Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 3 يناير 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


قصة «انتحار» قاض مصري شنقاً

Posted: 02 Jan 2017 02:28 PM PST

حظر النائب العام المصري نبيل صادق يوم أمس الاثنين النشر في قضية رشوة مجلس الدولة وذلك بعد إلقاء القبض على المستشار وائل شلبي أمين عام مجلس الدولة المصرية السبت الماضي، عقب قبوله استقالته لاتهامه بما سماه الإعلام المصري «قضية الرشوة الكبرى»، ثم إعلان السلطات وفاته انتحارا داخل محبسه.
تحمل القضية عناصر كثيرة للجدل، منها طبعا حجم الأموال التي قالت السلطات إنها حجزتها، فحسب هيئة الرقابة الادارية المصرية، التي ألقت القبض الأسبوع الماضي على جمال اللبان، مدير المشتريات في المجلس المذكور، وبحوزته «مبالغ مالية ضخمة» في منزله، حصل عليها «عن طريق الرشوة والتربح واستغلال النفوذ»، وتضمنت المضبوطات «قرابة 24 مليون جنيه و4 ملايين دولار ومليوني يورو وقرابة مليون ريال سعودي وكمية كبيرة من المشغولات الذهبية والهدايا الأخرى»، وهي مبالغ كبيرة وخصوصا اذا اخذنا في الاعتبار مطالبات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمصريين بالتقشف، وأنه هو شخصيا، لم يكن في ثلاجته على مدى عشر سنوات غير الماء.
حسب وكالات الأنباء فإن القاضي المستقيل كان قبل وفاته «انكر جميع الاتهامات التي وجهت له وقال إنها ملفقة»، وأن القوة المكلفة بحراسة رئيس مجلس الدولة المتوفى «اكتشفت انتحاره شنقا في شباك الغرفة بمحبسه»، وهذه التفاصيل والملابسات التي رافقت وفاة رئيس مجلس الدولة، ومن بعدها إعلان النائب العام حظر النشر في القضية، تفتح الباب واسعا للتساؤل في هذه القضية.
رئيس مجلس الدولة كان خبيراً بالقضاء ودهاليز الدولة المصرية، التي رأينا طرق اشتغالها في قضايا أكبر بكثير من «قضية الرشوة الكبرى»، ولا تتعلق بعشرات ملايين الجنيهات والدولارات واليوروات والريالات والمصوغات الذهبية، بل تتعلق بعشرات المليارات، قامت أجهزة الدولة والقضاء المصريين بالتصالح مع أصحابها، وقضايا أخرى تتعلّق بجهات «سيادية» كمجلس الرئاسة ووزارة الداخلية تم حلّها بشكل أو بآخر، وبالتالي فما الداعي لانتحار المتهم بعد ساعات من إنكاره التهم وزعمه تلفيقها ضده؟
الأخبار عن تسجيلات واعترافات يتناقص وزنها، ليس بسبب ما اعتدناه من حبكات الأجهزة الأمنية المعروفة التي تناطح الخيال في تناقضاتها وتشابهاتها أحيانا مع حبكات أفلام المقاولات، ولكن بسبب ترافقها مع قصة «الانتحار» صعبة الهضم (وبعدها حظر النائب العام للنشر)؟
هذه الملابسات «المزعجة» تفتح، بشكل تلقائيّ، الباب إلى فرضية لابد أنها جالت في عقول المصريين ممن راقبوا هذه الحلقة الجديدة من مسلسلات علاقة الفساد بأجهزة الدولة المصرية، وهي أن «قضية الرشوة الكبرى» ما كانت لتتم لولا مشاركة بعض المسؤولين الأكبر شأناً وسطوة فيها، وهذه المشاركة التي تعتبر «عقد تأمين على الحياة» لا تلبث أن تنقلب، حين يتصارع الكبار على الحصص، أو تكشف أحد الأجهزة الأمنية الأمر بالصدفة (أو بالقصد)، إلى قرار بالاعدام… شنقاً حتى الموت!

قصة «انتحار» قاض مصري شنقاً

رأي القدس

لماذا لم ينزل عن الصليب؟

Posted: 02 Jan 2017 02:28 PM PST

في الشعر العربي وفي الرواية أيضاً إشارات إلى يسوع الناصري، عيسى ابن مريم، تستحق أن تُقرأ وتُدرس. فالناصري الحاضر في أدبنا، صار رمزاً متعدد الوجوه، لكن أهم ما فيه هو أنه رمز عربي عام وليس رمزاً دينياً أو طائفياً، كأنه في يوم ميلاده، يتحدى الانحطاط، وينبثق في وعينا كلقاء بين الأضحية والضحية.
نستطيع أن نبدأ من التأويل الجبراني ليسوع ابن الانسان ونمضي في منعرجات الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة، لنكتشف أننا أمام شخصية تراجيدية ترث الحكايات الكنعانية عن الموت والانبعاث التي احتلت حيزاً كبيراً في نتاج من أطلق عليهم اسعد رزوق اسم الشعراء التموزيين، لكنها تفترق عنها في أنها لا تحتفي بالانبعاث، على طريقة استحضار الاله الكنعاني تموز أو أدونيس، بل تحوّل الموت اطاراً لتمجيد الضحية، أو شكلاً لرسم ملامح الانسان العربي، على صليب ارتفع فوق تلال الروح.
ثلاثة مقتربات أساسية لحضور عيسى في الشعر العربي المعاصر، بدأت مع العراقي بدر شاكر السيّاب في رائعته «المسيح بعد الصلب»، وانعطفت مع اللبناني خليل حاوي في التماهي بين المسيح ولعازار في قصيدته « لعازار عام 1962»، ووصلت إلى ذروتها مع انتشار المسيح في العديد من قصائد الفلسطيني محمود درويش وخصوصاً في «الجدارية»، حين يقيم الشاعر حواراً تراجيدياً مع السيد المصلوب.
المسيح ليس حاضراً في الشعر فقط، بل ان حضوره في الرواية يكاد أن يكون موازياً لحضوره الشعري، وخصوصاً في أعمال الروائي الفلسطيني جبرا ابراهيم جبرا.
التأويل الجبراني للمسيح الذي ينحو منحى نيتشوياً ممزوجاً بالصوفية، له فضل كبير في تحرير هذه الشخصية من بعدها الديني ووضعها في سياق دنيوي، وفتح الباب أمام صيرورة المسيح من رمز مرتبط بشعائر الدين المسيحي، إلى رمز عربي مصنوع من تجربة الألم والاحتضار والولادة.
بدر شاكر السيّاب دخل إلى هذا العالم الرمزي من بوابة جيكور قريته العراقية التي صار الشاعر مسيحها وابنها وضحيتها ومطرها. فجاء المصلوب ليجسد بعدين متداخلين: الشاعر النبي الذي يبحث عن نبوة لا يجدها، والعراق المصلوب على خشبة الاستبداد.
«بعدما أنزلوني سمعت الرياحْ/ في نواح طويل تسفّ النخيلْ/ والخطى وهي تنأى إذا فالجراحْ/ والصليب الذي سمروني عليه طوال الأصيلْ/ لم تمتني، وأنصتّ كان العويلْ/ يعبر السهل بيني وبين المدينةْ/ مثل حبل يشدّ السفينة/ وهي تهوي إلى القاع كان النواح/ مثل خيط من النور بين الصباح/ والدجى في سماء الشتاء الحزينة».
هذا التوحّد بالألم الذي يشكل احدى خصائص القصيدة السيّابية، يصل إلى ذروته عندما يرى الشاعر صلباناً تمتد إلى ما لا نهاية:
«كل شيء مدى ما ترى العين/ كالغابة المزهرةْ/ في كل مرمى صليب وأم حزينةْ/ قدس الرب/ هذا مخاض المدينة».
يعود السياب في رحلته مع الصليب إلى ترسيمة الانبعاث التي شكلت محوراً أساسياً في شعره، بينما ينفض خليل حاوي عن شعره تفاؤلية الانبعاث التي صاغتها مجموعته الشعرية الأولى «نهر الرماد»، ويغرق في عتمة القبر الذي بدأت ملامحه في الظهور مع فشل تجربة الوحدة السورية- المصرية، ليمهّد للهول الذي جاءت به الهزيمة الحزيرانية المروعة.
لعازر طريح القبر ويرفض أن يستمع لنداء المسيح القيامي، ويعلن تمرد الحقيقة على الرمز:
«عمّق الحفرة يا حفارُ/ عمقها لقاع لا قرارْ». هكذا يستقبل لعازر موته، لكن حضور السيد ونواح مريم قائلة «لو كنت هنا لما مات أخي»، كما ورد في الأناجيل تدفع المسيح إلى اجتراح معجزة القيامة التي يشكك لعازر بها قبل أن يرفضها:
«صلوات الحب والفصح المغني في دموع الناصري/ أترى تبعث ميتا حجّرته شهوة الموت ترى هل تستطيع/ … صلوات الحب يتلوها صديقي الناصري/ كيف يحييني ليجلو عتمة غصت بها أختي الحزينة/ دون أن يمسح عن جفنيّ حمّى الرعب والرؤيا اللعينة».
وعندما يعود لعازر حيا كطيف ترفضه الحياة، يصرخ بصوت الشاعر:
«الجماهير التي يعلكها دولاب نارْ/ من أنا حتى أردّ النار عنها والدوارْ/ عمّق الحفرة يا حفّارُ/ عمّقها لقاع لا قرارْ».
رحلة الانبعاث بتلاوين الموت السيّابية تنتهي في قصيدة خليل حاوي يأساً. فالانبعاث الذي بشرنا به الشعر في حداثته القومية تلاشى في عتمات مقبرة الهزيمة. وكان على شخصية يسوع الناصري أن تنتظر شاعرها الفلسطيني كي تتحرر من ثنائية الموت والانبعاث، وتصير رمزاً شاملاً للضحية.
في شعر محمود درويش لا يعود المسيح صورة يستوحي الشعر معانيها ويقوم بتأويلها، بل يصير المسيح هو الفلسطيني، ليس كرمز بل كحقيقة ملموسة، وينتشر في الشعر الدرويشي كتجربة شخصية يعيشها الشاعر. فالمسيح يقف على أطلال البروة التي طرد منها لاجئا، يُصلب في السجون، وحين يعود يجد نفسه لاجئا في وطنه.
في «الجدارية» يعيد الشاعر تأويل المسيح، يلتحم به وينفصل عنه في آن معاً، يمشي معه على ماء بحيرة طبريا أو بحر الجليل، يصعد معه إلى خشبة الصليب، لكنه يقرر أن لا يتابع الرحلة إلى الموت:
«ومثلما سارَ المسيحُ على البحيرةِ/ سرتُ في رؤيايَ/ لكنّي نزلتُ عن الصليبِ/ لأنني أخشى العلوَّ/ ولا أبشّر بالقيامة».
الشاعر الذي كتب قصيدته بعد خروجه من حافة الموت، يرسم المسيح أفقاً مختلفاً، يدعوه إلى مائدته الفلسطينية بدل أن يذهب كما فعل أسلافه إلى مائدة الناصريّ الرمزية. يحرره من الأسطوري ويدخله في العادي، فالمسيح ليس ضيفاً على المائدة الفلسطينية، انه المائدة التي صنعها ألم الضحية.
حكاية يسوع الناصري التي تجذرت في أدبنا العربي المعاصر لا علاقة لها بالدين وجدله الإيماني، وهذا ما فات استاذنا الكبير إحسان عباس في تحليله النقدي القاسي لقصيدة السيّاب. انها حكاية تتألف من فصلين:
فصلها الأول يتجسّد في كسر الهويات المقفلة، عبر تملّك ثقافي عميق لشخصية يسوع الناصري، وادراجها في متن ثقافة عربية تسعى إلى الانعتاق بحثاً عن جذورها الثقافية المتنوعة. وفي هذا تذكير لأسياد مرحلة السقوط والاستبداد والعتمة التي تفرض ظل الموت على حياتنا العربية، بأن هذا السقوط طارئ انحطاطي لا يستطيع أن يستمر.
وفصلها الثاني اسمه الحب، فالناصري يولد من جديد في أدبنا مجبولاً بإيقاعات الحب التي تخمّر أروحنا. فنفاجأ به مثلما يفاجئنا الحب، ويمضي بنا إلى حيث يشاء.

لماذا لم ينزل عن الصليب؟

الياس خوري

محاكمة فيروز هل هي فيلم إسرائيلي حقاً؟ أي حقيقة ستكشف حفيدة صدام حسين؟ والسوريون ليسوا شعب «الباصات الخضر»

Posted: 02 Jan 2017 02:28 PM PST

يشفق المرء، أكثر مما يغضب، لحال المغنية الحلبية ميادة بسيليس وزوجها الملحن سمير كويفاتي في إطلالتهما على برنامج «أجراس المشرق» على قناة «الميادين»، ليس فقط لما يعكسه حديث كليهما من خواء وثقافة سطحية قلّ نظيرها، بل وكذلك بسبب سخرية واحتقار لجزء من أبناء البلد، أولئك الذين جرى الترميز لهم بـ «أصحاب الباصات الخضر».
مقدّم البرنامج غسان الشامي، الذي أراد لأدائه في الحلقة أن يكون أداء شاعر ناشئ مولع بالإنشاء الرديء، ومنبرية مستهلكة، قال يسأل: «هذا المجتمع الذي بات جزءاً منه، ويجب أن نعترف، أمثال الخارجين بـ»الباصات الخضر»، يكره الموسيقى، يكسر العود والغناء، والشعر، كيف يمكن أن نجذب هذا الجزء من المجتمع إلى الموسيقى التي تنمّي الروح؟».
لم يخطر لبسيليس أن تجيب بالفعل كيف يمكن لذلك «المجتمع» أن يعود إلى الموسيقى، فلعلّها تعرف أن ليس هذا الهدف الحقيقي من سؤال المذيع صاحب البرنامج الفريد في اختصاصه بقضايا الوجود المسيحي الراهن في الشرق، تعرف جيداً أن السؤال هو إيحاء يتوخى هذا الجواب: «هدول تبع الباصات الخضر يروحوا الله معن. يطلعوا بأي لون بدهن ياه. هالباص مو باصنا». هكذا قالت المغنية بالتضامن مع شريكها الملحن ساخرين.
لا بدّ من تذكير بسيليس ورفيقها، لعلّ هناك بقية من ضمير، بالصور التي تداولها إعلام محايد لركاب الباصات الخضر، والتي أظهرت مدنيين من نساء وأطفال إلى جانب أبنائهم من المقاتلين، فهل يستحق ذلك الجزء من السوريين، الذين لا يستطيع قانون في العالم أن يجرّدهم من جنسيتهم، مهما كانوا ضالّين، أن ينكَروا بهذا الشكل، وفي برنامج يقدَّم باسم المسيحية!
وبالمناسبة، إن من أحطّ إبداعات موالي النظام والممانعة الإشارة إلى الباصات الخضر واستعادتها كطريقة للسخرية والشماتة من معارضيهم. تلك بالضبط هي عاركم الذي لا ينسى، عار تهجير سكان البلاد من بيوتهم وبيوت أجدادهم إلى المجهول. الباصات الخضر هي عاركم، ودليل آخر لا يمحى عن توحشكم، على الأقل إلى أن تنقرض الباصات وينقرض اللون الأخضر.

محاكمة فيروز

ما زالت تفاصيل القرار القضائي الأمريكي بحق السيدة فيروز، والذي يلزمها بدفع مبلغ 800 ألف دولار غامضة حتى الساعة. لم تستطع ريما رحباني، ابنة فيروز، أن تجلو غموض القضية، إن لم نقل إنها زادتها التباساً وإثارة حين قالت، حسب ما نقلت وسائل إعلام، باندهاش «ده فيلم أمريكي – إسرائيلي طويل ما ممكن يتفبرك ويصير إلا بأمريكا».
لفيروز موقعها الأكيد في قلوب الملايين، التي بإمكانها أن تصبح دروعاً لحمايتها من ألف شرّ، لكن غريب أن تلجأ الإبنة الرحبانية إلى ذريعة هزيلة، رغم أنها من هذا الحجم الهائل. وما أسهل أن يكتشف المرء أين سمع مثل هذه الحجج من قبل. تلك التي تدفع عن نفسها الاتهام بالحديث عن مؤامرة أمريكية – إسرائيلية كونية.
ذات مرة استعمل زياد رحباني، الابن الأكبر لفيروز، اتهامات من العيار نفسه، حين أراد أن يفسّر ولع الغرب بموسيقى الفنان التونسي أنور ابراهم بكونه يهودياً (وهو ليس كذلك كما هو معروف)، كما اتهم في المقابلة نفسها موسيقى الفنان اللبناني ربيع أبو خليل بأنها «موسيقى صهيونية».
في الإمكان الحديث طبعاً عن مؤامرات أمريكية وإسرائيلية أكيدة لا تنكر، وربما لا تحصى، لكن في ما يتعلق بالقضاء الأمريكي نعرف جميعاً أنه مستقل لطالما وقف أمامه علية القوم الأمريكيون وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون إبان قضيته الشهيرة مع مونيكا.
لا يليق بالعائلة الرحبانية وإنجازاتها الكبيرة أن تلجأ إلى تلفيقات من هذا النوع، لا نحسبها تنطلي، ولا نحسبها تنجي من الحساب. كذلك لا يليق أن يظل الولدان الرحبانيان يتحدثان باسم السيدة الكبيرة، فكلما فتح كل منهما فمه بتصريح قاد العائلة إلى مصيبة جديدة.

حفيدة صدام حسين

حفيدة صدام حسين لابنته رغد، ظهرت في إعلان ترويجي تعد فيه برواية الحقيقة الضائعة بين حقائق عديدة مشوهة ومتصوَّرة. يقول الإعلان إنها ستروي «تفاصيل لم ترو من قبل لأضخم قصة في العصر الحديث، ترويها حرير حسين كامل كما عاشتها».
كما سيجري التقديم للإعلان على قناتها على «يوتيوب» بسطر يقول «حرير حسين كامل، حفيدة الشهيد المهيب صدام حسين، ابنة رغد صدام حسين وشهيد الغضب حسين كامل…. تتكلم عن ما لم يتكلم عنه التاريخ».
الفيديو يشي برغبة في التمثيل أكثر من رغبة بالقول، إذ تظهر شابة تمشي في طريق غارق بالضباب، بمحاذاة جدار مليء برسوم غامضة، وبيديها صورة الجدّ صدام مصافحاً أبيها حسين كامل (الذي كان صدام قد أعدمه فيما بعد إثر انشقاقه وهروبه إلى الأردن)، فيما هي تتلمس الصورة مثلما ناسك في محراب، مرفقاً بصوتها وهي تتحدث عن الحقيقة.
الإشارات التي حملها الفيديو لا تبشر إلا بحقيقة مطعونة جديدة، وقد يكون مشفقاً سلفاً تخيّل كيف ستجد البنت العذر لجدها في قتل أبيها وعمها بعدما أعطاهما الأمان.
نحن إذاً بانتظار حقيقة آخرى، حكاية جديدة، تضاف إلى الحقائق التي تحدثت عنها الحفيدة، قد لا تكشف أو تضيف بقدر ما قد تكون مادة لسينما مليئة بالرعب أو الميلودراما.

مسرح تنويري في دمشق

تقرير لقناة «الميادين» من دمشق صوّر جزءاً من حال المسرح فيها كما يراها بعض المشتغلين على الخشبة اليوم، فحوى التقرير كلها سنجدها في كلمة للمخرج والممثل سامر عمران عندما قال إن سبب الأزمة الراهنة هو غياب المشاريع الثقافية التنويرية.
واضح أن التقرير، كما عمران، لا يريد أن يلحظ أي مصيبة أخرى ارتكبها النظام، لا الظلم الراسخ منذ أربعين عاماً، ولا الاعتقالات، لا البراميل، ولا التهجير.
سنرى إذاً إن كنتم قادرين على إقناع النظام بمشاريع تنجيكم من توحش بات فالتاً من أي عقال أو ضابط.

كاتب من أسرة «القدس العربي»

محاكمة فيروز هل هي فيلم إسرائيلي حقاً؟ أي حقيقة ستكشف حفيدة صدام حسين؟ والسوريون ليسوا شعب «الباصات الخضر»

راشد عيسى

أجهزة الأمن هندست البرلمان المصري ورسمت تفاصيله… وكتاب يعربون عن ندمهم ويعتذرون للرئيس مرسي

Posted: 02 Jan 2017 02:27 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» : بين البكاء على استحياء وبحذر شديد في الصحف القومية، والصراخ والعويل في صحف المعارضة والمستقلة على جزيرتي تيران وصنافير، اللتين أقرت الحكومة المصرية بملكيتهما للسعودية، قضت مصر أمس يوماً آخر تتراوح فيه الجماهير بين عتبة اليأس وشاطئ الخوف من مجهول بات واقعاً، متمثلاً في تردي الأحوال المعيشية للأغلبية العظمى من المواطنين الذين أصبحوا يخوضون حروباً يومية من أجل توفير لقمة العيش لأسرهم، بعد أن دفعت بهم الحكومة، عبر سلسلة من الإجراءات الاقتصادية، نحو قاع المجتمع.. وفي الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 2 يناير/كانون الثاني، تشابكت المعارك وتفاقم الخلاف واجتمع الخصوم من جهات شتى على هدف واحد هو، التنديد بالفشل المدوي للحكومة في التصدي للمشاكل الاقتصادية، والاستسلام لحفنة رجال الأعمال الذين باتوا شيئاً فشيئاً يستردون زمن الديكتاتور المستبد مبارك بكافة تفاصيله، حيث تحرص السلطة الجديدة في البلاد على تدليلهم وعدم المساس بالمكتسبات التي جنوها على مدار العقود الثلاثة الماضية. كما شهدت الصحف بالطبع ثناءً على السيسي من قبل حفنة من كتاب النظام الذين لم ينسوا بطبيعة الحال الهجوم على الإخوان وإلى التفاصيل:

سامحنا يا مرسي

تقدم سامح أبو عرايس – مدير حملة عمر سليمان سابقا وأحد أبناء مبارك – باعتذار للرئيس الأسبق محمد مرسي والإخوان قائلا: «حاسس أننا ظلمناهم. وقال في تدوينة عبر حسابه على «الفيسبوك»: «كلمتين عايز أقولهم في بداية السنة الجديدة علشان أريح ضميري.. بعد إقرار الحكومة التنازل عن تيران وصنافير وإحالته للبرلمان للتصديق عليه، كده يبقى كل اللي اتهمنا به مرسي وكنا خايفين أنه يعمله بيعمله حاليا السيسي». وأضاف: «كنا خايفين أن مرسي يتنازل عن جزء من سيناء، والنهاردة السيسي بيتنازل عن تيران وصنافير. كنا خايفين أن مرسي يغرق مصر بالديون وينفذ أجندة صندوق النقد الدولي بخفض العملة وإلغاء الدعم، والنهاردة السيسي نفذ كل ده وأغرق مصر بالقروض الخارجية ووصل الدولار لعشرين جنيه، وبيلغي الدعم وعايز يبيع المستشفيات الحكومية كمان، وكل أجندة صندوق النقد الدولي بينفذها بالحرف». وأردف: «كنا بنقول إن مرسي والإخوان هيقمعوا أي شخص يعارضهم ويعملوا فاشية باسم الدين، ويبقى اللي بيعارضهم ضد الدين، والنهارده السيسي ومؤيدينه حولوا البلد إلى فاشية باسم الوطنية واللي يعارض السيسي يبقى ضد الجيش ويبقى خائن ويتشتم من الإعلام واللجان الإلكترونية، وممكن يختفي قسريا أو يعتقل أو يتصفى في الشارع. الحقيقة أن النظام الحالي بيعمل أبشع بكثير من اللي كنا خايفين أن الإخوان يعملوه.. علما بأن أغلب اللي هاجمنا مرسي علشانه كانت مخاوف وتوقعات يعني ماشفناش مرسي بيتنازل عن أرض فعليا مثلا. وماشفناش ذبح للمعارضين في الشوارع زي اللي حصل في رابعة والنهضة وغيرها، وماشفناش اختفاء قسري.. علشان كده حاسس فعلا أننا ظلمنا مرسي والإخوان.. إحنا آسفين يا مرسي».

العجلة من الشيطان

«لماذا أصرت الحكومة على أن تسارع إلى إبلاغ البرلمان بموافقتها على قرار تعليم الحدود البحرية بين مصر والسعودية في البحر الأحمر، الذي يؤكد سعودية جزيرتي تيران وصنافير، لكي يناقش الموضوع؟ بينما لا يزال القضاء المصري ينظرالدعوى التي أقامها بعض المصريين لإثبات ملكية مصر للجزيرتين، كما يشير مكرم محمد أحمد في «الأهرام» على أن مصر قامت بحماية الجزيرتين لما يقرب من 70عاما وقعت خلالها ثلاث حروب مريرة مع إسرائيل، لعبت فيها الجزيرتان دورا مهما في حماية أمن مصر وسيناء، لتبدو الصورة، كما قال الزميل حمدي رزق مربكة تنذر بمواجهة بين السلطتين التشريعية والقضائية، وتقطع الطريق دون أي مسوغ على السلطة القضائية التي لم تصدر بعد حكما باتا ونهائيا في الموضوع. ويتساءل الكاتب، ما وجه العجلة في إعادة الجزيرتين إلى السعودية قبل استيفاء كل الشروط التي تضمن تلافي أي آثار سلبية يمكن أن تلحق بأمن سيناء وأمن مصر، نتيجة تسليم الجزيرتين، وقبل اتخاذ الإجراءات الاحترازية التي تسد الفراغ الأمني الذي يمكن أن يترتب على نقل سلطة إدارة الجزيرتين إلى المملكة، خاصة أن المملكة قبلت لمدة تقرب من 70 عاما أن تبقى الجزيرتان وديعة لدى مصر، وتتحمل مصر مسؤوليتهما الأمنية في مواجهة كيان عدوانى شرس يخطط لسلب الأرض العربية والهيمنة على اقدار الشرق الاوسط؟ ولا ضرر المرة أن تنتظر السعودية بعض الوقت إلى أن تدبر مصر حالها، وتتمكن من تعويض هذا الفراغ الأمني حماية لأمن سيناء وأمن مصر، خاصة أن الصراع العربي الإسرائيلي لم يجد تسويته النهائية بعد».

الغضب الساطع آت

نبقى مع أزمة الجزر، حيث حذر أحمد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام من لحظة انفجار مقبلة بسبب التنازل عن تيران وصنافير. وحسب «البداية» كتب النجار على صفحته على فيسبوك بعد ساعات من قرار الحكومة بالموافقة على اتفاقية التنازل عن الجزيرتين، المعروفة إعلاميا بترسيم الحدود وإحالتها للبرلمان، أن مصر قد تنام على خواء البطون لكنها ستنتفض بشراسة النمر من أجل ذرة من ترابها، وقال أحمد السيد النجار الذي سبق ومنعت «الأهرام» نشر بعض مقالاته بخصوص القضية نفسها، بحكم التاريخ والجغرافيا والارتباط الإستراتيجي.. تيران وصنافير مصريتان. وتابع: تولى إعلام المسوخ والشراشيح محاولة تدمير وعي الأمة بوطنها وبقدسية ترابه وأحدثوا تشوشا لدى البعض، لكن براهين المدافعين عن حصون وتفاصيل الوطن وأحكام القضاء، التي أكدت مصرية الجزيرتين استعادت الوعي لهؤلاء، وواصل النجار محذرا، أصبح التنازل عن أرض الوطن عارا وحدا فاصلا بين صمت الشعب على كل المشاكل الاقتصادية من أجل الاستقرار، وبين لحظة الانفجار، فاحذروا فمصر قد تنام على خواء البطون، لكنها ستنتفض بشراسة النمر من أجل ذرة من ترابها، فما بالكم بجزيرتيها اللتين هما مرتكز الدفاع الاستراتيجي عن قناتها وبحرها وخليجها لو تعلمون».

ماذا بعد الصبر؟

«السيسي طالب المصريين بمزيد من الصبر 6 شهور جديدة، وطبعا، كما يشير حسام فتحي في «المصريون»، فإنه من صبر أكثر من 60 عاما لا يضره صبر 6 شهور أخرى، ولكن بعدها ماذا سيحدث؟ نتمنى على الله بعد 6 شهور أن يعود المصريون أصحاء، ويختفي «وباء» فيروس «سي» من أجسادهم الواهنة، وتخرج أمراض الكلى والكبد وكل الأمراض المستوطنة في أجسامهم، التي قاومت كل أنواع التلوث. نتمنى بعد 6 شهور أن تخف وطأة الإرهاب الأسود، ونحقن دماء الشهداء، ونصل إلى حل لمشاكلنا دون قتل وذبح وتفجيرات وتقتيل مضاد، ويعم السلام سيناء، أرض السلام، وكل شبر من أرض مصر المحروسة بإذن الله تعالى. نتمنى بعد 6 شهور أن يعود الجنيه إلى الحياة مرة أخرى، ويستفيق من غيبوبته أمام كل عملات الأرض، حتى الـ «بولا» بتاع بوتسوانا، والإيسكودو عملة «الرأس الاخضر»، و«الوالاس» الغامبي، حتى نشعر بأننا نمتلك عملة محترمة يمكنها شراء «شيء ما» من مكان ما. نتمنى بعد 6 شهور أن تعود السياحة إلى مصر، أكثر دول العالم استحقاقا للسياحة بلا منازع، وأن تتراجع معدلات البطالة، وتعود المصانع المغلقة للإنتاج، والأيدي «البَطّالة» للعمل، وتنجح زراعة 1.5 مليون فدان، وتصمد شبكة الطرق الجديدة والقديمة، وننتهي من تطوير حواجز تقاطعات خطوط السكك الحديدية. الأمنيات لمصر في العام الجديد كثيرة.. تفوق حجم الصعوبات والمصاعب والمصائب والجروح التي تحملناها لأكثر من 6 عقود».

تخبط اقتصادي

إذا كان هناك وصف لسياسات الحكم في مصر فإنه يمكن وصف ما يتم اقتصاديا بالتخبط الاقتصادي، حيث لا تتم مواجهة مشكلة من المشكلات المستمرة ووضع آليات القضاء عليها، بل مجرد إجراءات للتهدئة، وهو ما يلمسه صفوت قابل الكاتب في «الشروق» في مواجهة مشاكل نقص السلع المستمرة من الأرز إلى السكر إلى الأدوية وهكذا تستمر الأزمات من سلعة إلى أخرى. من مظاهر هذا التخبط أيضا اتخاذ قرارات ثم التراجع عنها، وهو ما رأيناه في قرار منع تصدير الأرز ثم السماح بتصديره ثم العودة لمنع التصدير، والتغاضي عن التهريب ثم الشكوى من التهريب، وكأن الحكومة غير قادرة على مواجهة هذا التهريب. نضيف إلى ذلك أيضا التراجع عن قرار إلغاء الجمارك على الدواجن المستوردة بعد صدوره بأيام، وما صاحب ذلك من اتهامات بتربح البعض، وفي كلا القرارين هناك المبررات بأن ذلك لصالح المستهلك، بينما المستهلك يئن من زيادة الأسعار يوميا. أيضا طال التخبط السياسة النقدية؛ فمن وضع قواعد وتحديد مبالغ الإيداعات بالعملة الأجنبية لمواجهة السوق السوداء في العملات الأجنبية، وتقليل الواردات، إلى إلغاء ذلك عمليا بعد شهور، ثم التحول الدراماتيكي في السياسة الاقتصادية بتعويم الجنيه، ثم لم تكد تمضي أسابيع، وتحت ضغط ارتفاع سعر الدولار كل عدة ساعات، إلا وعادت المطالبة بضرورة تدخل البنك المركزي وضخ الدولارات في الأسواق ، وهكذا يستمر التخبط. نشير أيضا إلى ما يصدر من وعود بمراعاة محدودي الدخل، التي تكون في جملتها مجرد رسالة لبث الطمأنينة في النفوس، حتى يتم التعود على الأوضاع الجديدة، ومن ذلك وعد الرئيس السيسي بأنه أصدر توجيهاته بعدم المساس بأسعار السلع الأساسية، بينما الواقع أن زلزالا أصاب كل السلع ما أفقد المواطن ثقته في التصريحات».

«البطل القومي لإسرائيل»

نتحول للهجوم على الرئيس والبرلمان على يد أمين إسكندر في «مصر العربية»: «بعد مرور ما يقرب من الخمس سنوات على ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وما يقرب من ثلاث سنوات على الموجة الثانية للثورة في 30 يونيو/حزيران 2013، وما يقرب من سنتين ونصف السنة على تولي عبد الفتاح السيسي الرئاسة المصرية، وما يقرب من نصف العام على تشكيل مجلس للنواب برئاسة علي عبد العال، اكتشف كثيرون من شعب مصر أن «ريما عادت لعاداتها القديمة» كما يقول المثل، وأن أحوال مصر من سيئ إلى أسوأ، ومن سياسات يصنعها صندوق النقد الدولي إلى عودة للصندوق وسياساته مرة أخرى، ومن استبداد سياسي إلى استبداد سياسي آخر ومن سياسات إفقار وتجويع إلى سياسات إعدام للطبقة الوسطى، تحت مسمى تحرير سعر العملة ـ تعويم الجنيه وهكذا زاد الفقراء واتسعت مساحة الفقر، ومن رئيس يوصف من قبل نخبة الكيان الصهيونى بالكنز الإستراتيجي إلى رئيس يأتي بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو يوصف بالكنز الاستراتيجي وبالبطل القومي لـ«إسرائيل». وبرلمان قبل ثورة 25 يناير 2011 الذي عُرف باسم برلمان أحمد عز، الذي تم تزويره بالكامل، جاء برلمان النواب في عصر السيسي بعد أن تمت هندسته ورسم تفاصيله من قبل أجهزة الأمن المصرية (مخابرات وأمن وطني) بدءا من القوانين المنظمة لتشكيله، التي لم يتحاور عليها أحد، ولم يؤخذ برأي أحد من الشعب، وكانت قد صدرت من قبل الرئيس إلى قيادة ضابط من المخابرات لقائمة في انتخابات البرلمان تحت اسم «دعم مصر»، عُرفت بإنهاء قائمة الدولة، بالإضافة إلى تدخل الأمن الوطني بالعديد من العناصر، وتكليف بعض رجال الأعمال بالصرف على مرشحين مدعومين من أجهزة الأمن في معركتهم الانتخابية.

تصريحات السيسي للفلاحين حبر على ورق

«الفلاح المصري منذ عهد الفراعنة، في مؤخرة اهتمام حكامه، استمرت الأوضاع هكذا حسب أحمد إبراهيم في «الوطن» حتى ثورة يوليو/تموز، وقام عبدالناصر بتوزيع أراضي الإصلاح الزراعي على الفلاحين، وسمح لأبنائهم بالتعليم المجاني والتعيين في الوظائف المهمة، والالتحاق بالكلية العسكرية وكلية الشرطة. وبعد عبدالناصر عادت معاناة الفلاح مرة أخرى من الفقر والجهل والمرض، تحمّل الكثير وما زال صابرا، وهو من الفئة المنتجة في البلد، لم يعترض ولم يشكُ. حتى في ظل الفوضى والانفلات الأمني كان الفلاح يعمل ويشقى حتى لا نجوع، كل فئات المجتمع تظاهرت وأضربت للمطالبة بما لا تستحق، والفلاح لم يفعل ذلك للحصول على حقوقه، بل كان داعما للرئيس والدولة في كل الأحداث السياسية، وأبناؤه الجنود هم الأكثر استشهادا برصاص الإرهاب الغادر، كل هذا لم تقدّره الحكومة، بل إنها تذبحه وتمنعه حتى من الأنين والتألم، كل الفئات لها نقابات واتحادات تطالب بحقوقها إلا الفلاح، لا يجد من يحنو عليه أو يرفق به حتى وزارة الزراعة (الله يرحمها) تركته في مهب الريح، يقاوم بنفسه ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وإلغاء الإرشاد الزراعي الذي كان يساعده في استنباط أصناف حديثة من التقاوى والبذور لزيادة إنتاجه. حتى أبناء الفلاحين المتفوقون في التعليم ممنوعون من التعيين في الوظائف المهمة في البلد – القضاء والخارجية والجيش والشرطة – وبعد ثورتين ما زالت تلك الجهات تشترط حصول الوالدين على مؤهل عال. كل هذا والحكومة تفكر في زيادة أسعار الأسمدة مرة أخرى، لماذا إذن ترتفع الأسعار؟ ولماذا يتحملها الفلاح؟ الرئيس السيسي وعدهم بمعاش ضمان اجتماعي وتأمين صحي وشراء محاصيله الاستراتيجية وأيضا نقابة تدافع عن حقوقهم، هذه القرارات لم تنفذها الحكومة».

«يا ضاربين الودع»

«بعض المسؤولين وكذا المتخصصين يتناولون شؤون المستقبل في مصر بمنطق لا يقل سذاجة عن منطق المنجمين، إذا صح أن يكون التنجيم محكوما بمنطق. فبم نفسر كلاما سمعناه عن موضوع «الجنيه والدولار» خلال عام 2016، من نوع: «مشكلة الدولار ستحل تماما أول يونيو/حزيران 2016» و«حجم الاحتياطي في هذا التاريخ سيتجاوز الـ30 مليار دولار». وكلام من فصيلة «الدولار هيبقى بـ4 جنيه» وغير ذلك. واضح أن هذا الكلام لم يستند إلى معلومات دقيقة أو حسابات منطقية، فجاء أشبه بأحاديث المنجمين والمشعوذين وضرب الودع، ووشوشة الدكر كما يشير محمود خليل في «الوطن»، هل تعرف معنى عبارة «وشوش الدكر» التي يستخدمها «الضاربون بالودع»؟ إذا كنت لا تعرف دعنى أقول لك.. الطلب الأول الذي يطلبه أو تطلبه منك ضاربة الودع هو «وشوشة الدكر»، لكي تحكي له ما يعكر عليك حالك، وما تحلم بتحقيقه في الحاضر أو المستقبل، ثم تأخذ «دكر الودع» منك وتبدأ في كشف الأسرار التي أفضيت له بها، وتحكي لك ما يؤرقك من مشكلات في الحاضر، وما ينتظرك من أحداث ستؤدي إلى حلها أو تعقيدها في المستقبل. من المعلوم أن لجوء الإنسان إلى الدجل والشعوذة يرتبط بشعوره بالعجز وقلة الحيلة، فإحساس الفرد بالسيطرة على أمور حياته يجعله أكثر عقلانية، لكن الأمر يختلف عندما تغيب السيطرة. مع مطلع عام جديد، أتصور أننا جميعا مطالبون بتبني رؤية أكثر عقلانية في النظر إلى مشكلاتنا، ينطبق هذا على المسؤول الذي يدير، كما ينطبق على المواطن الذي يعاني من المشكلة. أفهم أن يقدم المسؤولون توقعات علمية لمسارات الأحداث والمشكلات، لكنني لا أستطيع أن أستوعب الكلام الجزافي غير المحسوب، وأفهم أن يتفاءل المواطن بالآتي، ولكن بوعي عميق بالإسهام المطلوب منه للوصول إلى مستقبل أفضل، بعيدا عن حكاية «وشوشة الدكر».

السلطة تأكل أبناءها

نبقى مع الحرب على النظام وأسامة الغزالي حرب في «المصري اليوم»: «أضم صوتي بكل قوة، وبلا أي تردد إلى الكلمة الرائعة، التي كتبها «نيوتن»، يوم (1/1)، تحت عنوان: «نهاية كل حزب»، التي أدان فيها عملية التدمير الشائنة، التي يتعرض لها حاليا حزب «المصريين الأحرار». أتفق تماما مع قوله بأن ما حدث ليس غدرا بنجيب ساويرس، وإنما هو غدر بفكرة المعارضة، وغدر بمبدأ الديمقراطية. أتفق معه على «ما تحاوله بعض الأجهزة الأمنية لإفشال التجربة الحزبية البائسة في مصر، التي تتعرض للتدهور والانتكاس. أتفق معه في أن إنجاح التجربة الحزبية ليس مسؤولية المعارضة، وإنما هو مسؤولية مَن بيده اتخاذ القرار والحكم. أتفق معه في أن المعارضة مثل المضاد الحيوي بالنسبة للجسد، ومثل المراجعة التي لا يستقيم عمل المؤسسة المالية بدونها. وأضيف إلى هذا كله وأقول إنه قبل إنشاء «المصريين الأحرار» كان هناك حزب الجبهة الديمقراطية، الذي أُنشئ كحزب ليبرالي في مصر في عام 2007، وأسهمت في إنشائه أسماء وطنية وقامات كبيرة في الحياة السياسية المصرية: د. يحيى الجمل، د. حازم الببلاوي، د. على السلمي، د. محمد غنيم، د.صلاح فضل، أ. سكينة فؤاد، د. سلوى سليمان، أ. خالد قنديل، د. نور فرحات، د. مصطفى كمال طلبة، أ. محمد منصور حسن، أ. راوي تويج، د. شادي الغزالى حرب.. والعديد من الأسماء الوطنية الكبيرة.. إلى جانب كاتب هذه السطور. ورغم أن الحزب قام في البداية على دعم القادرين ماليا من المُنشئين له، فإن الدعم المالي المستقر والمتواصل تم من جانب المهندس نجيب ساويرس، تشجيعا لوجود حزب ليبرالي مصري يرفع مبادئ: الحرية والعدالة والدولة المدنية».

السياحة مضروبة والاستثمار ميت

«يُولد عام جديد في زمن الكرب.. وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، يتنفسون الذل، ويتجرعون المرارة، مقطوعي الألسن مطأطئي الرأس، شاب الصغير ويئس الكبير، ويد الجلاد تبطش وتتجبر ومن بين هؤلاء الذين ينتابهم اليأس بدوي البيومي في «البديل» مستشهدا بكلمات للرئيس: «مش هناكل يعني، منكلش.. هنجوع يعني، ما نجوع.. المهم نبقى كدة». يبدو أن كلمات «النحنوح» بدأت تأتي أُكلها؛ فمع اقتراب انقضاء ثلاثة أعوام على أسوأ عهود المحروسة، الأسعار تحرق أجساد المصريين، والاقتصاد ينهار، والسياحة مضروبة، والاستثمار ميت، والتعليم في المذيلة، والفساد مستشرٍ، والجهاز الإداري مهترئ، والبرلمان موافقون، والحكومة تأتمر، والإعلام طبال، والعدو أضحى صديقا نعزيه ونتباكى عليه ونطفئ نيرانه، و«هدية مصر للعالم» خربتها. شاركت في أيام ثورة 30 يونيو/حزيران الأربعة، التي ألعنها الآن في كل صلاة؛ لأنها جاءت بهذا النظام أو بالأحرى، أعادتنا إلى ما قبل 25 يناير/كانون الثاني على الوجه القبيح، وللأسف، كنت ضمن من جاءوا بـ»النحنوح» إلى سدة الحكم، إلا أن عزائي الوحيد أن ما فعلته كان وفق رؤية شخصية اكتشفت زيفها بعد أشهر قلائل، وأعلنت خطأي على الملأ، وطالما أدعو الله المغفرة، علّني أتطهر منه، لكن ذنبي عظيم جاءت الجرائم تباعا؛ فباعت «دولة النحنوح» الأرض وتنازلت بكل سهولة ويسر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، ليخضع المضيق المصري إلى سيادة دولية تخدم في الأساس الكيان الصهيوني، وخاضت حربا شعواء ضد رافضي صفقة العار والمهانة، على رأسهم، الصحافيون ونقابتهم التي احتضنت الغاضبين من الكارثة؛ فأعملت فيهم يد البطش والانتهاك، ونسجت قضية وهمية للنقيب واثنين من أعضاء المجلس، حكم عليهم بالسجن عامين بموجبها، كما تحاول تأميم المهنة بقوانين وتشريعات تكبل الصحافة والإعلام وتتحكم فيهما السلطة التنفيذية».

في رقبة الرئيس

«الدبلوماسية المصرية لم تهتز في عصور ناصر والسادات ومبارك.. قدمت العون الفني والسياسي والاقتصادي لمؤسسة الرئاسة.. رجالها خدموا بإخلاص ووطنية وتجرد في مكاتب رؤساء مصر حتى 2010 حسب محمد علي إبراهيم في «المصري اليوم» الأسماء اللامعة مثل أسامة الباز ومحمود عزمي والسفراء د. مصطفى الفقي وماجد عبدالفتاح ورضا شتا والمبدع الرائع سليمان عواد- قدموا خبراتهم التراكمية لمصر طيلة أكثر من 60 عاما.. إذا ما استشاروا يخلصون.. وإذا ما تم إيفادهم في مهمة حرجة ينجزونها كأفضل ما يكون. تم تدريبهم على أن الأولوية القصوى للوطن، لمصر.. لم يستجيبوا لضغوط من قوى كبرى، قارعوا الصهاينة والأمريكيين في مساجلات شهيرة، استحضر منها الدرس المؤلم الذي أعطاه عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق، لشمعون بيريز في منتدى البتراء في الأردن عام 2008، وأجبره على الاعتذار. ولا أنسى الراحل أحمد ماهر «أحرف» من صاغ المذكرات المصرية، الذي شغل منصب وزير الخارجية، بعد عمرو موسى، عندما وصف مجلس الوزراء الإسرائيلي بأنه «عصابة» أمام الكاميرات، حتى أمين الجامعة العربية الحالي أحمد أبوالغيط قال لكوندليزا رايس في أسوان عام 2006 عند محاولتها الحصول على امتيازات من مصر: «دماغنا أصلب من أحجار الجرانيت التي ترينها أمامك من شرفة فندق كتراكت». ويندد الكاتب بالارتباك المصري الذي يحدث أحيانا الآن ويرجعه إلى قلة الخبرة وعدم التمرس أو للنزول عند رغبة القيادة السياسية، التي يبدو أن لها حسابات أخرى في ما يتعلق بالقضايا الدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. أكثر ما يؤلم الكاتب أن مصر ذات التاريخ الدبلوماسي الناصع ظهرت ضعيفة ومهتزة في مجلس الأمن.. مصر القائدة الرائدة، ظهرت تابعة تنتظر الضوء الأخضر من حليف قررت أن تراهن عليه».

من حقه أن يفرح

«الحقيقة التي قد تتوارى وراء استحقاق بوتين للإعجاب لمواهبه الشخصية المبهرة، إذ يمثل، كما يشير أحمد عبد التواب في «الأهرام» اختيارا واعيا لشعب بعد تجربة مريرة عانى فيها أفراده من مرارة الإذلال عقب انهيار الاتحاد السوفييتي، وتألموا من نظرات التشفِّي من الغرب، وصاروا عازمين على النهوض وردّ الاعتبار لأنفسهم. كما يبدو أيضا أن قدراته المتعددة الأخّاذة شتتت الانتباه إلى أنه ابن تجربة كانت الدولة ترعى فيها ببذخ الأطفال النابهين والشباب الجادين، وكانت تحرص على أن توفِّر لهم تعليما خاصا ورعاية خاصة ودورات إعداد خاصة. وقد أثمرت هذه التجربة كوادر كثيرة مثل بوتين وصار بإمكانها أن تضخّ في الحياة العامة الكثير ممن صُقِلَت مواهبهم في الخطابة والإقناع والتفاوض والمجادلة، والرقص والغناء وتذوق الفنون، والرماية والسباحة وركوب الخيل وصيد الأسماك.. إلخ، وهو ما لا يُتاح في الغرب إلا لأبناء الأسر الثرية. استطاع بوتين في وقت قياسي، ومعه جيل من البوتينات، أن يعالجوا الصدوع التي ورثوها من فترة الاضطرابات، وسرعان ما أمسكوا بالمبادرة وتوقفوا عن أن يكونوا ردّ فعل إزاء سياسة الغرب، بل على العكس صاروا يبادرون باختياراتهم، وبات يلهث خلفهم ساسة أوروبا الذين انكشفوا كهواة بالمقارَنة. أنظر فقط إلى هذا التتابع المتدفق بسرعة وهدوء وثقة وثبات، حينما حقق حلم بلاده في ضم إقليم القرم، الذي كان تحت سيطرة أوكرانيا، ولم يُعر الغضب الغربي اهتماما، بل تركهم يخططون لكيفية إخراجه من القرم، وتقدم خطوات للأمام باللعب في أوكرانيا نفسها، فإذا بهم ينسون القرم وينتقلون لما يتصورون أنه مواجهة حاسمة في أوكرانيا، ولكنه كان اتخذ خطوته التالية، التي كانوا يتصورون أنه لن يتجاسر عليها، فعبر البحار إلى سوريا».

التطبيع مع حماس

«من غير اللائق أن يطلق على ما يجري من تقارب بين النظام المصري وحركة حماس وصف سيئ السمعة مثل «التطبيع». لكن التدهور بعيد المدى الذي وصلت إليه العلاقات مع القطاع، جعلنا حسب فهمي هويدي في «الشروق» نتمنى أن يرأب الصدع بأي وسيلة، حتى إذا وصفت بأنها تطبيع، مع ذلك فإن الكاتب يزعم أن الكلمة لا تخلو من مبالغة، لأن ما يجرى هو أقرب إلى هدنة تمهد للمصالحة التي يفترض أن توصل إلى عودة الثقة التي تفتح الأبواب للتطبيع المنشود. معلومات هويدي أن العلاقات مع قطاع غزة خضعت لمراجعة شاملة في الجانب المصري، تخللتها مناقشات مطولة تواصلت خلال الشهرين الماضيين مع ممثلي حركة حماس في القطاع، كان أحدثها في نهاية الأسبوع الماضي، ومثّل حماس فيها الدكتور موسى أبومرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة. وكان يفترض أن يأتي معه السيد إسماعيل هنية رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس المكتب، إلا أن السلطات المصرية نصحته بتأجيل الزيارة لاعتبارات أمنية، ذلك أن تهديدات استهدفته أطلقتها العناصر المتشددة التي تنسب نفسها إلى السلفية الجهادية في غزة، التي تخوض ضدها سلطات القطاع صراعا أدى إلى اعتقال بعض عناصرها وهروب البعض الآخر إلى سيناء. الأمر الذي اقتضى تأمين عودته إلى غزة عبر معبر رفح.
المراجعات التي أجراها الجانبان المصري والحمساوي تطرقت إلى خبرات الماضي ومسؤوليات الحاضر والمستقبل المنظور. وكان ما تعلق بتبديد غيوم الماضي وتوضيح التباساته، ضروريا لتوفير جو الثقة المفترض للتفاهم حول الأمور العالقة. وذلك ما كان له أن يتحقق إلا في ظل تفهم الماضي، خصوصا ما تعلق منه بشيطنة حماس والزج بها في العديد من القضايا المتعلقة بالأمن المصري. ويطالب الكاتب بتيسير حركة المرور من خلال معبر رفح في الاتجاهين، وتشجيع حركة التبادل التجاري بين مصر والقطاع التي كانت تقدر بنحو 3 مليارات دولار سنويا. ذهبت لإسرائيل، كذلك يرى الكاتب أهمية وقف الحملات الإعلامية التي شوهت العلاقة بين الطرفين».

الأبوة في إجازة

«حكم صادر من محكمة جنايات المنصورة، المتهمة عمرها 22 سنة، قتلت والدها المجنى عليه عمدا، بأن قامت بالضغط على عنقه برباط «قطعة قماش»، قاصدة بذلك قتله، ثم سكبت الكيروسين على جثته، وأشعلت النار فيها، بقصد إخفاء معالم جريمتها، عندما سلب أنوثتها مدفوعا بغريزته الجنسية وليس بعاطفة الأب، وقام بالتعدي عليها جنسيا وذبح شرفها وفقا لكرم جبر في «اليوم السابع». المحكمة وقر في عقيدتها أن المتهمة أحيطت بظروف قاسية، ساقتها دفعا، مغلوبة على أمرها لمقارفة الجريمة، بعد أن حسرها اليأس وحصدها الإحباط، وتحطمت إرادتها، وظلت تقاوم حتى جاءت اللحظة التي استوى فيها عندها الموت والحياة، وانهارت لديها كل المعاني والقيم النبيلة، ما كان حصاد جريمتها إلا أبا مجردا من كل مشاعر الأبوة النقية الجميلة، وراعيا تحول إلى ذئب ليتربص للفتك بابنته.. طمحت به الشهوات، وعصف به جنون الرغبة المدمرة، فألقيا به في أتون الخطيئة، فخلط بين الحلال والحرام، واستبد به شيطانه، فسلب منه دينه ويقينه، فبات كوحش كاسر انفلت من عقاله، وشيطان مريد يستبيح الحرمات، ويسعى في الأرض فسادا، لا يعرف للأعراض حرمة، ولا للحرمات قداسة، ولم تكن ضحيته إلا إحدى محارمه، ونسي أنه الأب والحامي للعرض. انحل رباط الدم الذي يربطه بها، ويجري في عروقها إلى ماء مهين، فخرج عن الناموس الطبيعي لفطرة البشرية، وذبح بجرمه أجمل القيم الإنسانية، يأكل لحم بيته حيا، وينهش عرضه في جرأة غير مسبوقة، فيها تظاهر على شريعة السماء، وتمرد على قانون الأرض. لقد منّ الله عليه بالبنات والبنين، فبدل نعمة الله عليه كفرا فمات في مخدع الزنا والفجور، مخنوقا مطوقا بمنى الرذيلة. حكمت المحكمة حضوريا بمعاقبة المتهمة «ع. ع. أ» بالحبس مع الشغل لمدة سنة واحدة، وإلزامها المصاريف الجنائية».

أجهزة الأمن هندست البرلمان المصري ورسمت تفاصيله… وكتاب يعربون عن ندمهم ويعتذرون للرئيس مرسي

حسام عبد البصير

خفايا التحقيقات في هجوم إسطنبول.. تخبط في تحديد هوية المُنفذ وفشل في اعتقاله

Posted: 02 Jan 2017 02:26 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: ما زالت السلطات التركية تعيش حالة من التخبط والفشل في كشف خفايا الهجوم الدامي الذي استهدف أحد النوادي الليلة على ساحل البوسفور بإسطنبول ليلة رأس السنة وأودى بحياة 39 شخصاً وأصاب العشرات، وسط انتقادات متصاعدة من وسائل الإعلام التركية للجهات الأمنية المتهمة بالفشل في منع الهجوم وكشف خفاياه حتى الآن.
وبينما ظهر إلى العلن تخبط السلطات في محاولتها تحديد هوية المنفذ الذي ما زال طليقاً، فشلت جميع أجهزة الأمن والاستخبارات في تحديد مكانه وسط خشية متصاعدة من إمكانية لجوء المهاجم إلى تنفيذ عملية جديدة أو محاولة الفرار إلى سوريا.
مساء الأحد، نشرت بعض وسائل الإعلام التركية صورة قالت إنها للمشتبه فيه بأنه منفذ الهجوم، لكن وبعد أن غصت بها مواقع التواصل الاجتماعي اضطرت الجهات الأمنية إلى إصدار بيان رسمي تنفي فيه أن تكون الصورة للمهاجم معتبرة أن هذه «الإشاعات» تؤثر على سير التحقيقات حيث تبين أن الصورة تعود لأحد رجال الأعمال من كازاخستان حيث توجه إلى مديرية أمن اسطنبول ونشر صورة من هناك للتأكيد على براءته من الحادثة.
ونفى «مصطفى سردار» محامي «إبراهيم إي»، أي صلة لموكله بالهجوم، متعهدا بتقديم شكوى بحق «الأشخاص والمواقع الإخبارية التي أساءت إلى موكله بشكل غير مسؤول»، موضحاً أن موكله «يعمل في تجارة الأحذية بكازاخستان، وأن الصور المتداولة لموكله التقطت في مطار أتاتورك الدولي باسطنبول، قبل ثلاث أو أربع سنوات».
لكن وفي تفسير آخر للجريمة، وكون الصورة التي انتشرت صادرة عن كاميرات الأمن الخاصة بالمطار واستخراجها لا يتم إلا من خلال الجهات الأمنية الرسمية، رجحت مصادر متعددة أن الأمر متعلق بتخبط الجهات الأمنية التي على ما يبدو شكت بمسؤوليته عن الهجوم وعممت صورته قبل أن يُسلم نفسه للأمن وتتأكد الجهات المعنية من عدم وجود علاقة له بالهجوم.
وما يعزز هذا التفسير أن وسائل إعلام تركية لفتت إلى أن التحقيقات تتركز حول احتمال وجود علاقة بين منفذ هجوم الملهى الأخير وبين المجموعة التي نفذت الهجوم على مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول العام الماضي والتي ضمت انتحاريين من «أوزباكستان وداغستان وقرغيستان»، حيث تنصب التكهنات بأن المنفذ هو من إحدى هذه الدول وفي هذا الإطار شكت الجهات الأمنية برجل الأعمال الكازاخستاني، في مؤشر على حجم ضعف المعلومات التي تمتلكها الأجهزة الأمنية عن المنفذ.
وعلى الرغم من أن مدينة اسطنبول تتمتع بتغطية كبيرة جداً من كاميرات المراقبة الأمنية، إلا أن مكان وتوقيت تنفيذ الهجوم منع التقاط صور دقيقة للمنفذ لا سيما في ظل انعدام الإضاءة بالمكان. والاثنين وزعت الجهات الأمنية بشكل رسمي صوراً قالت إنها أوضح صور توصلت إليها للمنفذ حيث بدت سوداء وبعيدة ولا تظهر فيها معالم المهاجم بشكل واضح.
وبينما تواصل الجهات المعنية فحص جميع الكاميرات التي يمكن أن تكون قد التقطت صوراً للمهاجم، قالت مصادر أمنية إنه تم التأكد من سيارة التاكسي التي استقلها المهاجم إلى مكان العملية وخط سيره ومكان انطلاقه من إحدى ضواحي اسطنبول التي لم يتم الإعلان عنها.
وفي حملة مداهمات واسعة تقوم بها وحدات مكافحة الإرهاب في اسطنبول ضد عناوين أشخاص يشتبه بعلاقتهم بتنظيم الدولة، تم اعتقال 8 أشخاص قالت وكالة الأناضول إنهم على صلة بالهجوم على الملهى الليلي، بينما تتلقى الشرطة التركية على مدار الساعة اتصالات حول الاشتباه بأشخاص يرجح أن من بينهم منفذ الهجوم ونفذت القوات الخاصة التركية عشرات حملات التفتيش بناءاً على هذه الإنذارات في إسطنبول ومحافظات تركية أخرى.
وبناءاً على مقاطع فيديو للمهاجم تم بثها الأحد والاثنين يظهر فيها وهو يطلق النار على أفراد الأمن في البوابة الخارجية وبعض المرتادين في البوابة الداخلية للملهى، يقول العديد من مسئولي الأمن والاستخبارات السابقين إن المشاهد تُظهر بشكل واضح أن المهاجم زار المكان قبل ذلك عدة مرات وبات على علم كامل بأدق تفاصيل المكان وهو ما مكنه من قتل هذا العدد والهرب.
ويجزم المختصون أن المهاجم متمرس بشكل كبير جداً على استخدام السلاح الآلي ومحترف لدرجة كبيرة بحيث وصل إلى درجة متقدمة من الدقة والسرعة في إطلاق النار والأهم من ذلك قدرته على تبديل مخازن رشاشه الآلي 6 مرات على الأقل بسرعة فائقة، ما يزيد من احتمال أن يكون المهاجم دخل الأراضي التركية من مناطق سيطرة تنظيم الدولة في سوريا بعد أن تلقى تدريباً مكثفاً هناك.
وفي تطور غير مسبوق، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم وذلك لأول مرة حيث اعتاد التنظيم عدم الإعلان عن هجماته في تركيا تحديداً، على الرغم من أن السلطات التركية اتهمته سابقاً بتنفيذ سلسلة من الهجمات الدامية في البلاد.
وقال التنظيم في بيان تناقلته مواقع جهادية إن «جنديا من جنود الخلافة الأبطال» هاجم «أحد أشهر الملاهي الليلية» في إسطنبول بالقنابل والسلاح الرشاش، معتبراً أنه ضمن «سلسلة العمليات المباركة التي تخوضها دولة الإسلام ضد تركيا»، ورد على «دماء المسلمين التي تسفك بقصف طائراتها ومدافعها»، واصفاً تركيا بـ»خادمة الصليب» و»حامية الصليب».
بيان التنظيم النادر فتح الباب أيضاً أمام تساؤلات أخرى، وذلك عندما أشار إلى أن المهاجم استخدم القنابل إلى جانب إطلاق النار وهي معلومة ربما تجيب على الكثير من التساؤلات المتعلقة بكيفية تمكن المهاجم من قتل كل هذا العدد من الأشخاص بإطلاق النار فقط، لا سيما وأن السلطات لم تشر إلى إطلاق قنابل ولم يتحدث شهود العيان عن أصوات انفجارات في المكان وذكرت وسائل إعلام تركية أن المهاجم أطلق ما بين 120 و180 رصاصة خلال هجومه الذي استمر قرابة الـ7 دقائق.
وبالتزامن مع هذا كله، ما زال السؤال الأبرز في وسائل الإعلام التركية هو «كيف تمكن منفذ الهجوم من الهرب؟»، حيث لم يصدر أي تفسير رسمي سوى تصريح وزير الداخلية سليمان صويلو الذي قال إن «المهاجم دخل النادي وأطلق النار على رواده، ثم حاول الخروج بعد ارتدائه ملابس مختلفة». في حين نسف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم رواية أن منفذ الهجوم كان يرتدي ملابس «بابا نويل» مؤكداً أن التحقيقات أثبتت عدم دقة هذه الرواية.
وحاول وزير الداخلية تبرير التقصير الأمني العام بالقول إن «قوات الأمن اتخذت التدابير اللازمة في كافة أنحاء تركيا، خاصة إسطنبول وأنقرة بناء على بلاغات وردت من استخبارات خارجية ومن أجهزة الأمن التركية»، مضيفاً: «الكثير من العمليات الأمنية نُفذت قبل رأس السنة على وجه الخصوص».
وكشف الكاتب التركي المقرب من الحكومة «عبد القادر سيلفي» في مقال له في صحيفة «حرييت»، الاثنين، أن «تركيا تلقت تحذيرا من أجهزة الاستخبارات الأمريكية في 30 كانون الأول/ديسمبر حول هجوم إرهابي في أنقرة أو اسطنبول ليلة رأس السنة»، لافتاً إلى أن «التحذير لم يحدد مكان الهجوم».
ووقع الهجوم على الرغم من نشر السلطات التركية 17 ألف شرطي ليلة رأس السنة واتخاذها تدابير مشددة لمنع أي عمليات تفجير كما منعت دخول الشاحنات الكبيرة العديد من مناطق الاحتفالات خشية حصول عمليات دهس كما حصل في برلين وفرنسا سابقاً، لكن الهجوم جاء بطريقة مختلفة هذه المرة عبر إطلاق النار وليس التفجير.

خفايا التحقيقات في هجوم إسطنبول.. تخبط في تحديد هوية المُنفذ وفشل في اعتقاله

إسماعيل جمال

لبنان استنفر وأرسل طائرة لنقل الجثامين… والحريري تواصل مع أردوغان

Posted: 02 Jan 2017 02:26 PM PST

بيروت ـ «القدس العربي»: اتخذت القوى الأمنية في لبنان ليلة رأس السنة أقصى التدابير الاحترازية لتأمين سلامة اللبنانيين وخصوصاً الساهرين منهم من أي اعتداءات إرهابية ونزل رئيس الحكومة سعد الحريري إلى ثكنة الحلو التابعة لقوى الأمن الداخلي ومعه وزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص للوقوف عن كثب على طبيعة الاجراءات والحواجز لتأمين الأمن والسلامة العامة والسلامة المرورية.
لكن لبنانيين ظنوا أن الامن في تركيا أفضل من لبنان وقد أغرتهم عروض السفر والسهر في ليلة رأس السنة في اسطنبول فتوجهوا مجموعات إلى هناك، إلا أن نصيب مجموعة مؤلفة من 13 لبنانياً كان سيئاً في الملهى الليلي «رينا» حيث ضرب الإرهاب ضربته ما أدى إلى مقتل ثلاثة لبنانيين خارج حدود الوطن وإصابة خمسة آخرين بجروح بينهم بشرى الدويهي ابنة النائب اسطفان الدويهي الذي توجّه على الفور إلى اسطنبول ليكون بجانب ابنته التي أفيد أن إصابتها حرجة لكنها مستقرة.
أما الضحايا الذين سلبت حياتهم فهم ثلاثة: الياس ورديني، ريتا الشامي وهيكل مسلم واصيب 6 آخرون هم : فرنسوا الأسمر، نضال بشراوي، بشرى الدويهي، ميليس بارالاردو، جهاد عبد الخالق وناصر بشارة.
وهكذا بينما سهر لبنانيون آملين في استقبال عام جديد مليء بالخير والبركة، خاب أملهم وصحوا على خبر سيئ جاءهم من تركيا. وقد دفعت هذه العملية بالدولة اللبنانية إلى أن تتأهب على كل المستويات، وتفتح خطاً ساخناً بين بيروت واسطنبول وخصوصاً بين رئيس الوزراء سعد الحريري والرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمتابعة أوضاع الضحايا والجرحى وتسهيل عملية نقلهم إلى لبنان.
وتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع الرئيس الحريري، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، عمل البعثة الرسمية التي أوفدتها الحكومة اللبنانية إلى اسطنبول مساء الاحد، للاهتمام بأوضاع المصابين اللبنانيين.
واطلع الرئيس على تفاصيل الزيارات الميدانية التي قام بها اعضاء البعثة للمستشفيات حيث عادوا الجرحى، كما بحثوا مع السلطات التركية المعنية في اجراءات نقل جثامين الشهداء الثلاثة الذين قضوا في الجريمة، والتي عادت إلى مطار رفيق الحريري الدولي مساء الاثنين حيث عقد اجتماع تنسيقي في مقر جهاز أمن المطار بحضور وزير الداخلية لمتابعة وصول الضحايا.
وكان عون والحريري أكدا على ضرورة تأمين سلامة الجرحى وإعادة الضحايا إلى بيروت. في وقت طلب وزير الأشغال العامة يوسف فنيانوس من ادارة شركة طيران الشرق الأوسط الميدل ايست اعطاء الأولوية في رحلات اسطنبول لأهالي الضحايا ببطاقات مجانية.
وتوجّه الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير ومديرة المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين السفيرة ميرا ضاهر والوفد المرافق فور وصولهم إلى مطار اسطنبول، مباشرة إلى المستشفيات وتفقدوا جرحى اعتداء اسطنبول واستمرت الجولة حتى الخامسة فجراً، واطلعوا على حاجاتهم واوضاعهم الصحية.
وقد نقلت الجريحة ميليس بالارادو إلى مستشفى الحسكه الحكومي، وبشرى الدويهي وفرنسوا الاسمر إلى مستشفى اوكمايداني الحكومي، ووضع نضال بشراوي في مستشفى فلورانس ميتنغل الخاصة، وناصر بشارة في مستشفى آسيا الخاصة وغادر المستشفى لاصابته الطفيفة، أما جهاد عبد الخالق فنقل إلى مستشفى ليف.
وخلافاً لتضامن أغلبية اللبنانيين، غرّد رجل لبناني يدعى رمزي القاضي عبر «تويتر» معتبراً أنّ الضحايا اللبنانيين في تركيا لقوا المصير الذي يستحقّونه، قائلاً إنهم «ماتوا في خمارة بعد ممارسة العربدة والسكر الشديد» واضاف «الى جهنم وبئس المصير، الله يلعنهم ويخزيهم». وتابع»عرصات روحة بلا رجعة ماتوا سكرانين مع عربدة إلى الجحيم».
وسارع كل من قرأ تغريدات القاضي إلى مناشدة القضاء اللبناني معاقبة التطرف وانزال اشد العقوبات على موقفه غير الإنساني. وأعلن رئيس حركة التغيير المحامي ايلي محفوض أنه سيتقدم بإخبار أمام النيابة العامة التمييزية ضد من أساء لضحايا مجزرة اسطنبول والتحقير بهم وشتمهم.

لبنان استنفر وأرسل طائرة لنقل الجثامين… والحريري تواصل مع أردوغان

سعد الياس

الشرطة المصرية تفض مظاهرة وسط القاهرة ضد اتفاقية «تيران وصنافير»

Posted: 02 Jan 2017 02:26 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» ـ وكالات: فضت الشرطة المصرية، مساء أمس الاثنين، مظاهرة احتجاجية، أمام نقابة الصحافيين، في وسط القاهرة، رفضا لاتفاقية الحدود البحرية مع السعودية، والتي أقرت القاهرة بموجبها بأحقية المملكة في جزيرتي «تيران» و«صنافير» الواقعتين في البحر الأحمر.
وتجمع نشطاء، أمام مقر النقابة، مرددين هتافات مناهضة للسلطة الحالية ووزارة الداخلية، قبل توجههم في مسيرة جرى فضها، إلى مقر مجلس النواب (البرلمان) القريب من مكان تجمعهم.
وخلال وقفتهم، ردد المحتجون هتافات من بينها «فكوا الحصار» و«عيش… حرية… الجزر مصرية» و«بالطول… بالعرض… احنا (نحن) أصحاب الأرض».
وألقت قوات الشرطة القبض على عدد من المتظاهرين، فيما لاذ آخرون بالفرار. واستبقت الشرطة المصرية المظاهرة بإغلاق كافة الشوارع المؤدية إلى نقابة الصحافيين، أمام حركة السيارات، ووضعت حواجز حديدية من الجانبين، وسمحت بعبور المارة فقط، وسط حالة من الاستنفار الأمني.
وأمس الأول الأحد، دعا نشطاء وصحافيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم مسيرة عصر الاثنين تنطلق من أمام النقابة إلى مقر البرلمان المصري، وسط القاهرة؛ رفضا للاتفاقية.
وأقر مجلس الوزراء المصري، الخميس الماضي، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة السعودية والمعروفة بـ«تيران وصنافير»، وأحالها إلى مجلس النواب (البرلمان) لمناقشتها وإقرارها بشكل نهائي.
يأتي ذلك، بينما لا تزال قضية الجزيرتين، متداولة داخل أروقة المحاكم المصرية، لحين الفصل في صحتها قضائياً، بعد أن أحدثت جدلاً واسعاً في البلاد خلال الشهور الماضية.
ومن المنتظر أن تحكم المحكمة الإدارية العليا (أعلى جهة للطعون الإدارية)، في طعن هيئة قضايا الدولة على حكم القضاء الإداري، ببطلان الاتفاقية في جلسة 16 يناير/ كانون ثاني المقبل.
وشهدت مصر، مظاهرات يومي 15، 25 أبريل/ نيسان الماضي، احتجاجا على قرار الحكومة المصرية في الشهر ذاته بـ«أحقية» السعودية في الجزيرتين بموجب اتفاقية لإعادة ترسيم الحدود.
وردت الحكومة المصرية على الانتقادات، التي وجهت لها بعد توقيع الاتفاقية، بأن «الجزيرتين تتبعان السعودية وخضعت للإدارة المصرية عام 1967 بعد اتفاق ثنائي» بين القاهرة والرياض بغرض حمايتها لضعف القوات البحرية السعودية آنذاك، وكذلك لتستخدمها مصر في حربها ضد إسرائيل.
وفيما يلي نص الاتفاقية:
«انطلاقاً من روابط الإخوة التي تربط الشعبين والبلدين الشقيقين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وتأكيداً لهذه الروابط الأخوية المتميزة بين البلدين الشقيقين، ورغبة منهما في تحقيق وإدامة مصالحهما المشتركة وبما يخدم علاقات حسن الجوار الدائمة بينهما. واتصالاً بمحضر الاجتماع الختامي لأعمال اللجنة المشتركة لتعيين الحدود البحرية بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية الموقع بتاريخ 7 إبريل/نيسان 2016. فقد اتفق البلدان على تعيين الحدود البحرية بينهما وفقاً لما يلي:
المادة الأولى :1 ـ يبدأ خط الحدود البحرية بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية من نقطة الالتقاء المشتركة للحدود البحرية المصرية السعودية الأردنية في خليج العقبة والتي سيتم الاتفاق عليها لاحقاً بين الدول الثلاث.
2 ـ يمتد خط الحدود البحرية بين البلدين من نقطة الالتقاء المشتركة للحدود البحرية المذكورة في الفقرة (1) من هذه المادة إلى نقطة خط الحدود البحرية رقم (61)، وفقاً للإحداثيات الجغرافية لنقاط خط الحدود بين البلدين التالية.3 ـ إن النظام الجيوديسي العالمي 84(84-wgs)هو مرجع الإحداثيات الجغرافية لنقاط خط الحدود البحرية المذكورة في هذه المادة.
المادة الثانية: 1 ـ مرفق بهذه الاتفاقية خارطة مجمعة من خريطتي الأدميرالية البريطانية رقم (158) ورقم (159) بمقياس رسم (750000:1) موقع عليها من البلدين، توضح خط الحدود البحرية بينهما، وتكون هذه الخارطة للإيضاح فقط. 2 ـ يكون المرجع الأساسي لخط الحدود بين البلدين هو الإحداثيات الجغرافية لمواقع نقاط خط الحدود البحرية الواردة في المادة الأولى من هذه الاتفاقية.
المادة الثالثة: 1 ـ يتم التصديق على هذه الاتفاقية وفقا للإجراءات القانونية والدستورية في كلا البلدين، وتدخل حيز النفاذ من تاريخ تبادل وثائق التصديق عليها.
2 ـ يتم إخطار الأمين العام للأمم المتحدة بهذه الاتفاقية لتسجيلها وفقاً لأحكام المادة (102) من ميثاق الأمم المتحدة بعد دخولها حيز النفاذ.
ـ حررت هذه الاتفاقية من نسختين أصليتين باللغة العربية، وتم التوقيع عليهما بمدينة القاهرة في جمهورية مصر العربية في يوم الجمعة الأول من شهر رجب عام 1437هـجريا الموافق الثامن من شهر أبريل/نيسان عام 2016 ميلاديا.

الشرطة المصرية تفض مظاهرة وسط القاهرة ضد اتفاقية «تيران وصنافير»

احتفال السيسي بافتتاح المستشفى العسكري يثير استياء حول تجاهله كارثة الخدمات الطبية للمدنيين

Posted: 02 Jan 2017 02:25 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: يشهد حال المستشفيات في مصر وبالأخص المستشفيات التابعة لمنظومة التأمين الصحي الكثير من الإهمال والتدني الشديد في مستوى تقديم الخدمة الطبية، حيث تواجه المنظومة العديد من المآسي يعاني منها قطاع عريض من المرضى الفقراء والمعدومين، وتكمن في عدم توافر العلاج المناسب والكافي للمرضى وتعطل وتلف معظم الأجهزة الطبية داخل معظم المستشفيات مثل الآشعة والتحاليل ورسم القلب وغيرها رغم شرائها بملايين الجنيهات لهذا الغرض، وهو ما يضاعف من سوء حالة المرضى، إضافة إلى الإهانات البالغة وسوء المعاملة القاسية التي يتلقاها المرضى من القائمين على شؤون العيادات ومن العاملين بالتمريض ومن الأطباء أنفسهم.
وثارت أجواء احتفالية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي امس إعادة افتتاح المسجد العسكري في كوبري القبة في القاهرة بسبب انتشار الكثافة الطبية في مستفيات الحكومة بالنسبة لاغلبية المواطنين.
ونشر معلق على أمن السيسي يعتبر «أفراد الجيش والشعب الأكثر آدمية والاستفادة بحصولهم العلاج مجانا، أما باقي الشعب فليسوا بشرا أصلا من الناحية العلاجية»؟
وقال أحد أطباء المستشفيات الحكومية في تصريحات خاصة لـ « القدس العربي» إن قطاع الصحة في مصر يشهد حالات كبيرة من الإهمال الشديد وسوء في تقديد الخدمات الطبية، فالاحتياجات الخاصة بالمستشفيات العامة هى ليست احتياجات تكميلية بل هى أساسية وضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها في أي مستشفى، مثل أدوية المرضى التي تعاني من النقص الدائم، والمستلزمات الطبية كالقطن والبيتاديين والمحاليل الطبية اللازمة كمحلول الملح والجلكوز والمعادن وغيره، ونقص الأسرَة داخل الحجرات إضافة إلى نقص أجهزة قياس السكر وأجهزة قياس ضغط الدم، ونقص معامل التحاليل مما يجعل المرضى يتوجهون إلى معامل تحاليل خارجية لإجراء التحاليل اللازمة بتكلفة عالية».
وأضاف، «كل هذا يساهم بدوره في التقليل من كفاءة المنظومة الصحية في مصر، إثر سوء الإدارة وقلة الميزانية المخصصة للقطاع وعدم قدرة وزارة الصحة في التصدي للمشكلات اليومية التي تواجه المرضى والمستشفيات وعدم اهتمام الحكومة بشكل لازم لمواجهتها»، مطالبا الحكومة ووزارتي التعليم العالي والمالية، ضرورة التعامل مع محنه هذه المستشفيات بروح المسؤولية والتصرف الواقعي مع مشاكلها التي نتجت عن سوء الأحوال المالية.
وفي السياق نفسه، لم يعد «البالطو الأبيض» كافياً لطمأنة المريض، فهو لم يمنع من وقوع العديد من حالات الإهمال الطبي في العيادات والمستشفيات الحكومية على حد سواء، لا سيما إذا كان هذا «البالطو» يرتديه طالب لم ينته من دراسته الجامعية بعد، ولم يحصل على شهادة تفيد بصلاحيته لممارسة تلك المهنة السامية، إلا أن «باب التدريب» الذي دخل منه حتى وصل إلى سرير المريض، مكنه بعد ذلك من مزاولة جميع المهام سواء كان مشروع طبيب أو ممرضا، لتبدأ منذ هذه اللحظة «أزمات» لا حصر لها، سببها هو غياب الكفاءة والخبرة والإهمال أيضاً.
فيما عانت حالات عدة من الأمر، خاصة وأن بعض الطلبة يحضرون نبتشيات بديلاً عن الطبيب المختص، إضافة إلى أنهم يتم تكلفتهم بمتابعة حالات معينة، نظراً لانشغال الطبيب أو تحت أي ظروف مختلفة، فالأمر يشكل نوعاً من المصلحة المتبادلة على حساب المريض.
وقال الدكتور خالد سمير، رئيس لجنة التحقيق وآداب المهنة بنقابة الأطباء، في بيان له، «إن الأخطاء الطبية أمر وارد ولكن النسب في مصر تتعدى الحدود العالمية، مما يستلزم بحث الأسباب العديدة وراء حدوث مثل هذه الأخطاء الطبية ومنها غياب التقييم الشامل للطبيب، والتي تجريه معظم دول العالم، حيث يجري الطبيب امتحان ترخيص للتأكد من مستواه العلمي، وبناءا عليه يتم ترتيب الأطباء ».
وعلى جانب آخر، وفي ظل تدني الخدمات المقدمة من المستشفيات الحكومية للمرضى، إضافة إلى دخول الدولة في نفق مظلم بالنسبة لبعض الأدوية المستوردة والمستلزمات الطبية التي يحتاجها العديد من المرضى، تقوم القوات المسلحة بأخذ مسؤوليات عدة على عاتقها لتشمل دعم منظومة الرعاية الطبية المقدمة للعسكريين من خلال التوسع في إنشاء المستشفيات العسكرية والمراكز المتخصصة المجهزة بأحدث الأجهزة الطبية، وتطوير المعامل المركزية وبنوك الدم وخطوط إنتاج الأدوية التابعة لها، وتقديم خدمة الإسعاف الطائر لنقل الحالات الحرجة والمصابين، مع الاهتمام ببناء قاعدة من الكوادر الطبية المؤهلة واستقدام الخبراء الأجانب لتوفير أقصى درجات الرعاية والاهتمام بالمرضى.
وعلى هذا النحو، افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤخرا المرحلة الرابعة من أعمال تطوير المجمع الطبي للقوات المسلحة بمنطقة كوبري القبة، والتي تشمل الأسبقية الثانية لإنشاء مستشفى القلب التخصصي، وإنشاء مستشفى الاستقبال والطوارئ والحوادث، ورفع كفاءة وتطوير مستشفى الباطنة ومبنى العيادات الخارجية والمراكز التخصصية، وتطوير المعامل المركزية للقوات المسلحة للبحوث الطبية وبنك الدم، إضافة إلى عدد من المنشآت والمباني الإدارية والخدمية بالمجمع بإجمالي 30 مشروعا.
وأوضح اللواء أبو سحلي، في كلمته خلال الافتتاح، «أن إجمالي سعة المجمع تصل إلى 1750 سريرا منها 300 عناية مركزة و120 للغسيل الكلوي، فضلا عن 35 غرفة عمليات، ويخدم المجمع أكثر من مليون مواطن سنويا من العسكريين والمدنيين».
وقال اللواء أركان حرب عبدالمرضي غريب، رئيس هيئة الإمداد والتموين، في كلمته، «إن توسع القوات المسلحة في إنشاء وتطوير المستشفيات والمراكز الطبية التخصصية في العديد من محافظات الجمهورية، وتزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، يأتي انطلاقا من دورها في دعم مقومات التنمية الشاملة للدولة».

احتفال السيسي بافتتاح المستشفى العسكري يثير استياء حول تجاهله كارثة الخدمات الطبية للمدنيين

محمد علي عفيفي

رسائل بالجملة من الأردن لبشار الأسد: نرحب بعودة رمز «الدولة السورية» للحدود ونتحفظ على ميليشيات إيران وخصمنا من «بايعوا» البغدادي

Posted: 02 Jan 2017 02:25 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: مقابلة رئيس الأركان الأردني الجنرال محمود فريحات الجمعة الماضي كانت محور نقاش وجدل في عطلة أعياد الميلاد ونهاية الأسبوع وبعد أحداث الكرك، واعتبر العديد من المسؤولين والإعلاميين أنها رتبت على عجل ولم تدرس بعناية، وأن محطة «بي بي سي» دخلت بسرعة عندما قرر الجنرال التحدث عن الشأن الإقليمي وتحديدا السوري في إشارة واضحة الملامح إلى ان المسألة السورية خصوصا في الجنوب لا زالت تمثل «الصداع» الأهم لشمال الأردن خصوصا أن فريحات نفسه كان قائدا للمنطقة الشمالية ويعرف خباياها وتفاصيلها.
في كل الأحوال كانت تلك أول مرة يستمع فيها المواطن الأردني لتقييمات عن الوضع السوري الحدودي من أرفع شخصية عسكرية في البلاد تحدثت لوسيلة إعلام أجنبية، الرسائل هنا حصرياً كانت مكثفة وسريعة وملغزة بذات الوقت، خصوصاً وان حديثاً من هذا النوع لا يمكن أن يتم بدون ضوء أخضر من المرجعيات العليا.
في المسار المعلوماتي ثمة مستجدات لا يمكن إسقاطها من اي حساب سياسي أهمها ان «كتيبة خالد بن الوليد» التي قال فريحات انها «تتبنى الفكر الداعشي» ولم يقل انها «داعشية» لديها دبابات وأسلحة ثقيلة وتستقر على بعد كيلومتر واحد من الحدود الأردنية.
هذه الكتيبة سبق ان «بايعت» ابو بكر البغدادي واشتبكت مع قوات «جبهة النصرة» ـ «فتح الشام» حالياً ـ لكن الرأي العام المحلي لم يكن يعرف انها في اقرب نقطة جغرافية من هذا النوع إلا بعد أحداث الكرك، بالتالي الحديث المباغت عنها الآن له هدف عميق بكل الأحوال.
عملياً سبق لقوات الجيش الأردني ان أمطرت منطقة هذه الكتيبة المتأثرة بفكر تنظيم «الدولة ـ داعش» بالقذائف مرة واحدة عندما انطلقت منها قذيفة باتجاه نقطة أردنية قريبة وقد كان القصف الأردني حسب مصدر مطلع أردني سجاديا وهو عبارة عن رسالة جاهزية عالية .
وزير الاتصال الناطق الرسمي الدكتور محمد المومني سبق ان أبلغ «القدس العربي» بان كل ما يجري داخل تجمع مسلحي هذه العصابة في حوض نهر اليرموك ليلاً ونهاراً تحت الرقابة والسيطرة .
طبعاً يبدو واضحاً من تفصيلات الجنرال فريحات ان «مجموعة خالد بن الوليد» التي تبايع البغدادي ليس لديها أمر بمهاجمة الحدود الأردنية وفي الجانب الثاني لا يوجد أوامر او قرار بملاحقتها داخل عمق الكيلومتر من الأرض السورية رغم ان ذلك سهل وبسيط .
بمعنى أنه لا يوجد غطاء أو قرار سياسي بالاشتباك مع أنصار البغدادي الذي اعلن تنظيمه الحرب على الأردن عندما وصف رجال الشرطة بأنهم «مرتدون»، في تطور لافت على مسار الأحداث على هامش أحداث قلعة الكرك.
عليه يكشف الجنرال فريحات عن هذه المعلومة لسبب داخل القرار السياسي الأردني سيرتبط على الأرجح برسالة ان عمان تخاطب دمشق ودياً وتقول انها لا تنوي التدخل في العمق السوري بالرغم من كلام فريحات الصريح عن «عدم وجود جيش نظامي سوري» في الطرف المقابل على الحدود والمعبر.
وهي توضيحات تحاول امتصاص التوتر الدبلوماسي والسياسي والعملياتي مع دمشق بقرينة ان فريحات تحدث ايضاً عن «تنسيق أمني» بين الحين والآخر وعن عزل بلاده للحدود بسبب عدم وجود «رمز السيادة للدولة السورية» وهو الجيش السوري حسب شرح المومني.
في المقابلة التي بدت أسئلتها معدة ومكثفة، حاول الجنرال الإيحاء بأن مشاركة بلاده في «تسليح سوريين» محصورة بالعشائر وبهدف استراتيجي قد لا يغضب دمشق، وهو التصدي لإرهاب تنظيم «الدولة».
ومثل هذا الشرح لم يسبق ان صدر بهذا الوضوح، وبالتالي هو رسالة إضافية لدمشق تلفت النظر لعدم وجود عقيدة عسكرية اردنية في الاتجاه المضاد لرموز الدولة السورية.
ما يحصل سياسيا في النتيجة هو كما يلي: عمان تعلن انها لن تقدم الدعوة لحضور القمة العربية لحكومة دمشق لكن مؤسستها العسكرية تعلن بوضوح انها تغلق الحدود عسكرياً وتراقب وتتدخل بسبب عدم وجود جيش سوري نظامي بالطرف المقابل ومستعدة فوق ذلك للتنسيق تحت لافتة التصدي للإرهاب.
التحفظ الوحيد الوارد في نص مقابلة فريحات هو على الميليشيات الشيعية الطائفية التي يمكن ان تتواجد في وسط ومركز درعا مما يبرر حديثه الغامض عن ما يجري في تلعفر البعيدة.
المقابلة التي حظي فيها الجنرال الأردني بـ20 دقيقة فقط وبدا مهتما بإيصال «رسالة مرجعية»، أثارت جدلاً في عمان فأظهرت غياب النخبة السياسية، وتقدمت بمعلومات ميدانية ودفعت حتى بعض السياسيين البارزين من وزن محمد داوودية للتساؤل العلني عن ما إذا كانت المقابلة تمهد لحكومة عسكرية في الأردن او لمواجهة «برية» وشيكة مع «المتأثرين بفكر داعش» في خاصرة نهر اليرموك.
في كل الأحوال، المقابلة وقياساً بما عرفته «القدس العربي» عبرت عن التوجيهات العليا التي صدرت لرئيس الأركان بتسجيلها ولبعض نصوصها الحذرة تمثل أكبر جرعة رسائل أردنية توجه حصرياً لنظام الرئيس بشار الأسد وتسعى ضمنياً لفتح صفحة جديدة قوامها الاستعداد للتعاون مع دمشق مع التحفظ على دور طهران في دمشق وبغداد.

رسائل بالجملة من الأردن لبشار الأسد: نرحب بعودة رمز «الدولة السورية» للحدود ونتحفظ على ميليشيات إيران وخصمنا من «بايعوا» البغدادي

بسام البدارين

رأس السنة الأردني مر بموجات قلق ومدير الأمن يكشف: 15 كيلوغراما من المتفجرات وخمسة أحزمة ناسفة بيد «خلية الكرك»

Posted: 02 Jan 2017 02:24 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: استقبل الشعب الأردني ليلة رأس السنة بمزيد من الخوف والتوتر، وفي ظل إجراءات أمنية مشددة، تخوفاً من وقوع أي عملية إرهابية تهز أمن وامان بلادهم، وتحديداً بعد أحداث الكرك التي انتهت بمقتل 4 إرهابيين و12 من رجال الأمن والدرك ومواطنين اثنين وسائحة كندية.
فيما أصيب 11 من مرتبات الأمن العام و4 من مرتبات الدرك و17 مواطناً وشخصان من جنسيات أجنبية، في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2016، إلا أن بعض التفاصيل ما زالت مجهولة، والبعض الآخر في طريقه للانكشاف.
مدير الأمن العام الأردني اللواء عاطف السعودي، وفي تصريح له نشر الاثنين وعلى هامش لقاء نقابي كشف عن تفاصيل جديدة حول أحداث الكرك، مؤكداً أن القضاء على خلية الكرك، كانت سبباً في الكشف عن مخططات إرهابية كانت ستطال مواقع عدة في الأردن ليلة رأس السنة.
وفقاً للجنرال السعودي 15 كلغم من المتفجرات و5 احزمة ناسفة كانت بانتظار الأردنيين، ولكن تعاون المواطن الأردني مع الأمن العام، حال دون وقع كارثة إرهابية جديدة. السعودي أكد تسجيل 100 بلاغ في الساعة يومياً حول وجود أياد تحاول العبث بأمن الأردن، 80% منها تأتي من المواطنين وتتم متابعتها بدقة وحذر شديد.
فعاليات وطنية سياسية وحزبية أكدت على تكاتف جميع الأردنيين وتضامنهم مع الأجهزة الأمنية ووقوفهم خلف القيادة الهاشمية للحفاظ على صمود الأردن في وجه الإرهاب وسط هذا الاقليم الملتهب.
وفد النقابات المهنية الأردني، عبر خلال لقائه السعودي وفقاً لما نشرته يومية الغد عن تضامنه وثقته بجهاز الأمن العام ودوره الحيوي في تعزيز الأمن والمكتسبات الوطنية في مواجهة قوى الإرهاب والضلال، مؤكداً ان «عزاء الوطن هو في ان من سقطوا خلال الجريمة الإرهابية، هم في عداد الشهداء الاحياء عند ربهم».
الوفد تمثل في نقيب أطباء الاسنان، والمهندسين الزراعيين، الفنانين، والجيولوجيين، والممرضين، والمعلمين، والمهندسين، والمقاولين، والصيادلة، جميعهم اكدوا على التفافهم حول الاجهزة الأمنية.
وقد صرح مصدر أمني عقب انتهاء ليلة رأس السنة أن الأردن لم يشهد أي تجاوزات أو خروقات أمنية غير اعتيادية، والمخالفات في تلك الليلة كانت طبيعية، وقد شاركت قوات البادية بالانتشار في العاصمة وباقي محافظات المملكة لحماية المواطنين والممتلكات العامة.

رأس السنة الأردني مر بموجات قلق ومدير الأمن يكشف: 15 كيلوغراما من المتفجرات وخمسة أحزمة ناسفة بيد «خلية الكرك»

فرح شلباية

حركة المقاطعة في الخليج تطالب حكوماتها بالالتزام بمقاطعة إسرائيل

Posted: 02 Jan 2017 02:23 PM PST

ر ام الله – «القدس العربي»: أعلنت حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل في الخليج العربي وكجزء من حراك خليجي مناهض للتطبيع يعمل ضمن إطار حركة المقاطعة العالمية «BDS» التي يقودها أكبر ائتلاف من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني وتنادي أصحاب الضمائر الحية بمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها إلى أن تنصاع للمبادئ الدولية لحقوق الإنسان، أنها تتابع التطورات الأخيرة من حكومات الخليج بقلق بليغ وهي ترى من يدفع دول الخليج إلى التقرب من العدو الصهيوني وخذلان القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى. وقالت الحركة إن ما يزيدها ألمًا على ألم هو أن ترى هذه المحاولات التطبيعية تصل إلى حد التعامل مع مؤسسات إسرائيلية عسكرية متورطة بشكل مباشر «في قتل أهلنا في فلسطين ولم يكن العدوان على غزة ببعيد». وذلك في الوقت الذي تواجه هذه الشركات مقاطعة دولية أدت إلى أن تلغي بعض دول في الاتحاد الأوروبي عقودها مع هذه الشركات كشركة إلبيت الإسرائيلية في النرويج وفرنسا. وكشفت الحركة أنه تبين مؤخراً من الصحافة أن الولايات المتحدة وافقت على صفقة أسلحة مع إحدى الدول الخليجية وتحتوي على خوذات من صنع شركة إلبيت وهي شركة إسرائيلية مقرها في حيفا المحتلة.
وفي الوقت نفسه نشر أن شركة مقرها الإمارات(Abu Dhabi MAR and ThyssenKrupp Marine Systems) ستبدأ في تصنيع سفن للقوات البحرية الإسرائيلية. وأدانت حركة مقاطعة إسرائيل في الخليج «BDS Gulf» وكمواطنين في دول مجلس التعاون الخليجي هذا التطبيع مع دولة الاحتلال والتعاون العسكري وطالبت المسؤولين هناك بإيقاف العقود المذكورة، كما طالبت جميع دول الخليج الالتزام بمقاطعة الكيان الصهيوني وهو الموقف الذي يعبر عن شعوب الخليج المناهضة للتطبيع والمساندة لنضال الشعب الفلسطيني ضد الاستعمار ويتسق مع مواقف حكوماتها التاريخية. وختم بيان الحركة الذي وصل «القدس العربي» بالتذكير بمطالب عريضة «الخليج العربي يرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني» وهي كالتالي: أولاً المحافظة على مواقفها المقاطعة للكيان الصهيوني، والمتسقة مع تطلعات شعوبها وذلك بمنع كل أشكال التطبيع وعلى رأسها المقابلات الرسمية وغير الرسمية مع مسؤولي العدو وعدم إرسال وفود رسمية أو حتى السماح لوفود غير رسمية لا تمثل الدولة بزيارة الكيان الغاصب واللقاء مع مسؤوليه. وثانياً معاقبة كل من يقوم بمخالفة ذلك بناءً على قوانين مقاطعة العدو الصهيوني في دول الخليج العربي والقوانين التي تمنع السفر إلى الكيان الغاصب. وثالثاً إتخاذ الخطوات اللازمة لتشجيع مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها ضمن سياق حملة «BDS» العالمية.

حركة المقاطعة في الخليج تطالب حكوماتها بالالتزام بمقاطعة إسرائيل

الرئيس عباس وفتح وحماس والجهاد والشعبية ينعون المطران كبوتشي ويصفونه بالمناضل الكبير

Posted: 02 Jan 2017 02:23 PM PST

رام الله – «القدس العربي» : تلقت فلسطين خبر رحيل المطران هيلاريون كبوتشي بحزن شديد. فنعاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكذلك فعلت حكومة رامي الحمد الله والكثير من فصائل العمل الوطني للمكانة التي كان يتمتع الراحل في النضال الفلسطيني وكأسير سابق في سجون الاحتلال الإسرائيلي وكأحد المبعدين قسراً عن الأرض الفلسطينية المحتلة التي أحب العيش فيها.
ولد المطران هيلاريون كبوتشي وهو من ذوي الاصول الحلبية عام 1922 وفي عام 1965 أصبح مطرانًا لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس. عرف عنه مواقفه الوطنية وانتماؤه للقضية الفلسطنية، فلم يمنعه مركزه الديني من دعم الثورة الفلسطنية واستثمار علاقاته مع الفاتيكان لتوضيح الممارسات والاعتداءات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني أمام العالم.
اعتقلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي المطران كابوتشي عام 1974 ووجهت إليه تهما عدة منها نقل السلاح والاتصال والتعاون مع جهات معادية لإسرائيل وحكم عليه بالسجن 12 عاما قضى سنوات من محكوميته قبل أن يتوسط الفاتيكان ودول أوروبية للإفراج عنه وإبعاده حيث عاش في منفاه في روما.
وخلال وجوده في السجن الإسرائيلي زاره العديد من الفلسطينيين وتحديداً من معلمي المدارس الفلسطينية التي تتبع لبطريركية الروم الكاثوليك في القدس المحتلة بحكم منصبه مطراناً للبطريركية وبالتالي مسؤولاً عن هذه المدارس كافة. والتقت «القدس العربي» المربية سعاد خير من بيت لحم والمربي هاني أبو سعدة من بيت ساحور وكلاهما كان معلما في مدرسة الروم الكاثوليك في بيت ساحور إبان فترة المطران كبوتشي وزاره في السجن قبل إبعاده عن فلسطين.
وتستذكر خير كيف نجحت في اجتياز ثلاثة حواجز تفتيش داخل السجن الذي وجد فيه كبوتشي الذي كان مدخنا شرها، وأوصلت اليه علبا من السجائر، وذلك من خلال إقناع جنود الاحتلال بأنها مدخنة وأن السجائر لاستهلاكها. أما هاني أبو سعدة فيستذكر كيف وصل وعدد من المعلمين إلى غرفة المطران وهم يحبسون دموعهم لرؤية مثل هذه الشخصية الوطنية المناضلة في الأسر الإسرائيلي، إلا أنهم فوجئوا بارتفاع معنوياته حتى أنهم أحسوا أنه هو من يواسيهم وكأنهم هو في الأسر وليس العكس.
وأكد لـ «القدس العربي» أن المطران كبوتشي تحدث كثيراً خلال الزيارة عن مشاكل اليهود في فلسطين وكان دائماً يقول «اليهود لديهم مشكلة مع السلام. التهديد الوحيد لهم هو السلام، فإن حدث بالفعل فإنه سينهي إسرائيل» هكذا يعتقدون. كما كان المطران كبوتشي يتمتع بروح الدعابة ورغم وجود حارس إسرائيلي إلا أنه روى لزواره طرفة عن إسرائيل كانت تقول «إن كلبة صعدت إلى طائرة وجالت فوق عواصم العالم لكنها كلما توقفت الطائرة فوق روما أو باريس أو برلين وخيرت بالنزل هناك كانت ترفض، وعندما وصلت الطائرة فوق إسرائيل» صرخت الكلبة بالقول: نعم هنا أستطيع أن أعيش عيشة الكلاب». فضحك الجميع بينما كان الحارس الإسرائيلي يرمق المطران بنظرات الحقد.
وخلال شهر فبراير/ شباط عام 2009 كان المطران كابوتشي على متن سفينة الإغاثة التي كانت تحمل الأمتعة والغذاء لأهالي غزة المحاصرين على يد السلطات الإسرائيلية وتمت مصادرة كل ما فيها وطرد كل من تواجد هناك إلى لبنان. وأيضًا كان المطران من ضمن المتضامنين مع الشعب الفلسطيني على متن السفينة «مافي مرمرة» في مايو/ أيار عام 2010.
ونعى الرئيس محمود عباس المطران كبوتشي، الذي وافته المنية الأحد، في العاصمة الإيطالية روما عن عمر يناهز 94 عاما. ووصف المطران كابوتشي الذي عُرف بمواقفه الوطنية وبدفاعه عن حقوق الشعب الفلسطيني بالمناضل الكبير. وكان عباس قد قلد المطران الراحل وسام نجمة القدس عام 2013 في روما. كما نعت حكومة الوفاق الوطني برئاسة رامي الحمد الله مطران القدس في المنفى. وقال المتحدث الرسمي باسمها يوسف المحمود إن رحيل المطران كبوتشي خلف حزنا عميقا في قلب كل فلسطيني نظرا للسيرة النضالية الحافلة والمواقف الوطنية التي تمسك بها المطران في دفاعه عن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية إلى جانب مكانته وسمو منزلته الدينية.
ونعته أيضا حركة فتح التي وصفته بالمناضل الكبير. وقالت في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة «ننعى بكل فخر واعتزاز إلى الشعب الفلسطيني والأمة العربية وأحرار العالم البطل والقائد الفتحاوي المطران كابوتشي الذي أمضي عمره الحافل فدائيا حقيقيا ومناضلا صنديدا ومدافع صلبا عن الشعب الفلسطيني وممسكا بكل قوة بعروبة القدس». وأضافت أن المناضل كبوتشي كان له دور كبير وفاعل في دعم المقاومة الفلسطينية سواء بتقديم الدعم للثورة الفلسطينية أو من خلال دفاعه المستمر عن حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. وختم البيان بالقول «إلى جنة الخلد يا شهيد القدس إلى جنة الخلد يا مطران القدس، ستبقى علماً خفاقاً في تاريخنا وملهما للأجيال التي ستقتفي أثرك فدائيا ومناضلا وشهيدا وسنسجل اسمك بالنور في شوارع القدس التي عشقتها وأفنيت عمرك من أجل حريتها واستقلالها. وداعا أيها المطران البطل، وداعا المطران كبوتشي».
كما نعت حركة حماس المناضل السوري العربي المطران هيلاريون كبوتشي، وقالت في بيان صحافي «إن المطران كابوتشي كرّس جزءاً كبيراً من حياته للدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة». وأضافت أنه جسّد وحدة الألم والأمل العربي، مشيرة إلى أنه «دفع سنوات من عمره في سجون الاحتلال ثمناً لهذا الانتماء».
وقالت حركة الجهاد الإسلامي، إنه برحيل المطران كبوتشي «تفتقد فلسطين قائداً اجتمع مع كل أحرار شعبه على هدف الدفاع عن فلسطين والقدس»، لافتة إلى أنه «واجه كل مؤامرات التجزئة والتقسيم، وكان واضحاً في رؤيته ومسيرته ودفع ثمن التمسك بالقيم الوطنية والانتماء». وأشارت إلى أن المطران كبوتشي «جسد في حياته نموذجاً للمناضل الصلب المتمسك بالقيم المدافع عن الحقوق والثوابت والرافض للمساومة».
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إنه «شكل مــعلماً نضالياً يحتذى، عندما غلّب النضال ضد الكيان الصهيوني على ما عداه، وعندما جعل المكانة الدينية في خدمة هذا النضال، وعندما لم يخضع لشروط الاحتلال عند الإفراج عنه».
وأكدت أن الشعب الفلسطيني والأمة العربية خسرا: مناضلاً كبيراً، مناضلاً يستحق التكريم والوفاء لنضالاته من خلال مواصلة النضال».
ونعته الفصائل الفلسطينية الأخرى، والهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات. وأكدت أن فقدانه يعد «حدثا جللا، فهو القائد والمفكر والمناضل، وهو السياسي المحنك والأب الحنون، والمقاتل الفذ ورجل الدين الصلب».
اعتبر المطران عطا الله حنا الفقيد علما من أعلام الأمة العربية والشعب الفلسطيني وأنه كان صوتا صارخا في برية هذا العالم دفاعا عن عدالة قضية الشعب الفلسطيني. وكانت أمنيته أن يعود إلى فلسطين وأن يدفن في ثراها المقدس .ووصف كبوتشي بالشخصية المتميزة التي تركت بصماتها ولن ينساه الشعب الفلسطيني ولن ينسى ما قدمه من أجل هذه القضية التي تعتبر أعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث. ونشر حنا صورة جمعته بالراحل كبوتشي على صفحته في «فيسبوك».

الرئيس عباس وفتح وحماس والجهاد والشعبية ينعون المطران كبوتشي ويصفونه بالمناضل الكبير

فادي أبو سعدى

رئيس الائتلاف السوري السابق يؤكد عدم وضوح تفاصيل مفاوضات آستانة ويدعو لحقن الدماء

Posted: 02 Jan 2017 02:22 PM PST

الدوحة ـ «القدس العربي»: كشف رئيس الائتلاف السوري السابق، أحمد معاذ الخطيب أن المفاوضات التي أعلن عن انطلاقها قريباً في العاصمة الكازاخستانية آستانة لم تتضح بعد معالمها ولم تحدد خريطة طريقها في وقت دعا فيه إلى ضرورة التفكير في آليات حقن دماء السوريين.
وقال الخطيب الذي يرأس أيضاً حركة سوريا الأم أنه «لم يحدد حتى الآن أي شيء رسمي حول الآستانة». وأضاف أنه في حدود علمه لم يعلن عن تاريخ واضح عن بدء المفاوضات ولا الجهات التي تمت دعوتها.
وحول خطة الطريق التي تم تحديدها لهذه اللقاءات يشدد الخطيب الذي استقل برأيه الواضح من المسألة وهي حل سياسي للأزمة أن «المشاركة تعتمد على الجهات المدعوة من المعارضة ومن النظام والرؤية التي ستطرح». ويؤكد المعارض السوري أن هذه المفاوضات يجب أن تفضي إلى نتيجة لأنها قد تكون الفرصة السياسية الأخيرة المطروحة كبديل لعلاج القضية من أساسها.
وفي رده على سؤال حول الموقف الذي تطرحه مختلف أطراف المعارضة السورية من بقاء أو رحيل بشار، أشار الخطيب إلى أن هذا الموضوع والفترة الانتقالية لم يتم بحثها بعد ويعتقد أن التفاوض هو الذي سيرسم ملامح المستقبل.
وشدد أحمد معاذ الخطيب، في بيان له تلقت «القدس العربي» نسخة منه، على «أن وقف إطلاق النار الذي يمس حياة 24 مليون سوري لا ينقضه تصريح سياسي ولا عسكري، لا من النظام ولا المعارضة، مهما كانت مكانته».
واستطرد أن «الاختراقات التي تحصل لا تنقض أصل وقف إطلاق النار، وعندما تحصل هذه الخروقات فالعمل الواجب هو محاصرتها والضغط باتجاه انتهائها. ويستشهد الخطيب بما «حصل في عين الفيجة نتيجة جهود كثيرين من الجنود المجهولين، وليس نسف وقف إطلاق النار كله كما ترغب بعض الدول لاستمرار سير الدم والصراع وتصفية حساباتها بدم الشباب السوريين» على حد وصفه.
وكان الخطيب من الشخصيات السورية المعارضة التي دعت قبل فترة إلى ضرورة العمل على حل سياسي للأزمة السورية يهدف إلى حقن الدماء وإنهاء معاناة المدنيين، وجوبهت دعواته في وقت سابق بمعارضة من رفقائه المعارضين من الائتـلاف الذي ترأسـه قـبل فتـرة.
ويأتي هذا المخاض على ضوء الإعلان عن توصل الطرفين الروسي والتركي إلى توافق لوقف إطلاق النار وحل الأزمة السورية عبر مسار سياسي من خلال مفاوضات تجمع النظام مع المعارضة.
وأعلن مؤخراً وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن أنقرة وموسكو توصلتا إلى صيغتي اتفاقين بشأن سوريا يتعلقان بالحل السياسي ووقف النار. وأكدت موسكو الخبر من دون الإعلان عن تفاصيل حول الآليات المتفق عليها لترسيم الاتفاق.
وصوت قبل نهاية سنة 2016 بأيام مجلس الأمن على قرار تقدمت به روسيا بشأن وقف إطلاق النار ومفاوضات السلام السورية، وطالبت الأعضاء بالتصويت على مشروع القرار المتعلق بالخطة الروسية التركية للحل في سوريا.

رئيس الائتلاف السوري السابق يؤكد عدم وضوح تفاصيل مفاوضات آستانة ويدعو لحقن الدماء

سليمان حاج إبراهيم

سياسي كردي بارز: «احترم الرئيس الدكتور الأسد»… وأكراد يردون: أوقفوا هذا الخرِف

Posted: 02 Jan 2017 02:22 PM PST

غازي عينتاب ـ «القدس العربي»: تعرض سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، عبد الحميد حاج درويش، بعد تصريحه الذي جاء في سياق حوار أجرته صحيفة محلية كردية «بوير برس» معه قبل أيام قليلة، الذي قال فيه إن «الأسد لا زال رئيساً لسوريا، وأنا اسميه بكل احترام، سيادة الدكتور بشار الأسد»، لانتقادات كبيرة، إذ شن نشطاء أكراد هجوماً لاذعاً على درويش، معتبرين أن هذه التصريحات «غير لائقة» بأقدم سكرتير حزب كردي سوري معارض على الإطلاق.
وفي الحديث عن هذا السياسي الكردي، لا يمكن للمراقب إلا أن يتوقف طويلاً أمام تاريخ درويش في العمل السياسي، إذ كان الأخير أحد الأشخاص الثمانية الذين أسسوا نواة أول حزب كردي في سوريا (الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا) أو ما يسمى بـ»البارتي»، في العام 1956، قبل الوحدة بين سوريا ومصر.
ويرى الناشط السياسي السوري الكردي، محمد أبو سيامند، أن «رمزية درويش تنبع من كونه سياسياً عتيقاً، وخصوصاً لكون حزبه الذي يتولى زعامته، من الأحزاب المنضوية تحت مظلة المجلس الوطني الكردي».
أما عن مضمون وفحوى هذا التصريح، يعتقد أبو سيامند أن حديث درويش يأتي استمراراً للنهج الذي سار عليه الأخير منذ بداية الثورة السورية، موضحاً لـ»القدس العربي» بالقول: «لقد قال درويش لصحيفة محلية في وقت سابق، أنه نادم لأنه لم يقم بتلبية دعوة الأسد التي وجهها الأخير له ولشخصيات كردية في بداية الثورة السورية».
وطبقاً لأبو سيامند فإن النظام السوري ركن إلى تصفية كل قيادات الأحزاب الكردية التي لم تتحالف معه، مثل مشعل تمو، ومحمد العمر، ليبقي بذلك على القيادات التي يستطيع السيطرة عليها. وقال «يتولى درويش اليوم مهمة المنسق الأول للزيارات التي تقوم بها فعاليات وأحزاب كردية، إلى قاعدة حميم الروسية، في الوقت الراهن».
وبالعودة إلى الانتقادات التي أثارها تصريح درويش على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد عبر السياسي الكردي المستقل عثمان حسين عن غضبه الشديد مما جاء على لسان درويش قائلاً: «يجب كبح هذا الخرِف».
وعلى صفحته الشخصية «فيسبوك» عقب الكاتب السياسي، صلاح بدر الدين، على تصريحات درويش بالقول: «أرى أن الرجل صادق مع نفسه ووفي لنهجه الثابت في ولائه للنظام منذ عقود، أما مزاجه مؤخراً فيعود إلى عزلة حزبه الشعبية الخانقة، واعتباره غير مرغوب فيه لا في السليمانية ولا في أربيل بعد أن خسر دوره التاريخي التابع للسلطة، وبعد أن تلاشى أمله الوحيد عندما أبلغوه عشية تأسيس المجلس الكردي بالقامشلي بأنه سيكون له شأن في دمشق وبحثه مازال جارياً».
وكتب بهاء آرام ساخراً «طوبى لشعب عبد الحميد حاج درويش من أحد قيادته، وتباً لنا فنحن نستحق أسوء منه». أما أحمد الحسن فرأى أنه «بعد هذه التصريحات، يجب تحويل اسم الحزب الديمقراطي التقدمي، إلى الحزب التقدمي البعثي في سوريا».
وبينما لم تصدر أي توضيحات من صفحة درويش الرسيمة، طالب نشطاء الأخير بتقديم تفسير حول التصريحات، بينما تحدث نشطاء آخرون، عن انقسام داخل قيادة الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، عقب التصريحات الأخيرة.

سياسي كردي بارز: «احترم الرئيس الدكتور الأسد»… وأكراد يردون: أوقفوا هذا الخرِف

مصطفى محمد

بعد أنباء عن خلافات عميقة في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية»

Posted: 02 Jan 2017 02:21 PM PST

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: تُشكّل عملية «غضب الفرات» التي أعلنتها «سوريا الديمقراطية» ذات الغالبية الكردية، إلى جانب التحالف الدولي، من أجل السيطرة على مدينة الرقة، وطرد تنظيم «الدولة» منها، في مرحلتها الثانية، تحدياً كبيراً لقيادة تلك القوات التي تتلقى دعماً كبيراً من قبل التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، في وقت تتحدث فيه الأنباء الواردة من هناك عن خلافات حادة بين قيادات تلك القوات، وفصيل لواء «ثوار الرقة» أحد المكونات الرئيسية لها، بالرغم من تأكيدات القائد العسكري في اللواء العودة عن تعليق العمل العسكري في عملية «غضب الفرات».
وبالرغم من نفي الناطقة باسم معركة «غضب الفرات» وجود أية خلافات بين مكونات تلك القوات، إلا أنّ التسريبات المتعددة من قبل «ثوار الرقة» حول عدم المشاركة في تلك العملية، بسبب إبعاده عن قيادة المعركة، كما كان متفقاً عليه مع القيادة العامة لتلك القوات، كون «ثوار الرقة» يُشكّلون القوة العربية الضاربة في «سوريا الديمقراطية»، وكذلك كون معظم عناصر اللواء ينحدرون من مدينة الرقة، التي تعتبر المحور الرئيس للعمليات ضد التنظيم في المرحلة المقبلة.
في هذا الصدد، تقول مصادر خاصة لـ «القدس العربي» إنّ خلافات عميقة بين القيادة العامة لـ «قوات سوريا الديمقراطية» و»لواء ثوار الرقة» على خلفية تهميش الأولى للأخير، من خلال تجاهله في المرحلة الأولى من المعركة، إضافة لكبح جماح طموحه في تأسيس جيش عشائري قوي، قادر على خلق توازن في المناطق التي ستدخلها تلك القوات ذات الغالبية الكردية، حيث أن البعض تحدث عن عزم القيادات العامة لقوات سوريا الديمقرطية، تصوير مقاطع انشقاق لقيادات في اللواء.
إلا أنّ مصدراً قيادياً في اللواء فضّل عدم نشر اسمه، رفض ما يروج عن عزم قيادة «سوريا الديمقراطية» رهن عدد من القيادات، والتحضير لتصويرهم على أنهم منشقون عنه، مشيراً إلى أنّ ما سرّب فيه مبالغة كبيرة من قبل فصائل موالية للنظام السوري، تعمل على عمل خرق بين «لواء ثوار الرقة» و»قيادة سوريا الديمقراطية»، منوّهاً في الوقت ذاته إلى وجود خلافات كبيرة في بعض الأحيان على عدد من الأشياء.
وكانت قيادة «قوات سوريا الديمقراطية» فرضت حصاراً خانقاً على لواء «ثوار الرقة» في الريف الشّمالي من الرقة، عقب قيامه بالإعلان عن تشكيل «جيش العشائر»، حيث اضطر لحله تحت وقع الضغوط، في وقت منع فيه عناصر اللواء من رفع علم «الثورة السورية» في مدينة «تل أبيض» عقب السيطرة عليها من ايدي التنظيم، ومنع في حينه عناصر اللواء من الدخول بسلاحهم الفردي إلى المدينة.
ويؤكد القائد العسكري للواء ثوار الرقة، والذي يُعرّف عن نفسه بـاسم «أبي اسماعيل» لـ»القدس العربي» على عودة اللواء عن قرار تعليق المشاركة في عملية «غضب الفرات»، إثر تفاهمات جديدة مع قيادة «قوات سوريا الديمقراطية»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ معركة «تحرير المدينة» لم تبدأ بعد.
ونفت الناطقة باسم قوات سوريا الديمقراطية في معركة السيطرة على الرقة، جيهان الشيخ أحمد في حديثها لـ»القدس العربي» وجود أي خلافات ضمن صفوف القوات التي تمثلّها، مشيرة إلى أنّ لواء «ثوار الرقة» مشاركون منذ البداية في المعركة، وهم منخرطون فيها وفق المخطط العسكري والزماني المناسب.
وأشارت إلى أنّ الإعلان عن مشاركة «ثوار الرقة» في المعركة، جاء من خلال الإعلان الرسمي عن إنطلاق المرحلة الثانية من المعركة، موضحة في الوقت ذاته أنّ الحملة مستمرة، والتقدم مستمر.
وأعادت سبب التقدم البطيء في المعركة إلى عدم تقبّل تنظيم «الدولة» الهزيمة بسهولة، مؤكدةّ على أنّ معركة «غضب الفرات» لن تكون سهلة، مشيرةً إلى أنّ الاشتباكات تصبح أكثر عنفاً، كلما تقدّمت قواتها أكثر نحو معاقل التنظيم في المدينة.
وفي العودة إلى القيادي في لواء «ثوار الرقة»، فقد اعتبر أبو اسماعيل أنّ البيان الأخير من قبل «قوات سوريا الديمقراطية» كان فيه تأكيد من قبل تلك القيادة على أنّ من سيشارك في عملية «تحرير الرقة»، هم لواء «ثوار الرقة»، إضافة إلى 1500 مقاتل من الجيش الحر من ابناء دير الزور، منوهاً إلى أنّ اللواء الذي يقوده سيكون في طليعة القوات التي ستسيطر على مدينة الرقة، مفصحاً عن وجود بعض التحفظات من قبل اللواء على برنامج تنظيم المعركة، وما بعد نهايتها.
وكانت جيهان شيخ أحمد أعلنت في وقت سابق، انطلاق المرحلة الثانية من معركة السيطرة على مدينة القرة، بمشاركة عدد من الفصائل المكونة لـ»قوات سوريا الديمقراطية»، إضافةً إلى قوات النخبة التي يقودها رئيس الائتلاف السوري المعارض الأسبق «أحمد الجربا»، فضلاً عن مئات المقاتلين الذين تم تدريبهم أمريكياً من ابناء العشائر العربية في المدينة، داعيةً الأهالي للابتعاد عن مقار تنظيم «الدولة الإسلامية».
وفي السياق ذاته، أفصح ابو اسماعيل عن وجود خطة لمعركة السيطرة على «ريف الرقة الغربي»، وكذلك الشمالي، الشرقي، وهي على ثلاث مراحل، حيث سيتم الإعلان عن الانطلاق الرسمي لمعركة الرقة، بعد السيطرة على كامل ريف المدينة، منوهاً إلى أن الإعلان عن مجالس محلية في المدينة، وريفها، سيكون عقب الانتهاء من السيطرة على كامل معاقل التنظيم في محافظة الرقة.
ويرى الناشط من مدينة الرقة أبو أيمن محمد خلال حديثه مع «القدس العربي» أنّ لواء ثوار الرقة يبحث عن مصالحه بشكل دائم، وعلاقته مع القيادات الكردية جيدة للغاية، منذ هروب قائده إلى المناطق الكردية، إثر سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، على المدينة.
وشدّد على صعوبة معركة الرقة، من خلال التحصينات الكبيرة التي أقامها التنظيم في مداخل المدينة، من ناحية حفر الخنادق لإعاقة أي تقدّم بري للقوات ذات الغالبية الكردية، منوهاً بأن غارات التحالف على المدينة لن تشكّل ضربة موجعة للتنظيم في المدينة.

بعد أنباء عن خلافات عميقة في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية»
«غضب الفرات»… «ثوار الرقة» تعود للمشاركة في العمليات القتالية للمعركة
منار عبد الرزاق

حماس والجهاد تدرسان المشاركة في الاجتماعات التحضيريةللمجلس الوطني الفلسطيني في بيروت وفصائل المنظمة تؤكد الحضور

Posted: 02 Jan 2017 02:21 PM PST

غزة – «القدس العربي» :من المقرر أن تشارك كل الفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، في اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني، الذي تقرر عقده الأسبوع المقبل في العاصمة اللبنانية بيروت، فيما لا تزال حركتا حماس والجهاد الإسلامي، تدرسان الدعوة التي وجهت إليهما من قبل رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، وسط اعتراضهما على عقد المجلس في مدينة رام الله.
ووصلت فعليا إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وهما ليستا أعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية، دعوة لحضور اجتماعات اللجنة التحضيرية للمجلس في بيروت، كباقي فصائل المنظمة.
وقال داوود شهاب الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي لـ «القدس العربي»، إن حركته تلقت دعوة لحضور اجتماع اللجنة التحضيرية. وأشار إلى أن حركة الجهاد تقوم حاليا بدراسة هذه الدعوة والتشاور حولها، قبل الرد عليها.
وكان الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قد قال في تصريحات سابقة، إنه حين تصل دعوة رئيس المجلس الوطني، لحضور اجتماع اللجنة التحضيرية، ستدرسها حماس وتجيب عليها. ونقل أيضا عنه رفضه لمقترح عقد المجلس الوطني في مدينة رام الله، وقال إنه لا يمكن أن يعقد مجلس وطني فلسطيني تحت الاحتلال، ويعد هذا أمرا مرفوضا، وأكد أن حماس مع إعادة تكوين وهيكلة وبناء منظمة التحرير الفلسطينية.
وحركتا حماس والجهاد الإسلامي لا تنضويان تحت مظلة منظمة التحرير، لكنهما تشاركان في الإطار القيادي المؤقت للمنظمة، الذي جرى تعطيل أعماله، بعد تمكنه من الانعقاد في العاصمة المصرية في أوقات سابقة.
وسبق أن طالبت الحركتان تفعيل هذا الإطار لبحث عقد انتخابات المجلس الوطني المقبلة، من أجل الاتفاق على طريقة انعقاد المجلس. وستشارك كل فصائل المنظمة في هذه الاجتماعات بشخصيات قيادية بارزة.
وكانت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية خالدة جرار، وكذلك مسؤولون من حركة فتح دعوا حركة حماس للحضور.
وكان الزعنون، قد وجه دعوات خطية لأعضاء اللجنة التحضيرية المكلفة بالإعداد لعقد المجلس الوطني، للاجتماع يومي 10و11 من الشهر الجاري في بيروت. وقال في تصريح صحافي، إن الدعوة لعقد هذا الاجتماع «جاءت بعد سلسلة مشاورات جرت بين الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا حماس والجهاد الإسلامي»، لافتا إلى أنها تأتي استنادا إلى قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي دعا اللجنة التحضيرية للاجتماع.
وأكد أن اجتماع التحضيرية سيركز على استكمال المشاورات لعقد دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني تكون ناجحة «وتُشكل رافعة حقيقية لتوحيد الصف الوطني وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية واستعادة وحدة النظام السياسي الفلسطيني، وتفتح الطريق أمام انتخابات عامة، كما سيكون اجتماع اللجنة التحضيرية مناسبة لمناقشة تطورات الأوضاع الفلسطينية بشكل عام».
وتضم اللجنة التحضيرية لعقد المجلس الوطني الفلسطيني التي يرأسها الزعنون، أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والأمناء العامين للفصائل أو من ينوب عنهم. وسبق أن عقدت اللجنة أربعة اجتماعات لها خلال العام المنصرم في مدينة رام الله، ناقشت خلالها الملفات كافة المتعلقة بعقد دورة عادية للمجلس الوطني.
ويريد الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقد اجتماع قريب للمجلس الوطني في مدينة رام الله، لانتخاب لحنة تنفيذية جديدة، خاصة بعد نجاح عقد مؤتمر فتح السابع، الذي تكلل بانتخاب لجنة مركزية جديدة للحركة برئاسته.
وملف المجلس الوطني من ضمن الملفات الخلافية التي تعيق تحقيق إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الفلسطينية، وجرى تأجيل الملف أكثر من مرة في اجتماعات المصالحة.
ويأتي التحضير لعقد اللجنة التحضيرية، في ظل انتقاد فصائل منظمة التحرير وفي مقدمتها حركة فتح، للمقترح الأخير الذي قدمه نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق، لحل الانقسام السياسي، والقائم على فكرة «فدرالية» بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكان أبو مرزوق قد قال في مقابلة تلفزيونية قبل أيام في رده على ما يطرح حول إقامة دولة في قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس «استحالة أنّ يكون هناك نزعة لدولة في غزة، فلا دولة فلسطينية في غزة، ولا دولة من دون غزة». غير أنه قال «إذا استمر هذا الوضع بهذا الشكل فقد تكون فدرالية بين قطاع غزة والضفة الغربية أفضل من الانقسام الحالي، حينما تشكل حكومة واحدة فدرالية فهي أحد أشكال الحكم الذي وحّد الكثير من البلاد».
وقوبل المقترح برفض قوي من حركة فتح وفصائل منظمة التحرير. وقال المتحدث باسم فتح أسامة القواسمي في تصريح صحافي إن هذا الطرح يعد «هروبا من المصالحة وتكريسا الانقسام، وهو ضار بمصلحة شعبنا وقضيتنا».
وأضاف في تعقيبه على كيفيه إنهاء الانقسام «المطلوب من الكل الوطني على الساحة الفلسطينية إنجاح ودعم جهود الرئيس محمود عباس بعقد المجلس الوطني بحضور جميع القوى على الساحة الفلسطينية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، والذهاب لانتخابات رئاسية وتشريعية وإنهاء الانقسام الأسود، بدل الحديث عن مشروع الفدرالية الذي هو أخطر من المشروع الإسرائيلي المتمثل بالدولة ذات الحدود المؤقتة».
وحذرت الجبهة الشعبية على لسان عضو المكتب السياسي جميل مزهر، من خطورة الحديث عن إقامة «حكومة فدرالية» كحل من الحلول الممكنة في ظل استمرار الانقسام الداخلي. واعتبر ذلك «ضربة لمشروع الدولة الفلسطينية»، وقال «الحديث عن حكومة فدرالية تكريسا للأمر الواقع وتعميقا للأزمة الفلسطينية والانقسام». وأكد أن طرح هذا الملف يعد «أمرا خطيرا»، وأضاف «هذا الحديث هو هروب من استحقاق جدي وهروب من إنهاء الانقسام والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية تعاجل الأزمة وتوحد المؤسسات الوطنية وتحضر للانتخابات الرئاسية والتشريعية»، وشدد على أن الطرح «يضرب فكرة الدولة الوطنية الفلسطينية».

حماس والجهاد تدرسان المشاركة في الاجتماعات التحضيريةللمجلس الوطني الفلسطيني في بيروت وفصائل المنظمة تؤكد الحضور

أشرف الهور

التحقيق مع نتنياهو بشبهة تلقي هدايا… وتزايد التساؤل حول مستقبله السياسي

Posted: 02 Jan 2017 02:20 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: خضع رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو لتحقيق جنائي تحت الإنذار بشبهات تلقي هدايا من رجال أعمال بخلاف القانون مما يفتح الباب لأحاديث حول انتخابات عامة مبكرة. وبحسب تسريبات صحافية توجه شبهات لنتنياهو في قضيتين مختلفتين من ناحية خطورتهما في إطار إحداهما يشتبه بتلقيه رشاوى وهدايا، بشكل منهجي من أصحاب رؤوس الأموال، بعضهم من المقربين إليه. والحديث لا يجري عن مغلفات مالية أو تحويلات بنكية دسمة، ولكن، أيضا، ليس عن هدايا رمزية وذات قيمة صغيرة، كباقة ورد لعيد الميلاد وما شابه فالهدايا باهظة الثمن، وأحيانا يبلغ ثمن الواحدة منها آلاف الدولارات.
ومن التفاصيل القليلة التي رشحت تلقى نتنياهو من ثري يهودي بدلة بقيمة خمسة آلاف دولار كهدية. وتلقى الكثير جدا من هذه الهدايا؛ والشرطة تشتبه بأن قيمتها المتراكمة قد تصل إلى مئات آلاف الدولارات.
ويؤجج التحقيق مع نتنياهو الأحاديث والتساؤلات حول مستقبله السياسي. ويذهب بعض المراقبين الإسرائيليين إلى حد القول أن عام 2017 قد يشهد نهايته السياسية. ويرجح مراقبون وخبراء قانونيون أن لا يعترف نتنياهو بتلقي الهدايا، وإنما سيحاول التستر وراء الصداقة والقول إن بعض أصحاب رؤوس الأموال هؤلاء هم أصدقاء له وليس من الخطيئة تسلم هدايا منهم. لكن ظروف تلقي هذه الهدايا، التي تمتد لسنوات يمكن أن تصعب على نتنياهو والمدافعين عنه تفسير الأمور. ويعلل هؤلاء تقديرهم بالقول إن تبادل الهدايا بين الأصدقاء هو مسألة مقبولة وإنسانية، لكن يبدو أن نتنياهو لن يتمكن من الإظهار للمحققين وجود طابع التبادلية، فهو لم يشتر لمعارفه هدايا موازية بقيمتها. كما أنه في بعض الحالات، على الأقل، يشير الأمر إلى استغلال مكانته الرسمية الرفيعة: فحسب مواد الأدلة، لم يكن نتنياهو سلبيا في تلقي الهدايا الثمينة التي نزلت عليه، وإنما كان يفحص ويطلب هدايا عينية.
إذا اتضحت حقيقة صورة الشبهات ضده، يصعب فهم كيف لم يتعلم نتنياهو، الذي يتمتع بالحكمة والحذر الزائد، من سابقيه الذين شاهدهم يتورطون في قضايا جنائية أمثال سابقه بالوظيفة إيهود أولمرت الذي يمضي محكومية السجن الفعلي لمدة عام، ولم يحاذر من السقوط في هذه البئر. بيد أن هذه ليست ظاهرة جديدة فقد اتضح أن ديوان رئيس الحكومة مول شراء سيجار لنتنياهو على حساب دافع الضرائب. وفي حينه اعتقدت جهات في النيابة العامة أنه يجب فتح تحقيق جنائي ضده. ورغم وضع توصيتهم على الرف، إلا أن هذه الحلقة، كما في التحقيق بالهدايا الذي تم فتحه بعد خسارته للسلطة في 1999، كان يفترض أن تجعله يتوقف عن تدخين السيجار أو بكل بساطة دفع ثمنه من جيبه. يشار إلى أن الشبهات حول تلقي نتنياهو المنهجي للهدايا والرشاوى من قبل أصحاب رؤوس الأموال، طرحت على طاولة المستشار القانوني للحكومة ابيحاي مندلبليت، في الصيف الماضي. وفي الآونة الأخيرة، طرأ تحول كبير في القضية عزز الأدلة وجعل مندلبليت يمنح الضوء الأخضر للشرطة كي تحقق مع نتنياهو تحت طائلة الإنذار ويتوقع أن يستمر التحقيق شهورا عدة. وتعتبر قضية الهدايا والرشاوى هذه متواضعة بحجمها وحساسيتها مقابل الشبهات الضخمة التي نسبت إلى سابقه أرئيل شارون (ملفات « الجزيرة اليونانية « ) أو إيهود أولمرت (رشاوى تالينسكي وهولي لاند). لكن القضية الثانية التي يرتبط بها اسم نتنياهو ولم ترشح تسريبات حولها، لكن هناك من اطلعوا عليها ويدعون بأنها أخطر ويفترض أن تحدث هزة. وتعتقد قيادة الشرطة أن القضية التي ارتبط بها اسم شخصية أخرى رفيعة، تحتم فتح تحقيق جنائي.
وتكشف الإذاعة الإسرائيلية العامة أنه في الأيام القريبة «سننشغل جميعنا، كما يبدو، في سلوكيات التدخين والملابس لدى رئيس الحكومة وعلاقات الصداقة الخاصة التي ارتبط بها مع أصحاب رؤوس الأموال الذين عملوا مثل بابا نويل حتى في الأيام العادية. لكن هذه القضية – التي تحكي في الواقع قصة شخص استسلم، من دون قتال، لطابعه الضعيف، وفقد السيطرة ستكون مجرد تمهيد للقضية الثقيلة الخطيرة التي ستليها». في المقابل صدر باسم نتنياهو بيان لوسائل الإعلام جاء فيه أن «كل القضايا المشابهة في الماضي واهية، وهكذا سيكون بالنسبة للادعاءات التي يجري نشرها حاليا. نحن نعود ونكرر: لن يكون شيء لأنه لا يوجد شيء».
كما كرر نتنياهو تطرقه الساخر للشبهات التي تلقى اهتماما واسعا لدى الإعلام وأوساط السياسة بقوله «اقترح على المعارضة عدم الإسراع إلى حياكة البدلات». فيما هاجم عضو حزبه ورئيس لجنة الداخلية البرلمانية النائب دافيد مسلم، الشرطة وادعى على صفحته في «الفيسبوك»، أن «سلوك الشرطة يختلف عندما يكون المقصود التحقيق ضد رئيس الحكومة.
فعندما يجري الحديث عن شخص عادي لا تملك الشرطة محفزات، وافترض أنه لو لم يكن نتنياهو رئيس الحكومة، لما استدعت الشرطة ابنه للتحقيق في ما إذا دعوه إلى هذا الفندق أو ذاك. وتابع «يوجد هنا جيش كامل وضخم يحاول استبدال رئيس الحكومة، وحسب رأيي يوجد تمويل من الخارج لهذا الأمر. هنا يفعلون كل شيء من أجل الإطاحة بنتنياهو وقيادة الأجندة اليسارية إلى السلطة». ولم يكتف مسلم بهذا التصريح بل بادر إلى طرح مشروع قانون يمنع التحقيق مع رئيس حكومة أثناء أدائه مهامه. ويقول مؤيدوه في حزب الليكود إن التحقيق مع نتنياهو، هو محاولة لاسقاطه، ولذلك يعملون على سن هذا القانون.

توصية بمحاكمة مسؤول سابق في مكتب نتنياهو

وفي موضوع على صلة بنتنياهو، أعلنت الشرطة أنها أوصت بتقديم رئيس طاقم ديوان نتنياهو سابقا، غيل شيفر، إلى المحاكمة، بشبهة ارتكاب عمل فاحش بحق امرأة. وحسب بيان الشرطة، فقد تبلورت في أعقاب التحقيق مع شيفر، مجموعة أدلة تشير إلى ارتكابه لمخالفة العمل الفاحش، ولم يتم التوصل إلى أدلة تؤكد قيامه بحبس المشتكية. يشار إلى أن شيفر هو قنصل فخري لليابان في إسرائيل، ويعتبر أحد الشخصيات المقربة جدا من نتنياهو، وتسلم في 2012 منصب رئيس طاقم العاملين في ديوانه خلفا لناتان ايشل الذي استقال بعد إدانته في محكمة تأديبية بسلوك غير ملائم مشابه.

التحقيق مع نتنياهو بشبهة تلقي هدايا… وتزايد التساؤل حول مستقبله السياسي

وديع عواودة

الناطق باسم حماس لـ «القدس العربي»: قرارات «الكابينيت» فاشية وتعكس إفلاسها ولن تفرض أي معادلة في صفقة تبادل الأسرى

Posted: 02 Jan 2017 02:20 PM PST

غزة – «القدس العربي» : قللت حركة حماس من شأن القرارات التي اتخذها المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر «الكابينيت»، من أجل الضغط عليها لإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى كتائب القسام الجناح العسكري، ودعت الجمهور الإسرائيلي وعوائل الجنود، للضغط على حكومتهم، إذا ما أرادوا أن تبرم قريبا صفقة جديدة لتبادل الأسرى.
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في تصريحات لـ «القدس العربي» إن القرارات التي اتخذتها حكومة الاحتلال وتستهدف الأسرى الفلسطينيين وشهداء حماس وعوائلهم تعد «دليلا على إرباك وإفلاس الكيان الصهيوني في التعامل مع المقاومة الفلسطينية وحركة حماس».
وأشار إلى أن هذه القرارات وهدفها الضغط على حماس «تعكس حالة الهمجية والفاشية الإسرائيلية، في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين وجثامين الشهداء»، مؤكدا أن هذه القرارات مخالفة للأعراف والقوانين الدولية.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر قد قرر في ختام جلسة خصصها لمناقشة ملف الجنود الأسرى لدى حماس في غزة، عدم إعادة جثامين الشهداء منفذي العمليات التابعين للحركة، ودفنهم في «مقابر الأرقام».
واتخذ قرار المجلس الوزاري الأمني بالإجماع، في خطوة ترى إسرائيل من خلالها أنها من الممكن أن تشكل ضغطا على حماس وجناحها العسكري.
وبحث «الكابينيت» السبل المتاحة لاسترجاع الجنود الموجودين في قبضة حركة حماس، في قطاع غزة، حيث صوت الأعضاء بالإجماع على خطة عمل من أجل الوصول لحل ينهي قضية جثث الجنود والمواطنين الإسرائيليين.
وهذه الجلسة للحكومة المصغرة هي الأولى التي يبحث فيها ملف الجنود الأسرى لدى حماس، منذ أن أعلن عن اختفائهم في المعارك البرية التي كانت تدور رحاها على حدود قطاع غزة، خلال الحرب الأخيرة صيف عام 2014.
وحسب تقارير إسرائيلية فإن تقدما طرأ في الفترة الأخيرة على قضية الجنود المفقودين، حيث جرى استعراض التطورات خلال جلسة المجلس المصغر.
وشددت حماس على لسان برهوم على أن القرارات الإسرائيلية «لن تفرض أي معادلة على حركة حماس»، مؤكدا أن أي صفقة لتبادل الأسرى لن تتم إلا حال خضع الاحتلال لشروط حماس. وأكد أن أي ضغوط من هذا النوع لن تكسر إرادة الأسرى وحماس، لافتا إلى أن إسرائيل استخدمت في الماضي ولا تزال تستخدم العديد من أساليب الضغط على الحركة والأسرى والشهداء، مشيرا إلى القرارات التي اتخذتها إسرائيل ضد أسرى حماس، بعد تمكن الحركة في عام 2006، من أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وأضاف «في النهاية حركة حماس هي التي فرضت المعادلة على الاحتلال». وتابع «والآن ليس أمام الاحتلال سوى أن يخضع لإرادة المقاومة ويلبي الشروط».
وكانت حركة حماس قد تمكنت من تحقيق غالبية مطالبها في صفقة التبادل الماضية التي توسطت فيها مصر، وأطلقت سراح 1027 أسيرا بينهم أسرى كثر من ذوي المحكوميات العالية.
وتطلب حماس قبل أن يتم البدء في أي مفاوضات لصفقة تبادل جديدة مع إسرائيل عبر وسطاء، أن تقوم إسرائيل بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين أعادت اعتقالهم بعد إطلاق سراحهم في صفقة شاليط الأولى. كذلك تريد حماس أن تطلق في أي صفقة تبادل قادمة سراح الأسرى جميعا من سجون الاحتلال، خاصة من ذوي المحكوميات العالية، وقال برهوم «هذا وعد قطعته الحركة على نفسها، ولن تتخلى عنه».
وطالب عوائل الجنود الأسرى والجمهور الإسرائيلي بـ «الضغط» على حكومة بلادها، إذا أرادت إتمام صفقة التبادل. وأكد أن حكومة إسرائيل «لا تزال تتلكأ من أجل إبرام صفقة التبادل»، مؤكدا أن هذه الحكومة لا تستجيب إلا «تحت الضغط».
وفي السياق دعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية خضر عدنان، في تعقيبه على قرار «الكابينيت» الإسرائيلي، المستويات السياسية والشعبية والمقاومة إلى اعتبار أي مساس بالأسرى، سواء من أسرى حركة حماس أو أي أسير أو محرر من محرري صفقة الأسرى الأخيرة «مساساً بالكل الفلسطيني واعتداء علينا كفلسطينيين». وشدد على أن هذا «يستوجب في حينه ردة فعل فلسطينية تليق بأسرانا ومحررينا ويردع الاحتلال عن استمراره في التغول على أسرانا».
يشار إلى أن إسرائيل أعلنت خلال الحرب الأخيرة على غزة عن اختفاء اثنين من جنودها وهم شاؤول أرون، خلال المعارك البرية على حدود حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والضابط هدار غولدن، الذي اختفى خلال معركة على حدود مدينة رفح جنوب القطاع.
وعقب الحرب تمكن الجناح المسلح لحماس من أسر إسرائيليين أحدهما من أصل أثيوبي، دخل إلى قطاع غزة بمحض إرادته، والثاني بدوي عربي يحمل الجنسية الإسرائيلية.
وترفض كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، الذي أعلن فقط عن أسر الجندي شاؤول أرون، تقديم أي معلومات حول الأسرى الإسرائيليين الذين بحوزته. وفي الجانب الآخر تزعم إسرائيل أن الجنديين أرون وغولدن قتلا في أرض المعركة قبل أسرهما.
ورغم رفض حماس تقديم أي معلومات عن الأسرى، إلا أن كتائب القسام نشرت مقطعا تمثيليا مصورا لحفلة مفترضة لعيد ميلاد الجندي أرون، يظهر فيها الجندي وهو مقيد اليدين ينظر إلى كيكة عيد الميلاد، وفي مقطع آخر ظهر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بلباس مهرج وهو يطفئ شموع الكيكة المعدة للاحتفال، وظهر الجندي في المشهد التمثيلي في مكان مجهول، من تلك الأماكن التي تستخدمها المقاومة.
واهتمت وسائل الإعلام الإسرائيلية بشريط القسام الذي بث في ذكري ميلاد أرون الذي صادف قبل يومين، واستبق اجتماع المجلس الوزاري المصغر بساعات.
يشار إلى أن اسرتي الجنديين الأسيرين، وجهتا مؤخرا انتقادات لحكومة بلادهما، واتهمتاها بعدم الاهتمام بقضية الجنود الذين أرسلوا لأرض المعركة بعد اختفائهم.
وسبق لهذه العوائل أن نظمت العديد من الفعاليات للضغط على حركة حماس، منها منع الشاحنات التي تقل بضائع لقطاع غزة من الوصول إلى القطاع من الطرق الإسرائيلية، كذلك حاولوا أكثر من مرة منع وصول أهالي الأسرى الفلسطينيين لزيارة أبنائهم في السجون الإسرائيلية.
وزاد ضغط عائلتا الجنديين الأسيرين بعد التوصل لاتفاق مصالحة بين إسرائيل وتركيا، لم يشمل إبرام صفقة تبادل الأسرى، بحكم علاقة تركيا القوية مع حماس.
وكانت والدة الجندي الإسرائيلي المفقود أرون شاؤول، شنت قبل اجتماع المجلس الوزاري المصغر هجوما عنيفا على نتنياهو، واتهمته بنسيان قضية نجلها. وقالت إن «نسيان جنود غولاني سيدفعهم لنسيانك»، وكان نجلها يخدم في هذه الوحدة خلال الحرب الأخيرة على غزة.
كما هاجمت عائلة الضابط غولدن وزير الجيش أفيغدور ليبرمان، لافتة إلى أنه لم يبادر للاتصال بعائلتي الجنديين أو عقد لقاء معهما.

الناطق باسم حماس لـ «القدس العربي»: قرارات «الكابينيت» فاشية وتعكس إفلاسها ولن تفرض أي معادلة في صفقة تبادل الأسرى

تظاهرة أمام المنطقة الخضراء في بغداد للمطالبة بكشف ملابسات خطف الصحافية أفراح شوقي

Posted: 02 Jan 2017 02:20 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: نظم الصحافيون والناشطون في العراق، تظاهرة امام المنطقة الخضراء، يوم أمس الاثنين، احتجاجا على خطف الصحافية افراح شوقي القيسي منذ 7 ايام على يد جماعة مسلحة، ورفضا لاسلوب المماطلة من الحكومة في الكشف عن ملابسات القضية، ومهددين بمقاضاة رئيس الحكومة والمسؤولين الامنيين.
وتجمع المتظاهرون في منطقة ساحة الحرية المقابلة لبوابة المنطقة الخضراء، للاحتجاج على عدم توصل الاجهزة الأمنية إلى الفاعلين لجريمة خطف الصحافية منذ اسبوع، حيث رفعوا صور الصحافية ورددوا شعارات ضد تقييد حرية الإعلام في العراق.
وذكر شهود عيان لـ«القدس العربي»، ان القوات الأمنية المكلفة بحماية المنطقة الخضراء المحصنة وسط العاصمة، قامت باعتقال بعض المتظاهرين الذين حاولوا التقدم نحو بوابة المنطقة الخضراء من جهة الجسر المعلق في الكرادة الشرقية.
وافاد الشهود ان اشتباكات وقعت بين عناصر الامن وبعض المتظاهرين صحبها اطلاق نار في الهواء وضرب بالعصي.
وقد طالب الناشطون ومنظمات المجتمع المدني، رئيس الحكومة حيدر العبادي بفتح تحقيق حول اعتداء بعض عناصر القوات الأمنية على المتظاهرين. وقد اطلقت القوات الأمنية لاحقا سراح المعتقلين بعد تدخل منظمات المجتمع المدني وقوى سياسية اتصلت بالحكومة.
وكان تحالف «إصلاحيون» الذي يضم الصحافيين والفنانين والمنظمات المدنية، رفض اسلوب «المماطلة والتسويف» التي تنتهجه الجهات الأمنية تجاه اختطاف الصحافية أفراح شوقي، وفي حين كشف عن سعيه مقاضاة رئيس الحكومة والمسؤولين بوزارة الداخلية والأمن الوطني والمخابرات وعمليات بغداد بسبب «إهمال» تشكيلاتهم، وسماحها بتنفيذ «الجريمة» التي تشكل تهديداً مباشراً للإعلاميين واستقرار المجتمع، ومحاولة «بائسة ويائسة لتكميم الأفواه»، أكد عزمه التظاهر الاثنين المقبل أمام المنطقة الخضراء بمشاركة ممثلين عن المحافظات كافة للمطالبة بالحرية لها.
وقال بيان التحالف، إنه «يدين بشدة عدم صدور تصريح رسمي من السلطات الأمنية يبين نتيجة التحقيقات في جريمة اختطاف الصحافية أفراح شوقي، على الرغم من مرور خمسة أيام على اختطافها»، مبدياً «استغرابه الشديد من موقف السلطات الأمنية التي وجهت وأولت الاهتمام بجريمة الاختطاف يوم وقوعها وتجاهلته بعد ذلك، وكأنها بذلك أدت ما عليها من التزام تجاه قضية أفراح شوقي».
وأضاف تحالف إصلاحيون، ان «ممثلي تلك السلطات لم يكلفوا أنفسهم متابعة القضية وإرسال التطمينات للوسط الصحافي والإعلامي، الذي عد صراحة أن جريمة اختطاف أفراح شوقي هي استهدافاً للوسط الإعلامي وتهديداً مباشراً له ولأمن المجتمع واستقراره ومحاولة بائسة ويائسة لتكميم الأفواه».
ودعا التحالف، رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، ورئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، بصفته ممثلا عن الشعب، لأن «يكشفوا عن مصير الزميلة المختطفة وإلا ما نفع توجيهاتهم بضرورة الإسراع بالتحقيق والكشف عن الجناة».
ورفض «اسلوب المماطلة والتسويف في القضية وأن تتحول إلى مجرد رقم يضاف إلى قائمة طويلة من الانتهاكات التي مورست ضد الإعلاميين على مدى السنوات الماضية وما تزال مستمرة»، مؤكداً عزمه «رفع دعوى قضائية ضد كل من رئيس الوزراء العراقي بصفته القائد العام للقوات المسلحة والمسؤول الأول عن حفظ الأمن في البلد، والمسؤولين في وزارة الداخلية والأمن الوطني والمخابرات بسبب إهمال تشكيلاتهم، والسماح للخاطفين بتنفيذ جريمتهم، فضلاً عن قائد عمليات بغداد للسبب ذاته».
وتابع التحالف، أنه «سيواصل العمل على إقامة الوقفات الاحتجاجية وإطلاق التظاهرات في جميع المحافظات العراقية، ليعلو صوت المطالبة بالحرية لأفراح شوقي»، لافتاً إلى أنه «سيطلق الاثنين المقبل، الثاني من كانون الثاني 2017، تظاهرة جماهيرية أمام المنطقة الخضراء تضم أبناء الشعب العراقي من جميع محافظاته وسيشترك فيها نشطاء مدنيون وفنانون وعدد كبير من المنظمات المدافعة عن حرية التعبير».
ولا توجد اي مؤشرات او معلومات عن مصير الصحافية المختطفة او الجهة الخاطفة، وذلك رغم توجيه رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، الثلاثاء الماضي، الأجهزة الأمنية بالكشف الفوري عن ملابسات اختطاف الصحافية أفراح شوقي، وبذل «أقصى الجهود» لإنقاذ حياتها والحفاظ على سلامتها، وملاحقة أية جهة يثبت تورطها بالجريمة.
ورغم إدانة منظمات وجهات إعلامية وعامة عراقية وأجنبية، للجريمة، منها بعثة الأمم المتحدة، التي دعت إلى ضرورة الكشف عن ملابساتها وإنقاذ الزميلة أفراح شوقي.
وضمن التضامن مع قضية الصحافية المختطفة، نظم صحافيون ونشطاء المجتمع المدني في محافظة السليمانية تجمعا امام مبنى مكتب مجلس النواب العراقي، مطالبين الرئاسات الثلاث بالعمل السريع والجدي لتحرير الصحافية افراح شوقي التي اختطفت الاسبوع المنصرم من منزلها في بغداد.
ورفع المجتمعون صوراً لافراح ولافتات طالبت بالحرية لها، وهم يدينون استمرار الاعتداءات والتجاوزات على الصحافيين في العراق والإقليم، محملين الاجهزة الأمنية والحكومة مسؤولية الحفاظ على ارواح المواطنين وتحديداً الصحافيين منهم، مطالباً مجلس النواب بتسخير جميع جهوده لإطلاق سراح الصحافية المختطفة عبر الضغط على السلطات التنفيذية.
وكانت مجموعة مسلحة اختطفت، مساء الاثنين 27/12/2016 ،الصحافية أفراح شوقي، من منزلها، في منطقة السيدية، جنوبي بغداد، دون اعلان القوات الأمنية عن هوية الفاعلين أو مصير الصحافية.

تظاهرة أمام المنطقة الخضراء في بغداد للمطالبة بكشف ملابسات خطف الصحافية أفراح شوقي

مصطفى العبيدي

شبكة الفساد في مصر متغلغلة في النظام: وائل الشبلي انتحر أم نحر؟

Posted: 02 Jan 2017 02:19 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: لا تحمل قضية أمين عام مجلس الدولة السابق، المستشار وائل الشبلي الذي أعلنت السلطات المصرية انتحاره، أمس، في سجنه، الكثير من الخفايا والألغاز. هو لم يكن يتبوأ منصباً حساساً مثل ذلك الذي شغله المشير عبد الحكيم عامر قائد الجيش السابق الذي انتحر في 13 سبتمبر/ايلول 1967. الأخير الذي قيل الكثير عن موته مسموماً امتلك نتيجة تدرجه في وظائف عسكرية واستخبارية، معلومات مهمة، يصعب التكهن بخطورتها، وبالتالي في إمكانية الربط بين اخفائها وبين لغز موته. أما الشبلي، فمسار قضيته معروف، حيث التورط بجرم الرشوة.
فقد ضبطت، قبل أيام، الرقابة الإدارية، في منزل مدير مشتريات مجلس الدولة، جمال اللبان، 24 مليون جنيه مصري وأربعة ملايين دولار أمريكي، ومليونا يورو، ما يتجاوز 100 مليون جنيه، ونشرت كذلك صوراً لحقائب سفر كبيرة تحوي مبالغ ضخمة ومشغولات ذهبية عديدة ضبطت في المنزل أيضاً. عقب ذلك، قدّم الشبلي استقالته في خطوة، قالت وسائل إعلام، أنها جاءت بعد ضغوط من السلطة. وبعد اعتقاله وبدء التحقيق معه، جرى الإعلان عن انتحاره، وسط أسئلة عن المعلومات التي كان يحتفظ بها.
فمن المستبعد أن يكون المسؤول المنتحر المدان بالفساد شريكاً للبان فقط في قضية الرشوة، من المرجح أن يكون هناك شركاء آخرون متورطون، وربما أن هؤلاء يشكلون الغطاء الفعلي للشبلي واللبان. هذه السيناريوهات تداولها رواد وسائل التواصل الاجتماعي مشككين برواية السلطة حول انتحار الرجل.
وما زاد من هذه الشكوك أن المواقع الإلكترونية المقربة من النظام سارعت إلى الجزم بأن الشبلي مات منتحراً لا بل راحت تسرد تفاصيل عن العملية مثل أنه شنق نفسه داخل محبسه باستخدام الكوفية الخاصة به بعد ربطها في شباك الحجز الانفرادي. كما إن النائب العام، نبيل أحمد صادق، أصدر قراراً بحظر نشر وسائل الإعلام أي معلومات حول التحقيقات في القضية.
طبعاً، لا يجب إسقاط رواية أن الشلبي انتحر بعد معاناة نفسية عقب اكتشاف فساده، لكن في الوقت نفسه، يبقى سيناريو أكثر منطقية أن الرؤوس الكبيرة المتورطة في القضية قامت بتصفيته تحسباً لكشف المزيد من التفاصيل ما يؤدي إلى إدانتها. إذا صح هذا التكهن، فإن دلالاته الأولية أن الفساد في مصر محمي بشبكة من داخل النظام. شبكة تحمي نفسها بالتخلي عن بعض أعضائها حين يكتشف أمرهم.
ومن المحتمل أيضاً أن تكون الشبكة نفسها، هي من قّدم الشبلي قرباناً لمحاربة الفساد، كرشوة موسمية للنظام، خصوصاً وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قال، الأربعاء، في خطاب متلفز أثناء افتتاحه مشاريع في مدينة بورسعيد الساحلية: «لا أحد أبدا خارج المساءلة. من يغلط سنحاسبه بالقانون. لا كبيراً على المحاسبة».
بصرف النظر، إن كان الشبلي انتحر أو جرى التخلي عنه أو قدم قربانا، النتيجة واحدة، وهي أن شبكة الفساد في مصر، متغلغلة في السلطة، وقوية، تستطيع تجديد نفسها كلما دعت الحاجة.

شبكة الفساد في مصر متغلغلة في النظام: وائل الشبلي انتحر أم نحر؟

الإرهاب والألعاب النارية يتقاسمان دماء العراقيين في وداع 2016 واستقبال 2017

Posted: 02 Jan 2017 02:19 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: أبى الإرهاب والألعاب النارية والعادات المتخلفة، إلا ان يودع العراقيون عام 2016 ويستقبلوا عاما جديدا، بمزيد من دماء الأبرياء.
فقد سقط في العراق خلال اليوم الأخير من عام 2016، العشرات من المدنيين ضحايا تفجيرات إرهابية في بغداد والنجف واسطنبول، اضافة إلى قتلى واصابات بالمئات جراء الالعاب النارية واطلاق النار بمناسبة أعياد الكريسمس.
وبالنسبة للتفجيرات، ذكرت المصادر الامنية، ان تفجيرا إرهابيا استهدف مدينة الصدر شرق العاصمة العراقية، امس الاثنين، ارتفعت إلى 30 مدنيا بين شهيد وجريح.
واعلنت المصادر، ان حصيلة التفجير استهدف تجمعا للعمال في ساحة 55 ضمن مدينة الصدر شرقي بغداد، ارتفع عند 16 شهداء و20 جريحا.
وكان صباح يوم 31 من كانون اول /ديسمبر، شهد استهدف انتحاريان سوق السنك المزدحم وسط العاصمة العراقية، بتفجير مزدوج اسفر عن مقتل وجرح العشرات من المتبضعين.
وفي مساء امس أيضا وقعت في مدينة الشعلة الشعبية شمال غرب بغداد، 6 انفجارات بعبوات ناسفة نتج عنها سقوط قتيل و8 جرحى اضافة إلى الأضرار المادية.
وفي النجف جنوب بغداد، أعلن محافظ النجف لؤي الياسري، انتهاء عملية الهجوم الانتحاري في ناحية القادسية الذي استهدف نقطة سيطرة امنية صباح امس الأول الأحد، الأول من عام 2017، حيث اكد المحافظ ان القوات الأمنية سيطرت على الوضع وقتلت جميع المشاركين في الهجوم على سيطرة ناحية القادسية في المحافظة الواقعة جنوب بغداد.
وقال المحافظ الياسري في تصريح صحافي، ان القوات الأمنية تمكنت من قتل جميع الإرهابيين الذين هاجموا سيطرة ناحية القادسية، وان الوضع الأمني في المنطقة تحت السيطرة.
وذكرت المصادر الأمنية ان انتحاريين هاجما صباح أمس الأول الأحد السيطرة الرئيسة لناحية القادسية جنوبي مدينة النجف وأطلقا النار من اسلحتهما الرشاشة (بي كي سي) على المدنيين بشكل عشوائي ثم فجرا نفسيهما بعد محاصرتهما من القوات الامنية، واسفر الهجوم عن وقوع 17 جريحا في حصيلة اولية.
ولم يكن الضحايا العراقيين داخل العراق فقط، بل سقط بعضهم في هجوم إرهابي في تركيا ايضا.
فقد أعلنت وزارة الخارجية العراقية، أن ثلاثة عراقيين بين ضحايا الهجوم على الملهى الليلي في اسطنبول.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الوزارة احمد جمال في تصريح، إن «ثلاثة عراقيين بين ضحايا الهجوم الإرهابي على الملهى الليلي في اسطنبول، بينهم المليونير محمد الصراف واكراد.
وأضاف أن «قنصلية جمهورية العراق في المدينة تتابع مع السلطات المختصة استكمال إجراءات استلام جثث الضحايا وتسليمها لذويهم».
وفي إقليم كردستان، اعلن مسؤول قسم النازحين والجالية الكردية في دائرة الهجرة والمهجرين في أربيل، نزهت حسين، لشبكة رووداو الإعلامية، ان 3 أشخاص من محافظة اربيل، اصيبوا خلال تواجدهم في النادي الليلي الذي تعرض للهجوم من قبل أحد المسلحين في تركيا، حيث قتل طالب كردي في اسطنبول، وأصيب آخران بجروح متفاوتة جراء هذا الهجوم وهم متواجدون الآن في احدى مستشفيات اسطنبول.
وافادت مصادر بأنه لا يزال عدد من شباب إقليم كردستان في عداد المفقودين نتيجة هجوم اسطنبول، ومنهم فتاة من مدينة السليمانية، أصيبت بجروح في الحادث ونقلت إلى المستشفى.
وكان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، اعلن يوم امس الأول الأحد، عن مقتل 39 شخصاً جراء الهجوم الذي وقع في ناد ليلي في منطقة أورطة كُوي في إسطنبول، 16 شخصاً منهم يحملون جنسيات أجنبية و5 مواطنين أتراك»، مضيفاً أن «هناك 69 شخصا يتلقون العلاج حاليًا في المستشفيات، بينهم 4 في حالة حرجة».
ومن ناحية اخرى وفي صورة متكررة للعادات المتخلفة في الاحتفالات بإطلاق النار في الهواء، اسفرت الالعاب النارية المبالغ فيها وإطلاق النار العشوائي، عن سقوط قتيلين واصابة أكثر من 200 شخص في العاصمة العراقية خلال احتفالات وداع 2016 واسقبال السنة الجديدة. واعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة العراقية احمد الرديني، ان إطلاق النار العشوائي تسبب في سقوط قتيلين واصابة 12 آخرين، بينما تسبب اطلاق الالعاب النارية من قبل المحتفلين، في وقوع 228 اصابة في جانبي الرصافة والكرخ. مبينا ان الأصابات تراوحت بين الحروق والجروح.
وفي محافظة السليمانية شمال العراق، أصيب نحو 20 شخصاً، جراء الألعاب النارية التي استخدمت طوال ليلة الاحتفال بالعام الجديد.
وذكر مصادر في مركز طوارئ صحة السليمانية، ان عدد المصابين جراء الألعاب النارية يقدر بـ 15 إلى 20 شخصاً، وانه تم نقل المصابين للعلاج في المستشفيات ولا توجد حالات وفاة.
وكانت حصيلة ضحايا العراقيين خلال عام 2016، حسب تقارير الامم المتحدة، كشفت أن أكثر من 12 ألف عراقي قتلوا، وأصيب نحو 14 ألفاً بجروح مختلفة، بأعمال عنف وتفجيرات ومعارك متواصلة شهدتها غالبية محافظات البلاد.

الإرهاب والألعاب النارية يتقاسمان دماء العراقيين في وداع 2016 واستقبال 2017

الصدر يطالب التحالف الشيعي بتغيير سياساته وزعمائه

Posted: 02 Jan 2017 02:18 PM PST

النجف ـ «القدس العربي»: في تصعيد جديد للخلافات بين اقطاب التحالف الوطني الشيعي، وجه زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، انتقادا لاذعا إلى قادة التحالف، عندما دعاهم إلى اعادة النظر في سياساته الخاصة والعامة، وضرورة تغيير وجوه التحالف السياسية كلها، على خلفية رفض المرجعية العليا في العراق استقبال وفد التحالف.
وقال في بيان، امس الأول الاحد، في موقعه الالكتروني، معلقاً على رفض المرجعية الشيعية العليا في النجف، استقبال وفد التحالف الوطني برئاسة عمار الحكيم، بعد أن رفضت المرجعية العليا في العراق استقبال وفدكم الاعلى فعليكم النظر والتدقيق في اسباب ذلك الرفض والذي اتوقع ان يكون لأسباب معينة يمكنكم من رفعها ولو تدريجياً من خلال مقترحات". وبين الصدر ،ان من بين تلك المقترحات تغيير وجوهكم السياسية «شلع قلع» وتغيير سياستكم الخاصة والعامة، إضافة إلى محاسبة المفسدين المحسوبين عليكم بلا استثناء والنزول إلى الشعب ومعاناته وترك التحصن خلف الجُدر.
وذكر زعيم التيار الصدري، أن من ضمن المقترحات، وقف التدخلات الحزبية والميليشياوية في عمل الحكومة ودعم الجيش العراقي والقوات الأمنية والمجاهدين بما يحفظ للدولة هيبتها وقوتها.
فضلاً عن نبذ الخلافات وترك الصدامات الطائفية ليس من خلال التسوية السياسية المجهولة بل من خلال توحيد الصف المجتمعي وعلى وفق اسس شرعية وقانونية مدروسة وممنهجة، اضافة إلى الحفاظ على هيبة المرجعية في العراق وأوامرها وقراراتها ونصائحها وتوجيهاتها وتوجهاتها.
وخاطب قادة التحالف الشيعي، قائلا : المرجعية هي الممثل الأكبر للشعب وبالتالي رفضها لقائكم يعني رفض الشعب فتداركوا أمركم، اضافة إلى أنه ليكن عملكم من أجل رفعة العراق ودعم دولته دومًا لا لأجل انتخابات او امور دنيوية اخرى، لعلنا واياكم نبني عراقاً امناً وموحداً تحت غطاء المرجعية وانظار الشعب المظلوم.
واكد: لقد أبديت تعاوني سابقاً من أجل بناء تحالفكم بصورة أخرى وثوب جديد، فإن شئتم ذلك فأنا على أتم الإستعداد على الرغم من انني خارج التحالف.
وكان التحالف الوطني رد في بيان، على رسالة الصدر، مدعيا أن التحالف ما زال يستظل بخيمة المرجعية العليا ويستنير بإرشاداتها، ولكنه لم يبد استعدادا للتجاوب مع مقترحات الصدر.
وذكرت مصادر مطلعة في التحالف الوطني ان ممثل المرجعية الدينية السيد حامد الخفاف، اكد ان رئاسة التحالف الوطني والوفد المرافق لها طلبت موعدًا للقاء سماحة السيد علي السيستاني الذي اعتذر عن لقائهم كما هي عادته منذ سنوات للأسباب نفسها التي دعته لمقاطعة القوى السياسية.
واشارت المصادر إلى ان قادة التحالف الوطني تسعى إلى زج المرجعية الشيعية العليا في موضوع التسوية، إلا انها نأت بنفسها عن السياسيين الذين سبق ووجهت انتقادات مباشرة لهم لتسببهم في تفشي الفساد وسوء الخدمات في البلاد والتخلي عن مشاكل الشعب.
وضمن السياق، اعترف عضو تيار الاصلاح، المنضوي مع التحالف الوطني، توفيق الكعبي، في حديث إلى شبكة (المدى برس)، إن «أعضاء الكتل السياسية كافة وبدون استثناء يعملون من أجل كتلهم وأحزابهم»، معرباً عن أمله بأن «ينطلق الجميع ببداية جديدة وترك منهج العمل لكتلهم وأحزابهم عند تسلمهم مناصب حكومية، وأن تكرس جهودهم لخدمة العراق وشعبه».
وأيّد «ما أورده زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، بشأن ضرورة تغيير التحالف الوطني وجوهه السياسية»، داعياً الصدر إلى «البدء بأنصاره الموجودين في الحكومة أولاً». ورأى عضو تيار الإصلاح، الذي يرأسه إبراهيم الجعفري، أن «المسؤولين من أتباع التيار الصدري ينبغي أن يطبقوا ما دعا إليه زعيمهم»، مستدركاً «لكن ما طرحه الصدر لا يمكن تنفيذه اليوم».
وتمنى الكعبي، أن «يكون هنالك نقد بناء لمن توجد عليه مؤشرات بالفساد، وترك مسألة التعميم»، داعياً التحالف الوطني والكتلة الصدرية والقوى السنية والكردية، إلى «رفع شعار العراق فوق الجميع».
ويذكر ان التيار الصدري يقاطع اجتماعات التحالف الوطني منذ فترة، كما امر وزراءه في حكومة حيدر العبادي بالاستقالة، بعد ان فشل التحالف الذي يقود البلاد والحكومة في تنفيذ اصلاحات حقيقية طالبت بها التظاهرات المليونية والمرجعية الدينية، وتهربت منها قيادات التحالف الوطني التي لا تريد التنازل عن امتيازاتها وسيطرتها على السلطة.

الصدر يطالب التحالف الشيعي بتغيير سياساته وزعمائه

الجزائر: استجابة متباينة لدعوات الإضراب العام واندلاع أعمال شغب في بجاية

Posted: 02 Jan 2017 02:18 PM PST

الجزائر – «القدس العربي»: لقي النداء الموجه إلى التجار في الجزائر بالدخول في إضراب عام لمدة 5 أيام استجابة متباينة، إذ فتحت أغلب المحلات في العاصمة أمس، في حين أغلقت المحلات في عدد من مدن منطقة القبائل، وخاصة في بجاية (240 كيلومتر شرق العاصمة) التي شهدت استجابة كبيرة للاضراب، قبل ان تندلع مناوشات لتتحول إلى أعمال شغب ومواجهات مع قوات مكافحة الشغب.
عرفت الجزائر أمس استفاقة حذرة في أول أيام العمل في السنة الجديدة، خاصة أن نهاية السنة تزامنت مع دعوات للتجار وأصحاب المحلات بالدخول في إضراب لمدة خمسة أيام، وهي دعوات مجهولة المصدر، ولكن ذلك لم يمنع حالة الترقب والقلق أيضاً، إذ سارع الكثير من المواطنين إلى المحلات خلال اليومين الماضيين من أجل شراء مؤونة تكفيهم لأيام عدة ، خوفاً من الإضراب العام الذي تمت الدعوة إليه، لكن الاستجابة في الأخير لم تكن كبيرة، وخاصة في العاصمة، إذ تأخر عدد من أصحاب المحلات في فتحها صباح أمس، ثم سارعوا إلى فتحها بعد أن تناهى إلى سمعهم أن الاستجابة لم تكن كبيرة، وخوفاً من انعكاسات قرار الغلق.
لكن الاستجابة في منطقة القبائل كانت أكبر، فقد أغلقت الكثير من المحلات في مدن بومرداس والبويرة وتيزي وزو، لكن الاستجابة الأكبر كانت في مدينة بجاية، التي ظلت شبه مشلولة طوال اليوم، فيما خرج المئات من المواطنين إلى الشارع وهم يحملون لافتات تندد بالزيادات في الأسعار والضرائب التي عرفها قانون المالية والميزانية لسنة 2017، وبدأت الأمور هادئة في البداية، لكنها سرعان ما عرفت منحى آخر، عندما حاولت قوات مكافحة الشغب تفريق المتظاهرين بالقوة، وباستعمال الغازات المسيلة للدموع، إذ اندلعت مواجهات بين الطرفين، حيث قام المتظاهرون في وقت أول برشق قوات الأمن بالحجارة، ثم أقدموا على تحطيم حافلة نقل ركاب تابعة لشركة حكومية، لتتسع رقعة المواجهات بعد منتصف النهار، بعد أن أقدم المتظاهرون على حرق شاحنة تابعة إلى شرطة مكافحة الشغب.
وأصيب خلال هذه المواجهات العشرات من المتظاهرين وقوات الشرطة بجروح متفاوتة الخطورة، بالإضافة إلى إصابة عدد من رجال الأمن، في انتظار حصيلة رسمية لهذه المواجهات، واندلعت أعمال شغب في مناطق متعددة من ولاية بجاية، إذ قام المتظاهرون عقب انتشار إشاعة بخصوص توزيع سكنات اجتماعية على تحطيم مقر للشرطة في منطقة سيدي عيش.
وتأتي بداية السنة الجديدة على وقع الاحتجاجات والاضطرابات الاجتماعية، وهذا رغم خطاب التطمين الذي اعتمده رئيس الوزراء قبل أيام خلال نزوله ضيفاً على التلفزيون الحكومي، وقد أذيع البرنامج في كل وسائل الإعلام الحكومية، إذ يظهر أن التطمينات التي أطلقها رئيس الوزراء في المجالين الاقتصادي والاجتماعي لم تقنع كثيراً، خاصة وأن الوضع الذي تعيشه البلاد اقتصادياً واجتماعياً صعب، فضلاً عن وجود أطراف تريد استغلال هذه الأوضاع لتحريك الشارع.

الجزائر: استجابة متباينة لدعوات الإضراب العام واندلاع أعمال شغب في بجاية

الرئيس الموريتاني يتوسط في أزمة غامبيا قبل اللجوء لتدخل عسكري مقرر

Posted: 02 Jan 2017 02:18 PM PST

نواكشوط – «القدس العربي» : ينتظر أن يبدأ الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز آخر الأسبوع الجاري وساطة ينتظرها الجميع، في أزمة تداول السلطة في جمهورية غامبيا وذلك بوصفه الرئيس الإفريقي الوحيد المرتبط بصداقة خاصة مع الرئيس المهزوم يحيا جامي.
وتعول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا التي تسعى مدعومة بموقف المجموعة الدولية لتمكين الرئيس الغامبي آدم بارو من استلام منصبه، على وساطة الرئيس الموريتاني التي إذا كللت بالنجاح، ستجنب المجموعة تدخلاً عسكرياً في غامبيا البلد الهش المركون في الخاصرة الجنوبية للسنغال.
وفيما يظهر الرئيس المنصرف يحيا جامي جانب القوة ويهدد السنغال والمجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا بتصريحات نارية، تؤكد مصادر متابعة لهذا الملف «أن جامي يتفاوض سراً مع موفدين من المجموعة، حيث أكد في آخر دورة تفاوضية، أمس استعداده لمغادرة السلطة لكن بضمانات منها عدم متابعته قضائياً هو وأفراد أسرته و400 من أنصاره، وتمكينه من التمتع الكامل هو وعائلته بجميع ممتلكاته على مدى عشرين سنة مقبلة على الأقل بدون منغصات.
وقد رفض مفاوضو مجموعة غرب إفريقيا هذه الشروط، وأكدوا للرئيس المهزوم أن عليه فقط أن يرضخ لإرادة الشعب وأن يختار بلداً يلجأ إليه صامتاً خاضعاً في انتظار أن يتمكن الغامبيون من تضميد جراح الاثنتين وعشرين سنة التي حكم فيها هو بنفسه بلدهم بالحديد والنار.
ولاحظ مفاوضو المجموعة أن جامي لا يفاوضهم بصورة مباشرة وإنما عبر وسطاء، وهو ما جعلهم غير واثقين في نياته.
ويتشكك المراقبون في قدرة الرئيس الموريتاني على إقناع الرئيس جامي بالتخلي عن السلطة قبل التاسع عشر من كانون الثاني / يناير الجاري الموعد الدستوري لتسلم الرئيس المنتخب لمهامه، وذلك بالنظر لتمكن الرئيس المهزوم من إغواء بعض كبار قادة الجيش والأمن الذين لم تتضح بعد مواقفهم من الأزمة.
وذكرت مصادر مقربة من الرئيس المهزوم أن جامي وزع أموالاً طائلة على كبار الضباط وأكد لهم أن مصيرهم سيكون القتل والسجن والفقر إذا هم مكنوا الرئيس المنتخب من الوصول للسلطة. ويعول الرئيس يحيا جامي أكثر على السحرة ومشايخ الشعوذة حيث جند المئات منهم للدفاع عنه ولضرب الجهات الساعية لإزاحته. وكان جامي قد هدد في آخر تصريح له السبت الماضي مجموعة دول غرب إفريقيا، وقال «ما تسعى له المجموعة من فرض نتائج انتخابات فاتح ديسمبر، إعلان للحرب ضد بلد عضو فيها وهو تدخل في الشأن الداخلي لغامبيا ويتعارض مع الدستور وهو أمر لن نقبله بحال من الأحوال». وأضاف «لن نبدأ الحرب لكننا سندافع عن سيادتنا إذا فرض علينا ذلك وسندافع عن استقلالنا وهو واجب يقع على عاتق جميع الغامبيين». ويثير تراجع ديكتاتور غامبيا الحاج يحيا جامي عن الاعتراف بفوز آداما بارو مرشح المعارضة الموحد في الانتخابات الأخيرة استغراب العالم، كما أنه يضع في الواجهة مشكلة التناوب على السلطة التي تقف عثرة في وجه التجارب الديموقراطية في بلدان إفريقية عديدة. واعترف يحيا جامي بفوز خصمه آداما بارو وهو ثالث رئيس من قومية الفلان تحمله صناديق الاقتراع لكرسي الرئاسة في منطقة غرب إفريقيا بعد محمد بخاري رئيس نيجيريا وماكي صال رئيس السنغال.
وحسب بيانات اللجنة الغامبية المشرفة على الاقتراع الذي نظم مستهل كانون الأول / ديسمبر الماضي، فقد حصل آداما بارو على 263515 صوتاً فيما حصل يحيا جامي على 212099 صوتاً (36.6 ٪) في هذه الانتخابات ذات الشوط الواحد. وبلغ عدد الناخبين 890000 مسجلاً من أصل مليوني نسمة هم عدد سكان غامبيا البلد الصغير الواقع جنوب جمهورية السنغال. وولد آدما بارو الرئيس الغامبي الجديد عام 1965 في قرية مانكمانغكوندا في أقصى غرب غامبيا، وحصل على منحة مكنته من إكمال دراسته الثانوية في مدرسة إسلامية قبل أن يعمل مدير مبيعات في شركة تجارية محلية وهو العمل الذي مارسه إلى أن أسس وكالته العقارية التي مكنته من بناء ثروته. وانضم الرئيس الجديد عام 1996 للحزب الديمقراطي الموحد وأصبح رئيس الحزب بعد الحكم على رئيسه المؤسس المحامي حسينوداروبي بالسجن لثلاث سنوات إثر مطالبته بتسليط الضوء على موت سولو ساندك وهو معارض بارز لنظام يحيا جامي. وتنفس الغامبيون الصعداء وهم يتلقون خبر هزيمة يحيا جامي الذي كدر حياتهم على مدى 22 سنة من الهيمنة والسلطة الديكتاتورية غير المسبوقة.
وكان تقرير صادر عن الأمم المتحدة عام 2013، قد أكد أن 60 بالمئة من الشعب الغامبي يعيشون أوضاعاً متنوعة من الفقر المدقع، ويعيش ثلث هذه النسبة بأقل من دولار واحد لليوم. وتحدثت منظمة العفو الدولية في تقارير عدة لها عن الأوضاع المزرية التي يعيشها الغامبيون حيث هجر الآلاف منهم وطنهم غامبيا لأسباب اقتصادية وهرب الآلاف الآخرون منهم عن غامبيا بسبب القمع.

الرئيس الموريتاني يتوسط في أزمة غامبيا قبل اللجوء لتدخل عسكري مقرر

عبد الله مولود

حميد شباط يستبعد نفسه من الحكومة ومن المشاورات التي تجري لتشكيلها

Posted: 02 Jan 2017 02:17 PM PST

الرباط – «القدس العربي» : خرج حزب الاستقلال المغربي من مأزق تصريحات أمينه العام حول موريتانيا، وادخل رئيس الحكومة المكلف في امتحان اختيار شركائه بالحكومة، من نوع جديد، كما اعاد الارباك للمشهد السياسي المغربي في ظل غضب مناهضيه الذين وجدوا في تلك التصريحات فرصة لاستبعاده من الحكومة.
كان تكتيك حزب الاستقلال ذكياً، اذ استبعد امينه العام نفسه من الحكومة وايضاً من المشاورات حول المشاركة، مؤكداً دعمه لرئيس الحكومة المكلف، بغض النظر ان كان الحزب بالاغلبية الحكومية او خارجها وكلف ثلاثة من حكمائه لقيادة المشاورات.
وشكلت تصريحات حميد شباط الامين العام لحزب الاستقلال قبل اسبوعين قال فيها ان موريتانيا كانت جزءاً من المغرب، اندلاع ازمة بين الرباط ونواكشوط دخل على خط تطويقها العاهل المغربي الملك محمد السادس واوفد رئيس الحكومة المكلف عبد الاله بن كيران الى موريتانيا لتوضيح الموقف الرسمي المغربي.
لكن خصوم شباط وحزب الاستقلال الذين ادخلوا بن كيران في مأزق تشكيل الحكومة، وجدوا في تصريحات شباط، سنداً قوياً لموقفهم باستبعاده من الحكومة، وهو ما عاد للحديث عنه عزيز اخنوش رئيس التجمع الوطني للاحرار رغم التوضيحات والاعتذار الرسمي لشباط الذي قدمه لموريتانيا حكومة وشعباً.
مخرج حزب الاستقلال جاء في البلاغ الصادر عن مجلسه الوطني الاستثنائي الذي عقده يوم السبت الماضي وجدد قرار «مشاركته في الحكومة المقبلة والتجاوب الفعلي للعمل إلى جانب القوى الوطنية الديمقراطية بدون اشتراطات» وان «حزب العدالة والتنمية سيجد حزب الاستقلال سنداً سياسياً قوياً ودعماً فعلياً سواء داخل المؤسسة التشريعية أو في الممارسة السياسية بصفة عامة».
وأكد البلاغ، على «تشبث الحزب بسيادية استقلالية قراره الحزبي في مواجهة جميع المحاولات الفاشلة الهادفة إلى إضعافه وتطويع مواقف» وقال إن قرار المشاركة في الحكومة كان « نابعاً من الإيمان القوي بضرورة دعم الاختيار الديمقراطي، وبناء دولة قوية وتأكيداً على حرص الحزب على المساهمة في مسار الإصلاح الشامل الذي يقوده الملك محمد السادس وتجاوباً واضحاً مع إرادة و اختيارات الشعب المغربي التي عبر عنها في استحقاق (تشريعيات) السابع من تشرين الاول/ أكتوبر الماضي».
وشدد حزب الاستقلال على أن رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، ومن خلاله حزب العدالة والتنمية، سيجد في حزب الاستقلال سنداً سياسياً قوياً ودعماً فعلياً، سواء داخل المؤسسة التشريعية أو في الممارسة السياسية بصفة عامة، و»نعتبر أنفسنا في حزب الاستقلال جزءاً من الأغلبية البرلمانية أيا كانت التطورات المرتبطة بتشكيل الحكومة المقبلة، وبما يؤسس لمرحلة جديدة لتكتل القوى الوطنية وتحالفها لمواجهة كافة التحديات الداخلية والخارجية، معبئين وراء الملك محمد السادس».
وثمن المجلس الوطني تأكيد حميد شباط عدم مشاركته في أي تشكيلة حكومية مرتقبة، مشدداً على تقدير «التضحيات الجسام التي قدمها بروح وطنية صادقة إخلاصاً لثوابت الأمة ومقدساتها وفي تشبث تام بمبادئ الحزب وثوابته وللجهود الكبيرة التي بذلها من أجل خدمة الحزب والنهوض بأوضاعه».
وأعلن تفويض جزء من الصلاحيات التسييرية للأمين العام للجنة مؤقتة إلى حين انعقاد المؤتمر العام السابع عشر للحزب، والتي ستضم كلاً من عبد الله البقالي، ونور الدين مضيان، وعبد القادر الكيحل.
ووجه الدعوة إلى اللجنة التحضيرية لتسريع وتيرة أشغالها لعقد المؤتمر قبل نهاية شهر آذار/مارس المقبل، وانتداب المجلس الوطني لوفد قيادي يتكون من محمد السوسي الموساوي وحمدي ولد الرشيد وبوعمر تغوان، لمواصلة المشاورات مع رئيس الحكومة في شأن تشكيل الحكومة المقبلة.
وقامت اللجنة يوم أول امس الاحد بزيارة بن كيران وإبلاغه قرارات الحزب وابلغها بن كيران انه سيعرض المستجدات على قيادة حزبه قبل اطلاق جولة جديدة من المشاورات مع الاحزاب الاخرى المرشحة لدخول الحكومة.
وقال الباحث وللسياسي المغربي حسن طارق أستاذ العلوم السياسية تحت عنوان «شباط يمنح بن كيران هدية رأس السنة» من حيث لا نعتقد حصل عبد الإله بن كيران على أقوى دعم في المسار الصعب لتشكيل أغلبيته الجديدة، ذلك أنه في الوقت الذي تصور الجميع أن حزب الاستقلال قد تحول لما يشبه الحلقة الأضعف في هذا البناء السياسي المعقد، استطاع المجلس الوطنى لهذا الحزب المنعقد أمس، أن يوفر لرئيس الحكومة هدية سياسية ثمينة.
وأضاف في تدوينة له على الفيسبوك «في باب المفارقات، يمكن ان نرصد كيف انتقلنا من مغامرة لحظة الأغلبية البرلمانية في مواجهة الأغلبية الحكومية، الى لحظة الأغلبية البرلمانية/ السياسية التي تتجاوز منطق الائتلاف الحكومي.
واعتبر حسن طارق، أستاذ العلوم السياسية، أن عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المعين، حصل على أقوى دعم في المسار الصعب لتشكيل أغلبيته الجديدة، من حزب الاستقلال التي تشبث بن كيران باشراكه بالحكومة قبل تصريحات موريتانيا، وخلال الايام الماضية لم يحسم بن كيران موقفه، بانتظار المجلس الوطني للاستقلال. وقال حسن طارق إنه في الوقت الذي تصور الجميع أن حزب الاستقلال قد تحول لما يشبه الحلقة الأضعف في هذا البناء السياسي المعقد، استطاع المجلس الوطنى لهذا الحزب المنعقد أمس (السبت)، أن يوفر لرئيس الحكومة هدية سياسية ثمينة.
وقال إن «حزب الإستقلال، في لحظة صعبة، ينقل الموقف اتجاه مسألة الحكومة من لغة التكتيك والتفاوض حول المقاعد والسياسات، إلى لغة الانخراط المشترك في قراءة واحدة للمرحلة، ويجعل قرار الاصطفاف السياسي إلى جانب العدالة والتنمية أكبر من مجرد اقتسام لتشكيلة الحكومة».
وأبرز طارق تأكيد حزب الاستقلال على المشاركة في الحكومة المقبلة، معبراً عن «تجاوبه الفعلي للعمل إلى جانب القوى الوطنية الديمقراطية بدون اشتراطات، بما يخدم المصلحة العامة للبلاد ويعطي للديمقراطية مدلولها وعمقها الحقيقيين بغض النظر عن موقع الحزب فيما سيجري ويستجد» وما أقره حزب الاستقلال «خطوة سياسية وطنية بليغة، يكون من جديد قد وضع الأزمة في مكانها الأصلي داخل معسكر البلوكاج» حيث «قدم لبنكيران إمكانات أفضل للتفاوض بقراراته الاخيرة التي اتخذها، معززا بامتداد برلماني/ سياسي صلب، وبأقل الاشتراطات الممكنة».
وقال «خارج التفاصيل، يبدو شباط وقد تحول مجازاً إلى شهيد للديمقراطية ولسيادة القرار الحزبي». حيث أن قرارات شباط الاخيرة تؤكد أنه «قدم واحداً من أكبر عناصر الإثارة التي من شأنها تغذية السردية الكبرى لبنكيران حول «مواجهة التحكم».
وضعية حزب الاستقلال في الحكومة، بعد التطورات الأخيرة، تخلق نقاشا داخل حزب العدالة والتنمية، والمقربون من بن كيران يسربون آراءهم كونها التوجه الذي تسير باتجاهه مشاورات تشكيل الحكومة، وقال قيادي حزبي وصف نفسه بمقرب لبن كيران ان رئيس الحكومة المعين، يتجه إلى تشكيل حكومته المقبلة، من الأغلبية الحكومية السابقة، التي تضم بالإضافة إلى حزب العدالة والتنمية، كلاً من حزب التجمع الوطني للأحرار، والتقدم والاشتراكية، والحركة الشعبية.
وأفاد المصدر نفسه أن التطورات الأخيرة التي شهدها المشهد السياسي المغربي، وأبعاد التصريحات التي أخذتها كلمة حميد شباط ودخول الملك محمد السادس على الخط لطي ملف الأزمة التي تفجرت مع الجارة موريتانيا، جعلت مشاركة حزب علال الفاسي في الحكومة المقبلة، «صعبة».
واضاف أن توجه بن كيران نحو التخلي عن حزب الاستقلال، «يحصل على مضض»، لأن الأمر «أصبح يتجاوز شباط ويتجاوز حزب الاستقلال، رغم أن رئيس الحكومة المعين، «صمد كثيراً ضد المطالب التي كانت تطالب بطرد الاستقلاليين من الحكومة المقبلة».
وقال عبد الصمد بلكبير، المحلل السياسي المغربي، إن عبد الإله بن كيران إذا شكل حكومته من دون حزب الاستقلال «ستكون أضحوكة كبيرة» واذا ادار حزب العدالة والتنمية في هذه المرحلة، ظهره لحزب الاستقلال، «فإنه سيكون قد تخلى عن نفسه».
على الصعيد الداخلي أوصى المجلس الوطني لحزب الاستقلال بإحالة كريم غلاب، وياسمينة بادو، وتوفيق احجيرة، الذين صرحوا بمناهضة شباط وقيادة الحزب، على اللجنة الوطنية للتحكيم والتأديب لاتخاذ الإجراءات القانونية المنصوص عليها في ما يتعلق بعدم الانضباط لمواقف الحزب ومقرراته.
وتداول الاستقلاليون، قبل عقد المجلس الوطني، عريضة تطالب بإقالة حميد شباط، وقع عليها امينان عامان سابقان، الا انها لم تحظ بتأييد واسع ولم يتجاوز عدد الموقعين ال40 عضواً في المجلس الوطني من بين 1000 هم أعضاء المجلس ومن المتوقع أن يعقد الذين وقعوا العريضة لقاءً، مساء امس الاثنين، في منزل الزعيم امحمد بوستة، الأمين العام الأسبق للحزب.
وقال احد الموقعين أن اللقاء يأتي استكمالاً للقاءات أخرى مكتفة، عقدها الموقعون على البلاغ لمناقشة الخطوات المقبلة، بعد بلاغ المجلس الوطني للحزب، وأشار إلى أنهم لا يعترفون بشرعية ما تمخض عن دورته من قرارات.
وأوضح أنه إلى حدود الساعة، يعقدون لقاءاتهم كأفراد، ومناضلين استقلاليين، دون أن يستبعد إمكانية هيكلة لجنة، أو حركة تصحيحية داخل الحزب، وأكد أن ذلك متوقف على لقاء اليوم (امس)، في منزل امحمد بوستة، وما ستعقبه من لقاءات.
وأفاد أحد قادة العريضة «أن اللقاء اليوم في منزل بوستة، ليس حركة تصحيحية، ولا انقلابية، وأن لقاء حول «كاس أتايط (شاي) مع القيادي التاريخي للحزب سي امحمد بوستة بعد الوعكة الصحية التي كان قد عاشها، وهي مناسبة للحديث في السياسة، لكن ليس بشكل رسمي».
وبدأ مناهضو شباط داخل الحزب تحركاً لاستبعاد الحزب من الحكومة وحث القيادي الاستقلالي، عادل الدويري، حزب العدالة والتنمية بعدم الإفراط في التشبث بحزب الاستقلال، والمضي سريعاً في تشكيل الحكومة.
وقال إن حزب العدالة والتنمية.. مخصوش (ليس عليه) ان يبقى متشبثاً بحزب الاستقلال إذا ذاك التشبث غادي (سوف) يؤدي إلى أزمة سياسية، وأزمة في تشكيل الحكومة.. الأساس هو المصلحة د البلاد ماشي المصلحة حزب الاستقلال».

حميد شباط يستبعد نفسه من الحكومة ومن المشاورات التي تجري لتشكيلها

محمود معروف

تونس تعلن جلب «الإرهابي الخطير» وناس فقيه الهارب خارج البلاد

Posted: 02 Jan 2017 02:16 PM PST

تونس ـ من عادل الثابتي: أعلنت السلطات التونسية، الأحد، جلب «الإرهابي الخطير» وناس الفقيه، والذي كان هارباً خارج البلاد، من دون الكشف عن مكان هروبه. وقالت الداخلية التونسية، في بيان نشرته على موقعها الرسمي في شبكة الانترنت، إن الفقيه كان «متحصناً إلي الفرار بالخارج»، وتم جلبه «في إطار عملية تنسيق استخباراتي»، لم تكشف تفاصيلها أو جهات التنسيق.
وأضافت أنّ وناس الفقيه «على ارتباط بالعناصر «الإرهابية» التابعة لتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، وهناك 29 مذكرة أصدرتها السلطات تتهمه بالانضمام لتنظيم إرهابي وتسيير شبكات وخلايا نائمة لتنفيذ عمليّات إرهابيّة». وألقت السلطات التونسية القبض على «الفقيه» في تونس 21 أيار/ مايو 2013 على خلفية أحداث عنف جراء منع مؤتمر لتنظيم «أنصار الشريعة» في القيروان (جنوب)، وتم إطلاق سراحه في 13 من تموز / يوليومن السنة نفسها.
وبرز اسم «الفقيه» ثانية عقب عملية باردو الإرهابية 18 آذار/ مارس 2015، التي قتل فيها 22 سائحاً أجنبياً، عندما أصدر تسجيلاً صوتياً على «يوتيوب» يحرض فيه على العنف.
وأعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، ليلة البارحة، أن عدد الإرهابيين التونسيين الموجودين في الخارج هو 2926 «إرهابياً»، بينهم 4 في اليمن و20 في مالي. ويبقى العدد الأكبر، وفق تصريحات سابقة لمسؤولين تونسيين، في سوريا، العراق، وليبيا.
«الأناضول»

تونس تعلن جلب «الإرهابي الخطير» وناس فقيه الهارب خارج البلاد

طارق الكحلاوي: جلب المقاتلين من بؤر التوتر يعزز مكاسب تونس أمنياً وإقليمياً

Posted: 02 Jan 2017 02:16 PM PST

تونس ـ «القدس العربي»: قال د. طارق الكحلاوي القيادي في حراك «تونس الإرادة» والمدير السابق لـ«المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية» إن جلب المقاتلين من بؤر التوتر سيعزز مكاسب على الصعيد الأمني والإقليمي على اعتبار أنهم يشكلون «خزان معلومات» عن الجماعات الإرهابية في المنطقة.
وانتقد «تهرب» السلطات التونسية من المسؤولية السياسية سواء تجاه الاختراق الامني المضاعف، والذي تسبب باغتيال خبير الطيران محمد الزواري ودخول صحافي إسرائيلي إلى البلاد لتغطية الحادثة، أو فيما يتعلق برفع شكوى أممية لملاحقة الجناة والدفاع عن سيادة الدولة التونسية. وتحدث، من جهة أخرى، عن وجود تاريخ للتطبيع بين تونس واسرائيل، بدأ قبيل الاستقلال مع الحبيب بورقيبة، والذي قال إنه كان حريصاً على إحداث قناة مع الطرف الاسرائيلي عبر وسائط منها الوكالة اليهودية العالمية و«هو أمر موثق في الارشيف الاسرائيلي».
واعتبر الكحلاوي، في حوار خاص مع «القدس العربي»، أن السلطات التونسية لا تقوم بما يكفي لمصارحة التونسيين فيما يتعلق بملف العائدين من بؤر التوتر في سوريا والعراق وليبيا، و«خاصة الرئيس السبسي الذي قدم تصريحات مرتبكة اكثرها اثارة للجدل قال فيها لن يتم سجن العائدين بناء على ما قاموا به بل بناء على المساحة السجنية المتوفرة، إذ قال بالحرف إنه لا يوجد ما يكفي من السجون للعائدين من التونسيين من التنظيمات الإرهابية الناشطة خارج البلاد».
وأضاف «في متابعتنا لهذا الموضوع تبين لنا خلال الاشهر الاخيرة ان هناك توجهاً متصاعداً وغير مسبوق من قبل المنتظم الاممي (الأمم المتحدة) وعدد من القوى الدولية للدفع نحو مقاربة تتجاوز الاكتفاء بالعقوبات السجنية وتؤكد على «التأهيل» و«الادماج»، وهو فحوى قرار المجلس الاممي لحقوق الانسان في دورته الواحدة والثلاثين في مارس (آذار) 2016 والذي صوتت عليه تونس. وهناك تركيز على تونس في هذا الشأن، وآخر مؤشرات ذلك تلك الصادرة في تقرير لجنة العلاقات الخارجية للبرلمان الأوروبي بتاريخ يوليو (تموز) 2016 (حول علاقات الاتحاد الأوروبي بتونس في الظرف الإقليمي الراهن)، وتحديداً في النقطة 51 التي تتحدث بصريح العبارة عن «دعوة الحكومة التونسية لاعتماد استراتيجيات للتعامل مع العائدين من المقاتلين الأجانب، من خلال دمج الإجراءات العقابية والوقائية ببرامج نزع الراديكالية وإعادة الإدماج؛ لكي يتم منحهم إمكانية الإندماج في المجتمع وتلافي أي مخاطر مستقبلية».
وأشار إلى ان «الارتباك الرسمي الحالي ناتج عن غياب استراتيجية وطنية للتعامل مع الموضوع. وعموماً موقفنا من شقين: الاول وهو واضح وبسيط وويتعلق بالمحددات الدستورية التي تمنع اسقاط الجنسية ونرفض على هذا الاساس استسهال تعديل الدستور. والثاني براغماتية عملية حيث ان فوائد «جلب» (عوض الحديث عن «قبول عودة» الذي يوحي بسلوك سلبي) المشتبه بهم في الإرهاب أكثر بكثير من التهرب من استحقاقات هذا الملف».
وأضاف «فهناك مصلحة أمنية مباشرة في جلب المشتبه بهم في الإرهاب، وهو ما تقوم به كل الدول ذات الاستراتيجيات الأمنية الجدية. إذ إن هؤلاء مخازن للمعلومات والمعطيات ومن الضروري جلبهم وإيقافهم احترازياً وفق القوانين والضوابط القائمة. ويقوي ذلك موقعنا كطرف يملك المعلومة ليس في مكافحة التهديدات الإرهابية المحلية فحسب، بل أيضاً في المساهمة في مكافحة الإرهاب إقليمياً ودولياً بما يقوي موقعنا مع الأطراف الدولية».
وتابع «كذلك من مصلحة تونس خوض تجربة جدية في «نزع الراديكالية» و«التأهيل» إذ إنه يعزز استقلاليتنا وجاهزيتنا المحلية في مواجهة المخاطر الإرهابية، ويساهم في تطوير قدرتنا على بناء مواطنة ذات هوية سليمة منغرسة في ثقافتها ومفتحة على الخارج دون عقد. ومن الضروري الإشارة أيضاً إلى أن الدول التي خاضت بنجاح متفاوت هذه التجربة، أصبح لديها نفوذ مهم إقليميا ودولياً في هذا الملف. المبادرة لذلك أيضا مهمة لتحصيل الدعم المادي الدولي لأي برنامج جدي للتأهيل».
وكانت حادثتا اغتيال خبير الطيران محمد الزواري ودخول الصحافي الإسرائيلي موآفا فاردي إلى تونس، تسببتا بجدل كبير في البلاد، حيث تساءل بعض المراقبين عن والإجراءات ستتخذها السلطات لمنع تكرار هذا النوع من الحوادث.
وقال الكحلاوي «نحن نعتبر انه على السلطة التونسية تحمل مسؤولية سياسية ليس في الاختراق الامني المضاعف (الاغتيال وتواجد صحافي القناة العاشرة الاسرائيلية) فحسب بل والاهم في غياب ردة الفعل الدبلوماسية بداعي «عدم وجود دليل قاطع على تورط اسرائيل». نحن نعتبر ان غياب اي موقف من الرئيس التونسي وتهرب السلطة من المسؤولية في الحد الادنى للدفاع عن سيادة الدولة ورفع شكوى اممية مثلما حصل سابقاً خلال فترة الرئيس الراحل بورقيبة وبعده حتى بن علي (اثر اعتدائي حمام الشط واغتيال ابو جهاد) هو موقف غير مسبوق ويعكس ارتهان حقيقي للائتلاف الحالي بشكل غير مقبول وغير مبرر البتة».
وفيما يتعلق بحديث البعض عن وجود «اختراق» إسرائيلي لعدد من الأجهزة الحكومية في تونس، قال «نعتقد أن هناك تاريخاً للتطبيع بين تونس واسرائيل منذ حتى ما قبل دولة الاستقلال اذ كان بورقيبة حريصاً على احداث قناة مع الطرف الاسرائيلي عبر وسائط منها الوكالة اليهودية العالمية وهو امر موثق في الارشيف الاسرائيلي. وفي هذا السياق من الممكن انه حصلت اختراقات. على كل حال هناك قرائن قوية في حادثة اغتيال الشهيد ابو جهاد (خليل الوزير) سنة 1988 لسلوك امني سلبي وقد نقلت مصادر اسرائيلية انها حصلت على تسهيلات من داخل بعض الاجهزة. لكن رغم ذلك نعتقد ان جهاز الامن التونسي بمعزل عن الحكام وتغير الحكومات يبقى جهازاً وطنياً بالاساس ويحتاج لمزيد من الدعم لمواجهة الاختراقات الاجنبية».
من جانب آخر، أكد الكحلاوي أن حراك «تونس الإرادة» يركز حالياً على بناء مؤسساته الداخلية، لكنه أشار إلى أن الحزب منفتح على الدعوات القائمة لتوحيد المعارضة التونسي.
وأضاف «نحن نفكر اساساً في بناء الحزب ونقوم الان بتحضيرات حثيثة لعقد المؤتمر الانتخابي الاول للحزب آخر شباط/فبراير سنة 2017. وهو ما يستوجب ماراتوناً من المؤتمرات المحلية لتصعيد المؤتمرين وانتخاب مؤسسات الحزب بشكل ديمقراطي. هذا المسار الحزبي لا يعني النأي بانفسنا عن اي مسار جبهوي او ائتلافي على قاعدة مواجهة سياسات الائتلاف الحكومي المضرة اقتصادياً واجتماعياً والتي نعتبر انها تقوض البناء الديمقراطي آجلاً ام عاجلاً من خلال افراغ المسار السياسي من اي اسس اقتصادية واجتماعية تركزه وتمنحه طاقة مستديمة. وعلى كل ساهمنا ونشارك بقوة في «الكتلة الديمقراطية» على مستوى مجلس نواب الشعب والتي نعتبرها لبنة مهمة لتشكيل معارضة جذرية وجدية في ان واحد تقدم مقترحات بديلة للسياسات الرسمية الراهنة».

طارق الكحلاوي: جلب المقاتلين من بؤر التوتر يعزز مكاسب تونس أمنياً وإقليمياً
«التطبيع مع إسرائيل يعود إلى أيام بورقيبة والسلطات تتهرب من مسؤوليتها تجاه اغتيال الزواري»

تونس: أزمة مفاهيم تتعلق بالخلط بين الإرهابيين والمهاجرين والضحايا

Posted: 02 Jan 2017 02:16 PM PST

تونس ـ «القدس العربي»: تسبب الجدل المتواصل حالياً في تونس حول العائدين من بؤر التوتر بـ«أزمة مفاهيم» تتعلق بالخلط بين «الإرهابيين» و«المهاجرين» و«الضحايا»، وهو ما تسبب بدوره إلى ترويج أخبار مغلوطة تميل دوماً إلى نسب أغلب العمليات الإرهابية في العالم إلى تونسيين متطرفين، أو اعتبار ضحاياها من التونسيين «متطرفين بالضرورة»، فضلاً عن نعت المهاجرين غير الشرعين بأوصاف تتعلق بالإرهاب، رغم أن أغلبهم شباب عاطلون عن العمل ويفتقدون للتنمية في جهاتهم المحرومة.
وتواجه السلطات التونسية حالياً ضغوطاً كبيراً من الرأي العام حول مصير العائدين من بؤر التوتر في كل من سوريا والعراق وليبيا، حيث تشير الإحصائيات الحكومية إلى وجود حوالي 3 آلاف مقاتل هناك، وتؤكد الحكومة التزامها بالقوانين فيما يتعلق بإخضاع المقاتلين العائدين للمحاكمة تجاه الجرائم التي ارتكبوها، نافية ما يتحدث عنه البعض حول وجود اتفاقيات أو «صفقات» مع دول أخرى لـ«استضافة» العائدين دون محاكمتهم.
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وضع، قبل أيام، حداً للجدل المستمر حول وضع المقاتلين في الخارج، حيث أكد أن عددهم يبلغ حوالي 3 آلاف و «ليس صحيحاً الحديث عن 8 آلاف أو 9 آلاف أو 10 آلاف إرهابي (تونسي) نحن لدينا عدد الإرهابيين بالضبط، وهم في ليبيا والعراق وسوريا واليمن وإفريقيا»، مشيراً إلى وجود «تشويش كبير (في هذا الموضوع) ومفتعل وغير مبني على أوضاع صحيحة»، مؤكداً أن جميع العائدين سيخضعون لمحاكمات عادلة وفق قانون الإرهاب.
فيما نفت وزارة الداخلية ما تداولته بعض وسائل الإعلام حول وصول طائرة ألمانيا إلى مطار «النفيضة – الحمامات الدولي» القريب من العاصمة على متنها 30 متطرفاً تونسياً قادمين من بؤر التوتر.
في المقابل، أكدت مصادر إعلامية وجود حوالي 400 مهاجر غير شرعي من تونس في عدد من مراكز الإيواء في ألمانيا، وسيتم ترحيلهم قريبا إلى بلادهم على دفاعات بالتنسيق مع السلطات التونسية، وهو ما يؤكد الخلط الحاصل بين «الجهاديين» وعناصر التنظيمات الإرهابية في الخارج، والمهاجرين غير الشرعيين الباحثين عن مكان أفضل للعيش في أوروبا.
وكتب المؤرخ والباحث السياسي د. عبد اللطيف الحناشي على صفحته في موقع «فيسبوك»: «عدد هام من الذين يتحدثون عن «العائدين» لا يفرقون بين مجموعات بؤر التوتر (ليبيا والعراق وسوريا) والمجموعات التي ترغب بعض دول الاتحاد الأوروبي (وخاصة ألمانيا) إعادتهم لتونس. فأغلب من ينتمي للفئة الاولى قد حمل السلاح وقتل وذبح وفجّر واغتال، وحتى إن لم يقم بذلك فوجوده في تلك الساحات طوعاً يمثل جريمة يعاقب عليها القانون التونسي وحتى الدولي.
أما الفئة الثانية فأغلبيتهم من الشباب «الحارق» الى أوروبا في مراكب الموت، عدد منهم وصل الى أوروبا وارتكب جرائم حق عام وسجن وتمكنت المجموعات الإرهابية من استقطابه وعدد محدود منهم من كان في بؤر التوتر وتركها ووصل مع الحارقين من الشرق أما البقية، وهي الأغلبية، فهم من الشباب الذي غادروا تونس بطرق سرية بحثاً عن العمل والإقامة في أوروبا بهدف العمل غيره انه لم يتمكن من ذلك ومنهم من قدّموا مطالب لجوء سياسي غير ان السلطات المعنية لم توفّر لهم الفرصة».
وأضاف «ما هو مؤكد ان أغلبية «التوانسة» أو «المغاربة» بشكل عام الذين قاموا بعمليات إرهابية يحملون إحدى الجنسيات الأوروبية بالوراثة ومنهم من لا يحملها، غير انه تم استقطابه من قبل المجــمــوعات السـلفية التكـــفـيرية في سـجون دول أوروبا. وبالتالي لا يوجد تونسي انطلق من تونس وقام بعملية إرهابية، وفي النهاية ان اغلب من نطالب بإرجاعهم هم تونسيون مهاجرون سرّيون لا علاقة لهم بالإرهاب».
وأثارت العمليات الإرهابية الأخيرة في تركيا جدلاً كبيراً في تونس، حيث روجت بعض وسائل الإعلام أنباء مغلوطة تتحدث عن وجود أصول «تونسية» لمولود ميرت الطنطاش منفذ عملية اغتيال السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف، وهو ما نفته الخارجية التونسية لاحقاً، فيما روجت بعض الصفحات الاجتماعية أخباراً زائفة تتحدث عن تورط تونسيين في الهجوم الأخير على ملهى «رينا» الليلي في مدينة اسطنبول، قبل أن تؤكد وزارة الخارجية أن من بين الضحايا مواطنين تونسيين (رجل أعمال وزوجته)، فيما رجحت السلطات التركية أن يكون منفذ الهجوم (الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية) من قرغيزستان او اوزبكستان.
وكتب القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» هشام العجبوني على موقع «فيسبوك»: «مؤلم جداً أن نفتتح سنة 2017 بعملية إرهابية غادرة وجبانة في تركيا أدّت إلى وفاة حوالي 39 شخصاً منهم للأسف الشديد شابّ تونسي وزوجته لقيا حتفهما بينما كانا يحتفلان برأس السنة الميلادية، تاركين خلفهما في تونس طفلة في عمر الزهور! مأساة أخرى نشهدها في تركيا بعد اغتيال الطبيب العسكري التونسي في مطار اسطنبول إثر عملية إرهابية سابقة».
وأضاف «الذي يشمت في موت أبرياء، مهما كان دينهم وعِرقهم و إيديولوجيتهم وفكرهم ولونهم وطائفتهم، لا يُمكن أن يكون إلاّ «داعشيّا»! (نسبة إلى تنظيم الدولة الإسلامية)».
وكانت السلطات الفرنسية أعلنت الأحد إعادة تونسيين اثنين إلى بلادهما لأن وجودهما على الترابي الفرنسي يشــكــل «تهديداً خطيراً» للنظام العام، مشيرة إلى أنهما قضيا «عقوبة طويلة في الســجن، الأول بسبب وقائع جنح حق عام، والثـاني بــسـبب تهم تتـعــلق بالإرهاب».
وتتزامن هذه الأحداث مع أنباء تشير إلى تعرض اللاجئين والمهاجرين من ذوي الجنسيات العربية عموما والتونسية بشكل خاص إلى مضايقات أمنية كبيرة من قبل السلطات واعتداءات من قبل بعض المتطرفين في عدد من الدول الأوروبية.

تونس: أزمة مفاهيم تتعلق بالخلط بين الإرهابيين والمهاجرين والضحايا
في ظل ترويج أنباء مغلوطة تنسب أغلب العمليات الإرهابية في العالم للتونسين
حسن سلمان

اليمن: مصرع 18 مسلحا حوثيا في شبوه ورئيس الوزراء يبحث تطوير الأداء الحربي مع قيادات عسكرية

Posted: 02 Jan 2017 02:15 PM PST

تعز ـ «القدس العربي»: ذكرت مصادر رسمية أن 18 مسلحا من جماعة الحوثي والرئيس السابق علي صالح لقوا مصرعهم أمس الاثنين في بلدة عسيلان بمحافظة شبوة، شرقي اليمن خلال ثاني هجوم قامت به الميليشيا الحوثية على موقعي السليم والسويداء في عسيلان.
ونسبت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إلى مصدر عسكري قوله «ان ابطال اللواء 21 ميكا والمقاومة الشعبية أفشلوا ثاني هجوم للمليشيات على الموقعين العسكريين بغرض فك الحصار عن ما تبقى من عناصرها المحاصرين في جبل المنقاش وقرن الصفراء».
وأضاف «وجدنا جثث قتلى الميليشيا (الحوثية) متناثرة في الصحراء مع اكوام حديد معداتهم وآلياتهم التي تم احراقها في الموقعين».
وتزامن ذلك مع شن طيران التحالف العربي عدة غارات على مواقع المليشيا الانقلابية في جبهة عسيلان، دمرت خلالها منصة ﻻطلاق الصواريخ غرب جبل سبعان وتدمير مضاد طيران في شعب عينة شمال غرب الصفراء.
في غضون ذلك أعلن رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، أن «الحكومة تولى جل اهتمامها لدعم الوحدات العسكرية وأن لجان صرف مرتبات الجيش والأمن مازالت مستمرة في العمل».
وعقد اجتماعا امس بنائب رئيس هيئة الأركان اللواء أحمد سيف وعدد من قيادات وزارة الدفاع والمنطقة العسكرية الرابعة، حيث تمحور اللقاء حول دراسة الخطط الاستراتيجية لتطوير عمل الوحدات العسكرية خلال العام الميلادي الجديد.
وشدد رئيس الوزراء على «ضرورة استعادة هيبة دائرة التمويل في وزارة الدفاع والعمل بجدية لترتيب أوضاعها المالية والإدارية، وأنه لدى الحكومة والقيادات العسكرية تحدٍ كبير في بداية العام الميلادي الجديد يجب توحيد الجهود والانتصار». الى ذلك شدد مساعد وزير الدفاع للموارد البشرية اللواء عبدالقادر العمودي، على أهمية التركيز على الأولويات التي يجب التعامل معها بشكل عاجل ورسم الخطط الأولية لتطوير جاهزية وأداء العمل العسكري.
في غضون ذلك اختطفت مليشيا الحوثي وصالح صباح امس الإثنين الصحافي تيسير السامعي في بلدة خدير، جنوبي شرق مدينة تعز، وسط اليمن.
وقال موقع (المصدر أونلاين) الاخباري المستقل «إن مسلحين يتبعون مليشيات الحوثي وصالح اختطفوا الصحافي تيسير السامعي خلال مروره في إحدى نقاطهم بمديرية خدير، واقتادوه إلى سجن تابع لهم».
وأوضح «أن المليشيا الحوثية كثفت في الأيام الأخيرة اختطافات المواطنين في بلدة خدير بعد قطع طريق خدير ـ المسراخ، جنوبي مدينة تعز».
وجاءت عملية اختطاف الصحافي تيسير السامعي بعد شهرين من مقتل شقيقه الأصغر بنيران قناصة المليشيا الحوثية خلال قيامه بعلمية رعي الأغنام في مزرعتهم في بلدة سامع.
ويأتي اعتقال الصحافي السامعي ليكمل العدد العشرين من الصحافيين والاعلاميين المعتقلين، أغلبهم في سجون الميليشا الحوثية وصالح في العاصمة صنعاء وغيرها من المدن التي تقع تحت سيطرتهم.
وأعلن الجيش اليمني، الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي، مقتل اثنين من القيادات الميدانية لجماعة «أنصار الله» (الحوثيين)، أمس الإثنين، في غارات جوية شنها التحالف العربي، شمال غربي البلاد.
وفي بيان نشره المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، التابعة للجيش اليمني، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قال إن «القياديين الحوثيين، أبو مروان، وأبو أيمن، قتلا في غارات لطيران التحالف على جبهة ميدي، بمحافظة حجة، المحاذية للحدود السعودية».
وفي السياق، نفى مصدر أمني يمني ما تناقلته وسائل إعلام يمنية وعربية من أن المقاومة الشعبية اليمينة ضبطت شحنة أسلحة تحتوي على صواريخ حرارية ومضادات للدبابات في محافظة لحج، وكانت في طريقها من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، إلى العاصمة صنعاء التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين.
وقال الرائد عبدالقوي باعش سكرتير مكتب نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية «المزاعم والأكاديب التي يتم ترويجها وتداولها على الواتس ووسائل التواصل الأجتماعي معتبرا إياها منافية للحقيقة وماهي إلا أبواق عفاشية ونأسف أنها بإيدي جنوبية».
وأكد أن قيادة الحزام الأمني بردفان بمحافظة لحج قد نفت صحة الأخبار ومايتم تداوله بخصوص ضبط نقطة تابعة للحزام الأمني بمديرية حالمين لشاحنة محملة بالأسلحة النوعية والصواريخ، وأن من يقومون بترويج مثل تلك الأشاعات وينشرون تلك السموم ماهم إلا أبواق عفاشية بامتياز وللأسف بإيدي جنوبية.
وأضاف أننا نتحدى تلك الأبواق العفاشية والتي تصدر مثل تلك الشائعات والأكاديب وتبث السموم تحديد المصدر، ومطالبا إياها بإحضار الشاحنة ومرافقيها أن كنتم صادقين.
ووجه أصابع الاتهام إلى من قال عنهم إنهم يخرجون القاطرات ويرافقونها «وبحماية الأطقم العسكرية إلى مريس وقد وجهنا مدير أمن الضالع بإبعاد نقاط الجباية وإستبدالها بنقاط تابعة للأمن العام بالمشاركة مع نقاط الحزام الأمني».
وأكد أن نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء الركن حسين عرب قد أعطى توجيهات بتشكيل لجنة للتحقيق برئاسة اللواء علي ناصر لخشع نائب وزير الداخلية وعضوية كلا من اللواء محمد مساعد وكيل وزارة الداخلية لشؤون خدمات الشرطة ومدير أمن عدن ومدير البحث الجنائي بعدن وقائد الحزام الأمني بردفان وسكرتير مكتب نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية فيما نسب من وجود قاطرة محملة بالسلاح والذخائر على أن ترفع تقريرها إلى وزير الداخلية.

اليمن: مصرع 18 مسلحا حوثيا في شبوه ورئيس الوزراء يبحث تطوير الأداء الحربي مع قيادات عسكرية

خالد الحمادي

القضاء الفرنسي يحاكم نجل رئيس غينيا الاستوائية في قضايا فساد وغسيل أموال ونهب المال العام

Posted: 02 Jan 2017 02:15 PM PST

باريس ـ «القدس العربي»: عرفت محكمة باريس يوم أمس الاثنين أول محاكمة من نوعها، يخضع لها سياسي أجنبي إفريقي بتهم «الفساد وغسيل الأموال». ويتابع القضاء الفرنسي ابن رئيس غينيا الاستوائية ونائبه، تيودورين أوبيونغ تهما ثقيلة، تتعلق بالفساد، وغسيل الأموال ومراكمة ثروات طائلة في فرنسا، عن طريق نهب وسرقة وغسيل المال العام.
وقد عاش تيودرين أوبيونغ 47 عاما، لأكثر من عشر سنوات في فرنسا حياة الترف والبذخ، وتبذير وإنفاق ملايين الدولارات، في الوقت الذي يعيش فيه أبناء شعبه الفقر والحرمان، كما ان نصف سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر. الأمر الذي دفع منظمات حقوقية بينها «شيربا» و«منظمة الشفافية الدولية»، لرفع دعوى قضائية في باريس ضده بتهم الفساد تهريب وغسيل الأموال، كما أنها تعتبر المحاكمة الأولى، ضد سياسي إفريقي وأجنبي في فرنسا، ووصفت بـ«التاريخية». يشار إلى أن المحاكمة ستستمر إلى غاية 12 يناير/ كانون الثاني الحالي.
وكانت المنظمتان الدوليتان أماطتا اللثام عن حياة البذخ والترف، وحجم الممتلكات التي كانت بحوزة تيودورين اوبيونغ، نجل رئيس غينيا الاستوائية، وشملت شققا فاخرة، وقصرا فارها في قلب باريس قدرت قيمته ب107 مليون يورو، ويضم 101 شقة، يضم ملهى ليليا وقاعات خاصة للرياضة والسينما وحمام وصنابير من ذهب. كما كان بحوزته عشرات السيارات الفارهة، من نوع بينتلي، وفيراري ولومبورغيني وبورش وبيغاتي.
ووثقت المنظمة تبذير وهدر ملايين الدولارات في حفلات وسهرات واقتناء أغلى ما في الأسواق من نبيذ، وعطور وملابس فاخرة. واستعانت المنظمة أيضا بشهادات أحد المقربين السابقين من ابن رئيس غينيا الاستوائية الذي وصف، حياة الترف التي كان يعيشها أوبيونغ «مستعملا حقائب مليئة بملايين اليورو نقدا، من أجل تنظيم سهرات راقصة، عبر استقدام الفتيات الحسناوات واستهلاك أغلى أنواع الخمر والمخدرات». كما أن القضاء الفرنسي تحصل على وثائق بنكية تؤكد تحويل خزينة الدولة الغينية لنحو 110 مليون دولار، على الحساب الخاص لتيودورين أوبيونغ في فرنسا، ما بين 2004 و2011.
وبعد سنوات من التحقيقات، خلص القضاء الفرنسي إلى وجود أدلة كافية لمحاكمة وإدانة ابن رئيس غينيا الاستوائية، ب «الفساد، ومراكمة ثروة هائلة بشكل غير مشروع، وغسيل الأموال» في مارس/ آذار من عام 2014.
وبعدها أمر القضاء الفرنسي قوات الأمن بمصادرة عدد من ممتلكات أوبيونغ بينها شقق فاخرة، إضافة إلى منزله الفخم الذي تبلغ مساحته 4000 متر مربع في شارع «فوش» وهو أحد أرقى شوراع باريس، والتي تقدرقيمته بأكثر من 100 مليون يورو، كما تمت مصادرة 18 سيارة فاخرة بقيمة 7.5 يورو، إضافة إلى لوحات فنية قدرت بنحو 18 مليون يورو، ومجوهرات ومقتنيات خاصة من ملابس وساعات ثمينة.

مذكرة توقيف دولية

يذكر أن المتهم تيودورين أوبيونغ، لم يحضر محاكمة يوم أمس للمثول أمام القضاء، ويتجنب منذ سنوات القدوم لأية عاصمة أوروبية، خصوصا باريس خوفا من اعتقاله، بعدما صدرت في حقه مذكرة توقيف دولية من طرف القضاء الفرنسي في آذار/ مارس من عام 2012.
وأكدت المنظمات الحقوقية أنه بعد مذكرة التوقيف مباشرة، قام والده، تيودور أوبيونغ رئيس غينيا الاستوائية بتعديل الدستور، وعينه نائبا له، كي يحظى بالحصانة الديبلوماسية، في حال تم توقيفه خارج البلاد.
غير أن القضاء الفرنسي أكد أن الحصانة الديبلوماسية لن تشفع له في حال توقيفه لأن التهم الموجهة إليه «شخصية» بحتة وليست سياسية بحكم عمله، إضافة إلى أن تهم الفساد وغسيل الأموال ثبتت عليه قبل أن يتم تعيينه نائبا لرئيس البلاد من طرف والده.
يذكر أن غينيا الاستوائية طالبت مرارا «المحكمة الدولية للعدل» بتعليق قرار المذكرة الدولية الصادرة في حق أوبيونغ، لكن كل محاولتها باءت بالفشل.
وأكد محامي المتهم، ايمانويل مارزيني أنه طلب من القضاء تأجيل المحاكمة حتى يتسنى له الإطلاع على الملف بشكل معمق والتحضير له بشكل جيد.
كما حاول المحامي إقناع هيئة القضاء قائلا « أوبيونغ راكم ثروته باعتباره رجل أعمال في مجال الخشب، وليس كما يدعي البعض من خلال الفساد»، غير أن الوثائق بحوزة القضاة الفرنسيين تؤكد أن أوبيونغ اغتنى عبر تحويله لحسابه الخاص لعائدات الضرائب التي تجنيها بلاده من الشركات الدولية التي تستثمر في البلاد، في قطاع الغابات عندما كان يشغل منصب وزير الفلاحة، إضافة إلى استفادته من التحويلات المالية بملايين الدولارات التي تحصل عليها مباشرة من خزينة الدولة الغينية.
وأكدت المنظمات الحقوقية التي رفعت الدعوى القضائية ضد ابن رئيس غينيا الاستوائية، أن المعركة القضائية لا تزال في بدايتها، وأن كل الأموال والممتلكات المصادرة «لن يتم تحويلها لدولة غينيا الاستوائية بعد الانتهاء من الحكم»، باعتبار أن المتهم هو ابن رئيس البلاد الذي يحكم غينيا الاستوائية منذ 1979، وهو ضالع أيضا في ملفات الفساد.
وأوضح وليام بوردون مدير منظمة شيربا الفرنسية ومحامي منظمة الشفافية الدولية، أن كل الأموال المصادرة في فرنسا ستبقى في خزينة الدولة الفرنسية «إلى أن يتم تغيير الحكم في غينيا الاستوائية أو أن يتم توزيع هذه الأموال على منظمات محلية برعاية دولية كما حدث في كازاخستان».
كما عبر بودرون عن ابتهاجه ب»أول محاكمة من نوعها في فرنسا وأوروبا». وكانت المنظمتان اتهمتا الحكومات الفرنسية المتعاقبة، بلعب دور سلبي، عبر عرقلة الدعاوى القضائية الموجهة لزعماء أفراقة وأبنائهم، من أجل عدم توتير علاقاتها مع هذه الدول وبالتالي فقدان فرنسا لهيمنتها التاريخية على إفريقيا، في المجالين السياسي والاقتصادي على وجه الخصوص.
وأوضح محامي منظمة الشفافية الدولية أن «الدعوى ضد أوبيونغ تعرضت للمضايقة وتم تعليقها بشكل متعمد في عهد ساركوزي»، وأن الحكومة الفرنسية غضت الطرف لعقود على عمليات السلب والنهب التي قام بها عدد من زعماء إفريقيا، والقيام بتهريب الملايين إلى فرنسا.
واستطرد بوردون قائلا : «نتمنى أن يتم إحقاق العدالة في هذا الملف وأن يتم فتح ملفات زعماء أفارقة آخرين» راكموا ثروات كبيرة منذ عقود في فرنسا.
يذكر أن القضاء الفرنسي فتح تحقيقا قضائيا في ملفات فساد لقادة أفارقة وأبنائهم بينهم عائلة بونغو، رئيس الغابون، وعائلة رئيس الكامرون دوني ساسي نغيسو، و فرانسوا بوزيزي الرئيس المعزول في إفريقيا الوسطى. وتمت مصادرة شقة في مدينة نيس وفيلا فاخرة في باريس، في أبريل 2016 تعود مليكيتها لعائلة بونغو، التي تحكم الغابون منذ استقلال البلاد.

القضاء الفرنسي يحاكم نجل رئيس غينيا الاستوائية في قضايا فساد وغسيل أموال ونهب المال العام

هشام حصحاص

تنهيج القصيدة العمانية الحديثة

Posted: 02 Jan 2017 02:14 PM PST

الشعر خطاب، بهذه العبارة التصنيفية التنظيمية يستهل خالد البلوشي كتابه «في القصيدة العمانية الحديثة». وهي دراسة علمية محكّمة صادرة عن مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية في جامعة نزوى.
وعليه، لا يستثني الشعر العماني من ذلك التصنيف، حيث يقسمه قبل سبعينيات القرن الماضي إلى تيارين: أحدهما يساند الخطاب الديني، والثاني يساند الخطاب السياسي الرسمي، وذلك ضمن ما سمّاه بسياسة الجماعة، إلا أن القصيدة العمانية الحديثة، ويعني بها قصيدة النثر والتفعيلة، التي برزت بعد السبعينيات، فقد شرعت بالاتجاه من الإئتلاف إلى الاختلاف. وهذا الاختلاف برأيه «أتى أدنى إلى تجربة الإنسان فرداً منه إلى موقف ثابت مطّرد، أدنى إلى القلق منه إلى التحدي» حيث يربط كل تلك الانزياحات الأدبية بالتحولات السياسية في تاريخ عمان الحديث.
القصيدة العمانية (خارج التنظير والتوثيق) من منظور فاطمة الشيدي، التي يستشهد بها للتأكيد على غياب التنظير. في الوقت الذي يعدد فيه مجموعة من الدراسات ذات البعد الفني لمجموعة من الباحثين حول الصورة الشعرية، وظاهرة التناص والبنى الأسلوبية والحقول الدلالية، مقابل دراسات موضوعية تتعلق بالمرأة والأسطورة والبحر وأثر الفكر الديني، إلى جانب الدراسات العمومية داخل سياق التأريخ للأدب العماني. إلا أنه يؤكد على أن تلك الدراسات تتصف «بفقر التنظير وفقدان الصرامة المنهجية، فضلاً عن غلبة الطابع الشخصي الانطباعي» حيث يستشهد بمنظومة أخرى من الدراسات القائلة بتفاعل الشاعر العماني بمكانه، والاحتكاك بشعراء الحداثة العربية، والاطلاع على منجز الشعراء العالميين، مع إشارات صريحة إلى عزلة عمان النسبية. كما يظهر ذلك في دراسة الناقد العراقي ضياء خضير، الذي يستجلب سيّر الشعراء الذاتية وخبراتهم الحياتية لإلقاء الضوء على التجربة.
وبعد جولة في عدد من الدراسات الانطباعية والصحافية المتخفّفة من المنهج، أو تلك التنظيرية التي يغلب عليها الطابع الأكاديمي، التي تنم عن اختزالات مخلّة وإشكالات تنظيرية، يعود للتأكيد على غياب الدراسات المعنية بالقصيدة العمانية من منظور علاقتها بالخطاب السائد. وهذا هو المفصل الذي تعالجه أطروحته، حيث وقفت القصيدة العمانية من السائد – برأيه «موقف المختلف المعارض، لا موقف المؤتلف المعزّز، وأن هذا الاختلاف والتعارض لا يأتي مجسداً بتيار فكري ثابت مطرد، وإنما فيه قدر من الاضطراب والتردد، فالقصيدة الحديثة من جهة تتمرد على الخطاب الذكوري وتأبى التدجين وتحتفي بالنفي والموت، ومن جهة أخرى نراها مضطربة تتوق إلى ما يمثله ذلك الخطاب من يقين وطمأنينة».
على هذا الأساس جزأ دراسته إلى جزئين على هيئة فصول: الجزء الأول يحتوي على تمهيدين (نظري وتاريخي). أما الجزء الثاني فيتوزع على أربعة محاور: تمجيد الذاتي اليومي والتماهي مع المهمشين، والاحتفاء بالغياب والنفي والموت والاستنكاف من التدجين وخلق عالم بديل، والتمرد مصحوباً بالتذبذب والاضطراب، بالإضافة إلى خاتمة تلخيصية حول موقف القصيدة العمانية من السائد، ودعوة إلى تبني تيار ثقافي في النقد، حيث استشهد بنصوص مختارة لشعراء، لا لأنهم خير من يمثلون القصيدة العمانية الحديثة على المستوى الإبداعي، حسب منطوقه، ولكن بمقتضى منهج سياسي، بالمعنى الذي أسس له في مقدمته. فهو غير معني بالجوانب البلاغية والفنية. مع تأكيده الصريح على أن النصوص المنتقاة ليست أوعية ثابتة وقارّة، بل هي منفتحة على ديناميكية تفاعل بينه كقارئ وبينها كنصوص قابلة للتأويل من خلال مفاتيحها اللغوية والفنية.
في الفصل الأول يقدم توطئة نظرية للشعر كخطاب، اتكاءً على آراء لمجموعة من النقاد، لبلورة رؤية لعلاقة القصيدة العمانية الحديثة بالخطاب السائد. فيستشهد – مثلاً – بميشيل فوكو، القائل بأن «المعرفة ليست خارج علاقات القوة» ليؤكد على أن الشعر خطاب له آلياته وإجراءاته. كما أن الكفاءة الأدبية، من منظور جوناثن كولر، تعادل الدراية بالأعراف والتقاليد للقول الشعري. ويذهب إلى أن الخصائص اللغوية والشعرية لا توجد في النص، إنما في القارئ، حسب ستانلي فيش. وهذا القارئ ليس طليقاً، بل هو جزء من جماعة، وهي التي تخلق المعنى من خلال صور ذهنية حول العالم.
وبعد تطواف طويل في المقولات والآراء والمواقف يستخلص أن «الأدب يأتي إما متواطئاً مع الخطابات السائدة ومعززاً لها، وإما مخالفاً لها ومتحدياً إياها.
أما في التوطئة التاريخية للشعر العمودي، المتعلق بسياسة الائتلاف والاختلاف، فيميل إلى أن «جلّ الأدبيات العربية حول عمان تتناول الجانبين الديني والسياسي» حيث يلاحظ بروز ثيمتين في القصيدة العمودية: ثيمة مناصرة الجماعة السياسية الحاكمة، وثيمة مناصرة الجماعة. وفي هذا الإطار كان الفرد هو الضحية «الرأي عندي أن تجاهل الإنسان الفرد نتج من نسق ثقافي كان أكثر حرصاً على الجماعة منه على الفرد». وقد بدا ذلك واضحاً من خلال استعراض مجاميع شعرية تعمق هذا الاتجاه، من خلال استشهادات صريحة لينتقل إلى مجادلة القصيدة العمانية الحديثة على قاعدة الاختلاف والتعارض، حيث يراها «قوة سياسية» متمردة على الأبوي الذكوري، وممجدة للذاتي، ورافضة للسائد، ومحتفية بالغياب وعصية على التدجين.
وللتدليل على ما ذهب إليه استحضر مادة شعرية غزيرة، مكتنزة بالدلالات لهلال الحجري، وسماء عيسى، وزاهر الغافري، ومحمد الحارثي، وعبدالله حبيب، وحسن المطروشي، وعبدالله البلوشي، وعوض اللويهي، وفتحية الصقري، وإسحاق الخنجري، وسيف الرحبي، وأحمد الهاشمي، الذين يمثلون جانباً من عصر النهضة الحديثة، الذين يصنعون مجد الإنسان العادي. ويؤسسون لخطاب يقوم على محادثة الإنسان للإنسان. كما يقدمون العالم من منظور شخصي قوامه الإنسان أيضاً. بعيداً عن إكراهات المجتمع وقيوده وتصنيفاته، تحطيماً لكل الافتراضات التي تقولب الإنسان كأداة ثقافية في إطار ثقافي، وتمرداً على الرسمي والسائد، من خلال الوضعي واليومي والعادي والأرضي.
الخروج على السائد يتنصّص في أشكال وصور عدة يمكن تلخيصها في رفض النسق الثقافي القائم. وفي المحاولات الدؤوبة لخلق عالم «جديد تلتقي فيه الأضداد» انفلاتاً من قدسية الكتاب الديني ووصايا المؤسسة الاجتماعية، وضغوطات الخطابات الجمعية القبلية والقومية، فالذات الشعرية العمانية في هذا الإطار «تتوق إلى الفطري والطبيعي، لا إلى عالم أُدلِج ولا إلى خطاب قُنِن». وهي في حالة عناد ضد الأبوة التي تعادل السلطة. كما أنها ذات شاعرة تأبى الاهتداء بالخط السلوكي السّوي القويم الذي يمثل سياسة السائد، لأنها ذات داخلة في «جدلية البناء والهدم» ومنتجها «يؤكد استنكافه من أن يروّض حسب السائد، فهو إن نظر إلى نفسه من منظور الخطاب السائد رأى وحشاً غير قابل للترويض».
هكذا ينظر خالد البلوشي في دراسته الفطنة إلى الشعر العماني، الذي أتى – حسب قوله «في ظل خطاب اجتماعي». وقد ظل دوماً متقاطعاً ومتشابكاً مع الخطابات الأخرى، ولأن وعي القصيدة العمانية الحديثة انبنى على التعارض والاختلاف «جعل علاقتها بالمجمع عليه معقّدة». وهي سواء كانت متحدية أو مضطربة «تعدّ نقطة تحول في الخطاب الثقافي العماني. فهي منطلقها الفرد، شعوراً ورؤية، لا الفرد، ممثلا، للجماعة. وهي بذا تمثّل تحدياً لسياسة الجماعة المتمثلة في الإئتلاف والتعاضد، تعيد توزيع القوة، فتعطي الفرد حقًّا مسلوباً منه، حق أن يرسم ذاته بناءً على قواعدها. تمنحه الثقة أن تأويله من الحقّ حظّ تأويل الجماعة، لإعادة التوزيع هذه دلالة جدّ خطيرة في السياق العماني».

٭ كاتب سعودي

تنهيج القصيدة العمانية الحديثة

محمد العباس

زحمة أفلام عربية أمام جوائز «الغولدن غلوب» و«الأوسكار» دون نتائج مرضية

Posted: 02 Jan 2017 02:13 PM PST

لوس أنجليس – «القدس العربي»: عرضت أفلام من عشر دول عربية، هي: مصر، الأردن، اليمن، السعودية، العراق، لبنان، فلسطين، تونس، الجزائر والمغرب، أمام مصوتي جوائز «الغولدن غلوب» و»الأوسكار» هذا الموسم، آملةً أن تحقق ترشيحا لهذه الجوائز في فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية، ولكن لم يفلح أي منها في تحقيق ذلك.
هذا الرقم القياسي لعدد الأفلام العربية التي تنافست على الترشيح لأهم الجوائز في هوليوود يشير إلى وجود مواهب سينمائية فعالة وتحتية متينة لصناعة الأفلام في العالم العربي.
كما أن صناع الأفلام العرب ينعمون بدعم انتاجي من دول الخليج، وخاصة قطر والإمارات من خلال صناديق دعم مثل مؤسسة قطر وسوق مهرجان دبي للأفلام، الذي يعقد سنويا في شهر ديسمبر/كانون الأول ويقدم لصناع الأفلام العرب ورشات عمل مع خبراء ونجوم سينما من هوليوود وأوروبا، وندوات نقاش وحفلات تعارف مع منتجين وموزعين عالميين ومنافسات سيناريوهات تمنح فائزيها جوائز إنتاج مادية سخية. هذا العام، فازتا مخرجتان هما الإماراتية إيمان السيد والأردنية دارين سلام بجائزتي «استوديو الفيلم العربي لكتابة السيناريو» بقيمة 100 درهم و»جائزة وزارة الداخلية لأفضل سيناريو مجتمعي» بقيمة 100 ألف دولار على التوالي.
هذا الدعم للسينما العربية كان معدوما قبل تأسيس مهرجان دبي للأفلام عام 2003، الذي تلاه ظهور مهرجانات ومؤسسات وصناديق دعم أخرى في دول الخليج. ففضلا عن المساهمة في تمويل الأفلام وتدريب صانعيها، أصبحت هناك منصة لعرضها للجمهور ومهنو صناعة الأفلام، من المنتجين والموزعين. المخرج الفلسطيني، باسل خليل، الذي رُشح لجائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم روائي قصير العام الماضي، كان من المستفيدين من ورشات مهرجان دبي، التي شارك بها عام 2009 بجانب مخرجين عرب بارزين آخرين على غرار السعودية هيفاء منصور: «المهرجان بثّ بي شعور الثقة بالنفس ومكّنني من التواصل مع مهنيين في صناعة الأفلام كان لا يمكنني أن أحقق بدون ذلك»، يعلق خليل.
إذاً لماذا رغم كل هذا الدعم السخي ما زالت الأفلام العربية نادراً ما تحقق جوائز سينمائية قيمة أو إيرادات مربحة في شباك التذاكر؟
«ليس هناك فيلم عربي مربح»، يقول مايكل غارين، المدير العام لصندوق «إيميجنيشين» الإماراتي، الذي تم تأسيسه عام 2009 للاستثمار في إنتاج أفلام هوليوودية وعالمية مربحة ويستثمر أرباحها في دعم مشاريع محلية وتقديم ورشات التدريب وتوفير المنح الإنتاجية لصناع الأفلام من خلال استوديو الفيلم العربي.
غارين يعزي فشل الأفلام العربية التجاري لتجزئة سوقها بين دول عدة ، قلة أو انعدام صالات سينما في معظم الدول العربية وغياب ترخيص العرض التلفزيوني: «ليست هناك سينما عربية»، يقول غارين: «هناك سينما مصرية، وسينما مغربية وسينما خليجية. المصريون يريدون مشاهدة أفلام مصرية، التونسيون يريدون مشاهدة أفلام تونسية وفي الخليج يشاهدون أفلام هوليوود. السعودية، وهي أكبر سوق في الخليج، لا توجد فيها حتى صالات سينما. ومحطات التلفزيون لا تشتري رخص عرض أفلام لأن سوق الدعايات هنا ضعيف».
فعلاً فالسينما العربية تختلف من دولة إلى أخرى، وعادة تتناول قضايا سياسية واجتماعية محلية وليست إقليمية، فضلا عن أنها تواجه قوانين وتحديات مختلفة وفقا للدولة المنتجة. المخرجون التونسيون، على سبيل المثال، ينعمون بحرية إبداعية كاملة منذ سقوط النظام الدكتاتوري إبان أحداث الربيع العربي، مما فتح أمامهم المجال لسبر مواضيع سياسية واجتماعية ما زالت محظورة في دول عربية أخرى، حيث يتعرض صناع الأفلام لقوانين صارمة ورقابة شديدة. على المشروع أن يُوافق عليه من قِبل السلطات قبل دخول مرحلة الإنتاج، وبعد إكماله عليه أن يمر بفحص الرقابة من أجل إطلاقه في دور السينما.
«أنا لم أحصل على موافقة السلطات اللبنانية لتصوير نقطة عبور مخيم عين الحلوة، ولكنني صورته، ولهذا مُنع عرض فيلمي»، يقول المخرج الفلسطيني – الدنماركي، مهدي فليفل، الذي حضر مهرجان دبي مع فيلمه الوثائقي «رجل يعود»، يدور حول متعاطي مخدرات يعود إلى مسقط رأسه مخيم عين الحلوة الفلسطيني بعد نفيه من اليونان.
قيود مشابهة موجودة أيضا في إيران المجاورة، ولكن السينما هناك مزدهرة وأنجبت مخرجين ونجوما عالميين على غرار عباس خيوروستامي، محسن ماخمالباف والحائز على الأوسكار أصغر فارهادي، الذي رُشح فيلمه «البائع» هذا الموسم لجائزتي «الغولدن غلوب» و»الأوسكار» في فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية. وخلافا لجيرانهم العرب، المخرجون الإيرانيون لا يتلقون دعما سخيا من مؤسسات مثل الصناديق الخليجية. إذا فلماذا تتفوق السينما الإيرانية على السينما العربية؟
«السينما العربية مستورة بينما السينما الإيرانية أصلية»، يعلق المخرج الإيراني، بيهنام بازادي، الذي حضر مهرجان دبي ليقدم فيلمه «فارونيجي»، الذي تم عرضه الأول في مهرجان كانّ السينمائي في مسابقة نظرة ما: «نحن صنعنا سينما نبعت وأُلهمت من حضارتنا ومجتمعنا».
فعلا، فإن المخرجين الإيرانيين يترعرعون ويدرسون مهنتهم في إيران، بينما غالبية المخرجين العرب المعاصرين هم إما أنهم وُلدوا وترعرعوا في الغرب أو أنهم درسوا هناك. اغتراب المخرجين العرب عن حضارتهم وصل لحد أنهم لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم وفنهم باللغة العربية عندما أُجري لقاءات تلفزيونية معهم، يصرون على التحدث بالإنكليزية أو الفرنسية. بينما فرهادي أصرّ على إجراء المقابلة التلفزيونية معه باللغة الفارسية، رغم أنه يتكلم الانكليزية، وذلك لأنها هي اللغة التي يحس فيها ويعبر فيها عن أفكاره ويتواصل بها مع العالم.
الرابط الضعيف بين المخرجين العرب وحضارتهم تنعكس أيضا في سيناريوهات أفلامهم، التي تبدو أحياناً وكأنها كانت منسوخة من نشرة الاخبار وكثيرا ما تعالج المواضيع نفسها: الهجرة، الحروب، الانقلابات والثورات وغيرها من مصائب وعاهات الأمة العربية معتمدين على التفسير الواضح في طرحها بدلا من تبطينها من خلال تجارب ومآزق شخصية مثيرة وجذابة، تقود المشاهد في مسيرة عاطفية وحبكة درامية مشوّقة.
«كتابة السيناريوهات هي أكبر مشكلة هنا»، يعترف غارين: «هذه الموهبة هي الأقل كفاءة في هذه المنطقة». إذا كانت هذه فعلا المشكلة، فلن تستطيع الأفلام العربية أن تتنافس في الأسواق العالمية أو في سباقات الجوائز السينمائية، لأنه لا يمكن صنع فيلم ناجح بدون سيناريو متين.
«إنهم لا يكرّسون وقتاً كافيا لتطوير نصوص أفلامهم»، يلوم علاء كركوتي، موزع الأفلام العربية الوحيد في العالم العربي. كما أنه يلمح أن سهولة الحصول على تمويل من الصناديق الخليجية، ربما ساهم في هبوط مستوى السيناريوهات: «لو كانوا تحت الضغط المادي مثل الإيرانيين لاشتغلوا أكثر على تطوير سيناريوهاتهم قبل تقديمها للتمويل»، يضيف كركوتي.
غارين يعتقد أنه سوف يستغرق خمسة أو ستة أعوام حتى تظهر أفلام عربية مربحة. ولكن جودة الأفلام التي عُرضت هذا العام في مهرجان دبي كانت أرقى بشكل ملموس من سابقيها، مما يثير شعور التفاؤل. فهل هذا يوحي إلى ترشيحات «غولدن غلوب» و»الأوسكار» العام المقبل؟

زحمة أفلام عربية أمام جوائز «الغولدن غلوب» و«الأوسكار» دون نتائج مرضية
لماذا نجحت السينما الإيرانية في العالم وأخفقت العربية؟
حسام عاصي

ملف الاغتيالات السياسية

Posted: 02 Jan 2017 02:12 PM PST

فتحت حادثة اغتيال السفير الروسي في العاصمة التركية الاسبوع الماضي ملف الاغتيالات السياسية في العقود الاخيرة، لتكشف مسلسلا من الحوادث المماثلة التي تختلط فيها الدوافع الاجرامية بالسياسية بشكل يصعب تفكيكه. كما تفتح السجال حول جدوى الاغتيال السياسي عموما وما اذا كان سلاحا فاعلا يساهم في تحقيق الاهداف المرجوة منه. ويدفع ايضا للتساؤل عما اذا كانت هناك وسائل اخرى فاعلة للتغيير السياسي المنشود. ومن خلال متابعة نضالات الشعوب يمكن ملاحظة حقيقة تقول بان التغييرات الكبيرة لم تتحقق الا في حالات الانقلاب السياسي او الثورة الشعبية الشاملة او الحرب التي تشارك فيها جيوش متحالفة عديدة. اما الاغتيال فهو بشكل عام محدود التأثير والجدوى، وأقصى ما يحققه احداث تغييرات طفيفة على سياسات الدول لا تلامس جوهرها. ولكي يتضح هذا الزعم، يمكن استقراء عدد من هذه الاغتيالات التي هز بعضها العالم بسبب اهميتها.
بعد الحرب العالمية الثانية حدث اول اغتيال سياسي كبير بمدلول سياسي يتجاوز حدود البلد الذي وقع فيه. ففي العام 1948 اغتيل الزعيم الهندي المناضل، المهاتما غاندي في ذروة الصراع الطائفي بين الهندوس والمسلمين. حدثت الجريمة احتجاجا على سياسته الداعية لاحترام حقوق الاقلية المسلمة في الهند. جاء رد المتطرفين الهندوس باغتيال الزعيم التاريخي على يدي احد المتعصبين اطلق ثلاث رصاصات اردت غاندي صريعا.
أدى ذلك الاغتيال لازمة سياسية في الهند التي كانت حديثة الاستقلال عن بريطانيا. وقد كان ذلك الاستقلال ضربة موجعة للامبراطورية البريطانية التي كانت الهند تمثل تاجها. وسادت العالم حالة من الحزن والاستنكار لخسارة ذلك الرمز التاريخي المتميز. وقد القي القبض على القاتل الذي عرفت على الفور دوافعه ودور التعصب الهندوسي في تلك الجريمة. ثم جاءت جريمة اغتيال سياسي اخرى لم يتم تفكيك لغزها حتى اليوم.
ففي 18 سبتمبر (ايلول) 1961 كان داغ همرشولد، الامين العام للامم المتحدة، متوجهاً إلى روديسيا الشمالية التي تعرف حالياً بزامبيا عندما سقطت الطائرة التي كانت تقله في غابة على بعد تسعة أميال من مطار ندولا. ذهب همرشولد للتفاوض مع مويس تشومبي، قائد مقاطعة كاتانغا الانفصالية في جمهورية الكونغو الحديثة الاستقلال. وقد عارض همرشولد فكرة انفصال كاتانغا عن الكونغو، إلى حد أن قوات الأمم المتحدة قاتلت المرتزقة الذين كانوا يقاتلون في كاتانغا على بعد 100 ميل من المطار الذي كان ينوي الأمين العام أن يحطّ فيه. وبعد مرور اكثر من نصف قرن ما زال الغموض يلف تلك الجريمة التي هزت العالم. وما يزال الباحثون والمؤرخون يقلبون الوثائق التاريخية لعلهم يجدون فيها ما يشير إلى الفاعلين وهويتهم او انتمائهم. وهذا يعني ان التدبير قامت به جهة دولية تمتلك تقنيات متطورة حالت دون الكشف عن هويتها. مرة اخرى يؤدي الاغتيال لحالة من التوتر غير مسبوقة وتنذر باحتقان دولي يعيد إلى الاذهان اجواء الحرب العالمية المدمرة.
بعد ذلك بعامين حدث اغتيال ثالث ذو اهمية سياسية كبرى. ففي 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1963 أغتيل الرئيس جون كنيدي، الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة بمدينة دالاس، تكساس. فبينما كان موكب الرئيس يتحرك بسرعة منخفضة في وسط المدينة تم استهداف الرئيس بطلقات نارية قاتلة. وجون كنيدي هو رابع رئيس للولايات المتحدة يكون ضحية لجريمة قتل. وبعد مرور اكثر من نصف قرن ما يزال لغز الاغتيال غامضا. وما زاد الجريمة غموضا ان الشخص المتهم بالقتل، لي هارفي اوزوالد، قتل بعد يومين من عملية الاغتيال، وبذلك انقطعت خيوط التحقيق للتعرف على مخططي العملية واهدافها. وما تزال النظريات تطرح حتى اليوم حول ذلك الاغتيال الذي حدث في ذروة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفياتي. وقد جاء اغتيال كنيدي بعد عامين من الازمة التي كادت تتحول إلى حرب عالمية. فقد نصب الاتحاد السوفياتي صواريخ نووية على الاراضي الكوبية، الامر الذي كاد يفجر اول حرب نووية مدمرة. ذلك الاغتيال لم يؤثر على السياسة الخارجية الامريكية التي بقيت مشغولة بقضايا الحرب الباردة والاستقطاب الذي هيمن على العالم قرابة نصف قرن. وشهدت حقبة الستينات عددا من عمليات الاغتيال في الولايات المتحدة من اهمها قتل مارتن لوثر كنغ، الذي كان مناهضا للعنصرية ضد السود في امريكا. وبعده اغتيل مالكوم اكس المفكر المسلم الذي كان ناشطا في مجال الصراع ضد العنصرية.
صعدت «اسرائيل» في السبعينات اغتيال معارضيها من الفلسطينيين بعد ان بدأ انتشار وعي شعبي بالقضية الفلسطينية في الاوساط الغربية. ومن هؤلاء غسان كنفاني (بيروت 1972)، وائل زعيتر (اكتوبر 1972، روما)، محمد همشري (8 ديسمبر 1972، باريس)، حسين البشير (24 يناير 1973)، باسل الكبيسي (6 ابريل 1973، باريس). وفي 9 ابريل 1973 قام عملاؤها بانزال سري في بيروت واغتالوا كلا من محمد يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر. واستمر الاسرائيليون في جرائم الاغتيال في العقود اللاحقة. وفي 1978 اغتالت المخابرات الاسرائيلية المناضل والمفكر الفلسطيني، سعيد حمامي، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لندن. كان يومها جالسا بمكتبه فانهالت عليه رصاصات عملاء «اسرائيل».
وفي1989 قام فريق من الموساد بانزال في تونس واغتالت الزعيم الفلسطيني خليل الوزير (ابو جهاد)، وفي 1991 اغتال الصهاينة صلاح خلف (ابو أياد). ويتردد الآن انها وراء قتل ياسر عرفات بالسم في 2004. واغتال الاسرائيليون فتحي الشقاقي في مالطا في 1995، وفي 1996 اغتالوا يحيى عياش في غزة. وفي 2004 اغتالوا عبد العزيز الرنتيسي في غزة، ومحمود المبحوح في يناير 2010، واحمد الجعبري في 2012. واخيرا اغتالوا محمد الزواري في تونس في 15 ديسمبر. اما «اسرائيل» فقد ردت على محاولة اغتيال سفيرها في لندن، شلومو ارجوف، في يونيو 1982 باجتياح لبنان وطرد منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت. واستهدفت «اسرائيل» رموز المقاومة الإسلامية اللبنانية، فاغتالت الشيخ راغب حرب في فبراير 1984 والسيد عباس الموسوي، الامين العام لحزب الله في فبراير 1992.
ولم تقتصر عمليات الاغتيال في الشرق الاوسط على الجرائم المذكورة. ففي 25 مارس 1975 قام الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود بإطلاق النار على عمه فيصل بن عبد العزيز وهو يستقبل وزير النفط الكويتي عبدالمطلب الكاظمي في مكتبة بالديوان الملكي وأرداه قتيلًا، وقد اخترقت إحدى الرصاصات الوريد فكانت السبب الرئيسي لوفاته. وقد أعدم القاتل لاحقا. فما مغزى ذلك الاغتيال؟ لقد تميز عهد الملك فيصل بعدد من الامور: اولها تصاعد الانتاج النفطي السعودي ومدخولاته، الامر الذي وفر له القدرة على بدء مشاريع تعنى بالبنية التحتية للبلاد وتمكينها عسكريا. وفي عهده بنيت قاعدة خميس مشيط في جنوب غربي البلاد، وهي واحدة من اكبر القواعد السعودية. الثاني: ان عهده تميز بالتنكيل الشنيع بالمعارضين، وتردد ان اجهزة امنه قامت برمي المعارضين الشيوعيين من الطائرات في الربع الخالي. الثالث: انه اول من هدد باستخدام النفط سلاحا ضد الغرب بسبب دعمه لـ «اسرائيل»، وذلك بعد حرب اكتوبر 1973. وفي عهده بدأت السعودية تمارس دورا قياديا على الصعيد العربي، بعد غياب جمال عبد الناصر في 1970 خصوصا بعد ان توفر لها مدخولات مالية كبيرة من تصدير النفط. ولكن مقتله فتح الباب امام مسلسل الاغتيال السياسي المرتبط بالاوضاع السياسية العربية. كما ان علاقات السعودية مع اليمن تحسنت طفيفا بعد حربهما الدموية المدمرة في 1962 بعد ان كان الصراع مع مصر في ذروته.
هذا المسلسل من الاغتيالات في العالم، وبعضها في العالم العربي، يشير إلى استخدام القتل خارج اطار القانون سلاحا في الصراع السياسي بين الفرقاء. ويعبر كذلك عن بلوغ التوتر درجات قصوى تدفع الاطراف لاستخدام اسلحة غير تقليلدية لتصفية الحسابات. واغتيال السفير الروسي يجسد عمق الصراعات المتعددة الاطراف نتيجة الازمة السورية التي ارهقت الامتين العربية والإسلامية. ومع انه ليس من المتوقع ان تؤثر سلبا على العلاقات المتنامية بين تركيا وروسيا، ولكنها ستدفع موسكو لمزيد من الحضور في شؤون المنطقة بعد اكثر من ربع قرن من الغياب. الامر المؤكد ان الاغتيال يكشف حدود تأثير القوة العسكرية لدى الدول والمجموعات، ويكشف قدرته على عرقلة السياسات ولكنه لا يستطيع تغييرها جوهريا ولا يلغي خطط الدول والمجموعات او اهدافها او سياساتها.

٭ كاتب من البحرين

ملف الاغتيالات السياسية

سعيد الشهابي

هَلوسة « فرق الجهاد» وخطاب مسؤولية « الجميع»!

Posted: 02 Jan 2017 02:12 PM PST

من الشائع، في عالم السياسة، حين يتورط حزب أو مسؤول في ارتكاب جريمة، القول إن التاريخ سيكون الحكم. التاريخ، في هذه الحالة، هو المستقبل البعيد حين تنتفي المسؤولية وبالتالي المقاضاة والعقاب، في غياب المسؤول والضحية معا.
ولعل هذا ما كان يتوخاه ساسة وقادة أحزاب « العراق الجديد» حين كانوا، في سنوات الاحتلال الأولى، يرمون بالمسؤولية على كتفي التاريخ، ولا يجدون حرجا في الاعتراف، محليا، بجرائم، بالإمكان توصيفها فيما لو كان هناك نظام قضائي نزيه، بأنها جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية. إلا إن الأعوام الأخيرة، شهدت تغيرا في اعترافهم بالجرائم، اذ ما عادت الاعترافات أو حجج ارتكاب الجرائم، علنا، أمام ملايين الناس، تقتصر على الجمهور العراقي بل امتدت إلى خارج العراق، وتقديمها باعتبارها « تحملا للمسؤولية « و « نقدا موضوعيا لمرحلة ماضية» و « نضجا لبناء مستقبل أفضل للعراق»، و « ضرورة في مكافحة الإرهاب».
يأتي التوسع في إطلاق هكذا تصريحات مع تزايد ثروة الساسة وقدرتهم على شراء صمت القضاء المحلي الفاسد، والحصول على الدعم الدولي من خلال توقيع صفقات شراء الأسلحة وبيع النفط تهريبا. ففي مقابلة، أجراها الصحافي المخضرم سلام مسافر، يوم 23 من الشهر الحالي، لقناة «روسيا اليوم»، أعترف فالح الفياض، مستشار الأمن الوطني ورئيس هيئة الحشد الشعبي، قائلا « جميعنا يتحمل المسؤولية عن نكسة الموصل والاعتراف واجب»، جوابا على سؤال طرحه سلام عن الخطوات التي تم اتخاذها بعد أن أصدر مجلس النواب تقريره عن مسؤولية ما حدث في الموصل، في حزيران 2014، حين هربت القوات الحكومية أمام مقاتلي تنظيم « الدولة الإسلامية»، وما سببه من كارثة إنسانية يدفع المدنيون ثمنها، يوميا، وعن الإجراءات التي تم اتخاذها إزاء المسؤولين الذين شَخصهم التحقيق وبالتحديد مسؤولية نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق، باعتباره القائد للقوات المسلحة. فجاء جواب الفياض، ليُحمل «جميعنا» المسؤولية. مما يعني، قانونيا، أن لا أحد يتحمل المسؤولية. تَطلب أبعاد التهمة عن المالكي، وغيره من المسؤولين، اخفاء المسؤولية في ملف يتحكم به ذات المسؤولين عن الجريمة. مما يطرح سؤالا مبدئيا مفاده: من هم « جميعنا»؟ هل تشمل نون الجماعة الشعب، أيضا، وهو الذي لم يُمنح فرصة للتنفس والعيش بكرامة منذ أن جثم الغزاة و دعاة « العراق الجديد» على صدره؟ وكيف ستتم محاسبة « جميعنا»؟ ومن الذي سيقوم بذلك»؟
أن إلقاء نظرة سريعة على الواقع العراقي بخرابه، بدءا من خراب البنية التحتية إلى المجتمعية، ومن حالة التفتت الطائفي إلى نزوح وهجرة الملايين قسرا، تبين بوضوح وبالدلائل المثبتة قانونيا، في جميع دول العالم، إن المسؤولية، بعد وضع جريمة الغزو والاحتلال في القانون الدولي جانبا، هي مسؤولية الحكومة ومجلس النواب والجهاز القضائي. ومن البديهي، في حالات الحروب، أن يتحمل القائد العام للقوات المسلحة المسؤولية كلها ولم يحدث وتم تحميل « الجميع» المسؤولية.
إزاء تصريح الفياض، وهو نموذج لتصريحات من ينشطون تحت قيادته ويسميهم « فرق الجهاد»، أي المليشيات المرتكبة لجرائم حرب موثقة من قبل منظمات حقوقية دولية، القائل أحدهم، منذ فترة، «سنقاتل حتى ظهور المهدي»، وإن الهدف من تحرير الموصل هو «الانتقام والثأر لقتلة الحسين»، وبناء على الأجوبة التي أطلقها الفياض مثل سيل مائي، في المقابلة، وكمحاولة لفهم سمة «فهلوية» باتت مألوفة، وهي الوجه الثاني لعملة الإرهاب الداعشي، أجدني أمام انطباعين: الأول هو أن مسؤولي «فرق الجهاد»، خاصة، قد تفوقوا حتى على أنفسهم، في الكذب والتضليل وتزييف الحقائق، بحيث أصبحوا يصدقون أنفسهم أكثر مما يصدقهم الآخرون، أيا كانوا. وأن الهوة بينهم وبين الشعب باتت كبيرة إلى حد لم يعد فيه الشعب قادرا على فهمهم إلا من خلال تفسيرات قد تبدو خيالية. مما يقودنا إلى الانطباع الثاني، وهو الشائع كنتاج للمخيال الشعبي الذي يصوغ ما يريد أما استنادا إلى حلم بواقع أو هربا من واقع.
يشكل كلاهما محاولة لمواجهة انحرافات فكرية دخيلة، وغزو سياسي، وعسكري، وثقافي. يصف المخيال الشعبي تصريحات المسؤولين و» فرق الجهاد» أي ميليشيا الحشد، بأنها هلوسة « الترياق» أو الهيروين، الذي تربوا على تعاطيه أثناء وجودهم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهي آفة منتشرة وتعاني منها إيران إلى حد كبير. يجد المخيال الشعبي في سردية الإدمان على الترياق تبريرا لانتفاخ وجوه قادة الميليشيات، وعيونهم التي يجدون صعوبة في فتحها، والحلقات الداكنة تحت العيون، ويُعتبر هادي العامري، قائد ميليشيا بدر التي تأسست بإيران، النموذج المُجسد لصورة المُدمن المُهلوس في المخيال الشعبي.
بعيدا عن هذه الصورة، التي لا اتفق معها لسبب قانوني وأخلاقي، إذ يوفر إدمان المخدرات امكانية التقليل من حجم الجرائم وتبرئة المسؤول من المسؤولية وقد تعادل تبرير البعض بأن ما ارتكبوه من جرائم تم تنفيذا للأوامر فقط، يقلل قائد « فرق الجهاد» من كون زحف « الجهاديين» إلى سوريا أو غيرها من الدول، تدخلا إرهابيا، مهما كانت تبريراته، دفاعا عن المراقد الدينية أو مكافحة الإرهاب، أي ما يوازي ادعاءات داعش، باعتبار ان الكثيرين، من جميع أنحاء العالم، يشاركون في القتال في سوريا، مثلا، فلم يستثن مقاتلو الحشد الشعبي من ذلك؟
أن حملة تزييف الحقائق وتغييب الوعي التي ينسجها قادة « جهاديو» الميليشيات، بذريعة « إسلام مذهبي سياسي» لولاية الفقيه، بلا ولاء وطني، لا يقل كارثية عن «عيون حور» تنظيم الدولة الإسلامية وتمددها بذريعة « أسلام سياسي مذهبي» آخر. ولا يمكن للخسارة الفادحة التي يعيشها أهل العراق، منذ غزوه، والممتدة إلى الدول المجاورة، أن تُرمى في سلة مهملات « التاريخ» أو « جميعنا». وإذا كان التاريخ العراقي قد علمنا شيئا فهو أن الحاضر لا يرحم.

٭ كاتبة من العراق

هَلوسة « فرق الجهاد» وخطاب مسؤولية « الجميع»!

هيفاء زنكنة

آلو تونس.. أنا إرهابي عائد!

Posted: 02 Jan 2017 02:12 PM PST

تجاوزت تونس بحكمة وصبر الكثير من المطبات والأزمات، الحقيقية والمفتعلة، التي واجهتها مسيرتها الجديدة بعد الإطاحة بنظام بن علي في بداية ألفين وأحد عشر.
هناك مشاكل هي النتيجة المنطقية لولادة حالة ما بعد 14 كانون الثاني (يناير) 2011. لكن جزءا غير يسير من مشاكل أخرى ومطبات كان يمكن تفاديه، لأنه نتاج غلو ومغالاة غير ضرورية استنزفت جهد الوطن وحرفت النقاش فيه إلى عناوين ثانوية حتى لا أقول هامشية.
واحد من هذه العناوين محتدم منذ أسابيع ويخص عودة الإرهابيين الذين يقاتلون في بؤر التوتر في العالم إلى البلاد والعقاب الذي يجب أن ينالهم.
يمكن تصنيف هذا الموضوع بأنه نموذج للنقاش الثانوي البعيد عن محله وسياقه لأنه مبنيٌ على فرضيات واحتمالات بعيدة، بل لن تتحقق، منها:
ـ تصوير هؤلاء الإرهابيين وكأنهم في مهمة رسمية تبدأ في تاريخ معين وتنهي في تاريخ آخر. وهذا غلط.
ـ بناء النقاش على احتمال أن الحرب في سوريا انتهت بنهاية حلب (النقاش في تونس تكرس بعد أن اقتربت سيطرة نظام الأسد والروس على حلب). وهذا غلط.
ـ البناء على احتمال انتهاء «مهمة» هؤلاء الإرهابيين في سوريا، وتصويرهم وكأنهم الآن يحزمون حقائبهم عائدين إلى تونس دون غيرها. غلط كذلك.
ـ افتراض أن الحكومة التونسية ستستقبلهم بالطبول والمزامير وتفرش لهم سجاداً أحمر. وهذا غلط لأنه مبني على المواقف الجاهزة تجاه الحكومة وسوء النية فيها على ضوء تصريحات تفتقد إلى الحكمة بدرت من مسؤولين يتقدمهم الرئيس الباجي قايد السبسي.
ـ افتراض أن العائدين، إن عادوا وفقا للسيناريوهات المطروحة، سيباشرون جميعا حربا أخرى على تونس. هذا بدوره غير أكيد لأن الشائع في الإعلام الغربي والعربي عن المقاتلين في كتائب «داعش» أنهم يغادرون (إذا ما استطاعوا) ميادين القتال مهزومين محطّمين خائبين ومصدومين. رجل في هذه الحالة والظروف النفسية سيبحث لنفسه عن شفاء وتعويض، لا عن جبهة قتال أخرى.
ثم يأتي التصعيد في المطالب التي يسوقها الخائفون من عودة الإرهابيين، وكله مبني على خيال وافتراضات صعبة التحقق.
هناك دعوات المحاكمة والسجن، وهي مقبولة لأنها الأساس. ما يجد العقل صعوبة في استيعابه، تلك الدعوات المطالِبة بتجريد هؤلاء من جنسيتهم ومنعهم من العودة إلى تونس، في تناقض مع الدستور والقوانين والأعراف.
إذا ما جرَّدتَ إرهابيا من جنسيته فأنت تحرم نفسك من حق محاسبته ومحاكمته. وإذا كان هذا الرجل إرهابيا خطيرا بالشكل الذي يخيفك، فهل تعتقد أنه يهتم إن سحبتَ منه الجنسية أم لم تسحب؟
منع «العائدين» من العودة يعني دفعهم إلى جبهات قتال أخرى، وسيصبحون فيها أكثر شراسة وعنفا.
هذه الدعوات تصوّر العائدين وكأنهم قادمون في رحلات جوية مبرمجة ليجدوا أمهاتهم وذويهم في انتظارهم بالمطار كأنهم عائدون من سياحة أو رحلة عمل.
وتصوّرهم وكأنهم سيطلبون إذنا من أحد ليدخلوا إلى تونس. هل طلبوا إذنا من أحد عندما غادروا للقتال؟
هناك الكثير من السوريالية والمبالغة في الموضوع كله لأنه يتناسى الحدود الليبية السائبة والصحارى المهجورة في ليبيا ودول الساحل الأفريقي.
الدول الأوروبية وجدت صعوبة في المجاهرة برغبتها في منع مواطنيها العائدين وتجريدهم من جنسياتهم وهي التي تملك الترسانة القانونية والإدارية والقضائية للخوض في هذه المتاهة بأقل الأضرار، فكيف بتونس؟ بل تملك الدول الأوروبية المبرر النفسي للتصرف بحكم أن الكثير من هؤلاء المقاتلين مسلمون وعائلاتهم من أصول مهاجرة.
لا جدال حول أن من حق تونس أن تتساءل عمّا يليق فعله مع هؤلاء لدرء خطرهم المحتمل. فهؤلاء أشرار قادرون على ارتكاب أخطر الجرائم وأكثرها بشاعة، لكن الطريقة التي يجري فيها تناول الموضوع ليست حكيمة وبحاجة إلى هدوء وجدية أكثر.
يبدو النقاش الحالي استمراراً لجدل عقيم عاشته تونس سابقا في السياق ذاته كان عنوانه «جهاد النكاح» الذي روّج له إعلام «الممانعة» في سوريا ولبنان ضمن حملة تشويه مطالب الحرية والديمقراطية للشعب السوري.
آنذاك التقى طيف من النخبة التونسية مع إعلام «الممانعة» فتمّ توظيف موضوع «جهاد النكاح» إلى أبعد الحدود إلى أن اتضح أنه فبركة مقيتة فيها الكثير من المبالغة المهينة لنساء تونس.
وليس من الصدف أن الواقفين أمام عودة الإرهابيين اليوم هم ذاتهم الذين قاموا لشرف بنات تونس المجاهدات في «ميادين النكاح»، وفق المزاعم تلك.
اليوم يتكرر السيناريو تحت عنوان «العائدون» في قصة خيالية تصور لك هؤلاء كجيش رابض على أسوار تونس للانقضاض عليها.
موضوع العائدين من ساحات «الجهاد» قديم يعود إلى أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي. الجديد الذي انفردت به تونس هو هذه المشاعر الممزوجة بالتشنج والشحناء، واستباحته في تصفية حسابات سياسية داخلية. والنتيجة أن أصبح ضرر النقاش أكثر من فائدته.

٭*كاتب صحافي جزائري

آلو تونس.. أنا إرهابي عائد!

توفيق رباحي

بداية العام: الأسود في مواجهة واقع العنف والطغيان

Posted: 02 Jan 2017 02:11 PM PST

ربما تكون بعض التعليقات الساخرة التي تداولت في مصر مع نهاية عام وبداية آخر هي الأقرب للتعبير عن اللحظة، بما فيها من مخاطر وقلق لا يساعد على مواجهتها غير قدرة على الحياة تستمد من أشياء كثيرة، لعل منها أغوار البحيرة السرية للروح المصرية وبئر الأمل ونبع السخرية النابض دوما. 
ورغم تزايد القمع وغياب الحرية والأزمات الاقتصادية وانعكاساتها الاجتماعية خلال عام 2016 واستمرار أسباب الأزمات، وربما تصاعدها مع بداية العام الجديد، تظل السخرية قادرة على التحليق من عام لعام. ولهذا في حين اعتبر البعض أن البداية لا يوجد فيها ما يستوجب الاحتفاء، اعتبر البعض الآخر أن الإنجاز الأكبر للمواطن المصري يتمثل في القدرة على البقاء خلال العام المنتهي، بما تضمنه من تحديات وأزمات، وفي ظل كل ما يحمله العام الجديد من مشكلات.
في عالمنا العربي وفي ظل ما نشهده من كوارث وأزمات قد تبدو تلك التعليقات نوعا من التضخيم، باعتبار أن ما شهدته مصر، في إطار المقارنة وليس المطلق، أقل وطأة مما لحق بشعوب أخرى. ولكن ونحن نركز على الحالة المصرية في خصوصيتها، ونتلمس ملامح الوضعيه العربية المأزومة في عموميتها، علينا أن نؤكد أن نسبية المعاناة ونسبية درجة الإهانة وإهدار الكرامة الإنسانية، والمعاناة من دولة لأخرى أو من نظام لآخر، لا يمكن أن تمثل وسيلة أو مبررا لقبول الطغيان وإهدار الكرامة في مكان بوصفه أقل منه في مكان آخر، أو في لحظة بوصفها أقل منها في لحظة أخرى، ما دمنا نعترف بأن تلك المنطقة من العالم يسكنها بشر لهم كل ما للبشر في أنحاء المعمورة من حقوق وحريات إنسانية، وأن دولهم - نظم الحكم بالضرورة -عليها أن تمارس دورها في ظل كل ما ينظم علاقة الدولة بالمواطن، في ظل احترام تلك القواعد الإنسانية الأساسية. أما إن كان المتصور أن هناك نوعا من البشر أقل في القيمة عن غيره يسكن تلك المنطقة من العالم، ويرتب تواجده نوعا أقل رشادة من الحكم والحكام، فتلك قضية أخرى تتجاوز حدود النقاش في حاضر يتطلع لمستقبل أكثر إشراقا للإنسان، وربما يمكن تناولها في دعاية للحكام ونشرات من عصور ترى الحاكم هو الأصل والإله الذي لا يحاسب ولا يمس.
دخل العام الجديد ونحن لانزال في خطاب «أهل الشر» الذي يتسع عدد مستخدميه في العالم، ويتنافس فيه النظام الداخلي مع دول أخرى وجماعات وحركات كل منها ترى في المصطلح مدخلا لتمرير سياسات قائمة على العنف والقمع والقتل بدرجة ما. يتناسى الجميع أن العنف والقمع يظل عنفا وقمعا سواء مارسه نظام أو جماعة أو حركة إرهابية، يظل مولدا للعنف وتآكل السلام الاجتماعي والشعور بالأمان الشخصي ما دام يتم بعيدا عن روح القانون والعدالة، وفي المحصلة يهدد الاستقرار نفسه الذي يتحول إلى سطح هش يسهل تحطمه لأنه يفتقد لمعايير البقاء والتماسك الطبيعية التي يفترض أن تقوم على إعلاء القانون والمحاسبة والعدالة الاجتماعية، والتسلح بالحرية والديمقراطية، والتأكيد على مكانة الكرامة الإنسانية.
ندخل العام ومازال لدينا خطاب التبرير السيئ بافتراض غياب الأسوا، وتقديم وعود لا تتحقق على أرض الواقع، بل يتحقق النقيض لها. وفي الخلفية حديث سائق التوك توك عن الفجوة بين مصر التي تقدم في الإعلام، ومصر التي تتواجد في الواقع. فجوة تبرز واضحة في خطاب رئاسي متناقض يتحدث عن مصر بوصفها كيانا عظيما «بكره نشوفه»، و«أشلاء»، عن «إنجازات» غير مسبوقة، وواقع من المعاناة قد يكون غير مسبوق خلال العقود الأخيرة أيضا لدرجة أن ينتهي العام والجنيه - العملة المصرية- أقرب ما يكون للضحية الذي دفع ثمن سياسات حكم وإدارة فاشلة زادت الدين واختارت مشروعات غاب عنها المحاسبة والنقاش، بما زاد التحديات والمعاناة وكثف في الوقت ذاته من قيمة إبقاء الأوضاع خوفا من المجهول، الذي قد يكون أسوأ، وخوفا من غياب البديل، الذي ظهر واضحا في حملة ضرورة استمرار الرئيس لعدم وجود منافس أو بديل، ليس الآن ولكن في المستقبل. كلمات بعضها يعبر عن حقيقة الواقع المأزوم ومخاطر الاعتماد على الفرز القائم على وطني وخائن ضمن شعارات تهتف «تحيا مصر» ثلاث مرات في كل تجمع وحشد لا يعرف المواطن قيمته، أو ما أنفق عليه من أموال، والحاجة له في ظل الأوضاع القائمة، ومخاطر تقييد المجال العام ومحاولات توحيد الخطاب الإعلامي، من أجل أن يدافع فقط عن سياسات النظام. ولكن يظل الرجاء أن ندخل لعام تتم فيه المقارنة بما لدى الدولة من إيجابيات وما يتمتع به الشعب من حقوق وخدمات.  أن ندخل عاما جديدا نعترف فيه بأن للدول على حكامها حقا يتجاوز التخلي عن الأرض والتنازل عن الدور، وتقزيمها لدرجة أن تكون  «أشلاء» ومجرد كيان «لا يبحث عن دور» ولا «ينافس أحدا».
فعليا لا أنكر أن لديّ رغبة في كتابة أشياء سعيدة، أن أجد ما يكفي للحديث عن الوطن بكل الفخر الذي يستحقه، وليس التدهور الذي يتعرض له في أكثر من مجال، وهو وضع يمكن أن يتقاطع بدوره مع مطالب النظام بنشر الإيجابيات والتركيز على الإنجازات ومحاربة التشاؤم، الذي لا تراه لصيقا بالأوضاع بقدر ما تراه نتاجا لقوى الشر. ولكن يظل السؤال كيف يمكن أن تتمسك بالفرح في ظل إصرار النظام على دخول العام الجديد بانتهاك أحكام القضاء والدستور والتنازل عن الأرض؟ وكيف يمكن قراءة قرار مجلس الوزراء في 29 ديسمبر وفي خميس أسود آخر، بما قيل إنه الموافقة على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التي تتضمن التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، وإحالتها للبرلمان، رغم أن القضية مطروحة أمام القضاء بعد أن أصدرت محكمة القضاء الإداري في يونيو 2016 حكما غير نهائي ببطلانها، وهو الحكم الذي طعنت فيه هيئة قضايا الدولة - الجهة الممثلة للحكومة- والذي كان يفترض البت فيه خلال يناير الحالي.
جاءت الخطوة مثيرة للكثير من الانتقادات والجدل بوصفها منافية للدستور، الذي لا يقر بحق مجلس الوزراء في إحالة الاتفاقية للبرلمان، إلى جانب توقيتها، خاصة أن التوقيع تم في أبريل 2016 ولم يكن هناك سبب لإعادة طرحها أمام المجلس، في ظل حكم محكمة القضاء الإداري. يبدو الحدث بمثابة محاولة لإغلاق ملف الجزر عبر إحداث مشكلة تنازع اختصاصات وخلاف بين السلطات تتجه بالقضية للمحكمة الدستورية، مع إدخال البرلمان بوصفه طرفا، وهو أمر قد يقود في النهاية إلى السقوط في فخ الاستفتاء على الوطن من قبل النظام، الذي مارس ولايزال يمارس كل ما يمكن لتثبيت أن الجزر غير مصرية.
وفي خلفية تلك التحركات تبدو محاولة النظام واضحة لدفع أثمان دعائم البقاء وتحسين علاقاته بدول الخليج، مع ترقبه لعلاقات أفضل مع الولايات المتحدة مع تولي الرئيس المنتخب ترامب للسلطة، وتزايد النفوذ الروسي في سوريا وتقارب روسيا بوتين مع أمريكا ترامب، بما يسمح بانسجام خارجي يدعم فرص بقاء النظام مع تخفيف الانتقادات الخارجية لممارساته الداخلية، ويضمن الحصول على دعم في ملفات تؤكد على أهمية الإرهاب على حساب الحقوق والحريات، وعلى بعض الدعم الذي يمكن أن يحافظ على صمت ما للكتلة الصلبة التي تثير مخاوفه، مهما تحدث الرئيس وأكد على عدم اهتمامه بالشعبية لأن تلك الكتلة نفسها، التي ترد في أحاديثه بصور مختلفة، تمثل أساس الاستقرار أو ضخامة الانفجار.
في واحدة من أغانيه المميزة، التي يحاول فيها الرد على سبب ارتداء الملابس السوداء على المسرح دوما، يقول جوني كاش المطرب وكاتب الأغاني الأمريكي المعروف في أغنيته «رجل في الملابس السوداء: «هناك دائماً من يجب أن يكون في المقدمه مرتدياً الأسود»، وهو شخص يتمثل دوره في التذكير بكل المساوئ التي تحيط بنا. ولأن الاشياء السيئة ستكون موجودة دوما فقد أكد على ضرورة لفت النظر إليها، بوصفه الرجل في الملابس السوداء حتى تتحسن الأمور وتكون أكثر اشراقا. ومع الفارق أتفق معه في أهمية أن يكون هناك من يكتب عن الأسود أيضا من أجل لحظة أشراق الشمس أو ميلاد جديد للوطن. وإن كنت أرى أن العتاب دوما دليل حب واهتمام انساني، فالأسود هنا دليل عشق لا يميز بين الوطن وناسه ولا يقبل أن ترفع خطابا صفريا يقر بحق أي نظام في الاختيار، بين ما يسميه حماية الأوطان وكرامة الانسان، فالحماية لا تقوم بدون كرامة والكرامة لا تتحقق بدون وطن حر قادر على الدفاع عن مصالحه وتمسكه بقيمه التي تمثل جزءا أساسيا من تاريخه وحاضره ومستقبله. ولأن الوطن يستحق فإن الكتابة في أحيان كثيرة ما زالت بالأسود وإن كان الوعد أن تظل متمسكة بكل التفاؤل والسخرية التي لابد أن تتواجد في بئر الأمل من أجل الاستمرار.
كاتبة مصرية

بداية العام: الأسود في مواجهة واقع العنف والطغيان

عبير ياسين

لماذا تعاطف الشارع العربي مع قاتل السفير الروسي؟

Posted: 02 Jan 2017 02:11 PM PST

في التاسع عشر من ديسمبر الماضي، أطلق ضابط الشرطة التركي مولود الطنطاش من مسدسه ثماني إطلاقات استقرت في جسد السفير التركي في أنقره أندريه كارلوف، الذي كان يلقي كلمة في معرض فني يقام في المدينة، بعنوان روسيا في عيون الاتراك، فأرداه قتيلا في المكان.
مباشرة وفور إعلان الخبر ضج الفضاء التدويني العربي في مواقع التواصل الاجتماعي، بالتعليقات المتعاطفة مع الشاب التركي والمترحمة عليه، بعد أن قُتل هو الآخر من قِبل قوات الأمن، التي هرعت إلى مكان الحادث، بل إن البعض أطلق عليه صفة الشهيد، مشيدين بشجاعته التي ترقى إلى مستوى البطولة. وبغض النظر عن إن كان هذا التعاطف ظاهرة صحيحة أم خاطئة، فإننا هنا معنيين في البحث في جذور هذه الظاهرة، والأسباب الدافعة للتعاطف اللامحدود الذي رأيناه، وليس التحليل السياسي لأسباب الحادث ودلالالته.
إن للحدث بعدين مهمين أثرا بشكل مباشر على الموقف الذي اتخذه الكثير من المدونيين واستدر عواطفهم. أولا البعد المكاني، حيث وقع الفعل على الأراضي التركية، التي لن تغيب صفتها الإسلامية عن ذاكرة الكثير من المدونيين، كما أن شعبها على الرغم من أنه من قومية غير عربية، لكن الكثير من الشعب العربي ما زال ينظر اليهم على أنهم ورثة السلطنة العثمانية الاسلامية، وبالتالي فإن ثأرهم ممن أضطهد العرب واجب وحق مشروع بسبب صلة الوصل الدينية، حيث لو كان الفعل قد حصل في دولة أوروبية مثلا، فإنه لن يعني شيئا، حتى لو كان المنفذ قالها صراحة بأن القتل قد تم ثأرا لما حصل في حلب.
ثانيا البعد الزماني فقد جاءت الحادثة مباشرة مع دخول قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها معاقل الثوار في حلب، بعد أن كان العامل الروسي حاسما في هزيمة قوات المعارضة السورية، وحاسما كذلك في صنع مأساة أهلنا في حلب، وحاسما في بقاء النظام على قيد الحياة، وبالتالي كان الشارع العربي في حالة انتظار قاتلة لاي فعل يمكن أن يعيد له ثقته بنفسه، أو ينتقم له بأي صورة كانت، حتى لو كان هذا الفعل يأتي بأيد غير عربية، وفي أرض غير عربية أيضا، لأن حالة اليأس من الوضع الراهن جعلت المراهنة على الآخرين مشروعة ومنتظره في أذهان الشارع العربي. وعلى الرغم من أن ما قام به الشاب التركي هو تفجير ذاتي لاثارة الانتباه إلى مأساة حلب، هكذا نفترض، وكذلك للاعتراض على سياسة بلاده، التي تحولت فجأة وبطريقة دراماتيكية من مشاركة في الجهد المصبوب ضد النظام، إلى محايدة ومنسقة مع الطرف الروسي المتسبب في المأساة، فإن فعله كان شرارة لإيقاد شعلة الأمل في نفوس المؤيدين له كما هم يظنون. يقول الشاعر طاغور، أنا هذا البخور الذي لا يضوّع عطره ما لم يُحرق، أنا هذا القنديل الذي لا يشع ضوؤه ما لم يُشعل.
إن أي شخص يوجد في وسط فيه حالة غضب غير محدودة، واضطهاد شامل لفترة طويلة، ستكون لديه تغيرات نفسية حادة تقوده إلى رفض حالة الانضباط، والتعاطف حتى مع الأشياء والأفعال غير المنطقية، ويجنح إلى حالة الإحباط التي تقوده إلى تنفيذ أو تمجيد أو تشجيع عمليات عليها علامات استفهام ولا يقرها لا الدين ولا المجتمع. فحالة الاحتجاج الداخلي على وضع سياسي – اجتماعي لا يستطيع أن يقدم شيئا سوى تدمير النفوس، تدفع الشباب للبحث عن حالة انعتاق، بالتضحية بالنفس التي يحسبونها إنقاذا لانفسهم. هنا يأتي التعاطف مع قاتل السفير الروسي، نتيجة وضع لا تحتمله الطبقات الدنيا في المجتمع من جانب، وعدم قدرة الدوائر العليا مواصلة الحكم، فتوفرت فكرة القتل الثأري التي يعتقد المتعاطف معها بأنها تعد بمستقبل مشرق. صحيح أن الثأر بهذه الطريقة لا يحمل أي أفكار أو حلول جديدة، خاصة أن المقتول ليس صاحب قرار في المأساة الحلبية، وهي مجرد اجترار لأفكار قديمة وسلوكيات يمارسونها ضدنا، لكن سبب القبول والتقبل لها متآت من عدم وجود عامل ذاتي، رمز شخصي أو حزب سياسي، يقود عملية الثأر بشكل منظم، ويجعلها قانونية وليست ثأرية عشائرية.
هنا يصبح الوضع الحالي في الأقطار العربية، أحد الأسباب الرئيسية للرغبة في الانتقام والثأر الأعمى والعنف اللامحدود، كما أنه قد يكون سببا في وصول الفكر المتطرف إلى السلطة، أو أن ينتظم في تنظيمات وتشكيلات مسلحة، كما حصل في ألمانيا، عندما وصل هتلر إلى الحكم بأصوات الناس في ثلاثينيات القرن العشرين، بسبب حالة الفقر والضياع. فلقد فشل الوطن العربي في إقامة دولة المواطنة، وسط غياب الآليات والمؤسسات الدستورية المستقلة عن سطوة الداخل وإملاءات الخارج، كما أن فكرة القانون وأهميته كأساس لكل تركيبة اجتماعية، غائبة عن مفهوم الإنسان العربي لعلاقته بدولته والجماعة والمجتمع الدولي. حتى الدستور كعقد اجتماعي بين مجموعة بشرية ما زال الوطن العربي لم يصل إلى أهميته، والذي يحرك الانسان العربي اليوم هو الانتماء المذهبي أو الديني.
كما تحكمت السلطات بوعي الإنسان وبروحه وإرادته، فاكتسب طابعا خفيا ولا عقلانيا. من هنا انتشرت في السنوات الاخيرة الأفكار اللاعقلانية والتبريرات المخادعة. ولأن الوضع الحالي في أقطارنا العربية والشرق الاوسط عموما بات يفتقر إلى العدالة، وأن العنف أصبح هو العدالة، فإن عدالة المضطهدين اليوم صارت هي العنف. هنا يبرز دور الشخصيات المعنوية في المجتمع العربي، ونعني بها الشخصيات الدينية والثقافية والوجاهية، التي يجب عليها أن تضع النموذج الأخلاقي المثالي للروح الإنسانية، لتختار الوئام والانسجام بدلا من الصدام والخصام، لكن هذه الشخصيات للأسف باتت هي الاخرى جزءا من ماكنة صاحب القرار في عالمنا العربي ففقدت هذا الدور. ولأن الفكرة الاحتجاجية واسعة في الاوساط الاجتماعية العربية، وبما أن الحركات الاحتجاجية الشعبية لا تملك طريقة تعبير تحليلية علمية، ولعدم وجود زعامات عسكرية أو سياسية قادرة للتعبير عن أفكار وتطلعات هذه الاحتجاجات، فإننا اليوم أصبحنا في دائرة خطر الفوضى، خاصة أن هنالك ورشات تفكير أنشأتها الدول الكبرى، تركز عملها على بلورة آليات ووسائل آليات للتأثير النفسي، انحصر اهتمامها في سبل تحريض الناس على التشكيك في تاريخ بلداننا، والسخرية من مثلنا وقيمنا العليا، ما ولد قناعة بأن لا أمل في الأفق يمكن التعويل عليه في عملية الإنقاذ، خصوصا أن هذه الورش نجحت في إحداث خرق كبير في التأثير على شرائح معينة من المجتمع.
إن صراخ الشاب التركي مولود الطنطاش المقبل على الموت بأصرار غريب، لا تنسوا حلب لا تنسوا سوريا، طالما إخواننا ليسوا آمنين فلن تنعموا بالسلامة، كلها كلمات جعلت من صور مدينة حلب ومأساتها مقذوفات تمزق الاحشاء، وتصرخ في الوجوه الصامته فتشعرها بالعار المتسربلة فيه.
باحث سياسي عراقي

لماذا تعاطف الشارع العربي مع قاتل السفير الروسي؟

د. مثنى عبدالله

الغرب لن يذرف نصف دمعة إذا وقعت الحرب في الصحراء

Posted: 02 Jan 2017 02:11 PM PST

تعيش منطقة المغرب العربي حالة من التوتر منذ الصيف الماضي على خلفية نزاع الصحراء ولعبة المحاور الجديدة بين المغرب والجزائر وموريتانيا، وبدأ إيقاع التوتر يرتفع تدريجيا إلى مستويات مقلقة لشعوب المنطقة، أما باقي الدول ومنها الغربية، فلن تذرف نصف دمعة واحدة، إذا نشبت الحرب في المنطقة.
وتختلف منطقة المغرب العربي عن الشرق الأوسط، بحكم أنها لا تشهد صراعات طائفية دينيا، ولا مواجهات عرقيا، فهناك نضال سلمي للأمازيغ للحصول على حقوقهم. وهو نضال لن يتطور الى ما يهدد استقرار المنطقة، بحكم تفهم السلطات الحاكمة للمطالب وتسعى لتلبية جزء منها تدريجيا، رغم حدوث تشنجات في بعض الأحيان. ولكن هذا لا يمنع من تراكم المشاكل في هذه المنطقة، فهي تعيش حربا باردة منذ عقود من الزمن بين المغرب والجزائر، ويخوض البلدان سباقا ليس نحو التنمية، بل سباق تسلح. وكانت موريتانيا تعمل من أجل نوع من الاستقلالية عن البلدين، ولكنها مؤخرا تجد نفسها وسط هذه الحرب الباردة نتيجة توتر علاقاتها مع المغرب. ومن أبرز عناوين هذا التوتر، قرار نواكشوط تقليص العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، فهي لم تعين سفيرا لها في الرباط منذ سنة 2011. كما تعمل على تقليص الاستثمارات والتبادل التجاري مع المغرب مراهنة على إسبانيا ومؤخرا على الجزائر، حيث جرى التوقيع بين البلدين على فتح معبر بري سيكون الأول من نوعه منذ استقلالهما. ويبقى نزاع السيادة حول الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو، المدعومة بقوة من طرف الجزائر، هو المحرك لهذا التوتر وهو الذي يرسم المحاور في المغرب العربي ، حيث تورطت في بعض الأحيان دولتي تونس وليبيا. ويوجد النزاع بين أيدي الأمم المتحدة ويتراوح بين مقترح المغرب بالحكم الذاتي، وبين استفتاء تقرير المصير الذي تؤكد عليه البوليساريو. ولم يعد هذا النزاع مقتصرا على الأمم المتحدة، بل ينتقل وبقوة إلى الهيئات الدولية الإقليمية. وتابعنا مؤخرا كيف تحول الاتحاد الأوروبي إلى ساحة للمواجهة بين المغرب وجبهة البوليساريو، ومن مظاهره الدعاوى لدى المحكمة الأوروبية حول الاتفاقيات التي يوقعها المغرب والاتحاد الأوروبي، ويعتقد أنها تشمل منطقة الصحراء. وقد أصدر القضاء الأوروبي منذ أسبوعين حكما في طعن تقدمت به البوليساريو ضد المغرب حول اتفاقية التبادل الزراعي والمنتوجات البحرية.
في الوقت ذاته، تابعنا ما جرى في القمة الأفريقية – العربية في مالابو الشهر الماضي، فقد انسحب المغرب مؤازرا بمجموعة من الدول العربية، وأغلبها أنظمة ملكية، من القمة احتجاجا على حضور علم ولافتة تحمل اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي أعلنتها الجبهة. والمنطقة مقبلة على حرب دبلوماسية حقيقية، بعد قرار المغرب الانضمام الى الاتحاد الأفريقي، وقرار الجزائر وجبهة البوليساريو منع هذه العودة، وتبني موريتانيا موقفا غير واضح وقد يميل الى وضع شروط بعدما تغذت الأزمة بين الرباط ونواكشوط بتصريحات زعيم الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، منذ عشرة أيام بأن موريتانيا تاريخيا كانت أراضي مغربية، ورد الفعل العنيف للطبقة السياسية الموريتانية على هذه التصريحات، مطالبة باعتذار مغربي، وهو ما حصل. ووسط كل هذه التطورات، توجد قوات المغرب والبوليساريو على بعد مئة متر، في منطقة الكركرات الفاصلة بين موريتانيا والمغرب، كما يوجد تمركز للقوات العسكرية والجزائرية في الحدود المشتركة. وكان الكثير من الخبراء يستبعدون وقوع حرب أو مناوشات حربية بين المغرب وجبهة البوليساريو قد تجر المنطقة الى حرب حقيقية، ويدعون أن الغرب لن يسمح بوقوع حرب.
لكن هذا الاحتمال بدأ يتلاشى بحكم عاملين الأول، وهو عندما تتواجد قوات معادية لبعضها بعضا على مسافات قصيرة قد تقع مناوشات تجر إلى الحرب، والمسافة بين قوات المغرب والبوليساريو هي مئة متر فقط، وبينهما قوات الأمم المتحدة. ويتجلى العامل الثاني في أن الحرب ليست غريبة عن المنطقة وحول الملف، فقد شهدت حربا بين الطرفين ما بين سنتي 1975 إلى 1991 خلفت آلاف القتلى والأسرى، وجرت في بعض الأحيان الى مواجهات مغربية – جزائرية كما جرى سنة 1976. وفي الوقت ذاته، خلال دردشة مع بعض المسؤولين الأوروبيين خلال شهر أبريل الماضي، حول احتمال حرب في المغرب العربي – الأمازيغي وبالضبط في منطقة الصحراء، كان جوابه، ونشرناه وقتها على صفحات هذه الجريدة (أبريل 2016) أن «اندلاع الحرب سوف لن يكون بالأمر الجديد، فقد اندلعت الحرب ما بين 1975 إلى 1991، وإذا وقعت الآن ستفاقم من غياب الاستقرار في العالم العربي، خاصة في شمال أفريقيا، حيث ستصبح المنطقة الممتدة ما بين المحيط الى الخليج كلها بؤر توتر واستقطاب إثني وسياسي وإقليمي». وكان يتساءل: هل المنطقة تعتبر مصدر مهما للطاقة الى الاتحاد الأوروبي بطبيعة الحال لا (باستثناء أنبوب الغاز الجزائري الذي لن يتأثر بالحرب). ويبرز «ولن يترتب عن استئناف الحرب موجات لاجئين نحو أوروبا، لأن اللاجئين يقلقون الغرب في ظل ارتفاعهم، بسبب ملفات سوريا واليمن والعراق وليبيا. وفي حالة حدوث موجات نزوح بسبب الصحراء، فستكون ضعيفة للغاية لأن الأمر سيتعلق بمغادرة الصحراويين الرحل الذين لن يتجاوز عددهم الألفين، مناطق المواجهات نحو مناطق آمنة نحو العمق المغربي أو الموريتاني أو الجزائر». وستبقى إسبانيا هي الدولة الغربية الوحيدة التي قد تتضرر نسبيا من اندلاع الحرب بسبب التأثيرات المحتملة، ولكنها ضعيفة على جزر الكناري القريبة قبالة الشاطئ الأطلسي للصحراء فيما يتعلق بالسياحة.
وعسكريا، ستكون هذه الحرب في حالة اندلاعها استهلاكا للذخيرة الحية، وكأنها مناورات مع سقوط بعض القتلى واحتمال وقوع أسرى، بينما يبقى تقدم عسكري لطرف نحو منطقة الآخر أمرا مستحيلا. ولا تتوفر البوليساريو على القوة النارية الكافية لإحداث ثغرات في صفوف الدفاع المغربية، وسيتجنب المغرب ملاحقة قوات البوليساريو جوا، إذا عادت الى مخيمات تندوف تفاديا لمواجهة مع الجزائر.
وهكذا، سترتفع مديونية الدول المتورطة على حساب التنمية وسيزداد التوتر والحقد بين شعوب المنطقة، ويبقى الأساسي أن «الغرب لن يذرف نصف دمعة على الاستقرار في المغرب العربي » بل سيدرك أن الحرب ستجعل دول المغربي العربي تدق أبوابه لكسب وده.

الغرب لن يذرف نصف دمعة إذا وقعت الحرب في الصحراء
 
د.حسين مجدوبي

انتصار دبلوماسي للفلسطينيين

Posted: 02 Jan 2017 02:10 PM PST

يعلم الفلسطينيون أكثر من غيرهم أن إسرائيل لن تلتزم بقرار مجلس الأمن الجديد الذي يحمل الرقم (2334) الذي يدين الاستيطان ويُطالب بوقفه، لأن القرار الجديد ليس أكثر أهمية ولا أكثر إلزامية من القرارات السابقة، التي تجاهلتها قوات الاحتلال، لكن القرار الجديد مع ذلك يُمثل انجازاً كبيراً بكل المقاييس والمعايير، ويمثل تطوراً مهماً ومحوريا في مسار القضية الفلسطينية عموماً، وفي قضية الاستيطان على وجه الخصوص.
القرار الجديد الصادر عن مجلس الأمن، أول إدانة من نوعها للاستيطان الإسرائيلي منذ 36 عاماً، كما أنه وثيقة جديدة لإثبات الحق الفلسطيني على مر السنين المقبلة، ودليل على أن مئات آلاف المستوطنين يقيمون بشكل غير شرعي في الضفة الغربية، ويلتهمون أراضٍ سرقوها من الفلسطينيين، ولا يمكن أن يتم التعامل مع هذه المستوطنات على أنها جزء طبيعي من الدولة الإسرائيلية.
يوجد في الضفة الغربية حالياً 246 تجمعا استيطانيا يلتهم أكثر من 42% من أراضي الضفة الغربية المحتلة بالكامل، وهي الضفة التي تضيق أصلاً بأهلها، بسبب أن الجدار الفاصل التهم جزءاً آخر منها، وبسبب أن اسرائيل وسعت مدينة القدس المحتلة على حساب الأراضي المحيطة بها وعزلتها عن الضفة، واعتبرت أنها قضية منفصلة. الانتصار الدبلوماسي الفلسطيني لا يتوقف فقط عند كون الفلسطينيين حصلوا على اعتراف أممي عالمي بعدم شرعية المستوطنات ووجوب إخلائها، واعتبار الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية غير شرعي بالكامل؛ وإنما يمتد هذا الانتصار وهذا الإنجاز الى عدة مستويات استراتيجية مهمة أبرزها، أن القضية الفلسطينية لا تزال حاضرة على الساحة العالمية، ولا تزال مركزاً لاهتمام عالمي، رغم السنوات العجاف السابقة التي شهدها الملف الفلسطيني، وحالة الجمود في العملية السياسية، والانشغال العربي شبه الكامل عن القضية المركزية للأمة، وهي قضية فلسطين.
لقد أثبت التحرك الجديد أنَّ القضية الفلسطينية لا تزال حاضرة أممياً، بل إنَّ القرار الأممي الجديد الذي تراجعت عن تبنيه مصر وتبنته أربع دول غير عربية بكل شجاعة، في مواجهة الغول الاسرائيلي، يؤكد أن القضية الفلسطينية انتقلت من المستوى العربي إلى العالمي، كما أنها لا تزال قضية كل الأحرار في العالم ،على امتداد الأزمنة والأمكنة، وتبني كل من نيوزيلندا وماليزيا وفنزويلا والسنغال لهذا القرار، وكل دولة من هذه الدول الأربع تنتمي إلى قارة مختلفة، خير دليل على ذلك.
النتيجة الأخرى الأهم التي يدل عليها نجاح القوى الحرة في العالم بتمرير القرار (2334)، أن مواجهة إسرائيل دبلوماسياً وفي المحافل الدولية أمر ممكن وليس مستحيلا، كما كان يريد البعض لنا أن نفهم، كما أن هزيمة جماعات الضغط التي تعمل لصالح اسرائيل، وشركات العلاقات العامة الممولة إسرائيلياً أمر ممكن أيضاً، وأن مواقف الدول الكبرى ليست ثابتة لا تتزحزح، بل يمكن تغييرها ويمكن التأثير بها، كما أن الرواية الاسرائيلية للصراع لم تعد مقدسة، والعالم بدأ يكتشف زيفها وكذبها شيئاً فشيئاً.
قرار مجلس الأمن الجديد قد لا يغير شيئاً من واقع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية على المدى القريب، لكن يكفي أنه يشكل انتكاسة للدبلوماسية الاسرائيلية، ويكفي أنه دليل على تحول في المواقف الدولية، بما في ذلك الرسالة التي أراد أن يبعث بها الرئيس باراك أوباما إلى تل أبيب في آخر أيامه بالبيت الأبيض، وهي رسالة غضب واضحة تُحمل الاسرائيليين فشل العملية السياسية طوال السنوات الثماني الماضية التي كان فيها أوباما يسعى إلى التوصل لحل سلمي.
المطلوب الآن من القيادة الفلسطينية أن تعمل بنشاط مع الدول غير العربية الداعمة للحق الفلسطيني، من أجل مواصلة العمل على الساحة الدولية على المنوال نفسه، وعلى الفلسطينيين أن يقتنعوا بأن قضيتهم ليست رهينة في أيدي العرب، وأن يتذكروا أن مصر سحبت مشروع القرار وحاولت تأجيل التصويت عليه، بينما تقدمت دول أخرى غير عربية به وتبنته؛ ما يعني دوماً أن علينا عدم انتظار العرب للتحرك، خاصة أن أغلبهم بات منشغلاً بهمه الداخلي، ولديه من الحسابات ما يمكن أن يُعطل العمل من أجل إنجاز ما يريده الشعب الفلسطيني.
كاتب فلسطيني

انتصار دبلوماسي للفلسطينيين

محمد عايش

بين أحداث حلب وأحداث الكرك، مُقاربة غير بريئة!

Posted: 02 Jan 2017 02:10 PM PST

مع كل أزمة أمنية تحدث في الأردن، تنبري مجموعة من مؤيدي النظام السوري والمتعاطفين مع ما يسمى حلف المقاومة والممانعة (سوريا-إيران-حزب الله) بالربط بين ما يحدث في سوريا وبين تلك الأزمة الأمنية. حدث ذلك في أعقاب أزمة خلية إربد، وتكرّر مؤخراً إثر عملية الكرك.
قد تبدو المُقاربة هذه منطقية من وجهة نظرهم، ولكن الحقيقة أنهم موهومون تماماً.
عندما يُبدي الأردنيون تعاطفهم مع مأساة حلب ومأساة سوريا عموماً، فهم معنيون أولاً وأخيراً بالإنسان وقيمة الإنسان العربي السوري التي داستها ميليشيات الحقد وعصابات الأسد، وقصفتها الطائرات الروسية والسورية وحوّلت مساكنهم أطلالاً، لو رآها امرؤ القيس لأعاد كتابة معلقته الشهيرة.
وهم معنيون أيضاً بالجرائم التي ترتكبها الجماعات المتطرفة في حق المدنيين، ولكنهم يستطيعون ان يميزوا بين التطرّف والثورة الشعبية، وهذه هي «النقطة العمياء» عند مؤيدي النظام، والتي لا تتسع لها مدى رؤيتهم فتسقط بالتالي من حساباتهم، ويتورطون في تعميم التطرف والإرهاب على كل مؤيدي الثورة السورية، بل ويلقون عليهم تُهَم العمالة والخيانة أيضاً.
من المعلوم للجميع ان العمليات التي وقعت في الأردن هي عمليات إرهابية تبنّاها تنظيم الدولة الذي ينبذه غالبية الأردنيين بل ويعتبرون أن ثمّة عِداءً شخصياً مع هذا التنظيم بعد مقتل الطيار الكساسبة، وهم بالتالي ينبذون عمليات هذا التنظيم، سواء تلك التي تقع في بلادهم او في سوريا والعراق.
لذا فإن محاولة الخلط بين نبذ الأردنيين لعمليات التنظيم على أرضهم وتعاطفهم مع مأساة حلب لا تبدو منطقية وتفتقد لأدنى شروط المقارنة العلمية.
يضاف إلى ذلك، أن محاولة تجميل الوجه «القبيح» للجيش السوري بمقارنته بالأمن الأردني هي محاولة «خبيثة» تحمل في طياتها رسائل خفيّة يرفضها المواطن الأردني. الأمن الأردني يقوم بدور واضح وهو حماية الوطن والمدنيين من التطرف والإرهاب، في حين ان الجرائم والفظائع التي يقوم بها جيش الأسد، لا تمت بصلة إلى حب الوطن او حماية المدنيين، بل على النقيض من ذلك هي مُكرّسة فقط لحماية النظام والمصالح الفئوية في الغالب، وفي بعض الأحيان نتيجة الإكراه والجبرية من القيادة.
في النهاية ومن وجهة نظر قيادة الجيش السوري، فإن كل مُعارض للنظام سواءً كان سياسياً أو أديباً أو فناناً أو صحافياً أو ناشطاً حقوقياً هو عدو للدولة السورية وللجيش، وهو إرهابي او عميل او خائن بالضرورة.
من المعلوم للجميع، أن الأمن الأردني لم يُحاصر المدن بحجّة القضاء على الإرهابيين، ولم يفرض حصاراً من الجوع والعطش على السكان المدنيين، مطالباً إياهم بالموت أو التخلص من المقاتلين.
لم يقصف المدن قصفاً عشوائياً، باستخدام القنابل العنقودية والبراميل المتفجرة (المحرمة دولياً) ويقول إنه يخوض حرباً ضد الإرهاب والتطرف.
إن محاولة تشبيه المُعتدين في أحداث الكرك، بالمقاتلين والمدنيين الذين قضوا في مدينة حلب او تم تهجيرهم قسراً هي محاولة تنم عن العقيدة الشمولية التي يؤمن بها من يساند النظام السوري، والتي تعتمد على التعميم في الحكم، والخلط بين الحقائق، وعدم التفريق بين الحقيقة والوهم، والحق والباطل.
كمواطن أردني، أقول إني أقف في وجه الإرهاب في كل مكان، وأُدين كل الجرائم التي تُرتكب باسم الدين، وفي الوقت ذاته أقف مع الثورات العربية وحق كل الشعوب العربية بتقرير مصيرها واختيار من يحكمها، والعيش ضمن نظام سياسي يؤمن بالتعددية واحترام حرية الفكر والاعتقاد، ويحقق العدالة والحرية والكرامة.
لا أؤمن بالتقوقع وراء نظرية المؤامرة وإرهاصات سايكس بيكو 2، بل أؤمن بحتميّة التغيير من الداخل، حتى يخرج العالم العربي من شرنقته ويبصر نور التقدم والحضارة، ولا آبه بكل الكلام الذي يحاول تثبيط العزيمة، وترسيخ الإيمان بقَدَرِ الشعوب العربية بالقبول بحُكم الديكتاتورية أملاً في الحصول على الأمن والأمان، فهل ستكفّون عن تصنيف البشر بناءً على وجهة نظركم الضيقة، وتكفّون أيضاً عن إطلاق الأحكام والتهم على من يحيد عمّا ترونه أنتم ؟!

كاتب ومُدوّن من الأردن

بين أحداث حلب وأحداث الكرك، مُقاربة غير بريئة!

أيمن يوسف أبولبن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق