Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 24 يناير 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


الطريق الصعب من الأستانة إلى دمشق

Posted: 23 Jan 2017 02:28 PM PST

تقدّم مسوّدة البيان المشترك الصادر عن روسيا وتركيا وإيران حول «اللقاء الدولي المتعلّق بسوريا» في مدينة الأستانة عاصمة كازاخستان تصوّراً مستجدّاً للتسوية في سوريا يستند إلى مجموعة من المبادئ السياسية أهمّها اتفاق الدول الثلاث المعبّر عنه ببيان صدر عن وزراء خارجيتهم في موسكو في 20 كانون الأول/ديسمبر 2016 ونتج عنه قرار لمجلس الأمن (رقم 2336) صدر بتاريخ 31 كانون الأول/ديسمبر 2016، وهو قرار أعدته روسيا يتعلق بدعم اتفاق وقف الأعمال القتالية وإطلاق عملية سياسية «لتسوية الأزمة».
الإنجاز الأول لهذا الاجتماع كان جمع وفدي المعارضة السورية المسلحة ونظام الرئيس السوري بشار الأسد على طاولة المفاوضات، وهو أحد نتائج مسار الصراع السوريّ المعقّد الذي انتهى عملياً بتغيّر موازين القوى على الأرض وجعل المعارضة مضطرّة لهذا المسار.
أسباب التغير كثيرة كان أهمّها التدخّل الروسي والإيراني المباشر والذي كانت آخر محصلاته الضربة الكبيرة التي تلقّتها المعارضة السورية بسقوط شرق حلب في يد النظام وحلفائه، وقبلها سقوط بلدة داريا في ضواحي دمشق، وغيرها من المواقع التي مورس عليها الحصار والتجويع وقصف المشافي والمخابز والاغتيالات وحتى التفجيرات الإرهابية فاضطرّت لعقد تسويات مؤلمة ينتقل فيها المقاتلون إلى إدلب ويتمّ تهجير المدنيين إلى أماكن أخرى ليتمّ استبدالهم، كما حصل في داريا، بسكان جدد من شيعة العراق ولبنان.
التغيّر الكبير الآخر حصل في تركيّا التي حاولت كثيراً تدوير الزوايا مع السياسة الأمريكية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما والتي تركّزت على التحالف مع خصم أنقرة الكبير، حزب العمال الكردستاني، عبر ممثّله السوري، حزب الاتحاد الديمقراطي، والذي استغلّ ذلك في محاولة السيطرة على الحدود التركية ـ السورية وخلق دويلة كرديّة، فيما أضعفت المعارضة السورية وساهمت في إبقاء شرعيّة نظام الأسد ونجاته من وعود العقاب على اجتيازه خطوط السلاح الكيميائي الحمراء.
إلى هذين التغيّرين يضاف إدراك روسيا العواقب الكبيرة لاستمرار الصراع في سوريا، والتكاليف الهائلة التي ذاقتها خلال فترة الخصام الاقتصادي والسياسي مع تركيا، وكذلك إحساس إيران، مع استلام دونالد ترامب للرئاسة، بأن الرياح قد لا تكون في صالحها في المنطقة، وهو ما يفسّر إشارات الغزل التي أبدتها تجاه السعودية مؤخرا.
كل ذلك لا يعني أن الدول الثلاث (إذا وضعنا طرفي النظام والمعارضة جانباً) قد توصّلت فعلاً إلى تسوية حول سوريا وأن طريق الأستانة صار سالكاً نحو دمشق لكنّ فرضها لاجتماع الطرفين (رغم ممارسة بشار الجعفري رئيس وفد النظام هوايته المعهودة في التعريض بالمعارضة ووصفها بالإرهاب) وإمساكها، إلى حد كبير، بشؤون الوضع العسكري والأمني في سوريا، يجعل هذا اللقاء أكثر قابلية للتمخّض عن نتائج على الأرض من اللقاءات الدولية السابقة.
لقاء اليوم الأول من المحادثات انتهى بحسب وسائل الإعلام من «دون تحقيق اختراق»، لكن الأمر اللافت أن ذلك تزامن مع إعلان «مركز المصالحة الروسي» في قاعدة حميميم العسكرية إبداء القلق من خروقات النظام السوري للهدنة وتأكيده ضرورة التزامه الكامل باتفاق وقف إطلاق النار وأن المركز يرصد ما معدله 6 خروقات للنظام يوميّاً، وهو أمر ما قد يفسّر باعتباره إعلاناً روسيّاً عن التزام موسكو دوراً ضامناً لوقف إطلاق النار، وهو أمر لا يمكن التأكد من جدّيته تماماً إذا أخذنا في الاعتبار تاريخ النظام وحلفائه واستهزائهم بأي اتفاقات لا تناسب خططهم.
في كل الأحوال فإن سيرورة المفاوضات الروسية ـ الإيرانية ـ التركيّة تسجّل مرحلة سوريّة جديدة سيؤدي مخاضها إلى نشوء نظام سوري جديد على أنقاض النظام الذي بدأت نهايته مع صعود أول مظاهرة سورية تنادي بإسقاط النظام وانتهى فعليا مع حلول روسيا وإيران وتركيا مكان السوريين!

الطريق الصعب من الأستانة إلى دمشق

رأي القدس

لا تخافوا

Posted: 23 Jan 2017 02:27 PM PST

الدم الذي سال في أم الحيران فوق أنقاض البيوت المهدمة، أزهر في مظاهرات النساء في واشنطن وفي كل مدن أمريكا والعالم. هنا يهدمون البيوت ويدمرون قرية مهجّرة من أجل تهجيرها من جديد، وهناك يهدمون القيم والمعاني، حيث تلتمع اللغة الفاشية بنصل السكاكين التي تُسنّ من أجل أخذ العالم إلى مسلخ دموي جديد.
هنا في فلسطين ينتفض الطلاب الفلسطينيون في الجامعة العبرية في وجه عميلين تافهين جاءا للعق حذاء المحتل وإهانة الشعب السوري وازدراء تضحياته، وهناك ينتفض الضمير في وجه رئيس أمريكي يتكلم لغة الكراهية والتسلط واحتقار المرأة، ويسعى إلى إذلال الأقليات باسم هيمنة بيضاء آفلة.
في أم الحيران سال الدم، كأنه امتداد للدم السوري، لكن المدعُوَين عصام زيتون وسيوران قجو وقفا على منصة المحتل العنصري، كي يلوثا ثورة الشعب السوري، فسمعا صرخة الطلاب الفلسطينيين: «الشعب السوري بده حرية مش عملاء».
هنا وهناك، لن نخاف، وبيروت أيضاً لن تخاف، لا الإرهاب الاجرامي الذي حاول ليل السبت الماضي أن يحوّل ليلها إلى جحيم، يخيفها، ولا الطبقة الحاكمة التي حولت الجمهورية إلى منهبة، ترهبها.

للحرية لغة واحدة

هنا وهناك، للحرية صوت واحد وتستطيع أن تتكلم لغة واحدة، لقد وحّد الفاشيون والعنصريون والمستبدون والأصوليون العالم في المواجهة، وما على الديمقراطيين والمدافعين عن حق الإنسان في كرامته الإنسانية سوى التوحد في لغة المقاومة.
لغة المقاومة واحدة، نصوغها من جديد ونكتب بها الألم والأمل، ونخوض من خلالها معركة الصمود في وجه الوحش الفاشي العنصري الذي يريد إطفاء البريق في عيون أطفالنا.
ما جرى في أم الحيران القرية البدوية الفلسطينية التي هُجّرت عام 1956، وأعيد تهجيرها الآن، كي تُهجّر بعد سنوات من جديد، لا يشير فقط إلى وحشية المحتل الاسرائيلي وعنصريته واصراره على تحويل نكبة الشعب الفلسطيني إلى نكبة يومية مستمرة، بل يشير أيضاً إلى أن هذا الوحش المدجج بالسلاح والكراهية، هو امتداد لوحش الكولونيالية الذي صار اليوم أخطبوطاً عنصرياً شعبوياً، احتل البيت الأبيض.
ترامب الذي يُحسن تبسيط اللغة كي تصير وعاء للحقد هو الوجه الآخر لنتنياهو ولفيفه العنصري. هناك يريدون إذلال النساء والأقليات، وهنا يريدون تحويل الأقلية اليهودية إلى اداة لإذلال ابناء البلاد واصحابها.
معركة واحدة بأسماء متعددة، الفاشي الأمريكي يريد نقل سفارته إلى القدس اعترافاً باحتلالها، والعنصري الإسرائيلي يريد تطهير الأرض من أهلها، وكلاهما يرى في المستبد السوري عقاباً لنا على صرخة حريتنا، وفي الوحش الأصولي مرآة لصورتنا يسهل تحطيمها.
غول واحد برؤوس متعددة وجد في دونالد ترامب رأسه المفقود، فتفلّت من كل الضوابط معلناً الحرب على القيم الانسانية والاخلاقية، معتقداً أن الماضي النازي يمكن استعادته بلغة شعبوية بذيئة، تتفنن في محاربة الثقافة والاعلام، وتتمترس خلف أحلام بائدة.
إنه الانحدار إلى الحضيض. وفي الحضيض لن يجدوا سوى مقاومتنا، نقاوم مع نساء امريكا وسودها ومسلميها وعربها، نقاوم مع المهاجرين والمهجرين، نقاوم بالإسبانية والعربية والإنكليزية، وبكل اللغات، كي نحمي اللغة من البربرية، نقاوم المغول والفرنجة والمستعمرين الصهاينة، نقاوم نكبة العالم ونكبتنا في هذا العالم.

معركة واحدة

نساء سوريا اللواتي تعرضن لأبشع انواع الإذلال على أيدي سفاحي داعش والنصرة، والإيزيديات السبايا اللواتي حمين شرفنا المهدور، يجدن أنفسهن اليوم مع نساء امريكا اللواتي ينتفضن.
وضحايا سجون الاسد وبراميله هم الوجه الآخر للضحايا التي تُعد لاحتفالات البيت الأبيض في واشنطن، واهل أم الحيران في نكبتهم المتجددة هم المستقبل الذي يستعد الفاشيون والعنصريون لتعميمه على العالم.
إسرائيل الدولة العنصرية التي تغطت طويلًا بخطاب السلام الكاذب، تكشف عن وجهها الحقيقي، وتعلن أنها الحصن الأخير للدفاع عن نظام التمييز العنصري الذي تهاوى في جنوب أفريقيا.
وأمريكا الترامبية تستعيد «امجاد» سلخ فروات الأمريكيين الأصلانيين التي أطلقت عليهم اسم «الهنود الحمر»، عبر رئيس يتسلم مفاتيح الهاوية.

لا تخافوا

إنهم أقوياء لأننا منقسمون، «يتبرطعون» باللغة لأننا نسينا لغتنا، ويتسلطون لأننا خفنا واستهولنا الجنون الذي بدأ في الحرب الأمريكية على العراق، واستُكمل في غزو سوريا من كل الفاشيين والعنصريين، الذين جاء بعضهم لدعم الديكتاتور، وجيء ببعضهم الآخر من أجل تلويث ثورة الشعب السوري بالوسخ التكفيري الطائفي.
إنهم أقوياء لأننا استسلمنا وسمحنا للسفهاء واللصوص بالاستيلاء على قضية فلسطين، فشعر العنصريون الصهيونيون بأنهم يملكون ضوءا أخضر من اجل استكمال زرع ارضنا بالاستيطان والكراهية والحقد.
لا تخافوا… إنها معركة واحدة، شرط نجاحها هو طرد الدجّالين من صفوفنا. لقد وجدت الصهيونية بيتها الحقيقي في الترامبية، فلنحاصرها هناك.
(هذا التقاطع بين الصهيونية والخطاب الترامبي المليء باللاسامية المعلنة والمضمرة، مسألة يجب بحثها والتمعن في دلالاتها، من أجل بلورة خطاب نقدي جديد يضع قضية فلسطين في مكانها الصحيح كجزء من النضال التحرري في العالم).
لا تخافوا… إنها معركة مصنوعة من عشرات المعارك، وهي معركة صعبة وقاسية وشرسة، لكن علينا ان نعي أننا نقاوم الوحش الذي يريد إعادتنا إلى عهود الظلمات.

لا تخافوا

الياس خوري

بسام كوسا باق تحت «سقف الوطن»… راغب علامة نجا من التفجير ومتفائل بترامب… وعادل كرم ينتقد فيُهين

Posted: 23 Jan 2017 02:27 PM PST

قيل للممثل السوري بسام كوسا، في مقابلة بثت أخيراً على تلفزيون النظام السوري، لماذا اخترت البقاء في البلد، وكان واضحاً أن المذيعة تعرف سلفاً أن ليس هناك، على تلك الشاشة، سوى جواب وحيد، جواب لم يكن سوى تنويع على حكاية «الوطن ليس فندقاً نتركه عندما تسوء الخدمة»، قال الفنان «ممكن جاوبك جوابين، استعراضي عن الوطن والبقاء، وهذا إفك. لكن أنا ببساطة (ويبدو أن هذا هو الاحتمال الثاني) إذا أمي مرضت ما بتركها وبمشي، لما بتمرض البلد ما بحمل حالي وبمشي، لا يمكن واحد أمه تمرض يكبها (يرميها) ويدير ظهره ويمشي بهديك اللحظة».
ويوضح الفنان «اجاني دعوات كتير من دول، شكرتن وقلت راح أظل هون وما يجري للناس يجري علي. هدا البلد أنا عشت فيه، يا بنموت سوا يا بنزبط سوا». لا يحتاج المرء إلى كثير من التدقيق ليلاحظ أن الجواب الثاني، أي جواب الفنان لم يكن سوى الجواب الأول نفسه، أي «جواب استعراضي عن الوطن وبالبقاء»، أي، وحسب الفنان ليس سوى «إفك»، ولا ندري لماذا استخدم الفنان هذه الكلمة الفصيحة وسط حديثه العامي جداً.
الفنان في العمق يتحدث عن «نظرية الصمود» التي يتغنى بها بعض الذين بقوا في مناطق سيطرة النظام. يريد للناس أن تبقى بين مطرقة البراميل المتفجرة والاعتقال الوحشي ورعب الحواجز وسندان نظرية الصمود.
لكن أي صمود حين يكون المرء تحت سقف النظام، برعايته وتحت عينيه، في مشروع دمر وحي المهاجرين والمزة! هل جرّبت أن تسكن معضمية الشام أو داريا أو أحياء حمص المعارضة، هل فكرت مرة ماذا سيحل بك على حواجز النظام حين يكون اسم عائلتك الصياصنة أو غيرها من العائلات الدرعاوية المعارضة، أو لو كان نفوسك يعود إلى حي بابا عمرو الحمصي، أو مخيم اليرموك. جرب أخي الممثل أن تتقمص أي دور أو اسم أو مكان من تلك المغضوب عليها وحدّثني حينها عن الصمود.

عادل كرم ينتقد

يستحق برنامج «بلا تشفير»، الذي يقدمه تمام بليق على قناة «الجديد» كل الإهمال إن لم نقل السخرية، لكن على أن لا تأتي السخرية من برنامج «هيدا حكي» الذي يقدمه المذيع والممثل اللبناني عادل كرم، هذا الذي جاد به طوفان الفضائيات، فصارت الفرصة سانحة لمن هب ودب كي يصبح صاحب برنامج وكلمة وجمهور.
لو أردنا مثالاً لما وجدنا أفضل من الحلقة التي يتهكم فيها كرم من خصمه اللدود الذي سخر منه مراراً تمام بليق، ذلك قبل أن تصل الحرب إلى فضائيتي «الجديد» و«أم تي في».
حلقة عادل كرم مثيرة للقرف، إنه يتفنّن في إهانة المشاهد أكثر مما يستطيع برنامج بليق. شيء يصعب وصفه بكلمات، إذ لا بد من العودة إلى مشاهدة الحلقة. لكن يكفي أن نقول إن السخرية من اسم الشخص واحتقاره ليس فيه شيء من النبل، ولا يمكن أن يكون نقداً حقيقيا. اسم المرء وشكله لا إرادة له في اختيارهما، والحط منهما هو احتقار للكرامة الشخصية.
فوق ذلك لا بد من تذكير عادل كرم بأن ضحك وتشجيع جمهور الاستديو ليس نموذجاً صادقاً عن الانطباعات الحقيقية للجمهور خارج الاستديو. برنامجك لا يضحك، ولا يسلي، وغريب طبعاً أن يقول إعلامي إن الهدف من البرامج تسلية المشاهد. قفشات مجانية تستجدي الضحك، وموسيقي مسكين مضطر أن يعمل فوق شغله كموسيقي مستمعاً دوره أن يبصم على كل ما يقوله المذيع كما لو أنه شاهد زور جاهز جيء به من مقهى خلف قصر العدل، ذلك لا يصنع برنامجاً، وقبل ذلك لا يؤهلك للحكم على برامج الزملاء في محطات أخرى.

الحنين إلى التلفزيون السوري

استضافت المذيعة السورية زينة يازجي على قناة «سكاي نيوز»، وضمن فقرة سمتها «داعش ضد الحضارة»، الفنان اللبناني راغب علامة ليتحدث عن تدمير «داعش» لأوابد مدينة تدمر السورية. علامة، حتى لو كان سفيراً للنوايا الحسنة، هو مغن وحسب، ولا تعرف عنه ثقافة واسعة تؤهله للحديث عن آثار تدمر كحضارة، ولا معرفة في السياسة تذكر ليضع همجية «داعش» في سياق مفهوم. تقريباً قال الرجل أي كلام، تماماً كما سألت يازجي أية أسئلة، لتزجية الوقت على ما يبدو.
واضح أن يازجي تعوّل على شهرة علامة أكثر مما تطمح إلى كلام ناضج يضيف أو يشرح. لكن لا بد من الاستدراك والقول إن علامة له نظريته بخصوص مكافحة الإرهاب، فهو متفائل بدونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وقد أسهب في تفاؤله واستفاض في توجيه الرسائل لترامب.
هكذا، في الوقت الذي تقوم الدنيا، كما لم تقم من قبل على رئيس أمريكي، في الولايات المتحدة كما حول العالم، احتجاجاً على مئة انتهاك لترامب حتى قبل أن ينتخب، من احتقاره للمرأة، إلى حربه الصريحة ضد الإعلام، إلى عنصريته تجاه المهاجرين، وصولاً إلى أبرز مشاريعه بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ما قد يشعل غضباً لا يعرف إلى أين يمكن أن يصل مداه.. كل ذلك وراغب علامة متفائل ويشد على يد الرئيس الأمريكي!
اختيار علامة في هذه المقابلة، الأسئلة التي عالجت موضوع «داعش ضد الحضارة»، أداء يازجي المتكلف، كل ذلك بدا مسروقاً من لغة التلفزيون الرسمي السوري. كأن يازجي لا راحت ولا سافرت كل هذه السنوات بعيداً عن تلك الشاشة التي تلقت فيها دروسها الأولى.

راغب نجا من تفجير خلّبي

جدل ونقاش محتدم في لبنان بين الفنان راغب علامة وخصومه، وهم هذه المرة جمهوراً واسعاً لا شخصاً بعينه. حيث سخر كثيرون بعيد انفجار كوستا- شارع الحمرا في بيروت، تحديداً بعد تصريح أطلقه الفنان يطمئن جمهوره أنه لم يكن في مكان الانفجار، وأنه نجا من الحادث.
قد يكون علامة نجا بأعجوبة أيضاً، رغم أن التفجير الانتحاري كان خلّبياً. لكن يبدو أنها أصبحت لازمة عند الفنان بعد كل تفجير، حيث يطلّ عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليطمئن معجبيه. كأن الإرهاب في العالم كله مشغول براغب علامة، وكأن لا هدف للتفجيرات سوى ملاحقته. فنانون كثر سعيدون بالكارثة، يبدو أن لا طريقة آخرى لديهم للبقاء على قيد الشهرة.

مايا يوسف ضد التطبيع

قررت عازفة القانون السورية مايا يوسف الانسحاب من حفل مقرر في بريطانيا يشارك فيه عازفون إسرائيليون. الفنانة أوضحت على صفحتها في فيسبوك أول أمس تقول «عندما تمت دعوتي لهذا المهرجان قيل لي إنني سأقدم حفلاً بالتقاسم مع موسيقي آخر، وبالطبع لم أكن على دراية أن الموسيقي الذي سيعزف بعدي في الليلة نفسها إسرائيلي. حالما أدركت الأمر انسحبت من المهرجان. البوستر يوحي أنني كنت من المفترض أن أتعاون فنياً مع يائير دلال وهذا غير صحيح…».
لقد وصلتني قبل أيام من انسحاب الفنانة يوسف أخبار المهرجان والمشاركين فيه، وغريب فعلاً أن تتأخر هي عن معرفة شركائها الفنيين، رغم تجربة طويلة للفنانين العرب في الغرب جعلتهم صاحين دائماً لمواقف مشابهة.
غريب أن يكون الفنانون في غفلة عن ذلك، ولا ينتبهون إلا عندما يبدأ الضغط والاستنكار هنا وهناك، تماماً كما حدث لموسيقيين سوريين يقيمون في برلين عندما انسحبوا تحت الضغط من حفلة موسيقية مقررة مع إسرائيليين اثنين، رغم أنهم شبعوا عزفاً من قبل مع مجاميع من العازفين الإسرائيليين.
أمر آخر لافت، سنجد على صفحة الكاتب السوري حسن م يوسف مشاركته لصورة الفنانة مايا (ابنته) تحمل عبارة تقول «مايا يوسف ترفض المشاركة في مهرجان تقيمه جامعة كامبردج، لأن ابنة حسن م يوسف لا تطبع مع إسرائيليين». حقاً! فقط لأنها ابنة م يوسف! ألا يعني لكم أن يأتي ذلك احتجاجاً على أي من أفعال إسرائيل؟ ألن تجدوا ممارسة إسرائيلية تستحق الاحتجاج، من اغتصاب فلسطين إلى ضربة مطار المزة أخيراً؟ ثم من قال إن حسن م يوسف هو عنوان مقاومة الإسرائيليين؟ حبّذا ذكر الأسباب.

كاتب من أسرة «القدس العربي»

بسام كوسا باق تحت «سقف الوطن»… راغب علامة نجا من التفجير ومتفائل بترامب… وعادل كرم ينتقد فيُهين

راشد عيسى

عن وهن قيم الديمقراطية والتعددية عربيا

Posted: 23 Jan 2017 02:27 PM PST

تظهر الأوضاع الراهنة في معظم المجتمعات العربية غلبة رفض وتسفيه قيم الديمقراطية والتعددية.
فالنخب الحاكمة مازالت ترغب بالأساس في إدارة الشأن العام وفقاً لأجندات وضعت هي بنودها بمفردها واستبعدت منها ما لا يناسبها من قضايا أو مقاربات. أما القوى الأخرى من أحزاب معارضة وهيئات ومنظمات فاعلة في مجال المجتمع المدني، فتعيد إنتاج جوهر الاستبعاد هذا فيما بينها إن على أرضية خلافاتها الإيديولوجية التي لا تنتهي أو بالنظر إلى التحاق بعضها بالطرح الحكومي.
الأخطر من ذلك هو أن ذات الثقافة الاستبعادية تشكل النمط الأساسي لعلاقة الأجيال المتتابعة من السياسيين والحركيين والمفكرين إن داخل النخب الحاكمة أو بين صفوف المعارضين على نحو يمكن دوما «الرجال الأكبر سنا» من متوسطي العمر والأصغر سنا بادعاء الحكمة والنظرة الثاقبة.
ثم لدينا، ثانيا، هيمنة المؤسسات العسكرية والأمنية على شؤون الحكم والدولة والمجتمع في ظل تسفيه للمؤسسات المدنية ولممارسي العمل العام من المدنيين ولمجمل أدوات الحياة السياسية. للسياسة حين تستقر ممارستها كمهنة سلمية هدفها إدارة الصراع بين قوى المجتمع وصولاً لتحديد معاني ومضامين الصالح العام وصناعة توافق حولها، نسق أخلاقي ومنظومة قيمية وعالم معرفي تحفز مجتمعه على المساومة والتفاوض والبحث عن مساحات المشترك بين المتصارعين وترفض المقاربات الإطلاقية بنزوعها المعهود نحو الإجهاز على الآخر والهيمنة المنفردة على الدولة وإلغاء تعددية المجتمع. أما المؤسسات العسكرية والأمنية وما يخضع لسيطرتهم المباشرة من إعلام عام وخاص، فتتحرك بين عوالم تحتقر المساومة وتتواجد في خانات تعرف البحث عن المشترك كدليل وهن غير مقبول أو مصدر اعوجاج وخيانة لا بديل عن استئصالهما.
في مصر، على سبيل المثال، لم ترتب لا الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتصاعدة ولا الطاقة الاحتجاجية العائدة إلى المجتمع دفع السلطوية الجديدة بمكونيها العسكري والأمني إلى إعادة النظر في سياسات القمع والإلغاء والحصار المتبعة منذ 2013 ضد قوى المعارضة والمجتمع المدني والأصوات المستقلة في الفضاء العام.
لم يتغير نزوع السلطوية إلى الهيمنة المنفردة ورفضها السماح بأي قدر من المشاركة الشعبية في تحديد مضامين الصالح العام وإدارة شؤون الحكم. لا تفسير لذلك سوى هيمنة المعادلات الصفرية الرافضة للمساومة والتفاوض مع «الخارجين عن الطوع» على مقاربة جنرالات المؤسسات العسكرية والأمنية للسياسة واعتمادهم البدائي (بالمعنى الاستراتيجي) على الأدوات القمعية كضمانات نهائية لاستمرار سيطرتهم واستقرار حكمهم.
أما المجتمعات العربية التي لا تدير شؤون الحكم بها المؤسسات العسكرية والأمنية بمفردها وتضطلع بها بأدوار رئيسية أسر حاكمة متماسكة لها حلفاؤها بين التكنوقراط وخارج دوائرهم، كما هو الحال في دول الخليج والأردن والمغرب، فتواجه نفس أزمة كراهية النخب الحاكمة للديمقراطية والتعددية.
ثالثا، لم تزل أغلبية ساحقة بين مواطني البلدان العربية تنظر إلى دور الدولة بصورة تقترب كثيراً من رمزية الدولة الأب أو الدولة الحامية المسؤولة بمفردها عن رخاء المجتمع وسعادة الأفراد في مقابل ما يقدمونه لها من فروض الطاعة والولاء. ولا يترتب على تلك النظرة المريضة التي ساهمت النخب الحاكمة في خلقها سلسلة لا متناهية من التوقعات تجاه ما يمكن أن تقوم به مؤسسات الدولة وحسب، بل تؤدي من جهة إلى انتشار ثقافة التبعية والشكوى والانتظار بين المواطنين ومن جهة أخرى إلى غياب تثمين مبادرات الأفراد وأدوار منظمات المجتمع المدني المستقلة. ما لم يهبط سقف التوقعات المجتمعية المتجهة إلى الدولة ويشرع المواطنون في التعامل معها كفاعل رئيسي من بين فاعلين آخرين، فإن كراهية الديمقراطية والتعددية لن تتراجع وتعثر مسارات التحول الديمقراطي لن يتبدل واحتكار النخب الحاكمة لإدارة الشأن العام لن يتغير.
رابعا، تتناقض الفكرة الديمقراطية والممارسة التعددية مع الحضور المؤثر للشعبوية الدينية والوطنية في المجتمعات العربية. بين حكام يوظفون الدين للارتقاء إلى مصاف المثل الأخلاقية العليا ويتدخلون من ثم في شؤون الناس الخاصة كما يحتكرون الشأن العام، وبين مؤسسات عسكرية وأمنية تمتطي الهيئات الدينية لكي تروج للادعاء بكون طاعة الحاكم والامتناع عن معارضة سياساته من صحيح الدين، وبين نخب حاكمة تعول على طبول الوطنية لكي تخرج على الناس كحامية الحمى والمدافعة عن المصالح الوطنية الحقة ومقتضيات الأمن القومي وأيضا لكي تمارس التخوين ونزع الوطنية عن معارضيها، يسقط القبول الشعبي للديمقراطية والتعددية.
خامسا وأخيرا، تعني ثقافة الديمقراطية والتعددية التأكيد على مبدأ حياد الدولة حيال الخصوصيات العرقية والدينية والمذهبية والطبقية المنشرة بين المواطنين كمكون رئيسي لهذه الثقافة لا تستقيم بدونه. لا يسع الدول الحديثة إزاء تعدد هويات الجماعات، حتى وإن تعلق الأمر بأغلبيات وأقليات ثابتة النسب، إلا أن تؤسس لفعلها العام وشروط الرضاء الشعبي عنه بصورة مدنية تبعد عن إطلاقية العرق الواحد أو الدين الواحد وتركز على صناعة التوافق حول الشأن العام وصياغة مساحات المشترك بين المواطنين وتوظيفها كموجه أخلاقي وقيمي للسياسة بصورة كلية. ويتطلب ذلك بالمقابل سيادة فهم مجتمعي للعرق والدين والمذهب والطبقة يحمي مضامينها أو حرية ممارستها في المجال الخاص (أي مجال الفرد والأسرة)، بينما يعلي من شأن التعدد والتنوع في الفضاء العام. فقط مثل هذه الثقافة المدنية هي القادرة على خلق مناخ مجتمعي ملائم للديمقراطية والتعددية، وهي للأسف وإلى اليوم لم يشتد عودها في المجتمعات العربية.

٭ كاتب من مصر

عن وهن قيم الديمقراطية والتعددية عربيا

عمرو حمزاوي

ذكرى يناير على الأبواب والثوار يحلمون بنوبة صحيان تنتاب الجماهير والسلطة تتأهب للانقضاض

Posted: 23 Jan 2017 02:26 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» : الذكرى السادسة لثورة الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني على الأبواب تفصل بينها وبين من صنعوها أيام قلائل، ومن الطبيعي أن يداعب الحنين أولئك الذين حلموا بالحرية والعيش الكريم قبل عام 2011 لكنهم جنوا المزيد من الخوف، مع ذلك ما زال الحلم يعتريهم من جديد، رغم العتاد العسكري والاستنفار الأمني الكبير، الذي يضع كافة الميادين والشوارع الكبرى تحت الرصد.
واللافت أن الحكومة عمدت لضخ مزيد من الكميات من المواد الغذائية، وفي مقدمتها السكر قبل أسبوع من ذكرى الثورة، على أمل أن تدفع الناس للصبر، الذي طلب السيسي من المواطنين التحلي به قبل أسبوع من الآن. وبالأمس هبت على القاهرة بالفعل ريح «ينايرية» عبر العديد من المقالات التي يندب أصحابها من أعوان النظام تلك الثورة التي أحرقت الأخضر واليابس، على حد زعمهم. أما خصوم السلطة الجديدة فيراهنون على «نوبة» صحيان قد تعتري المحبطين في بيوتهم، لربما يتخلون عن يأسهم وخوفهم ويكررون ذلك الحراك الثوري الذي أذهل العالم وأرهق مبارك الذي ما زالت دولته تسعى للعودة بكامل عددها وتعدادها وإلى التفاصيل:

يناير كمان وكمان

«ثورة يناير/كانون الثاني نجحت لأنها قامت على أكتاف الشباب بالدرجة الأولى، ولم يكن من بينهم رموز كبيرة، وإن كان كثير منهم عرف حينها، وكان الشباب وفق رؤية جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون» أكثر نبلا وتجردا للوطن والثورة، وأكثر إخلاصا للمستقبل من النخبة، غير أن الشباب كانت مشكلتهم هي الوعي بحسابات اللحظة وموازينها، فقد أخطأوا عندما تجاهلوا أن هناك شركاء آخرين في الثورة، وأنهم أكثر خبرة وتنظيما وأسبق في تحديد رؤيتهم من الأحداث، وتحديدا، أخطأوا في تقدير وزن المجلس العسكري ودوره في إنهاء حقبة مبارك، وفي ترتيبات المرحلة التي تليه، وكانوا يفهمون عبارات قيادات المجلس من نوع : الجيش يحمي الثورة، بصورة عاطفية وطوباوية، باعتبارهم الزعماء، والمجلس العسكري مجرد أداة لتنفيذ إرادة الزعماء الجدد، ولم تصلهم الإشارة على وجهها الصحيح، وهو أن المجلس العسكري شريك حقيقي في الثورة ونتائجها، حتى لو كانت الحسابات مختلفة في النهاية، وبينما كان الشريك المدني يزداد تشرذما وانقساما وطوباوية وتمردا على كل فكرة، ورفضا لكل مقترح واقعي، كان الشريك العسكري يزداد ثقة وواقعية ووضوح رؤية لما يريد ترتيبه في دولة بحجم مصر تعيش في تلك اللحظة فراغا سياسيا خطيرا، حتى عندما وصلنا إلى محطة الانتخابات الرئاسية، التي أوضح البرادعي أن المشير طنطاوي شهد له بنزاهتها، وأنهم لم يعرفوا من الفائز حتى اللحظة الأخيرة، وأن مرسي فاز بالنتيجة فعلا، حتى تلك اللحظة التي كانت فارقة في تاريخ مصر، وكان من الممكن أن تغير وجه المنطقة بكاملها وليس مصر فقط، تمت إضاعتها، ليس لأسباب طارئة، وإنما للأسباب القديمة نفسها التي حكى عنها البرادعي بعد إزاحة مبارك مباشرة، تمزق النخب السياسية واشتغال كل طرف لحسابه».

ليست مؤامرة

«لا تنشأ ثورة بمؤامرة، ولا تستقيم حقيقة بالادعاء، حقيقة يقرها عبد الله السناوي في «الشروق». نسبة «يناير» إلى مؤامرة هو نفي بالتدليس لأسبابها. في سنواته الأخيرة لم يكن أحد في مصر، أو خارجها، يعتقد أن بوسع نظام حسني مبارك البقاء، تآكلت شرعيته بانسداد القنوات الاجتماعية وتفشي الفساد وزواج السلطة بالثروة. كما تآكلت شرعيته بانسداد القنوات السياسية ووصاية الأمن على الحياة العامة. الفوضى ضربت البنية الداخلية للنظام وأفضى مشروع التوريث إلى استقطاب كل الغضب. عندما أغلق أي أمل في الإصلاح من الداخل، بعد التزوير الفاحش للانتخابات النيابية خريف 2010 بدأ العد التنازلي الذي لم يطل، لم يكن هناك شك في أن النظام انتهى، والباقى تفاصيل. نسبة «يناير» إلى مؤامرة هو بذاته مؤامرة على الذاكرة العامة والمستقبل كله، فلا مستقبل لبلد ينكر تاريخه وتضحياته. والأحلام التي حلقت في الميادين، ونفي الإرادة الشعبية، التي ثارت، إنكار لطلب التغيير والالتحاق بالعصر.
بقدر عمق الحدث التاريخي في بنية مجتمعه يستحيل الموت الإكلينيكي لـ«يناير» مهما بالغت الحملات ووصل التشهير مداه. الحقائق الكبرى لا تنسحب من التاريخ
قد ينطفئ بريقها لكن أثرها يظل كامنا. إثر تجربة «يناير» تغير المصريون والعودة إلى الوراء مستحيلة. لم تكن «يناير» أول ثورة في التاريخ تُختطف جوائزها ويجهض فعلها. ولا كانت أول ثورة يعود الماضي بعدها إلى صدارة المسرح الذي طرد من فوقه. الثورة الفرنسية تعرضت لتجربة مماثلة قبل أن تعلن انتصارها النهائي لكامل أهدافها، رغم عنفها المفرط والمشانق التي نصبت، فقد أجهضت وعاد ملوك البوربون إلى حكم فرنسا، حسب التعبير التاريخى الشائع فإنهم «لم يتعلموا ولم ينسوا ولم يغفروا. في طلب الثأر من «يناير» اختلطت الأوراق، فالثورة أي ثورة لا تلخصها جماعة بعينها ولا وجوه بذاتها، قوة الثورات في مدى تعبيرها عن إرادة مجتمعها. لم تكن الثورة مؤامرة، وإلا فإنه نفي للإرادة العامة واستخفاف بها وتجهيل بأسباب سقوط نظام مبارك. لا يعقل أن يستجيب عشرات الملايين لمؤامرة في الظلام».

الحكومة بريئة

ليس مفهوما اهتمام وسائل الإعلام المختلفة في مصر بموضوع التعديل الوزاري، ويرى فهمي هويدي في «الشروق» أن إبرازه ضمن عناوين الصفحة الأولى للصحف يعد من قبيل المبالغات غير المبررة: «استغربت استئساد بعض أعضاء مجلس النواب على الحكومة، وتعدد الآراء في هذا الصدد، بين مطالبين بتغيير أربعة وزراء، وآخرين فضلوا تغيير عشرة، في حين علا صوت فريق ثالث مطالبا بتغيير الحكومة كلها، بما في ذلك رئيسها ذاته. وهي آراء أقرب إلى المناقشات التي تأخذ الموضوع على محمل الجد، في حين أن الأمر ليس كذلك بالضرورة. فأي قارئ للصحف لابد أن يلاحظ أن الحكومة منذ شكلت تتحرك في حدود التوجيهات التي تصدر عن رئيس الجمهورية، بحيث لا يكاد يمر يوم دون أن تنشر الصحف أن الرئيس وجه بكذا أو أصدر تعليمات بكذا. وفي السابق كان الرئيس يعقد اجتماعاته مع الوزراء مباشرة في العديد من المجالات، في غيبة رئيس الحكومة، وهو ما أثار تعليقات عدة تم احتواؤها في ما بعد، بحيث أصبحت تلك اللقاءات تتم في حضور رئيس مجلس الوزراء. وكان ذلك تصرفا سديدا حافظ على الشكل، ووضع رئيس الحكومة في الصورة، في حين أنه لم يغير شيئا في الموضوع. أما جوهر الموضوع فهو أن الرئيس هو الذي يصدر القرارات، وهو صاحب الكلمة الأخيرة في السياسات. أما رئيس الحكومة فهو في حقيقة الأمر قائد فريق المنفذين، والوزراء هم من يباشرون التنفيذ كل في اختصاصه، وإذا كان صحيحا أن الرئيس السيسي كثير التدقيق في التفاصيل، حتى أنه طلب ذات مرة ألا يتم التعاقد مع شركات أو مستثمرين إلا بعد العرض عليه، فالأصح أن الرئيس يمارس سلطته في الحدود التي كفلها له الدستور الأخير الصادر عام 2014».

الشرفاء في السجون

«صفوان ثابت ومحمد أبو تريكة أراهما من شرفاء مصر.. الكلام لمحمدعبد القدوس في «المصريون»، هما محل تقدير واحترام من الرأي العام.. الأول رجل أعمال نظيف بنى نفسه بجهده، وأنشأ شركة تعمل في مجال حيوي في بلادنا أقصد منتجات الألبان، والثاني اشتهر بمهاراته الكروية، وفاز بلقب أحسن لاعب في أفريقيا، ولكنه قبل ذلك معروف بأنه لاعب خلوق وقدوة لغيره من اللاعبين. وقبل أيام نزلت مصيبة جديدة على رؤوس المصريين تمثلت في وضع الشرفاء في قوائم الإرهابيين ومنعهم من السفر والاستيلاء على أموالهم، ولم تتم مواجهتهم بالاتهامات أو يجري أي تحقيق معهم. والسؤال كيف تدين شخصا دون أن تسمع أقواله؟ بالطبع هذا السلوك لا يمتد بصلة إلى الإسلام والأخلاق. وهذان اللذان ذكرتهما أفضل حالا من غيرهما لأنهما وجدا من يدافع عنهما، فالقائمة التي تراهم الدولة من الإرهابيين تضم أكثر من 1500 مواطن شريف، وتم وضعهم في تلك القائمة بناء على تعليمات أمن الدولة. وتشكلت لجنة حكومية قامت بتنفيذ التعليمات والاستيلاء على أموالهم وتأميم مشروعاتهم.. وكل هذا تحت مسمى حصر أموال الإخوان. إنه الظلم بعينه وتراه في مجالات عدة في بلادنا، خاصة السجون المصرية التي تضم آلافًا من شرفاء الوطن، والسياسات الاقتصادية المنحازة إلى الأغنياء، وتردي أحوال الصحة والتعليم التي تقدم للفقراء، وفرض رقابة صارمة على النشاط الأهلي والنقابات والمجتمع المدني. والضرب في المليان في مواجهة أي تظاهرة ولو كانت سلمية. ومن يحكم في بلادنا يظن أنه يمكن إقامة دولة قوية عن طريق المشروعات الكبرى التي يأمر بتنفيذها دون استشارة أحد. ولن أناقش جدوى تلك المشاريع، لكنني فقط أذكر أن المشروعات الكبرى لا تقيم دولا والظلم يهدمها، والاستبداد السياسي يمنع تقدم بلادنا إلى الأمام ودروس التاريخ تؤكد ذلك، لكننا لا نتعظ».

أبوتريكة لا ينسى

«مواقع إعلامية عديدة تداولت خبراً يقول إن المسؤولين في «ماسبيرو» اتخذوا قراراً بحذف كل المشاهد الخاصة بلاعب المنتخب الوطني السابق محمد أبوتريكة من أي مادة تُعلن على الشاشة خلال الفترة الحالية. مؤكد وفقاً لمحمود خليل في «الوطن» أنك تعلم أن القرار يأتي في سياق حدوتة «إدراج اسم أبوتريكة على قوائم الإرهاب». حتى الآن لم يقطع القضاء بحكم باتّ في مسألة «إرهاب أبوتريكة»، وقد أعلن محامي اللاعب الطعن على الحكم الصادر ضده، وبالتالي أخشى أن يكون القرار متسرعاً، ويعيد التذكير بما يتسم به هذا الجهاز من انكفاء أمام السلطة. التلفزيون المصري في الأول والآخر يعبّر عن الدولة المصرية، وليس السلطة التي تحكم الدولة، وهو يعمل بنص القانون كأداة معبرة عن المجتمع ومتطلباته الإعلامية. والمجتمع – أي مجتمع- تتفاعل فيه اتجاهات متنوعة، وتتشكل على ساحته العديد من الأطياف السياسية والاجتماعية، لا بد أن يعبر عنها تلفزيون الدولة، حتى يكتمل دوره في تقديم خدمة إعلامية حقيقية. ومن المعلوم أن ثمة انقساماً نحو الموقف من اللاعب محمد أبوتريكة، فهناك عشاق له يدافعون عنه، ولا يجدون غضاضة في أن يؤمن بما يراه من فكر، حتى لو كان إخوانياً، ما دام لم يدعم الإرهاب، ولم يقدم أحد دليلاً على إدانته بأي صورة من الصور في عمل إرهابي. وهناك من يتبنى موقفاً عكسياً، يسقط فيه موقفه من جماعة الإخوان على لاعب كرة يعتقد أنه من المؤيدين لها، ويرى أن مجرد التأييد يعني الإدانة. من حق كل طرف أن يتبنى وجهة النظر التي يراها، وتلفزيون الدولة مطالب بألا يعمل في خدمة نظر واحدة، وإلا أدين بالأحادية والسلطوية، ولا يخفى على أحد أن سيطرة آفتَي الأحادية والسلطوية على قرارات اتحاد الإذاعة والتلفزيون، تشكل عاملاً من العوامل المفسرة لانصراف المشاهدين عنه إلى القنوات الخاصة».

المرتشون لا يشعرون بالملل

لماذا لا يشعر المرتشون بالملل أو الخوف؟ يتساءل أكرم القصاص في «اليوم السابع»: «آخر عنقود الفساد، مستشار وزير المالية للضرائب العقارية، الذي سقط في أيدي الرقابة الإدارية، متلبسا بالحصول على مليون جنيه مقدم رشوة من أصل 4 ملايين جنيه، مقابل منح صاحب شركة مقاولات، أرض قرية سياحية، يضيع على الدولة 500 مليون جنيه، كم أرضا تم اللعب في أوراقها، وضاع من مال الشعب مئات الملايين؟ في القليوبية خلال أقل من شهر تم ضبط قضيتي رشوة وتلاعب وتزوير بأوراق أراضٍ بأكثر من 250 مليون جنيه. وفي بني سويف تم التلاعب بأوراق بملايين الجنيهات، رشوة مستشار وزير الصحة مليون جنيه لتسهيل تركيب جهاز زرع نخاع في معهد ناصر بـ4 ملايين. كل قضية للرقابة الإدارية يحصل المرتشي على مليون ليحصل الراشي على ملايين وتخسر الدولة ملايين، رشوة موظف المشتريات، والتلاعب الجمركي في سفاجا بـ3.5 مليون جنيه. واضح أن تكرار القبض على فاسدين لا يمثل رادعا للفاسد والمرتشي، إما أن الفاسد لا يقرأ الصحف والأخبار، ويعرف بسقوط زملائه، أو أنه يعرف ويتصور نفسه حالة خاصة، أو أنه لا يشعر بخوف من ردع أو قانون. ومع النشاط الكبير للرقابة الإدارية، والأموال العامة، يظل الفساد بحاجة إلى فهم، هناك ثغرات وأبواب مواربة ومفتوحة، يدخل منها الفساد، والتكرار في الرشوة والتلاعب، يعني أن هذه الأبواب بحاجة إلى أقفال، مع ملاحظة أن قضايا الرشوة التي يتم ضبطها تتم ليحصل الراشي على ما ليس حقه، فما بالنا بنوع من الرشوة يدفعه المواطن ليحصل على حقه، في أماكن كثيرة ومعروفة، يصعب الإمساك بها أو ضبطها، نوع من الفساد ينتشر ويتوغل ويتشارك فيه كثيرون، والفاسدون يعيشون بين الناس ويشاركونهم حياتهم، ويبدو أحيانا باتفاق عام».

يشبه السيسي

للحظات تخيل كرم جبر في «اليوم السابع» أن ترامب في خطاب التنصيب يتحدث عن مشاكل مصر، ويشكو من جشع التجار واحتكارهم الثروة على حساب الشعب الأمريكي، ويتعهد بعدم ترك الأمريكيين فريسة لهم، ويعد شعبه بمشروعات كبرى لشق الطرق السريعة والكباري والأنفاق ومحطات السكك الحديدية، ويتحدث عن أمهات وأطفال يحاصرهم الفقر، ومصانع ضربها الصدأ فأصبحت مثل شواهد القبور، ونظام تعليمي مليء بالعيوب والثغرات، والجريمة والعصابات والمخدرات التي سرقت حياة كثيرين، ويحمّل مسؤولية هذا التردي للرؤساء الذين سبقوه، خصوصا صاحب الابتسامة الصفراء أوباما، الذي نزلت الانتقادات على وجهه كالصفعات، ويقول بحسم: «آن الآوان أن تنتهي هذه الفوضى». حتى عبارة ترامب أنه سيمحو الإرهاب من على وجه الأرض، استخدمها الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمعنى نفسه «اللي يقرب من مصر حشيله من فوق وش الأرض»، وإذا نجح الرئيس الأمريكي الجديد في تنفيذ تعهده، ستكون مصر هي المستفيد الأول، ويزيح عن كاهلها الضغوط والمؤامرات، التي دبرها حكام بلاده السابقين، ومحاولات إدخالها حزام الجحيم العربي».

حد يعمل كده؟

أزمة تيران وصنافير ليست في ملكيتهما، ولا في أيٍ من الدولتين مارست السيادة الفعلية عليهما، فالأمور في هذا الشأن واضحة وضوح شمس سيناء في رابعة النهار الآسيوي، سواء في الملكية أم في ممارسة السيادة، وهو ما يؤمن به محمد حماد في «مصر العربية»: «الأزمة الحقيقية تتمثل في هذا «التنازل الحار» عن أرضٍ تحت سيادتك وضمن إقليم بلدك، لدولةٍ أخرى، هكذا ودون مقدمات، ودون منازعات، وربما دون طلب، حسبما أشيع عن موقف المملكة مؤخراً. لم نسمع في التاريخ أن أحدا تنازل أو أعطى الأرض لأصحابها، فما بالك لو كان التنازل عن أرضك وأن يكون هذا التنازل بمحض إرادتك؟ وأن يكون بكل هذا الحماس؟ والسؤال المزعج هو: لماذا كل هذا الحماس البادي في حديث المتحدثين باسم السلطة، المترافعين عن سياساتها وقراراتها وإجراءاتها؟ لماذا يصل الأمر ببعض هؤلاء إلى أن يعلن عن جائزة المليون جنيه لمن يقدم وثيقة واحدة تثبت مصرية الجزيرتين، رغم عشرات الوثائق المتاحة، ومئات الدلائل المتوفرة، وآلاف الحجج المقدمة؟ ولماذا تصل حمى «التنازل الحار» عن أرضٍ في حيازتك للغير إلى حد أن يعلن البعض عن اعتزامه الاستقالة من البرلمان إذا ثبت أن الجزيرتين ليستا سعوديتين؟ والأسوأ أن كثيراً ممن خرجوا علينا خلال اشتعال حمى التنازل ممن يحملون وصف «خبير استراتيجي» ويسبقون أسماءهم برتبة كبيرة سابقة في جيشنا الوطني ليؤكدوا سعودية الجزيرتين، والأنكى أن يطالب البعض منهم كل الحريصين على إثبات مصرية الجزيرتين بأن «يتكتموا ويسكتوا خالص»، وهي دعوة قيلت على لسان الرئيس السيسي في أول تفجر الأزمة، حين طالب في إبريل/نيسان من العام الماضي بعدم الحديث في موضوع الجزيرتين مرة ثانية».

تيران بعيون قانونية

رغم صدور حكم الإدارية العليا بشأن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وما تضمّنته من التنازل عن جزيرتَي تيران وصنافير، فإن الجدل لم ينته حول هذه الاتفاقية، وما إذا كانت تخضع لرقابة القضاء من عدمه. ويبدو كما يشير أحمد عبد الظاهر في «الوطن»: «أن الحكومة المصرية ما زالت على إصرارها بعدم خضوع الاتفاقية لولاية القضاء، بحجة أن الموافقة على الاتفاقيات الدولية هي اختصاص أصيل محجوز دستورياً لمجلس النواب. ومن الواضح أن أنصار هذا الرأي ينظرون إلى الاتفاقيات الدولية جميعها باعتبارها من «أعمال السيادة» التي تخرج بحكم طبيعتها عن ولاية القضاء عموماً. ولعل ما يؤيد هذا الرأي أن محكمة القضاء الإداري سبق أن قضت بعدم الاختصاص في ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص. والواقع أن «أعمال السيادة» هي طائفة من أعمال السلطة التنفيذية، يغلب عليها الطابع السياسي، وتخضع بالتالي لرقابة البرلمان دون سواه. ويرى الفقيه الفرنسي دوجي أن الطبيعة السياسية لهذه الأعمال هي التي تبرر عدم خضوعها لرقابة القضاء، ويفضل إطلاق اصطلاح «الأعمال السياسية» عليها نظراً لما يثيره تعبير «أعمال السيادة» من لبس قد يؤدي إلى التوسع فيها. وإذا كانت نظرية «أعمال السيادة» أو «الأعمال السياسية» – كقيد على ولاية القضاء- تجد معظم تطبيقاتها في ميدان العلاقات والاتفاقيات الدولية، نظراً لارتباط هذا الميدان بالاعتبارات السياسية وسيادة الدولة ومصالحها العليا، إلا أنه ليس صحيحاً إطلاق القول بأن جميع الاتفاقيات الدولية – أياً كان موضوعها- تُعتبر من الأعمال السياسية. كما أنه ليس صحيحاً أيضاً القول بأن الاتفاقيات الدولية التي حددتها الفقرة الثانية من المادة 151 من الدستور المصري الملغى لسنة 1971 واستلزمت عرضها على مجلس الشعب وموافقته عليها، تضحى جميعها – وتلقائياً- من الأعمال السياسية التي تخرج عن ولاية القضاء».

حق يراد به باطل

لا يعرف مرسي عطا الله في «الأهرام» سببا لهذه الضجة المفتعلة حول مشروع الخطبة الموحدة، إلا إذا كان البعض يريد أن يحول منابر المساجد من كونها منصات للتوعية والتوجيه إلى قنابل وألغام للتحريض وزراعة الفتنة: «إن لغة الخطاب الديني عندما تنطلق من فوق أي منبر لابد أن تكون لغة متزنة وعاقلة، لكي تدعو للعمل ولكي تبشر بالأمل، ولكن من العبث أن يقال بحرية الاجتهاد في أمور حسمها كبار الأئمة ــ منذ سنوات بعيدة ــ وبالتالي يتم فتح الأبواب من جديد لأصوات الخوارج الذين يخترقون عقول البسطاء بالمغالاة في التشدد والتطرف باسم الإسلام، بينما الإسلام موقفه واضح في قوله تعالى في سورة النساء: «يا أهل الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ في دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ». ومن هنا تأتى أهمية توحيد لغة الخطاب الديني لوقف التضارب بين الاجتهادات بشأن الحلال والحرام، فمن غير المعقول أن يقول أحدهم مثلا إن التعامل مع البنوك حرام، ويؤكد آخر أن التعامل مع البنوك حلال، ودون أدنى اعتبار للآثار السلبية على الاقتصاد الوطني نتيجة عدم وجود فتوى حاسمة يلتزم بها جميع الخطباء. ولا يظن الكاتب أنه يخفى على أحد أن مدخل دعاة التطرف إلى بعض العقول إلى حد التشجيع على الاغتراب عن المجتمع، بدأ من فوق منابر بعض الزوايا الصغيرة، الأمر الذي فتح لهؤلاء الخوارج مجالا خصبا لترويج الأفكار والشعارات التي تعتمد على تفسيرات خاطئة لبعض آيات الذكر الحكيم لخدمة أهدافهم الخبيثة».

معايير مغلوطة

«ما هي معايير اختيار الوزراء؟ بل أيضا رئيس الوزراء؟ وهل يكفي وفقاً لعباس الطرابيلي في «المصري اليوم» أن يكون الوزير ناجحاً في وزارته، لكي يحصل على ترقيته ويصبح رئيساً للوزراء؟ وهل يصلح الأستاذ الأكاديمي لكي يتولى منصباً بعض مهامه جماهيرية وأكثرها سياسية؟ وهل افتقاد الوزير السياسي وراء اختفاء القدرة الخلاقة عند البعض؟ بل هل الوزير ذو الخلفية العسكرية الناجح في عمله العسكري، ينجح فيما يفشل فيه الوزير المدني؟ وهل تكفيه هنا «قدرته» الإدارية وانضباطه والتزامه بالأسلوب العسكري «المنضبط» لكي ينجح في عمل جماهيري؟ وأمامنا هنا تجربة وزير التموين اللواء محمد علي مصيلحي. أم أن الجو العام داخل الوزارة يكفى لتفشيله، حتى أنه أقال رئيس الرقابة لتورطه في فساد القمح، وعين آخر- مكانه- تورط في الكروت الذكية؟ أم أن الفساد في وزارة التموين متغلغل ويكاد يكبل الوزير العسكري؟ وأن الفساد الأكبر يكمن في الوزارات الخدمية، وأهمها التموين والصحة والتعليم والإدارة المحلية، وأن أي وزير لا يستطيع وحده أن يصنع المعجزة، وأن «تحالف الفساد» في كل المواقع نجح بالفعل في ضرب كل محاولات الإصلاح، وأن أحداً لم يعد قادراً على مواجهة هذا الفساد في أي موقع؟ أكاد أجزم بذلك وأسأل، لماذا نطارد الناجحين في مواقعهم ونغريهم بالمنصب الوزاري، لأن ذلك يفرغ المواقع الحيوية من الكفاءات التي يمكن أن تنهض بها؟ ولماذا لا نتركهم يستكملون جهادهم في إصلاح مواقعهم؟ وأمامي مثل واضح هو الدكتور جابر نصار، الرئيس الحالي لجامعة القاهرة، الذي يقود ويقوم بعمل رائد لإنقاذ أقدم جامعة عصرية في المنطقة كلها، وأعادها إلى كثير مما كانت عليه منذ عشرات السنين. وأتذكر هنا أول ــ وأشهر رئيس لهذه الجامعة ــ هو أحمد لطفي السيد، الذي رفض، بل تعفف عن المنصب الوزاري لسنوات عديدة، حتى يكمل مهمته في إنشاء أول وأكبر جامعة مصرية، ولم يقبل الوزارة إلا بعد أن حقق الكثير مما كان يحلم به.. ويحلم كل المصريين».

سيد واشنطن الجديد

بالنسبة للبعض فإن وصول دونالد ترامب إلى السلطة في أمريكا يتساوى مع عودة المهدي المنتظر لمن يؤمنون به، فالرئيس الأمريكي الجديد إن نفذ وعوده الانتخابية عدا ما يتعلق منها بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، سيكون قد غير العالم للأفضل وخدم الأمن والسلم الدوليين. فسيد واشنطن الجديد، كما يطلق عليه في «الأهرام» أشرف أبو الهول أعلن وبوضوح أنه مع إقامة علاقات طيبة مع روسيا، وأنه سيتعاون معها على المستويات كافة، وبالتالي يجنب البشرية احتمالات المواجهة الكونية، وهو أيضا ضد تفتيت الدول القومية وانتقد بقوة تدمير سوريا وليبيا والعراق، ويرفض أن يتم استئجار القوة العسكرية الأمريكية الجبارة في حروب لصالح الغير، كما حدث مع الدول العربية الثلاث، فتدميرها تم لصالح قوى اقليمية، لأن تلك الدول لم تكن أبدا تمثل خطرا حقيقيا على المستوى الدولي وبالتالي أمريكا، ولكنها فقط كانت تزعج جيرانها، فاستغل بعض الجيران الأثرياء أو المتنفذين المشهد السياسي الأمريكي الفاسد ودفعوا الرشاوى ومارسوا الضغوط لتدمير منارات الحضارة في المنطقة. وفيما يتعلق بالإرهاب الإسلامي الذي تعهد ترامب بالقضاء عليه فإنه أمر يجب أن يسعدنا، فهذا الإرهاب لا علاقة له بصحيح الدين الإسلامي، بل إننا أكبر المتضررين منه، فإجمالي عدد شهدائنا ومصابينا في الصراع العربي الإسرائيلي على مدى قرن من الزمان يقل عن 10٪ من شهدائنا ومصابينا في حروب الإرهاب في العالمين العربي والإسلامي، خلال السنوات الست الأخيرة. واقتصاديا فإن رفض ترامب اتفاقيات التجارة الدولية والإقليمية وإصراره على تفعيل آّليات السوق، في مصلحة الجميع والفوز للمجتهد».

نواجه الفناء

هل يمكن أن يكون هذا العام الجديد والأعوام المقبلة سنوات خير على العرب وأوطانهم؟ وهل يمكن تحقيق مستقبلٍ عربيّ يكون العرب فيه أفضل حالاً ممّا هم عليه الآن؟ يتساءل صبحي غندور في «الشعب»: «لعلّ السبب في طرح هذا السؤال عن كيفية تصوّر مصير المستقبل العربي، هو هذا التردّي الحاصل في بلاد العرب. فنظرةٌ شاملة للواقع العربي الراهن تنذر بأسوأ الاحتمالات والمخاطر. فقلب المنطقة العربية عليل، وأطرافها تتآكل، بينما العقول والكفاءات العربية تهاجر إلى المستقبل المجهول. للأسف، هناك الآن حالة «تكيّف» عربي مع ظواهر مرضية خطيرة تنخر الجسم العربي وتعطب بعض أعضائه، كما هو الحال أيضاً مع أوضاع فساد سياسي واقتصادي وصلت إلى حدّ العفن، إلا أن من يعيشون في هذه الحالة المرضية وحولها اعتادوا على رائحتها الكريهة. فكيف تستطيع أمّةٌ أن تنهض من كبوتها وممّا هي عليه من سوء حال إذا كان عددٌ من صانعي الرأي أو المرجعيات الدينية فيها يتنافسون على الفضائيات وعلى صفحات الجرائد، بما يؤدّي إلى مزيدٍ من عوامل الانقسام والانحطاط في أحوال الأوطان والمواطنين؟ وكيف ستقدر هذه الأمّة على مواجهــــة التحدّيات الخارجية والداخلية إذا كانت الحكومات منشغلة الآن في كيفية إدارة شؤون السلطة لا الوطن، وفي توفير ضمانات الاستمرار في الحكم وليس تأمين صمّامات الأمان لوحدة الأوطان وتقدّمها؟ كيف سيكون هناك مستقبل أفضل للشعوب والأوطان وللأمّة ككل إذا كان العرب مستهلكين إعلامياً بأمور تفرّق ولا تجمع؟
أيضاً، هناك في هذه الأمّة حالمون يعيشون أوهاماً عن السلام مع عدوٍّ لم يعرف إلاّ لغة الحرب والقتل والدمار، بينما يحاولون عزل حركات المقاومة ووأدها.
وهناك في هذه الأمّة من يتحدّث عن «يقظة دينية» بينما هي في معظمها عودة إلى «أصولية جاهلية» أو اهتمام بالعبادات فقط وتجاهل لمبادئ الدين وقيمه. ومسكينٌ هو هذا الجيل العربي الجديد الذي يتمزّق الآن بين تطرّفٍ سلبي لا مُبالٍ وتطرّفٍ جاهلي يدفع بعضه، باسم الدين، للعنف ولما هو من المحرّمات الدينية أصلاً. لكنّ الخطر الأكبر الذي يواجه العرب حالياً هو تساقط الأوطان العربية واحدها بعد الآخر، وانشغال شعوب المنطقة بصراعاتها الداخلية، فمِن رحْم هذه الصراعات تتوالد أزمات سياسية وأمنية عديدة، أبرزها الآن مخاطر الصراعات الطائفية والمذهبية والإثنية، إضافة إلى التنافس المسلّح على السلطة والحكم، بل وعلى المعارضة أحياناً».

ذكرى يناير على الأبواب والثوار يحلمون بنوبة صحيان تنتاب الجماهير والسلطة تتأهب للانقضاض

حسام عبد البصير

النظام يستبق ذكرى 25 يناير بالتشهير بنشطاء الثورة المصرية

Posted: 23 Jan 2017 02:26 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» ووكالات: استبق النظام المصري، الذكرى السادسة لثورة 25 يناير التي تمر اليوم الثلاثاء، لشن حملة تشهير ضد ناشطي الثورة، إذ نشر الإعلامي المقرب من السلطة أحمد موسى تسجيلات صوتية لعدد منهم.
وتناولت التسريبات كلا من أحمد ماهر ومحمد عادل وأسماء محفوظ وإسراء عبد الفتاح وعمرو علي وأمل شرف وناصر عبد الحميد، وتشير إلى عدة أمور، بينها تمويلات أجنبية حصل بعضهم عليها.
وخاطب موسى النشطاء قائلاً: «الذي يرى أنني أعرض أشياء خاصة أو عنده عكس كلامي عليه التوجه لمكتب النائب العام. مكتبه مفتوح 24 ساعة».
كما انتقد، خروج محمد عادل وأحمد ماهر من السجن، ووصفهما بـ«المجرمين». وأطلقت السلطات المصرية، الأحد، سراح محمد عادل، أحد النشطاء المعارضين، بعد انقضاء مدة محكوميته بتهمة «التظاهر بدون ترخيص»، مع خضوعه للمراقبة الشرطية لمدة 3 سنوات.
والمراقبة تعني أن يقوم عادل بتسليم نفسه لقسم شرطة أجا في مدينة المنصورة حيث محل إقامته من السادسة مساء (16:00 تغ) إلى السادسة صباحا (4:00 تغ) يوميا لحين تقليص الساعات في مراحل لاحقة، بحسب عزت.
وكانت السلطات الأمنية قررت في 5 يناير/كانون الثاني الجاري إطلاق سراح «مشروط» لزميله في القضية ذاتها أحمد ماهر مؤسس حركة 6 أبريل، ويقوم ماهر بتسليم نفسه لقسم شرطة القاهرة الجديدة (شرقي العاصمة) يوميا من السادسة مساءً الى السادسة صباحا.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2013، قضت محكمة مصرية بحبس ماهر وعادل 3 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه (2700 دولار)، إثر إدانتهما بالتظاهر بدون ترخيص، بخلاف المراقبة لمدة 3 سنوات.
وانتقدت نقابة الصحافيين المصرية إذاعة المكالمات الشخصية على الهواء، معتبرة أن ذلك مخالف لقواعد المهنة والشرف الإعلامي الذي شاركت القنوات الفضائية في صياغته مؤخراً ووقعت على احترام بنوده.
وبينت لجنة الحريات في نقابة الصحافيين في بيان أن «التسابق خلال الفترة الأخيرة لنشر تسجيلات شخصية لمواطنين هو تعبير عن انهيار مهني وأخلاقي، وهو ما يستدعي وقفة جادة لمحاسبة مرتكبيها ومن يقف وراءهم ومن يمدهم بمثل هذه التسجيلات في مخالفة لكل القوانين المعمول بها وانتهاك صارخ للدستور الذي نص على حرمة الحياة الخاصة للمواطنين وحمايتها».
وأضافت: «الصمت على مثل هذه الجرائم يعد بمثابة مشاركة صريحة فيها، فضلا عن كونه مخالفة واضحة لكل دعاوى المسؤولين الذين يخرجون صباح مساء للحديث عن ضبط المجال الإعلامي، بينما تفتح الأجهزة التي يشرفون عليها وتابعوهم الباب لمثل هذه التصرفات دون رادع أو عقاب».
ويعتزم نشطاء التقدم ببلاغ خلال الأيام المقبلة ضد إعلاميين قاموا بتسريب مكالمات خاصة بهم، في إطار حملة قذرة تقوم بها أحدى الجهات بهدف تشويه رموز وشباب الثورة واغتيالهم معنوياً.
ويأتي ذلك مع تزايد الانتقادات الموجهة ضد السلطة الجديدة وحالة الغضب المتزايد في الشارع المصري بسبب فشلها في التصدي للمشاكل المتفاقمة، وأبرزها الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها الأغلبية الفقيرة منذ تعويم الجنيه قبل مدة.
وعبرت الكاتبة والناشطة السياسية إسراء عبد الفتاح، عن استيائها البالغ بسبب ملاحقة جهات تعتبرها محسوبة على النظام لشخصيات لعبت دوراً محورياً في ثورة الخامس والعشرين من يناير.
وانتقدت إذاعة بعض المكالمات التي تخصها في أحد برامج «التوك شو» المصرية، مطالبة كل من سبق وتعرض لنفس الجريمة التحرك قانونيا لوقف هذه الظاهرة.
كما دعت القوى الوطنية المختلفة للاحتشاد لمواجهة تلك الشخصيات الإعلامية والجهات التي تحركها والتي تسعى لتشويه المعارضة المدنية.
وحول ذكرى الثورة قالت: «السلطة نجحت في ان تشغلنا بأمورنا الشخصية: منع من السفر، تجميد أموال، متابعة قضايا المعتقلين».
وتابعت «كل شخص مشغول بمعركته الشخصية للبقاء وهذا ما تريده السلطة».
وأعتبر عبد الفتاح أن «الأمر بائس جدا. حزينة على الدماء التي اهدرت سدى».
ويسعى عدد من المتضررين من نشر التسجيلات، للتواصل مع محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، المقيم في الخارج، من أجل الحصول على موافقته في ضم اسمه للبلاغ الذي سيتم تقديمه للنائب العام للتحقيق في أمر تلك التسريبات التي باتت ظاهرة وتنشط عند حدوث أزمة جماهيرية مثل قضية «تيران وصنافير»، وعشية ذكرى ثورة يناير.
ويبرز اسمي الإعلاميين عبد الرحيم علي وأحمد موسى، في مقدمة صفوف الإعلاميين الذين انفردوا بنشر عدد من التسريبات التي تسببت في جدل واسع في الشارع المصري، وأسفرت عن مزيد من الهجوم ضد نظام الحكم.
وآخر التسريبات كان بطلها محمد البرادعي وسامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق.
ويرى خبراء أن «نشطاء الثورة سيحققون نصراً كبيراً وإحراجا للسلطة حال تمكنهم من الحصول على موافقة عنان لوضع اسمه ضمن البلاغ الذي سيتم تقديمه للنائب العام فور الانتهاء من كافة الإجراءات والتنسيق مع القوى الوطنية.
إلى ذلك، نشر المحامي والناشط الحقوقي طارق العوضي، فيديو للإعلامي أحمد موسى عند تقديمه أعتذارا في برنامجه له، مهدداً إياه بإذاعة بعض الصور التي تخصه.
بعد ست سنوات على ثورة 2011 التي أزاحت حسني مبارك عن السلطة، تسود مشاعر الغضب والإحباط لدى الناشطين المصريين الذين يتعرضون لقمع قاس.
وأصبح النشطاء، أو بالأحرى من بقي منهم خارج السجون، منشغلين يومياً بمعارك قانونية وبجلسات في أروقة المحاكم لمحاولة الدفاع عن زملائهم الملاحقين او المحبوسين.
وامتد القمع ليشمل الناشطين الشباب الذين أطلقوا ثورة 2011 ونزلوا إلى الشارع مع مئات الآلاف من المصريين للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين من السلطة والذين صار العديد من رموزهم يقبعون الآن في السجون.
وتعتبر مزن حسن أن «الثورة عادت لنقطة الصفر».
وتضيف «شيء مؤسف وقاس جدا ان نضطر للدفاع عن أنفسنا امام المحاكم في مواجهة اتهامات لا أساس لها».
وهي ممنوعة من السفر مثلها مثل كثيرين من نشطاء الثورة الذين لا يستطيعون مغادرة البلاد منذ شهور.
ووصفت منظمة العفو الدولية في بيان، المنع من السفر بأنه «جزء من حملة أكبر لقمع الأصوات المستقلة والناقدة في البلاد».
وفضلاً عن القمع، يواجه الشباب غير المسيس الذي شارك في تظاهرات العام 2011 آثار أزمة اقتصادية طاحنة تعيشها مصر أدت الى قفزات غير مسبوقة منذ سنوات في الأسعار.
هذان العاملان معا دفعا الشباب غير المسيس الذي شارك في الثورة إلى فقدان الأمل، كما هو حال الصيدلي أحمد (32 عاما) وهو أب لطفلين يخوض «معركة يومية للبقاء».
ويقول أحمد، الذي فضل إعطاء اسمه الأول فقط، «تحولت من النضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان لخوض معركة يومية لتوفير أساسيات الحياة لأسرتي».
ويضيف الشاب الذي قتل ستة من معارفه في أحداث العنف بالبلاد، «من قبل كنت على استعداد لأن أموت من أجل هذا البلد، الآن أعد الأيام للخروج منه».
أما مي مجيب، استاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة، فتعتبر أن مصر كانت «اقتصاديا أكثر استقرارا قبل ثورة 2011. هناك سياحة واستثمارات أجنبية»، وهو ما ترى أنه تغير «للأسوأ».
وأدى انخفاض سعر صرف الجنيه أمام الدولار إلى ارتفاع معدل التضخم الذي بلغ 24،3٪ في نهاية كانون الاول/ديسمبر 2016 وهو أعلى معدل مسجل منذ سنوات عدة. وتقول مجيب أن «هناك غضبا مكتوما بسبب ذلك» مضيفة: «رغم ذلك لا توجد أي رغبة في الثورة لدى المصريين الذي تعبوا من دون الوصول للنتيجة المرجوة».
من جهته، يؤكد استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة احمد عبد ربه أنه «في ظروف الثورات الفاشلة، من الطبيعي أن تستنزف الأنظمة الحاكمة الناس بكل الطرق».
ويتابع «النشطاء والحقوقيون تشغلهم معارك قانونية طويلة لا طائل منها فيما الشعوب مشغولة بتوفير لقمة العيش».

النظام يستبق ذكرى 25 يناير بالتشهير بنشطاء الثورة المصرية

حسام عبد البصير

أغلى نصيحة «أوروبية» للأردنيين والفلسطينيين: المنطقة في «الترانزيت» حتى 21 من آذار المقبل… إصمدوا أمام اليمين الإسرائيلي

Posted: 23 Jan 2017 02:26 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائه المسؤولين الأردنيين أمس الأول وعودا بالتنسيق مع عمان في المرحلة الحساسة المقبلة.
خلافاً للعادة طلب من عباس زيارة عمان في المرة الأخيرة وبدعم وإسناد أوروبي. ويظهر هذا الطلب وفقاً لدبلوماسي غربي مطلع جداً تحدث لـ «القدس العربي» بأن العلاقات الأردنية ـ الإسرائيلية أولاً متفجرة جداً وأن الجاهزية الأردنية ثانياً لتنحية الخلافات مع عباس والسعي استراتيجياً للتواصل معه على أمل الاستعداد لمرحلة قد تكون متفجرة وسيئة جدا كما وصفت في مقرات الإدارة الأردنية المغلقة.
الفكرة التي استدعت ترتيب لقاء ملكي سريع لعباس في عمان محورها بسيط للغاية، دراسة مخاطر وتداعيات ونتائج مشروع قانون ألداد أولاً والذي يتفاعل بقوة في الكنيست الإسرائيلي.
وثانياً مواجهة استحقاق إدارة ترامب التي ستنقل سفارة واشنطن إلى القدس كما فهم الأردنيون بكل الأحوال.
مشروع ألداد اثار موجة من النقاش والسخط السياسي خلف الأروقة والأضواء مؤخراً فهو يتضمن مسألتين بشكل أساسي في الاتجاه المضاد ليس فقط للخط السياسي الأردني ولكن أيضاً لاستراتيجية المصالح الأردنية.
مشروع عضو الكنيست الإسرائيلي آريا ألداد عن الحركة القومية يتضمن بندين هما الأخطر في قياسات عمان، انتهاء حل الدولتين والقدس عاصمة ابدية لإسرائيل وبالمضمون الجوهري وحسب قراءة شخصية مخضرمة من وزن طاهر المصري تصفية القضية الفلسطينية واعتبار «السكان» مشكلة أردنية وإعادة إنتاج مشهد الولاية الأردنية على مقدسات مدينة القدس.
انطلاقاً من عضويته في لجنة الشؤون الخارجية بالكنيست تحرك قبل ثلاثة أسابيع ألداد نفسه باتجاه الأردن حيث طلب زيارة السفارة الأردنية في تل ابيب لتسليمها رسمياً ملف مشروعه الجديد الذي يتحول إلى تشريع قانوني.
رفضت سفارة عمان استقباله وحاول ألداد طرق أبواب مؤسسات أردنية في عمان ويتردد انه تمكن من لقاء وزير الخارجية الاسبق ناصر جوده مع شخصين بإسم لجنة الشؤون الخارجية في الكنيست.
يقال هنا محلياً ان الوزير جوده «أخطأ» لأنه استقبل ألداد وتسلم منه الملف المعادي للمصالح الأردنية وبدون تنسيق مع بقية المؤسسات في الدولة حيث استغل خصومه في مقرات سيادية هذا الخطأ وسط نظرية ترجح ان الوزير جوده فقد موقعه أصلاً لصالح أيمن الصفدي مؤخراً على هذه الخلفية.
في كل الأحوال أجندة مزدوجة واضحة المعالم على طاولة عباس والأردن هذه الأيام محورها قانون ألداد والاستعداد لمرحلة نقل السفارة الأمريكية.
على مستوى رئيس الوزراء الأردني الدكتور هاني الملقي الخبير جداً بالإسرائيليين والمفاوضات معهم يتم التعامل أردنياً مع سيناريو نقل السفارة للقدس باعتباره «خطراً محدقاً ومحتملاً قريباً» والمقصود ليس خطراً بالمعنى السياسي فقط ولكن بالمعنى الأمني ـ الاجتماعي.
ما تقوله عمان خلف الكواليس للأوروبيين ان نقل السفارة قد يثير انتفاضة ثالثة وسيؤجج الشارعين الأردني والفلسطيني وسيدفع الإخوان المسلمين للشوارع مجدداً وقد ينتج عنه حالة من الفوضى في الحالة الأردنية.
زار عمان مؤخراً العديد من المسؤولين في الاتحاد الأوروبي بينهم مفوض ملف الأمن ومسؤول مكافحة الإرهاب جيل دي كوتشوف ونظمت لقاءات رسمية مع مسؤولين في الديوان الملكي.
نصيحة مركزية وجهت للأردنيين والفلسطينيين خلال هذه الاتصالات الأوروبية «لا تخافوا المواجهة مع إسرائيل، وإرفعوا أرجلكم على الحائط ولا بد من مواجهة مشروع ألداد».
النظرة الأوروبية هنا بسيطة وتتمثل في ان منطقة الشرق الأوسط وكل قضاياها في مساحة «الترانزيت» حتى يوم 21 من شهر آذار/مارس المقبل وهو الموعد الذي يستطيع فيه الرئيس الجديد دونالد ترامب اتخاذ قرارات «تنفيذية».
وهي فترة لابد من إستغلالها جيدا لكبح اليمين الإسرائيلي في مجالات عدة وفي ان كل القضايا والملفات الأساسية في المنطقة تحسم وينبغي ان تحسم الآن ضمن مناخات التسويات الإقليمية الكبرى وليس بقرارات أحادية من الإسرائيليين.

أغلى نصيحة «أوروبية» للأردنيين والفلسطينيين: المنطقة في «الترانزيت» حتى 21 من آذار المقبل… إصمدوا أمام اليمين الإسرائيلي
عباس بحث في عمان مشروع ألداد الذي أطاح بالوزير ناصر جوده
بسام البدارين

جدل على مواقع التواصل بعد رفع الآذان الشيعي في الموصل

Posted: 23 Jan 2017 02:25 PM PST

اربيل ـ «القدس العربي»: قامت مجموعات مسلحة يعتقد أنها تابعة للقوات العراقية، برفع الآذان الشيعي في أحد جوامع مدينة الموصل.
شهود عيان اكدوا لـ»القدس العربي» أنهم «سمعوا الآذان الشيعي يرفع في أحد جوامع الساحل الأيسر من مدينة الموصل بعد سيطرة القوات العراقية على اغلب اجزائه، خصوصاً وأن المدينة يقطنها أكثر من مليون ونصف المليون سني.
ويرى كثيرون أن مثل هذه الاستفزازات هي بداية لدخول أزمة جديدة حول مصير المدينة إذا ماتم استعادتها بشكل كامل من سيطرة تنظيم «الدولة» في الفترة المقبلة. الخبر كان له صداه في مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، أحمد في تعليق له قال: إن «هذه رسالة واضحة ومبكرة باعتبار أن الموصل اصبحت مدينة شيعية بعد دخول القوات الحكومية وهيمنتها عليها»، مضيفاً «لا نستبعد تحويل المساجد إلى حسينيات في الايام المقبلة إذا ما تم تحرير المدينة بالكامل».
وفي تعليق آخر أكد: «لا يمكن تغيير هوية الموصل مهما حاولوا وفعلوا، فالموصل هي عاصمة أهل السنة والجماعة في العراق، ورفع الاذان الشيعي فيها هو محاولة لطمس هوية المدينة السنية التي لايمكن أن تتحول مهما حاولوا وفعلوا من أعمال استفزازية، واتهام أهالي المدينة بالتعاون مع تنظيم الدولة».
أما عباس الموسوي، فأوضح في تعليق له: «قدمنا الكثير من التضحيات في عمليات تحرير الموصل، ولا يمكن لنا اعطاؤها للإرهاب مرة أخرى، ولابد من بناء الحسينيات وتسليم قطع اراضي في المدينة لذوي العسكريين المقتولين وتشييع المدينة بشكل كامل حتى لايكون وجود للإرهابيين في المدينة مستقبلا».
كذلك، أشار عبدالله علي، إلى ضرورة أن تبقى «المدينة تحت الحكم العسكري، وأن تكون إدارتها بيد الشيعة وعدم السماح لاهالي المدينة أن يتسلموا اي منصب اداري او عسكري». كما اتهم أهالي بـ»تسليمها إلى تنظيم الدولة والتعامل معه، والعمل في صفوفه لمقاتلة القوات العراقية في الانبار وصلاح الدين والموصل».
وأعتبر عبدالرحمن أن «لا فرق بين الآذان السني والشيعي، فكلنا مسلمون ويجب أن لا نتحسس من هذه الامور التي يسعى الكثير لزرع الفتنة والتفرقة بين ابناء المجتمع العراق». ودعا إلى أن يكون «اهتمام العراقيين لـ«مقاتلة التنظيم وطرده من جميع محافظات العراق، وهذه محاولة لتشويه صورة الانتصارات في المدينة من قبل بعض المندسين».
وتشهد مدينة الموصل معارك عنيفة بين القوات العراقية ومسلحي «الدولة الإسلامية» منذ انطلاق العمليات العسكرية لاستعادتها من سيطرة التنظيم، الذي أعلن سيطرته الكاملة عليها في العاشر من حزيران/ يوليو 2014.

جدل على مواقع التواصل بعد رفع الآذان الشيعي في الموصل

أكرم القاسم

إدارة أوباما رفعت سرت من قائمة مناطق القتال التي لا تنطبق عليها قواعد حماية المدنيين

Posted: 23 Jan 2017 02:25 PM PST

لندن – «القدس العربي»: ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قررت رفع مدينة ‏سرت الليبية من قائمة ‏مناطق القتال، حيث يُسمَح للطائرات دون طيار بتنفيذ ضربات جوية دون اتباع القواعد الخاصة ‏بتفادي الخسائر البشرية بين ‏المدنيين.
‏وذكرت الصحيفة الأمريكية أن القائمة كانت تضم أربع مناطق هي أفغانستان والعراق ‏وسوريا ومدينة سرت، حيث لا تنطبق ‏القواعد الصارمة الخاصة بحماية المدنيين.‏ وكان أوباما أصدر مجموعة من القوانين العام 2013 تتطلب تأكيدًا على أن الضربات الجوية وعمليات القصف لن تؤدي ‏إلى ‏مقتل مدنيين في مناطق القتال، وأن الهدف المقصوف يجب أن يكون مصدر تهديد مباشر للأمريكيين وليس فقط ‏للمصالح ‏الأمريكية، وذلك ردًّا على انتقادات عدة وُجهت للقوات الأمريكية أن الضربات الجوية تتسبب في مقتل أعداد ‏كبيرة من ‏المدنيين وبالتالي تؤدي لزيادة المشاعر المعادية لأمريكا وتساعد المجموعات المتطرفة في تجنيد مزيد من ‏المقاتلين. حتى ‏الآن لم يصدر تعليق من فريق ترامب حول هل تستمر إدارته في تطبيقها أم لا؟ وفي آب / أغسطس الماضي، أدرج أوباما مدينة سرت على قائمة مناطق الأعمال العدائية النشطة، حيث لا تنطبق القوانين ‏‏الخاصة بمنع وقوع ضحايا بين المدنيين وذلك بعد أن طلبت حكومة الوفاق الوطني رسميًّا مساعدة واشنطن في محاربة ‏تنظيم الدولة الاسلامية . وأعطت تلك الخطوة للجيش الأمريكي حرية أكبر في استهداف مواقع وآليات وعناصر التنظيم.‏
ولم يصدر حتى الآن تعليقٌ من الفريق التابع لدونالد ترامب حول تلك القوانين، وهل ستستمر إدارته في تطبيقها أم لا، لكن ‏‏جاء في بيان نشره الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، عقب تنصيب ترامب: «إن الإدارة الجديدة ستواصل العمليات ‏العسكرية ‏المشتركة، عند الضرورة، لهزيمة تنظيم داعش».‏
ورغم انتهاء عمليات «البرق أوديسا» العسكرية رسميًّا في كانون الأول / ديسمبر الماضي، سمح أوباما بتنفيذ ضربات جوية ‏جديدة، الأسبوع ‏الماضي، ضد معسكر تابع لتنظيم الدولة الاسلامية جنوب غرب سرت أسفرت عن مقتل 80 عنصرًا، دون ‏وقوع إصابات مدينة.‏
وفي سياق متصل رأت مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية أن حماقة السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط ظهرت جليًّا في تعاملها مع الملف الليبي، حيث يشتعل الصراع بين حكومة الوفاق الوطني المدعومة من واشنطن والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، والمجموعات المسلحة الموالية لكلا الطرفين. وقالت المجلة في تقرير نشرته الأحد: إن الإدارة الأمريكية اتبعت السياسات المتخبطة نفسها التي اتبعتها في العراق، فهي لم تهتم بدراسة الانقسامات والصراعات المختلفة التي تتشابك في ليبيا منذ عقود. وخلقت واشنطن فوضى داخل ليبيا في سعيها لاستبدال نظام ديكتاتوري بآخر ديمقراطي.
وقالت إن أفضل ما يصف ليبيا حاليًّا هي أنها تحولت إلى لعبة بين المجموعات المسلحة، التي ستحدد في النهاية المصير السياسي للدولة. وتابعت: إن رفض مجلس النواب منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني واستمرار النزاع بين الطرفين يحبط أية محاولات دولية لتوحيد البلاد، ولفت إلى تصاعد حدة الصراع بين الطرفين عقب طرد تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة سرت.
الإدارة الأمريكية اتبعت السياسات المتخبطة نفسها التي اتبتعها في العراق، فهي لم تهتم بدراسة الانقسامات والصراعات المختلفة التي تتشابك في ليبيا منذ عقود. وذكرت المجلة: إن الأطراف في شرق ليبيا تتوقع مزيدًا من الدعم من الإدارة الأمريكية الجديدة والرئيس دونالد ترامب. وتحظى طبرق وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر بدعم من السعودية ومصر والإمارات، لكونهما أكثر التزامًا بمحاربة الإرهاب مقارنة بالأطراف في طرابلس. وتوقعت أن يتحرك حفتر نحو العاصمة طرابلس وفرض سيطرته على كامل الدولة، إذ يعتقد أنه يستطيع التواصل مع كتائب الزنتان جنوب غرب طرابلس.
ولفتت المجلة الأمريكية إلى عامل مشترك بين الحرب في ليبيا وسوريا، وهو دور روسيا، فموسكو لعبت دورًا كبيرًا في دعم نظام الرئيس بشار الأسد وقواته، وها هي تتدخل الآن في ليبيا لدعم مجلس النواب وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر.
وقالت: ليبيا تخدم هدف روسيا في تعزيز وجودها في منطقة البحر المتوسط، وإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يأمل في تحقيق انتصارات عسكرية وأيديولوجية عن طريق دعم رجل قوي مثل المشير خليفة حفتر في الوقت الذي تتعثر وتتراجع فيه سلطة حكومة الوفاق المدعومة من الغرب. وذكرت أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق تعرض لصفعة مع استقالة موسى الكوني الذي حمَّل المجلس مسؤولية عمليات الاختطاف والقتل التي وقعت على مدار العام الماضي، وقال إنه غير قادر على الاضطلاع بمهامه.

إدارة أوباما رفعت سرت من قائمة مناطق القتال التي لا تنطبق عليها قواعد حماية المدنيين
مجلة «ناشيونال إنترست: الملف الليبي أظهر حماقة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط

هتاف شرطة «سوريا الحرة» لتركيا وأردوغان يثير جدلا وغضبا بين المغردين السوريين والعرب

Posted: 23 Jan 2017 02:24 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: أثار مقطع فيديو لمئات من عناصر شرطة «سوريا الحرة» التي أشرفت تركيا على تدريبهم ونشرهم في مدينة جرابلس السورية حالة واسعة من الجدل والغضب بين المغردين السوريين والعرب على مواقع التواصل الاجتماعي عقب إطلاقهم هتافات لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان.
وأظهر الفيديو قرابة 500 من عناصر وضباط جهاز الشرطة الذي تم تشكيله بإدارة تركية أثناء حفل تخريجهم قبيل انتشارهم في مدينة جرابلس التي تم إخلاؤها من جميع عناصر الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة والذين تمكنوا بدعم من قبل الجيش التركي من طرد تنظيم الدولة من المدينة في إطار عملية درع الفرات المتواصلة في شمالي سوريا منذ أشهر.
الفيديو الذي ظهر فيه قائد شرطة المدينة وهو يهتف ويردد خلفه مئات العناصر بصوت واحد «تحيا تركيا يحيا أردوغان تحيا سوريا حرة أبية» لاقى انتشاراً واسعاً في وسائل الإعلام التركية ونشرته جميع الفضائيات والمواقع الإخبارية التركية فيما يشبه الاحتفاء بما تضمنه الفيديو.
لكن وفي المقابل، لاقى الفيديو انتقادات حادة وحالة من الجدل والغضب لدى شريحة كبيرة من المغردين السوريين والعرب على مواقع التواصل الاجتماعي، وبينما رأى البعض في هذه الشعارات «رداً للجميل إلى تركيا»، حذر آخرون من «التبعية» ومن «تحول جرابلس إلى لواء اسكندرون جديد».
وكتب مغرد: «وتنتهي ثورة المساكين بالهتاف تحيا تركيا ويحيا أردوغان»، وقال آخر: «450 ضابطاً من الشرطة دربهم الأتراك في جرابلس يهتف الضابط تحيا تركيا يحيا اردوغان! هتاف مرفوض ومدان»، واعتبر آخر أن «تحية العلم السورية التركية في جرابلس تملق ونفاق وليس محبة واحتراماً ما هكذا تورد الإبل».
وربط آخرون بين الهتاف وبين مبادئ الثورة بالقول: «لا يمكنك بعد مشاهدة هذا الفيديو إلا القول ألا لعنة الله على شرطة تسمي نفسها (حرة)، ما الهدف من تسمية نفسك حراً وتصيح فيها إذا كنت عبداً تجاهر بعبوديتك»، وشرطة حرة تهتف «تحيا سوريا حرة أبية»، ثم تهتف بعدها مباشرة «تحيا تركيا.. يحيا اردوغان!!»، و»عادي جرابلس هتفو يحيا أردوغان بصوت عال وبالمنطقة الجنوبية هتافهم عاش الملك (عبد الله ملك الأردن) بس بصوت واطي»، و»نسوا كم قدمنا من شهداء لنتحرر من عبودية بشار».
وأبدى جزء آخر من المغردين تفهمهم لشكر تركيا ولكن «ليس بهذه الطريقة»، وكتبوا: «هل ستصبح جرابلس السورية، اسكندرون آخر؟ لماذا الشرطة السورية تجبر على تحية تركيا وأردوغان شخصياً؟ نعم شكراً لتركيا لكن ليس بهذه الطريقة»، و»جميعنا يحب تركيا وأردوغان ولكن الصورة التي ظهرت عليها الشرطة في جرابلس تطهر أنهم مرتزقة»، «هذه الهتافات تقول إن جرابلس تتحول لإسكندرون ثانٍ».
وغرد شاب سوري بالقول «من عبيد البعث لعبيد العدالة والتنمية (الحزب الحاكم في تركيا)»، وكتب آخر: «أهالي جرابلس طالبوا بشرطة مدنية تضبط الأمن المنفلت وما طالبوا بشرطة عقائدية تهتف بحياة القائد!.ما يكون بشروط التقديم موجود شرط الانتساب لحزب العدالة كمان».
ونقلت بعض المواقع الإخبارية السورية تصريحات على لسان العميد عبد الرزاق أصلان والتي قالت إنه قائد الشرطة الجديدة ومن قاد الهتاف لأردوغان وتركيا، قال فيها إن «الهتافات التي تم ترديدها هي شعارات وطنية تسعى لرفع المعنويات وتقديم الشكر للدولة التركية بطريقتنا»، مضيفاً «لا نستطيع أن نجلب الذهب والبترول والدولارات لتركيا وما قمنا به هو رد للجميل الذي قدموه لنا»، مشدداً على أنه «نحن شرطة للوطن وقوى أمن للوطن ولو كنا بمساعدة تركية ولكن قرارنا وطني».
وحسب مصادر سورية، جرى تدريب قوات الشرطة الجديدة في مدينة مرسين التركية بإشراف الشرطة التركية وبدأت رسمياً عملها في المدينة، امـس الاثنين، وإن الخطوة تهدف إلى إنهاء المظاهر العسكرية والمسلحة داخل المدينة حيث انسحبت قوات المعارضة من المربع الأمني الذي يضم السراي الحكومي والسـجن ومديرية الجـمارك.

هتاف شرطة «سوريا الحرة» لتركيا وأردوغان يثير جدلا وغضبا بين المغردين السوريين والعرب

إسماعيل جمال

شارع الحمرا يستعيد نشاطه وتشكيك برواية القوى الأمنية

Posted: 23 Jan 2017 02:24 PM PST

بيروت – «القدس العربي»: بعد 24 ساعة على إحباط العملية الانتحارية في مقهى «كوستا» في شارع الحمراء في بيروت تحدّى عدد من اللبنانيين المخاطر ورفعوا شعار «عالحمرا ودّيني القوى الامنية بتحميني»، وهذا شعار مستوحى على الارجح من أغنية الفنان اليساري خالد الهبر «خدني معك ودّيني ع شارع الحمرا، خدني معك تحلالي بالحمرا السكرة، اشرب كأس المحبة بشي قهوة عالرصيف، احكي عن القصايد ما نملك حق رغيف، انظم شعر لعيون الحلوة البنت السمرة».
وأبرز من زاروا المقهى بعد احباط العملية الانتحارية رئيس الحكومة سعد الحريري وعدد غير قليل من الرواد الذين رغبوا في بعث رسالة تؤكد حبّهم للحياة ولارتشاف القهوة وقراءة الصحف في هذا المقهى الذي كان في السابق «هورس شو» الذي جمع العديد من الشعراء والفنانين والأحزاب.
وأكد مسؤولون عن المقهى أنّه «منذ احباط العملية الانتحارية، تلقيْنا وابلاً من الاتصالات من زبائننا الثابتين أكدوا لنا استعدادهم لكسر حاجز الخوف والقدوم إلى المقهى وكأن المقهى لم يشهد محاولة عملية تفجير».
واللافت أن بعض اللبنانيين حوّلوا الانتحاري إلى ما يشبه «النكتة» فيما شكّك آخرون برواية القوى الامنية حول إحباط العملية واعتبروها مفبركة ومن بينهم الوزير السابق وئام وهاب الذي قال «لازم نشكر هالانتحاري لأنو انتظر 12 دقيقه تا إجو الشباب وكمشوه فعلاً الزلمي عندو أخلاق».
وكتب الصحافي داني حداد «تسلّي السياسة في لبنان، والأمن أيضاً. «تسلَّينا» ليل السبت بانتحاري شارع الحمرا. مجنون آخر يدفعه مجانين «داعش» إلى قتل نفسه ومعه آخرون. ليس الأول، وقد لا يكون الأخير. السيطرة على الرقّة تبدأ من الكوستا. لكنّ عمر العاصي اختار، قبل أن يودّع هذه الفانية حاملاً معه ما تيسّر من جثث روّاد المقهى والمارّة، أن يشرب كوب «شوكولا» ساخناً يعينه على تدفئة الجسد بانتظار لقاء حوريّات وعده بهنّ شيخٌ مجنون آخر».
وكان موظفون في «كوستا» رووا كيف تصرّف الانتحاري عمر حسن العاصي فقالوا «عند العاشرة والنصف من مساء السبت، دخل الانتحاري وقف عند قسم المحاسبة وطلب قهوة Espresso» وChocolate Flakes». دردشة هادئة وقصيرة مع الموظّفة، وفيما هو يهمّ إلى دفع ثمن ما اشتراه سألها: «كيف الشغل؟ هل كل الأمور على ما يرام؟
وأوضحت الموظفة ان الانتحاري المفترض كان مرتبكاً قليلاً ولكن لم تظهر عليه اي إشارات إلى انه إرهابي يوشك على تفجير نفسه، لافتة إلى انه قبل وصوله وكان يرتدي جاكيت سوداء حضر إلى المقهى 4 رجال من المخابرات، وقد عرفناهم من طريقة جلوسهم ونظرتهم، قبل ان نتأكد من ذلك بعدما انقضّوا على الانتحاري الذي كان خرج بعد نحو ربع ساعة من دخوله إلى خارج المقهى وأجرى مكالمة هاتفية، وحين همّ بالدخول أطبق عليه رجل أمن كان في الخارج ولاقاه مَن كانوا في الداخل وضربوه بأعقاب المسدسات وثبّتوه كي لا يفجّر الحزام الناسف»، مضيفة «في البداية لم نعرف انه انتحاري إلى ان صرخ عناصر الامن انتبِهوا كي لا يتفجر الحزام وعندها هرعنا للاختباء مع الزبائن».
لكن على الرغم من العملية النوعية للجيش بالتنسيق مع شعبة المعلومات فإن حملة التشكيك والتساؤلات لم تتوقف على مواقع التواصل الاجتماعي وحتى على بعض الشاشات مضيّعة قيمة هذا الانجاز الامني. وأبرز هذه التساؤلات « كيف حمل الانتحاري معه بطاقة هوية؟ لماذا دخل المقهى وأخذ وقته لطلب القهوة والشوكولا اذا كان هدفه فعلاً تفجير نفسه في هذا المكان؟ ثم إذا كانت الأجهزة الأمنية تعرف الانتحاري، فلماذا لم توقفه قبل دخول المقهى أصلاً؟ ألم يكن أي خطأ سيؤدي إلى وقوع مذبحة؟ هل كانت الأجهزة الأمنية تعرف هويته الحقيقية؟ هل كانوا في انتظاره، أم أنهم كانوا يلاحقونه؟ كيف رصدوه، ولماذا لم يُفجّر نفسه قبل توقيفه؟ لماذا خرج الانتحاري من المقهى ثم عاد ليحاول الدخول؟ هل كان مقهى الكوستا هدفاً للانتحاري أم محطة لانتقاله إلى نقطة أخرى؟».
كذلك أخذت صورة النائبة بهية الحريري مع الانتحاري المفترض حيّزاً من الاهتمام حول أبعادها وتوقيتها ليتبيّن لاحقاً أنّ العاصي الذي هو من مؤيدي الشيخ أحمد الأسير، أصيب في اشتباكات وقعت في عام 2013 في صيدا. وقد ظهر في مقطع فيديو أن الحريري تزوره للاطمئنان إلى صحته.
تجدر الاشارة إلى أن التحقيقات متواصلة مع العاصي، ورشح من التسريبات الاولية أنه غير نادم على تخطيطه لاستهداف المدنيين بعملية انتحارية، وأبلغ المحققين أنّه على استعداد لإعادة الكرّة إنّ قُدِّر له ذلك، قائلاً «لست نادماً. بعملها مرة تانية». أما الفنان اللبناني يوسف الخال فردّ على العاصي بقوله «يا ايها الانتحاري.. يللا .. من الحمرا إلى جهنّم الحمرا.. مكانك هناك».

شارع الحمرا يستعيد نشاطه وتشكيك برواية القوى الأمنية
«عالحمرا ودّيني القوى الأمنية بتحميني» شعار حملة رداً على العملية الانتحارية في بيروت
سعد الياس

 استفزازات محام فرنسي تشكل الحدث الأبرز في جلسة محاكمة المتهمين بأحداث «أكديم إيزيك»

Posted: 23 Jan 2017 02:23 PM PST

الرباط – «القدس العربي» : شكلت استفزازات محامٍ فرنسي ومواجهات بالهتافات، الحدث الابرز في الجلسة الثانية لمحاكمة متهمين في احداث أكديم إزيك التي عقدت امس الاثنين في محكمة الاستئناف في الرباط، واضطر رئيس الجلسة رفعت العلقاوي الى رفع الجلسة ودعا دفاعي الطرفين إلى التنسيق فيما بينهما لإنهاء هذه الفوضى قبل استئناف الجلسة.
ورغم الطابع الجنائي للملف، فان ارتباطه بنزاع الصحراء وكون المتهمين من مؤيدي جبهة البوليساريو، جعل الطابع السياسي مهيمناً، منذ فتحه 2010، على اثر تفكيك مخيم احتجاجي أقيم بضواحي مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء التي استردها المغرب من إسبانيا 1976 وتسعى جبهة البوليساريو لانفصالها وإقامة دولة مستقلة عليها.
وخلقت أحداث «اكديم ايزيك»، التي وقعت في شهري تشرين الاول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر 2010، 11 قتيلاً بين صفوف قوات الأمن من ضمنهم عنصر في الوقاية المدنية، وتم التمثيل والاساءة لجثثهم، إضافة إلى 70 جريحاً من بين أفراد هذه القوات وأربعة جرحى في صفوف المدنيين، كما خلفت الأحداث خسائر مادية كبيرة في المنشآت العمومية والممتلكات الخاصة.
ونظراً لكون الضحايا عسكريين فقد تم تقديم المتهمين الى المحكمة العسكرية بالرباط التي أصدرت، في 17 شباط/ فبراير 2013، أحكاماً تراوحت بين السجن المؤبد و30 و25 و20 سنة سجناً نافذاً في حق المتهمين في الأحداث المرتبطة بتفكيك مخيم «اكديم ايزيك» بمدينة العيون، بعد ادانتهم بتهم «تكوين عصابة إجرامية، والعنف في حق أفراد من القوات العمومية الذي نتج عنه الموت مع نية إحداثه والمشاركة في ذلك». وأحالت محكمة النقض، فيما بعد، ملف هؤلاء المتهمين على غرفة الجنايات الاستئنافية بملحقية محكمة الاستئناف بسلا للبت فيه من جديد طبقاً للقانون.
وعرفت المحاكمة في جلستها الثانية، التي بدأت صباح امس الاثنين، حضوراً مكثفاً لعائلات ضحايا هذه الأحداث، وعائلات المعتقلين، إلى جانب ممثلين عن العديد من جمعيات حقوق الإنسان ومنظمات غير حكومية ومنظمات مستقلة وطنية ودولية.
إلا أن رئيس الجلسة لم يتمكن من الإعلان عن انطلاق المرافعات في الموضوع، بسبب فوضى تسبب بها دفاع المتهمين، ثم بسبب المناوشات والشعارات، والشعارات المضادة التي رفعها كل من عائلات وأهالي وأصدقاء الضحايا والمتهمين معاً. وتسبب أحد محامي المتهمين، وهو الفرنسي جوزيف بريانو، في فوضى كبيرة داخل قاعة جلسة المحاكمة، منذ انطلاقها بسبب عدم انضباطه للقانون وظل يخرق سير أطوار الجلسة في الكثير من المرات رغم التنبيهات المتكررة لكل من الوكيل العام للملك، ورئيس الجلسة، ودفاع الضحايا.
وأمعن المحامي جوزيف في التحدث أمام رئيس الجلسة باللغة الفرنسية، رغم أن القانون يمنع على أي كان الحديث بغير اللغة العربية أمام المحكمة، فضلاً عن وجود اتفاقية بين المغرب وفرنسا تفرض الحديث باللغة الأم للدولة التي يتم الترافع أمام محاكمها.
كما خرق القانون عندما سلم إحدى الوثائق التي بحوزته لأحد المتهمين دون المرور عبر رئيس الجلسة، رغم أن القانون يمنع ذلك، كما خرق القانون بكونه أدخل معه جهاز الهاتف في الوقت الذي تم منع كل المحامين الآخرين والصحافيين والحاضرين، من إدخال أي جهاز إلى قاعة المحكمة.
وطالب الوكيل العام للملك رئيس الجلسة بتنبيه المحامي جوزيف بضرورة إرجاع الوثيقة التي سلمها لأحد المتهمين، وكذلك الجهاز الذي بحوزته.
واستفز المحامي الفرنسي، رئيس الجلسة ودفاع الضحايا بسبب وقوفه بطريقة اعتبرها رئيس الجلسة أنها «تهينه وتهين الدفاع وكافة الحاضرين وتهين القانون المغربي قبل كل شيء».
وقال ابراهيم الراشيدي، أحد أعضاء هيئة الدفاع عن أهالي الضحايا، إن المحامين المغاربة يحترمون القضاء الفرنسي ويترافعون أمامه باللغة الفرنسية، داعياً إياه إلى احترام قدسية الجلسة وأخلاقيات مهنة المحاماة واكد عبد الكبير طبيح، أن في فرنسا لا يسمح للمحامين بالحديث داخل قاعات المحاكم بغير اللغة الفرنسية، «المغرب نال استقلاله منذ 1956، وعليك احترام هذه المهنة والمحكمة».
وبالموازاة مع أطوار المحاكمة، تحولت الساحة المجاورة لمقر المحكمة إلى فضاء لتبادل الاهتمامات بين ممثلين عن المجتمع المدني متعاطفين مع عائلات ضحايا أحداث «اكديم إيزيك» من جهة، وبين أفراد يطالبون بالإفراج عن المتهمين في الأحداث، وهي المطالب التي لم تكن بمعزل عن رفعهم لشعارات معادية حتى داخل قاعة الجلسة.
واثار تنصيب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (المستقلة) عدداً من المحامين ينتمون إلى هيئات مختلفة، من بينها الرباط ومراكش، للدفاع عن بعض المتهمين، خاصة المنتسبين إليها الذين كانوا ينشطون في فروعها في الجنوب، احتجاجات في اوساط اهالي الضحايا.
وقال رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أحمد الهايج إن عدداً من المحامين التابعين للجمعية يترافعون في هذا الملف، ضمنهم ابراهيم ميسور، عضو المكتب المركزي المنتمي لهيئة المحامين بالرباط، ومحمد صادقو، عضو سابق بالمكتب المركزي عضو اللجنة الإدارية حالياً، وأسماء أخرى من مراكش وغيرها.
ونقل عنه موقع هسبرس أن «ترافع هؤلاء المحامين يدخل في إطار ضمان شروط المحاكمة العادلة، فنحن لسنا طرفاً ولا جهة للادعاء أو النفي أو الاثبات، بل نحن جهة مراقبة»؛ وذلك «بالنظر إلى الطابع السياسي الذي اتخذته المحاكمة، خاصة أن جزءاً من الأعضاء معروفون لدينا بكونهم نشطاء حقوقيين، ومنهم من كان يشتغل داخل الجمعية»، وفق الهايج.
وقال ان متابعة الجمعية لأطوار هذه المحاكمة في المحكمة العسكرية، قبل أن يدخل القانون الجديد المتعلق بالقضاء العسكري حيز التنفيذ، والذي بات بموجبه من غير الممكن محاكمة المدنيين أمامها، أظهرت أنه «لدينا الكثير من الدلائل التي تُبيِّن أنه لا وجود لوسائل إثبات تُورِّط هؤلاء أو بعضهم في الأفعال المنسوبة إليهم، ما عدا محاضر الشرطة القضائية التي لا تقوم كأساس أو دليل على الاتهام، بالأحرى الادانة» و»لا سيما وأن البعض من المتهمين يؤكد أن السلطات على معرفة بالمتورطين في الأفعال المنسوبة إليهم غير أنها اختارت استهدافهم».
واكد الناشط الحقوقي الصحراوي عبد المجيد بلغزال، أن أحداث مخيم أكديم إيزيك، كانت بمثابة زلزال فضح هشاشة الوضع الاجتماعي وسيادة الفساد وتحويل الصحراء لدى البعض إلى مجرد وسيلة لشرعنة النهب واختطاف إرادة الأمة، والإصرار على إفراغ كل المؤسسات والمبادرات من محتواها بل وتحويل المؤسسات المنتخبة، من حيث هي تعبير لإرادة المواطنين، وإطار لتفعيل دوائر تنمية، إلى مجرد مدارج ومنافذ للتربية والتحكم.
وقال في تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك»، «إذا كانت مظاهر هذا الزلزال، الذي رفع من منسوب الاحتقان الاجتماعي، قد باتت اليوم حقيقة بفعل ورودها في وثيقة رسمية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، فإن إعادة المحاكمة ومناسبة نشر تفاصيلها تتطلب في تقدير من منطلق ما توفر لها من شروط وضمانات جديدة للعدالة، استحضار مجموعة من الضوابط».
ودعا بلغزال وهو احد ابرز الصحراويين المدافعين عن مغربية الصحراء الى «الابتعاد عن كل أشكال التسييس، التي تسعى إلى اختطاف الملف، سواء من طرف المتهمين وهيئة دفاعهم أو من طرف المطالبين بالحق المدني، مبرزاً، أن الجميع مدعو إلى إدراك أن المحكمة بصدد نشر ملف الضحايا فيه، وأن المتهمين هم في النهاية أبناء هذا الوطن، «ولا ينبغي أن نخضع لأي تعتيم، انطلاقاً من هروب المتهمين إلى الاختباء خلف شعارات مساندة لتقرير المصير، فنحن نعلم أن البعض على الأقل من المتهمين، أصبحوا رهائن لدى جهات أخرى، وهم حينما يرفعون شعارات سياسية مرتبطة بتقرير المصير أو بخيار الانفصال، إنما يلجأون إلى ذلك سعياً للتحصين وضماناً للحفاظ على استمرار خيوط الدعم والاحتضان».
واضاف «متى أدرك هؤلاء المتهمون شروط وضمانات المحاكمة العادلة في بلادهم، إلا وتوفروا على التطعيمات اللازمة لفك الارتباط مع كل أشكال تسييس الملف، لافتاً الانتباه إلى أن تعطيل التعاطي مع ملف أحداث أكديم إيزيك انطلاقاً من سياقه ووقائعه، بما في ذلك الكشف عن كل خفاياه وأسبابه، لن يدفع في النهاية، إلا في اتجاه التستر على الأطراف أو الجهات، التي كانت تقف خلف هذا الجرح المؤلم، يقول الناشط الحقوقي.
وتساءل بلغزال حول إمكانية فتح المحاكمة للتحقيق في جميع المسارات بما في ذلك الفرضيات المرتبطة بعلاقة التدافع السياسي بما حصل حينئذ، وبأن جهات مسؤولة، صرحت بعد الأحداث بتورط كوموندو بلد أجنبي في الأحداث».
وأكد الناشط الحقوقي الصحراوي «على أن إنصاف المطالبين بالحق المدني يتطلب أولاً وقبل كل شيء، إنصاف العائلات والأسر وأبناء شهداء الواجب بما في ذلك ترقيتهم إلى أعلى الرتب والاحتفاء بهم، لكن دون تحويل شرعية مطالبهم إلى ورقة لتصفية حسابات غير قضائية».

 استفزازات محام فرنسي تشكل الحدث الأبرز في جلسة محاكمة المتهمين بأحداث «أكديم إيزيك»
الطابع السياسي هيمن على أجواء المحكمة لأن المتهمين من أنصار البوليساريو والضحايا من العسكريين
محمود معروف

عون والحريري بالعباءة البعلبكية أبحرا في زمن الإنسان اللبناني على مسرح كركلا

Posted: 23 Jan 2017 02:23 PM PST

بيروت ـ «القدس العربي»: بعيداً عن أجواء الصخب السياسي ومتاعب قانون الانتـخاب، حضـر رئيـس الجمهـورية اللبنـانية العماد ميشال عون واللبنانية الأولى ناديا الشـامي عون ورئيس مجلس الوزراء سـعد الحـريـري افتـتاح مسرحية «إبحار في الزمن» لفرقة كركـلا في مسـرح «الفوروم دو بيروت»، فـي حـضور حشـد من الرسميين والسياسيين والسفراء وكبـار الموظـفين.
وفور وصول الرئيس عون والسيدة الأولى كان في استقبالهما الفنان عبد الحليم كركلا وانتقلا إلى خيمة تراثية نصبت خصيصاً، وبعد استراحة قصيرة انتقل الجميع إلى المسرح حيث أنشد النشيد الوطني.
وتلته كلمة كركلا وجاء فيها «يا فخامة الرئيس، بيدك امسكت هبوب الريح، هدأت العاصفة واستلمت الدفة لتعود سـفينة لبـنان إلـى بر الأمـان. ألفت بين القلوب، فتضافرت الجهود وأشرق فجر عهد جديد يفتح ابواب العالم. يا فخامة الرئيس ان الابداع اللبناني في جميع الحقول كان ينتظر هذه اللحظة ليحمل كل منا أرزة عز يزرعها في جميع اقطاب الأرض. ان لبنان، يا فخامة الرئيس، وقد أضيء بحكمتك الساطعة التي صبرت طويلاً إلى ان نضجت اللحظة التاريخية، ينتظر من عهدك، ما عهده فيك، وأنت الوعد والوفاء».
وأضاف متوجهاً إلى الرئيس الحريري «ان وجودك يا دولة الرئيس، يا شيخ سعد مع فخامة الرئيس العماد ميشال عون، فرحة للبنان نفتتح بها هذا العمل الابداعي الذي يحكي قصة الإنسان اللبناني الذي حمل من فجر التاريخ حلمه باكتشاف الدنيا ليحاور الحضارات ويبحر في الزمن. وهنا لا بد من كلمة حق عمن تساهم بحمل رحالنا لنحط في انحاء العالم السيدة ليلى رياض الصلح حمادة لنقول للانسان اينما كان لبنان رسالة محبة وسلام، لبنان الرسالة».
وقد قدم كركلا العباءة البعلبكية لكل من الرئيسين عون والحريري.

عون والحريري بالعباءة البعلبكية أبحرا في زمن الإنسان اللبناني على مسرح كركلا

تركوا النازف يموت وقالوا: قاتل!

Posted: 23 Jan 2017 02:23 PM PST

على مدى عشرين دقيقة على الأقل، تركوا يعقوب أبو القيعان ينزف حتى الموت. وبعد ذلك قالوا إنه قاتل. ماذا تعتقد يا أبو القيعان، هل تعتقد أنك إذا مت ستهرب من لعنة اولئك الذين جاءوا لإحياء الصحراء، وفي نفس الوقت هدموا 500 قرية عربية؟ ليس فقط «من وُلد هو العالق»، كما يقول العرب. فبالنسبة لهم الموت ايضا لن يحررك من أطماع العقارات.
لقد أصبح واضحا اليوم أن احداث أم الحيران كان معاكسة لرواية الوزير جلعاد اردان. فبداية الشرطة قامت بإطلاق النار، وبعد ذلك تدهورت السيارة. ولكن الخبراء يعملون الآن كي يثبتوا إذا كان باستطاعة أبو القيعان تنفيذ الدهس بعد إطلاق النار عليه. وقد تم اقتباس أحد المعالجين الطبيعيين في الراديو أن القدم المصابة لا تضغط على دواسة البنزين، كما يعتقد خبراء آخرون. وعاد البريق للعيون: يمكن أنه رغم كل شيء، كانت عملية.
العدالة الإسرائيلية تُمكن أبو القيعان الآن من أن يكون مسروراً بحالة الشك!. يمكن هذا ويمكن ذاك. يمكن عملية دهس ويمكن لا. هذه هي الهدية الاكبر التي يستطيع أبو القيعان الحصول عليها من العدالة الإسرائيلية. يمكن القول الآن إن أبو القيعان يبتسم على ضوء العدالة البائسة وهو تحت الارض.
اليكم الآن الصورة الشخصية لرجل داعش: من شدة سوئه يختار أن يولد لعائلة مقتلعة، وهو يجبر نفسه على بناء بيت لعائلته وينتظر الشرطة كي تأتي وتهدم هذا البيت، ويخرج إلى خارج القرية مبتعدا عن رعب الجرافات. وفي الطريق يفسح المجال للشرطة من اجل إطلاق النار عليه، ويسمح لنفسه، دون عذاب الضمير، أن يموت ويفقد السيطرة، حيث تتدهور سيارته وتصيب شرطي. باسم الحفاظ على حقوق الناشر ـ أنا سجلت هنا فقط. هذا العمل هو من صنع العقل اللامع للوزير اردان.
من الصعب معرفة ما حدث على قطعة الأرض المحيطة بالمصابين. الاول هو الشرطي ايرز ليفي، الذي يبدو أنه لم يكن على قيد الحياة. والثاني هو أبو القيعان الذي كان ينزف. هل بكى رجال الشرطة على المصير الصعب للشابين اللذين ما زالت الحياة أمامهما. هل تحدثوا عن احلامهما، ما الذي فعلاه وما الذي لم يفعلاه بعد؟ أو: هل حاولت الشرطة تنسيق الرواية؟ أو: هل تم إعداد الرواية التي يجب الاستقامة معها من فوق؟ ألم يفكروا في أن الشمس ستشرق على الرغم من ذلك، وسيأتي شخص يهودي شجاع ويقول بصوت واضح: لقد حدث إطلاق النار قبل عملية الدهس؟.
أنا أفكر بالمصير الصعب لـ «الجندي الخاص بنا جميعنا»، اليئور ازاريا، الذي قام، وبحماسه الشرقي، وقتل الفلسطيني المصاب في الخليل. لماذا هذا الحماس؟ كان يمكن الانتظار بضع دقائق، فيموت المصاب بسبب النزف دون هذه الضجة ودون التحقيقات التي لا لزوم لها.
لقد قيل عن أبو القيعان إنه قاتل. أما الشرطة فهم قتلة غير متعمدين. وفي اسوأ الحالات، هم تسببوا بقتل عربي. وقد سألت أحد الاصدقاء ممن يعرفون الفرق بين الكلمتين. ما هو غير المفهوم هنا؟ قال ذلك بتسرع، إن لقب «قاتل» مخصص للعرب. ولقب «قاتل غير متعمد» مخصص لليهود.
الآن جثة «القاتل رغم أنفه» أبو القيعان توجد في التجميد. واولئك الذين تسببوا بقتله عندما منعوا علاجه الطبي الذي كان يمكن أن ينقذ حياته، يسيرون أحرارا. واذا تمت المطالبة بمحاكمتهم، فستحدث هنا عاصفة كبيرة. «لماذا، من الذي مات؟»، كتب دافيد غروسمان الذي تضعضع من رجال الشرطة الذين تركوا عمر أبو جريبان يموت على الطريق.
العدل في إسرائيل يدفع ايضا الجن للبكاء. وفي هذه الفرصة سنتحدث عن أبو هذا العدل، وهو الجهاز القضائي الذي صادق على اخلاء قرية عربية من اجل اقامة قرية يهودية على أنقاضها.

عودة بشارات
هآرتس 23/1/2017

تركوا النازف يموت وقالوا: قاتل!

صحف عبرية

قوات خاصة لتنظيم «الدولة» من «جيش الخلافة» تقاتل في معارك دير الزور في سوريا

Posted: 23 Jan 2017 02:22 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: مع مطلع العام 2017 وبعد أيام قليلة فقط من اعلان وقف اطلاق النار، فتح تنظيم الدولة جبهة قتالية واسعة في مدينة دير الزور ومطارها في إشارة إلى المضي نحو تحقيق أهدافه بعيداً عن المسارات السياسية التي انتهجتها فصائل المعارضة السورية المسلحة؛ وبدا ان التنظيم أولى اهتماماً استثنائياً لهذه المعركة قياساً بجولات سابقة من القتال في هذه الجبهة للسيطرة على المطار طيلة سنوات.
ورغم التقدم الذي حققه تنظيم الدولة، الا ان السيطرة على مواقع النظام بدير الزور المستعصية عليه منذ أكثر من عامين لا تزال مهمة شاقة وقد تجهض كما سابقاتها من المحاولات.
مصادر خاصة بـ «القدس العربي» كشفت عن ان تنظيم «الدولة» زج لأول مرة قوات خاصة من قواته المعروفة باسم جيش الخلافة، والتي لم يسبق لها المشاركة في معارك سابقة». وتحدث المصدر عن ان هذه القوات «تلقت تدريبات لخوض معركة دير الزور بشكل خاص».
ورأى، ان معركة دير الزور «قد لا يكون من بين أهدافها القريبة السيطرة على كامل المدينة ومطارها، لكن المعركة تعد خطوة مهمة على طريق تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي للتنظيم».
جاءت هذه المعركة بينما تحدثت مصادر بأن «قوات المعارضة المسلحة في مناطق القلمون ينسقون مع قوات النظام لتشكيل قوة جديدة من ابناء مناطق سيطرة تنظيم الدولة ليكون لديهم دافع أكبر لقتال التنظيم». وان «جنوداً من قوات النظام سلموا انفسهم إلى تنظيم الدولة ادلوا باعترافات تتعلق بخطط النظام في دير الزور ما دفع تنظيم الدولة إلى اتخاذ هذا الإجراء الاستباقي».
من جهته تحدث أحد قيادات «الجيش السوري الحر» من أبناء مدينة دير الزور، ويعيش في احدى بلدات ادلب، قال لـ «القدس العربي» ان «تنظيم الدولة باشر هذه المرة عمليات عسكرية بتكتيكات مختلفة عن معارك سابقة بما يشير إلى ان تنظيم الدولة يسعى لتحقيق كامل اهداف المعركة قبل توقفها، كما حدث في مرات سابقة». وأضاف «ان تنظيم الدولة يسعى من هذه المعركة تهيئة المدينة لأن تكون معقلاً هاماً إذا استطاعت قوات سوريا الديمقراطية محاصرة مدينة الرقة «، حسب رأيه.
وأكد ان تنظيم «الدولة» يحاول السيطرة على كامل مدينة دير الزور ومطارها رغم صعوبة المعركة، لتكون «مركزاً لتجميع مقاتليه الذين من المتوقع عودتهم من معارك الموصل إليها إذا استطاعت القوات العراقية السيطرة على كامل مدينة الموصل بغضون الاشهر المقبلة».
وأشار القيادي في «الجيش السوري الحر» إلى ارتباط معارك السيطرة على دير الزور في جوانب منها «بما يجري على الحدود العراقية السورية من معارك عسكرية تخوضها قوات حكومية باسناد قوات من الحشد العشائري وطيران التحالف الدولي لاستعادة السيطرة على ما تبقى من مدن الانبار، راوة وعانه والقائم، الملاصقة لمدينة البو كمال السورية 130 كيلومتراً جنوب شرقي دير الزور».
يذكر أن محافظتي دير الزور السورية والأنبار العراقية ترتبطان بجوار جغرافي وتداخل قبلي على جانبي الحدود حيث تنتشر قبائل وعشائر الجبور والعكيدات والبكارة وشمر وغيرها.
وفي الجانب العسكري، أكد القيادي في «الجيش السوري الحر» ان «سيطرة تنظيم الدولة على المدينة والمطار ستوفر له مساحة من حرية الحركة لاسناد معارك الرقة بالسلاح أو المزيد من المقاتلين، وكذلك ما يتعلق بمعارك تدمر في ريف حمص الشرقي».
ويشكل مثلث الرقة في شمال سوريا ودير الزور شرق سوريا وتدمر في ريف حمص الشرقي، عمقاً جغرافياً لمقاتلي التنظيم.
ويتمتع موقع دير الزور الجغرافي، بأهمية كبيرة لمعارك تدمر التي من المنتظر ان «تنفتح باتجاه ريف مدينة حمص في مرحلة مقبلة إذا استطاعت قوات تنظيم الدولة تثبيت وجودها في تدمر والسيطرة على مطار التيفور لتهديد مناطق سيطرة قوات النظام في ريف محافظة حمص ومراكز الكتلة البشرية للطائفة العلوية في المحافظة، وهي عملية لا تبدو يسيرة نظراً لتحصن قوات النظام منذ سنوات بهذه المناطق ذات الخليط الأقلوي».
وتأتي أهمية مدينة دير الزور لدى قادة تنظيم «الدولة كمعقل بديل أكثر أمناً من مناطق تواجده سابقاً في العراق، كما يتمتع تنظيم الدولة بتواجد كثيف لمقاتليه في محافظة دير الزور. وتلعب العشائر دوراً مهماً في مسار الاحداث في محافظة دير الزور التي تتميز بتركيبة سكانية يغلب عليها الطابع القبلي في حياتهم اليومية.
وفي هذا السياق، تحدث لـ «القدس العربي»، أحد شيوخ القبائل في دير الزور، رفض الكشف عن اسمه، عن ان «اتفاق وقف اطلاق النار وقبول الفصائل السورية بها وضعنا امام خياري النظام وايران وروسيا أو خيار تنظيم الدولة».
واضاف، ان العشائر يئست من ان يكون لفصائل المعارضة السورية أي دور مستقبلي في خلاص الشعب السوري من معاناته على يد النظام الذي قتل نحو نصف مليون مواطن، وهجّر حوالي عشرة ملايين آخرين معظمهم لن يعودوا إلى بلداتهم «بعد ان استوطنتها عوائل الميليشيات الشيعية الإيرانية والعراقية واللبنانية والافغانية وغيرها».
وأكد على ان «عدداً من قيادات العشائر يرفضون أي تسوية تصب باتجاه تسليم الفصائل أسلحتهم لقوات النظام أو القتال إلى جانبها كنتيجة تسويات ومصالحات شهدتها مناطق عدة في ريف دمشق ولا نرضى ان تتكرر في دير الزور»، على حد قوله.

قوات خاصة لتنظيم «الدولة» من «جيش الخلافة» تقاتل في معارك دير الزور في سوريا

رائد الحامد ووائل عصام

بعد زيارات السراج وحفتر وعقيلة… وفد ليبي من مصراتة يزور الجزائر ويلتقي وزير الشؤون المغاربية 

Posted: 23 Jan 2017 02:22 PM PST

الجزائر - «القدس العربي»: شرع أمس الاثنين وفد ليبي يمثل منطقة مصراتة الليبية في زيارة إلى الجزائر، والتي استقبل خلالها أعضاء الوفد من قبل عبد القادر مساهل وزير الشؤون المغاربية والإفريقية وجامعة الدول العربية، ويضم الوفد رئيس المجلس البلدي لمدينة مصراتة محمد شتيوي، وأعضاء في البرلمان يمثلون المنطقة ذاتها. وجرى اللقاء بمقر وزارة الخارجية الجزائرية في العاصمة.
وقال بيان صدر عن وزارة الخارجية إن وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، استقبل وفداً يضم مسؤولين محليين بقيادة رئيس المجلس البلدي لمصراتة محمد شتيوي وأعضاء في البرلمان يمثلون المنطقة،  موضحاً أن هذه الزيارة الإعلامية التي تندرج في إطار التشاور حول التطورات الأخيرة للوضع في ليبيا، تأتي في أعقاب زيارات عديدة قام بها مسؤولون سياسيون ونواب في البرلمان الليبي إلى الجزائر، على ضوء جهود الجزائر من أجل الحوار بين الليبيين».
وأضاف بيان الخارجية الجزائرية أن الطرفين ناقشا أساساً «السبل والوسائل الكفيلة بدفع حل سياسي توافقي، من خلال حركية الحوار الشامل بين الليبيين والمصالحة الوطنية»، وقد جدد عبد القادر مساهل التذكير بموقف الجزائر، الذي يدفع نحو تسوية سياسية للأزمة الليبية، مذكرًا بجهودها في سبيل الوصول إلى حل سلمي، بعيداً عن أي تدخل خارجي في هذا البلد الشقيق والجار بالنسبة إلى الجزائر.
وذكر البيان أن أعضاء الوفد الليبي «أثنوا على الدور الفعال والمتواصل الذي تعلبه الجزائر، من أجل حل سياسي في إطار الاتفاق السياسي الليبي ليوم 17 كانون الأول/ديسمبر 2015».
جدير بالذكر أن الجزائر استقبلت في الفترة الأخيرة زيارات للعديد من مكونات المعادلة السياسية والأمنية في ليبيا، فقد تفاجأ الجميع بزيارة قام بها اللواء خليفة حفتر في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وهي الزيارة الأولى من نوعها بالنسبة إلى حفتر، والتي تأتي في إطار الجهود التي تقوم بها الجزائر من أجل ربط اتصال بكل أطراف الأزمة في ليبيا، على أمل تذليل الصعوبات والتقريب بين وجهات النظر، وقد استقبل حفتر خلال زيارته إلى الجزائر، من قبل الوزير عبد القادر مساهل، وكذا من طرف رئيس الوزراء عبد المالك سلال، وقد ناقش حفتر مع المسؤولين الجزائريريين الوضع في الداخل الليبي، وسبل إيجاد حل لتطبيق الاتفاق الموقع عليه في الصخيرات، كما زار الجزائر قبل ذلك رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، واستقبلت الجزائر بعدها رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج.
وتأتي هذه الزيارات المتتالية لمسؤولين ليبيين لتعطي الانطباع بأن الدبلوماسية الجزائرية بصدد البحث عن مخرج للأزمة الليبية، بعد أن تعطلت الجهود الدولية، وفشلت في إلزام أطراف النزاع بما تضمنه اتفاق الصخيرات، خاصة وأن السلطات الجزائرية تقول صراحة إن ليبيا دولة جارة تتقاسم معها حدوداً تصل إلى حوالي 1000 كيلومتر، وبالتالي لا يمكن للجزائر أن تقف متفرجة على ما يحدث في ليبيا، خاصة وأن تأزم الأوضاع وتدهور الحالة الأمنية، يفتحان الباب أمام تدخل عسكري أجنبي، وهو الأمر الذي حذرت الجزائر منه وتخشى عواقبه ليس فقط على ليبيا بل على المنطقة بأسرها، علماً أن الدبلوماسية الجزائرية تعودت العمل في صمت، فقبل الشروع في مفاوضات السلام بين فرقاء النزاع في مالي كانت الجزائر قد مهدت لها لأشهر طويلة بلقاءات وزيارات قبل وضع خطة طريق لتلك المفاوضات التي انتهت بالتوقيع على اتفاق سلام.

بعد زيارات السراج وحفتر وعقيلة… وفد ليبي من مصراتة يزور الجزائر ويلتقي وزير الشؤون المغاربية 

برلمانيون إيرانيون يطالبون بـ«تسريع» محاكمة شقيق روحاني

Posted: 23 Jan 2017 02:21 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: على بعد أقل من 4 أشهر عن الانتخابات الرئاسية المقبلة وبعد أسبوعين من وفاة علي أكبر هاشمي رفسنجاني، طالب أعضاء في مجلس النواب الإيراني في رسالة مفتوحة لرئيس السلطة القضائية الإيراني، صادق لاريجاني، بإجراء محاكمة سريعة لشقيق الرئيس الإيراني، حسين فريدون، بسبب تلقيه الرشوة من أحد أبرز متهمي ملف الفساد الاقتصادي في البلاد، رسول دانيال زادة.
فيما أكد المتحدث باسم القضاء الإيراني، غلام حسين مجسني إيجئي، أن علاقة شقيق حسن روحاني برسول دانيال زادة أصبحت أمراً مشهودا للجميع.
وأفادت وكالة مهر للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية، أن 40 عضواً في مجلس النواب بعثوا رسالة مفتوحة لرئيس القضاء، وأنهم طالبوه بإجراء محاكمة سريعة لشقيق الرئيس الإيراني بسبب تورطه في أحد ملفات الفساد الاقتصادي وتلقيه الرشوة من رسول دانيال زادة، وأنهم أكدوا أن الأخير نقل 140 مليار ريال إيراني من دبي إلى داخل البلاد، وأنه اشترى لزوجة حسين فريدون بيتاً في منطقة «تجريش»، أحد الأحياء الراقية شمالي طهران.
وأوضح عضو اللجنة الثقافية في مجلس النواب الإيراني، إسماعيل سعيدي، أن رسول دانيال زادة سجّل بيتاً باسم زوجة شقيق الرئيس روحاني في أحد أحياء شمال طهران، وأضاف أن البرلمانيين الموقعين على الرسالة للسلطة القضائية أرفقوا صورة لشيك بنكي بمبلغ 140 مليار ريال إيراني إلى الرسالة.
ولفت سعيدي النظر إلى أن رسول دانيال زادة هو أحد أبرز متهمي ملفات الفساد الاقتصادي في البنوك الحكومية الإيرانية، وأنه اشترى البيت لزوجة حسين فريدون كرشوة مقابل تسهيل شقيق روحاني الأمور له حتى يستلم قروض بنكية بمبلغ آلاف المليارات من الريالات الإيرانية من المصارف الحكومية.
وفي سياق متصل، أكد المتحدث باسم السلطة القضائية الإيراني، غلام حسين محسني إيجئي، أن علاقة حسين فريدون ورسول دانيال زادة أصبحت أمراً مشهود للجميع، وأن القضاء يواصل تحقيقاته حول ملف شقيق روحاني.
وأضاف إيجئي أنه يحق لوسائل الإعلام الإيرانية أن تنشر صور رسول دانيال زادة وتفاصيل ملف فساده الاقتصادي، وشدد على ضرورة الكشف عن جميع التفاصيل التي تتعلق بعلاقة حسين فريدون بهذا الملف.
وكشف المتحدث باسم القضاء أن المحكمة أصدرت قرار إلقاء القبض على نجل نائبة الرئيس الإيراني لشؤون البيئة (معصومة ابتكار)، لأنه أعطى شيكات بمبالغ عشرات المليارات من الريالات الإيرانية.
وأفادت بعض وسائل الإعلام المحسوبة على المحافظين في إيران أن معصومة ابتكار مهدت الظروف لهروب نجلها حتى لا يتم القبض عليه.
وسبق أن أعلنت السلطة القضائية الإيرانية أن رسول دانيال زادة أسس شركات عدة في دبي حتى يساعد النظام الإيراني على الالتفاف على العقوبات المفروضة على البلاد، لكنه اختلس مبالغ طائلة من المصارف الحكومية بالتعاون مع شقيق الرئيس الإيراني.
وكان المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قد منع حسين فريدون وهو مستشار الرئيس الإيراني الخاص الذي يترأس مجلس المعلومات والإعلام في حكومته، ورئيس مكتب روحاني، محمد نهاونديان، من المشاركة في اجتماعات مجلس الوزراء منذ أكثر من عام بعدما تصاعدت حدة تصريحات المحافظين والمتشددين ضدهما بسبب الكشف عن علاقات فريدون ونهاونديان مع دبلوماسيين غربين ونقلهما بعض المعلومات عن ملف المفاوضات النووي إلى الجانب الغربي.

برلمانيون إيرانيون يطالبون بـ«تسريع» محاكمة شقيق روحاني

محمد المذحجي

عائلة الزعيم بن بركة ومحاميها سيتابعان قضائياً أمام المحاكم الفرنسية

Posted: 23 Jan 2017 02:21 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: قالت عائلة الزعيم اليساري المغربي المهدي بن بركة ومحاميها الفرنسي موريس بيتان، إنهما أصبحا موضوع متابعة قضائية أمام المحاكم الفرنسية، على إثر دعوى قضائية رفعها ضدهم عميل المخابرات المغربية السابق (الكاب 1) ميلود التونزي، وذلك بتهمة «القذف العلني».
وقالت الرسالة التي عممتها عائلة بن بركة، ان صاحب الشكاية يدعي أن عائلة بن بركة ومحاميها، عندما يؤكدان بأنه هو الشخص نفسه الذي يحمل اسم «الشتوكي»، الذي كان متهماً في قضية اغتيال المعارض المغربي السابق بن بركة، واختفى بعد أن صدر في حقه حكم غيابي من طرف محكمة الجنايات في باريس عام 1967، فإن هذا الأمر «يمس بشرفه وبسمعته».
واختطف الزعيم المهدي بن بركة، مؤسس اليساري المغربي الحديث، يوم 29 تشرين الاول/ اكتوبر 1965، من امام مقهى ليب في العاصمة الفرنسية باريس وتم حجزه واغتياله، بتعاون بين المخابرات المغربية والامريكية والإسرائيلية وعملاء للمخابرات الفرنسية، ورغم مرور أكثر من نصف قرن على هذه الجريمة، فان الغموض لا زال يلف العملية ومنفذيها بالاضافة الى مصير جثمان بن بركة، ولم تتمكن هيئة الانصاف والمصالحة التي قرأت الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان بالمغرب 1956-1999 من إزالة هذا الغموض.
وأوضحت رسالة عائلة بن بركة ان الدعوة القضائية المرفوعة تشمل أيضاً باتريك راماييل، قاضي التحقيق ما قبل الأخير المكلف بملف بن بركة، وجوزيف تورال، وهو صحافي بـ«فرانس تلفزيون»، وفريديرك بلوكان، صحافي بأسبوعية «ماريان»، ومارك بودربي (صحافي وكاتب). وقالت ان صاحب الشكاية «لم تكن له الشجاعة الكافية لينتقل شخصياً (إلى باريس) تاركاً أمر إيداع الشكاية لمحاميه الفرنسي».
واضافت «في الوقت الذي مازالت فيه عمليات الحصار السياسية، باسم دواعي المصلحة العليا للدولة، سواء منها الفرنسية أو المغربية، تستمر في الحيلولة دون تقدم العدالة في مسار إجلاء الحقيقة حول (الاختفاء) الإجرامي للمهدي بن بركة، فإن أحد الأشخاص الرئيسيين في ذلك الاختفاء يتطاول بكيفية مخزية على عائلة الضحية وعلى محاميه».
وأكدت الرسالة أنه «منذ محاكمة مختطفي المهدي بن بركة أمام محكمة الجنايات في باريس سنتي 1966 و1967، كان اسم ميلود التونزي مرتبطاً باسم الشتوكي» ومنذ آنذاك، سواء في إطار التحقيق القضائي المفتوح بباريس أو في العديد من المنشورات الصادرة، سواء في المغرب أو في فرنسا، وكذلك عند الاستماع إليه من لدن هيئة الإنصاف والمصالحة، أصبح التثبت من أن هوية ميلود التونزي والشتوكي واقعاً مثبتاً لا مراء فيه».
وقالت الرسالة، «بدلاً من المساهمة في التعريف بالحقيقة، فإن ميلود التونزي (وأولئك الذين يدعمونه) يفضلون التقدم بشكاية».
وأكدت «من خلال هذه الأساليب التهديدية، يعتقدون أنه بإمكانهم تثبيط همة عائلة المهدي بن بركة ومحاميها، وكذا كل الذين يطمحون إلى إجلاء الحقيقة وإحقاق العدالة ومواصلة العمل الدؤوب، الذي انطلق منذ 50 سنة خلت، وذلك قصد معرفة الظروف الدقيقة لاختفاء القائد المغربي».
وأعربت العائلة عن سخطها واستنكارها لهذا «الاستفزاز المخزي»، محملة المسؤولية للسلطات المغربية والفرنسية اللتين ما فتئتا «تعرقلان وتعيقان عمل العدالة، سواء من خلال التذرع بـ(سرية الدفاع) في فرنسا، أو عدم تنفيذ الإنابات القضائية الدولية بالنسبة للمغرب»، وأن السلطات المغربية والفرنسية، بعملها هذا تضمن حماية لـ«هذا المشتكي المجرم ولشركائه (في الجريمة) وتضمن لهم جميعاً الإفلات من العقاب».

عائلة الزعيم بن بركة ومحاميها سيتابعان قضائياً أمام المحاكم الفرنسية
إثر دعوى رفعها عميل سابق للمخابرات المغربية

«حزب الأمة» يتهم الحكومة السودانية بعرقلة استقبال الصادق المهدي

Posted: 23 Jan 2017 02:21 PM PST

الخرطوم ـ «القدس العربي»: اتهم حزب الأمة القومي، الحكومة السودانية، بعرقلة استقبال رئيسه الصادق المهدي يوم الخميس المقبل، وذلك بإقامة الاحتفال بذكرى تحرير الخرطوم في ميدان الخليفة في أمدرمان، وهو المكان الذي اختاره الحزب لاستقبال زعيمه.
وكان الزعيم المعارض غادر الخرطوم في عام 2014 بعد تعرضه لمضايقات بسبب مهاجمته لقوات «الدعم السريع».
وقرر الصادق المهدي، العودة من القاهرة التي استقر بها منذ عامين، وحدد التاسع عشر من كانون الأول/ ديسمبر الماضي موعداً لعودته، لكن أجّل هذا الموعد لتزامنه مع اعتصام مدني نفذه شباب السودان، ليصبح في السادس والعشرين من كانون الثاني/ يناير. ويحمل هذا التوقيت دلالة خاصة للسودانيين عموماً وأنصار المهدي خصوصاً، إذ يصادف ذكرى إعلان الدولة المهدية عام 1885.
وأوضح مسؤول حكومي أن «تحديد مكان الاحتفال الرسمي بذكرى تحرير الخرطوم تم قبل تحديد عودة المهدي»، مشيرا إلى أن «احتفال هذا العام يجيء بتشريف رئاسة الجمهورية ويشارك فيه المتحف الحربي الذي سينظم معرضا تاريخيا في الميدان لمدة ثلاثة أيّام».
لكن مريم الصادق المهدي، نائبة رئيس حزب الأمة القومي، اعتبرت أن «مسألة إعاقة استقبال الحبيب الإمام أو التقليل من أمر عودته هي سياسة وتوجيهات صادرة من جهات العليا».
ودعا حزب الأمة القومي، كل مكونات المجتمع السوداني لاستقبال زعيمه، مشيراً في بيان «نهيب بكل التنظيمات السياسية، وكافة تنظيمات المجتمع المدني بشقيها الحديث والتقليدي، والأندية الرياضية والاتحادات النقابية والمراكز البحثية والثقافية، وأهل الفكر والفن والأدب، والجماعات النسائية والشبابية والمطلبية، وكل مواطن ومواطنة يأمل في وطن آمن وحر وكريم المشاركة في هذا الاستقبال الجماهيري الوطني».
وعدّد الحزب المكاسب التي جناها المهدي في غيابه عن الوطن والمتمثلة في «توحيد كلمة القوى السياسية الوطنية المدنية منها والمسلحة حول نبذ العنف في تحقيق الأهداف السياسية، والتخلي عن مطلب تقرير المصير، وحصر العمل الوطني لتحقيق الأهداف السياسية بالوسائل المدنية بعيدا عن أي أساليب إرهابية».
وبين أن «الصادق المهدي يعود البلاد بعد عامين ونصف العام في وضع مضطرب ومأزوم»، مؤكدا أن «حضوره سيشكل صمام أمان مهما لتحقيق السلام والاستقرار».
ويستعد حزب الأمة، لاستقبال المهدي، الخميس، من خلال موكب كبير يبدأ من مطار الخرطوم، وينتهي بمسجد الأنصار بودنوباي.
وعلى المستوى الرسمي، لم تصدر أي تعليقات من الحكومة على عودة المهدي، لكن على المستوى الشخصي صرح بعض المسؤولين أن عودة المهدي شأن حزبي وحدث عادي.
وأوضح أن «النظام وأجهزته القمعية مستمرون في التغول على الحريات الأساسية المتمثلة في حرية التعبير، حرية النشر، حرية التنظيم، وحرية الحركة والتنقل».
وأشار إلى «ما تم مع قيادات قوى نداء السودان المتوجهين لباريس لحضور اجتماعات المجلس القيادي، والاستمرار في اعتقال الكثير من الناشطين على رأسهم إمام مسجد الأنصار الزبير محمد علي، وتوجيه تهم عقوبتها الإعدام في مواجهة مصطفى آدم». وأكد الحزب أن «هذه المظاهر تدل على توجه النظام لتجديد سياسة القمع والعنف».
وعبر عن خيبة الأمل في النظام، مضيفا أنه «بموجب التسامح السوداني المعلوم توقع البعض ألا يعمل النظام واجهزته على وضع عراقيل امام استقبال الإمام. توقع آخرون تعاونهم في أمر استقبال الإمام لأنهم عملوا على تصويره كشهادة براءة لهم من حيث اتاحة الحريات، خاصة بعد دخولهم في فترة الرقابة الأمريكية بعد الرفع الجزئي للحظر. ولكن خاب فأل الجميع».
وكان الصادق المهدي قد أوضح في وقت سابق، أن الأسباب التي تمنع عودته للبلاد في المرحلة الماضية قد زالت.
ولفت على أن» حزبه كوّن لجنة لترتيب العودة»، مشيرا إلى أن «العودة تعتبر جزءا من إعلان سياسي». ونفى بشدة أن يكون ذلك مرتبطا بظروف الحوار الوطني في الخرطوم.
وناقش المجلس القيادي لقوى «نداء السودان» الذي انعقد في باريس في الفترة من عودة الصادق المهدي للبلاد. وأثنى المجتمعون على الدور الكبير الذي لعبه هذا القيادي في توحيد المعارضة، وبناء جسور الثقة بين مكوناتها.
وأعلنت قوى النداء، دعمها الكامل لقرار العودة للداخل، ووضع المجلس خطة للعمل التعبوي والسياسي لتحالف نداء السودان.
وأعتبر أن عودة الصادق المهدي ستشكل إضافة كبيرة للحراك الجماهيري المتصاعد من أجل تحقيق أهداف نداء السودان.

«حزب الأمة» يتهم الحكومة السودانية بعرقلة استقبال الصادق المهدي

صلاح الدين مصطفى

نتنياهو يتنصل من تسوية الدولتين ويطلق العنان للاستيطان في القدس وترامب يدعوه لواشنطن

Posted: 23 Jan 2017 02:20 PM PST

الناصرة ـ «القدس العربي»: كشف في إسرائيل أمس أن رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو تلقى غداة تنصله من تسوية الدولتين دعوة من الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لزيارة واشنطن، التي تبدي إشارات بأنها ستطبق وعوده بنقل السفارة الى القدس المحتلة.
وكان نتنياهو قد كشف قبيل جلسة الحكومة الأحد زيف مزاعمه بموافقته على «حل الدولتين» في خطاب بار إيلان عام 2009 تزامنا مع ضغوط أمريكية وقتذاك، واعترف بأكاذيبه حين صرح، خلال اجتماع لوزراء حزبه الليكود، أمس، انه ليس مستعدا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تماما.
وكأنه يقدم هدية للفلسطينيين زعم نتنياهو أن ما يستطيع إعطاءهم هو ليس تماما دولة كاملة الصلاحيات، وإنما أقل من دولة ولذلك فإنهم لا يوافقون على ذلك.
وجاء تصريح نتنياهو بعد توضيح الوزير اوفير اوكونيس بأنه خلافا لنتنياهو، يعارض حل الدولتين، وأن هذا هو موقف حزب الليكود. ورد نتنياهو مدعيا أن اوكونيس لا يفهم موقفه في موضوع 'قامة الدولة الفلسطينية، وقال له: «أنا متأكد من أنك لو سمعت موقفي بالتفصيل لما كنت ستعارضه".
وكان نتنياهو قد ادعى في خطاب بار ايلان، في 2009، بأنه يتقبل حل الدولتين، وقال إنه يدعم «إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح الى جانب اسرائيل اليهودية». وعشية الانتخابات العامة الأخيرة في 2015 تنصل نتنياهو من الخطاب، وقال إنه إذا تم انتخابه فلن تقوم دولة فلسطينية وبعد عدة أيام من الانتخابات عاد وقال إنه يقبلها. وكان والده قبل وفاته، قد كشف عن الحقيقة بقوله بعفوية للقناة الإسرائيلية الثانية في 2009 إن ابنه يرفض الدولة الفلسطينية وإن قبوله المعلن جاء بدوافع تكتيكية فقط. ولاحقا أثبت الابن قول أبيه فلم يفوت فرصة لوضع العصي بعجلة المفاوضات وزرع الأرض الفلسطينية تهويداواستيطانا وتحريضا على الفلسطينيين واتهامهم بعرقلة المفاوضات برفضهم الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.

أم المستوطنات

واستجابة لطلب الرئيس الأمريكي الجديد بعدم مفاجأته بقرارات جديدة سعى نتنياهو لتأجيل التصويت على ضم مستوطنة معاليه ادوميم للسيادة الإسرائيلية الذي يعني بتر الضفة الغربية لشطرين والإجهاز نهائيا على تسوية الدولتين، لكنه في الوقت نفسه أطلق العنان للاستيطان في مناطق أخرى في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك القدس.
وفي ختام اجتماع المجلس الوزاري تقرر تأجيل التصويت على مشروع قانون ضم مستوطنة معاليه ادوميم الى ما بعد اللقاء المرتقب مع ترامب.
ويستدل من دوافع نتنياهو لتأجيل التصويت ما قاله بعض الوزراء عن نتنياهو، ونقلوا عنه تأكيده خلال الاجتماع انه يدعم فرض السيادة الإسرائيلية على معاليه ادوميم، لافتا الى أنه من الواضح للجميع أن هذا سيحدث في كل اتفاق مستقبلي. ومع ذلك قال من المهم أن لا نفاجىء الإدارة الأمريكية الجديدة بعد عدة أيام من تنصيب ترامب. وقال وزراء شاركوا في الجلسة لصحيفة «هآرتس» أمس ان وزير المالية موشيه كحلون، قال إن دفع القانون في التوقيت الحالي يمكن ان يتم التعامل معه من قبل الإدارة الجديدة، كاختطاف.
في المقابل ابلغ نتنياهو أعضاء المجلس الوزاري المصغر، بأنه قرر إلغاء كل القيود المفروضة على دفع خرائط البناء (الاستيطاني) في الشطر الشرقي من القدس المحتلة في لجنتي التنظيم والبناء المحلية واللوائية. وحسب مسؤولين كبار اطلعوا على النقاش خلال الجلسة، قالوا إن نتنياهو ينوي دفع مخططات للبناء في الكتل الاستيطانية في الضفة.
وكان تصريح نتنياهو هذا، أحد أسباب موافقة وزراء البيت اليهودي على تأجيل التصويت على قانون ضم مستوطنة معاليه ادوميم.
استئناف تهويد القدس

وصادقت لجنة التخطيط والبناء على تراخيص لبناء 566 وحدة في احياء راموت، بسغات زئيف ورمات شلومو الواقعة وراء الخط الأخضر، التي عارضت إدارة اوباما البناء فيها كما صادقت اللجنة على البناء للعرب في العاصمة.
وقال رئيس البلدية نير بركات لإذاعة الجيش «لقد اجتزنا ثماني سنوات صعبة من إدارة اوباما الذي ضغط من أجل تجميد البناء». الى ذلك قال وزير الأمن افيغدور ليبرمان خلال لقاء مع الجنرال الأمريكي ديفيد بيتروس، إنه لا يوجد أمل في التوصل لاتفاق ثنائي بين إسرائيل والفلسطينيين زاعما ان «الصراع سينتهي فقط في إطار اتفاق إقليمي شامل».
ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرى بخلاف ذلك، فقد نسب له قوله خلال محادثة هاتفية مع نتنياهو انه يمكن تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بواسطة المحادثات المباشرة بين الطرفين فقط. وقال إن «الولايات المتحدة ستعمل بشكل وثيق مع إسرائيل من أجل تحقيق تقدم نحو هذا الهدف»، حسب ما جاء في بيان صدر عن البيت الأبيض.
لكن ليس من الواضح ما إذا ناقش نتنياهو وترامب مسألة نقل السفارة. واكتفى ديوان نتنياهو بالقول إن المحادثة بين الطرفين كانت دافئة، ونوقش خلالها موضوع الاتفاق النووي الإيراني والعملية السياسية مع الفلسطينيين ومسائل أخرى». واضاف أن «الرئيس ترامب دعا نتنياهو لزيارة واشنطن في فبراير/ شباط المقبل وسيتم قريبا تحديد الموعد».
وحسب بيان البيت الأبيض، قال ترامب لنتنياهو إن الولايات المتحدة تولي اهمية كبيرة للعلاقات الأمنية، والعسكرية والاستخبارية مع اسرائيل، التي تعكس الشراكة العميقة والملزمة بين البلدين. وجاء في البيان، ايضا أن الرئيس ترامب ونتنياهو اتفقا على مواصلة المشاورات الوثيقة في سلسلة من القضايا، بما في ذلك التهديد الإيراني». وأكد الرئيس التزامه غير المسبوق بأمن إسرائيل. وأوضح أن محاربة داعش وبقية تنظيمات الإرهاب الاسلامي ستكون في مقدمة جدول أعمال الإدارة».
نقل السفارة
ومع ذلك سارعت جهات سياسية إسرائيلية للترحيب ببيان البيت الأبيض حول البدء بمناقشة موضوع نقل السفارة الى القدس. وقال وزير شؤون القدس وشؤون البيئة، زئيف الكين (ليكود): «أنا ارحب بقرار ترامب بدء تطبيق وعده الانتخابي بشأن نقل السفارة للقدس… القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل حسب القانون الإسرائيلي، والكونغرس الأمريكي اعترف بذلك في قانون خاص. آن الأوان لتطبيق ذلك عمليا ونقل السفارة».
وقالت الوزيرة ميري ريغف (ليكود) إنها ترحب بقرار الرئيس الأمريكي «تحريك عملية نقل السفارة الى القدس». وتابعت» انتهى وقت الكلام، ودقت ساعة العمل».
وقال رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات، ان «ترامب يثبت أنه صديق حقيقي لدولة إسرائيل، ينفذ وعوده. البيان يحول رسالة واضحة الى العالم كله أن الولايات المتحدة تعترف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل. وسنوفر للإدارة الأمريكية كل المساعدة المطلوبة من أجل نقل السفارة بأسرع ما يمكن». وكشف بركات لإذاعة الجيش أمس أن مهندس بناء السفارات الأمريكية زار القدس مؤخرا تمهيدا لاختيار موقع محتمل لبناء السفارة.
الى ذلك اعلن السفير الموعود ديفيد فريدمان بأنه ينوي الاقامة في القدس وليس في بيت السفير الأمريكي في هرتسليا. ويملك فريدمان منزلا في حي الطالبية في القدس المحتلة يقيم فيه خلال زياراته الى البلاد.

نتنياهو يتنصل من تسوية الدولتين ويطلق العنان للاستيطان في القدس وترامب يدعوه لواشنطن

وديع عواودة

هنية يلتقي مدير المخابرات المصرية في القاهرة .. ومصادر تكشف: السيسي أعطى الضوء الأخضر لدفع العلاقات مع حماس

Posted: 23 Jan 2017 02:20 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: بحث إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مع مسؤولين مصريين في القاهرة، مستقبل العلاقة بين حماس والنظام المصري. وهذه النقاشات هي الأولى للرجل الذي يدير حركة حماس في القطاع، منذ خروج جماعة الإخوان المسلمين من الحكم في مصر قبل أكثر من ثلاث سنوات، وذلك تمهيدا لعودته إلى غزة، الذي لم يحدد له موعد دقيق بعد، بسبب الترتيبات والأوضاع الأمنية في منطقة سيناء. ويعود الى القطاع بعد قرابة أربعة أشهر تمهيدا لبدء الانتخابات الداخلية للحركة المقرر ان تبدأ في غضون أسبوعين.
ووصل هنية إلى القاهرة مساء أول من أمس الأحد، عائدا من قطر، التي كان قد وصلها بعد أدائه فريضة الحج في شهر سبتمبر/ أيلول من العام الماضي.
ولم يشأ أي من قادة حركة حماس الرد على أي استفسارات حول الزيارة، والمواضيع التي بحثت، ولا موعد عودة هنية إلى القطاع، بسبب «الظروف الأمنية» في منطقة سيناء، كذلك لم يلاحظ قيام وسائل الإعلام المقربة من الحركة بتغطية أخبار الزيارة ووصول هنية إلى مصر.
وكان الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، قد قال في وقت سابق إنه جرى تأجيل عودة هنية لغزة، بسبب رفع درجة الاستعدادات الأمنية في سيناء، التي سيمر منها هنية في طريقه لغزة.
وحسب المعلومات المتوفرة فإن هنية استقبل في مطار القاهرة بصالة كبار الزوار، وكان في انتظاره أحد مسؤولي الأمن المصري.
وعقد أمس لقاء مع مدير المخابرات العامة المصرية اللواء خالد فوزي، بحث خلاله مستقبل العلاقات مع مصر خلال المرحلة المقبة، إضافة إلى ملف المصالحة الداخلية مع حركة فتح، في ظل التطورات الأخيرة، التي تمثلت بمشاركة حركة حماس في اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني في بيروت.
وبحث اللقاء طلب حركة حماس تسهيل سفر سكان قطاع غزة من معبر رفح، وذلك من خلال إعادة فتحه بشكل دائم، للتخفيف من حدة الحصار الإسرائيلي.
وذكرت وكالة «معا» الفلسطينية المحلية نقلا عن مصادر أمنية مصرية، القول إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعطى «الضوء الأخضر» للأجهزة المعنية في مصر بدفع العلاقات مع حركة حماس إلى الأمام، والحفاظ على «علاقات جيدة مع الحركة لتحقيق توازن في العلاقات المصرية مع كافة الفصائل الفلسطينية، لتحقيق تقدم في الملفات المتعثرة وعلى رأسها ملف المصالحة ولم الشمل الفلسطيني»، لافتا إلى أن العلاقات بين القاهرة وحماس «تدرجت نحو الأفضل»، خاصة على المستوى الأمني، وعلى رأسها الترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر والقطاع.
وتأتي زيارة هنية لمصر، في الوقت الذي تستعد فيه حماس لإجراء انتخاباتها الداخلية، لاختيار قيادة جديدة للحركة. والمعروف أن الحركة تجري على خلاف الكثير من التنظيمات الفلسطينية الأخرى، انتخاباتها بطريقة سرية، ووفق نظام خاص يمنع الترشح المباشر للمنصب القيادي، ويتم اختيار قيادات الحركة عن طريق ترشيحهم من القواعد، ومن ثم من الهيئات المنتخبة، وصولا إلى المكتب السياسي، ورئيسه.
وتردد مؤخرا أن هنية والدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، أبرز المرشحين للوصول إلى منصب رئيس المكتب السياسي للحركة، خلفا لخالد مشعل، الذي يكون قد تولى دورتين متتاليتين في رئاسة المكتب، حسب النظام الأساسي للحركة.
وتأتي الزيارة بعد زيارة مماثلة قام بها الدكتور أبو مرزوق، قبل أكثر من أسبوعين، حيث التقى هو الآخر في القاهرة بمسؤولي جهاز المخابرات، الذين يشرفون على الملف الفلسطيني.
يشار إلى أن خروج هنية إلى لأداء فريضة الحج الماضية، ومنها السفر إلى دولة قطر، حيث مقر إقامة رئيس المكتب السياسي، كانت الأولى منذ عزل الرئيس محمد مرسي، وإسقاط نظام الإخوان المسلمين في مصر. وتكتسب الزيارات أهمية كبيرة، خاصة وأنها تأتي بعد فترة جفاء بين السلطات المصرية الحالية وحماس، التي بدأت بعزل مرسي. ووجهت القاهرة في حينها العديد من الاتهامات للحركة، بالمشاركة في أحداث إخلال بالأمن، غير أنها نفت ذلك جملة وتفصيلا، وتحدت وجود دليل. وأعلنت حماس مرارا أنها لا تتدخل في شؤون أي دولة عربية، وأنها تحافظ على الأمن القومي المصري.
وكانت آخر زيارة لوفد من حماس إلى القاهرة في مارس/ آذار من العام الماضي، دون مشاركة هنية، وشاركت في الوفد قيادات من الحركة من غزة وقطر، وبحثت اللقاءات وقتها إنهاء الخلاف القائم، وترتيب العلاقة بين الطرفين، ولم تفلح تلك اللقاءات بإزالة الخلاف القائم، غير أن الحركة دفعت فور انتهاء زيارة وفدها بتعزيزات أمنية على طول الحدود مع مصر، من أجل حفظها بشكل أكبر، بناء على تفاهمات أجريت مع مسؤولي القاهرة.
وشهدت الفترة الماضية ادخال السلطات المصرية العديد من التسهيلات أمام حركة سفر سكان قطاع غزة من معبر رفح البري، المغلق منذ عزل مرسي. كما شهدت استضافة القاهرة للعديد من الوفود الشعبية والأكاديمية من غزة، وعملت بعدها القاهرة على فتح معبر رفح، بشكل أفضل من المرات السابقة، ولم تعد عملية الإغلاق تطول لثلاثة أشهر، كما شرعت بإدخال العديد من السلع ومنها مواد البناء للقطاع، خلال أيام الفتح.
ولم تمانع حماس اللقاءات التي جرت بين الوفود التي غادرت غزة والمسؤولين المصريين، لكن قادة من الحركة دعوا مؤخرا السلطات المصرية إلى التعامل معهم، بما يخص قضايا القطاع، كونها تمثل العنوان الأبرز.
ويتوقع أن تعلن مصر عن فتح قريب لمعبر رفح البري بشكل استثنائي خلال الأيام المقبلة، أمام سفر الحالات الإنسانية من مرضى وطلاب وأصحاب إقامات في الخارج.

هنية يلتقي مدير المخابرات المصرية في القاهرة .. ومصادر تكشف: السيسي أعطى الضوء الأخضر لدفع العلاقات مع حماس

أشرف الهور

موريتانيا: المعارضة تنشط حملاتها السياسية المضادة لتعديلات الدستور

Posted: 23 Jan 2017 02:19 PM PST

نواكشوط – «القدس العربي»: تنشط المعارضة الموريتانية المتحدة بأحزابها ونقاباتها وشخصياتها المرجعية في منتدى الديمقراطية والوحدة، خلال ندوة صحافية مقررة اليوم حملتها السياسية المضادة لتعديلات في الدستور تسعى الحكومة الموريتانية هذه الأيام لتمريرها عبر دورة خاصة لمؤتمر البرلمان بعد أن تخلت السلطات عن تمريرها عبر الاستفتاء الشعبي لأسباب مالية.
وتنضاف الندوة الصحافية المخصصة، حسب بيان وزعته المعارضة أمس، لإبراز مخاطر تعديل الدستور خارج الإجماع، لنشاطات عدة تقوم بها المعارضة هذه الأيام بينها سلسلة مهرجانات سياسية متواصلة في ولايات العاصمة نواكشوط، وتنوي المعارضة نقلها يوم الرابع من شباط/فبراير المقبل نحو مدينة نواذيبو العاصمة الاقتصادية.
وسربت أوساط المعارضة، ضمن هذا الحراك، عبر مواقع التواصل، أغنية يلحنها فنانون معارضون، تحذر كلماتها الموزونة باللهجة المحلية، من تغيير النشيد الوطني ومن المساس بالدستور، ومن إلغاء غرفة مجلس الشيوخ، مؤكدة أنها كلها محظورات يجب على السلطات تجنبها، ومعلنة في الوقت نفسه عن وجود من هو مستعد لحماية الدستور بدمه.
وضمن هذه التفاعلات أكدت المعارضة الموريتانية في بيان وزعته أمس أن»قادتها أكدوا في تجمع شعبي رفضهم لتعديلات الدستور المرفوضة من قبل الشعب لأنها لا تحمل أي حل لا للأزمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد ولا للمشاكل الجمة التي يعاني منها المواطنون في حياتهم اليومية».
وأكد البيان «أن تعديلات الدستور مرفوضة لكونها تأتي في ظروف تزداد فيها أسباب الخلاف وتتعمق فيها الأزمة السياسية».
«لقد حاول النظام، يضيف البيان، تمرير هذه التعديلات عبر استفتاء شعبي إلا أنه رأى أن الشعب يرفضها بقوة، وذلك ما برهنت عليه المسيرة الحاشدة التي نظمها المنتدى في 29 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وها هو يحاول اليوم تمريرها من خلال مؤتمر برلماني وهذه الطريقة غير شرعية لأن إحدى غرف البرلمان وهي مجلس الشيوخ، قد تعدى فترة صلاحيته بسنوات عديدة ولم يعد هو نفسه شرعياً، أحرى أن يشرع تعديلات دستورية».
وفي سياق متصل، أكد القيادي المعارض محمد المصطفى ولد بدر الدين الأمين العام لحزب اتحاد قوى التقدم أمس في حشد شعبي نظمته المعارضة «أن نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، كان يريد تمرير تعديلات الدستور عبر استفتاء شعبي للتغطية على فشل حواره المجتزأ، لكن مسيرة الـ 29 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي التي نظمتها المعارضة، أقنعته بأن الشعب يرفض هذه التعديلات، ما جعله يلجأ لمحاولة تمريرها عبر مؤتمر برلماني للتغطية على فشله في تمريرها عبر الاستفتاء، لكن هذه المحاولة ارتطمت أيضاً بمعضلة أخرى تتمثل في انتهاء مأمورية مجلس الشيوخ ولم يعد بإمكانه التشريع لأنه بكل بساطة لم يعد شرعياً وفاقد الشيء لا يعطيه»، حسب تعبيره.
وضمن الاهتمام المنصب حالياً حول تعديل الدستور، ناقشت ندوة علمية دلالات ومآلات الرهانات السياسية والتعديلات الدستورية في موريتانيا، بتنظيم من المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية.
وأكد الدكتور سيد محمد ولد سيد أب أستاذ للقانون بجامعة نواكشوط في عرض قدمه خلال الندوة «أن تعديل الدستور عن طريق البرلمان أمر يلزم العدول عنه»، مضيفاً «أن الاستفتاء هو الحل الأنسب لتعديل الدستور»، حسب رأيه.
وقال «إن بعض الأطراف السياسية تشكك في الطريقة التي انتخب بها البرلمان القائم في موريتانيا حالياً، وهو ما يقود حتماً لضرورة تقديم التعديل الدستوري لاستفتاء شعبي، لأن تغييره عن طريق برلمان محل شك يقود للتشكيك في الدستور مستقبلاً وهو ما يلزم تجنبه لأن الدستور يجب أن يكون محل إجماع واحترام من الجميع». هذا وحدد القيادي الموريتاني المعارض محمد الأمين الفاظل في تحليل سياسي نشره أمس تحت عنوان «فخ التعديلات الدستورية»، جملة من الصعوبات سيواجهها مؤتمر البرلمان الخاص بتعديلات الدستور منها صعوبات قبل تنظيم المؤتمر يتقدمها رفض المعارضة المحاورة لتمرير التعديلات الدستورية عن طريق مؤتمر برلماني، ومن هذه الصعوبات ما يتمثل في أن الرأي العام لن يكون من السهل إقناعه بتغيير بعض رموز الوطن (العلم الوطني) من خلال مجلس شيوخ مشكوك في شرعيته، وتجاوز عمره الافتراضي بأربع سنوات، أو من خلال جمعية وطنية تغيب عنها أحزاب معارضة وازنة».
ومن الصعوبات التي تحدث عنها الكاتب «كون الموالاة ليست على قلب رجل واحد، وصراعاتها التي لا تتوقف أبداً ستربك التحضير الجيد للمؤتمر البرلماني، ولذلك فقد سارع الوزير الأول إلى تنظيم مأدبة عشاء لنواب الموالاة ولشيوخها ليقول لهم بأن الحكومة قررت تنظيم مؤتمر برلماني بدلاً من الاستفتاء الشعبي، قال لهم ذلك من قبل أن تتفق عليه لجنة متابعة الحوار، وكأنه بذلك قد أراد أن يقول للمعارضة المحاورة بأن رأيها غير مهم، وبأن موافقتها غير ضرورية، وبأن الحكومة هي من يحدد طريقة الاستفتاء، وبأنه على الجميع أن ينصاع لقرارات الحكومة». ورجح الكاتب في تحليله «أن التصويت لن يكون لصالح تلك التعديلات، فهناك الشيوخ الذين لن يقبلوا بسهولة بأن يتم إلغاء مجلسهم، وهناك بعض النواب الموالين الذين يعارضون تعديلات دستورية في مثل هذا الوقت، وهناك من يعارض بشكل قوي وسري تغيير العلم الوطني».
وتوصل الكاتب والمدون السياسي البارز في آخر تحليله لخلاصة مفادها «أن الاستفتاء على التعديلات الدستورية سيوقع الرئيس ولد عبد العزيز في ورطة حقيقية، إن لم يكن قد وقع بالفعل في تلك الورطة، قبل أن يبدأ الاستفتاء على تلك التعديلات».

موريتانيا: المعارضة تنشط حملاتها السياسية المضادة لتعديلات الدستور

عبد الله مولود

آمون يحقق مفاجأة كبرى في الجولة الأولى للانتخابات التمهيدية لليسار الفرنسي

Posted: 23 Jan 2017 02:19 PM PST

باريس ـ «القدس العربي»: هي الصفعة الثانية في أقل من أسبوع للمرشح ورئيس الحكومة السابق مانويل فالس، وتكاد تكون أعنف من تلك التي وجهها إليه شاب فرنسي قبل أيام، بعدما حل ثانيا في الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية لليسار، والتي جرت أول أمس، وانتهت بفوز بونوا امون بفارق مهم. وحقق هذا الأخير مفاجأة كبيرة، بعدما تصدر نتائج الجولة الأولى بنسبة 36 في المئة، بينما حقق فالس 31 في المئة فقط، أي بفارق خمس نقاط، علما أنه كان المرشح الأوفر حظا. وتلقى أرنو مونتبور ضربة قوية بدوره عندما حل ثالثا بتحقيقه 18 في المئة، وبالتالي تم إقصاؤه من السباق، بالرغم من أن أغلب معاهد استطلاعات الرأي كانت قد منحته مراتب متقدمة، وتكهنت بتأهله للجولة الثانية على حساب بونوا آمون.
وعقب صدور النتائج، اعترف مونتبور بهزيمته، وأكد أن برنامجه الانتخابي هو الأقرب إلى برنامج بونوا امون ودعا صراحة إلى التصويت لصالحه في الجولة الثانية: «لقد ناضلنا داخل الحكومة معا، أنا و بونوا من أجل رفض التوجهات السياسية الليبرالية، كما غادرنا الحكومة معا. ورغم أن برامجنا كانت مختلفة في الكثير من المجالات، إلا أنها متكاملة، ومترابطة» وأضاف « لهذا أدعو إلى التصويت بكثافة لصالح بونوا يوم الأحد». كما شن وزير الاقتصاد الأسبق هجوما لاذعا على المرشح مانويل فالس، وقال إن «هناك طيفا واسعا من الناخبين يرفضون برنامجه، وكانت نتائجه في الجولة الأولى بمثابة عقاب له على سياسة التقشف التي انتهجها، إضافة إلى التوجه الليبرالي الذي سلكه خلال رئاسته للحكومة». ودعا أرنو مونتبور إلى الالتفاف حول المرشح آمون من أجل قطع الطريق على اليمين المحافظ الذي يتبنى برنامجا محافظا وليبراليا، كما حذر من مغبة مرور اليمين المتطرف للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية المقررة في غضون ثلاثة أشهر.
وأشاد وزير التعليم السابق، بونوا أمون بدوره، بكلمة أرنو مونتبور قائلا «إنه شرف لي أن يدعو ارنو للتصويت لصالحي في الجولة الثانية. وهو يعرف جيدا مدى الاحترام الذي أكنه له». واعتبر آمون تصويت الناخبين له بمثابة مسؤولية كبيرة: «رسالتكم وصلتني، إنها مفعمة بالأمل وتدعو للتغيير والتجديد، وفتح صفحة جديدة، وهذا ما سأعمل جاهدا على تحقيقه». وانتقد آمون بشدة مانويل فالس وحمله مسؤولية الحصيلة الهزيلة للحكومة، وتعهد الفائز بالجولة الأولى، ببناء برنامج انتخابي، يعكس تطلعات الناخبين، وذلك بالالتزام بالقيم اليسارية والاشتراكية، ومساعدة الطبقات المتوسطة، عبر إنشاء ما أسماه «الراتب الكوني»، والرفع من حجم التضامن الاجتماعي، وتبني سياسة اقتصادية مناهضة للتقشف، وتوفير فرص عمل للشباب.
ويعتبر بونوا آمون من القيادات الاشتراكية التي شكلت ما يعرف بتيار «الثائرين». وهو تيار نشأ داخل عائلة الحزب الاشتراكي وداخل الحكومة نفسها، الأمر الذي تسبب في إقالته في 2014، عندما وقف في وجه رئيس الحكومة مانويل فالس، ورفض تبني هذا الأخير لسياسة اقتصادية ليبرالية، تتعارض مع مبادئ الاشتراكية، كما تتعارض مع البرنامج الانتخابي الذي مكن الحزب الاشتراكي من الفوز برئاسيات 2012. يذكر أن آمون كان رفض بشدة «قانون العمل» المثير للجدل، وتعهد في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة بإلغائه بشكل نهائي.

فالس : إما أنا أو الهزيمة

بدوره ألقى مانويل فالس خطابا حاول أن يظهر من خلاله بمظهر القيادي المخضرم، وصاحب تجربة مارس السلطة على أعلى مستوى. وشدد فالس على أنه يحمل برنامجا انتخابيا «واقعيا» قد يعيد اليسار للحكم من جديد، وحذر الناخبين بلغة حادة :» أنا سعيد بمواجهة أمون لأنها ستكون فرصة للإختيار بين هزيمة مسبقة ومعلنة، أو انتصار ممكن»، في إشارة إلى أن فوز آمون في الجولة الثانية سيؤدي إلى هزيمة وفشل مسبقين، أمام اليمين المحافظ أو اليمين المتطرف.
وأوضح فالس أن برنامجه الانتخابي مبني على «الواقعية» وليس «أفكارا هلامية»، وانتقد البرنامج الاقتصادي لبونوا آمون، معتبرا بأنه «غير قابل للتطبيق، ويستحيل تمويله» لأنه سيتسبب في «عجز كبير في الميزانية، وفي ارتفاع مهول لحجم الضرائب».كما أكد فالس بأنه سيسعى لرفع مستوى التعليم في البلاد، إضافة إلى الإعتناء بمجالي الصحة والعدالة، وتعهد بمحاربة كل أشكال التطرف، والإرهاب والعمل على احترام العلمانية، والمساواة بين الجنسين: «لن أتراجع قيد أنملة، أمام الفكر الراديكالي الذي يهدد العيش المشترك، ومبدأ العلمانية في بلادنا».
يذكر أن المرشحين الأربعة المتبقين، حققوا نتائج هزيلة، خصوصا فانسون بيون، الوزير الأسبق والقيادي الاشتراكي المقرب من فرانسوا أولاند، الذي عبر عن خيبته بعدما لم يحقق سوى 6 في المئة، وسجل التيار «الايكولوجي»، الذي يقوده فرانسوا دي روجي نتيجة ضعيفة لم تتجاوز 3 في المئة، فيما تذيل المرشحان، سيلفيا بينيل ووجان لوك بن هامياس نتائج الدورة الأولى بحصولهما على أقل من 2 في المئة.
ويرى مراقبون أن الحزب الاشتراكي يعرف حالة من الانقسام والتشرذم لامثيل لها منذ أكثر من أربعين سنة. وشكل تأهل كل من فالس وآمون للجولة الثانية، ظهور تيارين متباينين ومتباعدين في كل شيء، فالأول إصلاحي ليبرالي، يقوده فالس، والثاني اشتراكي تقليدي، يقوده آمون، يؤمن بمبادئ اليسار الذي يدافع عن حقوق الضعفاء والفقراء، والعدالة الاجتماعية، والعيش المشترك.
ويعتبر امانويل ماكرون الذي يخوض الانتخابات الرئاسية من دون عباءة المؤسسات التقليدية المتمثلة في الأحزاب، أكبر مستفيد من هذا الشرخ في تيار اليسار. ولا يستبعد عدد من المراقبين أن يلتحق عدد من الاشتراكيين بوزير الاقتصاد السابق في حكومة مانويل فالس، في حال فوز هذا الأخير في الجولة الثانية للانتخابات التمهيدية التي ستجرى الأحد المقبل. ومن المقرر أن تجرى مناظرة تلفزيونية تجمع كلا من فالس وآمون مساء يوم غد الأربعاء، ومن المتوقع أن تكون المواجهة نارية بين الرجلين، لأنها ستحسم خيار عدد كبير من الناخبين الذين لا يزالون مترددين ولا يعرفون البرنامج الانتخابي بشكل مفصل لكل واحد منهما. ويرى مراقبون أن بونوا آمون سيتفيد من أصوات أرنو مونتبور الذي دعا للتصويت لصالح، وهو ما يمنحه حظوظا كبيرة للفوز بفارق كبير في الجولة الثانية. غير أن مانويل فالس، بدأ منذ صباح أمس، بتقويض هذا السيناريو، من أجل استمالة أكبر عدد ممكن من الناخبين الذين لا يرون في آمون، قياديا محنكا، في مقدرته تمثيل اليسار في الانتخابات الرئاسية المقررة شهر مايو/أيار المقبل، أمام برنامج محكم وشخصية كاريزمية متمثلة في فرانسوا فيون، زعيم اليمين المحافظ، إضافة إلى مارين لوبن زعيمة اليمين المتطرف.

آمون يحقق مفاجأة كبرى في الجولة الأولى للانتخابات التمهيدية لليسار الفرنسي

هشام حصحاص

حراس سجن عسقلان يهاجمون الأسرى وإصابة الأسير البرغوثي خلال نقله من سجنه

Posted: 23 Jan 2017 02:19 PM PST

رام الله ـ «القدس العربي»: أكد الأسير نائل البرغوثي( 59 عاما) من بلدة كوبر قضاء رام الله أنه تعرض لإصابات طفيفة بعد أن سقط داخل عربة «البوسطة» وهو مكبل اليدين والقدمين، وذلك أثناء عملية نقله من سجن ريمون. وتسببت عملية النقل بإصابته بجرح في يده اليمنى وإصابة قدمه اليسرى بالتواء وارتطام رأسه بحديد عربة البوسطة. وقال لمحامي نادي الأسير الذي زاره في سجن جلبوع إنه ما زال يعاني من أوجاع شديدة في ساقه اليسرى، مع ذلك لم يخضع لأية فحوص طبية.
ووجه الأسير البرغوثي الذي قضى ما مجموعه في سجون الاحتلال 36 عاماً، رسالة طالب فيها بإعادة التوجه إلى دولة مصر الشقيقة من أجل التدخل وإنهاء معاناة أسرى صفقة شاليط الذين أُعيد اعتقالهم، وضمان عدم اعتقال محرري صفقات التبادل بعد الإفراج عنهم، مشدداً على أن كل ما يمكن اتخاذه الآن في قضيتهم سيُحدد مصير كل الأسرى الذين سيطلق سراحهم مستقبلاً.
يُذكر أن سلطات الاحتلال رفضت الإفراج عن الأسير البرغوثي مؤخراً بعد قضائه حكماً لمدة 30 شهراً.
وفي السياق قال النادي أن الأسير الطفل أسامة زيدات (14 عاماً) من بلدة بني نعيم في محافظة الخليل خضع لعملية جراحية يوم أمس في مستشفى أساف هروفيه لزراعة بلاتين في ساقه اليمنى. ونقل محامي نادي الأسير عن الأطباء في المستشفى أن وضعه الصحي مستقر وما زال تحت المراقبة الطبية، مشيراً إلى أنه موجود في قسم العظام ويخضع لحراسة مشددة من قبل السجانين.
وبين المحامي أن الطفل زيدات سيمكث في المستشفى لمدة يومين قبل أن يعاد إلى عيادة سجن الرملة، علماً أن جلسة محكمة ستعقد له اليوم في محكمة «عوفر» العسكرية.
من الجدير بالذكر أن الطفل زيدات اُعتقل في تاريخ 23 أيلول / سبتمبر 2016 بعد أن أصابته قوات الاحتلال برصاصتين في الظهر وساقه اليمنى، وقبع على إثرها لثلاثة أسابيع في مستشفى شعاري تسيدك، حيث خضع لعدة عمليات جراحية.
في غضون ذلك قال محامي النادي أحمد صفية إن المحكمة العليا للاحتلال أصدرت ثلاثة قرارات على التماسات قُدمت لثلاثة أسرى معتقلين إدارياً وهم: علاء زكارنة من جنين وعلاء شبراوي من طولكرم ومحمود الريماوي من رام الله. وأوضح أن المحكمة رفضت التماسين للأسيرين زكارنة وشبراوي مع إصدار أمري اعتقال إداريين آخرين بحقهما وذلك لمدة ستة شهور غير نهائية،
فيما أصدرت قراراً يقضي بإصدار أمر اعتقال إداري لمدة خمسة شهور بحيث تكون الأخيرة بحق الأسير محمود الريماوي.
يذكر أن الأسير زكارنة معتقل منذ فبراير/ شباط 2016 وشبراوي منذ مارس/.آذار 2016 وهو أسير سابق قضى تسع سنوات ونصف سنة في سجون الاحتلال قبل أن يتم اعتقاله وتحويله إلى الاعتقال الإداري، أما الأسير الريماوي فهو معتقل منذ شباط 2016.
من جهة ثانية أعلن نادي الأسير أن قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال اقتحمت قسم الأسرى الأمنيين في سجن عسقلان ويضم 56 أسيراً، كما أقدمت على نقلهم جميعاً الى سجون أخرى. وأوضح النادي أن 12 أسيراً نُقلوا إلى المعبار، فيما لم تعرف حتى الآن الوجهة التي جرى نقل الأسرى الباقين اليها.

حراس سجن عسقلان يهاجمون الأسرى وإصابة الأسير البرغوثي خلال نقله من سجنه

في غياب الأم… سوري يبيع طفله سراً بأقل من 100 دولار في إدلب

Posted: 23 Jan 2017 02:18 PM PST

إدلب ـ «القدس العربي»: ألقت «شرطة ادلب الحرة» العاملة في الشمال السوري الواقع ضمن مناطق سيطرة قوات المعارضة، أمس، القبض على رجل خمسيني باع طفله البالغ من العمر خمس سنوات، مقابل حوالي 100 دولار امريكي.
وفي التفاصيل قال رئيس مركز «شرطة الكرامة» في تصريح خاص لـ»القدس العربي»: أعلمنا المدعو «ن .أ» بأنه اشترى طفلاً يبلغ من العمر خمس سنوات، من أبيه المدعو «أ . أ» مقابل 300 ليرة تركية، وهي العملة التي حددها الأب، أي ما يقابل أقل من 100 دولار امريكي، مبرراً ذلك بحاجته الماسة إلى المال.
وتمت عملية البيع والشراء بين الرجلين في مخيم الحرمين القريب من بلدة أطمة السورية على الحدود مع تركيا، والذي يؤوي مئات النازحين السوريين، ومن بينهم الأب «البائع» وهو من أهالي حي السكري في حلب، 47 عاماً، والشاري البالغ من العمر 21 عاماً، من أهالي بلدة كفر نبوذة في محافظة حماة، حيث قام الأخير بالتبليغ عن فعلته بعد يوم كامل من الحادثة.
وبيّن رئيس المخفر أن الأب بكامل قواه العقلية والجسدية، وله ابنة متزوجة، والطفل محمد هو الضحية، وكان قد انفصل الأب عن زوجته خلال فترة الحرب، مشيراً إلى أن «الأم تزوجت من رجل تركي وهي تعيش معه في تركيا منذ عامين.»
وأضاف: أرسلنا فور بلاغنا من قبل المشتري، دورية إلى خيمة المدعى عليه وقمنا بإحضاره واحضار الطفل، إلى المركز، وبعد التحقيق معه اعترف بما نسب اليه فعلاً، مرجعاً السبب إلى فقره وعوزه إلى المال، وخاصة بعد تهجيره من حلب، واضطراره إلى العيش في مراكز الإيواء ومخيمات اللاجئين، حيث قمنا بالاحتفاظ بالطفل، للبت بأمره، واحالة الأب إلى القضاء المختص أصولًا.
وقال المحامي السوري «وائل الزهراوي» في تصريح خاص لـ»القدس العربي» إن القانون ينظر إلى بيع الأطفال على أنه جرم اخلاقي وجنائي، وإذا كان القانون يجرّم من يستخدم الأطفال في بيع الكحول أو السجائر، فإنه يفرض عقوبات تصل إلى الحبس عشرين عاماً مع الأشغال الشاقة لمن يثبت أنه يتاجر ببيع الأطفال وتهريبهم.
وأردف الحقوقي والمعتقل السابق لدى النظام السوري في حديثه: أن القانون يرى أن الأب الذي يبيع أطفاله أو طفله يعتبر فاقدًا للحقوق القانونية والشرعية لرعاية الأطفال، ويعاقب بالحبس لمدة تصل حتى 10 سنوات مع التشغيل ويجرد من حقوقه المدنية. وأما حكم من يبيع طفله شرعاً فهناك آراء كثيرة تختلف من عدم التجريم إلى حد الجلد والسجن.

في غياب الأم… سوري يبيع طفله سراً بأقل من 100 دولار في إدلب

هبة محمد

لا محادثات مباشرة في أول جلسة تفاوضية في أستانة… سقف التوقعات منخفض والنظام يواصل القصف

Posted: 23 Jan 2017 02:18 PM PST

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: اجتمعت الأطراف المتحاربة في سوريا لإجراء محادثات في أستانة عاصمة كازاخستان امس الاثنين في وجود دول وسيطة تسعى لرسم خطوات نحو هدف فشلت مفاوضات أخرى في الوصول إليه وهو إنهاء الصراع المستمر منذ ست سنوات.
وتمثل المحادثات التي ترعاها روسيا وتركيا وإيران أول اجتماع بين المعارضة وممثلين من حكومة الرئيس بشار الأسد منذ تم تعليق المحادثات التي توسطت فيها الأمم المتحدة في جنيف في أوائل العام الماضي.
ومع استمرار القتال في سوريا قلل المنظمون من فرص التوصل لانفراج فيما جلست الأطراف المتحاربة حول مائدة مستديرة في قاعة مؤتمرات بفندق في أستانة. وقال مصدر بالمعارضة السورية إن وفد المعارضة لا يعتزم التفاوض مع ممثلي الحكومة وجهاً لوجه لكن عن طريق وسطاء.
وقال محمد علوش رئيس وفد الفصائل السورية (المعارضة) في مؤتمر أستانة، إن الهدف من المفاوضات، يتمثل في تثبيت وقف إطلاق النار وتجميد العمليات العسكرية في كل أنحاء سوريا، وتطبيق الإجراءات الإنسانية التي أقرها مجلس الأمن.
وفي كلمته التي ألقاها في المؤتمر، اعتبر علوش، هذه الخطوات الثلاث «ورقة قوية للدفع في اتجاه الانتقال السياسي المنشود في سوريا، حسب بيان جنيف 2012». وشدد على أن «العملية السياسية تبدأ برحيل بشار الأسد (رئيس النظام السوري) والطغمة الحاكمة، وإخراج كل الميليشيات والقوى الأجنبية التابعة لإيران».
وأوضح، أن هدف الفصائل من المفاوضات ليس تقاسم السلطة أو البحث عن نفوذ، وإنما «لنعيد الأمن لسوريا ونفرج عن المعتقلين والمعتقلات». وأضاف أن وجود مليشيات أجنبية استجلبتها إيران وصنعها النظام، وعلى رأسها حزب الله اللبناني أو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «ب ي د»، الجناح السوري لمنظمة «بي بي كا»، تساهم في استمرار شلال الدماء، ولا تختلف عن تنظيم «الدولة». وأشار علوش، إلى «وجود أكثر من 13 ألف امرأة معتقلة في سجون النظام السوري، اعتقلن تعسفاً دونما محاكمة أو ذنب».
وبيّن أن «قوى المعارضة السورية تسعى جادة لتحقيق طموحات وتطلعات الشعب السوري، في حياة حرة كريمة يسودها العدل والقانون، بعيداً عن الاستبداد والظلم».
ويتكون وفد المعارضة السورية من ممثلين عن 14 فصيلاً عسكرياً هي: فيلق الشام، وجيش العزة، وجيش الإسلام، وصقور الشام، وجيش إدلب الحر، وجيش النصر، وشهداء الإسلام، والفرقة الساحلية الأولى، وصقور الشام، والجبهة الشامية، وتجمع فاستقم، ولواء السلطان مراد، والجبهة الشامية، والجبهة الجنوبية (تجمع فصائل الجيش الحر في الجنوب السوري)، إلى جانب مستشار سياسي وحقوقي، ويقوم فريق تقني مؤلف من 40 شخصاً من المعارضة بدعم المفاوضين.
وشن بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية في المحادثات هجوماً قوياً على الخطاب الذي ألقاه رئيس وفد المعارضة محمد علوش خلال الجلسة الافتتاحية للمحادثات التي عقدت صباح امس الاثنين. ووصف الجعفري كلمة علوش بأنها «خارجة عن اللياقة الدبلوماسية وبها إسفاف في القول وعدم ارتقاء لمستوى الحدث». وأنه «استفزازى».
واستدل على «عدم حرفية الوفد» بانتقاد علوش للعمليات التي يقودها الجيش السوري في وادي بردى رغم أن «جبهة النصرة ليست طرفا في الاتفاقات التي وقعت عليها المعارضة نفسها».
ووصف ألكسندر موسيينكو وهو مستشار لسفير روسيا في كازاخستان المحادثات بأنها خطوة في عملية طويلة. وقال للصحافيين «مما لا شك فيه أنه لا يمكن حل قضايا مثل هذه في يوم واحد».
ولم تكن هناك شخصيات حكومية بارزة بين الوفود وقالت وزارة خارجية كازاخستان إنها تتوقع انتهاء الاجتماعات بحلول ظهر اليوم الثلاثاء. ولا تزال روسيا التي تدعم الأسد وتركيا التي قدمت المساعدة لجماعات تعارضه على خلاف بشأن قضايا جوهرية مثل هل ينبغي أن يبقى الرئيس السوري في السلطة أم يتنحى كما تطالب المعارضة.
وقال بشار الجعفري رئيس وفد الحكومة السورية إن الهدف بالنسبة لوفد الحكومة هو تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار الهش تمهيداً للوصول إلى حل سياسي شامل.
وقال يحيى العريضي المتحدث باسم وفد المعارضة «لن ندخل في أي مناقشات سياسية وكل شيء يدور حول الالتزام بوقف إطلاق النار والبعد الإنساني لتخفيف معاناة السوريين الموجودين تحت الحصار والإفراج عن المعتقلين وتسليم المساعدات. «النظام السوري له مصلحة في صرف الانتباه عن هذه القضايا. إذا كان النظام السوري يعتقد أن وجودنا في أستانة استسلام منا فهذا وهم.» وأعلن العريضي ان هذه الفصائل ترفض التفاوض بشكل مباشر مع ممثلي نظام الرئيس بشار الاسد في جلسة المباحثات الأولى في استانة.
وقال ان «اول جلسة تفاوضية لن تكون مباشرة بسبب عدم التزام الحكومة حتى الآن بما وقع في اتفاق 30 كانون الاول/ديسمبر» حول وقف لإطلاق النار في سوريا. وفي مؤشر على انعدام الثقة المتبادل التي سيتعين على المحادثات أن تتجاوزه قلل الجعفري من دور تركيا كطرف في المحادثات قائلاً إنها بين السوريين فقط.
وقال الجعفري إن تركيا تنتهك السيادة السورية لذا فليس هناك حوار سوري تركي. وكان يتحدث عن دعم تركيا لجماعات مسلحة معارضة للأسد في شمال سوريا. وأكد التلفزيون الرسمي هذه الرسالة عندما أبلغ المشاهدين أن الوفد السوري لم يجتمع مع أي مسؤولين أتراك.

أمريكا تراقب

وقال بعض المحللين إن الاجتماعات في أستانة التي يحضرها مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا قد تكون منصة انطلاق لمفاوضات بقيادة الأمم المتحدة. وقال دبلوماسي كبير في مجلس الأمن الدولي شريطة عدم نشر اسمه «عملية أستانة كم مجهول… لكن إذا ساعدت في تدشين عملية حقيقية بقيادة الأمم المتحدة مرة أخرى… فسيكون بإمكانها أن تلعب دوراً بناء.» ووصلت المعارضة إلى أستانة وهي تدرك أن سقوط معقلها السابق في حلب رجح كفة الأسد في المعركة.

دي ميستورا يأمل أن تمهد المحادثات الطريق إلى مفاوضات مباشرة

وقال ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا امس الاثنين إنه يأمل أن تؤدي المحادثات غير المباشرة بين الحكومة السورية والمعارضة في أستانة إلى مفاوضات مباشرة تقودها الأمم المتحدة.
ونقلت الأمم المتحدة عن دي ميستورا قوله في الجلسة الافتتاحية لمحادثات أستانة «لا يمكن الوصول إلى حل دائم طويل الأمد للصراع في سوريا عبر الوسائل العسكرية فقط لكن من خلال عملية سياسية.»
وأضاف «يحتاج الجانبان إلى قبول ذلك والتخلي عن هدفهما المتمثل في استخدام الوسائل العسكرية».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، امس الاثنين، إن روسيا وهنغاريا تتوقعان أن يكون الاجتماع المنعقد في أستانة حول سوريا «خطوة هامة» لحل الأزمة هناك. وأضاف في تصريح صحافي عقب اجتماع مع نظيره الهنغاري بيتر سيارتو في موسكو: «نفترض أن لقاء ممثلي الحكومة السورية والمعارضة المسلحة سيكون خطوة هامة في حل الأزمة»، حسب ما ذكرت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية.
وأشار لافروف إلى أن «روسيا لا تحاول إبعاد المعارضة السياسية عن محادثات أستانة، لكن ينبغي التركيز على استقطاب الجماعات المسلحة». وأضاف أن «اللقاءات السورية – السورية في جنيف ستركز على المحادثات بين الحكومة السورية ومجموعات المعارضة كافة دون استثناء».

مسؤول تركي: لا ينبغي توقع حل فوري للصراع السوري في المحادثات

وقال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي امس الاثنين إنه لا ينبغي توقع التوصل إلى حل للصراع السوري خلال يوم أو يومين من محادثات السلام المنعقدة بمدينة أستانة عاصمة كازاخستان.
وأضاف في مؤتمر صحافي بأنقرة بعد اجتماع للحكومة التركية «هناك أطراف على الطاولة في أستانة تتصارع منذ ست سنوات. لا يمكن توقع التوصل لحل في يوم أو يومين».

الخارجية الإيرانية: نأمل أن تسهم المحادثات في ترسيخ الهدنة

وأعرب امس الاثنين المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، عن أمله في أن تتمخض محادثات أستانة عن ترسيخ الهدنة في سوريا.
ونقلت وكالة الانباء الإيرانية «إرنا» عن قاسمي قوله في مؤتمر صحافي، إن اجتماع أستانة، سيركز على موضوع وقف إطلاق النار في سوريا، مستبعداً بذلك التطرق إلى مواضيع أخرى. ووصف الاجتماع بانه «انجاز كبير للغاية من شأنه أن يفتح المجال أمام إيصال المساعدات الإنسانية لسورية»، مضيفاً أن «النتائج التي سيتمخض عنها الاجتماع سترسم ملامح ترسيخ الهدنة في سورية، وإيصال المساعدات إلى الشعب السوري».
وأوضح أن الاجتماع يتميز بمشاركة عدد قليل من الدول، بما فيها دول المبادرة، متوقعاً أن تتمكن هذه الدول من دفع المباحثات إلى الأمام والإبقاء على وقف إطلاق النار، حسب «إرنا».

تزامناً مع أستانة… النظام يستمر في انتهاك الهدنة

وبالتزامن مع انطلاق مباحثات أستانة، بين وفدي المعارضة السورية والنظام، تستمر قوات الأخير وداعميه من الميليشيات الأجنبية في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار المعلن في 30 كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وحسب مصادر محلية في الداخل السوري، فإنّ الميليشيات الأجنبية تشن امس الاثنين، هجوماً برياً على الغوطة الشرقية وحي جوبر بريف العاصمة دمشق.
وأضافت المصادر نفسها أنّ منطقة نوى بمحافظة درعا الجنوبية، ومنطقة سان في محافظة حماة (وسط البلاد)، ومناطق عندان وحريتان وحيان شمال غرب حلب، تتعرض اليوم لهجوم جوي من قِبل طائرات النظام. كما تتعرض منطقة جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي منذ ساعات الصباح أمس، لهجوم بري وجوي.

لا محادثات مباشرة في أول جلسة تفاوضية في أستانة… سقف التوقعات منخفض والنظام يواصل القصف
حوارات غير مباشرة بين النظام والمعارضة…. وعلوش يعلن: لم نأتِ لتقاسم السلطة أو البحث عن نفوذ
أحمد المصري

اعتقالات وعمليات خطف على خلفيات طائفية في مناطق حزام بغداد

Posted: 23 Jan 2017 02:17 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: أثار احتجاز قوة عسكرية مواطنين من منطقتي الطارمية والتاجي شمال بغداد، موجة احتجاجات وتحذيرات، من تجدد عمليات اعتقالات وخطف على خلفية طائفية تنفذها مجموعات مسلحة ترتدي الزي الرسمي.
ودعا اتحاد القوى العراقية، رئيس الوزراء حيدر العبادي، إلى الكشف عن مصير 30 مواطناً من أبناء المنطقتين، اعتقلتهم قوة «مجهولة» ترتدي الزي العسكري واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
وحسب بيان الاتحاد، بعد أن «قامت قوة عسكرية تابعة للواء (22) وقيادة عمليات بغداد باعتقال 19 مواطنا من أبناء منطقتي شاطئ التاجي والطارمية والتحقيق معهم وإطلاق سراحهم، قامت على إثرها قوة أخرى مجهولة الهوية باعتقال 30 مواطنا من ذات المنطقتين».
لم يعرف، وفق الاتحاد «تبعيه القوة التي قامت بعملية الاعتقال ومصير المعتقلين ولا الجهة التي اقتيدوا اليها». وطالب الاتحاد، القائد العام للقوات المسلحة وقيادة عمليات بغداد بـ «إجراء تحقيق عاجل لمعرفة هوية الجهة المنفذه ومصير المعتقلين وإطلاق سراحهم فورا».
وأوضح النائب أحمد المشهداني، أن «قوة عسكرية رافقتها قوة مسلحة غير معروفة، قاموا باعتقال 45 رجلاً من منطقتي الطارمية والتاجي شمال العاصمة العراقية».
وأضاف، في تصريح متلفز لقناة محلية، أن «قوة عسكرية من الجيش وقيادة عمليات بغداد، اقدمت على اعتقال 45 شخصاً من الطارمية بدون اذن قانوني ودون تهم محددة. وقامت لاحقاً باطلاق سراح 19 من المعتقلين، لكن القوة المسلحة المرافقة لها، اعادت اعتقال الرجال الذين تم إطلاق سراحهم وأخذتهم إلى جهة مجهولة».
وكشف المشهداني، عن اتصال قام به بـ»قيادة عمليات بغداد والجيش للاستفسار عن القوة التي قامت باعتقال المواطنين طالبا معرفة مصير المخطوفين، لكن جميع الجهات الأمنية نفت معرفتها بالقوة التي اعتقلت الرجال أو مكان احتجازهم، رغم ان القوة حضرت مع القوة الرسمية الحكومية».
وأبلغ النائب، رئيس الحكومة، واللجنة الأمنية النيابية، بالحادثة، مطالباً التحقيق فيها ومعرفة مصير المخطوفين.
وشدد على أن «عناصر مندسة في الأجهزة الأمنية هي التي قامت باعتقال وخطف الرجال المذكورين»، مبدياً رفضه «الاعتقالات العشوائية».
وأعتبر أن «المخطوفين هم مدنيون أبرياء لا علاقة لهم بالإرهاب، وهم من الطلبة والموظفين»، وأضاف «لن أسمح بتكرار عمليات خطف الأبرياء ليتم بعدها العثور على جثثهم دون معاقبة الفاعلين».
ودعا «القوات الأمنية إلى التدخل لوضع حد لمثل هذه الانتهاكات».
وذكر أحد سكان الطارمية لـ«القدس العربي»، بأن «المدينة أصبحت منطقة أشباح عقب عملية الاعتقالات، حيث اختفى معظم الرجال والشباب خوفاً من عودة الجماعات المسلحة لاعتقال المزيد من سكان المنطقة».
وبين المصدر، وهو طالب يدرس في جامعة بغداد، أن «أهله في الطارمية اتصلوا به وطلبوا منه عدم العودة إلى بيته بعد انتهاء دوامه في الجامعة في اعقاب عمليات الاعتقالات التي وقعت في المدينة على يد ميليشيات، لاحتمال أن يتعرض للاعتقال هو أيضا، موضحاً أنه «اضطر إلى المبيت عند اقاربه في بغداد إلى حين استقرار الوضع في المدينة».
وأعترف قائد عمليات بغداد اللواء الركن جليل الربيعي، بوقوع حادثة اعتقال مدنيين من سكان الطارمية والتاجي، أول أمس الأحد، لكنه ذكر أن هناك مبالغة في الموضوع من قبل وسائل الإعلام، دون أن يحدد الجهة التي قامت بالاعتقالات ولا مصير المعتقلين.
ويذكر ان منطقة الطارمية شمال بغداد، تقع ضمن مناطق حزام بغداد ذات الغالبية السنية، وسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» عام 2014، حتى تمكنت القوات الأمنية من استعادتها منه. لكن عمليات اعتقالات عشوائية شهدتها المنطقة في أعقاب التحرير، على يد ميليشيات مسلحة بحجة الانتقام من سكانها الذين يصفونهم بأنهم كانوا بيئة حاضنة للتنظيم.
إلى ذلك، أكدت لجنة حقوق الانسان النيابية، أن «وتيرة حالات الخطف والقتل تزايدت في البلاد من قبل العصابات المنظمة».
وكشفت، في بيان، أن «جهات تدّعي أنها مدعومة من أطراف سياسية، تقف وراء تلك الحالات»، دون الإشارة إلى أسمائها.
وأوضحت أن «حالات الخطف والقتل تصاعدت في الآونة الاخيرة في عموم محافظات العراق بشكل كبير، والعصابات المنظمة وبعض الجهات التي تدّعي أنها مدعومة من جهات سياسية، تقف وراء تلك الحالات وتريد من عملها هذا ارباك الوضع العام بعد تحقيق الانتصارات التي حققتها قواتنا الأمنية في قاطع عمليات نينوى».

اعتقالات وعمليات خطف على خلفيات طائفية في مناطق حزام بغداد

إقالة محافظة بغداد تعمق الفجوة بين التيار الصدري وكتلة «القانون»

Posted: 23 Jan 2017 02:17 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: كشفت تداعيات قضية إقالة محافظ بغداد علي التميمي، التابع لـ«التيار الصدري»، من منصبه مؤخراً، جوانب جديدة من الحرب الدائرة بين الأخير وكتلة «القانون» التي يقودها زعيم حزب «الدعوة» نوري المالكي، كما أظهرت تحالفات جديدة بين القوى السياسية في المشهد العراقي.
وجدد التيار الصدري، الذي يتبع رجل الدين مقتدى الصدر، تأكيده وجود صفقة بين كتلة المالكي و»تحالف القوى» بقيادة رئيس البرلمان سليم الجبوري من أجل الاطاحة بالتميمي، مقابل إنقاذ وزير التربية من الاقالة نتيجة وجود ملفات فساد وتقصير، بينها عدم توزيع المناهج الدراسية هذا العام، واتهامات فساد. وتضمن الصفقة، حسب التيار، إعادة ترتيب الحكومة المحلية في بغداد.
وأعتبر النائب عن كتلة الأحرار (تيار الصدر) عواد العوادي، أن «هناك استهدافا لكل مواقع ومناصب أتباع تيار الصدر، فضلاً عن صفقات ابرمت بين عدد من الكتل السياسية وقيادات من تحالف القوى لاقصاء التميمي وإبعاد شبح الاستجواب عن وزراء متهمين بالفساد».
وحسب مصادر في التيار الصدري، فإن اقالة التميمي «استهداف سياسي واضح للتيار الصدري بدليل اعلان قادة كتلة القانون منذ أشهر، نيتها اقالة المحافظ، وقبل عملية الاستجواب حتى».
وسارع عضو مجلس محافظة بغداد عن كتلة «القانون» سعد المطلبي، إلى التأكيد أن «المحافظ الجديد سيكون من كتلة القانون كون أعضاءها يشكلون أغلبية في مجلس المحافظة»، مشيراً إلى «وجود اتفاق بين كتلته واتحاد القوى على اختيار البديل عن المحافظ المقال».
ولفت إلى أن «التميمي ارتكب خروقات وتجاوزات مالية».
وفيما أعلن التميمي أن عملية استجوابه كان «سياسية»، يصر أعضاء «دولة القانون» التي يقودها المالكي، على أنها «مهنية صرفة ولا توجد فيها أية جوانب سياسية».
وكان مجلس محافظة بغداد، قد أقال مؤخراً المحافظ علي التميمي من التيار الصدري، بعد موافقة 33 عضوا من أصل 54 عضوا.
واستغرب مراقبون، اتفاق اعضاء كتلتي القانون و«اتحاد القوى» على الاقالة، إذ أن التيار الصدري أقرب إلى «اتحاد القوى» (السني) من «كتلة القانون» التي لها مواقف غير ودية تجاه المحافظات السنية.
وكانت جلسة للبرلمان، قد شهدت مؤخراً نشوب خلافات ومشادة كلامية بين النائب عن كتلة الأحرار، رياض غالي الساعدي، والنائبة حنان الفتلاوي، المقربة من نوري المالكي، على خلفية مناقشة تجاوزات وزير التربية محمد إقبال من الحزب الإسلامي. واكتفت الفتلاوي بتوجيه أسئلة شفوية لوزير التربية بدلا عن الاستجواب امام البرلمان الذي كانت متمسكة به سابقاً بهدف اقالته.
ورغم وجود ملفات فساد وتقصير كثيرة ضد وزير التربية المنتمي إلى كتلة الجبوري (رئيس البرلمان)، لكن كتلة «الإصلاح» اكتفت بتوجيه النائبة الفتلاوي لاسئلة شفوية في موقف اثار انتباه المراقبين.
وكان زعيم ائتلاف «متحدون»، أسامة النجيفي، كشف عن تحالفات سياسية تتعلق بعمل حكومة بغداد المحلية محذراً من مغبة استبدال محافظ بغداد علي التميمي، في إشارة منه إلى تحالف المالكي ـ الجبوري.
وقال على موقعه الالكتروني إن «البديل سلم نصف العراق إلى التنظيم»، في إشارة منه إلى أن كتلة «دولة القانون»، هي من يقف وراء إقالة التميمي.
وأعلن النائب في جبهة الإصلاح، مشعان الجبوري، أن لجوء كتلة الاصلاح التي يدير أغلب نوابها المالكي، إلى استبعاد استجواب وزير التربية أو حتى الزراعة، جاء بصفقة واتفاق سياسي».
وفي السياق، بين نائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، محمد الربيعي أن «قضية استجواب محافظ بغداد، سياسية».
وأشار الربيعي، وهو من كتلة المواطن، إلى أن «قضية استجواب المحافظ اخذت اكثر من حجمها الطبيعي، وأن الخروقات التي ارتكبت لا ترتقي إلى مستوى الإقاله»، لافتاً إلى أن «القضية سياسية، وأخذت جوانب أخرى».
وطبقاً لمصادر لـ«القدس العربي»، فإن «صفقة اقالة محافظ بغداد مقابل السكوت عن وزير التربية، تعكس تحرك كتلة القانون بقيادة المالكي نحو ترتيب أوضاع المحافظة بما يخدمه في الانتخابات المقبلة».
إضافة إلى كونها «صفحة في الصراع المعلن بين التيار الصدري والمالكي، حيث دأب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على انتقاد المالكي وحزب الدعوة الذي يقود السلطة، وتحميلهما المسؤولية عن تدهور اوضاع العراق وافلاسه وانتشار مافيات الفساد والسماح بظهور تنظيم «الدولة» في العراق».
وبينت المصادر أن «حزب الدعوة، اتهم التيار الصدري بترتيب التظاهرات المعادية للمالكي اثناء زيارته الاخيرة إلى المحافظات الجنوبية، مهددا باللجوء إلى القوة ضد اتباع التيار، الذي لعب دورا هاما في قيادة التظاهرات والاعتصامات المطالبة بالاصلاح ومحاربة الفساد، مما يعكس الصراع بين القوى السياسية لكسب الشارع اضافة إلى السيطرة على مقاليد السلطة.
وكان الصدر قد وجه رسائل إلى قيادة التحالف الوطني (الشيعي) بضرورة اجراء تغيير جذري في قيادات التحالف واساليب عمله السابقة، اضافة إلى مطالبته بتغيير قانون الانتخابات لتحقيق العدالة، وهو ما عارضته أغلب قيادات ومكونات التحالف التي تتمسك بمواقعها وامتيازاتها في السلطة.

إقالة محافظة بغداد تعمق الفجوة بين التيار الصدري وكتلة «القانون»

مصطفى العبيدي

نايف الرجوب: السلطة أبعد ما تكون عن المصالحة.. وحماس تتحدث عن تعذيب في سجون الضفة

Posted: 23 Jan 2017 02:17 PM PST

رام الله – «القدس العربي» : قال نايف الرجوب النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس، إن تصاعد الاعتقالات السياسية تزامنًا مع عقد لقاءات للمصالحة الوطنية وفي زمن الحديث عن تفاهمات وحكومة وحدة وطنية دليل على أن السلطة الفلسطينية أبعد ما تكون عن المصالحة، وأنها غير جادة في إنهاء الانقسام بل هي معنية ببقائه.
وأشار في تصريح مكتوب وصل «القدس العربي» إلى أن اعتقال أجهزة السلطة لإدريس الشلودي والد الاستشهادي عبد الرحمن الشلودي ليست المرة الأولى التي تسيء فيها لأهالي الشهداء الذين قدموا أرواحهم وأهالي الأسرى الذين قدموا زهرة شبابهم من أجل فلسطين، بل هي مستمرة في انتهاكاتها بحق كل من يحمل نَفَس المقاومة في الضفة الغربية.
وأوضح أن غالبية الاعتقالات المستمرة لدى الأجهزة الأمنية في الضفة هي للأسرى المحررين وطلبة الجامعات الذين حققوا انتصارات واضحة في السنوات الأخيرة.
وقال الرجوب «لقد صاحب هذه الاعتقالات في الآونة الأخيرة حالات إضراب طويلة فضلًا عن حالات التعذيب في ظل صمت مطبق للجهات الحقوقية والإنسانية، وهو ما سمح للأجهزة بالتمادي أكثر وأكثر بحق الشرفاء من أبناء شعبنا».
واتهمت حركة حماس أجهزة الأمن الفلسطيني في الضفة الغربية بأنها صعدت انتهاكاتها بحق الفلسطينيين على خلفية انتماءاتهم السياسية. وتشير تقارير إلى تعرض ثلاثة جامعيين للتعذيب في سجونها، إذ أكدت عائلة المعتقل السياسي والطالب في جامعة بوليتكنك فلسطين أمجد سلهب أن نجلها يتعرض للشبح والتعذيب في سجن أريحا التابع لمخابرات السلطة.
وأوضح والده أن اعتقال نجله من قبل أجهزة السلطة في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، جاء بعد أسبوع فقط من الإفراج عنه من سجون الاحتلال وهو يعاني من تدهور كبير في حالته الصحية. وأشار إلى أن نجله يعاني من إصابة سابقة في ركبته وضمور في المعدة ويعاني من آلام في الرأس نتيجة ضربه من قبل قوات الاحتلال.
في السياق نفسه أشارت تقارير إلى تعرض الطالبين في جامعة بيرزيت عبد اللطيف صبح وعكرمة أيوب للتعذيب في زنازين المخابرات حيث يتواصل اعتقال عبد اللطيف منذ 8 أيام في سجن أريحا، بينما تحتجز مخابرات رام الله عكرمة منذ ثلاثة أيام حسب تصريحات حماس.
وقالت الحركة إن أمن السلطة اعتقل سبعة فلسطينيين بينهم أربعة جامعيين ومحررَين كما استدعى سبعة آخرين الى مقراتها وذلك على خلفية سياسية ودون أي سند قانوني. ففي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، اعتقلت أجهزة أمن السلطة الطالب في جامعة بوليتكنك فلسطين جبريل أبو صبيح أثناء خروجه من الجامعة وهو أسير محرر ومعتقل سياسي سابق لعدة مرات.
واقتحمت المخابرات العامة منزل عائلة الطالب في جامعة بوليتكنك فلسطين براء بلوط واعتقلته بعد تفتيش المنزل والعبث بمحتوياته في بلدة بني نعيم. اعتقل الأمن الوقائي الأسير المحرر والمعتقل السياسي السابق سلامة الزهور بعد مداهمة منزله في بيت كاحل قبل ثلاثة أيام.
وفي بيت لحم اعتقلت أجهزة أمن السلطة أنس إسماعيل نواورة وهو أسير محرر، وكذلك الطالب من جامعة فلسطين الأهلية مازن زواهرة بعد استدعائه للمقابلة. واستدعت المخابرات الأسير المحرر محمد سمير ديرية للمقابلة، فيما استدعى الأمن الوقائي الأسير المحرر زكي يوسف ديرية عقب اقتحام منزله في بلدة بيت فجار.
واستدعى الأمن الوقائي في بيرزيت الشاب محمد مشعل من بلدة سلواد وهو أخ لأسيرين في سجون الاحتلال، كما استدعت كلا من صهيب البرغوثي ومحمد البرغوثي وعلي البرغوثي وعبد الله البرغوثي من بلدة كوبر للمقابلة في مقراتها في رام الله، علماً أن أعمارهم لا تتجاوز الـ17.
أما في سلفيت فاعتقل الأمن الوقائي الأسير المحرر والمعتقل السياسي السابق لعدة مرات صهيب أحمد مرعي بعد استدعائه للمقابلة، فيما اعتقل في مدينة نابلس الطالب في جامعة النجاح أنس اشتية علماً بأنه أسير محرر ومعتقل سياسي سابق.

نايف الرجوب: السلطة أبعد ما تكون عن المصالحة.. وحماس تتحدث عن تعذيب في سجون الضفة

فادي أبو سعدى

النصوص الروائية الأفقية

Posted: 23 Jan 2017 02:16 PM PST

في الوقت الذي يصبح فيه العالم أكثر تعقيداً، يُلاحظ أن نسبة كبيرة من الروايات العربية الصادرة في السنوات الأخيرة تغلب عليها سمة السرد الوصفي الأفقي، الخالي من المنعطفات والمفاجآت والتعرجات، فهي نصوص روائية منبسطة غير معنية بالتحبيك، وكأنها تستجيب بالفعل لما أعلنه النرويجي ديفيد شيلد في كتابه «جوع الواقع» عن موت الحبكة إلى جانب إماتات بالجُملة لعناصر الرواية، التي تنتهي بموت الرواية ذاتها، حيث يشعر القارئ قبالة ذلك النوع من الروايات بأن الراوي لا يؤلف ولا يركّب المشاهد، بقدر ما يؤدي دور الناسخ للواقع، حيث يهذي بعبارات سردية مرسلة لا تنعقد في حبكة مقنعة، ولا تنصب فخاخ التوتر الدرامي للشخصيات.
والأكثر غرابة أن معظم الروائيين صاروا أميل إلى الثرثرة والاستطراد المخل بالعمل الروائي، أي إنتاج ما سماه سعيد يقطين (الروايات البدينة) أي تلك المحشوة بالعبارات المترادفة، والجُمل الاعتيادية التي لا تنتظم في بنية دلالية، بقدر ما تنحبس في بنية شكلية، وكأنها تريد التحرر من جنس الرواية إلى ما بات يُعرف باللارواية، حيث يشترك في هذا المنحى روائيون لهم سمعتهم ومكانتهم الروائية، وروائيون يجربون الكتابة الروائية للمرة الأولى، وهي ظاهرة جديرة بالتأمل، إذ كيف يمكن التخلي عن الحبكة المسؤولة في المقام الأول عن هيكلة العمل الروائي، باعتبارها عموده الفقري، واللجوء إلى خدر اللغة في طورها الشعري، لكأن الرواية مناجاة لفظية تسير باتجاه واحد.
هذا التخلي الصريح عن الحبكة، الذي يلمح في الظاهر إلى رغبة لتحطيم أفق الكتابة المتوقعة، ورفض الأداءات الشائعة، يعني في الواقع التخفُّف من مجمل عناصر الرواية والانفلات – الواعي أو اللاواعي – من ضرورات الجنس الأدبي، إذ لا يمكن لهذا الصنف من السرودات الوصفية تركيب المشاهد، وبناء الشخصيات وتأثيث الفضاءات، وابتداع العوالم، حتى الحوار ينحدر إلى مستوى الكلام الإخباري المباشر، حيث تتحول المشاهد إلى صور باهتة، والشخصيات إلى مجرد أصوات، والفضاءات إلى محطات لا تسمح بالمكوث، بحيث ينتفي وجود الشخصيات المؤمكنة كما تفقد الرواية ذاتها سمة المكانية، وهكذا إلى أن تسقط الرواية من مرقى اللغة إلى مهابط اللغو.
إذا كانت القصة تعني السرد المتسلسل للحوادث، كما يقول فورستر، فإن الحبكة تختزن الأسباب إلى جانب ذلك التسلسل الزمني، فإذا ما انتفت السببية انتفت القيمة الصراعية، سواء داخل الشخصية أو خارجها، وبالتالي يصعب تطوير الحدث، وتسبيبه، وفي ظل غياب الصراع يصعب نمو الشخصيات، حيث تغيب الدوافع، وعليه، ينطفئ التشويق وتتحول الرواية إلى نص وصفي على درجة من الانبساط، على الرغم من كون الحبكة تتسع لانزياحات ما بين التقليدي الذي يبدأ بنقطة زمنية معينة وينتهي عند نقطة أخرى، وبين الحداثي الذي يكسر تلك التراتبية، كما تحمل الحبكة التماسك والارتهان إلى حكاية واحدة مقابل التفكيك والتركيب لحكايتين أو أكثر، ولكن يصعب تصور عمل روائي من دون الحبكة الأم أو حبكات صغيرة.
رواية اللا رواية مفهوم ظهر في الغرب منتصف القرن الماضي تحت عنوان ضد الرواية (أنتي- نوفل) Anti novel وهو تيار يبشر بموت القصة وفرط الحبكة والانفلات من ضرورات الزمان والمكان، أو ما سمّاه زادي سميث (قرف الرواية)، وكان إدموند دو غونكور الذي تحمل أكبر جائزة فرنسية للرواية اسمه قد أعلن موت الرواية، وكل ذلك ضمن حالة من التململ لتحرير جنس الرواية من شروطها، إلا أن ذلك التدمير الممنهج لبُنى الرواية والتفكيك المعلن لعناصرها لم يكن دون إبدالات فنية، فهي إذ تنازلت عن الموضوعات الخارجية أصبحت هي الموضوع، كذلك الزمن الخارجي بما هو زمن المواقيت الفلكية ارتدت عليه نحو الزمن الداخلي الذاتي الإنساني وهكذا، حتى الحبكات التي تعتمد على كثرة المصادفات تم التخلي عنها لصالح ثراء الحياة، حيث بدا ذلك واضحاً في تجريبات الرواية الفرنسية الحديثة، عند ألن روب غرييه وكذلك ميشيل بوتر الذي أعلن انتهاء صلاحية الرواية المتعارف عليها، وغيرهما من الذين بوغتوا بظهور الواقعية السحرية في أمريكا اللاتينية وهي تعيد إنتاج الرواية التقليدية بشروط جديدة.
أما الرواية العربية وفي طور انقلابها على قوالب الرواية التقليدية فقد استنسخت مجمل الإشارات الفرنسية تحت عنوان (الحساسية الجديدة)، لكنها لم تحقق أي صدى فني يُذكر، وبالمقابل بشّر عبدالرحمن منيف في مرحلة متأخرة بفكرة الاستغناء عن البطل الفرد في الرواية العربية، والبطولة التعاقبية للأبطال، وابتدع ما سمّاه بالأبطال الأنهار، أي البطولة التناوبية بين مجموعة من الشخصيات التي تتحرك داخل زمن واحد، وهو تطوير جزئي لافت يتماشى مع دعوات ديمقراطية الرواية، بما هي انعكاس لخطاب الحداثة الاجتماعية، كما تم التخلي عن الفكرة التقليدية بكون الرواية رؤية فنية للعالم، إلى محطات أكثر حداثة تقول بالرؤية اللايقينية للعالم، وهذا هو ما نقى الرواية من الإيديولوجيا والجُمل الجازمة والبطولات التراجيدية، بحيث باتت الرواية أقرب إلى الاحساس الدنيوي بالوجود.
يحتج الروائيون العرب المنقلبون على الحبكة بفكرة التجديد، وبأهمية تخليص الرواية من قيم الترابط والتسلسل والوحدة والتجاور والمنطق والتوازي، التي لم تعد فاعلة في الرواية الحديثة، يتساوى في ذلك المنحى الروائيون المحترفون والمبتدئون، وكأنهم يحاولون تدشين تيار كتابي يراهن على أن الشكل الانبساطي هو الأهم في تشكيل المضمون، وأن السرد الأفقي هو مستقبل الرواية العربية، كما يحتجون برواية «البحث عن الزمن الضائع» التي يتسيد بطولتها الزمن، وهو تدليل في غير محله، لأن رواية مارسيل بروست ملغّمة بالحبكات والتوترات الدرامية الصغيرة وبثراء الحياة المعيشة الموصوفة الذي يعادل الحبكة. كذلك تُستدعى الرواية الغربية اليوم كحجة لتعزيم تيار الكتابة المتحركة دون أي أفق أو قاعدة فنية، ولكن يغيب عن بال معظم كُتّاب الرواية أن تلك الروايات المغايرة تعتمد تقنية السرودات الفسيفسائية المنتظمة بحبل خفي، التي تتحشد في بؤرة توتر موضوعي أو حسّي، وهي إذ تجنح إلى السرد المهجّن أو ما يُعرف بسرد (الما بين) الذي يوائم ما بين السيري والموضوعي فإنها تعي طبيعة الإبدالات الفنية، التي تلغي فكرة التأليف لتباغت القارئ بما يصلح للسرد من السيرة الذاتية على حافة بوح صادم، أما ما بتنا نطالعه في اللقطة الروائية العربية المتأخرة فهو في الغالب أشبه ما يكون بكاميرا بيد أعمى تلتقط كل شيء دون القدرة على الاهتداء إلى ما ينبغي وما لا ينبغي التقاطه، وهذا هو ما يفسر سر الحشو المخل في معظم الروايات، إذ يبدو أن الروائي العربي امتلك القدرة الفائضة على الكلام وفقد القدرة على المحو، أجل المحو الذي يشكل كلمة السر في العملية الإبداعية.
٭ كاتب سعودي

النصوص الروائية الأفقية

محمد العباس

«شيفرة دافنشي» والحقيقة التاريخية

Posted: 23 Jan 2017 02:16 PM PST

كانت رواية «شيفرة دافنشي» من أكثر الروايات مبيعا في تاريخ الأدب العالمي، ففي خلال ست سنوات ومنذ صدورها عام 2003 بيع منها 80 مليون نسخة، لتتحول الرواية ليس إلى ظاهرة أدبية فحسب، بل واقتصادية أيضا، وادعى مؤلف الرواية دان براون، أن جميع المعلومات التاريخية في الرواية حقيقية تماما، ليحولها إلى كتاب تاريخ ورواية في الوقت نفسه.
ولدراسة هذه الرواية علينا أن نأخذ في الاعتبار أن الإنسان يقرأ ما يتلاءم مع أفكاره وميوله، ونستطيع أن نوسع هذا المفهوم لنعممه على الشعوب، فعندما تنتشر رواية ما في بلد ما نستطيع الاستنتاج أن الثقافة السائدة في ذلك البلد تتجاوب مع الأفكار التي تقدمها هذه الرواية، ولذلك فإن النجاح الهائل لرواية «شيفرة دافنشي» يدل على الميول الفكرية لقرائها من ناحية الثقافة التاريخية والدينية ومستوى الحبكة البوليسية، وتقبلهم الواضح لأي رواية تقدم لهم على أساس أنها حقيقة تاريخية.
تقع أحداث الرواية في أوائل القرن الحالي وتبدأ بجريمة قتل وقعت في متحف اللوفر في باريس، عندما دخل شاب أمهق مرتديا ثياب الرهبان المتحف ليلا وأطلق النار على أحد المسؤولين فيه، الذي كان رجلا طاعنا في السن، وفي الوقت نفسه كان أحد كبار الخبراء العالميين في أحد فروع التاريخ، ولا نعرف كيف دخل الراهب المتحف، ويبدو أن التفاصيل غير مهمة في هذه الرواية، ولكن المفاجأة كانت في الضحية نفسها، فذلك العجوز المصاب بطلق ناري كانت له القوة الكافية لأن يخلع ملابسه ويرسم على صدره العاري نجمة خماسية بدمه ويكتب بالقرب منه رسالة مشفرة بحبر لا يرى بالعين المجردة، ولا نعرف من أين جاء بهذا الحبر، وكتب طلبا باللغة الفرنسية للاتصال بروبرت لانجدن وهو عالم شهير مختص في الرموز وتاريخها، ثم يستلقى على الأرض بطريقة مطابقة لإحدى أشهر لوحات الرسام الأيطالي ليوناردو دافنشي (1452 ـ 1519). وعندما جاءت الشرطة وبدأت بالقيام بتحقيقاتها، اعتقدت أن ذلك العالم هو الذي ارتكب الجريمة فاستدعته بحجة طلب مساعدته لها وأحضروا خبيرة من جانبهم، وكانت، كالعادة في هذه الروايات، شابة جميلة، ويقوم العالم المذكور بفك شيفرة الرسالة. وتثق هذه الخبيرة الشابة بالعالم من اللحظة الأولى من لقائهما، وتخبره أنها لا تعمل لدى الشرطة حسب، بل إنها حفيدة الضحية أيضا، وتنذره بشكوك الشرطة به وتساعده على الهرب منهم، معرضة نفسها لمخاطر جمة، ليبدأ الاثنان مغامرة عجيبة شملت الكشف عن عدة جرائم قتل وحشية، بالإضافة إلى العثور على خزنة صغيرة معقدة من المفترض أنها كانت قد صنعت من قبل ليوناردو دافنشي نفسه، وفي داخلها معلومات مهمة عن أسباب حوادث القتل هذه. وينتقل الاثنان خلال هذه المغامرة من منطقة إلى أخرى في فرنسا وبريطانيا. ثم تكشف القصة تدريجيا عن أن السيد المسيح كان قد تزوج ماريا مجدلينا وأنجب منها ابنة وبعد صلبه هربت ماريا من فلسطين مع ابنتها إلى فرنسا مع بعض الأتباع لتعيش هناك. وهنا تبدأ سلالة السيد المسيح وحاول أتباعها إبقاء وجود ماريا وبالتالي سلالة السيد المسيح سرا من الأسرار، حتى عثر فرسان الهيكل (1119 ـ 1312) على أدلة في القدس تثبت زواج السيد المسيح من ماريا، ووجود سلالته وأقسموا على المحافظة على هذه الأدلة كسر أيضا، وبالإضافة إلى هذا تقول الرواية إن إحدى السلالات الملكية في فرنسا كانت من سلالة السيد المسيح، وإن هناك منظمة سرية تدعى «دير سيون» كرس أعضاؤها حياتهم لحماية سلالة السيد المسيح وسر وجودها، وأن ليوناردو دافنشي والعالم البريطاني الشهير إسحق نيوتن (1642 ـ 1727) تزعموا هذه المنظمة في أوقات مختلفة، بل إن ليوناردو لمح إلى علاقة السيد المسيح بماريا في لوحته الشهيرة «العشاء الأخير». وفي المقابل، على حد قول الرواية، كرست الكنيسة الكاثوليكية نفسها لمعاداة ماريا مجدلينا والقضاء على سلالة السيد المسيح ودير سيون للحفاظ على مكانتها عن طريق منظمة تابعة للكنيسة، وأن الكنيسة كانت تضطهد النساء منذ بدايتها وتحارب رموز المرأة في الدين المسيحي. وأخيرا تقول الرواية إن وريثة السيد المسيح الحالية هي خبيرة الشرطة نفسها.
من الناحية التاريخية تعتبر القصة خليطا من التلفيقات، التي بدأت في الظهور في العصور الوسطى وأشهرها آنذاك قصة «الكأس المقدسة» التي لا أحد يعرف معناها بالضبط، وهناك نقاش حامي الوطيس حولها وهي تلعب دورا محوريا في رواية «شيفرة دافنشي» وتوالت القصص الخيالية، ومنها قصة زواج ماريا مجدلينا من السيد المسيح وذهابها إلى فرنسا، وقد يكون سبب اختلاقها جذب السياح والحجاج إلى المكان الذي يقال إن ماريا مجدلينا مدفونة فيه طمعا بأموالهم. وفي التسعينيات من القرن الماضي قام بعض الكتاب بتأليف كتب عن هذه القصص مدعين أنها تاريخ حقيقي، وقام بعضهم بمقاضاة مؤلف رواية «شيفرة دافنشي» حيث اتهموه بالسرقة من مؤلفاتهم. وخلطت الرواية بين الأعداء والأصدقاء بالنسبة للكنيسة، ففرسان الهيكل مثلا لم يكونوا في الحقيقة ضد الكنيسة ليخفوا عنها شيئا بل جزأً منها لأنهم كانوا في الحقيقة رجال دين كاثوليك بتعيين من البابا نفسه، ولم يقوموا بأي محاولات للبحث عن أي وثائق أو آثار في القدس، وكان سبب وجودهم في القدس مختلفا تماما عما ادعاه المؤلف. أما بالنسبة للمنظمة المزعومة «دير سيون»، حسب قول المؤلف، التي تحمي سلالة السيد المسيح المختلقة، والتي كانت طقوسها المذكورة في الرواية عديمة العلاقة بالدين المسيحي وشبيهة بالطقوس السومرية، فإن هذه المنظمة لم تكن أصلا موجودة في أي وقت. وبالنسبة لتلك الخزنة التي من المفروض أن ليوناردو دافنشي كان قد صنعها فلم توجد خزنة من هذا النوع المعقد في عهد ليوناردو.
حاول مؤلف الرواية الاستفادة من كل عوامل الدعاية لتسويق عمله، فقد استغل المشاعر الدينية لدى القراء وكونهم يمتلكون بعض المعلومات عن الدين مهما كانت اتجاهاتهم الفكرية، ولذلك قام المؤلف بجعل الموضوع دينيا خالصا بشكل أساسي، وأضاف ادعاء وجود مؤامرات عالمية خفية بدأت منذ أمد بعيد حولنا، وقد ساعدته الكنيسة الكاثوليكية عن غير قصد في دعايته التجارية عندما انتقدت الرواية بشدة ما زاد من الاهتمام بها. وأضاف المؤلف إلى كل هذا تأكيده أن التفاصيل التاريخية في الرواية حقيقية تماما، مستغلا جهل القراء بالتاريخ وحماس الذين يريدون الاطلاع على تاريخ غير معروف، وحب البعض لقراءة تاريخ بديل غير مدعوم بأي أدلة ومكتوب بأسلوب بوليسي، على الرغم من سذاجة الحبكة البوليسية للرواية التي تساوي الحبكة البوليسية لقصص أجاثا كريستي الواسعة الأنتشار في أوساط المراهقين. وكانت خطوة ذكية أن يقوم المؤلف بإقحام فرسان الهيكل وليوناردو دافنشي وإسحق نيوتن في هذه القصة الخيالية، لأن هؤلاء الثلاثة يلعبون دائما دورا ملحوظا في الإعلام، الذي يبدو متقبلا دائما لأي قصة ذات علاقة بهم مهما بلغت نسبة الخيال فيها، بل إن ليوناردو دافنشي وإسحق نيوتن بالذات أصبحا رمزين خالدين للحضارة الإنسانية، وأي دراسة دقيقة لتاريخ الرجلين تبعدهما عن ادعاءات المؤلف في هذه الرواية. وللزيادة في الإثارة فقد أضاف فتاة جميلة وجرائم قتل سادية وطقوسا دينية تتألف من تعذيب النفس بالجلد. وأضاف أمكنة تاريخية جميلة في فرنسا وبريطانيا، وبشكل خاص متحف اللوفر الذي تبدأ الرواية وتنتهي فيه بشكل درامي مفتعل، على أساس أن رفات ماريا مجدلينا موجود في المتحف وكأن هذا المتحف في حاجة إلى دعاية، وكل هذه العوامل كانت قد أخذت بنظر الاعتبار من أجل تحويل قصة بوليسية ساذجة إلى رواية مثيرة. وطبعا تحولت رواية «شيفرة دافنشي» إلى فيلم سينمائي شهير، وقد شجع كل هذا مؤلف الرواية إلى كتابة روايات مشابهة، تحولت اثنتان منها إلى فيلمين شهيرين أيضا كان آخرها فلم Inferno، أي الجحيم، الذي عرض العام الماضي، وإذا كان هذا لا يكفي فقد قام آخرون بإنتاج أفلام على السياق نفسه.
وأخيرا فمع النجاح العالمي للرواية فقد قامت شركات السياحة بتنظيم رحلات سياحية لزيارة قبور الأشخاص والأماكن التي ذكرت في الرواية، ولاقت هذه الرحلات نجاحا كبيرا، كما ظهرت برامج تلفزيونية مع أو ضد الرواية أثارت اهتمام المشاهدين. فالجميع يريد الاستفادة ماليا من هذا الرواية الخيالية.

٭ كاتب عراقي

«شيفرة دافنشي» والحقيقة التاريخية

زيد خلدون جميل

المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب لإليسا: «كله طبيعي ومعندناش حاجة محقونة»

Posted: 23 Jan 2017 02:15 PM PST

القاهرة – «القدس العربي»: كعادتها تسبب تصريحات شيرين في أزمات كبيرة وتغضب جمهورها، الذي طالبها أكثر من مرة بالاكتفاء بالغناء فقط، وعدم الحديث أمام الكاميرات بكلمات تثير المشاكل وتخرج عن الدبلوماسية، كان آخرها حديث شيرين في حفل زفاف كندة علوش وعمرو يوسف، الذي تناقله مستخدمو المواقع الاجتماعية «فايسبوك « و»تويتر» والذي هاجمت فيه عمرو دياب بشكل غير مباشر عندما قالت «إحنا مبقاش عندنا في مصر غير تامر حسني وحماقي إحنا حليتنا غيرهم.. والتاني خلاص راحت عليه»، وهو ما اعتبره الكثير بأنه موجه للنجم عمرو دياب.
وقد قاطعها عمرو يوسف قائلا: «بموت فيكي وفي صراحتك بس الفرح هيبوظ».
ثم قالت «أنا عارفة إنه حماقي بيحب إليسا بس أنا فيه ناس كتير في مصر بيحبوني، وإحنا عندنا كله طبيعي معندناش أي حاجة محقونة»، في إشارة إلى أن جمال إليسا ليس طبيعيا .
وتعرضت شيرين لهجوم شديد من متابعي مواقع التواصل الاجتماعي بسبب هذه التصريحات، وأكد الكثيرون أنها كانت في حالة سكر، خاصة أنها قالت إنها تحب أم كلثوم وعبد الوهاب حافظ قاصدة عبد الحليم حافظ، كما وصفت نفسها هي وأصالة بلفظ خارج من أحد الملابس الداخلية .
وأنهت شيرين، كلمتها بالعبارة المشهورة للفنانة فيفى عبده : «بحبكم قوى ستة أمواه»، قبل أن تلتقط منها الفنانة كندة علوش المايكروفون، لتحية الفنانة بوسي.
وكتب الملحن عمرو مصطفى على صفحته في موقع التواصل الإجتماعى «فيسبوك»: في نوعين من الفنانين في الدنيا الأول بينجح له عمل أو اتنين أو ثلاثة على الأكثر وبيقول «أنا» ويقل أدبه على الأكبر منه وده لأنه فاضي… الثاني بيفضل ناجح 30 سنة متتالية وبيقول أنا مهما كبرت صغير… الأول ده بيروح المزبلة بعد خمس إلى عشر سنوات. الثاني ده بيظل التاريخ يذكره حتى بعد موته.
وأمتلأت صفحة شيرين بعبارات استهجان، تحت عنوان «عمرو دياب خط أحمر»، ممن وصفوا أنفسهم بأنهم «عشاق عمرو دياب»، وليس مجرد جماهيره.
وطالب بعضهم شيرين، بضرورة الإسراع فى تقديم الاعتذار لعمرو دياب، حفاظًا على مكانتها وعلى جمهورها.

المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب لإليسا: «كله طبيعي ومعندناش حاجة محقونة»
أثارت غضب الجمهور بسبب هجومها على عمرو دياب والاستهزاء به
فايزة هنداوي

دفاعا عن ترامب نموذج الرئيس الأمريكي

Posted: 23 Jan 2017 02:14 PM PST

لا ادري ما سيكون عليه طول البرامج التلفزيونية والمقالات والدراسات، بالكيلومترات، التي تم بثها وكتابتها منذ أن أعلن دونالد ترامب ترشيحه لرئاسة أمريكا وحتى فوزه. لكنني أعرف بأنه سيتجاوز المئات. حيث كُرست مئات البرامج التلفزيونية، في جميع أنحاء العالم، وكُتبت المقالة اثر المقالة، لمناقشة وتحليل ما سيبتكره الرئيس الأمريكي الجديد من تحالفات وما سيؤدي إليه من نزاعات. ولم يتخلف العالم العربي والإسلامي عن اللحاق بالركب، إعلاميا، خاصة، وان تصريحات ترامب جعلت من المسلمين، ناهيك عن العرب، الطبقة الدُنيا التي تستحق العزل.
السؤال الذي خطر على بالي وأنا أراقب كيلومترات البرامج التلفزيونية والتحليلات المطبوعة، هو عن مدى صحة المخاوف العربية والإسلامية، وبالتحديد، جانب السياسة الخارجية التي هي جوهر العلاقة بين الدول. هل سيكون هناك اختلاف حقيقي في سياسة الولايات المتحدة الخارجية؟ تغير الموقف المؤيد للكيان الصهيوني مهما ارتكب من جرائم؟ مطالبة السعودية بدفع أجرة حمايتها (كأنها لا تدفع حاليا بشكل صفقات أسلحة واستثمارات)؟ ما الذي سيفعله الرئيس الجديد، خلافا للرؤساء السابقين، من ناحية العمل، دائما، على ان تكون مصلحة أمريكا هي الأولى والأخيرة، سواء كان الرئيس ديمقراطيا أم جمهوريا، أسود كان أو ابيض؟
تُرى مَن مِن الرؤساء من قبله صرح قائلا بان أمريكا ثانيا أو إن أمريكا منظمة خيرية لنشر الديمقراطية وحقوق الإنسان؟ ثم انه رئيس منتخب. ولمن يشكك بصحة الانتخاب وان الشعب الأمريكي « أسمى» من أن ينتخب رجل أعمال فاسد، ومتحرش بالنساء، ومعاد للأقليات والمسلمين، ألم يقم الشعب الأمريكي بإعادة انتخاب الرئيس جورج بوش وهو في أوج ارتكاب
المجازر في العراق وأفغانستان حسب السياسة الخارجية « من ليس معنا هو ضدنا»؟ ألم يمارس الرئيس السابق بيل كلينتون الجنس مع المتدربة لوينسكي في البيت الأبيض وكَذبت زوجته، بلا حياء، ضد «المرأة» ليعاد ترشيحها باعتبارها المدافعة عن حقوق النساء، بينما أصبح ترامب عدو المرأة رقم واحد؟
من بين شروره، يدعو ترامب إلى إقامة جدار عازل على طول الحدود بين بلاده وجارتها الجنوبية المكسيك، مطالبا، كما فعل مع السعودية من ناحية حمايتها، بأن تدفع المكسيك كلفة بنائه. ولا ادري من الذي يقلد من في بناء جدران العزل، الدول العربية وإسرائيل وتركيا أم أمريكا ومن هو الذي يحتل المكانة الأولى في إحياء حصون القرون الوسطى؟
أشهر الجدران وأكثرها لا إنسانية هو جدار الفصل العنصري الذي بناه الاحتلال الصهيوني، بفلسطين، وطوله 708 كيلومترات، في عهود الرؤساء السابقين وسيستمر بترامب أو غيره. هناك، أيضا، الجدار الحدودي الفاصل بين إسرائيل والحدود المصرية، ويبلغ طوله 245 كيلومترا، والجدار القائم في هضبة الجولان المحتلة. وشرعت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في الشهر الماضي، ببناء رابع جدار بينها والأردن بحجة « حماية المواطنين الإسرائيليين من أي تهديد أمني آت من الأردن»، على الرغم من توقيع الأردن معاهدة سلام مع إسرائيل منذ عام 1994.
على المستوى الإقليمي، أنهت تركيا بناء أجزاء كبيرة من الجدار الفاصل على حدودها الجنوبية مع سوريا بحجة « التدابير الأمنية». أما عربيا، ف» بلاد العُرب أوطاني» تمزقها الجدران والخنادق. فمخطط الجدار السعودي مع العراق طوله 980 كيلومترا. وفي آب/أغسطس 2016 بدأت الجزائر في بناء جدار ترابي عازل على حدودها مع ليبيا وتونس، يمتد لمسافة 350 كيلومترا لـ»أسباب أمنية». كما شرعت الجزائر في بناء جدار آخر على حدودها الغربية مع المغرب، وأقامت تونس جدارا على حدودها مع ليبيا لـ»وقف تسلّل الإرهابيين». وتميزت الحكومة المصرية بإقامة الجدار الفولاذي على طول حدود مصر مع قطاع غزة المحاصر لإتمام حلقة الحصار الإسرائيلية. وإذا كانت الجدران العازلة بين الدول العربية غير كافية، شرعت الحكومات بتبني سياسة تمزيق البلدان من الداخل. من بينها الحديث عن بناء السلطات اللبنانية سور حول مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، قرب مدينة صيدا جنوب لبنان، يهدف إلى منع تسلل « الإرهابيين» إلى داخل المخيم أو الخروج منه.
وفي ظل الرئيسين بوش وأوباما، تم تقسيم مدينة بغداد إلى 50 منطقة مقسمة بجدران طائفية «لمنع الإرهاب». وبينما ينشغل العالم بنية الرئيس ترامب ببناء الجدار العازل مع المكسيك، أعلنت مليشيا الحشد الشعبي، الأسبوع الماضي، عن المباشرة بحفر خندق حول محافظة النجف، جنوب بغداد، بذريعة حماية المحافظة من أي تسلل «إرهابي».
وقالت هيئة الحشد في بيان نشر على موقعها الرسمي أن «عملية الحفر تمت (بواسطة) تشكيلات فرقة الإمام علي (ع) القتالية وبالتنسيق العالي مع مديرية الهندسة العسكرية في هيئة الحشد الشعبي». مما يدفعنا إلى تساؤل ساذج: لماذا لا يحق لرئيس أقوى دولة في العالم أن يبني جدارا عازلا إذا كانت ميليشيا مسلحة مكونة من حفنة أفراد، خارج نطاق الحكومة «الديمقراطية» تقوم بذلك؟
الواقع هو أن كل الجدران والخنادق والمستوطنات بُنيت إما بمباركة الرؤساء الأمريكيين، على فترات حكمهم المختلفة، أو بدون أن تصدر منهم نأمة احتجاج.
وإذا كان هناك مجال لإضافة بضعة سنتيمترات إلى كيلومترات التغطية الإعلامية عن الرئيس الأمريكي الجديد فأود استغلاله لاقتبس كلمات القائد العسكري جيمس ماتيس المشهور بلقب «الكلب المسعور»، والذي رشحه ترامب ليكون وزيرا للدفاع، وهو ينصح القوات المتوجهة لاحتلال العراق عام 2003، حول كيفية التصرف هناك، قائلا «عليك أن تكون مهذبا، تكون مهنيا، ولكن عليك أن تخطط لقتل كل من تلتقي بهم».
لم أجد أفضل ما يمثل السياسة الأمريكية الخارجية من نصيحة «الكلب المسعور» لأنها، كما هي خطب ترامب، الأكثر وضوحا وصراحة وعنجهية. أن استمرارية «مصلحة أمريكا أولا» هي العامل الثابت في المعادلة مهما كان لون القناع.

٭ كاتبة من العراق

دفاعا عن ترامب نموذج الرئيس الأمريكي

هيفاء زنكنة

عندما اختزل الجزائريون شرفهم في «جلدة منفوخة»

Posted: 23 Jan 2017 02:14 PM PST

مساء الجمعة الماضي، عندما كان العالم منقمسا بين مذهول من خطاب التنصيب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومنتشٍ به، كانت الجزائر، مجتمعا ونُخبًا، غارقة في نقاش كبير حول إخفاق الفريق الوطني في مباراة أمام منتخب تونس بنهائيات كأس أمم أفريقيا في اليوم السابق.
أحكم، بدءا وبلا تردد، بأنه كان نقاشا عقيما مفتعلا وفي غير محله، وإشارة عميقة على حالة التيه التي أصابت البلاد.
الجزائر، البلد المخدّر منذ عقدين، النائم في شقائه نوما عميقا، يستيقظ ويستجيب للألم فقط في مباريات الكرة. ويتذكر شرف الوطن والانتماء والسمعة والكبرياء ـ وغير هذا من الشعارات الطنانة ـ عندما يفوز المنتخب الوطني لكرة القدم في مباراة، أو ينهزم.
قبل سنوات كان للجزائر إعلام يستثمر في الانتصارات و»يحلب» منها، بتشجيع من القابضين على الحكم، إلى آخر نَفَس لأنها ـ الانتصارات الكروية ـ من وسائل التخدير الساحرة.
اليوم، بفضل تكاثر الصحف والقنوات التلفزيونية، أصبح للجزائر وسائل إعلام تستثمر في الهزيمة مثل استثمارها في الفوز، تجعل منها «نكسة وإهانة لعَلَم والبلاد وشرف الوطن»، مثلما تجعل من الانتصار في مباراة حقيرة فتحا قوميا يفوق المشي على سطح القمر. هم يفعلون هذا منطلقين من إيمان مسبق بأن المجتمع يتفاعل مع الهزيمة قدر تفاعله مع الانتصار، ولكن في اتجاه آخر.
يجب أن نقرّ للإعلام الجزائري هذا التفوق في الاستثمار في الهزيمة، وقدرته على إيقاف الزمن عند الخسارة مثلما يفعل مع الانتصار وأكثر.
لا أعرف فريق كرة تعيس حظ مثل الفريق الإنكليزي. في كل مناسبة تُعقد عليه الآمال ويراهن عليه الشعب ووسائل الإعلام، ثم ينتكس بسهولة مثيرة للفضول. لكن الإنكليز، الذين يحق لهم أن يحلموا وينتظروا من فريقهم المعجزات، لا يستثمرون في الهزيمة. هؤلاء قوم تربَّوا على النظر إلى الأمام حتى في أكثر الانتكاسات ألما: يحزن الناس ويبكون بالدموع، تقوم الصحافة بدورها المطلوب في تشريح ما حدث، ثم تمضي الحياة إلى الأمام لأن لا شيء يجب أن يوقفها.
هناك شعوب، الإنكليز منها، تعترف بالنصر فقط ولا تتوقف إلا عنده. تتذكر هزائمها، لكنها لا تجعل منها عائقا امام السير الطبيعي للحياة. أحد اسباب هذا المزاج الإيجابي أن هذه الشعوب لديها أدوات التعويض عن الانتكاسة، عاطفيا وماديا واجتماعيا وجنسيا وترفيهيا. ولديها مَواطن نجاح تُنسيها الهزيمة الكروية، اقتصاديا وعلميا ورفاها وتنميةً بكل مسمياتها.
الجزائريون عكس هذا تماما. لأنهم بلا انتصارات وبلا مَواطن تعويض وبلا أمل، يفعلون المستحيل لاستثمار الهزائم و»العك» فيها أكثر من استثمارهم في النصر.
المسؤولية الأولى تقع على السلطات ووسائل الإعلام، لأنهم يدركون أن إخفاق الفريق القومي في نهائيات كأس العالم أو أفريقيا يعني انتظار الدورة المقبلة من المنافسة ذاتها لكي يتجدد الطموح والطمع. وفي انتظار الانتكاسة الأخرى، هناك سنوات من الفراغ القاتل والملل غير الآمن، من مخاطره أنه قد يقود إلى انفجار يخشاه الحكام ووسائل الإعلام التي تشعر بأن من مهامها الاستعداد لمواجهة الحرائق المحتملة.
لم أتابع مباراة الخميس (ولا غيرها قبلاً أو بعداً). ولم تؤلمني هزيمة الجزائر يومذاك مثلما لم يكن سيسعدني الفوز فيها لو حدث، لكن وصلتني أصداء كثيرة عن آراء في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أجمع أصحابها على أن الجزائر لا تمتلك فريقا وطنيا قادراً على المنافسة الدولية!
مجتمع يتألم بشدة لأنه «بلا فريق وطني قادر على المنافسة الدولية»، وهو بلا أبسط ضروريات الحياة، يتنفس العنف في كافة اشكاله.
بلا مستشفيات تليق بالإنسان.
مدنه بلا مراحيض.
أطفاله بلا مدارس لائقة (اكتظاظ هائل، لا تدفئة في الشتاء ولا تكييف في الحر، ناهيك عن التعليم المتردي).
شوارعه بلا أمان، لا الطفل آمن فيها على براءته، ولا الفتاة على عرضها، ولا الشيخ على شيخوخته.
شبابه بلا طموح إلا طموح الهجرة شمالا.
أغلب مسؤوليه السياسيين بلا شرف.
رجاله ونساؤه بلا حق في عطلة سنوية جديرة بهذا الإسم.
طبيعته (التي كانت ذات يوم ساحرة) منتهَكة بالإسمنت المسلح ولصوص العقار المتكاثرين كالفطر.
أبَعدَ كل هذا يأتي من يبكي على عدم وجود فريق «قادر على المنافسة الدولية؟».
أختلف مع القائل أن «من حق هذا الشعب أن يفرح» إذا كان المقصود بالفرحة تلك السكرة المرتبطة بمباراة في أدغال أفريقيا. «هذا الشعب» سيفرح أكثر وفرحته تتجذر وتدوم عندما يجد لأولاده مدارس محترمة ومنظومة تعليمية فاعلة ومتنورة. سيفرح حقا عندما يأمن على أطفاله خارج أسوار المدرسة والبيت. وعندما يطمئن ألاّ حقيراً سيسمح لنفسه بمس مؤخرة أخته أو ابنته في الشارع ويخاطبها بالزانية. وعندما تجد زوجته مستشفى تلد فيه بكرامة وأمان.. وعندما وعندما.
بقية الفرح كذب في تدليس.

٭ كاتب صحافي جزائري

عندما اختزل الجزائريون شرفهم في «جلدة منفوخة»

توفيق رباحي

أبو تريكة الذي يشبهنا وترامب الذي يشبه حكامنا

Posted: 23 Jan 2017 02:13 PM PST

عالم أبو تريكة السعيد يتحول وفقا للنظام المصري إلى كذبة، وعالم ترامب الخطير إلى فرصة، ربما تلخص تلك القراءة اللحظة التي نعيشها الآن في مصر والتي يراد لنا فيها أن نصدق أن لاعب كرة القدم المصري محمد أبو تريكة مجرد إرهابي تملك الدولة أن تتعامل معه بكل ما تملك من آليات الإقصاء والعقاب، وربما الأكثر أهمية الإلقاء في مقابر الذاكرة، في ظل نشر أخبار عن قيام التلفزيون باستبعاد كل التسجيلات التي تخصه.
يتحول أبو تريكة إلى إرهابي وعدو تسيطر الدولة على أمواله، في حين أن من أخطا في حق مصر ومن تسبب في عقود من الفساد والإفساد، بداية من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ونظامه، يتم التجاوز عنهم وعن تواجدهم المفروض بصور مختلفة وحضور إعلامي واضح.
وتكتشف أن النظام نفسه الذي عمل على استبعاد البرادعي، من ضمن الأسماء المصرية التي حصلت على جائزة نوبل، من مناهج دراسية من قبل، ويريد استبعاد أبو تريكة من التاريخ، يدافع عن إبقاء مبارك في واجهة الأحداث، دون أن يحاسبه على الأخطاء التي حدثت، سواء في عقود حكمه أو خلال فترة ثورة 25 يناير، التي تقترب ذكراها مثيرة الشجن والأمل. أما غيره من رموز المرحلة فيتقدم بهم النظام لتبرير التنازل عن الأرض وإعادة كتابة القوانين وطرح القضايا الهامشية التي تشغل الشعب من أجل تمرير ما هو أخطر في الحاضر والمستقبل.
يصدر حكم بمصرية جزيرتي تيران وصنافير في 16 يناير 2017 وبدلا من أن يتحمل النظام مسؤوليته عن الأزمة، يستمر في محاولات تمرير الجزر، ووسط الغضب والتنديد الدائر تنشر أخبار عن قيام محكمة جنايات شمال القاهرة في 12 يناير بإدراج اسم أبو تريكة مع آخرين في قائمة باسم الكيانات الإرهابية. والمثير أن نشر القائمة تم بعد صدور حكم الجزر، وبعد أيام من صدور القرار المفترض. وفي حين تفاعل عدد كبير داخل مصر وخارجها مع وضع اسم أبو تريكة في القائمة، اعتبر البعض أن القرار جزء من سياسة الإلهاء ومحاولة التغطية على حكم الجزر. وإن كان تفسير الإلهاء يظل في خلفية الكثير من الأحداث التي يتم تجاوز المهم منها، عبر تركيز الاهتمام فجأة على مجموعة من الأخبار والأحداث الهامشية، إلا أن هناك العديد من القراءات الممكنة لقرار نشر قائمة الإرهاب عبر حكم جنائي، خاصة محاولة النظام الحفاظ على سيطرته على الأموال المتحفظ عليها، في مرحلة ما بعد الرئيس الأسبق محمد مرسي مثلا.
وفي حين يرى البعض أن وضع أبو تريكة أدى لتهميش قضايا أكثر أهمية، فإن العكس أيضا مهم، إضافة أبو تريكة أدت لتحويل الاهتمام بقائمة الإرهاب من تحليلات السياسة والإرهاب، إلى نطاق كرة القدم، حيث الكتلة الصلبة وغالبية الشعب. كما تجاوز حدود مصر للعديد من التعليقات العربية والدولية التي تحدثت عن خلق أبو تريكة، ورفض اتهامه لدرجة إعلان بعض اللاعبين العالميين رفضهم المشاركة في مباراة ودية كان يفترض أن تنظم لتشجيع السياحة في مصر، اعتراضا على الحدث. وبهذا أصيب النظام بالسهم الذي أطلقه، فسواء أراد تمرير السيطرة على الأموال بحكم جنائي، خاصة بعد أن أيدت محكمة القضائي الإداري في مجلس الدولة في 10 يناير حكم بطلان التحفظ على أموال أبو تريكة، أو أراد إثارة الجدل حول قضايا أخرى تتجاوز تيران وصنافير، وتحدث انشقاق وتناقضات بين الاحتفاء بالقضاء الذي أيد مصرية الجزر والتنديد بالقضاء الذي أعلن أبو تريكة إرهابيا، فإن الخاسر هو النظام نفسه.
لا يصطدم النظام في حالة أبو تريكة، كما يحاول البعض تمرير الحدث، بحالة شخصية مشهورة أو لاعب كرة قدم، لشعب يحتفي باللعبة فقط، ولكنه يصطدم برمز أكثر عمقا وأهمية، فشل في قراءته تماما، كما فشل في قراءة قرار التنازل عن الجزر وردود الفعل حوله. تصور النظام أنه يحكم حقا «أشباه دول» يمكن له فيها أن يتنازل عن الجزر، أو يتهم من يشاء بالإرهاب، وأن ينزل العقاب الذي يريد بمن يشاء، بما يعبر عن الفجوة بينه وبين الدولة والشعب الذي يفترض أن يحكمها.
أبو تريكة الساحر وأمير القلوب في المستطيل الأخضر وخارجه، تحول بالطريقة نفسها لإرهابي القلوب والإرهابي المحبوب وفقا للتعليقات. وبهذا وضعت الدولة نفسها في مواجهة الأغلبية، أو الكتلة الصلبة بالقدر نفسه الذي وضعت فيه نفسها على ساحة الانتقاد والتنديد الدوليين. فإن كان الجيش في الذهن المصري عابرا للطبقية إلى درجة كبيرة، فإن كرة القدم وبعض الألعاب مثل، رفع الأثقال والمصارعة مثلت فرصا للحراك الاجتماعي، وللتنفس بدون واسطة أو محسوبية - في معظم الأحيان- في الوقت نفسه، يشبه أبو تريكة الكثير من البشر في المحروسة، يشبههم جسمانيا، كما يتشابه معهم في حواراته العفوية، وردود أفعاله التي تظل جزءا من رد فعل شعبي محتمل وممكن لمن ينتمي للطبقة نفسها والمشاعر نفسها. 
عفوية أبو تريكة وأخلاقه، إلى جانب صعوده واستمراره، وابتعاده عن الصراعات والحفاظ على مساحة بينه وبينها، تمثل جزءا من أحلام الطبقة الدنيا والوسطى لدرجة كبيرة. تلك الفئات التي ترغب أن يكون الصعود بناء على الكفاءة أو الموهبة، وليس على حساب المصالح والشللية. واقع يخضع له الجميع، لأن كرة القدم هي اللعبة الأكثر أهمية والأكثر قربا للجموع التي يصطدم بها استهداف أبو تريكة وتصعيد الاستهداف إن تم.
بالمقابل جاء دونالد ترامب للحكم في الولايات المتحدة، وسط قلق أطراف كثيرة وحفاوة مصرية رسمية، ربما لأن حديثه فيه الكثير مما نسمعه في مصر. فقد أكد ما يحمل معنى «بكره تشوفو أمريكا» وهو يكرر أن أمريكا ستكون قوية مرة أخرى، في إشارة أثارت تساؤلات داخلية حول الزمن الذي يرغب في العودة إليه، والذي يرى أن أمريكا كانت فيه قوية بشكل يحتاج العودة إليه. تظل أمريكا تلك هلامية ومثيرة لقلق داخلي ودولي، مثل مصر التي يفترض أن نراها في الغد رغم كل غد مر علينا ولم يقربنا من مصر أفضل وأقوى وأكثر استقلالية كما قيل. يبدو خطاب ترامب في روحه مثل خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإن لم يكرر في نهايته تحيا امريكا ثلاث مرات.
أما حديثه عن أن برنامجه هو دعم أمريكا واقتصادها وغيرها من التصريحات التي عبر عنها كثيرا، فهو خطاب أقرب لصندوق تحيا أمريكا الذي لم يعلن عنه، وقد يمتد ليصبح على أمريكا برسالة وحديث الفكة الشهير. حديث لم يبتعد عن أبو تريكة، وهناك من وجه له حديثا مباشرا بأنه يمكن أن يتجاوز ما يتعرض له عبر التبرع لصندوق تحيا مصر وكأنه مجرد صندوق ابتزاز للمواقف، وما يحدث له مجرد تصفية حسابات له ولغيره، وتهديد غير مباشر بأن لا حدود لاستهداف أحد.
يقف ترامب في بداية حكمه ليندد بالإعلام، ويؤكد أن ما نقل عن مشاركة عدد أقل في يوم تنصيبه مقارنة بما حدث يوم تنصيب الرئيس الأسبق باراك أوباما، وحتى سقوط الأمطار من عدمه، مجرد عيب في الإعلام، وليس حقائق تنقلها الكاميرات والصور ويعايشها الناس. هو الإعلام نفسه الذي يندد به السيسي ويرى أنه لا يعبر عن رؤية النظام ويطرح اسئلة في وقت يفترض أن يكون الإرهاب أولا ورؤية الحاكم مقدمة بوصفه الفيلسوف الذي يعرف المرض والعلاج. 
ولأن ترامب لديه مشكلة مع الأجانب والمسلمين وغيرهم، فربما يجد من يطرح أغنيه توضح تلك الرؤية، وتؤكد على أن الأمريكان من وجهة نظره شعب وغيرهم شعب. تمييز طبيعي أن ترحب به حكومات سبقته على الدرب، وتعتمد علي التمييز، وترى كل معارض خائنا، وكل مختلف عدوا، وكل مطالب بالإصلاح أجندات وتهديدا للدولة وقوى شر.
ما نعرفه عن عالم ترامب في اللحظة يبدو مخيفا، فرصة للمزيد من القمع باسم تحالفات دعم السلام أو إسرائيل، ومحاربة الإرهاب أو الإسلام المتطرف، أو قوى المعارضة أو الشر، أيا كان توظيف وتسمية النظام المعني، والتضحية بالمزيد من الحريات باسم حماية الأوطان. عالم ترامب فرصة لغض الطرف عن معاناة البشر أكثر مما كان من أجل تمرير مصالح أمريكا، والأسوأ وربما الأخطر أنه فرصة لتنازلات مريرة لنظم يصعب تخيل ما يمكن أن تدفعه من أرض وموارد، لمجرد إبقاء كراسيها محمية لا تمس لعقود أخرى مقبلة. وإن كان عالمنا يحكمه البؤس فما ترامب في اللحظة إلا تعظيم لقوى البؤس والطغيان في هذا الجزء من العالم.
بالمقابل فإن عالم أبو تريكة أكثر رحابة وحبا وتقديرا للبشر ولقيمة الإنسان وأخلاقه ومواقفه. عالم أبو تريكة عالم أقل طبقية يصعد فيه الإنسان بما يملك من كفاءة أو موهبة، ويحظى بمكانته متوجا كملك للقلوب بأخلاقه واحترامه لنفسه والآخرين. عالمه أكثر سعادة ليس فقط لأنه أدخل السعادة مرات لبيوت المصريين ومنحهم لحظات فرحة لم تستطع السلطة أن تقدمها، لكنه أعطى مثلا وقدوة وحلما. نموذج ملهم للحراك الاجتماعي في مصر كما في غيرها.
يقول الرائع شارلى شابلن، «لا شيء دائما في هذا العالم المخيف حتى الأزمات» وفي هذا الكثير من العزاء وفرصة لتربية الأمل في أن تنتصر روح الجمال والسعادة والإنسان على روح القوة والعنف والقمع، أن تنتصر بذور الحرية وتثمر في شجرة العدالة الاجتماعية ثمرات الكرامة الإنسانية الجديرة بالانسان والأوطان.
كاتبة مصرية

أبو تريكة الذي يشبهنا وترامب الذي يشبه حكامنا

عبير ياسين

القاهرة والرياض: صراع الزعامة على الأمة

Posted: 23 Jan 2017 02:13 PM PST

هوس الزعامة على الأمة شغل العقل السياسي الحاكم في عواصم عربية أربع، هي الرياض والقاهرة وبغداد ودمشق. حصلت تحالفات ومشاريع وحدة ومواثيق بينها، لكن جميعها ذهبت أدراج الرياح، بسبب تآمر هذه العواصم بعضها ضد الآخر.
على سبيل المثال تحالفت الرياض والقاهرة لإسقاط العراق منذ بداية تسعينيات القرن المنصرم وحتى عام 2003، بل إن انتهاء المواثيق بين هذه الأقطار كان دائما ما يجري بطريقة دراماتيكية وفجائية، كما حصل في ميثاق العمل القومي العراقي السوري عام 1979، والميثاق العربي بين مصر والعراق والأردن واليمن نهاية التسعينيات، وفي كل الحالات كانت الضحية دائما هي الامة وليس هذا القطر أو ذاك.
في العام المنصرم كان خط سير القاهرة والرياض يجري بسرعة كبيرة نحو بعضه بعضا، مدفوعا بمهددات وطنية وقومية كبيرة، خاصة بعد الاتفاق النووي الايراني، واحتلال طهران مكان الرياض في القلب والعقل الأمريكي، وكذلك مصالح شخصية مدفوعة بالعداء المشترك للإخوان المسلمين. وقد تمثلت تلك الاندفاعة بزيارة الملك سلمان للقاهرة في أبريل 2016، وتوقيع اتفاقيات استثمارية بنحو عشرين مليار دولار، وإمداد القاهرة بالنفط لخمس سنوات بكلفة 23 مليار دولار، وإنشاء تحالف استراتيجي بين العاصمتين، لكن خط السير هذا توقف بقوة الاندفاعة نفسها التي بدأ بها، وتبين أن كل ما قيل كان حبرا على ورق، بل ظهر أن الطرفين لا يمتلكان حتى رؤية مشتركة في ملفات إقليمية يفترض وجودها بين الحلفاء، والعلة هي التنافس على زعامة الأمة ولا شيء غير ذلك. فعلى الرغم من أن ما يميز مصر والسعودية القرب الجغرافي، وأنهما زاويتان مهمتان في المثلث العربي، الذي يشكل مركز ثقل جيوسياسي حاسم في حالة التوافق بينهما، لكن المعضلة الكبرى هو التباعد الايديولوجي الكبير بين السياستين بسبب المصالح الضيقة، إلى الحد الذي يتناسى فيه الطرفان بأن مهددات الامن الوطني والقومي تعصف بهما معا من كل جانب. فمصر تواجه مشاكل كبيرة وخطيرة بأبعاد ثلاثة، دولية وأقليمية ووطنية. فالبعد الدولي المتمثل بالدخول الامريكي والروسي بصورة مباشرة في ملفات المنطقة، قلل الدور المصري المعتاد إلى درجة التلاشي. كما أن سقوط النظام العربي حاصر مصر من كل جوانبها، خاصة ما يحدث في ليبيا والسودان. أما البعد الداخلي فصوره واضحة جدا للعيان، من خلال الاضطراب الأمني في سيناء، والاضطراب السياسي الناتج عن شكوك الشرعية السياسية للنظام الحاكم، وخواء الخزينة، وتراجع الاحتياط النقدي، وسقوط الجنيه بسبب تراجع مداخيل السياحة وقناة السويس والفساد المالي، وها هي اليوم تسعى للاقتراض من صندوق النقد الدولي، الذي لا يقرضها إلا بشروط الاصلاح ورفع الدعم، وهذه كلها تزيد من مشاكل مصر الداخلية وترفع وتيرة الاضطراب السياسي والاجتماعي فيها.
كذلك المملكة هي الاخرى تعاني من سقوط النظام العربي وتفكك الدولة العربية، حتى باتت مطوقة بالنيران الملتهبة في العراق وسوريا واليمن، إضافة إلى تراجع أهمية النفط وأسعاره ووارداته، وضعف الاهتمام الامريكي بها، مقابل صعود إيران ومشروعها الإقليمي للهيمنة. أما ما يمتلكه الطرفان من مقومات ذات قابلية كبرى على انتشال الامة فهي كثيرة وكبيرة، فالرياض تمتلك القوة الناعمة ممثلة بما يقرب من الترليون دولار احتياطي نقدي، ولها المركز الروحي المؤثر على حوالي مليار ونصف المليار مسلم في العالم. بينما مصر لديها القوة الصلبة ممثلة بجيش قوي يبلغ تعداده ربع مليون جندي تقريبا، كما لديها موارد بشرية تصل إلى مئة مليون إنسان، ومساحة 3.260 مليون كم2. هذه الخريطة الجغرافية والديموغرافية والموارد الطبيعية والقوة العسكرية، قادرة على أن تعطي توازنا مريحا مع دول المثلث غير العربي، تركيا وإيران وإسرائيل، لو خلصت النوايا وارتفعت مصالح الامة في العقل السياسي لصانع القرار في البلدين. كما سيشكلان عامل ضغط سياسي وأمني كبير لصالح الامة، في ساحات فلسطين والعراق وسوريا واليمن وغيرها من الملفات الإقليمية.
إن ضمان أمن الدول يتمثل في مستويات ثلاثة، المستوى القومي، والمستوى الاقليمي، والمستوى الدولي، ومصر والسعودية كلاهما يعانيان من خلل في مستوى عمل هذه المنظومة. فمستوى الامن الاقليمي لكليهما يعاني من عدم الاستقرار التام، ولا توجد أي آليات لتحقيق هذا الاستقرار حتى الساعة، فالتوازن الفلسطيني الصهيوني معدوم، والتوازن بين العراق وإيران تلاشى، والتوازن بين الخليج وإيران متناقض تماما، وكل الدول العربية ما زالت حتى الآن تحت تأثير خارجي كبير، سببه خلل بنيوي كبير في إدراك المصالح العربية، لذلك نجد التناقض موجودا حتى بين دول الخليج التي يضمها مجلس إقليمي ونسيج اجتماعي متشابه. وإذا كانت معادلة الأمن الوطني والإقليمي تلعب دورا مهما في رسم سياسات الدول، وهذه المعادلة يجب أن تتغير في حال تغيرات الوضع الدولي والعلاقات الدولية، فإن الأقطار العربية ما زالت مصرة حتى اليوم وأمام كل التغيرات التي حصلت، على أن تبقى معادلة أمنها هي هي كما كانت في عشرينيات القرن المنصرم ومنها المملكة السعودية. فمعادلة ضمان أمن الطاقة للولايات المتحدة مقابل ضمان الأمن الوطني السعودي، مازالت في ذهن صانع القرار السعودي، على الرغم من نزول السعودية من قائمة أولويات واشنطن، وحتى عندما حاولت الرياض تنويع علاقاتها ردا على هذا التغيير، لم تفلح في مسعاها لانها مازالت مسكونة بذلك العشق الامريكي الذي انتهى.
كما أن القاهرة التي وضعت كل بيضها في السلة الامريكية، عادت مرة أخرى تغازل الروس من خلال تأييد سياسات الهلال الشيعي بالدعم السياسي والعسكري للنظامين العراقي والسوري، والابتعاد عما يجري في اليمن، لا لارادة في التغيير بل طمعا في أن يلتفت إليها الضامن الامريكي والغربي.
أن القاهرة والرياض حتى في أفضل الظروف السياسية التي مرت بها علاقاتهما كانتا تفهمان ما يجب عمله بشكل مجزأ وليس موحدا، وهذا ينطبق تماما على جميع الاقطار العربية. فمصر تريد علاقات مع إيران والسعودية ترفض ذلك، والاخيرة ترفض التعاون مع حكومات عربية ذات ولاءات إيرانية، بينما مصر تود وتسعى لذلك. ولو عدنا إلى تاريخ العلاقات المصرية السعودية نجد بأن سمتها كانت الخلاف المستديم. ففي بداية الستينيات تبادل الطرفان تهديدات سياسية وعسكرية في ساحات مثل اليمن، الذي دعم عبدالناصر الثورة فيه، والانقلاب على الوحدة الذي اتهمت فيه السعودية. وربما تكون اللمحة الجيدة الوحيدة في هذا التاريخ هي الاتفاق بينهما في حرب عام 1973 على استخدام سلاح النفط لتعزيز الفعل العسكري، فكانت نتائجه شاهدا على أن هذين القطرين قادران على صنع إرادة وفعل عربيين حقيقيين لو خلصت النوايا.
إن العمل العربي المشترك لن يكتب له النجاح إلا عندما تكون نظرة الحاكم إلى قضايا بلده مرتبطة ارتباطا عضويا بأهداف الأمة، وإن تشكيل محاور وتحالفات في ظروف الاضطرار ستبقى هامشية، لانها ليست خيارا استراتيجيا بالنسبة له، وسيغادرها في أول فرصة تتحسن ظروفه فيها.
باحث سياسي عراقي

القاهرة والرياض: صراع الزعامة على الأمة

د. مثنى عبدالله

لماذا يريد المغرب العودة إلى الاتحاد الأفريقي ولماذا ترفض الجزائر؟

Posted: 23 Jan 2017 02:13 PM PST

قرر المغرب العودة إلى الاتحاد الأفريقي، وسيعالج هذا التكتل الإقليمي الطلب نهاية الشهر الجاري، ويوجد ترحيب إقليمي بقرار المغرب، كما يوجد تحفظ عدد من الدول الأفريقية بزعامة الجزائر وجنوب أفريقيا. وقد تحكمت عوامل متعددة في القرار، ويبقى التساؤل هل ستساهم العودة في إيجاد حل لنزاع الصحراء الغربية؟ أم سوف لن تكون هناك إضافة نوعية؟
تاريخيا، قرر المغرب مغادرة الاتحاد الأفريقي سنة 1984، عندما كان يسمى منظمة الوحدة الأفريقية بسبب قبولها عضوية الدولة التي أعلنتها جبهة البوليساريو وهي «الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية». وطيلة ثلاثة عقود رفض المغرب قيام المنظمة، التي أصبحت ابتداء من 2001 تحمل اسم الاتحاد، لعب أي دور في نزاع الصحراء. وقرر الملك محمد السادس خلال السنة الماضية العودة إلى الاتحاد، حيث قدم مستشاره في الشؤون الخارجية الطيب الفاسي الفهري الطلب في سبتمبر الماضي. وقامت غرفتا البرلمان النواب والشيوخ الأسبوع الماضي بالمصادقة على القرار وعلى قوانين الاتحاد الأفريقي. ويعتبر قرار الانضمام إلى الاتحاد ثاني أهم قرار يتخذه الملك في ملف الصحراء. وكان القرار الأول هو رفض استفتاء تقرير المصير وتقديم الحكم الذاتي بديلا له.
وتتعدد العوامل التي تقف وراء قرار المغرب بالعودة إلى صفوف الاتحاد الأفريقي ومنها، تماشيه مع التوجه الجديد للدبلوماسية المغربية المتمثل في الانفتاح على القارة الأفريقية، حيث قام الملك محمد السادس بأكثر من عشر زيارات إلى دول أفريقية خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وبالتالي لا يمكن للمغرب البقاء خارج المنظومة الأفريقية، تضاف إلى هذا الخطورة التي بدأ يشكلها الاتحاد الأفريقي في ملف الصحراء على مصالح المغرب خلال الثلاث سنوات الأخيرة. في هذا الصدد، تبنت قمة جوهانسبورغ 2015 رسميا تولي الاتحاد الحديث باسم البوليساريو في المنتديات الدولية كقضية جميع الأفارقة. ويقوم الاتحاد الأفريقي بحملة دولية ضد المغرب ولصالح البوليساريو، مصرا على الإسراع باستفتاء تقرير المصير. ولم يكتف بهذا، بل قام بتعيين مبعوث خاص للاتحاد الأفريقي في نزاع الصحراء وهو خواكيم شيصانو رئيس موزمبيق السابق. ويقوم الأخير بجولات في عواصم العالم مدافعا عن تقرير المصير وما يعتبره «تصفية الاستعمار في الصحراء». وقد قبلت الأمم المتحدة بمخاطبة الاتحاد الأفريقي في نزاع الصحراء واعتباره طرفا يساهم في البحث عن الحل. وبالتالي، لا يرغب المغرب في مواجهة الاتحاد الأفريقي في الأمم المتحدة، بل التحاور معه انطلاقا من عضويته في الاتحاد نفسه مستقبلا. وعليه، تعتقد الدولة المغربية أن سياسة الكرسي الفارغ طيلة ثلاثة عقود الماضية لم تعد مجدية، في ظل الدور المتعاظم للاتحاد الأفريقي في السياسة الدولية، ويستحسن التواجد داخل هياكله. وفي حالة قبول عضوية المغرب، سنرى مواجهات قوية بين جبهة البوليساريو ومؤيديها من الجزائر وجنوب أفريقيا وزيمبابوي في مواجهة المغرب، بدعم من السنغال وساحل العاج والغابون. ويرغب المغرب أنه في حالة صدور قرارات حول الصحراء، وإن كانت مؤكدة لاستفتاء تقرير المصير، لن تكون بالإجماع كما يحصل الآن، وستخفف من لهجة تعابير البيانات مثل «تصفية الاستعمار».
ويعتبر القطع مع سياسة الكرسي الفارغ إيجابية، ولكن هناك في الوقت نفسه انعكاسات للقرار، وقد تكون خطيرة مثل قرارات سابقة اتخذتها الدولة المغربية وانعكست سلبا عليها لاحقا ووضعتها في تناقض حقيقي. ومن ضمن هذه القرارات توقيع اتفاقية التبادل التجاري الحر مع الولايات المتحدة، واستثناء الصحراء من الاتفاقية، الأمر الذي فتح الباب أمام البوليساريو لرفع دعاوى ضد المغرب لاستثناء الصحراء، في هذا الصدد نجد:
أولا، أن جزءا من الرأي العام المغربي لم يتفهم بعد عودة المغرب في ظل استمرار عضوية البوليساريو، بينما الإعلام الرسمي وعدد من المحللين المغاربة يعتبرون البوليساريو حركة منبوذة من طرف المجتمع الدولي، وفجأة يتقاسم معها الفضاء الأفريقي نفسه، بل ستقرر البوليساريو في عودة المغرب.
ثانيا، ارتباطا بهذه النقطة، فإن دول الاتحاد الأفريقي ستلزم المغرب بقبول كل قوانين ومقتضيات الاتحاد الأفريقي سياسيا وتنظيميا، وبالتالي، فقبوله سيعني للمنتظم الدولي بدء اعتراف المغرب بجبهة البوليساريو، وسيترتب عن هذا الكثير من الأشياء. كما أن رفضه لقرارات الاتحاد الأفريقي قد تجر إلى تعليق عضويته مستقبلا.
ثالثا، وارتباطا بالنقطة الثانية، طلب المغرب العضوية في الاتحاد الأفريقي يعني قبوله عضوية البوليساريو، وهذا سيجعله في موقف غير قوي أمام شيئين، فمن جهة، لا يمكنه أن يضم منطقة الصحراء الغربية في الاتفاقيات التي ستوقع مستقبلا، وإن كان القضاء الأوروبي قد حسم في حكم الشهر الماضي في اتفاقية المنتوجات الزراعية والبحرية. ومن جهة أخرى، كيفية تعامله مع أنصار تقرير المصير في مدن الصحراء مثل، العيون واسمارة والداخلة، حيث سيشعرون بحرية أكبر في التعبير عن مواقفهم علانية وسط المغرب، طالما هذا الأخير قد قبل بالجلوس مع البوليساريو وقبول عضويته، وهو اعتراف غير مباشر. هذه الحرية ستكون على شاكلة ما يتمتع به الكتالان أو الباسك في إسبانيا، ولكن مع فارق أن هؤلاء يتواجدون في مؤسسات إسبانيا من برلمان وطني وإقليمي، بينما أنصار البوليساريو يرفضون في المغرب الانضمام إلى المؤسسات التشريعية المغربية.
ورغم قبول المغرب الجلوس في الفضاء نفسه مع البوليساريو، فهو لم يضمن بعد العودة إلى صفوف الاتحاد الأفريقي، إذ ترغب دول وعلى رأسها جنوب أفريقيا والجزائر إجراء امتحان «حسن النية» للرباط بشأن ما يعتبره حقوقه التاريخية، أي مناطق اقتطعت من خريطته الأصلية. وأكدت رئيسة المفوضية الأفريقية دوليماني زوما هذا التوجه عندما رفضت توزيع طلب المغرب على الدول الأعضاء، ما أدى إلى احتجاج المغرب رسميا على التماطل. ولا ترحب الجزائر بعودة المغرب، لأنها تتهمه بمحاولة تقسيم الاتحاد، وفق تصريحات سابقة لوزير الخارجية رمطان لعمامرة، خاصة بعد انسحاب المغرب ودول عربية من قمة الاتحاد الأفريقي – الجامعة العربية خلال نوفمبر الماضي. وهكذا، هل عودة المغرب إلى الاتحاد ستجعل هذا التكتل القاري يساهم في حل نزاع الصحراء، وهو ما فشلت فيه الأمم المتحدة حتى الآن؟ أم سيزيد من تعقيد النزاع؟ الجواب سيحمله المستقبل.
كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي»

لماذا يريد المغرب العودة إلى الاتحاد الأفريقي ولماذا ترفض الجزائر؟
 
د. حسين مجدوبي

خلافات المصريين وذكرى يناير

Posted: 23 Jan 2017 02:12 PM PST

للعام الثالث على التوالي تنشغل قوى الثورة المصرية بخلافات داخلية فسيفسائية مشبوهة، تبدأ قبل أسابيع قليلة من حلول الذكرى السنوية لثورة يناير، وهو الموسم السنوي لإطلاق دعوات تجديد الثورة في مصر، والموسم السنوي الذي لا يزال نظام ما بعد الثورة يخاف منه، ويخشى من نزول المصريين فيه إلى الشارع.
تُشكل الخلافات التي تعصف بقوى المعارضة المصرية أهم أسباب البقاء والاستقرار والقوة لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث نجح خلال السنوات الأربع الماضية في تجريد المصريين من أي قيادة شعبية فاعلة، وجعل قوى المعارضة متشرذمة ومتفرقة ومنقسمة إلى بضعٍ وسبعين شعبة، بعد أن كانت تقف في ميدان التحرير صفاً واحداً عام 2011، حتى أسقطت الرئيس المخلوع حسني مبارك، ومضت نحو إسقاط نظامه قبل أن تنكفئ الثورة على نفسها وتتحول إلى شكلها الحالي.
الإخوان المسلمون في مقدمة القوى التي لم تعد صفوفها متراصة، كما أن قوى اليسار والنقابات والقوى الشعبية لم تعد هي الأخرى على لسان رجل واحد، وفي كل عام يُبادر العديد من الشخصيات الى محاولات لرص الصفوف وتوحيد الكلمة، وتبدأ هذه المحاولات في نهاية كل عام، لكنها ولأسباب غير معروفة سرعان ما تفشل، وسرعان ما تطغى الخلافات، فيما لا يجد المصريون من يقود الشارع حتى الآن، ولا يجدون أي معارضة حقيقية يمكن التعويل عليها في أي حراك، حتى لو كان هذا الحراك يهدف لمجرد الحراك، وليس تجديد الثورة أو إعادة الحياة إلى الشارع.
ويعلم القاصي والداني اليوم أن جماعة الإخوان المسلمين نفسها أصبحت أكثر من فريق، وأكثر من تنظيم، وأكثر من جماعة، وكل منهم يُغني على ليلاه، لكن الغريب أن خلافات الإخوان تطفو على السطح وتخرج إلى العلن وتلوك الحديث فيها وسائل الإعلام قبل أسابيع من ذكرى ثورة يناير السنوية، وهو ما يدفع إلى التساؤل عن أسباب الخلافات وسر التوقيت.. فما معنى الجدل التي يتكرر لثلاث سنوات في التوقيت نفسه حول الناطق باسم الجماعة، وهو الناطق الذي لا ينطق بشيء طوال السنة إلا في ديسمبر من كل عام؟ وما معنى الخلاف على مكتب الإرشاد واجتماعاته وقراراته ما دامت الجماعة كلها بصفها الأول والثاني قابعة خلف قضبان السجون؟ وما معنى مكتب إدارة الأزمة إذا كان يفتعل أزمة، كلما احتاج المصريون أن لا يكونوا في أزمة؟ وما أهمية «مكتب المصريين في الخارج» إذا لم يكن قادراً على إدارة المصريين في الداخل؟
وخلافات جماعة الاخوان المسلمين ليست وحدها التي تقصم ظهر المصريين، وتُحبط ثورتهم؛ فما مصير «مبادرة واشنطن» لتوحيد المعارضة المصرية، وهي المبادرة التي ظهرت فجأة واختفت فجأة؟ وما مصير بنودها العشرة؟ وأين ذهب المجتمعون الذين قرروا تلك البنود؟ وأين اختفى «إعلان فبراير» الشبابي الذي ظهر قبل شهور قليلة من «مبادرة واشنطن»، وهو الإعلان الذي أراد به شباب مصريون توحيد الصفوف ورصها وإنهاء حالة الخلاف والانقسام والتشرذم، لكنَّ «شباب مصر» الذين كانوا قادرين على التمترس في ميدان التحرير عام 2011 بكل فئاتهم وأطيافهم لم يعودوا قادرين على إخراج مبادرة لتوحيد الصفوف والحفاظ عليها، ولم يعودوا قادرين على تجديد روح الوحدة التي طالما أعطوا دروساً فيها لكل العالم العربي.
بعيداً عن محاولات إسقاط النظام وتجديد الثورة في مصر، فإن الخلافات التي تعصف بالقوى السياسية في مصر تشكل اليوم أكبر تهديد للبلاد والعباد، لأن المعارضة مؤسسة بالغة الأهمية في كل دول الكون، وهي أحد مؤسسات الرقابة على الدولة، وهذا ما كانت تقوم به المعارضة المصرية أيضاً خلال فترة حكم مبارك، عندما كانت تحمي المصريين من تغول النظام والتمادي في الاستبداد، أما اليوم فلم يعد في مصر أي قوى سياسية قادرة على الوقوف في الشارع أو الاعتراض على الأوضاع المأساوية بأي شكل من الأشكال.
كاتب فلسطيني

خلافات المصريين وذكرى يناير

محمد عايش

مسرحية الرئاسة الأمريكية

Posted: 23 Jan 2017 02:12 PM PST

تربع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب على عرش البيت الأبيض وبأغلبية جمهورية في الكونغرس الأمريكي، هذا الملياردير المقامر القلق في نظراته والمضطرب في مواطن كثيرة من كلامه والمتناقض بشكل واضح في تصريحاته لا يجب أن نعتقد أنه أرعن أو مجنون بل على العكس هو يعي تماما ما يحفظه من تصريحات فهو لا ينطق من رأسه المكسو بالشعر الأبيض وانما ينطق وفقا لما يمليه عليه اللوبي الصهيوني حرفيا ووفقا لكيفية برمجته من قبل مهندسي السياسة الصهاينة.
ولذلك الشيء الثابت الذي لا يتغير في كلامه وفي مواقفه هو الموقف الاندماجي والمساند للاحتلال الإسرائيلي بلا وعي أبدا، وظهر ذلك بوضوح في موقفه من القرار 2334 لمجلس الأمن الخاص بالاستيطان كما أن ترامب يتظاهر أنه يتصف بصراحة غريبة لا تليق بمستوى رئيس دولة عظمى وانما هو يتصرف وكأنه رئيس عصابة او شركة ويعتقد أن التصريحات والتهديدات والكلام العبثي سوف يعزز مكانته ويعزز هيبته ولكنه لا يعلم أن كثرة الصراخ وتكراره يؤديان إلى التعود على ذلك وبالتالي الاستخفاف بالمتكلم تدريجيا حتى لو كان رئيس دولة ومع الوقت سيفقد ترامب احترامه على المستويين الداخلي والخارجي وسيدرك الجميع انه كالطبل الأجوف.
وأنا اتوقع أن يكون دمار وخراب أمريكا على يديه لأن الحماقة دائما يدفع ثمنها الشخص الأحمق ومن يتبعه تماما كما حصل مع فرعون وقومه عندما غرق وأغرق كل الشعب معه بسبب حماقته الشهيرة، وهذا هو مصير كل الطغاة الحمقى دائما
ولكن هل القضية فقط بأن يقود ترامب الإدارة الأمريكية؟ هل هي عملية قيادة لسيارة دون مراعاة للجوانب والطريق التي أمامك ولمن خلفك ؟ القضية ليست بهذه البلاهة واعتقد أن اللوبي الصهيوني فشل فشلا ذريعا عندما اختار ترامب لتنصيبه على عرش امريكا… لأنك عندما تتعامل مع شخص ابله وتختاره ليكون واجهة لك فيجب أن تتحمل نتائج البلاهة والحماقة ولن تستطيع أن تنقذه من مواقف الحمق في كل مرة، ولن تستطيع أن تتحكم في لسانه أو تمحو زلاته فالإعلام اليوم يسجل كل شيء حتى لغة الجسد وتسريحة الشعر ولون ربطة العنق عندما يتعامل مع رئيس دولة تعتقد انها عظمى وبحجم الولايات المتحدة الأمريكية المهيمنة على العالم بالقوة العسكرية تحت اشـراف آبـار النفـط العـربية.
إن التحديات أمام ترامب كثيرة وخطيرة ولا حصر لها….
ولا أعلم كيف سيتصرف ترامب امام عدة قضايا ملتهبة في العالم. وخصوصا في الشرق الأوسط وأخطرها على الاطلاق القضية الفلسطينية… فنحن في زمن فقدنا فيه القدرة على التوقع لكن قد نستطيع وضع الاستقراءات والاستنتاجات لما قد يحصل بالرجوع إلى اقوال الرئيس ترامب خلال الحملة الانتخابية اذا لم يصدر منه ما يناقضها، وكذلك تصريحاته بعد فوزه في الانتخابات على هيلاري كلنتون التي تلقت صفعة قوية من الجمهور الأمريكي فلقد كانت معظم المؤسسات الاعلامية ومراكز القوى المؤثرة في الولايات المتحدة الأمريكية تقف ضد ترامب اثناء المباريات الانتخابية لصالح هيلاري كلنتون وكان الكل يصف ترامب أنه خطر على الأمن القومي الأمريكي. ولكن كانت النتائج صادمة للكثيرين الذين لم يتوقعوا فوز ترامب ولكنني من البداية قلت إن كل هذه الحماقات ستكون لصالح ترامب وسينجح… وصدقت توقعاتي.
إن العالم اليوم أشبه بمسرح كبير ولكل دولة دور تقوم به ويمثله رئيسها ووزير خارجيتها.. وفي ظل هذا المسرح الكبير لن يكون هناك أفضل من ترامب للقيام بدور الرئيس الأمريكي في هذه المرحلة من العرض المسرحي الدولي بالتعاون مع الامم المتحدة التي هي جزء اصيل من سيناريوهات هذه المسرحية القذرة والتي يشاهدها العالم كله ولكن يدفع فاتورتها الشعوب العربية بلا استثناء من أعصابهم ودمائهم ومقدراتهم وثرواتهم ويقوم بالتوقيع على الفاتورة دائما دول النفط العربي.
إن السياسة الخارجية الأمريكية واحدة لا تتغير لأن من يرسم السياسة الأمريكية هو اللوبي الصهيوني ولذلك ليست للرئيس الأمريكي حرية في ادارة الأزمات واتخاذ القرارات ولا يستطيع رئيس امريكي أن يعمل انقلابا على السياسة الخارجية الأمريكية ومواقفها من الصراعات في العالم كله ولو خرج عن النص المقرر وتجاوز حدوده كرئيس كومبارس يتم اغتياله فورا على يد انسان مجهز سلفا ومعه بطاقة مجنون أويتم التلميح بنشر فضائحه الجنسية كما حصل مع بيل كلنتون.

عضو الشبكة العربية لكتاب الرأي والإعلام – فلسطين المحتلة

مسرحية الرئاسة الأمريكية

أحمد لطفي شاهين

731 مليون مستخدم للانترنت في الصين

Posted: 23 Jan 2017 02:01 PM PST

بكين ـ أ ف ب: بلغ عدد رواد الانترنت في الصين وهو الأعلى في العالم، 731 مليون شخص في نهاية كانون الاول/ديسمبر أي ما يوازي عدد سكان القارة الأوروبية على ما اعلنت السلطات. وبات 53.2 ٪ من سكان الصين البالغ عددهم 1.37 مليار نسمة، يعتبرون من رواد الانترنت على ما جاء في بيان لمركز الإعلام حول الانترنت وهو هيئة حكومية.
وزاد عدد رواد الانترنت في الصين تالياً 43 مليوناً في غضون سنة (+6.2 ٪) حسب المركز أي ما يوازي تقريباً عدد سكان إسبانيا.
وتمنع بكين الوصول إلى مواقع انترنت أجنبية عدة منها «فيسبوك» و»إنستغرام» و»غوغل» و «يوتيوب» وديليموشن» فضلاً عن «تويتر» ومواقع اخبارية اخرى. وتخضع المحتويات المنشورة من قبل وسائل الاعلام الصينية وشبكات التواصل الاجتماعي لمراقبة لصيقة. إلا ان سرعة النشر وكمية المعلومات واستخدام برمجيات معينة تسمح أحياناً بالالتفاف على الرقابة.
وتعول الصين على الانترنت والشركات الناشئة والارتفاع الكبير في التجارة الالكترونية لتنشيط نموها الاقتصادي اذ ان محركات الاقتصاد التقليدية من صادرات وصناعات ثقيلة وغيرها باتت تعاني من التباطؤ.
واطلقت بكين خطة طموحة (انترنت بلاس) لتحفيز استخدام الانترنت وتنمية التكنولوجيات الجديدة.

 

731 مليون مستخدم للانترنت في الصين

دورتموند يتفوق على الريال ويخطف خليفة إبراهيموفيتش

Posted: 23 Jan 2017 02:00 PM PST

برلين – د ب أ: أعلن نادي بوروسيا دورتموند الألماني لكرة القدم أمس الاثنين عن توصله لاتفاق بشأن ضم المهاجم الشاب الموهوب ألكسندر إسحاق 17/ عاما/ من آيك سولنا السويدي.
وكانت تقارير عديدة أكدت رغبة نادي ريال مدريد الأسباني في التعاقد مع اللاعب ولكن اللاعب اختار الانتقال لدورتموند.
وقال مايكل زورك مدير الكرة بنادي دورتموند، في بيان له،: «ألكسندر إسحاق مهاجم يمتلك موهبة رائعة، وكان هدفا للعديد من الأندية الكبيرة في أوروبا… نشعر بالسعاة لأنه اختار دورتموند. كل من النادي واللاعب لديه القناعة بأنه انتقال رائع».
ولم يفصح دورتموند عن التفاصيل المالية للصفقة ولكن بعض التقارير أكدت أن اللاعب سينتقل مقابل حصول ناديه السويدي على عشرة ملايين يورو (7ر10 مليون دولار) وهو رقم قياسي للأندية السويدية.
ولم يكشف النادي عن فترة العقد «طويل الأمد» المبرم مع إسحاق الذي يعتبر الامتداد الطبيعي للمهاجم السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش.
وكانت تقارير إعلامية أشارت بقوة إلى رغبة الريال الملحة في ضم اللاعب ولكن دورتموند سبقه إلى التعاقد مع إسحاق.
وسجل إسحاق عشرة أهداف في 24 مباراة خاضها مع فريقه في الدوري السويدي خلال الموسم المنقضي والذي كان الأول له في البطولة حيث بدأ الموسم وهو لا يزال في السادسة عشر من عمره كما أصبح أصغر هداف في تاريخ الدوري السويدي.
ووافق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على صفقة الانتقال بعد مراجعة سن اللاعب.
وأصبح إسحاق أحدث العناصر الشابة المنضمة لصفوف دورتموند هذا الموسم حيث سبقه كريستيان بوليسيتش 18/ عاما/ وعثمان ديمبلي 19/ عاما/ وجوليان فيجل 21/ عاما/ وإيمري مور 19/ عاما/ .
ويحتل دورتموند المركزالرابع في جدول الدوري الألماني (بوندسليجا) حاليا بفارق 12 نقطة عن المتصدر بايرن ميونيخ كما يخوض منافسة شرسة على المراكز المؤهلة لدوري الأبطال الأوروبي الموسم المقبل مع أندية أنفقت بشكل أقل على تدعيم صفوفها.
وينتظر أن يكون إسحاق دعما قويا لهجوم الفريق الذي يضم الجابوني بيير إيمريك أوباميانج وماركو ريوس وأندري شورله خاصة بعد رحيل أدريان راموس مؤخرا عن صفوف الفريق.

دورتموند يتفوق على الريال ويخطف خليفة إبراهيموفيتش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق