Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأحد، 22 يناير 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


صرخة النساء ضد دونالد ترامب

Posted: 22 Jan 2017 02:27 PM PST

تحولت رسالة بسيطة نشرتها محامية متقاعدة من هاواي تدعى تيريزا شوك إلى 40 صديقا لها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فجأة إلى حركة احتجاج نسائية هائلة في سرعتها وقدرتها على التحرّك والحشد والتنظيم بحيث بلغ المشاركون فيها في العاصمة الأمريكية واشنطن وفي مدن أخرى في أمريكا والعالم حوالى مليونين ونصف المليون متظاهر ساهموا في 600 مسيرة وقام كل واحد منهم بترك بيته ويوم عطلته وشؤون حياته العديدة ليسافر إلى مكان التظاهرات القريبة منه ويكتب مئات الشعارات التي ملأت اليافطات وبرهنت على قدرة كبيرة على المبادرة وعلى حيوية هائلة وقدرة على الإبداع.
تدلّ هذه الحركة على إحساس كبير بالخطر ينتاب الأمريكيين والعالم عموماً، وقد تحوّل هذا بسرعة إلى حالة استنفار قادتها النساء واستطاعت جذب الشباب من موقف الاستنكار إلى الفعل والتخطيط لما بعده، فبحسب إحدى المنظمات فإن الانتخابات الأمريكية أثبتت أن «أي شخص يمكن أن يصبح رئيسا، وبما أن من جاء ليس من أردناه فعلينا أن نغيّر ذلك».
عبّرت اليافطات التي رفعت عن قدرة هائلة على التقاط السخرية والمفارقات الكامنة في انتخاب ترامب، وبسبب هوسه الفظيع بمديح نفسه وانتصاره وشركاته وعائلته فقد تركزت بعض اليافطات المرفوعة على ميلانيا، زوجة الرئيس، فابتكروا هاشتاغ لموقع التواصل «تويتر» بعنوان «أطلقوا سراح ميلانيا»، وتم رفع يافطة تقول لها: «ميلانيا: اغمزي مرتين اذا أردت المساعدة»، باعتبار أن إرادتها معطّلة ومعاقة، فيما توجّه البعض إلى وصف ترامب بالفاشي والمتشاوف والمتغطرس، وبأنه قيصر صغير صنعه بوتين (الرئيس الروسي)، إضافة إلى عشرات من اليافطات التي تحيل إلى قضايا انسانية كربط المقاومة بالخصوبة أو سياسية كقضايا البيئة والأقليات أو صحّية كقانون التأمين الطبي «أوباما كير» الذي ستقوم إدارة ترامب بتفكيكه، وكلها تخلط الغضب بالأمل والتحدّي والتصميم.
السياسات المقبلة في أمريكا ستعتمد على مدى قدرة هذه التظاهرات على الاستمرار وعلى التحوّل إلى حراك سياسي فاعل، كما حصل مع «حزب الشاي» الذي انبثق من اجتماعات نساء بيضاوات من الطبقة الوسطى واستطاع خلال السنوات الماضية جمع أشكال التذمر والغضب ضمن الاتجاهات اليمينية والمحافظة في الطبقة الوسطى البيضاء والفئات المتضررة من العولمة وكان أحد عناصر نجاح ترامب نفسه.
أحد المشاركين في تظاهرة العاصمة الأمريكية من كتاب صحيفة «واشنطن بوست» علق عليها بالقول إن اجتماع هذه الأعداد الهائلة من الناس وبشكل غير مسبوق في التاريخ الأمريكي للاحتجاج على ترامب تدل فعلاً إنه «رئيس فريد من نوعه» وأن هذه الحركة، في جوهرها، هي ضد الشعور الكاذب بالارتياح في وقت ينذر بالخطر.
بعد الخطاب الذي ألقاه ترامب في جلسة القسم والذي قدّم صورة كارثية لأمريكا والعالم، وقام بتحقير كل الرؤساء السابقين الذين حضروا تنصيبه، وأعلن أن «العالم المتحضر» سيزيح «الإرهاب الإسلامي من وجه الأرض»، وامتدح نفسه بكل الأشكال، بدأت نذر «الترامبية» السوداء تتجمع في العالم، وكان أولها اجتماع لأحزاب اليمين المتطرف الأوروبية في المانيا أمس، وامتداح رئيس حركة «5 نجوم» الايطالية حلف ترامب ـ بوتين المرتقب.
ستكون لهذا المخاض العالمي الكبير تأثيراته الهائلة على العالمين العربي والإسلامي والتساؤل سيكون كيف ستتموضع الحركات السياسية العربية وكيف ستستوعب هذه التغيّرات وتضعها في منظور للمشاركة في صنع المستقبل الإنساني العام.
أيها العربيات: أسمعونا أصواتكن.

صرخة النساء ضد دونالد ترامب

رأي القدس

عبد الباسط الصوفي وغَرَب الفرات

Posted: 22 Jan 2017 02:27 PM PST

في أواخر خمسينيات القرن الماضي، عُيّن الشاعر السوري الحمصي عبد الباسط الصوفي (1931 ـ 1960) مدرّساً للغة العربية في مدينة دير الزور؛ وهناك كتب واحدة من أرفع قصائد الشعر السوري في تلك الحقبة: «مدينة الغَرَب»، التي نشرتها مجلة «الآداب» اللبنانية في العدد الثالث ـ آذار (مارس) 1960. كانت القصيدة تتصادى، ولكنها لا تحاكي، رائعة بدر شاكر السياب «أنشودة المطر»؛ من حيث اعتماد عنصر طبيعي أقنومي، أو أيقوني على نحو ما، لتجسيد أبعاد حسّية ومجازية، فيزيائية وميتافيزيائية، في علاقة البشر بالطبيعة، والتقاط جدل هذه العلاقة، والبحث عن منعكساتها في تفاصيل المعيش اليومي، ومعطيات المصير الجَمْعي: المطر، عند السياب؛ وشجر الغَرَب، عند الصوفي.
وعلى غير عاداته في كتابة الشعر، وربما لأنّ مناخات القصيدة ذات الكثافة العالية أخضعت الشاعر إلى إغواء التعبير بالنثر أيضاً؛ فقد نشر الصوفي قصيدته مع مقدّمة ليست قصيرة (أكثر من 600 كلمة)، لم تكن فاتنة في الصياغة اللغوية وفرادة المعجم وحرارة التعبير، فحسب؛ بل كانت فلسفية أيضاً، في التقاط علاقة الناس بهذا الشجر الذي «يخيّل إليك وأنت تتأمله أنه لم يكن سوى نتيجة روح أنثوية في طبيعة الأرض، أو نتيجة عبث قديم مبهم لتفاعل التربة»؛ وأنثروبولوجية، في منظورات شعرية: «الغَرَب يشبه نمطاً خاصاً من الرجال كانوا نتيجة قوّة باطنية تدفقهم، فيفرغون أيامهم بلا سبب معذبين ضائعين بين الخبز والخمر والأسف، يلقون ظلالهم القاتمة ثمّ يرحلون، فإذا بهم عبث حقيقي حين تعبّر الحياة عن خصوبتها وترفها».
وأيضاً: «عندما تلهث الطرق المعبدة بالإسفلت المحاذية للنهر، في أوائل الصيف، بسبب أشعة الشمس المسعورة، ينثر الغَرَب فتاتاً أبيض يتساقط بطيئاً كالثلوج، ويحسب الناظر إلى الشجر أنه يبكي بكاءه الموسمي ذارفاً دموعاً من القطن».
وفي مطلع القصيدة (134 سطراً، تتوزع على خمسة مقاطع)، يقول الصوفي: «كلّ الحقول جمرة من الذهب/ وأنت أحطاب الشتاء، يا غَرَبْ/ سرب الفراش، كالوشاح، طارْ/ والتمعتْ سنابل النضارْ/ أغنية الحصاد، هزّها الطربْ/ وفي الجباه قطرة من التعبْ/ وخلف كثبان الرمال، غارْ/ ظلّ النخيل، وارتمت قفارْ/ وبرتقاليّ اللظى، شرارْ/ فضجّ، في الصحراء، ينضح الغضبْ/ العطش القديم فيه، والسغبْ/ والشفق الكظيم، والأوارْ/ وأنت تابوت الذهول، يا غَرَبْ». ولم يكن مألوفاً، في الشعر السوري خلال خمسينيات القرن الماضي، أن يتجاسر شاعر شابّ طالع (مجموعة الصوفي الشعرية الأولى، «أبيات ريفية»، والوحيدة في الواقع، سوف تصدر سنة 1961 عن دار الآداب، بعد وفاته)، على اقتراح مجازات من طراز «تابوت الذهول»، و»تلتقي الظلال بالظلال بالظلال»، و»تدفن أشلاء الليالي والحقب»، و»انغرزت أصابع وحشية/ في مقل الشوارع القفراء»، و»انداح عمقٌ للظلال، وانسرب»، و»في رماد التبغ، والحطام/ يهرول الحلم، ويفغر العدم»، «وأنت ثلجيّ الفؤاد، والعصب/ تنام، صمغيّ الجفون، يا غَرَبْ»…
والحال أنّ الصوفي كان ثالث ثلاثة شعراء تكفلوا بنقل الحركة الشعرية في مدينة حمص، ثمّ في سوريا بأسرها أيضاً، إلى مصافّ تجديدية جذرية، في الموضوعات كما في الأشكال. رفيقاه في رحلة التجديد كانا وصفي قرنفلي وعبد السلام عيون السود، ورغم أنّ قرنفلي كان أقرب إلى الأستاذ عند الصوفي وعيون السود، إلا أنّ الثلاثة تقاربوا، وبعدئذ تكاملوا، في تأسيس حركة واحدة أنجزت غرضين كبيرين: تحرير اللغة الشعرية من إفراط البلاغة الكلاسيكية وقيودها، دون تفريط بالجزالة والفصاحة والمعجم الخصب؛ وإطلاق مدرسة رومانتيكية مثّلت واحداً من أبرز تحديات الشعر السوري في خمسينيات القرن الماضي، بالمقارنة مع مدارس أخرى ناجزة احتكرتها تيارات قصيدة الغزل والقصيدة الوطنية والقصيدة الرمزية والقصيدة الملتزمة.
غير أنّ الصوفي امتاز عن زميليه بحسّ فلسفي قلق حول معضلات الوجود، لعله نجم عن قراءاته المبكرة في أعمال نيتشه وشبنغلر، ويقينه بأنه سيزيف آخر: «في أعماقي كائن عجوز، هرم، مريض، أحمق، يرتطم الآن ارتطاماً قاسياً، على صخور تجارب وحقائق جديدة. أنا الآن في البوتقة، أريد انصهاراً كلياً لأدرك وأستطلع قابلية الإدراك في ذاتي… أريد انتصاراً كبيراً على الجزع الروحي الذي مزّقني… أريد أن أتعرى…»؛ هكذا كتب إلى أحد أصدقائه، قبل أسابيع قليلة من نجاحه في الانتحار، في كوناكري التي أوفدته إليها وزارة التربية لتدريس اللغة العربية، بعد محاولات انتحار سابقة باءت بالفشل.
وفي العودة إلى مقدّمة القصيدة، والحديث عن أهل دير الزور، يكتب الصوفي: «إن الإنسان هناك يمثّل توزّعاً قاهراً بين عالمين: عالم الصحراء وعالم النهر. فالصحراء باتساعها الرملي المتموج، وغريزة الحرّية المتأصلة فيها، تغذيه بنُبل عريق ومُثُل قديمة وامتداد متحرر، والنهر باستمراره الظافر المجهول، وبالنسغ الدائم الذي يحمله، يهبه القدرة على الاستمرار وقهر العطش. فالرجال يتطهر جوهرهم الإنساني حين يحملون جذوات الصحراء التي لا تنطفئ، ويمتلئون بالخصب المترف حين يغمرهم النهر. فهم أحفاد البداوة العربية الأصيلة في جانب، وفنانون حقيقيون في جانب آخر».
.. وهم هكذا، اليوم أيضاً، حين تستشهد هذه المدينة البهية كلّ يوم، بين أنياب نظام آل الأسد وبراثن «داعش»؛ فيواصل الغَرَب انتثاره العبقري من شرايين الشفق، لكي يفيض على أنداء النهر الخالد.

عبد الباسط الصوفي وغَرَب الفرات

صبحي حديدي

أوجه الشبه بين ترامب والقذافي ومحمد عساف… الشيخ هليل يخاطب السعودية والجيش يبرق لبشار الأسد

Posted: 22 Jan 2017 02:26 PM PST

حسنا… تماما مثل ما يحصل في زامبيا هذه الأيام وفي كل دول العالم «النايم»… جزء من الشعب يحتفل بالرئيس الجديد وجزء آخر يحتج.
محطة «الجزيرة» ركزت على جزئية المظاهرات في واشنطن وبعض المدن الأمريكية خلال حفل تنصيب الرئيس دونالد ترامب حتى أن مذيعي البرامج وجهوا سؤالا حول الموضوع لكل الضيوف المعقبين… كذلك القناة الثانية للتلفزيون السعودي.
هي حفلة بكل الأحوال تحصل عند الجيران بالنسبة لي كمواطن عربي محتار في تخيل شكل الحياة والعالم مع الرئيس ترامب، وإن كانت حيرتي لن تقدم ولن تؤخر في الأحوال كلها، فكل القادة العرب المرتابين الراجفين من ترامب وأفلامه سارعوا لتهنئة الرجل ببرقيات خاصة مغرقة في الود والوداعة!
لفت نظري أن ترامب قال شيئا عن الشعب الأمريكي، الذي اختار حكم نفسه لأول مرة في حياته… أساند الصديق جميل النمري في موقفه، فمثل هذه العبارة حتى القذافي – غفر الله له – «ما قدر عليها».

ترامب و«عاليها واطيها»

فقط عندنا في العالم العربي وفي بعض دول إفريقية يتخيل الزعيم أنه القائد الضرورة وأنه يمثل ضمير الشعب… كدت أصدق ذلك، وأنا أرصد ملامح مذيع نشرة الأخبار في تلفزيون الحكومة الأردني وهو يقفز من الشاشة ليبلغنا بأن ترامب صديق الأردنيين.
قبل ترامب أصر بشار الأسد على أنه يمثل الشعب وحده فقط، ومع استنساخ نمرة أمريكية من زعيم بهذا التصور أستطيع أن أشعر الآن، وبعد نصف قرن من الاستماع لخطب الجمعة بأن السماء تنصف الدعاة لأن ترامب في ما يبدو سيقلب «عاليها واطيها»… على طريقة أغنية محمد عساف الشهيرة.
مع الألوان، التي يحبها الرجل، كما تعكسها الشاشات البشرية بانتظار «كتابها الأخضر الجديد» بعد نفاد الأول من الأسواق وموت صاحبه.

«آراب أيدول»… مسلسل تركي

تذكرت محمد عساف وحشرته في زاوية سياسية لأن النجمة المسبهلة المعطاءة أحلام، وفي الحلقة الأخيرة من المسلسل التركي «آراب أيدول» اعتذرت منه فجأة وهي توبخ المشارك الفلسطيني الجديد بخشونتها المعهودة، حيث منحته أقل من صفر من عشرة، فيما كانت النعّومة نانسي عجرم تتحدث عن «11 من 10».
عموما أحلام كانت قد هددت محمد عساف بالنجم الجديد، لكنها سحبت هذا التهديد على الهواء مباشرة بالتزامن مع تهديد ترامب بأن يقلب عاليها واطيها، كما في الأغنية الشهيرة، التي تحولت لنشيد وطني فلسطيني بعقل الجمهور.
ما بقي على ترامب بعدما هدد تقنيا وعمليا «كل العالم»، تماما، كما يفعل الخليفة أبو بكر البغدادي هو إدارة «الريمونت كونترول» على محطة «رؤيا» في فترة المنوعات ليستمع لأغنية «ويلك ياللي تعادينا… يا ويلك ويل»! ثم يقترح «بالله صبوا هالقهوة وزيدوها هيل».
ولأن شهاب الدين يحب شقيقه لاحظوا معي ما يلي: ترامب يلتزم علنا بالقضاء على «الإرهاب الإسلامي» فيصدر عن تنظيم الدولة تصريح يهدد بتدشين هجمات انتحارية في البيت الأبيض.

تلزيق وقص وتشفير

لا يريد الزملاء في الإدارة العليا للتلفزيون الرسمي الأردني تلقي الاتصالات أو الاتصال بأي جهة، خصوصا تلك الجهات التي تقوم بأعمال القص والتلزيق وتشفير الضيوف… هنا حصريا مربط الفرس فالأمر عندما يتعلق بكبار المسؤولين من «المتداخلين» بالعمل المهني والفني يترك الأمر للمدراء التنفيذيين.
كنت، للأسف أفهم العكس تماما، فعندما تختارني الدولة لإدارة مؤسسة إعلام رسمية -لاسمح الله – يتمثل واجبي في أن أقنع الجهات العليا والسيادية المتداخلة في عملي بسقفي وبمبادىء العمل الإعلامي البسيطة، حيث تندثر روايتك للأحداث كبلد ولا تجد من يشتريها عندما تترك الساحة لروايات الأخرين على قاعدة «سكن تسلم».
لا أحد من كبار المهنة في بلادي يريد أن تتغير الأوضاع حتى يشاهد الأردني بلده ونفسه وقصتها وحكومته على شاشته الوطنية بدلا من متابعة تقارير القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي.
حجم الأزمة التلفزيونية تختصره الملاحظة التالية: رئيس وزراء سابق من أهم السياسيين في الأردن سأل الزميل فهد الخيطان… متى تبدأ شاشتكم في تلفزيون المملكة يا رجل؟ استفسر الزميل فقيل له: نريد أن نتحدث ونظهر على شاشة وطنية حتى نتحدث عن البلد لأن تلفزيون الحكومة يمنع.
ببساطة شديدة مشكلة الليبراليين والمهنيين نفسها عندما تتورط بهم السلطة: يريدون الجلوس باسترخاء وتجنب الاشتباك وعدم تلقي تلك الاتصالات الهاتفية.

خطبة إسعاف الأردن

لكن شارة التلفزيون كانت حاضرة بقوة، وهي تنقل وقائع خطبة الجمعة الشهيرة التي تقدم بها الشيخ أحمد هليل، قاضي القضاة، في رسالته لأهل الخليج تحت عنوان «إسعاف الأردن»، مستعرضا خبراته العريضة في الإنشاء الديني السياسي.
إحترت كغيري من المواطنين في قراءة خلفيات هذه الخطبة.
لكن أيضا، وللمرة الثانية لاحظوا معي ما يلي: رسالة الدولة الأردنية للسعودية وللنادي الخليجي يُرسلها قاضي القضاة ورسالة الدولة للنظام السوري يوجهها رئيس الأركان… ما الذي يحصل في بلادي؟ أين الحكومة ووزارة الخارجية والمستوى السياسي؟

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

أوجه الشبه بين ترامب والقذافي ومحمد عساف… الشيخ هليل يخاطب السعودية والجيش يبرق لبشار الأسد

بسام البدارين

”ترامب تاج محل”: دونالد ترامب وألعاب الضخامة والميسر

Posted: 22 Jan 2017 02:26 PM PST

لسنوات طويلة، بقيَ «ترامب تاج محل» بمدينة اتلانتيك سيتي، جنوب ولاية نيو جيرسي، جوهرة مشاريع الملياردير الأمريكي الذي حلّ في المكتب البيضاوي الآن.
كان «ترامب تاج محل» أحد أهم كازينوهات ألعاب القمار في الولايات المتحدة الأمريكية، التي يتركز فيها أكبر عدد لكازينوهات القمار في العالم. وقد امتلك دونالد ترامب ثلاثة كازينوهات منها في اتلانتيك سيتي وحدها، وثلاثة خارجها، لكن «تاج محل» المؤلف من كازينو وفندق وبرج، كان الأضخم على هذا الصعيد، وكلّف بناؤه المفتتح عام 2000 نحو مليار دولار، الأمر الذي أرهق كاهل الملياردير الثرثار المغامر.
لئن تكلّم هيغل عن الضخامة، وعدّها طابعةً للعمارة في مجتمعات الإستبداد الشرقيّ، فإنّ استعادة «تاج محل» كإسم وكـ»كيتش» لقبة ضريح تاج محل الرخامية الشهيرة في الهند، لم تكن بدافع نزوة «استشراقية».. ليس لدى ترامب أدنى جلد بأن يلعب دور «شاه جيهان» أو يعامل زوجته ميلانيا على أنّها «أفاتار» لممتاز محل! الضخامة «الشرقية» لهذا الصرح كانت واحدة من شطحات الذوق «الفيغاسي» (نسبة إلى لاس فيغاس، حيث يتكثف العدد الأكبر من الكازينوهات في أمريكا، وتليها أتلانتيك سيتي ثانية) مع التوجيهات الشخصية التي كان يعطيها ترامب للمعماري والمهندسين، والتي تشكّل سمة جامعة للمباني التي يملكها، سمة يمكن القول فيها أن مهجوسة بإبعاد كل شبح عمارة أوروبية برجوازية عن العمارة الأمريكية.
لم يكن دقيقاً الحكم السلبي لهيغل على ضخامة المعابد والأضرحة والقصور والتماثيل في مجتمعات الإستبداد الشرقيّ. أما ضخامة كازينو «ترامب تاج محل» فهي تطبيق أفضل لإجتماع الضخامة والرداءة في نظرة هيغل. حيث شوّه الكازينو إلى حد كبير الممشى البحري الذي تطلّ عليه في المدينة، ولم تمض سنوات على افتتاح ترامب لهذا «الصرح»، حتى ظهر أنّ صيانته مشكلة عويصة بحدّ ذاتها، وأنّ علامات التقادم ظهرت على البناء الفاقع والمبهرج بشكل سريع للغاية.
قبل أن يفكّر ترامب في خوض غمار السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض، عمل بتصميم وبكدّ، على رئاسة قطاع القمار في الولايات المتحدة، إن يكن من خلال امتلاكه لمجموعة من الكازينوهات، أبرزها «تاج محل» هذا، أو من خلال إنشائه لبطولة الولايات المتحدة السنوية للعبة البوكر، ورعايته الشخصية لها مدة أربعة عشر عاماَ (حتى العام 2010).
بيدَ أنّ حظ ترامب في السياسة بدا في نهاية المطاف أفضل من حظّه في إدارة ألعاب الحظ! فقد ظهر أنّ مشروع «تاج محل» أضخم بكثير مما تحتاجه ألعاب الميسر، وأنّ تكلفة الصيانة، وأجور العاملين، والعقبات التي تفرضها القوانين، لا مصلحة للملياردير في تحمّلها. تدريجياً، تخلى ترامب عن كازينوهاته، وفي عزّ الحملة الانتخابية باع «تاج محل»، الذي أقفل بعد ذلك بأشهر قليلة، بهدف الصيانة (في تشرين الأول الماضي).
أحد أسباب تخلي ترامب عن مئات طاولات الميسر التي أدارها لسنوات، أنّه أقتنع أكثر فأكثر في العشرية الأخيرة بأنّ المستقبل هو للقمار وسوق المراهنات على الإنترنت، وهو ما يعيقه قانون فدرالي أمريكي أقرّ عام 2006، ويمنع التحويلات المصرفية عن مواقع الميسر الإلكتروني والكازينوهات الافتراضية، الأمر الذي دفع قسما من مشغّلي هذه المواقع إلى افتتاحها وإدارتها من خارج أمريكا.
بخلاف الكازينوهات الأرضية التي تجتذب أموال الأثرياء في المقام الأول، بمستطاع الميسر الإلكتروني «شفط» أموال الملايين من الطبقات الوسطى، بل الشعبية، عبر العالم» فـ»لامرئيته» تعفي مشغّليه من مسؤولية ما قد يحصل في الكازينو من حالات ثأرية وإجرامية. وكانت سلسلة من جرائم القتل حصلت في «ترامب تاج محل» وهزّت سمعته.
وفي موازاة هذه الانعطافة باتجاه تحبيذ الميسر الالكتروني، رغم القانون الفدرالي الذي يقوّض أكثر مجالاته، كان ترامب في طليعة من فكّر بتسخير المناطق التي تتمتع فيها قبائل السكّان الأصليين بـ»السيادة» داخل الولايات المتحدة، ويُحد فيها من تطبيق قوانين الاتحاد أو الولاية، كي تكون جنّة لكازينوهات «حرّة»، وقاعدة لمواقع القمار الإلكتروني.
ومن هذا المنظار، تحمّس «لوبي القمار» في الولايات المتحدة، والساعون للاستثمار خصوصاً في البوكر الإلكتروني وكافة أسواق المراهنات الافتراضية من سباق الخيل إلى مختلف الرياضات، لاختيار ترامب لرايان زينك، النائب الجمهوري عن ولاية مونتانا، وقائد الفرقة التي قتلت أسامة بن لادن قبل ذلك. فزينك عمل على تعزيز سيادة حكم القبائل في مناطقها بولاية مونتانا. وما قد يبدو من بعيد بمثابة إرجاع نزر من الحقوق إلى المالك الأصلي، يبدو من هذا الجانب ذا قصدية خاصة: تحرير السوق الافتراضية للبوكر وألعاب الميسر من الضوابط القانونية، وتحويل قسم من أعضاء هذه القبائل إلى منخرطين حيويين في إدارة هذه الألعاب، وهو ما بدأ أساساً منذ عقدين.
يبقى أنّ دونالد ترامب لم يعد واحداً من كبار المستثمرين في هذا القطاع الآن، بعد أن صفى أعماله وممتلكاته فيه العام الماضي، كما أنّ الإدارة الجمهورية تبدو منقسمة حول هذا الموضوع، ويتخذ هذا الانقسام طابعاً قيمياً أو أخلاقياً.
وإذا كان تهديف ترامب ضدّ الـ»أوباما- كير» نجح في مخاطبة أوساط واسعة من الطبقة الوسطى الأمريكية، بأنّها «تخسر» قسما من أموالها في نظام الرعاية الصحية هذا، لصالح فقراء لا داعي لأن تتكفّل بهم، فإنّ تحرير البوكر الافتراضي من القيود القانونية عليه، يعني أساساً هذه الطبقة الوسطى، التي ليس بإمكانها قضاء كل لياليها في «ترامب تاج محل» أو في كازينوهات لاس فيغاس، لكن يمكنها أن تشغل وقتها، وتفّعل مبادراتها الفردية، وحسّ الكسب، كل ليلة، وراء شاشة الحاسوب أو الهاتف «الذكي»، في لعبة بوكر متسعة لملء الكوكب. «الحق في الكازينو المنزلي» الذي هو الكازينو العالمي، تضاعف من مفارقة إبن الطبقة الوسطى، الذي يدرك بشكل أو بآخر في نفس الوقت، أنّه في هذه اللعبة، الخاسر من يلعبها والرابح من يديرها.
بعيد استقلال الولايات المتحدة، تداول تجار رقيق منصب الرئاسة فيها. ووصل إلى المنصب أناس من كل صنف، جمع بينهم الانتماء للعنصر الأبيض البروتستانتي، باستثناء كينيدي الكاثوليكي، وأوباما الخلاسي، والمتحدر من أب كينيي مسلم. وترامب من هذه الناحية «تقليدي»، من جهة انتمائه للعنصر المتغلب، الأبيض البروتستانتي، و»غير تقليدي» داخل المعسكر الجمهوري، لأنه حازب الديمقراطيين فترة طويلة من الوقت، وساهم في تمويل حملة هيلاري كلينتون داخل الحزب الديمقراطي ضد باراك اوباما، و»غير تقليدي» كذلك الأمر لأنّه ملياردير وصل إلى الرئاسة، رغم تعاضد كبار الرأسماليين على دعم غريمته كلينتون.
لكنه أيضاً غير تقليدي، لأنّه نتاج «اقتصاد الكازينو»، وصاحب تجربة متعثرة في هذا المضمار، رغم ضخامة مشاريعه فيه وفي طليعتها «تاج محل»، حيث تقترن الضخامة بالرداءة، ويصير الاسم نافراً، سواء أحيل على ضريح تاج محل في أغرا، أو على فندق تاج محل، هذه الرائعة العمرانية الحديثة التي بناها الصناعي الزردشتي تاتا في بومباي مطلع القرن الماضي.
صفى ترامب أعماله في هذا الكار، وهو يخوض السباق إلى البيت الأبيض. ظهر أثناء حملته أنّ حسّ «الكازينو»، أو عقلية الميسر، تطبع طريقته في السجال ومواقفه في السياسة الداخلية والخارجية، في حين لوحظ أن لديه ارتياباً من حسّ الكازينو في الاقتصاد، قد تعكسه إلى حد ما مواقفه الداعية لتعزيز الصناعة في المناطق الأمريكية التي تراجعت فيها، والى السياسة الحمائية في مواجهة الصين.
لا يمكن معرفة كم سيستفيد «لوبي القمار» في الولايات المتحدة من وصول ترامب، طالما أن ترامب لم يعد من زعماء هذا اللوبي، ولا إذا كان يمتلك ترامب التصميم أو القدرة على إباحة سوق البوكر الافتراضي على نطاق واسع. بقي أنّ تجربة «ترامب تاج محل»، الذي تحوّل الآن – مع اقفاله – هو أيضاً، إلى ضريح، ضريح لفترة من عمر ترامب وأعماله، هي تجربة باتت تعني الكوكب ككل. الآن الكوكب، في سوق مراهنات كلامية حول ترامب، وعقدة الرهان هي معرفة إذا كان ترامب سيتعامل مع رئاسته ودولته والعالم كسوق مراهنات، أم يؤسس لتعامل مع العالم على أنّه كـ»تاج محل»، كازينو من الأجدر تصفيته!

٭ كاتب لبناني

 

ترامب «تاج محل»: دونالد ترامب وألعاب الضخامة والميسر

وسام سعادة

حلقة الرّبط

Posted: 22 Jan 2017 02:25 PM PST

إلى أين وصلت النخبة في فهم الإنسان؟
السؤال كبير والإجابة عنه أكبر، وأعرف سلفا أن المثقف العربي عموما ليست لديه مرجعية علمية لفهم نفسه وما حوله. استنتجت ذلك في مناقشات عدة مؤخرا حول موضوع محدد ربطته مباشرة بقيمة الحب والجنس على معلم الزمن.
كل ما سمعته من تنظير كانj لديه مرجعيات أدبية، وإن كانت أعمق بقليل فهي لفلاسفة أقربهم إلينا غادر الحياة في أواسط القرن الماضي. في لحظة وخلال أحد تلك النقاشات الساخنة هبّت إحدى الصديقات لتعطي رأيها العلمي بالموضوع، فثار صديق كان قد أمسك بدفة المناقشة ولمّح ولو مزاحا إلى أنه سيغادر إن دخل النقاش هذا الباب.
أي باب؟
من الواضح أن باب العلم في مواضيع لا تزال فضفاضة عندنا مغلق. وإن فتح فإنه يفتح على جهل صاحبه فيغلق ثانية. لماذا هذا الخصام بين النخبة والعلم؟ هذه النخبة التي تعتبر نفسها صفوة المجتمع، والتي يصفها آخرون بعيون بسيطة أنها «أولئك الناس الذين يدخنون في المقاهي ويثرثرون في السياسة ويكتبون الشعر» لماذا لم تكن فعّالة بالمعنى الصحيح للكلمة؟ لماذا لم تندمج مع الأدمغة المحرّكة فعلا للحياة؟
لعلّ نخبتنا هي الواردة في القرآن الكريم «الشعراء يتبعهم الغاوون» من منطلق واقع عربي محض، ظلّ ثابتا على المعطيات نفسها فيما العالم خرج من ثقب الإبرة ذاك إلى فضاء أوسع. النخبة التي تجهل من هم علماء الفيزياء والرياضيات والطب في محيطها نخبة جاهلة. النخبة التي لا تطرح الأسئلة الكبيرة حول مصير الشعوب ومستقبلها وطرق حمايتها نخبة لا يليق بها لقب «صفوة المجتمع». النخبة التي تتخذ من أعضائها موضوعا لنميمة منظمة لا ترقى لمستوى النخب. النخبة التي تنقسم بين معارض وموالٍ نخبة لا تعرف أن تكون في موقع القيادة، بل في مواقع التبعية، وكثيرا ما تنتهي مائعة في الاتجاه الذي تصب أموال السياسة، وبذلك فهي عاجزة، ولا تأتي بأي شكل من أشكال الحلول، بل تأخذ دفة الشجارات السياسية وتمثل مرؤوسيها.
شيء واحد يخطر على بالي وهو أننا أخطأنا في تصنيف النخبة مع خلط سيئ للأدوار، فالنخبة هي الطبقة التي ينبعث منها النور لقيادة مجتمع، ولا يمكن أن تكون سوى زبدة أدمغة أهل البلد الذي تنتمي إليه. هي علماء يبحثون في جعل حياة المجتمع أجمل بما يملكون من معارف، ولا بأس إن كان بينها الحالمون الذين يصورون ذلك عبر أشعارهم ورواياتهم ومسرحياتهم وقصصهم.
أقول لا بأس لأن الأحلام لا تتحول إلى حقيقة دون أدمغة تنفذ، وما يجهله العقل العربي اليوم هو أن «الأدمغة المنفذة للفكرة» لا يمكن إيجادها في حقل السياسة والأموال المرهونة في «خصامات الورثة»، وهذا المصطلح الأخير أحب أن أستعمله للإشارة لوضع سائد منذ آلاف السنين عندنا رغم تطور الرجال الذين يمثلونه من حملة سيوف إلى حملة أسلحة متطورة مقتناة من الغرب. أكثر من 800 عالم من أفضل علماء أوروبا وأمريكا يجتمعون سنويا في أوكسفورد، ليعرضوا أفكارهم التي خرج منها الكثير مما نجهله. ثلث أشجار العالم سيختفي بسبب التصحُّر في نهاية القرن فما الحل؟ تطرح الحلول وتناقش فيلتقطها المستثمرون بكل أنواعهم، ومن بينهم الكتاب وشركات الإنتاج السينمائي ودور النشر، ويصبح الموضوع إبداعيا لنشر الوعي وتغيير أجندة الأطماع السياسية تحت ضغط الرأي العام، في غياب كامل لتغطية إعلامية عربية للموضوع تبدو المقاطعة. الأصوات الهامسة التي تقول إن أطماعهم السياسية وخططهم للاستيلاء على ثرواتنا أكبر بكثير مما أتخيله أُذكِّرُهم بأننا لسنا محصنين، وهشاشتنا لا تفتح الأبواب للشياطين التي تسكننا فقط، بل لكل ذي أطماع تقوم غايته للحصول على ما يريد على التخريب كمبدأ. نحن مجرّد أخشاب مبعثرة في بحر ويصعب جمعها لتركيب سفينة من طرف غارق. نرتب قائمة الأشياء المهمة في حياتنا بشكل عشوائي، فقبل الوعي نضع المال، وقبل المال نضع «عصبيتنا القبلية» التي حظيت بألقاب مختلفة على مر السنين. حتى حين كنا تحت استعمارات أوروبية مختلفة، كانت ثوراتنا تنبع من هذه العصبية التي خدمتنا مؤقتا ثم انقلبت علينا في أيام السلم.
المثقف ابن النخبة لم يتخلّ هو الآخر عن هذه العصبية، وهو يحمل عصبيته عبر القارّات، وحيثما حلّ نصب خيمة قبيلته الأولى، وأخرج عتاد أجداده ليحارب كل من يتربص بخيمته ودابّته وسيفه وحريمه. وهو إن ناضل من أجل الحريات فهو حتما لا يعني حرية زوجته الشرقية، وإن ارتدى البدلة وربطة العنق وشرب النبيذ في كؤوسها ذات الأعناق الرّفيعة فلئلا يتّهم بالرّجعية والتخلف، وإن حفظ عن ظهر قلب كيف يستعمل ثلاث شوك وثلاث سكاكين مرصوفة على مائدة سفرة فلكي يبدو بمستوى أسياده الذين يستخدمونه.
مسلسل الميوعة هذا أصبحنا نعرفه جيدا، ونعرف أنه يخفي أمورا ثابتة في رأسه تجعله جاهزا دائما لارتداء معطف بداوته متى ما تطلّب الأمر. فما الذي ينقصنا إذن؟
إن كان الكاتب والشاعر وغيرهما من أهل الفن والإبداع سادة التعبير فأعتقد أن هذه الأداة يجب أن تسخر لأهل العلم، ليرى مجتمعنا أفكارا مضيئة في أدمغة محاصرة بالجهل واللامبالاة، وترى حكوماتنا ما ينقص شعوبنا الضالة. فالصحيح أن النخبة هي حلقة الربط بين المجتمع ومن يمسكون بزمام التطور والإدارة، ومصائرنا في أيديهم. وليس من الحكمة أن نرمي بهذه الحلقة في فضاءٍ سياسي غير منتج، أو محفّز للاختلافات الحادّة. وليس عدلا أن تتحول تلك الطاقة الإيجابية إلى آلة للكلام مجرّدة من تأثيرها السحري لطرح الأفكار ومناقشتها والقيام بوظيفة أعظم مما تمارسه حاليا. فنحن نعرف سلفا أن اللغة وكل أدوات التعبير روابط لتقريب المختلف ببعضه بعضا، وهذا يعني بالمجمل أن حلقتنا الضائعة هنا، في سر التخاطب والتحاور ولمّ الشمل.
ملاحظة على سبيل المثال قبل الحديث عن حرية العلاقات الجنسية واختبار الجسد لاكتشاف طلاقته وأمور أخرى يؤمن بها «الذكوريون» على المثقف الذي يطلق هذه الفكرة أن يشبعها بالحقيقة العلمية والحكمة التي تحفظ الجسد من مخاطر هذه المغامرة. إننا أبناء اليوم ولسنا أبناء سبعينيات القرن الماضي. أبناء العلم الذي بحث في أخطاء السلوك البشري وكشف أن أجسادنا تعيش في عالم مليء بالفيروسات والكائنات اللامرئية، التي قد تحوّلنا إلى مزارع تقتات عليها إن لم نتعامل مع هذا العالم بالحكمة العلمية لا الدينية. لأن المفهوم الديني حسب مفسري العصور الغابرة يدعون لتلك الحرية التي تحطم جسد المرأة وتستعمله كمتاع للمتعة، دون التقيُّد بأدنى إرشاد وقائي وبالإمكان استبداله متى ما انتهت صلاحيته.
أعرف في النهاية أن الموضوع شاسع، ولا يطرح في مقال واحد، لكني أتمنى على نخب عالمنا العربي أن تشبك أيديها بأيدي المتخصصين في العلوم المختلفة والأدمغة التي بإمكانها أن تخرجنا من عتمة الجهل والقتال البدائي. كل شيء ممكن يلزمنا محاولة.
خطوة أولى مع كثير من الأمل.

* شاعرة وإعلامية من البحرين

حلقة الرّبط

بروين حبيب

البوكر دائما

Posted: 22 Jan 2017 02:25 PM PST

منتصف الأسبوع الماضي، أعلنت القائمة الطويلة، للجائزة العالمية للرواية العربية، أو البوكر كما يطلق عليها، بوصفها تحت رعاية جائزة مان بوكر البريطانية القديمة، ويصادف هذا العام مرور عشر سنوات على إطلاق هذه الجائزة المفرحة، والمرهقة لجميع من يتنافسون عليها، فيكسب البعض ويبتهج كثيرا، ويخسر البعض الآخر، ويتجهم، لكن المحاولات الجادة لاقتناصها لا تنتهي، والسعي الحثيث وأحيانا الركض، للحاق بغبارها، وما يحدثه الدخول إلى قوائمها من رواج للكتاب، وربما الكاتب وأعماله السابقة إن كان يملك أعمالا سابقة، ما يلبث أن يبدأ بمجرد أن تنطفئ دورة، وتبدأ دورة جديدة في الاشتعال.
وعلى الرغم من أن جوائز عديدة ومهمة، موجودة في الوطن العربي، إما سابقة للبوكر، وإما جاءت بعدها بزمن، وبملامح جيدة للغاية، ومزايا أيضا تجعل الكتاب يبتهجون، ويتحفزون للمنافسة فيها، مثل جائزة كتارا، وجائزة الشيخ زايد، إلا أن البوكر ما تزال الجائزة التي لا يهدأ في شأنها الصخب، وقد اخترعت ضجيجها الخاص، ذلك الضجيج الذي تحدثه الأعمال الفائزة إن فازت، والأعمال المستبعدة إن استبعدت، دائما ما نجد تلك الأسئلة التي تطرح بعنف حينا، وبعنف أشد أحيانا: لماذا وكيف، وإلى متى؟ أسئلة الإحساس بأن العمل لم يقيم جيدا من قبل صاحب عمل لم يدخل المنافسة، وهناك من تبنى فكرة أنه عمل متجاوز ورائع ومهم، وربما الكاتب نفسه، يحس بأن ذلك العمل كان يستحق، ولكن لم ينتبه لاستحقاقه أحد. وأذكر أنني قدمت رواية أعتبرها مهمة في تجربتي، في الدورة الثالثة ربما، وكان كثيرون يعتبرونها كذلك، وجلست أحلم أن أراها في قوائم الجائزة، ثم متوجة بالجائزة نفسها، لكن ذلك لم يحدث، وبالطبع جاءت تلك الأسئلة العنيفة الضاجة، راكضة، لتحتل أفكاري: لماذا وكيف؟ وهل هذا معقول؟ ولأكتشف بعد ذلك، من تعدد التجارب في الدخول والخروج من الجوائز، والعمل في لجان التحكيم أيضا، أن أي سؤال يأتي بعد نهاية المطاف، لن يجدي أبدا، وأي سؤال يتحدث عن نتائج، هي رصدت وأعلنت، ليس سؤالا دافئا، يمكن أن يحتضنه أحد، ويحكي له حكاية. إنها أسئلة وقتية، تأخذ دورتها في بحر الانفعال الإنساني وتذوب، لتأتي بعدها أسئلة أخرى، بسبب أحداث أخرى طارئة.
والأهم من ذلك، أي طرح الأسئلة ومحاولة العثور على إجابات لها، هو الاستمرار في الإبداع، الاستمرار بطاقة قصوى، والإنسان المبدع، يستطيع تدبير تلك الطاقة القصوى، وأعني طاقة الالتقاط من الحياة، وطاقة توظيف ما يلتقط، في العمل الإبداعي، وبلا شك، طاقة الجلوس ساعات طويلة منتظمة، لكتابة نص، ينبغي على الكاتب أن لا يسعى لتلقيبه وتسميته، نصا كبيرا، أو نصا متجاوزا، أو نصا مختلفا في فكرته عن باقي النصوص، فكل ما يكتب، حتى لو تعرض للفكرة نفسها عند الغير، يعد مختلفا أيضا، ومعروف أن الأفكار التي تستدعي الكتابة الإبداعية، محدودة جدا، وما يحدث أن تلك الأفكار، تدخل الأذهان وتخرج من ذهن هذا بزي أبيض، وذهن ذلك بزي أصفر، وهكذا من كل ذهن يفكر، بزي جديد مختلف، ولذلك سنرى كتابة الفانتازيا مثلا عند ماركيز، تختلف عنها عند كثيرين من اللاتينيين، أخذوا المعطيات نفسها، وأعادوا إخراجها، بأزيائها المختلفة التي فصلها كل على حدة. واستخدام أجواء مدينة واحدة في أعمال روائية عدة، بالبيوت والشوارع والمقاهي نفسها ورائحة البحر والصخب، وحتى الموت نفسه، يمنحنا المدينة نفسها، هذا صحيح، ولكن بوجوه لا تشبه بعضها بعضا، ولذلك نقرأ أعمالا متعددة عن مدينة لشبونة، كل يحمل متعته الخاصة: ليلة لشبونة، الشتاء في لشبونة، بيريرا يدعي، هنا كتاب من ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، غازلتهم لشبونة، وكتبوها.
أعود لجائزة البوكر، وشبيهاتها من الجوائز، القديمة والمستحدثة، ومعنى أن تكون ثمة جوائز لكتابة ما زال البعض يطرح سؤالها القديم، حتى الآن: لماذا نكتب؟ والسؤال القديم بلا إجابة شافية للذي لا يريد إجابة شافية، وأظن هذا السؤال، من الممكن تفصيله على أجساد كثير من الأنشطة الأخرى، وإن أي إجابة عليه، هي ليست إجابة على الإطلاق، سؤال الحياة نفسه، يمكن للبعض أن يطرحوه، ويتفهون من قيمة الشهيق والزفير، والخوف والضحك، وهكذا أشياء عديدة، أرى أن نتذوقها ونعيشها بلا أسئلة.
إذن الجوائز، وبناء على ما نراه من انفعالات شتى، معظمها صادق، أرى أنها في كل الأحوال، ورغم سلبيات بلا حصر، أغنت المشهد العام للحياة الأدبية، خاصة البوكر، كما ذكرت، وأتعمد أن أمر بعد كل قائمة تعلن لها، على مواقع القراءة، لأجد قائمتها وقد أدرجت هناك، والقراء وضعوها في خانة الكتب التي ستقرأ فورا. وعلى الرغم من أن كتبا عديدة ربما صدرت في الموسم نفسه، ولم تدخل القوائم، أو لم تشارك أصلا في السباق، إلا أن كتب قوائم البوكر، دائما ما تتصدر، وتأتي الكتب الأخرى لاحقا. ولطالما تساءلت كثيرا عن فلسفة أولئك الذين لم تهمهم هذه الجوائز، ولم يسعوا إليها قط، لا متسابقين، ولا أعضاء لجان تحكيم فيها، إن كانوا كبارا ومخضرمين، ولم أعثر على إجابة معينة، فحتى البريق الذي يخطف أبصار الجميع قد لا يخطف بصر أحد ما، وبالتالي، لن يشارك في لحظة الانبهار، وربما هناك من يجد أن الجوائز لن تقيم إنتاجه كما ينبغي، أو يرى أن ما يكتبه أكثر أهمية من تعريضه لخطر أن يلفظ من المنافسات، ويجرح إحساسا ما، خاصة أن اعتقاد الأهمية الكبرى، الذي يحمله بعض المبدعين في صدورهم، ليس اعتقادا نادرا، ويمكن العثور عليه في أي مقهى، يرتاده كتاب وشعراء.
بالنسبة للمواضيع التي تحبها الجوائز، والتي دائما ما نرى أن هناك من يضع قائمة بها، فلا أعتقد أن الجوائز تحب مواضيع معينة، ولا تحب مواضيع أخرى، أو تفضل أسلوبا على أسلوب، كل ذلك غير حقيقي، والحقيقي هو أن العمل يطرح للمنافسة، فيقبل أو لا يقبل، ومهما كان الانفعال عنيفا وردة الفعل قاسية عند صاحب العمل، الذي لم تبتسم له القائمة، فعليه كما قلت أن لا يظنها نهاية الجهد، بل بداية الجهد لمواسم أرحب.

* كاتب سوداني

البوكر دائما

أمير تاج السر

مخاوف ضياع الجزيرتين تتوالى رغم الحكم التاريخي… والإعلام بدون الإرادة الشعبية منزوع الفائدة

Posted: 22 Jan 2017 02:25 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: سيذكر التاريخ يوماً ما أن شعباً خرج بناسه وأطفاله ومرضاه للشوارع واعتصم بالميادين قرابة أسبوعين، كي يخلع ديكتاتوراً فاسداً، إلا أن الأمر انتهى به لأن يعيش المأساة من جديد بمختلف تفاصيلها، مع ارتفاع في منسوب الفقر والمرض والخوف. سيذكر التاريخ يوماً أن السلطة تقمصت باقتدار بالغ شخصية مؤلف أفلام الإثارة فراحت تصدر كل يوم لمواطنيها قصص رعب وحوادث بعضها لا أصل له، وكثير منها مبالغ فيه، وسخّرت صحفا وفضائيات تمول من دم الشعب الفقير، من أجل إلهاء الجماهير عن المشاكل الحقيقية التي تواجهها البلاد، والفشل المتزايد الذي يخيم على أداء السلطة التي وعدت مواطنيها بالرفاهية فحرمتهم من الدواء»، وتعهدت لهم بالانطلاق لرحابة العالم المتقدم، فحالت بينهم وبين الحصول على الغذاء، ودفعت بهم لقاع الحياة.
حتى فرحة البسطاء باستعادة الجزيرتين باتت مغلفة بالخوف والشك والريبة، على إثر المحاولات التي تقوم بها بعض الأصوات الإعلامية التي أصابها الحكم التاريخي الأخير بالتعاسة، فراحت تسوق الإحباط والتشكيك في كل من يعارض السلطة.
وفي الصحف المصرية أمس الأحد 22 يناير/كانون الثاني اختلطت المأساة بالملهاة وبدت مصر منهكة تبحث عن الخلاص من سلطة تسلطت على شعبها «ثعابينها» الإعلامية كي ترضى بالمكتوب ولا تفكر في أن تعيد سيرتها الأولى مع الديكتاتور المخلوع مبارك، حيث تفصلنا عن ذكرى الخامس والعشرين من يناير أيام قلائل وإلى التفاصيل:

لا يخجل من نفسه

«في الأسبوع الماضي ذهبت سبع سيدات، كن خليطا من الأكاديميات والناشطات، للقاء رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد فايق، بخصوص وضع محمد مهدي عاكف الذي يحتضر في سجنه، وهو في التسعين من عمره، ومصاب بأمراض عدة بينها السرطان. كانت خلاصة الرسالة التي نقلنها، كما يشير فهمي هويدي في «الشروق» أن بقاء الرجل بلا علاج في السجن بحالته تلك، أمر لا يجوز السكوت عليه في أي حال. وأن مجلس حقوق الإنسان إذا لم يتدخل في الأمر فإن ذلك يصبح نقطة سوداء في تاريخه، ذلك أن بقاءه في السجن في هذه الظروف جريمة بحد ذاتها، وأسرته تريد نقله للعلاج على نفقتها في أي مستشفى خاص. وأبلغن محمد فايق أنه إذا لم يفعل شيئا فسوف يعتصمن في مكتب مدير مستشفى قصر العيني (للسجن جناح هناك)، حتى يتخذ إجراء ينقذ حياة الرجل. أحدثت الزيارة أثرها، وفقا للكاتب، إذ وعد فايق بالتدخل، ومن الواضح أن الأمر تحسن قليلا بعد ذلك، إذ سمحت الشرطة بنقله لمستشفى خاص. أثار انتباهى تحرك السيدات السبع حين أقدمن على ما لم يفعله الرجال، وكنت قد لاحظت أن حملة إنقاذ حياة الأستاذ عاكف بدأتها الدكتورة رباب المهدي أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، إذ أطلقت في الأسابيع الماضية أكثر من نداء لإغاثة الرجل الذي تدهورت حالته الصحية وظل محروما من أي رعاية صحية، كأنما أريد له أن يموت ببطء في سجنه. تضامن مع الدعوة آخرون من النساء والرجال. وإزاء استمرار تدهور حالة الرجل، فإن الدكتورة رباب وأخريات قررن تصعيد المطلب والانتقال من القول إلى الفعل، وتشاورت في ذلك مع بعض من تضامنوا معها، ومن ثم تشكلت المجموعة التي ذهبت للقاء رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، ونقلت إليه الرسالة».

الكلام الفارغ له ناسه

«حين تذكر جملة (معلبات لفظية) ستتذكر على الفور تاريخ وزير خارجية مبارك عشر سنوات وأمين الجامعة العربية، كما يشير هشام الحمامي في «المصريون» مهاجماً عمرو موسى: هو بالفعل تاريخ طويل من الخواء والكلام «المزفلط» على رأى أحمد فؤاد نجم في مثل هؤلاء البشر.. لم يخطئ الراحل جمال الغيطاني حين وصفه وصفًا «جارحًا»وينقلون عن عمر سليمان، أنه قال أثناء الانتخابات الرئاسية 2012 إنه على استعداد للعمل لصالح البلد مع أي أحد إلا عمرو موسى. في مؤتمر عقدته مكتبة الإسكندرية الأسبوع الماضي قال موسى (إن الحديث عن أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة بات كلامًا فارغًا، نحن نتحدث عن عالم عربي فيه المسلمون والمسيحيون والسنة والشيعة والعرب والأكراد والأمازيغ) وشر الكلام ما ناقض بعضه بعضًا، كما يقولون، فما ذكره أبو الفوارغ من تعدد هو ما يعطي هذا الجمع البشري صفة الأمة . المؤتمر كان عنوانه (الأمن الديمقراطي في زمن العنف والتطرف) العنوان كما ترونه شديد الهزال وجملة الأمن الديمقراطي تذكرك بالأمن الغذائي والأمن الإعلامي والأمن السياسي.. ألفاظ بلا معان. الديمقراطية ثقافة وسلوك متنام ووعى بالحقوق والواجبات وتعدد آراء وتناوب سلطة. المؤتمر كان في الأساس هجومًا على الثوابت والقواعد الأساسية للعروبة والإسلام، دعك من كلمة عنف وتطرف وإرهاب، وكل هذه المسكوكات اللغوية العارية من أي مدلول يتفق الناس عليه. وهذه سياسة مكتبة الإسكندرية على فكرة من أول يوم لها حين تأسست عام 2002 وطبعًا صاحبنا عرف أن الغناء سيكون على أي مقام سيكا أم نهاوند أم بياتي، فاختار لحنًا يناسب المقام وقال تصريحه السقيم المتناقض عن الأمة العربية الخالدة. ويقال إنه ذكر من قبل إنه ليست هناك أمة عربية هناك أقطار عربية على طريقة هنري كيسنجر، مع الصراع العربي الإسرائيلي وتحويله إلى صراع فلسطيني إسرائيلي. ونحن في النهاية أمام إنسان لا ينتمى لا للأمة ولا لثقافتها ولا لحضارتها نحن أمام إنسان ينتمى لنفسه ونفسه فقط».

خطايا النظام العشر

في محاولة لإحصاء أخطاء السلطة الجديدة بعد 3 أعوام من ولايتها، عدّ محمد أحمد فؤاد أخطاء عشرة سجلها في «البداية»: «تأميم العمل السياسي والعودة للشكل البرلماني الهزلي والتدخل في شؤون القضاء، خطيئة تعصف بمبدأ الفصل بين السلطات، تضييق المجال الفكري العام، وتسييس دور المؤسسات الدينية لخدمة السُلطة خطيئة تؤدي إلى سقوط الدولة في دائرة الانقسام الطائفي. تحديد طموحات الشعب في الوصول لحد الكفاف كحد أقصى لما تجود به السلطة خطيئة تقتل روح التنمية لدى القطاعات كافة. عدم وجود توجه واضح لتطوير منظومة التعليم وتفعيل مناهج تطوير السلوكيات وتعظيم الإنتاج، خطيئة تهدد أي تقدم أمام العشوائية المفرطة. السياسات الاقتصادية الخانقة وأجواء الاستثمار الخاضعة لمعايير المحسوبية واعتماد مبدأ الاستدانة خطيئة تمنع الاقتصاد من تحقيق أي خطوات ملموسة. الوصاية الأمنية العقيمة على كافة مؤسسات الدولة، خطيئة تخلق أجواء من التوتر والعنف، وتوفر الفرص لنمو التنظيمات السرية. الخطاب الديني المشوه وازدواجية الفكر وغياب الاستقلالية لدى رجال الدين والإعلام خطيئة تفسح المجال لكافة الأفكار المتطرفة للانتشار. عدم احتواء الشباب المعارض وتشجيعه بمنحه فرصا حقيقية للتعبير عن الرأي، خطيئة تتحول تدريجياً إلى قنابل موقوتة تنفجر في كل لحظة. الصمت الرسمي أمام الفساد الواضح داخل أجهزة الإعلام الحكومي والخاص وانتهاكاتهم للخصوصية، خطيئة ترسخ للتفكك المجتمعي وتنمي روح الانقسام. عدم احترام الدستور وتفعيل بنوده الواضحة كأساس أوحد لسن القوانين، خطيئة تعصف بمصداقية نظام الحكم وتطعن شرعية قراراته».

أمل محفوف بالمخاطر

«العنوان الأبرز لقضية تيران وصنافير، كما يشير أحمد عبد ربه في «الشروق» وما انتهت إليه هو أن «الوطنية» المصرية تحررت بعد أن ظلت مختطفة بواسطة السلطة، ومن مثلها أو دافع عنها، منذ صيف 2013 وحتى اللحظة. فكثيرا ما تم وصم المعارضة المصرية بعدم الوطنية، كما تم الغمز واللمز في حقيقة دورها وما إذا كانت بالفعل تسعى إلى «هدم مصر»، وهو المصطلح الأبرز الذي استخدمه إعلاميون وأكاديميون ومثقفون للدفاع عن مواقف السلطة والنيل من المعارضة، بل والتشكيك في وطنيتها وحقيقة دورها ودوافعها وتأليب الرأي العام عليها استغلالا لحالة الهيستريا التي كانت قد اجتاحت البلاد. قضية الجزر المصرية كانت كاشفة بشكل غير مسبوق عن ذلك التناقض الرهيب بين موقف السلطة ومؤيديها، وبين موقف المعارضة، ففي حين نظم الكثير من المعارضين أنفسهم بشكل تجاوز الإيديولوجيات وصراعات الهوية، التي طالما وقفت عقبة أمام العمل المنظم، وهو ما أدى أولا إلى عمل فني متميز قام بالتنقيب عن الوثائق والخرائط التي تثبت مصرية الجزر، وأدى ثانيا إلى تأييد شعبي جارف، كان الواضح فيه هو انضمام حتى من يؤيد النظام للقضية للتأكيد على وطنية الأمر محل النظر، فإن السلطة التنفيذية استماتت بشكل لافت للنظر وتبارى أقطابها ومريدوها للتأكيد على أن الجزر ليست مصرية. لست من هواة الإسهاب في استخدام مفردتي «الوطنية» و«الخيانة» في التحليل أو التوصيف، لكن القضية كانت دليلا واضحا عن أن هناك سلطة تنفيذية تتصرف بشكل منفرد للتنازل عن حق مصري أصيل، مقابل تيارات تبارت للتأكيد على مصرية القضية ووقفت تهتف بنشيد البلاد بعد الحكم الشهير».

تفرغنا للخيانة

«لسنوات طويلة، ظلت الإدارات الأمريكية تعمل حسابًا للغضب العربي، وللقدرات والإمكانات العربية، فكانت تحرص على ميل موازين القوى لصالح إسرائيل، لكنها بحسب كريم عبد السلام في «اليوم السابع» لم تجرؤ أبدًا على اعتبار العرب كمًا مهملًا أو صفرًا على الشمال، كما حرصت على عدم تقويض القانون الدولي، وإضفاء شرعية على الاحتلال وممارساته الاستيطانية، رغم أنها الدولة الأكثر استخدامًا لحق الفيتو، لإسباغ الحماية على تل أبيب، ومنع العقوبات الدولية عنها
لكن دونالد ترامب، بإعلانه عزمه الوفاء بتعهداته الانتخابية، بنقل السفارة الأمريكية، من تل أبيب للقدس، يفرض واقعًا جديدًا على الأرض لأول مرة، فهو أول رئيس أمريكي يضفي شرعية على الاحتلال الإسرائيلي ويلقي القانون الدولي في سلة المهملات، كما يعلن بصراحة تصل للوقاحة المهينة، أن العرب لم يعد بأيديهم أي سلاح يواجهون به الدولة العبرية، ومن ورائها الإدارة الأمريكية، فهل نلومه على موقفه الأحمق الغبي، أم نراجع ممارساتنا الحمقاء الغبية التي أدت إلى تحطيم جميع أسلحتنا بأيدينا؟ نعرف أيضًا، أن النخب المزيفة والعواطلية الذين أطلقوا على أنفسهم وصف الناشطين، ومعهم اللهو الخفي ولجانه الإلكترونية على مواقع التواصل الإلكترونية، عمدوا إلى تحطيم الهالة حول المؤسسات العسكرية والأمنية في العالم العربي، وإطلاق الشائعات بشأنها لتأليب الرأي العام عليها في خطة مدروسة لإفقاد العرب خطوط دفاعهم الأساسية، وقدرتهم على ردع إسرائيل والنتيجة الآن، بعد السنوات العجاف من الاستبداد، وما تلاه من فوضى غير خلاقة، أن الأمن العربي في حالة من الانكشاف غير مسبوقة، وأن عدونا التقليدي يتحدى أن نجرؤ على اتخاذ أي إجراء في مواجهة بلطجته غير المسبوقة، لأننا تفرغنا لإطلاق النار على أنفسنا ولنشر الفوضى في بلادنا».

أبوتريكة أم بنت النبي؟

الثناء على لاعب الأهلي والمنتخب السابق لا ينقطع في الصحف والفضائيات، أما الهجوم عليه فنادر، ومن بين من هاجموه دندراوي الهواري في «اليوم السابع»: «كأن أبوتريكة أفضل من السيدة فاطمة، بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وزوجة علي بن أبى طالب، وأم سيدي شباب أهل الجنة، الحسن والحسين، حيث قال والدها رسول الله: وَأيْمُ اللَّهِ لَوْ أن فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا. يتابع الكاتب، أتعجب من هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم خِصما وحَكما، وبدأوا الدفاع عن لاعب صدر بحقه قرار وليس حكما قضائيا، ويحق له أن يطعن بالنقض عليه خلال 60 يوما من صدور القرار، بتقديم ما يثبت براءته بالقانون، وليس بالصراخ والتهديد والوعيد، وإثارة الدوشة لتقنين الأوضاع. الجميع يعلم أن محمد أبوتريكة إخواني الهوى والتنظيم، وأعلنها بنفسه في عشرات المناسبات، أبرزها عندما اعترف أنه يؤمن بمشروع الجماعة، والأستاذية لحكم العالم، وأنه داعم للمعزول محمد مرسي، ومشروعه النهضة، واعتراف قيادات الإخوان بأن مختار مختار وهادي خشبة ومحمد أبوتريكة أعضاء تنظيميين في جماعة الإخوان، وهو اعتراف مسجل صوتا وصورة. ومع ذلك تجد الإخوان وذيولهم والمتعاطفين «على أنفسهم»، يشوهون الحقائق بأنه قدم لمصر الكثير، مع أن الحقيقة أن مصر هي التي قدمت له المال والشهرة والنجومية، ولم يكن عالما في الذرة، أو في وكالة فضاء، أو خبيرا في الاقتصاد، وإنما مارس لعبة من باب اللهو والمتعة الشخصية، وجلبت له مالا وفيرا وشهرة كبيرة. أبوتريكة يا سادة ليس أفضل من فاطمة بنت محمد، وسيخضع للقانون، وأن مصيره مصير كل مواطن يخالف القانون».

اعتراف لا يغني عن الحق شيئاً

فاجأ الرئيس الفلسطيني أبومازن الكاتب حازم منير في «اليوم السابع» حينما قال: «الملك عبدالله طال عمره قال لى يا أبومازن لو تأخر السيسي قليلاً لكنا وأنتم في حال آخر. واستكمل الرجل حديثه عن مصر وما جرى في 30 يونيو/حزيران متحدثاً عن تاريخ جديد في المنطقة يعيدها إلى مسارها الصحيح. اللقاء كان دعوة على العشاء من أبومازن في مقر إقامة السفير الفلسطيني بالأردن قبل عامين. حديث الراحل الملك عبدالله الذي نقله الرئيس أبومازن كشف عن فهم عميق للرجل لما كان يحدث في مصر وعلاقته بمستقبل المنطقة، وأن ما جرى لم يخص القاهرة وحدها قدر ما ارتبط أيضاً بحماية مناطق أخرى كان مخططاً أن تنضم إلى القافلة وتنهار، لذلك كانت المساندة المطلقة للقاهرة ولثورة يونيو، ليس ارتباطاً بمنافع متبادلة، وليست برؤية استغلال الموقف واحتواء القاهرة، تمهيداً لتوظيف عاصمة العرب في رؤى سياسية محددة، بالعكس كان التقارب والدعم اللا محدود الذي تجاوز العاصمتين إلى دعم إقليمي ودولى بهدف مساندة ثورة في مسيرتها من أجل حماية الأمن القومي العربي وحماية المملكة ذاتها. يتساءل الكاتب هل انتهت الآن الأوضاع التي بسببها كانت مواقف الملك عبدالله والمملكة؟ وهل تغيرت الموازين بحيث عاد الأعداء المهددون للمملكة ليتحولوا إلى أصدقاء وحلفاء كما كانوا لسنوات طويلة؟ وهل اكتشفت المملكة فجأة أنها كانت تهدر مساعداتها لمصر لأنها لم تحصل على المقابل؟ وما هو المقابل الجديد غير ذلك الذي رصده الراحل العظيم؟ والأسئلة ذاتها في المقابل.. هل قررت مصر نفض يدها من تحالفات وتوافقات إقليمية عربية جرت في السنتين الماضيتين وقررت نهج توجهات مختلفة؟ وهل يمكن تخيل تفوق مساحات الاختلاف على مساحات الاتفاق؟ وهل تصدرت المصالح الوطنية وتفوقت على المصلحة الإقليمية المشتركة؟».

الزوجة الثانية

«ما أشبه قصة تيران وصنافير برواية «الزوجة الثانية». قصة زوجة على ذمة رجل يُكرهونها على الطلاق لتتزوج من عمدة القرية، على غير رضا ودون موافقتها أو موافقة أهلها. وتظل الزوجة تتمنع على العمدة الذي أجبرها على الزواج منه كرها. امتثالا للآية الكريمة التي تحض على طاعة الله ورسوله وأولي الأمر منكم، كما كان يردد شيخ القرية على مسامعها لتقبل بالزواج غير الشرعى الذي أجبروها عليه. لقد تم تطليق الجزيرتين وفق رؤية سليمان الحكيم في «المصري اليوم» وسط مباركة شيوخ الفتنة ومنافقيها. لتتزوج من السعودية كرها. وتلجأ الزوجة لأحد الشيوخ الذي أنصفها بفتوى «عدم شرعية الزواج» بل عدم شرعية التطليق كرها، وقدم لها تبريرا شرعيا برفضها الاقتراب من الزوج الغريب عنها، لأنها لا تزال على ذمة زوجها الأول الذي لا تزال له الولاية «السيادة» عليها. الذي يطلع على فتوى هذا الشيخ صاحب الضمير ويقارن بينها وبين حيثيات الحكم الذي أصدرته المحكمة الإدارية العليا لن يجد هناك كبير فرق. فطلاق الزوجة وزواجها من آخر كلاهما مخالف للشرع، كما هو حال سلخ الجزيرتين عن السيادة المصرية بالمخالفة للدستور والقانون والتنازل عنهما لدولة أخرى. وإذا عدنا للحكم الذي أصدرته المحكمة فإنه لم يمنح الجزيرتين لمصر نازعا ملكيتهما من السعودية كما قد يفهم البعض. بل هو أقر بوضع سار تاريخيا وجغرافيا وواقعيا بملكية مصر وسيادتها على الجزيرتين، وافتقاد المنازعة عليهما من أي طرف، ومعنى ذلك بوضوح أن السعودية لم تخسر الجزيرتين، كما أن مصر لم تكسبهما. فالسعودية لم تمتلك الجزيرتين في أي وقت لتخسرهما. ولا مصر خسرتهما لتعودا إليها بحكم محكمة. تماما مثل الزوجة التي تنازعها رجلان. فالأول لم يطلقها شرعا، ولا الآخر تزوجها شرعا».

أخطاء صغيرة

هناك الكثير من الأخطاء الصغيرة التي يرتكبها النظام تتسبب في كوارث في ما بعد وفق ما يحذر منه فاروق جويدة في «الأهرام»: «كان من الخطأ أن تطرح قضية تيران وصنافير الآن، وكان ينبغي أن تطرح في وقت آخر بحيث تكون هناك ترتيبات ودراسات تعكس الحقيقة كاملة أمام الرأي العام قبل توقيع الاتفاقات بين مصر والسعودية. وكان من الخطأ أن ترسل الحكومة القضية إلى البرلمان وهي تعلم أن هناك قضية مطروحة للحكم في مجلس الدولة، ولهذا وضعت الحكومة نفسها مع البرلمان في مأزق خطير. كان ينبغي أن تعلن الأجهزة القضائية أسباب إدراج محمد أبو تريكة في قائمة الإرهابيين قبل أن تعلن قرارها بمنعه من السفر وسحب جواز سفره واتهامه بما يسيء لسمعته. الناس تتساءل ماذا فعل أبوتريكة حتى تصدر هذه القرارات ضده؟ غياب الحقيقة أحيانا يفسد كل شيء ويبدو كأنها أعمال انتقامية ضد رجل لا حول له ولا قوة. بعض أعضاء مجلس الشعب كانوا سببا في إزعاج الملايين من المصريين أمام مشروع قانون الإيجارات القديمة، في حين أعلن الدكتور علي عبد العال رئيس المجلس، أن القانون لم يعرض ولم يناقش ولم يدخل لجنة الإسكان كما ادعى البعض. والغريب أن وزير الإسكان غاب تماما عن المشهد ولم يكشف موقف وزارته من مشروع القانون. رفقا بالناس ولا داعي لإشعال حرائق ليس هذا وقتها حتى تمر هذه المرحلة بأمان. بعض الوزراء كان ينبغي أن يرحلوا منذ فترة طويلة، بل إن الرأي العام رفضهم قبل أن يدخلوا الوزارة، تأخير بعض القرارات يجعل المهمة أصعب. هناك قضايا كثيرة يتساءل الرأي العام لماذا لم تحسم حتى الآن، وفي مقدمتها حسم قضية التمويل الخارجي والوزراء المتهمين في قضايا المال العام».

عار الوزارة

سليمان جودة الكاتب في «المصري اليوم» يقول: « أعرف رجلاً كان يريد قبل 25 يناير/كانون الثاني 2011 أن يكون وزيراً بأي ثمن، وكان اسمه مرشحاً للوزارة أكثر من مرة، ولكنه في كل مرة لم يكُن يأتي، وكان قد اشترى بدلة خاصة ليرتديها في يوم أداء اليمين الدستورية. وأعرف آخر أستاذاً محترماً في الجامعة، وكان مستشاراً ثقافياً لنا في عاصمة مهمة، وكان اسماً معروفاً في الحياة العامة، وكان كل ذلك لا يكفيه، لأن عينه كانت على الوزارة، وكان يتصل بي، كلما لاحت أنباء عن حكومة جديدة، ليسألني عما إذا كنت قد سمعت اسمه مرشحاً هنا أو هناك؟ وكنت أشفق عليه للغاية. يتابع جودة: طافت كل تلك النماذج في رأسي، ثم تتالت بعضها وراء بعض أمام عينيّ، وأنا أقرأ أن المهندس شريف إسماعيل، رئيس الحكومة، يتلقى اعتذاراً من بعد اعتذار، من أسماء يعرض على أصحابها أن يكونوا وزراء في حكومته والسؤال هو: لماذا يعتذرون بهذه الصورة التي يبدو أنها أزعجت رئيس الحكومة، وجعلت الاختيارات أمامه محدودة؟ هل لأنهم يخافون من «البهدلة» التي كان وزراء ما بعد 25 يناير يتعرّضون لها على كل ناصية، وفي كل ميدان؟ ربما.. ولكن هذه فترة انقضت فما السبب إذن؟ هل يعتذرون اعتراضاً على سياسات عامة متبعة في اللحظة الحالية، ويجدون أنها في أشد الحاجة إلى مراجعة، وأن ذلك لن يكون متاحاً لهم، إذا قبلوا الوزارة، وأنهم سيكتشفون بالتالي إذا ما صاروا أعضاء في الحكومة، أنهم يطبقون سياسة لا يقتنعون بها.. هذا هو الاحتمال الأقرب إلى ظن الكاتب».

المجزرة الأمريكية

تأثر كثيراً أسامة الغزالي حرب في «الأهرام» عندما استمع لترامب في أول خطاب له بعد توليه منصبه، متحدثا عن أحوال بلده، و هو يقول:«لفترة طويلة جنت مجموعة صغيرة في العاصمة مكاسب الحكم بينما تحمل الشعب التكلفة»…«انتعش السياسيون وازدهروا، ولكن أهملت الأعمال وأغلقت المصانع، حمت المؤسسة الحاكمة نفسها وأهملت حماية الشعب. لم تكن انتصاراتهم انتصاراتكم. الأمريكيون يريدون مدارس عظيمة لأطفالهم وأحياء آمنة لعائلاتهم ووظائف جيدة لهم، ولكن هناك واقع مختلف: أمهات وأطفال يحاصرهم الفقر في المدن، ومصانع خربت وعلاها الصدأ وصارت مثل شواهد القبور في كل أنحاء البلاد، ونظام تعليمي يترك شبابنا وطلابنا محرومين من المعرفة، وتنتشر الجريمة والعصابات والمخدرات التي سرقت حياة العديدين. طوال عقود طويلة قمنا بإثراء صناعات البلاد الأخرى على حساب الصناعة الأمريكية، وقدمنا الدعم المالي لجيوش دول أخرى، بينما سمحنا بالتدهور المحزن لجيشنا. دافعنا عن حدود دول أخرى بينما رفضنا الدفاع عن حدودنا، أنفقنا تريليونات الدولارات في الخارج، بينما تدهورت البنى التحتية الأمريكية وأصبحت متصدعة ومتداعية، جعلنا دولا أخرى غنية، بينما اختفت ثروة وقوة وثقة بلادنا، انتزعت ثروة الطبقة المتوسطة لمواطنينا لتوزع على العالم كله. يجب أن نحمي حدودنا من الآثار التخريبية للدول الأخرى التي تصنع منتجاتنا وتسرق شركاتنا وتدور فرصنا الوظيفية. لن نقبل بعد الآن سياسيين يتحدثون ولا يفعلون، ويشتكون دائما ولا يعملون شيئا للعلاج، «يجب أن تتوقف هذه المجزرة الأمريكية American Carnage «هنا وفورا». والحقيقة أنني استغربت لهذا التعبير الحاد وسألت نفسي ماذا يقول أوباما لنفسه وهو يستمع إلى خلفه وهو يصف ما تركه بعد ثماني سنوات بأنه مجزرة أو أشلاء؟ وأين هي المنجزات التي حققها؟».

الإعلام لا يخدع الشعب

يسشتهد وجدي زين الدين رئيس التحرير التنفيذي لـ«الوفد» على وصول ترامب للبيت الابيض كدليل على خفوت تأثير الإعلام على الإدراك الشعبي: «إدارة أوباما التي احتشدت وراء كلينتون والإعلام الأمريكي وتابعيه من إعلام الدنيا كلها، لم يشفع لها، وشذ نجاح ترامب عن ظاهرة أن التأييد الإعلامي قادر على إسقاط مرشح. بل كان هذا التأييد الإعلامي الواسع لكلينتون سبباً رئيسياً في نجاح ترامب. والحقيقة أيضاً أنني لا أؤمن بكلينتون ولا ترامب، وأنهما في نهاية الأمر أمريكيان يعملان لصالح بلدهم، لكن الذي أتحدث عنه وأعنيه واللافت للنظر في قضية الإعلام، أن التأييد والحشد الإعلامى لا يمكن أن يخدع شعباً على الإطلاق، وإلا كانت قد فازت كلينتون في هذه الانتخابات، في ظل قيام الدولة الأمريكية بكل أجهزتها المختلفة في النيل من ترامب وتسخير كل الوسائل الإعلامية ليس في أمريكا وحدها، وإنما في العالم أجمع حتى الدول العربية لصالح كلينتون، ورغم ذلك خسرت في الانتخابات هذا دليل كلامي على أن الشعوب لا يمكن أن يخدعها أي إعلام، وأن إرادة أي شعب هي أقوى من كل إعلام الدنيا، ولن نبعد كثيراً فعندما وضع الشعب المصري يده في يد الإعلام المصري نجح تماماً في القضاء على الإخوان، الذين اعتلوا عرش البلاد لمدة اثني عشر شهراً في غفلة من الزمن. وبالتالي تكون إرادة الشعب هي المحرك الرئيسي وهي الأقوى من أي إعلام.. وبدون الإرادة الشعبية يصبح الإعلام منزوع الفائدة.. كما أن ما نعيشه الآن من فوضى إعلامية من أصحاب الأجندات الخاصة، لا يؤثر من قريب أو بعيد في الشعب العربي».

توقعات مخيبة للآمال

نتحول لتوقعات مخيبة للآمال كشف عنها تقرير صندوق النقد الدولي الذي اهتم به ممدوح الولي نقيب الصحافيين السابق في «مصر العربية»: «ومن تلك المفاجآت توقع الصندوق زيادة إيرادات التصدير، خلال السنوات المالية الخمس المقبلة، تدريجيا لتصل إلى 29.7 مليار دولار بعد السنوات الخمس، وهو ما يعني العودة برقم الصادرات السلعية بترولية وغير بترولية معا عام 2020/2021، إلى ما كانت عليه قبل تسع سنوات، حين بلغت 29.4 مليار دولار في العام المالي. وتوقع الصندوق بلوغ الصادرات البترولية بعد خمس سنوات 8.2 مليار دولار، التي ستتضمن مع النفط الخام والمكرر صادرات الغاز الطبيعي من حقل ظهر وغيره، ما بشر به خبراء حكوميون، بينما كانت الصادرات البترولية قد بلغت 10.3 مليار دولار قبل 11 عاما، بل و14.5 مليار دولار قبل تسع سنوات، كما بلغت 13 مليار دولار قبل ثلاث سنوات في العام الذي تولاه الرئيس محمد مرسي. ومع توقع الصندوق حدوث زيادة تدريجية في إيرادات قناة السويس لتصل إلى 7.2 مليار دولار بعد خمس سنوات مالية، فإن هذا الرقم جاء أقل من توقعات هيئة قناة السويس لها، بعد تنفيذ التفريعة السابعة لها، التي كانت تتوقع بلوغ الإيرادات 7.5 مليار دولار عام 2017، ثم لتصل إلى 10.9 مليار عام 2021، وهي التوقعات التي قام المصريون بشراء شهادات قناة السويس على أساسها. وكان الصندوق واقعيا حين توقع تدني المعونات الأجنبية إلى حوالى مئة مليون دولار سنويا خلال السنوات المالية الخمس المقبلة، وهو ما يتنافى مع تصريحات وزيرة التعاون الدولي التي صرحت مؤخرا ببلوغ المنح 4 مليار دولار خلال عام من توليها وكان الصندوق أكثر واقعية حين توقع عدم ورود معونات بالمرة من دول الخليج العربي خلال السنوات الخمس المقبلة، رغم استمرار علاقة النظام المصري الطيبة بالإمارات والكويت والبحرين».

أم مثالية بجد

من تقارير أمس الأحد اللافتة التي تكشف تراجع الدولة عن العناية بمواطنيها من المعدمين والذين بلا مأوى ويفتقدون أدنى الوسائل التي تعينهم على الحياة. تقريرعن أم ما زالت تنام في الشارع، رغم تقدمها في العمر كما ورد في «الوطن» إذ قدم الفنان محمد صبحي، التحية والتقدير للسيدة إلهام عبدالهادي، البالغة من العمر 74 عامًا، بائعة الكتب التي تعيش منذ 7 سنوات متواصلة على الرصيف، مهديًا إياها نصف مكتبته الخاصة بعد رفضها الحصول على مقابل مادي، مؤكدًا أنها تعد الأم المثالية لعام 2017.
وأضاف صبحي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «90 دقيقة»، على قناة «المحور»، أن السيدة نموذج للعزة والصراحة والوضوح مع النفس، مستطردًا: «هذه السيدة في حقيقة الأمر أخجلتني، ومشروعي منذ زمن هو المطالبة بالقراءة، وحذرت من ترك الكتابة، الكتابة عبر السطور والورق الأصفر يعلم في العقل، وهذه السيدة الفاضلة لها فضل لكل من مروا عليها في السبع سنوات أمام جامعة القاهرة».

مخاوف ضياع الجزيرتين تتوالى رغم الحكم التاريخي… والإعلام بدون الإرادة الشعبية منزوع الفائدة

حسام عبد البصير

 البدو والشرق الأوسط: نسيج قابل للاشتعال

Posted: 22 Jan 2017 02:24 PM PST

المواجهة العنيفة بين الدولة ومؤسساتها وبين السكان البدو في أم الحيران، يمكن فهمها في السياق الأوسع، والخاص بصعوبة اندماج السكان البدو في نسيج الحياة العصري والتمتع بثمار التقدم الذي تقترحه الدولة. الدولة تجد صعوبة في فرض نفسها وفرض قوانينها على البدو، وفي احيان كثيرة هي تفضل الاستسلام امام ظواهر العنف التي تنبع من تمسك السكان البدو بتقاليد التمرد ضد مصدر الصلاحيات، أو أي سلطة تريد فرض نفسها في الصحراء التي يعيش فيها البدو.
هذه الصعوبة لا تواجه دولة إسرائيل فقط، بل جميع دول الشرق الاوسط. على الأقل في الاماكن التي ما زالت الدولة قائمة فيها. هكذا هي الحال بالنسبة لمصر التي تواجه السكان البدو المتمردين في سيناء. وكذلك في الأردن، الذي تحول البدو فيه من دعامة للعائلة الهاشمية المالكة إلى مركز تحريض ضده. وكذلك الحال في دول اخرى، منها السعودية.
في النقب كان يعيش عند اقامة الدولة حوالي 10 آلاف بدوي، واليوم يصل عددهم إلى ربع مليون انسان. نسبة التكاثر الطبيعية للسكان البدو هي من الاكثر في العالم، حيث يضاعف السكان البدو عددهم كل 15 سنة. هذا التكاثر غير المسبوق يكمن في الدمج بين عدد من العناصر، منها تعدد الزوجات الذي ما زال ينتشر في المجتمع البدوي. أي أن الأب يتزوج أكثر من امرأة ويكون لديه عشرات الأولاد. سياسة الرفاه لحكومات إسرائيل شجعت هذه الظاهرة وحولت تكاثر الأولاد في العائلة إلى مصدر دخل أساسي لرب العائلة. في ظل هذا الوضع استمر تعدد الزوجات، رغم أنه محظور حسب القانون في إسرائيل.
الصعوبة التي تواجهها الدولة مع السكان البدو في توفير الخدمات الصحية والتعليم والرفاه، ودمجهم في اطار العمل، تكمن ايضا في رغبة السكان البدو في الحفاظ على الاطار القبلي، ورفض البدو لسلطة الدولة ومؤسساتها، مثل الشرطة واجهزة تطبيق القانون. وايضا رفض قوانين الدولة التي تمنع تعدد الزوجات. الحديث يدور هنا عن حلقة مغلقة، حيث يصعب اختراقها من قبل الدولة أو من قبل البدو. لذلك مطلوب عملية طويلة المدى مع الكثير من الميزانيات من الدولة، وايضا الرغبة في التغيير في اوساط المجتمع البدوي.
وضع البدو الذين يعيشون في إسرائيل والعلاقة بين الدولة وبين المواطنين البدو ما زال أفضل كثيرا من الوضع السائد لدى جيران إسرائيل. ففي شبه جزيرة سيناء أدى التوتر بين حكومة القاهرة وبين البدو إلى انضمام الشباب البدو إلى صفوف «داعش»، وهكذا تمكن داعش من السيطرة على صحراء سيناء. وفي الاردن يقف أبناء القبائل البدوية الذين شكلوا في الماضي البعيد أساس التأييد المهم للعائلة المالكة، يقفون من وراء الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تهدد استقرار الدولة الآن.
بسبب نمط الحياة المحافظ والخشية من التقدم، وايضا بسبب التوتر بين البدو وبين الدولة، فان الصحراء في الشرق الاوسط تشكل دفيئة لانتشار الجماعات الإسلامية المتطرفة. وإسرائيل ليست استثناء من هذه الناحية.
لقد حاول بعض اعضاء الكنيست العرب تحويل الاحداث العنيفة في النقب في الاسبوع الماضي، وجهود الدولة لفرض السياسة على البدو، إلى مبرر من اجل تطبيق أجندة سياسية خاصة. ولكن الحديث يدور عن تحدٍ يتعلق بالمجتمع والاقتصاد والدولة، وليس عن صراع وتوتر قومي. ورغم ذلك، الحديث يدور عن مادة قابلة للاشتعال، يفضل علاجها قبل الاشتعال، مثلما حدث في بعض الدول العربية المجاورة لإسرائيل.

ايال زيسر
إسرائيل اليوم 22/1/2017

 البدو والشرق الأوسط: نسيج قابل للاشتعال

صحف عبرية

استعادة حيين في الموصل واقتراب إعلان الجزء الشرقي محرراً

Posted: 22 Jan 2017 02:23 PM PST

الموصل ـ «القدس العربي» ـ ووكالات: استعاد الجيش العراقي، أمس الأحد، السيطرة على حيين يقعان في وسط الجانب الشرقي من مدينة الموصل، حيث يخوض معارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ ثلاثة أشهر، وسط توقعات باقتراب إعلان الجزء الشرقي محرراً.
وقال الفريق عبد الأمير يار الله قائد عمليات «قادمون يا نينوى» في بيان إن «قطعات اللواء 71 الفرقة 15 وقطعات عمليات نينوى حررت حي الملايين ومنطقة البناء الجاهز ورفعت العلم فوق المباني».
وأوضح أن هذه من «آخر أحياء وسط الجانب الشرقي».
كما سيطر الجيش، كذلك على الطريق الذي يربط بين دهوك والموصل.
ولايزال هناك حي واحد هو الرشيدية في ضواحي الجانب الشمالي الشرقي بيد تنظيم «الدولة».
وقال العميد محمد أسد الكعبي، الضابط في الفرقة الـ16، إن «القطعات العسكرية شرعت بالهجوم على حي الرشيدية آخر معاقل تنظيم الدولة في المحور الشمالي، وذلك من محورين: الأول حي العربي، والثاني منطقة القوسيات».
ولفت إلى أن «التنظيم يبدي مقاومة شرسة ويستخدم مختلفة أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة لإعاقة تقدم القوات نحو الأهداف المرسومة».
وحسب العميد يحيى رسول، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة فإن «حي الرشيدية يقع خارج المنطقة السكنية التابعة لمركز المدينة الشرقي، وسيتم قريبا تحريره وتطهيره من دنس التنظيم الإرهابي».
وقبل انطلاق العملية العسكرية ضد التنظيم في 17 تشرين الاول/اكتوبر، ساد اعتقاد بان استعادة الشطر الغربي ستكون أصعب رغم أن مساحته أصغر وذلك بسبب الكثافة السكانية والطرق الضيقة في بعض احيائه.
في الموازاة، قال مصدر عسكري إن آمر اللواء 71 في الجيش العراقي لقى حتفه، خلال معارك في المحور الشمالي للموصل، مع عناصر تنظيم «الدولة»
وأوضح النقيب كمال شاهد، الضابط في الفرقة الـ16 (التابعة للجيش العراقي)، للأناضول، أن «العقيد سبهان الجبوري آمر اللواء 71 في الجيش قتل خلال معارك تحرير حي الملايين في المحور الشمالي من الموصل».
كما نعت قيادة العمليات المشتركة، العقيد الجبوري، مؤكدة أنه قتل في معارك المحور الشمالي.
في سياق منفصل، قتل عنصران من «الحشد الشعبي» و6 من «الدولة» قرب مدينة الدور في محافظة صلاح الدين (شمال)، فيما قتل انتحاريان من التنظيم إثر تدمير سيارتين مفخختين كانا يقوداهما غربي الأنبار (غرب).
وقال النقيب غزوان الجبوري، الضابط في قيادة عمليات صلاح الدين إن «عناصر التنظيم هاجموا مواقع للحشد الشعبي، شرق نهر دجلة، قرب مدينة الدور على 30 كلم من تكريت، مركز محافظة صلاح الدين الإقليمية؛ فقتل منهم 6 و2 من الحشد».
وفي محافظة الأنبار (غرب)، قال قائد عمليات الجزيرة (التابعة للجيش العراقي)، اللواء الركن قاسم المحمدي، إن «قطعات الجيش العراقي في الفرقة السابعة تمكنت، من تدمير عجلة (سيارة) مفخخة يقودها انتحاري من تنظيم الدولة في شمال بحيرة سد حديثة، شمال مدينة حديثة (160 كلم غرب الرمادي)».
وأضاف أن «طيران التحالف الدولي تمكن أيضا من قصف عجلة مفخخة يقودها انتحاري من التنظيم في شمال غرب بحيرة سد حديثة غربي الأنبار؛ ما أسفر عن تدميرها وقتل الانتحاري الذي كان بداخلها».
إلى ذلك، أعلن مصدر عراقي في جهاز مكافحة الإرهاب اعتقال 23 من المشتبه به في منطقة العربي شمالي الموصل.
وقال العقيد دريد سعيد من جهاز مكافحة الإرهاب: إن «قوات عراقية اعتقلت 23 مشتبها به اثناء حملة مداهمة، وتفتيش في الحي العربي شمالي الموصل».
وأضاف أن «30 من عناصر التنظيم، بينهم قادة، هربوا من الرشيدية آخر معاقلهم شمال الموصل عبر نهر دجلة إلى الساحل الايمن غرب الموصل مصطحبين معهم عشرات العوائل من سكان الموصل كرهائن».
وأشار إلى أن «طائرات التحالف الدولي قصفت معقلا للتنظيم ومخزنا للأسلحة والاعتدة في منطقة موصل الجديدة جنوبي الموصل».
ويشارك في العملية العسكرية لاستعادة الموصل، التي بدأت في 17 أكتوبر/تشرين أول الماضي، ائتلاف يسانده التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يضم 100 ألف من جنود الجيش والقوات الخاصة والشرطة الاتحادية والمقاتلين الأكراد وقوات الحشد الشعبي (فصائل شيعية) ضد بضعة آلاف من عناصر «الدولة» في المدينة.

استعادة حيين في الموصل واقتراب إعلان الجزء الشرقي محرراً

المالكي يستعد للانتخابات المقبلة عبر تحالفات تبعد شبهة الطائفية وضمان أصوات «الحشد»

Posted: 22 Jan 2017 02:23 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: يخوض حزب «الدعوة»، أكبر الأحزاب العراقية المسيطرة على السلطة في العراق، سباقا محموما مبكرا استعدادا للانتخابات المقبلة، من خلال فتح مقرات جديدة في المحافظات، وعقد تحالفات مع أحزاب وقوى لمحاولة المحافظة على حصته في البرلمان والحكومة المقبلة.
وعقد الحزب، بقياداته التشريعية والتنفيذية، اجتماعا موسعا برئاسة رئيس مجلس الوزراء والقيادي بالحزب، حيدر العبادي، لمناقشة استعدادات انتخابات مجالس المحافظات المقبلة.
وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون، رسول راضي، في تصريحات صحافية، إن الاجتماع تضمن مناقشة انتخابات مجالس المحافظات المقبلة والاستعدادات لها وآليات إدارة الحملة الانتخابية، إضافة إلى مناقشة أوضاع المحافظات الاقتصادية واحتياجاتها والأوضاع الأمنية في بعض المحافظات، كالأنبار ونينوى».
وأضاف أن «اجتماع حزب الدعوة ترأسه العبادي، وحضرته كافة قياداته التنفيذية والتشريعية المتمثلة بالمحافظين وأعضاء مجالس المحافظات والمدراء العامين والدرجات الخاصة في الوزارات والهيئات المستقلة والمؤسسات الحكومية».
وأشار إلى أن «الاجتماع لم يحضره الأمين العام لحزب الدعوة نوري المالكي كونه كان اجتماعا تشريعيا تنفيذيا وليس عاما او سياسياً».
وحسب مصادر مطلعة في التحالف الوطني (الشيعي)، فإن «حزب الدعوة الذي يرأسه المالكي، يجري ترتيبات وتحركات نشطة ومبكرة هذه الأيام، لترتيب وضعه في الانتخابات المقبلة، من خلال فتح مقرات جديدة في المحافظات الجنوبية، وعقد تحالفات سياسية مع قوى وأحزاب».
ويعمل الحزب، وفق ما أكدت المصادر لـ«القدس العربي»، ضمن «إطار كتلة القانون التي خاض ضمنها الانتخابات السابقة والتي تجمع العديد من القوى والأحزاب الشيعية، إضافة إلى حزب الدعوة الذي يقود الكتلة».
كما يسعى «الدعوة» في «الانتخابات المقبلة إلى استخدام تكتيك جديد، عبر ضم بعض القوى من المكونات الأخرى إلى كتلة القانون، لمنحه الغطاء ومحاولة توسيع تأثيره على الانتخابات، رافعا شعار (عبور المشروع الطائفي)، رغم الصبغة الطائفية التي يتميز بها».
وذكرت المصادر أن «كتلة القانون تقوم، بناء على توجيهات المالكي، بفتح مقرات اضافية لها في المحافظات الجنوبية، ما يرتب تكاليف مالية، تثير تساؤلات عن مصدرها».
كما أن الحزب «يتحرك بقوة لدى شيوخ العشائر ويقدم الاغراءات لهم لتشجيعهم على دفع الناس الذين يتبعونهم للتصويت مع كتلة القانون، حيث عقد المالكي وقيادات حزب الدعوة، لقاءات واجتماعات مع شيوخ العشائر في المحافظات الجنوبية والوسطى».
ويراهن المالكي، تبعاً للمصادر ذاتها، على «تأييد قيادات فصائل الحشد الشعبي له، واعلانها تقديم الدعم السياسي والمالي له، خاصة بعد الضغوط التي مارسها من أجل تمرير قانون الحشد في البرلمان». وبذلك يستطيع «الاستفادة من شعبية الحشد في الشارع الشيعي، إضافة إلى ضمان كسب أصوات مناصري الحشد وأقاربهم واحزابهم لصالح كتلة القانون في الانتخابات المقبلة».
وطبقاً لمصادر سياسية مطلعة، فإن «الشارع الشيعي خصوصاً والعراقي عموماً وحتى مرجعية النجف الدينية، ما زالوا يحملون المالكي وحزبه المسؤولية على تدهور الاوضاع في العراق أمنيا واقتصاديا واجتماعيا، خلال فترة سيطرة الحزب على السلطة منذ 2003 وحتى الآن، وخاصة ما يتعلق بظهور حيتان ومافيات الفساد وافلاس خزينة العراق والفشل في تقديم الخدمات».
فضلاً عن «السياسة الطائفية التي اتبعها عبر توليه الحكومة لثمان سنوات والتي ينوي تجديدها عبر رفع شعار (الاغلبية السياسية للشيعة) في إدارة الحكومة والبرلمان».
كذلك، يحمّل هؤلاء، المالكي، «المسؤولية عن ظهور تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق عبر سياسته الاقصائية وإصداره الأوامر إلى القوات المسلحة للانسحاب أمام تقدم أعداد قليلة من التنظيم نحو الموصل عام 2014 قادمة من سوريا. ما مكن التنظيم من السيطرة على كميات هائلة من الأسلحة والأموال التي ساعدته على فرض سيطرته على عدة محافظات في العراق».
لكنه ورغم ادراكه بوجود رفض عام له في العراق، «يطمع أن تساهم علاقته المتميزة مع إيران، وكونه رجلها الاول في العراق، بتسويقه من جديد للحصول على رئاسة الحكومة مجدداً».
ولهذا الهدف، جاءت زيارته مؤخراً إلى إيران، والتي حصل خلالها على دعم واضح من المرشد الاعلى علي خامنئي، والحكومة الإيرانية.
وكانت زيارة المالكي مؤخراً إلى المحافظات الجنوبية، قد قوبلت بتظاهرات احتجاجية واسعة من مختلف شرائح المجتمع. ووقعت مصادمات بين متظاهرين وعناصر حمايات مسؤولين في حزب الدعوة.
ما أجبر المالكي على قطع زيارته والعودة إلى بغداد موجها اتهامات إلى التيار الصدري بالمسؤولية عن تنظيم تلك التظاهرات وهو ما نفاه الأخير.
وسيطر حزب الدعوة على منصب رئاسة الوزراء في العراق منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003، باستثناء فترة ستة أشهر تولى فيها إياد علاوي الحكومة. كما يتحكم الحزب بالمفاصل الأساسية في الحكومة والبرلمان والقوات المسلحة.
ويذكر أن الحكومة العراقية، قررت إجراء انتخابات مجالس المحافظات المقبلة في 16 من شهر أيلول/سبتمبر من العام الجاري، لكن مصادر مطلعة في البرلمان أفادت لـ«القدس العربي» بأن «القرار النهائي بيد البرلمان في تحديد موعد انتخابات مجالس المحافظة واحتمال دمجها مع الانتخابات البرلمانية المقررة في نيسان/ ابريل 2018، وذلك لتقليل النفقات، وسط ضائقة مالية صعبة تمر بها الحكومة العراقية».

المالكي يستعد للانتخابات المقبلة عبر تحالفات تبعد شبهة الطائفية وضمان أصوات «الحشد»

في تعقيب على تنصيب دونالد ترامب ميدفيديف لا يأمل برفع العقوبات عن بلاده

Posted: 22 Jan 2017 02:23 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي» ـ عواصم ووكالات: تعهدت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي أمس الأحد بمواجهة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إذا أدلى بأي تعليقات «غير مقبولة» عندما تلتقيه يوم الجمعة المقبل في واشنطن.
وصرحت بأنها تعتزم بحث اتفاق تجارة ثنائية محتمل وقضايا عالمية مثل الإرهاب والحرب في سورية خلال الاجتماع.
وقالت ماي خلال مقابلة مع المذيع أندرو مار في برنامجه الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إنه « كلما وجدت شيئا ما غير مقبول بالنسبة لي، لن أتردد في أن أقول ذلك لدونالد ترامب».
وأكد البيت الأبيض السبت أن ماي سوف تكون الأولى من بين الزعماء السياسيين الأجانب الذين يلتقي ترامب معهم بعد تنصيبه رسميا يوم 20 كانون ثان/يناير.
وقالت ماي: «عندما أجلس، أعتقد أن أكبر كلمة سوف تقال حول دور المرأة هو أنني سوف أكون هناك بصفتي رئيسة وزراء، تتحدث مباشرة إليه حول المصالح المشتركة».
وكانت قد قالت بالفعل إن «بعض تعليقات دونالد ترامب فيما يتعلق بالمرأة غير مقبولة، (و) وقد اعتذر عن بعضها بنفسه».
وأشارت إلى أن ترامب «أطلق رسالة واضحة للغاية مفادها أن أمريكا أولا» في خطاب التنصيب».
وقالت ماي: «ولكن إذا ما فكرتم في ذلك، فإننا وأي حكومة وأي زعيم ـ مثلما نفعل هنا في المملكة المتحدة عندما ننظر في أي قضية ـ نؤكد أن مصالح المملكة المتحدة ومصالح الشعب البريطاني أولا».
وذكرت أنها سوف تتحدث مع ترامب عن «قضايا مشتركة، وكيف يمكننا الارتكاز على علاقة خاصة… إنها العلاقة الخاصة التي تمكننا أيضا من أن نتكلم عندما نجد أشياء غير مقبولة».
وتعليقاً على انتخاب ترامب، وفي سياق العلاقات الروسية الأمريكية في عهده، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أمس الأحد إن روسيا يجب أن تتخلى عن وهم رفع العقوبات الغربية عنها في وقت قريب.
وأوضح في اجتماع لحزب روسيا المتحدة أثناء حديثه عن القطاع الزراعي «لا تعتمدوا على انتخاب أحد أو على زعماء أجانب جدد».
وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولون روس كبار آخرون علنا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب متوقعين منه رفع العقوبات الأمريكية على موسكو.
وانتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة له أمس الاحد الذين شاركوا في مسيرات في انحاء الولايات المتحدة احتجاجا على تنصيبه رئيسا، وضمنهم مشاهير.
وكتب في تغريدته «شاهدت احتجاجات امس، ولكن على ما اعتقد فقد اجرينا انتخابات. لماذا لم يصوت هؤلاء؟ ان المشاهير يلحقون أضرارا كبيرة بالقضية».
وخرج اكثر من مليوني شخص إلى المدن الأمريكية السبت في احتجاجات قادتها نساء معارضات لترامب الذي يخشى الكثيرون ان يلغي حقوق المرأة والمهاجرين والاقليات.
وعكس حجم التظاهرات الحاشدة في الولايات المتحدة وغيرها في انحاء العالم، عمق المعارضة للملياردير ترامب بعد يومين من تنصيبه رئيسا للبلاد.
وشارك في الاحتجاجات مشاهير مثل مادونا والممثلات سكارليت جوهانسون واشلي جود وأمريكا فيرارا والمخرج مايكل مور، والناشطة في حقوق المرأة غلوريا شتاينم.
وكثف رينسي بريبوس كبير موظفي البيت الأبيض انتقاد إدارة ترامب للإعلام أمس الأحد واتهمه بمحاولة نزع الشرعية عن رئاسة دونالد ترامب وتوعد بمحاربة مثل هذا النوع من التغطية الإعلامية بحزم.
وقال في حديث مع برنامج فوكس نيوز صنداي «الإعلام منذ اليوم الأول يتحدث عن نزع شرعية الانتخابات».
واتهم وسائل الإعلام بمهاجمة الرئيس الجديد قائلا «لن نجلس مكتوفي الأيدي ونقبل بذلك».
وتحدث بريبوس بعد يوم من استغلال الرئيس الجمهوري الجديد لظهوره في مقر وكالة المخابرات المركزية ليهاجم الإعلام بعد تقارير عن حجم الحشد الذي حضر تنصيبه.
إلى ذلك فقد الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في اليوم الأول من حكمه أعصابه بعد ان نشرت صحيفة نيويورك تايمز صورة جوية لواشنطن تعكس اكتظاظ المشاركين في تنصيب الرئيس أوباما في 2009 والذين قدروا بـ1.8 مليون مشارك بينما نشرت صورة جوية تظهر ان نصف العدد تقريباً حضروا حفل تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني/ يناير الحالي. واتهم ترامب الصحافة بنشر أخبار كاذبة، وخرج الناطق الصحافي باسم البيت الأبيض شون سبايسر يهدد بأن الصحافة ستحاسب.
بينما تدفق أكثر من نصف مليون أمرأة من كل الأعمار على واشنطن للاحتجاج على تولي ترامب الرئاسة وضد سياساته، وتظاهر الآلاف من النساء في عدة مدن رئيسية مثل لوس انجليس ونيويورك وبوسطن وغيرهم، احتجاجا على سياسات ترامب وتوعدوا بالإستمرار في الإحتجاجات. وكان أهم شعار أطلقته مظاهرة النساء في واشنطن ماقالته الناشطة النسائية اليسارية الشهيرة غلوريا ستاينام: إذا أصر الرئيس ترامب على تسجيل المسلمين فإننا سنسجل أنفسنا كلنا بأننا مسلمون.

في تعقيب على تنصيب دونالد ترامب ميدفيديف لا يأمل برفع العقوبات عن بلاده

تمام البرازي

باريس: طرد محللة سياسية فرنسية من الاستوديو بعد استنكار تصريحاتها حول أوباما

Posted: 22 Jan 2017 02:22 PM PST

باريس ـ «القدس العربي»: حظيت مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتغطية إعلامية واسعة لوسائل الإعلام الفرنسية، استمر لساعات طويلة. وكانت قناة «بي اف ام» التي تعتبر أول قناة إخبارية في فرنسا، غطت الحدث بشكل مستفيض وشهدت حضور العديد من الضيوف من كل الأطياف السياسية للتعقيب مباشرة على مراسم التنصيب التي جرت يوم الجمعة مساء حسب التوقيت الفرنسي. وكان من بين هؤلاء الضيوف محللة سياسية فرنسية مؤيدة لدونالد ترامب، تدعى ايفلين جوسلان، التي زعمت أن «أوباما يعتبر من بين الأشخاص الذين يكرهون الولايات المتحدة»، وقاطعتها المذيعة وقد استفزتها تصريحاتها «كيف يمكنك أن تقولي مثل هذا الكلام. أوباما خدم بلاده ثمان سنوات»، وردت جوسلان: « أوباما لم يخدم أمريكا بل خدم إيديولجيته، لقد خذلها وتراجعت أمريكا في عهده في المجالات العسكرية والاقتصادية، وحتى كقوة عظمى».
واستطردت جوسلان في مزاعمها قائلة «أوباما رفض استخدام تعبيرالإسلام الراديكالي. لقد كان مسلما في قلبه أكثر منه مسيحيا، ولحسن الحظ أننا تخلصنا منه». الأمر الذي أثار ضحك الضيوف، واستهجان البعض الآخر. وأشارت وسائل إعلام فرنسية أنه مباشرة بعد تصريحاتها، تدخل المسؤولون في القناة، وعلى رأسهم مدير «بي اف ام» هيرفي بيرو، الذي وصف تصريحات ايفيلين جوسلان بـ«غير المقبولة»، وأعطى تعليماته بإخراجها من الاستوديو وطردها من مقر قناة « بي اف ام». وأصدرت القناة بيانا رسميا قالت فيه «إننا نستنكر بشدة ما جاء على لسان الضيفة ايفلين جوسلان، ونأسف للحادث وللتصريحات التي نعتبرها عارا، وفضيحة غير مقبولة على قناتنا». وأضاف البيان «لقد قررت الإدارة طرد جوسلان مباشرة بعد تصريحاتها، وطلبنا منها مغادرة الأستوديو على وجه السرعة».
كما استهجن مواطنون فرنسيون تصريحات المحللة السياسية الفرنسية، وقاموا بإرسال عشرات الرسائل للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، والتي تعتبر الشرطي الذي يراقب ويحاسب كل المخالفات التي يمكن أن تقوم بها مختلف وسائل الإعلام الفرنسية.

باريس: طرد محللة سياسية فرنسية من الاستوديو بعد استنكار تصريحاتها حول أوباما

هشام حصحاص

ترامب يحذف «الحقوق المدنية» من موقع البيت الأبيض وسط مشاعر «عدم ارتياح»من عدوانية خطاب التنصيب

Posted: 22 Jan 2017 02:22 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: مسحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جميع المحتويات التى تتناول الحقوق المدنية والتغير المناخي والهجرة من الموقع الالكتروني للبيت الأبيض حيث تم إلغاء موقع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما واستبدال نصوصه في اليوم الاول من الرئاسة الجديدة.
ولم تعد الوصلات المرافقة لموقع ادارة أوباما موجودة على الإطلاق واختفت صفحة تغيرات المناخ وتم استبدالها بصفحة تدعى « خطة الطاقة لأمريكا اولا «، ملخصها إن الطاقة هي عنصر رئيسي من الاقتصاد العالمي وجزء أساسي من الحياة الأمريكية أما صفحة «الحقوق المدنية»، فقد اختفت لتحل محلها صفحة تطالب بالوقوف مع رجال تنفيذ القانون وانهاء الاجواء المضادة لرجال الشرطة في أمريكا كما دعت الصفحة إلى ترحيل الأجانب غير الشرعيين.
وظهرت صفحات جديدة على موقع البيت الأبيض مثل «السياسة الخارجية لأمريكا أولا» و«اعادة الوظائف والنمو»، ولم يذكر الموقع حقوق الاقليات او السود او المثليين، وبدلا من ذلك، خصص الموقع مساحة رحبة لشرح ضرورة زيادة عدد الجيش وتوسيع العمليات العسكرية لهزيمة الإرهاب.
وقرر ترامب تعيين هيلين فيري مديرة للشؤون الإعلامية في الادارة الجديدة مما أثار المزيد من القلق حيال الموقف المحتمل المناهض لكوبا من الادارة الأمريكية الجديدة حيث تعتبر هيلين معارضة شرسة لثورة فيديل كاسترو في كوبا.
وقد ولدت الإعلامية فيري من أبوين من نيكارغوا، وهي معارضة شرسة للثورة الكوبية، وفيدل كاسترو حيث نشرت مقالات في صحف أمريكية مقرها ميامي حول «استعباد الحكومة الثورية للشعب الكوبي» وقالت بأن استبداد كوبا كاسترو من اهم التهديدات ضد الولايات المتحدة.
وتعرضت المساعدة الإعلامية لترامب في وقت سابق لاتهامات بأنها تتلقى مساعدات مالية للحفاظ على برامج معادية لكوبا وان الحكومة الأمريكية دفعت لها اموالا من اجل كتابة مقالات رأى تطالب بإطلاق سراح بعض الجواسييس الأمريكيين.
إلى ذلك، قال معلقون ان اصدقاء وشركاء الولايات المتحدة لم يشعروا بالارتياح من لغة خطاب تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد فالطريقة التى تحدث بها دونالد ترامب عن العالم الخارجي كانت عدوانية للغاية ومفرطة في «الوطنية»، بما في ذلك القول بأن العالم سرق من الأمريكيين رزقهم وصناعاتهم وبأنه تم اختلاس ثروة الطبقة الوسطى الأمريكية ليتم توزيعها على جميع انحاء العالم.
وقد يتفهم الكثير من الأمريكيين هذه الآراء المبالغ بها ضد العولمة ولكنها بالتأكيد كما قال العديد من المحللين لا تبدو عبارات رنانة في اسيا وأوروبا وبقية العالم، خاصة مع العنوان الكبير الجديد للخطابات الحماسية حول «أمريكا أولا»، وهو شعار يذكر أهل الفكروالسياسة في الولايات المتحدة بشعارات الحزب الانعزالي في الثلاثينيات من القرن الماضي والتى حاربت أي تشابك مع الخارج.

ترامب يحذف «الحقوق المدنية» من موقع البيت الأبيض وسط مشاعر «عدم ارتياح»من عدوانية خطاب التنصيب

رائد صالحة

جورج صبرا لـ «القدس العربي»: استئناف محادثات جنيف مرهون بمدى نجاح اجتماع أستانة

Posted: 22 Jan 2017 02:21 PM PST

باريس ـ «القدس العربي» من هشام حصحاص: نفى عضو الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية جورج صبرا لـ «القدس العربي» الانباء التي تحدثت عن تواصل النظام السوري مع المعارضة قبيل المحادثات التي تجري في العاصمة الكازاخية الاستانة، مؤكداً ان المعارضة لا تنتظر شيئاً من تلك المحادثات، متمنياً ان تفضي تلك المحادثات إلى وقف اطلاق النار في الأراضي السورية، مشيراً إلى ان المعارضة لن تتنازل عن مطلبها برحيل النظام بما في ذلك الرئيس السوري بشار الأسد.
وعبر عن اسفه من عودة بعض القيادات في المعارضة السورية إلى «حضن النظام»، (في إشارة إلى العقيد مصطفى الشيخ)، معتبراً ان تلك الأمور لن تؤثر على مسار الثورة السورية.
وقال صبرا في الحوار الذي أجرته معه «القدس العربي» انه «لا يمكن لإيران أن تكون وسيطاً أو جزءاً من الحل، لأنها أصل المشكلة»، معبراً عن تقديره لمواقف السعودية وقطر ودول الخليج عامة في دعم الثورة في «لجم ودحر التغول الإيراني»، وفيما يلي نص الحوار:
■ تبدأ اليوم الاثنين في كازاخستان، محادثات أستانة. ماذا تنتظرون من هذا الاجتماع؟
□ في الحقيقة لا ننتظر الشيء الكثير من محادثات أستانة. لكننا نتمنى، شيئاً مهماً وأساسياً وهو وقف إطلاق النار، وذلك بفرض هدنة كاملة وشاملة في كل التراب السوري، من أجل حقن دماء السوريين. ثانياً نريد أيضا تأمين دخول المساعدات الانسانية، للمناطق المحاصرة، وإسعاف الجرحى والمرضى، وفتح الباب أمام الوكالات الدولية لمعاينة كل ما يحدث.
■ هل صحيح أن النظام السوري تواصل معكم قبل بدء محادثات أستانة؟
□ أبداً. هذا غير صحيح على الإطلاق. لم يحصل أي تواصل، ولم يتم فتح أية قناة اتصال مباشرة معنا. حتى في المفاوضات السابقة التي جرت في جنيف كانت قنوات التواصل بطريقة غير مباشرة وعبر وساطة المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا. ربما سيكون أول لقاء مباشر بين العسكريين الذين يمثلون قوى الثورة والنظام السوري في أستانة.
■ ما موقفكم من تعيين محمد علوش على رأس الوفد المفاوض في أستانة، وهل حظي بدعمكم؟
□ أولاً ليس أمراً غريباً أن يتم تعيين السيد محمد علوش على رأس الوفد المفاوض، فهو قيادي كفء ومن أبرز القيادات الثورية، وسبق له أن عينته الهيئة العليا للمفاوضات كبيراً للمفاوضين في محادثات جنيف، كما أنه يمثل «جيش الاسلام»، باعتباره فصيلاً منضوياً في الهيئة العليا للمفاوضات. إنه تعيين صائب وقوي لأنه ينسف كل المزاعم التي كانت تتهم «جيش الإسلام» و»أحرار الشام» بأنها تنظيمات إرهابية.
هذان التنظيمان انخرطا في العملية السياسية وفي الوقت نفسه يقاتلان على الأرض، ويحملان أهداف الثورة السورية.
■ بعض القيادات التي كانت ضمن المعارضة السورية عادت لترتمي في حضن روسيا والنظام السوري من جديد، مثل مصطفى الشيخ. كيف تفسرون الأمر؟
□ مضى ست سنوات على اندلاع الثورة السورية، ومرت بمراحل عدة من النضال. بعض هؤلاء نفسهم قصير والبعض الآخر من القيادات السياسية لم يجد نفسه في هذه المرحلة الصعبة. بالنسبة لمصطفى الشيخ وغيره ممن أعلنوا توبتهم وعادوا للنظام، فهذا أمر مؤسف، والثورة السورية أكبر من أي شخص، وهذا لن يؤثر على مسارها المستمر الساعي لإسقاط كل أشكال الاستبداد، وسعينا من أجل بناء سوريا جديدة، وطناً حراً لكل السوريين.
■ ألا تخشون أن يقوم النظام السوري وروسيا بمحاولة فرض أمثال هؤلاء «المعارضين» في المفاوضات المقبلة؟
□ (يضحك) هذا جهد روسي منذ زمن. تعمل موسكو على فبركة وتصنيع معارضة للسوريين لكن هذا الأمر مكشوف ومفضوح، ولن تستطيع خداع الشعب السوري. يمكن لروسيا أن تفرض من تشاء في وسائل الإعلام لكن الوقائع شيء آخر، والدليل أنها في محادثات أستانة، استدعت الفصائل المسلحة الحقيقية التي لها ثقل في الميدان وعلى الأرض ولم تستدع أشباه المعارضة.
■ في أستانة لن يبحث الشأن السياسي، وبالتالي تبقى محادثات جنيف أمراً لا مفر منه؟
□ نعم هذا صحيح . محادثات أستانة لن تتطرق للملفات السياسية، وكل ما يتعلق بالانتقال الديمقراطي في سوريا، سيتم بحثه في جنيف، حيث بدأت العملية السياسية وحيث صدرت القرارات الدولية. وقد حدد المبعوث الأممي السيد ستيفان ديمستورا، تاريخ الثامن من شباط/فبراير المقبل لاستئناف المفاوضات. لكن هذا الأمر مرهون بمدى نجاح محادثات أستانة، المتمثل في وقف إطلاق النار الشامل ودخول المساعدات.
■ هل هذا يعني أن رحيل الأسد لا يزال أولوية بالنسبة لكم؟
□ من دون شك. أؤكد أننا لن نتخلى عن مطلبنا برحيل ما تبقى من النظام السوري المجرم. لا نريد رحيل بشار الأسد وحده ولكن نريد رحيل مجرمين آخرين أكثر دموية منه. فهذا قرار الشعب السوري ولا يمكن لأحد مساومتنا عليه. لن يكون هناك حل سياسي، أو انتقال ديمقراطي بوجود نظام بشار الأسد.
نريد سوريا جديدة، دولة مدنية لا مكان فيها لبشار الأسد ولا مكان فيها للتنظيمات الإرهابية، وذلك تطبيقاً لمخرجات بيان جنيف1، الذي تحدث عن تشكيل هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات، من أجل سوريا الغد.
■ ما موقفكم من مشاركة إيران في أستانة؟
□ كنا نتمنى لو لم يتم إشراك النظام الإيراني في محادثات أستانة لأن إيران شريكة في الجرائم التي ترتكب في سوريا. لا يمكن لإيران أن تكون وسيطاً أو جزءًا من الحل، لأنها أصل المشكلة. النظام السوري انتهى منذ زمن، وإيران عن طريق أذرعها العسكرية، عبر الحرس الثوري والميليشيات الطائفية، هي من يدير المعارك وتعيث في سوريا فساداً وسفكاً للدماء.
إيران لا تريد الحل السياسي وترفض بيان جنيف1 لعام 2012، الذي يعتبر الأساس الذي بنيت عليه العملية السياسية.
■ هل ما زلتم تعولون على الدور التركي، الداعم للثورة السورية؟
□ طبعاً لا شك في ذلك. تركيا احتضنت منذ اليوم الأول الثورة السورية، ومؤسسات المعارضة السورية. كما أنها استقبلت أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري على أراضيها. نحن ممتنون للقيادة التركية بكل ما قدمته لنا من مساعدة سياسية ونصرة لشعبنا.
تركيا مؤهلة لأن تلعب دور الوسيط من أجل نصرة الشعب السوري في قضيته، كما أن لها 900 كلم من الحدود مع سوريا، وبالتالي فهي معنية بالسلام والاستقرار في المنطقة.
■ لم تعد تركيا أكثر اندفاعا كما كانت من قبل، ولم تعد تتحدث عن رحيل الأسد. هل تخشون تحولاً في موقفها؟
□ لا شك أن تركيا تواجه ضغوطاً دولية كبيرة، وللأسف أحست بالخذلان من طرف حلفائها في الغرب، أقصد أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. كما أن تركيا تواجه تحديات أمنية كبيرة بسبب التهديدات الإرهابية. ونحن نتفهم كل ما تتعرض لها تركيا من ضغوط. ونحن واثقون من أن تركيا لن تتخلى عن موقفها الداعم للثورة السورية، لأن قيام دولة ديمقراطية مدنية تعددية في سوريا، في صالحها أيضاً.
■ هل تؤيدون التدخل العسكري التركي في مدينة الباب؟
□ العملية العسكرية في الباب تدخل ضمن عملية درع الفرات، للجيش السوري الحر المدعوم من طرف تركيا من أجل دحر تنظيم داعش. بالنسبة لنا النظام السوري وداعش وجهان لعملة واحدة، ونحن أيدنا هذه العملية العسكرية لأنها معركة من أجل الحرية وتحرير أرضنا المغتصبة من طرف تنظيم إرهابي ونظام إجرامي مستبد.
■ كيف تقرأون غياب الدور العربي، وخصوصاً جامعة الدول العربية؟
□ الأمر مؤلم جداً، فجامعة الدول العربية في حالة موت سريري، والدول العربية منقسمة. بعض هذه الدول خائف من شعوبها والبعض الآخر خائف من الضغوط الدولية، باستثناء دول الخليج خصوصاً السعودية وقطر اللتين قدمتا الكثير للثورة السورية. نعول على الدور السعودي والخليجي بشكل عام، في لجم ودحر التغول الإيراني ووصفه لسوريا بأنها المحافظة رقم 35.
■ دعمت فرنسا الثورة السورية وطالبت مراراً برحيل الأسد، لكن هذا الموقف قد يتغير في حال فوز اليمين المحافظ في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
□ نعم كان الموقف الفرنسي مشرفاً جداً وداعماً للثورة السورية ومطالب الشعب السوري بالتحرر منذ البداية، واستقبلنا الرئيس فرانسوا أولاند مراراً، كان آخرها خلال اجتماع أصدقاء الشعب السوري، وعبر لنا عن وقوف فرنسا إلى جانب اللاجئين في محنتهم، وتقديم المساعدات الانسانية العاجلة لهم. كما عملت فرنسا على وقف إطلاق النار وفرض هدنة لكن النظام الروسي أجهض محاولتها. فرنسا تبقى أكبر صديق للشعب السوري، خارج إطار الأخوة العربية.
لا أعتقد أن أي رئيس فرنسي منتخب يمكنه الخروج عن المواقف الفرنسية المعهودة بدعمها للديمقراطية والحرية وحقوق الانسان. كما أنني، لا أظن أن أي رئيس فرنسي منتخب سواء كان من اليمين أو اليسار، يسعى لمصلحة بلاده، يمكنه أن يضع نفسه في عربة يقودها القطار الروسـي.
كما أشك في أن يقدم فرانسوا فيون في حال انتخابه رئيساً لفرنسا، على تطبيع العلاقات مع نظام دموي ومستبد، لأن الشعب الفرنسي لن يقبل هذا الأمر، ولأن بشار الأسد لم يعد يمثل نظاماً، بل أصبح شبكة إجرامية سلمت سوريا لإيران وميليشياتها.
■ هل تخشون من إدارة ترامب الجديدة، أن تساهم في الإجهاز على ما تبقى من الثورة السورية؟
□ ليس لدينا ما نخشاه أو نفقده، بقدوم الرئيس الأمريكي الجديد ترامب. فإدارة أوباما كانت سيئة بما يكفي خلال ست سنوات من عمر الثورة، وأفسحت المجال لدمار هائل في سوريا. نتمنى أن تكون الإدارة الجديدة واعية بمخاطر التدخل الايراني في المنطقة، بسبب الضوء الأخضر للادارة القديمة، وبسبب تحرير الولايات المتحدة لمليارات الدولارات لنظام الملالي بعد الاتفاق النووي المبرم مع طهران. نتمنى أن يضع ترامب حداً لهذه العجرفة الايرانية خصوصاً أنه هدد بنسف هذا الاتفاق.

جورج صبرا لـ «القدس العربي»: استئناف محادثات جنيف مرهون بمدى نجاح اجتماع أستانة
«ليس لدينا ما نخشاه أو نفقده مع ترامب…. وإدارة أوباما كانت سيئة بما يكفي خلال 6 سنوات»
هشام حصحاص

مصدر في المعارضة السورية: تركيا طرحت إنشاء جيش ثوري من مقاتلي الفصائل يرتبط بحكومة مؤقتة يتم تشكيلها بعد الأستانة

Posted: 22 Jan 2017 02:21 PM PST

غازي عنتاب ـ أنطاكيا ـ «القدس العربي»: أبلغت الحكومة التركية فصائل المعارضة السورية الحليفة لها بضرورة العمل على حل جميع المسميات الفصائلية وتشكيل جيش ثوري واحد يضم جميع مقاتلي هذه الفصائل.
وكشف قيادي في المعارضة السورية (مطلع على كواليس النقاشات المتواصلة مع الجانب التركي)، كما عرف عن نفسه، ان تركيا طرحت تشكيل «جيش ثوري من مقاتلي الفصائل التي تشارك في المناقشات التي تشهدها العاصمة التركية استعداداً لمفاوضات أستانة في كازاخستان».
وقال في اتصال مع «القدس العربي» ان «الجيش الثوري الذي ستتم تسميته لاحقاً يرتبط مباشرة بالحكومة المؤقتة التي من المنتظر الإعلان عنها في مرحلة ما بعد مفاوضات الاستانة والمفاوضات التي من المرجح انعقادها خلال الشهر المقبل استكمالاً لمفاوضات جنيف التي رعتها الأمم المتحدة بمشاركة كل من الولايات المتحدة وروسيا».
من جهة اخرى، تحدث القيادي في المعارضة السورية عن «ان الحكومة التركية طرحت على الفصائل الثورية المشاركة في نقاشات انقرة إلى تسليم معبر باب الهوى شمال غربي ادلب إلى الحكومة المؤقتة بعد الإعلان عنها»، على حد قوله. واضاف أن « القيادات لم تبد أي اعتراض على طلب الفصائل الثورية باستثناء القول إن توقيت الطلب سابق لاوانه، ويمكن مناقشته بعد اعلان أو تشكيل الحكومة المؤقتة».
وقال المصدر، ان القيادات «التي تقيم في تركيا سواء السياسية أو العسكرية تتفهم تماماً مواقف الحكومة التركية وتتفق مع معظم توجهات السياسات التركية بشأن ملف الازمة السورية»، حسب قوله.
اما على الصعيد الميداني، فقد قال أحد كوادر «جند الأقصى» أبو علي ادلبي من جبل الزاوية في ريف ادلب، متحدثاً عن «ان الأجواء لا تزال متوترة بين حركة أحرار الشام وجبهة فتح الشام المتهمة بإيواء مقاتلي جند الأقصى والتغطية على نشاطاتهم، كما تتهمها حركة احرار الشام».
وأضاف ان هذا التوتر «يأتي على خلفية اعتقال حركة أحرار الشام عدداً من مقاتلي جند الأقصى بتهمة محاولتهم الالتحاق بتنظيم الدولة في الرقة، حيث قامت بإدخالهم في دورات شرعية منذ حوالي أسبوعين قبل ان تتأكد جند الأقصى من وجودهم لدى الحركة». وأوضح، ان «جند الأقصى» هاجم مقرات «حركة أحرار الشام» واستطاع «إخلاء سبيل مقاتليه واعتقال عدد من مقاتلي الحركة الذين تم الافراج عنهم في وقت لاحق».
وفي سياق آخر قال المصدر من «جند الاقصى»، أن «حركة أحرار الشام»، «تتهم جبهة فتح الشام بالتغطية على تحركات جند الاقصى وإعادة نشر مقاتليها وفق سياسة التغلب مستحوذة على مناطق تقول الحركة انها تابعة لها». واضاف ان هناك «تخوفات لدى جميع الفصائل في ريف ادلب الشمالي من موجة اشتباكات داخلية يتم افتعالها في وقت لاحق»، حسب قوله.
وأكد على ان «حركة أحرار الشام مطلوب منها في المرحلة المقبلة مقاتلة كل من جبهة فتح الشام وجند الأقصى طالما ان هناك اجندات إقليمية مرتبطة بمفاوضات الاستانة وما بعدها»، على حد قوله في اتصال مع «القدس العربي».

غرفة عمليات مشتركة لاستعادة المواقع التي سيطر عليها «جند الأقصى»

بعد التوتر الحاصل والاشتباكات التي جرت بين «حركة أحرار الشام» وتنظيم «جند الاقصى» المبايع لـ»جبهة فتح الشام»، (النصرة سابقاً)، تسعى فصائل المعارضة في ريف ادلب إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة تهدف لاستعادة القرى والبلدات التي سيطر عليها مقاتلو «جند الأقصى» في جبل الزاوية، وبدا ذلك من خلال تصريحات أبو عيسى الشيخ قائد «صقور الشام» والتي أكد فيها أن فصيله عازم على استئصال «جند الأقصى».
وقف اطلاق النار الذي تسعى إليه المعارضة، أصبح مصدر سخرية لدى الناشطين وحتى بعض مقاتلي المعارضة السورية، إذ وصف أنه وقف اطلاق نار مع النظام، إلا أنه فرصة جيدة لفتح نيران الفصائل ضد بعضها، وامتزجت السخرية بالمرارة بعد مقتل طفلين من مدينة عندان في ريف حلب الشمالي بالقرب من بلدة سرمين أثناء الاشتباكات الجارية بين الاطراف المتقاتلة هناك.
ويقول أبو همام أحد مقاتلي «حركة أحرار الشام» لــ «القدس العربي»، «رغم أن بعض الفصائل لم تلتحق بمحادثات الأستانة التي تهدف لوقف إطلاق النار مع النظام، إلا أن مختلف الفصائل قد التزمت بذلك حتى قبل الاتفاق، فلا نجد فصيلاً يقاتل النظام على أية جبهة من الجبهات، لكننا بتنا نجد اليوم صراعاً بين الفصائل لأسباب واهية يمكن حلها دون قتال، لكنني أعتقد أن هذه المعارك التي تندلع بين الفينة والأخرى ضمن المناطق المحررة، ليست سوى معارك مصطنعة من قبل الجهات الدولية التي تسيطر على الفصائل، وتوقيت هذا النزاع المتزامن مع مفاوضات أستانة له دلالات كثيرة».
ويضيف: «قتل أثناء الاشتباكات طفلان نازحان من شمال حلب، ويبدو أن الأطراف المتحاربة لا يعنيها هذا الأمر ولا يعنيها إصابة العشرات من المدنيين، أعتقد أن هذه الاشتباكات مقدمة لعملية قد تمتد طويلاً بغية تقليص نفوذ أحرار الشام في ريف ادلب، وصولاً إلى تقوية السيطرة لجند الأقصى وبالتالي لجبهة النصرة كونهم يتبعون لها رسمياً منذ شهور عدة، هذا ما سيعطي المسوغات الدولية للهجوم على ادلب قصفاً من قبل قوات التحالف، مع تقدم بري لقوات النظام بتغطية روسية، دون أن نرى اعتراضاً من قبل فصائل المعارضة التي وافقت الروس على وصف هذه التنظيمات والفصائل بالإرهابية».

انشقاق في «فتح الشام»

من جانب آخر أعلن قياديان في «فتح الشام» ، (جبهة النصرة» سابقاً) انشقاقهما، وذلك بعد اندلاع الاشتباكات في ريف ادلب، والتي وقفت الجبهة منها موقف المتفرج، ما وضع الجبهة في موقف جعلها على المحك، إذ أن صمت قادة «جبهة النصرة» عن التمدد الذي ينفذه جند الأقصى، لن يكون في صالح علاقاتها مع باقي الفصائل لاسيما «حركة أحرار الشام» التي ما فتئت تدافع عن «فتح الشام» وتعارض كل مشروع يهدف لقتالها، إذ أعلن عضوان في مجلس شورى الجبهة انفصالهما عنها وعدم انضمامهما لأي تشكيل آخر، وعزا جهاد الشيخ وحمزة سندة انشقاقهما إلى «ما آلت إليه الساحة من تشرذم وتفرقة، وبعد محاولات عديدة للتوحد باءت بالفشل، وبعد يأسنا من توحيد الصفوف وجمع الكلمة».
الناشط الإعلامي حسان الحلبي تحدث لــ «القدس العربي» حول الاشتباكات الدائرة بين الفصائل في ريف ادلب، وقال: «تقدم جند الأقصى وسيطرته على العديد من قرى وبلدات جبل الزاوية، واستيلاؤه على كميات كبيرة من أسلحة وعتاد حركة أحرار الشام، يؤكد حصول التنظيم على مواقفة كاملة من قبل جبهة فتح الشام، او على الأقل على تعهد من الجبهة بعدم التدخل لصالح الأحرار، وهذا ما حدث بالفعل، ويعتبر مقاتلو الحركة أن فتح الشام لديها رغبة كبيرة بما ينفذه جند الأقصى، ولو لم يكن الأمر كذلك لما لاحظنا هذا الصمت من قبل قادة الجبهة».
ويضيف: «على الرغم من إعلان أحرار الشام عدم انضمامها إلى محادثات أستانة، إلا أن موقف الحركة لم يعجب قياديي جبهة فتح الشام، لاسيما أن قيادة أحرار الشام أعلنت عدم حضورها المؤتمر – رغم التسريبات التي تقول بحضور بعض الشخصيات التابعة للحركة – لكنها في الوقت نفسه أعلنت أنها لن تكون ضد اتفاق وقف إطلاق النار إن حدث، وانها ستنظر للنتائج، وهذا الرد غير الحاسم من قبل الحركة أثار قلق جبهة فتح الشام التي اعتادت على مساندة الحركة لها، وتوقعت حدوث الأسوأ بعد محادثات أستانة، لذا أرادت إضعاف نفوذ أحرار الشام في ريف إدلب كخطوة تسبق كل حدث غير متوقع».

مصدر في المعارضة السورية: تركيا طرحت إنشاء جيش ثوري من مقاتلي الفصائل يرتبط بحكومة مؤقتة يتم تشكيلها بعد الأستانة
مخاوف من تصعيد الاشتباكات بين «أحرار الشام» و«جند الأقصى»
عبدالله العمري ومحمد إقبال بلو

اليونسكو تشجب تدمير المعالم التاريخية في مدينة تدمر السورية

Posted: 22 Jan 2017 02:21 PM PST

نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي»: جاء في بيان صدرعن منظمة التربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وزع هنا في المقر الدائم أنها تلقت تقارير وصوراً من معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث والبرنامج التشغيلي للتطبيقات «الساتلية» التابع له تؤكد تدمير واحد من أشهر المعالم الأثرية في مدينة تدمر وهو (التترابليون) بالإضافة لواجهة المسرح الروماني.
وأشارت ميشتد روسلر، رئيسة قسم التراث في اليونسكو، إلى أن «تدمير هذه المناطق الأثرية يعد جريمة حرب، مثلها مثل تدمير المعالم الأثرية لمدينة تمبكتو في مالي». فـ»بالنسبة لنا كانت القضية أمام المحكمة في لاهاي حاسمة تماماً. هذه جرائم حرب. تمت مهاجمة المواقع خاصة لأنها تظهر كيف تتفاعل الثقافات المختلفة مع بعضها، وهذا هو السبب في أن هذه أيضاً تعد جريمة حرب». وفيما يتعلق بمدينة تدمُر الأثرية ذكرت روسلر أن التقارير التي تلقتها منظمة اليونسكو تشير إلى وقوع مزيد من الدمار:
«لقد تلقينا عدداً من التقارير من مصادر مختلفة، وقمنا أيضاً بتحليل صور الأقمار الصناعية من زملائنا من معهد اليونيتار (معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث) والتي كشفت أنه كان هناك مزيد من الدمار في تدمر».
والتترابليون الذي يشكل تقاطعاً على طول الرواق الكبير في تدمُر كان شاهداً على ما كانت عليه الحقبة التاريخية حوالي سنة 270 ميلادية من عظمة وقوة تحت قيادة الملكة زنوبيا.
وكانت بعثة أرسلتها اليونسكو إلى حلب أمس قد أنهت تقييماً أولياً للخسائر في مواقع التراث العالمي، وفي مدينة حلب القديمة، وحول حالة المؤسسات التعليمية.
وقام فريق اليونسكو على مدى ثلاثة أيام (من 16 إلى 19 الشهر الجاري) بجرد للخسائر الجسيمة التي تعرضت لها أماكن أثرية عديدة. وأعلنت روسلر أن اليونسكو بمساعدة الشركاء ستتمكن من ترميم العديد من معالم حلب القديمة.
«أعتقد أننا سوف نكون قادرين على القيام بأشياء معينة، في المسجد الأموي الكبير على سبيل المثال والقلعة وعدد من المساجد والأسواق والخانات والحمامات، وبالتأكيد المتاحف أيضاً. بالنسبة لهؤلاء الناس من المهم جداً الحفاظ على هذا التراث لأنه جزء من هويتهم». وأشادت اليونسكو بصمود أهالي حلب وبالجهود التي بذلها العاملون في مجال التراث من أجل حماية هذه الأماكن التراثية في وقت النزاعات، واتخاذهم إجراءات طارئة لترميم الآثار المدمرة.
وفي مجال التعليم، قامت اليونسكو بتقييم حالة المؤسسات التعليمية التي تعرضت لتدمير جسيم. ووفقاً لليونسكو فإن المدارس الواقعة في شرق حلب مدمرة كلياً أو تحتاج لترميم كامل. أما بالنسبة للمدارس القليلة جداً التي مازالت تستقبل تلاميذ، فهي تعمل في ظروف مأسوية وغير آمنة على الإطلاق.
وقد صرحت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو قائلة: «كما ذكرت مراراً وتكراراً، أكرر دعوتي إلى جميع الأطراف بعدم استهداف الآثار الثقافية والمؤسسات التعليمية، طبقاً للقانون الدولي والقانون الإنساني، فتدمير آثار سوريا هي بمثابة طعنة ثانية توجه إلى الشعب السوري، ونسيان تاريخه هو إنكار لقيم هذا التاريخ وحقوقه، والحرب لا تحافظ على الأرواح ولا على الحجارة، ولهذا فإن البحث عن السلام يعني إنقاذ الأرواح والحفاظ على المدارس والتراث».

اليونسكو تشجب تدمير المعالم التاريخية في مدينة تدمر السورية

عبد الحميد صيام

مفاوضات الأستانة ستستمر يومين خلف أبواب مغلقة… والمعارضة تدعو لبحث وقف خروقات النظام

Posted: 22 Jan 2017 02:20 PM PST

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: أعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية أن مباحثات التسوية السورية في أستانة ستجري على مدى يومين خلف أبواب مغلقة، وأوضحت الوزارة في بيان لها امس الاحد أن المباحثات ستبدأ في فندق «ريكسوس» اليوم الاثنين عند الساعة 13.00 بتوقيت كازاخستان على أن تنتهي الثلاثاء في الساعة 13.00.
جاء ذلك فيما كشفت وكالة «إنترفاكس» الروسية وفق مصدر مطلع امس الأحد تفاصيل خطة سير المفاوضات وخطوات المباحثات (السورية -السورية) في العاصمة الكازاخية.
وحسب الوكالة فإن اللقاءات ستبدأ بمأدبة غداء على شرف المدعوين تتبعها، الجلسة الأولى للمباحثات عند الساعة 13:00 -14:00 بالتوقيت المحلي، حيث يفتتحها رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزارباييف بكلمة ترحيب، تتبعها كلمات رؤساء وفود روسيا وتركيا وإيران ومندوبا الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
وعند الساعة 14:00- 15:00 بالتوقيت المحلي تبدأ المباحثات السورية – السورية بين وفدي المعارضة والحكومة. وسيقوم بدور الوسيط بينهما ممثل الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، وقد تنضم إليه وفود أخرى في الوساطة. أما في فترة ما بعد الظهر، فستتواصل المشاورات بشكل ثنائي.
وفي الجلسة العامة الثانية من المباحثات التي تبدأ عند الساعة 19:00-20:00 مساء بالتوقيت المحلي، سيتم تلخيص النتائج الأولية التي تم التوصل إليها خلال اليوم الأول من المباحثات.
في اليوم الثاني من المحادثات الثلاثاء 24 كانون الثاني/ يناير من المقرر أن تعقد محادثات ثنائية ومتعددة الأطراف، وعند الساعة 14:00 بعد الظهر سيتم استكمال الجولة الأولى من الاجتماعات، لاستخلاص النتائج ومناقشتها واعتماد بيان مشترك من قبل المشاركين في الاجتماع، ليتم بعدها عقد مؤتمر صحافي مشترك لرؤساء الوفود.
وفي السياق نفسه نقلت وكالة «تاس» عن مصادر مقربة من اجتماعات أستانة أن الهدف الرئيسي من هذه المباحثات «تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار»، المعلن في سوريا في 29 كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وشدد المصدر على أن المجتمعين لن يبحثوا أي مبادرات أخرى.
وكانت مصادر رسمية في أستانة أكدت الأحد وصول وفد المعارضة السورية، ووفود كل من روسيا وتركيا وإيران ومندوب الأمم المتحدة، على أن ينضم وفد الحكومة السورية في وقت لاحق. من جانبها أعلنت الخارجية الأمريكية أن سفيرها في العاصمة الكازاخية جورج كرول سيمثلها في هذه المباحثات بصفة مراقب.
وأجرى وفد المعارضة السورية لقاءات عدة، امس الأحد، فور وصوله إلى العاصمة الكازاخية أستانة، وعقد الوفد لقاءات تحضيرية للمباحثات، واجتمع وفد المعارضة مع الوفد التركي الذي يترأسه مساعد مستشار وزير الخارجية سادات أونال، أعقبه لقاءات أخرى مع ممثلين عن بريطانيا وفرنسا وألمانيا وممثل عن الاتحاد الأوروبي.
وقالت مصادر في المعارضة السورية المتواجدة في أستانة إن المفاوضات التي ستبدأ اليوم، ستركز بالدرجة الأولى على تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، وإيقاف خروقات النظام السوري وإلزامه بالتراجع عن النقاط التي تقدم بها عقب وقف النار، خاصة في وادي بردى غربي دمشق وغوطة دمشق الشرقية.
وأضافت المصادر أنه في حال تم الاتفاق على تثبيت وقف إطلاق النار، فإن المباحثات ستتناول موضوع المناطق المحاصرة من قبل قوات للنظام، وفتح ممرات إنسانية، كما سيتم بحث ملف المعتقلين السياسيين لديه.
وقال محمد علوش رئيس وفد المعارضة السورية في محادثات أستانة إن الحكومة السورية وإيران تحاولان تقويض محاولة من جانب روسيا للانتقال من القتال في صفوف القوات الحكومية إلى دور «حيادي». وتابع «روسيا تريد أن تنتقل من طرف مباشر في القتال إلى طرف ضامن وحيادي وهذه نقطة تصطدم فيها بالنظام الذي يريد إفشالها ودولة إيرانية تريد أن تحاربها بأدواتها الطائفية.»
وأشار امس الأحد إلى أن عدم تمكن موسكو من الضغط على إيران والحكومة السورية لوقف ما تصفها المعارضة بالانتهاكات واسعة النطاق لوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه تركيا وروسيا سيوجه ضربة للنفوذ الروسي في سوريا.
وتابع من أستانة عاصمة كازاخستان حيث تنطلق المحادثات اليوم الاثنين «لذلك يعتبر أن وقف إطلاق النار اختبار حقيقي لقوة روسيا ونفوذها على النظام وإيران كضامن للاتفاق. فإذا فشلت في هذا الدور فهي لما بعده أفشل.»
وتقول المعارضة السورية إن الحكومة والجماعات المسلحة المدعومة من إيران تواصل شن الهجمات العسكرية في مناطق عدة بسوريا من بينها وادي بردى قرب العاصمة بغض النظر عن وقف إطلاق النار.
وأكد رئيس وفد الحكومة السورية إلى استانة بشار الجعفري أن هدف الاجتماع هناك هو تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار وفصل تنظيمي «داعش» و»جبهة النصرة»، عن الجماعات التي قبلت الاتفاق.
وقال امس الاحد على متن الطائرة التي أقلت الوفد إلى كازاخستان إن «كل اجتماع يخدم المصلحة الوطنية مهم للحكومة السورية»، مضيفاً أن لكل محطة خصوصيتها وأجندتها الخاصة وأن «البناء على كل اجتماع هو الذي يوصلنا في نهاية المطاف إلى بر الأمان».
وأشار إلى أنه: «من السابق لأوانه تحديد سقف التوقعات ولدينا توجهات بأن نشارك في الاجتماع مشاركة إيجابية وأن نستمع وننقل وجهة نظرنا الشعبية والرسمية إلى المشاركين الآخرين».
وحول مشاركة الولايات المتحدة في الاجتماع ممثلة بسفيرها في كازاخستان قال الجعفري «بالنسبة لنا في سوريا هذا الحوار سوري – سوري بامتياز سواء كان في أستانة أو في جنيف أو في موسكو أو في أي مكان آخر، ونحن لا نشارك أساساً في توجيه الدعوات لأحد من الأطراف بل تشارك في ذلك الأطراف الضامنة التي برمجت الاجتماع، ونحن نأمل أن يكون التحرك الأمريكي أكثر إيجابية وأكثر انخراطاً في دفع الأمور باتجاه الحل السياسي».
وفيما يتعلق بالدور التركي في الاجتماع قال إن تركيا لا تشارك هناك، مؤكداً أن «تركيا دولة تنتهك السيادة السورية وتساعد المجموعات الإرهابية وتعرقل الحل السلمي وبالنسبة لنا لا حوار سورياً – تركياً على المستوى الحكومي».
ويضم وفد الجمهورية السورية إضافة إلى رئيسه بشار الجعفري كلاً من أحمد عرنوس مستشار وزير الخارجية ورياض حداد السفير السوري في موسكو وآخرين.

مفاوضات الأستانة ستستمر يومين خلف أبواب مغلقة… والمعارضة تدعو لبحث وقف خروقات النظام
الجعفري: هدف الاجتماع تعزيز وقف إطلاق النار… وعلوش يتهم طهران ودمشق بعرقلة انتقال روسيا لدور حيادي… وسفير أمريكا سيحضر بصفة مراقب
أحمد المصري

منطقة المغرب العربي ستكون أكثر تهميشاً في أجندة البيت الأبيض مع الرئيس الجديد دونالد ترامب

Posted: 22 Jan 2017 02:19 PM PST

مدريد- «القدس العربي» : سيزداد تراجع منطقة المغرب العربي – الأمازيغي لدى البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بسبب نوعية الأجندة التي تركز على القضايا الداخلية بينما الخارجية هي المكسيك والصين ونوعية العلاقات التي سينسجها مع الاتحاد الأوروبي. وبهذا، فستبقى آخر زيارة الى هذه المنطقة هي التي قام بها الرئيس إيزنهاور في الخمسينات، أي باللون الأبيض والأسود.
ولا يوجد في محيط الرئيس الأمريكي مهتمون بمنطقة المغرب العربي-الأمازيغي، لكن يوجد مهتمون بمنطقة الشرق الأوسط بسبب الأوضاع غير المستقرة واستمرار مصالح الولايات المتحدة فيها رغم أنها تتناقص من سنة الى أخرى.
ولم تشكل منطقة المغربي العربي-الأمازيغي أي اهتمام في الأجندة الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما يسفر لماذا تكون هامشية دائماً، حيث يتم تعيين سفراء من الدرجة الثانية في دول المنطقة بعضهم من الذين حصلوا على المنصب جراء تبرعات بمئات الآلاف من الدولارات خلال الحملات الانتخابية.
ويستمر ملف المغربي العربي-الأمازيغي من اختصاص وزارة الخارجية أكثر من أي مؤسسة أخرى، وما يهمها في المنطقة هو المحافظة على عدم سقوط تونس في الفوضى السياسية جراء ما يجري في ليبيا، ودعم التنمية في موريتانيا والمحافظة على توازن بين المغرب والجزائر خاصة في الميزان العسكري وملف الصحراء الغربية.
في الوقت ذاته، لن يشكل موضوع الإرهاب أهمية كبيرة رغم تأكيد الرئيس الجديد على محاربة داعش، ويعود ذلك الى نوعية الإرهاب في الساحل الذي تتولى محاربته فرنسا أساساً، بينما الولايات المتحدة أقامت قاعدة عسكرية في السنغال. فمن جهة المغرب بعيد جغرافياً ولا يمكنه نقل قوات عسكرية، بينما الجزائر ترفض التعاون خارج حدودها بقوات عسكرية.
ويراهن البنتاغون على اتحاد دول الساحل لملاحقة الإرهابيين، أما إرهاب «بوكو حرم» فبعيد جغرافياً عن منطقة المغرب العربي. وحول نزاع الصحراء الغربية، فسيبقى نزاعاً ثانوياً حتى في وزارة الخارجية الأمريكية ولن يصل الى البيت الأبيض، وفق مصادر عليمة بالسياسة الخارجية الأمريكية.
وحضرت منطقة المغرب العربي في ملف الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون الذي أرادت إدارته في التسعينات إيجاد حل لنزاع الصحراء، ولهذا تولى وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر مهمة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة وقتها في هذا النزاع، ثم رهانها على خلق منطقة للتبادل الحرب مع المغرب وتونس والجزائر، ولم تنجح المبادرتان معاً. وخلال رئاسة الجمهوري جورج بوش الابن، اهتم بمنطقة المغرب العربي ضمن مشروع «الشرق الكبير»، حيث احتضنت العاصمة الرباط مؤتمراً دولياً سنة 2004 حول هذا المشروع الذي لم يكتب له النجاح. وغابت المنطقة في مشاريع الرئيس الديمقراطي الذي انتهت ولايته باراك أوباما.
ومنذ تأسيس الولايات المتحدة، زار رئيس واحد المنطقة وبالضبط المغرب، ويتعلق الأمر إيزنهاور في نهاية الخمسينيات، بينما لم يزرها أي من الرؤساء اللاحقين. ومن ضمن الأمثلة، فقد زار الرئيس السابق أوباما إفريقيا مرتين، والعالم العربي والشرق الأوسط ثلاث مرات، ولكنه لم يزر نهائياً أي بلد في المغرب العربي.  وزيارة ترامب المغرب في التسعينات كسائح فقط، واستقر في طنجة للمشاركة في عيد ميلاد الثري فوربس.
ومن التعليقات الساخرة حول منطقة المغرب العربي هو أن «أول زيارة وآخرها كانت باللون الأبيض وهي زيارة إيزنهاور، فمتى ستكون بكاميرا ألوان هاي دفينيشن».

منطقة المغرب العربي ستكون أكثر تهميشاً في أجندة البيت الأبيض مع الرئيس الجديد دونالد ترامب

حسين مجدوبي

تحري هلال «الشيكات الخليجية»… خطبة «إسعاف الأردن» تثير ضجة واسعة وتوضيح خلف الستارة للشيخ هليل…«كلامي في السياق الشرعي وليس السياسي»

Posted: 22 Jan 2017 02:19 PM PST

عمان ـ «القدس العربي»: فتح قاضي القضاة الأردني وإمام الحضرة الهاشمية الشيخ أحمد هليل الباب على مصراعيه على كل سيناريوهات النقاش وبكل الملفات في البلاد بعد خطبته الشهيرة بعنوان «إسعاف الأردن».
وهي ضجة أثارت لليوم الرابع على التوالي تداعيات وتساؤلات في مختلف اتجاهات العلاقة ومستقبلها بين الأردن ومنظومة دول الخليج خصوصاً وأن وزير الخارجية الجديد أيمن الصفدي أعاد التأكيد وفي مؤتمر دافوس بالتوازي مع خطبة الشيخ هليل على موقف بلاده من «التدخلات الخطرة لإيران في المنطقة العربية».
الشيخ هليل الذي أعلن أمس استقالته من مناصبه، كان قد حذر ايضاً وبلغة تلتقط وسط قادة ونخب الخليج من المد «المجوسي والفارسي» الذي يستهدف «أهل السنة» في الوقت الذي أظهرت فيه تصريحاته التي سبق لـ»القدس العربي» أن نشرتها وتداولها الأردنيون على نطاق واسع من «احتمالات مقلقة للوضع المالي في الخزينة الأردنية».
داخل حكومة الرئيس هاني الملقي لم يجتمع عملياً مجلس الوزراء الجديد بعد التعديل الوزاري الأخير حتى ظهر الأحد بسبب الانشغال بمرور الموازنة المالية من مجلس النواب، الأمر الذي يعني أن المستوى الحكومي خارج سياق التغطية في مسألة مبادرة الشيخ هليل لطلب المساعدة على قاعدة إغاثية من الحلفاء في دول الخليج.
الشيخ هليل كان يتحرى عادة هلال شهر رمضان والمناسبات الدينية على المقاس السعودي والسخرية السياسية وسط بعض النخب وصلت لحد الدعوة لـ»تحري الشيكات المالية» التي لم تصل بعد حيث يبدو ان موقف الأردن الجذري ضد إيران لا ينتهي بتخصيص مساعدات مالية عاجلة او غير عاجلة من أي نوع لمساعدة الأردن على مواجهة أزمته المالية الخانقة التي يتحدث عنها الشيخ هليل.
وفي عمق المؤسسات المالية في الأردن مثل البنك المركزي يتم التأكيد على استقرار الأزمة المالية في مستويات مقبولة حالياً أو «يمكن التعامل معها» وهو ما تحاول السلطات فعله مرحلياً مما يدفع باتجاه تفسير استغاثة الشيخ هليل على انها في المسار السياسي وليس في المسـار الإجرائـي والاقتصـادي.
الشيخ هليل تعرض لحملة واسعة على وسائط التواصل تنتقد خطبته التي قيل انها تخدش الكرامة الوطنية في الوقت الذي طالبه فيه عشرات المعلقين بإلقاء خطبة يطالب فيها بإعادة أموال الأردنيين المنهوبة خصوصاً في قضية رجل الأعمال المطلوب وليد الكردي وهي كفيلة بسد عجز الميزانية.
الرأي العام وبنسبة كبيرة طالب هليل بخطاب ديني يلاحق الفساد والفاسدين وعدد قليل من المعلقين نظر للمسألة بصفتها رسالة تلويح سياسية مدروسة ومبرمجة. لكن غالبية المعلقين السياسيين قدروا بأن الشيخ هليل رجل خبير ومخضرم ولا يذهب في هذا الاتجاه باجتهاد وبعملية عزف منفردة.
لكن جملة الشيخ تكتيكية بكل الأحوال ومرتبطة بنقاشات متزامنة تحضيراً للقمة العربية التي تستضيفها عمان نهاية شهر آذار/مارس المقبل حيث نوقشت مصالح الأردن ووضعه المالي الاقتصادي خلال لقاء مغلق جمع الملك عبدالله الثاني بتسعة سياسيين الأسبوع الماضي.
وفيما لم تصدر تفسيرات وشروحات رسمية بعد الضجة التي أثارتها خطبة الشيخ هليل ابلغ الرجل نفسه مقربين منه ومصادر عدة بأن خطبته لم تنسق مع المستوى السياسي وإنما صدرت بوحي من ضميره الشخصي مؤكداً أنه اعلن للمصلين الجمعة الماضي بأنه يتحدث مع «أشقاء بصفته الشخصية كأحد علماء المسلمين» معتبراً انه من الضروري عدم تحميل الخطبة ما لا تحتمل سياسياً لأنها في السياق الشرعي وليس السياسي.
هذه التوضيحات صدرت عن هليل وعلمت بها «القدس العربي» قبل صدور تصريح رسمي لجهة مسؤولة وغامضة تبنته صحيفة «الرأي» الحكومية تتحدث عن خطبة جمعة باجتهاد شخصي لأحد علماء المسلمين ووصف التوضيح الشيخ هليل بانه يملك الحق بقول رأيه ودون مراجعة او توظيف ولم يكن يقوم بواجب مطلوب منه لكن لا يوجد اعتراض على ممارسته لهذا الحق كخطيب وإمام.

تحري هلال «الشيكات الخليجية»… خطبة «إسعاف الأردن» تثير ضجة واسعة وتوضيح خلف الستارة للشيخ هليل…«كلامي في السياق الشرعي وليس السياسي»

بسام البدارين

فلسطينيو الداخل يطالبون باستقالة وزير الشرطة المستمر في احتجاز جثمان الشهيد أبو القيعان

Posted: 22 Jan 2017 02:19 PM PST

الناصرة ـ «القدس العربي»: يواصل فلسطينيو الداخل احتجاجاتهم الميدانية ضد الانتهاكات الإسرائيلية لحقوقهم بعد هدم منازلهم بالجملة في مدينة قلنسوة وسط قرية أم الحيران جنوبا، وقتل أحد أصحابها المربي يعقوب موسى أبو القيعان يوم الخميس الفائت.
وبعد المظاهرة الحاشدة والغاضبة أول من أمس السبت، ينظم فلسطينيو الداخل اليوم الاثنين قافلة مراكب تتجه من شمال البلاد تنتهي قبالة مقر الحكومة في القدس المحتلة ضمن برنامجهم الاحتجاجي المتصاعد.
ووسط كل ذلك يتزايد الغضب بعد تقرير لمعهد الطب العدلي في إسرائيل يفيد بأن أبو القيعان أصيب جراء رصاصتين الأولى في صدره، والثانية في ركبته مما تسبب بارتخاء قدمه اليمنى وزيادة ضغطها على دواسة الوقود وفقدانه السيطرة على المركبة ودهسها رجلي شرطة بخلاف روايتها التي اتهمته بالدهس العمد ونسبته لـ «داعش». وازداد الاحتقان داخل أراضي 48 في ظل استمرار شرطة الاحتلال بمساومة ذوي الشهيد واشتراط تحرير جثمانه بموافقتهم على تشييعه عند منتصف الليل وبحضور عشرة من أقاربه فقط.
وتظاهر نحو عشرين ألف فلسطيني في بلدة عرعرة في منطقة المثلث المتاخمة للخط الأخضر يوم السبت الماضي، وهتفوا ضد العنصرية والفاشية المستشرية في إسرائيل مطالبين بلجنة تحقيق رسمية وباستقالة وزير الشرطة غلعاد أردان بعد تورطه وشرطته بالقتل والتحريض والكذب. ورفع المتظاهرون عشرات منهم يهود، أعلام فلسطين وأعلاما سوداء وصور الشهيد ابو القيعان ولافتات كتب عليها: «سنناضل معا ضد الحكومة العنصرية والهدم»، « اردان مجرم حرب»، و«كفى لهدم البيوت». كما ان المتظاهرين طالبوا بتحرير جثة ابو القيعان بدون اي شرط، والالتزام بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في الحادث.
وأوصل آلاف المتظاهرين رسالة واضحة لنتنياهو وحكومته مفادها أن فلسطينيي الداخل لن يركعوا لسياسة الهدم والتحريض. وفي رسالة ثانية قالوا إنهم موحدون وراء قيادتهم السياسية التي تطالب باستقالة او إقالة الوزير اردان المسؤول وقائد الشرطة روني الشيخ عن حملة التحريض والتشهير والاتهامات الكاذبة ضد الضحية يعقوب ابو القيعان وضد الجمهور العربي.
وشدد مجددا رئيس القائمة المشتركة، النائب ايمن عودة على المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق لكشف الغطاء عن مصالح وأكاذيب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، واردان والشرطة. لافتا إلى أن «وزير الشرطة الذي لم يفوت أي ميكروفون من أجل الكذب والتحريض وتأجيج النار، يجب ان يستقيل فورا».
وأوضح لـ «القدس العربي» أن «هذه المظاهرة الجبّارة تؤكد تمسك فلسطينيي الداخل بحقهم في العيش بكرامة في أرضنا. أتينا الى هنا لنطلق صرخة مدوية ضد العنصرية، ضد القتل الذي يمارس ضدّنا بدمٍ باردٍ، ووفاءً للشهيد يعقوب ابو القيعان، نتظاهر ضد المؤسسة المعادية لشعبنا، ضد نتنياهو وأردان والسياسة التي يمثلانها». وأضاف: «العيش بكرامة هو مطلبنا وحقنا، صرختنا هذه هي صرخة تحدّ، ضد هدم بيوتنا، ومن أجل ضمان مستقبل أطفالنا. فلا يمكن أن نمرّ مرّ الكرام على ما حدث في قلنسوة وفي أم الحيران، سنتصدى لكل المخططات التي تتعامل معنا كأعداء، نضالنا هو نضال أصحاب الحق، نضال وطني ديمقراطي وشرعي». وتابع: هذه المظاهرة الجبّارة لن تكون الّا رافعة واستمرارية لخطوات أخرى، وتصعيد النضال حتى إحقاق الحق».
وقالت ياعيل نوي، التي وصلت من بيتها في الجليل الغربي للتضامن مع المتظاهرين منوهة في حديث للصحافة التي غطت بعشرات الطواقم المظاهرة الغاضبة «لم استطع الجلوس في بيتي. أشعر أنه لزاما علي كيهودية التضامن مع الوسط العربي. انهم لا يستطيعون خوض هذه المعركة من دوننا».
وقالت دنيا عامر من كفر قاسم مع صديقاتها انها جاءت للتكافل مع ام الحيران، معتبرة ذلك واجبا أساسيا على المستويين الإنساني والوطني. هذا هو الأمر الأساسي الذي يمكننا عمله لمساعدتهم. ونطالب الحكومة بوقف سياسة الهدم والقتل».
وأصيب خلال المظاهرة جورج دبسي مصور صحافي في قناة «مساواة» وقناة «احنا تي في» برصاصة اسفنجية في بطنه بعد استهدافه من قبل قناص إسرائيلي وما زال يمكث في المستشفى.
الاعتداء على الصحافيين اعتداء على كل المجتمع العربي
وأصدر منتدى الصحافيين الفلسطينيين في الداخل بيانا أكد فيه استنكاره للاعتداء على زميلهم، معتبرين ذلك اعتداء على حرية التعبير وعلى كل المجتمع العربي في إسرائيل. وجاء في البيان» مرة أخرى يجد الصحافيون العرب أنفسهم مستهدفين من قبل قوات الشرطة التي تنتهك حقهم بالتغطية الميدانية والقيام بواجبهم المهني والإنساني. ونحن إذ نؤكد حقنا بل واجبنا بهذه التغطية وخدمة حق الجمهور بمعرفة ما جرى ويجري نستنكر بشعور من الغضب والاشمئزاز استهداف مصور الأرز (قناة مساواة و احنا تي في) الزميل جورج دبس برصاصة مطاطية رغم أنه كان يحمل الكاميرا ويبدو عن بعد أنه يقوم بعملية تصوير مما يثير شبهات حول دوافع واعتبارات قوات الشرطة لا سيما أن كثيرين من الزملاء بالأمس شهدوا تعاملا فظا وعدوانيا من قبل رجال الشرطة في مدخل عرعرة.
تقرير معهد الطب العدلي
وكشفت القناة الإسرائيلية العاشرة أن ابو القيعان اصيب بعيارين ناريين اطلقتهما الشرطة، الأول في ساقه اليمنى، والآخر في الصدر. وحسب التقرير الإخباري، يستدل من تقرير الطب الشرعي أن أحد العيارين أصاب ركبته اليمنى، ويحتمل ان يكون ذلك قد حدث قبل ازدياد سرعة السيارة. واما العيار الثاني فأصاب شريانا في الصدر وسبب نزيفا داخليا، استمر بين 20 و30 دقيقة حتى وفاة ابو القيعان نتيجة النزيف.
وحدد المشرحون في معهد الطب الشرعي أنه لو تلقى ابو القيعان العلاج فورا وتم نقله الى المستشفى لكان يمكن إنقاذ حياته.
وقال النائب احمد الطيبي أمس إنه في ضوء النتائج «نطالب اردان ونتنياهو والقائد العام للشرطة، بالاعتذار لعائلة ابو القيعان والجمهور». منبها إلى أن النتيجة الواضحة تحتم استخلاص النتائج الشخصية من قبل كل الذين سارعوا الى الادعاء بأن المقصود مخرب قام بعملية لـ «داعش». واضاف أن «يعقوب الذي قتل بنيران الشرطة هو ضحية اليد الخفيفة على الزناد والتغطية الفورية، داعيا للتحقيق لمعرفة من اصدر الأوامر بتركه ينزف من دون تقديم علاج له الذي كان من شأنه انقاذ حياته، ومحاكمة المسؤول عن التسبب بموته.وتحتم نتائج التشريح تسريح جثته فورا. والتمست عائلة ابو القيعان، يوم الجمعة، الى المحكمة العليا، مطالبة بتحرير جثته فورا. وتم تقديم الالتماس من قبل مركز عدالة والنائب طلب ابو عرار. وحددت المحكمة اليوم الاثنين موعدا للبت بالالتماس. وجاء في الالتماس أن «الشرطة لا تملك صلاحية احتجاز الجثة. لا يوجد أي نظام يسمح باحتجاز الجثة، ولذلك فإن الشرطة تعمل بدون صلاحية وبشكل بالغ التطرف».
في المقابل قالت الشرطة إنه «عندما يحين موعد تسريح الجثة فإن معالجة الموضوع ستتم كما يجري التعامل مع دفن المخربين».

فلسطينيو الداخل يطالبون باستقالة وزير الشرطة المستمر في احتجاز جثمان الشهيد أبو القيعان

«الشعبية» تشن هجوما إلكترونيا على إسرائيل عقب نجاح «الشاباك» في صد أكبر هجوم «سايبر»

Posted: 22 Jan 2017 02:18 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: بالرغم من كشف جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» قبل أيام، عن تمكن «وحدة السايبر» من إحباط هجوم «هاكرز» كان يعد الأكبر الذي يستهدف إسرائيل، إلا أن كتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أعلنت عن نجاحها في تعطيل عشرات المواقع الإسرائيلية، ضمن هجوم إلكتروني جديد أسماه «السهم الثاقب». واعترفت دولة الاحتلال بذلك.
وقالت كتائب أبو علي إنه «وفي تحد جديد لمنظومة الأمن وانتصاراً على «العقلية الأمنية الصهيونية»، تمكن فريقها الأمني الإلكتروني، من اختراق وإسقاط عشرات المواقع المهمة للاحتلال . وأكدت في بيان لها تلقت «القدس العربي» نسخة منه أن «هذه الموجة الهجومية التي أطلقت عليها الكتائب اسم السهم الثاقب، تأتي في إطار الرد على الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الصهاينة ضد شعبنا في القدس والضفة المحتلة، وقرية أم الحيران التي تتعرض للتنكيل الإجرامي، بحق أهلها من قبل عصابات العدو الصهيوني لتهجيرهم عنها».
وذكرت الكتائب أنه جرى بعد اختراق المواقع الإسرائيلية، وضع صورة على صفحات تلك المواقع تحمل شعارها وعبارة «الموت للصهاينة» باللغات العربية والانكليزية والعبرية، وفيديو لمؤسس الجبهة جورج حبش.
ولا يزال الكثير من هذه المواقع التي أعلن الجناح العسكري للشعبية عن استهدافها معطلة، ويظهر فور الولوج إلى العنوان الإلكتروني للمواقع المستهدفة، نص مكتوب عليه «منظمة أنتومنتس العالمية»، وذلك مع استبدال نص الصفحة المخترقة مع صوت لتلاوة القرآن.
ووضع الجناح العسكري للجبهة الشعبية روابط لعشرات المواقع الإسرائيلية التي تم اختراقها.
وتنشط الأذرع العسكرية في شن هجمات إلكترونية، في ظل حالة الهدوء القائمة حاليا في قطاع غزة، منذ الحرب الأخيرة على القطاع، التي انتهت باتفاق تهدئة ينص على وقف الهجمات المسلحة بين الطرفين.
وكثيرا ما قام نشطاء فلسطينيون وآخرون عرب وأجانب مساندون للقضية الفلسطينية، بشن هجمات إلكترونية كبيرة على إسرائيل.
وعطل أحد الهجمات الكبيرة السابقة الكثير من المواقع الإسرائيلية المهمة، ومنها مواقع إلكترونية لبنوك ووزارات وجهات عسكرية وأمنية.
وجاء الهجوم الإلكتروني الجديد، بعد أيام من الكشف عن تمكن وحدة «السايبر» التابعة لجهاز «الشاباك» الإسرائيلي، من إحباط هجوم «هاكرز» وصفته بأنه كان يعد أكبر هجوم يستهدف إسرائيل.
وحسب ما جرى الكشف عنه، فقد تمكن عنصر «هاكرز» أجنبي، من الوصول إلى المفترقات الحساسة لمنظومة الاتصالات الإسرائيلية، بهدف زرع خلايا نائمة وانتظار اليوم المحدد لكي يتمكن من السيطرة على البث التلفزيوني والإذاعي، وإثارة الفوضى في صفوف الإسرائيليين.
وأكد «الشاباك» أنه سبق حدوث أمر كهذا قبل عامين، مضيفا أنه استدل من تفاصيل الهجوم، أنه بدلا من صد محاولة التسلل، فضل تعقب الهاكرز، ودراسة طرق عملهم. وذكر أنه عندما خفض «الهاكرز» نشاطهم قام رجال «وحدة السايبر» في «الشاباك» بتدمير التهديد وشنوا هجوما مضادا بواسطة تسريب تفاصيل المهاجمين أنفسهم في أنحاء الشبكة.
ووفق ما كشف عنه النقاب في إسرائيل فإن نسبة من يعرفون باسم «رجال السايبر» العاملين في جهاز «الشاباك» تصل إلى 25 %من القوى العاملة اليوم، مقارنة بنسبة 4 %فقط قبل 15 عاما. ويجري تدريب هؤلاء للتصدي للهجمات الإلكترونية ضد الاحتلال، في حروبه التقنية مع المقاومة والهجوم الدولي.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أن عددا من جنوده تعرضوا لعمليات سرقة معلومات، عن طريق برنامج فايرس، أرسل لهم خلال محادثات مع حسابات غير حقيقية على موقع «فيسبوك»، تحمل أسماء فتيات. وأكد وقتها المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عبر صفحته على «فيسبوك» أنه في أعقاب تقارير من جنود عن «نشاطات مشبوهة» لحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي انطلقت حملة استمرت عدة أشهر بقيادة هيئة الاستخبارات العسكرية، بهدف كشف حسابات معادية.
وأوضح أنه خلال الحملة تم اكتشاف عشرات الحسابات تعمل بهدف تسريب وسرقة معلومات من جنود الجيش وزرع «برامج خبيثة» في هواتف الجنود، تحولها لأداة تجسس وتسجيل لكل شيء.
وحسب تقارير إسرائيلية استطاعت حركة حماس الحصول على معلومات عسكرية دقيقة عبر الحسابات المسروقة، مثل رؤية معدات عسكرية سرية، ومعرفة أماكن تجمع الجنود، وتوقيت التدريبات العسكرية.

«الشعبية» تشن هجوما إلكترونيا على إسرائيل عقب نجاح «الشاباك» في صد أكبر هجوم «سايبر»
بعد اختراق حماس لهواتف جنود الاحتلال

اتحاد الشغل التونسي يجدد قيادته والعبّاسي يحذر من ضرب وحدته

Posted: 22 Jan 2017 02:18 PM PST

تونس – «القدس العربي»: انطلق في العاصمة التونسية الأحد المؤتمر الثالث والعشرون لاتحاد الشغل تحت شعار «الولاء لتونس والوفاء للشهداء والإخلاص للعمال»، بمشاركة 7 آلاف شخص (من داخل تونس وخارجها) وغياب كل من رئيسي الجمهورية والحكومة ورؤساء الأحزاب السياسية، والذين تم استثناؤهم من الدعوات الموجهة للضيوف بهدف المحافظة على استقلالية المنظمة النقابية، حسبما أكدت مصادر من داخل الاتحاد لـ«القدس العربي».
وقال أمين عام الاتحاد حسين العباسي في افتتاح المؤتمر إن تونس عاشت خمس سنوات من المخاض العسير تحمل خلالها الاتحاد مسؤولياته الوطنية، مضيفاً «نأمل أننا كنّا في مستوى الثقة طوال الفترة المنقضية، خاصة أننا كنّا في مسار ثوري تميّز بالعديد من التجاذبات السياسية والإيديولوجية، وهجمة على الاتحاد من قبل العديد من الأطراف وحملات ممنهجة واعتداءات سافرة على الاتحاد بلغت ذروتها يوم 4 كانون الأول (ديسمبر) 2012».
وتحدث عن وجود «جهات تسعى لضرب وحدة الاتحاد العام التونسي للشغل»، ودعا كل النقابيين الى الدفاع عن وحدة منظمتهم العريقة واستقلاليتها.
وطالب العباسي بتنظيم مؤتمر وطني لمكافحة الارهاب، داعياً كل القوى الوطنية للتصدي لـ»هذه الافة التي أضرت بتونس على جميع المستويات»، مؤكداً أنه «حان الوقت لتضافر كل الجهود الوطنية والدولية للقضاء على كافة بؤر التوتر في العالم».
وأشار إلى أن الاتحاد يرفض فتح مخيمات لـ«اللاجئين المطرودين من أوروبا» في تونس لأنها تتعارض مع حقوق الإنسان، مشيراً الى أن الاتحاد يرفض أيضا فكرة عودة الإرهابيين من بؤر التوتر.
ويهدف المؤتمر الحالي لانتخاب قيادة جديدة لمنظمة الشغّيلة، ويبلغ عدد المرشحين للمكتب التنفيذي حوالي 40 (بينهم 6 نساء)، فضلاً عن 9 أعضاء من المكتب التنفيذي الحالي ترشحوا من جديد لعضوية المكتب وخلافة العباسي أبرزهم نور الدين الطبوبي وسمير الشفي وبوعلي المباركي وحفيظ حفيظ وسامي الطاهري.
ووجه رئيس البرلمان محمد الناصر رسالة إلى منظمي المؤتمر أشاد فيها بأهمية اتحاد الشغل ودوره الكبير في الحفاظ على استقرار البلاد، فيما أكد نائب رئيسة منظمة الأعراف (اتحاد الصناعة والتجارة) هشام اللومي أن حضور المنظمة في مؤتمر الاتحاد يأتي من منطلق الشراكة الكبيرة بين المنظمتين الوطنيتين واللتين ساهمتا معاً في عدد من الحلول الاقتصادي والاجتماعية في البلاد.
فيما دعت تنسيقية الحركات الاجتماعية اتحاد الشغل إلى مساندة المحتجين السلميين الذين يطالبون بحقوقهم الدستورية في الشغل والتنمية العادلة، أمام ما «يتهددهم من تجريم وتحريم وملاحقات ومحاكمات».
وأكدت في بيان أصدرته السبت، أن الملاحقات الأمنية والمحاكمات مازالت تطال الفاعلين الاجتماعيين، وتدار حملات إعلامية لوصم المحتجين ومطالبهم في الشغل والتنمية، مشيرة إلى أن الاتحاد يبقى خير سند للقضايا الاجتماعية العادلة وخاصة كلما اشتدت الهجمة على الحراك الاجتماعي.
وأضاف البيان «ينعقد مؤتمركم العادي الثالث والعشرون للاتحاد العام التونسي للشغل في ظرف تقرّون فيه بفشل السياسات الاقتصادية والاجتماعية وبسعي رسمي لتحميل الكادحين والفئات الهشة تبعات الازمة وبهجمة شرسة تطال الحراك الاجتماعي ونشطاءه وكل المطالبن بالحقوق في الجهات فمازالت الملاحقات الأمنية والمحاكمات تطال الفاعلين الاجتماعيين وتدار حملات إعلامية لوصم المحتجين ومطالبهم في الشغل والتنمية».
ويتزامن المؤتمر الجديد مع الذكرى الواحدة والسبعين لتأسيس اتحاد الشغل والذي يعتبر أكبر منظمة نقابية في تونس، وقد لعب على مدى عقود دوراً كبيراً في الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، بدءاً بنضاله ضد الاستعمار الفرنسي وانتهاء بتوقيعه على «وثيقة قرطاج» التي أفضت لتشكيل حكومة يوسف الشاهد، وقد تم منحه جائزة «نوبل» للسلام فضلاً عن الأطراف الثلاثة الأخرى التي شكلت «الرباعي الراعي للحوار الوطني»، اعترافاً بدورهم في الحفاظ على المسار الديمقراطي وحماية البلاد من شبح الحرب الأهلية.

اتحاد الشغل التونسي يجدد قيادته والعبّاسي يحذر من ضرب وحدته

حسن سلمان

بلدية الاحتلال تصادق على بناء مئات الوحدات الاستيطانية في القدس والمظاهرات الفلسطينية مستمرة تنديداً بفكرة نقل السفارة الأمريكية

Posted: 22 Jan 2017 02:17 PM PST

رام الله -«القدس العربي»: صادقت لجنة التخطيط والبناء في بلدية الاحتلال في القدس، على مخطط لبناء 560 وحدة استيطانية في القدس الشرقية.
وكانت بلدية الاحتلال تنوي المصادقة على هذا المشروع قبل عدة اسابيع لكن جرى تأجيل القرار لحين تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لمهام منصبه بشكل رسمي خوفا من انتقادات قد توجها ادارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك اوباما .
وشارعت بلدية الاحتلال للمصادقة على هذا المخطط الاستيطاني بعد يومين فقط من تسلم ترامب مهام منصبه رسميا. وبحسب مصادر إسرائيلية فإن البناء سيتم في مستوطنات راموت ورمات شلومو في القدس الشرقية.
وحذر واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير من مغبة نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس قائلا إن ذلك سيشعل حربا في المنطقة ويزعزع استقرارها. وطالب أن تتخذ الدول العربية موقفا حيال نقل السفارة الأمريكية الى القدس منها قطع العلاقات مع الادارة الأمريكية.
من جهته أعلن محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح تنظيم المزيد من الوقفات الاحتجاجية ضمن سلسلة الفعاليات والمظاهرات المتواصلة احتجاجا على نية نقل السفارة الأمريكية، وللتأكيد على عروبة المدينة وكان آخرها في مدينة أريحا أمس الأحد. وكشف في حديث للإذاعة الرسمية ان حركة فتح تجري اتصالات مع الاحزاب العربية وشخصيات عربية لتقوم بدورها للتصدي لهذا المخطط الأمريكي.
وكان جيش الاحتلال والشرطة وجهاز المخابرات العامة «الشاباك» قد عرضوا على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ومجموعة من كبار الوزراء في بداية الأسبوع الماضي، سيناريوهات التصعيد المحتمل في حال مصاطقة ترامب على نقل السفارة الى القدس. وقال مسؤولون كبار ان نتنياهو وجه الاجهزة الأمنية للاستعداد لهذه الامكانية منذ لحظة اداء ترامب لليمين الدستوري.
وعقد نتنياهو قبل عدة ايام جلسة مشاورات امنية خاصة تناولت الاستعدادات لبيان قريب يتوقع صدوره عن ترامب في موضوع نقل السفارة الى القدس. وشارك في الجلسة وزير الامن افيغدور ليبرمان ووزير الامن الداخلي غلعاد اردان ومسؤولين كبار في الجيش والشرطة والشاباك.
وقال مسؤولان إسرائيليان حضرا الجلسة إن نتنياهو وجهات اخرى مشاركة، أوضحت أن إسرائيل لا تملك معلومات محددة حول ما اذا كان الرئيس الأمريكي الجديد سينشر بيانا كذا ومتى. وقال أحد المسؤولين إن نتنياهو تحدث هاتفيا مع ترامب عدة مرات منذ الانتخابات لكنه حتى موعد انعقاد الجلسة قبل عدة أيام، لم يتسلم منه جوابا واضحا في هذا الشأن. وقال المسؤولون الكبار إن هدف الجلسة كان الاستعداد للأبعاد الممكنة لبيان أمريكي كهذا خاصة على خلفية الحملة الإعلامية التي تديرها السلطة الفلسطينية في الموضوع. وحسب احد المسؤولين فقد سُمعت خلال الاسبوعين الاخيرين دعوات تحرض على العنف من قبل جهات فلسطينية على خلفية امكانية نقل السفارة.
وتم التبليغ خلال الجلسة أن «الشاباك» وشعبة الاستخبارات العسكرية «أمان» وقسم الاستخبارات في الشرطة لا يملكون معلومات تحذيرية واضحة حول إمكانية تنفيذ عمليات أو خرق النظام في حال صدور بيان امريكي حول نقل السفارة. ومن بين السيناريوهات التي تم عرضها على الوزراء أن الخطوة قد تمر بهدوء نسبي فيما يتوقف الرد الفلسطيني على المستوى الإعلامي والسياسي فقط.
مع ذلك عرض ضباط الجيش والشرطة امام نتنياهو والوزراء تقييمات تم اعدادها لمواجهة تصعيد محدود أو اندلاع واسع في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقال أحد المسؤولين الكبار إنه تم التأكيد خلال الجلسة على أن حقيقة كون القدس تجعل الجانب الفلسطيني يتعامل مع خطوة كهذه كمسألة ذات رموز دينية تزيد من الحساسية بشكل اكبر. وخسب المسؤولين فإن نتنياهو أوعز للجيش والشرطة والشاباك باستكمال الاستعدادات الأمنية والاخذ بالاعتبار اجأن بيانا رئاسيا أمريكيا بشأن نقل السفارة قد يصدر في أي لحظة بعد تسلم ترامب للرئاسة.
وقال الناطق الجديد باسم البيت الأبيض شون سفايسر خلال حديث مع الصحافيين انه يتوقع صدور بيان بشأن نقل السفارة قريبا. وكان ترامب قد قال لصحيفة يسرائيل هيوم يوم الاربعاء الماضي، إنه لم ينس وعده بنقل السفارة وانه شخص لا يخرق تعهداته.
يأتي ذلك في وقت قال فيه ليبرمان إن تحقيق السلام مع الفلسطينيين لن يتم إلا من خلال اتفاق اقليمي مع الدول العربية. وأضاف خلال استقباله رئيس جهاز المخابرات الامريكية ديفييد بتراوس في القدس أنه من غير الممكن تحقيق سلام احادي وفردي بين الفلسطينيين وإسرائيل. واوضح حسب ما نقل موقع واللاه العبري أن الأمور تسير باتجاه تحقيق اتفاق اقليمي شامل بين إسرائيل والدول العربية الذي يتضمن اتفاق سلام مع الفلسطينيين كونه يتعذر تحقيق اتفاق مباشر .

بلدية الاحتلال تصادق على بناء مئات الوحدات الاستيطانية في القدس والمظاهرات الفلسطينية مستمرة تنديداً بفكرة نقل السفارة الأمريكية

بحر يدعو العرب والمسلمين للتوحد أمام سياسة ترامب «العنصرية»

Posted: 22 Jan 2017 02:17 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: دعا الدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، العرب والمسلمين للتوحد أمام سياسة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، التي وصفها بـ «العنصرية».
وقال بحر وهو من قياديي حركة حماس خلال حفل تخرج دورة عسكرية لقوات الأمن بزة «إن حكم ترامب لأمريكا ومواقفه المعلنة وسياساته العنصرية تجاه الإسلام والأمة العربية والإسلامية، والأمم الأخرى، تشكل بداية النهاية لأمريكا، وانهيار سطوتها ونفوذها في العالم كله». وقال إن «حكم ترامب يفضح الوجه الحقيقي لأمريكا، وسياساتها العدوانية وممارساتها العنصرية تجاه شعوب أمتنا وشعوب العالم المستضعفة».
وأكد على استمرار المؤامرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة «بسبب موقفه من المقاومة واحتضانه لها على مدار ثلاث حروب شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة». وقال «كل هذا يفعلونه بشعبنا لأننا نحمل السلاح، ونوجه السلاح فقط لهذا الاحتلال الصهيوني الذي احتل أرضنا ودنس مقدساتنا». وأكد على أن أجهزة وزارة الداخلية في غزة «عقيدتها أمنية هدفها تحرير فلسطين وخدمة المواطن والمحافظة على أمنه وليس على عقيدة التنسيق الأمني والتبادل الوظيفي».
وندد بحر بهدم الاحتلال لقرية أم الحيران البدوية في النقب، معتبراً هدمها يمثل «إجراءات عنصرية بحق المواطنين الفلسطينيين في الداخل المحتل». وشدد على أن ما واكب عملية الهدم من استشهاد أحد الفلسطينيين وإصابة النائب العربي في الكنيست أيمن عودة، أثناء المواجهات التي حدثت مع الاحتلال في القرية، بمثابة استخدام للقوة، رافضاً ما وصفه بـ «الأسلوب الهمجي للاحتلال»، الذي قال إنه «اقتحم القرية بقوة غاشمة». وقال إن الوحدة الوطنية تعد «مطلبا شعبيا ووطنيا» من أجل التحرير، داعياً كافة الأطراف إلى تحمل مسؤوليتها تجاه أبناء الشعب الفلسطيني.
من جهته، قال موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، لن يخدم الاستقرار في المنطقة. 
وأضاف أبو مرزوق في تصريحات، نشرها الموقع الرسمي للحركة، مساء أمس الأحد، إن توجهات الرئيس الأمريكي بشأن فلسطين «تُغري الإسرائيليين بمزيد من التطرف». 
وتابع «نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يشكل خطورة متزايدة، خاصة وأنه صدر عن دولة بحجم الولايات المتحدة، (…) كل الإشارات والتصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي ومن حوله لا تعطي انطباعا بأنها تخدم الاستقرار في المنطقة ولا حتى أنها في صالح الولايات المتحدة نفسها». 
وتعقد إسرائيل آمالا كبيرة على ترامب بتنفيذ وعده الذي أطلقه خلال حملته الانتخابية، بنقل السفارة الأمريكية من مدينة تل أبيب إلى القدس. 
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، قرارا بتعليق نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس لمدة 6 أشهر جديدة. 
ومنذ تبني الكونغرس الأمريكي، قرارا في 1995، بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، دأب رؤساء الولايات المتحدة على توقيع قرارات كل 6 أشهر بتأجيل نقل السفارة «من أجل حماية المصالح القومية للولايات المتحدة»، حسبما تنص تلك القرارات.
وتُعَدُّ القدس في صلب النزاع بين فلسطين وإسرائيل؛ حيث يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لدولتهم المنشودة.

بحر يدعو العرب والمسلمين للتوحد أمام سياسة ترامب «العنصرية»
أبو مرزوق: نقل السفارة الأمريكية للقدس لا يخدم الاستقرار في المنطقة

الأمن الفلسطيني يقتحم بيوت أنصار حزب التحرير في الضفة ويعتقل عشرة منهم

Posted: 22 Jan 2017 02:16 PM PST

رام الله ـ «القدس العربي»: قال حزب التحرير الفلسطيني إن عناصر الأمن الوقائي داهمت بيوت عدد من شبان حزب التحرير في رام الله وحلحول ويطا وبيت كاحل والظاهرية وتفوح وترقوميا وبيت عينون في الخليل، واعتقلت عشرة شبان بعد أن روعت النساء والأطفال.
وجاءت حملة المداهمات والاعتقالات على خلفية إصدار المكتب الإعلامي للحزب في فلسطين بيانا صحافيا يندد فيه بتمليك السلطة الفلسطينية أرض وقف تميم الداري في مدينة الخليل للروس.
وكان الحزب في بيانه قد بين أن رئيس السلطة أصدر أمرا لسلطة الأراضي بتسجيل أرض وقف الصحابي الجليل تميم الداري هبة للروس بالرغم من أن هناك قرارا من محكمة العدل العليا في رام الله بتاريخ 23 يوينو/ حزيران من العام الماضي، بوقف كافة الإجراءات المتعلقة بقرار حكومة السلطة استملاك هذه الأرض بناء على قضية تقدم بها آل تميم اعتراضا على قرار الاستملاك الذي أصدرته السلطة وموعد الجلسة المقبلة هو 24 يناير/ كانون الثاني الحالي والسلطة بذلك تدوس على قانونها وعلى محاكمها وقضاتها.
وجاء في البيان أنه «وبتاريخ 4/1/2017 أصدر رئيس السلطة أمرا لسلطة الأراضي بتسجيل أرض وقف الصحابي الجليل تميم الداري هبة للروس في مسلسل السلطة الطويل من التآمر على هذه الأرض في مدينة خليل الرحمن، وبعدها أوعزت سلطة الأراضي لدائرة التسجيل في الخليل أن تنقل الملكية من خزينة السلطة الفلسطينية التي تملكتها زورا وبهتانا بقرار من السلطة، هبة للروس الأعداء الذين نبشوا قبور الشهداء فيها التي جبل ترابها بدمائهم».
وقال الحزب إن السلطة الفلسطينية حاولت إخفاء جريمتها وعممت على الدوائر المعنية أن تتكتم على جريمتها ولم يستطع آل تميم ووجهاء الخليل الحصول على ورقة قرار التسجيل ولائحة هبة الأرض للروس إلا بعد وقفة صلبة شجاعة واعتصام في دائرة الطابو في المدينة وقرارات من المحكمة تبعها تسويف وتبرير من مدير دائرة تسجيل الأراضي في الخليل الذي وقع بيده الآثمة جريمة تسجيل الأرض للروس الأعداء.
واعتبر أن رئيس السلطة محمود عباس يهب أرضا وقفية للروس الأعداء وكأنها ملك أبيه يتصرف به تصرف المالك، وهو بهذا معتد أثيم يتعدى على وصية رسول الله ضارباً عرض الحائط بعقيدة وأحكام الإسلام، ومعتد غاشم على أملاك أبناء الصحابي الجليل تميم الداري رضي الله عنه، وهو بهذا يفضح نواياه من قرار الاستملاك للمنفعة العامة فإذا بالمنفعة العامة المزعومة هي إهداؤها للروس الأعداء.
وأضاف «الرئيس عباس إذ يهديها للروس فإنه يكافئهم على قتلهم رجال وأطفال ونساء حلب التي خلط الروس فيها الدماء والجماجم من أمة محمد بالتراب والمباني وصهرهم بالحديد والنار والقنابل، التي تفطرت قلوبنا لحالهم ولا نرضى بغير دك موسكو جزاء لتلك الجرائم فمن يكافئ عدوا كهذا إلا من أصبح من أعداء الأمة وأهل فلسطين».
ورأى الحزب : «أن للكنيسة الروسية تاريخاً أسود في تمليك يهود للأراضي في فلسطين وليست صفقة البرتقال الشهيرة عنا ببعيدة وكأننا نرى مستوطنة أخرى في قلب الخليل بتمليك هذا الوقف للروس وهذا ليس غريبا على الروس الأعداء ولا على السلطة التي تنازلت عن معظم فلسطين ليهود عن طيب خاطر وجعلت من نفسها حارسا أمينا لهم».
واعتبر أن الواجب على أهل فلسطين عامة وعلى أهل الخليل وآل تميم خاصة أن يقفوا سدا منيعا في وجه السلطة ورجالها في تمليكهم هذه الأرض. فالسلطة أضعف من أن تقف في وجه الرجال الصادقين في هذه الأرض المباركة. ولتعلم السلطة أن قراراتها لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه، وأن كل مكرها سيكون في نحرها وأنها ستذوق وبال أمرها وتكون عاقبة أمرها خسرانا، وأن أهل فلسطين المسلمين سيحاسبون السلطة وكل من اشترك في هذه الجريمة حسابا عسيرا.

الأمن الفلسطيني يقتحم بيوت أنصار حزب التحرير في الضفة ويعتقل عشرة منهم
بسبب بيان ضد الرئيس وأرض مُنحت للكنيسة الروسية

نتنياهو يحاول منع تمرير مشروع قانون ضم معاليه أدوميم قبل اجتماعه بترامب

Posted: 22 Jan 2017 02:16 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: كشفت مصادر إسرائيلية أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يحاول «عرقلة» أو منع تمرير مشروع قانون ضم مستوطنة معاليه ادوميم، الذي يفترض طرحه للنقاش في اللجنة الوزارية لشؤون القانون. وتحدث نتنياهو هاتفيا مع رئيس البيت اليهودي، وزير التعليم نفتالي بينت وطلب منه تأجيل النقاش والتصويت على مشروع القانون في ضوء رسائل تلقاها بهذا الشأن من مستشاري الرئيس الامريكي دونالد ترامب.
وقال نتنياهو لبينت إن مستشاري ترامب حولوا الى اسرائيل رسائل تطلب عدم مفاجأة الرئيس الجديد بخطوات أحادية الجانب قبل اللقاء بين الزعيمين المتوقع ان يتم خلال الأسبوع الأول من شهر فبراير/ شباط المقبل، وإنما العمل بالتنسيق والتعاون. وقال بينت لنتنياهو إنه طلب منذ فترة طويلة إجراء نقاش حول سياسة إسرائيل أمام إدارة ترامب في الموضوع الفلسطيني لكن هذا لا يحدث.
فرد نتنياهو قائلا إن الموضوع سيناقش خلال جلسة المجلس الوزاري السياسي ـ الأمني.
وقال مسؤولون كبار في الليكود والبيت اليهودي الذين يدفعون بقانون معاليه ادوميم إن مشروع القانون سيطرح للنقاش في اللجنة الوزارية، لكنه لن يطرح للتصويت وبعد ذلك ستنعقد جلسة المجلس الوزاري المصغر لمناقشة السياسة الإسرائيلية خلال إدارة ترامب ومسائل تتعلق بقانون ضم معاليه ادوميم. وقدر المسؤولون في الليكود أنه لن يتم حاليا دفع مشروع القانون هذا، فيما قالوا في البيت اليهودي انه إذا لم يتم خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر طرح تفسيرات مقنعة لتأجيل التصويت على القانون فسيتم التصويت عليه في اللجنة فور انتهاء اجتماع المجلس الوزاري.
بدورها وصفت وزارة الإعلام الفلسطينية مشروع القانون إلى السيادة الإسرائيلية بأنه بمثابة حلقة جديدة في تحدي إسرائيل للإرادة الدولية الرافضة للاحتلال ورد على قرار مجلس الأمن الأخير 2334 الداعي لوضع حد للاستيطان.
وأكدت الوزارة أن إستمرار اسرائيل «الدولة القائمة بالاحتلال» تحد للإرادة الدولية ورسالة للعالم أجمع أن دولة الاحتلال ماضية في رفض كل قرارات الأممية ومستمرة في سرطانها الاستيطاني. وأعادت التذكير بما كشفته منظمة «بتسيلم» الحقوقية الإسرائيلية قبل 8 سنوات من أن الاحتلال اتخذ قراراً مبدئيا بضم «معاليه أدوميم» المُقامة على أراضي بلدة العيزرية إلى منطقة نفوذ القدس المحتلة حتى قبل إقامة المستوطنة عام 1975 ما يثبت نوايا إسرائيل الحقيقية تجاه المدينة المقدسة منذ عقود.
وحثت الوزارة مجلس الأمن الدولي على إجبار الاحتلال على وقف مخططاته واحترام إرادة المجتمع الدولي والإجماع الأممي الذي يرى في الاستيطان سرطانًا يجب استئصاله.
كما حذّرت حكومة الوفاق الوطني من اتخاذ أي قرارات بشأن ضم أية أراض فلسطينية، الأمر الذي يعتبر تصعيدا خطيرا لا يمكن السيطرة على نتائجه. وحمّل المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود إسرائيل المسؤولية الكاملة عن أية خطوة يمكن أن تقدم عليها في هذا الاتجاه. وقال إن كل المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وفي مقدمتها القدس الشرقية أقامتها إسرائيل بقوة الاحتلال وهي تشكّل جزءا من الاحتلال، وإن الحديث عن ضم أي منها هو محاولة لضم أراض فلسطينية في تجاوز سافر وفاضح لكافة الخطوط الحمراء وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، التي تنص جميعها على أن حدود الرابع من حزيران، بما فيها القدس الشرقية هي أراض فلسطينية تم احتلالها بالقوة من قبل إسرائيل، كما تعترف معظم دول العالم وتدعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الدعوات الإسرائيلية الرسمية المتصاعدة لضم أجزاء واسعة من الضفة االتي كان آخرها الدعوة التي أطلقها وزير المواصلات الإسرائيلي يسرائيل كاتس من حزب «الليكود» لضم عشرات المستوطنات القريبة من القدس المحتلة من بينها مستوطنة معاليه أدوميم، وذلك في إطار ما وصفتها بالمبادرة السياسية الإسرائيلية. وتأتي هذه الدعوة بعد أيام قليلة من مطالبة الوزير بينت بتمرير قانون خاص لفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنة.
واعتبرت أن حالة الهستيريا العنصرية التي تسيطر على أركان الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل والتسابق في إرضاء جمهور اليمين واليمين المتطرف وبشكل خاص جمهور المستوطنين، تزيد من حدة التوتر في المنطقة وتعكس حقيقة غياب شريك السلام في اسرائيل. كما تعبر عن عمق الأزمة السياسية والداخلية التي تعاني منها اسرائيل جراء تمسكها بالاحتلال والاستيطان ورفضها للسلام العادل وإفشالها لجميع الجهود الدولية المبذولة لإطلاق عملية سلام حقيقية وذات مغزى وإصرارها على سياسة الضم والتوسع الاستعماري والتنكيل بالفلسطينيين، بهدف إغلاق الباب نهائيا أمام قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة الى جانب دولة اسرائيل.
ودعت الخارجية الإدارة الأمريكية الجديدة وعلى رأسها الرئيس ترامب وبصفتها الراعي الأساس لعملية السلام في الشرق الأوسط، التدخل العاجل لوقف دعوات الضم الإسرائيلية العنصرية وسرعة العمل من أجل تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والبناء على نتائج الجهد الدولي المبذول لإطلاق عملية مفاوضات جادة تنهي الصراع وتؤسس لسلام عادل بين الشعبين. وفي ذات الوقت طالبت المجتمع الدولي باستكمال مساعيه الهادفة الى إنفاذ القانون الدولي والشرعية الدولية على الحالة في فلسطين بما يضمن إنقاذ حل الدولتين وتحقيق السلام.

نتنياهو يحاول منع تمرير مشروع قانون ضم معاليه أدوميم قبل اجتماعه بترامب

فادي أبو سعدى

الأنبا مرقس لـ«القدس العربي»: الداخلية قدمت مبادرة التدريب الأمني لكشافة الكنيسة في مصر

Posted: 22 Jan 2017 02:15 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أجهزة الأمن بدأت بتدريب أفراد من فرق الكشافة على مهام أمنية لمساعدتها في حماية الكنائس، هكذا جاءت التصريحات المثيرة للجدل على لسان الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة ومقرر اللجنة الإعلامية بالمجمع المقدس التابع للكنيسة الأرثوذكسية على صفحات إحدى الجرائد المصرية.
بعض من الجدل ارتبط بموعد هذا التصريح بعد انقضاء أعياد الميلاد وعقب تفجير الكنيسة البطرسية في 11 ديسمبر/كانون الأول 2016 الماضي. والبعض الآخر بالهواجس المستقبلية من احتمال أن يفضي هذا التوجه بالكشافة إلى ميليشيات مسلحة داخل الكنيسة، خصوصاً مع تصاعد حالة الخوف من تكرار العمليات ضد الأقباط في دور عبادتهم بعد التطور النوعي للعمليات الإرهابية في مصر، والتي انتقلت لأول مرة إلى داخل دور العبادة في قلب العاصمة القاهرة. «القدس العربي» سألت الأنبا مرقس، للتثبت من تصريحاته المثيرة عن صاحب مبادرة التدريب تلك فقال «المبادرة جاءت من وزارة الداخلية عندما أرسلت لنا في كنيسة شبرا الخيمة اقتراحا بتدريب الكشافة، ومعلوماتي أنه قد تم إرسال رسائل مماثلة لكل الأبرشيات والكنائس».
وأضاف أن «التجربة بدأت وانتهت قبل أعياد الميلاد وبسؤال المتابعين لها فقد حققت نجاحا ملموساً، وأعرب المسؤولون عنها عن استفادتهم من التجربة».
وأوضح «هذه التدريبات ليست دفاعية ولا هجومية. لا أعلم على سبيل الدقة تفاصيل التدريبات التي تمت».
وتأسست الكشافة الكنسية عام 1933 وصار لها دور كبير واضح في الفترة الأخيرة، وهي حركة تطوعية ليس لها أي دور سياسي، وتقوم بالتدريبات والفاعليات الكشفية والتنظيمية، ويتبع كل كنيسة فريق كشافة خاص بها .
وحول الجدل حول التدريبات الأمنية، قال نشأت مرجان، قائد فريق كشافة الكنيسة البطرسية، التي تعرضت للهجوم الأخير، في تصريح لـ»القدس العربي»: «لا علاقة لنا بهذا الموضوع على الإطلاق فنحن فى خدمة تطوعية داخل أسوار الكنيسة فقط ولم يعرض علينا الأمر من الأساس ولو تم عرضه أظن أننا سنرفض».
وأضاف: «رغم ما حدث في كنيستنا إلا أننا لا نرى في تحولنا لأفراد أمن حلا للمشكلة وإذا تم تدريبنا نحن فماذا عن باقي الكنائس، كيف سيتم تأمينها أم سيتم تعميم ذلك الأمر على كل الكنائس».
كذلك أكد صاموئيل متياس، القائد العام لأمانة الكشافة في أسقفية الشباب في الكاتدرائية المصرية في تصريحات خاصة لـ«القدس العربي» أن «الكشافة ليس لها علاقة بالتأمين، هؤلاء شباب في سن الجامعة، وهذا الكلام غير مطروح على أي مستوى ومناقشته غير مطروحة أيضا، والكشافة ليست حتى أمن إداري، لكننا نقوم بالتنظيم داخل الكنيسة من أيام البابا شنودة، ودائما ما يحدث تنسيق بين اللجنة المسؤولة عن النظام في الكشافة وقوات الأمن المسؤولة عن التأمين في المناسبات».
وتابع: «بمعنى أن يتواجد شباب الكشافة بجوار أفراد الأمن المسؤولين عن التفتيش لطمأنة شعب الكنيسة وتهدئة المتذمرين من الإجراءات، كما يختص أفراد الكشافة بتنظيم طوابير السيدات والوقوف على راحتهم حتى دخول الكنيسة».
وأوضح متياس: «إننا لم ندرب أحدا على شيء ولا ندرب شبابنا إلا على المعاملة الحسنة والطيبة».
وحسب الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أحمد كامل، فإن «الأمر به غموض كبير ولا يمكن تحليله ولا تفسيره إلا بمعرفة نوع هذه التدريبات وماهيتها».
وأضاف لـ «القدس العربي» أن «أفراد الكشافة قد ظهرت لهم أدوار بارزة في السنوات الأخيرة نظرا لتتابع الأحداث التي مرت بمصر، فتخطى دورهم قليلاً فكرة الخدمة داخل الكنيسة إلى التنظيم الذي يضمن نوعاً ما من تحقيق الأمن عن طريق التحقق أحيانا في المناسبات والأعياد من بطاقات الهوية لقاصدي الكنيسة وأحيانا تنفيذ إجراءات تفتيش».
وأوضح أن «هذا الدور حتى بعد تطوره لا يمكن أن يرقى إلى أن تتحمل الكشافة الكنسية أي دور تأميني لأن طبيعة تكوينها تمنع ذلك ولأن هذا الأمر يلقى رفضا من قطاعات كبيرة في الكنيسة».
وتابع: «قد تكون هذه التدريبات لزيادة الاطمئنان على الحالة الأمنية أو لمساعدة الداخلية بشكل ما على إجراءات التأمين التي تقوم بها خصوصا وأن عددا كبيرا من الكنائس ليس به بوابات إلكترونية لتسهيل عملية التفتيش ومنع دخول المتفجرات».
وأعرب كامل عن استغرابه من القلق الذي صاحب تصريحات الأنبا مرقس والذي تطرق على حد قوله، إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تشكيل ميليشيا قبطية، حيث أوضح أن «الدولة في مصر لا يمكن أن تسمح بذلك، فضلا عن أنه ليس توجها على الإطلاق للكنيسة في مصر نظرا لخطورته الكبيرة، وأن الموضوع ينحصر في إطار أضيق من ذلك بكثير ويجب عدم تهويله وتحميله أكبر مما يحتمل».

الأنبا مرقس لـ«القدس العربي»: الداخلية قدمت مبادرة التدريب الأمني لكشافة الكنيسة في مصر

ناصر عبد الحميد

لجنة الحوار الوطني حددت معايير مشاركة الأحزاب والحركات المسلحة في الحكومة السودانية المقبلة

Posted: 22 Jan 2017 02:15 PM PST

الخرطوم ـ «القدس العربي»: وضعت اللجنة العليا لمتابعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني السوداني معايير عامة لمشاركة الأحزاب السياسية والحركات المسلحة والشخصيات القومية في الحكومة المقبلة على المستويات كافة.
وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم انطلاقة مؤتمر الحوار الوطني، والذي عرف في وسائل الإعلام باسم «الوثبة» في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر2015، وسط مقاطعة قادة الحركات المسلحة الرئيسية، فيما شارك منتسبون لبعض الحركات التي انضمت للسلام. وحسب إبراهيم محمود حامد، مساعد رئيس الجمهورية، وعضو اللجنة، فإن «الاجتماع الذي عقد أمس في بيت الضيافة في الخرطوم والذي ترأسه البشير توصل لاتفاق حول معايير تشمل الأشخاص المرشحين للوزارات والمجالس التشريعية». وأعتبر أن «هذا الاتفاق يمثّل الخطوة للحكومة المقبلة».
وقال في تصريحات صحافية، إن «الفرصة لا تزال مواتية للحركات المسلحة والأحزاب في الخارج إذا كانت راغبة في السلام». وأشار إلى أن «الدعوة المقدمة من الآلية الأفريقية رفيعة المستوى لمقابلة الحركات المسلحة وأحزاب المعارضة في الخارج»، مبدياً الاستعداد لـ«المضي قدماً نحو مرحلة جديدة من تاريخ السودان».
وأضاف محمود أن «الحركات المسلحة والأحزاب في الخارج إذا كانت راغبة في السلام، فإن الطريق الآن ممهد لتحقيقه».
ولفت إلى أن «الحكومة وإحزاب الحوار وأهل السودان الآن على استعداد للمضي قدماً نحو مرحلة جديدة من تاريخ السودان عنوانها السلام والأمن والاستقرار ونبذ العنف والحرب».
واتفقت اللجنة العليا لمتابعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني على منح الأحزاب المشاركة في الحوار (من غير المشاركين في الحكومة الحالية) نسبة 15٪ في المؤسسات التشريعية القومية والولائية (المحلية).
وكانت الهيئة التشريعية القومية، قد صادقت بالإجماع على التعديلات الدستورية المتعلقة بحكومة ما بعد الحوار الوطني. وتشمل التعديلات استحداث منصب رئيس الوزراء، وإضافة مقاعد للبرلمان ومجلس الولايات والمجالس الولائية بالتعيين، فضلاً عن تعديل اسم الحكومة الحالية (حكومة الوحدة الوطنية) إلى (حكومة الوفاق الوطني).
ونصّت توصيات المؤتمرعلى تشكيل حكومة وفاق وطني من كل المستويات، قوى الحوار الوطني، وتلك التي تقبل بالتوصيات خلال فترة التكوين.
وتشكل الحكومة الجديدة بعد ثلاثة أشهر من إجازة التوصيات من قبل الجمعية العمومية التي تضم كل المشاركين في الحوار.
وحسب توصيات لجنة قضايا الحكم في المؤتمر، فإن مهام حكومة الوفاق الوطني تتمثل في تنفيذ مخرجات لجان الحوار الست، وإجراء التعديلات الدستورية اللازمة، وإصدار قوانين لوضع المخرجات موضع التنفيذ، إضافة إلى تعديل المجالس التشريعية الحالية.
وحددت اللجنة مدة استمرار حكومة الوفاق الوطني، بأربع سنوات متصلة اعتباراً من تاريخ تشكيلها، على أن يحكم دستور 2005 الانتقالي مرحلة الحكم الوفاقي بعد إجراء التعديلات اللازمة عليه.
وترفض المعارضة السودانية بفصائلها المختلفة (السياسية والمسلحة) هذا الحوار. وقد اعتبرت قوى «نداء السودان» أنها غير معنية بالحوار الذي دار في قاعة الصداقة.
وأكدت مقاطعتها للمؤتمر الحوار الوطني منذ بدايته، مشيرة إلى أن ما حصل «حوار داخلي الغرض منه إطالة عمر النظام».
واتهمت المعارضة الحكومة بـ«عدم الجدية لغياب العديد من خطوات بناء الثقة، وعلى رأسها إتاحة الحريات العامة، وإيقاف الحرب وإعطاء أولوية قصوى لمعالجة الوضع الإنساني في مناطق النزاع».
حزب المؤتمر الشعبي، الذي كان زعيمه الراحل حسن الترابي، جزءاً من حكومة البشير منذ انقلاب 1989، لكن تم ابعاده منذ 17 سنة، أعلن مشاركته في الحكومة المقبلة.
وأوضح الحزب، الذي شارك بقوة في جلسات الحوار، أن «مشاركته في حكومة الوفاق الوطني في مستوياتها كافة، أجيزت بعد اتخاذ الاجراءات اللازمة لإجازة التعديلات الدستورية المتوافق عليها، وخاصة التي تتعلق بالحريات».

لجنة الحوار الوطني حددت معايير مشاركة الأحزاب والحركات المسلحة في الحكومة السودانية المقبلة

صلاح الدين مصطفى

تمديد مهمة القوات المصرية المشاركة في «عاصفة الحزم» خلال اجتماع لمجلس الدفاع الوطني

Posted: 22 Jan 2017 02:15 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: مدد مجلس الدفاع الوطني، في مصر، أمس الأحد، مهمة القوات المصرية المشاركة في عاصفة الحزم في اليمن.
وحسب البيان الرسمي، فقد قرر المجلس «تمديد مشاركة العناصر اللازمة من القوات المسلحة المصرية في مهمة قتالية خارج الحدود للدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر وباب المندب».
وانعقد اجتماع المجلس بكامل هيئته برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حسب ما أعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف.
وتم خلال الاجتماع استعراض مستجدات الموقف الأمني على الساحة الداخلية والجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب في سيناء ومتابعة سير العمليات العسكرية للتصدي له والقضاء عليه، والتقدم الذي تم إحرازه على هذا الصعيد.
كما ناقش المجلس تطورات الأوضاع على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومختلف الجهود الدولية التي تُبذل سعياً للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بالمنطقة. وتطرق الاجتماع كذلك إلى الإجراءات التي تتخذها أجهزة الدولة المختلفة من أجل إحكام السيطرة على الحدود والمنافذ والمعابر بالنظر إلى التحديات الأمنية القائمة في المنطقة، ومخاطر الإرهاب المتزايدة نتيجة ما يشهده الشرق الأوسط من اضطراب وتوتر.
وقد وجه السيسي في هذا الإطار بمواصلة اتخاذ أجهزة الدولة المعنية جميع التدابير اللازمة لضمان تأمين الحدود البرية والبحرية للبلاد، فضلاً عن استمرار تحلي الأجهزة الأمنية بأقصى درجات الاستعداد واليقظة والحذر وتشديد إجراءات تأمين الأماكن والمنشآت الحيوية.
ويضم المجلس في عضويته، رئيس مجلس النواب، ورئيس مجلس الوزراء، ووزراء الدفاع والمالية والداخلية، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، ورئيس المخابرات العامة، وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، ورئيس هيئة العمليات، ومدير المخابرات الحربية.
ويأتي الاجتماع قبل ذكرى الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني مما يفتح باب التكهنات حول ما إذا كان ينصب في الأساس على مناقشة الأوضاع الأمنية في ذكرى الثورة المصرية، مع عدم وجود دعوات واضحة حتى الآن من أيا من القوى السياسية أو الحركات السياسية للاحتجاج تزامناً مع الذكرى.
وتم تشكيل المجلس بموجب القرار الجمهوري بقانون رقم 21 لسنة 2014 والذي كان قد أصدره الرئيس السابق عدلي منصور. حدد اختصاصاته في النظر في الشؤون الخاصة بوسائل تأمين البلاد وإعداد ملامح السياسة العسكرية وحالات الاستعداد القتالي للقوات المسلحة وتحديد شكل الحماية المدنية وتكوينها ومناقشة موازنة القوات المسلحة ودراسة وإعداد مشروعات المعاهدات والاتفاقيات المتعلقة في الشؤون العسكرية والأمن القومي ومعاونة رئيس الجمهورية في اتخاذ قرار الحرب.
وكان السيسي قد أصدر قراراً جمهورياً لاحقاً برقم 512 لسنة 2016 بتعديل بعض أحكام قرار رئيس الجمهورية رقم 233 لسنة 2014 بشأن تنظيم الأمانة العامة لمجلس الدفاع الوطني. ونصت التعديلات على أن يختص الأمين العام بإصدار اللوائح المالية والإدارية اللازمة لتنظيم العمل بالأمانة العامة للمجلس، ومنها لائحة شؤون العاملين، وذلك دون التقيد بالقواعد والنظم الحكومية المعمول بها في هذا الشأن. ويعين الأمين العام عددا كافيا من ضباط وضباط صف القوات المسلحة (المعارين من وزارة الدفاع) وغيرهم في الدرجات الوظيفية ما دون الدرجة الممتازة ويلحق بالأمانة العامة عدد كاف من الموظفين المدنيين.
وفي السياق، قال المتحدث الرسمي لحزب الدستور لـ«القدس العربي»، خالد داوود: «إذا كان الهدف من الاجتماع هو مناقشة ذكرى الخامس والعشرين من يناير، فيجب على الدولة أن تتعلم الدرس مما سبق بأنه لا جدوى من إشاعة الرعب والفزع لدى المواطنين كما حدث قبل 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 التي سميت ثورة الغلابة. كما يجب عليهم التعامل مع اليوم باعتيادية خصوصاً في ظل التزام القوى الوطنية بعدم إصدار أي قرارات يمكن أن تثير أي مشاكل في هذا اليوم».
وأضاف: «يجب على الدولة الابتعاد عن تشويه ذكرى الثورة بالترويج لها على أنها يوم للعنف يستوجب الذعر المعتاد من الدولة، وبالتالي المواطنين».
يمكن أن يكون الاجتماع لمناقشة تبعات حكم المحكمة النهائي بمصرية تيران وصنافير، هكذا علق مسؤول ملف الأمن بالمركز الإقليمي للدراسات، أحمد البحيري لـ«القدس العربي».
وبين أن «الاجتماع قد تكون على أجندته قضايا أخرى غير التي تم الإعلان عنها، خصوصاً وأن التوقيت الحالي يشهد ما يشبه الحركة الساكنة في المجتمع». وأضاف: «بعد تداعيات قضية تيران وصنافير والتي حظيت باهتمام شعبي كبير وخرج على أثرها عدد من المظاهرات البسيطة وأقيمت عدد من الفاعليات السياسية والتي لم تحدث منذ ثلاث سنوات تقريباً». وقال إن «الموقف الرسمي للحكومة والرئاسة المصرية لم يتضح بعد ولم تخرج أية تعليقات منهما للتعقيب على حكم المحكمة الأخير الذي يفترض أنه أسدل الستار على قضية تيران وصنافير».
من ناحية أخرى، أوضح أن «الاجتماع الآن قبل ثلاثة أيام فقط من ذكرى ثورة يناير قد يكون أيضاً لدراسة خطة التأمين لهذا اليوم والاطمئنان على ذلك خصوصاً مع التبعات الاقتصادية الصعبة التي أعقبت قرار تعويم الجنيه المصري، تحديداً على الطبقات الفقيرة والمتوسطة والتي تضاعفت معاناتها بعد هذا القرار، مع ارتفاع أسعار الخدمات الأساسية مثل النقل والكهرباء والمياه وارتفاع أسعار الأغذية».
وتابع: أن «حالة التململ الشعبي تلك قبل ذكرى الثورة قد تكون باعثا هاما على انعقاد هذا الاجتماع لدراسة الحالة على الأرض جيداً والوقوف على خطط التعامل الأمني في حال خروج احتجاجات غير متوقعة».

 

تمديد مهمة القوات المصرية المشاركة في «عاصفة الحزم» خلال اجتماع لمجلس الدفاع الوطني

اليمن: القوات الحكومية تتقدم نحو مشارف مدينة المخا الساحلية والمواجهات تزداد ضراوة في كافة الجبهات

Posted: 22 Jan 2017 02:15 PM PST

تعز ـ «القدس العربي»: أكدت مصادر عسكرية أن القوات الحكومية المدعومة بقوات المقاومة الشعبية، تقدمت أمس الأحد بشكل كبير نحو مشارف مدينة المخا، الساحلية الغربية لمحافظة تعز والتي تقع فيها ميناء المخا، التي تعتبر أهم الموانئ للميليشيا الانقلابية التي كانت تستخدمها بدرجة أساسية للتهريب بكل انواعه.
وذكرت «ان وحدات من القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الشعبية وصلت الأحد إلى مشارف مدينة المخا، وأنها أصبحت على بعد كيلو مترات محدودة عن وسط المدينة». وأوضحت أن هذا التقدم العسكري على الساحل الغربي لليمن، يتزامن مع تقدم عسكري أيضا في الجبهات المحيطة بالعاصمة صنعاء.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد الركن عبده عبدالله مجلي لـ(القدس العربي) «ان القوات المسلحة والمقاومة الشعبية تحقق خطوات متسارعة بالتقدم صوب مدينة المخا بالتزامن مع التقدم نحو العاصمة صنعاء».
واضاف «ان وحدات القوات المسلحة والمقاومة الشعبية المسنودين بالطيران المقاتل والأباتشي لدول التحالف العربي وصلوا إلى منطقة أبو رزيق، الواقعة بين منطقتي الكدحة وواحجة، بالقرب من مدينة المخا، وسط انهيارات كبيرة في صفوف قوات الانقلابيين وتزايد حالات الفرار لقواتهم امام الضربات القوية لقوات الجيش واختراقات دفاعات المليشات الانقلابية وتنفيد الهجمات المركزة اثناء الهجوم من الحركة والعمل علي السيطرة علي الاماكن الهامة».
وأوضح أن هذا التقدم العسكري النوعي لقوات الجيش أسهم بدور كبير «في اختلال توازن دفاعات الانقلابيين في جبهات القتال، وسارع في تقدم القوات المسلحة والمقاومة الشعبية باتجاه مدينة المخا، والتي تغلبت علي حقول ألغام المزروعة في المناطق الساحلية المؤدية إلى المخا».
وأكد مجلي ان وحدات «القوات المسلحة والمقاومة الشعبية تواصل التقدم لاكمال السيطرة والتحرير لميناء المخا الاستراتيجي الذي لا يفصل بينه وبين تواجد قواتنا سوى كيلومترات محدودة، حيث أن هذه القوات في تقدم مستمر ومن المتوقع أن يتم السيطرة على ميناء المخا في أي لحظة».
وأشار إلى ان وحدات القوات المسلحة تواصل تمشيط المناطق المحررة على الساحل الغربي لمحافظة تعز باتجاه مدينة المخا وتطهيرها من حقول الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بهدف اعاقة تقدم الجيش نحو آخر معاقلها في الساحل الغربي.
وكشف الناطق باسم القوات المسلحة اليمنية عن احتدام المعارك في جبهة نهم، شرقي العاصمة صنعاء، وأن «قوات الجيش والمقاومة الشعبية حققت مكاسب عسكرية مهمة، حيث حررت الجبال والتباب الهامة الحاكمة وأهمها جبل رشح وبادين وحلبان ودوه والتي تحقق السيطرة النارية علي اجزاء من العاصمة صنعاء لقواتنا المسلحة».
واشار إلى أن الخسائر البشرية والمادية الكبيرة للميليشيا الانقلابية أجبرت الكثير من أفرادها على الفرار وترك أسلحتهم والمعدات والاليات العسكرية الثثقيلة».
مؤكدا أن مطار صنعاء الدولي ومنطقة بني حشيش ومنطقة أرحب اصبحت على مرمى نيران القوات المسلحة، وأن الدعم اللوجستي من قوات التحالف العربي لعب دورا هاما في تغيير مجريات سير المعركة في عملياتها الهجومية في جبهات منطقة نهم، كما شكّل السيطرة على بعض مخازن الاسلحة التابعة للانقلابيين في منطقة نهم بمحافظة صنعاء وفي منطقة البقع بمحافظة صعدة ضربات قوية وموجعة لمليشيا الحوثي وصالح الانقلابية «التي تفاجات بالسيطرةعلي الاسلحة المنهوبة للجيش والتي نهبتها المليشا عقب اجتياحها للعاصمة صنعاء والانقلاب على السلطة الشرعية».
ووصف الخطط العسكرية المرسومة بـ(المتطورة) وقال «ان هذه الخطط المتطورة أوصلت قواتنا المسلحة الي تحقيق الانتصارات، عبر الروح المعنوية العالية لقوات الجيش والمقاومة الشعبية والجاهزية القتالية».
وكشف مجلي أن «هناك تواصل مع أعيان قبائل طوق العاصمة صنعاء وأن هناك استعدادات كبيرة للانقضاض علي المليشيا في مختلف الجبهات وتحقيق الانتصارات والأيام المقبلة مليئة بالمفاجات والانتصارات».
إلى ذلك، قام أمس الاحد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد بزيارة إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين، بعد ايام من لقاء مع الرئيس هادي في عدن.
وتحاول الأمم المتحدة التوصل إلى وقف لاطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل اطراف النزاع.
وحسب مسؤولين يمنيين، فإن خريطة الطريق المطروحة من قبل مبعوث الأمم المتحدة الذي من المفترض ان يقدم تقريرا لمجلس الامن هذا الشهر تقترح ان «يتخلى هادي عن صلاحياته لنائب توافقي خلال شهر من توقيع اتفاق السلام المفترض التوصل اليه»، وهو ما يرفضه الرئيس اليمني المعترف به.

اليمن: القوات الحكومية تتقدم نحو مشارف مدينة المخا الساحلية والمواجهات تزداد ضراوة في كافة الجبهات

خالد الحمادي

حملة لمقاطعة جوائز «سيزار» لعام 2017 في فرنسا احتجاجا على «رئاسة» رومان بولانسكي

Posted: 22 Jan 2017 02:14 PM PST

باريس – «القدس العربي»  من هشام حصحاص: بعد أن قررت أكاديمية الفنون وتقنيات السينما الفرنسية تعيين المخرج الفرنسي المعروف رومان بولانسكي رئيسا لحفل جوائز «سيزار» لعام 2017 استهجن فرنسيون بينهم عدد من الفنانين والناشطين المدافعين عن حقوق المرأة، تعيين بولانسكي لهذا المنصب الرفيع، بسبب القضايا الأخلاقية، التي لا يزال متابعا فيها من طرف الولايات المتحدة منذ أربعين سنة. ودشن مواطنون حملة شعبية على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى عريضة الكترونية من أجل إجبار أكاديمية الفنون على سحب هذا التعيين، الذي وصف بـ»العار». وكتبت كليمونتين فانيا صاحبة العريضة: «يعيش بولانسكي منذ سنوات في فرنسا في حماية عدد من كبار وجهاء السينما، رغم أنه مطلوب للمثول أمام القضاء الأمريكي في قضية اغتصاب قاصر في الولايات المتحدة».
وأضافت الناشطة فانيا «إن تعيينه رئيسا لجوائز «سيزار» وصمة عار وفضيحة بكل المقاييس، لأن هذا يعتبر إساءة وشتيمة كبيرة لكل النساء، خصوصا ضحايا الاغتصاب». وتدعو العريضة الفنانين والمواطنين العاديين إلى عدم المشاركة في الحفل أو مشاهدته على شاشات التلفزيون، حيث من المقرر أن يتم تنظيم الدورة 42 في 24 شباط/فبراير المقبل في باريس.
كما شن مغردون على «تويتر» و«فيسبوك» حملة تحت عنوان «لنقاطع جوائز سيزار2017» وحظيت الحملة بمتابعة كبيرة وتعليقات مستهجنة ورافضة لبولانسكي.
وتعود أسباب الغضب الشعبي في فرنسا من رومان بولانسكي، إلى أربعة عقود، حيث كان قد أدين في الولايات المتحدة عام 1970 بتهمة اغتصاب طفلة أمريكية. وكان المخرج البالغ من العمر84 عاما، والحائز على جائزة الأوسكار، قد اعترف بإقامة علاقة جنسية غير مشروعة مع فتاة قاصر تدعى سامانثا جيمير عام 1977، والتي كانت تبلغ من العمر آنذاك 13 عاما فقط. وفر بولانسكي إلى أوروبا في عام 1978 قبل صدور الحكم عليه، ويعيش منذ ذلك الوقت متنقلا بين فرنسا وسويسرا وبولندا. ورفضت السلطات الفرنسية مرات عدة تسليمه للقضاء الأمريكي، بالرغم من صدور مذكرات دولية عدة في حقه. يشار إلى أن المحكمة العليا في بولندا التي يحمل جنسيتها أيضا، كانت قد أيدت في كانون الأول/أكتوبر الماضي قرارا لمحكمة ابتدائية في العاصمة وارسو، يقضي بمنع تسليم المخرج رومان بولانسكي إلى القضاء الأمريكي.
ويحمل رومان بولانسكي الجنسيتين البولندية والفرنسية وله أصول يهودية، حيث كان نجا في طفولته من المحرقة النازية في كراكوف. وحصد جوائز عالمية عدة أهمها جائزة الأوسكار عام 2003، كأحسن مخرج عن فيلم «عازف البيانو» الذي قدمه عام 2002، كما نال جائزة «سيزار» كأحسن مخرج أربع مرات من 1980 إلى 1984. ومن بين أبرز الأفلام التي أخرجها ولاقت نجاحا كبيرا: «الحي الصيني»، و»الطفل روزماري» و»المستأجر» و»عازف البيانو».

 

حملة لمقاطعة جوائز «سيزار» لعام 2017 في فرنسا احتجاجا على «رئاسة» رومان بولانسكي

هشام حصحاص

التنكيل والإعدام يكرس الأزمات ولا يحمي الأنظمة

Posted: 22 Jan 2017 02:13 PM PST

بعيدا عن السجال حول عقوبة الاعدام وما إذا كانت ناجعة لتقليص معدل الجريمة، فان تنفيذها يبعث في النفس قشعريرة وشعورا بالالم. ومع ان الوفاة ظاهرة لا تتوقف لحظة، إلا ان الشعور بان حياة انسان قد ألغيت من الوجود امر لا يستسيغه الكثيرون. ومن المؤكد ان خبر سقوط متظاهر او محتج مضرجا بدمائه في الميدان يثير الغضب وقد يدفع اقرانه لتصعيد احتجاجهم، ولكن وقعه أخف من خبر الاعدام.
الفرق ان القتل الاول اصبح جانبا من حياة البشر خصوصا في المجتمعات التي تعاني من استبداد الانظمة الشمولية، وقد يقال انه «ضرورة للحفاظ على الامن» مثلا. وحين يطلب من الجيش او قوات الامن المدججة بالسلاح النزول إلى الشوارع، فمن الارجح ان تضغط اصابع بعض هؤلاء على الزناد ليردي واحدا او اكثر من المتظاهرين صرعى. ولكن للاعدام وقعا آخر على النفوس. فهو تعبير عن «قتل عمد» اتخذ قرار تنفيذه من اعلى هيئات القضاء وتمت المصادقة عليه من اكبر سلطة في الدولة. هنا يكون الموت قرارا رسميا، صدر بوعي لاسباب مختلفة. فهي تارة تعبير عن «تطبيق القانون» واخرى تعبير عن انتقام وثالثة من اجل تصفية حسابات سياسية. ولذلك اعتبر اي قتل غير مبرر «خارج القانون». فما تمارسه سلطات الاحتلال الاسرائيلية منذ شهور يعتبر في اغلبه «قتلا خارج القانون».
وكثيرا ما أطلق عليه الحقوقيون مصطلح «الاعدام» الميداني، الذي يعبر عن استغلال سلطة الدولة بشكل قبيح ضد الافراد الذين لا يملكون سوى احتجاجهم وقبضات ايديهم التي تهتز في الهواء تعبيرا عن التحدي ورفض سياسات الاحتلال في الحالة الفلسطينية او ممارسة الاستبداد في البلدان المحكومة بانظمة شمولية. ونادرا ما تعترف الحكومات بانها تمارس القتل خارج القانون، الذي يعتبر احدى الجرائم ضد الإنسانية. بل ان أشد الانظمة استبدادا يصر في إعلامه وتصريحات مسؤوليه ان اعدام المناوئين تم «ضمن القانون». وهنا يتوسع السجال كذلك حول مفهوم «القانون» لأن انظمة الاستبداد لديها هي الاخرى قوانينها التي وضعها الحاكم او موظفوه. فالقانون ليس مقدسا بذاته بل ان صواب اي قانون لا يتحقق إلا إذا كان مرتبطا بـ «الحق» و»العدل» و»القبول» من قبل المواطنين او من يمثلهم. ولذلك تعتبر البرلمانات المنتخبة بارادة شعبية حرة مصدرا مقبولا لاصدار القوانين المدنية. وفي الحالة الإسلامية لا يكون القانون مشروعا إلا إذا كان منسجما مع الشرع الإسلامي، او غير متعارض معه على الاقل. ويمكن القول ان اغلب القوانين التي يستند اليها الحكم الديكتاتوري لا تتوفر لها هذه الشروط، بل انها تفرض على الشعب من قبل الحاكم الذي يمارس سلطات التشريع بالاضافة لسلطاته التنفيذية. وحين تغيب الممارسة الديمقراطية، لا يتاح للمواطنين المشاركة في وضع التشريعات، بل يصبحون مستهدفين بها خصوصا إذا أصروا على نيل حقوقهم المشروعة ومنها حق الشراكة السياسية والرقابية.
في منتصف هذا الشهر استيقظ المواطنون في البحرين على نبأ حزين بان ثلاثة من المواطنين قد تم اعدامهم «وفقا للقانون» حسب الرواية الرسمية. جاء الاعدام بعد ان اصدرت المحاكم التابعة للنظام قرارها باعدامهم بزعم مسؤوليتهم عن قتل شرطي اماراتي في العام 2014. هذا الشرطي كان متواجدا بمنطقة الديه للمشاركة مع آخرين في قمع مسيرة خرجت لتأبين ضحية اخرى (هو جعفر الدرازي) الذي قتل في تلك الايام تحت التعذيب في السجن. المتهمون الثلاثة (سامي مشيمع وعباس السميع وعلي السنكيس) أصروا على براءتهم من تلك التهمة، واثبتوا للمحكمة انهم لم يكونوا متواجدين في ساحة الحدث آنذاك. بل ان اثنين منهم كانا يمارسان مهنتهما بشهادة مسؤوليهم. وتقدمت منظمات دولية عديدة من بينها منظمة «ريبريف» المعنية بالدفاع عن المحكومين بالاعدام، بالتماسات عديدة لعدم تنفيذ عملية الاعدام، لأنها ستزيد الوضع تأججا وانها غير مؤسسة على حقائق مبرمة. ووفقا للقوانين الجنائية الحديثة فان اثبات ضلوع انسان في جريمة ما يجب ان يكون «ثابتا بمستوى لا يرقى اليه الشك». ووجهت المنظمات الحقوقية الدولية انتقادات عديدة لقرار اعدام الشبان البحرانيين الثلاثة، مؤكدة ان هناك شكوكا كثيرة حول حصولهم على محاكمة عادلة. برغم ذلك أقرت محكمة التمييز قبل اسبوعين حكم الاعدام. وفي غضون فترة قصيرة وقع الملك ذلك القرار، فنفذ صباح الاحد 15 يناير/كانون الثاني وسط لغط وتوتر كبيرين دفعا الحراك الشعبي المتواصل منذ ستة اعوام للتصاعد. ادى ذلك لمزيد من الاعتقالات واستخدام وسائل القمع لتتعمق حالة الاستقطاب في المنطقة.
ردور الفعل كانت بشكل عام ضد الاعدام. فقد انتقدت الولايات المتحدة الثلاثاء ذلك الاجراء. وأعرب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي عن «القلق لحصول هذه الإعدامات في وقت كانت فيه التوترات قد هدأت في البحرين».
ان استقرار اوضاع الأمم مرتبط بمتانة العلاقة بين الحكام والمحكومين، وهذه المتانة لا تتحقق إلا في اجواء الحرية والعدالة. وحين انطلقت ثورات الربيع العربي في مثل هذه الايام قبل ستة اعوام كانت الشعوب العربية تتطلع لمستقبل مختلف يتأسس على هاتين الدعامتين. ولكن تلك الثورات قمعت باساليب شتى، وعاد الوضع كأن شيئا لم يكن. هذا يعني ان اسباب التوتر التي دفعت بالجماهير للنزول إلى الشوارع ما تزال قائمة. فلا الحرية المنشودة تحققت، ولا الشراكة السياسية تبلورت ولم تقم العدالة في توزيع الثروة. وبدلا من ذلك تم اشغال هذه الشعوب بهموم مختلقة وتوجهات متطرفة وظواهر هدامة كالتطرف والعنف والإرهاب. ومن سعى للتمرد على هذه الظواهر تعرض للقمع والتنكيل. وفي هذه الاجواء تراجعت حالة الوعي لدى قطاعات الامة ازاء القضايا الاساس للامة. ويمكن القول ان الكيان الاسرائيلي شعر للمرة الاولى بالامن والاستقرار، برغم تطرف حكومته التي يرأسها بنيامين نتنياهو. فتوسع في بناء المستوطنات، ومارس ابشع اساليب القمع مع الفلسطينيين، وانتهج سياسة الاعدام الفوري لعشرات الفلسطينيين بدم بارد. كما استمر في تهويد مدينة القدس في غياب الاهتمام العربي والإسلامي بالقضية كلها. والآن بعد ان تم تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، حقق الاسرائيليون اختراقا دبلوماسيا كبيرا، لأن الرئيس الأمريكي الجديد تعهد بنقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس. وكأنه اراد ان يضع خطا تحت الحلم الفلسطيني باقامة دولة مستقلة تمثل القدس عاصمتها. الشعوب غائبة تماما عن القضية المحورية فيما تعيش اوضاعا امنية استثنائية، تتميز بغياب الامن والامل والعجز عن تحقيق مكاسب سياسية بعد المخاضات العسيرة لثورات الربيع العربي، وحالة الاجهاض التي منيت بها تلك الثورات. واعدامات البحرين لا تنفك عما يحدث في الدول العربية الاخرى التي استعادت قوى الثورة المضادة نفوذها فيها ومنعت بالقوة حدوث اي تغيير سياسي ملموس.
هل العودة إلى المربع الاول خيار عملي؟ هذا ما يراهن عليه اعداء الثورات والتغيير، وهذا ما ترفضه القوى الشعبية المتطلعة للحرية والعدالة.

٭ كاتب بحريني

التنكيل والإعدام يكرس الأزمات ولا يحمي الأنظمة

د. سعيد الشهابي

تحدي النهضة العربية

Posted: 22 Jan 2017 02:13 PM PST

مشروع النهضة العربية، من الموضوعات المحورية التي ظلت، ولفترة طويلة، مثارا لجدل محتدم بين الجيل الأول من المفكرين العرب، وهم يبحثون أسباب التخلف في مجتمعاتنا، وكيف نكتسب القدرة للسير في طريق التقدم والرقي تحت ضوء منارات الحضارة البشرية. ولقد واجهت الشعوب العربية تحدي النهضة في لحظتين حاسمتين: لحظة المواجهة بين التخلف والتقدم إبان الغزو الاستعماري للعالم العربي في القرن التاسع عشر، ولحظة الصدام العنيف مع الغرب بعد قيام دولة إسرائيل. وقد حاول المفكرون العرب، كل حسب ميوله الإيديولوجية ورؤاه الفكرية، الإجابة على الاسئلة المتولدة من ذلك التحدي التاريخي، والتي أوجزها المفكر المغربي عبد الله العروي في مشكلات الأصالة والاستمرار والمنهج الفكري العام وأدوات التعبير، والتي أيضا تمثلت في السعي إلى الأصالة بالحديث عن قدرة الإسلام على التجدد لكي يتلاءم مع الحداثة والفكر الحديث، والسعي إلى الحرية والديمقراطية اللتين تكفلا المساواة بين المواطنين في ظل سيادة حكم القانون، والسعي إلى التحديث بتأكيد الدور الحاسم للتصنيع الشامل واقتباس التكنولوجيا الغربية.
ويعلل البعض لفشل مشروع النهضة العربية بأن التراث المعرفي للشعوب العربية لا يؤهلها لتبني الديمقراطية، ولا يملكها مفاتيح بوابات التحديث. وقطعا هذه نظرة إستعلائية قاصرة، تنظر إلى هذه الشعوب وكأنها خرجت لتوها من مرحلة الجمع والالتقاط، وتتناسى الأثر الكبير للحضارة العربية في إعادة بعث النهضة الأوروبية عبر حركة الترجمة والتأليف، وتتجاهل أن الدين الإسلامي أتى بنقلة حضارية رفعت راية التعايش السلمي بين القبائل تمهيدا لتوحيدها في شعوب وأمم. وسقوط مشروع النهضة العربية لم يكن أبدا نتيجة للسمات الخاصة بالموروث الثقافي، أو المكون البيئي والجغرافي، أو التركيبة الوراثية لشعوب هذه البلدان. بل كان بسبب سياسات وبرامج أنظمة الإستبداد والطغيان التي حكمت العالم العربي لفترات طويلة بعد انتصارات التحرر الوطني، والتي طال سيفها صناع النهضة الحقيقيين من مفكرين وعلماء ومثقفين ورجال دين مستنيرين، لتمتلئ مساحاتهم الشاغرة بالتيارات الأصولية الماضوية، وبأنصاف المثقفين الذين سيطروا على وسائل الإعلام وأدوات التوجيه الثقافي والتربوي، ففرضوا نموذجا معرفيا بائسا يقوم على التلقين دونا عن التفكير الناقد، ويتحمس للتجهيل ومعاداة العلم، بدرجة أقرب إلى الملهاة المأساوية. ألم يبرر قادة نظام الخرطوم تعذيبهم للعالم البروفسير فاروق محمد إبراهيم، بالقول « نحن نعذبك لأنك تدرس نظرية دارون «اصل الانواع» لطلاب الجامعة»!!!. وإذا كان قمع الفكر والبحث العلمي يمثل أحد أوجه سياسات أنظمة الاستبداد، فإن خلق البيئة الطاردة للعقول والأدمغة يمثل الوجه الآخر. ولاشك أن هجرة الأدمغة، وسيطرة الشعوذة والخرافة، تعتبر مقاصد أساسية للإستبداد السياسي، كونه يخشى العلماء والمفكرين والإقتدار المعرفي.
النهضة تشترط الاستقرار السياسي، لا بحد السيف والقمع، وإنما في ظل نظام حكم يصون الحريات ويستجيب لتطلعات الشعوب، وقادر على إدارة عجلة التحديث والتطور، دون قطع مع التراث ودون إرتهان له، ويعمل على ترسيخ المؤسسات الديمقراطية الحديثة، في إطار التداول السلمي للسلطة وتسييد مفاهيم المجتمع المدني وتحييد المؤسسات العسكرية. إن حراك التغيير الراهن في المنطقة العربية، سيفتح أبواب الولوج لمرحلة تاريخية جديدة تفوق في أهميتها مرحلة عصر النهضة في العقود الاخيرة من القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، ومرحلة بناء الدول الوطنية المستقلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، لأن إعادة بعث مشروع النهضة سيؤسس في ظل ظروف جديدة مغايرة كليا تتميز بإندفاع رياح التغيير في المنطقة، ولأن قوى التغير، هذه المرة، تحمل وعي عصرها الذي اسقط التعميمات والادعاءات الزائفة والافكار المسبقة، وهي تجيد لغة العصر والتعامل مع منجزات التكنولوجيا بدرجة تمكنها من تطويعها لصالح قضايا الشعوب. وكل ذلك يدفعها لبناء مشروع نهضوي جديد لا يخضع لأي تابوهات سياسية أو عقدة العصبية القومية، وفي نفس الوقت يستثمر إيجابيات العولمة إلى أقصى حد ممكن. فبالنسبة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي مثلا، لن تتم مواصلة اجترار انجراح الذات العربية، وبكائيات خيبات النكسة، ولكن ربما يتم التعامل معها كقضية سياسية قابلة للحل بغير معيار النصر/الهزيمة. وفيما يخص الضغوط الاجنبية والاطماع الخارجية، فستتصدر مصالح الشعوب قائمة الأولويات، لا سيما وإن شباب التغيير لا يعرف عقدة «الخواجة». وقطعا سيتخلق نموذج معرفي جديد، قائم على الانخراط في سلسلة من الأنشطة العلمية، عبر المؤهلين المتخصصين في مجالات المعرفة المختلفة، لا لرفع شعارات عامة أو هتافات تحريضية مؤقتة التأثير، وإنما لصياغة برامج علمية المحتوى، تعكس نبض الشارع وتعبر عن مفهوم النهضة العربية الحديثة القائم على وضع الإنسان، بإعتباره الجوهر العام لأي مشروع نهضوي، فوق جميع الإنتماءات الممكنة. برامج تجتهد في قضايا التراث العربي الإسلامي لمواصلة إستنتاجات المفكرين، أمثال الشهيد حسين مروة، حول أصالة العلاقة بين المحتوى التقدمي الديمقراطي لهذا التراث، والمحتوى التقدمي الديمقراطي لحركة التغيير المعاصرة وثقافتنا الحاضرة، دحضا لكل محاولات الإفتراء بأن المحتوى المعاصر دخيل ومستورد. وهكذا الحال بالنسبة لمناهج التعليم في المدارس والجامعات والمعاهد، وقضايا تربية النشء والثقافة ومحاربة التسطيح والاستلاب الثقافي، وقضايا الشباب والمرأة….الخ. كل ذلك في إطار البديل المرتبط بمشروع التنمية والإنفتاح على آخر منجزات الثورة التكنولوجية والثقافة العالمية، والذي يسعى لتقديم المعرفة بذات الجودة للجميع بدون إستثناء، وبدون أعباء مالية على المواطن. وهكذا سيتم إحياء سر البناء المتمثل في تحرير العقل وعدم إعتقاله في سجون التجريم والتحريم، مما يفتح الباب واسعا أمام نمو مجتمع مدني قادر على التصدي لدوره في التوعية والتثقيف ومراكمة جزئيات النهضة الحضارية الجديدة، والتي تتمثل في تسييد قيم الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة والمواطنة وحقوق الإنسان وحب العمل، وتسييد العلم والمعرفة والثقافة والتحديث، وتحقيق الإصلاح الديني والتنمية المستدامة، وحل قضايا القوميات. نسوق كل ذلك دون تهويل أعمى، ودون إفتراض أن الانتكاسات قد ولى زمانها!!

٭ كاتب سوداني

تحدي النهضة العربية

د. الشفيع خضر سعيد

التطرف «السني» يخدم إيران

Posted: 22 Jan 2017 02:12 PM PST

لا جدال في حقيقة كسب إيران لمناطق نفوذ متسعة على حساب العرب، وغلبة أثر طهران على عواصم العراق وسوريا ولبنان واليمن، وامتداد حدود إيران استراتيجيا من شواطئ الخليج إلى سواحل البحرين الأبيض والأحمر.
والمفارقة الظاهرة، أن إيران لم تكسب كل هذا النفوذ بمجهودها الذاتي فقط، بل كسبته أساسا بعمل آخرين، خاصة الذين ينطلقون في العداوة لإيران من منظور ديني طائفي، يدعي الدفاع عن أهل السنة والجماعة، ويكره الشيعة ويكفرهم، ولا مانع عنده من استحلال دمائهم ومساجدهم وحسينياتهم وحياتهم، باعتبارهم كفارا، خرجوا عن الملة، وهو ما يصل إلى ذروته في جماعات التطرف الأعمى المنسوبة للسنة، التي تسمي نفسها بالسلفية الجهادية، وعلى طريقة «القاعدة» و»داعش» وأخواتهما، وهؤلاء يقدمون أفضل خدمة مجانية متصلة لإيران، فهم يسيئون للإسلام السني، وهو الغالب في المنطقة العربية بامتياز، كما في الدنيا كلها، وبمذاهب فقهية تاريخية متفتحة، كالشافعية والمالكية والحنفية، بل يسيئون أيضا لأتباع المذهب الحنبلي، قبل أن تظهر طبعاته السلفية الأحدث، الموغلة في التشدد البدائي وخلع العقل وعبادة النقل، التي كونت تنظيمات الخوارج المعاصرين، وتستحل دماء المخالفين في الدين والمختلفين في المذهب، بل المختلفين في الفهم من السنة أنفسهم، وتقدم نفسها كأنها تحمل راية التدين الحرفي، وتسعى لاستعادة خلافة لم يرد بها نص ديني ملزم، بل كانت مجرد ممارسة دنيوية مرتبطة بظروف زمانها، وهو ما يؤدي سياسيا وحياتيا إلى وضع خطير، يوضع فيه «الشيعة العرب» بالجملة في سلة إيران، ويصبحون وقودا جاهزا لحروبها، وتحت عباءات مفتعلة القداسة، تدعي الثأر لمقتل الإمام الحسين وسبي السيدة زينب.
والأخطر، أن جماعات التطرف باسم السنة، حصلت على دعم بعشرات المليارات من الدولارات، وجرى استخدامها بمعية أجهزة مخابرات إقليمية ودولية، بينها مخابرات إيران، وقتلت من السنة أضعاف أضعاف ما قتلت من غيرهم، وصارت عنوانا لدمار ذاتي شامل، يحارب العروبة، ويصورها كنوع من الكفر البواح، وهو ما دعم موضوعيا خطط إيران، التي تستند أساسا إلى دعوى الدفاع عن المذهب الشيعي، وتعتمد سياسيا على إشاعة الخوف في أوساط الشيعة العرب، ودفعهم إلى أحضان طهران، وجعلهم جنودا وجيوشا إضافية، يكون ولاؤها الخالص للولي الفقيه في طهران، خاصة أن المذهب الشيعي هو القاعدة الصلبة للحكم في إيران، التي يتكون نسيجها من قوميات متعددة، ولا يشكل الفرس فيها سوى 35% من السكان، بينما الشيعة في كل قوميات إيران هم الغالبية الساحقة، وهو ما يجعل «التشيع» ضمانا للحد اللازم من التجانس في الخليط الإيراني، وقومية إيرانية خاصة جدا، يضيف إليها التطرف المتنكر لأولوية القومية العربية والإسلام الجامع مددا جديدا، ويهدي إيران ولاء مضافا من ملايين الشيعة العرب، تعود إيران لتستخدمهم في تفكيك المجتمعات العربية المجاورة، وتشكل منها فيالق وميليشيات تخوض الحروب عنها، وإلى آخر قطرة دم عربي.
نعم، تخدم الحروب الطائفية قوى الاستعمار الأجنبي، وتخدم كيان الاغتصاب الإسرائيلي طبعا، تكفل له الأمن، ومتعة «الفرجة» على قتل العرب للعرب، لكن الحروب الطائفية تخدم إيران مع وقبل كل هؤلاء، وقد ظهر ذلك جليا في العقود الأخيرة، وبالذات بعد غزو أمريكا للعراق، الذي شاركت عواصم عربية كثيرة في دعمه، وبما أخلى العراق، وحطم مكانة الدولة فيه، وانتهى إلى فراغ مجاور لإيران، ملأته طهران بضم الشيعة العراقيين العرب إلى حوزتها، وتجنيدهم في حروب النفوذ، والاستفادة من انتشار جماعات التطرف المنسوب للسنة، وخوض معارك غير متكافئة معها، أدت إلى تفريغ جنوب العراق ووسطه حتى بغداد من السنة، وتفكيك الترابط الاجتماعي في النسيج العراقي، وهى القصة ذاتها التي سبقت إليها طهران في لبنان، ثم في سوريا واليمن من سنوات، فالنزوع الطائفي لا يخدم أحدا أكثر من إيران، والعروبة الجامعة وحدها هي التي تردع إيران، وتقيم معها جوارا متكافئا، وتسترد الشيعة العرب لأوطانهم، مع القضاء على داء التكفير العبثي المهلك، واستعادة «العروة الوثقى» بين القومية العربية وصحيح الإسلام، والتركيز على كسب حقوق المواطنة المتساوية للجميع، وبغير تمييز على أساس الدين أو المذهب أو العرق.
وقد لا يصح لأحد أن يبرئ إيران من جرائمها، لكن جرائمنا في حق أنفسنا أفظع، وحروب جماعات التطرف الطائفي ـ سنية وشيعية ـ تصب موضوعيا في خدمة إيران.
تجديد وتبديد:
أخشى أن تتحول قضية تجديد الخطاب الديني في مصر إلى تجارة بكل معنى الكلمة، وعلى طريقة ندوات ومؤتمرات تدعو لها وزارة الأوقاف، أو تبادر إليها مشيخة الأزهر، يشارك فيها المشايخ المحظوظون، وتحجز لها الفنادق والقاعات الفاخرة، وتفتح لها الخزائن، وتمد موائد الطعام والشراب، وتقدم فيها أوراق الاجترار «لزوم الصنعة»، تظهر بعدها في كتب مطبوعة لا تجد من يشتريها، ثم ينتهى كل شيء إلى لا شيء، تماما كما مؤتمرات «التنمية البشرية» و»الإصلاح الإداري» إن كنتم تذكرونها، ودورات تأهيل الموظفين والمعلمين، التي أنفقت عليها المليارات من منح أجنبية غالبا، وبدت كأنها «قصعة الفتة»، تكالب عليها المحترفون في نهم وتلذذ، ثم ضاع الأثر في الحوافز والبدلات والبطون، ولم يجر إصلاح ولا تأهيل ولا يحزنون، وظل الفساد والخراب يحكم ويعظ.
ولا قيمة لمناقشات تدور في فراغ اجتماعي، أو دون احتياج وأولويات تفرض نفسها، ولا فرق هنا بين مناقشات إدارية واقتصادية ومناقشات دينية، فليس المطلوب خلق أجواء من الضجيج الفارغ، أو الإيحاء بأداء واجبات وهمية، وفي مصر الرسمية الآن، ثمة إلحاح رئاسي على تجديد الخطاب الديني، ثم دورات لوم من الرئيس للمشايخ، واستجابات لا تتعدى المزيد من الإنفاق السفهي والكلام الميت، والسباق اللاهث بين الأوقاف والأزهر على كعكة نيل الرضا، وهذه طريقة لن تنتهي إلى شيء يذكر، بل إلى تبديد لا تجديد، لا يتعظ بدروس ما جرى عبر أربعين سنة مضت من الانحطاط التاريخي، فكما جرى النكوص عن النهوض والتصنيع واقتصاد الإنتاج، وتجريف نظام العدالة الاجتماعية، وفتح الأبواب للنهب والتهليب وشفط الثروة العامة، وتحصين الفساد وتدهور القيم، فقد جرى مثله بالضبط في ساحة الخطاب الديني، وليس المقصود ـ بالطبع ـ الدين في ذاته، فهو محفوظ بعناية الله، لكن المقصود هو الفقه والتفسيرات الدينية الرائجة، وقد ساد الانحطاط فيها، كما الانحطاط في السياسة والاقتصاد والثقافة، وبدت التفسيرات مظهرية قشرية تجارية، تنزع عن الدين جوهر العدالة فيه، وتتواطأ مع الفساد المسيطر، وعلى طريقة فتوى جواز «الإكرامية» التي صدرت عن مفت سابق، أو فتوى جواز طرد الفلاحين المستأجرين التي صدرت عن شيخ الأزهر نفسه، وفتاوى الجلباب واللحى والنقاب وكراهة الأقباط وتكفير الشيعة، التي جعلها السلفيون معيارا للتدين الحق، مع ترك السياسة بمظالمها، تفقر أغلب الناس، وتشل مقدرتهم المتداعية على مواصلة بطولة البقاء على قيد الحياة، وترك فرص الحياة الرغدة للظالمين والنهابين، والاكتفاء بأحاديث عذاب القبر، وآخرة «الحور العين».
نعم، لا فرصة لتجديد مؤثر في خطاب الدين بدون تجديد مواز في الدنيا، ولا ثورة في فقه الدين منفصلة عن الثورة في الدنيا، فالعقيدة والعبادات والشريعة أوامر إلهية، وليست موضعا لنقاش ولا لجدال، لكن الفقه والتفسيرات أمور دنيوية، تختلف بتنوع الامكنة والأزمنة والظروف، ولا نهوض ولا تجديد جامع فيها خارج دورات نهوض الأمم، ففي مصر، ظهرت تجديدات الإمام محمد عبده في سياق ثوري، وقد كان الإمام طرفا مباشرا في ثورة أحمد عرابي، وحين فشلت الثورة، ذهب الإمام إلى المنفى، وعاد أقل وهجا مع فتوى الكفر بفعل «ساس» و»يسوس»، وفي دورة نهوض أعظم مع ثورة جمال عبد الناصر، ظهر الإمام المجدد محمود شلتوت، وهو أعظم مشايخ الأزهر بإطلاق عصوره، وكانت تجديداته الفقهية في علاقة جوار وحوار مع نهوض مصري هائل، يجدد الحياة، وينشر التقدم والتعليم والتصنيع، وينتصر لقيم العدالة والعمل، ويؤكد على التعبئة الوطنية ونبذ الطائفية، وهو ما جعل فتاوى الإمام شلتوت في موضعها وزمانها تماما، فقد كانت الأمة تغادر أكفانها، وتصحو إلى دور على خرائط الدنيا الناهضة، وتزيح ركام الغبار عن قيم الإسلام المطموسة.
وبالطبع، ثمة عقول قادرة على التجديد الآن، لكن المشكلة تظل في السياق الذي تجري فيه محاولات التجديد، وهو سياق ملغوم وغاية في الاضطراب، يكاد لا يعرف هدفا للتجديد الذي يدعو إليه، فلسنا بصدد ثورة اجتماعية، وحتى نطلب تجديدا دينيا يواكبها، وينشر قيمها الجديدة بين الناس، بل ثمة ركود وقمع وتواطؤ ضد ثورة الناس، وعودة إلى اختيارات الهوان في السياسة والاقتصاد، وتكريس الظلم الاجتماعي، ونشر البؤس والبطالة والإفقار، وجعل الدنيا حكرا للنهابين وحدهم، وهو ما يجعل خطاب التجديد الديني يتوه، ويلقى مصير الأذان في مالطا.
كاتب مصري

التطرف «السني» يخدم إيران

عبد الحليم قنديل

هل باتت الديمقراطية في خطر؟

Posted: 22 Jan 2017 02:12 PM PST

«في هذه الليلة استطاعت فرنسا أن تؤكد ارتباطها الوثيق بقيم الجمهورية». هكذا عبر الرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك، عن فرحته بهزيمة منافسه، جون ماري لوبان، مرشح أقصى اليمين، عندما أعيد انتخابه رئيسا لولاية ثانية للبلاد في أبريل عام 2002؛ فقد شكل وصول جون ماري لوبان إلى الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، آنذاك زلزالا سياسيا كبيراً لكل الديمقراطيين، ليس في فرنسا فحسب، بل في أوروبا كلها أيضاً. 
اليوم، وبعد مرور نحو خمسة عشر عاما على هزيمة اليمين الفرنسي، تعود أوروبا، مرة أخرى، لتحبس أنفاسها من جديد؛ فالكل بات يعلم أن اليمينية الشعبوية لم تعد، كما كانت عليه من قبل، نزوة اجتماعية عابرة سرعان ما تخبو جِذوتها، وإنما أصبحت رقما صعبا لا يمكن تجاهله، وخطرا محدقا بالديمقراطيات الغربية كلها بلا استثناء؛ فقد أماطَ انتصارُ دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ونتيجة استفتاء الـ «بريكسيت» في المملكة المتحدة اللثامَ عن مستوى استشراء الشعبوية في المجتمع الغربي، على نحو فاق كل التوقعات، وفاجأ الجميعَ حجمُها الحقيقي الذي ترزح تحت وطأته الولايات المتحدة الأمريكية، ودول الاتحاد الأوروبي، ما زاد من خوف الوَجِلين من صعود اليمين المتطرف في الانتخابات التي ستشهدها ألمانيا وهولندا وفرنسا هذا العام؛ وسيؤدي حتما إلى الضغط بقوة على الأحزاب الديمقراطية التي وجدت نفسها بين مطرقة هاجس الإخفاق في كسب رهان الانتخابات، وسندان الوفاء للقيم التي ارتكزت عليها ايديولوجياتها.
 إذا افترضنا جدلا أن الازمات لابد أن تُفضي بالضرورة إلى ارتفاع أصوات اليمين الشعبوي في الانتخابات، فإن ارتفاعها على هذا النحو غير المسبوق الذي يشهده الغرب عموما، والاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص معناه أن ثمة مصيبة قِيمِيَّة كبيرة أصابت الديمقراطية، حتى بدت وكأنها لم تكن يوما ما قيمة راسخة في أوساط المجتمع الأوروبي، أو مُسَلّمة بديهية لا غبار عليها. لقد أعطت التحولات السياسية الأخيرة انطباعا بأن الديمقراطية لم تكن في الواقع سوى مساحيق تجميل غطت في سنوات الرخاء، والاستقرار السياسي والاقتصادي وجها آخر مستعدا للدوس على قيمها عند الضرورة. وعليهِ فإنّ مناخا بات يتشكل اليوم، رويدا رويدا، في ظل أزمات أوشكت أن تقصم ظهر الاقتصاد الأوروبي، وفي ظل عوامل دولية وإقليمية ومحلية تتغير بوتيرة سريعة لم يشهد العالم مثلها من قبل، من شأنه، في أسوأ الأحوال، أن يؤدي الى خروج مارد القومية المتطرفة من قمقمه، ويساهم على المدى البعيد في إحياء الأنظمة الشمولية في أوروبا من جديد. ولعل نقض عُرى الديمقراطية، عروةً، عروةً على النحو الذي دأب عليه حزب القانون والعدالة اليميني الحاكم في بولندا في تحد صارخ للاتحاد الأوروبي خير دليل على ذلك.
لقد حذر مارتن شولتز، رئيس البرلمان الأوروبي المنتهية ولايته، في حوار أجرته معه صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» الألمانية في السادس من يناير 2017 من مغبة الأوضاع الآنية التي يمر بها الاتحاد، وأثرها الكارثي على الديمقراطية، وأكد أن «اليأس الذي أصبح يتملك كثيرا من الناس، يهدد الديمقراطية في أوروبا على نحو لم يسبق له مثيل». وأن الناس عندما يشعرون «بأن المجتمع لا يكترث لهم، فإنهم سيتجهون لا محالة نحو التطرف، وعندما يشعرون بأن الديمقراطية لا تحميهم، فإنهم حتما سيبحثون لأنفسهم عن بدائل أخرى». مؤكدا أن الشريحة التي ستدعم بأصواتها «المُدمّرين»، في إشارة منه إلى اليمين الشعبوي، «لا تقتصر على أولئك الذين يكابدون شظف العيش فحسب، بل تضم ميسوري الحال من الذين يخشون من مستقبل مجهول أيضاً».
إن أزمة اللاجئين التي ستكون حاضرة بقوة في السجالات الانتخابية المقبلة لم تكن سببا رئيسيا قطّ في بزوغ نجم اليمين الشعبوي، كما يُوهم البعض؛ فهي لم تكن في الواقع سوى القطرة التي أفاضت الكأس، وإلا فكيف نُفسر تَمَكّن حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتطرف، في سبتمبر 2016 من تحقيق نجاح مذهل في الانتخابات البرلمانية في ولاية مكلنبورغ – فوربومرن، حيث أصبح ثاني أكبر قوة سياسية، متفوقا على حزب المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، رغم ان الأجانب الذين يشكلون أقل من 4 في المئة من سكان هذه الولاية يكاد يكون حضورهم في المجتمع منعدما، وكيف نفسر حصول مرشح الديمقراطيين، ألكسندر فان دير بيلين، في الانتخابات الرئاسية النمساوية الأخيرة على أغلب الأصوات في فيينا، حيث يوجد معظم اللاجئين في النمسا على الإطلاق، بينما يفوز منافسه، مرشح اليمين الشعبوي، نوربرت هوفر الذي ارتكزت حملته على مناهضة المهاجرين بغالبية الأصوات في معظم الأقاليم، والمقاطعات التي لا يوجد فيها اللاجئون أصلا.
من أهم العوامل التي دخلت معترك الانتخابات، ولم تكن تخطر على بال أحد، فأربكت الساسة، وأعادت خلط أوراق الدراسات، واستطلاعات الرأي في هذا الشأن، هو تنامي تأثير التدخل الافتراضي على هذه الانتخابات عبر تسخير «التطبيقات الاجتماعية» (سوشيال بوتس) للنشر المنهجي، لِما بات يصطلح عليه بـ «الأخبار الكاذبة» أو قرصنة الحسابات الشخصية لمن يُرامُ الإطاحة به، وتشويه سمعته من الساسة بنشر فضائحه على موقع ويكيليكس، مثلما حصل مؤخرا لهيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. لا شك أن هذا السلاح الجديد سيشكل عقبة جديدة أمام الأحزاب الديمقراطية، وسيجبرها لا محالة على نقل جزء من معركتها الانتخابية إلى العالم الافتراضي، خاصة أن الشعبويين يتقنون آليات المواقع الاجتماعية أكثر من أي فصيل سياسي آخر؛ فحزب البديل من أجل ألمانيا مثلا يتوفر على قاعدة عريضة من المتابعين، أكثر مما لدى حزبي الائتلاف الحكومي معا، ولن يتوانى ابدا عن توظيف هذه الوسيلة في حملته الانتخابية التي بدأ يدق طبولها بحدة.
لقد أكدت كل من منظمة «هيومن رايتس ووتش» و «المنتدى الاقتصادي العالمي» في تقريرهما السنوي 2017 هذه الصورة القاتمة لمستقبل الديمقراطيات في الاتحاد الأوروبي، الذي أصبحت تحدده الجغرافيا أكثر مما تحدده القيم التي أقرتها «معايير كوبنهاغن» عام 1993. فهل ستنجح الديمقراطيات الأوروبية في مفاجأة الجميع بكسب رهان الانتخابات المقبلة؟ لقد أثبتت النمسا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أنّ هذا ممكن، لكنها لم تتمكن من حسم هذه المعركة لمصلحة الديمقراطية إلا بشق الأنفس. وإذا كان اليمين الشعبوي قد خسر معركة واحدة، فإن رحى الحرب السياسية ما تزالُ دائرة لم تتوقف بعد.
كاتب مغربي

هل باتت الديمقراطية في خطر؟

عبد الكريم أهروبا

بين هوامش كيري واشتعال الجبهات.. مايزال الملف اليمني قضية مؤجلة

Posted: 22 Jan 2017 02:12 PM PST

يختفي وزير خارجية أمريكا جون كيري ليحل محله، كما يُعتقد، ريكس تيلرسون المرشح في إدارة ترامب الجديدة، الذي بكل تأكيد لا يمتلك أي معرفة حقيقية عن اليمن، إلا من خلال النشاطات السابقة لشركة إكسون موبيل، التي حفرت بئرين استكشافيتين في قطاع عماقين/ محافظة شبوة ثم رحلت.
كانت مبادرة كيري التي حملها إلى اجتماع الرباعية (امريكا بريطانيا السعودية الإمارات) في مدينة جدة نهاية أغسطس العام الماضي، عبارة عن «سكتشات» غامضة في بدايتها، حتى أنه لم يستطع بلورتها بشكل مفهوم في مؤتمره الصحافي مع وزير خارجية المملكة السعودية، فقدّم شرحاً عائماً مرتبكاً، بينما أكد نظيره السعودي، بصورة مغايرة حينها، على التمسك بالمرجعيات «الشهيرة» التي يتم ترديدها في كل مناسبة.
وهكذا اعتبرت المبادرة منذ ولادتها هوامش أو خواطر، بصياغة غير متماسكة ومتضاربة الدلالات، حتى أنها لم ترقَ إلى أن تظل مستندا موضوعيا في سجلات الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي لأزمة اليمن المشتعلة منذ 21 سبتمبر 2014 حين أسقط أنصار الله «الحوثيون» عاصمة اليمن صنعاء بالقوة ثم أشعلوا اليمن، من بعدها، في حروبهم غير المسبوقة في التاريخ.
أحدثت ما وُصفت لاحقاً بخريطة الطريق أو مبادرة كيري، التي تبناها مبعوث الأمين العام، ولد الشيخ، دون أي منتجة أممية، صدمة كبيرة للجانب الذي يمثل الشرعية في اليمن، خاصة أن مضمونها الرئيس تركز على إيجاد معادلة سياسية جديدة تقوم على نزع صلاحيات رئيس الجمهورية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جميع أطراف الصراع، يتزامن ذلك مع تسليم «أسلحة» وانسحابات شكلية لمليشيات أنصار الله من مدن رئيسية. تلك الخطة أحدثت مخاوف كبيرة من منطلق أن نزع صلاحيات الرئيس وإلغاء دور مؤسسة الرئاسة التي تمثل مرجعية لمختلف القوى المنضوية تحت لوائها، يعني حرفياً إفراغ الشرعية من مضمونها الأساسي، ما قد يدفع الوضع اليمني إلى الانزلاق نحو مجاهيل خطرة. فكان رفض الحكومة الشرعية بشكل صادم لهذه الخريطة رداً أجبر وزير خارجية الولايات المتحدة ومعه المبعوث الأممي على إجراء تعديل في مضمونها.. ربما تركز في مسائل تتعلق بالجداول الزمنية للمسارين السياسي والأمني، بحيث تتيح بقاء الرئيس حتى تُستكمل التزامات جانب الانقلابيين في الشق الأمني. وهذا الشكل المعدل للخطة هو ما يسعى ولد الشيخ في تحركاته الحالية لمناقشته مع الأطراف ذات العلاقة.
إن أي قارئ متابع لجهود كيري في الملف اليمني يمكنه استنتاج الارتباك والسطحية الشديدة في طروحاته، وصلت أحيانا إلى حد الاستهانة بتداعيات الأزمة اليمنية على دول شبه الجزيرة العربية، والأبعاد السياسية التي تدخل في سياق الأهداف الكبرى لجمهورية إيران الإسلامية، في إحداث تغيير بنيوي استراتيجي في النظام العربي لخدمة تطلعاتها التوسعية في المنطقة. أي أن وزير الخارجية الأمريكي السابق ربما كان يعبر عن «الأوبامية» المعلنة في رؤية تقسيم المنطقة بين نفوذ إيراني وعربي، ولهذا تجلت أدوار سكرتير الخارجية الأمريكي السابق في سوريا واليمن بشكل خاص بما يلبي تلك الرؤية واتسم أداؤه بعدم الجدية، والتساهل مع الجانب الذي يخدم الأجندة الإيرانية، إلا بما يحفظ الحد المقبول الذي يلبي مصالح امريكا في بعض الدول العربية ويبقيها حاضرة في أزماتها وملفاتها المتعددة.
من ناحية أخرى اشتعلت جبهات القتال بصورة مضاعفة في الفترة الأخيرة.. وبين حين وآخر يتم الإعلان عن تقدم قوات الشرعية في عدة مواقع مهمة، لكن مع ذلك لا يبدو بشكل واضح أن هناك تحولا استراتيجيا في سير المعارك لأي من الطرفين، ما يعني أن الحرب ستأخذ مداها اللامحدود في عمليات مد وجزر واستنزاف متبادل، بينما تنزلق الحياة العامة للمواطنين إلى مستويات معيشة قاسية. وقد تصل إلى وضع لم يعد مقبولا للعالم، وهذا ما يسعى إليه التحالف الداخلي بين صالح والأنصار، باعتبار المسألة الإنسانية والوضع الاقتصادي والخدمي وسيلة لابتزاز العالم، ومحاولةً لجلب مزيد من الاهتمام بحل النزاع في اليمن بصورة تخدم بقاء أنصار الله كطرف متفوق عسكريا وسياسياً، وهذا بالطبع وضع غير مأمون للداخل والخارج، وقد يعني انتصارا نهائيا للمشروع الانقلابي بأبعاده الإقليمية.
اليمن، وفقاً لكثير من المحللين في الشؤون السياسية والعسكرية، بحاجة ماسة إلى تحول مهم في أرض المعركة، وتحقيق انتصار كامل على الأقل في واحدة من الجبهات المحورية، مثل تعز، أو الاقتراب من مشارف صنعاء وأريافها، ما يعني الوصول إلى وضع يشكل منعطفا حاسما في سير المعارك لصالح قوات الشرعية. عندها ربما يتمكن العالم، من خلال الأمم المتحدة أو الرباعية، التي لا أحد يعلم مصيرها بعد إدارة أوباما، بأن يجد خريطة طريق لإنهاء الحرب والبدء بالتوصل لحلول سياسية. ومن أجل إيجاد الحلول السياسية المستدامة يشدد كثير من الساسة العارفين بتفاصيل الأوضاع في اليمن وخلفياتها، على ضرورة أن يدرك الأقليم والعالم المواجع التاريخية التي يعاني منها اليمن والتي أنتجت هذا المشهد الخطير وألا يتم العلاج بالمسكنات التي ما أن يبطل مفعولها حتى يصاب البلد بنكسة أخطر وأعظم، أي أن الحلول لا تقتصر على إيجاد صيغ توافقية تلبي حاجة المكونات الحزبية والسياسية في مجريات صراعها على السلطة، وإنما حلول متسلسلة ومتكاملة تكسب اليمن بكل فئاته وأجزائه القدرة على الحياة والانتقال إلى مراحل الاستقرار الحقيقي الطبيعي بمفاهيمه العصرية، وهذا يتطلب من القوى السياسية في الداخل اليمني، قبل الآخرين في خارجه، القفز على تكتيكاتها ومصالحها والتسليم بعوامل «البقاء الآمن» حتى إن كانت تحتاج الى حلول كبيرة وقاسية.
كاتب يمني

بين هوامش كيري واشتعال الجبهات.. مايزال الملف اليمني قضية مؤجلة

أحمد عبد اللاه

محادثات أستانة: دمشق لتعميم المصالحات.. والمعارضة لترقّب موقف ترامب

Posted: 22 Jan 2017 02:11 PM PST

اليوم تبدأ محادثات أستانة، عاصمة كازاخستان، برعاية روسيا وتركيا وإيران، وبحضور مندوبي سوريا وممثلي فصائل «المعارضة السورية المعتدلة»، أي بمعزل عن تشكيلات الإرهابيين، وأهمها تنظيما «داعش» و»النصرة».
الأمم المتحدة ستكون حاضرة أيضاً، فقد طلب أمينها العام الجديد أنطونيو غوتيريس من مبعوثها الخاص إلى سوريا ستافان دوميستورا المشاركة في المحادثات «نظراً إلى أهمية القضايا المرجّح أن تناقَش فيها».
خلافاً لموسكو وأنقرة، عارضت طهران دعوة واشنطن للمشاركة في المحادثات. لكن موسكو أدركت أهمية مشاركة الولايات المتحدة، فوجهت إليها الدعوة عشية تنصيب رئيسها الجديد دونالد ترامب، الذي لم يُرسل وفداً، بل اكتفى بتكليف سفيره في أستانة مهمة حضور المحادثات ومراقبتها.
سوريا، كما روسيا وتركيا، تؤمّل بأن يكون موقف ترامب، سواء داخل محادثات أستانة أو خارجها منسجماً معها، على الأقل، في ما يتعلّق بمحاربة «داعش» داخل سوريا وغيرها من الدول التي يمارس فيها نشاطاً ارهابياً. الدول الثلاث تراهن ايضاً على موقف الكونغرس الأمريكي المعادي، مبدئياً، لـ»داعش».
هل من نتائج منتظرة للمحادثات في عاصمة كازاخستان؟
بشار الأسد ليست لديه توقعات كثيرة، بل مجرد آمال. قال لقناة تلفزيونية يابانية إن الاولوية يجب أن تكون لوقف النار، بما يتيح للتنظيمات المسلحة التخلي عن أسلحتها والحصول على عفو حكومي والسماح تالياً للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى مختلف مناطق البلاد.
خلافاً للأسد، يرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أستانة ستشهد حواراً سياسياً يؤدي إلى وضع معايير للمفاوضات التي ستجري لاحقاً في جنيف. طهران لا تعلّق آمالاً على محادثات آستانة. ما يهمها، في الدرجة الاولى، إبعادها عن تأثير واشنطن وضمان الوصول مع فصائل المعارضة السورية «المعتدلة» إلى تفاهمات تكفل مواجهة التنظيمات الإرهابية وإجلائها عن المناطق السورية التي تحتلها.
أنقرة سعيدة لأنها نجحت في إبعاد التنظيمات السورية الكردية عن أستانة، وهي تتطلع إلى تسويات في مفاوضات جنيف المقبلة تضمن عدم تمكين الأكراد السوريين من إقامة مناطق حكم ذاتي على طول الحدود السورية – التركية.
إلى ذلك، يبدو أن للميدان الكلمة الاخيرة في محادثات أستانة، كما في مفاوضات جنيف. فالحرب في شمال سوريا كما في شرقها وجنوبها، ناهيك عن محيط دمشق (وادي بردى) ما زالت ناشطة، وستكون لنتائجها انعكاسات سياسية مؤثرة. من هنا إصرار الحكومة السورية على عدم التراخي في مقاتلة كل مجموعة تحمل السلاح ضدها، سواء كانت إرهابية معلنة أو متحالفة ضمناً مع أحد التنظيمات الإرهابية المعروفة، وهي تعتبر كل المجموعات المسلحة متمردة على سلطة الدولة، لمجرد انها تحمل السلاح وتقاتل الجيش السوري. فوق ذلك، ترى دمشق أن استمرار المجموعات المسلحة في نشاطها أو سيطرتها على اي منطقة سورية، يتيح للولايات المتحدة كما لـِ»اسرائيل» تشغيلها، بشكل أو بآخر، في مخططات وسياسات ترمي لتقسيم سوريا أو لإبقائها في حال امنية مضطربة.
الحقيقة انه من الصعب التكهن، في هذه المرحلة، بما ستؤول إليه محادثات أستانة وبعدها مفاوضات جنيف، اذا قُيض لهذه أن تنعقد. ذلك أن احداً لا يعرف ما ستكون عليه سياسة ترامب ومواقفه حيال الدول الكبرى، كما حيال دول غرب آسيا، ولاسيما تلك المنخرطة في حروب ضارية ضد تنظيمات الإرهاب في سوريا والعراق وليبيا واليمن. كما لا يمكن معرفة ردود الفعل العربية والإسلامية حيال قيام ترامب بتنفيذ وعده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
من الواضح أن لترامب تصورات وبالتالي مواقف معينة من قضايا الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وفي مقدمتها نقل السفارة، والاستيطان، وتحديات الصراع في سوريا وعليها، والموقف من محور المقاومة بأطرافه الثلاثة: طهران ودمشق وحزب الله اللبناني، ومن قضية تنظيمات المقاومة العربية والإيرانية التي تقاتل في سوريا إلى جانب الجيش السوري، ومن مستقبل العراق وعلاقته بسوريا من جهة وبإيران وتركيا من جهة أخرى، ومن مستقبل سوريا والعراق ولبنان بعد دحر تنظيمات الإرهاب وانعكاس ذلك على «اسرائيل» التي تبتغي، عبر تعاونها مع تنظيم»النصرة» في محيط الجولان السوري المحتل، تأمين دور لها، مباشر أو مداور، في مفاوضات جنيف، لحماية ما تسميه أمنها القومي بما في ذلك تدويم احتلالها للجولان.
إلى ذلك، ثمة موقف لترامب من الاتفاق النووي قد ينعكس سلباً على علاقة واشنطن مع طهران، التي ترفض اي تعديل في بنوده، وتبدي استعداداً وتصميماً على مواجهة الولايات المتحدة إذا ما حاول ترامب فكّ التزام واشنطن به، أو الالتفاف عليه. كذلك، ثمة موقف لترامب يتناول روسيا لجهة سياستها في اوكرانيا والقرم والارتقاء بصناعة الصواريخ البالستية، كما من الصين حيال انشطتها في بحر الصين والتوسع الهائل في علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع دول العالم قاطبة.
ستتولّد، بلا شك، انعكاسات مؤثرة لمواقف ترامب حيال كل هذه الدول والقضايا ما يؤدي إلى قيام توازنات دولية جديدة، تؤدي تدريجياً إلى بزوغ نظام عالمي جديد.
كل ما تقدّم ذكره واقعات وتطورات يتوقف مصيرها، إلى حدٍّ بعيد، على ما يمكن أن يقوم أو لا يقوم به رجل واحد اسمه دونالد ترامب. هل حدث في التاريخ القديم والحديث إن كان مصير العالم رهن إرادة رجل فرد وفريد من طراز هذا الذي يتربع الآن على عرش أمريكا؟
كاتب لبناني

محادثات أستانة: دمشق لتعميم المصالحات.. والمعارضة لترقّب موقف ترامب

د. عصام نعمان

منهج إسرائيل في توظيف الأحداث واستثمارها

Posted: 22 Jan 2017 02:11 PM PST

ربَّما من نافِلِ القول الإشارة – وبمناسبة عملية الدَّهس التي جرت بالأمس القريب في القدس وردود الفعل المختلفة حيالها – إلى أنَّ شرارةَ الأحداث العنيفة، ومن ثمَّ دائرة العنف لها أسبابها الواقعيَّة الآنيَّة الطَّارئة المباشرة في كثيرٍ من الحالات، بل ربَّما في أغلب الحالات، هكذا كان الأمر بما يتَّصِلُ بأحداث لانتفاضة الأولى والثَّانية على سبيل المثال.
ومهما اختلَفَتْ وجهات النَّظر حيال مثل تلك الحوادث أو العمليَّات وحولَ حِدَّة تأثيرها الانفعالي إلَّا أنَّها – وكما تُمليه طبيعة الواقع الفلسطيني الرَّاهن – تبقى أعمالاً ومبادراتٍ فرديَّة بحيث يصعُب استثمارها على نحوٍ سياسيٍّ مُجْدٍ ضمن هذا المناخ الدَّولي والإقليمي الرَّافض لاستخدام وسائل المقاومة العنيفة، وضمن بيئة الموقف الرَّسمي الفلسطيني الَّذي حسَمَ أمره وموقفه القاطع تجاه استخدام هذه الوسائل ومنذ زمنٍ بعيد.
وقد رأى الجميع – وفي مثل هكذا بيئة سياسيَّة وإقليميَّة ودوليَّة – كيف كان بمقدور إسرائيل أنْ تستثمر أحداث الانتفاضة الثَّانية وبكل ما اعتراها وواكبها من آلام وخسائر لصالح محاولة صياغة المشهد الفلسطيني وصياغة المرحلة التي أعقبت ذلك مستفيدةً مِمَّا لها من مزايا قوَّةٍ طاغية على أرض الواقع.
بالإجمال، فليس أمر تحديد الموقف من ذلك من حيث المبدأ هو موضوع هذا المقال. لأنَّ الأمر الأكثر أهميَّة ربَّما من ذلك، هو مناقشة حقيقة وواقع لاستثمار الإسرائيلي لمثل تلك العمليَّات على الصَّعيد السِّياسي والإجرائي والإعلامي والدِّعائي الدَّولي والإقليمي، في بيئةِ خواءِ الواقع العربي المُرْتَبِك والمُرْبِك أصلاً، بما فيه من التَّشَظِّي والاحتراب؛ وبما أفضى إليه من واقع الغياب العربي التَّام عن الفعلِ والتأثير في السَّاحةِ الدَّوليَّة، أضِف إليه واقع الانقسام الفلسطيني، كما يأتي ذلك كلّه في مناخ النِّفاق الدَّولي المُزْمِن تجاه القضيَّة الفلسطينيَّة، وتجاه حقوق الشَّعب الفلسطيني الأساسيَّة.
يحصُلُ ذلك – وأعني بِهِ استمرار واجترار مفاعيل دائرة العنف – ويستمرُّ للأسف وتُدْفَعُ حياله أثمانٌ باهظة بشريِّاً وأخلاقيَّاً واقتصاديَّاً؛ لأنَّ لذلك أسبابه الواقعيَّة، إذْ ينبغي النَّظر إلى ذلك من حيث الأساس من زاوية ارتباطه بجملَةٍ من الحقائق والوقائع والمشكلات المُرَكَّبة التي يفرضها واقع الاحتلال في الأساس، وبسبب المحاولات الدَّائمة المستمرَّة والدَّؤوبة من جانب إسرائيل لفرض حقائق القوَّة والدِّيموغرافيَة الاستيطانيَّة المُسْتَحْدَثةِ على الأرض في عموم الضِّفة الغربيَّة، وخصوصاً في القدس، وليس كما يحلو لإسرائيل دائماً أنْ تصور وتُفِسِّرَ الدَّوافع والوقائع والمجريات والأحداث تفسيراً طوباويِّاً أو موثولوجيَّاً مُخاتِلاً بعيداً عن مجريات الواقع المؤلم والكئيب – والمُحتاج لعلاج جذور المشكلة سياسياً – والَّذي تعتريه حالةٌ من اليأسِ وفقدان أيَّ بارقةِ أملٍ في حلولٍ منطقيَّة عادلة ولو نسبيَّاً، أو توفُّرِ أيَّ أُفُقٍ سياسي بالنِّسبة للفلسطينيين في المدى ما وراءِ المنظورِ حتَّى !!.
تحصلُ مثل تلك الحوادث والأحداث ليسَ لأنَّ الماضي قديمٌ حكيمٌ مُلْهَمٌ ومُلْهِمٌ، ومُفْعَمٌ بالأسرارِ الموثولوجيَّة كما ترغب إسرائيل في تصويرِه منهجيَّاً وأصلانيَّاً، بحيث ينبغي أنْ يُنْظَرَ إليهِ بحَسَبْ زاوية الرُّؤية الإسرائيليَّة بقداسة، كما أنَّه ينبغي له دائماً أنْ يحمِلَ ويُلْهَمَ إجاباتٍ ناجزة وفوريَّة حول وقائع الحاضر المؤلِمة، وليس لأنَّ الماضي مُتَكَرِّرٌ مُستمر بمشاهده الدَّامية بغضِّ النَّظر عن أيِّ سَبَبٍ راهن، ومرَّة أخرى كما تُحاولُ إسرائيل أنْ تُصَوِّرَ ذلك؛ وليس لأَنَّ وقائع الماضي ينبغي لها دائماً أنْ تُحَدِّدَ رؤيَةً حتميَّةً للمستقبلِ لا فِكاكَ منها، وأنْ تُحَدِّدَ وتفرضَ ذات الوسائل والآليَّات في التَّعامل مع المجريات الرَّاهنة والمستقبليَّة؛ بحيث يكون الماضي سواءً البعيد أو القريب دليلاً قاطعاً على صحة العودة لاستخدام تلك الآليَّات والوسائل، ومُجَدَّداً بِحَسَبِ الرُّؤية الإسرائيليَّة – علماً انَّه قد ثبت عكس ذلك تماماً فيما نرى من سياقاتٍ وأحداث تخرج عن دائرة السَّيطرة فتُفاجِأَ الجميع بما فيهم إسرائيل نفسها – وليسَ لأنَّ الماضي على الدَّوام يجب أنْ يكون أب الحاضر وجدُّ المستقبل، وليس لأنَّ مفاجَآت الحاضر جذورُها سَرْمَدِيَّة، ولا صِلَةَ لها بمجريات الحاضر الآنيَّة أو الطَّارئة، وبحيث يُفسَّرُ أمر ما يحصلُ من أعمالٍ وعمليَّاتٍ – دعائيَّاً – دائماً بكونِه يحمِلُ دوافِعَ غامضة من الكراهيةِ المُرْتَبِطَةِ بجهاتٍ خارجيَّة شِرِّيرة لا صلة لها بالواقع على الأرض هنا كتنظيم الدولة حاضراً – مثلاً – أو القاعدة سابِقاً على سبيل المثال؛ إذْ هكذا يجري تصوير الأمر من قِبَلِ إسرائيل دائماً وتُنْقَلُ هذه الصُّورة إلى الخارج معزولَةً بشكلٍ تامٍ عن مفاعيل السِّياسات والإجراءَات الإسرائيليَّةِ على الأرض، بل إنَّ الأمرَ يبدو في إسرائيل وكأنَّهُ لازِمَة منهجيَّة تقول: هكذا ينبغي أنْ يكون الأمرُ دائماً من وجهة نظر إسرائيل في تعامُلِها مع الفلسطينيين وما يفعلون- علماً بأنَّ جزءا من الطَّبقةِ السياسيَّة في إسرائيل تدرك الأمر على حقيقته من أنَّ العنف من جانب الفلسطينيين كانت له أسبابه الواقعيَّة المُرْبِكة لإسرائيل والمتَّصِلة أساساً بدوام واقع الاحتلال واستشراءِ الاستيطان وهو ما كان قد جرى التعبير عنه في مناسباتٍ عديدة وفي مراحل مختلفة وعلى لسان أكثر من مسؤولٍ إسرائيلي، وعلى ألسنَةِ قطاعاتٍ مهمَّة من نُخَبِ المجتمع الإسرائيلي عبر تاريخٍ طويل من الصِّراع وفي أكثر من محطَّة من محطَّاته الدَّامية. ولأنْ كانَ الماضي مُلْهِماً فإنَّهُ مُلْهِمٌ لجهَةِ إثباتِ عدم جدوى مزيدٍ من القوَّة والسِّياسات الانفعاليَّة في معالجةِ دوافع العنف واثر السِّياسات الخاطئة والجائرة، وهذا الاستخلاص – ومرَّةً أخرى – كانت توصَّلتْ إليه قطاعات أساسيَّة من الطَّبقة والنُّخبة السِّياسيَّة في إسرائيل سابقاً.
لكن وللأسف، فعلى ما يبدو أنَّ ثمَّة قاعدة منهجيَّة هناك في إسرائيل كانت وما زالت تقول: هكذا ينبغي – وهكذا جرى وسيجري في المستقبل – استثمار أيَّ أحداثٍ من العنف أو العمليَّات من نوعِ عمليَّة الدَّهس الَّتي حصلت في القدس بالأمس القريب، وهكذا سيستمر هذا النَّوع من الاستثمار، سياسيَّاً وإعلاميَّاَ وإجرائِيَّاً، داخليَّاً وخارجيَّاً من جانب إسرائيل، دون إبداءِ أيِّ نوعٍ من الاستعداد لمراجعة ذلك منهجيَّاً وبشكلٍ مسؤولٍ تاريخيَّاً وأخلاقيَّاً من جانب المجتمع الإسرائيلي ونخبه المختلفة وطبقته السِّياسيَّة على اختلاف مشاربها وتوجُّهاتِها.
في مناسبةٍ كهذه يُسارِعُ وزير الدِّفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى التَّعقيب على العمليَّةِ بالقول: إنَّ هذه العمليَّة جرت ليسَ لأيِّ سَبَبٍ سوى كَوْننا يهوداً نعيشُ في هذه البلاد، ويُسارِعُ رئيس الوزراء الإسرائيلي بن يامين نتنياهو وبعد دقائق من وقوع العمليَّةِ إلى القول إنَّها من فعلِ تنظيم الدولة وبإيحاءٍ منه – وربَّما قد تمَّ التحضير لهذه الأقوال حتَّى قبل التأكُّد من هويَّةِ منفذ العمليَّة، وقبل التأكُّد من دوافعها الحقيقيَّة وحيثياتها – وفي مناسَبَةٍ كهذه تُسارع العواصم الدَّوليَّة والإقليميَّة إلى الإدانة بأشَدِّ وأقسى عبارات الإدانة، وهي مُناسَبة من جانب إسرائيل للحصولِ على تأكيدات إضافيَّة مُلِحَّة للتَّعَهُّدات الأمريكيَّة والأوروبيَّة – الثَّابتة الرَّاسخة الدَّائمة – بالمحافظة على أمن إسرائيل ومستقبلها؛ ولِذا يجري ربط مثل هذه العمليَّات من جانبِ نتنياهو بتنظيمِ الدولة كمنظَّمة مُصنَّفة دوليَّاَ وإقليميَّاً وبالإجماع بالمنظَّمة الإرهابيَّة، كما كانَت تجري مُحاولات ربط العمليات التي واكبت لانتفاضة الثَّانية سابقاً بتنظيم القاعدة من قِبَلِ أرِئيل شارون في بيئة الحروب الأمريكيَّة في أفغانستان والعراق؛ وذلك من أجل القول للعالم أنَّ إسرائيل هي في طليعة من يكتوي ويُواجه الإرهاب الَّذي يُواجهه الغرب والعالم عموماً.
وفي مناسبَةٍ كهذه تُحاول إسرائيل ابتزاز السُّلطة الفلسطينيَّة من خلال اتِّهامها بالتَّقصير في مهامِّها الأمنيَّة داخل المناطق التي تسيطر عليها – علماً أنَّ إسرائيل قد ألغت واقعيِّاً بعد الانتفاضة الثانية حدود سيطرة السُّلطة الفلسطينيَّة على المناطق التي كانت مصنَّفة ضمن ولايتها الأمنيَّة الكاملة، وباتت تتطَّلِعُ هي نفسها بهذه المهمَّات بشكلٍ مباشرٍ وبشكلٍ يومي استخباريَّاً وميدانيَّاً – وهي كذلك مناسَبَة لمزيدٍ من المُزايدات الحزبيَّة والإعلاميَّة داخل إسرائيل بين الحكومة وأوساط المعارضة، وهي مناسبة لرفع وتيرة القلق لدى المجتمع الإسرائيلي من جانب أحزاب اليمين المتطَرِّف من مخاطر السَّلام مع الفلسطينيين، وهي فوق كل ذلك مناسبة للقيامِ بحملات دعائيَّة إعلاميَّة ودبلوماسيَّة ضخمة ومُنَسَّقة في الخارج ضدَّ الفلسطينيين !!.
من هذه الزَّاوية – كما يمكن أنْ نرى على الأقل – ينبغي رؤية وتقييم مفاعيل وارتدادات ردود الفعل الفلسطينيَّة العنيفة على واقع الاحتلال والاستيطان، فليس بمقدورِ أحد بما فيهم السُّلطة الفلسطينيَّة أنْ يضمن عدم تكرار ذلك – وإسرائيل تدرك ذلك جيِّداً – وليس بمقدورِ الإدانات الدَّوليَّة أن تفعل ذلك، ولكن بمقدور الجميع وإسرائيليَّاً في الأساس ومن ثمَّ دوليَّاً وإذا توفَّرت النَّوايا والجدِّيَّة وأساساً منطقيَّاً من العدالة والمسؤوليَّة الأخلاقيَّة والسِّياسيَّة؛ أنْ ينزِعوا فتائل وأسباب اندياح دائرة عنفٍ جديدة تخرج عن سيطرة الجميع. كما ينبغي على القيادة الفلسطينيَّة أنْ يكون بمقدورها – وعلى الأقل – معالجة أمر إمعان إسرائيل في استثمار مفاعيل وارتدادات الأحداث العنيفة سياسيِّاً ودبلوماسيَّاً وإعلاميَّاً ودعائيَّاً داخليَّاً وخارجيَّاً، مُستَفيدَةً مِمَّا تُمليهِ مفاعيل حقائق القوَّة الَّتي هي في صالِحِها بشكلٍ مطلق على الأرض. لذا فقد يبدو من السَّهلِ الانفعال، أو استثمار بعض الأحداث انفعاليَّاً على الصَّعيد الفلسطيني الدَّاخلي، لكن يبدو من الصَّعبِ مواجهة استثمار إسرائيل لها دعائيَّاً وإجرائيَّاً وسياسيَّاً؛ فهي وكما أثبَتْ تجربة السِّنين السَّابقة كانت تبدو أقدر على ذلك، في مناخِ الانقسام والعجز الفلسطيني والتَّخلِّي العربي.

كاتب فلسطيني

منهج إسرائيل في توظيف الأحداث واستثمارها

رائد دحبور

شارل بودلير في ذكرى رحيله (150 سنة): بعيدا عن مطهر الثياب

Posted: 22 Jan 2017 02:10 PM PST

شارل بودلير(1821/ 1867) الشاعر والكاتب والصحافي والمترجم (مترجم أدغار الان بو)، حبيب النساء الذي كانت أمّه تحتقره وتزدريه، نشر عام 1857 قبل رحيله بعشر سنوات، أثره الباقي «أزهار الشرّ»(ترجمها الراحل المغربي مصطفى القصري باسم» أزاهير الألم»). وهو كتاب شعريّ تخطّى أثره حدود الآداب الفرنسيّة، وكان له شأن في الشعر العربي الحديث (السوري علي الجندي خاصّة). وقد ذاع كتابه أكثر من «كلمات» جاك بريفير و»عيون إلزا» للويس أراغون، دون أن يذبل، بل إنّ أزهاره لا تزال تتفتّح، وتستدعي القراءة من المنظور الجمالي الذي بدأ معه هو أساسا؛ عندما قلب معادلة الفهم أوّلا فالانفعال والتأثّر ثانيا؛ فنحن في الفنون الحديثة ننفعل ونتأثّر، ولنا بعد ذلك أن نفهم أو ألّا نفهم، والفهم من منظور جماليّ خالص، قد لا يكون ضروريّا.
وبعبارة أخرى، فإنّ مصدر الانفعال الفنّي، معنى ما يرتبط بالقول الشعري، بشكل غير واعٍ. وهو من ثمّة يظلّ محفوفا أبدا بقدر من الغموض، أو عصيّا على الإدراك. على أنّي تخيّرت في هذه الفسحة، أن أنقل إلى العربيّة نصوصا ممّا يعرف بـ»قصيدة النثر» عند بودلير، أو «سبلين باريس» أي «سأم باريس» على ما في هذه الترجمة من قلق العبارة. وهي من كتابه الذي ظهر بعد رحيله. على أنّها نصوص كتبها بودلير قبيل رحيله بسنوات قليلة، بفرنسيّة سلسة، وكأنّها فرنسيّة اليوم، بل هي تكشف عن منحى سرديّ في تجربته. وليس هذا بالمستغرب من بودلير وهو الذي كان يطمح إلى كتابة الرواية، وكان يصنّفها إلى «قويّة» و»غريبة» أو»عجيبة».
إنّ استعمال مقول ما باعتباره قاعدة يجري عليها الجنس الأدبي، يفترض ثباتا ما، حتّى يحتفظ بصلاحيّته ويحافظ على وظيفته «التّقييميّة»، أو يكشف عمّا يمكن أن نسمّيه نظاما من التّمثّلات المعياريّة يٌقاسُ عليها. وأقدّر أنّ هذا ممّا كشف بودلير تهافته؛ فإذا كانت الأنواع أو الأجناس ثابتة (الشعرـ القصّة ـ الرواية ـ المسرحيّة) فإن أشكالها متغيّرة لا شكّ. وطالما اعتبرنا أنّ مدار الخطاب إنّما هو على ذات وعلى خبرتها باللغة وبالعالم، أمكن أن نتوقّع تبدّلات الشّكل والأسلوب، وأن نتقبّل حتّى أكثرها غرابة وشذوذا، بحيث نرى القيمة الجماليّة في المتغيّر من الأشكال، أكثر ممّا نراها في نموذج يُحتذى أو قاعدة – معيار يُمتثل بها، ويُحتكم إليها. والعلاقة بين القاعدة أو القانون أو السنّة والنصّ علاقة شدّ وجذب والنصّ ليس بالضّرورة حصيلة هذا أو تلك. وثمّة درجات من المقبوليّة تختلف باختلاف الموقف الذي يتّخذه الكاتب من قواعد الكتابة. والنوع الأدبي أو الجنس إنّما ينهض على قاعدة أو مجموع قواعد أو سنن، قد يلتزمها الكاتب وقد لا يلتزمها، بل ربّما حافظ عليها وخرقها في الآن ذاته أو استبدلها بأخرى؛ لأنّ ثبات القاعدة لا يحظر إمكان تغييرها. وأقدّر أنّه هذا بعض ما نتعلّمه من شارل بودلير.

ظريف (لكنّه ثقيل)

كان ذلك يوم أُعلن العام الجديد على الملأ: رُكام من الوحل والثلج، تقطعه آلاف العربات الفاخرة بجيادها الأربعة، تتلألأ فيها لعب الأطفال والحلوى، وتعجّ جشعا وأسى. هو هيجانُ مدينة ضخمة، رسميٌّ، يحدث، ليُفقِدَ حتى أشدّ الناس عزلة، رشادهُ. في زحمة هذا الهرج والمرج، والضوضاء، كان هناك حمار يخبّ بنشاط، تحت سياط رجل فظّ. وإذْ كان الحمار يتهيّأ ليدور حول زاوية رصيف، ظهر رجل صبوح، بقفّازين، محظوظ يبرق وجهه، شدّ رقبته شدّا بربطة عنق، وهو محصور في ملابسه الجديدة، وانحنى بأناقة الاحتفال أمام الدابّة الذليلة، وخاطبها؛ وهو يرفع قبّعته: «أرجو لك عاما طيّبا سعيدا». ثمّ استدار بخيلاء، نحو واحد من رفاقه، كأنّه يسألهم أن يصادقوا على ازدهائه. أمّا الحمار فلم يرَ هذا الظريف الصبوح، وواصل سيره بحماس، إلى حيث يدعوه الواجب. أمّا أنا فقد أخذتني فجأة نوبة من الغضب من هذا الأحمق البهيّ الذي بدا لي كأنّه يختصر في شخصه عقل فرنسا كلّه.

الكلب والقارورة

«ـ تعال يا كلبي الجميل، يا كلبي الطيّب، اقتربْ، وشُمّ هذا العطر الفاخر؛ أنا اقتنيته من أفضل عطّار في المدينة». غير أنّ الكلب اقترب، وهو يشيل ذيله؛ وهذا على ما أظنّ علامة ضحك أو تبسّم، عند هذه الكائنات البكماء؛ ووضع خطمهُ الرطب على القارورة، وقد رُفعت سِدَادتها، ثمّ تقهقر فجأة، مذعورا، ونبحَ عليّ مؤنّبا.
«ـ آه ايّها الكلب الشقيّ، لو منحتك صرّة فَضلات، أما كنتَ تتبّعتَها بأنفك، وتشمّمتَها ملتذّا، وربّما التهمتَها. هكذا يا رفيق حياتي الحزينة، ولأنتَ غير أهلٍ لها؛ تشبه الجمهور أيضا؛ ذاك الذي ينبغي ألّا نقدّم إليه أبدا عطورا فوّاحة تُهيّجه، بل قُمامات مُتخيّرة بعناية».

النوافذ

الذي ينظر من خارج، من خَلَلِ نافذة مُشرعة، لا يرى أشياء أكثر، من الذي ينظر إلى نافذة مُوصدة. ليس ثمّة شيء أعمق، وأشدّ خفاءً، وغِنًى، وظلمةً، وألقًا، من نافذة تضيئها شمعة. وما نراه في وَضَح النهار، هو دائما أدنى قيمة، ممّا يحدث خلف زجاج نافذة. في هذا الثقب الأسود أو الساطع، تحيا الحياة، وتحلمُ الحياة، وتتوجّع الحياة. من وراء موجات السقوف، أرى امرأة في سنّ النضج، وقد تغضّن منها الوجه، معوزةً، منحنيةً دائما على شيء ما، وهي لا تبرح البيت أبدا. من وجهها، من ثوبها، من حركتها، من لا شيء تقريبا، أعدت ثانية صياغة سيرة هذه المرأة، بل لأقلْ أسطورتها؛ وكنت أحيانا أرويها لنفسي وأنا أنشج. وحتّى لو كان شيخا تَعِسًا، لكنت قد أعدت أيضا صياغة سيرته، بكلّ يسر. ثمّ أضطجع راضيا، بأنّي عشت وتعذّبت، في حَيوَاتِ آخرين غيري. ربّما تقولون لي: «أَأنتَ متيقّن من أنّ هذه الأسطورة هي الحقيقة؟» وماذا يهمّ ما يمكن أن تكون عليه حقيقة الأشياء خارج عالمي، إذا كانت قد ساعدتني على الحياة، وعلى أن أحسّ أنّي موجود، وأن أستشعر من أنا؟
الغريب
ـ قل أنت أيّها الرجل الغامض، من تحبّ أكثر؟ أَأَبوك أم أمّك؟ أأختكَ أم أخوك؟
ـ أنا لا أب لي ولا أمّ، ولا أخت ولا أخ.
ـ وأصدقاؤك؟
ـ أنت تستعمل كلمة، لا يزال معناها مجهولا عندي، حتّى اليوم.
ـ ووطنك؟
ـ أنا أجهل تحت أيّ خطّ عرض يقع.
ـ والجمال؟
ـ لي أن أحبّه بطيبة خاطر رائعا خالدا.
ـ والذهب؟
ـ أكرهه كما أنت تكره الآلهة.
ماذا تحبّ إذن، أنت أيّها الغريب العجيب؟! ـ ايه
ـ أحبّ السحب… السحب التي تعبر… هنالك… السحب العجيبة.

قنوط العجوز

كانت البهجة تغمرالعجوز المتغضّنة القصيرة ، إذ ترى هذا الطفل الجميل الذي كان الجميع يحتفي به، ويريد أن يكون محلّ إعجابه؛ هذا الكائن الجميل، أخوها في الهشاشة؛ هي العجوز القصيرة، وشبيهها أيضا، فلم تبزغ له أسنان بعد، ولا نبتَ شعر. دنتْ إليه فجأة، تريد أن تبتسم له بابتسامة طفل، وتهشّ له. بَيْدَ أنّ الطفل أخذ هَلِعًا يتخبّط مقاوما مداعبة المرأة الطيّبة المتهدّمة الفانية؛ وهو يملأ البيت بصراخه الثاقب. عندئذ انسحبت العجوز الطيّبة إلى عزلتها المضنية، وهي تنشج في ركن، وتقول لنفسها: «آه يا لنا نحن العجائز الشقيّات، لقد ولّى زمن فتنتنا، حتّى عند الأبرياء؛ وها نحن نُفزِعُ حتى الأطفال الذين نستدرّ حبَّهم».

المجنون وفينوس

يا له من يوم رائع، البستان الفسيح، مأخوذ تحت عين الشمس الحارّة، مثله مَثَلُ الشباب إذْ يستبدّ بهم الحبّ. إنّ النشوة العامّة نشوةَ الأشياء، لا تفصح عن نفسها بأيّ صوت كان، والأمْواهُ نفسها كما لو أنّها أخلدت إلى النوم. هنا فيضٌ من الأنوار، يَنِدُّ عميقا، عن احتفالات البشر. كما لو أنّه ضوء يُشعّ أبدأ، يجعل الأشياء تتوهّج أكثر فأكثر، والزهور وقد هاجت، تتوقّد رغبة في أن تُباريَ زرقةَ السماء، بقوّة ألوانها الزاهية، فيما الحرارة تجعل الأريج مرئيّا، وهي ترفعه إلى الشمس، مثل الدخان. في هذه الأثناء، وفي خضمّ هذه البهجة العارمة، لمحت كائنا محزونا، يقعي تحت أقدام تمثال فينوس ضخمة، هو أحد هؤلاء المهرّجين المتطوّعين لإضحاك الملوك، إذ يستبدّ بهم الندم أو السأم؛ وقد لبس زيّا غريبا، باهرا مضحكا، واعتمر قرونا وأجراسا، وهو يستجمع قواه قبالة قاعدة التمثال، ويرفع عينين مبلّلتين بالدموع، إلى الإلهة الخالدة. كانت عيناه تقولان:» أنا آخر البشر، وأكثرهم وَحدة، محروم من الحبّ ومن الصداقة، وأدنى، في هذا من أحطّ الحيوانات. وأنا أيضا إنّما خلقتُ، لأدركَ الجمال الخالد وأستشعره. آه حنانيْك أيّتها الإلهة، ألا رِفقًا بحزني أنا وبُحْراني». لكنّ فينوس قاسية القلب، سرحتْ بعينيها المتحجّرتين؛ بعيدا إلى حيث لا أدري.

٭ شاعر من تونس

 

شارل بودلير في ذكرى رحيله (150 سنة): بعيدا عن مطهر الثياب

منصف الوهايبي

أوساط الموضة تتهافت على أبناء النجوم

Posted: 22 Jan 2017 02:00 PM PST

باريس – أ ف ب: أوساط الموضة تحب أبناء النجوم مع صورتهم الأنيقة ومتابعيهم الكثر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فبنات سيلفستر ستالون يعرضن لـ «دولتشي أن غابانا» فيما ليلي-روز ديب ملهمة «دار شانيل» وابن جود لو وجه «باربوري» الجديد.
هؤلاء الأولاد المولودون في التسعينات والعقد الأول من القرن الجديد هم أبناء عارضات أزياء وممثلين ومغنين شهيرين وقد أصبحوا من رواد أسابيع الموضة والحملات الإعلانية للماركات الفاخرة أو تلك الموجهة للجمهور العريض.
وقد ظهر ذلك جليا قبل فترة قصيرة خلال عرض «دولتشي ان غابانا» في ميلانو وكان بعنوان «الأمراء». فقد شارك فيه نجل الممثل البريطاني جود لو، وبنات الممثل الأمريكي سيلسفتر ستالون، وابنة ليونيل ريتشي، وحفيد بوب ديلان، وابنة سيندي كروفورد. والأربعاء مع بدء عروض الأزياء الرجالية في العاصمة الفرنسية، شاركت باريس جاكسون، ابنة مايكل جاكسون تحت برج أيفل في جلسة تصوير لمجلة «هابرز بازار».
ويتصدر المصمم كارل لاغرفيلد غلاف عدد كانون الأول/ ديسمبر وكانون الثاني/يناير لمجلة «فوغ» بنسختها الفرنسية إلى جانب ليلي – روز ديب، إبنة فانيسا بارادي وجوني ديب إحدى مهلمات «دار شانيل»، كما هي الحال مع ويلو سميث إبنة الممثل الأمريكي ويل سميث.
وقائمة هؤلاء الأولاد الجميلين الذين تحولوا إلى عارضي أزياء طويلة جدا وتضم أيضا ابنة نويل غالغير ونجل ايزابيل ادجاني ودانييل داي لويس وابنة نستازيا كينسكي وكوينسي جونز وابن بيرس بروسنان وابنة شون بن، فضلا عن إبنة العارضة السابقة إينيس دو لا فريسانج وابناء ديفيد بيكهام.
اقبال الماركات على هؤلاء الاشخاص يستند إلى «اهتمام شعبي كبير بالعائلات الشهيرة ويكفي النظر إلى عائلة كادراشيان» على ما تفيد غاشوشا كريتز، استاذة التسويق في مجال الموضة والسلع الفاخرة في المدرسة العليا للتجارة في باريس.
وتشير إلى أن لجوء الماركات إلى اسم معروف أصبح بحد ذاته «ماركة شخصية»، هو رهان مضمون موضحة ان ذلك «يتطلب جهودا أقل في مجال التسويق».
وتلجأ الماركات إلى هؤلاء الأشخاص لاستقطاب جمهور جديد. وتشدد الخبيرة «عندما تشارك فانيسا بارادي وابنتها في عرض شانيل، فالأولى يمكنها جذب جيل الأربعين وما فوق والابنة جيل أكثر شبابا».
ويزداد تأثير هؤلاء الأشخاص لأنهم بشكل عام نشطون جدا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فبروكلين بيكهام البالغ 17 عاما له تسعة ملايين متتبع عبر «إنستغرام».
وتشير الصحافية أورور غوريوس، التي شاركت مع آن – نوومي دوريون في تأليف كتاب «ابناء وبنات… تحقيق حول الارستقراطية الفرنسية الجديدة» العام 2015، إلى أن «وسائل الإعلام التي تعنى بأخبار المشاهير تعشق قصص العائلات وهذا يؤمن تغطية إعلامية».
وقد اهتمت المؤلفتان بهذه «السلالات» في مجالات مختلفة (أعمال وسياسة وسينما وموسيقى…) مع «نظرة نقدية لهذه الظاهرة في اعادة انتاج النخب» وقد ذهلتا بـ»الاهتمام الهائل» الذي يثيره هؤلاء «الورثة».
وتقول غورويس «نراهم يشبون تحت عدسات كاميرات الإعلام ونحب أن نعرف ما حل بهم».
وتشير سيسيل بوانيان الخبيرة في الميول والأستاذة في مدرسة بارسونز للموضة في باريس إلى وجود ميل في السنوات الاخيرة إلى «وضع الأطفال في مصاف النجوم».
وبدأ ذلك مع الممثلة ديمي مور عندما تصدرت صورة لها عارية وهي حامل غلاف مجلة «فانيتي فير» في العام 1991 على ما تفيد الخبيرة. وتضيف «وأصبح الطفل بالنسبة لعدد لا بأس فيه من العارضات والمشاهير نوعا من اكسسوار».
إلا أن حضور هؤلاء الورثة المهيمن قد يثير ردة فعل نابذة لهم. وتعتبر ماري ريشو التلميذة في المعهد الفرنسي للموضة والبالغة 25 عاما «هذا النسق القائم على الجذور العائلية وليس المؤهلات الشخصية، قد يكون رادعا» وهي رغم ذلك تتابع عبر «إنستغرام» حسابات الكثير من أولاد النجوم.
وترى سيسيا بوانيان أن «هؤلاء الأطفال الذين يبدو أن الحظ ابتسم لهم منذ ولادتهم ساحرون إلا أنهم قد يثيرون الانزعاج. هل يتمتعون بموهبة ما؟ سنرى من سيستمر من بينهم على المدى الطويل».

 

أوساط الموضة تتهافت على أبناء النجوم

 تكنولوجيا الأوامر المسموعة في الأجهزة الإلكترونية ستنتشر قريبا

Posted: 22 Jan 2017 02:00 PM PST

برلين ـ د ب أ: يرى خبراء التكنولوجيا أن الأوامر الصوتية المسموعة ستلعب دوراً رئيسياً في تشغيل الأجهزة الإلكترونية في وقت قريب للغاية.
وحسب «شاون دو برافاك» كبير الخبراء الاقتصاديين في «رابطة صناعة التكنولوجيا الاستهلاكية « وهي إحدى المجموعات المهتمة بالمنتجات الالكترونية في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي تحدث قبل إنطلاق المعرض الدولي للأجهزة الإلكترونية في لاس فيجاس، فإنه خلال العام الحالي ستكون هناك أجهزة كمبيوتر تستطيع فهم الأوامر المسموعة تماما كما يفعل البشر .
وحتى عام 2013 كان معدل الخطأ في ترجمة الأجهزة الإلكترونية للأوامر المسموعة يصل إلى 23٪. وخلال العام الحالي يشهد معرض لاس فيجاس أجهزة رقمية قادرة على التواصل مع البشر وأداء المهام الصغيرة من خلال الأجهزة والخدمات المتصلة بالإنترنت. ومن المتوقع اشتداد المنافسة بين المنصات التي أطلقتها شركات التكنولوجيا العملاقة لترجمة الأوامر الصوتية وتنفيذها مثل «أليكسا» من «أمازون» و»سيري» من «آبل» و»أسيستنت» من «غوغل» و»كورتانا» من «مايكروسوفت».
وقد نجحت «أمازون» للتجارة الإلكترونية، في دمج «أليكسا» في الأجهزة التي تنتجها شركات الإلكترونيات الكبرى من خلال الميكرفون الذكي «إيكو». وطرحت شركة «لينوفو» الصينية أكبر منتج للكمبيوتر الشخصي في العالم، ميكروفون مشابهاً يحتوي على خصائص أليكسا كمكون أساسي فيه. في الوقت نفسه فإن شركة «ويرل بول» للأجهزة المنزلية أعلنت عن أن غسالات الملابس والمجففات الجديدة التي تنتجها ستعمل بتكنولوجيا «أليكسا» أيضاً.
كما عرضت شركة ألعاب الأطفال «ميتال» التي تنتج عروسة الأطفال الشهيرة «باربي» العروسة الذكية الناطقة للأطفال في معرض لاس فيجاس متجاهلة الجدل الدائر بشأن احتمالات اختراق خصوصية الأطفال بسبب هذه العرائس المتصلة بالإنترنت. في الوقت نفسه فإن سعر العروسة من هذه الفئة يصل إلى 300 دولار وهو ما يعني أنها أغلى كثيراً من الأجهزة المماثلة التي تعمل بالأوامر المسموعة للكبار. في الوقت نفسه يمكن استخدام هذه العروسة لمراقبة الأطفال بسبب وجود كاميرا فيها.

تكنولوجيا الأوامر المسموعة في الأجهزة الإلكترونية ستنتشر قريبا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق