فلسطين وعاصمتها القدس Posted: 19 Jan 2017 02:29 PM PST خرج آلاف الفلسطينيين إلى الشوارع أمس في خطوة احتجاج وتحدّ لقرار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب المتوقع بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة. يمثّل هذا الاحتجاج استعداداً لخطوة لم يقم بها أي من الإدارات الأمريكية المتعاقبة رغم تفانيها جميعاً في الدفاع عن إسرائيل ومصالحها وذلك، ببساطة، لأنه أمر يتجاوز خطوطاً حمراً فلسطينية وعربية وإسلاميّة، ويعتبر مقدّمة، كما قال مسؤول فلسطيني، «لاغتيال جميع المعاهدات وضرب أي أمل بإقامة الدولة الفلسطينية وتكريساً للاحتلال». ما قام به الفلسطينيون، بهذا المعنى، عمل واع لشعب صار دفاعه عن حقوقه الأساسية فعلا يشبه غريزة البقاء عند كافة الكائنات، غير أنّ الشعب الفلسطيني، مع ذلك، يختلف عن غيره من أغلب شعوب الأرض بكونه لا يملك دولة حقيقية ذات سيادة بعد لأن هذا «الشيء» المسمى إسرائيل استطاع احتلال أرضه بحيث صارت وظيفتها أو معناها أن تفقد الفلسطينيين وظيفتهم ومعناهم وهويتهم وثقافتهم وكيانهم الاجتماعي البشري (بل طال جشع استيلائها غير البشريّ أيضاً: أشجارهم وحيواناتهم) كما لو كان وجودهم وحده كافيا لإفقاد تلك الدولة العجيبة سبب وجودها. ضمن هذه البؤرة التناحرية بين الطرفين يمكن فهم اعتبار الفلسطينيين للقدس محوراً يمثّل هويتهم الثقافية والدينية وعنواناً لسيادتهم المستلبة ومحطاً لآمالهم بأن تكون عاصمة لدولتهم العتيدة. لهذه الأسباب المذكورة كلّها نفهم أيضاً أسباب صبّ إسرائيل كل فنون غطرستها واستبدادها ووحشيتها على هذه الفكرة التي تحاول تقويضها بكل الطرق الممكنة والمتخيلة، من إحراق الأقصى، إلى حفر الأنفاق تحته بحثاً عن هيكل سليمان المزعوم، إلى حفلات العربدة للمستوطنين والسياسيين المتطرفين فيه، إلى التضييق على المقدسيين وطردهم من مدينتهم، وليس انتهاء بضغط لوبياتها في واشنطن ودول العالم المؤثرة لنقل سفارات تلك الدول إلى القدس بحيث يكون احتلالها دبلوماسياً تشريعاً عالميّاً لإفقادها هويتها ومعناها الإنسانيّ العام وإنهاء لفكرة فلسطين نفسها. تبيّن الخفّة «الترامبية» في التعامل مع موضوع القدس تحوّلاً فظيعاً في مسار العالم. لقد صوّت الناخب الأمريكي لرجل «البزنس» رغم الكشوفات الفظيعة عن سلوكيّاته وآرائه المثيرة للاشمئزاز مع النساء، وتصريحاته المعلنة ضد الأقلّيات اللاتينية والمسلمين، وغرامه بالطغاة واتجاهات اليمين العنصريّ، ولأن هذا جرى في أمريكا، أكبر وأغنى أمة ديمقراطية في العالم، فهو يعني أن اللامعنى واللاعقلانية والتوحّش ستكون طرق أمم العالم في التعامل مع بعضها الآخر، وهذا أكبر مكافأة يمكن أن تحصل عليها دولة مثل إسرائيل. كما لو كان بلطجيّا، طالب ترامب في برنامجه الانتخابي، دول العالم بالدفع مقابل الحماية، بمن فيهم حلفاؤه الأوروبيون في حلف الأطلسي، وحلفاؤه العرب، وكانت إسرائيل هي الاستثناء الوحيد فقد توجّهت بلطجته نحو من يعتبره الطرف الأضعف في المعادلة: الفلسطينيون. ما علينا إلا أن نعيد سرد الحكاية: فلسطين وعاصمتها القدس. فلسطين وعاصمتها القدس رأي القدس |
ربع صورة Posted: 19 Jan 2017 02:29 PM PST لا شيء فضحنا كما فضحتنا مآسي سوريا والبحرين واليمن، لا شيء أظهر الطائفية المتجذرة عميقاً في نفوسنا كما مساطرنا المختلفة في قياس أحداث هذه الدول الثلاث تحديداً. فمن يبكي على ثوار سوريا يلعن «إرهابيي» البحرين واليمن، ومن يهتف بالنضال البحريني يصب جام غضبه على «إرهابيي» سوريا، هكذا يتحول الثائر الى إرهابي والإرهابي الى ثائر حسب موضع اليد، أترفعها أثناء الصلاة الى بطنك أم ترسلها على جنبيك. وهذه الأحداث أظهرت جانباً انتقائياً عجيباً في عقولنا الإنسانية، فهناك من «يختار» أن يرى في الصحافة صوراً لإرهابيي داعش يملأون شوارع حلب ودرعا وألا يرى صور الأطفال القتلى، ألا يميز صورة إيلان على الشاطئ التركي نائماً نومته الأخيرة والموجة الرقيقة تمر أسفل خده الناعم، أو صورة عمران جالساً في سيارة الإسعاف غائباً بهول رعبه عن الدنيا ومآسيها، يقف هذا «البشر» في زاوية واحدة من القصة، يرى كارثيتها من ذاك الطرف الأوحد والذي من زاويته تظهر فقط ربع الصورة المبتورة أصلاً. ثم يأتي زميله في البشرية «ليختار» مشهداً آخر وقوفاً في الزاوية المعاكسة، فتجده غير قادر على رؤية أطفال اليمن، قتلى وجوعى ومحاصرين، غير مستوعب مأساة البحرين، غير متمكن سوى من رؤية إيران، وحش فارسي أسطوري قديم مرسوم من زاوية ضيقة للمشهد الكارثي على وجه كل طفل يمني، وجه كل ثائر بحريني، فما عاد ممكناً رؤية سوى وجهه المخيف الدميم. أدرك أن الحقيقة، على بساطتها ومنطقيتها أحياناً، صعبة التصديق، أعلم تماماً أن الإعلام العربي لا يزال يمارس التعتيم النازي القديم، يحور الحقائق بشكل ساذج ويغير زوايا القصص بشكل فاحش حتى لتتعذر الرؤية سوى من عين واحدة ومن خلال زاوية ضيقة. كل إعلام في الواقع يأتي هذه الآثام، الا أن إعلامنا العربي لا يزال على «ما كان عليه آباؤنا»، غير قادر حتى على مواكبة الأساليب الحديثة في النصب والاحتيال الإعلاميين. وفي حين أن الإعلام الغربي دائماً ما تتوفر فيه منافذ صادقة، عندنا الظلمة حالكة، حيث بالكاد يبدو أن هناك مصدراً إعلامياً يستحق الثقة. ومع ذلك، يصدق الناس، أو يختاروا أن يصدقوا، لربما لأن التصديق أسهل، لربما لأنه أريح، لربما لأنه أكثر وئاماً مع العقيدة، ومن أجل العقيدة ننحر الحقيقة، كلنا نمارس التقية، كلنا نلعنها ثم نأتيها، كم نحن أشقياء. أحاول من كم يوم أن أرى قصة إعدام الشباب الثلاثة في البحرين من كل الزوايا، إلا أن الظلام دامس، وددت أن أعرف شيئاً من مصدر موثوق حتى أكتب أو أغرد في تويتر، لا شيء، لا شيء سوى أنهم شهداء تارة أو إرهابيون تارة أخرى، وتبقى حقيقة أن ثلاثة شباب قد أعدموا رمياً بالرصاص في القرن الواحد والعشرين دون أن يفهم العالم، دون أن يرى «الأقربون» الصورة التي يفترض أن تكون الأوضح بالنسبة لهم. نحن مساكين، لا أحد فينا يقف أمام الشاشة كاملة، نتناثر نحن في الزوايا، نقف فيها مختبئين مصطفين، يضحك العالم وهو يرى الصورة كاملة، ونشمت نحن في بعضنا البعض بأرباع الصور. لكل شماعته، هي إيران، هي إسرائيل، هو حزب الله، هو النظام السوري، نعتقدنا نرى كل شيء ونحن في الواقع لا نرى شيئاً، لا نرى سوى زاوية رفيعة كاذبة حوصرنا فيها برضانا، بمذاهبنا وانتماءاتنا وأفكارنا الموروثة البائدة. نحن الزوايا والزوايا نحن، مجرد نقط توصل الأضلاع، نقط تنفذ أجندة الأضلاع، نقط محصورة بين هذه الأضلاع لن ترى النور في يوم، نحن الحزن والحزن نحن. ربع صورة د. ابتهال الخطيب |
مشاهد محبطة في السياسة وفي التلفزيون المغربي أين النقاد وهل من فائدة ترجى؟! Posted: 19 Jan 2017 02:29 PM PST مساء الاثنين المنصرم، كانت شوارع المدن المغربية شبه فارغة، لأن الكثيرين كانوا متحلقين حول شاشات التلفاز في المنازل والمقاهي، حيث كانوا يتابعون مباراة كرة القدم التي جمعت بين الفريق القومي المغربي ونظيره الكونغولي برسم تصفيات كأس إفريقيا. لكن النتيجة كانت محبطة لآمال المتتبعين الذين كانوا ينتظرون أن تحصل «المعجزة» على يد مدرب فرنسي يتقاضى أكثر من ستين ألف دولار شهريا، ولاعبين مغاربة مدللين لكون أغلبهم يلعب في فرق فرنسية وإسبانية وإيطالية، مما جعل أحد الزملاء يطلق على الفريق القومي «المنتخب الأوربي الممثل للمغاربة»، وقال إن هذا الفريق «ما زال يتوفر على كامل الحظوظ للمرور سريعا إلى مطار العودة. فلا داعي للقلق، هذه المرة الكأس مضمونة، ولكنها كأس من البلاستيك من درب عمر (سوق شعبي) بالبيضاء وليست من أدغال إفريقيا». (والكلام على عهدة الأديب إبراهيم الحجري في إحدى تدويناته). يومها، كان الإحباط مزدوجا، رياضيا، وسياسيا أيضا مع المسرحية ذات الإخراج الرديء التي سبقت انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب، والتي أثبتت أن ثمة إرادة مقصودة لإحداث نكوص ديمقراطي وتكريس عزوف لدى المواطنين من الممارسة السياسية عموما والعملية الانتخابية خصوصا؛ فقد تبين أن أول «كافر» بالديمقراطية ومنقلب عليها هو من لم يتحقق له مراده من ورائها، وتلك حال جل الأحزاب السياسية المغربية التي تسبح عكس الإرادة الشعبية وعكس الخطاب الذي يُروَّج له رسميا عبر مختلف الأبواق. من هنا، نفهم سر قول الإعلامية فاطمة الإفريقي (المشهورة ببرامجها التلفزيونية الفنية وبمواقفها الشجاعة) إنها تشعر الآن بالإهانة عندما لطخت إصبعها بمداد مكتب التصويت يوم سابع تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، خلال الانتخابات التشريعية، وصدّقت كأية مواطنة ساذجة بأن الانتخابات في المغرب تصنع حكومة وبرلمانا. ومن ثم، قدمت اعتذارها للمقاطعين، قائلة: «كنتم على حق!». وبالضبط، هذه هي النتيجة التي ينتظرها رموز الاستبداد والفساد: أن يدبّ اليأس في نفوس الحالمين بالديمقراطية، فيصنعوا المشهد السياسي كما يحلو لهم! لنتذكر قوله سعد زغلول الشهيرة: «غطيني يا صفية ما فيش فايدة»! الثقافة في التلفزيون نادرة هي البرامج الثقافية في القنوات المغربية، وضمن هذه الندرة يبقى برنامج «مشارف» الذي يعده ويقدمه الأديب والإعلامي ياسين عدنان بمثابة بصيص أمل ضمن فضاء إعلامي يقوم ـ في معظمه ـ على الابتذال والتسطيح والتسفيه. ضمن هذا التوجه، خصص البرنامج إحدى حلقاته لإثارة موقع الثقافة في وسائل الإعلام، ففي ضوء شيوع ثقافة الاستهلاك في المجتمع المغربي، يُطرح سؤال عريض حول موقع الإبداع والفكر والمعرفة في وسائل الاتصال المختلفة، ومدى قدرة هذه الأخيرة على الاستجابة لضرورة تقديم خدمة أساسية للمتلقي، تقوم على التنوير وتنمية الذوق وإشاعة القيم الجمالية وتحفيز السؤال النقدي لدى الأجيال الجديدة. ومن ثم تساءل ياسين عدنان عما إذا كانت المؤسسة الصحافية المغربية تخلق لدى عموم الجمهور الحاجة إلى التفاعل الإيجابي مع المادة الثقافية بتجلياتها المختلفة، أم إن الهوامش المتاحة للثقافة في الصحافة والإعلام الوطنيين ليست أكثر من «غيتو» خاص بأهل الأدب والنقد ومَن يدور في فلكهم من طلبة ومهتمين. وتساءل أيضا عما إذا كان الطابع «النخبوي» للثقافة لا يحفّز مهنيّي الصحافة على تبويئها المكانة اللازمة ضمن اهتماماتهم وأجناسهم الصحافية، وكيف يتأتّى الانتقال من اعتبار الثقافة مجرد ترف إلى ضرورة تُمليها التنمية المتوازنة للفرد داخل النسق الاجتماعي العام. وكان موضوع منافسة القنوات الدولية حاضرة في النقاش، حيث طرحت مجموعة من الملاحظات حول علاقة المشاهد المغربي بقنواته المحلية وحول موقع هذه الأخيرة بين نظيراتها الأجنبية، وكذا قدرتها على شد مشاهدها المحلي والحفاظ على هويته. والحال أن هذا الرهان لن يتأتى إلا من خلال تقديم برامج ثقافية وفنية وتربوية واجتماعية لها من الفائدة ما يخلق تجاوبا بينها وبين المتلقي المغربي. النقد التلفزيوني حال وأحوال مثل «بيضة ديك» كان اللقاء الذي نظم منذ حوالي عشرين سنة في مقر وكالة الأنباء المغربية، حول موضوع «التلفزيون والصحافة المكتوبة»، حيث أكدت جل المداخلات على غياب نقد حقيقي للبرامج التلفزيونية المغربية في الجرائد الوطنية. وأوضح المشاركون في اللقاء أن النقد الموجود يتميز بكونه موجها إلى الصورة كثقافة دون الاهتمام بالخطاب اللفظي، معتبرين أن هذه المقاربة أقرب إلى ردود فعل ذاتية منها إلى نقد موضوعي. وأشاروا إلى أنه يفتقر إلى أصول وقواعد مضبوطة كما هو الشأن في النقد الأدبي، مما أدى إلى بروز نوع من العداء للتلفزيون. كما تمت الدعوة إلى اعتماد التخصص وتكوين نقاد متخصصين في البرامج التلفزيونية حتى يكون نقدهم بناء ومساهما في التربية النقدية، وانفتاح التلفزيون على ما يرد فيها من آراء. وجرى حث المشاركين على إقامة لقاءات منظمة من أجل مناقشة البرامج والتوجهات التلفزيونية في المغرب، وتطارح قضايا صورة التلفزيون في الصحافة المكتوبة، مشددين على ضرورة خلق تواصل بين العاملين في حقلي الصحافة المكتوبة والإنتاج السمعي البصري، بهدف تحطيم حائط الحذر المتبادل وتفهم مختلف المشاكل وقضايا العاملين في كلا الحقلين الإعلاميين، حتى يتسنى الارتقاء بالعمل التلفزيون من جهة والنقد الموجه له من جهة أخرى. والواقع أن النقد التلفزيوني في المغرب أنواع: نقد ينصب على السياسة الإعلامية أو الاستراتيجية المتبعة في هذه القناة أو تلك، ونقد يركز على برامج بعينها، وثالث يتوجه إلى العاملين في التلفزيون، سواء كانوا معدي برامج أو منشطيها أم مقدمي أخبار أم مخرجين أو منتجين، أي إنه يركز على الأشخاص أكثر من تركيزه على الأعمال. أما مستويات هذا النقد، فيلاحظ أن بعضه يحاول أن يكون «موضوعيا»، من خلال عرض محتوى المادة التلفزيونية المنقودة، وتبيان مكامن القوة والضعف فيها، ونقد آخر يركز على الجانب السلبي في العمل المنقود، وثمة نقد يستعمل قاموسا من النعوت القدحية في قالب تهكمي، يعتمد على الإيحاء والرمز لا التعيين والتقرير، وبالتالي يبدو هذا النوع من النقد بمثابة رسائل مرموزة لا يفقه كنهها سوى الموجهة إليهم وبعض الذين يتقنون تفكيك الرموز. كاتب من المغرب tahartouil@gmail.com مشاهد محبطة في السياسة وفي التلفزيون المغربي أين النقاد وهل من فائدة ترجى؟! الطاهر الطويل |
ترامب الرئيس: كرتون الأباطرة ـ طبعة الرحم الأمريكي Posted: 19 Jan 2017 02:28 PM PST في مناسبة تنصيب دونالد ترامب، اليوم، وتوليه رسمياً وقانونياً مهامّ الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة؛ يذكّرنا موريس بيرمان بأنّ لأمريكا سوابق في هذا المقام: قلّة محدودة من نطاسيي علوم السياسة اليانكية توقعت أن يُنتخب رجل مثل ريشارد نكسون، الذي انتُخب بالفعل وارتكب الفظائع في الداخل كما في ما وراء المحيط؛ وقلّة أخرى، محدودة بدورها، تنبأت بأن رونالد ريغان، ممثل الدرجة الثانية، لن يتربع في البيت الأبيض فحسب، بل سيطلق حرب النجوم أيضاً! وأمّا انتخاب ترامب، يتابع بيرمان، فإنه «اللهاث الأخير» لهذا البلد: السنوات الأخيرة من عمر الإمبراطورية الرومانية أنتجت أباطرة كانوا بمثابة «نكات رديئة»، بمن فيهم الحمقى والصبية؛ وهذا ما وصلت إليه أمريكا مع الشخصية الكرتونية، ترامب، الذي سيترأس القوة الكونية الأعظم، بلا تجربة سياسية، ولا مواصفات إنسانية؛ والذي، في المقابل، يتوّج 400 سنة من «التناطح الخشن» بين حزب وآخر، و»عقيدة» جيو ـ سياسية وأخرى، ورئيس وسَلَفه/ خَلَفه؟ وبيرمان، للتذكير، مؤرّخ ثقافي أمريكي مرموق، صاحب الكتابَين الشهيرين «عصور الظلام في أمريكا: الطور الأخير من الإمبراطورية»، 2006؛ و»أفول الثقافة الأمريكية»، 2000؛ وكلا العملين أثار عواصف سجال ساخنة، لم تهدأ حتى اليوم، لأنها ببساطة ظلت تعيد إنتاج عناصرها على نحو أشدّ سخونة. وحين صعد جورج بوش الابن، وانتُخب لولاية ثانية؛ اعتبر بيرمان أنّ الحضارة الأمريكية أخذت تحثّ الخطى من طور الأفول (الذي ناقشه في كتابه الأول)، إلى عصر الظلام الفعلي (الذي تكهن به في كتابه الثاني). وما ولعه بالإحالة على مصائر مشابهة واجهتها الإمبراطورية الرومانية، إلا إعادة تشديد على خلاصات المؤرّخ البريطاني البارز شارلز فريمان، في كتابه الرائد «إنغلاق الذهن الغربي». وهكذا، كتب بيرمان: «السيد بوش، يعلم الله، ليس القديس أوغسطين، ولكنّ الأخير كما يشير فريمان هو تجسيد سيرورة أعرض أخذت تتكامل في القرن الرابع، وتمثّلت في إخضاع العقل للإيمان والسلطة. وهذا ما نشهده اليوم في أمريكا، وهي سيرورة لا يمكن أن يعيشها مجتمع ويظلّ حرّاً». وفي فصل فريد، بعنوان «محور السخط: إيران، العراق، إسرائيل»، دشّنه باقتباس شديد المغزى من السناتور والمؤرّخ الروماني الشهير كورنيليوس تاسيتوس: «يخلقون الأرض اليباب ويطلقون عليها تسمية السلام»؛ ساجل بيرمان بأنّ زلزال 11/9 كان نتيجة حتمية للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، خصوصاً في فلسطين والعراق وإيران. منابع السخط هذه تشمل الانقلاب الأمريكي المدبّر في إيران (الذي عُرف باسم «عملية أجاكس» وأسقط رئيس الوزراء الشرعي محمد مصدّق سنة 1953)، والتدخّل الأمريكي في شؤون العراق منذ الستينيات وحتى التعاون العسكري والأمني مع نظام صدّام حسين أثناء الحرب العراقية ـ الإيرانية، وبينهما وقبلهما وبالتزامن معهما الانحياز الأمريكي المطلق لدولة إسرائيل. والحال أنّ سيرورة انحلال الإمبراطورية الرومانية، وليس نظرية حلقات التصحيح الذاتي، هي التي تصلح لاستشراف مستقبل أمريكا المعاصرة. إنها قوّة عظمى تسير حثيثاً نحو الهاوية بسبب من عجوزات في التجارة لا يمكن ضبطها، وميزانيات مدينة على نحو خرافي لا سابقة له، وعملة آخذة في الاهتراء دولياً، و»هوية سلبية» تتغذى على الحرب ضدّ الأمم الضعيفة، وثقافة بلهاء تعيش على التلفزة والإعلام الضحل، والتعليم الفاشل أو التبسيطي في المدارس والجامعات، وجنون الاستهلاك، والصحافة الأسيرة، والحقوق المدنية الضائعة، ومجموعات الضغط التي تسيّر الكونغرس، ووزارة العدل التي تعيد كتابة القوانين الدستورية على هواها… ويستخلص بيرمان: «نحن مجتمع قدره محتوم لأنّ الجمهور ذاته لم يعد ناشطاً أو واعياً، وهو لا يكفّ عن إعادة انتخاب الأناس أنفسهم الذين يتولّون نسف الحرّيات»! أليس تنصيب رجل مثل ترامب ذروة جديدة في ما استبصره بيرمان قبل 17 سنة؟ أليس التعاقب العجيب، رغم تناقضاته الظاهرة، بين بارك أوباما وترامب، هو طراز من استئناف «قدر محتوم»؟ ولكن ماذا عن ديمقراطية الإمبراطورية ذاتها، بين ظهرانيها، بحقّ أبنائها، وفي قلب ركائز «الاستثناء الأمريكي» الشهير، دون سواه؟ قبل زمن ليس بالبعيد كان فيليب جيمس، أحد أبرز مخضرمي التخطيط الستراتيجي الأمريكي، قد أطلق صفة «الكابوس» على التسجيلات الهاتفية التي وافق جورج بوش الابن على إجرائها بحقّ عدد من المواطنين، ممّن ارتابت الإدارة في أنهم على صلة بمنظمة «القاعدة». «هل تنقلب أمريكا إلى الشاكلة التي تخشاها كلّ الخشية»، تساءل جيمس، قبل أنّ يحدّد الشاكلة تلك: «دولة على غرار الأخ الأكبر»؛ في إشارة إلى النظام البوليسي السوفييتي كما تخيّله الروائي البريطاني جورج أورويل في روايته الشهيرة «1984»، حيث «الحكم للأوامر العليا، ولا أحد مستثنى من تنصّت البوليس السرّي، وكلّ شيء مسموح به دفاعاً عن الوطن، بما في ذلك التعذيب»؟ هذا ـ في صياغة أخرى تأخذ بعين الإعتبار أننا نتحدّث عن الولايات المتحدة الأمريكية، صاحبة دستور 1789، وليس عن نظام استبداد وفساد وجمهورية وراثية دكتاتورية ـ انقلاب من استثنائية الحلم إلى… استثنائية الكابوس؛ أو، كما في تعبير جيمس نفسه: «عالم أورويلي، حيث المذكّرات الإدارية المدافعة عن التعذيب تُسطّر في وزارة العدل ذاتها، ويصبح القضاء مهنة فائضة عن الحاجة في الشأن العام»! وهل، في المقابل، ثمة حاجة للكثير من العناء كي يدرك المرء عواقب هذه الدولة الأورويلية على نطاق عالمي، أنّى اتجه المرء ما وراء المحيط؟ ألا تواصل الولايات المتحدة احتلال، وأداء، دور روما الإمبراطورية في العالم القديم؟ أفلا تنتهك القوانين داخل حدودها وضدّ مواطنيها بقدر ما تفعل ضدّ العالم (إنشاء سجون أمريكية غير شرعية في بعض البلدان الأوروبية، ونقل المعتقلين المختطفين في رحلات جوية سرّية عبر مطارات الديمقراطيات الغربية…)؛ لكي لا نتذكّر تلك الحقوق الكونية التي يرى قياصرة أمريكا أنّ من حقّ روما القرن الحادي والعشرين أن تتجاهلها تماماً (إعفاء الصناعة الأمريكية من التزامات بروتوكول كيوتو حول تخفيف غازات الاحتباس الحراري، على سبيل المثال)؟ وبالأمس فقط، في تقرير نشرته «أسوشيتد برس» تعليقاً على تنصيب ترامب، كتب دان بيري وبرادلي كلابر أنّ سوريا قد تكون أبكر ميادين تراجع أمريكا عن مبدأ إشاعة الديمقراطية ومساندة دولة القانون؛ بالنظر إلى ما أثاره ترامب من إمكانية الشراكة مع روسيا فلاديمير بوتين، والتلويح أيضاً باحتمال الاصطفاف مع نظام بشار الأسد في مسألة الكفاح ضدّ الإرهاب والعدو المشترك الذي تمثّله «داعش». ما يتغافل عنه كاتبا التقرير، مع ذلك، هو أنّ ذلك المبدأ كان زائفاً في الأصل، هكذا بدأ وهكذا يظلّ اليوم أيضاً؛ وأنّ ترامب لا يقوم بما هو أكثر من إعادة تدوير سياسة أوباما في سوريا، صراحة هذه المرّة، وليس مواربة! وفي الخلاصة، هذا مشهد أمريكي يرثه اليوم الرئيس الخامس والأربعون، لكي يشارك في متابعة إنتاج أعرافه جمعاء، منطلقاً من قلب هذه الديمقراطية ذاتها التي أتاحت انتخابه على نقيض من مقولاتها التأسيسية تحديداً، وجعلت منه أمثولة الذروة بالقياس إلى سوابق مثل نكسون وريغان وبوش الابن. وإذا جاز القول إنّ شاغل البيت الأبيض الجديد هو ـ بدوره، واستئناساً بروحية تشخيص بيرمان ـ كرتون إمبراطوري، في طبعة أمريكية؛ فذلك لأن ترامب، أوّلاً وثانياً وثالثاً وعاشراً، نتاج أمريكي قلباً وقالباً: خرج من رحم أمريكا، ومن باطنها العميق، ولم يهبط البتة من المريخ! ٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس ترامب الرئيس: كرتون الأباطرة ـ طبعة الرحم الأمريكي صبحي حديدي |
المطالبة برحيل النظام بعد الحكم بمصرية الجزيرتين تتصاعد… والرئيس ينتظر عوناً سماوياً من أجل البقاء Posted: 19 Jan 2017 02:28 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي» : ربما لو أهدر لاعب النادي الأهلي السابق والمنتخب القومي محمد أبو تريكة كل ثروته لما تمكن من أن يجني كل هذا الحب في قلوب المصريين، والذي كشف عنه الحكم القضائي الذي وضعه على قوائم الإرهابيين.. أمس الخميس 19 يناير/كانون الثاني كان يوماً استثنائياً بالنسبة لأبوتريكة، حيث ازدانت مختلف الصحف المصرية بصوره، بما فيها تلك التي تنطق بلسان السلطة وتدين لها بالولاء. لم يكن بوسع الصحف الحكومية منها أو المعارضة للإخوان المسلمين أن تتجاهل أخبار اللاعب، وهي ترى موجات التعاطف معه، كانت تلك الجرائد والفضائيات ستزداد عزلتها لو تجاهلت الموضوع، هذه الصحف التي لا تستمع لصرخات الملايين الذين يتساقطون تحت عجلة الغلاء، والبحث عن الدواء، فيما كتابها لايزالون يعزفون النشيد نفسه الذي يتغنى بالرئيس والحكومة والبرلمان. صحف الأمس عجت بالتقارير التي تتحدث عن قرب خروج المصريين من نفق الحياة المظلم على إثر مشروعات يزعم كتاب السلطة انها ستنتقل بمصر في غضون أعوام قلائل لطليعة الأمم، وهو الأمر الذي يتمناه كل من تنفس هواء «المحروسة» وشرب من نيلها، ذلك النيل المهدد بالجفاف على إثر تزايد المشاريع المائية التي تنفذها إثيوبيا، فيما تبدو الحكومة المصرية في موقع المتفرج. وبالأمس كان الاهتمام كبيراً بقرب التشكيل الوزاري الجديد الذي ينتظره المصريون بعد الفشل الكبير لحكومة شريف إسماعيل في مكافحة الغلاء وإلى التفاصيل: صورة طبق الأصل نشر الكاتب والروائي علاء الأسواني ما وصفه بـ« تقرير مسرب من جهاز أمني» وهو من وحي خياله ويتحدث فيه وفقا لـ«المصريون» عن تسريبات الدكتور محمد البرادعي نائب الرئيس السابق، وما يدور داخل الجهاز الأمني عن أزمة جزيرتي تيران وصنافير أولا: «أهنئ سيادتكم بنجاح عملية تسريبات المكالمات الخاصة بمحمد البرادعي. لقد وردت إلينا تقارير عديدة تؤكد أن صورة البرادعي قد اهتزت عند الرأي العام بفضل التسريبات. ثانيا: حيث أن موجة الغلاء ستستمر بعد قرار القيادة السياسية – الحكيم – بتعويم الجنيه، لدينا تقارير عن حالة غضب تتزايد بين المواطنين، ونقترح حملة إعلامية مكثفة يشترك فيها متخصصون متعاملون مع الجهاز، بهدف توعية المواطنين بأهمية الإصلاح الاقتصادي وبث الطمأنينة فيهم بالحديث عن الرخاء المرتقب بإذن الله. كما نقترح ظهور سيادة الرئيس السيسي إعلاميا في عدة مقابلات مع مواطنين بسطاء. كأن يتناول سيادته مثلا وجبة الإفطار مع أسرة فقيرة، أو يتناول سيادته وجبة الغداء (فول وطعمية) مع العمال في أحد المشروعات العملاقة (سيتم اختيار هؤلاء المواطنين وتدريبهم بواسطة الجهاز) ثالثا: حيث أن القيادة السياسية اتخذت قرارها النهائي بتسليم جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، نقترح استضافة مشهورين من المتعاونين مع الجهاز للتأكيد على سعودية الجزيرتين، تابع: بعد أيام ستحل الذكرى السادسة لأحداث يناير/كانون الثاني ونقترح الحديث في الإعلام بتوسع عن القضية – 250 أمن دولة – التي ستضم كل الأسماء البارزة التي اشتركت في أحداث يناير وتهديدهم بمحاكمتهم بتهم التخابر والخيانة، كما نقترح القبض على مجموعة صغيرة ما بين عشرة وعشرين متهما من بين العناصر الإثارية وإحالتهم لنيابة أمن الدولة بتهم إثارة البلبلة وتكدير السلم الاجتماعي، حتى لا تستغل ذكرى يناير في إحداث الشغب: لوحظ في الفترة الأخيرة تكرر وفاة متهمين أثناء احتجازهم، الأمر الذي استغلته منظمات حقوق الإنسان المتربصة بمصر. نقترح استضافة أطباء في التلفزيون للتأكيد على أن المتوفين جميعا ماتوا لأسباب طبية بحتة (غيبوبة سكر – هبوط مفاجئ في ضغط الدم – ذبحة صدرية)». جنينة خطر على السيسي ويمضي الأسواني في «المصريون» وفقا لخياله الجامح في تقمص شخصية ضبط الأمن، الذي وضع الحيل للمعارضين فيقول لرئيس الجهاز الأمني: «وسط هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد نقترح شغل الرأي العام بقضايا بعيدة عن السياسة وقد أصدرنا تعليمات للسيد « …..» رئيس نادي «….» الرياضي وذلك بافتعال معارك مع شخصيات رياضية يهددهم فيها بكشف فضائحهم. وردت لنا معلومات مؤكدة بأن المدعو هشام جنينة (الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات) أصبح يتمتع بشعبية في أوساط المعارضين للدولة، وأن كثيرين منهم يريدون ترشيحه لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة، نقترح مثلا إذاعة مكالماته الخاصة في التلفزيون، كما حدث مع البرادعي. ولدينا بهذا الصدد تسجيل لمكالمة أجراها المدعو جنينة مع صحافي أمريكي يدعى مايكل نورثون. نقترح إذاعة هذه المكالمة ثم يقدم محام من المتعاونين مع الجهاز بلاغا للنائب العام ضد جنينة بتهمة التخابر مع دولة أجنبية، والإضرار بالأمن القومي. نقترح أيضا التركيز إعلاميا على علاقة المدعو جنينة بتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي (مع التأكيد على كل المعدين والصحافيين بعدم نشر أي صورة لزوجة المدعو جنينة وابنتيه لأنهن غير محجبات). في انتظار تعليمات سيادتكم للتنفيذ. تحياتي واحترامي العقيد (…..) مدير إدارة الإعلام (طبق الأصل). وأوضح الأسواني في نهاية مقاله إن هذا النص مستلهم من وحي الخيال». الحرب العربية الباردة «لم تكن مصادفة أن حمى التغيير في المنطقة، أو ما عرف باسم «الربيع العربي» جاء في الأنظمة الجمهورية، كما يشير سيد علي في «الأهرام» بينما صمدت الأنظمة الملكية، بل قامت بأدوار رئيسية في فوضى الهبات والانتفاضات التي وقعت، وكانت في بعضها هي الممول، وفي بعضها هي المايسترو، كما حدث في ليبيا وسوريا واليمن. ومرة ثالثة لم تكن مصادفة أن يبرز دور مجلس التعاون الخليجي، رغم عدم امتلاكه قوة عسكرية على حساب الجامعة العربية المنظمة الأم. ويشير الكاتب إلى أن هناك حربا عربية ثانية باردة، وفي كل الأحوال أن تكون باردة أفضل من اشتعالها، ذلك إننا نعيش عصر المفاضلة فيه بين السيئ والأسوأ. وفيما يبدو أن العرب لم يستفيدوا مما جرى في الحرب العربية الباردة الأولى في الخمسينيات والستينيات في صراع القوى بين الجمهوريات بزعامة الثوريين القوميين الرومانسيين وبين الحكومات الملكية المحافظة، وشن الطرفان حروبا بالوكالة اتسمت بالحروب الأهلية. صحيح أن تلك الحروب البديلة كانت محدودة، ولكنها أتت أكلها، فقد كانت مصيبة 67 هي الحصاد المباشر، ومعها تشظت القضية الفلسطينية وكان الصراع أيامها صراعا أيديولوجيا بين الثوريين والرجعيين، على حد أدبيات تلك الأيام. تظهر بعض مظاهر الحرب الجديدة في المذهبية والطائفية، كما يمكن رصد ما وقع في ليبيا من تصفية حسابات الدول الخليجية مع القذافي ومشروعة، وكانت الأموال والأسلحة الخليجية تتدفق في مزاد للثأر من القضاء على الجماهيرية وشعبها بقدر كبير من التضليل والتشويش على أبسط الحقائق على الأرض، وبدت حدود المعركة خارج سوريا واليمن وليبيا حيث الصراع بين واشنطن ولندن وباريس مع الصين وروسيا، وبالمثل بدت القوى الإقليمية كإيران وتركيا كفريقين متضادين، كل ذلك مقابل تحييد النظام العربي بالكامل، حتى أن الجامعة العربية بدت مغلوبة على أمرها كشاهد ماشفش حاجة، والكارثة أن تصبح كل من أنقرة وطهران هما من يتحدثان نيابة عن المنطقة وتتحدث روسيا بالنيابة عن سوريا». الضحايا لا ينسون جلاديهم للضمير الإنساني الذي بات مغيبا أرسل فاروق جويدة شهادة للذكرى عبر «الأهرام»: «ربما أنت لا تدري وأنت تدق الأرض طغيانا وجبروتا، أن في الأرض رفات أناس رحلوا كانوا أكثر منك إيمانا وطهرا. ربما لا تدري وأنت تنبش قبورا نام أصحابها في هدوء وصفاء أن دعواتهم وهم أشلاء تنطلق إلى السماء تلعن كل من جاروا عليهم واستباحوا تاريخهم ودورهم في هذه الحياة. إن الحياة ليست أنت وحدك إنها الماضي البعيد بكل ما حمل من الضوء والظلام، فلا تتوقف عند سحابات الظلام وابحث عن نقاط الضوء لأنها الأكثر ثراء وقيمة. نحن في الظلام لا نرى غير الخفافيش وحين ينطلق ضوء الشمس تظهر الأشجار والطيور والأنهار والبهجة. إن عشاق الظلام لا يعيشون كثيرا لأن الحياة تفرح بمن عشق النهار.. إياك ودعوة سجين مظلوم فليس بينه وبين السماء حجاب.. وإياك وسخط الجائع لأن صراخ البطون لا يعرف الرحمة.. وإياك والغاضبين لأن الغضب يلغي العقل، وحين يغيب العقل تهبط أجنحة الظلام. لست وحدك في هذا الكون هناك أشياء صغيرة جدا ربما تسعدك أكثر من أي شيء آخر. في قطة صغيرة قد تتعلم درسا في الرحمة وفي عصفور جريح قد تشاهد أحزان الكون. وكم من القطط ماتت تحت أقدام الطغاة وكم من العصافير احترقت في خرائب البيوت والنفوس والبشر. لا أدري كيف ينام هؤلاء الذين احترفوا الظلم وأفسدوا وجه الحياة». الرئيس حين ينصح «عندما يقول الرئيس السيسي في حديثه لرؤساء تحرير «الأهرام» و«الأخبار» و«الجمهورية»: «أدعو المصريين للسيطرة على الإنجاب للحد من النمو السكاني الذي يشكل عبئا كبيرا، ولو لم تتم السيطرة عليه فلن يشعر الناس بثمار التنمية»، فإن الأمر في اعتقاد مرسي عطاالله في «الأهرام» يتجاوز توصيف الدعوة والمناشدة ويمثل في حقيقته نداء استغاثة بكل ما في الكلمة من معان. ما يقوله الرئيس السيسي يستهدف أن نكون صريحين مع أنفسنا، وأن نعترف بأن كل جهودنا في مجال تنظيم الأسرة على مدى العقود الماضية لم يكن بالدرجة الكافية، بينما ترتفع نبرة الأصوات المطالبة بتطوير اقتصادنا الوطني، وتنمية بيئتنا الاجتماعية دون النظر إلى أننا ما زلنا نستقبل سنويا أكثر من مليون نسمة، يحتاجون إلى مساكن جديدة ومدارس جديدة وخدمات أساسية في الصحة والطرق والمواصلات، فضلا عن فائض العمالة الذي يتراكم عاما بعد عام، وأدى إلى تفاقم مشكلة البطالة. وليس من قبيل جلد النفس والذات أن نعترف بأن الـ65 عاما الماضية تعطي عنوانا صريحا لتقاعسنا وعدم انتباهنا بالدرجة الكافية لمشكلة الزيادة السكانية، ما أدى إلى ارتفاع عدد سكان مصر من قرابة 20 مليون نسمة في مطلع ثورة يوليو/تموز 1952 إلى ما يربو على 90 مليون نسمة اليوم». يكفيه حب الناس استنكر الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، قرار محكمة جنايات القاهرة، الذي تضمن إدراج اسم محمد أبو تريكة، لاعب منتخب مصر، وحسب «مصر العربية»، قال أبو الفتوح في تغريدة عبر حسابه على موقع التدوين المصغر «تويتر»: «أبوتريكة صاحب خلق رفيع وسلوكه على مدار حياته الرياضية يؤكد أن انتماءه لوطنه مصر يتفوق على كثير ممن حكموها، لا تغادر وطنك يا تريكة مهما ظلموك». وردا على سؤال الإعلامي وائل الإبراشي له عما إذا كان موكله سيعود إلى مصر بعد قرار إدراج اسمه على قوائم الإرهابيين، قال محمد عثمان، محامي اللاعب محمد أبو تريكة، إنه لم يناقش هذا الأمر حتى الآن مع موكله. وأوضح عثمان حسب «الشروق» أن «أبو تريكة مرتبط بعمل في الغابون لحين انتهاء بطولة كأس الأمم الأفريقية، وعندما يقترب موعد انتهاءها سيتم تقرير هذا الأمر. وأضاف أن «أبو تريكة إنسان متسق مع نفسه، وعنده ثقة كبيرة في الله» معربا عن أمله في براءة موكله. ومن جانبه طالب الإعلامي عمرو أديب، بالإعلان عن أسباب إصدار محكمة جنايات القاهرة حكمها بإدراج اسم اللاعب الدولي السابق محمد أبوتريكة على قائمة الإرهابيين لمدة 3 سنوات، ضمن أسماء الأشخاص المتحفظ على أموالهم من قبل لجنة حصر وإدارة أموال جماعة جماعة الإخوان المسلمين. وقال أديب، في برنامج «كل يوم»: إن محكمتين قضائيتين أصدرتا أحكاما تسمح لأبو تريكة بالتصرف في أمواله دون أزمة، مضيفا: أبوتريكة عمل إيه؟ لازم نعرف؛ لأنه وارد جدا اسم أي حد فينا يخش في الحكاية دي. مؤكِدا أن أبوتريكة لم يتحدث مسبقا عن انتمائه للجماعة من عدمه. وتابع حديثه قائلا: أنا مش باعترض على الحكم، أكيد القاضي له أسبابه، بس قولولنا ده إرهابي عشان كذا وكذا. كما وجه محمد صلاح، لاعب منتخب مصر ونادي روما الإيطالي، رسالة لمحمد أبو تريكة، لاعب النادي الأهلي سابقا، بعد إدراج اسمه بقوائم الإرهابيين وأعادها صلاح عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قال فيها «ستظل في القلوب يا تريكة، ويكفيك حب الناس لك»، قائلا: كتبتها سابقا، وأعيدها يكفيك حب الناس». إسكت يا عمرو «منذ مساء الأحد الماضي 15 يناير/كانون الثاني ومواقع التواصل الاجتماعي تتداول عبارة غريبة منسوبة إلى السيد عمرو موسى، قال فيها إن الحديث عن الأمة العربية الواحدة «كلام فارغ»، لأننا إزاء عالم عربي فيه المسلمون والمسيحيون والسنة والشيعة والعرب والأكراد والأمازيغ. ووفقا لفهمي هويدي في «الشروق» فإن ما قاله موسى كان مشاركة من جانبه في جلسة لمؤتمر عقد في القاهرة تحت عنوان «الأمن الديمقراطي في زمن التطرف والعنف»، ورغم أنني لم أفهم حكاية «الأمن الديمقراطي»، لأن الممارسات جعلت الكلمتين متعارضتين، إلا أن صدمة الكاتب أكبر في التصريح المنسوب للأمين الأسبق للجامعة العربية، إذ أزعم أن الرجل إذا لم يصوب ما نسب إليه أو يكذبه فإنه يستحق منا عتابا يصل إلى حد الزعل. حتى إذا كان السيد عمرو موسى قصد استهجان ممارسات حزب البعث الذي رفع شعار «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة» فما كان ينبغي له أن يعتبر ذلك «كلاما فارغا». ولست متأكدا أنها زلة لسان، لأنني لم أنس أنه استهجن كلمة «الجهاد» في مؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد في العاصمة السنغالية «داكار» عام 1991، حين كان وزيرا لخارجية مصر، وهو ما أسهم في إسقاط الكلمة من الفقرة المتعلقة بفلسطين، التي اكتفت بالإشارة إلى «تحرير المسجد الأقصى المبارك». وقد انتقدته آنذاك وأخذت عليه الخلط بين الجهاد كقيمة عليا لها مراتبها في الخلفية الإسلامية وبين ابتذال المصطلح على أيدي بعض الجماعات أخيرا. هذه المرة أخطأ السيد عمرو موسى حين استهجن مصطلح الأمة العربية وفضل عليه الأقطار العربية، إذ ليس صحيحا أن الأمة العربية تشمل الأقطار العربية فقط. لأن الثقافة العربية والإسلامية تعتبر كل من نطق بالعربية عربيا. والقول المأثور المتداول في المراجع العربية يقر بأنه: ليست العربية بأب أحدكم أو أمه، وإنما هي اللسان، فمن تكلم العربية فهو عربي، وقد أورده ابن تيمية في كتابه «اقتضاء الصراط المستقيم». رحيله لا مفر منه حكم المحكمة الإدارية العليا ببطلان اتفاقية التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية استنادا إلى عدم تقديم الحكومة ما يثبت أن الجزيرتين سعوديتان يطرح هذا السؤال المصيري: «إذا كانت السلطة التنفيذية بكامل مؤسساتها ومستوياتها قد فشلت في تقديم ما يقنع المحكمة بسعودية الجزيرتين، فعلى أي أساس اقتنعت هذه السلطة بأن الجزيرتين غير مصريتين وقررت منحهما للسعودية؟ إجابة هذا السؤال تقود إلى نتيجة واحدة بحسب أشرف البربري في «الشروق» وهو أن السلطة التنفيذية، إما أنها فشلت في التعامل مع القضية والدفاع عن موقفها، وهو ما يكفي للمطالبة باستقالتها، أو أنها لم يكن لديها من الأساس ما يكفي من المستندات والوثائق التي تؤيد سعودية الجزيرتين بما يحتم ليس فقط رحيلها، وإنما أيضا محاسبتها. فقضية تيران وصنافير ليست مجرد قرار إداري معيب ألغته محكمة القضاء الإداري، وإنما تتعلق بواجب السلطة التنفيذية في الحفاظ على كامل تراب الوطن والدفاع عنه بشتى السبل، وليس التعامل معه بهذا القدر من الاستهانة والتراخي، الذي قاد إلى توقيع اتفاقية تتنازل بموجبها عن جزيرتين تحت السيطرة المصرية لصالح السعودية الشقيقة، دون أن تملك من الحجج ما يكفى لإقناع المحكمة بسلامة موقفها، ليس هذا فقط بل إن احتمالات لجوء السعودية إلى القضاء الدولي سواء كان محكمة العدل الدولية أو مجلس الأمن الدولي، يجعل من استقالة هذه الحكومة أمرا واجبا، لأنها لن تكون مؤهلة لتمثيل المصلحة المصرية أمام أي محكمة دولية في هذه القضية». القدر سيحسم أمره في لقائه بما يسمى «الأسرة المصرية» منتصف أبريل/نيسان الماضي، قال السيسي مدافعا عن موقف نظامه الذي وقع اتفاقية لترسيم الحدود مع السعودية تتنازل مصر بمقتضاها عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة، «أنا خدت الضربة في صدري»، في إشارة إلى أن القرار قراره هو أخذه ومستعد لتحمل عواقبه. ثم عاد السيسي في اللقاء ذاته، كما يشير محمد سعد عبد اللطيف في «البديل» ليشرك معه مؤسسات الدولة في تلك الخطوة قائلا: إسألوا كل الناس.. طب والله سألت كل الناس.. كل مؤسسات الدولة.. يعني وزارة الخارجية بأرشيفها السري على مدى تاريخ وزارة الخارجية، وزارة الدفاع والأرشيف السري لوزارة الدفاع، المخابرات العامة وأرشيفها السري الذي لا يطلّع عليه أحد.. شوفوا الموضوع وردوا هل لديكم شيء؟ لأ.. والحقيقة النسبة الغالبة منهم كانت منصفة، لأن القانون يعني في الأمور دي مبيحتملش حاجة تانية. وأكمل السيسي لومه على المصريين الذين يشككون في نوايا رئيسهم الوطني، الذي استعان بهذه المؤسسات قبل أن يتخذ قراره. وأنهى السيسي حديثه بالجملة الغاضبة الشهيرة: أنا قلت كلام كتير في الموضوع دوّت، خليني أحسمه أو أنهيه أرجو الموضوع دا منتكلمش فيه تاني. أرجو أن إحنا منتكلمش فيه تاني حسب حيثيات حكم «الإدارية العليا» الأخير الذي أبطل اتفاقية ترسيم الحدود وجعلها هي والعدم سواء، فإن نظام الحكم حاول الاعتداء على أحكام الدستور، وعلى وجه يمثل إهدار إرادة الشعب السيسي الذي أقسم على احترام القانون والدستور أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية، وصعد إلى موقعه على أنقاض نظام حكم أهدر أحكام الدستور والإرادة الشعبية، لا طريق أمامه إلا احترام حكم «الإدارية العليا» وإلا فمصير سلفه سيكون محتوما عليه». لابد أن يدفع أحد الثمن نبقى مع القضية نفسها والصحيفة نفسها، إذ يشير أحمد بان في «البديل» إلى أنه يرى: «أننا جميعا أمام لحظة الحقيقة العارية في مواجهة الحكم القضائي النهائي البات بمصرية تيران وصنافير، التي حاجج الحكومة المصرية ورأس النظام نفسه بأنها سعودية، بل قدم بعض رجال الحكم لدفوعات وتبريرات في سياق ذلك، بأن عقد اتفاقية ترسيم الحدود هي من أعمال السيادة، التي يجب ألا تمر عبر البرلمان أو القضاء، في محاولة لتمرير الأمر بعيدا عن إرادة بعض المؤسسات، التي أثبتت رغم مشاكلها أنها لا تخلو من الشرفاء، الذين يبرز بعضهم من آن لآخر في مواقف تقول إنه ما زال في هذا الوطن الذي يبدو كجثة هامدة تتراقص حولها الذئاب عروق تنبض بالحياة، لتصيح وتسمع الجميع أن بإمكان هذا الجسد أن يتعافى ليعكس حقيقة وقدر هذا البلد العظيم، وهو ما يطرح التساؤل حول مفهوم سيادة الشعب الذي يختزله البعض في إرادة الرئيس أو إرادة الحكومة، التي نعرف جميعا أنه ليس لها إرادة أو تدبير بعيدا عما يريده أو يقرره الرئيس. الحكم يضعنا مباشرة أمام الثمن السياسي الذي ينبغي أن يدفعه النظام، حيث حاول البعض كعادة كهنة الإعلام والسياسة في مصر التلبيس على وعي الرأي العام المصري، بالحديث عن مسؤولية الحكومة عما جرى وضرورة أن تدفع ثمنا سياسيا لذلك بأن تتقدم باستقالتها، لأنها لم تكن أمينة على مصالح الشعب ومقدراته، وفي القلب منها أراضيه، خصوصا إذا كنا نتحدث عن بقعة إستراتيجية يعد التفريط في السيادة عليها لونا من ألوان المقامرة بالأمن القومي المصري والعربي وتخليا فاضحا عن قدرات مصر وأقدارها التاريخية. لا أتصور أنه ينبغي أن نخدع أنفسنا بالحديث عن سكرتارية الرئيس، أعني الحكومة التي لا تملك من أمرها شيئا». نحن بخير ننتقل لأحد المتفائلين سليمان جودة في «المصري اليوم»: «أسعدني للغاية أن يقول الرئيس، في حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث، إن له في 2017 أولويات في العمل، وإن التعليم من بين هذه الأولويات، وربما يكون على رأسها. أسعدني هذا جدا، لأن الدول التي قطعت خطوات في حياتها للأمام، فعلت هذا بالضبط، وأدركت منذ بداية الطريق أن كثرة المشكلات على طريقها تقتضى منها أن تضع لنفسها أولويات محددة، تكون هي الأكثر اهتماما، إنفاقا ورعاية، وألا يغيب التعليم عن قائمة أولوياتها، وأن يكون في موقع متقدم بينها، إذا تعذّر أن يكون أولوية أولى لا منافس لها، إنني أعرف أن أولويات الرئيس، منذ بدء توليه الحكم، قبل عامين ونصف العام، كانت تتجه كلها نحو إنقاذ الوطن، مما كان يتهدد كيانه نفسه، فلقد جاء علينا وقت كنا فيه مهددين بألا يكون عندنا وطن من أساسه، غير أن الوعي الفطري لهذا الشعب كان هو الشيء الأهم الذي راهن عليه الرئيس، في مهمته تلك، منذ أول لحظة، وأظن أن وعي المصريين، في هذا الاتجاه، كان عند حسن ظن رأس الدولة. الآن يمكن القول إن البلد يلتقط أنفاسه، وإنه يتماسك، وإنه في حاجة إلى خطوة أخرى تجعل التعليم، كقضية، هو «الأولى بالرعاية» كما يُقال في العلاقات بين الدول التي تريد أن يكون ما بينها، على قدر أعلى من التميز، ومن الخصوصية، ومن الاهتمام، دون سواه». يحفظ بعيدا عن أيدي الفقراء «هذا هو حال الدواء في مصر في هذه الأيام البيضاء، ممنوع منعا لفقراء المرضى، فالأسعار وفق ما يشير محمد صلاح العزب في «اليوم السابع» زادت مرة واثنتين وثلاث مرات، حتى زاد سعره عن ضعف السعر الأصلي للأدوية المحلية، وإلى أسعار فلكية بدون ضوابط للأدوية المستوردة، يعنى معاك فلوس إدفع واشتري الدواء ممعاكش روح موت، ولو لا قدر الله كنت مريضا بأي مرض مزمن، فأنت مرشح لبيع اللي وراك واللي قدامك من أجل العلاج، وربنا يشفي كل مريض، ويجازي اللي كان السبب. أصلا الأدوية غير موجودة، بمعنى أن حضرتك مليونير وواصل وقادر تدفع تمن الدوا مهما كان، مش هتلاقيه، ينطبق هذا الكلام على مئات الأصناف من الأدوية، الغالية والرخيصة، المهمة لعلاج أمراض مثل السرطان، أو التافهة لعلاج الصداع. الحكومة ووزارة الصحة والمسؤولون وافقوا وأقروا وبصموا بالعشرة على رفع أسعار الأدوية ورفعوا شعار: للمريض رب يشفيه، وفعلا مبقاش فيه حل، والحل الوحيد في مصر هو أن حضرتك قبل ما تعيا كده تحدد إنت معاك فلوس قد إيه، وتعيا على قد فلوسك، وعلى قد الدوا اللي تقدر تجيبه، ربنا يكون في عون المرضى فقراء وأغنياء، ويعدي الأيام الصعبة على خير، أقولك، سيبك من الدوا، وقضيها أعشاب». برلمان تحت الطلب ومن معارك أمس الصحافية تلك التي أطلقها أحد نواب البرلمان الذين يرفضون السياسة التي تنتهجا الحكومة، حيث قال الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى المصري للدراسات السياسية والاقتصادية، خلال حواره مع «مصر العربية» الذي سينشر لاحقا، «إن الاقتصاد المصري بحاجة إلى تشريعات جديدة تدعم المستثمرين للخروج من الأزمة الحالية. وأوضح أن تلك التشريعات ستزيل العقبات التي تقف حائلا أمام المستثمرين، كالفساد والروتين والبيروقراطية الطاردة للاستثمار، فضلا عن تسخير مراكز التدريب لصالح المجتمع ومنها العمل على تحفيز المواطنين على العمل والتنمية اللازمة. وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن البرلمان المصري يتجاهل جذب الاستثمارات والعمل ويوجه اهتماماته إلى فرض المزيد من الضرائب والأعباء على المواطن المصري». الرئيس بريء من الغلاء ذهب محمد علي إبراهيم الكاتب في «مصر العربية» لتأدية الصلاة فسمع الخطيب يتساءل: «هل تعتقدون أن الرئيس هو سبب الغلاء.. وصرخ مجيبا كلا والله فهو رجل وطني مخلص يتمنى أن يعيش الشعب في رخاء، لكننا يا إخواتي في امتحان فرضه الله علينا كعقاب على أخطائنا، وفي الوقت ذاته ليختبر صبرنا واحتسابنا وقدرة تحملنا. ولأول مرة ترتفع همهمات في المسجد تعبيرا عن عدم اقتناع المصلين بما يسوقه الخطيب من ذرائع للغلاء والفقر. تزايدت الهمهمات فسارع إلى إقامة الصلاة. بعدها ارتفعت أصوات محتجة في المسجد.. ما أدراك بأعمالنا؟ لعل فينا من هو أفضل منك. وما يدريك أننا عصاة وأن الله يعاقبنا بالغلاء؟ ثم حسم أحد جيراننا بصوت جهوري المسألة قائلا: «مولانا.. متجيش هنا تاني». حاول الرجل التبرير لكن المصلين انصرفوا سريعا. خطباء السلطان أو الملك أو الخديوي أو الرئيس لم يغيروا استراتيجيتهم في مواجهة الغلاء لأنهم لا يعرفون سوى ما حفظوه أو تم تدريسه لهم. لا أحد يدرك أن المصلين ومشاهدي التلفزيون، بل حتى الأميين لم يعد ينطلي عليهم هذا الأسلوب في الدفاع المستمر عن الحاكم وإلصاق المثالب والخطايا بالشعب الزنديق الذي لا يتبع تعاليم الدين ولا يقتدي بالأنبياء والرسل في صبرهم وتحملهم للشدائد. الخلاصة أن الشعب يستحق ما جرى له وأن الحكام أبرياء من كل سوء. الغريب أن موقف الخطباء لا يختلف كثيرا عن مذيعي ومذيعات «التوك شو» الذين يحملوننا وزر الغلاء والفشل والتكاسل والاعتماد على الحكومة في كل شيء، وأننا لو كنا في بلد آخر لدفنونا أحياء. والحقيقة أننا ننفرد عن دول العالم كله بأننا الشعب الوحيد الذي يتم اتهامه من حكومته وإعلامه ووعاظه وكتابه ومذيعيه بأنه عالة على الدولة». محرومون من جنة الرئيس «لماذا اعتاد الرئيس أن يخص الصحف القومية الثلاث بحواراته التي يتلهف الشعب على سماعها؟ لا يعرف صبري غنيم في «المصري اليوم» سببا لهذا مع أن إحساسه أن مثل هذا الاتجاه لا يعطي انطباعا بأن الرئيس لا يعترف بوجود صحف متفوقة اسمها الصحف المستقلة.. لقد آلمني أن يختزل السيد الرئيس صحافة مصر في الصحف القومية الثلاث، مع أن الصحف المستقلة تتربع على عرش صاحبة الجلالة ولها قراء يفوق عددهم عدد قراء الصحف القومية، وعندنا مثال على هذا.. صحيفة «المصرى اليوم» التي أتشرف بالكتابة فيها منذ تأسيسها، وهي تتبوأ الصدارة بين الإصدارات اليومية. قد يكون سبب تفوقها أنها رفعت سقف الرأي بعدد من الكتاب من ذوي المكانة الفكرية.. قضاياهم أصبحت تشكل مواقف عدائية ضد الفساد والتطرّف فاشتهرت «المصري اليوم» بالنقد البناء والمصداقية، فسحبت البساط الأحمر من تحت أعتاب الصحف القومية. وأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي يعرف مواقفها الوطنية، وكما فهمت من المتحدث الرسمي للرئاسة السفير علاء يوسف أن السيد الرئيس يتابع يوميا القضايا الجماهيرية التي تتبناها «المصري اليوم». هذا الكلام كان بمناسبة مقال نشرته في «المصري اليوم» تحت عنوان «السيسي والعسل المر» ولأول مرة أكون صادقا مع نفسي، وأنا أقول إن هذا الرجل خسارة فينا نحن المصريين.. فهو يمد لنا يده ونحن نتسكع على المقاهى ندخن الشيشة.. لذلك توقعت بعدها أن تدرج الصحيفة مع الصحف القومية الثلاث، يوم يحتاج الرئيس أن يفتح قلبه للصحافة، وأنا على يقين أن وحدة جهاز الرأي في مؤسسة الرئاسة تعلم جيدا أن تأثير الصحف المستقلة على القارئ أكثر من تأثير أي واحدة من الصحف الثلاث». المطالبة برحيل النظام بعد الحكم بمصرية الجزيرتين تتصاعد… والرئيس ينتظر عوناً سماوياً من أجل البقاء حسام عبد البصير |
الأردن: حوارات ملكية مع من يشعرون بـ«الإقصاء» و«المختلف معهم» تقابلها «خشونة غامضة» ضد المتهمين بـ«تقويض الحكم» ودعاة «حماية النظام من نفسه» Posted: 19 Jan 2017 02:28 PM PST عمان ـ «القدس العربي»: لا يمكن إغفال الجانب «الخشن» إجرائياً في مسألة اعتقال نحو 19 ناشطاً أردنياً واتهام ثمانية منهم بالسعي لـ«تقويض نظام الحكم» في الوقت الذي يمارس فيه القصر الملكي المزيد من الانفتاح والشرح وعلى كل الجبهات داخلياً. المفارقة بدت مترصدة ما لم تكن السلطات تحتفظ بأسرار جوهرية تستدعي توجيه هذه التهمة الثقيلة لشخصية مثل وصفي الرواشدة البرلماني السابق وأحد أبرز اصحاب الرأي الفني في قضايا داخلية كثيرة فالرجل وجه رسالة علنية للملك عبدالله الثاني شخصياً تناشده التدخل. لا توجد أدلة من أي نوع على أن القصر الملكي تزعجه فعلاً دعوات الحوار والتساؤل فقد صدرت عن الملك شخصياً وطوال الوقت دعوات مباشرة للأردنيين لقول رأيهم في مسار الأحداث والأوراق النقاشية الملكية طرحت بقوة وسط الناس وطولبوا برأيهم. الرواشدة تحديداً كان يقول أمام «القدس العربي» إنه يعمل ضمن المحددات التي ترسمها الأوراق الملكية مشيراً إلى أن بعض قوى الشد العكسي هي التي تعرقل الإصلاح. وفي المقابل توجد أدلة تنفيذية يومياً تظهر ضيق صدر بعض المسؤولين قياساً بسعة الصدر التي يظهرها القصر الملكي. رئيس الوزراء هاني الملقي نفى وجود «أصحاب رأي» بين الموقوفين وبعض النواب السابقين بدأوا اتصالات مع وزراء في الحكومة لتأمين الإفراج عن زميلهم السابق بصفته صاحب رأي لا يستوجب الاعتقال ولا يمكنه ان يكون في صف أي جهة تقوض النظام. رسالة تهمة «تقويض الحكم» تبدو موجهة لما هو ابعد من الموقوفين الثمانية فيما عرف بقضية اجتماع «الإصلاح أو الموت». ثمة في الأفق جبهات تبدو مرشحة لأن تستقبل الرسالة نفسها عشية وضع اقتصادي في غاية الحساسية ومناخ حرب في المنطقة وفقاً للخطاب الملكي نفسه. في مثل هذه الظروف الحساسة اعتاد الأردنيون على«مرونة» من النظام وليس العكس. جبهة الناشطين من تيار المتقاعدين العسكريين تحديداً تبدو هي المستهدفة، الأمر الذي يفسر سجن واتهام الناطق باسمهم اللواء المتقاعد محمد العتوم ونخبة من رفاقه في تيار اصدر العديد من البيانات التي وصف بعضها بأنها تحريضية لكنها تبقى مجرد بيانات في كل الأحوال. الجنرال العتوم لديه مركز دراسات خاص وبقي معتدلاً في خطابه قياساُ بآخرين وقد تقابلت معه «القدس العربي» مباشرة في حوارات عدة وبصورة يمكن معها بناء عشرات الاستنتاجات التي قد لا تحتوي السعي الحقيقي لتقويض نظام الحكم وهو ما سيحسمه بكل الأحوال القضاء العادل كما أعلن الرئيس الملقي. حتى المعتقل الثالث الدكتور حسام العبداللات والذي تواصل بدوره مرات عدة مع «القدس العربي» مشيراً إلى أنه في طريقة لتوقيع مذكرة شعبية بمليون توقيع ضد الفساد والفاسدين لا يمكن حساب معادلته خارج صف المعسكر البيروقراطي الغاضب لأسباب عدة والذي تحرك رموزه عقدة الاستهداف والإقصاء. القانون وسط سعة الصدر المألوفة للنظام والحكم في الأردن كفيل بمعالجة أي مخالفات يمكن ان تصدر عن العبداللات ورفاقه لكن التحويل لمحكمة أمن الدولة وتهمة التقويض برأي قريبه المحامي موسى عبداللات تبدو سياسية وليست قانونية. تحليل التفاصيل يحسم الاستنتاجات، الرسالة ليست لمجموعة الإصلاح او الموت فقط بل أيضاً لمجموعات أخرى قد يكون من بينها الثنائي ليث الشبيلات وأمجد المجالي الذي ينشط على جبهة موازية لإعلان وثيقة تطالب بالتراجع عن التعديلات الدستورية تحت شعار «حماية الدولة من نفسها» بما ينطوي عليه من مزاودات مفهومة. شخصيات وزارية سابقة عديدة تلقت إشعارات من الشبيلات للمطالبة بالمشاركة من بينها جمال الصرايرة وبعض الذين تجنبوا التفاعل هددوا بوضع أسمائهم في قائمة سوداء على أساس التخاذل في حماية الوطن. وجود موقوف من مجلس شورى جبهة العمل الإسلامي يعني أن السلطات تراسل ايضاً قيادة الجبهة وتقول ضمنياً بأن الرقابة لا زالت متواصلة في حال بروز اي محاولة لاستغلال الظرف الإقليمي او الداخلي. لافت جداً ان مركز القرار ومن باب التحليل يحقن المزاج النخبوي الناشط في المعارضة الناشئة بجرعات الخشونة المشار إليها خلافاً لاتجاهات الشفافية التي تصدر عن مرجعية القصر الملكي حيث تحدث الملك عبدالله الثاني شخصياً بصراحة في مناسبتين على الأقل مؤخراً عن الوضع الداخلي والإقليمي مرة عندما قابل وجهاء محافظة عجلون والأخرى عندما التقى خليطًا من السياسيين ورجال الدولة أمس الأول يمثل كل الاتجاهات. ثلاث أفكار قيمة ركز عليها الملك في المرتين: الوضع الاقتصادي حساس ويتطلب وحدة الجميع، الأمن صلب وممسوك في الداخل وعلى الحدود ومواجهة الفساد مستمرة وثالثاً المنطقة في مناخ حرب وعلينا الانتباه. بدا لافتاً ان الملك يتقصد الانفتاح على قيمة مشاركة الجميع في المرحلة الحساسة وعدم وجود «تصنيفات» في المطبخ المركزي ضد اي سياسي او رجل دولة مهما كان العتب أو الخلاف معه كبيراً وعلى قاعدة ان القصر للجميع ولا يؤمن بالإقصاء، الأمر الذي يفسر خلفية وجود شخصيات محددة في اللقاء التحاوري الثاني مثل عبد الرؤوف الروابده وعبد الكريم الكباريتي وبصورة اقل علي ابو الراغب وعبد الإله الخطيب. كما يفسر حضور منظر الاعتدال الأبرز في الاخوان المسلمين عبد اللطيف عربيات وتيار اليسار ممثلاً بعبله ابو علبة وبسام حدادين وكذلك وجود رموز التيار المحافظ مثل نايف القاضي ومن تعرضوا للظلم والاستهداف مثل سعد هايل السرور. الجرعة الملكية هنا كانت حريصة جدًا على لغة المصالحة والتوحد حتى تشعر كل المعسكرات السياسية انها قريبة من المرجع لكن الغريب فعلاً وجداً ان مساحة التصالح ولسبب غامض تختص به الحكومة والسلطات لا تشمل حتى الآن المتهمين والموقوفين بتهمة التقويض. الأردن: حوارات ملكية مع من يشعرون بـ«الإقصاء» و«المختلف معهم» تقابلها «خشونة غامضة» ضد المتهمين بـ«تقويض الحكم» ودعاة «حماية النظام من نفسه» بسام البدارين |
«تدخّل» السفير الفرنسي في شؤون الحياة العامة يثير قلق التونسيين Posted: 19 Jan 2017 02:27 PM PST تونس – «القدس العربي»: تشكّل النشاطات المكثفة، و»غير المنطقية» أحياناً، للسفير الفرنسي في تونس أوليفيي بوافر دارفور جدلاً كبيراً في البلاد، فثمة من يشيد بـ»تواضع» السفير الحاضر دوماً في مختلف أوجه الحياة التونسية، وآخرون ينتقدون «خروجه» عن القواعد الدبلوماسية وتدخله في الشؤون العامة للبلاد. وتتناقل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صوراً عدة لبوافر دارفور وهو «يصول ويجول» في الولايات التونسية، فتارة يكرّم مدير مهرجان «قرطاج» وتارة يشارك في استقبال جثامين التونسيين ضحايا هجوم اسطنبول في مطار «قرطاج»، ومن ثم يقوم بزيارة أحد عناصر الأمن للاطمئنان على صحته، ولاحقاً يتجول بمفرده في أحد الأسواق الشعبية، ويقوم لاحقاً بتحقيق «أمنية» شاب هدد بالانتحار إذا لم يشاهد عرضاً لإحدى الفرق الموسيقية الفرنسية. ويقول الناشط الحقوقي مصطفى عبد الكبير لـ«القدس العربي»: «ما نعرفه أن السفراء متخصصون عادة بالأمور الدبلوماسية وبمتابعة أحوال الجالية الفرنسية، ولكن ليس هناك جاليات فرنسية في مدن مثل تطاوين والمتلوي وغيرهما أو في المنشآت الحيوية، وأعتقد أن على السفير الفرنسي الالتزام بقواعد الدبلوماسية وخاصة أن نشاطه المكثف من شمال البلاد إلى جنوبها يبدو غير منطقي». وكتب الناشط اسكندر الرقيق على صفحته في موقع «فيسبوك»: «سفير فرنسا يزور ولاية صفاقس وولاية قفصة وينفي نيّة وزير التربية تعويض الفرنسية كلغة ثانية في تونس باللغة الانكليزية، ويلتقي كاتب الدولة لأملاك الدولة والشؤون العقارية ويطلب رسميا توفير عقّارات تابعة للدّولة التونسيّة لتركيز معاهد للّغة الفرنسيّة والتّنشيط الثّقافي». وأضاف «سفير فرنسا اتضح أنه أكثر نشاطاً من رئيس تونس ورئيس حكومة تونس! ووزير الداخلية الخاص بتونس. رجاء أخبرونا هل نعيش حالياً في فرنسا أم تونس؟». وتناقلت عدد من وسائل الإعلام مؤخراً صورة لبوافر دارفور وهو يشتري البرتقال من إحدى الباعة العشوائيين، وكتب أحد مستخدمي «فيسبوك»: « يبدو أن السفير الفرنسي قد دخل في سياسة تقشف وقام باقتناء المادلينة (نوع من البرتقال) من عند أحد التجار المتجولين»، فيما اعتبر آخر أنه يشجع على التجارة العشوائية والاقتصاد الموازي الذي يساهم بأكثر من نصف الناتج المحلي في البلاد. وكان بوافر دارفور انتقد قبل أيام تصريحات لرئيس الوزراء الفرنسي السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية مانويل فالس والتي اعتبر فيها أن السلطات التونسية تفرض الحجاب على المرأة كنظيرتها الإيرانية، مشيراً إلى أن موقفه لا يمثل الحكومة الفرنسية. وأضاف في تصريحات صحافية «تشبيه المرأة التونسية بالإيرانية غير صائب، فالمرأة التونسية حرة في اختيار ملابسها ولم يتم فرض الحجاب عليها وهي موجودة في كل القطاعات في البلاد». ويرى البعض أن السفير الفرنسي يحاول عبر سياسته الجديدة «تصحيح» الخطأ الدبلوماسي الذي استهل به مهمته الدبلوماسية الجديدة، حيث أكد أن مهمته الرئيسية تتمثل في حماية الجالية الفرنسية المقيمة في تونس، وتوفير الأمن لـ30 ألف فرنسي على أرض تونس (من بينهم 15 ألف تلميذ)، مشيراً إلى أن «الجالية الفرنسية في تونس عُرضة للاستهداف في بلد مثل تونس عُرف بتصدير الإرهاب (…) وسنعمل على مراقبة ورصد الخلايا النائمة والعائدين من بؤر التوتر»، وهو ما أثار استنكاراً واسعاً في تونس، قبل أن تسارع السفارة لـ»تصويب» تصريحاته. ويُعتبر بوافر دارفور من المثقفين البارزين في بلاده، وشغل هو مناصب عدة سابقة، من بينها رئيس المتحف الوطني الفرنسي للبحرية لمدة أربع سنوات، وتم تعيينه في العاشر من أيلول/سبتمبر الماضي خلفاً للسفير الفرنسي السابق فرانسوا غويات. «تدخّل» السفير الفرنسي في شؤون الحياة العامة يثير قلق التونسيين بعد تكريمه للمثقفين وتجوله في الأسواق الشعبية وحديثه في شؤون خارج اختصاصه |
نائبة في الكونغرس الأمريكي تزور سوريا بشكل سري وتجتمع بالأسد Posted: 19 Jan 2017 02:27 PM PST واشنطن ـ «القدس العربي»: قامت عضو الكونغرس الأمريكي والنائبة عن الحزب الديمقراطي، تولسي غابارد، سراً بزيارة العاصمة دمشق، استمرت لأيام، وفق ما نشرت مجلة «فورن بوليسي». وأكدت مصادر دبلوماسية لـ«القدس العربي» أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعث عضو الكونغرس الديمقراطية غابارد عن ولاية هاواي الى سوريا للاجتماع مع بشار الاسد لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا. وغابارد خدمت في الجيش الأمريكي في العراق قبل ان تترشح للكونغرس. وكانت دائماً ضد سياسة الرئيس اوباما التي تطالب برحيل الأسد لأنها تعتقد ان سوريا ستكون مستقرة تحت حكم الأسد. واجتمعت غابارد مع ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وقيل آنذاك انها قد تعين في منصب دبلوماسي. وكانت قد قدمت هذا الشهر مشروع قرار في الكونغرس لوقف تسليح الإرهابيين الذين يحاولون الإطاحة بالأسد ومنهم كما تقول «جبهة احرار الشام» و»فتح الشام» و»القاعدة». وطالبت غابارد بان توقف الادارة الأمريكية العمل على دعم الجماعات التي هدفها الاطاحة بالأسد والتركيز على ازالة تنظيم «الدولة» و»القاعدة» في سوريا. وكانت غابارد قد صرحت للسي إن إن «يجب الا يطاح بنظام الاسد لأنه اذا ازيح فإن تنظيم الدولة والقاعدة سيسيطران على الحكم في سوريا». وردًا على سؤال المجلة فيما إذا كانت التقت رئيس النظام السوري بشار الأسد، رفضت غابارد الرد على الأمر «لأسباب لوجيستية وأمنية». المتحدثة باسم غابارد قالت في حديثها إلى المجلة إن «النائبة ملتزمة بالسلام منذ فترة طويلة». ويأتي حديث المجلة متطابقًا مع ما ذكرته صحيفة «الوطن»، المقربة من النظام السوري، أن وفدًا من الولايات المتحدة زار مدينة حلب، «في ظل إجراءات أمنية مشددة وبعيدًا عن الإعلاميين». وتضمن الوفد كلًا من غابارد، والعضو الديمقراطي السابق في الكونغرس الأمريكي، دينيس كوسينيتش وآخرين، وفق الصحيفة. من جهة أخرى ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلين من «جبهة فتح الشام» التي كانت تعرف في السابق باسم «جبهة النصرة» وكانت مرتبطة بـ«القاعدة» هاجموا نقاط تفتيش ومواقع لجماعة «أحرار الشام» الإسلامية المعارضة في محافظة إدلب السورية امس الخميس. ولم يرد مسؤولون من الجماعتين على الفور على رسائل طلباً للتعليق. وأضاف المرصد الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا أن الجماعتين المسلحتين اشتبكتا في ريف إدلب الغربي وأن فتح الشام سيطرت على معبر حدودي مع تركيا. نائبة في الكونغرس الأمريكي تزور سوريا بشكل سري وتجتمع بالأسد تمام البرازي |
نيكي هالي : ترامب لم يعد يدعم فكرة تسجيل المسلمين Posted: 19 Jan 2017 02:27 PM PST واشنطن ـ «القدس العربي»: أكدت نيكي هالي، مرشحة إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لمنصب سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، بأنها تعارض فكرة تسجيل المسلمين الأمريكيين وقالت اثناء جلسة في مجلس الشيوخ لتأكيد ترشيحها بأن ترامب لم يعد يدعم هذه البرنامج الذى ظهر كفكرة في وقت مبكر من حملته الانتخابية. واوضحت أنها شخصيا إلى جانب ادارة ترامب لا تعتقد بأن يكون هناك تسجيل لبيانات الافراد على أساس الدين ولكنها اشارت إلى ضرورة معرفة الدول التى تشكل تهديدا والافراد الذين يجب مراقبتهم اضافة إلى توخى الحذر. وشدد السناتور بن كاردين، وهو ديمقراطي بارز في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، اثناء استجوابه هالي على معرفة رأيها بشأن إذا كان هناك أى مبررات في الماضي للقيام بتسجيل المسلمين في البلاد، فقالت على الفور بأنه لا يوجد أى سبب يبرر ولادة هذا البرنامج من الاصل. وكان ترامب قد قال خلال خريف عام 2015 بأنه سيطلب من المسلمين في الولايات المتحدة بشكل قطعي تسجيل اسمائهم في قاعدة البيانات كما دعا إلى حظر مؤقت على المسلمين من دخول الولايات المتحدة من دول أخرى، وبعد ردود فعل عنيفة، قال بأنه يريد فقط حظر الهجرة من الدول التى لاها علاقة بالإرهاب. ويتناقض هذا الموقف الواضح من هالي بشأن تسجيل المسلمين من الموقف المتردد الذى اتخذه مرشح ترامب لمنتصب وزير الخارجية ريكس تيليرسون حيث قال اثناء جلسة لتأكيد ترشيحه بأنه في حاجة إلى المزيد من المعلومات قبل اتخاذ قرار حول دعم او رفض برنامج التسجيل ولكنه رفض تماما فكرة حظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. نيكي هالي : ترامب لم يعد يدعم فكرة تسجيل المسلمين رائد صالحة |
ناشط إعلامي سوري يقتل خلال طلب أهله يد الفتاة التي أحبها Posted: 19 Jan 2017 02:26 PM PST درعا ـ «القدس العربي»: قتل في اليوم الذي أرسل أهله لطلب يد الفتاة التي أحب، وأتى في اليوم نفسه نبأ مقتله الى ذويه وهم يستمعون الى أهل الفتاة الذين أبدوا إعجابهم به والمدح بأخلاقه. عمار الكامل، ناشط إعلامي من بلدة غصم في ريف درعا الشرقي، قتل اثناء ذهابه لتوثيق انتهاكات النظام للهدنه على جبهة خربة غزالة، وذلك بعد استهداف السيارة التي تقله برفقة عناصر من «الجيش الحر» بصواريخ موجهة من قبل الكتيبة المهجورة في بلدة النعيمة، في منتصف الشهر الجاري. وكان الكامل يحضر للزواج بعد أن بلغ من العمر 25 عاماً، فقام بشراء أثاث غرفة نوم، إضافة لمستلزمات البناء من رمل وبحص وإسمنت، لبناء حمام ومطبخ صغير وما إلى ذلك. والد عمار قال في حديث خاص لـ «القدس العربي» وعيناه تفيضان بالدموع «لن أنسى ما حييت أكثر اللحظات ألماً وحزناً في حياتي، فقبل مغادرته، أرسلنا لطلب الفتاة التي أعجبته، وحين كنا ننتظر جواب أهلها، جاء خبر (مقتله)، انتهى بعمار الزمن وتوقفت لحظاته، وفي بيت فتاته التي كان يستعد لخطبتها، توقف الكلام، فقد كان العريس قد زف الى مكان آخر نأمل أن يكون الجنة بإذن الله». شارك عمار في أولى المظاهرات في درعا، حينها كان قال لـ «القدس العربي»: انها فرصة تاريخية لنعيد تصحيح الأمور أراد للوطن ان يعود وطنه بعد ان سرق منه لتصادره حفنة من الساسة والمرتزقة، يحدوه في ذلك تفاؤل كبير بإمكانية التغيير والعودة الى مسار الوطن الصحيح. استمر في نشاطه وحراكه مدة طويلة، ورغم استخدام السلاح من قبل النظام، رفض الكامل في البداية تحول الحراك الى ثورة مسلحة، أرادها سلمية حتى تحقق أهدافها ـ قال في حديث سابق مع «القدس العربي»، «ربما في النهاية سنضطر لحمل السلاح كي ندافع عن أنفسنا». ووجد عمار الذي بدا كمقاتل ثم انتقل للإعلام، ان كلمته وصوته قد يكون لهما أثر أكبر ربما من رصاص بندقيته، فآثر التوجه للنشاط الإعلامي، ووثق العديد من ممارسات النظام، وعمل مراسل لـ»تجمع احرار حوران»، ولقناة «الجسر» الفضائية، كما شارك في تنظيم عرض «مهرجان سوريا لأفلام الموبايل» على مدرج مدينة بصرى الشام، وتبرع الكامل مع فريق عمل المهرجان آنذاك بالقماش الأبيض الذي تم عرض الأفلام عليه، لوضعه أكفاناً على أجساد من سقطوا بنيران قوات النظام. أبو مازن احد أصدقاء عمار قال في حديث خاص لـ»القدس العربي»: «لقد شارك عمار في الثورة منذ بدايتها فلم تغب عنه أي مظاهرة في ريف درعا والمدينة، كما كان اول من حمل السلاح ورافق المنشقين وشكلوا أولى الكتائب في الجيش السوري الحر، كتيبة خيالة الزيدي آنذاك، وخاض معارك تحرير عدة أهمها معركة تحرير كتيبة السهوة والسرايا الحدودية، وتحرير الشيخ مسكين، الى أن انتقل للمجال الإعلامي في نهاية مسيرته التي ابدع فيها، واستطاع في فترة وجيزة ترك بصمة في النشاط الإعلامي في درعا، من حيث الجرأة والوصول لأكثر المناطق خطورة دون أي ملل ونقل الصورة كما هي ما جعله في بعض الأحيان هدفاً ليس للنظام وحده إنما للعديد ممن نقدهم أيضاً». وتعرض عمار خلال مسيرته، للاعتقال من جهاز الامن العسكري، في أواخر العام 2012 في درعا، ليغيب بذلك امامه أي حلم لإكمال تعليمه الذي كان من المفترض ان يستكمل، خلال تسجليه في جامعة اللاذقية بفرع الأدب الإنكليزي، إلا انه آثر الانضمام للثورة. ناشط إعلامي سوري يقتل خلال طلب أهله يد الفتاة التي أحبها مهند الحوراني |
سجون سرية تديرها ميليشيات وتضم هاربين من الأنبار Posted: 19 Jan 2017 02:26 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: كشف برلماني عراقي عن وجود سجون سرية تديرها فصائل مسلحة وتضم نازحين هاربين من الانبار، داعياً رئيس الحكومة إلى التحقيق بالمسألة. وقال النائب (السني) كامل الغريري، في مؤتمر صحافي في مبنى البرلمان، إنه «يمتلك معلومات مؤكدة عن وجود سجون سرية يحتجز فيها مواطنون عراقيون من دون مذكرات توقيف من القضاء». واشار إلى أن «المئات من الاعتقالات العشوائية قامت بها قوات شبه حكومية في منطقة الرزازة القريبة من مدينة كربلاء والمحاذية للرمادي»، مرجحاً أن «السجون السرية تديرها فصائل مسلحة بالتنسيق مع ضباط حكوميين متواطئين». وبين أن «الجهات الأمنية لم تكشف حتى الآن عن الجهات التي قامت باعتقال آلاف المواطنين من أبناء الرمادي والفلوجة أثناء تحرير المدينتين من تنظيم الدولة، لكن مسؤولين في الحشد الشعبي أقروا بوجود مختطفين من أهالي الصقلاوية والفلوجة اختفوا عند نقطة تفتيش قريبة من الرزازة». واستبعد الغريري أن «يكون المختطفون، قد تمت تصفيتهم جميعاً»، مرجحا أنهم «مازالوا محتجزين في سجون ربما تديرها أجهزة أمنية خاصة أو ميليشيات خارج سيطرة الحكومة». ودعا البرلماني العراقي، رئيس الحكومة حيدر العبادي إلى «فتح تحقيق جدي لمعرفة حقيقة تلك السجون ومواقعها التي ربما لا يعلم شيء عنها رغم كونه القائد العام للقوات المسلحة». وسبق لاتحاد القوى الوطنية (السنية) وعدد من النواب، أن أصدروا بيانات وأطلقوا تصريحات، كشفوا فيها عن اختفاء أكثر من 2500 نازح من الأنبار والفلوجة عند نقطة تفتيش تسيطر عليها إحدى الميليشيات. ردا على بيان اتحاد القوى، نفى الحشد الشعبي، قيام فصائله باعتقال نازحين من مناطق النزاعات، مدعياً بأن «هناك تدقيقا بأسماء المتورطين مع داعش تقوم بها مفارز التفتيش ومن يرد اسمه ضمن المطلوبين يتم التحقيق معه». وفي السياق، ذكر العديد من النازحين في مخيمات بغداد لـ«القدس العربي» بأن المئات من ابنائهم وأقاربهم الهاربين من بطش تنظيم «الدولة» في الانبار، قد تم اعتقالهم لدى توجههم نحو العاصمة، من قبل نقاط سيطرة تابعة لميليشيات معروفة عند المعابر الأمنية حول الانبار، وهي تحتفظ بهم في سجون غير رسمية حتى الآن ويتعرضون إلى التعذيب والابتزاز». واكد بعض النازحين أنهم علموا بأن ابناءهم معتقلون لدى بعض الميليشيات ومنها «حزب الله والعصائب»، وأن بعض نواب محافظة الأنبار حاولوا التدخل لدى السلطات الأمنية والحكومية لاطلاق سراحهم، ولكنهم فشلوا في محاولاتهم لأن القوات الحكومية لا تمتلك سلطة على تلك الميليشيات ولا تستطيع اجبارها على إطلاق سراح المعتقلين لديها، رغم ان المعتقلين ليسوا من المطلوبين للقضاء أو للأجهزة الأمنية الرسمية. ودأبت منظمات حقوقية دولية معنية بحقوق الإنسان مثل «العفو الدولية» و«هيومان رايتس وتش»، مؤخراً، على توجيه الاتهامات إلى فصائل مسلحة تتستر بغطاء «الحشد الشعبي»، بالقيام بعمليات اعتقالات على خلفيات طائفية لمواطنين أبرياء هاربين من مناطق المعارك في الأنبار والموصل، محملة الحكومة العراقية مسؤولية السيطرة على تصرفات بعض الفصائل المسلحة المنفلتة. كما سبق أن دعت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، العراق، إلى إغلاق «مراكز اعتقال سرية» حيث يتعرض معتقلون مشتبه بهم بينهم قصّر «لتعذيب شديد». واكدت اللجنة أن المعتقلين «يحتجزون بمعزل عن العالم الخارجي في مراكز اعتقال سرية لفترات طويلة يتعرضون خلالها لتعذيب مبرح من أجل انتزاع اعترافات»، داعية الحكومة إلى «التأكد من عدم احتجاز أحد في أي مراكز اعتقال سرية لأن هذه المنشآت هي في حد ذاتها انتهاك لمعاهدة مناهضة التعذيب ويجب إغلاقها». سجون سرية تديرها ميليشيات وتضم هاربين من الأنبار |
دعوات لتشكيل لجنة تحقيق رسمية في جريمة أم الحيران وتشكيك في رواية الشرطة الإسرائيلية Posted: 19 Jan 2017 02:25 PM PST الناصرة – «القدس العربي»: عم الإضراب الشامل أراضي 48 أمس احتجاجا على جرائم إسرائيل في أم الحيران في النقب. ويستعد فلسطينيو الداخل لتنظيم مظاهرة جماهيرية واسعة غدا في بلدة عرعرة وسط دعوات متصاعدة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية بقتل أحد أصحاب البيوت وأحد أفراد الشرطة، فيما يزداد عدد الجهات اليهودية التي تشكك بالرواية الرسمية. وانضم أمس النائب أحمد الطيبي لزميله رئيس المشتركة أيمن عودة بدعوته لتشكيل لجنة تحقيق رسمية بالهجوم العدواني للشرطة على أهالي أم الحيران وعلى النواب العرب وإصابة بعضهم بعد استشهاد المربي يعقوب أبو القيعان أحد أصحاب البيوت المهدومة ومقتل شرطي وإصابة زميله. ونشرت في مواقع التواصل الاجتماعي أمس صورة للشهيد أبو القيعان وهو داخل مدرسته وسط درس تربية يقف أمام طلابه ومن خلفه لوح ممزق كتب عليه : رسائل للطالب. عليك أن تؤمن بقدراتك. اعلم أن الحزم أساس النجاح فلا تلم المعلم». وتتواصل المظاهرات في المدن والبلدات الفلسطينية في الداخل ضد جرائم الهدم الإسرائيلية وسط دعوات بعض الأوساط لتصعيد رد الفعل وكسر قواعد اللعبة بما في ذلك تدويل القضية. وبخلاف رواية الشرطة نقلت القناة الإسرائيلية العاشرة عن جهات في المخابرات العامة «الشاباك» قولها إن ما جرى لم يكن عملية «إرهابية» نافية انتساب أبو القيعان لـ «داعش». رغم المساعي الدعائية الكبيرة التي بذلتها الشرطة الإسرائيلية شككت جهات إعلامية بروايتها حول استشهاد يعقوب أبو القيعان ومقتل أحد عناصرها خلال هدم أم الحيران في النقب، وخسرت صحافية إسرائيلية عملها لتفهمها رد فعل أصحاب البيوت الفلسطينيين. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد نشرت شريط فيديو تم تصويره من الجو للتأكيد على أن أبو القيعان اندفع بسرعة نحو أفرادها الذين نهروه طالبين منه التوقف وأطلقوا الرصاص بالهواء قبل قتله لكنه تمكن من دهس بعضهم، غير أن الشريط عاد كيدا مرتدا عليها فهو يظهر أن سيارة الجيب كانت تسير ببطء حينما أطلقت النيران عليه وعندها فقط اندفع بسرعة، هذا دفع معلقين إسرائيليين للتشكيك برواية الشرطة وترجيح رواية الأهالي بأنه فقد السيطرة على المركبة بعد إطلاق الرصاص عليه مما تسبب بحادثة الدهس وقتل شرطي وإصابة آخر. وفي افتتاحيتها «مأساة في النقب» انتقدت صحيفة «هآرتس» استعجال الشرطة في إعلانها الحادثة عملية إرهابية على خلفية قومية وربط منفذها بـ «داعش»، داعية للتريث حتى يتم التحقيق. كما انتقدت الصحيفة التعامل العدواني لإسرائيل مع بدو النقب ومجمل فلسطينيي الداخل. وحمل الكاتب الصحافي غدعون ليفي على السياسات الإسرائيلية، وقال في مقال نشرته «هآرتس» أمس إنه قد تم استباحة دم الفلسطينيين في إسرائيل لأن تراه رخيصا كما ترى دماء أشقائهم في الطرف الثاني من الخط الأخضر. واتهم ليفي بالتورط بالهدم بالجملة للبيوت العربية واستباحتهم وأنه جاء لصرف الأنظار عن قضايا أخرى، مشيرا للتحقيقات المربكة مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وفصلت إدارة إذاعة جيش الاحتلال المذيعة حين إلملياح من عملها في أعقاب كتابتها منشورا في صفحتها على موقع فيسبوك عبرت فيه عن استنكارها للجريمة. وكتبت إلملياح بشجاعة «أنا أيضا كنت سأدهس شرطيا إذا أخلوني بالقوة من البيت من أجل بناء بلدة لأناس أقوى مني، ولا تحدثوني عن التربية». كما كان متوقعا قوبل منشور إلملياح بردود فعل غاضبة في صفحتها على الفيسبوك. رغم ذلك فإن تصويرا لمنشور إلملياح ما زال ينتشر على شبكة الإنترنت رغم أنها أزالته من صفحتها إثر ردود الفعل الساخطة عليه. وقالت إدارة الإذاعة إنه لا مكان في إذاعة الجيش الإسرائيلي لمذيعة تعبر عن تأييد لدهس متعمد لشرطي، ولذلك تقرر إنهاء التعاقد مع إلملياح على الفور». وأوضحت الملياح أنها شطبت ما نشرته لأنه لم يبق منه سوى عنوان عنيف دون تمكنها من إدارة حوار حقيقي مركب حول العنف المستخدم ضد مواطنين. وتابعت «كافتهم ضحايا أهالي أم الحيران وأفراد الشرطة فالجرائم الأسوأ تنفذ برعاية القانون». وردت المذيعة على فصلها من العمل بكتابة منشور جديد مطول «قائد إذاعة الجيش يارون ديكل هدر دمي ببيان أصدره حول إبعادي عن العمل لا يقل سوءا عن التعقيبات الصفراء التي تعرضت لي وسأرد عليها بعدما تعدي العاصفة لأن هذا درس كبير حول مجتمعنا ومباني القوة التي تتيح هذا التصرف وحول المجموعات المستضعفة وحدود حرية الرأي». وتابعت «أنا لست القصة هنا لكنني سألتقط الفرصة كي أروي لكم قصتكم أنتم الضحايا». ونوهت أنها لا تؤيد الدهس والعنف بل عبرت عن رؤيتها للواقع وفيها ترى بعيونها كيف يتم حشر بعض السكان بالزاوية وسرعان ما يتم اتهامهم بانتهاك القانون لأنهم يدافعون عن حقوقهم والتاريخ مليء بأمثلة على ذلك. الظلم قائم اليوم ضد البدو في النقب وغدا ضد الشرقيين في جنوب تل أبيب وما أسهل تسطيح ما جرى بالقول إنها عملية دهس إرهابية».. وأبدى بعض المثقفين اليهود تضامنهم معها وقال الشاعر روعي حسن ساخرا إن حرية التعبير في إذاعة الجيش مكرسة فقط لمذيعين من أصول غربية فقط. وتبعته الشاعرة عادي كيسار التي قالت «عندما يتحول القانون إلى جريمة فإن الواجب الأخلاقي يملي أن نناهضه ومعارضته». وهذه ليست المرة الأولى التي تغرد هذه المذيعة خارج السرب الصهيوني، ففي مارس/ آذار2015 أذاعت أغنية تدعو للتحرير الفلسطيني ووقتها تم استدعاؤها وتوبيخها وتحذيرها دون وقفها عن العمل. دعوات لتشكيل لجنة تحقيق رسمية في جريمة أم الحيران وتشكيك في رواية الشرطة الإسرائيلية وديع عواودة |
خلاف وتبادل اتهامات بين «إخوان الجزائر» بخصوص مشروع الوحدة Posted: 19 Jan 2017 02:25 PM PST الجزائر – «القدس العربي»: دبت خلافات بين «اخوان الجزائر» بخصوص مشروع الوحدة الذي سعت فيه بعض الأحزاب المحسوبة على هذا التيار، والتي نجحت بين أربعة أحزاب كل اثنين على حدة، فيما لم تلتحق أحزاب أخرى حتى الان. واندلعت حرب كلامية بين أحمد الدان الامين العام لحركة البناء الوطني وبين قيادات حركة مجتمع السلم، علماً أن الدان هو قيادي سابق في حركة مجتمع السلم، وانشق عنها قبل سنوات في إطار سلسلة الانشقاقات التي عرفتها الحركة بعد وفاة مؤسسها محفوظ نحناح سنة 2003. وكان الدان لدى نزوله ضيفاً على منتدى صحيفة «الشروق» أكد أن مشروع الوحدة مع حركة مجتمع السلم تعثّر بسبب الشروط المسبقة التي أرادت إملاءها، معتبرًا أن رئيسها الحالي عبد الرزاق مقري غير مقتنع بخيارات «الإخوان المسلمين»، ويريد التأسيس لتجربة جديدة، على غرار ما هو موجود في تركيا والمغرب، وقبلهما في السودان، مؤكدا أن الهوة صارت شاسعة معه بسبب هذا التوجه. وأوضح أن حركة مجتمع السلم أرادت إملاء شروطها قبل الاتفاق، وأن مسألة المناصب كانت من بين العراقيل التي حالت دون تحقيق الوحدة بين الحزبين. وقال أحمد الدّان «أجرينا حوارات عدة واتصالات لكن وجدنا بأن الفرق شاسع، ولن يكون هناك توافق، لأن عبد الرزاق مقري، فصل في قضية التسمية، وأراد أن يكون الاندماج تحت راية حزبه، ونحن رفضنا ذلك، يضاف إلى ذلك مسألة الرؤية السياسية بين الحزبين، لأن حركة مجتمع السلم بقيادتها الحالية تؤمن بمبدأ فك الارتباط والقطيعة مع السلطة، رغم أن هذا الأمر مناف لخط مؤسس الحركة الشيخ، في حين أن حركة البناء ترى أنه من الضروري ترك كل الأبواب مفتوحة مع السلطة. وذكر أن هناك خلافات بشأن المواقف في الملفات الإقليمية، فنحن، يقول الدان، لدينا مبادئ راسخة فيما يتعلق بدعم السياسة الخارجية للدولة الجزائرية في الملفات الكبرى، لكن حركة مجتمع السلم برئاسة مقري تتعامل بمزاجية مع مثل هذه الملفات. من جهتها كذبت حركة مجتمع السلم اتهامات على لسان الأمين العام لحركة البناء الوطني، احمد الدان، معتبرة إياها افتراءات لا أساس لها من الصحة. وأضافت الحركة في بيان صدر عنها أن كل ما في الأمر أنه تم الاتفاق في حضو رالرئيسين مقري ومصطفى بلمهدي، بالاضافة إلى وفدين من الطرفين، على تشكيل لجنتين لمواصلة الحوار بعدما كان وفد الحركة واضحاً معهم، بان الموضوع الذي ندعو إليه هو الوحدة الاندماجية التنظيمية التي تكون فيها الانتخابات تحصيل حاصل، لأنه إذا كان المقصود هو التحالف الانتخابي، فان الحركة قررت أن يكون ذلك على المستوى المحلي، وأنه بعد هذا لم تجتمع اللجنتان إلا مرة واحدة، ولم يكن هناك أي حديث لا عن المناصب ولا عن الخط السياسي، ولم نصل إلى الحديث عن التسمية ولا عن الملفات الإقليمية»، مع الإشارة إلى أن رئيس الحركة عرض رؤيتها السياسية خلال زيارة قام بها الدان الى مقرها المركزي، ووافق عليها مؤكداً أنها تشكل قناعة لديه. أما فيما يخص علاقة الحركتين مع التنظيم العالمي للإخوان، أكد البيان أن »المقاربة التي طرحها رئيس الحركة هي ذاتها التي ذكرها احمد الدان، في العمود الذي حمل عنوان أدبيات الإخوان المسلمين، في حواره مع صحيفة الشروق، وهو الفكر الذي تنتهجه الحركة في السر والعلن، وقد بين رئيس الحركة في لقاء الوفدين بان التطور الحاصل في هذا الشأن على مستوى كل الحركات الإسلامية مساعد على تحقيق الوحدة». ونبهت «حمس» في بيانها، أنها لم «تختر الدخول في جدال مع أي كان، لكنها ترفض أن يضلل الرأي العام بتصريحات تضرب عمق مصداقية العلاقة السياسية بين مكونات الطبقة السياسية من اجل موعد انتخابي ظرفي لا يصمد أمام التحديات الاستراتيجية التي تواجهنا». خلاف وتبادل اتهامات بين «إخوان الجزائر» بخصوص مشروع الوحدة |
علي الزرمديني: «القاعدة» تجدد نفسها وقد نشهد عمليات إرهابية أكثر تطورا Posted: 19 Jan 2017 02:25 PM PST تونس – «القدس العربي»: قال الخبير العسكري التونسي علي الزرمديني إن تنظيم «القاعدة» يسعى لتجديد نفسه عبر استقطاب كفاءات علمية لتنفيذ عمليات إرهابية أكثر «تطوراً» من الناحية التكنولوجية، مستفيداً من تجربة تنظيم «الدولة الإسلامية» في هذا المجال، وقلل من جهة أخرى من أهمية لجنة التحقيق التي يسعى البرلمان التونسي لتشكيلها وتهدف للكشف عن شبكات تسفير الشباب إلى بؤر التوتر، مشيراً إلى أن جميع لجان التحقيق البرلمانية لم تتوصل إلى أية نتائج. واعتبر في حديث خاص مع «القدس العربي» أن الإرهاب عموماً لم يتغير في شكله أو مضمونه وإنما تغير الأشخاص المرتبون به فـ«التركيبة العنقودية للتنظيمات لإرهابية تبقى على حالها والفعل الإجرامي كذلك، فثمة عمليات «تقليدية» معروفة وأسلوب ممنهج اعتدنا عليه عموما ويتجلى بالعمليات الانتحارية أو التفجيرات فضلاً عن الاغتيالات سواء باستعمال السلاح الأبيض أو المتفجرات أو الأحزمة الناسفة وكل الأفكار التي تخلف ضرراً للضحايا، ولكن اليوم ثمة أساليب جديدة يأتي بها العمل الفردي (الذئاب المنفردة) سواء من خلال عملية الدهس بالشاحنات (المعروفة في أوروبا) أو استعمال الأسلحة البيضاء أو التسميم او غيرها، المهم هو الفعل الإجرامي الذي يولد الضرر، كما أسلفنا». وأضاف أن «تنظيم القاعدة حالياً يعيد هيكلة نفسه وقد اتعظ من تجربة داعش (تنظيم الدولة) على مستوى الإعلام والتمركز وأيضاً على مستوى الاستقطاب، وهذا ما تؤكده دعوة مختار بلمختار زعيم جماعة «المرابطون» إلى استقطاب العناصر ذات التكوين التكنولوجي العالي، وهو نوعية أخرى من الاستقطاب لم تعتد عليها القاعدة، فهي كانت تسعى للاستقطاب من خلال الاتصال المباشر بالأفراد، واليوم التجأت إلى الأساليب التقنية الفنية عبر استقطاب الكفاءات وأصحاب المستوى العلمي العالي، لأنها شعرت أن هذا المنهج يأتي بعمل أوسع ويحقق نتائج باهرة وسريعة لهذا التنظيم الإرهابي كما يضمن جانباً من السرية للأفراد الذين يقع استقطابهم، لأن الوضع القائم حالياً عمل سريع ونتائجه سريعة وفاعلة، وهذه الأشياء يمكن أن يوفرها صاحب الخبرة والتجربة والمستوى العلمي الكبير، كما أسلفت». وكان مركز «كارنيغي» لدراسات الشرق الأوسط أكد مؤخراً أن تنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي في العراق وسوريا سيختفي حالياً، لكنه سيعود في أشكال أخرى، مشيراً إلى أن محاربة الجماعات الإرهابية عسكريا لن تقضي على الإيديولوجيا التي تتبناها، كما حذر من قيام تنظيمات إرهابية في شمال افريقيا ومنطقة الساحل كـ»القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وجماعة «المرابطون» و»أنصار الشريعة» بعمليات إرهابية جديدة تزامناً مع عودة «الإرهابيين» من سوريا والعراق وليبيا. وعلق الزرمديني على ذلك بقوله «الجماعات الإرهابية تختلف لكنها لا تنفصل عن بعضها، فالقاعدة استغلت كل الإطار العالمي الذي تشابكت فيه الأوراق أمام داعش لتنمو وتتطور من جديد، ولها أرضية خصبة في شمال افريقيا والساحل قبل وجود داعش، وبالتالي هي انتعشت بفعل المواجهة التي قامت ضد داعش لتنمو من جديد ولتتبوأ المكانة التي سعت إليها في هذه المنطقة.واليوم القاعدة تتحرك في شمال مالي ونفذت مؤخراً عملية كبيرة خلفت عشرات الضحايا، وبالتالي هي تسعى لتضميد جراحها والتغلغل من جديد والتفاعل مع الواقع الجديد في المنطقة ولديها أرضية خصبة في الجزائر وتسعى إلى التمدد نحو تونس وخاصة من خلال كتيبة عقبة بن نافع تسعى للعودة من جديد إلى الساحة وهذا مؤكد والمصالح الأمنية على بينة من هذا الأمر وتدركه جيداً، وقد نشهد عمليات إرهابية جديدة في المنطقة». وأوضح أكثر بقوله «التهديدات لم تنته في المنطقة عموماً بل ستتواصل على مدى بعيد، كما أن القاعدة تسعى للتمدد في اوروبا من خلال الجناح الذي كونته في جزر الكناري وأيضاً في موريتانيا والمغرب، إذا هناك تمدد وتفاعل مع الواقع الجديد في المنطقة وهناك فعل قد يأتي ليس في تونس فقط بل في كامل المنطقة وهناك تهديدات فعلية يجب أخذها بعين الاعتبار، فالقاعدة وداعش لم ينتهيا والهياكل الإرهابية تتواجد وتسعى إلى التولّد والتمركز باستمرار، ولذلك يجب اليقظة في الدائرة (المنطقة) المتوسطية كلها». وشهدت تونس، الخميس، حادث سير تسبب بجرح أشخاص عدة بعد اصطدام شاحنة بعدد من السيارات أمام سوق أسبوعية في ولاية «زغوان» القريبة من العاصمة، وهو ما دعا البعض إلى الحديث عن احتمال وجود هجوم ذي طابع «إرهابي»، على اعتبار تكرار هذا النوع من الحوادث، حيث تسببت شاحنة أخرى قبل أشهر بمقتل وجرح العشرات إثر اصطدامها بحافلة أمام سوق أسبوعية في منطقة «خمودة» التابعة لولاية «القصرين» (غرب)، إلا أن السلطات التونسية أكدت أن الحادثين وقعا نتيجة خلل في الشاحنتين. وقال الزرمديني «التحقيقات في «خمودة» أثبتت فعلياً أن الحادث هو نتيجة عطب فني في الشاحنة، ولا يمكن استباق الأحداث فيما يتعلق بالحادث الجديد، كما أنه لا يمكن الحديث عن عمل إرهابي إلا إذا أثبتت التحقيقات ذلك، والغالب أنه حادث سير عادي». وكان نصف نواب البرلمان التونسي تقدموا مؤخراً بعريضة تطالب بتشكيل لجنة تحقيق حول شبكات تجنيد الشباب التونسي وتسفيره إلى بؤر التوتر، بهدف معرفة الأطراف التي تقف خلف هذه العملية ومحاسبتها. وعلّق الزرمديني على هذا الأمر بقوله «أظن أن كل اللجان التي تشكلت على المستوى البرلماني لم تأت بنتيجة في أي اتجاه رغم جميع الأبحاث التي يفترض أنها أجرتها في هذا المجال وأعتقد أن اللجنة الجديدة لن تخرج عن هذا المسار، وبالتالي الأجدر أن تتكون لجنة أو هيئة مستقلة من خبراء وأمنيين وعسكريين وبعض مكونات المجتمع المدني للوصول إلى الحقيقة في أي فعل كان». علي الزرمديني: «القاعدة» تجدد نفسها وقد نشهد عمليات إرهابية أكثر تطورا حسن سلمان |
تفجيرات غامضة تستهدف مناطق متفرقة في غزة أحدها أمام منزل قيادي من فتح Posted: 19 Jan 2017 02:24 PM PST غزة – «القدس العربي»: شهدت مناطق متفرقة في قطاع غزة عمليات تفجير مجهولة بعبوات ناسفة، أحدها استهدف منزل أحد قادة حركة فتح الميدانيين شرق مدينة غزة، بينما استهدف الثاني مكانا يقع على مقربة من مركز دعوي كبير. وقال شهود عيان إن انفجارا هز مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، جراء تفجير عبوة ناسفة في سيارة جيب كانت متوقفة قرب مقر جماعة «الدعوة والتبليغ» الرئيسي، وهي جماعة دينية وسطية لا علاقة لها بالأنشطة السياسية. وأحدث التفجير أضرارا مادية في المكان، دون أن يحدث إصابات. ووصلت على الفور قوة من الشرطة التي باشرت بفتح تحقيق في الحادث، وكذلك وصلت سيارات إسعاف وإطفاء. وسبق هذا التفجير أن القى شخص قنبلة صوتية أمام منزل نايف خاطر، نائب أمين سر إقليم حركة فتح شرق مدينة غزة ما أحدث حالة من الهلع دون أن يسفر ذلك أيضا عن وقوع إصابات. واستنكرت حركة فتح بشدة، حادث التفجير، واعتبرت في بيان لها أن الحادث يمثل «نقلة خطيرة تمس بوحدة شعبنا الفلسطيني، وتهدد العلاقات الفلسطينية الداخلية، كما يعطل مسيرة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، خصوصا في مرحلة حساسة ودقيقة من الصراع مع حكومة نتنياهو المتطرفة». وأكدت أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الأفعال التي وصفتها بـ «المشبوهة»، وتوعدت بأنها «ستضرب بيد من حديد كل العابثين والمشبوهين، وستدافع عن أبنائها وكوادرها بكل قوة وحزم». وقالت إنها «لن تسمح بحرف المعركة الحقيقية مع الاحتلال الإسرائيلي عن مسارها الصحيح، مهما بلغ ذلك من ثمن». وطالبت الجهات المختصة كافة بملاحقة ومحاسبة الفاعلين ومن يقف وراءهم، وتقديمهم إلى القضاء لينالوا العقاب على جريمتهم. وفي السياق أصيبت فتاة تبلغ من العمر (18 عاما) وتقطن شرق مدينة خان يونس جنوب القطا، برصاص مجهول المصدر في منطقة الصدر. ووصفت مصادر طبية حالتها بالخطرة. تفجيرات غامضة تستهدف مناطق متفرقة في غزة أحدها أمام منزل قيادي من فتح |
اقتلوهم فدمهم مُباح Posted: 19 Jan 2017 02:24 PM PST دم الفلسطينيين وعرب إسرائيل مباح، مباح في المناطق المحتلة وفي إسرائيل ايضا. إنه مباح لأنه رخيص، إنه رخيص في أم الحيران وفي حاجز طولكرم، إنه رخيص في مواقع البناء وفي الحواجز. عندما يكون القتلى من العرب فلا أحد يهتم. الجندي الذي يموت نتيجة حادثة، يحظى بالعناوين الرئيسية. والفلسطيني الذي يقتل وهو نائم تقريبا في بيته لا أحد يهتم به. إن قتلى الايام الاخيرة ما كانوا سيقتلون لو لم يكونوا فلسطينيين أو بدو. هل يهدف هذا القتل الجماعي إلى اشعال المنطقة لحرف الانتباه عن قضية اخرى، كما حدث في إسرائيل وفي الانظمة الظلامية؟ تصعب معرفة ذلك. ولكن من السهل القول إن الدم أصبح مُباحا. لقد أبيح دمهم أمس في النقب. صهيونية 2017: تدمير حي سكني للفلسطينيين البدو لإقامة حي يهودي بدلا منه. هذا هو العنف الصهيوني الاولي والاساسي، وهو قومي ومتطرف وعنصري. قوموا بالمقارنة مع عمونة، هذا برهان آخر على الابرتهايد. نقاشات وتعويضات لليهود، وعنف ضد العرب. الشرطة لا تستخدم النار الحية اثناء اخلاء اليهود، أما في أم الحيران فهذا مسموح. ايضا مسموح الاضرار بعضو الكنيست أيمن عودة. لأن الشرطة اعتادت على التفكير بأن اعضاء الكنيست العرب هو خونة. فهذا ما سمعوه من وزيرهم جلعاد أردان. يعقوب القيعان، الاستاذ الذي أطلقت عليه النار وهو في سيارته بزعم أنه قام بدهس رجال الشرطة بشكل متعمد. وعلى الفور تم نشر كل الاكاذيب: إنه من داعش وله اربع زوجات (عضو الكنيست احمد الطيبي قال أمس إن زوجته الوحيدة حائزة على الدكتوراة وأن شقيقه هو مراقب في وزارة التربية والتعليم). وبعد ذلك كيف يمكن تصديق الشرطة التي سارعت إلى الادعاء بأنه قام بدهس رجال الشرطة عمدا؟ هناك على الأقل شاهد عيان واحد هو كوبي سنيتس، الذي قال أمس إنه قد رأى العكس. الشرطة قامت أولا بإطلاق النار على سيارته ففقد السيطرة. والفيلم الذي تم نشره أمس يظهر شبهات قوية حول ما حدث: يمكن أخذ الانطباع بأن إطلاق الرصاص سبق عملية الدهس. ما سبق أم الحيران في الاسبوع الماضي: في مخيم الفارعة للاجئين قتل الجنود شخصا استيقظ من النوم بـ 11 رصاصة أمام ناظري والدته بزعم أنه حاول مهاجمتهم. محمد الصالحي كان الابن الوحيد الذي عاش مع أمه في غرفة واحدة. وفي تقوع أطلق جنود حرس الحدود النار على فتى رشق الحجارة، وبعد ذلك قاموا بجر قصي حسن العامور، النازف، على الأرض وكأنه كيس بطاطا. ووثقت الكاميرات كيف كان رأسه يصطدم بالأرض. الكاميرات وثقت في اليوم التالي ايضا قتل نضال مهداوي (44 سنة) على حاجز طولكرم. وكان المشهد بشعا: شوهد وهو يقف بهدوء في مكانه في الوقت الذي بدأ فيه الجنود بإطلاق النار من حوله بدون أي سبب واضح للعيان. وعندما بدأ في الهرب قاموا بقتله. ولكن لم يحدث شيء: «المخرب» قُتل. هكذا تم طرح الموضوع في وسائل الإعلام. وجر الشاب الذي كان يحتضر واعدامه على الحاجز كان يجب أن يزعزع كل انسان. وكان يجب أن يقض مضجع كل إسرائيلي بشكل خاص. لأن هؤلاء هم جنوده وشرطته، لكن الضحايا كانوا فلسطينيين. بين أم الحيران وتقوع والفارعة وطولكرم يمر خط مستقيم واحد: خط عدم أنسنة الفلسطينيين الذي يوجه الجنود والشرطة. البداية في حملة التحريض والنهاية هي الاصبع الخفيف على الزناد. الجذور عميقة، يجب الاعتراف بذلك: حسب رأي أغلبية الإسرائيليين، كل العرب متشابهون وهم ليسوا بشرا مساوين لنا، هم ليسوا مثلنا. إنهم لا يحبون أولادهم مثلنا، ولا يحبون حياتهم مثلنا. لقد ولدوا من اجل أن يُقتلوا، لا مشكلة في قتلهم، جميعهم أعداء واجسام مشبوهة، مخربون وقتلة. حياتهم وموتهم رخيصان. لذلك اقتلوهم ولن يحدث لكم أي سوء. اقتلوهم لأن هذه هي الطريقة الوحيدة للتعامل معهم. جدعون ليفي هآرتس 19/1/2017 اقتلوهم فدمهم مُباح صحف عبرية |
غامبيا: توقعات ببدء استخدام القوة اليوم لطرد الرئيس جامع من العاصمة Posted: 19 Jan 2017 02:24 PM PST نواكشوط – «القدس العربي» : مع صدور هذا العدد اليوم الجمعة، وإذا لم تحدث تطورات مفاجئة، وحسب تأكيدات مصادر سنغالية معنية بهذا الشأن، ستكون قوات مجموعة غرب إفريقيا تتقدمها وحدات الجيش السنغالي الخبيرة بالمنطقة، قد أخذت مواقعها على التراب الغامبي لطرد الرئيس يحيى جامع من السلطة التي رفض مغادرتها أمس في آخر يوم من مأموريته لصالح خلفه الفائز أداما بارو في انتخابات كانون الأول/ديسمبر الرئاسية. ويأتي انتشار هذه القوات، بعد أن أدى الرئيس المنتخب بارو اليمين الدستورية رئيساً لجمهورية غامبيا مساء أمس بمقر سفارة غامبيا في العاصمة السنغالية داكار، وهو الأداء الذي يجرد يحيى جامح الرئيس المهزوم من أي صفة دستورية له كرئيس لغامبيا، كما أنه يسمح اعتماداً على مباركة المجموعة الدولية، باستخدام القوة لطرد الرئيس المهزوم من العاصمة. وتتوقع المصادر العسكرية السنغالية أن تجري عملية طرد الرئيس الغامبي المخلوع من العاصمة بانجول بكل سهولة، لأن قوات مجموعة غرب إفريقيا الجاهزة جواً وبراً وبحراً، لن تواجه مقاومة مربكة، ما دامت غالبية الشعب قابلة لذلك، وما دام قائد أركان الجيش الغامبي قد أكد أن القوات المسلحة الغامبية التي هي في الأصل قليلة العدد والعدة، والتي رفعت رايات بيضاء في مقارها، لن تشارك في أية عمليات قتالية. وتتولى نيجيريا القوة الجهوية والقارية الأكبر في غرب إفريقيا، الجانب المهم في العملية العسكرية في غامبيا، حيث أعلنت قيادة أركان الجو النيجيرية عن إرسال كتيبة من مئتي مظلي مع أسطول جوي يضم طائرة حربية وطائرة مراقبة واستطلاع وطائرة هيلوكوبتر. هذا وأكدت مصادر مقربة من الرئيس الغامبي المخلوع «أن يحيى جامع قد اتخذ جميع احتياطاته للجوء الى موريتانيا في مرحلة أولى قبل استقراره للإقامة في المملكة المغربية». وتحدثت هذه المصادر عن إقلاع طائرة شحن قبل أيام من مطار بانجول لوجهة غير معروفة قيل إنها العاصمة الموريتانية نواكشوط، محملة بسيارات فخمة للرئيس الغامبي المهزوم يحيى جامع، وبصناديق تحوي خزائنه وشؤونه الخاصة، وذلك تمهيداً لهروبه إذا اقتضت الظروف ذلك. وكان الوسطاء القادمون من غينيا والمملكة المغربية وموريتانيا قد فشلوا كلهم في إقناع جامح بمغادرة السلطة والسماح لخلفه باستلام مهامه الدستورية، مع أن مراقبين في العاصمة الموريتانية يتوقعون تجدد فرصة أخيرة للوساطة الموريتانية، إذا تغير موقف الرئيس المهزوم وتأخر التدخل العسكري في غامبيا المتوقع اليوم. وبسبب صداقة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مع الرئيس جامع، فقد علقت الجهات المهتمة بغامبيا وكذا المراقبون لأزمتها، أمس آمالاً على وساطة الرئيس الموريتاني التي قام بها في الساعات الأخيرة قبل منتصف ليلة الخميس موعد انقضاء ولاية الرئيس جامح الدستورية. وأجرى الرئيس الموريتاني محادثات مطولة ليلة الخميس مع الرئيس جامع في بانجول وكذا مع الرئيس الغامبي المنتخب آداما بارو بمطار داكار الدولي بحضور الرئيس السنغالي مكي صال. وأدلى الرئيس الموريتاني بتصريح متفائل للوكالة الرسمية قال فيه «لا يمكنني أن أبرر غيابي عن غامبيا في هذه الفترة الحاسمة، أنا هنا للوقوف مع الأشقاء الغامبيين في هذه المرحلة الصعبة، وأجريت مباحثات مع الرئيس وأخرج منها أقل تشاؤماً، وسأعمل من أجل حل يرضي الجميع ويخدم مصلحة غامبيا». وبرغم هذا التصريح المتفائل فلم تتمخض وساطة الرئيس الموريتاني كسابقاتها الوساطة المغربية والوساطة الغينية، عن قبول الطرفين لأي اتفاق لأن القضية، حسب توضيح مصدر دبلوماسي سنغالي، لا تقبل أنصاف الحلول فإما أن يغادر جامح الرئاسة بجميع ما يطلبه من ضمانات وإما أن يبقى فيها لتطبق في حقه مقتضيات القوة حسب الخيار «ب»، بعد استنفاد متاحات الخيار «أ» القائم على الدبلوماسية. وفي هذه الأثناء تشهد غامبيا خضوعاً لحالة طوارئ خفيفة تقتصر على بعض الدوريات المتحركة، كان الرئيس جامح قد سنها قبل يومين قبل أن يمددها البرلمان الغامبي لثلاثة أشهر. ويشهد الصف الموالي للرئيس جامع، مع الزمن، تناقصاً كبيراً من الناحيتين الكمية والكيفية، حيث استقالت نائبة الرئيس عيساتو انجي سايدي، واستقال عدد كبير من الوزراء بينهم وزراء الخارجية والمالية والإعلام، إضافة لعدد من السفراء والمسؤولين السامين. وتشهد العاصمة الغامبية بانجول حسب أخبار مساء أمس هدوءاً حذراً، وبدت شوارعها شبه خالية من المارة، وعم الإغلاق معظم متاجرها ودكاكينها، كما أن السكان بدأوا يشعرون بنقص في مواد التموين وبخاصة رصيد الهواتف والخبز والسمك. ونقلت الأخبار الواردة من غامبيا أخباراً عن ازدحام السياح الهاربين في مطار بانجول، بعد أن اضطرتهم الأوضاع لقطع عطلهم وسياحتهم قبل موعد انقضائها بعدة أيام. ويولي نظام الرئيس السنغالي مكي صال، اهتماماً كبيراً للأوضاع في غامبيا ولطرد الرئيس المزعج يحيى جامح من رئاسة جمهورية غامبيا التي يعتبرها سياسيو ومؤرخو السنغال أرضاً اقتطعها الاستعمار من السنغال. كما تولي موريتانيا اهتماماً للأوضاع في غامبيا بالنظر لوجود جالية موريتانية كبيرة ناشطة في المجال التجاري في هذا البلد منذ عقود، وبالنظر لسياسات التوازن الإقليمي في شبه المنطقة؛ وللمملكة المغربية هي الأخرى اهتمامها الخاص بغامبيا الداخل ضمن توجهاتها الإفريقية وفي إطار تضامنها الإستراتيجي المعروف مع السنغال. وبين طموحات دول شبه المنطقة وأطماع قوى الاستعمار، تدور هذه الأيام حول غامبيا التي تملك ميناء تجارياً حياً على المحيط الأطلسي، تجاذبات كبيرة بين من مصلحته في الإبقاء على الرئيس المهزوم ومن يريد كنس نظامه وتولي خلفه الرئيس المنتخب مهام الرئاسة في هذا البلد الصغير الذي تحيط به الأراضي السنغالية من الشمال ومن الشرق والجنوب. هذا ووصف يعقوب الشيخ سيديا الخبير الموريتاني المختص في الشؤون الإفريقية تنصيب رئيس غامبيا الجديد توصيفاً طريفًا، حيث كتب في تدوينة له مساء أمس «أصبحت غامبيا برئيسين أحدهما على الأرض ينكره المجتمع الدولي وتغاضبه أغلبية الشعب في نفسها، والآخر في «السماء» تعضده شرعية شعبية ودولية عارمة، وفي انتظار ذلك ونظراً لضيق مقر السفارة الغامبية في داكار؛ فسيكون حفل التنصيب من الناحية الإخراجية، أقرب إلى زفاف امرأة ثيب لرجل يحتفظ باثنتين قبلها في إحدى ضواحي بانجول». غامبيا: توقعات ببدء استخدام القوة اليوم لطرد الرئيس جامع من العاصمة بعد أداء الرئيس بارو اليمين في سفارة غامبيا في داكار وفشل الوساطات عبد الله مولود |
السجن 3 أشهر مع وقف التنفيذ لشاب صفع رئيس الحكومة الفرنسية السابق Posted: 19 Jan 2017 02:23 PM PST باريس ـ «القدس العربي»: قضت محكمة سان بريو غرب فرنسا بالحكم 3 أشهر سجنا مع وقف التنفيذ على الشاب الذي صفع رئيس الحكومة السابق، مانويل فالس. وكانت وسائل الإعلام الفرنسية تناقلت على نطاق واسع صور فيديو تظهر تعرض المرشح للانتخابات الرئاسية يوم الثلاثاء الماضي، للصفع على يد شاب فرنسي، وجاء الاعتداء عقب زيارة ميدانية قام بها فالس لمنطقة لابروتاني، وذلك في إطار خوضه لحملة الانتخابات التمهيدية لليسار والتي ستجرى الأسبوع المقبل. وجاء الحكم مخففا بعدما أوضح القاضي أن «العنف» الذي ارتكبه الشاب لم يفض إلى «جروح» ولم يتسبب في عاهة للضحية. وكان المرشح مانويل فالس التقى بأنصاره في مدينة لامبال، عصر يوم الثلاثاء في منطقة لابروتاني، وتعتبر هذه المنطقة معقل جان ايف لادريان وزير الدفاع الفرنسي، أحد أبرز أنصاره. وظهر فالس في شريط الفيديو وهو يصافح عددا من المواطنين جاؤوا لتحيته، وفجأة قام شاب يافع من الحضور بتوجيه صفعة على وجه، ليتدخل بعدها أحد الحراس، وارتمى على الشاب وأوقعه أرضا وقام بشل حركته. وغادر على إثرها رئيس الحكومة السابق المكان تحت حراسة أمنية مشددة. وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن المعتدي قال لمانويل فالس وهو يصفعه «أنت هنا في لابروتاني». وأوضحت وسائل إعلام محلية أن الشاب يدعى «نولان» ويبلغ من العمر18 سنة وينشط في حركة سياسية انفصالية تدعو لاستقلال منطقة لابروتاني عن فرنسا. وكانت قوات الشرطة قد قامت باعتقاله مباشرة بعد الحادث، وباشرت التحقيق معه. يذكر أن الضحية فالس قرر يوم الأربعاء رفع دعوى قضائية، وبرر ذلك قائلا: «كان هناك عنف تجاهي. وإذا تركت الأمر من دون رفع دعوى فسيعتقد البعض أنه بإمكانه فعل ذلك في المناسبات المقبلة». يذكر أن والد الشاب «نولان»، عبر عن استيائه وأسفه عما بدر عن ابنه وأكد للصحافة الفرنسية أنه «لا يزال مراهقا ولا يحمل في قلبه كراهية بل فقط شاب مندفع، يرفض النظام السياسي الحالي». وبعد الحادث مباشرة، شجب الاعتداء الذي تعرض له: «الديمقراطية ليست العنف. وأنا لا أخاف التواصل مع كل المواطنين حتى أولئك الذين لا يتقاسمون أفكاري السياسية. لكن المواطن الذي يعتدي على سياسي يبقى أمرا مرفوضا وغير مقبول». يشار إلى أن حادث الاعتداء لاقى استهجانا كبيرا من طرف المرشحين المنافسين لمانويل فالس وعبروا له عن تضامنهم ورفضهم للعنف. وقال أبرز منافسيه في الانتخابات التمهيدية بونوا آمون «أستنكر بشدة حادث الاعتداء الذي تعرض له مانويل فالس في مدينة لامبال»، كما تبنى المرشح ارنو مونتبور نفس اللهجة قائلا «لا شيء على الإطلاق يبر الاعتداء على مانويل فالس. الديموقراطية الحية تحبذ دائما الحوار». وعبرت وزيرته السابقة سيسيل ديفلو عن تضامنها مع فالس رغم كل الخلافات الكبيرة بينهما والتي انتهت بالاستقالة من حكومته التي كان يرأسها:»الكل يعرف حجم الخلاف في وجهات النظر بيننا لكن الاعتداء الذي تعرض له مانويل اليوم أمر غير مقبول على الإطلاق». يذكر أن مانويل فالس كان تعرض أيضا لاعتداء آخر في 22 كانون الأول الماضي في مدينة ستراسبوغ شرق البلاد، حيث قام أحد المواطنين بإلقاء كيس من الطحين عليه وصاح في وجهه قائلا «لم ننس قانون العمل الذي قمت بتمريره بالقوة عبر اللجوء للمادة 49.3».( وتسمح هذه المادة الدستورية للحكومة بالمصادقة على القانون دون التصويت عليه في البرلمان». وكانت فرنسا قد شهدت مسيرات احتجاجية عارمة وإضرابات دعت إليها النقابات العمالية انطلقت في مارس/آذار الماضي واستمرت نحو خمسة أشهر، ضد مشروع قانون العمل المثير للجدل. ويعيب كثير من الفرنسيين خصوصا من تيار اليسار على مانويل فالس توجهه الليبرالي، وتخليه عن النهج الاشتراكي. السجن 3 أشهر مع وقف التنفيذ لشاب صفع رئيس الحكومة الفرنسية السابق هشام حصحاص |
التغيير الديموغرافي الذي يقوم به النظام وإيران في سوريا… ماذا أعدت المعارضة لمواجهته؟ Posted: 19 Jan 2017 02:23 PM PST غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: لا تنكر جهات إعلامية وحقوقية، قيام نظام الأسد بتطبيق سياسة التغيير الديمغرافي، في مناطق سورية عدة، مثل مدينة حمص وضواحيها، وريف دمشق، وفي الوقت ذاته تشير الجهات ذاتها إلى تخوفها من تطبيقها في مناطق جديدة مثل مدينة حلب، لكن في المقابل توجه بعضها سهام انتقادها لما تصفه بـ«تقاعس» المعارضة عن اتخاذ تدابير قانونية، تقطع الطريق على النظام وعلى إيران التي تدفع بقوة في هذا الاتجاه. وفي هذا الإطار، انتقد مدير مركز حقوقي المعارضة، بسبب عدم مبادرتهم لاتخاذ إجراءات قانونية وتدابير تؤدي إلى إفشال مستقبلي لمساعي النظام في هذا الشأن. وأوضح مدير «مركز الكواكبي لحقوق الإنسان» غزوان قرنفل لـ«القدس العربي»، أن المعارضة لم تقم بتوثيق وتصوير السجلات العقارية التي تضمن الملكية القانونية لحقوق الأهالي، في المناطق التي شهدت تغييراً ديمغرافياً، مضيفاً أن البعض من قوات المعارضة قطعت الطريق على جهود بعض المراكز الحقوقية في هذا الشأن، تحت ذرائع التعامل مع الغرب، أو العلمانية. وقال قرنفل، وهو أيضاً رئيس «تجمع المحامين الأحرار»: منذ أن قام النظام بحرق السجلات العقارية في مدينة حمص، في حزيران/ يونيو 2013، ونحن ننادي بضرروة تصوير السجلات العقارية ضوئياً، حتى يتم الحفاظ عليها من الدمار، إلا أن كل دعواتنا هذه لم تقابل إلا بالتخوين. وأضاف «في عام 2013 أطلقنا في تجمع المحامين الأحرار مشروع التوثيق الوطني، بالتعاون مع منظمة «اليوم التالي» الأمريكية، وتم العمل على توثيق بعض السجلات العقارية في مدن حارم في ريف إدلب، وإعزاز والأتارب في ريف حلب، وللآن لا زال هذا المشروع قائماً، لكن بدون أن نحقق أي تقدم في مدينة إدلب». واعتبر، «أن الفصائل الإسلامية تحارب تحقيق هذا العمل»، مضيفاً «لقد وافقنا على شروطهم في مدينة إدلب، أي بالعمل تحت رقابتهم، لكن حتى مع كل ذلك لم يسمحوا لنا بمتابعة توثيق السجل القانوني لمدينة إدلب». وأشار قرنفل بسخرية، إلى أن «الفصائل الإسلامية اتهمت التجمع بأنه قد يقوم بتسريب السجل إلى جهات معادية للشعب السوري»، مبيناً «أنهم يساعدوا النظام على تدمير الأساس القانوني لملكية الشعب السوري، لقطع كل الطرق القانونية مستقبلاً على عودة الحقوق للسوريين الذين تم تهجيرهم قسراً». أما عن السجل العقاري في مدينة حلب، أوضح قرنفل «أن نقل النظام لأرشيف السجل العقاري من مقره في حي السبع بحرات، الذي كان يقع على خط النار، إلى مناطق في عمق سيطرته، حال دون توثيق السجل العقاري». ورأى الأمين العام لـ«حزب التضامن» المعارض الأكاديمي عماد الدين الخطيب، في دعوة قرنفل السابقة «دعوة متأخرة»، مبيناً لـ«القدس العربي»، أنه «كان يجب التشديد على هذا الأمر منذ أعوام وليس الآن، والمعارضة لم تعد تسيطر إلى على مناطق محدودة في الأرياف، التي لا توجد فيها مراكز للسجلات العقارية، باستثناء محافظة إدلب». وخلافاً للرأي السائد، وصف الخطيب، وهو من مدينة القصير في ريف حمص، طريقة تناول وسائل الإعلام لمسألة التغيير الديمغرافي في سوريا، بـ»المبالغ فيها بعض الشيء»، حيث قال: «على المستوى السوري، ليست هنالك احتمالية لنجاح التغيير الديمغرافي بالمطلق، لأنه ومهما حاول النظام أن يستجلب عائلات شيعية من خارج سوريا، ومهما حاول اللعب على الديمغرافيا، فسيواجه بالفشل، لأن التاريخ والتركيبة السكانية السورية تقول عكس ذلك». مشروع استرداد المساكن وفي سياق ذي صلة، يعتزم «تجمع المحامين السوريين الأحرار»، الإعلان عن مشروع «استرداد المساكن»، بهدف حفظ حقوق السوريين أينما كانوا في استرادد مساكنهم المغتصبة، وفق أسس قانونية تستند لمواثيق دولية. وشرح رئيس التجمع الحقوقي غزوان قرنفل، أهداف المشروع الجديد قائلاً: يستقبل هذا المشروع الشكاوى من كل السوريين في كل أنحاء العالم، الذين فقدوا بيوتهم، عن طريق منصة إلكترونية، ويقوم القائمون على المشروع بتوثيق كل المعلومات التي تثبت ملكية الشخص للمسكن أو العقار، بغية المطالبة بحقه في المسكن مستقبلاً. وحسب قرنفل «فإن المشروع يستند إلى مواثيق دولية ناظمة في هذا الشأن»، مبيناً «أن هذه المواثيق تعود إلى مجموعة من المبادئ، التي تعترف بها الأمم المتحدة، والتي تنص على أن من حق السكان الذين يغادرون منازلهم بالقوة أن يحتفظوا بها، وأن يستردوها في حال العودة لها». وقال «في كثير من الأحيان لا تراعي الحلول السياسية حق العودة للسكان الأصليين، وهنا تضمن المواثيق الدولية لمن لا يريد العودة حق التعويض العادل». وكمثال على ذلك، استشهد قرنفل بالحالة البوسنية، حيث أوضح قرنفل أن قسماً كبيراً من سكان مدينة «بانيا لوكا» رفضوا العودة إلى بيوتهم، بعد أن صارت ضمن نطاق ما عرف لاحقاً بصرب البوسنة، بسبب حساسية القومية، لكنهم حصلوا على تعويض عادل عن ممتلكاتهم. التغيير الديموغرافي الذي يقوم به النظام وإيران في سوريا… ماذا أعدت المعارضة لمواجهته؟ مصطفى محمد |
أوباما: الوضع الراهن غير مستقر يهدد إسرائيل وسيئ للفلسطينيين Posted: 19 Jan 2017 02:22 PM PST رام الله – «القدس العربي»: أكد دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب الذي سينصب اليوم أنه لم ولن ينسى وعده لإسرائيل بنقل السفارة الأمريكية الى القدس، وأنه سيباشر العمل فورا لتعزيز العلاقات مع أسرائيل فور توليه المنصب. ويتوقع أن تبدأ الإجراءات الأسبوع المقبل حسب تقارير صحافية إسرائيلية بعد ان قام فريق بمعاينة مقر في القدس. ووصل ترامب الى واشنطن استعدادا لمراسم تنصيبه الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة. وجاءت تصريحاته ردا على سؤال لصحيفة «اسرائيل هيوم» اليمينية. ونقلت القناة السابعة العبرية على لسان أحد المسؤولين في اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة والمالكين لصحيفة «اسرائيل هيوم» عن ترامب القول بعد هبوط طائرته في واشنطن «هل ما زلت عند وعدك بنقل السفارة ؟ فرد ترامب بالقول: بالطبع أتذكر ما قلت لكم عن القدس. وبطبيعة الحال أنا لم ولن أنسى الموضوع وأنا معروف عني أنني لست الشخص الذي يخالف وعوده». وأضاف ترامب «لا أستطيع الانتظار لبدء العمل مع إسرائيل في نهاية الأسبوع حيث ستبدأ علاقتنا رسميا وسأعمل على تعزيزها بشكل غير مسبوق». وفي السياق وخلال المؤتمر الصحافي الأخير الذي عقده الرئيس الأمريكي باراك اوباما في البيت الابيض قبل تسليم الإدارة لترامب تطرق الى الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني وقال: «ما زلت قلقا إزاء الموضوع الإسرائيلي ـ الفلسطيني وأنا قلق ايضا لأن الوضع الراهن غير مستقر وهذا يشكل خطرا على إسرائيل وهو سيىء للفلسطينيين وسيىء للمنطقة وسيىء للأمن القومي الأمريكي. لقد فعلت كل ما استطعت من أجل حله، استثمرنا الكثير من الطاقة والجهود والوقت. كان من الواضح لنا دائما أنه لا يمكن لنا فرض السلام. نحن يمكننا توفير المنصة لكنه لا يمكننا إجبارهم على صنع السلام». وأضاف أنه «في ضوء المتغيرات السياسية الاسرائيلية والفلسطينية وفي ضوء كل المتغيرات في المنطقة وتخوف إسرائيل من الفوضى في المنطقة ونمو داعش فإن كل ما أردنا عمله هو الحفاظ على فكرة الدولتين للشعبين لأنه لا يوجد بديل آخر. أنا لا أرى أي حل لهذا الصراع بشكل تبقى معه اسرائيل دولة يهودية وديمقراطية من دون قيام دولتين. عدم قيام دولتين يعني في مفهوم معين استمرار الاحتلال. ستبقى لدينا دولة واحدة مع ملايين البشر الخاضعين للاحتلال. لا يمكن حتى تسميتهم مواطنين». وتطرق اوباما الى قرار مجلس الأمن بشأن المستوطنات وقال إن «الهدف من مشروع القرار كان القول إن وتيرة نمو المستوطنات تجعل حل الدولتين مستحيلا. كان من المهم لنا بث رسالة دعوة الى اليقظة والتحذير من أن هذه اللحظة تمر. يجب على الإسرائيليين والفلسطينيين الفهم أن هذه اللحظة تختفي. الرئيس الجديد ستكون له سياسته الخاصة وموقفه المخالف لموقفي. سنرى كيف سيكون موقفه في النهاية إزاء إسرائيل. لا أريد التنبؤ بما سيحدث. ما يمكن قوله هو إن الوضع متقلب جدا. كما قلت في مرات سابقة كثيرة هناك أبعاد كثيرة لخطواتنا. وسيكون على الرئيس الجديد إعادة تقييم ما فعله سابقوه. إذا قام بإجراء تغيير كبير في السياسة يجب عليه التفكير بما سيحدث لاحقا، وأنه ستكون هناك أبعاد لكل خطوة». وأكد محمود اسماعيل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن القدس خط أحمر للفلسطينيين وللعالمين العربي والإسلامي ولمسيحيي العالم ولن نسمح بالمساس بقدسيتها. وقال إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيفجر الوضع على مستوى العالم. وتابع في مقابلة لراديو موطني المحلي في رام الله أن «القيادة الفلسطينية مصممة على مطاردة ومتابعة حكومة الاحتلال في المحافل الدولية وتقديم ممارساتها للمحافل الدولية لأجل عدم بقاء الاحتلال فوق القانون». واستطرد «لا توجد حكمة وراء قرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل السفارة إلى القدس، كما أنه لا يجوز نقل سفارة دولة إلى أرض محتلة لمخالفته للقوانين والشرائع الدولية». أوباما: الوضع الراهن غير مستقر يهدد إسرائيل وسيئ للفلسطينيين ترامب: لم أنس وعدي بنقل السفارة.. |
قيادي اسلامي: المعتقلون بتهمة تمجيد قاتل السفير الروسي يعيشون وضعية كارثية Posted: 19 Jan 2017 02:22 PM PST الرباط ـ «القدس العربي»: أكد عبد الصمد الإدريسي المحامي والقيادي في حزب العدالة والتنمية (الحزب الرئيسي بالحكومة المغربية)، أن شباب حزبه المعتقلين، على خلفية اتهامهم بتمجيد قاتل السفير الروسي بتركيا، يعيشون وضعية كارثية داخل السجن المخصص لمعتقلي الحق العام، الذين تم نقلهم إليه جميعاً دون إخبار الدفاع بقرار النقل. وحمل المندوبية العامة للسجون كامل المسؤولية، متهماً إياها بعدم التعامل معهم وفق القانون، ومطالباً الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل، ليتم احترام تطبيق المسطرة القانونية مشيراً إلى «أنه لا يحق لمندوبية السجون نقلهم خارج قرار قاضي التحقيق، خصوصاً أن هذا الأخير لم يخبر الدفاع بأي قرار للنقل». ووفق ما نقله الإدريسي عن المحامي سعيد النقرة، الذي زار يوم اول أمس الأربعاء المعتقلين، «فقد تم التعامل معهم بطريقة سيئة ومهينة، أثناء نقلهم من السجن المحلي سلا 2 إلى السجن المحلي سلا 1، «حتى أنه طلب منهم إزالة السروال لأجل التفتيش أثناء إدخالهم إلى السجن المحلي». واكد انه تم الزج بالمعتقلين، في زنازين انفرادية، أي ما يسمونه بالعزلة، وأن هذه الزنازين لا تتوفر على مكان لرؤية الشمس وبها رطوبة شديدة، إضافة إلى أن الفسحة تكون لمدة ساعتين في اليوم، واحدة في الصباح والثانية في المساء، ومساحة المكان المخصص للفسحة مجرد «كولوار» صغير أمامه ثلاث زنزانات. واضاف أنه «تم حرمان كل من عبد الإله الحمدوشي ونجيب ساف ومحمد بنجدي من وجبة الغداء، منذ الاثنين الماضي وحتى هذا اليوم المصادف للزيارة كانوا لم يأخذوا الغداء بعد إلى حدود الثالثة بعد الظهر، بل وحتى إن أعطيت لهم الوجبة فهي في الغالب تتأخر عن موعدها، ولا تستجيب لأدنى الشروط الصحية». وبخصوص تطورات المحاكمة، قال الإدريسي بأن الاستنطاق التفصيلي سيكون يوم الخميس المقبل للمجوعة الأولى، ويوم 16 شباط/ فبراير للمجموعة الثانية. ويتابع الشبان الستة (يوسف الرطمي، وعبد الإله الحمدوشي، ومحمد حربالة، وأحمد اشطيبات، ومحمد بنجدي، ونجيب ساف)، بالإشادة والتحريض على «الإرهاب» بعد نشرهم على صفحاتهم بموقع فايسبوك اشادة بقتل السفير الروسي في أنقرة. قيادي اسلامي: المعتقلون بتهمة تمجيد قاتل السفير الروسي يعيشون وضعية كارثية |
«بصمة العين» في مخيم الزعتري… بين حاجة اللاجئين وخوفهم من تسريب بياناتهم الشخصية Posted: 19 Jan 2017 02:22 PM PST مخيم الزعتري ـ «القدس العربي»: في الآونة الأخيرة أصبحت بصمة العين هي الوسيلة الوحيدة للاجئين السوريين في مخيم الزعتري شمال الأردن الذي يحوي على 80 ألف لاجئ، لشراء حاجاتهم الأساسية كافة من خلال مركزين للبيع في المخيم، وهما «تزويد وسيفوي»، حيث يحصل كل فرد شهرياً وحتى الأطفال في المخيم على مساعدة غذائية قيمتها 20 ديناراً أردنياً، أي ما يقارب 28 دولاراً أمريكياً. وجاءت تلك الخطوة بعد تنفيذها في مخيم الأزرق ومخيم حدائق الملك عبدالله في محافظة الرمثا القريبة من الحدود السورية، بفضل نظام جديد للدفع استحدثه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، للتأكد من ذهاب المعونات وخاصة المالية منها لمستحقيها في المخيمات. وقال أحد ساكني المخيم منذ أربعة أعوام، الملقب أبو محمد الحوراني من ريف درعا «سكنت المخيم منذ تأسيسه، وكان كل شيء على ما يرام، والجميع سعداء فيما يتعلق بالناحية المادية، إذ نستطيع مساعدة أسرنا من خلال عمليات البيع والشراء والتجارة». وتابع «إننا مع هذه العملية الجديدة في المخيم لا نستطيع أن نبيع ونشتري، لأنها لا تسد من حاجاتنا المنزلية شيء، ومتطلبات الأسرة كثيرة و20 ديناراً أردنياً للشخص الواحد بالشهر لا تكفي ثمن عبوة زيت وكيس من السكر وأمور أخرى بسيطة». وأضاف أبو محمد «أن رحلة التسوق إلى المولات، أي مراكز البيع في المخيم، تكلف جهداً وعذاباً كبيراً بالنسبة للكبار في السن كحالتي، من خلال قطع مسافات طويلة إليها أي ما يقارب الـ 5 كيلو مترات مشياً على الأقدام، لأن بصمة العين محصورة خاصة بي، كون أطفالي كلهم تحت السن القانونية، ولا يسمح لهم بوضع أعينهم في الماسح الضوئي». من جهته تساءل أحد المنشقين من الخدمة العسكرية في النظام السوري، فضل عدم ذكر اسمه، «ما الذي يضمن لنا كأشخاص منشقين من الخدمة العسكرية في سوريا، ولنا أهل وأقرباء في الداخل السوري من وصول بياناتنا الشخصية لجهات أمنية سورية عن طريق تسريب المعلومات أو ما شابه ذلك من أمور قد تحصل في أي مكان في العالم؟». وأضاف «أنا كشخص كنت متواجداً في أحد الأقسام التابعة لجيش النظام السوري، منذ أكثر من أربعة أعوام، وكانت المعلومات والبيانات التي يريدها نظام بشار الأسد المجرم وأجهزته عن الأشخاص المطلوبين أو المعارضين تأتي إليه بكل سهولة لأن الأجهزة الأمنية لديها تبادل بين بعضها البعض، ولأن هذه الأجهزة تتشابه في عملها الأمني وخاصة العربية منها». وأردف قائلاً «إن بصمة العين وجمع البيانات بقدر ما هي مفيدة في عملية توزيع المعونات والمساعدات على الناس وتنظيم آلية عمل المنظمات وغيرها كما رأينا، بقدر ما هي غير مناسبة بالنسبة لبعض الأشخاص مثلي كمنشق عن النظام السوري دون أن أعلن انشقاقي عبر الإعلام كما فعل غيري، وحتى أن المفوضية لم تأخذ من الأشخاص الموافقة بشكل رسمي عندما قامت بإجراء بصمة العين لهم وإعطائهم معلومات حول ذلك الأمر، لأنهم يعتبرون أن اللاجئين هم مجرد أرقام فقط لدى سجلاتهم دون مراعاة الناس»، بحسب قوله. فيما بيّن الحقوقي والمتطوع في مكتب حماية اللاجئين في الأردن سيف الدين، أنه «وبكل صراحة ومن خلال عملي أرى أن تطبيق بصمة العين في المخيم يعرض كل بيانات اللاجئين الشخصية للنشر من قبل موظفي مراكز البيع في المخيم، بالإضافة إلى بعض موظفي المنظمات الدولية العاملة في المخيم والجهات الأمنية أيضا، لأن قاعدة البيانات كلها أصبحت أمام جميع الموظفين بلا أي رقابة أو قيد». وأضاف «أنه من حق كل إنسان المحافظة على بياناته الشخصية مهما كلف الأمر إلا في الأمور التي تخص أمن أي بلد، وعند أخذ بصمة العين للاجئين في المفوضية لأجل عرض بياناتهم الشخصية أمام الموظفين بداخل المخيم لم يتم أخذ الموافقة والشرح لهم عن هذا الأمر بشكل مفصل ودقيق». وتطرق سيف الدين إلى البيانات الشخصية في المادة الثانية من قانون المعلوماتية والحريات الفرنسي رقم 78 لسنة 1978 والمعدل بأحكام القانون الصادر في 30 كانون الثاني/يناير 2002، وهي: «كل المعلومات المتعلقة بشخص طبيعي محدد أو يمكن تحديده مباشرة بواسطة رقم معين، أو بواسطة عنصر أو أكثر خاص به وبناءً عليه، ذهبت محكمة النقض الفرنسية بأن كشف رب العمل عن موطن العامل بدون موافقة الأخير يعتبر اعتداء على حياته الخاصة». وأضاف «الأهم من كل ذلك أننا نشعر بأن نظام بصمة العين جاء ليكرس فكرة اللجوء لنا كلاجئين سوريين في مخيم الزعتري وغيره من المخيمات المقامة، وحرمنا من حقوقنا وصولاً إلى حرمان أعداد كبيرة من السوريين وخاصة حملة الشهادات الجامعية من العمل وحقهم في التطوع لدى المنظمات الدولية العاملة في المخيم». وأضاف «إذا كان هناك عمل لأصحاب الشهادات الجامعية في المنظمات الدولية قد يكون هذا العمل خجولاً قياساً بنسبة الذين يحملون المؤهلات العلمية والجامعية من اللاجئين»، مشيراً إلى «الاعتماد على فئة معينة من غير حاملي الشهادة الجامعية والمؤهلات العلمية دون معرفة أسباب ذلك، ومن خلال السؤال والمتابعة الدائمة لهذا الأمر في المخيم، تبين أنني بالدرجة الأولى لاجئ قبل أن أصبح متطوعاً في الحماية الإنسانية بمكاتبها الخاصة في الأردن والمخيمات». وأشار سيف «إلى أنه تم تجاهل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في مخيم الزعتري ومنظمة اليونيسيف لطلبات اللاجئين المتكررة، وبعض المتطوعين في بعض المنظمات بالمخيم لعقد اجتماعات مع مسؤولين من منظمة اليونيسيف والمفوضية السامية، لتوضيح أسباب العمل بنظام بصمة العين، وأسباب فصل غالبية المتطوعين من مُدرسين وميسرين ومتطوعين في المنظمات العاملة في المخيم تحت ذريعة تطبيق نظام بصمة العين، ولكن الصادم وغير المتوقع كان بعدم استجابة من المفوضية السامية ومنظمة اليونيسيف لمطالب اللاجئين والمتطوعين في المخيم». يذكر أن البرنامج التابع للأمم المتحدة يساعد أكثر من نصف مليون لاجئ سوري فروا من الحرب الدائرة في بلادهم إلى الأردن منذ نحو ست سنوات من خلال نظام المسح وبرنامج لقسائم الشراء الإلكترونية. «بصمة العين» في مخيم الزعتري… بين حاجة اللاجئين وخوفهم من تسريب بياناتهم الشخصية فراس اللباد |
الجبهة الوطنية تتبنّى مقترحاً بإنشاء مركز موحد لإسقاط النظام في السودان Posted: 19 Jan 2017 02:21 PM PST الخرطوم ـ «القدس العربي» : قدمت الجبهة الوطنية العريضة في السودان مقترحاً لإنشاء مركز موحد لإسقاط نظام الرئيس عمر البشير، وذلك وفقاً لثلاثة أسس يتم الاتفاق عليها في اجتماع «نداء السودان» المنعقد حاليا في باريس. وحدد رئيس الجبهة وعضو الهيئة الرئاسية لحزب الاتحادي الديمقراطي، علي محمود حسنين، الأسس التي يقوم عليها المقترح. وتتمثل في أن إسقاط النظام موقف نهائي استراتيجي ويتحمله الشعب السوداني وحده، ويستند على رفض أي تحاور مع النظام ورفض أي مبادرة تهدف إلى الجلوس معه. وأوضح أن «تغيير النظام يتم عبر العصيان المدني والانتفاضة الشعبية السلمية في التوقيت والكيفية التي يقررها المركز الموحد». وأكد حسنين أن «موقفهم ثابت منذ تأسيس الجبهة الوطنية العريضة في 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2010 وذلك بإسقاط النظام ورفض أي تحاور معه مبدئياً». وأشار إلى أن «هذا الموقف ينسجم مع المنطق»، معتبراً أن: «إسقاط النظام والتحاور معه خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا، وهو أيضأ قائم على دراسة موضوعية وفحص عميق للنظام وطبيعته وأهدافه ومراميه، وهو أيضأ مستند على تجارب الحوارات مع النظام بدءأ من اتفاق السلام الشامل، واتفاق جيبوتي، واتفاق التراضي الوطني، واتفاق أبوجا، واتفاق اسمرا، واتفاق القاهرة، والدوحة وغيرها». وعدّد الأسباب التي تجعلهم يرفضون التحاور مع النظام وأبرزها أن «النظام ظل يدخل في حوارات منذ استيلائه على السلطة بهدف شق المعارضة وتفتيتها وتقزيمها»، مشيراً إلى أن «التحاور مع النظام يعني الاعتراف به والتعامل والتعايش معه فيزداد النظام قوة ومنعة وتضعف وتتضاءل المعارضة». وأضاف أن «الجلوس مع النظام يعني أنه أصبح جزءأ من الحل بينما هو أصل البلاء والخطايا ولا يمكن أن يكون جزءأ من الحل». وتابع: «التحاور يعني تحصين النظام ورموزه من أي مساءلة أو محاسبة عن كل جرائمه التي ارتكبها بدءأ من قيام الانقلاب وتمزيق الوطن وجرائم القتل والإبادة والاغتصاب والفساد وغيرها». وطالب حسنين بـ»تفعيل ميثاق الدفاع عن الديمقراطية الذي وقعت عليه كل القوى السياسية والمهنية والنقابية في تشرين الثاني/ نوفمبر 1985 والذي ينص على عدم الاعتراف بأي حكومة تأتي عبر انقلاب عسكري». ويؤكد الميثاق أيضاً، وفق المصدر ذاته «رفض القوى السياسية لأي اتفاقيات يبرمها النظام الانقلابي ويعتبرها باطلة بطلانأ مطلقاً». وحسب حسنين فإن «الميثاق تضمن بنودأ تسعة منها اعتبار كل من يؤيد نظامأ انقلابيا عدوأ للسودان وترفض الاعتراف بأي ديون يتحصل عليها النظام الانقلابي». ونوه إلى أن «الميثاق تم إيداعه لدى مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية (كما كان اسمها آنذاك) وإلى منظمة المؤتمر الإسلامي». وبين أن «الجهة الوحيدة في السودان التي رفضت التوقيع على ميثاق الدفاع عن الديمقراطية هي الجبهة الإسلامية القومية وهي التي تحكم الآن تحت اسم المؤتمر الوطني». وحدد المقترح كذلك، مهام الفترة الانتقالية بعد إسقاط النظام والمتمثلة في تصفية النظام الشمولي تصفية شاملة بإعادة هيكلة الدولة وإقامة حكم تشارك فيه الأقاليم في مساواة تامة على المستوى الإقليمي والمستوى الاتحادي وإعادة بناء السلطه القضائية. إضافة لإعادة بناء الخدمة العامة وتطهيرها من الولاءات الحزبية وإعداد قانون للأحزاب لتكون الأحزاب مؤسسات ديمقراطية يعلو فيها صوت قواعدها وتكون حارسة وحامية للنظام الديمقراطي، مع ضرورة محاسبة ومحاكمة كل من قام أو شارك في الانقلاب وارتكب جرائم وفق قانون للفساد السياسي والفساد الاقتصادي والفساد الإعلامي وإقرار العزل السياسي بموجب أحكام القضاء لكل من تثبت إدانته في جريمة وفق ذلك القانون. ويشمل المقترح رفع الظلم عن كل إقليم أو جماعة أو افراد والتعويض المناسب العاجل، وعقد مؤتمر دستوري جامع لإعداد وإصدار دستور دائم للبلاد تجري على أساسه انتخابات تعددية تنافسية نزيهة حرة. وحسب مقترح الجبهة العريضة، يتم إسقاط النظام عبر العصيان المدني والانتفاضة الشعبية السلمية في التوقيت والكيفية التي يقررها المركز الموحد، وتبدأ فترة انتقالية عقب إسقاط النظام مدتها بين ثلاث إلى خمس سنوات مهمتها الأساسية التصفية التامة لنظام الإنقاذ وإعادة بناء الدولة وفق الأسس التي يتفق عليها. وبينت الجبهة الوطنية العريضة أن مقترحها لاقى قبولا من فئات المجتمع المدني كافة، ومن ضمنها القوى السياسية والشبابية والمهنية والنقابية وعلى ضوئه تم إبرام اتفاق مع الحركة الشعبية بالعمل على إسقاط النظام وعدم التحاور معه واتفاقات آخرى مع الحزب الشيوعي السوداني وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور. الجبهة الوطنية تتبنّى مقترحاً بإنشاء مركز موحد لإسقاط النظام في السودان صلاح الدين مصطفى |
آلاف الفلسطينيين يتظاهرون في نابلس والخليل ورام الله تحت شعار موحد «لا لنقل السفارة الأمريكية للقدس» Posted: 19 Jan 2017 02:20 PM PST رام الله – «القدس العربي»: خرج الفلسطينيون في نابلس ورام الله والخليل إلى الشوارع تنديداً واستباقاً لقرار مرتقب قد يصدر عن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، يقضي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة. ورفعت الأعلام الفلسطينية وسط هتافات تؤكد فلسطينية القدس عاصمة الدولة المستقلة. وتحدث في تظاهرة نابلس محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نيابة عن الفصائل الفلسطينية كافة، معتبراً أن الاحتلال ينفذ يومياً جرائم كثيرة بحق الشعب الفلسطيني، يضاف إليها ما ينوي الإقدام عليه الرئيس ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهذا يعني اغتيال جميع المعاهدات وضرب أي أمل لإقامة الدولة الفلسطينية وتكريسا للاحتلال. وأضاف أن الشعب الفلسطيني جاهز لأي تضحية من أجل القدس وتراب فلسطين ولا يمكن أن يسمح بهذه الخطوة. وقال أكرم الرجوب محافظ نابلس إن هذه التظاهرة رسالة وطنية فلسطينية للعالم تعبر وبصوت واضح أن التغيير في السياسة الأمريكية وبهذا الشكل الساخر يشكل رسالة إلى الشعب الفلسطيني وإلى أحرار العالم مفادها أن لا دولة فلسطينية ولا حقوق وطنية للشعب الفلسطيني ولا أمل ولا طموح لشعب فلسطين في إقامة دولته وعاصمتها القدس. خطوة ترامب هي أخطر رسالة للشعب الفلسطيني فليس هناك أخطر من فقدان الأمل بإقامة الدولة. وفي رام الله والخليل أكد المتظاهرون رفضهم لوعود ترامب بنقل السفارة، واعتبروا أن الوعد يمثل جريمة كون فلسطين وفقا لحدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس وتسمية عاصمتها عاصمة لدولة أخرى يعد جريمة ثانية. وفي السياق أصدرت اللجنة الوطنية لمنع نقل السفارة الامريكية للقدس بيانا قالت فيه إن «للقدس أهمية استثنائية وفريدة على مختلف الصعد السياسية والدينية والروحية وقد شكلت على الدوام مركزا للصراع في الشرق الأوسط وإحدى القضايا الحاسمة لحل الصراع في الشرق الأوسط، وبالتالي فإنه لا يمكن التساهل مع أي قرار بشأنها ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستهانة بعواقبه». وقالت اللجنة إن مجلس الأمن الدولي وهو الجهة المكلفة بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين اعتمد عدة قرارات بشأن القدس بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 2334 لعام 2016 الذي أوضح بشكل غير قابل للتأويل وضع القدس. وأكد مجددا مركزيتها كما أكد المبادئ الدولية التي تنطبق على الحالة السائدة فيها، إذ أشار مجلس الأمن بعبارات لا لبس فيها إلى أن جميع التدابير والإجراءات التشريعية والإدارية التي اتخذتها إسرائيل دولة الاحتلال وترمي إلى تغيير طابع ووضع مدينة القدس المقدسة ليس لها أية شرعية قانونية وتشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وعقبة حقيقية أمام تحقيق السلام في الشرق الأوسط. كما أن قرار مجلس الأمن رقم 478 لعام 1980 حدد بشكل واضح مسؤوليات المجتمع الدولي في هذا الشأن، وأكد عدم الاعتراف بـ«القانون الأساسي» وغيره من أعمال إسرائيل الناتجة عن هذا القانون، والتي تهدف لتغيير طابع ووضع القدس». ودعا «الدول التي أقامت بعثات دبلوماسية في القدس إلى سحب هذه البعثات من المدينة المقدسة». وأكدت اللجنة أن نقل السفارة الأمريكية للقدس مخالفة واضحة وأساسية لقواعد القانون الدولي ما قد يقود نحو زلزال سياسي وقانوني وستكون له عواقب بعيدة المدى لا يمكن التنبؤ بها، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة اضطرابات غير مسبوقة سيكون لها من دون أدنى شك تداعيات عالمية إذ إنه من غير الممكن بناء السلام دون إيجاد حل عادل لقضية القدس وأولئك الذين يعملون على ترسيخ تحقيق الضم الإسرائيلي غير القانوني للمدينة المقدسة يجعلون من تحقيق السلام أمرا بعيد المنال وينحون بأنفسهم عن لعب أي دور لتحقيقه. واعتبرت اللجنة أن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيشكل بكل تأكيد عملا عدوانيا ضد حقوق الشعب الفلسطيني وانتهاكا خطيرا للقانون الدولي ومن شأنه أن يقود إلى إنهاء أي فصل لتحقيق حل الدولتين على أساس حدود عام 1967 إذ أن موت حل الدولتين سيقود نحو تغيير هائل في مسيرة الصراع وفرص حله مع ما يحمله ذلك من عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها. كما أن قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها للقدس لن يشكل إضرارا بالشعب الفلسطيني وحده إنما سيقود بلا شك إلى تعزيز الاستعمار والظلم والعدوان. ودعت الإدارة الأمريكية الجديدة لتقييم عواقب هذه الخطوة بعناية على صورة الولايات المتحدة وعلى مصالحها وأمنها، إذ أن دورها الحقيقي هو خدمة مصالح الشعب الأمريكي وليس خدمة مصالح المستوطنين. ومن المستحيل تفهم أي مبرر لهذه الخطوة العدوانية الاستفزازية التي تتعارض مع مواقف جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة خلال العقود الثلاثة الماضية الديمقراطية والجمهورية منها التي تتعارض بشكل صارخ مع الإجماع الدولي الذي لا يتزعزع وهو الأمر الذي سيؤثر دون أدنى شك على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة والعالم. ورأت اللجنة أن على الإدارة الأمريكية أن تختار بين الانقياد نحو القوى اليمينية الأكثر تطرفا في إسرائيل وممثليها في الحكومة الإسرائيلية أو اختيار الدفع بعملية السلام قدما، ويجب أن يكون واضحا أن هذين الموقفين لا يلتقيان أبدا وعلى الرئيس المنتخب ترامب أن يفهم أن قرار نقل السفارة للقدس هو أحد القرارات الخطيرة والحاسمة التي من شأنها تحديد علاقة الولايات المتحدة تحت رئاسته مع فلسطين والمنطقة العربية، والعالم الإسلامي وبقية المجتمع الدولي. ودعت المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي وجميع الدول والشعوب المحبة للحرية في جميع أنحاء العالم للعمل يدا بيد للحؤول دون تحقيق هذا القرار الخطير والدفاع عن حقوق الإنسان والقانون الدولي وحشد كل الطاقات الشعبية والسياسية والأخلاقية من اجل ذلك «إذ أننا بحاجة أكثر من أي وقت مضى لوضع حد للظلم والحرمان الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني منذ ما يزيد عن 70 عاما بما في ذلك الاحتلال العسكري والاستعماري للضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة منذ ما يزيد عن 50 عاما. آلاف الفلسطينيين يتظاهرون في نابلس والخليل ورام الله تحت شعار موحد «لا لنقل السفارة الأمريكية للقدس» فادي أبو سعدى |
مجلس النواب المغربي يوافق بالإجماع على القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي Posted: 19 Jan 2017 02:20 PM PST الرباط – «القدس العربي»: يسابق المغرب الزمن بالوصول الى القمة الافريقية الـ28 المقررة في اديس ابابا وملف التحاقه بالاتحاد الافريقي كاملاً من الناحية القانونية، وذلك من خلال مصادقته النهائية على ميثاق الاتحاد. ويأتي الحرص المغربي على استكمال الاجراءات، لانه يتحاشى طرح موضوع التحاقه بالاتحاد خلال القمة ويريد ان تعقد القمة وهو عضو كامل العضوية، بعد ان ضمن تأييد 40 دولة من 52 دولة الاعضاء بالاتحاد، ولا يبقى امام المفوضية الافريقية الا ان تعلن، بعد تسلمها الرسمي لملف التصديقات، ان المغرب عضو في المنظمة الافريقية التي انسحب منها قبل 32 عاماً احتجاجاً على قبولها الجمهورية الصحراوية التي تشكلها جبهة البوليساريو. وصادق مجلس النواب المغربي الاربعاء بالاجماع على «مشروع قانون رقم 01.17» يوافق بموجبه على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي الموقع بلومي (الطوغو) في 11 تموز/ يوليو 2000، كما تم تعديله بالبروتوكول الملحق به، المعتمد بأديس أبابا (إثيوبيا) في 3 شباط/ فبراير 2003 وبمابوتو (الموزمبيق) في 11 تموز/ يوليو 2003» ومن المقرر ان يصادق مجلس المستشارين على الميثاق مساء الخميس، ليعلن رسمياً وبشكل نهائي من خلال النشر بالجريدة الرسمية مصادقته على الميثاق، ليسحب من خصومه ورقة لوحوا بها كثيراً. وقال صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي أن 40 دولة تدعم عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، وأضاف أثناء تقديمه مشروع القانون الذي يوافق بموجبه على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي أمام مجلس النواب في الجلسة النيابية العامة التي عقدت مساء الأربعاء، إن «المغرب قام بحملة دولية واسعة لحشد دعم سريع ومكثف»، موضحاً أنه نجح إلى حدود اليوم في تأمين أكثر من النصاب القانوني، وهو 28 دولة التي ينص عليها القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي. وأضاف مزوار أن «40 دولة تدعم المغرب إيجابياً»، وأن «رسائل دعم في الأيام المقبلة ستأتي إلى المملكة»، وأن «المغرب يستشرف قرار القمة المقبلة بشأن طلب العضوية، والذي سيكون إيجابياً». واكد وزير الخارجية المغربي أن بلاده تستبق العراقيل التي تريد إدخالها في متاهات التأجيل، وأن هذه المصادقة تأتي «اختزالاً للوقت، ولكي يشغل المغرب مقعده داخل الاتحاد الإفريقي». وقال إن الهدف هو «تجريد خصوم المغرب من ورقة ضغط لتعطيل مسار عودة بلادنا إلى أسرتها المؤسساتية الإفريقية»، موضحاً أنهم «كانوا يترقبون مجريات المصادقة لاستغلال عدم مصادقة البرلمان المغربي على القانون التأسيسي للضغط على عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي». واضاف مزوار أن «ردود الفعل المتشنجة من طرف البعض دليل على الإزعاج والتوجس من سياسة المغرب التي ليست موجهة ضد أحد»، وأن «يد المغرب ممدودة للجميع، بل هدفها أن يرفع المواطن الإفريقي رأسه عاليا ويطوي صفحات التطاول على كرامته ومصالحه». واعتبر أن المصادقة من طرف البرلمان على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي ليست عملاً مسطرياً (اجرائياً)، بل سياسيا ينم عن تقدير المغربي لحنكة المسؤولين الأفارقة، مؤكداً «جدية المغرب في الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي في القمة التي ستعقد نهاية هذا الشهر في أديس أبابا». واجمعت الفرق البرلمانية للأحزاب الممثلة في مجلس النواب، على المصادقة على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، وان كانت بعض المداخلات قد ابدت حذرها من تأويل بعض مواد الميثاق الافريقي لصالح مناهضي الوحدة الترابية للمغرب ومغربية الصحراء التي استردها من اسبانيا 1976، وان تكون عضوية المغرب الى جانب عضوية الجمهورية الصحراوية بمثابة اعتراف مغربي باستقلال الصحراء. واكد سعد الدين العثماني، رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية (الحزب الاول في مجلس النواب)، على أهمية قرار «عودة المغرب للاتحاد الإفريقيّ، الا انه اقترح «أن يكون هذا الخرق في الفصل الرابع والتلاعبات المسطرية الأخرى بالميثاق، التي تمت سنة 1984 أحد المداخل القانونية والسياسية في مرافعة المملكة أمام المنتظم الإفريقي في أديس أبابا نهاية هذا الشهر، بل وخلال كل التحركات الدبلوماسية التي ستليها، إلى أن يتم استكمال المساطر القانونية لطرد الكيان الوهمي أو على الأقل تجميده». وأضح العثماني، أن «العراقيل التي وضعتها رئيسة المفوضية الإفريقية خدمة لأجندة خصوم المغرب، تستوجب علينا اتخاذ كافة الاحتياطات القانونية والسياسية لتفادي الوقوع في الفخاخ التي قد تنصب في طريق انضمام المغرب»، وقال ان من بين الشراك المتوقعة التي تستند إلى «عيوب قانونية في النظام الأساسي للاتحاد الإفريقي، والتي يجب الاستعداد لها قانونياً وسياسياً»، المادة 2 من القانون الأساس، التي تنص على الدفاع عن سيادة وسلامة الدول الأعضاء، «التي قد يؤولها أعداء المغرب لفائدة الكيان الوهمي» و»عدم وجود مادة تتحدث عن طرد عضو من الاتحاد باستثناء المادة 30 التي تتحدث عن تعليق العضوية في حالة انقلابات عسكرية أو ما شابهها، ومسألة الاعتراف بالحدود الموروثة عن الاستعمار، بالإضافة إلى «مسألة العضو المؤسس (الكيان الوهمي) وغيرها من النقاط والمناطق الرمادية القابلة للتأويل». وقال عبد اللطيف وهبي، رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة، إن «ما يقوم به المغرب هو العودة للموقع الطبيعي له في المنظمة الإفريقية»، و»الآخرون لا يتوفرون على الشرعية القانونية». واكد بخصوص تفسيره للمادة الرابعة من الميثاق التأسيسي، التي تنص على «عدم المساس بالحدود الموروثة عن الاستعمار»، ونصوص أخرى متعلقة «بجرائم الحرب ضد الإنسانية» أنه «لا وجود لدول بدون أرض وبدون سلطة»، مضيفاً، «أن «البوليساريو لا تملك شعباً ولا أرضاً ووجودها يخل بمفهوم الدولة كما حدده القانون الدولي». واعرب نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية،عن أمله بتوخي «الكثير من الحذر من أن يذهب البعض إلى قراءة نصوص الميثاق بما يهدد وحدة المغرب»، مؤكداً أنه «بمصادقة المغرب على القانون الإفريقي وضع حد لسياسة المقعد الفارغ»، مشيراً إلى أن قرار الملك للعودة يعني العودة لمنظمة إقليمية يعتبر المغرب من مؤسسيها». وأكد عمر بلافريج النائب عن فيدرالية اليسار أن الحركة اليسارية في المغرب كانت دائماً داعمة للقضية الوطنية، وأن الوثيقة التأسيسية للاتحاد الأفريقي تتضمن العديد من المخاطر، «لكن نحن كفدرالية اليسار مطمئنون لقدرات الشعب المغربي في الدفاع عن وحدته. والمهم هو وجود المغرب في جميع الهيئات الدولية، بما فيها التي تضم خصوم المملكة، وذلك من أجل فتح الحوار مع الحلفاء وكذلك الخصوم. كما أن من الضروري اليوم أن يكون هنالك نقاش مع ممثلي البوليساريو كي نتمكن في الأخير من إقناع هاته الفئة بالرجوع إلى المغرب». وأضاف أن فدرالية اليسار صوتت بنعم على القانون التأسيسي رغم المخاطر، «لأننا مؤمنون بقدرة شعبنا على الدفاع عن وحدته الترابية، رغم جميع مساعي خصوم المملكة»، معرباً عن أمله في أن يتم الاجتماع على مسألة الديمقراطية كما تم الإجماع على القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي. مجلس النواب المغربي يوافق بالإجماع على القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي محمود معروف |
مصادر إسرائيلية: قانون ضم معاليه ادوميم سيشمل منطقة «اي 1» كلها Posted: 19 Jan 2017 02:20 PM PST رام الله – «القدس العربي»: قال حاسم بدران الناطق باسم حركة حماس إن التصعيد الأخير للاحتلال تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية والداخل المحتل يستوجب تصعيدا في العمليات والمواجهات لردع الاحتلال باللغة التي يفهمها. وأكد بدران في تصريح مكتوب وصل «القدس العربي» على أن المقاومة وشباب الانتفاضة لن يسكتوا على جرائم الاحتلال التي كان آخرها استشهاد الشاب يعقوب أبو القيعان في أم الحيران في النقب المحتل فضلا عن شهيدي الضفة نضال مهدادي من طولكرم وقصي العمور من تقوع. وأضاف أنه في ظل اختتام من يلهثون وراء السلام لمؤتمرهم في باريس يمارس المحتل على الأرض أبشع الجرائم والانتهاكات بحق شعب أعزل، دون أن يكترث هؤلاء لآهاته وآلامه ولذلك «وجب على شعبنا أن ينتزع حقوقه بسواعد شبابه ومقاومته وأن يفوت الفرصة على المتآمرين على القضية واللاهثين خلف سراب المفاوضات». ودعا شباب الضفة الغربية والداخل المحتل لتصعيد مواجهاتهم مع الاحتلال وإرباكه عند كافة نقاط التماس. وحيا القيادي في حماس صمود ووقفة بلدة أم الحيران وأهالي الداخل في وجه قرارات الهدم الصهيونية، مذكرا بذات الوقت ببطولات شباب مخيم قلنديا وتصديهم لقوات الاحتلال. كما شدد على أن تصاعد سياسة الهدم في الأيام الأخيرة في الضفة والداخل يعد تصعيدا خطيرا يستوجب من الكل الفلسطيني والعربي والمسلم وقفة عاجلة للتصدي لهذه الهجمة الاحتلالية، بحسب تعبيره. وقال رأفت عليان القيادي في حركة فتح إن ممارسات حكومة الاحتلال في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48 وخاصة ما جرى في قلنسوة وأم الحيران «يذكرنا بالممارسات نفسها التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي في نكبة الـ 48»، مضيفا «أن شعبنا المصمم على مواجهة هذه الاعتداءات بمزيد من التحدي والصمود ومقاومة الاحتلال. وأكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول أن يصدر أزماته الداخلية في إسرائيل بالتصعيد ضد أبناء الشعب الفلسطيني فأصبح التهديد الإيراني والجبهة اللبنانية مع حزب الله وخطر الإنفاق مع غزة مستهلكا في الشارع الإسرائيلي حيث كانت حكومة الاحتلال تستخدم مثل هذه المواضيع إما في الدعاية الانتخابية وإما في تصدير الأزمات الداخلية لإرضاء الشارع الإسرائيلي وإشغاله في هذه التحديات. واليوم تحاول حكومة الاحتلال إعلان الحرب على أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل وفي كافة الأراضي الفلسطينية وخاصة القدس من خلال التصعيد غير المسبوق في هدم المنازل وتهجير السكان والاغتيالات الميدانية المتكررة لإرضاء المستوطنين ولتنفيذ مخطط الاحتلال الهادف لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم ومنازلهم خاصة في أراضي 48 والقدس المحتلة لصالح المستوطنين ولضم الضفة الغربية لإسرائيل في تحد واضح للسياسة الدولية ولكل القرارات الأممية والدولية. مؤكدا أن العجز الدولي لوقف هذه الانتهاكات جعل الاحتلال يتمادى في انتهاكاته ضد شعبنا ومقدساته . وحيا أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل على وقفتهم وصمودهم في وجهه هذا الاحتلال الذين استطاعوا بوحدتهم أن يشكلوا نموذجا وطنيا في حماية أراضيهم التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي طردهم منها، مرسلين رسالة للاحتلال الإسرائيلي وللعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني لم ولن يستسلم أمام هذه الممارسات الاحتلالية وانه مصمم على نضاله ومقاومته للاحتلال حتى إزالة هذا الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. ونعى عليان يعقوب أبو القيعان الذي استشهد دفاعا عن أرضه في أم الحيران، كما تمنى الشفاء العاجل لكافة الجرحى وفي مقدمتهم عضوا الكنيست أيمن عودة وأسامة السعدي اللذان اصيبا أثناء تصديهما لاقتحام القرية. وعلى وقع التصريحات من حركتي فتح وحماس واتفاقهما على أن ما يجري تصعيد إسرائيلي غير مسبوق كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن مشروع قانون ضم مستوطنة معاليه ادوميم المتوقع طرحه للتصويت بعد غد الأحد يسعى لفرض القانون الإسرائيلي على المستوطنة وبالتالي على المنطقة اي 1. وقد اثارت مخططات البناء في هذه المنطقة انتقادا دوليا شديدا فتم تأخيرها كلها لأسباب سياسية منذ عام 2005. لكن المبادر للقانون يوآب كاش النائب عن الليكود قال إنه إذا ثار خلاف في الائتلاف فإنه سيوافق على التسوية وترك المنطقة اي 1خارج المناطق التي سيتم ضمها. وأضاف: «بالتأكيد قد نضطر كجزء من تسوية الى تمرير القانون بدون اي 1وهذه مسألة يمكن دراستها. لا أريد لأحد ان لا ينضم الى الإجراء بسبب كون السيادة ستشمل المنطقة اي 1». يشار الى ان منطقة اي 1 تمتد على مساحة 12 كيلومترا مربعا شمال وغرب مستوطنة معاليه ادوميم. وتعارض طول العالم البناء الاسرائيلي فيها لأن ذلك سيعني فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها وسيصعب إقامة دولة فلسطينية متواصلة الأطراف. وقال كيش «إن 80 % من الجمهور يؤيد فرض السيادة على معاليه ادوميم. في هذه المرحلة سنترك للجنة التي ستناقش القانون في الكنيست تحديد خطوط السيادة وقد يتم تحويل الصلاحية الى وزير الداخلية. لقد تعمدنا عدم ذكر منطقة اي 1 بشكل مفصل في القانون». ورفض رؤساء أحزاب «كلنا» و»يهدوت هتوراه» و«شاس» المشاركة في الائتلاف وكشف مواقفهم من مشروع القانون، علما أن اللجنة الوزارية التي ستناقش مشروع القانون تتخذ قرارها بناء على تصويت الوزراء. لكن قرار دعم او إسقاط مشروع قانون حساس يتم في أحيان متقاربة على أساس توجيهات رئيس الحكومة او وفقا لنقاشات سابقة تجريها كتل الائتلاف. وقالت مصادر في الليكود إن نتنياهو قد يؤخر التصويت على مشروع القانون او يمنعه «لأنه لا يريد تحدي ترامب مع مشروع قانون من شأنه إحداث تغيير جوهري في المنطقة بعد يومين فقط من دخوله الى البيت الأبيض» حسب ما قاله أحد المسؤولين الإسرائيليين الكبار في الحزب. مصادر إسرائيلية: قانون ضم معاليه ادوميم سيشمل منطقة «اي 1» كلها |
رئيس الحكومة المصرية يتوقع إقرار البرلمان التعديل الوزاري نهاية الشهر Posted: 19 Jan 2017 02:19 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي « ووكالات: قال رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، أمس الخميس، إن المشاورات جارية بشأن التعديل الوزاري، متوقعاً تقديم الترشيحات للبرلمان لإقرارها بنهاية الشهر الجاري، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط. وجرى التعديل الوزاري السابق في مارس/ آذار الماضي عندما عين الرئيس عبد الفتاح السيسي عشرة وزراء جدد من بينهم وزيرا المالية والاستثمار. ونقلت الوكالة الرسمية عن إسماعيل قوله «المشاورات ما زالت جارية بشأن التعديل الوزاري المرتقب… من المتوقع أن يتم الانتهاء من المشاورات بحلول الأسبوع المقبل على أن تقدم الترشيحات للبرلمان لإقرارها نهاية الشهر الجاري». وأضاف أنه «لم يتحدد حتى الآن عدد الحقائب الوزارية التي سيتم إجراء التعديل بشأنها». وذكرت الوكالة أن «إسماعيل قال إن من الوارد دمج بعض الوزارات دون أن يحدد وزارات بعينها». وتجري مصر حالياً إصلاحات اقتصادية مؤلمة بعد توقيعها برنامج قروض بقيمة 12 مليار دولار مع صندوق النقد الدولي في نوفمبر/ تشرين الثاني. ويأتي الكلام عن تعديل وزاري في ظل أزمات خانقة تشهدها مصر، بينها أزمة الأدوية التي تفاقمت بعد قرار وزير الصحة أحمد عماد الدين، برفع أسعار عدد من الأصناف وخاصة التي يستخدمها المواطنين بشكل كبير. وأعلنت الوزارة أن بعض شركات الأدوية قدمت تظلمات على التسعيرة الجديدة، كما أقامت نقابة الصيادلة دعوى أمام القضاء الإداري ضد وزير الصحة، للمطالبة ببطلان قراره بزيادة أسعار الأدوية. ومن جانبه، أقام محيي الدين إبراهيم، نقيب الصيادلة، دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة تطالب ببطلان القرار رقم 23 لسنة 2017، بخصوص تسعير أصناف المستحضرات الصيدلية المحلية والمستوردة. واختصمت الدعوى التي حملت رقم 23490 لسنة 71 قضائية وزير الصحة بصفته، لوجود تسعريتين في وقت واحد للدواء وهو ما يخالف القانون ولوائح التسعير، حسب ما جاء في الدعوى. وكان عماد الدين، عقد الأربعاء الماض،٬ اجتماعاً في الإدارة المركزية لشؤون الصيدلية وذلك لمتابعة تسلم شركات الأدوية لإخطارات التسعيرة الجديدة للأصناف، التي تم تحريك سعرها خلال الأيام السابقة. وأبدى حرصه على متابعة تسلم الشركات لإخطارات التسعير بنفسه، لافتًا إلى أن عدد الشركات بلغ 448 شركة. وأشار إلى أنه سيتم الانتهاء من إخطار جميع الشركات خلال الأسبوع المقبل، وأن هناك بعض الشركات تقدمت بتظلمات للتسعير تتم دراستها حاليًا وسيتم البت بها خلال الأسبوع المقبل. وكشف الوزير أن «هناك تحسنا كبيرا في توفير النواقص منذ الأيام القليلة الماضية في جميع الصيدليات على مستوى الجمهورية، وذلك من خلال تقارير إدارة النواقص في الصيدلة». وأعلن أن «شركة IMS العالمية المتخصصة في حصر أسواق الدواء في جميع دول العالم أصدرت إحصاءاتها للعام 2016، والتي كشفت عن أن الأصناف الدوائية المسجلة والمتداولة في مصر بلّغت 13076، بدلًا من 12024 الذي تضمنته إحصاءاتها للعام 2015 ما يفيد أن الأدوية التي تم تحريك أسعارها تمثل 22٪ من الأدوية، وأدوية الأمراض المزمنة تمثل 4.7 ٪ فقط من عدَّد الأدوية المسجلة والمتداولة في السوق المصرية». كما أعلن وزير الصحة والسكان، خلال الاجتماع، أنه «تواصل مع شركات الأدوية المحلية والعالمية وغرفة صناعة الدواء لحل مشكلة الأدوية المرتجعة «الأدوية منتهية الصلاحية»، مؤكداً أنه «تم الاتفاق على ارتجاع الأدوية منتهية الصلاحية للشركات المنتجة بدون فواتير لمدة 6 شهور، وبعد الـ6 شهور ستقبل الشركات المرتجعات منتهية الصلاحية بفواتير البيع». وأوضح، أن «هذه الخطوة تضمن خلو السوق المصرية من الأدوية المنتهية الصلاحية»، مشيرًا إلى أنه سيصدر قرار وزاري بذلك خلال الأسبوع المقبل، وذلك في إطار ضبط سوق الدواء والتخلص الأمن من الأدوية المنتهية الصلاحية». وشدد على أن «الزيادة السعرية للأدوية لن تطبق إلا على الأدوية التي تم إنتاجها من بعد يوم 12 يناير/ كانون الثاني الماضي للأدوية المحلية، وكذلك الأدوية المستوردة من تاريخ دخولها البلاد بعد ذلك التاريخ». وأكد خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، أن «الوزارة لم تحل أزمة ارتفاع أسعار الأدوية على حساب المواطنين»، مشيراً إلى أن شركات الأدوية طالبت 3 مرات بزيادة سعر الدواء». وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح أون»، المذاع على فضائية «أون لايف»: «تفاوضنا مع الشركات لغاية ما قالوا مش هنقدر ننتج دواء، واحدة واحدة مش هيبقى في دواء في السوق، وعرضنا كل الحلول على الشركات لكنهم أصحاب الكلمة». وأوضح أن «الوزارة لم تسمح لمصانع الأدوية بطمس الأسعار القديمة ووضع السعر الجديد». وقال النائب البرلماني خالد هلالي إن «لجنة الصحة في مجلس النواب صدقت على تشكيل لجنه دائمة لمتابعة سوق الدواء وإصدار توصيات فيما يخص الأزمة، كما أن الصيادلة أقل تأثراً من مجالات آخرى نتيجة الظروف الحالية». وحمل خلال لقائه مع الإعلامي ماجد علي في برنامجه «لقمة عيش» والمذاع على قناة العاصمة، رئيس الوزراء ووزير الصحة المسؤولية فيما حدث في سوق الدواء نتيجة تسعيرة الأدوية. وتابع هلالي: «قرار زيادة أسعار الأدوية الأقل من 30 جنيها قرار غير مدروس أدي إلى تدهور المنظومة الصحية وتفاقم أزمة الأدوية «، لافتًا إلى «أن وزير الصحة كان قد تعهد أمام مجلس النواب بالتزام الشركات بتوفير النواقص من الأدوية، وفي حالة عدم تحقيق ذلك سيتم سحب التراخيص من الشركات المخالفة وغلق المصانع إلا أن الشركات لم تلتزم بتعهداتها». وأضاف أن «وزير الصحة أعلن انه لا صحة فيما يتردد عن زيادة في أسعار الأدوية قبل إقرار الزيادة الأخيرة، كما صرح أيضاً بعد ذلك بعدم المساس بأسعار الأدوية المزمنة إلا أن الوزير لم ينفذ وعوده». وأشار إلى أن» لجنة الصحة في مجلس النواب كانت تعقد جلسات استماع دائمة وعقدت اجتماعات مع كل الأطراف للخروج بتوصيات لحل مشكلات الأدوية، فضلاً عن تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفير 186 مليون دولار لتوفير 146 نوعا من الأدوية المزمنة». رئيس الحكومة المصرية يتوقع إقرار البرلمان التعديل الوزاري نهاية الشهر محمد علي عفيفي |
عباس منح الفنان هاني شاكر وسام الثقافة والفنون ومناوشات فلسطينية على مواقع التواصل حول زيارته Posted: 19 Jan 2017 02:19 PM PST رام الله ـ «القدس العربي»: عجت مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين بالكثير من وجهات النظر حول زيارة الفنان المصري هاني شاكر إلى فلسطين وإحياء حفل فني لمناسبة انطلاق الثورة الفلسطينية، خاصة وأن زيارته أتت على وقع أحداث أم الحيران في النقب، وكذلك بعد سقوط شهيدين في بيت لحم وطولكرم في الضفة الغربية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي. شاكر وبعد وصوله الى مدينة رام الله زار مباشرة ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات ومتحفه ووضع إكليلا من الزهور، فيما قلده الرئيس محمود عباس وسام الثقافة والعلوم والفنون «مستوى التألق»، تقديراً لمسيرته الثقافية والفنية الملتزمة في خدمة الثقافة العربية وفي القلب منها فلسطين، مستحقاً بذلك لقب «أمير الغناء العربي». وشكر الفنان هاني شاكر الرئيس عباس على هذه اللفتة الكريمة والكبيرة وتمنى له موفور الصحة والسلامة وللشعب الفلسطيني تحقيق أمانيه بالحرية والاستقلال. وتساءل معن سمارة من رام الله على صفحته في فيسبوك حول ماهية المشكلة في وجود هاني شاكر في فلسطين. بل وطالب بمبرر حقيقي واحد لكل هذا الجدل الدائر على مواقع التواصل خاصة وأن للرجل أغاني وطنية كثيرة وقد عاصر الكثير من القضايا العربية والتاريخ الفلسطيني. ورأى الكثيرون أن المشكلة ليست في هاني شاكر ووجوده وإنما في من دعاه وهي مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمي الفلسطيني، وكذلك سبب دعوته وهو «الاحتفال بانطلاقة الثورة الفلسطينية» وهو ما رآه البعض لا يتناسب مع بعضه البعض. وكتب عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد اللحام يقول إن ما يحدث لا يعدو كونه «فذلكة» فأم كلثوم هي من غنت للحب وغنت «أصبح الآن عندي بندقية»، وعبد الحليم غنى للحب وغنى «خلي السلاح صاحي»، وأصالة غنت للحب وغنت لفلسطين. الاحتفال ليس لحركة فتح بل لوسيلة إعلامية قررت إحياء الذكرى. وطالب بعض المغردين على تويتر أن تكون المرات المقبلة لمثل هذه المناسبات وطنية كانت أم ترفيهية بمشاركة الفلسطينيين الموهوبين كالموجودين في برنامج المواهب «آراب أيدول» كونهم «أولاد البلد» وكلفتهم أقل بكثير من فنان مثل هاني شاكر. وعاد معن سمارة وكتب من جديد على صفحته يقول «هاني شاكر لا يشكل خطرا علينا. الخطر هو هذه البوسترات وهذه الأفكار التي تنتشر بيننا بهدوء وطمأنينة، وفي غياب حالة الوعي فينا». ونشرت بوسترات في بعض شوارع رام الله جاء فيها «عذرا رام الله التحتا فرائحة الخمور والبارات قضت على رائحة البنادق»، واستخدم اسفل البوستر هاشتاغ «بكفي». عباس منح الفنان هاني شاكر وسام الثقافة والفنون ومناوشات فلسطينية على مواقع التواصل حول زيارته |
اختلاف في التقييم بين الجزائر والبوليساريو بشأن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي Posted: 19 Jan 2017 02:18 PM PST مدريد – «القدس العربي»: يوجد اختلاف في التقييم بين الجزائر وجبهة البوليساريو بشأن عودة المغرب الى الاتحاد الإفريقي، إذ تفضل الأولى عدم العودة أو على الأقل تشديد الشروط بينما تعتبر الثانية أن هذه العودة ستصب في صالحها ومنها لعب الاتحاد الإفريقي دوراً رئيسياً في النزاع مستقبلاً. ومن خلال المعطيات التي حصلت عليها «القدس العربي»، ترغب الجزائر في عرقلة عودة المغرب الى الاتحاد الإفريقي، ولهذا تعمل الكثير من الشروط لتحقيق هذا الهدف ومنها إجبار المغرب على التزامات واضحة بشأن الحدود الموروثة عن الاستعمار علاوة على عدم قبوله مباشرة بعد محاولة دراسة طلبه. وتنطلق الجزائر من رؤيتها بأن عودة المغرب قد تخلق انقساماً وسط الاتحاد الإفريقي، إذ قد يتزعم بعض الدول الموالية له مثل ساحل العاج والغابون والسنغال لمعارضة الكثير من القرارات التي عادة ما يتم الإجماع عليها كما يحدث حتى الآن. وفي الوقت ذاته، تعتقد الجزائر أن المغرب سينسق في الكثير من القضايا وجر الدول الافريقية الفرنكفونية الى مواقف معينة في مواجهة الدول الافريقية الأنجلوسكسونية. وكانت دبلوماسية الجزائر قد انتقدت كثيراً المغرب بسبب انسحابه رفقة مجموعة من الدول العربية الملكية واليمن من القمة العربية – الإفريقية الشهر الماضي في مالابو. وفي المقابل، يوجد انقسام وسط جبهة البوليساريو بين مؤيد ومعارض، وإذا كان التيار المعارض هو الأقوى حتى الأسابيع الأخيرة، فالفريق الذي يؤيد عودة المغرب بدأ يفرض براغماتية في التفكير نحو القبول، وفق معطيات «القدس العربي». وتنطلق جبهة البوليساريو من مصالحها الخاصة التي تتعارض أحياناً مع الجزائر. وترى جبهة البوليساريو أن عودة المغرب مكسباً استراتيجياً لها لأنهما سيكونان عضوين في الاتحاد الإفريقي، وهو اعتراف غير مباشر من طرف المغرب بالدولة التي أعلنتها البوليساريو. كما أن الاتحاد لن يجمد عضوية البوليساريو فيه لعدم وجود بند قانوني ينص على ذلك، ثم تشبث بعض الدول بعضوية هذه الحركة. ويضاف الى هذا، قد يشكل تشجيعاً للكثير من الدول لكي تعترف بالدولة التي أعلنتها جبهة البوليساريو. كما أن جبهة البوليساريو ترى في حضور المغرب في الاتحاد الإفريقي فرصة للرفع من استحضار نزاع الصحراء في هذا المحفل القاري بل وإجبار المغرب على قبول المبعوث الخاص للاتحاد في نزاع الصحراء خواكين شيصانو الذي رفض الاعتراف به حتى الآن. ورغم الاختلاف بين الطرفين، فبدون شك سيكون هناك اتفاق بينهما قبل انطلاق أعمال القمة الإفريقية التي ستبدأ خلال الأيام المقبلة في أديس أبابا، حيث سيكون الحدث هو عودة المغرب الى صفوف الاتحاد بعد غياب 33 سنة. وكان المغرب قد انسحب بسبب عضوية البوليساريو، والآن يرغب في العودة. وقد صادق المجلس الوزاري برئاسة الملك محمد السادس الأسبوع الماضي على العودة، كما صادق البرلمان المغربي الأربعاء من الأسبوع الجاري على قرار العودة. اختلاف في التقييم بين الجزائر والبوليساريو بشأن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي حسين مجدوبي |
جيفري فيلتمان: الأمم المتحدة تدعم التنفيذ الكامل لخطة العمل المتعلقة بالقضية النووية الإيرانية Posted: 19 Jan 2017 02:18 PM PST نيوويرك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: في كلمة أمام مجلس الأمن أكد جيفري فيلتمان، وكيل الأمين العام للشؤون السياسية، على أهمية دعم التنفيذ الكامل لخطة العمل المشتركة، والذي سيساعد على تحقيق تطلعات الشعب الإيراني نحو الانخراط بالاقتصاد العالمي والوصول إلى نتيجة مرضية فيما يتعلق بالقضية النووية الإيرانية من قبل مجلس الأمن. جاء ذلك في كلمة له في جلسة لمجلس الأمن عقدت لمناقشة تقرير الأمين العام الثاني بشأن تنفيذ القرار 2231 (2015) والمتعلق بخطة العمل المشتركة الشاملة. وكانت الأمم المتحدة قد رحبت بمرور الذكرى الأولى لما يعرف بــ «يوم التنفيذ»، في إطار خطة العمل المشتركة التي تعد معلما مهما لاتفاق تاريخي توصلت إليه الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا مع إيران عام 2015. وقال فيلتمان في الجلسة المفتوحة للمجلس الأربعاء: «منذ يوم التنفيذ، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية خمسة تقارير توثق استمرار تنفيذ إيران للالتزامات المتعلقة بالشؤون النووية. وفي بيان صادر عن الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي في الذكرى الأولى ليوم التنفيذ، أشارت فريدريكا موغيريني إلى أن رفع العقوبات كما وعد الاتفاق، أدى إلى زيادة في التجارة الثنائية والاستثمار في إيران بما يساهم في تحسين مستويات المعيشة لصالح الجميع. الأمين العام شدد على أهمية حصول جميع المشاركين في الخطة بشكل متساو على الفوائد الكاملة للاتفاقية، ودعاهم إلى مواصلة العمل معا بحسن نية». وأعرب عن تطلعه للسنة الثانية من تنفيذ خطة العمل المشتركة وجدد تأكيده على أهمية المسؤوليات المعينة للمشاركين بهدف التنفيذ الفعال للاتفاقية، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي الأوسع يجب أن يساهم في تنفيذ الخطة على المدى الطويل. وكانت مجموعة الـ 5 + 1 قد توصلت إلى الاتفاقية الشاملة للتأكد من أن برنامج إيران النووي مخصص للأعمال السلمية فقط. وتتشكل المجموعة من الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا. وقد أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بداية هذا الأسبوع في تقرير حول تنفيذ الإتفاقية أن إيران قد تخلصت من جميع أجهزة الطرد المركزية في مجمع فرداو للتخصيب. جيفري فيلتمان: الأمم المتحدة تدعم التنفيذ الكامل لخطة العمل المتعلقة بالقضية النووية الإيرانية عبد الحميد صيام |
إقالة محافظ بغداد والبرلمان يعتزم مساءلة أربعة وزراء Posted: 19 Jan 2017 02:18 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: أعلن عضو مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي، أمس الخميس، أن المجلس صوت على إقالة المحافظ علي التميمي، فيما كشفت اللجنة القانونية النيابية، استيفاء أربعة استجوابات وزارية للشروط الموضوعة من قبلِ هيئة رئاسة مجلس النواب، مشيرة إلى أن البرلمان سيشرع بإدراجها على جداول أعماله خلال الأسبوع المقبل. استجوابات وزارية للشروط الموضوعة من قبلِ هيئة رئاسة مجلس النواب، مشيرة إلى أن البرلمان سيشرع بإدراجها على جداول أعماله خلال الأسبوع المقبل. وقرر المجلس في جلسة علنية في العاصمة بغداد إقالة المحافظ بواقع 34 صوتا من أصل 55 عضوا وذلك بعد انسحاب كتلة (الأحرار) التي ينتمي لها المحافظ والتابعة للتيار الصدري وكتلة (المواطن) التابعة للمجلس الإسلامي الأعلى. وجاءت الإقالة بعد أن صوت المجلس على «عدم القناعة» بأجوبة المحافظ التميمي خلال جلسة الاستجواب الأخيرة التي عقدت الأسبوع الماضي. وقال الربيعي، في تصريح تلفزيوني: «تمت إقالة محافظ بغداد علي التميمي بالأغلبية البسيطة بعد جلسة عقدها المجلس للتصويت على إقالة المحافظ من عدمها». وأوضح أن «أعضاء كتلة المواطن والأحرار وأعضاء مستقلين انسحبوا من جلسة التصويت». يشار إلى أن مجلس محافظة بغداد صوت امس الخميس، على عدم قناعته بأجوبة المحافظ علي التميمي على أسئلة استجوابه. وكان المجلس قد عقد، في 12 كانون الثاني/يناير 2017، جلسة لاستجواب المحافظ علي التميمي، على خلفية اتهامات بقضايا فساد، قبل عقد جلسة ثانية في فندق الرشيد، في 16 كانون الثاني/يناير 2017، لاستكمال الاستجواب، وقرر المجلس بعدها إبقاء جلسة الاستجواب مفتوحة إلى أمس الخميس. وسارع التميمي إلى إعلان عزمه الطعن بقرار إقالته، مؤكدا أن الاستجواب جاء لـ»أسباب سياسية». وكتب على صفحته في «فيسبوك»: «سأتوجه للطعن بقرار الإقالة لدى القضاء ليس طمعا بالمنصب ولكن لإحقاق الحق وفضح الجهات التي حولت حكومة بغداد المحلية إلى ساحة صراع سياسي للاعتياش عليها وتوجيه ضربة سياسية لكتلة الأحرار بسبب كشفنا لملفات الفساد وفضح الجهات التي تقف وراءها». التميمي، سبق أن أكد أن عملية استجوابه كانت سياسية لأن كتلة معروفة تقف وراءها، على حد تعبيره. وقال في حديث تلفزيوني إن مذكرة صادرة من مجلس الشورى تؤكد أن كتلة المستجوب عطوان العطواني طالبت بتغيير المستجوب رداً على دعوة من المحافظ نفسه. وأشار إلى أن استكمال استجوابه سيكون داخل مجلس محافظة بغداد وليس في فندق الرشيد بعد مشاورات مع رئيس المجلس من أجل ذلك. كما تطرق التميمي إلى مشروع «صقر بغداد»، مؤكدا أنه توقف عن العمل بإيعاز من مجلس المحافظة، من أجل متابعة بعض النقاط ما بين الشركة الراعية وقيادة عمليات بغداد. وكان أعضاء المجلس قرروا أن تكون جلسة التصويت داخل فندق (الرشيد) المحصن أمنيا بدلا من مقر مجلس المحافظة خارج المنطقة الخضراء تحسبا لأي ردود أفعال من قبل بعض الجهات. في سياق آخر، كشفت اللجنة القانونية النيابية، استيفاء أربعة استجوابات وزارية للشروط الموضوعة من قبلِ هيئة رئاسة مجلس النواب، مشيرة إلى أن البرلمان سيشرع بإدراجها على جداول أعماله خلال الأسبوع المقبل. وقالت عضو اللجنة، زينب السهلاني، في تصريح إن «رئاسة مجلس النواب أعلنت خلال الجلسات الماضية استيفاء أربعة استجوابات وزارية للشروط القانونية الموضوعة سيتم تفعيلها خلال الجلسات القليلة المقبلة». ولفت إلى أن «البرلمان سيشرع بإدراجها على جداول أعماله خلال الأسبوع المقبل». وأضافت أن «النائبة عن كتلة الأحرار زينب ثابت تقدمت باستجواب وزير الزراعة فلاح الدين زيدان، والنائب رياض الساعدي باستجواب وزير التربية محمد إقبال الصيدلي، والنائبة ماجدة التميمي باستجواب مجلس المفوضين في المفوضية العليا للانتخابات، إضافة لرئيس هيئة الإعلام والاتصالات صفاء الدين ربيع والذي سيستجوب من قبلٍ النائب حنان الفتلاوي». وكشفت النائب عن جبهة الاصلاح نهلة الهبابي، عن تشكيل لجنة من الخبراء والمستشارين للنظر في طلبات الاستجوابات المقدمة من قبل اعضاء مجلس النواب، فيما أشارت إلى ان اللجنة ستحدد ما إذا كان الاستجواب استهداف سياسي من عدمه. وقالت إن «رئاسة مجلس النواب شكلت لجنة من المستشارين والخبراء للنظر في طلبات الاستجوابات المقدمة من قبل اعضاء البرلمان»، مؤكدة أن «الغاية الاساسية من اللجنة هو للتأكيد ان عملية الاستجوابات لا تمثل استهدافا سياسيا لحكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي». واشارت إلى أن «الاستجوابات التي تحدث داخل البرلمان لا تمس حكومة العبادي بل تقتصر على الوزراء المتورطين بالفساد». ولفتت إلى أن «اللجنة ستستكمل الاجراءات القانونية بوجود الادلة الدامغة ضد الوزير ومن ثم يتم رفعها إلى هيئة رئاسة البرلمان لتحديد موعد استجواب الوزير داخل البرلمان». وأضافت أن «هيئة المستشارين التي تتسلم ملفات الاستجوابات تكشف عما إذا كانت الاستجوابات استهدافا سياسيا من عدمه». إقالة محافظ بغداد والبرلمان يعتزم مساءلة أربعة وزراء |
رئيس حكومة إقليم كردستان: المشاكل لاتزال عالقة مع بغداد Posted: 19 Jan 2017 02:17 PM PST أربيل ـ «القدس العربي»: أعلن رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان البارزاني، أمس الخميس، أن «العلاقات جيدة بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية، إلا ان ذلك لا يعني حل المشاكل العالقة بين الطرفين لحد الآن». جاء ذلك على هامش افتتاح رئيس حكومة إقليم كردستان وبالتعاون مع المفوضية العليا لإنعاش وترميم قلعة اربيل ومنظمة رؤيا تحت شعار (الجمال المخفي)، لمعرض للصور في قلعة أربيل. وفيما يتعلق بالإقليم، أكد أنه «لم يتم الاتفاق لحد الآن حول القيام بزيارات مشتركة مع الاتحاد الوطني الكردستاني للأطراف السياسية الاخرى في إقليم كوردستان». أشار نيجيرفان البارزاني، إلى أن «العلاقات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني في تحسن مستمر»، مشيراً بأنه «سيكون هناك اجتماع مشترك مع الاتحاد الوطني الكردستاني الأسبوع القادم». وأوضح أنه «لم يتم الاتفاق لحد الآن حول القيام بزيارات مشتركة مع الاتحاد الوطني الكردستاني للأطراف السياسية الأخرى». وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود البارزاني، حذر من نوايا حكومة بغداد، إفشال كافة الاتفاقيات السابقة بين الحكومتين، بعد الانتهاء الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، وسط تحذيرات من احتمال اندلاع صراع عسكري بين الطرفين لاحقاً. وأشار مجلس قيادة الحزب بعد اجتماعه في اربيل، إلى وجود «جهود مخطط لها للقضاء على التفاهمات والاتفاقات التي حصلت بعد سقوط النظام لإدارة العراق وفق مبدأ التوافق وفرض مبدأ الأغلبية». ولفت في بيان إلى أن «الكرد سيتضررون من هذا النوع من الحكم، لذلك رأت قيادة الحزب ضرورة إعادة تنظيم ومراجعة العلاقة بين العراق وكردستان بشكل يكون على مستوى نضال وتضحيات وانعكاس لموقع شعب كردستان». وكان نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، أعلن من طهران مؤخراً، نيته اعتماد اسلوب الأكثرية (الشيعية) في الحكم بدل أسلوب التوافق بين المكونات العراقية، كما طالب البيشمركه بالعودة إلى حدود 2003. يشار إلى أن الخلافات بين الحكومة المركزية والإقليم نشبت بعد أن قام الأخير بتصدير النفط من جانبه بشكل مباشر في حين كانت بغداد تطالب أن يكون ذلك عبر شركة النفط الوطنية «سومو» لتسجيل وارداته في الموازنة العامة؛ لكن ذلك لم يحدث، فضلاً عن خلافات تتعلق حول مطالبات من جانب بغداد بانسحاب قوات البيشمركه من المناطق التي سيطرت عليها خلال الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». رئيس حكومة إقليم كردستان: المشاكل لاتزال عالقة مع بغداد |
الفردانية ونشأة الرواية Posted: 19 Jan 2017 02:17 PM PST لماذا نشأت الرواية؟ ألا يُعَدُّ طرحها عملا مُكرَّرًا؟ ألا تُعَدُّ مسألة محسومة بحكم ما استقرّ من تفسيرات في صددها. أظنّ أنّ الأمر ليس كذلك؛ إذ تحمل في طيّاتها ّإشكالات لم تضبط بالدقّة اللازمة. ولا تنفصل هذه الإشكالات عن المواقف المعروفة في تحديد نشأة الرواية؛ وهي مواقف أربعة رئيسة: أ- الموقف الذي يُعيدها إلى ظهور الطبقة البورجوازيّة، ويجعل منها التعبير النموذجيّ عنها (هيغل ولوكاتش) ب- الموقف الذي يُعيدها إلى أصول ثقافيّة تتّصل بالثقافة الشعبيّة، خاصة منها الكرنفال، والحكي الساخر (ميخائيل باختين). ج- الموقف الذي يربطها بما هو نفسيّ؛ أي بأصل الولادة، وما يتّصل به من إعادة تخليق الذات- الطفل مرّة أخرى (مارث روبر) د- الموقف الذي يربطها بخاصّية تكوينيّة تتّصل بمفهوم الشخصية، ويرى إليها من زاوية المنطق مُتعدِّد القيم (الازدواج في الهوية: جوليا كريستفا). وأظنّ أنّ الموقفين الأخيرين لا يكادان يخرجان عن كونهما تأويليّيْن يتّصلان بتشكّل الشخصية الروائيّة وتكوينها، ومن الصعب قبولهما في إطار تفسير سياق نشأة الرواية. وإذا عدنا إلى الموقفيْن الأَوَّلَيْن فإنّ ما يستوقف النظر فيهما هو تناقضهما؛ حيث يتّجه أَوَّلُهما إلى جعل الرواية نتاجًا لطبقة عليا (البورجوازية)، بما يعنيه هذا من تعبير عن طموحاتها وتطلّعاتها، بينما يتّجه الثاني نحو جعلها استمرارًا لتعبيرات شعبيّة وتطويرًا نوعيًّا لها. لكن ينبغي التدقيق في هذا التناقض لفهم التقاطع بين الموقفيْن. ويقتضي ربط مسألة التعبير عن الطبقة البورجوازية بسياق ظهورها بوصفها طبقة تقدميّة تحمل قيمًا مُتطوِّرة – إيجابيّة قياسًا إلى قيم قديمة كانت تُمثِّل المجتمع الإقطاعيّ؛ ومن ثمّة يتّسم هذا التعبير بكونه نقديًّا مُهدِّمًا لتصوّر قديم للعالم وبناءَ تصوُّرٍ آخرَ مُغاير يتّصف بكونه يضع في قلبه قيم الحداثة كما هي مُنغرسة في الفكر التنويريّ – البورجوازيّ. ولا بد من التنبّه – هنا- إلى مسألة ارتباط هذا التعبير بمجتمع النثر مقابل مجتمع الشعر. وتُعَدُّ كلُّ نظرة سوسيولوجيّة ميكانيكيّة- في هذا الإطار- غير مقبولة. كما ينبغي فهم التعبير عن الثقافة الشعبيّة الماثل في الموقف الثاني في إطار مُجابهة الثقافة الرسميّة السائدة من قِبَل ثقافة مُضادّة لها تُنتج في أحضان الطبقات السفلى التي تتأسّس على السخرية والتهكّم واللعب والجمع بين طرفي التضادّ والتجدّد. يلتقي الموقفان معًا- على الرغم من تناقضهما في الظاهر- في كونهما يُقرّان معًا بكون نشأة الرواية قامت على أساس نقديّ لثقافة رسميّة – إقطاعيّة. بيد أنّ هذ الاتّفاق يختلف من حيث الشكل الذي يتمّ بوساطته؛ إذ يأخذ بعدًا نقديًّا يقوم على القطيعة الكلِّيّة مع ميراث الثقافة القروسطيّة – الإقطاعيّة في الموقف الأوّل، بينما يتّخذ بعدًا نقديًّا جزئيًّا قائمًا على الاستمرار في الموقف الثاني؛ ومعنى هذا نقد الجزء السلبيّ من الثقافة القروسطيّة بوساطة الجزء الإيجابيّ منها؛ لكن علينا أن نفهم الاستمرار الذي يُشكِّل البعد النقديّ في هذا الموقف بوصفه وسيلة فهم للعالم وبنائه. لكن نرى- على الرغم من وضوح الموقفين السابقين، ومن كونهما صارا دليليْ عمل يُوجِّهان كلّ الدراسات التامّة في هذا الشأن- إمكانًا آخرَ مُختلفًا بمُستطاعه أن يُنير المشكلة على نحو مُغاير. وما هذا الموقف سوى ربط ظهور الرواية بتكوُّن الفردانية وتأسيسها في المجتمع الغربيّ مع ظهور نمط اقتصاديّ جديد (الليبرالية الأولى)، وما اصطحبه معه من تمجيد للفرد والحرية، وما نتج عن هذا الظهور من نشوء لهوّة عميقة بين الخلقي (الأخلاق الخاصّة التي ينتجها الفرد) والتخلّقي (أخلاق المجتمع)، ومن تنافٍ بين الوسيلة والغاية، وعدم تناسب الجهد المبذول والنتيجة المُتحقِّقة. ولا يُمْكِن الفصل بين ظهور الفردانية بوصفها الأساس المُكوِّن لبنية الرواية، والأدب بوصفه صيرورة في التخييل مختلفة عن الأقوال الجميلة والكتابة بعدِّها تحوُّلًا في وسيلة التواصل. ومعنى هذا أنّ كلّ رؤية إلى نشأة الرواية خارج سياق جديد للتخييل تُعَدُّ غير قمينة بالتصديق؛ أي لا بدّ من تفكّر ظهور الرواية في سياق تخييليِّ تداوليٍّ جديد يتكوَّن من أجناس أدبيّة جديدة ظهرت مُوازية لها. ويكتسي ربط الرواية بالكتابة (المطبعة) أهمّية قصوى هنا؛ إذ أفضى هذا الربط إلى القطع مع صيغ التعبير الشفهيّ التي كانت تتحكّم في إنتاج كلّ أشكال التخييل قبل عصر النهضة. وكان من نتيجة هذا القطع أَنْ فُتِح البناء الروائيّ على الاستطراد، والوصف، والحوار، والمُحاكاة الساخرة، والتقاطع مع نصوص أخرى. كما أدّت القراءة الناجمة عن هيمنة الكتابة – التي حلَّت محلّ محفل الاستماع- إلى نشوء الرواية المُتسلسلة ذات الأجزاء تلبية لنظام الإعارة (إيغلتون). كما تُعَدّ الرواية – وفق هذا المنظور- نتاج الغربة بين الكاتب والقارئ في عزلتهما وفردانيتهما، ومن ثمّة فظلّ الاغتراب الذي ميّز علاقة الفرد بما ينتجه في المجتمع البورجوازيّ ماثلٌ هنا بكلّ تأكيد. ويُضاعف هذا الاغتراب الاغتراب الذي يميّز الشخصية الروائيّة في علاقتها بالعالم الذي تعيش فيه. ويُنتج هذا الاغتراب البعد التركيبيّ الذي يُميِّز الرواية في علاقتها بمُجتمعها الحديث، ويتمثّل هذا البعد التركيبيّ في الجمع بين خاصّية السخرية الموروثة عن الثقافة الشعبيّة (التي تُعَدُّ وسيلة فنّيّة لبناء الموقف النقديّ تُجاه العالم) وخاصّية الحرّية التي تُمَكِّن من خلق التباعد تُجاه التنميط الذي يطبع رؤية المجتمع إلى ذاته والعلاقات بين الأفراد داخله. يقود شرط الفردانية كما فكّرنا فيه إلى ضرورة استعادة المُقارنة بين الملحمة والرواية، خاصّة على مستوى الكلّية التي تعني الخضوع للواجب الأخلاقيّ (هيغل) والتوافق السعيد بين الذات والعالم والطبيعة (آلان روب غرييه). ويكاد جلُّ من تناول هذه الخاصّية في إطار المُقارنة المذكورة يُؤكِّد على أنّ الرواية تختلف عن الملحمة في كونها لا تتأسَّس على مبدأ الكلّية، بل على الافتقار إليها. لكنّنا نتحفّظ على هذا الحكم، لا بالتأكيد على عدم صوابه، وإنّما بإعادة موضعته؛ أي بجعل الكلّية هدفًا للرواية، لا شرطًا لها كما في الملحمة. وربّما، بل من المُؤكَّد أنّ الشخصية في الرواية تستشعر افتقارها إلى الكلّية التي تجعلها مُنسجمة مع عالمها. وهذا الاستشعار يجعلها تضع نصب عينيها البحث عنها، ومُحاولة تحقيقها. بيد أنّها لا تفعل ذلك إلّا من زاوية الرغبة في استبدال عالم محلوم به بالعالم الواقعيّ؛ لكنّ هذا السعي يظلّ محكومًا عليه بالتعذّر، حتّى إنّنا نكاد نجزم بأنّ شكل الرواية ليس سوى التعبير عن استحالة هذا السعي. ٭ أديب وأكاديمي مغربي الفردانية ونشأة الرواية عبد الرحيم جيران |
مقطع ساخر من برنامج «الإتجاه المعاكس»… يشاهده بشار الأسد ينتشر كالنار في الهشيم على وسائط التواصل Posted: 19 Jan 2017 02:17 PM PST دمشق – «القدس العربي»: يتداول رواد وسائط التواصل الاجتماعي لقطة من إحدى حلقات «الاتجاه المعاكس» تنتشر كالنار في الهشيم، يشن فيها معد ومقدم البرنامج فيصل القاسم هجوما لاذعا على المخابرات السورية وفبركاتها، ورعبها من الإعلاميين أكثر من رعبها من الإرهابيين وإسرائيل! هذه اللقطات يقول المعلقون عليها إن الرئيس بشار الأسد طلبها وشاهدها بنفسه، وتساءل متعجبا عن تخبط المخابرات، وكيف أصبحت مكشوفة، وينتظرون تصرفه تجاه المذكور العميد وفيق ناصر، رئيس فرع الأمن العسكري في المنطقة الجنوبية، الذي ذكره القاسم بالاسم قائلا: «هذا أكبر لص وتاجر مخدرات في المنطقة، أكبر لص وتاجر آثار، يتاجر في لقمة عيش الناس، يسرق رجاله البيوت ويختطف الناس ويطلق سراحهم مقابل الملايين يتحصل عليها عبر تراتبية للسرقة من أزلامه، قبض ملايين الدولارات لتهريب أناس على الحدود من الأردن ولبنان وهو أكبر مهرب للبنزين ومشتقاته»! ويضيف القاسم: «بسبب برنامج تلفزيوني أرسل هذا سيارة محملة بأسلحة وطلب وضعها في بيتي المهجور في الجبل، واستدعى فريقا من التلفزيون السوري لتصوير ذلك، ومن شدة غبائه ومن يعملون معه أنه بمجرد وصول التلفزيون أتى شخص وسأل الجنود والمصورين، ماذا تفعلون هنا: قالوا نصور منزل فيصل القاسم فقد وجدنا فيه أسلحة! فضحك، وقال لهم، هذا بيتي أنا أما بيت فيصل القاسم فهو من الجهة الأخرى للجبل، فعادوا أدراجهم خائبين بكامراتهم وأسلحتهم وبمهمتهم المخابراتية السرية! وأضاف أن عقلية أمنية بهذا الإنحطاط تقرر مصير الناس! ويضيف القاسم، بعد ذلك ولتعويض الخيبة أمر هذا «الأمني الكبير» بالتوجه الى منزلي الرئيسي في محافظة السويداء وقام نهبه واحتلاله ووضع عناصر من عصابته للعيش فيه، وكي يضرب وجها مع قيادته، قام بعد ذلك بتعليق صور كبيرة لبشار الأسد على الواجهة الأمامية لمنزلي، بعد أن حوله إلى مقر قيادة ما يسمى «قوات الدفاع الوطني». وتعجب القاسم قائلا: هذا الشخص هو الذي يشرع القوانين، وهو من يضعك في قائمة الإرهاب، هذا الإرهابي الكبير هو الذي يحاول تلطيخ اسمك! والمشكلة كلها أساسها برنامج تلفزيوني! صارت حيازة أسلحة إرهابية، وتصور أنها وصلت الى أني أخصب اليورانيوم في منزلي بالسويداء، ومتهم بصناعة الأسلحة والقنابل الانشطارية!؟ هذا الذي يستطيع أن يفبرك لك كل هذه الترهات اللئيمة، ويرسلها الى قياداته والإنتربول الخارجي. كما ساق القاسم مثالا زميله الإعلامي في قناة «الجزيرة» أحمد منصور، الذي قال عنه: تصور أن منصور طلع أقوى من علي كلاي بيقتل وبعذب وبيذبح ومعذب الآلاف في مصر. وختم قائلا: يا زلمي عيب عيب عيب… عيب عاد! ورداً على صور منزله وهو مملوء بلافتات تحمل عبارات تمجيد لميليشيا «الدفاع الوطني»، كتب القاسم على صفحته في «فيسبوك»: «جيش بشار الأسد الباسل اقتحم بيتي بالجنود والعتاد خلال دقائق، بسبب كلمات طائرة، قلتها على الهواء، لكنه اليوم يقف مذعورا أمام الاعتداءات الاسرائيلية على المزة ومحيط القصر الجمهوري»! مقطع ساخر من برنامج «الإتجاه المعاكس»… يشاهده بشار الأسد ينتشر كالنار في الهشيم على وسائط التواصل |
معاوية… ديغول… وأبو مازن Posted: 19 Jan 2017 02:15 PM PST من الذاكرة اقول: وقع تحت يدي وانا تلميذ في «المدرسة الثانوية البلدية» في مدينة الناصرة، في منتصف خمسينيات القرن الماضي، احد اعداد مجلة «مع وضد» التي كانت تصدرها نقابة المعلمين في اسرائيل باللغة العبرية. أُعجبت بفكرة المجلة كثيرا، كما في العديد من موادها ومواضيعها، فرحت اتابعها ونجحت في الحصول والاطلاع على العديد من اعدادها اللاحقة. كان غلاف المجلة، مقسوما بالطول إلى نصفين، احدهما ابيض، مكتوب عليه باللون الاسود كلمة «مع» باللغة العبرية (بِعاد)، وثانيهما أسود، مكتوب عليه باللون الابيض كلمة «ضد» باللغة العبرية ايضا( نيغد). وجميع المواضيع المنشورة في المجلة تتم مناقشتها وعرضها من وجهتي نظر متناقضتين. فواحدة مؤيدة للفكرة او القضية المطروحة في المقال، وثانية معارضة لتلك الفكرة او القضية. في العام 1959، وبعد انتخاب الزعيم الفرنسي الراحل شارل ديغول رئيسا لفرنسا، في ما سمي لاحقا «الجمهورية الخامسة»، تضمن احد اعداد المجلة مقالين عن ديغول، واحد يرى في ذلك امرا ايجابيا يفيد اسرائيل، وآخر يرى في ذلك تطورا سلبيا يلحق الضرر باسرائيل. في ذلك الزمن كانت فرنسا هي المصدر الاول لتسليح اسرائيل، وخاصة على صعيد سلاح الطيران، (طائرات الميراج)، وبناء المفاعل النووي في ديمونا. وكانت فرنسا شريكا لاسرائيل في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، بسبب دعم مصر عبد الناصر للثورة الجزائرية ضد الاستعمارالفرنسي للجزائر، واعتبارها الجزء الجنوبي من التراب الفرنسي الذي يفصله البحر الابيض المتوسط عن الجزء الشمالي؛ وتعزيزا لهذه النظرة الاستعمارية، سمحت، بل وشجعت ودعمت اقامة اكثر من مليون فرنسي مستعمر/مستوطن على ارض الجزائر. وقصة زيارة موشي ديان، رئيس اركان الجيش الاسرائيلي إلى الجزائر، للاطلاع على اساليب وعمليات جيش الاستعمار الفرنسي هناك، وتبادل الخبرات بين الجيشين، هي قصة معروفة ومشهورة. تضمن المقال الايجابي عن ديغول في تلك المجلة فقرة طويلة تحدث فيها الكاتب عن احدى صفات الزعيم الفرنسي، تعود إلى مطلع القرن العشرين، عندما كان ديغول طالبا في الكلية الحربية الفرنسية. نشر الشاب ديغول في «مجلة الحائط» في الكلية الحربية مقالا تحدث فيه عن صفات «القائد»، والطريقة التي يجدر به التصرف بموجبها مع مرؤوسيه، ليضمن تحقيق ما يضعه من اهداف. وشكّل محتوى تلك الفقرة دافعا لقائد الكلية الحربية الفرنسية للتنبّؤ بان للطالب/الضابط شارل ديغول شأنا ودورا كبيرا في المستقبل. وشكّل ذلك المحتوى، بالنسبة لي، درساً واداة تقييم لكل اداء اتابعه، وخاصة على صعيد العمل العام. يقول الشاب ديغول في مقاله، ان ضمان النجاح في انجاز القائد للمهمة الموكل بها، يستدعي ان لا يبالغ في التواضع في تعامله مع مرؤوسيه إلى درجة الانخراط بينهم، لانه يخسر دوره كقائد، وانه يتوجب عليه حفظ مسافة يتقدم بها عليهم، ليضمن لنفسه امكانية تحديد اتجاه التقدّم، ولان انخراطه في صفوف مرؤوسيه يعطي امكانية لأي فرد منهم ان يتقدم بالاتجاه الذي يراه، فتصبح امكانية تحقيق الهدف في مهب الريح. والى ذلك يضيف ان تقدم «القائد» عن مرؤوسيه إلى مسافة مبالغ بها، تحول دون امكانية وصول اوامره لهم، ويصبح هو في واد وهم في واد آخر، فيفقد بذلك القدرة على التحكم والسيطرة، ويصبح تحقيق الهدف، مرة اخرى، في مهب الريح. ولهذا يتوجب على من يتولى القيادة ان يتقدم خطوات معدودة فقط على من يقودهم، ليتمكن من تحديد الاتجاه، وليتمكن في الوقت نفسه من ايصال رـأيه واوامره لمن يقودهم. اين هو الرئيس الفلسطيني ابو مازن من هذا الدرس؟. لم يحن بعد أوان تقييم عهد ابو مازن، بكل ما له، وبكل ما عليه. ولكن القاء نظرة سريعة على اداء مجمل العمل الوطني الفلسطيني، في منظمة التحرير، وفي السلطة الوطنية، منذ تسلمه القيادة والموقع الاول مطلع العام 2005 وحتى الآن، تكشف خللا باديا وواضحا للعيان، حتى على صعيد قضايا ومواقف وسياسات هو مُحقّ فيها تماما. امثلة ذلك كثيرة، منها مثلا مسألة الإحالات على التقاعد للعديد من القيادات والكوادر من حركة فتح ومن غيرها. فمع ان الاحالة للتقاعد امر بالغ الضرورة لرفد التنظيم او الادارات او قوات الامن بدماء جديدة لا مجال لاستيعابها دون تقاعد الاكبر سنا، الا ان شرط نجاح هذا التوجه، وقبول هذا القرار، هو ضرورة ان يتم بشكل يضمن انتقال ما تراكم من خبرات في الجيل الاول (المتقاعد) إلى الجيل (المُستوعَب) الذي يليه، وهذا ما لم يكن واقع الحال، بل ان غالبية من تم استيعابهم، بدل المتقاعدين، اتوا من خارج مدرسة العمل الوطني، مدرسة مرحلة الكفاح المسلح والنضال الجدي في كافة ساحات وأصعدة العمل الوطني. وبكلمات اخرى: تم ابعاد «الشركاء» الذين تطوعوا للنضال الوطني زمن المخاطر الجدية والصعوبات والعقبات، بموظفين ومجنّدين مرحب بهم، بالتأكيد، ولكن بعد ترسيخ فكر الثورة والنضال الفلسطيني العادل المشروع في أذهانهم. من هنا إلى مثل فاقع آخر: اذ رغم ان مجمل طريقة وسياسة ابو مازن في التعامل والتعاطي مع الساحة الاسرائيلية، من حكومة نتنياهو اليمينية العنصرية، إلى تيارات في المجتمع اليهودي الاسرائيلي مؤيدة ومناصرة للحقوق الوطنية الفلسطينية، او بعضها على الأقل، وصولا إلى التعامل مع الجماهير الفلسطينية في اسرائيل، ومن تفرزهم وتنتخبهم من قيادات، هي سياسة تأخذ الواقع بعين الاعتبار: واقع موازين القوى (!) بين فلسطين واسرائيل، وواقع العالم العربي، وأهم من ذلك: الواقع الدولي، ومقاييس العصر ولغته وقواعد تعامله؛ الا انه بالغ في اعطاء الوزن لهذا الواقع على حساب الواقع الفلسطيني، ومشاعر الفلسطينيين المُحقّة، فخسر دعم الجماهير الفلسطينية لتوجهاته وسياسته، لانقطاع صلته بهذه الجماهير، وضعفه اضافة لضعف وركاكة من اختارهم لاداراته، واصبح مثل قائد يقود جنرالات بلا جنود. اما على صعيد التواصل والتعاون مع رفاق المسيرة والدرب، فان الفشل اكثر من واضح: انه مقلق. سأل اعرابي معاوية بن ابي سفيان: «كيف حكمت الشام اربعين سنة ولم تحدث فتنة، والدنيا تغلي؟». فقال: «إني لا اضع سيفي حيث يكفيني سوطي، ولا اضع سوطي حيث يكفيني لساني، ولو أن بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت. كانوا إذا مدوها ارخيتها، وأن ارخوها مددتها». فهل حبل لم ينقطع مع الألد من أعداء الشعب الفلسطيني، يلغي أهمية شَعرات تنقطع مع رفاق مسيرة في فتح، وفي تنظيمات وفصائل وطنية، ووطنيين مستقلين لا يجوز تجاوزهم؟ وهل السيف قبل السوط حكمة؟ ام تُرى السوط قبل اللسان فصاحة؟ ٭ كاتب فلسطيني معاوية… ديغول… وأبو مازن عماد شقور |
إلى أين يتجه المغرب؟ Posted: 19 Jan 2017 02:15 PM PST ما يجري في المغرب خلال هذه الأيام يستدعي التفكير بكل مسؤولية من طرف جميع العقلاء في الأفق الديمقراطي للبلاد على ضوء المحددات الرئيسية التي تحكمت في صياغة هذه المرحلة: المحدد السياسي والدستوري والانتخابي، مع الأخذ بعين الاعتبار الخصائص/ الأعطاب البنيوية التي يعرفها الحقل الحزبي، والتي أبانت عن عجزها على مسايرة الوعي السياسي الذي يكشف عنه الشعب المغربي في محطات متتالية، وآخرها محطة 7 أكتوبر المليئة بالرسائل والدلالات، وعن تطلعات المؤسسة الملكية التي تعتبر بأن الخيار الديمقراطي خيار لا رجعة فيه. المحدد السياسي: يتمثل أساسا في لحظة الربيع الديمقراطي التي ساهمت في إنقاذ المرحلة من موت السياسة وأنعشت فكرة الإصلاح السياسي من جديد عبر إعادة صياغة دفتر المطالب الوطنية، لكن هذه المرة عبر الفضاء العام وبواسطة لغة الاحتجاج الميداني الذي قاده شباب 20 فبراير. وقد نجح الفاعل الحزبي في نقل هذه المطالب إلى الحقل المؤسساتي ورسم للحراك الميداني أفقا سياسيا واضحا تجسد في شعار» الإصلاح في ظل الاستقرار» وعقلنة كافة المطالب السياسية للشارع وإعادة صياغتها بالشكل الذي يتلاءم مع طبيعة النظام السياسي للبلاد وخصوصيته الثقافية والحضارية، هذا الشعار الذي حركته أساسا خلفية التوافق مع المؤسسة الملكية والإيمان العميق بالدور الحاسم للملك في مسيرة الإصلاح الديموقراطي، بما يؤدي إلى إصلاحات سياسية متدرجة وملموسة… لا بد من تقييم موضوعي على هذا المستوى، لنعرف أين تقدمنا وما هي المكتسبات التي تحققت على صعيد الإصلاحات السياسية وضمان مشاركة مواطنة لأفراد المجتمع وإعادة الثقة في المؤسسات المنتخبة. المحدد الدستوري: مع زخم النقاش الدستوري الذي عشناه بين الخطاب التاريخي لـ 9 آذار/مارس وعشية التصويت «الاجماعي» على دستور 2011، ربط الكثير من الفاعلين نجاح دستور 2011 بالتأويل الديمقراطي لمضامينه، وهو ما تبناه الملك محمد السادس في خطابه الشهير ليوم 28 حزيران/يونيو 2011. فإلى أي حد يمكن القول بأن حصيلة تطبيق دستور 2011 جاءت متناغمة مع هذا الاشتراط ؟ و ما هي العوامل التي قد تكون ساهمت في إضعاف مفعوله؟ وماهي حصيلة المكتسب الدستوري بعد 5 سنوات من الممارسة؟ وما هي الإشكالات التي أبانت عنها ممارسة السلطة التنفيذية والتشريعية وماهي آفاق إصلاح السلطة القضائية؟ لابد من خوض هذا التمرين التقييمي لنقف عند حجم الإنجازات وحجم الإخفاقات أيضا.. المحدد الانتخابي: عرف بدوره مجموعة من التحولات الملتبسة، فرغم تحقيق تقدم معتبر في هذا الباب عبر إسناد الإشراف السياسي لرئيس الحكومة و اعتماد لجنة مركزية مكونة من وزير الداخلية ووزير العدل و الحريات للتدبير التقني و التنظيمي، فإن هناك الكثير من الإشكالات التقنية ذات الأبعاد السياسية التي لازالت تؤثر في صورة العملية برمتها..وهكذا فإن النقاش المتعلق بالتسجيل في اللوائح الانتخابية وعتبة التمثيل ومعاييرالتقطيع الانتخابي ومكاتب التصويت ودور أعوان السلطة خلال مرحلة الحملة الانتخابية وخلال يوم الاقتراع ومدى حياد الإدارة ووقوفها على مسافة واحدة من جميع الفرقاء وغيرها من الإشكاليات ذات الطبيعة السياسية والقانونية والتنظيمية، هو نقاش حيوي وضروري و لم يستنفد أغراضه بعد. لقد ظهر من خلال الممارسة أن هناك محاولات حثيثة لإبطال مفعول الصوت الانتخابي الذي أثبت قدرته على الانتصار على نمط الاقتراع و على الأدوات الكلاسيكية للضبط القبلي للعملية الانتخابية، مما يستدعي ضرورة استخلاص الدروس المناسبة والقيام بالتقييم الضروري على هذا المستوى. هذه المحددات الثلاثة تمثل عقدة التحول الديمقراطي في المغرب، وإصلاحها مرتبط بالفهم الدقيق والموضوعي للعديد من التناقضات التي فرضتها معطيات التاريخ السياسي والثقافي للمغرب مرورا بانعكاسات المرحلة الاستعمارية و إخفاقات النخبة الوطنية وطبيعة دولة ما بعد الاستقلال وغموض مشروع بناء الدولة الوطنية المستقلة، ونوعية التعددية السياسية و الحزبية السائدة، ومستلزمات الانفتاح على المحيط الإقليمي والدولي والإفريقي، ونمط الإنتاج السائد وتعدد مراكز النفوذ وأصحاب المصالح وشبكات التأثيرالعالمي، وجشع جزء من النخبة وانحرافاتها وتسوياتها ومساوماتها، وتنوع طموحاتها وأهدافها ومصالحها وارتباطاتها… كل هذه المحددات ينبغي أن تخضع للتقييم الموضوعي على ضوء جدول أعمال وطني حسم في الاختيار الديمقراطي وجعله خيارا لارجعة فيه.. ٭ كاتب مغربي إلى أين يتجه المغرب؟ د. عبد العلي حامي الدين |
الاختراقات الأمنية في الأردن أكبر من فعل الذئاب المنفردة Posted: 19 Jan 2017 02:15 PM PST لا أستطيع أن أغيب طويلا عن عمان فهي مدينة بواكير الشباب ومن جامعتها الأردنية طويت سفر اللغة العربية في قلبي وطرت به إلى الآفاق مسكونا بالمتنبي وألفية ابن مالك. غياب أربع سنوات أثار استغراب ضابط المطار فلامني على ذلك وقبلت اللوم برحابة صدر، وقلت له أعدك ألا أكررها ثانية. ومنذ وصولي بدأت الاتصالات بالأصدقاء والمسؤولين والوسط الصحافي والثقافي والأدبي، وأود أن أشارك القارئ في بعض الملاحظات التي جمعتها من هذه اللقاءات وسأحاول أن أكون دقيقا قدر الإمكان فيما أنقل بالمعنى وليس بالمبنى. في بيت رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري تكرم رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري واستقبلنا في بيته، بسام البدارين، مدير مكتب «القدس العربي» وأنا. فتح لنا قلبه وعقله ونحن نلح عليه بالمزيد من تحليلاته العقلانية المتزنة التي تنبع من خبرة السنين الطويلة في العمل السياسي والحكومي. «نحن يا دولة الرئيس قلقون على الأردن فقدره أن يكون توأما لفلسطين، حيث ترابطا في المصير وتبادل الأثر والتأثير. فكيف ترى الأمور في ظل التطورات العربية والإسرائيلية خاصة؟ أما زالت هناك مخاوف من عملية الترانسفير أو التطهير العرقي أو الوطن البديل؟ وهل حل الدولتين ما زال قائما؟ هكذا بدأنا الحديث معه. تنهد عميقا وأبدى ألمه على ما يجري في الوطن العربي بشكل عام وقضية فلسطين بشكل خاص وانطلق في الحديث. تذكرون أن عند التفكير بإنشاء دولة يهودية في إسرائيل لم يكن يزيد عدد اليهود في فلسطين كلها عن 70000 لا يشكلون أكثر من 6%. وقد بدأ العامل الديمغرافي يتغير شيئا فشيئا لصالح اليهود، عبر الاستيلاء على الأرض وطرد السكان، حتى أقيمت دولة إسرائيل بعد خمسين سنة ولم يبق فيها إلا نحو 100000 عربي. لاحظوا أن احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة مضى عليه خمسون سنة تقريبا لم يمض يوم دون أن تستولي إسرائيل على شيء من الأرض وتهجر مزيدا من السكان. يوجد الآن نحو 700000 مستوطن يهودي في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقد تم تهجير العدد نفسه أو أكثر قليلا إلى الأردن أو الخارج، أي أن هناك عملية مزدوجة من الضخ والإجلاء. نأتي إلى السؤال المهم، هل هناك إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة؟ ليس سرا أن إقامة الدولة أصبح أمرا عسيرا. كان ذلك ممكنا أيام رابين أما اليوم فلا. إذن كيف سيتم التعامل مع هذا التطور؟ هناك مشروعان أمام إسرائيل فإما أن يتم طرد السكان في الضفة الغربية وشرق القدس إلى الأردن أو التضييق عليهم لإجبارهم على الرحيل التدريجي، وهذا ما يؤيده اليمين المتطرف في إسرائيل، أو أن يتم ربط المزق والكانتونات الفلسطينية المعزولة عن بعضها بعضا ربطا إداريا بالأردن، وبالتالي يمكن للمشكلة الديمغرافية والسياسية أن تحل بدون صرخة عالمية. لقد نادينا منذ زمن طويل للتنبه لمخطط إسرائيل، حيث يرى متطرفوها ورجال الدين أن قيام دولة إسرائيل لا يكتمل بالإستيلاء على الساحل الفلسطيني، فالدولة اليهودية، كما يدعون، أقيمت أصلا في الضفة الغربية، حيث يرى غلاة اليهود أن هناك ثلاث معجزات لا بد من أن تتحقق: أولا قيام دولة إسرائيل وقد تحقق، وتوحيد القدس وإعلانها عاصمة إسرائيل الأبدية وقد تحقق تقريبا على الأقل من وجهة نظرهم، وأخيرا إقامة الهيكل وهم يعملون بجد على تحقيقه عندما تكتمل الظروف. الأردن لا فكاك له من الترابط مع القضية الفلسطينية، فليس من العقلانية أن يعتبر البعض أن عزل الأردن عن بعده الفلسطيني أو عزل فلسطين عن بعدها الأردني أمر ممكن أو سهل، ولذا فإن التنبه للمخططات الإسرائيلية في ظل أكثر حكومات إسرائيل يمينية أمر تتطلبه دواعي الأمن والمصير. فهذه الحكومة التي يديرها المستوطنون لا تتورع عن القيام بأي عمل من شأنه أن يسهل ابتلاع الأرض والتخلص من السكان. الأمن الداخلي في الأردن، شئنا أم أبينا، يتأثر بمحيطه فجيرانه سوريا والعراق والسعودية وفلسطين وإسرائيل كلها بؤر ملتهبة. إذن لا بد من تمتين الوحدة الوطنية في البلاد للحفاظ على الاستقرار والأمن والسلم الداخلي في ظل هذه الحرائق. حادثة الكرك الهاجس الأمني هو حديث الناس في الأردن بعد عدة عمليات إرهابية قام بها فرد أو أفراد ينتمون فكريا لـ»داعش» أطلق عليهم اسم الذئاب المنفردة. أما حادثة الكرك يوم 18 ديسمبر فهي مختلفة تماما وفاجأت الناس جميعا. تسمع الرواية مرة وراء مرة وفي كل مرة يأتيك المزيد من التفاصيل والمعلومات. لقد هزت الحادثة الفريدة من نوعها وما زالت كيان المجتمع الأردني بكافة أطيافه للعديد من الأسباب أولها عدد الضحايا وثانيها مدى التقصير الأمني وثالثها أن المجموعة من أبناء البلد المعروفين ورابعها أن المجموعة كانت منظمة ومدربة وقامت بتخزين كميات كبيرة من السلاح. القصة تبدأ من خلية داعشية استأجرت بيتا في بلدية نائية تدعى القطرانة، ولما اكتشف أمر المجموعة بالصدفة واتصل صاحب البيت بالشرطة أرسل له سيارة فيها شرطيان. من هنا يبدأ التقصير، فتقوم المجموعة بإطلاق النار عليهما وقتل أحدهما وجرح الآخر، وأخذ السيارة باتجاه الكرك لينضم إلى المجموعة شخص خامس ويستبدلون السيارة بأخرى ويتجهون نحو القلعة ونيتهم حجز أكبر عدد من الرهائن وكانوا يطلقون النار على المخافر والأفراد طوال الطريق. يقطعون مسافة 45 كيلومترا دون حواجز اعتراضية أو ملاحقة بطائرات عمودية، أو باستخدام أسلحة كثيفة، إلى أن وصلوا القلعة. عندما سمع سائق حافلة سياحية إطلاق النار لملم السياح بسرعة وانتحى بهم بعيدا فأنقذهم من كارثة محققة، إلا سائحة كندية كانت تتجول وابنها داخل القلعة أطلقوا النار عليها وقتلوها وأصابوا ابنها. واستمر تبادل إطلاق النار لعدة ساعات إلى أن قرر القائد الميداني البطل سائد المعايطة اقتحام القلعة فدفع عمره ثمنا لذلك، لكنه استطاع ومجموعته القضاء على المسلحين الأربعة. كل من تحدثت معه من أطياف الشعب الأردني يجمعون على أن هناك تقصيرا واسعا. فوالد أحد أفراد المجموعة كان قد قدم بلاغا في ابنه بأنه أصبح ينتمي للفكر الداعشي فاعتقل مدة شهر ونصف الشهر وأطلق سراحه ولم تقم الأجهزة بمتابعته. وبعض أفراد المجموعة كانوا قد اعتقلوا بسبب شبهة انتمائهم للمتطرفين. ويتساءل الناس لماذا لم ترسل قوة كبيرة من قوات التدخل السريع إلى القطرانة لمحاصرة المكان ودعوتهم للاستسلام؟ ولماذا لم تتم ملاحقتهم ووقف فرارهم قبل الوصول إلى القلعة؟ وأين هي الحواجز المعترضة وقوات الدرك المحمول؟ كيف يمكن للدولة أن تنفذ ذخائرها فيهب المواطنون لقتال المجموعة ويتبرع أحد أبناء البلدة من تجار السلاح بكميات هائلة من الذخائر والأسلحة الخفيفة؟ الناس لم يتفهموا هذا العدد من الضحايا في صفوف قوات الأمن والمواطنين، واعتبروا أن تضارب الروايات وخلافات المسؤولين علنا فاقم من إحباط الشارع الأردني. هذه عملية نوعية تختلف عما جرى في إربد وما جرى في البقعة وما جرى في غيرها، حيث شهد الأردن 6 عمليات إرهابية خلال عام 2016 ذهب ضحيتها 27 من الأجهزة الرسمية كالمخابرات والأمن الوطني والدرك وحرس الحدود شهداء. كما استشهد 49 مدنيا من بينهم السائحة الكندية. هذا التوسع في العمليات الإرهابية يثير تساؤلا كبيرا: هل هزيمة وطرد التنظيم من الموصل سينعكس على الوضع الداخلي في الأردن، خاصة أن عددا من أبناء الأردن الذين التحقوا بالتنظيم قد يفكرون بالعودة والاستقرار في البلد؟ وللعلم فإن عددا كبيرا من المتطوعين الأردنيين في تنظيم «داعش» قتلوا في سوريا والعراق؟ وقد أخبرني خبير في الشأن الداخلي أن عدد الجنازات العلنية التي أقيمت لأشخاص قتلوا في صفوف «داعش» في سوريا والعراق فاق 500 جنازة يطلق عليها أصحابها «عرس شهيد». «قدر الأردن أن يبقى ساحة تتأثر بتطورات المنطقة حتى لو لم يكن له دور في أي من تلك التطورات»، كما قال لي ضابط متقاعد برتبة كبيرة. محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجرسي الاختراقات الأمنية من الأردن أكبر من فعل الذئاب المنفردة د. عبد الحميد صيام |
بين «أم الحيران» وقرية «المفجر» حلم Posted: 19 Jan 2017 02:14 PM PST من الصعب، أو حتى شبه المستحيل، أن ينجح كاتب في تحييد مشاعره من أجل إخراج مقال لا تشوشه العواطف ولا تستفز حروفه تلك المشاهد والأصوات، التي تملأ فضاءات الإعلام وشاشات التلفزة الإسرائيلية، خاصة وجميعها تعمل كفرقة تحميس مهنية في جيش تتنوع كتائبه، وتتضافر في النهاية جهود عناصرها في سبيل سحق الهدف/العدو. سيبقى ما جرى يوم الأربعاء الماضي على تلك الرمال الجنوبية راية دامية مرفوعة على طريق مشت عليه جموع غفيرة من «الحيارى»، ولن تكون مأساة «أمهم» نهاية السواد ولا سقوط ابنها يعقوب آخر الضحايا أو نوبة الصحوة والانعتاق. لا حاجة لطرق أبواب البديع، ولا استخارة أعطاف المجاز كي نجزم أن الحقيقة سالت على تلك الهضاب واضحة كصبح الحزينة، تنزاح عن ليلها العتمة، فينتعش الأسى في أحشائها ويبكي الدوري على شرفة نهدها الكسير. سمعت صراخ من تواجدوا هناك، ووصفهم كيف في لحظة غضب كانوا أشبه بما قرأنا عنه في حكايات حروب آلهة اليونان العبثية، هجمت الدولة/الدبة وانقضت على أولادها/مواطنيها من دون أن تراعي قوانين الطبيعة ولا تعاويذ السماء. كانت الطلقات الأولى بمثابة استقدام للفوضى وضمانة لقتل الأمل؛ الأخبار زفت نبأ التساوي في عدد الضحايا، وأكد الحُيّاد أن الدمع ينصفه الدمع. على المواقع والشاشات رأت عيون الناس العاديين، في جميع أنحاء الدولة، مشاهد الغبار وهو يلف الوجع ويتستر على الخطيئة، البعض اندفعوا «والرماح نواهل» منهم، فاستذكروا تاريخ التاريخ وطفقوا يحذرون إسرائيلَ به ويذكرونها بعنتره حين قال: «هلا سألت الخيل يا ابنة مالك/ إن كنت جاهلة بما لم تعلمي» الشاشات تملؤها الخوذات تركب على أجسام ضخمة كخيل المغول، وتبدو كأنها مخلوقات أو أشباح شاركت في أفلام «حروب النجوم»، وعلى أطراف المشهد تجهش حرائر البادية نادبة ضياع البلد وموت الولد. قادة الدولة كانوا في معاقلهم يتابعون من على ذاك الجبل، ويراقبون متى وكيف سيبقرون بطن الفجر كي تسيح حممه على رؤوس من رفعوه كاوية، بعد أن علموا أن المتفاوضين نجحوا بالتوصل إلى صيغة مقبولة على أهل أم الحيران، وكان من شأن تنفيذها في الصباح حسر الصدام ومنع وقوع الضحايا. في تلك اللحظات، وقبل إتمام «الزفة» قرر «chaos- كاوس» تفجير الطمأنينة والسكينة، فكان صبح وكان ليل، فسادَ ظلام وعامت، مجددًا، الصحراء سابحة في جوف العدم. كثيرون لن ينسوا صورة الدم وهو يضمخ رأس ووجه رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة، فكأن من أصابه تعمد نقل رسالة سيّده «آريس» عصرِنا الدامي الممارسِ لحروبه بلا كلل وانتقاماته المرة بلا حساب. قد يصير من المفارقات مشهد هذه الصورة ويتحول إلى آخر بيت في قصيدة الفخر والرثاء، فوجهه الحزين يقطع القول كما فعلت «جهيزة» ودمه يكاد يغرق حلمه، والجثث في الموقع تسد كل الطرق وتفرق حبال الأماني. سيكون افتراضي أن كل من عارض فكرة العيش المشترك والنضال العربي اليهودي، فرح أو شمت من صورة أيمن والدماء تغطي صفحة وجهه الأبيض، مجازفة أو مستفزًا للبعض، ولكنني أشعر بأن بين الشامتين (لا تحدث عن فرح شخصي وشماتة بشخصه بل بموقفه السياسي) جهات عربية، وأعرف أنهم بين اليهود أكثر؛ وإذا كان وجه أيمن لا يكفي لتأجيج تلك المشاعر من الفرح الخبيث، فلقد شاهدنا بعدها جسد النائب أسامة السعدي، زميل أيمن ورفيقه، ملقى على التلة بعد الاعتداء عليه من قبل أصحاب الخوذات الخضر، وهو يعاني من إغماءة لا تترك للمؤمنين بحتمية العيش المشترك فسحةً كبيرة بل قد تدفعهم، كرهبان خاشعين، صوب صومعات الخيبة ليمضوا بقية أعمارهم السياسية كيوحنا المعمدان الصارخ في براري فلسطين ووديانها، حين لم يسمعه أنس ولا أخذت بعناته الوحوش والكواسر. في تفاصيل الصراع الجاري على أم الحيران وجدت ما يخيفني. عناصر خساراتنا من الماضي تنبعث بكل لبسها وتمويهها وهشاشتها، وكأن القرية تستعيد على ركام بيوتها المهدمة تفاصيل سيناريو ما زال يبحث عن مخرج فذ لا تسقطه الكلمات ولا تغويه روائح الزبد البعيد. وقد تكون بقية الرواية استنساخًا لما حدث في مواقع جربت تلك المخاضات وعثرت، خاصة ونحن نشاهد كيف يتحول سكان البلدة، ومن كان عنهم ومعهم مدافعًا، في لحظة درامية، إلى «كومبارس»، بينما تعج الصدارة بأبطال يكدح كل واحد منهم بإقناعنا بأنه كان باري القوس ومكتشف البارود وأنه صاحب الموقف الأصح. صدق الذين شخصوا دوافع الدولة بطرد أهل القرية وإحلال مستوطنة يهودية مكانهم، فوراء هذا الإمعان يتجسد فكر الحركة الصهيونية التي خططت للاستيلاء على الأرض وتهجير أو تشتيت أصحابها. وقد يصدق تكهن آخرين بأن ما يحدث من صدامات في أم الحيران قد يصبح مقدمة لفورة غضب تمتد إلى ما هو أبعد من النقب وأهله، كما حدث بعد قضية تهجير قرية أم السحالي التي اعتبرها الكاتب سليمان أبو إرشيد مقدمةً لانتفاضة القدس والأقصى في عام ألفين. مع هذا فأنا أرى أن دور النخب والقيادات يجب أن يتعدى مهمة تشخيص المخاطر وتأكيد نوايا إسرائيل العدوانية تجاه مواطنيها العرب. فالقضية الأهم ستبقى منوطة بإعطاء الحلول لهذه الجماهير المستهدفة، ووضع برامج نضال ناجحة في إفشال مخططات حكومة إسرائيل الحالية، والإجابة على السؤال – كيف من الممكن أن تمنع قيادات هذه الجماهير سوء المصير الذي ينتظر أم الحيران وغيرها، كما حدث من قبل في «أم السحالي» أو مثلًا مع قرية عرب «المفجر»؟ ولمن نسي هذا الاسم أو لم يسمعه من قبل أذكر أننا بصدد قرية كانت تقع جنوب مدينة حيفا، عند مصب نهر المفجر، وفي المكان الذي بنيت فيه محطة توليد الكهرباء في الخضيرة. كانت القرية مقامة على تلة بارتفاع 25 مترًا وتشرف على البحر المتوسط.. لم يهجرها سكانها العرب في عام النكبة، لكن سلطات إسرائيل لاحقت سكانها، بذرائع مشابهة لحالة أم الحيران. حاصرت الدولة وأذرعها وجود القرية بكل الوسائل، بما فيه قيام المصانع القريبة بضخ المياه العادمة إلى نهرها فتلوثت مياه الشرب عندهم. كان في القرية حتى عام 1973 مدرسة ابتدائية، لكنها هدمت بأمر من السلطات الإسرائيلية، فتشتت طلابها وعددهم 168 طالبًا وتوزعوا على مدارس كفرقرع وباقة وعارة وعرعرة. ثابرت إسرائيل على التضييق وملاحقة أهل القرية بـ»القانون» طورًا و»بالكانون» أحيانًا، حتى اضطر آخر سكانها مغادرتها عام 1978، فهدمت بيوتها وأقيم مكانها متنزه، وانقطعت عنه المياه العادمة وصار مزارًا يحن إلى أصحابه. جئت على ذكر قرية» المفجر» لأنني وأبناء جيلي شاركنا في تلك السنوات وكنا طلابًا في الجامعات الإسرائيلية، في المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات ضد تهجيرها. مثلنا فعلت قوى عربية كثيرة. لم تنجح تلك النضالات في منع المأساة عن أهلها الذين تهجروا إلى عدة قرى محيطة. كانت تلك تجربة جديرة بالدراسة، ولا أعرف ما إذا قام أحد من الأحزاب والحركات السياسية بدراستها هي أو غيرها؟ ومن منهم استخلص النتائج والعبر؟ لكنني أعرف ومثلي يعرف أبناء جيلي، أن قرية «المفجر» هدمت وهجر سكانها، وعندما شاهدت ما جرى مع أم الحيران وقرأت ما يكتب في ذلك، شخصت أمامي تلك الرابية وهي «تنده» على من ضيع فرصة الإفادة والتعلم من التجارب والخسارات. جثمان يعقوب أبو القيعان، وأكوام حجارة البيوت المهدومة، ووجه أيمن عودة المكسو بالأحمر يعيدوننا إلى حيث المبتدأ والقضية المصير: كيف يمكن إنقاذ قرية «أم الحيران» من مصير مشابه لقرية «المفجر»؟ فإذا نجحنا بالإجابة عن ذلك عندها قد نخلّص الجماهير العربية من ويلات انتفاضة أخرى وتوابعها، رغم من سيفتش بين أعمدة دخانها ويسعى وراء مجد وأكاليل غار، هذا إلا إذا آمن البعض أن هذه الأرض تشبه الغمد الذي لن يسع إلا سيفًا واحدًا. لست ممن يؤمنون هكذا، فبين أم الحيران والمفجر ينام حلم. كاتب فلسطيني بين «أم الحيران» وقرية «المفجر» حلم جواد بولس |
تيران وصنافير بالترجمة المصرية Posted: 19 Jan 2017 02:14 PM PST وصلت العلاقات بين القاهرة والرياض إلى درجة غير مسبوقة من التوتر المكبوت، الذي يوظف بعضاً من أدوات الإعلام على الجانبين للتنفيس ونقل الرسائل، وإذا كان المشهد الإعلامي في القاهرة (مولد وصاحبه غايب) نتيجة حمى المزاودة القائمة، ما أوصل العديد من الإعلاميين المصريين إلى الرماية المباشرة على الرياض، بكل ما يحمله ذلك من نبرة عالية وفرعونية. فالأمور في السعودية تختلف كثيراً، ومساحة الاجتهاد لدى الكتاب السعوديين تبقى بحاجة لكثير من الإشارات من أجل الحركة، وحتى في تحركاتها تبقى ملتزمة بلغة تميل إلى المعاتبة وإبداء الصدمة والتعبير عن الاستياء. وفي وسط اختلاط الحابل بالنابل، واكتفاء السعودية بالرسائل المبطنة والمغلفة بإجراءات تصعيدية محسوبة، أتى الحكم القضائي المبرم والنهائي بخصوص مصرية جزيرتي تيران وصنافير، ليمثل وصولاً بالخصومة إلى نقطة اللاعودة التي تقوض نهائياً الصورة التي حملتها العلاقات المصرية – السعودية في مرحلة ما بعد 30 يونيو 2013. الحكم المصري لم يكن موجهاً للسعودية تحديداً، ولم يكن حكماً بمصرية الجزيرتين، ولكنه أتى تعبيراً عن انحياز لثورة يناير، على مقربة من ذكراها السادسة، والحكم المطول لم يكن يقصد البت في قضية مهمة وحيوية، ولكنه امتد ليصبح تأسيساً لمبدئي احترام الدستور والسيادة الوطنية، وبعد صدور الحكم وجد الجميع أنفسهم أمام وثيقة تاريخية تتجاوز أصلاً مشكلة تيران وصنافير، بوصفها قضية تبعية الجزيرتين لمصر أو السعودية، ولكنها إدانة لتصرف السلطة المنفرد وإبرام اتفاقيات تمس حدود مصر دون الرجوع إلى الشعب بوصفه صاحب السيادة الحقيقية والنهائية، والحكم لا يمثل وثيقة نهائية بخصوص هوية الجزيرتين، ففي النهاية يمكن للتحكيم الدولي أن يقطع في هذه المسألة، ولكنه في الأساس وثيقة عودة الروح للقضاء المصري الذي أعلن أن لمجاملة السلطة حدوداً لا يمكن التهاون في تجاوزها، وثيقة من أجل تأكيد سيادة المصريين بوصفهم شعباً على أراضيهم دون أن يكونوا رعاية لسلطة غامضة وعميقة تتشابه مع الملكية القديمة، التي لم تكن لديها ثمة مشكلة في التنازل عن ممتلكات مصر من الأراضي جنوباً مقابل أن تبقى ملكيتها قائمة على ثروات مصر الزراعية. مضائق تيران لا تحظى بمكانة أثيرة لدى المصريين، فالمرة الأولى التي عرف المصري العادي بوجود جزيرة تيران كانت في الفترة الوجيزة الساخنة التي سبقت هزيمة يونيو 1967، ولكن تيران مثل طابا تحمل رمزية مهمة لدى المصريين وتمثل جزءاً من الكرامة الوطنية، ومرة أخرى، قد لا تكون المشكلة في تبعية الجزيرتين لمصر أو للسعودية، ولكن في طريقة التنازل عن الجزيرتين في ظروف معقدة من تاريخ مصر، فالمصري الذي وضعته حكومته في موقع اليد السفلى في الظروف الاقتصادية الصعبة المتتابعة، كان يشعر بأنه يقدم الجزيرتين صاغراً في صفقة سياسية، ولذلك لم يتوقف ليستمع لمجموعة من الافتراضات الجغرافية والتاريخية المتعلقة بالجزيرتين، فأي كلام عن وقوع الجزيرتين على الجرف الآسيوي، أو عن وثائق تاريخية، كان في مجمله، لدى المتلقين المصريين، مجرد جزء من حملة اعلامية يقودها مجموعة من الموالين بدون حدود أو شروط للسلطة. السعودية ومصر لديهما من الأراضي ما يفوق الحاجات السكانية، والجزيرتان غير مأهولتين أصلاً، وتوقيت الحديث عن السيادة على الجزيرتين كان حرجاً وحساساً، فالمصريون فسروه لا بوصفه خلافاً حدودياً كالذي يدور حول حلايب وشلاتين مع السودان، وإنما رأووه تنازلاً مهيناً واعترافاً بانحسار دورهم وتقزمه في المنطقة، خاصة أن مصر استمرت في تلقي التحديات الإقليمية بسلبية مفرطة، ووجدت نفسها في متاهة الإرضاء والاسترضاء بعد الثورة، وكان الشعور العام بأن إدارة مصر لم تعد من القاهرة، وأن خيارات مصر لا تعبر عن مصالح مواطنيها، وأن ذلك يجب أن ينتهي بطريقة أو بأخرى. العقلية المتوارثة في قدرية السلطة وهيمنتها على حياة المصريين وعدم حاجتها إلى استمداد شرعيتها من المواطنين هي التي أدارت ملف الجزيرتين في غير مصلحة مصر والسعودية معا، والمستغرب أن الرئيس السيسي الذي دائماً ما كان يطلب التفويض الشعبي تناسى ضرورة أن يبقى قريباً من الشارع، وأخذت بيروقراطية المستشارين والموظفين تحاصره بالكامل وتعزله عن مجريات الواقع، فالجميع يحاول أن يقدم منجزات سريعة على أساس أنها منحة سماوية للمصريين، والمصريون بدورهم اعتادوا على هذه النوعية من المنجزات المجهزة للاستهلاك الإعلامي منذ عصر احمد سعيد وامبراطورية الكذب في صوت العرب، وعبوراً بوعود الانفتاح وبورسعيد التي ستتحول إلى قلب التجارة العالمية، وحتى الوصول إلى مشروع الألف قرية الذي كان أحد روافع الوريث جمال مبارك، والمصريون يرون أيضاً في العاصمة الجديدة تكراراً للخطأ الاستنزافي الفرعوني نفسه الذي بدأ مع تبديد طاقاتهم في بناء مقابر جنونية الفخامة والكلفة ما زالت شاهدة على مدى التراجع الذي سحبتهم له مركزية السلطة وفردانيتها، ففي النهاية المصري العادي لا يكترث بهذه العاصمة طالما أنه لا يمتلك المال الكافي للتنقل إليها، ولا يستطيع دخله أن يوفر ثمن وجبة غداء في مطاعمها التي من المفترض أن تحتضنها ناطحات السحاب والعمارات الفارهة. السعودية وقفت بجانب مصر هذه حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها، وكذلك قطر والإمارات والكويت، والمصريون في المقابل لن يجدوا أدنى مشكلة في رد الجميل، من خلال اتاحة إمكانياتهم في حالة تعرض الخليج العربي لأي مخاطر وجودية، وعندما أعلن الرئيس السيسي أن الأمر هو (مسافة السكة) كان متأكداً من ردة الفعل المصرية الايجابية حيال أي قرار بالتدخل للمساهمة في حماية دول الخليج، ولكن السيسي نفسه لم يكن متأكداً من طبيعة ردة الفعل المصرية في حال تدخله في اليمن أو سوريا، ولذلك أتت مواقفه مخيبة للسعوديين بشكل خاص، والخليجيين بشكل عام، ولما كانت علاقة عواصم الخليج العربي مرتبطة بالقاهرة، من خلال شخصنة العلاقة مع الرئيس المصري كمسألة اعتيادية بدأت مع الرئيس عبد الناصر وتواصلت مع السادات ومبارك، فإن تقدير الواقع الجديد لم يكن صائباً ولا موفقاً فالجميع يهتم بأن يتحدث للمصريين، ولكن حتى في القاهرة نفسها فإن أحداً لا يهتم بأن يستمع للمصريين. قطعت المحكمة الطريق على مجلس النواب المصري من أجل أن يمنح الشرعية المطلوبة لاتفاقية الحكومة المصرية مع السعودية، وأعاد الحكم التاريخي بعض الشخصيات التي تعرضت للتخوين وفي الحد الأدنى من التهميش مثل خالد علي الناشط الحقوقي والمرشح الرئاسي السابق للواجهة، وهي بذلك تعيد لثورة يناير روحها، التي حاولت ماكينة إعلامية متعددة الأطياف وطويلة النفس أن تفرغها من معناها، وبدا ذلك واضحاً عندما استشهد رئيس المحكمة القاضي المستشار أحمد الشاذلي بديباجة الدستور التي هاجمها سابقاً عضو مجلس النواب مرتضى منصور، أثناء القسم البرلماني متهكماً على الشاعر سيد حجاب الذي يعرف الجميع بأنه صاحب صياغة الديباجة التي أشادت بالثورة واعتبرتها فجراً جديداً لمصر وبعثاً لدورها الحضاري المفقود والمفتقد، ومع ذلك، فإن ملف الجزيرتين سيبقى مفتوحاً إلى حين. كاتب أردني تيران وصنافير بالترجمة المصرية سامح المحاريق |
الإمبراطورية الفارسية الصفوية تتمدد على الخريطة العربية Posted: 19 Jan 2017 02:13 PM PST دخل قاسم سليماني كجنرال منتصر مدينة الشهباء الجريحة، متجولا في شوارعها التي باتت أشبه بشوارع هيروشيما بعد القنبلة النووية، وأصوات الأطفال والنساء العالقين مازالت تئن تحت الأنقاض، عملية استفزازية بكل المقاييس لكل الذين يقفون في وجه المد الصفوي على الخريطة العربية. وما يلفت النظر في هذا الخبر أن عسكر بوتين الذين، وبفضل آخر طراز من طائراتهم المقاتلة القاتلة، باتت حلب مدينة أشباح، لم نر منهم واحدا يتجول في مدينة المقابر الجماعية تحت الركام. لقد نفذوا المهمة قتلوا من قتلوا، ودمروا ما دمروا، وتركوا الأرض محروقة للعصابات الطائفية، وشبيحة النظام ليحتفلوا بنصر لم يحرزوه، ويستمروا في جرائمهم في حق المدنيين العزل إيغالا في الانتقام من شعب عنيد يطالب بالحرية. بالنسبة للروس هي صفقة لإنقاذ حليفهم الأسد، مقابل تنازلات كبيرة سياسية واقتصادية وعسكرية، وتنفيذ اتفاق حلب – الباب مع الحليف الجديد تركيا التي تريد قطع الطريق على الأكراد وتأمين موطئ قدم في الشمال السوري، وشد البساط من تحت أقدام الغرب بتحويل المفاوضات من جنيف إلى الأستانة دون مشاركة غربية، لكن بالنسبة لإيران المسألة ربما كانت أبعد من ذلك، ففي مخطط ايران ليس فقط كسب زيادة نفوذ في الشرق الأوسط، بل هو استكمال لمشروع استراتيجي: الهلال الشيعي الذي تحدث عنه زعماء وسياسيو العرب ومحللوهم منذ سنين طويلة. وتعتبر سورية اليوم هي الحلقة الجديدة في مسلسل التمدد الفارسي الصفوي، وحلقة جديدة في الصراع العربي الفارسي. ميليشيا (النجباء) العراقية اعتبرت أن «النصر» في حلب هو نصرٌ عقائدي بوصفها حاضرةً تاريخية للشيعة، القيادي في ميليشيات الحشد الشعبي « أبو عزرائيل» يعلنها حربا عقائدية ولا يجد حرجا في الذهاب إلى سورية دون موافقة الحكومة العراقية. صحيفة «وطن إمروز» الإيرانية المقربة من نظام الملالي نشرت مقالا تقول فيه: «النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) شارك في معركة حلب، وأن المجاهدين الذين شاركوا في المعركة أقاموا صلاة الفتح خلفه». والتصريحات المشابهة لا حد لها ولا حصر، من قائل بأن أيران اليوم باتت تحتل أربع دول عربية، وآخر يعد بأن يصلي في الكعبة الشريفة. في وقفة نلقي فيها نظرة عجلى للخلف نعرض فيها أهم محطات هذا الصراع العربي – الفارسي الذي يمتد عميقا في التاريخ، فمنذ أن تمكن أرشير بن ساسان كاهن معبد بيرسبوليس تنصيب نفسه ملكا على بلاد فارس، حتى قام بحملة احتل فيها مدينة طيسفون (المدائن) في العراق، وبات ملكا على إيران والعراق في عام 226 ثم تمدد إلى سورية التي كانت تحت الحكم الروماني وأسر إمبراطورها. في تلك الفترة صعدت قوة مملكة تدمر العربية، واستطاع الملك أذينة وزوجته زنوبيا هزيمة الفرس وتوسيع المملكة العربية على حساب الامبراطورية الساسانية. ثم برزت قوة مملكة الحيرة وأميرها منذر الأول بن النعمان، في عام 610 استطاع العرب هزيمة الفرس هزيمة نكراء في موقعة ذي قار الشهيرة. لكن كسرى أنو شروان وبعد سقوط مملكة تدمر غزا سورية واستولى على أنطاكية ثم قام ابنه أبرويز بغزو فلسطين ومصر، في تلك الفترة بعث الرسول العربي محمد برسالة الإسلام فأرسل له وفدا يدعوه إلى الإسلام فرفض، وفي عام 637 أسقط العرب المسلمون بعد معركة القادسية ونهاوند، الامبراطورية الساسانية في عهد يزدجرد الثاني، ونشروا الإسلام في الامبراطورية الفارسية، وباتت تحت حكمهم من أمويين وعباسيين. في عام 1507 استطاع الشاه اسماعيل الصفوي أن يقر المذهب الشيعي كدين الدولة ويستولي على العراق مجددا. لكن مع سيطرة الامبراطورية العثمانية على معظم البلاد العربية تحول الصراع إلى صفوي- عثماني وتوقف المد الصفوي في بلاد العرب إلى غاية اعتلاء البهلويون الحكم في طهران، إذ استغل الشاه رضا بهلوي انسحاب بريطانيا من منطقة الخليج ليحتل الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، ثم جاءت ثورة الخميني ليتأجج الصراع مجددا في حرب دامت ثماني سنوات بين العراق وإيران مدعوما من كل الدول العربية، ما عدا نظام حافظ الأسد الطائفي الذي كان يرسل للملالي أسلحة وذخائر ومساعدات ضد العراق، والذي فتح لبنان (الذي كان يحتله) للأنشطة الإيرانية الشيعية لتنشئ حزب الله وتدعمه ماليا وعسكريا ليصبح دولة داخل دولة، وامتدادا للنفوذ الإيراني في بلاد الشام. بعد سقوط نظام صدام حسين استطاع نظام طهران عبر ميلشياته العراقية الشيعية، التي تكن له الولاء من احتلال العراق خلف حكومات موالية، ثم تدخل في البحرين عبر تحريض الشيعة، واليمن بدعمهم للحوثيين، والآن يدخلون حلب كفاتحين ليحتلوا حلب وتحويلها إلى مدينة شيعية، حسب فلسفة بشار الأسد الجديدة في أحد خطاباته أمام البرلمان السوري (المصفق الملفق) «الأرض لمن يحررها، وليس لمن يسكنها». هذا الصراع لن ينتهي في حلب، وبغداد، وبيروت، وبحسب تصريحات قادة الملالي فإنهم ينوون تحرير مكة المكرمة، وباقي العالم العربي ويشيعونه. لقد كانت المقاومة في حلب سدا منيعا ضد التغلغل الصفوي في سورية، وقد تخلى عنها الجميع، وباتوا متفرجين على المذبحة، لكن الثور الأبيض ليس آخر من يؤكل من الأسد، وزبانيته. صحافي وإعلامي سوري الإمبراطورية الفارسية الصفوية تتمدد على الخريطة العربية رياض معسعس |
توأمة مدينتي إدلب وحلب عبر التاريخ Posted: 19 Jan 2017 02:13 PM PST قبل ستينيات القرن العشرين الماضي كانت إدلب تعتبر أكبرمدينة تتبع محافظة حلب وذلك منذ عام 1700م وحتى عام 1958،حيث التحمت سوريا بوحدة مع مصر وشكلتا دولة الجمهورية العربية المتحدة. ونظرا لأهمية المدينة الاقتصادية والزراعية والمساحية تقرر فصل إدلب التي كانت «قضاء» حسب التسمية القديمة و»منطقة» بعد عام 1958، عن محافظة حلب وجعلها محافظة. انضم إلى المحافظة الناشئة عدة (مناطق) مجاورة مثل أريحا وحارم ومعرة النعمان وجسر الشغور وكلها كانت أقضية تابعة لحلب. تشتهر إدلب بزراعة الحبوب والشجر المثمر وشجر الزيتون المشهور بزيته الممتاز، كما تشتهر بزراعة شجر التين. كما تعد مدينة أريحا المجاورة أشهر بلدة في سوريا لإنتاج الكرز بكافة أنواعه، ومنه الكرز الأسود الحامض «الوشنا» الذي يتفنن أهالي حلب بطبخ عصيره مع الكباب الحلبي وفتة الخبز. قدمت بهذه المقدمة لتكون مدخلا إلى قيام أهالي محافظة إدلب بجهد كبير في الثورة السورية لتشمل كل بلدات وقرى المحافظة. ومنذ بداية الثورة استعصت منطقة جبل الزاوية على جيش بشار. ظهر من هذا الجبل أول ضابطين انشقا عن جيش بشار صيف عام 2011، وهما المقدم حسين هرموش الذي شكل وقاد لواء الضباط الأحرار وقد تم خطفه من تركيا ثم أعدم، والعقيد رياض الأسعد الذي كان أول من شكل الجيش الحر وكان قائدا له. (يذكر التاريخ الحديث أن أول ثورة تصدت لاحتلال فرنسا كانت في جبل الزاوية عام1920، قادها الزعيم السوري إبراهيم هنانو بن بلدة كفر تخاريم شمال إدلب. كان جبل الزاوية مسرحا لمعارك مع فرنسا غير متكافئة من ناحية السلاح، لذلك تم إخمادها. يتذكر أهالي جبل الزاوية تلك الثورة بالفخار، ويعتبرون أن ثورة آذار/مارس 2011 السورية هي امتداد لثورة عام 1920.لأنهم يذكرون أن سليمان جد حافظ أسد كان عميلا لفرنسا. وقد كتب رسالة أرسلها إلى فرنسا يرجو منها البقاء في سوريا ما زالت محفورة في إرشيف تاريخ سوريا النضالي). مع أن مدينتي حلب وإدلب تأخرتا بعض الوقت عن الانخراط في الثورة السورية، إلا أن ريفي المدينتين سارعا بقوة للالتحاق بالثورة. وسجلت قرية «سرجة» من جبل الزاوية قيام أحد أبنائها وهو «أحمد عيسى الشيخ» بتشكيل لواء «صقور الشام»، وما يزال يشارك بقوة حتى الآن في مفاعيل الثورة، وقد استشهد أربعة من إخوته مع بداية الثورة. كما أوقعت مدينة جسر الشغور في غرب محافظة إدلب بأكثر من 120 عنصرا من أجهزة أمن النظام في بداية عام 2012. عمت المظاهرات مختلف قرى وبلدات محافظة إدلب وحظيت بلدة كفرنبل جنوب جبل الزوية باسم العاصمة الثقافية للثورة السورية لطرافة التعليقات التي تكتبها مظاهرات البلدة. ودمرت كتائب صقور الشام بقيادة أحمد عيسى الشيخ حاجزين عسكريين للنظام السوري بقرية المغارة في جبل الزاوية في6 تشرين الأول/اكتوبر عام 2012 وقتلوا جميع عناصرهما ودمروا دبابة وأسروا دبابة أخرى سليمة كانت أول دبابة يمتلكها الثوار.استطرادا فقد شكل جبل الزاوية خزانا بشريا للمقاتلين أمد جبهة النصرة وأحرار الشام بالمقاتلين. ويعتبر نهر العاصي فاصلا جغرافيا بين جبل العلويين وكل سكانه علويون، وبين جبل الزاوية وكل سكانه من أهل السنة. لم يكن ريف حلب أقل اشتعالا بالثورة. وسجلت بلدة مارع (30 كم شمال حلب) قيام الأستاذ عبد القادر صالح الملقب «حجي مارع» بقيادة ثورة ريف حلب حيث شكل وقاد لواء التوحيد، وسرعان ما حرر اللواء أحياء من شرق مدينة حلب بقيت في يد الثوار حتى خرج منها الثوار وأهلها أواخر كانون الأول/ديسمبر عام 2016 بعد أن دمر طيران بوتين أبنية تلك الأحياء. ولما هاجم حزب الله مدينة القصير ربيع 2013 ذهب عبد القادر صالح لنجدة القصير لكنه وصلها بعد فوات الأوان. لم يكن استشهاد عبد القادر صالح عام 2013 ليفت في عضد ثوار ريف حلب. ليس الغرض من هذه العجالة السرد التاريخي للثورة السورية الذي ساهمت فيه حلب وإدلب بأوسع نصيب مثل غيرهما من المدن السورية، بقدر ما هو بيان اتصال ثوار إدلب بثوار حلب وتشكيل جبهة ممتدة من ريف حلب الجنوبي والغربي نحو ريف إدلب الشمالي والشرقي عبر السهول والهضاب المحررة خلال أعوام 2013 و2014 وتم تشكيل جيش «الفتح» من جبهة النصرة وأحرار الشام، سرعان ما أثمر قيام جيش الفتح بتحرير مدينة إدلب وطرد فلول حزب الله وما تبقى من أجهزة النظام المنهارة وهرب العقيد سهيل الحسن الملقب «بالنمر»، لكنه كان نمرا من ورق. وتم تحطيم الحواجز المسلحة في المسطومة (5 كم جنوب إدلب) فهرب سهيل الحسن إلى أريحا وجبل الأربعين وكنت ترى رتل السيارات التي تقل الهاربين.استمر هروب سهيل الحسن نحو مدينة جسر الشغور ثم عبر سهل الغاب لينتقل إلى جبل العلويين. وبذلك تم تحرير كامل تراب محافظة إدلب في ربيع عام 2015. بعد تحرير محافظة إدلب حاول جيش الفتح أن يشكل جيشا موازيا في ريف حلب. لم يكن ذلك صعبا عليه، فقد أصبح هناك فائض في المقاتلين من أبناء ريفي حلب وإدلب، وكان يمكن أن تتعزز انتصارات جيش الفتح في حلب. لكن دخول طائرات روسيا الحرب بعنف كبير بجانب النظام أفشل مسعى جيش الفتح وتأجل الحسم إلى وقت آخر. وأثبتت إدلب وحلب أنهما توأمان يمكن أن يعيدا الكرة إذا ما تحسنت الظروف. إن الانتصارالذي حققه جيش الفتح في محافظة إدلب نتج عنه تشكيل نواة دويلة تكفلت بشؤون سكان المحافظة في كل نواحي الحياة ولو بالقدر اليسير. كما أصبحت مأوى لكل الذين رحلتهم عصابات وميليشيات تقاتل تحت راية بشار.عاملت هذه الدويلة قريتي الفوعا وكفريا الشيعيتين بحسن جوار ولم تقم بترحيل سكانهما كما فعلت مليشيا حزب الله التي تدين بالولاء لطهران بـ «مضايا» وداريا وغيرهما. يبقى أن نقول إن إدلب التي كانت بلدة صغيرة عدد سكانها لا يتجاوز 30 ألفا يوم أن أصبحت محافظة قبل 50 عاما، أصبحت الآن ملء السمع والبصر بعد أن دخلت الأخبار إلى كل قرية في المحافظة، ذلك بفضل الله وفضل التضحيات التي قدمها أبطالها. ٭ كاتب سوري توأمة مدينتي إدلب وحلب عبر التاريخ الطاهر إبراهيم |
إحذروا.. شعرية الرّواية سرد قاتل Posted: 19 Jan 2017 02:08 PM PST منذ مدّة وفي فيلم مصري قديم بالأبيض والأسود أخطأ صيدلي في تركيب دواء لمريض وسلّمه له، عندما تفطن إلى الخطأ لم يجد من وسيلة ليبلغ بها المريض، وهو لا يعرف مكانه سوى إذاعة تحذير في الإذاعة يقول فيه: «الدواء فيه سم قاتل»، تذكرت هذا المقطع وأنا محتار في سؤال الشّعرية والرّواية، وهل هي خطر عليها؟ في مسارات الميلاد والبداية: ما من شك في أنّ الذائقة العربية شعرية في التأسيس، وأنّ الخطابات التي شكّلت لحظة الميلاد شعرية ماتحة من القصيدة العمودية والإيقاع والوزن، والذاكرة العربية تحتفظ في كينونتها بمخزون شعري تشكّل بين عنصري الإصاتة والسّماع، بين الرّنين الموسيقي في الكلمة المرتجلة في فضاء عكاظ ومربد، تحتفظ بهذا، ليتراكم ويتناقله الوعي عبر الأجيال مكرّسا في قصيدة شكّلت «إعاقة جمالية» بتعبير محمد العباس، وذلك لـ»ضخامة الجسم الشّعري العربي الموروث، وقوّة الإيقاعات الشّعرية المستقرّة» كما يرى حاتم الصّكر، إذن، من الصّعب أن تتخلص الذائقة العربية التي تربّت على الشّعر من تأثيراته، وعلى ما تبنّته من أشكال للتّعبير ليست وليدة بيئتها كالسّرد، ومنه الرّواية، فالفضاء العربي كان يحتفل بميلاد الشّاعر وخصّ أجود الشّعر بتعليقه على جدار الكعبة وبذلك اكتسب نوعا من القداسة، ما جعل جمال الدّين بن الشيخ يخلص في «الشّعرية العربية» إلى أنّه «تمّ اعتبار الشعر العربي على الدوام، مستودع هذه الثقافة وتاريخها». الذاكرة الشّعرية والوعي السّردي: هل يمكن أن ينعزل السرد عن تسريبات الشّعرية بالمفهوم الذي يجعل التفجّر في اللغة قائما ما دامت تناور حول إمكانات التّعبير الفائقة فيها والقائمة في العالم الخارجي، باعتباره المورد الأساس الذي تشكّل منه تصوّراتها حول العلاقات البنيوية التي تمثل الوجود والحركة فيه باعتبار «اللغة هي مسكن الوجود»، بتعبير هايدغر. تنهل حركة السرد من الكمون الجمالي في الوجود، والمتهيّئ للانكشاف عند انعطافات اللغة السردية، ولعلّنا نكتشف ذلك في عناوين قصص غسّان كنفاني في مرحلته الأولى: «الرّجل الذي لم يمت»، «شيء لا يذهب»، «لو كنت حصانا» و«إلى أن نعود»، تتمثل الشّعرية في هذه الوحدات السّردية العنوانية في صياغتها القريبة من «الإصاتة» التي لا تنفصل عن «السّماع»، وكونها تشكل خطابا رمزيا يتأسّس في وعي المتلقي باعتباره تحرّريا بدلالة فلسطينية القاص، وهو ما ينسج وعيا رومانسيا بثورية المقاومة، ولهذا، وحسب الباحث سامي سويدان، لغة غسان كنفاني «تسعى في سياق سرد متقطع الحبك أن تطلق تعبيرا شعريا راقيا»، وهذا ما يميّز اللغة في انصراماتها الواعية من قيود التغليف الفكري الذي يجعل منها إطارا يؤدّي وظيفة الإيصال بما يجعل التّحديد والضبط سمتا السياق، وعندما تتحرّر اللغة السردية تمتلك ما يدعوه جان كوهين بـ»الطاقة المتفجرة في الكلام المتميّز بقدرته على الانزياح والتفرّد وخلق حالة من التوتر»، وهو ما ينتج الشّعرية. خصوصية الملازمة الشّعرية للوعي السّردي الوطني: لا أربط الحالات السردية بالنّموذج الخطابي في خصوصيته الشعرية، ولكن أحاول أن أتتبع تاريخية محدّدة في باراديغم الوعي السّردي الوطني، حيث الرواية بتقنياتها المتطوّرة ووعيها الحدثي الإشكالي وحداثتها المعيارية، تمّت في تناسل عن النّمط الرّوائي الأوروبي وخصوصا الفرنسي، وهو ما جعل الرّيادة للرّواية الفرنكفونية في الجزائر، حيث «نجمة» شكّلت إعاقة جمالية حتى بالنّسبة للرّواية الفرنسية، وشعريتها تنبثق عند حدّي العنوان المتواطئ مع الأنثوي والسّماوية الحافلة بالقمرية والالتماع وتداعيات السَّمرية عن ذلك كله، وسرديتها المترافقة وجمالية الخطاب المقاوم، بكل ما يختزنه السرد من قوّة في تفجير أطروحاته التعبيرية من أفق الإصرار على خلق الصّدمة الجمالية في توترات اللغة. لا يمكن أن نجرّد السرد الوطني من تاريخيته الشّعرية وهو يحتفظ في ذاكرته بالنص الرّوائي لمالك حدّاد، الذي أعتبره شخصيا المسرود الشّعري بامتياز، سواء على مستوى الجمل السردية أو البنيات العنوانية التي لا تقف عند الإخبار، ولكن تتجاوز ذلك إلى تشكيل الرّنين الجمالي الحامل للدلالة الشّعرية، «سأهبك غزالة» و»رصيف الأزهار لم يعد يجيب». ونظرا لأسبقية النص الرّوائي الفرنكفوني، فلا شك وأنّه يتأسّس مؤثرا في مسار سرد الرّواية العربفونية في الجزائر، وهو ما استقر في النصّين المؤسّسين للرّواية الحداثية وطنيا، «ريح الجنوب» لعبد الحميد بن هدوقة و«اللاز» للطاهر وطار، أين تتفجر الشّعرية بمنطلقات الإضافة الجمالية للنّبرة الإيديولوجية، التي تنمحي لصالح شعرية ما تنبثق من محاولة دؤوبة لصنعة سردية تبحث عن اكتمال ما، يقول الطاهر وطار في رواية «الزلزال»: «لكن في جسر الهواء، تحمل الأصوات الهادرة إلى قلب الإنسان إحساسا كبيرا، بأنّ المدينة تقول شيئا ذا معنى»، تتصل سياقات المعنى في خطاب المقطع السردي بحالة حركة يتخللها انسجام شعري بما يحيط الذّات من فضاء يتبادلان فيه العطاء (الذات والفضاء)، المكان يتأسّس شكلا، وتتأسّس الذات حاملة للمعنى من جوهر الشكل، وهو ما ينتجه المقطع السردي من حالة توتر في المتلقي، ولعل في رواية «ريح الجنوب» ما يسد ثغرة السّرد المارق من الشّعرية، يقول بن هدوقة: «يسهل الحديث ويحلو عن قضايا الحياة، إذ به تتشكل الصور الأولى في منطلقات الأمل..»، تحتضن هذه الصّياغة شحنة شعرية في ظل مسار شخصية «نفيسة» الباحثة عن وطن للحلم تنسج فيه مدينتها المفقودة. أطاريح السّرد / أطاريح الشّعرية: ينبثق السّرد كتعبير متحرّك من المجتمع إلى اللغة باعتبارها إنتاجية جمالية تستوي على منصة الخطاب انتقالا من استواء النص، وفي هذا السياق تنشأ دلائلية المعطى اللغوي المتخفّية في العلامة والرّمز والاستعارة، وهو ما يجعل السرد في أيلولة إلى إيقاع يفرضه ما تمنحه اللغة من مقدرة على الاستعارة من التّخييل وإنتاج الصور والمعنى، وذلك مستوى من مستويات الشّعرية باعتبارها منطقة الكلمات الأشد مقدرة على «الانزياح والتفرد وخلق حالة من التوتر» حسب تعريف جان كوهين، ولهذا نجد شاعرا كخورخي لويس بورخيس وهو يقرأ «يوليسيس» لجيمس جويس، لم تكن تخطر له الشخصيات، بل «الكلمات التي تنتج هذه الشخصيات»، لأنّ الكلمة تحمل المعنى الذي ينفخ في الشخصية مستوى الدلالة، التي لا تجعلها (الشخصية) مجرّد اسم وحسب، بل منطقة لتداخل الصور الناتجة عن حركة الاسم في سياق الكلمات المنتجة للسرد في انزياحاته وتوتراته وتفرده، وهو ما يجعل العالم برؤية مختلفة، وهو ما وجده أدونيس حين قراءته ليوليسيس، التي يقول عنها أنها «تحتوي طاقة هائلة لرؤية العالم بشكل مختلف. هي إذن، رواية فيها شعر». علاقة السرد بالشّعرية، لا تنطفئ في منطقة التهويم، أو الخواطرية البعيدة عن الحدث، حيث ترتجع الرواية كجمل سردية تائهة داخل منتظم تنسجه الحكائية، أو ما يمكن تسميته بخطاب التوهان، الذي لا يؤدي إلى فهم أو معنى. علاقة السّرد بالشّعرية على العكس من ذلك هي تفجير لمناطق الغياب في اللغة، وانتصار للمنحى التوليدي فيها الذي يغامر داخل أنساق الفراغ التشكيلي في اللغة ونسيجها التخييلي، فمهما اتفقنا أو اختلفنا مثلا حول «ذاكرة الجسد»، إلا أنّها تنتج نظامها الذي يخرّب الأنظمة السابقة ويكسّر تعاقبية الحدث، لكن في إطار «بنينة» تسمّي الحدث في مجال تعريف سابق، يرد ضمن مخطط يترك مجالا للتلقائية التي تجعل من الذات الكاتبة شاهدا على تطور الحدث الروائي دونما تدخل في توجيهه، وهذا ناتج عن اللغة الرّمز التي اعتملت في كيانها منذ محنة مالك حداد الذي هجر الكتابة لأنّه لم يستطع أن يجد لغة تمتعه في العمق بكلمات مثل «أَمَّا» أو «أحبّك»، وتلك هي «لغة اللغة» بتعبير الرّوائي الجزائري لحبيب السايح أو «اللغة البدئية» و»اللغة التأسيس» بتعبير أدونيس. ٭ كاتب جزائري إحذروا.. شعرية الرّواية سرد قاتل عبد الحفيظ بن جلولي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق