سوريا بين كونفدرالية بوتين ومنطقة ترامب الآمنة Posted: 26 Jan 2017 02:28 PM PST تدور في نطاق الجغرافيا السورية حاليّاً حروب عسكرية وسياسية هائلة. على الصعيد العسكري يمكننا تمييز عدة أنواع من المعارك، الأولى هي الحرب الأصلية بين النظام وحلفائه ضد الثورة السورية وممثليها من المعارضة المسلحة، وتتركز حاليّاً في منطقة وادي بردى والمناطق المحيطة بغوطة دمشق إضافة إلى الغارات الجوّية المستمرة في أكثر من مكان، والثانية هي حرب كامنة أطلقتها من عقالها توافقات «مؤتمر أستانة» وتحاول فيها الفصائل العسكرية السورية التي تمثّل أغلبها في «مؤتمر أستانة» إخراج «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقا) من المعادلة العسكرية للمعارضة، والثالثة هي حروب تنظيم «الدولة الإسلامية» ضد الجميع وتتركز حاليّاً في دير الزور وريف حلب التي قطع طريق إمدادات النظام إليها، ويضاف إلى ذلك حرب حزب «الاتحاد الديمقراطي» لإنشاء دويلة له، وقد وضعت على الرفّ مؤقّتاً، وحرب الجيش التركيّ ضد تنظيم «الدولة» وضد «الاتحاد الديمقراطي» في الوقت نفسه. على المستوى السياسي دخلت الإدارة الأمريكية الجديدة على خطّ الزلازل السوري بإعلان مفاجئ من الرئيس دونالد ترامب عن عزمه إقامة منطقة آمنة في سوريا «لحماية المدنيين»، وأُضيف ذلك للأنباء التي تتوارد عن تفاصيل الدستور الجديد الذي «حاكته» موسكو للسوريين. بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، فإن ترامب «بصدد تمهيد الأرض لتصعيد التدخل الأمريكي في سوريا عن طريق الإيعاز إلى وزارتي الدفاع والخارجية بوضع خطة لإنشاء مناطق آمنة للمدنيين الهاربين من الصراع في سوريا». دفع هذا الخبر روسيا للاستنفار بحيث قال دميتري بيسكوف الناطق باسم بوتين في تصريح نشرته قناة «روسيا اليوم» «إن شركاءنا الأمريكيين لم يتشاوروا معنا». الناطق باسم الكرملين، وبلهجة لطيفة يقتضيها حال الغزل الذي لم ينقطع بعد بين الرئيسين، حذّر «الشركاء» الأمريكيين من «العواقب المحتملة» لهكذا قرار، وهذا التحذير لا يتعلّق بإمكانيات الصراع المحتملة بين العملاقين على الأرض السورية، بل خوفاً «من تردي وضع اللاجئين»، على حد قول بيسكوف. ترامب، الذي له من اسمه نصيب (والذي يعني حسب القواميس الإنكليزية ورقة اللعب التي تربح أي ورقة أخرى)، سيقوم، لو طبّق هذا الاقتراح، بـ«الطرنبة» (كما يلفظها «اللاعبون» العرب) على الأوراق العسكرية والسياسية الأخرى، وذلك بعد أن ظن الروس بأنهم ربحوا «اللعبة الكبرى» وذلك إلى درجة أنهم وضعوا الدستور الجديد الذي ستسير عليه سوريا بل إن مجموعة من المحللين السياسيين والناشطين الاجتماعيين الروس، بحسب خبر أوردته صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» اقترحوا على بوتين إنشاء اتحاد كونفدرالي بين روسيا وسوريا! يحتاج تلبيس الدستور الجديد على الهيكل العظمي المتداعي للبلاد إعادة تشكيل سوريا المدمّرة والمهجّر أهلها وإيقاف الحروب العديدة التي تدور فوقها وكذلك وقف مسلسل نهبها على أيدي عصابات النظام الأمنية والميليشيات الطائفية من كل نوع، وهو أمر يتناقض مع كون روسيا نفسها قوّة احتلال غاشم، مرتبطة مع حلفاء (النظام وإيران) جاهزين لمكاسرتها إذا ناهضت مصالحهم. إضافة إلى كل ذلك فإن أي دستور، كما يعرف العرب، لا السوريين فحسب، حق المعرفة، وبغض النظر عن ماركة «صُنع في روسيا» أو «صنع في اليابان» فإنه، ومهما بلغ من رقيّ ودقّة في التعبير عن مصالح المواطنين، يمكن لأي ضابط عربيّ أن يلقي به في سلّة المهملات، وبالتالي فإن طبيعة النظام السياسي وآليات ضبط تغوّل أجهزة الدولة وانفصال السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية هي التي تفرض احترام الدستور من احتقاره. منطقة ترامب الآمنة، من جهة أخرى، ستكون أيضاً سلعة «صنعت في أمريكا»، وستوضع، بحسب أقواله، في إطار محدّد هو منع اللاجئين السوريين من اللجوء إلى أوروبا أو أمريكا («العالم المتحضر» كما يسميه)، وهي استكمال رمزيّ لفكرة سور المكسيك. … أي أنها ستكون «منطقة آمنة» للأمريكيين من إمكان لجوء السوريين إلى بلادهم. سوريا بين كونفدرالية بوتين ومنطقة ترامب الآمنة رأي القدس |
تكافل Posted: 26 Jan 2017 02:28 PM PST كنت وما زلت مؤمنة تماماً بضرورة تحييد الدين عن المحيط السياسي، وضرورة عزل التشريع الديني عن التشريع السياسي بشكل نهائي وصارم، ويتبع ذلك، على ما كنت أتصور، تحييد الإيمان والمعتقد لشخص السياسي وعدم الحكم عليه أو تقييمه من منطلق معتقده أو أفكاره الدينية، الا أن المفكر كريستوفر هيتشينز كان له رأي آخر. يقول هيتشنز انه من المهم معرفة معتقدات وأفكار السياسي قبل تنصيبه في موقع صنع قرار، فمن يؤمن بالخرافات مثلاً أو يعتقد بشدة بغيبيات لا دليل عليها ولا منطق لها، يكون من المخيف جداً وضع مصير أمة كاملة بين يديه. حضرتني هذه الفكرة بقوة وأنا أشاهد مراسيم تنصيب دونالد ترامب، هذا الرجل الذي يجسد أسوء صور العنصرية والمادية ورعونة القول والفعل، كيف وما سيكون تأثير تفكيره على المكتب الأقوى سياسياً في العالم؟ الولايات المتحدة هي دولة مؤسسات، لا يمكن أن يغيرها شخص منفرد، ومع ذلك تبقى حقيقة أن النفوذ القوي لهذا المنفرد يمكن أن يؤثر وبشكل كارثي على جوانب عالمية كثيرة، فهل كان لزاماً على الشعب الأمريكي فهم كل معتقدات ترامب الدينية قبل إيصاله للكرسي الأقوى في الدولة؟ إن أحد أخطر آثار التشدد الديني هو أن بينه وبين العنصرية علاقة تكافلية متبادلة، التطرف الديني يتغذى على العنصرية التي تفرق بين الناس وتحكم عليهم طبقاً لتقسيمات متعددة، والعنصرية تتغذى على التطرف الديني الذي يمكن له أن يخلق المسببات والمبررات «المقدسة» لها. وهكذا يتلون عيسى المسيح أحياناً أبيض عند المسيحي الأبيض العنصري وأحياناً أسود عند المسيحي الأسود العنصري، هكذا يصبح اليهود شعب الله المختارالذي فضله الرب عما عداه ليهوديته، وهكذا أصبح المسلمون خير أمة، هم الخير الأعلى والأعم بسبب إسلامهم. كل هذه التقسيمات والتوصيفات تحتوي في داخلها مضامين متعنصرة تجعل من إنسان فوق آخر بسبب دينه، دين ولد له في الغالب ولم يختاره. إن إعتقاد صاحب القرار أنه على طريق الحق ودين الحق هو إعتقاد بحد ذات على درجة كبيرة من الخطورة ، فهو يقتل الجانب البحثي والفكري للإنسان الذي يعتقد نفسه قد وصل وإنتهى، وهو يبرر له حكمه على الآخرين وقسوته معهم بما أنهم على «طريق الضلال»، حيث يمكن تصور التداعيات الخطيرة لكلا النتيجتين المرعبتين: قتل التفكير وتبرير القسوة والحكم على الآخر، ولكن هل تمتد الخطورة كذلك لتفاصيل المعتقد وغيبياته؟ هل للأفكار الدينية المختلفة، مثلاً فكرة أن المسيح هو الله، ولد للدنيا ليدفع فاتورة آثام البشر ثم مات تحت تأثير العذاب الشديد ثم بعث، أو فكرة تأثير الجن على حياة البشر، أو الإيمان بالحسد والعين، أو الإعتقاد بكرامات بعض الأولياء أو الإيمان بالمتع الجسدية كمكافآت أخروية وغيرها، هل يمكن لهذه الأفكار الدينية أن تؤثر على التشريع السياسي وعلى مسار حيوات البشر محل التشريع؟ حقيقة أعتقدنا جميعاً اننا نعرف الكثير عن الفكر الديني لترامب ولربما كلنا مكتفين من معرفة بعض جوانب فكره الإجتماعي ومن الإستماع لخطاباته وتعابيره، ولكن لربما هو من المهم جداً وإن كان مرعباً كذلك معرفة ما يخبئه هذا العقل الرابض أسفل شعره الأصفر المصفف من حيث الأفكار الدينية والإعتقادات الغيبية، فلربما سيكون لهذه الأفكار الأثر الأكثر خطورة وتدميراً خصوصاً وأن ترامب ليس بالرجل الدبلوماسي من حيث إخفاء فكره أو التحكم في تفعيل هذا الفكر. لقد شهد التاريخ البشري أمثلة كثيرة لحكام سابقين تحالفت غيبياتهم مع عنصرياتهم فكان النتاج مرعباً، فما ياترى ينتظرنا على يد ترامب؟ |
من يكسب الصورة يكسب الحرب: إعلاميون يصنعون من الإرهابيين نجوماً زمان المباشر واللحظي و 6 مليارات كاميرا؟ Posted: 26 Jan 2017 02:28 PM PST لم تكن السلطات اللبنانيّة قد أعلنت رسميّاً بعد عن إلقاء القبض على انتحاري مقهى «الكوستا» في شارع الحمراء الشهير وسط بيروت مُحبِطةً امتزاج الدماء ببقايا القصائد وتمزق المكان، حتى غرق الفضاء الإعلامي بقنواته كافة من تلفزيونات ومواقع تواصل اجتماعي بتفاصيل مملّة على شاكلة ثرثرات أكثر منها حقائق عن الحادثة: من شكل طاولات المقهى المستهدف إلى مقابلات مع البقال الذي يقطن على بعد شارعين من منزل الانتحاري المفترض في صيدا، مروراً بدقائق صفحة الانتحاري على الفيسبوك. وهكذا كان لزاماً على السلطات، في ما يبدو، أن تسارع وتعلن عن الأمر رسميّا قبل أن تتوسع ردود الأفعال وتخرج عن السيطرة. البث المباشر كخدمة للإرهابيين هذه الحادثة الأخيرة، وغيرها عشرات منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول إلى اليوم، أعادت طرح السؤال المهم مرّة أخرى: أليست هذه التغطية المنفعلة السريعة الواسعة المتشظية أفضل خدمة تقدّم لمصلحة العقل المجرم، الذي يقف وراء العمل الإرهابي؟ هل صارت شبكات التلفزة وقرينتها مواقع التواصل الإجتماعي جزءأ لا يتجزأ من ترسانة أسلحة الإرهابيين الاستراتيجية، تحقق بعمل فرد واحد ما كانت تعجز عن تحقيقه فرق عسكريّة كاملة في الماضي؟ بفضل التطور التكنولوجي المتسارع تحولت التغطية المصورة من عمل متوازن محكوم يسيطر فيه الإعلامي على منتجه الثقافي فيختار ما يرى أنه مناسب للعرض وفق المقام والمقال – بغض النظر عن المضمون الأيديولوجي المستهدف بالطبع وهذا أمر آخر لا يتسع له المجال هنا – إلى بث مباشر ولحظي، لا يمكن لأحد التحكم به أو معرفة تأثيراته المحتملة أو امتلاك صلاحيّة اختيار ما يمكن أو ما لا يمكن عرضه. فكل الذي نعرفه الآن هو أننا لا نعرف ماذا يحدث بالضبط، لأن جلّ الأمور سائلة والأحداث متدرجة، وليس للإعلامي أو غيره سلطة التحكم بالصورة سوى إمكان الانقطاع عن التغطيّة والخروج من مولد صناعة الأخبار بالكامل، فالفضاء مفتوح لعشرات القنوات الفضائية، وهناك ربما ستة مليارات كاميرا، في أيدي جمهور يعتبر نفسه لا أقل من إعلاميّ العصر الجديد متعطش للنجومية من خلال السبق الصحافي السهل. تقسيم جديد للعمل بين الإعلاميين والإرهابيين كان الإرهابيون في فترة الحداثة مقتنعين تماماً بصيغة تقسيم العمل بينهم وبين الإعلاميين. فالإرهابيون ينفذون العمل الإجرامي، والإعلاميون يصورونه وينقلونه. تغيرت اللعبة اليوم، فإرهابيو ما بعد الحداثة خطفوا الكاميرا من الإعلاميين، وصاروا ينتجون الإجرام والصورة معاً، بتقديم منتجهم كاملا وجاهزاً – بمسحات هوليووديّة وموسيقات تصويريّة ومؤثرات بصريّة وصوتيّة – إلى الإعلامي الذي سيقتصر دوره على البث الفضائي! وحتى في هذا، لا خيار للإعلامي أن لا يبث، لأنه سيفقد مكانه كمصدر للأخبار لمصلحة ألف محطة تلفزيونيّة منافسة، أو أقله لمصلحة مواقع التواصل الإجتماعي! يقول خبراء التحليل النفسي إن هذا السّيل من المنتجات المصورة يحقق ديمقراطيّة الاطلاع على نحو غير مسبوق في تاريخ البشرية، ومع ذلك فهو يخدم أساساً العقل الإرهابي على ثلاثة مستويات أخطر من بعضها: الأول أنه يحقق له أهدافه في نشر الرعب وإرهاب الجمهور على أوسع نطاق متاح لم يكن ممكناً من قبل بهذه القدرة العجائبية على التشظي بشكل لحظي والوصول إلى أقصى بقاع الكوكب، الثاني أنه يقدّم دعاية ضخمة مجانيّة للإرهابيين – بدون مقابل – موجهة للجمهور، الذي قد يكون متعاطفاً مع العمل الإرهابي، والثالث تحويل المجرمين القتلة إلى ما يشبه نجوماً سينمائيين، تتداول سيرتهم وسائل الإعلام كافة – العالم كله تابع رحلة البحث عن إرهابي هجوم برلين أنيس العمري لحين مقتله لاحقاً في ميلانو – وهو ما قد يسهل عمليّات الاستقطاب والتجنيد للكوادر المجرمة التي غالبها أناس لديهم مشاكل سيكولوجيّة عميقة، وينقصهم الاهتمام بشكل مرضي. وقد نُقِل القول في الصحف الأوروبيّة عن أكثر من مصدر معني بعلاج المواطنين من حالات الصدمة بعد الحوادث الإرهابيّة عن مشاكل نفسيّة عميقة تعرّض لها المراهقون – لا سيما الذكور منهم – والأطفال نتيجة مشاهدتهم لبعض الصور العنيفة كصور الأطفال المصابين والقتلى في الأعمال الإرهابيّة الأخيرة في نيس مثلاً، وأن تلك المشاهد تنغص عليهم حيواتهم، وتطاردهم في مناماتهم، ويخشى أن بعضهم في ظل حاجته للانتماء لمجموعة وشيء أكبر من ذواتهم قد يصبحون ضحيّة سهلة إذا وقعوا في أيدي خبراء تجنيد أثبتوا إلى الآن كفاءة عالية في صيد ذئاب بشريّة مستوحدة وإرسالها في مهمات قاتلة. سبل المواجهة: المعركة الخاسرة سلفاً فكيف يواجه الإعلاميون في المؤسسات الكبرى المحترفة إذن ذلك كله؟ تبدو الأوساط الإعلاميّة في أوروبا على الأقل عاجزة عن صياغة موقف واضح ومحدد في مواجهة تدفق الصور الإرهابيّة. البعض مثلاً يقول بتوقيع ميثاق شرف بين المؤسسات الإعلاميّة تتوافق فيه على عدم نشر الأسماء الكاملة للإرهابيين، وعدم نشر صورهم أو أية معلومات ذاتيّة عنهم يمكن أن تحدد شخصياتهم وبذلك تنعدم إمكانية التحليق إلى آفاق الشهرة من خلال تنفيذ الهجمات. ويرى البعض أن الأسلوب ذاته ينبغي أيضاً أن يتبع مع الضحايا، بحيث تحترم خصوصياتهم وأوضاعهم الاستثنائية ومشاعرهم في لحظات الضعف وأن تستعمل صور تشير إلى الحادث بشكل عام دون تقديم تفاصيل محددة. لكن هذا التصور الأكاديمي النزعة لا يبدو عمليّاً أبداً، إذ أن تغييب التفاصيل عن الوسيلة الإعلاميّة عينها بينما هي متوفرة بكثافة من مصادر أخرى سيبدو للجمهور وكأنه انسحاب من التغطية وحالة إنكار للوقائع والتحاق بالمؤامرة. كما أن خروج المنتج الإعلامي المتعلق بالعمل الإرهابي من التداول على فضاء الأدوات الإعلاميّة العامة بالكليّة سيخدم قضيّة الإرهابيين ربما أكثر، ويظهرهم على شبكات التواصل الإجتماعي وكأنهم فعلاً ضحايا لنظريّة مؤامرة دوليّة تستهدفهم، فيستدرون مزيداً من التفهم والعواطف الغبيّة من قبل الجماهير المغيّبة. تبقى أخلاقيات المهنة فحسب- على افتراض ما تبقى لهذه المهنة من أخلاقيّات – وهذه جدلاً قد تكون قادرة على ترشيد المنتج الإعلامي في التقارير الإخبارية المسجلة أو الأفلام الوثائقية مثلاً حين يسمح عنصر الوقت بين التقاط الصورة وعرضها بعمل اختيارات ومراجعات مدروسة قبل وصول المنتج الثقافي بشكله النهائي للمستهلكين. ولكن ماذا نفعل بالأحداث التي تنقل على الهواء مباشرة؟ ماذا نفعل حين تنتشر المواد الإرهابيّة على الإنترنت وتكتسب ثقل الخبر الرئيس؟ هنا الحدث يفرض نفسه وينتهي قبل دخوله بوابة الأخلاقيات. ما العمل إذن؟ إنها إحدى معارك البشريّة الخاسرة سلفاً. فلقد كسبنا العالم بالتكنولوجيا الحديثة – الهواتف المحمولة والأقمار الاصطناعية والإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي ـ لكننا خسرنا حرب الأضواء مع الإرهابيين عندما صارت الصورة ضدنا، وليست لنا. إنه ثمن «التقدم» الباهظ، وهو ثمن كانت البشريّة دفعت أمثاله عندما اخترعت الزراعة وعندما صنعت البارود وعندما فجرت الطاقة النووية. إعلامية من لبنان تقيم في لندن من يكسب الصورة يكسب الحرب: إعلاميون يصنعون من الإرهابيين نجوماً زمان المباشر واللحظي و 6 مليارات كاميرا؟ ندى حطيط |
من سريبرنيتشا إلى حلب: ماذا تبقى من متاجر الليبرالية؟ Posted: 26 Jan 2017 02:27 PM PST «كلّ ما لاح أنه صلب في الليبرالية، يذوب إلى أثير»، هكذا يستخلص جون غراي، المفكر البريطاني البارز، وصاحب مؤلفات إشكالية وسجالية مثل «الفجر الزائف: ضلال رأسمالية العولمة»، و«يقظة الأنوار: السياسة والثقافة عند خاتمة العصر الحديث»، و«هرطقات: ضدّ التقدّم وأوهام أخرى»، و«روح مسرح الدمى: تحقيق موجز حول الحرّية الإنسانية»، فضلاً عن كتابه الأشهر: «كلاب من قشّ: أفكار حول بني البشر وحيوانات أخرى». وإلى جانب هذا الرأي القاسي حول مآلات الليبرالية المعاصرة، لا يتردد غراي في اقتباس عبارة الفيلسوف الأمريكي مارشال بيرمان، «كلّ ما هو صلب يذوب إلى أثير»، عنوان كتابه الشهير في هجاء الحداثة. وللمرء أن يبدأ من سلسلة تناقضات، أو هكذا تبدو للوهلة الأولى، تكتنف جاذبية غراي العالمية؛ ولعلّ مبعث اجتماعها، أو ائتلافها في أذهان المنجذبين إلى أفكاره، أنّ الرجل ليس من أهل التفكير الأحادي، الأبيض أو الأسود؛ ولهذا فإنّ الإجماع على أطروحاته إنما ينبثق عملياً من حقيقة أنّ الفكر السياسي المعاصر، ذاته، صار تعددياً بالضرورة، أكثر من ذي قبل، بل أكثر ممّا شهدته أية حقبة استقطابية حادّة في التاريخ الحديث. وهكذا، يدرّس غراي الفكر الأوروبي في «مدرسة لندن للاقتصاد»، التي لا يشكّ اثنان في أنها واحدة من أكثر قلاع الفكر الرأسمالي الحديث حصانةً ورصانةً وعلوّ شأن. وهو، ثانياً، كاتب شبه دائم في الأسبوعية البريطانية «نيو ستيتسمان»، الرصينة بدورها، اليسارية في الإجمال، والتي لا يُعرف عنها الحماس للرأسمال واقتصاد السوق. وهو، ثالثاً وفي التوصيف الأعرض، أكاديمي وفيلسوف وهجّاء للعولمة المعاصرة، الوحشية منها وغير الوحشية (من منطلقات محافظة غالباً، وليست يسارية مبدئياً). وكانت فرضية غراي الأساسية، في «كلاب من قشّ»، تبعث على القشعريرة، رغم أنها بالغة البساطة: التراث اليهودي ـ المسيحي، وهو الفلسفة الإجمالية التي يرتكز إليها وجدان الغرب أسوة بعقل الغرب، كان يُفرِد الإنسان عن الحيوان في مواهب كبرى مثل الإيمان والاختيار والعقل واللغة والإبداع؛ الأمر الذي لا يتراجع اليوم أو ينحطّ أو ينعدم عند بني البشر فحسب، بل هو ينقلب إلى حيوانية صريحة صارخة مجانية مدمّرة، أين منها سلوك الحيوان! يكتب غراي: «على الفلاسفة وعلماء الاجتماع والأدباء أن ينبذوا إلحاحهم على مركزية الإنسان واستقلالية عقله، لأنّ المدينة باتت أشبه بقفير النحل، وصفحة الإنترنت باتت تشبه اسمها تماماً: شبكة العنكبوت»! أفكار غراي الأخرى تقول التالي، على سبيل الأمثلة: صحيح أنّ الأنظمة الشيوعية فشلت، وحاول اقتصاد السوق فرض نموذجه الطوباوي الخاصّ على البشرية جمعاء؛ لكنّ ما جرى في أمريكا يوم 11/9/2001 ينبغي أن يؤذن بنهاية تلك الحملة الصليبية. لماذا؟ لأنّ اليقين الذي ساد خلال العقد الماضي (حول نهاية التاريخ، وصعود الليبرالية التجارية في سياق مدّ لا تقاومه أمّة أو سوق أو ثقافة أو فلسفة)؛ اهتزّ من جذوره أمام مشهد انهيار برجَيْ مركز التجارة الدولي، تماماً كما تنهار قصور الكرتون، وبات طبيعياً أن يهتزّ إيمان الأسواق بحصانة العولمة. ومؤخراً، في مقالة مستفيضة نُشرت في «نيو ستيتسمان» بعنوان «إغلاق الذهن الليبرالي»؛ يبدأ غراي من استعراض المشهد الكوني الراهن (أوروبا، حروب التبادل، دونالد ترامب، فلاديمير بوتين، أمواج اللجوء، الصين، حلب…)؛ لكي يبلغ خلاصة الفقرة الأولى في مقالته: «النظام الليبرالي الذي لاح أنه ينتشر عالمياً بعد نهاية الحرب الباردة، يتلاشى من الذاكرة». ورغم اتضاح هذا التلاشي، يوماً بعد آخر، فإنّ الليبراليين يجدون صعوبة في مواصلة العيش دون «الإيمان بأنهم في الصفّ الذي يحلو لهم اعتباره الصواب في التاريخ»؛ وبالتالي فإنّ إحدى كبريات مشكلاتهم أنهم لا يستطيعون تخيّل المستقبل إلا إذا كان استمراراً للماضي القريب! وحين يختلف الليبراليون حول كيفية توزيع الثروة والفرص في السوق الحرّة، فالمدهش في المقابل أنّ أياً منهم لا يُسائل نمط السوق المعولمة التي تطورت خلال العقود الثلاثة الأخيرة. وبعد الاستفاضة في مناقشة أزمة الليبرالية المعاصرة كما تتجلى في بريطانيا، في محورَيْ أزمة حزب العمال والتصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي؛ يردّ غراي السجال إلى جذور الفكر الليبرالي الحديث، في أنه نتاج متأخر من التوحيدية اليهودية والمسيحية: «من تقاليد هذَيْن الدينَيْن، وليس من أيّ شيء في الفلسفة الإغريقية، نبعت القِيَم الليبرالية حول التسامح والحرية. وإذا ساد اليقين بأنها قيم كونية، فذلك بسبب الاعتقاد بأنها فرائض إلهية. ومعظم الليبراليين علمانيون في النظرة العامة، لكنهم يواصلون الإيمان بأنّ قيمهم إنسانية وكونية». المعضلة، بعد هذا التوصيف، أنّ الذهن الليبرالي الحاضر عاجز عن الاشتغال إلا إذا أغلق الواقع، أو عرضه كبضاعة أحادية، في المتجر الليبرالي الوحيد! ولن نعدم خطاً في التنظير الليبرالي، على غرار تفكير فرنسيس فوكوياما مثلاً، يجزم بأنّ المجتمعات الليبرالية هي وحدها التي يمكن أن تصبح حديثة؛ ليس دون التشديد، أيضاً، على أنّ العولمة تنتج طبقة متوسطة تتطلب الحرية السياسية، تماماً كما افتُرض أنّ البرجوازية الأوروبية اقتفت ذلك الدرب في القرنين التاسع عشر والعشرين. واقع الحال، في المقابل، يشير إلى مشهد متضارب تماماً في ما يخصّ علاقة الطبقة المتوسطة بالأنظمة، خاصة المستبدة وكارهة الحرّية والتسامح؛ ليس في البلدان «المتخلفة» وحدها، بل في بلد متقدم مثل روسيا، حيث يتوزع ولاء الطبقة المتوسطة على مزيج من النزعة الاستهلاكية والنزعة القومية ونصرة النظام. وأمّا أمريكا، في المقابل، فإنّ العولمة تتكفل بتفكيك الطبقة المتوسطة فيها، وتقف السوق الحرّة مكبلة، عاجزة عن المقاومة! تبقى مسألة حقوق الإنسان، حيث يرى غراي أنها قد أصبحت «عبادة» ليبرالية خالية من المعنى، لأنها فقدت تعريف أغراضها السامية الأولى، وباتت عاجزة عن أداء أدوارها كعوائق رمزية أمام شرور قصوى مثل المجازر الجماعية والاستعباد والتعذيب. والأمثلة من سريبرنيتشا وحلب وسواهما، يكتب غراي، تبرهن أنّ حقوق الإنسان ليست بعيدة عن تأسيس نظام دولي، فحسب، بل هي استُخدمت وتُستخدم لتشريع الغزو الخارجي، وتنظيم التطهير العرقي، وارتكاب جرائم الحرب… وبهذا المعنى فإنها، مثل كلّ القيم التي تزعم الليبرالية أنها كونية، ليست مصانة حتى في قلب المجتمعات الأوروبية؛ حيث بدت، قبل سنوات قليلة فقط، مقدّسة منيعة لا تُمسّ. ولقد رُوجعت، وعُدّلت، بل أخذت تتآكل بصفة مضطردة، حين ساد افتراض عريض بأنها تتناقض مع أمن المواطن، وأنّ مبدأ «محاربة الإرهاب» لا تعلو عليه قيمة. ويختم غراي، في ما يشبه نعياً جذرياً لليبرالية في متاجرها كافة: «إن الوثوق المتصلب، الممتزج بتفخيم الذات والارتياع، قد عرّفا الذهن الليبرالي في الماضي، كما في الحاضر. يمكن، مع ذلك، رصد مزاج مختلف في باطن هذه الحال، مفاده أنّ كل ما يتبقى من الليبرالية هو الخوف من المستقبل. وفي مواجهة ما يتلاشى أمامهم من عالم خُيّل إليهم أنهم يعرفونه، قد يُصاب ليبراليون كثر بإغواء الانطواء في عوالم متخيَّلة تصنعها منظمات يسارية الهوى، غير حكومية، أو ينغلقون في أروقة الندوات الأكاديمية. ذلك يرقى إلى التخلي عن النضال السياسي، وقد يصحّ أنّ بعضهم، ممّن جسدوا الليبرالية الحاكمة، أخذوا يدركون أنّ زمنهم قد انطوى إلى غير رجعة». .. وبالتالي توجّب طرح السؤال، المشروع تماماً: بعد حلب، وقبلها سريبرنيتشا، ما الذي تبقى من بضائع القيم، في متاجر الليبرالية؟ ٭ كاتب وباحث سوري يقيم في باريس من سريبرنيتشا إلى حلب: ماذا تبقى من متاجر الليبرالية؟ صبحي حديدي |
الداخلية حصلت على الغنائم والثوار لهم السجن… والبعض يرفض لعب دور «كومبارس» بدرجة وزير Posted: 26 Jan 2017 02:27 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي» : كانت هناك ثورة وراحت.. هذا لسان معظم الجماهير التي اعتكفت في منازلها، تاركة الميادين والفضائيات للدولة، كي تحتفل «بالمرحومة» على طريقتها. الشرطة خرجت فائزة فقد منحها الرئيس صك البراءة، بل والشهادة ليلة عرس الثورة. في الذكرى السادسة لثورة المصريين العظيمة ما زال أبطالها الحقيقيون في السجون في انتظار أن يستيقظ ضمير النظام الذي يردد أنه مع الثوار في العلن ويلاحقهم سراً وجهراً. ذهبت ثورة يناير/كانون الثاني لمثواها الأخير ولم يتبق منها سوى كلمات حب يطلقها رأس الدولة وأعوانه في المناسبات، من قبيل رفع العتب وجبر الخواطر.. لم يتحقق شيء من «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية» تلك الشعارات التي مات من أجلها كثير من الثوار.. وأمس الخميس 26 يناير احتفلت مصر الرسمية بالثورة على طريقتها الخاصة، الرئيس أثنى عليها والوزراء تبادلوا التهاني، والجيش حيا الرئيس والداخلية لم تنس بهذه المناسبة أن تحتجز عدداً من المواطنين، الذين سعوا للتسلل للميادين، فيما كان بعضهم لا يتذكر اصلاً ذكرى الثورة، بل كانوا هائمين على وجوههم بحثاً عن الخبز والدواء… وبالنسبة للصحف المصرية فقد اهتمت بالذكرى السادسة على طريقتها، «الأهرام» و«الجمهورية» تصدرهما تصريح السيسي: «25 يناير ستظل نقطة تحول في التاريخ المصري». بينما تصدر «الأخبار»، «المصريون يحتفلون بعيد الشرطة والثورة». وتناولت جريدة «الأهرام» في ملف بعنوان: «ذكرى الثورة» حكاية ثورتين وشعب يحلم بالاستقرار، ونشرت حواراً مع القيادي الإخواني المنشق ثروت الخرباوي حول مسار الثورة، وأهداف جماعة الإخوان، حرص فيه كالعادة على تحذير المصريين والأجهزة من خطورة الجماعة. «المصري اليوم» تصدرها مانشيت «الذكرى السادسة لـ25 يناير:الدولة في الميدان». أما «الوطن» و«الشروق» و«المصري اليوم» فقد أبرزت كلمة السيسي في ذكرى الثورة، إضافة للأوضاع الأمنية في الشوارع المصرية والمحافظات. فيما حذر عباس الطربيلي في ذكرى الثورة، من ثورة مقبلة محركها الرئيسي الفقر والغلاء. وتساءل معتز بالله عبد الفتاح في «الوطن» لماذا يغضب الثورجية؟ وحرص عماد أديب في الصحيفة نفسها على طرح مجموعة من الأسئلة عن يناير وإلى التفاصيل: الانتقام من الثورة «تصدر خبر تهنئة وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي للرئيس في25 يناير/كانون الثاني، «يسعدني أن أبعث لسيادتكم في ذكرى يوم مجيد من أيام الوطنية المصرية يوم الخامس والعشرين من يناير بأصدق التهاني في الذكرى السادسة لثورة الشعب» وإذا ما كنت، كما تؤكد كريمة كمال في «المصري اليوم»، قد شاهدت أحد البرامج المحسوبة على وزارة الداخلية المصرية في اليوم السابق لنشر الخبر المفصل أعلاه، لكنت قد شعرت بالتناقض الشديد، ليس الذي نعيشه نحن، بل هذا التناقض الذي يوجد أصلا في الحكومة المصرية، ففي هذا البرنامج دأب شديد استمر على مدى الأعوام السابقة في محاولة إثبات أن هذه الثورة التي يصفها وزير الدفاع في هذه الحكومة بأنها «ثورة الشعب» ما هي إلا مؤامرة قام بها بعض العملاء المأجورين من الخارج لهدم الدولة. وهكذا نحن أمام مشهد عبثي. وزارة الدفاع تصف الثورة بأنها ثورة الشعب وتهنئ رئيس الجمهورية بذكرى هذا اليوم المجيد، بينما وزارة الداخلية مازالت تقتص من هذا اليوم الذي يبدو أنها لم تخرج من أسره بعد، وتحاول ملاحقة من قاموا به أو قادوه، باتهامهم بالعمالة، بل حتى الساعات الأخيرة تهددهم بالتسريبات وتهاجم كل من يرفض هذه التسريبات أو يدينها، وتتوعدهم بالملاحقة. ليس هناك من معنى لهذا الذي يحدث، إلا أننا لسنا أمام ما يمكن أن يعتبر دولة واحدة لها موقف واحد من هذه الثورة، أصبحنا في الذكرى السادسة ومع ذلك مازالت الداخلية تسعى للانتقام من الثورة عن طريق محاولة إثبات أنها لم تكن ثورة وإنما مؤامرة والسعي المحموم لنشر التسريبات لإثبات ذلك». ثورة وماتت شهد العديد من صحف أمس الخميس الكثير من المقالات التي انتابت أصحابها لوعة الأسى على ما انتهت إليه ثورة الخامس والعشرين من يناير، بعد أن تنكر لها الكثير من رموز الدولة وكتاب النظام، الذين باتوا يهاجمونها في العلن. ومن بين المتأثرين لمآل الثورة أسامة غريب في «مصر العربية»: «للأسف تمر الأيام ويتم احتواء الثورة بالتدريج، وينجح مخطط تفرقة القوى التي اتحدت في لحظة تاريخية وأحدثت الانفجار. ويمضي المسار السياسي باعتلاء جماعة الإخوان للحكم مع ما صاحب حكمها من فشل ذريع ومؤامرات. ثم يهبط المنحنى الثوري شيئا فشيئا ويصل لأدنى درجاته، وتبلغ ثورة يناير أقصى مراحل الضعف، بعد أن تشرذم أصحابها وأصبح دعاتها بين مسجون ومنفي ومتلون. ويشتد الهجوم الساحق الذي أخذت تشنه الدولة ممثلة في مؤسساتها ومسؤوليها وإعلامها على ثورة 25 يناير مع عدم التحرج من وصفها بأنها نكسة يناير، وأنها السبب في وصول الإخوان للحكم، والسبب في ما وصلت إليه مصر من خراب. ما أود قوله أن الزخم الثوري العاتي في 2011 أرغم أعداء الثورة على الانحناء لها والتظاهر بتأييدها، لكن عندما ضعفت أسفر الجميع عن مواقفهم الحقيقية بعد أن برزت حقائق جديدة على الأرض، سارع بالركض نحوها الأفراد والمؤسسات والدول التي تظاهرت في السابق بحب يناير وثورة يناير. فيا لسخرية الأيام». لهذه الاسباب هزمت الثورة ثمة رأي يعتقد بأن ثورة 25 يناير هزمت، أو على أقل تقدير، انكسر مسارها.. وهي كلها قراءات كما يشير محمود سلطان رئيس التحرير التنفيذي لـ«المصريون» تعتمد على ما آلت إليه الأوضاع بعد 30 يونيو/حزيران. وبالتأكيد فإن ظاهر المشهد لا يترك لأحد غير هذا الانطباع، ويكفي أن قادة الثورة ورموزها يقبعون داخل سجون ومعتقلات نظام ما بعد احتجاجات 30 يونيو.. فيما يرفل سدنة نظام مبارك، ومبارك نفسه هو وعائلته في نعيم الحرية، طلقاء خارج السجون، وهي مفارقة عنوانها الرئيسي: انتصار نظام مبارك وهزيمة ثورة يناير، بل إن الأموال التي هربت في عهده باتت إعادتها بعيدة المنال، ويكفي أيضًا في هذا السياق أن النائب العام السويسري ـ وليس المصري ـ هو الذي جاء إلينا، هنا في مصر، ويعقد مؤتمرا صحافيا، ليطلع الرأي العام المصري على أموال المبارك المهربة.. وهي أيضا مفارقة، لن تتيح لأي متابع، فرصة البحث عن تبرير أو مخرج يخفف من عذابات الثوار، ويقنعهم بأن كل شيء على ما يرام، أو أن نظام 3 يوليو/تموز، يحمل هموم وأحلام وطموحات ثورة يناير. فعندما تتحدث عن القمع في طبعته الوحشية، وأن التظاهر دون إذن من الذي تتظاهر ضده، يعني إخفاءك داخل السجون بالسنوات. وعندما توضع الدولة في شبهة الراعي الرسمي للفساد، وتعاقب أدوات مكافحته.. فأنت هنا، من الصعب عليك، أن تحدد مكانك في نقطة قريبة من مربع نظام ثوري، ولا من مربع نظام مبارك بكل تفاصيله سيئة السمعة، وإنما أبعد بكثير. هناك عند نقطة اللامعقول والفجاجة في تحدي الرأي العام، وفي فرض نظام أبوي سلطوي شديد التطرف في استعلائه». أجمل الثورات… ربما أسامة الغزالي حرب في «الأهرام» وصف ثورة يناير بأنها: «أهم ثورة في تاريخ مصر». قد يذهب البعض وراء الدكتور أسامة وصفاً، وقد يرفضه البعض بالكلية، غير أن حمدي رزق في «المصري اليوم» يرى أن عقد ثورات شعب مصر الفريد متواصل تواصلاً يجعل من كل ثورة مثل حبة في عقد ينظمه شعب لا ينام على ضيم، ولا يصمت على ظلم، وحكمته مستقاة من شاعر الثورات العظيم أبوالقاسم الشابي: إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَاةَ.. فَلابُدَّ أن يَسْتَجِيبَ القَدَر. وَلابُدَّ لِلَّيْلِ أن يَنْجَلِى.. وَلابُدَّ للقَيْدِ أن يَنْكَسِر. يخشى رزق أن التعصب لثورة يناير يحك أنوفا تأنفها وتتعصب لثورة يونيو، ويُغضب حماة ثورة يوليو، ويبخس رواية مؤرخى ثورة 1919، ما هو أهم وأبقى أن نقف احتراماً وإجلالاً لثورة هذا الشعب وننتصر لشيوخه وشبابه ونسائه، لكل ثورة نجاحاتها وإحباطاتها، ولكل ثورة رموز صعدت فوق أكتاف الجماهير تشرئب أعناقها لفجر جديد. القضية ليست احتفاء بثورة يناير نكاية في ثورة يونيو، أو بخساً لثورة يوليو، أو تجاهلا لثورة 19، وإحقاقاً الدكتور أسامة الغزالي ليس من أصحاب هذا المذهب في الانتقاء أو الانتفاء أو البخس أو التجاهل، ولكنها للأسف أصبحت سمة للآخرين. هناك مَن يمقت ثورة يناير ويراها سبباً للخراب والدمار، وينتصر لثورة يونيو باعتبارها خلصت مصر من الإخوان والعملاء، وهناك مَن يرى ثورة يناير نورا ونارا، وهناك مَن يراها من فعل القدر، نفي الآخر آفة ابتُلينا بها، وألقى بذرتها الإخوان والتابعون يوم أشهروا قانون العزل المشؤوم، لا طبقوا عزلاً ولا قطعوا دابراً، ولكنهم تركوا المكارثية السياسية تسعى بين المصريين، تجاهلوا شعارات الثورة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وتفرغوا لتصفية الحسابات». كي تنجح الثورة «أي ثورة شعبية بحاجة لقيادة ثورية حتى لا تتحول الثورة إلى فوضى، كما يشير معتز بالله عبد الفتاح في «الوطن»، «لم أفهم سر سعادة البعض بأنها ثورة بلا قيادة إلا الرومانسية الثورية التي تملكت البعض ممن يبكون على الثورة الآن، فكان واضحاً أن غياب القيادة جعل أي مجموعة من الأفراد يعطون لأنفسهم الحق في أن يثوروا على طريقتهم، فيعطلون الطرق أو يحرقون المؤسسات، حتى كره قطاع واسع من المصريين الثورة والثوار، وكان قمة الخلل في غياب القيادة الثورية حين ترشح باسم الثورة تسعة مرشحين يتحدثون باسمها في الانتخابات الرئاسية، فتفتتت الأصوات، وتقدم في انتخابات الإعادة ممثل عن النظام القديم، الفريق شفيق، والتنظيم العتيق، الدكتور مرسي، وفي وضع كهذا أطلق رموز الثورة رصاصة النهاية على ثورتهم، وأيقنوا أنها ثورة ستظل في الميدان، لأنها لم تكن منظمة بالقدر الذي يسمح لها بأن تصل إلى البرلمان أو الديوان. وهي ثالثاً بحاجة لتنظيم ثوري يجعل «دريكسيون» القيادة متصلاً بعجلات مركبة الثورة، لكن ما حدث عملياً أن غياب التنظيم الثوري جعل عملية تعبئة الموارد البشرية عشوائية، وإذا اجتمع قادتها كباراً وصغاراً، فلا ينفعون صديقاً ولا يضرون عدواً. وشاعت عبارات من قبيل أن لا أحد يوجه الميدان، وأن الثورة مستمرة، وكأننا نقول عملية جراحية مستمرة في جسد واهن غير قادر على الاستمرار طويلاً على الوضع نفسه. وتحتاج رابعاً إلى أيديولوجية ثورية، أو على الأقل رؤية واضحة بشأن ما المرفوض، وما المطلوب، وهذه الأيديولوجية ينتج عنها برنامج عمل، الثورة هي فعل سياسي من أجل تغيير سياسة الدولة، لتكون أكثر اتفاقاً مع مصالح السواد الأعظم من الناس». لا أحد معصوم من الخطأ «مهما كان الرأي في 25 يناير، فالأمر المؤكد بحسب سيد علي في «الأهرام» أنها حركت مياه الحياة السياسية ورفعت حجم الوعي عند المصريين وقضت على الرئيس الفرعون، بل أدخلته القفص وأصبح مثل أي متهم. والأهم أنها قضت على أكبر قوتين تقليديتين في الحياة السياسية، وهما الحزب الوطني الممثل الشرعي والوحيد لدولة 23 يوليو/تموز، كما أنهت أسطورة الإخوان وللأبد. وباختصار نحن أمام إرهاصات تؤذن بانتهاء مرحلة تاريخية داخلية وإقليمية، بل وعالمية، وبالتالي فإن الفراغ السياسي الراهن أمر طبيعي، بل وضروري لتنظيف الحياة السياسية من أدران الماضي، ولابد أن نؤمن بأننا نعيش حالة مخاض ليس فقط على مستوى الدولة والنظام، ولكن على المستوى الإنساني، ومن الطبيعي أن نجد بعض الكتل والتشكيلات الجديدة التي تمثل دولة ما بعد يناير ويونيو/حزيران، وأظن أن تجربة السنوات الست الماضية علمتنا أن حقوق المواطنة أهم من حقوق الطائفة أو الجماعة أو المؤسسة، وألا أحد من فرقاء الوطن معصوم من الخطأ، وأن الاعتراف بالخطأ هو المقدمة الأولى للإصلاح والتنوير وأنه لا توجد مؤسسة أو تيار معفى من المراجعة، لكي نفكك الأساطير المؤسسة لمنطق العصمة، خاصة للذين ضَل سعيهم في الحياة الدنيا ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، علما بأن الأسباب التي دعت لـ25 يناير لا تزال قائمة هي وتوابعها وإذا كان صحيحا أنها لم تنجح، إلا أن الصحيح أيضا أنها لم تفشل، لأنها لم تضع أوزارها بعد، ولكن الامر المؤكد أن مصر والمصريين لن يعودوا أبدا لمصر التي كانت يوم 24 يناير 2011 بحلوها ومرها». الطيور على أشكالها تقع الفترة التي مرت بها بلادنا من عقود حتى قيام الثورة تمثل جزءاً مهماً من تاريخ مصر الحديث، يهتم به أسامة عبد الحميد في «البديل»: «ما أن تأسس الحزب الوطني حتى كانت مصر ضحية غدر بعض قاداته، من الذين وعدوا فحنثوا وخانوا العهود، وقادتهم أطماعهم إلى تقسيم موارد وخيرات مصر عليهم، وراحوا يسعون إلى تمزيق وحدة الشعب وتقطيع أوصاله بالفتنة الطائفية، وفي أجواء هذه الأحداث تفتحت أذهان الشباب على ما تعانيه مصر، وتنبهت عقولهم إلى ما يحاك لشعبها ويدبر له في مطابخ وغرف ومكاتب أركان النظام، وعلى الرغم من حداثة السن فقد تحرك طلاب وطالبات وشبان، وإلى جانبهم شيوخ ورجال ونساء وأطفال، بوحي الضمير الحي الذي ورثوه عن الأهل والسلف الصالح، وبدافع حب مصر الذي شربوه مع لبن الأمهات، فإرادة الشعب لا تقهر والخائف لا يتحرر، فينتقل الخوف من الشعب إلى النظام، فبعد الظلم والمهانة تأتي ثورة فشهداء وهروب رموز للنظام، ولا يهرب ولا يخاف من المساءلة إلا المذنب، فيتأخر فهم الحاكم لشعبه، ويتشبث باللعب في الوقت الضائع بتجديد إطلاق الوعود المؤجلة منذ عقود، بعد أن يبدأ عرشه بالاهتزاز، ويؤكد قبل زواله بوقت قصير، حبه لمصر وتضحيته لأجلها، على الرغم من أن كل الذين يخاطبهم يحبون مصر وضحوا ويضحون من أجلها أكثر منه، لكن الطغاة نُسخ مكررة من بعضهم في القول والفعل والسقوط، فالطيور على أشكالها تقع». اللي يتمِسك نتحول للكتاب الساخرين ومن بينهم محمد حلمي في «المصريون»: «منذ عدة أيام استوقفني خبر نشر على موقع إلكتروني لصحيفة كبرى ونقلته بعض المواقع الأخرى، وبعد عدة ساعات رُفِع الخبر من الصحيفة الكبرى، وبالتالي من المواقع التي نقلته.. الخبر عن القبض على قاض داخل سيارته وبحيازته 30 غرام حشيش و4 أقراص تامول، وطبنجة بدون ترخيص، وأحيل إلى نيابة حوادث شرق القاهرة.. ما لفت انتباهي أن الخبر نشر قبل جلسة تيران وصنافير الأخيرة بيوم. المناسبة استدعت إلى ذهني نكتة طريفة من بلد عربي كان الحشيش قد أغرق ذلك البلد، وتعاطاه الناس علناً في المقاهي والغرز.. الظاهرة أزعجت الحاكم فأمر بإغلاق المقاهي وتحطيم الغرز. ظلت الغرز تعمل تحت جنح الظلام.. إحداها اعتادت استقبال مجموعتين فقط، كل منهما من أربعة أو خمسة حشاشين. وهناك رجل أنيق هادئ يجلس بمفرده كل ليلة يضرب الحجرين في صمت ثم ينصرف بهدوء.. ذات ليلة داهمت الغرزة كبسة مباحث قبضت على خمسة حشاشين، ثم أحيلوا للمحاكمة بتهمة التعاطي. في جلسة الحكم، حكم القاضي بالحبس ثلاث سنوات لكل متهم.. من بين المحكوم عليهم رجل ظل طوال الجلسات التي سبقت جلسة الحكم يتطلع في وجه القاضي بتركيز شديد، كان واضحاً أنه يريد توصيل رسالة معينة إلى ذلك القاضي، وقد ظلت الرسالة لغزاً إلى أن نطق القاضي بالحكم فكشف عنها النقاب بصورة لم يفهمها سوى القاضي.. كان الحشاش المتهم قد تأكد أن القاضي هو ذلك الرجل الأنيق الصامت زبون الغرزة كل ليلة بمفرده، وبعد النطق بالحكم طلب الحشاش المحكوم عليه بثلاث سنوات أن يتحدث فأذِن له القاضي.. قال الرجل: يا حضرة القاضي.. من يتعاطى حجرين حشيش يعاقب بثلاث سنوات حبس؟ّ قال القاضي وهو يتحاشى النظر للرجل أيوه.. فكرر الرجل السؤال بطريقة تلفت انتباه القاضي اللي يحشش ياخد تلات سنين؟ فتطلع إليه القاضي وقال: آه..اللي يحشش.. ويتمسك». «مكافأة نهاية خدمة» «المعتذر عن المنصب الوزاري الذي تهفو إليه قلوب الكثيرين لا بد أن يكون واحدا من اثنين على حد رأي أشرف البربري في «الشروق»، إنسان مستقيم ولا يرى في نفسه القدرة على مواجهة الأوضاع الكارثية التي وصلت إليها البلاد، بسبب سياسات غير رشيدة ندور في فلكها منذ سنوات، وبالتالي اختار الاعتذار بديلا عن قبول منصب لا يملك مؤهلات النجاح فيه، أو إنسان يمتلك من المؤهلات من يكفي للنجاح، لكنه يحترم نفسه ويرفض أن يتحول إلى مجرد «سكرتير رئاسي» ينفذ التعليمات التي تأتيه من «فوق»، وفقا للموروث السياسي العتيق لدينا. بالطبع ستخرج علينا المليشيات الإعلامية والسياسية الموالية للنظام الحاكم لتلقي بأكوام من اتهامات الخيانة والتخلي عن الوطن في الظروف الصعبة إلى هؤلاء الشرفاء الذين رفضوا «المنصب الرفيع» تجنبا للفشل المحقق سواء لأنهم لا يمتلكون من المؤهلات والإمكانيات ما يمكن أن يساعدهم في مواجهة كوارث لم يصنعوها، أو لأنهم يدركون أن إمكانياتهم ومؤهلاتهم لن تحقق لهم النجاح في ظل سياسات فاشلة لا يملكون سبيلا إلى تغييرها، لأنها تأتي من حيث لا يعلمون غير أن العكس هو الصحيح تماما، فالرجل الذي يرفض لعب دور «كومبارس» بدرجة وزير، لا يعرف لماذا جاءوا به إلى الوزارة، ولا لماذا سيخرجونه منها، هو شخص يستحق التكريم، مقارنة بشخص يقبل بمنصبه الوزاري وهو يدرك أن العديد من المناصب العليا في وزارته والهيئات التابعة لها تحولت إلى «مكافأة نهاية خدمة» يحصل عليها البعض بعد انتهاء فترة خدمتهم فيها إجباريا بحكم القانون، ومن دون أي اعتبار لمعايير الكفاءة والتأهيل. وقد شهدت السنوات الثلاث الماضية أكثر من تغيير وزاري، ولكن الأحوال تتدهور على كل المستويات، وهو ما يعنى أن العيب قد لا يكون في الوزير». قانون تحت الطلب أكد القس ناصر كتكوت عضو المجلس الإنجيلي العام ورئيس رابطة الكنائس الرسولية، أن قانون الأحوال الشخصية الموحد للأقباط المزمع إصداره، لن يحل كل مشاكل الأحوال الشخصية في مصر، ولكنه يعالج معظمها ويعطي بارقة أمل للعالقين في زيجات فاشلة، مضيفًا لا يمكننا تفصيل قوانين لكل حالة من الراغبين في الطلاق. وقال، في تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، لا يمكن أن يحل قانون واحد كل المشاكل المتعلقة به، وكذلك هو الحال في باقي القوانين، وليس الأحوال الشخصية فقط. واصفًا التعديلات التي طرحتها الكنيسة الإنجيلية بالمقبولة والمعقولة. كانت الكنيسة الإنجيلية قد صوتت بالموافقة على تعديل المادة 113 من مشروع القانون التي تنص على جواز الطلاق بسبب الزنا الحكمي، والتي تعتبر رسائل المحمول والإنترنت والمكاتبات بين الزوج أو الزوجة وأي طرف أجنبي، دليلًا على وقوع الزنا، وقررت إلغاءها والاكتفاء بعبارة «يعتبر في حكم الزنا أي عمل يدل على الخيانة الزوجية، وحصلت المادة 114 على إجماع الطائفة، حيث أعطت الكنيسة الحق في إصدار تصاريح الزواج الثاني، إذا ثبت افتراق الزوجين لمدة خمس سنوات متصلة، في حالة عدم وجود أبناء، مع استحالة استمرار الحياة الزوجية، فتحكم المحكمة بالتفريق المدنى بينهما، ومن المنتظر أن تنتهي الكنائس المسيحية من اجتماعاتها الداخلية، ثم تدخل في اجتماعات مشتركة في ما بينها، قبل أن تقدم للمستشار مجدي العجاتي وزير الدولة للشؤون القانونية مقترحا لمشروع قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين. وتعود مشكلة قانون الأحوال الشخصية للأقباط إلى عام 2008 حين قصر البابا شنودة الثالث أسباب الطلاق على سببين فقط، هما تغيير الملة وعلة الزنا، بعدما كانت لائحة عام 1938 تتيح أسبابًا كثيرة للطلاق». مغسل وضامن جنة طرحت الدكتورة عليا المهدي – عميدة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية سابقًا – احتمالية رغبة الدولة في تحصيل رسوم مالية كبيرة لإصدار وثيقة طلاق، بعد اقتراح الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة تنظيم الطلاق. وقالت المهدي وفقاً لـ«المصريون» في تدوينة عبر حسابها على «فيسبوك»: «والله أنا خايفة أن حكاية تنظيم الطلاق دي يكون وراها فرض رسوم مرتفعة على الطلاق.. وأهو برضه مصلحة للدولة». وأضافت: «بكده ممكن تزيد حالات الجواز العرفي.. واحتمال – ولو بسيط – تقل معدلات الزواج لأن محدش مغسل وضامن جنة» حسب تعبيرها». شكراً يا سيسي من جانبها وحول القضية نفسها وجهت إيمان رفعت المحجوب عبر «اليوم السابع» التحية للرئيس بسبب ما نادى به: «ألف ألف تحية على طلبه أمس بعدم احتساب الطلاق الشفوى غير الموثق، وأظنه يعني الطلاق في المحكمة، اللطيف في الموضوع أن انطلق كلٌ يفتى في قصة الطلاق، من دون علم انطلاقًا من مفهومه لحديث «ثلاث جدهن جد وهزلهن جد، الزواج والطلاق والعتاق». وبصرف النظر عن المعنى السامي وراء هذا الحديث وهو، أنه فيما يخص الزواج آمِرٌ للناس أن يوفوا بعهودهم، وفي ما يخص العتق رغبةٌ في تحرير العبيد، وفي ما يخص الطلاق كي يأخذه الناس على محمل الجد، لما فيه من شر للمجتمع، فلا يتخذه الناس هزوًا ولا لإساءة الأدب مع الزوجات وإيذائهن معنويًا، فرتب عليه نتيجة حتمية بأنه إذا قيل ولو بالهزل وقع، والغرض من قوله بوقوع الطلاق حتى ولو «بالهزل» هو الامتناع عن ذلك من الأساس، لا بغرض سوء استغلاله باللغو في الطلاق. وكما نرى هكذا تحول الحديث عن هدفه الصحيح وهو الحفاظ على الزواج وعلى كيان الأسرة، حرصًا على ما سماه الله في كتابه «ميثاقًا غليظًا»، للعكس تمامًا. وبصرف النظر في ما لِوَلِي الأمر من أن يفرض ما يرى فيه صلاح المجتمع ورفع ما يرى فيه خرابه، وفي ما للأمة أيضًا من حق في الاتفاق على ما فيه صلاحها فتقر ما تقر وتمنع ما تمنع بالتوافق، بما لا يتعارض مع صحيح الدين وقد سبق إلى ذلك عمر في هذا الخصوص وغير ما كان معمولاً به على عهد النبى «صلى الله عليه وسلم» وأبو بكر وأول سنة خلافته من أن طلاق الثلاث واحدة». بالتي هي أحسن نصائح يقدمها ناجح إبراهيم في اليوم السابع للدعاة: «عليهم أن يزرعوا الإيمان قبل الفرائض، وأن يهتموا بأداء الفرائض قبل النوافل، واجتناب الكبائر قبل الصغائر، عليهم أن يعلموا الناس فقه الأولويات في المصالح والمفاسد وفي الأمور كلها، فقد سُئل رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله ورسوله»، قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله»، قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور». وقد سأل ابن مسعود رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: «أن تجعل لله ندًا وهو خلقك»، قلت: أن ذلك العظيم قلت: ثم أي؟ قال: «أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك»، قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك. على الدعاة أن يزرعوا في نفوس الناس: «تعظيم الجناية، وتعظيم النعمة»، فلا يستخف بالذنب مهما صغر ويحذره تعظيمًا لحرمات الله، ويعجل بالتوبة منه، ولا يستخف بالنعمة مهما قلت، وأن يشكرها بقلبه ولسانه وجوارحه. وعليهم أن يحدثوا الناس بما يعرفون حتى لا يكذب الله ورسوله. وأن يدركوا أنه يجوز العدول من الأفضل إلى الجائز تأليفًا للقلوب وجمعًا للشمل وتوحيدًا للكلمة، كما قال رسول، الله صلى الله عليه وسلم: «يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لهدمت الكعبة ثم بنيتها على قواعد إبراهيم»، وأنه يجوز كتمان بعض العلم لحاجة مثل: تأليف القلوب ومثل: أن يكون القوم لا يفهمون معناه ولا يدركون مغزاه، ولذلك كره الإمام أحمد تحديث الناس عن الأسماء والصفات أو متشابهات القرآن، وقال علي بن أبى طالب:«حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله وعليهم أن يبدأوا بالإيمان والتوحيد، وليس معنى التوحيد هنا مجرد الأحكام المجردة للعقيدة، ولكن معنى التوحيد هنا: هو إفراد الله تعالى بالعبادة والإخلاص له، ومحبته وحسن التوكل عليه، والصدق معه والإنابة إليه، والخشوع له والتجرد في القصد له». أن تكون أمريكياً «أحترم الرئاسة حقا، لكنني لا أحترم الرئيس ولا إدارته ولا آراءه وأفكاره، ذلك كلام أسارع بإعلان البراءة منه رغم أنه موجه إلى الرئيس الأمريكى الجديد. ولئن بدا الكلام غريبا على أسماعنا، كما يشير فهمي هويدي في «الشروق» إلا أن ما لا يقل غرابة عنه أنه صادر عن أمريكية مسلمة من أصول فلسطينية، أعلنته أمام المظاهرة النسائية التي خرجت في واشنطن يوم السبت الماضي (21/1) وشارك فيها نحو نصف مليون شخص. انطلقت المظاهرة في اليوم التالي لاستلام الرئيس دونالد ترامب مهامه رسميا، بعدما صدمت تصريحات حملته الانتخابية قطاعا عريضا من الأمريكيين، واستفزت الأمريكيات بوجه أخص، لما تضمنته من آراء عنصرية ضد المسلمين والسود والمكسيكيين وغيرهم من مكونات المجتمع.. الاقتباس الذي أوردته في البداية جاء على لسان السيدة ليندا صرصور، التي عبرت عن عدم احترامها للرئيس وفريقه. وكانت قد ظهرت بحجابها وقدمت نفسها معلنة أنها لا تعتذر عن كونها أمريكية مسلمة، أو فلسطينية أمريكية. وهي إذ تعتز بجذورها، بهويتها كمواطنة فإنها تدعو الجميع إلى الاصطفاف واليقظة للدفاع عن العدل وتوفير الكرامة لكل إنسان يعيش في هذه البلاد. أضافت أن المسلمين الأمريكيين لهم معاناتهم المستمرة منذ 15 عاما، حين قررت إدارة الرئيس بوش إعداد سجلات لهم في أعقاب غزو العراق. باللهجة نفسها تحدثت ممثلة أمريكية أخرى من أسرة مهاجرة من هندوراس هي أميركا فيرارا. فقالت أن كرامتنا وحقوقنا باتت مهددة في ظل خطاب التمييز الذي سمعه الجميع في خطاب تنصيب ترامب، ثم أضافت قائلة إن الرئيس ليس أمريكا، ولا وزراءه ولا الكونغرس المؤيد له، ولكن المجتمع الذي يمثله الجمع المحتشد هو أمريكا الحقيقية. ووجهت كلامها إلى الرئيس الجديد قائلة: يا سيد ترامب: نحن نرفض ونعارض شيطنة المسلمين واضطهاد السود، ولن نتنازل عن حقنا في الإجهاض المشروع. يؤكد هويدي أنه لا يخفى أنه عارض دائما موقف الانبهار بالحضارة الغربية، ودعا إلى التعامل النقدي معها، الذي يقدر فضائلها وينكر عليها رذائلها. الداخلية حصلت على الغنائم والثوار لهم السجن… والبعض يرفض لعب دور «كومبارس» بدرجة وزير حسام عبد البصير |
الأردن متحفز جداً لاقتناص «منطقة آمنة» ويتحدث بلهجة «عودة اللاجئين لأرضهم» ومجموعات عسكرية بدأت بـ «تسليم سلاحها» Posted: 26 Jan 2017 02:27 PM PST عمان ـ «القدس العربي»: لا تبدو الحركة الأردنية النشطة باتجاه موسكو الأسبوع الماضي خارج فضاء التفصيلات والإشارات التي تصل من طاقم وإدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أو خارج سياق وجود مستشارين عسكريين روس لأول مرة وبقوة في عمان نفسها. ما يحصل في بادية الشام المحاذية لحدود الأردن يمثل اليوم المساحة المشتركة التي نفذت موسكو منها وهي تستجيب لطلب مباشر وطارئ بعقد لقاء قمة مع العاهل الملك عبدالله الثاني الذي قابل الرئيس فلاديمير بوتين وعقد معه جلسة مباحثات بغطاء سعودي وخليجي وبحضور مسؤولين فقط من الأردن هما مدير المخابرات الجنرال فيصل الشوبكي ووزيرالخارجية الجديد أيمن الصفدي. الأردن واستناداً إلى معلومات خاصة جدًا حصلت عليها «القدس العربي» مهتم بصفة استثنائية بمنطقة التجمع المركزية لتنظيم «الدولة ـ داعش» القريبة من حدوده وهي مدينة تدمر السورية في وسط بادية الشام وهي النقطة التي تسببت أصلاً بـ»تماس إتصالي وحواري» نادر وبرعاية روسية بين الأجهزة المختصة بالأردن والأجهزة المماثلة في مؤسسات النظام السوري. وجود الجنرال شوبكي في مباحثات موسكو الهامة جداً مؤشر حيوي على: أولاً تبادل حيوي للمعلومات الأمنية مع القنوات الروسية، وثانياً مشروع محتمل بصيغة أمنية قريباً بالتنسيق مع روسيا من المرجح انه يتفاعل مع احتياجات الأردن الأمنية ومتطلباته وتحديداً في منطقتي بادية الشام وجنوب درعا. هذه الاتصالات الأمنية ـ السياسية هذه المرة حظيت بـ»عدم ممانعة» من قبل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد والمجموعة الفاعلة بدول الخليج ومصر على «صلة بها». ومن الواضح ايضاً ان وجود الوزير الصفدي ضمن حلقة المباحثات الملكية الضيقة مع بوتين المؤشر الأبرز على حراك سياسي ودبلوماسي يفترض ان يغطي مع المجتمع الدولي تحولات محتملة ميدانياً لها علاقة بملف مكافحة الإرهاب والحسم ضد تنظيم «داعش» في سوريا وعلاقتها اعمق بمجمل ملف الجنوب السوري حيث سعت عمان وبنشاط خلف الكواليس لدفع الرئيس السوري بشار الأسد للتخلي عن شعاره القديم الذي يعتبر «درعا مشكلة أردنية». الأردن لا يخفي قلقه من تأثيرات العمليات العسكرية الثقيلة في إدلب وريف دمشق بعد حلب ولاحقاً في تدمر على انتقال وحركة مجاميع من تنظيم داعش باتجاه حدوده الشمالية وعمان زودت القنوات الأمنية الروسية بمعلومات طازجة جداً عن تفصيلات بعض الهجمات الإرهابية التي بدأت تستهدف اللاجئين في مخيم الركبان الصحراوي على بعد ثمانية كيلومترات فقط من نقطة الحدود الأردنية. قبل ذلك لا تخفي عمان ثقتها بأن الضامن الأساسي لبرنامجها في الإبقاء على فاصل جغرافي كبير وآمن بين حدودها وميليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني هو روسيا فقط. وبأن موسكو وحدها تستطيع التدخل لتنسيق العمليات العسكرية المتوقعة في جنوب سوريا بصورة لا تؤذي الأردن خصوصاً وان تقارير محلية تحدثت أمس الخميس عن زيارة ملكية خاطفة وسريعة محتملة لواشنطن من المرجح انها ـ لو حصلت فعلاً ـ ستتعلق بإنضاج ترتيبات الأردن ودول خليجية مع الرئيس بوتين. على نحو أو آخر يبدو ان شعار «درعا مشكلة أردنية» في طريقه للسقوط على أعتاب التفاهمات الأمنية التي يمكن ان تنضج مع بوتين وبغطاء من إدارة بوتين، الأمر الذي يبرر تطورات مهمة حصلت مؤخراً من بينها ترتيب اتصال مباشر هذه المرة بين أمنيين سوريين وأردنيين والتجهيز لملف له علاقة باحتمال المسارعة لتطبيع العلاقات بين عمان ودمشق وصولاً لمرحلة «إعادة تشغيل وفتح» معبر نصيب الحدودي السوري المغلق منذ أكثر من سنتين. وما ترحيب رئيس الأركان الأردني الجنرال محمود فريحات العلني قبل أسابيع بعودة رموز الدولة السورية ـ يقصد الجيش ـ في الطرف الآخر من حدود درعا إلا خطوة كانت في السياق. وعمان تخطط بمبادرة حراكية نشطة لالتقاط ما سبق ان تحدث عنه الرئيس ترامب حول سعيه للتفاهم مع روسيا على مناطق آمنة في سوريا وهو هدف استراتيجي أردني كبير منذ بداية الأزمة السورية حيث يجدد وزير الاتصال الأردني محمد المومني التأكيد في لقاءات عدة مع «القدس العربي» على أن بلاده معنية بوجود دولة سورية صلبة على الطرف الثاني من الحدود. بالتزامن يطالب وزير التخطيط الأردني عماد فاخوري في آخر مداخلة علنية له المجتمع الدولي بوضع خطط لإعادة توطين اللاجئين السوريين في بلادهم في تحرك إضافي يسمح بولادة توقعات حول ترتيبات عسكرية محتملة في جنوب سوريا وتحت عنوان الحسم العسكري تغطي المخاوف الأردنية الأمنية ويؤسس لها جيداً وسط المجتمع الدولي وبصورة قد تسمح فعلياً بولادة سيناريو المنطقة الآمنة في الجنوب على حدود الأردن. إنجاز ذلك لا يمكنه ان يبرز قبل طرد تنظيم «داعش» من مدينة تدمر حصرياً وقبل إعلان الحرب الحاسمة على مجموعتين مسلحتين توالي «داعش» باسم لواءي «المثنى» و»اليرموك» في حوض نهر اليرموك. وكذلك قبل «تمهيد» برعاية دولية وإقليمية لعودة الجيش السوري في درعا والجنوب بقرب خاصرة الأردن الشمالية وهي عملية بدأت فعلياً بكل الأحوال بتدشين برنامج أردني ـ أمريكي عنوانه تسليم الأسلحة التي بحوزة تشكيلات عسكرية تتبع بعض الفصائل غير المصنفة بالإرهاب وتتواجد على الحدود مع الأردن وهو ما يحصل فعلياً الآن حسب تأكيدات خاصة حصلت عليها «القدس العربي» وعبر الجانب الأردني. الأردن متحفز جداً لاقتناص «منطقة آمنة» ويتحدث بلهجة «عودة اللاجئين لأرضهم» ومجموعات عسكرية بدأت بـ «تسليم سلاحها» موسكو تسقط شعار الأسد «درعا مشكلة عمان» وحراك نشط جداً يسبق معركة شرسة قد تعيد الجيش السوري النظامي إلى الجنوب بسام البدارين |
الاستخبارات الأمريكية تكشف عن ملفات المغرب ونزاع الصحراء وتتكتم على ملف اغتيال المهدي بن بركة Posted: 26 Jan 2017 02:26 PM PST مدريد – «القدس العربي»: كشفت وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA عن 12 مليون وثيقة تهم نشاط عملائها في العالم، ومنها عشرات الآلاف من الوثائق حول العالم العربي وتشمل المغرب ونزاع الصحراء، ولكن لم تكشف عن أي وثيقة تتعلق باغتيال الزعيم اليساري المغربي المهدي بن بركة. وفي إطار التقليد الذي أرسته، منذ سنوات، تقوم وكالة الاستخبارات الأمريكية بالكشف عن وثائق وهي عبارة عن تقارير تتراوح بين الإخباري المحض وبين التحليل وتقييم أوضاع سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية معينة للدول والحركات أو التجمعات. ويجري هذا بعد التشطيب على المعلومات الحساسة مثل أسماء بعض العملاء أو معلومات مازالت مهمة للأمن القومي الأمريكي. وكشفت الاستخبارات الأسبوع الماضي عن 12 مليون وثيقة، تعتبر مرجعاً هاماً للباحثين في التاريخ والعلاقات الدولية لفهم بعض آليات اشتغال «سي آي إيه» وكذلك رؤيتها للعالم وكيفية مساهمتها في صناعة القرار الأمريكي. وهذه الوثائق تتضمن رصداً للمعلومات وكذلك تقييمها وتقديمها الى صناع القرار في مختلف الإدارات الأمريكية مثل البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون. وفي حالة المغرب، توجد آلاف الوثائق حول الأوضاع العامة وتتضمن: -الأوضاع السياسية للمغرب ومنها حقبة الستينات والسبعينات حيث كانت البلاد تشهد تطورات قوية من حركات يسارية وانقلابات للجيش ومواجهة الملك الراحل الحسن الثاني للأحزاب السياسية. -وثائق خاصة حول نزاع الصحراء وتتضمن تقارير عن الحرب والمسيرة الخضراء والنزاع في محطيه الإقليمي مثل التوتر مع إسبانيا والجزائر. - وثائق تتعلق بالسياسة الخارجية للمغرب وكذلك كيف يأتي ذكره في وثائق المخابرات الأمريكية التي تم إنجازها في عواصم دول مثل الجزائر وفرنسا ومدريد وموريتانيا وتهم علاقات المغرب بهذه الدول. لكن يبقى المثير في هذه الوثائق هو عدم تقديم أي تقرير عن عملية اغتيال زعيم اليسار المغربي في الاستقلال والستينات المهدي بن بركة الذي اختطف في باريس خلال تشرين الثاني / نوفمبر 1965، ويستمر اغتياله من ألغاز العلاقات الدولية حتى الآن. ورغم توفرها على ملف ضخم حوله، تستمر مختلف أجهزة الاستخبارات الأمريكية في فرض جدار من الصمت حول عملية اغتيال المهدي بن بركة. وأخذاً بعين الاعتبار طريقة وآليات كشف سي آي إيه عن تقاريرها. أي لا تمس الأمن القومي ولا تمس شخصيات مازالت على قيد الحياة أو أبناءهم، فهذا يعني أن اغتيال المهدي بن بركة يستمر ملفاً حساساً للأمن القومي الأمريكي بما فيه وجود شخصيات مازالت على قيد الحياة معنية بملفه. ويرتقب الكشف عن ملف اغتيال المهدي بن بركة بعد الخمسينات، أي في ظرف ثلاثين سنة على الأقل. ومن ضمن الآليات المعتمدة في الملفات الحساسة هو الكشف عنها بعد مرور مائة سنة على الأقل، أي أن ملف المهدي بن بركة يدخل ضمن الملفات الحساسة مثل اغتيال جون كينيدي، هذا الأخير سيتم الكشف عن كل الوثائق حوله سنة 2063. الاستخبارات الأمريكية تكشف عن ملفات المغرب ونزاع الصحراء وتتكتم على ملف اغتيال المهدي بن بركة حسين مجدوبي |
فصائل معارضة تنضم لـ «أحرار الشام» وتركيا تعتبر «النصرة» جماعة إرهابية وتتصرف وفقا لذلك Posted: 26 Jan 2017 02:26 PM PST إدلب ـ «القدس العربي» : اعتبر القائد العسكري لـ»لواء أهل السنة» التابع لـ «حركة احرار الشام» الإسلامية حسام سلامة في تصريح خاص بـ «القدس العربي»: ان انضمام كبرى الفصائل الثورية العاملة في الشمال السوري إلى «حركة أحرار الشام»، سيدعم موقفها ويساعدها في الخروج من الأزمة الحالية الحاصلة في المنطقة، ويمنع الساحة من الانهيار. وقال سلامة في حديثه مع «القدس العربي»: إن «حركة الشام» هي الفصيل الأكبر والمعول عليه في الشمال السوري، وان تدعيم موقفها من قبل الفصائل الثورية التي انضمت اليها، سيساعدها على الخروج من الأزمة الحالية ومنع جر الساحة إلى الانهيار أو المشاريع الهدامة». حسب وصفه. وأشار المتحدث العسكري إلى أن كلاً من «ألوية صقور الشام» و«جيش الإسلام»، و«جيش المجاهدين»، و«تجمع فاستقم كما أمرت»، و«الجبهة الشامية»، أيقنت بدور «حركة احرار الشام» في المنطقة وتساعدت مع قيادة الحركة بشكل إيجابي لإيقاف كل المشاريع التي من شأنها جر الساحة إلى مزيد من التصعيد. وفي سؤاله عن أهداف «فتح الشام» في هجومها على جميع الفصائل التي شاركت في مفاوضات أستانة، التي شهدتها العاصمة الكازاخية، والتي سيطرت خلاله على مستودعات ومقار لبعض الفصائل، قال القائد حسام سلامة «ان فتح الشام تهدف إلى السيطرة على سلاح الفصائل، بهدف كسب المزيد من القوة». وأردف القيادي «هذا ليس جديداً ولا غريباً في سياسة «فتح الشام»، فقد استأصلت أكثر من 15 فصيلاً سابقاً، بذرائع واهية في طريق إعلان الامارة التي تم تسريبها على لسان الجولاني». وأكد سلامة خلال حديثه مع «القدس العربي» ان «فتح الشام تهدف للوصول إلى الإمارة سواءً أعلنت عن ذلك أو أخفته، وهي تسعى إلى بسط السيطرة والنفوذ في المنطقة». وكانت ستة فصائل عسكرية عاملة في محافظة إدلب وريف حلب الغربي، اعلنت أمس انضمامها إلى «حركة أحرار الشام» الإسلامية، بعد هجوم لعناصر من «فتح الشام» على مقرّاتها العسكرية، في محافظة إدلب. وأكدت فصائل، «المقداد بن عمر» الذي يضم أبناء مدينة داريا من الغوطة الغربية ممن تم تهجيرهم مؤخراً، و»جيش الإسلام» قطّاع إدلب، و»صقور الشام» و»تجمع فاستقم كما أُمرت» و»الجبهة الشامية» و»جيش المجاهدين» في بيان أنّها «أعلنت الانضمام لـ»حركة أحرار الشام»، تلبية لنداءات أهل العلم، وتأكيداً على التزامها بأهداف الثورة السورية، ولحماية المدنيين من الاقتتال الدائر». جاء ذلك تلبية للمبادرة التي أطلقها عدد من الشخصيات الفاعلة والمؤثرة في الثورة السورية، تحت عنوان «مبادرة إنقاذ الشمال السوري»، بهذا الهجوم الأخير الذي شنته «جبهة فتح الشام»، على الفصائل التي شاركت في مفاوضات أستانة. وطرحت الشخصيات الموقعة على البيان نقاطاً عدة ، أهمها «مطالبة فصائل الشمال السوري بالانضمام إلى حركة أحرار الشام الإسلامية». ومن الشخصيات التي وقعت على المبادرة «الشيخ أسامة الرفاعي، الدكتور عبد المنعم زين الدين، الدكتور أيمن هاروش، الشيخ أبو بصير الطرطوسي، الدكتور حسان الجاجة، والدكتور معاذ الخن، والشيخ فايز الصلاح، الشيخ صالح الحموي، والشيخ عبد الجليل زين الدين، والشيخ أحمد العلوان»، وغيرهم من الشخصيات المعروفة. وهدد الهجوم الذي شنته «جبهة فتح الشام» بالقضاء على فصائل «الجيش السوري الحر» التي تلقت دعماً من دول تعارض الرئيس السوري بشار الأسد من بينها دول خليجية عربية وتركيا والولايات المتحدة. ورغم أن الجبهة حاربت الأسد إلى جانب «الجيش السوري الحر» لكن لها سجلاً في سحق فصائل «الجيش السوري الحر» المدعومة من الخارج. وقال مصدر في وزارة الخارجية التركية امس الخميس إن تركيا تعتبر كلاً من تنظيم «الدولة» و»النصرة» التي تعرف الآن باسم «جبهة فتح الشام» جماعتين إرهابيتين وتتصرف وفقاً لذلك. وأضاف أن تركيا ليس لديها علم بأي مسودة دستور قدمتها روسيا خلال محادثات السلام التي جرت هذا الأسبوع في آستانة عاصمة قازاخستان والتي تتضمن منح حكم ذاتي لأكراد سوريا. فصائل معارضة تنضم لـ «أحرار الشام» وتركيا تعتبر «النصرة» جماعة إرهابية وتتصرف وفقا لذلك قيادي من «أحرار الشام» لـ «القدس العربي»: «فتح الشام» تسعى لإعلان إمارتها هبة محمد |
قبائل شيعية تلجأ إلى «الحشد الشعبي» لحل النزاعات مع العائلات السُنيّة Posted: 26 Jan 2017 02:25 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: تتزايد في بغداد حالات لجوء الكثير من القبائل الشيعية إلى قانون «الحشد الشعبي» المسلّحة في حسم الدعاوى القضائية وحل النزاعات العشائرية مع أسر وعشائر من العرب السُنّة وإرغامهم بقوة التهديد وسطوة السلاح بالتنازل عن الدعوى المقامة في المحاكم الجنائية العراقية التي رفعوها ضد أبنائهم الذين انخرطوا ضمن صفوف الميليشيات ونفذوا أعمال قتل خطف وتهجير شملت عائلات سُنيّة في المناطق الشيعية في العاصمة عبر تسويتها بتعويض المعتدى عليه بمبالغ مادية أو ما يسمى بالعُرف العشائري العراقي بـ«الفصل». وذكر مصدر أمني مطلع لـ «القدس العربي» أن «أعدادا كبيرة من تلك العائلات أجبروا على التنازل في المحاكم عن الدعاوى القضائية التي أقاموها ضد من قتل أبنائهم وساهم بإحراق منازلهم وشردهم قسراً والرضوخ مضطرين إلى تسوية الخلافات بالأطر السلمية العشائرية والموافقة بأخذ دية مالية تعويضية عن الأضرار التي لحقت بهم، وذلك بسبب تعرضهم لضغوط اجتماعية وتهديدات بالتصفية الجسدية من قبل أطراف متنفذة تعمل داخل فصائل مليشيا الحشد الشعبي». وقال المصدر، هو ضابط برتبة رائد في الشرطة العراقية، رفض الإفصاح عن اسمه، إن «قانون القضاء العراقي لا تنص فقراته بمنع أي شخص يود التنازل عن قاتله، لكن ضعف دور القضاء وتسيسه وغياب أجهزة الدولة الرادعة، وعدم شعور المواطن بالأمان والحماية بضمان حقوقه تدفعه لذلك الخيار الصعب، وهو التنازل عن حقه عنوة». وأضاف أن «قوات الأمن تعرقل الإفراج عنهم عبر الضغط على القضاء أولاً وذوي الأسر السُنيّة ثانياً، من خلال اقناعهم بالتريث قليلاً بقرار التنازل، وبعدم الاستجابة لتهديدات وابتزاز الميليشيات لأسباب تتعلق بأمن البلد لأنه سيشجع القتلة والعصابات على الافلات من عقوبة السجن، فمعظم هؤلاء مجرمون وجرائمهم كشفت بعد الاستدلال بالصور، لكن القول الفصل في نهاية المطاف بيد عوائلهم وعشائرهم السُنيّة التي أقامت الدعاوى ضدهم». في منطقة حي الجهاد، غربي بغداد، التي تنشط فيها الميليشيات الشيعية بكثرة، هاجم مسلّحون تابعون لـ«الحشد» منزلاً يعود لأحد العوائل التي أقامت دعوى قضائية سابقة ضد أحد أفراد المليشيات، الذي كان يعمل ضمن صفوف «جيش المهدي» قبل انشاق فصيله المسلّح عن الجيش وتشكيل ميليشيا «العصائب». ويروي الشاب فاروق النعيمي لـ«القدس العربي»، الطريقة التي هاجمت بها المليشيات منزلهم قبل عدة شهور» قائلاً: «الهجوم كان مرعباً والهدف منه هو ترهيبنا وإرغامنا بالقوة على التنازل عن الدعوى بحق عنصر من عناصر هذه المليشيا التي باتت عناصرها يسيرون في شوارع بغداد بحرية، ويرتكبون الجرائم»، مضيفاً: «يبدو أنها مغلّفة بغطاء قانوني». ويذكر النعيمي بالتفاصيل، كيف وقفت مجموعة من السيارات المدنية نوع «تويوتا» (بيك أب) وهي تقل المسلّحين أمام منزلهم ولا تحمل لوحات مرورية مسجلة، حيث قاموا مباشرة بفتح النّار على المنزل لمدة نصف ساعة وتحت أنظار سكان الحي وبالقرب من نقطة مرابطة أمنية تابعة للشرطة الاتحادية. واستخدم المهاجمون القنابل الدوية وصواريخ «آر بي جي» وأسلحة الكلاشنكوف، ما أدى إلى تهشيم زجاج المنزل بالكامل، وإحداث ثقوب في جُدرانه، وإصابة عدد من أفراد العائلة بجروح خطرة، وفق المصدر. وتابع فاروق (28 سنة): «ذهبنا في اليوم التالي لأحد مخافر الشرطة القريبة، وأقمنا دعوى قضائية جديدة هذه المرة بالاعتداء على المنزل ومحاولة تصفيتنا جميعا، لكن قوى الأمن لم توفر لنا الحماية الكافية ولم تأخذ الاعتداء على محمل الجد». وأضاف: «بعدها اتصل عدد من وجهاء عشائر الجنوب يدعون أنهم مشايخ عشائر بارزون وهددونا بضرورة حسم الدعوى القضائية ضد ابنهم المعتقل وطلبوا الجلوس والتفاوض معنا واسترضائنا مقابل دفع مبلغ مادي كبير جدا، وحذرونا من خطورة الرفض والتعنت. وهذا يعني الحكم بالإعدام علينا». قبائل شيعية تلجأ إلى «الحشد الشعبي» لحل النزاعات مع العائلات السُنيّة ماجد الدليمي |
عودة الصادق المهدي إلى السودان وسط تضييق من السلطات Posted: 26 Jan 2017 02:25 PM PST الخرطوم ـ «القدس العربي»: سمحت السلطات السودانية، لخمسة وعشرين شخصا من «حزب الأمة» باستقبال رئيسه الصادق المهدي، الذي وصل أمس الخميس، إلى مطار الخرطوم عقب عودته من القاهرة، فيما منعت أجهزة الإعلام من تغطية الحدث. وقرر المهدي العودة من القاهرة، التي استقر بها منذ عامين، وحدد التاسع عشر من كانون الأول/ ديسمبر الماضي موعداً لعودته، لكن أجّل الموعد لتزامنه مع اعتصام مدني نفذه شباب السودان. وكان الرجل قد غادر الخرطوم في عام 2014 بعد تعرضه لمضايقات بسبب مهاجمته لقوات «الدعم السريع». وقالت نائبة رئيس حزب الأمة، مريم المهدي، في تصريحات صحافية في مطار الخرطوم، إن «عودة الصادق غير مرتبطة بأي اتفاق مع الحكومة». وأضافت «هو عائد لمواصلة برنامجه في تحقيق العدالة والتنمية بالوسائل السلمية». وعبّرت عن عدم رضائها لـ»منع أجهزة الإعلام من التغطية»، مشيرة إلى أن «هذا حق أصيل تم انتهاكه». وتعرض الصحافيون لمضايقات في مطار الخرطوم رغم تلقيهم دعوة من اللجنة الإعلامية لاستقبال المهدي. وشهدت الطرق المؤدية للمطار ازدحاماً غير معهود، وإجراءات أمنية مكثفة. وتوافد أنصار المهدي من أطراف العاصمة ومختلف ولايات السودان، وتعرض بعضهم لمضايقات أمنية، خاصة الوفود القادمة من خارج الخرطوم. وشق الموكب طريقه لمنطقة ودنوباي في أمدرمان وسط الطبول والأهازيج، وأقيم احتفال في ساحة مسجد الهجرة، وهو ثاني أكبر مسجد لأنصار الحزب. ووجه العديد من الأحزاب والكيانات السياسية نداءات لمنتسبيها للمشاركة في الاستقبال. وأعتبر الحزب الاتحادي الديمقراطي أن «عودة الإمام الصادق المهدي تمثل بداية مرحلة جديدة في مسيرة استعادة الوطن وعودته إلى سابق عهده وهو الذي لم يغادر السودان اإا جسدا بعد أن لعب دورا تاريخيا بارزا في بلورة المشروع الوطني الديمقراطي مع بقية أطراف العمل المعارض في الخارج». ودعت الجبهة الثورية على لسان رئيسها مالك عقار، لاستقبال المهدي آملة أن «تسهم عودته في تقوية العمل المشترك بين فصائل المعارضة كافة». كما دعا الناطق باسم جيش تحرير السودان، مني أركو مناوي، أنصاره لاستقبال رئيس حزب الأمة، فيما رحب المؤتمر الشعبي بهذه العودة. كذلك انضم تحالف قوى المستقبل للتغيير لقائمة المرحبين، وأشار إلى أن وجود المهدي في البلاد سيسهم في عملية السلام وإيقاف الاحتراب. وشهدت اللحظات الأخيرة لمغادرة الصادق المهدي القاهرة توافد مجموعات من السودانيين لوداعه من ضمنهم وفد ضم كوادر وقيادات الحركة الشعبية. وتداول ناشطون في حزب الأمة مقاطع وصورا لتلك اللحظات. ويرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الله رزق أن «عودة المهدي للخرطوم تأتي في ظروف بالغة التعقيد لتزامنها مع انتهاء اجتماع قوى نداء السودان الأخير في باريس، وانقسام في الرأي حول موضوعين أساسيين هما هيكلة التجمع والموقف من خارطة الطريق». ويقول رزق لـ»القدس العربي» : إن «عودة الصادق المهدي للبلاد، ضمن هذه الظروف تعني استمرار مهمته التي انتدب نفسه لها في الخارج، واستئنافها من الداخل، وهي توحيد القوى السياسية، ضمن هيكلة تتيح له القيادة، وضمن استراتيجية، تعتمد الحوار والتفاوض مع النظام وسيلة أساسية». وأضاف أن «وجود المهدي بالداخل، يمكنه من إدارة حوار مباشر مع النظام لإيجاد مخرج من مأزق خارطة الطريق والتنسيق مع الوساطة الأفريقية لإحياء دورها من جديد، بعد هبوط مؤقت في مستوى النشاط الجماهيري المعارض، وإعادة تجميع وتوحيد أطراف قوى نداء السودان، خاصة، حول موقف تفاوضي». وبين أن «الحاجة لوحدة قوى المعارضة تتطلب اتصال المهدي بتحالف قوى الإجماع الوطني»، معتبراً في الوقت ذاته أن ذلك «يصطدم بتمايز موقف الطرفين وتضادهما». فالتحالف، حسب المصدر، «يراهن على الانتفاضة الجماهيرية، ويرفض الحوار مع النظام، كما يرفض اي محاولة لما يسميه ترقيع النظام او ادخال تحسينات عليه، ويدعو إلى إسقاطه وتصفية كل مرتكزاته». أما موقف المهدي وحلفائه، فهو يتناغم، وفق رزق، «مع ما يسمى بالهبوط الناعم، الذي تعمل على المساعدة على تحقيقه قوى دولية بمافيها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لمساعدة النظام للخروج من أزماته ومن ذلك تخفيف العقوبات الأمريكية المشروط لتمكينه من القيام بمهمات لصالح هذه القوى على المستوى الإقليمي مثل الحرب على الإرهاب، كماورد في حيثيات التفاهم مع الولايات المتحدة الذي انتهى لتخفيف العقوبات». واختير تاريخ السادس والعشرين من كانون الثاني/ يناير موعداً لعودة الصادق لدلالة اليوم في أذهان ووجدان السودانيين بصفة عامة وأنصار المهدي بصفة خاصة. ففي هذا اليوم حرّرت فيه الخرطوم على يد محمد أحمد المهدي وشهد مقتل غردون، وإعلان الدولة المهدية، وكان ذلك في عام 1885. عودة الصادق المهدي إلى السودان وسط تضييق من السلطات صلاح الدين مصطفى |
معارضون يعتبرون مؤتمر الشباب اليوم في أسوان شكليا ومن دون جدوى Posted: 26 Jan 2017 02:25 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: استكمالاً لمؤتمرات الشباب التي يعقدها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أعلن عن تنظيم المؤتمر الشهري للشباب، في محافظة أسوان، اليوم الجمعة، ويستمر غدا السبت، وسط تأكيد قيادات شبابية معارضة أن هذه المؤتمرات شكلية، ولا يدعى إليها سوى الموالين للنظام. وحسب المكتب الإعلامي للرئاسة، فإن «المؤتمر سيكون مخصصاً لصعيد مصر»، في ضوء ما وصفه «باهتمام الدولة والرئيس السيسي بدعم الصعيد على كافة المستويات، باعتباره ثروة مصر الدائمة والمستقبلية». ويناقش المؤتمر «التحديات التي تواجه الصعيد، وتمكين الشباب سياسيا واجتماعيا، إضافة إلى تنمية الصعيد فى المجالات المختلفة اقتصاديا وسياحيا وصناعيا». وأكد المكتب أن «عدد الحضور في المؤتمر هو 1300 شاب من شباب محافظات الصعيد فقط. ونظرا لارتفاع نسبة الإشغال في أسوان، فقد رأت رئاسة الجمهورية تقليل عدد المدعوين للمؤتمر من الشخصيات العامة والسياسيين والإعلاميين؛ وبالتالي تم التركيز على الشخصيات البارزة فقط وأغلبهم ينتمي لمحافظات الصعيد أيضا». وأضاف أن «المؤتمر سيشهد 8 جلسات عامة بحضور عدد كبير من الوزراء ورؤساء الأحزاب السياسية ونواب الصعيد في مجلس النواب، ورؤساء جامعات ومحافظي الصعيد، وسيناقش عددا كبيرا من القضايا، إضافة إلى عدد من المبادرات الخاصة بالصحة والتعليم وتنمية السياحة سيتم إطلاقها في الصعيد، وسيتم مناقشة «انتخابات المحليات» ودور المحليات في الصعيد، والتمكين السياسي». مؤتمر أسوان ليس الأول من نوعه الذي تعقده مؤسسة الرئاسة للشباب، فقد كان المؤتمر الأول للشباب في 25 أكتوبر/ تشرين الأول، لمدة ثلاثة أيام بمشاركة 3 آلاف شاب وشابة. وتوصل إلى مجموعة من القرارات، كان منها تشكيل لجنة للعفو الرئاسي، وأخرى لتعديل قانون التظاهر، وإجراء حوار مجتمعي حول ما وصف بـ«تصحيح الخطاب الديني». توصيات اعتبرتها الناشطة إسراء عبد الفتاح مجرد حبر على ورق، فيما عدا لجنة العفو الرئاسي، مؤكدة لـ« القدس العربي» أنه «حتى هذه اللجنة لم يصدر عنها حتى الآن سوى قائمة واحدة للعفو عن المحبوسين على خلفية قضايا رأي وقضايا التظاهر». وأضافت أن «المؤتمرات خطوة جيدة للحوار، لكنها مرتبطة بوجود رغبة حقيقية لدى النظام ورأسه السيسي بإجراء حوار حقيقي، وليس مشهدا ديكوريا، كما حدث في مؤتمر شرم الشيخ». وتابعت:»لو كان الهدف هو تشكيل لجنة للعفو الرئاسي للإفراج عن الشباب المحبوسين على خلفية قانون التظاهر وقضايا الرأي، كان من الممكن أن تشكل اللجنة دون تنظيم مؤتمر بهذا الحجم وبهذه التكلفة و»الشو» الإعلامي غير المسبوق». وحول إمكانية تجهيز الدولة لـ1300 شاب المشاركين في مؤتمر أسوان لخوض انتخابات المحليات، اعتبرت عبد الفتاح أن «الأولى عمل قانون جديد للإدارة المحلية تتم مناقشته بين القوى السياسية والأحزاب والدولة، ثم يطرح علي البرلمان لإقراره، لا أن يناقش القانون في البرلمان دون إي حوار مجتمعي، ثم يخرج وتطالب الأحزاب بالمشاركة». من جهته، أوضح القيادي في حركة شباب 6 ابريل الجبهة الديمقراطية، شريف الروبي أن «هذه المؤتمرات ليس لها جدوى، خاصة انها تضم مؤيدي النظام فقط، ولو كان هناك نية لدى الدولة والرئيس السيسي بعقد حوار حقيقي مع الشباب لتم وضع أجندة تجمع شباب المعارضة المخالفين للرئيس ولطريقة إدارته لحكم مصر ويتفق عليها الطرفان للحوار والخروج برؤية تنقذ مصر من وضعها الحالي». وأضاف لـ«القدس العربي» أن «تلك المؤتمرات تقتصر على المؤيدين للرئيس فقط ولن تقدم جديدا»، مشددا على أن «قوائم انتخابات المحليات تعدها بعض الأجهزة الأمنية وكذلك ائتلاف دعم مصر داخل البرلمان، لاستبدال الوجوه غير المحسوبة على السيسي في المحليات بوجوه موالية له، ومؤتمر أسوان استكمال لهذه الرؤية». أما شادي الغزالي حرب، أحد الوجوه الشبابية البارزة في الشارع السياسي المصري عقب ثورة 25 يناير، فاعتبر في حديث لـ«القدس العربي» أن «هذه المؤتمرات هي استمرار لمسرحية هزلية يستمر فيها النظام المصري، منذ مؤتمر شرم الشيخ ولا يجب التعامل معها على محمل الجد». فيما رأى نائب رئيس حزب مصر القوية، ومسؤول مكتب الطلاب سابقا في جماعة «الإخوان المسلمين» محمد القصاص أن «مؤتمرات الرئاسة والشباب هي مؤتمرات شكلية، لن تقدم أو تؤخر، ويتم انتقاء المشاركين فيها والتأكد من تأييدهم للنظام، واستمرار لمحاولة قصر المشهد السياسي في مصر على مؤيدي السيسي». بدوره، قال حسام مؤنس مدير الحملة الرئاسية لحمدين صباحي سابقًا، «إننا أمام مشهد تحول المؤتمرات إلى طقس تقليدي يتم عمله كل شهر، على طريقة أن الدولة لا تعرف ماذا تفعل مع الشباب، فتجلس معهم». وأكد لـ«القدس العربي» أن «الشباب لم يطالب من الأساس بلجنة للعفو الرئاسي، فإذا كانت هناك رغبة لدى الرئيس للإفراج عن المحبوسين والصادر بحقهم أحكام نهائية يمكنه أن يفعل ذلك بكل سهولة ودون الحاجة للجنة». وأضاف: «حينما أعلن عن تشكيل لجنة للعفو الرئاسي كان هدفها دراسة أوضاع المحبوسين احتياطيا، وهو ما لم يحدث حتى الآن وأفرج فقط عن 85 شخصا منهم من قاربت مدة حبسه على الانتهاء بالفعل في ذلك الوقت». وبين أن «الدولة لن تترك انتخابات المحليات وستتعامل معها على طريقة مجلس النواب بتشكيل قوائم شبيهة لقائمة دعم مصر التي خاضت انتخابات البرلمان، للتأكيد على أن المحليات لن تخرج من سيطرتهم كما حدث في البرلمان». إلى ذلك، أشار وليد صالح، وهو أحد الشباب المشاركين في مؤتمر شرم الشيخ انه لم يحضر ثالث أيام المؤتمر بشرم الشيخ نتيجة لانتقاده المؤتمر خلال بعض المناقشات، وتم سحب تصريح المشاركة منه قبل الجلسات الختامية. وأضاف لـ«القدس العربي» أن «السيسي يسعى لاحتواء الشباب ولكنه فشل وسيفشل، وأن من حوله هم شباب الأجهزة الامنية وليسوا شباب أحزاب او قوى سياسية». معارضون يعتبرون مؤتمر الشباب اليوم في أسوان شكليا ومن دون جدوى وليد صلاح |
أزمة غامبيا تواصل اجتذابها للموريتانيين وتزيد في توتر العلاقة مع السنغال Posted: 26 Jan 2017 02:24 PM PST نواكشوط ـ «القدس العربي»: رغم أن رئيسها السابق استقر في مالابو ونقلت له طائرة موريتانية عائلته واقاربه وصناديقه، وبالرغم من وصول رئيسها المنتخب آدم بارو لبانجول لمباشرة مهامه، لاتزال غامبيا وأزمتها تشغل الموريتانيين حتى قضاياهم السياسية الحساسة. فكل شيء في موريتانيا حتى يوم أمس منشغل بغامبيا. فالمدونون يواصلون تتبعهم لها، والحكومة خصصت أمس جانبا كبيرا من أول اجتماع لها بعد الوساطة الموريتانية، لتداعيات الأزمة الغامبية وتدخل السنغال فيها، وهناك تأكيدات عن قرار موريتاني بعرض الأزمة الغامبية على القمة الإفريقية المقررة في أديس أبابا الأربعاء المقبل، والإعلام الحكومي ينظم ندوات لمناقشة انتصارات الدبلوماسية الموريتانية في إفريقيا التي آخرها إطفاء الرئيس الموريتاني لنيران حرب كانت ستشعل غامبيا وما حولها. وعادت الأزمة الغامبية على الرئيس الموريتاني بانتصار إعلامي كبير بعد أن تقدم في استطلاع للرأي أجرته قناة الجزيرة القطرية باعتباره أكثر شخصية تأثيراً في أحداث العالم خلال الأسبوع الحالي. وفاز ولد عبد العزيز بنسبة تصويت ناهزت 79% خلال الساعات الأولى للاستطلاع متقدماً على دونالد ترامب، وذلك بعد ظهوره البارز في وسائل الإعلام الدولية خلال الأيام القليلة الماضية، بوساطة جنبت غامبيا مخاطر حرب أهلية وتدخل خارجي. وفي إطار الاهتمام الموريتاني الواسع بغامبيا، نظم المركز العربي الإفريقي للإعلام والتنمية أمس حلقة نقاش فكرية تحت عنوان «الأزمة الغامبية ودلالات الوساطة الموريتانية»، أكد خلالها وزير الخارجية الموريتاني الأسبق محمد فال ولد بلال «أن السنغال ومن حولها الأنظمة الفرانكفونية الإفريقية لم تنصف الرئيس الغامبي المهزوم حيث أنها لم تقدر تنظيمه لانتخابات حرة وشفافة ولا اعترافه بالنتائج وتهنئته لخصمه، بل شنت عليه حملة مغرضة أججتها إذاعة فرنسا الدولية ووسائل الإعلام السنغالية في الدقائق الأولى للإعلان عن النتائج. وتحدث الوزير بلال عن المناخ السياسي الذي جرت فيه انتخابات غامبيا وما شهدته من توتر سياسي استغله اللاعبون الإقليميون للانتقام من الرئيس يحيى جامي الذي لا يرضون عن استقلالية سياساته. وأكد بلال «وجود لاعبين عديدين في الملف الغامبي من بينهم السنغال وفرنسا التي ظلت تعيق الوساطة الموريتانية في ملفات إفريقية عديدة». وفي تحليل خاص بتداعيات الأزمة الغامبية، أكد الباحث الموريتاني سيدي ولد المالك «أن الحالة الداخلية في غامبيا لا تبعث على الارتياح؛ فظروف التأزم السياسي والإعلامي التي سبقت رحيل جامي عن السلطة تطرح شكوكاً حول قدرة الرئيس الجديد على الاستمرار في السلطة دون سند داخلي وإقليمي». «فجامي، يضيف الكاتب، خلق حالة من تجييش العواطف قد تسمم في المستقبل العلاقة بين الرئيس بارو وشعبه، باعتباره «دمية» في أيدي جهات خارجية، وذلك في إشارة إلى السنغال التي احتضنت بارو وأدى اليمين الدستورية على ترابها». وكان الرئيس الجديد بارو قد أعلن من داكار أنه يتسلم السلطة في بلد خزائنه مستنفَدة، في تأكيد ضمني لتصريحات سابقة أدلى بها مستشاره أحمد آما فاتي قال فيها «إن جامي سرق مبالغ تقدر بـ11.3 مليون دولار أميركي من الخزانة العامة في الأسبوعين الأخيرين من حكمه، وذلك في بلد تقدر كلفة المرتبات السنوية لموظفيه بنحو 4.4 ملايين دولار أمريكي». واعتبر عبد المالك «أن تردد قائد الجيش الغامبي عثمان بادجي -وهو مقرب اجتماعياً من جامي- منذ البداية في إعلان دعم صريح وثابت للرئيس الجديد بارو حتى تم التوصل لاتفاق التسوية، قد يترجم عدم استقرار بوصلة ولاء المؤسسة العسكرية للرئيس المنتخب ديمقراطياً، ويدعم هذا الطرح كون المؤسسة العسكرية تتكون بشكل رئيسي من أفراد قومية «جولا»، وهي القومية التي ينتمي إليها جامي، وساهمت فتراتُ حكمه في تغلغلها وتنفذها في الأجهزة الأمنية والعسكرية، بعد أن كانت من أكثر القوميات تهميشاً». وعن التداعيات الإقليمية للأزمة الغامبية، أكد الباحث عبد المالك «أن الوضعيةُ الحالية لغامبيا تفسر وجهاً من أوجه أسباب ودوافع التدخل العسكري لدول «إكواس» بغامبيا، رغم أن اتفاق التسوية الذي تنحى بموجبه جامي، اشترط من بين أمور أخرى عدمَ دخول قواتها إلى غامبيا؛ فمجموعة «إكواس» التي دخلت في توتر دبلوماسي مع الطرفين الراعيين للاتفاق (موريتانيا وغينيا) بحجة خرقها لاتفاق انتقال السلطة، لا تريد لبارو الجلوس على كرسي ملغوم قابل للانفجار في أي لحظة، بسبب انفلات أمني محتمل قد تسببه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة التي خلفتها تركة جامي، وبالتالي فتدخلها يأتي من باب تأمين استلام بارو للسلطة، وتحييد كل الظروف والمطبات التي قد تهيئ للحكم عليه بالفشل وعدم الأهلية لقيادة البلاد». ويرى الباحث عبد المالك «أن أبرز التحديات التي تواجه مستقبل الاستقرار الأمني والسياسي بغامبيا، تكمن في قدرة اللاعبين الكبار على التخلي عن فكرة تحويل غامبيا إلى حظيرة خلفية لتصفية خصومات إقليمية معقدة على بلد لا تتجاوز مساحته 11.3 ألف كلم مربع، ويعاني تركة مثقلة من المشاكل الأمنية والسياسية والاجتماعية، فالسنغال التي تعتبر أهم متحمس للتدخل العسكري بغامبيا، ترى في النظام الجديد فرصتها الذهبية لترميم علاقتها الدبلوماسية مع غامبيا التي تصدعت طوال فترة حكم جامي، الذي كانت داكار تعتبره أكبر داعم لمتمردي «حركة القوى الديمقراطية لكازامانس»، التي تسعى لاستقلال منطقة كازامانس في جنوبي السنغال». وزاد الباحث قوله «لذا فالعلاقة الوطيدة بين انعكاسات التحولات السياسية الداخلية بغامبيا على الجوار الإقليمي، تجعل من السنغال أكبر مستفيد من رحيل دكتاتور غامبيا، بحكم أن التخلص منه سيكون بمثابة قطع رأس أفعى التمرد، وهو ما يضمن لها تحقيق أمنها القومي، وانطلاقاً من هذه الخلفية بادرت السنغال لوضع يدها على الثكنة العسكرية في كانيلاي مسقط رأس جامي». «وثمة بعد آخر قد يكون السبب في التدخل العسكري لـ»إكواس» بعد تنحي جامي، يضيف الباحث، ويتمثل في سعي السنغال لتحجيم دور الوساطة الموريتانية الغينية، ويتجلى هذا الأمر في نفي داكار على لسان وزير خارجيتها مانكير ندياي، وجود أي اتفاق يمنح الحصانة لجامي». ولا يُستبعَد أن يستبطن الموقفُ السنغالي من خرق الاتفاق، حسب تحليلات الكاتب، نكاية بنظام نواكشوط الذي تعتبره السنغال «الحليف المثالي» لجارها المشاكس جامي طيلة حكمه. وخلص المحلل في آخر معالجته لتأكيد «أن التدخل العسكري وصراع الأجندات الإقليمية واستعراض نشوة الانتصار لا تخدم الشعب الغامبي بشيء، الأمر الذي يحتم على «إكواس» والمجتمع الدولي العمل على مساعدته في بناء تجربته الديمقراطية بمقاربة شاملة تدعم الاقتصاد المنهار، وتُرمم اللُّحمة الوطنية الممزقة، وتساهم في بناء منظومة عسكرية وأمنية متصالحة مع مبادئ الديمقراطية وقيم الجمهورية وثقافة حقوق الإنسان». أزمة غامبيا تواصل اجتذابها للموريتانيين وتزيد في توتر العلاقة مع السنغال عبد الله مولود |
كرة ثلج «عونية – قواتية – حزب اللهية» متصاعدة على خلفية «قانون الانتخاب»: فهل يمكن استباقها؟ Posted: 26 Jan 2017 02:24 PM PST بيروت ـ «القدس العربي»: الحملة تبلغ أشدّها هذه الأيام في الوسط المسيحي، وتحديداً لدى ثنائي تيار الرئيس ميشال عون والقوات اللبنانية ضد القانون الانتخابي لعام 1960 الذي بقي معمولاً به إلى اليوم، طالما ان كل القوانين المعتمدة بعد الحرب كانت استثناءات عليه، واجتزاءات منه، وطالما ان كل دوامة الحديث عن قانون انتخابي عصري ويكفل صحة التمثيل لم تجد طريقها إلى بديل يحظى بزخم سياسي وشعبي حوله بالشكل الذي يطوي صفحة قانون الستين، ويطوي معه الستين عاماً الأخيرة من التاريخ الانتخابي للبنان. ينضم إلى ثنائي القوات والتيار العوني «حزب الله» في هذه الحملة. مبناها الآن، أنّه وفي مواجهة المنطق الذي سيسلّم بقانون الستين الانتخابي، الذي يعتمد الاقضية كدوائر انتخابية، بنظام التصويت الاكثري، ويعتبر ان اجراء الانتخابات بموجبه خير من عدم اجرائها او التمديد، فان الرد يكون بأنّ لا انتخابات بموجب قانون الستين مهما كلف الأمر، وفي الوقت نفسه لا تمديد للمجلس الحالي، وبالتالي اذا لم يتم التوصل لقانون انتخابي جديد، فإن الفراغ سيحل في السلطة التشريعية لفترة من الزمن. الى حد كبير، ما زال الامر في قيد التهويل، ضمن لعبة التفاوض السياسي على الطريقة اللبنانية. لكن سابقة اعلان حل رئيس الحكومة الموقتة العماد ميشال عون للمجلس النيابي بعد عودته من ابرام اتفاق الطائف ما زالت حاضرة. وأياً تكن صلاحيات الرئيس التوقيعية على هيئة الاشراف على الانتخابات، وصلاحياته المتصلة بعمل طاولة مجلس الوزراء، فان ثابتة يتعذر اغفالها، وهي ان اي فعل مسوّغ بنص دستوري او قانوني عليه مراعاة الانتظام العام، وعدم مخالفته في اي شكل من الاشكال، وكذلك مبدأ الفصل بين السلطات، ما دام لبنان يعتمد النظام البرلماني. يبقى ان البلد يعيش لحظة اسئلة حول راهن ومستقبل «شهر العسل» الذي اقلع في مناخه العهد الجديد، والحكومة الجديدة، والقائم إلى حد كبير على «ميثاق» غير مفصّل بين رئيسي الجمهورية والحكومة، وعلى تفاهمين متوازيين لرئيس الجمهورية مع كل من «حزب الله» و»القوات»، وهما الخصمان اللدودان، الذي تظهر خصوصاً لدى «القواتيين» مؤخراً، محاولات متفرقة للسيطرة على الخلاف المزمن مع الحزب، ومد خطوط معه ان كان ذلك ممكناً. فالتوصل إلى قانون جديد للانتخابات من الصعب انتظاره كتتويج لشهر العسل هذا. معضلة القانون الانتخابي هي بشكل ما اعلان اختتام مرحلة السماح المتبادلة. مع اقتراب العد التنازلي للاستحقاق النيابي، بحسب موعده المؤجل مرتين حتى الآن والمرحل حتى أيار/مايو المقبل، الجميع يحسب حظوظه وما يمكن ان يناله، وتفاوت هذه الحظوظ حسب القوانين الانتخابية التي يمكن ان تعتمد او لا. عند الجميع ايضاً قلق عام من الاستحقاق بقطع النظر عن القانون الذي سوف يعتمد، وان كان قلقاً متفاوتاً بين جهة واخرى، وبين سيناريو السير بقانون او سيناريو السير بآخر. الطريف في الموضوع ان «قانون الستين» الذي تقوم الحملة عليه لدى الحزبيين المارونيين الاكبرين، «التيار العوني» و»القوات»، بدعوى انه لا يؤمن التمثيل المنصف للمسيحيين، هو قانون اعتمد في رحلة الهيمنة المارونية على لبنان، وفي عهد الرئيس فؤاد شهاب الذي ينظر اليه كصاحب تجربة تحديثية في المتداول من الثقافة السياسية بلبنان. ولا ضرورة للعودة للستينيات. عام 2008 ايضا، وفي الدوحة، اعتبر المسيحيون، العونيون والقوات، انهم حققوا انجازاً ثميناً بالتوصل إلى اعتماد قانون الستين. يومها كان قانون الستين هو افضل المتاح بالنسبة إلى المسيحيين. قد يكون التهويل بتفضيل الفراغ على قانون الستين وعلى التمديد هو بقصد الدفع إلى ممارسة جهد حقيقي للتوصل إلى بديل عن قانون الستين. لكن ارتباط هذا التهويل بمقولة «حقوق المسيحيين» تدفع الامور اكثر فاكثر إلى اعادة الخلاف حول اتفاق الطائف بين القوى السياسية، بعد ان جرى التعامل معه على انه خلاف طويت صفحته، بعد ان اجل «حزب الله» المطالبة بعقد مؤتمر تأسيسي، وبعد ان التزم عون بالطائف في الورقة التي وقعها مع «القوات»، وفي خطاب قسمه. والطائف يقول بالمناصفة الإسلامية المسيحية، لكنه لا يشرط دوام هذه المناصفة في فترة إلغاء الطائفية السياسية التي يضعها الاتفاق نصب الاعين. كما انه لا يقول بأن حصة كل طائفة في البرلمان والحكومة تختارها كل طائفة على حدة. وفيما يتعلق بالقانون الانتخابي، قال الطائف باعتماد المحافظات لا الاقضية، انما بعد النظر في التقسيم الاداري، في حين شدد في بند آخر على اللامركزية الادارية، وكل هذا لا يؤخذ اليوم بالحسبان، ولو بالحد الادنى عند مناقشة مشاريع القوانين الانتخابية. ومن مفارقات الوضع اللبناني ان صحة التمثيل المنادى بها من منطلق مسيحي، تنطلق من تخيل احجام مشتهاة للطوائف ليست هي احجامها الواقعية، في حين ان المناداة بصحة التمثيل، ومن خلالها باعتماد النسبية، تقترن لدى الثنائي الشيعي، على العكس من ذلك، من مغالاة في تقدير الحجم الديموغرافي. في مقابل هذا التواشج العوني القواتي الحزب اللهي لا يظهر حتى الساعة ان التيار السني الاوسع في البرلمان، تيار المستقبل، وكتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، تنسقان مواقفهما بشكل منهجي، لطرح بديل، وقد يكون احتفاظ القطبين السني والدرزي بعنصر المبادرة المشتركة من مصلحتهما الآن، بل قد يكون من مصلحتهما استباق تصاعد الحملة العونية القواتية الحزب اللهية تحت شعارات صحة التمثيل واعتماد النسبية، فيكون الرد هو بالتداعي للانتخاب على قاعدة «لندع كل طائفة تنتخب نوابها بمعرفتها»، قانون «اللقاء الارثوذكسي» (كل طائفة دائرة انتخابية وطنية واحدة بالتصويت الاكثري). فالقانون الارثوذكسي اذا ما جرى التداعي اليه، لاستباق الحملة العونية القواتية الحزب اللهية، هو قانون سيكفل ما ليس في الحسبان جدياً لدى العونيين والقوات: فبما ان كل طائفة مسيحية ستنتخب نوابها على حدة، لن يعود محتوماً ان يلتزم الروم الارثوذكس، والكاثوليك، والارمن، بالهيمنة المارونية على خيارات الطوائف المسيحية الاخرى. القانون الارثوذكسي في الظرف الحالي من شأنه التأسيس لصحوة انتخابية ارثوذكسية، تفلتية من هيمنة الموارنة على الروم. بيد ان مبادرة كل من اللقاء الديمقراطي برئاسة النائب وليد جنبلاط، وتيار المستقبل برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري، لطرح معادلة «اما قانون الستين واما القانون الارثوذكسي»، لقطع الطريق امام كرة الثلج المتصاعدة مجدداً تحت عنوان التلاقي بين حقوق الشيعة وحقوق المسيحيين (التي تعني ايضاً هيمنة الموارنة على المسيحيين من غير الموارنة)، يحتاج إلى جرأة، وفي الوسط السني بالتحديد، جرأة على المضي في هذا الخيار من دون متاعب اضافية مع قسم من الشارع، لم يستوعب بعد التبدلات المتسارعة، مع ان قسماً من هذه التبدلات اثبت واقعيته السياسية بشكل احترافي، بعد ان كان يبدو مجازفة. كرة ثلج «عونية – قواتية – حزب اللهية» متصاعدة على خلفية «قانون الانتخاب»: فهل يمكن استباقها؟ وسام سعادة |
قدري جميل يكشف لـ «القدس العربي» اقتراحات «منصة موسكو» للدستور السوري الجديد Posted: 26 Jan 2017 02:23 PM PST موسكو ـ «القدس العربي»: نشرت صحيفة «أر بي سي» الروسية بنوداً من مسودة الدستور الذي سلمت موسكو نسخا منها خلال محادثات الأستانة قبل أيام، مشيرة إلى 27 تعديلاً دستورياً، وحذف صفة «عربية» من اسم الجمهورية العربية السورية، وإعطاء الاكراد في شمال البلاد حكماً ذاتياً، فضلاً عن إنشاء مناطق حكم ذاتي أخرى للأٌقليات. وفي حين، لفتت الصحيفة إلى أن رئيس جبهة التغيير والتحرير السورية المعارضة قدري جميل اضطلع بدور أساسي في صوغ المسودة، نفى الأخير لـ «القدس العربي» ذلك. وقال: «أنا لم اطلع على المسودة، التي عرضت في الأستانة، وكانت قد عرضت قبل أشهر على الحكومة السورية». لكنه، أشار في الوقت ذاته إلى أن منصة موسكو المعارضة التي ينتمي إليها، لديها عدد من الاقتراحات بخصوص الدستور الجديد، خصوصاً في ما يتعلق بـ «علمانية الدولة»، لافتاً إلى أن هذا البند يأتي لأن «المجتمع السوري مجتمع تعددي، والعلمانية شرط ضروري لتقويته». وأوضح في هذا السياق، أن العلمانية كما تراها المنصة تعني: «فصل جهاز الدولة عن المؤسسات الدينية». وأكد على ضرورة أن «ينص الدستور الجديد على وجوب منح البرلمان الثقة للحكومة وليس فقط حجبها». وكذلك أن يجري إعادة النظر في نظام الانتخابات ليصبح أكثر عدلاً وتمثيلاً. كما تطرق إلى مدة الولاية الرئاسية، داعياً إلى جعلها 5 سنوات بدلا من 7، فيما لم يبد اعتراضه على حق الرئيس في الترشح لولاية ثانية. وتحدث جميل، أيضاً، عن ضرورة إعادة النظر في صلاحيات المركز الذي يبتلع كل صلاحيات الأطراف حسب قوله، مشيراً في هذا السياق إلى صيغة أقرب إلى «اللامركزية الإدارية». وحول توسيع صلاحيات رئيس الوزراء، بين أن «الوزراء في سوريا موظفون كبار، ولابد من زيادة صلاحياتهم لتنفيذ السياسة العامة للدولة». أما في ما يخص الأجهزة الأمنية، فأكد أن «من الضروري إعادة النظر في تركيبتها وبنيتها وتحديد مرجعياتها القانونية كوزارة الداخلية وغيرها». وبالنسبة للجيش، شدد جميل على «تقويته وإصلاحه وتقوية إمكانياته الدفاعية»، لافتاً إلى «دمج الضباط المنشقين وأيضا العناصر المسلحة، في بنية الدولة، جيش وشرطة وسواهما». ومن المقرر، أن يلتقي جميل، اليوم الجمعة، وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف للاطلاع منه، كما قال على «نتائج محادثات الأستانة والتحضير لمباحثات جنيف التي ستجري الشهر المقبل». ورفض القيادي المعارض، التفسير الذي يقول أن الأستانة نسفت جنيف، مشيراً إلى أن ما حصل هو العكس حيث «فتحت الطريق على نجاح جنيف». وكان موفد الرئيس الروسي إلى أستانة الكسندر لافرنتييف أكد «إننا قدمنا للمعارضة نسخة عن مسودة دستور لسوريا اعدها خبراء روس من اجل تسريع العملية»، فيما أشار مصدر في المعارضة السورية إلى أن «الروس وضعوا المسودة على الطاولة»، وأضاف: «لكننا لم نأخذها حتى. قلنا لهم اننا نرفض مناقشة هذا». وكانت صحيفة «أر بي سي» الروسية قد كشفت بعضا من بنود الدستور السوري، مشيرة إلى 27 تعديلاً دستورياً تقضي بالإبقاء على سوريا دولة موحدة بحكومة مركزية، مع حكم ذاتي للأكراد. وتتيح التعديلات أيضاً، وفق الصحيفة، إنشاء مناطق حكم ذاتي أخرى للأٌقليات في سوريا. وتقترح ولاية رئاسية من سبع سنوات، ومنع الترشح لولايات متتالية. كما تُحذف المادة الثالثة من الدستور التي تعتبر الشريعة إحدى مصادر التشريع. وحول البرلمان، تقترح التعديلات تشكيل غرفتين، يكون مجلس الشعب إحداها، وهي تعزز صلاحياته، بحيث يتولى إعلان الحرب وتعيين أعضاء المحكمة الدستورية وتنحية رئيس الجمهورية وتعيين حاكم المصرف المركزي. وحسب المسودة فإن تغيير حدود الدولة ممكن عبر الاستفتاء العام. وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، حول مشروع الدستور السوري، بأن السوريين يقررون كل شيء، وروسيا تتمسك بالموقف الداعي إلى وحدة سوريا العلمانية. ونقلت وكالة الانباء الروسية «سبوتنيك» عن زاخاروفا، قولها خلال مؤتمر صحافي عقدته في موسكو امس الخميس، إنه من الضروري الحفاظ على التقدم الذي تم إحرازه خلال محادثات أستانة حول التسوية السورية. وقالت زاخاروفا «عليهم أن يتحاورا وأن يبدوا وجهات نظرهم ويطرحوا أفكارهم… هذه نقطة انطـلاق مهمة جـداً». وعن اللقاء المقرر اليوم بين وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ووفد المعارضة السورية في موسكو، قالت زاخاروفا: «لن يملي أحد عليهم شيئا، بما في ذلك مشروع دستور سوري جديد. وإذا أرادوا طرح الأسئلة لا مانع لدينا، المهم هو الحفاظ على ما تم الاتفاق عليه خلال محادثات أستانة والعمل على توطيده. نحن نعمل بشكل متواصل مع المعارضة السورية، ولم تنقطع علاقاتنا معهم أبداً». وأضافت تعليقاً على رد الفعل على مشروع الدستور السوري الذي أعدته روسيا، أن هذا المشروع هو عبارة عن مجموعة أفكار ونقطة انطلاق للنقاش. وقالت زاخاروفا «لا شيء حتى الآن سوى التسريبات. هذا بالتأكيد ليس إجباراً وليست خطة عمل ثابتة. إنها مجموعة أفكار وخيارات، لكي يبدأ الحديث عن هذا الموضوع… إنها نقطة ما لإطلاق النقاش لتركيز انتباههم (السوريين) وجهدهم على مناقشة مشروع مستقبل بلادهم بدلاً من الأحاديث الفارغة». الى ذلك اعلن حزب الاتحاد الديمقراطي أبرز فصيل كردي معارض في سوريا الجمعة تلقيه دعوة للقاء وزير الخارجية الروسي لافروف في موسكو بعد ان كانت تركيا عارضت بشدة حضوره محادثات السلام في استانة. وقال مسؤول آخر في الحزب هو عبد السلام علي لوكالة الانباء الروسية «ريا نوفوستـي» ان «ممثـلنا سيأتي من فرنسا»، موضحاً انه «يمكن ان يشارك» شخصياً ايـضاً. واضاف «نريد ان نناقش المحادثات التي جرت في استانا ومشاركة ممثلين لحزب الاتحاد الديمقراطي في جنيف». وصرح لافروف الخميس ان آفاق التوصل إلى حل للنزاع في سوريا «جيدة» بفضل المحادثات في استانة شرط ان نواصل «العمل والعمل ايضاً»، حسبما نقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي». قدري جميل يكشف لـ «القدس العربي» اقتراحات «منصة موسكو» للدستور السوري الجديد يلتقي لافروف اليوم للاطلاع على نتائج الأستانة |
دونالد ترامب مرسل من أجل انبعاث إسرائيل Posted: 26 Jan 2017 02:23 PM PST كان يبدو دائما أنه في المعسكر الإيماني القومي المتطرف هناك شعور بالالحاح الكبير. دائما كان النفتاليون والاريئيليون يحاولون اختصار العمليات وفرض الحقائق على الأرض وخلق الحصانة في وجه المعارضين في الداخل والخارج. إنهم جنود أوفياء في جيش ايمان كبير يقوده الحاخامات الذين يحركهم المنطق الالهي حول انبعاث شعب إسرائيل في ارضه. هؤلاء لم يقبلوا أبدا قوانين الصهيونية العلمانية التي سعت إلى اقامة دولة يهودية ديمقراطية. هؤلاء الحاخامات يؤمنون بأن الدولة ليست إلا مرحلة في عملية الانبعاث التاريخي التي لا يمكن منعها. هذه العملية ستؤدي إلى سيادة كاملة لشعب إسرائيل في بلاده، وفي نهاية المطاف إلى ازالة ما يسمونه قبة الصخرة وبناء الهيكل مكانها. من كتاب حغاي سيغل «تاريخ الخلايا السرية اليهودية» نعرف أن الكاتب شبتاي بن دوف همس بأذن أحد اعضاء الخلايا السرية وهو يهودا عصيون، قائلا «اذا أردت فعل شيء يحل كل مشاكل إسرائيل، عليه القيام بهذا العمل». والعمل هو ازالة قبة الصخرة. بن دوف الذي كان من المؤثرين على فكر غوش ايمونيم كتب قبل العام 1967 أنه «عندما تكون إسرائيل الأبدية حقيقة… ستحدث عندنا صحوة تحرر الحرم من الذئاب المتوحشة وسيتم بناء مملكة إسرائيل». أحد طلابه في حينه ذهب للتشاور حول مسألة ازالة قبة الصخرة مع الحاخام تسفي يهودا كوك، وأظهر له بحركة يد كيف يمكن محو القبة. وأجاب الحاخام اجابة متملصة، لكنه لم يقل أي شيء يمكن تفسيره كرفض للفكرة. مرت سنون كثيرة، واعتقدنا جميعنا أن فكرة ازالة قبة الصخرة هي مسألة افراد منبوذين، لأن الموضوع لم يكن في اساس النقاش القومي، لكن برنامج العمل اليومي لم يهمل الايمان القوي في عملية الانبعاث. لا أعتقد أن جلعاد اردان واوفير ايكونس يعرفون أنهم يقومون بعمل ليس من اجلهم. إنهم يقومون بخطوات صغيرة لكنهم لا يرون الصورة كاملة. وعندما يسألون حول جوهر الترتيب المطلوب، يملأون فمهم بالماء. ليست لديهم اجابة على التناقض الذي سينشأ بين اليهودية والديمقراطية عند ضم المناطق. يوجد للحاخام دوف ليئور تفسير، وكذلك لمؤيديه في الكنيست. إنهم يستخفون بالاستقامة السياسية وبأهمية الديمقراطية، وهم يؤمنون أن عملية انبعاث شعب إسرائيل في بلاده يجب أن تتم، وأننا طردنا من بلادنا لأننا تملصنا من إرث الاجيال. عندها جاء دونالد ترامب، لقد جاء من عمق الواقع الأمريكي لبرامج الواقع، مع الايمان بأن الشعبوية هي واقعية، وبأن الكذب هو حقيقة. ولكن في المعسكر الايماني، ترامب هو رسول الله. رابين وشارون وبوش وأوباما أقاموا الحواجز في طريق الانبعاث، وترامب أُرسل لازالتها. الجميع يعرفون من هو ترامب، ولا أعتقد أنه يوجد شخص واحد غير محرج. لكن تأييده سيزداد لأن الحاخامات يعتقدون أنه سيؤثر على تشكيل صورة إسرائيل كما يريد الله. ترامب لم يقل كلمته بعد. وليس معروفا إذا كان سيتجند مع القائلين «اليهود أولا»، «إسرائيل أولا». ليس واضحا إذا كان ترامب يؤمن باله آخر. ولكن مهم أن نفهم أن الشخصية الغريبة للرئيس المنتخب تملأ البطاريات لحركة واسعة تؤمن باقتراب الانبعاث وتقول الآن: «معاليه ادوميم أولا». عوزي برعام هآرتس 26/1/2017 دونالد ترامب مرسل من أجل انبعاث إسرائيل صحف عبرية |
السيسي يحيل 19 وكيلاً في المخابرات للتقاعد Posted: 26 Jan 2017 02:23 PM PST القاهرة ـ «القدس العربي»: أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا جمهورياً رقم 29 لسنة 2017 بإحالة 19 من وكلاء جهاز المخابرات العامة إلى المعاش بناءً على طلبهم. والمحالون هم وائل محمد عبد الغني الصفتي وهاني حسن كاظم صفوت وعمرو محمد عبد الحميد وعلاء الدين أحمد عامر وخالد محمود مختار كمالي وأسامة محمود ابراهيم وأيمن أحمد القاضي وخالد حسن عبد الفتاح وحمزة عبد الحفيظ درويش وسعيد محمود شاهين ومحمد مصطفى كمال دسوقي ووائل محمد فريد وعلاء عِوَض سالم ماضي وزكي السيد العربي حبيشي وطارق حسين بكري عبدالعال ويارب ابراهيم العرابي ومحمد وفيق جمال الدين زكي ومحمد يحيى ابراهيم الدرعي وياسر خالد محمد الغزاوي. وتعد هذه المرة السادسة لإحالة وكلاء في جهاز المخابرات العامة المصرية للمعاش منذ تولى السيسي السلطة في حزيران/ يونيو 2014، ليرتفع بذلك العدد إلى 71 وكيلاً. فقد تمت إحالة 14 وكيلاً للتقاعد في تموز/ يوليو 2014، ثم أحيل 11 آخرون في 18 يونيو 2015. وفي كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه تمت إحالة 10 وكلاء للتقاعد. وفي يوليو 2016 خرج 17 وكيلا من الخدمة وأخيراً، أمس، تمت إحالة 19 وكيلا من الجهاز للمعاش. يذكر ان اللواء محمد فريد تهامي، أقيل من رئاسة جهاز المخابرات العامة في 21 ديسمبر لعام 2014 وهو الذي كلف بالمنصب خلفا للواء محمد رأفت شحاتة في 5 يوليو 2013 من قبل الرئيس السابق عدلي منصور، ثم تولى اللواء خالد فوزي رئاسة الجهاز منذ 21 ديسمبر وحتى الآن. ويعد فوزي الرئيس الثاني لجهاز المخابرات العامة من أبنائه منذ تأسيس الجهاز في خمسينيات القرن الماضي، وكان الرئيس الأول من أبناء الجهاز هو اللواء رأفت شحاتة. وقال أحمد البحيري، مسؤول ملف الأمن في المركز الإقليمي للدراسات السياسية الاستراتيجية، تعليقاً على للقرار، في حديث لـ» القدس العربي» : «مبدئيا القانون 100 لسنة 1971 والذي ينص على تبعية جهاز المخابرات العامة لرئاسة الجمهورية مباشرة وبناء عليه فطلبات الاستقالة أو التنقلات أو الإقالة لا بد أن تتم بقرار جمهوري من قبل رئيس الجمهورية، بالإضافة إلى أنه توجد نشرتان دوريتان إحداهما رئيسية والأخرى فرعية لكل الأجهزة الأمنية، الجيش والشرطة والمخابرات العامة، وتتم إجراءات النقل للمعاش أو التنقلات في إحدى النشرتين سواء الرئيسية في يوليو أو الفرعية في يناير، وبناء عليه فالقرار الصادر اليوم هو إجراء طبيعي في نشرة عادية». أما عن أسباب الإحالة للتقاعد أوضح البحيري: «هناك ثلاثة احتمالات، الأول، أن يكون الأفراد المحالون للمعاش قد وصلوا لسن المعاش بالفعل، الثاني أن تكون أسباب نابعة من داخل الجهاز بمعنى طلب تسوية المعاش من قبل بعض الوكلاء قبل بلوغهم سن التقاعد. أما الثالث فهو أن تكون الإقالة طبقا لتقييم الأداء الذي يتم كل فترة داخل الجهاز، ويتم نقل البعض لوظائف إدارية بوزارات إذا كان السبب مرضيا، ويتم إحالة البعض للمعاش إذا كان السبب مرتبطا بسوء الأداء». السيسي يحيل 19 وكيلاً في المخابرات للتقاعد ناصر عبد الحميد |
مؤتمر الأستانة… شرعيون وقادة في الثورة السورية بين مؤيد ومعارض Posted: 26 Jan 2017 02:22 PM PST إدلب ـ «القدس العربي»: أحدث مؤتمر الأستانة، الذي عقد يوم الاثنين الفائت، جدلاً واسعاً، في أوساط المعارضة بين مؤيد للمشاركة فيه، وآخر معارض له، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أخذ بعداً آخر كـ»التخوين» و»الاتهامات» المتبادلة. الشيخ عبد الرزاق المهدي الشرعي والقاضي في الثورة السورية قال لـ «القدس العربي» حول المشاركة في مؤتمر الأستانة «الذهاب للأستانة أو أي مكان للتفاوض مع العدو، إذا كان مفيدًا فلا مانع منه، أما الذهاب للأستانة دون وجود أوراق ضغط لدى المعارضة على النظام والروس فلا فائدة منه، فكان ينبغي عدم الذهاب له ونحن في حالة ضعف، فالروس دعوا لهذا المؤتمر بعد سقوط حلب، فحال المعارضة التي ذهبت للأستانة ـ كساعٍ للهيجا بلا سلاح ـ ونحن نحسن الظن بمن ذهب بأنه يريد أن يحقق شيئاً لكن لن يحققه أبداً بل حصل له العكس». معتبراً أنه لا فائدة من التفاوض مع النظام وقال «التفاوض مع النظام مضيعة للوقت، فهذا النظام لا يفهم سوى لغة القوة، فعندما نهزمه بالسلاح يقبل التفاوض معنا، علماً أنه لا يملك من أمره شئياً». وحول الموقف الشرعي من التفاوض يقول الشيخ المهدي «التفاوض مع العدو جائز شرعاً لكن بشروط وهي تغليب المصالح على المفاسد، وأن تكون قوياً لكي تجبر العدو على ما تريد». وعن الضمانة الروسية لهذه المفاوضات والهدن يقول المهدي «الذي تريده روسيا من هذه المحادثات والهدن أن يوقع الثوار على الاستسلام، لأن روسيا هي من يقوم بالخروقات، وهي من تقصف على الرغم من أنها أعلنت هدنة، فالروس هم أنفسهم من يدعم ويمهد للنظام في وادي بردى والغوطة الشرقية، فهدف الروس هو تحييد فصائل الشمال لكي ينفرد النظام بمحيط دمشق، روسيا هي المجرم الحقيقي وهي من يقتل أهل الشام». ويدعو المهدي للقتال واتباع حرب العصابات في ظل التدخل الروسي قائلاً «لا بأس بالتفاوض لكن لا يجب الاعتماد عليه وعلى قراراته الركيكة، ولا بد من قوة السلاح، وعلى الثوار الإعداد للقتال واتباع حرب العصابات، حيث اعتاد الثوار سابقاً الاعتماد على حرب الجيوش، لكن بعد التدخل الروسي اختلف الأمر، فلا بد من ضرب النظام في عمقه في الساحل ودمشق، وعلى الثوار اتباع أساليب متنوعة في قتال النظام من خلال الضربات النوعية التي تؤثر في النظام وغير مكلفة للثوار». وعما أحدثه مؤتمر الأستانة من خلافات بين الفصائل يقول المهدي «ذهاب بعض الفصائل دون البعض زاد التفرق، لذلك «فتح الشام» وبعض الفصائل كانت منزعجة وظنت ببعض من شارك سراً، واعتقدت أنه وقع على التعاون مع الروس من توصيل أخبار للطيران الروسي وما أشبه ذلك، لكني أنفي ذلك واستبعد أن من ذهب يخون أهله وشعبه، فكان يجب أن يكون هناك اتفاق وتفاهم بين الذاهبين والذين رفضوا المشاركة لكي يمكن التغلب على هذا الظن». وفي هذا الصدد يقول القيادي أبو دجانة الحلبي وهو قيادي في احد الفصائل التي رفضت المشاركة في الأستانة لـ «القدس العربي»، «كيف يمكن لعاقل أن يثق بمن يقتله أن يكون ضامناً له، فروسيا هي التي تقصف وتقتل كيف تكون ضامنة، ثم إن هذا المؤتمر هو يريد تبسيط القضية التي نقاتل من أجلها كما تريد هذه الدول المشاركة والتي تضغط على الفصائل تريد جعل معاناة أهل الشام ورقة مقايضة ومساومات بينها». مؤكداً «أن الذهاب للأستانة عمّق من الخلافات بين الفصائل على اعتبار أن الذين ذهبوا جعلوا من أنفسهم أوصياء على دماء الشعب السوري التي لا تزال تنزف». ويشير القيادي إلى «أنه تبين في الأخير أن المشاركة في الأستانة هي لتثبيت هدنة من طرف واحد فقط، أي أن النظام والروس يقصفون في كل المناطق وعلى الفصائل احترام هذه الهدنة، هذه إحدى تداعيات الأستانة، ثم يقول البعض ماذا نخسر، هذه كلها خسائر أن تجعل من الذي يقاتلك ويقصف شعبك أميناً وضامناً، ومن الخسائر أيضاً التصنيفات للفصائل حيث يتم تصنيفهم إلى قابلين بالحل السياسي وآخرين متمردين عليه». وأيضا يقول القيادي المقرب من «جبهة فتح الشام» أبو عبد الله عزام لـ «القدس العربي» إن «موقف فتح الشام من هذه المؤتمرات معروف، ولا يختلف عن موقفها أغلب أهل الشام من أن هذه المفاوضات تعطي النظام وحلفاءه مزيداً من الشرعنة لقتل أهل الشام، وتجعل من النظام داعية سلام فهذه كل التجارب أمامنا من جينيف 1 إلى جينف 2 مروراً بمؤتمر الرياض وآخرها الأستانة، ماذا فعلت هذه المؤتمرات لأهل الشام غير تجميد الأعمال العسكرية، وتثبيت الهدن، ومزيد من المصالحات مع النظام وأيضاً دجنت الكثير من أهل السلاح وجمدت جبهات كاملة». ويضيف القيادي «سقوط حلب كان مقدمة لهذه التسويات المذلة التي لا تُرجِع حقاً، وهذا المؤتمر تراه جبهة فتح الشام، أنه يثبت هدنة مع النظام ويفتح مجالاً لقتال الجبهة، ولذا تسعى الجبهة لتفشيل مقررات هذا المؤتمر بالطرق التي تمنعه». مؤتمر الأستانة… شرعيون وقادة في الثورة السورية بين مؤيد ومعارض سلطان الكنج |
تعديلات أمريكية على خطة الهجوم سرّعت بتحرير شرق الموصل Posted: 26 Jan 2017 02:22 PM PST الموصل ـ «القدس العربي»: عوامل عديدة ساعدت في تسريع استعادة أحياء الجانب الأيسر من مدينة الموصل، من قبضة «الدولة الإسلامية»، بينها تقليل قدرات التنظيم على تسيير السيارات المفخخة. ويرى ضابط عراقي كبير، رفض الكشف عن اسمه، لـ«القدس العربي» أن الأمريكيين «امتعضوا كثيرا من الارباك في تنفيذ خطة استعادة الموصل التي كان مقررا انجازها قبل تسليم الرئيس الأمريكي باراك أوباما السلطة للرئيس الجديد دونالد ترامب». وأضاف: «منذ بداية الأسبوع الثاني من هذا الشهر، تبنت القيادات الأمريكية إعادة النظر في الخطة العسكرية وادخلت عليها تعديلات جوهرية». وأوضح أن «الأمريكيين وجدوا ان من أهم عوامل عرقلة نجاح القوات العراقية في استعادة الأحياء الشرقية للمدينة يعود إلى كثافة استخدام تنظيم الدولة للسيارات المفخخة، وهو امر دعا إلى تنفيذ ضربات جوية استهدفت جميع جسور المدينة الخمسة التي تربط بين جانبي المدينة». وأشار إلى أن «الأمريكيين ومن معهم من القيادات العراقية توصلوا إلى معلومات مهمة بالتعاون مع مواطنين من المدينة، كشفوا عن مواقع يستخدمها التنظيم في تجهيز السيارات والعجلات وتفخيخها في الأحياء الغربية من المدينة، وان معظم هذه العجلات تعبر من الجانب الأيمن إلى الجانب الايسر مستخدمة تلك الجسور». وأكد الضابط العراقي أن «من بين أهم التعديلات على الخطة الأمريكية كان الاندفاع والتوغل بسلوك الطرق الرئيسية وصولا إلى ضفة النهر دون اقتحام الأحياء لقطع الامدادات عنها وبالتالي وقوعها ضمن دائرة حصار القوات العراقية». وأكد أن هذه الخطة «عززت من تقليل قدرات تنظيم داعش على تسيير العجلات المفخخة التي كانت تباغت تجمعات آليات وافراد القوات العراقية وتلحق بهم خسائر مهمة»، مشيراً إلى أن الأمريكيين «وافقوا على دخول مقاتلي عصائب اهل الحق ومشاركتهم بالقتال كقوة اسناد للفرقة التاسعة وقوات مكافحة الإرهاب». ومع محاصرة أحياء التنظيم، كانت قوات التحالف «توفر غطاء جوياً بشكل مستمر مع مراقبة جوية وعمليات استطلاع أرضية بعضها خلف خطوط العدو لرصد تحركات افراد وآليات التنظيم الذي تراجعت قدراته الدفاعية بشكل واضح». وكشف الضابط العراقي أن «عصائب أهل الحق ومنظمة بدر وبموافقة القيادات الأمريكية استلموا الملف الأمني بالأحياء الشرقية من الموصل بالتنسيق مع مستشار الأمن الوطني لإتاحة الفرصة لقوات الفرقة الذهبية لإعادة ترتيب أوضاعها استعدادا لعمليات اقتحام الأحياء الغربية من مدينة الموصل». وأعلنت الحكومة العراقية، الاثنين، تحرير كامل الأحياء الشرقية من مدينة الموصل. ومن المتوقع، حسب مراقبين، أن تشهد الأحياء الغربية من مدينة الموصل معارك عنيفة لتوقعات مسؤولين عراقيين قالوا إن هذه المعركة ستكون أقل صعوبة من معركة الأحياء الشرقية. وتضم الأحياء الغربية من مدينة الموصل المعروفة باسم الساحل الأيمن معاقل التنظيم الرئيسية. وتحتوي على مؤسسات حكومية مثل مبنى المحافظة ومجلس المحافظة ومطار الموصل. تعديلات أمريكية على خطة الهجوم سرّعت بتحرير شرق الموصل رائد الحامد ووائل عصام |
الجيش اليمني يسيطر على معسكر اللواء 170 دفاع جوي في المخا Posted: 26 Jan 2017 02:21 PM PST تعز ـ «القدس العربي»: ذكرت مصادر محلية ان القوات الحكومية والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي تمكنت أمس من السيطرة على معكسر قوات اللواء الـ170 دفاع جوي، بالقرب من مدينة المخاء، فيما قررت القوات الحكومية أيضا إلغاء تسمية فصائل المقاومة في تعز، تمهيدا لإدماجها في قوات الجيش وتوحيد القيادة العسكرية. وقالت هذه المصادر ان القوات الحكومية المسنودة بقوات المقاومة الشعبية تمكنت من السيطرة على معسكر اللواء 170 دفاع جوي، شرقي مدينة المخا التابعة لمحافظة تعز، غربي اليمن. وأوضحت أن القوات الحكومية والمقاومة الشعبية تواصل تقدماتها العسكرية على الشريط الساحلي الغربي لليمن في محيط مدينة المخا بالتزامن مع تقدم مماثل نحو مفرق المخا الذي يقع فيه أهم معسكرات القوات الموالية للرئيس السابق علي صالح والحوثيين وهو معسكر خالد بن الوليد، والذي يحتضن أكبر قوة للقوات الانقلابية في المنطقة. وتحدثت مصادر عسكرية لـ«القدس العربي» عن «احتمالات سيطرة القوات الحكومية على معسكر خالد بن الوليد في أي لحظة مع تشديد الحصار من كل الجوانب، وأن المعركة المقبلة للقوات الحكومية هي معركة السيطرة على معسكر خالد بن الوليد الذي سيشكل السيطرة عليه انهيارا كبيرا للقوات الانقلابية في محافظة تعز». وأوضحت أن «السيطرة على معسكر خالد بن الوليد سيفتح الطريق الرئيس بين مدينة تعز وميناء المخا، والذي يعني قطع الامداد العكسري للقوات الانقلابية من قبل محافظة الحديدة وأيضا من جهة البحر، حيث كانت القوات الانقلابية ممثلة بالحوثيين وقوات صالح تستخدم ميناء المخا مصدرا رئيسيا لتهريب الأسلحة والممنوعات لتعزيز موقعها العسكري وتمويل جبهات القتال التي تخوضها في محافظة تعز منذ قرابة العامين». وأشارت المصادر أن كافة التحركات العسكرية الميدانية للقوات الحكومية على الأرض، تتم بغطاء جوي من قبل قوات التحالف العربي بالإضافة إلى الدعم العسكري الميداني بمعدات عسكرية ثقيلة نوعية وحديثة. وذكرت أن القوات الحكومية ضاعفت هجومها على مواقع القوات الانقلابية في جبل الصيبارة والشقيراء في بلدة الوازعية، بالتزامن مع غارات جوية لقوات التحالف العربي. في غضون ذلك ذكرت مصادر رسمية أن اجتماعا للقيادات الأمنية والعسكرية والسلطة المحلية في محافظة تعز انعقد أمس وأقر إلغاء تسمية فصائل المقاومة الشعبية في تعز، في خطوة لإدماجها تحت مظلة السلطة المحلية وتوحيد قيادتها وعملياتها العسكرية في محافظة تعز، درءا للاختلافات التي قد تطرأ بينها بين الحين والآخر حول بعض القضايا المحلية. وقالت أن الاجتماع الحكومي في تعز أقر تسليم قلعة القاهرة التاريخية ومقر جهاز الأمن السياسي (المخابرات) لعمليات محور تعز التابعة للجيش الوطني وسحب هذه المواقع الحكومية من سيطرة فصائل المقاومة عليها. وأشارت إلى أن الاجتماع الحكومي الذي انعقد أمس برئاسة قائد محور تعز اللواء خالد فاضل وضم أعضاء اللجنة الأمنية والعسكرية، القضايا الملحّة المرتبطة بالجانب الأمني في مدينة تعز وفي مقدمة ذلك إلغاء مسميات الفصائل، الذي كانت مطلبا ملحّا خلال اجتماعات سابقة. وأقر الاجتماع بعض الإجراءات لترتيب الأوضاع الأمنية والعسكرية في مدينة تعز لخلق حالة من الاستقرار الأمني والعسكري فيها تحت قيادة موحدة، لإنهاء اي نزاعات قد تحصل بين الحين والآخر حيال بعض الترتيبات الأمنية أو العسكرية، إثر تعدد فصائل قوات المقاومة. وجاء هذا القرار الحكومي بعد أن شهدت مدينة تعز الثلاثاء الماضي أعمال عنف بين عناصر مسلحة خارجة على القانون وقوات تابعة لإحدى فصائل المقاومة، أعقبها قيام الأخيرة باقتحام مقار الأجهزة أمنية والإستيلاء عليها للمطالبة بتسليم مطلوبين لها. الجيش اليمني يسيطر على معسكر اللواء 170 دفاع جوي في المخا خالد الحمادي |
تونس: «هيئة الحقيقة والكرامة» تسلط الضوء على «الخميس الأسود» Posted: 26 Jan 2017 02:21 PM PST تونس – «القدس العربي»: عقدت هيئة «الحقيقة والكرامة» التونسية الخميس جلسة استماع علنية خاصة لتسليط الضوء على ما يسمى بـ«الخميس الأسود» والذي يعتبر إحدى الفترات «المظلمة» من حكم الرئيس السابق الحبيب بورقيبة. وتتزامن الجلسة مع الذكرى التاسعة والثلاثين لأحداث «الخميس الأسود» والذي يعتبر مرحلة مفصلية في تاريخ تونس، حيث شهدت بداية الصدام بين اتحاد الشغل ونظام الحبيب بورقيبة، حيث سيتم الاستماع إلى شهادات عدد من النقابيين التونسيين حول الانتهاكات والتعذيب الممارس ضدهم من قبل نظام بورقيبة. وتعود هذه الأحداث إلى السادس والعشرين من شهر كانون الثاني/يناير عام 1978، حيث قرر اتحاد الشغل الإضراب العام في البلاد وهو ما شكل بداية تصدع العلاقة مع نظام بورقيبة والحزب الدستوري الحاكم آنذاك، حيث عمت البلاد تظاهرات تحمل مطالب سياسية ونقابية عدة، واجهها نظام بورقيبة بالخيار الأمني، وخاصة بعد إقالة وزير الداخلية آنذاك الطاهر بلخوجة المعروف بعدم ميله إلى الحل الأمني وتعيين وزير الدفاع عبد الله فرحات مكانه مما ساهم في اشتعال الوضع أكثر ونزول الجيش لأول مرة إلى الشوارع وانتشاره في العاصمة. وتؤكد تقارير مستقلة أن حوالي 400 قتيل سقطوا في الأحداث وجرح أكثر من ألف مواطن نتيجة المواجهات بين الجيش وبوليس بورقيبة من جهة والمتظاهرين من جهة أخرى، هذه الصراعات أدت إلى الاضطرابات الاجتماعية، في حين أقرت حكومة الهادي نويرة بسقوط 52 قتيلاً و365 جريحاً فقط. وما زال الغموض يحيط بتلك الفترة الهامة من تاريخ تونس، وتأمل هيئة «الحقيقة والكرامة» بتسليط الضوء على عدد التجاوزات القائمة آنذاك، حيث يتهم بعض النقابيين نظام بورقيبة باستهداف مقرات تحاد الشغل، واضطهاد قياداته والزج بهم في السجون بدون محاكمات عادلة، ما تسبب في وفاة البعض منهم تحت التعذيب، ومقتل آخرين بعد خروجهم من السجن. ويرى المؤرخ والباحث السياسي عبد اللطيف الحناشي أن الدولة التونسية حاولت من خلال الحكومة أو الحزب الواحد (خلال حكم بورقيبة) ترويض الاتحاد وقيادته، ونجحت في بعض الاحيان، ولكنها وجدت في أحيان أخرى معارضة لتوجهاتها، وشهدت العلاقات بين الجانبين فترات من الشد والجذب، ومن الانفراج والتوتر. ويضيف في قراءة قدمته مؤخراً لمسيرة العمل النقابي في تونس «بقي الامر على ذلك الحال إلى حدود سنة 1978، عند اندلاع الخلاف العميق بين الاتحاد، بقيادة الحبيب عاشور، وحكومة الهادي نويرة، مما أدى إلى اندلاع أحداث « الخميس الأسود» التي سقط فيها العشرات من الضحايا النقابيين في العاصمة وبقية المدن التونسية، بالإضافة إلى مئات من الجرحى، وتم على إثرها إعلان حالة الطوارئ، والزج بالقيادات المركزية والوسطى للاتحاد في السجن بعد مقاضاتهم في محاكمات وصفت بأنها صورية». وتتزامن الجلسة الحالية لهيئة «الحقيقة والكرامة» مع المؤتمر الثالث والعشرين لاتحاد الشغل، والذي يتزامن مع الذكرى الواحدة والسبعين لتأسيس الاتحاد، ويهدف إلى انتخاب قيادة جديدة للمنظمة الشغّيلة، مممثلة برئاسة الاتحاد وأعضاء المكتب التنفيذي. تونس: «هيئة الحقيقة والكرامة» تسلط الضوء على «الخميس الأسود» حسن سلمان |
تسريبات محاضر الحرب على غزة تعكس تخبط إسرائيل وسط استمرار التراشق بين يعلون وبينت Posted: 26 Jan 2017 02:20 PM PST الناصرة – القدس العربي»: تواصل أمس التراشق بين وزير الامن السابق موشيه يعلون وبين وزير التعليم الحالي نفتالي بينيت على خلفية الجدل حول المسؤولية عن فشل الحرب الأخيرة على غزة وبموازاة ذلك واصلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» نشر تسريبات من جلسات حكومة الاحتلال قبيل وخلال تلك الحرب. وقال يعلون انه يفاخر بما فعله كقائد في خرب صيف 2014 على قطاع غزة «الجرف الصامد»، زاعما ان النتائج تتحدث من تلقاء نفسها. وتابع مهاجما بينيت «لحسن الحظ ان القيادة خلال الجرف الصامد كانت في أيدينا انا ونتنياهو وغانتس. جيد اننا لم ننجر وراء الشعبوية الخطيرة لعدد من أعضاء المجلس الوزاري خلال الجرف الصامد. الصبيانية وعدم المسؤولية لديهم كانت ستبقي الجيش في غزة حتى اليوم». وبشأن تهديد الأنفاق قال يعلون إنه يتفهم الخوف من الأنفاق باعتباره «خوفا بدائيا»، موضحا أنه لا يستهتر بالشعور المخيف، لكن على القائد النظر الى الصورة الكبرى والاستراتيجية وعدم اتخاذ قرارات عينية تتعلق بفتحات الأنفاق». ودعا يعلون «كل المتحمسين والمسربين الى التوقف عن المس في الجيش». ورد بينت على الموضوع، ولكن هذه المرة بصورة أكثر ليونة فقال في مؤتمر السلطات المحلية والصندوق القومي لإسرائيل إن «المسألة ليس كيف علينا الاستعداد لتهديد الأنفاق الذي وصلناه دون ان نكون مستعدين له في الجرف الصامد، وإنما كيفية الاستعداد للمفاجأة الاستراتيجية القادمة. وتابع «علينا استخدام التقرير كأداة للتعلم والتصحيح وليس لقطع الرؤوس». تسريب جديدة من بروتوكولات المجلس الوزاري في هذا السياق تنشر صحيفة «يديعوت احرونوت» قسما آخر من النصوص التي تم تسريبها من بروتوكولات المجلس الوزاري خلال العدوان على غزة. ويكتب مراسل الصحيفة يوسي يهوشواع في مقدمته لها ان أعضاء المجلس الوزاري السياسي ـ الأمني، أداروا الحملة العسكرية في يوليو/ تموز 2014، من خلال اتهامات شديدة ونقاشات عاصفة ولسعات متبادلة. موضحا بلهجة نقدية أنه على هذه الشاكلة تم اتخاذ القرارات الحاسمة في تلك الأيام. وبعد نشر القسم الأول من نصوص تلك المحادثات يوم الثلاثاء الماضي في الصحيفة، التي عرضت قوة الصراع بين وزير الأمن في حينه، موشيه يعلون، ووزير الاقتصاد في حينه، بينت، كشفت أمس نصوص أخرى في مركزها المواجهة بين بينت ومن كان أكبر حليف له في تلك الحكومة لدى تشكيلها، وزير المالية في حينه، يئير لبيد. «نحن جاهزون مع مخططات» وفي جلسة الفاتح من تموز 2014 وبعد يوم واحد من العثور على جثث الفتية المستوطنين الثلاثة ساد التوتر جلسة المجلس الوزاري المصغر وقاد الى مواجهة بين يعلون وبينت، اتهم خلاله الثاني الاول قائلا: «الرد حتى الان ضعيفا ومزريا». وبعد يوم من ذلك، انضم وزير المالية، يئير لبيد الى المواجهة على خلفية تدخل بينت، وميله الى الخوض في التفاصيل العسكرية الميدانية. في تلك الأيام انتهج لبيد خطا حذرا ومكبوحا، ودعم بشكل دائم، تقريبا، المقترحات التي عرضها الجيش. ومن جانبه، مال بينت الى التوجه الهجومي، أيضا كرد على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة والتهديد الذي شكلته فتحات الأنفاق. وكانت هذه هي خلفية النقاش الذي وقع خلال الجلسة وبرز خلاله عدم التنسيق بين رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الامن يعلون في كل ما يتعلق بتهديد الأنفاق ومعارضة رئيس الأركان، في حينه بيني غانتس رئيس الاركان، لنشاط واسع في قطاع غزة. بينت: «اطالب بخطة بشأن فتحات الأنفاق». نتنياهو: «مشكلة الأنفاق جديدة ولا يوجد لدينا رد». يعلون: «نحن مستعدون مع مخططات». غانتس: «لا أرى ضرورة حتمية للعمل في غزة». لبيد (لبينت): «النقاش حول إلغاء الأنفاق لا يخص المجلس الوزاري – هذا ليس منتدى قادة الكتائب العسكرية». بينت: «هذا لا يتبع بتاتا لقادة الكتائب وانما للمجلس الوزاري». لبيد: «توقف عن اللعب مع الجنرالات». «عمليا لم ننتصر» وفي الخامس عشر من تموز 2014 وبعد اسبوع من بداية الحرب وقبل يومين من بدء العملية البرية في غزة تمحور النقاش في المجلس الوزاري حول وقف اطلاق النار – احد ست مرات تم فيها اعلان وقف إطلاق النار، بالإضافة الى عدة فترات هدنة– وفي نظرة الى ما قيل خلال النقاش، يتبين شكل تحليل اعضاء المجلس الوزاري وكبار المسؤولين اأامنيين لما حدث ميدانيا في تلك الايام الحاسمة، وتقييم غالبيتهم بأنه يمكن انهاء الحرب في ذلك اليوم. هكذا، على سبيل المثال، ادعى وزير الأمن يعلون أن قادة حماس يمكنهم تكرار كلمات الامين العام لحزب الله حسن نصر الله في نهاية حرب لبنان الثانية في صيف 2006: «لو كنت أعرف كيف سينتهي الأمر لما كنت قد دخلت اليه». بينت وليبرمان، عارضا وقف إطلاق النار عند تلك النقطة، بينما حتى الذين دعموا إطلاق النار ـ ومن بينهم وزير الاتصالات في حينه غلعاد اردان، ووزير العلوم في حينه يعقوب بيري طلبوا في المقابل الحصول على ضمانات تلغي تهديد الأنفاق وإطلاق القذائف. وكان أول المتحدثين رئيس قسم الاستخبارات العسكرية، في حينه افيف كوخابي، الذي يشغل اليوم منصب قائد المنطقة الشمالية، وسيتسلم قريبا منصب نائب رئيس الأركان. كوخابي: «هناك رغبة من قبل حماس لإنهاء التصعيد، هذا واضح». غانتس: « الإنجازات التي حققها الجيش الإسرائيلي ممتازة. الآن يتعين علينا أن نقرر ما إذا سنقبل بوقف إطلاق النار». يعلون: «يجب ان نقبل اقتراح وقف إطلاق النار. لو اجرت حماس تلخيصا، لكانت ستقول ما قاله نصر الله بعد الحرب". نتنياهو: «لقد انتصرنا، قتلنا منهم 180. يجب المطالبة بالتخلص من الأنفاق وإخراج الصواريخ». بيري: «أنا أؤيد وقف إطلاق النار، ولكن يجب التخلص من الأنفاق والصواريخ». بينت: «أنا أعارض – لم يتم تدمير الأنفاق، يجب تدميرها أولا». أردان: «أنا أؤيد، ولكن الضرر اصاب الردع الإسرائيلي – لأننا في الواقع لم ننتصر». ليبرمان (يعارض) «يجب اسقاط سلطة حماس». يعلون: «نحن نعيش بين فترات الهدوء، لا توجد ضربة واحدة حاسمة ـ هناك محفزات على وقف إطلاق النار، ويجب الاستفادة من ذلك». في نهاية النقاش، وبغالبية ستة مؤيدين ومعارضة اثنين، قرر المجلس الوزاري المصادقة على وقف إطلاق النار الذي صمد لخمس ساعات فقط واضطر أعضاء المجلس الوزاري في اليوم التالي الى إعادة تقييم الأوضاع، سوية مع الاستخبارات. وخلال هذا النقاش، أيضا قاد بينت الخط القتالي، ودخل في مواجهة مع وزير الأمن. كوخابي: «الباب لم يغلق بعد – إنهم لا يريدون التصعيد، وإنما تحسين الشروط». يعلون: «حماس لا تنوي خرق وقف اطلاق النار». بينت: «بالذات عندما يكونون محاصرين يجب ضربهم» يعلون: « «لقد تم ردعهم». وتخلص الصحيفة للاستنتاج بأن أسابيع الحرب الستة التي جاءت بعد ذلك، تدل على الإشكالية في قراءة نوايا حماس في تلك الأيام، على الأقل كما تم عرض هذه القراءة خلال ذلك النقاش، وهي تشير بذلك لصمود المقاومة الفلسطينية لأكثر من خمسين يوما في الحرب. تسريبات محاضر الحرب على غزة تعكس تخبط إسرائيل وسط استمرار التراشق بين يعلون وبينت وديع عواودة |
الجزائر: وزير الداخلية يعد بتنظيم انتخابات برلمانية حرة ونزيهة Posted: 26 Jan 2017 02:20 PM PST الجزائر – «القدس العربي»: وعد وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائري محمد بدوي بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة في الربيع المقبل، مؤكداً أن الدولة ستسخر كل الإمكانيات من أجل إجراء هذه الانتخابات في أفضل الظروف، من أجل ضمان الشفافية والنزاهة. وأضاف الوزير بدوي في تصريح إلى الصحافة على هامش جلسة لطرح الاسئلة الشفوية بالبرلمان أن الانتخابات المقبلة ستكون عرساً ديمقراطياً، مؤكداً أن كل الشروط ستكون متوفرة لتمكين المواطن من التعبير عن رأيه، واختيار ممثليه في البرلمان. وأوضح أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وفر كل الضمانات لإجراء الانتخابات المقبلة في أفضل الظروف، مشيراً إلى أن الإصلاحات السياسية التي شهدتها البلاد منذ 2011، والتي شملت تعديل كل القوانين المسيرة للحياة السياسية، مثل قانون الانتخابات، وقانون الأحزاب، قبل الوصول إلى التعديل الدستوري السنة الماضية وفرت مناخاً مناسباً لإجراء انتخابات حرة ونزيهة. وقال أن التعديل الدستوري نص على إنشاء هيئة عليا مستقلة لمراقبة الانتخابات، وهي الهيئة التي تم تنصيبها قبل أيام بحضور رئيسي البرلمان ورئيس الوزراء، والتي يرأسها الوزير والدبلوماسي السابق عبد الوهاب دربال المحسوب نوعاً ما على التيار الإسلامي، على اعتبار أنه كان قيادياً في حركة النهضة، قبل أن يتولى مسؤوليات عدة في الدولة، وذلك في أعقاب نكسة الحركة في انتخابات 2002، وإقدام الرئيس بوتفليقة على استدعاء بعض القياديين لتولي مناصب مسؤولية كنوع من التعويض على ما لحق قيادة الحزب التي انخرطت بقوة في مشروع الرئيس لإرساء مصالحة وطنية، وهو المشروع الذي لم يكن يحقق إجماعاً داخل النظام الحاكم. واعتبر الوزير أن هذه الهيئة المنصوص عليها دستوريا، والتي منحت صلاحيات واسعة في مراقبة العملية الانتخابية من بدايتها وحتى إعلان النتائج ستكون بمثابة ضامن إضافي لإجراء انتخابات برلمانية في أحسن الظروف. وتصطدم وعود وزير الداخلية بتحفظات أحزاب المعارضة، سواء تلك التي قررت المقاطعة أو تلك التي قررت أن تشارك، فالمقاطعون يرون أن السلطة لا تمتلك لا النية ولا الإرادة لإجراء انتخابات نزيهة، وأن الانتخابات المقبلة مجرد مسرحية معدة سلفاً، وأن النتائج محددة من الآن، لأن الأمر يتعلق بمجرد محاصصة، وأن حصة كل حزب معلومة، وبالتالي لا طائل من المشاركة في تلك الانتخابات. وحتى الأحزاب التي قررت أن تشارك مثل حزب العمال، يرهن هذا القرار بالتطورات التي ستعرفها البلاد خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، إذ أكدت زعيمة الحزب لويزة حنون أن حزبها أقر مبدأ المشاركة، لكن الباب يبقى مفتوحاً للانسحاب، إذا ما تأكد له أن الانتخابات ستدخل البلاد في حالة من الانهيار التام، وأنه إذا كانت وسيلة لإراقة الدماء، مثلما حدث سنة 1991، عندما قرر حزبها عدم المشاركة، لأن رائحة الدم كانت تنبعث من تلك الانتخابات، وللأسف فإن ما حدث بعد تلك الانتخابات من خراب ودمار وقتل أكد صحة موقف الحزب بعدم المشاركة في الانتخابات. الجزائر: وزير الداخلية يعد بتنظيم انتخابات برلمانية حرة ونزيهة |
سفير إيراني سابق: على روسيا أن تفهم أن الصداقة ليست إلى منتصف الطريق فقط Posted: 26 Jan 2017 02:19 PM PST لندن ـ «القدس العربي»: صرح السفير الإيراني السابق لدى إيطاليا وأفغانستان والعضو الأسبق في المجلس الأعلى للأمن القومي والفريق المفاوض النووي، أبو الفضل ظهره وند، أنه يجب على روسيا أن تفهم أن الصداقة ليست إلى منتصف الطريق فقط. وأشار ظهره وند خلال حديثه الخاص مع وكالة مهر للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية، إلى الموقف الروسي من الأزمة السورية، قائلاً إنه يجب على موسكو أن تفهم أنه لا يمكن لها أن تكون صديقاً إلى منتصف الطريق فقط. وشدد على أنه يجب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية إفهام الجانب الروسي بأنه لا يمكنه أن وضع طهران جانباً في الملف السوري في منتصف الطريق، وأنه على الروس أن يركزوا على اشتراكاتهم مع الإيرانيين. وأضاف «نظراً للظروف والأبعاد المعقدة والغامضة للأزمة السورية، يجب علينا أن نمتلك رؤية استراتيجية عميقة ونتبنى دبلوماسية فعالة تجاه الملف السوري، لأن الجانب المقابل يخطط لتفكيك سوريا أو في أدنى تقدير لفدرلتها. فهذا الأمر يتطلب أن نكون نحن وباقي حلفاء دمشق حذرين». وأوضح «الحل في سوريا لن يكون عملية سريعة بل سيستغرق وقتاً طويلاً، لهذا السبب ينبغي علينا أن نكون يقضين، والغرب يحاول تفكيك سوريا للحفاظ على رأس ماله في المنطقة أي مختلف الجماعات المسلحة التي يدعمها». وقال إنه بالنسبة لدول بمستوى إيران، فإن التعامل مع الروس يعتبر أمراً صعباً، لأن الروس تارةً ينسقون مع طهران على المستوى الاستراتيجي، وتارة أخرى يتركون طهران ويذهبون إلى تجاه آخر، مضيفاً أن موسكو تريد أن تلعب وتنسق مع واشنطن لكي ترى نفسها في ذلك المستوى. وأكد أنه لا يوجد شيء في العلاقات بين الدول اسمه الاعتماد المتقابل، بل الحكومات تعمل وفق مصالحها الاستراتيجية، وأن الروس ليسوا بمنأى عن ذلك. ولفت ظهره وند النظر إلى أن سمعة الأمريكيين والروس لدى الشعب الأفغاني سيئة للغاية، وأنه بإمكان إيران أن تلعب دوراً محورياً في أفغانستان لإيجاد الموضوعية والشرعية لسياسات هاتين الدوليتين هناك، وأنه بإمكان طهران توظيف ذلك في علاقاتها مع موسكو وواشنطن، مضيفاً أن إيران تستطيع أن تلعب الدور ذاته في العراق ولبنان وسوريا. وأشار إلى موضوع الأكراد قائلاً إن القضية الكردية تشكل الهاجس المشترك بالنسبة لإيران وتركيا والعراق وسوريا، وإنه يجب على هذه الدول أن تستعد لأزمة طويلة الأمد في هذه المناطق. واعتبر الدبلوماسي الإيراني الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنه الفرصة الأخيرة للولايات المتحدة لتفادي انهيارها من الداخل. سفير إيراني سابق: على روسيا أن تفهم أن الصداقة ليست إلى منتصف الطريق فقط محمد المذحجي |
محكمة غزة العسكرية تحكم على8 من فتح بتهمة «النيل من الوحدة الثورية» والحركة تصفها بـ «التعسفية» Posted: 26 Jan 2017 02:19 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: حكمت المحكمة العسكرية الخاصة التابعة لهيئة القضاء العسكري على ثمانية أشخاص أدينوا بتهمة «النيل من الوحدة الثورية»، بأحكام متفاوتة، فيما رفضت حركة فتح التي ينتمي لها هؤلاء هذه الأحكام، واعتبرتها «تعسفية وباطلة»، وأنها صدرت من محاكم مشكلة بطريقة «غير دستورية».ووفق المحكمة فإن المدانين الثمانية قدموا «معلومات فعلية» عن فصائل المقاومة وهيكلياتها وتحركاتها، حتى لحظة اعتقالهم. وفي تفاصيل الأحكام فقد قضت المحكمة بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة على كل من المدان الأول (م.ع) عسكري برتبة عقيد من جهاز الأمن الوقائي من مواليد عام 1967 والمدان الثاني (هـ.م) عسكري برتبة رائد ويعمل بجهاز الأمن الوقائي ومن مواليد عام 1972، وعلى المدان الثالث (س.ا) عسكري تفريغات 2005 ومن مواليد عام 1980م، بتهمة النيل من الوحدة الثورية خلافاً لنص المادة (178) من قانون العقوبات الثوري لعام 1979معطوفاً عليه المادة 124 من نفس القانون. كما حكمت على كل من المدان الرابع (ا.م) عسكري من مواليد 1973 برتبة مساعد أول، والمتهم الثامن (م.ا) عسكري من تفريغات 2005 ومن مواليد عام 1985 بالسجن 7 سنوات مع الأشغال الشاقة، بينما حكمت على المدان الخامس (ط.أ) عسكري من تفريغات 2005، ومن مواليد عام 1981بالأشغال الشاقة المؤقتة لمدة (15سنة). وحكمت أيضاً على المدان السادس (ش.أ)عسكري من تفريغات 2005 ومن مواليد عام 1982، والمدان السابع (ف.م) عسكري من تفريغات ومن مواليد 1986 بالسجن عشر سنوات مع الأشغال الشاقة المؤقتة بتهمة النيل من الوحدة الثورية خلافاً لنص المادة (178) من قانون العقوبات الثوري لعام 1979معطوفاً عليه المادة 124من نفس القانون. وأوضحت المحكمة أنه في نهاية عام 2014، كلف المدان الأول المدان الثاني بجمع معلومات أمنية عن قطاع غزة، وأنه وافق على ذلك، وكلف المدان الثاني كلاً من المدانين الثالث والرابع بتلك المهام وقاموا فعلاً بجمع المعلومات عن فصائل المقاومة وهيكلياتها ومعلومات عن الأنفاق، واستمروا في أعمالهم إلى أن تم القبض عليهم قاصدين من كل ذلك الإضرار بمصلحة الشعب وأمنه. ويتبع القضاء العسكري في غزة إلى وزارة الداخلية التي تديرها حركة حماس. لكن حركة فتح في القطاع رفضت هذه الأحكام ضد أعضائها الثمانية، ووصفتها بـ «الأحكام الجائرة». واعتبرت أن إجراءات وممارسات أجهزة أمن حماس «تعطي مؤشرات سلبية لمدى جدية حركة حماس في إنهاء الانقسام»، لافتا إلى أن هذه الإجراءات تؤكد أن حماس «تسعى إلى توتير الأجواء والعلاقات الوطنية». وأكدت أن ما وجه لهم عبارة عن «تهم باطلة ولا أساس لها من الصحة، في ظل غياب القانون ومحاكم مشكلة من حزب سياسي وبشكل غير دستوري». وشددت على أن الأحكام تعتبر «تعسفية وسياسية بامتياز، وتندرج في إطار الاعتقال السياسي»، لافتا إلى أنها تأتي في إطار «استمرار المناكفات من قبل حماس ضد أبناء شعبنا الفلسطيني». وطالبت الحركة بالإفراج الفوري عن كافة عناصر حركة فتح وكل المعتقلين السياسيين داخل سجون أمن غزة. كذلك قال الناطق باسم الحركة الدكتور فايز أبو عيطة، أن الأحكام تأتي في الوقت الذي تسعى فيه فتح لتحقيق المصالحة الوطنية، سيما بعد اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني في العاصمة اللبنانية بيروت، والتي اتفق خلالها على تحقيق الوحدة و إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية. واعتبر أبو عيطة أن ما صدر من أحكام تهدف لـ «ضرب جهود المصالحة والمبادرة الطيبة التي قدمتها فتح»، ودعا للإفراج الفوري عن معتقلي فتح الذين أمضوا سنوات طويلة في سجون حركة حماس في غزة. وكثيرا ما تتبادل حركتا فتح وحماس الاتهامات حول قيام أجهزة الأمن في الضفة الغربية وقطاع غزة بتنفيذ عمليات «اعتقال سياسي»، حيث يعد الملف من ضمن الملفات التي تطرح خلال مباحثات المصالحة التي تعقد بين الطرفين، وتسبب في مرات سابقة في تصاعد الخلاف بين الطرفين على نحو كبير. محكمة غزة العسكرية تحكم على8 من فتح بتهمة «النيل من الوحدة الثورية» والحركة تصفها بـ «التعسفية» جميعهم يعمل في أجهزة الأمن وأحدهم برتبة عقيد |
انتقادات للحكومة العراقية بعد منحها منفذا بحريا استراتيجيا للكويت Posted: 26 Jan 2017 02:19 PM PST بغداد ـ «القدس العربي»: قوبل قرار الحكومة العراقية، بمنح قناة خور عبد الله البحري «هدية اجبارية» إلى الكويت، ضمن التعويضات الكثيرة عن احتلالها من قبل النظام السابق عام 1990، بانتقادات شعبية ونيابية في العراق. فقد وافقت رئاسة مجلس النواب، أمس الخميس، على إدراج فقرة مناقشة قرار الحكومة، منح خور عبد الله، للكويت، على جدول أعمال جلسته في نفس اليوم، بناء على طلبات بعض النواب. وانتقدت النائبة عالية نصيف، تصويت مجلس الوزراء، على منح القناة للكويت وتخصيص 750 ألف دولار كتكاليف ترسيم الحدود البحرية مع الكويت، واصفة هذا الاجراء بأنه «خيانة للعراق وشعبه، لكون القناة عراقية صرفة». وأكدت نصيف في بيان لها، إن «القناة ليست ضمن القرارات الدولية، ومن يتعذر بهذا العذر الباطل فهو يحاول خداع الشعب العراقي، داعية الحكومة إلى كشف حقيقة ما فعلت للشعب وأسباب قيامها بالتصرف بأملاكه ومنحها إلى من ليس له حق بتملكه». ودعت الجماهير والناشطين والحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني إلى «التعبير عن رفضهم لهذا القرار المخزي والضغط على الحكومة للتراجع عنه والالتزام بالحفاظ على السيادة العراقية». كذلك اعتبر النائب عادل المنصوري، أن «منح قناة عبد الله إلى الكويت عن طريق التصويت في مجلس الوزراء خيانة كبيرة ومخالفة قانونية وانسانية وظلماً للعراقيين جميعا». ودعا في بيان، الحكومة العراقية إلى «مراجعة مخالفتها الكبيرة هذه خصوصا وانها لا تمتلك الحق في منح ما لا تملك»، مشدداً على أن «الاراضي والممتلكات العراقية من حق العراقيين جميعا ولا يحق لاي جهة حكومية التصرف بها او منحها واهدائها لدول الجوار». وكان مجلس الوزراء العراقي برئاسة حيدر العبادي، صوّت خلال جلسته يوم الثلاثاء الماضي، على تقديم خور عبدالله «هدية إجبارية» إلى الكويت، فضلا عن تخصيص 750 الف دولار كتكاليف ترسيم الحدود البحرية مع الكويت. وقد صوت المجلس بالإجماع عدا اعتراض الوزير قاسم الفهداوي وامتناع الوزير كاظم فنجان عن التصويت. ورفض الكثير من العراقيين في العاصمة بغداد في أحاديث متفرقة لـ«القدس العربي»، استمرار مسلسل التنازلات من قبل الحكومات العراقية للكويت، وعدم اعتراضها على القرارات المجحفة التي اصدرها مجلس الأمن ضد العراق بضغط من الولايات المتحدة. وتساءل العديد من العراقيين عن سبب خضوع الحكومة لشروط العقوبات الدولية مع زوال مبرراتها، وعدم إثارتها لمطالبة الكويت بتقديم التعويضات للعراق ايضاً، لمساهمتها المعروفة في احتلال القوات الأمريكية للعراق دون قرار دولي، والدمار الذي لحق به في كل الجوانب البشرية والمادية. وفي محاولة لامتصاص الانتقادات الموجهة للحكومة، أعلن مكتب العبادي، أن «تحديث إحداثيات الحدود العراقية – الكويتية لا تتضمن تغييراً في واقعها». وقال المتحدث باسم المكتب، سعد الحديثي في تصريح، إن «مجلس النواب صوت في الدورة السابقة بالموافقة في 22 آب/اغسطس عام 2013 على قانون تصديق الملاحة البحرية في خور عبد الله بين العراق والكويت، وإن مجلس الوزراء السابق صادق في 27 كانون الثاني/يناير 2014 على محضر اجتماع اللجنة العليا المشتركة العراقية – الكويتية». وأشار إلى أن «مجلس الوزراء الحالي أطلع على تقرير لوزارة الخارجية متعلق بتحديث احداثيات الحدود العراقية الكويتية وفق المقاييس العالمية أو ما يعرف بنظام (الجيوديسي) وهو نظام عالمي في تنظيم وتحديث الحدود بين البلدين». وأكد أن «هذا التحديث لا يتضمن تغييرا في واقع الحدود الحالية بين العراق والكويت، منوها إلى ان «مجلس الوزراء وجه بناءا على الالتزامات السابقة للحكومة العراقية باكمال الجهد الهندسي بتحديث الاحداثيات وفقا للمقاييس العالمية من تخصيصات وزارة النقل». وكان عدد من نواب محافظة البصرة المجاورة للكويت، وجهوا في إبريل/ نيسان 2015، اتهامات إلى الكويت بالسعي لمد حدودها على حساب الأراضي العراقية، ونهب نفط الحقول المشتركة، مطالبين بتشكيل كتلة برلمانية من نواب البصرة للدفاع عنها والمطالبة بحقوقها. ويشكل خور عبد الله، أهمية استراتيجية للعراق، لكونه يقع في شمال الخليج العربي ما بين جزيرتي بوبيان ووربة الكويتيتان وشبه جزيرة الفاو العراقية، ويتحكم بحركة السفن الداخلة والخارجة من الموانئ العراقية. ويمتد هذا الخور إلى داخل الأراضي العراقية مشكلا خور الزبير الذي يقع به ميناء أم قصر. وحسب مصادر، فإن «تقديم خور عبد الله (هدية) إلى الكويتيين، جاء وفق قرارات مجلس الأمن في العام 1993 التي اعترضت الحكومة العراقية آنذاك على نتائجها، لكن الحكومات بعد 2003، وافقت عليها. إضافة إلى اقتطاع مناطق عراقية اخرى وتسليمها إلى الكويت، مع استمرار العراق بتقديم التعويضات المالية للكويت، ضمن التعويضات التي فرضتها القرارات الدولية جراء احتلال العراق للكويت عام 1990، وسط اعتراضات شعبية وسياسية واسعة للاجحاف الذي لحق بالعراق وعجز الحكومات بعد 2003 عن حماية حقوق العراق. انتقادات للحكومة العراقية بعد منحها منفذا بحريا استراتيجيا للكويت |
رفض إطلاق السراح المؤقت لـ25 معتقلا في قضية «أكديم إزيك» Posted: 26 Jan 2017 02:18 PM PST الرباط – «القدس العربي»: قررت غرفة الجنايات الاستئنافية بملحقة محكمة الاستئناف في مدينة سلا، مساء الاربعاء، رفض طلبات السراح المؤقت لـ25 معتقلاً يؤيدون جبهة البوليساريو، متهمين على خلفية أحداث «أكديم إزيك» التي تقدم بها دفاعهم، وتأخير القضية إلى 13 آذار/ مارس المقبل لمواصلة النظر فيها. وقال نوفل البعمري من هيئة الدفاع عن الضحايا ان المحكمة اصدرت بعد 13 ساعة من انعقادها حكمها حول الدفوع الشكلية حيث ضمت البث في الدفع المتعلق بعدم الاختصاص إلى الموضوع واستدعاء شهود المتهمين واجراء خبرة طبية على المتهمين الذين ادعوا تعرضهم للتعذيب؛ و»هو قرار شجاع وجريء من طرف المحكمة؛ أعملت اتفاقية مناهضة التعذيب؛ وهو في عمقه يؤكد أن المغرب يتحول بعمق وأن بوابة القضاء مهمة في دعم الاصلاح». وأضاف «رغم أني أنوب على ذوي حقوق الضحايا إلا أن هذا القرار اعتبرته منصفاً للجميع رغم أنه في حال ثبوت تعرض المتهمين للتعذيب سيؤدي الى بطلان المحاضر». وزاد ان المحكمة استجابت لطلب دفاع المتهمين باستدعاء الضابطة القضائية المنجزة للمحضر؛ و»هو الطلب الذي ساندناه نحن كدفاع عن المطالبين بالحق المدني؛ لأننا اعتبرنا أن دفاعنا هو دفاع عن المحاكمة العادلة؛ وأن أسر الضحايا لا تحركها نوازع انتقامية؛ بل تسعى لمعرفة الحقيقة؛ ولإحقاقها العدالة؛ العدالة للجميع». وخلفت عملية تفكيك مخيم «اكديم ايزيك» الاحتجاجي، التي وقعت في شهري تشرين الاول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر 2010، 11 قتيلاً بين صفوف قوات الأمن من ضمنهم عنصر في الوقاية المدنية، وتم التمثيل والاساءة لجثثهم، إضافة إلى 70 جريحاً من بين أفراد هذه القوات وأربعة جرحى في صفوف المدنيين، كما خلفت الأحداث خسائر مادية كبيرة في المنشآت العمومية والممتلكات الخاصة. إحالة المتهمين للمحكمة العسكرية ونظراً لكون الضحايا عسكريين فقد تم تقديم المتهمين الى المحكمة العسكرية بالرباط التي أصدرت، في 17 شباط/ فبراير 2013، أحكاماً تراوحت بين السجن المؤبد و30 و25 و20 سنة سجناً نافذاً في حق 25 متهماً بعد ادانتهم بتهم «تكوين عصابة إجرامية، والعنف في حق أفراد من القوات العمومية الذي نتج عنه الموت مع نية إحداثه والمشاركة في ذلك». وأحالت محكمة النقض، فيما بعد، ملف هؤلاء المتهمين على غرفة الجنايات الاستئنافية بملحقية محكمة الاستئناف بسلا للبت فيه من جديد طبقاً للقانون والتي عقدت جلستها الاولى يوم 26 كانون الاول/ ديسمبر الماضي. ومرت جلسة الاربعاء بهدوء على خلاف الجلسات الثلاث الماضية التي شهدت استفزازات من محامين فرنسيين يدافعون عن المتهمين ومواجهات بين اهالي المتهمين واهالي الضحايا. وقال يوسف العلقاوي، رئيس الجلسة، إنه سيعهد بإجراء الخبرة الطبية على المتهمين للبروفيسور فضيلة آيت بوغماز، رئيسة الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي ابن سينا، بالإضافة إلى كل من البروفسيور مراد اليعقوبي المتخصص في جراحة العظام، وشكيب بوهلال طبيب الأمراض النفسية، في حين جرى تحديد مصاريف الخبرة في 500 درهم (50 دولاراً) عن كل متهم، ستؤديها الخزينة العامة ويتم إجراء هذه الخبرة على المعتقلين فقط دون باقي المتهمين الذين يتابعون في حالة سراح. وأعلن الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف بالرباط حسن الداكي بعد انتهاء الجلسة أن المحكمة قررت بعد المداولة في الدفوع الشكلية التي تقدم بها دفاع المتهمين، رد الدفع المتعلق بالاختصاص، وإجراء خبرة على المتهمين المعتقلين يعهد بها إلى ثلاثة أطباء اختصاصيين و قررت عدم قبول استدعاء كل من الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية الأسبق، وكجمولة بنت أبي، البرلمانية السابقة عن حزب التقدم والاشتراكية وامرت باستدعاء الشهود المقدمة لائحتهم من قبل الدفاع، محمد والبشير السليماني، ومحمد بلقاسم، ومحمد أوبها، ولحسن بليد بالاضافة الى محرري محاضر الدرك، ورفض استدعاء باقي الشهود، فيما قررت تأجيل النظر في باقي الدفوع المثارة إلى حين البت في جوهر الدعوى. وذكر الداكي بالدفوع الأولية التي تقدم بها دفاع المتهمين من قبيل، عدم إشعار العون القضائي بالنسبة لبعض المتهمين الموظفين، وخرق شكليات الحراسة النظرية، وانعدام حالة التلبس، وانتزاع الاعترافات تحت التعذيب والإكراه، وعدم اختصاص محكمة الاستئناف بالرباط إلى جانب رفع حالة الاعتقال عن المتهمين، وإجراء خبرة طبية، مشيرًا إلى أن النيابة العامة في ردها على هذه الدفوع مستدلة بالنصوص القانونية والاجتهادات القضائية، أكدت أن الإجراءات كلها تمت وفقاً للقانون وباحترام تام لمقتضياته. وتطرق النائب العام الى ما أثارته المحامية الفرنسية أولفا أولد، من هيئة الدفاع عن المتهمين في مرافعتها التي مست بالوحدة الترابية للوطن، من اعتراض من طرف النيابة العامة ودفاع المطالبين بالحق المدني وأحد المحامين المغاربة الذي ينوب عن المتهمين، والذي أعلن سحب نيابته عنهم لرفضه المساس بثوابت المملكة المغربية، مضيفاً أن النيابة العامة نبهت المحامية المذكورة بضرورة التقيد بمقتضيات القانون المغربي واحترام دستوره. ونفت النيابة العامة أمام غرفة الجنائيات الاستئنافية ادعاءات تعرض المتابعين في قضية «أكديم إيزيك» للتعذيب، كما وردت على لسان دفاع المتهمين. كما رفضت ملتمس استدعاء الشهود، وعلى رأسهم الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية الأسبق، والنائبة البرلمانية السابقة كجمولة بنت أبي. وقال خالد الكردودي، الوكيل العام للملك، رداً على الدفوعات التي تقدمت بها هيئة دفاع المتهمين، وفي مقدمتها مسألة عدم اختصاص غرفة الجنايات الاستئنافية في البت في شأن هذه القضية، إن هناك 24 قراراً من محكمة النقض يؤكد البت في غرفة الجنايات الاستئنافية وليس الابتدائية، كما أن هناك العديد من القرارات الصادرة عن محكمة النقض في هذا الإطار. أما في ما يخص ادعاءات التعذيب، فقد شددت النيابة العامة على أن التفتيش جرى في إطار قانوني، كما أن إجراءاته كانت في إطار ما ينص عليه قانون المسطرة الجنائية، مشيراً إلى أن كل ما يتعلق بالحراسة النظرية كان تنفيذاً لتعليمات الجهة القضائية، وجرى احترام جميع الشروط، كما شدد على أن ادعاءات المتهمين مجردة وغير مبنية على أي أساس. وأوضحت النيابة العامة أنه، خلال مرور المتهمين لدى قاضي التحقيق، لم يكن هناك أي طلب بشأن عرضهم على الخبرة الطبية، محيلاً في هذا السياق إلى تصريحات سابقة لهم تؤكد أن ما ورد على ألسنتهم كان بدون إكراه وبكل طواعية، خاصة حينما كانوا يتحدثون عن محاضر الضابطة القضائية. كما أكدوا، خلال الاستنطاق التفصيلي، أن تصريحاتهم كانت بدون ضغط أو إكراه ولا توجد أية إشارة إلى التعذيب. وبالنسبة إلى مسألة استدعاء الشهود، أشارت النيابة العامة إلى وجود اختلالات شكلية في دفوع هيئة دفاع المتهمين، والتي تتعلق أساساً باستدعاء بعض الوزراء وكتاب الدولة، لافتة إلى قانون المسطرة الجنائية، والذي ينص على أنه لا يمكن استدعاؤهم إلا بعد إذن من المجلس الوزاري. وبالرغم من مراعاة هذه الشكلية، فإنه من حيث الموضوع فإن أعضاء الشهود، من لجنة للحوار وكجمولة بنت أبي والوزراء، ليسوا شهوداً على الأحداث التي جرت خلال تفكيك المخيم أو حاضرين أثناء وقائع المتابعة؛ وهو ما جعل النيابة العامة ترفض هذا الدفع الذي تقدمت به هيئة الدفاع. واستحوذ موضوع التعذيب على حيز كبير من رابع جلسات متابعة المتهمين الـ25 وشدد محمد المسعودي، محامي المتهمين، على أن عدداً من المتهمين تعرضوا لأنواع من التعذيب النفسي والجسدي، وتم تكبيل أيديهم وتكميم أعينهم، مطالبا بالخبرة الطبية. في حين أسندت النيابة العامة إلى هيئة المحكمة صلاحية النظر في هذه النقطة، بالرغم من تأكيدها على أنه لم يتعرض أيّاً من المتهمين للتعذيب. وطعن محامي الجمعية المغربية للحقوق الإنسان في محاضر الضابطة القضائية، ودعا إلى بطلانها، وقال اعتقال المتهم النعمة الاسفاري قبل وقوع الأحداث، بالإضافة إلى اعتقال عدد من المتهمين بعد مرور الأحداث بمدة طويلة، كما هو الحال بالنسبة للعربي البكاي، متسائلاً عن وجود مسألة التلبس في هذه القضية. واستنكر أحمد الهايج، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (مستقلة)، في ندوة نظمت بالرباط، حجم التشهير الذي تعرضت له الجمعية بعد أن نصبت محامياً للدفاع عن المتهمين في أحداث اكديم إيزيك. وأوضح الهائج أن قرار الجمعية يأتي في إطار مهامها كهيئة حقوقية تتابع جميع الملفات، خاصة ذات الطابع السياسي، «تابعنا أطوار المحاكمة عندما كانت في المحكمة العسكرية، وسجلنا العديد من الخروقات التي كونت لدينا قناعة بأن هذه المتابعة لا تقوم على أساس قانوني صحيح..عدد من المتابعين في هذا الملف نشطاء لهم آراء قد نتفق معها أو لا نتفق، لكنها آراء يعبر عنها بطريقة سلمية». وقال «إن على المغرب، بحكم أنه بلد لحرية التعبير، أن يتعامل مع هذا الملف ليس من خلال القمع وتلفيق التهم، بل من خلال أساليب أخرى.. كان لدينا تخوف أن يتم اعتماد محاضر الشرطة القضائية نفسها في المحاكم المدنية. ونحن متواجدون لملاحظة سير المحاكمة على الأقل، وإلى أي مدى استوفت معايير المحاكمة العادلة». ونفى رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان أن يكون لقرار جمعيته أي صلة بما هو سياسي، معتبراً أن «الأمر يدخل في حملة تشهير لم تبدأ اليوم ضد الجمعية ويمكن القول إن بعض محامي هيئة الدفاع في هذا الملف أناس يدافعون عن مغربية الصحراء، وينتمون إلى تنظيمات سياسية تدافع عن هذا الطرح..والذين أحرجهم أن الجمعية نصبت محامياً في هذا الملف بإمكانهم أن يقدموا دوافعهم الحقيقية لعدم أحقيتها بما قامت به». وشنت حملة قوية ضد الجمعية المغربية لحقوق الانسان اثر اعلانها تنصيب محامين للدفاع عن المهتمين وانسحب عبد العزيز النويضي وبوجمعة اشهبون المحاميان كلفتهما الجمعية للدفاع عن المتهمين بعد ان تحدث محاميان فرنسيان من هيئة الدفاع عن «احتلال مغربي للصحراء الغربية». وشدد الهايج على أنه «ليس من المنطقي منع تواجد الجمعية في المحاكمة، في حين أن هناك العديد من المراقبين الدوليين»، وقال إنه في بداية ملف «أكديم إيزيك» توصلت الجمعية باتصالات من أفراد من عائلات الضحايا الذين ماتوا في الأحداث «إلا أنهم لم يعودوا للتواصل معنا رغم أننا على استعداد للجلوس والتواصل معهم..ليس لدينا أي موقف ضد هذا الطرف أو ذاك، بل نحن مع الحقيقة، وكل من ثبت أنه متورط في الملف فسنكون ضده لصالح الحكم العادل». رفض إطلاق السراح المؤقت لـ25 معتقلا في قضية «أكديم إزيك» النيابة العامة نبهت محامية الدفاع عن المتهمين إلى ضرورة التقيد بمقتضيات القانون واحترام دستور البلاد محمود معروف |
قرار ثالث لبناء استيطاني منذ تنصيب ترامب… والخارجية: فلسطين تتعالى عن استفزازات نتنياهو Posted: 26 Jan 2017 02:18 PM PST رام الله – «القدس العربي»: صادقت بلدية الاحتلال في مدينة القدس على بناء وحدات استيطانية في مستوطنة غيلو المقامة على أراضي مدينة بيت جالا جنوب القدس المحتلة، حسب ما نشرت وسائل الإعلام العبرية. وأفادت المعلومات المتوفرة أنه تمت المصادقة على 153 وحدة استيطانية، وهي المرحلة الأولى من مشروع يصل إلى 900 وحدة ستنفذ على مراحل. والجدير بالذكر أنه بهذه المصادقة تكون بلدية الاحتلال في القدس قد صادقت على ثلاثة مشاريع استيطانية منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهام منصبه بشكل رسمي يوم الجمعة الماضي، حيث صادقت أولاً على مخططات لبناء 560 وحدة ثم 2500 وأخيرا 153 وحدة. أما على الجانب السياسي فقالت الخارجية الفلسطينية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خرج علينا وكعادته بـ «مزحة جديدة» عندما أفصح عن شروطه للتفاوض مع الجانب الفلسطيني، وليس شروطه للحل، بمعنى أنه من ناحية نظرية فإن الحل الممكن معه قد يكون مقروناً أيضا بشروط إضافية أخرى علاوةً على تلك الشروط التي لا تستحق حتى الرد. وأضافت «إذا ما نظرنا إلى أبعادها فنرى أنها أولاً تأتي في سياق الشروط المسبقة المرفوضة اصلاً من حيث المبدأ، كما أن نوع ومضمون هذه الشروط يؤكد على عدم وجود رغبة أو نية لدى نتنياهو وحكومته للتفاوض قبل الوصول للحل عندما يلقي بمثل هذه الشروط المستحيلة». وأعلنت رفضها القاطع لهذه الشروط المسبقة التي تكشف مجددا أن نتنياهو لا يريد مفاوضات ولا يريد سلاماً ولا حلاً مع الفلسطينيين بمثل تلك الشروط التي تفتقت عبقريته عنها، وهذا ما يجب أن يعلمه الجميع في العالم، ويدرك خلفياته ومعانيه التعجيزية. ان تلويح نتنياهو باشتراطات مسبقة للعودة للمفاوضات تعكس رغبته في إفشال أي جهد تفاوضي دولي. وتساءلت «هل يتوقع نتنياهو أن نضاهيه بشروط تعجيزية غير تفاوضية ليقول للعالم أن الفلسطينيين يضعون شروطا تعجيزية مسبقة أمام المفاوضات؟». وقالت «إن دولة فلسطين تحترم القانون الدولي وتتمسك به دوماً وستبقى كذلك وتطالب بنفاذه وإنفاذه على الحالة في فلسطين، منطلقين أساسا من قرار التقسيم الذي وضع أسس قيام دولة اسرائيل الى جانب دولة فلسطين. ودعت الى التمسك به واعتباره أساسا للحل ومنطقاً للتفاوض، معززين موقفنا بخطاب الرئيس التاريخي الذي ألقاه في الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي» . وتوقعت الخارجية من المجتمع الدولي رفع الغطاء عن دولة الاحتلال وكشف حقيقتها المعروفة للجميع. كما طالبت بوقف تستره على جرائم الاحتلال المستمرة وانتهاكاته للقانون الدولي، معربة عن أملها من المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية للوقوف أمام مثل هذه التصريحات، التي تكشف حقيقة موقف نتنياهو وحكومة إسرائيل من المفاوضات وحل الدولتين. من جهتها اعتبرت وزارة الإعلام قرار»محكمة الاحتلال العليا» السماح لما تسمى «الإدارة المدنية» بهدم المنازل والمنشآت الفلسطينية في منطقة جنوب الخليل استمراراً في نهج الاحتلال والتمييز على أسس عرقية يقودها نتنياهو وزمرته بحق فلسطين أرضاً وشعباً ومقدسات. وقالت إن الناطق بلسان نتنياهو يصر على حملة الادعاءات والأكاذيب التضليلية، ويؤكد أن دولته الاحتلالية تتعامل بنظامين وقانونين يجري فيهما التفريق بشكل مقيت حيث تُمنح كل الحقوق للإسرائيلي اليهودي على حساب الفلسطيني والفلسطيني المنغرس في أرضه في قلنسوة وأم الحيران والقدس وغيرها من الأرض الفلسطينية. وأكدت الوزارة أن قضاء الاحتلال يتبادل الأدوار مع حكومة التطرف والجيش والمستوطنين ويطلق اليد لهدم البيوت والمنشآت ويصادر المراعي والحقول ويلاحق المواطنين بسياسة تمييز عنصري تعيد إلى الأذهان الممارسات السوداء في جنوب أفريقيا لنظام «الأبرتهايد» الذي دفنه العالم لغير رجعة. ورأت الوزارة أن تهجير قرابة 1500 فلسطيني من ثماني قرى يفوق وجودها تأسيس دولة الاحتلال يثبت للعالم أجمع مدى الاستخفاف الإسرائيلي بالقانون الدولي والتعطش للاستيطان وهدم المنازل، وتحدي قرار مجلس الأمن الأخير. ودعت مجلس الأمن الدولي إلى عدم المرور على قرار الإسرائيلي دون محاسبة وإجبار إسرائيل على الانصياع للقرارات الأممية الرافضة لسرطان الاستيطان. قرار ثالث لبناء استيطاني منذ تنصيب ترامب… والخارجية: فلسطين تتعالى عن استفزازات نتنياهو فادي أبو سعدى |
موغريني لنازحين سوريين في لبنان: تمتلكون الحق في العيش بكرامة… Posted: 26 Jan 2017 02:17 PM PST بيروت ـ «القدس العربي»: موضوع النازحين السوريين في لبنان شكّل محور المحادثات التي أجرتها الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة والامن ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغريني التي جالت في بيروت على كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وقد أكدت موغريني «ان زيارتها إلى لبنان اليوم هي رسالة دعم الاتحاد الاوروبي الذي كان موجوداً في لحظات أصعب إلى جانب لبنان، وسيبقى هذا الدعم الاوروبي وهو دعم سياسي للمؤسسات التي تضمن هذا التوازن الدقيق ونتطلع لمتابعة الانتخابات النيابية التي ستقوم بها السلطات اللبنانية». واشارت «الى دعم الاتحاد الاوروبي للبنان ولمؤسساته وشعبه فيما يتعلق باستقباله النازحين السوريين والفلسطينيين»، مؤكدة «اننا سنستمر في العمل معاً». وعبّرت «عن ترحيب الاتحاد الاوروبي بكل إيجابية بانتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون وتشكيل الحكومة برئاسة سعد الحريري وبعمل المجلس النيابي»، مؤكدة ان « كل هذا مهم للغاية لكي يتمكن كامل الشعب في لبنان من الاستفادة من المؤسسات الرسمية لكي تعمل بشكل جيد لمصلحة البلاد». من ناحيته، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لموغريني «ان الحل السياسي والسلمي للأزمة السورية هو المدخل الصحيح لأي تسوية تنهي الحرب وتضع حداً لمأساة النازحين وتداعياتها السلبية». كما شدّد على «ان الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها وفق قانون يتجاوب وتطلعات اللبنانيين في تمثيل يحقق التوازن ولا يقصي أحداً». ومن وزارة الخارجية قالت موغريني «إننا نعمل على مساعدة لبنان لتحمل أعباء اللاجئين السوريين»، فيما لفت وزير الخارجية جبران باسيل إلى «أننا نتطلع لحل سياسي سريع للازمة السورية ونطالب بدمج كل المبادرات بمقاربة واحدة ومتطابقة هدفها جمع الاطراف السورية للوصول إلى حل». وقال «لم نؤمن يوماً بإعادة التوطين كحلّ للأزمة السورية بل الحلّ هو العودة الآمنة للسوريين إلى بلادهم». واضاف «سننظم الأسبوع المقبل مؤتمراً ضد الإرهاب وسنتعاون مع الاتحاد الاوروبي لدعم الاقتصاد». وتجنّب باسيل الردّ على سؤال امام موغريني عما اذا طلب لبنان استرداد السوري الذي قتل مواطناً لبنانياً في العاقورة لأن الجواب هو انه يجب ان نتصرف اكثر من ذلك. وكانت المسؤولة الأوروبية التقت تلامذة من متوسطة بر الياس الرسمية، في مقر البعثة في الجميزة، في حضور وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة وسفيرة الاتحاد الاوروبي في لبنان كريستينا لاسن وعدد من الأطفال النازحين. وقد وهبت موغريني المدرسة مبلغ «جائزة بون الدولية للديمقراطية» التي نالتها عام 2016 والبالغة قيمتها 10 آلاف يورو «تقديراً لكرم لبنان في استضافة اللاجئين السوريين وتفاني وزارة التربية والتعليم العالي في تأمين وصول جميع الأطفال إلى التعليم». وفي كلمة له رأى الوزير حمادة «أن أعظم دروب العطاء هي أن نعطي من اجل الأنسان الذي يعاني ظروفاً من القهر والحرمان، وأن اسمى المجالات التي تستحق العطاء هي تأمين التعليم للأولاد في أزمنة الحروب والصراعات الدامية». وثمّن «مبادرة موغريني التي نالت جائزة عالمية وقررت ان يفيد منها تلامذة مدرسة بر الياس الرسمية من الأطفال النازحين الذين اعتمدنا واعتمدتم احتضانهم والاهتمام بتربيتهم كجزء اساسي من معالجة مأساتهم المستمرة»، مشيراً إلى «ان منحة السيدة موغريني لمدرسة بر الياس تأتي نتيجة لزيارتها لها في وقت سابق وقد تركت أثراً بالغاً في نفسها». من جهتها توجهت موغريني بكلمة مقتضبة إلى الأطفال، فشكرتهم في البداية على حضورهم، مستذكرة زيارتها السابقة إلى المدرسة حيث رأت بعضاً من هؤلاء الأطفال. واكدت «اننا نعمل لإيجاد طريقة للتوصل إلى السلام في سوريا كي يعود ابناؤها بأمان إلى بلادهم وتولي أمرها»، مشيرة إلى اننا «نرى في وجوهكم مستقبل سوريا ونأمل ان نرى حاضرها ايضاً، انتم من اعمار مختلفة لكل واحد منكم كوابيسه من جهة، لكل واحد منكم ايضاً احلام وآمال يرغب في تحقيقها في المستقبل من جهة اخرى، ولكن في النهاية تمتلكون الحق في العيش بكرامة». موغريني لنازحين سوريين في لبنان: تمتلكون الحق في العيش بكرامة… باسيل: لم نؤمن يوماً بإعادة التوطين والحل هو بالعودة الآمنة سعد الياس |
إسرائيل ترحب بخطوات ترامب… ونذر الإطاحة بنتنياهو تتصاعد Posted: 26 Jan 2017 02:17 PM PST الناصرة ـ « القدس العربي»: كما كان متوقعا رحبت إسرائيل بقرارات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتقليص الدعم المالي لمؤسسات دولية، بينها الأمم المتحدة ومؤسساتها التي تقبل تمثيلا فلسطينيا رسميا، معتبرة ذلك استهدافا للدعم الدولي للفلسطينيين. وفي المقابل بدأت الدوائر تضيق حول عنق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بما ينذر بإنهاء مسيرته السياسية في العام الحالي. يشار الى أن وزارة الخارجية الأمريكية تراجعت أيضا عن قرار اتخذته إدارة باراك اوباما في الساعات الأخيرة من ولايتها بمنح 221 مليون دولار للفلسطينيين لإعادة الإعمار في قطاع غزة المدمر جراء الحروب العدوانية التي شنتها إسرائيل. وتعد إدارة ترامب مرسومين ينصان على تقليص أو حتى إلغاء المساهمة المالية للولايات المتحدة في وكالات عدة تابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية، وإعادة النظر في سلسلة من المعاهدات، حسب ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز». ورحبت إسرائيل بهذه الخطوات، ونقل موقع «واللا» الإخباري أمس عن مسؤول سياسي إسرائيلي وصفه هذه الخطوات لإدارة ترامب بأنها «إحباط جدي» لأية خطوة مستقبلية من جانب الفلسطينيين لقبولهم في منظمات دولية. واعتبر هذا المسؤول أن هذه الخطوات رسالة واضحة بشأن استمرار السياسة الأمريكية» تجاه الأمم المتحدة. كما رحب السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، بهذه الخطوات، زاعما أن الفلسطينيين يواصلون التهديد بخطوات أحادية الجانب أخرى ضد إسرائيل، وتابع «نحن سنستمر في مواجهة هذه الخطوات بكافة الوسائل». وعلى خلفية قيام ترامب بصب الماء على الطاحونة الدعائية الإسرائيلية، قال دانون إن إسرائيل ترحب بأي خطوة تمارس ضد خطوات أحادية الجانب كهذه، معتبرا أن على المجتمع الدولي التوضيح للفلسطينيين أن الطريق الوحيدة لدفع حل هي بواسطة وقف الإرهاب والتحريض ومن خلال مفاوضات مباشرة بين الجانبين. يأتي هذا الادعاء من قبل السفير فيما تواصل الحكومة الإسرائيلية رفض استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، التي توقفت منذ سنوات، وبدلا من ذلك تمعن في فرض الحقائق على الأرض تهويدا واستيطانا ضمن خطوات أحادية الجانب. وتراهن إسرائيل على أن الخطوات الأمريكية كفيلة بتقليص التمويل للأمم المتحدة ومن شأنها أن تمنع الفلسطينيين من مواصلة محاولاتهم لقبولهم كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة. وفي سياق متصل تدور الدوائر حول عنق نتنياهو المتهم بالبغي السياسي في ظل تصاعد الكشف عن فضائح جديدة مربكة، حتى بدا شبح الانتخابات العامة المبكرة بالأفق. ويتحدث كثيرون عن إجرائها قبيل نهاية 2017 وهناك من يرجح قرب نهاية نتنياهو السياسية. ويرى محلل الشؤون الحزبية في صحيفة «هآرتس» يوسي فيرتر، خطاب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في الكنيست على أنه خطاب مشتبه به يعرض خطوط دفاعه، ورسالة مباشرة إلى المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت مفادها أن تقديم لائحة اتهام ضده ستكون خضوعا للإعلام. وشدد على أن نتنياهو بالتأكيد أجرى مشاورات مع محاميه قبل إلقاء خطابه، الذي بدا فيه كـمشتبه به رهن التحقيق. وللمرة الأولى منذ الكشف عن الفضائح قبل شهور بدا نتنياهو مهتزا وغير واثق بنفسه بخلاف لهجته العالية. وربما هذا ما دفع أعضاء الكنيست من الائتلاف الحكومي إلى التحلق حول نتنياهو، فور نزوله عن المنصة، لتشجيعه بـالمصافحة والتربيت على الكتف وهز الرأس وقبض الشفتين، ما دفع أحد أعضاء الليكود إلى القول إنه شعر بأنه في عزاء. وكان نتنياهو قد صعد المنصة للإجابة على أسئلة، ولكنه لم يجب على غالبيتها، حيث أعفاه رئيس الكنيست يولي إدلشطاين من ذلك إلى حد المنع، لدرجة أن نتنياهو نفسه، بحسب فيرتر، تفاجأ من اتساع وكثافة السترة الواقعية التي وضعها عليه إدلشطاين، الذي اختار، لسبب ما، أن يتصرف وكأنه هو رئيس الائتلاف، وليس أقل من ذلك. وحاز نتنياهو على عشر دقائق لإلقاء خطاب مكتوب أعده مسبقا، عرض فيه ادعاءاته بشأن الشبهات التي يجري التحقيق معه بشأنها. موجها رسالة شفافة وواضحة إلى الشرطة والمستشار القضائي للحكومة، تساءل نتنياهو لماذا يحققون معي وحدي؟ كما وجه رسالة أخرى إلى المستشار القضائي، حينما قال انهم يضغطون على المستشار القضائي لتقديم لائحة اتهام ضدي. وأضاف وهو بحالة دفاع مستميت وبطريقة ديماغوغية وكأن التحقيق بشبهات فساد نتيجة مؤامرة فحسب «يقولون له أحضر لنا رأس نتنياهو». ويضيف فيرتر أن الرسالة الأساسية كانت موجهة إلى رجل الأعمال والملياردير الذي كان يزوده بالكحول والسيجار، أرنون ميلتشين، حيث أن المعلومات التي أدلى بها الأخير إلى الشرطة تشكل المشكلة القضائية الأصعب بالنسبة لنتنياهو. وفيما يبدو وكأنه نداء متوسل موجه إلى ميلتشين كـشاهد محتمل ضد نتنياهو قد يقرر مصيره، قال الأخير على المنصة»’نحن أصدقاء 20 عاما ونحن أصدقاء مقربون.. نساؤنا صديقات.. عائلاتنا في علاقات صداقة». وكما ورد أعلاه، فإن كلمات نتنياهو هذه كانت مكتوبة. ويبدو أنه كمشتبه به رهن التحقيق، قد أجرى مشاورات مع محاميه بشأن ما يمكن قوله. ويبدو أيضا أن علاقة الصداقة مع ميلتشين هي خط الدفاع الأساسي الذي سيعتمده في قضية الهدايا التي تبدو خطيرة من الناحية القضائية على مبدأ أنه مسموح له تلقي هدية من صديق. بيد أن المعارضة لم ترحم، فقد هاجم أعضاؤها رئيس الحكومة ودعوه للاستقالة بسبب التحقيقات الخطرة وذكروه بدعوته لسابقه إيهود أولمرت للاستقالة يوم واجه تحقيقات مشابهة قبل سنوات. وكان رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ، الذي صعد المنصة، قد قال ساخرا إن السيجار والشمبانيا قد أثرا على نتنياهو على ما يبدو، واقترح عليه تسليم المفاتيح وتقديم استقالته. غير أن آخرين في المعارضة قالوا العكس بلهجة ساخرة، مرجحين أن نقص السيجار والشمبانيا جعل نتنياهو يبدو ملاحقا وخائفا ومتجهما وقاتما. ولوحظ أنه وللمرة الأولى لم يكرر نتنياهو الأسطوانة التي دأب على تكرارها منذ بدء التحقيقات ضده «لن يكون هناك شيء لأنه لم يكن هناك شيء» لأنه بات من الواضح أن أحدا لم يعد يصدقه. إسرائيل ترحب بخطوات ترامب… ونذر الإطاحة بنتنياهو تتصاعد |
موريتانيا مع عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي لكن مع بقاء البوليساريو Posted: 26 Jan 2017 02:16 PM PST نواكشوط – «القدس العربي»: كشفت مصادر موريتانية مطلعة «أن الحكومة الموريتانية قررت، رغم التوتر الذي يشوب علاقاتها مع المغرب، التصويت لصالح عودة المملكة المغربية للاتحاد الإفريقي، لكن مع بقاء الجمهورية الصحراوية داخل المنظمة». وبهذا الموقف تكون موريتانيا قد لزمت الحياد التام بين الطرفين المغربي والصحراوي في هذه القضية الحساسة التي أدت عام 1984 لانسحاب المغرب من الاتحاد الإفريقي. وقدمت المملكة المغربية في أيلول/سبتمبر الماضي، طلباً رسمياً للانضمام مجدداً إلى هذا الاتحاد. وبدأت المملكة المغربية جهود عودتها للاتحاد الإفريقي أثناء قمة كيغالي التي عقدت في تموز/يوليو الماضي، ثم سرعت من إجراءات عودتها بالتوقيع على ميثاق الاتحاد يوم عشرين كانون الثاني / يناير الجاري. وبعد التوقيع على الميثاق بأيام أعلن رئيس الحكومة المغربية عبد الاله بن كيران أن العاهل المغربي محمد السادس سيشارك بنفسه في قمة أديس أبابا، لكن هذه المشاركة لم تتأكد بشكل نهائي حتى يوم أمس. وستتوج عودة المغرب للاتحاد الإفريقي هجمة دبلوماسية قوية نفذتها المملكة المغربية عبر جولات للعاهل المغربي في بلدان إفريقية عدة استمرت عاماً كاملاً ووقعت خلالها اتفاقيات تجارية عدة. وستكون عودة المغرب للاتحاد الإفريقي الملف الحساس الأول الذي سيناقشه الرؤساء في قمتهم الثامنة والعشرين حيث أنه يعطي هذه القمة طابعاً تاريخياً حسب المراقبين. أما الملف المعروض على القمة فهو خلافة الجنوب إفريقية ادلاميني زوما في رئاسة اللجنة الإفريقية، حيث لم يتمكن الرؤساء من حسم خلافتها في قمة كيغالي الأخيرة بسبب التنافس الشديد بين المترشحين. وستشهد القمة المقبلة مناقشة اقتراحات إصلاح الاتحاد الإفريقي التي كلفت بها تسع شخصيات إفريقية مرجعية متخصصة. وإضافة لذلك، سينظر الرؤساء في خليفة الرئيس التشادي إدريس دبي، على رأس الاتحاد، حيث من المحتمل أن يتولاها الرئيس الغيني ألفا كوندي استجابة لطلب سابق من المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا. وستكون أزمات القارة هي الأخرى معروضة على طاولة الرؤساء، حيث سينظرون في تداعيات أزمة جنوب السودان البلد الذي يشهد منذ انفصاله حربا أهلية مدمرة؛ وسينظر الرؤساء كذلك في تداعيات انتقال السلطة في غامبيا، وفي ملف الأزمة السياسية في جمهورية الكونغو الديمقراطية وطرق تنفيذ الاتفاق الذي توصل له القساوسة الكونغوليون بين النظام والمعارضة. موريتانيا مع عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي لكن مع بقاء البوليساريو |
هنية يواصل زيارته لمصر ولقاءات أمنية مرتقبة .. وأبو مرزوق: طوينا صفحة الخلاف Posted: 26 Jan 2017 02:15 PM PST غزة ـ «القدس العربي»: يواصل مسؤولون كبار في حركة حماس على رأسهم إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، زيارتهم للعاصمة المصرية القاهرة، في ظل تكتم على نتائج اللقاءات التي كان من بينها اجتماع عقد مع مدير المخابرات العامة، بحث إعادة توطيد العلاقات، وهو أمر أكده الدكتور موسى أبو مرزوق، بالإعلان عن طي صفحة الخلاف. وبالرغم من عدم إصدار حماس أي تصريح صحافي، كما المرات السابقة، حول نتائج الزيارة، إلا أن المعلومات تؤكد أن هنية بحث عدة ملفات سياسية مهمة، من بينها العلاقة بين الطرفين، وتأمين الحدود الفاصلة بين غزة ومصر، وملف المصالحة الداخلية الفلسطينية، وذلك في ظل التوجهات لعقد جلية للمجلس الوطني، إضافة إلى فتح معبر رفح البري بشكل دائم. وزيارة هنية لمصر هي الأولى له منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، قبل حوالى ثلاث سنوات ونصف السنة، ووصلها قادما من العاصمة القطرية الدوحة، التي حط بها بعد خروجه من غزة لأداء مناسك الحج في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، برفقة عدد من قادة الحركة. وأكد الدكتور موسى أبو مرزوق، الذي لحق بهنية، نجاح الزيارة، بقوله إن الحركة طوت صفحة الخلاف مع مصر، نافيا أن تكون حماس تؤوي أي عنصر يهدد الأمن القومي المصري. وأعاد «المركز الفلسطيني للإعلام» التابع لحماس نشر تصريحات أبو مرزوق لإحدى الصحف المصرية، أكد فيها على أن موقف حماس من الشأن الداخلي المصري كله يتمثل في عدم التدخل، وأنهم أكدوا ذلك في كل جلسات الحوار لاسيما الجلسات الأخيرة، مضيفا «هنالك أجواء وعلاقات جديدة مع مصر كأفضل ما يكون». وأكد أبو مرزوق أن القضاء المصري لم يثبت أي تهمة موجهة لحماس، وأنه «لم تعد هناك قضايا عالقة من هذا النوع بيننا وبين الأشقاء في مصر»، لافتا إلى أنه ليس من مصلحة حماس «الإضرار بالأمن القومي المصري». وشدد على أنه «ليس من مصلحتنا الإضرار بالأمن القومي المصري، ونحن متضررون مما يجري في سيناء أكثر من مصر»، مؤكداً أن حماس تسلمت كشوفاً من الجهات الأمنية في مصر لمطلوبين في قطاع غزة وعددهم قليل، لافتا إلى أن تسليمهم أمر غير وارد، وقال إن مسؤولون أمنيين من قطاع غزة سيلتقون مع نظرائهم المصريين لتوضيح كل حالة من هذه الأسماء. وأكد أنهم خلال اللقاءات طلبوا من المسؤولين في مصر فتح معبر رفح، كون مصر تمثل «بوابتنا الأساسية على العالم». وكان الدكتور محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة حماس قد قال إن مصر تريد فتح علاقة جديدة مع حماس، وإن الجلسات السابقة اتفق فيها على «ضبط الحدود»، مشيراً إلى أن حركته رفضت بعض الطلبات المصرية لتعارضها مع منهج المقاومة. وشهدت العلاقات بين حماس ومصر توترا كبيرا وصل لحد القطيعة، بعد عزل مرسي، حيث وجهت السلطات المصرية لحماس تهما بالمشاركة في إخلال الأمن، غير أن الحركة نفت ذلك وتحدت وجود أي دليل، وأكدت على حفظها للأمن القومي المصري. ولوحظ مؤخرا أن مصر عملت على تحسين العلاقة قليلا مع قطاع غزة، بعد تشديدها إجراءات السفر وفتح معبر رفح، وقيامها بهدم وإغلاق أنفاق تهريب البضائع التي كانت مقامة أسفل الحدود الفاصلة. وخلال الأشهر الماضية عملت القاهرة بعد أن استضافت وفودا أكاديمية واقتصادية في مؤتمرات في مدينة «العين السخنة» على تحسين أداء عمليات الفتح الاستثنائي لمعبر رفح المغلق. وفي هذا السياق قررت السلطات المصرية فتح المعبر لاربعة أيام ابتداء من غد السبت وحتى يوم الثلاثاء المقبل. وأوصت تلك الندوات التي عقدت بعيدا عن مشاركة حماس، بتسهيل حركة الأفراد والبضائع على معبر رفح، ولم تمانع حماس ذلك، لكنها عبرت عن أملها في أن تقوم القاهرة بالتعامل معها كعنوان أبرز للقطاع، وذلك قبل أن تستضف مصر مؤخرا كلا من أبو مرزوق في زيارته مطلع الشهر، وهنية الذي لا زال في القاهرة. وضمن إجراءات التسهيل المصرية الأخيرة لغزة، أظهرت الإحصائية الصادرة عن هيئة المعابر والحدود في وزارة الداخلية أنه تمكن 42 ألفا و83 مسافراً في العام الماضي من التنقل عبر المعبر في كلا الاتجاهين، حيث زادت أيام فتح المعبر خلال عام 2016 عنها في عام 2015. وبينت الإحصائية السنوية أن السلطات المصرية فتحت بوابة المعبر خلال العام المنصرم أمام حركة المسافرين بالاتجاهين 41 يوماً، بينما تم إغلاق المعبر لمدة324 يوماً، مقارنة بـ 32 يوماً فتح و 333 إغلاق في عام 2015. وأوضحت الإحصائية أن 26 ألفا و431 مسافراً تمكنوا من مغادرة المعبر خلال العام الماضي، موزعين على الفئات المعروفة من الحالات الإنسانية المسجلة في كشوفات وزارة الداخلية، بالإضافة إلى حملة الجوازات المصرية وأصحاب التنسيقات، كما أن الصالة الفلسطينية من المعبر استقبلت 16 ألفاً و406 عائدين الى غزة، في حين أرجعت السلطات المصرية 2097 مسافرا. وأوضحت الإحصائية أنه بالمقارنة مع حركة السفر عبر المعبر خلال عام 2015، لوحظ وجود «تحسن طفيف» في عمل المعبر. وأكدت أن النصف الثاني من عام 2016 شهد تحسناً في حركة السفر عبر المعبر مقارنةً بالنصف الأول من العام، من حيث أعداد المسافرين، إذ بلغ عدد المسافرين في الاتجاهين خلال النصف الأول 11910 مسافرين، بينما بلغ عددهم خلال النصف الثاني30927 مسافراً. وبخصوص الوفود التي وصلت قطاع غزة عبر رفح خلال عام 2016، فحسب هيئة المعابر فإن السلطات المصرية فتحت المعبر أمام حركة الوفود ثماني مرات خلال العام، بينما فتحت البوابة لأربعة أيام أمام سفر حجاج بيت الله الحرام فقط، فيما لم يسمح خلال هذه الأيام بمغادرة أو وصول العالقين من سكان قطاع غزة، عدا على أنه لم يسمح للعام الثاني على التوالي بسفر المعتمرين مما سبب فشلا للموسم العام الماضي. هنية يواصل زيارته لمصر ولقاءات أمنية مرتقبة .. وأبو مرزوق: طوينا صفحة الخلاف أشرف الهور |
رعد عبد القادر يكتب قصيدة الاستدعاء Posted: 26 Jan 2017 02:15 PM PST استعادةُ شاعرٍ ما تعني استعادةَ الكثير من سيرته، وسيرة قصيدته، إذ تتلبّس السيرتان في سياق مرجعية تدفع للمقاربة والمقارنة، ولقراءة الأثر بوصفه التحقق الإجرائي لتلك السيّر. الشاعر رعد عبد القادر يستكنه تلك السيرة من خلال قصيدته، تلك التي تشبهه دائما، بوصفها سيرته، أو بوصفها الطاقة والطقس والغمر الذي تتساكن فيه القصيدة مع وجوده، تفصح عنه، وتُفضي به الى سرائر السيرة، حيث الإحالة والإحاطة، وحيث ما يستغرقه من غنوصيات تستدرجه للحلول، إذ يستدعي لها كتابة التعاويذ والأسحار التعازيم، التي تضعه عند رؤيةً مفارقة للعالم، ليس لأنَّ لغته في نوبة انزياح، أو في طقسِ التمثّلِ الشعري، بقدر ما أنه يدرك سرّ لعبة الشعر وقيومتها على هذه المفارقة، تلك التي تتبدى عبر استعمالات اللغة، وعبر توظيف الضمائر والحلم والاستعارة والتورية والمزاج، وبما تعطي للشاعر أفقا للحضور، ولتحسس ما يحوطه، وما يستقرأه، وما يستدعيه من تفاصيل وتشكّلات تُمثّل جوهر تجربته الشعرية وتحولاتها. رعد عبد القادر شاعرٌ كثيرُ الانحياز إلى ذاته، وإلى رؤيته، وبما يجعل هذا الانحياز أكثر تعبيرا عن فرادة تجربته وتحوّلها، وعن دأبه في البحث عن أثره الشخصي، وعن طبيعة اللغة التي يشتغل عليها، إذ هي لغة ُاستدعاءٍ دائم، استدعاءٌ يقوم على المجاورات الصوفية والعرفانية، وكتب المغازي والتعازيم والأدعية والطلاسم، مثلما هي قصيدته التي تبدو وكأنها لعبة في تعرية هذه اللغة، إذ ينحو بها إلى الإحالات والتناصات والكشوفات دائما، حيث الإنساني والصوفي والطبيعي، وحيث التفاصيل واليوميات، تلك التي يتمثلها وكأنها ميثولوجيات صغيرة، فهو ينحاز إليها، يعيد النظر باستعمالها، يُحفزها على الإشراق، وحتى رومانسيتها الظاهرة تبدو أكثر تعبيرا عن شغفه بالحياة، وعن استدعائه الوجود عبر التفاصيل، والشذرات، وعبر ما هو يومي، وسحري وطقوسي. «يا إلهي كم أحبك وأحبُّ بيتي، لن أسافر. أحب مكتبتي، هذا الكتاب لم أقرأه بعد/ هذه السنة ستنتهي مثل التي قبلها/ أحب هذه السترة، لونها الغامق كلون عينيك/ أنظري إلى الحديقة في أي وقت نحن؟ أحب هذه الشجرة وابتسامتك المزهرة، كم أحب يديك/ في الصباح أنهما في الضوء تسكبان العطر في الحليب، تصنعان من الخبز أعياداً وأساطير، كم أحب هذا البيت وقت المطر، غمازة خديك/ لن نغادر في هذا الجو الممطر/ أنظري كم يبدو بيتنا جميلاً من الخارج/ إنها تمطر/ إنه يسافر». حساسية الشاعر إزاء تلك التفاصيل تكشف عن وعيٍ مضاد، لا ينشغل بالكُليات، ولا بالنقائض، وعيٍ تعود فيه (الأنا) إلى وحدة الوجود، وإلى الشغف بالسرائر، تلك التي تتعالق فيها الفكرة الشعرية مع اللذة الخالقة، حيث الخصب والعرفان، وحيث المرأة بوصفها الإلوهي، والمكان بوصفه الباشلاري، والتفاصيل اليومية بوصفها صورا لمواجهة فكرة الغياب والعدم. مثلما تكشف هذه الحساسية عن مفارقة أخرى إزاء ما سمُي بـ(القصيدة المحايدة) التي كتب بعضها رعد عبد القادر في مجموعته «صقر فوق رأسه شمس» التي لا تبدو واضحة في سياق تكامل التجربة، حيث لا يغيب ضمير الأنا تحت هيمنة التجريد أو تحت استدعاء صوت المُريد، بل يحضر صوت السارد الرائي، بوصفه صانع التخيّل، والتماهي والحلول، حيث تبدو النزعة الصوفية أكثر تعبيرا عن معاني هذا الاستدعاء، عبر فعل الرؤيا، وعبر ما يستغوره من أنساقٍ مضمرة، ومُغيبة قصدا تحت غطاء إيهامي من الاستعارات والإشارات، وهو تلميح تحدث عنه الناقد اللبناني حسين بن حمزة، لكنه لم يستدرك به علاقة هذا الحضور- ضمير الأنا- بتضخم عقد الإيديولوجيا والتاريخ في الشعرية العراقية، مقابل ما أراد أنْ ينزع إليه الشاعر- في مراحل لاحقة – للتمرد على ذلك، إلى ما يشبه الحلول في الفردانية الصوفية، حيث تنحلّ الأنا في العرفان، وعبر استعادة تمثلات طقوس التكايا وشيفرات الرموز والاستعارات والأثر والسحر والخوف والتعازيم والترانيم والأناشيد. «نم هادئاً بأمان/ سبعُ شُجيراتِ وردٍ يَحرُسن نَومكْ وطائر يَصفرُ لحناً سماوياً نم هادئاً/ دع النهاية مفتوحة واغلق الباب جيداً وإن قَرعوا لا تفتحْ/ القصيدة قرب رأسك وقدح الماء وطائر البرق في نومك/ هل رأيت أحداً في الحديقة؟ وإن قرعوا لا تفتحْ/ دع النهاية مفتوحة واغلق الباب جيداً وإن قرعوا لا تفتح/ نم هادئاً .. هادئاً بأمان». هذه القصيدة هي جوهر تلك التمثلات، إذ تستغرقه هواجس الخوف، ذاكرة الموت، الغيلان، والشياطين، لتكون هذه الكتابة الأشبه بنص التعويذة، النص الشيفروي، النص الضد، النص المفتاح، حيث يستدعي نص الدعاء بصيغة الأمر «نم هادئا بأمان» مقابل وجود ميثولوجيا المقدّس التي تحدّس بسر الرقم سبعة، للحماية والخلاص (سبع شجيرات- طائر يصفر) ولعل البنية النثرية كانت الحيّز الذي أباح للشاعر حريته في الاستدعاء، وفي تقانة توظيف المفارقة والاستعارة، وبما يُعطي للتشكّلات النصوصية حساسيتها في الإزاحة، وفي التعبير عن شعريتها عبر التسمية بوصفه دالّا، وعبر تحفيز العادي ليكون بمصاف الفريد والاستثنائي كما يقول محمد صابر عبيد. رعد عبد القادر شاعر سيميائيات، إذ يستدعي الكثير من الصفات للتعبير عن الطاقة الدلالية للكلمات، تلك التي تتحفّز للإشارة والتحوّل، او للإحالة نحو أنسنة الغياب، ولإنتاج المعنى، الذي يتسع مع ضيق العبارة على طريقة النفرّي، إذ إنّ ما يلتقطه بصريا تختزله الكلمات إلى ايماءات، وما تسنده الواقعة اليومية يتوه في الحضور الذهني، التلذذ الصوفي، لتكون (خزائن حواسه) هي الباث، والمولّد، وصاحب الاستدعاء، ففي قصيدة «باتجاهك أيها الموت» المهداة إلى سعدي يوسف يمارس رعد عبد القادر وظيفة الاستدعاء بمستوى آخر، وبما ينطوي على إقامة علائق ما بين المنفى الداخلي الذي يعيشه، ومنفى سعدي الخارجي، حيث يقترح الشاعر تقابلات ثنائية من خلال استدعاء هواجس ما تستدعيه تلك المنافي. نقاط التفتيش هناك- على طول الطريق المؤدية إليك، هناك سأكتبُ رسالةً إليكِ عن طول الانتظار. لقد نظروا طويلاً في ورق النخلِ وسلّطوا مصابيحهم اليدوية على الوجوه في الريح. حاولنا البقاء متماسكين. يأتي صوتكِ من وراء زجاج نخلتكِ العجفاء، من وراء الظلام، هل عثروا على شيء؟ ٭ ناقد عراقي رعد عبد القادر يكتب قصيدة الاستدعاء علي حسن الفواز |
المُجتمع النصّيّ Posted: 26 Jan 2017 02:15 PM PST اقترحنا اصطلاح «المُجتمع النصّيّ» في كتاب «إدانة الأدب»، الذي كان ردًّا على كتاب «الأدب مُهدَّد» لتزيفتان تودوروف، بغية فهم كيفية تكوّن الشرعية التي يحتاج إليها المكتوب، كي يندرج في حقل الأدب، بما يعنيه هذا من اعتراف رمزيّ بانتماء مُنْتِجِه الفعليّ إلى زمرة كتّاب الأدب. ونُريد اليوم في هذا المقال تعميق هذا الاصطلاح بما يجعله مجالًا للاشتغال النقديّ، ولِتَفَكُّر الفاعلية الأدبيّة على نحو مُغاير. كان هناك- قبل اقتراح هذا الاصطلاح- اصطلاحٌ آخرُ رائجٌ في المجال النقديّ، ويتعلّق الأمر باصطلاح «جماعة القرار» (رولان بارث) التي تتحكّم في صياغة التوجّهات العامّة للإنتاج الأدبيّ خاصّة، والفنّيّ عامّة. لكنّ هذا الاصطلاح لم يُربط بالحقل النصّيّ، ولم تُصغ مستويات فاعليته بالدقّة المطلوبة، كما أنّه اصطلاح عامٌّ قد يشمل الإنتاج التخييليّ الذي سبق الأدب. وقد جاء اصطلاح المُجتمع النصّيّ ليُغطّي مسائل محدَّدة هي كالآتي: أوَّلًا، الماصدق الذي ينطبق عليه، أي مُحتواه الواقعيّ. وثانيًا، تطوّره بفعل آلية الصراع. وثالثا، تحكُّمه في سمت القراءة وتوجّهاتها الكبرى. ورابعا، عملية التنميط التي يقوم بها. أـ ما المُجتمع النصّيّ؟ أكيد أنّ الأمر يتعلَّق بتجمُّع ما، لكنّه تجمّع غير منظَّم وفق تخطيط أوليّ مُسبق؛ فهو بمثابة أفق استراتيجيّ يجتذب حوله فواعلَ مُحدَّدة تهتمّ بالنص إنتاجًا (الكتّاب)، وصناعة وتجارة (دور النشر- المكتبات- المجلّات- الصحف)، وتمثيلًا (جامعات- جمعيات- اتّحادات الكتّاب)، وتلقّيًا (القرّاء). ولا يُعَدُّ مُؤسَّساتيًّا بالمعنى الذي يخضع فيه الأفراد للتطابق مع قوانين جاهزة مُسبقة تسهر على احترامها فواعلُ مُنصَّبَةٌ على نحو إداريّ، بل هو ذو شكل عبر مُؤسّساتيّ ديناميّ يُعيد بناء نفسه قياسًا إلى المصالح الرمزيّة المُتعلِّقة بالهيمنة المُستنِدة إلى الصراع حول المُنتج الأدبيّ، كما سنتطرق إليه لاحقًا، لكنّ هذا التنظيم الديناميّ يدخل في علاقات مع ما هو مُؤسَّساتيّ (دور النشر- المجلّات- الصحف- المكتبات- اتّحادات الكتّاب- الجامعات)، لا من أجل الاستجابة إليها، بل من أجل جعلها تتجاوب مع الصراع فيه. ب- كيف يحدث الصراع داخل المُجتمع النصّيّ؟ يؤول الصراع إلى المُجتمع النصّيّ من طبيعة دينامية الأدب نفسه، فلم يَعُد الأمر فيه كما كان في الأقوال الجميلة نتاج توجيه عموديّ مُتعالٍ من صميم السلطة السياسيّة التي تُترجم في هيئة أشكال مُعمَّدة تتجاوب مع الإيديولوجيا العامّة التي تتبنّاها، بل صار نتاج حركة أفقيّة بين اختيارات تكتسي في بداياتها طابعًا فردانيًّا لا تلبث أن تتشكَّل حولها مجموعة مُوسَّعة؛ وهو بهذا يعكس خاصّية التخييل الأدبيّ الحديث الذي يتأسس على التعارض بين الخاصّية الفردانيّة والرأي العام الذي يُمثِّله المُجتمع العامّ. ومن ثمّة يُعَدُّ مفهوم الأدب صيرورة مُنفتحة على التحديدات التي تتغاير بفعل الصراع بين فواعل المُجتمع النصّيّ حول حيازة مفهومه. ويتأسّس هذا الصراع حول من يمتلك الصلاحية لتقرير ما هو أدبيّ ممَّا ليس كذلك، بما يعنيه هذا من امتلاك حقّ التكلُّم في شأنه، والمُساهمة في توجيهه، وصياغة أسئلته، ومن تعميد للنصوص وتكريسها بوصفها مُمثِّلة للخاصّية الأدبيّة (النقد). كلُّ هذا الصراع هو مُرتبط بمصالح (هابرماس) فئات مُعيَّنة ومدى مُراعاة المُنْتَج الأدبيّ لهذه المصالح. وينبغي النظر إلى هذه المصالح بوصفها غير مُباشرة، لا تعلن عن نفسها صراحة، بل تُتَرْجَم إلى أهداف استراتيجيّة على مُستوى الشكل الأدبيّ. بيد أنّ الفئات المُكوِّنة للمُجتمع النصّيّ لا تُعَدُّ مُنسجمة، بل هي مُتنافرة بحكم تعارض المصالح بينها. ولا يُعَدُّ الصراع تامّا حول توجيه الأدب فحسب، بل هو أيضا صراع حول المواقع، بما يعنيه هذا من سعي إلى الهيمنة التي تُفضي إلى التحكُّم في المُجتمع النصي، والتمكن من الآليات الرمزية التي تسمح بتوزيع الشرعية على الأفراد (الكتاب) داخله والاعتراف بهم. ويُمْكِن لنا أن نتحدَّث- هنا- عن علاقات القوّة التي تتحكَّم في تنصيب من يمتلك صلاحية التقرير في جودة النصوص أو عدمها (لجان الجوائز- لجان القراءة في دور النشر- هيئات التحرير- لجان التحكيم). ولا يُمْكِن فصل هذا الصراع عمّا يعتمل في المُجتمع العامّ من صراع حول المنافع. ج- المُجتمع النصّيّ والقراءة: يصير الصراع داخل المُجتمع النصّيّ عديم الجدوى إذا ما نُظر إليه منفصلًا عن الفاعلية المُتوخّاة منه، وهي بكلّ تأكيد فاعلية شكل جماليّ يُترجم أهدافًا استراتيجية في فهم العالم. لكنّ هذه الفاعلية مُرتبطة بالقراءة، وبرسم حدودها، وشكلها والغاية منها؛ ممّا يجعل من القارئ محورًا مهما في هذا الصراع، بل موضوعًا له؛ إذ تظلّ الغاية من الإنتاج الأدبيّ ماثلةً في الاستحواذ على القارئ، لأنّ به يُقاس مدى سريان فاعلية المُنْتَج الأدبيّ وعدمها. وينبغي التنبّه إلى أنّ الصراع تامٌّ دومًا- في هذا النطاق- بين توجُّهيْن يُترجمان الحفاظ على هيمنة نصّيّة رمزيّة قائمة، وصعود تيّار مُهدِّد لها. ويُمْكِن نعت هذين التوجّهين كالآتي: التوجُّه الذي يسعى إلى تكريس قراءة سائدة مُهيمِنة سلبيّة مُتآلِفة مع الأشكال المُهيمِنة ومُتطابِقة معها، والتوجُّه الذي يسعى إلى خلق قارئه المُختلف المُستقبليّ. ولا يشتغل هذان التوجُّهان على نحو آليّ؛ إذ قد تتخلّل هذا الصراع فترات فتور أو يأس تجعل من الحركات الثوريّة الساعية إلى خلق القارئ المُستقبليّ تتراجع، ويصير فعلُها مُتَّصفًا بالردّة، كما حدث بالنسبة إلى الحركة الأدبيّة التي نشأت مع الرواية الجديدة في فرنسا. د- المُجتمع النصّيّ والتنميط: يقصد هنا بالتنميط الإشارة إلى العلاقة بين الشكل الأدبيّ المُفرَد الملموس (النصّ) والشكل المعياريّ (الجنس الأدبيّ والنوع الأدبيّ)، ومدى التطابق بينهما أو الاختلاف. ولا يُمْكِن فصل التنميط عن القراءة أيضًا؛ فالمُجتمع النصّيّ يسعى في الأغلب إلى تكريس الأشكال بجعلها معياريّةً مُستجيبةً لمعايير إجناسيّة أو نوعيّة مُعيَّنة، بل يسعى إلى جعل كلّ الأشكال الثوريّة التي قامت على هدم ما سبقها مُتَّصفة بمعيارية مُعيَّنة؛ أي تجميدها على نحو تصير معه مُتضمِّنةً في داخلها العناصرَ الفنّيّة التي تسمح بتعرُّفها وتكرارها؛ فمن طبيعة القراءة أنّها لا تستهدف المعنى فحسب، بل الشكل أيضًا، وربّما كان هذا الأخير هو الأساس. وينبغي فهم القراءة – في هذا الإطار- بوصفها فعلًا يبحث عن المُغايِر المُختلف، بما يعنيه هذا من جدّة، لكنّ المُجتمع النصّيّ يُحوِّل في نهاية المطاف – بحكم القوى المُهيمِنة فيه – هذه الجدّة التامّة على مُستوى سُنَن القول إلى نموذج تمثيليّ لأهدافه الاستراتيجيّة في إنتاج الأشكال التخييليّة. ٭ أديب وأكاديمي مغربي المُجتمع النصّيّ عبد الرحيم جيران |
الأنغام والأغنيات والدبكة تتحدى الحزام الناسف المتربص بالحياة Posted: 26 Jan 2017 02:14 PM PST بيروت – «القدس العربي» : المسافة بين مقهى الكوستا ومسرح المدينة في شارع الحمرا 100 متر فقط لا غير. وقبل مرور أقل من 24 ساعة على احباط عملية تفجير انتحاري وسط رواد المقهى كان مسرح المدينة يضجّ بالأنغام والأغنيات الشعبية والوطنية الفلسطينية – اللبنانية وبالجمهور. إنها الحياة تتحدى الموت المجاني الذي كان ولا يزال يتربص بلبنان وبشارع الحمرا تحديداً. مع الانتشار الأمني الظاهر للعيان، كان لمهرجان الرقص الشعبي «أهازيج» انطلاقته من بيروت ليصل إلى كافة المناطق والمخيمات المنتشرة في لبنان لاحقـاً. على مدى أكثر من ساعة رسمت الشابات والشبان خطواتهم على المسرح، تارة بقوة وتصميم، وأخرى برقة وهدوء وحب. حركة الأجساد تمايلت مع الأنغام، وطبعت حيويتها بقدم ثابتة على الأرض، أو بتلويح في الهواء حيناً آخر. هي روح الرقص الشعبي المعروف بالدبكة وبث الحماس في شرايين الحضور، مما أطلق العنان للزغاريد والتصفيق الإيقاعي. ثماني فرق دبكة جاءت من كافة مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان، وكذلك من الجوار، من مدينتي صيدا وبرجا لتبث البهجة في الحضور. فكرة المهرجان تهدف لتوثيق الصلات بين المخيمات وجـوارها، والحفـاظ علـى الهوية الثقافية والتراثية. هذه الفرق الـتي تراوحـت أعمار اعضائها بين الطفولة اليـافعة، الشـباب وثلاثينيات العمر، تلقت تدريباً مـتفاوتاً حسـب القائمين على التنظيم. بعضهم متـمرس في الرقـص الشـعبي منذ عقـدين، وآخرين تتنـاقـص خبـرتهم ليصـل بعضـها الشـهرين فقـط لا غـير. قدّم المتمرسون القدامى رقصات منفردة تبعاً لخبراتهم الطويلة، فكانت الحركة الخفيفة للجسد ولخبط القدم بالأرض، وكانت الثقة بادية في كل خطوة لهم. وهذا لم يعب على اليافعين حضورهم مطلقاً بخاصة عندما رقصوا بحدود العشر دقائق بلباسهم الملائكي من الزهر والأبيض. هنّ فتيات رقصن كما الفراشات الربيعية على انغام واغنيات تحكي قصة بلدهن المسلوب. وتميزت أزياء الراقصين والراقصات بألوانها الدافئة وبتطريزها الفلسطيني للصبايا والشباب معاً. رقصة القبضايات قدّمها شبّان يرتدون الـ»شروال» الأسود الذي كان زي الأجداد في لبنان وفلسطين وسوريا. وبعدها كانت رقصة مناغشة ومنافسة بيت الصبايا والشباب على انغام «يا طير الطاير» مع تعداد المدن والبلدات الفلسطينية. تميزت تلك الدبكة الشعبية بالحيوية والفرح نظراً للموسيقى الحية التي رافقتها. بخلاف رقصات أخرى رافقتها الموسيقى المسجلة. وبثوب طويل من اللون الأسود المطرز بالخمري أطلت صبايا فلسطينيات وكذلك شبان وعلى ايقاع «يا سما بلادي، والميجانا وأنا دمي فلسطيني» دبك الجميع وسط حماس كبير اثاره الحضور. الدبكة اللبنانية تميزت بالملابس التي تداخل فيها الأخضر والأسود وأغنية «عالدلعونا». مجموعة راقصين أخرى تداخلت حركتها مع كلمات وموسيقى أغنيات فلسطينية تروي قصة شعب وارض وحكايات البطولة كما «جفرا». وكان حضور للرقص المعاصر الذي تناغم مع الشعر والتحدي «هنا على صدوركم باقون كالجدار». الحفل كان بدعم من مؤسسة عبد المحسن قطّان عبر برنامج «صلات: روابط من خلال الفنون». الأنغام والأغنيات والدبكة تتحدى الحزام الناسف المتربص بالحياة «أهازيج» شعبية ووطنية فلسطينية ولبنانية في مسرح المدينة زهرة مرعي |
كيف سيكون عهد ترامب الجديد؟ Posted: 26 Jan 2017 02:13 PM PST كثيرة هي الدلائل التي تشير إلى ان عامنا الحالي 2017، سيكون مختلفا عن اعوام العقود القليلة الماضية، وانه يشكل بداية لحقبة جديدة، لها ادواتها وتحالفاتها وصراعاتها الجديدة. ولهذه التحالفات والصراعات نتائجها الكبيرة، وخاصة عندما تنعكس على شكل خرائط جغرافية سياسية جديدة هي الاخرى، تطال بمنافعها كل اللاعبين الكبار، وربما بعض الشهود الحاضرين والمحرِّضين. كما ستطال بمضارها، الاكيدة طبعا، خاصة في منطقتنا العربية، كل الغائبين والمغيَّبين، سواء بتقاعسهم او جراء اخطائهم على مدى حقبة «الخريف العربي»، على مدى قرن كامل بالتمام والكمال، منذ العام 1917 حتى عامنا الحالي. ولم تتخلل كل سنوات هذا القرن الكامل إلا فترتي استثناء فقط: ـ حقبة النهوض القومي في منتصف القرن الماضي، بقيادة جمال عبد الناصر، بدعم حركات التحرر والاستقلال العربية، ثم الآسيوية والافريقية والأمريكية اللاتينية، والمشاركة الفاعلة في اللعب على الصعيد الدولي، من خلال «الحياد الايجابي» وتشكيل حركة عدم الانحياز. إلا ان هذه الحقبة لم تعمِّر إلا اقل من عقد ونصف العقد، وانتهت بـ»نكسة حزيران» التي ما زلنا نعاني منها حتى يومنا هذا. ـ حقبة محاولة بدء الخروج من «الخريف العربي» في بعض دولنا العربية، ابتداء من العام 2010، وسقوط غالبية الساعين لاقامة حاضر وبناء مستقبل مزدهر، في اوحال «الشتاء العربي» الحالي، دون استعدادات كافية لمواجهة عواصف هذا الشتاء وزمهريره ورعوده وصواعقه، بسبب تمترس قوى ظلام الخريف الذي عمّر وشرّش في هذه المنطقة المنكوبة، ولن يتخلى عنه «ابطاله» والمنتفعون منه، بسهولة ودون اغراق البلاد والعباد في انهار دماء ودموع وقوافل تشرد وضياع. لكن، وكما انتهت الحقبة التي حملت لنا بشائر الامل، ستمر وتنتهي حقبة الشتاء الدموي الفاجر. في العام 1917 تقاسم المنتصران الكبيران، بريطانيا وفرنسا تركة «رجل اوروبا المريض»، (الامبراطورية العثمانية). وغاب من بين اعضاء نادي المنتصرين في الحرب العالمية الاولى، كل من روسيا، لانشغالها بثورتها البلشفية، كما غابت ايضا أمريكا البعيدة، ووقعنا ضحية لاتفاقية سايس بيكو البريطانية الفرنسية، التي قطّعت قلب العالم العربي، وحولت «بلاد الشام» إلى اربعة كيانات: سوريا ولبنان وشرق الاردن وفلسطين، واستفردت بريطانيا بفلسطين لتعطيها لليهود حسب «وعد بلفور»، وكان لها ما ارادت. وفصلت بذلك ايضا بين عرب اسيا وعرب شمال افريقيا، من خلال نجاحها بناء «جدار» اسمه اسرائيل. كان الغياب العربي كاملا بين الحربين. واذا كانت نتيجة الغياب، قبل الحرب العالمية الاولى، تقاسُم المنتصرين قلب العالم العربي واعطاء الوعود والبدء في التنفيذ على ارض الواقع، فان الغياب العربي الثاني بين الحربين، حوّل وعد بلفور فور انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلى واقع، تمثّل باقامة اسرائيل، ونكبة الشعب الفلسطيني المستمرة حتى يومنا. يلفت الانتباه استمرار الغياب العربي. لقد غاب العرب عن مفاوضات واتفاق «إيران واربعة زائد واحد»، فكانت النتيجة كارثية. لقد غابت اسرائيل ايضا، او غُيِّبت عن تلك المفاوضات وعن الاتفاق، ولكنها اقامت الدنيا ولم تقعدها بعد، احتجاجا ورفضا لاستبعادها، وسيكون ملف الاتفاق الدولي مع إيران، بندا في اجتماع بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في لقائهما المزمع عقده في الاسبوع الاول من فبراير/شباط المقبل، حسب ما تتناقله وسائل الإعلام. اين هم العرب من هذا؟. اذا كان الشأن الإيراني، بالغ التأثير في حاضرنا ومستقبلنا، ونرى مُحِقّين ان الغياب عن مائدة مفاوضات حوله كارثة عربية واضحة، فماذا نقول عن الغياب العربي عن مفاوضات البحث في مستقبل الصراع في سوريا، وعلى سوريا ايضا، في استانا؟. تحضر روسيا وإيران وتركيا، ويدعى آخرون كمراقبين وشهود، ويُلقى جسد سوريا على طاولة المفاوضات/العمليات الجراحية، وتعمل مباضع ومقصات وابر وخيوط «الجراحين»: إيران وتركيا القريبتين وروسيا البعيدة، اما اهل سوريا، اشقاؤها، والتي هي منهم وهم منها فغائبون. يا حرام!!. بدأ عامنا الحالي بتسلم ترامب مقاليد الحكم في الاقوى بين امبراطوريات العالم. قد لا يعادل حجم التشاؤم والخيبة والقلق الذي صاحب دخول الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، إلى البيت «الابيض» الأمريكي، إلا حجم التفاؤل والامل والاطمئنان الذي صاحب دخول الرئيس الأمريكي السابق، باراك (حسين) اوباما، إلى ذلك البيت ومكتبه البيضاوي. كذلك، قد لا يعادل حجم التفاؤل والامل والترحيب الاسرائيلي الذي صاحب فوز الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، إلا حجم التشاؤم والخيبة والاحباط في الشارع الفلسطيني. كانت البداية مع عهد اوباما جميلة. خطابه في القاهرة كان فاتحة خير وتفاؤل من كل زاوية يمكن النظر اليه منها: اختيار مصر، بكل ما لمصر من وزن في العقل والضمير العربي، وفي التاريخ والمستقبل الأكيد، كان مدعاة للترحيب، واختيار جامعة القاهرة العريقة تحديدا لاطلاق خطابه منها، اشارة جديرة بالاحترام لما تعنيه كلمة «جامعة» من علم وابحاث وتطلع إلى مستقبل مطمئن. فحوى الخطاب اكثر من عظيم حيث تحدث عن مصالحة مع الحضارة الاسلامية، وليس «صراع الحضارات»، وخاصة بعد عهد رئيس أمريكي ارعن تحدث عن حروب صليبية دينية مقيتة، مدعوما بالاكثر تطرفا وعنصرية في أمريكا من طائفة الافينغليست المسيحيانية المتصهينة. توقيت الخطاب: الرابع من حزيران/يونيو، بكل ما يعنيه هذا التاريخ تحديدا في الادبيات السياسية العربية، والعودة إلى «خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967». كل هذا كان جيدا وممتازا، لكن كل ما تلاه كان مخيبا للآمال. في عهد اوباما الذي امتد 96 شهرا، استيقظ «السيد الرئيس» في الشهر الاخير فقط، وكانت يقظته جزئية: لم يضع الفيتو على رفض وادانة المستعمرات/ المستوطنات اليهودية الاسرائيلية في اراضي الدولة الفلسطينية، بل اكتفى وتوقف عند خط الامتناع عن التصويت. ثم في صباح يوم مغادرته بتاريخ 20/1/2017، امر «مشكورا» بالافراج عن 221 مليون دولار، كان الكونغرس الأمريكي قد اقر تحويلها للسلطة الفلسطينية، ثم علّق ارسالها. من اصل 96 شهرا في موقع القرار، كان اوباما المرحب به فلسطينيا وعربيا، ايجابيا في الكلام الشفهي والخطابة، وسلبيا في العمل والتنفيذ. بل حتى قبل اسابيع من «الافراج» عن منحة/صدقة الـ221 مليون دولار، وقّع امرا بمنح اسرائيل 38000 مليون دولار موزعة على عشر سنوات، اضافة لمليارات اخرى، واضافة إلى مضاعفة الاسلحة الأمريكية المخزّنة في اسرائيل، وتستطيع استخدامها في حالة الضرورة بموجب اتفاقات أمريكية اسرائيلية خاصة. تفاءل الفلسطينيون بعهد اوباما، لكنه خيّب آمالهم. ويتفاءل الاسرائيليون هذه الايام بعهد ترامب، فهل سيحقق هذا آمالهم، ام يُخيِّبها؟. ما يعرف تحت اسم «الكتاب المقدس» عند المسيحيين، هو جمع لعهدين (!). «العهد القديم»، وهو كتاب التوراة اليهودية، و»العهد الجديد»، وهو الاناجيل المسيحية الاربعة و»اعمال الرسل». لكن العهد المسيحي الجديد، جاء اساسا ليلغي «الناموس» في «العهد القديم»، الذي يتحدث عن الله وكأنه اختار اليهود ليكونوا شعبه، ويميزهم عن «الاغيار». وجاءت المسيحية اساسا لالغاء هذا التمييز العنصري، واعتبار كل البشر «ابناء الله». ولكن مارتن لوثر رأى في «العهد الجديد» في مطلع القرن السادس عشر، مجرد تتمة لـ»العهد القديم» اليهودي. كيف سيكون «عهد ترامب الجديد»؟؟. ما زال الوقت مبكرا على بدء حلقة النواح الفلسطينية. ما زال الوقت مبكرا على عقد حلقة الرقص الاسرائيلية. ٭ كاتب فلسطيني كيف سيكون عهد ترامب الجديد؟ عماد شقور |
المغرب: نتائج الانتخابات ومفاوضات تشكيل الحكومة Posted: 26 Jan 2017 02:13 PM PST هل كان من الصدفة أن تكشف وزارة الداخلية مؤخرا عن النتائج التفصيلية لنتائج اقتراع السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي؟ هذه الأرقام تضع الأحزاب السياسية أمام حقيقة أحجامهم السياسية وأوزانهم الانتخابية، وتؤثر بشكل غير مباشر على المفاوضات الجارية من أجل تشكيل حكومة طال انتظارها.. لقد أظهرت الأرقام المعلن عنها تقدما كبيرا لحزب العدالة والتنمية في عدد من الدوائر الانتخابية، وخاصة المدينية منها، حيث حقق أرقاما قياسية في عدد الأصوات المحصل عليها في عدد كبير من الدوائر الانتخابية. ونظرا للأعطاب البنيوية التي تمس نمط الاقتراع والتقطيع الانتخابي وعتبة التمثيل، فإن الحزب لم يترجم عدد الأصوات المحصل عليها إلى مقاعده المستحقة، ومع ذلك فإن هذه النتائج غنية بالرسائل السياسية التي عبر عنها سكان المدن الكبرى والفئات المتوسطة وفئات مهمة من ساكنة العالم القروي، فقد حقق الحزب أعلى عدد من الأصوات في جهة سوس ماسة بحصوله على 203 176 صوتا بنسبة 37,47 في المائة، وتصدر جهة الدار البيضاء سطات983 333 ب33.8٪وجهة فاس مكناس 338 201 بنسبة 27,4٪، وجهة الرباط سلا القنيطرة بـ 218 235 أي ما يعادل 29.69 ٪ بالإضافة إلى جهة درعة تافيلالت، حيث جاء متقدما على باقي الأحزاب ب835 82 بما يعادل نسبة 24,49٪. .كما حصدت لوائح «المصباح» المرتبة الأولى في 40 دائرة على المستوى الوطني من أصل92 وحازت على أكثر من 50 في المائة من الأصوات في 11 دائرة من الدوائر الأربعين التي حصل فيها على المرتبة الأولى كدائرة طنجة أصيلا التي حصل فيها الحزب على 62 ألف صوت بما يعادل نسبة 54.59 في المائة، ودائرة إنزكان- آيت ملول بـ40245 صوتا..كما تجاوز نسبة 53٪ في كل من دائرة سيدي يوسف بن علي بمراكش، وفاس الجنوبية، و دائرة الحي الحسني بالدار البيضاء بنسبة 52.88 ٪ ودائرة المنارة بمراكش بـ 51 ٪، ودائرة سلا المدينة على 50.22 في المائة. وحل حزب العدالة والتنمية في المرتبة الثانية على مستوى 6 جهات، وهي مراكش آسفي والداخلة واد الذهب وطنجة تطوان، بالإضافة إلى جهة الشرق وجهة كلميم واد نون وجهة بني ملال خنيفرة. الخلاصات السريعة التي لا يمكن تجاوزها أن حزب العدالة والتنمية نجح في الحفاظ على ثقة الناخبين الذين صوتوا له يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، وأضاف لها آلاف الأصوات الجديدة، كما أقدم الحزب على اختبار أدائه بترشيح وزرائه ورموزه مستعرضا حصيلته الانتخابية ومستعدا للمحاسبة الشعبية، وقد نجح في الامتحان بحيث حصلت لوائح أمينه العام وباقي الوزراء وقيادات الحزب أرقاما قياسية في دوائرهم الانتخابية، بينما افتقد خصومه إلى الشجاعة لترشيح قيادات سياسية معروفة واكتفوا بترشيح جملة من الأعيان المحليين المستقطبين من أحزاب أخرى.. من أهم الدروس أيضا التي يمكن استخلاصها أن روح الحراك الشبابي الذي انطلق قبل 5 سنوات لازالت موجودة، وقد عبرت عن نفسها بدعم خيار الاستمرار في الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ظل الاستقرار ومن خلال المؤسسات القائمة..هذه المرة ليس بواسطة الشعارات والاحتجاجات في الشارع، ولكن بواسطة الصوت الانتخابي الذي بدأ الوعي بقيمته يتزايد شيئا فشيئا وهو ما يفسر محاولات زرع الإحباط في نفسية من شاركوا في اقتراع السابع من أكتوبر، عبر الإيحاء بطرق ملتوية بأن الحكومة القادمة ستكون بعيدة عن إرادتهم الحرة المعبر عنها في الانتخابات الأخيرة…! لقد كان الصوت الانتخابي حاسما في إفشال مخطط النكوص الديمقراطي الذي كان يستعد للإجهاز على الديموقراطية المغربية الفتية، وبالفعل، أكدت نتائج اقتراع 7 أكتوبر أن خيار الإصلاح في ظل الاستقرار أصبح خيارا راسخا في وعي العديد من الفئات المجتمعية المختلفة، وأن تملك المجتمع لهذا المنهج هو الذي دفعه للتصويت بكثافة لفائدة حزب العدالة والتنمية رغم جميع المحاولات التضليلية التي وصلت إلى درجة شن حملات إعلامية وسياسية منسقة.. لقد فشلت هذه الحملات في تضليل الناخبين، بل كانت لها مفاعيل عكسية، وساهمت في إيقاظ الوعي السياسي والثقافي للناخب المغربي الذي اختار التصويت بكثافة ضد هذه الحملات، محطما بذلك جميع التكهنات التي كانت تراهن على إغلاق قوس الربيع الديمقراطي والعودة إلى مربع التحكم.. لقد لعب الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي دورا حاسما في فضح هذه الحملات والكشف عن خلفياتها المهددة للمسار الديمقراطي، كما كشف عن حجم المصالح التي تختبئ وراءها ونوعية العلاقات المشبوهة التي تربط بين بعض مراكز النفوذ وبين صحافة التشهير التي فقدت مصداقيتها وفقدت إمكانيات التأثير أمام عمق التحولات التي يعرفها المجتمع المغربي وتغلغل الإعلام الجديد في أوساط الشباب وفي العالم القروي ووسط الإلترات الرياضية وغيرها من الفئات غير المؤطرة حزبيا والتي كانت كلمتها في الانتخابات الأخيرة حاسمة.. الدرس الكبير الذي يمكن تأكيده، هو وعي المواطن بقيمة صوته الانتخابي، وإدراكه العميق لأهمية المشاركة الانتخابية في الدفع بعجلة التطور الديمقراطي إلى الأمام.. كل هذه المعطيات، تجعل الاقتراع غير قابل للنسيان، ومن الصعب على من فشلوا في الانتخابات أن يحققوا ما أرادوا بالمفاوضات… فحذار من لعبة تجاوز الأرقام، فالأرقام لا تكذب.. ٭ كاتب من المغرب المغرب: نتائج الانتخابات ومفاوضات تشكيل الحكومة د. عبد العلي حامي الدين |
مخيم الزعتري للاجئين السوريين – خدمات واسعة لكن لا بديل عن الوطن Posted: 26 Jan 2017 02:12 PM PST اعترف أن لدي نقطة ضعف اسمها المخيم، مع العلم أنني لم أجرب الحياة داخل المخيم إلا لماما. ولا أذكر أنني زرت بلدا فيه مخيمات للاجئين إلا وأجد نفسي مشدودا للتعرف على حياة المخيم وسبل العيش فيه، وما إذا كان اللاجئ يعامل باحترام وتصان كرامته؟ أم أنه يهان ويهمش ويحاصر؟ لقد جلست فيما مضى مع اللاجئين الأفغان قرب بيشاور واللاجئين الصحراويين في تندوف، إضافة إلى اللاجئين السودانيين والفلسطينيين والعراقيين والأكراد وغيرهم. هذه المرة وجدت نفسي وأنا في زيارة قصيرة للأردن مدفوعا برغبة عميقة للتعرف على أحوال أهلنا اللاجئين السوريين، الذين وقعوا ضحية للظلم والطغيان من جهة والتآمر والخديعة والإرهاب من جهة أخرى. الزيارة لمخيم الزعتري قرب مدينة المفرق الأردنية ليست بالسهلة. فبسبب الظروف الأمنية التي أتفهمها تماما يحتاج الزائر إلى تراخيص من العديد من الدوائر والأجهزة الأمنية، لكنها في النهاية تستحق كل تلك الجهود. فالسير في أزقة المخيم تثير الكثير من الأسى والقهر، لما لحق بالشعب السوري الأصيل والعزيز والعروبي من الأذى والظلم والاقتلاع والتشريد. أقيم المخيم في يوليو عام 2012 في صحراء المفرق القريبة من حدود سوريا الجنوبية، حيث يتشارك الشعبان في العادات والتقاليد والأعراق والمصاهرات. وقد وصل عدد القاطنين في المخيم في أوج ازدحامه في مارس وأبريل 2013 إلى أكثر من 200000 لاجئ، ثم انخفض تدريجيا إلى أن بقي فيه الآن نحو ثمانين ألف لاجئ، معظمهم من مدينة درعا ومنطقة حوران المحاذية وقلة منهم من دمشق وحمص وحماة. كان الفارون من بلدهم يعتقدون أن عملية النزوح ستستغرق شهرين أو ثلاثة أشهر وسيعودون إلى ديارهم بعد سقوط النظام. وعود كبيرة بعودة مظفرة وصلت إليهم من أكثر من جهة، لكن خاب ظنهم كما خاب ظن الفلسطينيين عام 1948 عندما وعدتهم الجيوش العربية بإعادتهم إلى ديارهم بعد تدمير الكيان. ويخشى بعض المهجرين هنا أن تطول غيبتهم كما حدث مع الفلسطينيين. بعض المهاجرين لم يتحمل البعد فقرروا التسلل والعودة «وشو ما صار يصير»، كما شرحت لي دلال العيسى مديرة مدرسة الهاشمي الأساسي. اول المخيمات السورية خارج الحدود بدأت أحداث الثورة السورية السلمية المطلبية في منطقة درعا المهمشة. وخوفا من بطش النظام من جهة والوعود الوردية التي وصلت إليهم من جهة أخرى اجتاز الحدود عشرات الألوف إلى الجانب الأردني. الأردن من جهتها أبقت الحدود مفتوحة لأكثر من سنتين، حتى وصل عدد المهاجرين نحو مليون ونصف المليون توزعوا في كل أنحاء المملكة، لكن الغالبية الساحقة منهم بقيت ملتصقة بأقرب المناطق إلى وطنها في منطقتي المفرق وإربد. فتح الأردن أرضه ومدنه وقراه ومدارسه وعياداته وسوق العمل الضيق لأخواتهم وإخوتهم السوريين حتى استنفد الطاقة الاستيعابية كلها. تجد في المخيم كافة المنظمات الإنسانية، وعلى رأسها مفوضية اللاجئين واليونسيف ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي. أما المنظمات الأهلية فأوسع من أن تحصى، يتصدرها الهلال الأحمر الأردني ومنظمات الرعاية الأردنية العديدة والمنظمات غير الحكومية الدولية مثل «أنقذوا الأطفال» و»أوكسفام» وغيرهما. كما تهافت المتبرعون في البداية فأمنوا الكثير من الخدمات الطبية والتعليمية والمعاشية ظنا منهم أنها مسألة أسابيع أو شهور. كانت الشهور الأولى صعبة على شعب عزيز اقتلع من أرضه ورمي في الصحراء، تاركا وراءه بيوته ومصادر رزقه، ثم وجد نفسه في خيمة في الصحراء تتقاذفها الرياح والأمطار والعواصف الرملية، حيث أنشئ المخيم على عجل دون تجهيزات لحياة كريمة، ليستقبل 30 ألفا، ثم بدأ يتسع ويتضخم بطريقة عشوائية إلى أن وصل قمة الاستيعاب مع نهايات عام 2013. مشاكل المرحلة الأولى من اللجوء تكاد تختفي كما شرح لنا محمد الدويري مدير مدرسة الهاشمي للفترة الصباحية. في المخيم 24 مدرسة موزعة بين الأحياء المترامية على مساحة واسعة. اختارت الحكومة الأردنية أن ترسل للمدارس معلمين مخضرمين معظمهم من المتقاعدين. المنهاج أردني والمعلم الأساسي أردني ويساعده معلم (معلمة) سوري. كل مدرسة تعمل بنظام الدوامين الصباحي للأولاد والمسائي للبنات. ويشمل التدريس أنواعا من الحصص الترفيهية التي تضم إلى جانب الرياضة الألعاب والرسومات والأنشطة المنوعة. وقد أنشئت في المخيم عدة حدائق للأطفال. وفي كل مدرسة، كما تقول السيدة دلال، مرشدة نفسية للتعامل مع الأطفال وحالاتهم النفسية، خاصة أن عددا منهم من الأيتام من الأب أو الأبوين. «المشاكل النفسية التي كان يعاني منها الأطفال في السنة الأولى لاقتلاعهم تكاد تتلاشى، كنا نشهد حالات من العنف بين الطلاب والصراخ والاكتئاب والانطواء، اليوم مع تحسين ظروف المخيم الحياتية تكاد تلك الظواهر تتلاشى». أضافت دلال «هناك مستشارة نفسية للبنات ومستشار للأولاد. ونحاول أن نوفر للطلبة كل ظروف التعلم الطبيعي. كما نحاول أن نعوضهم عن الحرمان والخوف اللذين مروا بهما بإيجاد ظروف نفسية مريحة». مدير مدرسة عمر بن الخطاب الثانوية قال، إن المدرسة تضم 2800 طالب وطالبة و59 معلما ومعلمة و27 مساعد معلم من السوريين. اخترت أن أتحدث مع الطالب السوري محمود هاشم الزعبي، ابن الصف التاسع، الذي أخبرني أنه ينتقل بعد الدوام ليعمل في متاجر السوق ليكسب قليلا من الدخل لتخفيف العبء عن والده ووالدته. لكنه يحلم أن يصبح يوما ما مهندسا للمساعدة في إعادة إعمار بلده المدمر. «لا تغيب عني صورة بلدتي وأحلم باليوم الذي أعبر فيه الحدود إلى خربة غزالة المدمرة للمساهمة في إعمارها»، قال ذلك وهو في حالة عميقة من التأثر. الخدمات الطبية توجد في المخيم ثلاثة مستشفيات متكاملة إضافة إلى عدد كبير من العيادات العامة والمتخصصة. ويتم إجراء كافة المراجعات والمعاينات والعلاج محليا، إلا إذا كان المريض يتطلب عملية معقدة كالقلب المفتوح أو الجراحة الدقيقة، فيتم تحويل المريض إلى عمان أو خارج البلاد. وقد اخترت أن أزور المستشفى العسكري المغربي الذي افتتح في 14 أكتوبر 2012 ويشرف عليه 30 طبيبا و20 مساعدا، وصيدلي واحد وبيطري وطبيب أسنان وأشعة. ويضم المستشفى كافة التخصصات من أطفال وتوليد وقلب وباطنية وجلد وعظام وعيون وغير ذلك. ويقدم المستشفى النموذجي كافة الخدمات والأدوية مجانا. وقد شرح لي مجموعة من الضباط الذين يلبسون الملابس المدنية أن المستشفى أجرى 1200 عملية جراحية ويعاين يوميا نحو 350 مريضا وقد بلغ عدد المرضى الذين مروا على المستشفى منذ افتتاحه حتى اليوم 735161 مريضا. سوق الحميدية أجمل انطباع تتركه زيارة المخيم هو هذا النشاط التجاري الواسع لسكانه السوريين. فبعد أن استقر بهم المقام في المخيم شمر كل سوري وسورية عن ساعديه لينتج ما يستطيع إنتاجه، وإذا بالمخيم يعج بالبضائع من كل الأصناف، فمحلات الخضار والفواكة والملابس والمطاعم والموبايلات وكل ما يخطر ببالك، حتى أثواب العرائس البيضاء موجودة. لقد أطلق السكان على السوق الرئيسي في المخيم «سوق الحميدية» تعلقا بمهوى أفئدتهم دمشق العزيزة. وقد شرح لي العميد المتقاعد عيد العموش من جمعية الإغاثة الطبية العربية أن السلطات الأردنية تعاونت مع لجنة محلية لإدارة المخيم لتسهيل التجارة وتوفير الاحتياجات للاجئين كي يشعروا بأن إقامتهم المؤقتة بين أهلهم وإخوانهم ليست عبئا، بل يصحبها نشاط تجاري وثقافي وترفيهي. زيارة مخيم الزعتري ليست لمجرد نقل إحصائيات ووصف المدارس والعيادات والملاعب بل للاقتراب من الجرح المفتوح والانصات لرواية الاقتلاع والتشارك في الهم والأمل، مع شعب كان وسيظل مضيافا لإخوته العرب. فلا شيء يوجع اللاجئ إلا عدم الإحساس بمعاناته ولا شيء يخفف عنه إلا تفريغ حمولة الوجع التي يحملها في قلبه. فلا يعرف التشرد إلا من يكابده ولا مرارة اللجوء إلا من يعانيها. محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة رتغرز بنيوجرسي مخيم الزعتري للاجئين السوريين – خدمات واسعة لكن لا بديل عن الوطن د. عبد الحميد صيام |
كل بيوت العرب سواسية أمام أسنان البولدوزور Posted: 26 Jan 2017 02:12 PM PST بعض هواة عملية «النق» الوطني المزمن نزعوا إلى تهميش قرار محكمة العدل العليا الإسرائيلية، الذي صدر بقبول قاضيين التماسَ مؤسسة «عدالة» المقدم بالنيابة عن عائلة المرحوم الأستاذ يعقوب أبو القيعان، ضحية رصاص أفراد شرطة إسرائيل. وحجة هؤلاء بإبطال الغرابة في القرار وإيجابيته تعتمد على «الطبيعي» في حياة البشر وعلى «البديهي» في سلوك المجتمعات الإنسانية، التي تضمن حق دفن الميت بدون معوّقات، وإجراء جنازة له بدون مهانة ومن غير شروط مقيدة وقاهرة. لو كنا في إسرائيل نعيش في واقع يسوده المنطق الإنساني العام، وتتحكم في فضاءاته القيم والأخلاق الحميدة، لما اضطرت أصلًا العائلة الثكلى بالتوجه إلى القضاء والمطالبة باسترجاع جثمان غاليها المقتول عمدًا وغدرًا، وبإجراء جنازة عادية له، كما يليق براحل مضى فأضحت عائلته بدون رب يرعاها وبيت يأويها، لكننا نواجه في الحقيقة، نحن المواطنين العرب، قدرنا بقضائيه الأهوجين، واحد «يحطه السيل علينا من عل»، وآخر يحيطنا كالأشباح تسعى لقبض أرواحنا بلا هوادة ومسح وجودنا بلا رأفة. قرار المحكمة العليا الإسرائيلية كشف مجددًا بعض التناقضات الوجودية التي تعيشها الأقلية العربية من جهة، والاشكالات الجوهرية التي تواجهها مؤسسات الدولة، خاصة جهازها القضائي، من جهة أخرى، لاسيما فيما يتعلق بمكانة هذه الأقلية ومصير ومستقبل العلاقة بينها وبين كيان الدولة ورغبات الأطراف الملتبسة دومًا وتراقص «بناديلها» بين نقطتين قصيتين: الإدماج المبهم والإقصاء العصي. من يراجع بتمعن قرار المحكمة قد يكتشف بعضًا من معالم تلك المفارقات وكيفية تعاطي القضاة معها ومسوغات تفكيكهم لها. بعض التفاصيل، إن فحصت بعيون منقبة ومجربة، قد تبدو كومضات في سمائنا الناعسة وقد تصير مرشدًا لسراة يجيدون قراءة الليل ولغة العواصف، أو على النقيض، مهلكة لمن سينتظرون فجرًا لم تغوه صياحات الديكة المتشاوفة، فنام وتأخر. كتب القاضي يتسحاك عميت القرار الأساسي، وسآتي لاحقًا على ما أورده كدعائم لقبوله موقف الملتمسين، بينما عارضه القاضي سولبرغ، وهو «المستوطن» في غوش عتصيون، الذي أثار تعيينه عام 2012 قاضيا في المحكمة العليا مشكلة، واستجلب انتقادات كبيرة في أوساط إسرائيلية ودولية، اعتبرت قرار لجنة التعيين تحديًا من المؤسسة السياسية اليمينية لموقف الأمم المتحدة وللقانون الدولي الذي عرّف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة كجريمة حرب، بينما يبقى موقف القاضي أوري شوهم وانضمامه لقبول التماس العائلة المصابة لافتًا، إذا ما عرفنا أنه شغل في الماضي منصب المدعي العسكري العام في إسرائيل. لن أتطرق باستفاضة إلى ما يعنيه هذا القرار وما تعكسه حيثياته من الناحية القانونية، رغم أهمية هذا البعد، لكن الحدث كما تجسد بأبعاده كلها يبقى بمثابة المشهد الشاذ (الأنومالي)، الذي ينبعث على خلفية تداعيات تراجيدية تنذر باحتمال سقوط الذرى وضياع الدم في القيعان. نيابة الدولة العامة عملت على إقناع المحكمة بقبول موقف الشرطة وأذرع الأمن التي أصرت على أن السماح بإقامة الجنازة من غير شروط سيمس بأمن وسلامة الجمهور، وكأنها تستكمل إيقاع فرضية مفادها أن العرب لا يجيدون ممارسة الحزن، إلا من خلال تحويله حجارة تقذف على الناس المسالمين، وعنفًا يتبعثر على الطرقات والمفارق؛ إنها النهاية الحتمية لما بدأ ككذبة مرة وافتراء شيطاني صار بأعقابه المربي المسالم مخربًا، والأب المكافح داعشيًا، والحقيقة عذراء مغتصبة، والرمل أخرس والعيون حولاء والسماء عاقرا. لا أعرف إذا حاول القضاة، قبل إجازتهم للجنازة، أن ينتقلوا ويجلسوا للحظة بجانب يعقوب أبو القيعان، ليروه وراء مقوده وهو مصاب وعاجز عن الحركة، دمه القاني يتصبب كبكاء برقوقة حزينة فقدت تراب حوضها؛ كان يجيل بناظريه ويرى حوله أعدادا من الدمى اللحمية التي تشبه الضفادع السوداء الضخمة، تقفز في الهواء كي تصطاد أسرابًا من الفراش الملون والحساسين، وقبل أن يغمض عينيه لمح من بعيد وجه رفيقة دربه تتقدم غزالين أو أكثر فطيّر لهم قبلة وقلبًا ومال كي ينام، فتذكر وجه أمه السمراء ومد يده ليمسح عن خدها دمعة. انطفأ. اتكأ على حلمه وغاب. أغمِضوا عيونكم وتخيلوا كم هو مرعب هذا الرعب، وتخيّلوا كيف فارق يعقوب هذه الصحراء المضطجعة على حربة، ومن ترك وراءه ليسود على أرض اليباب التي عشقها. سأسال القضاة، ذات يوم، إذا فعلًا وجدوا يعقوب باسمًا، كما كانت تقول الرملة لأختها، أو عابسًا كما وشت الغيوم للهضاب. «إننا نعي أن الأجواء مازالت صاخبة، وهنالك حساسية وتوتر قد يستغل من قبل جهات متطرفة..»، هكذا كتب القاضي عميت في قراره متعرضًا لادعاءات الشرطة ومخاوفها، لكنه أضاف معللا رفضها قائلًا: «مع هذا أذكّر بالمفهوم ضمنًا، فالجنازة ستقام في النقب، وفي نطاق دولة إسرائيل، عائلة المرحوم تتبع للطائفة البدوية التي يعتبر أبناؤها مواطنين اسرائيليين محافظين على القانون، لا بل يخدم بعضهم في أذرع الأمن، ولم نسمع ولا حتى صوتا واحدا منهم يمتدح عمليات الدهس..». لم يكتف القاضي بما ذكرناه أعلاه فأضاف أن المحكمة سجلت أمامها تعهد العائلة ورؤساء سلطات منتخبين وأعضاء الكنيست التزامهم بالمحافظة على الهدوء العام خلال تقدم مسيرة الجنازة، وعدم سماحهم لأي كان بتسخين الأجواء والإخلال بالنظام العام. لقد طالبت الشرطة تقديم بينات مكتومة في محاولة منها للاستفراد بالقضاة والتأثير عليهم لقبول موقفها، كما يجري عادة في الملفات ذات الصبغة الأمنية أو التي تعالج قضايا المواطنين الفلسطينيين في الضفة المحتلة وقطاع غزة. كان اعتراض الدفاع على تلك المحاولة موقفًا صحيحًا ومشرفًا، أدى بلا شك إلى زج القضاة في خانة صعبة، لاسيما بعدما صمد مدير مركز عدالة المحامي حسن جبارين أمام ضغوطهم، مؤكدًا على أن الملتمسين وهيئة الدفاع عنهم لا يحفظون لهذه الشرطة عهدًا، ولا يثقون بتقيماتها السرية، وهي التي جرّمت علنًا الضحية ساعة كان دمها ينزف، وقبل أن تباشر باستقصاء الحقيقة واستجلائها. لقد رفض قاضيان اعتبار جنازة ضحية لمواطن في الدولة حدثًا خارجًا عن ذلك العقد الذي يجب أن يكون ممدودًا بين الدولة ومواطنيها، فنحن لا نعيش تحت حكم عسكري ولا في ظروف احتلال. قد يتحول هذا القرار إلى محطة مهمة على طريق قدرة المواطنين العرب في مقارعة سياسة الحكومة قضائيًا، ففيه ما يدل على استشعار بعض قضاة العليا بالخطر اليميني البوليسي الداهم كالسيل، الذي سيقوض مكانتهم ويقتلع وجودهم تمامًا كما تقتلع الشفرات بيوت أم الحيران وقبلها بيوت قلنسوة، وبالمقابل فقد يصبح صوت القاضي سولبرغ هو الصوت الذي لن يعلو فوقه صوت في الشوارع وفي المحكمة العليا، فتصير شريعة الاستيطان هي القضاء وما يقوله رصاص الشرطة هو القدر. لقد أكثرت في الماضي من انتقاداتي لقرارت المحكمة العليا، التي لم تسعف متظلمًا فلسطينيًا قرع أبوابها، بل وقفت دومًا في الخطوط الأولى المدافعة عن الاحتلال وسياساته، وآثرت ما أدعته أجهزة الأمن كذرائع سوغت قمع الفلسطينيين وحرمانهم من أبسط حقوق معيشتهم الأساسية، وما زلت أرجح ظني بأن المحكمة خسرت معركتها أمام جحافل اليمين المهاويس، مع هذا لابد أن نقرأ قرارها في قضية «أبو القيعان» بتوجه إيجابي وثاقب، فهو رغم محدوديته يشكل هامشًا ضيّقًا يتيح لنا، نحن المواطنين العرب في الدولة، فرصًا علينا دراستها وتطويرها، خاصة اذا فككنا ما عده القاضيان كأسباب دفعت بهما إلى رفض مطالب الشرطة، وأهمها تلك الثقة التي أولياها لموقف القيادات العربية واحتساب مكانتها ووزنها في الشأن العام وفي الأحداث والساعات المفصلية. صرخات أهل النقب عمومًا وأم الحيران خاصةً هي صدى لصراخ أهل قلنسوة التي ما زالت تئن تحت ركام بيوتها المهدومة، وهي تذكار لكل عربي لا ينام في المغار ويركا وكفركنا والجش وغيرها، من خشية «دبيب» البولدوزورات التي لا تكل ولا تفرق بين عربي وعربي، لا بلون عينيه ولا بنوع عمامته ولا بعلو رتبته في «الخدمة» أو في الحقل والمحجر. إننا نشهد معركة أعادت تفاصيلها الينا بدايات سير العبث بأصنافه، وذكرتنا مجددًا بمصانع الكذب والوجع ومفاعلات تكريرها، لكنها معركة وحد ظلمها، كذلك، كل الضحايا وبعثت هوامش ضيقة في حياة أقلية نجحت إسرائيل بتفتيت بعض عظامها وتفريقها لملل وطوائف، ولايجابيين وسلبيين، هوامش، رغم هشاشتها وندرتها، تفوق أهميتها، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار جميع المعطيات التي نواجهها، أهمية جادات الأشقاء العرب وأوهامها الموجودة في القصائد والأماني، وكرم اوتوسترادات بعض العواصم التي لن تفضي دروبها إلى بر قريب وواضح وآمن. مياديننا ستبقى في أم الحيران وقلنسوة والمغار، ووحدة الضحايا ضرورة وقدر يفتش عمن سيسعى ويزيل جميع ما يعوق بناءها، وتذكروا أن بعض معوقاتها نمت وتعيش بيننا وفي مؤسساتنا ومواقعنا. كاتب فلسطيني كل بيوت العرب سواسية أمام أسنان البولدوزور جواد بولس |
أوهام وكوابيس نيابية Posted: 26 Jan 2017 02:12 PM PST تواصل المجالس النيابية العربية استعراض مدى انفصالها عن الشعوب التي يفترض أنها انتخبت أعضاءها، وإلى حد ما، فالأمر يشبه سباقا للتحليق بعيداً عن الأرض والواقع، والتحليق ليس بغاية توسعة أفق الرؤية. كما أنه لا يرتبط إطلاقاً لا شكلاً ولا مضموناً بالارتقاء في الأداء السياسي، فكل غاية التحليق هي البقاء بالقرب من الأبراج العاجية من الحكومات، واقتناص أو التقاط أقصى حد ممكن من الامتيازات والاستثناءات والعطاءات، فكثير من النواب، في حالة الأردن مثلاً، يأتون من خلفية ترتبط بأعمال تجارية كبيرة وبأعمال المقاولات، وتكاثرت الأحاديث حول المزايا التي يجنيها النواب من علاقتهم القائمة مع الحكومة. تتوالى إخفاقات المجالس النيابية، ففي بيروت يتصاعد الجدل حول قانون الإيجارات الجديد، الذي يغبن جانب المستأجر المنتمي للطبقات الفقيرة لمصلحة المؤجرين الذين عادة ما يمثلون الطبقات الوسطى والثرية. وفي عمان تتوالى الصدمات التي يتلقاها الأردنيون من جانب النواب، بين من استكثر على الفقراء تناول الأسماك، ومن تحدث عن (تشليح المواطن)، ومعهم النائب الذي تحدث بطريقة غير لائقة أو مقبولة ولا تعبر عن أي حساسية سياسية أو فكرية، مبدياً رأياً مستهجناً تجاه دول الخليج العربي، دون أن يفوضه أحد بذلك، وأبدى النائب استعداد الأردنيين لـ (أكل التراب). وتفاعلت قضية النائب على مواقع التواصل الاجتماعي في دول الخليج، لتضع الجميع في حرج، وتدخل المعادلة السياسية الأردنية في منعطف مليء بالمفارقات. فمن ناحية كانت انتقادات مشابهة سبباً في محاكمة وحبس القيادي الإخواني زكي بني ارشيد، ومن ناحية أخرى، أطاحت رسائل مبطنة لدول الخليج تجاوزت النبرة التقليدية بإمام الحضرة الهاشمية أحمد هليل قبل أيام قليلة. نموذجان من بين البقية يؤكدان على أزمة هيكلية في بنية المكونات السياسية العربية، فالنواب يمثلون شرائح وفئات اجتماعية معينة، ويظهرون على الساحة بوصفهم منتجات لمشاربهم الطبقية أو العشائرية أو الطائفية أو الجهوية، ولكنهم لا يستطيعون ادعاء تمثيلهم للجميع، ولذلك الكائن المصطلح على تسميته بالمواطن، ولا يستطيعون أن يتحدثوا عن فهم متكامل لفكرة العمل الوطني أو السياسي، فكل ما يقدمونه هو السعي بالأصالة أو الوكالة لمصالحهم أو مصالح روافعهم الاجتماعية لا السياسية بالطبع، فالتجريف متواصل للحياة الحزبية في الدول العربية، سواء من قبل السلطة أو من جهة الأحزاب السياسية نفسها. السلطة في مرحلتها الأولى وبعد تحقيق الاستقلال وجدت أن قوامات الحراك السياسي تتمثل في الطبقة الوسطى الصاعدة المتعطشة للمشاركة في بناء الدولة الحديثة، ولكن الطغمة العسكرية في بعض الحالات، وبقايا الطبقة الارستقراطية في حالات أخرى، عملت على تعطيل قدرة هذه الطلائع على العمل السياسي، واعتبرت أعضاءها خوارج على التقاليد السياسية، أو في حالات أفضل اعتبرتهم قطعاناً من المتحذلقين الذين يطالبون برفاهية سياسية، بينما أوطانهم تواجه تحديات جذرية وشاملة، ومن ثم بدأت التلاعبات بتشكيل أطر سياسية تابعة للحكومة، وتعتبر مدخلاً للمنتفعين والمتسلقين، وبذلك عملت على إفساد جيل الاستقلال من السياسيين والمثقفين الصاعدين، فوجدوا أن طريق الوصول إلى السلطة (سالك) من جهة الرضى الحكومي ذاته، وكانت الحكومة ككل أداة للسلطة التي استمرت وليدة صدفة تاريخية أو نتيجة لإعادة إنتاج الطبقات نفسها السابقة على مرحلة الاستقلال. في مرحلة لاحقة قامت السلطة باستغلال مخرجات الحزب الواحد في بناء أحزاب جديدة تعرف حدود المعارضة الشكلية المقبولة، وتقوم بدورها الديكوري بكل التزام وبدون رغبة في التجويد، أو اضافة القليل من الدراما على أدائها، وبذلك أصبح قطاع واسع من الحياة الحزبية مجرد تنويعات على النغمة ذاتها التي تتردد بمعزل عن السواد الأعظم من المواطنين. ظهر العديد من الأحزاب الأيديولوجية، وعملياً تبنت الموروث الديني والفكر الماركسي والتوجه القومي، وفي جميع الحالات كانت هذه الأحزاب عالقة في الحدود الإيديولوجية، فأخذ الإسلاميون شعار «الإسلام هو الحل» على أساس تطبيق نسخة سلفية غير قادرة على التفاعل مع متطلبات الحداثة، وهو الأمر الذي لم يمكنهم من التعامل مع تحديات السلطة، بينما طبق الماركسيون التبعية الحرفية لمقولات ماركس ولينين، وفي حالات أخرى ماوتسي تونغ وتروتسكي، دون أن يتمكنوا من بناء فكر يمد جذوره في بيئتهم الفعلية وتراب مشكلاتها، أما القومية فلم تقدم سوى ادعاءات قامت على افتراضات خيالية تتجاوز حقائق التنوع والثراء على الأرض، نحو إنتاج مواطن قياسي منسجم نظرياً فقط من الناحية العرقية والعقائدية، وأمام إيديولوجيات عجزت عن مجاراة الفعل السياسي وتفهم طبيعة الصراع السياسي، ولم تستطع أن تقدم البرامج البديلة أو الموازية، أصبحت التجربة الحزبية طاردة للمواطنين الذين كانوا ينتظرون من الحزب أن يقدم حزمة من الحلول التي تحدث تغييراً على الأرض وفي الواقع. هذه الأرضية أنبتت النخب السياسية الراهنة، التي تمثل مجموعة غير متجانسة ومتباينة بشدة من أصحاب المصالح الاجتماعية، وحتى من لا ينتمون للنخب الاقتصادية، فإنهم استندوا في صعودهم إلى سلوك مهادن للدولة والسلطة، بحيث تحولوا في أوساطهم لأدوات سلطوية، أو كانوا من المعارضة الإيديولوجية التي قفزت إلى الجانب الآخر الأكثر خضرة بالطبع بمزاياه وعطاياه، وكل هذه الأطياف، وغيرها أيضاً، كانت منفصلة عن القاعدة الشعبية، ومن انتمى لناخبيه فعلاً من خلال خروجه من صفوفهم، فإنه تلاعب بمصالحهم واختزلها في شخصه، وأصبح الناخبون، تحت وطأة الالتزام العشائري أو إغراء المال السياسي، مجرد أوراق تستخدم في مواسم الانتخابات أو عند ظهور حاجة لدى نائبهم وممثلهم أن يستخدمهم ليمارس نوعاً من الضغوطات من أجل زيادة نفوذه أو مكتسباته. المستوى الحالي للمجالس النيابية في معظم الدول العربية، إن لم يكن جميعها، محبط وصادم، الأمر الذي يخلق حالة من العزوف الجماعي لدى المواطنين عن الاقتراع أو المشاركة ليشكلوا نسخة جديدة من الفعل السياسي، تتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي التي تمارس ضغوطات مكثفة، بحيث أظهرت حالة الكفر والقنوط بالديكور الديمقراطي لتمارس الديمقراطية الشاملة والفوضوية في الوقت نفسه، وبكل الأخطاء والارتجال، استطاعت هذه النسخة أن تثبت وجودها، وغالباً ما ستواصل طريقها بدافعية قانون إنتاج الزخم الكمي لحالات نوعية، مع تقدم التجربة ودخولها في الأخطاء والتصحيح الذاتي. في مواجهة الحالة المهترئة للحياة النيابية، تظهر أيضاً دعوات أكثر أصولية تطالب بالانقلاب على فكرة الديمقراطية، والتخلص من تكلفتها المادية والنفسية والعودة للأطر القديمة، طالما أن سلطة الشعب النظرية والممثلة في نوابه لا تفعل ما يعدو (شرعنة) و(مباركة) ما تمليه الحكومة وما تريده من حيث هي نفسها الصورة اليومية والملموسة لوجود السلطة التي لم تتغير أصلاً في جوهرها منذ عقود، أو ربما قرون بأكملها. كاتب أردني أوهام وكوابيس نيابية سامح المحاريق |
هل الفكر الإسلامي شريك في الجوار الحضاري؟ Posted: 26 Jan 2017 02:11 PM PST بمقدور الفكر الإسلامي أن يخترق حدود هموم جماعة المسلمين نحو أفق الإنسانية المعاصرة، على مشروطية الصياغة المنهجية الإنسانية لمقولاته القيمية، من زاوية نظر واقعية، إلى ضرب من التصوّر يربط بين العلم ووظائفه، ومطالب المجتمع وتوجّهاته، تأسيسا لعلاقة جديدة بين «عالم الغيب» و»عالم الشهادة»، من داخل فلسفة معاصرة تقوم على تحريك الوعي ورفعه إلى مستوى الرؤية النظرية، المتناسبة مع مستلزمات التغيّر الاجتماعي المرجو. وألا تكون مجرّد فلسفة خادمة للعلم، الذي لا يجد حلاّ كاملا لمشكلة السلــوك لاهتـمامه بما هــو كائن، لا بما ينبغي أن يكون ولإبدائه أحكاما بالواقع ، وهو لذلك يترك مشكلة الأخلاق دون حلّ، ما جعل الفلسفة تتعدّى العلم الوضعي لتقيم علما «لما وراء الطبيعة» وعلما للأخلاق، وهي تعبيرات ارتبطت بالموروث الفلسفي الإسلامي – الأمر الذي يفترض متانة هذا المخزون الفلسفي في جميع تعبيراته المؤسّسة لعلوم المنهج ولأشكال الحياة الفكرية في الإسلام، سواء من خلال المدرسة الفلسفية المتأثّرة بالهيلينية، أو الكلام أو التصوّف أو أصول الفقه، وهو افتراض يقودنا إلى التفكير في إحياء الاستعمال الفلسفي الإسلامي المعاصر والإسهام من خلاله في إعطاء الإنسان بعض الفهم المتعمّق لحياته، ووعيا رفيعا لكيفية عمل المجتمع، وللإمكانية الموضوعية التي يزخر بها وجوده، وما تسمح ببروزه من بدائل ترتبط بتغيير الشروط المادية والاجتماعية لحياته، وفي ترسيم أسباب السلطة بجميع وجوهها التي بوسعها أن تحفظ سيادة الأنموذج الثقافي والحضاري لأي جماعة بشرية فاعلة في الطبيعة المادية وفي الطبيعة البشرية فعلا حقيقيا يتعين بالزمان والمكان. يتضح حينئذ أنّ أي اتّجاه للنهوض بالأمّـة وتفعيل طاقاتها نحو استعادة دورها الثقافي والحضاري بين الأمم، يشترط بروز المشروع العقلاني الفلسفي في جميع مجالات الحياة ، إذ لا يمكن أن يتحوّل الفكر الإسلامي إلى شريك في الحوار الحضاري إذا لم تتحقق له القيمة الشمولية على الصعيد الإنساني، بتحوير أولوياته من «الفقهي الإجرائي» الذي أساسه الفتوى إلى إظهار البعد الإنساني في أنساقه وانشغالاته. وليست العودة إلى التراث الفلسفي الإسلامي بمختلف اتجاهاته مرادفا بالضرورة للماضوية والتقليد، بل يكون كذلك إذا عطّل إمكانات التجديد فيه. وإنّ لمنطق السؤال عن العودة إلى التراث وجوها عديدة وأهدافا مرجوّة، لعلّ أبرزها إيجاد الترابط بين الحاضر والمستقبل والماضي، بعد الانقطاع الذي حصل بين ماضي الفلسفة وحاضرها، ويجمع التراثيون على نقطة أساسية ألا وهي أنّ العودة إلى التراث لا معنى لها، إلاّ في حالة الكشف عمّا فيه من عناصر قابلة للحياة، وليس في حالة تقديمه كما هو . فمحمد عمارة يريد من التراث قسمات «العقلانية والقومية»، وحسن حنفي يسعى إلى «المعاصرة» استنادا إلى «الأصالة»، والجابري يبحث عن «النزعة العقلانية النقدية»، وطيّب تيزيني يستقي من التراث المساهمة «في تكوين الشخصية القومية والأممية»، وحسين مروّة يريد أن يجد في التراث ثورية «تشتقّها قوى الثورة العربية المعاصرة» . وجميعهم يؤكدون رفض الانتقائية ليسقطوا فيها طالما أنّهم يريدون من التراث أشياء دون غيرها، فهم ينتقون من التراث ما يعزّز أفكارهم، وما يخدم الأساس الفلسفي الأيديولوجي الذي ينطلقون منه، ويرى كلّ منهم ما هو الأبرز في التراث الفكري الإسلامي على طريقته، ما يجعل هذه المحاولات تنحصر في رؤية جزئية انتقائية، في حين أنّ المطلوب تطوير جوانب التراث وصورته وتوسيعها حتى تكون هي روح العصر . إنّ مسألة تبلور فكر اختلافي، إبداعي عربي، تبقى رهينة بمدى تكثيف العقلانية النقدية والتعددية المنهجية بعيدا عن الانتقائية، أو الترويج الفوضوي لمفاهيم حداثية من قبيل الاختلاف غير الممنهج، الذي يفضي إلى ممارسة معرفية يائسة أساسها تفكيك كل أشكال «اللامفكّر فيه»، دون أطر منهجية أو محرّك توجيه من شأنه تنظيم إنتاج المعرفة، وتقويم أركان بنائها، والتحكّم في جدواها ومدى انتظامها، بما يحيل إلى عقلية في التأطير، وعلى نظام في التركيب وعلى بنية في التنظيم تضمن نظام إنتاج المعرفة، وتحقّق انتظام النظام وتنوّع إمكانات إنتاج المعرفة وإعادة إنتاجها. وعلى قدر ثرائها الإنتاجي وفاعليتها الإنتاجية وجدواها العملية تتعيّن جودة الفكرة الفلسفية، وتتحدّد الاستطاعة المنطقية على الفهم والتفكير والتنظير والتفسير وتحقيق الإبداع، بالشكل الذي يسمح بالنظر في مناهج تحصيل المعرفة وأدواتها الذهنية والحسية تصورا وتطبيقا – بما يطال تحريك الوعي ورفعه إلى مستوى الرؤية النظرية المتناسبة مع مستلزمات التغيّر الحضاري المرجو- وبإصلاح نظم الفكر عامّة، لأنّ يكون مرافقا للإصلاح التربوي النفسي والخُلقي، من داخل أركان الممارسة المعرفية الثقافية، النظرية والعملية. كاتب تونسي هل الفكر الإسلامي شريك في الجوار الحضاري؟ لطفي العبيدي |
قرار المحكمة حول تيران وصنافير Posted: 26 Jan 2017 02:11 PM PST «تيران وصنافير مصريتان وسيادة مصر عليهما مقطوع بها ولم يكن جيشنا أبدا جيش احتلال والحكومة لم تقدم وثيقة تغير تلك الحقيقة « هذا النص هو منطوق الحكم الذى أعلنه المستشار أحمد الشاذلي رئيس المحكمة الادارية العليا ليغلق الباب امام جميع الاجتهادات ويؤكد أن تيران وصنافير جزيرتان مصريتان. هذا الحكم لم يكن الأول من نوعه فقد سبقه حكم من محكمة القضاء الاداري برئاسة المستشار يحيى الدكروي، والذي قضى ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، ومع ذلك لم تذعن الحكومة المصرية لهذا الحكم وطعنت عليه من خلال هيئة قضايا الدولة، وجاء حكم الإدارية العليا متماشيا مع حكم القضاء الإداري ومع آراء شيوخ القضاء الإداري أمثال المستشار طارق البشري الذي قال كلمته التاريخية «التنازل عن السيادة ليس من أعمال السيادة». السيسي في خطابه الشهير منتصف نيسان/أبريل من العام الماضي أكد أمام وزيري الدفاع والخارجية ومدير المخابرات العامة بأن كل البيانات والوثائق الصادرة عن تلك الجهات سالفة الذكر لتؤكد على حق الجزيرتين للمملكة العربية السعودية، ولكن أحكام مجلس الدولة سواء القضاء الإداري أو المحكمة الإدارية العليا أكدا على «أن سيادة مصر على جزيرتي تيران وصنافير، مقطوع بها، وأن دخول الجزيرتين ضمن الأراضي المصرية أثر للسيادة المستقرة، وأن الحكومة لم تقدم ثمة وثيقة أو شيئا آخر يغير أو ينال من تلك السيادة المستقرة.»فالسؤال فأين تلك البيانات والوثائق التي قال عنها السيسي. على مجلس النواب المصري أن يحترم أحكام القضاء لأنها أحكام نهائية وواجبة النفاذ ولا يجوز الطعن عليها، لأن رئيسه كان هو الطاعن الثالث وذلك إن الحكم صار حجة على مجلس النواب، ومن ثم فيجب عليه عدم مناقشة تلك الاتفاقية، أما إذا أصر على مناقشة تلك الاتفاقية فانه بذلك يضرب بأحكام القضاء عرض الحائط – وقد فعلها هذا المجلس قبل ذلك عندما رفض تنفيذ حكم محكمة النقض بتعيين عمرو الشوبكي عضوا بالبرلمان – مما سيدخل البلاد فى أزمة دستورية طاحنة، فتلك المناقشة تؤكد على تداخل بين السلطات فضلا عن أنها تمثل انتهاكا صارخا للدستور، وقد ذكرت المحكمة الإدراية العليا في حيثياتها بأنه قد « أضحت يد مجلس النواب هي الأخرى، بنص الدستور والقانون معًا، مغلولة ومحظورا عليه مناقشة أية معاهدة تتضمن تنازلاً عن جزء من إقليم الدولة، ومنها الجزيرتان محل الطعن الماثل، وما يخالف ذلك من جانب السلطتين التنفيذية والتشريعية هو والعدم سواء.» وذلك وفقا لما نصت عليه اللائحة الداخلية لمـجلس النـواب في مـادتها 197. النظام المصري عليه الإذعان للحكم وتنفيذه، وأن يعلن بكل وضوح وصراحة أنه أخطا عندما قام بالتوقيع على تلك الاتفاقية، وعليه أن يتحمل تبعات خطئه سواء كانت استقالة أو إقالة أو محاكمة سياسية أو جنائية له، فهو بكل وضوح أجرم في حق هذا الوطن، وكاد أن يتنازل عن السيادة على جزء من مصر لولا وجود قضاة يحترمون الدستور ويؤمنون بمبدأ الفصل بين السلطات ويعتقدون بأن مصر دولة ذات سيادة ولا يجوز التنازل عن أى جزء منها. تنفيذ الحكم القضائي يعني معاقبة ومحاكمة كل من كان سببا في إبرام تلك الاتفاقية، لأن هذا الحكم قال في الحيثيات « أن التنازل عن الجزيرتين سيفقد مصر حقوقها التقليدية على مياهها الإقليمية التي مارستها عبر قرون، فضلاً عما يشكله من تهديد دائم للأمن القومي المصري، وإضرار بمصالحها الاقتصادية في مياهها الداخلية الإقليمية» ووفقا لهذا النص صارت معاقبة المتورطين في تلك الاتفاقية واجبة لأنهم هددوا الأمن القومي المصري وأرادوا الإضرار بمصالح مصر الاقتصادية. تداعيات هذا الحكم كثيرة فقد أظهر هذا الحكم عورة هذا النظام، وأنه لا يمتلك الحد الادنى من الكفاءة التي تؤهله لقيادة البلاد، وأنه يدخل البلاد فى كوراث وأزمات سياسية، ولأول مرة فى مصر كانت هناك مظاهرات من أجل الحفاظ على الارض المصرية بعد تحرير سيناء، والأغرب أن هذا النظام اتهم الجيش المصري بانه كان محتلا لتلك الجزيرتين – وقد نفت المحكمة تلك التهمة عن الجيش المصري -، كما كان هناك معتقلون تم اعتقالهم بسبب مطالبتهم بمصرية الجزر، كما كشف الحكم الغطاء عن نخبة لا تؤدي أي دور الا التطبيل للنظام مثل البرلماني الذي أصدر كتابا فور توقيع الاتفاقية ليثبت عدم مصرية الجزيرتين وأقسم لو أن الجزيرتين مصريتان فسوف يقدم استقالته من البرلمان، كما أن هناك ضباطا متقاعدين وآخرين مازالوا بالخدمة كانوا يتجولون ليل نهار على الفضائيات ليثبتوا بأن الجزر ليست مصرية، وذهب أحدهم إلى القول بأن سيناء لم تكن جزءا من حدود مصر في عهد الدولة العثمانية، كل هؤلاء وغيرهم ممن انساقوا وراء النظام في تسويق عقيدة باطلة يجب ان ينالوا جزءا ما اقترفت ايديهم والسنتهم. وفقا للقانون الدولي فان تلك الاتفاقية لم يعد لها وجود وأصبحت كأنها لم تكن، وذلك لما نصت عليه اتفاقية فيينا لعام 1969 والمتعلقة بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية، فقد نصت اتفاقية فيينا على أن المعاهدات لن تكون سارية إلا بعد التصديق عليها من قبل جهات الاختصاص الداخلي في كلا الدولتين، وأن الإقرار ليس سببا في سريان الاتفاقية، واذا لم يتم التصديق عليها فإن الاتفاقية تعد كأن لم تكن، وبالتالي لا يجوز لأحد طرفي الاتفاقية اللجوء إلى الأمم المتحدة أو التحكيم الدولي، لأن شرط اللجوء إلى الأمم المتحدة أن تكون تلك الاتفاقية مسجلة في سجلات الأمم المتحدة، ولا يتم تسجيل أي اتفاقية إلا بعد التصديق عليها من الجانبين، وهوما لم يتحقق حتى الآن، أما التحكيم الدولي فلا يجوز اللجوء إليه إلا بموافقة الطرفين، وإذا وافقت الحكومة المصرية على اللجوء للتحكيم الدولي فإنها ستدخل نفسها في أزمة مع القضاء ومن قبله الشعب المصري. أبناء مصر الذين قاوموا هذا النظام واتفاقيته فدفعوا جزءا من حرياتهم وانفقوا الملايين من أموالهم وسهروا الليالي يتحسسون الوثائق التي تثبت ملكية مصر للجزيرتين، فهؤلاء هم وقود مصر المدافعون عن ترابها في كل وقت، والحامون لحدودها في كل زمان، فهؤلاء ليس لهم أى مصلحة إلا الوطن. كاتب مصري قرار المحكمة حول تيران وصنافير عاصم عليوه |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق