Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 2 يناير 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


إسرائيل وأمريكا: حتى في أحضان «الحبايب»!

Posted: 01 Jan 2017 02:14 PM PST

ليس أمراً مستغرباً أن تثير إسرائيل كلّ هذا الضجيج والعجيج لأنّ الولايات المتحدة امتنعت عن التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، لا ينتهي في واقع الأمر إلا إلى التشديد على ما انتهى إليه «المجتمع الدولي» بخصوص شرعية الاستيطان في المناطق المحتلة. ذلك لأنّ إسرائيل تعودت من أمريكا على استخدام حقّ النقض، دائماً وأبداً، لتعطيل أيّ مشروع يمكن أن يرمي إسرائيل بوردة، فكيف بقرار تفوح منه رائحة الإدانة؛ خاصة وأنّ الأصل في هذه العادة هو الدلال الفائق الذي حظيت به إسرائيل من أمريكا في مؤسسات الأمم المتحدة جمعاء، وبلا استثناء.
هو تطوّر فارق، بل فادح من وجهة نظر إسرائيل، أن يختتم الرئيس الأمريكي باراك أوباما ولايته الثانية بهذا الامتناع عن التصويت؛ هو الذي صرف سبع سنوات ونيف يضرب صفحاً عن تعقيدات ما يُسمّى «السلام» بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية (وليس بين إسرائيل والفلسطينيين، عملياً، إذا توخى المرء الدقة)؛ كما تفادى أي مسّ بإسرائيل عندما واصلت، في عهدَيه، شنّ حروبها الهمجية ضدّ قطاع غزّة. وعلى هذا المنوال، في وسع إسرائيل أن تقتبس أمثلة كثيرة على سلوك أمريكي في مجلس الأمن الدولي، ينافي، ويناقض، ما فعلته المندوبة الأمريكية مؤخراً، بصدد قرار الاستيطان.
على سبيل المثال، في أواخر 2009 صوتت الولايات المتحدة ضدّ تقرير القاضي ريشارد غولدستون، حول انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في غزّة؛ على نحو ذكّر إسرائيل، ثمّ العالم بأسره، أنّ أي عهد رئاسي أمريكي لن يختلف عن سواه في ما يخصّ حبال الرحم الأمريكية ـ الإسرائيلية تلك. كذلك زوّدتنا سوزان رايس، مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي يومذاك؛ ببرهان جديد على أنّ ما سعى أوباما إلى بنائه في تركيا ومصر، أخذ يتداعى ويتهدّم حتى قبل أن ترتفع أعمدته، وليس بأي معول آخر سوى ذاك الذي يحمله البنّاء نفسه!
وبالطبع، الأرجح أنّ ساذجاً واحداً على هذه البسيطة لم ينتظر من مندوب الولايات المتحدة إلى المجلس الدولي لحقوق الإنسان الامتناع عن التصويت؛ أو حتى الفرار منه، كما فعل فرسان بريطانيا (أحفاد الـ Magna Carta أو «الميثاق الأعظم» لضمان الحقوق الأساسية)، وفرنسا (بلد «إعلان حقوق الإنسان والمواطن»، ومهد فلسفة الأنوار). بيد أنّ البيت الأبيض كان قادراً على «إدارة» الملفّ على نحو يُبلغ رسالة من نوع ما إلى حكومة بنيامين نتنياهو، لطيفة مهذبة ودّية صداقية؛ لإنقاذ ماء وجه الإدارة إزاء الامتناع الإسرائيلي عن تجميد المستوطنات، والإقبال على تجميد أشغال المبعوث الأمريكي جورج ميتشل.
حتى في أحضان «الحبايب»، تشعر إسرائيل أنها ليست مدللة بما يكفي! كان الخطاب الأمريكي الرسمي يقتفي مفردات الخطاب الإسرائيلي الرسمي، وغير الرسمي، في تأثيم القاضي غولدستون؛ وكأنه ليس المشرّع الدولي المعروف الذي يحظى باحترام بالغ في أوساط حقوق الإنسان العالمية، والعضو المستقلّ النزيه في لجنة بول فولكر للتحقيق في برنامج «النفط من أجل الغذاء»، والقاضي المخضرم في محكمة الجنايات الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة. أو كأنه، وهنا المغزى الخاصّ، ليس الشخصية اليهودية البارزة، رئيس جمعية «أصدقاء الجامعة العبرية»، والرئيس الفخري لجمعية الـORT، التي يعود تأسيسها إلى سنة 1880، في قطاع أنظمة التعليم اليهودية!
ومع ذلك لم تكن إسرائيل راضية، وأرادت المزيد، بل هي تسعى دائماً إلى اللامحدود من أمريكا. ولعلّ الغضب الإسرائيلي الراهن لا ينبثق من التناقض الذي خلّفه امتناع واشنطن عن التصويت، فحسب؛ بل من نزوع أوباما إلى دخول التاريخ من هذه الكوّة الضيّقة، الوحيدة الفريدة، على حساب الكيان المدلل!

إسرائيل وأمريكا: حتى في أحضان «الحبايب»!

صبحي حديدي

القرية قديما وحديثا

Posted: 01 Jan 2017 02:13 PM PST

منذ سنوات طويلة، وفي بداية حياتي العملية، كنت أعمل في بلدة ريفية، في أقصى شرق السودان، ذهبت إليها كجزء من أداء الوظيفة الروتيني، الذي يستوجب قضاء عام كامل وأحيانا عامين، في أماكن ريفية بعيدة بعض الشيء، من أجل اكتساب الخبرات العملية، وطرق التعامل مع الحالات المرضية الحرجة منفردا، وبعيدا عن تغطية الزملاء الأكبر والأكثر خبرة، وأيضا التعود على اتخاذ القرارات في مكان لا توجد فيه شبكة للاتصالات، ولا يمكن أخذ رأي من أحد أو استشارة أحد في أي شيء، حتى مسألة الأكل الذي لم يكن جيدا ولا سلسا، ويؤكل فقط من أجل البقاء، والشرب الذي كان من آبار شبه مالحة، وتلك الأمور الإدارية الوعرة التي قد تضطرك لتوظيف عمال في المستشفى، بلا أي ضرورة، سوى قرابتهم بزعماء قبليين.
 وبالرغم من أن البلدة كانت تسمى مدينة في السجلات الحكومية الرسمية، وتحيط بها عشرات القرى الصغيرة، المتناثرة، إلا أنها لم تكن تشبه المدن كثيرا. كانت قرية، ممعنة في السمات الريفية، ليس فيها طرق معبدة، ولا بيوت فخمة، ولا سوق تجارية كبرى، ولا مطاعم فخمة، وحتى المستشفى الذي عملت فيه، وبالرغم من إنشائه لخدمة عشرات الآلاف من الناس، إلا أن سعته لم تكن هي المطلوبة، والخدمات فيه، يقدمها طبيب وحيد، وأحيانا طبيبان، مع طاقم تمريض مجتهد، وغرفة عمليات ليست مجهزة تماما، ولكن يمكن بقليل من الصبر، تذوقها، والاعتماد عليها خاصة في الحالات الحرجة، حين تصبح مسألة إنقاذ الحياة، أهم من ترف غرف العمليات الحديثة.
في اليوم التالي لوصولي لتلك البلدة، وبعد أن استلمت عملي، من زميلي الذي غادر مسرعا في اليوم نفسه، يبحث عن مستقبله في مكان أكثر رقيا وترفا، وتعرفي إلى عدد من الناس هناك مثل التجار وأصحاب المطاعم، وكبار المزارعين، ومعلمي المدرسة المتوسطة، الغرباء، وأثناء الليل، الذي كنت أقضيه ساهرا، مضطربا، طرق بابي أحد السكان، كان يخبرني بمرض والدته المفاجئ، وضرورة إسعافها سريعا ولا يمكن احضارها إلى المستشفى، على قدميها أو على ظهر دابة في بلدة، لا توجد فيها مواصلات عامة، وحقيقة لم تكن بحاجة لتلك المواصلات.
حملت حقيبتي وذهبت مع الرجل، نتخبط في الظلام، لأن العربة المخصصة للطبيب، لم ترض أن تعمل في ذلك الليل، حتى وصلنا إلى البيت الذي كان مجرد بيت في صف تتشابه بيوته بشكل مذهل، وفي الحقيقة كانت البيوت في البلدة، كلها بيتا واحدا في التصميم، ولا فرق يمكن ملاحظته أبدا في الشكل الخارجي، لكن ربما جاءت الفروقات في الداخل، حين تعثر على ثلاجة تعمل بالكيروسين عند أحد التجار، أو زعماء القبائل، وحين تعثر على تلفزيون، ربط إلى بطارية كبيرة، وحين تشاهد ترفا آخر في بعض الأماكن، ولا شيء غير القحط، في أماكن أخرى.
كانت الأم، راقدة على حصير من السعف الأخضر، وتحت رأسها وسادة، كانت تشكو من ضيق في التنفس، ناتج من ربو مزمن، يعاودها بين حين وآخر، خاصة في الأيام المتربة، في بلدة معظم أيامها متربة. وعلى ضوء فانوس شاحب، حقنتها بموسعات الشعب الهوائية، وأوصلت تنفسها المختنق بأنبوب صغير للأوكسجين أحضرته معي وكان الابن يحمله على ظهره.
كانت ثمة فتاة نحيلة موجودة هناك، تساعد الأم، وتمد يد العون إن احتجنا إليها، فتاة عادية لم أر ملامحها جيدا، ولا أحسست بأنها أكثر من فتاة في بيت فيه أم مريضة، وتسعى لمساعدتها، والاطمئنان عليها، فتاة لم أرها مرة أخرى قط، أو لعلي رأيتها ولم أنتبه إلى أنها تلك التي كانت في الليلة الشاحبة، موجودة في مشهد المرض والإسعاف، ولا شيء آخر.
صباح اليوم التالي، ومبكرا جدا، جاءني عدد من الذين تعرفت إليهم في يومي الأول، جلسوا في مكتبي بوجوه عابسة، وابتدأوا نصحي، وكان الموضوع الذي جاء بهم، هو ما أكده كثيرون كانوا يربضون في الليل والظلام، يراقبون الحياة السرية للأشياء، بأنهم شاهدوني أدخل بيتا، فيه امرأة جميلة وأقضى ليلتي فيه.
كان أمرا مدهشا بالفعل، لكنه يحدث، هكذا فهمت، والقرى البعيدة لها تقاليدها التي يظنها المدنيون، تقاليد جيدة ومتماسكة، وهي في الحقيقة تقاليد قائمة على الفراغ، وعدم وجود مواد متنوعة وفوارة، يمكن التسلية بها، وقضاء الوقت معها، ولذلك تجد من يراقب الطرق بحماس منقطع النظير، من يخصص وقته كله لاقتناص عورات الغرباء الزائرين من أطباء ومدرسين، وموظفين إداريين مساكين، جاءت بهم أقدارهم إلى تلك الأماكن النائية، وتعميمها على الملأ بعد ذلك، ومن يخترع النميمة، ويصدقها، ويسعى بها في القرية، لتصل إلى كل بيت. كان واجب الطبيب الليلي لإسعاف مريض، بناء على ذلك، واجبا عاطفيا أو لا أخلاقيا، استوجب النصح.
تذكرت هذه القصة، وأنا أتأمل حال العالم بعد ثورة الاتصالات الحديثة، وكيف أن تقاليد القرى المنهزمة بسبب التمدن، استلفها الفضاء الرحب وأصبحت هي تقاليده الأثيرة. وينبغي أن تصل إلى أبعد مدى، وللأسف تصل، لأن الانترنت، يصل إلى أبعد من خيال المتخيل. الآن كل شيء يكتب، يأتي من يحوره، ويمعن في تحويره، ويرسله إلى من يستهلكون السخف، ليستهلكوه. كل مادة جيدة، يلوكها البعض ويبصقونها، ويشوهون قلم من أنشأها، كل اقتراح مهم للحياة، هو سخافة عند البعض، من المتبطلين الذين يراقبون الطرق الالكترونية بلا أي ضرورة، ولا معنى، وكأن المفهوم، هو استغلال هذه القرية حتى النهاية، ونشر التقاليد المنهزمة بهذه الصورة.
في الماضي، كانت القرية الأرضية وعلى علاتها، ومهما انتشرت تقاليدها، لا تنتشر إلى أبعد من مسافة هي مسافة المشي بالأرجل أو على ظهور دواب بطيئة، وأذكر أن هناك وظيفة في القرى، في الشمال، كان اسمها: الصائح، وهو الشخص الذي يحمل أخبار الموت إلى الناس، كان يركب حماره من قرب الفجر، يمضي في شريط يضم قرى عديدة، فيها أقارب ومعارف للميت، يصيح أن فلانا ابن فلان، ابن فلانة، قد مات، وكان ذلك يكفي، فقط قرى ذلك الشريط تعرف. الآن يوجد صائح الكتروني، ينبئ بالجيد وغير الجيد من الأشياء ويستفز بشدة، حين يصيح بالعورات الحقيقية أو الكاذبة، أو المحورة للناس.
الشيء الأخير الذي لا بد من ذكره هنا، هو ضرورة أن يظل من ينتج، مستمرا في إنتاجه، غير ملتفت للصائح الضال الذي يطارده، وربما ينعيه قبل أن يموت حقيقة. ولو أن كل مطارد التفت إلى الوراء، وحمل حجرا الكترونيا، رماه في اتجاه من يطارده، لما كان ثمة وقت لأي إنتاج أو إبداع أو تطوير للذات.
 لنترك القرية الالكترونية تنضح بما تنضح به ونستمر.
كاتب سوداني

القرية قديما وحديثا

أمير تاج السر

هل من آمال عراقية بعام أفضل في 2017؟

Posted: 01 Jan 2017 02:13 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: رحل عام 2016 مع كل ما حمله من نكبات وآلام ومعاناة للعراقيين، وجاء عام 2017 مع ما يحمله من آمال وتمنيات ان يكون أحسن من سابقه، وسط مخاوف جدية من تداعيات مرحلة ما بعد الانتهاء من تنظيم «الدولة» الأرهابي، بكل ما شكله من تراجع وانتهاك فظيع لأوضاع العراقيين عموما، والمناطق التي هيمن عليها التنظيم خصوصا.
وودع العراقيون عام 2016 وهم يتابعون بقلق، الانهيار الأمني والاقتصادي والاجتماعي والمماحكات والتهديدات والتنافس الشديد بين القوى السياسية المتسيدة للمشهد العراقي منذ 2003 والتي تصر على التمسك بسياسة الاستفراد بالسلطة ومنافعها والسعي لالغاء الآخر، وإدخال الشعب العراقي كله في نفق مظلم من الخداع تحت الغطاء الطائفي والعنصري، لالهائه عن وعود الإصلاح وتجاوز الاخفاقات التي تزداد يوما بعد يوم، في توجه، يبدو مقصودا وباصرار، على شغل الشعب بأزمات متواصلة.
وتدور هذه الأيام رحى حملة حراك سياسي لترويج مشروع «التسوية التاريخية» الذي طرحه التحالف الوطني الشيعي على الكتل السنية والكردية السياسية، كبرنامج عمل لمرحلة ما بعد تنظيم «الدولة» وباسلوب فرض الرؤية والواقع والأغلبية العددية البرلمانية، وعبر الاستعانة بالضغوط الإقليمية والدولية ضد المعارضين أو المتحفظين على المشروع ونهج العملية السياسية الحالية. وضمن هذا الإطار عقد قادة من التحالف الوطني واتحاد القوى أول اجتماع مشترك لتدارس سبل تقليل نقاط الخلافات وتوفير الضمانات التي تشجع الآخرين على الانخراط في المشروع، حيث صرح رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم ان المشروع لا يلغي الآخر ويمنع قيام الحرب الأهلية أو تقسيم البلد، حسب قوله.
إلا ان صف المعارضين ما زال قويا ومتمسكا بموقفه في ضرورة توفير الضمانات، عندما صرح نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي «اننا لا نريد ان نخدع مرة أخرى بعد سبع مرات تم خداعنا بها من قبل التحالف الوطني» مشيرا إلى ان ممثلي السنة، أبلغوا الملك الأردني عند اللقاء به حول التسوية ان الشارع السني ما زال متخوفا من وعود التحالف الشيعي التي لم يلتزم بها سابقا. كذلك أبدى نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي عدم فهمه لمشروع التسوية وتأكيده انه ليس مشروع مصالحة وطنية، ومشككا بامكانية نجاحه وتحقيق أهداف الشعب العراقي.
ومن جانب آخر، وضمن محاولات تهيئة الساحة للانتخابات المقبلة، تجري حاليا اتصالات وحراك لتشكيل تحالفات سياسية جديدة لا تختلف في مضمونها والوجوه التي تروج لها، عن طبيعة العملية السياسية الحالية التي اعترف الجميع بمن فيهم القوى السياسية الكبيرة بفشلها في إدارة البلد. وجاء أبرز تحرك سياسي عبر قيام السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري بزيارة إلى المنطقة الخضراء ولقاءه برئيس الحكومة حيدر العبادي، منهيا فترة خلافات أصر خلالها الصدر على تغيير كامل حكومة العبادي لفشلها في إدارة البلد ومحاربة حيتان الفساد، وقام اتباع الصدر خلال التظاهرات الاحتجاجية آنذاك، باقتحام مبنى مجلس الوزراء.
وفي إطار التدهور الأمني وتصاعد ظاهرة الخطف للأفراد وتنامي قدرات الجماعات المسلحة والجريمة المنظمة، تبادلت الحكومة والبرلمان الاتهامات بالمسؤولية عن الفشل في مواجهة الظاهرة، حيث اتهم رئيس الحكومة حيدر العبادي البرلمان بالمسؤولية عن تفشي الخطف من خلال إضافة فقرة تشمل مرتكبي الخطف بالعفو العام، بينما اتهم البرلمان العبادي بتأخير ترشيح وزيري الدفاع والداخلية الشاغرين منذ أشهر، والذي أثر على الوضع الأمني.
وعسكريا، وبعد اتهامات للحكومة بالجمود في معركة تحرير الموصل من يد تنظيم «الدولة» أعلنت القوات العراقية بدء المرحلة الثانية من معركة تحرير الساحل الأيسر من الموصل الذي سبق تحرير معظم أحيائه منذ انطلاق عملية تحرير الموصل في 17/10/2016. ورغم ان الهجوم بدأ سريعا في انتزاع قرى ونواحي ومناطق من يد التنظيم، إلا ان معوقات واجهت هذا التقدم عند الوصول إلى الأحياء المكتضة بالسكان، وذلك بسبب اسلوب التنظيم في الزج بمئات العجلات المفخخة ضد القوات المهاجمة إضافة إلى زرع الألغام في الشوارع والمباني ونشر القناصة واستخدام المدنيين دروعا بشرية، مما أسفر عن خسائر مادية وبشرية أجبرت القوات العراقية على التوقف المؤقت وتغيير خطط المعركة.
وفي إقليم كردستان، كما في بغداد، انتهى عام 2016 بانطباع لدى سكان الإقليم، بصعوبة تجاوز الأحزاب الكردية الرئيسية خلافاتها والاتفاق على مواقف متقاربة من أجل حلحلة أزمات الإقليم وحل مشاكل المواطنين الذين يواجهون وضعا معاشيا مزريا، ويتحملون وزر الخلافات السياسية سواء بين الأحزاب الكردية أو بين بغداد وأاربيل. وقد أدى اصرار الأحزاب على مواقفها، وتأثير الضغوط الداخلية والإقليمية، إلى انقسام الأحزاب إلى مجموعتي اربيل والسليمانية وسط مخاوف وتحذيرات من الوصول إلى مرحــلة الإدارتين للإقــليـــم، وعزز هذه المخاوف انقـــســام المــوقــف الكردي في التعامل مع العديد من القضـــايا منها الــعـــلاقة مع بغــداد وملف نفط الإقليم وتصديره ودول الجوار وقضية تواجد حزب العمال التركي في الإقليم وغيرها من القضايا الحساسة.
ولا تترك مواقف القوى السياسية وتمسكها بنهجها في إدارة البلد دون تغيير، وعدم القدرة على فتح آفاق حقيقية للاصلاح ومحاربة الفساد أو السماح لقوى سياسية جديدة في التواجد على الساحة، إضافة إلى مطامع البلدان الخارجية، آمالا واسعة، في ان يكون عام 2017 أفضل من سابقيه منذ 2003 وبالتالي فلا سبيل أمام العراقيين إلا الدعاء إلى الله بالرحمة والرفق بالعباد.

هل من آمال عراقية بعام أفضل في 2017؟

مصطفى العبيدي

لبنان في 2017: هل يتيح اكتمال النصاب الدستوري إقرار قانون الانتخاب والموازنة؟

Posted: 01 Jan 2017 02:13 PM PST

بيروت ـ «القدس العربي»: بعد طي صفحة انتظام المؤسسات الدستورية بدءاً بانتخاب رئيس الجمهورية إلى تشكيل الحكومة والوعد بإحياء عمل المجلس النيابي، فقد كانت العيدية الأفضل للبنانيين بعد سنتين ونصف من الشغور الرئاسي والشلل الحكومي والتعطيل النيابي هي تلك الهدية التي تسارعت فصولها بفعل زخم التسوية التي بدأت بالتوافق على انتخاب العماد ميشال عون رئيساً إلى التوافق على تسمية الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة وصولاً إلى التفاهم على تأليف الحكومة ولو بنسبة راجحة لقوى 8 آذار.
وهكذا ينتهي العام 2016 وتتم الاطلالة على سنة 2017 التي تنتظرها ملفات كثيرة في طليعتها قانون الانتخاب وإجراء تعيينات أمنية وإدارية وترسيخ الاستقرار، مع علامة استفهام ترتسم إذا كان النصاب الدستوري المكتمل بعد مرحلة طويلة من تعطيل النصاب سيعزز فرص الانطلاق نحو معالجة عدد من هذه الملفات.
وكان سُجّل حرص من أوساط وزارية على تصوير الثقة للحكومة التي اقتصرت على 87 نائباً على أنها ثقة كبيرة وتُحتسب من اصل 92 نائباً وليس من أصل 126 نائباً، وأن هذا يعني حصول الحكومة على نسبة 93 في المئة من مجموع أعضاء الندوة البرلمانية، وأن من لم يحضر كان بسبب السفر أو الإنشغال أو الحرد، وإذا تمّ التدقيق في أسماء النواب المتغيبين، لتبيّن أن 21 نائباً تغّيبوا من كتل منحت أصلاً الثقة للحكومة ما يشير إلى أن الغياب ليس كيدياً أو سياسياً بل سببه التراخي والتيقّن مسبقاً أن الحكومة ستحظى بالثقة المضمونة في حضور هذا النائب أو في غيابه.
وفي مراجعة لما حصل من مناقشات في البرلمان، فلولا الملاحظات التي فاجأ بها نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان على البيان الوزاري والشق المتعلق بمقاومة حزب الله ومكافحة الفساد وفضائح المناقصات واستهتار القضاة والملاحظات الموازية التي عبّر عنها رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل لكان غاب عن المناقشات أي حرارة ولكانت سادت البرودة بفعل أجواء التسوية التي جعلت الرئيس سعد الحريري يتحدث بإيجابية عن حزب الله ويحصر كلامه حول القضايا الخلافية بخطوط عريضة وهو ما فعله أيضاً نواب حزب الله وتحديداً النائبان علي عمار وحسن فضل الله اللذان أكدا الانفتاح على التعاون مع رئيس الحكومة إلى أبعد حدود كلما كانت الحكومة وفية لبيانها الوزاري.
ومع نيل الحكومة الثقة بات الإطار الدستوري لانطلاق عمل السلطة التنفيذية مكتملاً، وأصبح الباب مفتوحاً على التعاون بين الحكومة والمجلس النيابي من أجل الإنتاج والانجاز. وعلى هذا الأساس، تتجه الأنظار إلى ما يمكن أن تنجزه الحكومة على صعيد الملفات المرتقبة خصوصاً أن عمرها ليس طويلاً بل هو مرتبط بموعد الانتخابات النيابية حيث تنتهي ولاية البرلمان في 20 حزيران/يونيو المقبل مع توقع تمديد تقني لثلاثة أشهر إلى حين انجاز القانون الانتخابي الجديد في ظل خلاف لا يزال يدور حول طبيعة هذا القانون وتقسيماته ونظام الاقتراع بين نسبي وأكثري ومحاولة حزب الله طمأنة بعض المكونات وتبديد هواجسها مثل رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبــلاط القلق من أن يخسر عدداً من نوابه الـ 11 في حال اعتماد النسبية في الاقتراع.
وإلى ملف قانون الانتخاب يتساءل البعض عن امكان إيفاء الحكومة بوعودها لجهة اقرار موازنة العام 2017 وتضمينها سلسلة الرتب والرواتب التي تفترض ضرائب جديدة ومن سيجرؤ من الوزراء والنواب على الموافقة على مثل هذه الضرائب غير الشعبية على عتبة الانتخابات النيابية.

لبنان في 2017: هل يتيح اكتمال النصاب الدستوري إقرار قانون الانتخاب والموازنة؟

سعد الياس

روسيا «تتخابث» ولا ضمانات بنزاهة المعلومات الإسرائيلية: «تحرشات» نظام بشار الأسد لإبقاء «درعا مشكلة أردنية»

Posted: 01 Jan 2017 02:12 PM PST

عمان-«القدس العربي»: هل ينبغي للأردن أن يقلق؟ هذا السؤال يتجول في أروقة غرفة العمليات الأردنية وهي تراقب ما يتردد عن «كوريدور آمن» يقترحه النظام السوري قصدا وعملياتيا للمقاتلين المسلحين الراغبين بالانتقال أو التحرك من محيط كل المناطق المشتعلة في إتجاه «درعا» في الجنوب الذي هو نفسه شمال الأردن.
عمان بنخبها ومؤسساتها لا تتحدث عن هواجسها المفعمة بالاستثمار السياسي السلبي في منطقة جنوب سوريا حيث حدود مغلقة تماما عسكريا ومخيم صحراوي قريب هو الركبان يقطنه الآن نحو 100 ألف سوري لاجئ بعدما تشكل من 40 فقط.
والأهم حيث تقنية معلومات «جوية» واستخبارية إسرائيلية لا توجد ضمانات بنزاهتها، تراقب حراك وتنقلات المقاتلين وحيث أطقم الدعم الدولي الإنساني الضاغطة وفقدان مركزي بالقطعة لهامش التأثير والمناورة الأردني في وسط عشائر درعا ومحطيها الاجتماعي.
العالمون ببواطن الأمور هنا يتحدثون عن مجموعة من الخصوم أو المرشحين للخصومة من المسلحين المتنوعين.
بالقرب من نهر اليرموك الملاصق للحدود مع الأردن ثمة كتيبتان مقاتلتان على الأقل بايعتا تنظيم الدولة الإسلامية العدو الأبرز والأول للأردن.
وفي الجانب الغربي الملاصق من درعا تستقر قوات جبهة النصرة التي لا تصنف باعتبارها «العدو» لكنها ليست صديقا في الوقت نفسه وإن حرصت الآن ومرحليا على تجنب أي صدام مع السلطات الأردنية.
وفي المكان وسط درعا وعلى نقاط محددة من الحدود مجموعات غير منضبطة من الجيش الحر الحليف للأردن في إطار علاقة عمل فقدت اليوم وظيفتها السياسية وتأثرت كثيرا بالعوامل الإقليمية والدولية.
بالجوار أيضا من درعا وليس من الأردن قوات تنظيم «الدولة» في تدمر ودير الزور.
ولم يعد سرا ان ميليشيات من الحرس الثوري ومن حزب الله متمركزة في وسط درعا وبالقرب من الطريق الدولي الشهير عمان – دمشق وتنتظر اللحظة المناسبة والضوء الأخضر للانقضاض.
كما لم يعد سرا أن القائد الأردني المشاغب في جبهة النصرة والمدعو «أبو جليبيب» الذي يقود مجموعة مقاتلة شرسة يضغط للعودة إلى درعا مع مقاتليه بعدما أبعده أبو محمد الجولاني لصالح ترتيب مفترض مع عمان.
الـــجــولاني أمـــر في وقت ســابق وتجنبا للصدام أو لاحتمالاته «الكادر الأردني» المقاتل بالرحيل من درعا والتمركز في محيط ريف حمص.
فعل الجولاني ذلك حتى يضمن عدم حصول «اختراقات» لصالح الأجهزة الأردنية لكن ثمة في الوسط الجهادي السلفي من يقول ان ذلك حصل بترتيب مع عمان ولضمان عدم استفزازها وتجنب سيناريو قرار أي كادر أردني بالعودة التلقائية لبلده اما بغرض الجهاد أو بغرض ترك الجهاد.
في كل الأحوال الوضع في درعا وريفها وهوامشها لم يعد عملياتيا في حالة الامتياز والمبادرة لصالح «التفوق الأردني» هذا عنصر جديد ومقلق تكشفه لـ «القدس العربي» مصادر مطلعة جدا وهي تتحدث عن «تحشد غير مضمون» للسلاح والمسلحين في خاصرة الأردن الشمالية بدون مساحات اختراق وفي ظل تراجع الحليف الوحيد الموثوق وهو الجيش الحر.
غابة من السلاح والرجال المسلحين في الخاصرة الأردنية وفي أي لحظة تبدأ فيه معارك بالمكان بالسلاح الثقيل ستعلن الطوارئ في الأردن مرة بسبب احتمالات النزوح الأهلي، وأخرى لمراقبة أي سلاح أو مسلح منفلت يقرر الفرار للأردن خصوصا بعدما أربكت ترتيبات روسية الأتراك في الشمال ودفعتهم لتحمل مسؤولية «مقاتليهم» أو الذين دخلوا لحلب عبرهم في سيناريو أيضا مزعج جدا إذا ما تخابث الروس وسمحوا لبشار الأسد في استنساخه على التجربة الأردنية.
الغائب الوحيد عن المكان عسكريا هو الذي يثير المساحة الأكبر من «الارتياب» والحديث عن الجيش النظامي السوري الذي تعرف عمان ان «تحرير درعا» ليس من أولوياته ولا العودة لافتتاح الحدود الرسمية والشرعية مع الأردن.
في كواليس رئاسة الوزراء الأردنية يستمر المسؤولون في ترديد عبارة اقترحها رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبدالله النسور عندما يتعلق الأمر بدرعا والخيارات الأردنية.
«القدس العربي» سمعت النسور مباشرة وعدة مرات يردد ان بشار الأسد يتعامل مع درعا وفقا لخيار «شمشون» بمعنى «علي وعلى الأردن».
المقاربة مستمرة اليوم والوسط القريب من الرئيس الحالي الدكتور هاني الملقي يتحدث عن «كارثة» يمكن ان تنفجر في أي وقت اسمها «مخيم الركبان» وعن عدم وجود أدلة على ان الرئيس بشار الأسد وصل لقناعات جديدة بخصوص الأردن خارج معادلته الشهيرة التي نقلها القيادي الفلسطيني عباس زكي وقوامها «درعا مشكلة أردنية».
نعم درعا اليوم وحتى بالمواصفات السياسية والإنسانية مشكلة أردنية وقد عـــكــس ذلك المخــضرم جدا عبد الكريم الكباريتي عندما ألمح في القصر الملكي إلى ان «إيران موجودة اليوم على حدود الأردن مع العراق وسوريا» معتبرا ذلك من الوقائع التي ينبغي التعامل معها اقتصاديا وسياسيا.
في الأثناء يصر وزير الداخلية الأسبق وأحد أبرز خبراء المنطقة سعد هايل السرور على معادلة «يبدو اننا في كل الأحوال سنسهر ليلنا الطويل كأردنيين».
الجديد المثير تماما بعد استعراض الوقائع هو الكاريدور الآمن الذي بدأت تقترحه في الميدان قوات النظام السوري لمن يريد ان يهرب أو يغادر حتى بسلاحه من حمص أو دير الزور حيث الإتجاه الآمن الوحيد المفتوح هو الجنوب ودرعا.
ذلك تطور دراماتيكي في سياق الأحداث بالنسبة للأردن سيعني قريبا الكثير.

روسيا «تتخابث» ولا ضمانات بنزاهة المعلومات الإسرائيلية: «تحرشات» نظام بشار الأسد لإبقاء «درعا مشكلة أردنية»

بسام البدارين

البنت المدللة الإسرائيلية تنكر جميل أمها الأمريكية

Posted: 01 Jan 2017 02:12 PM PST

الناصرة ـ «القدس العربي»: ينقسم السياسيون والمحللون الإسرائيليون حول الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري وعلى امتناع سفير واشنطن في الأمم المتحدة عن التصويت على قرار إدانة الاستيطان.
ورغم أن وسائل الإعلام الإسرائيلية نسبت لبعض الوزراء موقفهم الرافض لحملة بنيامين نتنياهو على إدارة باراك أوباما بيد أن أحدا من هؤلاء لم يخرج للنقد العلني وبالتالي فقد انقسمت الحلبة السياسية الإسرائيلية بين ائتلاف وبين معارضة حيال مواقف البيت الأبيض والحملة الإسرائيلية الفظة عليه.
وأصيب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بحالة هستيريا دبلوماسية غير مسبوقة بعد تصويت مجلس الأمن لصالح قرار تجريم الاستيطان واتخذ عدة خطوات تصعيدية من المرجح أن تضر بإسرائيل في الساحة الدولية. وواصل نتنياهو تذكيره الوزراء بسلسلة تعليمات يعتبرها ردا على القرار، بدأت باستدعاء سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن لمحادثات «توبيخ» من قبل وزارة الخارجية، وبعدها أمرهم بعدم السفر إلى الدول التي صوتت لصالح القرار، كذلك ألغى لقاءات مع عدة رؤساء، كان آخرها إلغاء لقاء مع رئيسة حكومة بريطانيا، تريزا ماي. كذلك انفلت وزراء إسرائيليون ضد وزير الخارجية الأمريكية، وقال وزير الطاقة، يوفال شطاينيتس، إن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ووزير خارجيته كيري يعيشان في «فنطازيا» ويعملون مع المجتمع الدولي من أجل معاقبة إسرائيل. وقال رئيس كتلة «البيت اليهودي» ووزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، إن «كيري اقتبس أقوالي ثلاث مرات دون ذكر اسمي من أجل أن يظهر أننا نعارض دولة فلسطينية. صحيح، طالما أن الأمر يتعلق بي، لن نقيم دولة إرهاب أخرى في قلب البلاد». وكان وزير السياحة ياريف ليفين أكثر وقاحة بقوله إن خطاب كيري تضمن كلمات كثيرة وفهما ضئيلا جدا للواقع، وأنه دهور مكانة الولايات المتحدة في العالم في كل مكان عمل فيه. وزعم ليفين أن «خطاب كيري هو جائزة للإرهاب الفلسطيني وتجاهل مطلق لحقنا بالبلاد». في المقابل كان رئيس المعارضة وكتلة المعسكر الصهيوني يتسحاق هرتسوغ أكثر واقعية باعتباره أن خطاب كيري يعبر عن قلق حقيقي لأمن ومستقبل إسرائيل، وأنه كان وما زال صديقا لإسرائيل. كذلك قالت رئيسة حزب ميرتس، زهافا غلئون، إن كيري مرر رسالة واضحة لحكومة إسرائيل وبموجبها أن المستوطنات هي عبوة ناسفة في أي تسوية مستقبلية لحل الدولتين ولاستمرار وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية.

صهيوني بامتياز

وهكذا في الساحة الإعلامية إذ اعتبر قسم من المحللين الإسرائيليين أن كيري محق وأن خطابه «صهيوني» بامتياز، والقسم الآخر، اليميني، استهزأ بكيري وخطابه. لكن اللافت أن المحللين الذين اعتبروا أن كيري محق أكدوا أيضا على أن حل الدولتين مات، أو «دخل في حالة جمود» كما فعل ناحوم برنياع في صحيفة «يديعوت أحرونوت».
وكتب برنياع أن «حل الدولتين مات فعلا، أو أنه دخل في حالة جمود عميقة، وفقط بإمكان ظروف غير عادية، أو مأساة رهيبة أن تعيده إلى الحياة. وقد أقام كيري نصبا تذكاريا لحل، ولم يقدم وصفة لحل». ورأى برنياع أنه «مثل كثيرين قبله، يعيش كيري بشعور أن الاتفاق قاب قوسين أو أدنى، وكل ما يحتاج إليه الجانبين (الإسرائيلي والفلسطيني) هو مسار ملائم، مبادئ، معايير، وسيحل السلام». من جانبه، استغرب المراسل والمحلل السياسي في صحيفة «هآرتس» باراك رافيد، الهجوم على أوباما ثم على كيري، واصفا خطاب الأخير بأنه «صهيوني» لأنه يمثل مواقف إسرائيلية سابقة، وليست مواقف حكومة اليمين المتطرف الحالية.
وتبنى رافيد دعاية إسرائيلية رسمية تزعم أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وكذلك الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، رفضا الموافقة على حل سلمي. رغم ذلك أشار رافيد إلى أن كيري اعتبر أنه في نهاية أي تسوية فلسطينية ـ إسرائيلية يتعين على الفلسطينيين أن يعترفوا بإسرائيل على أنها «دولة يهودية». واعتبر المحلل السياسي في صحيفة «معاريف» بن كسبيت، أن القرارات الأخيرة التي صادقت عليها مؤسسات الأمم المتحدة، مثل قرار اليونسكو أن حائط البراق هو منطقة محتلة، والقرار 2334 الصادر عن مجلس الأمن مؤخرا، سببها نتنياهو والسياسة التي انتهجها بخصوص المناطق المحتلة، وخاصة محاولة سن «قانون التسوية» لشرعنة الاستيطان. واستهزأ بوعاز بيسموت، محلل الشؤون الدولية في صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من نتنياهو، بكيري وخطابه. وكتب أن هذا كان خطابا لناشط في بتسيلم (المنظمة الحقوقية الإسرائيلية).وبالكاد قال هؤلاء المحللون شيئا ذي معنى، فالغالبية الساحقة من الإسرائيليين لا حكومتهم فحسب تعارض أي انسحاب إسرائيلي من القدس المحتلة.
وإذا تحدث كيري عن إقامة دولة فلسطينية مع تبادل أراضي، أي ضم إسرائيل الكتل الاستيطانية إليها، فإن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين لا يتخيلون إمكانية إخلاء مستوطنات معزولة تقع خارج الكتل الاستيطانية، ويسكنها قرابة 80 ألف مستوطن. كذلك فإن الحديث عن حدود لإسرائيل تراعي أمنها، لا معنى له سوى مواصلة الاحتلال أو حصول الفلسطينيين على فتات دولة. كما أن الحديث عن أمن إسرائيل، وخاصة من جانب الإسرائيليين، يعني أن هذه الدولة تؤمن باستمرار عدوانيتها، كدولة احتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتعكس مواقف الساسة والمسؤولين الإسرائيليين العقلية الإسرائيلية بصورة عامة التي ترى أن بالإمكان استمرار الاحتلال والحكم العسكري على الفلسطينيين إلى الأبد. وبالطبع هناك حالات شاذة أبرزها المحلل شمعون شيفر الذي قال إن حملة إسرائيل الرسمية على إدارة براك أوباما هي تجسيد لنكران الجميل، لافتا لمحاولاتها انقاذها من نفسها وللمعونات السخية (38 مليار دولار) المقدمة لها بالعقد المقبل ناهيك عن الحماية الدبلوماسية في الأمم المتحدة والعالم.

البنت المدللة الإسرائيلية تنكر جميل أمها الأمريكية

هل تخشى إسرائيل حقا قرار تجريم الاستيطان؟

Posted: 01 Jan 2017 02:12 PM PST

الناصرة ـ «القدس العربي»: القرار الأممي بتجريم وإدانة الاستيطان هل هو مقدمة لعزلة دبلوماسية على إسرائيل أم أنه مجرد حبر على ورق؟ هل انتقم باراك أوباما من بنيامين نتنياهو؟ ربما!
وهل العقوبات الدولية على إسرائيل في الطريق؟ ليس مؤكدا أبدا ولكن لماذا إذن غضبت حكومة الاحتلال وتصرفت بشكل يبدو انفعاليا وأهوج؟
يواصل رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو الاستخفاف بتحذيرات المعارضة من قرب دخولها في عزلة في العالم الواسع ويقول إن علاقاتها تتطور باستمرار منذ سنوات. ومع ذلك يستدل من ردود فعله ووزرائه أن إسرائيل تخشى من عدة أمور تترتب على القرار الأممي المذكور. يثبّت قرار مجلس الأمن عدة مبادئ خاصة بالاستيطان:
تؤكد أولا تناقضها مع القانون الدولي القاضي بحظر نقل سكان لمناطق محتلة من قبل الطرف المحتل ويدعو لوقف البناء في المستوطنات. على المدى القريب لا يحمل القرار معان عملية وحتى يكون فعالا ينبغي أن يتخذ تحت البند السابع لميثاق الأمم المتحدة الذي يتيح فرض عقوبات واستخدام القوة في حال لم يحترم مضمون القرار.
لا يثير القرار الأممي مخاوف كبيرة لدى الجانب الإسرائيلي على المستويين الرسمي والشعبي، لأن القرار هو في الواقع تكرار لما ينص عليه ميثاق جنيف الرابع التي تعتبر المستوطنات انتهاكا للقانون الدولي. ومع ذلك يحمل القرار دلالة من شأنها إثارة قلق مبطن لدى الإسرائيليين فهو يوقف الدعم لخطوات راهنة ومستقبلية ضد إسرائيل منها ما يتعلق على سبيل المثال بمحكمة الجنايات الدولية التي تقوم منذ عام بتداول وفحص أولي للسؤال إذا كانت هناك حاجة لفتح تحقيق ضدها بسبب البناء الاستيطاني. القرار الأممي الجديد يوفر أساسا ودفعة قوية في اتجاه اتخاذ هذه المحكمة قرارا بفتح ملف التحقيق. ويعي الجانب الإسرائيلي أن القرار الأممي بتجريم الاستيطان من شأنه أن يشجع دولا كثيرة على التمييز بين إسرائيل ومستوطناتها في الضفة الغربية المحتلة خاصة خلال 2017 وهو العام الذي تصادف فيه الذكرى الخمسون للاحتلال الثاني. هذا من شأنه أن يشمل قرارات عملية على شكل وقف استثمارات في مواقع إسرائيلية داخل الضفة الغربية ووقف استيراد منتوجات استيطانية. كما ينبع قلق الجانب الإسرائيلي من إدراكه أن القرار الأممي ينتج جوا جديدا فيه يصطف المجتمع الدولي بصوت واحد ويخرج بطاقة تحذير صفراء لإسرائيل وهذا يعني تقليص هامش مناورتها السياسية مقابل إجماع عالمي واضح بما يتعلق بالاستيطان.
في المقابل لا تخشى إسرائيل من تغيير الموقف الاستراتيجي للولايات المتحدة جراء امتناعها عن التصويت في مجلس الأمن وبالتالي تمكينه من قرار يجرم الاستيطان. فمنذ 1967 اتخذت الأمم المتحدة 47 قرارا حول الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي وسمح كافة الرؤساء الأمريكيون السابقون باتخاذ هذه القرارات. على سبيل المثال أتاح رونالد ريغان وحده اتخاذ 21 قرارا دون استخدام حق النقض الفيتو وكذلك جورج بوش الأب (9 قرارات) وجورج بوش الابن(6 قرارات). كما أن قرارا مماثلا لقرار تجريم الاستيطان الأخير اتخذ عام 1980 ومن وقتها تضاعف عدد المستوطنات والمستوطنين عدة مرات حتى بلغ اليوم نحو نصف مليون مستوطن في 125 مستوطنة وفي 100 بؤرة استيطانية. وباراك أوباما نفسه كان الرئيس الأمريكي الوحيد الذي منع في الماضي (عام 2011) اتخاذ قرار مماثل باستخدام سفيرة واشنطن حق النقض الفيتو. لن يتمكن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب وهو صديق شخصي لنتنياهو من إلغاء قرار مجلس الأمن بتجريم الاستيطان، فهذا يحتاج لقرار أممي جديد، بيد أنه يستطيع تقليل تبعاته وانعكاساته. وثمة رسالة يستبطنها تصريح ترامب الذي هاجم القرار الأممي مفادها أن مهاجمة إسرائيل على خلفية استيطانها أمر غير مستحب وتنظر له واشنطن بعين السوء. على الأقل إسرائيل لا تواجه عزلة حقيقية على الأرض في العالم رغم حملات المقاطعة ولا مجال للمقارنة بينها وبين جنوب افريقيا التاريخية يوم قاطعها وعاقبها العالم على نظام الفصل العنصري المعتمد من طرفها. والاختلاف يكمن بالحقيقة أن دولا كثيرة معنية بالعلاقات مع إسرائيل في المستوى الدبلوماسي والتجاري والتبادل العلمي والثقافي من بينها الصين والهند ودول في افريقيا والشرق الأقصى. ولذا فإن تصويت الدول الصديقة لإسرائيل لجانب قرار تجريم الاستيطان يبعث رسالة لها تقول إنها دولة صديقة لكنها لا تستطيع التسليم مع واقع يعدم تسوية القضية الفلسطينية منذ 50 عاما.
وفي المقابل يبدو أن الرد الإسرائيلي الرسمي الغاضب مرتبط أيضا وبقوة بالحسابات والتجاذبات الداخلية، حيث انقضت المعارضة على الفرصة ووظفتها لمهاجمة نتنياهو وتحميله مسؤولية فشل دبلوماسي تم تضخيمه من قبلها كي تضخم الضرر اللاحق به وبشعبيته في محاولة لتقصير المسافة نحو إسقاطه من الحكم.
وعلى هذه الخلفية يقلل خبير الخرائط والاستيطان د. خليل التفكجي من أهمية القرار ويستذكر قرارات وإدانات سابقة ظلت دون أي رصيد من الفعل. وردا على سؤال «القدس العربي» يقول «اتخذت في السابق سلسلة قرارات دولية منذ العام 1967 وآخرها قرار 465 في ثمانينيات القرن الماضي، وكانت هناك إدانات لقضية الاستيطان، وكان رد الفعل الإسرائيلي وضع مخطط استيطاني لكل مناطق الضفة الغربية بحيث أصبح الاستيطان من وجهة نظر إسرائيلية أمرا شرعيا». ويرجح أن قرار مجلس الأمن إدانة مجردة من أي فعل على أرض الواقع، وهو قرار ضمن سلسلة قرارات اتخذت منذ العام 1967 التي لا تقدم ولا تؤخر.
وعن ردود الفعل الإسرائيلية على القرار يتفق توفكجي مع التقدير إنها ردود مسرحية في حين تواصل وتوغل بالاستيطان، أي أنها تتظاهر بالاستياء والغضب وتسعى للابتزاز أو تسعى أيضا لردع دول أخرى من المشاركة بالتصويت على قرارات مستقبلية مماثلة.

هل تخشى إسرائيل حقا قرار تجريم الاستيطان؟

الفلسطينيون يشكلون لجنة لمتابعة قرار مجلس الأمن بخصوص الاستيطان

Posted: 01 Jan 2017 02:11 PM PST

رام الله ـ «القدس العربي»: أعلن الجانب الفلسطيني الرسمي أنه تدارس قرار مجلس الأمن الأخير بخصوص الاستيطان الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة سواء من خلال اللجنة المركزية لحركة فتح أو في اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وأكد محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح انه تم الاتفاق على تشكيل لجنة لمتابعة قرار مجلس الأمن حول الاستيطان على المستوى السياسي في ظل المتغيرات خلال الفترة المقبلة بتعيين أمين عام جديد للأمم المتحدة والإدارة الأمريكية الجديدة.
وأوضح العالول أن اجتماع اللجنة المركزية ناقش ردود فعل الحكومة الإسرائيلية عقب قرار مجلس الأمن وما رافقه من هوس وفقدان للتوازن وكيل الاتهامات، وتم التأكيد على ثبات القرار الفلسطيني في هذا الشأن وأنه لا يمكن أن يكون لهذه التهديدات أي تأثير على الخطوات الفلسطينية المقبلة في إطار قرارات الشرعية الدولية.
وتطرق محمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إلى مرحلة ما بعد قرار مجلس الأمن بشأن الاستيطان معتبراً أن القرار سيفتح أبوابا مشرعة للحراك الدولي الدبلوماسي الفلسطيني إذ أن الاستيطان يعتبر قانونا غير شرعي ولم يعد مقبولاً.
وأكد اشتية أن القرار الأممي يصب في صلب الاستراتيجية التي أقرها المؤتمر السابع لحركة فتح والتي نصت على تشجيع المقاومة الشعبية والذهاب إلى المنظمات الدولية وتعزيز مقاطعة إسرائيل الاقتصادية دولياً. معتبراً أن القرار ليس نصرا معنويا فقط، بل هو إشراك لكل العالم في مراقبة النشاطات الاستيطانية ومكافحتها، فالقرار يتضمن بندا يوجب تقديم الأمين العام للأمم المتحدة تقريرا دوريا لمجلس الأمن حول الاستيطان.

ثلاثة ملفات
إلى الجنائية الدولية

وعلمت «القدس العربي» من بعض التسريبات أن القيادة الفلسطينية قررت إحالة ثلاثة ملفات إلى المحكمة الجنائية الدولية بعد قرار مجلس الأمن ووفقاً لما جاء فيه. الأول سيكون ملف الاستيطان غير القانوني والمرتبط ارتباطاً مباشراً بقرار مجلس الأمن والثاني هو العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والثالث سيكون ملف الأسرى الفلسطينيين وسياسة الاعتقال الإداري.
بيد أن الأمر الواضح هو أن المعركة الفلسطينية لأبعاد قرار مجلس الأمن الأخير ستكون مقتصرة على الجانب الدبلوماسي بعد النجاح الأخير والالتفاف الدولي حول عدالة القضية الفلسطينية. وكما بات معروفاً فإن الحلبة المقبلة للمعركة والمتوفرة حالياً هي مؤتمر باريس الدولي حول القضية الفلسطينية وإن سيتم بدون حضور الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وفي سياق النشاط الدبلوماسي التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة في مدينة رام الله وفدا إسرائيليا ضم عددا من الوزراء ونواب كنيست سابقين بحضور رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي محمد المدني. وأكد الرئيس الفلسطيني خلال اللقاء، أن القيادة الفلسطينية تسعى لتحقيق السلام العادل والدائم القائم على قرارات الشرعية الدولية واعتبر تصويت مجلس الأمن وبالأغلبية على مشروع القرار رقم 2334 انتصارا حقيقيا لمعسكر السلام.
وأشار الرئيس عباس إلى أن هذا القرار يفتح المجال لمفاوضات جادة وحقيقية تقود لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على مبدأ حل الدولتين وقرارات ومرجعيات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وقدم أعضاء الوفد التهنئة للرئيس على نجاح المؤتمر السابع لحركة فتح مثمنين مواقفه الداعمة للسلام وحل الصراع من خلال المفاوضات. وأكدوا أهمية التعاون بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في مجالات المياه والبيئة باعتبارها ذات أهمية قصوى للجانبين.
لكن ما عطل الدبلوماسية الفلسطينية قليلاً هو الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على الإدارة الأمريكية وشخص الرئيس أوباما وجون كيري وكذلك على الجانب الفلسطيني بعد القرار. ونفى الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير جملة وتفصيلا صحة المحضر المسرب للقاءات التي عقدت بين وفد فلسطيني برئاسته ووفد أمريكي برئاسة وزير الخارجية جون كيري في واشنطن وكانت نشرته صحيفة «اليوم السابع» المصرية وقالت إن أهم ما نجم عنه الاتفاق على تمرير القرار الدولي في مجلس الأمن.
وقال المسؤول الفلسطيني في تصريح صحافي تلقت «القدس العربي» نسخة منه إنه جاء في تقرير «اليوم السابع» أن اتفاقا جرى التوصل إليه خلال ذلك الاجتماع على تمرير القرار الدولي. وأضاف أن أسماء أعضاء الوفد الواردة في المحضر صحيحة وأن البيان المرفق باللغة الانكليزية صحيح، لافتا إلى أنه تم نشر الأسماء والبيان في الصحافة وقت عقد الاجتماع. واتهم عريقات أشخاصا قال إن لديهم علاقات وثيقة مع وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ومع رجل المال النمساوي الصهيوني مارتن شلاف بفبركة المحضر لإثبات ما طرحته الحكومة الإسرائيلية من ان قرار مجلس الأمن الأخير تم بالتآمر بين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما والجانب الفلسطيني.
واعتبر عريقات إن من فبرك المحضر كان يرمي لخدمة بنيامين نتنياهو بالإساءة للدول التي صوتت للقرار 2334. انهم «يقدمون الإثبات لأركان الحركة الصهيونية العالمية للإساءة والتآمر على كل من صوت لصالح القرار أو لم يعترض عليه». وأكد أن هؤلاء الأشخاص كانوا قد وصفوا مشروع القرار أنه عار، لافتا إلى أنه ذات الوصف الذي استخدمه نتنياهو وليبرمان لوصف مشروع القرار الدولي الجديد. وأكد عريقات أن المحضر المسرب لا يسيء لنا فصدور القرار يعتبر انتصارا لفلسطين وشعبها موضحا أن الجانب الفلسطيني لا يدعي بطولات زائفة أو أمورا لم نقم بها. وأثنى في الوقت ذاته على كل الدول التي صوتت ولَم تعترض على القرار.
وعاد ليصف المحضر المسرب بالكذب وأنه تم تسريبه خدمة لحروب نتنياهو وليبرمان في مواجهة المجتمع الدولي الذي انتصر للقانون والشرعية الدولية واعتبر أن كل ما قامت به سلطة الاحتلال من إملاءات ومستوطنات في الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية غير شرعي ويشكل مخالفة فاضحة للقانون الدولي.

المبالغة في أهمية القرار

لكن المحلل السياسي الفلسطيني هاني المصري مدير المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية «مسارات» رأى أن القيادة الفلسطينية بالغت كثيرًا في أهمية القرار واعتبرته منعطفًا تاريخيًا وتحولًا في الموقف الأمريكي وهذا سيحدّ من إمكانية توظيفه في المعركة الممتدة ضد المشروع الصهيوني الاستيطاني ورأس حربته الاستيطان في الضفة الفلسطينية المحتلة الذي يجب التركيز على مواجهته باعتباره الخطر الداهم، وتجاهلت أنه ضمن البند السادس أي لا يملك قوة تنفيذ. كما أن الرئيس الأمريكي القادم تعهد أن يكون له موقف مغاير من القرار بعد استلامه مهامه في العشرين من الشهر الآتي، ما يعني أنه لن يلتزم به وسيحث دولًا أخرى على عدم تنفيذه ولكن مع الإشارة إلى أن هذا لن يكون أمرًا سهلًا عليه.
كما أن القرار لم يُشر إلى الدولة الفلسطينية المعترف بها دوليًا وساوى بين الضحية والجلاد عند الحديث عن الإرهاب والتحريض وقتل المدنيين مقابل إشارته إلى التنسيق الأمني بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإلى استمرار المرحلة الانتقالية. وحسنًا أنه لم يتضمن أي إشارة لمبدأ تبادل الأراضي الذي وافق عليه المفاوض الفلسطيني وظل يكرر موافقته عليه باستمرار رغم أنه مبدأ يعطي شرعية للاستيطان. واعتبر المصري ان من أهم الدوافع التي أدت إلى امتناع إدارة أوباما عن التصويت حرصها على عدم إغلاق الباب نهائيًا على ما يسمى «حل الدولتين» الذي وصل إلى طريق مسدود، الأمر الذي يهدد باعتماد الفلسطينيين لخيارات أخرى بديلة عن خيار المفاوضات الثنائية والرهان على الولايات المتحدة. واختارت القيادة الفلسطينية كما صرح الرئيس محمود عباس العمل على استئناف المفاوضات بعد القرار وكذلك بعد خطاب كيري، ما ينذر بإعادة إنتاج ما سمي «عملية سلام» التي أوصلتنا إلى الكارثة التي نعيشها، وهذا يعني إهدار القرار وتحويله من شيء جيد إلى شيء سيئ بينما إسرائيل تحاول العكس من خلال تحويله من أمر ضار إلى نافع، من خلال توسيع الاستيطان والمضي في مخططات الضم وتشجيع إدارة ترامب بتنفيذ تعهداتها بنقل السفارة والقضاء على حل الدولتين، والدعوة إلى مفاوضات من دون تدخل دولي ما يشق الطريق لتنفيذ الحل الإسرائيلي وليس التوصل إلى حل متفق عليه.
وطالب المصري بضرورة أخذ العبر من كيفية التعامل مع القرارات الدولية السابقة المؤيدة للفلسطينيين أو المتضمنة للحد الأدنى من حقوقهم من خلال عدم متابعتها كما حصل سابقًا والانتقال من قرار إلى آخر بينما يتم تخفيض السقف الفلسطيني باستمرار من قرار التقسيم 194 إلى قرار 242 إلى اتفاق أوسلو والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود وغيرها من التنازلات وتأجيل طرحها كما حصل مع القرار الأخير الذي كان من المفترض أن يعرض على مجلس الأمن منذ شهور طويلة إضافة إلى تأجيل «تقرير غولدستون» وعدم تفعيل الانضمام الفلسطيني للمؤسسات الدولية خصوصا المحكمة الجنائية الدولية، وعدم اتخاذ القرارات السياسية والقانونية ومختلف الإجراءات المترتبة على حصول الفلسطينيين على اعتراف دولي بدولتهم كعضو مراقب حيث استمرت السياسات بعد هذا القرار مثلما كانت قبله.
وحتى يمكن استغلال هذا القرار الصادر عن مجلس الأمن واستثماره لصالح القضية الفلسطينية حسب المصري فإن المطلوب أولًا وقبل أي شيء آخر رفض العودة إلى مفاوضات ثنائية بغطاء دولي أو من دون غطاء لذا يجب رفض لقاء أبو مازن مع نتنياهو وفقًا للمبادرة الفرنسية أو الروسية أو المصرية أو من أي جهة أتت ما لم تكن جزءًا من مقاربة جديدة تقوم على أساس إعطاء الأولوية لتغيير موازين القوى على الأرض وجعل الاحتلال مكلفًا لإسرائيل ومن يدعمها واعتراف والتزام إسرائيل بالحقوق الوطنية الفلسطينية المتضمنة في القانون الدولي والقرارات الدولية، بحيث يكون التفاوض ضمن إطار دولي مستمر وفاعل وكامل الصلاحيات ويستهدف تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وليس التفاوض حولها وهذا يعني أننا أمام مواجهة مقبلة طويلة مع إسرائيل يجب الاستعداد لخوضها بجدارة حتى نفرض عليها الاعتراف بحقوقنا وليس أمام حل قريب وإقامة دولة خلال العام الآتي كما وعد الرئيس، وهذا وهم جديد يجب الإقلاع عنه قبل أن يسبب المزيد من الأضرار.
وثانيًا يستوجب هذا القرار ترتيب البيت الفلسطيني من خلال بذل كل ما هو ممكن لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية والعمل على عقد مجلس وطني توحيدي بمشاركة مختلف ألوان الطيف السياسي والاجتماعي حتى تكون المنظمة قولًا وفعلًا الممثل الشرعي والإطار الوطني الجامع الذي يعمل ضمن رؤية وطنية شاملة ينبثق عنها إستراتيجية موحدة قادرة على الانتصار.
وختم المصري بالقول أنه ومع رفض الموقف المصري الذي سحب مشروع القرار من دون تشاور مع الفلسطينيين والعرب إلا أن على القيادة الفلسطينية أن تبذل كل ما تستطيعه ولا تستطيعه لتصحيح العلاقات الفلسطينية المصرية والفلسطينية ـ العربية، خصوصًا مع دول اللجنة الرباعية العربية لأن البعد العربي للقضية الفلسطينية مهم جدًا، ومن دونه لا يمكن أن تبقى حية.

الفلسطينيون يشكلون لجنة لمتابعة قرار مجلس الأمن بخصوص الاستيطان

فادي أبو سعدى

في مجلس الأمن: حضر السيسي وغابت مصر

Posted: 01 Jan 2017 02:11 PM PST

جاءت موافقة مجلس الأمن على قرار يطالب إسرائيل بالوقف الفوري لبناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية والقدس الشرقية في 23 كانون الأول/ديسمبر بمثابة انتصار للجهود الساعية للتحقق من إمكانية تنفيذ التسوية القائمة على تأسيس دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة إسرائيل. وعلى الرغم من أن البعض حاول تقليل قيمة القرار بالنظر لغيره من القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، إلا ان أدراك أهميته يحتاج إلى التمييز بين صدوره وتنفيذه وانعكاساته المحتملة. فالقرار صدر بأغلبية 14 صوتا من إجمالي عدد الأعضاء البالغ 15 عضوا، في ظل امتناع الولايات المتحدة عن التصويت وهو ما يعد حدثا بارزا حيث جرت العادة على استخدام أمريكا لحق النقض (الفيتو) للوقوف ضد القرارات التي تدين إسرائيل وسياساتها. عدم الوقوف في وجه القرار والسماح بصدوره، وأن جاء في وضع يخص اعتبارات السياسة الداخلية الأمريكية وحساباتها، وعلاقة الرئيس المنتهية ولايته، باراك أوباما، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يظل مهما لأنه يدشن لحظة من شأنها أن تدعم الدول التي تتخذ مواقف واضحة من الاستيطان وتقاطع منتجات المستوطنات مثلا باعتبارها عقبة أساسية في سبيل التسوية السياسية. ولكن بدلا من الاحتفاء العربي بقرار مجلس الأمن، والفرحة نهاية حكم رئيس أمريكي وما يمكن أن تحمله من بعض الأخبار السارة لمنطقة تنتظر من يحدد الكثير من سياساتها من خارجها، تحولت اللحظة لساحة تنديد وأدانة علنية أو مستترة لمصر العضو غير الدائم في المجلس.
من لم يتابع تطورات الحدث يحق له ان يطرح السؤال عن سبب العتاب ما دامت مصر ضمن الأصوات التي دعمت القرار، وقد يزداد تعجبه أن توقفت متابعته عند حقيقة أقدم قليلا كانت فيها مصر هي الطرف الذي تقدم بمشروع القرار وحدد موعدا لمناقشته وطرحه للتصويت. فحتى تلك اللحظة كانت مصر التي أعرفها ويعرفها كل من يتحدث عن ثوابتها تجاه القضية الفلسطينية. فالطبيعي أن تعبر مصر عن مواقفها التاريخية من القضية الفلسطينية، وأن تعبر أيضا عن قضايا المنطقة بالشكل الذي يتصوره الموقف العربي الجمعي خاصة في قضايا نتصور أن عليها حالة من شبه الإجماع الذي يسمح بالحفاظ على ماء وجه ما يسمى السياسة العربية. ومما يساعد على هذا أن قضية الاستيطان تحديدا لا تتعارض مع المواقف المؤيدة للتسوية خاصة وأن الأطراف التي تدعمها تتعامل مع الاستيطان بوصفه عقبة في سبيل حل الدولتين، مع وجود اختلافات في السياسة الأمريكية تجاه تلك القضية وغيرها من قضايا الحل النهائي مثل حق العودة والقدس.
ما حدث وأثار الجدل هو سحب مصر لمشروع القرار من التداول قبل طرحه للتصويت. وإعلانها أنها اضطرت لتأييده بعد قيام السنغال وماليزيا وفنزويلا ونيوزيلندا بإعادة طرحه في اليوم التالي حتى لا يزايد عليها أحد. 
بدوره لم يكن التغير في الموقف المصري ناتجا عن رؤية فلسطينية أو عربية بقدر ما جاء بوصفه محاولة لانقاذ إسرائيل من صدور القرار والرغبة في تهدئة الأوضاع حتى يتولى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه في كانون الثاني/يناير الجاري ويلتزم بما أعلنه من سياسات تبدو أكثر دعما لإسرائيل من أوباما. فبعد تسريبات أو معلومات نقلت للجانب الإسرائيلي تؤكد أن الإدارة الأمريكية لن تستخدم «الفيتو» عند التصويت، ومع عدم قدرة إسرائيل على تغيير هذا السلوك تمثل المخرج في ترامب ومصر. والمؤكد -مع تعدد الحكايات- أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى مكالمة من ترامب تم بعدها سحب المشروع. ولكن مع اصرار الدول الأربع على تقديم مشروع القرار، لم يكن أمام مصر إلا تأييده ليخرج الحدث ككل في أسوا شكل ممكن.
أما التبريرات التي أعلنت فتؤكد على افتقاد فضيلة التوقف عن الحفر عند السقوط في حفرة. فمن ناحية تم الحديث عن سحب المشروع للتأكد من عدم استخدام «الفيتو» وهو موقف غريب، لأن تقديم مشروع القرار هو تسجيل موقف وتعبير عن رأي فلسطيني-عربي واثارة لقضية مهمة وخطيرة في ما يتعلق بالتسوية، أما ربطه باستخدام «الفيتو» من عدمه فأمر مثير للتساؤل خاصة وأن استخدام «الفيتو» يحدث في العديد من الحالات ولا يسبب إحراجا لمن قدم مشروع القرار بقدر ما يكشف عن مواقف الأطراف الدولية، ولا يمنع استخدامه من تقديم مشروعات لقرارات ترى الدول الأعضاء أهمية طرحها حتى وأن لم تحظ بالإجماع خلال مرحلة المفاوضات المسبقة. من جانب آخر جاء الحديث عن إعطاء فرصة للأطراف الدولية محاولة فاشلة في أن يكون غامضا لأن الطرف المقصود هو ترامب الذي أعلن العديد من الخطوات التي تضر التسوية الهادفة لإعلان دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وان كان ترامب معنيا بإعطاء فرصة للتسوية سيكون عليه إلغاء فكرة نقل السفارة الأمريكية للقدس واختيار سفير مؤيد لهذه الخطوة وللاستيطان. فان تدعم الاستيطان في القدس الشرقية وفي أراض يفترض أن تكون ضمن حدود الدولة الفلسطينية يعني عدم وجود فرصة للتسوية لغياب ما يمكن أن تتفاوض عليه.
أما أخطر المبررات فهي حديث المتحدث الرسمي باسم الخارجية على أن مصر بوصفها «شريكا رئيسيا في رعاية أي مفاوضات مستقبلية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة، كان من المهم ان تحافظ على التوازن المطلوب في موقفها… لضمان حرية حركتها وقدرتها على التأثير على الأطراف في أي مفاوضات مستقبلية». الحديث يؤسس لفكرة أن ورقة مصر هي وضعية الوسيط الذي يستند على علاقته بالإدارة الأمريكية الجديدة وإسرائيل متجاوزا عن الكثير من الأوراق التي كانت قائمة بوصفها جزءا من كروت الدور المصري الذي ظل لفترة غير بعيدة قادرا على البقاء على علاقة مع السلطة والفصائل - بما فيها حماس- وإسرائيل. تلك العلاقات المتشابكة ساهمت في أن تكون مصر طرفا أساسيا في حوارات الفصائل وأن تكون طرفا استراتيجيا مهما لدى إسرائيل والولايات المتحدة دون ان تخسر مواقفها العربية والأخلاقية. أما هذا التقزيم الذي يحدث للأوراق المصرية والخلط بين أسس المكانة التي كانت وبين أهمية السيسي ونظامه فهي مجرد امتداد للسياسة الداخلية التي لا ترى إلا الحاكم وتتصور أن كل صمت هو قبول وفرصة لمزيد من القرارات الصعبة، السياسة نفسها التي يقدم بها السيسي نفسه الآن لأمريكا وغيرها بوصفه القادر على تقديم ما لم يقدمه غيره كما أشار من قبل عندما تحدث عن دوره كوسيط في عملية التسوية.
بالإضافة لهذا ساهم الاحتفاء الذي تم به تناول خبر الاتصال بين السيسي وترامب وسحب مشروع القرار من أجل «إعطاء فرصة للإدارة الجديدة للمشاركة في التسوية» مع تضخيم قيمة دعوة السيسي للقاء ترامب في أمريكا، في تقديم الحدث بوصفه ثمن دفعته مصر من أجل تأكيد الشراكة مع ترامب والاقتراب من سياساته أو الدخول في تحالفاته دون مراعاة لحدود ما يمكن أن يباع وضآلة الثمن الذي يمكن أن يقدم عندما يتم إعلاء الفرد على الدولة، واللحظة على القيمة التاريخية والمستقبلية، والمصلحة الضيقة على الثوابت التي تمثل قيمة ومكانة ودورا استراتيجيا وسياسيا مهما.
في كلمته أمام قمة الدول العربية وأمريكا الجنوبية في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 والتي أكد السيسي فيها على أن القضية الفلسطينية «لا تزال جوهر الصراع في الشرق الأوسط» أشار إلى «أهمية وثقل دول أمريكا الجنوبية» مضيفا: «إذ نقدر لكم مواقفكم الداعمة لقضايانا العربية وخاصة القضية الفلسطينية نثق تماما أنكم ستواصلون دعمكم هذا الذي يتفق مع ما عهدناه منكم دوما من انحياز للحق وانتصار للمبادئ الإنسانية والأخلاقية». وان كانت فنزويلا قد اتسقت مع تلك المقولة التي أكدت على أهمية «الحق والمبادئ الإنسانية والأخلاقية» فإن السؤال يظل مطروحا عن موقف مصر من تلك المبادئ وهي تتنازل عن مزيد من الأوراق المهمة من أجل اللحظة والثمن السريع.
وأن كان النظام يرى في اللحظة التي يتولى فيها ترامب السلطة فرصة لدور يقترب من روسيا وامريكا دون أن يتعارض مع أيا منهما، بحكم التقارب بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن الواقع يتغير مثل الحلفاء، فالتغير في المواقف من سمات السياسة. وكما تغير حلفاء النظام من بعض الدول العربية بعد 30 حزيران/ يونيو إلى روسيا، ومن مواقف تدعم حلفاء المرحلة الأولى لمواقف تدعم حلفاء المرحلة الثانية، فإنه يستعد لمرحلة ثالثة يدمج فيها بين روسيا والولايات المتحدة. مرحلة تقوم على إعلاء القوة والسلطة مقابل الحقوق والحريات، إعلاء التسلح مقابل السلام. 
مصر اللحظة تتحالف في الخارج مع القوة وتقف ضد السلام مثل ما تقف في الداخل ضد الديمقراطية والحريات، وترى في تحالفاتها في المرحلة المقبلة فرصة لتمرير المزيد من السياسات الصعبة بأثمان أقل من ناحية توجيه النقد للنظام ورئيسه ولكنها وللأسف قد تكون أغلى بكثير من ناحية الوطن والمواطن الذي غاب روحا عن مجلس الأمن حتى وأن حضر جسدا من يمثله ويتحدث باسمه.

في مجلس الأمن: حضر السيسي وغابت مصر

عبير ياسين

الحفاوة «المضللة» بالقرار الأممي حول الاستيطان!!

Posted: 01 Jan 2017 02:11 PM PST

لن تطول كثيراً ضجّة «الحفاوة» بقرار مجلس الأمن الدوليّ، الذي صدر مؤخراً، حول وقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ سرعان ما ستنقشع تلك الأجواء ليجدّ الفلسطينيون والعرب أنفسهم خاليّ الوفاض بلا آلية أممّية إلزامية لتنفيذه فعلياً، بينما يمضيّ الاحتلال الإسرائيلي في مقارعته المضّادة بالمخططات الاستيطانية الجديدة.
ولن يطول الوقت، أيضاً، حتى يدخل القرار الأممّي في مرحلة حرّجة من مصيره، إزاء ضيق الخيارات المتاحة، راهناً، أمام القيادة الفلسطينية، وتحللّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أسِّر أي ضغوط قد تجبّرها على تقديم تنازلات في العملية السياسية، في ظل الانحياز الأمريكي المفتوح لها، وضعف الدعم العربي الإسلامي للقضية الفلسطينية، بما يجعل مستقبل «حل الدولتين» في غياهبّ المجهول.
بيدّ أن «قتامّة» المشهد الإقليمي العربيّ، وتراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وسط انشغال دول المنطقة بقضاياها الداخلية، يجعل من بصِّيص ضياء في نفق معتمّ وكأنه انفراجة حقيقية. فهذا القرار الأممّي الأخير ليس جديداً، من حيث جهة الصدور وطبيعة المضمون وماهية التطبيق، فأجندة هيئة الأمم المتحدة حافلة بالقرارات الدولية المشابهة، التي تزيد عن 40 ـ 60 قراراً، والصادرة، منذ العام 1967 تحديداً، عن مختلف أجهزة الأمم المتحدة، بدءاً بالجمعية العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي و«اليونسكو» ومجلس الأمن حتى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية، والتي تتبنى موقفاً ثابتاً من الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس، باعتبارها محتلة، والإقرار بعدم مشروعية ولا قانونية الاستيطان فيها.
وإذا كان القرار الأممّي الأخير يماثل، في أهميته، القرار رقم 465 عام 1980 الذي يناقش قضية الاستيطان بالتفصيل والتركيز المعتبرّين، غير أن الاحتلال الإسرائيلي لم يلتفت يوماً إلى قرارات الشرعية الدولية، التي اعتبرها (أول رئيس وزراء إسرائيلي) ديفيد بن غوريون «حبّراً ورقياً» حيث ما يزال يمضّي في نمط عدوانه الثابت ضدّ الشعب الفلسطيني، ما أدى إلى ارتفاع عدد المستوطنين إلى زهاء 680 ألف مستعمر في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، ضمن 185 مستوطنة و220 بؤرة استيطانية عشوائية قيدّ التحول إلى مستوطنة قريباً.
وتستعد سلطات الاحتلال لمواصلة تنفيذ مخططها الاستيطاني الخطير بإقامة 58 ألف وحدة استيطانية في القدس المحتلة، حتى العام 2020، والتي لم يبق من مساحتها سوى 13٪ فقط بيدّ الفلسطينيين، بعدما استولت على زهاء 87٪ من المدينة المحتلة.
في حين تتغلغل المستوطنات في عمّق أراضي الضفة الغربية بين أوصال المساحة المخصصّة لإقامة الدولة الفلسطينية المنشودة ضمنها، بما يجعل إمكانية ترميمّ «الكانتونات» المقطعة وغير المتصلة أمراً مستحيلاً، غير أن ذلك لا يمنع، في المنظور الإسرائيلي، من إقامة حكم ذاتي، تحت مسمى دولة، معنيّ بالشؤون الحياتية للسكان، خلا السيادة والأمن الموكلتين للاحتلال.
ويزيد من ذلك غياب ضغطيّ الالتزام بالقرار وفرض العقوبات على الطرف المخالف إزاء صدوره بموجب الفصل السادس من ميثاق هيئة الأمم المتحدة، حيث تعدّ القرارات الصادرة بموجبه غير ملزمة، خلافاً للقرارات الصادرة طبقاً لمقتضيات الفصل السابع، والتي تعتبر إلزامية على كافة الدول، بما يجعل القرار الأممّي رهين تقارير دورية يقدمها الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن لرصدّ واقع التوسع الاستيطاني في الأراضي المحتلة، وبالتالي لن يكتسب بعداً آخر.
وستتوفرّ الأجواء المواتية لتنفيذ المخططات الاستيطانية الإسرائيلية، بعيداً عن الرسالة السياسية الوازنة التي يبعثها القرار الأممّي لسلطات الاحتلال، لدى صدوره بأغلبية 14 عضواً من أعضاء مجلس الأمن، مقابل امتناع الولايات المتحدة، بما يؤكد الاجماع الدوليّ حول وقف الاستيطان.
ولا يعدّ امتناع الولايات المتحدة عن استخدام «الفيتو» ضدّ القرار بالأمر غير المسبوق؛ حيث مرّرت، منذ العام 1967، قرارات متعلقة بالصراع العربي ـ الإسرائيلي، بنحو 47 مرّة، ولكنه الأول من نوعه في عهد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، حيث كان آخر تصويت في مجلس الأمن الدوليّ على قرار يتعلق بالاستيطان في العام 2011، والذي اصطدم تمريره «بالفيتو» الأمريكي بتوجيه الرئيس أوباما.
ويبدو أن الرئيس أوباما أراد من ذلك الموقف تسجيل بصمّة، قبيل مغادرته البيت الأبيض، تعدّ اليتيمة في مسار سنوات ولايته الرئاسية العِجاف، وكأنه أدرك متأخراً أن الاستيطان يشكل عقبة أمام تحقيق «حل الدولتين» بعدما خالف، بنفسه، ما يعلنه جهاراً، وعاكسّ رؤية الولايات المتحدة لحل العملية السلميّة، باعتبارها الأمثل لمصلحتها الاستراتيجية في المنطقة، والتي قامت بطرحها ابتداء، من قبل الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش «الإبن» وجرى تضمينها، لاحقا، في خطة خريطة الطريق، التي تلاشت مع الأيام بنودها موضع الانتقاد الفلسطيني.
في المقابل وبالرغم من إدراك الاحتلال الإسرائيلي جيداً أن القرار الأممّي الأخير لن يغير الحقائق الاستيطانية القائمة في الأراضي المحتلة، كما لن يلتزم بتنفيذه فعلياً، أسوّة بموقفه غير المكترث بقرارات الشرعية الدولية، إلا أن حالة الاستنكار والتنديد الشديدة للقرار، والتي أعقبها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بسلسلة إجراءات «عقابية» للدول الراعية والمؤيدة له، لا تخرج عن مجّرد «ضجّة» مفتعلة، ولكنها تنمّ عن طبيعة الكيان الإسرائيلي الاستعماري العنصريّ الذي لا يريد للفلسطينيين تحقيق أي انتصار، حتى لو كان معنوياً ودبلوماسياً رمزياً.
ويستقيم ذلك الحال مع ترجيح مسؤولين فلسطينيين بتأجيل خطوة طرح ملف الاستيطان أمام المحكمة الجنائية الدولية إلى وقت غير محدد. وإذا صحّ هذا النبأ، فإن ذلك يعدّ خسارة كبيرة، بعد إعداد الملف من قِبل طواقم فنية محلية خبيرة بالتعاون مع فريق من خبراء القانون الدولي، غداة إيداع الإعلان الأول حول قبول اختصاص المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق بدءاً من تاريخ 13 حزيران (يونيو) 2014، والذي يضمّ المعلومات والبيانات والوثائق والخرائط والصور الجويّة والمخططات الهيكلية والأوامر العسكرية الصادرة حول المستوطنات، ومعلومات عن سنة تأسيسها ومساحة الأراضي الفلسطينية المصادرة لأغراض التوسع الاستيطاني. كما يتضمن البيانات التي تفيد ببدء سريان المخطط، فيما تقدم الصور الجوية الاستعانة الكاملة للمقارنة بين المستوطنات خلال السنوات الأخيرة، ومنسّوب الزيادات التي طرأت على حجمها وأعداد المستوطنين ضمنها، فضلاً عن الوثائق الخاصة بالإعلانات الصادرة عن الإدارة المدنية الإسرائيلية أو ما يسمى بلدية الاحتلال في القدس، والتي تكشف عن قرارات إقامة وحدات استيطانية جديدة، أو توسيع القائم منها، أو طرح عطاءات استيطانية.
وفي المحصلة سيصّطف قرار مجلس الأمن إلى جانب أقرانه في سجّل الأمم المتحدة الحافل بقرارات مشابهة غير منفذة، وبالتالي لن يجبّر هذا القرار غير الملزم سلطات الاحتلال على وقف الأنشطة الاستيطانية، أو الاحتكام إلى ما يعاكس حقائق سياستها الاستيطانية المغايرة، بينما ستعود القيادة الفلسطينية مجدداً إلى مربع الصفرّ حيال المطالبة المتواترّة بوقف الاستيطان، رغم التأييد الدوليّ الجارف لموقفها.

الحفاوة «المضللة» بالقرار الأممي حول الاستيطان!!

د. نادية سعد الدين

قرار أوباما وخطاب كيري: محاولة متأخرة ويائسة من البيت الأبيض للحفاظ على حل الدولتين

Posted: 01 Jan 2017 02:10 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: سخر العديد من السياسيين والعامة في الولايات المتحدة كثيرا من جولات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لحل الصراع العربي ـ الإسرائيلي إذ أمضى الرجل أكثر من تسعة أشهر وهو يحاول التقريب بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي بدون طائل وكان هناك اعتقاد ساذج بان كيري هو السبب الوحيد لعدم تقدم محادثات السلام.
كيري وفقا لوجهة نظر مختلفة سياسي مخضرم يشعر بالتفاؤل في حالات مستحيلة وهو يحظى باحترام كبير بسبب خدمته الطويلة في السلك الحكومي والتي وفرت له مجموعة متنوعة من القدرات ناهيك عن خدمته كجندي مناهض للحرب في فيتنام، وهو سناتور ديمقراطي من ولاية ماساتشوستس لا أحد يستطيع سلب قدرته على الطاقة والتحمل في المجال الدبلوماسي ولذلك كان هناك نوع من الاهتمام في الوسط السياسي الأمريكي في خطابه الهام الأخير بشأن أسس حل الصراع العربي ـ الإسرائيلي.
تعمد الإسرائيليون الإبطاء من عملية الافراج عن المعتقلين الفلسطينيين رغم موافقتهم على ذلك كإجراء لبناء الثقة في محاولة واضحة لزرع مشاعر الاحباط واليأس من احراز أي تقدم في مبادرة كيري، أما خطابه الأخير فقد قوبل باستنكار وقح للغاية من الإسرائيليين وانتقادات مفرطة من إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وأنصاره في اليمين المتطرف ناهيك عن اعتراضات قادة الحزب الجمهوري، ورغم ذلك، برزت وجهة نظر نادرة في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية تقول ان خطاب كيري عن حالة الصراع في الشرق الأوسط ليس فقط عبارة عن مناسبة بل ضرورة قصوى.
وعبر الجمهوريون والكثير من الديمقراطيين بالطبع عن غضبهم من خطاب كيري، فالكونغرس على مدى عقود عبارة عن قلعة كانت وما زالت للدفاع عن دولة الاحتلال الإسرائيلي بواسطة مجموعة من الانتهازيين السياسيين مثل المرشح الرئاسي السابق السناتور ماركو روبيو الذي أصدر بيانا لاذعا يقول ان كيري هو عدو للحرية يسعى لاحراج الحليف الرئيسي للولايات المتحدة.
الانتقادات التي خرجت من الوسط السياسي الأمريكي ضد كيري لم تتعامل بموضوعية مع فحوى الحديث، وكما قال المحلل دانيال ديبتروس، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، فان خطاب كيري يجب ان لا يثير الجدل لانه يستند على سياسة طويلة مستمرة للولايات المتحدة منذ عام 1967 وهي ان بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية سيكون بمثابة اعدام لحل الدولتين.
وأوضح ديبتروس ان هناك الكثير من الحقائق التي تدعم أقوال كيري بان إسرائيل تحاول السيطرة على نحو متزايد على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية لأغراض خاصة، حيث شهد المبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط مارتن انديك ان عدد المستوطنات في الضفة الغربية قد زاد بنسبة 100 ألف خلال فترة أوباما ناهيك عن 90 ألفا من المستوطنين الذين يعيشون خارج الكتل الاستيطانية الكبيرة، وعندما يقول كيري بانه لا يتم السماح بتنمية فلسطينية في المنطقة «ج» في الضفة الغربية فانه لا يطالب بأي شيء جديد، بل يستعرض واقعا جديدا حيث يتركز السكان إلى حد كبير في المنطقة «أ» و«ب» التي تشكل 40 في المئة فقط من الضفة الغربية.
الضجيج السياسي الذي صدر عن أنصار إسرائيل في واشنطن حول خطاب كيري سيدفن بالتأكيد الحقائق القليلة التي اعترفت بها إدارة أوباما، ورغم ذلك، لا يمكن الاشادة بجرأة وزير الخارجية عندما قال ما قال في مكان عام وخاصة مشاعر القلق من سيناريو دولة واحدة.
خطاب كيري، في الواقع، رغم جرأته وفقا للمعايير الأمريكية كان، أيضا، محاولة من إدارة أوباما للتأكيد على حرص واشنطن على أمن دولة الاحتلال ردا على الانتقادات المستمرة من الجمهوريين والديمقراطيين لأوباما بسبب قرار الأمم المتحدة، وجاء الخطاب بلغة ان «الصداقة» تتطلب عرض الحقائق القاسية، وبرزت علامات في خطاب كيري تشير إلى أن إدارة أوباما تعتقد ان المشكلة في نتنياهو وحكومته الأكثر يمينية ولم تنتبه واشنطن إلى ان النهج الإسرائيلي تجاه المستوطنات والسعي لقتل حل الدولتين هو نهج استراتيجي عدواني متجذر في العقلية الإسرائيلية بغض النظر عن شخصية وانتماء رئيس الوزراء.
وقد استخدم كيري خطابه مع اقتراب مغادرته المنصب خلال أسابيع معدودة لتقديم عرض أخير يرسم مسارات التقدم إلى الأمام للتوصل إلى اتفاق سلام، وقد اقترحت لغة الخطاب ندم كيري من انهيار محادثات السلام في عام 2014. وفي الواقع، خطاب كيري لا يتعارض مع تقييمات الإدارات الأمريكية المتعاقبة في مجلس الأمن وكان يهدف في المرتبة الأولى إلى الحفاظ على خيار حل الدولتين.
السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون ديرمر واصل بدوره الرد بشكل هستيري على موقف إدارة أوباما بشأن المستوطنات في الأمم المتحدة، إذ قال ان سلوكيات أوباما، في الواقع، صادمة أكثر من سلوكيات الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وقال ديرمر في مقارنة ماكرة بين أوباما وترامب: «هناك الكثير من الحديث والاتهامات حول مدى سوء نوايا الرئيس المنتخب بخرق سياسات الرئيس السابق في وقت قياسي ولكنني أعتقد ان الأمر الشائن هنا هو قيام إدارة أوباما في الأيام الأخيرة من الرئاسة بتحول جذري في سياسة الولايات المتحدة دون علم أو دعم من الإدارة المقبلة».
تصريحات ديرمر كشفت، أيضا، ان دولة الاحتلال الإسرائيلي ستعمل بقوة مع إدارة ترامب والكونغرس لوقف ما سماه بسياسات أوباما تجاه إسرائيل، وعلى حد تعبيره فان إسرائيل تعتقد قرار مجلس الأمن وموقف غدارة أوباما قد أصاب إسرائيل باضرار ولذلك فانها ستعمل مع الإدارة الجديدة وأعضاء الكونغرس من جانبي الممر السياسي، الديمقراطي والجمهوري، لتخفيف الضرر من هذا القرار والغائه في نهاية المطاف.
وقد ضغطت حكومة الاحتلال والإدارة المقبلة لترامب على إدارة أوباما من دون جدوى لمنع القرار قبل صدروه، في حين دافع وزير الخارجية جون كيري عن امتناع أمريكا عن التصويت في خطاب رئيسي ألقاه الاربعاء الماضي قائلا ان خيار دولة واحدة يعني ان اسرائيل لا يمكن ان تكون يهودية وديمقراطية على حد سواء وانها لا يمكن ان تنعم بالسلام.
ترامب من جانبه، وعد مرارا وتكرارا بعلاقات دافئة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بعد عقد من العلاقات الفاترة بين أوباما ونتنياهو في حين أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بترامب وصداقته الحميمة.
ومن المرجح، ان تتصاعد الحرب الكلامية بين البيت الأبيض من جهة ونتنياهو وترامب من جهة أخرى، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في نوايا الإدارة الأمريكية المقبلة، حيث أعلن ترامب عن عزمه على تعيين سفير في إسرئيل يدعم سياسة الاستيطان ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة وهي خطوات استفزازية ستثير غضب المنطقة، وهي تعني، أيضا، وفاة حل الدولتين.
في نهاية المطاف، ليس هناك ما يدعو إلى الاحتفال في قرار أوباما وخطاب كيري، فالقرار الجديد هو عبارة عن توصية غير ملزمة، ومن الواضح، ان أنصار دولة الاحتلال في واشنطن، وهم كثر للغاية، سيعملون بجهد على تعطيل الأضرار الصغيرة التي جلبها القرار في المحافل الدولية على الكيان الإسرائيلي غير الشرعي.

قرار أوباما وخطاب كيري: محاولة متأخرة ويائسة من البيت الأبيض للحفاظ على حل الدولتين

رائد صالحة

قرار 2334: زوبعة نتنياهو ومحاولات أوباما اللعب في الوقت الضائع لإنقاذ «ميراثه»

Posted: 01 Jan 2017 02:10 PM PST

تشهد العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية تصعيدا وتوترا، فمن جهة أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عاصفة حول القرار (2334) الذي صادق عليه مجلس الأمن في يوم 23 كانون الأول (ديسمبر) يشجب العمليات الاستيطانية في الضفة الغربية وعاقب الدول التي وافقت وصادقت عليه واستدعى سفراءها ووبخهم على قرار بلادهم التصويت. واتهم إدارة الرئيس باراك أوباما بالوقوف وراءه عندما امتنعت عن التصويت عليه. وردا عليه أعلن عن خطوات لتسريع عملية الاستيطان في القدس الشرقية وبناء وحدات سكنية جديدة. وتحدث يوم السبت عن «عهد جديد» في العلاقات الإسرائيلية- الأمريكية في إشارة لتصريحات الرئيس- المنتخب دونالد جي ترامب الذي شجب القرار واعتبره «عقبة أمام السلام» وكان وراء الخطوة المصرية بسحب مشروع القرار الذي وزعته على الدول الأعضاء في مجلس الأمن وطالبت بالتصويت عليه خلال 24 ساعة ثم عادت وسحبته بضغط من مكتب نتنياهو في القدس وترامب.

دور مصر

وردت مصر على القرار الجديد الذي تبنته السنغال ونيوزيلندا وماليزيا وفنزويلا بتسريب وثيقة لصحيفة «المصري اليوم» زعمت فيها أن جون كيري، وزير الخارجية وسوزان رايس، مستشارة الأمن القومي اجتمعا مع وفد فلسطيني برئاسة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأخبرا الوفد أن واشنطن لن تستخدم الفيتو إذا كان القرار المقدم للمجلس متوازنا. وتساءلت صحيفة «هآرتس» (28/12/2016) عن مصدر الوثيقة المزعومة للصحيفة المصرية، وربما جاء من الحكومة المصرية نفسها مشيرة إلى وثيقة مشابهة نشرها موقع «والا» الإسرائيلي واحتوت على المعلومات نفسها التي نشرتها الصحيفة المصرية. ومن هنا فعندما قال نتنياهو أن إسرائيل لديها أدلة عن دور إدارة أوباما في القرار ربما كان يشير لما نشرته الصحيفة المصرية. ولا يمكن فصل الزوبعة الإسرائيلية والغضب الشديد الذي أبداه رئيس الوزراء وقادة اليمين الإسرائيلي عن تطورات أخرى منها مؤتمر باريس الذي سيعقد في 15 كانون الثاني (يناير) حيث اطلق وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان على المؤتمر المزمع عقده جملة «محاكمة دريفوس» في إشارة لمحاكمة فرنسا عقيدا يهوديا في الجيش الفرنسي نهاية القرن التاسع عشر بتهمة التجسس لصالح المانيا. ودعا اليهود الفرنسيين الهجرة إلى إسرائيل. وتعتقد صحيفة «الغارديان» (28/12/2016) أن مؤتمر باريس يقصد منه عــزل رئيــس الــوزراء الإسرائيلي على أمل دفعه نحو العودة للمفاوضات مع الفلسطينيين وتقديم تنازلات.

كيري يتحدث

ووسط هذه الأجواء الصدامية والشحن المستمر من إسرائيل والتصعيد المرتبط بالضرورة بالوضع الداخلي وإرضاء القاعدة اليمينية التي يعتمد عليها نتنياهو في بقائه حيث يخطط لأن يرشح نفسه لفترة رابعة وربما أخرى. جاء جون كيري، يوم الأربعاء وألقى خطابا كان يريد إلقاءه منذ انهيار العملية السلمية التي رعاها عام 2014 بين الطرفين. ورغم اللهجة الشديدة والصراحة التي بدت في خطابه إلا أن خطابه الذي يعتبر أطول خطاب يلقى في وزارة الخارجية (75 دقيقة) لم يحتو على «معايير» للحل جديدة ومع ذلك لم يحظ برضا إسرائيل وحلفائها في الولايات المتحدة. وحذر من خطورة الاستيطان على العملية السلمية وأن حل الدولتين بات على فراش الموت إن لم يكن ميتا. وأن على إسرائيل أن تختار بين دولة ديمقراطية أو يهودية ولا يمكنها أن تكون الإثنتين. ولا يستبعد المعلقون أن يكون الرئيس أوباما قد سمح لرئيس الدبلوماسية في إدارته بإلقاء الخطاب.
ومجرد إلقاء كيري الخطاب لا أوباما يعني أن الرئيس ليس مقتنعا بضرورة لعب دور حيوي في الأيام الأخيرة لإدارته خاصة أنه حاول هو نفسه كسر الجمود في المحادثات السلمية عندما وصل إلى السلطة عام 2009 واقتنع هو وفريقه أن المستوطنات تمثل عقبة في تقدم العملية السلمية، وعندما فشل في المحاولة الأولى لم يعدها ثانية. ومضت ثماني سنوات بدون أي تقدم بل ونسيان للملف الفلسطيني. ومن هنا فإشارة أوباما لكيري إلقاء الخطاب الأخير قد تكون مرتبطة بتنصيب ترامب الذي لا يشترك مع الإدارة في أي من مواقفها بشأن العملية السلمية وتبرع للمستوطنات الإسرائيلية تكريما لديفيد فريمان الذي اختاره ليكون سفيره المقبل في إسرائيل، وهذا الرجل لا يدعم فقط الاستيطان بل ويطالب بضم كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومن ناحية أخرى ربما حاول أوباما من خلال الخطاب احتواء الضجة التي أثارها نتنياهو حول قرار مجلس الأمن وحاول فيه كيري تبرير عدم تصويت الولايات المتحدة ضده. كما يرى روبرت دانين بمقال نشره موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي (28/12/2016). وحاول بن رودس، نائب مستشارة الأمن القومي الأمريكية في تصريحات نقلتها «القناة الإسرائيلية الثانية» تبرير خطاب كيري حيث قال إنه محاولة للتأكيد على الثوابت في السياسة الأمريكية المتعلقة بطريقة حل النزاع «وكيفية رؤيتنا للأشياء عام 2016 حيث ستنتهي إدارتنا بدون تقدم مهم». ولم تكن تبريرات هذه كافية لإسكات نتنياهو الذي يرى أن التعامل مع ترامب سيكون أفضل. فقد وعد هذا بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس ووعد بتعامل أفضل مع إسرائيل خاصة أنه عبر عن استعداد لأن يكون الرجل الذي سيحقق السلام بالمنطقة. وأحاط نفسه بعدد من المستشارين الموالين لإسرائيل. ورحب فيه اليمين الإسرائيلي الذي اعتبره «مخلصا» له.
ومن هنا فالمواجهة التي افتعلها نتنياهو لا تعبر بالضرورة عن تغير في السياسة الأمريكية ولكن كما تقول «نيويورك تايمز» (29/12/2016) بالسياسة الإسرائيلية الخطيرة في ظل رئيس الوزراء الحالي الذي جعل من حكومته لاعبا متحزبا في السياسة الأمريكية أكثر من أي حكومة أجنبية، باستثناء روسيا طبعا. وحذرت الصحيفة هنا من مخاطر تصرفات الحكومة على مصالح إسرائيل طويلة الأمد. وتشير في تحليلها لملامح النزاع أن الأمم المتحدة تعتبر متحيزة ضد إسرائيل ولهذا حاولت إدارة أوباما حمايتها بالفيتو وبالعضلات الدبلوماسية وبشكل مجتهد لم تقم به أي إدارة أمريكية سابقة «ولكن لم لا يجبر أي شيء مكتوب الرئيس الأمريكي على حماية إسرائيل من النقد الدولي ويتناسب مع السياسة الأمريكية ومصالحها؟». ومن هنا تشير الصحيفة إلى الرد الإسرائيلي الذي حاول «شخصنة» القرار واتهام أوباما بخيانة إسرائيل. وتؤكد ان نتنياهو وأنصاره مخطئون ويتناسون الدعم الأمريكي الطويل ويقومون بشيطنة أوباما ووزير خارجيته كيري ويشوشون على النقاش الجاد حول ما يجب أن يتم حول مستقبل الدولة الفلسطينية. وتقول الصحيفة إن القرار الذي مرر بواقع 14 إلى صفر وافقت عليه كل الدول الأعضاء بما فيها روسيا والصين ومصر وكلها يعتبرها نتنياهو دولا صديقة بما فيها السنغال التي أقامت علاقات قوية معها. وكما قال غريغ كارلستروم في «بوليتكو» (28/12/2016) فإذا كان هؤلاء هم أصدقاء نتنياهو في أفريقيا وآسيا من صوتوا لصالح القرار فماذا يقول عن الآخرين؟ وتدافع «نيويورك تايمز» على القرار الأخير والذي وإن شجب الاستيطان بشكل واضح خاصة في القدس الشرقية، فأنه لا يمثل بالضرورة تغيرا في موقف الأمم المتحدة، ففي أي مفاوضات جادة يتوقع الإسرائيليون أن تكون القدس عاصمة لهم وكذا الفلسطينيون يتوقعون الحصول على أجزاء من القدس كعاصمة لهم وحرية الوصول إلى الأماكن المقدسة. ووردت الصيغة نفسها في قرارات وبيانات وافق عليها الرؤوساء الأمريكيون من قبل. وفي ظل الرئيس الحالي لا تزال الولايات المتحدة تتمسك بما اتفق عليه في أوسلو عام 1993 والذي ينص على تأجيل وضعية القدس حتى المفاوضات النهائية. وتعترف الصحيفة أن المستوطنين والداعمين لهم لم يخفوا خططهم للسيطرة على القدس والضفة الغربية. فمنذ وصول أوباما إلى البيت الأبيض زاد عدد المستوطنين إلى 400.000 في الضفة الغربية وإلى 208.000 مستوطن في القدس الشرقية حسب إحصائيات حركة السلام الآن الأمريكية. وفي الفترة نفسها جرى العمل على بناء 12.700 وحدة سكنية في الضفة الغربية.

مخاطر حل الدولة

وترفض الصحيفة تصريحات داعمي نتنياهو الذين قالوا إن قرار أوباما سيزيد من النشاط الاستيطاني وكأن الحكومة الإسرائيلية أظهرت نوعا من الانضباط طوال الفترة الماضية. وتعلق «هذا منطق مثير للسخرية تتبناه الحركة الاستيطانية: عندما يصمت العالم نبني المستوطنات وعندما يحتج العالم يجب أن نبني المستوطنات». وفي ضوء هذا المنطق تزداد المستوطنات ويتلاشى معها حل الدولتين. ورغم ما يعاني منه الطرف الفلسطيني من انقسامات تؤثر على العملية السلمية إلا أن الاستيطان يظل عقبة كأداء وتقع المسؤولية فيه على إسرائيل. وعند هذه النقطة لا تبدو إسرائيل مهتمة بالحل، فما يقدمه نتنياهو عن حل للدولتين هو مجرد كلام، وقال إن حكومته تعتبر الأكثر التزاما بالاستيطان في تاريخ إسرائيل. فيما أعلن وزير التعليم المتطرف نفتالي بينت قائلا «إن عصر حل الدولتين قد انتهى» وهو ما رفضه سفير نتنياهو في الأمم المتحدة. وتتحدث الصحيفة عن خيارات إسرائيل الصعبة لو لم تقم الدولة الفلسطينية حيث ستضطر لضم الضفة الغربية. ولو فعلت فسيصبح الفلسطينيون غالبية بشكل ينهي دعوى إسرائيل بأنها دولة لليهود. ولتجنب هذا الخيار، فقد تخيل اليمين اليهودي سيناريو مختلفا وهو ضم غزة لمصر حيث تتولى المسؤولية، وضم ما تبقى من الضفة الغربية إلى الأردن وبدون القدس التي ستكون تحت السيطرة الإسرائيلية. ورغم أن حل الدولة الواحدة يظل فنتازيا إلا ان هناك من يدعمه. ففي مقال للرأي كتبه حجون بولتون، الذي يقال إنه على قائمة الرئيس المنتخب ليعمل نائبا لوزير الخارجية ونشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» يوم الإثنين قدم فيه موقفا داعما لحل الدولة. وقد يتغير الوضع مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض حيث قدم وعودا كثيرة منها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. وللتذكير فقد وعد بيل كلينتون وجورج دبليو بوش من قبل بنقلها وتخليا عن الوعد. ولو نفذ وعده وعمل مع اليمين المتطرف الذي يدعمه سفيره المنتظر، فمنظور إسرائيل في المستقبل سيكون بدون سلام أو أمن ترغب به. وفي النهاية فكل الضجة التي أثارها نتنياهو مرتبطة بالضرورة بقاعدته اليمينية التي يعتمد عليها في بقائه. فحزب الليكود الذي وصل إلى السلطة قبل أربعة عقود تقريبا كان في معظم الأحوال يسيطر على 40٪ من مقاعد الكنيست، أمام اليوم فهو لا يسيطر إلا على 25٪ في المئة. ومن هنا فرد نتنياهو مرتبط بمصالحه الشخصية ومحاولة إرضاء اليمين الذي يدعمه وليس مصالح إسرائيل.

تأخر كثيرا

وكما قال كارلستروم في «بوليتكو» فليست المرة الأولى التي تمتنع فيها أمريكا عن التصويت في مجلس الأمن، فقد فعلت هذا عام 1979 وعادت بعد أشهر وصوتت لصالح قرار جديد. ولا يحمل القرار الجديد شيئا مختلفا عما تقوله الأمم المتحدة منذ نصف قرن وردده كيري يوم الأربعاء. والفرق كما يقول أن أمريكا تغيرت عما كانت عليه في السبعينات من القرن الماضي وكذا إسرائيل. والتغيرات واضحة في مواقف الحزب الديمقراطي واليهود الأمريكيين بالتحديد الذين أثرت تحولات إسرائيل نحو اليمين على طبيعة علاقتهم التقليدية مع الدولة. وفي المقابل باتت اللعبة في إسرائيل هي لعبة تشدد. ويقول إن أوباما كان رحمة لنتنياهو حيث كان الأخير كذريعة لتمرير مواقفه وردع اليمين. وفي ظل ترامب فسيفقد نتنياهو الشماعة فهذا رجل ليس مجربا في السياسة ولم تمتحن مواقفه بعد ولهذا فقد يتحول إلى أسوأ أحلامه. وفي النهاية لو افترضنا أن أوباما جاد في «التعليم» على نتنياهو فلماذ انتظر كل هذه السنين وحاول في الساعة الحادية عشرة قبل النهاية تقديم شيء؟ كما علق سايمون تيسدال في صحيفة «الغارديان» وقال إن أوباما وعد عام 2009 بتحقيق السلام الذي ظل دون تحقيق. كما ولم يدفع الرئيس بالقدر الكافي لتحقيق السلام عندما كانت ظروف المنطقة مواتية لذلك، ففي عام 2011 صوت ضد قرار مماثل حيث أكد أن العملية السلمية التي ترعاها الولايات المتحدة، ستدفع بالسلام قدما. وسمح أوباما لنتنياهو في العلاقة العاجزة للأخير بأن يحبط جهوده، خاصة في خطابه أمام الكونغرس عام 2015. وكان مترددا حتى في موقفه الأخير في الأمم المتحدة، فلو كان يعتقد أن المستوطنات تمثل عقبة أمام السلام فلماذا امتنع عن التصويت؟ ولماذا لم يذهب بعيدا ويشجبها؟ ولماذا انتظر سبع سنوات؟

قرار 2334: زوبعة نتنياهو ومحاولات أوباما اللعب في الوقت الضائع لإنقاذ «ميراثه»

إبراهيم درويش

المعارض زياد أبو حمدان لـ «القدس العربي»: التفاوض مع فصائل المعارضة السورية المسلحة ينتج حلاً حقيقياً

Posted: 01 Jan 2017 02:09 PM PST

إنه تطور دراماتيكي في المشهد السوري، حسب توصيف المعارض السوري عضو مؤتمر الرياض والعضو السابق في «الائتلاف الوطني» زياد أبو حمدان، الذي يرى أن الإعلان عن وقف شامل لإطلاق النار بين النظام والميليشيات التابعة له من جهة وبين المعارضة المسلحة من جهة ثانية والذهاب إلى محادثات الأستانة وما ينتح عنها يشكلان اختباراً حقيقياً للسياسة الروسية وتطلعاتها في سوريا.
وما ساهم في تغيّر المشهد، حسب قراءته، وصول الروس إلى قناعة بأن الوقت قد حان لوقف الاستنزاف الاقتصادي والعسكري لهم، وأن ما جرى في حلب هو نصر شكلي وليس نصراً حقيقياً. فالمعركة لم تحسم الصراع والمقاتلون استعدوا لحرب عصابات طويلة الأمد. وعندما يقرر الشعب أن يخوض حرباً شعبية، لا يمكن لأي جيش أن ينتصر عليه. لذلك أصبح الإتفاق هو ضرورة الساعة، لاسيما بعدما أدركت أن الحل لا يمكن إلا أن يكون مع الفصائل التي هي أبناء الأرض.
يذهب إلى الاعتقاد أن موسكو لا يمكنها التراجع، فهي لديها التزامات دولية، وستحاول أن تُظهر نفسها أمام شعبها وأمام العالم أنها دولة متحضرة، تستطيع أن تفرض حلا في منطقة غير مستقرة مثل سوريا. وبالتالي، فإن إيران قد تكون قادرة على «خربطة» الاتفاق أو عرقلته لكن ليس باستطاعتها أن تنسف مسار العملية برمتها، لأن ذلك يعني كسر هيبة روسيا وظهورها بمظهر الدولة المارقة.
على أن إيران وميليشياتها المتغلغلة في سوريا وفي اقتصاد البلاد وفي شراء الأراضي سيتم إرضاؤها عبر «مقايضة ما» ستحصل عليها بعد انجاز التسوية، إذ أنها ستطالب بثمن مقابل وجودها الراهن. لكن ما يأسف له تحوُل الأكراد إلى ورقة تم اللعب بها من قبل واشنطن ودول إقليمية أخرى، بعدما صدّقت بعض الفئات الكردية أنها ستكون لها دولة مستقلة في شمال سوريا، فيما اليوم يتم استثناء قوات الحماية الكردية من وقف إطلاق النار ويبدو حل المسألة الكردية معلقاً.
النقطة المهمة بالنسبة للمعارض أبو حمدان أن البعد العربي لم يتم تغييبه في هذا الاتفاق، وهو ما كان يتخوّف منه، إذ أن أي استبعاد للبعد العربي لن يؤول إلى حل مستدام. وهو ما يبدو أن روسيا قد أيقنته جيداً ومارسته في هذا الاتفاق المفاجئ الذي تم التحضير له في تركيا. أما مصير رأس النظام السوري بشار الأسد، فهو واضح في اتفاق «جنيف واحد» والقرارات الدولية ولاسيما القرار 2254، المعتمد حتى الآن كأسس للحل، حيث سيكون حاضراً في المرحلة الانتقالية ولكن ليس في مستقبل سوريا.
وهنا نص الحوار:
○ كيف تقرأ الإعلان عن وقف إطلاق النار الشامل في سوريا بين النظام والميليشيات المقاتلة إلى جانبه وبين فصائل المعارضة المسلحة بضمانة موسكو وأنقرة؟
• ما جرى هو تطور دراماتيكي. وهو نتيجة التنسيق التركي ـ الروسي والغياب الأمريكي عن الساحة السورية، مع الأخذ بعين الاعتبار حاجة الروس لوقف نزيفهم الاقتصادي والعسكري في سوريا بلا طائل. يبدو أن الروس وصلوا في نهاية الأمر إلى القناعة بحتمية التفاوض مع القوات العسكرية لـ«الجيش الحر» الموجودة على الأرض، حيث أنها هي القوة الفاعلة التي يمكن أن تصنع سلاماً أو تشارك في صنع السلام في سوريا.
○ في رأيك هل هذا الاتفاق قابل للصمود وبالتالي للتطبيق؟
• نعم، في حال ضمنت روسيا هذا الاتفاق من جهة النظام وإيران، واستطاعت أن تضغط على الإيرانيين والميليشيات التابعة لهم. وفي حال حدّت من رغبة النظام الجامحة في السيطرة العسكرية من جهة، ونجاح الأتراك في ضبط القوى المسلحة السورية المعارضة، والتنسيق مع الجانب السياسي المتمثل بـ «الهيئة العليا للمفاوضات» من جهة أخرى.
○ كيف يمكن أن تتصرّف إيران وميليشياتها، هل ستنصاع فعلياً لهذا الاتفاق وتقبل به، أم ستسعى إلى «الخربطة» بطريقة ما؟
• من المؤكد أن إيران وميليشياتها المتنوعة من لبنانية وعراقية وأفغانية وباكستانية وغيرها لن تقبل بهذا الاتفاق ببساطة. قد يكون هناك ثمن للقبول به سيُدفع لإيران من خلال مقايضة ما، لكن هذه القوى ستسعى لعرقلة الاتفاق بشكل أو بآخر. وقد تتحوّل هذه العرقلة إلى عمل مدني في داخل سوريا بمقايضة قد تكون ما بعد وضع اتفاق السلام موضع التنفيذ.
○ ماذا تقصد بالتحديد بهذه المقايضة؟ هل هي جوائز ترضية؟
• إيران تغلغلت في سوريا واقتصادها، اشترت عقارات في دمشق وحول مقام السيدة زينب، وهي تسيطر على مواقع عدة من القصير إلى داريا في بعض الأماكن، ولها تواجد في محيط حلب. لديها قواتها العسكرية وخبراؤها العسكريون المنتشرون في كثير من أنحاء سوريا، وبالتالي سيطالبون بامتيازات معينة، ويحاولون عرقلة الاتفاق ضمنياً. لكن في الإطار الخارجي، سيمرّر الاتفاق وستكون محادثات الأستانة وما ينتح عنها عبارة عن اختبار حقيقي للسياسة الروسية وتطلعاتها في سوريا.
○ أليست اليوم الكلمة الفصل هي لروسيا؟
• الكلمة الأولى هي لروسيا، لكن شاهدنا في حلب أن روسيا أعلنت أكثر من مرة هدنة وقامت الميليشيات التابعة لحزب الله وإيران بتعطيلها للإيحاء بأنهم موجودون ولن يقبلوا بكل قرارات روسيا. يمكن للإيرانيين وميليشاتها أن تعرقل أو أن تؤخر المسار الراهن عبر خربطة وقف إطلاق النار كمقدمة للعمل على الحل السياسي، لكنها لا تستطيع نسف الاتفاق والعملية التي يقودها الروس.
○ لماذا لا يستطيعون؟
• هذه العملية مكملة لإتفاق جنيف واحد ولجهود الأمم المتحدة ولجهود المجتمع الدولي، بحيث أنه ليس من مصلحة روسيا نهائياً أن تكون دولة مارقة أو أن ينظر إليها كذلك. ليس من مصلحتها أن تتخلى عن القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان. روسيا لها التزامات دولية، وستحاول أن تُظهر نفسها أمام شعبها وأمام العالم أنها دولة متحضرة وتستطيع أن تفرض حلا في منطقة غير مستقرة مثل سوريا. ولا يمكن أيضاً أن تدعم حكماً دكتاتورياً إلى الأبد. ستجد حلا بالتفاوض مع المقاتلين السوريين الموجودين على الأرض ولا يمكن أن تجد حلاً مع المقاتلين الأجانب الذين يتواجدون على الأرض السورية لضرورات استدعاء النظام لهم، مثل الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة له. التفاوض مع هؤلاء من الحرس الثوري وميليشيات حزب الله لا يمكن أن ينتج حلاً، بينما التفاوض مع الفصائل المسلحة في المعارضة السورية، أبناء الأرض، هو الذي ينتج حلاً حقيقياً.
○ هل كنتم تتصورون هذا التطور؟ كان المشهد قبل الإعلان عن نقاط الاتفاق مقلقاً لكثير من المراقبين في المعارضة. اليوم الأمر مختلف. وبالتالي كيف تقرأون نتائجه في السياسة؟
• الروس حققوا نصراً عسكرياً في حلب، ويرغبون بتحقيق نصر سياسي ضمن الفراغ الذي تركه الأمريكيون والدول الأوروبية. وجد الروس ضالتهم في تركيا للتنسيق الكامل حول القضية السورية وأيضاً تدوير الزوايا بين الأتراك والإيرانيين والتقاطعات على الأرض السورية، هذا كان متوقعاً، لكن صراحة لم نكن نتوقع أن يكون اعتراف روسيا بالفصائل العسكرية المعارضة بهذا الزخم الذي حدث. كنا نظن، حسب تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه سوف لن يعترف بأي معارضة ولا يرغب بالتفاوض مع أي معارضة سورية مسلحة، حتى المعارضة السياسية السورية لم يكن راغباً في البحث والتفاوض معها، لكن كما يبدو بعد تقييم ما حدث على الأرض خلال أكثر من سنة، منذ أيلول/سبتمبر 2015 إلى الآن، من قبل الرئيس الروسي مع وزير دفاعه ووزير خارجيته في الاجتماع الأخير الذي أعلن عنه، يبدو أن سياسة روسية واقعية نوعاً ما قد تبلورت. والمفاجئ أن ينقلب الروس من طرف مقاتل إلى جانب النظام إلى طرف ضامن للنظام وحلفائه لتحقيق اتفاق سلام.
○ لكن فصائل المعارضة وضعت الضمانة الروسية في مرحلة اختبار؟
• لا شك في ذلك، لكن التراجع عن هذا الاتفاق الذي أعلن عنه قد يتسبب بكارثة سياسية وإحراجاً كبيراً لروسيا ودورها في المنطقة، ومستقبل وجودها أمام الشعب السوري خصوصاً، والعربي عموماً، وأيضا أمام دول العالم كممارسات دولة عظمى دخلت طرفاً لتحمي ديكتاتوراً ونظاماً مليئا بالفساد والاستبداد، هم حققوا ما يصبون إليه من خلال تواجدهم في القواعد العسكرية في طرطوس وحميميم، وبالتالي قد يفرضون الحل السياسي على الأطراف المتنازعة.
○ هل يمكن للمعارضة السورية أن تثق بالروس وبتعهداتهم؟
• الموضوع أصبح يتعلق بالمصالح المشتركة، بمعنى أن «الجيش الحر» وفصائل المقاتلين السوريين وجدوا أنفسهم بلا عون من المجتمع الدولي. وفشلت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إلى مناطق النزاع وفي فرض قراراتها الدولية بحل النزاع من «جنيف» إلى القرارات الأخرى. إذاً، الفصائل السورية المقاتلة وجدت نفسها أمام واقع حقيقي في مواجهة القوة الروسية وبموازنة معينة من القوة التركية، وبمصالح مشتركة بين الأتراك والروس. ومن هنا، لا بد لها من أن تقبل بحل تفاوضي على أساس أن المعارضة السورية السياسية بنت استراتيجيتها على الحل السياسي. هذا الأمر أصبح واضحاً تماماً، ولا بد من الأخذ فيه والنظر بواقعية أيضا لمعاناة الشعب السوري التي طالت كثيراً والتي يجب أن يوضع حد لها. لا بد من أن نلتقي في منتصف الطريق، في نقاط وسط تنتج حلا أو بداية للحل. فالاستمرار في الصراع إلى ما لا نهاية من دون دعم من جهة، ومن دون قرارات تطبق على الأرض من قبل الأمم المتحدة من جهة أخرى أصبح أمراً غير واقعي وعبثي وسينهك كل الأطراف. في رأيي أن الجميع قد استنزف في وقت واحد.
○ معركة حلب بنتائجها العسكرية هي هزيمة للمعارضة، ويبدو أنها بنتائجها السياسية أقرب إلى الانتصار؟ كيف يمكن قراءة تلك المعادلة غير المنطقية؟ من يخسر عسكرياً يربح سياسياً؟
• هذا دليل واضح على أن المعركة لم تكن معركة جيش ضد جيش. كانت معركة جيش النظام وحلفائه من الميليشيات الطائفية ضد شعب. هناك مقاتلون لا يتجاوز عددهم عشرة آلاف في حلب، بينما سكان شرق حلب كانوا نحو ثلاثمئة أو أربعمئة ألف نسمة. المقاتلون على الأرض لم يشكلوا أكثر من نسبة بسيطة لا تتعدى خمسة في المئة من عدد السكان. وبالتالي هزيمة شعب في أرضه واقتلاعه من بيوته ليس انتصاراً بل هزيمة للمعتدي. وهذه الهزيمة بدأوا يشعرون بها عملياً. هم من يهاجمون؟ من يقاتلون؟ المقاتلون الذي استطاعوا أن يخرجوا من حلب لجأوا إلى أماكن أخرى، وأبقوا على استعداداتهم للقتال مرة أخرى. ليس هناك نصر بمعنى النصر. هو نصر شكلي وليس نصراً حقيقياً في معركة حقيقية تحسم الصراع. هذه المعركة لم تحسم الصراع ولم تنه قوة المقاتلين على الأرض. المقاتلون استعدوا لحرب عصابات طويلة الأمد. وهذا استنزاف مستمر للروس أولاً واستنزاف للإيرانيين وميليشياتهم. عندما يقرر الشعب أن يخوض حرباً شعبية، لا يمكن لأي جيش أن ينتصر عليه. لذلك أصبح الاتفاق هو ضرورة الساعة. ضرورة للجميع، كل حسب قناعاته وحسب ظروفه.
○ كان هناك خوف من استبعاد الدور العربي، لكن إعلان الجيش الحر ان الوفد المفاوض للمعارضة سيكون منبثقاً من الهيئة العليا بالتنسيق مع الفصائل الموقعة على الاتفاق يعني أن البعد العربي سيكون موجوداً في مؤتمر الأستانة؟
• هذا صحيح تماماً. كنا نحذر من استبعاد البعد العربي، المتمثل بالهيئة العليا للمفاوضات ودول الخليج، وقلت تحديدا أن هكذا اتفاق لن يكون مستداماً. أخذ البعد العربي في المسألة السورية مسألة حيوية، وقد اكتشفها الروس ومارسوها في هذا الاتفاق المفاجئ الذي تم التحضير له في تركيا، إذ نرى الروس قد عادوا إلى رشدهم وبدأوا يتصرفون كطرف شبه محايد في القضية السورية. بدأوا يدركون أن البعد العربي لا يمكن أن يكون بعيداً عن سوريا، ولا أحد يقبل في المنطقة العربية ولا في العالم أن تكون سوريا جزءاً من إيران كما يصرّح الإيرانيون.
○ تم بناء الجانب السياسي من الاتفاق على أسس اتفاق جنيف وعلى القرار الدولي رقم 2254. هنا سيأتي الاختلاف في التفسير حول مستقبل سوريا، هل سيكون مع الأسد أو بلا الأسد؟ تم التسريب بأن هناك اتفاقاً منجزاً على بقاء الأسد حتى عام 2021 إلى انتهاء فترة ولايته، برأيك هل من السابق لأوانه أن نتحدث عن تفاصيل المسار السياسي وما سينتج عنه أم أن مرتكزات المسار أضحت واضحة المعالم؟
• المسار السياسي وفقاً لجنيف وللقرار 2254 لا ينص على بقاء الأسد في مستقبل سوريا، هذا أمر محسوم، ولا أظن أن هذا الأمر قد ينتج حلاً مستداماً على الإطلاق، المباحثات المزمع عقدها بعد شهر من توقيع هذا الاتفاق هي التي ستبحث بمفاصل الحل وآليات تطبيقه، إذا استند الحل إلى «جنيف واحد» وإلى قرارات مجلس الأمن وتحديداً 2254 لن يكون هناك مستقبل لبشار ونظامه في الحكم بسوريا، بل مرحلة انتقالية يتم توزيع السلطات فيها على حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة تستطيع من خلالها أن تدير البلاد وتحفظ الأمن وتعيد الاستقرار وتنتج دستوراً وحلاً مستداماً، وبالتالي لا نرى مستقبلاً لبشار في حل نهائي لسوريا، إنما قد يبقى لفترة محددة وبصلاحيات محددة ضمن ضمانات روسية ـ تركية وتحت مظلة الأمم المتحدة لأن هذا الاتفاق سيتوسع لدخول الأمم المتحدة وستكون في وقت من الأوقات جزءاً مهماً منه.
○ المستشار القانوني للجيش الحر أسامة أبو زيد أعلن بوضوح أن وفد المعارضة السورية سينبثق عن الهيئة العليا للتفاوض بالتنسيق مع الفصائل ولن يشمل منصات القاهرة وموسكو والأستانة، لكن هذا لا يعني انه لن يكون هناك حضور لتلك المعارضات؟
• التفاوض سيكون باسم الهيئة العليا للمفاوضات وفصائل الجيش الحر. لكن لا يمنع وجود معارضين آخرين قد تتم دعوتهم من منصات القاهرة وموسكو والاستانة.
○ مؤتمر الأستانة عبارة عن محطة يحاول الروس من خلالها «تقوية» الأوراق التي في يدهم تمهيداً لطرحها في مؤتمر جنيف المقرّر في 8 شباط؟
• الروس يعززون انتصارهم العسكري على الأرض بانتصار سياسي، هذه الاستراتيجية مستمرة لتقوية موقفهم السياسي في الأمم المتحدة لاحقاً، وأيضاً للتفاوض مع الإدارة الأمريكية المقبلة. الواضح الآن أن هذا المؤتمر لا يشكل بديلاً عن مؤتمر جنيف لكن يمكن أن يكون خطوة لتقوية الموقف الروسي على طاولة المفاوضات وتعزيز دورها بعدم سعيها لتقديم نفسها راعيا وضامنا للتسوية السياسية.
○ ثمة كلام لدبلوماسيين روس في الغرف المغلقة أنه لولا تركيا لما سقطت حلب، وأن ما آل إليه الوضع في حلب هو نتيجة اتفاق روسي- تركي ومقايضة قد حصلت؟
• بعد خيبة الأمل التركية من موقف الإدارة الأمريكية اثر الانقلاب العسكري، من الطبيعي أن نرى انعطافة تركية باتجاه روسيا، فالرئيس رجب طيب أردوغان يبحث عن مصلحة نظامه وعن كيفية تعزيز قدرات بلاده القريبة من الاتحاد الروسي، الذي شعر بالغبن بعد تدمير مصالحه في شمال أفريقيا، كليبيا على سبيل المثال، وبالتالي الروس يستأسدون لحصد منافع ومكاسب الانعطافة التركية تجاههم وتدوير الزوايا بين الأتراك والإيرانيين وتقليص خلافاتهم في الملف السوري.
○ مقايضة حلب بمدينة الباب برأيك أجهزت على الحلم الكردي بكيان مستقل في شمال سوريا؟
• صحيح… هذه المقايضة نرى نتائجها على الأرض من خلال ما تقوم به قوات «درع الفرات» التي تعمل تحت الجناح التركي. الأتراك يبحثون عن مصالحهم الاستراتيجية خارج حدودهم لإفشال مشروع الدولة الكردية. الأكراد عبارة عن ورقة تم اللعب بها من قبل واشنطن ودول إقليمية أخرى، بعدما صدّقت بعض الفئات الكردية بأنها ستكون لها دولة مستقلة في شمال سوريا. نحن حذرنا الأخوة الأكراد، منذ البداية، من مغبّة إعطاء فرصة للقوى الإقليمية والدولية للعب بهذه الورقة على حساب استقلال سوريا ووحدة أراضيها. الأمريكيون يتراجعون عن دعمهم للأكراد تدريجياً مفسحين المجال للتفاهم الروسي ـ التركي، وبالتالي يسقط مشروع الدولة الكردية. ولا مناص من عودة الأكراد من جديد للبقاء في سوريا كمكوّن أساسي من الشعب السوري.
○ اتفاق وقف إطلاق النار استثنى قوات الحماية الكردية؟
• حل المسألة الكردية مؤجل.
○ كيف يمكن للإدارة الأمريكية الجديدة أن تتصرف حيال خريطة الطريق الروسية- التركية إذا صمد وقف اطلاق النار وانعقد مؤئمر الأستانة؟
• لا أعتقد أن الإدارة الجديدة التي سيتولاها دونالد ترامب ستقوم بتغييرات دراماتيكية في السياسة الأمريكية الخارجية، لأن هذا شأن خارجي. وأعتقد أن ترامب لا يملك الرؤية والخبرة الكافيتين للحسم في قرارات هامة قد تأخذ أمريكا إلى مواجهات مع روسيا أو مع دول أخرى. هذه حكومة اقتصادية في الدرجة الأولى تسعى إلى تحسين الوضع الاقتصادي لأمريكا وللأمريكيين. وتسعى إلى تحسين الوضع العسكري من نواحي التسليح النووي في حال تمّ البدء في سباق نووي جديد. لا أراهم متورطين في سوريا. هم سيستمرون في اتباع سياسة القيادة من الخلف التي ابتدعها باراك أوباما، مع بعض التغييرات الشكلية.

المعارض زياد أبو حمدان لـ «القدس العربي»: التفاوض مع فصائل المعارضة السورية المسلحة ينتج حلاً حقيقياً

حاورته: رلى موفّق

طائرات روسية تنفذ غارات لصالح الجيش التركي: تعثر في معركة الباب بعد تعزيز «الدولة» قواته

Posted: 01 Jan 2017 02:09 PM PST

«القدس العربي»: تزداد عملية تحرير مدينة الباب، شرق حلب، التي تنفذها فصائل «درع الفرات» بدعم الجيش التركي، صعوبة، خصوصاً بعد تعزيز تنظيم «الدولة» لقواته بقوة كبيرة من جند الخلافة، فضلاً عن استخدامه عددا كبيرا من الصواريخ المضادة للدروع.
تعثر العملية الذي يتكرر للمرة الثانية خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر، يأتي تزامناً مع أنباء عن بدء الطائرات الروسية بتنفيذ غارات مساندة لفصائل المعارضة، في الباب، وذلك عقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم الخميس الفائت برعاية أنقرة وموسكو. هذه المعطيات، ربما تغير من الوقائع الميدانية لصالح القوى المهاجمة.
وفي معركة السيطرة على جبل الشيخ عقيل الاستراتيجي، وحدها، خسرت القوات التركية 16 جندياً.
الجبل الواقع غرب المدينة، هو عبارة عن عدة تلال متلاصقة تشرف على الأحياء الشمالية والغربية والجنوبية.
واستطاع مقاتلو تنظيم «الدولة» في المعركة نفسها تدمير دبابة وناقلة جند، وبثت وكالة «أعماق» شريطا مصورا يظهر سيطرة التنظيم على دبابة من نوع ألماني يستخدمها الجيش التركي.
تنظيم «الدولة» يستخدم أيضاً، المدنيين دروعا بشرية، وفق فصائل «درع الفرات» و«القيادة العامة لمدينة الباب التي ناشدت المدنيين، في بيان «ضرورة الالتزام بندائها الأخير وخروجهم من المدينة بأقصى سرعة ممكنة حفاظاً على سلامتهم والتوجه إلى الريف والقرى المجاورة لفترة مؤقتة حتى تكتمل عملية التحرير، فالأيام المقبلة ستكون خطيرة عليهم في حال بقائهم في المدينة».
ويرجع الإعلامي في «درع الفرات»، عمر الشمالي، أسباب صعوبة العملية لـ«استخدام التنظيم لعدد كبير من الصواريخ المضادة للدروع، والتحصين الهندسي من ألغام وسواتر وأنفاق، إضافة لاستخدامه الكلور ضد مقاتلي درع الفرات».
وأشار لـ»القدس العربي» إلى أن «ما يؤخر السيطرة على الباب هو منع تنظيم الدولة المدنيين من مغادرة المدينة وتفخيخ كل الطرق الزراعية في وجههم وأخذه كامل المدنيين دروعا بشرية في وجه قوات درع الفرات».
ومنع تنظيم «الدولة» خروج أهالي الباب أو الفرار جنوباً من المعارك الحاصلة في المدينة، وزاد عدد الألغام المزروعة حول المدينة لمنع الهاربين من العبور.
ووثقت تنسيقية الباب، مقتل 15 مدنياً خلال أسبوع، من الـ22 وحتى الـ28 من شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي.
كما تسببت قوات «درع الفرات» في مقتل نحو 100 شخص من المدنيين في القصف على مدينة الباب، وقطعت هذه القوات الطريق المؤدية إليها، وأحكمت سيطرتها على طريق حلب – الباب من الجهة الغربية الجنوبية وكامل منطقة الصوامع.
كذلك سيطرت على طريق الباب – منبج من الجهة الشرقية. وأتبعت استراتيجية الحصار وتقطيع الطرق هذه، خشية انسحاب تنظيم «الدولة» المفاجئ من بعض المناطق وتسليمها لقوات سوريا الديمقراطية، في محاولة وضع عدوَيه في مواجهة بعضهما البعض.
هذا التكتيك اتبعه التنظيم منذ بدء عملية «درع الفرات»، عندما قام بسحب مقاتليه من منطقة جرابلس وترك فصائل «الدرع» تتقدم جنوباً لتواجه قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلي مجلس جرابلس العسكري التابع لها. من جهة أخرى، أرسل التنظيم نحو 500 مقاتل من أفراد ما يُعرف بـ«جند الخلافة» من الأراضي العراقية إلى مدينة الرقة. وكان مصدر خرج من مدينة الرقة إلى مناطق سيطرة المعارضة في إدلب حديثا، قد أفاد في حديث إلى «القدس العربي» أن التنظيم «أرسل مؤازرة كبيرة من جند الخلافة إلى مدينة الباب، وأرسل باقي المقاتلين إلى مدينة تدمر».
إلى ذلك، قصفت المقاتلات الروسية منطقة جنوبي الباب بالقرب من بلدة تادف، في سابقة من نوعها تدل على تنسيق عال بين القوات الروسية والجيش التركي، وهي رسالة يريد الروس من خلالها التعبير عن حجم التفاهم السياسي والعسكري الكبير بين البلدين. كذلك، هي رسالة إلى كل من إيران بشكل مباشر، وأمريكا وحلف الناتو بشكل غير مباشر وعلى المدى الاستراتيجي البعيد. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرغب في إنهاء التفاهمات مع تركيا سريعا بخصوص الوضع في سوريا، وترسيخ أفق الحل السياسي برعاية مشتركة مع تركيا قبل تسلم دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة رسمياً.
ومن غير المستبعد، أن تقوم روسيا بمساندة الجيش التركي جويا ولوجستيا وفي عمليات نزع الألغام.
الخطوة هذه ربما ستلقى ترحيباً أيضاً من «درع الفرات» في حال استطاعت موسكو ضــبــط قـــوات النــظام والميليشيات الإيرانية وإلزامهم بوقف إطلاق النار ومنع خرقه، باعتبار أنها الجهة الضامنة لطرف النظام.
وتعتبر مدينة الباب تحديا كبيرا لتركيا، كونها أتت في سياق التفاهمات التركية ـ الروسية التي تقضي بالسيطرة التركية عليها مقابل إجلاء مدنيي حلب. وكانت قد وُجهت إلى تركيا اتهامات كثيرة من معارضين سوريين ومحللين سياسيين، مفادها أن أنقرة قايضت حلب الشرقية بمدينة الباب، مقابل منع روسيا قوات النظام من التقدم على محور كويرس ـ تادف، الذي يعتبر المدخل الجنوبي لمدينة الباب، وإطلاق يد تركيا و«درع الفرات» مقابل ضغط أنقرة على فصائل حلب الشرقية للخروج منها.
وتجمع الطرفين، الروسي والتركي، رغبة إلحاق هزيمة بوحدات حماية الشعب الكردية، فروسيا تريد تقويض الحليف الأمريكي الكبير في سوريا، بينما تريد تركيا إبعاد شبح قيام أي إقليم كردي على حدودها الجنوبية، الأمر الذي تعتبره تركيا خطرا على أمنها القومي.
ولا شك أن المراقب لتطور العلاقات يعرف أن تركيا تريد جر روسيا إلى منطقة شمال حلب، كي لا تتحمل النقمة الأمريكية، بل تشاطرها روسيا في مواجهة الأمر. كذلك فإن هذا التطور سيخفف على تركيا ويلات طرد وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة منبج.

 

طائرات روسية تنفذ غارات لصالح الجيش التركي: تعثر في معركة الباب بعد تعزيز تنظيم «الدولة» قواته

منهل باريش

الصحافيون هم أكبر الضحايا… ليبيا: الجماعات المسلحة تقتل وتُفلت من العقاب

Posted: 01 Jan 2017 02:09 PM PST

تدحرجت ليبيا من الرتبة 154 في التقرير السنوي للحريات الصحافية السنة الماضية، إلى الرتبة 164 عام 2016 على لائحة تضم 178 بلدا. وليس تدهور حرية الصحافة سوى ملمح بارز من ملامح المشهد الحزين للانتهاكات في ليبيا، فمن يُلقي نظرة على خريطة بلدان العالم المُصنفة حسب درجة احترام الحريات سيُفاجأ بأن ليبيا واحدة من تسعة بلدان يُغطيها اللون الأسود، بوصفها الأشد انتهاكا للحريات، إلى جانب الصين وتركمانستان وسوريا واليمن وإيران والسودان والسعودية والصومال.
وشكلت سيطرة الميليشيات على غالبية المدن والمناطق في ليبيا، بما فيها العاصمة طرابلس، غطاء مناسبا لارتكاب أشنع الانتهاكات لحقوق الإنسان، وإخفاء الجريمة بتوزيع دماء الضحايا بين الجماعات المسلحة المختلفة. واستهدفت الانتهاكات في الدرجة الأولى فئات هشة، ولاسيما الفاقدة لوسائل الدفاع عنها، مثل المهاجرين غير النظاميين والنساء، وكذلك الإعلاميين. وما زاد الأمور تعقيدا أن المدافعين عن حقوق الإنسان أنفسهم باتوا عُرضة للتهديد بل وللتصفية الجسدية، أسوة بالمحامية والناشطة الحقوقية البارزة سلوى بوقعيقيس وزميلتيها فريحة البركاوي وانتصار الحصائري، إلى جانب أخريات. واعتبر مُحللون أن اغتيال الشخصيات النسائية الثلاث شكل رسالة أوسع نطاقا مفادها أن «المرأة لا ينبغي أن تكون ناشطة في المجال العام».
وفي ظل تصاعد التهديدات أصدر المفوض السامي لحقوق الإنسان بيانا عبر فيه عن قلقه البالغ إزاء التقارير التي أفادت بتوجيه تهديدات إلى أعضاء «المجلس الوطني للحريات المدنية وحقوق الإنسان» في ليبيا (مؤسسة شبه رسمية). وسرعان ما غادر المُهددون ليبيا إلى الخارج ضمانا لسلامتهم من الاغتيال، خاصة بعدما اقتحمت عناصر يُعتقد أنها تابعة لعملية «فجر ليبيا» الأصولية المتشددة، مكاتب المجلس في العاصمة طرابلس وطلبت تسليمها المفاتيح والطوابع الرسمية وحققت مع كبار الموظفين في المجلس. وبالرغم من مطالبة المفوض السامي لحقوق الإنسان السلطات الليبية بتقديم من تثبت مسؤوليتهم عن انتهاكات لحقوق الإنسان إلى المساءلة القانونية، فإن تلك الدعوة بقيت حبرا على ورق.

معسكرات مزدحمة

لعل أحد الانتهاكات البارزة لحقوق الإنسان التي تتكررُ في مناطق مختلفة من ليبيا يتمثل بتجميع المهاجرين غير النظاميين في معسكرات تنعدم فيها شروط الحياة الكريمة. ويصل تدهور الأوضاع في تلك المعسكرات المزدحمة بالمهاجرين الأفارقة، إلى حد موت العديد منهم بسبب نقص العناية الصحية وسوء التغذية وظروف الإقامة المُضنية. وكان منسق الشؤون الإنسانية في ليبيا علي الزعتري طالب السلطات في نيسان/أبريل الماضي بإجراء تحقيقات مستقلة ومحايدة في ظروف وفاة مهاجرين أفارقة في مركز احتجاز في مدينة الزاوية (غرب).
واعتبر الزعتري أن المشكلة الأساسية هي «وجود مراكز احتجاز مزدحمة دوما بالنزلاء المهاجرين العابرين الذين يُلقى القبض عليهم لأنهم من دون أوراق ثبوتية». وقال إن تلك المراكز المزدحمة «لا توفر الخدمات الضرورية، والمعاملة فيها متفاوتة، وفي بعض الأحيان يشتكي النزلاء من المعاملة السيئة». وربما تكون أكبر معضلة يُواجهها هؤلاء النزلاء أنهم لا يعرفون متى سيُغادرون تلك المراكز. لذا طالبت منظمات وهيئات حقوقية كثيرة بإقفال تلك المعسكرات، وتطبيق الإجراءات القانونية على المُحتجزين فيها، بما فيها احتمال إخراجهم من ليبيا. وعبرت الأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة عن استعدادهما للتعاون مع المجلس الرئاسي والحكومة الليبية من أجل أن تتم مثل تلك العمليات في ظروف تضمن الكرامة والحقوق الإنسانية لنزلاء المعسكرات.
غير أن العقبة الكبيرة التي تعرقل هذا المسار هي أن بعض تلك المراكز ليس تحت سيطرة السلطات الشرعية المعترف بها دوليا، وإنما هي بأيدي ميليشيات متمردة على الدولة نفسها. وفي هذا السياق أكد تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في شباط/فبراير الماضي أن «كثيرا من الجهات الفاعلة (في ليبيا) إن كانت حكومية أم غير حكومية متهمة بارتكاب انتهاكات وتجاوزات خطيرة للغاية، ترقى في كثير من الحالات إلى مستوى جرائم حرب». وتشمل تلك الانتهاكات الموثقة عمليات قتل غير قانونية، إذ تم الإبلاغ عن حالات في مختلف مناطق النزاعات حيث تقوم الجماعات المسلحة بإعدام أشخاص بعدما تعتقلهم أو تختطفهم لأنها تعتبرهم أعداء لها. وتُدير بعض تلك الميليشيات مراكز اعتقال في معزل عن سلطة الدولة. وبناء على ذلك أوصى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان باتخاذ تدابير عاجلة لمكافحة الافلات من العقاب وتعزيز إصلاح القضاء.
وأظهر تقرير الأمم المتحدة أن من بين الانتهاكات المُسجلة والمستمرة منذ 2014 الهجمات على مناطق مكتظة بالسكان مثل بنغازي وطرابلس وورشفانة والجنوب الليبي، إضافة إلى انتشار التعذيب والمعاملات السيئة ولاسيما استخدام الأنابيب البلاستيكية والكابلات الكهربائية والتعليق لفترات طويلة في أوضاع مؤلمة والحبس الانفرادي والصعق بالكهرباء والحرمان من الطعام والماء. ونتج عن التعذيب وفاة معتقلين في مراكز الاحتجاز وأيضا في مخافر الشرطة والاستخبارات العسكرية.
ويعاني المحتجزون في مراكز الاعتقال (وبعضها سريٌ مثلما أسلفنا) من الإهمال الرسمي، فغالبيتهم لم يتم النظر في قضاياهم حتى اليوم، وهؤلاء يُعدون بالآلاف طبقا للتقرير الأممي، الذي أفاد أيضا بأن الأمم المتحدة استطاعت توثيق حالات تجنيد قسري للأطفال واستخدامهم في أعمال عدائية، خاصة من الجماعات الموالية لـ»تنظيم الدولة الإسلامية» إضافة إلى أن بعضهم تعرض للإعتداء الجنسي بمن فيهم فتيات لا يتجاوز سنهن الحادية عشرة، على أيدي عناصر الميليشيات. وأكد التقرير ان توثيق حالات الاعتداء الجنسي «كان صعبا بسبب خوف الضحايا من الانتقام ووصمة العار وضغط الأسرة». أما ما يُعطل مقاضاة المسؤولين عن تلك الانتهاكات فهو شلل الجهاز القضائي، الذي ما زال عاجزا عن إجراء تحقيقات فورية ومستقلة ومطابقة للمعايير الدولية.

الصحافيون أكبر الضحايا

ويمكن القول إن الإعلاميين هم أكبر ضحايا الصراع الذي اندلع في 2014 بين جماعة «فجر ليبيا» وجماعة «عملية الكرامة» وهو الصراع الذي عطل مسار الانتقال الديمقراطي في البلد حتى اليوم، بفعل الاستقطاب الشديد بين معسكرين مدعومين من محاور دولية وإقليمية. وأبصرت الساحة الإعلامية الليبية منذ اندلاع ذلك الصراع موجات هجرة للصحافيين إلى الخارج، وخاصة إلى دول الجوار، بعدما دفعوا ثمنا باهظا لمزاولة مهنتهم والمحافظة على نزاهتهم وصدقيتهم. ودفع تدهور الحريات الصحافية منظمة «مراسلون بلا حدود» إلى إطلاق حملة تحت شعار «هل انقطعت أخبار ليبيا؟» لكن وتيرة الانتهاكات زادت بسبب اتساع الحريق الذي التهم المكاسب القليلة التي تحققت على صعيد الحريات.
لم يقتصر الأمر على فقد الأمان والسلامة الجسدية أثناء أداء العمل الصحافي، وإنما بات الإعلاميون هدفا سهلا لعمليات القتل والخطف، فضلا عن التهديد والاعتقال والضرب. ويتصدر اسم الإعلامي والحقوقي المعروف عبد السلام المسماري لائحة شهداء الإعلام في ليبيا بعد الثورة، إذ قُتل بالرصاص لدى مغادرته المسجد بعد صلاة الجمعة. وعلى الرغم من تعهد الحكومة بملاحقة الجناة والكشف عن هويتهم، لم يُعلن رسميا حتى اليوم عن قتلة المسماري. كما قُتل أيضا جمعة الأسطى مالك قناة «العاصمة» التي كانت تعتبر الأكثر مشاهدة، ومدير قطاع الأخبار فيها محمد الهوني. واختُطف في العام الماضي الصحافي والمُدون التونسي سفيان الشورابي والمُصور نذير القطاري، ولم يُعرف شيءٌ عن مصيرهما إلى اليوم رغم المطالبات الملحة من أسرتهما وزملائهما.

قصف المحطات
التلفزيونية بالصواريخ

ومن ضمن الاعتداءات التي تعرضت لها وسائل الإعلام إطلاق صاروخين على مقر قناة «ليبيا الدولية» بعد استضافة الزعيم السابق لـ»مجلس ثوار ليبيا» عبد الله ناكر، وهو أحد قادة الميليشيات في منطقة الزنتان (غرب)، في حوار مباشر للتعليق على تداعيات «عملية الكرامة» التي أطلقها الماريشال خليفة حفتر ضد الميليشيات. وتعرض أيضا مقر القناة الخاصة «العاصمة» للتفجير بعبوة ناسفة وللقصف بواسطة الآر بي جي مرتين في أقل من أسبوع مما أدى إلى إتلاف جزء من المعدات والاستديوهات.
وطبقا لتقارير «مراسلون بلا حدود» عُثر على المُدونين محمد بتُو ومحمد المسماري وسراج غطاس مذبوحين في مدينة «درنة» (شرق) التي كانت تخضع لسيطرة جماعات متشددة. كما اختُطف في العاصمة طرابلس محمد حواس الصحافي السابق في قناة «ليبيا لكل الأحرار» ولم يُخل سبيله إلا من خلال عملية تبادل للأسرى، فيما تعرض المُصور سالم الحصادي لمحاولة اغتيال في درنة اضطر على إثرها للهجرة إلى خارج بلده. واضطرت سيرين العماري مراسلة قناة «فرانس24» في طرابلس إلى الفرار من البلد بعد سلسلة استجوابات من السلطات في شأن تقاريرها الصحافية وتعرضها لتهديدات متكررة. وعرف رسام الكاريكاتير نزار سيالة المصير نفسه في أعقاب تلقيه تهديدات بعدما نشر رسما ألقى فيه الضوء على الأضرار الجسيمة التي لحقت بالتراث الثقافي الليبي في طرابلس بفعل المعارك بين المتصارعين. كما اضطر المراسل السابق لقناة «الجزيرة» نعيم العشيبي إلى مغادرة مدينة بنغازي بعد تدمير منزله.

مُعاودة بناء الجيش
والقضاء والشرطة

قُصارى القول إن انتهاك الحريات في ليبيا بعد انتفاضة 17 شباط/فبراير 2011 أخذ أبعادا غير مسبوقة وأحجاما شملت جميع الفئات والمناطق تقريبا، فضحايا الاغتيالات كانوا من القضاة والإعلاميين والضباط العسكريين والأمنيين والنشطاء والأكاديميين والنساء والرجال والشباب والشيوخ. وإزاء ضخامة التحديات التي يُجابهها المجتمع الليبي بفعل انتشار التعديات على الحقوق وإفلات مرتكبيها من العقاب، تبدو الخطوة الأولى على طريق وضع حد لهذا الكابوس اليومي مُتمثلة بنزع سلاح الميليشيات وإخراجها من المدن، تمهيدا لتسريح عناصرها بُغية إدماج بعضهم في الجامعات التي كانوا يدرسون فيها، أو في المؤسستين العسكرية والأمنية لمن لم يرتكب جرائم أو انتهاكات لحقوق الإنسان. أما الخطوة الموازية فهي معاودة تشكيل الجيش الليبي، الذي سبق أن حله معمر القذافي، وإعادة بناء المؤسسة الأمنية لكي يستوعبا الشباب الذي انضوى تحت رايات الميليشيات بدافع الإغراءات المالية.
وفي هذا السياق أوصى التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في شباط/فبراير الماضي بإصلاح الشرطة القضائية
وإنشاء برنامج قوي لحماية الضحايا والشهود، إضافة لإنشاء هيكل قضائي متخصص داخل المحاكم الليبية للتركيز على الجرائم التي نص عليها القانون الدولي لحقوق الإنسان.

٭ مدير المركز المغاربي للأبحاث حول ليبيا

الصحافيون هم أكبر الضحايا… ليبيا: الجماعات المسلحة تقتل وتُفلت من العقاب

رشيد خشانة

تونس: رفض لقانون التوبة ودعوات إلى محاسبة الإرهابيين

Posted: 01 Jan 2017 02:09 PM PST

تونس ـ «القدس العربي»: كثر الحديث في الآونة الأخيرة في تونس عن إمكانية عودة الإرهابيين من حاملي جنسية البلد الذين شاركوا في القتال في بلدان عربية ومارسوا فيها شتى أنواع الجرائم.
وتزامنت هذه الأحاديث مع التطورات الجديدة الحاصلة في المنطقة في كل من الملف العراقي والسوري والليبي.
وتسببت التصريحات التي أطلقها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي من باريس والتي قال فيها أن السجون التونسية لا تتسع للعائدين من بؤر التوتر، في حالة من الهلع، خاصة وأن تجربة الجزائريين الأفغان الذين عادوا من كابول ودمروا بلد المليون شهيد خلال عقد التسعينيات ما زالت ماثلة في الأذهان. كما لمح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في وقت سابق إلى إمكانية توبة العائدين من بؤر التوتر وهو ما لم يعجب الكثير من القوى الفاعلة في تونس.
بيان شديد اللهجة

ومن بين المعارضين لسن قانون لتوبة الإرهابيين، الاتحاد العام التونسي للشغل الذي أصدر بيانا شديد اللهجة معتبرا أن عملية تسفير الشباب التونسيين إلى بؤر التوتّر في ليبيا وسوريا والعراق وغيرها هي جريمة من أكبر الجرائم الجماعية التي مورست في هذا العقد في تونس. فلا يكفي حسب المركزية النقابية التونسية، أنّ هذه العملية رمت بآلاف الشباب التونسي إلى المحارق والحروب الدموية وإلى جرائم القتل البشعة حتّى حوّلت أغلب هؤلاء المسفّرين إلى أخطر مجرمي الحرب وأدّت بعدد آخر منهم إلى الموت، فإنّها أيضا كانت جريمة دولية في حقّ شعوب عربية كثيرة، تواطأت فيها جهات مختلفة، وبسببها تورّطت شبكات المتاجرة بالبشر وعصابات السلاح وتجنيد المرتزقة والدول المتآمرة من أجل مصالحها الخاصّة.
كما اعتبر الاتحاد أن تسفير الشباب التونسي خلقت حالة من التوحّش وانعدام الإنسانية بلغها غالبية هؤلاء المسفّرين لا يمكن أن تمتّ بصلة لشخصية التونسي ولا لحضارته وثقافته، وذلك تحت جبّة «الجهاد» و «الديمقراطية» التي روّج لها الغرب وشبكات التغرير. ولا شكّ في رأيه أنّ تونس، وفق العديد من المؤشّرات، يراد لها أن تكون قبلة المتبقّين من الـ»دواعش» بمن فيهم الأجانب، وهي هجرة عكسية، تصرّ بعض الأطراف ممّن صمتوا على التسفير أو شجّعوه عبر منابر التكفير والخيم الدّعوية، أن يحوّلوا تونس ملجأ للإرهابيين بعد أن تدرّبوا على السلاح ومارسوا أبشع أنواع القتل والتنكيل المشهدي بالجثث مثلما فعلوا ذلك مع جنود تونس، مستغلّين دعاوى «التوبة» وما يسمّى بـ»حقّ التونسيين في العودة إلى بلادهم» لتمرير التطبيع مع هؤلاء الإرهابيين.
واعتبر الاتحاد أيضا أن التجارب في الجزائر أثبتت أنّ «التوبة» كانت وهما بالنسبة لغالبية من مارسوا التقتيل والخروج على القانون، وكذا الأمر في تونس بالنسبة لعدد كبير من الإرهابيين الذين استفادوا من تسامح التونسيين ونالوا العفو التشريعي العام وحازوا المنافع والتعويضات على حساب المجموعة الوطنية، ولكنّهم عادوا إلى غيّهم ومناهضتهم للمجتمع وقيمه. لذا فإنّ قانون الإرهاب، حسب الاتحاد هو الإطار الوحيد الأمثل لمعالجة ظاهرة المسفّرين بعيدا عن كلّ أنواع التبرير الإيديولوجي والمقايضات السياسية، إذ على أساس هذا القانون يمكن الحديث عن «التوبة» على قاعدة المكاشفة فالمحاسبة فالعقاب فالمتابعة، وعلى أساس هذا القانون يتمّ الكشف عن شبكات التسفير وتفكيكها ومحاسبة الضّالعين فيها ممّن استغلّوا الظروف الاجتماعية والنفسية والعقائدية للشباب التونسي وغرّروا به وتاجروا بمشاعرهم مدعومين من دول ومراكز نفوذ عالمية.

رفض شعبي

وتؤكد ضحى طليق الإعلامية في «وكالة تونس افريقيا» للأنباء، وكالة الأنباء الرسمية، في حديثها لـ «القدس العربي» على أن ترحيب الرئيس الباجي قائد السبسي بعودة التونسيين جوبه برفض شعبي واسع لهذه العودة. علما أنها، وحسب طليق، ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن عودة المقاتلين التونسيين، فقد سبق أن طرح الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي سنة 2014 ما سمّاه بـ»قانون التوبة» أو «الرحمة»، كما صرح رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في وقت سابق بأن «باب التوبة « مفتوح أمام هؤلاء.
وحسب محدثتنا فإن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي برر قبوله بعودتهم باعتبار أن الدستور التونسي الجديد يمنع التغريب ويمنح لكل تونسي حق العودة إلى وطنه. وتضيف الإعلامية التونسية أن الرئيس أكد أيضا أنه سيتم التعامل معهم وفق القانون رغم أن طاقة السجون التونسية غير قادرة على استيعابهم جميعا.
وحسب طليق فإن القانون التونسي يعتبر أنه «يعدّ مرتكبًا لجريمة إرهابية ويعاقب بالسجن كلّ من يتعمّد ارتكاب أحد الأفعال التالية، استعمال تراب الجمهورية أو تراب دولة أجنبية لانتداب أو تدريب شخص، بقصد ارتكاب إحدى الجرائم الإرهابية داخل تراب الجمهورية أو خارجه، والسّفر خارج تراب الجمهورية بغاية ارتكاب إحدى الجرائم الإرهابية». ورغم وضوح القانون في هذا الشأن، حسب محدثتنا، فإن مخاوف التونسيين ازدادت من أمكانية عودة هؤلاء المقاتلين الذين يرى البعض أنهم قد نزعوا على أنفسهم صفة الانتماء للوطن وللإنسانية منذ اللحظة التي انخرطوا فيها في مختلف الجرائم التي استهدفت الأوطان وقطعت أوصالها.
وتتساءل عن معنى التوبة وتعتبر التساؤل مشروعا، وتعتبره أيضا مفهوما دينيا وعقائديا، وأن التوبة لا تكون إلا بين العبد وخالقه، بينما هؤلاء أجرموا في حق شعوب ودول وحضارات وتاريخ وثقافات، أي في حق الإنسانية جمعاء، فعقابهم، حسب ضحى طليق، سيكون انتصارا للإنسانية جمعاء، ووفق القانون الدولي الإنساني القائم ، وجرائمهم لا تختلف عن جرائم الحرب والتي حيكت ضد الإنسانية، وهناك أمثلة لا تحصى ولا تعد، من محاكمات نورنبرغ بعد الحرب العالمية الثانية إلى المحاكم الجنائية الدولية بخصوص راواندا ويوغسلافيا السابقة وغيرها.

غياب الثقة

ويخشى التونسيون، حسب الإعلامية، من عجز القضاء عن إثبات تورط هؤلاء في الأعمال الإرهابية ومن ثم تبرئتهم كما سبق أن تمت تبرئة غيرهم من «الأفغان العرب» الذي عادوا لينفذوا مجددا أشرس الأعمال الإرهابية في حق المواطنين. وتعود أسباب عدم إثبات الجرم كون غالبيتهم تحولوا إلى بؤر التوتر بجوازات سفر مزورة، كما لا توجد لدى الدول التي تم الاعتداء عليها بنوك معلومات دقيقة حول هؤلاء المتورطين وهوياتهم الحقيقة وبالتالي لا يوجد تبادل قضائي في هذا المجال بين الدول المتضررة وتونس إلا في ما ندر. وتضيف قائلة: ان عددا هاما من التونسيين على يقين بأن غالبية العائدين، حتى لا نقول جلهم، سيجدون طريقهم إلى الحرية، ليشكلوا خلايا نائمة ستتحرك حين يطلب منها ذلك، كما يعتقدون أن الإصرار على عودة هؤلاء المقاتلين وفي هذا الظرف بالذات ما هو إلا تنفيذ للمخطط الأمريكي الرامي إلى إشعال المنطقة، حيث باتت الجزائر هي الهدف المقبل لهذه العصابات بعد ما أتمت مهمتها أو توشك على إتمامها في مناطق أخرى، أما بالنسبة لليبيا فهناك أيضا مساع أوروبية للوقوف إلى جانب خليفة حفتر للقضاء على تنظيم «الدولة» هناك.
وتختم طليق قائلة: أمام هذه المعطيات المطلوب اليوم على المستوى الداخلي هو وقفة حازمة من كل منظمات المجتمع المدني حتى يقع تسليط أقصى العقوبات على من سمحت له الظروف بالعودة باعتبار أن سفره إلى بؤر التوتر كان منذ البداية بسابقية الإضمار للقيام بتلك الجرائم والاعتداء على سيادة دولة أخرى والتنكيل بشعبها. أما بالنسبة للسلطات في الدول المتضررة، فعليها ألا تتخلص من هؤلاء المجرمين ورميهم إلى دولهم، فهم يمثلون مصدرا ثريا وزاخرا من المعلومات التي ستشكل قاعدة صلبة لتقديم قضايا للجنائية الدولية في كل من تآمر على هذه البلدان وعلى غيرها.

متعطشون إلى الدماء

ويعتبر باديس الكوباكجي القانوني والناشط السياسي التونسي في حديثه لـ «القدس العربي» أن التكفيريين التونسيين العائدين من بؤر التوتر هم أخطر على البلد مما نتصور. فهم متعطشون إلى إراقة الدماء، وقد سبق للتونسيين بعد الثورة أن منحوهم عفوا تشريعيا وفرصة ليندمجوا ويلتحموا مع شعبهم مجددا، لكنهم فوتوا هذه الفرصة وغدروا بالمواطنين وانخرطوا في حرب استنزاف اعتبروا فيها أبناءنا من المؤسستين الأمنية والعسكرية طاغوتا وأباحوا سفك دمائهم. فعن أي توبة نتحدث؟
ويضيف الناشط السياسي أن مبدأ شخصية النص الجنائي وهو من مبادئ القانون الجنائي، يقتضي أن تعاقب الدولة حملة جنسيتها الذين ارتكبوا جرائم في دولة أخرى. وبالتالي فإن التعامل الطبيعي مع التونسيين الذين قاتلوا في بؤر للتوتر في العالم بدعوى الجهاد هو المحاكمة العادلة والعقاب إذا ثبت ارتكاب الجرم خاصة وأن أغلبهم تورطوا في جرائم يندى لها الجبين، قطعوا الرؤوس ومثلوا بالجثث وسبوا النساء وشتتوا عائلات بأكملها.
ويؤكد الكوباكجي على ضرورة أن تكون العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر في التسعينيات ماثلة في الأذهان عند التفكير في التعامل مع القادمين من بؤر التوتر في العالم. فالكل يعلم ماذا فعل الأفغان الجزائريون الذين قاتلوا السوفييت في ثمانينيات القرن العشرين عندما عادوا إلى بلادهم حيث تسببوا في حمام دم للجار الغربي وما زالت مخلفات ما ارتكبوه من فظاعات لم يتخلص منها الجزائريون إلى اليوم.
ويختم قائلا: التاريخ وجب أن يكون عبرة للسياسيين وليس مجرد أحداث وروايات عابرة يتم الإطلاع عليها على سبيل العلم فحسب. والتاريخ الحديث والتجارب المريرة للشعوب الأخرى وخاصة جيران تونس تؤكد استحالة الثقة في هذه الجماعات الإرهابية التي جبلت على سفك الدماء وعدم احترام الحق في الحياة تحركها أجهزة مخابرات دولية جعلتها تخرب البلدان الإسلامية دون أن توجه بنادقها إلى الكيان الصهيوني الذي ينعم بالرخاء.
وأؤكد على أن المجتمع المدني التونسي، وبخلاف بعض السياسيين، يرفض في عمومه الصفح عن هؤلاء الإرهابيين ويرفض دمجهم في المجتمع باعتبار أنه لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين. لقد اختاروا أن يقاتلوا تحت راية غير راية تونس، وهم لا يعترفون بتونس أصلا ويعتبرونها غلطة وربما بلدا كافرا، يستهدفون جنوده وأمنييه ومواطنيه وحتى رعاة أغنامه البسطاء في أعالي الجبال وضيوفه الأجانب، ناهيك عن اقتصاده المنهك خدمة لأطراف مغاربية وعربية وغربية. لذلك لا يمكن التعايش مع من لا يحترم حق الإنسان في الحياة ومن يسعى إلى خراب بلاده ويتورط في سفك دماء أبرياء من الشعوب الأخرى.

تونس: رفض لقانون التوبة ودعوات إلى محاسبة الإرهابيين

روعة قاسم

ساحة البرلمان هايد بارك الرباط: ذاكرة المكان واستعراض القوة بين السلطة والمجتمع المدني

Posted: 01 Jan 2017 02:08 PM PST

الرباط ـ «القدس العربي»: على بعد خطوات قليلة من محطة القطار الرباط – المدينة، تجد نفسك وسطها تماما، ساحة البرلمان أو ساحة البريد، الساحة التي أخذت شهرتها الكبيرة من الاعتصامات القوية التي خاضها على وجه الخصوص الدكاترة المعطلون في المغرب سنوات التسعينيات، والتي صاحبتها احتجاجات قوية وشعارات مطالبة بالحق في التشغيل والكرامة، لم تفلح حتى هراوات قوات التدخل السريع «السيمي» أو غيرها من القوات الأمنية في ردعها أو ثني المعتصمين والمحتجين على مغادرتها. حيث تحول هذا الفضاء العمومي إلى نقطة لاستعراض القوة بين مختلف الأطراف، فالرسائل التي تبعث من أمام قبة البرلمان من المفترض أنها الأقوى والأسرع.
الساحة التي شيدت كمكان للنزهة وكمتنفس وسط مدينة الرباط، تحولت إلى واحدة من أشهر الساحات الاحتجاجية في المغرب، تعكس هامش الحرية كما تعكس واقع المطالب، في الوقت نفسه. قربها من محطة القطار الرئيسية في المدينة، ورمزية المبنى البرلماني التي تتخذ فيه القرارات التي تهم الدولة المغربية، وتمركزها وسط مكان راق، وكونها مقصد النخبة المثقفة، وتاريخها النضالي الطويل، وذاكرة أماكنها المرتبطة بفترات مميزة من تاريخها المعاصر، جعل منها المكان المناسب للاحتجاجات منذ سنوات طويلة.
الساعة الثامنة صباحا، لا تقول ساحة البريد المحاذية للبرلمان شيئا لزوارها خلال هذا الصباح، المكان هادئ جدا، يصادفك، أمام محطة القطار، مرور فرقة من «الخيالة» التابعين للسلطات الأمنية على صهوات خيولهم نحو تدريب صباحي روتيني، في مشهد استعراضي، لا يأخذ سوى بعض الدقائق من اهتمام المسافرين والمارين، قبل أن يواصل الجميع السير نحو وجهته. إنها الرباط صباحا، عاصمة الإدارة المغربية والانضباط الوظيفي. يلتقط بعض السياح صورا أمام مبنى البرلمان المغربي بهندسته المتميزة، تجوب وحدات خاصة بفرقة «حذر» المكان ذهابا وإيابا، بشكل يشعر معه الزائر أنه في «أمان» أكبر. بائع الجرائد أمام فندق باليما، يعرض عناوينه على العابرين، بعضهم يقتني جريدة أو عنوانا وبعضهم يكتفي بقراءة العناوين الرئيسية قبل أي يمضي لشأنه، وفي ممرات الساحة وعلى عشب حديقتها، «يطير الحمام ويحط الحمام» في جنباتها بشكل دوري، مانحا للساحة بعدها السياحي الذي تتقاطع فيه مع كل ساحات العواصم العالمية. ومهما كان تصورك عن الساحة كمكان للاحتجاج، ففي صباح هادئ كهذا، لا يمكنك تخيل أن الساحة يمكنها أن تتحول في لحظة إلى ساحة غضب واحتجاجات طلابية أو نقابية أو حقوقية، لا يمكن تخيل أن خياما نصبت في المكان لشهور وشهور للاحتجاج على البطالة والمطالبة بالإدماج في الوظيفة العمومية المغربية، لا يمكن تخيل أن أي نوع من العنف قد مورس على محتجين من مختلف التوجهات والمدن، أو أن الهراوات قد مست الأجساد العزلاء الهاربة في كل الاتجاهات، ورغم ذلك فإن الأمر يتعلق بأهم ساحة احتجاج في المغرب، إنها ساحة البريد التي يطل عليها البرلمان المغربي بصمت وشموخ.

أقدم الميادين

يرى الإعلامي والحقوقي محمد العوني رئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير «حاتم» أن فكرة الساحات الاحتجاجية تطورت مؤخرا وارتبطت بالميادين التي احتضنت فعاليات ربيع الديمقراطية في المنطقة العربية كميدان التحرير أو شارع بورقيبة. قبل أن يضيف « لكن ينبغي القول ان الساحة المقابلة للبرلمان هي أقدم من هذه الميادين لأنها كانت ساحة المناضلين والمناضلات، وهم من فرضوها كساحة للتعبير، خاصة المناضلين الديمقراطيين والتقدميين وبالأخص الحقوقيين منهم. ويمكن الحديث عن تاريخ التظاهر وفرض حريات التعبير عبر هذه الساحة التي تعود إلى سنوات عديدة تمتد إلى سنوات الرصاص».
ويعتبر العوني أن الساحات كمكان للاحتجاج «هو تقليد دولي، ففي قلب باريس أو لندن أو نيويورك وفي مختلف العواصم الدولية هناك فضاءات ارتبطت بحرية التعبير لدى لمواطنين والمواطنات، وهي أيضا كفكرة لها امتداد تاريخي يعود إلى الأغورا، التي تنوعت أشكال بروزها وأنواع التعبير داخلها، وطبعا في المنطقة العربية لها امتداد من خلال ما سمي بسوق عكاظ. بارتباط مع صيغتين هما التعبير الإبداعي والاحتجاجي أيضا».
وعن تراجع قوة الاحتجاجات في الساحة خلال السنوات الأخيرة يقول «مع خفوت تظاهرات 20 شباط/فبراير قل تأثير الساحة لكن هناك لحظات استعادت فيها توهجها وتأثيرها، مثلا في حزيران/ يونيو 2013 عند الدعوة لإسقاط العفو عن مغتصب الأطفال كالفان، وكانت هناك لحظات أخرى، مثل استشهاد محسن فكري، وهما نموذجان يبينان تأثير الساحة».
خفوت تزامن مع موقف الحكومة الجديدة في المغرب التي يتزعمها حزب العدالة والتنمية، ذو التوجه الإسلامي، من ملف التشغيل، حيث رفعت شعار: «لا للتوظيف المباشر».
خفوت تعبر عنه بصدق تجربة الطالب (سي محمد.ب) من مدينة الدار البيضاء، الذي شارك ضمن مجموعة الاتحاد الوطني لتنسيقيات المجازين المعطلين، حيث ستُعرِفُه تجربته الاحتجاجية بهذه الساحة العمومية، على عدة حقائق عن عوالم النضال في الفضاءات المفتوحة، و التي يرى أنه ليس من السهل لغير المتمرسين بالعمل الاحتجاجي والحزبي الحصول من خلالها على نتائج ملموسة، وهي التجربة التي جعلته في النهاية ينسحب عن قناعة من ساحة الرباط، التي ناضل فيها طوال سنوات من دون نتيجة تذكر، ليبدأ مسارا آخر في حياته المهنية والشخصية… فإكراهات تواجده في مدينة أخرى هي الدار البيضاء، واكراهات السفر بالقطار يوميا بالنسبة إليه كموجز عاطل على العمل، والضغط النفسي اليومي وضرورة التواجد بالمكان ذاته وفي توقيت معين، أي في الساحة، خلال المظاهرات جعله يطرح السؤال عن فعالية التظاهر في ساحة البريد في الرباط عوضا عن التركيز على ساحات أخرى في مدينة الدار البيضاء لتحقيق مطالب نضالية ممــكــنــة التحقق… تجربة يتقاطع ويشترك فيها مع عدد كبير من الموجزين الذين خاضوا تجربة النضال في ساحة البرلمان في عاصمة المغرب دون جدوى.

ذاكرة المكان

الحديث عن ساحة البرلمان، لا يمكن أن يمر دون الحديث عن ذاكرة المكان، بأعين من عايشوا هذه التجربة عن كثب، تقول الدكتورة سعاد مسكين، من جامعة عبد المالك السعدي، في حديثها عن مدينة الرباط وذاكرتها المنشطرة: «للحديث عن ذاكرة المكان أستحضر عبارة ذكرها مارسيل بروست في عمله الروائي (البحث عن الزمن الضائع): ليس العالم ذاك الذي ينتظمُ ويتناسقُ حولنا بل هو في دواخلنا ـ إنه نحن-. في هذا السياق سأتحدث عن علاقتي بفضاء مدينة الرباط باعتباره ذاكرة أختصرها في تسمية المربع. وهو المكان الذي شكل حلقة وسطى بين مقهى باليما: المكان الذي كان يعج بالنخبة المثقفة من كتاب وسينمائيين وروائيين ونقابيين وصحافيين ورياضيين، وقبة البرلمان: المكان الذي مثل في الأعراف الدستورية لسان حال المجتمع. وبين المكانين يحضر صوت: «الشعب يريد». فكم شهد هذا «المربع» من احتجاجات المعطلين حاملي الشهادات العليا، وأرامل المعتقلين السياسيين، وأسر ضحايا الإرهاب، وجمعيات حقوقية تطالب بالمناصفة، أو تحتج ضد تشغيل الأطفال، أو ضد الاغتصاب، أو ضد التحرش، وغيرها من الاحتجاجات التي كانت تنتهي إما بوقفات سلمية عبر ترديد شعارات تحمل مطالب الفئة المحتجة، أو تنتهي بتدخلات أمنية، تكسر أحلام المحتجين، وتجهضها أسفل الأقدام، وتلوح بها الهراوات في كل صوب واتجاه».
مضيفة في شهادتها « قد نمر الآن عبر ساحة محمد الخامس، ونعجب بحديقتها الخضراء الغناء التي تتناغم وحمرة قبة البرلمان، لكن لن ننسى الوجه الآخر للساحة الذي شكل ذاكرة جماعية لفئات مغمورة ذنبها الوحيد أنها كانت تنادي بمطالب اجتماعية وثقافية من شأنها أن تخدم الوطن. وفي خضم ذلك الغبن، كان يحضر بين الفينة والأخرى صوت الشعب المبدع، إذ تتولد أثناء لحظات الاحتجاج إبداعات شعرية ومسرحية، كما تتولد شعارات جديدة تناسب الحدث الخاص بالوقفة الاحتجاجية، حينها نكون أمام صوت (شعب يريد) و(شعب يبدع) أمام قبة برلمان قد ينعدم فيها الحس الإبداعي، ويجمد فيها الفكر المتجدد».
الساعة الرابعة والنصف مساء، فجأة يتغير أمام العائد نحو محطة القطار المشهد الصباحي، شباب من مختلف مناطق المغرب بوزراتهم البيضاء وابتساماتهم يفترشون عشب الساحة وممراتها وجنباتها، حلقات صغيرة هنا وهناك، غير عابئين بقوات الأمن المتواجدة على طول المكان، في ما يشبه هدنة مؤقتة بين الأطراف، في إطار انفتاح أكبر في مجال الحريات في المغرب، لا يمكن إنكاره، الأهم، ورغم عدم تحقق المطالب بأكملها هو إسماع الصوت وعدم الدخول في نفق من الصمت…في انتظار آذان صاغية.

شارع محمد الخامس تاريخ ومعالم

كان يطلق عليه «شارع المخزن» لأنه يربط المدينة العتيقة بالقصر الملكي (أو دار المخزن). وقد صمم وأنجز خلال السنوات الأولى للاستعمار الفرنسي للمغرب (1912/ 1956). يبدأ شارع محمد الخامس من مسجد السنة، وينتهي في شارع لعلو. بعد مسار على بعد عدة كيلومترات عبر المدينة، ومن بينها خصوصا محطة القطار الرئيسية التي يعود تاريخ تشييدها إلى ثلاثينيات القرن العشرين.
في منتصف الجزء الأول من الشارع، توجد بمحاذاة الرصيف العديد من المحلات التجارية الراقية وفندق «باليما» الشهير الذي وضع تصميمه المهندس الفرنسي ليناريس وافتتح عام 1932.
ومقابل «باليما» يوجد برلمان المملكة المغربية، ذو الواجهة الحمراء، والذي كان مقرا لمحكمة قديمة خلال الحماية الفرنسية للمغرب.
وأمام الساحة الأمامية للبرلمان، تجري غالبا تظاهرات يعبر من خلالها مواطنون عن مطالبهم إزاء ممثلي الأمة. كما يحتضن الشارع المسيرات الكبرى، سواء العمالية في عيد العمال، أو المرتبطة بأحداث معينة، كالتضامن مع الشعب الفلسطيني والعراقي وغيرها. وعلى طول هذا الشارع، مر الموكب الجنائزي لجنازة العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني عام 1999 والذي عُـدّ من ضمن أكبر مواكب التشييع في العالم. كما اشتهر الشارع بأشجار النخيل المصطفة في حديقته، وأيضا بالبناية الضخمة لبنك المغرب (البنك المركزي) وبناية البريد التي يرجع تصميها إلى المهندس لافورغ عام 1928.

ساحة البرلمان هايد بارك الرباط: ذاكرة المكان واستعراض القوة بين السلطة والمجتمع المدني

ليلى بارع

لم تسلم الثقافة الشعرية العربية من تأثيراته: ت.س. اليوت: الشاعر ـ الناقد

Posted: 01 Jan 2017 02:08 PM PST

في 4/1/1965 توفي الشاعر ـ الناقد، الأمريكي بالولادة ـ البريطاني بالتجنس.
وقد يثير هذا الاسم، وهذا التاريخ بعض المشاعر، عند بعض المعنيين بالثقافة والأدب، في هذه الأيام اللاثقافة واللاأدب فيها سوى ثقافة القتل بالمجان، وأدب الشتائم والتنابز بالألقاب بين أهل البلد الواحد غالباً، وبين أهل هذا البلد وشقيقه حتى الأمس… في أحيان كثيرة، بحيث صار الحديث عن الشعر والنقد في هذه الأجواء حديثا يدعو إلى بعض الحرج وشيء من الخجل من الذات.
لكن، لندفن الرأس في الرمال، كما تقوّلوا على النعام، ظلماً وعدوانا. فالنعام، أو أي طائر، إذا ما كبا، لا يلبث أن يرفع الرأس ويتطلع إلى المدى، لكي يستوضح أي خطر ابتعد، وأي خطر يلاحقه. فهل نتعلم من النعام، أو القطا؟!
يثير هذا الاسم تساؤلا عن كم من مثقفي العرب، وشعرائهم بالذات، أفاد من ثقافة وأدب اليوت خلال نصف القرن أو يزيد من بداية المتأدبين العرب الحديث عن اليوت، شاعراً ـ ناقداً، وقد نستدير قليلا في التاريخ إلى حوالي عشرة أيام قبله، إلى يوم 24/12/1964 إذ توفي الشاعر العربي العراقي الأهم في نظر كثير من شعراء ومثقفي هذه البلاد العربية اللاتغرب ضروب الشعر عن فيافيها. بدر شاكر السياب تربطه أكثر من وشيجة مع اليوت. تعلم بدر من اليوت الأسلوب الصوري في سلسلة صور توحي بالفكرة دون اللجوء إلى الأسلوب الخبري في البلاغة العربية. وهذا ما يقوله اليوت، سيراً على رأي سابقه، الشاعر ـ الناقد الإنكليزي ماثيو آرنولد الذي توفي عام ولادة اليوت، في 1888 في مدينة سانت لويس بولاية مزوري الأمريكية. يرى آرنولد أن الفكرة هي كل شيء في الشعر، وأن العاطفة تكون لاحقة للفكرة. وهذا ما حاول بدر أن يفعله جهده، إذ من الصعب التخلص تماماً من سبق العاطفة في أغلب الشعر التراثي العربي، وهو ما نشأ عليه بدر ومجايلوه من الشعراء العرب في الغالب. إلى جانب الأسلوب الصوري وسبق الفكرة على العاطفة، تعلم بدر، وتبعه كثير من مجايليه، أهمية الثقافة الواسعة للشاعر. وهذه تأتي من مصدرين: معرفة لغات أجنبية والقراءة بها، وهو ما لم يتيسر لبدر ولا لكثير من مجايليه، ومن هنا تلهف بدر على التوسع في معرفة اللغة الأجنبية الوحيدة المتيسرة في زمانه وظروفه، فتحول من قسم اللغة العربية إلى قسم اللغات الأجنبية في سنتيه الأخيرتين من أربع سنوات في الكلية. وكان القسم في الواقع يدرّس اللغة الإنكليزية ومبادئ اللغة الفرنسية، التي لا أحسب بدراً قد تيسر له منها شيء. والمصدر الثاني في الثقافة هو الأساطير القديمة بما تحمله من مغازي ورموز. وهنا راح بدر يعب من معين الأساطير المشرقية بالدرجة الأولى، وما تيسر له من الأساطير القديمة الغربية، مما استطاع ان يجده في الكتب المترجمة، على ندرتها النسبية قبل نصف قرن. لكن اهتمام بدر بالأساطير امتد إلى شعراء عرب كانوا أسعد منه حظاً في معرفة اللغات الأجنبية، فنجد ما يقترب من الإغراق في استخدام الأساطير القديمة في الشعر العربي المعاصر خارج العراق. وأحسب أن مساعي بدر في هذا الميدان قد شجعت غيره، ولا أقول هو البادئ في تعليم الآخرين.
لقد وجد المتأدبون العرب، والشعراء منهم بخاصة، في شعر اليوت، ما نُقل منه إلى العربية، أو ما استطاع بعضهم أن يقرأه في لغة النص الإنكليزية، مفهوماً جديدا عن الشعر، هو «الشعر الحر» الذي قد يقع في أبيات/أسطر متلاحقة، لكنه يخلو من الوزن والقافية، وهما من المقومات الأساس في مفهوم الشعر العربي منذ تناوله نقاد القرن الرابع الهجري، مثل قدامة بن جعفر. ترجع تسمية «الشعر الحر» إلى الشاعر الأمريكي والت وتمان الذي نشر عام 1855 مجموعة بعنوان «أوراق العشب» سماها Free Verse ولم يقل Free Poetry ولأن الكلمتين تفيدان «شعر» في العربية، كانت الترجمة مضللة، وترسخت مفهوما غير دقيق في أذهان الشعراء والمتأدبين العرب. و»شعر» وتمان تواليف أنيقة، تفيد معنى، ولو أنها تخلو من الوزن والقافية. وفي عام 1911 نشر أمين الريحاني، اللبناني المغترب في أمريكا كتاباً بعنوان «الريحانيات» تحدث فيه عن شعر وتمان فسماه «الشعر المنثور» فياليت هذه التسمية شاعت في العربية لتجنبنا اضطراب المفاهيم عن الشعر الحر الذي غدا مركبا سهلا أمام أصحاب المواهب الضعيفة، ولو أن عدداً من أصحاب المواهب الأصيلة والثقافة العرب قد انتجوا كتابات من الشعر الحر لا ينقصها سوى الوزن والقافية ليتم الاعتراف بها بين الروائع. من الأسماء البارزة في هذا الميدان: جبرا إبراهيم جبرا في «تموز في المدينة» 1955، و»المدار المغلق» 1964، و»لوعة الشمس» 1979، و»متواليات شعرية» 1996. ومن أعمال توفيق صايغ: «معلقة توفيق صايغ»، و»القصيدة ك» وغيرها. ومن أعمال محمد الماغوط: «العصفور الأحدب» وأعمال أنسي الحاج اللبناني ومحمد بنيس المغربي.
لقد بدأ تداول تسمية «الشعر الحر» في العربية نتيجة ما أطلقته نازك الملائكة في ديوانها الثاني «شظايا ورماد» 1949 متمثلة بقصيدتها المعروفة «الكوليرا» مستعملة تفعيلة الخبب/المتدارك: فعِلُن/فعلُن مرتين في السطر/الشطر لأن ذلك يكفي للتعبير عن الفكرة/الصورة، وقد تحتاج أربع تفعيلات في بيت/سطر/شطر آخر لفكرة/صورة أخرى. تؤرخ نازك لذلك أنها «ابتكرت» ذلك يوم 27 تشرين الثاني/نوفمبر1947 وسار مجايلوها ومن تبعهم على ذلك النحو من «الشعر الحر».
لكن الذي فعلته نازك أنها «حررت» قصيدتها من «عدد» التفعيلات في الشعر التراثي، لكن هذا لا يجعله شعراً حراً، وهي خير من يعرف دقة التسمية، وخصوصاً بعد دراستها في ويسكونسن الأمريكية. وكنتُ أناقشها في ذلك أثناء زمالتنا بكلية الآداب ببغداد، وبعدها أثناء تزاملنا في جامعة الكويت الوليدة في أواخر ستينات القرن الماضي، لكنها بقيت تصر على التسمية الخطأ.
كانت هذه التطورات في الشعر العربي المعاصر نتيجة مباشرة غالباً، وغير مباشرة أحياناً لأثر اليوت في الثقافة الشعرية العربية المعاصرة. يقول اليوت إن من لا يتقن كتابة الشعر الموزون، المقفى، الجيد، لا يستطيع كتابة الشعر الحر الجيد. لكن ضِعاف المواهب مصرون على رصف أي كلام تحت مظلة الشعر الحر، وهو ما يجب الا يُعتد به. لقد قال وتمان نفسه أنه بين 1855 و1881 لم يتوقف عن إعادة النظر وتحسين ما نشره في «أوراق العشب» وهذا ما دفع إمرسن شيخ الشعراء الأمريكان في أواخر القرن التاسع عشر أن يكتب مهنئاً إلى وتمان واصفاً كتابه «أروع قطعة من الخيال والحكمة جادت بها القريحة الأمريكية».
انتشر أسلوب الشعر الحر الجديد إلى فرنسا في أواخر القرن التاسع عشر، فأبدع فيه بودلير ومالارميه، وقد ترجم الكثير من شعرهما إلى العربية، في لبنان بخاصة، مما وسع في التعرف على هذا الشعر الجديد لدى أصحاب الثقافة العرب. وإلى جانب الشعر الحر ظهرت «قصيدة النثر» عند الفرنسيين وهم يدعونها poeme en prose وكأنها وليدة «شرعية» للشعر الحر. هذه توليفة تمتد على صفحة أو أكثر، بمقاطع أحياناً، وتخلو من الوزن والقافية، مما زاد في اضطراب التسميات عند المتأدب العربي المعاصر. ولكن، لندع ألف زهرة تتفتح.
كان أثر اليوت في الثقافة الأدبية الشعرية المعاصرة في العالم العربي يتمثل، كما سبق القول، في إظهار أهمية الثقافة الواسعة لدى الشاعر، وفي الانفتاح على الآداب الأجنبية والتوكيد على أهمية الأساطير القديمة. وهذا كله يظهر في قصيدته الكبرى «الأرض اليباب» 1922 التي وجدت طريقها إلى ترجمات عربية لا يخلو بعضها من مآخذ. لكنها كانت عاملاً محفزاً للمتأدب العربي المعاصر والشاعر. إلى جانب شعر اليوت، كانت آراؤه النقدية ذات أثر خاص في الثقافة العربية المعاصرة. فما نقل من تلك الآراء التي نجدها في كتابه «الغابة المقدسة» أو ما جرى التعريف بها في كتابات المتأدبين العرب، قد فتحت عيون الكثيرين على ما في تراثنا الشعري. يقول اليوت: «إن من يريد أن يبقى شاعراً بعد الخامسة والعشرين من العمر يجب أن يُحس في نخاع العظم منه أفضل ما قاله الشعراء من هوميروس إلى الحاضر، بما في ذلك شعر لغته هو» ألا يُعيدنا هذا إلى قول أبي نواس: «ما نطقتُ بالشعر حتى حفظتُ لستين من شاعرات العرب، فما رأيك، بالشعراء؟».

لم تسلم الثقافة الشعرية العربية من تأثيراته: ت.س. اليوت: الشاعر ـ الناقد

عبد الواحد لؤلؤة

صالون الشباب الـ (27) أقيم في قصر الفنون دار الأوبرا المصرية بمشاركة 171 فنانا: أعمال فنية معظمها مُفتعَل يدّعي التجريب

Posted: 01 Jan 2017 02:08 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: تعود أهمية صالون الشباب لكونه البوصلة الحقيقية لرؤية الجيل الجديد وأفكاره من شباب التشكيليين المصريين، كذلك كيفية صياغة هذه الأفكار من خلال تجربة فنية جمالية لها دلالتها. من ناحية أخرى يُفترض في هذه الأعمال أن تمتلك روحاً على قدر كبير من الجرأة والسعي إلى التجريب، إلا أن الملمح الرئيسي في أعمال هذا العام هو المزيد من التقليد لأعمال وأفكار غربية، أو مُنتحلة لأساتذة مصريين، قام أغلبهم أيضاً بنقل أفكار بعينها وتقليدها في تهافت. لم يشفع المظهر الصاخب لهذا العمل أو ذاك، أو اللافت للوهلة الأولى، والذي مع التدقيق نكتشف قدراً كبيراً من التماثل أو التكرار لأعمال سابقة، أو أن هذه الأعمال هي الأساس الذي انطلق منه الفنان. هذا لا ينفي وجود تجارب حاول أصحابها أن يكونوا أنفسهم، وأن تصبح تجربتهم الجمالية قاصرة على عالمهم وموهبتهم وأفكارهم، حتى وإن طال هذه الأفكار بعض التشوّش والقصور، لكنها تجربة الفنان في جميع الأحوال. ولنا محاولة استكشاف الخطوط والأفكار العامة للأعمال المشاركة ومناقشة أفكار أصحابها. كذلك رؤية الدولة مُتمثلة في وزارة الثقافة إلى الفن والحالة الفنية في مصر الآن.

الرؤية الفكرية والجمالية

شارك في الصالون ــ حسب بيان مسؤوليه ــ 171 فنانا بأعمال وصلت إلى 189 عملاً فنياً، تنوعت ما بين التصوير والنحت والتصوير الرقمي والتجهيز في الفراغ، وأعمال الغرافيك، والخزف والفيديو آرت، وأقيم لمدة شهر، وانتهى في الثلاثين من كانون الأول/ديسمبر الفائت. ومع تنوع المجالات والتقنيات تتواتر الأفكار الغارقة في التقليدية، رغم الإصرار على الإيحاء بمدى التجريب وتجاوز الشكل التقليدي الذي نطالعه في العديد من المعارض الجماعية مؤخراً، خاصة التي تتم بمشاركة الشباب الفنانين، إلا تجارب قليلة يمكن أن تخرج عن هذا النطاق. لم يشفع الصخب التقني أن يخفي قصور الفكرة أو عدم القدرة على صياغتها، فالإدهاش عن طريق التقنية وتعقيدها المقصود هو سمة هذه التجارب. ويرد على ذلك أعمال بعض الفنانين التي انتصرت للفكرة أولاً واتسمت ببساطة وعمق التقنية، هنا يمكن اكتشاف مدى الوعي الفني، وأن الفنان تمكن من فكرته التي اتضحت في مخيلته أولاً، بغض النظر عن تهويمات فنية، وهلوسات لونية تدّعي شكلاً جمالياً لم يتحقق إلا في مخيلة صاحبه فقط. قد نتفق وذكريات الطفولة وبعض من ملامح حيوات قديمة لأشخاص يحضرون من جانب أوراقهم الرسمية، كالبطاقة الشخصية وبعض أجزاء من ملابس، كذلك حالة السخرية من السلطة، وهذا الكرسي السلطوي الذي يجتلسه في مهابة تتنافى وملابس وملامح مُهرّج أو هيكل عظمي، كما في عمل الفنان أحمد داود. بخلاف الأعمال المباشرة والأسماء التي حملتها كالحرية والحلم والصمت، لنصل في النهاية إلى عمل أو عدة أعمال تحمل اسم «بدون عنوان».
ولا ندّعي أن يصبح الفن معادلاً للوقائع التي نعيشها، أو يكون ترجمة مباشرة لما نحياه، ولكن أن يصبح بعيداً واغترابياً عن مناخنا السعيد العام، فهو أمر يثير التعجب، أكثر ما يثير الدهشة، بما أننا نتحدث عن أعمال فنية.

أعمال النحت والتصوير الرقمي

ربما جاءت أعمال النحت والتصوير الرقمي في شكل مقبول إلى حدٍ كبير، وقد اتسم بعضها بالحد الأدنى من الادعاء، وحاول أصحابها التواصل مع المتلقي، دون ادعاء إبهام مقصود. كما أن موضوع الأعمال جاء تجسيداً لهموم أصحابها، وبحثهم عن لحظة آنية، وإقامة حوار مستمر ووعي المتفرج، كأن يتم إدهاشه من خلال ما يراه ويعرفه، لا من خلال التجهيل المقصود أو اللعب الفارغ بدعوى الفن. نذكر هنا أعمال كل من الفنانين، ثامر ناثان، وسارة فؤاد، وأحمد عباس، ونيللي الشرقاوي، ومحمد عبد الناصر.

فراغ في التجهيز

«فراغ في التجهيز» كانت هذه العبارة هي التي قالتها فنانة تشكيلية صديقة، تعليقاً على مُجمل الأعمال المعروضة، والتي انتمى أغلبها إلى الصخب الفارغ. ويبدو العمل المتميز للفنانة آية عبد المنعم، والموسوم بـ «بيت» ليدل على وعي حاد بالتفاصيل وكيفية توظيفها، إضافة إلى اهتمامها بالضوء والصوت، غير الدخيلين على العمل، بل من أهم مفرداته، كذلك استغلال المكان، والذي حوّلته بدوره من طرقة ضيقة في مكان العرض إلى حارة في أحد الأحياء الشعبية، وأكسسوارات تتفاعل تماماً مع هذه البيئة وأصحابها.

الدولة وسياساتها الفنية

الانطباع العام للمعرض يبدو في البحث عن معيار يتم من خلاله اختيار الأعمال المشاركة، لا يهم أن يكون الفنان من الدارسين النظاميين للفن في الكليات المتخصصة، أو أحد أعضاء هيئة تدريس في هذه الجامعة أو تلك ــ وهم كُثر ــ حتى يتم قبول أعمالهم بالمشاركة، وهي لم ترتق لمستوى الكثير من أعمال لم يدرس أصحابها الفن بشكل أكاديمي. من ناحية أخرى يبدو أن أهمية الحدث والدعاية الإعلامية له في الصحف أهم من النتائج الفعلية للحدث نفسه، أو الهدف منه. فيكفي التهليل في الصحف، ويكفي أن يحضر وزير الثقافة في الافتتاح والختام، حتى يُكتب النجاح لأي مظهر ثقافي تقيمه الدولة وترعاه. ورغم صعوبة النشاط التشكيلي ــ خاصة في حال الأجيال الجديدة ــ من إقامة معرض شخصي أو حتى جماعي، إضافة إلى التجاهل المُتعمّد للعديد من الأصوات الجديدة الواعدة، والتي لا تمثل سوى نفسها، ولا تتبع تقاليد فارغة وموهمة بحداثتها، أو ما بعد حداثتها حتى نكون على مستوى الحدث. كم من هذه الأصوات يعانون بعيداً عن مهازل مظلة الدولة الثقافية، ويصبحون تحت رحمة هذا المسؤول الفنان أو ذاك، لأنه يريد الفنان الشاب على شاكلته، وأن يلتزم بنصائحه ووصاياه ــ أوامره بالمعنى الأدق ــ حتى تتم مشاركة عمله في هذه المسابقة أو عدة مسابقات على شاكلتها، وبالطبع ستكون النتائج منسوخات من أفكار مسؤولي لجان الاختيار، أو بالكاد لا تخرج عن نطاق تذوقهم الفني.
لم تتغير السياسات الثقافية للدولة، حتى أن الكُتيّب التعريفي الخاص بصالون الشباب الـ (27) يستقي من كلمات رئيس الجمهورية توجهاته ومعاييره الفنية، من قبيل تشجيع الشباب وما شابه من العبارات والكليشيهات بأنهم حلم الأمة ونبضها، وسواعدهم التي ستنهض عليها هذه الأمة.
الأمل الحقيقي إذاً يكمن في المؤسسات الثقافية المستقلة، وأنشطتها التي يمكن إلى حدٍ ما الوثوق بها، بالطبع ليست الثقة المطلقة، خاصة أن بعضا من هذه المؤسسات لها معاييرها بدورها، لكنها أقل وطأة من الانتساب إلى مؤسسات الدولة، والتي أصبحت في شتى المناحي الثقافية تعتمد سياسة المصالح المتبادلة، أو أصحاب الحظوة لدى هذا المسؤول أو ذاك، مسؤول عن معرض أو دار نشر، فالأمر سواء، والفنان في الأخير هو الذي يدفع من موهبته ثمناً لهذه المهازل.

صالون الشباب الـ (27) أقيم في قصر الفنون دار الأوبرا المصرية بمشاركة 171 فنانا: أعمال فنية معظمها مُفتعَل يدّعي التجريب

محمد عبد الرحيم

 «أعوام الجمر والرماد» للراحل حسين الموزاني: تأملات نقدية حول المنفى والكتابة والثقافة

Posted: 01 Jan 2017 02:07 PM PST

كانت بيروت نهاية السبعينيات، تعج بمثقفين عرب حطوا رحالهم فيها، منخرطين في عملهم الصحافي والثقافي داخل حقول الإعلام الفلسطيني، وما أكثره في تلك المرحلة، مرحلة أواسط الحرب الأهلية والنزاع العربي ـ الإسرائيلي الذي كان في أوجِه، عمليات فدائية، وحروب داخلية ومن ثم حصار إسرائيلي، والمقيمون فيها كانوا بالإضافة إلى اللبنانيين عرباً من جنسيات مختلفة، فضلاً عن الجنسيات الأجنبية المؤازرة للثورة الفلسطينية. كان الزمن ذلك، زمن نور جديد ونهضة وعي للعقل العربي، ولشبابه اليساري الحالم بالثورات، وإزاحة معالم الاستبداد والطغيان والتجبر لدى حكام العالم العربي.
من بين المئات من المثقفين، لمحت هناك شاباً يعمل في حقل إعلامي فلسطيني، هو القاص حسين الموزاني، الذي لم يتسن له في غمرة تلك الأحداث العاصفة، أن يُظهر موهبته وسط العديد الذي يحاول ويكتب وينشر هنا وهناك، ولكنه سرعان ما اختفى، مثل كثيرين يختفون فجأة ولم نعد نسمع بهم، نتيجة الظروف الشائكة والملتبسة للجميع تقريباً، وبعد انقشاع الغمامة، ورحيل غالبية النخبة العربية عن بيروت بعد الاجتياح الإسرائيلي، وهدوء الأوضاع إلى حد ما، واستقرار البعض في هذه العاصمة العربية، أو تلك الأجنبية، ظهر مجدداً صوت القاص حسين الموزاني في المانيا، وفي عاصمتها برلين تحديداً، قاصاً وروائياً ومترجماً. لقد ألتحق سُراعاً، باللغة الألمانية ومن ثم مجتمعاتها، حتى أوصله هذا التواشج مع اللغة إلى الزواج بألمانية، مختصراً بذلك الجهد والطريق، وما ينتج عنه من عثرات فنية في مناحي اللغة والحياة والسبيل المُنْتَهج حينذاك.
وهناك بدأت المسيرة الصحيحة لحسين الموزاني تتضح وتضيء معالم طريقه وملامح تجربته الإبداعية والكتابية، فتجلتْ في مجموعتين قصصيتين، أبرزها «خريف المدن» ومن ثم روايته اللافتة «اعترافات تاجر اللحوم» وترجمات لروبرت موزيل وغونتر غراس ونيكولاس بورن، ومجموعة قصصية لشاعر ألمانيا العظيم راينر ماريا ريلكه، لينعطف بعد ذلك إلى الكتابة بالألمانية مباشرة، تلك اللغة التي نشر فيها ثلاث روايات نال على إحداها جائزة تمنح للكتَّاب الألمان الذين ينحدرون من أصول أجنبية.
يتطرق الروائي والكاتب حسين الموزاني في كتابه هذا «أعوام الجمر والرماد» إلى جملة قضايا أدبية وثقافية وسياسية واقتصادية، مجملها يدور حول بلده العراق، وما لحق به من خراب ودمار وتحولات أيديولوجية وأنطولوجية، وسوسيولوجية، أدت به أن يهوي إلى مهاو سحيقة، سحقت الحداثة وما بنته خلال العقود الماضية، منذ نشأة الدولة العراقية ككيان مستقل، وله دستوره وملامحه الديموغرافية التي عرف بها بعد التحرر، ونيل الاستقلال من تاريخ العثمنة الدامس والطويل، ومن ثم التحرر من الاستعمار البريطاني الذي رسم خريطة طريقه الجديدة والمثيرة للجدل والمعروفة بخريطة سايكس بيكو المعهودة، وصولاً إلى الحكام الجدد الذين جاء بهم الأمريكان، لينطلقوا بكل جهد ومثابرة وعزيمة إلى تدميره منهجياً ليؤول إلى ما آل اليه الآن.
هنا الموزاني وكأي مثقف منفي، وفرد من النخبة الثقافية العراقية التي انتهجت المنفى سبيلاً لها، عاد إلى العراق، لرؤية بلده ومسقط رأسه وسنوات الطفولة الأولى ورؤية أهله وشعبه المسكين، هذا الشعب الذي لم يكن أحد يتوقع، أنه سيقع من جديد ضحية الفاشست، ولكن هذه المرة هي الفاشية الدينية والطائفية والمذهبية التي شوَّهتْ معنى الهُوية العراقية، ومعنى روح الأخوة بين الطوائف والتكافل المعروف بين الاثنيات المذهبية في أزمنة خلت.
ولكن حين صُدم غالبية الكتاب الذين عادوا، عدا نفر قليل منهم، ظلوا هناك مندمجين مع الوضع القائم، لأغراض ومصالح سياسية ودينية ومذهبية كامنة في نفوسهم الصغيرة، اندهش العائد من حجم الخراب المهول والفساد الطاغي والقتل المستشري في المجتمع العراقي من قبل الميليشيات الدينية والأحزاب المذهبية التي تحرِّم الخمر وتحلل القتل واللصوصية والرشوة والذبح بين الأخوة، مسترشدين بغيظ وحقد وثأر المرشد الديني والفقيه الديني والمحازب الديني، مستغلين بذلك الجهل العام الذي أصبح الهوية الجديدة للعراقي المسلح بصورة الماضي، والمدجج برماد الجاهلية والمنتمي للطبيعة السوداء، هذه الطبيعة التي أدت إلى ظهور «داعش» وأخواتها، لتتغلل في نسيج المجتمع العراقي ويكتمل المشهد الهائل للمعاني السوداء.
عندما عاد العائد، إلى أهله غبَّ غياب الديكتاتورية وسقوط النظام العفلقي، الفاشي، كان يحلم «في عراق قوي، مادياً وروحياً، يوظف أمواله من أجل ضمان مستقبل أبنائه وبناته، ولا يجعل منهم متسولين، مشردين مثلما فعلت الأنظمة الأخيرة المتعاقبة، ولا سيما النظام الإسلامي الحالي الذي لا يختلف قيد أنملة، عن نظام القاعدة وطالبان، إن لم يكن أسوأ منهما».
هنا يسرد العائد التفاصيل المثيرة، قبل ظهور «داعش» أي لحظة وصوله في تاريخ 2004. لكن العائد وهو قاص وروائي، لم يتوقف عند هذا الأمر، انما يوغل، ليرى حقيقة العراقيين وخصوصاً الأهل والأقارب والجيران، فيجد أن لدى كل شخص قصة غريبة، فانتازية ومملؤة بالأسى والقهر والحرمان، ومجردة من أي طابع إنساني، طيلة فترة غيابه القسري عن بلاده، ومما زاد المأساة مأساة هو هؤلاء الحكام الجدد الذين يحكمون العراق.
كم كان الكاتب هنا نزيهاً ونبيلاً وصادقاً في سرده المؤسي والجارح والأليم، من تلك السنة المشؤومة للزيارة الحالمة بعد التغيير، ليرى ما رأى من التدمير المنظم لبلاده العراق «يا ليتني لم أكن قد اتخذت ذلك الموقف المؤيد لسقوط النظام عسكرياً، والآن لست نادماً فقط، انما أعتبر موقفي موقفاً لا يمكن إصلاحه أبداً، لقد صدَّقتُ بسذاجة وعود الأمريكيين، وأذنابهم من العراقيين، بإقامة نظام ديمقراطي، تعددي، يحترم حقوق الفرد ويؤمن بالمساواة بين المعتقدات الدينية والقوميات العراقية وما إلى ذلك من التسويف والوعود الزائفة».
كان من المفترض بعد التغيير، أن يصار إلى استيعاب النخبة العراقية المثقفة، تلك التي عانت وكافحت وأرست مفاهيم جديدة للحياة، عبر تماسها مع الثقافات الأخرى، الأجنبية والعربية، وعبر امتلاكها رؤية مختلفة تحمل في الأقل نظرة متحضِّرة، عصرية، ومتطلعة لمستقبل متنور وعلمي، ولكن الحكام الجدد حاربوا كل وافد يحمل نظرة ليبرالية وعلمانية ويسارية، وكل ذلك جرى عبر أدلائهم من بعض الشراذم الثقافية البعثية سابقاً، والمتدينة حالياً والمنضوية تحت راية أحزاب دينية، سوداوية، لا تؤمن بأي تقدم حضاري، وثقافي ونوراني، لا بل تحارب الوافد الجديد تحت شتى الذرائع والحجج، وتحارب السكان الأصليين ممن يتحدرون من أرومة عربية، حفاظاً على القسم الذي أبرموه مع أسيادهم في قُمْ، وها هو «الحشد الشعبي» يقتل باسمهم، فهو النسخة طبق الأصل عن «الجيش الشعبي» و»الحرس القومي» البعثي والنازي، وإن حاول مثقف أن يفتح طريقاً له بينهم وسعى إلى نشر ثقافته المختلفة والمنيرة، فأنه سيلاقي المصير ذاته، ذاك الذي لاقاه المفكر كامل شياع والناشط هادي المهدي وغيره ممن تحدوا نظام اللصوصية، نظام النهب والفساد ونظام الفقيه المتخصص في تدمير النسيج الاجتماعي العراقي وتحطيم بنية العراق بشكل عام.
سيعجز التاريخ والمنظرون هنا وهم يرون إلى ما خلفه هؤلاء من عبث مقصود وتنكيل مدروس، وباطل مسطور في دستور صنعه الغزاة، مفصلاً على مقاسهم، هؤلاء فاقوا كل ملة في الأرض من أجل أن يكون العراق مثلما أراده أسيادهم، نافلا، مخرباً، مُدَمَّراً، أن يكون الأخطر في العالم والأفسد في العالم والأكثر دموية، وما «داعش» إلا من صنع أيديهم، وأيدي أسيادهم.
«لقد نهبتْ مؤسسات الدولة كلها، ثم أحرقت غيلة وتشفياً، وفككت المصانع وبيعت إلى تجار أكراد من الشمال ودول الجوار، وذلك عبر العبقرية الجهنمية التي حوّلت مهد الحضارات إلى عمولة سائلة خفيفة الحمل، دولة في الجيب ليس إلا، وثمة آخرون ما زالوا ينتظرون الحصة، حصة النهب المنظم المدروس وليس النهب الانتقامي العاطفي والآني، فحلت ساعة الأشرار في أرض السواد، تلك الساعة السوداء، فيا ليتني لم آتِ أصلاً لأقف أمام قبر البلاد وشاهدتها، ويا ليتني فارقت الحياة قبل أن أرى القتلة والعملاء وأذناب قوى الاحتلال يعبثون بوطني وينهشون لحمه كالضباع».
لكن حسين الموزاني الذي سطر هذه الكلمات، وتمنى الموت على أن يرى العراق بهذه الشاكلة، وافته المنية قبل أيام، وحيداً وحزيناً وغريباً، في شقته البرلينية، والمقال هذا كان قد كُتب بالأصل قبل رحيله الذي فاجأ الجميع، عن عمر تعدى الخمسين عاماً بست من السنوات.
أن كتاب «أعوام الجمر والرماد « للراحل حسين الموزاني، الروائي والقاص والمترجم، يحتاج إلى أكثر من وقفة بحثية وتحليلية، تستبطن كل تفاصيله الدقيقة والمهمة، وهو من الكتب النادرة الذي يعد وثيقة تاريخية، من شاهد عيان جريح ومثقف حصيف صوَّب تجاه الحقيقة، ولم يراوغ، أو يداور شأن الكثير من الكتاب والشعراء الذين يدّعون الوطنية، والأنكى من يدّعون اليسار، بل قال ما يلامس القلب، بفعل ما جرى ورأى وشاهد عن كثب وقرب، وبدافع وطنيته الكليمة التي صارت في عرف الكثيرين شيئاً من الماضي.
حسين الموزاني:
«أعوام الجمر والرماد» 
دار الجمل، بيروت 2015
170 صفحة

 «أعوام الجمر والرماد» للراحل حسين الموزاني: تأملات نقدية حول المنفى والكتابة والثقافة

هاشم شفيق

كتاب سمير خلف «من وقت إلى وقت آخر»: بناء المجتمع أصعب من بناء الدولة لمواجهة الفئوية والعنف في لبنان

Posted: 01 Jan 2017 02:07 PM PST

أهم ما في كتاب الدكتور سمير خلف، كبير أساتذة العلوم الاجتماعية في الجامعة الأمريكية في بيروت، الذي صدر مؤخراً بعنوان «من وقت إلى آخر» ان العنف لا يحل أي مشكلة سياسية أو اجتماعية في دول ومجتمعات العالم من دون ان ترافقه معالجة جذرية وعميقة لهذه المشاكل وعلى رأسها الفئوية والطائفية والقبلية، وخصوصا في بلد كلبنان.
هذا الكتاب، الذي يشمل مجموعة مقالات كتبها خلف في العقود الثلاثة الماضية وتطرقت إلى مواضيع عديدة أهمها تأثير الحرب الأهلية اللبنانية (1975 ـ 1990) على المجتمع وعبر ذلك تأثير ممارسة العنف السياسي السلبي في توجهات منطقة الشرق الأوسط برمتها، يشكل مرجعاً مفيداً جداً لقراءة الأوضاع الراهنة للمنطقة.
يؤكد خلف في الصفحة (13) من كتابه (وهي جزء من مقدمة الكتاب) ان معالجته للمشاكل السياسية والاجتماعية في العالم العربي في السنوات الخمسين من عمله الفكري قادته إلى العودة إلى أفكار ونظريات واضعي أسس علماء الاجتماع كدوركهايم وفيبر وماركس وخصوصا إزاء شكّهم وتحفظهم في اعتبار ان ما حدث في زمنهم من تطورات في المجتمعات الأوروبية الغربية في حيز الثقافة والمجتمع كان أمراً إيجابياً فحسب وبشكل حصري وكونهم جميعا أبدوا تحفظات كبيرة حول خطأ مفهوم تحليل هذا التقدم من منطلق فكري سطحي ومبسط.
فمن منطلق هؤلاء الكبار ومَنْ تبعهم من كبار علماء الاجتماع في العالم على شاكلة المفكر الأمريكي (سي.رايت.ميلز) ان من الصعب جداً على المجتمعات والأفراد تخطي حالات اجتماعية استمر فيها العنف لوقت طويل من دون بقاء رواسب ذات أثر سلبي في تصرفاتهم، بعد انقضاء فترة العنف داخل هذه المجتمعات. وهذا في رأي خلف ينطبق على لبنان وسكانه بعد الحرب الأهلية (1975 ـ 1990) وحتى الساعة.
صحيح ان المقالات الواردة في الكتاب متنوعة في فحواها، ولكن معظمها، وخصوصاً في القسم الأول، تركز على مظاهر التفتت والانحلال الأخلاقي في الحياة العامة في لبنان خصوصا بعد الحرب الأهلية فيه 1975ـ 1990 والتي ازدادت وتضخمت نتيجة لهذه الحرب مع ان ركائزها كانت موجودة قبل ذلك بسبب النظام الطائفي والفئوي الانقسامي في البلد، الذي تحول بعد الحرب إلى ما يشبه النظام القبلي العشائري، تكره فيه المجموعات الاجتماعية أي مجموعات تختلف عنها ومعها وتزيل عنها صفة الإنسانية وتعتبر التخلص منها أو حتى قتلها مُحللاً وخصوصا إذا كان هذا الأمر ممكناً من دون محاسبة.
وبالتالي، أصبح قمع وقتل الضعفاء عسكريا وغير القادرين على الدفاع بالسلاح عن انفسهم وعن مواقفهم الفكرية والاجتماعية أمام الممسكين بالسلطة والسلاح وبأدوات القمع شبه طبيعي وأكثر ممارسةً لسهولة استخدامه ضدهم عوضاً عن مواجهة الأقوياء من خصومهم. وهذا التحليل الذي يعتمده خلف في كتابه في أكثر من مناسبة متأثر (حسب قوله) بفلسفة المفكر الفرنسي رينيه جيرارد الذي أورد في كتابه في سبعينات القرن الماضي «العنف والمقدس» ان الراغبين في ممارسة العنف نتيجة لمعتقداتهم المتعصبة وأوضاعهم المضطربة يمارسونه ضد مجموعات لم تقم بتعديات عليهم بدلاً من مواجهة خصومهم الفعليين لكونهم غير قادرين على مواجهة هؤلاء الخصوم الأقوياء. ويقول خلف ان هذا ما فعلته وما تزال تفعله إسرائيل في فلسطين وما فعلته سوريا في لبنان خصوصاً في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. ويشير في الصفحة (17) من مقدمة كتابه أن «هؤلاء يقتلون ليس مَنْ يرغبون في قتلهم، بل من يستطيعون قتلهم». ثم يضيف ان اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير 2005 شكّل أحد أهم الظواهر السلبية في تاريخ لبنان الحديث.
لبنان ما بعد الحرب الأهلية بدلاً من ان يتحرر من العوامل التي أدت إلى حدوث هذه الحرب، حسب خلف، انتقل إلى فترة فوضى اجتماعية وأخلاقية تصاعدت فيها الشهوة للمال والاستهلاك المفرط. كما اتجه الشباب فيه إلى قيادة السيارات بسرعة فائقة والإفراط في الشرب والتدخين والاستهلاك غير المتوازن بالنسبة لقدراتهم الشرائية حتى وصل المجتمع إلى ما سماه العالم الاجتماعي البارز اميل دوركهام الـ(Anomie) أي الخلل والتفكك الاجتماعي الناجم عن عدم القدرة على تلبية طموحات أبناء المجتمع غير المحدودة وغير الواقعية مما قد يقود إلى الانحراف. ويفرز هذا الوضع الاجتماعي حالة تدفع الناس إلى الاستمرار في السعي إلى تحقيق أمور من المتعذر عليهم الحصول عليها وبالتالي يقودهم هذا نحو الفساد والإخلال بالقوانين لتحقيق رغباتهم. كما ان وسائل الإعلام، قد تُساهم في تصعيد هذه الرغبات والدفع نحو الانحراف.
وبالرغم من كل ذلك، فان خلف يقول إن فئات واعدة من الشباب اللبناني بدأت تدرك خطورة هذا الوضع ونفذّت مؤخراً حركات مدنية إيجابية في شكل مسيرات سلمية تحاول المؤسسات التقليدية في المجتمع اللبناني قمعها بشتى الوسائل.
ولكن، حسب أحد المقالات الواردة في الكتاب، إذا نجحت المؤسسات التقليدية في منع هذه التطورات الإيجابية في المجتمع اللبناني فإن المجتمع سينقسم، ليس سياسياً فقط بل اجتماعياً، وستبدأ قيم الإيمان بالوطن بالتزعزع خصوصا لدى فئة الشباب. وهنا يقول خلف جملة هامة جداً هي: «من الأسهل إعادة بناء دولة على إعادة بناء مجتمع… فالدولة يمكن إعادة بنائها عن طريق سن القوانين والاتفاقات الموقعة والمعاهدات ولكن من الصعب جداً إعادة بناء المجتمعات». (ص 29).
ويعتبر ان جيلاً كاملاً من اللبنانيين خضع لعملية تربية اجتماعية سلبية على ممارسة الفساد الأخلاقي والعنف. وهذا يدفعه في أقصى الحالات إلى ممارسة ضرب من العنف غير المبرر ضد خصومه أو ضد الأبرياء وإلى ارتكاب الجرائم الأخلاقية.
ويشير خلف إلى ان الأزمات السياسية المنتشرة في المنطقة وفي لبنان ليست وحدها مسؤولة عن انتشار العنف فيه، بل ان شيئا من إنعدام الأخلاق والمواطنة في البلد تواجد قبل حدوث هذه الأزمات، وبالتالي، فان إعادة تأهيل لبنان يحتاج إلى أكثر من حلٍ للأزمات السياسية فقط. فالمطلوب معالجة انتماءات اللبنانيين على طوائفهم وقبائلهم وعشائرهم قبل انتمائهم إلى وطنهم، وهذا أمرٌ لا يتحقق بالشرائع والقوانين فقط، ولا بالخطابات الرنانة، وقليل من القياديين يتحركون في هذا المجال.
لبنان، في رأي خلف، يميل أكثر فأكثر نحو القبلية والفرد يضطر للركون إلى هذه مجموعات فئوية لتحقيق أجزاء من مطالبه.
فاللبناني لم يعد متقوقعاً نفسياً واجتماعياً في هذه المجموعات فحسب، بل انتقل إليها جسديا وجغرافياً وسكن مناطقها المحددة فأصبحت المناطق الجغرافية شبه مقسمة إلى مجموعات سكنية طائفية وأثنية وقبلية. ونسي كثير من الناس الحياة الاجتماعية التي عاشوها في فترة ما قبل الحرب الأهلية حيث كانت تتواجد خلالها مناطق تفاعل وانخراط اجتماعي واندماج سكني تتجاوز هذه الانتماءات.
فاللبناني، يحاول أن ينسى هذا الماضي الاندماجي الاجتماعي والسكني مع مواطنيه من المجموعات الاجتماعية الأخرى ولكنه يتوق إليه في الوقت عينه ويحترم المناطق التي حافظت على اندماجها الاجتماعي، كمنطقة رأس بيروت التي تفاعلت مع وجود الجامعة الأمريكية منها إذ بثت روح التفاعل الحضاري والاجتماعي بين تلامذتها وسكان المنطقة، حسب ما ورد في أحد مقالات الكتاب.
وينتقد خلف تركيز الحكومات اللبنانية المتعاقبة على إعطاء الأولوية للاتفاقيات والمعاهدات السياسية والانتخابية وحدها على حساب توفير الخدمات الأساسية للمواطنين من أجل حياة طبيعية وفي سبيل إرساء قيم المواطنة والقيم الأخلاقية والإنسانية ومواجهة الزيادة في التعلق بالمظاهر الفارغة وقشور الحياة والهَوس الوسواسي المفرط ببعض تكنولوجيات التواصل والاتصالات التي تحولت إلى نوع من الإدمان في القرن الـ21 على حساب شؤون الحياة الأخرى الأكثر أهمية.
من الصعب مراجعة كتاب خلف هذا الذي (باعتراف كاتبه) يشمل العصارة لما يمكن تسميته «مدرسة سمير خلف الفكرية» هذا الأستاذ المخضرم، الذي دَرسَ وحاضر واحتل مناصب أكاديمية بارزة في أهم جامعات أمريكا والعالم قبل انتقاله إلى التدريس في الجامعة الأمريكية في بيروت حيث ترأس قسم علم الاجتماع فيها لسنوات عديدة ثم أشرف على نشاطات وأبحاث «مركز الدراسات السلوكية والاجتماعية» وأصدر خلال عمله الأكاديمي عدداً كبيراً من الكتب حول مواضيع مختلفة. فإذا نظرنا فقط إلى الفصول المتنوعة في هذا الكتاب، سندرك إلى أي مدى وضع الكاتب خلاصة الجزء الأكبر من نتاجه الفكري فيه. فالفصول الأولى تتناول تأثير الحرب الأهلية اللبنانية على أخلاق وتصرفات اللبنانيين، والثانية تتحدث عن تأثير السكن الاندماجي جغرافيا في مقابل السكن غير الاندماجي على تعامل السكان مع بعضهم الآخر. أما الفصول التالية في الجزء الثالث فتتناول حياة الفنانين والمبدعين في لبنان خلال الحرب الأهلية. والرابع يتطرق إلى دور الجامعة الأمريكية في بيروت وتفاعلها مع اللبنانيين عموماً وفي منطقة رأس بيروت خصوصاً.
ويكرس خلف الجزء الخامس من الكتاب لتقييم أهمية صداقته وتفاعله الثقافي والإنساني مع المفكرين الكبيرين غسان تويني وأدوارد سعيد والمهندس المعماري المبدع بيار الخوري، بالإضافة إلى فصول أخرى عن شؤون عائلية خاصة.
إذن، في الإمكان القول ان هذا الكتاب يشكل موسوعة عن أستاذ ومؤلف لبناني وعالمي بارز، ربما يكتب رسالته الأخيرة الوجدانية قبل تقاعده عن حياته المثمرة أكاديمياً وإنسانياً.

سمير خلف: «من وقت إلى وقت آخر»
دار النهار للنشر ومؤسسة ميقاتي، بيروت 2016
 294 صفحة.

كتاب سمير خلف «من وقت إلى وقت آخر»: بناء المجتمع أصعب من بناء الدولة لمواجهة الفئوية والعنف في لبنان

سمير ناصيف

إصدارات

Posted: 01 Jan 2017 02:07 PM PST

زهير أبو شايب: «مطر سري»
هذه هي المجموعة الخامسة للشاعر الفلسطيني زهير أبو شايب، بعد «جغرافيا الريح والأسئلة»، 1986؛ و»دفتر الأحوال والمقامات»، 1987؛ و»سيرة العشب»، 1997؛ و»ظل الليل»، 2010.
وعلى الغلاف الأخير كتب د. إبراهيم السعافين: «هذا الديوان برمّته ينضوي تحت شعر الغزل، أو على وجه الدقة شعر الحبّ، ولكنه شعر مفارق فيه مسحة من تأمل وفلسفة، وفيه وجد المتصوّف، ونداء الجسد، وامتزاج الروح والشهوة، واتحاد الوصل بالحرمان، والتباس الواقع بالخيال، إذ يغدو الجسد وثناً مقدساً وكائناً أثيرياً، في لغة مصفاة قريبة وبعيدة في آن معاً، تفاجئك صورها التي تسيل جدّة وعمقاً وبراعة وطرافة، صنعها الشاعر على عينه، فلفتت وبهرت وأطربت، ثم دخلت في سؤال التماهي بين الفكر ونشاط الخيال. إنه تعبير عميق عن تجربة إنسانية.
وقارئ (مطر سري) يقف عند حالة خاصة في تمكّن الشاعر من ناصية اللغة، يختار ببراعة من مخزون لغوي هائل يسعفه في الاختيار والتعبير، فلا تضطره اللغة إلى ما لا ينسجم مع روح القصيدة وحرارة التجربة. على أن هذه المزية الفريدة لم تمنعه من اختيار التعبيرات اللغوية التي تحوم على تخوم الدارجة حين تقتضي التجربة وتستدعي براعة الصورة. وليس في وسعنا أن نقف طويلاً عند ثقافة الشاعر الواسعة التي تذوب عميقاً في جسد النصّ وتنهض بتحقيق الغنى في التجربة».
هنا قصيدة «واعَدتُ ليلاً في سماء ما»: «واعدتُ ليلاً في سماء ما/ ذهبتُ/ ولم أجد ليلاً هناك/ ولا ملائكة/ يحطون السماء على الجبال/ ولم أجد نفسي/ وعدت كأنني ليل/ إلى امرأة قرطتُ شفاهها قرطاً/ وصحت بها:/ أضِيعيني/ فصاحت بي:/ أضعني فيك وابحثْ فيك عنّي/ وخذْ ما شئتَ أنّى شئتَ منّي».

الأهلية للنشر والتوزيع، عمّان 2016، 143 ص.

تيري إيغلتون: «النقد والأيديولوجية»

ترجمة: فخري صالح

في التقديم يقول المترجم: يعدّ هذا الكتاب العمل المركزي في سلسلة الكتب التي ألفها الناقد البريطاني الشهير تيري إيغلتون حول مفهوم للأيديولوجية يتجاوز تعريفها كوعي زائف كما تواتر في الأدبيات الماركسية التقليدية. فقد بدأت هذه السلسلة في عام 1976 بكتيب صغير سماه «الماركسية والنقد الأدبي»، ثم أصدر في السنة نفسها كتاب «النقد والأيديولوجية» ليتوّج مشروعه الطموح لبناء نظرية لعلاقة النصّ بالأيديولوجية تربطهما معاً بحقل الإنتاج. والمتابع لعمل إيغلتون في السنوات التالية سيجد أنه ظلّ في كتبه التالية أسير الرؤية نفسها لم يتجاوزها كثيراً سواء في كتابه التعريفي بالأيديولوجية أو في كتابه «أيديولوجية الجمالي»، وعدد آخر من المؤلفات النقدية التي تمزج الرؤية التقليدية بالكتابة الموجهة لجمهور أعرض من غير أهل الاختصاص في النقد والنظرية.
ورغم مرور أكثر من ربع قرن على صدور الطبعة الأولى من «النقد والأيديولوجية» فإن هذا الكتاب ما زال يعدّ واحداً من العلامات الأساسية لتطور النقد في بريطانيا والعالم الناطق بالإنكليزية. ونحن إذا ما جردنا الكتاب من توتراته الماركسية ونزوعاته العلموية، كرغبته في إنشاء علم للنصّ وتطلعه إلى إيجاد علاقة مضبوطة بين الأيديولوجية وحقل الإنتاج الأدبي، فإننا سنجده زاخراً بتبصرات نافذة شديدة الذكاء حول تاريخ الأدب الإنكليزي في القرنين التاسع عشر والعشرين.
وإلى جانب فصول الكتاب الخمسة (تحولات الأيديولوجية النقدية، أنساق من أجل نقد مادي، نحو علم للنص، الأيديولوجية والشكل الأدبي، الماركسية والقيمة الجمالية)؛ أضاف المترجم حواراً مع إيغلتون، ومعجماً للمصطلحات.
رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة 2016، 403 ص.

ف. ج. زيبالد: «المغتربون»

ترجمة أماني لازار

بعد أن تُرجمت أعمال زيبالد (1944ـ2001) إلى العديد من لغات العالم، ها أنه يُترجم إلى العربية للمرّة الأولى، عبر رواية فازت بجوائز بارزة: برلين للكتاب، هنريش بول، هنريش هاينه، وجوزيف بريلباخ. يكتب زيبالد بلغة أنيقة مع أنها خالية من التنميق، ليبني شخصيات نكاد نحس بكل الآلام التي عاشتها. فمن خلال تأملات في الذاكرة والفقد يعيد الروائي خلق حيوات أبطاله عبر سرد أقاصيصهم، مستخدماً الصورة الفوتوغرافية كجزء من السرد (وهذه حاله في روايته الأشهر «أوسترلتز»). يستحضر زيبالد هؤلاء الرجال أمام أعيننا، لكي يجعلهم يتلاشون في «شوق إلى الاندثار». ينتحر اثنان منهم، ويموت الثالث في المنفى، وأما الرابع فلا يزال يعيش في مناخات البغض والحقد حتى بعد مرور أكثر من 40 عاماً على وفاة والديه في ألمانيا النازية.
وعلى الرغم من أياً من أبطال الرواية لم يعش في معسكرات الاعتقال، إلا أنهم جميعاً ظلوا مسكونين بآثار ما حملته ذاكرتهم عن تلك المعتقلات. عانوا جميعاً من الذنب والاكتئاب، وحتى بعد سقوط النازية بوقت طويل، وتحمّل هؤلاء الأفراد المنفيون ذلك العذاب الذي تختزنه الذاكرة وما تتسبب به من انهيارات عاطفية.
من أجواء النصّ: «غالباً ما بدا لي كما لو أن الخال أدلفارت كان يتوقع زيارة غريب في أية لحظة. لكن لم يفعل أحد على الإطلاق. ومن سيفعل، قالت الخالة فيني. وهكذا ذهبت إلى ماميرونيك على الأقل مرتين في الأسبوع. كنت عندما أزوره أجلس عادة في الكرسي الأزرق، ويجلس الخال إلى مكتبه، بزاوية مائلة، كما لو أنه على وشك أن يكتب شيئاً. ومن مكانه كان يروي قصصاً والكثير من الحكايات الغريبة. أحياناً فكرت بأن الأشياء التي قال إنه شهدها، مثل قطع الرؤوس في اليابان، مستبعدة للغاية حتى إني افترضت أنه يعاني من متلازمة كورساكوف: كما قد تعلم، قالت الخالة فيني، إنه مرض يسبب فقدان الذاكرة لتستبدل باختراعات من صنع الخيال».

دار التنوير للطباعة والنشر، القاهرة 2016، 248 ص.

محمود درويش: «في حضرة الغياب»
Présente absence

ترجمه (إلى الفرنسية): فاروق مردم بك وإلياس صنبر

صدرت هذه المجموعة باللغة العربية سنة 2006، وهي ما قبل الأخيرة في حياة درويش (1942ـ2008)، وقد أطلق عليها صفة «نصّ». هي تتألف من 20 فصلاً، يمتزج فيها النثر مع الشعر، وتدور موضوعاتها حول مخاطبة الشاعر لذاته، والتوقف عند محطات أساسية فاصلة في حياته، منذ الطفولة وحتى قبيل الرحيل. وهذه النصوص طافحة بإشارات تاريخية وجغرافية، أدبية وأسطورية، تهيمن عليها نبرة الشجن، ولكن لا تغيب عنها روح السخرية، ضمن نواس دائم ومتوازن بين الماضي والحاضر، أو بالأحرى الحضور فيهما وبينهما، وكذلك الغياب.
هنا فقرات من ختام النصّ 111: «ثمة شيء يتزيا بالغامض، لا يُشمّ ولا يُلمس ولا يُتذوق ولا يُبصر، هو ما جعل الطفولة حاسّة سادسة، فسمّوك الحالم من فرط ما ركّبتَ للكلمات من أجنحة لا يراها الكبار، وتحرشت بالغامض، واغتربت/ فانهض من هذا الأبيض.
عُدْ طفلاً ثانية/ علّمني الشعر/ وعلّمني إيقاع البحر/ وأرجعْ  للكلمات براءتها الأولى/ لِدْني من حبّة قمح، لا من جرح، لدني/ وأعدني لأضمك فوق العشب، إلى ما قبل المعنى/ كان الشجر العالي يمشي معنا شجراً لا معنى/ والقمر العاري يحبو معنا/ قمراً/ لا طبقاً فضياُ للمعنى/ عُدْ طفلاً ثانية/ علّمني الشعر/ وعلّمني إيقاع البحر/ وخُذْ بيدي/ كي نعبر هذا البرزخ ما بين الليل وبين الفجر معاً/ ومعاً نتعلم أولى الكلمات/ ونبني عشاً سرّياً للدوريّ/ أخينا الثالث/ عُدْ طفلاً لأرى وجهي في مرآتك/ هل أنت أنا/ وأنا أنت؟/ فعلّمني الشعر لكي أرثيك الآن الآن الآن/ كما ترثيني!».
ACTES SUD/Sindbad، Paris 2016, 151 p.

إصدارات

حياة البشر كما دونتها ريتا ابراهيم من يومياتها «عالأوتوستراد»: عرض «ستاند آب» كوميدي يجسد مجتمع السيارات واحتمالات الموت

Posted: 01 Jan 2017 02:06 PM PST

بيروت ـ «القدس العربي»: أن تجاور الأوتوستراد فذلك عذاب مقيم في النفس والأعصاب. حظ الممثلة ريتا ابراهيم أن تقيم على حافته. ومسافة ساعة من القيادة «عالأوتوستراد» تحتاجها للوصول «عالبكلة» إلى عملها. عذاب مضاعف أثمر عرضاً مسرحياً من نوع «ستاند آب» كوميدي. لم تضع ريتا الوقت هباء. راقبت، سمعت ودونت، وعندما باشرت صوغ المشاهد تبين أن حصادها وفير فاكتفت بالأكثر إثارة للضحك والبكاء معاً. ثلاث سنوات من تدوين المشاهد، وسنة في صياغة النص المسرحي الدرامي، فصلت عن وقوفها على مسرح مترو المدينة. مكان يتناسب وعرضها، جلست أرضاً إلى اليسار، وفي الجهة اليمنى دار فيلم سينمائي ناقلاً مشاهد مختارة من الأوتوستراد. حكايات ريتا وليدة يومياتها «عالأوتوستراد» تشبهنا جميعاً. كل منا موجود في داخل إحدى تلك الحكايات. مع تجسيد ريتا لمجتمع «الأوتوستراد» نتأكد أننا ونحن نقود أو نرافق سائقاً نتحول لمشاريع موتى أو جرحى، والأسباب أكثر من أن تُحصى. حظي العرض باهتمام الحضور وتفاعلهم الضاحك. فالمتفرج يضحك أحياناً على موته المحتمل.
هنا حوار مع الممثلة ريتا ابراهم:
○ بعد مسرحية «نقل حي» تتابعين باللحم الحي عيش شغفك مع المسرح فهل سمح لك عرض «عالأوتوستراد» تحقيق بعض من الحلم؟
• نعم حققت بعضاً من الحلم، فالمسرح شغف حقيقي. لا شك أن المسرح مكلف ومرهق انتاجياً. إنما رضى الجمهور يساعد في تخطي المتاعب التي نتكبدها جسدياً ونفسياً ومادياً قبل العرض.
○ امرأة مسرح جديدة تعلن انضمامها إلى قائمة مونولوج النساء على خشبة المسارح البيروتية. ما هي الأسباب في رأيك؟
• أتقن التحدث عن أسبابي. ليست الفكرة في وقوفي كامرأة وحيدة على المسرح ومن ضمن سياق سائد، بل الهدف تقديم «ستاند آب» كوميدي قائم على «خبريات» متفرقة. في الواقع أنا وحيدة دائماً «عالأوتوستراد» ومن الطبيعي أن أكون وحيدة على المسرح حيث فكرة «ستاند آب» كوميدي ملائمة جداً. إنها فكرة الممثل الواحد الراوي لأحداث متنوعة، لكن مع «ستاند آب» كوميدي لسنا في حاجة لعناصر مسرحية من سينوغرافيا وسوى ذلك.
○ نقل اليوميات كما هي إلى المسرح يدفعنا للسؤال عن تقنية التدوين لديك؟
• التدوين هو الأساس. مع وصولي إلى بيتي كنت أسرع للتدوين التفصيلي دون أن يكون الهدف في البدايات العرض المسرحي، بل الاستفزاز المطلق الذي كنت أعانيه. فجأة وجدت نفسي في بحر من المشاهد فنسقتها كعرض، وبنيت بعضها على مبالغة. «عالأوتوستراد» حكايات لا تنضب. وصلتنا به تنتهي مع الموت فقط، ومن غير ذلك يطالعنا دائماً بجديد. جمعت المشاهد المثيرة للضحك وقدمتها وبدا لي أن الجمهور يستظرف الضحك على موقف ما.
○ كم تمكنت من نقل المعاناة الخاصة من الأوتوستراد إلى العامة؟
• هنا أكرر ما قاله لي بعض الحضور من الطلاب والأساتذة في الجامعة التي أدرّس فيها. فمع خروجهم من المسرح صادفهم موكب عرس، مما ذكرهم بموكب الجنازة الذي تضمنه العرض المسرحي. في طريق عودتهم مجتمعين بالباص عقدوا مقارنة متواصلة بين العرض ومشاهد الأوتوستراد الواقعية. في لقائي مع بعض من الجمهور لفتني أنهم يحفظون بعضاً من المشاهد كما هي بالتمام. لحسن حظي أن الجمهور كان مرتاحاً أكثر مني، فحتى اللحظة لم أشعر بالرضى عن أي عرض. دائماً نحن مع أخطاء تقنية، لكني بالتأكيد فرحة بما أنجزته.
○ أن تموتي في حادث سير «عالأوتوستراد» ومن ثم تتناولين الخيار فهل أردت بذلك مسرحة الموت المجاني وضحاياه بالمئات؟
• هو مشهد يتراوح بين الكوميديا والتراجيديا. نعم استفدت من بعض الخضار المتساقط على الطريق من سيارات النقل بين الجنوب وبيروت وقضمت خياراً. نعم هي مسرحة للموت المجاني المنصوب فخاً للناس.
○ هل هدفت للتوعية من اسكتش طفل التسعة أشهر الممسك بالمقود مع والدته؟
• قدمت هذا الاسكتش بعيداً عن التنظير وفي إطار كوميدي مضخم. رأيت المشهد بأم العين. لم أكد أصدق أن أماً تسلم المقود لطفل. في العادة الآباء يتفاخرون بقيادة أطفالهم. كانت السيارة تتهادى يمنة ويسرة على الأوتوستراد. كان مشهداً فريداً من نوعه.
○ استبدلت مجتمع السيارات وانتظام الوقت بالحياة الاجتماعية التي كانت لنا؟
• لم أبالغ في وصف مجتمع السيارات. كثيرون يمضون أوقاتهم مركونين في السيارات في الذهاب والعودة من العمل. حياتنا الاجتماعية تحكمها فوبيا الوقت والوصول «عالبكلة». جميعنا يردد وصلت «عالبكلة» – أي في الوقت المحدد-. لهذا بات من يرتادون الاوتستراد يتفقدون بعضهم بعضاً، وإن غاب أحدهم يسألون عنه باسم نوع سيارته. نحن نعيش على الدقائق ووفق ايقاع منتظم.
○ خلصنا إلى حصيلة بأنه أوتوستراد محمل بالموت والحكايات ونحن إحداها؟
• نعم نحن أمام احتمال الحادث في كل لحظة سواء تسببنا فيه شخصياً أو غيرنا. وفي الحالتين احتمال الموت وارد. يختلف تضارب السيارات عن تضارب المارة في مكان مزدحم. حوادث الأوتوسترادات تخلص إلى مشاهد سيارات معجونة لا يتخيلها عقل، فكيف الحال بمن بداخلها. الأوتوسترادات لا تختلف عن ساحات الحروب في المشاهد التي تخلفها، حيث تتحول السيارة في حد ذاتها إلى أشلاء.
○ كم تفاعلت مع الجمهور الذي صفق للعديد من المشاهد؟
• عندما يلمس الممثل تفاعل الجمهور مع انطلاق المشاهد الأولى فهذا يساعده في تخفيف نسبي للتوتر والخوف المسيطران عليه. لا يستطيع الممثل نسيان السؤال الذي يهجس به وهو هل تمكنت من الفوز بانتباه الجمهور؟ أم هو في حال من الملل؟ لا شك أفرح جداً بتفاعل الجمهور مع العرض سواء ضحكاً أو تصفيقاً.
○ كتابة، اخراج وتمثيل لماذا؟ أليست مجتمعة أعباء إضافية؟
• هذا صحيح لكني محكومة بالوقت الذي يستغرقه مني التدريس. لهذا تابعت التمارين الذاتية في منزلي. هذا العرض المسرحي نتج عن جهد ذاتي على كافة الصعد. في حين أن مسرحية «نقل حي» نالت دعماً إنتاجياً من آفاق بعد الموافقة على السيناريو. الإنتاج الذاتي يحتم اختصار النفقات. أن اختصر فهذا طبيعي لأن موردي الوحيد هو عملي الوظيفي. فقط تمكنت من الإيفاء ببدل المسرح. أن أكون الممثلة الوحيدة ليس بغريب فأنا أروي كوميدياً مشاهد دونتها خلال قيادتي لسيارتي وحيدة. سارت الأمور على المسرح بالحد الأدنى الممكن، لكن قبل الوصول للعرض اكتشفت صعوبة الخطوة التي قمت بها. ليس للممثل أن يتدرب وحيداً، بل يحتاج لعين خارجية تراقبه وتصوب خطواته.
○ ألم يكن لزملاء المهنة دور مساعد؟
• في الواقع لم أطلب مساعدة. تعاونت مع الممثل فادي أبي سمرا في قراءة النص، وقد تدخل مصوباً دراماتوجي النص في أكثر من مكان. كما أخذت بنقد ريما ابراهيم وعينها الصائبة. لكن يبقى الممثل في حاجة ماسة لعين المخرج. مع العلم أني صورت الفيلم الذي ترافق مع العرض خلال رحلاتي اليومية «عالأوتوستراد» وقمت كذلك بالمونتاج، وهذا جزء من عمل الممثل والمخرج في مسرح «ستاند آب» كوميدي. اعترف بأن العين الخارجية كانت ستثمر تصويباً وضبطاً للحركة الجسدية.
○ هل تكون الخسارة في مخيلة الفنان حين يتصدى لهذا النوع من العرض؟
• هو ليس خوفا من الخسارة بقدر الخوف من النقد الجارح. النقد القاسي أصعب وقعاً من الخسارة المادية. لا يغيب النقد عن بالنا فنحن في النهاية نقدم عرضاً لعين أخرى.
○ كممثلة أين أنت من التلفزيون؟
• لم أحبه يوماً. صلتي السلبية بالتلفزيون أثمرت مسرحية «نقل حي» التي وضعت فيها التلفزيون كوسيلة في دائرة النقد الكوميدي. دون شك أحيد الدراما من هذا النقد فبعضها عظيم جداً. باختصار التلفزيون بالنسبة لي أداة مزعجة.
○ كممثلة هل ستكونين في «حكي رجال» بعد «حكي نسوان»؟
• حكت النساء بمفردهن في «حكي نسوان» أظن من الأفضل ترك الرجال في بوح منفرد وخاص. والقرار في ذلك يعود للمخرجة لينا خوري.

حياة البشر كما دونتها ريتا ابراهيم من يومياتها «عالأوتوستراد»: عرض «ستاند آب» كوميدي يجسد مجتمع السيارات واحتمالات الموت

زهرة مرعي

شجون الأغنية العربية في صوت فريد الأطرش

Posted: 01 Jan 2017 02:06 PM PST

أكثر من أربعين عاماً مرت على وفاة الموسيقار والمطرب العربي الكبير فريد الأطرش ولا يزال حضوره الفني متجاوزاً فكرة الغياب. فمنذ رحيله في 26 كانون الأول/ديسمبر من عام 1974 وهو حاضر في الوجدان العربي لم يتخلف صوته يوماً عن حمل المشاعر النبيلة والجميلة، العاطفية والإنسانية لجماهيره من المحيط إلى الخليج، تلك التي عاشت مجده وربيعه واستمتعت بموسيقاه وشدوه وانتشت بألحانه ورددت أغانية في كل مناسبة وطنية وعاطفية كانت للحظات الخاصة فيها وقع مثير للشجن والإحساس.
من يتتبع مشوار فريد الفني في تفاصيله ومحطاته يلمح معاناته منذ انتقاله من لبنان إلى القاهرة هو وشقيقته أسمهان فيما يشبه الشتات والمطاردة وهو سليل العائلة الارستقراطية العريقة، ومن جرب الترحال والسفر في ظروف غير طبيعية يستطيع أن يدرك المأساة التي عاشها فريد الأطرش في ظل الحرمان والبؤس والفقر إبان خروجه من وطنه وحتى استقراره في وطنه الثاني مصر. ولعل ذكر معاناة الفنان الكبير في سياق كهذا يأتي كدروس وعظات لحياة الكفاح والدأب والإصرار على النجاح ليكون ذلك النجم الغنائي الكبير متحققا في عالم الشهرة والمجد والإبداع.
لقد بدأ الموسيقار الكبير في حياته الفنية مطرباً مغموراً في فرقة بديعة مصابني مع الملحن محمود الشريف والفنان محمد عبد المطلب والفنان محمد فوزي قبل أن يتقدم للاعتماد في الإذاعة المصرية كمطرب وملحن في أواخر الأربعينيات ويجاز بامتياز فيصبح مؤهلاً للصعود كصوت جديد ينتظره مجد عظيم، ولم يخب فريد الظن فيه بالفعل فقد انتقل من نشاط الفرق الأهلية بلونها الاستعراضي إلى آفاق أخرى مفتوحة على كافة الأذواق ومختلف الشرائح الاجتماعية فاكتسب خبرات إضافية واتجه إلى تلحين بعض الأغاني لشقيقته أسمهان التي ورثت عن والدتها الصوت الجميل الشجي، وقد لمعت أسمهان وبرق نجمها فصارت دعامة قوية لشقيقها في الفن والحياة واختطفتها السينما فزادت شهرتها ما شجع فريد على الاستمرار إلا أن القدر لم يمهلها ولقيت حتفها في حادث أليم.
كانت هذه هي المحطة الأكثر إيلاماً في حياة ملك النغم الذي تجاوز الأزمة ولم يستغرق طويلاً في المحنة والحزن وسرعان ما عبر حاجز العزلة ومضى في مشواره متشبثاً بالنجاح والنجومية، وكان طبيعياً أن يلبي فريد الأطرش دعوة منتجي السينما الذين تهافتوا علية للقيام ببطولات مهمة في أفلام ذات طابع غنائي رصدوا لها ميزانيات ضخمة لتناسب الموهبة الكبرى فأنجزت بفعل التحمس للمطرب والموسيقار الكبير أفلاما مثل «انتصار الشباب» أمام المطربة شادية وأسمهان و«عفريته هانم» و«أنت حبيبي» و«لحن الخلود» و«رسالة من امرأة مجهولة» والأخير كان مع الفنانة لبنى عبد العزيز التي كانت لا تزال في طور الاكتشاف أيضاً بعد عودتها من أمريكا التي أمضت فيها سنوات للدراسة وحصلت منها على درجة الماجستير، وإزاء نجاح التجربة مع لبنى توثقت العلاقة بينه وبين السينما وجمهورها فتكررت البطولات في أفلام أخرى كثيرة شارك في عدد منها إسماعيل ياسين وعبد السلام النابلسي وهي نوعية غلب عليها الطابع الكوميدي، جاءت مغايرة لطبيعة أفلام المطربين التي اتسمت في هذه الفترة وفترات سابقة ولاحقة بالجدية كي تكون مناسبة للجو الرومانسي المستهدف من الأحداث الدرامية.
وبتأثير الموسيقى والغناء والألحان الشجية بلغت حصيلة فريد الأطرش من الأفلام السينمائية نحو سبعين فيلماً ويزيد جاء أحدها «زمان يا حب» مع الفنانة الكبيرة زبيدة ثروت في الجزء الأخير من حياتها الفنية، أي في مرحلة النضج وهذا الفيلم كان آخر إبداعات النجم الغنائي الراحل الكبير في السينما فلم يمهله القدر فرصة لمشاهدته، حيث توفي قبل أن يشاهد العرض الأول له ويلمس التأييد الكبير من جمهوره العريض الذي ارتبط بأغانيه وموسيقاه في مصر والعالم العربي قاطبة، وقد دفن فريد الأطرش في مصر تنفيذاً لوصيته وودعته الملايين إلى مثواه الأخير بمشاعر فياضة وحزن استمر طويلاً ولكنه لم ينسه قط فهو آخذ في ترديد أغانية، بنادي عليك، وأول همسه، وعش أنت، وسنة وسنتين، والربيع، والمارد العربي، وزينه، وقد أسس عشاقه جمعية لحفظ تراثه الموسيقي والغنائي مشهرة رسمياً باسم جمعية أصدقاء الفنان فريد الأطرش، كما تأسست جمعية أخرى باسم جمعية أصدقاء فريد الأطرش وأسمهان تقوم بالدور نفسه ولها الأهداف ذاتها القائمة على فكرة حفظ التراث النادر من إبداع الفنان العربي الكبير.

شجون الأغنية العربية في صوت فريد الأطرش

كمال القاضي

وجها العام المنقضي… مشرق وقبيح!

Posted: 01 Jan 2017 02:05 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: من مشاركة تاريخية لا تنسى لكل من العداء الجمايكي يوسين بولت والسباح الأمريكي مايكل فيلبس في دورة الألعاب الأولمبية (ريو دي جانيرو 2016) وانطلاقة نحو القمة للاعب التنس البريطاني آندي موراي وباقة رائعة من الألقاب لنجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى إخفاقات كرة القدم الأرجنتينية والإنكليزية وفضيحة المنشطات الروسية، كشف عام 2016 عن الوجهين المشرق والقبيح للرياضة.

وجوه مشرقة:

• يوسين بولت: في آخر مشاركة للعداء الجمايكي الشهير يوسين بولت بدورات الألعاب الأولمبية، كان بولت على قدر التوقعات وفاز بالميدالية الذهبية لكل من سباقات 100 و200 متر و4×100 متر تتابع ليحكم قبضته على الثلاثية الذهبية للأولمبياد الثالث على التوالي. وأحاطت الكثير من الشكوك بمسيرة بولت في مطلع عام 2016 حيث عانى اللاعب من إصابات عضلية ولكنه تعافى في الوقت المناسب ليسطع في أولمبياد ريو 2016 ليسعد عشرات الآلاف من المشجعين الذين احتشدوا في مدرجات الاستاد الأولمبي بالمدينة البرازيلية العتيقة والذين حضروا لمشاهدة أحدث العروض من الأسطورة بولت. وقال بولت (30 عاما): «وأخيرا… وصلت خط النهاية»، في إشارة إلى أنها المشاركة الأولمبية الأخيرة، علما أنه سيعتزل نهائيا بعد المشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى المقررة في آب/ أغسطس 2017 بالعاصمة البريطانية لندن. وأنهى بولت مسيرته الأولمبية بشكل رائع لتظل مسيرته في هذه الدورات خالدة في الأذهان والسجلات حيث خاض ثلاث دورات أولمبية وشارك في تسعة سباقات، بواقع ثلاثة سباقات في كل دورة وتوج بالميدالية الذهبية في كل من هذه السباقات التسعة.
• مايكل فيلبس: أسطورة أخرى نالت المجد في دورات الألعاب الأولمبية. بعد عدوله عن الاعتزال وتغلبه على مشاكل إدمان الكحول، نال فيلبس الوداع الأولمبي الذي يليق به. وأضاف فيلبس في أولمبياد ريو دي جانيرو خمس ميداليات ذهبية ليرفع رصيده التاريخي من الذهب الأولمبي إلى 23 ذهبية من بين 28 ميدالية متنوعة أحرزها في تاريخ مشاركاته الأولمبية. كما تزايدت سعادة فيلبس بأن أصبح حاملا لعلم بلاده في حفل افتتاح الأولمبياد للمرة الأولى. وقال فيلبس: «إنها أفضل طريقة لإنهاء مسيرتي». والآن، أصبح بإمكان فيلبس أن يكرس كل وقته لنجله بومر ولعائلته. وعلى عكس بولت، لن يخوض فيلبس أي فعاليات في 2017 حيث كان أولمبياد ريو محطة النهاية في مسيرته الرياضية الحافلة.
• آندي موراي: شهدت رياضة التنس تغيرا تاريخيا على مستوى الصدارة في عام 2016. وبعد 122 أسبوعا هيمن فيها الصربي نوفاك ديوكوفيتش على صدارة التصنيف العالمي لمحترفي التنس، انتزع البريطاني آندي موراي الصدارة بفضل انتفاضته القوية في نهاية الموسم والتي شهدت 26 انتصارا متتاليا للاعب. وفي سن التاسعة والعشرين، اعتلى موراي صدارة التصنيف العالمي لمحترفي التنس للمرة الأولى في مسيرته الرياضية ثم دافع باستبسال عن هذه الصدارة خلال البطولة الختامية لموسم المحترفين (نهاية الدوري العالمي) والتي استضافتها العاصمة البريطانية لندن في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وخلال موسم 2016، أحرز موراي ألقاب تسع بطولات منها ويمبلدون ومسابقة فردي الرجال بمنافسات التنس في دورة الألعاب الأولمبية إضافة لبطولات الأساتذة في روما وشنغهاي وباريس. وقال موراي: «الآن، ومع بلوغي صدارة التصنيف العالمي للمحترفين، أصبح لدي حافز كبير للبقاء في هذا المركز»، في إشارة إلى التحدي الذي ينتظره في الموسم الجديد عام 2017 .
• كريستيانو رونالدو: في صراعه المحتدم مع الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة، كان البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد الفائز في 2016. وأحرز رونالدو ألقاب دوري أبطال أوروبا والكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية مع الريال وكأس أمم أوروبا (يورو 2016) مع المنتخب البرتغالي ليكون اللقب الأول للبرتغال في البطولات الكبيرة. ورغم عدم سطوعه في النهائيات، كان لرونالدو دور مؤثر في انتصارات الريال والمنتخب البرتغالي. كما كان هذا كافيا ليحرز رونالدو جائزة الكرة الذهبية المقدمة من مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية لأفضل لاعب في العالم لعام 2016، لتكون المرة الرابعة التي يحرز فيها هذه الجائزة. وقال رونالدو، بعد فوزه بالجائزة: «كان أفضل عام في مسيرتي الكروية على المستويين الجماعي والفردي». وكانت المشكلة والأزمة الكبيرة الوحيدة في 2016 تتعلق بما أثارته وسائل الإعلام الدولية بشأن التحقيق مع اللاعب في قضية تهرب ضريبي.
• نيكو روزبرغ: بعدما حل ثانيا في كلا العامين الماضيين خلف زميله البريطاني لويس هاميلتون، توج الألماني نيكو روزبرغ سائق فريق مرسيدس ببطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات فورمولا-1 في عام 2016 لتكون المرة الأولى في مسيرته الرياضية التي يحرز فيها لقب البطولة. لكن اللقب سيكون الأخير له أيضا في البطولة حيث أعلن بعد خمسة أيام من الفوز باللقب اعتزاله ليفاجئ الجميع بهذا القرار. وقال روزبرغ (31 عاما): «تسلقت الجبل. وصلت للقمة وشعرت بارتياح هناك». وقدم روزبرغ، المولود في فيسبادن بألمانيا، موسما رائعا في 2016 حيث فاز بالمركز الأول في تسعة من سباقات البطولة، فيما حل ثانيا في خمسة من السباقات ولم يسقط إلا في سباق واحد من 21 سباقا شهدتها البطولة في 2016 ليكون أكثر السائقين ثباتا في المستوى وتألقا على مدار الموسم. وأضاف روزبرغ بهذا إنجازا جديدا إلى إنجازات عائلته الرياضية حيث سبق لواالده الفنلندي كيكي روزبرغ أن أحرز لقب البطولة في عام 1982 .
• ليبرون جيمس: كان ليبرون جيمس نجم كليفلاند كافالييرز مهندس الانتفاضة الملحمية للفريق أمام منافسه غولدن ستيت واريورز في نهائيات الموسم السابق لدوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين. وأصبح كافالييرز أول فريق في تاريخ المسابقة يحول تأخره 1/3 في النهائيات إلى فوز ثمين. ويدين الفريق بالفضل الكبير في هذا إلى نجمه الكبير جيمس. وبالإضافة لهذا، قاد جيمس كافالييرز للقبه الأول ليحقق الحلم الذي وضعه لنفسه لدى انتقاله إلى الفريق قادما من ميامي هيت. وقال جيمس: «كليفلاند، هذا من أجلك» في إشارة لفوز الفريق باللقب، علما أنه أصبح اللقب الثالث لجيمس حيث سبق له الفوز باللقب مع فريق ميامي هيت في 2012 و2013 ولكن لقبه مع كافالييرز كان الأقرب لقلبه. وكان الأداء الراقي لجيمس مع كافالييرز، الذي حقق 73 انتصارا (رقم قياسي) في الموسم المنتظم، كفيلا بأن يجعل جيمس من أبرز اللاعبين في تاريخ المسابقة.

وجوه مكفهرة:

• ميشيل بلاتيني: بعد سقوط السويسري جوزيف بلاتر الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في 2015، شهد عام 2016 زوال إمبراطورية الفرنسي ميشيل بلاتيني في الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) . وأكدت المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي (كاس) في أيار/ مايو الماضي عقوبة الإيقاف المفروضة على أسطورة كرة القدم الفرنسي بلاتيني فلم يعد أمامه أي خيار سوى الرحيل عن منصبه كرئيس لليويفا. وترك بلاتيني المنصب رسميا في أيلول/ سبتمبر الماضي ليخلفه السلوفيني ألكسندر سيفرين في الانتخابات التي أجريت بالعاصمة اليونانية أثينا. وفي وسط هذه الأحداث، أقيمت بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) التي تحول فيها بلاتيني إلى ضيف غير مرغوب فيه بعدما كان بمثابة الأب الروحي للبطولة نظرا لدوره في منح حق استضافة البطولة إلى بلاده بخلاف دوره في زيادة عدد المنتخبات في البطولة من 16 إلى 24 منتخبا. ونتيجة لعقوبة الإيقاف المفروضة عليه، لم يستطع بلاتيني حضور مباريات «يورو 2016» في الاستادات، كما لم يقدم كأس البطولة إلى المنتخب البرتغالي الفائز باللقب ليصبح 2016 بمثابة عام أسود لبلاتيني الذي لحق بصديقه السابق بلاتر على مقاعد الموقوفين في عالم كرة القدم.
• فيسنتي دل بوسكي: شكلت 2016 نهاية أنجح حقبة في تاريخ المنتخب الأسباني لكرة القدم، بعد مشاركة متذبذبة المستوى في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) والتي خرج فيها الفريق مبكرا بالهزيمة أمام المنتخب الإيطالي في دور الستة عشر. وبختام مسيرته في البطولة، ترك المدرب فيسنتي دل بوسكي مسؤولية المنتخب الأسباني كما اعتزل التدريب بشكل تام بعدا صنع تاريخا رائعا مع الفريق منذ تولى المسؤولية عقب فوز الماتادور الأسباني بلقب يورو 2008 بقيادة المدرب الراحل لويس أراغونيس. وخلال ثماني سنوات قضاها مع الفريق ، أحرز دل بوسكي لقب كأس العالم 2010 ودافع عن اللقب الأوروبي من خلال يورو 2012 ولكن نهاية مسيرته مع الفريق كانت قاسية بالفعل حيث ودع مونديال 2014 بالبرازيل من الدور الأول ثم ودع يورو 2016 من دور الستة عشر. وقال دل بوسكي (65 عاما): «كانت هذه هي مهمتي الأخيرة». ويواجه جولين لوبيتيغي المدرب الجديد للماتادور الأسباني حاليا التحدي الصعب الخاص بإعادة بناء الفريق في محاولة لتكرار النجاح الذي تحقق في السنوات الماضية.
• المنتخب الأرجنتيني: إذا كان من الممكن وصف 2016 بأنه عام مضطرب للمنتخب الأسباني، فإنه لم يختلف كثيرا لنظيره الأرجنتيني بعدما فشل النجم الشهير ليونيل ميسي ورفاقه في كسر حاجز النحس الذي لازم الفريق في السنوات الأخيرة. وسقط التانغو مجددا أمام منتخب تشيلي بركلات الترجيح في نهائي النسخة المئوية لكأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2016) بالولايات المتحدة ليكون النهائي الثالث على التوالي الذي يخسره المنتخب الأرجنتيني بقيادة ميسي منذ 2014 .وكان الفريق خسر أمام ألمانيا في نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل ثم خسر أمام منتخب تشيلي في نهائي كوبا أمريكا 2015 في تشيلي. وبعد الهزيمة أمام تشيلي في نهائي كوبا أمريكا 2016، أعلن ميسي اعتزاله اللعب الدولي ولكنه عدل بعدها بشهرين عن قراره وعاد للمشاركة مع المنتخب الأرجنتيني، فيما تسببت الهزيمة في رحيل المدرب خيراردو مارتينو عن قيادة التانغو. ووسط الأزمة العميقة في الاتحاد الأرجنتيني للعبة، تولى إداردو باوزا رئاسة الاتحاد، لكن الفريق واصل ترنحه ليتراجع خلف المراكز المؤهلة لكأس العالم 2018 بعد هزيمته أمام المنتخب البرازيلي في التصفيات. لكن الفوز الغالي الذي حققه على نظيره الكولومبي أعاد التانغو إلى دائرة المنافسة على إحدى بطاقات التأهل. ورغم هذا، أعلن لاعبو المنتخب الأرجنتيني بعد هذه المباراة إيقاف تصريحاتهم إلى الصحافة.
• روسيا: أصبحت بمثابة النقطة السوداء في ثوب الرياضة. وبات 2016 بالنسبة لروسيا عام الاتهامات وكشف فضائح المنشطات في الرياضة الروسية. ووضع تقريرا المحقق ريتشارد مكلارين الرياضة والمسؤولين بروسيا في موقف لا يحسدون عليه، حيث وجه التقريران اتهامات بوجود نظام ممنهج لتقديم المنشطات إلى الرياضيين تشرف عليه سلطات رفيعة المستوى في هذا البلد. وعلى الرغم من الضغوط الدولية، رفضت اللجنة الأولمبية الدولية استبعاد البعثة الروسية من دورة الألعاب الأولمبية (ريو 2016)، وتقلص الإيقاف على بعثة ألعاب القوى فحسب حيث كانت داريا كليشينا هي الوحيدة من روسيا التي تشارك في منافسات ألعاب القوى بأولمبياد ريو. كما شهدت العديد من منافسات أولمبياد ريو صافرات وهتافات الاستهجان ضد رياضيي روسيا مثلما كان الحال في مواجهة السباحة يوليا إيفيموفا. وقالت أسطورة القفز بالزانة الروسية إيلينا إيسينباييفا: «جرى معاملة روسيا بشكل ظالم». وبعد اعتزالها، تبدو إيسنباييفا بمثابة الواجهة لعملية إعادة البناء في الرياضة الروسية.
• رايان لوكتي: كان السباح الأمريكي رايان لوكتي صورة سلبية أخرى في دورة الألعاب الأولمبية (ريو 2016) على عكس الحال لزميله وصديقه مايكل فيلبس. ورغم فوزه بالميدالية الذهبية مع الفريق الأمريكي في سباق التتابع، ستكون البصمة الأبرز للوكتي في أولمبياد ريو بصمة سلبية حيث تتعلق بفضيحة له خارج أحواض السباحة. وبعد ليلة احتفل فيها برفقة الأصدقاء، ادعى لوكتي تعرضه لحادث سطو مسلح. ولكن تحقيقات وتحريات الشرطة البرازيلية أكدت أن هذه الرواية التي قدمها اللاعب لا أساس لها من الصحة وأنه اضطر لهذا من أجل التعتيم على أعمال التخريب التي قام بها في إحدى محطات الوقود. واعتذر لوكتي واعترف باختلاق هذه الرواية لكنه لم يستطع تجنب العقوبة الصارمة التي فرضها عليه الاتحاد الأمريكي للسباحة حيث تقرر إيقافه لعشرة شهور عن المشاركة في أي مسابقات أو بطولات مما يعني غيابه عن بطولة العالم للسباحة والمقررة في العاصمة المجرية بودابست في 2017 .
• كرة القدم الإنكليزية: كان 2016 عاما سيئا لكرة القدم الإنكليزية في كل شيء، حيث سقط المنتخب الإنكليزي مجددا وخرج مبكرا من كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) بعد الهزيمة المهينة للفريق أمام نظيره الأيسلندي 1/2 في الدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة. وتسبب هذا السقوط في رحيل المدرب روي هودجسون، لكن خليفته سام أولاردايس لم يستمر مع الفريق سوى مباراة واحدة، ليرحل بعدها عن تدريب الفريق بعد نشر تقرير صحفي عن قيامه بإجراء نقاش يتعلق بكيفية الالتفاف على لوائح انتقالات اللاعبين. ونجح المدرب الجديد غاريث ساوثغيت في مهمته المؤقتة لينال الفرصة في قيادة الفريق خلال العام المقبل. ورغم هذا، اندلعت مشكلة جديدة في الأندية الإنكليزية بعد تفجر فضيحة الاعتداء الجنسي على اللاعبين في مراحل الناشئين والتي كشف عنها عدد من اللاعبين السابقين. وعلى المستوى الرياضي، لم يكن الوضع جيدا للأندية الإنكليزية الكبيرة في المسابقات الأوروبية حيث كانت نتائجها دون المستوى. وكان الفوز المثير لليستر بلقب الدوري مفاجأة تاريخية أثارت بعض السعادة في أجواء الكرة الإنكليزية.

وجها العام المنقضي… مشرق وقبيح!

ركلات الجزاء… انون يحتاج الى تعديل!

Posted: 01 Jan 2017 02:05 PM PST

في الوقت الذي ينهمك فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في ادخال التكنولوجيا الى عالم كرة القدم، وتطوير طريقة اللجوء الى الاعادات التليفزيونية والفيديو في حسم بعض القرارات المربكة والمثيرة للشكوك، وفي الوقت أيضاً الذي يطوف فيه رئيس الفيفا جاني انفانتينو العالم بحثا عن مؤيدين لأفكاره التوسعية في عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم، فان بعض قوانين كرة القدم الحالية بحاجة الى اعادة نظر وتطوير وربما الغاء ان تطلب الأمر، وعلى رأسها بحسب نظري، ركلات الجزاء.
لا شك في أن كرة القدم لعبة سلسة وسريعة، تعتمد بشكل أساسي على خطط تكتيكية بحسب رؤية المدرب وخبرته وتجاربه السابقة، ليترجم لاعبوه في أرض الملعب أفكاره وأهدافه من المباراة، وأسوأ ما رأيته في عالم اللعبة، عندما يدافع فريق بصلابة وشراسة، والاهم بتنظيم عال يعكس جهده في الأيام السابقة على تطبيق هذه الخطة، لكن في النهاية يخسر بهدف يتيم جاء من ركلة جزاء مشكوك في صحتها. هذا مؤلم أكثر من الخسارة بخماسية أو سداسية، بل يقود الى السؤال عن مغزى ركلات الجزاء من أصله!
عندما يجد الفريق المهاجم صعوبة في اختراق دفاع الخصم المنظم، فأنه عادة ما يلجأ الى اصطياد أخطاء المنافس داخل منطقة جزائه، وان فشل في ذلك، حينها يلجأ بعض لاعبيه الى التمثيل وادعاء السقوط من احتكاك بسيط مع الخصم، أو حتى لا احتكاك، وأسوأ هذه الحالات، عندما ينفرد المهاجم بالحارس ويمد الكرة بعيدا عن متناول يدي الحارس، ويسقط وهو في اتجاه الحارس، وكثيراً ما يحدث السقوط قبل الارتطام أو اعاقة الحارس للمهاجم، والأنكى أن الحارس يحصل على بطاقة حمراء جراء هذا الخطأ المفترض.
قد تكون تكنولوجيا التحكيم بالاعادة التليفزيونية حلاً لهذه الأزمة، لكن هذا قد لا يحدث في القريب العاجل، بل الفيفا يقر ان اللجوء الى الاعادات التليفزيونية سيحدث قبل أخذ الحكم قراره وليس في كل الحالات المثيرة للشكوك. ومن هنا بدأت أرى سلبيات قانون ركلات الجزاء في كرة القدم، بأن تعاقب فريقاً على خطأ قد لا يكون صحيحاً، ولا يكون أكيداً أنه كان سيقود الى فرصة للتسجيل للفريق المهاجم.
هل ستصبح كرة القدم أفضل لو ألغي قانون ركلات الجزاء؟ وكيف ستتأثر اللعبة؟
طبعاً لو ألغي هذا القانون كيف سيتعاقب مرتكب الخطأ داخل منطقة الجزاء، او اللاعب الذي يمنع الكرة من دخول مرماه بيده؟ أعتقد أن تضييق الخناق على الممثلين والمدعين يبدأ بمنح ركلات الجزاء من داخل خط الستة، وليس داخل خط الـ18 مثلما هو الآن، فيكون هامش التمثيل أقل، واذا وقع خطأ لا غبار عليه داخل منطقة الـ18 تمنح ركلة حرة مباشرة، وكأنه في بقية أرجاء الملعب، مع معاقبة اللاعب المخطئ ببطاقة حمراء من دون منح ركلة جزاء، وطبعاً يكون عقاب الفريق طرد لاعبه كافياً بدلاً من عقاب مزدوج بمنح ركلة جزاء أيضاً، وحينها يستطيع الفريق صاحب التنظيم الدفاعي العالي الحصول على جزائه الصحيح، بدل سرقة النقاط منه بسبب خطأ واه في منطقة الـ18 ياردة.

twitter: @khaldounElcheik

ركلات الجزاء… انون يحتاج الى تعديل!

خلدون الشيخ

هل تكسر قطر «روتين» مونديال الأندية بعد عقبة كأس القارات؟

Posted: 01 Jan 2017 02:05 PM PST

الدوحة ـ «القدس العربي»: مباراتان كبيرتان في غضون أيام… حضور جماهيري مكثف… نجاح تنظيم هائل وطقس رائع لكرة القدم، هل تصنع كل هذه العناصر وغيرها من عوامل النجاح طريقا لكسر «روتين» البطولات في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)؟
رغم عدم التقدم بطلب رسمي حتى الآن، جاءت تصريحات ناصر الخاطر مساعد الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث المشرفة على استعدادات قطر لاستضافة كأس العالم 2022 لتشير إaلى إمكانية كسر «روتين» البطولات التي ينظمها الفيفا خلال السنوات المقبلة وأن تصبح بطولة كأس العالم للأندية بديلا جيدا لتنظيم كأس القارات في قطر، وبروفة رائعة قبل تنظيم مونديال 2022 .ولم يؤكد الخاطر على استضافة قطر لمونديال الأندية، ولكنه أشار إلى أنها إحدى البطولات المتاحة والحلول البديلة في ظل عدم إمكانية نقل بطولة كأس القارات 2021 إلى فصل الشتاء على عكس ما حدث لمونديال 2022 .وأكد الخاطر إن كأس القارات 2021 لن تقام في شهور الشتاء، ملمحا إلى أن البطولة لن تقام في بلاده. وأشار الخاطر إلى أن بلاده قد تستضيف بطولة أخرى في فصل الشتاء لتكون استعدادا جادا للمنظمين قبل مونديال 2022 .
وردا على سؤال عن مصير بطولة كأس القارات 2021 وسط الغموض الذي يحيط بإمكانية إقامتها في قطر أو نقلها لمكان آخر، قال الخاطر إن الشيء المحسوم حتى الآن هو عدم إقامة البطولة في فصل الشتاء. وقال: «الحديث عن هذا الأمر سابق لأوانه لكن الشيء المحسوم هو عدم إقامة البطولة في أشهر الشتاء… طالما لن تقام البطولة في الصيف (بقطر)، قد تكون هناك بطولة أخرى». وعن الموعد المنتظر لحسم الموقف للبطولة، أشار الخاطر إلى أنه من المتوقع أن يحسم موقف البطولة في النصف الأول من عام 2017 .وأوضح أن استضافة كأس العالم للأندية قد يكون أحد الحلول المطروحة، مثلما توجد حلول وبدائل أخرى مثل كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) وكأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما) .وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أقر إقامة مونديال 2022 في فصل الشتاء نظرا لارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير في شهور الصيف بمنطقة الخليج، وتقرر إقامة فعاليات البطولة في الفترة من 21 تشرين الثاني/ نوفمبر إلى 18 كانون الأول/ ديسمبر 2022 .لكن قرار النقل إلى فصل الشتاء لم يشمل بطولة كأس القارات 2021، علما أن هذه البطولة تقام في الدول المضيفة للمونديال وفي العام السابق للمونديال، كونها بروفة رسمية ومهمة قبل استضافة المونديال. وأشارت تقارير إلى إمكانية نقل البطولة لمكان آخر أو عدم إقامة هذه النسخة من كأس القارات.
وكان الحديث عن إمكانية استبدال كأس القارات في قطر بمونديال الأندية أثير عقب تصريحات لجيروم فالكه، الأمين العام السابق للفيفا، في 2015 بشأن عدم تغيير موعد كأس القارات وعدم إقامتها في فصل الشتاء. ورغم إشارة الخاطر إلى وجود بدائل أخرى مثل مونديالا الشباب والناشئين، يبدو مونديال الأندية هو الأكثر واقعية لسببين رئيسيين، أولهما عدم الحاجة لحدوث أي تغيير في الموعد المعتاد للبطولة، نظرا لإقامة البطولة سنويا في ديسمبر، والسبب الثاني هو حجم الجماهيرية التي تحظى بها الأندية والذي يزيد بالتأكيد على شعبية وجماهيرية لاعبين شباب وناشئين معظهم لم يترك بصمته بعد. ولهذا، قد يكون مونديال الأندية هو الحل السحري الذي سيلجأ إليه الفيفا لتعويض قطر عن كأس القارات، التي سيحسم موقفها في الشهور المقبلة سواء بإقامتها في مكان آخر أو الاستغناء عن هذه النسخة، خاصة في ظل مطالبات عدة كان آخرها من راينهارد غريندل، رئيس الاتحاد الألماني، بإلغاء البطولة، مشيرا إلى أنها أصبحت بطولة بالية. في المقابل، يحتاج مونديال الأندية إلى الخروج من «الشرنقة» التي احتوت البطولة في السنوات الماضية، وأثارت ضدها العديد من الانتقادات، معظمها يتركز في نظام البطولة وعدم مراعاته لمبدأ تكافؤ الفرص في ظل مشاركة بطلي أوروبا وأمريكا الجنوبية بداية من المربع الذهبي للبطولة التي تشارك فيها سبعة أندية فقط ويعفى فيها بطلا القارتين من المشاركة في الأدوار الأولى. وفي حال الاستقرار على منح استضافة البطولة في 2020 أو 2021 أو في العامين سويا إلى قطر، قد تصبح الفرصة سانحة أمام الفيفا لتغيير نظام البطولة وجعلها أكثر شعبية وجاذبية وعدالة من خلال زيادة عدد الفرق المشاركة فيها. وكانت الفترة الماضية شهدت توقعات بزيادة عدد فرق البطولة إلى 16 ناديا على غرار الاقتراح المقدم من جاني إنفانتينو رئيس الفيفا بزيادة عدد منتخبات المونديال إلى 48 منتخبا. ومن المتوقع بالفعل، في حال استضافة قطر للبطولة، أن يرتفع عدد الأندية المشاركة فيها إلى 12 أو 16 ناديا لتكون بروفة جيدة قبل المونديال من ناحية، ولبث الروح مجددا في هذه البطولة، التي يشعر كثيرون بأن نظامها الحالي يثير الملل ويبتعد بها عن أجواء الإثارة.

هل تكسر قطر «روتين» مونديال الأندية بعد عقبة كأس القارات؟

مدرب ألمانيا يحذر من التوسع في كأس العالم وكأس أوروبا… لكنه يؤيد كأس القارات!

Posted: 01 Jan 2017 02:04 PM PST

برلين ـ «القدس العربي»: حذر يواخيم لوف مدرب المنتخب الألماني كلا من الاتحاد الدولي (فيفا) والاتحاد الأوروبي (يويفا) من التوسع في بطولتي كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية، وانتقد الدور المحدود لمدربي كرة القدم في صنع القرار.
وقال لوف: «نحن المدربين بالطبع نتمنى أحيانا أن يؤخذ في الاعتبار وجهات نظرنا في الجانب الرياضي. ولكن هناك حواجز.» وانتقد لوف (56 عاما) التطورات التي تقضي بزيادة عدد المباريات والمسابقات على مستوى كرة القدم الدولية. وقال لوف: «الفيفا واليويفا مسؤولان، هما بحاجة إلى التمهل وإيجاد التوازن المطلوب بين المصلحة التجارية والمنظور الرياضي.» وأضاف: «إذا نظرتم للوضع على مدار سنوات عدة، ستجدون أن أبرز اللاعبين يقدمون أقصى ما لديهم بدنيا وذهنيا (طبقا للنظم الحالية للبطولات). وبالتالي يجب توخي الحذر بعدم المبالغة بالمزيد من المباريات، كي لا تتراجع الجودة.» وتابع: «كذلك قد تعزف الجماهير ويتراجع الاهتمام. عندما يكون لديك منتج جيد مثل كرة القدم، فعليك أن تفكر في وضع حدود له من أجل الحفاظ على الكفاءة العالية.» ومن المقرر أن يعلن مجلس الفيفا في العاشر من كانون الثاني/ يناير المقبل قراره بشأن اقتراح زيادة عدد منتخبات بطولة كأس العالم اعتبارا من نسخة 2026 .وقال لوف إن خطط زيادة عدد المنتخبات في نهائيات كأس العالم لم تتبلور بعد، وإن النظام الحالي للبطولة الذي يقضي بمشاركة 32 منتخبا في النهائيات «متوازن تماما». وأوضح لوف أنه، مثلما كان الحال في كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016)، تفقد البطولة جزءا من الجودة على المستويات الرياضية عندما يكون من الممكن أن تتأهل ثلاثة من أربعة منتخبات بمجموعة وعندما يمكن لفريق أن يتأهل بثلاث نقاط. وتجدر الإشارة إلى أن المنتخب البرتغالي تأهل من الدور الأول في «يورو 2016» برصيد ثلاث نقاط حصدها من ثلاثة تعادلات ومن دون تحقيق أي انتصار، وواصل مشواره في البطولة حتى توج باللقب في النهاية. وقال لوف: «لم يرق لي هذا التوجه. فهذا يعني أن تغير العديد من المنتخبات خططها بحيث تتخلى عن اللعب المفتوح.»
من ناحية أخرى، أشار لوف إلى أن المنتخب الألماني بطل العالم يسعى أولا إلى الفوز بصدارة مجموعته في تصفيات كأس العالم 2018 ثم استقطاب عناصر جديدة إلى قائمته لبدء المنافسة على أعلى مستوى. ورغم أن راينهارد غريندل رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم اقترح إلغاء بطولة كاس القارات، قال لوف إن البطولة المقررة في روسيا بين 17 حزيران/ يونيو والثاني من تموز/ يوليو تشكل فرصة جيدة أمام اللاعبين لإثبات جدارتهم بالتواجد ضمن قائمة كأس العالم التي تقام في العام التالي. وقال لوف: «أنا منقسم شيئا ما. بالتأكيد أرى أنه ليس من المفترض تقليص كل شيء… هناك بالطبع وجهات نظر مختلفة. ولكن المشاركة في بطولة كهذه تمثل لبعض اللاعبين فرصة جيدة لتقديم أنفسهم وخوض تجربة المنافسة على أعلى مستويات دولية.» وأضاف لوف: «إذا ظهروا (اللاعبون الجدد) على مستوى لاعبي منتخب تشيلي (الذي يتنافس مع ألمانيا بنفس المجموعة في كأس القارات)، فهذا يمثل أمرا جيدا. فهذا سيقودهم إلى المزيد من التطور. أما بالنسبة للاعبين متعددي الالتزامات، بالمشاركة في المباريات الدولية إلى جانب مباريات مسابقات الدوري المحلية ودوري أبطال أوروبا، فسيكون على كل منهم تقييم حالته بشكل فردي. فالأمر له إيجابيات وسلبيات.» وقال لوف إنه وأعضاء الجهاز الفني سيختارون، بعناية، قائمة المنتخب لكأس القارات، وسيضعون في الحسبان إقامة بطولة الأمم الأوروبية للشباب (تحت 21 عاما). وأضاف لوف: «من أحد فوائد كأس القارات أيضا أنها تمنحك الفرصة في دمج اللاعبين الشبان بشكل أفضل من دمجهم من خلال مباريات متفرقة في التصفيات، وهو ما يصب بالتأكيد لصالح الفريق الذي يخوض كأس العالم.» وحقق المنتخب الألماني الفوز في جميع المباريات الأربع التي خاضها حتى الآن في المجموعة الثالثة بتصفيات المونديال، ليحتل المركز الأول بالعلامة الكاملة.

مدرب ألمانيا يحذر من التوسع في كأس العالم وكأس أوروبا… لكنه يؤيد كأس القارات!

2016 سنة كبيسة اقتصاديا على معظم البلدان العربية

Posted: 01 Jan 2017 02:04 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: عام مضى لا يشبهه عام، تقلبات اجتماعية خطيرة وعواصف اقتصادية واجهت مختلف العرب، سواء الفقراء والأغنياء. البترول ما زال عند سعره الأدنى منذ عقود والدولار يتجول بحرية في أكبر العواصم العربية ليكون الحاكم بأمرها والقادر على اسقاط حكومات. عام 2016 كان مختلفا بكل المقاييس ففيه صدرت العديد من القرارات وعصفت المقادير بطبقات اجتماعية كانت تعيش بمنأى عن مفاجآت القدر لكنها وجدت نفسها بين عشية وضحاها تواجه الفقر في إناء واحد وحافلة واحدة. وفيما يلي نظرة على مختصرة على أوضاع بعض بلدان عالمنا العربي الاقتصادية.

مصر: سنة كبيسة

شهد المصريون سنة صعبة واجهوا فيها قرارات اقتصادية هي الأشد قسوة. فخلالها فقد الجنيه 70٪ تقريبا من قيمته بعد أن صعد الدولار لأكثر من الضعف ليقترب من الـ 20 جنيها.
وفي مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي اتخذ المركزي القرار الأشد إيلاماً بالنسبة للسواد الأعظم من المصريين بتعويم الجنيه ليلقى حتفه قبل نهاية العام.
وقرار التعويم هو الأخطر اقتصاديا على اعتبار أنه خطوة غير مسبوقة انهارت على إثرها أوضاع الأغلبية وضرب الغلاء قلوب المصريين وأمعائهم وغير من شكل الحياة. وإن نجح قرض صندوق النقد في تحسين التصنيف الائتماني للديون السيادية المصرية إذ عدلت وكالة ستاندرد أند بورز نظرتها المستقبلية للديون السيادية في مصر من سلبية إلى مستقرة. ومن أبرز الأحداث الاقتصادية التي شهدتها مصر توقيع اتفاقية «اليوان» مع الصين لتبادل العملة المحلية بـ2.7 مليار دولار ولجأ إليها البنك المركزي لتخفيف الضغط على العملة الصعبة خصوصا أن الصين شريك تجاري رئيسي لمصر إذ تقدر الواردات المصرية من الصين 8٪ من إجمالي الواردات.
وفي ظل ظروف عاصفة قاد السيسي اجتماع المجلس الأعلى للاستثمار الذي قرر الإعفاء الضريبي لأرباح مشروعات استصلاح الأراضي الزراعية التي تنتج محاصيل رئيسية يتم استيرادها من الخارج لمدة 5 سنوات على أرباح الاستثمار الزراعي والصناعة في الصعيد.
وبعد أيام قليلة من قرار مصر تعويم عملتها وافق صندوق النقد الدولي على اقراض مصر 12 مليار دولار خلال ثلاث سنوات مقابل تعهد مصر أن تنفذ سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية غير الشعبية.

السودان: جوعوا تصحوا

تسللت ثورات الربيع العربي للسودان قبل نهاية العام 2016 على إثر قرارات اقتصادية مؤلمة اقرتها الحكومة قبل ان تجبر على التراجع عن معظمها تحت وطأة العصيان المدني الذي أصاب النظام الحاكم بالذعر. وأبرز تلك القرارات رفع الدعم عن المحروقات والأدوية والكهرباء.
وارتفع سعر لتر البنزين إلى6.17 جنيه (نحو دولار) مقارنة بالسعر السابق 4.6 جنيه (أقل من دولار) فيما بلغ سعر لتر الغازولين 4.11 جنيه (أقل من دولار) مقابل السعر السابق 3.11 جنيه (نصف دولار).)
وكشف بدر الدين محمود، وزير المالية السوداني ان «الإجراءات تهدف إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي».
ويعاني السودان من أزمة اقتصادية غير مسبوقة بعد انفصال الجنوب في 2011 فقد على إثره 75٪ من موارده النفطية.
وشملت الإجراءات الاقتصادية رفع الدعم عن الكهرباء مع استمرار الدعم للأسر المحدودة الدخل، إلى جانب منع استيراد عدد من السلع واتخذت الحكومة السودانية عدة خطوات لرفع الدعم تدريجيا عن المشتقات النفطية منذ انفصال الجنوب.
وقررت الحكومة حظر استيراد قائمة من السلع تتضمن، الحيوانات، واللحوم، وزهور الزينة، والأسماك، لتخفيض العجز في الميزان التجاري.
ويشهد السودان تراجعا في حجم الواردات من 9.1 مليار دولار في 2015 إلى 7.1 مليار دولار خلال الأشهر الأولى من العام الماضي.
وكانت الخرطوم تأمل في ان تسفر الإجراءات التي الغي الكثير منها في انخفاض معدلات التضخم بما لايزيد على 15٪ في المتوسط، علاوة على انخفاض العجز في الميزان التجاري من 4.2 مليار دولار إلى 3.7 مليار دولار.

السعودية: رفع الدعم

فاجأت السعودية مواطنيها مطلع العام الماضي برفع الدعم عن العديد من السلع والخدمات (الوقود والمياه والكهرباء) لسد العجز في الميزانية والمقدر بـ87 مليار دولار وللحيلولة دون تردي الأوضاع الاقتصادية بسبب استمرار تهاوي أسعار النفط. وشرعت الحكومة في تغييرات اقتصادية، أهمها التحول للإصدارات الخارجية لإزالة عثرات البنوك.
وأعلنت في 25 أبريل/نيسان الماضي عن رؤية اقتصادية لعام 2030 تهدف لخفض اعتمادها على النفط الذي يشكل المصدر الرئيسي للدخل.
وتضمن السيناريو الذي أولاه ولي ولي العهد عناية خاصة تأسيس صندوق استثماري بقيمة تريليوني دولار، وطرح أقل من 5٪ من أكبر شركة نفط في العالم التي تملكها الدولة (أرامكو) وزيادة إيراداتها غير النفطية إلى 267 مليار دولار سنويا بحلول 2030.
وصدرت أوامر عليا في أيار/مايو الماضي تضمنت هيكلة ودمج وتعديل عدد من وزارات ومؤسسات الدولة.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي خفضت رواتب ومزايا الوزراء وأعضاء مجلس الشورى، ومكافآت الموظفين في القطاع الحكومي وذلك بعد تراجع عوائد النفط.
وقررت السعودية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي ربط صرف رواتب موظفي الدولة بناء على التقويم الميلادي بدلا من الهجري، ما يوفر على للحكومة نحو أربعة مليارات دولار. كما وأعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر عن إلغاء مشاريع مقترحة بقيمة تريليون ريال (267 مليار دولار) لعدم وجود جدوى اقتصادية لها في المرحلة الحالية وتحقيق وفرة في ميزانية الدولة.
وخصصت الحكومة السعودية في تشرين الثاني/نوفمبر مئة مليار ريال (26.7 مليار دولار) لسداد ديون مستحقة عليها لشركات القطاع الخاص. وأصدر مجلس الوزراء القرار رقم (551) بشأن تعديل أو إلغاء بعض العلاوات والمكافآت والمزايا المالية على جميع الأجهزة الحكومية.
وبمقتضى هذا القرار، يتم خفض راتب الوزير بنسبة 20٪ ومكافأة أعضاء مجلس الشورى 15٪ وخفض الإعانة السنوية لأعضاء مجلس الشورى حول السكن والتأثيث بنسبة 15٪ وخفض بنسبة 15٪ للمبلغ الذي يصرف عن قيمة السيارة وخفض عدد من المكافآت والمزايا لجميع العاملين في القطاع الحكومي من السعوديين والأجانب.
وأقدم مجلس الوزراء على فرض رسوم في سابقة هي الاولى أثار بعضها غضباً واسعًا في أوساط المسلمين حول العالم لما لها من آثار سلبية على راغبي أداء الشعائر المقدسة وتشمل القرارات فرض تأشيرة الخروج والعودة المفردة للمقيمين من 200 ريال لمدة شهرين و100 ريال عن كل شهر إضافي بدلا من السابق بواقع 200 ريال لمدة ستة أشهر كحد أقصى عدا الطلاب لمدة سنة.
كما زادت أيضا الرسوم على الأجانب المقيمين في المملكة أو الراغبين في زيارتها بنسبه كبيرة وقررت الإدارة العامة للمرور السعودي رفع قيمة المخالفات المرورية التي أصبحت تضم 21 مخالفة، بالإضافة إلى رفع قيمة مخالفة عدم الإبلاغ عن الحوادث أو مساعدة المصابين إلى 10 آلاف ريال والسجن لمدة تصل لثلاثة أشهر.

القطريون الأوفر حظاً

يعد القطريون رغم فرض بعض الضرائب الأكثر حظاً بين أهل الخليج، حيث أقر أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قانون رقم (15) لسنة 2016 يشمل زيادة في رواتب الموظفين المدنيين في الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى والهيئات والمؤسسات العامة.
ويتيح القانون للموظف القطري الحاصل على مؤهل ابتدائي فرص الترقي حتى الدرجة الثانية بدلاً من الخامسة في القانون السابق وسيصل أساسي راتبه 30 ألف ريال بدلاً من 17 ألف و600 ريال.
كما سيتيح للموظف القطري الحاصل على مؤهل دبلوم فوق الثانوي فرص الترقي حتى الدرجة الخاصة وسيصل إلى نهاية مربوط الدرجة الخاصة براتب أساسي 45000 ريال بدلاً من نهاية مربوط الدرجة الثانية بالقانون السابق 27200 ريال.
وقامت قطر التي تسبح فوق أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم
بفرض ضريبة مطار على المسافرين ابتداء من 30 آب/أغسطس الماضي والصالحة للسفر ابتداء من أول كانون الأول/ديسمبر بقيمة 35 ريالا قطريا، كما قامت برفع أسعار البنزين بنسب تتراوح بين 30٪ و35 في المئة.

صيادو اللآلئ يلغون الدعم

عرفت مملكة البحرين تاريخياً بأنها مصدر حيوي لصيد اللآلئ الثمينة كما انها تعد قبلة للسياح خاصة من دول الخليج المجاورة لطيب مناخها. وبمرور الوقت ونتيجة للتقلبات الاقتصادية العنيفة التي شهدها العالم وانهيار أسعار النفط وتقلص موارد الدولة وجدت الحكومة نفسها تقدم على خطوات تاريخية بهدف سد العجز العام في الموازنة ولهذا قررت رفع أسعار البنزين المحلية في كانون الثاني/يناير الماضي بنسب تجاوزت 50٪ ويعد هذا الاجراء الأول منذ ثلث قرن.
كما رفعت الحكومة تعريفة أسعار الكهرباء والمياه اعتبارا من مطلع شباط/فبراير الماضي في إطار خطة لرفع الدعم عن الكهرباء والمياه ومن المقرر ان تتحرك الزيادة لأعلى بمعدل سنوي على مدار الأعوام الأربعة المقبلة.

سلطنة عمان تنقب عن موارد

بدأت سلطنة عمان بتحرير أسعار الوقود اعتبارا من كانون الثاني/يناير الماضي واقرت آلية جديدة للتسعير شهريا حسب تغييرات الأسعار عالمياً.
واقر البرلمان العماني في أيار/مايو زيادة كبيرة في الضرائب على قطاع البتروكيميائيات والموارد الطبيعية غير النفطية وشركات الغاز الطبيعي المسال، ويرفع التشريع الضرائب على شركات الغاز إلى 55٪ بدلا من 15٪ وعلى شركات البتروكيميائيات وصادرات الموارد الطبيعية إلى 35٪ بدلاً من 12في المئة.

الكويت على خطا السعودية

ولأن السعودية ذات تأثير واسع في محيطها الخليجي فقد سعت بعض الدول للسير في ركابها لتخفيف الاعتماد على النفط وتخفيض النفقات في العديد من المجالات.
في 1 آب/أغسطس الماضي أعاد مجلس الوزراء الكويتي هيكلة أسعار البنزين بناء على توصية لجنة الشؤون الاقتصادية المختصة.
وتم تحديد الأسعار الجديدة لتتناسب مع الأسعار العالمية للنفط وأشارت الحكومة إلى أن أسعار البنزين في الكويت بعد إجراء التعديل سوف تبقى أقل من معظم بلدان العالم وطالب مجلس الوزراء الكويتي، لجنة بإعادة دراسة مختلف أنواع الدعم الحكومي بتقييم الأسعار كل ثلاثة أشهر لتتوافق مع أسعار النفط العالمية.
ويأتي رفع أسعار البنزين ضمن خطوات تهدف لترشيد دعم المحروقات في إطار استراتيجية أشمل أعلنتها الحكومة لإصلاح أوضاع الاقتصاد على المدى المتوسط ونالت موافقة البرلمان.
وتهدف وثيقة الإصلاح الاقتصادي إلى إصلاح وضع الميزانية العامة، وإعادة تأهيل دور الدولة في الاقتصاد وزيادة دور القطاع الخاص وتعظيم مشاركة المواطنين في المشروعات العامة وإصلاح سوق العمل.

الإمارات ترتدي ثوب الفقراء

قبل ثلاثة أعوام استقبل الإماراتيون خبيرا عالميا في مجال العطور يمكن المواطن من ابتكار عطره الشخصي لقاء مليوني درهم، والآن قررت الدولة السير في سياسة التقشف فأصدرت في أيلول/سبتمبر الماضي قانون الإفلاس، بعد أعوام من الإنتظار بهدف تصحيح أوضاع الشركات المتعثرة وحماية أموال الدائنين، ومن المقرر أن يتم تفعيله مطلع العام الحالي. وتراهن الحكومة عليه في ان يسفر نحو مزيد من نمو الشركات والاقتصاد عبر إعادة الحياة للشركات التي تعاني من التعثر بإعادة تمويلها بشروط ميسرة بحيث تستطيع أن تتجاوز أزمتها وتتحول إلى شركة منتجة بما يدعم الشركة وكذلك البنوك الممولة والاقتصاد العام.
ويتضمن القانون بنوداً خاصة بسرعة البت في الإجراءات، والتخفيف من الأعباء المطلوبة لتقديم طلب الصلح الواقي الذي يتيح للطرف المدين إعادة هيكلة أعماله بمقتضى خطة صلح واقٍ من الإفلاس مع دائنيه تحت إشراف الجهة المعنية، ويسمح القانون الجديد للمدين بجدولة ديونه ويتيح له الاقتراض من جديد وبشروط ميسرة، كما أنه يحمي المدين من الملاحقة العقابية ويسقط الأحكام الجنائية عن الالتزامات المالية للشخص المعسر.
وأعلن رئيس الوزراء الإماراتي حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد بدء التخلي عن الاعتماد عن البترول خاصة في ظل أزمة تراجع أسعار النفط عالمياً، وانخفاضه بشكل كبير وبنسبة وصلت 30٪ منذ بداية العام الماضي وأصبح على دول الخليج العربي مواجهة الأزمة الصعبة بسياسات اقتصادية جديدة والخروج من نفق الاعتماد على النفط فقط كأساس للاقتصاد.
كما أقرت الإمارات اللائحة التنفيذية للقانون الاتحادي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة قبل شهرين من نهاية عام 2016 بهدف استكمال المنظومة التشريعية وأصدرت حزمة تشريعات مالية في أيار/مايو الماضي من خلال إنشاء هيئة شرعية عليا موحدة للإشراف على قطاع التمويل الإسلامي، وأصدرت قانون ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5٪ وهو القانون الذي أقرته مصر وأثار غضباً واسعاً وتعتزم الإمارات استثناء الشركات الصغيرة التي تقل ايراداتها عن 100ألف دولار من القانون خلال المرحلة الأولى. وأقرت الإمارات نهاية العام الماضي أول مشروع للموازنة الاتحادية من 2017 إلى 2021 بإنفاق 67.53 مليار دولار وبذلك تعد أول دولة عربية تقوم بإعداد ميزانية دورية لخمس سنوات. واقرت الحكومة زيادة على رسوم توصيل التيار الكهربائي بنسبة 200٪ في إمارات عجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة ومناطق من الشارقة.

العراق: من لم يمت بالقنبلة مات جوعاً

كشف تقرير لصندوق النقد الدولي عن ان الاقتصاد العراقي سيواجه الإفلاس في غضون خمسة أعوام مقبلة بسبب الأخطاء الكارثية التي وقعت فيها الحكومات العراقية السابقة والحالية التي فشلت في إدارة موارد الخزانة والتبذير وسوء التخطيط والارتجالية في اتخاذ القرارات وعدم التحسب للمتغيرات الاقتصادية العالمية. وعانى الاقتصاد العراقي من هبوط حاد في العام الماضي وانهيار وإفلاس الميزانية، بسبب استمرار إنخفاض أسعار النفط العالمية. وكشفت تقارير وشهادات لمحللين ان العراق خسر تقريبا 65 ٪ من معدلات ميزانيته العامة بسبب هذا الهبوط وأعتماده بشكل كامل على تصدير النفط – الذي يواجه مصيرا غامضا فضًلا عن المشاكل بين المركز والأقليم ومعارك القضاء على الإرهاب، والفساد والهدر المستمر في مؤسسات الدولة العراقية. فيما رفض البنك الدولي الموافقة على قرض للعراق بقيمة مبلغ 1.24 مليار دولار من صندوق النقد بسبب طلب إدارة الصندوق مراقبة السياسات الاقتصادية في العراق التي لا تبشر بأي خير أو أمل حسب رأي خبراء من هذا البلد المنكوب.

سوريا: كل الطرق تؤدي للموت

ويعاني الاقتصاد السوري بعد سنوات من حرب طاحنة لم يحسم أي طرف فيها النصر أوضاعاً مزرية. وقبل ثلاثة أعوام ارتفع معدل التضخم 90٪ في عام 2013. وتشير التقديرات إلى أن هذا المعدل ارتفع بنسبة 25٪ في عام 2016 بسبب استمرار توقف حركة التجارة ونقص المعروض من العملة السورية والانخفاض الحاد في قيمتها.
وكشفت دراسة أجرتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (اسكوا) ان ما يزيد على 80 ٪ من سكان سوريا يعيشون حالياً تحت «خط الفقر» بسبب الحروب التي تواجهها البلاد منذ أكثر من 5 اعوام والتي ألقت بظلالها على وجه الحياة في ذلك البلد التعيس.
وتقع قرابة 18 منطقة في سوريا تحت الحصار، إما من قبل النظام أو من فصائل معارضة وكتائب «إسلامية» أو تنظيم «الدولة»، حيث شهدت العملية الإنسانية تراجعا بعدما بدأت الأمم المتحدة مؤخرا بارسال عدة قوافل انسانية لبلدات محاصرة.
وأوضحت الدراسة، أن 83.4 ٪ من سكان سوريا يعيشون تحت خط الفقر مقابل 28 ٪ في العام 2010 حيث كان هناك 13.5 مليون شخص، من بينهم 6 ملايين طفل في حاجة إلى مساعدة إنسانية أواخر عام 2015 مقابل مليون في حزيران/يونيو عام 2012 من بينهم أكثر من 4 ملايين يعيشون في دمشق وريفها ومحافظة حلب.

رب ضارة نافعة في لبنان

أثر انخفاض أسعار النفط بشكل إيجابي على الاقتصاد اللبناني على مدار العامين الماضيين من خلال زيادة الاستهلاك الخاص، ودعم ميزان المالية العامة، وتحسُّن ميزان المدفوعات. غير انه ووفقاً لمحللين فإن الآثار غير المباشرة لاستمرار انخفاض أسعار النفط على دول مجلس التعاون الخليجي ستحمل بعض الآثار السلبية بالنسبة للبنان من خلال انخفاض تحويلات المغتربين وتدفقات رأس المال. وكان هبوط أسعار النفط أيضا سببا رئيسيا للانكماش في عام 2015 الذي بلغت نسبته 3.7 في المئة وساعد على ارتفاع نسبة الدين إلى إجمالي الناتج المحلي 3.1 نقطة مئوية من هذا الإجمالي في عام 2015 لتصل إلى 148.7 في المئة.
ولا تزال التأثيرات غير المباشرة للحرب في سوريا هي التحدي الرئيسي الذي تواجهه البلاد.

اليمن «السعيد» مزيد من التعاسة

أمضى اليمنيون عاماً تعيساً بكل ما تعنيه الكلمة بسبب استمرار الحروب الطاحنة التي يعيشها بلدهم والتي تشير التوقعات لاستمرارها مخلفة مزيدا من الشقاء والفقر لسكان هذا البلد المنعوت في غابر الأيام بالسعيد
واسفرت الحروب عن مزيد من الارتفاع الجنوني لأسعار السلع الرئيسية مثل السكر والأرز والدقيق والزيت إضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود وحليب الأطفال. وقد أرجع التجار هذا الارتفاع في الأسعار إلى التدابير التي اتخذها البنك المركزي اليمني مؤخرًا والتي قام بشأنها بتعويم الريال فقد تراوح سعر الدولار في الفترة الأخيرة ما بين 215 إلى 310 ريال يمني. كما يرجع هذا الارتفاع أيضًا إلى استمرار سيطرة الحوثيين على مؤسسات الدولة.
ويعود تراجع إجمالي الناتج المحلي والتضخم الذي شهدته العملة على مدار العامين الماضيين إلى جانب النفقات على الحرب من أهم العوامل التي أدت إلى انهيار الوضع الاقتصادي، حيث قامت الحكومة بطباعة العديد من الأوراق النقدية لتغطيبة العجز بالمرتبات والمستحقات المالية للدولة وهو ما أسفر عن ارتفاع التضخم. وكشفت دراسة حديثة ان قطاع الرعاية الصحية لا يسعه سوى تقديم ثلاثة أطباء لكل 10،000 شخص في الوقت الذي يحتاج فيه 14 مليون شخص الرعاية الطبية.
ويتهم محللون الحوثيين الذين فرضوا سيطرتهم على البنك المركزي في 2014 بأنهم سبب البلاء الذي حل بالوطن وأن الوضع الاقتصادي الحالي ينذر بوجود كارثة تضرب البلاد في الوقت الذي يرفض فيه الحوثيون إجراء مباحثات سلام. وبلغت قيمة الاحتياطي النقدي بالدولة 4 مليار دولار أمريكي قبل دخول الحوثيين صنعاء بينما تراجعت اليوم لأقل من 100 مليون دولار أمريكي وعاما بعد عام تزداد الظروف الاقتصادية بؤساً ليتبوأ وطنهم في العام 2016 المراتب الأخيرة بين بلدان العالم في سائر الخدمات المعيشية والصحية والتعليمية.

التونسيون ثاروا
والمغاربة حصدوا الثمار

نجت المملكة المغربية من الآثار السلبية لثورات الربيع العربي التي لم يحصد المشاركون فيها سواء في مصر أو ليبيا وتونس ثمار ثوراتهم. وتوضح دراسة للمندوبية السامية للتخطيط في المغرب (كانون الثاني/يناير 2016) أن قطاع الخدمات يتصدر القطاعات الاقتصادية الأخرى – مثل الزراعة والصناعة- من حيث الاستحواذ على الاستثمارات أو إتاحة فرص العمل.
ففي الوقت الذي بلغت فيه الزيادة السنوية للاستثمارات في قطاع الخدمات 5.2٪ خلال الفترة من 1998-2014 كان نصيب الصناعة والزراعة في من نمو الاستثمارات 4.9٪ و1.2٪ على التوالي وفي حين كانت قطاعات الصناعة والزراعة مصدرا لفقدان فرص العمل كان قطاع الخدمات معوضا لها بشكل رئيسي، حيث وفر فـــرص عـــمـل تصــل إلى 84 ألفا وخمسمئة في المتوسط سنويا خلال الفترة من 1999-2014.
وتشير هذه الأرقام إلى أنه على الرغم من التحسن الحادث في قيمة الناتج المحلي الإجمالي المغربي فإن الخلل الهيكلي لا يزال موجودا، حيث تتآكل القاعدة الإنتاجية في قطاعي الصناعة والزراعة لصالح قطاع الخدمات، وهو ما يكرس تبعية الاقتصاد المغربي للخارج.
فيما ساهمت عوامل خارجية في ازدهار قطاع الخدمات بالمغرب، على رأسها حالة عدم الاستقرار في دول المنطقة مثل مصر وليبيا وتونس، ما أنعش قطاع السياحة في المغرب، الذي نجح في جذب مزيد من سياح العالم فضلاً عن تدفق الاستثمارات لقطاع السياحة من خارج المغرب

غزة تبكي بمفردها

في العام الذي يشرف على الرحيل استمر الفقر يشارك سكان قطاع غزة حياتهم، بطالة وتراجع في القطاع السياحي والزراعي والصناعي، وصعوبة في الاستيراد والتصدير، وخدمات صحية متردية بسبب إغلاق المعابر الحدودية، وعدم توفر المواد الخام للصناعات، وتدمير الرقعة الزراعية بفعل الحروب التي يشنها المحتل الإسرائيلي على المواطنين. وترشح الاقدار المأساوية التي يرزح تحتها القطاع لمزيد من البؤس لسكانه وحسب إحصائية للجهاز المركزي الإحصائي الفلسطيني، بلغت نسبة الفقر في قطاع غزة 38.8٪ من بينهم 21.1٪ يعانون فقراً مدقعًا، فقد زادت نسبة البطالة في القطاع بالربع الثّالث لعام 2015 لتصل إلى 42.7٪ فيما بلغت نسبة البطالة لدى النساء 61.5٪ ووصلت نسبة البطالة لدى الشباب إلى حوالي 80٪. ووفقا لتقارير أعدتها مؤسسات دولية، فإن 80 ٪ من سكان قطاع غزة يعتمدون على المساعدات الدولية في مقاومة الجوع والموت. وتضررت نحو 8 آلاف منشأة اقتصادية بشكل كلي وجزئي. ونجح العديد من رجال الأعمال وشركات القطاع الخاص في غزة، بالكاد في ادخال كميات من الاسمنت المصري، بلغت نحو 19 ألف طن، وأشرفت وزارة الاقتصاد على عملية ضبط الأسعار.

2016 سنة كبيسة اقتصاديا على معظم البلدان العربية

حسام عبد البصير

داعية سعودي يُثير الجدل بقصيدة عن المسيح في عيد «الكريسماس»

Posted: 01 Jan 2017 02:04 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: أشعل الداعية السعودي المعروف عائض القرني موجة من الجدل على الانترنت وعبر شبكات التواصل الاجتماعي بعد أن نشر قصيدة شعرية نظمها تحت عنوان: (آمنتُ بالمسيح) وهي القصيدة التي سرعان ما تبناها فنان سعودي ملتزم وجعل منها «فيديو كليب» ليشعل الجدل أكثر، وسط مواقف متباينة بين مؤيد لما جاء في القصيدة وبين من اعتبرها «خروجاً عن الدين».
وجاء نشر القصيدة وإنتاج الفيديو الكليب متزامناً مع احتفالات العالم وخاصة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد (الكريسماس) وهو ما دفع الكثيرين إلى اعتبار القصيدة مشاركة للمسيحيين احتفالاتهم بميلاد السيد المسيح، فضلاً عن أنه يأتي بعد فترة وجيزة أيضاً من احتفالات العالم الإسلامي بذكرى المولد النبوي الشريف.
ووجه كثير من السعوديين سهام نقدهم للشيخ القرني، كما تصاعدت وتيرة ردود الأفعال لتصل إلى دعاة آخرين، ومن بينهم الداعية الأشهر والأكثر تأثيراً في السعودية الشيخ محمد العريفي الذي كتب تغريدة على «تويتر» يقول فيها: «عيسى عليه السلام نؤمن به نحبه نصدقه نحترمه كما نؤمن بمحمد، عليهما السلام لكن ما يقع من احتفالات وسكر في ميلاد عيسى مخالف لشريعة كل الأنبياء».
وتبنى القصيدة المنشد السعودي المعروف موسى العميرة الذي حولها إلى «فيديو كليب» نشره على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وهو الكليب الذي أثار جدلاً أيضاً، وانتقد كثيرون طريقة ظهور المنشد بين الغيوم، معتبرين أنه يتشبه بالصور التي يتداولها المسيحيون ويُصورون فيها السيد المسيح مصلوباً.
وانتقد كثيرون قصيدة القرني والفيديو كليب، خاصة وأن القرني من بين الدعاة المسلمين الذين يُحرمون الاحتفال بالمولد النبوي، في الوقت الذي يشارك فيه المسيحيين احتفالاتهم بعيد ميلاد السيد المسيح، وهو ما رآى فيه كثيرون تناقضاً لا مبرر له.
وقال القرني في قصيدته الشعرية: «عِيسَى ابنَ مَرْيمَ يا حَبيبَ مُحمَدِ، بَشْرتَ يا رُوحَ الإلَهِ ِبأَحْمَدِ، قَدْ أَوْجَبَ المُخْتَارُ حُبكَ شِرْعَةً، فِينَا وفِي الإيمَانِ لَمْ نَتَرَددِ، يَا كِلْمَةَ اللهِ التِي أَلقَى بِهَا، عِنْدَ البَتُولِ وبالنُبُوَةِ فَاشْهَدِ» وختم قصيدته ببيت الشعر القائل: «إيمَانُنَا لا يَسْتَوِي إنْ نَحْنُ لَم، نُؤمِن بِعِيسَى فِي اعْتِقَادٍ أَرْشَدِ».
وذهب نشطاء للحديث عن أنه يتزامن مع أعياد الميلاد المسيحية وبداية العام الميلادي الجديد، وأنهم تمنوا لو أنه أطلق عملا مماثلا في المولد النبوي قبل أيام على الأهداف والطريقة ذاتها، واعتبروا أن في الخطوة تناقضا بين موقفه من الاحتفال بالمولد النبوي وتزامن نشره مع الاحتفال بمولد المسيح. وتداول عدد من النشطاء تسجيل فيديو للشيخ القرني مجيباً على سؤال في إحدى محاضراته، حيث يُفتي بعدم جواز الاحتفال مع المسيحيين بأعيادهم، لكنه يقول في رده على السؤال إنه يجوز تهنئتهم بأعيادهم والقول بكلام طيب لهم على اعتبار أنها مسألة إنسانية، وقال: «الإسلام أمرنا بالمرونة».
وأصدر الداعية السعودي الشيخ زيد بن مسفر البحري تسجيلاً صوتياً يرد فيه على الشيخ القرني، وقال إن في القصيدة «محاذير شرعية» مشيراً إلى أن «الفيديو كليب تضمن صورة لشبيه السيد المسيح مصلوباً، وهذا يُخالف نصوص القرآن الكريم» كما أضاف أن «الفيديو يتضمن صورة لشخص مصلوب قد يتكرس في أذهان الناس أنه عيسى ابن مريم أو أنه شبيهه، والحقيقة أن هذا ليس صحيحاً». كما استعرض الشيخ البحري عشرة أشياء قال إنها مخالفات شرعية في تسجيل الأنشودة أو القصيدة التي كتبها الشيخ القرني.
وأمام المعارضة التي أبداها كثيرون لهذا العمل، والانتقاد الشديد له، فان آخرين أبدوا إعجابهم وتأييدهم، حيث كتب أحد النشطاء على «تويتر» قائلاً: «عمل جبار، اجتمع فيه شيخ فاضل، ومنشد ثابت على القيم، وموضوع في الصميم، فضائل بعضها فوق بعض، جزاهم الله الفردوس الأعلى». وكتب أحمد الهاشمي عن القصيدة إنها «رسالة يبعثها الشيخ عائض القرني إلى قلب كل مسيحي» فيما كتب السعودي محمد آل مرزوق: «والدي الشيخ عائض القرني: قصيدتك آمنتُ بالمسيح رسالة هادفة وحكمة راسخة وإيمان وعقيدة، أهنئك ياوالدي وبارك الله في قلمك وعلمك ونفعنا بك».
يشار إلى أن القرني يُعتبر أحد أبرز العلماء في السعودية، كما أنه هو شخصياً أحد أبرز الناشطين العرب على شبكات التواصل الاجتماعي وأحد أكبر المؤثرين في المجتمع السعودي حيث يتبعه على «تويتر» أكثر من 14 مليون شخص أي أن أتباعه على شبكة «تويتر» أكثر من نصف سكان المملكة العربية السعودية، كما أنه يحظى بجماهيرية واسعة على مستوى العالم العربي والإسلامي، وهو صاحب كتاب (لا تحزن) الذي ظل لسنوات الأكثر مبيعاً في المكتبات العربية.

داعية سعودي يُثير الجدل بقصيدة عن المسيح في عيد «الكريسماس»

المصريون يودعون 2016 بجرد حساب للسيسي على شبكات التواصل

Posted: 01 Jan 2017 02:03 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: ودع المصريون العام 2016 بجردة حساب للرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو الحساب الذي شغل قطاعا واسعا من المصريين على شبكات التواصل الاجتماعي وعبر المواقع الالكترونية على الانترنت، وذلك على الرغم من أن وسائل الإعلام التقليدية في مصر من صحف وقنوات تلفزيون واصلت عمليات الترويج للنظام ومحاولات تحسين صورته أمام الرأي العام.
ودشن نشطاء على شبكة «تويتر» الوسم (#حصاد_السيسي2016) الذي دعوا فيه المصريين إلى الكتابة عن انجازات السيسي وأفعاله في 2016 وكيف يقيمونها، في الوقت الذي طغى الانتقاد على أغلب المغردين والمدونين، على الرغم من أن هذه الانتقادات تغيب بشكل شبه كامل عن وسائل الإعلام التقليدية المعهودة في مصر.
وتفاوتت اهتمامات الناس بحصيلة ما أنجز السيسي وما فعل في العام 2016، إلا أن الهاشتاغ (#حصاد_السيسي 2016) تصدر قائمة الوسوم الأكثر تداولاً في مصر على «تويتر» في الأيام الأخيرة من العام، وجذب أعداداً كبيرة من المغردين والنشطاء الذين راق لهم الجدل عن السيسي في نهاية العام.
وكتبت ناشطة مصرية على «تويتر»، حسب ما رصدت «القدس العربي» تقول: «#حصاد_السيسي2016: مزيد من الاعتقال، التصفيات، والمطاردات، وتكميم الافواه، والخيانة للوطن والعسكرية وللعرب، والانبطاح لليهود واعداء الإسلام والغرب».
وأضافت: «يسألون عن حصاد السيسي في 2016، أجبت بأنه عام أسوأ من ذي قبل، ازداد هو طغيانا وفجورا، وازداد الشعب صمتا وخنوعا وقهرا، وازدادت حاشيته غنى، وازداد الشعب جوعا».
وكتب ناشط يُطلق على نفسه اسم (هشام آخر حاجة) إن حصاد السيسي في العام 2016 هو «اعدام شباب، اختفاء قسري، غلق مصنع، حرق شوارع، سرقة اموال، خراب اقتصادي، بيع وطن، خراب زراعي.. ولسه».
وكتب ناشط آخر معقباً على طلب السيسي من الشعب المصري أن يمهلوه ستة أشهر بالقول: «السيسي الذي أمهل مرسي أسبوعاً لإصلاح الوضع، دلوقتي بيطالب الشعب بأنه يصبر 6 شهور.. كفاية صبر يا بلحة انت بتموتنا بالبطئ».
وكتب أحمد السيد عن السيسي: «جاب الهم والضغط والسكر والنكد واليأس والفقر والغلا والفساد وحاجات تانيه كتييير للناس» فيما كتبت سيدة تُدعى أم خديجة عن حصاد السيسي للعام 2016: « لم نحصد سوى حمايته للصهاينة، وتهجير أهالي سيناء وحرق بيوتهم وقتل أطفالهم ونسائهم».
وكتب ابراهيم المرزوقي: «مزيد من الغلاء والقتل والدمار والديون والسجون والفشل.. حصاد السيسي2016». فيما كتبت إحدى السيدات: «لم نحصد سوى القتل والخراب والاعتقال والاختفاء القسري، لم نحصد سوى مساندته للطغاة في سوريا واليمن والعراق». وغردت إحدى الناشطات على «تويتر»: «عجز الموازنة المصرية 30 مليار دولار، تساوي 600 مليار جنيه!.. حجم الفساد اللي قال عليه المستشار جنينه كااام؟! 600 مليار جنيه!! .. إذن حصاد السيسي 2016 فساد وعجز». أما ناشطة أخرى فغردت على «تويتر»: «واحد خان الامانة وقتل وسجن الشباب، وكمم الافواه، وحبس العلماء، ويتم أطفال، هيكون حصاده ايه غير مر وفقر وكرب».
وكتب أحد النشطاء: «حصاد السيسي2016 حصاد مر: قتل فيه الولد، وباع البلد، ودمر الاقتصاد، وأرهق البلاد، رفع الأسعار، وحل بالبلد الدمار». فيما قال آخر: «السيسي زرع الكراهية والجوع والفقر والظلم، وجنى دعوات الثكالى والمظلومين، يكفينا ياسيسي يقينا بأن الظلم زائل وربنا سيقتص».
وقال الناشط أبوسويلم على «تويتر»: «أعتقد انه نجح في شيء ما وأظنه حقيقي. أن العام 2016 شهد أكبر نسبة سفر أو هجرة خارج مصر بالمقارنه بكل الأعوام الباقية». وقال آخر: «مشاريع فنكوش دمر بها الاقتصاد المتهالك وضيع ماتبقى من الاحتياطي النقدي، تعويم الجنيه، وأغرق مصر في بحر من الغلاء، إضافة الى تخريب علاقاتتا بدول الخليج».
وكان السيسي قد استبق حلول ذكرى 25 يناير بخطاب طلب فيه من المصريين أن يمهلوه ستة أشهر وسيجدون الأمور أفضل، على حد تعبيره، كما طالب حكومته عشية دخول العام الجديد 2017 بمزيد من الجهد لضبط الأسعار، مضيفا: «أقول للحكومة وللمواطنين ولرجال الأعمال وللمستثمرين: من فضلكم.. قِفوا بجانب بلدكم مصر ستة شهور بس.. وستجدون الأمور أفضل من هذا بكثير».
وبينما أشاد السيسي في كلمته بجهود هيئة الرقابة الإدارية في مجال مكافحة الفساد، قال: «والله العظيم.. أنا مستعد أتحاسب» مشددا على أنه «كله يتحاسب.. أي حد يغلط يتحاسب.. ما فيش حد كبير على ده من أول رئيس الجمهورية لغاية أي حد».
وعلل ذلك بقوله: «لأن دي مش حاجتنا.. إحنا مأمونين (مؤتمنين) عليها» وتابع: «أُّمِنَّا عليها، والشعب المصري قال: هل تحمل الأمانة دي؟ قلنا له آه».
وفي اليوم التالي لهذه الكلمة أطلق النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي حملة (#حصاد_السيسي2016) في محاولة لحسابه على العام الذي يودعه المصريون، وهو العام الذي شهد انهيار سعر صرف الجنيه أمام العملات الأخرى، وشهد تبعاً لذلك ارتفاعاً حاداً في الأسعار وتراجعاً في القدرة الشرائية لدى الناس.

المصريون يودعون 2016 بجرد حساب للسيسي على شبكات التواصل

القضاء في عُمان يُعيد جريدة «الزمن» إلى الحياة

Posted: 01 Jan 2017 02:03 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: ألغت محكمة الاستئناف في سلطنة عُمان حكماً بوقف جريدة «الزمن» عن الصدور بشكل نهائي، وإغلاقها بشكل كامل، كما خفف أحكام السجن الصادرة بحق رئيس تحريرها وصحافييها.
وكانت السلطات قد قررت إغلاق الصحيفة بشكل كامل ونهائي، وأحالت رئيس تحريرها واثنين من زملائه الصحافيين إلى المحاكمة حيث قضت عليهم المحكمة بالسجن مدداً متفاوتة، كما تم إغلاق الموقع الالكتروني للصحيفة أيضاً، وذلك عقاباً لهم على تقرير نشروه يتهمون فيه القضاء بالانحياز وعدم النزاهة والخضوع لجهات سيادية عليا في البلاد.
وانتهت القضية أخيراً بحكم صادر عن محكمة الاستئناف يوم السادس والعشرين من كانون الأول/ديسمبر الماضي حيث قضت المحكمة بسجن يوسف البلوشي سنة وإبراهيم المعمري ستة أشهر مع احتساب المدة التي قضوها في السجن، وبراءة الصحافي زاهر العبري، كما قررت إلغاء قرار وقف جريدة الزمن.
وكانت محكمة مسقط الابتدائية قد قضت في سبتمبر الماضي بالسجن ثلاث سنوات لكل من رئيس تحرير صحيفة الزمن إبراهيم المعمري، ومسؤول التحرير يوسف البلوشي الشهير بيوسف الحاج، وتغريم كل منهما مبلغ ثلاثة آلاف ريال عماني (نحو 7800 دولار) ومنعهما من مزاولة المهنة لمدة عام. كما قضت أيضا بسجن الصحافي في الصحيفة زاهر العبري لمدة عام وتغريمه مبلغ ألف ريال عماني (نحو 2600 دولار).
وكان وزير الإعلام في سلطنة عُمان قد أصدر أمراً في التاسع من آب/أغسطس الماضي يقضي بإغلاق جريدة «الزمن» بموجب القرار الوزاري رقم 80 لعام 2016 ومنع نشر وتوزيع الجريدة في كل الوسائل، وحظر موقع الجريدة الإلكتروني.
كما اعتقل جهاز الأمن الداخلي (المخابرات) الصحافي يوسف الحاج، الذي يشغل منصب نائب رئيس تحرير الزمن، ويعمل رئيساً للتحرير بالإنابة، ليكون ثالث مسؤول يجري اعتقاله من هيئة تحرير الجريدة؛ حيث سبق أن اعتقل جهاز الأمن الداخلي زاهر العبري، الصحافي في الجريدة بعد استدعائه للمثول في القسم الخاص يوم الأربعاء الثالث من آب/أغسطس الماضي وإبراهيم المعمري رئيس التحرير في 28 تموز/ يوليو الماضي، على خلفية نشر الجريدة تقريراً بعنوان «جهات عليا تغل يد العدالة « وهو التقرير الذي يتحدث عن أن رئيس المحكمة العليا يقوم بتقويض استقلال القضاء من خلال تنفيذ تعليمات تمليه عليه «جهات عليا».

القضاء في عُمان يُعيد جريدة «الزمن» إلى الحياة

كرة قدم: إلغاء مباراة المغرب الودية أمام إيران لأسباب “لوجيستية”

Posted: 01 Jan 2017 02:03 PM PST

1231

الرباط ـ من عبد الناصر أحمد: أعلن الاتحاد المغربي لكرة القدم، الأحد، إلغاء مباراته الودية أمام نظيره الإيراني والتي كان من المفترض إقامتها يوم الجمعة المقبل في إطار استعدادات المغاربة لبطولة كأس الأمم الإفريقية التي ستقام بالغابون.

ووفقا لبيان منشور على موقع الاتحاد المحلي للعبة فإنه “لأسباب لوجيستية وتنظيمية، تم إلغاء المباراة الودية التي كان من المقرر أن تجمع بين المنتخب الوطني الأول ونظيره منتخب إيران، يوم الجمعة 6 يناير/ كانون الأول بملعب طحنون بن محمد التابع لنادي العين بالإمارات”.

وأضاف البيان “سيتم تعويض منتخب إيران بمنتخب آخر سيتم الإعلان عنه لاحقا، لتمكين المنتخب الوطني من إجراء هذه المباراة الودية في موعدها استعدادا لكأس الأمم الأفريقية بالغابون منتصف الشهر الجاري”.

وتنطلق فعاليات بطولة كأس الأمم الإفريقية في الغابون يوم 14 يناير/ كانون الثاني الجاري، ويلعب المنتخب المغربي في المجموعة الثالثة بجانب منتخبات كوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتوغو.  (الأناضول)

لأول مرة: مشروع أمريكي للوصول إلى الكائنات الفضائية والتحدث إليها

Posted: 01 Jan 2017 02:03 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: تتواصل الجهود البشرية من أجل استكشاف الفضاء الخارجي والتثبت مما إذا كان يضم كائنات ومخلوقات فضائية غير بشرية، في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من أن تغزو هذه الكائنات كوكب الأرض يوماً ما، وهو ما يعمل علماء الفضاء حالياً من أجل تجنبه، فيما تفتق العقل الأمريكي أخيراً عن فكرة جديدة تقوم على التحدث مع الكائنات الفضائية وإقامة علاقات طيبة معها في المستقبل.
وبدأت شركة أمريكية تُطلق على نفسها اسم (METI) مشروعا ضخما من أجل بناء علاقات طيبة مع الكائنات الفضائية والتحدث إليها، من شأنه إرسال إشارات إلى الفضاء بحلول عام 2018 بحيث تتمكن الكائنات الفضائية من التقاطها، بما يتيح للإنسانية التواصل معها بدلا من انتظار هجومها علينا.
وتختص الشركة الأمريكية التي أطلقت المشروع بالتراسل مع العالم الخارجي، بما في ذلك الكواكب الأخرى، كما أنها تقدم خدمات التراسل الفضائي للدول الكبرى وأجهزة استخباراتها.
وحذر الكثير من العلماء منذ فترة طويلة من أن إرسال مثل هذه الرسائل يمكن أن يكون خطيرا، خوفا من أن تنبيه الكائنات الفضائية بوجود البشر قد يؤدي إلى تدمير الأرض بالكامل.
ويُعتبر عالم الفيزياء البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ أشهر المحذرين من محاولات التواصل مع الكائنات الفضائية، حيث أكد أن إرسال مثل هذه الإشارات يمكن أن يضع البشرية في خطر.
وقال في وقت سابق إننا يجب أن نكون أكثر حذرا في الرد على رسائل الكائنات الفضائية، فهذا الأمر أشبه بلقاء الهنود الحمر بكريستوفر كولومبوس لأول مرة، خاصة إذا لم تنل هذه الإشارات قبولاً من الكائنات الخارجية.
وأوضح أن أي حضارة ستجري معنا أي اتصالات من المرجح أن ترانا أقل تطورا من البكتيريا، ونتيجة لذلك لن تهتم بقتلنا، حيث قد تقوم بإبادتنا لمجرد أنها لا تهتم بوجودنا.
وحسب صحيفة «اندبندنت» البريطانية فلا توجد لوائح تنظم ما إذا كان من المفترض أو غير المفترض إرسال إشارات إلى الفضاء، أو مضمون تلك الرسائل، وهذا يعني أن شركة «ميتي» الأمريكية وجماعات أخرى يمكن أن ترسل إشاراتها على الرغم من هذه الاعتراضات العلمية.
ويقول الفريق المسؤول عن المشروع أنه سيكون بمثابة وسيلة للتعلم وتبادل المعلومات في حال نجاحه.
ويناقش الفريق الآن أفضل السبل للقيام بذلك، وتشكيل الرسالة التي يمكن أن تكون مفهومة من قبل الكائنات الحية الأخرى في الكون البعيد التي من الممكن إجراء اتصالات معها، ومن المرجح استخدام المفاهيم الرياضية والعلمية الأساسية في الرسالة الأولية.
ويأمل الفريق الحصول على مليون دولار لبدء العمل، إذ ستذهب بعض من هذه الأموال لبناء أو اقتراض جهاز إرسال قوى يمكنه نقل رسالة إلى خارج الكون.

إشارة واو

وهذه ليست المرة الأولى في طبيعة الحال التي يسود فيها الاعتقاد بأن ثمة حياة وحضارة قائمة بذاتها في العالم الخارجي، حيث قبل أكثر من 40 سنة قام عالم الفلك الاشعاعي المعروف جيري إيهمان بمسح جزء من السماء على أمل الكشف عن إشارة آتية من حضارة كائنات فضائية، وتمكن حينها من التقاط إشارة قصيرة لم يكن ليصدقها أحد من البشر، حيث قيل حينها إنها مجرد تدفق موجات، ولكنها سُجلت في صورة موجة مرتفعة أو شكل من أشكال الإرسال الذي لم يدم إلا لحظة.
وعلى الورقة المطبوعة، رسم دائرة بالقلم الأحمر حــول الإشــارة الصــوتية وأعـــرب عن فـــرط دهــشتة بكلمة «واو» ولم تُفسر الإشارة التي عُرفت فيما بعد باسم «إشارة واو» كما لم يُسمع لها مثيل على الإطلاق.
ويقول جون إليوت الأستاذ في بجامعة ليدز بيكيت في المملكة المتحدة: «لقد بات سماع شيء ما ثم التشكيك في صحته أمرا معتادا للغاية، وقلّما تصل الأمور إلى مجموعة العمل المكلفة بدراسة مرحلة ما بعد الكشف».
ويقول إليوت إنه يعمل مع معهد سيتي منذ عام 1999 وطوال هذا الوقت لا تجدّ مجموعة العمل إلا اشارة واحدة فقط تستحق التقييم كل عامين أو ما يقرب من العامين.
وعلى الرغم من الكشف عن إشارات أخرى يوميا، إلا إنها تُستبعد على أساس أنها تداخُل موجات أو إشارات من صنع الإنسان، فقد تأتي بلاغات عن وجود إشارات من أي مكان، حتى إنه توجد شبكة من المتطوعين لديهم أجهزة استقبال خاصة بهم، يُطلق عليهم اسم رابطة سيتي، يلقون السمع لعلّهم يجدون دليلاً.

ناسا: سنصل قبل 2025

وكان كبار العلماء في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) قالوا في العام 2015 إنهم على أعتاب اكتشاف كائنات فضائية تعيش في الكون مع البشر، وأبدوا اعتقادهم أنهم على بُعد جيل واحد فقط من العثور على كائنات أخرى في مجرة درب التبانة.
وأكد العلماء أن مجرة درب التبانة تعج بالبيئات المواتية لظهور حياة عليها، مشيرين إلى أنَّ الاكتشافات الأولى ستأتي في غضون السنوات العشر المقبلة.
وتعتقد كبيرة العلماء إلين ستوفان أن البشر سيكون لديهم «دليل قاطع في غضون الـ20 أو الـ30 عاما المقبلة، لأن لديهم الآن «التكنولوجيا اللازمة، وهم في الطريق لتنفيذ ذلك، وهم بالتأكيد على الطريق الصحيح».
وقال رائد الفضاء الأمريكي جون غرونسفيلد: «أعتقد أننا على بُعد جيل واحد من اكتشاف هذه الكائنات في مجموعتنا الشمسية، لربما هي موجودة بالقرب منا على قمر جليدي أو على سطح المريخ، أو أننا على بُعد جيل واحد ربما من كائنات على كوكب حول نجم قريب من الشمس».
وتقول ستوفان: «أصبحنا نعرف أين يجب أن ننظر، وأعتقد أن البعثة القادمة المأهولة إلى المريخ سوف تُظهر العديد من الاكتشافات الرائعة».
ووجد العلماء أدلة تشير إلى أن المريخ قد آوى سابقا محيطات كاملة على سطحه، وتظهر الشقوق والندوب التي وجدت على سطح الكوكب الأحمر أنها كانت مجاري لتيارات مائية ممتلئة بالملح.
ولا يزال المسبار «كيريوسيتي» على سطح المريخ يبعث على انبهار العلماء كل فترة باكتشافات جديدة مثيرة للاهتمام، حيث اكتشف المسبار مؤخراً جزيئات عضوية تحتوي على الكربون والنيتروجين «الثابت» وهي العناصر المركزية لجميع أشكال الحياة المعروفة.
ويخلص العلماء من كل هذه الاشارات إلى أن مجرة درب التبانة تعتبر «مكانا رطبا مشبعا بالماء» على حد تعبير مدير قسم الفيزياء الفلكية التابع لوكالة «ناسا» بول هيرتز.
يشار إلى أن علماء الفلك يعتقدون أن الإنسانية تواجه حالياً تحديين منفصلين في استكشاف عالم الفضاء الغامض: الأول هو إيجاد علامات على وجود حياة ذكية خارج كوكب الأرض، والآخر هو تحديد البيئات التي يُحتمل أن تكون صالحة للسكن عليها، وبينما قد يتسرع البعض في ربط الاثنين معا، إلا أن الأخير هو الاقتراح الأسهل بكثير.

لأول مرة: مشروع أمريكي للوصول إلى الكائنات الفضائية والتحدث إليها

السيارات الكهربائية ستغزو العالم خلال سنوات ولن نحتاج للنفط

Posted: 01 Jan 2017 02:02 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: تشهد تكنولوجيا السيارات تطوراً كبيراً ومتسارعاً منذ سنوات، في الوقت الذي تتسابق فيه شركات إنتاج السيارات على أحدث الصيحات والتكنولوجيات، فيما بات الوقود يشكل هما لسائقي السيارات ومالكي المركبات المختلفة في السنوات الأخيرة بعد أن وصل سعر برميل النفط إلى مستويات قياسية فوق الـ100 دولار، بل تجاوز الـ140 دولاراً قبل أعوام قبل أن يبدأ رحلة هبوطه الأخيرة.
ومنذ ارتفاع أسعار النفط أصبح الوقود وكيفية التقليل من استهلاكه واحداً من أبرز مجالات التنافس بين منتجي السيارات، كما أن ارتفاع مستويات التلوث أيضاً تسبب بقلق لدى منتجي السيارات دفعهم إلى البحث عن طرق لاستخدام الوقود النظيف، وجاء هذا في الوقت الذي تمكنت فيه شركات سيارات كبرى من إنتاج مركبات هجينة تستهلك كميات أقل من الوقود، إضافة إلى أن المركبات التي تعمل بالطاقة الكهربائية بشكل كامل بدأت بالظهور والانتشار هي الأخرى منذ سنوات.
ونقلت صحيفة «اندبندنت» البريطانية عن عدد من الخبراء في مجال السيارات توقعاتهم أن تهيمن السيارات الكهربائية على العالم خلال السنوات العشر المقبلة فقط، وأن تبدأ السيارات العاملة بالوقود التقليدي في الاختفاء من الشوارع. وقال الخبراء إن السيارات الكهربائية ذاتية القيادة ستنتشر بشكل أكبر للحماية من التلوث إذ سيتزايد الاعتماد عليها في الأماكن العامة في العديد من دول العالم بحلول عام 2030.
وقال الخبير في مجال السيارات سيمون تريكر إن السلطات البلدية في اسكتلندا تفكر في تغيير شكل الشوارع خلال العقود المقبلة، فالسيارات ذاتية القيادة لن تحتاج أماكن للوقوف في المدينة، أو مواقف للاصطفاف بها، إذ سيتم استخدامها لتوصيل الركاب من وإلى أماكنهم والعودة إلى مكان بعيد عن المدينة. وجاءت هذه التصريحات قبل انعقاد مؤتمر مصادر الطاقة المتجددة الاسكتلندي الذي يعد الأول للمدن منخفضة الكربون والذي سينعقد في شباط/فبراير المقبل في مدينة أدنبرة.
يشار إلى أن شركة «غوغل» الأمريكية العملاقة تتبنى أضخم وأشهر مشروع لإنتاج السيارات ذاتية القيادة في العالم، وهو مشروع ينطوي على تطوير التكنولوجيا للسيارات ذاتية التحكم، وهي سيارات كهربائية بشكل خاص. ويجري حاليا المشروع بقيادة المهندس سيباستيان ثرون، المدير السابق لمختبر الذكاء الاصطناعي في جامعة ستانفورد ومخترع «غوغل ستريت فيو».
وفي الولايات المتحدة أصدرت أربع ولايات قوانين تسمح بالسيارات ذاتية القيادة، من بينها العاصمة الأمريكية واشنطن، وولاية نيفادا التي أصدرت أول رخصة لسيارة ذاتية القيادة في أيار/مايو 2012.
وفي نيسان/أبريل 2014 أعلن الفريق المطور لسيارات «غوغل» ذاتية القيادة أن السيارة المبتكرة قطعت مسافة 700 ألف ميل (1.1 مليون كم) خلال فترة التجربة، كما كشفت نموذجاً جديداً من سيارتها بدون سائق، وهو نموذج ليست لديه عجلة القيادة ودواسة البنزين أو دواسة الفرامل، وهي سيارة مستقلة بذاتها وذاتية القيادة بنسبة 100٪.
وفي عام 2012 أعلن مؤسس «غوغل» سيرغي برين أن السيارة ذاتية القيادة ستكون متاحة لعامة الناس في عام 2017 إلا أن «غوغل» لا يبدو أنها تطمح أن تتحول إلى صانع للمركبات، وإنما تأمل أن تبيع التكنولوجيا لمنتجي السيارات من كبرى الشركات في العالم، ما يعني أن السيارة قد تصبح متاحة لعوام الناس في العالم خلال الفترة بين 2017 و2020 حسب تقديرات المراقبين.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن نسبة كبيرة من استهلاك النفط في العالم يذهب إلى تشغيل السيارات والمركبات وفي قطاع المواصلات، حيث تقول الأرقام الأمريكية على سبيل المثال ان الولايات المتحدة وهي أكبر مستهلك للنفط في العالم، يذهب أكثر من 30٪ من المحروقات لديها في تشغيل قطاع المواصلات، ما يعني في النهاية أن انتشار السيارات الكهربائية سيؤدي إلى هبوط كبير في الطلب العالمي على النفط، الأمر الذي قد يؤدي مرة أخرى إلى انهيار في الأسعار خلال السنوات المقبلة.
وكانت أسعار النفط قد بدأت رحلة هبوط قاسية في أواخر العام 2014 عندما استمر الهبوط لينزل سعر برميل النفط عن مستوى الثلاثين دولاراً في الأسواق، قبل أن يعاود الارتداد إلى مستويات الخمسينيات بعد الاجراءات التي اتخذتها الدول المنتجة للخام من أجل انقاذ الأسعار ووقف التدهور في الأسواق.

السيارات الكهربائية ستغزو العالم خلال سنوات ولن نحتاج للنفط

طائرة بدون طيار جديدة تحاكي الطيور بالشكل والحركة ويصعب رصدها

Posted: 01 Jan 2017 02:02 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: تمكن باحثون من المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا من ابتكار جهاز يحاكي حركات الطيور أثناء الطيران لجعل طائرات «الدرون» أكثر قدرة على المناورة ومقاومة الرياح العاتية.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» التي أوردت الخبر عن ماتيو دي لوكا أحد الباحثين قوله أن الجهاز الذي يحمل اسم (robo-birds) مستوحى من الطيور، وقال إنه «بمقدور الطيور تغيير حجم وشكل أجنحتها جذريا لأن لديها هيكلا عظميا مفصليا يتم التحكم به عن طريق العضلات المغطاة بالريش الذي يتداخل عندما يتم طي الجناح».
وقد تم تجهيز الطائرة دون طيار(درون) بأجنحة مغطاة بريش فيما يشبه أجنحة الطيور ما يجعل الطائرة تتعامل بشكل أفضل مع السرعات العالية والرياح القوية والمنعطفات الحادة.
وقال ماتيو إن الشكل المستوحى من أجنحة الطيور يسمح للطائرة من دون طيار من التحرك بسلاسة في المساحات الضيقة وتجاوز العقبات، وأضاف العلماء في بيان صادر عن المعهد إنه «عندما تحتاج الطائرة إلى تغيير الاتجاه أو زيادة السرعة أو مجابهة الرياح المعاكسة يكفي أن تغير شكل أجنحتها» وأكد البيان أنه حتى الآن سارت التجارب بشكل جيد وكان عمل الجناحين فعالا جدا.
وتقول «روسيا اليوم» إنه على الرغم من ذلك فإن محاكاة الطبيعة ليس سهلا كما يبدو حيث واجه الباحثون عددا من التحديات بما في ذلك إيجاد التوازن بين وزن الجناحين والخصائص الديناميكية الهوائية.
يشار إلى أن صناعة الطائرات بدون طيار تشهد طفرة كبيرة على مستوى العالم، حيث تتسابق العديد من الشركات والدول على ابتكار أحدث الأنواع والطرازات.
وكانت شركة صينية ابتكرت لأول مرة العام الماضي طائرة بدون طيار (درون) ذات حجم كبير نسبياً تستطيع أن تنقل الركاب في الرحلات القصيرة، على أنها لا تحتاج إلى طيار أو قائد في الجو وإنما يتم التحكم بها عن بعد من خلال «ريموت كونترول» على الأرض.
والطائرة الجديدة التي أنتجتها شركة (EHang) الصينية تستطيع أن تحمل راكباً واحداً ويتم التحكم بها عن بعد، وقالت الشركة إنها عبارة عن «تاكسي طائر» يتيح للركاب تجاوز الازدحامات والتحليق في الهواء من أجل الوصول سريعاً إلى المكان المطلوب، على أن الطائرة مروحية يقل حجمها عن حجم السيارة الصغيرة، وبالتالي يمكن أن تهبط على أسطح البنايات أو في الساحات المحيطة بالمباني.
وعرضت الشركة طائرتها الجديدة في «لاس فيغاس» في الولايات المتحدة، حيث لفتت الأنظار هناك وجذبت الانتباه، أما اسم الطائرة فقد أطلقت الشركة عليها (184) وإضافة إلى كونها الأولى في العالم التي تقل ركاباً بدون طيار، فإنها أول طائرة أيضاً تقل ركاباً ولا تحتاج أياً من أنواع الوقود التقليدي، حيث تعمل بالطاقة الكهربائية بشكل كامل.

طائرة بدون طيار جديدة تحاكي الطيور بالشكل والحركة ويصعب رصدها

«بوكيمون غو» على ساعات «آبل» الذكية وتوقعات بارتفاع المبيعات

Posted: 01 Jan 2017 02:01 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: أصبحت لعبة «بوكيمون غو» التي لا تزال الأكثر انتشاراً في العالم متوفرة على ساعات «آبل» الذكية لأول مرة، وهو ما يتوقع أن يرفع من مبيعات الساعة بفضل الانتشار الكبير للعبة، كما يتوقع أن يُحسن من أداء المولعين بهذه اللعبة حيث بات بمقدورهم محاكاة الواقع الافتراضي من خلال الساعات بأيديهم دون أن يضطروا لحمل هواتفهم.
وتقوم لعبة «بوكيمون غو» على مبدأ محاكاة الواقع الافتراضي، حيث يبحث اللاعب بشكل حقيقي في الأماكن المحيطة به عن شخصيات كارتونية تُسمى «بوكيمون» و«بيكاتشو» وتتوزع هذه في أماكن حقيقية تبعاً باستخدام الخريطة وتحديد مكان الشخص، ويمكن أن يتنافس بعض الأشخاص القريبين من بعضهم على اصطياد ما يتوفر من «بوكيمونات» في المكان.
وبات في مقدور مستخدمي لعبة «بوكيمون غو» أن يستعملوا ساعات «آبل» الذكية في عمليات البحث والاستقصاء والاستكشاف خلال تجوالهم، إلا أنه في حال عثور المستخدم على «بوكيمون» فيتوجب عليه استخدام هاتفه المحمول ليقوم باصطياده على الفور، ما يعني أن الساعة الذكية تعمل طوال فترة الاستكشاف والبحث، وتتيح لصاحبها أن يستخدمها في البحث عن «بوكيمون» وهو يسير ويتجول، إلا أنه يضطر لاستخدام الهاتف فور العثور على «بوكيمون».
ورغم أن توفر «بوكيمون غو» على ساعات «آبل» الذكية يشكل ميزة إضافية لمستخدمي اللعبة والساعة في آن واحد، إلا أن جريدة «دايلي ميل» البريطانية قالت في تقرير لها إن «من المفترض أن تتمكن الساعة الذكية من تسهيل اللعبة بشكل أكبر مما هي عليه حالياً، بما يؤدي إلى امكانية استغناء المستخدم عن الهاتف المحمول». وقالت شركة «نيانتيك» التي أنتجت اللعبة إن «لعبة بوكيمون غو التي تجمع بسلاسة بين اللعب والخيال مناسبة لأن تكون على ساعات آبل الذكية، حيث تُمكن الشخص من التمرن واستكشاف الواقع الحقيقي بصورة أسهل».
وأضافت الشركة التي شاركت في تنصيب اللعبة اليابانية على الساعة الأمريكية إن «في مقدور الشخص بسهولة التفاعل مع بوكيمون غو على ساعة آبل وجمع الأشياء من محطات بوكي ستوبز» وتابعت: «وبمجرد أن تقابل بوكيمون فليس عليك سوى أن تقوم باصطياده بواسطة الهاتف المحمول».
وتؤكد الشركة أن «بوكيمون غو» تمكنت من تحقيق نجاح عملاق عندما تم طرحها في الأسواق بالعالم في شهر تموز/يوليو الماضي، فيما لم تعلن الشركة المنتجة حتى الآن أي معلومات أو خطط بخصوص طرح اللعبة على ساعات «آندرويد» الذكية، بما فيها ساعة «سامسونغ غير» التي تعتبر المنافس الرئيسي لساعات «آبل» الذكية. وكانت لعبة «بوكيمون غو» حققت بالفعل انتشاراً واسعاً بمجرد ظهورها في العالم، حيث كشف تقرير متخصص أنها استطاعت تحقيق أرباح تصل إلى 600 مليون دولار في الفترة من تموز/يوليو حتى أيلول/سبتمبر، ما يعني أن «بوكيمون غو» حطمت الأرقام القياسية فى الإيرادات، إذ تفوقت على «كاندي كراش ساجا» التي وصلت حاجز الـ600 مليون دولار بعد 200 يوم من إطلاقها بينما حققت «بوكيمون غو» هذا الرقم بعد 90 يوما فقط.
وحسب التقرير فخلال الربع الثالث من العام 2016 أمضى المستخدمون في ممارسة لعبة «بوكيمون غو» 45٪ من إجمالي وقت اللعب على هواتف «آندرويد» بينما استغرقت نحو 19 لعبة 55٪ من وقت اللعب لمستخدمي «أندرويد».
واستطاعت اللعبة جذب المستخدمين بشكل كبير خلال الأيام الأولى من إطلاقها بفضل مزاياها غير المتوفرة في الألعاب الأخرى واعتمادها على تقنيات الواقع المعزز التي تزيد من التفاعل.
يذكر أن لعبة «بوكيمون غو» تم تحميلها أكثر من 75 مليون مرة في الأسابيع الأولى، ويستخدمها أكثر من 9.5 مليون نشط يوميا، كما أنها تصدرت قائمة الأكثر تحميلا على متاجر «غوغل بلاي» و«آبل ستور» في الأيام الأولى لطرحها، فيما قالت التقديرات إن العائدات اليومية للعبة في مراحلها الأولى بلغت 10 ملايين دولار في اليوم.

«بوكيمون غو» على ساعات «آبل» الذكية وتوقعات بارتفاع المبيعات

باميان… الأقل نموا والأكثر ليبرالية في أفغانستان

Posted: 01 Jan 2017 02:01 PM PST

طفل أفغاني من الهزارة ينقل الحطب على حمار في منطقة ياكاولانغ في مقاطعة باميان. وهي واحدة من المناطق الأقل نموا ولكن الأكثر ليبرالية في البلاد، ويعتمد اقتصادها على تربية النحل وزراعة البطاطا، حيث تحظى المرأة الريفية بفرص عمل بهذين المجالين. تحكم باميان حبيبة سرابي منذ عام 2005، وهی الحاكمة الأولی فی أفغانستان من بين النساء اللواتی وصلن إلی سدة الحكم الإقليمي. وتجمع محافظة باميان معظم عشائر الهزارة في أفغانستان.

باميان… الأقل نموا والأكثر ليبرالية في أفغانستان

التغذية الحدسية والوجبة البطيئة تجعلك تستغني عن كل حمية

Posted: 01 Jan 2017 02:01 PM PST

التغذية الحدسية والوجبة البطيئة طرق جديدة تعلمك الاستمتاع بأكل كل شيء دون أن تخشى زيادة الوزن. بيد أن تطبيقها ليس سهلا ويحتاج إلى الصبر والتأني. وهذه قد تشكل الطريقة المثالية لمن لا يرغب في اتباع حميات قاسية وشاقة.
بعد فترة أعياد الميلاد وما تخللتها من أطعمة عديدة ومتنوعة، فإن الاحتفالات برأس السنة الميلادية تعد بالنسبة للكثيرين فرصة إضافية لإعداد موائد احتفالية مليئة بما لذ وطاب وطبعا الإسهاب في أكل كل شيء من لحم وحلوى ومعجنات وغيرها. ويجد بعدها الكثيرون أنفسهم يواجهون السمنة أو على الأقل زيادة كبيرة في الميزان. البعض يحاول التخلص منها عبر حميات شاقة قد تحقق الهدف المرجو. فيما يفضل البعض الآخر اللجوء إلى طرق أقل قساوة وأكثر صحية. ومن بين تلك الطرق: توجه غذائي جديد يهدف إلى استبدال كل حمية بالتغذية البطيئة، وفقا تقرير لمجلة فوكوس الألمانية نشرته على موقعها في (29 ديسمبر/كانون الأول 2016).
الفكرة وراء الأكل ببطء تكمن في تناول الطعام انطلاقا من الحدس بدلا من احتساب السعرات الحرارية. فكرة توصف بأنها صحية أكثر وأنها تجلب الهدوء إلى الطعام. ففترة الشتاء عادة ما تتغير عادات الناس الغذائية. فالبرد وقصر النهار والسماء الرمادية التي تكسوها الغيوم تجعلنا نفضل البقاء في الدفء في البيوت ونحتسي البعض من المشروبات الساخنة المسكرة ونأكل قطعا من الحلوى. كما أن فترة الأعياد خلال نهاية العام والمعايدات المختلفة بين الأهل والأصحاب تجعلنا نتناول العديد من الأطباق لذيذة وقطعا من الحلوى. فمثل هذه الأطباق تجعلنا نشعر بالاستمتاع ونقضي أوقاتا جميلة، خاصة بعد سنة طويلة من الكد والجد.

الأسباب متعددة ـ والنتيجة واحدة: السمنة

كما أن الطعام يجب أن يكون في الآن لذيذا وصحيا يجعلنا أكثر قوة وحيوية ونشاطا. لكن الأمر يصبح صعبا جدا إذا ما تمسكنا بعاداتنا الحالية في الطعام: فنحن نأكل بسرعة دون الانتباه لما نأكله. كما أننا لا نعير أي اهتمام للطعام الذي نتناوله وبدلا من ذلك نتحدث ونتناقش ونركز انتباهنا أحيانا على هاتفنا الذكي. وبذلك نجهد أنفسنا عصبيا والطعام يتحول إلى مجرد وجبة سريعة نسد بها رمق جوعنا.
وكردة فعل على ذلك تطورت خلال السنوات الـ25 الماضية حركة الوجبة البطيئة (Slow-Food) والتي كانت تدافع عن مبدأ مفاده: «من خلال كل وجبة نتناولها، فإننا نتخذ قرارات ذات تداعيات كبيرة على حياتنا. فالأمر يتعلق هنا بالمذاق والجودة الإيكولوجية والجهوية وجودة المطعم أيضا»، وفق ما جاء في التقرير الالكتروني لمجلة فوكوس الألمانية.
فإذا ما تناولنا قطعة خبر مثلا هكذا ونحن مشغولون إما بالعمل أو بالقيام شيء آخر، فلا عجب إذن أن نشعر بعدها بساعات قليلة بالجوع. حينها نتساءل: «ما الذي أكلته اليوم؟ وهل أكلت شيئا بالفعل؟» ثم نجد أنفسنا نتناول شيئا آخر دون أن تكون لنا في الواقع أي شهية للطعام.
أستاذ التأمل تيش نهات هان متخصص في تدريس تناول الطعام ببطء وبانتباه. يؤكد في تصريح لمجلة فوكوس الألمانية أن الأمر لا يتعلق هنا بنوعية الطعام الذي نتناوله وإنما بالطريقة التي نتناوله بها. ويوضح أنه من خلال مثال التفاحة يمكننا أن نتدرب على ذلك جيدا، بحيث يقول: «اقضم قطعة من التفاحة وأمضغها ببطء مرات عديدة. لا تدع أحدا أو أي أمر آخر يلهيك عن ذلك. استمتع بكل مضغة وبأكل التفاحة».

الاستمتاع بالأكل والإصغاء لإشارات الجسد

هذا الاتجاه الجديد يستند إلى ظاهرة أو فلسفة التغذية الحدسية. فالحميات الغذائية إنما ترهق الجسد والروح وتفسد الشهية، وبالتالي فإن التغذية الحدسية تعتمد على تناول الطعام بشكل واع وعلى الإنصات للجسم لمعرفة إشارات الجوع الطبيعية. ولمعرفة ذلك يتعين التركيز للإجابة على الأسئلة التالية: ما الذي يحتاج إليه الجسد؟ ما الذي أشتهيه فعلا؟ أم أني أخلط بين أمور أخرى على غرار الرغبة في النوم أو الراحة أو حتى العطش؟ الإنصات إلى الجسد يعني عدم السماح بإغراءات أخرى تلهيني عن نفسي وإنما التأني ومعرفة ما الذي يريده الجسد فعلا.
وهذا الأمر يمكن أن ينجح بشكل جيد إذا ما حرصنا على تناول طعامنا ببطء. فحاول عزيزي القارئ أن تخصص على الأقل 30 دقيقة بأكملها لتناول وجبة الطعام. وإذا اقتضى الأمر ابحث عن مكان هادئ أو اجعل بيتك مريحا واستمتع بكل مضغة طعام.
ومن يتناول طعامه ببطء، فإنه يأكل أقل من المعتاد! ذلك أن الدماغ يحتاج إلى 15 دقيقة حتى تصله إشارات الشبع من البطن. وبالتالي حاول ألاّ تعبئ بطنك بما لا يحتاجه من طعام زائد. ويمكنك أن تبطئ من الطعام من خلال مثلا استخدام أعواد الأكل كما يفعل الصينيون أو اليابانيون مثلا. 
Dw

التغذية الحدسية والوجبة البطيئة تجعلك تستغني عن كل حمية

من المطبخ العراقي: شيخ محشي

Posted: 01 Jan 2017 02:00 PM PST

المقادير: نصف كيلو قرع (كوسا) متوسط الحجم
نصف كيلو باذنجان متوسط الحجم
نصف كيلو خيار
فلفل أخضر كبيرة الحجم2
2 طماطة
نصف كيلو رز
نصف كيلو لحم غنم مفروم
4 ملاعق معجون طماطة
4 سن ثوم
زيت وملح وفلفل أسود

طريقة التحضير: نحفر الخضراوات جميعها بعد الغسل الجيد دون إزالة قشرها ماعدا (القرع) الكوسا تقشر.
نغسل الرز ثم ينقع لمدة 10 دقائق ثم نزيل الماء منه ونضيف اللحم والثوم بعد الفرم والبهار و2 ملعقة معجون الطماطة وكمية الملح حسب الرغبة.
نحشي الخضراوات بالخلطة ثم نضيف قليلا من الزيت في وعاء ونصف الخضراوات بعد حشوها في هذا الوعاء ونضعها على النار الهادئة جدا لمدة 10 دقائق ثم نضيف لتر ونصف من الماء مع ملعقتين من معجون الطماطم ونضع القدر على نار عالية حتى يقل الماء ويصبح بارتفاع 1 سم عن الخضراوات ثم ننقله على نار هادئة جداً حتى ينشف الماء ونفضل وضع صحن داخل الوعاء فوق الخضراوات لإظهار الشكل مرتبا.

من المطبخ العراقي: شيخ محشي

تناول الحوامل مكملات «أوميجا 3» يقي أطفالهن من الربو

Posted: 01 Jan 2017 02:00 PM PST

أفادت دراسة كندية أن تناول مكملات الأحماض الدهنية، المعروفة باسم «أوميغا 3»، في الأشهر الأخيرة من الحمل، يقلل من خطر إصابة المواليد بالربو في مرحلة الطفولة.
الدراسة أجراها باحثون في جامعة واترلو الكندية، ونشروا نتائجها مؤخرا في دورية «نيو انغلند جورنال ساينس» العلمية.
والربو هو مرض تنفسي مزمن، ينتج عن وجود التهاب وتشنج في المسالك الهوائية، ما يؤدي إلى انسدادها، وهو يصيب الذكور والإناث في جميع مراحل العمر، ويتمثل في سرعة التنفس و(كرشة النفس) والكحة وكتمة الصدر.
ويرتبط الربو بشكل كبير بأمراض الحساسية، ويصيب الأشخاص وخاصة الأطفال، الذين لديهم عوامل وراثية لبعض المواد المثيرة للحساسية، كالغبار والقطط والفئران والصراصير.
ولرصد تأثير تناول مكملات «أوميغا 3» على الحوامل، أخذ الباحثون عينات دم من 695 امرأة بعد الأسبوع الـ24 من الحمل، وعقب أسبوع من الولادة، ثم تابعوا الباحثون الحالة الصحية للأطفال، كل على حدة، لمدة 5 سنوات بعد الولادة، وهى الفترة التي تظهر خلالها أعراض مرض الربو.
ووجد الباحثون، أن الحوامل اللاتي سجلن مستويات مرتفعة من أحماض «أوميحا 3» انخفض لدى أطفالهن خطر الإصابة بالربو بنسبة 31٪، عن غيرهن.
وتتوافر أحماض «أوميجا3» الدهنية في الأسماك الدهنية مثل السالمون والتونة والماكريل والسردين والسالمون، زيت السمك، ويمكن الحصول عليها من خلال تناول هذه الأسماك، بالإضافة إلى المكملات الغذائية «أوميجا 3» المتوافرة بكثرة في الصيدليات.
ورصدت دراسات سابقة فوائد صحية عدة للأحماض «أوميجا 3» على رأسها تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب وأمراض القلب والسكر والكلى، وتقيل نسبة الكولسترول في الدم، بالإضافة إلى الوقاية من التهاب المفاصل الروماتويدي.
وأضافت الدراسات أن توافر الأحماض الدهنية الأساسية في الجسم، بالإضافة إلى فيتامين «د»، يحسن وظيفة الإدراك والسلوك، ويمنع الإصابة بمجموعة واسعة من اضطرابات الدماغ التي تصيب الأطفال وعلى رأسها مرض التوحد ونقص الانتباه. (الأناضول). 

تناول الحوامل مكملات «أوميجا 3» يقي أطفالهن من الربو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق