Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأربعاء، 4 يناير 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


هل للعرب مكان في النضال العالمي؟

Posted: 03 Jan 2017 02:28 PM PST

climate1

حذرت منظمة «آفاز» في بيان بعنوان «رجل واحد لتدميرنا جميعا» من ان رجلا واحداً هو دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب، يستطيع تدمير مستقبلنا إذا ما نفذ وعده بانسحاب بلاده من اتفاقية باريس المناخية.
انهيار هذه الاتفاقية يعني فشل سكان الأرض في وقف التغير المناخي، ما سيجعل مدنا عديدة (بينها طبعا مدن عربية) غير صالحة للحياة في المستقبل.
تقدّم «آفاز» سيناريو واقعياً لكارثة مناخية قد يشهدها العالم في العقود المقبلة. كما أن باحثين في المستقبليات وعلماء مناخ وبيولوجيا وسياسة واقتصاد قدموا سيناريو أكثر رعباً يستند على وقائع عديدة نعيشها حالياً، بينها التزايد السكاني الرهيب، وما يتسبب به. إضافة إلى السياسات الصناعية والزراعية وما يسفرعنها انقراض أعداد كبيرة من الكائنات الحية، والأمراض الخطيرة التي تظهر بشكل غير متوقع كالإيدز وانفلونزا الطيور وايبولا وغيرها.
يضاف إلى ذلك، مخاوف من امتلاك أسلحة دمار شامل، واستخدام علوم مثل الهندسة الجينية والروبوتات والنانو تكنولوجي لأغراض تؤدي لزيادة الاختلالات في البيئة والاجتماع والسياسة والاقتصاد.
وإذا كانت هذه السيناريوهات لا تكفي لجعل البشر يقلقون على مصيرهم، فإن تزايد النزعات القومية وصعود اليمين المتطرف في بلدان أوروبية عدة بعد انتخاب ترامب، والخطط الروسية المعلنة لزيادة سباق التسلح النووي وتمددها الجيوبوليتيكي، والتحديات المتصاعدة بين الدول العظمى، ومنها عشرات حوادث التواجه بين طائرات مقاتلة وسفن حربية وغواصات. كلها وقائع تزيد احتمالات الصراعات التي قد تنفلت عن عقالها، أو تؤكد اتجاهاً راجحاً لسيادة قوانين الغاب، لا في السياسات الخارجية فحسب، بل كذلك في السياسات الداخلية للدول الديمقراطية. هذه السياسات تتوجه ضد الأقليات العرقية والاثنية والدينية وأيضاً ضد الفقراء واللاجئين، ما يرفع منسوب التوترات الداخلية والعالمية إلى درجات غير مسبوقة.
يرتبط ذلك، حسب أحد علماء المستقبليات، آلفن توفلر، بصعود حضارة جديدة هي الحضارة الرقمية التي تعتمد على تجميع واستخدام المعلومات، وتصارعها مع الحضارة الصناعية الآفلة، مما يؤدي لنتائج هائلة على مختلف شؤون الحياة من اجتماع وسياسة واقتصاد.
هذه السيناريوهات تضع معاناتنا التراجيدية الهائلة في العالم العربي في إطار نسبيّ، وتدعونا لإعادة النظر إلى كفاحنا التاريخي للعدالة والتنمية والديمقراطية باعتبارها جزءا من كفاح إنسانيّ هائل تترابط فيه شؤون السياسة والاقتصاد والاجتماع بشؤون الدخول في طور حضاري جديد وقضايا عودة توازن مفقود بين البشرية والطبيعة.
النضال ضد اندفاع ترامب، وطغيان بوتين، وغطرسة نتنياهو، ووحشية طغاة العرب، هي الجانب السياسيّ من المسألة، وسيكتسب كل ذلك معاني أكبر إذا ترافق مع انتباهنا لتطورات العصر العميقة ولمكاننا في النضال العالمي.

 

هل للعرب مكان في النضال العالمي؟

رأي القدس

 سينما النصوص… وجهنا الآبدي في مرايا الصورة

Posted: 03 Jan 2017 02:27 PM PST

السينما العظيمة هي سينما النصوص عندما تنجز بشكل جيد ومدروس، لأن مساحات التخييل الروائي فيها، والسّنيرة الجيدة للنص المقتبس، توفر إمكانات واسعة للنجاح. لنا في اسم الوردة لأمبرتو إيكو، وإخراج جون جاك آنو، وبطولة شين كونري، مثال نموذجي لنجاح الاقتباس.
صحيح أن بعض التجارب تفشل بشكل واضح وفاضح عندما تخفق، ليس في مضاهاة النص، لأنه ليس مطلوباً منها أن تفعل ذلك، ولكن في نقل روح النص بالقوة الداخلية نفسها. داخل كل رواية عظيمة توجد تفاصيل لا يمكن الاختلاف حولها، وهي مركز الثقل في النص المقتبس. يدرك جميع المختصين أن النجاح غير مرتبط بالضرورة بالوفاء الحرفي للكتاب، ولكن بالذهاب نحو جوهره سينمائياً، أي بالأدوات والتقنيات التي تفرضها السينما. من هنا تبدو أن النصوص العظيمة والناجحة، هي تلك التي استطاعت ان تخترق الزمان، وتتجاوز حدود العصر الذي أنتِجت فيه لتتحول إلى أيقونة لازمنية. انتقالها من الكتابة الى السينما لا يلغي قيمتها، ولكنه يرسخها في الحاضر الذي تصبح جزءاً حياً منه. تتحول الى تعبير متعال عن زمن وعصر يعاش، على تماس مستديم مع حاضر ينشأ أمام أعيننا، ويتفكك في مشهدية تراجيدية، وماض لم يغير إلا قليلاً من قيمه، ومعتقداته، وحتى ثقافاته لأنها لا تتبدل بسرعة وإن تخطاها الأدب بأدواته الاستشرافية.
إضافة الى أن هذه النصوص اشتغلت على موضوعات إنسانية واسعة، مستمرة مع الإنسان منذ بدء الخليقة، كالحب، والكراهية، والنبل، والخوف، والبطولة، والخيانة، والحرب والسلام وغيرها. كل ما يصنع حاضر الإنسان المرتبك، ومستقبله الغامض. لقد شهدت السنوات الأخيرة إنتاج أفلام كثيرة كان مصدرها الأول روايات أو مسرحيات عالمية، كمسرحية فاوست لغوته، وروميو وجولييت لشكسبير، وروايات البؤساء والرجل الذي يضحك لفيكتور هوجو، آنا كارنينا للكاتب الروسي تولستوي، وحجر الصبر للكاتب الأفغاني عتيق رحيمي، وزبد الأيام لبوريس فيون، الاعتداء لياسمينة خضراء، الخبز الحافي لمحمد شكري، ثلاثية ملينيوم لستيغ لارسن، وثلاثية «التحولات الخمسون» لغري لمؤلفها أ. ل. جيمس، وغيرها من الروايات العالمية الكثيرة.
الجميل هو أن هوية هذه الأفلام وغيرها، ليست هوية كتابها بالضرورة، لأن أغلبية النصوص المنتجة دخلت في الميراث الإنساني، والاهتمام بها سينمائياً أصبح متاحاً أمام الجميع وأسهل. البؤساء إخراج توم هوبر، من إنتاج بريطاني ضخم 2012، زاوج بين الكوميدية الموسيقية على الطريقة الامريكية، والتخييل القصصي. سبق ان انتجتها برودوي مسرحياً، وبقيت سنوات طويلة على واجهاتها. آنا كارنينا لم تنتجها روسيا ولكن فرنسا وبريطانيا 2012، إخراج جون ورايت، بمسحة مسرحية شيكسبيرية درامية. حجر الصبر للكاتب الأفغاني عتيق رحيمي نصاً وإخراجاً، إنتاج مشترك لعب فيه المال الفرنسي والألماني، دوراً محركاً مهماً. الاعتداء، لزياد الدويري، إنتاج فرنسي بلجيكي قطري مصري. فضل الليل على النهار إنتاج فرنسي، وإخراج ألكسندر آركادي 2012. طوطم الذئب للكاتب الصيني رانغ إنتاج فرنسي صيني تحت عنوان الذئب الأخير.
تبدو سينما المؤلف اليوم التي يسيطر فيها المخرج كلياً على فيلمه من الوجهة الفنية والدرامية وحتى المونتاج أو التركيب، ويعتمد نصاً محكوماً بصيغ ذاتية وذائقة خاصة. لم تعد حدود اللغة والزمان والموضوعة، مشكلات معطلة للعمل السينمائي. البشرية في النهاية واحدة ومشاكلها الأرضية بحروبها وصراعاتها، والسماوية التي جعلت من الأديان مشكلة بدل وسيلة حب وتسامح وتسيد التطرفات المختلفة، متداخلة ومتقاطعة. فقد اخترقت السينما كل الحدود التي كانت تبدو صعبة وحتى مستحيلة. فائدة السنيما أنها ترمينا في زمن ملتبس هو بين الماضي والحاضر، نكتشف فيه فجأة كم أن البشرية تتشابه في معضلاتها الكبرى، هي هي، في يومياتها ومآسيها الجوهرية وحروبها المصلحية. القيم الأدبية الخالدة التي أنتجتها النصوص الأدبية، الروائية تحديداً، تؤهلها لهذه الاستمرارية، وربما الخلود. لم تعتمد على الآني والسياسي والأيديولوجيا الطارئة التي تتغير بتغير الأحوال، ولكن على ما هو إنساني وبعيد ومستمر أبدا.
القيم البشرية ونقيضاتها، كالحب والكراهية، الخير والشر، الشجاعة والجبن، السلام والحرب، وغيرها، تظل قيماً تتخطى عتبات الزمان والمكان، ونوعيات البشر، والطارئ. يمكننا أن نقرأ اليوم مآسينا الحاضرة في هذه النصوص المقتبسة سينمائياً. الأمر الذي يجعلنا نقرأ أنفسنا فيها. البؤساء يرجعنا بالضرورة الى الثورات العربية، والحروب الأهلية، وطفولاتنا الشبيهة لغافروش. شيء من أم كوزيت ما يزال مستمراً في أمهاتنا. في حجر الصبر الكثير من العلامات المشتركة مع الحرب الأهلية التي عاشتها الجزائر او لبنان، وتعيشها اليوم سوريا والعراق وليبيا، التي أكلت من البشر حتى تجشأت.
البشرية في النهاية، على عظمة منجزها، تظل مثل الطاحونة، تعيد إنتاج مآسيها أحياناً بالتفاصيل نفسها، وبالدقة ذاتها أيضاً. في خيانات آنا كارنينا إحدى سيدات مجتمع سان بيترسبورغ، والظلم المسلط عليها، الكثير من مشاغل عصرنا العاطفية التي لا تنتهي أبداً وتعيش فينا ومعنا من خلال حوادث نسمعها هنا وهناك بالخصوص عندما نعرف أن تولستوي اعتمد على حادثة حقيقية رأى فيها جارته تلقي بنفسها تحت عجلات قطار مزق أطرافها في محطة لاسينكي. الحب والخيانة الزوجية قيم نسبية.
فهل نحب آنا كارنينا لأنها كانت صريحة، وصادقة في حبها، ومجنونة بالمعنى العشقي للكلمة، فذهبت مع فرونسكي؟ أم نكرهها لأنها خانت زوجها ألكسيس كارنينا الذي لم تكن تهمه في النهاية إلا وجاهته، منصبه، وقربه من المؤسسة السلطوية القيصرية؟
لم يترك في النهاية أمام آنا كارنينا من سبيل إلا الخيانة بالمنظور الاجتماعي، ومغادرة ابنها سيرج، ثم الانتحار. هذا يعني شيئاً واحداً هو أن النصوص الكلاسيكية، بالخصوص الروايات الكبيرة، ما تزال حية وقائمة ومستمرة فينا. في كل اقتباس سينمائي نكتشف كم تشبهنا في تفاصيلها وكأن الزمن مثبت في مركز واحد، ندور حوله بمآسينا وخيباتنا وهمومنا المتكررة.

 سينما النصوص… وجهنا الآبدي في مرايا الصورة

واسيني الأعرج

ابنة محمود ياسين ترى الكون متأمرا على مصر… قنوات شعوذة مصرية تهين المغرب… ونجوم فقاعات الصابون في الأردن

Posted: 03 Jan 2017 02:27 PM PST

هناك مثل عربي قديم، يقول في نسخته الأردنية مثلا، إن «العيل الهامل بجيب المسبة لأهله»… والعيل هنا تشمل الذكر والأنثى.
تذكرت هذا المثل، وأنا أتابع مذيعة مصرية مغمورة، لكنها ابنة نجم مشهور، وهي تهرف بما لا تعرف، وتدلق كل جهلها على الشاشة، بلا احترام ولا تقدير لعقل المشاهد وحضوره!
في حرب استنزاف شتائم استطاعت أن تشنها على عشرات آلاف المشاهدين، فدفعتي ومعي الكثيرون لشتمها، إلى أن عرفت أن المذيعة المغمورة هي ابنة النجم السينمائي المعتق صاحب الصوت الشاعري المميز محمود ياسين.
لست من معجبي محمود ياسين في عالم التمثيل، وما عدا فيلم «أفواه وأرانب» مع الراحلة الكبيرة فاتن حمامة، فلا أجدني متابعا لأعماله، لكن صوته يحملني لأيام المراهقة وأشرطة التسجيل في حقبة ما قبل الانترنت والسي دي، حين كانت التسجيلات الشعرية يحملها صوته الأجش والشاعري، وتستخدم المقاطع بصوته فواصل بين مقاطع غناء أم كلثوم وعبدالحليم.
للرجل حصة في ذاكرتي، وعليه شعرت بالحرج من كمية الشتائم التي طالته وأنا أتابع ابنته، متذكرا أيضا مثلا آخر يقول إن النار تخلف رمادا، فكانت رانيا ابنته الرماد المتمثل مذيعة تلفزيونية تتحدث بلا توقف بثقة الجاهل عن مؤامرة كونية لا تبقي ولا تذر.
المحللة العالمية رانيا محمود ياسين قالت في برنامجها، الذي تقدمه على فضائية «أل تي سي» إن الأجهزة الأمنية المصرية رصدت اجتماعًا بين المخابرات التركية والبريطانية والحرس الثوري الإيراني، في مدينة خان يونس في قطاع غزة، بهدف محاولة إسقاط مصر وتخريبها، من خلال تدريب المخابرات التركية والإيرانية والحرس الثوري لعناصر «داعش» وجيش الإسلام، ومعهم حزب الله أيضًا، من أجل تكرار سيناريو أحداث «يناير»، لتهريب مرسي وخيرت الشاطر من محبسيهما!
وأضافت، بلا تردد ولا وجل من غباء المعلومة، التي تطرحها أن أمريكا حين عقدت الاتفاق النووي مع إيران، اشترطت عليها أن تقوم بتهريب مرسي، وذلك وارد في أحد بنود الاتفاق.
فعلا مخجل ومعيب هذا في الفضاء الإعلامي المصري، وإن صحت الأنباء أن الفنان محمود ياسين يعاني من الزهايمر، فهذا مؤسف لكنه على الأقل يجنبه صدمة إدراك مشاهدة ابنته في هذا الهبل!

رزق الهبل على المجانين!

لكن الإعلام المصري أيضا بمحطاته خارج التصنيف الإعلامي، والتي تبث السحر والشعوذة ولها جمهورها الواسع في العالم العربي، يمكن لهذا الإعلام بهذا المستوى أيضا أن يسدد ضربات تصفية حسابات سياسية لا يمكن أن تكون عفوية أو غبية.
ففي الأنباء من المغرب، أن وزير الخارجية المغربي السابق، سعد الدين العثماني، طالب من نظيره الحالي، صلاح الدين المزوار، التدخل لمراسلة السلطات المصرية حول قيام قناة مصرية خاصة باستخدام صورة نائب برلماني من حزب «العدالة والتنمية» المغربي، في إعلان للشعوذة، وحسب تصريحات سعد الدين العثماني، فإن الخارجية المغربية مطالبة بالتحرك لأجل التوجه لدى السلطات المصرية وتنبيه قناة «المولد» المصرية بعد قيامها ببث وصلة إعلانية يتم تكرارها يوميا لا تقوم في الأصل إلا بالتشهير بقصد أو بدونه إلى أبي زيد المقرئ الإدريسي، النائب البرلماني في حزب العدالة والتنمية، لافتًا إلى أن القناة ألصقت صورته بـ»إشهار كاذب مروّج للدجل والشعوذة».
في مقال سابق على هذا المنبر، أشرت إلى منظومة أخلاقية لا بد أن تتبعها وتنتهجها حواضن الفضائيات، من مؤسسات تملك الأقمار الصناعية، إذا لم تستطع الفضائيات ذاتها الالتزام بأخلاقياتها، وأتساءل هنا: لمصلحة من الاستمرار ببث قنوات الشعوذة والدجل تلك بالأساس؟ إلا إذا كانت الأرباح الخيالية في تحالف شركات الاتصال مع المشعوين والجشعين من رجال الأعمال قد آمنوا بيقين أن رزق الهبل على المجانين التي تشاهد تلك القنوات!

سلاح الكامير القاتل!

ورغم انتشار الطالح أكثر من الصالح في عالم الفضائيات، إلا أنني صرت أخشى من يوم نترحم فيه على عصر الفضائيات إذا استطاعت ثورة التكنولوجيا أن تستمر بتغولها وندخل تماما في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي لا قيود فيها بالمطلق على ما يتم نشره، فصار لتلك الوسائل نجوم من قاع المجتمع، سلاحهم كاميرا فيديو بطريقة السيلفي، وحديث مباشر في شؤون العامة، بلغة كوميدية مصطنعة تقطر زناخة غالبا.
أحدهم في الأردن، يستخدم شعار الجوكر في فيديوهاته، لا يتقن في تلك المقاطع إلا إصدار أصوات غريبة تذكرك بالحدث الأصغر كأحد نواقض الوضوء، وهو الآن نجم من نجوم عالم الرويبضات الافتراضي، على خطى من سبقه مثل شاب سبقه والذي بات نجما توقع معه شركات الاتصالات عقودا لإثراء قيمة المحتوى الإعلامي، كما أعلنت، وآخر محتوى إعلامي أضافه الشاب الواقع والجاهل بالواقع كما قرأته له ما نصه «.. مين حابب يربح سيارة مرسيدس 2017 مجمركة ومؤمنة»؟!
طبعا لا ننسى نجومية فقاعة الصابون، التي اكتسبتها شقيقة مغنية أردنية شبه معروفة وانتهت بها بالحبس، ونجوم آخرين من هذا المستوى، ومستويات أخرى قذفت ببعض ثرثرات «التويتر» و»الفيسبوك» إلى تقديم برامج على التلفزيون الأردني مثلا، بقوة دفع ذاتي مربوطة بالباب العالي وشبابيكه الهمايونية.
هذه كلها براهين على اختلاط غير شرعي بين الإعلام الفضائي مع وسائل التواصل الاجتماعي، نتيجة خلوة غير شرعية وفرتها عوالم الفضاء الافتراضي فامتزج الواقع بالوهم.

إعلامي أردني يقيم في بروكسل

ابنة محمود ياسين ترى الكون متأمرا على مصر… قنوات شعوذة مصرية تهين المغرب… ونجوم فقاعات الصابون في الأردن

مالك العثامنة

الإحماض الرقمي

Posted: 03 Jan 2017 02:27 PM PST

ارتبط الجد بالهزل في الثقافة العربية. والتعب في التحصيل بالإحماض. وظهرت مصنفات كثيرة تركها أصحابها خالصة لما كانوا يدونونه متصلا بالهزل ليكون راحة من التعب، ليعود بعدها طالب العلم إلى الجد مرة أخرى بنشاط وحيوية.
ومن أحسن من عبر عن العلاقة بين الجد والهزل في الكتابات العربية، ما سطره الجاحظ على لسان من طلب منه تصنيف كتاب عن البخلاء بقوله: «اذكر لي نوادر البخلاء واحتجاج الأشحاء؛ وما يجوز من ذلك في باب الهزل، وما يجوز منه في باب الجد، لأجعل الهزل مستراحا والراحة جماما، فإن للجد كدا يمنع من معاودته، ولا بد لمن التمس نفعه من مراجعته». من بين الصفات التي تلصق بالكلام في اللغة العربية: الحلاوة، والملوحة والحموضة. وفي اتصال الكلام بالطعام ومذاقاته، ندرك الصلة بينهما. وكما لا يمكن للطعام أن يكون على مذاق واحد، أمكن ذلك للكلام، فتكون لحلاوته طلاوة، ولملوحته لذاذة، ولحموضته طراوة.
يقال: أحمض الطعامَ، جعله حامضا، وأحمض القومُ إذا أفاضوا فيما يؤنسهم من الحديث والكلام، لذلك كان الإحماض، بين الفينة والأخرى، من ضروريات الحياة للمشتغل بالعلم والثقافة، لكي يتمكن من الرجوع إلى عمله بهمة. وفي كل زمان يتم خلق الوسائل المناسبة للإحماض. ومع الوسائط المتفاعلة، صار بإمكاننا الحديث عن «الإحماض الرقمي» الذي يتحقق من خلال تبادل المستعملين للفضاء الشبكي التهاني بمناسبات الأعياد الدينية وغيرها، وأعياد الميلاد، وتبادل الدعاءات بالصحة على المريض، أو الترحم على الموتى. هذا إلى جانب تبادل الأدعية، والجمعات المباركة… فخلق بذلك فضاء للتواصل والتفاعل بين الناس. وفي هذا التبادل تستعمل الصور واللوحات الفنية التي تُتناقل لإدخال البهجة وتوزيع الفرحة.
لكن الأمر لم يتوقف على المناسبات الخاصة، بل صار تداول الصور والفيديوهات ذات الطبيعة الهزلية والمثيرة للضحك، أو للسخرية من بعض الرجالات أو التصرفات، أو بعض الأحداث السياسية من الأنشطة التي يعكف عليها الناس باستمرار، حتى صار يبدو للمتتبع، وكأن هذا الفضاء لم يبق متسعا إلا للإحماض. صحيح لا يشكك المرء في تنوع هذا الفضاء وتعدد ما يتداول فيه من معلومات وأسرار، ومعارف وأفكار، لكن عندما نتأمل جيدا ما يوزع عبر الهواتف الذكية بين الشباب والنساء والرجال نجده بوجه عام يتصل بالإحماض أكثر من غيره من ضروب الجد، أو تبادل المعلومات، تحذيرا وتنبيها، أو توضيحا وتعليقا.
لا يمكن للمرء إلا أن يُشد انتباهه إلى ما يجري في الساحات العمومية، ووسائل النقل، وحتى في المؤسسات المختلفة، حكومية وشعبية. فالهاتف صار جزءا من أعضاء الإنسان. ويبدو لك أن الكل «متصل» بالفضاء الشبكي. ترى المرء وحده يبتسم أو يضحك، لما يتوصل به، أو يكتشفه فيعمل على تعميمه عبر إشراك الآخرين معه في ما توصل إليه. في كل يوم تصلني من أصدقاء كثيرين صورا وفيديوهات قديمة أو حديثة، تؤرخ للحظة، أو تثير الضحك. ويتم توزيعها لمن نرى أن بإمكانهم مشاركتنا الضحك أو اختطاف بسمة عابرة. ولا يمكنني بناء على ما صار تقاليد نساهم فيها، بوعي أو بدونه، إلا أن أختار ما هو مناسب منها، لأوزعه بدوري على بعض المعارف أو الأصدقاء. وفي أحيان كثيرة، أكون منخرطا في العمل، فأجدني مضطرا لإغلاق صلتي بالفضاء الشبكي، حتى أعود إليه أملا في تحقيق إحماض يؤهلني لاستعادة نشاطي.
عندما أتوصل بفيديو من أحد الأصدقاء، أتمنى أن يكون فيه أحيانا، عنوان كتاب جديد، أو صدور عدد مجلة، أو الإعلان عن نشاط ثقافي. لكني قلما أتوصل بهذا النوع من الرسائل. لقد صارت الآن المطابع نشيطة، رغم كل ما يقال عن الكتاب الورقي، وبسبب قلة حركتي داخل المدينة، ورغم اطلاعي على الصحف يوميا، أجدني أصادف، عندما أخرج من عزلتي، أحيانا، عناوين كتب مهمة مرّ عليها الحول والأعوام، ولم أتعرف عليها، وأندم على عدم تعرفي عليها وقراءتها في وقتها. وما أقوله عن الكتاب العربي، أقوله عن الكتاب الأجنبي، فلا أجد من يبعث لي بعنوان كتاب جديد يمكن أن يدفع إلى التفكير، أو يحفز على طرح السؤال. إذا كان الإحماض الرقمي بالصورة التي نمارسها، «مستساغا» بالنسبة للبعض إلى حد ما، فالإكثار منه بالنسبة للمثقف ليس سوى هروب من الواقع.
في غياب التربية الرقمية، والوعي الرقمي الذي يدفعنا إلى تنظيم علاقتنا بالفضاء الشبكي وصلتنا به، صار الهزل هو القاعدة، والجد هو الاستثناء. وصار الإحماض بديلا عن العمل، إلى درجة أن البحث عن المضحك والمسلي بات عملا نقوم به، أحيانا بديلا عن أي عمل آخر. لا غرو في أن الإحماض ضروري، لكن تحول الضرورة إلى واقع بديل عن أي ممكن آخر، لا يمكن إلا أن يدفع في اتجاه التفكير في أهمية عقلنة صلتنا بالفضاء الشبكي.
إننا نكتفي بالتلقي والتوزيع، ألا يمكن أن يتحول الإحماض إبداعا، ننتقل بواسطته إلى الإنتاج، لاسيما وأن البرمجيات التي يمكن استثمارها كثيرة؟ في هذه الحالة، سيصبح الإحماض لعبا جادا ومفيدا.

٭ كاتب مغربي

الإحماض الرقمي

سعيد يقطين

مصر تحتاج لمعجزة للوقوف على قدميها… والنظام يقدم رجلاً ويؤخر أخرى في مواجهة «حيتان» النهب العام

Posted: 03 Jan 2017 02:26 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» : مطلع العام الجديد قدمت السلطة من البراهين ما يكفي للتأكيد على أنها مصرة على ارتداء «جلباب» مبارك للنهاية، فقد رفعت آلتها القمعية وهراوتها الغليظة في وجه ثوار القوى المدنية، الذين ظلوا الداعم الأبرز للسيسي قبل وصوله للسلطة.
وقد شهدت قبل يومين منطقة وسط العاصمة حشوداً أمنية كبيرة حالت بين الثوار وبين ما يشتهون.. لم يتفوه أحد بالهتاف ضد السيسي مطالباً إياه بالرحيل، ولا طالبوا بالإفراج عن المعتقلين، كل ما حاولوا التعبير عنه رفضهم لتسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، لكن السلطة دفعها الخوف من المجهول إلى أن تلجأ لفض التظاهرة بالقوة، ما عزز من الشعور بأيام صعبة مقبلة، وأن المستقبل القريب يحمل أنباء غير سارة للقوى المدنية.
لم تشأ السلطة وهي تستقبل العام الجديد إلا أن تذكر الجماهير بأن آلة بطشها تعمل على مدار الساعة، حيث قررت أن تطيح بأحد أبرز الإعلاميين الذين ترعرعوا في زمن مبارك، ولاحقوا الإخوان في عامهم الذي تولوا فيه سدة الحكم، وغازل السيسي طويلاً قبل وفي بداية صعوده للمقعد الرئاسي.. إبراهيم عيسى وجد نفسه يذوق من الكأس نفسها، التي تجرع منها خصومه من الإسلاميين سنوات، ليصبح في مهب الريح، بعد أن صدر قرار بإلغاء برنامجه التلفزيوني بسبب هجومه على الرئيس والبرلمان. تكشف اللحظات الراهنة وما تشهده من أحداث أن مصر مقبلة على أقدار عاصفة ستنال من النخبة، كما تنال من الذين تراجعت أحلامهم في الانتقال لمصاف العالم المتقدم في بداية حكم السيسي، إلى مجرد الحصول على كيلو سكر وزجاجة زيت والقدرة على سداد فواتير الكهرباء والمياه، فبعد مرور قرابة ثلاثة أعوام على إطلاق الرئيس وعوده لشعبه بدولة عصرية في غضون عامين، وصل به الحال أخيراً لحد الاستغاثة برجال الأعمال طالباً منهم أن يقفوا بجواره لمدة ستة أشهر مقبلة. بدأ السيسي ولايته بأحلام تعانق السماء وانتهى به الأمر قبل أيام من نهاية 2016 إلى أن يذرف دموعه أمام الجماهير، وهو يقسم بأنه يريد أن يحقق لهم كل ما تصبو أنفسهم إليه فهل يمنحه الشعب وقتاً مستقطعاً، أم أن 2017 ستكون حبلى بالمفاجآت.. وإلى التفاصيل:

«البكرة هتكر وتجرجر ناس تقيلة أوي»

هيمنت على صحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني قضية رحيل أمين عام مجلس الدولة المستقيل، ومن جانبه شكك الكاتب جمال الجمل في «البديل»، برواية انتحار المستشار وائل شلبي أمين عام مجلس الدولة المستقيل، والمتهم في قضية الرشوة الكبرى، زاعمًا أنهم تخلصوا منه حتى لا يفضح باقي الكبار: «المستشار وائل شلبي لم ينتحر، لقد نحروه.. تخلصوا منه داخل الحجز حتى لا يفضح باقي الكبار.. «البكرة هتكر وتجرجر ناس تقيلة أوي». هل من المعقول أن ينتحر مستشار هادئ الأعصاب، لمجرد اتهامه في قضية رشوة، مع أن التحقيقات لم تثبت عليه شيئا بعد؟ وكيف تمكن من شنق نفسه بكوفية؟ ما طول هذه الكوفية، وكيف علقها في مكان مرتفع، وأين الحرس؟ هل كان بمفرده، أم هناك آخرون حوله؟ لو كان معه آخرون لما تمكن من الانتحار، ولو كان بمفرده فإن ذلك يثير الشكوك أكثر، لأنه في حجز إداري وليس في غرفة فندق. هذه عينة من التعليقات المتوقعة للناس على خبر انتحار الأمين العام لمجلس الدولة، وقد زادت الشكوك والتكهنات بعد قرار النائب العام بحظر النشر في القضية، مع أنها قضية أموال عامة، يعني إحنا المسروقين ومحظور علينا نتابع التحقيقات مع اللصوص ومن يعاونهم. على أي حال فإن المقال لا علاقة له بالتحقيقات الجارية في القضية، ولكن بظاهرة الشك الشعبي في أي خبر أو بيان يصدر عن السلطات المسؤولة. هناك حالة من الريبة والتشكيك تنطلق تلقائيا بين الناس، وكأنها لا تصدق السلطة».

«مغارة علي بابا»

نبقى مع المستشار الراحل ومع محمد أمين الذي لديه ما ينبغي الاطلاع عليه في «المصري اليوم»: «كنت أعرف المعلومات الصحيحة بدقة، ولم أنشرها حتى لا يهرب المتهم.. وكنت أعرف أن «الفار في المصيدة»، مع ذلك لم نفتكس مثل المفتكسين.. وحين تم القبض عليه كان من حقي أن أكتب ما أشاء، دون خوف من هروب المتهم.. فمصلحة التحقيق كانت تهمني أكثر من السبق الصحافي. ورغبتي في سقوط المغارة كانت أكبر من فضولي تماماً. مع ذلك لا أظن أن وائل شلبي آخر واحد في مغارة علي بابا.
وبالطبع لا أخفي شعورى بالدهشة أنه كان يقضي رأس السنة في الفندق.. ما هذه النوعيات بالضبط؟ هل كان يتصور أن وجوده في الفندق يمنع القبض عليه؟ أما كان أولى به أن يبقى في بيته، ليودع أولاده في اللحظة الأخيرة؟ هل كان يشعر بالخجل منهم؟ هل كان يخشى أن ينظر في وجوههم؟ أم كان يريد أن يقضي ليلة رأس السنة أيضاً؟ ألم يكن يدرى أن «الاستقالة» هي البداية لمشوار المحاكمة؟ قبل إعلان استقالة الأمين العام كنت أعرف أن وائل شلبي في طريقه للتشريفة، وقبل قرار المجلس الخاص علمت أن الضبط لن يقتصر على «لبّان مجلس الدولة». مصادر مهمة أبلغتني بأسماء رموز الفساد، ومراكز القوى في المجلس العريق.. هذه المصادر كانت تتمزق من الحزن، وتؤكد أن أغلبية القضاة شرفاء.. والآن أستطيع أن أقول باطمئنان أن التحقيقات قد تطال أحد رؤساء المجلس السابقين. الإجراءات التي اتخذها مجلس الدولة هدفها تطهير البيت، ولكن القضية الآن أصبحت ملك جهات التحقيق.. لجان الفحص التي شكلها المجلس لم يعد لها دور، أعرف أن الصدمة فوق الاحتمال وأتوقع صدمة أكبر، لأن «جمال اللبان» لم يكن وحده، ولكنه كان آخر واحد في قاعدة الهرم، وكل هرم له قاعدة ورأس».

الأول على الجامعة كيف يرتشي؟

قضية المستشار المنتحر لا تسبقها أي قضية من حيث الاهتمام وها هو سيد بحيري، محامي المستشار وائل شلبي الذي وُجد منتحرا قبل يومين، يكشف العديد من الأسرار والمفاجآت الجديدة التي تخص موكله، مؤكداً حسب «البديل» أن المستشار وائل شلبي ظل 40 ساعة بدون نوم، وكان يطلب من المحققين أن يقوم ويتمشى في الغرفة قائلًا: «رجلي متجمدة مش قادر».. فجلبت له النيابة طعاما، لكنه رفض أن يأكل. آخر كلمات قالها لي كانت كالتالي: «أنا راض عن نفسي، وأنا قدمت اللي أقدر أعمله في مجلس الدولة، ولو كان فيه حاجة تؤخذ عليا فمافيش حد إلا له وعليه». وقلت له: «يجب أن تأخذ قسط جيد من النوم لأنك بكرة هتبدأ من 10 ونص وهتكون محتاج أنك تبقى أكثر تركيزًا للتحقيقات». قال على الملأ أمامنا: «ذهب عني سلطانيه». قال أمامي: «والله لو أقدر أنهي حياتي كنت عملتها، لكني أنا راجل حاجج بيت ربنا وعارف المسؤوليات اللي عليّ». لا أستطيع الجزم ببراءة أو بإدانة موكلي، لأننا لم نصل أصلًا لمرحلة التحقيق الجنائي، وإنما كنا في مرحلة التحقيق الابتدائي، لذا لم تكن عُرضت علينا الأدلة القولية أو حتى شهادة الشهود، ولا أدلة مادية سواء كانت تسجيلات أو فيديو أو أوراقا بخط يده. موكلي كان حريصًا على أن يقدم نفسه للمحاكمة طواعية ولا يُقبض عليه، والدليل على ذلك أننا ذهبنا معا إلى فندق الماسة الخاص بالقوات المسلحة، لكي يكون بجانب المحكمة المقرر أن تسمع أقواله، ورفض الذهاب لمنزله». ذهبت إلى نيابة أمن الدولة العليا وسألت أمناء الشرطة فقالوا إنها لا توجد سكرتارية ولا نيابة، وكنا في التاسعة مساءً، وبعد ذلك وصل إلى علمي عن طريق رئيس النيابة بأنهم كانوا متواجدين يومها بشكل طبيعي جدا يؤدون أعمالهم . موكلي قبض عليه في فندق الماسة الساعة 12 ونصف مساءً وأرسلت تلغرافا قلت فيه للنيابة: «يا جماعة احنا كنا موجودين الساعة 9 مساءً وملقيناش حد». لم يخبرني موكلي بأنه سيسافر للخارج أو يهرب مطلقًا. المستشار وائل شلبي أول كلية الحقوق عام 1990 وكان ذكيًا ومتزنًا ، وتدرج في مجلس الدولة، وهذا معناه أن ذكاءه لن يخونه واحترامه للقانون لن يخونه أيضًا».

السيسي يخسر دائما

الموقف السعودي يرى أشياء لا يراها بعض فرقاء الوطن، وكذلك التركي، أما المصري فإنه يلعب حسبما تقتضي الحاجة، وحسبما يرى مصالحه الشخصية بعيدًا عن الشعب السوري والمصري أيضًا، وهذا ما جعل الاحتلال الأمريكي الروسي للشرق الأوسط يجزم أمره باستبعاد العسكر من الملف السوري، مؤكدين أنه لا مكان له فيه. في هذا السياق يقول الكاتب الصحافي عبدالله السناوي: «إن شخصية دبلوماسية وصفها بأن لها صلاتها وصداقاتها الدولية، التقت وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في «كافيه ميلانو» في واشنطن ودار بينهما حوار غير رسمي حول بعض تطورات الإقليم ومستقبل الدور المصري فيه. الوزير الأمريكي كان يتناول العشاء في غرفة منفصلة، وعندما علم أن صديقه القديم في المكان نفسه طلب من أحد العاملين أن يسأله إذا كان يريد أن يراه. وأضاف: «في اللقاء طرح الرجل القادم من القاهرة سؤالا واحدا: «جون.. أخبرني على أي أساس تشركون أو تستبعدون دولا مهمة في الإقليم من مباحثات الأزمة السورية؟». وتابع: كان قصده: «لماذا تستبعد مصر؟». وجاءت الإجابة مثيرة في نصها ورسالتها: «بقدر ما يمكن أن يقدموه». وكان قصده: «إن مصر ليس لديها ما تقدمه». وقال السناوي إن رد فعل كيري استلفت نظر الدبلوماسي المصري لأن ما سمعه منه هو ما سمعه نفسه من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عندما التقاه في موسكو. ووصف السناوي، الأداء الدبلوماسي المصري في مجلس الأمن بأنه جاء متخبطا على نحو فادح، لا يقنع أحدا ولا يجلب احتراما. وقال: «في المرة الأولى، صوت المندوب المصري الدائم على مشروعي قرارين متضادين في الأزمة السورية والصراع على حلب.. أولهما روسي والآخر فرنسي. لم يكن أحد في العالم مستعد أن يصدق التبريرات التي سيقت لتفسير موقف لا يمكن تفسيره. وأضاف السناوي، بالمعايير الدبلوماسية كانت هناك بدائل مفهومة مثل الامتناع عن التصويت على مشروعي القرارين، أو التصويت لصالح أحدهما دون الآخر. وأشار إلى أنه كانت النتائج كارثية على صورة الدبلوماسية المصرية على الجانبين الدوليين».

«حسنة قليلة تمنع بلاوي كثيرة»

«بينما كان السيسي يمد يده ذات اليمين وذات الشمال بحثا عمن يعطيه مما أعطاه الله، كان النائب العام السويسري في القاهرة يعلن وفق ما يشير سليمان الحكيم في «مصر العربية» إلغاء تجميد الأموال التي هربها مبارك وأفراد نظامه إلى البنوك السويسرية، التي تقدر بنحو 140 مليون فرنك سويسري، بعد أن ظلت تلك الأموال مجمدة بقرار سويسري منذ خمس سنوات، إلى أن تثبت الحكومة المصرية أن مبارك وفريقه أخرجوا تلك الأموال من مصر بطريقة غير مشروعة. ولما كانت الحكومة المصرية قد تقاعست عن إثبات ذلك، رغم تعدد الفرص التي منحتها سويسرا للحكومة لإثبات ذلك، إلا أنها عجزت أو فلنقل إنها تواطأت بالإهمال والتقاعس عن إثبات حق الشعب المصري في تلك الأموال، حتى قررت سويسرا فك الحظر عنها وأصبح من حق مبارك أن يتصرف فيها كيفما يشاء. هكذا ضاعت أموال الشعب المصري في الخارج، أما أموالها في الداخل فلا تزال تتعرض لأكبر عملية سطو ونهب لم يشهد التاريخ لها مثيلا، حتى أن الأجهزة الرقابية نفسها المسؤولة عن الحفاظ عليها بات بعض أفرادها مشاركين في نهبها والسطو عليها، فكم من قاضٍ ضُبط متلبسًا بالرشوة أو التجارة في الممنوع وغير ذلك من الجرائم، بل إن الفساد وصل إلى موظفي الرئاسة أنفسهم باعتراف السيسي بنفسه في مرات سابقة،
وها هو أحد موظفي مجلس الدولة يقع متلبسًا بالرشوة في يد الرقابة الإدارية، متهما بالتربح واستغلال النفوذ، وبينما كانت التحقيقات تُجرى مع هذا الموظف المرتشي يصدر قرار بإقالة (الأمين) العام لمجلس الدولة، في إشارة إلى أنه أحد شركاء ذلك الموظف أو كان متواطئا أو متورطا معه، ولا يزال الحبل على الجرار ليكشف المزيد من المتورطين في تلك العملية التي قررت الحكومة الإعلان عنها، بعد الموقف الصلب الذي أبداه مجلس الدولة وقضاته بخصوص تأييدهم لحكم المحكمة الإدارية بأحقية مصر في ملكية تيران وصنافير».

كيف تواجه شعبك؟

«فتح تنازل الحكومة عن الجزيرتين للسعودية باب الجحيم على النظام، فلنتأمل ما كتبه محمد الصباغ في هذا الإطار في «مصر العربية»: «يسارع الرئيس عبد الفتاح السيسي، في تغيير شكل الدولة المصرية ونظامها الأساسي في الحكم؛ في خطوات وإجراءات؛ جعلت من فترة حكمه وكأن مصر «جمهورية شاذة» عن أشكال الجمهوريات في كل أنحاء العالم المتمدين، الذي يسعي نحو النمو. وفي بعض القرارات والاتفاقات يستعصي فهمها ويستعصي إدراك ما إذا كان مُصدر القرار ومُوقع الاتفاق؛ يدرك الأثر الضار جدا لهذا النهج في السلطة، وتأثيره على كيان الدولة المصرية، فمثلا كان عقد اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية، الذي وقع في 8 إبريل/نيسان 2016 وصدر له قرار جمهوري من الرئيس السيسي؛ كان بمقتضي هذا الاتفاق تنازل الدولة المصرية عن السيادة على الجزر المصرية في مدخل خليج العقبة، وهي الجزر المتحكمة في الملاحة الدولية في الخليج. كانت الاتفاقية هذه وما يترتب عليها إخلالا بالأمن القومي المصري ومن شأنها العبث بالميزان الاستراتيجي للدولة المصرية. كانت عملية التنازل التي أقرها الرئيس السيسي منفردا في 8 أبريل 2016 بتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية؛ تخفي طرفا آخر وتشمل قوى دولية تسعى للهيمنة على مصير الشرق الأوسط؛ وهو ما حاول إخفاءه الجانب المصري في ذلك الوقت، ولكنه وضح بشدة الآن مع مسارعة حكومة السيسي بعد 8 شهور من توقيع الاتفاقية، إلى الإعلان عن موافقة مجلس الوزراء على الاتفاقية في جلسة الخميس 29 ديسمبر/ كانون الأول 2016 والإعلان كذلك عن إرسال الاتفاقية إلى البرلمان . قرار مجلس الوزراء «المريب» وغير القانوني جاء مشابها لما تم في 8 إبريل/نيسان 2016 «من عملية مريبة « وهو ما يشي بأن هناك طرفا خفيا ضاغطا على الحكومة المصرية بإتمام الاتفاق».

«هشتغل خياطة»

حملت الصحف المصرية أمس الثلاثاء الكثير من عبارات الندم على لسان الإعلاميين لدعمهم السيسي، متهمين النظام باضطهاد الإعلامي إبراهيم عيسى وإغلاق برنامجه وممن عبروا عن صدمتهم لميس الحديدي، ووفقاً لصحيفة «مصر بوست» قالت لميس التي كانت تدافع سابقا عن الديكتاتور مبارك: «أكلت يوم أكل الثور الأبيض، ولو كلنا ما اتكلمناش عن إبراهيم عيسى فكلنا رؤوسنا سيطاح بها، أو هنسكت خالص.. أنا مجهزة البيان بتاعي». وتابعت في برنامجها «هنا العاصمة» المذاع على فضائية «سي بي سي» قائلة، أنا هتفرغ للحياكة وشغل المنزل، أنا هقعد أخيط تريكو، وأبلغت كل رؤسائي بأن بياني جاهز إذا انزعج أحد من حديثي. وتابعت: عيسى صحافي محترم وهو أحد أقطاب ثورة 30 يونيو/حزيران، وكان مقربا من هذا النظام، ومن الممكن أن يكون اختلف معه ولكن لا يمكن أن يواجه الاختلاف بهذه الطريقة. واستطردت: إحنا فريق 30 يونيو، إحنا الفريق الذي دعم هذا النظام، ما تخلوناش نكره الشغلانة، إحنا اللي وقفنا وهنقف لسة، ولكن إحساسنا بالتضييق بقى كتير أوي».

على الحرية السلام

نواصل الرحلة مع كتاب نددوا بمنع برنامج إبراهيم عيسى من بينهم حمدي رزق في «المصري اليوم»: «لا بيان فضائية «القاهرة والناس»، ولا حتى بيان الصديق إبراهيم عيسى يقلل من الخسارة الفادحة التي منيت بها حرية التعبير والرأي في مصر، خسارة محققة، لماذا الخسارة المجانية، لماذا يخسر النظام وقت مكسب؟ صوت وقلم إبراهيم عيسى، واختلف ما شئت حول ما يقول، مكسب للنظام، إبراهيم عيسى ينطبق عليه القول القائل «كفوني الكلام عند التحدي» والقول بالتضييق على الحريات في مصر ما يطرحه عيسى مضاف إلى النظام وليس انتقاصاً منه، وما يتحمس إليه يتحمس إليه كثيرون بلغة ولهجة مختلفة، ربما هادئة أكثر، وربما بنظرة من زاوية مختلفة، لكنها كلها زوايا وطنية في التحليل الأخير، كل يحب مصر على طريقته الخاصة، والمحبون كُثر. ويؤكد الكاتب أن البرلمان سيخسر كثيراً، وتزيد من خسائره التي يتفنن فيها ليل نهار، لماذا لم يكتف النظام بخسارة البرلمان في هذه القضية، لماذا يعظّم الخسارة، ولماذا لم ينحز إلى حرية الرأي ويضرب مثلاً، ألا تكفي جملة الأصوات الموالية في الفضاء، لن نصبر على طعام واحد. الكارهون لإبراهيم عيسى فرحون، لكنهم للأسف لا يدركون حجم الخسارة، هناك من ينظر تحت قدميه، يكاد يسقط من طوله، إبراهيم عيسى مهما أوتي من بلاغة في تجسيد مثالب النظام لا تصمد بلاغته أمام الحقائق، ومن هذه الحقائق أن يظهر عيسى يومياً ويتحسب من السلبيات ويؤشر إلى الإيجابيات. النظام الحاكم ليس ملائكياً، هناك أخطاء ربما خطايا ويستحق الإشادة، وإذا كان إبراهيم بالإشادة ضنين، لن يعدم النظام مؤيدين ولكن الخطورة أن يعدم النظام معارضين وطنيين».

القدس لم تجد مشيعاً

«تبدو الصورة كئيبة ومحبطة كما يشير فهمي هويدي في «الشروق» خصوصا أن أغلب الأنظمة العربية لن تلجأ إلى أي إجراء حقيقي إذا ما تم نقل السفارة الأمريكية للقدس «دعك من بيانات الشجب والتنديد» لسبب جوهري هو أن تلك الدول باتت حريصة على استرضاء الرئيس الجديد وعدم إغضاب إسرائيل المنتفخة والمتعجرفة. إلا أن الصورة قد تختلف نسبيا إذا وضعنا في الاعتبار ضعف وزن الولايات المتحدة وتراجع هيبتها بصورة نسبية. وإذا ما راهنا على استقلال قرار بعض الدول الأوروبية والأمريكية اللاتينية التي لاتزال تحترم المبادئ ولم يمت لديها الضمير بعد. ومما له دلالته في هذا الصدد أن الذين تمسكوا بمناقشة قرار إدانة المستوطنات كانوا يمثلون أربع دول غير عربية، في حين أن قرار سحبه كان عربيا. ومن المفارقات أيضا أنه في حين تراجعت أولوية القضية الفلسطينية في المحيط العربي الرسمي، فإن حملة مقاطعة إسرائيل تتزايد في العالم الغربي، ثمة عنصر آخر لا يمكن تجاهله يتمثل في موقف الشباب الفلسطيني وفصائل المقاومة التي لم تستسلم لليأس بعد، وبودي أن أراهن على الجماهير العربية، إلا أنني ترددت في ذلك نظرا لشدة القمع الذي تتعرض له تلك الجماهير. مع ذلك فإنني لا أستبعد زيادة في مؤشرات العنف الذي قد يفجره الغضب والشعور بالمهانة والذل. لايراهن الكاتب على رد فعل له قيمة من جانب الأنظمة العربية. وأضع خطا تحت قيمة رد الفعل، لأننا شبعنا شجبا وتنديدا. صحيح أن أحمد أبوالغيط اعتبر أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بمثابة «انتكاسة كبيرة». كما أن صائب عريقات قال إنه من شأن تلك الخطوة أن تدمر عملية السلام، عمرو موسى لم يستبعد أن يتجه الرئيس الأمريكي الجديد للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. المشكلة تكمن أولا في الوهن والاستخذاء اللذين يفضحان الحقيقة في العالم العربي، الأمر الذي يقدم دليلا جديدا على أن تحرير فلسطين لن يتحقق إلا إذا تم تحرير العالم العربي أولا».
السلطة تكشر لساويرس

«الذي حدث في حزب المصريين الأحرار الأسبوع الماضي يشبه تماما «لعبة» أمنية ألفناها مرارا أيام الحزب الوطني المهيمن على كل شيء وقتها، بدعم وإسناد كاملين من داخلية حبيب العادلي، وهي عملية إدارة الانقلابات الداخلية للأحزاب، التي تحاول أن تكون مستقلة أو تمثل قلقا من أي نوع للسلطة، كما يشير جمال سلطان في «المصريون» أن يتم ترتيب الأمور مع بعض الشخصيات في الحزب للإعلان عن مؤتمر عام كيفما اتفق، ثم يقرر المؤتمر الجديد المزعوم عزل رئيس الحزب الشرعي وقياداته وتعيين قيادات جديدة، ويلجأ القادة المغدور بهم للشكوى، فتحيل اللجنة الطعون إلى محكمة الأحزاب، وهي دورة يمكن أن تستمر لجيل بكامله حتى ينقرض الحزب نفسه قبل البت في إشكاله. حدث ذلك في حزب العمل الذين قسموه إلى نصفين، وحدث ذلك في حزب الغد، وحدث ذلك مع حزب الأحرار، وأوشكوا على فعله في حزب الوفد. واعرب الكاتب عن غضبه بسبب عقد مؤتمر «الانقلابيين» من حزب المصريين الأحرار في فندق الماسة التابع للقوات المسلحة، نجيب ساويرس أحد أضلاع مرحلة 30 يونيو/حزيران دون شك، وأحد أهم داعميها ولكنه كان يملك نزعة استقلالية سياسيا، وطموحا مشروعا في أن يكون له دور سياسي جاد ومؤثر، وتجربة المهندس نجيب تحديدا كان ينبغي أن تحظى باهتمام استثنائي، هو رجل الأعمال القبطي ـ كان من المأمول أن تثمر في تعزيز دمج الأقباط في العمل السياسي كنسيج في المجتمع فاعل ومشارك، وليس مجرد حصة مجاملة في البرلمان يحددها رئيس الجمهورية وترشحها الكنيسة».

الإسلام لا يروق لهم

«بعد حذف صلاح الدين الأيوبي وعقبة بن نافع والفتوحات الإسلامية، وكل ما يحض على الجهاد أو ما له أي علاقة من قريب أو بعيد بإحياء أمجاد الأمة الإسلامية من مناهج التعليم، فضلاً عن دعوات إلغاء خانة الديانة من بطاقات الهوية، خرجت علينا بعد حادثة الكنيسة البطرسية من داخل مجلس نواب السيسي، دعوات خبيثة ومنظمة كما يؤكد رضا حمودة في «الشعب» لإلغاء حصة التربية الدينية الإسلامية من المدارس، لأنه يبدو أن مناهج حصة الدين تغذي نوازع التطرف والإرهاب عند البراعم، كما يروج أصحاب تلك الدعوات. وسيخرج علينا من يقول إننا نروج لأكاذيب بغرض إثارة البلبلة في المجتمع، بيد أننا نزعم أن ما يتم نفيه اليوم سيصبح حقيقة غداً، كما عودنا النظام. بدا واضحاً أن المناخ السياسي الذي تعيشه مصر حالياً لا يشجع إلا على استباحة كل ما هو إسلامي من ثوابث ورموز إسلامية، حتى وصل الأمر حد التعرض لنص قرآني ثابت وهو سورة الفاتحة، وكأنهم لم يكتشفوا معنى آخر أي في السورة «غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ» إلا بعد حادثة الكنيسة البطرسية، عندما قال الإعلامي الموالي للسلطة تامر أمين أن «تفسيراً لسورة الفاتحة» يشجع على الإرهاب، في رسالة واضحة الدلالة بأن الخلل في النص القرآني، أي أنه ببساطة المشكلة في الإسلام وليس في المسلمين وهذا هو الأخطر، ذلك أن الأمر تعدى العبث بكتب التراث كالبخاري ومسلم إلى القرآن الكريم نفسه، ذلك أن مجرد نقد السيسي يُعد من المحرمات والمحظورات، في مقابل غض الطرف عمن يسبون الدين جهاراً نهاراً، في دولة تتصالح مع مظاهر الإلحاد، وتكرّس للعلمانية».

فريدة تهاجم المنتقبات

ومن معارك مصر الصحافية تلك التي شنتها إحدى رموز التيار العلماني، حيث قالت الكاتبة الصحافية فريدة الشوباشي، «إن هناك العديد من النساء تهاونّ في حقهن الإنساني وقبلن على أنفسهن أن يصبحن عورة بسبب ارتدائهن النقاب. موضحة بحسب موقع «صدى البلد»، «الست اللي تتخفى وتقول دي حرية شخصية أقولها لا دي مسخرة»، على حد وصفها. وأضافت الشوباشي، خلال لقائها في برنامج «ست الستات» على أن الشريعة الإسلامية أرست عدم التعسف في استخدام الحق، مشيرة إلى أن ادعاء المرأة أن النقاب حرية شخصية أمر غير مقبول. وأكدت الكاتبة الصحافية على أن النقاب ضد القانون وضد الشريعة الإسلامية».

حكومة غنية وشعب فقير

«لماذا يركب أي مسؤول سواء كان قاضيا أو ضابطا أو وكيل وزارة سيارة غالية الثمن لتوصله من البيت للعمل، في بلد يواجه أسوأ أزمة اقتصادية، بل يضطر لتحمل سخافات وتفاهات و«رزالات» خارجية كثيرة من كل من هب ودب بسبب هذه الأزمة؟ يتساءل عماد الدين حسين في «الشروق» متابعاً، نفهم أن يركب المسؤولون هذه السيارات الفارهة إذا كنا في مستوى الدول الأوروبية المتقدمة جدا، أو الصين وماليزيا وسنغافورة والخليج وغيرها، لكننا لسنا مثلهم. وأشار عماد لتجربة الصين في التقشف، حيث تجبر كبار المسؤولين ألا ينزلوا في فنادق خمسة نجوم، ولا تزيد سفرياتهم على ثلاثة أيام وألا تزيد قيمة وجبات طعام ضيوفهم الأجانب على خمسة دولارات. الصين تتقشف وهي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ولديها احتياطي نقدي فلكي، وحققت معجزة اقتصادية يشهد بها القاصي والداني، في حين يستمر السفه عندنا، على الرغم من كل دعاوى التقشف. من الجيد والمهم أن نحارب المرتشين واللصوص بأقصى درجات الشدة والبطش في إطار القانون، لكن وبالتوازي فإن سياسات ترشيد الإنفاق ينبغي أن يتم تطبيقها فورا، حتى يصدق الناس أن الحكومة جادة في التقشف. ما الذي سيتغير إذا وصل «المسؤول» إلى عمله في الوزارة أو المحكمة بسيارة بسيطة، بدلا من الفشخرة الكذابة، في بلد يحتاج إلى معجزة ليقف على قدميه؟ إذا كان هذا المسؤول يريد أن «يتفشخر» فعليه أن يفعل ذلك من «حر ماله» وليس بفلوس دافعوا الضرائب الغلابة».

مصر تحتاج لمعجزة للوقوف على قدميها… والنظام يقدم رجلاً ويؤخر أخرى في مواجهة «حيتان» النهب العام

حسام عبد البصير

إلى موسكو مع الحب

Posted: 03 Jan 2017 02:25 PM PST

الجميع يأملون معرفة سر تأييد ترامب لبوتين. هذا أمر غريب: ترامب بصفته جمهوريا وقوميا، من المفروض أن يعارض روسيا. وهذا هو ايضا التقليد الأمريكي، والآن بالذات ـ حيث تسعى روسيا وتتآمر علنا ضد المصالح الأمريكية في جميع الساحات، وهناك ايضا خلافات اقتصادية. ما الذي يحدث اذا؟ هذا التحالف الزوجي يقلق وزارات الخارجية والاجهزة الاستخبارية في ارجاء العالم وفي إسرائيل ايضا. الموضوع مقلق بالفعل. تدخل بوتين في الانتخابات لصالح ترامب ـ هجمات السايبر، سرقة المعلومات ونشر البلاغات الكاذبة ـ كل ذلك انشأ ازمة كبيرة بين ادارة اوباما والكرملين. طرد جماعي كهذا للدبلوماسيين الروس، كما فعل اوباما في الاسبوع الماضي، لم نشهده منذ سنوات.
العلاقات عادت بين الدولتين إلى فترة الحرب الباردة. تعتبر الادارة الحالية روسيا عدوة. إلا أن رؤساء هذه الادارة ذاهبون إلى البيت بعد اسبوعين. وبدلا منهم سيدخل الاشخاص الذين عينهم ترامب، الذين ميزتهم الاساسية حسب رأيه، علاقتهم الجيدة مع روسيا، مثل وزير الخارجية ريكس تلرسون. صحيح أن الكثيرين في الحزب الجمهوري يتحفظون من الضعف امام روسيا، لكن مثل كل شيء يخص ترامب ـ الكثيرون يسيرون حسب الرياح التي تهب من فوق، وهي تهب بقوة باتجاه روسيا.
واضح لماذا اراد بوتين أن يفوز ترامب وخاف من هيلاري كلينتون التي وعدت بأن تضع له خطوط حمراء وتشديد العقوبات ضده. ولكن لماذا ترامب يلعق لبوتين؟
عدد النظريات بعدد المحللين. بعضها ترمز إلى وجود علاقات ومصالح خفية بين النخبة الروسية وبين ترامب ومحيطه، وهناك قصص حول اموال تتدحرج، وهناك ايضا من يتحدثون عن «مدسوس» مثل افلام التجسس ومنها فيلم «المرشح المنشوري». وآخرون يعتقدون، بل يأملون، أن يكون هذا بمثابة خطأ: تورط ترامب بزلة لسان مؤيدا لبوتين في بداية الحملة مثل اخطائه الاخرى، بدل النزول عن الشجرة، رأى أن ذلك يثير ردود فعل كثيرة، لذلك تسلق إلى أعلى وأعلى وحول بوتين إلى أحد رموز حملته. وهذا عامل آخر من الهجوم والتحريض ضد الادارة الليبرالية.
كل هذه النظريات هي محاولة للتملص من الحقيقة الصعبة الشاخصة أمام العيون. عندما ننظر إلى العالم الفكري لليمين الجديد في الولايات المتحدة والاشخاص المحيطين بترامب، مثل مستشاره ستيف بانون أو الجنرال مايكل فلين، الذي تم تعيينه في منصب مستشار الامن القومي، تكون النتيجة واضحة: هؤلاء الاشخاص يديرون ظهورهم للديمقراطية ويريدون تقليد النموذج السلطوي لبوتين. وهم يعتبرون بوتين زعيما قويا قادرا على سحق المعارضة ووسائل الإعلام والثقافة من خلال استخدام القومية المتطرفة و«القيم المحافظة» والدين، هكذا يعزز قوته السياسية في الداخل ويوسع تأثيره في العالم ـ كل ذلك بوسائل قليلة. إن روسيا هي دولة سيئة.
تأييد بوتين هو أداة لتحقيق اهدافهم المرضية، وهم ليسوا وحدهم. ففي كل العالم وفي إسرائيل ايضا هناك حركات وقادة يسعون إلى البوتينية. الزعرنة، ضرب الاستقامة السياسية، ادارة الظهر للمؤسسات الدولية، الحنين لماض وهمي، تأييد القوة، مهاجمة وسائل الإعلام والتحفظ من الاقليات ـ ترامب لم يخترع شيء، وبوتين كان قبله بكثير. سر السحر الغامض هو التحطيم العلني لفكرة الديمقراطية.
إن كل من يعتبر أنه في موسكو توجد وصفة سحرية لسلطة قوية، وكل من يسعى إلى هذه الزعرنة هنا ايضا، يجب عليه تذكر الثمن الاقتصادي والاجتماعي الذي يدفعه المواطنون في روسيا بسبب سلوك رئيسهم، الشعور بالخوف لدى كل من يتجرأ على التغريد ضد النظام، وكذلك جثث القتلى المدنيين في المدن السورية. الشخص الذي عموده الفقري الديمقراطي عميق مثل بوتين، يعتبر أن حقوق الانسان هي اشارة على الضعف. ولكن في نهاية المطاف هو الذي سيدفع الثمن.

نتسان هوروفيتس
هآرتس 3/1/2017

إلى موسكو مع الحب

صحف عبرية

مصر: تعليقات صادمة بعد انتحار المستشار وائل شلبي واتهامات بالفساد توجه إلى شخصيات مهمة في الدولة

Posted: 03 Jan 2017 02:25 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أثار انتحار أمين عام مجلس الدولة السابق، المستشار وائل شلبي، في محبسه مؤخرا مع بدء التحقيق معه فيما يعرف بـ»قضية الرشوة الكبرى»، وحظر النشر فيها، العديد من التكهنات والتساؤلات بشأن ملابسات «انتحاره»، أو «نحره»، وتورط شخصيات فاسدة كبيرة في القضية.
ووصف المستشار عماد أبو هاشم، – رئيس محكمة المنصورة الابتدائية – قضية انتحار المستشار وائل شلبي وقرار حظر النشر، أنها أفلام كرتونية وإنها لدواع لا تطال أفرادًا جددًا وإخفاء الأدلة وتمرير القضية. وأضاف في مداخلة هاتفية على فضائية «مكملين»، أن هذه القضية من القضايا الحساسة وتوقيتها وظهورها للرأي العام والجهة الرقابة التي صعنتها، كل هذه الأمور ما هي إلا تقديم مجموعة من النظام ببكش فداء للتخلص من الفاسدين وإن القضاء ليس فاسدًا. وتابع: أو يكون هناك إصدار لأحكام معينة أو رسائل تهديد لبعض القضاة من خبايا والخوف من النظام الحالي.
وحول اختيار الرقابة الإدارية للتوقيت قال إنه لا يسمح للتقدم مباشرة للتحقيقات التي بحوزتهم أو الأدلة إلا بإذن مسبق من رئيس الجمهورية، وإن ما تم مع المستشار المنتحر جاء بقرار من السيسي، وإنه بالأساس فرع من المخابرات العامة.
وقال المحامي رجائي عطية، إن فكرة احتمال قتل المستشار وائل شلبي، أمين عام مجلس الدولة المستقيل، فكرة عقيمة خرقاء ومستحيلة. وأضاف عبر حسابه على «فيسبوك»، «الرجل كان محبوسا لدى جهاز أمني رفيع، وهو الذي ضبط القضية ولو شاء ما فجرها ويستحيل الوصول إلى المحبوس من الخارج.. وكفانا فتاوى وظنونا». واختتم: «يقول لنا الحق تبارك وتعالى: «اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم».
وشكك الكاتب بلال فضل في واقعة انتحار أمين مجلس الدولة الأسبق، وائل شلبي، في محبسه ونشر صورة من فيلم «واحد من الناس»، الذي كتبه عام 2007، وتناول انتحار رئيس مباحث فاسد، بعد القبض عليه في قضية تلقي رشوة، جسّد دوره محمد شومان. وعلّق بلال على الصورة التي نشرها عبر حسابه على «تويتر»، قائلا: «فيلم «عربي» قديم ومتجدد».
وقال أشرف شلبي ابن عم المستشار وائل شلبي، «حسبي الله ونعم الوكيل، وننتظر نتائج التحقيقات في واقعة الوفاة». وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج «العاشرة مساء» تقديم الإعلامي وائل الإبراشي، المذاع على فضائية «دريم»: «الراحل كان حالته النفسية جيدة جدا، ووالده كان آخر شخص زاره بعد التحقيقات».
وأوضح «الراحل كان متزوجا، ولديه ولدان أحدهما طالب في الثانوي، والثاني في المرحلة الإعدادية، ووالدته متوفية ولديه شقيقان»، متسائلا: «لماذا لم ينتحر قبل القبض عليه، ولماذا انتحر بعد الواقعة؟».
وقال سيد بحيري محامي المستشار وائل شلبي أمين عام مجلس الدولة، «إنَّ موكله لم يُصرح للنيابة خلال التحقيقات بأنَّه يرغب في الانتحار، كما تردد في بعض وسائل الإعلام».
وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «كل يوم» عبر فضائية «ONE، أنَّ آخر ما ذكره له «أنَّه راضٍ عن نفسه، وأنَّه قدَّم ما يقدر عليه في مجلس الدولة». وأوضح بحيري أنَّ شلبي قال للنيابة «ذهب عني سلطانيه»، مشيرًا إلى أنَّ موكله صرَّح قبل ساعات من انتحاره على الملأ «والله لو أقدر أنهي حياتي لفعلت، ولكن أنا راجل حاجج السنا دي بيت ربنا، وعارف المسؤوليات اللي عليّا ودوري في عائلتي»، مشدِّدًا على أنَّ ذلك ليس معناه رغبته في الانتحار.
وناشد الإعلامي معتز الدمرداش النائب العام المستشار نبيل صادق، بضرورة إصدار بيان مفصل عن ملابسات وفاة الأمين العام السابق لمجلس الدولة، المستشار وائل شلبي، بمحبسه امس بعد اتهامه بالتورط في قضية الرشوة الكبرى. وقال خلال تقديمه برنامجه عبر شاشة «المحور»، إن القضية التي اتهم فيها أمين عام مجلس الدولة السابق، هي قضية رأي عام، ولا يمكن إخفاء المعلومات عن المواطنين لفترة طويلة، مشيرًا إلى أن تلك القضية كانت متداولة في كل وسائل الإعلام لما يزيد عن خمسة أيام، فهي ليست قضية سرية.
وعلق الإعلامي عمرو أديب على حادث انتحار المستشار وائل شلبي، قائلا: «ناس كتير مش بالعة الحكاية دي». وقال «أديب» خلال برنامجه على فضائية «one»: «ناس كتير مش مرتاحين لقصة الانتحار لأن القضية كانت كبيرة»، مشيرا إلى أن التحقيقات جرت مع «شلبي» حتى الرابعة صباحا ومواجهته بكل التهم، ولكن عند فتح محبسه صباح اليوم التالي، تم اكتشاف انتحاره، ولم يُكشف عن طريقة الانتحار، وهل كانت بالـ«الكوفية» أم «ملاية السرير».
وعلّق الناشط السياسي شريف الروبي، قائلا في تدوينة عبر «فيسبوك»: «أمين عام مجلس الدولة.. المستشار وائل شلبي..انتحر بكوفية.. إزاي وليه وأول مسؤول متهم يعمل في نفسه كده.. هل هو فعلًا متهم وليه في اللعبة ولا تلبيسة ولا إيه!؟ طيب هو في السجون بيخلوا كوفيات مع مساجين أو متهمين بجد».
وعلّق نادر نور الدين، مستشار وزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق، قائلا في تدوينة عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «لا حول ولا قوة إلا بالله.. مستشار مجلس الدولة المنتحر عاقب نفسه قبل أن يعاقبة المجتمع ولكن يعقوبة قاسية ودائمة بدلا من عقوبة مؤقتة وزائلة لأن الأصل في القضاء هو الضمير والشرف. ومن الواضح من إنهياره وبكاؤه أن هناك شيطانا أو شياطين دفعوه دفعًا للخطأ! غفر الله له ولنا زلاتنا جميعًا».
وكشف الكاتب الصحافي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، تفاصيل انتحار المستشار وائل شلبي، لافتًا إلى أن «شنق نفسه بين سيخين موجودين في الحمام بواسطة الكوفية التي كان يرتديها باستمرار». وأضاف خلال مداخلة مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج «على مسؤوليتي»، عبر فضائية «صدى البلد»، أن «الرقابة الإدارية كانت تعامله بطريقة جيدة، ولم يمنعوه الاتصال بأهله، وحينما انتهت التحقيقات الساعة 12.30، طلب وجبة من مطعم (الدهان) وراحتله، وفي الصباح فوجئ الجميع بأنه مُعلّق في الحمام بالكوفية».
وأكد الكاتب الصحافي «أحمد صبري»، أن انتحار المُستشار «وائل شلبي» أصبح مادة دسمة لكل المشككين والمزايدين وأصحاب الصوت العالي، وآلاف المريدين على مواقع التواصل، الذين تعاملوا مع الحادث على أنه خطة «فيلم قديم وقصة مهروسة 100 مرة»، ذلك لأننا تعودنا دائمًا على التشكيك دون أن نسأل أنفسنا عن الحقيقة وعن المصلحة في التخلص من وائل شلبي في هذا التوقيت.
وأضاف على صفحته في موقع التواصل «فيسبوك»، أننا اليوم نشكك في أحد أقوى الأجهزة الرقابية في مصر «الرقابة الإدارية» التي أصبحت ذراعاً قوياً للحرب على الفساد ومطاردة الكبار والفاسدين. وتساءل «صبري» ما هي مصلحة الرقابة الإدارية التي كشفت القضية وقبضت على وائل شلبي نفسه فجرًا من منزله بعد تفتيشه فى التخلص منه؟، ولكل المشككين هذا جزء من ما قامت به الرقابة الإدارية برئاسة اللواء محمد عرفان خلال عام ونصف.
وأمرت نيابة أمن الدولة العليا، مساء الأحد الماضي بحبس المستشار المستقيل وائل شلبي الأمين العام السابق لمجلس الدولة 4 أيام على ذمة التحقيقات، بشأن ضلوعه بالاشتراك مع مدير مشتريات المجلس المتهم جمال اللبان في قضية «رشوة».
وكان مجلس الدولة، أعلن قبوله استقالة وائل شلبي إثر تقدمه بها، حيث أكد المجلس « أنه لا يتستر على أي فساد أو فعل يشكل مخالفة للقانون، وأنه يتم حاليا فحص المستندات الخاصة بجميع العقود التي أبرمها مجلس الدولة خلال السنوات الخمس الماضية، للوقوف على مدى مطابقتها للقانون».
وكانت هيئة الرقابة الإدارية أعلنت الأسبوع الماضي القبض على جمال الدين اللبان المدير العام للمشتريات والتوريدات بالمجلس وبحوزته مبالغ مالية ضخمة بمنزله، قالت التحريات إنه حصل عليها عن طريق الرشوة والتربح واستغلال النفوذ.
وأقال السيسي المستشار جنينة من منصبه في آذار/ مارس 2016، بالمخالفة للدستور، بعد تشكيل لجنة تقصي حقائق زعمت في تقريرها أن تقديرات جنينة بشأن الفساد 600 مليار جنيه «لا أساس لها من الصحة»، لتتولى نيابة أمن الدولة التحقيق معه، وإحالته لمحكمة الجنح التي أصدرت حكما بحبسه لمدة عام، في تموز/ يوليو 2016، ومن ثم رفض محكمة جنح مستأنف القاهرة الجديدة طعن «جنينة» وتأييد حبسه في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

مصر: تعليقات صادمة بعد انتحار المستشار وائل شلبي واتهامات بالفساد توجه إلى شخصيات مهمة في الدولة

منار عبد الفتاح

نائب رئيس البرلمان المصري يطالب بانتظار حكم القضاء في تبعية جزيرتي «تيران وصنافير»

Posted: 03 Jan 2017 02:24 PM PST

القاهرة ـ وكالات: طالب نائب لرئيس البرلمان المصري، مساء أمس الأول الاثنين، بانتظار حكم القضاء في الاتفاقية المعروفة إعلاميا «تيران وصنافير»، الموقعة بين القاهرة والرياض، قبل مناقشتها البرلمان.
وأوضح سليمان وهدان، وهو أحد نائبي رئيس مجلس النواب (البرلمان)، أنه «من الفريق الذي يطالب بعدم منافشة هذه القضية حتى يفصل فيها من القضاء لأن (المناقشة) ستكون تغولاً وتداخلاً بين السلطات مش (ليس) مطلوبا»، لافتا إلى أن الحكومة لم تسلم الاتفاقية للبرلمان حتى أمس.
وأضاف في لقاء تلفزيوني مع فضائية «إكسترا نيوز» المصرية الخاصة: «عندما يتم الفصل فيها (أي الاتفاقية) في القضاء تنظر في مجلس النواب وهذا اختصاص أصيل للمجلس حسب المادة 151 من الدستور». وتنص المادة 151 من الدستور المصري على أنه «يمثل رئيس الجمهورية الدولة في علاقاتها الخارجية، ويبرم المعاهدات، ويصدق عليها بعد موافقة مجلس النواب، وتكون لها قوة القانون بعد نشرها وفقا لأحكام الدستور، ويجب دعوة الناخبين للاستفتاء على معاهدات الصلح والتحالف وما يتعلق بحقوق السيادة، ولا يتم التصديق عليها إلا بعد إعلان نتيجة الاستفتاء بالموافقة، وفى جميع الأحوال لا يجوز إبرام أي معاهدة تخالف أحكام الدستور، أو يترتب عليها التنازل عن أي جزء من الدولة».
وهناك آراء قانونية تحذر من تعارض مناقشة الاتفاقية، التي لم تنظر في البرلمان بعد، ولم يحدد موعداً لنظرها قبل الفصل فيها قضائياً.
وكان جمال جبريل، أستاذ القانون الدستوري في جامعة القاهرة، قال في وقت سابق أمس إنه «من حق الحكومة والبرلمان أن يتخذا الشكل الإجرائي الدستوري وفقا للمادة 151، لكن هناك حكماً قضائياً (غير نهائي في يونيو/ حزيران الماضي) ببطلان الاتفاقية، ولدينا قاعدة في القانون تقول إن الأحكام القضائية تعلو على اعتبارات النظام العام مهما كانت».
وحول وجود جدول زمني لمناقشة الاتفاقية بالبرلمان، تابع وكيل البرلمان المصري، سليمان وهدان في التصريحات ذاتها،: «لا جدول زمنياً، والاتفاقية ستدرس وتقتل بحثاً، ونسمع للرأي المؤيد والمعارض (..) نقعد (نواصل) شهراً أو شهرين مش مستعجلين (لسنا في عجلة)».
وحول ما إذا كان هذا الموقف بشأن الفترة الزمنية يعبر عنه أم عن المجلس، أوضح أنه، في جلسة خاصة اليوم مع رئيس المجلس علي عبد العال، كان هناك اتفاق على أن الاتفاقية «ستأخذ وقتها بمعنى أنه لا وجود لسقف زمني».
وطالب نائب رئيس البرلمان المصري، كل من لديه مستند أو خرائط أو رأي أن يأتي للجنة استماع مشكلة في المجلس بخصوص الاتفاقية ويقدمها، مؤكداً أن الاتفاقية «ترسيم حدود وليس تنازلاً عن الأرض كما أشيع في وسائل الإعلام».
وأقر مجلس الوزراء المصري، الخميس الماضي، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة السعودية، وأعلن أنه سيحيلها إلى البرلمان لمناقشتها وإقرارها بشكل نهائي.
ومن المنتظر أن تفصل المحكمة الإدارية العليا (أعلى جهة للطعون الإدارية)، في طعن هيئة قضايا الدولة على حكم القضاء الإداري، ببطلان الاتفاقية في جلسة 16 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وفضت الشرطة المصرية، مساء الاثنين، مظاهرة احتجاجية، أمام نقابة الصحافيين، بوسط القاهرة، رفضًا للاتفاقية، والتي أقرت القاهرة بموجبها بأحقية السعودية في جزيرتي «تيران» و«صنافير» الواقعتين في البحر الأحمر.
وتدافع الحكومة المصرية عن الاتفاقية بالقول إن «الجزيرتين تتبعان السعودية وخضعت للإدارة المصرية عام 1967 بعد اتفاق ثنائي» بين القاهرة والرياض بغرض حمايتها لضعف القوات البحرية السعودية آنذاك، وكذلك لتستخدمها مصر في حربها ضد إسرائيل.

نائب رئيس البرلمان المصري يطالب بانتظار حكم القضاء في تبعية جزيرتي «تيران وصنافير»

النظام السوري يواصل خروقاته والمعارضة تعلّق مشاركتها بمفاوضات أستانة المرتقبة

Posted: 03 Jan 2017 02:24 PM PST

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: واصل النظام السوري وحلفاؤه، امس الثلاثاء، خروقاتهم لاتفاق وقف إطلاق النار، باستهداف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، فيما أعلنت الأخيرة فجر أمس، تعليقها لأية محادثات متعلقة بـ»مفاوضات الأستانة» المزمعة، رداً على تلك الخروقات.
وأفادت مصادر ميدانية امس، إلى تعرض مدينة إدلب (شمال) وبعض قرى أريافها وهي «كنصفرة» و«شغر» و»خان شيخون» لغارات عدة، قالت المصادر إنها روسية.
فيما لا تزال منطقة وادي بردى (غرب دمشق) تتعرض لهجوم مستمر منذ أكثر من 12 يوماً، من قبل قوات النظام وحليفه «حزب الله» اللبناني، وفقاً للمصادر ذاتها.
كما تتعرض منطقة المرج في الغوطة الشرقية (شرق دمشق) لحملة مستمرة من النظام السوري وحلفائه، وفق ما أكدته مصادر محلية لمراسل الأناضول.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، اعتبارًا من الجمعة الماضي (30 كانون الأول/ ديسمبر المنصرم) عقب موافقة النظام السوري والمعارضة، على تفاهمات روسية – تركية.
وفي حال نجاح الاتفاق، تنطلق مفاوضات سياسية بين النظام والمعارضة في «أستانة» عاصمة كازاخستان، برعاية أممية – تركية – روسية، قبل انتهاء كانون الثاني/ يناير الجاري.
وبلغ عدد القتلى جراء خروقات النظام السوري، منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ 8 أشخاص، اثنان منهم في غربي حلب (شمال)، و5 في مدن وبلدات الغوطة الشرقية لدمشق.
وأفاد بيان صادر عن فصائل المعارضة السورية، في وقت متأخر مساء الاثنين، أن الفصائل الموقعة لوقف إطلاق النار، التزمت الاتفاق في عموم الأراضي السورية، باستثناء المناطق والمقار العسكرية لتنظيم «الدولة».
«في حين أن النظام وحلفاءه استمروا بإطلاق النار، وقاموا بخروقات كثيرة وكبيرة، وخصوصاً في منطقة وادي بردى والغوطة الشرقية وريف حماة ودرعا»، حسب بيان المعارضة.
وأعلنت الفصائل في بيانها، نظراً لتفاقم الوضع واستمرار الخروقات، «تجميد أية محادثات لها علاقة بمفاوضات الأستانة، أو أي مشاورات مترتبة على اتفاق وقف إطلاق النار حتى تنفيذه بالكامل».
وأشار البيان، إلى أن «إحداث النظام وحلفائه لأي تغييرات في السيطرة على الأرض، هو إخلال ببند جوهري في الاتفاق، ويعتبر الاتفاق بحكم المنتهي ما لم يحدث إعادة الأمور إلى وضعها قبل توقيع الاتفاق فورًا، وهذا على مسؤولية الطرف الضامن».
وشددت الفصائل، على أن «عدم إلزام الضامن (في إشارة إلى روسيا) ببنود وقف إطلاق النار، يجعله (الضـامن) مـحل تساؤل حول قدرته على إلـزام النـظام وحلـفائه بأي الـتزامات أخرى مـبنية عـلى هذا الاتفـاق».
ودعا المجلس المحلي في وادي بردى، التابع للمعارضة غرب دمشق، الأمم المتحدة لتشكيل فريق من المشرفين، لمراقبة الوضع في المنطقة بإشراف روسي – تركي (الضامنين لاتفاق وقف اطلاق النار).
وتأتي دعوة المجلس المحلي، بعد الخروقات الكبيرة التي قامت بها قوات النظام السوري وحلفاؤه، مطالباً بقيام الفريق الأممي بمعاينة المبنى الرئيسي لنبع عين الفيجة (المغذي الأساسي للعاصمة السورية بمياه الشرب) الذي دمر إثر القصف الجوي.
كما دعا مجلس وادي بردى، في بيان نشره الاثنين، الفريق الأممي إلى الإشراف على إدخال الورشات (معدات)، ومتابعة عملية الإصلاح، لإيصال المياه لمئات آلاف المدنيين في دمشق وريفها.
وقالت السورية لحقوق الإنسان (مستقلة)، إنها سجلت 26 خرقاً جديدا لوقف إطلاق النار في سوريا مع انتهاء اليوم الثالث، جميعها من قبل النظام وحلفائه، ليبلغ مجموع الخروقات 77 خرقاً.
وأشارت الشبكة إلى أن «خروقات النظام للهدنة بلغت 72 خرقاً، فيما تسببت روسيا بخمسة خروقات عبر عمليات قصف في حماة (وسط)، وحلب (شمال)».
جاء ذلك فيما أرسل الجيش التركي، تعزيزات عسكرية من ولايات عدة، إلى ولاية كليس الحدودية مع سوريا. وتتضمن التعزيزات دبابات ومركبات مدرعة وناقلات جنود وتجهيزات عسكرية.
وأعلن الجيش التركي مقتل 18 عنصراً من تنظيم «الدولة» وإصابة 37 آخرين معظمهم بإصابات خطيرة، في اشتباكات مع الجيش السوري الحر بالقرب من مدينة الباب، شمالي سوريا، في إطار عملية «درع الفرات».
وأضاف بيان صدر امس الثلاثاء عن رئاسة الأركان التركية أنه تم، أيضاً، في إطار العملية، أمس الاثنين، قصف 150 هدفاً تابعاً لداعش في المنطقة؛ بالمدفعية التركية ما أسفر عن تدمير العديد منها.
ولفت البيان إلى أن المقاتلات التركية بدورها قصفت 4 أهداف لداعش في مدينة الباب وبلدة بزاعة (شمالي سوريا)، ما أدى إلى تدميرها.
وأشار البيان إلى أن الطائرات الروسية شنت غارات على قرية دير قاق التي تقع على بعد 8 كيلومترات جنوب غربي الباب، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر تنظيم «الدولة».
ودعمًا لقوات «الجيش الحر»، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، في 24 آب/ أغسطس الماضي، حملة عسكرية بمدينة جرابلس (شمال سوريا)، تحت اسم «درع الفرات».

النظام السوري يواصل خروقاته والمعارضة تعلّق مشاركتها بمفاوضات أستانة المرتقبة
الجيش التركي يعلن مقتل 18 من تنظيم «الدولة» ضمن عملية درع الفرات ويرسل تعزيزاته إلى الحدود

الرئيس اللبناني ميشال عون يتوجه إلى الرياض والدوحة لكسر جمود علاقات بلاده مع دول الخليج

Posted: 03 Jan 2017 02:24 PM PST

الدوحة ـ «القدس العربي»: يستعد الرئيس اللبناني المنتخب العميد ميشال عون للتوجه إلى العاصمة السعودية الرياض ومنها إلى العاصمة القطرية الدوحة على رأس وفد هام لبحث عدد من الملفات والقضايا المشتركة.
الخطوة تحمل دلالات عدة كونها أول زيارة خارجية له منذ أدائه اليمين كرئيس للبلاد في 31 تشرين الأول/اكتوبر الماضي. كما تأتي الزيارة في وقت حساس تشهده المنطقة على ضوء التفاعلات الإقليمية المتعددة التي قلبت كل الأوراق خصوصاً في سوريا على ضوء التفاهم التركي الروسي بشأن وقف إطلاق النار ومباشرة مفاوضات آستانة.
وينظر المتابعون إلى لهذه الزيارة بكثير من التفاؤل من إمكانية إعادة سكة قطار العلاقات اللبنانية – السعودية إلى مساره على اثر التدهور الذي سجلته في السنوات الأخيرة. ويعول كثيرون أن تساهم الخرجة العونية إلى الرياض في إعادة تفعيل هبة المليارات التي كانت وعدت بها السعودية لصالح الجيش اللبناني.
ميشال عون المحسوب على فريق حزب الله سوف يرافقه في زيارته عدد من الوزراء للبحث مع نظرائهم السعوديين والقطريين المشاريع المشتركة التي تتطلب تنسيقاً وتعاوناً.
وأضاف مدير المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري اللبناني رفيق شلالا، في تصريحات صحافية نقلتها وكالة الأنباء القطرية الرسمية، إن الرئيس عون سيزور المملكة العربية السعودية يومي الاثنين والثلاثاء القادمين، ودولة قطر يومي الأربعاء والخميس.
وكشف أن عون سيبحث خلال زيارته العلاقات الثنائية بين بلاده وكل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، والأوضاع في المنطقة. وتأتي الزيارة تلبية لدعوة تلقاها الرئيس اللبناني من العاهل السعودي مؤخراً.
وكشفت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الرئيس اللبناني المنتخب «ميشال عون» استقبل، الاثنين 20 تشرين الثاني/نوفمبر، في القصر الجمهوري في بعبدا، الأمير خالد الفيصل، مستشار الملك السعودي وأمير منطقة مكة المكرمة، والوفد المرافق له.
وأشارت إلى أنه جرى خلال اللقاء استعراض مجمل التطورات السياسية الحاصلة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وقال الأمير خالد الفيصل، في تصريح صحافي أدلى به عقب اللقاء إنه سلم للرئيس عون «رسالتين» من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وتتضمن أيضا ًدعوة الرئيس اللبناني لزيارة المملكة العربية السعودية في أقرب فرصة».
وكشف الموفد السعودي حينها أن عون وعده بتلبية الدعوة حال تشكيل الحكومة. وكانت تلك الزيارة الثانية من نوعها لمسؤولين سعوديين، منذ توتر العلاقات بين الرياض وبيروت مطلع العام 2016، إذ وصل آنذاك وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، «ثامر السبهان السبهان»، إلى لبنان أواخر تشرين الأول/اكتوبر الماضي، لتأكيد موقف السعودية القائل بضرورة إنهاء الشغور في منصب رئاسة الجمهورية.
وتوترت العلاقات السعودية – اللبنانية بسبب ما سمته المملكة مواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر الإقليمية والدولية، لاسيما موقف كبار المسؤولين اللبنانيين من «حزب الله»، عـقب الاعتداء على سفارة السعودية في طهران مطلع 2016، بالتزامن مع تجميد مساعدات عسكرية سعـودية إلى لبنان، بمـليارات الدولار.

الرئيس اللبناني ميشال عون يتوجه إلى الرياض والدوحة لكسر جمود علاقات بلاده مع دول الخليج

سليمان حاج إبراهيم

المتحدث الإعلامي باسم الإخوان المسلمين في سوريا لـ «القدس العربي»: وقف إطلاق النار خرق في وادي بردى… وما جرى مسرحية

Posted: 03 Jan 2017 02:23 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: قال المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، عمر مشوح، إن العملية التفاوضية في أنقرة، لم تكن مكتملة الأركان، مشيراً إلى أن الجماعة نظرت بقلق لما جرى في أنقرة، وهو الأمر الذي عُبر عنه في بيان بعنوان «ماذا بعد حلب»، كانت الجماعة قد وجهته إلى قادة الفصائل يوم 26 كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وكانت الجماعة قد دعت في بيانها قادة الفصائل إلى عدم التفاوض المباشر أو غير المباشر مع العدو، إلا على أرضية تحقق أهداف الثورة. وخلال مكالمة هاتفية مع «القدس العربي » تابع «هذا القلق الذي عبرنا عنه، ظهرت نتائجه لاحقاً، عندما ظهرت الثغرات في الاتفاق الذي وقعته فصائل المعارضة مع روسيا، ليتضح فيما بعد أن الروس لعبوا لعبة قذرة»، مبيناً «هذه الثغرات كانت نتيجة طبيعية لعدم اكتمال أركان العملية التفاوضية التي جرت في أنقرة، بمعنى أنه تم تغيب الأطرف السياسية والاستشارية والفنية، التي يجب أن ترافق أي عملية تفاوضية».
وحمّل مشوح مسؤولية خرق اتفاق وقف إطلاق النار للنظام، موضحاً أن النظام لم يقبل بكل الهدن منذ بداية الثورة السورية، مشيراً إلى قيام روسيا وإيران والنظام بخرق هذا الاتفاق منذ اليوم الأول، في وادي بردى وحمص وإدلب، مشدداً «نحن لا نعتبر أن هنالك هدنة، والمعارك مستمرة في جميع الجبهات، ووقف إطلاق النار غرق في وادي بردى، وما جرى هو مسرحية».
كما نفى مشاركة جماعة الإخوان في سوريا، في المفاوضات أو في الاتفاق في أنقرة رسمياً، أو بصفة غير رسمية، مؤكداً أنه «لم يتم التشاور مع الإخوان». وقلل مشوح، من جدوى اتفاق وقف إطلاق النار وقال «ستستند روسيا على هذا الاتفاق، لتؤسس لمؤتمر الآستانة المقبل، وستعتبره موسكو أرضية لإطلاق مفاوضات سياسية».
وبعد أن وصف مؤتمر الآستانة المقبل بـ «الكهف الأسود»، عبر مشوح عن تخوف الجماعة منه قائلاً «إن أجندات المؤتمر مجهولة تماماً، ولا ندري من هي الأطراف التي ستدعى إليه، ونشعر أن ما يجري سيكون شرعنة للنظام بطريقة ما، وسيضع خريطة عمل سياسي ليست في صالح الثورة». وفي تقييم جماعة الإخوان للدور التركي، قال المتحدث الإعلامي باسمها «لا زلنا نعتقد أن تركيا هي الرئة التي تتنفس منها الثورة، وهي الحاضنة الحقيقية للثورة وللمهجرين»، لكنه في المقابل ألمح إلى «استدارة في السياسة التركية، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة».
وتابع «يبدو أن الأتراك أعادوا ترتيب أوراقهم السياسية، بعد أن شعروا بأن استمرار الخط العسكري، لن يجدي شيئاً، وقد يضرهم أكثر، ولذلك هم يبحثون عن مصالحهم كدولة، وهذا من حقهم».
واستطرد «لا نقول إن هذه الاستدارة هي ضد الثورة، لكنها قد تكون إعادة ترتيب الأولويات»، مشدداً «لم تنته مصالح الثورة المشتركة مع تركيا، وحتى هذه اللحظة ما زال الأتراك يقدمون الدعم للثورة، ولكن برؤيتهم هم».
وختم مشوح حديثه لـ «القدس العربي» ملقياً باللوم على المعارضة لما آلت إليه أمور الثورة، وقال «يجب علينا نحن كأبناء الثورة، أن نحرك ثورتنا بالطريقة التي تفرض على الآخرين نوع الاستجابة، ولا يجب علينا أن نتوقع من الآخرين أن يصنفونا على رأس أولوياتهم».

المتحدث الإعلامي باسم الإخوان المسلمين في سوريا لـ «القدس العربي»: وقف إطلاق النار خرق في وادي بردى… وما جرى مسرحية

مصطفى محمد

تفجيرات بغداد… إرهاب أم رسائل سياسية؟

Posted: 03 Jan 2017 02:23 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: أثار الانهيار الأمني الذي تشهده العاصمة العراقية هذه الأيام، تساؤلات عن الجهات التي تقف وراءها والأهداف المرجوة منها، وسط شكوك قوية بوجود دوافع سياسية لقوى متنفذة في المشهد العراقي وراء ذلك الانهيار.
وذكرت مصادر مقربة من التحالف الوطني الشيعي، ان الانهيار الأمني الذي تشهده بغداد هذه الأيام من تفجيرات السيارات المفخخة وجرائم الخطف والسرقة وغيرها، يأتي بالتزامن مع تصعيد لهجة الخطاب السياسي للقوى المتصارعة على السلطة، والتي لديها مشاريع تهدف إلى خلق حالة عدم الرضا على الاجهزة الأمنية والحكومية وصولا إلى تغيير الحكومة بشخصيات اخرى.
وذكر المصدر ان التفجيرات تركزت على المناطق الشيعية مثل مدينة الصدر والشعلة والزعفرانية اضافة إلى النجف، مقر مقتدى الصدر زعيم التيار الديني، وذلك في استهداف واضح للقاعدة الجماهيرية للتيار الصدري، مع تعمد ايقاع اكبر عدد من الضحايا لزيادة نقمة المواطنين على اداء حكومة حيدر العبادي والاجهزة الامنية.
واشارت إلى حادثة خطف الصحافية افراح شوقي من منزلها في بغداد يوم الاثنين الماضي من قبل مجموعة مسلحة دون ان تعترضها السيطرات الأمنية المحيطة في المنطقة، وعدم اعلان السلطات الأمنية اية معلومات عن الحادث رغم توجيه العبادي بمعرفة الجهة المنفذة والاهتمام الشعبي والدولي والأممي بالموضوع، مما يدل على أن المنفذين تابعون إلى جهة ذات نفوذ وسلطة، تريد اعطاء انطباع بعجز الحكومة عن توفير الامن والحماية للمواطنين عموما والصحافيين خصوصا.
وأكدت أن صراعا شرسا يدور في العلن والخفاء بين قيادات في التحالف الوطني وفي قوى اخرى، لكسب الشارع، كما في محاولة التأثير على شعبية السيد مقتدى الصدر وخاصة بعد رسالته الاخيرة التي طالب فيها بتغيير جميع قادة التحالف الوطني بعد رفض المرجعية الشيعية في النجف استقبالهم مؤخرا، في موقف يعكس عدم رضا المرجعية عن تلك القيادات التي تريد ان تفرض نفسها بالقوة على الشارع الشيعي خصوصا والعراقي عموما.
واضافت المصادر ان التفجيرات تحمل رسائل سياسية واضحة لا تخفى على العراقيين، حيث توجد العديد من التنظيمات العسكرية التي تعمل وفق برامج خاصة بها وبتوجيه من قوى سياسية، بعيدا عن اعين الحكومة، وهذه الحالة تتكرر مع كل ازمة سياسية.
وتحدث لـ«القدس العربي» اللواء المتقاعد هلال الشمري عن اعلان تنظيم «الدولة» المسؤولية عن بعض التفجيرات، فاكد أن تلك اعلانات هي للتمويه والتضليل والمبالغة، وهي تؤكد وجود خيوط متشابكة وتبادل منفعة بين القوى التي لا تريد الاستقرار للبلد، مبينا ان اللجوء إلى التفجيرات في احياء بغداد في كل ازمة سياسية، هو اسلوب قديم معروف في العراق منذ 2003 وقبل ظهور التنظيم، حيث كان تنظيم القاعدة يلجأ ايضا إلى هذا الاسلوب، منوها ان التنظيمين اعتادا ان ينسبا لنفسهما مسؤولية اية تفجيرات لا يعلن احد المسؤولية عنها، وبذلك يقدم الإرهاب خدمة مجانية لمخططي التفجيرات كما يعطي لنفسه قدرات اكبر من حجمه الحقيقي.
واشار إلى قدرة الإرهابيين على الوصول بحرية إلى جميع مناطق العاصمة وايصال السيارات المفخخة او زرع العبوات في الشوارع، رغم وجود مئات السيطرات الأمنية الثابتة والمتحركة في كل الشوارع، مما يدل على وجود تسهيلات يتمتعون بها مثل الهويات الرسمية والعجلات الحكومية وغيرها.
ونبه الشمري إلى ان بعض القوى تستغل هذه التفجيرات وكونها تتركز في مناطق شيعية، للتحريض ضد بعض مشاريع المصالحة الوطنية التي تقوم بها بعض القوى السياسية وتضغط بعض الدول لاقرارها في مرحلة ما بعد التنظيم.
وضمن السياق، ذكر العديد من الشهود العيان في مناطق التفجيرات في مدينة الصدر وعبر التلفزيون، ان وقت الانفجارات شهد غياب تواجد القوات الأمنية التي كانت في الظروف الاعتيادية تتواجد بكثافة في تلك المنطقة المكتظة بالناس والحركة، متسائلين عن سبب غيابها في وقت التفجير، كما وجهوا اتهامات مباشرة للسياسيين بالمسؤولية عن وقوع تلك الانفجارات التي تستهدف المدنيين الابرياء، بسبب خلافاتهم بينهم.
وكان النائب حاكم الزاملي رئيس اللجنة الأمنية النيابية، واضحا عندما اعلن في تصريح متلفز، إن «ما حدث من تفجيرات واستهداف في مدينة الصدر في بغداد وناحية القادسية في محافظة النجف، هي تفجيرات فيها طابع سياسي وحزبي».
وأكد الزاملي، وهو قيادي في التيار الصدري، أن «كافة الخلافات السياسية اليوم يتم استغلالها»، مشيرا إلى «وجود أياد خفية تحاول أن تحرك هذه المجاميع الإرهابية» اضافة إلى «وجود ضعف استخباري لدى الأجهزة الأمنية».
وشهدت العاصمة العراقية، يوم الاثنين الماضي خمسة انفجارات بسيارات مفخخة في عدد من احياء بغداد، كما وقعت عدة تفجيرات يوم الاحد الماضي في بغداد ايضا اضافة إلى هجوم على نقطة سيطرة امنية قرب النجف.
فقد انفجرت سيارة مفخخة في ساحة {55} في مدينة الصدر شرقي بغداد، وهي منطقة مكتظة بالسكان، ما اسفر انفجارها عن استشهاد 16 مدنيا واصابة 38 آخرين بجروح متفاوتة. وعقب الانفجار ونقل المصابين إلى المستشفيات القريبة وقع تفجيران بسيارتين مفخختين عند مستشفى الامام علي ومستشفى الكندي مما زاد اعداد الضحايا وعرقل نقل المصابين في التفجيرات للعلاج.
كما انفجرت سيارة مفخخة رابعة في منطقة الزعفرانية جنوب شرق بغداد، ذات الغالبية الشيعية في تفجير اسقط المزيد من القتلى والجرحى.
اما الانفجارت الخامس، فقد وقع عندما انفجرت سيارة مركونة على جانب الطريق استهدف موكب رجل الدين السني مهدي الصميدعي اثناء توجهه نحو مقره في جامع ابن تيمية بمنطقة اليرموك. واسفر التفجير عن مقتل 5 مدنيين وجرح 13 آخرين من المارة.
ويلاحظ المتابعون ان التدهور الامني في العاصمة العراقية والمدن الاخرى، يكون دائما مصاحبا للازمات والتوترات بين القوى السياسية العراقية ضمن صراعها للحفاظ على مكاسبها وامتيازاتها، اضافة إلى النشاط الإرهابي الذي يستغل الثغرات في الاجراءات الأمنية وخلافات الاحزاب لتنفيذ جرائمه، وفي كل الاحوال يكون الثمن هو دماء المواطنين الابرياء.

تفجيرات بغداد… إرهاب أم رسائل سياسية؟

مصطفى العبيدي

مساع عربية بإقبال ضعيف لتشكيل قوة عشائرية سُنّية لمواجهة «الحشد» في الأنبار

Posted: 03 Jan 2017 02:22 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: افاد مصدر عشائري خاص عن جهود تبذلها إحدى الحكومات الخليجية لتشكيل قوة من أبناء عشائر الأنبار للتصدي للحشد الشعبي والميليشيات الحليفة لإيران، ولمنع أي تهديد على هذه الدولة الخليجية.
وقال المصدر في اتصال خاص به «القدس العربي» ان «ممثلا عن تلك الدولة التقى بعدد من شيوخ عشائر الانبار لمناقشة تشكيل قوة من أبناء هذه العشائر للتصدي لنفوذ الحشد الشعبي في محافظة الانبار الذي بدأ بفتح مراكز تدريب لاستقطاب أبناء المحافظة لتنفيذ اجنداته»، حسب تعبيره.
واضاف، ان «الحشد الشعبي بدأ بتسيير دوريات على حدود العراق مع كل من الأردن والسعودية واقام عدة نقاط لمقاتليه في مناطق قريبة منها».
وأكد المصدر على ان الحكومة الخليجية، رفض تسميتها، «قدمت مبالغ مالية في اللقاء الأول مع شيوخ العشائر مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي في إحدى العواصم العربية».
وأشار إلى ان «الإقبال على التسجيل للالتحاق في صفوف القوة الجديدة لا يزال ضعيفا لخشيتهم من الملاحقة القانونية مستقبلا».
وأوضح المصدر، ان من يفكرون في الالتحاق بأي قوة عسكرية «يفضلون الالتحاق في صفوف الحشد الشعبي ضمانا لعدم تشريدهم مستقبلا أو قتلهم أو اعتقالهم».
من جهة أخرى، تحدث المصدر العشائري عن «ضعف في قبول هذه الفكرة من قبل الكثير من شيوخ العشائر الذين لا يثقون بجدية أيّ دولة عربية في دعم العرب السُنّة نتيجة تجارب سابقة تخلت فيها هذه الدول عنهم في منتصف الطريق، أو انها ستتخلى عنهم في أي صفقة سياسية تعقدها تلك الدول مع الحكومة العراقية».
واضاف، ان معظم شيوخ العشائر الذين «تمت دعوتهم رفضوا الفكرة، وهم يفضلون العمل مع الحشد الشعبي». وكشف المصدر عن ان قيادة الحشد الشعبي في الانبار «تلقت معلومات كاملة عن مسعى الدولة الخليجية لتشكيل القوة السُنيّة وارسلت تهديدات مباشرة لعدد من شيوخ العشائر حذرتهم من مغبة العمل في هذا الاتجاه».
من جهة أخرى، تحدث المصدر عن ان «كتائب حزب الله العراق التي تسيطر على مناطق عدة في ضواحي الفلوجة بالتنسيق مع الجناح العسكري لمنظمة بدر وأحزاب سياسية وشخصيات متنفذة في الانبار يعملون الآن على تشكيل حشد جديد خاص في محافظة الأنبار ويتبع لقيادة الحشد الشعبي في بغداد».
وكشف عن ان «شيخ عشيرته تلقى تبليغا من كتائب حزب الله العراق نيابة عن ابي مهدي المهندس القائد في الحشد الشعبي يحذرهم من الانضمام إلى أي قوة جديدة أو العمل على الترويج لها»، على حد قوله.
وأضاف ان «كتائب حزب الله نقلت عن المهندس تحذيره من ان مثل هذه القوة التي تسعى السعودية لتشكيلها هي إعادة انتاج تنظيم الدولة بصبغة عشائرية لزعزعة الاستقرار الأمني في المحافظة بعد هزيمة التنظيم فيها، ومحاولة منها لجر الحشد الشعبي إلى معارك جانبية للتخفيف عن تنظيم الدولة في معارك الموصل»، حسب قوله.

مساع عربية بإقبال ضعيف لتشكيل قوة عشائرية سُنّية لمواجهة «الحشد» في الأنبار

رائد الحامد

الأردن عشية الحسم الإقليمي والقمة العربية: جماعة الإخوان في «كمون» مجدداً و«الليبرالي» يتحفز ومعارضة جديدة «تنمو»

Posted: 03 Jan 2017 02:22 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: ينتظر جميع السياسيين في الأردن وخلال الساعات التي تعقب عودة الملك عبدالله الثاني للبلاد بفارغ الصبر لرصد «الخطوة التالية» بخصوص التعاطي مع ملفات اساسية ومهمة بعد سلسلة أحداث وتداعيات فرضت إيقاعها على هامش تحضيرات القمة العربية التي تستضيفها عمان.
الهدف المرحلي الأعمق اليوم لجميع أركان المؤسسة الأردنية هو التمكن من استضافة وعقد القمة العربية في آذار/مارس المقبل بالحد الأدنى من الضجيج خصوصاً النخبوي، الأمر الذي يطرح سيناريو «تسكين» بعض القرارات والاتجاهات الداخلية الأساسية وترحيلها إلى مرحلة ما بعد القمة.
الحديث هنا يطال ملفات من وزن تداعيات أحداث الكرك الأخيرة بكل أصنافها ومستوى تدفق الإجراءات الاقتصادية الإصلاحية لحكومة الرئيس هاني الملقي والأهم التحديات الجديدة في مواجهة الإرهاب إضافة للدور الإقليمي الأردني وأخيراً حسم ورقة التعديل الوزاري.
لكن مثل هذا السيناريو قد لا يعالج الملفات الملحة خصوصاً على صعيد التغيير والتعديل في سلسلة من المناصب العليا مما يساعد في تقديم سلسلة من التوقعات السياسية التي تقترح استثمار الوقت المتبقي قبل حلول شهر آذار/مارس والدخول في الاستحقاق الزمني المباشر عشية القمة العربية التي تعقد في ظل تحديات مركزية أهمها رغبة المؤسسة الأردنية في تأكيد قدرتها على استضافتها وبصورة منتجة.
طبعاً مرجعية القصر هي فقط التي تحسم ذلك لكن سلسلة الأحداث التي حصلت محلياً وإقليمياً مؤخراً تضغط بوضوح على القرار السياسي والحكومي وبشدة مما يمنح المجال واسعاً امام اقتراحات من وزن امتصاص الاحتقان العام مجدداً بهدف عبور وإفلات برنامج الحكومة الإقتصادي والمالي الصعب والمعقد وغير الشعبي بالآليات التقليدية.
أهم آلية تقليدية في السياق سبق ان اختبرت ويمكن العودة لها كوصفة مجربة في كل الأوقات هي تبديل المواقع والتغيير في بعض المناصب الرفيعة وإخراج شخصيات في الحكم «متكلسة» او يتهمها الرأي العام بإثارة المشكلات. هنا تحديداً قد يستثمر رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي في اللحظة الراهنة ويتخلص عبر تعديل وزاري مـقترح مـن وزراء يرغـب في التـخلص منـهم.
وهنا تحديداً قد يقفز التيار الليبرالي الذي يتهيأ للانقضاض على بعض المواقع والمشاركة على أنقاض التراجع الكبير في حصة التيار المحافظ والتقليدي وإقصاء معظم رموزه عن واجهة القرار والمواقع.
يحصل ذلك فيما تتسع رقعة «المعارضين» خصوصاً من خارج السياق التقليدي للمعارضة حيث تبرز مرحليا مستجدات في المسار أبرزها الخطاب القوي الصادر عن جنرالات ونشطاء متقاعدين من المؤسسة العسكرية يطالبون بإقالة مدراء مؤسسات أمنية مهمة بعد أحداث الكرك الدامية ويتعرضون بصورة نادرة لملف التعديلات الدستورية الأخيرة.
وبشكل قد يتقاطع مع نشاط مفاجئ ومفصلي في السياق نفسه يقوده المعارض الشرس ليث الشبيلات برفقة الوزير السابق أمجد المجالي ضمن مبادرة لأكثر من 50 شخصية اغلبها تقلد مواقع رسمية في الماضي تطالب بالعودة لنص الدستور الأصلي.
تستفيد الأصوات المرتفعة للمعارضين الجدد من مرحلة «الكمون التكتيكي» الإضطراري الذي تعيشه مناخات جماعة الإخوان المسلمين حالياً وبعد مشاركتها في الانتخابات وتشكيلها كتلة قوية لكنها بلا تأثير حاسم في البرلمان حيث ان سبب الكمون وفقاً لمصدر مغرق في الإطلاع على التفاصيل انتظار الخطوة التالية في «وعد سياسي» متفق عليه قبل الانتخابات بالتحاور مجدداً مع مؤسسات النظام وفتح «كل الملفات».
كما تبرز هذه المعطيات في الوقت الذي انتجت فيه مقابلة تلفزيونية لرئيس الأركان الجنرال محمود فريحات حزمة كبيرة من التساؤلات ذات الصلة بالملف السوري حصرياً وبالوضع الإقليمي حيث ساهمت هذه المقابلة في إعادة إنتاج النقاش الوطني العام بعنوان الموقع الذي ستطأه الرجل الأردنية في الأسابيع القليلة المقبلة حيث استحقاق التسوية الإقليمية الكبرى على حد تعبير رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري.

الأردن عشية الحسم الإقليمي والقمة العربية: جماعة الإخوان في «كمون» مجدداً و«الليبرالي» يتحفز ومعارضة جديدة «تنمو»
الجميع في انتظار عودة الملك لمراقبة تغييرات في المناصب العليا
بسام البدارين

نسب فتاة والدها نائب وعمها وزير يثير ضجة واسعة في الأردن ووزير الداخلية القوي يضرب على الطاولة احتجاجا على زميله ورئيس الحكومة تغيب بعد رحيل والدته

Posted: 03 Jan 2017 02:21 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: عملياً لم يتمكن وزير الداخلية الأردني القوي سلامه حماد من إخفاء مظاهر عدم إعجابه بما فعله زميله نائب رئيس الوزراء الدكتور محمد الذنيبات تحت قبة البرلمان أمس الثلاثاء خلال الجلسة الدورية الرقابية المؤجلة.
الوزير المثير للجدل حماد أخذ يرفع صوته ويخبط بيده على الطاولة تعبيراً تلقائياً عن الإنزعاج من المبادرة التي بدت «غير منسقة اصلاً» وأطلقها الذنيبات عندما طالب مجلس النواب بتأجيل عرض مذكرة برلمانية تطرح الثقة بالوزير حماد على خلفية أحداث الكرك الأردنية.
الحركة الإنفعالية لأشرس وزير بحكومة الأردن تظهر امام الملأ بان ما يقترحه الذنيبات ويبدو «ناعماً وتضامنياً» مع زميله وزير الداخلية يقرأه الثاني بإتجاه معاكس والأهم ان خطوة من هذا النوع لا تبدو مرتبة او منسقة فيما يغيب عن الجلسة رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي بسبب انشغاله في عزاء والدته التي رحلت صباح الإثنين.
سياسياً يمكن القول ان الوزير حماد يريد احد خيارين، حجب مذكرة حجب الثقة اصلاً وليس فقط تأجيلها او طرحها فعلاً للتصويت حتى تفشل ويعود قوياً للوزارة والواجهة فيما يوحي تصرف الذنيبات بان الرئيس الملقي يقول ضمنياً بان الوزير حماد قد يخرج بتعديل وزاري «على النار» وعليه لا مبرر لمغادرته بضجيج.
بالتوازي كان ذنيبات قد اعتبر ـ عندما مثل الحكومة في جلسة الأمس مع البرلمان ان موافقة مجلس النواب على تشكيل لجنة لتقصي حقائق ـ ما حصل في قلعة الكرك بديلاً عن مذكرة طرح الثقة بالوزير حماد وعليه طالب بتأجيلها عشرة ايام وليس إلغاءها.
في غضون ذلك تحول خبر»غير دقيق» نشرته ابرز صحف البلاد الحكومية إلى قضية رأي عام بعدما تبين ان عضو البرلمان الحالي حسني الشياب استعاد القيد المدني لابنته بعد سنوات من تسجيلها باسم شقيقه وهو وزير الصحة الحالي في حادثة نشرتها «الرأي» بتوسع على صدر صفحتها الأولى بإعتبارها قضية «تحايل على القانون» وتزويراً في نسب فتاة.
«الرأي» كانت قد قالت بان لديها أوراقاً رسمية تفيد بأن نائباً حالياً نقل قبل سنوات ابنته إلى القيد المدني الخاص بشقيقه، الذي يتبوأ الآن موقعاً متقدماً في الحكومة، لتمكينها من الاستفادة من المقاعد المخصصة لأبناء العاملين في الجامعة الرسمية التي كان يعمل فيها سابقاً «عضو هيئة تدريس».
الوثائق أكدت وفقا لـ»الرأي» أن ابنة النائب الحالي حصلت على رقم وطني جديد غير الذي كانت حاصلة عليه في السابق، بعد ان أعطيت تاريخاً جديداً لميلادها. وبعد أن اصبحت ضمن القيد المدني الخاص بعمها، استصدر دفتر عائلة ـ بدل فاقد ـ ضمنت فيه، واصبحت وحيدة العائلة حيث نظمت العملية الإحتيالية بهدف تحصيل مقعد في كلية الطب للفتاة.
الجدل الذي اثاره الموضوع دفع مدير الأحوال المدنية مروان قطيشات للإعلان عن عدم حصول اي احتيال او تزوير مشيراً إلى أن إدارته نقلت قيد الفتاة لوالدها الأصلي بموجب قرار قضائي فيما شرح الشياب نفسه بان المسألة إنسانية وان ابنته حصلت على مقعد في كلية الطب عبر البرنامج الموازي وبصورة مستحقة وانه اعادها لقيده بقرار قضائي وبعدما سجلها عندما ولدت اصلاً باسم شقيقه لأغراض إنسانية فقط.

نسب فتاة والدها نائب وعمها وزير يثير ضجة واسعة في الأردن ووزير الداخلية القوي يضرب على الطاولة احتجاجا على زميله ورئيس الحكومة تغيب بعد رحيل والدته

فرح شلباية

تصريحات رئيس الأركان الأردني حول «التعامل مع النظام» تثير جدلاً في الجنوب السوري

Posted: 03 Jan 2017 02:21 PM PST

درعا ـ «القدس العربي»: أثارت تصريحات الفريق الركن محمد فريحات رئيس هيئة الأركان في الجيش الأردني، جدلاً واسعاً في الشارع السوري، خصوصاً الجنوبي منه، الواقع على الحدود الأردنية، حيث أبدى فريحات تقارباً مع النظام السوري في مواجهة الإرهاب والمشاركة في محاربته.
وجاء في التصريحات التي أدلى بها، عبر تلفزيون «بي بي سي» يوم الجمعة 30 كانون الأول/ ديسمبر «وجود ضباط ارتباط بين الأردن ونظام الأسد»، مؤكداً وجود تنسيق مستمر مع فصائل المعارضة السورية، إلا أنه لفت إلى أن التنسيق ليس ضد النظام، مشدداً على العلاقة الجيدة مع النظام والهدف المشترك في «محاربة الإرهاب».
وعبّرت هذه التصريحات التي أدلى بها الفريحات، حسب ناشطين عن مدى عدم الثقة بفصائل المعارضة المسلحة في الجنوب السوري، والتعويل على قوات النظام لمكافحة الإرهاب الذي تخشاه الأردن، حيث رأوا أن هذا يأتي بهدف إعادة تأهيل النظام وتفعيل دوره في المنطقة مجدداً، في الوقت الذي دأبت فيه فصائل المعارضة الحفاظ على الأمن الأردني وتأمين الحدود قدر الإمكان، مع عدم ابداء أي نبرة تصعيد تجاه المملكة بالرغم من المشهد الإنساني السيئ للاجئين السوريين على أطراف الحدود الأردنية بمخيمات الرقبان والرويشد.
وقال الناطق باسم «جيش الثورة» في درعا أبو بكر الحسن في تصريح خاص لـ «القدس العربي»: «لقد تابعنا تصريحات الفريق الركن الفريحات، ونحن نقدر التخوفات التي تبديها المملكة الأردنية الهاشمية تجاه تواجد بؤر إرهابية على مقربة من حدودها وبالخصوص جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم داعش الإرهابي، والواقع يقول إن مقاتلي الجيش الحر يشنون هجمات متكررة بغية تطهير منطقة حوض اليرموك من تواجد هذه العناصر الإرهابية».
وبخصوص أمن الحدود السورية الأردنية أكد، أنها «تحت السيطرة ومحاولات اختراقها بشكل غير شرعي محدودة للغاية، وكما هو معلوم فجيش الثورة لديه نقاط حرس حدود تمتد لعشرات الكيلو مترات وهناك تنسيق مع الطرف الأردني بهذا السياق، وحول فتح المعابر، فقد تحدث الفريق الركن الأردني الفريحات عن التعامل بهذا الخصوص مع جيش النظام، وذلك للحفاظ على أمن القوافل التجارية وهو أمر مبرر، ونحن نسعى لبسط الأمن في كامل الجنوب المحرر، وذلك بالتعاون مع بقية الفصائل التابعة للجبهة الجنوبية».
واضاف الحسن أن «سياسة التعامل مع المعارضة السورية تحكمها الحكومة الأردنية بقيادة الملك عبد الله الثاني، منذ اندلاع الثورة السورية، ولا ننسى وقوف المملكة المستمر إلى جانب الشعب السوري من خلال استضافة أكثر من مليون لاجئ سوري»، معتبراً «أن تصريحات الفريق الفريحات لا تعد تحولاً في السياسية الأردنية تجاه الثورة السورية».
وتضاربت تصريحات الفريحات مع الوقائع أحياناً، عندما تحدث عن تدريب «جيش العشائر» التابع لـ»الجيش السوري الحر» لقتال تنظيم «الدولة» فقط، إلا أن مصادر عسكرية أكدت مشاركة «جيش العشائر» وبثقل لا بأس فيه في معارك السيطرة على اللواء 52 بريف درعا، إضافة لمعاركة عاصفة الجنوب بدرعا، وقادسية الجنوب بريف القنيطرة الشمالي.
ويرى البعض أن تصريحات الفريحات قد تكون للتسويق الدولي، وذلك نظراً للوقائع الذي يفرضها الواقع السوري، وضرورة وجود تنسيق مع المعارضة المسلحة التي تسيطر على جزء كبير من الحدود مع المملكة الأردنية.

تصريحات رئيس الأركان الأردني حول «التعامل مع النظام» تثير جدلاً في الجنوب السوري

مهند الحوراني

المجلس الوطني لحزب الاستقلال يقرر عدم المشاركة في الحكومة

Posted: 03 Jan 2017 02:20 PM PST

الرباط ـ «القدس العربي»: حسمت مختلف التسريبات والتحليلات وجود حزب الاستقلال، خارج حكومة بن كيران، الا ان ما هو مؤكد ان المجلس الوطني للحزب وسلسلة قراراته أبقى أعرق الاحزاب المغربية، في صدارة الحدث السياسي المغربي، بعدما أبان عن ذكاء سياسي، حافظ على ماء وجهه وظهر كضحية ووضع مناهضيه في خانة المتهمين، ووضع بن كيران في حالة اختيار صعبة.
وظهرت مناهضة وجود حزب الاستقلال بالحكومة المقبلة، منذ الاعلان عن نتائج تشريعيات 7 تشرين الاول/ اكتوبر الماضي، وفوز حزب العدالة والتنمية (ذي المرجعية الاسلامية) بالمرتبة الاولى (125 مقعداً) وحزب الاستقلال بالمرتبة الثالثة (46 مقعداً) وغياب حزب الاصالة والمعاصرة، الفائز بالمرتبة الثانية (102 مقعد)، عن الواجهة السياسية، بعد ادراك مناهضي بن كيران بحرق ورقة الحزب الذي خلق لتصدر الانتخابات.
لكن عبد الاله بن كيران، لم يرضخ طوال 80 يوماً من تكليفه بتشكيل الحكومة، للضغوط، معلناً تمسكه بمشاركة حزب الاستقلال وايضاً بمشاركة التجمع الوطني للاحرار (37 مقعداً) الذي حمل لواء المهمة التي كان ملكفاً بها الاصالة والمعاصرة، لان التجمع سيكون قناته للمراجع العليا، نظراً للعلاقة الشخصية بين زعيمه عزيز اخنوش والملك محمد السادس وما تعكسه هذه العلاقة من تأثيرات على المشهد الحكومي المغربي.
واعتقد مناهضو مشاركة حزب الاستقلال بالحكومة، ان ابواب السماء فتحت لهم بتصريحات زعيم الحزب حميد شباط حول موريتانيا التي كشفت عن الازمة العميقة في العلاقات بين الرباط نواكشوط، وقوبلت، باستغراب، ردود الفعل المبالغ فيها على تصريحات شباط، والجميع يعرف ان العلاقات مع نواكشوط متوترة منذ سنوات، والاصرار على دفعه وحزبه ثمناً باهظاً، رغم الاعتذار العلني والواضح لشباط تواصلت الحملة عليه وفي ظلها عقد شباط اجتماعاً استثنائياً للمجلس الوطني لحزبه اعلن من خلالها قراره بعدم مشاركته الشخصية بالحكومة ولا المشاورات حولها وتكليف ثلاثة من حكماء حزبه بهذه المهمة كما تخلى عن جزء من صلاحياته لثلاثة يدبرون ما تخلى عنه لغاية عقد المؤتمر الوطني في آذار/ مارس الماضي.
وانفرجت أسارير عبد الاله بن كيران، وهو المدرك ان تصريحات شباط، حجة نفخ بها لاستبعاد الاستقلال من الحكومة ووضعه رهن حسابات مناهضيه حتى لو كانوا شركاءه بالحكومة. ووجد بقرارات المجلس الوطني الاستقلالي بأنهم معه وأنهم جزء من اغلبيته البرلمانية، حتى لو لم يشاركوا بالحكومة «دعماً» يقوي موقفه التفاوضي مع التجمع الوطني للاحرار.
وقالت مصادر مقربة من بن كيران ان مصير حزب الإستقلال بات محسوماً، حيث أصبح مستبعداً من أي تركيبة حكومية مقبلة لـ»وجود قوة قاهرة» تمنع إشراكه الآن على الأقل، وذلك على خلفية التصريحات الأخيرة لحميد شباط ضد موريتانيا ودخوله في مواجهة مفتوحة مع أطراف في الدولة.
وأضافت ان بن كيران يجري مشاورات ولقاءات مع مقربين منه وقيادات حزبه، العدالة والتنمية، لبحث الصيغ المناسبة لهندسة الأغلبية الجديدة، ومن بين الصيغ المطروحة، اعتبار ابن كيران المقاعد ال46 لحزب الاستقلال في مجلس النواب، ضمن كتلته النيابية، وبالتالي إضافة حزب التجمع الوطني للأحرار إلى حزب التقدم والاشتراكية وتشكيل الأغلبية بدون الحاجة إلى كل من الحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري اللذين يسعى اخنوش لاشراكهما لتكون له اغلبية داخل الحكومة.
وتوقعت المصادر حسب يومية اخبار اليوم صيغة تتضمن شقاً آخر يتمثل في اقتراح شخصيات مستقلة ومقربة من حزب الاستقلال، تقديراً لموقف الحزب وبديلا عن مشاركته المباشرة في الحكومة ، وقالت ان بن كيران أمام معركة جديدة لإقناع الأحرار بضرورة التخلي عن الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري والقبول بهندسة جديدة للحكومة تعطي لحزبه اليد على الوزارات المهمة وفي مقدمتها وزارة المالية التي ظلت سبب متاعب كثيرة لبن كيران في الحكومة الماضية.
والتقى بن كيران، اول من أمس الاثنين نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية شريكه td الحكومة وحليفه الوفي، للتشاور حول الفريق الحكومي المرتقب، بعدما ظهرت صعوبة جعل حزب الاستقلال مكوناً داخل الأغلبية الحكومية اللقاء بين الجانبين، لم يحسم في قرار شأن الفريق الحكومي المرتقب.
وتقول المصادر ان بن كيران «لا يزال متردداً» في حسم هوية الحزب، الذي سيكون إلى جانب أحزاب العدالة والتنمية، والتقدم والاشتراكية، والتجمع الوطني للأحرار، في الحكومة المقبلة، على الرغم من أن معالم هذه الأخيرة بدأت تتضح حيث ان الائتلاف الحكومي لم يخرج بعد من «عنق الزجاجة»، في إشارة إلى أن بن كيران، لا يزال في حيرة من أمره بخصوص الأحزاب، التي سيتشكل منها فريقه الحكومي المقبل.
واعلن حزب التقدم والاشتراكية أنه سيقوم بعدد من المبادرات بهدف الوصول إلى فرز أغلبية برلمانية تقود إلى تشكيل الحكومة، في أقرب الآجال، بما تستلزمه الظرفية وأوضح الحزب، في بلاغ مكتبه السياسي امس الثلاثاء، إن مبادراته ستكون مؤطرة بما تقتضيه المصالح العليا للوطن والشعب.
وشدد البلاغ على أن الحكومة المقبلة يجب تشكيلها على شرط «استحضار قوي لعناصر الانسجام والنجاعة والكفاءة»، في تشكيل الحكومة المقبلة، لأجل أن يتمكن المغرب من ربح جميع الرهانات، التي تواجهها، سواء الداخلية منها، أو الخارجية. ونبه المكتب السياسي للحزب إلى خطورة تأخر تشكيل الحكومة المغربية، والأثر السلبي لذلك على مختلف أوجه الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية.
ومن المقرر أن تعقد الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية اجتماعاً برئاسة بن كيران امس لتدارس التطورات الأخيرة، التي عرفها المشهد السياسي المغربي، خاصة بعد الزيارة التي قام بها وفد عن حزب الاستقلال لبن كيران بمنزله من أجل التشاور حول التشكيلة الحكومية المرتقبة، وغبداء موقف الاستقلال بأنه لازال متشبثاً بالتواجد في الحكومة.
وتقول اوساط الحزب أن التوجه العام، داخل الأمانة العامة أصبح يميل نحو استبعاد حزب الاستقلال، من اجل المصلحة العليا للوطن، ولكن مع إدخال بعض الاستقلاليين كـ»تكنوقراط»، رغم أن عدداً من القياديين لازالوا متشبثين بحزب الاستقلال، ويعتبرون أن التنازل عنه خضوع وإهانة لهم.
أما بالنسبة للاتحاد الاشتراكي، فرغم مراهنته على دعم عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، فإن اغلب قيادات العدالة والتنمية، أصبحت ترى أنه لا فائدة ترجى من مشاركة اتحاد لشكر في الحكومة، لتتوقف الصورة عند حكومة يرأسها العدالة والتنمية، بمشاركة حزب التجمع الوطني للأحرار والتقدم والاشتراكية وبعض الاستقلاليين «التكنوقراط».
وأدان حزب النهج الديمقراطي اليساري الراديكالي المعارض، «الاستبداد المخزني» وتحكمه في ضبط التوافقات السياسية بخصوص تشكيل الحكومة الجديدة، واقتسام المناصب الوزارية وأوضح بلاغ للحزب أن ذلك «يؤكد استفحال أزمة تدبير التناقضات الطبقية بسبب جشع وافتراس (المافيا) المخزنية وتفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ويرجح هشاشة الحكومة المنتظرة واحتمال انفجارها نتيجة ذلك».
ولا زالت ازمة تصريحات حميد شباط حول موريتانيا تهيمن على البيت الاستقلالي ويحاول مناهضوه داخل الحزب الذين يرمز لهم بمجموعة ال38 اشارة لموقعي عريضة تدعو لاقالة شباط عن زعامة الحزب، عدم الذهاب بعيداً في مناهضته «حرصاً» على وحدة الحزب وقوته واجتمع عدد من القياديين في حزب الاستقلال اول امس الاثنين في منزل الزعيم امحمد بوستة، الأمين العام الأسبق، من أجل الحديث عن الأزمة
وقامت المجموعة التي وقعت عريضة لإقالة حميد شباط من منصب الأمين العام لحزب الاستقلال، بتكليف محمد بوستة، الأمين العام الأسبق للحزب، بالاتصال بشباط لإصلاح ذات البين، والحفاظ على وحدة الحزب، وذلك عبر إشراك أسماء من الغاضبين، الموقعين على العريضة، ضمن «القيادة الجماعية» المشكلة من البقالي والكيحل ومضيان، والتي فوض لها شباط العديد من صلاحياته إلى حين انعقاد المؤتمر المقبل للحزب.
ونقل عن بوستة تثمينه قرارات المجلس الوطني الأخير لحزب الاستقلال، وخصوصاً إقدام حميد شباط على التنازل عن صلاحيات واسعة لثلاثة من القياديين، وابتعاده عن الإشراف عن المشاورات المتعلقة بتشكيل الحكومة القادمة ومن المنتظر أن يتم عقد لقاء آخر بين أعضاء من «بلا هوادة» وحكماء الحزب مع حميد شباط للتوصل إلى حل في ضوء المتغيرات الأخيرة المرتبطة بتصريحات الأمين العام من جهة وتشكيل حكومة بن كيران من جهة ثانية. وقال محمد الخليفة الذي كلفه المجتمعون في اللقاء محمد الخليفة، القيادي السابق في الحزب، من أجل الحديث عن خلاصات الاجتماع، أن المجتمعين لا يريدون إهانة شباط بمطالبته بالرحيل، ولكن بتقديم استقالته من منصبه، والمساهمة في الإرادات التي عبّر عنها الاستقلاليون.
وأوضح أن هذا الاجتماع كان جد عادي وجرى النقاش حول «تحليل أوضاع الحزب خلال الأربع سنوات الماضية، وأكد جميع الإخوان أنه يجب أن يفهم من اجتماعهم هذا أنهم يسعون كامل السعي إلى جمع الكلمة والشمل وأن تكون مصلحة الحزب فوق كل اعتبار».
واعتبر أن الهدف الأساس هو خدمة وحدة الحزب، وأن يبقى مكتمل الرأي؛ «لأن حزب الاستقلال كان عبر التاريخ أمل كل المغاربة». كما تقرر الاتصال بأعضاء الحزب في جميع الجهات من أجل شرح هذه المبادرة، «بالأخص أنه كان لهذه المبادرة صدى كبير في نفس السيد حميد شباط».
واضاف انه جرى الاتفاق على أن يبذل محمد بوستة جهوده من أجل رص الصف في «هذا الظرف الصعب الذي يجتازه الحزب»، مردفاً بأن «هؤلاء المجتمعين اليوم يعتبرون أنفسهم من حزب الاستقلال وكل استقلالي يجب أن يكون حركة تصحيحية دائمة بقطع النظر عن الأزمة أو عدم وجودها».

المجلس الوطني لحزب الاستقلال يقرر عدم المشاركة في الحكومة
ظهر كضحية ووضع مناهضيه في خانة المتهمين وبن كيران في حالة اختيار صعبة
محمود معروف

السلطات الجزائرية تتوعد المحتجين وهدوء حذر في بجاية وسط تعزيزات أمنية

Posted: 03 Jan 2017 02:20 PM PST

الجزائر – «القدس العربي»: توعد وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، أمس الثلاثاء، كل من يحاول المساس بالممتلكات العامة والخاصة بأنه سيجد أمامه الدولة الجزائرية بمؤسساتها وقوانينها وعدالتها بالمرصاد، في حين عاد الهدوء نسيباً إلى بجاية (240 كيلومتراً شرق العاصمة الجزائرية) بعد أن كانت المدينة قد شهدت احتجاجات والمشادات الاثنين في أول أيام الإضراب الخاص بالتجار وأصحاب المحلات، فيما عاشت العاصمة على وقع الإشاعات ليلة أول أمس، وسط محاولات لتحريك الشارع، على خلفية الاحتقان الذي تعيشه البلاد بسبب انعكاسات قانون الميزانية لسنة 2017، والذي تضمن زيادات في الأسعار والضرائب.
ووصف بدوي، في لقاء له مع الصحافيين خلال زيارته إلى ولاية قالمة شرقي البلاد، أعمال الشغب التي شهدتها ولاية بجاية بالأعمال غير الحضارية، مشدداً على ضرورة الحفاظ على كل المكتسبات، منتقدا خصوصا محاولة البعض فرض آراءهم التي تكون في الكثير من الأحيان بأساليب عنيفة.
وأوضح أن محاولة فرض غلق المحال التجارية هي طرق غير حضارية، مضيفا أن قوة الدولة الجزائرية تستمد أيضا من وعي مواطنيها وتفهمهم لضرورة الحفاظ على المكتسبات. واستفاقت مدينة بجاية أمس على هدوء حذر، حيث وصلت تعزيزات أمنية إليها، بعد اليوم الدامي الذي عاشته الاثنين، والصدامات التي شهدتها المدينة، والتي انطلقت بمظاهرة سلمية سرعان ما تحولت إلى أعمال شغب وتخريب، وحتى سرقة، علماً أن عدداً من المحلات تعرضت إلى عملة نهب، باستغلال حالة الفوضى التي عمت المدينة، وقد شرعت قوات الأمن في اعتقال العشرات ممن شاركوا في أعمال الشغب والتخريب والنهب. وانتشرت قوات مكافحة الشغب في أغلبية النقاط المهمة في المدينة، من أجل منع تكرار عمليات الشغب والتخريب والنهب لممتلكات عامة وخاصة، فيما يتواصل إضراب أصحاب المحلات والتجار، إذ بقيت معظم المحلات مغلقة لليوم الثاني، وسط دعوات إلى التعقل وتفادي أعمال العنف والتخريب، لأن العنف لن يولد إلا عنفاً، ولأن تخريب الممتلكات العامة سيضر بالشعب في المقام الأول، وأن ذلك لن يعود بأي فائدة على المواطن. من جهة أخرى، سيطرت الإشاعات على الشارع الجزائري، وخاصة على مستوى العاصمة، إذ نام سكانها ليلة الاثنين الثلاثاء على وقع إشاعات بشأن اندلاع احتجاجات في أحياء عدة من العاصمة، وهي إشاعات انتشرت كالنار في الهشيم في مواقع التواصل الاجتماعي، وخلقت جواً من الخوف والقلق، كما لوحظ تجمع العشرات من الشباب في عدد من الأحياء الشعبية مثل باب الوادي وساحة أول مايو. وتم قطع الطريق في مدينة الحمامات ضواحي العاصمة، بسبب الاحتجاج على عدم الاستفادة من قوائم السكن، لكن سرعان ما تم التحكم في الوضع.
وانطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي حملات توعية تدعو المواطنين إلى تفادي العنف والتخريب، وأخرى تؤكد أن معارضة السلطة القائمة أو رفض سياساتها لا يعني حرق الوطن، بالإضافة إلى شعارات تحذر من الذين يريدون الاصطياد في المياه العكرة، ويدفعون بالأمور نحو الصدام، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء النزول إلى الشارع.

السلطات الجزائرية تتوعد المحتجين وهدوء حذر في بجاية وسط تعزيزات أمنية

قيادي في حزب العدالة المغربي يتوسط لمنع فضائية مصرية من التشهير بالبرلماني أبو زيد المقرئ الإدريسي

Posted: 03 Jan 2017 02:20 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: وجه سعد الدين العثماني، منسق فريق حزب العدالة والتنمية في مجلس النواب المغربي، رسالة إلى وزير خارجية بلاده صلاح الدين مزوار، طالبه فيها بالتدخل لدى السلطات المصرية لوقف وصلة إشهارية على قناة فضائية، «تشهر» بالبرلماني أبو زيد المقرئ الإدريسي، القيادي في صفوف حزب «العدالة والتنمية»، عبر نشر صورته في الإشهار الذي يروج للشعوذة، داعياً القناة إلى تقديم اعتذار.
وقال إن «قناة المولد الفضائية المصرية، تبث وصلة إشهارية بشكل متكرر يومياً لعشرات المرات، فيها تشهير بقصد أو بدونه بأبو زيد المقرئ الإدريسي، النائب البرلماني بفريق (العدالة والتنمية)، وتلصق صورته المقرصنة من أحد البرامج الثقافية، بأحد الإشهارات المبتذلة الكاذبة المروجة للدجل والشعوذة».
وطالب وزير الخارجية بالتدخل ومراسلة سفير المغرب بمصر من أجل مطالبة السلطات المصرية القائمة على الشأن الإعلامي، للاستفسار ولتنبيه القناة المذكورة حول الوصلة الإشهارية، أن «الأمر بإشهار موجه للشعب المصري مصحوب بثلاثة أرقام هاتفية مصرية تدعوا المواطنين للاتصال بهذا النائب مع تحريف اسمه إلى أبو اليزيد الإدريسي، بزعم حل مشاكلهم النفسية والعاطفية والجنسية والمالية والروحية، من قبيل الثقاف والمس والعنوسة والإفلاس». واعتبرت العثماني، أن هذا الإشهار المتكرر «يأتي في سياق استطلاع رأي مزعوم بأن الناس راضون عن خدمات الشيخ أبو اليزيد الإدريسي المغربي، ويأتون بأشخاص يقدمون شهادات على ذلك، كما يعرضون شهادة تقديرية مزعومة مصحوبة بهذا التصريح: الشيخ أبو اليزيد الإدريسي الحاصل على شهادة تقديرية من الاتحاد العالمي للروحانيات في فرنسا، مع الادعاء أن حلول الشيخ بالديار المصرية لمدة وجيزة ساهم في حل سبعة آلاف مشكلة».
وأشار إلى أنه من خلال «توجه القناة ومثيلاتها، فإن الأمر يتعلق بنزوع تجاري تشارك فيه شركات الهاتف (اتصالات مصر، فودافون، أورانج)، يقوم على النصب والاحتيال، لخداع البسطاء والمساكين ونهب أموالهم، وتقاسم الأرباح بين شركات الهاتف وهذه القنوات النصابة، يزيد الأمر سوءا أن ما تعرضه القناة من مواد فنية هي مجمل ما يبث، هي مواد خليعة وساقطة ورديئة ومفسدة للخلق والذوق» وهو ما يفرض على وزير الخارجية المغربي «القيام بما تفرضه الواقعة من حزم لكف هذه القناة عن فعلها، لحجب ذلك الإشهار وتقديم اعتذار في الموضوع»، مضيفاً أن «قاصمة الظهر هي إقحام شخصيات بريئة لا خبر لها ولا علم، تتم قرصنة صورها عبر الإنترنيت، القاسم المشترك بينها هو اللباس المغربي واللحية، مع إلحاح غريب على أن يذكروا في الإشهار بجنسيتهم، أي أنهم مغاربة».
وأكدت على أن «النائب المفترى عليه مقيم بالمغرب، ولم تطأ قدماه أرض مصر منذ أربع سنوات ونصف سنة بالضبط، ولا علم له بالقصة كلها ولم يسبق له قط أن شاهد هذه القناة ولا له بها أية صلة ولا يشتغل بما يسمونه الروحانيات، وهي عنده مجرد دجل وشعوذة».
والتمس العثماني، في مراسلته القيام بما تفرضه الواقعة من حزم لكف هذه القناة عن فعلها، ولحجب ذلك الإشهار وتقديم اعتذار في الموضوع، خاصة وأن هذا الإشهار البئيس، يؤكد عنوة على صفة المغربي لكسب ثقة المشاهد المصري خصوصاً والعربي عموما بصدقية الإشهار، وربطه بصورة نمطية مغلوطة عن المواطن المغربي، لاسيما وأن الصورة المقرصنة هي لشخصية مغربية عمومية، معتبراً أن الواقعة تمس بالمغرب والبرلمان وبحزب وطني وفريق محترم، وشخصية عامة بريئة بما نسب إليها وترفض رفضاً باتاً أن تقحم في مثل هذه المدارات المتعفنة.

قيادي في حزب العدالة المغربي يتوسط لمنع فضائية مصرية من التشهير بالبرلماني أبو زيد المقرئ الإدريسي

إسلاميو موريتانيا يجددون دعمهم لحركة حماس ولثوار الشام وأرض الكنانة

Posted: 03 Jan 2017 02:19 PM PST

نواكشوط ـ «القدس العربي»: أعلن إسلاميو موريتانيا المنضوون في حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعارض عن كامل «ارتياحهم لمسارعة المملكة المغربية إلى التبرؤ من تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي التي استهدفت كيان موريتانيا وسيادتها».
جاء ذلك في بيان تمخضت عنه أمس الدورة السادسة لمجلس الشورى أعلى سلطة في حزب التجمع الذي يقود أكبر كتلة معارضة في البرلمان الموريتاني. وحيا مجلس الشورى «جهود التقارب وتقوية علاقات التعاون والصداقة بين موريتانيا والمغرب، مؤكداً موقفه الثابت والحازم ضد المساس بسيادة موريتانيا ووحدتها الترابية من أي جهة مهما كانت».
وعبر مجلس شورى حزب التجمع المحسوب على الإخوان «عن مشاعر الاعتزاز والتقدير للمقاومة الفلسطينية المباركة»، مؤكداً «وقوفه إلى جانب الصابرين المرابطين في القدس الشريف وغزة وكل فلسطين رغم الحصار الظالم من طرف الصهاينة والتواطؤ المخجل لأنظمة عربية معلومة».
وأكد المجلس كذلك «على وقوفه مع كل الشعوب التواقة للحرية رغم الوحشية في القمع والتنكيل»، وعلى «ثقته بانتصار ثورة أحرار الشام وأبناء أرض الكنانة الشرفاء في مواجهة الظلم والطغيان».
وحيا مجلس الشورى لحزب التجمع «انتصار شعوب البلدان الإفريقية للتغيير بالأساليب الديمقراطية، وبخاصة في كل من غامبيا وغانا ويستهجن محاولات حكام بعض دول القارة للعبث بنتائج الانتخابات في بلدانهم خدمة لأجندات شخصية».
وجدد إسلاميو موريتانيا «تنديدهم بما يتعرض له مسلمو «الروهينغا» من إبادة وسط تجاهل العالم لمأساتهم وصمته على الجرائم المرتكبة في حقهم، وهو الصمت الذي يرقى لدرجة التواطؤ».
وبخصوص الوضع الداخلي في موريتانيا جدد مجلس الشورى «التأكيد على موقف حزب التجمع الثابت من الحوار باعتباره الأسلوب الأمثل لإخراج موريتانيا من الأزمة السياسية التي تعيشها منذ سنوات عدة»، كما جدد «تمسكه بموقف المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (أكبر تجمع سياسي معارض) من الحوار الأخير ومخرجاته وفي مقدمتها تعديل الدستور على نحو يمَس الرموز الوطنية لهذا البلد».
وركز مجلس الشورى لحزب التجمع دورته التي عقدها تحت شعار «بنية حزبية قوية ضمان لأداء سياسي فعال»، على «نقاش هموم الوطن والمواطن والظروف الصعبة التي يمران بها، حيث عبر أعضاؤه عن «انشغالهم الكبير بالوضعية الأمنية السيئة واستمرار الارتفاع المذهل للأسعار، وبخاصة أسعار المحروقات وتدني الخدمات الأساسية في مجالات حيوية كالتعليم والصحة وانتشار البطالة، فضلاً عن الأزمة السياسية المستحكمة والوضعية الاقتصادية الصعبة».
وطالب الحزب «الحكومة باتخاذ إجراءات سريعة لحماية القوة الشرائية للمواطن والحد من الارتفاع المذهل في الأسعار، وبخاصة أسعار المحروقات التي بقيت على حالها رغم انخفاض أسعارها الكبير في الأسواق العالمية، كما «ندد بانتشار البطالة في صفوف الشباب وخصوصاً حملة الشهادات، مطالباً «بضرورة إيجاد حلول سريعة وفعالة لهذه الوضعية المأساوية.
وأكد الحزب «على ضرورة تحمل الحزب لمسؤولياته في الضغط من أجل تحسين الظروف المعيشية للمواطنين والوقوف في وجه سياسات الإقصاء والتهميش التي يتعرض لها الكثير من أبناء البلد بناء على مواقفهم وقناعاتهم».
وقرر مجلس الشورى «الإسراع في بدء التحضيرات الفنية والسياسية للمؤتمر المقبل للحزب المقرر في نهاية 2017 على نحو يجعل منه محطة متميزة في تاريخ الحزب وإقلاعه لمرحلة مقبلة أكثر تألقاً ونجاحاً».
وتوقف مجلس الشورى أمام ما سماه «تعلق جماهير الشعب الموريتاني بنصرة خير البرية عليه أفضل الصلاة والسلام، مؤكداً على ضرورة الوقوف بحزم في وجه المَسّ بالمقدسات والثوابت، رافضاً «أيَّ محاولة للتأثير على القضاء في ما يتعلق بالحكم المستحق على كاتب المقال المسيء».
وتوقف حزب التجمع أمام الجدل الذي أثاره ما يسمى بمشروع قانون النوع المعروض على البرلمان وطالب أعضاء الغرفتين بعدم المصادقة على أي مشروع قانون يمس الثوابت الإسلامية».

إسلاميو موريتانيا يجددون دعمهم لحركة حماس ولثوار الشام وأرض الكنانة
في دورة لشوراهم ارتاحت لبراءة المغرب من تصريحات شباط

تونس: حكم قضائي جديد يعيد الجدل حول مصير «المؤتمر من أجل الجمهورية»

Posted: 03 Jan 2017 02:19 PM PST

تونس ـ «القدس العربي»: أعاد حكم قضائي جديد الجدل حول مصير حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»، الذي أسسه الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي قبل أن يعلن لاحقاً عن تأسيس حراك «تونس الإرادة»، حيث بدأت حملة التراشق بين شقي الحزب (المتمسكين باستقلاله والمطالبين باندماجه بالحزب الجديد).
وكانت المحكمة الابتدائية في العاصمة قضت الاثنين بعدم سماع الدعوى في القضية التي رفعها القياديان عبد الوهاب معطر وسمير بن عمر من أجل ايقاف قرار المجلس الوطني لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» بالاندماج في حراك «تونس الارادة».
وأصدر نائب رئيس حراك «تونس الإرادة» عماد الدائمي بياناً اعتبر فيه أن الحكم القضائي الجديد «يقضي ببطلان الدعوى أصلاً وحمل المصاريف القانونية وأتعاب المحاماة على المدعين. وهذا الحكم يوقف مفعول الأحكام الوقتية السابقة ويرفع بالتالي تعليق التنفيذ لمقررات المجلس الوطني للمؤتمر كما يلغي أي موانع لعملية الاندماج». وأضاف «هذا يعني انهاء الوجود القانوني لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية واعتبار كل من يتحدث باسمه منتحلاً لصفة. ويبقى باب حراك تونس الارادة مفتوحاً لكل الأفراد المقتنعين برؤيته الفكرية والتنظيمية وخطه السياسي».
إلا أن رئيس الهيئة السياسية لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» أكد في تصريح خاص لـ«القدس العربي» أن الحكم الحم القضائي الجديد «لا أهمية له من الناحية القانونية او الواقعية، فمن الناحية القانونية هو ابتدائي وغير نهائي وهو قابل للطعن بالاستئناف، ونحن نعلم أن الطعن بالاستئناف يوقف تنفيذ الأحكام الاستئنافية».
وأضاف « ومن الناحية الواقعية لا أهمية لهذا الحكم أيضاً، وخاصة أن المجلس الوطني (وهو أعلى مؤسسة للحزب)، اجتمع في 26 و27 آذار/مارس 2016 وقرر إلغاء القرارات الصادرة عن ما سمي «زوراً وبهتاناً» بالمجلس الوطني الاستثنائي للحزب المنعقد في 13 شباط/فبراير 2016 والذي اتخذ قراراً بدمج الحزب بحراك تونس الإرادة».
وحول الحديث عن انتهاء الحزب من الناحية القانونية، قال بن عمر «هذا المعلومات غير صحيحة وتروج لها بعض الأطراف الانقلابية التي تآمرت على الحزب وهي تخلط بين الواقع والأماني»، مشيراً إلى أن الحكم الجديد هو «اجتهاد قضائي أخطأ ولا علاقة له بملف القضية وسنطعن فيه بالاستئناف».
وأوضح أكثر بقوله «القضية رفعناها بعد أن صدرت قرارات بدمج الحزب بحراك تونس الإرادة، ولكن بعد رفع القضية اجتمعت هياكل (مؤسسات) الحزب ممثلة بالمجلس الوطني، وألغت كل ما وقع اتخاذه ولذلك نحن لسنا بحاجة لهذا الحكم للحفاظ على الحزب، الحزب باق بديمومة مؤسساته وبإرادة منخرطيه، ولا يمكن للقضاء أن يقرر موضوع الاندماج من عدمه لأن المسألة حسمت من طرف مؤسسات الحزب كما ذكرت آنفاً».
يذكر أن المرزوقي أعلن في كانون الأول/ديسمبر 2015 عن ميلاد حراك «تونس الارادة» والذي يضم عدداً كبيراً من قيادات حزب» المؤتمر من أجل الجمهورية» مثل عدنان منصر وعمد الدائمي وطارق الكحلاوي وغيرهم.

تونس: حكم قضائي جديد يعيد الجدل حول مصير «المؤتمر من أجل الجمهورية»
حملة تراشق بين المتمسكين باستقلال الحزب والداعين لدمجه بحراك «تونس الإرادة»
حسن سلمان

ائتلاف تونسي معارض يدعو لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري

Posted: 03 Jan 2017 02:18 PM PST

تونس ـ من رشيد الجراي: دعا ائتلاف الجبهة الشعبية المعارضة في تونس، الحكومة إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري «بهدف درء خطر عودة التونسيين الإرهابيين إلى البلاد».
حمة الهمامي، الناطق باسم الائتلاف (يساري له 15 عضواً بالبرلمان)، رأى خلال مؤتمر صحافي عقده، أمس الثلاثاء، أن «عودة الإرهابيين التونسيين، من بؤر التوتر تأتي في إطار خطة لإعادة توطينهم في بلدهم دون محاسبة، قبل إعادة توزيعهم على بؤر توتر جديدة واستخدامهم لإثارة قلاقل وارتكاب مجازر أخرى».
وتابع أن «طرح مسألة عودة الإرهابيين، لا يعود لكون هؤلاء قد تابوا أو تخلوا عن أهدافهم بمحض إرادتهم، بل لأنّ الخطة التي تم تجنيدهم من أجلها، بدأت تتهاوى في سوريا وفي مختلف بؤر التوتر الأخرى التي اُرسلوا إليها». ودعا الهمامي الحكومة التونسية إلى «تحمل مسؤولياتها في معالجة هذا الملف، بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، إضافة إلى مراجعة تركيبة البعثات الدبلوماسية التونسية في الدول المتورطة في تجنيد الشبان التونسيين واستخدامهم»، دون تفاصيل.
وأشار الى أن «مثل هذه الإجراءات من شأنها تحييد هذه البعثات عن كل انتماء حزبي، درءاً لأي تواطؤ في تسهيل عودتهم دون محاسبة». وشدد الهمامي على «ضرورة عزل المعتقلين بسبب جرائم إرهابية، عن بقية السجناء، واتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة للوقاية من خطرهم، وضبط الآليات الضرورية لضمان تنفيذ هذه الإجراءات».
وأكد وزير العدل التونسي، غازي الجريبي، الإثنين، أن «160 إرهابياً عادوا من بؤر التوتر، موجودون حالياً في سجون البلاد، بين موقوف ومحكوم، فيما تتوقع الحكومة عودة آلاف آخرين».
وقدّرت تقارير دولية، أعداد التونسيين في مختلف بؤر التوتر في ليبيا وسوريا والعراق، «بنحو 5 آلاف و500 مقاتل، محتلين بذلك المرتبة الأولى ضمن مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي». والسبت الماضي، قال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، إن «عدد الإرهابيين التونسيين في الخارج لا يتجاوز 2926 موزعين على عدة دول وأن الموضوع تحت السيطرة».
ويعيش الشارع التونسي مؤخراً، قلقاً متزايداً بشأن قضية العائدين من بؤر القتال، وتداعيات الأمر على الاستقرار الأمني في البلاد. وشارك مئات التونسيين، الأسبوع الماضي، في وقفة أمام البرلمان، احتجاجاً على «عودة إرهابيين من بؤر التوتر». وفي محاولة للتقليص من حدة القلق المتزايد، أعلنت الحكومة التونسية، الأسبوع الماضي، أنها «تدرس إمكانية بناء وحدة سجنية للمواطنين العائدين من بؤر القتال والتوتر». «الأناضول»

ائتلاف تونسي معارض يدعو لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري

«الدبلوماسية الإيرانية»: حسابات موسكو من دخولها في الشرق الأوسط لم ولن تتفق مع حسابات طهران

Posted: 03 Jan 2017 02:18 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: أكد موقع إيراني بارز أن حسابات موسكو لدخولها في الشرق الأوسط لم ولن تتفق مع حسابات طهران.
وكتب موقع «الدبلوماسية الإيرانية» المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية، في مقال عنونه «اهتمامات الروس تختلف عن اهتماماتنا.. سوريا ساحة لاختبار العلاقات بين طهران وموسكو»، أن حسابات روسيا لدخلوها في المنطقة لها أبعاد متعددة ومعقّدة بكثير مما يُرى، وأنها تختلف مع حسابات طهران، وأنها لن تتفق مع الرؤية الإيرانية.
وأوضح أن المعادلات الإقليمية والدولية وشكل النظام السياسي الإيراني حددت خيارات طهران لاختيار أصدقائها وحلفائها، وأنه رغم أن روسيا كانت إحدى الخيارات نظراً لقلّة الدول الصديقة، لكن تقييم أفعال الروس يظهر أن العلاقات بين طهران وموسكو لم ترتق إلى المستوى اللازم من الثقة المتبادلة، وأن الخطوات الثنائية بين البلدين تشوبها الريبة والشك.
وأضاف الموقع أن استعادة حلب كانت خطوة إيجابية بين روسيا وإيران، لكن هناك طريقا طويلا لإنهاء الأزمة السورية، وأن موسكو نسقت وتنسق مع أنقرة أكثر بكثير من تنسيقها مع طهران، وأن روسيا غداة تحرير حلب دعت السعودية إلى طاولة المفاوضات السياسية بشأن سوريا، مشدداً على أن ذلك يفرض بظله الثقيل على علاقات البلدين.
ولفت المقال النظر إلى أن روسيا ومن خلال أخذ زمام المبادرة في سوريا خرجت من انفعالها وعزلتها في الساحة الدولية الذي بدأت منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، واستمرت خلال فترة غزو العراق من قبل الولايات المتحدة، وأن الحضور الروسي الكبير في المنطقة غيّر المعادلات الدولية والإقليمية.
واعتبر «الدبلوماسية الإيرانية» سماح طهران لاستخدام الروس لقاعدة «نوجه» الجوية في مدينة همدان غربي إيران، بأنه خطوة استثنائية ومهمة للغاية، ورغم أنها كانت لفترة قصيرة.
وأكد المقال أن العديد من المسؤولين في طهران ما زالوا ينظرون بنظرة التردد حيال التعاون مع الروس، وأنه هناك العديد من الأسئلة يجب الحصول على أجوبة شفافة لها من الجانب الروسي، ومنها «ما هي أهداف الروس في المنطقة؟» و«هل يمكن لنا الاعتماد على الروس في الأزمات الحقيقية؟» و«هل الروس سيديرون ظهرهم لحلفائهم بسبب حساباتهم الدولية؟»، مشدداً على أن الإجابة لهذه الأسئلة ليس أمراً سهلاً، وأن سجل العلاقات الروسية الإيرانية ليس مقبولاً، وأنه لا يمكن التعويل عليه.
وأضاف «ليس من الواضح أن الروس معنا في سوريا، أم نحن مع الروس هناك؟ وينظر الروس لسوريا وللمقاومة بنظرة تكتيكية ومقطعية، وليست نظرتهم استراتيجية»، مؤكداً أن مشاركة الرياض على طاولة المفاوضات السورية سيقلب النتائج لضرر إيران و«المقاومة»، فضلاً على أن 90 في المئة من مسلمي روسيا هم من أهل السنة وأن لديهم علاقات جيدة للغاية مع تركيا والسعودية، موضحاً أن موسكو تعير أهمية كبيرة لمطالب أهل السنة في روسيا.

«الدبلوماسية الإيرانية»: حسابات موسكو من دخولها في الشرق الأوسط لم ولن تتفق مع حسابات طهران

محمد المذحجي

بعد سوريا وروسيا وإسرائيل… التحديات السياسية والاقتصادية تُجبر تركيا على فتح «صفحة جديدة» مع العراق

Posted: 03 Jan 2017 02:17 PM PST

إسطنبول ـ »القدس العربي»: تشهد السياسة الخارجية التركية تحولات متلاحقة خلال الأشهر الأخيرة تماشياً مع التحولات المتسارعة التي ضربت المنطقة وكبدت أنقرة خسائر سياسية واقتصادية كبيرة جداً، الأمر الذي دفعها إلى إعادة تقييم علاقاتها مع روسيا وإسرائيل والعراق، بالإضافة إلى مراجعة موقفها من الأزمة السورية.
وفي خطوة يعتبرها محللون «متأخرة» تسعى الحكومة التركية إلى تحسين علاقاتها مع دول الجوار والدول المحورية في المنطقة بعد أن تحولت سياسة «صفر المشاكل» التي كانت شعار السياسة الخارجية التركية طوال السنوات الماضية إلى «صفر أصدقاء»، حسب المعارضة التركية.
وبعد أن وصل الاحتقان والتراشق الإعلامي إلى مستوى غير مسبوق وتطور إلى حد التهديد المتبادل بين المسؤولين العراقيين والأتراك، أعلنت الحكومة التركية أنها بصدد فتح «صفحة جديدة» في العلاقات مع الحكومة المركزية في العراق وتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين.
والسبت، وفي خطوة مفاجأة، هاتف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وبحث معه «العلاقات الثنائية بين البلدين، والجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب»، وقالت مصادر في الرئاسة التركية: «الطرفان أكدا على أهمية تعزيز الحوار المباشر بين أنقرة وبغداد، وأن التطورات الأخيرة في هذا الصدد تبعث على الارتياح».
وشدد الجانبان على «ضرورة مواصلة العمل المشترك لمواجهة كافة المنظمات الإرهابية، وعدم السماح للإرهاب بزعزعة استقرار المنطقة»، وأعرب أردوغان والعبادي عن أملهما في أن يكون 2017، «وسيلة لجلب السلام والاستقرار إلى دول المنطقة، وفي مقدمتهما تركيا والعراق».
والاثنين، قال قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش إن «العلاقات التركية العراقية عادت للانطلاق مجددًا بعد وصولها إلى نقطة الانهيار»، كاشفاً النقاب عن أن «رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، سيجري زيارة رسمية إلى العراق يتناول فيها مع المسؤولين العراقيين قضايا ذات اهتمام مشترك بين البلدين، ومسائل تخص مكافحة الإرهاب».
مصادر في رئاسة الوزراء التركية أوضحت أن يلدريم سيقوم بإجراء زيارة رسمية إلى العاصمة العراقية بغداد يومي 5 – 6 كانون الثاني/ يناير الحالي. حيث من المقرر أن يزور يلدريم محافظة أربيل (شمال) إلى جانب العاصمة بغداد.
وفي كلمته الأسبوعية أمام الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم، قال يلدريم، أمس الثلاثاء: «لن نكون في أمان إن لم يكن هنالك سلطات قوية في العراق وسوريا، ولذلك بدأنا بتوطيد علاقاتنا مع روسيا وإسرائيل، علاوة على ذلك نجحنا في التوصل إلى اتفاق مع روسيا حول وقف إطلاق للنار في سوريا.. كما أننا أطلقنا مرحلة جديدة لتوطيد العلاقات مع العراق». ولفت إلى أنه سيزور العراق خلال هذا الأسبوع، وسيشدد على تضامن بلاده مع العراق في مكافحة الإرهاب.
وكانت الخارجية التركية أدانت، الاثنين، التفجيرات التي ضربت العاصمة العراقية بغداد وأوقعت قرابة 50 قتيلاً. وقالت: «إن تركيا المستهدفة من قبل المنظمات الإرهابية والتي فقدت مواطنين لها في مثل هذه الهجمات الشنيعة، هي أفضل من يفهم معاناة الشعب العراقي»، مؤكدة على أن «تركيا والعراق سيواصلان العمل على تعزيز أواصر التعاون بينهما في إطار محاربة الإرهاب».
ودفع تصاعد الهجمات الإرهابية في تركيا الحكومة إلى العمل بشكل غير مسبوق على إنهاء الحرب في سوريا والعراق، وتمثل ذلك في اتفاق وقف إطلاق النار والتعاون مع روسيا للتوصل لحل نهائي في سوريا، إلى جانب دعم جهود السلطات العراقية في استعادة الأراضي من تنظيم الدولة لوقف الفوضى وانتشار السلاح في هذه البلدان الأمر الذي سيساعد أنقرة في السيطرة على حدودها الممتدة على طول أكثر من 1300 كيلومتر مع سوريا والعراق والتي تعتبر مصدر الأسلحة والانتحاريين الذين ينفذون الهجمات على أراضيها.
وطوال السنوات الماضية تراجعت العلاقات التركية بشكل تدريجي في ظل اتهام أنقرة للحكومة المركزية في بغداد بإتباع سياسة طائفية واتهام العراق لتركيا بالتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، لكن هذه الخلافات وصلت إلى ذروتها مع الإعلان عن عملية استعادة مدينة الموصل قبل أشهر وتهديد العراق بمهاجمة القوات التركية المتواجدة في معسكر بعشيقة للجيش التركي في شمال العراق بعد أن رفضت أنقرة سحب قواتها.
وفي ظل هذا التوتر شن أردوغان هجوماً غير مسبوق على العبادي وطالبه بـ«إلتزام حدوده» بعد أن سخر منه بالقول: «من هو هذا؟ رئيس الوزراء العراقي! اعرف حجمك أولا»، فيما اعتبرت العراق أن أردوغان «يصب الزيت على النار» وهدد بالتوجه إلى المجتمع الدولي لحل خلافاتها مع تركيا.
وتخشى تركيا أن تؤدي عملية الموصل إلى تغيير التركيبة السكانية في شمال العراق، وتحذر من تهجير السنة والتركمان من مناطقهم التاريخية في الموصل وتلعفر والمناطق المحيطة بهما، كما تقول إن تنظيم بي كا كا الإرهابي تمدد ويسيطر على مدينة سنجار.
وإلى جانب التحولات السياسية، لعب الاقتصاد دوراً هاماً في توجهات الحكومة التركية الأخيرة، لا سيما وأن توتر علاقات أنقرة من روسيا ومصر والعراق أدى إلى تراجع الاقتصاد التركي بشكل كبير، حيث تسعى تركيا للحفاظ على علاقاتها الاقتصادية مع العراق الذي يعتبر من أكثر الدول المستوردة للبضائع التركية.

بعد سوريا وروسيا وإسرائيل… التحديات السياسية والاقتصادية تُجبر تركيا على فتح «صفحة جديدة» مع العراق

إسماعيل جمال

 ترامب سيركز على استخدام «القوة الصلبة» في السياسة الخارجية بدلاً من الاتكاء على «القوة الناعمة»

Posted: 03 Jan 2017 02:17 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: استنتج محللون أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيركز على «القوة الصلبة» لدعم أهداف سياسته الخارجية بدلا من الاتكاء على «القوة الناعمة» التى كان يفضلها الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما.
وقال خبراء السياسة الخارجية انه من الخطأ ان تعتمد الولايات المتحدة على نهج واحد، بل عليها استخدام جميع الخيارات المتاحة، وعاد هؤلاء إلى ذاكرة التاريخ للتأكيد على صحة هذا الاستنتاج حيث انهزمت الشيوعية بواسطة مجموعة من أدوات القوة الصلبة والناعمة مثل الترويج للحريات الغربية الجذابة من جهة وتقوية حلف شمال الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة من جهة اخرى.
ترامب اتخذ موقفا واضحا بأنه سينتهج سياسة «القوة الصلبة» في مجال الأمن والدفاع ولكن، وفقا لآراء العديد من المحللين الأمريكين فإن ترامب بحاجة، ايضا، إلى نشر «القوة الناعمة» بشكل مؤسساتي في سياسته الخارجية.
ومن الخطا، كما يقول المحلل اندراس سايموني الاعتقاد بأن «الهجمات الروسية» ضد الغرب هي هجمات مؤقتة او تكتيكية بل هي عبارة عن أستراتيجية تخريبية طويلة الأجل موضحا بأن روسيا قد اتقنت على ما يبدو القدرات الأمريكية، ودرست التكنولوجيا الجديدة وجعلتها فعالة للغاية، وهنالك اعتقاد في واشنطن بأن خطوة طرد الدبلوماسيين الروس كانت لينة ومتأخرة للغاية.
وتشير التحليلات الأمريكية إلى ان موسكو صممت مجموعة من الأدوات المتطورة للتعامل مع كل دولة بأسلوب مختلف، وطريقة المعاملة والرد مع فرنسا مثلا تختلف مع المانيا ولكنها تجمع معا أساليب القوة الصلبة والناعمة في وقت واحد، وفي حالة أوكرانيا، قامت روسيا بغزو البلاد ولكنها في نفس الوقت بدأت في بث شبكة تلفزيونية قوية لسكان اوكرانيا رغم المتاعب الاقتصادية لروسيا.
رؤية ادارة أوباما للعالم كانت خاطئة، وفقا لآراء العديد من المحللين المحافظين حيث ان فكرة النوايا الحسنة وعمل الخير في السياسة الخارجية ستقابل بمكافاة وخير مضاعف هي فكرة غير سليمة وستؤدى إلى طريق مسدود، وهناك اتجاه أمريكي جديد يعتقد بأن نجاحات روسيا الأخيرة جاءت بسبب سذاجة المجتمعات الديمقراطية والليبرالية الغربية والأولويات الخاطئة لليبراليين في أوروبا والولايات المتحدة.
وليس هناك فكرة دقيقة حول طبيعة السياسة الخارجية لترامب، وهناك اعتقاد بأن الرجل يحاول عدم الكشف عن نواياه الحقيقية ووضع العالم في حالة تخمين ولكن هذه الضبابية لم تمنع الخبراء من التشديد على ان ترامب يجب ان يعيد التفكير في الاحتمالات والفرص كما يجب ان يجمع الادوات اللازمة في صندوق السياسة الخارجية.
ووفقا لقراءات متعددة لكتّاب وخبراء من اليمين الأمريكي فإن هناك تخوفات من ان يتقبل ترامب فكرة عقد صفقة كبيرة في العلاقات بين روسيا والغرب، وهنالك دعوة صريحة له بإرسال رسالة إلى موسكو مفادها بأنه سيتم استخدام القوة العسكرية اذا قامت روسيا باعتداءات في المستقبل في القارة الاوروبية وبعث رسالة اخرى لبوتين مفادها بأن الغرب على استعداد للتعاون عند استيفاء شروط معينة.

 ترامب سيركز على استخدام «القوة الصلبة» في السياسة الخارجية بدلاً من الاتكاء على «القوة الناعمة»

رائد صالحة

«رايتس ووتش» تتهم مسؤولين إسرائيليين بدعم إطلاق النار على الفلسطينيين بقصد القتل

Posted: 03 Jan 2017 02:16 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: قالت «هيومن رايتس ووتش» إن تحليل تصريحات بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين يُبرز أنهم يشجعون الجنود والشرطة الإسرائيلية على قتل الفلسطينيين الذين يشتبه في أنهم سيهاجمون إسرائيليين حتى إن لم يكونوا يشكلون أي تهديد. ووثّقت تصريحات عديدة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2015 لكبار السياسيين الإسرائيليين بمن فيهم وزير الشرطة ووزير جيش الاحتلال تدعو رجال الشرطة والجنود إلى إطلاق النار لقتل المهاجمين المشتبه بهم، بصرف النظر عما إذا كان استخدام القوة القاتلة ضرورة حتمية لحماية الأرواح.
وقالت ساري بشي مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في إسرائيل وفلسطين: «لا يتعلق الأمر بالجنود الإسرائيليين المارقين بل بكبار المسؤولين الإسرائيليين الذين يأمرون علنا قوات الأمن بإطلاق النار بقصد القتل. بغض النظر عن نتائج محاكمات الجنود الأفراد على الحكومة الإسرائيلية اصدار أوامر واضحة بعدم استخدام القوة إلا وفقا للقانون الدولي.»
ويخضع الجندي الإسرائيلي إلور أزاريا للمحاكمة بتهمة قتل عبد الفتاح الشريف بطلق ناري في 24 مارس/ آذار، بينما كان الشريف ملقى جريحا على الأرض بعد إصابته وهو يحاول طعن جندي إسرائيلي في مدينة الخليل بالضفة الغربية.
وحسب بيان وصل «القدس العربي» من المنظمة الدولية فإن هناك أكثر من 150 حالة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2015 قتلت فيها قوات الأمن بالرصاص فلسطينيين بالغين وأطفال مشتبه بهم بمحاولة طعن أو دهس أو إطلاق النار على إسرائيليين في إسرائيل والضفة الغربية. فيما قتل خلال تلك الفترة 33 إسرائيليا بينهم عناصر أمن في إسرائيل والضفة الغربية. وأدانت هيومن رايتس ووتش مرارا الهجمات الفلسطينية ضد المدنيين الإسرائيليين.
ويقيّد القانون الدولي لحقوق الإنسان الاستخدام المتعمد للأسلحة النارية القاتلة – إطلاق النار بقصد القتل – بظروف ضرورية جدا لحماية الحياة وحيث لا يكون هناك خيار أقل قسوة. ولا تتضمن تعليمات إطلاق النار الإسرائيلية هذا التقييد ولكنها تقيد إطلاق النار على جذع الشخص أو الرأس إلا في حالات ضرورية لمنع تهديد وشيك بالموت أو إصابات بدنية خطيرة.
مع ذلك تقول «هيومن رايتس» إن دعوات المسؤولين – والسلوك الواضح لبعض جنود الجيش والشرطة – لا تلتزم بكل المعايير الدولية والقواعد الإسرائيلية الخاصة بالاشتباك. ويدعو كبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم قادة ضباط الأمن مع بعض الاستثناءات الملحوظة إلى الاستخدام المفرط للقوة في بعض الحالات وفي حالات أخرى فشلوا في إدانة مثل هذه الدعوات من قبل الآخرين. وفي أعقاب هجوم طعن أسفر عن إصابة 2 من المارة الإسرائيليين في القدس الغربية في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2015، قتلت الشرطة بالرصاص الفلسطيني المشتبه به الذي يبلغ من العمر 16 عاما.
وقال قائد شرطة منطقة القدس موشيه إدري للصحافيين إن الذين ينفذون الهجمات يجب قتلهم: «الشرطة تقوم بواجبها وتصل بسرعة. قتل المهاجم في أقل من دقيقة ونصف. كل من يطعن اليهود أو يضرّ بالناس الأبرياء يجب قتله». بغض النظر إن كان قتل الطفل له مبرراته أم لا، فالتصريح الأخير لإدري يبدو أنه دعوة إلى قتل جميع الأشخاص الذين يستخدمون العنف، حتى إن لم يكونوا يشكلون تهديدا.
واعتبرت المنظمة أنه يتوجب على نتنياهو وكبار المسؤولين الأمنيين إصدار تحذيرات عامة وخاصة بعدم استخدام القوة المميتة عمدا إلا عند الضرورة القصوى لحماية الأرواح، لا سيما في ظل انتشار تصريحات تشجع قوات الأمن على إطلاق النار بقصد القتل حتى عندما لا يكون ضروريا لحماية الأرواح وتواتر مزاعم ذات مصداقية بالاستخدام المفرط للعنف.
كما أن على السلطات الإسرائيلية تنظيم استخدام القوة من جانب قوات الجيش والشرطة وإجراء تحقيقات ذات مصداقية في جميع الحالات التي يشتبه فيها بالاستخدام المفرط للقوة، بما في ذلك عمليات القتل خارج نطاق القضاء. وعلى السلطات أيضا تغيير قواعد الاشتباك للحد من استخدام القوة القاتلة عمدا إلا في حالات الضرورة القصوى لحماية الأرواح، بما يتماشى مع المعايير الدولية.
وختمت بالقول «هذا هو الوقت المثالي لينبذ كبار المسؤولين في البلاد خطاب إطلاق النار بقصد القتل وتوضيح القيود على هذا الفعل للجنود والشرطة».

«رايتس ووتش» تتهم مسؤولين إسرائيليين بدعم إطلاق النار على الفلسطينيين بقصد القتل

فارس لـ «القدس العربي»: قوانين السجون والأسرى المرضى والاعتقال الإداري أسوأ ملفات العام الماضي

Posted: 03 Jan 2017 02:16 PM PST

رام الله – «القدس العربي» : كشف تقرير صادر عن نادي الأسير الفلسطيني ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان ومركز الميزان لحقوق الإنسان أن 6440 فلسطينياً اعتقلتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي من الضفة الغربية وقطاع غزة خلال العام المنصرم 2016، من بينهم 1332 طفلاً وقاصرا و164 امرأة. وبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية العام الماضي نحو 7000 أسير منهم نحو 300 قاصر و53 أسيرة بينهن 11 فتاة قاصر و700 أسير إداري و22 صحافياً.
بدوره اعتبر قدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني أن أكثر الملفات التي عانى منها الأسرى الفلسطينيون خلال العام المنصرم هي التعديلات التي أدخلت على القوانين المتعلقة بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وأدت إلى فرض أحكام جائرة خاصة على الأطفال والقاصرين الذين نالوا أحكاماً عالية لم يسبق أن حدثت في تاريخ الحركة الأسيرة.
وأكد لـ«القدس العربي» أن الملف الآخر هو إلغاء الزيارة الثانية لجميع الأسرى باستثناء معتقلي القدس وفلسطين المحتلة عام 1948، وكذلك معاناة الأسرى المرضى وملف الاعتقال الإداري، وزاد إطلاق النار المباشر على الفلسطينيين واعتقالهم جرحى من المعاناة عشرات المرات.
وقالت المؤسسات في تقريرها المشترك أن فئتي الشباب والفتية كانتا الأكثر عرضة لعمليات الاعتقال إضافة إلى أنهما أكثر الفئات تعرضا للاعتداءات خلال حملات الاعتقال التي نفّذها جيش الاحتلال بشكل يومي، يلي ذلك فئة الأسرى المحررين الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم. وكان فلسطينيو محافظة القدس الأكثر عرضة للاعتقال خلال العام الماضي باعتقال 2029 منهم بينهم 757 طفلاً وقاصرا و79 فتاة وامرأة.

الاعتقال الإداري

منذ بداية 2016 وحتى نهايته، أصدرت سلطات الاحتلال 1742 أمر اعتقال إداري، بينها 635 أمراً جديداً ومنها أوامر جديدة بحقّ قرابة 20 طفلاً وقاصرا وبحقّ ثلاثة نساء وخمسة نواب علاوة على أوامر جديدة ومكرّرة بحقّ تسعة صحافيين.
وجدير بالذكر أن سلطات الاحتلال أصدرت خلال 2016 قرابة 40 أمر اعتقال إداري بحقّ أسرى مقدسيين من حملة الهوية الزرقاء (ما تسمى بالإقامة) رغم أنها لم تطبق هذه السياسة بحقهم ولا بحق حملة الهوية الإسرائيلية من الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948 إلا في الحالات النّادرة. ففي حالتهم يصدر الأمر ما يسمى بـ»وزير الدفاع الإسرائيلي» وذلك لخضوع منطقتي القدس وأراضي 48 لقواعد القوانين المدنية وليس كما في الضفة المحتلة التي تخضع للأوامر العسكرية.

اعتقال الأطفال الفلسطينيين

واصلت سلطات الاحتلال اعتقال الأطفال والقاصرين منتهجة أساليب تنكيلية عدا عن عمليات الإعدامات الميدانية التي طالت العشرات منهم. وخلال هذا العام ازدادت أعداد الأطفال الجرحى بعدما صعدت قوات الاحتلال من عمليات إطلاق النار عليهم قبل اعتقالهم، وتسببت بإعاقات جسدية منها ما هو دائم كحالة الفتى جلال الشراونة الذي اعتقل في عام 2015 وبُترت قدمه خلال 2016 وكان آخر هذه الحالات الطفل أسامة زيدات من بلدة بني نعيم في محافظة الخليل. ووفقاً للتوثيق الإحصائي فقد سجلت 1332 حالة اعتقال بين صفوف الأطفال والقاصرين، وبلغ عدد الأطفال في سجون الاحتلال 300 طفل بينهم 11 فتاة قاصر. وكانت محافظة القدس الأعلى في نسبة اعتقال الأطفال إذ وصلت إلى اعتقال أطفال تقل أعمارهم عن العشر سنوات وإخضاعهم للتحقيق، كما أن معظم الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال إما كانوا معتقلين سابقين لمدد متفاوتة أو كانوا في الحبس المنزلي الأمر الذي أدى إلى ضرب المؤسسة التعليمية في القدس باعتقال الأطفال فالعديد منهم خسر معظم العام الدراسي هذا عدا عن الآثار الكارثية التي سببتها سياسية الاعتقال لعائلاتهم.

اعتقال نواب المجلس التشريعي

تعتقل سلطات الاحتلال ستة نواب في المجلس التشريعي أقدمهم النائب مروان البرغوثي وعضو مركزية حركة فتح المعتقل منذ عام 2002 والمحكوم بالسّجن لخمسة مؤبدات إضافة إلى الأسير النائب أحمد سعدات المعتقل منذ 2006 والمحكوم بالسّجن لثلاثين عاماً إضافة إلى النائب حسن يوسف المعتقل إدارياً منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2015.

معارك الأمعاء الخاوية

لم تتوقف الإضرابات في سجون الاحتلال خلال عام 2016 واستمرت كأحد أبرز أدوات النضال في مواجهة إجراءاته التعسفية. وكان الاعتقال الإداري القضية التي تصدرت المشهد سواء في عمليات الاعتقال أو في معارك الأمعاء الخاوية. فقد خاض خلال هذا العام 64 أسيراً إضرابات عن الطعام، منها 37 إضراباً ضد الاعتقال الإداري جاء ذلك مع تصعيد إسرائيل لسياسية الاعتقال الإداري ليكون أحد أبرز الأسباب التي دفعت العشرات من الأسرى إلى خوض الإضرابات يُضاف إلى ذلك إصدار سلطات الاحتلال لأوامر اعتقال إداري بحق أسرى انتهت محكومياتهم كان أبرزهم الأسير بلال كايد بالإضافة إلى أسرى آخرين أعادت اعتقالهم إدارياً بعد أيام من الإفراج عنهم كوسيلة تعذيب نفسي علاوة على قضايا أخرى منها: العزل الانفرادي والعلاج والنقل والتعذيب وحرمان الأسرى من حقوقهم كالزيارة وغيرها.

الأسرى القدامى

تستمر سلطات الاحتلال باحتجاز 29 أسيراً جرى اعتقالهم قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993 منهم تسعة أسرى قضوا أكثر من 30 عاماً وأقدمهم الأسيران كريم وماهر يونس المعتقلان منذ عام 1983، ورفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنهم في مارس/ آذار عام 2014 التي عُرفت بالدفعة الرابعة من الدفعات التي كان يفرض الإفراج عنها في إطار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وخلال سنوات احتجازهم فقدَ العشرات منهم أفراداً من عائلاتهم دون وداعهم.

العزل الانفرادي

تنتهج مصلحة سجون الاحتلال بالتنسيق مع جهاز المخابرات «الشاباك» سياسة العزل الانفرادي بذريعة «الخطر على أمن الدولة» و»الملف السّري» بحقّ أسرى دون تحديد أو تبرير للمعطيات التي تشكّل ذلك الخطر باستثناء تقديم عناوين عريضة للمبررات كالخشية من توجيه الأسير لعمليات من داخل أسره ومنعه من الهرب ومن الاحتكاك مع بقية الأسرى. وخلال عام 2016 كان 20 أسيراً على الأقل قد تعرّضوا للعزل الانفرادي لفترات متفاوتة.

محررو صفقة «شاليط»

مازالت قضية الأسرى المحررين من صفقة «شاليط» تراوح مكانها مع استمرار سلطات الاحتلال باحتجازهم وإعادة الأحكام السابقة أو المتبقية منها، ويُعتبر الأسير نائل البرغوثي من أبرز هؤلاء فقد كان من المفترض أن يكون هذا العام حراً إلا أن عدم ردّ ما تسمى بـ»لجنة الاعتراضات العسكرية» على الاستئناف الذي قدمته نيابة الاحتلال على القرار السابق في قضيته الذي يقضي بسجنه فعلياً لمدة 30 شهراً، تسبب ببقاء مصيره مجهولاً. في المقابل مازال هناك نحو 56 أسيراً من محرري الصفقة في سجون الاحتلال من أصل 70 محرراً جرى اعتقالهم خلال الأعوام الثلاثة الماضية.

الأسرى المرضى «الشهيد ياسر حمدوني ضحية الإهمال الطبي»

استشهد الأسير حمدوني في 25 أيلول/ سبتمبر 2016 في مستشفى سوروكا الإسرائيلي بعد إصابته بجلطة قلبية في سجن ريمون وبذلك ارتفع عدد شهداء إلى 208 أسرى منهم أكثر من خمسين أسيراً استشهدوا جرّاء سياسة الإهمال الطبي. ووصل عدد الأسرى المرضى إلى أكثر من 700 أسير.

فارس لـ «القدس العربي»: قوانين السجون والأسرى المرضى والاعتقال الإداري أسوأ ملفات العام الماضي
الاحتلال اعتقل 6440 مواطناً خلال العام المنصرم منهم 1332 طفلا وقاصرا
فادي أبو سعدى

مصادر لـ «القدس العربي»: تحضيرية «الوطني» تبحث نسبة تمثيل حماس والجهاد في اجتماع بيروت المقبل

Posted: 03 Jan 2017 02:16 PM PST

غزة – «القدس العربي» : علمت «القدس العربي» أن الاجتماع المقرر للجنة التحضيرية للمجلس الوطني، في العاصمة اللبنانية بيروت الأسبوع المقبل، سيبحث حجم تمثيل حركتي حماس والجهاد الاسلامي في المجلس المنوي عقده قريبا، حال مشاركتهما في الاجتماع، الذي يأتي في ظل ارتفاع وتيرة الخلاف بين أطراف الانقسام، التي أثارتها تصريحات موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس حول الحل الفيدرالي رغم نفيه لها.
وقال مسؤول في حركة فتح، فضل عدم ذكر اسمه، «القدس العربي» إن ملف مشاركة حماس والجهاد الإسلامي، وبعض الفصائل الأخرى التي انضوت مؤخرا تحت لواء المنظمة، سيبحث في اجتماعات بيروت، مشيرا إلى أن الخلاف سيكون حول تحديد نسبة حماس في المجلس، خاصة في ظل عدم إجراء انتخابات عامة للمجلس في المناطق الفلسطينية وأماكن التواجد الفلسطيني في الخارج. وأكد أنه لم يطرح من قبل بشكل رسمي وتحديدا خلال اجتماعات الإطار القيادي المؤقت للمنظمة، الذي يضم حماس والجهاد، توزيع نسب عليهم من أجل المشاركة في أطر المنظمة.
وفي حال عدم حضور ممثلي حماس والجهاد، وإعلانهم رفض المشاركة في اجتماعات المجلس الوطني، ستوجه دعوة من قبل رئاسة المجلس، لنواب حركة حماس في المجلس التشريعي، على اعتبار أنهم أعضاء رسميون في المجلس، من أجل حضور اجتماعات المجلس في حال عقده.
يشار إلى أن حماس لها أكثر من 70 عضوا في المجلس التشريعي، بعد أن فازت الحركة بغالبية مقاعد المجلس في الانتخابات التي جرت في عام 2006، وتعترض الحركة على برنامج منظمة التحرير، الذي يعترف بإسرائيل، وتطالب بإعادة صياغة برنامج وطني شامل كأساس للدخول في المنظمة.
يذكر أن حركة فتح تمثل أكبر كتلة في المجلس الوطني الفلسطيني، ولها التمثيل الأكبر في اللجنة التنفيذية.
ولا تزال حماس والجهاد تدرسان الرد على الدعوة التي وجهها إليهما رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون للمشاركة في اجتماعات اللجنة التحضيرية للمجلس التي ستعقد في العاصمة اللبنانية بيروت يومي 10 و 11 من يناير/ كانون الثاني الحالي.
وقال في تصريحات صحافية إن اللجنة ستنعقد وفق الدعوات التي وجهت للفصائل التي لبت الدعوة، باستثناء حماس والجهاد الإسلامي، اللتين لم تبلغا ردهما بعد. وأضاف أن اجتماع اللجنة التحضيرية، سيعقد في مبنى السفارة الفلسطينية في بيروت.
وكان الزعنون قد وزع دعوات على الفصائل لحضور الاجتماع الذي سيبحث عقد جلسة كاملة للمجلس الوطني، تنتخب لجنة تنفيذية جديدة.
ويريد الرئيس محمود عباس عقد المجلس في مدينة رام الله بالضفة الغربية، وسط اعتراض من حركتي حماس والجهاد وفصائل أخرى في منظمة التحرير الفلسطينية، التي ترفض أن يعقد تحت الاحتلال الإسرائيلي، باعتبار أن الضفة الغربية خاضعة أمنيا وعسكريا لإسرائيل.
ومن المستبعد أن يعدل الرئيس عباس عن قراره بعقد المجلس في أي عاصمة عربية أخرى، خاصة وأنه عقد في عام 2009، جلسة استثنائية للمجلس في رام الله، تمكن خلالها من ملء الشواغر، وكذلك تمكن لمرتين من عقد مؤتمرات فتح السادس في مدينة بيت لحم في عام 2009، والسابع في مدينة رام الله في عام 2016.
وفي أروقة الفصائل المعارضة لعقد المجلس في رام الله، تطرح عواصم عربية كمكان لعقد الجلسة، وأبرزها العاصمة المصرية القاهرة، والأردنية عمان، في ظل عدم استبعاد بيروت كمكان محتمل للاجتماع، أمام إصرار حركة فتح ومعها فصائل عدة من المنظمة على عقد الاجتماع في مدينة رام الله، وهو ما سيحرم الكثير من قادة الفصائل المتواجدين في الخارج من الحضور، وأبرزهم قادة حماس والجهاد.
يشار إلى أن الحركتين غير منضويتين تحت لواء منظمة التحرير، وتواصلان البحث عن طريقة للمشاركة، وإنهما تشاركان في «الإطار القيادي المؤقت للمنظمة» الذي يضم أعضاء اللجنة التنفيذية والأمناء العامين للفصائل، غير أن هذا الإطار عطل عمله، بعد أن عقد اجتماعات في العاصمة المصرية القاهرة. وتطالب كل من حماس والجهاد بتفعيله ليقوم بواجباته بالتحضير لعقد جلسة الوطني، والكثير من الملفات السياسية الأخرى.
وفي سياق متصل نفى الدكتور أبو مرزوق في تصريح صحافي، أن يكون قد طرح فكرة «الفدرالية» بين قطاع غزة والضفة الغربية، إطلاقا كمشروع لحل الانقسام الفلسطيني، مشدداً على أن هذه الفكرة لم يتم تداولها مطلقاً في مؤسسات الحركة.
وقال إنه تم التأكيد على موقف الحركة الثابت بـ «الحرص على تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام»، مؤكدا أنه لا خيار أمام الشعب الفلسطيني غير ذلك، وأن «لا دولة بدون غزة، ولا دولة في غزة». ودعا الجميع إلى «الحذر والتوقف عن الاستنتاجات الخاطئة التي تصب في خانة المزايدات السياسية».
وجاء تصريح أبو مرزوق بعدما نقل عنه القول في مقابلة تلفزيونية قبل أيام في رده على ما يطرح حول إقامة دولة في قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس «استحالة أنّ تكون هناك نزعة لدولة في غزة، فلا دولة فلسطينية في غزة، ولا دولة من دون غزة».
وتابع حسب ما نقل عنه «إذا استمر هذا الوضع بهذا الشكل فقد تكون فدرالية بين قطاع غزة والضفة الغربية أفضل من الانقسام الحالي، حينما تشكل حكومة واحدة فدرالية فهي أحد أشكال الحكم الذي وحّد الكثير من البلاد».
وقوبل مقترح أبو مرزوق برفض قوي من فتح وفصائل منظمة التحرير، وقال المتحدث باسم فتح أسامة القواسمي إن هذا الطرح يعد «هروبا من المصالحة وتكريسا للانقسام، وهو ضار بمصلحة شعبنا وقضيتنا».
وأكد أن مشروع «الفدرالية» يعد «أخطر من المشروع الإسرائيلي المتمثل بالدولة ذات الحدود المؤقتة» كذلك حذرت الجبهة الشعبية على لسان عضو المكتب السياسي جميل مزهر، من خطورة الحديث عن إقامة «حكومة فدرالية» كحل للانقسام، واعتبر ذلك «ضربة لمشروع الدولة الفلسطينية».، كونه يمثل «تكريسا للأمر الواقع وتعميقا للأزمة الفلسطينية والانقسام».
ولم يسمع من قبل أن طرح أي من قادة حركة حماس فكرة إقامة «فدرالية» بين غزة والضفة كحل للانقسام، كما أن الفكرة لم يتم تداولها في اجتماعات المصالحة السابقة التي جرت بين فتح وحماس في كل من مصر وقطر.
ولا تزال حركتا فتح وحماس تختلفان على تحقيق الوحدة الكاملة وإنهاء شامل للانقسام بسبب عدم توافقهم على حلول للملفات الخلافية. وتختلفان حول ملف تشكيل حكومة وحدة وطنية، بسبب عدم توافقهما على برنامج هذه الحكومة، التي من المفترض أن تقوم بعد تشكيلها بالإعداد لإجراء الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية.

مصادر لـ «القدس العربي»: تحضيرية «الوطني» تبحث نسبة تمثيل حماس والجهاد في اجتماع بيروت المقبل
الزعنون أكد المضي في الاجتماع حال غيابهم
أشرف الهور

وزير الإعلام اللبناني طلب من القنوات التلفزيونية عدم اقتحام خصوصية العائلات

Posted: 03 Jan 2017 02:15 PM PST

بيروت ـ «القدس العربي» : ودّع لبنان الرسمي والشعبي امس اثنين من ضحايا الهجوم الإرهابي في مقهى «رينا» في اسطنبول وهما الياس ورديني من الاشرفية في بيروت وهيكل مسلم من البيرة قضاء الشوف على أن تُدفَن الضحية الثالثة ريتا الشامي يوم غد الخميس.
وعمّت في بيروت والمناطق أجواء الحداد وخصوصاً بعدما أصدر رئيس الحكومة سعد الحريري مذكرة بإعلان الحداد العام على شهداء هجوم اسطنبول الإرهابي بين الساعة 2 و3 من بعد الظهر، مع تعديل البرامج الإعلامية، ووقف لبنانيون على رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون 5 دقائق صمت حداداً عند الساعة الثالثة.
وكانت الساعات الماضية شهدت الكثير من الاشكاليات حول طريقة تغطية القنوات التلفزيونية للفاجعة ولمآسي العائلات حيث إتهمت عدد من المحطات باقتحام خصوصيات العائلات مباشرة على الهواء ما دفع بوزير الاعلام ملحم الرياشي إلى دعوة تلك الوسائل الإعلامية إلى الامتناع عن نقل صور الضحايا واحترام خصوصية الجرحى وعائلاتهم واعداً بإعداد مشروع قانون للاداب الإعلامية.
أما الاشكالية الأكبر التي رافقت مأساة الضحايا اللبنانيين الذين كانوا يمضون ليلة رأس السنة في اسطنبول فكانت بعض التعليقات التي انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي، والتي جاءت لتوازي الرصاص الذي أطلق عليهم، ما دفع بالبعض إلى تشبيه هذه التعليقات بأنها إرهاب فكري لا يقل سوءاً عن الإرهاب الأمني الذي استهدف اللبنانيين في تركيا.
ولعلّ التعليق الأسوأ الذي ورد حول الضحايا كان ما كتبه المواطن رمزي القاضي حيث كتب «روحة بلا رجعة ماتوا سكرانين مع عربدة إلى الجحيم»، «الله لا يردكم إلى جهنم وبئس المصير»، «ميتة السوء إلى جهنم وبئس المصير»، «ماتوا في خمارة بعد ممارسة العربدة والسكر الشديد…». وإثر الضجة التي أثارتها كتابات القاضي عمد مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية إلى توقيفه في الشويفات بناء لإشارة القضاء بجرم شتم الشهداء اللبنانيين في اسطنبول واستفزاز عواطف عائلاتهم.
الى ذلك، شهدت مواقع التواصل نقاشاً حول جواز تسمية ضحايا اسطنبول من اللبنانيين بالشهداء وإستغرب مواطن يدعى عباس ما أورده بعض الاعلام وكتب «شهداء حزب الله في سوريا بتقولوا عنهم قتلى ويللي ماتوا في ملهى ليلي بتقولوا عنهم شهداء كيف راكبة معكم شهداء؟!».
وعلّقت فرح أحمد «عندما تريدون أن تقولوا شهيد إفهموا معنى الشهادة ومن هم الشهداء بئس هذا الزمن». وسأل طوني غطاس «ليش هني ماتوا بحادث سير او شي ثأر بين عشيرة وعشيرة أو بعملية إرهابية؟». وكما سأل حسن عواد «من سامحلك تحط حالك مكان الله وتقرر اذا الضحية قتيل او شهيد واذا فايت على الجنة او النار؟؟ ليش انت ضامن الجنة اصلاً!!».
وكتب حسين حمدان «اولاً الله يرحم يللي راح ، تانياً مش ضرورة تكون الله حتى تصنّف اذا كان الميت شهيداً او ضحية.. في معايير واضحة بهالأمور بس هالموضوع كلو والضجة لصارت ذكّرتني بقصة عباس بن فرناس لحاول واشتغل على موضوع ابتكار طريقة للطيران، وبسبب احدى التجارب سقط ميتاً واختلف العرب حول موضوع وفاته، منهم من اعتبره شهيداً ومنهم من اعتبره منتحراً، اما الغربي ما اهتم لهيدا الأمر كلو لانو مش جايي من الموضوع شي».
وحاول الإعلامي فراس حاطوم الرد على رمزي القاضي وعلى نزع صفة الشهادة عن الضحايا لكنه وقع في سوء التعبير فكتب «كاس شهدا اسطنبول»، ما جعل البعض ينتقده بشدة ويرى في الستاتوس الخاص به نوعاً من السخرية من الشهداء.
فأضاف حاطوم تعليقاً آخر جاء فيه «طوبى لمن قضى وفي يده كأس خمر» لكنه لم ينجح في توضيح مغزى ما قصده، فعاد ليكتب «طيب تقديراً لبعض الذين لم أنجح في إيصال الفكرة اليهم في الستاتوس السابق أوضح فأقول إنه بالنسبة لي الشرب والرقص والغناء هي اساليب للفرح لن يسلبنا اياها المعاتيه…مجدداً طوبى للشاربين والراقصين والمغنين، طوبى للفرحين، كاس كل محب للحياة وأولهم شهدا مبارح».
وإنقسم معلّقون بين مؤيد لحاطوم ومعترض فقالت جوزفين ديب «على كل من هاجم فراس حاطوم على موقف جريء تقدم على الجميع ان يعتذر ويخجل ويتعلم ان يفرق بين المتضامن والشامت!! كاسك يا فراس وكاس شهدا اسطنبول».
وكتبت أمل السبع «عن جد انكن شعب جاهل، بيقرا بس بدو مين يفسرلهم شو عمبيقراوا ، عملتوا حملة وسخة على شخص عم بحييي الشهدا ليفرجي المجرمين انه شرب الكاس مش جريمة وانا برجع بعيد كلامه وبرفع كاسي لفوق وبشرب كاس الشهداء الابرار والله ينتقم من الكافر يلي ظلمهم وكاسك يا فراس حاطوم».
في المقابل، انتقد فادي عون سعي فراس حاطوم إلى الشهرة وقال «اذا في حدا ما بيقبل ملاحظة رح احكي أوضح عن ماضيه وتاريخو والاعيبو بقصد الشهرة والسكوب وبعتقد انو عمل هالضجة كمان للسكوب أعادة…استاذ فراس حظك عاطل وصايرة صوفتك حمرا لما بتقرّب من موضوع طائفي ويمكن نواياك حسنة بس مش واضح ومفهوم 100% وفي مجال للشك رح تفتح مجال للناس تهاجمك انت أبن جبل وبتعرف الامتال منيح: ليش عم تنفخ عاللبن لأن كاويني الحليب. في ناس بعد ما نسيوا قصتك مع الراهبة وبيع الأطفال وعم ينتقموا يمكن…نصيحة بلا ما تهديني جمل:
1- استعمل عبارات واضحة وصريحة لا تحتمل التفسير والتأويل
2-ابتعد عن المواضيع الطائفية 3-اذا كنت مضطر استعمال اسم مستعار لان في كتير ناس صار عندن حساسية وبيجاوبوك من دون تدقيق».
وكتب غابي «طبيعي لما يساريون يستخدمون كلاماً لسيدنا يسوع المسيح بهيك موضوع بهيك اسلوب بتحس كأنن ملحدون عميتذاكوا بقي منهم بقايا أما كلامه فلا يزول».
وهاجم مارون غنام الإعلامي فراس حاطوم قائلاً «انا ما راح سبـك… المسبـّـه مش من شـِيـَـمي بس انا راح قلـّـك إنـّـو نحنا تربينا بمدرسة بتقدم شهدا حتى مجتمعنا يضلّ يحب الحياة ويبقى قادر يعيش ويفرح ويشرب كاسو علناً … بينما إنت ربيت بين مرتزقة بيقبضو ثمن حروبـُـن وبيدّعو الشهادة والتقوى وبعاقرو الخمرة بالسرّ .».
ودخلت قناة LBCI على الخط فأوردت في مقدمة نشرتها الاخبارية ما يلي «منذ متى كان الفرح جريمة؟.من يهاجم الشهيد أو الضحية أو القتيل، سموهم ما شئتم، هو في صف الإرهابي والقاتل، ونقطة على السطر. فالموضوع لا يحتمل لا اجتهاداً ولا جدلاً ولا ترفاً فكرياً. القاتل قاتل والقتيل قتيل، وعلى الأحياء ان يختاروا: إما ان يكونوا مع القاتل فيكونوا قتلة مثله، وإما ان يكونوا مع الضحايا والشهداء، فيعبّرون عن ذلك تعاطفاً وكتابة وكلاماً وأحياناً صمتاً».
واضافت «ريتا والياس وهيكل، ثلاثة شهداء، مثلهم مثل شهداء من ست عشرة جنسية سقطوا في ملهى «رينا» في اسطنبول، بينهم السعودي والأردني والتونسي والعراقي والهندي والبلجيكي والكندي والالماني والروسي وغيرهم. هؤلاء كانوا قرروا ان يعيشوا حياتهم كما يريدونها وكما يفرحون، ولا يحق لأحد ان يمنعهم: لا الإرهابي الذي يضع حداً لحياتهم، ولا الإرهابي الذي يلاحقهم بعد الوفاة».

وزير الإعلام اللبناني طلب من القنوات التلفزيونية عدم اقتحام خصوصية العائلات
وداع لضحايا إسطنبول… والسلطات أوقفت من استفز العواطف وشتم «الشهداء»
سعد الياس

الخرطوم وجوبا… عشرات الاتفاقيات مع وقف التنفيذ

Posted: 03 Jan 2017 02:14 PM PST

الخرطوم ـ «القدس العربي»: بدون تحديد الموعد أو الأجندة، نقل وزير خارجية دولة جنوب السودان رسالة للرئيس السوداني أكد فيها زيارة سلفاكير للخرطوم في (الأيام المقبلة) لمناقشة ما تم وصفه بالقضايا العالقة.
ولم يشف وزير خارجية السودان، غليل الصحافيين بالكشف عن مزيد من المعلومات عن هذه الزيارة، واكتفى بقوله إن الزيارة تهدف لمناقشة العديد من القضايا بين الدولتين، لكنه ألمح إلى أن وجود رئيس جنوب السودان في الخرطوم، يمكّن من استكمال نقاش ابتدره الرئيسان على هامش القمة العربية والأفريقية التي عقدت مؤخرا بغينيا.
ويرى مراقبون أن القضايا العالقة بين الدولتين كثيرة لكن أهمها اتفاقيات النفط وتعديل رسوم عبور البترول عبر الموانئ السودانية، واحتواء الحركات المسلحة من الجانبين، والمعابر والنقاط الأمنية، إضافة للاجئي جنوب السودان.
ويعتبر السودان الدولة التي تستقبل أكبر عدد من لاجئي دولة جنوب السودان منذ انفصالهما في عام 2011، وتقول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن عدد لاجئي جنوب السودان الذين استقبلهم السودان يزيد على 263 ألف لاجئي وذلك في الفترة من منتصف كانون الأول ديسمبر 2013 وحتى منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2016.
ولايرى المراقبون أن المشكلة في توقيع اتفاقيات جديدة، بل في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه منذ انفصال دولة الجنوب، ففي21 آب/أغسطس من العام الماضي أعلنت دولتا السودان وجنوب السودان فتح المعابر والنقاط الأمنية بينهما في فترة لا تتعدى ثلاثة أسابيع، وذلك حسب الاتفاق السابق المبرم بين البلدين لكن لم يتم تنفيذ الاتفاق حتى الآن.
وفي زيارته للخرطوم في منتصف العام الماضي أكد تعبان دينق النائب الاول لرئيس دولة جنوب السودان عدم سماحهم بانطلاق أي أعمال عدائية من الجنوب. وأشار إلى أنه وجّه وزارة الدفاع في حكومة جنوب السودان بحسم القضايا الأمنية فورا، لكن الحكومة السودانية مازالت تؤكد وجود قوات مسلحة معارضة لها في الجنوب.
المباحثات الفنية السابقة بين السودان وجنوب السودان حول اتفاقية البترول والتعاون الفني كان هدفها الأساسي إعادة حقول الوحدة وزيادة الإنتاج النفطي من حقول أعالي النيل، وإعادة النظر في اتفاقية رسوم عبور بترول دولة جنوب السودان عبر موانئ السودان، ورغم أهمية هذه الأجندة، لم يتوصل الطرفان لاتفاق حولها.
وكانت الخرطوم قد وافقت في شباط /فبراير2016 على طلب من جوبا بدراسة تخفيض رسوم مرور بترول جنوب السودان بعد انخفاض الأسعارعالميا، ووجه البشير بالشروع في هذا الأمر، غير أن توتر العلاقات حال دون ذلك.
وافتتح السودان في مطلع العام الماضي محطة أم دباكر بولاية النيل الأبيض المتاخمة لحدود جنوب السودان، واعتبر المراقبون أن ذلك يمثّل خطوة مهمة في تحسُّن العلاقات بين الدولتين حيث تعتمد المحطة على بترول الجنوب، وتحتاج إلى (18) ألف برميل يوميا، غير أن توتر العلاقات أدى لتجميد هذا المشروع.
وشهدت جوبا في شباط/فبراير 2016، توقيع اتفاقية يتم بموجبها إمداد مصفاة الخرطوم بخام البترول بغرض زيادة السعة التكريرية، ومد محطة كهرباء (أم دباكر) بمدينة كوستي بخام النفط من حقول عدارييل لإنتاج الكهرباء لصالح الدولتين لكن الاتفاقية لم تنفّذ.
وأعلن البشير في خواتيم شهر كانون الثاني/يناير 2016، فتح الحدود مع دولة جنوب السودان لأول مرة بعد الانفصال بين الدولتين في عام 2011م، وتزامن ذلك مع انسحاب جيش جنوب السودان من الحدود لمسافة 5 أميال جنوبا وفقا لحدود عام 1956 وهي حدود الولايات الجنوبية عند استقلال السودان الموحد قبل الانفصال، لكن سرعان ما أغلقت الحدود بسبب الخلافات السياسية والأمنية بين البلدين.
ولم تتوقّف الجهود بين الدولتين منذ استقلال دولة جنوب السودان لتطبيع العلاقات وفي 18 أيلول/سبتمبر 2011م وقّع السودان وجنوب السودان اتفاقا بشأن أمن الحدود. وتم الاتفاق على إنشاء عشرة معابر حدودية داخل منطقة منزوعة السلاح على جانبي الحدود، لكن هذا الاتفاق لم ينفذ.
وشهدت العاصمة الأثيوبية أديس أببا في عام 2012م توقيع اتفاق بين البلدين اشتمل على تسعة بنود لكن تم تنفيذ بند واحد فقط بخصوص النفط وأدّى تعثر تنفيذ الترتيبات الأمنية لعدم تنفيذ بقية البنود، وساهم اندلاع النزاع بين الفرقاء الجنوبيين في عام 2013م في تجميد كل تلك الاتفاقات.
ووقعت دولتا السودان وجنوب السودان مذكرة تفاهم في تموز/ يوليو 2014 تم بموجبها الاتفاق على مسارات النقل لإيصال المساعدات الإنسانية من الخرطوم لجنوب السودان عبر الطرق البرية والجوية والنهرية، وتقوم بتنفيذ هذا الاتفاق لجنة فنية مكونة من ممثلين لحكومتي السودان وجنوب السودان وبرنامج الأغذية العالمي..
وأصدر البشير في آب/ أغسطس 2015 توجيها يقضي بأن مواطني جنوب السودان النازحين من ويلات الحرب الدائرة في بلدهم يمكنهم الإقامة في مناطق السكن التي يختارونها بأي من ولايات السودان، وتتم معاملتهم باعتبارهم مواطنين وليسوا لاجئين، لكن السودان عاد ليعلن في آذار/مارس 2016 أن المواطنين الجنوبيين الموجودين في أراضيه سيتم التعامل معهم بوصفهم أجانب.

الخرطوم وجوبا… عشرات الاتفاقيات مع وقف التنفيذ

صلاح الدين مصطفى

موريتانيا: تاريخ عقد المؤتمر يشق نقابة الصحافيين إلى مجموعتين

Posted: 03 Jan 2017 02:14 PM PST

نواكشوط ـ «القدس العربي»: أدت خلافات حول ظروف تنظيم المؤتمر الثالث العادي لنقابة الصحافيين الموريتانيين أمس لانقسام مكتبها التنفيذي الذي يبلغ عدد أعضائه 17 عضواً إلى مجموعتين إحداهما بقيادة النقيب المنصرف أحمد سالم، والثانية يتزعمها محمد سيد اعبيد النائب الأول للنقيب، ويقف وراءها المترشح على رأس قائمة «الإصلاح» محمد سالم الداه.
وأعلن بيان للمكتب التنفيذي للنقابة أمس وقعه النقيب المنصرف، عن «إلغاء القرار السابق للمكتب التنفيذي، الذي حدد يومي 7 و8 يناير 2017 موعداً لانعقاد المؤتمر الثالث العادي (موعد يتمسك به الطرف الآخر)، نظراً لتعارضه مع مقتضيات الاتفاق الموقع أمام محكمة ولاية نواكشوط الغربية بين النقابة وبعض الأطراف التي تقدمت بشكوى ضد الموعد السابق للمؤتمر، ولتعارض هذا التاريخ مع الفقرة «ب» من المادة 37 من النظام الأساسي للنقابة».
وأوضح البيان «أن المكتب التنفيذي للنقابة قرر بعد مراجعة النظام الأساس للنقابة، فتح باب الانتساب أمام الصحافيين الراغبين في الانضمام للنقابة ابتداء من يوم الثلاثاء الثالث من كانون الثاني/يناير 2017، إلى غاية يوم الجمعة 6 كانون الثاني/يناير 2017 عند انتهاء الدوام الرسمي».
«وبعد أن تعلن لجنة العضوية عن انتهاء أعمالها الأولية، يضيف البيان، ستفتح فرصة 15 يوماً أمام الراغبين في تقديم طعون في نتائج أعمالها، تمشياً مع مقتضيات النظام الأساسي للنقابة، خصوصاً المادة 34، على أن يتم إعلان الموعد النهائي للمؤتمر لاحقاً، وفقاً للفقرة «ب» من المادة 37 من النظام الأساسي للنقابة، التي تقول «تنهي لجنة العضوية أعمالها أربعة أشهر قبل انعقاد أي مؤتمر عام عادي».
وفي إشارة لتصرفات الجناح المنشق، أكد المكتب التنفيذي «أنه يسجل بكل أسف علمه بالبيان المنشور باسم النقابة يوم 1 كانون الثاني/يناير 2017 على بعض المواقع الإلكترونية، والذي يحدد برنامجاً للمؤتمر العام يومي 7 و8، ويؤكد المكتب التنفيذي أن ذلك البيان مزور ولا علاقة للنقابة به، وقد تم إرساله إلى الصحافة من بريد إلكتروني يحاكي بريد النقابة الرسمي، مع إضافة تعديل عليه، وتحتفظ النقابة بحقها في المتابعة القضائية للمسؤولين عن ذلك التصرف».
ولا يعترف جناح لائحة «الإصلاح» ببيان المكتب التنفيذي الذي أكد النقيب أحمد سالم في تصريح لـ«القدس العربي»، أنه «أجيز بغالبية أعضاء المكتب الحاضرين، وأن معارضيه لا يتجاوزون ثلاثة أفراد».
وقد رد جناح النائب الأول للنقيب على بيان النقيب ببيان آخر أصدره أمس باسم المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين الموريتانيين موقعاً باسم محمد سيد اعبيد النائب الأول للنقيب.
وأعلن البيان المذكور للرأي العام «أن البيان الصادر عن لائحة المترشح احمد سالم ولد المختار السالم (النقيب الحالي) لاغ ولا يلزم غير أصحابه الذين يخافون من نتائج صناديق الاقتراع».
ودعا البيان «كافة الصحافيين الموريتانيين لحضور المؤتمر العام العادي الثالث لنقابة الصحافيين الموريتانيين المقرر يومي 07/08 كانون الثاني/يناير الجاري».
وأعلن بيان المجموعة المنشقة عن النقيب «أن أعضاء المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين الموريتانيين فوجئوا بنشر بيان عبر بريد «مقرصن»، باسم نقابة الصحافيين الموريتانيين، يزعم تأجيل المؤتمر العام العادي الثالث للنقابة إلى شهر أيار/مايو أو حزيران/يونيو المقبلين، ونظراً لكون البيان خالف بشكل صريح النظام الأساسي لنقابة الصحافيين الموريتانيين حيث ينص في مادته 22 «على أن قرارات المكتب تؤخذ بالأغلبية وهو ما لم يحصل، في ظل تغييب خمسة من أعضاء المكتب التنفيذي، بينما رفض أربعة أعضاء من المكتب التنفيذي تمرير أي قرار يخالف النظام الأساسي للنقابة والذي يدعو إلى احترام القرارات المتخذة بالإجماع والتوافق، مثل القرار القاضي بتنظيم المؤتمر في يومي 7/8 كانون الثاني/يناير، فيما أيد القرار ستة أعضاء فقط من أصل سبعة عشر عضواً».
وأكد بيان المجموعة الثانية أن « بيان مجموعة النقيب خالف القانون شكلاً ومضموناً وعارض أمراً قضائياً معلناً وصريحاً (الأمر رقم: 147/2016، الصادر عن الغرفة المدنية بمحكمة ولاية نواكشوط الغربية بتاريخ 21/12/2016 )، الذي رفض دعوى بتأجيل مؤتمر النقابة، ونظراً لكون هذا البيان تنكر لبيانات النقابة الإجماعية السابقة وخالف مقتضياتها وقراراتها».
وأمام هذا الوضع فإن الأمور ستتجه بالنقابة نحو القضاء الذي سيكون عليه حسم هذا الخلاف الشديد. ولا يستبعد المراقبون أن يكون للتجاذبات السياسية المحلية، دور في هذا الانقسام حيث أن البعض يحسب النقيب أحمد سالم على جماعة الإخوان المسلمين، بينما يحسب خصمه محمد سالم ولد الداه على الناصريين.
وقد موقع «أخبار الوطن» الإخباري المستقل الموالي للطرف المنشق عن النقيب، «أن مواقع محسوبة على التيار الاخواني حاولت إثارة الأكاذيب والتضليل عن طريق إشاعتها وقائع تتعلق بظروف انعقاد مؤتمر نقابة الصحافيين الموريتانيين المقرر نهاية الأسبوع، حيث طالعتنا تلك المواقع التي يترشح جل منتسبيها في لائحة الفشل التي يقودها النقيب المختطف من طرف الإخوان المختار السالم ولد احمد سالم».
«وحسب أخر المعلومات، يضيف الموقع، فإن مواقع إخبارية بدأت منذ أمس بنشر أخبار كاذبة الهدف منها التشويش على المؤتمر الذي استوفى جميع الإجراءات القانونية المطلوبة، وأصبح انعقاده في هذا الظرف قضية حياة أو موت لتلك الجماعة المشاغبة، رغم أن القضاء سبق أن رفض دعوى تطالب بتأجيله لأربعة أشهر وهو الشوط الأول من السقوط المدوي لتلك الجماعة، أما الشوط الثاني والقاتل فسيكون خلال نهاية الأسبوع عندما يلتئم المؤتمر ويخرج بنتائج ستسطر نهاية تلك الهيمنة الإخوانية البائسة»، والتعبير لأخبار الوطن.

موريتانيا: تاريخ عقد المؤتمر يشق نقابة الصحافيين إلى مجموعتين
تبادل اتهامات بخرق النصوص وحديث عن صراع ناصري ـ إخواني

 الأدب الكبير والأدب الصغير

Posted: 03 Jan 2017 02:14 PM PST

الأدب الكبير هو ذاك الأدب الذي يجعل الحياة أكثر إنسانية مما هي عليه، وهو الذي يؤسس الحلم بالرفعة الممكنة – الممكن بلوغها، الرفعة التي يصبو إليها الجميع، والتي تكاد تكون في يد كل واحد منا، لكن الأديب وحده هو من يمسك بها.
الأدب الكبير هو الأدب الذي يجعلنا نتجرأ على النظر إلى الحياة، بكيفية تختلف عن المألوف، وهو الذي ينطوي على المخاطرة التي تمكننا من معرفة البعد الإنساني الحقيقي فينا، البعد الذي تقضمه بشراهة عوادي الحياة اليومية، البعد الذي افتقدناه بسبب لاهج من الانغماس في الحياة المعتادة.
الأدب الكبير هو خالق الوعي، الذي يجلو حقيقة شرطنا الإنساني برمته، لأنه يومئ إلى إمكانيات الحوار الممكنة، بعد هذا الصراع التراجيدي الأليم الذي لما نزل نعاني منه، بسبب جمود الذهنيات، وانغلاقها على تفسيرات أحادية لحقائق الحياة والكون الكبرى. الأدب الكبير هو الذي يجعل الذهن متوقدا مفتوحا متأهبا لتأمل جديد الحياة على الدوام، ومنها هذه الوسائط الجديدة، للتواصل الإنساني، التي أعطت للعالم الافتراضي قيادة جانحة، تبعد الإنسان عن التواصل المباشر، التواصل الروحي اللازم الذي يجعلنا نشعر بمعاناة بعضنا بعضا. التواصل الافتراضي تواصل مجرد، ينأى عن الجوهر الكامن في نفوسنا، ولن نظفر بهذا الجوهر إلا إذا أضحى التواصل الافتراضي ذاته مشبعا بالأدب الكبير، أدب «اللقاءات» المفعمة بأواصر المحبة، باعتبارها أسمى ما يميز الإنسان في هذه الحياة.
الأدب الكبير هو الذي يجعل الحياة قابلة للمس، يجعلها حسية أو محسوسة ملموسة كما يقول صاحب نوبل (2014) الروائي الفرنسي باتريك موديانو، فالكلام يتجسد متى نفخت فيه الروح الملهمة الخالقة حياةً. تزداد وحشة الإنسان في هذه الحياة، بعدما غدا الحاسوب هو الكوة الافتراضية التي طفق البعض يقضي (كل) حاجاته بها.
الأدب الكبير هو الذي يوقظ فينا الإحساس بجدة أشياء هذا الكون، ويجدد علاقاتنا بها، فنغدو ثملين بالفرح لما تنطوي عليه هذه الأشياء من مقاصد سرية، جعلتنا الحياة الهادرة المألوفة، نغض عنها أبصارنا لفرط ألفتها، إن الأدب الكبير هو الذي يعيد إلينا التوازن المفقود في النظر إلى الأشياء – كل الأشياء- في هذا الكون وهذه الحياة التي نعيش في كنفها. إن الألق الوهاج الذي يضفيه الأدب الكبير على روح الأشياء يمتعنا مثلما يغذي فينا روح مساءلة هذه الأشياء بنوع من الرجة المدهشة والخاطفة المستديمة في نورانيتها، التي لا تفارق حقيقة الأشياء في روحانيتها وماديتها. إننا نعيش في عوالم صغيرة، هي العوالم التي تحتضن معاشنا وعملنا، أما الأدب فيخلق، على الدوام، طقسا جماليا يؤبد هذه الحياة ويفتحها على عوالم فسيحة كبيرة تنتقل بنا من جغرافيا إلى جغرافيا، ومن بلد إلى بلد، وكأننا نسكن المسكونة كلها – بتعبير ميخائيل نعيمة – نسكن الكون كله. وإذا كانت العوالم الافتراضية تمكننا من ذلك أكثر من الأدب – كما يبدو في ظاهر الاستعمال – فإن الأدب يتجاوز تجريد الممارسة الحياتية التي نلفيها في العوالم الافتراضية، ليحولها إلى عوالم محسوسة ممتلئة بأنفاس الحياة، الأنفاس اللاهبة اللاعجة القوية قوة الحياة ذاتها..
يخرج الأدب الكبير الإنسان من وحدته وعزلته، ويعقد أواصر الصلة بينه وبين الأشياء التي تملأ حياته، سواء تلك الأشياء المنبثة في الطبيعة أم تلك التي صنعها بنفسه ووهبها شكلا، ثم تركها وراءه إثر عبوره في هذا الكون الهائل. فالأدب يحفزنا للتعرف على هذه الأشياء، ويدلنا على شكل العيش الذي نعيشه مع بعضنا ومع الأشياء التي تَحُوطُنَا. إن الأدب الكبير هو أدب الحياة في كل العصور.
الأدب الصغير هو الأدب الذي ينحاز لإيديولوجيا أو عقيدة انحيازا متعصبا، نافيا عما سواه إمكانية حيازة الحقيقة. هو الذي يتعصب لعرق أو إثنية أو طائفة تعصبا مطلقا، جاعلا من التعصب وظيفته الكاملة والنهائية.
الأدب الصغير هو الأدب الذي يرفض المثاقفة والحوار والتفاعل مع الآداب الأخرى، بدعوى الحفاظ على الهوية والخصوصية. هو الأدب الذي لا يشمل الإنسانية كلها مهما كانت الخصوصية والمحلية التي يعبر عنها.
الأدب الصغير هو أدب التعصب للعرق أو المذهب، دونما إيمان بأن الكون، والحياة فيه، من حق الجميع، أما الوجود في مكان من هذا الكون إنما هو وجود حياة لغاية هي تحقيق إنسانية الإنسان بأغلى وبأعلى ما يمكن من التحقيق. الأدب الصغير أدب طائفة من الناس لا كل الناس. الأدب الصغير هو أدب التوجيه بالرؤية الضيقة، والآراء الماحقة، فهو أدب الأفق الضيق والفكر المختنق. الأدب الصغير أدب الإيديولوجيا الجامدة، وهو الأدب الذي يقول بأنه هو الأدب الوحيد في العالم ولا أدب سواه.
الأدب الكبير هو الأدب الذي يطوي في أعطافه شوق الكتابة ولذتها ومباهجها في المعرفة والحياة.
كتب رسول حمزاتوف كتابه الكبير، كتاب الأدب الكبير الذي يحفزك على محاورته، كتبه لبلده (داغستان) وسماه «بلدي» كما كتبه للإنسانية كلها، بينما الأدب الصغير هو أدب الإيديولوجيا الذي يموت بموت تلك الإيديولوجيا أو موت الدعاة لها.
يقول مارون عبود في كتاب «مجددون ومجترون»: «القديم والجديد نضال الأبد، بل صراع الحياة» وهو حال الأدبين الكبير والصغير، إذ يعيشان، عادة، في بيئة واحدة، أو بيئات متقاربة أو متباعدة.. بيد أن الأدب الكبير يحيا، لأنه أدب الحياة، والأدب الصغير يضمحل ويموت ويندثر لأنه أدب مَوَات. ما من ثقافة أو حضارة لم تعرف هذا الصراع المحتدم بين الأدبين الكبير والصغير، وهذين الأدبين هما مما يَرُوجُ في ثقافتنا العربية المعاصرة، وليسا في شيء مما كتبه عبدالله بن المقفع تحت هذا المسمى (الأدب الكبير. الأدب الصغير)، وإن يكن لهما صلة بذاك التراث الإنساني الباذخ الذي غذى عقول أجيال عديدة، ولما يزل يمارس وظيفته في التحفيز الروحي على الإبداع والابتكار. إن تراث عبدالله بن المقفع وسهل بن هارون وإبراهيم الصولي ومحمد بن الزيات وعمرو بن بحر الجاحظ وأبي حيان التوحيدي وابن العميد.. هؤلاء الذين سماهم محمد كرد علي «أمراء البيان» في كتاب تحت هذا الاسم، هو تراثنا الروحي والمادي في أدبنا، مذ كان هذا الأدب إلى الآن. وبما أن كل عمل فني أدبي هو مخاطرة فإن الأدب الكبير دليل على ممارسة هذه المخاطرة في استكشاف الحياة وجلاء أوجاعها ومسراتها ومباهجها، لأن الحياة، لمن يتمثل سرها القوي، هي حياة مباهج العمل الدائم والراحة المقترنة به، وهما معا مما يشف عن جمال هذه الحياة التي يجعلها الأدب الكبير أجمل مما هي عليه، فهذا الأدب هو في سعي دائب وملاحقة مستمرة للظفر بأفضل العوالم الممكنة. على أن هذا الأدب الكبير لا يظفر بهذه التسمية، إلا إذا حقق أدبيته بأفضل الطرائق الجمالية المتاحة. فليس أدبية الأدب في الإلحاح على شكلانية هذا الأدب إلا إذا كانت بلا معنى. ولا يتحقق معنى الأدب إلا إذا كان كبيرا، وهو الأدب الذي ينطوي على قدرات إبداعية عظيمة عظمة إنسانية الإنسان. ولطالما استحوذت الأعمال الأدبية العظيمة على قارئها بالفكر الأدبي الذي توصله إليه كما بالطريقة التي تم بها توصيل هذا الفكر. إن نضج التجربة واكتمالها الفكري والفني هما مما يحقق للأدب أدبيته، ويجعلان الرغبة فيه دائمة وعظيمة، فالاهتمام بالأدب مقترن، عادة، باكتماله الفكري والفني ولهذا حظيت كثير من الأعمال الأدبية بالبقاء والتداول عبر الأجيال المتعاقبة، لأنها انطوت وبقدر عال من إحكام الصنعة الجمالية على الاكتمال الفكري والفني. إن أدبا يخاطب كل جيل وكأنه ظهر للتو هو أدب كبير، لأن الأدب الكبير هو الذي يلازم الإنسانية في حياتها، وفي تحولات هذه الحياة، فما هو تجربة كلية يصدق على حياة جميع الأجيال لا على جيل واحد فقط. إن الأدب الكبير هو أدب الحياة كلها، مذ كانت هذه الحياة وإلى ما يعمل على استمرارها لتكون حياة إنسانية مبتغاة مشتهاة.
إن الأدب الكبير هو الأدب الذي يتجدد باستمرار تداوله، إنه الأدب الجديد دائما..لا يصيبه البلى ولا تعروه عوادي الزمن بالإهمال أو السقوط في مهاوي النسيان. إنه الأدب الذي تَنْشَد إليه القراءة في كل زمن، وهو لذلك أدب جديد دائما.

٭ قاص وناقد مغربي

 الأدب الكبير والأدب الصغير

عبداللطيف الزكري

حلمي بكر: نجاة وافقت على «كل الكلام» نظير مليون دولار

Posted: 03 Jan 2017 02:13 PM PST

القاهرة – «القدس العربي» : في مفاجأة قوية عادت قيثارة الغناء العربي المطربة المصرية الكبيرة نجاة إلى الساحة الغنائية بعد توقف استمر لعشرات السنوات، وقدمت أغنية «كل الكلام» من تأليف الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي وألحان الموسيقار طلال، وتوزيع يحيى الموجي وإخرج الفيديو كليب هاني لاشين، وقد أذيعت الأغينة بالفعل على بعض القنوات التلفزيونية الأمر الذي أسعد جمهور نجاة متوسما عودتها مرة أخرى، إلا أن الملحن المصري حلمي بكر، كان له رأي آخر، حيث أكد أن نجاة لن تعود للغناء مرة أخرى، وأشار في تصريحات خاصة لـ»القدس العربي» أن هذه الأغنية كانت لها ظروف خاصة، حيث تقاضت نجاة مليون دولار نظير تقديمها دفعها لها الموسيقار طلال، إبن الملك فهد، لذلك وافقت على تقديم الأغنية التي تم علاجها بأجهزة صوت حديثة في اليونان، مؤكدا أن النتيجة النهائية للأغنية ليست الصوت الحقيقي لنجاة، ولكنه نتيجة عمل الأجهزة، وأشاد بكر باللحن والكلمات.
والأغنية إستغرق تنفيذها عاما كاملا لتظهر في صورتها النهائية، وفقاً لتأكيد الفنان يحيى الموجي الموزع الموسيقي، وأوضح الموجي أن مراحل العمل في الأغنية من تسجيل الصوت والألحان والوتريات تم في عدة مواقع وإستديوهات مُتخصصة بين مصر وفرنسا واليونان، وقال إن الفنانة الكبيرة كانت تُتابع كل تفاصيل ومراحل التسجيل وكأنها تُغني لأول مرة.
وأشار الموزع الموسيقي يحيى الموجي إلى أن الفنانة إستمعت لثلاث ألحان للموسيقار طلال، وإختارت من بينها أغنية «كل الكلام» التي أبدعها الأبنودي وقررت أن تقدمها للجمهور، ثم جاء دور اختيار الوتريات والآلات الموسيقية التي سيتم استخدامها في الأغنية، وكانت الفنانة نجاة حريصة بشكل كبير على إختيار الآلات التي تُعبر عن روح الأغنية وقد إستقدمت عازفين «صولوهات» من تركيا للمشاركة في مقاطع من الأغنية.
وتوقع أن تُحقق الأغنية الجديدة نجاحاً كبيراً عند عرضها، لأن الناس مُتشوقة لصوت الفنانة نجاة الذي ما زال يحتفظ بجماله ورونقه، ولزمن الرومانسية والحب والموسيقى الراقية والكلمات العذبة.
ومن ناحيتها أعربت الإعلامية البارزة نهال كمال أرملة الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي عن سعادتها الكبيرة بأن تكون عودة الفنانة الكبيرة نجاة للغناء بعد سنوات طويلة عبر كلمات من تأليف زوجها الراحل الكبير.
وأكدت أنها كانت في قمة السعادة عندما إتصلت بها الفنانة لتُخبرها أنها اختارت أغنية «كل الكلام» لتُدشن عودتها للغناء، وقالت إن فرحتها كانت مُضاعفة لأن الأغنية من أشعار الأبنودي وأيضاً لأن عودة نجاة بصوتها الذهبي هو عودة لكل ما هو أصيل وجميل في الغناء ويُعد مكسبا كبيرا للساحة الغنائية، فهي صاحبة صوت حساس، ولديها مهارة كبيرة وفائقة في اختيار الأعمال التي تقدمها والتي دائماً ما تلقى النجاح.
وأوضحت نهال أن آخر تعاون فني بين الأبنودي ونجاة كان في أغنية «عيون القلب» والتي حققت نجاحا منقطع النظير وقت إطلاقها، وهو ما تتوقعه أيضاً لأغنية «كل الكلام» التي إكتملت لها عوامل النجاح مع الصوت الرئع والكلمات الجميلة وألحان الموسيقار طلال وهو ما يؤهلها لتكون من أهم أعمال عام 2017 الفنـية.
ومن ناحـيته أكد مخرج الفيديو كليـب للأغنـية هاني لاشين أنه لا يقدم فيلماً سينـمائياً من خلال الأغنية، وإنما كان كل تركيزه وهدفه هو أن يصل بالصـوت واللـحن والكلمـات للجمـهور.
وقال «كان هدفنا الأساسي أثناء تصوير الأغنية أن نُساعد الجمهور على التأمل، لأن هذه الأغنية تحتاج إلى التركيز في الكلمات والألحان، فهي تسمو بالروح والنفس، وتخاطب العقل والمشاعر الإنسانية».
وأضاف لاشين سيعُجب المُشاهد بفكرة الأغنية عند عرضها على القنوات الفضائية ومواقع التواصل الإجتماعي، ولن يكون بها ما يجرح عينيه، فقط نجاة بصوتها الملائكي مع البحر، ونُتيح الفرصة للمُشاهد ليتخيل ويتأمل في معاني وأحاسيس الأغنية ولحنها.
وأشار خالد أبو منذر المشرف العام على أعمال الموسيقار طلال إلى أن ترتيبات هذا العمل بدأت منذ فترة طويلة، ووأضح أن هذا هو التعاون الأول بين الفنانة نجاة والموسيقار طلال، وهو التعاون الثاني مع أعمال الشاعر عبد الرحمن الأبنودي بعد أغنية «مالي ومال الناس» التي غناها صابر الرباعي، ووجه منذر الشكر إلى كل فريق العمل على المجهود الكبير الذي بذله الجميع من أجل أن تخرج الأغنية بهذه الصورة.

حلمي بكر: نجاة وافقت على «كل الكلام» نظير مليون دولار
لن تعود للغناء والأجهزة الموسيقية غطت على الصوت
فايزة هنداوي

مصر: درس إبراهيم عيسى

Posted: 03 Jan 2017 02:12 PM PST

إبراهيم عيسى صحافي مصري شهير أجاد الكتابة الصحافية لسنوات كما أجاد الحديث المنفرد للتلفزيون في برنامج يحمل اسمه، في أسلوب انفرد به الإعلام المصري دون سواه في العالم ويتمثل في جلوس الصحافي ليحاضر في خلق الله في كل شيء، مع أن هذا ليس من مهامه المهنية إذ إن الصحافي ليس خطيب مسجد ولا مرشد الأمة.
على كل، هذا ليس موضوعنا، ولا موضوعنا كذلك محاكمة عيسى على آرائه ومواقفه السياسية فهذا ليس شأننا كما أنه حر في ما يقول ويعتقد. لا شيء من ذلك يقلل من قيمة عيسى المهنية والفكرية، صحافيا جريئا وروائيا جميلا ومتحدثا لبقا وآسرا. ما يهمنا هنا فقط هو أن ابراهيم عيسى الذي كان ناقدا شرسا لحكم مبارك ثم لحكم مرسي كان من بين أولئك الذين وقفوا مهللين لانقلاب عبد الفتاح السيسي بل وكان أول من جلس معه في حوار تلفزيوني ليقدمه للناس مرشحا للرئاسة التي قال يوما ما، وصدقه المغفلون، إنه زاهد عنها. لكن عيسى وقد بدأ ينتقد تدريجيا حكم السيسي وجد نفسه الآن خارج الشاشة مرة واحدة فالريس لم يستطع تحمله ولو لسنوات قليلة كما تحمله مبارك، أو لسنة واحدة فقط كما فعل مرسي.
إبراهيم عيسى أعلن بنفسه أنه أوقف برنامجه الذي يقدمه منذ تشرين الأول/أكتوبر 2015 أربع مرات في الأسبوع بسبب تعرضه لــ «ضغوط» وأنه «يتقبل أن تكون هذه اللحظة مناسبة للتوقف عن تقديمه»، فيما قالت قناة «القاهرة والناس» التي تبثه أنه «تقدم باعتذار إلى إدارة القناة معربا عن رغبته في عدم الاستمرارفي تقديم برنامجه (…) وتطلعه إلى التخفف من بعض أعباء العمل للتفرغ والتركيز على مشروعاته الكتابية والابداعية في الفترة المقبلة».
السذج فقط يمكن أن يقبلوا بهذه الرواية، وعلى كل لا يبدو من بين هؤلاء زملاء إبراهيم عيسى نفسه الذين يقدمون هم أيضا برامج تلفزيونية لم تتوان أبدا في التطبيل للسيسي وسياساته لكن الرجل بدا كمن لا يقبل منهم أبدا أي نشاز أو خروج عن النص حتى وإن كان مدروسا أو للتمويه أو للتنفيس عن الناس… لا شيء من ذلك بات مقبولا الآن في مصر. هؤلاء ارتعبوا مما حدث مع عيسى كالعروس التي ارتعبت من ذبح العريس القطة ليلة الدخلة، على ما يقول المثل الشعبي الشهير.
لا فائدة في استعراض ما تقوله منظمات حقوق الانسان وحرية الصحافة في العالم عن مأساة الصحافيين المصريين والأجانب تحت حكم السيسي فتلك طبعا في عرف جماعته «منظمات مأجورة ومتواطئة مع الإخوان المسلمين وتمولها قطر». لهذا سنستعرض بعضا مما قاله مقدمو البرامج في التلفزيونات المصرية أنفسهم، جادين أو ساخرين، ممن اشتركوا وما زالوا في عشق النظام الذي باتوا مع ذلك يخشون أن تدوسهم عجلاته، كما داست عيسى ومن قبله المأسوف على طلته الطريفة توفيق عكاشة. يقول هؤلاء…
لميس الحديدي: «عندي إحساس أننا عايزين نسمع صوت واحد، الناس تصفق بطريقة واحدة وتتكلم بطريقة واحدة (…) إحساسنا بالضيق يزداد يوما عن آخر ولست متأكدة إذا كنت سأتواجد على الهواء غدا».
خيري منصور: غياب برنامج إبراهيم عيسى «خسارة كبرى للإعلام ومؤشر سلبي لمستقبل الحرية في مصر».
شريف عامر: «الآن وقد توقف برنامج إبراهيم عيسى، نتمنى أن تستقر الأسعار وينكسر الدولار ويعم الرخاء والاستقرار»..
كثيرون سيشمتون لا محالة في «أبو حمالات» كما يوصف إبراهيم عيسى عند بعضهم، وقد يكونون متلهفين لغياب آخرين ممن ذكرنا الآن، وممن لم نذكر من قبيل.. «الواد» فلان و»البت» فلانة، ولكن الأجدى هو استخلاص العبرة : الصحافي الذي يطبل لدكتاتوريات فرضت نفسها على الناس بالقوة وأجهضت تجربة جميلة في الانتقال السلمي الديمقراطي لن يكون أبدا في مأمن من بطش هذه السلطات عندما تستتب لها الأوضاع ولا يعود بمقدورها أن تتحمل حتى زقزقة العصافير.
كلمتان في النهاية… ردا على كلمتين…
تقول لميس الحديدي إنها «مجهزة بيان استقالتي من الآن وحتفرغ للخياطة وشغل المنزل واشتغل تريكو لو متضايقين من أسئلتي»… وأنا أقول: هذا ما سيحصل على الأرجح سيدتي!!
و يقول إبراهيم عيسى «أترك مساحة التعبير التلفزيوني لمرحلة أخرى ووقتٍ لعله يأتي».. وأنا أقول: لو أتى في عهد هؤلاء… إبق قابلني!!

٭ كاتب وإعلامي تونسي

مصر: درس إبراهيم عيسى

محمد كريشان

الأردن… «حزام إيراني» بدلا من «الهلال الشيعي»

Posted: 03 Jan 2017 02:12 PM PST

إذا كان الأردن يشارك التحالف في ضربهم بالرقة ـ نقصد تنظيم داعش ـ لماذا لا يضربهم في حوض نهر اليرموك وهم على بعد كيلومتر واحد من الأرض الأردنية؟.. هذا السؤال من الطبيعي ان يخطر في الذهن عندما يستمع المواطن الأردني لرئيس أركانه الجنرال محمود فريحات يعلن بأن كتيبة خالد بن الوليد الموالية لداعش والتي تتبنى فكرها على بعد 1000 متر فقط مع دباباتها.
طبعا الجنرال فريحات قال ذلك وهو يؤكد ايضا بان بلاده لا زالت تشارك في الضربات الجوية للتحالف ضد داعش.
المسألة تنطوي على تشويش وإن كانت الاعتبارات العسكرية الميدانية خارج نطاق الفهم العام لأن المواطن البسيط يسأل ما دام العداء علنيا ضد داعش التي وصفت الشرطة الأردنية بأنهم «مرتدون» وتتبنى عمليات داخل المملكة ما الذي يدفع لعدم ضرب حلفائها في حوض نهر اليرموك خصوصا وان فريحات نفسه يجدد التأكيد على ان الجيش النظامي السوري غير موجود في الطرف الثاني من حدود بلاده.
قدر البعض بان ما يقصده الجنرال قد يكون التمهيد لاشتباك عسكري بدعوى القصاص من حلفاء داعش لكن لا توجد معطيات من اي نوع حتى الان على الأقل تؤكد مثل هذا السيناريو لأن استراتيجية الأردن لا زالت احتواء المشكلات السورية داخل الأرض السورية والسهر على منع عبورها للحدود قدر الإمكان.
طبعا مقابلة الجنرال فريحات مع بي بي سي مهمة جدا وقد كانت حديث مجالس الأردنيين طوال الأسبوع الماضي لكن الفرصة مواتية لتدوين الملاحظات التالية :
المقابلة تكشف عن «عيب بيروقراطي» كبير لا يمكن للمؤسسة العسكرية بكل حال تحمل مسؤوليته، فالرأي العام الأردني كان ينبغي ان يخاطب قبل الأجنبي من قبل كبار المسؤولين وتحديدا السياسيين خصوصا هذه الأيام وبعد أحداث الكرك الدموية وأفترض ان مقتضيات مهنية محددة دفعت رئيس الأركان وهو عسكري «مر ومحترف» كما فهمنا إلى هذا الاتجاه. تكشف ايضا النقص الحاد في الرواية الرسمية للأحداث ونقاط الفراغ التي تدفع اغلى مؤسسات الأردنيين عليهم للتحدث نيابة عن من ينبغي ان يتحدثوا خصوصا في الجانب المعلوماتي.
طبعا تكشف ايضا «ضحالة» السياسيين الرسميين الذين ينبغي ان يكون حبك الروايات للخارج والداخل شغلهم.
يقلقني شخصيا ان يتحدث «كبير المؤسسة العسكرية» بشؤون سياسية إقليمية ويوجه رسائل سواء للنظام السوري او للنظام الإيراني فذلك وإن كان اصلا واجب وزير الخارجية ورئيس الوزراء فهو «سلاح ذو حدين» لأنه وفي لغة الإعلام والسياسة يدفع بأهم مؤسسات البلاد السيادية لدائرة الرد والتعليق والتعقيب من قبل الآخرين.. شخصيا وكمواطن لا يريحني ذلك خلافا لأننا لم نعتد عليه إلا إذا كان المقصود الأعمق ان نبدأ بالاعتياد.
تسمية «الحزام الإيراني» بدلا من « الهلال الشيعي» توحي بأن الأردن عقائديا هذه المرة وليس سياسيا فقط بالخندق المعادي تماما لإيران وبأنه يتبنى تماما رؤية الأشقاء في السعودية بل ويطور عليها وهي مسألة تستوجب النقاش والجدل الذي قد يصلح لندوة سياسية او طاولة مغلقة وفي أسوأ الأحوال للتصريحات الاستهلاكية التي يمكن تطويرها و«دبلمستها» لاحقا.
وعندما يتقرر انه يصلح للإعلام الغربي علينا كأردنيين ان نقصد ذلك ونكون قد تعمقنا في نتائجه خصوصا إذا ما بدر من المستوى العسكري وليس السياسي.
صحيح ان الحديث عن حزام إيراني اقل حدة من الحديث عن هلال شيعي.
لكن الصحيح ايضا ان تفكير المؤسسات الأردنية بالانفتاح والتعددية في الخيارات الاستراتيجية لا زال يخفق في التفاعل مع اي مقترحات تتضمن المحاولة والتجريب مع إيران التي يعتبرها الأردن وبالإفصاح الرسمي رمزا للحقن الطائفي ورعاية للميليشيات المصنفة ايضا بالإرهاب.
بالمقابل لا تتقدم إيران التي تتدخل بكل الشؤون العربية وتوفر الغطاء للخطاب الطائفي المتطرف في العراق وسوريا وأحيانا لبنان باي خطوات تؤشر على اي اهتمام لطمأنة الشارع العربي او حتى العمل على إثبات عكس مخاوفه، الأمر الذي يعني عمليا صعوبة إدانة او رفض التفكير الأردني.
رغم ذلك اقلق وأتحفظ هنا لأننا باختصار نتحدث عن «دولة إقليمية مهمة وقوية» تسيطر على حدود بلدين في جوار المملكة على الأقل واربعة بلدان في منطقتنا ولأننا ـ وهذا رأيي الشخصي ـ ينبغي ان نستعد سياسيا ودبلوماسيا لاستحقاقات لحظة نشاهد فيها عادل الجبير يجلس مع ظريف نظيره الإيراني ويتفاهمان.
أثق تماما بالمعلومة السيادية والوطنية وأثق بالمقابل بضرورة «تسيسها» احيانا وقد فوجئت شخصيا بان عدد الأردنيين العاملين في تنظيمات إرهابية وجهادية في سوريا لا يزيد عن 300 أردني.. ومعلوماتي تقول بأضعاف أضعاف هذا الرقم وتقول بان اجتماعا مغلقا جدا بحضور علية القوم تحدث عن 2800 أردني في داعش لوحدها.
وليس سرا ان التيارات الجهادية المحلية تتحدث عن أكثر من 500 أردني قتلوا خلال اربعة أعوام في العراق او سوريا فإذا كان هذا العدد من القتلى في ساحتين تحت اللافتة الجهادية فكم سيكون عدد عناصر الكادر الذي يعرف الجميع ان بعضه متأثر فعلا بخطاب داعش المتشدد جدا وبعضه الآخر يتحفظ على داعش نفسها بدلالة التعليقات المنددة شرعيا بداعش التي تصدر عن قيادات منظرة ولها حضور في الأردن.

٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي»

الأردن… «حزام إيراني» بدلا من «الهلال الشيعي»

بسام البدارين

عن الغالب والمغلوب وحجم الغلبة في حرب سوريا: اللاعبان الدوليان

Posted: 03 Jan 2017 02:11 PM PST

شهدت الثورة السورية جملة من الانعطافات الحاسمة في هذا الطور من مسارها الطويل والأعوج، ألا وهي: تحوّل الانتفاضة الشعبية إلى حرب أهلية في أواخر 2011، وامتزاج الحرب الأهلية بحرب إقليمية مع تدخّل إيران وأتباعها بصورة متصاعدة منذ معركة القُصَيْر التي أنقذت نظام آل الأسد وسمحت له بالعودة إلى الهجوم في ربيع 2013، ومن ثم انضياف حرب دولية إلى الحربين الأهلية والإقليمية مع بدء حرب التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد داعش إثر اجتياح هذه الأخيرة لجزء من الأراضي العراقية في صيف 2014، وأخيراً الإنقاذ الثاني والأكثر حسماً للنظام السوري بفضل التدخّل الروسي الكثيف منذ خريف 2015 بعد أن تبيّن أن التحالف الذي قادته طهران لم يتمكّن من ضمان صموده، ناهيكم بتحقيق فوزه.
ومن الجليّ أن الوضع السوري بات يقف منذ أواخر العام المنصرم عند منعطف رئيسيّ يضاهي بأهميته المنعطفات سابقة الذكر، إن لم يفُق معظمَها أهميةً. ويتشكّل هذا المنعطف الخطير من سقوط شرقيّ حلب أمام الهجوم العنيف للتحالف العريض المؤيد للنظام السوري، وما تلاه مباشرةً بانتقال موسكو من دور حليف دمشق وطهران إلى دور الوسيط بين طهران وأنقرة، الأمر الذي أتاحه ارتماء رجب طيب أردوغان بين أحضان فلاديمير بوتين. وقد أفضى تبدّل الدور الروسي إلى وقف لإطلاق النار بين حلفاء كلّ من إيران وتركيا في سوريا واتفاق على صيغة تفاوض سياسي جديدة، أعلنتهما موسكو يومين فقط قبل نهاية عام 2016 بما يشير إلى أن بوتين أراد الاستفادة من اضمحلال الدور الأمريكي في ظلّ إدارة أوباما المهزومة انتخابياً وحسْم الموقف قبل حلول العام الجديد الذي سوف يشهد تولّي دونالد ترامب لمقاليد رئاسة الولايات المتحدة.
فلنتوقف أمام هذا المنعطف عظيم الشأن ولننظر في وضعية الفاعلين الرئيسيين في حرب سوريا، بادئين اليوم باللاعبيْن الرئيسيين على الصعيد الدولي: أمريكا وروسيا. يتفق الجميع على اعتبار الحكم الروسي الغالب الأكبر في حرب سوريا، ولا شكّ حقاً في أن موسكو سجّلت فوزاً كبيراً بإثبات قدرتها على استعمال ترسانتها العسكرية الضخمة بنجاح ومحو الانطباع الذي تكوّن عنها منذ ما يناهز ربع قرن، عندما هُزم الجيش السوفياتي في أفغانستان. وقد حققت بذلك أهدافاً عدّة، أوّلها ضمان سيطرتها على سوريا، بعد أن تحوّل الساحل السوري إلى قاعدة كبيرة للقوات الروسية، وثانيها إثبات جدارة سلاح الجوّ الروسي وهو من أهم صادرات البلاد، وثالثها إقناع كافة الأنظمة الاستبدادية بأنها تستطيع الاعتماد على دعم موسكو لها، خلافاً لدعم واشنطن الذي يرتهن بالسياسة الداخلية الأمريكية وتعوقه بين حين وآخر اعتبارات حقوق الإنسان، وقد أدّى الأمر ذاته أيضاً إلى إبرام بعض الدول العربية عقوداً مع موسكو في المجال النفطي. بيد أن انتصار موسكو أصغر شأناً مما يبدو للوهلة الأولى بسبب حدود الطاقة الروسية، إذ أن تدخّلها الكثيف في سوريا شكّل مجازفة اقتصادية كبيرة لبلد يعاني من أزمة اقتصادية حادة، ويبقى ناتجه المحّلي الإجمالي دون ناتج كوريا الجنوبية! ولا شكّ في أن العامل الاقتصادي دافعٌ أساسي لبوتين في سعيه الآن وراء إيقاف النزيف السوري الذي يستنزف أيضاً قدرات دولته المحدودة.
وإذ يجمع المراقبون على أن واشنطن مغلوبٌ على أمرها في الساحة السورية، حقيقة الأمر أن فشل باراك أوباما كبيرٌ من وجهة النظر الأخلاقية لمشاركته في مسؤولية الكارثة التي حلّت بسوريا، لكنّه فشلٌ محدود من وجهة نظر المصالح الإمبريالية. فإن واشنطن لم تكترث جداً للوضع السوري لسبب يعلمه جيداً سكان منطقتنا ويتلخّص بكلمة واحدة: «نفط». والحال أن النفط هو القاسم المشترك بين الساحات العربية التي تدخّلت فيها واشنطن عسكرياً على نطاق واسع، ألا وهي الكويت والعراق وليبيا. أما سوريا الفقيرة بالنفط فلم تهتم واشنطن بفك علاقتها بروسيا حتى عندما كانت هذه الأخيرة مشلولة في العقد الذي تلا انهيار الاتحاد السوفياتي. وإذا صحّ أن موسكو قد أبرمت في عام 2013 عقداً للتنقيب عن الغاز تحت مياه سوريا الإقليمية، يبقى أنه ليس مؤكداً أن ثمة ثروة هامة تحت تلك المياه. وقد تركت واشنطن روسيا تقدّم دعماً جوّياً للقوى التي تشرف عليها إيران على أرض سوريا بينما أشرفت هي على تقديم الدعم الجوّي للقوى التي تشرف عليها إيران أيضاً على أرض العراق، وهذا الأخير صاحب ثورة نفطية عظيمة جعلت واشنطن تبذل مجهوداً عسكرياً ضخماً وباهظ الثمن سعياً وراء السيطرة عليه ولم تتخلّ عن هذا الهدف بالرغم من الهزيمة التي مُنيت بها. فقد انتهزت واشنطن الفرصة التي فسحها لها اجتياح داعش للأراضي العراقية عام 2014 وعجز القوات العراقية الخاضعة للهيمنة الإيرانية عن الوقوف في وجهه كي تعود بقوة إلى الساحة العراقية تماماً مثلما انتهزت موسكو عجز القوى التابعة لإيران في الساحة السورية لتتدخّل فيها بكثافة.
وقد اعترف بوتين نفسه علانيةً بتفوّق الولايات المتحدة الكبير على بلاده. كان ذلك في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي في حزيران/يونيو الماضي، عندما صرّح أن «أمريكا قوة عظيمة. وهي اليوم على الأرجح القوة العظمى الوحيدة. نحن نقرّ بذلك، ونحن على استعداد ونريد العمل مع الولايات المتحدة». ويشاطره هذا الرأي بالتأكيد حكّام منطقتنا ونحن نرى كيف أن حتى الذين من بينهم فتحوا خطاً مع موسكو بسبب انزعاجهم من ضغوط إدارة أوباما عليهم يتهافتون الآن لكسب ودّ الرئيس الأمريكي المنتخب. ومع عودة أمريكا المرتقبة في عهد ترامب إلى دعم أنظمة الاستبداد بلا وخز ضمير، يتطلّع هؤلاء جميعاً إلى استعادتها الهيبة التي خسرتها خلال إدارتي بوش الابن وأوباما وإلى عودة حظيرتها في الشرق الأوسط إلى الانتظام.

٭ كاتب وأكاديمي من لبنان

عن الغالب والمغلوب وحجم الغلبة في حرب سوريا: اللاعبان الدوليان

جلبير الأشقر

كم تونسيا سيرحل هذا العام؟

Posted: 03 Jan 2017 02:11 PM PST

قبل أن يهنئ الرئيس التونسي شعبه بالسنة الجديدة ويبشره في خطاب، بث على التلفزيون الرسمي، بأنها ستكون سنة الإقلاع، لفظ العام السابق انفاسه الاخيرة على سلسلة كئيبة من الاخبار.
كانت البداية غرق مركب صيد في سواحل المهدية، وفقدان اكثر من عشرة بحارة كانوا على متنه، ثم وفاة خمسة افراد وجرح ما يفوق الخمسين في حادث تصادم بين حافلة ركاب وقطار على مشارف العاصمة تونس. اما في آخر يوم من العام فقد أعلنت السلطات عن حجز اكثر من اربعة أطنان من الدجاج الحي فقط في محافظة الكاف شمال غرب البلاد، بعدما ثبت لها «من خلال المعاينة التي قامت بها الوحدات التابعة لوزارات الصحة والفلاحة والتجارة، أنها غير صالحة للاستهلاك» بحسب ما ذكر موقع الصباح نيوز، وحجز خمسة اطنان من المرطبات الفاسدة كانت في طريقها للترويج في سهرات رأس السنة في حي التضامن، وهو واحد من أكبر الاحياء الشعبية. وخرج مدير حفظ الصحة وحماية المحيط بوزارة الصحة ليصرح لوكالة الانباء الرسمية بأن «التحاليل المخبرية التي اجريت على عينات من علب المياه المعدنية، التي تم حجزها مؤخرا في بعض المحال التجارية في محافظة مدنين، اثبتت عدم صلاحيتها للاستهلاك».
لكن كل تلك الاخبار المزعجة والمخيفة لم تحرك ساكن التونسيين، ولم تترك اثرا ولو محدودا على عاداتهم ولهفتهم وتسابقهم على محال بيع الحلويات والدجاج في مثل ذلك الوقت من كل عام. لقد صارت بمثابة الاشياء الروتينية التي اعتادوا سماعها كل عام، ولم يعد يقلقهم أو يزعجهم لا ارتفاع الأسعار ولا الغش ولا التهريب ولا الفساد، ولا حتى السقوط المستمر لضحايا الاهمال والتقصير، سواء في المستشفيات أو على الطرقات أو في وسائل النقل العام.
هل تمدد اليأس والقنوط واكتسح نفوسهم وقلوبهم وجعلهم لا يقدرون حتى على رفع أصواتهم للمطالبة بزوال الفساد وسقوطه، بعدما تجاسروا قبل ست سنوات على الخروج إلى الشوارع هاتفين بشعار «الشعب يريد اسقاط النظام»؟ وهل فقدوا القدرة والامل في التغيير واستسلموا بسرعة للواقع الذي لا مكان فيه إلا للأكثر قوة وسطوة ونفوذا؟ أم أنهم سقطوا في فخ توجيه وتضليل اعلامي متعمد، جعلهم يغلقون اعينهم ويصمون آذانهم عن مسائل مهمة وحساسة ولا يفتحونها إلا على اخرى مصطنعة وهامشية لا تقدم ولا تؤخر؟
ان المفارقة التي تحير حقا هي أن التجربة الديمقراطية القصيرة التي شرعوا في خوضها قبل سنوات قليلة، لم تستطع حتى الان أن تصهر كياناتهم وتلم شتاتهم وتوحدهم على فكرة أو مشروع أو هدف واحد، بقدر ما جعلتهم أكثر انعزالية ومادية، لا يهتمون لا لمصير بلدهم ولا لمستقبل أبنائهم، بل يلهثون وراء امر واحد فقط هو تأمين خبزهم اليومي وكسب المزيد من المال بأقصر الطرق وأسرعها.
لقد فقدوا الاحساس بمحن الآخرين وآلامهم وصاروا مثل آلات بلا روح، لا يؤمنون ولا يفكرون على الاطلاق بأن هناك شيئا مشتركا يشدهم ويربطهم بأرضهم وهويتهم. والمشكل الاساسي هنا هو ألا احد منهم على اختلاف المواقع والدرجات يعترف ويقر بالمسؤولية والتقصير عن ذلك. فهم يرون انفسهم معصومين ومبرئين من الاخطاء والزلات، وغالبا ما يلقون باللائمة فيما يحل بهم من محن ومصاعب وعثرات على قوى خارجية شريرة لا هم لها سوى استهدافهم والتآمر عليهم.
انهم يذهبون للحلول السهلة والبسيطة ويهربون فورا من كل المشاكل والصعوبات بادراة الظهر لها بالكامل. ولا فرق هنا بين ردة فعل البسطاء والمسحوقين والمنكوبين منهم، ومواقف قادتهم ونخبهم. فمثلما بدا سهلا أن يصرح شقيق انيس العامري الشاب المشتبه في تورطه في حادثة الدهس في برلين بأنه في حال تأكد من أن اخاه هو من قام بالعملية فانه «لا يمثله ولا يمثل عائلته»، فانه كان سهلا ويسيرا ايضا أن يصرح رئيس الحكومة لوكالة الانباء الالمانية بأن العامري «لا يمثل الشعب التونسي الذي صنع ثورة» ثم يلقى بعض المحللين والمراقبين المحليين، وحتى الدوائر القريبة من السلطة بالمسؤولية فيما جرى في برلين على سنوات السجن التي قضاها العامري في ايطاليا، وحولته بنظرهم إلى متشدد. لكن هل كانت السجون التونسية أفضل حالا؟ وهل كان مطلوبا من الايطاليين ألا يسجنوا الشاب بعد أن دخل بلدهم بطريقة غير مشروعة؟ وقبل هذا وذاك ما الذي دفع العامري وآلاف الشباب إلى ترك بلدهم والمخاطرة بالعبور نحو الضفة المقابلة شهورا قليلة بعد هروب بن علي، وتخلص تونس من حكم استبدادي طويل؟ كل تلك التساؤلات تظل كوابيس مخيفة لا أحد يتمنى رؤيتها يوما أو مواجهتها. ولكن الحقيقة تظل رغم كل شيء ثابتة ومعروفة لمن لايزال قادرا وراغبا في الوصول لها.
والجزء الذي قد يكون عصيا على الحجب منها، هو أن اعداد الواصلين بحرا حينها إلى جزيرة لمبيدوزا الصغيرة جنوب ايطاليا ناهز الثلاثين الفا. ولانه كان المستحيل في ذلك الوقت، على الاقل، أن يفكر احد بمصيرهم، أو بالدوافع التي جعلتهم يتركون وطنهم في ظرف بدأت فيه الدكتاتورية بالانزياح، فإن الحل السهل هنا ايضا كان التحجج بان أولئك الشباب لم يكونوا في الغالب سوى شرذمة ضالة من القتلة والمنحرفين، الذين استغلوا حالة الارتباك الامني للهروب من السجون قبل مغادرة البلد بذلك الشكل. والاغرب من ذلك أن الرئيس قائد السبسي نفسه كثيرا ما كان يردد بشيء من الاستنكار والاستغراب كيف تعجز اوروبا، عن استيعاب الثلاثين ألف تونسي، في الوقت الذي تستقبل فيه تونس على محدودية مواردها وظروفها الصعبة اكثر من مليون ليبي وفدوا إليها ابان الحرب الليبية الاخيرة. وكأنه يعطي بذلك النوع من المقارنات المغلوطة، من حيث يشعر أو لا يشعر، ضوءا أخضر لمن لايزالون مترددين في اللحاق بهم، ويجعلهم يأملون في أن تنجح محاولاتهم يوما ما، مادامت القارة العجوز مثلما لمح الرئيس ماتزال قادرة على استقبال المزيد منهم في جنتها الأبدية.
أن المنطق السائد هو أن البلد لا يحمل ابناءه إلى قوارب الموت ولا يدعوهم صراحة لذلك، لكنه لا يمنعهم أو يقف سدا حصينا امام رغبتهم في أن يجربوا حظهم في الضفة المقابلة. أما ما سيحصل لهم بعد ذلك، وما قد يلحق من ضرر من افعالهم وتصرفاتهم فتلك قصة ثانية. قد تسحب الجنسية منهم وقد يتنكر لكل الروابط الدموية التي تجمعهم به، وقد تبني سجونا كبيرة وحصينة لاستقبالهم في حال ترحيلهم، وقد تفعل السلطات كل شيء حتى تخلص الاخرين منهم وتتخلص هي بدورها من القلق والازعاج الذي يتسببون به لها، ولكنها في الاخير تظل تدور في الحلقة المفرغة ذاتها على أمل أن تنزل السماء حلا سحريا يضع حدا نهائيا لكل المحن والازمات. ولكن ما قد يقلب الامور رأسا على عقب هو أن الجيران الشماليين قد يغيرون مواقفهم وسياساتهم بعد الاحداث والتطورات التي حصلت العام الماضي في اكثر من عاصمة من عواصمهم.
لقد كانت انغيلا ميركل واضحة وحازمة هذه المرة، وقالت للرئيس التونسي إن كأس الصبر فاضت، وإن بلاده باتت مطالبة الان باستقبال ابنائها الذين لم يعد مرحبا بهم في الاراضي الالمانية. ومن المؤكد أن اكثر من عاصمة اوروبية تشاطرها المسعى نفسه، أي التخلص في اقرب وقت من شباب تونسي بات يقض مضاجع الاوروبيين ويمثل هاجسا كبيرا لهم. انهم لا يرغبون في أن يتحول التونسيون إلى مشكلة اوروبية، ولكنهم يعلمون ايضا أن الطرف المقابل في الضفة الجنوبية لن يكون مرتاحا لاستقبال الاف العائدين، سواء مما يصفها الاعلام المحلي بـ»بؤر التوتر» أي مناطق الحروب والأزمات، أو بؤر التحضر الاوروبي، لان لديه اطنانا من المشاكل المتراكمة التي لم تحل بعد. وما قد يعقد الصورة ويزيدها غموضا وضبابية هو أن الحلم الاوروبي ما يزال يراود آلافا اخرين. فقد اثبتت دراسة حديثة أن ما يقرب من نصف الشباب التونسي يحلم بالظفر بمكان في الضفة المقابلة. كيف سيتصرف الجانبان اذن امام كل تلك التحديات الثقيلة؟ وكيف سيتخلصان من المشكل؟ هل بالاستمرار في ادارة الظهر أم بمواجهة الحقيقة؟ قد يستغرق الامر وقتا لا احد يعرف كم سيدوم؟ وكم في اثنائه سيرحل من تونسي أو يلقى به في البحر تطهيرا لاوروبا من لوثة الارهاب التونسي التي ضربتها. لكن هل سيكون ذلك كافيا وناجعا؟ ربما يكشف بعض الجواب في نهاية العام الذي توقع الرئيس بانه سيكون عام الإقلاع.
كاتب وصحافي من تونس

كم تونسيا سيرحل هذا العام؟

نزار بولحية

نحو إعادة تعريف ضحايا الحرب

Posted: 03 Jan 2017 02:10 PM PST

كان الطفل يبكي جوعاً. أمه المشفقة لم تستطع أن تقدم له شيئاً، فلما ازداد بكاؤه وجدت تلك الأم نفسها تضربه بشدة حتى مات.
ليست هذه قصة من نوع القصص القصيرة جداً التي تعتبر صيحة جديدة في عالم الأدب، بل حادثة واقعية حدثت خلال حصار مخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق. ذلك المخيم الذي وجد قاطنوه أنفسهم فجأة عالقين ضمن حرب وصراعات، لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
يلخص هذا المشهد الذي لا يعد سوى أحد الأمثلة التي تكررت في أكثر من مكان على مسرح العبث السياسي والأخلاقي الذي نعيشه، يلخّص ما نعنيه من أن مفهوم ضحايا الحروب والصراعات يجب ألا يقتصر على ما ينصرف إليه الذهن عادة من قتلى ومصابين إصابات جسدية خطيرة أو مستدامة، بل يجب أن يتسع ليشمل أولئك الذين أصابت مشاهد الحرب والترويع أنفسهم بما هو أخطر أحياناً وأعظم من الإصابات التي ترى بالعين المجردة. هذه المرأة التي ضربت طفلها، والتي نستطيع أن نخمن أنها كانت جائعة هي الأخرى، لم تكن بالتأكيد في وعيها الكامل، مثلها مثل أولئك الذين تحولوا فجأة لمجرمين داخل المخيمات ومناطق الحصار، الذين يعتدون أحياناً على جيرانهم، بل على أفراد أسرهم بشكل قاسٍ ولأسباب تافهة، بل بدون سبب واضح أحياناً.
مشكلة هذه الجرائم هي أن المتسبب فيها في الغالب يفلت من العقاب، حيث لن ينظر القانون إلا لمرتكب الجريمة المباشر، أما الآخر الذي تسبب في خلق هذه الظروف الاستثنائية التي جعلت الأم تقتل ابنها، والقريب يعتدي على قريبه أو جاره، هذا الآخر لن يسائله أحد، وهو بدوره سينكر ببساطة أي علاقة له بالأمر.
في منطقة أخرى مبتلاة بالصراعات الطائفية والمناطقية كالعراق، يبدو العنف منتشراً على كل المستويات، فبالإضافة إلى العنف الظاهر الذي تنقله شاشات التلفاز، ويتم الاهتمام بتغطيته وعد ضحاياه، يجد الباحثون في العلوم النفسية والاجتماعية أن هناك أنواعاً من العنف الموازي، لكن الخفي على صعيد الأسرة الموتورة والمتوترة، التي يفرغ فيها الوالد غضبه وضغوط حياته أحياناً على جسد زوجته وأطفاله، وهو ما ينعكس على نفسية الأبناء، الذين سيتشرب كثير منهم ذلك العنف الذي أصبح جزءاً من حياتهم. بعض هؤلاء الأبناء سيصاب بعاهة مستديمة أو إعاقة، والكثيرون منهم سيكونون مستعدين لممارسة أنواع من السلوك العنفي، مقابل رفاق المدرسة أو الجيران أو غيرهم.
ما يقال عن الاعتداء الجسدي يمكن أن يطبق على التحرش والاعتداءات الجنسية، فكثيراً ما نكتشف أن أعتى المجرمين في هذا المجال لم يكونوا سوى ضحايا سابقين في طفولتهم لممارسات قهر وظلم واعتداء جنسي أو جسدي، ما أثر على تحوّر نظرتهم للعالم، وبشكل خاص للمجتمع الذي يعيشون فيه وولّد لديهم خاصية توحّش فريدة وشعور بالرغبة في الانتقام لا ممن اعتدى عليهم، بل من أبرياء جدد لا علاقة لهم بالقضية.
هذا يذكر بما تم تسليط الدور عليه بكثافة إبان وصول الموجة الأولى من اللاجئين السوريين إلى أوروبا، حيث اهتم الإعلام بنقل حوادث الاعتداء على الفتيات التي مارسها بعض الشبان الواصلين حديثاً إلى البلاد، واستطاعت أصوات اليمين الرافضة مبدئياً لاستقبال المهاجرين أن تضخم تلك القضية، وأن تستخدمها في التحذير من كون اللاجئين هم مجرد مجرمين ومتحرشين يجب عدم استقبالهم أو العطف عليهم.
لا يستطيع أي أحد تبرير ما حدث آنذاك، خاصة أنه كانت فيه إساءة ليس فقط لصورة اللاجئ السوري، بل لصورة العرب والمسلمين واللاجئين بشكل عام. لكن أي عاقل، بما في ذلك الكثير من الأوروبيين، خاصة في ألمانيا، كان يعلم أن تناول تلك الحوادث والحديث عنها بتعميم لم يكن سوى عمل لا يخلو من الشر والغرض.
هذه الحوادث وغيرها تعكس بعض الشروخ النفسية التي أصابت ذلك الجيل الذي عاش ظروف الحرب والقتل على الهوية، والحصار والتجويع، ثم السفر عبر الطرق الخطرة والبحر العميق، في محاولة لصيد مستقبل مجهول. هي حوادث تخبرنا أن أولئك الشباب لا يحتاجون فقط للدعم المالي والمادي، بل يحتاجون، وربما بشكل أكبر للدعم النفسي، الذي قد يجعلهم ينسون، ولو بشكل جزئي، مرارات الماضي من أجل الانطلاق لبناء مستقبل جديد.
كيف يمكننا أن نتوقع أن يعود لممارسة حياته ببساطة من أصبح فجأة يتيم الأبوين، بل من شاهد بأم عينيه مقتل والديه أو اغتصاب قريبة له أو من تعرض للحبس والانتهاكات داخل أقبية هذه المجموعة أو تلك؟ الأمر بنظرنا يتسع ليشمل أيضاً ما يسمى بتنظيم «الدولة الإسلامية» الذي لا يعد فقط إرهابياً ولكن فوضوي أيضاً بالمعنى الغربي الذي يطلق لفظ الفوضوية على تلك الجماعات ذات الايديولوجيا الرافضة لنظام الدول والحدود. لن يكون من السهل على الكثيرين وصف ذلك التنظيم المتوحش بالضحية التي نتجت عن بيئة صراعات قاسية، خاصة أن هناك من المنتسبين إليه من عاش ظروفاً مختلفة في دول الرفاه الغربية، التي هي أبعد ما تكون عن مثل هذه الآلام النفسية، إلا أن الحقيقة الواضحة هي أن جوهر وأساس أفكار التنظيم إنما تشكلت تحت ضغط ذلك الواقع القاسي من المشاهد اليومية للقتل على الهوية والاغتصاب والاعتداءات والتواطؤ، أو ما اعتبر تواطؤاً، من السلطات الرسمية وأجنحتها الشرعية والعلمية.
هذا يفسر على سبيل المثال مبدأ «تكفير الصامتين» الذي نستنتجه من استهداف التنظيم لكل من يخالف آراءه وفتاواه المريضة، خاصة من المثقفين والعلماء من أهل السنة، وهو المبدأ الذي سيصب الكثير من الزيت على النار في كل مكان وطأته أقدام ذلك التنظيم، ففي سوريا وحين ينشغل الجميع بمحاولة دفع الظلم والتدافع للصمود وسد الحاجات الأساسية للسكان، نجد أن التنظيم لا ينشغل إلا بتطهير المكان من الجماعات التي تقول إنها إسلامية، في حين أنها معادية للإسلام والشريعة، بحسب فهمه، مما يحرف الصراع والمواجهات عن مسارها ويجعل من ذلك التنظيم المهووس أداة يسهل استغلالها وتوجيهها من قبل الكثير من الأجهزة الاستخبارية، بل أكثر من ذلك فإنه حتى في حالة سيطرة التنظيم على بعض المناطق فإنه يفشل في كسب قلوب السكان لصالحه، حيث يتعامل مع أي اجتهاد أو اختلاف أو حتى مجرد نصح على أنه تخذيل وكفر يجب أن يقابل بالتعذيب والسيف، مدعياً أن هذا هو منهج النبي وحاشا أن يكون ذلك هو منهجه – عليه الصلاة والسلام، بل لو كان هذا هو منهجه لما عاش الإسلام إلى يومنا هذا.
إننا نذكر كل ذلك لتقرير حقيقة مفادها أن كل هذه التداعيات لن تنتهي ولن تتوقف وسوف تظل تلد وتنتج كل يوم مآسي جديدة ما لم يتحرك العالم ليس فقط باتجاه رعاية واحتضان ضحايا الحرب، وإن كانت هذه أولوية آنية ولا شك، بل باتجاه العمل الجاد على وقف تلك الحروب والصراعات وتقديم المسؤولين عنها وعن جميع ما احتوت من انتهاكات إلى محاكمات عادلة وتاريخية.
كاتب سوداني

نحو إعادة تعريف ضحايا الحرب

د. مدى الفاتح

همومنا العابرة لموسم الأعياد

Posted: 03 Jan 2017 02:10 PM PST

يبدو أن انتهاء عام وابتداء آخر لا يغير من حجم الألم العراقي وطعمه، فقد ودع العراقيون عاما بعملية إرهابية سبقت نهاية اليوم الأخير من السنة بساعات، بتفجير انتحاري وسط سوق شعبي في منطقة السنك في مركز مدينة بغداد، ليحصد العشرات بين شهيد وجريح.
وليبدأ عام العراقيين الجديد بهجوم انتحاري في مدينة النجف الذي حصد العشرات ايضا، بينما خلفية مشاهد معارك تحرير الموصل تزداد ضراوة مع انطلاق المرحلة الثانية من تحرير المدينة قبل ايام. يبدو أن دماء العراقيين عصية على أن تصان لتتحقق امنياتنا بعام خال من العنف والقتل في هذا الركن المبتلى من الارض.
ومن الهموم التي تقفز بين عام مضى وآخر مقبل هي بالتأكيد هموم العمل الصحافي في العراق، حيث ما تزال قضية الصحافية العراقية المغيبة افراح شوقي يلفها الغموض، اذ ما يزال العراق منذ 2003 ولحد الان البلد الاخطر في العالم بالنسبة للعمل الصحافي، ووفقا للمرصد العراقي للحريات الصحافية – الذي يعنى بتوثيق حرية الإعلام في العراق- فإن عام 2016 شهد مقتل 14 صحافيا أثناء تغطيتهم للمعارك الدائرة بمناطق متفرقة من البلاد، في مدن تشهد حربا وصدامات مع تنظيم «داعش» الإرهابي في الفلوجة والموصل وديالى وكركوك، ليصل عدد من قتلوا من صحافيي العراق منذ عام 2003 حتى الان إلى 420 صحافيا.
افراح شوقي (43 عاما) صحافية وناشطة مدنية، متزوجة وأم لولدين بعمر 15، 13 عاما، ترأس قسما في دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة العراقية، ومسؤولة شؤون المرأة في الوزارة، تكتب في عدد من الصحف والمواقع الالكترونية، وكانت تعمل مراسلة لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية في بغداد لكنها تركت العمل قبل 6 أشهر، بحسب زملائها. ومما يجب قوله لفهم صورة المشهد انها من الطائفة السنية ولا ترتدي الحجاب الذي بات يمثل هوية اجتماعية/سياسية في عراق اليوم، حيث سطوة التيارات الاسلامية واضحة لا لبس فيها، كما أن زوجها فراس كان قد سافر او هاجر إلى فنلندا وهو يحاول اقناعها منذ مدة بالالتحاق به هي وولديهما، حيث يبدو أن هنالك تهديدات سابقة كانت قد تعرضت لها افراح شوقي نتيجة عملها الصحافي ونشاطاتها المدنية.
ذكر زوج أفراح، في تصريح لوكالات أنباء غربية، «أن زوجته تعرضت للتهديد مؤخراً من قبل مسؤول أمني كبير في الدولة» وتابع «أنه لا يعرف الجهة التي اختطفت زوجته، موضحاً أنه كان يسعى للم شمل أسرته في فنلندا التي يقيم فيها». وهذا ما دفع موقع «الحقائق» الالكتروني ذا الصبغة الشيعية الطائفية إلى أن يكتب تحليلا غريبا من لندن جاء فيه «مسرحية اختطاف الناشطة المدنية افراح شوقي (مفبركة) من أجل أن تستعجل فنلندا بمنح الموافقة لها للالتحاق بزوجها اللاجئ هناك، وبعد أن تخرج من مخبئها في الأيام القليلة المقبلة ربما ستتكفل الأمم المتحدة بنقلها إلى فنلندا، وتتكفل بدفع تذاكر السفر لها ولولديها وهنا بيت القصيد، من بغداد إلى عمان ومن ثم إلى هلسنكي، حيث يقيم زوجها فراس». واضاف موقع الحقائق بعد ايام من خطف الصحافية «وتحرش افراح شوقي بالميليشيات الشيعية من خلال نشر أخبار عنهم بالصحافة، ومن ثم اختفائها في اليوم الثاني، وأصدقاؤها في «الدولة المدنية» يبثون أخبار كاذبة بأن الميليشيات خطفتها، هذا كله سيناريو متفق عليه».
ما يهمنا هنا هو ثوابت القصة حتى الان، وهي كما يلي؛ مجموعة من حوالي ثمانية مسلحين يرتدون الملابس المدنية يستعملون رتلا من ثلاث سيارات بيك آب بيضاء لا تحمل لوحات تسجيل، كانت قد داهمت بيت الصحافية افراح شوقي مساء يوم الاثنين 26 ديسمبر الماضي، وبعد تفتيش المنزل تم اختطاف الصحافية مع الاستيلاء على مصوغاتها الذهبية وكميات من النقود وسيارتها الشخصية وحواسيب الكترونية من البيت، حيث اقتادوها إلى جهة مجهولة. وقد سجلت كاميرات المراقبة لاحد المحال التجارية في منطقة السيدية التي تسكنها السيدة افراح شوقي رتل المسلحين تتقدمهم سيارة لشرطة المرور، التي تعهدت بفتح الطريق المليء بنقاط التفتيش والسيطرات امام الخاطفين. تزامن ذلك بعد يوم واحد من نشر الصحافية مقالا هاجمت فيه انفلات السلاح في العراق بعنوان «استهتار السلاح في الحرم المدرسي»، تدين فيه شخصا عسكريا اعتدى على مديرة مدرسة ابتدائية بالضرب نتيجة خلاف على شأن من شؤون ابنته الطالبة في المدرسة، وكان المقال الذي كتبته افراح شوقي يدين هذه الظواهر، وينقل الشكوى للمسؤولين في الحكومة عن الامر، ما دفع بالكثيرين إلى الاعتقاد أن جهات متنفذة في فصائل الحشد، أو القوى الامنية هي من قام بعملية الخطف، بالاضافة إلى انها كانت قد تعرضت إلى ادانات سابقة نتيجة ربطها بأزمة المقال المفبرك الذي نشرته جريدة «الشرق الاوسط» اللندنية الذي حمل الكثير من الاكاذيب والتقارير المفبركة التي نسبها تقرير الشرق الاوسط إلى منظمة الصحة العالمية، ما اثار موجة استياء شعبية ورسمية في العراق تجاه الجريدة، ما دفع بافراح شوقي إلى الاستقالة من عملها كمراسلة لهذه الجريدة.
ردود الافعال تجاه عملية تغييب أفراح كانت متباينة وبدت غريبة في بعض الحالات، فرد الفعل الشعبي في الشارع وفي وسائل التواصل الاجتماعي كان سريعا وقويا، فقد نظمت وقفات احتجاجية في بغداد وعدد من المدن الاخرى تطالب بالكشف عن مصير الصحافية المختطفة، وكذلك انطلقت صفحات الفيسبوك في الدفاع عنها، بينما هاجمتها بعض صفحات الفيسبوك باعتبارها نالت ما تستحقه لانها هاجمت الحشد الشعبي ورموز وطنية تبذل دماءها في الدفاع عن العراق منطلقة من خلفيتها الطائفية. أما رد الفعل الرسمي فقد تراوح بين الشجب الذي ابدته رئاسة الجمهورية والوعد باتخاذ اجراءات رادعة، كما جاء في توجيه رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى الأجهزة الأمنية للكشف الفوري عن ملابسات تعرض الصحافية للاختطاف، وبذل أقصى الجهود من أجل إنقاذ حياتها والحفاظ على سلامتها، كما قال مكتبه في بيان رئاسة الحكومة، كما أن قيادة عمليات بغداد من جهتها أعلنت عن تشكيل فريق عمل مشترك للتحقيق في حادثة الاختطاف بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والأجهزة الاستخبارية والساندة، بينما أدانت النائبة في البرلمان العراقي سروة عبد الواحد عضو لجنة الثقافة والإعلام النيابية اختطاف الصحافية افراح شوقي من بيتها، محملة الحكومة المسؤولية الكاملة، داعية الحكومة لحصر السلاح بيد الدولة، في اشارة مبطنة توحي بأن من نفذ العملية هم من فصائل الحشد الشعبي.
إذن نحن ازاء الكثير من الاتهامات التي وجهت صراحة أو تلميحا لجهات شيعية مسلحة، سواء كانت ضمن فصائل الحشد او القوات الامنية، ما دفع هذه الجهات للادلاء بدلوها في هذه الازمة، فها هي اهم ثلاثة فصائل شيعية مسلحة تنفي علاقتها بالموضوع، بل تعلن انها تبذل جهودها لتحرير الصحافية المختطفة، فقد دعا السيد مقتدى الصدر القائد الرسمي لكتائب سرايا السلام للعمل على تحرير أفراح شوقي وحماية الصحافيين، وبحسب معلوماته الخاصة كتب غيث التميمي الناشط والاعلامي على صفحته في فيسبوك أن الشيخ قيس الخزعلي قائد كتائب «عصائب أهل الحق» يقوم بإجراء اتصالات مستمرة في محاولة حثيثة لتحرير أفراح شوقي، وبدورها «حركة النجباء» وهي احد الفصائل المسلحة في قوات الحشد الشعبي، أكدت أنها تدين حادث اختطاف الصحافية أفراح شوقي، متعهدة بالبحث عنها وحث الجهات الأمنية على الوصول لمن يقف وراء الحادث، حيث ذكر المسؤول التنفيذي للحركة، علي الأسدي، خلال لقائه بوفد من الإعلاميين المساندين لقضية الإعلامية أفراح شوقي أن «المجتمع العراقي ووفقا لثقافته الاجتماعية لا يتجرأ على ايذاء المرأة، إضافة إلى أنه ضد سياسة تكميم الأفواه» وهنا نصل إلى السؤال الاهم ؛ اذن من الذي قام بخطف افراح شوقي؟ وما الهدف من ذلك؟ هل هي عصابات اجرامية؟ واذا كانت كذلك لماذا لم تطالب بفدية لحد الان؟ وتبقى كل تلك الاسئلة دون اجوبة واضحة، بينما الكثير من العراقيين يتمنون وهم على اعتاب سنة جديدة ألا تتحول افراح شوقي إلى اسم يلتحق بركب قاسم عبد الأمير وكامل شياع وهادي المهدي من الصحافيين والناشطين المدنيين الذين قتلوا بدم بارد دون الكشف عمن ارتكب هذه الجرائم بحقهم، الكل يتمنى أن تعود الصحافية افراح شوقي إلى حضن عائلتها بسلام، وألا يكون حادث اختطافها فتحا لصفحة جديدة من صفحات تكميم الافواه عبر موجة اغتيالات جديدة.
كاتب عراقي

همومنا العابرة لموسم الأعياد

صادق الطائي

أرض الميعاد.. أسئلة متواترة حول خدعة العصر

Posted: 03 Jan 2017 02:09 PM PST

مع أن كوكب المريخ لا يمتلك، بالدليل العلمي القاطع، ما يشير إلى وجود بيئة مؤهلة للتطور البيولوجي كما هو الحال على كوكب الأرض، إلا أن صورةً لهيئة «إنسان مريخي» فوق الكوكب الأحمر قد أطلقت قبل سنوات موجة من الاجتهادات لإيجاد معالجات ذهنية بعيدة عن الحسابات العلمية.
ما يعني أن البشر، حتى بعد أن وصلوا إلى زمن أصبحت فيه المعارف والعلوم منهجاً حصرياً لتفسير الظواهرالكونية، على استعداد للتعامل الجاد، وربما قبول فرضيات مختلفة حول صور مماثلة، حتى إن كانت مجرد خدعة بصرية أو أجسام مشابهة لهيئة إنسان. ربما يقود ذلك الأمر إلى تساؤل مهم للغاية: لو كانت هناك فرضية ملتبسة منذ عهود سحيقة، تدعي بأن مخلوقات «لا أرضية» أتت إلى كوكب الأرض وعاشت في مكان محدد حيناً من الدهر ثم تفرقت، وأصبحت أخبارها مسلّمة راسخة، دونتها الرقائق والمخطوطات ونسبت إليها وقائع تختلط فيها الأساطير والتواريخ، وتم من أجلها استنباط دلالات عامة من نصوص مقدسة، ثم تحورت وتطورت عبر الأزمنة إلى أن أصبحت في «حاضرنا مثلاً» أشبه بالنقش الأحفوري في اللاوعي، وموروثا مقبولا عند شريحة كبيرة من البشر… فإن دحضها لن يكون أمراً هيناً، حتى يثبت العلم بشكل مطلق ونهائي استحالة وجود أي آثار قديمة حقيقية في المكان والزمان الافتراضيين لوجودهم، عندها ربما يعاد تفسير الأشياء بشكل مختلف.
الوقوف على هذه المقاربة الذهنية ربما يقودنا بشكل صادم إلى مسألة شجية للغاية، تتعلق بما أنتجته بعض «الفرضيات السائدة»، إن صح التعبير، والتي لا يؤيدها كثير من التاريخ الحقيقي، في ظل غياب أي آثار عينية واضحة، فتسببت، وما تزال بوقائع مرعبة، وأهمها بالطبع تلك التي نعايشها في حاضرنا والمتعلقة بـ»أرض الميعاد» التي تجذرت في اللاهوت العقيدي كمسألة إيمانية، ثم تطورت عبر الأجيال حتى أتى زمن تمازج فيه «الوعد الإلهي» بالطموحات السياسية لمنتسبي الديانة اليهودية، في ظروف تاريخية معروفة هيمنت على القارة الأوروبية، لتشتعل على إثرها لاحقاً أخطر الصراعات غير المسبوقة في تاريخ المنطقة العربية.
لا يوجد في الكتب السماوية تعريف مؤكد، وبالطبع، لا توجد إحداثيات جغرافية أو مساحة بالكيلومترات المربعة لأرض الميعاد بحدودها وامتداداتها. وبالقدر الذي يستطيع علماء الجيولوجيا، نظرياً، إعادة بناء نموذج أرضي في حقبة زمنية غابرة، فإن علماء الآثار والدراسات الأركيولوجية، لن يفلحوا بوضع رسم مبين أو خرائط واقعية لمسارات وتموضعات بني إسرائيل، إلا في سياق تاريخ أقوام وقبائل منطقة الشرق الأوسط، باعتبارهم جزءا من أمم قديمة متشابهة ومتداخلة في بيئتها وبدائيتها، وفي حلها وترحالها، وحضورها وضياعها، وكذلك في قراها وممالكها الصغيرة. فهم ليسوا أمة «مريخيّة» وفدت إلى الأرض، إلى عنوان محدد وحصري مسجل باسمها في اللوح المحفوظ إلى يوم الدين. كما أنه وفقاً لبعض المؤرخين لا تنطبق المواصفات الطوبوغرافية لفلسطين اليوم مع تلك الأرض الموعودة التي تصفها إصحاحات التوراة. فما هي حقيقة تلك الأرض؟ وهل تتناسب مساحتها مع حجم وعدد بني اسرائيل آنذاك؟ ولماذا لا توجد لهم أي آثار حقيقية تشير إلى الوجود الحضاري التاريخي القوي لممالكهم، أو ما يدل بشكل جلي وموثق عن تلك الهجرة «المقدسة» زماناً ومكاناً نحو الأرض الموعودة؟ لماذا أجاز «الرب» لهم، في حروبهم القديمة والحديثة، إبادة الآخرين، لكي يُزيحوا شعباً من أرض ليست لهم؟ وماذا قدموا للبشرية وفعلوا أو أنتجوا لها حتى يتميزوا عن غيرهم من الأمم؟ وما الفرق بين بني إسرائيل الأصليين كجزء من البيئة التاريخية لشعوب «الجاهلية الأولى» أو «العرب البائدة» وبين يهود الدنيا الذين استوطنهم هاجس أرض الميعاد حتى استوطنوها؟
أسئلة بحاجة إلى مزيد من البحث العميق المفصل، وإلى دراسات وبحوث تاريخية وتنقيب ميداني بمنهجية علمية حديثة، بعيداً عن النصوص الدينية المقدسة. ومن منظور آخر، هناك حاجة لبلورة العوامل التي ساعدت على تماسك وتطور الوعي العرقي والسلالي وارتباطه الوثيق بـ»الحق التاريخي» في أرض الميعاد، الذي تُرجم حديثاً، وفقاً لأهداف الحركة الصهيونية، في إنشاء دولة إسرائيل، التي تذهب حالياً لما هو أبعد من ذلك، نحو فرض أيديولوجية النقاء الديني والعرقي للدولة، التي «يُفترض» أن ينتسب إليها كل يهود الدنيا بمختلف ألوانهم وهوياتهم العصرية. تؤيدهم في ذلك، وفي موقف يعكس درجة غير مسبوقة من النفاق التاريخي، دول عظمى تؤمن بالتنوع الحضاري والعرقي في إطار دولها الحديثة، بينما تقدس عنصرية إسرائيل وحقها المطلق في أن تظل ضمن أعراف السياسات الدولية والمنظمات الأممية، كمحمية ذات الخصوصية العرقية الرفيعة والمقدسة التي لا تُمس ولا تُنتقد مهما اقترفت من جرائم وآثام.
تلك الأسئلة المتواترة كانت دائماً جديرة بإعادة التفكير في كل شيء يتعلق بأخطر تراجيديا تشهدها البشرية في العصر الحديث، وإعادة التفكير لن يتم إلا بإنجازات وبحوث علمية وتاريخية تهدف إلى الدحض المبين للفكرة الاستيطانية المستندة إلى نصوص دينية شديدة الالتباس، وتفتقر لأي منطق عقلاني في العصر الحديث.
كاتب يمني

أرض الميعاد.. أسئلة متواترة حول خدعة العصر

أحمد عبد اللاه

قرار 2334 هدية أوباما لخلفه ترامب

Posted: 03 Jan 2017 02:09 PM PST

نفاجأ في بعض الأحيان، بقرارات لمجلس الأمن، لم تكن متوقعة، وذلك لكثرة ما نرى من تناقضات تتخلل السياسة الأمريكية خاصة، والغربية عامة؛ بين المواقف المبدئية لقيم القانون الدولي وحقوق الإنسان، وبين القرارات الأممية، الموثقة والمُتفق عليها، وما النموذج السوري منذ خمس سنوات، إلا دليل على ذلك، فقتل مئات الآلاف، وتدمير مدن بأكملها، وتهجير شعب من وطنه، لم تكن كافية حتى تتخذ الأمم المتحدة، قرارات لصالح هذا الشعب.
هل حقاً أن هذا القرار لمجلس الأمن الأخير، بشأن المستوطنات، أتى فقط بسبب انتهاء ولاية أوباما، ورغبته بالانتقام من نتنياهو، لإفشاله مشروعاته، أو تقييد قرارات مستقبلية لخصمه المنتصر في الانتخابات، دونالد ترامب؟.
المراقب منذ بضعة أشهر لتطور الأحداث في أمريكا ودول الغرب، يرى تراجعاً واضحاً للأحزاب السياسية التقليدية، لصالح أحزاب وحركات أو حتى أشخاص، لا يُمثلون اتجاهات سياسية تقليدية، هذا صحيح بكل الاتجاهات، كالخروج من الاتحاد الأوروبي لبريطانيا، أو تطور الحركات البديلة في إسبانيا وإيطاليا، ووصول ترامب للسلطة.
في هذا الإطار رأينا أن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، لم يستطع لأول مرة، فرض مرشحه الرئاسي، أي هيلاري كلينتون، لصالح مُرشح يعتبر خارج الأُطر الحزبية الرسمية. فالسيد ترامب، ليس صديقاً للعرب والمسلمين، ولا عدواً لإسرائيل، ولكن وصوله للبيت الأبيض دليل عدم رغبة الشعب الأمريكي أن تصل السيدة هيلاري كلينتون إلى السلطة، لما تمثله من مصالح اقتصادية أو سياسية ولوبيات، وهي التي أثبتت ولاءها للوبي الصهيوني منذ سنين طويلة.
هذا التحليل للوضع الأمريكي، سمح برأيي، بوجود نافذة ممكنة لطرح قرار مجلس الأمن الأخير، والذي صُنف على أنه القرار الأول الدولي ضد الاستيطان بشكل واضح وعلى كافة الأراضي المحتلة لعام 1967، رغم ضغط اللوبي الصهيوني في الاتجاه المعاكس. ولم تحدث عاصفة تنديد ضده بالصحافة الامريكية أو الأوروبية، كما جرت العادة لمواقف أقل أهمية.
هو إذن من وجهة نظري، التراجع الثاني للوبي الصهيوني بأمريكا، بعد فشل كلينتون بالوصول إلى السلطة، وسيكون مقدمة لتراجعات قادمة، قد تكون قريبة.
الربع ساعة الأخيرة للرئيس أوباما، ليست هي إذن السبب الوحيد لتغير الموقف الأمريكي، ولا رغبته بتعقيد مهمة خلفه للرئاسة. أظن على العكس، أن هذا الموقف الذي سمح بتمرير قرار إدانة الاستيطان، هو هدية للرئيس الجديد، حتى ولو لم يقبله السيد ترامب.
التراجع المُستمر للأحزاب التقليدية، وما ارتبط بها من لوبيات عالمية، بالإضافة لتوافق دول العالم أجمع مُمِثلة بمجلس الأمن، من خلال هذا القرار التاريخي، سيُعطي بالعكس، الرئيس الامريكي أو من يتبعه في المستقبل، حيث أن الرئيس الجديد سيبقى لمدة أربع سنوات، وليس «العمر كله» كما في بلادنا، سيعطيه إمكانية التراجع يوماً، عن دعم إسرائيل الدائم والثابت في السياسة الأمريكية، على شرط أن تجد أمريكا، في السنوات المقبلة، دولاً أو أوضاعاً عربية، ذات سياسات تعمل لصالح الأمة ولصالح فلسطين.
التراجع المصري عن تبني تقديم القرار الدولي، باعتبار عضوية مصر مؤقتة في مجلس الأمن، أظهر مدى اختفاء أي أثر عربي في اتخاذ هذه الخطوة، بل على العكس كما أظهر هذا الموقف، كانت هناك محاولات لعرقلته، بطلب من إسرائيل، والتي أدركت تغير الموقف الأمريكي.
في انتظار ظهور مواقف عربية وفلسطينية جديدة، في المستقبل القريب أو البعيد، على المجتمع المدني العربي، والفلسطيني بشكل خاص، عبر منظماته وحراكه، اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستعمال هذا القرار الدولي، ببُعده القانوني خصوصاً، وفي إطار إجماع أعضاء المجلس، للانتقال إلى الساحة القضائية الدولية، لمحاسبة إسرائيل على أفعالها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وخصوصاً طرده من وطنه، وإقامة المستوطنات والجدار الفاصل ومحاصرة قطاع غزة.
القرار 2334، يُعطينا أيضاً وسائل شرعية لمتابعة تطوير حملة المُقاطعة العالمية لإسرائيل، والتي أصابت هذا الكيان بضربات موجعة، رغم الحملة المُكثفة ضدها، وتجريمها من قبل دول أوروبية مثل فرنسا وبريطانيا.
بدون هذا التطور بالأوضاع العربية الرسمية والمجتمع المدني، سيبقى هذا القرار، حتى ولو كان تاريخياً، في أدراج خزائن الأمم المتحدة، وسيُغطيه الغبار، كما سبقه من قرارات ملزمة وغير ملزمة. فليس بالقرارات وحدها تحيى القضايا العادلة.

طبيب فلسطيني يقيم في فرنسا

قرار 2334 هدية أوباما لخلفه ترامب

نزار بدران

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق