Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الخميس، 5 يناير 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


التداعيات العربية للاعتداء على ملهى ليلي في تركيا

Posted: 04 Jan 2017 02:34 PM PST

تعامل الرأي العام العربي مع قضية هجوم ليلة رأس السنة في إسطنبول بطرق مختلفة عن الهجمات الفظيعة الأخرى التي تجري في مشارق الأرض ومغاربها، وحفلت ردود الفعل، وبعضها من سياسيين، بمجموعة من التناقضات المزعجة التي تقفز من حيثية واقعة الإرهاب الذي يستهدف مدنيين، والتي لا يمكن التشكيك في بشاعتها وعدميتها وانعدام المعنى السياسي المفترض الكامن وراءها، إلى مسائل أخرى تتعلّق بالحرّيات الفرديّة وطرق الاحتفال بحدث عامّ وإجازة ذلك من تحريمه، وصولاً إلى التعرّض للضحايا والإساءة إليهم بأشكال شتى.
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أشار إلى هذه الناحية في خطاب أمس قال فيه إن الاعتداء «يهدف إلى إثارة الانقسام والاستقطاب في المجتمع»، وذلك ما اعتبر رداً على تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد نمط حياة قتلى الهجوم على الملهى، وكان إردوغان، وهو الرئيس الآتي من حزب تقليدي محافظ، شديد الوضوح في الردّ على هذه النقطة حين أكد أنه «ليس هناك تهديد منهجي لنمط حياة أحد في تركيا» كما كان معبّراً حقّاً قوله إن «هذه الاعتداءات تهدف إلى دفعنا لتفضيل عواطفنا على المنطق»، وكلمة «عواطفنا» في هذا التعليق تتوجه طبعاً إلى جمهوره الإسلاميّ المحافظ الذي لا يتعاطف مع طرق الحياة المتأثرة بالغرب وأزيائه وثقافته، فيما تحيل كلمة «المنطق»، إلى أن العواطف لا يجب أن تلغي النظام العامّ للأشياء الذي يحمي الاختلاف في الرأي والثقافة والزيّ وطرق التعبير الاجتماعية والفردية كافّة.
في التداعيات العربية كان لافتاً جدّاً أن بعض أعضاء البرلمان الأردني، رفضوا قراءة الفاتحة على أرواح مواطنيهم الأردنيين الثلاثة الذين قتلوا في العملية، فيما عبر البعض على وسائل التواصل الاجتماعي عن استنكارهم اعتبار السلطات من قتل وهو يسهر في ليلة رأس السنة من الشهداء الذين ينبغي الترحم عليهم.
وفي لبنان وجهت المحكمة العسكرية الاتهام الى خلية مؤلفة من 15 شخصا للتخطيط للقيام بأعمال إرهابية ليلة رأس السنة، وذلك بتفجير سيارات مفخخة في بيروت وطرابلس والضاحية الجنوبية واغتيال ضباط واستهداف مدنيين.
أما في فلسطين، فكانت التغطية الإعلامية مع الضحية ليان ناصر مهنية ومتفهمة ومتعاطفة مع مصاب أهلها، وكانت الاستثناءات المعاكسة لذلك قليلة. وفي تونس، التي سهر فيها أكثر من 134 ألف مواطن احتفالاً بليلة رأس السنة خارج بيوتهم، حذّر مسؤول أمني من إمكانية نسخ العملية التركية واعتبر التهديد محتملاً.
الانقسام في الآراء، في جزء كبير منه، هو نتيجة لحالة الاضطراب السياسي الرهيب في بلدان المنطقة، والاعتراف واجب بأن هذه الحالة أدّت إلى اليأس والإحباط والعدمية وإلى اعتبار التطرّف خياراً مفتوحاً للتعامل مع وحشيّة الواقع العربيّ والعالميّ، ولكنّه، أيضاً، نتيجة لتهشّم البوصلة السياسية والأخلاقية للشعوب والنخب معاً.
أغلب الأنظمة العربية تقابل خيار العدمية «الداعشية» إما بحلول أمنيّة خالصة، أو بالاستقواء بالخارج، أو برفع رايات الطائفية الشيعيّة مقابل التطرّف السنّي، وهي حلول قد تؤدي لانتصارات عسكرية وأمنيّة ولكنّها لا تفعل غير إعادة إنتاج الأزمة.
البعض، من جهة أخرى، جعل الحادثة مناسبة للتهجم على المجتمع العربي بأكمله واعتباره متخلّفا و«تكفيريا»، وهو اتجاه يمثّل الوجه الآخر للرثاثة الفكرية والأخلاقية المعاكسة التي يمثّلها التيار الأول، ويتلفّح هذا التيّار «الحداثي» بقناع ثقافة الغرب وقيمه ليتعالى على مجتمعه ويبرّر، تقصّد ذلك أم لم يتقصد، أشكالاً أخرى من إرهاب الدولة المنظّم كما هو الحال مع إسرائيل، أو مع بعض الأنظمة العربية كالنظامين السوري والعراقي.
إلى متى تستمرّ «العواطف» أقوى من المنطق؟

التداعيات العربية للاعتداء على ملهى ليلي في تركيا

رأي القدس

أشمتُ في نتنياهو وأحسدُ الصهاينة…

Posted: 04 Jan 2017 02:34 PM PST

اسمحوا لي مع إطلالة العام الجديد أن أعبر عن شذرة من الارتياح وذلك لاضطرار بيبي نتنياهو إلى المثول أمام المحققين بشبهة الحصول على هدايا، وهو التعبير المهذب لكلمة رشوة. نتنياهو لا يلوّث يديه بالمال الحرام ولا يترك وراءه بصمات، ولهذا يقال إنه حصل عليها بطرق ملتوية ومُحكمة، وكما يبدو تم تمرير هذه الهدايا من خلال إنسان قد يكون من صُلبه، وقد يكون صديقا حميما أو مقربا جدا.
هكذا يعيش مئات الآلاف من أمة ونسل أبينا إبراهيم عليه السلام من اليهود والعرب وقوميات وأديان ومعتقدات أخرى على أمل أن يتم أخيرا فضح بيبي على الملأ، وأن تختفي ابتسامته الصفراوية الهازئة المستكبرة على العالمين من واشنطن إلى بكين.
بيبي يحاول تمثيل دور رجل السلطة المثالي المبدئي البعيد عن الشبهات والظهور بمظهر الصهيوني الكلاسيكي المؤسس مثل جابوتنسكي أو هرتسل، ويطمح لأن يكون شخصية بارزة جدا في تاريخ الحركة الصهيونية والشعب اليهودي، ولكن يبدو أن الطمع أعماه، وها هو يقف مرتجفا على حافة الهاوية، وهناك شكوك قوية تدور حوله بأنه ليس لصا فقط للأراضي الفلسطينية، بل إنه استغل موقعه منذ كان وزيرا للمالية، وحصل على لحسات وهبشات وهدايا كثيرة.
لا أخفي أنني سأشمت كثيرا، سوف أقول مستاهل أيها اللص، سأشترك مع أوباما وأبو مازن واسماعيل هنية والسجين رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت الشعور نفسه في اللحظة نفسها التي يدان فيها بيبي. سأشعر بدغدغة في صدري عندما أراه في قاعة المحكمة على رأسه طاقية دينية سوداء في محاولة بائسة لإظهار ورعه أمام القضاة والشعب، كذلك وهو يحاول إظهار ثقته بنفسه أمام فلاشات الكاميرات، ولكن الملاعين سيحللون حركات جسده بالتصوير البطيء كما لو كان على طاولة تشريح، سوف تزيد فرحتي أكثر وأكثر إذا ما تقرر إنهاء وظيفته كرئيس حكومة بسبب تهمة دنيئة وليس فقط بسبب جرائم الحرب الأكثر دناءة التي ارتكبها.
سوف أفرح لبيبي إذا حكمت عليه المحكمة بنصف أو ربع ما حكم به أولمرت بالسجن الفعلي، ولكنني أعرف أن فرحتي وفرحة الكثيرين لن تطول، هي فرحة لحظتها فقط، فهذه ليست أول مرة يدان فيها رئيس حكومة أو وزير بالفساد، لقد أدين قبله كثيرون، وحامت شبهات قوية حول كثيرين بعضهم تملص وبعضهم لم ينجح بالتملص فقضى أو ما زال يقضي محكوميته بالسجن الفعلي، ولكن هذا لم يغير شيئا في السياسة العامة بل ازداد التطرف.
يبدو أن الشبهات حول هذا القومجي الكبير كبيرة، والملف مُحكم ويلتف حول عنقه، وإلا لما أمر المستشار القضائي بالتحقيق معه، لأن المستشار محسوب على رجال بيبي فهو الذي عيّنه مستشارا، فهل غدر المستشار القضائي به وخان العيش والملح! يبدو أن لدى الشرطة مماسك قوية ضد ملك إسرائيل وإلا لما رضخ المستشار لطلبها باستجوابه، علما أن رئيس جهاز الشرطة هو رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) السابق، وهو أيضا محسوب على بيبي، ولهذا تزداد الشكوك بأن الهدايا التي وصلت إلى بيبي هذه المرة لا يمكن تجاهلها، ومن يتجاهلها قد يورط نفسه، فلم يجدوا مفرا من التحقيق معه تحت التحذير، الأمر الذي يعني أن كل كلمة في التحقيق ستحسب عليه وستستخدم ضده في حالة المحاكمة.
سيفرح الفلسطينيون فرحة الفقراء بهدية متواضعة غير متوقعة، سوف يشترك الفلسطينيون من حماس وفتح والتنظيمات الأخرى في حفل الشماتة مع كثيرين من المركز واليسار واليمين الصهيوني، وسوف يتنفس أبو مازن الصعداء ويضحك بعبه، وسيقول «اللهم عافنا من الخبث والخبائث»، شكرا لله الذي بهدل هذا الذي لا يريد وقف الاستيطان لساعة، ولم تردعه عن نهمه الاستيطاني حتى القرارات الدولية.
ولكن الشيء بالشيء يذكر، عندما نذكر فساد نتنياهو ووزراء كثيرين في الكيان الصهيوني نقول الحمد لله أنه لا توجد لدى أمة العرب مثل هذه الشفافية، وذلك أننا لو أوقفنا كل مرتش أو متحرش جنسي عن عمله لكنا أغلقنا الوزارات والمكاتب الحكومية العامة والشركات عن بكرة أبيها وأمها وفرطت الدول.
ليس لدى أمتنا هراء التحقيق مع رئيس حكومة أو زعيم تاريخي، حتى الرئيس أبو مازن الذي لا دولة له، لا يستطيع أي قضاء أو شرطة أن ينظر إليه كمشبوه، فما بالكم مثلا بدعوة بشار الأسد الذي حارب مؤامرة ثمانين دولة كما يقول للتحقيق بشبهة الفساد لا سمح الله أو تلقى هدايا هو أو أحد وزرائه أو أبناء عائلته وقادته التاريخيين!
وهل يعقل مثلا أن يتلقى جنرال مثل السيسي هدية كتعبئة ثلاجته الفارغة بالتونة والفراخ والأجبان والعصائر والخضار واللحمة الباهظة الثمن مثلا! هذا يحيلنا إلى انتحار أو إعدام وائل شلبي أمين عام مجلس الدولة في مصر بعد كشف تورطه في قضية الرشاوى الكبرى وبعد اعترافه، واكتشاف مغارة علي بابا في بيت أحمد جمال الدين اللبان مدير المشتريات في مجلس الدولة، ويقودنا للاعتراف ونحن صاغرون بأنه من العار أن يقل رصيد أي زعيم أو وزير أو مستشار عربي عن مئة مليون دولار هذا إذا كان فقيرا «معترا» مثل اللّبان مدير المشتريات.
نعم سأشمت في نتنياهو ولكن لا أخفي أنني أشعر بالغيرة، وأنظر إلى القيادات العربية التي تخوض بأموال ودماء شعوبها، ويحيق الفساد بها من بين يديها وفوقها وخلفها وتحتها، ولكنها لا تُسأل: «من أين لك هذا»، أما من يسأل فقد يعثر عليه مُنتحرا في بيته أو في زنزانته أو يختفي في ظروف غامضة، وقد يتبين حسب أبواق الإعلام العربية بأنه كان يعمل في خدمة الدواعش والفواحش وجهاد النكاح والموساد، وقد يعثر في بيته على أموال أجنبية وهيرويين، وسرعان ما يتحول إلى جزء من المؤامرة الكونية لتخريب البلاد وإهلاك العباد والمس بمصداقية خير قيادات أخرجت للناس.

أشمتُ في نتنياهو وأحسدُ الصهاينة…

سهيل كيوان

لقطاء من ذرية إعلام «إبن حرام» واليهود والمسيح والشيعة عرب ونص!

Posted: 04 Jan 2017 02:34 PM PST

وأنا أشق طريقا فرعية، تمر عبر كنيسة حنونة، التقيته ينزه كلبه، الذي اعترض سيري نشدانا لمداعبة عابرة، سلم الرجل الإنكليزي، مسائلا بحذر عن جذوري.. أخبرته أنني من فلسطين، فأشرق وجهه القمري، ورفرفت نجوم زرقاء في عينيه السماويتين. ثم قال:
عدت قبل أسبوعين من فلسطين، صليت في كنيسة المسيح!
أخبرني أنه يعمل في منظمة خيرية لإغاثة ضحايا الحروب وأطفال المخيمات.. ولما سألته عن دوافعه أجاب:
«كي أشعر بالرضى، وربما كي أحترم حزني على هؤلاء.. فأحس أننا بشر مثلهم». ثم حدثني عن اللا عدالة، والتشوه الإعلامي، مستغرقا بحنيني إلى بلادي، وهو يصفها لي «حاكورة حاكورة» وقمرا قمرا، كأنه حبيبها، أنا المغتربة في بلاده، التي أحفظها «زنقة زنقة»، عن ظهر قلب، فما ذنبه وما ذنبي أن يفرق بيننا ما جمعنا: وعد مشؤوم، أسدد ثمنه من اغترابي القسري، ويكفر هو عنه بعمله التطوعي؟!

بين استجداء الشفقة وزلزلة الضمير

لا حصر لهم أولئك الأوروبيون، الذين يتعاطفون مع قضاياك، وعلى رأسهم «بيير لوكورف»، مؤسس مبادرة «نحن أطفال خارقون»، والذي استضافته زينب الصفار في برنامجها «من الداخل» على قناة «الميادين»، متحدثا عن تجربته التطوعية مع أطفال حلب، ورغم أن «الصفار» وقعت في شرك الفرز الجبهوي لحلب «الشرقية والغربية»، محاولة جر «لوكورف» إلى خانة الشاهد السياسي، في توظيف لا مهني لرسالته الإنسانية، إلا أنه لم يبارح ثكنة الملائكة، وهو يعبر عن ألمه لحالهم ويشاركهم فرحة أعياد الميلاد، متقمصا «بابا نويل» المحمل بالأحلام واللعب، مشحونا بانفعالات عاطفية مؤثرة وهو يروي لك حكاية الطفل محمود، الذي بترت ذراعاه وساقاه في هجوم إرهابي، لم يفقده الأمل بتربية أعضائه المفقودة لتكبر معه، في الوقت ذاته، الذي يطور فيه أدواته البديلة ويتأقلم مع الموت كرفيق لا بد منه، فهل كان الأداء الإعلامي لائقا بما يكفي؟ أم أنه اكتفى بالاستئثار بالضيف لاستغلاله كواجهة إعلامية؟
الأسئلة البريئة كانت شحيحة لا تلبي براءة هؤلاء الأطفال، ولم تلمس جراحهم خارج سياق المجاملات الإعلامية، حتى لتبدو صيغة استجدائية لإثارة الشفقة أكثر منها رسالة حاسمة تحاكي الضمير وتزلزله… وهو أسلوب تفشى حد الابتذال والقرف في الصحافة والإعلام بعد نكبة الانشطار الجبهوي بين الطغاة «الأنظمة»، وأبناء طغاتهم «الثَّوارِجَ» المخدوعين !

اغتصاب الملائكة

لن أظلم زينب، فمجرمو الحرب الإعلامية، ارتكبوا مجازر من الفبركات الملفقة لاستغلال أطفال الحروب، واغتصاب دهشاتهم، وصرخاتهم المنسية تحت الأنقاض، من أجل التقاط صورة للدعاية أو للتسلية السياسية.. لتغتال أحلامهم وتشوه عوالمهم بلا رحمة!
المشهد لا يحتاج إلى «البحلقة» بصورة الضحية من أجل التعاطف معها، إنما للإصغاء إلى ذهولها وتوبيخها الصامت لمن لا يقوون على رؤية وجهها، الذي كممته الحرب ببرقعها المتفحم، فأخفت يتمهم وتشريدهم خلفه وهو ما يؤكد قول آيزنهاور: «كل بندقية تصنعونها وكل سفينة حربية تدشنونها وكل صاروخ تطلقونه هو في الحسابات الأخيرة سرقة للقمة العيش من فم الجياع ومن أجساد الذين يرتجفون من شدة البرد ولا يجدون ما يكسي عظامه». ولكن أسمعت لو ناديت!

مالك مكتبي أولا…

على الجانب الآخر مشهد رديف للحرب وإن بدا أقل صخبا ودويا، ففي ليلة رأس السنة اصطحبنا مالك مكتبي في برنامجه «أحمر بالخط العريض» في رحلة بحث عن أم زينب، التي استغرقت منه عاما كاملا بين بيروت وسيريلانكا، وأما زينب فهي فتاة لبنانية عشرينية، لجأت إلى البرنامج للبحث عن أمها السيريلانكية، التي أنجبتها من أب لبناني حين كانت تعمل خادمة في لبنان، غير أنها تركت البلد وابنتها التي لم تكتشف أمرها سوى بعد أكثر من عشرين عاما من عمرها، وقد تواصل مكتبي مع شركات استقدام الخادمات في لبنان، رغم صعوبة التعاون وتحفظاته ومحاولات التملص منه، وصل مكتبي برفقة زينب وزوجها إلى الأم المفقودة بعد عناء ومشقة، فما الذي تتوقع أن تعرفه أيها المشاهد؟
الأم مقعدة، منهكة، الكيميائي تسبب في تساقط كل شعرها، ولم يتبق لها سوى أيام معدودة لتمضي بعيدا إلى الغيب، ولكن كيف استقبلت ابنتها؟ في البداية كان يصعب عليها الاعتراف، بابنة سرية، ولكنها استسلمت لأمومتها حين انهارت زينب وهي تسائلها: لماذا لم تجهضيني؟
مواجهة مرة، تليق بصاحب الجريمة، الذي كشفته جريمتة على الملأ بعد أكثر من خمسة وعشرين عاما، فهل يكفيه عذابه وعذاب ضحاياه؟ أم أن المجرمين بلا ذاكرة ولا إحساس؟
كثيرة هي الانتهاكات التي تتجرد من كل قيم الإنسانية والأخلاق والضمير، لتعيش مع الخطيئة كرفاهية مجانية عند الحاجة لتلبية رغبات واطئة دون الاكتراث لأوجاع السماء وتأوهات الفرائس، فمن الذي يدفع الثمن في النهاية؟ وهل يكفي العقاب بعد هذا كله؟ هل نتوقع إجراءات قانونية وقضائية رادعة؟ أم سنغير المحطة بحثا عن زينب جديدة!

الإنسانية بين تطرفين

الخوف على مصر بعد تفجيرات الكنيسة البطرسية، وفيديو وائل الأبراشي، الذي يظهر إرهابيا ملتحيا ينحر مسيحيا وسط الجموع، ويفر بجلده، كحال إرهابي برلين وإسطنبول، فهل ستسأل عن الشجاعة؟ أم عن الإسلام؟
إياك أن تفعل، لأن الأمر لا يتعلق بالديانات، إنما بالغرائز الحيوانية المتوحشة التي تجرد هؤلاء من إنسانيتهم، وتصور التطور النفسي لغريزة القتل التي ما أن تصل أوجها «لحظة استعراضها» حتى تنكمش كليا في مشهد الفرار، وهو ما يكتشفه الإرهابي بقدميه اللتين توليان ذعرا، بعد أن تدركا الفارق بين الغدر والشجاعة.. وبين الجريمة والنضال!
غرائز الليبراليين الألكترونيين على مواقع التواصل الاجتماعي ليست أقل بهلوانية، طالما أن هناك أصواتا تطالب بإلغاء التهاني بالأعياد، لتوحد البشر بالإنسانية، معتبرة أن التخصيص عنصرية، بينما تتجلى الوحدة الإنسانية بقدرتها على استيعاب الاختلاف كأكبر التحديات وأشجعها، وهو ما يحرر البشرية من العنصرية وثقافة الإلغاء، وهنا عليك أن تتأمل جيدا أن التطرف لا دين له، وأن التبرؤ من الإرهاب لا يتطلب منك الدفاع عن الإسلام في كل مرة، بل عليك أن تدافع عن إنسانيتك من باب أولى.. كي لا تقع بين جهنمي المعري: عقل بلا دين أو دين بلا عقل!

كاتبة فلسطينية تقيم في لندن

لقطاء من ذرية إعلام «إبن حرام» واليهود والمسيح والشيعة عرب ونص!

لينا أبو بكر:

سياسات مبارك تتكرر بنسخ كربونية تنقصها الاحترافية… والدولة تتأرجح ما بين شبه دولة ووطن مهلهل

Posted: 04 Jan 2017 02:33 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي» : في الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 4 يناير/كانون الثاني يختلط الأمر كثيرا وتتبدل الأولويات وتتعقد المسائل في الذاكرة الصحافية، حيث ما زال الهجوم على الرياض والدوحة وغزة على أشده، وعلى الرغم من رسائل التهدئة التي بدأت تنطلق في الفترة الأخيرة، والوفود الفلسطينية والخليجية التي تتردد على القاهرة، إلا أن آلة الإعلام العمياء ما زالت تؤجج المشاعر لتدمير أي سبل للمصالحة ولم الشمل العربي.
وقد استقبلت القاهرة مؤخرا شخصيات ووفودا من غزة، لكن المزايدة على أشدها بين عدد من الكتاب من أجل دفع صانع القرار المصري إلى أن يغلق قنوات الاتصال مع غزة والرياض، وسائر العواصم التي تعتري علاقتنا بها توترات أو خلافات في وجهات النظر. وفي صحف أمس استمر الاهتمام بحادث وفاة الأمين العام المستقيل وائل شلبي، ووقائع الفساد في تلك المؤسسة وغيرها من الكيانات السيادية. كما اهتمت الصحف على نحو خاص بلقاء السيسي بقيادات عدد من الجمعيات الأهلية وإعلانه دعمه لها في إطار ما تقوم به من مشاريع تنموية. ووفرت المعارك الصحافية وقودا رئيسيا لتلك الصحف في سعيها للحفاظ على ما تبقى لها من قراء وإلى التفاصيل:

جريمة في حق المرضى

ومن معارك أمس الأربعاء الصحافية تلك التي يتضامن فيها حمدي رزق في «المصري اليوم» مع دعوة فاروق جويدة في «الأهرام» بشأن رفض إضراب الصيادلة عن العمل يقول: «استأذن الكاتب فاروق جويدة في التداخل مع الدكتور صبحي الكردي، رئيس لجنة الصيدليات في نقابة صيادلة الجيزة، الذي أرسل إلى أستاذنا ردا مفزعا عن أزمة نقص الدواء، وأتوقف مصعوقا أمام ما ورد في رد الدكتور الكردي لخطورة الاتهام المخيف، الذي إن صح يستاهل محاكمة وزير الصحة، الدكتور أحمد عماد وكل من اتفق معه على إذلال الشعب والإدارة السياسية لكي يقوموا برفع الأسعار. نصا من رد الدكتور الكردي إلى الأستاذ فاروق جويدة، «أما عن أزمة الدواء الحالية فأتحدى أي مسؤول إثبات عكس ما أقول لسيادتكم، ألا وهو تم الاتفاق مع الوزير وشركات الأدوية لعدم توريد الأدوية الموسمية للشتاء والكحة والضرورية إلى الآن إلى كل منافذ التوزيع (مثل أدوية البرد ـ دولودي ـ رينامول ـ رينايرو ـ سامن آب) وأدوية الالتهاب الرئوي للأطفال ونقط الأطفال مثل (أميروكسول ـ وبنسلفون ـ وميكوسنتين) لإذلال الشعب والإدارة السياسية لكي يقوموا برفع الأسعار». فليعذر الأستاذ جويدة تطفلي على عموده اليومي، وقبلها أسجل تضامنا معه بالكلية في رفض قرار إغلاق الصيدليات جزئيا يوم 15 يناير/كانون الثاني في وجه المرضى، هذا عسف بالمرضى، وتنكيل، ولا يستقيم بأي حال مع رسالة الصيادلة، بل يؤشر على انعدام الإحساس بالمرضى واستخدامهم رهائن بشرية في معركة سياسية. ما ورد على لسان الدكتور الكردي أعلاه، جريمة متكاملة الأركان يتوفر فيها القصد الجنائي والاتفاق.. هل يتخيل عقل أن وزير الصحة المسؤول الأول عن توفير الدواء للمرضى يتفق مع شركات الأدوية على عدم توريد الأدوية الموسمية للشتاء والكحة والضرورية إلى الآن إلى كل منافذ التوزيع؟ هذه جريمة، أنتظر رد الوزير على هذا الذي يقول به الدكتور الكردي، معقول يصل الأمر إلى حدود الاتفاقات الإجرامية لعقاب الشعب، وإذلال المرضى، والضغط على الحكومة والرئاسة؟ الدكتور الكردي يتحدى في رده إثبات العكس.. هل يثبت الوزير العكس؟ وهل صار نقص أدوية الشتاء رهينة اتفاق خبيث بين الوزير والشركات؟ أإلى هذا الحد بلغ انعدام الضمير والمسؤولية بعدم توريد أدوية الأطفال؟ إذا كان هذا صحيحا أو خاطئا ننتظر بيانا من رئاسة الوزراء، بيانا واضحا جليا بتحقيق ما ورد على لسان الدكتور الكردي، وهو موجود ويمكن سؤاله وبيان ما يملكه من معلومات، الرجل يتحدى أي مسؤول.. هل يرد عليه مسؤول بعكس ما يقول؟».

ليس ترفا

لم يكن الحق في التداوي وتلقي العلاج نوعا من الترف، أو سلعة تكميلية للمواطنين، لكن كما يشير طارق عبد العال في «الشروق» تعد صحة المواطنين وحقهم الدائم في وجود رعاية صحية دائمة أحد أهم أساسيات قيام المجتمع بذاته، حتى إن تحولت بشكل من الأشكال إلى سلعة في ظل منظومة السعار العالمي والتكالب نحو سياسة السوق، ولكن عند حدود الحق في التداوي يجب أن تكون هناك ثمة حدود تقف عندها السياسات الخاصة، والسعي نحو المزيد من الربح أو بمعنى آخر يجب أن تكون السياسة الرسمية للدولة حريصة على توفير الخدمات الصحية بشكل أو بآخر للمواطنين، على ألا تتركهم سلعة أو لقمة سائغة في أفواه تجار الخدمات الصحية.
ففي ظل الأزمات الطاحنة التي يتحملها فقراء الشعب المصري، وأخصهم تحديدا بتحمل القدر الأكبر من المعاناة الاقتصادية والأزمات التي تعيشها الدولة، في ظل غياب سياسات واضحة وقادرة على إيجاد حلول مناسبة غير التحمل والدعوة إلى التقشف، لم تقف السياسات الرسمية عند ذلك، وإنما ترغب في زيادة العمق والخلل بينها وبين المواطنين بزيادة المعاناة في خصوص العلاج والتداوي. فبعد أن تم رفع أسعار الأدوية لمرات كان آخرها منذ أيام قليلة وبنسبة مرتفعة، قد يصير العلاج أو الدواء معها من الأمور محل الاختيارات الحياتية لدى المواطنين، إذ أن أكثرنا لن يستطيع الحصول على قائمة الدواء كاملة. جاء الإعلان عن رغبة الحكومة في بيع مجموعة من المستشفيات التي تسمى بمستشفيات التكامل وتحويلها إلى القطاع الخاص، وهو أمر يزيد من أعباء المواطنين، خصوصا بعد مراجعة أسماء المستشفيات المطروحة للبيع تجد أنها في مناطق ما بين شعبية وريفية، ما يدلل على أنها من المناطق الأكثر احتياجا لتقديم الخدمات وليس لبيعها».

لا أصدق أنه انتحر

قضية رحيل وائل شلبي تحظى بمتابعه واسعه بسبب تشابك خيوطها، فضلا عن وقائع الفساد المرتبطة بالجهاز السيادي، الذي كان يتولاه واهتمت «البديل» بتصريحات والد المستشار الراحل، الذي شكك، خلال لقائه في برنامج «العاشرة مساء» على قناة «دريم»، في الحادث قائلاً: «لا أصدق ذلك لأنه على خلق وعلى دين ويكره الحديث عن ذلك، وأنه أدى مناسك الحج العام الماضي». وقال شلبي: «ابني يعرف أن الانتحار حرام، وبعد تقدمه باستقالته توجه للجلوس في أحد فنادق القوات المسلحة، وقال لهم «إذا احتجتوني أنا موجود هناك، وتم القبض عليه ووضع في الرقابة الإدارية، وتم منع الاتصال به، وخضع للتحقيق لمدة 40 ساعة». وتابع: «لم يتضح أي شيء عليه، ومنعوا دخول أي ملابس له، وتوجهنا لزيارته ثاني يوم عرفنا أنه توفي وحسبي الله ونعم الوكيل في اللي قتل ابني». وأردف: «وائل أول أمين عام لمجلس الدولة وعمره 48 عاما، والصحف القومية رفضت نشر نعي له بدعوى أنهم تلقوا أوامر بذلك»، لافتا: «أنا رجل قانون وعايز رفع حظر النشر عن القضية، علشان نشوف ونعرف حقيقة وفاة ابني، وحسبي الله ونعم الوكيل في اللي اغتالوا وموتوا ابني».

نحارب الفساد ولا نقفل الشباك

«فيه حاجة غلط في طريقة تفكير عدد ليس بالقليل من المصريين، لأنه ببساطة كما يقر عادل السنهوري في «اليوم السابع» تفكير يثير الدهشة والغيظ أحيانا، وكشفت عنه قضية الرشوة الكبرى في مجلس الدولة، وانتحار أحد المتهمين في القضية، فالرقابة الإدارية هي التي كشفت القضية بتفاصيلها وأطرافها، واستدعت المتهمين، وقررت حجزهم للتحقيق، لمعرفة باقي أعضاء الشبكة، وعندما لا يحتمل أحدهم ويقرر الانتحار، تتدفق سيول الشكوك والتفسيرات حول الأسباب ومعظمها- إن لم يكن كلها- تشكك في الحادثة وتشير بأصابع الاتهام إلى الدولة. ويعبر الكاتب عن دهشته من كم هذه التفسيرات «السينمائية» على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المنتديات العامة وفي الحوارات العادية بين الناس بشأن واقعة الانتحار. فالدولة والقيادة السياسية أعلنت الحرب على الفساد بلا هوادة، وحققت الرقابة الإدارية ضربات قوية خلال العام الماضي، ومازال ومع بداية العام الجديد ينتشر رجالها في كل مكان لكشف الفاسدين والمفسدين، وأعلن الرئيس السيسي أن لا أحد فوق المحاسبة، واصطحب معه في كل افتتاح لمشروع جديد الدكتور محمد عرفان، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، وتوجيهه بالرقابة على المشروعات، لكن يبدو أن ميراثا ثقيلا من «عدم الثقة»، في ما تقوم به الدولة من مجهودات لمحاربة الفساد، تراكم عبر أكثر من 40 عاما، وترك بصماته في وجدان ونفوس المصريين للشك في كل شيء. إذا لم تحارب الدولة الفساد، هاجت الدنيا وأصبح الكلام عن الفساد المنتشر هو حديث الصباح والمساء، وإذا توفرت الإرادة السياسية لمواجهة الفساد والكشف عن القضايا، بدت لغة الشك في النوايا، يعني «كده مش عاجب ولا كده عاجب».

لهذا يتظاهرون

لماذا تمس قضية تيران وصنافير ذلك العصب الحساس لدينا، ولماذا نشعر بالثورة والغضب بهذا الشكل تجاهها؟ الإجابة عند محمد الصبان في «البديل»: «منذ سنوات وهناك العديد من القضايا كانت ومازالت تستحق وقفة غضب وتعبيرا عن الرأي والرفض الشديد، فنحن نعاني هبوطا اقتصاديا حادا وإجراءات تمس الحياة اليومية لهذا الشعب المطحون، بالإضافة لضغوط كبيرة سياسية وتضييق كبير وأيضا إخفاقات في كل المجالات، بالإضافة لحملات تشويه ممنهجة لكل مبادئ ثورة يناير/كانون الثاني. نعم لم يكن التشويه يطال فقط ثورة يناير كحدث يراه البعض مؤامرة، التشويه كان ممنهجا لتدمير تلك المبادئ التي رفعتها ثورة يناير، من عيش وحرية وعدالة، تأتي قضية تيران وصنافير من حيث أهميتها لتتربع على عرش القضايا الرئيسية في مصر، ليس فقط لكونها قضية أرض، وإنما لأنها تحمل بين ثناياها وبين سطورها كل القضايا وجذور المشكلات التي نعاني منها منذ سنوات.
تختلف هذه القضية جذريا عن أي قضية حدودية أخرى بين أي دولتين، بل حتى عن باقي قضايا مصر الحدودية لوضوحها الشديد وعدم التباسها لا تاريخيا ولا وثائقيا، إلا على المجادل والمنافق، فمنذ اللحظة الأولى التي بدأ الحديث فيها عن القضية وانبرى شرفاء مصر لإثبات الحق وتقديم الوثائق التي لم تجعل للخصم أي منفذ أو متنفس يستطيع أن يدعي من خلاله أنه على حق، ولكونها قضية أمن قومي مصري من الدرجة الأولى وليست مجرد نزاع حدودي، فهذه الجزر هي التي تحفظ لمصر نفوذها الاستراتيجي المسيطر، في الوقت الذي تعتبر إيران سيطرتها على جزر مضيق هرمز خطا أحمر، وفي الوقت الذي تخوض فيه دول التحالف عدوانا على اليمن من أجل السيطرة على باب المندب، وتدفع الإمارات المليارات من أجل السيطرة على جزيرة سوقطرة تتنازل مصر عن تيران وصنافير».

منقسمون للنهاية

«حالة الانقسام التي سادت الأحكام القضائية المتعلقة بالجزيرتين، ما بين أحكام تؤكد مصريتهما، وأحكام تقبل طعن الحكومة على تبعيتهما لمصر هو انقسام لو تعلمون عظيم، كما يصفه محمود خليل في «الوطن»، هذا الانقسام من المتوقع أن يشهده مجلس النواب أيضا. وقد بدت مؤشراته واضحة في الموقف الذي تبناه نواب «تكتل 25- 30» الذي رفض أعضاؤه ابتداء مناقشة المجلس الموقر للاتفاقية، في وقت لم تزل معروضة فيه أمام القضاء. دعك من هذه الأمور كلها، وانتقل إلى المسألة الشعبية. سمع المصريون عن موضوع تيران وصنافير في شهر أبريل/نيسان 2016، خلال زيارة الملك سلمان للقاهرة. وعقب الإعلان عنها ساد نوع من الانقسام ما بين مؤيد لها إلى حد الرقص بالعلم السعودي، وهناك من عارضها إلى حد التظاهر في الشارع، والرضا بالسجن كثمن معقول للغاية للدفاع عن مصرية الجزيرتين ولو كره «المتسعودون». كثيرون نسوا الموضوع بعد ذلك، والبعض احتفظ باهتمامه به، فتابع المعركة القضائية التي يخوضها فريق من المحامين الوطنيين ضد الحكومة، والبعض الآخر راهن على أن التوتر الذي شهدته العلاقات المصرية السعودية – قبل عدة أسابيع- تكفل بإغلاق هذا الملف برمته. فوجئ الجميع بعد ذلك بقرار الخميس الذي اتخذته الحكومة بليل، ولم يقابل القرار هذه المرة بـ«الاستقطاب»، بل قوبل بـ«الاستغراب»!. فاختلاف السياق لا بد أن يؤدي إلى اختلاف ردود الأفعال – وهو أمر يبدو أنه لا يدخل في حسابات السلطة- وهو ما حدث، فاندلعت مظاهرات الأرض من جديد في وسط البلد وأمام نقابة الصحافيين، وغابت الوجوه التي تتلفح بالعلم السعودي. هل تستوعب السلطة أنها بهذا القرار غير الدستوري وغير الواقعي وغير الواعي بسياق الحال وضعتنا أمام مشهد عاصف؟

ما أشبهه بمبارك

لم يغير السيسي شيئا في مصر، رأي يتبناه كثير من الكتاب من بينهم محمد محفوظ في «البداية»: «فقط أفرز ظاهرة صوتية كلامية متمكنة ومزمنة تمخضت عن شعارات غارقة في عبثها، «أد الدنيا» «تحيا مصر» «ثورة دينية» «نور عينينا» «مسافة السكة». لم يغير السيسي شيئا في مصر فتكررت سياسات مبارك بأوراق كربونية مستعملة لتتولد عنها نسخ تبدو مطابقة، ولكنها باهتة تنقصها الاحترافية. ومثلما تسلم مبارك مصر مُطهرة من هزيمة 67 ومزهوة بانتصارها في 73 الذي كان هو أحد أبطاله، ولها السيادة على كامل أرضها، إلا أنه أضاع كل ذلك بخلطة فاسدة من الحكم الذي يعتمد على التحديث المقتصر على البناء والإنشاء، المتغافل عن تطوير نظم الإدارة بجودة الأداء وكفاءة التشغيل ومكافحة الفساد، المعادي للعدالة والحريات باعتبارهما مزايدات. السيسي هو الآخر تسلم مصر وهي ثائرة على حكم مبارك ومتمردة على حكم الإخوان – وكان له الفضل في ترجمة هذا التمرد لخريطة طريق كانت ينبغي أن تنقل مصر لعتبات أبواب أحلامها – إلا أنه أضاع كل ذلك بخلطة منتهية الصلاحية من الحكم الذي تجاهل قوة الدفع الساحقة التي امتلكتها مصر بفعل ثورتها الأولى وموجتها الثانية، واستنسخ سياسات تحمل كل مؤشرات فشلها، واعتمد على النوعية ذاتها من الرجال والسيدات منزوعي السياسة ومنفذي التعليمات والتوجيهات لا غيرها».

السيسي طيب

نتحول نحو الثناء على السيسي ويتصدى له محمد صلاح البدري في «الوطن»: «يصرح الرئيس في كل مناسبة بأن الشعب ينبغي أن يقف بجانبه في الإصلاح الذي يريده، وأنه ينبغي أن يتحمل حتى تعبر البلاد تلك الفترة الحرجة، لقد اعتاد أن يطلب ذلك بلغة عامية سهلة، ويؤكد على مخاطبة الجمهور بياء المخاطب التي يعقبها وصف «المصريين»، في إشارة حميمية اعتادها الناس منه ربما حتى قبل أن يتولى الحكم، إنه نوع من شحذ الوطنية والانتماء في داخل المستمع، أو ربما نوع من استدعاء لشعبية يعرف جيدا حجمها بين مؤيديه، ويدرك أنه اكتسبها من إنقاذه للوطن من بين يدي الإخوان، الذين كانوا أبعد ما يكونون عن خانة الجنسية بمشروعهم الأممي. لم يخف بكل تأكيد على السيد الرئيس وأجهزته كلها خطورة التخلي عن الرشاوى السياسية للشعب المتمثلة في الدعم و«المنحة يا ريس»، وغيرها من وسائل التسكين التي استعملها من قبله، ولكنه اعتمد في رأيي على أن يظهر صدقه وإصراره أمامهم في نبرات صوته، وفي أسلوبه الذي لم يتغير منذ توليه الحكم وحتى الآن. يظل الرئيس عبدالفتاح السيسي مختلفا عن كل من سبقه في حكم هذا الوادي الطيب منذ عهد محمد علي حتى الآن، شاء من شاء وأبى من أبى، رئيس يرى أنه قد أتى لمهمة مقدسة لهذا الوطن، دون أن يضع في اعتباره معايير الاستمرارية كما فعل سابقوه. لقد تحملت شعبية الرئيس حتى الآن الكثير من القرارات المسكوت عنها لعقود سابقة، فهل ستحتمل أيضا الأيام المقبلة، التي يؤكد الخبراء أنها ستكون صعبة حقا؟».

وعد فوفى

أكد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن الدولة وفت بوعودها وتم ترميم الكنائس التي أضيرت، كما وفى الرئيس عبدالفتاح السيسي بوعده وتم ترميم الكنيسة البطرسية في أيام معدودة، وأنه أدى الصلاة فيها مع أسر الشهداء في أول أيام العام الجديد. وقال البابا ــ في حوار مع «الأهرام» ــ أن تفاصيل حادث الكنيسة البطرسية محزنة وبعيدة عن الطبيعة المصرية الهادئة المسالمة. كما وجه كلمات قليلة إلى الشاب الذي فجر نفسه ولمن وراءه: «ربنا يسامحكم» وشدد البابا تواضروس على أهمية تلاحم المصريين قائلا: «غير مقبول بأي صورة وبأي وجه ومن أي شخص، المساس بعلاقتنا الوطنية داخل الوطن»، معربا عن تفاؤله الواثق بمستقبل مصر. وأشار البابا إلى أن قانون ازدراء الأديان يحتاج إلى مراجعة، وأن إلغاء خانة الديانة في جامعة القاهرة هو خطوة جيدة من أجل تحقيق المساواة وعدم التمييز».

السلطة تأكل أبناءها

«بعد وقف برنامج «مع إبراهيم عيسى» على قناة «القاهرة والناس» مساء الأحد الماضي، فإن الخاسر الأكبر ليس إبراهيم عيسى أو القناة كما يظن كثيرون، بل أطراف كثيرة حسب عماد الدين حسين في «الشروق» في مقدمتها الحكومة وسمعة الإعلام ومناخ الحريات والأمل والثقة في المستقبل. سيقول البعض ومن هو إبراهيم عيسى حتى تقول إن الحكومة ستخسر بسبب وقف برنامجه، هو إعلامي كبير ومتميز، وصاحب تجارب إعلامية متعددة ومتميزة أهمها تجربة جريدة «الدستور»، ثم اللون والأسلوب الخاص به في برامجه التلفزيونية المتعددة. هو أديب وروائي ومثقف من طراز رفيع، وقارئ جيد للتاريخ الإسلامي، ومهموم بالكثير من الهوايات والمشاغل، من أول تشجيع الزمالك إلى مستقبل الأمة العربية. أعرف عيسى منذ كنا زملاء في كلية الإعلام في جامعة القاهرة قسم الصحافة أوائل الثمانينيات، وأقمنا معا في المدينة الجامعية، ولم تنقطع صلتي به منذ ذلك الوقت. هل معنى ذلك أنه بلا أخطاء أو أن كل ما يقوله هو الصواب؟ الإجابة هي قطعا لا، هو صاحب رأي، وما يقوله هو ما يؤمن به، وبالتالي فهو أمر نسبي، قد اتفق معه اليوم وقد اختلف معه غدا، والرجل لم يزعم إطلاقا أنه يحتكر الحقيقة، دعم 30 يونيو/حزيران بقوة ثم اختلف مع بعض مساراتها بقوة أيضا، والفيصل في الحكم على ما يقوله للقارئ أو المشاهد أو المستمع. تحدثت معه أكثر من مرة خلال الأسبوعين الماضيين، وأنكر الرجل كل ما هو منسوب إليه بأنه أهان البرلمان أو أعضاءه أو رئيسه، وقال إن على من يشكك في كلامه العودة للحلقات المتاحة على يوتيوب. أخبرني أيضا أنه لم يقل إطلاقا على النواب إنهم نصابون أو أفاقون أو كذابون، فهو دارس جيد للتشريعات الإعلامية».

أضغاث أحلام

«بماذا تحلم في العام الجديد؟ هل يكون من المبالغة مثلاً، وفق سمير الشحات في «الأهرام» أن تحلم بأن تمسك بهاتفك المحمول، لتزف خبرا جميلاً للزوجة المترقبة، فتقول: « عندي لكِ خبر حلو يا حياتي»، فإن تعجبَت وسخرَت منك- أنت الذي ما حملت لها خبرا حلوا أبدا في حياتك – فقل لها بصوت واثق مجلجل النبرات: سأعود إلى البيت، ومعى لك هدية ثمينة، فانتظريني لدى الباب طبعا هي- وهي تنتظر- سوف يأخذها عقلها إلى توقعات لا حدود لها، وستناجي نفسها، كما سبق وأن ناجى مطرب العراق الراحل الفذ، ناظم الغزالى، حبيبته: أسُوارا.. أم دملجا من نضار.. أم ورودا.. أم عقيقا كمهجتي يتلظّى، ثم عند وصولك، ستكون المفاجأة أغلى وأروع من كل ما توقعَت، أو حلمَت به، حيث ستفاجأ بأنك أتيت لها بعشرة كيلوات سُكّر ( من أبو 7 جنيه الكيلو)، وساعتها ستهمس لنفسها: نعم.. هذا هو السبع الحقيقي الذي اخترتُ فتزوجتُ فأحسنتُ الاختيار .وقد يأخذنا الحلم إلى آفاق أرحب.. فتحلم حضرتك بأن ترفع سماعة الهاتف الأرضي في مقر عملك، لتبلغ الزوجة المهروسة في المطبخ هرسا، فتتمتم لها في صوت هو والغناء سواء: يا نور عينيّ.. لقد أعلنوا يا ست الكل أنهم تراجعوا عن رفع سعر البنزين، وإبقاء الدعم قائما حتى إشعار آخر، آن الأوان لسيارتنا المركونة في الجراج تنعى صانعيها، لتسير تشق عباب الطريق، بعد ركود أوشك أن يصيب بطاريتها بالصدأ وتحلم بأن الحكومة الميمونة قررت رفع رواتبنا إلى الضعف، لتدخل اللحوم مطابخنا، فنشم معا رائحة الشواء، ثم نغمض أعيننا، فنمصمص، ونتلذذ».

القتل باسمنا فتنة

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، خطورة الأوضاع التي تهدد ميانمار والتي تدور رحاها في ولاية «راخين»، ووصفها بأنها تفتقد كل المبررات الدينية والإنسانية والحضارية، وأنها غريبة حقا على شعب ميانمار، الذي كانت حضارته ودياناته مشاعل سلام للإنسانية وأضاف وفقا لـ«الأهرام»: «لا أعرف فتنة أضر على الناس ولا أفتك بأجسادهم من القتل والقتال باسم الدين تارة وباسم العرق تارة أخرى. جاء ذلك خلال أولى جولات الحوار الحضاري من أجل تحقيق السلام في بورما، الذي عقده مجلس حكماء المسلمين أمس، برئاسة الطيب، وشارك فيه عدد من الشباب الذين يمثلون الأطراف المعنية بالصراع في ميانمار لتحقيق السلام هناك، بعنوان: «نحو حوار إنساني حضاري من أجل مواطني ميانمار. كما شارك بعض السفراء والأدباء والمفكرين والإعلاميين، واستهدفت هذه الجولة التباحث حول سبل العيش المشترك، والوقوف على أسباب الخلاف في ميانمار، ومحاولة وضع حلول جذرية لإنهائه وترسيخ أسس المواطنة والعيش المشترك بين المواطنين».

البعبع سيأكلنا

«كنت مثل الجميع؛ أنظر إلى الجنائيين على أنهم بعبع يجب عدم الاقتراب منه، يعترف حمد جمال زيادة في «مصر العربية»، من واقع تجربته أن البعبع تهددنا به وزارة الداخلية، فالسجين الجنائي كان بالنسبة لي عبارة عن شخص غريب رسم وشوما غريبة على كل مكان في جسده. الجنائي الذي في أسطورة البعبع ينتظر الفتك بك، وهذا ليس صحيحا. يمكننا القول إن من يعاديهم قد يهلك، ولكنهم مثلنا يحبون، ويحترمون، ويفهمون، ويخافون، ويتمنون الحياة ويجرمون. الفرق الوحيد بين السجناء الجنائيين والسياسيين، هو أنه إذا تعذب مسجون جنائي حتى الموت، لن يهتم به أحد، نحن السياسيين وأصحاب الرأي نتعرض لـ1٪ مما يتعرض له الجنائيون، ولكن قد تغضب المنظمات الحقوقية وبعض أقلام الصحافة الحرة لأجلنا، هم لا يهتم بهم أحد. لو كنا نجلس في زنزانة وعددها وصل 40 سجينا ولا نستطيع العيش فيها، فنفس الزنزانة لدى الجنائيين تتسع لمئة شخص وأكثر. في إحدى المرات صعد رئيس مباحث سجن أبو زعبل السابق إلى العنبر السياسي، ومرّ سجين جنائي يوزع الجراية (الخبز) على الزنازين، ومن دون سبب، سحب «مشهور» برنيكة الخبز الفارغة منه، وضربه بها على رأسه، فارتطم سن البرنيكة برأس السجين الجنائي، ففتح في رأسه شقا عميقا؛ وكل ما حدث أن السجين كان يبكي، وينتظر طبيب السجن حتى يأتي أمام باب العيادة ليداوي رأسه؛ ثم يعود إلى زنزانته ككلب تعذب على يد طفل عديم التربية ومعقد نفسيا؛ وبالصدفة كنت أنتظر الطبيب، فقابلت السجين هناك، وأخبرني أنهم «كتبوا في محضره أنه حاول الانتحار» سألته «كيف قبلت ؟» قال: «نحن لا ثمن لنا، ولن يهتم أحد مثلكم، لو اعترضنا على شيء سيتركون علينا الكلاب السعرانة في الزنازين».

نهاية نتنياهو اقتربت

«العام الماضي شهد تراجعا كبيرا لنتنياهو مع توقيع الاتفاق الإيراني وعجز اللوبي الإسرائيلي عن تعطيله في مجلس الشيوخ، رغم أغلبيته الجمهورية، واستطاع أوباما وفقا لمحمد السطوحي في «الأهرام» بمهارة كبيرة أن يمنع التصويت أساسا على الاتفاق مستغلا وسائل إجرائية، بعد ضمانه تأييد الديمقراطيين في المجلس باستثناء قلة قليلة. لكن ظل القلق الإسرائيلي من أن يستغل أوباما الفترة القصيرة ما بين الانتخابات الأمريكية وتولي الرئيس الجديد لتوجيه الضربة الأقوى لحكومة نتنياهو في القضية الأساس لخلافاتهما، وهو ما حدث بالامتناع عن التصويت ضد قرار مجلس الأمن الأخير بشأن المستوطنات، وبالتالي فلم يكن موقف واشنطن مفاجئا تماما. ثم جاء خطاب وزير الخارجية جون كيري بعدها بأيام ليواجه إسرائيل بما لم تسمعه من قبل بشأن سياساتها التي قال إنها تنهي عمليا حل الدولتين. لكن كل ذلك ربما لا يعني الكثير في المحصلة النهائية، فهناك إدارة جديدة لرئيس منتخب (دونالد ترامب) يؤكد أن كل شيء سيختلف مع توليه السلطة، وخرج نتنياهو مستخدما الرئيس القادم لتهديد كل من يحاول الإضرار بإسرائيل، وقال إنه سيعمل معه على تقليل آثار القرار الدولي أو إلغائه. لكن نتنياهو لايزال قلقا. فطعنة مجلس الأمن قد لا تكون الأخيرة، وهناك تخوف من وضع إطار التسوية الذي تحدث عنه كيري أخيرا أمام مؤتمر باريس منتصف يناير/كانون الثاني قبيل نهاية فترة أوباما بخمسة أيام، يتم بعدها التصويت عليه في قرار جديد في مجلس الأمن، وهو ما سيضع نتنياهو وترامب أمام مأزق جديد، يقيد حركتيهما في الملف الفلسطيني، خاصة أن المؤشرات تؤكد توجه إسرائيل لضم الجزء الأكبر من الضفة الغربية (المنطقة سي)، مع إبقاء المستوطنات بما يحول دون وجود دولة فلسطينية حقيقية».

العدو اسمه «حماس»

في الوقت الذي نكتشف فيه العديد من الأنفاق، يتحدث البعض عن اتصالات مع حماس لإزالة الجفوة – وإن كان عباس الطرابيلي في «المصري اليوم» يسميها عداوة: «كيف يستقيم الأمر.. نساعدهم ونمد لهم أيدينا.. فيحفرون أنفاقا – وربما بأموال مصرية وبمواد مصرية، فهل نحن بهذه الدرجة من البلاهة، لا نعرف العدو من الصديق؟ ومنذ أيام أعلنت مصر عن اكتشاف نفق طوله 1700 متر «تخيلوا» وارتفاعه متران وعرضه متران، وفيه 6 فتحات تهوية، وبعضها للتمويه. وأمس أعلنت مصر عن اكتشاف العديد من الأنفاق هناك أيضا على حدودنا مع قطاع غزة. هكذا رغم كل جهودنا لمقاومة هذا الوباء، ورغم ما قيل عن حفر قناة مائية لمواجهة هذه الأنفاق، ورغم ما عاناه أهلنا في رفح من تهجير، بعيدا عن منطقة الحدود وما تحملناه ماليا، وما تحملوه نفسيا وزراعيا، ورغم كل خسائرنا فمازالوا في الجانب الآخر يحفرون الأنفاق ليهربوا من خلالها خيرات مصر من مواد غذائية مدعمة، ومن أدوية ومن وقود، وما يقومون بتهريبه من ناحيتهم إلينا من مخدرات وسجائر والأخطر من أسلحة، فهل بعد كل ذلك نجد من يتحدث عن المصالحة مع حماس؟ وهل نأمن جانبهم – ونحن في الأيام نفسها – التي اقتحموا فيها في يناير/كانون الثاني 2011 السجون المصرية وقاموا بتهريب رجالهم ومؤيدي سياستهم ممن هم على شاكلتهم؟ فهل يعيد التاريخ نفسه؟ نقول ذلك لأن حماس تحكم قطاع غزة كله بالحديد والنار، ولا يجرؤ شخص واحد على حمل «كومة من الرمال» دون إذن من حماس، التي تملك كل السلطة هناك.. فما بالنا بمن ينقل مخلفات حفر نفق بهذه المواصفات، أو يحرك المعدات اللازمة للحفر، ثم يقوم بتدعيم جدران هذا النفق – وغيره – وتزويده بالإضاءة ومعدات التهوية، وكذلك من يقوم «بإدارة عموم هذا النفق» من نقل البضائع والأسلحة والمخدرات وغيرها، وبالطبع كل ذلك يحتاج إلى معدات من سيارات وروافع، ثم من يقوم بتسويقها في أسواق غزة بكل مدنها وقراها».

سياسات مبارك تتكرر بنسخ كربونية تنقصها الاحترافية… والدولة تتأرجح ما بين شبه دولة ووطن مهلهل

حسام عبد البصير

الأردن: حزب «زمزم» المنبثق عن «الإخوان» «زهرة تذبل» ومحاولات جادة لإدماج وشراكة بين المشاريع «المدنية» برعاية المعشر

Posted: 04 Jan 2017 02:33 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: لا يرى كثيرون مبرراً منطقياً لابتعاد او إبعاد الدكتور نبيل الكوفحي العضو المؤسس في مبادرة «زمزم» عن الأطر القيادية في حزبها المرخص حديثاً في إطار حسابات داخلية من المرجح انها تنقلب على نفسها في إتجاهات منفلتة عدة او على الأقل غير منضبطة.
زمزم الحزب الجديد التشكيل عشية الانتخابات الأخيرة انبثق اصلاً عن الإخوان المسلمين. وطوال الوقت كان الدكتور الكوفحي أحد الشخصيات العميقة والخبيرة سياسياً أحد ثلاثة أذرع اساسية في الحركة التي تخاصمت بجرأة مع الإخوان المسلمين وانشقت عنهم بل وشكلت «خطراً» عليهم في إحدى المراحل بإقرار قيادات إخوانية.
في كل الأوقات وخلال مرحلة الاشتباك والتكوين ثم التأسيس الحزبي كان الدكتور الكوفحي الوجه المتمدن العميق المؤثر في المسيرة حتى تحالفت اطراف عدة ضده في الانتخابات الأخيرة وخرج من المعادلة قبل ان يفاجئ انصار المشروع وليس غيرهم بتحشيد داخلي يطيح بالرجل في الانتخابات الداخلية لقيادة الحزب.
ابتلع الكوفحي الإساءات التي حصلت معه ومال إلى الصمت ولم يتحدث عنها لكن غيابه عن قيادة حزب زمزم الجديد الذي يطرح نفسه كبديل عن الإخوان المسلمين بدا واضحاً ومؤثراً خلال الأشهر الخمسة الأخيرة.
يعاني زمزم اليوم من مشكلات عدة اهمها استحكام الثنائي الدكتور إرحيل الغرايبة وجميل الدهيسات بالمشهد وتعطيل طاقة المكتب السياسي والنزوع لفكرة الرجل الواحد وطبعاً قلة الإمكانات ووفاة التهليل الرسمي بعدما اصبحت جماعة الإخوان المسلمين طرفاً شرعياً وفاعلاً في البرلمان.
الحوار يتفاعل هذه الأيام داخل زمزم حول مآلات الحزب ومستقبله وغياب قيادات فاعلة من وزن عقله المفكر الكوفحي وحول برنامجه المعطل في تعزيز الوحدة الوطنية والانفتاح على كل القوى الاجتماعية بما في ذلك المدنية.
من المرجح أن الصداقة التي تجمع الأب الروحي للحزب إرحيل الغرايبة بالمراقب العام الأسبق للإخوان المسلمين الشيخ سالم الفلاحات الذي يصوغ هو الآخر تجربة حزبية باسم» الإنقاذ الوطني» لم تفلح ـ اي الصداقة ـ في توحيد العمل التياراتي او تأسيس شراكة حقيقية رغم ان حزب الفلاحات الجديد يتبنى عملياً طروحات زمزم نفسها بل والأهم يستهدف الفئات الاجتماعية والنخبوية نفسها في الوسط الناشط حزبياً ونقابياً.
في كل حال بسبب وقائع موضوعية وخلافات شخصانية داخلية تأثرت مسيرة حزب زمزم الذاتية وتوارت نجوميته و»تذبل» زهرته السياسية وسط محاولات جادة لبعض المخلصين له باتجاه الاستدراك في الوقت الذي يظهر فيه الكوفحي مسؤولاً وهو يحتفظ لنفسه بالخيانات التي تعرض لها ولا يستثمر فيها.
في المقابل تشهد حوارات «التيارات المدنية» تفعيلاً ونشاطاً مبرمجاً لم يسبق له مثيل خصوصاً ان الأب الروحي الحقيقي والجذري ومنذ سنين عدة للتيار المدني وهو الدكتور مروان المعشر وزير البلاط الأسبق يدخل منذ فترة في أزقة ودهاليز دعاة وتجارب الدولة المدنية أملاً في توحيدهم.
وفقاً لمعلومات «القدس العربي» يشرف المعشر على اتصالات واجتماعات بينية بهدف إقناع الرموز التي تفكر بتيارات او أحزاب تتبنى مدنية الدولة ومنهجية المواطنة بتوحيد جهودها وتشكيل جبهة موحدة. حيث يحدث ذلك بعد الإيقاع الذي فرضته الورقة النقاشية السادسة للملك عبدالله الثاني بعنوان الدولة المدنية ودولة القانون والمؤسسات.
وقد تخفق جهود المعشر بسبب مرض»الفرد والزعامة» الذي يستوطن النخب بالعادة في الأردن أو بسبب الحسابات الشخصية لكن جهوده في السياق تخفف على الأقل من وطأة الخلافات وتفتح المجال لحديقة خلفية يمكن التشاور فيها بين الأقران إذا كان التوحد او الإندماج صعباً او مستحيلاً.
من المرجح ان المعشر يتقصد إنتاج مساحات «تشاركية» بين التيارات القوية التي ظهرت مؤخراً في الساحة والساعية لتأسيس حالات حزبية مدنية الطابع باسم «الخطاب الثالث» بدلاً من الإرتهان لواقع وجود مشروعين في الساحة هما الإسلامي الإخواني وتفريعاته واليميني المحافظ المستحكم أصلاً في السلطة.
يشجع هذا المسعى بروز تيار مدني نجح في إيصال نائبين للبرلمان في الانتخابات الأخيرة هما خالد رمضان وقيس زيادين، قد تخفق جهود المعشر وقد تنجح لكنها متحركة وديناميكية على الأقل وجادة وتنتج أملاً في ولادة تيار مدني جماهيري مؤثر.

الأردن: حزب «زمزم» المنبثق عن «الإخوان» «زهرة تذبل» ومحاولات جادة لإدماج وشراكة بين المشاريع «المدنية» برعاية المعشر
مؤسس الحركة الديناميكي الدكتور نبيل الكوفحي خارج قيادتها
بسام البدارين

هجوم على «سي إن إن» ومقاضاة «أم بي سي مصر» وضجة في مواقع التواصل بعد طلب غريب وجهته «فاطمة كشري» للسيسي

Posted: 04 Jan 2017 02:32 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك وتويتر» مع فيديو فاطمة كشري، كومبارس، الذي طالبت فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بارتداء «كلسون»، سروال لصيق بالجسم يرتديه الرجال تحت البنطلون للتدفئة من البرد في الشتاء. وتسبب طلب فاطمة كشري، الذي وجهته عبر إحدى القنوات الفضائية، في سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ودشن النشطاء هاشتاغ «البس كلسونك يا سيسي» والذي يعد الأكثر تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلق عباس حسن علي: «عاوزة الرئيس يلبس كلاسين تحت البناطيل.. أنا أقسم بالله مش مصدق نفسي… الجملة دي متقلتش لأي رئيس في أي مكان في العالم على مر العصور». ورد ناشط آخر «أنه لم يجرؤ أحد أن يطلب من مبارك مثل هذا الطلب «.
واوردت شبكة سي إن إن العالمية، تقريرا كاملا عن الواقعة ساخرة من مستوى الحوار بين «السيسي» ومؤيديه. وقالت السي إن إن في تقريرها، «إنها تكن كامل الاحترام للكومبارس المصرية، فاطمة كشري، لكن ما تحدثت عنه على الفضائية المصرية يكشف حجم تفكير مؤيدي النظام، وكل ما يتلخص عندهم، ونظرتهم إلى «السيسي» الذي فشل على جميع الأصعدة، ويحاول تصوير نفسه أنه القائد المنقذ للمصريين»، مشيرة الشبكة في تقريرها، أنه حالم، فغضب المصريين أصبح بركانا قد ينفجر في وجهه بأي لحظة».
وأكملت الشبكة سخريتها من «الكلسون» وقالت إن عليه أن يرتدي شيئًا أقوى من ذلك حتى يحميه من الشعب المصري وغضبه، الذي تبع غلاء الأسعار والتضخم، بجانب الانهيار الاقتصادي في البلاد.
وعلى الجانب الآخر، شن الدكتور خالد رفعت ـ أستاذ في جامعة قناة السويس ـ (وهو أحد مؤيدي النظام) هجوما شرسا على فضائية إم بي سي، وانتقد تخصيص شبكة سي إن إن مساحة كبيرة عبر فضائيتها لتقرير يسخر من «السيسي»، متهمًا فضائية إم بي سي بالتعمد لإحراج السيسي عالميًا.
وقال «رفعت» في تدوينة: «مين فاطمة كشري بقى؟.. ممثلة كومبارس درجة 17 أول مرة أسمع عنها النهاردة… مش عشان عملت حاجة رهيبة… لأ لأنها طلبت من السيسي على الهواء في قناة mbc مصر إنه يلبس كلاسين تحت الهدوم عشان البرد لأننا محتاجين له».
وأضاف: «تصوروا بقى الـ CNN عاملة تقرير عن اللقاء؟.. آه السي إن إن أكبر شبكة إخبارية في الكون عاملة تقرير عن فاطمة كشري.. وطبعًا بكرة حنلاقي الواشنطن بوست والغارديان بيكملوا مسيرة التشويه».
وقد تقدم سمير صبري المحامي، بتقديم ببلاغ للنائب العام، ضد قناة «إم بي سي مصر 2»، لاستضافتها الفنانة الكومبارس «فاطمة كشرى» حيث تعمدت الإساءة للرئيس السيسي ولمصر.
وقال انه «من الواضح أن القناة المبلغ ضدها تعمدت استضافة هذة السيدة للإساءة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وللدولة المصرية، ولا يجوز للقناة أن تتعلل بعدم تمكنها من منع بث هذة الإساءة».
وتابع «حيث من المعروف لأي ضيف يظهر في التلفزيون، أن هناك تأخير من 3 إلى 5 ثوان بين التسجيل في الاستوديو والإذاعة على الهواء، وده عشان يقدر الكنترول يحذف أو يمنع الصوت عن أي شتيمة، أو تطاول، فما بالك بالتطاول على رئيس الدولة بل وتعمد الإساءة للدولة نفسها، خاصة إذا أخذ في الاعتبار أن هذة القناة ذاتها تتعمد إذاعة الإساءات لمصر في برنامج أبو حفيظة، ومن قبلها باسم يوسف». فيما قدم صبري، تأييدًا لبلاغه، حافظة مستندات تحوي على إسطوانة مدمجة مسجل عليها حلقة البرنامج.

هجوم على «سي إن إن» ومقاضاة «أم بي سي مصر» وضجة في مواقع التواصل بعد طلب غريب وجهته «فاطمة كشري» للسيسي

اطلاق سراح الصحافية المختطفة أفراح شوقي بعد كشف العبادي انه «خطف سياسي»

Posted: 04 Jan 2017 02:32 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: بعد ساعات من كشف رئيس الحكومة حيدر العبادي أن اختطاف الصحافية افراح شوقي هو اختطاف سياسي، اطلق الخاطفون الصحافية وعادت إلى منزلها واهلها.
واعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء بأن العبادي اتصل هاتفيا بالصحافية افراح شوقي في بيتها للاطمئنان عليها، بعد اطلاق سراحها من قبل الخاطفين، دون ذكر اية تفاصيل عن الجهة القائمة بالخطف أو اهدافها.
وقد اكدت مصادر أمنية، أن الصحافية العراقية عادت إلى منزلها بعد ثمانية ايام على اختطافها من قبل جماعة مسلحة مجهولة.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي، كشف ان «عملية اختطاف الصحافية [أفراح شوقي] هي اختطاف سياسي جُرمي».
وقال في مؤتمره الصحافي الاسبوعي، يوم الثلاثاء، أن «الجهة الخاطفة تحاول تضليل الأجهزة الامنية» مؤكدا «عدم وجود حالة أهمال لمتابعة القضية وأنه يستمع شخصياً لتقارير يومية عنها»، وداعيا عائلة الصحافية إلى «الصبر، وأنه يأمل بالافراج عنها».
واعتبر العبادي، أنه «من غير الصحيح استخدام دماء الأبرياء للتسقيط السياسي والصراع السياسي «، داعياً الجميع إلى «التعاون والعمل على إرساء الأمن وإحباط الجرائم المنظمة، بدل التحريض ضد الحكومة».
وأضاف أن «هناك شبكات إرهابية مرتبطة ب‍تنظيم الدولة، وبعض وسائل الإعلام تحاول الترويج للإرهاب»، معترفا بوجود خروقات أمنية، وانه أصدر تعليمات بشأن حركة العجلات كافة في بغداد والمحافظات».
واظهرت لقطات لقناة محلية، الصحافية المختطفة وهي بين عائلتها التي ابدت ارتياحها لاطلاق سراحها وعودتها بسلامة.
وتحدثت افراح شوقي في لقاء متلفز في منزلها ،أنها «بصحة جيدة، وأن أول المهنئين بإطلاق سراحها كان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي»، مشيرة إلى أنه «ربما يقوم بزيارتها في منزلها».
وقالت الصحافية عن الخاطفين « عاملوني معاملة جيدة وكان هناك إجراء بسيط واستجواب وطلعت براءة»، من دون أن تحدد الجهة التي اختطفتها. كما شكرت العراقيين على وقوفهم إلى جانبها، وكل من دافع عنها ودعا إلى الإفراج عنها».
وسبق ان اعلنت شقيقة الصحافية المختطفة في لقاء متلفز، الثلاثاء، ان السلطات الأمنية اجرت تحقيقات معهم حول حادث الخطف، ولكنها لم تقدم لهم اية معلومات عن مصيرها او الجهة الخاطفة، متهمة الحكومة بالتقصير في متابعة قضية شقيقتها الصحافية.
وقد اختطفت الصحافية أفراح شوقي، من قبل مسلحين مجهولين من منزلها في منطقة السيدية جنوب غربي العاصمة بغداد، مساء الإثنين الماضي (26 كانون الأول/ديسمبر 2016)، وفي الوقت الذي أدانت جهات حكومية وسياسية محلية ودولية عملية الاختطاف، قامت جهات حقوقية ومنظمات وناشطون بتنظيم تظاهرات عديدة للمطالبة بتحمل الحكومة مسؤوليتها في اطلاق سراح الصحافية وكشف الجهة التي تقف وراءها.
ويعتقد المراقبون في العاصمة العراقية، ان تكتم الأجهزة الأمنية الحكومية على تفاصيل عملية خطف الصحافية افراح شوقي وعدم اعلان الجهة المسؤولة عنها، يؤكد كون الجهة الخاطفة جهة حكومية او تابعة لقوى سياسية متنفذة، وان عملية الخطف جاءت لإحراج رئيس الوزراء حيدر العبادي ضمن صراع القوى السياسية.

اطلاق سراح الصحافية المختطفة أفراح شوقي بعد كشف العبادي انه «خطف سياسي»

هل كشف هجوم إسطنبول الضعف الذي أحدثته حملة التطهير ضد أتباع «غولن» في الأمن والاستخبارات؟

Posted: 04 Jan 2017 02:31 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: منذ محاولة الانقلاب الفاشل التي ضربت تركيا في الخامس عشر من تموز/ يوليو الماضي سعى كبار المسؤولين الأتراك إلى التأكيد على أن حملة التطهير المتواصلة حتى اليوم ضد أتباع فتح الله غولن في أجهزة الدولية التركية ستؤدي إلى رفع كفاءة عمل أجهزة الدولة لا سيما الأمن والاستخبارات والجيش والقضاء.
لكن ومنذ ذلك الحين تلقت البلاد سلسلة من الضربات والهجمات الإرهابية غير المسبوقة الأمر الذي دفع العديد من المراقبين إلى التأكيد على أن حملة التطهير التي طالت عشرات الآلاف من المتهمين بالولاء لـ«غولن» لا سيما في أجهزة الشرطة والاستخبارات والقضاء أدت إلى إحداث فجوة في أداء أجهزة الدولة وضعف في التواصل فيما بينها ونقص كبير في الكفاءات والمتخصصين.
فالهجوم الأخير الذي استهدف ملهى «رينا» وأوقع 39 قتيلاً وعشرات الجرحى، ووقع في قلب المدينة السياحية وفي أبرز مناطقها الحيوية وعلى بعد مئات الأمتار من تفجير بيشيكتاش الذي لم يمر عليه أكثر من ثلاثة أسابيع ومكتب رئاسة الوزراء الواقع بجانب قصر «دولما يهتشي» التاريخي هناك. وفي اعتبارات الزمان، وقع الهجوم ليلة رأس السنة وفي ظل تهديدات إرهابية من الدرجة الأولى رفعت على أثرها جميع أجهزة الأمن التركي جاهزيتها ونشرت 17 ألف رجل أمن، وقالت وسائل إعلام تركية إن الأمن تلقى تحذيرات محددة من قبل الاستخبارات الأمريكية بإمكانية وقوع هجوم ليلة رأس السنة.
وعلى الرغم من جميع هذه الاعتبارات المتعلقة بالزمان والمكان والظروف لم تتمكن أجهزة الأمن التركية من إفشال الهجوم أو الحد من نتائجه الدموية، لكن ما بات يطلق عليه «الضعف الأمني» أو «الفشل الأمني» لم يتوقف عند هذا الحد، بل أضيف إليه فشل جميع دوائر الدولة في التعرف على هوية القاتل إلا بعد قرابة 100 ساعة على وقوع الهجوم.
حيث أكد، أمس الأربعاء، وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنه تم تحديد هوية منفذ الهجوم على النادي الليلي في إسطنبول ليلة رأس السنة، دون الإعلان عن أي تفاصيل تتعلق بجنسية أو اسم المُنفذ الذي ما زال لليوم الخامس على التوالي طليقاً وسط خشية كبيرة من تنفيذه هجوماً آخراً أو محاولة الفرار إلى سوريا.
وعقب محاولة الانقلاب نفذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حملة تطهير واسعة ضد كل المشتبه بمشاركتهم في محاولة الانقلاب أو الولاء لفتح الله غولن، وتركزت هذه الحملة التي شملت فصل أو اعتقال أكثر من 120 ألف موظف في أجهزة الشرطة والأمن العام والجيش والاستخبارات بالإضافة إلى سلك القضاء والمدعين العامين.
وبغض النظر عن ولاءاتهم أو التهم الموجهة إليهم، يؤكد مراقبون أن الأشخاص الذين طالتهم حملة التطهير من أبرز الكفاءات والمختصين في مجال عملهم والقيام باعتقالهم أو فصلهم بشكل مفاجئ ودون إحلال كفاءات بديلة في مواقعهم أحدث صدمة كبيرة في عمل أجهزتهم وأدى إلى ضعف كبير في أدائها وكفاءة عملها، بالإضافة إلى الضعف الكبير الذي طال دوائر التواصل بين هذه الأجهزة فيما بينها لا سيما أجهزة الأمن والقضاء.
ويصف كُتاب أتراك منتسبي «جماعة فتح الله غولن» في الدولة التركية أنهم كانوا بمثابة منظومة كاملة ويشكلون دولة متكاملة داخل الدولة وهذه المنظومة هي من كانت تتحكم في زمام الأمور، وبناءاً على ذلك أدى تدمير هذه المنظومة إلى إحداث هزة كبيرة جداً في عمل دوائر الدولة الأمنية والتقنية والقضائية، تحتاج إلى ترتيبات كبيرة ووقف طويل من أجل التعافي من آثارها.
أكبر الاتهامات بالضعف طالت جهاز الاستخبارات العامة الذي يقوده «هاكان فيدان» الرجل القوي المقرب من الرئيس أردوغان والذي بقي في منصبه على الرغم من فشل الجهاز في الكشف المبكر عن محاولة الانقلاب، حيث يتم العمل حالياً على إحداث تغييرات جوهرية هيكلية في تركيبة وطبيعة عمل الجهاز وتحويله إلى وكالتين للاستخبارات الداخلية والخارجية.
كما تم إجراء مئات التنقلات والإقالات لكبار مدراء الأمن في معظم المحافظات التركية إلى جانب تغيير وزير الداخلية وتعيين سليمان صويلو الذي حاول، الثلاثاء، التقليل من الاتهامات بالتقصير لوزارته عبر تقديمه إحصاءات عن إحباط عشرات الهجمات الإرهابية خلال الفترة الماضية.
وقال صويلو في إفادته أمام البرلمان إن بلاده أحبطت 339 هجوما للتنظيمات الإرهابية في تركيا، خلال عام 2016، موضحاً أن «من بينها 313 عملية لـ بي كا كا و22 لـ داعش، و4 لمنظمات يسارية متطرفة، وتم ضبط 247 قنبلة، و61 سيارة مفخخة، و23 انتحاريا مشتبها بهم، كما تم القبض على 42 عنصرا إرهابيا». ولفت إلى أنه «تم إحباط 80 عملية كبيرة خلال الأشهر الثلاثة الماضية»، بالإضافة إلى «حظر دخول 52 ألف و72 شخصا ينحدرون من 145 دولة إلى تركيا، للاشتباه بصلتهم بالمنظمات الإرهابية».
وفي ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء وافق البرلمان التركي على طلب الحكومة تمديد حالة الطوارئ لثلاثة أشهر جديدة في البلاد وأكد نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش أن الحكومة ما زال أمامها الكثير من العمل من أجل إتمام تطهير أجهزة الدولة من أتباع غولن.
وبينما تتركز الاتهامات الموجهة لجهاز الاستخبارات على الفشل في الحصول على معلومات عن الهجمات قبيل تنفيذها، تتهم أجهزة الأمن بعدم القدرة على منع الهجوم من خلال الإجراءات الأمنية المطبقة على الأرض، في حين يُتهم القضاء والمدعين العامين بالضعف في إجراء التحقيقات والتأخر في التوصل إلى هوية منفذ الهجوم.
ويعتبر القضاء أكثر الأجهزة التي طالتها حملة التطهير بعد أجهزة الأمن، حيث تم اعتقال وفصل آلاف المدعين والمدعين العامين والقضاة وعينت الحكومة مقربين منها في مواقعهم، وعلى غرار الدوائر الأخرى في الدولة، تجري عمليات توظيف لخريجين جدد لسد الفراغ الذي أحدثته عمليات التطهير.
وعلى صعيد التحقيقات المتواصلة حول الهجوم الأخير، اعتقلت السلطات التركية 20 مشتبهاً جديداً في ولاية إزمير غرب البلاد، وأوضحت مديرية أمن قونيا وسط البلاد أن «الذين ألقي القبض عليهم في إزمير يشكلون 3 عائلات فرت من قونيا بعد الهجوم»، لافتةً إلى أن «العائلات الثلاث كانت على ارتباط بالمشتبه به بتنفيذ الهجوم الذي توصلت التحقيقات إلى أنه قدم إلى قونيا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي»، ولفتت ولاية إزمير في بيان لها أنه «يُعتقد أنهم أقاموا في ولاية قونيا في نفس المنزل مع المشتبه به» وأنهم من داغستان وتركستان الشرقية (إقليم شينجيانغ شمال غربي الصين)، وسوريا.
وتبين من التحقيقات أن منفذ الهجوم استقل سيارة أجرة عقب تنفيذه الهجوم إلى منطقة «زيتين بورنو» في اسطنبول ومن هناك ذهب إلى أحد المطاعم التي تعود لأشخاص من «الأيغور» واستلف من أحد العاملين هناك مبلغاً من المال لدفع أجرة التاكسي قبل أن يختفي عن الأنظار، وعلى ما يبدو أن هذه آخر حلقة توصلت إليها التحقيقات حتى الآن.

هل كشف هجوم إسطنبول الضعف الذي أحدثته حملة التطهير ضد أتباع «غولن» في الأمن والاستخبارات؟

إسماعيل جمال

تبادل الاتهامات بين روحاني ورئيس السلطة القضائية بالتورط في ملفات فساد كبيرة

Posted: 04 Jan 2017 02:31 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: في مؤشر يظهر احتدام الصراع الدائر في عمق مراكز صُنع القرار في إيران على بعد 4 أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية المقبلة، وبعد كشف رئيس كتلة الشفافية الاقتصادية في مجلس النواب الإيراني، محمود صادقي، تورط رئيس السلطة القضائية، صادق لاريجاني، في ملف فساد اقتصادي بمبلغ 10 تريليونات ريال إيراني، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية، غلام حسين محسني إيجئي، أن رئيس حملة حسن روحاني الانتخابية ووزير الصناعة والمناجم الحالي الإيراني، محمد رضا نعمت زادة، متورط في ملف فساد لتمويل حملة روحاني الانتخابية بمبلغ 1000 مليار تومان.
فيما طالب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، السلطة القضائية بالكشف عن تفاصيل حساباتها المالية، حتى توافق حكومته عن نشر تفاصيل حساباتها البنكية.
ووقع 46 من أعضاء مجلس النواب الإيراني على رسالة مفتوحة مطالبين بمحاكمة شقيق الرئيس الإيراني، حسين فريدون الذي منعه المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، من المشاركة في اجتماعات الحكومة منذ ما يقارب عام، بتهمة تورطه في ملفات الفساد الاقتصادي.
وحسب وكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري، رداً على تصريحات الرئيس الإيراني حول ضرورة الكشف عن تفاصيل الحسابات المالية للسلطة القضائية، كشف المتحدث باسم القضاء الإيراني، غلام حسين محسني إيجئي، أن رئيس حملة روحاني الانتخابية ووزير الصناعة والمناجم الإيراني مول حملته بمبلغ 1000 مليار تومان، وطالب بإجراء تحقيق حول مصدر هذه الأموال وتشكيل ملف فساد اقتصادي لذلك.
وتصاعدت حدة التصريحات بين رئيسي السلطتين التنفيذية والقضائية خلال الأيام الماضية، حيث اتهم صادق لاريجاني الرئيس حسن روحاني بتلقي أموالاً من أبرز متهم في أكبر ملف فساد اقتصادي في تاريخ إيران، بابك زنجاني الذي حكم عليه بالإعدام وساعد طهران على الالتفاف على العقوبات وبيع نفطها في الأسواق العالمية، وتساءل رئيس القضاء «أين تُصرف أموال مكتب الرئيس الإيراني». وبدوره، اتهم حسن روحاني صادق لاريجاني بالهروب من مسؤوليته وعدم تحليه بالحكمة، وقال إن حكومته مستعدة للكشف عن تفاصيل حساباتها المالية شريطة أن تقوم السلطة القضائية بعمل مماثل، وطالب بفتح ملف حول الفساد الاقتصادي في القضاء، فضلاً عن الكشف عن مصادر تمويل الحملات الانتخابية لباقي مرشحي الانتخابات الرئاسية.
وكان موقع «دُرّ تي في» الإخباري التابع للتيار الإصلاحي الإيراني قد أفاد أن صادق لاريجاني متورط في ملف فساد اقتصادي يفوق مبلغه 10 تريليونات ريال إيراني، موضحاً أن رئيس السلطة القضائية الإيراني نقل هذا المبلغ من الأموال العامة إلى 63 حساب بنكي باسمه، وأن رئيس منظمة المفتشية العامة الإيراني، ناصر سراج، شكّل لجنة خاصة للتحقيق حول ملف الفساد الاقتصادي.
فيما أكد النائب العالم في طهران، عباس جعفري دولت آبادي، أن إيداع الأموال العامة في الحسابات البنكية الشخصية باسم رئيس السلطة القضائية بدأ منذ عام 1994 «بعد أخذ التراخيص القانونية والشرعية اللازمة»، وحذّر أنه سيتم التعامل بحزم مع أولئك الذين يتحدثون عن تفاصيل هذه الحسابات، بينما تنص مادتا 123 و142 من الدستور الإيراني على أنه يجب تحديد أموال كبار المسؤولين الإيرانيين وذويهم قبل بدء تصديهم لمناصبهم وبعد انتهاء فترة مسؤوليتهم، ولم تُفعَّل هاتان المادتان حتى الآن، ولم يتم تحديد أموال أي مسؤول إيراني من التي تحصّل عليها خلال فترة تصديه لمهام منصبه.
وأفادت وكالة إسنا للأنباء الطلابية التابعة لوزارة العلوم والأبحاث الإيرانية، أن رئيس كتلة الشفافية الاقتصادية، محمود صادقي، شدد على أن التحقيق في موضوع إيداع الأموال العامة في الحسابات البنكية الشخصية لرئيس السلطة القضائية هو من مهام مجلس النواب، وأن الفساد الاقتصادي والإداري متفش بشكل واسع في الدوائر الحكومية وغير الحكومية والقضاء وباقي مؤسسات النظام.
وانتقد البرلماني الإيراني بشدة رئيس السلطة القضائية بسبب تصريحاته حول عدم أحقية مجلس النواب في مطالبته بالكشف عن حساباته الشخصية، وقال «بدل من أن يشكر صادق لاريجاني البرلمان بسبب حرصه على الأموال العامة، أعرب عن أسفه لعدم منع رئيس مجلس النواب من طرح الموضوع وعدم دعم رئيس الحكومة له».
وأكد أنه يجب على رئيس السلطة القضائية الإيراني أن يكشف عن تفاصيل حساباته الشخصية لتفادي الإشاعات واستغلال الموضوع من قبل أعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فضلاً عن ضرورة تنوير الرأي العام والشفافية الاقتصادية.
وفي السياق، أكد وزير الاقتصاد الإيراني، علي طيب نيا، إيداع مبالغ كبيرة من الأموال العامة في الحسابات الشخصية لبعض مسؤولي السلطة القضائية خلال العقدين الماضيين، وقال إنه لم يتم إعادة أرباح هذه الأموال إلى الخزانة العامة، وإنه تم صرف هذه الأرباح «لبعض تكاليف» في السلطة القضائية، دون تحديد ماهية هذه التكاليف.
وأعلنت نجلة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، فائزة هاشمي رفسنجاني، دعمها الكامل لمحاولات رئيس كتلة الشفافية الاقتصادية في البرلمان الإيراني، واعتبرت تصريحات النائب العام بأنها غير قانونية، وأنه يجب على عباس جعفري دولت آبادي أن يوضح حول كيفية إيداع الأموال العامة في الحسابات الشخصية لرئيس القضاء.

تبادل الاتهامات بين روحاني ورئيس السلطة القضائية بالتورط في ملفات فساد كبيرة

محمد المذحجي

الخريطة الدينية للكونغرس الأمريكي تظهر سيطرة مسيحية غالبة

Posted: 04 Jan 2017 02:30 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: عقد الكونغرس الأمريكي رقم 115 أولى جلساته في العام الجديد. وبعيدا عن سيطرة الجمهوريين على مجلسيه ( 241 جمهوريا مقابل 194 ديمقراطيا في مجلس النواب و52 سناتورا جمهوريا مقابل 48 سناتورا ديموقراطيا).تبين ان نسبة المسيحين فيه تبلغ 91 ٪ اي أكثر من نسبة المسيحيين في أمريكا التي لاتتعدى المسيحية فيها نسبة ال75 في المائة.
وفي مجلس الممثلين (النواب) انتخب 392 مسيحيا من اصل 435 نائبا و22 يهوديا و3 من الهندوس و2 من المسلمين و2 من البوذيين، و7 أعضاء لايعرفون ديانتهم اويرفضون تحديدها. وحول الأعراق فإن هناك 46 عضوا من الأفارقة الأمريكين و36 من الهيسبانيك او من أمريكا اللاتينية و15 من الأصول الأسيوية. وضمن الأعضاء الجدد جنرالان سابقان أحدهما فقد قدميه الإثنتين في افغانستان في 2010.
أما في مجلس الشيوخ فإن هناك 88 مسيحيا من أصل ال100 سناتورا بينهم 8 من اليهود وبوذي واحد و3 سناتورات لايعرفون ديانتهم او يرفضون تحديدها. وهناك 21 امرأة في مجلس الشيوخ.اما حول الأعراق فإن هناك 3 من الأفارقة الأمريكيين و4 أعضاء من الهيسبانيك و3 من الأسيويين.

الخريطة الدينية للكونغرس الأمريكي تظهر سيطرة مسيحية غالبة

تمام البرازي

قوة أمنية للقبض على وزير الإسكان المصري الأسبق بعد حكم النقض بتأييد حبسه ثلاث سنوات

Posted: 04 Jan 2017 02:30 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أرسلت النيابة العامة، إخطارا إلى قوة تنفيذ الأحكام التابعة لوزارة الداخلية لسرعة القبض على رجل الأعمال إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، وذلك على خلفية الحكم الصادر من محكمة النقض برئاسة المستشار وجيه أديب نائب رئيس المحكمة، بقبول الطعن المقدم منه و4 آخرين جزئيًا بتعديل الغرامات وتأييد السجن.
وكانت محكمة النقض، قضت بقبول الطعن المقدم من وزير الإسكان الأسبق إبراهيم سليمان على حكم (السجن المشدد 3 سنوات) في قضية اتهامه و 4 آخرين بتخصيص أرض لشركة "سوديك" المملوكة لرجل الأعمال مجدي راسخ، بالمخالفة لإجراءات التخصيص القانونية، على نحو تسبب في إهدار قرابة مليار جنيه من المال بتصحيحه جزئيا بإلزام المتهم الأول برد المبالغ التالية بعد التعديل حيث قررت المحكمة تعديل الغرامات من 970 مليون جنيه إلى 194 مليون جنيه وغرامه مساوية.
كما قررت تعديل الغرامة الثانية من81 مليون جنيه إلى 54 مليون جنيه مناصفة بين إبراهيم سليمان وعزت عبد الرؤوف وغرامة مساوية وتعديل الغرامة الثالث من13 مليون جنيه إلى 6 مليون جنيه وغرامة مساوية رفضه فيما عدا ذلك.
والمتهمون هم: فؤاد مدبولي محمد، وحسن خالد فاضل، ومحمد أحمد عبد الدايم، عزت عبد الرؤوف عبد القادر رئيس قطاع الشؤون التجارية والعقارية بهيئة المجتمعات العمرانية.
ودفع محاموه ببطلان حكم محكمة الجنايات الصادر ضده بالإدانة في محكمة الإعادة، بدعوى القصور في بيان واقعة الدعوى والخطأ في إسناد أقوال شهود الإثبات التي لم ترد بأوراق الدعوى، والتناقض في تصوير الواقعة.

 

قوة أمنية للقبض على «وزير الإسكان الأسبق» بعد حكم النقض بتأييد حبسه ثلاث سنوات

الجزائر: أنباء عن عودة ضباط المخابرات إلى الوزارات والإدارات الرسمية

Posted: 04 Jan 2017 02:29 PM PST

الجزائر – «القدس العربي»: قالت تقارير إعلامية جزائرية إن ضباط جهاز المخابرات عادوا إلى الوزارات والإدارات الرسمية والشركات الحكومية، تماماً مثلما كان عليه الحال قبل عملية إعادة هيكلة الجهاز التي تمت ما بين 2013 و2016، والتي كانت قد أدت إلى سحب هؤلاء الضباط، وهو قرار يأتي بالتزامن مع قرار إعادة صفة الضبطية القضائية لضباط الأمن العسكري.
وذكرت صحيفة «الخبر» (خاصة) في عددها الصادر أمس أن عودة الضباط التابعين إلى جهاز الاستخبارات إلى المواقع التي كانوا يحتلونها في الوزارات والإدارات الرسمية والشركات الحكومية يأتي في سياق ما يتم تداوله منذ أسابيع عن عودة جهاز الاستخبارات إلى مكانته السابقة، وحتى ضمن عودة الفريق محمد مدين المعروف باسم الجنرال توفيق القائد السابق للجهاز إلى دائرة أصحاب القرار، مذكرة بالقرار الصادر عن مجلس الوزراء الأخير الذي ترأسه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والذي يتحدث عن منح صفة الضبطية القضائية إلى رجال الأمن العسكري، علماً أن صفة الضبطية القضائية كانت قد نزعت عن ضباط الاستخبارات سنة 2013، في إطار عملية إعادة هيكلة الجهاز، التي وصفها بعض المعارضين آنذاك بعملية إضعاف لجهاز الاستخبارات وقائده السابق الفريق مدين، والتي انتهت بإقالته وإحالته على التقاعد في أيلول/سبتمبر 2015. جدير بالذكر أن جهاز الاستخبارات كان يعين ضباطاً في كل الوزارات والإدارات والمؤسسات والشركات، والذين يكونون عيوناً للجهاز في المواقع التي يتواجدون فيها، ليتحول إلى وسيلة ردع لكل من تسول له نفسه العبث بالمال العام أو نهبه أو تبديده، أو تجاوز القانون، وقد كان هؤلاء الضباط مرهوبي الجانب، لأن الجميع كان يخشى ما يكتبونه في تقاريرهم، صحيح أن الأمر لم يسر دائماً مثلما كان مسطراً له، وأن تواجداً له في العديد من المواقع لم يمنع الكثير من التجاوزات والسرقات والأخطاء في التسيير التي أدت إلى تبديد المال العام، لكن الكثير منهم كانوا وراء فتح تحقيقات في قضايا الفساد كبيرة، والتي تم الكشف عن الكثير منها في ما بين 2009 و2013.
وتأتي هذه الأخبار المنشورة في الصحف بخصوص جهاز الاستخبارات وضباطه لتعزز النظرية المتداولة منذ حوالي ثلاثة أشهر، والتي تتحدث عن عودة الجنرال توفيق إلى تسيير الشأن العام، خاصة بعد إبعاد عمار سعداني زعيم حزب جبهة التحرير الوطني (الأغلبية) بطريقة غريبة وسريعة، أياما قليلة بعد تصريحات نارية ضد الجنرال توفيق، وصلت حد اتهامه بإشعال نار الفتنة الطائفية في مدينة غرداية والعمالة إلى فرنسا، فضلاً عن عودة عدد من المحسوبين على الفريق إلى مواقع المسؤولية، والذين كانوا قد أبعدوا في وقت سابق، كما أن الحملة التي كانت تدور رحاها ضده في بعض وسائل الإعلام توقفت فجأة، فاتحة المجال أمام الكثير من التساؤلات.

الجزائر: أنباء عن عودة ضباط المخابرات إلى الوزارات والإدارات الرسمية

مزارع فرنسي أمام القضاء بتهمة إيواء عشرات اللاجئين

Posted: 04 Jan 2017 02:29 PM PST

باريس ـ «القدس العربي»: مثل مزارع فرنسي أمام محكمة مدينة نيس، جنوب فرنسا يوم أمس الأربعاء بتهمة إيواء مهاجرين غير شرعيين. ولقيت هذه المحاكمة متابعة إعلامية واسعة، كما شهدت حضور عدة جمعيات ومنظمات حقوقية مساندة للشاب المتهم، مثل منظمة العفو الدولية.
ويعيش سيدريك، 37 عاما، في قرية جبلية فرنسية تدعى «بريل سير رويا» شمال شرق مدينة نيس جنوب البلاد، وأصبحت هذه المنطقة ممرا آمنا للمهارجين غير الشرعيين الذين يعبرون الحدود مشيا على الأقدام، بحكم وجود هذه القرية الفرنسية على بعد كيلومترات فقط من مدينة «فانتيمل» الايطالية التي تضم آلاف المهاجرين غير الشرعيين الذين قدموا بحرا من ليبيا وينحدرون أغلبهم من دول الساحل والصحراء مثل تشاد ومالي والنيجر. وأمام رفض السلطات المحلية في «الألب ماريتيم» تقديدم أية مساعدة إنسانية لهؤلاء اللاجئين، انتفض المزارع الشاب، وقام بتأسيس جمعية خيرية، وفتح مزرعته لمئات اللاجئين والمهاجرين، وأقام عشرات الخيام من أجل إيواء المئات منهم، وقدم لهم الطعام والشراب وكل أشكال المساعدة التي يحتاجونها، كل ذلك بشكل مجاني.
وقال مهاجر من تشاد يدعى حسن، 22 عاما إثر تقرير مصور بثتته قناة «بي اف ام» الإخبارية : « أصدقائي، هم من دلوني على المزرعة التي تحولت إلى مكان لاستقبال وإيواء المهاجرين. لقد مشينا طويلا للوصول إلى هنا، بعدما فررنا من مدينة فانتيل الايطالية». وأضاف حسن «إن ما قام به سيدريك عمل إنساني نبيل جدا، ونحن مدينون له بكل ما أسدى لنا من خدمات جليلة».
واتهمت كل من الجمعيات الحقوقية والمزارع سيدريك هورو، السلطات المحلية برفض فتح مركز لايواء اللاجئين العابرين من إيطاليا نحو فرنسا، وتقديم يد العون لهم.
وقال المزارع الفرنسي «اضطررت بمعية عدد من أصدقائي في القرية، للتحرك من أجل مساعدة هؤلاء اللاجئين بعدما رفضت السلطات المحلية القيام بهذا الدور. ما قمنا به هو عمل إنساني لاغير». وأضاف هورو «عندما ترى أطفالا ونساء في حالة إنسانية مزرية، يعانون الجوع والبرد. هل كان علي أن أتركهم من دون مساعدة. طبعا لا. لقد قمت بما أملاه علي قلبي وضميري وتربيتي. لم أرتكب أية جريمة».
يذكر أن المزارع متابع قضائيا بتهم إيواء مهاجرين غير شرعيين، ومساعدتهم على عبور الحدود الايطالية الفرنسية، والإقامة بشكل غير شرعي على الأراضي الفرنسية. كما أن المزارع الشاب، ساعد عشرات المهاجرين وذلك بنقلهم خفية في سيارته الخاصة، إلى المدن الفرنسية التي كانوا يودون الوصول إليها، وذلك عبر سلك طرق لم تكن تحظى بمراقبة قوات الأمن الفرنسية، التي كانت تنشط بكثرة على الحدود. غير أنه في آب/أغسطس الماضي ألقت قوات الدرك القبض عليه متلبسا بنقل ثمانية مهاجرين من إرتيريا على متن سيارته، وتم اعتقاله، لكن تم الإفراج عنه بعدما تأكد القاضي أنه تصرف بدواع «إنسانية» ولم يحصل على أموال مقابل خدماته.
ويرفض القضاء الفرنسي المبرر «الانساني» الذي دافع به المزارع عن نفسه في هذه القضية، ويتهمه بتحدي السلطات المحلية، ومخالفة القانون والقيام بـ «نشاط سياسي». كما أن المزارع متهم باقتحام مركز مهجور كان يستخدمه المكتب الوطني للسكك الحديدية في تلك المنطقة، وقام باستخدامه من دون الحصول على ترخيص، لإيواء عشرات اللاجئين، بينهم أطفال قصر. ويواجه سيدريك هورو، أمام كل هذه التهم، خمس سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية قد تصل 30 ألف يورو.
يشار إلى أن قرية «بريل سير رويا» لا تبعد إلا كيلومترت فقط على مدينة نيس، كما أنها تابعة لإقليم «باكا» التي يرأسها كريستيان استروزي، الذي رفض جملة وتفصيلا تعليمات الحكومة الاشتراكية التي حثت كل الأقاليم الفرنسية والبلديات على فتح مراكز لإيواء المهاجرين واللاجئين. وقالت، فرانسواز كوتا محامية المزارع سيدريك هوررو، إن المحاكمة اتخذت «طابعا سياسيا لأن هذه المنطقة (التابعة لإقليم باكا) أصبحت خارجة عن القانون لأنها رفضت تعليمات الحكومة بإيواء اللاجئين».

مزارع فرنسي أمام القضاء بتهمة إيواء عشرات اللاجئين

هشام حصحاص

الشيخ عبد الرزاق المهدي لـ «القدس العربي»: العملية متعثرة

Posted: 04 Jan 2017 02:29 PM PST

إدلب ـ «القدس العربي»: أثارت فتوى أصدرتها مجموعة من الشخصيات الشرعية والدعوية جدلاً واسعاً في أوساط كثير من الفصائل وشرعييها، تلك الفتوى التي طالبت جميع الفصائل بالالتحاق بـ «جبهة فتح الشام»، «النصرة» سابقاً، و«جيش الأحرار» و«الزنكي».
الشيخ عبد الرزاق المهدي هو أبرز الموقعين على فتوى الاندماج، قال في حديثه مع «القدس العربي» حول آخر مستجدات هذه المسألة «الاندماج حتى هذه اللحظة متعثر بسبب خروج حركة الزنكي وفصيل آخر، لكن لايزال الاندماج محتملاً». وتابع «الآن بقي فتح الشام والتركستان وجيش الأحرار ولواء الحق إضافة لأنصار الدين، وهذه الفصائل من الممكن أن تعلن اندماجها».
ودعا المهدي للتريث وعدم الإعلان حتى يجتمع أكبر عدد من الفصائل، كما نفى أن تكون دعوات الاندماج مقتصرة على نوعية من الفصائل فقال «كانت هناك دعوات لجميع الفصائل العاملة في الساحة السورية سواء الإسلامية أو الجيش الحر، وليس هناك استثناء لفصيل أو جماعة عاملة لإسقاط النظام».
وأضاف «الفصائل التي لم تستجب حتى الآن هي الأكثرية، ولها أسبابها ورؤيتها، وهذه الفتوى هي دعم وتأييد للاندماج ولمن استجاب له، فالظروف تقتضي المسارعة بالاندماج والشعب السوري يطمح لتوحد شامل لا جزئي»، على حد تعبيره.
وحول ما اعتبره البعض بأن هذه الفتوى تؤيد فصيلاً معيناً قال المهدي «البعض اعتبرها تصب في مصلحة فتح الشام، لكن بغض النظر التوحد واجب شرعي وطاعة لله، ومن يتحفظ على هذا يجب محاورته ليبين وجهة نظره لا أن يكون معوقاً فبعد سقوط حلب يجب المسارعة، ولم يعد هناك مجال للمجاملة في هذه الظروف»، كاشفاً أن الاندماج كان متوقعاً من هذه الفصائل بعد صدور الفتوى مباشرة.
وأكمل حديثه بالقول «البعض اعتبر هذه الفتوى تصعيداً وتزيد من الاستقطاب، لكنها بينت أن هناك فصائل قررت الاندماج وكانت الفتوى مؤيدة لها، وهي لم تطلب اندماج تغلب والعبارة التي فيها اللزوم تشمل الموقعين المتفقين على هذا الاندماج».
من جهته يرى القيادي في «الجيش الحر» خالد أبو عزام في تصريح لـ «القدس العربي» أن تلك الفتاوى تعمق الشرخ بين الفصائل، لأنها تزيد من الاستقطاب وهي تحمل وجهة نظر واحدة وتؤيد فريقاً موجوداً في الساحة، لا يحق له الاستئثار».
ويحمل القيادي شخصيات معينة من خارج سوريا مسؤولية زيادة التنافر كما سماه «هناك شخصيات من الداخل والخارج تعمل لبعثرة أي خطوة جادة تهدف لجعل الجميع تحت مظلة الثورة، فهي تعمل بعقلية المنهج وهذا سيزيد من التباعد بين مكونات الفصائل، وأي محاولة للاندماج يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مصلحة الثورة وأن نبعد أي جسم يشكل من جحيم التصنيف الذي لن يجلب للثورة والشعب سوى الهلاك، ومزيد من التدخل».
وقال الناشط عمر الشامي لـ «القدس العربي» ان ظاهرة الفتاوى والفتاوى المضادة هي تعبير عن حالة التشرذم والاستقطاب، التي تعاني منها الساحة كما تبين أن كل المحاولات لأي اندماج ستبقى في دائرة الاستقطاب، ولن يحدث اندماج كلي في ظل هذا التباين، فهناك معوقات كبيرة تقف حائلاً يمنع ما تريده الحاضنة الثورية وكذلك الجهادية من القضاء على حالة التشتت».
معتبراً أن الدول الإقليمية التي تدعم الفصائل وغيرها لا تريد اندماجاً يجمع بين الفصائل الثورية والجهادية مخافة خروج الجميع من عباءة التأثر بقرارات تلك الدول، وعليه سنرى فصائل جهادية تندمج مع بعضها مستفيدة من حالة التذمر بعد سقوط حلب، كما أنها تعتبر المستفيد الأكبر، حيث أنها تمكنت من كسب فصائل ثورية لصفها، وجلبتها لخندقها ، وهذا أمر يحسب لها، وكذلك ما يمنع الفصائل الثورية من التوحد، على الرغم من اتفاقها على كل النقاط، لكنها تتعثر أمام أمور تتعلق بتوزيع المناصب، وكيفية الإدارة، لذا لن نرى توحداً حقيقياً يجمعها سوى رفض الاندماج مع «المناهجة»، حسب تعبيره.

الشيخ عبد الرزاق المهدي لـ «القدس العربي»: العملية متعثرة
فتاوى اندماج الفصائل المسلحة السورية تحدث جدلاً… و«الجيش الحر» يعتبرها تزيد «الانقسام»
سلطان الكنج

بدء محاكمة لاجئ سوري «قاصر» في ألمانيا بتهمة الإرهاب

Posted: 04 Jan 2017 02:28 PM PST

برلين ـ «القدس العربي»: وسط إجراءات أمنية مشددة انطلقت أمس الأربعاء محاكمة شاب سوري يدعى شاس المحمد بشبهة الإرهاب والانتماء لتنظيم متطرف. ويواجه الشاب أيضا تهما بتحديد أهداف محتملة لعمليات إرهابية في العاصمة برلين، من بينها أيضا إحاطة تنظيم «الدولة الإسلامية» بمواقع آلكسندر بلاتس وسط برلين وبوابة براندنبورغ ومحيط البرلمان الألماني.
وطالب محاميا الدفاع في اليوم الأول أن تكون المحاكمة مغلقة بحجة أن المتهم كان قاصرا أثناء ارتكاب الجنح المنسوبة إليه من قبل الادعاء. ويذكر أن المتهم قدم إلى ألمانيا كلاجئ في آب/أغسطس 2015. وقضى وقتا في براندنبورغ قبل أن يعتقل في برلبن في آذار/ مارس من نفس العام. ويواجه الشاب أيضا تهمة المشاركة في القتال إلى جانب تنظيم «داعش» في سوريا عام 2013.
ووصل المتهم إلى قاعة المحكمة مرتديا سترة زرقاء وحاول اخفاء وجهه حسب وسائل الإعلام الألمانية ونشرت امام المحكمة شاحنتان للشرطة وكذلك عدد من الشرطيين المزودين برشاشات. وقالت المتحدثة باسم المحكمة ليزا جاني «ان التدابير الأمنية نفسها لجميع المحاكمات الكبرى» مشيرة إلى ان الجلسة قد تكون مغلقة لأن المتهم كان قاصرا اثناء ارتكابه بعض التهم الموجهة اليه.
وتعكس حالته المخاوف السائدة في البلاد من اندساس مقاتلين جهاديين بين مئات الاف طالبي اللجوء الذين وصلوا عن طريق البلقان، خصوصا بعد اعتداء برلين في 19 كانون الاول/ديسمبر. وسيحاكم المحمد الذي اعتقل في 22 اذار/مارس 2016، حتى نيسان/ابريل على الاقل بتهمة «الانتماء إلى منظمة إرهابية في الخارج» و»خرق القانون حول الاسلحة الحربية». وقد يتعرض لعقوبة تصل إلى 10 سنوات سجنا. وقالت النيابة الفدرالية في قرار الاتهام ان السوري الذي جنده تنظيم الدولة الإسلامية منتصف العام 2013 «واصل عمله» للتنظيم الجهادي بعد مجيئه إلى المانيا صيف 2015. واضافت «انه رصد اهدافا محتملة لشن هجمات» في برلين خصوصا ساحة الكسندربلاتز وبوابة براندربرغ ومبنى الرايشتاغ، مجلس النواب.
وفي تشرين الاول/اكتوبر أكدت المحكمة الفدرالية ان الشاب اتصل بشخص في سوريا ليبلغه عدد الاشخاص والحافلات الموجودة في ساعات محددة. وتتهمه النيابة ايضا بأنه «كان على صلة مع منفذين محتملين لاعتداءات» وبأنه «اعرب عن استعداده لارتكاب هجوم في المانيا».
وحسب المحققين، فقد تولى مهمة الحراسة في مطار دير الزور وشارك في عملية استيلاء الجهاديين على المدينة نفسها وقدم تموينات لمقاتلين اخرين «خلال عدة تنقلات». وحتى الان لم ترشح اي معلومات عن مصادر هذه الاتهامات، إلا ان صحيفة «تاغشبيغل» اشارت إلى عدة جهات رسمية.
يأتي ذلك بعد إعلان النيابة الالمانية لمكافحة الإرهاب ان عمليات دهم استهدفت افرادا يعرفهم التونسي انيس العامري المشتبه بتنفيذه اعتداء برلين، ولكن من دون ان تشير إلى اعتقالات في اطار بحثها عن شركاء محتملين.
واستهدفت احدى العمليات مركز ايواء لطالبي لجوء يقيم فيه تونسي (26 عاما) اعتبر «مشتبها به». وقالت النيابة في بيان «كان يعرف انيس العامري منذ نهاية 2015 على الاقل وكان على اتصال به قبيل الاعتداء. ثمة شكوك في ان يكون المشتبه به قد تبلغ بالتحضير للاعتداء او قد يكون ساعد انيس العامري».
واستهدفت عملية أخرى شقة في برلين كان يقطنها شخص سبق ان اقام مع العامري وكان ايضا على اتصال به قبل الاعتداء، حسب النيابة.
وقتل العامري في ايطاليا بعد ملاحقته لثلاثة ايام. ويحاول المحققون معرفة ما إذا كان له شركاء قبل اعتداء 19 كانون الاول/ديسمبر الذي خلف 12 قتيلا او خلاله او بعده. وحتى الان لم يعتقل اي شخص، باستثناء تونسي اعتقل الاسبوع الفائت لفترة وجيزة ثم افرج عنه. والهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الإسلامية هو الاعتداء الجهادي الاكثر دموية في المانيا
من جهة أخرى تعرض مقترح وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير الخاص بإنشاء مراكز اتحادية لتجميع طالبي اللجوء المرفوضة طلبات لجوئهم لانتقادات شديدة من قبل أحزاب المعارضة. فقد وصف حزب اليسار المعارض المقترح بأنه «معاد للإنسان». ورفضت المعارضة الألمانية مقترح وزير الداخلية الاتحادي توماس دي ميزير والخاص بإنشاء مراكز إيواء تحت إشراف اتحادي لتجميع طالبي اللجوء الذين تم رفض طلبات لجوئهم بهدف تسهيل ترحيلهم عن البلاد.
فقد وصفت المتحدثة باسم الشؤون الداخلية في كتلة حزب اليسار المعارض أولا يلبكه مقترح الوزير المحافظ بأنه «ببساطة معادي للإنسان»، حسب ما قالت البرلمانية اليسارية في مبنى البرلمان الألماني «بوندستاغ».
كما وجه حزب الخضر المعارض في البرلمان الألماني انتقادات حادة لمقترحات الوزير دي ميزير. وقال نائب رئيس كتلة الخضر في البوندستاغ كونستاتين فون نوتس «إن مراكز الإيواء الاتحادية المزعومة لن تساهم في تسريع عمليات الترحيل».
وكان وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير قد طالب بإنشاء «مراكز ترحيل» لطالبي اللجوء، الذين رفضت طلباتهم لجوئهم. ويرى الوزير أنه يجب أن توكل إدارة هذه المراكز وعمليات الترحيل للشرطة الاتحادية حتى تضمن سرعة التنفيذ.
ويقتضي ذلك حسب مقترح الوزير أن تقوم «الولايات نقل مسؤوليات الترحيل إليها (الشرطة الاتحادية)» في الأيام أو الأسابيع الأخيرة من إقامة المزمع ترحيله». كما اقترح وزير الداخلية بناء المراكز بالقرب من المطارات لتسهيل الجانب اللوجيستي لهذه العمليات.

بدء محاكمة لاجئ سوري «قاصر» في ألمانيا بتهمة الإرهاب

علاء جمعة

بحر: سندعم أي مبادرة لتمتين العلاقات مع القاهرة ويجب إنشاء منطقة تجارية حرة

Posted: 04 Jan 2017 02:27 PM PST

غزة ـ «القدس العربي» : أكد الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، أن المجلس سيقدم كل الدعم والتأييد لأي مبادرة تساهم في تمتين العلاقات المصرية الفلسطينية على كافة المستويات، السياسية والاقتصادية والأمنية والعلمية، مطالبا في الوقت ذاته بإنشاء «منطقة تجارية حرة» بين غزة ومصر.
وأشاد في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي نظمته أكاديمية الإدارة والسياسة بعنوان «تعزيز العلاقات المصرية الفلسطينية» بدور مصر في «قيادة الأمة العربية وممارسة دورها على المستويين الدولي والإقليمي لدعم القضية الفلسطينية من خلال الضغط والتحشيد داخل المؤسسات الأممية ومنها الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية».
وأكد بحر وهو من قياديي حركة حماس خلال توصياته للمؤتمر على الدور المصري الرائد في دعم القضية الفلسطينية، من خلال تحقيق المصالحة الفلسطينية، والإشراف على ملفات الأسرى، والاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية بحق القدس والمقدسات، وتشكيل لجنة سياسية مصرية فلسطينية مختصة لمتابعة تلك الملفات.
وشدد على متانة العلاقات الاقتصادية مع مصر والتوسع في هذا المجال من خلال تشكيل لجنة اقتصادية مصرية فلسطينية مشتركة لبحث ملفات المعابر بين مصر وفلسطين وخاصة معبر رفح.
ومؤخرا لجأت السلطات المصرية إلى تسهيل حركة العمل على معبر رفح، من خلال زيارة عدد أيام الفتح، مما ساهم في تخفيف أزمة المسافرين من ذوي الحالات الإنسانية، كذلك سمحت بمرور العديد من السلع خلال عمليات فتح المعبر.
جاء ذلك بعد عدة ندوات عقدت في مصر شارك فيها أكاديميون وسياسيون وإعلاميون، بحثت سبل تخفيف الحصار الإسرائيلي وقدمت العديد من التوصيات.
إلى ذلك دعا بحر إلى ضرورة فتح «حوار مباشر ذي أبعاد سياسية وأمنية واقتصادية بين الأشقاء المصريين من جهة، وبين قطاع غزة والفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس من جهة أخرى»، وسط الحاجة بالغة الإلحاح وركام التحديات الراهنة، وفي ظل التكالب الدولي على القضية الفلسطينية.
وعبر عن أمله في أن يكون هناك رفع كامل ونهائي للحصار عن القطاع، وفتح دائم لمعبر رفح للبضائع والمسافرين، داعيا لتدشين اتفاق حول إنشاء «منطقة تجارية حرة» بين مصر وغزة تكفل إنقاذ وتطوير الحركة التجارية والواقع الاقتصادي في القطاع، وتبشر بعودة مصرية حميدة لدورها الطبيعي في رعاية الملفات الفلسطينية الحيوية، بما يعزز مسؤولياتها التاريخية في خدمة شعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة.
واعتبر بحر أن «التصريحات الإيجابية والبناءة» الصادرة عن المسؤولين المصريين في الآونة الأخيرة «تؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات المتبادلة بين مصر وقطاع غزة». وقال «نحن نتوقع أن تثمر النقاشات والحوارات المصرية الفلسطينية خلال الأيام والأسابيع المقبلة عن طيّ صفحة الماضي، وبناء الثقة من جديد وفق قواعد سياسية وأمنية واقتصادية مبنية على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة وعدم التدخل في شؤون الغير، وذلك خدمة لمصالح الشعبين الشقيقين المصري والفلسطيني، وتعزيزا للدور المصري الداعم تاريخيا للقضية الفلسطينية، وحفاظا على حيوية الدور المصري في الملفات الفلسطينية الهامة، كملف معبر رفح، وملف الصالحة، وتبادل الأسرى». وأكد أن التسهيلات التي بادرت بها السلطات المصرية مؤخرا، وتمثلت بزيادة عدد أيام فتح معبر رفح الحدودي وإدخال تسهيلات على دخول الوفود الفلسطينية «تعمق العلاقة بين مصر وقطاع غزة». وقال إن الشعب الفلسطيني والقوى والفصائل «جاهزون للتعاون والانفتاح وتطوير العلاقات بما يخدم حاضر ومستقبل الشعبين الشقيقين»، مجددا الطلب من القيادة المصرية الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية وخاصة المختطفين الأربعة. وأضاف أن حجم وعمق العلاقات المتجذرة بين الشعبين «كان أكبر من كل المحاولات التي تستهدف التشويه وإحداث الوقيعة». وأكد أن وزارة الداخلية في غزة أوفت بكامل التزاماتها الأمنية إزاء ضبط المنطقة الحدودية وعدم السماح لأي كان بالمساس بالأمن المصري بأي حال من الأحوال. وشدد على أن المقاومة في غزة «هي الأكثر حرصاً على صد أي عدوان دخيل حماية للأمن القومي المصري علاوة على حماية الأمن الفلسطيني».
وكانت وزارة الداخلية في غزة قد دفعت بتعزيزات على طول الحدود الفاصلة مع مصر، بعد زيارة قام بها وفد من حماس في مارس/ آذار من العام الماضي إلى مصر، كانت الأولى لوفد من الحركة بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وبدء الخلافات بين سلطات القاهرة والحركة. ومن المتوقع أن يقوم وفد من حماس بزيارة قريبة لمصر، حسب ما أكد مسؤولون من الحركة مؤخرا.

بحر: سندعم أي مبادرة لتمتين العلاقات مع القاهرة ويجب إنشاء منطقة تجارية حرة
خلال مؤتمر تعزيز العلاقات المصرية الفلسطينية
أشرف الهور

مشاورات بن كيران أمس أظهرت الملامح السياسية للحكومة المغربية الجديدة

Posted: 04 Jan 2017 02:27 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: ظهرت الملامح السياسية للحكومة المغربية الجديدة، وبانتظار تشكيلها، سيبقى الغموض يلف الاطراف الرابحة والخاسرة في هذه التشكيلة التي يقودها عبد الاله بن كيران، بعد «إعاقة» تجاوزت فترته الزمنية الـ3 شهور.
ما أسفرت عنه المشاورات التي اجراها، امس الاربعاء، رئيس الحكومة المكلف عبد الاله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ان المكون الحزبي لحكومته يضم بالاضافة لحزبه، كلاً من التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية واستبعاد حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاتحاد الدستوري، وهي الاحزاب التي كانت مرشحة من هذا الطرف او ذاك، واستبعدت لاسباب مختلفة.
الملامح الحزبية للحكومة الجديدة، ظهرت بعد أزمة تصريحات زعيم حزب الاستقلال حميد شباط، حول موريتانيا، والمبالغة في ردود الفعل وتدفيعه ثمناً سياسياً باهظاً على مواقفه من التحالفات السياسية التي طبعت مرحلة ما بعد تشريعيات السابع من تشرين الاول/ اكتوبر الماضي وتكليف العاهل المغربي الملك محمد السادس لعبد الاله بن كيران زعيم حزب العدالة والتنمية الفائز بالمرتبة الاولى بتشكيل الحكومة.
كان بن كيران متمسكاً بحزب الاستقلال،أعرق الأحزاب المغربية، والساعون لإفشاله او اضعافه، يضغطون لاستبعاد الاستقلال، وجاءت تصريحات شباط، لتزيد من ضغوطاتهم، ولان بن كيران يعرف مصدر الضغط وبعد الخطوات المتلاحقة لحزب الاستقلال، الاعتذار رسميا لموريتانيا وبلاغ المجلس الوطني الاستثنائي للحزب الداعم لبن كيران، صمد بن كيران واحس بقوة موقفه حتى وان تخلى عن حزب الاستقلال، لكنه التخلي الممزوج بالاحترام والتقدير.
الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية عقدت اجتماعاً مساء الثلاثاء، خصص بأكمله تقريباً للإشادة بموقف حزب الاستقلال وقرار المجلس الوطني الاستثنائي. وجاء في بيان ارسل لـ«القدس العربي» أن «الأمانة العامة تنوه بالرسائل السياسية الواضحة في البيان الختامي للمجلس الوطني الاستثنائي لحزب الاستقلال، وتثمن عالياً تفهمه للتطورات السياسية وتغليبه للمصلحة العليا للوطن، وتقدر إشارته إلى حزب العدالة والتنمية وتحيته لموقف الصمود الذي وقفه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بخصوص حرصه على مشاركة حزب الاستقلال بالحكومة».
واضاف أن الأمانة العامة للحزب العدالة والتنمية «تثمن إيجابياً قرار المجلس الوطني الاستثنائي لحزب الاستقلال بالتوجه الذي عبر عنه الحزب باعتبار «نفسه جزءاً من الأغلبية البرلمانية بغض النظر عن مشاركته أو عدمها في الحكومة وبما يؤسس لمرحلة جديدة لتكتل القوى الوطنية وتحالفها لمواجهات كافة التحديات الداخلية والخارجية»، ويعتبره موقفاً تاريخياً لحزب تاريخي في حق حزب العدالة والتنمية مؤسَس على تعاون وثيق بين الحزبين، خدمة للمصلحة العليا للوطن وتقوية للديمقراطية ودعماً لاستقلال القرار الحزبي وذلك انطلاقاً من القناعة المشتركة بأن خدمة الوطن تقتضي الوقوف في الموقع الصحيح من التاريخ وليس في الموقع الحكومي أو غيره».
واذا كانت هذه االحميمية شكلت مخرجاً لعبد الاله بن كيران لاستبعاد حزب الاستقلال الذي سيكون جزءاً من اغلبيته البرلمانية دون ان يكون جزءاً من حكومته، فانها ايضاً قوّت اوراقه في مواجهة الهاجمين عليه والمحاولين اضعافه في رئاسة الحكومة وتشكيلها، وبدأ مشاوراته معهم صباح امس الاربعاء من موقع القوة وبعد ان أصبح ماسكا جيدا لخطوط اللعب، وبيده أوراق عديدة لا يريد أن يلقيها كلها في الساحة دفعة واحدة ليضع الايام المقبلة امام احتمال تشكيل حكومة من أحزاب التقدم والاشتراكية والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية مع ضمان دعم ومساندة حزب الاستقلال أي أغلبية مريحة تتشكل بأكثر من 250 نائباً من أصل 395 مقعداً في الغرفة الأولى، دون ان يبقي مصير حكومته بيد طرف غير حزبه.
وقد يشرك بن كيران حزب الاستقلال في الأغلبية الحكومية رمزيا من خلال اختيار شخصيات استقلالية بصفة تكنوقراط وهو الخيار الذي تسانده أغلبية مكونات قيادة حزب العدالة والتنمية وعلى رأسهم عبد الإله ابن كيران، وذلك لعدة أسباب، أبرزها أنه لم يعد ممكنا للاستقلال التراجع عن دعم ابن كيران من أي موقع لأنه لا يمكن أن يعود إلى المعارضة.
وقال عزيز اخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ومتزعم دعاة استبعاد حزب الاستقلال، انه توصل من بن كيران بعرض حول تشكيلة الحكومة المقبلة وسيناقشه مع حليفيه الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري.
واوضح بعد لقائه «المهم» مع بن كيران صباح امس الاربعاء أن ما توصل إليه من بن كيران (دون الكشف عن مضمونه) ستتم مناقشته مع شركائه الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية، وبعد يومين ستكون الصورة واضحة للإجابة عن طبيعة العرض.
وعبر نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، حليف العدالة والتنمية، عن أسفه لاستبعاد حزب الاستقلال من الحكومة الحالية، مؤكداً أن بن كيران شدد على الالتزام بالأغلبية الحالية دون تغيير مكوناتها السياسية.
وقال عقب لقاء تشاوري مع بن كيران أن مكونات الأغلبية المقبلة ستتشكل من أحزاب الأغلبية الحكومية السابقة والمتمثلة في العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية والتجمع الوطني للأحرار. وأضاف أن لقاءه مع بن كيران لم يشمل حديثاً عن الاستوزار، كما لم يتم التطرق إلى موضوع رئاسة مجلس النواب.
قال محند لعنصر، الامين العام للحركة الشعبية حليف التجمع، بعد لقائه برئيس الحكومة المكلف عبد الإله بن كيران، إن هناك اتفاقاً على تشكيل الحكومة من الأغلبية الحكومية السابقة وأن حزب الاستقلال أصبح خارج الأغلبية الحكومية. وأضاف لعنصر، انه سيعود لحلفائه التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري، من اجل التشاور في المستجدات الجديدة.
وكشفت مصادر قريبة من المشاورات الحكومة أن العرض السياسي الذي قدمه بن كيران، يتضمن تشكيل حكومة من الأغلبية الحكومية السابقة وان الاتحاد الدستوري سيكون في الأغلبية البرلمانية وليس الحكومية، وسيكون في وضع حزب الاستقلال نفسه، الذي أعلن عن دعم فريقه البرلماني لبن كيران، سواء تواجد في الحكومة أو خارجها.
وبخصوص الاتحاد الاشتراكي يبدو ان هناك توافقاً على استبعاده في ظل اصرار حزب العدالة والتنمية على رفض تواجده في الأغلبية الحكومية ليعود الى صفوف المعارضة متحالفاً مع حزب الاصالة والمعاصرة الذي لا زال يتوارى خلف الستارة بعد هزيمته في الانتخابات التشريعية، رغم فوزه بالمرتبة الثانية (102 مقعد) وفشله في تكوين جبهة ضد بن كيران وتقدم التجمع الوطني ليقود هذه الجبهة، الذي سيظهر قوته خلال الايام المقبلة اثناء المفاوضات على هندسة الحكومة وتوزيع الحقائب بالاضافة الى رئاسة مجلس النواب.

مشاورات بن كيران أمس أظهرت الملامح السياسية للحكومة المغربية الجديدة

محمود معروف

حملة إسرائيلية للعفو عن الجندي القاتل فورإدانته بالقتل غير العمد لجريح فلسطيني في الخليل

Posted: 04 Jan 2017 02:27 PM PST

الناصرة – «القدس العربي» : ما أن دانت محكمة عسكرية إسرائيلية أمس الجندي إليئور أزاريا، بتهمة القتل غير العمد للجريح الفلسطيني عبد الفتاح الشريف في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية في 24 مارس/ آذار الماضي حتى تجند عدد من الوزراء والنواب لتوقيع عريضة تطالب بإصدار العفو عنه كي لا يسجن يوما واحدا.
ورفضت المحكمة العسكرية في تل أبيب ادعاءات محامي دفاع الجندي الذين ادعوا بداية بأن الشريف كان ما زال يشكل خطرا على الجنود، وما لبثوا أن قالوا إن الشريف كان قد فارق الحياة قبل إطلاق الرصاصة نحو رأسه.
وجاءت الإدانة بالقتل غير العمد رغم أن جريمة الإعدام الميداني نفذت بحق مصاب ووثقتها كاميرا مواطن فلسطيني وشاهدها العالم. وقالت القاضية العسكرية، مايا هلر إنه لا يمكن للدفاع أن يمسك الحبل من طرفيه بالادعاء من جهة أن الجندي أقدم على إطلاق النار لأن الشريف تحرك وخشي أن يكون يحمل حزاما ناسفا لكونه يرتدي معطفا لا يلائم الأحوال الجوية، ومن جهة ثانية الادعاء أن الوفاة لم تنجم عن رصاص الجندي، وأن الجندي أطلق النار على شخص ميت. وأشارت القاضية إلى وجود جنود وضباط آخرين في المكان الذي قتل فيها الشريف، ولم يشعروا بالخطر الذي يدعيه الجندي القاتل. ومع ذلك فإن المحكمة التي تلقت 21 شهادة من النيابة العسكرية، و31 شهادة دفاع، لكنها لم تصدر حكما بإدانة أزاريا بالقتل مكتفية بإدانته بالتسبب بالموت وهو بند مخفف ولم تحدد بعد العقوبة.

أحكام مخففة

وتشير التقديرات إلى أن العقوبة القصوى التي يمكن إنزالها في مثل هذه الحالات، بموجب قانون العقوبات، تصل إلى 20 عام من السجن الفعلي، ولكن من غير المتوقع، في حال إدانة إزاريا، أن يصدر عليه مثل هذا الحكم ويجري الحديث عن سنتين أو ثلاث سنوات فقط وعلى ما يبدو حتى هذه لن يقضيها في ظل الدعوات الرسمية والشعبية الواسعة في المعارضة قبل الائتلاف للعفو عنه.
يشار الى أن الجندي الإسرائيلي تيسير الهيب الذي أدين في عام 2004 بقتل ناشط السلام البريطاني توما هوراندل في رفح قد حكم عليه بالسجن الفعلي مدة 8 سنوات، وتم خفضها لاحقا إلى ست سنوات ونصف. يشار أيضا الى أن وزير الأمن لا يمكنه إلغاء قرار القضاة، ولكن في حال تقديم طلب الحصول على العفو فسيكون له دور مهم بذلك فهو الذي يبلور وجهة نظر بهذا الشأن، ويقدمها إلى رئيس الدولة صاحب صلاحية إصدار قرارات العفو.
كما أن القوانين العسكرية تسمح بتخفيف العقوبة، بعد صدور الحكم في حال إدانة أزاريا وهذه الصلاحية ممنوحة للقائد العسكري للمنطقة أو لرئيس أركان الجيش. بين هذا وذاك يبقى أزاريا مجرد البندقية التي استخدمت لقتل عبد الفتاح الشريف وهو ممدد جريحا، فالمجرم الحقيقي هم قادة الاحتلال المستمر للضفة الغربية منذ 50 عاما وهم من يصدرون أوامر إطلاق النار بعد بلورتها وهي عادة تعتمد الضغط السريع على زناد القتل حينما يكون المستهدف فلسطينيا. كذلك كما في جرائم إسرائيلية أخرى كالحروب المتكررة على غزة أيضا فإن الجنود متأثرون بالأجواء العنصرية الفاشية المتصاعدة ويسمعون تصريحات التحريض التي تشيطن الفلسطيني وتهدر دمه فيقتل حتى لو كان طفلا غير قادر على تشكيل أي خطر بعد.

بطل أو جندي منحرف

والى جانب الشرخ الذي احدثته هذه القضية لدى الإسرائيليين المنقسمين بين مؤيد لمحاكمته أو للإفراج عنه على خلفية موازين الربح والخسارة بالأساس لا حسابات الأخلاق، فقد ساهمت بزيادة التوتر قبل شهور بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي عبر عن دعمه للجريمة باتصال هاتفي مع والد الجندي وبين وزير الامن السابق موشيه يعلون الذي تحفظ على ذلك، محذرا من أن ذلك سيسود صفحة إسرائيل في العالم ويعرضها لدعاوى جنائية ولاحقا استقال من منصبه. ومن وجهة نظر الجمهور، كما يبدو، فقد تم اتخاذ القرار منذ زمن: سواء اعتبر ازاريا بطلا او «جنديا انحرف»، كقول وزير الامن السابق يعلون، كان هناك قلة انتظروا صدور الحكم اليوم، لكي يبلوروا موقفهم. حتى في صفوف السياسيين، كان هناك من سارع، من اليمين واليسار، الى ادانة او تبرئة ازاريا، حتى قبل بدء المحاكمة. ليبرمان نفسه ساند ازاريا علانية قبل تعيينه وزيرا للأمن ، بل صرح بأنه لا يفهم كيف يمكن في هذه الظروف اتهامه. وخلال إحدى جلسات تمديد اعتقال ازاريا جلس ليبرمان في قاعة المحكمة، وأظهر حضورا إعلاميا، فساعد بذلك على تسييس القضية. كما حدد ليبرمان في منشور على صفحته في الفيسبوك بأن النيابة العسكرية تمسكت «برواية مشوهة تقول ان الجندي مذنب بالقتل». وبعد جلوسه على كرسي وزير الأمن، تم سماع لهجة مختلفة من قبله، وصرح بأنه يجب الوقوف الى جانب ازاريا حتى إذا اخطأ». يشار الى أن بإمكان الرئيس رؤوبين ريفلين ان يجد نفسه يقوم بدور مهم في نقطة تحول أخرى في القضية.
في المقابل يبدي رئيس الأركان غادي ايزنكوت موقفا أكثر ذكاء يغلفه بمسوغات أخلاقية، فقد كرر أول من أمس تحفظه من الدعوات للعفو عن الجندي القاتل ووصفه «ابننا جميعا». وليس صدفة اختيار آيزنكوت التأكيد مجددا غداة صدور الحكم بضرورة الحفاظ على جيش محارب، منضبط ومهني. وتابع «ولكن لأسفي الشديد، يدور حوار لا مكان له، ولا يقدم أي مساهمة، لا بل يسبب الضرر. عندما يتجند ابن 18 عاما فإنه يضع يده على التوراة ويعلن الإخلاص في الدفاع عن اسرائيل وإطاعة الأوامر والولاء لها وهذا يلزم الجنود».
وأضاف أن «رجلا في الـ 18 من عمره ويتجند للجيش ليس ابننا جميعا. انه ليس طفلا تم أسره، ولم يمر بجانب الخط الحدودي وقام أحد باختطافه. إنه محارب، جندي، ومطالب بالتضحية بروحه من أجل تنفيذ الأهداف التي يلقونها عليه». وأشار الى «أن «الارتباك» الذي حدث في حوار المجتمع الإسرائيلي بين رجل ابن 18 عاما وبين «ابننا جميعا» يمس بمطالبنا الأساسية من الجنود». وتابع « يجب ان نكون حادين في الحوار. من جهة يمكن ان نكون دافئين ومهتمين بالجنود، ومن جهة أخرى، أبناء 18 عاما الذين يتجندون للجيش يطالبون بتنفيذ المهام والمخاطرة بحياتهم».
كما كان متوقعا جددت أوساط سياسية الهجوم على ايزنكوت. واعتبر رئيس الائتلاف الحكومي النائب دافيد بيتان ان «اليؤور هو جندينا جميعا. وقال إنه يحترم رئيس الأركان ويقدره، لكنه كان من المناسب أن لا يصرح في الموضوع قبل يوم من صدور قرار الحكم».
في المقابل قال النائب عمر بارليف (المعسكر الصهيوني) انه توقع تعرض قادة الجيش الى هجوم شعبوي مهما كان قرار المحكمة، ولذلك «كان من المهم سماع الصوت الواضح لرئيس الأركان الذي يتخذ من قيم الجيش منارة له». وتظاهر بضع مئات من الإسرائيليين قبالة المحكمة تأييدا للجندي القاتل وهتفوا ضد آيزنكوت وقالوا في تهديد مبطن بالقتل» رابين ينتظر ايزنكوت». وفي الكنيست شرع نواب « البيت اليهودي» بجمع تواقيع وزراء ونواب من اليمين واليسار الصهيونيين تطالب بالعفو عن الجندي الـقاتل.

حملة إسرائيلية للعفو عن الجندي القاتل فورإدانته بالقتل غير العمد لجريح فلسطيني في الخليل

وديع عواودة

شخصيات معارضة تعقد مؤتمرا يدعو لتدويل قضية العراق والتصدي للتدخلات الأجنبية

Posted: 04 Jan 2017 02:26 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: كشف قيادي في المعارضة العراقية عن اجتماع «موسع» عقدته قوى وشخصيات عراقية معارضة للعملية السياسية في 28 ديسمبر/كانون الأول 2016 بهدف التنسيق مع القوى والشخصيات المعارضة الأخرى للتصدي للنفوذ الإيراني والتدخلات الأجنبية والعمل المشترك لتدويل قضية العراق.
وقال عضو قيادة الهيئة التنسيقية للمعارضة العراقية «الشيخ لطيف السعيدي»، المتحدث الرسمي باسم الهيئة في اتصال خاص بـ «القدس العربي»، ان عددا من «الشخصيات العراقية المعارضة للحكومة من داخل العراق وخارجه ضمت طيفا واسعا من مكونات الشعب العراقي عقدت مؤتمرها الموسع الأول لمناقشة جملة من القضايا التي تتعلق بالظرف الحرج الذي يمر به العراق»، حسب تعبيره، ورفض الإفصاح عن مكان عقد الاجتماع.
وأكد «السعيدي» ان هذا الاجتماع الذي عقد تحت شعار (الإصرار على صناعة وحدة موقف وقيادة للقوى المناهضة للاحتلال) جاء «بعد سلسلة من المؤتمرات المصغرة غير المعلنة طيلة عامين في ظروف بالغة الصعوبة لتدارس واقع القوى المعارضة وآليات توحيدها».
وأشار إلى ان الهيئة التنسيقية للمعارضة العراقية اختارت النائب العراقي السابق «الدكتور عبد الناصر الجنابي منسقا عاما للهيئة ضمن قيادة ضمت عدد من الشخصيات العراقية من بينها الشيخ لطيف السعيدي متحدثا رسميا باسم الهيئة، والسيد مازن السامرائي ناطقا إعلاميا إضافة إلى أعضاء آخرين من بينهم الاكاديمي الدكتور فؤاد العاني والاكاديمي الدكتور محمود السامرائي وشخصيات أخرى مكلفة بمهام للنهوض بعمل المعارضة العراقية».
واضاف، ان لهيئة التنسيق «عددا من المكاتب لتسهيل مهمة إدارة الملفات المكلفة بها».
وحول أهم القضايا التي ناقشتها هيئة التنسيق في اجتماعها «الموسع الأول» أوضح «الشيخ السعيدي»، ان الاجتماعات تناولت «استعراضا لدور المعارضة العراقية في مواجهة التحديات الراهنة، وناقشت استراتيجية عمل الهيئة في المرحلة المقبلة بما يستجيب للمتغيرات الإقليمية والدولية المتوقعة خلال الأشهر المقبلة».
واضاف، كما ناقشت الهيئة التنسيقية للمعارضة العراقية «تكثيف النشاطات السياسية للمعارضة العراقية بما يعكس رؤيتها للقضية العراقية وتحديد اليات التعامل المستقبلي مع القوى الإقليمية والدولية المعنية بالملف العراقي».
وفي ختام اجتماعاتها، أصدرت الهيئة التنسيقية للمعارضة العراقية بيانا حملت فيه «الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها المسؤولية القانونية والأخلاقية في تدمير العراق، وتحميلها والجهات والدول المانحة مسؤولية إعادة إعماره»، كما «اجمع الحاضرون» حسب ما قاله «الشيخ السعيدي» على «الدور السلبي الذي لعبته الأمم المتحدة من خلال مبعوثيها إلى العراق في مساندة الحكومة العراقية وتبني مواقفها بما يتنافى مع دورها وواجبها الذي حدده ميثاق الأمم المتحدة وقوانينها».
وتضم الهيئة التنسيقية للمعارضة العراقية «الكثير من القوى المناهضة للاحتلال وشخصيات مستقلة يعملون معا على تغيير العملية السياسية القائمة التي اوصلت البلد إلى حالة الفوضى العارمة وانعدام الامن والسلم وسرقة ونهب وتبديد ثرواته وتدمير بناه التحتية»، على حد قول «الشيخ السعيدي» الذي أضاف، ان المعارضة العراقية «ومن خلال هيئة التنسيق تعمل على التصدي للمشروع الإيراني الصفوي وادواته، ولجميع التدخلات الاجنبية الاخرى في الشؤون الداخلية للعراق»، حسب تعبيره.

شخصيات معارضة تعقد مؤتمرا يدعو لتدويل قضية العراق والتصدي للتدخلات الأجنبية

رائد الحامد

حالات تسمم بحليب فاسد في مخيمات ريف حلب الشمالي وتضارب الأنباء حول وفيات بين الأطفال

Posted: 04 Jan 2017 02:26 PM PST

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: بعد أن كان الاهالي يتحدثون عن الفساد في المنظمات الإغاثية على اختلاف تسمياتها وتبعياتها وانتشارها ضمن الاراضي السورية، لم يعد فساد تلك المنظمات مجرد كلمات احتجاجية يكتبها السوريون على صفحاتهم في «فيسبوك»، بل تعدى الفساد هيكلية تلك المنظمات وطريقة حصولها على التمويل وأسلوب تعاطيها مع النازح السوري، إلى توزيعها مواد غذائية فاسدة أيضاً، أدت في مرات سابقة لإصابات بينما أسفرت هذه المرة عن سقـوط ضـحايا من الأطـفال.
فقد شهدت مخيمات ريف حلب الشمالي مأساة جديدة تختلف عن القصف أو غيره من المآسي السابقة، وحسب ناشطين ومقيمين في تلك المخيمات فقد توفي تسعة أطفال في عدد مرشح للزيادة نتيجة العدد الكبير للأطفال المصابين بحالات تسمم، بعد أن تناولوا حليباً فاسداً، قامت بتوزيعه إحدى المنظمات الإغاثية.
ويقول شهود من المنطقة، إن كمية من الحليب الفاسد تم توزيعها على الأهالي في مخيمي شمارخ وشمارين المتجاورين في ريف حلب الشمالي شرقي مدينة اعزاز، ما أدى لوقوع المئات من إصابات التسمم كلها بين الأطفال.
ويقول عبد الحميد أحد سكان مخيم شمارخ لــ «القدس العربي»: «قامت إحدى المنظمات الإغاثية التركية واسمها منظمة وقف الديانة الإسلامية، بتوزيع كمية كبيرة من حليب الأطفال تبلغ حوالي عشرة آلاف علبة حليب، على الأسر التي تقيم في المخيمات، وسرعان ما بدأت الأسر بتقديم الحليب لأطفالها، إذ أن هذه المادة ليست من المواد المتوفرة بشكل دائم، وبعد ساعات بدأت تظهر الأعراض على الأطفال، ولم يتنبه الأهالي أن هنالك حالات تسمم إلا بعد أن بدأ عدد كبيرة من الأطفال يعاني من أعراض ذلك».
ويضيف «المنظمة الإغاثية المذكورة منظمة تركية، غالباً ما تقدم مواداً إغاثية جيدة وبكميات مقبولة، عن طريق مندوبها في ريف حلب الشمالي المدعو صلاح هادي وهو شاب من بلدة تل رفعت، وعلى الرغم من أنها المرة الأولى التي يتم فيها تقديم مواد فاسدة، إلا أنها فيما يبدو مرة بألف مرة كما يقولون، إذ توفي تسعة أطفال من المخيم، فيما زاد عدد المصابين عن 300 طفل، يتم نقلهم إلى المشافي تباعاً. بينما أفاد البعض بأن الأمر مبالغ فيه، وان هنالك تسمماً قد حدث بالفعل نتيجة توزيع حليب فاسد ولكن عدد الأطفال الذين توفوا لم يزد عن خمسة أطفال بينما عدد الإصابات أقل مما أشير إليه، وحسب «ماجد» أحد مقاتلي الفصائل في اعزاز فإن عدد الإصابات لم يتجاوز العشرين إصابة.
يقول ماجد لــ «القدس العربي»: «مات بالفعل خمسة أطفال نتيجة التسمم بالحليب، فيما نقل حوالي خمسة عشر طفلاً إلى مشفى «شمارين»، أما الأرقام التي تقول بإصابة مئات الأطفال فهي مجرد تضخيم من قبل الأهالي ومبالغات اعتدنا عليها في كل حادثة مهما كان نوعها».
ويضيف: «اعتقد الأهالي في المخيمات وأهالي القرى المجاورة أن هناك إصابات بالمئات، والسبب في ذلك يعود إلى خوف الأهالي الذين بدأوا بنقل أطفالهم إلى المستشفيات دون ان يصابوا أصلاً، وأصروا على فحصهم والتأكد من سلامتهم، وهذا ما جعل الأرقام كبيرة إلى هذا الحد».
فيما تحدثت حسابات «فيسبوكية» معظمها تحمل أسماء وهمية، بلهجة المدافع عن المنظمة ومندوبها، وتبرئة الجميع من هذه الحادثة، إذ وردت منشورات عديدة تقول بأن الحليب المشار إليه والذي يحمل ماركة «غوني ميلك» لم يتم توزيعه اصلاً من قبل المنظمة التركية، بل وزعت المنظمة نوعاً آخر «مجهولاً» من الحليب بينما الأهالي حصلوا على هذه الماركة من مصدر ثانٍ، أيضاً مجهول، في حين نشرت منظمة الاطباء المستقلين بياناً تقول فيه إن عدد الحالات مائة وسبعون تبين أن كلها مجرد حالات نفسية ووهم.
هذه الحادثة فتحت ملفات قديمة عن فشل ذريع في مختلف الملفات التي أدارتها المعارضة السورية، بل أعادت إلى الأذهان حادثة اللقاحات الفاسدة التي تم حقن الأطفال في بلدات ريف إدلب بها، والتي أسفرت عن وفاة العشرات منهم، دون أن يستمر التحقيق في الموضوع أو أن تتحمل جهة ما المسؤولية عن ذلك، وهو الموت السوري الذي يتعرض الجميع بشكل او بآخر ولأسباب مختلفة.

حالات تسمم بحليب فاسد في مخيمات ريف حلب الشمالي وتضارب الأنباء حول وفيات بين الأطفال

محمد إقبال بلو

الميليشيات الموالية للنظام السوري تواصل انتهاكاتها بحق أهالي مدينة حلب

Posted: 04 Jan 2017 02:25 PM PST

حلب ـ «القدس العربي»: فرضت سيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية له، على الأحياء الشرقية من مدينة حلب، ظروفاً جديدة على حياة المدنيين فيها، حيث نشطت عمليات الانتقام من الأهالي من قبل تلك الميليشيات، متمثلة في ممارسات متعددة من قتل وخطف وغيرها.
عارف أبو خلف وهو عنصر في قوات النخبة التي يقودها العميد سهيل الحسن، أكدّ لـ «القدس العربي» أنّ ميليشيا «لواء الباقر» الّتي تضم عناصر من عشيرة البكارة، قامت باختطاف عدد من الشبان، واقتادتهم إلى مدرسة «توركان» على طريق (أثريا- خناصر)، بالقرب من منطقة تل شغيب، في عمليات وصفها بـ»الانتقامية».
وكشف أبو خلف، وهو اسم «مستعار»، إلى امتهان الميليشيات الموالية لقوات النظام في المدينة، الخطف والقتل؛ من أجل الابتزاز المادي، بحجة انتمائهم إلى فصائل المعارضة. في هذا الإطار، روى الشاب محمد، ع قصة اختطافه من قبل ميليشيا «الباقر»، واقتياده إلى مدرسة «توركان» التي تستخدمها الميليشيا كمعتقل لخطف وتعذيب المدنيين.
وأشار إلى أنّ عملية خطفه تمت مع خمسة من رفاقه، إثر سيطرة قوات النظام، والميليشيات الموالية لها على حي مساكن هنانو، على خلفية اتهامهم «كيدياً» بالانتماء إلى فصائل المعارضة، ليتم اقتيادهم إلى المدرسة الواقعة في منطقة «تل شغيب»، وإبقاؤه رهن الاعتقال 22 يوماً.
وكشف الشاب عن تعرضه لعمليات تعذيب جسدي ومعنوي، من عناصر الميليشيا في محبسه، والمتمثّلة في: «الضرب، الركل، والشبح»، إضافة إلى التعذيب المعنوي من خلال الاعتداءات اللفظية بالسب والشتم.
ولفت محمد إلى قيام ميليشيا «لواء الباقر» بعد 22 يوماً من الاعتقال، برميه أمام نادي الجلاء الواقع في حي السريان الجديد في الأحياء الغربية من حلب، حيث قام بالاتصال فيما بعد بقريب له، من هاتف أحد المارة؛ من أجل الحضور إليه، والعودة به إلى منزله – حسب رواية محمد.
وتقوم الميليشيات التابعة لقوات النظام السوري في مدينة حلب، بعمليات خطف، وسرقة وقتل، بدوافع انتقامية، أو من أجل الابتزاز المالي، بعد فرضها سلطة الأمر الواقع على الأهالي في أحياء المدينة، في ظل غياب سيطرة قوات النظام عن معظم تلك الأحياء.
ولا تقتصر ممارسات الموالية للنظام على القتل والخطف، بل تمتد لتهديد النازحين في مراكز الإيواء المؤقتة في المدينة، ما بين السجن في زنازين الأفرع الأمنية، أو دفع المال.
حيث يكشف مصدر أمني في المدينة لـ»القدس العربي» عن قيام عناصر من الميليشيات الموالية للنظام، بجلب 150 مذكرة اعتقال، بحق نازحين في مراكز الإيواء المؤقتة في جبرين، من أجل مفاوضتهم في ما بعد على مبالغ مالية؛ من أجل الإفراج عنهم من سجون الفروع الأمنية.
ويشير المصدر إلى أن قيمة المبالغ المالية التي يحصلّها عناصر الميليشيات، ومن خلفهم القائمون على الأفرع الأمنية في المدينة بالحصول على مبالغ تتراوح ما بين 500 ألف و5 ملايين ليرة سورية؛ من أجل الإفراج عن النازحين بعد اعتقالهم.
ويبلغ عدد النازحين في مراكز الإيواء المؤقتة التي أقامها الهلال الأحمر السوري في منطقة جبرين، 100 ألف نازح، لكن العدد تناقص في الفترة الأخيرة ليصل إلى 50 ألف، بعد عودة عدد كبير منهم إلى الأحياء الشرقية، بعد سيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية لها عليها.
وفي سياق قريب، يتحدث الناشط في مدينة حلب عامر عبد المولى لـ «القدس العربي» عن استغلال القائمين على الأجهزة الأمنية، حاجة العائلات المطلوبة لسلطات النظام السوري، للخروج من المدينة، فتؤمن لها سيارات عسكرية من أجل نقلهم إلى نقاط التماس مع فصائل المعارضة، أو عبر المناطق الكردية للوصول إلى مناطق المعارضة.
وحسب عبد المولى فإنّ المبالغ التي يحصلّها مسؤولو أجهزة الاستخبارات في المدينة، تتراوح ما بين 300 ألف، وحتى مليون ليرة سورية، عن كل شخص مطلوب لسلطات النظام السوري.
وسيطرت قوات النظام والميليشيات الموالية على الأحياء الشرقية من المدينة 24 كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، بعد إجلاء آخر دفعة من مدنيي تلك الأحياء، ومقاتلي فصائل المعارضة، ما جعل من تلك الأحياء مكاناً خصباً لنشاط الميليشيات الموالية للنظام؛ من أجل ممارسة أعمال الخطف والقتل بحق من تبقى فيها من مدنيين.

الميليشيات الموالية للنظام السوري تواصل انتهاكاتها بحق أهالي مدينة حلب

منار عبد الرزاق

مصر: غضب شعبي من قرار الحكومة بزيادة جديدة لأسعار الأدوية

Posted: 04 Jan 2017 02:25 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: يواجه سوق الدواء المصري نقصا حادا في العديد من الأصناف ومنها ما هو هام وضروري جدا لحياة المصابين ببعض الأمراض، وهو ما يبرره العاملون في سوق الدواء بالانهيار الكبير في قيمة العملة المصرية، وما تضعه الحكومة من قيود كبيرة على أسعار الأدوية، وهو ما قلص بصورة كبيرة الأرباح التي تصل للمنتج والبائع وأعاق استيراد الأنواع المستوردة.
وازداد الوضع سوءا على المواطن حينما أعلنت الحكومة اتخاذها قرارا بارتفاع أسعار الأدوية حتى يمكن توافرها بالأسواق وخاصة المستوردة منها.
وتتضمن الأدوية المختفية من الأسواق بعض الأصناف التي تستخدم في علاج مرض السرطان، والانسولين اللازم لحياة مرضى السكر وعلاج التيتانوس وكذلك حبوب منع الحمل وغيرها من الأدوية التي تعالج الأمراض الخطيرة الأخرى.فيما أعلن المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، «أن الحكومة توصلت لاتفاق مع شركات الأدوية بنسبة الزيادة المقررة»، مشيرًا إلى تشكيل لجنة من قِبل وزارة الصحة لإقرار أسماء الأدوية التي سيتم زيادتها.
وأضاف، في تصريح خاص لبرنامج «غرفة الأخبار»، المذاع على الفضائية المصرية، «أن وزارة الصحة تتواصل مع شركات الأدوية كافة لإنجاز حل هذه الأزمة»، مطالبًا الجميع بعدم إثارة الهلع بشأن الأدوية غير المتوفرة؛ لأنه خلال الأيام القليلة القادمة سيتم توفير كافة الأدوية.
وأكد «أنه تم التوصل إلى زيادة 15٪ من أصناف الدواء المحلي و20٪ من الأصناف المستوردة على أن يتم تحديد الأنواع التي تطبق عليها الزيادة»، موضحًا أنه من المقرر أن يخرج القرار النهائي إلى النور خلال 155 يومًا من الآن.
وفي تصريحات خاصة لـ«القدس العربي»، قال الدكتور محمد سعودي، وكيل نقابة الصيادلة السابق «ان قرار ارتفاع أسعار الدواء قرار لا بد منه بالرغم من صعوبته بسبب المرحلة القاسية التي نمر بها حاليا، كما ان الدواء ليس فقط السلعة الوحيدة التي زادت أسعارها، ولكن جميع السلع والخدمات ارتفعت أسعارها نتيجة الارتفاع الشديد في سعر الدولار، فمن الذي يتحمل هذه الزيادة غير المواطن، ولكن الأمر ليس بزيادة الأسعار ولكن بأسلوب الزيادة».
وأضاف « الأمر الخطير في الوقت الحالي وقبل قرار الزيادة ان الشركات الموزعة توزع كمية قليلة جدا ومحدودة من الأدوية، كما ان الشركات المنتجة لا تنتج او تنتج وتٌخزن الأدوية بمصانعها وذلك لانتظارهم قرار زيادة الأدوية حتى يتم البيع بالاسعار الجديدة التي تحقق مكاسب أكبر وليس بالأسعار القديمة»، «ان ما يحدث من الشركات المنتجة يعد إضرارا منظما او مختلفا فيقوم بتوريد كمية قليلة من الأدوية حتى تزيد أسعارها».
وأوضح « ان توقيت زيادة أسعار الأدوية في الوقت الحالي هام جدا وبالفعل سيساهم في نقص الأدوية، ولكن لا بد وان تكون الزيادة بصورة مقبولة وبشكل منظم ولا بد ايضا من انخفاض أسعار الكثير من الأدوية التي تكون أسعارها مرتفعة جدا».
وأعلن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، «أنه في ضوء ما تردد من أنباء تُفيد بزيادة أسعار أدوية الأمراض المزمنة والحيوية ضمن الزيادات المقررة في الفترة المقبلة، تواصل المركز مع وزارة الصحة والسكان، التي أوضحت أن تلك الأنباء غير صحيحة، مؤكدة أن أدوية الأمراض المزمنة والحيوية مستبعدة من الزيادة المقرر تطبيقها على الأدوية خلال الفترة المقبلة».
وأشارت الوزارة إلى أنها «سُتعلن عن زيادة أسعار الأدوية للمواطنين وذلك بعد تقديم قوائم الأدوية واختيار الأدوية المرشحة للزيادة، كما أنها ستصدر شهادة تسعير»، موضحة أن قرار الزيادة سيطبق على الأدوية التي سيشملها هذا القرار، التي سيتم انتاجها بعد تاريخ صدور قرار التسعير الجديد بحيث يتم تحديدها عن طريق قوائم معينة بالتسعير الجديد، محذرة من تخزين الأدوية القديمة.
وأكدت الوزارة حرصها الدائم على حماية المريض وضبط سوق الدواء من أي تجاوزات سواء المتعلقة بعمليات تهريب أو غش أو تخزين للأدوية بأماكن غير مرخصة بعيداً عن أعين التفتيش الصيدلي، حيث يتم تتبع هذه الأماكن بالتعاون مع الجهات الرقابية المختلفة للسيطرة على السوق.
بينما قال الدكتور محمد غنيم، عضو شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، «إن نسبة كبيرة من دخل الأطباء خدمات تقدمها شركات الأدوية»، موضحا أنه يعمل طبيبا منذ 20 عاما ولديه شركة أدوية ويعلم ما يقوله جيدا.
وأضاف خلال حواره في برنامج «يحدث في مصر» المذاع على قناة «أم بي سي مصر»، «أن جزءا كبيرا من الدعاية يتوجه للأطباء، والشركات تعطي زيادة إرضاء للطبيب».
وأِشار عضو شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، إلى «أن الطبيب مسؤول عن أزمة نواقص الأدوية وهو جزء أساسي منها، والأزمة موجودة منذ فترة كبيرة وليست الآن».
وكان الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة، قد أكد «أنه سيتم تحريك أسعار 15٪ من الأدوية المحلية و20٪ من الأدوية المستوردة بنسبة تتراوح من 30 إلى 50٪ من سعر الدولار».
وأضاف في حواره لفضائية «أون تي في»، «أنه حاول مع شركات الأدوية لعدم رفع الأسعار ولكن المردود أننا لن نجد دواء، حيث توقفت شركات الأدوية عن الاستيراد، وزاد عدد الأدوية الناقصة ومن ثم كان هناك ناقوس خطر لا بد من التعامل معه».
وأكد «أن الأدوية ستكون متوافرة وزيادة الأسعار لن تكون بالشكل الكبير، موجهًا رسالة لمحتكري الأدوية قبل الغلاء: «محدش يعرف الأدوية التي سيزيد سعرها.. أنا اللي هحدده».
والجدير بالذكر أن مجلس الوزراء قد وافق على مقترح وزارة الصحة بزيادة أسعار الأدوية، بواقع 15٪ للأدوية المحلية، و20 ٪ للأدوية المستوردة، وبحد أدنى 5 مستحضرات للأدوية المحلية والمستوردة، و7 مستحضرات للمصانع الصغيرة، عبر عدة شرائح كالتالي: أقل من 50 جنيها يتم زيادة سعره 50٪، بين 50 إلى 100 جنيه يتم زيادة سعره 40٪، وأكثر من 100 جنيه يتم زيادة سعره 30٪ بحد أقصى على سعر بيع الجمهور.

مصر: غضب شعبي من قرار الحكومة بزيادة جديدة لأسعار الأدوية

محمد علي عفيفي

دبلوماسية المغرب تطبق في علاقاتها مع موريتانيا الوصفة نفسها التي طبقتها مع إسبانيا

Posted: 04 Jan 2017 02:24 PM PST

مدريد – «القدس العربي»: بدأت الدبلوماسية المغربية في نقل الوصفة التي طبقتها مع إسبانيا بشأن إرساء حوار واستقرار طيلة السنوات الماضية الى العلاقات مع موريتانيا التي كانت متأزمة وعادت لتسجل نوعاً من الانفراج مؤخراً بعدما تبين مدى التأثير الذي قد تمارسه نواكشوط على علاقات المغرب بالاتحاد الأفريقي.
وكانت العلاقات المغربية – الإسبانية تشهد توترات كبيرة بسبب الاختلاف في ملفات ومنها الهجرة والصحراء وسبتة ومليلية المحتلتان خاصة بعد الأزمة التي وقعت صيف 2002 حول جزيرة ثورة في مضيق جبل طارق. وكان وزير الخارجية الإسباني السابق مانويل مارغايو قد قال علانية في لقاء في مدريد سنة 2013 مع الوزير المنتدب في الخارجية المغربية وقتها يوسف العمراني إنه «إذا كان المغرب يريد علاقات مستقرة عليه الكف عن المطالبة بسبتة ومليلية».
وعملياً، استجاب المغرب لهذا المطلب وغابت سبتة ومليلية من خطابات الملك محمد السادس وبرامج الأحزاب، حيث لم يعد يقوى أي حزب سياسي على توجيه أسئلة الى الحكومة في البرلمان حول هذا الملف. وفي المقابل، مالت إسبانيا نسبياً الى تهدئة موقفها في نزاع الصحراء، ولم تغير من دفاعها عن تقرير المصير بل عملت على معارضة تكليف قوات المينورسو مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. كما أصبحت من المدافعين عن مصالح المغرب وسط الاتحاد الأوروبي علاوة على أنها بوابته الرئيسية نحو هذا الاتحاد.
وخلال الأسبوعين الأخيرين، كل المؤشرات تدل على أن الدولة المغربية سائرة في تطبيق السيناريو نفسه مع موريتانيا بعدما أظهرت نواكشوط أنها قد تلعب دوراً حاسماً في عودة المغرب من عدمه إلى الاتحاد الإفريقي وكل هذا يتوقف على انضمامها الى محور الجزائر أو تبني الحياد. وكانت العلاقات بين الرباط ونواكشوط متأزمة بشكل لم يحدث منذ مدة طويلة. فرفضت نواكشوط تعيين سفير لها في الرباط ورفضت الحديث عن أزمة الكركرات بحجة أن ما يجري هو شأن يخص المغرب والبوليساريو، وفي المقابل شنت وسائل الاعلام ومنها الرسمية حملة ضد موريتانيا متهمة إياها بدعم البوليساريو والسقوط في المحور الذي تقوده الجزائر.
وشهدت العلاقات انفراجاً بعد معالجة تصريحات زعيم حزب الاستقلال حميد شباط التي قال فيها منذ أسبوعين تقريباً إن موريتانيا كانت جزءاً من المغرب. فبادر الملك محمد السادس الى الاتصال برئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز بعد سنوات من الجفاء للتخفيف من الأزمة المفترضة، وانتقل رئيس الحكومة عبد الاله بن كيران نفسه الى نواكشوط للحديث مع الرئيس الموريتاني حول الموضوع.
وتتجلى الوصفة المغربية الجديدة في العلاقات مع موريتانيا بصمت المغرب على لكويرة بعدما ضمتها موريتانيا سراً الى أراضيها، ثم عدم تحميل سلطات نواكشوط مسؤولية تحركات البوليساريو في الكركرات بما فيه وصول مسلحي هذه الحركة التي تنازل المغرب عن السيادة على الصحراء، الى المحيط الأطلسي.
ويجري كل هذا بعدما أظهرت موريتانيا أنها تمتلك جزءاً من القرار في عودة المغرب من عدمه الى الاتحاد الإفريقي، خاصة بعدما اعتبر بيان وزارة الخارجية في رده على شباط أن انتقاد موريتانيا الآن هو جعل عودة المغرب الى الاتحاد عملية صعبة.

دبلوماسية المغرب تطبق في علاقاتها مع موريتانيا الوصفة نفسها التي طبقتها مع إسبانيا
 
حسين مجدوبي

الكشف عن أرشيفات تاريخية إسرائيلية تصف كيف أدخلت التوراة لقبة الصخرة

Posted: 04 Jan 2017 02:24 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: عشية الذكرى الخمسين لاحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة كشفت أرشيفات تاريخية في إسرائيل عن إفادة كتبها الحاخام العسكري للجيش الإسرائيلي في عام 1967 شلومو غورن، يروي فيها كيف حمل التوراة والبوق الى حائط البراق ولمسجد قبة الصخرة فور اقتحام قوات الاحتلال البلدة القديمة والحرم القدسي الشريف.
وكتب في إفادته ما يفضح نوايا مبيتة ومخططة ما زالت قائمة لتهويد الحرم القدسي الشريف: «طرت الى متحف روكفلر، أخذت من هناك كتاب التوراة والبوق، ونزلت من السيارة وانا أحمل التوراة في يد والبوق في اليد الأخرى، وبدأت بالركض نحو باب الأسباط.. وقمت طوال الطريق بإطلاق البوق وقراءة فصول من المزامير.. هذا هو حائط المبكى وعلى الفور سقطت على الأرض، قمت وصليت «طوبى لمن أحيانا»، لم تكن هناك نفس حية. رأيت وكأن السكينة تسود هناك».
ويضيف غورن أنه بعد احتلال البلدة القديمة في مدينة القدس، وصلت الى المكان حاشية رئيس الأركان مع قادة آخرين وأنه التقى موطي غور (رئيس الأركان الاسبق) مع ضباطه في ساحة جبل الهيكل (الحرم القدسي)، بالقرب من مسجد عمر. ويتابع «عندما وقفت في باحة جبل الهيكل أطلقت البوق. أولا ركعت على الأرض وصليت، كما يجب الركوع في المكان المقدس.. الجنود والضباط هتفوا « كيفك»، بعد ذلك بدأوا جميعا بغناء «القدس من ذهب». كما يشير الى أنه خلال فترة وجيزة وصل الى حائط البراق الكثير من الجنود وقام الحاخام بالصلاة، مشيرا الى أنه عند منتصف الصلاة تعرضوا الى الكثير من نيران القناصة العرب ونام الجنود على الأرض بعد صدور أمر، كما يبدو، بالنوم على الأرض بسبب القنص. ويمضي باستعادة تفاصيل ذاك اليوم «اما انا فوقفت في الزاوية وواصلت قراءة المزامير». بعد الصلاة، يقول غورن، اقترب منه رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية في حينه، وأخذه الى الجانب الجنوبي للحائط، لكي يشاهد كيف تم تقسيم الحائط بواسطة مرحاض أقامه العرب وقال له «هذا البناء قلص مساحة الحائط الغربي، هذا تدنيس للقدسية ويجب إزالته فورا. أصدر الأمر. فقلت له: سيتم عمل ذلك بالتأكيد»».
ولا يتطرق الحاخام العسكري لعملية هدم حي المغاربة قبالة حائط البراق وتهجير أهاليه مكتفيا بالحديث عن هدم «مرحاض». بعد ذلك عاد غورن الى الحرم القدسي ووجد هناك موطي غور وفتح الحارس باب مسجد عمر ويقول «أخذت كتاب التوراة والبوق معي ودخلت الى المسجد. اعتقد ان هذه كانت المرة الأولى والأخيرة في التاريخ، بعد «خراب الهيكل» التي يدخل فيها كتاب التوراة والبوق الى هذا المكان» .كما يروي غورن كيف توجه الى مدينة الخليل، ووصلها مع سائقه قبل الجنود الذين ضلوا الطريق، ودخل الى الحرم الإبراهيمي الشريف وقام برفع العلم الإسرائيلي على مدخله قبيل الإقدام على تقاسمه لاحقا بدعوى انه مكان مقدس لليهود.

الكشف عن أرشيفات تاريخية إسرائيلية تصف كيف أدخلت التوراة لقبة الصخرة

موريتانيا: جدل حول قانون معروض على البرلمان حول العنف ضد المرأة

Posted: 04 Jan 2017 02:24 PM PST

نواكشوط – «القدس العربي»: دشن الموريتانيون الأيام الأولى من السنة الجديدة بجدل فقهي وسياسي حول مشروع قانون يتعلق بالعنف ضد النوع مجاز من الحكومة ومعروض منذ أيام على البرلمان.
وتواصلت نيران الجدل حول هذا النص أمس داخل البرلمان وفي دهاليز التدوين والتغريد وفي صحون المساجد؛ وقد رفضت لجنة الشؤون الإسلامية في البرلمان أمس التي تقودها الأغلبية إجازة هذا النص وذلك في أول رفض من نوعه يشهده البرلمان الموريتاني منذ الاستقلال.
وسيكون على البرلمان أن يؤجل التصويت على مشروع قانون العنف ضد النوع إلى دورة أخرى ليتسنى للمختصين مراجعته ومواءمته مع أحكام الشريعة الإسلامية.
وهاجم الفقهاء والمدونون القانون الجديد واعتبروه «نصاً مستنسخاً من القوانين الغربية، متعارضاً مع أحكام الشريعة الإسلامية ومع واقع المجتمع الموريتاني، بل واعتبروه «معولاً لهدم الأسرة الموريتانية وتقويض البنى التي يتزن عليها قوام المجتمع».
وهوجم القانون الجديد في مساجد عدة في العاصمة نواكشوط، رغم أن وزير العدل الموريتاني إبراهيم ولد داداه دافع عنه أمام البرلمان وأكد عدم تعارضه مع الشريعة، ودعا الرجال «للزوم الحذر حيث أن القانون الجديد يحمي النساء بشكل مباشر من تجبرهم وشططهم وجورهم».
وفتح القانون الجديد أبواب القضاء الموريتاني أمام النساء عموماً وأمام المتزوجات خصوصاً لعرض شكاواهن من أزواجهن أو ممن يتحرش بهن أو يمارس أي عنف ضدهن، وهي شكاوى كانت من قبل تسوى في البيت العائلي أو بوساطات أسرية.
وطرح مدونون انشغلوا بتحليل هذا القانون، تساؤلات حول مفهوم التحرش الذي يعتبر ظاهرة عادية في المجتمع الموريتاني دالة على جاذبية المرأة، كما تساءلوا عن التغزل شعراً بالنساء وعن التشبيب بهن وهل هو مندرج ضمن التحرش الذي يعاقب عليه القانون الجديد؟
وقدم فقهاء كثيرون قراءات للقانون الجديد كان أشملها لحد يوم أمس قراءة المحامي البارز محمد المامي ولد مولاي علي الذي بين في قراءته ما سماه «الاختلالات والنواقص التي شابت القانون، ليتلافاها البرلمانيون حماية لدينهم ومجتمعهم ومنظومتهم القانونية والأخلاقية».
وتحدث عن عدم دستورية القانون ومخالفته للشريعة الإسلامية، كما انتقد مصطلحات تحيل لمعانٍ غريبة على المجتمع والدين من بينها، حسب قوله، مصطلح «العنف ضد النوع»، وهو فلسفة غربية جديدة تتبناها منظمات نسويّة غربيّة، ومنها مصطلح «القرين» بدل الزوج، وهو مصطلح يحيل للمثلية الجنسية، كما تحدث المحامي مطولاً عن ضبابية في المفاهيم، وقصور في التعريفات».
وختم المحامي قراءته بعرض مجموعة من الاختلالات الإجرائية في القانون الجديد.
وكانت تدوينة الدكتور أبو العباس ابرهام أبرز ما نشره المدونون الموريتانيون لحد ظهر أمس، حيث أكد «أن الأوان قد آن لفعل شيء تجاه التحرّش، فآلاف النساء يتعرّضن له يومياً في العمل وفي المدرسة وفي الشارع وحتّى في الفضاء الافتراضي».
وتحدث المدون عن أعراف زواج القاصر، فأوضح «أنها ممارسات مُرتبطة باقتصاد سياسي قديم وهي غريبة على النظام الحديث حيث يتطلّب التمدرس الأساس وبناء العقل المجتمعي على الأقلِّ 18 عاماً»، داعياً «لوضع ترتيبات جديدة في هذا المنحى».
وأكد «أن المُحافِظين والإسلامويين، اتخذوا فكرة «القوامة» للبكاء على تجريم التحرّش ومنع زواج القاصرات، والواقِع أن فكرة القوامة منتفاة سوسيولوجياً؛ أكثر من 40% من البيوتات يقومُ بالصرف عليها نساء، وتقبل الأصولية هذه «الخلخلة» الجنوسية، بل وتعيش منها».
وأضاف أبو العباس وهو أستاذ جامعي كبير «ليس للإسلام شكلٌ ثقافي واجتماعي كوني؛ تاريخياً عاش الإسلام في إسلامات، سافِر مع ابن بطوطة أو ابن جبير وشاهِد بنفسك، وظاهرة العولمة الإسلامية حيث تتماهى أنماط تصرّف البرجوازية الإسلامية هي ظاهرة عولمية وحداثية تتبعُ فيها الطبقة الوسطى الورعة أنماط تصرف الورع الخليجي السلفي».
هذا وأكدت الأحكام العامة للقانون الجديد «أن هدفه هو العمل ضد العنف القائم على النوع، واضعاً إجراءات الحماية الكاملة التي تهدف إلى إنزال العقوبة بمرتكبي العنف القائم على النوع، ومنع هذا العنف، وتقديم المساعدة للضحايا. «
وحدد الفصل الثاني من القانون العقوبة المطبقة على الجنح والجرائم ضد النساء بشكل متزامن مع تعويض الأضرار التي لحقت بالضحايا، وتنطق بها نفس المحكمة، وفي نفس الجلسة.
واعتبرت المادة السابعة من القانون «أن الاغتصاب هو كل فعل أدى إلى اختراق للفرج أو المخرج أو الفم مهما كانت طبيعته، مرتكب في حق كل شخص دون رضاه بعنف أو إكراه أو تهديد أو مفاجأة»، ونصت على «أن يعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة كل من يرتكب جريمة اغتصاب على امرأة، دون المساس عند الاقتضاء بعقوبة الحد والجلد إذا كان المرتكب أعزب، وإذا كان محصناً يتم النطق بالإعدام وحده».
وكانت المادة الثامنة هي أكثر المواد إثارة حيث تحدثت عن التحرش الجنسي، واعتبرته «كل لفظ أو فعل أو معاكسة أو إيحاء أو إشارة أو تصرف له معنى جنسي أو مبني على الجنس مع الأخذ بعين الاعتبار النشاط الجنسي الحقيقي والمزعوم لامرأة بهدف انتهاك حقوقها وكرامتها أو خلق محيط مخيف ومعاد ومهين أو فاضح».
وحدد القانون عقوبة التحرش «بالحبس من 6 ستة أشهر إلى 1 سنة، وغرامة من 100.000 مائة ألف أوقية إلى 200.000 مائتي ألف أوقية في حق كل من يتحرش بامرأة عن طريق أوامر أو تهديدات وإكراه لغاية الحصول على امتيازات جنسية مستغلا السلطة التي تخولها وظائفه».
ونصت المادة على أنه «يعاقب بالحبس من 1 سنة إلى 3 ثلاث سنوات، وبغرامة من من مائة ألف أوقية إلى مائتي ألف أوقية كل من يتحرش جنسياً بامرأة في وضعية عمل منزلي»، و«يعاقب التحرش الجنسي بامرأة بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات، وغرامة من خمسمائة ألف أوقية إذا كان الشخص الذي يمارس التحرش في وضعية السلطة على المرأة المتحرش بها، وإذا كان التحرش مرتكبا من عدة أشخاص بصفة مرتكب أو متواطئ، وإذا كان التحرش مرتكباً تحت التهديد، وإذا كان الفاعل أو الفاعلون استغلوا وضعية هشاشة المرأة».
وخصصت المادة التاسعة من القانون للزنا ونصت على عقوبة الإعدام في حق كل من ارتكب جريمة زنا المحارم.
وتتالت مواد في القانون الجديد تحدد عقوبات الإضرار بالنساء كالضرب والجروح والاحتجاز والممارسات غير الإنسانية والشتم واختطاف أو تخويف الأطفال، وفرض السلوك والابتزاز ومنع الميراث، ومنع ممارسة الحريات العامة. وشرع القانون الجديد ترتيبات خاصة بزواج فاقد الأهلية، حيث نص على أنه «إذا زوج الولي فاقد الأهلية دون احترام القانون اعتبر هذا الزواج شرعياً، غير أن الولي يتعرض للسجن من ستة أشهر إلى خمس سنوات، ولغرامة من مائة وخمسين ألف أوقية إلى ثلاثمائة ألف أوقية إذا كان قد تصرف لمصلحته».
ونصت المادة 24 من القانون على إنشاء قسم للبت في الجنح والجرائم الجنسية ضد النساء على مستوى كل محكمة جنائية وكل غرفة جنح.
ونص القانون على «استماع عاجل يقوم به قاضي الاعتداءات الجنسية ضد النساء فور تلقي التماس طلب أمر بالحماية، وعند قيام وضع بوجود خطر موضوعي واعتداءات جنسية على المدعية، باستدعاء جلسة عاجلة للاستماع إلى المدعى عليه والمدعية أو ممثلها الشرعي بمساعدة محاميه»، ونص القانون على «أن يتخذ القاضي الإجراءات الملائمة لتفادي المواجهة بين المدعى عليه والمدعية أثناء الاستماع، ولهذا الغرض يعمل على أن يتم الاستماع للطرفين بصفة منفصلة، وبعد الاستماع يقرر قاضي الاعتداءات الجنسية مصير طلب الأمر بالحماية قبولاً أو رفضاً».
وألزم القانون «باستفادة النساء في إطار المعالجة القضائية للاعتداءات الجنسية تلقائياً من المساعدة القضائية، لمؤازرة المدعية من بداية المسطرة القضائية أمام ضابط الشرطة القضائية إلى انتهائها بصدور حكم نهائي، ومروراً بالحقيق الذي يقوم به قاضي التحقيق»ز
ونصت ترتيبات داخل القانون على عقوبات وضمانات وإجراءات تتعلق بتعرض النساء المعوقات لاعتداءات جنسية، وكذا تعرض العاملة لاعتداء جنسي داخل أو خارج مكان عملها.

موريتانيا: جدل حول قانون معروض على البرلمان حول العنف ضد المرأة
رفضه نواب الأغلبية واعتبره الكثيرون «قانونا غربيا معارضا للشريعة»

أبو ردينة رداً على نتنياهو: مؤتمر باريس فرصة للسلام ولا حل دون دولة على حدود 67 وعاصمتها القدس

Posted: 04 Jan 2017 02:23 PM PST

رام الله – «القدس العربي» : قال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة إن مؤتمر باريس للسلام، يشكل فرصة لتحقيق السلام العادل. وكان أبو ردينة يرد على تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتبر فيه مؤتمر باريس أنه «مؤتمر عبثي». ورأى أبو ردينة أن هذه التصريحات تمثل تحديا لقرارات مجلس الأمن الدولي والشرعية الدولية.
وأضاف أن هذه التصريحات لا تساهم في خلق المناخ المناسب لسلام عادل وحقيقي قائم على الأسس التي أجمع عليها المجتمع الدولي بأسره. وأكد أن السياسة الإسرائيلية وما يرافقها من تصريحات لوزراء إسرائيليين ترفض حل الدولتين وتقف بوضوح داعمة للاستيطان غير الشرعي، لن تؤدي سوى إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار. والشعب الفلسطيني لن يقبل بأي حل دون دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وكان نتنياهو قد تحدث في مؤتمر لسفراء اسرائيل في اوروبا في نهاية العام الذي عقد في وزارة الخارجية الإسرائيلية في القدس المحتلة. وقال إن «مؤتمر باريس هو مؤتمر وهمي ولكن هناك دلائل على أن جهات مختلفة ستحاول تحويل قراراته الى قرارات لمجلس الامن الدولي. وهذا ليس وهما. لدينا دلائل غير قليلة على أن هذه هي الخطة. يجب منع قرارات أخرى في الامم المتحدة والرباعي الدولية. هذا يجب ان يكون هدفكم المركزي خلال الأسبوعين القريبين».
في غضون ذلك نقلت الصحف الإسرائيلية عن مصدر حضر اللقاء الذي تم بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) ووفد من حزب «ميرتس» الإسرائيلي أن عباس قال إنه لا يعتقد أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سينقل السفارة الأمريكية الى القدس رغم التصريحات التي صدرت عنه وعن مستشاريه خلال الحملة الانتخابية وخلال الأسابيع الأخيرة.
وجرى اللقاء بين وفد ميرتس الذي ترأسه أمين عام الحزب موسي راز والرئيس عباس في إطار سلسلة من اللقاءات التي يجريها عباس في الأيام الأخيرة مع جهات اسرائيلية من الجهاز السياسي وخارجه التي تدعم حل الدولتين. وقبل عدة أيام التقى عباس مع وفد من أعضاء الكنيست السابقين ويوم الخميس التقى مع ممثلي تنظيمات السلام الاسرائيلية.
وقال عباس: «نحن نتعامل بصبر وضبط للنفس مع تصريحات الرئيس المنتخب ترامب. نحن نفهم ان الأمور التي تقال خلال الحملة الانتخابية لا تعكس بالضرورة واقع السياسة التي سينتهجها خلال ولايته. لا اصدق أنه سينقل السفارة الى القدس بل إنه يفهم أنه ستكون لهذه الخطوة أبعاد غير قابلة للتحول وأوسع من الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني».
وحسب ما نقله أحد المشاركين في اللقاء قال عباس لوفد ميرتس انه إذا قام ترامب بنقل السفارة الى القدس ستكون هناك حاجة الى الرد لكنه لم يفصل خطواته.
يشار الى ان امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات كان قد صرح في الأسبوع الماضي أنه إذا تم نقل السفارة الى القدس يجب طرد كل السفراء الأمريكيين من العالم العربي واتخاذ خطوات ضد إسرائيل كتقليص التنسيق الأمني والاقتصادي والتراجع عن الاعتراف بإسرائيل.
وفي السياق ومع أداء الكونغرس الأمريكي الجديد لليمين الدستوري قام ثلاثة من نواب الحزب الجمهوري ماركو روبيو وتيد كروز ودين هيلر بتقديم مشروع قانون يطالب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ويحتم نقل السفارة الأمريكية اليها كما التزم ترامب.
وحسب مشروع القانون «يمتنع الكونغرس عن تحويل جزء من تمويل وزارة الخارجية حتى تقوم بنقل السفارة». وقال السيناتور روبيو إن «القدس هي العاصمة الابدية للدولة اليهودية والسفارة الأمريكية تنتمي الى هناك. وأضاف آن الأوان كي يسد الكونغرس والرئيس المنتخب الثغرة التي سمحت للرؤساء من الحزبين طوال أكثر من عقدين بتجاهل القانون الأمريكي القائم للنقل المبرر لسفارتنا الى القدس».
وقال السيناتور كروز إن «القدس هي العاصمة الأبدية وغير المقسمة لإسرائيل. ولبالغ الأسف فإن انتقام إدارة اوباما من الدولة اليهودية كان شريرا الى حد كان قول الحقيقة البسيطة هذه يسبب صدمة في دوائر معينة».
وبالعودة إلى لقاء عباس وحزب ميرتس فقد تطرق عباس خلال اللقاء إلى قرار مجلس الأمن الدولي في موضوع المستوطنات واعتبره مجرد بداية. وأعرب عن أمله أن يتم اتخاذ قرارات أخرى خلال مؤتمر السلام في باريس في 15 يناير/ كانون الثاني الجاري. وقال إن المرحلة المقبلة بالنسبة للفلسطينيين هي تحصيل الاعتراف بفلسطين من قبل الدول المختلفة في الغرب ومحاولة تحصيل الاعتراف بفلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة بقرار من مجلس الأمن.
وقال عباس لوفد ميرتس إن «قرار 2334 هو تصريح دولي مبارك باتجاه وقف الاحتلال ومشروع الاستيطان. لقد اطلعت على القرار ولا أجد فيه أي شيء ضد اسرائيل وإنما فقط ضد المستوطنات والبؤر غير القانونية. الخطوة القادمة هي تنفيذ القرار وآمل أن تتضح طرق العمل من أجل تحقيق هذا الهدف خلال مؤتمر باريس الذي سأحضره. أنا خائب الأمل لرفض رئيس الحكومة نتنياهو المشاركة فيه».

أبو ردينة رداً على نتنياهو: مؤتمر باريس فرصة للسلام ولا حل دون دولة على حدود 67 وعاصمتها القدس

فادي أبو سعدى

الخارجية الأمريكية تأسف لتداعي وقف إطلاق النار في سوريا

Posted: 04 Jan 2017 02:23 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: أعربت الخارجية الأمريكية عن أسفها وحزنها أن وقف إطلاق النار الذي أعلنته كل من روسيا وتركيا بدأ يتداعى كمـا حـدث لمعـظم وقف الأعمال العدائية السابقة والتي كاـنت الولايـات المتـحدة طـرفاً في الإعـلان عنها.
وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي إن هناك مناطق جرى تثبيت وقف اطلاق النار فيها بينما خرق وقف إطلاق النار في مناطق أخرى.
وأشار إلى «أنه لا يمكن العودة للمفاوضات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة بدون وقف قصف المعارضة السورية بالقنابل».
وأكد كيربي أنه لا يوجد أي اتصال روسي ـ امريكي او تنسيق حول المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة السورية والمزمع عقدها في الأستانه في كازاخستان في شباط/ فبراير المقبل، ورفض التعليق على الغارات الجوية ضد ادلب ومقتل 20 سورياً.

الخارجية الأمريكية تأسف لتداعي وقف إطلاق النار في سوريا

تمام البرازي

السيسي يصدق على إنشاء نقابة الإعلاميين ويخاطب الصحافيين لترشيح 10لعضوية المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام

Posted: 04 Jan 2017 02:22 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: صدق الرئيس عبد الفتاح السيسي على قانون إنشاء نقابة الإعلاميين الذي وافق عليه مجلس النواب برئاسة الدكتور علي عبد العال نهائيا.
ونشرت الجريدة الرسمية، القانون رقم 93 لسنة 2016، ونصت مادته الأولى على أن يصدر رئيس مجلس الوزراء بعد موافقة مجلس الوزراء، قرارًا بتشكيل لجنة مؤقتة من أحد عشر إعلاميا من ذوي الخبرة من العاملين في المجال الإعلامي العام والخاص، تتولى مباشرة إجراءات تأسيس نقابة الإعلاميين بما في ذلك فتح باب القيد والتحقق من توافر شروط العضوية المنصوص عليها في القانون المرافق. ويكون للجنة رئيس ووكيلان وأمين صندوق، يحددهم القرار الصادر بتشكيلها ولا يجوز لأعضاء هذه اللجنة المؤقتة الترشح لعضوية أول مجلس نقابة للإعلاميين.
وقال يحيى قلاش، نقيب الصحافيين، ان النقابة تلقت خطاباً من مؤسسة الرئاسة لإرسال 10 ترشيحات من النقابة لعضوية المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة. وأضاف أن النقابة سترشح 4 أعضاء للمجس الأعلى لتنظيم الإعلام على أن تختار مؤسسة الرئاسة 2 لعضوية المجلس و 6 للهيئة الوطنية للصحافة على أن يتم اختيار 3 للهيئة، مشيرا إلى أن مؤسسة الرئاسة طالبت بتقديم سيرة ذاتية عن كل مرشح.
وعقد مجلس نقابة الصحافيين، برئاسة النقيب يحيى قلاش اجتماعًا، مساء أمس الأربعاء، لاختيار الصحافيين المرشحين للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة، وذلك طبقًا لقانون التنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام.
وكان قانون التنظيم المؤسسي للصحافة والإعلام، حدد عددا من الشروط سيتم بناء عليها اختيار الشخصيات المرشحة للتعيين في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام، وجاء على رأس الشروط ألا يكون العضو قد حُكم عليه بعقوبة جنائية أو في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة، ما لم يكن قد رُدّ إليه اعتباره، وألا يكون قد حُكم عليه بعقوبة تأديبية خلال السنوات الثلاث السابقة على تعيينه، وألا يكون مالكًا أو مساهمًا في ملكية أية مؤسسة صحافية أو وسيلة إعلامية، وأن يكون قد أدى الخدمة العسكرية أو أُعفي من أدائها قانونًا، وأن يتمتع بخبرة عملية لا تقل عن خمسة عشر عامًا.
وصرح سكرتير عام نقابة الصحافيين جمال عبد الرحيم أن المجلس سيرشح ستة صحافيين ممثلين عن الصحافة القومية لعضوية الهيئة الوطنية للصحافة يختار الرئيس ثلاثة منهم، كما سيتم اختيار أربعة صحافيين لعضوية المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، ويختار الرئيس اثنين منهم. وأشار عبد الرحيم إلى أن الترشيح سيكون من أعضاء النقابة، يتم اختيارهم بالتصويت السري، ويتم إرسال أسماء الأربعة الحاصلين على أكبر عدد من الأصوات لعضوية المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وكذلك الستة الحاصلين على أعلى تصويت بالنسبة لعضوية الهيئة الوطنية للصحافة.

السيسي يصدق على إنشاء نقابة الإعلاميين ويخاطب الصحافيين لترشيح 10لعضوية المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام

منار عبد الفتاح

الأمم المتحدة: إغلاق المرافق الصحية في السودان سيزيد من مخاطر تفشي الأوبئة

Posted: 04 Jan 2017 02:21 PM PST

الخرطوم ـ «القدس العربي»: قالت الأمم المتحدة إن نقص تمويل البرامج الصحية في السودان أدى إلى إغلاق أحد عشر مرفقا صحيا وتعريض تسعة وأربعين مرفقا آخر لخطر الإغلاق، مما يؤثر على نحو مليون شخص، بما في ذلك 323 ألف امرأة في سن الإنجاب والأطفال دون سن الخامسة الذين سيفتقرون إلى الرعاية الصحية. وأضافت ـ في بيان لها – أن ما يقدر بـ 769 ألف شخص إما تأثروا أو قد يتعرضون للخطر نتيجة إغلاق المرافق الصحية، وهو رقم يتفاقم حاليا بسبب تدفق اللاجئين الكبير، خاصة من دولة جنوب السودان. وحسب التقارير فإن إغلاق المرافق الصحية سيزيد من مخاطر تفشي الأوبئة القائمة بسبب محدودية فرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأولية بين النازحين والمجتمعات المضيفة. ومن النتائج الفورية لإغلاق المرافق الصحية، انخفاض خدمات التحصين والرعاية للأمهات والأطفال، وتزايد خطر انتشار الأوبئة، وزيادة معدلات الاعتلال والوفيات.
وقالت الدكتورة نعيمة القصير ممثلة منظمة الصحة العالمية في السودان، إنه «على الرغم من أن وزارة الصحة الاتحادية انخرطت تماما في إيجاد حلول للاستمرارية، نعترف بشكل جماعي بأن هناك حاجة إلى الأموال لمواصلة دعم العيادات في المناطق النائية التي توفر للناس الخدمات الصحية خلال هذه الفترة الانتقالية»، مضيفة أنه من المرجح أن يتزايد خطر انتشار الأوبئة، في ظل اضطرار الناس إلى السفر لمسافات طويلة للوصول إلى خدمات الرعاية الصحية المتاحة. وأكدت تقارير لمنظمات الأمم المتحدة التي تعمل في السودان، انتشار العديد من الأمراض في معسكرات لنازحين فروا من المعارك التي دارت في وقت سابق في منطقة جبل مرة بدارفور بين القوات الحكومية وحاملي السلاح.
وتقول منظمات الأمم المتحدة إن الأشخاص الذين يحتاجون لمساعدات في السودان يقدرون بحوالى 5.8 مليون شخص يوجد منهم حوالى 3.3 مليون شخص في ولايات دارفور وحدها أما الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية الحاد فتجاوز عددهم المليونين، وبلغ حجم التمويل الذي جرى استلامه في العام الماضي حوالى 545 مليون دولار. وتقول اليونيسيف إن معدلات سوء التغذية الحاد في السودان هي من بين أعلى المعدلات في العالم، وإن عدد المتضررين من سوء التغذية الحاد العالمي في السودان يمثّل 16٪ من الأطفال دون سن الخامسة وتضيف: «نحن نواصل دعم العلاج من سوء التغذية في السودان، والتي تشمل جميع شرائح المجتمع، مع الحاجة الملحة التي تستحقها. ويمكننا معا أن نكثف جهود الوقاية وعلاج الأطفال الذين يعانون كثيرا من سوء التغذية، سواء كان ذلك في المراكز الحضرية، المناطق النائية أو الصراع في المناطق المتضررة». ويعاني ما يقرب من مليوني طفل في السودان من سوء التغذية الحاد سنويا بينهم أكثر من 550 ألف طفل يتأثرون بسوء التغذية الحاد ويتعرضون لخطر الموت, وحسب التقارير فلا تزال مستويات سوء التغذية الحاد فوق عتبات الطوارئ في إحدى عشرة ولاية من ولايات السودان الثماني عشرة.
وتسبب عدم انتظام هطول الأمطار في العام الماضي في تفاقم الوضع الغذائي للأطفال في السودان، مما يؤثر على ما يقدر بـ 60000 طفل إضافي. ويقول المهتمون بمجال التغذية في السودان إن هذا القطاع يعاني من ضعف التمويل وحتى شهر أيلول / سبتمبر لم يحصل هذا القطاع سوى على 27 في المئة من الميزانية المخصصة له في هذا العام وذلك رغم الاحتياجات الضرورية للمزيد من التمويل لتقليل المخاطر للسكان الأكثر عرضة لنقص الغذاء، خاصة النساء والأطفال.
وتم في شهر آب/أغسطس من العام الماضي علاج أكثرمن ثلاثين ألف حالة سوء تغذية على نطاق السودان. ويقول خبراء التغذية في السودان إن معدلات سوء التغذية تزيد بنسبة 30٪ خلال موسم هطول الأمطار، ويرجعون ذﻟﻚ إﻟﻰ زيادة ﻓﻲ ﻣﻌﺪﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄﻣﺮاض الإسهالات والملاريا، ومحدودية اﻟﻤﺨﺰون الغذائي، وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠﻤﻤﺎرﺳﺎت السيئة ﻓﻲ تغذية اﻟﺮﺿﻊ واﻷطﻔﺎل اﻟﺼﻐﺎر ﻧﻈﺮا ﻻﻧﺸﻐﺎل الأمهات ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮل. وأوضحت الأمم المتحدة الشهر الماضي أن الوضع الإنساني في السودان يحتاج لمزيد من الدعم، خاصة في وجود أعداد كبيرة من النازحين في داخل البلاد. ويعاني السودان رغم ظروفه الاقتصادية والإنسانية الصعبة من ضغط كبير بسبب وصول لاجئي دولة جنوب السودان التي تعاني من عنف مسلح ونقص كبير في الغذاء ويقع العبء الأكبر على ولايات دارفور وكردفان المتاخمة لدولة جنوب السودان وتزداد الأمور سوءا باستمرار تدفق اللاجئين الجنوبيين.

الأمم المتحدة: إغلاق المرافق الصحية في السودان سيزيد من مخاطر تفشي الأوبئة

صلاح الدين مصطفى

رجل دين سني يتهم الوقف والسياسيين السنة بمحاولة اغتياله وخلق الفتنة في العراق

Posted: 04 Jan 2017 02:21 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: اتهم رجل دين سني عراقي، ديوان الوقف السني «باثارة الفتنة والطائفية»، متهما «دواعش السياسيين السنة» بالوقوف وراء محاولة اغتياله مساء الاثنين الماضي في العاصمة بغداد.
ووجه مهدي الصميدعي الذي يسمى نفسه «مفتي اهل السنة»، اتهامات إلى الساسة السنة الذين يتلقون المليارات من دول خارجية من اجل حرق العراق، والذين تصدروا المشهد في ساحات الاعتصام التي انتشرت في المناطق السنية عام 2013، للاعتراض على سياسة حكومة نوري المالكي السابقة تجاه السنة.
ووصف في مؤتمر صحافي في جامع ابن تيمية في بغداد تابعته «القدس العربي» السياسيين السنة بالخونة والدواعش، الذين يحرضون على الشعب العراقي، منوها أنه لا يتهم احد جزافا بل لديه دلائل رسمية، حسب قوله، مؤكدا ان المستقبل سيكون بتوحد السنة والشيعة في العراق.
وذكر بيان لمكتب الصميدعي، ان موكبه، تعرض يوم الاثنين الماضي، إلى اعتداء آثم من قبل ثله بتفجير عجلة ملغومة اثناء مروره من أمام جامع ام الطبول [غربي بغداد] باتجاه شارع مطار بغداد الدولي حيث حدث الانفجار بعد اجتياز الموكب مباشرة».
ودعا البيان رئيس الوزراء حيدر العبادي، لمتابعة إعلام ديوان الوقف السني «لاثارته الفتنة والطائفية»، وملاحقة صفحة اخبار ديوان الوقف السني على موقع التواصل الاجتماعي [فيسبوك]، لكونها تنشر اخبار تثير الفتنة والطائفية وتلفق الاكاذيب ومنها ان [الصميدعي] مفتي الاطلاعات الإيرانية، حيث نشرت ذلك قبل ثلاثة ايام وبالصورة».
واضاف البيان «ان قناة [سومر نيوز] التي يديرها [سعد الاوسي] تعتبر شريكا بهذه الجريمة لما تنشره من اخبار واكاذيب واذ نحمل ايضا المسؤولية الكاملة لدواعش السياسيين السنة» على حد وصف البيان.
وقال زيد الحلبوسي، المتحدث باسم مكتب الصميدعي، إن «الصميدعي نجا من محاولة الاغتيال».
وأوضح الحلبوسي، أن انفجار السيارة المفخخة وقع لحظة مرور موكب المفتي الصميدعي، دون أن يسفر ذلك عن إصابته أو أي من عناصر حمايته بأذى.
وذكر مصدر في المجمع الفقهي لعلماء أهل السنة في بغداد لـ«القدس العربي» انه لا يوجد شخص يحمل صفة «مفتي أهل السنة في العراق» حاليا بشكل رسمي لعدم الاتفاق بين القوى السنية على احد، وهناك اكثر من رجل دين يدعي هذه الصفة ومنهم الشيخ مهدي الصميدعي الذي مقره في جامع ابن تيمية في اليرموك غرب بغداد.
واشار المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان الصميدعي يحاول الحصول على التسمية الرسمية بكونه مفتي اهل السنة، عن طريق التقرب إلى الحكومة وبعض القوى الشيعية فيها، حيث اعتاد على توجيه الانتقادات إلى هيئات اهل السنة ومنها الوقف السني والسياسيين السنة، كما قام بتشكيل مجاميع مسلحة من شباب السنة وضمهم إلى الحشد الشعبي.
واكد المصدر ان علاقة الصميدعي سيئة بشكل عام مع الشارع السني ويتعرض إلى انتقادات بسبب تشدده دينيا وتقربه إلى بعض القوى التي لها مواقف طائفية ضد السنة، وهو يحاول استغلال وقوع الانفجار قرب مقره لكي يروج لنفسه على انه مستهدف من تنظيم «الدولة» والسياسيين السنة.
وكانت العاصمة العراقية بغداد شهدت يوم الاثنين الماضي، سلسلة تفجيرات، بينها انفجار سيارة مفخخة قرب جامع ابن تيمية (أم الطبول سابقا ) غربي بغداد، بعد مرور موكب مهدي الصميدعي، ما أدى إلى سقوط 5 قتلى و13 جريحا من المارة، دون ان يصاب احد من الموكب بضرر، حسب المصادر الأمنية.

رجل دين سني يتهم الوقف والسياسيين السنة بمحاولة اغتياله وخلق الفتنة في العراق

خبير أمني: تكرار هجوم اسطنبول غير مستبعد في تونس

Posted: 04 Jan 2017 02:21 PM PST

تونس – «القدس العربي» من حسن سلمان: قال خبير أمني إن تكرار الهجوم الإرهابي على ملهى ليلي في مدينة «اسطنبول» التركية غير مستبعد في تونس، مشيرا إلى أن هذا النوع من العمليات الذي يعتمد على ما يسمى بـ«الذئاب المنفردة» قابل للحدوث في أي بلد في العالم، وتحدّث من جهة أخرى عن احتمال لجوء عناصر من «الخلايا النائمة» في تونس لتسليم أنفسهم للسلطات إثر عودة نظرائهم من بؤر التوتر، مشيرا إلى أن السلطات قد تلجأ للعفو عنهم أو تخفيف الأحكام القضائية ضدهم.
وكان مسؤول أمني تونسي أكد مؤخرا أن أكثر من 134 ألف مواطن قضوا ليلة رأس السنة الجديدة خارج منازلهم، من بينهم 79 ألفا في الملاهي الليلية، وهو ما دفع بعض المراقبين للتحذير من احتمال تكرار الهجوم الإرهابي الأخير على ملهى «رينا» في مدينة اسطنبول الترية والذي أسفر عن مقتل 39 شخصا وجرح العشرات.
وقال مختار بن نصر رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «العمليات الإرهابية المفاجئة (كهجوم اسطنبول) التي تعتمد على الذئاب المنفردة أو الخلايا المتفرقة في أماكن عدة تبقى دائما تهديدا محتملا، وبالنسبة لتونس فإن وحدات الأمن الوطني تأخذ هذا الأمر على محمل الجد وهناك عمل أمني دؤوب من حيث المراقبة وجمع المعلومات عن هذه العناصر لدرجة أنه أمكن السيطرة على الوضع خلال رأس السنة وحتى في الأيام السابقة». واستدرك «ولكن، يبقى الاحتمال حول عملية من هذا النوع وارد في أي مكان وليس فقط في تونس، نظرا لأن هذه العناصر لديها تعليمات حول بقائها مختفية وعندما تأتيها معلومات بالتحرك يمكن أن تقوم بأي عمل، ونحن نعول على يقظة الأمن والمواطن، فضلا عن العمليات الاستباقية التي أدت لنتائج إيجابية كثيرة وخاصة في مجال تبادل المعلومات حول هذه العناصر الامر الذي ساهم في تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية ومنعها من التحرك أو تطوير أعمالها مستقبلا».
وكان وزير العدل التونسي غازي الجريبي أكد أن 160 «إرهابيا» عائدين من بؤر التوتر، هم حاليا داخل سجون البلاد، بين موقوف ومحكوم، مشيرا إلى إمكانية إحداث سجن كبير خاص بجميع العائدين من بؤر التوتر.
وقال بن نصر «بالنسبة للعناصر العائدة من بؤر التوتر، هناك إجراءات وقوانين وخاصة قانون الإرهاب الذي يفصّل كل العقوبات ويفرق بين الإرهابي وغير الإرهابي، وفي الفصول من 31 إلى 67 هناك جرد لكل الأعمال التي يمكن أن توصـــــف بأنها إرهابية ويعاقب عليها القانون التونسي، ولدينا ترسانة قانونية في هذا المجال، مع العلم أن المقاتلين في الخارج لن يعودوا دفعة واحدة، وحتى إن عادوا كذلك فهناك اتجاه واضح بالنسبة لتونس وهو عرضهم على القضاء، حيث يمكن البتّ في وضعيتهم، فثمة من سيودع داخل السجن ومن سيخضع لمراقبة أمنية لصيقة حسب الحالة».
وأضاف «ويمكن للدولة التونسية أن تعد سجونا لهذا الغرض والمسألة لا تتطلب جهدا كبيرا، وأعتقد أن وزارة العدل أخذت بعين الاعتبار هذه الأمر فحتى لو جاء عدد كبير من المقاتلين فسيتم وضعهم داخل السجون لأن وضعهم داخل المجتمع يشكل خطرا كبيرا عليه، فقد تتاح لهم الفرصة مجددا للقيام بعمل إرهابي».
من جهة أخرى، اعتبر بن نصر أن «العناصر العائدة هي عناصر منهزمة ومنكسرة وضاق بها المكان في أماكن عدة في سوريا والعراق وليبيا، وهم يبحثون عن ملاذات آمنة لأن الكثير منهم فوجئوا بأنهم خضعوا لنوع من الدمغجة (غسيل دماغ) واكتشفوا أن هذا الجهاد الذي ذهبوا من أجله هو لعبة دولية قذرة وخاصة أن كثيرا من الشباب دفعوا حياتهم ثمنا لوهم، والكثير منهم سيكون نادما وبحاجة إلى التأهيل النفسي والاجتماعي وربما وجوده في السجن سيعطيه الفرصة للتفكير في ما لحق به، كما أن البعض منهم سيكونون ناقمين على ما حل بهم، ولا بد أن يؤهلوا لاحقا بعد خروجهم من السجن».
وأشار إلى احتمال أن تسبب عودة المقاتلين من بؤر التوتر ومحاكمتهم بلجوء العناصر الموجودة ضمن ما يسمى «الخلايا النائمة» في تونس إلى تسليم نفسها للسلطات، وأضاف «هذا الأمر حدث في بلدان عدة ، فثمة من يرى أن طريقه مسدود وأنه تم التغرير به ويمكنه في أي وقت أن يسلم نفسه للوحدات الأمنية وأعتقد أن هذا الأمر قد يشمل جانبا من العفو أو تخفيفا للأحكام (القضائية) من قبل السلطات، فربما تأخذ الدولة بعين الاعتبار الأفراد الذين لم يتم تورطهم في أعمال قتل أو إجرام، وخاصة إذا سلموا أنفسهم وقدموا معلومات عمن ورطهم في هذه الأعمال».

خبير أمني: تكرار هجوم اسطنبول غير مستبعد في تونس
تحدث عن احتمال لجوء عناصر من «الخلايا النائمة» إلى تسليم أنفسهم للسلطات

كأن نقرأ ما سبق لنا أن عرفناه

Posted: 04 Jan 2017 02:20 PM PST

لأمير تاج السرّ، الروائي السوداني، موهبة خاصّة في ابتداع الأسماء. في عمله الأخير ابتكر أسماء غريبة لكل من شخصياته، بل إنه، بحكم تغيّر أحوال مدينتهم «السور» وسقوطها في أيدي «التقي» وأنصاره، أعاد تسمية النساء بأسماء جديدة تناسب ما يلائم أولئك الغزاة المغالون (خميلة مثلا، وهي بطلة الرواية، تحوّل اسمها إلى نعناعة ليناسب ما تحبّذه قوى التطرّف الديني من مواصفات النساء) وهو أيضا، أطلق أسماء على نواحي مدينة «السور» وجوارها، وهذه أيضا أسماء غريبة تجعلنا، لمفارقتها عن بعضها البعض وتخالفها، كأننا إزاء فنّ خاص قوامه اللعب بالحروف وتشكليها على نحو ما تتشكّل زهور في آنية.
أما مدينته «السور»، فليست أقل تنوّعا من أسمائها وأسماء ساكنيها. هؤلاء الأخيرون، متنوّعون متعايشون حتى في ازدرائهم لبعضهم بعضا، ومتسامحون في ما يتعلّق باختلاط منابتهم، كما في اختلاف أديانهم، تلك التي اجتمعت هنا في الرواية، بلا استثناء، مقرّبة المسلم من المسيحي ومقرّبة الاثنين من اليهودي، ثم من البوذي، كما هناك تلميحات إلى مذاهب أخرى بينها ما ليس له اسم. الأديان حاضرة كلّها بما يجعل تلك المدينة صعبة الوجود على أرض محدّدة، كمثل ما هي موجودة في صفحات الرواية. لكن الكاتب يذكر في مكان ما من تقديمه للمدينة أو تعريفه بها، أنها ليست مدينة فاضلة، وأن ساكنيها ليسوا خالين من التنابذ (بخلاف ما تكون المدن التي تبدأ الروايات عادة برسم ملامحها الهانئة قبل أن تعرِّضها لشرور الحدثان والأقدار). فالروائي هنا، لمجانبته ما ليس واقعيا، يشير إلى أن مدينة السور «تتأرجح بين الانضباط والفوضى، بين التحضّر والتخلّف الأخّاذ». وهذا ما جعلني أرضى بهذا التعريف لمدينتي بيروت، قابلا به توصيفا لها.
لكن سرعان ما ستنقلب أحوال هذه المدينة لتصير، بعد سيطرة المجاهدين المتطرّفين عليها، ممثّلة لمدن الخراب جميعها، أقصد تلك الجارية فيها الحروب الراهنة، أو تلك المهدّدة بها، أي تلك التي استولى عليها حاملو رايات الدين فجعلوها قاعا صفصفا. هنا ستتولّى مدينة «السور» النطق باسم تلك المدن العربية والإسلامية التي وقعت في أسر هؤلاء، وسنقرأ نحن ما عرفناه تماما وتابعنا وقائعه وتفاصيله.
وهنا لا تحتاج الرواية من كاتبها إبداعا فائضا، فكلّ ما يأتي به كاتبها يمكن نسخه من الوقائع الجارية في مواقع الغزو والقتل. كل ما عليه أن يفعله هو أن يجري تنويعات على ما شاهده أو سمعه، وربط بين أجزائه ليصير ما جرى «تخيّله» رواية متسلسلة. في أحيان، وأنا أقرأ مقلّبا صفحات رواية «زهور تأكلها النار»، أشعر بأني أمام مشهد سبق لي أن عشته منقولا في نشرات الأخبار. من ذلك مثلا حادث سوق الفتاة التي اتهمت بالزنا إلى تلك الحفرة التي ستقتل فيها أمام ناظري أبيها الذي يسأله الجلاد إن كان يوافق على أن ابنته الزانية تستحقّ مصيرها، فيجيب الأب، هو المرتعد خوفا، بالذهول والتمتمة. هذا في الرواية، أما الحدث الواقعي فأشدّ هولا إذ أن الأب، وقد كان حاضرا لمشاهدة مقتل ابنته رجما، قال بصوت جعله خوفه وإيثاره النجاة بنفسه عاليا وجهوريا، لتحريض القتلة. قال إنه لن يسامحها أبدا، بل أنه ألقمها بنفسه الحجر الأوّل مفتتحا به انهيال الحجارة الذي لن يتوقّف قبل لفظ ابنته أنفاسها.
لا أحسب أن ذلك المشهد أوصلنا، في الرواية، إلى ذروة الخوف والرعب التي رفعنا إليها المشهد الواقعي المنقول على شاشات التلفزيون. كل تفصيل، كل كلمة تقال، كل نظرة أو التفاتة، وكل ترقّب لما ستقوله الفتاة، أو ما لن تقوله، كان مستدعيا منا، نحن من نسمع ونشاهد وقائع الرجم على شاشة التلفزيون، الفضول الأقصى والتأويل الأقصى. لا أحسب أنني كنت كذلك في نسخة المشهد الثانية، تلك التي نقلتها الرواية أو استعادتها. ربما كانت الحروب، ومثلها الكوارث والفظاعات، أكثر قوّة من أدبها. إنها، في الأدب، نسخة ثانية، نسخة مقلِّدة. كأن جلّ ما يطمح إليه الكاتب هو أن يرينا، على صفحة مرآة، الحدث الحقيقي جاريا هناك في الجهة المقابلة للمرآة.
رواية «زهور تأكلها النار» أقرب إلى تأليف حكاية هي مما يحدث في أمكنة كثيرة من مدننا، وكل يوم. لذلك هو تأليف لن يوصل، في تفاصيل سياقه كما في خاتمته، إلى المأساة التي تسعى أعمال روائية إلى بلوغها طالما أن المأساة حدثت فعلا، ومن قبل. ولن تفيد كثيرا المهارة في إحكام ربط الأحداث الروائية بعضها ببعض، أو حتى الرجوع في الزمن الروائي إلى ما قبل الزمن الواقعي، الحالي، مزيّنا بتفاصيل تسعى إلى تأكيد ماضويّته.
ألحرب أكثر جنونا من أيّ تمثيل أو وصف لها. يرجع ذلك أساسا إلى أن انفجاراتها مفاجئة على الدوام وغير محكومة، كما في روايتنا هذه، بالتزامها سياقا متصلا. كما أنها، هي الحرب، حقيقية إلى حدّ أن كل ما يُصنع لإنشاء مسرح يماثلها يبدو خارجيا وعرضيا ومقلّدا.
٭ رواية «زهور تأكلها النار» لأمـــــير تاج السرّ صدرت عن دار الساقي في 189 صفحة. عام الصدور 2016.

٭ روائي لبناني

كأن نقرأ ما سبق لنا أن عرفناه

حسن داوود

استعارات العشق التي تقتل من غير سلاح !

Posted: 04 Jan 2017 02:20 PM PST

يُروى أنّ مطرب تونس الشهير علي الرياحي مات وهو يغني على الركح مقطعا من أغنية غزليّة عنوانها « قتلتني بلا سلاح» كان ذلك منذ أكثر من ثلاثين عاما.
قد تكون هذه مناسبة للترحّم على أحد الذين قَضَوْا وهم يتغنّون بالعشق القاتل، لكن ليس هذا ما يعنينا في هذه الفُسْحة فما يهمّنا فيها هو الوقوف عند استعارة «العشق قتل» التي تُعدّ من أقدم الاستعارات التي عاشت إلى عصرنا: كيف استطاعت أن تحيا ويفنى غيرها؟
كلامنا عن هذه الاستعارة سيكون من وجهة نظر عرفانية ترى الاستعارة آليّة إدراكيّة تُبَنْيِنُ ذهنيّا تجاربنا فبها نعالج معرفتنا اليومية بالكون ولا تراها حلية أو محسّنا من محسّنات الكلام. وهذا التوجّه كان الفضل فيه للايكوف وجنسن ثمّ لفوكونياي وترنر في نظريّة تعرف بنظرية المزيج، وترتبط بمفهوم الفضاءات الذهنيّة، وهي أبنية ذهنيّة وقتية وافتراضيّة تبنى وتتحرّك أثناء التفكير في وضعيّة معيّنة أو الحديث عنها. والمهمّ من كلّ هذا أنّ الاستعارة تؤدّي في النهاية إلى ضرب من الدَّمج التصوّريّ بين فضاءين (يسميان فضاءَيْ دَخْل) وهما في حالة استعارتنا فضاء العشق وفضاء القتل؛ ويسمّى الدَّمج التصوّريّ بينهما مزيجا إذ منه تتولّد بنية منبثقة لا هي العشق ولا هي القتل، بل هي مزيج بينهما هو العشق قتل: العاشق فيه لا عاشق ولا قتيل، بل عاشق قتيل. والمعشوق لا معشوق ولا قاتل بل شيء مُدمَج مركّب هو المعشوق القاتل. وعين المرأة فيه لا هي عين ولا سلاح بل آلة مركّبة بين العين والسلاح حين تنظر إليك تقتلك، بل أنت تتمنى ذلك القتل منها.
في نظريّة المزيج الاستعاريّة حديث عن فضاء تسميّه الفضاء الجامع وبه تفسّر النظريّة أنّ هناك في مستوى ذهنيّ مجرّد أشياء مشتركة بين العشق مثلا والقتل هي التي دعت البشر إلى التفكير في أحدهما (العشق ) باستعمال وسائل الآخر (القتل) فليست الاستعارة محض صدفة أو تواضعا يعدم التفكير. بهذا ينبغي أنْ نسلّم أنّ بين الموت والعشق وشائج نحن نعيها، وربّما نعيشها أو عشناها حين ننظر إلى تجربة العشق من كوّة تجربة القتل.
وإذا نظرنا إلى العين والسلاح القاتل مثلا وجدنا رابطا بينهما ولربّما كان الرابط صريحا حتّى في التسمية: أَوَلَسْنا نقول عن العين إنّها «جارحة» في صفة صارت بمرور الوقت اسما لهذه الأداة المدركة (ولغيرها من المدركات)؟ أوليس في هذه الذاكرة رابطا ذهنيّا بين جرح الآلة وجرح العين؟ العين جارحة في هذه الاستعارة بالمعنى المتواري في الإدراك وما كان جارحا كان قاتلا. وفي بعض الأحيان نطلق على طريقة من النظر صفة هي من هذا القبيل فنقول «نظرة حادّة» وشعورنا بحدّتها يؤلمنا بالفعل، فنحوّل بصرنا عنها اتّقاء لإيلامها: أوليست الحدّة دليلا آخر على سمات جامعة بين الآلة القاتلة والعين المبصرة؟ نحن إذن لا نرى في عين من يرانا فقط أنّه يرانا بها قد نرى من خلالها أنّه يجرحنا ويقتلنا وفي العشق قتل بها محبّذ.
لن يجد المرء أيّ عناء في العثور عن استعارات من هذا القبيل في أيّ مكان. في معلقة امرئ القيس حضور كثير من ذلك نكتفي بمثال منه هو:
«وما ذَرفتْ عيْناك إلاّ لتضربي * بسَهْمَيكِ في أعْشَار قلب مُقتّل»
وفي بيت عنترة الذي اشتهر في الغناء:
رَمَتِ الفؤادَ مليحةٌ عذراءُ * بسهامِ لحْظ ما لَهُنَّ دواءُ
وفي حديثنا اليومي كثير من هذا عند حديثنا عن الجمال الفائق فهو جمال (يقتل) وقد يسند الفعل إلى صاحبته فيقال هي (تقتل). دوران هذه الاستعارة بين الشعريّ واليوميّ وبين القديم والحديث هو دليلُ حياة لأنّها جزء من التجربة الثقافية الجامعة التي ما تزال سائرة حيّة؛ قد تتحوّل أو تتغيّر لكنّها لم تمت وحياتها أمارة على أنّنا ما نزال نتعامل مع العشق على أنّه ضرب من القتل.
الاستعارة نفسها موجودة في الثقافات المجاورة، ففي مسرحيّات شكسبير «روميو وجولييت» و»أوتلّو» و»أنطونيو وكليوباترا» عبارات بل مواقف تركّب تركيبا مزجيّا عجيبا بين العشق والقتل. حين ترتمي جولييت على جثمان روميو القتيل تقبله من شفة تريد أن تمتصّ منها السّمّ، ففي ذلك تمتزج قبلة العشق بإرادة الموت؛ وحين يقول أنطونيو في مسرحية «أنطونيو وكليوبترا: سأكون عريسا في موتي وسأسعى إليه مثلما أسعى إلى فراش الحبيب فإنّ في المشهد وفي الكلام ما يسمح لريح الموت أن تمتزج بنسمات العشق؛ ليس في الأمر استعارة بالمعنى الزّخرفي للكلام بل بالمعنى الإدراكي له. وهذه الاستعارة ليست مقتصرة على الكلام ففي الصورة باختلاف أنواعها وبما هي نظام علاميّ بصريّ لعبٌ على هذه الاستعارة ممّا يجعلنا نراها استعارة شاملة لثقافات مختلفة ولأنظمة علاميّة متنوّعة وشمولها دالّ على تلبّسها بالتجربة البشريّة ولإدراك تجربة العشق بعناصر تجربة القتل.
إنّ الموت شيء والقتل شيء آخر مختلف عنه، فالقتل هو الموت المُراد والمقصود والإنسان يقتل حين يريد أن يفعل ذلك، ولكنّ الموت فعل طارئ ومبنيّ إلى معلوم صار من فرط العلم به مجهولا. وارتباط العشق بالقتل لا بالموت هو من هذه الناحية ارتباط بفعل إرادي منسوب إلى فاعل بعينه هو المعشوق. من وجوه القتل المرادة الصيد أو الحرب. يحضر الصيد كثيرا ما في استعارات العشق/ قتل العربية القديمة. بدءا من العيون القاتلة و اللّحاظ السِّهام وصولا إلى الأسر والعُلوق في الشباك. لكنّ العشق المرتبط بالحرب أقلّ حضورا في استعارات العشق/قتل القديمة وفي ذلك موقف وراءه بناء اختياريّ لقصة العشق المرادة: فهي تدرك على أنّها مطاردة واضحة الملامح لا ملحمة قتل وخيمة العواقب.
القنص عمل محاط باللذّة والشهوة والحيلة والإيقاع هو مسار مركّب وموثوق من نهايته، لذلك هو قتل محبّذ لأنّ أسلحته واستراتيجياته وأطرافه جميعها معروفة وليس فيه من مفاجآت؛ لكنّ الحرب شيء محاط بالألغاز والأهوال، ونحن لا نذهب من تلقاء أنفسنا إلى الحرب، لكن حين نذهب قد لا نعود بيد أنّنا نذهب مريدين كالمدفوعين إلى القنص ونعود ظافرين حتى إن عدنا خاويي الوفاض: القنص حاجة والحرب اضطرار لذلك يحبّذ العربيّ القديم أن يبني استعارة العشق قتل على أسس القتل في القنص لا القتل في الحرب. غير أنّ الأمر اختلف اليوم فلم يعد القتل مقبلا من مشاهد القنص، بل من مشاهد الحرب، القتل السّائد في استعارات اليوم العاشقة هو فعل حادث دفعة واحدة، إذ تقتل الآلات الحربية اليوم بقنبلة أو بعيار ناريّ أو بلغم قتلا بالجملة؛ من هنا جاء العشق الومضة كالقتل الومضة في هذا السياق تصير المرأة (قنبلة أو طيّارة بالتونسي).
لم تمت استعارات «العشق قتل» رغم أنّ مفرداتها تبدّلت، لأنّها استطاعت أن تبني على مدى قرون وعيا شبه ثابت مع اختلاف في طرق بنائه ملخّصه أنّ العشق درجة من درجات الموت أو الفناء في المعشوق. هذا المعنى عبّر عنه بأشكال بديعة المتصوّفة لكنّ إدراكهم كان مفارقا للذي ذكرناه.

٭ أستاذ اللسانيّات بالجامعة التونسيّة

استعارات العشق التي تقتل من غير سلاح !

توفيق قريرة

استعدادات لإطلاق «منتدى فلسطين للنّشاط الرقمي» في مدينة البيرة

Posted: 04 Jan 2017 02:19 PM PST

رام الله – «القدس العربي» : يستعد حملة – المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي ومقره في حيفا لإطلاق «منتدى فلسطين للنّشاط الرقمي» في 19 الشهر الحالي في قاعة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في البيرة لمناقشة سبل حماية الحقوق الرقمية وتعزيز النشاط الرقمي في فلسطين. ويٌكشف فيه للمرة الأولى نتائج استطلاع أجراه «حملة» حول الأمان الرّقميّ في فلسطين.
وينظم المنتدى على مدار يوم كامل متضمنًا حلقات نقاش وورش عمل، حيث سيعقد عبر الفيديو نقاش مع ممثلين من «فيسبوك» وهم: أشرف زيتون مدير السياسات في «فيسبوك» لمنطقة الشرق الأوسط وايبهان كليهير مديرة السياسات في «فيسبوك» لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا حول سياسات الموقع كما تتناول إحدى حلقات النقاش موضوع حماية الحقوق الرقمية في فلسطين ودور المجتمع المدني في هذا المجال، يتحدث فيها كل من: مديرة مؤسسة الضمير سحر فرنسيس والمدير العام لمركز «حملة» نديم الناشف وعبر الفيديو تتحدث وفاء حسين من منظّمة «أكسس ناو» الأمريكية وجيليان يورك مديرة برنامج «حرية الرأي العالمية» في مؤسسة الجبهة الإلكترونية العالميّة .
أما حلقة النقاش الأخرى فتنطلق تحت عنوان «النّشاط الرقمي من أجل العدالة في فلسطين: طرق ملهمة ومبتكرة في استعمال الأدوات الرقمية» تتحدث فيها سيسيلي ماثياسن منسقة المناصرة والسياسات في رابطة وكالات التّنمية الدوليةAIDA وعبد طاميش مدير شركة «اندرغراوند» وسائد كرزون المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «تغيير للإعلام المجتمعي» وزيد أبو دلو مسؤول الإعلام في مؤسسة الرؤية الفلسطينية، وباسل صادر مطور تطبيق «أزمة» يستعرض فيها المتحدثون تجاربهم الملهمة في استعمال الأدوات الرّقميّة كوسائل للتغيير.
وتنظم خمس ورش عمل حول مواضيع متنوعة، هي: الأمان الرقمي والتي تقديمها جيليان يورك من مؤسسة الجبهة الإلكترونية العالمية وورشة عمل حول التمويل الجماعي يقدمها ضرار غانم من مؤسسة «ابنِ فلسطين» إضافة إلى ورشة حول المناصرة عبر الفيديو مع رجاء الذيباني من مؤسسة (ويتنس) الأمريكية كما تقدم لميس عسّاف من مركز «حبر» الأردني ورشة حول إدارة وسائل الإعلام الاجتماعية للمؤسسات غير الربحية ويقدم صبحي خطيب من مؤسسةRNW Media الهولندية ورشة بعنوان «بناء استراتيجيّة للحملات: تصميم خطوات التّفكير».
يذكر أن المشاركة في المنتدى تحتاج لتسجيل مسبق عبر الموقع الإلكتروني لـ»حملة»، ينتهي في 10 من الشهر الحالي. يشار إلى أنّ «حملة» هو مركز مدني فلسطيني مهني للإعلام الاجتماعي متخصص في بناء وإدارة الحملات الإعلامية المدنية المؤثّرة وتدريب الكوادر المهنية في مجال الإعلام والتسويق الاجتماعي والسياسي.

استعدادات لإطلاق «منتدى فلسطين للنّشاط الرقمي» في مدينة البيرة
يعرض للمرة الأولى نتائج استطلاع حول الأمان الرقمي في فلسطين
فادي أبو سعدى

سوريا: بداية طريق طويل إلى التسوية المستحيلة

Posted: 04 Jan 2017 02:18 PM PST

لم يكن اتفاق وقف إطلاق النار في سورية، 29 كانون الأول/ديسمبر، ممكناً بدون توفر قناعات جديدة لدى أطراف الأزمة الرئيسية، من ناحية، والتقارب المتسارع بين أنقرة وموسكو، من ناحية أخرى. ولكن أحداً لا يجب أن يتصور أن عملية تسوية الأزمة ستمضي سريعاً إلى الأمام، أو ستكون سهلة وميسرة. حتى اتفاق وقف النار قد لا يصمد طويلاً.
دخل الروس بصورة مباشرة في غمار الأزمة السورية لأنهم أرادوا وضع نهاية لتيار تغيير الأنظمة باسم الديمقراطية، ولأنهم تصوروا أن سوريا ستعيد بناء موقعهم ودورهم في الساحة الدولية، وأنها قد تصلح ورقة مساومة هامة في التدافع مع الغرب في الساحة الأوروبية، سيما في أوكرانيا. وليس ثمة شك أن الدخول الروسي إلى سوريا لم يكن ممكناً بدون التشجيع والدعوة المشتركة من النظام وإيران. الأمريكيون، الذين لم يعتبروا سوريا مطلقاً منطقة نفوذ أو أولوية، رفضوا وضع سوريا وأوكرانيا في سلة تفاوض واحدة.
وسرعان ما أدركت موسكو أن النظام، حتى بالدعم المقدم له من إيران وحزب الله، غير قادر على حسم الموقف عسكرياً، وأن هذا الحسم لن يتحقق بدون المزيد من التورط الروسي. الأهم، أن القوة العسكرية الروسية في سوريا باتت أداة لحرب طائفية، ولعملية تطهير وإعادة بناء ديمغرافي طائفي للشعب السوري، في الوقت الذي بدأت فيه المؤسسات الدولية جمع الأدلة على جرائم حرب تورطت فيها العسكرية الروسية أو وفرت لها الغطاء. ولم يكن خافياً، خلال الشهرين أو الثلاثة الأخيرة، أن موسكو ترغب في وضع نهاية لتورطها في الحرب، وإطلاق عملية سياسية، تعيد تقديمها باعتبارها صانعة للسلم، وقوة دولية قادرة على حل الأزمات.
من جهة أخرى، لم تنتهج تركيا استراتيجية ثابتة من الأزمة السورية، وقد تطورت مقاربة أنقرة للأزمة من مرحة إلى أخرى. في البداية، وحتى خريف 2011، كان التصور التركي يقوم على عملية إصلاح جذرية في سوريا، يقودها الرئيس الأسد. ولم تتعهد أنقرة دوراً مباشراً، حتى بعد أن دعت في نهاية أيلول/سبتمبر 2011 إلى تغيير النظام. خلال 2012، انتقلت الثورة السورية تدريجياً إلى العمل المسلح، وبدأت تركيا والسعودية وقطر تقديم مساعدات محدودة لقوى الثورة السورية، في مقابل الدعم الإيراني المتزايد للنظام وتحول حزب الله إلى شريك مباشر في صراع النظام مع شعبه. طوال العامين التاليين، وبالرغم من تصاعد دور إيران والحزب، والتأزم في العلاقات التركية ـ السعودية، والخلافات بين تركيا وأمريكا، ظلت أنقرة على قناعة بأن بإمكان الشعب السوري وقواه المسلحة إسقاط النظام. ولكن تركيا أدركت منذ نهاية 2015 أن الدخول الروسي صنع خللاً هائلاً في ميزان قوى الأزمة. لتعديل ميزان القوى، كان لابد من دور أمريكي مكافئ، وهو الأمر الذي رفضت إدارة أوباما تعهده. بإسقاط الطائرة الروسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، تفاقم الخلل في ميزان القوى، وأصبحت حركة تركيا في سورية محدودة إلى حد كبير.
أنجزت المصالحة التركية ـ الروسية في حزيران/يونيو 2016، ولكن دور تركيا في سوريا تعطل قليلاً بفعل المحاولة الانقلابية في منتصف تموز/يوليو. خلال الشهور القليلة التالية، توترت العلاقات التركية ـ الغربية، سواء بفعل الموقف الأوروبي من إجراءات مواجهة الانقلابيين في تركيا، أو بفعل الدعم الأمريكي المتزايد للمنظمات الكردية السورية وثيقة الصلة بحزب العمال الكردستاني. في المقابل، تسارعت وتيرة التقارب التركي ـ الروسي.
لم يكن الإيرانيون يجهلون حقيقة الموقف العسكري في سوريا وعجز النظام عن حسم الحرب عسكرياً. ولكنهم تصوروا أن الدعم الروسي العسكري سيستمر بلا انقطاع، وأن تركيا غير قادرة على المناورة، نظراً لانشغالها بوضعها الداخلي. وربما كان خطأ الحسابات الإيرانية الأكبر أن طهران تصورت أن تركيا، ومهما كانت خلافاتها مع الولايات المتحدة، ستبقى أسيرة عضويتها في الناتو وتحالفها مع واشنطن. في المقابل، كان لسان حال الأتراك يقول أن الإيرانيين رفضوا طوال خمس سنوات كل عروضنا لمحاولة حل الأزمة السورية إقليمياً، ولم يترددوا في تصعيد الأزمة دولياً واستدعاء الروس؛ فلنحاول نحن، إيضاً، التعامل مع الروس. منذ آب/أغسطس، وجد الروس والأتراك أن مصلحة الدولتين تقتضي المزيد من التعاون والتفاهم في سوريا، حتى بدون كبير اكتراث بالموقف الأمريكي. وافق الروس على عملية عسكرية تركية، بمشاركة الجيش الحر، لتحرير وتأمين الشريط السوري الحدودي؛ أيدت تركيا مساراً سياسياً روسياً لحل الأزمة؛ وأبلغ الروس النظام والإيرانيين أنهم ليسوا على استعداد لتحمل أعباء وعواقب حل عسكري، قد يستمر سنوات، ولا يمكن أن ينجز بدون ارتكاب سلسلة من المجازر. وكانت الاتفاقية على حلب، التي عمل الإيرانيون جهدهم على تخريبها، أولى الخطوات.
في مباحثات أنقرة لوقف إطلاق النار وبدء التفاوض من جديد، أبدى الروس، مرة أخرى، مرونة ملموسة، سواء بموافقتهم، في خلاف مع النظام والإيرانيين، على أن يشمل وقف النار كل الأراضي السورية، اعتماد جنيف الأولى وقرار مجلس الأمن 2254 أساساً للتفاوض، واستبعاد حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري (PYD). وفي أول تعاون عسكري بين البلدين منذ دعم روسيا البلشفية لحرب الاستقلال في 1919 ـ 1922، وفر الطيران الروسي غطاء جوياً لعملية تحرير الباب في يوم توقيع اتفاق وقف إطلاق نفسه.
بيد أن ذلك لا يعني أن الحل السياسي أصبح وشيكاً. أنجزت اتفاقات 29 كانون الأول/ديسمبر الثلاث بتسرع فائق، وبدون وضوح كاف. ويتحمل المسؤولون الأتراك والروس المسوؤولية الأكبر عن هذا التسرع. وقعت الفصائل في المفاوضات على نصوص ليست ذاتها التي وقع عليها النظام في دمشق. وإضافة إلى أن وضع فتح الشام (النصرة سابقاً) ليس واضحاً في الاتفاقيات، فثمة غموض آخر يحيط بطبيعة الرقابة التركية ـ الروسية لالتزام الأطراف المختلفة بوقف إطلاق النار. الواضح أن لا الإيرانيين ولا دوائر النظام سعداء بالاتفاق، وسيحاول هؤلاء جهدهم إفشاله، سيما في المناطق التي يعمل الإيرانيون على تطهيرها طائفياً، مثل الغوطة الغربية. لقاء الأستانة نفسه يحمل طابعاً رمزياً، وقد أصر عليه الروس، كما يبدو، لتوكيد دورهم السلمي والتفاوضي. ولكن المفاوضات ستنتقل بعد الأستانة إلى جنيف، حيث ستبدأ المعالجة الجادة لمسائل التفاوض، برعاية أممية ووجود أطراف الأزمة السورية وغير السورية كافة. وما إن تبدأ عملية التفاوض، إن بدأت، حتى يدخل عامل إدارة ترامب إلى المعادلة. وليس ثمة من يعرف حتى الآن، لا في موسكو ولا أنقرة، ما ستكون عليه مقاربة ترامب للأزمة السورية.
ما أوصل الأزمة السورية إلى هذا المنعطف كان عدد من المتغيرات المتسارعة في ميزان القوى. وإن كان لقوى الثورة السورية أن تحقق القدر الأكبر من أهدافها، سواء في المسار التفاوضي أو ساحة القتال، فلابد من إعادة بناء شاملة وسريعة لأدوات الثورة السياسية والعسكرية. التشظي العبثي، والنزعات الإسلامية الإيديولوجية للفصائل، أصبحت عبئاً على الثورة السورية. الطريق الأنجع هو انضواء كافة الفصائل تحت راية الجيش الحر، من ناحية، والعمل على إعادة الحيوية إلى الإئتلاف وإقامة علاقة عضوية بين مؤسساته وقيادة الجيش الحر، من ناحية أخرى.

٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث

سوريا: بداية طريق طويل إلى التسوية المستحيلة

د. بشير موسى نافع

ما طبيعة التسوية الحقيقية المطلوبة في العراق؟

Posted: 04 Jan 2017 02:18 PM PST

يتصاعد الحديث عن التسوية التاريخية، او المصالحة الوطنية في العراق، وهذه المرة يتجدد هذا الموضوع استجابة لمشروع تقوده بعثة الأمم المتحدة «يونامي»، التي طلبت من جميع الفرقاء السياسيين تقديم أوراق تعكس رؤيتهم لمعالجة الازمة السياسية في العراق، على ان تقوم «يونامي» في مرحلة لاحقة بانتاج ورقة نهائية تستند إلى هذه الاوراق، تكون هي بدورها ورقة عمل لمفاوضات مباشرة بين هذه الأطراف، للوصول إلى التسوية او لمصالحة المنشودة.
من الناحية المنهجية، لا بد للاوراق التي تتقدم بها كل جماعة أن تعطي توصيفا دقيقا لطبيعة الازمة في العراق، ومن ثم تعرض رؤيتها للحلول التي تراها لمعالجة الازمة. ما نجده في الورقة التي تقدم بها التحالف الوطني «الشيعي» انها تغافلت عن هذه الخطوة المهمة تماما! ويبدو الإغفال متعمدا بالنظر إلى عدم استعداد الفاعل السياسي الشيعي لمعالجة الأسباب الجوهرية للأزمة، بل الاقتصار على انتقاد أعراضها.
ويبدو أيضا، ان الفاعل السياسي السني، لا يزال غير قادر على إنتاج رؤية صلدة، ومنتجة، بسبب من التقاطعات الشديدة في الرؤى بين أطرافه المختلفة من جهة، وبسبب رغبة الغالبية العظمى من أطرافه، والتي تؤمن بمقولة «فقه الهزيمة»! في عدم طرح معالجات حقيقية حتى لا يصطدم بالفاعل السياسي الشيعي، وما قد يترتب على ذلك من «مخاطر»! وبالتالي الاجتهاد في تحسين شروط هذه الهزيمة، وليس رفضها من حيث المبدأ! خاصة وان السياسة التي يعتمدها الفاعل السياسي السني كانت دائما قائمة على توازن قلق بين مصالح جمهوره الحقيقية ومصالحه الخاصة، وكانت دائما تنتهي إلى اعتماد اقتصاد سياسي يستثمر الطائفة لغايات شخصية بحتة.
من وجهة نظرنا، لابد لأي تسوية/ مصالحة أن تنطلق من الاعتراف بأن الأزمة جوهرية في العراق هي أزمة سياسية، وان الازمة الأمنية هي مجرد ناتج حتمي للازمة السياسية تلك. وأن النظام السياسي الذي انتج بعد عام 2003، وتم تكريسه مع دستور عام 2005، والذي أنتج ما يمكن أن نسميه «مشكلة السنية» في العراق، لم يعد قابلا للاستمرار، لعوامل ذاتية بحتة تتعلق بالخلل البنيوي في هذا النظام. ومن ثم لا بد من إعادة هيكلة النظام السياسي القائم بمشاركة المكونات العراقية دون أي هيمنة او إقصاء.
ولأن «تغيير» الدستور العراقي، أو «تعديله» هو امر مستحيل اليوم، كان لا بد من الاتفاق على «وثيقة موازية للدستور»، تحدد طبيعة النظام السياسي الجديد وتضمن المشاركة الحقيقية للمكونات العراقية كافة في السلطة والثروة، على غرار وثيقة الطائف التي انهت الحرب الاهلية اللبنانية. وثيقة لها علوية الدستور نفسه، ولا تتنازع معه، تعيد صياغة النظام السياسي من جهة، و تعالج ثغرات الدستور التي تم استغلالها بصورة منهجية في بناء ديكتاتورية الأغلبية الديمغرافية المفترضة، وفرض هوية أحادية على الدولة من جهة ثانية.
إن اختلال علاقات القوة في العراق اليوم، لا يتيح الركون إلى تسوية/ مصالحة داخلية لذلك لا بد من مؤتمر تشارك فيه الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الاوربي، ودول الإقليم جميعها، فضلا عن الأمم المتحدة، وان تقوم هذه الاطراف بضمان أية نتائج ينتهي اليها المؤتمر. ولا يمكن للمجتمع الدولي، أن يتنصل عن هذه المهمة، لأنه كان الفاعل الرئيسي في انتاج النظام السياسي المختل القائم حاليا ومنحه الغطاء الشرعي، ومن ثم عليه التزام اخلاقي وسياسي بتصحيح هذا الخلل.
على سبيل المثال ستعالج الوثيقة إشكالية احتكار الفاعل السياسي الشيعي، عبر منصب رئيس مجلس الوزراء، القرار العسكري والامني في العراق، من خلال تحديد صلاحية القائد العام للقوات المسلحة التي وردت في المادة 78 من الدستور، التي نصت على أن «رئيس مجلس الوزراء هو المسؤول التنفيذي المباشر عن السياسة العامة للدولة، والقائد العام لقوات المسلحة.»..، والتي تم تأويلها على انها سلطة مطلقة، ولا حدود لها، جعلت مجلس النواب نفسه، وهو السلطة الاولى في الدولة، باعتبار ان النظام السياسي في العراق نظاما برلمانيا، جعلته محيدا تماما تجاه هذه المسألة! وذلك عبر تشكيل مجلس أعلى للأمن الوطني، يشترك فيه رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، فضلا عن رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء والدوائر ذات الصلة، ولا يكون لرئيس مجلس الوزراء سوى صوت واحد. مثل هذا التحديد يجد حجته الدستورية في المادة 110 من الدستور نفسه التي قررت أن: «وضع سياسة الامن الوطني وتنفيذها» هي من الصلاحيات الحصرية للسلطات الاتحادية التي يمثلها رئيس الجمهورية، ومجلس الوزراء، ومجلس النواب مجتمعين.
لقد استند النظام السياسي الذي أنتجه الأمريكيون في العراق بعد 2003 إلى فكرة أن العراق بلد تعددي لا يمكن أن يحكم إلا من خلال الشراكة، تحديدا بين المكونات الرئيسية الثلاثة: الشيعة والسنة والأكراد. لذا عمدوا إلى نقل الأنموذج الذي يعرف في مجال العلوم السياسية بالديمقراطية التوافقية، أو على الأقل بعض مبادئه الرئيسية (الحكم من خلال ائتلاف واسع؛ الفيتو المتبادل؛ التمثيل النسبي؛ درجة عالية من الاستقلالية لكل مكون في ادارة شؤونه الداخلية الخاصة). من خلال «مجلس الحكم» الذي تم تشكيله في 12 تموز/ يوليو 2003، والذي اعتمد على «التصورات» الأمريكية لحجم هذه المكونات (نصف + واحد للشيعة، وعشرون ٪ لكل من السنة والكرد، والبقية للأقليات)، أو من خلال «قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية» الصادر في 8 آذار/ مارس 2004. ولكن عملية كتابة الدستور انتهت، بسبب من اختلال التمثيل والقوة في اللجنة التي كلفت بكتابته، إلى خطة منهجية لرفض هذا الأنموذج، فالقراءة الدقيقة للدستور وتحليل مواده تكشف عن نظام سياسي قائم على أساس أنموذج «أكثروي» ـ نسبة إلى الأكثرية بالكامل. وهذا يعني أن «الأكثرية الديمغرافية»، من خلال تمثيلها في البرلمان لديها القدرة، ولو نظريا، على احتكار السلطة.
وحيث أن الأحزاب، والحركات، والكتل، والكيانات السياسية العراقية الفاعلة، جميعها بلا استثناء، بنيت على أسس هوياتية، اثنية او دينية او مذهبية، فان طبيعة الصراع بينها لم يتعلق بخلافات سياسية او خلافا في الأيديولوجيات او برامج العمل، وإنما كان صراعا أكثر عمقاً يعكس انقسام الذاكرة، وانقسام الرؤى، بين كيانات تستمد وجودها وديمومتها من الهويات الأولية، ومن ثم فهي حريصة على استثمار الانقسامات، وتكريسها.
هذا البعد الهوياتي في التمثيل السياسي أنتج تماهيا تاما بين الأكثرية السياسية الممثلة برلمانيا والأكثرية الديمغرافية المفترضة، وأنتج في الوقت نفسه خطابا سياسيا يشرعن «حق» هذه الأغلبية في «الحكم»! وهو الذي انتج في النهاية «ظاهرة المالكي» السياسية! أي ظاهرة انفراد الفاعل السياس الشيعي بالسلطة (احتكار القرار العسكري والأمني، واحتكار القرار الاقتصادي، واحتكار العلاقات الخارجية، وتحييد السلطة التشريعية، ومصادرة استقلالية السلطة القضائية واستخدامها كأداة سياسية، والهيمنة على الهيئات المستقلة). وقد شكلت البنية الريعية للاقتصاد العراقي، القائم على ريع النفط، عاملا مساعدا في نجاح هذه الظاهرة وترسيخها.
في النهاية لا يمكن الحديث عن تسوية/ مصالحة حقيقة، من دون معالجة هذه الاختلالات الجوهرية في النظام السياسي نفسه، وليس معالجة الأعراض والنتائج التي أفرزتها هذه الاختلالات، ولا يبدو لي ان ثمة إرادة حقيقية للاعتراف بهذه الحقيقة! والمفارقة هنا ان الفاعل السياسي السني نفسه ليس على استعداد لتحمل «مخاطر» هذا الاعتراف! لأن ذلك قد يطيح به تماما، في ظل قدرة الفاعل السياسي الشيعي الفعلية على تصنيع «نخبة» سنية بديلة في أية لحظة! لكن ما يغفل عنه الفاعلان هنا، أن الوضع القائم سيبقى دائما منتجا للعوامل الموضوعية لعدم الاستقرار، ومنتجا لمحاولات تصحيح الاختلالات بالعنف في حال فشل السياسة، وبالتالي بقاء العراق في وسط حلقة مفرغة من الصراعات!

٭ كاتب عراقي

ما طبيعة التسوية الحقيقية المطلوبة في العراق؟

يحيى الكبيسي

ملهى راينة في اسطنبول قصة مجزرة معلنة

Posted: 04 Jan 2017 02:17 PM PST

دخل القاتل الملهى الليلي المشهور في منطقة «أورتة كوي» وفي يده بندقية رشاشة من نوع كلاشنكوف. كانت الساعة الواحدة والربع بعد منتصف الليل، أي بعد فترة قصيرة من بداية العام الجديد. أخذ يطلق النار من بندقيته على كل من يتحرك داخل الملهى، فأفرغ ستة مخازن كاملة (180 طلقة) في ست دقائق، ثم خرج واستقل سيارة تاكسي أبعدته عن المكان.
كانت حصيلة المجزرة 39 قتيلاً و65 جريحاً بين أتراك وسياح من جنسيات مختلفة. أفاد شهود عيان بأن القاتل أطلق رصاصة ثانية على رؤوس بعض الجرحى ممن كانوا يتحركون على الأرض. بل سمعوه يقول: من كان حياً فليرفع يده. أي أنه لم «يهدر» أي طلقة مما كان بحوزته من ذخيرة الموت.
يعرض القاتل الذي ما زال طليقاً في مكان ما، بروفايل شخص مدرب جيداً على استخدام السلاح، ذي أعصاب فولاذية، يملك من الدوافع ما يجعله وحشاً في هيئة البشر، خطط لعمليته بدقة وعناية بما في ذلك خطة للهروب بعد «إنهاء العمل». هذا التفصيل الأخير هو ما يميز هذا الهجوم الإرهابي عن هجمات كثيرة سبقتها في مختلف المدن التركية، كان الفاعلون فيها انتحاريين، لعل أبرزهم هو قاتل السفير الروسي قبل أقل من أسبوعين.
الضحية المستهدفة مختلفة أيضاً هذه المرة: رجال ونساء يحتفلون في سهرة رأس السنة، في أحد أبرز أماكن اللهو في إسطنبول، ينتمون إلى طبقة اجتماعية فوق المتوسطة، لهم نمط حياة غير محافظة.
اتجهت أصابع الاتهام، بصورة بديهية، إلى داعش التي تبنت العملية، بعد يومين، على أي حال. داعش التي يحاصرها الجيش التركي في مدينة الباب السورية منذ أسابيع، وتلقت ضربات موجعة هناك في الفترة الأخيرة، سبق لقائدها أبو بكر البغدادي أن أعلن تركيا هدفاً للعمليات الجهادية.
شكلت العملية الإرهابية صدمة كبيرة في الرأي العام التركي، ربما لأنها قالت لكل شخص: يمكن استهدافك بهذه السهولة، أنت لست في مأمن. يمكن لشخص واحد يملك السلاح والدافع وبرودة الأعصاب ودرجة معينة من التدريب، أن يقتل عدداً كبيراً من المدنيين في أي مكان وأي وقت، وأن ينجو بفعلته أيضاً. وهي رسالة موجهة أيضاً إلى معتنقي العقيدة الجهادية من الذئاب المتوحدين ممن لا يرتبطون بعلاقة عضوية مع المنظمات الجهادية المعروفة كداعش والقاعدة، فحواها أن هذا العمل سهل التنفيذ ولا يتطلب الانتحار بالضرورة، أي يمكن لشخص واحد القيام بعدة عمليات متتالية.
شكا بعض الكتّاب من غياب التضامن الاجتماعي المطلوب في مواجهة هذه المجزرة، على غرار فرنسا التي خرج مئات آلاف المواطنين من مختلف المشارب الاجتماعية، في عاصمتها، رفضاً للإرهاب، خريف العام 2015. ففي تركيا انقسم الناس بين أصوات مستنكرة وأخرى شامتة، إضافة إلى الكتلة الكبيرة من غير المبالين. نعم كان هناك من عبروا، على مواقع التواصل الاجتماعي، عن استحسانهم لمقتل «سكارى يحتفلون بأعياد الكفار»، فيما قال آخرون «كان عليهم ألا يذهبوا إلى الملهى». وسبقت المجزرة حملة مركزة من تيارات محافظة على هذا الاحتفال «الغريب عن تقاليدنا وأعراف مجتمعنا المسلم»، برز منها مشهد تمثيلي نفذته مجموعة من الشباب حيث يرتدي أحدهم ثياب بابا نويل التقليدية، ويوجه له آخر لكمة على رأسه، كما علق في بعض الشوارع ملصق كبير يصور شخصاً يوجه مسدساً إلى رأس بابا نويل. بل إن هيئة رئاسة الشؤون الدينية (بمثابة وزارة) وزعت على الجوامع نص خطبة آخر يوم جمعة قبل نهاية السنة، ورد فيها عدم جواز الاحتفال برأس السنة، وألقيت هذه الخطبة في 84 ألف جامع موزعة على الخريطة التركية. في حين أصدرت بعض مديريات التربية في المحافظات تعميماً بمنع طلاب المدارس من أي فعل احتفالي في آخر أيام السنة. وتوجت إحدى الصحف اليومية المحافظة هذه الحملة بمانشيت عريض تصدر الصفحة الأولى من عددها الصادر في 31 كانون الأول 2016: «هذا هو الإنذار الأخير: لا تحتفلوا برأس السنة!»
القصد هو أن ثمة تيارا اجتماعيا عريضا، في تركيا اليوم، يزداد تشدداً باطراد. ففي شهر رمضان الماضي، على سبيل المثال، هاجمت مجموعة متشددة مقهىً قرب جادة الاستقلال في إسطنبول كانت تعرض فيه لوحات فنية، قامت بالاعتداء بالعصي والأدوات الحادة على الموجودين، بدعوى أنهم «مفطرون ويشربون الخمر في شهر رمضان». وتكررت، في الأشهر الأخيرة حوادث اعتداء فردي على نساء في أماكن عامة بدعوى عدم احتشامهن في الملبس. كأن من قام بارتكاب مجزرة الملهى الليلي، أو الجهات التي تقف خلفه، استفادا من هذا الانقسام الحاد في المجتمع التركي حول «نمط الحياة» هذه المرة، المضاف إلى انقسامات أخرى معروفة، بين الأتراك والكرد، أو السنة والعلويين، أو الإسلاميين والعلمانيين، أو الموالاة والمعارضة، وأرادا الاستثمار السياسي فيها.
وفي كل مرة يستهدف فيها أحد طرفي تلك الاستقطابات، يبتهج القطب المقابل أو لا يكترث، في أحسن الأحوال، بمصيبة جاره، على مثال ما تفيدنا نكتة ألمانية سوداء من الحقبة النازية: في صباح أحد الأيام جاء حلاق ألماني ليفتح محله في السوق، ففوجئ بجاره الخياط اليهودي يستعد للرحيل. سأله مستغرباً: ما الأمر يا جار، وإلى أين الرحيل؟ فأجابه الخياط اليهودي: ألم تسمع؟ سوف يقتلون جميع الحلاقين واليهود في ألمانيا. اندهش الحلاق وسأل بذعر: ولكن لماذا الحلاقون؟ فقال الخياط: هذا هو ما يدفعني للرحيل، لأن كثيرين مثلك لا يهتمون بمصير جيرانهم.
بعض الصحافة الموالية للحكومة اتهم أمريكا بالوقوف وراء العملية الإرهابية، فقال أحد كتاب العمود اليومي في إحداها إن اتصال الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنظيره التركي أردوغان للتعزية، هو بمثابة عودة القاتل إلى موقع الجريمة!
نعم، في هذا العالم أشياء غريبة جداً.

٭ كاتب سوري

ملهى راينة في اسطنبول قصة مجزرة معلنة

بكر صدقي

الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي على مفترق طريق إما الدولة وإما الدولتان

Posted: 04 Jan 2017 02:17 PM PST

اعتاد رئيس حكومة الدولة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، الذي أصبح يمثّل العناصر الأكثر تشددا فيها بثقة تامة بقدرته اللا محدودة على المناورة، أن يوزع الصفعات كيفما يحلو له.
وفي الوقت ذاته الذي يتشدق فيه بالسلام وبالتزامه بحل الدولتين، اعتاد بينامين نتينياهو على الخروج على الشرعية الدولية، بضمان الفيتو من الدولة العظمى أمريكا التي قدمت لإسرائيل أكبر معونات في تاريخها. فخلال السنوات العشر الأخيرة، تلقت إسرائيل ما يقارب 38 مليار دولار، معونات مالية وعسكرية، إضافة إلى 35 طائرة هي الأحدث في الترسانة الأمريكية، التي رفضت أمريكا بيعها لدول الخليج. التّعود على الحماية خلق وهما لدى القيادة الإسرائيلية بأن أمريكا لن تتخلى عنها. تماما كالوهم المماثل الذي عمل عليه لخلق واقع كاذب بأن الأرض إسرائيلية، والمستوطنات ما هي إلا جزء من الوطن الضائع، ومن حق إسرائيل الطبيعي الدفاع غير المحدود عن النفس، وغير المقّيد بالشرعية الدولية. امتنع عن الاعتراف بالشرعية الدولية التي أقرّت بحدود 1967 وبأن احتلال أراضي الضفة الغربية بعد 1967 غير شرعي. وحتى في معاناة الفلسطينيين اليومية من الاحتلال أرجعها إلى انهم السبب في هذه المعاناة لعدم تسليمهم بـ»الوهم» الذي اختلقه.. الوهم المستعصي على الفهم، فكيف يستطيع إنسان مقيم في بيته وأرضه التسليم بحق آخر على بيته وأرضه.. التسليم الذي يجعله عرضة للطرد في أي وقت وتحت أي تبرير. رفض نتنياهو، اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر على القوة المحتلة نقل مجموعات من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها، لأن التوسع الاستيطاني لم يكن إلا سياسة مقنعة وممنهجة لعملية تهجير طوعي للفلسطينيين من أرضهم.
وتلقى الصفعتين الأولى في إصدار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 الذي طالب بوقف فوري للاستيطان، والسماح بتمريره ربما يكون صحوة ضمير أمريكية.. ولكنه وبالتأكيد عودة إلى الشرعية الدولية التي كان قرار التقسيم 181 أول اختبار لها.. ولم تلتزم به آنذاك متعللة برفض الدول العربية له. الواقع الدولي وإن كان يصر على حماية بقاء الدولة الإسرائيلية.. إلا أنه يعكس ايضا وعيا بخطورة سياسة التوسع الاستيطاني على حساب ما تبقى من إمكانيات ضئيلة لحل الدولتين. ومن جانب آخر لا يستطيع إنكار حق الفلسطينيين في الحياة على أرضهم، وفقا لشرعية القرار 242 عام 1967 ولا يستطيع إنكار أو التغاضي عن معاناتهم وحرمانهم من أرضهم، بما يتناسب مع الزيادة السكانية أيضا، بحيث أصبح وضعهم يتقارب تدريجيا مع الوضع السكاني في غزة.
الصفعة الثانية التي احدثت صدمة أكبر من القرار وعدم تصويت الولايات المتحدة ضده بالفيتو الذي تعودت عليه، تمثلت بخطاب وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، الذي كان موجها للشارع الأمريكي ليؤكد له أن الولايات المتحدة لم ولن تتخلى عن إسرائيل، ولكن عملية التدمير الذاتي التي يتبعها نتنياهو هي المدمرة للدولة والمقوضة لجذورها، وأنه على إسرائيل والشعب الإسرائيلي الخيار، فإما دولة ديمقراطية تعطي حق التصويت لمليونين ونصف مليون فلسطيني (وبهذا قد تنتهي يهودية الدولة) وإما دولتان منفصلتان لإنهاء الصراع.
لا يمكن التقليل من أهمية القرار التاريخي، وإن جاء متأخرا، لأنه وبحكم الإجماع الدولي يشكل ضغطا هاما على إسرائيل، ولا التقليل من قيمة وأهمية الخطاب حتى إن جاء متأخرا أيضا، ولكن الكرة الآن في الملعب الفلسطيني.. وبيد القيادة الفلسطينية. وفي الملعب السياسي الدولي عليك أن تلعب بحذر وبخفة وبتلاحم الفريق وباستراتيجية واضحة تعكس التزاما أخلاقيا (حتى إن لم تلتزم به الدولة الإسرائيلية) يؤكد التطلع إلى السلام المحلي والعالمي. ولا بد هنا من الإشارة إلى ثلاثة أمور مهمة على القيادة الفلسطينية مراعاتها:
1- تجاوب حماس الإيجابي مع القرار، لا يكفي لوضع المعالم الإستراتيجية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بدون إنهاء الصراع الفلسطيني الفلسطيني ما بين حماس والسلطة.
2- سحب مصر مشروع القرارفي المرة الأولى لا يعني عدم الاستفادة من ثقل مصر الحضاري والدولي، خاصة مع تجاوبها الأول مع الرئيس المقبل ترامب، الذي أكد مرات خلال الأشهر القليلة بأن أحد أهدافه هو تحقيق السلام بين الطرفين.على القيادة الاستثمار في ذلك بالتعاون مع القيادة المصرية، التي حظيت بتجاوبه في لقائه الأول مع الرئيس السيسي.. يجب أن لا تعمينا تصريحاته بمساندة الدولة لإسرائيلية على العمل على إحياء الضمير فيه من خلال القيادة المصرية، ومن خلال أن حل هذا النزاع سيكون احد أهم العوامل في إطفاء بعض حرائق المنطقة، وتخفيض حدة نقمة الشعوب العربية على ازدواجية السياسات الغربية خلال كل السنوات الماضية وأحد مفاتيح السلام النفسي لشعوب المنطقة.
3- التجاوب المحلي الفوري للحاجة الملحة في تغيير وجوه القياديين القدامى، وفي ظل المتغيرات الدولية ووصول نساء يثبتن دوما القدرة على عدم الانحناء وتجاوز المعيقات، أتمنى بل أعتقد بأن تولي الدكتورة حنان عشراوي للقيادة كونها امرأة ومسيحية ستكون أفضل الوجوه للديمقراطية الفلسطينية ( في تساوي المرأة والرجل وفي حق الأقليات في كل الفرص) في المصالحة بين فتح وحماس .. أؤمن بأنها ستكون أفضل المفاوضين في الملعب الدولي، ليس لطلاقتها باللغة ولكن أيضا لخبرتها في العلاقات الدولية. المصداقية التي تتمتع بها على المستوى العالمي سيكون الحماية الكبرى لعدم التلاعب بالأقوال والحقوق الفلسطينية.
نعم اختيار عشراوي مع فريق من الشباب للعمل على خلق وجه جديد يمثل فلسطين محليا ودوليا، هو أقصر الطرق للتفاوض، سواء على حل الدولتين.. أو دولة ديمقراطية تضم الجميع لخروج إسرائيل من مأزقها في دولة الأبارتايد التي بنتها، ولخروج الفلسطينيين من الاحتلال للحياة الحرة.. والأهم أنها ستكون الصفعة الثالثة للعنجهية الإسرائيلية.
كاتبة فلسطينية

الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي على مفترق طريق إما الدولة وإما الدولتان

أحلام أكرم

العرب… أصحاب النوايا الطيبة!

Posted: 04 Jan 2017 02:17 PM PST

لا يحتاج المطبعون المتحذلقون، من الذين يقولون كلمة حق يراد بها باطل، أن يذكرونا بأن هناك فرقا بين الإنسان اليهودي واليهودي الصهيوني. فلقد حسم القرآن، وهو روح الثقافة العربية ومصدر أساسي من مصادر قيمها الإنسانية، حسم الموضوع في الآية الكريمة التالية: «إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن باللُه واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون».
هذه الآية هي من محكم القرآن وروحه، وهي تؤكد بصورة لا لبس فيها بأن أتباع أديان الإسلام والمسيحية واليهودية، إن آمنوا بالله واليوم الآخر وعملوا صالحا، فإن لهم أجرهم عند ربهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وإذن فلا توجد مشكلة بين العربي المسلم والعربي المسيحي مع اليهودي. لكن، وبكل صراحة تامة، هل تنطبق عالمية الآية وتسامحها الديني المبهر على اليهودي الذي يؤمن بالأيديولوجية الصهيونية الداعية لأن ينخرط اليهودي، لا في عمل صالح قائم على الحق والعدالة والأخوة الإنسانية، وإنما ينخرط في عمل شرير قائم على سرقة أرض الغير وإخراجهم من ديارهم ونهب ثرواتهم واعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية في أرضهم المغتصبة؟
هل تنطبق الآية على أي يهودي لا يجهر بصورة لا لبس فيها ولا غمغمة بأنه لا يقف مع السياسات العنصرية الاستعمارية الاستيطانية التي مارسها الصهاينة الأوائل ويمارسها اليوم المجرم نتنياهو، من خلال جبروت الجيش الصهيوني وإرهاب الشرطة الصهيونية وخيانات الاستخبارات الصهيونية، ومن خلال مساندة شبه كاملة من بعض الدول من مثل الولايات المتحدة الأمريكية؟ الجواب القاطع هو كلا.
وبالتالي فإن الذين يمدون أيديهم، بأي صورة، وفي جميع المجالات، ليطبعوا العلاقات مع الكيان الصهيوني، حكومة ومؤسسات وأفرادا، وليس مع الوجود اليهودي في فلسطين العربية وفي كل أرض العرب، فإن هؤلاء يخرجون على منطق الآية الكريمة التي تشترط العمل الصالح كجزء مكمل للإيمان بالله واليوم الآخر. هنا أخوة أتباع ديانات التوحيد تصل الى نهايتها.
دعنا نضع جانبا موضوع أهمية الوعي بالفروق بين اليهودي الفرد العادي واليهودي الصهيوني، الذي يرفعه المطبعون مع الكيان الصهيوني كشعار مضلل عند الحديث عن القضية الفلسطينية، ولننظر إلى الفكر السياسي الصهيوني ومفاهيمه تجاه الوطن العربي. ألا يشير الصهاينة الى فلسطين باعتبارها أرضا بلا شعب، وبالتالي فالأرض العربية هي مكان بلا زمان وجغرافية بلا تاريخ؟ أي بلا وجود معنوي؟ هذا بالنسبة للنظرة الصهيونية تجاه العرب، وهي وحدها كافية لجعل التعايش مع الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة أمرا مستحيلا. لكن الأمر الأخطر يقبع في الركائز الأساسية التي يقوم عليها الفكر السياسي والديني الصهيوني المتشابك إلى أبعد الحدود، تلك الركائز التي تحكم بإطلاق الحياة السياسية والقانونية والاجتماعية والثقافية في فلسطين المحتلة.
أول مرتكز هو الوعد الإلهي الذي يربط ما يسمى «شعب إسرائيل» بأرضه» (أي أرض فلسطين) ولذلك فإن الاستيطان الصهيوني ليس أكثر من عودة اليهود إلى أرضهم وتكملة لتاريخهم وتحقيقا إلهيا لصلوات اليهود عبر القرون. من هنا فإن الحديث الجاري الآن عن يهودية الدولة، ليس إلا فضحا للزيف المدعي بأن ما يسمى بدولة «إسرائيل» هي دولة علمانية ديمقراطية. في صلب تلك «العلمانية» مبدأ العرق المتفوُق والثقافة الصهيونية المتفوقة التي ستقود العالم كله بأمر ومباركة إلهية.
ثاني مرتكز هو الهيمنة والتوسع الديموغرافي. فالتوسع في الاستيطان هو تنفيذ ديني لفكرة «خلاص الأرض» من الأغراب العرب من جهة، وبناء المجال الحيوي الآمن للتوسع العسكري والاقتصادي الإقليمي من جهة أخرى. أما المستوطنون ـ أكانوا من أتباع الرأسمالية أو الاشتراكية المحميون من العساكر ـ فهم جند رواد يمارسون الأحقية التاريخية في امتلاك أرض الأجداد.
ثالث مرتكز هو الفصل المادي والثقافي والاجتماعي العربي عن محيطه اليهودي. فالحواجز في الطرقات وبناء الجدار العنصري الشهير، وعزل القرى الفلسطينية بكل الوسائل، وبناء كل العقبات لتهميش الثقافة العربية الفلسطينية هي بعض من مظاهر إذلال الفلسطيني وإنهاك صبره وإدخال فكرة الهجرة في كيانه.
لنسأل الذين ينادون بالتطبيع كخطوة لإحلال السلام العادل في المستقبل: هل حقا أنه سيمكن التعايش مع فكر ديني وسياسي استعلائي استيطاني وإذلالي صهيوني كهذا، يرمي لتهميش الآخر العربي واجتثاثه؟
ألن يكون التطبيع هو هدية مجانية لا يقابلها أي تنازل في ذلك الفكر المتوحش الأناني الإجرامي، الذي أقام ويقيم الوجود الصهيوني في أرض عربية وعلى حساب شعب عربي؟
إذا كان الفلسطينيون مضطرين للتعامل اليومي مع الواقع الصهيوني الذي يتحكم في كل ذرة من وجودهم المادي والمعنوي، فهل حقا أن التاجر العربي والمثقف العربي والفنان العربي والمستهلك العربي، عبر الوطن العربي، مضطرُ لمصافحة اليد التي تقطر دما ولتقديم التنازلات للسارق الظالم المجرم الصهيوني؟ هل حقا أن الآية القرآنية التي أشرنا إليها تنطبق على واقع العلاقة مع أي يهودي له صلة، في أي شكل مادي ومعنوي، بذلك الاحتلال الصهيوني في فلسطين، أو له صلة بالمؤسسات الداعمة له في أي بقعة من هذه الأرض؟
ما يحتاج أن يفعله الداعون إلى التطبيع، سواء من قادة الحكم العربي ومساعديهم أو من قادة مؤسسات المجتمع المدني العربي، أو من أصحاب النوايا الطيبة العرب، هو قراءة ما يكتبه أو الاستماع لما يقوله الصهاينة عن أحلامهم ومشاريعهم المستقبلية. عند ذاك سيدركون أننا أمام جحيم صهيوني لن يتوقف إلا بعد أن يبتلع الأخضر واليابس في كل أرض العرب. وهو جحيم لن يوقف تمدده وهيمنته وأحلامه المريضة مد أيادي أصحاب النوايا الطيبة من الغافلين عما يفكر فيه وعما يخطط لما سيفعله.
كاتب بحريني

العرب… أصحاب النوايا الطيبة!

د. علي محمد فخرو

«بوتين فوبيا».. وسياسة روسيا الصاعدة

Posted: 04 Jan 2017 02:16 PM PST

استرعت انتباهي افتتاحيتان في «القدس العربي»، نُشرتا خلال عشر أيام من شهر ديسمبر المنصرم، الأولى تحدثت عن «سرّ جاذبية بوتين»، والثانية عن «طرد الدبلوماسيين الروس من واشنطن».
أود إغناء موضوع الافتتاحيتين، لذا، أراني منشدّاً إلى كتابة مقالتي هذه عن بوتين وروسيا الصاعدة، انطلاقا من قضيتين، الأولى، أنني عشتُ فترة امتدت لاثني عشر عاما في الاتحاد السوفييتي، وعلى مرحلتين، أوج الاشتراكية، وما قبيل انهيار نظامها، ولأنني كاتب، كنتُ وما زلتُ مهتما بما حولي، أدّعي أنني على بعض معرفة بالسياسية الروسية.
القضية الثانية، أنني منذ عام ونصف العام تقريبا، ومن أجل الإعداد لكتاب عن روسيا الحالية، كنت في زيارة لبيلاروسيا وأوكرانيا وروسيا، امتدت أربعين يوما، حرصت خلالها على مقابلة مؤيدين ومعارضين لرؤساء الجمهوريات الثلاث، وفعلا صدر كتابي بعنوان «أفولْ»، ولاقى رواجا جيدا في أوساط المثقفين والمهتمين بالسياسة الروسية، وبالفعلْ، لقد عرضَ عليّ مستشار بوتين، ألكسندر فيودروفيتش بيريدنيكوف (عندما لاحظ اهتمامي بالسياسة الروسية) مقابلة رئيسه، لكن، كان يتوجبّ عليّ الانتظار عشرة أيام إضافية، وهو ما كان صعبا بالنسبة لي من زوايا مختلفة. اليوم، أعض على أصابعي ندما، لتفويت تلك الفرصة.
جاء الرئيس بوتين بعد عهد الرئيس (السكّير) يلتسين، الذي أوصل أوضاع الاتحاد الفيدرالي الروسي إلى الحضيض.
كان العالم يقرأ حينها، عن أبطال الحرب العالمية الثانية من الروس، الذين عرضوا نياشينهم وأوسمتهم للبيع في محطات المترو، الممتلئة بالمشردين، والشحاذين. وصلت روسيا في تلك المرحلة إلى القاع، حتى في تقييمها كدولة عالمثالثية (حقيقة، لم أزرْ روسيا آنذاك، ولمرحلة ربع قرن زمني، حفاظاَ على ذكريات جميلة لي فيها، من قبل). حينها، تسولت روسيا حتى القمح من الولايات المتحدة والدول الغربية. هذا يتعاكس مع طبيعة الشعب الروسي المتعدد القوميات، والمعتز بهويته وقوميته الروسية. ثم جرى انتخاب بوتين، وابتدأ خطوتين جذريتين: القضاء على المافيات الروسية الكثيرة والقوية، وإعادة كل مؤسسات القطاع العام إليه من جديد، بتخليصها من أيدي المليارديرات الروس، أو ما اصطلح على تسميتهم بـــ»الطغمة الأوليغاركية» في روسيا. وأعاد بوتين للدولة هيبتها، وتمكن من استخلاص الأموال من كل الذين سيطروا فعلياً على الاقتصاد الروسي، أعاد إليهم أثمان ما دفعوه، وصادر الباقي، وكانوا قد اشتروها بأبخس الأثمان. خلال سنتين إلى ثلاث سنوات، استطاع بوتين أن يجعل الاقتصاد الروسي يقف على قدميه، وجرت تصفية كل المافيات، وقسم كبير من المليارديرات الروس، فرّوا إلى الخارج.
والجدير بالذكر أن مدفيديف لم يكن خيار بوتين لرئاسة الوزراء، بل كان شخصا آخر، لكن من فرضه، هم الأوليغاركيون، الذين انتعشت امبراطورياتهم المالية في السوق الاقتصادية المفتوحة والآمنة (وهذا هو الأهم) إضافة إلى زعماء الحركة الصهيونية المتغلغلة كثيرا في روسيا، لذلك، فإن التفاهم الروسي – الأمريكي في ظل رئاسة ميدفيديف، كان في أوجه، ولأول مرّة يجري تطابق بين الطرفين في مجلس الأمن، على أن يقوم الناتو بضرب ليبيا. هذا القرار الذي ما زال يحزّ في نفوس العديدين من الأوساط الحاكمة الروسية.
بوتين، رجل روسيا القوي، مزيج من القيصر الروسي التقليدي، الآتي من عاصمة روسيا القيصرية بطرسبرغ، الذي يميل إلى الحكم المطلق، ومن الزعيم التقليدي في العهد السوفييتي، رغم عدم انضمامه للحزب، وعندما خدم في الـ «كي. جي. بي». كان تلميذاً لاندروبوف (الذي تولى الأمانة العامة للحزب فترة قصيرة – بضعة أشهر- ثم داهمه المرض، ويقال إنه توفي مسموماً، من قبل المرتبطين مع الغرب في قيادة الحزب). اندروبوف تصدى للغرب في فترة تسلمه للزعامة، وحارب التسيب والبيروقراطية، والفساد المستشري في أوساط الحزب والدولة، ومن معطفه خرج بوتين، الذي بالفعل جعل من روسيا وريثاً للاتحاد السوفييتي. لذا، فإن سياسات بوتين، لها خلفيتها التربوية، المعبّر عنها في سياساته الحالية. يظل بوتين منشدا إلى الحقبة السوفييتية، وعلى ذمة مستشاريه، بكى يوم انهيار الاتحاد السوفييتي، وانتهاء الحرب الباردة، ذلك الانهيار الذي وصفه بوتين في منتدى ميونيخ للأمن عام 2007 بأنه «أكبر كارثة جيواستراتيجية في القرن العشرين». تلك القراءة، هي التي حكمت سياسات الرئيس الروسي، منذ ذلك الحين حتى الان. لذا من الطبيعي والحالة هذه، أن تشعر الولايات المتحدة بالقلق من بوتين، ومن الدور السياسي الروسي، المتصاعد عالميا بوتائر متسارعة.
عاشت الولايات المتحدة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ودول المنظومة الاشتراكية، وانتهاء الحرب الباردة، مرحلة ذهبية، في عالم تميز بالقطب الواحد، وبقيادة أمريكا للساحة الدولية، ومن ثم وبعد مضي عقدين من الزمن، ظهرت روسيا والصين كدولتين كبيرتين ومؤثرتين، إلى الحد الذي يمكن القول فيه: إن قطباً عالمياً آخر بدأ في التشكل في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها. هذا الواقع الجديد، يفرض حقائقه واقعاً على الأرض. إحدى هذه الحقائق: أن الولايات المتحدة لم تعد اللاعب الوحيد على الساحة الدولية، فروسيا والصين، خاصة الأولى، لهما وجهات نظر مغايرة لما تراه واشنطن وتحدده من مواقف سياسية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، القضية السورية، والمشروع النووي الإيراني، وكذلك حقيقة أن كوريا الشمالية أصبحت لاعباً نووياً، بحيث بات من الصعب توجيه ضربة عسكرية لها، من قبل الولايات المتحدة ودول المعسكر الغربي.
في مقالة له في «النيوزويك»، في أغسطس عام 2013، كرر بوتين ما كان قد قاله في خطابه في مؤتمر ميونيخ، حول رؤيته للسياسات الخارجية الروسية، تطرق فيها إلى أهمية الصداقة مع الولايات المتحدة والدول الغربية عموما، وأهمية العمل معا لحل المشاكل على الصعيد الدولي، مؤكدا على كارثية تحكم الدولة الواحدة بالشؤون السياسية العالمية، رغم ذلك، ظلت العلاقات بين البلدين محكومة بالتوتر، زاد من وتائره بالطبع، الحرب في جورجيا، قضية أوكرانيا، واسترجاع شبه جزيرة القرم، التي كان خروتشوف في عام 1956 قد ألحقها بأوكرانيا، كذلك نصب الصواريخ الباليستية للناتو على حدود روسيا في بولندا ودول البلطيق، ما اعتبرته روسيا تحديا كبيرا لها. كل ذلك، أدى بالغرب إلى التعامل بحذر كبير مع بوتين، وبقلق بالغ أو ما يسمى بـ «البوتين فوبيا».
بالنسبة للتدخل في سوريا، أذكر أن لقائي بمستشار بوتين كان في يوليو 2015، وعندما سألته عن الموقف الروسي مما يجري في سوريا؟ عبّر عن امتعاض روسيا من التدخل الأمريكي الغربي فيها، بعيداً عن التفويض الدولي. تلخصّ رأيه يومها في التالي: أن ما يجري في سوريا يؤثر بشكل مباشر على روسيا (الفيدرالية الروسية تعتبر كل جمهوريات آسيا الوسطى: كازاخستان، أوزبكستان وقرغيزتان)، خطّ الدفاع الأول عنها. أخبرني يومها بالحرف، ستسمعون قريبا في الشرق الأوسط، أخبارا عن خطوات مهمة ستتخذها روسيا. حاولتُ بشتى الوسائل والطرق، الاستفسار منه عن ماهية هذه الخطوات، إلا أنه رفض الإفصاح، وبالفعل في 30 سبتمبر كان التدخل الروسي. ووفقا لمستشار بوتين الثاني أوليغ إيفانوفيتش فومين، فإن هناك معهدين في موسكو ملحقين بوزارة الخارجية، الأول، برئاسة المحافظين التقليديين، والثاني من الليبراليين، الداعين لعلاقات متنامية مع أمريكا والغرب، وبذا يكون أمام بوتين مساء كل يوم تقريران مختلفان، لأحداث اليوم نفسها من المعهدين، وفي النهاية، يتخذ قراره منفرداً. ولهذا تسري مقولة في روسيا، فحواها، «لا يعرف ما في رأس بوتين، إلا بوتين نفسه».
أما النسبة لطرد أمريكا للدبلوماسيين الروس، فهي عادة قديمة منذ بدايات الحرب الباردة، لذا فإن قرار بوتين بعدم الرد، وفقا لمراقبين كثيرين، يعتبر في منتهى الذكاء. فلا يختلف اثنان على عقلانيته وهدوئه ودهائه وبُعد نظره، لأنه أحبط، محاولة اوباما وضع أسفين في علاقات موسكو بواشنطن في عهد ترامب، فبوتين الذي يقود دبلوماسية روسية، نشيطة ومتقدمة، تتخذ صفة الهجوم متعدد الجبهات والاتجاهات، وتجمع بين السياسي والدبلوماسي والعسكري، ولكن في اطار بُعد استراتيجي متكامل النظرة، محسوب بدقة، يلحظ في الاساس المتغيرات والتحولات التي طرأت على موازين القوى الدولية والاقليمية، الآخذة أيضاً في التعمق أقلُّه، في انهيار ما سعت اليه واشنطن بحماسة، لبناء نظام دولي جديد يقوم على تفرّدها في قيادته.
كاتب فلسطيني

«بوتين فوبيا».. وسياسة روسيا الصاعدة

د. فايز رشيد

«العربي العدو» في الأدبيات الفارسية

Posted: 04 Jan 2017 02:16 PM PST

قبل فترة وقف الشاعر الإيراني المعاصر مصطفى بادكوبه اي في أمسية شعرية نظمتها هيئة تتبع الحكومة الإسلامية في إيران، وأخذ يلقي قصيدته «إله العرب»، التي صفق الجمهور طويلاً لكل مقطع فيها يهاجم العرب والإسلام.
يقول الشاعر في أحد مقاطع القصيدة: «خذني إلى أسفل السافلين أيها الإله العربي شريطة ألا أجد عربياً هناك». ثم يكمل الشاعر بالسخرية من القرآن بالمقطع: «أنا لست بحاجة لِجَنَّة الفردوس لأني وليد الحب، فجنة حور العين والغلمان هدية للعرب».
كثير من المواقع العربية تناقلت القصيدة أو مقاطع منها باستنكار، خاصة أن تلك النظرة العنصرية تصدر من قامة ثقافية في حجم مصطفى بادكوبه اي، ومن على أحد المنابر التابعة للحكومة الإسلامية. والواقع أن ما قاله الشاعر الحديث ليس إلا ترجيعاً لآلاف القصائد والمقطوعات الأدبية والمؤلفات والكتب، التي كتبها شعراء ومؤلفون فرس، وكلها تصب في دائرة العداء الشديد للعرب، لغة وعرقاً وديناً وثقافة وطريقة حياة. وعند العودة إلى الجذور الثقافية والتاريخية لمثل الشاعر بادكوبه سنقف على كم مهول من التراث الإيراني (الفارسي) المليء بالعداء والحقد والكراهية للعرب. ويمثل كتاب «شاهنامه»، قمة ما وصل إليه الأداء الثقافي الفارسي في حربه الشعواء على العرب، والثقافة واللغة العربية والإسلام كذلك. ذلك أن ملحمة «شاهنامه» تنتهي مع الفتح الإسلامي لبلاد فارس، وهو الأمر الذي حفر حفرة لم تردم حتى اليوم في الوجدان الفارسي، على الرغم من دخول بلاد فارس في الإسلام، وقد سجل الفردوسي بكائيات الفرس على ضياع ملكهم، بشكل لا يتطابق مع ما هو ظاهر من تحول إيران إلى الإسلام.
ومن الأشعار العدائية التي تطفح بالكراهية ضد العرب، ما أورده الفردوسي في «شاهنامة» من أبيات تقول: «العرب شراب لبن الإبل وأكَلَة الضَّباب، بَلَغَ بهم الأمرُ أن يطمعوا في تاجِ المُلك، تبَّاً لك أيها الزمن، وسحقاً». وقد جاءت ملحمة الفرس «شاهنامه» لتستعيد الكتابة باللغة الفارسية، مع محاولات الفرس زمن الفردوسي التخلص من الثقافة العربية الإسلامية، التي انتشرت في إيران منذ وقت مبكر لدخول الإسلام هناك.
ولا تعدو صورة العربي في الأدب والكتابات الفارسية القديمة في إيران كونه «خشناً، بدوياً يشرب لبن الناقة، ويأكل الضَّب»، وغير تلك من الصفات العنصرية. يقول الشاعر الرحالة الفارسي ناصر خسرو في «سفر نامة» عن العرب الذين يسميهم «البدو» إنهم «لا دين لهم، ومنهم أناس لم يمسهم الماء لمدة سنة، ولم أكن أستطيع أن أشرب اللبن الذي كانوا يقدمونه إليَّ كلما طلبت ماء لأشرب»، ويسخر بأنهم «لم يروا الحمامات». ولقد كانت «الشعوبية» – قديماً – إحدى الوسائل الثقافية التي سعى عن طريقها الفرس إلى النيل من العرب بالسخرية، والطعن في ثقافتهم ولغتهم، والنيل من الإسلام على اعتبار أنه «دين العرب»، على حد تعبير بادكوبه في المقطع المذكور أعلاه، وهو ترجيع لكلام الشاعر الفارسي في العصر العباسي مهيار الديلمي.
وكعادة الإيرانيين في تغطية أهدافهم الحقيقية من إنشاء الحركات التي تخدمهم داخل المجتمعات العربية، فإنهم يجعلون شعار هذه الحركات شعاراً إنسانياً براقاً لتغطية الأهداف الحقيقية لها. وقد رفعت الشعوبية شعار «المساواة» بين الفرس والعرب، انطلاقاً من مبادئ الإسلام. وهذا مبدأ لا يمكن لمسلم أن يناوئه أو يرفضه، غير أن هذه الحركة كما هو معروف من تاريخها كانت تتخذ هذا الشعار لتغطي به كمَّاً هائلاً من الحقد والكراهية والعداء للعرب، والتخطيط الثقافي لتدمير معتقداتهم الدينية الإسلامية، وإحياء معتقدات فارسية قديمة كالعودة إلى المزدكية والمجوسية، في حركة امتدت على مدى فترات طويلة في العصر العباسي لتعرف تاريخياً باسم «الزندقة».
وقد أنتجت الحركة الشعوبية عدداً من الأدباء والكتاب والشعراء ألفوا العديد من المؤلفات والأشعار للنيل من العرب. فعلى المستوى الأدبي كان أبو نواس يقود حركة قوية للنيل من طريقة الشعراء العرب في الوقوف على الأطلال، وكان ينال من العرب الباكين على الخرائب والدِمَن، والذين يسكنون بيوت الشَّعر، ويشربون ألبان الإبل. وهي الصور التي لا تزال تتردد لدى كثير من الشعراء والكتاب والصحافيين الإيرانيين في كتاباتهم اليوم عن العرب المعاصرين.
وعلى الرغم من أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة الإيرانية، وعلى الرغم من أن النظام الحالي في إيران يرفع شعارات إسلامية، إلا أن اسم فاتح بلاد إيران – وهو عمر بن الخطاب – من الأسماء المحظورة اليوم هناك، فهناك رزنامة للأسماء التي يمكن للآباء أن يختاروا منها أسماء أولادهم، حيث يمنع تماماً إطلاق اسم عمر على المواليد الذكور في إيران، رغم أن عمر هو فاتح البلاد للإسلام.
وأكثر من ذلك يقول ميرزا حسن الحائري، أحد كبار فقهاء «التشيع الصفوي» الإيراني عن العرب الفاتحين الذي أوصلوا الإسلام إلى إيران إنهم «أعراب بدائيون، أوباش خشنون، عباد شهوات، وعطاشى إلى عفة الفارسيات، ألحقوا الدمار بالمدن الجميلة والأراضي العامرة». والأجيال الإيرانية – اليوم – لا تدرس في المناهج الدراسية في إيران كيف وصل الإسلام إلى إيران بالتفاصيل، لأن ذلك سيجعل هذه المناهج تتطرق لحقيقة أن الإسلام وصل البلاد على يد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وهو ما لا يريد له النظام الإسلامي في طهران أن يترسخ لدى أجيال «الثورة الثقافية»، تلك الثورة التي يمكن أن تكون هي النسخة المنقحة من الحركة الشعوبية القديمة، التي تريد إنتاج «نسخة إسلامية» معادية للعرب، تتكئ على التراث القومي الفارسي أكثر من اتكائها على البعد الديني الإسلامي.
وقد تفتق «المخيال الفارسي» في هذه الزاوية عن حيلة مهمة للتوفيق بين التناقض الحاصل بين «مظاهر حب الإسلام»، و «كراهية حملته»، هذه الحيلة تقوم على أساس أن الإسلام وصل إلى إيران عن طريق «البدو (العرب) الذين كانوا يشكلون أكثرية جيش المسلمين، ولهذا السبب كانوا يوصلون الدين بشكل ناقص إلى البلاد المفتوحة». ومن هنا يأتي التبرير لحقيقة الإضافات التي أدخلها «التشيع القومي الفارسي»، لإنتاج نسخة إسلامية قومية فارسية»، يكون في الصلب من معتقداتها العداء للعرب، الذين هم أصل الإسلام، وحملة رسالته الأولون.
ونحن اليوم ندرس الهجمة الإيرانية الشرسة على بلادنا ومجتمعاتنا العربية، علينا أن ندرك أن الهجمة المعاصرة ما هي إلا ترجيع تاريخي لهجمات سابقة ثقافية وعسكرية وشعوبية ضد العرب على مدار التاريخ. فما تقوم به ما تسمى بـ»الثورة الثقافية» الإسلامية، هو عين ما قامت به «الشعوبية» في العصر العباسي»، وشعار «الوحدة الإسلامية» الذي يرفعه نظام «الولي الفقيه « في طهران – اليوم – هو شعار «المساواة الإسلامية» نفسه الذي رفعه الشعوبيون قديماً، وما قاله الفردوسي وناصر خسرو عن العرب قديما من أنهم «شراب ألبان الإبل» يردده الإيرانيون ووكلاؤهم الشعوبيون الجدد اليوم بالقول إنهم العرب «شراب بول البعير»، وما تقوم به جماعات مثل «حزب الله، وأنصار الله، وثأر الله»، من قتل للجسد العربي من داخله، هو عين الدور الذي قام به أبو لؤلؤة من اختراق عظيم للمسلمين من داخلهم، عندما طعن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وهو قائم يصلي في المحراب.
كل تلك المتواليات التاريخية التي تظهر العداء للعرب، إنما تغطي على العداء الحقيقي للإسلام الذي يرى فيه القوميون الإيرانيون العامل الوحيد الذي أدى إلى غروب شمس حضارة فارس القديمة.
«لعلكم تذكرون»
كاتب يمني من أسرة «القدس العربي»

«العربي العدو» في الأدبيات الفارسية

د. محمد جميح

انبلاج يوم جديد من عام جديد

Posted: 04 Jan 2017 02:15 PM PST

أقبل العام الجديد يهلّ علينا من ثنيّات الزّمن، وطيّات النسيان، أقبل ليوقظ فينا ذكرياتٍ غبرتْ، ولحظاتٍ مضتْ، وأيّاماً ولّتْ، وإنصرمتْ، وتوارتْ وذهبتْ لحال سبيلها..
هذه مدريد العامرة، كلّ شيء فيها يذكّرك بمباهج الدنيا ورونقها، أضواء النيّون المتناثرة تكاد تغشي الأبصار، البريق المشعّ في كلّ شيء، في الوجوه الحِسان، في الجدائل الذهبية المنسدلة، في العيون العسليّة المُسبلة، والأقراط المدلاّة، المدينة إزدانت وتبرّجت في كلّ شيء، وجهها ملطّخ بالأصباغ، تنتفض من سباتها كأنثى حالمة حسناء، لها ماضٍ عريق، وحاضر مشعّ، ومستقبل غامض … إنها تجذبك إليها في سحر مُبهر، وتجعلك ترتمي في أحضانها، كما ترتمي الفراشة الهائمة الحائمة في النار الحارقة.
أيّها الزّمن المُعتم في القلوب، رويدك إلى أين..؟.. الشكوى فينا حبّات مُتناثرة، وذرّات مُبعثرة، كأنّها كثبان رمالٍ منهمرة، تحت هدير أمواجٍ عاتية، ولجج عالية، هذا الرّونق اللاّمع يوحي بكثير من السّحر، ويوقظ فينا الفِكَر، ويبعث على التأمّل، إلاّ أنها فكَرٌ وتأملاتٌ مُشبعة بضربٍ من الغنوص المتواتر، والمكابدة المعنّاة، الكلّ يتحرّك في إتّجاه، الزّمن يبدو ثابتاً، والحركة دائبة، دائمة، متواترة، الناس يركضون، إنّهم في عجلةٍ من أمرهم، كأنّهم ذاهبون إلى هدفٍ مُعيّن ولكنّهم سرعان ما يعودون من حيث أتوا.. يدورون في حيّزٍ مكاني وزماني غير مرئي، كأنه الضوء اللاّمع المشعّ في يومٍ ممطرٍ باهتٍ كئيبٍ مثقلٍ بمُزنٍ هاطلٍ لا محالة.
الغربة في بلد جميل عذاب جميل.. للقلب، وللرّوح، وللوجد والوجدان معاً، لأنه مهما بلغ سحر وجمال هذا البلد، ومهما أغدق عليك من النّعم، والخيرات، والآلاء، والرّونق والبهاء، والصفاء، والنقاء، فإنّ نفسك تظلّ دائماً نزّاعة إلى المنزل الأوّل، أو توّاقةً إلى الوطن الأوّل، فليس هناك شيء يعلو على حبّ الأوطان.
الغربة يا صاح حبلٌ رخوٌ مُدلّى أمام الأعين الحائرة، العيونُ مُسمّرة في الذكرى والحنين إلى ينابيع الرّبوع الأولى ومراتع الصّبا، ومرابع الشباب، حيث الحبّ متدفّق فيّاض، والرّبيع مزهر، ومزدهر، والعطاء سخيّ ودائم، وحيث الليل نهار، والمساءُ صبحٌ مُشرق، والفجر ثغرٌ ضاحكٌ وضّاء .
الغربةُ يا صاح نغمةٌ نشاز على وقع أوتار نياط قلوبٍ مُعذّبة حيرىَ مكلومة، والنّبع الرّقراق يتلألأ مُشعاً في ثنايا الأنفس المُحبّة العاشقة الآمنة .
العذابات المحمّلة بالألم المُضني المُمضّ ما زالت تلاحقنا في كلّ حين، وهذا حال كلّ من تدبّ فيه الحياة، الأيام تترى أمام أعيننا تنتصب صُوىً تُحصِي مسافات الطريق، المحطات مرصوصة ومرصوفة في زينة وبهجة وبهرجة، الراجلون، والمسافرون، والنازلون، والصاعدون، والقادمون، والذاهبون، والمهرولون.. كلٌّ فيها في حركة دائبة متوترة قلقة وجسة.
الليل يلفّنا بعتمته الحالكة، ونهار المدينة يُقصي عنّا إسودادَه المدلهمّ، إنها خدعة ولكنّها تبهرنا، وتسحرنا، وتجعلنا نعيش لحظاتِ زيفٍ صاخبة، وهنيهات حيفٍ صارخة، فلا الليل ليلٌ.. ولا النهار نهارُ..
فلذات الأكباد تحيط بنا من كل جانب تشدو أغاني سعيدة فرحة جذلة نشوانة بمقدم العام الجديد، تردّد بأصواتها الرخيمة نغماتها الطفولية البريئة، تُحيي مولد السّيد المسيح في بيت لحم في فلسطين الجريحة التي خرج النّور يوماً من جوفها، وها هو ذا الظلام الدامس يعود لينشر عباءته القاتمة، وجبّته الحالكة علينا من جديد، ويشملنا برهبته ورهبانيته، الأيام تبدو هادئة مسالمة هانئة إلّا أنها تحمل في طياتها توجّساتٍ تبعث الهلع في القلوب، والفزع في النفوس .ومع ذلك ها هي ذي بشائر الخير تنثال علينا من كل صوب وحدب في كلّ حين، وبطائق التهاني والكلمات المنمقة الجميلة تسعد القلوب، إلّا أنّ الزّمن لا يهادن، إنه لا يناغي أحداً، متربّص بنا في كل وقت وحين وراء كلّ ركنٍ دانٍ أو قصيٍّ لا يبخل علينا بالأخبار المُنغّصة التي تقضّ مضاجعَ أفئدتنا وتبعث الرّوع في الانفس الآمنة.
بلسمٌ شافٍ وعذاب مقيم .. تُهنّئني بمقدم العام الجديد، وتأبى – كدأبك- إلاّ أن تكون صادقاً صريحاً تخبر بلا مواراة، وتنبئ دون مداراة، ولا محاباة، تقول بصوت مُفعمٍ بالمحبّة، ومُترع بالأسىَ والحيرة والقلق في آن واحد : صديقي أهنئك تهنئة حرّى صادقة بمقدم العام الجديد أرجو أن يجعله الله عامَ خير عليك وعلى ذويك، إلاّ أنني لا أستطيع هذه المرّة أن أخفي عنك شعوراً عميقاً بالحزن يداهمني ونحن نؤبّن العام الرّاحل إذ رحل معه إخوان لنا أحبّاء، وخلاّن كانوا أصفياء يكنّون لنا المحبّة والصّفاء … ويختم الصّديق الأثير تهنئته قائلاً ..آهٍ يا لشقاوة الحياة..! إنه لم يقل شقاء الحياة .. بل قال يا لشقاوتها، وكان مُحقّاً فيما ذهب إليه ..فالشقاوة زِنَة الحلاوة كما ترى، وهي نقيضتها !
أيّها الصّديق رحل الأصدقاء، ورحلت معهم سجاياهم، مزاياهم، وفضائلهم، وشمائلهم، ومحامدُهم.. فالدّهر مارد جبّار لا يرحم، والمنايا عنقاء حمقاء ما فتئت تخبط فينا وبيننا خبطتها العشواء.
هذه الكلمات البلّورية، الصّافية، النقية، الموفية التي وردت عليّ منك وأنا أودّع عاماً، وأتأهّب لإستقبال آخر.. قد أيقظت في نفسي مشاعرَ شتىّ متضاربة ومتباينة من الذهول والدّهشة والإبهار والتساؤل الذي لا حدّ ولا حدود له. فالناس هنا في غفلةٍ من أمرهم ..إنهم ذائبون، ذاهبون، مُتحرّكون، مُسرعون، صاعدون، نازلون، مشغولون بما نصبت لهم مدينتهم الصاخبة من مظاهر الزينة، والبذخ، والصّخب، واللّجب، والدّأب، والشّغب، قاسمهم المشترك اللهو، والنّغم، والمرح، والفرح، والجنون ديدنهم، إنهم في شوق عارم لإستقبال العام الجديد في ساعة الصفر عندما دقّت ساعة « ساحة باب الشمس « في مدينتهم العملاقة الصاخبة، وهزّت نواقيسها قلوبَ النائين والمغمورين الأتقياء والأشقياء السّعداء منهم والتّعساء، الشيوخ والصغار، والرضّع واليافعين..إثنتا عشرة رنّة قويّة إهتزّت بها ومعها الأفئدة والقلوب في إنتظام بديع في خوفٍ وهلعٍ وترقبٍ وتوجّسٍ ولهفةٍ ورجفة.. .. فالناس لا يعرفون بماذا سيأتيهم العام الجديد من مسرّاتٍ، وأحزان ومفاجآت.. وهم يمنّون أنفسَهم بالسعادة حتى ولو كانت وهماً، إنهم في هذه التواريخ يغدون كالأطفال الذين يحشون أفواههم بالحلوى يتلذّذونها وهم لا يعرفون أنّها تنخر أسنانهم الطرية الناصعة .. من عادة القوم هنا أن يتناولوا حبّة عنبٍ مع كل رنة أو دقة ساعة حتى إنتهاء الدقات الإثنتي عشرة تيمّناً وإستبشاراً بأن تكون شهور السنة الجديدة شهوراً سعيدة لذيذة هانئة رغيدة، ولكن القدر غالباً ما يأتيهم بما لم يكن في حسبانهم وتوقعاتهم .
الناس هنا يا صاح بسطاء على الرّغم من مظاهر الزينة والبذخ والبهرجة التي يتحلّون بها، وتملأ حياتهم، إنهم سُذّج، بسطاء، طيّبون على الرغم من علامات التعنّت، وأمارات التشنّج التي تبدو عليهم. إنهم منساقون للطيبة، متأثرون بالكلمة الحلوة، شديدو الإعتزاز بماضيهم، وما يعتقدون أن لهم فيه من أمجاد مشتركة مع بني عمومتنا وخؤولتنا..! وهم مبذرون مسرفون ثرثارون.. وعندما يحلّ ويهلّ العام عليهم تراهم يتغيّرون في كلّ شيء، في لبسهم، وفى كلامهم، في أكلهم، وشربهم، وشرائهم، وبيعهم، ومعاملاتهم، وفى مختلف طرائق عيشهم، الكلّ يتصنّع السعادة، حتى ولو كان متدثّراً بأسمال براثن الحزن العميق، وموغلاً في دهاليز التعاسة النكداء، و غارقاً في التعاسة حتى أذنيه.
هذه الأرض .. يا صاح .. جوهرة ثمينة، ودانة مكنونة.. معلقة في جبين التاريخ…. غادة حسناء فارهة، رائعة الحُسن، باهرة البهاء، فاتنة الجمال. عطرة فوّاحة تنبعث منها روائح التاريخ، وعبق الماضي الذي يجمعنا، وهي مُخضوضبة بعرق الأجناس المتباينة التي تزوّجتها وعانقت هذه البِكر المتمنّعة.
أيّها الصّديق النّائي القريب.. ها قد أقبل الصّباح، وسكت الناس عن الكلام المُباح، وانطلق الدّيك بالغناء والصياح…الناس يجوبون الشوارع، ويذرعون الأزقة والدّروب وهم ثملون، يعودون إلى دورهم في تثاقلٍ، وتكاسلٍ، وتماطلٍ، وتخاذل.. الكلاب تنبح حيرىَ …والسّكينة تخيّم على المدينة العملاقة … إنه إنبلاج يوم جديد من عام جديد .. إليك منّي ألف تحية مُفعمة بنسائم هذا الوليد المخضوضب بالرجاء والضياء، لعله يعود بالخير، والأمن، والأمان على هذه البشرية الظمأى، والفاغرة فاها من هول ما ترى وما تسمع..!

كاتب من المغرب

انبلاج يوم جديد من عام جديد

محمّد الخطّابي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق