحها روسيا انقساماً في صفوف وفد مفاوضي المعارضة المؤلف من ممثلين عن الفصائل والهيئات المدنية. وأعلن المفاوضون المدنيون الاثنين انسحابهم من وفد المعارضة. وقالوا في بيان موقع باسم المحامي عدنان المسالمة «لم نحضر المفاوضات اليوم ولم نكن طرفاً في أي اتفاق حصل ولن نكون أبداً». وجاء في البيان «لقد عمل البعض على استثمار صدق وشجاعة الثوّار الأحرار من أجل تحقيق مصالح شخصيّة ضيّقة أو بأفضل الشروط من أجل تحقيق مصالح آنيّة مناطقية تافهة على حساب الدم السوري». وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريحات لفرانس برس إلى «انقسام في الآراء داخل الفصائل بين موافقة وأخرى رافضة للاتفاق» مع الجانب الروسي. ويتضمن الاقتراح الذي تعرضه روسيا على ممثلي المعارضة، وفق ما أكد عبد الرحمن وناشطون محليون معارضون لفرانس برس، تسليم الفصائل سلاحها الثقيل والمتوسط، مع عودة المؤسسات الرسمية ورفع العلم السوري وسيطرة قوات النظام على معبر نصيب مع الأردن المجاور وانتشارها على طول الحدود. كما ينص الاتفاق وفق المصادر ذاتها على تسوية أوضاع المنشقين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية خلال 6 أشهر، مع انتشار شرطة روسية في بعض البلدات. وخلال اليومين الأخيرين، انضمت 13 بلدة على الأقل في درعا إلى اتفاقات «المصالحة»، آخرها مدينة بصرى الشام التي كانت تحت سيطرة فصيل معارض بارز هو فصيل «شباب السنة». وطالت اتهامات بـ»الخيانة» قائده أحمد العودة جراء قراره هذا. وقال مصدر سوري معارض مواكب للمفاوضات لفرانس برس إن «حصول مصالحات مناطقية منفردة أثناء التفاوض، واتفاق أحمد العودة مع الجانب الروسي لوحده حول بصرى الشام، إضافة إلى التقدم العسكري على الأرض في ريف درعا الشرقي أضعف موقف الفصائل» بعد انسحاب المفاوضين المدنيين. وأوضح أن «الروس يقدمون عرض «المصالحة» الذي سبق أن قدموه في كل مكان، مع استثناء أنه لا يتضمن خروج الراغبين»، غالباً إلى منطقة ادلب، في اشارة إلى اتفاقات الاجلاء التي كانت تقترحها على المقاتلين الرافضين للاتفاق مع الحكومة على غرار ما جرى في الغوطة الشرقية قرب دمشق. ويثير هذا الاستثناء خشية في صفوف الأهالي والمقاتلين على حد سواء. وقال الناشط في مدينة درعا عمر الحريري «يرفض الطرف الروسي خروج أي شخص من درعا إلى ادلب أو أي مكان آخر، وهذا هو سبب الرفض المستمر من معظم الفعاليات خوفاً من ملاحقات أمنية لاحقاً.. ومن عمليات انتقامية لو حصل الاتفاق». وتابع «الوضع صعب والفصائل وكل المكونات الثورية في درعا أمام خيارات صعبة جداً. يضيق الخناق علينا أكثر فأكثر». وقال أحمد ارشيدات (48 عاما)، أحد النازحين من مدينة درعا لفرانس برس «لن يتركوا أحداً منا هنا خصوصاً في درعا، مهد الثورة» مضيفاً «الحق معنا ولا نخاف من النظام او روسيا او أي طرف آخر». تحذيرات… وانقسام بين الفصائل المعارضة |
ميلادينوف يتحرك بين تل أبيب ورام الله حاملا خطة جديدة لحل مشكلة غزة من «البوابة السياسية» Posted: 02 Jul 2018 02:22 PM PDT غزة – «القدس العربي»: تشير التحركات الأخيرة للمبعوث الأممي لمنطقة الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، في تل أبيب ورام الله، إلى وجود مخطط أممي بموافقة أمريكية لتحسين الوضع المعيشي والإنساني المتدهور في قطاع غزة، من خلال تخفيف قيود الحصار، وضخ أموال لصالح إقامة مشاريع جديدة، تساهم في انحسار مستويات الفقر. وتفيد المعلومات أن ميلادينوف الذي يشغل منصب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام، يحمل بين يديه خطة دولية أعدها قبل أكثر من عام، لتحسين الوضع المعيشي في قطاع غزة، ولم تجد وقتها فرصة للتنفيذ، بسبب الموقف الإسرائيلي المتشدد وقتها تجاه القطاع. وتقوم الخطة في الأساس على تخفيف قيود الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة بقدر كبير، يترافق مع بدء دخول دول مانحة على الخط، من خلال إقامة مشاريع إنشائية تخص البنى التحتية وإعادة الإعمار، بهدف خلق فرص عمل لجموع البطالة، وتوفير أسس الحياة في غزة. كما تشمل الخطة الدولية التي ناقشها المبعوث في تل أبيب مع بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، وفي رام الله مع رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ومن ثم ليل أول من أمس الأحد مع الرئيس محمود عباس، على ضورة تحسين الوضع الاقتصادي في القطاع، من خلال وقف استقطاعات الحكومة التي طالت رواتب الموظفين، وهو أمر عبر الرجل عن معارضته له مؤخرا عدة مرات خلال حديثه لأعضاء مجلس الأمن الدولي. وكان ميلادينوف قد التقى في مرات سابقة عديدة قيادة حركة حماس في قطاع غزة، وخصص النقاش حول أوضاع غزة الصعبة. وقال مسؤول يعمل في منظمة دولية لـ «القدس العربي»، إن الخطة الحالية تتواءم ورؤية الأمم المتحدة لحل الصراع في المنطقة، وأساسها قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. وقال إن الرجل يريد أن تكون المشاريع التي تنفذ في غزة بإشراف وتنسيق كامل مع الحكومة الفلسطينية. وأشار إلى أن المبعوث الدولي يدعم بقوة عملية الوحدة الكاملة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وإنهاء حقبة الخلاف والانقسام. وحذر ميلادينوف في إفادة قدمها في وقت سابق أمام مجلس الأمن الدولي، من أن قطاع غزة بات على «حافة الهاوية»، بعدما فقد الفلسطينيون الأمل في العملية السياسية، وأكد على ضرورة خلق مناخ في القطاع وإيجاد مساحة لسكان غزة للتنفس، وأن تتوحد الضفة الغربية والقطاع تحت مظلة السلطة الفلسطينية، باعتبار الأمر ضروريا لإنهاء الاحتلال وتسوية النزاع». وتحدث المبعوث الدولي وقتها عن عمليات التأخير الكبيرة التي حدثت خلال الشهور الماضية لمشاريع البنى التحتية التي تنفذ في قطاع غزة. خطة من عدة محاور وطرح على أعضاء مجلس الأمن خطة من عدة محاور لإنقاذ القطاع تتضمن تحديد الأولويات بالنسبة للمشروعات التي تم الاتفاق بشأنها خلال السنتين الماضيتين، واعتماد نظام سريع للتبرع بمساعدة من إدارة مشروعات الأمم المتحدة بهدف تسريع تنفيذ تلك المشروعات على الأرض. كما تشمل تعزيز التنسيق مع السلطة الفلسطينية وإسرائيل ومصر من أجل حل أي عقبة سياسية أو إدارية، والطلب من كافة الأطراف الامتثال لوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه عام 2014. ودار نقاش ليل أول من أمس الأحد بين الرئيس عباس وميلادينوف، في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، أطلع خلاله المسؤول الدولي على آخر مستجدات الأوضاع السياسية، والأوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال. وشدد الرئيس عباس خلال اللقاء على أهمية دور الأمم المتحدة ومؤسساتها في حماية الشعب الفلسطيني، وضرورة مواصلة المنظمات الدولية التابعة لها تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين. كما أكد على مواصلة القيادة الفلسطينية العمل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام، على قاعدة تمكين حكومة الوفاق الوطني من أداء مهامها في غزة كما في الضفة الغربية. وجدد ميلادينوف دعم الأمم المتحدة بشكل كامل إنهاء الانقسام بين غزة والضفة، ووصف الاجتماع بـ «البناء»، وأنه تم خلاله مناقشة موضوع حل مشكلة غزة كـ «مسألة سياسية» تأخذ بعين الاعتبار الوضع الإنساني الصعب للسكان، مؤكدا الاستمرار في تنسيق الأنشطة للتخفيف من معاناة الفلسطينيين وتجنب أي تصعيد. وقبل ذلك بيومين كان رئيس الحكومة الفلسطينية قد التقى ميلادينوف، وناقشا الملفات ذاتها ، وذلك بعد أن التقى منتصف الأسبوع الماضي نتنياهو، وبحث معه الأوضاع في قطاع غزة. فتح ترفض جهود أمريكا المشبوهة إلى ذلك رفضت حركة فتح رفضا قاطعا كافة الجهود اتي وصفتها بـ «المشبوهة والمُسيرة والمُوجهة إسرائيليا وأمريكيا»، لمعالجة احتياجات الشعب الفلسطيني من بوابة «المساعدات الإنسانية»، وليس من «البوابة السياسية» التي قالت إنها «الكفيل والسبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة على حد سواء». وأكد المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، أسامه القواسمي، في بيان صحافي أن أمريكا وإسرائيل وبعض أدواتهما «يلتفون حول موقف الرئيس عباس الصلب والصامد في وجه المؤامرة، من خلال بوابة المساعدات الانسانية لقطاع غزة»، محذرا من أن إسرائيل ومن يدعمها ويتآمر معها «هم فقط من يريد للقضية الفلسطينية أن تُحل من الناحية الإنسانية على حساب الملف السياسي والحقوق وحق تقرير المصير». وأشار إلى أن مجرد التفكير من قبل حماس بعقد صفقة مع الاحتلال تحت مسمى «بوابة تحسين الأوضاع الإنسانية» في غزة هو «تفكير بخيانة الوطن». وجدد موقف حركة فتح الرافض لذلك، وعبر عن أمله بأن تكون الأخبار التي تتردد حول الأمر غير صحيحة، وقال «عندما عُرضت على الشهيد الرمز ياسر عرفات المليارات الكثيرة لقبول مخرجات كامب ديفيد ودولة ناقصة في القدس، رفض وفضٌل الشهادة». وأشار إلى أن الرئيس عباس يتعرض لـ «كافة الإغراءات والتهديدات لقبول ما يسمى صفقة القرن»، لافتا إلى أن رده كان صادحا من على كل المنابر «فلتسقط صفقة العار»، وأنه لم يقبل بالتهديد أو بالمساعدات المزعومة. ميلادينوف يتحرك بين تل أبيب ورام الله حاملا خطة جديدة لحل مشكلة غزة من «البوابة السياسية» التقى الرئيس عباس بعد أيام من لقاء الحمد الله ونتنياهو أشرف الهور: |
الجزائر: رئيس البرلمان يدعو بوتفليقة إلى الترشح لولاية خامسة Posted: 02 Jul 2018 02:21 PM PDT الجزائر- القدس العربي: دعا عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الشورى ( الغرفة الثانية للبرلمان) في الجزائر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الترشح لولاية رئاسية خامسة في الانتخابات المقبلة، التي ستشهدها البلاد في 2019م، مؤكدًا أن الظرف الصعب الذي تمر به البلاد يفرض استمرار بوتفليقة على رأس الدولة لخمس سنوات أخرى. وأضاف أمس في خطاب ألقاه بمناسبة اختتام دورة البرلمان لسنة 2018م أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد، فضلاً عن المخاطر والتحديات الأمنية التي تهددها، تجعل من استمرار الرئيس بوتفليقة في الحكم مسألة ضرورية. وأشار عبد القادر بن صالح، الذي يعدّ الرجل الثاني في الدولة، إلى أن أعضاء مجلس الشورى يطالبون الرئيس بمواصلة مهمته على رأس الدولة الجزائرية لفترة رئاسية جديدة من أجل مصلحة البلاد، داعيًا إلى ضرورة الوقوف إلى جانب الرئيس بوتفليقة في معركته ضد الفساد. وتعدّ هذه المرة الأولى التي يدعو فيها مسؤول في الدولة الرئيس بوتفليقة للترشح إلى ولاية خامسة، حتى وإن كان المنادون بها يتحرجون من الرقم خمسة ويفضلون استخدام «مواصلة المهمة»، علمًا بأن كل الذين انخرطوا في مسلسل دعوة الرئيس إلى الترشح فعلوا ذلك تحت مظلة أحزاب سياسية، مثلما فعل حزب جبهة التحرير الوطني، وحتى حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يقوده رئيس الوزراء أحمد أويحيى. إعلان بن صالح يؤكد السياسة المتبعة من أجل تعبيد الطريق أمام الولاية الخامسة، التي تقوم على تحويلها إلى مطلب جماعي من خلال الدعوات التي يتم إطلاقها في فترات متباعدة نوعًا ما، لترك الموضوع مطروحًا على الساحة السياسية والإعلامية، خاصة وأن الانتخابات الرئاسية ما زالت على بعد عشرة أشهر، والإعلان الرسمي لن يتم إلا قبل حوالي شهرين من موعد هذه الانتخابات التي ستجرى في الربيع المقبل، لذا يمكن القول إن هناك برنامجًا مخططًا لتصريحات ودعوات مماثلة يتم الإعلان عنها كل بضعة أيام أو كل بضعة أسابيع، في انتظار المرور إلى السرعة القصوى، من جهة، ومن جهة ثانية تكريس الولاية الخامسة لدى الرأي العام كمطلب جماعي، وأن الرئيس إن وافق واستجاب فإنما سيفعل ذلك من باب التضحية والرضوخ للضغوط الممارسة عليه من كل الجهات، على أساس أن الأحزاب والنقابات والجمعيات التي طالبت بوتفليقة بالاستمرار في الحكم يعدّ مطلبًا من قواعدها، وهو المشهد الذي سيتكرر طوال الصيف ويزداد خلال الخريف تحسبًا للإعلان الرسمي لترشح بوتفليقة إلى ولاية خامسة مع بداية العام الجديد. الإعلان الذي قام به عبد القادر بن صالح من تحت قبة البرلمان وبحضور رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة ينسف ما تبقى من أمل لدى بعض السياسيين والمراقبين والرأي العام بخصوص عدم ترشح الرئيس بوتفليقة إلى ولاية خامسة، ويؤكد أن السلطة ماضية في مشروعها مهما كلفها ذلك. الجزائر: رئيس البرلمان يدعو بوتفليقة إلى الترشح لولاية خامسة |
الأمن المغربي يمنع وقفة في وجدة.. ونساء الحسيمة يتحدين المنع Posted: 02 Jul 2018 02:21 PM PDT الرباط – «القدس العربي»: شاركت العشرات من النساء بمدينة الحسيمة في وقفة، يوم الأحد، احتجاجًا على الأحكام القضائية الصادرة بحق نشطاء حراك الريف، التي وصفوها بـ»القاسية». وكانت محكمة الاستئناف في مدينة الدارالبيضاء قد أصدرت، الثلاثاء الماضي، أحكامًا بالسجن بحق قادة وعدد من نشطاء الاحتجاجات بالريف تراوحت بين (20) سنة، وسنة واحدة. وشارك في هذا الاحتجاج، رغم حضور الأمن لمنع تحول وقفتهن إلى مسيرة، نساء من عائلات المعتقلين وأخريات متضامنات معهن، وطالبن بالإفراج الفوري عن المعتقلين، وتحقيق مطالب نشطاء الحراك، التي عبروا عنها قبل توقيفهم قبل عام بمدينة الحسيمة. وبالتزامن مع الوقفة التي نظمتها النساء في الحسيمة، خرج العشرات من المحتجين ببلدة تماسينت التي تنتمي إلى مدينة الحسيمة في مسيرة احتجاجية تنديدًا بالأحكام، وطلبًا لتحقيق المطالب الاجتماعية والاقتصادية التي يحتج من أجلها سكان المنطقة منذ سنتين. وحاول المحتجون السير نحو مدينة إمزورن المجاورة، غير أن قوات الدرك الملكي حالت دون ذلك واعترضت طريقهم. وفي الإطار نفسه، حاول العشرات من النشطاء بمدينة وجدة الاستجابة لدعوة اللجنة المحلية لدعم الحراك الشعبي بالمدينة وتنظيم وقفة احتجاجية بإحدى الساحات، استنكارًا للأحكام التي صدرت في حق نشطاء الريف. ولم تمهل قوات الأمن المحتجين كثيرًا، حتى قامت بفض وقفتهم بالقوة وإجبارهم على إخلاء المكان. واستنكرت اللجنة تفريق النشطاء الذين لبوا نداءها للاحتجاج. وأضافت اللجنة التي تضم عددًا من الإطارات الجمعوية والسياسية، أنها متشبثة بالاستمرار في دينامية الحراك المطلبي الذي وصفته بالعادل، وبحملات التضامن من أجل إطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية الحراكات الاجتماعية في بلادنا. وقال مصدر حقوقي، فضل عدم الكشف عن هويته، إن النيابة العامة بمدينة الحسيمة، قررت الأحد إيداع (5) أشخاص اعتقلوا على خلفية الاحتجاجات الأخيرة بمدينة إمزورن بالسجن المحلي، فيما قررت الإفراج عن شخص آخر وحددت جلسة محاكمتهم الإثنين. وأضاف المصدر أن هناك معتقلين آخرين أعتقلوا أيضًا بعد احتجاجهم على الأحكام الصادرة بحق نشطاء الريف سيتم عرضهم الإثنين على النــيابة العامة للنظر في التهم الموجهة لهم. الأمن المغربي يمنع وقفة في وجدة.. ونساء الحسيمة يتحدين المنع |
أمين عام الأمم المتحدة ورئيس البنك الدولي في زيارة تضامن مع اللاجئين الروهينجا Posted: 02 Jul 2018 02:21 PM PDT نيويورك ـ «القدس العربي»: يقوم حاليا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس البنك الدولي، جيم يونغ كيم، بزيارة لبنغلاديش للتضامن مع اللاجئين الروهينجا الفارين من أعمال العنف في ميانمار والمجتمعات التي تستضيفهم. وفي تغريدة على موقع تويتر، قال غوتيريش إن سخاء شعب بنغلاديش تجاه مئات آلاف اللاجئين الروهينجا، يظهر أفضل ما في البشرية وقد ساهم هذا التعاطف وهذا الكرم في إنقاذ آلاف الأرواح. ويرافق الأمين العام في زيارته لبنغلاديش بالإضافة إلى رئيس البنك الدولي، عدد من كبار مسؤولي الأمم المتحدة منهم المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، والمديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، ناتاليا كانيم. وقال المتحدث باسم الأمم المتحد، ستيفان دوجاريك: «إن المسؤولين الدوليين سيطلعون على أوضاع الوافدين حديثا من الروهينجا، ويقيمون التقدم على مسار العودة الطوعية الآمنة والكريمة التي تتوافق مع المعايير الدولية. وقد إلتقى الوفد الأممي الكبير صباح أمس الإثنين مع رئيسة وزراء بنغلاديش، الشيخة حسينة، وقد شكرها الأمين العام على حسن إستقبال بنغلاديش للاجئين الروهينجا مؤكدا «أن الاستجابة لأزمة الروهينجا ليست مسؤولية بنغلاديش وإنما هي مسؤولية دولية». وأكد غوتيريش وكيم، في الاجتماع، على أن منظمتيهما تتعاونان بشكل وثيق في موضوع الاستجابة لتلك الأزمة المعقدة. وشددا على أهمية اتباع نهج مزدوج يتمثل في تحسين ظروف معيشة الروهينجا، وتهيئة الظروف الملائمة لعودتهم إلى ديارهم في ميانمار. وقام الأمين العام للأمم المتحدة والوفد المرافق بزيارة لمخيم كوكس بازار، حيث لجأ ما يقرب من مليون شخص، معظمهم من الأقلية المسلمة، من الروهينجا الذين فروا عبر الحدود من منازلهم في ولاية راخين في ميانمار، منذ أواخر آب/ أغسطس الماضي. وقال غوتيريس في تغريدته إنه سمع «روايات مفجعة من اللاجئين الروهينجا ستبقى معي إلى الأبد». وفي أعقاب الهجمات التي شنتها قوات روهنجية على المواقع الأمامية للشرطة العام الماضي، قامت قوات ميانمار وقواتها العسكرية بأعمال انتقامية وحشية وصفتها الأمم المتحدة بأنها تطهير عرقي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارته لمخيم كوتابالونج الشاسع، إن سلامة اللاجئين خلال موسم الرياح الموسمية هي الأولوية الأولى. وأضاف: «لا يمكننا أن نسمح للرياح الموسمية أن تغسل آمال اللاجئين الروهينجا الذين التقيتهم اليوم (أمس) في بنغلاديش». ومن المعروف أن أحداث العنف الواسع والممنهج ضد الأقلية المسلمة والتي بدأت منذ 25 أ آب/أغسطس قد أدت إلى فرار مئات الآلاف من ديارهم في ولاية راخين وإضطرارهم لعبور الحدود إلى بنغلاديش. وقبل تلك الأحداث كان أكثر من 200 ألف لاجئ روهينجي يقيمون في بنغلاديش بسبب موجات نزوح سابقة. أمين عام الأمم المتحدة ورئيس البنك الدولي في زيارة تضامن مع اللاجئين الروهينجا عبد الحميد صيام |
إسرائيل تحقق مع كاهن في شبهات جنائية بعدما تعاون مع جيشها Posted: 02 Jul 2018 02:20 PM PDT الناصرة ـ» القدس العربي»: كشف في إسرائيل أمس أن كاهنا سبق وتعاون مع جيشها من أجل تجنيد الشبان الفلسطينيين المسيحيين في الداخل للخدمة العسكرية في صفوفه بدعوى أنهم «إسرائيليون والدفاع عن النفس»، خضع لتحقيقات جنائية مرة أخرى. وكشف موقع «واينت» الإخباري أن الكاهن جبرائيل نداف من قرية يافة الناصرة وأحد مؤسسي ما يسمى «منتدى تجنيد المسيحيين للجيش»، قد تم استدعاؤه للتحقيق تحت طائلة التحذير في قضية جنائية تتولى مسؤوليتها وحدة التحقيقات الخاصة «لاهاف 433 «في الشهور الأخيرة. وقد فرض أمر منع النشر على تفاصيل القضية. لكن محكمة إسرائيلية سمحت بالنشر أمس عن التحقيق، فيما قالت القناة الإسرائيلية العاشرة إنه يتوقع أن توصي الشرطة بإغلاق الملف. وأضافت أن الشرطة أجرت تحقيقا بشأنه بشبهة ارتكاب مخالفات جنائية قبل عدة سنوات، وأن التحقيق قد انتهى، وتم تحويله إلى النيابة العامة. يذكر أن نداف كان أحد الذين شاركوا في إيقاد الشعلة في مراسم «استقلال إسرائيل» عام 2016، وفي حينه ثارت شبهات بأنه استغل مكانته من أجل الحصول على خدمات جنسية محرمة. وفي أيار/ مايو من عام 2016، كشفت القناة الإسرائيلية الثانية عن مراسلات، عن طريق موقع التواصل الاجتماعي، بين نداف وشاب صغير طلب مساعدته بشؤون ذات صلة بالجيش، تضمنت إيحاءات جنسية. كما كشف عن مراسلات، نحو 400 صفحة، بين نداف وبين شاب مقرب منه يدعى خليل غانم، خطط فيها الاثنان لاستغلال علاقاتهما مع جهات إسرائيلية للحصول على تصاريح دخول إلى البلاد لعمال فلسطينيين، مقابل حصول نداف على مقابل مالي وجنسي. وقتها ادعى نداف أن «جهات جنائية» تعمل على منع حصوله على «التكريم الذي يستحقه لقاء مساهمته في تجنيد العرب المسيحيين في الجيش الإسرائيلي». يذكر أن تقريرا كان قد نشر في حزيران/ يونيو من العام الماضي 2017، في موقع «حداشوت 0404» كان افتتح بالقول إن «الكاهن جبرائيل نداف لا يكشف الحقيقة. وهو لا يستطيع كشفها، وفضّل النزول عن المنصة قبل أن يفتضح أمره. في حينه تبين أن نشر التقرير كان استتباعا لتقرير سابق توقع «حصول هزة أرضية» في حال الكشف عن أشرطة مصورة توثق مسلكيات الكاهن، وذلك بدافع الحرص على ألا تمس فضائح الكاهن أعلى المستويات في إسرائيل، ومن ضمنها كبار المسؤولين والجيش الإسرائيلي. ويأتي هذا النشر بعد تقارير سابقة تناولت تقديم دعاوى جنائية ضد كاهن التجنيد للجيش الإسرائيلي تشير إلى سلسلة شبهات بالتورط في جرائم ابتزاز وتحرش جنسي وتبييض أموال، مستغلا مكانته الدينية، ومنصبه في ما يسمى «منتدى تجنيد الشبان المسيحيين». يذكر أن الحارس الشخصي السابق لكاهن التجنيد جبرائيل نداف، سامر جوزين، كان قد كشف في وقت سابق عن تورط رئيس منتدى تجنيد المسيحيين بقضايا تبييض أموال وتزوير مستندات. وحصل موقع «عرب 48»، في حينه، على تسجيل صوتي يقر فيه جوزين بوجود شبهات بأن نداف متورط بقضايا مالية، بالإضافة إلى قضايا جنسية، وأن بحوزته وثائق ومراسلات مكتوبة بخصوص ذلك. وعن عمله في المنتدى قال إنه «كله سرقة بسرقة» من أموال التبرعات للمجندين. يشار الى أن نداف قدم دعاوى قذف وتشهير ضد ستة صحافيين فلسطينيين، منهم مراسل «القدس العربي» في الناصرة، وجهوا له انتقادات لاذعة قبل عدة سنوات، لكن المحكمة ردت دعاواه مؤكدة على الحق بالنشر. كما يلقى الكاهن نداف معارضة واسعة لدى فلسطينيي الداخل ولدى أبناء رعيته وكنيسته في الداخل، وسبق وأكدوا أنه لا يمثل سوى نفسه. في المقابل كانت حكومة إسرائيل قد احتضنت نداف منذ ظهوره قبل سنوات والتقاه رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو مرتين لتشجيعه على تجنيد الشبان المسيحيين في جيش الاحتلال. إسرائيل تحقق مع كاهن في شبهات جنائية بعدما تعاون مع جيشها وديع عواودة: |
حالات وفاة بمرض الحمى النزفية تثير مخاوف في العراق Posted: 02 Jul 2018 02:19 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: سجّلت الحكومة العراقية ثلاث حالات وفاة، خلال أقل من شهر، نتيجة الإصابة بمرض الحمى «النزّفية» (إيبولا)، توزعت على محافظات الديوانية وذي قار (جنوب) وأربيل (الشمال)، حسب معلومات رسمية لوزارة الصحة العراقية. المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر قال لـ«القدس العربي»: «منذ عام 1997 ظهر مرض الحمى النزّفية لأول مرة في العراق»، مبيناً: «خلال العامين الماضيين تم تسجيل عدد من الحالات، لكنها لم تصل إلى مرحلة التفشي الوبائي». وفيما أكد تسجيل «جميع الدول المجاورة ودول العالم لا سيما المدارية منها، لحالات إصابة بالمرض»، لفت إلى أن العراق «في المراحل الأولى للأعراض». وأضاف: «خلال أقل من شهر تم تسجيل ثلاث حالات وفاة جراء المرض، توزعت بواقع حالتين في محافظة الديوانية (الجنوبية)، وحالة ثالثة من محافظة ذي قار»، معلناً في الوقت ذاته عن «تأكيد حالة إصابة بالمرض أمس (الأول) في محافظة أربيل (عاصمة إقليم كردستان العراق)، وهي تتلقى العلاج اللازم، أما جميع الحالات التي أكدت فتماثلت للشفاء التام». وعلمت المؤسسات الاتحادية (وزارتي الزراعة والصحة) بتسجيل حالة الإصابة بالمرض في إقليم كردستان «عبر وسائل الإعلام»، وليس بشكل مباشر من المؤسسات النظيرة هناك. صلاح فاضل عباس، مدير عام دائرة البيطرة، التابعة لوزارة الزراعة الاتحادية، قال لـ«القدس العربي»: «لا توجد أي مواقف وبائية ترد إلى الحكومة الاتحادية من إقليم كردستان العراق، وكذلك الحال بالنسبة للاجراءات والبرامج المتبعة هناك»، مبيناً: «ليست لدينا معرفة بالأدوية واللقاحات المستخدمة في الإقليم». وأضاف: «المنظمات الدولية تدخلت لحل هذا الموضوع، لكن لا توجد استجابة من قبل دائرة البيطرة والثروة الحيوانية في الإقليم، بالتعاون مع الحكومة الاتحادية. نحن سمعنا عن إصابة بمرض الحمى النزفية في أربيل من خلال وسائل الإعلام». على حدّ قوله. وختم عباس حديثه بالتأكيد على عدم تسجيل إي حالة للإصابة بالمرض في العاصمة بغداد. ويشهد الشارع العراقي حديثاً مطولاً ومخاوف عن انتشار مرض الحمى النزفية وخطورته، فهناك من ذهب إلى مقاطعة اللحوم المستوردة، فيما فضّل البعض الآخر مقاطعة جميع المنتجات الحيوانية. الوكيل الفني لوزارة الزراعة، مهدي القيسي، قال لـ«القدس العربي»، إن «الحمى النزفية هو مرض فيروسي وعلاجه معقد مقارنة بالأمراض البكتيرية»، موضحاً أن «الوسط الناقل لهذا المرض هو القراد الذي يكون على أجساد الحيوانات بصورة عامة». وتقتصر مهمة الوزارة، وفق القيسي على «البحث والتحري عن الحيوانات المصابة بالنقال، ومكافحتها بالمبيدات الخاصة»، مشيراً إلى أن «هذه الحملات الوقائية السنوية مستمرة في جميع المحافظات، ولا تتعلق بإثارة الموضوع في الأيام الأخيرة». وتابع: «أول حالات تشخيص الإصابة بهذا المرض، تم تشخيصها في حقل محدد في محافظة الديوانية، وتم الإعلان لاحقاً عن وفاة شخصين في هذه الحالة بسبب المرض». وأكد أن «اللحوم المستوردة لا علاقة لها بالمرض»، لكنه شدد في الوقت ذاته على أهمية «إبعاد مربي المواشي عن المناطق السكنية، لما له من دور في اجتناب حالات الإصابة بالمرض، أو الاشتباه بالإصابة». وانتقد، ظاهرة انتشار مربي وبائعي المواشي في الشوارع والمناطق السكنية في العاصمة والمحافظات الأخرى، مشيراً إلى ضرورة «معالجة مسألة الذبح العشوائي، ويكون الذبح في المجازر النظامية تحت إشراف الطبيب البيطري». لكن في المقابل، انتقد الجزارون عدم توفير الحكومة مسالخ نظامية، وإغلاق معظمها، الأمر الذي يدفعهم إلى «المسالخ العشوائي» في المناطق السكنية. أبو حسين (47 عاماً) قال لـ«القدس العربي»، وهو يرتب عرض لحم الغنم في واجهة المحل، إن «انتشار خبر الحمى النزفية أثر بشكل كبير على حركة السوق». وأضاف: «نحن نعمل في هذه المهنة منذ عشرات السنين، ولدينا الخبرة الكافية في معرفة المواشي المصابة بأي مرض وتمييزها عن غيرها بكل سهولة»، لافتاً إلى أن «من غير المعقول أن نبيع مواشي مصابة بالمرض للناس. سنضر بهم أولاً وبسمعتنا ثانياً». وعن ممارسة أعمال الجزر في الشوارع بدلاً عنها في المجازر الحكومية. تابع قائلاً: «نحن نضطر للذبح العشوائي، سواء في مناطق محددة لبيع المواشي، أو على الأرصفة أمام محالنا، لعدم وجود مجازر حكومية. على الحكومة توفير المجازر المجازة والصحية حتى لا تدفعنا للقيام بهذا العمل خارج الضوابط. المجازر القديمة في الفضيلية والدورة والشعلة (ببغداد) مغلقة». وطبقاً للمصدر، فإن هناك «لجانا دورية من الصحة والرقابة تأتي بواقع مرتين بالشهر، للاطلاع على نوعية اللحوم، ونظافة محال القصابة». حالات وفاة بمرض الحمى النزفية تثير مخاوف في العراق غياب المسالخ الحكومية يدفع الجزارين للذبح وسط المناطق السكنية مشرق ريسان |
عمرو دياب ودينا الشربيني ينهيان الجدل بإعلان قرب زفافهما… رويدا عطية تفاجىء الجمهور بحملها وتخفي اسم الزوج … ومي سليم تتزوج من حبيبها في الفيلم Posted: 02 Jul 2018 02:18 PM PDT القاهرة – «القدس العربي»: أخيرا وبعد جدل كبير وتضارب في الأخبار، أعلنت عن مصادر مقرّبة من الفنانين عمرو دياب ودينا الشربيني، أن موعد زفافهما بات قريباً، رغم تكتمهما المستمر على حقيقة ارتباطهما، وسط لقاءاتهما ومشاركتهما معاً في معظم المناسبات. ويتردد أن رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة الصديق المقرّب من «دياب» يهتمّ بتفاصيل حجوزات المدعوّين ومصاريف سفرهم وإقامتهم في جزيرة ميكونوس اليونانية، حيث يُحيي عمرو حفلة غنائية، ومن المتوقع أن يليها حفل الزواج، حيث يتردد أن «الشربيني» تود إقامة زفافها هناك لكونه المكان الأول للقائهما. وتتابع شيرين الزوجة الأولى لعمرو دياب ترتيبات الزواج «لكونها ترتبط بعلاقةٍ صداقة قوية بـ«دينا»، التي رافقتها لاختيار فستان زفاف، وتتولى أيضاً مهمة توزيع بطاقات الدعوة لحفل الزفاف، بحسب المعلومات، التي تتردد من مصادر مقربة من الثنائي، الذي شغل الوسط الإعلامي المصري والعربي بأخباره وسط صمتهما. زواج عمرو دياب ودينا الشربيني ليس الوحيد، الذي شهده الوسط الفني مؤخرا، فقد شهدت مصر والوطن العربي العديد من حالات الزواج بين المشاهير والفنانين مؤخرا. حيث فاجأ وليد فواز ومي سليم، جمهورهما بإعلان خطبتهما وزواجهما. بعد أن جمعهما مسلسل «الرحلة»، الذي عُرض في الموسم الرمضاني المنتهي وشهد ميلاد قصة الحُب بينهما، وكان وليد فواز يجسد في «الرحلة» شخصية مؤلف مشهور يقع في غرام فتاة، ويقرر الزواج منها، وأثناء حفل الزفاف يرسل له حبيب زوجته السابق صورًا تظهر أن عروسته خائنة، لينقلب هذا الحب إلى شكوك مستمرة طوال الوقت، وعلاقة متوترة تحمل إهانات وصراعات تنتهي بالطلاق بين الفنان وليد فواز والفنانة مي سليم، ضمن أحداث مسلسل «الرحلة»، ورغم أن القصة انتهت بالطلاق في المسلسل، إلا أنها آلت إلى الزواج في الواقع. الفنانة السورية رويدا عطية أيضا فجّرت مفاجأة زواجها وحملها، ونشرت عبر حسابها على «تويتر» تغريدة ردت من خلالها على المهنئين. وكتبت: «مساء الخير حبايبي وشكراً للمباركات بزواجي وإن شالله الله بيقومني بالسلامة». وأضافت: «واعذروني عن عدم التصريح عن اسم زوجي. وكرمال ما بعض المواقع للأسف تعطي تحليلات وتشتت الناس، حاعطي هالمعلومات فقط. هو رجل أعمال، مغترب لبناني استرالي، تمنولنا الخير والتوفيق بحياتنا، وشكراً». وكان عام 2017 أيضا قد شهدد عددا كبيرا من زيجات الفنانين، حيث كان قد بدأ العام بعقد قران الفنان عمرو يوسف على الفنانة كندة علوش. وأقاما حفلي زفاف الأول في القاهرة لأفراد عائلتيهما فقط، والآخر في فندق «كتراكت» في أسوان وحضر ذلك الزفاف عدد كبير من مشاهير الفن. كما احتفلت الفنانة الشابة كارمن سليمان بزفافها على الملحن مصطفى جاد واحتفل الفنان هيثم محمد بحفل زفافه هو والفنانة وفاء قمر، وجاء الحفل عقب براءته من تهمة حيازة المواد المخدرة. كذلك عقد قران الفنان السوري تيم الحسن على الإعلامية المصرية وفاء الكيلاني في حفل عائلي بسيط حضرته عائلتاهما وبعض المقربين، وانتشر الخبر من خلال تغريدة لتيم الحسن يعلن فيها خبر الزواج. وعقد قران العميد محمد سمير، المتحدث العسكري السابق في مصر، على الإعلامية إيمان أبو طالب. كما احتفلت المطربة المصرية ساندي، بحفل زفافها على المخرج حازم كتانة، وجاء ذلك بعدما أخرج لها فيديو كليب. كما تزوجت المطربة شيرين عبد الوهاب من الملحن حسام حبيب، التي وُلِدت قصة حُبهما بعدما قدما سويًا أغنية «كل ما أغني» عام 2016، وكانت الأغنية من أنجح الأعمال التي قدمها الاثنان، وحصدت عدة جوائز وقتها وتخطت على اليوتيوب الـ37 مليون مشاهدة. وبعد أن قدم الفنان أحمد سعد تتر مسلسل «الحلال» وشاركته فيها الغناء الفنانة سمية الخشاب، بطلة المسلسل، فوجىء الجميع بقصة الحُب بينهما، لتتوج بعد ذلك بالزواج. كذلك تزوجت الفنانة إيمي سمير غانم وحسن الرداد، التي بدأت علاقتهما من خلال عدة أعمال قدماها سويًا، أبرزها مسلسل «حق ميت»، الذي قدم قصة حب رومانسية بين بطلي المسلسل حسن وإيمي، ثُم فيلم «زنقة ستات»، الذي اعترفت فيه إيمي بحبها له، ليفاجئ بعد ذلك الثنائي الجمهور بحفل زفافهما، الذي أقيم في مدينة الغردقة. كما شهدت الفترة الأخيرة زواج مجموعة من نجوم عروض «مسرح مصر»، كان أولهم علي ربيع، وحرص الفنان أشرف عبد الباقى على أن يكون الشاهد الأول على الزواج، وحضر الحفل عدد كبير من نجوم الفن، منهم دنيا سمير غانم وزوجها الإعلامى رامي رضوان، محمد عادل إمام، كريم محمود عبد العزيز، المنتج أحمد السبكى. كريم عفيفي ثم تزوج العضو الثاني من فرقة «مسرح مصر»، وهو محمد أسامة الشهير بأوس أوس الذي عقد قرانه على فتاة من خارج الوسط الفني، وكان الفنان أشرف عبد الباقي أيضًا شاهدًا على زواجه. ونشأت قصة حب بين الزميلين حمدي المرغني وإسراء عبد الفتاح، في كواليس عروض «مسرح مصر» شهد موقع «إنستغرام» إعلان الارتباط، حيث طلب «المرغني» الزواج من «إسراء» خلاله، يأتي ذلك بعد نشرهما مجموعة من الصور التي تجمعهما، وأقيم حفل زفاف ضخم، ومجموعة من جلسات التصوير التي نالت اهتمامًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وبعد 5 سنوات من الحب احتفلت الفنانة الشابة دينا محسن، الشهيرة بـ«ويزو»، نجمة «مسرح مصر» بخطوبتها، على شخص يدعى «شريف»، والذي تعرفت عليه خلال دراستها. واختار الفنان محمد عبد الرحمن أن يحتفل بخطبته على فتاة، من خارج الوسط الفني، ووسط عائلته فقط. كذلك احتفل الفنان محمد أنور بزواجه من فتاة خارج الوسط الفني، في حفل ضخم حضره مجموعة كبيرة من النجوم، محمد عادل إمام، وماجد المصرى، وأشرف زكى، وسامح حسين والمخرج محسن رزق، وسليمان عيد، راندا البحيري، وشيماء سيف، وأحمد فتحي، وطاهر أبو ليلة، ونادر السيد، فضلا عن جميع ممثلي مسرح مصر، ونال اهتمامًا واسعًا من رواد مواقع التواصل. مصطفى خاطر، ووصل قطار الزواج إلى مصطفى خاطر، الذي احتفل مساء أمس بزواجه على فتاة من خارج الوسط الفني أيضًا، في أحد فنادق القاهرة بحضور عدد من نجوم الفن والمشاهير، وأحيا الحفل النجم محمد حماقي. 7AKH عمرو دياب ودينا الشربيني ينهيان الجدل بإعلان قرب زفافهما… رويدا عطية تفاجىء الجمهور بحملها وتخفي اسم الزوج … ومي سليم تتزوج من حبيبها في الفيلم فايزة هنداوي |
أنت طالق ولو في المرّيخ Posted: 02 Jul 2018 02:18 PM PDT أقدم العقود كانت تبرم بالكلمة شِفاها من غير تحبير ورق ومن غير شاهدي عدل. كان يكفي أن يقول البائع للشّاري بِعْتُ ويقول الشاري اشتريتُ حتّى تتمّ صفقات البيع البسيطة أو المعقّدة . وما تزال العقود الشفهية سارية المفعول في كثير من المناطق وخصوصا الريفية منها في المجتمع الذي تكون فيه الكلمة أكبر ميثاق وفي المجتمع الذي يقول إنّ من أعطى كلمته كمن أعطى رقبته فإنّ الكلمة في الاتفاقات والبيوع وغيرها من المعاملات هي الفيصل حتّى وإن غاب الشهود. العبارات اللغويّة التي لها مفعول العقود سمّاها القدامى «الإنشاء الإيقاعي» وقصدوا بها ضربا من الكلام الخبريّ الذي له مفعول الإنشاء لأنّه يبرم العقود. كان علينا أن ننتظر «أوستين» حتّى يكون لمثل هذه العبارات التي لها ثوب الخبر وروح الإنشاء شأن في قلب الرؤية البلاغية الثنائيّة المنقسمة إلى خبر وإنشاء إلى رؤية أوسع تدخل ضمن ما يسمّى بالإنجازيّات ومنها هذا الضرب من الأقوال التي لها نافذية رغم كونها أخبارا، من نوع «فتحت الجلسة» أو «رفعت الجلسة» ولهما مفعول الشروع في التقاضي أو إنهائه. لم تعد لثنائيّة الصدق والكذب أو قيمة الحقيقة دورها الحاسم بمفهومها القديم والذي ما زاده البلاغيّون إلا تآكلا. تحدّث فيلسوف اللغة أوستين عمّا سمّاه الصيغ الإنجازية الصريحة وهي الصيغ التي لا تستعمل أسلوب الأمر من نو ع (اُخرج) بل تستعمل صيغا تعبّر صراحة عن إنجاز الأمر من نوع (آمرك أن تخرج) بدلا من (أخرج). ويعتقد أوستين أنّه من المحتمل أن تكون هذه الصيغ الإنجازيّة الصريحة متطوّرة في سياق تطوّر اللغة وهي تساير أشكالا أكثر تعقيدا في المجتمع؛ ويرى أنّه كلّما كان شكل المجتمع أكثر تعقيدا، وجب التمييز بين الأشكال المختلفة للأفعال الشرعيّة أو القانونية؛ وهنا يتطلب الأمر اختراع صيغ أداء صريحة. لهذه الفكرة أهميّة قصوى، فصيغ القول هي صيغ متطوّرة حسب متطلبات الواقع ونحن نفترض أنّ أخبارا من نوع الإنشاء الإيقاعي لم تكتسب دورها الإيقاعي إلاّ لحاجة اجتماعيّة تشريعيّة أو قانونيّة. ما يعنينا ههنا أن نسأل لمَ صار لصيغة إنجازيّة من نوع (أنتِ طالقٌ) قيمة كبرى نفسيّة واجتماعية هل أنّ المجتمع تطوّر حتى ينقل هذه العبارة من صبغتها الإخبارية البسيطة إلى صبغتها الإيقاعية؟ نظريّا يمكن لأيّ كلام إخباريّ أن يكون إنشاء إيقاعيّا. ليس هذا صحيحا في إبرام العقود وحسب بل أيضا في أيّ تعامل بشري يمكن أن يكون له طابع الإبرام والنّقض. ينشأ الإبرام والنّقض في المعاملات المقنّنة . يبدو أنّ أقدم مؤسسات الإبرام والنقض التي استعملت الإنشاء الإيقاعي هي مؤسّسات الملكيّة التي تتنوّع أشكال تحقّقها الشرعيّ من بيع وشراء وتوريث وحتى زواج. نعم صار الزواج في بعض الثقافات نوعا من ملكية روحية وجسدية في نطاق أنشطة بيولوجية واجتماعية موروثة. هل يعقل أن يكون عقد الزواج الشفهي المنجز بالإنشاء الإيقاعي عقدا يبرم ملكيّة كعقود البيع والشراء والتوريث ؟ لا شكّ أنّ شيئا من ذلك موجود فالمال الذي يعقد عليه البيع في الشراءات الأخرى موجود فيما يسمّى بالمهر الذي يقدّمه الزوج. قد تكون أجيال كثيرة تزوّجت بلا عقود مكتوبة تزوجت بميثاق الكلمة والأكيد أنّها طلّقت بكلمة «أنت طالق». حين يقول شخص ما في المجتمع القديم القائم فيه الزواج على عقد الكلمة: تزوّجتك وحين تقول المرأة للرجل زوجتك نفسي، فلا شكّ أنّ الميثاق سيكون غليظا لأنّ العقد المبرم في الزواج هو طلب جماعي للدخول في مؤسّسة تشرعها الجماعة ولكنّ هذا العقد سيفضّ بقرار فرديّ لهذا يمكن القول إنّ الزواج ووفق أطراف العقد بالكلمة هو عقد جماعي والطلاق وفق طرف فرديّ هو فضّ فرديّ لذلك العقد. وهذا هو التناقض الصارخ ولا سيّما في الثقاقة التي جعلته بيد الرجل يعلنه متى عنّ له ذلك. في عصر استبداد الرجل بفضّ العقد لم يعد الطلاق شرفا للمرأة كما يقول الكاتب المسرحي الفرنسي أدريان دي كورسيل ولن يكون شرفا لها حتّى وإن طلبته؛ إنّ جملة أنت طالق مرتهن تحقّقها بنطق رجالي لها. « أنت طالق « عبارة عربية ذائعة الصيت وفكّ شفوي لعقد يكرّس تاريخا كاملا من الاستبداد العجيب بقرار فكّ الارتباط أو التفريط في الملكيّة بلا رجوع. أنت طالق حلّت محلّها قرارات المحاكم الشرعيّة في الطلاق وفيها يُسمع إلى الطرفين قبل أن تبتّ في حقيقة فكّ العقد بالوسائل الشفويّة إلى الوسائل المكتوبة. علينا أن نقارن بين «أنت طالق» و«حكمت المحكمة بالطلاق» في ضوء حديث أوستين عن تطوّر في الإنجازيّات لضرورات تشريعيّة.ينبغي أن يكون فكّ العقد الشفوي بأنت طالق بكلام مناقض مضمونا لعقد الزواج. سنفترض أنّ الزواج يتمّ بحوار: هل تقبلين بي زوجا ؟ فتجيب المرأة أو من ينوب عنها بكلام يفيد القبول: قبلت بك زوجا (لابنتي). صيغة العقد ليست العبارة الأخيرة بل السّؤال والجواب معا. ومهما كانت الصيغة فإنّ العقد الشّفوي هو عقد تفاوضيّ متعدّد الأطراف ولو صدّقنا أنّ الرجل يسأل فعلا عند الزواج هذا السؤال، فإنّه يكون في وضعيّة تعاقد ينبني على الطّلب المفضي إلى الموافقة أو الرّفض. وهذه الوضعيّة التّعاقديّة هي وضعيّة تعاقد طرازي لأيّ نقل للملكيّة من طرف إلى آخر تصاغ بطريقة السؤال: هل تبيعني ؟ وبطريقة الجواب :نعم أبيعك. في فكّ التعاقد يصبح أحد الطرفين هو المسؤول الوحيد عن ذلك العمل فمن أين اكتسب سلطة فكّ الارتباط؟ لا شكّ أنّ المجتمع هو من مكّنه من ذلك. فكّ عقد الزواج بـ «أنت طالق» يمكن أن يكرّر مرات ثلاثا؛ وقد يقرأ تكرير الطلاق في المرتين الأوليين بأنّه استدراك لفعل فكّ الارتباط؛ ولكن يمكن أن يقرأ أيضا بأنّه استئناف لممارسة سلطة فكّ العقد من طرف واحد وأنّ أنت طالق الأولى ليست في درجة خطورتها كانت طالق الثانية وأنّ للثالثة وقعا مزلزلا في مؤسّسة تبيح الطلاق ونجعله أبغض الحلال. في الثقافة المكتوبة موازنة بين عقد مكتوب يبرم عند الزواج فيه طرفان ونقض له فيه طرفان أيضا. صحيح أنّ من يبرم عقد الزواج هو مختلف من جهة النّفاذ القانوني مّمن يحكم بالطّلاق؛ صار للطلاق سطوة وهيبة أكثر ممّا للزواج الذي حافظ على تقليديّته و بساطته. لعقد الزواج شهود ولكن ليس للطلاق شهود يحضر الشّهود لتقوية عقديّة الارتباط ولكنهم يغيبون عند فكّه فالجماعة لا تهدم. لم يكن للإنشاء الإيقاعي الذي يفكّ الارتباط تلك القوة الجبارة التي تجعل الرجل يطلق بسلطة مطلقة هي التي عبّر عنها بعض الرجال إذ كان مع زوجته في انسجام حين تساءلت المرأة المهوسة بالطلاق : هل سيأتي يوم تطلقني فيه ؛ فأجاب: ربّما أفعل فقالت سأفرّ قبل أن تفعل؛ قال: أنت طالق ولو في المرّيخ: هل نطق الرجل بالطلاق؟ وحدها نيّة المتكلم هي الحكَم والنيّة لا يعلمها إلاّ الله والمتكلم. ٭ أستاذ اللسانيّات في الجامعة التونسيّة أنت طالق ولو في المرّيخ توفيق قريرة |
ممارسة التعذيب… نجاح التحالف البريطاني العربي Posted: 02 Jul 2018 02:17 PM PDT لم يكشف تقرير لجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم البريطاني، الصادر في 28 حزيران/يونيو 2018، أسرارا خفية عن « تساهل» الحكومة البريطانية مع «برامج تعذيب وترحيل معتقلين» عقب هجمات 11 سبتمبر. فكل المعلومات التي وردت في التقرير، تقريبا، بصدد مساهمة جهاز الاستخبار البريطاني، في ترحيل معتقلين والاطلاع على تعذيبهم، كان معروفا. شهادات العديد من المعتقلين، وتقارير منظمات حقوقية دولية ومحلية، بالاضافة إلى ما كشفته لجان مستقلة، قدمت ذات المعلومات الواردة في التقرير الحالي. عن دور الاستخبارات البريطانية، يقول المواطن البريطاني، معظم بيغ، الذي كان محتجزا في سجن غونتنامو مدة 3 أعوام، وأطلق سراحه عام 2005، بدون توجيه تهمة اليه: «كان عملاء الاستخبارات البريطانية يشاهدونني بأعينهم، وأنا معصوب العينين، ومقيد اليدين، وكانت بندقية تصوب إلى رأسي، وأهدد بإرسالي إلى سوريا أو مصر إذا لم أتعاون… كان هناك صوت امرأة تصرخ في الغرفة المجاورة، أخبروني إنها زوجتي وهي تتعرض هناك للتعذيب. عملاء الاستخبارات البريطانية يعرفون كل شيء عن هذا». وقد دأب الوزراء البريطانيون، العدل والخارجية خاصة، على نفي أن يكون لجهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية (أم آي فايف) أو الداخلية (أم آي سيكس) أي دور في أعمال التعذيب، أو أن تكون قد تواطأت بها من قريب أو بعيد. « تدين الحكومة البريطانية التعذيب في كافة الظروف، وإنني أدعو الحكومات في كافة أنحاء العالم للقضاء على هذه الممارسات الشنيعة. نحن نواصل جهودنا الكبيرة لمكافحة التعذيب، بما في ذلك دعم المنظمات الأهلية للعمل بشكل مستقل على رصد وتفقّد الأوضاع في مراكز الاعتقال. وإنني أهيب بكافة الدول التي لم توقع أو تصادق أو تطبق اتفاقية مناهضة التعذيب والبروتوكول الخياري أن تفعل ذلك. فباتخاذ هذه الخطوة تكون الدول قد أعربت بوضوح عن التزامها بإنهاء التعذيب وتحقيق العدالة لضحايا التعذيب وعائلاتهم»، قال وزير شؤون حقوق الإنسان بوزارة الخارجية، لورد أحمد، في حزيران/يونيو 2017، قبل عام بالضبط من صدور التقرير الحالي، ليقدم لنا نموذجا، عن زيف ادعاءات الحكومات «الديمقراطية» في مجال الالتزام بتطبيق حقوق الانسان في سياستها الخارجية. يستحق التقرير المتابعة لعدة أسباب. أنه يؤكد، رسميا، دور الاستخبارات البريطانية بمد جهاز الاستخبارات الأمريكي، خاصة، بالمعلومات، والمساعدة بتنفيذ الاعتقالات، ونقل المعتقلين إلى بلدان اخرى يتم فيها تعذيب المعتقلين، بالنيابة، عن الاستخبارات الأمريكية، بالاضافة إلى كونها شريكا في التحقيق مع محتجزين في معتقل غوانتنامو. تم كل ذلك تحت مظلة «الحرب ضد الارهاب»، بشكل يتنافى، غالبا، مع القوانين المحلية والدولية. واذا كان التقرير قد فند مزاعم وكالات الاستخبارات البريطانية، بأن الحالات التي وردت تفاصيلها كانت مجرد «حوادث منفردة»، فأنه لم يحدد مسؤولية جهاز الاستخبارات بشكل يقتضي المحاسبة، مكتفيا بديباجة تنص على أنه «لا توجد أدلة على سوء معاملة وكالة الاستخبارات البريطانية للمعتقلين مباشرة». وهذا نص كلاسيكي باحتوائه على مفردات «مباشر» و«لا توجد أدلة»، ويعيد إلى الاذهان الخط الاحمر الذي توقف عنده « تقرير تشيلكوت» حول مسؤولية شن الحرب العدوانية على العراق. حيث تم توزيع المسؤولية على عدة جهات، بطريقة سياسية محنكة، جعلت كل المسؤولين، من رئيس الوزراء السابق توني بلير، إلى الوزراء، والقادة العسكريين، غير خاضعين للمحاسبة القانونية جراء انتهاك القانون الدولي. النقطة الثانية التي تستدعي الانتباه، عند قراءة تقرير كهذا، هو تواطؤ الحكومة البريطانية مع حكومات قمعية، معروفة بانتهاكاتها حقوق الانسان، خاصة في العالم العربي. حيث عقدت الحكومة البريطانية مذكرات تفاهم واتفاقيات مع حكومات عربية تمارس الارهاب ضد شعوبها بحجة «الحرب على الارهاب»، محولة بذلك الانظمة العربية القمعية إلى انظمة ديمقراطية. ولا يخفى تواطؤ الإعلام البريطاني الذي يعتبر نفسه مميزا بمراقبته للقمع، ويبقى كشف التفاصيل ورصد التقارير مقتصرا على صحافيين وشخصيات مستقلة مثل السفير السابق كريغ مري. يوضح الموقف البريطاني من انتهاكات حقوق الانسان، بالعراق، وكيفية التعامل معه، مثالا على ازدواجية المواقف وزيف ادانة الحكومة البريطانية انتهاكات حقوق الانسان. يذكر تقرير لمكتب الكومنولث والسياسة الخارجية، عن حقوق الانسان، بالعراق (تم تحديثه عام 2017 )، «ظلت حالة حقوق الإنسان في العراق مصدر قلق بالغ». يعزو التقرير سبب ذلك إلى جرائم منظمة داعش و«الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الأمن الحكومية، بما في ذلك قوات الأمن العراقية، وقوات الأمن الكردية، وقوات الحشد الشعبي والميليشيات». قد يدور بخلد المتابع ان الحكومة البريطانية، مادامت تعترف بهذه الانتهاكات وتشعر بالقلق، ستحاول، ايجاد علاج سريع، لهذا الوضع المأساوي. الا ان ما تقوم به هو عكس ذلك تماما، ولا يقتصر الامر على العراق فقط. حيث زادت بريطانيا، في العامين الاخيرين، نسبة بيع الأسلحة والمعدات الدفاعية، من بينها ما يستخدم ضد المتظاهرين، إلى أنظمة قمعية، بالاضافة إلى ارسال المدربين والمستشارين واستقبال الساسة الفاسدين ذوي السجل الحافل بانتهاكات حقوق الانسان، ويعتبر العراق واحدا من هذه الدول. وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، ارتفعت صادرات الأسلحة إلى العراق بنسبة 83 بالمئة، بين الفترتين 2006 ـ 2010 و 2011 ـ 2015. اعتبارا من عام 2015، صار العراق سادس أكبر مستورد للأسلحة الثقيلة في العالم. ويخبرنا تقرير منظمة العفو الدولية الصادر في العام الماضي «تحصل الميليشيات الشيعية المرتبطة بالحكومة العراقية على السلاح من 16 دولة على الأقل، بما في ذلك المملكة المتحدة»، اذ زودت بريطانيا العراق، في السنوات الأخيرة، بأسلحة قالت وزارة الدفاع البريطانية إنها موجهة لقوات البيشمركة الكردية، بالإضافة إلى الحكومة العراقية، بدون « ضمانات موثوقة بانها لن ينتهي بها الأمر في أيدي الميليشيات المدعومة من الحكومة العراقية والتي لها سجل مشين في مجال انتهاكات حقوق الإنسان». يتبين لنا عند مراجعة سجل ويوميات السياسة الخارجية البريطانية انها لم تتغير كثيرا في جوهرها الامبريالي. الاولوية، لا تزال كما كانت. الربح المادي، مهما كان مصدره وما يسببه، هو الاول، بغطاء دعائي، محبوك بخبرة مئات السنين، عن احترام القوانين الدولية، والقيم الاخلاقية. أنها سياسة التهديم والتفرقة صباحا ومد يد الاحسان والمصالحة مساء. وتبقى مسؤولية تغيير هذه المعادلة، بالدرجة الاولى، على الشعوب المستغلة داخليا من قبل حكامها وخارجيا من قبل الاستعمار، على اختلاف أسمائه. ولابد لكل جيل ان يكتشف رسالته وسط الظلام فأما ان يحققها وأما ان يخونها، كما يذكرنا فرانز فانون. ٭ كاتبة من العراق ممارسة التعذيب… نجاح التحالف البريطاني العربي هيفاء زنكنة |
تقنية التحكيم الجديدة مثيرة للجدل Posted: 02 Jul 2018 02:16 PM PDT من الواجب على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وفور انتهاء مونديال روسيا الحالي، أن يجمع كل الحكام الذين شاركوا في مبارياته بالمقر العام في سويسرا. يوزع على كلٍّ منهم قلما وورقة يطلب تقسيمها إلى خانتين: الأولى يعدد فيها إيجابيات تقنية التحكيم عن طريق الفيديو، والأخرى يسرد فيها السلبيات. مع أيّ ملاحظات على الهامش يرونها مفيدة أو ضرورية. على ضوء الردود والملاحظات يتحدد مستقبل هذه التقنية المثيرة للجدل. من غرائب الصدف أن العرب المشاركين في المونديال وأنصارهم، زائد إيران، هم أكثر من اشتكى من تقنية الفيديو. بسرعة أقنعوا أنفسهم ومحيطهم بأنها وُضعت لمنفعة الفرق الكبرى والإضرار بالصغرى، أي بهم. أؤمن بأن الاعتقاد بأن «الكبار» لن يتورعوا عن الدوس على من يقف في طريق مصالحهم صحيح وله أساس. لكنني أؤمن في، المقابل، بأن العرب بعيدون عن ثقافة الاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية. في كرة القدم وفي غيرها من مناحي الحياة والمواقف، العرب بارعون في تحميل الآخرين مسؤولية إخفاقاتهم وفي ترويج عقدة الشعور بالاضطهاد. يجوز القول إن الحظ ربما لعب دوراً في غير صالح العرب (خصوصا في حالة المغرب)، لكن الادعاء أن الحكام كانوا منحازين ضد العرب والفرق الصغرى، فيه مبالغة. أنظروا إلى المفارقة الآتية: المغرب خرج من الدور الأول. ومثله ألمانيا والسعودية. ـ الألمان بكوا بحرقة، وبعد ساعتين غرَّد مسؤولوهم: كان يوما حزينا. سنعود قريبا. حظ موفق للمكسيك وكوريا. ـ السعودية فازت على مصر في آخر مباريات الدور الأول، لكن المسؤول الأول عن الرياضة في المملكة قال في تسجيل صوتي «لولا ظلم الحكام لكانت النتيجة أفضل». ـ المغرب أفلت منه التأهل للدور الثاني بأعجوبة سيذكرها المغاربة طويلا. وعندما كان لا بد من تبرير الإحباط وتوجيه الغضب، لم يكن هناك أسهل من الحكام وتقنية الفيديو. أفهم أن ينتقد المنهزم حكم المباراة. لكن كيف ينتقده الفائز (السعودية)؟ لو لم يكن هناك خلل في التركيبة الذهنية وتجذر لثقافة تحميل الآخرين مسؤولية إخفاقاتنا لَمَا اتفق الفائز والمنهزم، بينما يهنئ الألمان بقية فرق المجموعة ويعدون بالعودة قريبا. الكثير من العتب يقع على المعلقين الرياضيين العرب في الإذاعات والتلفزيونات ومختلف منصات النقاش. هؤلاء بذلوا جهداً كبيراً في تكريس المزاعم عن انحياز الحكام ضد العرب. أكثر من واحد جزَمَ، بعيداً عن أي تمحيص ودراسة، إن تقنية الفيديو وُضعت للكبار. وبالنظر إلى شعبية هؤلاء المعلقين بين الشبان العرب والثقة فيهم وفي أحكامهم، سيكون من شبه المستحيل إقناع الجمهور العربي بعكس ما يفتون. لا أحد في المغرب اليوم لديه استعداد للاستماع إلى أي فكرة أخرى وقد صاح المعلق فلان أو فلان بأن الـ«VAR» وُجدت لخدمة الكبار! يكاد الجميع أن ينسوا أن أجيالا من أبناء العرب في طور التشكل على يد هؤلاء المعلقين بـ«دروس» مستمرة (مرة الكلاسيكو ومرة التشامبينز ليغ ومرة أمم أفريقيا أو أمم أوروبا.. إلخ). وبعض هؤلاء المعلقين ينشرون ثقافة المظلومية والشعور بالاضطهاد. من نافلة القول إن الشكوى الرسمية التي رفعها المغرب للفيفا لن تغيّر شيئا. ولن تفعل شيئا العرائض الاحتجاجية الإلكترونية التي أطلقها مغاربة. الشعور بالمظلومية سيصالح المغاربة مع مؤسساتهم، ويؤجل إلى حين الشعور بأوجاع الحياة اليومية وبهمومها. في مقابل الحالة العربية، هناك التجربة السينغالية الجديرة بالتأمل. فرغم تعادله مع اليابان في كل شيء وتقاسمه معها المرتبة الثانية في المجموعة، أُقصي الفريق السينغالي بما سُميّ «عامل اللعب النظيف» وفارق البطاقات الصفراء الذي يُعمل به لأول مرة هو الآخر (4 لليابان و6 للسينغال). في الدقائق العشرين الأخيرة من المباراة الثالثة ضد بولندا، ورغم انهزامهم، اكتفى اليابانيون بكسب الوقت وانتظار صافرة النهاية لأن هزيمة السينغال أمام كولومبيا تؤهل اليابان. وهذا ما حدث. مراسل «لوموند الفرنسية» (28/06/) قال إن الأمر لم يرْقَ إلى فضيحة تواطؤ ألمانيا الغربية والنمسا ضد الجزائر عام 1982، لكن اليابانيين فعلا لم يكونوا في مستوى الروح الرياضية المطلوبة منهم. لكن لا احد من السينغاليين، لاعبين وطاقم فني وجمهور وصحافيين وحتى سفيرهم في روسيا، اشتكى. تقبلوا الإقصاء بعزة نفس لافتة كما بيّنت تصريحاتهم لمراسل «لوموند». المدرب أليو سيسي اكتفى بالقول إنها «القوانين وعلينا القبول بها. لست هنا للحكم عليها». السفير قال لمراسل الصحيفة إنها «القوانين ولا بد من احترامها». أما الصحافيون السينغاليون فاتفقوا على أن القوانين «وُجدت لتُحترَم». هل من الظلم، الآن، مقارنة الفرق في الذهنية العربية ونظيرتها الإفريقية ممثلة في السينغال، بالفرق الذي تصنعه إفريقيا منذ سنوات من حيث انتشار الديمقراطية والنمو الاقتصادي، في مقابل انحدار العرب نحو الأسوأ؟ أُفضّل ترك الحكم للقارئ! ٭ كاتب صحافي جزائري تقنية التحكيم الجديدة مثيرة للجدل توفيق رباحي |
«صفقة القرن» تطل برأسها Posted: 02 Jul 2018 02:16 PM PDT مثل العقاقير المخدرة حين تُمنح بجرعات متصاعدة كي يتحمل الجسم مفعولها، تجري التسريبات عن «صفقة القرن» بين الحين والآخر، كي نتحمل مرارة طعمها ويسهل علينا ابتلاعها. فالرئيس الامريكي يعلن عن أحراز تقدم كبير في قبولها. ووسائل إعلام تحدثت عن محاولات أردنية لإدخال تعديلات عليها، وإجراء تغيير جزئي في مضمونها. والصحافة الإسرائيلية كتبت عن اجتماع بين رئيس المخابرات الإسرائيلية ورؤساء مخابرات دول عربية لمناقشة أبعادها وتأثيراتها على الأمن القومي لهذه الدول، وقالت بأن مسؤولين كبارا مما يسمى محور الاعتدال العربي وافقوا على الصفقة. وزيارتان مهمتان لكل من مستشار الرئيس الامريكي جاريد كوشنر، ورئيس الوزراء الإسرائيلي على رأس وفد كبير إلى عمان، ثم زيارة مهمة جدا للعاهل الاردني إلى الولايات المتحدة، فيما تقول بعض المصادر الأمريكية بأن الصفقة ستعلن خلال الاسابيع المقبلة. ولدراسة الموضوع من جميع جوانبه تنبغي معرفة آراء وتصورات الأطراف الفاعلة والمفعول بها في هذه الخطة. *أولا، ترى الولايات المتحدة الأمريكية أن الفلسطينيين منقسمون على أنفسهم ولا توجد لديهم وحدة أرض ولا قيادة. بمعنى أن حماس تحكم في غزة، وفتح تحكم في الضفة الغربية، وأن هنالك انفصالا في الجغرافية التي يسيطر عليها الطرفان. وقد صرح بذلك مستشار ترامب في زيارته الاخيرة إلى الاراضي الفلسطينية. وعليه فإنهم يتعاملون مع القضية الفلسطينية على أساس الواقع الحالي للفلسطينيين، وليس على أساس الواقع التاريخي والقانوني الثابت. أيضا ترى واشنطن أن الواقع الاقتصادي للفلسطينيين هو المحرك الأول لانتفاضتهم وعدم قبولهم بالتنازل، وبالتالي فإن التركيز على هذا الجانب من الصفقة، هو الجائزة المنتظرة لمن يبيع القضية، سواء من الفلسطينيين أو العرب، خاصة السلطتين في مصر والاردن، لذلك نرى أن مستشار ترامب رفض الحديث عن الجانب السياسي، بينما باح بالمضمون الاقتصادي، الذي يركز على ضخ أموال على مدى خمسة وعشرين عاما للضفة وغزة، مال خليجي وأمريكي وأوروبي، وإنشاء منظومة اقتصادية تربط اقتصادات بعض الدول العربية وإسرائيل، والسماح بانتقال الازدهار الاقتصادي والتكنولوجي الإسرائيلي بحرية إلى دول المنطقة. وما مطلوب الاستعجال فيه هو الضغط على حماس لتثبيت وقف إطلاق النار، الذي سيمنح الثقة لمصر وإسرائيل بالسماح لتدفق البضائع والتعامل التجاري مع غزة. *ثانيا، في ما يتعلق بالرؤية الاسرائيلية فإنها تقبل أن تكون قرية أبو ديس، التي تبعد عن القدس حوالي أربعة كيلومترات عاصمة للفلسطينيين، وأن تتخلى عن خمسة أحياء في شرق وشمال القدس لتضم إلى الأراضي الفلسطينية. وتمهيدا لهذا الموضوع حاولت الحكومة الإسرائيلية تمرير قانون في الكنيست يسمح بضم كبرى المستوطنات الاسرائيلية الموجودة في الضفة الغربية إلى القدس، وإبعاد مناطق ذات كثافة سكانية فلسطينية من ضواحي القدس، حتى تكون هنالك كثافة كبرى للإسرائيليين. هذا يعني سعيا لتحقيق المادة الأولى من القانون الأساسي الإسرائيلي، بأن تكون القدس الموحدة عاصمة الدولة اليهودية الابدية. *ثالثا، أما الموقف الأردني فإنه يقوم على ضرورة الحفاظ على الأمن الوطني الاردني، وأن لا تكون الصفقة على حسابه. فهو لا يتعامل مع القضية الفلسطينية كقضية قومية وحسب، بل هو منخرط فيها ولديه ملفات ذات خطورة عالية على أمنه الوطني مثل اللاجئين والمياه والأمن والحدود. وهذا يتطلب أن يكون الحل على أساس الدولتين وأن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية. فعدم قيام دولة يعني بقاء المخاوف على استقرار الاردن المستقبلي من أن يكون وطنا بديلا للفلسطينيين، في ظل وجود ما يقارب 60% من التركيبة السكانية هم من أصول فلسطينية. وبالتالي هده التركيبة الديموغرافية لا تعطي صانع القرار الاردني حرية تحديد سياساته. كما أن العاصمة أبو ديس بديلا عن القدس الشرقية، ستوثر على شرعية الملك التي يستمدها من القدس، لأنه يحظى بالوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية فيها. *رابعا، يرى الفلسطينيون أن الامريكيين وبمساعدة بعض الأنظمة العربية ينتهجون أسلوب فرض الأمر الواقع عليهم، وأن تكون «صفقة القرن» ليست رؤية للتفاوض بل للفرض. كما أن القرارات الممهدة لها تدعم الموقف الاسرائيلي وتجعلهم في موقف ضعيف جدا بالنسبة للاسرائيليين، لأنها تصدر من الدولة الاعظم في العالم مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. كما أن قيادات السلطة الفلسطينية بدأت تشعر بأن المراهنة على مستقبلها السياسي باتت أجندة أمريكية. وأن الأخيرة بدأت تتحرك لإحداث شرخ بين الشعب الفلسطيني وقيادته الحالية. ما يعني أن واشنطن ستطرح الصفقة ثم تتركها إلى أن يتحدد مصير السلطة في المستقبل. كل هذه الرؤى تقود إلى الاستنتاج بأن الادارة الامريكية تعمل على تثبيت حالة التشردم السياسي الفلسطيني، والتعامل مع كل طرف على حدة، كي لا يتم الحديث بعده عن دولة فلسطينية، بل قيادات منفصلة وفي أماكن منفصلة، تمهد لقيام كيان منزوع السلاح شبيه بالدولة لكنه ليس بدولة. وكي لا يتمتع هذا الكيان بسيادة واضحة فإن السيادة الأمنية الاسرائيلية ستكون موجودة في أماكن كثيرة فيه، حيث سيكون في القدس والضفة الغربية 142 مستوطنة إسرائيلية لن يتم المساس بها، وبذلك يبقى حوالي 600 ألف مستوطن في الضفة الغربية والقدس. ومع كل هذا العدد من المستوطنات والمستوطنين، يصبح الحديث عن الحدود والسيادة شيئا مستحيلا. كما يصبح الحديث عن دولة وفق القانون الدولي مجرد هراء لعدم وجود حدود واضحة لها. إن المشاريع الاقتصادية التي تضمنتها تسريبات الصفقة، إنما تتعامل مع القضية الفلسطينية على أنها مشكلة اقتصادية وحسب، تقود إلى تنازل الشعب الفلسطيني عن حقوقه السياسية والقانونية حين تتم تسويتها، لذا يتحدثون عن أن هنالك مشاريع اقتصادية لغزة والضفة الغربية ومالا خليجيا مقابل انتقال القدس إلى إسرائيل، من دون الحديث عن وطن مغتصب وأرض محتلة وشعب مشرد في الشتات. وهنا تنحصر المراهنة فقط على الشعب العربي في فلسطين، وأن القوة الفعلية في يده وحده. فهو من في استطاعته تمرير الصفقة من عدمها، لأن القانون الدولي وقرارات مجلس الامن الدولي تصف قطاع غزة والضفة الغربية والقدس كلها أراضي محتلة، وأن إسرائيل هي الطرف المحتل وبالتالي لا وجود شرعيا لها. وأن الشرعية التي يسعى الامريكيون وغيرهم لإضفائها عليها لن تنالها إلا بموافقة وتوقيع فلسطيني، وبه تنتهي قصة الاحتلال. هذا هو السر الدي يكمن خلف كل المشاريع والصفقات التي تطرح بين الحين والآخر على الفلسطينيين، وانشغال الولايات المتحدة بالقضية، على الرغم من أن إسرائيل تسيطر على كل شيء. إذن قوة الفلسطينيين، رغم الضعف الظاهر، هي أنهم الطرف الوحيد الذي يملك التوقيع من عدمه، ومن يستطيع القول بلا أو نعم. ومهما مارست الولايات المتحدة وما يسمى محور الاعتدال العربي من ضغوط اقتصادية وسياسية على الاردن، فإن الاخير ليس لديه القدرة القانونية والدستورية والسياسية كي يقبل بالصفقة أو يرفضها، وهو بالتأكيد يدرك ذلك جيدا. باحث سياسي عراقي «صفقة القرن» تطل برأسها د. مثنى عبدالله |
علينا أن نحتفل بالثورة… ولكن؟ Posted: 02 Jul 2018 02:16 PM PDT مرت سنوات طويلة على تلك الحادثة التي لم تغادر الذاكرة، عندما وقف أستاذ قدير في قاعة المحاضرات يتحدث عن تجربته مع الأخبار، بعد أن عاد من رحلة سفر وتفرغ لمراجعة الصحف التي تراكمت خلال فترة غيابه، وكيف أنه لم يشعر بوجود اختلاف كبير وكأنه لم يغادر ولم ينقطع عن الأحداث لفترة من الوقت بدت، في ظل ارتباطاته الخارجية الموازية، وكأنها طويلة، وفي ظل غياب التجدد وكأنها لحظة قصيرة في عمر الوطن. بالطبع لم يكن التعليق خاليا من معناه الفلسفي، لأن الأشياء تتغير مهما كان السطح ثابتا، أو شبه ثابت حيث تولد حياة وتنتهي أخرى، تزيد معاناة البعض وتتحسن أوضاع البعض الآخر، تنتهى عداوات وتبدأ صداقات، وتتغير مشاعرنا وأفكارنا كما هي سنوات العمر وملامح الزمن. كان المعنى المباشر مرتبط بالطبع بالحياة السياسية، وكيف أن المشهد يبدو ثابتا بدون تغيرات تذكر مهما كانت زحمة الأخبار والكلمات وساعات البث واللقاءات، وضع ارتبط بدوره باستمرار العديد من الأسماء المعروفة في مواقعها على مدار سنوات، أو تواجدها في المشهد بصور مختلفة على مدار عقود. ولكن، أحيانا تبدو الصورة أيضا متناقضة، حين يكون الثبات جزءا أساسيا من مشهد يبدو وكأنه في حركة مستمرة وتغيرات متعددة، خاصة إن تمت مقارنته بفترات سابقة، تمت معظم تفاعلاتها في الغرف المغلقة، وبعيدا عن أعين الرصد الافتراضية والحقوقية وغيرها من الصور التي تنافس احتكار السلطة للمعلومة عبر العالم، وتركز الضوء على مساحات سوداء ترغب السلطة، خاصة عندما تغيب المحاسبة، في التجاوز عنها وتناسيها والإلقاء بها في مقابر الذاكرة. وإن كان متتبع الأحداث عليه ان يفترض أن التغيرات التي شهدتها مصر عديدة على مدار العقود الماضية، فإن الاقتراب من جوهر التغيير قد يصل إلى نتائج مختلفة أو معقدة وغير مؤكدة، إن أردنا الالتزام بالمنهج العلمي، والتأكيد على ضرورة إخضاع كل الأشياء لدراسات موضوعية جادة. ولكن، مع التبسيط، يمكن أن نبدأ من الناحية الشكلية بالقول، إن مصر تغيرت خلال عقود، وتغيرت مرات مختلفة خلال السنوات الأخيرة مع تزايد خطاب التوريث وجهود الرفض وصولا إلى ثورة 25 يناير وما بعدها، حيث تظل 25 يناير نقطة مهمة للحديث عما قبل وما بعد، رغم كل محاولات إزاحتها من الصورة. تغيرات لم تغير الجوهر أحيانا، وربما أحدثت تغيرات سلبية بحياة المحروسة وناسها، أو عمقت تلك التغيرات ومعها الطبقية والتهميش والتساقط من حسابات الدولة في مناطق عشوائية وشوارع لا ترحم وخدمات ضعيفة أو غائبة. بدأت الحياة مع ثورة 25 يناير أكثر عمقا من السطح، وبدأت صور المحروسة المتعددة تظهر واضحة، بعضها كان أشد قبحا من التصورات المسبقة، وبعضها كان أجمل من كل التصورات. واستمر الصراع دائرا بين القبح والجمال بدرجاته، مشاهد تثير الغضب ومشاعر اليأس، وأخرى تؤكد على وجود تلك البحيرة السحرية القادرة على تغذية الأمل كلما شارف على الجفاف بحكم الواقع وتطوراته. كل تلك الأسماء التي ظهرت فجأة من أجل الدفاع عن المتحف المصري، والدفاع عن ثوار آخرين تم قمعهم بوحشية، أو عن مصابين وجرحى لم يهتم بهم أحد، وتذكر الشهداء ودعم الأهالي… كانت الصرخات فوق قدرة البعض على التحمل، حيث سرب الحمام الذي لا ينتهي، كما أكد الشاعر نجيب سرور، وكانت إحساس حياة للبعض الآخر، وتأكيد اهتمام بوطن شعر بأنه مهمل لفترات طويلة. كانت يناير وستظل فارقة، غابت معها وجوه وعادت، وظهرت معها وجوه لا ترغب في الرحيل، ورحل البعض للأبد، وتغيرت حياة الجميع بصور وأشكال مختلفة، وعندما نقف أمام ذكرى 30 يونيو علينا أن نتذكر 25 يناير ومعها تناقضات الواقع مع أهداف التغيير. يقال إن ثورة يناير أنهت نظاما، وتحاكم على أنها فعلت وفشلت، ولكن الحقيقة أن النظام لم يرحل، والأسماء التي سارت في الشوارع الجانبية هروبا من المواجهة والمسؤولية، وابتعدت عن الشاشات، وطردت من بعض الأماكن بسبب دورها في تجميل النظام المراد إسقاطه وتبرير وجوده، عادت كما كانت قبل يناير إلى واجهة المشهد، وسيطرت عليه بدرجات تتجاوز أوضاع ما قبل. حتى الاسماء التي تم الاستغناء عنها خلال الطريق بعد 30 يونيو عادت إلى المشهد بعد أن تم استبعادها من النظام ومؤسساته، على هامش الاحتفال بالذكرى الخامسة، من أجل هدف أساسي، إلى جانب التأكد من تذكر أهمية معرفة «تزغيط البط» وعدد «حزمة الفجل»، وهو تأكيد أننا «فقرا قوى»، وكيف كان يمكن أن يأكل المصري «الطين» لولا العطف والإحسان الخارجي الذي يُطلق عليه دعم، ولا يتم تعريف أوجه تقديمه ولا أوجه إنفاقه ولا حساب المقابل الذي يدفعه الوطن بشكل مستمر من أجله، ومعه غياب المكانة والاستقلال، في وقت يقف المواطن في خلفية المشهد، مثل الجموع في الأفلام «الكومبارس»، حين يُطلب يتم تعظيمه والإشادة به ورشادته وصبره، وحين يفرض عليه المعاناة والقبول بالأمر الواقع وتقليل عدد الأطفال، تتم إضافة صيغ التهديد إلى خطاب الفقر والحاجة وعدم الرشادة والحاجة إلى لجان إخلاق تعيد إصلاح المواطن، حتى يتناسب مع مقتضيات السلطة ومن حولها. يتجاوز المشهد العبث والكوميديا السوداء بمراحل، ما بين عودة اسم مغضوب عليه من أجل تكرار حديث الفقر، وافتتاح قاعة للمناسبات والاحتفالات في قصر الاتحادية، القصر الجمهوري، واحتفال الرئيس بعيد ميلاد وزير الخارجية الفرنسي أثناء زيارته، بعيدا عن أن تكون هناك أهمية في اللحظة للدولة التي ينتمي لها السفير المحظوظ، الذي نال احتفالا لا يحصل عليه غيره في العادة في قصر الرئاسة، وعلى حساب الشعب المضيف، الذي يؤكد له الجميع وعلى مدار الساعة أنه فقير للغاية، والتي تبدو بوصفها مفارقة مهمة في تفاصيل المشهد بغض النظر عن التكلفه التي لا تعلن مثل غيرها، رغم أن الشعب أيضا يحتاج إلى أكثر من «لفتة صداقة» يبرر بها احتفال عيد ميلاد يدشن حدثا قد لا يكون الأخير مثل مؤتمرات الشباب الشهرية. يبدو الاحتفال بعيد ميلاد وزير من دولة يفترض أنها ديمقراطية، ويحاسب فيها المسؤول عندما يحصل على هدية تتجاوز مبالغ محددة، وفقا لقوانين البلد الذي ينتمي له، ولا يحق له استخدام درجات متميزة في رحلات السفر الرسمية، وقد لا يشارك المسؤول في بعض الأحداث الخارجية بسبب التكلفة التي على الموازنة العامة تحملها، وغيرها من القيود بوصفها صورة معبرة من مشهد ساخر يقوم المخرج فيه بالاعتماد على المفارقات من أجل توليد الضحكات، تماما كما حدث في برامج كثيرة بعد ثورة 25 يناير باسم الوطن والمواطن، واختفت مع الوقت باسم الوطن والمواطن أيضا، عدا البعض الذي اختفى بحكم قراءة المشهد المتغير في مرحلة مبكرة، أو تراجع مع ضغوط الواقع، حيث الديمقراطية كلمة مفتاحية في الظهور والغياب. يتصور البعض أن التجاوز عن تلك القواعد من شأنه أن يقدم رسالة للعالم أن مصر أفضل، وللمواطن أن الأوضاع تتحسن لدرجة الاحتفال بعيد ميلاد وزير خارجية أجنبي وتغطية الحدث عبر ساعات ممتدة من الإلهاء وتفريغ الطاقة ومعها الموارد، بعد أن فشلت السجادة الحمراء والمؤتمرات، واستضافة أحداث داخلية وسفريات خارجية متزايدة، في تأكيد رسالة الإنجازات وتجسير الفجوة بين غياب الرشادة في الإنفاق وخطاب «مش قادر» و»فقرا قوي». لا يتوقف الاحتفال بذكرى 30 يونيو عند حدود تأكيد التناقضات المستمرة بين خطاب النظام للشعب وسلوكه، ومعه شعارات ثورة 25 يناير والواقع، وامتد إلى نقطة شديدة الأهمية للسلطة وشرعية الوجود والسلوك، ممثلة في حديث الأعداء وأهل الشر الذي شهد تطورات بدوره مع الوقت، وتم التوسع فيه مرات من أجل تأكيد وجود أشكال متنوعة للعدو الذي تجب مواجهته، ويفترض أن تبرر تلك المواجهة خطاب تحمل المعاناة، رغم أنها لا تبرر الإنفاق غير الرشيد. ولكن بدلا من الاكتفاء بحدود الخطاب السياسي لتعريف العدو وأهل الشر، وجدنا أنفسنا في مواجهة مع الأصنام، وخطاب أن أخرج من سياقه، مثل الأخبار التي عاد إليها الأستاذ الجامعي قبل سنوات، يمكن أن تصلح جزءا من فيلم يتناول ظهور الإسلام والغزوات والفتوحات الكبرى، والنقاط المحورية في تاريخ الإسلام. تحول 30 يونيو في خطاب شخصيات دينية وسياسية إلى «يوم من أيام الله» التي يجب الاحتفال بها تماما، كما قيل، مثل يوم بدر وفتح مكة ومولد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومع خطاب التكبيرات الضروري حتى تكتمل الصورة. تحولنا من خطاب المعارضة الذي يفترض أن يعبر عن الاتفاق على الوطن والاختلاف على السياسات، إلى العداوة للوطن باسم أهل الشر، وتوسعنا خارج عالم السياسة إلى عداء ديني يتجاوز ضرورة الاحتفال بأيام الله التي «نصر فيها عدله وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده»، وبعد أن تم تأسيس جزء كبير من انتقاد مرحلة الرئيس الأسبق محمد مرسي، على رفض استخدام الدين في السياسة، تحولت السياسة إلى دين، وبعد أن تكرر أن المسؤول يحاسب أمام الله والضمير على عكس قواعد السياسة، أصبحنا أمام لحظة يمكن أن تنقل العداء مع المعارض إلى مساحة أكثر خطرا. يقول الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه «من كان يحيا بمحاربة عدو ما، أصبحت له مصلحة في الإبقاء على هذا العدو»، وفي الواقع تزداد المصلحة في ترسيخ صورة العدو والتوسع فيها وتجديدها، من أجل تهميش المعركة الحقيقية، حيث من المهم التأكيد على شعارات ثورة يناير، حيث العدالة الاجتماعية التي لم تتحقق، والعيش الذي يستخدم في صراع السلطة مقابل حديث الديمقراطية والحرية التي ظهرت في قلب معركة يناير، وتراجعت بعدها مؤكدة أن الصورة التي تبدو حية لا تعبر بالضرورة عن حياة حقيقية. كاتبة مصرية علينا أن نحتفل بالثورة… ولكن؟ عبير ياسين |
الريف ضمير الأمة المغربية Posted: 02 Jul 2018 02:15 PM PDT يكشف التاريخ الدور الكبير الذي تلعبه مناطق ومدن معينة في مسيرة الأمم والشعوب في فترات زمنية معينة، وتكون حركة تؤدي إلى نهضة فكرية وسياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، وتكون أحيانا المنبه الذي يدق جرس الإنذار للتحذير من كوارث مقبلة. ويحدث أن يوجد عقلاء وذوو الألباب وسط الدولة أو الأمة يمتلكون فطنة وبداهة، ويبادرون لاحتضان التقدم لما فيه خير الأمة أو يسارعون لاحتواء المخاطر، لتجنيب الأمة المساوئ، فهذه المدن أو المناطق تتقمص ضمير الأمة في فترات معينة. وتاريخ المغرب زاخر بأمثلة وأحداث لعبت فيها مناطق ومدن دورا وازنا نحو التغيير مثل، مراكش وفاس وتطوان ومنطقة الصحراء، أو التحذير من مخاطر تمس أسس الأمة المغربية. وتعد منطقة الريف شمال البلاد من الجهات الرائدة، كمصدر بعث بإشارات قوية إلى الأمة المغربية في لحظات تاريخية دقيقة لليقظة، وتفادي الأسوأ والانهيار، لكنها لم تجد صدى. وتعود اللحظة التاريخية الأولى، وفق تصورنا، الى أواخر القرن الخامس عشر، عندما بدأت ملكة إسبانيا إيزابيلا الكاثوليكية، بعد القضاء على مملكة غرناطة، بتنفيذ حلمها التاريخي، بضرورة احتلال المغرب وتحويله إلى المسيحية، ليكون درعا ضد أي هجمات مستقبلا. وبدأت باحتلال مليلية سنة 1497 في عملية عسكرية خاطفة. انتفضت ساكنة المنطقة ووقفت سدا أمام الغزو الأوروبي وقتها. ولم تنجح أساطيل إسبانيا في احتلال أي شبر من الواجهة المتوسطية المغربية طيلة قرون. نبهت ساكنة الريف السلطة المركزية إلى المخاطر المقبلة من الخارج، وبالضبط الشمال، لكن التنبيه لم يؤخذ بعين الاعتبار، وسقطت مدن ومناطق ساحلية أطلسية في يد البرتغاليين. وتتجلى اللحظة التاريخية الثانية في المقاومة المغربية الريفية للاستعمار الفرنسي والإسباني. فقد كبّدت هذه المقاومة إسبانيا أكبر هزيمة في تاريخها العسكري، وهي معركة أنوال خلال يوليو 1921، وتعرف في أدبيات الجيش الإسباني بـ«الكارثة»، لأنها تعدت مفاهيم الهزيمة. وألحقت المقاومة نفسها هزيمة مدوية بفرنسا سنة 1925 في معارك ورغة بالقرب من فاس. وكانت المقاومة المغربية في الريف قد وجهت نداء إلى السلطان يوسف وقتها للانضمام إلى المقاومة، لكنه مال إلى فرنسا، بل غضّ الطرف عن استعمال إسبانيا وفرنسا للغازات السامة ضد مغاربة الريف. لو كانت الدولة قد انضمت وقتها الى المقاومة الريفية ومقاومات أخرى في الأطلس لطرد الشعب المغربي المستعمر من أراضيه في العشرينيات، لكن التنبيه المقبل من الريف ومن مناطق أخرى لم يجد صدى لدى الدولة وقتها، واستمر الاستعمار حتى سنة 1956 بكل المآسي التي حملها، وإن كان مناصرو فرنسا يبررون الاستعمار بمساهمة فرنسا في تحديث بنيات المغرب العتيق. والمفارقة التاريخية هو تبني الدولة المركزية وقتها، وحتى الأمس القريب، اعتبار المقاومة الريفية بزعامة الخطابي خيانة، لأنها أعلنت الجمهورية، لكنها عادت وبنوع من التحفظ لاعتبارها حركة مقاومة من رحم الشعب. إن ما وقع مع الخطابي هو الذي يتكرر نسبيا اليوم في ملف الحراك الشعبي في الريف. فقد انتفض الريف اجتماعيا، مطالبا بأجندة اجتماعية، تتضمن الحق في التطبيب والتعليم والشغل، قطاعات متدهورة في ربوع الوطن بسبب السياسات الخاطئة. الحراك الشعبي في الريف هو صرخة عميقة مرسلة نحو الدولة المركزية لكي تستفيق من سباتها، بشأن التنمية المزيفة التي اعتقدت فيها طويلا ودفعتها إلى القول بانتقال المغرب إلى مصاف الدولة الصاعدة، ولكن بعد سنوات بدأ الوهم يزول، والواقع المر يفاجئ كل المغاربة بمن فيهم الملك محمد السادس نفسه الذي اشرف إلى فشل النموذج التنموي المغربي. صرخة الريف الاجتماعية هي تنبيه الى المستوى الخطير للفساد الذي ينخر أسس الأمة المغربية، فساد أتى على التعليم والصحة والشغل والأمل في المستقبل. كل الأمم المتطلعة إلى الرقي تقوم على هذه الأسس، فلتجيب الدولة المغربية عن كيف سيكون المستقبل في ظل التدهور المريع لهذه الأسس الثلاثة، بشهادة تقارير مستشاري الملك محمد السادس نفسه، ومنها تقرير المستشار عمر عزيمان الذي رسم منذ أيام صورة قاتمة وخطيرة عن التعليم. كان على الدولة المغربية التعامل مع الحراك الشعبي في الريف بمثابة صرخة لتجنيب الأمة المغربية بكل مكوناتها المستقبل المظلم الذي ينتظرنا جميعا، وهو انهيار أسس هذه الأمة وتراجعها المبرمج بين الأمم. لكن الدولة المغربية فضلت التعامل بمنطق أمني ضيق للغاية، وبتصور بوليسي يتوهم وجود أعداء الوطن في كل بيت وفي كل منطقة. تصور يزيد من الاحتقان وسط الشعب ويؤدي الى نتائج وخيمة، ومنها ملف الصحراء الذي يؤدي الشعب المغربي ثمنه منذ عقود، بسبب غلبة المنطق البوليسي. الدولة واهمة إذا كانت تعتقد انها بمواجهة مطالب اجتماعية فهي تحاصر الانفصال في شمال البلاد، لا يوجد انفصال وإن وجدت أصوات لا تتجاوز أصابع اليد لا تأثير لها، بل الدولة بسياستها تنفصل عن هموم الشعب. مهمة الدولة الحقيقية ليست محاصرة الريف بل محاصرة الفقر والتهميش واليأس، ولن يتأتى هذا إلا عبر محاربة حقيقية للفساد. الأمجاد التاريخية لا تبنى على التصورات البوليسية، بل على مدى نجاح السلطة في توفير الكرامة للشعب، هذه الكرامة التي أصبحت مهدورة في وطن اسمه المغرب، يموت جزء من شبابه في البحر هربا من التعاسة، ويوميا تقريبا نتفاجأ بشخص يحرق نفسه احتجاجا على الأوضاع. إنها مفارقة تاريخية، أن يكون بلد ذو أمجاد تاريخية مثل المغرب ساهم عبر التاريخ في صنع الخريطة الدولية عبر أحداث تاريخية مثل، فتح الأندلس ومعركة وادي المخازن، ولعب دور الرابط بين إفريقيا وأوروبا، ويتمتع بآلاف الكيلومترات من الشواطئ، وموارد طبيعية متعددة، يحتل المركز 129 في التنمية البشرية، وأصبحت الدولة تدق أبواب أوروبا والخليج للحصول على مساعدات مالية بسبب الإفلاس المتستر عليه. الحراك الشعبي في الريف ينبه إلى ضياع الأسس التي تقوم عليها الأمة المغربية، لكن الصرخة أو الرسالة لم تجد استجابة مناسبة، ولنتأمل مستقبل المغرب في ظل انهيار التعليم والصحة والشغل. كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي» الريف ضمير الأمة المغربية د. حسين مجدوبي |
لهذه الأسباب يحب العرب أردوغان Posted: 02 Jul 2018 02:15 PM PDT يتمتع الرئيس رجب طيب أردوغان بشعبية واسعة جداً في العالم العربي من المحيط إلى الخليج، تتجاوز حتى الشعبية التي يتمتع بها داخل تركيا نفسها. فالعرب ينظرون إلى أردوغان على أنه زعيم للأمة وليس رئيسا لتركيا، بينما يغرق الكثيرون في الجدل والسؤال عن السبب وراء هذه الشعبية الواسعة التي يحظى بها وسط جمهور عربي لا يفهم اللغة التركية، ولم تصل اليه أصوات وسائل الإعلام التركية لتؤثر في رأيه وموقفه. يتداول العرب قصصاً وأخباراً عن أردوغان أشبه بالروايات عن عمر بن عبد العزيز وصلاح الدين الأيوبي وسيف الدين قطز، ورغم أن الكثير مما يتداوله الناس عنه ليس سوى محض خيال أو أمنيات، لكنَّ مرد ذلك هو أن له قبولا لم يسبق أن تمتع به أي زعيم عربي أو إسلامي طوال العقود الماضية، بل تحلو للبعض الإشارة له على أنه «الخليفة العثماني» أو أنه خليفة السلطان عبد الحميد الثاني، الذي حكم الدولة العثمانية لأكثر من ثلاثة عقود بدءاً من 31 أغسطس 1876، ووافته المنية في 10 فبراير 1918. والربط الذهني الموجود في عقول الكثير من العرب بين أردوغان والسلطان عبد الحميد الثاني له أصوله التاريخية بطبيعة الحال، إذ يشير الكثير من المؤرخين إلى أن السياسة التي كان ينتهجها السلطان عبد الحميد ويؤمن بها، تقوم على ضرورة تقوية الروابط بين المسلمين، وهي ذاتها التي يؤمن بها أردوغان اليوم، حيث كان عبد الحميد الثاني يقول: «يجب تقوية روابطنا مع بقية المسلمين في كل مكان، يجب أن نقترب من بعضنا بعضا أكثر وأكثر، فلا أمل في المستقبل إلا بهذه الوحدة»، وهي الفكرة ذاتها التي يؤمن بها أردوغان اليوم ويعمل لها. أما الإجابة على سؤال: لماذا يحب العرب أردوغان فيمكن تلخيصها بما يلي: أولاً: منذ وصول أردوغان وحزبه إلى السلطة عام 2002 واقتصاد البلاد في صعود صاروخي، فخلال الفترة من 2002 وحتى 2011 كان معدل النمو الاقتصادي في البلاد بالمتوسط 5.2%، وارتفعت هذه النسبة خلال السنوات الست الماضية لتصل إلى 6.7%، ما جعل تركيا تنضم إلى نادي «مجموعة العشرين»، أي أن 17 عاماً من حكم أردوغان جعل تركيا في المركز الـ17 على مستوى العالم من حيث حجم الاقتصاد، ما انعكس بطبيعة الحال على رفاه المواطنين وحياتهم اليومية. ثانياً: استطاع أردوغان وحزبه لأول مرة في تاريخ تركيا، إنهاء حكم العسكر وسطوة الجنرالات، وهو ما قلص على الفور حجم الفساد في البلاد، بينما لا تزال تغرق العديد من الدول العربية في هذه الآفة، ولا يزال ضابط صغير في المخابرات أو الجيش قادرا على إلغاء قرار حكومي أو برلماني من أجل مصالحه الشخصية. ثالثاً: أردوغان ابن عائلة فقيرة كانت تعيش في الأرياف، وانتقلت إلى اسطنبول بحثاً عن الرزق والعيش الكريم، وعندما كان طفلاً اضطر للعمل كبائع متجول في أزقة اسطنبول الفقيرة (باع البطيخ والكعك التركي المسمى «سميط») من أجل أن يتمكن من مساعدة والده وعائلته، ويتمكن من استكمال مشوار حياته بكرامة.. بينما لم يعرف العرب رئيساً – لا قبل الثورات ولا بعدها- إلا ونام على الحرير، وجعل من زبانيته وأصدقائه طبقة فاسدة تستقوي على الشعب. رابعاً: أردوغان هو الذي فتح أبواب بلده أمام 3 ملايين و400 ألف لاجئ سوري هربوا من القصف، إضافة إلى عشرات الآلاف من المصريين والليبيين واليمنيين وغيرهم من العرب الذين ضاقت عليهم بلدانهم بما رحبت. خامساً: يوجد في تركيا حالياً 72 ألف طالب أجنبي، أغلبهم من العرب، وأغلب هؤلاء العرب يدرسون على نفقة الحكومة التركية (منحة)، في الوقت الذي لا توفر الدول العربية لأبنائها الدراسة المجانية. وخلال العام الماضي وحده تقدم 83 ألف طالب عربي بطلبات للجامعات التركية من أجل الحصول على منح دراسية مجانية.. بينما لم نسمع أي دولة عربية انشغلت في استقطاب مثل هذا العدد من الطلبة لا على سبيل المنح ولا غيرها. سادساً: أغلب مواطني الدول العربية يدخلون تركيا بدون قيود ولا تأشيرات، في الوقت الذي لا يستطيع أي مواطن عربي أن يتنقل من بلد عربي إلى آخر بدون الحاجة إلى تأشيرات والمرور بعوائق حدودية معقدة. سابعاً: عندما قتلت اسرائيل مواطنين أتراكا في عرض البحر انقطعت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب لخمس سنوات، بينما عندما قتلت اسرائيل مواطنين عرب داخل عاصمة عربية، وهم في عقر دارهم وقلب أرضهم، فإن العلاقات بين تلك العاصمة وتل أبيب «هدأت» لخمسة شهور وليس خمس سنين، ثم عادت إلى سالف عهدها! ثامناً: في «ديمقراطية أردوغان» فان رجلاً مسجوناً ومتهماً بجرائم إرهاب وعُنف (صلاح الدين دمرطاش) دخل انتخابات الرئاسة ونافس من أجل الوصول إلى الحكم، بينما في عالمنا العربي يحدث العكس تماماً، إذ تتم الاطاحة بالرئيس واعتقاله وسجنه وإخفائه.. أي في تركيا يمكن أن يصبح السجين رئيساً، بينما في ديمقراطيات العرب فإن الرئيس يمكن أن يُصبح سجيناً ويُمكن أن يُلقى بكل صناديق الاقتراع في سلات المهملات وكأن شيئاً لم يكن. لهذه الأسباب كلها يُحب العرب أردوغان، ويتدفق العرب على تركيا للعيش فيها، ولهذا يُتابع العرب وتابعوا انتخابات تركيا، كما لو أنها حدثت في أهم عواصم العرب، ليس فقط لأنهم يدركون بأنها الانتخابات الوحيدة النزيهة في المنطقة، وإنما أيضاً لأنهم يعتبرونها عاملاً مهماً في تحديد مصير المنطقة ذاتها. كاتب فلسطيني لهذه الأسباب يحب العرب أردوغان محمد عايش |
الحقوق التجارية غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني Posted: 02 Jul 2018 02:14 PM PDT وأخيرا ظهر المهدي المنتظر، والذي سيعيد الحق لأهله بآخر الزمان، وقبل القيامة ببضعة أيام. الرئيس ترامب رئيس الشركات الأمريكية المتحدة وصل إلى استنتاج لم يسبقه إليه أحد وهو ضرورة تحقيق الحقوق التجارية للشعب الفلسطيني المتعثرة منذ الرئيس الأسبق روزفلت. بدل وهم المواطن بقطاع غزة، المطالب بحقوقه برفع الحصار واستعادة كرامته، والعودة للقرى التي هجر منها، هناك المستهلك المنتظر بفارغ الصبر، شراء الهمبرغر الأمريكي وأكله تحت خيمته السوداء اللون بفعل الغارات الإسرائيلية، والتي ملأت الدنيا سكنا ورمادا. قد يعرض علينا أيضا المدير العام للشركات لعشقه للفن أن ندهن الخيام بلون العلم الأمريكي، فتصبح أكثر ابهاجا وأجمل بعيون الأطفال الذين يلعبون خارجها بأقدامهم العارية. لشدة ذكاء المدير العام وحنكته المعروفة، والتي وصلت حتى بيونغيانغ وموسكو، فقد قرر أن لا يصرف لتحقيق ذلك أي دولار، فعملاء الشركة بالقاهرة والرياض وأبو ظبي مكلفون بأن «يدبروا أنفسهم» وأن يدفعوا من جيبهم الخاص كل التكاليف، وإلا فسيجري طردهم وتغييرهم، فكثير من رجال الأعمال في العواصم الأخرى مستعدون وبشغف لأخذ مكانتهم، للحصول على شرف خدمة الشركات الأمريكية المتحدة وإرضاء رئيسها، يدفعون الغالي والأغلى ويعلنون احترام القوانين الداخلية للشركة، يحبون ما تحب ويكرهون من تكره، ويستميتون لتبرير كل نزعات ومغامرات رئيسها. الأبن المدلل لرئيس المؤسسة التجارية العتيدة يفرك يديه فرحا، فهو حصل ليس فقط على هدية العيد المقدسية من والده الحنون، ولكنه موعود بألعاب كثيرة أخرى، مثل تحويل المستوطنات إلى مدن إسرائيلية معترف بها، وتنظيف كل القرى العربية المحيطة بها، حتى تتمكن من النمو والانتشار أفقيا وعموديا بكل أريحية، ولكي يسرح الغلام ويمرح بكل العواصم العربية. المستهلك الفلسطيني فرح بوصوله أخيرا إلى حقوقه، ككل الشعوب المستهلكة الأخرى على وجه الأرض، تلك الحقوق المسجلة بلوائح منظمة الشركات المتحدة، والتي تؤمن له العمل في صحراء سيناء تحت أشعة الشمس الحارقة، مقابل أن ينسى آلام الأمل بالعودة لقريته بجانب حيفا، حيث النسيم العطر والبحر المتلألئ؛ وقد سكنها مكانه مالكو أسهم الشركة ومضاربو بورصة نيويورك. في سيناء سيكون التيه مرة أخرى لأربعين عاما جديدة، كما فعل أجداد رئيس الشركة الأمريكية المتحدة قبل آلاف السنين، وسيحاول أن يستغل هذا التيه الجديد لتوحيد رؤساء عشائره، المختلفون على من سيجد إتجاه الشمال في الصحراء للعودة، وقد يجد نفسه يراوح بنفس المكان، وقد أصبح عاملا للشركة، ومستهلكا لانتاجها، ولا يبحث إلا عن ضمان الوظيـفة. لعل الرياح المحملة بالرمال لن تخطئ طريقها، وتحمل معها طائرات الأطفال الورقية، والتي هي ليست بحاجة لإذن رئيس الشركات الأمريكية المتحدة، ولا ابنه المدلل، للعودة إلى أرض الوطن. كاتب ومراقب سياسي أردني مقيم في باريس الحقوق التجارية غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني نزار بدران |
لماذا يستخدم السيسي رجال الدين في احتفالات الإطاحة بالإخوان؟ Posted: 01 Jul 2018 02:32 PM PDT شكّل الانقلاب العسكري الشهير، في 30 حزيران/يونيو 2013، والذي قاده وزير الدفاع المصري، آنذاك، عبد الفتاح السيسي، على الرئيس المصري الأول الذي جاء بانتخابات ديمقراطية في العصر الحديث محمد مرسي، علامة بارزة في اتجاه الأحداث السياسية العربية إلى الوضع الذي نراه اليوم. يدخل الانقلاب المذكور في إطار الهجمة المضادة للقوى المستبدة للأنظمة العربية لاستعادة سيطرتها على البلدان العربية التي قامت ثورات فيها، ويعتبر ذروة كبرى فيها وذلك نتيجة الوزن الكبير لمصر، والتي تعتبر أكبر البلدان العربية تعدادا، كما أنها تمثّل جسراً واصلاً بين المشرق العربي ومغربه، ناهيك عن وزنها الحضاري والثقافي والسياسي المفترض في المنطقة العربية وأفريقيا والعالم. توضح تهجّمات السيسي، رئيس النظام، على ثورة 25 يناير/كانون الثاني، التي كانت الممهد لوصوله إلى الحكم، أن نظامه ليس إلا استمراراً للنظام الذي ثار المصريون ضدّه عام 2011، وهو أمر مفروغ منه طبعا، لكنّه يثير بعض المفارقات التاريخية التي ظهرت مع استعادة بعض منظّريه أحداث ثورة 1952 في محاولة بائسة لتركيب مزيف للتاريخ، يلبّس فيه السيسي ثياب جمال عبد الناصر، فيقام مشروع لقناة السويس، ويستعاد التحالف مع روسيا (وريثة الاتحاد السوفياتي)، ويتم الحديث عن نهضة صناعية وبناء دولة حديثة وإصلاح ديني الخ… لكنّ أسوأ ما في هذا السيناريو السمج كان استعادة الصراع الكبير الذي حصل مع الضباط الأحرار والإخوان المسلمين وأدّى بأجيال منهم إلى السجون، وبقياداتهم إلى منصات المشانق وساهم في استعصاء سياسي هائل أضعف المجتمع المصري وأبعده عن نظم الحكم الديمقراطية الحديثة وأسس لشراكة الاستبداد الأمني ـ العسكري مع الفساد العام، فالمفترض في قائد الدولة المصرية الحديثة وباني نهضتها وحداثتها وإصلاحها أن يعلم أن هذه مصطلحات النهضة والحداثة والإصلاح الفضفاضة لا معنى لها خارج العمل على تكريس أطر النظام المدني الديمقراطي ذي المؤسسات الحقيقية الفاعلة في الحكومة والبرلمان والقضاء والإعلام والمجتمع المدني. بعد تبخر أوهام فتح قناة السويس الجديدة والتحالف مع روسيا تكشّف الواقع الحقيقي وبانت مخالب الجنرالات وضباط الأمن. ظهر مستقبل عطش رهيب لمصر مع سد الحرية الأثيوبي، وظهر فقدان الكرامة الوطنية مع تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وانفضحت التبعية الذليلة لإسرائيل التي صارت طائراتها تصول وتجول في سماء سيناء، وتراجعت الخدمات العامّة وتحوّلت الدولة برمّتها إلى منصّة كوميدية للرئيس الذي يتحدث عن الرز وعن أمه التي طلبت منه تسليم الجزر لأصحابها وعن براده الذي ليس فيه أكل وعن طلباته للمصريين الفقراء للتبرع لحيتان الجيش المسيطرين على مرافق الحياة الاقتصادية. كان ملفتا في احتفالات السيسي الأخيرة باستلامه الحكم أن يقوم رجال الدين الكبار بالتملّق الممجوج والمستنكر للحاكم ومن ذلك وصف مفتي الديار المصرية السابق علي جمعة ليوم الانقلاب بأنه مثل ميلاد النبي محمد وفتح مكة، وفي هذا نفاق كبير لا يصدّق، ففيه تشبيه مبطّن لرئيس أفقر المصريين وأهلكهم وأفقد بلاده الكرامة والاحترام والسيادة بالنبي الكريم، ولم يتوان جمعة عن اعتبار الانقلاب يوما من أيام الله التي هزم فيها الكافرون والفاسقون والمفسدون، وفي هذا خطاب سياسي كريه يقوم على بيع الدين كسلعة لحاكم فان مثل بقية الحكام الذين مروا على مصر. المضحك أن رجال الدين المسيحيين «آجروا» بدورهم في النفاق، فقال أسقف طنطا أن وراء حركة السيسي «عمل إلهي»، وسبق لرجال دين مسيحيين آخرين أن تشبيه السيسي بالمسيح أيضاً، كما فعل زميلهم جمعة. المطلوب من هذه التصريحات المسيئة للدين ولمصر ولحكامها وشعبها هو طبعا إضفاء الطابع الديني على السيسي، وفي البال طبعا، الإخوان المسلمون، الذين يعتبرون العقيدة الإسلامية ركنا أساسيا في خطابهم السياسي، ولكن المفتي السابق والأسقف لا ينتبهان طبعا إلى أن استخدامهما السياسي للدين لصالح الرئيس السيسي يضعف من شأنهما كقادة للرأي العام ويحوّل الدين إلى سلعة للمزاد، وهو أمر لا يمكن أبداً أن يوازي أو يقارب فعل تيار الإسلام السياسي الذي ينخرط في الشأن النضالي العام، عبر تحوّله لصوت الضحايا من المسجونين والمضطهدين والمقهورين. لماذا يستخدم السيسي رجال الدين في احتفالات الإطاحة بالإخوان؟ رأي القدس |
الطفل الذي «شيّلوه همّ» فلسطين Posted: 01 Jul 2018 02:32 PM PDT «الحلم بالحرية: أحاديث أطفال فلسطينيين سجناء» كتاب فريد في مضمونه وثمين في قيمته الأخلاقية، فضلاً عن سلسلة الدروس السياسية والاجتماعية والسيكولوجية التي يمكن أن يضيفها إلى المخزون الزاخر الذي نطلق عليه صفة «آداب السجون». نورما هاشم، محررة الكتاب، اختارت 24 شهادة لأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال، تتراوح أعمارهم بين 11 و17 سنة، بالإضافة إلى قصيدة من عايدة قاسم، وخمس إفادات، وملاحق إحصائية؛ نقلها إلى الإنكليزية يوسف الجمل، وصدرت عن دار «منشورات» في دلهي، الهند. في تقديمه للكتاب لا يتردد مهاتير محمد في توصيف دولة الاحتلال الإسرائيلي على هذا النحو: «صنيعة الأوروبيين والأمريكيين، بلد مدلل، يمكن أن يفعل أي شيء، ويرتكب أي جريمة، ويحتلّ، ويبني المستوطنات على الأرض الفلسطينية، ويحاصر غزّة، ويمنع ويصادر الدواء والغذاء المخصص للمرضى والجياع، ويقصف المباني بالصواريخ، ويدمر بالبلدوزر البيوت العربية على رؤوس ساكنيها… دون أيّ احتجاج أو إدانة من الأوربيين والأمريكيين، كبار المبشرين بحقوق الإنسان». وإذا صحّ أنّ هذه الشهادات المؤثرة من الأطفال الفلسطينيين الاسرى لن تحرّك ساكناً لدى الإسرائيليين ورعاتهم، يتابع محمد، فإنّ «هذه الوحشية» جديرة بالتدوين والتسجيل. في تقديم ثانٍ يكتب ريشارد فولك، أستاذ القانون الدولي في جامعة برنستون ومقرّر الأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في فلسطين طيلة ستّ سنوات (واليهودي الديانة، للإيضاح): «هؤلاء الأطفال الفلسطينيون يعبّرون عن شعور مشترك بالتحقير يبدو أكثر إيلاماً من التعذيب الذي يتلقونه. والمفردة («إذلال» بالعربية) تتكرر باستمرار في سردياتهم، وأعتقد أنها تشهد على عواقب التجريد من الإنسانية، الناجمة عن أحاسيس العجز والشلل التي تسعى إسرائيل إلى زرعها في نفوسهم، بحيث ينشأ لدى الفلسطينيين مناخ من التسليم، إذا لم يتحدث المرء عن الاستسلام الروحي. مقاربة مماثلة تبدو أكيدة بالنسبة إلى هدم البيوت وتبرير ذلك بذريعة الأمن، ولكنها إنما تُنفّذ بهدف العقاب الجماعي والتنكيل». لكنّ شهادات يزن الشرباتي، محمد الخواجة، عبد الرحمن عدلي، عبد الرحمن الأعرج، أحمد بدوان، أحمد سلحب، أمجد قواص، عمار عدلي، أيمن عباسي، براء أبوشمة، ملك الخطيب، محمد أبوعطوان، صلاح خضر، مسلم عودة، أحمد خلف، علاء حنثاوي، أسيد أبوبكر، صالح رضوان، أسامة صبح، سعيد صلاح، شادي الأعور، يوسف الرشق، زهير الأحمد… تقول، جميعها: هيهات! حسّ البقاء والصمود والمقاومة ليس الأعلى والأكثر تجذراً في باطن هذه الشهادات، فحسب؛ بل يبدو وكأنه أقرب إلى السلوك الغريزي، الطبيعي، الذي لا تملك النفس الفلسطينية الطفلة رفاه تصنيعه أصلاً، أو ادعاء وجوده تكلفاً ومظهراً. تماماً على النحو الذي تختصره ميس سعود شلش، المنشدة الفلسطينية التي تقتبسها نورما هاشم في مطلع الشهادات: «شيّلوك همّ بلادك في اللفّة، من إنت صغير»! المرء، هنا، يستذكر ذلك التفصيل المذهل، السلوكي والتربوي والثقافي، الذي حدّثنا عنه المحامي والباحث الفلسطيني وليد الفاهوم (في كتابه البديع «ولا بدّ للقيد أن ينكسر»)؛ حول ابتكار التلامذة الفلسطينيين لطريقة في القراءة لا تتوفر في أي مكان آخر باستثناء فلسطين تحت الاحتلال: القراءة بالمقلوب! لأنّ الكتب نادرة، والأحوال المعيشية لا تسمح لكلّ طالب بترف اقتناء كتاب خاصّ به وحده، يتناوب أكثر من طالب على استخدام النسخة ذاتها، في الآن ذاته؛ كأنْ يجلس واحدهم مقابل الآخر، ويكون الكتاب بينهما، فيقرأ الأوّل بصورة طبيعية، ويقرأ الثاني بالمقلوب! وفي العودة إلى شهادات «الحلم بالحرّية»، تروي ملك الخطيب (14 سنة، من رام الله) أنّ عشقها للزهور البرّية قادها ذات يوم، دون أن تدري، إلى منطقة ممنوعة قرب إحدى المستوطنات الصهيونية؛ فاعتُقلت هناك، وقُيّدت، ووُضعت عصابة على عينيها، واقتيدت إلى أحد مراكز التحقيق. قضت قرابة شهرين في الاعتقال، بالتهمة الوحيدة التي استطاعوا تلفيقها لها: أنها قذفت جنود الاحتلال بالحجارة. محمد الخواجة (11 سنة، من رام الله أيضاً) اعتُقل من بيته، وسيق في الأصفاد بتهمة رشق الحجارة، وأُجبر على الزحف نحو مركز التحقيق، وتعرض لسلسلة من أفانين التعذيب والمهانة، واحتُجز في زنزانة منفردة، قبل أن يُنقل إلى سجن عوفر. لا يملك المرء، إزاء هذه الشهادات تحديداً، إلا أن يتذكر مقولة نلسون مانديلا الشهيرة: «لا أحد يعرف أمّة على حقيقتها حتى يصبح نزيل واحد من سجونها». ذلك لأنّ تواريخ الإخضاع هي في الآن ذاته تواريخ مقاومة، وهذه الأخيرة لا تتجلى كواحدة من أعراض الإخضاع ومسوّغات ممارسته، بقدر ما ترسّخ موقعها كعلامة حقيقية على «آخَر» مختلف عنيد، قاوم على الدوام محاولات السلطة المستبدة لإحكام الرتاج على باب يغلق جدل التحرر وسؤال الهوية. وفي المسافة بين الباب والاحتلال والمقاومة، لا تستطيع النفس الفلسطينية (كما تتجلى تمثيلاتها لدى أصحاب هذه الشهادات من الأسرى الأطفال)، إلا أن تبلغ ذلك المستوى، المتعدد والتعددي والمركّب، الذي عنده يطوّر الفلسطينيون أنماط بقائهم وعيشهم، تحت القصف والاستيطان والبلدوزر والتصفية الجسدية والاعتقال. «شيّلوك همّ بلادك» منذ القماط، تشدو شلش عن طفل في بلاد ذكّرنا محمود درويش بأنها كانت تسمى فلسطين، وصارت وتظلّ هكذا: جمل محامل أطفالها، قبل نسائها وشيوخها ورجالها. الطفل الذي «شيّلوه همّ» فلسطين صبحي حديدي |
الأردني في انتظار «مملكته» الجديدة… ودرعا بعد «الخيانة» بين «جيشين»… و«أبو بدر» يصر على «فوزية» في كأس العالم Posted: 01 Jul 2018 02:31 PM PDT التنقل بين شاشتي التلفزيون الرسمي الأردني على بؤسه والفضائية السورية الحكومية على تضليلها واسفافها المهني، يعني التوقف مطولا لتأمل تلك المفارقة التي يمكن التقاطها لإظهار تمايز بين تلك الأدبيات، التي تحكم جيشين أو مؤسستين عسكريتين، خصوصا عند صياغة وتلاوة الأخبار . مذيعة الأخبار الأردنية وبالخجل المألوف تندفع لتسليط الضوء على نص اخباري يتحدث عن الجيش العربي الأردني وهو يتقدم قليلا في أرض الجنوب السورية بهدف حماية قوافل إغاثة للنازحين واقامة محطات طبية متنقلة على طول الحدود لإسعاف الجرحى والمرضى والمصابين. الجيش العربي الأردني يفعل ذلك وهو يعمل على تأمين الحدود من جانبين نيابة عن دولتين، ومنذ عام 2011 وبكل صمت ودون ضجيج وفي اطار معادلة قرار سياسي واضح بعدم مكافأة نظام الذئب السوري على عمليات القصف العشوائي لأهل بلاده وقراها . ليس جديدا بروز مثل هذه الروح عند المؤسسة العسكرية الأردنية فهي وحدها التي لم تعد ملوثة بأي دم لا عربي ولا مجاور ولا أردني، وآخر دماء تعاملت معها كانت في مناجزة العدو الإسرائيلي المحتل. لست بصدد التسحيج للجيش الأردني، فعمان مليئة بالصنف، الذي يصفق دوما والمؤسسة العسكرية الأردنية لا تحتاج لشهادات وهي تقوم بواجبها، لكن الحق هنا أبلج، كما يُقال وكاميرا التلفزيون الأردني عندما تسلط الضوء فنيا على بعض هذا الحق تكون قد مارست حقا في المقابل باسم الأردنيين . شاشات الاستبداد إذا كنت تحرك «الريموت كنترول» على الفضائية السورية وعلى بعض برامج توابعها الداعمة للموقف الاستبدادي في «المنار» و»الميادين» تجد أننا أمام مفارقة أخلاقية بامتياز، فجيش الأردن الذي يضغط عليه الداخل والخارج لكي يفتح الحدود يسعف ويأوي في النتيجة مواطنين سوريين . العجيب جدا أن الأردني يقدم هذه الخدمة لمواطن سوري ترك قريته وحارته وبيته وتشرد أصلا بسبب عمليات جيش النظام السوري . لا تصلح هنا تلك النغمة التي ترددها قناة «الميادين» عن عصابات إرهاب ويواجهها الجيش السوري في درعا والجنوب، ومع كل الاحترام للعسكرية السورية عندما تلتزم بتوجيه الرصاص للعدو الحقيقي فقط لا بد للإشارة الى أن واجب أي جيش فيه نزعة من الوطنية يقتضي أن يأخذ بالاعتبار المدنيين والأبرياء عندما يتحرك بالسلاح الثقيل لقصف مواقع من اختطفهم أو استعملهم كدرع بشري . الصورة واضحة لا لبس فيها: الإرهابي أو الأزعر المجرم من حملة السلاح ضد الجيش السوري أفراد أو عصابات، أما الجيش فهو مؤسسة ومن الطبيعي أن يشعر أي محب حقيقي لسوريا بالفارق عندما يقرر جيش ما التصرف كعصابة في مقابل عصابة أو مواجهة مؤامرة لنقل إنها حقيقية بقصف عشوائي على أساس الأرض المحروقة . أخلاقيا، لا يجوز لمؤسسة منظمة تمثل دولة تزعم الممانعة والمقاومة أن لا تأخذ في اعتبارها مدنيين أبرياء عندما تواجه مرتزقة أو إرهابيين، ولو كنت سوريا لشعرت ببعض الخجل، لأن الجيش الأردني يحاول اسعاف وتأمين أهلي وعشيرتي داخل أرضي وبعد تشريدهم بسبب جيشي إثر خيانة درعا وأهلها من جميع الأطراف . «أبو بدر» وكأس العالم سوريا في الفضائيات وعلى الشاشات ليست كلها دم أو جنوب… هذا عمليا ما يثبته مصطفى الآغا في حصاده الرياضي، وهو يستقبل نجم مسلسل «باب الحارة» أبو بدر، الذي تحول بين يدي الأغا فجأة الى محلل رياضي يحاول لفت نظرنا الى فقدان المتعة في مسابقة كأس العالم حيث لن يلعب في مبارياتها المقبلة لا ميسي الأرجنتيني ولا رونالدو البرتغالي . العم «أبو بدر» أظهر أمام شاشة «أم بي سي» تلك الحالة الهوسية، التي تحيط ببعض الشخصيات، فقد رصدته ثلاث مرات على الأقل، وهو يستذكر زوجته الشرسة فوزية، رغم أن مقابلته مع الآغا يفترض أن تتحدث عنه هو وعن كأس العالم . يعني ذلك أن وجود سلة عملاقة من كرات القدم أمام «أبو بدر» في الأستديو العجيب، الذي يديره الآغا لم يعد يكفي لكي يخرج هذا الفنان اللطيف من ثوب فوزية، فتلك هي المرأة التي كرسته على الأرجح في وجدان الشارع العربي . بالتالي «أبو بدر» وعلى أساس ما يطلبه الجمهور يحاول تذكيرنا كمشاهدين أنه لا يزال ذلك الرجل البسيط الذي تأمره وتنهره زوجته الشرسة حتى خلال كأس العالم . شاشة «المملكة»… أخيرا أخيرا، قد يحصل المشاهد الأردني على جرعة من التنويع ولو قليلا، فقد أعلنت محطة المملكة المنتظرة أن مولودها الجديد سيتمكن من عرض نفسه أمام الجمهور منتصف الشهر الحالي وبعد طول مخاض انتظر لأكثر من عامين . لا نعرف بعد صنف ونوع وجوهر المادة التي سيقدمها لنا كأردنيين الزملاء في محطة المملكة الطازجة. لكن الشعار، الذي رفع قبل بدء البث يثير الإعجاب «الأردن هو المبتدأ ونحن الخبر «. نشعر بتألق هذه العبارة لكننا لم نفهمها بعد ولا يمكن طبعا فهمها قبل أن يعرض الزملاء منتوجاتهم . الجهد خلف الكواليس كان كبيرا وإحدى المشكلات الأساسية التي نتصور مسبقا أنها قد تؤثر على المعطيات هي الحرص الشديد على ولادة شاشة جديدة معنية بأن لا تنافس تلفزيون الحكومة اليتيم . كل ما نستطيع قوله الآن هو الترحيب بالشاشة الجديدة وتمني التوفيق للزملاء فيها حتى نفهم معا لاحقا عن أي مملكة بصورة محددة نتحدث . مدير مكتب «القدس العربي» في عمان 7GAZ الأردني في انتظار «مملكته» الجديدة… ودرعا بعد «الخيانة» بين «جيشين»… و«أبو بدر» يصر على «فوزية» في كأس العالم بسام البدارين |
ياشا مونك وقصة الزواج المتعثر بين الديمقراطية والليبرالية Posted: 01 Jul 2018 02:31 PM PDT مُسلّمتان رائجتان يساهم ياشا مونك، الأستاذ الشاب في جامعة هارفرد (مواليد 1982)، بإبراز تصدّعهما. الأولى تتعلّق بالنظرة المتفائلة التي تعتبر أنّ الديمقراطية إذا اشتدّ عودها في مجتمع ما تتحوّل إلى طريق في اتجاه واحد، لا رجعة فيه إلى الخلف. يبيّن الباحث الألماني ـ الأمريكي في كتابه الصادر هذا العام «الشعب في مواجهة الديموقراطية. لماذا حريتنا بخطر وكيف السبيل لإنقاذها؟» أنّ الأمور ليست أبداً في واقع الحال اليوم بهذه الحتمية، ويمكن أن يحدث الأمر باتجاهين، تدهور حال المؤسسات المحايدة وحقوق الأفراد وحقوق الأقليات الدينية والإثنية، أو ما يصطلح عليه مونك «الديمقراطية غير الليبرالية» (بل اللا ـ ليبرالية)، أو الإبقاء على الحقوق الفردية وقوة المؤسسات إنما على حساب الإرادة الشعبية، أو ما يطلق عليه توصيف «الليبرالية غير الديمقراطية». فالمسلّمة الثانية التي يهمّ مونك بكشف تصدّعها تتعلّق بالقران بين الديموقراطية والليبرالية. هو يدرك أنّ المفكرين والباحثين غالبا ما ميّزوا بين المفهومين، فالديمقراطية الأثينية قديماً لم تكن ليبرالية البتة، طالما كان يمكن لأكثرية من يحقّ لهم المشاركة فيها نفي الآخرين، واعدام المنتقدين، وفرض الرقابة على الخطابات والأعمال الموسيقية، مثلما أنّ بروسيا القرن الثامن عشر كانت ملكية مطلقة وكياناً ينتظم حول التراتبية العسكرية الصارمة، ومع ذلك كان الحكومة البروسية ليبرالية نسبياً تجاه حقوق الأفراد وحرية التعبير. لكنه ينتقد في المقابل تزايد الميل إلى التسليم بأنّه عندما يحدث الإقتران بين الديمقراطية والليبرالية، بين الإرادة الشعبية والحقوق الفردية، يحصل مزيج متجانس له قدر من التماسك والصلابة والحيوية، بحيث لا افتراق من بعده. يلتقط ياشا مونك في التحولات الجارية على قدم وساق في عالم اليوم منحيين متباينين. اتجاه تشكيكي بسياسيي الاستبلشمنت يطعن بفكرة المؤسسات المحايدة بين الفرقاء السياسيين بحد ذاتها، ويبلغ ذروته ضمن فضاء الاتحاد الأوروبي في حالة المجر في ظلّ حكم فيكتور أوبان، الذي يعمل وحزبه منذ سنوات عديدة على إغراق الإدارات الحكومية بالمحازبين وتقليص استقلالية القضاء واطلاق العنان لسياسات معادية للأجانب. واتجاه في المقابل يضرب عرض الحائط بالإرادة الشعبية، ويشدّد على قوامية النخب التكنوقراطية، ويعطي مونك كمثال عليها أسلوب تعاطي مؤسسات الإتحاد الأوروبي مع اليونان وقت أزمتها المالية، على الرغم من أنه يدرج حزب «سيريزا» في عداد الحركات الشعبوية (الديموقراطية اللا ليبرالية) ولا يميّز كثيراً بين شعبويي اليمين وشعبويي اليسار. المطالعة التي يقدّمها مونك والمتعلّق بالتحدي الذي تواجهه استقلالية المؤسسات القضائية في عالم اليوم تشمل حتى احدى أعرق المؤسسات، القضاء البريطاني، فالقضاة الذين طلبوا من تيريزا ماي الحصول على موافقة البرلمان للانفصال عن أوروبا جرى التعرّض لهم كـ»أعداء للشعب». ينتمي كتاب مونك إلى مجموعة من الإصدارات المهمة في الآونة الأخيرة تغلب عليها نزعة متشائمة بخصوص أوضاع الديمقراطية على الصعيد العالمي، لكن أيضاً في الغرب نفسه. امتياز كتابه بين هذه الإصدارات المتفاوتة في الأهمية، أنه لا يحصر الإشكالية في «تراجع الديمقراطية»، بل يمحورها حول حصول الشقاق الكبير في الوقت الحالي، بين الديمقراطية وبين الليبرالية، بما يترتب على ذلك الإقرار بحيوية ديمقراطية تعبر عنها هذه الظواهر الشعبوية الصاعدة، وبالتوازي، بقيم ليبرالية أساسية تعبّر عنها النخب التكنوقراطية على استخفاف الأخيرة بالإرادات الشعبية. ثمّة الكثير مما يمكن تسجيله على هذه النظرة «التثنوية» لأزمة التوسع الديمقراطي على الصعيد العالمي اليوم، إلا أنّ زاوية النظر التي يطورها ياشا مونك في كتابه تتمكّن مع هذا من تسجيل مجموعة من المفارقات الأساسية. من هذه المفارقات، ما يساهم في تبديد النظرة المثالية للديمقراطية من الأساس. يذكرنا مونك بأنّ أثينا الديمقراطية في العالم القديم كانت أقل انفتاحاً بكثير على الغرباء من روما التي أقرّت في فترتها الجمهورية أن العبيد المحرّرين يمكنهم الحصول على المواطنية الرومانية، وظلّ يتطوّر ميلها المساواتي الاستيعابي على هذا الصعيد حتى وصل الذروة في «مرسوم كراكلا» عام 212 الذي وطّد المساواة في الجنسية الرومانية للأحرار في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية. هناك اتجاه إقصائي في الديموقراطية، واتجاه استيعابي في الأوتوقراطية، ولا ينحصر هذا في نموذجي العصر المتوسطي القديم، أثينا وروما. الحركات التحررية لشعوب أوروبا كانت في وقت واحد حركات من أجل الديمقراطية وحركات من أجل الصفاء الإثني والتجانس اللغوي. رواد تحرر التشيك والسلوفاك والهنغار من امبراطورية آل هابسبورغ كانوا في وقت واحد رواد التطور الديمقراطي لهذه الأمم، ورواد التجانس العرقي الإستبعادي للأقليات منها. نفس الشيء بالنسبة إلى القوميين الإيطاليين والألمان. في المقابل، الفاشية في ايطاليا والنازية في المانيا انطلقتا من المقلب الآخر: النهوض لنجدة أبناء الجلدة الذين يضطهدون على يد الأمم الأخرى. مثلاً، في حالة المانيا النازية، التحرّك من أجل نجدة ألمان السوديت، الذين يعانون الأمرين على يد التشيك، وصولاً إلى ضم تشيكوسلوفاكيا نفسها. يتابع مونك هنا أنّه ليس مصادفة أبداً أنّ الديمقراطية فشلت في المانيا وايطاليا في فترة لم يتمتع فيها البلدان بحظوظ وافرة من التجانس العرقي، في حين أنّه بعد الحرب العالمية الثانية تحديداً، وبمعية الفاشية والنازية إذاً، تأمن هذا التجانس بشكل واسع، وصارت أمور الديمقراطية في هذين البلدين أكثر يسراً! يذكرنا مونك هنا بكتابه السابق، الأشبه إلى السيرة الذاتية «غريب في بلدي: يهودي في ألمانيا الحديثة». الديمقراطيات في أوروبا لم تظهر مستقرّة إلا بعد أن تمكّنت القوميات من استئصال التعددية الإثنية الإمبراطورية السابقة. من هذه الخلفية ينظر مونك إلى إشكالية المهاجرين في المجتمعات الأوروبية اليوم، فهي إشكالية تيقظ هذا الدافع الديمقراطي الإقصائي «بداعي التجانس» الموجود في الديمقراطية الأوروبية منذ «ربيع قومياتها» في القرن التاسع عشر. والحركات الشعبوية تنهض على هذا الأساس ليس لأنها تتكلم باسم «الشعب» بل لأنها تسعى إلى رسم حدود بين «الشعب الحقيقي» وبين «الشعب غير الحقيقي»، الذي يشمل بهذا المعنى النخب التكنوقراطية والبيروقراطية المتغطرسة كما الأقليات الدينية والإثنية والمهاجرين. يلاحظ مونك بشكل حذق هنا، أنّ التصويت الأعلى لليمين المتطرف الفرنسي يحصل في الدوائر التي تضم عدداً قليلاً من المهاجرين، وكذلك الحال بالنسبة إلى المناطق الريفية التي صوتت لدونالد ترامب ونسبة المهاجرين فيها متدنية للغاية، كما أن الحركات الشعبوية تكسب الجولات في أوروبا الوسطى والشرقية أكثر فأكثر حيث تكون نسبة المهاجرين متدنية جداً، لا بل معدومة. الذين يعيشون في مناطق تستقبل نسبة قوية من المهاجرين يميلون في واقع الحال إلى التصرف بأشكال عملانية أكثر مع فكرة أن مجتمعهم لم يعد «أحادياً» من الناحية الإثنية أو اللغوية، في حين أنّ التوجّس الديموغرافي يبلغ ذروته حيث المشكلة الديموغرافية المتصلة بقدوم المهاجرين غير مطروحة عملياً بعد، في هنغاريا أو بولونيا أو استونيا، بل في هذه البلدان بالذات يوظّف الشعبويين الرعب المستقبلي من أن يصير المهاجرون أكثرية في أجيال قليلة، وهم لم يأتوا بعد. كل هذا يغذيه نوع محموم من التوجس الاقتصادي أيضاً. بعد عشرات القرون قضتها البشرية تنمو اقتصادياً بشكل بطيء، دخلت طور النمو السريع الذي يبدّل طرائق عيش الناس بشكل جذري، مع الثورة الصناعية، وترافق هذا مع تزايد اللامساواة بشكل كبير، ثم تبدّلت الحال في القرن العشرين شيئاً فشيئاً، فتواصل النمو الاقتصادي مع ميل نسبي تصاعدي لتخفيف وطأة اللامساواة، بلغ ذروته في الستينيات. صار يكتفي أغنى واحد بالمئة من الفرنسيين مثلاً بأقل من عشرة بالمئة من المداخيل. ما حصل في العقود الأخيرة هو في المقابل تباطؤ في النمو الاقتصادي، وعودة إلى مستويات اللامساواة التي كانت موجودة في الثلاثينيات من القرن الماضي. الشباب الذين نشأ على الوعد أن العمل الدؤوب كفيل بتحسين نوعي لأوضاعه صار يجد نفسه بالكاد يحصل مستوى في العيش حققه الجيل السابق بسبل أكثر ضماناً وسهولة. هنا أيضاً يحذّر مونك من القراءة التبسيطية التي تعتبر أنّ الفئات الأكثر فقراً هي التي تعطي أصواتها لليمين الشعبوي. لا، ليس بالضرورة الفئات الأكثر تضرّراً اليوم، بل هي الفئات الأكثر توجسّاً على غدها هي التي تسلك هذا السبيل. الذين انتخبوا ترامب ليسوا الأكثر فقراً، بل الأكثر شعوراً بأن المستقبل كفيل بالاستغناء عنهم. هم الذين ما زالوا في منازلهم، لكنهم رأوا كيف طرد جيرانهم حين لم يعود باستطاعتهم تسديد الأقساط للمصارف. ٭ كاتب لبناني ياشا مونك وقصة الزواج المتعثر بين الديمقراطية والليبرالية وسام سعادة |
الحابل والنابل الافتراضي Posted: 01 Jul 2018 02:30 PM PDT كلنا يعرف تلك الخطى السريعة التي ركضت بها التكنولوجيا الحديثة، بحيث غدت جزءا مهما من روتين الحياة اليومي، ولدرجة بدت معها السنوات السابقة لظهورها، محل استغراب كبير، كيف عاشها الناس الذين أدركتهم التكنولوجيا، بعد ذلك، والذين مضوا قبل أن تتطور الأمور؟ كان ظهور الإنترنت في الواقع، هو الإنجاز التكنولوجي المذهل الذي سيخيم بثقله في شتى النشاطات، ويلغي أو يهمش ببرود شديد، إنجازات سابقة للإنسان كانت مهمة في زمانها، مثل اختراع الثلاجة، والتلفون، واللاسلكي الذي ساهم بضراوة في وصل البعيد بالقريب وفي أزمنة الحروب، حين كان لا بد من اتصالات بين النقاط المختلفة في جحيم الحرب. أذكر في عام 1995، حين أخبرني صديق بأن هناك شبكة عنكبوتية، ستظهر خدماتها في بلادنا قريبا، أخبرني عن مزايا تلك الشبكة، وكيف أن الأخبار والصور والتعليقات يمكن أن تنتقل عبر سلك التليفون العادي إلى أي مكان في الدنيا يملك الخدمة نفسها. كان شيئا غريبا يصعب تذوقه، لكنه حدث، واستطعنا بعد سنوات قليلة من ذلك الخبر أن نتواصل عبر الشبكة، ننقل أشياءنا التي نريدها أن تنتقل لأماكن أخرى، ونتلقى الأشياء التي نريدها أن تأتي، ظهر البريد الإلكتروني، هوت ميل كأفضل ناقل للرسائل، ظهر الياهو كباحث يعتمد عليه عند الضرورة، قبل أن يقضي غوغل بخدماته المتعددة، على سطوته ثم ظهرت أخيرا وسائط التواصل الاجتماعي، تويتر وفيسبوك وغيرها من الآفات التي يلتحم فيها الناس في صداقات قد تكون ناجحة وقد تكون تحمل إخفاقها العظيم، ومتابعات قد يكون بعضها للمعرفة وبعضها لمجرد التلصص على أشخاص لم يكن في الإمكان التلصص عليهم إلا بهذه الطريقة. أردت أن أقول بأن كل الناس سارعت إلى إنشاء صفحات لها على مواقع التواصل، الذي يملك سلعة يريد أن يعرضها للآخرين ويروج لها، والذي لا يملك أي شيء، حتى ذكريات عائلية بسيطة، وتطبيقا لمقولة الحابل والنابل القديمة، فقد اختلط بالفعل حابل وسائط التواصل بنابله، أصبح كل من يريد أن يصبح صديقا لأحد ما، صديقا له بالفعل، وكثرت المناداة بكلمة يا صديقي، حتى لتخال الناس كلهم أصدقاء للناس كلهم. أعتقد أن هناك إيجابيات كبرى في ذلك الامتزاج الكبير، منها التخفف من تعب الحياة وقضاء أوقات طيبة رفقة أصدقاء بعيدين، ربما كانوا سيكونون أصدقاء حميمين لو لم يعيشوا في ذلك البعد الشاهق، منها التنويه بنشاط ما، الكتابة عن هم مشترك، ومنها التسلية حين تصادق أشخاصا يقلصون من صرامة الحياة بما يملكونه من حس فكاهي. لكن ثمة سلبيات أكيدة أيضا، تلك السلبيات التي لا يقدر فيها الحابل، النابل الذي صادقه جيدا، أو العكس حين يفهم النابل، أن الحابل هذا الذي يختلط به، مجرد اسم افتراضي بلا كيان، فيستفزه، أو يكون يعرف قيمته جيدا، ويخاطبه بلا احترام لمجرد أن هناك حابلا اختلط بالنابل في فضاء الإنترنت. ليس المطلوب بلا شك ممن لديهم ما يقولونه، أن يتعاملوا بجفاء مع الذين ليس لديهم ما يقولونه ويدخلون لاكتساب المعرفة، أو الصداقة الافتراضية أو التسلية أو حتى التلصص، بالمقابل على الذين يدخلون إلى صفحات متخصصة، قد تهمهم وقد لا تهمهم، أن يراعوا خصوصية تلك الصفحات، ولا يرجموا أصحابها بحجارة الافتراض لا لشيء، سوى أنهم موجودون ويريدون أن يظلوا موجودين ولافتين للنظر. حقيقة أفرزت مسألة الحابل والنابل هذه، معلقين غاية في السلبية، أو فلنقل غاية في رفض كل ما هو إيجابي، هم لا ينظرون للجزء الممتلئ من الكوب، لكنهم لا يبصرون الكوب أصلا. وخلال سنوات من المتابعة في موقع فيسبوك واجهت كثيرا من الذين لا يعرفون شيئا مما قدمته، ويعلقون بعبارات بعيدة تماما عن اللياقة، من دخلوا إلى صفحة كاتب ولا يودون أن يصبحوا قراء لكاتب، من يتسللون إلى صفحة رسام ولا يطالعون اللوحة بل يطالعون ما لم تقله اللوحة وما لم يرسمه الرسام. وهناك من يبحث عن أسماء نسائية، ليسعى لصداقتها الافتراضية. ومن يشدد على أهميته من دون أن يملك أهمية معينة، وكنت حتى وقت قريب أستغرب من وجود الألقاب الكبرى التي يتقدم بها البعض، من ضمن أدوات التعارف أو الصداقة، لكن ذلك لم يعد يلفت النظر. في إحدى المرات كتبت عن موقف حدث معي في إحدى رحلاتي القصيرة التي أقوم بها من حين لآخر، للمشاركة في فعالية أو مؤتمر يهمني، وفوجئت بمن يعلق قائلا: أنت تكذب وتكتب مواقف لم تحدث. راجعت بروفايل من يتهمني بالكذب واكتشفت بأنه صبي في الثامنة عشرة، ما زال يدرس في مدرسة ما. كانت صدمة للحابل أنه اختلط بنابل أصغر كثيرا من أن يقدر موقفا لصاحب تجربة كبيرة. كتبت للحابل أو النابل الصغير رسالة خاصة، قلت له: نعم أنا أتخيل حين أكتب رواية، لأن الرواية قائمة على شيء من الواقع وأشياء من الخيال، لكني لا أكذب حين أتحدث عن مواقف ضاحكة أو فاجعة صادفتها في حياتي، فلم يرد علي، أكثر من ذلك قام بحظر الصداقة. من مشاكل الحابل والنابل المميزة، تلك الذكريات التي بعضها صحيح وبعضها مختلق، التي تتقاطر على الصديق من أشخاص صادفهم في حياته يوما، ولم يكن يدري أن هناك مساحة افتراضية ستجمع الحابل بالنابل ذات يوم ويكونون فيها، ذكريات مثل أن هناك من كان يعيرك ملابسه، ومن أدخلك مطعما راقيا لأول مرة، ومن كان يعدل لك القصائد الركيكة التي كنت تكتبها أيام مراهقة الكتابة الأولى، وحقيقة كنت أجلس ساعات أنحت ذهني بشدة محاولا استعادة صورة لشخص كان يعدل قصائدي، وملحن لحن بعضها، وحتى صورة فتاة أدركتها في مساحة الحابل والنابل وقالت إنها كانت ملهمة أولى لك في زمن بعيد وفي الغالب لا أعثر على شيء. برغم ذلك كله نحن في حاجة لهذه المساحة، تلك التي أوجدتها الإنـــترنت، الذي أعتبره أعظم إنجازات العصر كلها. ٭ كاتب سوداني الحابل والنابل الافتراضي أمير تاج السر |
ماذا يحدث لأرواحنا في الليل؟ Posted: 01 Jul 2018 02:30 PM PDT هل أعتب على صديقتي رفيعة غباش أم أشكرها حين أخرجتني عنوة يوم العيد من عزلتي، وجرتني بحكمتها الهادئة إلى نقاش حرَثَ في قلبي ومشاعري كما تفعل الشفرة العملاقة بالأرض البور أوائل الخريف؟ هل أعتب عليها لأنّها صغّرت من الغمامة الرمادية التي ألِفتُ ظلالها، أم أشكرها لأنّها حرّكتني قليلا إلى حيث لامستني أشعة الشمس؟ لقد فعلت ذلك، بفتح نقاش طويل ولذيذ عن الشعور بالوحدة، حين تحل علينا الأعياد ونحن في المهجر… زيارتي المسائية التي دامت حتى الليل، توّجَها مقال صباحي أرسلته لي رفيعة في اليوم التالي لصديقتنا المشتركة منى البحر، بعنوان «أرواحنا في الليل» ولشدة إعجابي وتأثري بقراءتها للفيلم شاهدته، وهنا أدركت مدى أهميته، ومدى أهمية الفرص التي تمنحنا إيّاها السِّينما لنكتشف الأعمال الأدبية التي فاتنا أن نقرأها بلغات أخرى، يعني كنا بموضوع وصرنا بموضوع ثان … فضولي بعدها هو الذي قادني لكاتب الرواية الذي أخذت منه قصة الفيلم، وهو الكاتب الأمريكي كنت هاروف الذي بدأ حياته في كنف عائلة متدينة لأب قسيس وأم مُدرِّسة، وعاش حياة بسيطة وصعبة في آن، حيث ولد وترعرع في ولاية كولورادو، والذي مارس الأعمال الصعبة في مزرعة لتربية الدجاج، وفي أماكن مختلفة تطلبت الجهد الجسدي، ثم وجد عملا كأمين مكتبة، ثم أصبح مُدرّسا لفيلق السلام في تركيا، قبل أن ينتهي به الأمر مدرسا جامعيا بعد اكتمال تجربته الأكاديمية. إلى هذه المحطة تبدو حياة الرّجل هادئة وعادية، إذ أن إنجازاته لا تتعدى ثمار اجتهاد عادي لأي شخص من أبناء القرى والأرياف. لكن هاروف شغُفَ بالكتابة وتمنى أن يصبح كاتبا، ففكر في الالتحاق بورشة للكتابة في جامعة آيوا، حين انتقل مع أسرته إليها، لكنه لم ينجح في الالتحاق بالورشة، وهذا من غرابة ما يحدث لبعض الكتاب العباقرة، الذين يبدأون حياتهم مباشرة بالرفض… ما لم يقتنع به هاروف هو ذلك التقييم المجحف لموهبته، مع أن المسؤولين على الورشة كتاب لهم شهرتهم، ولعلّ القاعدة التي تقول «انتبه من كاتبك المفضل لأنه سيغدو عدوك الأول في ميدان الأدب « قريبة من الحقيقة، فالأغلب أن موهبته كانت لافتة لذلك أبعد في صمت. لكن هاروف الذكي التحق بالجامعة كحارس وحضر الورشة بطريقته، واقتحم عالم النشر، ونال بروايته الأولى جائزة ثم تبنته مؤسسة همنغواي، وقدمه الكاتب جون إيرفينغ لوكيل، وزحف إليه النجاح بهدوء وبطء ولكنه تألق وهو في منتصف الخمسينيات من عمره… أما السبب الذي جعلني أسرد لكم حكايته فلأنه كاتب آخر فاتتني قراءته في حينه، إلى أن سحرني الثنائي روبرت ريدفورد وجين فوندا في فيلم « أرواحنا في الليل» الذي أخذ عن رواية هاروف التي حملت العنوان نفسه… وهي قصّة تحمل في كل تفصيلاتها بذور الأمل وحب الحياة وجعل الأدب ثمرة طيبة لقارئ يبحث عن نوافذ من نور لحياته، إنّها ليست « أيام زائدة» لحسن داوود، التي تصف نهاياتنا المريرة بين الأهل والأحبة، وليست « حين تترنّح ذاكرة أمي» للطاهر بن جلون التي تصف فعل الزهايمر العجيب على تفكيك الذاكرة وتحويل الشخص إلى كائن لا معنى له، وليست واقعنا الذي نعيشه، حين نزج بكبار السن في سجوننا الصغيرة لنعيش مرتاحي البال، وليست حتى «العاشق الياباني» لإيزابيل الليندي بكل زخمها وكثافة أحداثها… إذ أن الأمريكان لهم إيقاع آخر في الكتابة والإبداع، إنهم محرضون جيدون على الحياة والانتصار لها، وأدبهم انعكاس لحياتهم… هم صورة لذلك العجوز الذي صارع البحر وتحدى الحوت حتى وصل، بما تبقى منه، إلى الشاطئ، ذلك هو السر في روح الأدب، حتى وإن أطلق همنغواي رصاصة على رأسه في النهاية، فالانتحار تحت تأثيرات كيمياء المخ، ليس سببا للطعن في قوة الأدب الذي كتبه. الأرواح في الليل رواية من ذلك النّمط الذي يهمس لنا بالحلول قبل أن يوصلنا للب المعضلة، وفيها خلاصة حياتنا التي نعيشها من دون أن نعرف كيف نُعبِّر عنها أو نعْبُرَها، إنّها الوحشة بما تحمله هذه الكلمة من معان عميقة، الهجوم الغامض للوحدة التي تقضمنا فننتهي ولا ننتهي، نموت ولا نموت تماما، نرحل ونعود، نسافر في المنامات التي تجمعنا بالأحبة، والمسافرين والموتى، وحين نستيقظ نجد الفراغ الذي يذبحنا من القفا بلا رحمة… تخطو الأرملة العجوز خطوة نحو جارها الأرمل وتدق بابه، وتطلب منه طلبا صادما، إذ تقترح عليه أن يشاركها السرير ليلا، في علاقة خالية من الجنس، تشبه الزواج ولا تشبهه، فقط لتشعر بالأمان الذي كانت تشعر به حين كان زوجها حيا… يأخذنا الثنائي العظيم جين فوندا وروبرت ريدفورد إلى أعماق الذات الإنسانية الملتاعة من الوحدة، وهناك نرى أنفسنا بعد عشرين عاما، حين تصبح الأجساد مغلفات بدون بريق لأعماق تشع نورا لا تزال نابضة بالحياة، تلك هي الأرواح التي كتبها هاروف، ومنحها فرصة للتعبير عن نفسها، فكثيرا ما حكمت الأجساد على تلك الأرواح بالظلم، فضيّقت الحياة عليها، وسجنتها في قفص لا علاقة له بالطبيعة البشرية. تلك النّفس التي لا نعرف لها وصفا دقيقا، هي الرابط بين الجسد والروح، وهي المنطقة التي اهتم هاروف بفهمها، إذ أن الترجمة الحقيقية لعنوان روايته لا تعني الأرواح بقدر ما تعني النّفس، وهو المعنى الذي نملك عنه مفهوما عميقا جدا في لغتنا العربية الغنية، لكننا كما دائما نترك تلك المعاني حبيسة القواميس. الأمريكي المجتهد، الذي ظلّ يدرب نفسه على الكتابة لمدة عشرين عاما، لم يستعجل اعتلاء مسرح الأضواء، لهذا كتب كمن ينقب عن كنز دفين في أعمق أعماق النفس الإنسانية، لهذا كتب رائعته هذه التي ختم بها حياته، ومارس هواية تعاطيه الأدب في شكل تصاعدي ناسب تماما تمكنه الرزين لتسلق سلم النجاح خطوة خطوة. أمّا عمّا حققه بهذه الرواية بالذات، فهو يضاهي ما يجب أن يحققه روائي عبقري، لم يسند الأدوار لشخصيات تغازل القارئ، بل أسند الدور الرئيسي للنفس التي نشعر بها ولا نراها، في نسيج يكاد يكون ولعًا فوق الطبيعة لعملية الخلق و أُسُسِها ، تماما كما عرفناه في النص القرآني : «يا أيُّها النّاس اتّقوا ربَّكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها»… إن لم تتضح لنا الرؤية بعد قراءة هذه الآية فنحن مغالون في محاربة الطبيعة، والقسوة على أنفسنا، لهذا علينا أن نغمض أعيننا، ونصمت، ثم ننظر عميقا في دواخلنا حيث تقبع تلك النّفس التي تحن إلى نصفها الثاني لتشعر بالطمأنينة، ونواجه أنفسنا بالحقيقة الصادمة، أليس هذا ما نشعر به في لحظات الخلوة التي تزيدها العتمة حِدَّة؟ أليس هذا ما رآه هاروف أيضا خلال رحلته الإبداعية، حين ذهب إلى الكتابة من خلال صومعته الخاصة، في بلدته النائية، وبقبعته التي تغطي عينيه فتحجب عنه الرؤية تماما، في طريقة من أغرب طرق الكتابة والتأليف، حسب ما وجدته في مقالة رائعة للدكتور فتحي عبد العزيز محمد نُشِرت في موقع الأهرام للفنون والآداب والتراث. ولعلّ طريقة الكاتب هذه هي الأجدى للغوص في الذات بإغلاق كل المنافذ التي تأخذنا بعيدا عنها، لعلّه عاش وحدة قاتلة وإلاّ كيف اهتدى لهذه الطريقة العجيبة لمواساة نفسه بنفسه … فهذا الشعور الجبّار بالوحدة لا تفسير له، خاصّة حين يرمي بكل مكاسبنا المادية والمعنوية عرض الحائط ، القعر الفارغ في أعماقنا السحيقة لا نعرف أبعاده، لا نعرف طبيعته، ولكنّنا نزداد رهافة كلّما نفث أنفاسه نحو الأعلى متأوها… ماذا يحدث لأرواحنا في الليل؟ إنّها ترفرف بحثا عن الرفقة التي ضاعت منها في ضجيج النهار، مثل الوطاويط المجنونة التي تخرج في العتمة بحثا عن رزقها، تخبط أجنحتها بقوة وتخرج من أعماقنا المتعبة، تمسح هذا العالم بعينين مجهزتين بنيغاتيف عن ذلك الأنيس الذي لا يتوفَّر إلاّ في « الزوج» المذكور في عملية الخلق الأولى، والذي فقط بعناق هادئ وقليل من الحكايات يزيح كل أوجاعنا إلى الأبد. ٭ شاعرة وإعلامية من البحرين ماذا يحدث لأرواحنا في الليل؟ بروين حبيب |
طول غياب ملك الأردن في واشنطن يغذي شغف الترقب… والسيناريوهات تشتعل شمالاً وغرباً Posted: 01 Jul 2018 02:30 PM PDT عمان- «القدس العربي»: دخل الأردن الأول من شهر تموز/يوليو بدون اتضاح ملامح الاستحقاق الإقليمي الكبير الذي لمّح له في شهر اذار/مارس الماضي لقاء جمع الملك عبد الله الثاني بنخبة من قادة الرأي المحلي في مدينة جرش وفي منزل عضو البرلمان والوزير السابق مفلح الرحيمي. الأردن كان طوال الأشهر الثلاثة الماضية في بؤرة الانفعال الإقليمي وانتقل بسرعة مع نهاية شهر أيار/مايو من بلد يواجه المجهول وينفلت فيه الشارع تحت عنوان معيشي واقتصادي إلى بلد هو الوحيد الذي تتواصل معه الإدارة الأمريكية وقادة العالم بشأن الملفات الساخنة وتحديداً في جنوبي سوريا وغربي نهر الأردن. وبعد أن استرخت الأزمة الاقتصادية المحلية وخضعت لبعض التدويل والأقلمة ونقلت الأردنيين وبسرعة من مزاج المجهول الذي تحدث عنه الملك علناً والطريق الموحش الذي تحدث عنه رئيس الوزراء الجديد عمر الرزاز علناً ايضاً إلى مزاج متفائل نسبياً في المسألة الاقتصادية تحديداً. بلا سند وفي العراء بإرادة دولية واضحة الملامح عولج مؤقتاً العنصر المالي في عجز الاقتصاد الأردني بمجموعة حقن سريعة لإنعاش ساهمت في تثبيت الدينار الأردني واسترخاء حكومة الرزاز مرة عبر تسهيلات واسعة ومباغتة من صندوق النقد الدولي ومرة عبر حنان مفاجئ من السعودية والكويت وقطر والامارات لمساندة الأردن مالياً وإخراجه من ما كان رئيس الوزراء الاسبق هاني الملقي يصفه بـ»عنق الزجاجة». يحصل كل ذلك في غضون ثمانية أسابيع وفيما تشتعل معركة الحسم بتوافق واضح بين الاقطاب الدولية في الجنوب السوري حيث تنفذ إسرائيل بترتيبات تخصها في هضبة الجولان ويسقط سيناريو خفض التصعيد ويتخلى الأمريكيون عن الجيش السوري الحر ويترك الجميع درعا وأهلها يقاتلان بلا سند وفي العراء السياسي والعسكري وحيث يضطر الأردن مجدداً لسلسلة تكتيكات ميدانية مع الغطاء الروسي على قدر احتياجاته الأمنية على الحدود مع سورية وتحت بندين اساسيين لا ثالث لهما يتمثلان أولاً في: الحرص الأمني على عدم تأثر الحدود بحركة سلاح ومسلحين غير منضبطة وثانياً الاصرار وبعناد على عدم استـقبال اي لاجـئين جـدد من جـنوب سـوريا. تلك التكتيكات انتهت بمشروع ميداني ثنائي ومباشر بين عمان وموسكو قوامه العمل على تهدئة الأوضاع قدر الإمكان على الأقل في نقاط التماس الحدودي بين شمال الأردن وجنوب سوريا، الامر الذي برر لاحقاً اقامة مراكز طبية ميدانية للإسعاف بمبادرة من الجيش الأردني داخل الأراضي السورية والعمل بالتوازي لاحقاً وبغطاء روسي مع نحو 50 منظمة دولية وإنسانية لتقديم الإغاثة والمساعدة للنازحين داخل مناطق سورية. الأردن هنا وبكل اللغات واللهجات قال بان الحدود لن تفتح للاجئين واستبدل المناورات السياسية بأخرى دبلوماسية تقدم المساعدة لمن يشردهم ويطردهم النظام السوري داخل ارضهم وتحديدًا في المناطق المحاذية و»المحرمة» للحدود مع الأردن. يواجه الأردنيون تحديات الميدان السوري بتكتيكات موزونة عسكرياً وامنياً وانسانياً على مقدار بوصلة موقفهم السياسي الرافض لفتح الحدود والذي يحاول استبدال الخيانة الأمريكية لأهل درعا والجيش الحر ببرامج حدودية ميدانية تحد من فوضى السلاح والمسلحين وتحد في المقابل من حركة النزوح باتجاه الأردن. تعاطف إنساني يحصل كل ذلك فيما انتفضت المجتمعات المحلية في مدن الرمثا والمفرق واربد تحت عنوان جمع التبرعات والاغاثة في وصلة تعاطف إنسانية تظهر جدية مشاعر الأردنيين تجاه الاستهداف العسكري الشرس من قبل النظام السوري والقصف الروسي لأهالي درعا كل ذلك يحصل بتناغم ملموس ويخفف من الضغط على حكومة عمان. والاهم ان كل ذلك يحصل فيما لايزال الأردنيون في مستوى الترقب وبشغف وكذلك مستوى الغموض لتفاصيل الزيارة المهمة التي قام بها الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن مؤخراً حيث لم ترد بعد اي معطيات او معلومات عن اي تفاصيل ولليوم الخامس على التوالي بعد قمة الملك عبد الله الثاني والرئيس ترامب. ينظر سياسيون كبار من بينهم رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز ونظيره الأسبق طاهر المصري لوقفة الملك في واشنطن باعتبارها مهمة جداً مع التركيز على ضرورة مسـاندة القـيادة وتوحد الشـعب الأردني خلف مؤسـساته لمواجـهة اي ضـغوط ذات بعـد اقليـمي أو دولي يمكن ان تجازف بمصالح الأردن الأساسية. «غياب» الملك الذي كان أطول من العادة زاد من مستوى الترقب والرغبة في الاستفهام مع قناعة مسبقة بأن هذا الغياب له ما يبرره من العبور بالأردن دولة وشعباً وسط اجندات اقليمية ودولية يكتنفها الغموض والمواجهة براي وزير الداخلية الاسبق مازن القاضي وطنياً للحفاظ على الذات وروح الوحدة ومقاومة اي مساس بمصالح الأردنيين تتطلب اليوم تبديد الغموض . وتتطلب في المقابل التوثق من تفسيرات منطقية لمفهوم فوبيا الجغرافيا الذي استفسر عنه من «القدس العربي» سياسي من وزن الدكتور ممدوح العبادي في الوقت الذي تبدو فيه الاحتمالات مفتوحة على الكثير من السيناريوهات. الأردن في هذه الحالة وبعدما تم اخراجه من عنق الزجاجة والمجهول السياسي والاقتصادي عاد لدور عميق في المشهد الإقليمي وغياب الملك طوال هذه الفترة يعني سياسياً توقع ترتيبات كبيرة ومهمة وحساسة من المرجح تماماً انها ستحسم الكثير من المفاصل الاساسية في مسألة وظيفة الجغرافيا الأردنية بعيدًا عن تلك الوظيفة التي أرادها حصريا مشروع وبرنامج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. حتى الشخصيات التي تحاول تبديد الغموض مثل الفايز والقاضي والمصري والعبادي وغيرهم تقر أن الحراك الإقليمي السياسي والعسكري والأمريكي والروسي يؤثر في عمق معادلة الأردن عبر البؤرتين الأساسيتين في شماله وجنوبي سوريا وفي العمق الفلسطيني غربي نهر الأردن. طول غياب ملك الأردن في واشنطن يغذي شغف الترقب… والسيناريوهات تشتعل شمالاً وغرباً الأردن هل غادر حقاً «عنق الزجاحة»؟… «الغموض» سيد الموقف بسام بدارين |
كيف سيبيع ترامب سوريا لبوتين؟ Posted: 01 Jul 2018 02:30 PM PDT لندن – «القدس العربي»: كتب فردريك هوف، مدير «مركز رفيق الحريري» في المجلس الأطلنطي، والمستشار السابق في وزارة الخارجية مقالاً في مجلة «أتلانتك» جاء فيه أن اللقاء المرتقب بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين سيقرر مصير هذا البلد الذي دمرته الحرب. ووصف في مقاله بحث روسيا عن الصفقة الكبرى بشأن سوريا. وقال إن واشنطن تقوم في الوقت الحالي بالضغط على موسكو لكي تقوم بوقف العملية العسكرية التي يقوم بها الرئيس السوري بشار الأسد في جنوب غربي البلاد. وتريد روسيا من الولايات المتحدة التخلي عن المناطق التي حررتها من تنظيم الدولة في شمال شرقي سوريا. ومن هنا فقد يحاول بوتين إغراء ترامب بصفقة تنفع الأسد وإيران والجماعات المتطرفة التي تدعمها. وربما توصلت موسكو لنتيجة أنها تستطيع تحقيق ما تريد بدون صفقة. وفي الوقت الحالي يشن النظام السوري حملة ضد المقاتلين في جنوب سوريا وفي منطقة تعتبر من مناطق خفض التوتر التي تم التوصل إليها في عام 2017 بتعاون بين روسيا والأردن والولايات المتحدة. وحثت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة بشار الأسد على التوقف عن انتهاك منطقة خفض التوتر وطلبت من روسيا الضغط عليه قائلة إنها تتحمل في النهاية مسؤولية أي تصعيد في سوريا. وقال الأردن إنه لن يستقبل أعداداً جديدة من اللاجئين لكن هناك تسونامي لجوء وقد يجد نفسه مضطراً للمساعدة بضغط من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. وتخشى إسرائيل على استقرار الأردن لكن الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريدان من بوتين تكميم الأسد، مع أن التقارير تشير لمشاركة الطيران الروسي في العمليات. إلا ان العملية في الجنوب تحمل مخاطر لكل من موسكو ونظام الأسد. فصورة هذا الاخير كمنتصر مهمة لعودة روسيا كلاعب على الساحة الإقليمية لكن عليها التعامل مع وكيل قد تؤدي أفعاله وشركاؤه الإيرانيون مثل الهجمات الكيميائية إلى تدخل أمريكي أو إسرائيلي، خاصة عندما ينظر للوجود الإيراني في جنوب- غرب البلاد كتهديد. وبلا شك فبوتين يريد ان يبقى الأسد ممتطيا صهوة الحصان ولفترة طويلة مع أن التحدي الأكبر هو منعه والإيرانيين من ارتكاب الحماقات في جنوب غربي سوريا. وحسب هيلي فقد أدت البراميل المتفجرة والغارات الصاروخية والجوية إلى تشريد أكثر من 11.000 مدني ولو استمرت العملية فستؤدي إلى تضاعف الأعداد الذين سيفرون من بيوتهم وأحيائهم. وعليه فماذا سيفعل بوتين لتحويل الوضع المتفجر لصالح وكيله؟ ربما أقنعه لتخفيف الهجمات حتى يرتب الأمور مع الأمريكيين. فانتصار أمريكا وحلفائها في شمال شرقي سوريا سيؤدي للسيناريو الذي تخشاه روسيا والنظام وهو بروز بديل عن نظام عائلة الأسد الفاسد والعقيم. ويمكن تخيل بوتين وهو يقدم عرضاً يبقي الأسد في الحكم ويستعيد السيطرة على كل سوريا. ومن هنا فقد يقوم أولاً بتطمين ترامب في لقائهما بأن عملية الأسد ستنتهي في القريب العاجل وأنه سيرسل القوات الروسية لحماية منطقة خفض التوتر. ومقابل ذلك فقط يطلب من ترامب سحب قواته سريعاً من سوريا ومنحه الفرصة للإعلان عن النصر. وعندما تصبح سوريا في المرآة الخلفية للأمريكيين فقد يعرض بوتين على الأسد والإيرانيين حق احتلال مناطق النفط في شرقي سوريا مع تطمين باستعادة جنوب غربي البلاد قطعة بعد قطعة. وربما وجد ترامب نفسه مندفعاً للقبول بهذا العرض مع أن عليه رفضه لأنه سيضيع جهود أربعة أعوام في قتال تنظيم «الدولة»، وسيسمح لرجال النظام والميليشيات الإيرانية غير المنضبطة باحتلال آبار النفط والمناطق الزراعية الخصبة. أما الخيار عن هذا فهو تحقيق الإستقرار بدءاً من الرقة معقل تنظيم «الدولة» سابقاً، ولن يكون سهلاً أو سريعاً. وستحتاج أمريكا للشركاء والحلفاء بدلاً من تقديمها للروس حيث ستظل سوريا في حرب بلا نهاية وسيعود تنظيم «الدولة» بنسخته الثانية. كيف سيبيع ترامب سوريا لبوتين؟ قد يحاول الرئيس الروسي إغراء الأمريكي بصفقة تنفع الأسد وإيران إبراهيم درويش |
زعماء افريقيا يعقدون قمة في موريتانيا تحت دخان التفجيرات في مالي Posted: 01 Jul 2018 02:29 PM PDT نواكشوط- القدس العربي : تحت دخان الهجوم الذي استهدف الجمعة مقر القوة العسكرية لدول الساحل في مالي، عقد قادة الاتحاد الإفريقي أمس بنواكشوط قمتهم الإحدى والثلاثين بحضور مباشر لخمسة وعشرين منهم وغياب لافت للرئيس السيسي وللعاهل المغربي، وحضور ملحوظ للرئيس الصحراوي، ومشاركة جانبية محسوبة للرئيس الفرنسي. واعتبر الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، مستضيف القمة، في خطابه أمام المؤتمر «أن التوقيع الرسمي من قبل القادة الأفارقة خلال القمة الاستثنائية الأخيرة في كيغالي على الاتفاقية المتعلقة بمنطقة التبادل الحر والتي تشكل حجر الزاوية في أجندة 2063، يمثل خطوة حاسمة على طريق الاندماج التجاري والاقتصادي على مستوى القارة». وأكد ولد عبد العزيز «أن هذه المنطقة ستوفر فرصاً حقيقية لتشغيل الشباب الإفريقي، من خلال تشجيع التصنيع وتعزيز الاستثمارات على عموم القارة، كما أن اعتماد بروتوكول حرية تنقل الأفراد سيؤمن إنسيابية أكبر في حركة الأشخاص في الفضاء الإفريقي رافعاً مستوى التبادل في مجال الخبرات والثقافة والعلوم». وركز الرئيس الموريتاني كلمته على التحديات الأمنية التي تواجهها بلدان القارة، مؤكداً «أنها تحديات كبيرة يتقدمها الإرهاب والتطرف والمتاجرة بالمخدرات وتعدد بؤر التوتر»، ومبرزاً «أنها تحديات تشكل عائقاً حقيقياً في وجه التنمية المستدامة، إذ لا يمكن تصور تنمية بدون أمن، الأمر الذي يتطلب منا، يضيف الرئيس الموريتاني، وضع مقاربة جماعية ترتكز على تنسيق جهود دولنا لرفع هذه التحديات». ولضمان نجاح هذه المقاربة في القضاء على ظواهر الإرهاب والعنف والتطرف، وإخماد بؤر التوتر، يقول الرئيس ولد عبد العزيز: «يتوجب علينا تضمينها أبعاداً تعالج الاختلالات الاجتماعية والاقتصادية التي قد تدفع بعض شبابنا إلى التشدد والانحراف». وقال: «لقد اعتمدنا في موريتانيا مقاربة أمنية شاملة لهذه الأبعاد، ما مكننا من دحر الإرهاب وتأمين كامل حوزتنا الترابية، وفي السياق نفسه أنشأنا مع أشقائنا في بوركينافاسو ومالي والنيجر والتشاد مجموعة دول الساحل الخمس، التي أصبحت في وقت قياسي، فاعلاً أساسياً في كل المبادرات الهادفة إلى بسط الأمن ورفع التحديات التنموية في منطقة الساحل والصحراء». هذا، وناقش الرؤساء في جلسة مغلقة استمرت لساعات أمس جدول أعمال موسع لقضايا متعددة، أبرزها الموضوع الذي اختاره الاتحاد شعاراً لهذه القمة وهو «كسب المعركة ضد الفساد»، حيث تابع زعماء القارة تقريراً قدمه الرئيس النيجيري محمد بخاري عن ظاهرة الفساد التي تخسر إفريقيا بموجبها أكثر من (100) مليار دولار سنوياً. وتابع الرؤساء في جلستيهم المغلقتين أمس تقارير تناولت قضية الصحراء الغربية والفرص المتاحة لاستئناف التفاوض المباشر بين الصحراويين والمغاربة، وتطورات التصديق على معاهدة إنشاء منطقة التجارة الحرة لإفريقيا، وسبل نزع فتيل الأزمات في إفريقيا، والموقف الإفريقي الموحد بشأن شراكة إفريقيا والكاريبي والمحيط الهادي لما بعد 2026، إضافة إلى تقدم إنجاز أجندة 2063 الإفريقية، والمصادقة على برنامج إصلاح مؤسسة الاتحاد الذي قدم الرئيس الرواندي بول كاغامي تقريراً عنه أمام الرؤساء. وحسب ما ورد في ملخص لتقرير الرئيس الرواندي اطلعت عليه «القدس العربي» أمس، فإن الاتحاد يتجه لاتخاذ إجراءات غير مسبوقة لإنجاح مخطط إصلاح هيكلته وتطوير أدائه، وهو ما يحرص الرئيس كاغامي على القيام به قبل انتهاء رئاسته الدورية للاتحاد عام 2019، حيث سيخلفه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ويسعى الرئيس الرواندي، حسبما يتضح من تقريره الذي عرضه على الرؤساء أمس، لتطوير أداء الاتحاد من خلال التسريع بعملية اتخاذ القرار وضمان تطبيق القرارات والتوصيات. وحصل الرئيس كاغامي على تأييد واسع من دول شرق وغرب إفريقيا، وكذا من طرف المملكة المغربية. وأكد بول كاغامي الذي يتولى رئاسة الاتحاد الدورية «أنه آن الأوان لأن تتحدث إفريقيا بصوت موحد، لأن ذلك سيجعل البلدان الإفريقية بمنأى عن الضغوط». واعتبر في خطاب افتتح به القمة «أن المستقبل الذي تطمح له إفريقيا يترتب على نجاح إصلاحات لمؤسسة الاتحاد الإفريقي». وقال: «إن وضعية الاتحاد الإفريقي السابقة لا يمكن أن تستمر»، معتبراً «أن الميزانية التي صودق عليها قبل أيام هي الميزانية الأكثر شفافية ومصداقية في تاريخ الاتحاد الإفريقي». وعن قضية الصحراء، أقدم نزاع في القارة، تابع الرؤساء أمس تقريراً طال انتظاره لرئيس لجنة الاتحاد موسى فاكي محمد، وذلك في غياب العاهل المغربي، وبحضور الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي الذي استقبله الرئيس الموريتاني بالمطار ورفرف علم جمهوريته في سماء نواكشوط لأول مرة. ويتسبب هذا النزاع بشكل ينعكس على الاتحاد الإفريقي وعلى اتحاد المغرب العربي، في توتر مستمر منذ عقود بين المغرب والجزائر أكبر داعمي جبهة بوليساريو. وستمكن عودة المغرب لعضوية الاتحاد الإفريقي في يناير/ كانون الثاني 2017م، بعد غياب دام أربعاً وثلاثين سنة، الاتحاد الإفريقي، حسب المتفائلين، من استعادة هذا الملف من أروقة الأمم المتحدة بوصفه نزاعاً إفريقياً داخلياً. وقبل أن يقدم موسى فاكي تقريره اليوم أمام القمة الإفريقية، زار موسى فاكي المغرب لمدة يومين في يونيو / حزيران الماضي، وأجرى مشاورات مع الصحراويين في مخيمهم الرسمي بتندوف، كما التقى في مارس الماضي كلاً من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، ووزير الخارجية الجزائري عبد القادر أمساهل. وشكل حضور رئيس فرنسا القوة الاستعمارية السابقة، لجانب من هذه القمة، شاغلاً سياسياً وديبلوماسياً للرؤساء، ومناسبة لمشاورات حول عدة ملفات يتقدمها أمن منطقة الساحل وسد منافذ الهجرة من إفريقيا نحو القارة العجوز، وتوجه الاتحاد الأوروبي نحو بناء مراكز في عدد من دول القارة لاستقبال أفواج المهاجرين. ولم يلق الرئيس الفرنسي أمس، كما جرت العادة، خطاباً أمام القمة بسبب القرار الذي اتخذ في وقت سابق والقاضي بعدم إتاحة الفرصة لرؤساء الدول الأجنبية للحديث أمام قمم الاتحاد. غير أن الرئيس ماكرون نظم أمس حفلة غداء سياسية حضرها رؤساء دول القارة الموجودون في نواكشوط، وخصصت للتشاور حول تمويل عمليات حفظ السلام في إفريقيا. ومن القضايا التي ناقشها الزعماء الأفارقة أمس نظام دورية قممهم، حيث قرر الرؤساء إلغاء نظام عقد القمتين كل سنة، اللتين دأب الاتحاد على عقدهما دورياً في إحدى عواصم دول القارة. وقد قرر الرؤساء، حسب أخبار رشحت ظهر أمس، الاستعاضة عن نظام القمتين بمجلس تنفيذي يضم وزراء الخارجية ووزراء المالية في الدول الأعضاء، مع الإبقاء على القمة السنوية بمقر الاتحاد في أديس أبابا، والسماح باستــضافتها من طرف أي دولة عضو تطلب ذلك. زعماء افريقيا يعقدون قمة في موريتانيا تحت دخان التفجيرات في مالي عبد الله مولود |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق