هجوم السيسي المبطّن على الثورة التي جعلته رئيسا! Posted: 24 Jan 2017 02:31 PM PST  بدلاً من إبداء العرفان للثورة التي أدّت مجرياتها إلى الوصول به رئيساً للجمهورية في مصر اختار عبد الفتاح السيسي الاحتفال بـ«عيد الشرطة»، وهي إساءة متعدّدة الأوجه. الوجه الأول لهذه الإساءة كان للشعب المصري نفسه، الذي صبر وصابر، وتابع على مدى سنوات طويلة الاحتجاجات السياسية والمطلبية، وكافح على مدى عقود طويلة أشكالاً من العسف والقمع والظلم الذي هو ميّزة لصيقة بحكم الجنرالات في العالم بأجمعه. ووجه الإساءة الثاني كان للحراك العظيم الذي ساهمت فيه النخب والجماهير المصرية وأنهى حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك وخططه لتوريث أبنائه بلداً عظيما كمصر، وافتتح مرحلة جديدة من التاريخ المصري والعربي عنوانها ضرورة التغيير للخروج من الاستنقاع الهائل الذي تعيش فيه المنطقة العربية. وجه الإساءة الثالث هو مقاربته لهذا اليوم من خلال الاحتفال بعيد الشرطة، وهو أمر كان يمكن تقبّله في أي يوم آخر لولا أنه تعمّد وتقصّد أن يضع هذه المقاربة الكاسرة: ثورة الشعب، من ناحية، والشرطة (التي يقول شعارها الشهير إنها «في خدمة الشعب»)، من ناحية أخرى، بحيث يضع جهازاً أمنيّاً، وظيفته الافتراضية هي حماية المدنيين وممتلكاتهم والمحافظة على القوانين والحريات، في موقع يتجابه فيه مع الناس ومع توقهم الهائل للعدالة والكرامة والخبز والحرية وهو أمر جسّدته ثورة 25 يناير/كانون الأول 2011 أكبر تجسيد. وكي لا يكون هناك شكّ، ولو ضعيف، في الرمزية التي تقصدها السيسي والغاية التي حرّكته فقد تحدّث في خطابه الذي حضره رموز وزارة الداخلية (بكل محمولها القمعيّ) والجيش عن «محاولات للوقيعة بين المصريين سواء الجيش والشرطة أو الجيش والشعب في عام 2011»، وبذلك لم تحصل تلك الثورة حتى على تسمية أو توقيت لحصولها، كما لو كانت حادثاً لقيطاً في التاريخ المصري، أما الحديث عن «الوقيعة بين الجيش والشرطة» فالمقصود منه، عمليّاً، أن استيلاء الجيش على السلطة لا يعني أن امتيازات جنرالات الأمن وصلاحياتهم القمعية ستتراجع، وذلك، كما قال، لأن «الحفاظ على مؤسسات الدولة يعني الحفاظ على مصر»، ولأنها، على عكس ما يريده «دعاة التقسيم» فإن تلك المؤسسات لن «تصطدم مع بعضها البعض». الهدف الآخر لخطاب السيسي كان إعلان اتحاد مؤسستي الجيش والأمن ضد منجزات الثورة المصرية (بعد أن صار اسمها الرسميّ بعد حدث الانقلاب على المؤسسات المدنية والرئيس المنتخب محمد مرسي هو «الإرهاب»)، ومنع أي أفق لعودتها بأي شكل من الأشكال. ولعلّ أسوأ ما كان في خطاب السيسي، تخصيصه الحديث عن شهداء الجيش والشرطة وتجاهل مئات المدنيين الذين قُتلوا على أيدي مؤسسة الشرطة هذه، إن لم يكن في ثورة يناير، ففي سجون التعذيب ومخافر التنكيل والقهر. إحدى أكبر الرسائل في خطاب السيسي التي وجهها للمصريين هي أن عليهم الرضوخ والاستسلام لحكم أجهزة ضباط الأمن وفساد جنرالات الجيش وألا يعودوا للتفكير بالثورة من جديد. هجوم السيسي المبطّن على الثورة التي جعلته رئيسا! رأي القدس  |
يخرجون بسرعة… ونمكث أبداً Posted: 24 Jan 2017 02:30 PM PST  حدثان جريا في يوم واحد، الجمعة 20 كانون الثاني/يناير 2017. تجاورا بشكل غريب حد التماهي، لا تفصل بينهما إلا المسافات: تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في احتفالية كبيرة منقولة عبر كل شاشات العالم، وتنصيب الرئيس الغامبي أداما بارّو في المنفى كأنه سارق وهو الذي فاز بانتخابات بلاده بشكل طبيعي. ليس الأمر من باب المقارنة، فهي غير قائمة مطلقاً، ومستحيلة نظراً لاتساع الفوارق، ولا حتى من باب المداعبة، فليس هذا وقتها، لكن للتذكير فقط بالحدود الدنيا لاحترام النفس أولاً، والتعهدات المقطوعة، واحترام الخيارات الشعبية كيفما كانت إرادتها. للأسف، هناك بعض البشر، لم يتعلموا، بل لم يدركوا أن الزمن تغير منذ فترة بعيدة، وأن الديمقراطية بكل وفاقها، وحتى مشاكلها ومعضلاتها، يجب أن تُحترَم. بل أن يكون هذا الاحترام مثبتاً في الدساتير المتخلفة للعالم الثالث، الأكثر إلحاحاً على الدين والمحافظة والقيم، لكنه السباق دائماً إلى اختراقها. طبعاً، لم يكن كل الشعب الأمريكي راضياً على دونالد ترامب، بل أكثر من نصفه لا يشاطره آراءه، لكنها الخيارات الديمقراطية بسلطانها القاسي والصعب، والمخيب أحياناً. المهم في كل هذا هو قوة مؤسسات الدولة واستمرارها بغض النظر عن فوز هذا أو ذاك. يوم تنصيب ترامب حضر قرابة المليون شخص، وتظاهر الآلاف من الرافضين له، لكن الكل يعرف حدوده وسلطان المؤسسات التي ظلت محترمة وتسير وفق المعتاد. الرئيس أوباما وزوجته ميشيل، ينتظران وصول الرئيس الجديد وزوجته الأنيقة ميلانيا، التي تحمل هدية تضعها في يد أوباما الذي يضعها في يد زوجته قبل أن يأخذ الجميع صورة تذكارية أخيرة تبين سلاسة انتقال الحكم من الديمقراطيين إلى الجمهوريين. يعود بعدها الرئيس الذي حكم أمريكا لعهدتين إلى حياته الطبيعية. ينسحب من المكان كما دخله لأول مرة. كان يعرف أصلاً أنه يوم دخله، سيغادره بعد مدة أقصاها ثماني سنوات. عايشت، منذ طفولتي على الأقل عشر رؤساء أمريكيين، من كنيدي حتى ترامبت، مروراً بنيسكون، وفورد، وكارتر، ريغان، بوش الأب، كلينتون، بوش الابن. وعايشت حدثاً استثنائياً أن يحكم أسود البيت الأبيض، ولم يحدث ما يخل بالقوة الأمريكية. وظلت أمريكا هي أمريكا. لكني بالمقابل عايشت رؤساء عرباً وأفارقة، لم يغادروا مناصبهم إلا محمولين على توابيت. في الفترة نفسها، وتحت سماء واحدة وأرض واحدة وإن اختلفت المسافات، وفي اللحظة نفسها، كان الرئيس الغامبي أداما بارّو، المنتخب ديمقراطياً ينصب في المنفى، في سفارة بلاده في السنغال، بدل احتفالية ملعب بانجول، بعد أن رفض الرئيس الغامبي السابق يحيى جامي الذي التصق بالحكم منذ 1994، التسليم في الحكم، على الرغم من إقراره بنزاهة الانتخابات؟ وبدل أن يغادر باحترام بعد أن هزمته الديمقراطية، أعلن يحيى جامي، عن حالة الطوارئ لمدة تسعين يوماً في البلاد. الأمر الذي دفع بالمجموعة الاقتصادية لدول إفريقيا الغربية CEDEAO المتشكلة من السنغال ونيجيريا وغانا وتوغو ومالي وغامبيا، إلى التحرك عسكرياً لإجباره بالقوة على المغادرة، ومنع هذا التصرف اللاديمقراطي. القرار الذي أيده مجلس الأمن الدولي للدفع بالرئيس المنتهية فترته إلى التسليم بالأمر. ماذا كان يكلفه لو خرج كما يخرج كل الديمقراطيين بسماحة وشجاعة، ويغادر الكرسي الذي احتله مدة 23 سنة؟ وسيّره بقبضة عسكرية باردة. حتى الخروج الطبيعي، والعبور الديمقراطي السلس، لم يستطع أن يضمنه، وكان عليه أن يقبل بإخلاء مكانه، بالقوة. كم نشتهي أن نرى، في العالم الثالث، وعالمنا العربي تحديداً، رئيساً سابقاً، لا يخرج محمولاً على نعش، يعانق بحب، رئيساً جديداً على المنصب، معترفاً له بالنجاح في الانتخابات، ويرافقه هو وزوجته حتى باب الرئاسة، ثم يودعه باحترام، بدل أن يتشبث حتى الموت بمنصبه. كيف لرجل حكم منذ 94 لا يشبع ولا يصاب بتخمة رئاسية؟ ويظل يطمع في المزيد ولو على جثته. الحكم في العالم الثالث لم يعد خدمة للصالح العالم ولكنه مرض مزمن. ما يزال قتلتنا الميامين وحكامنا المهزومون في العالم الثالث، باتساع رقعته، يعيدون إنتاج البؤس نفسه، بلا أدنى تردد، وكأن أمر الحكم والالتصاق بالكرسي، من شدة تكرره أصبح جينياً. نصاب بالدهشة من العادي، كأن يغادر رئيس مكانه بعد انتهاء عهدته، بلا طنين ولا ضجيج، ولا رغبة له في تغيير القانون والدساتير وجعلها تستجيب لما يريده. أو كما قال أحدهم مدافعاً عن تغييره الدستور ليستمر في الحكم: نحن من صنعنا الدساتير، فما المانع من أن نكون نحن من يغيرها من أجل الصالح العام؟ لكن الدستور أكثر من ورقة، فهو التزام أخلاقي مع النفس وأمام الناس؟ عدم الامتثال لضوابطه معنا استغباء المجتمع كلياً. عندما تحرك الجيش السنغالي، في إطار المجموعة الإفريقية والدولية، قبل الرئيس المهزوم بخيار الصناديق. ماذا كان سيخسر لو قبل بقرار الانتخابات وقام بما بتنفيذ قرارات الدستور والديمقراطية، وفرح بالرئيس الجديد واحتفل معه بالتنصيب في ملعب بانجول؟ يبدو أن حكام العالم الثالث المرضى بالتسلط، لا يفرقون بين وطن، وأمة، ومزرعة خاصة، يعيثون فيها فساداً وسرقة، وعندما يحين وقت الخروج، يرتِّبون كل شيء للاستمرار في السلطة أبدياً. هل هو قدرنا القاسي؟ متى يتعلم الحاكم الثالثي Tiermondiste ، جمالية الانسحاب بعزة نفس وكبرياء واعتراف بالخسارة من دون بهدلة أو حروب أو دم يراق ظلماً؟ يخرجون بسرعة… ونمكث أبداً واسيني الأعرج  |
تغريدات أحلام وتغريدات ترامب! وشيرين بلا وعي في حفلة عرس… «إي تي بالعربي» و «التابلويد» الفضائي Posted: 24 Jan 2017 02:30 PM PST  كان الفن زمان، إختصاصا وتخصصا. بمعنى أنك مطرب، فمجالك هو الغناء والموسيقى والطرب، ونجوميتك هي الإبداع بتخصصك الفني، إن كنت ممثلا، فطريقك لإثبات نفسك لتصبح مشهورا أن تمثل جيدا. حتى الرقص الشرقي كانت سامية جمال واضحة بتقديم نفسها أنها راقصة مع تمثيل لا يتعدى على التخصص الأصلي، وتحية كاريوكا مثلت، لكنها بقيت راقصة محترفة ومميزة إلى حد أن الراحل إدوارد سعيد كتب عنها ما يشبه التشخيص الأدبي. طبعا هناك مطربون قاموا بالتمثيل، وممثلون أقل نجحوا في الغناء وفنانون رقصوا وغنوا ومثلوا وقاموا بالتأليف أيضا، وهؤلاء عمالقة يجود بهم الزمان أحيانا (الله يذكر بالخير الفنان عبدالحسين عبدالرضا مثلا). هذا كله، حصل ويحصل في عالم الفنون، لكن السيدة أحلام، خطت منهجية جديدة ومدرسة مبتكرة في التواجد تحت الضوء أطول مدة ممكنة، لتشغل الناس وتملأ الدنيا بالضجيج، من خلال افتعال الأزمات والمشاكل تلو المشاكل، ومثل صنوها بالمفهومية الرئيس دونالد ترمب، فإن أحلام تؤمن بان التويتر منصة صواريخ موجهة لا تغريدات معلوماتية وحسب. قبل أسبوع، استضاف ممثل التقديم التلفزيوني عمرو أديب، الفنان اللبناني راغب علامة، الذي فتح شيئا من مكنونات قلبه ليتحدث عن أزمته الأولى مع أحلام في أول مواسم «آراب أيدول»، الرجل تحدث بما يكفي لبرنامج يبحث عن مادة من هذا النوع أصلا. عمرو أديب، وجه دعوة بعد ذلك لأحلام كي تكون ضيفته في برنامجه، فكان رد أحلام على منصة إطلاق صواريخ «تويتر»، حزمة باتريوت خارق حارق موجهة لعمرو أديب.. وهات حلها الآن. أتابع عبر المواقع و«تويتر» أحـلام نفسـه منذ فترة طريقـتها، لأكتشـف أنها فعلا تعيش على الأزمات، وخلو حياتها من أزمات تفتعلها سيجعلها خلف الضوء، رغم أنها فعلا حققت نجومية في عالم الغناء، لكن يبدو أن افتعال الأزمات طريقة أسرع وأقل كلفة إنتاجيا من ألبوم غنائي محترم. شيرين الجميلة في الغناء فقط! لكن، نجمة «أم بي سي» الثانية في أحد برامج الترفيه الأشهر، شيرين عبدالوهاب، كانت أيضا نجمة فضيحة جديدة، لكن هذ المرة في عرس عمرو يوسف والسورية المبدعة الرقيقة كندة علوش. لا أحد يملك الحقيقة إلا شيرين أو ربما من يعرفها جيدا، لكن من شاهد الفيديو المنتشر في كل مكان سيتكهن أنها كانت خارج منطقة الوعي الطبيعي، وما قالته لا يمكن أن يكون نشوة سعادة غامرة بسبب الحفل، وهجومها على زملائها بهذا الشكل كان كافيا لشخص «نوستالجي» أن يعود إلى زمن الفن الجميل، حيث كانت أكثر إساءة قد تصدر عن فنان إلى فنان آخر، تبدأ بعبارة «إنت يا أستاذ فلان، كذا وكذا». بألفاظ مؤدبة ومهذبة. شيرين، من الجيل الفني لأنغام، ومقارنة، أستذكر مرة أخرى أنغام، التي كانت مستعدة للوقوف على مسرح جرش عام 2000 مع علي الحجار وأمام مشاهدين معدودين إحتراما للمسرح ولتوفيق الحكيم كاتب المسرحية. القنوات الفضائية، تبحث عن مثيرة جلبة مثل شيرين، وتترك سيدة مبدعة وذكية مثل أنغام، فصناعة الترفيه لا تتطلب فنا… بل ضجيجا أكبر وأكثر. أحمد موسى و«تآمر» الإخوان على ترامب! لكن، في الفضائيات، هناك نجوم لا يمكن تصنيفهم بالإعلاميين، احتراما للإعلام، رغم ادعائهم تلك الصفة، ولا هم ممثلون مصنفون رسميا، رغم أنهم الأكثر إبداعا في التمثيل من زاوية التدليس، وهم أيضا حواة ماهرون ومشخصاتية يجعلونك على يقين لو انزلقت معهم بأنهم رجال محترمون فعلا. من هؤلاء، أحمد موسى، والذي يتحفنا كل أسبوع ونيف بتقليعة من تقليعاته. آخر إبداعات موسى، حين ألقى عصاه السحرية وقال إن المظاهرات الأمريكية التي تجري ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، هي صنيعة الإخوان المسلمين وهم من يقوم بها! مؤكدا أن السلطات الأمريكية اكتشفت وجود عصابة من (الإخوان الإرهابيين) شاركوا في المظاهرة، ومؤكدا أيضا – لا فض فوه – القبض على البعض منهم. وريث توفيق عكاشة أكد أن أجهزة الأمن الأمريكية قالت إن معظم المتظاهرين من دول من خارج الولايات المتحدة، وبالتحديد من دول شرق أوسطية ودول أمريكا اللاتينية، وطبعا هنا سرحت قليلا، في مكونات الشعب الأمريكي المتعدد العناصر، وزاوية رؤية موسى الضيقة والتي تعكس في أعماق أعماق عقله الباطن، نظرية السيد والعبد… أزمة العلاقة بين الرجل الأبيض ذي الوطن النقي الخالي من أي سمرة، وغير الأبيض من باقي الألوان، الذي لا يعرف إلا دونيته أمام تفوق الأبيض. كم تغير الإعلام! أتابع أحيانا برنامج اسمه «إي تي بالعربي»، وهو النسخة المعربة طبعا كالعادة من برنامج هوليودي إسمه «إي تي» يتعلق بالفضائح الفنية وأخبار المشاهير، يعني «تابلويد» تلفزيوني. قبل فترة، استذكرت زمن الصحافة الجميل في عالمنا العربي، ومن ضمن ما تذكرت، المجلات الفنية اللبنانية خاصة، فقد كانت «الشبكة» و»الموعد» أيامها شبه خادشة للحياء، لأن منسوب الحياء نفسه كان مرتفعا جدا.. وكنت أحب مذكرات ناشر الموعد محمد بديع سربيه وصوره مع الفنانين… غلافا «الشبكة» و«الصياد» كانا يثيران حمرة الخدود وهرمون التستترون في مراهقتنا. أما في مصر فكانت طريقة «صباح الخير» المصرية في الرسومات بدل الصور، لافتة وتعكس جهدا أسبوعيا كبيرا يحترم القارىء، وكانت «الكواكب» مجلة فنية مصرية تحاول تتبع أخبار الفنانين. كان برنامج «إي تي» آنذاك مطبوعا، وكان رائد تلك الصحافة قبل ذلك بكثير تاريخيا صحافي مصري قديم اسمه «محمد التابعي» وكان يكتب بالسياسة، وللمفاجأة كان أحد أساتذة الراحل محمد حسنين هيكل، بالإضافة إلى أن إحسان عبدالقدوس تخرج من مدرسته الصحافية. تلك ثورة تكنولوجيا المعلومات… عصفت بكل شيء. إعلامي أردني يقيم في بروكسل تغريدات أحلام وتغريدات ترامب! وشيرين بلا وعي في حفلة عرس… «إي تي بالعربي» و «التابلويد» الفضائي مالك العثامنة  |
الصادقون ملاحقون والكاذبون يحظون بالمناصب… الثورة لم تهزم لكن السيسي أعطى ظهره للثوار Posted: 24 Jan 2017 02:30 PM PST  القاهرة ـ «القدس العربي» : البعض اعتبرها نصف ثورة وآخرون أطلقوا عليها «فورة» وفصيل ثالث أكرمها فقال «اذكروا محاسن موتاكم»، ومما لا خلاف عليه أن الثوار ما بين شهيد وباحث عن لقمة العيش في زمن «عام» فيه الجنيه، ومنهم من غلب عليه الإحباط. غير أن مصر وإن بدت وكأنها استقالت من الحياة في زمن السلطة الجديدة فمن المؤكد انها ما زالت تجهز لجنازة تليق بمستبديها الذين دفعوا بالمناضلين إما إلى غياهب السجون، أو الاختفاء القسري أو نزلاء مستشفيات. اليوم تحل الذكرى السادسة للحدث الأكبر في حياة المحروسة وشعبها.. تجيء الذكرى والسجون كاملة العدد والميادين خالية الوفاض، ومصر ما بين مواطن يبحث عن الدواء وآخر يطارد الخبز وثالث أعياه طول الانتظار ببزوغ فجر يوم جديد. قبل أسابيع وفي مؤتمر للشباب داعب الرئيس بابتسامة جذابة الحاضرين قائلاً محدش عاوز «سيلفي».. لم يعلم أن الصورة الأجدر بالحفظ في أرشيف الذاكرة مكانها مئات القرى المنسية، التي نسي أهلها رائحة الطعام من ضيق ذات الحال. بالأمس بدا الرئيس ضجراً لأسباب لها علاقة بتأزم الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات الطلاق، حيث قال إن نسبة الطلاق تزداد يوما بعد يوم، وعدد حالات الزواج في مصر 900 ألف حالة سنويا، ينفصل منهم 40٪ بعد زواج 5 سنوات، متابعا: نسبة الطلاق في مصر كبيرة وتشكل سلبيات في المجتمع. وحسب «الوطن» طالب السيسي، خلال كلمته في احتفال الشرطة بعيدها الـ65 بإصدار قانون يمنع الطلاق، إلا عند الوقوف أمام المأذون لإعطاء الفرصة للزوجين لمراجعة الأمر مرة أخرى. ودعا السيسي، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، للبحث عن حل فقهي لتقليل حالات الطلاق المرتفعة في مصر، التي تعدت 40٪، وقال مازحا: «ولا إيه يا فضيلة الإمام. إنت تعبتني.». ومن المؤكد أن التقارير التي استمد منها الرئيس معلومات ذكرت كغيرها أن الفقر والبطالة مكونان رئيسيان في أسباب ارتفاع معدلات الطلاق، وهو الأمر الذي تسلط عليه الضوء العديد من الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 24 يناير/كانون الثاني، والتي اهتمت أمس بالذكرى السادسة لثورة يناير حيث حرص كتاب النظام على رمي تلك الثورة بالموبقات كما اتهموها بالتسبب في تردي أحوال البلاد والعباد وإلى التفاصيل: مغزى التهنئة «من جديد تؤكد القوات المسلحة المصرية على ولائها لثورة يناير/كانون الثاني، ويؤكد الجيش المصري من جديد على أن ثورة يناير هي التي أخرجت مصر من ظلمات الفساد والاستبداد إلى نور الحرية، وهي التي حققت، كما يشير جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون» آمال الشعب المصري، وعبرت بصدق عن مطالبه المشروعة. وبمناسبة الذكرى السادسة لثورة 25 يناير المجيدة بعث الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة، وزيـر الدفـاع والإنتـاج الحربي، برقيـة تهنئـة للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة. كما أصدر الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة توجيهاً مماثلاً لرجال القوات المسلحة بالمناسبة نفسها. نحن هنا أمام تأكيد متجدد من القوات المسلحة المصرية على شرعية ثورة يناير، وعلى الافتخار بأن الجيش المصري شارك فيها لماذا نعيد التأكيد على تلك المعاني البديهية، ولماذا نهتم من جديد باحتفالات القوات المسلحة بثورة يناير ووصفها بالثورة المجيدة، التي حررت شعب مصر وعبّرت عن مطالبه المشروعة، لأن هذا هو الركن الركين لأي شرعية أتت بعدها، ولأن هذا رد اعتبار متجدد لرموز ثورة يناير وشبابها وبناتها وشيوخها، وإقرارا بأن هؤلاء الناشطين ـ الذين يوصفون في إعلام الدولة الرسمي حتى الآن بناشطي السبوبة ـ هم الذين عبروا عن المطالب المشروعة للشعب المصري بشهادة الجيش، وأن هذه الثورة هي ثورة الجيش والشعب معا، وأي تطاول على هذه الثورة هو إهانة لجيش مصر قبل أن يكون إهانة لأي مشارك في تلك الثورة، وأي اتهام لثورة يناير بأنها مؤامرة أو أنها لعبة أمريكية ـ كما يزعمون حتى الآن ـ هو سب وتشهير بالقوات المسلحة المصرية». الحب الحقيقي نبقى مع غزل موجه للمؤسسة العسكرية على يد طارق الخولي في «اليوم السابع» أبرز الصحف المؤيدة للنظام: «مع الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، تبرز هذه العلاقة التي احتار فيها الكثيرون، كيف يحب جيش شعبه حتى الفناء في سبيل حمايته؟ وكيف يثق شعب في جيشه إلى هذا الحد، فيهرول إليه عند كل محنة أو منعطف مصيري، ليشعر بالسكينة والاطمئنان على حماية قراره؟ كيف لا، وقد بنيت عقيدة الجيش عبر مئات بل آلاف السنين على أن انحيازاته ومكانه بجانب الشعب؟ الشعب فقط.. فمصدر القوة الحقيقية للدولة المصرية، التي تقف حائلًا أمام الأعداء في اختراقها والنيل منها تكمن في علاقة الانصهار بين الشعب والجيش، التي مردها، في اعتقادي، إلى أن هذا الجيش بُني بلبنات وطنية دون قشور الطبقية والعنصرية والمذهبية، فلا نجد على غرار جيوش كثيرة، أن قادة الجيش ممن ينتمون إلى عائلة حاكمة، أو طبقة اجتماعية معينة، أو من ذوات أجناس أو أعراق بعينها، أو من معتنقي ديانة محددة، فأبناء الجيش مصريون حسب، بلا أي إضافة أو تميز. فمنذ الثورة العرابية، مرورا بثورة 23 يوليو/تموز، حتى ثورتي 25 يناير و30 يونيو/حزيران، ورغم التغيرات الكبيرة عبر الأزمان والحقب التاريخية المتباعدة لهذه الثورات، فإن لسان الحال في كل مرة ظل واحدا.. «الشعب والجيش إيد واحدة»، فلا يمكن الارتكان في تفسير هذا الأمر إلى مجرد اكتساب الأفكار، أو تواتر المعتقدات الوطنية، بل التوارث الجيني لهذه العلاقة عبر أجيال المصريين». عدنا من حيث بدأنا «كان يوم 25 يناير في الذاكرة تعبيراً عن إرادة أمة وطموحات شعب عاش مرحلة عصيبة في قبضة حكم استبدادي متمسك بالسلطة، بل وكما يشدد عبود الزمر في «المصريون» يريدها ملكية تورث للأبناء والأحفاد، فضلاً عن حالة فساد مستشرية أهدرت فيها ثروات البلاد، وسلبت فيها حرية المواطن وإرادته بتزوير الانتخابات النيابية، وكل ذلك مهد الطريق إلى غضبة جماهيرية وقف فيها الجميع يطالبون برحيل النظام ومحاكمته، فاستسلم مبارك أخيراً وتنازل عن السلطة تحت ضغط القوات المسلحة، ثم جرت انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف القضاء ورعاية القوات المسلحة، فظهرت النتيجة الحقيقية وجاء التمثيل النيابي مطابقاً للواقع، وصعد الدكتور محمد مرسي «عفا الله عنه» رئيساً للبلاد، ولم يكد يتولى لفترة بسيطة حتى بدأت الاضطرابات ضده، ولم يتمكن من إدارة الدولة في هذا الظرف الاستثنائي، فتمت الإطاحة به وفتح باب الصراع من جديد، فعدنا إلى الوراء كثيرا، حيث سالت الدماء، وتقطعت الأواصر والوشائج بين أطياف المجتمع، وازدادت حالة الكراهية والحقد والتربص بالآخر يوماً بعد يوم، كما شاهدنا أن الأحلام والأماني تتلاشى وتتحطم في ظلمة الصراعات الدامية، ووجدنا الاقتصاد يترنح والديون تتراكم، وقائمة المسجونين في اطراد، وأعداد الثكالى والأرامل واليتامى في تصاعد مستمر. يضيف الزمر: اليوم أجد نفسي في هذه الذكرى حزيناً على يوم كنا فيه صفاً واحداً متآلفاً ومتماسكاً، تمنيت أن يعود بنا الزمان لهذه الذكريات الجميلة التي عشناها سعداء ونحن نتنفس نسيم الحرية والكرامة والعدالة». عن أي يناير يتحدثون؟ وإلى أعداء الثورة ومن بينهم مرسي عطا الله في «الأهرام»: «في مثل هذا الوقت من كل عام على مدى السنوات الست الماضية تتكرر المشاهد ذاتها بالمفردات نفسها والشخوص أنفسهم، في محاولة لاستنساخ الماضي القريب، من خلال تجديد إثارة الزوابع والأتربة وإشعال الحرائق والفتن باسم 25 يناير/كانون الثاني، والحقيقة أن أولئك الذين يتلهفون لإحياء ما تبقى من أطلال الفوضى باتوا رموزا معروفة بنرجسيتها ورغبتها في أن تظل حاضرة في المشهد السياسي حتى لو كان على شكل صراخ وتهليل لحريق مدبر، وإذا نجحت جهود إطفائه فإنهم يعاودون النبش من جديد في الرماد المحترق بهدف تجديد إثارة الأتربة ومواصلة النفخ في الرماد للمساعدة في إعادة الحياة للنيران حتى يتواصل الانشغال بالحريق بعد إطفائه. إن هذا الذي يتكرر منذ 6 أعوام في هذا التوقيت يعكس حالة مرضية بلغت بدرجة الغيبوبة السياسية عند البعض حد فقدان القدرة على التمييز بين الواقع والخيال». 25 «خساير» هكذا يطلق على ثورة 25 يناير خصومها الذين يرون أنها كانت وبالاً على الأمة وساهمت في تبديد الثروات وتوقف صناعة السياحة ما أسفر عن ضياع مزيد من الثروة الزراعية وها هو صلاح منتصر في «الأهرام» يكتشف عند زيارة له إلى الإسكندرية مدى ما حل بمصر من بوار: «ياعيني عليكي يا مصر؟ أين أرضك الخضراء التي كنا نطل عليها وقد هجمت عليها المبانى القبيحة، الواضح أنها نتاج ثورة يناير التي لا يختلف الذين اعتدوا فيها على الأراضي، عن الحرامية الذين سرقوا المواطنين وفتحوا السجون وحرقوا أقسام الشرطة وثبتوا أصحاب السيارات في الطرق. كلهم لصوص وفاسدون .لم تتغير العادة التي عرفتها منذ سنوات بعيدة وهى توقف القطار قبل دخوله محطة سيدي جابر في الذهاب ومحطة القاهرة في العودة. دائما يركن بضع دقائق دون سبب معروف ولكنها عادة لم تنقطع رغم السنين والأحداث». لماذا يكرهونها؟ «الملمح الأبرز في الأحاديث الدائرة على ألسنة الكثيرين – مع احتفالنا بمرور ست سنوات على ثورة يناير- يتحدد في فكرة «نحن نحتفل بثورة فاشلة» هذا ما يراه محمود خليل في «الوطن» يقول مواصلا كلامه، أمر عجيب بالفعل، والأعجب منه أن تجد هذا الكلام يتردد على ألسنة أفراد شاركوا في «يناير» وآمنوا بها. يعزو الجميع حديثهم عن فشل الثورة إلى عجزها عن تحقيق أهدافها في «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية». وهو حديث يستند إلى مغالطة أساسية تتمثل في أن هذا الشعار مثّل الحلم الكبير للثورة، أو النتيجة الكبرى التي حلم بها الملايين التي تدفقت إلى شوارع مصر أيام الثورة، هذه النتيجة لا بد أن تكون لها مقدمات، مقدمات تتراكم على الأرض حتى تُفضي إلى تحقيق النتيجة في النهاية، وهو أمر يستغرق سنين طويلة، لأن ثمة مبدأ يحكم الثورات يتمثل في «التغيير البطيء لكن المستمر» وهذا المبدأ ينطبق بامتياز على ثورة يناير. منذ ست سنوات ويناير تغير على الأرض، ودعني أسرد بعض المشاهدات الدالة على ذلك، المشاهدة الأولى تتمثل في «الحرب على الفساد»، وهي مقدمة طبيعية لتحقيق العدالة الاجتماعية، ولعلك تلاحظ أن وتيرة الإعلان عن الكشف عن قضايا الفساد تتصاعد بصورة محسوسة كلما اقتربت ذكرى الثورة، حتى كدنا نقول «ليت العام كله يناير»، لأننا نريد أن تكون الحرب على الفساد دائمة ومتواصلة. المشاهدة الثانية تتمثل في تعديل قانون التظاهر، وهو القانون الذي صاحبته زفة من رافضي «يناير» عند صدوره، لكن صمد ضده شباب يدفع ثمن دفاعه عن مبادئ الثورة من حريته، وتيارات ينايرية أصرت على كشف عدم تناغم هذا القانون مع نصوص الدستور، وواصلت سعيها حتى حكمت المحكمة الدستورية العليا بتعديل المادة العاشرة من قانون التظاهر، لتجد الحكومة نفسها مضطرة للامتثال، وبعيداً عن هذه الجهود، لم يستطع القانون أن يوقف التظاهر في الشارع، الكل يذكر مظاهرة موظفي الضرائب ضد قانون الخدمة المدنية، التي أدت إلى دفع مجلس النواب إلى رفضه في نسخته الأولى، ويذكر مظاهرات «الأرض» التي اندلعت دفاعاً عن مصرية جزيرتَي «تيران وصنافير». ماذا يعني ذلك؟ إنه يعنى ببساطة أن إرادة الشعب تجبُّ أي قانون قمعي، وهي مقدمة طبيعية للهدف الأسمى المتمثل في الحرية». ليس في فمنا ملعقة ذهب ومن قبيل العتب على تراجع الدعم الخليجي والهجوم على ثوار 25 يناير/كانون الثاني ما كتبه كرم جبر في «اليوم السابع»: «مصر ليست لديها آبار من البترول، ولا مناجم ذهب ومعادن نفيسة، ولم تجُد عليها الطبيعة بثروات خارقة، فهناك دول تستيقظ كل صباح، فتمطر عليها السماء بترولاً ودولارات، دون تعب أو عرق أو مجهود، وهناك دول تشقى وتكد وتعمل ليل نهار من أجل لقمة العيش، ويجب أن ندرك أن مصر دولة من النوع الثاني «اللهم لا قر ولا حسد». مصر كانت راضية بعيشتها رغم افتقاد معايير العدالة الاجتماعية، حتى هبت عليها أعاصير 25 يناير، التي تجيء ذكراها بعد أيام، فجذبت البلاد والعباد إلى الوراء، وتولى أمرها جماعة إرهابية أرادت ابتلاعها، وعصابات من ناشطي الخيانة والتآمر والتسريبات، ولايزال هؤلاء يعيشون حتى الآن على أمل أن تتعثر البلاد، فتسوء أحوال الشعب، ويعم الخراب والفوضى، فيعودوا من جديد فوق الحطام والأشلاء، ويتضاعف يأسهم كلما انفرجت أزمة أو ارتفع بناء. مصر تحفر في الصخر، فالسعودية، مثلا، تنتج كل يوم 10 ملايين برميل بترول، تضخ في خزائنها 400 مليون دولار مع كل طلعة شمس. وروسيا تنتج 11 مليون برميل ثمنها 500 مليون دولار.. حتى دولة قطر تنتج يوميا ما قيمته 105 ملايين دولار. أما مصر فلم تولد وفي فمها برميل بترول، ولا يتجاوز إنتاجها اليومي 50 مليون دولار. مصر تبحث عن أوراق قوتها وتحاول أن تستثمرها بأقصى درجة ممكنة، لم تعد الدولة المنكسرة التي تمد يدها انتظارا لمساعدات أو معونات من الأصدقاء أو الأشقاء، مصر شطبت كلمة مساعدات من قاموسها الاقتصادي واستبدلت بها مشروعات كبرى. سماء بلادنا لا تمطر ذهبا وبترولا، مصر لا تحتمل ربيعا جديدا، لأن ربيع المتآمرين حفرة في قاع جهنم، اكتوت البلاد بنارها ويقف الشعب لهم بالمرصاد». البرادعي وسنينه الهجوم على البرادعي لا ينتهي وفي صحف أمس الثلاثاء لاحقه ضمن من لاحقوه محمد علي ابراهيم في «المصري اليوم»: «خلافي مع الرجل كان حول ثلاثة أشياء ما يكتبه وما يفعله وتاريخه ضد بلده. قال مرة على تويتر ما اعتبرته يدل على «تغريبة» الذين ينادون به رئيسا حيث كتب «سنكسر حاجز الخوف كما كسره الألمان في برلين». خوف إيه يا عم.. لا توجد أسوار في القاهرة تفصل بين شعبين.. ولا علاقة لمصر بأجواء الحرب الباردة التي انتهت بسقوط الاتحاد السوفييتي وخروج الدول الشرقية من حلف وارسو. ما شأن هذا بمصر.. وما هذه التشبيهات العجيبة؟ كتب مرة أخرى ستحدث في مصر أمور مشابهة لما حدث في إيران. وكتب الراحل عبد الله كمال أن هذا الرجل يطوف بنا البلاد التي تغيرت من برلين لإيران للعراق.. والتقطنا تشبيها له يقارننا بالعراق ومصيره الذي يراه هو ديمقراطيا آنذاك، هذا الرجل لا علاقة له بالسياسة في هذا البلد. لا بالقانون ولا بالخبرة ولا بالقراءة. كأنه يكتشف مصر بعد أن بلغ الخامسة والسبعين من عمره (مواليد 1935) في 2010. غريب عنا أو مغترب يسعى لحكمنا.. كان كعابر سبيل أراد أن يرتاح على «دكة وثيرة» في مصر تعيده للأضواء.. في كل مرة يتحدث يكشف عن ابتعاده عن المجتمع.. يصورونه وهو يقرأ القرآن في مسجد الحسين يوم الجمعة، بينما القرآن يتلى قبل الصلاة.. لا يعلم أنه «وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون».. يكتب عنا بالإنكليزية لم يعد يطيق البقاء بضعة أشهر متصلة في الوطن. لا يتحمل أن يظل بعيدا عن منزله في فيينا أو منتجعه في جنوب فرنسا، ثم يأتي إلينا سائحا مندهشا، فيحج إليه دعاة التغيير باعتباره قادما ومعه الوصفة السحرية». طقوس الرئيس «لا أحد يعرف كيف يتم اختيار الوزراء في مصر، الموضوع لا يخص عهد السيسي وحده ولكن ينسحب على الماضي. بدأ الرئيس السيسي عهده بالرئاسة بطقوس جديدة، تذكرنا بها في «البديل» مها عزام، منها الاجتماع بالوزراء في السابعة صباحا ومطالبتهم بأن يكونوا على مكاتبهم في الثامنة (لم تعد هذه التوجيهات سارية)، كما ظهر أنه يفضل الوزراء الرياضيين الذين يجيدون ركوب الدراجات، وكان أول اختبار للمهندس إبراهيم محلب، جولة بالدراجة أمام الرئيس أثبت فيها اتزانه وجدارته في الاستمرار كرئيس وزراء. حتى هذه اللحظة لا أعرف على وجه الدقة، لماذا تم استبعاد المهندس إبراهيم محلب كرئيس وزراء؟ وتكليف المهندس شريف إسماعيل وزير البترول في وزارة محلب برئاسة الوزراء، كلاهما من مدرسة «حاضر يا ريس، تمام يا فندم» ما يقال عن أن استبعاد محلب بسبب قضية الرشوة التي كان بطلها الدكتور صلاح هلال وزير الزراعة في وزارته،غير صحيح، ففي عهد شريف إسماعيل تمت إقالة خالد حنفي وزير التموين على أثر فضيحة صوامع القمح، أي أن الحال من بعضه، وعلى رأي رئيسنا، في كل ركن في مصر ستجد عشا للفساد فيه. هل كان سبب استبعاد محلب أنه ابن بلد محبوب في الشارع لبساطته وجولاته الميدانية التي كان ينزل فيها بدون حراسة أو موكب؟ بالإضافة لعلاقاته الطيبة بالصحافيين والإعلاميين، هل خشي السيسي أن تتم المقارنة بينه وبين رئيس وزرائه، خاصة أنه لم يظهر ولا مرة واحدة في احتفال رسمي في سيارة مكشوفة كمن سبقوه من رؤساء، فهو دائما في حراسة مشددة لافتة للأنظار، شريف إسماعيل على عكس محلب، فهو صموت قليل الحديث مع الإعلام، يعني بالبلدي «رجل يسير جنب الحيط»، وهو الشخصية المثالية للسيد الرئيس». هل خسرت الدولة بسببه؟ الكلمات التالية لكاتب في «المصري اليوم» آثر عدم التوقيع على مقالته ربما لكونه يسبح ضد التيار، كي ينجو بنفسه من الهجوم: «الرداءة.. مخيفة تلك الرداءة التي قوبل بها كل مَن سار عكس التيار السائد لتشجيع أبوتريكة، للدرجة التي أُهيل فيها التراب على الأعراض والسيرة الشخصية لكل مَن قرر أن ينال من اللاعب، أو حتى دافع عن قرار قضائي اعتبره عنوانا للحقيقة، ولم تغادر الرداءة نفسها الفريق الآخر الذي انغلق على رفضه للاعب جملة وتفصيلا، فجاءت ردود أفعاله تغرد بالتشويه والتعريض بكل شيء، والتعميم الفاسد لكل مَن أطلق حكما مؤيدا للاعب وتاريخه وشكَّك في الإجراءات المتخذة بشأنه. (الاصطياد).. لم تترك وسائل الإعلام الموالية للإخوان الفرصة لكي تُظهر تناقضا حادا في أداء ما سمته «الأذرع الإعلامية للنظام»، التي أيد كثير منها على هواء برامجهم اللاعب حبا وتعاطفا، بل عدَّدوا مآثره وكيف كان صانعا للبهجة للمصريين طوال سنوات، وتساءلوا: كيف يكون مَن صنع لنا البهجة سنوات إرهابيا في لحظة؟ فلم يفت الإخوان أن يلعبوا على وتر الإساءة إلى القضاء برمته في ظل تلك الحالة، لتعكس قصة اللاعب شذوذا وظفوه لصالح أغراضهم واغتنمتها وسائلهم، التي لا تقترب من المهنية قط وقفزت على الحقائق بقصد سياسي. (الشعبوية).. كانت ممارسة التلقي عامة شعبوية، وفق نفسية الشعوب المقهورة، حتى أن وسائل الإعلام التي تسير في ركب السلطة خشيت من هجمة المحبين، واختارت أن تتجاوز قناعاتها المعلنة، فالتزم بعضها الجانب الإخباري للقصة دون إعلان موقف. أما البعض الآخر فخرج عن خطه التحريري تماما، وأسقط على صفحاته أو شاشته بعضا من مواقف التأييد الحريص للاعب لمغازلة السائد والنجاة من رد الفعل العنيف للمؤيدين. (الخسارة).. خسر الجميع ولكن أول الخاسرين دولة لا تستطيع أن تدافع عن قضاياها». إنه زمن الرويبضة بحق «لماذا يحاكم وحده المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات المقال عما قالت المحكمة في حيثياتها أنها «أخبار كاذبة»، رغم أن العديد من قضايا الفساد التي كشف النقاب عنها في الفترة الأخيرة عززت ما ذهب إليه جنينة بشأن توحش الفساد واستشرائه في العديد من المرافق، وبدوره يتساءل سليمان الحكيم في «مصر العربية»: «لماذا لا يحاكم الفريق مميش مثلا عن الأخبار الكاذبة التي روج لها بالحديث عن عشرات المليارات التي ستدرها «القناة الجديدة» سنويا والتي ثبت بعد ذلك كذبها الواضح؟ ولماذا لا يحاكم اللواء عبدالعاطي عن جهازه العبقري لعلاج فيروس سي والإيدز وغيرها من الأمراض، وثبت أن ذلك كان أكذوبة شارك السيسي في الترويج لها بنفسه؟ ولماذا لا يحاسب السيسي نفسه حتى الآن عن الأخبار الكاذبة التي روج ولا يزال يروج لها عن إنجازات وهمية لم ير الشعب لها أثرا في الواقع؟ ولم يحاسب رئيس البنك المركزي عن تصريحاته التي وعد فيها بوصول سعر الدولار إلى 4 جنيهات، بينما وصل سعره إلى الـ 20 جنيها، رغم ما وعد به السيسي بأن الجميع سيتسابق للتخلص مما في حوزته من دولارات بعد هبوطه إلى أدنى سعر؟ أليست تلك كلها أخبارا كاذبة يجب أن يحاكم عليها أصحابها؟ أم أن من يكذب على الشعب لدعم السيسي ونظامه يصرح له بالكذب دون حساب، والذين يصارحون الشعب بواقعه المرير هم الكاذبون حتى إن صدقوا؟ إنه زمن الرويبضة بحق.. زمن يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق كما أنبأنا الرسول «صلى الله عليه وسلم» في حديثه الشريف». إسرائيل تربح دائماً «من دون أن تطلق رصاصة واحدة في معركة تيران وصنافير المشتعلة بين مصر والسعودية، حققت إسرائيل انتصارات سياسية لم تكن تتوقع الحصول عليها، مطالب السعودية المحمومة بالحصول على الجزيرتين، تثير العديد من التساؤلات الخطيرة، فاستيلاء السعودية على الجزيرتين سيقدم لإسرائيل كنزا إستراتيجيا لا يقدر بثمن، سيضمن لها ــ بالقانون الدولي – وفق رؤية محمد عصمت في «الشروق» حق الملاحة في خليج العقبة، بعد أن يصبح ممرا بحريا دوليا، وليس خاضعا للسيادة المصرية. كما أن عودة الجزيرتين للسعودية يفرض عليها تحقيق «تفاهمات ما» إن لم يكن اتفاقيات أمنية واضحة مع إسرائيل، ستتبعها بالتأكيد خطوات سياسية أخرى، قد تفتح كل أبواب الاحتمالات أمام تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي ستفتح بدورها الباب أمام بقية دول الخليج لتحذو حذو المملكة، وهي عملية تبدو وكأنها توصيل الخدمات الإستراتيجية لإسرائيل حتى المنازل. مثل هذا السيناريو سوف يكون بالطبع على حساب الحقوق الفلسطينية الإستراتيجية، فالاعتراف الرسمي العربي الواسع بدولة إسرائيل، سيجعلها كالعادة تتشدد في الملف الفلسطيني الذي سيحتل ركنا هامشيا في الاهتمام الدولي والعربي. كما جاء تعامل الحكومة المصرية مع ملف الجزيرتين نموذجا صارخا للفشل السياسي، فوزارة شريف إسماعيل كانت مضرب الأمثال في الاعتداء على الدستور، والتعدي على مبادئ الفصل بين السلطات، وتحدي أحكام القضاء حكومتنا أصبحت مرفوضة شعبيا لأسباب اقتصادية وسياسية، وعلاقتها بالسعودية معرضة لمزيد من التدهور، وموافقتها على التحكيم الدولي في نزاعها مع السعودية حول الجزيرتين سيعرضها لهبات جماهيرية لن تستطيع مواجهتها بسهولة، ورفضها للتحكيم سيفقدها حليفها الخليجي الكبير، وهو وضع يضعها في مأزق مصيري خطير، يصب أيضا في مصلحة إسرائيل لأنه يضعف موقف خصومها المفترضين في العالم العربي». السيسي أم ترامب هدية لإسرائيل؟ «احتفال واشنطن بانتخاب الرئيس الأمريكي الجديد خطف الأضواء وصرف انتباهنا عن العرس المقام في تل أبيب بمناسبة بداية عهد «أمريكا الجديدة» التي تحتل إسرائيل في خرائطها موقعا أكثر تميزا من ذي قبل. وهو ما يلفت الأنظار إليه فهمي هويدي في «الشروق»، ذلك أن الرئيس الجديد لم يتوقف منذ حملته الانتخابية عن توجيه رسائل الغزل والعشق لكل ما هو إسرائيلي، حتى دعا إلى حفل تنصيبه وفدا من قيادات غلاة المستوطنين، وأهدى إليهم سفيرا من أهلهم وفريقا من أنصارهم. ليس ذلك فحسب، وإنما إلى جانب محبته لهم فإنه لم يخف كراهيته للإسلام، واعتزامه إقصاء المسلمين. وهو ما ظهر جليا في حفل تنصيبه الذي دعا إليه ممثلا للمسيحيين وآخر عن اليهود، لكنه تجاهل المسلمين ولم يدع أحدا منهم، ولا ينسى له أنه تحدث عن منعهم من دخول الولايات المتحدة، رغم أنه يحكم بلدا يعيش فيه أكثر من ثلاثة ملايين مسلم، ويحتل الإسلام فيه المرتبة الثانية بعد المسيحية، تتقدمان في ذلك على اليهود. لقد دأب بعض الحاخامات على وصف التطورات العربية المواتية لها التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة بأنها «معجزات» أهداها الرب لإسرائيل، إلا أن وصول الرئيس دونالد ترامب اعتبر في نظرهم «أم المعجزات»، لأنه سيحقق لإسرائيل ما لم يحققه لها السابقون، إذ يتوقعون في ظل رئاسته أن يختفي الحديث عن مشروع الدولتين، الذي تحمس له سلفه الرئيس أوباما، كما توقعوا أن يطلق العنان للاستيطان، وأن يعترف بإسرائيل دولة لليهود فقط، أما مسألة نقل السفارة إلى القدس فإن القرار فيها بات مفروغا منه ضمن مواقف أخرى تلغي القرارات الدولية التي تنتقد الممارسات الإسرائيلية. إلى جانب ذلك فمعركته ضد الإرهاب ستتجاوز قمع المقاومة في فلسطين ومحاولة تركيع الفلسطينيين، وستصل إلى حد الدعوة إلى إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وإضاءة الضوء الأخضر الذي يتيح لإسرائيل قصف المنشآت النووية الإيرانية. هذا الكلام ليس استنتاجا من جانبي، ولكنه تلخيص لما أوردته أغلب الصحف الإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة، وأحدث ما قرأته في هذا الصدد، مقال نشرته صحيفة «معاريف» في 20/1 لجدعون ساعر الوزير السابق ومنافس نتنياهو على زعامة الليكود، إذ تحدث عن دلالات «الانعطافة الدراماتيكية لصالح إسرائيل في السياسة الأمريكية». كما نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» مقالا في اليوم نفسه للجنرال عاموس يادين رئيس معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، تحدث فيه عن فرصة الضوء الأخضر لضرب المنشآت النووية الإيرانية». الصادقون ملاحقون والكاذبون يحظون بالمناصب… الثورة لم تهزم لكن السيسي أعطى ظهره للثوار حسام عبد البصير  |
اتهامات للواء في الجيش العراقي بتسهيل اختطاف مدنيين شمال بغداد Posted: 24 Jan 2017 02:29 PM PST  بغداد ـ «القدس العربي»: تسود في بلدة الطارمية، شمال بغداد، حالة غليان بين أهالي القضاء ذات الغالبية السُنيّة، على خلفية قيام مليشيات مسلّحة جاءت من بغداد وتنكر عناصرها بزيّ الشرطة والجيش، باختطاف قرابة 45 مدنياً من عشيرتي المشاهدة وبني عز. وطالب شيوخ عشائر ووجهاء البلدة، خلال أحاديث متفرقة مع «القدس العربي»، السلطات العراقية، بالكشف عن مصير ذويهم من الشباب الذين اعتقلتهم الميليشيا بعد نقلهم إلى أماكن مجهولة، وأكدوا أنهم يواصلون البحث عنهم منذ لحظة اعتقالهم منذ نحو ستة أيام. الحاجة بدرية العزي، أم عبد الله، لا تجد إلاّ الصبر والدعاء، سلاحا يعينها على فاجعة خطف ابنها الأكبر ماجد، وأولاد أخيها، عنوة بعد مداهمة عناصر ملّثمة بزيّ عسكري منازلهم في قرية بني عز. هي لا تدري عن مصيرهم أي شيء منذ لحظة اختطافهم. ورغم وضعها الصحي المتدهور نتيجة تعرضها إلى أزمة قليبة بسبب صدمة عملية المداهمة، لكن أم عبدالله (70 عاماً) ما تزال تترقب مع أفراد أسرتها بفارغ من الصبر، خبر الإفراج عن ابنها وعودته سالما. كما تأمل أن يكون ولدها مازال على قيد الحياة ولم يتعرض للتعذيب في سجون المليشيات، أو تم إعدامه ورمي جثته في مكب النفايات. وحمّل ذوي المختطفين ومشايخ العشائر، ضباط ومنتسبي الجيش العراقي وتحديدا لواء 22 المسؤول عن الملف الأمني داخل قضاء الطارمية، مسؤولية ما حصل ودخول هذه المليشيات الغير نظامية وشن عمليات اختطاف على الهوية. وأكدوا أن الدوافع التي تقف وراء عملية الاختطاف، جهات متنفذة تعمل لصالح المخابرات الإيرانية، هدفها تهجير عشائر الطارمية، وإفراغ مناطق حزام بغداد الشمالي من السُنّة تحت ذريعة تطهيرها من الجماعات المسلّحة. فضلاً عن تأجيج الصراع الطائفي. وأشاروا إلى أن «ضباطا في الجيش العراقي كانوا على علم لحظة دخول هؤلاء العناصر المسلّحة للبلدة» موضحين أن «ملابسات عملية الاختطاف لم تكن مخفية أو تحت نجح الظلام بل وقعت في وضح النهار وأمام أنظار الجميع». وبينوا أن «سيارات الخاطفين، التي لا تحمل لوحات مسجلة، اجتازت عددا كبيرا من حواجز الأمن حتى استطاعت الوصول لمنازل وقرى المدنيّين ونفذت العملية، ثمّ انسحبت بحرية دون أن يعترضها أحد، وسلكت نفس الطريق ومرت من ذات الحواجز العسكريّة التابعة للواء 22 والأجهزة الأمنية لم تحرك ساكناً لاعتقالهم أو منعهم لأسباب غير معروفة». كل ذلك، يثير الريبة والشك في نفوس أهالي المختطفين، الذي اتهموا الواء 22 جيش عراقي، بالتواطؤ مع منفذي الجريمة أو تسهيل عملية دخولهم. أم سعدون المشهداني، إحدى النساء التي اختطفت المليشيات ثلاثة من أبنائها إضافة إلى زوجها وابن أخيها، دعت في حوار مع «القدس العربي»، المنظمات الإنسانية ورئيس الوزراء حيدر العبادي، من أجل الوصول سريعاً لتحرير زوجها وأولادها من يد العصابة الخاطفة. وقالت: «دفعت خمسة من أبنائي قتلوا بدم بارد على يد مقاتلي تنظيم القاعدة بالطارمية عام 2005. المليشيات تُعيد سيناريو ما ارتكبته القاعدة». وأضافت: «مصير أبنائي مازال مجهولا لم أعلم بالضبط أين هم، هل قتلوهم وقطعت رؤوسهم وأحرقت جثثهم ثأراً لقتلى المليشيات الشيعية بالموصل؟». ومن جهته، دعا صلاح العزي، أحد مشايخ قبيلة بني عز السُنيّة في الطارمية، القائد العام للقوات المسلّحة، إلى التحرك السريع إزاء ذلك، من خلال الضغط على الجهات الأمنية للكشف عن مصير أبناء القضاء المختطفين وإنقاذ أرواحهم وامتصاص غليان وغضب الشارع والعشائر. وأضاف لـ»القدس العربي» إن «القوة التي اختطفت أبناءها دخلت مع همرات الجيش العراقي، وهي تستقل سيارات مدينة لا تحمل لوحات تسجيل نوع كيا وسايبا وبيك اب وعجلات دفع رباعي». وأعتبر أن «القوة العسكريّة المسؤولة عن حماية القضاء تتجنب كشف تفاصيل العملية، ربما خوفا من عقاب المليشيات، وتصرّ على النفي بعلمها بدخولهم وكذلك علمها بكل ما حدث، وهنا الكارثة، الأمر الذي يعزز الشكوك بوجود تعاون خفي من قبل عناصر الجيش مع تلك العصابات الميليشاوية الخارج عن القانون». وطالب، «الجهات المعنية بوزارة الدفاع بالتحقيق الفوري مع آمر لواء 22 لأنه هو الوحيد الذي يمكن من خلاله التعرف على هوية المليشيات التي قامت بتنفيذ عملية الخطف». إلى ذلك، دعا تحالف القوى العراقية (أكبر كتلة سنية في البرلمان)، العبادي، وقيادة عمليات بغداد (تابعة للجيش)، للكشف عن مصير المخطفين. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده النائب أحد المشهداني، مع عدد من زملائه في كتلة تحالف القوى العراقية، بالإضافة إلى نواب من كتلة ائتلاف الوطنية، في مبنى البرلمان. وقال المشهداني: «الخميس الماضي قامت قوات أمنية بحملة واسعة في قضاء الطارمية، شمال بغداد، أسفرت عن اعتقال 45 مواطناً من أهالي المنطقة، في وقت نفت قيادة الجهات الأمنية في تلك المنطقة اعتقال أي مواطن». وبيّن أن «القوات التي قامت بتنفيذ العملية الأمنية استخدمت سيارات عسكرية وأخرى مدنية ولم تكن تحمل لوحات تسجيل». وطالب «قيادة عمليات بغداد ببيان حقيقة ما جرى، لأنهم المسؤولين عن الملف الأمني لقضاء الطارمية». ودعا «العبادي، بالتدخل الفوري قبل تعرض حياة المواطنين للخطر». المشهداني، حثّ أيضاً «لجنة الأمن والدفاع النيابية بعقد جلسة طارئة للكشف عن ملابسات الموضوع، لأننا نعتقد أن من قام بهذا الفعل استغل عنوانا من عناوين الأجهزة الأمنية». ويعتبر قضاء الطارمية الذي يقع شمال بغداد، جزء من حزام بغداد الشمالي، من المناطق التي تسكنها عشائر غالبيتها سنية. وتشهد تلك المناطق وضعا أمنياً غير مستقر. على غرار العاصمة، خاصة بعد ازدياد عمليات الخطف التي تقوم بها جهات مجهولة. اتهامات للواء في الجيش العراقي بتسهيل اختطاف مدنيين شمال بغداد أحمد الفراجي  |
استراتيجية موسكو الجديدة في سوريا والسابقة الأمريكية Posted: 24 Jan 2017 02:29 PM PST  ثمة تماثلٌ ملفت للنظر بين الاستراتيجية التي تتبعها روسيا حالياً في سوريا وتلك التي اتبعتها الولايات المتحدة بدءًا من عام 2007 في العراق، والتماثل يبدأ بالغرض من الاستراتيجيتين ويشمل نمطيهما. فقد بدّلت الولايات المتحدة استراتيجيتها في العراق سنة 2007 بعد أربع سنوات من الاحتلال أفضت إلى كارثة للبلاد وللاحتلال نفسه، تجلّت سنة 2006 عندما اشتعلت حربٌ طائفية ضروس بين العراقيين بينما كانت القوات الأمريكية منهكة في مكافحتها لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق» (داع) بالتوازي مع مكافحتها لحركة طالبان في أفغانستان. أما الاستراتيجية الروسية الجديدة فقد عقبت مرحلة أولى من التدخّل العسكري المباشر بدأت في أيلول/ سبتمبر 2015، وقد أعلن فلاديمير بوتين انتهاءها وسحب معظم القوات المشاركة فيها في آذار/ مارس 2016. إلّا أنه سريعاً ما استدرك أمام تأكّد عجز النظام السوري عن الصمود بدون الدعم الروسي، بالرغم من الدعم الكثيف الذي يتلقّاه من إيران وأتباعها الإقليميين. وقد خشيت واشنطن في العراق وخشيت مثلها موسكو في سوريا من الغرق في «مستنقع» مُهلِكٍ على غرار ما أصاب الأولى في فيتنام والثانية في أفغانستان. صحيحٌ أن سنةً فقط كانت قد مضت على التدخّل الروسي في سوريا عندما بدّلت موسكو استراتيجيتها، خلافاً للسنوات الأربع التي سبقت المنعطف الاستراتيجي الأمريكي في العراق. غير أن بوتين تدخّل في سوريا وهو يَعِد الرأي العام في بلاده وقواتها المسلّحة بأن العملية سوف تكون محدودةً زمنياً حيث أن روسيا غير قادرة على تحمّل تدخّل كثيف متوسط الأمد، ناهيكم بطويل، وهي تعاني من وضع اقتصادي خانق. أما الاستراتيجية الجديدة، فقد قامت في حالة أمريكا في العراق على تصعيدٍ عسكري مؤقت أسمي بالفورة (surge)، ترافَق بكسب القبائل العربية السنّية من خلال تنظيمها في «صحوات» تُسلّحها واشنطن وتموّلها. وقد انتقل الاحتلال الأمريكي من دور حليفٍ للقوات العراقية الموالية لإيران، يتصدّى للقوى المعادية لها وله على حدّ سواء في المناطق العربية السنّية، إلى دور الوسيط بين الطرفين الطائفيين العراقيين. بل أدّى هذا الانتقال إلى تحوّل القوات الأمريكية في نظر القوى الفاعلة في المناطق العربية السنّية من محتلّ يُراد التخلّص منه إلى حامٍ من الهيمنة الإيرانية يُرجى منه البقاء. ولعلّ أبرز مثال عن ذلك التحوّل موقف طارق عزيز، معاون صدّام حسين الوفيّ، في المقابلة الأخيرة التي منحها من السجن لصحيفة «ذي غارديان» البريطاينة وطلب فيها من الاحتلال الأمريكي البقاء في العراق لصيانته من السيطرة الإيرانية. بيد أن لعبة طهران في العراق كانت أدهى من سياسة واشنطن، وقد أخذت تشجّع تحرُّش أتباعها العراقيين بالقوات الأمريكية بينما كان نوري المالكي، الذي سلّمه الاحتلال رئاسة الحكومة فارتدّ عليه بإيعاز من طهران، يصرّ على رفض منح القوات الأمريكية الضمانات القانونية التي طلبتها لتمديد تواجدها في العراق. ولمّا كان باراك أوباما قد حلّ محلّ جورج دبليو بوش رئيساً للولايات المتحدة في عام 2009، وهو شديد التخوّف من أي تورّط عسكري بارز ويعتمد سياسةً مهادِنة إزاء إيران، ما كان منه سوى أن سحب القوات الأمريكية من العراق مستكملاً الانسحاب في نهاية عام 2011 بما كرّس الفشل الذريع للمغامرة الأمريكية. أما بوتين فبعد إعلانه انتهاء مهمة قواته في سوريا، ما لبث أن انتقل إلى تصعيدٍ جديد يفوق الحملة الأولى ويرمي إلى تعديل الموقف العسكري بشكل حاسم على غرار «فورة» الحملة الأمريكية في العراق. فخاضت القوات الروسية في حملة جديدة تركّزت على مدينة حلب ابتداءً من أيلول/ سبتمبر 2016، وقد وضع بوتين لحملته العسكرية الجديدة حدّاً زمنياً هو نهاية العام 2016 بغية استباق التغيير الرئاسي في واشنطن. أما الشقّ السياسي لاستراتيجيته الجديدة، فقد انتظر الرئيس الروسي اتضّاح نتيجة السباق الرئاسي الأمريكي وانتهاء الحملة العسكرية في سوريا كي يقرّره. ولو وصلت هيلاري كلينتون إلى الرئاسة، لاعتمد بوتين مواصلة التحالف مع طهران في الساحة السورية لعلمه بأن كلينتون سوف تعاديه وتدعم المعارضة السورية المسلّحة. إلّا أن دونالد ترامب هو الذي فاجأ العالم بفوزه، مبشّراً بسياسة تعاونٍ مع موسكو وقبولٍ بحكم آل الأسد من منطلق تعيين «الإرهاب الإسلامي الراديكالي» كعدوّ رئيسي، وذلك على خلفيّة عداء شديد لطهران يتشارك فيه ترامب مع صديقه وصديق بوتين، بنيامين نتنياهو. وفي ضوء هذا التغيّر السياسي بالغ الخطورة، وبعد إتمام سيطرة التحالف المساند للنظام السوري على حلب، دشّن بوتين استراتيجية سياسية جديدة في سوريا تقوم على انتقاله من دور حليفٍ لإيران يتصدّى للقوات المعادية لها وله على حدّ سواء إلى دور الوسيط بين إيران وتركيا، الأمر الذي أتاحه ارتداد رجب طيب أردوغان إلى التعاون مع موسكو. ومثلما تحوّلت القوات الأمريكية في العراق منذ عام 2007 في نظر القوى العربية السنّية إلى حامٍ لها في وجه إيران بعد أن خاصمتها تلك القوى بشراسة إلى حدّ تعاونها مع تنظيم القاعدة/ داع ضدها، نرى اليوم بين القوى المعارضة لآل الأسد والمستندة إلى تركيا مَن بدأ يبرّر التعاون مع موسكو بوصفها كفيلة بوضع حدّ للسيطرة الإيرانية. وبالطبع تشجّع أنقرة على مثل هذا الموقف، وهي تراهن اليوم على انضمام واشنطن برئاسة ترامب إلى ائتلافها مع موسكو على حساب طهران. لقد حققت الاستراتيجية الأمريكية في العراق بدءًا من عام 2007 نجاحات بارزة، أهمها التغلّب على تنظيم داع واستتباب الأمن في البلاد بمستوى معقول بالمقارنة مع السنوات السابقة. لكنّها باءت بالفشل في نهاية المطاف إذ تمكّنت إيران من إحباطها من خلال المالكي. وقد رفض هذا الأخير ضمّ «الصحوات» إلى القوات المسلّحة النظامية العراقية، مما رمى مناطق «الصحوات» من جديد في أحضان تنظيم داع بعد تحوّله إلى داعش وعودته في صيف 2014 انطلاقاً من الأراضي السورية. غير أن لدى استراتيجية موسكو حظّاً أوفر بالنجاح وذلك لأن آل الأسد ليسوا أكثر ولاءً لإيران منهم لروسيا ولأن ائتلافاً بين روسيا وتركيا والولايات المتحدة (بمباركة إسرائيلية) يشكّل قوةً أعظم بكثير من قوة إيران وحدها. ٭ كاتب وأكاديمي من لبنان استراتيجية موسكو الجديدة في سوريا والسابقة الأمريكية جلبير الأشقر  |
قاضي قضاة فلسطين لـ «القدس العربي»: لا يجوز مجاملة نظام الملالي في إيران Posted: 24 Jan 2017 02:29 PM PST  غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: طالب قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي في لقاء خاص مع «القدس العربي» حركة حماس أن تعلن موقفها الواضح الصريح من استمرارية التعامل مع نظام الملالي في إيران رغم مساندته لبشار الأسد في قتل شعبه وقال: «يجب على حماس وعلى غير حماس أن يعلنوا عن موقفهم الواضح والصريح في الوقوف إلى جانب الشعب السوري الذي يقتل ويهجر من أرضه ووطنه». وتابع قوله «العلاقة بين حماس وإيران غالباً علاقة مصالح بين الطرفين، وهذه المصالح يجب أن لا ترتقي للمستوى الذي هي عليه» وشرح التميمي كلامه: «حماس لم تتجاوب مع نظام الأسد في سوريا وخرجت من سوريا حفاظاً على حياديتها، وأنا أقول لا يجوز لأيٍّ كان أن يكون حيادياً في هذه المعركة، إما أن تكون مع الشر وهو نظام بشار الأسد والنظام الإيراني الذي يساند بشارالقاتل، وإما أن تكون مع الخير والحق وهو مطالب الشعب السوري في الحرية والاستقلال والعيش الكريم والديمقراطية على أرضه وفي وطنه». وأكد بأنه تواصل مع شخصيات في حركة حماس لتبيان الأمر رافضاً التصريح بأسماء محددة «تكلمت بهذا الخصوص مع كثير منهم، تحدثت مع كثير من الشخصيات لكن دون تحديد أسماء، وبينت هذه المسألة أيضاً في خطب الجمعة وهذه الحقائق فلا يجوز دبلوماسياً وغير ذلك أن نجامل هذا النظام الذي يقتل بلا هوادة على الأساس المذهبي والطائفي». وأردف قائلاً «لا تجوز مجاملة أي نظام قاتل، وعلى وجه الخصوص لا تجوز مجاملة نظام ولاية الفقيه الذي يقتل الشعب السوري في سوريا والشعب اليمني في اليمن والشعب العراقي»، واستأنف التميمي حديثه قائلاً «يجب أن تعلن كل البلاد والحركات العربية والإسلامية الاصطفاف إلى جانب الحق حق الشعب في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم في مواجهة هذه الأنظمة الفاسدة». وحذر قاضي القضاة خلال لقائه مع «القدس العربي» من المشروع الإيراني الطائفي الذي يخدم مصالح الأعداء فقال «هناك مشروع إيراني لإشعال المنطقة برمتها وهو مشروع طائفي يقتل الشيعة السنة والسنة الشيعة، وهذا النظام نظام فاسد يسعى لإيجاد حالة من الفوضى والقتل والتدمير في كل مكان». واستطرد التميمي «هذا النظام يحاول أن يستمد الشرعية فيما يفعل من قتل وتدمير وسفك الدماء واستعمال الأسلحة الكيماوية حينما تكون له علاقة ولو دبلوماسية مع أي نظام عربي أو حركة وطنية أو إسلامية». فنظام الملالي كما قال الشيخ التميمي «يخطط لوصول هذه الفتنة إلى فلسطين وإلى لبنان وإلى الكثير من الدول العربية والإسلامية، كل ذلك في سبيل مصالحه ومصالح شخصياته كالاتفاق النووي والإفراج عن الأرصدة الإيرانية». وبات نظام الحكم في إيران من أكبر مساندي الأسد في قتل الشعب السوري وتهجير شعبه، إذ بات يمسك ببعض مفاصل الأحداث الهامة بريف دمشق على وجه الخصوص. كما يعتبر نظام الملالي الإيراني من أكبر الأنظمة السابقة في قتل شعبها حيث تواصل الأجهزة الأمنية في إيران إعدام عشرات المعارضين لها يومياً. قاضي قضاة فلسطين لـ «القدس العربي»: لا يجوز مجاملة نظام الملالي في إيران «على حماس أن تعلن موقفها الواضح والصريح مما يحدث للشعب السوري» سما مسعود  |
جدل على وسائل التواصل بسبب اهتمام الرئيس التونسي بالإشاعات على حساب مشكلات البلاد الأساسية Posted: 24 Jan 2017 02:28 PM PST  تونس – «القدس العربي»: استنكر سياسيون تونسيون «انشغال» الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بتكذيب الإشاعات على حساب المشكلات الأساسية في تونس وخاصة الملفات الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر سلباً على الوضع الأمني في البلاد. وكانت صفحة «هنا قرطاج» على موقع «فيسبوك» (المتخصصة بمتابعة نشاطات الرئيس التونسي) نشرت الاثنين فيديو لقائد السبسي فند فيه ما روجته بعض وسائل الإعلام والصفحات الاجتماعية اعتزام رئاسة الجمهورية بيع سيارة تاريخية من نوع «رولز رويس» (كقطع غيار)، كانت ملكة بريطانيا اليزابيت الثانية أهدتها للرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة. ودعا قائد السبسي، الذي ظهر في الفيديو بجانب السيارة المذكورة في قصر قرطاج، الصحافيين إلى الابتعاد عن نشر مثل هذه الإشاعات وعدم إلهاء الشعب بـ»مشاكل فارغة»، وأضاف «يمكن أن تلومونا على الكثير من الأشياء، لكن الغباء السياسي ليس من بينها. ومن يريد أن يعاين السيارة فليتفضل»، وتابع قائد السبسي «إذا لم نستطع الحفاظ على أشياء كهذه فكيف يمكن لنا أن نحافظ على أمن تونس». وأثار الفيديو، الذي تابعه الآلاف خلال بضع ساعات، جدلاً كبيراً، حيث كتب القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» هشام العجبوني على صفحته في موقع «فيسبوك»: «فخامة رئيس ليس لديه عمل! تخرج إشاعة تقول إن سيّارة الرولس رويس التي أهدتها ملكة إنكلترا للزعيم حبيب بورقيبة وقع بيعها كقطع غيار! فيقوم مع مدير ديوانه سليم العزابي بتصوير فيديو أمام السيارة وذلك لتفنيد الإشاعة! (…) فخامته أثبت أنه قلق وليس لديه عمل سوى متابعة الإشاعات وتفنيدها !». وأضافت الباحثة والقيادية السابقة في «نداء تونس» ألفة يوسف مرددة ما قاله قائد السبسي «فعلاً سيّدي الرّئيس يجب ألا نلهي التونسيين بحكايات فارغة، سنحدّثهم عن الحكايات الملأى: حكايات السّاسة الّذين خانوا وعودهم للشّعب، حكايات بلاد على شفا الإفلاس دون أن يُحاسب أحد، حكايات الصّمت عن الاغتيالات والملفّات، حكايات التوافق مع المجرمين، حكايات حماية كبار الفاسدين، حكاية غياب الحلول، حكاية الابن الذي أصبح سياسيّاً فجأة (…) سنحدّثهم عن مسؤولين في واد وشعبهم في واد وعن بلاد تحتضر، ولكنّها كطائر الفينيق، ستنفض جناحيها وتُبعث من رمادها، وستدفن في غياهب التّاريخ المظلم كلّ من تلاعب بأحلام النّاس البسطاء». جدل على وسائل التواصل بسبب اهتمام الرئيس التونسي بالإشاعات على حساب مشكلات البلاد الأساسية حسن سلمان  |
محاضر سرية للمجلس الوزاري المصغر تكشف تخبط إسرائيل وشجارات وزرائها قبيل الحرب على غزة وخلالها Posted: 24 Jan 2017 02:28 PM PST  الناصرة – «القدس العربي»: تشهد إسرائيل ضجة واسعة بعدما كشفت صحيفة «يديعوت احرونوت» أمس فحوى المحادثات داخل المجلس الوزاري المصغر حول عدوان ما يسمى «الجرف الصامد» على غزة، في صيف2014 .ويستدل من بعض محاضر الحكومة حول الحرب أنها كانت مترددة جدا إزاء القيام بحملة برية ولم تكن تملك خطة لمواجهة أنفاق المقاومة الفلسطينية. وأدى الكشف عن هذه المحاضر لاحتدام الجدل مجددا بين السياسيين، وقال وزير التعليم نفتالي بينيت زعيم الحزب اليهودي إن التقرير المنشور بالصحيفة هو هزة ارضية وفرصة في الوقت نفسه لاستبدال مفهوم الأمن واستراتيجية العمل. ورد عليه بشكل مبطن وزير الأمن السابق موشيه يعلون ضمن محاضرة في تل ابيب أمس بإبدائه الأسف ان بعض الوزراء يسربون محاضر بشكل يهدد أمن اسرائيل من أجل حيازة لايكات في الفيسبوك. وحسب هذه المحاضر فإن جلسة المجلس الوزاري في ليلة 30 يونيو/ حزيران 2014 كانت متوترة جدا وفيها بدأت تهب رياح الحرب على غزة بعد العثور على جثامين الفتية المستوطنين الثلاثة في منطقة الخليل. ويستدل منها أن بينت تنبه مبكرا لخطر الأنفاق من غزة فقال خلال الجلسة، إن «الرد حتى الآن كان ضعيفا ومهينا أمام العملية. في غزة توجد عشرات الأنفاق المعدة للاختطاف». وتابع «انها ليست هناك كي تصاب بالصدأ». ومن ثم واصل لسع وزير الأمن، موشيه يعلون، «يجب المبادرة الى عملية على خط الاحتكاك». وواجه اقتراح بينت معارضة قويةمن قبل أعضاء المجلس الوزاري. وقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إن «الأنفاق تشكل تهديدا ملموسا لدولة إسرائيل ويمكنها ان تغير التوازن بيننا وبينهم، يعلون». وطلب من وزير الامن «عرض خطة في اليوم التالي، بما في ذلك السيطرة على فتحات الأنفاق». ورد يعلون: « توجد خطة كهذه، «فرد نتنياهو: «انا لا اعرفها». أكثر حرب دراماتيكية ويضيف تقرير مراقب الدولة حول حرب «الجرف الصامد»، الذي سينشر كما يبدو قريبا، انه سيكشف كل ما حدث خلال الاشهر والسنوات التي سبقت أكثر حرب دراماتيكية، معقدة ودامية عرفتها إسرائيل منذ حرب لبنان الثانية. لكن بروتوكولات النقاش التي تكشفها الصحيفة لأول مرة، تبين ما حدث في اللحظات الحقيقية لصدور القرارات وهي: عدم جاهزية الجيش لتهديد الأنفاق، وعمق القطيعة بين أعضاء المجلس الوزاري وما يحدث على الأرض ، وضخامة العداء الذي اندلع خلال الأيام المصيرية بين الوزراء. وأمام دعوة بينت لشن هجوم فورا، يبدي وزير الأمن وقتذاك يعلون موقفا حذرا ومدروسا بشكل أكبر فيقول: «حماس لا تنوي المبادرة لتفعيل الأنفاق، يجب الحذر من الخطأ في تقييم النتائج». في المقابل يوضح نتنياهو أنه في تلك الفترة ينوي التحلي بقيادة سياسية منضبطة، وأن «الهدف الآن هو الامتصاص». ويواصل بينت الدفع باتجاه عملية فاعلة: وسأل: «هل تعتقد أننا إذا لم نفعل شيئا. فإنهم سيتقبلون الأمر؟». يعلون :نعم. ويتحدى الوزير غلعاد اردان، الوزير يعلون حول جاهزية الجهاز الأمني لمواجهة تهديد الأنفاق. ويقول له :»لقد اعددتم خطة لاحتلال غزة. اما الانفاق فلا». ويرد يعلون: «لقد عرضنا». ويشارك رئيس الاركان بيني غانتس في دعم الموقف الداعي للانضباط بالقول إن «حماس لا تريد العمل. لقد قالوا في اذاعتهم «أخطأنا عندما نفذنا الاختطاف». وفي الجلسة التالية للمجلس الوزاري المصغر يزداد سخونة النقاش حول إمكانية القيام بعملية برية ضد أنفاق غزة. ويوضح وزير الأمن ان خطة كهذه يمكن ان تقود الى نتائج قاسية. ويتابع «انا ضد العمل على فتحات الاأفاق فهذا من شأنه جرنا الى داخل غزة». عملية ضد الأنفاق وينضم للنقاش رئيس قسم الاستخبارات العسكرية افيف كوخابي فيقول: «توجد عشرات المعلومات التي تشير الى أن حماس لا تريد المواجهة». اما رئيس الأركان غانتس فيوصي بكشف استراتيجي لخطة أنفاق حماس وبينما يواصل بينت الدفع باتجاه عملية: «كم من الوقت ستستغرق عملية برية ضد الانفاق»؟ غانتس: «يومان او ثلاثة». يشار الى أن العملية البرية خلال العدوان على غزة التي تمت في نهاية الأمر استغرقت 19 يوما. وفي الثالث من يوليو/ تموز يستمر النقاش الساخن ويقوم رئيس الحكومة نتنياهو باستجواب غانتس حول امكانية العمل: «هل سيعرقل قصف فتحات الأنفاق استخدامها؟ لا اعرف». ربما يشوش ذلك»، قال غانتس. نتنياهو: «هل سيمنعنا ذلك من دخول الأنفاق؟ غانتس: «فاعلية القصف منخفضة جدا. يحتمل ان يقود العمل ضد الأنفاق الى احتلال كل غزة «. من جهته يواصل يعلون قيادة الخط الحذر: «انتم تعيشون تحت كثير من التهديدات المتطورة. اقترح عدم خوض عملية ضد الأنفاق». وفي السابع من تموز/يوليو تستعد إسرائيل لحرب جديدة على غزة والمجلس الوزاري يصادق على تجنيد 1500 جندي احتياط. على مدار الأيام المنصرمة، من لحظة العثور على جثث الفتية المستوطنين وقع تبادل لإطلاق النار وقصف سلاح الجو غزة والجبهة الداخلية تعرضت للقصف الصاروخي، لكن هذه النيران ليس مصدرها حماس، وانما تنظيمات محيطة بها، حتى وان كانت بدعم منها. وفي السابع من تموز يتغير الأمر كله وحماس تطلق حوالى 100 صاروخ باتجاه اسرائيل وعملية الجرف الصامد تنطلق. ويواصل يعلون البحث عن تخفيض اللهب: «يمكن التوصل الى وقف لإطلاق النار. ليس صحيحا الوصول الى وضع نعريهم من الأنفاق. يجب استغلال الوساطة المصرية». عملية استراتيجية بينت يقف في وجه الوزير يعلون :»اوصي بالعمل على احباط الأنفاق». يعلون: «»واذا حققت الهدوء لثلاث سنوات دون ان تدمر الأنفاق فما السيىء في ذلك؟». بينت: «واذا تعرضنا لعملية استراتيجية. سيكون هذا ضعف 100 مرة من حادث غلعاد شليط. يفضل ان نمنع ذلك مسبقا، ولم أر خطة توضح كيف نمنع ذلك». يعلون:»وبعد ان تدخل فهل تعتقد ان حماس لن تبني المزيد من الانفاق؟». وفي الثامن من تموز يوافق مجلس الوزراء على تجنيد 40 ألف جندي من الاحتياط ويطالب وزراء بإجراءات أشد صرامة من تلك التي تمت حتى الآن فيما كانت صواريخ حماس تبلغ العمق الإسرائيلي. وعلى خلفية ذلك يحتدم الجدل ويقول الوزير يوفال شطاينتس: «يجب احتلال كل قطاع غزة وإزالة كل تهديد». الوزيرة تسيبي ليفني: «يجب عدم التحمس جدا». الوزير افيغدور ليبرمان: «شعبة الاستخبارات أخطأت في تقديراتها حتى الآن. يجب احتلال غزة». الوزير يئير لبيد: «أنا أعارض التوغل البري». وفي العاشر من تموز ناقش مجلس الوزراء القيام بعمل عسكري محدود وأكدت جهات سياسية أنه لا مفر من عملية برية. حصان جامح وفي هذه الجلسة يمثل قائد المنطقة الجنوبية سامي ترجمان، امام المجلس الوزاري في محاولة لإقناع الوزراء بتنفيذ خطة «الدفاع الأمامي» التي تهدف لإحباط الأنفاق على مسافة كيلومتر من السياج. وزير الامن ورئيس الأركان يعارضان، والمجلس الوزاري لا يصادق على الخطة. ولذا وعلى خلفية هذا النقاش والخوف من مقتل جنود، انطلقت الخطة البرية في 18 تموز، بعد إحباط محاولة تسلل عشرات رجال حماس غبر نفق مقابل كرم ابو سالم. ترجمان: «يوجد تهديد استراتيجي يمكن ان يتم تفعيله ضدنا في كل لحظة. توجد على الأقل تسعة أنفاق اجتازت السياج الى أراضينا». نتنياهو: «يجب مواصلة اطلاق النار او القيام بعمل بري؟ غانتس: «انا اعارض العمل البري. هناك انجازات كبيرة حتى الآن. حماس منيت بضربة. الأنفاق هي خطر محتمل». بينت يحاول فهم خطة العمل المقترحة ويسأل: «الى أي حد ستكون العملية ضد الأنفاق واسعة؟ ترجمان: «عملية مع احتكاك، لكننا نعرف كيف نواجهها». بينت: «لو كنت مكاننا ما الذي ستفعله؟ يعلون: «هو ليس مكانك. انه حصان جامح» بينت: «ليس مكاننا. إذن مكانك انت». ترجمان: «مكاني ومكانك كنت سأدخل مع ثلاثة طواقم حربية لوائية من أجل إحباط تهديد الأنفاق». كوخابي: «توجد شروط لخلق الردع». يعلون: «انا انظر الى تهديد الأنفاق كمشكلة لا يمكن حلها، مشكلة لا يمكننا حلها حتى في هذا الحدث». ليبرمان: امضوا نحو عملية واسعة في غزة. ولكن اذا كان الأمر هو الاختيار بين عمليات ضد الانفاق او وقف اطلاق النار، فامضوا نحو وقف إطلاق النار. «ثيران كسلى» وتلتئم جلسة السابع والعشرين من تموز على خلفية قتل عشرات الجنود خلال العمل البري ومطالبة الولايات المتحدة بوقف فوري لإطلاق النيران. الصراعات حول طاولة المجلس الوزاري لم تعد مؤدبة مطلقا والأمور تصل الى حافة الانفجار: يعلون يتهم بينت بالتآمر عليه حين يجري اتصالات مباشرة مع ضباط ميدانيين من خلف ظهره. «انت لن تدير لي الجيش»، يقول يعلون غاضبا. «انت لن تأتي من الميدان وتقول لي نفعل هذا ولا نفعل ذاك. هل تسمع؟ بينت: «انا نعم.. بحال لم يبلغونا بالحقيقة». يعلون: «انا ابلغ بالحقيقة». بينت: «حتى الان لم نعرف عن وقف إطلاق النار». يعلون: هل يجب علي تقديم تقرير لك؟ بينت: «»بالتأكيد». بينت يتوجه الى رئيس الأركان غانتس ويهاجمه بشكل مباشر: «اتوقع منكم الحضور الى المجلس الوزاري مع مخططات عسكرية وروح هجومية. ليس انا المفروض فيه إحضار مخططات لتدمير الأنفاق. كونوا خيولا جامحة وليست ثيرانا كسلى». وخلال الفاتح من أغسطس/ آب وبعد الاتفاق على هدنة يتم خرق الاتفاق والمقاومة الفلسطينية تقتل بنياه شارئيل، وهدار غولدين وليئال غدعوني. وفي ظل ذلك يطالب الوزير اردان رئيس الأركان ورئيس شعبة الاستخبارات بتقديم توضيحات: كيف حدث وتم خلال الهدنة فرض قيود على محاربي جبعاتي، عرضتهم للخطر. «لو كنت اعرف أن الوضع هكذا في الهدنة، لكنت سأعارضها». وتعيش إسرائيل هذه الأيام حالة ترقب عشية التداول عما إذا كان سينشر تقرير «مراقب الدولة» حول الجرف الصامد الذي يتوقع أنه يحتوي نقدا لاذعا للمستويين السياسي والعسكري. وبالأمس أعلن أن نتنياهو لا يعارض نشر تقرير المراقب حول سلوكيات حكومته خلال الجرف الصامد. وسيبت البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) اليوم هل ينشر التقرير بكل ما فيه أم جزئيا، وهذا يتزامن مع استمرار حالة الحرج المحيطة بالحكومة في ظل استمرار الكشف عن فضائح وتحقيقات جديدة مع رئيسها نتنياهو. محاضر سرية للمجلس الوزاري المصغر تكشف تخبط إسرائيل وشجارات وزرائها قبيل الحرب على غزة وخلالها وديع عواودة  |
العبارات «الغامضة» التي يستخدمها سهيل الحسن في ظهوره الإعلامي مأخوذة من كتب دينية للطائفة العلوية Posted: 24 Jan 2017 02:28 PM PST  غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: كان ظهور العميد سهيل الحسن المعروف بـ «النمر» الأبرز عسكرياً، عندما قاد حملة البراميل المتفجرة على مدينة حلب، ولطالما ارتبط ظهوره الإعلامي بالسخرية، وذلك لكثرة العبارات «غير المفهومة» التي يستخدمها، أثناء حديثه لوسائل إعلام النظام، حيث يظنه البعض بأنه يهذي، والبعض الآخر يعتقد بأن مخمور طيلة الوقت، بينما يصنفه البعض على أنه شخصية «شعبوية». مصدر خاص قال لـ «القدس العربي»: «ليس صحيحاً على الإطلاق ما نتوهمه لجهة أننا نعتقد أن الحسن لا يعرف ما يقول، فهو لا هذا ولا ذاك»، متسائلاً «وهل النظام السوري لهذه الدرجة من الغباء، حتى يبقي على شخص لا يجلب له إلا السخرية». ويوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «الحسن لا يرتجل الحديث مطلقاً، وإنما يستشهد بعبارات منمقة مذكورة في كتب دينية سرية للطائفة العلوية، ويقوم ببعض التأويلات عليها ليسقطها على الوضـع العسـكري السـوري». واستشهد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ببعض المفردات التاريخية، وأسماء المدن، والتراكيب التي يحرص الحسن على تكرارها، منها «عزف آشور، بابل، فرقد الوجود، الخضر، أرض خلقت بابل وأنجبت حضرموت»، ليؤكد أن جزءاً كبيراً منها مذكور في كتاب «الجفر المقدس» المنسوب للإمام علي بن ابي طالب، وغيره من الكتب الدينية الأخرى. ويشير المصدر الذي كان منتمياً للحزب الشيوعي السوري، إلى أنه «استطاع قراءة بعض الكتب الدينية للطائفة العلوية، من خلال صداقته القوية مع بعض أعضاء الحزب من أبناء الطائفة»، مبيناً «لقد قرأت بعضاً من الكتب في حقبة الثمانينيات، وللآن تعود بي الذاكرة إلى ما قرأته في تلك الفترة، عندما أستمع إلى حديث النمر». وعن دلالة استخدام الحسن لهذه العبارات قال: إن «الحسن يعرف تماماً ما يقول، وهو من خلال كلماته هذه التي هي بمثابة كلمة السر، إنما هو يخاطب طائفته، ليحثها على مواصلة القتال بعد أن تم استنزافها، وبعد أن خسرت الآلاف من شبابها». ووفقاً للمصدر، فإن الحسن يتمتع بثقافة طائفية عالية، تؤهله لأن يكون رمزاً جامعاً للعلويين، ويختم «لذلك يحرص النظام على الاستفادة منه. و حسب وسائل إعلام عدة، فإنه ومع بداية العام الجاري، تم تعيين سهيل الحسن الملقب بـ»النمر»، رئيسًا لفرع المنطقة الشمالية للمخابرات الجوية، وذلك بعد ترفيعه لرتبة عميد. العبارات «الغامضة» التي يستخدمها سهيل الحسن في ظهوره الإعلامي مأخوذة من كتب دينية للطائفة العلوية مصطفى محمد  |
خبير: بث التلفزيون المصري لفيديو ريجيني إجراء غير قانوني Posted: 24 Jan 2017 02:27 PM PST  القاهرة ـ «القدس العربي»: قال عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، وأحد محامي الدفاع المدرجين بالمحكمة الجنائية الدولية، إن بث التلفزيون الحكومي فيديو لطالب الدكتوراة الإيطالي جوليو ريجيني، الذي عثر على جثته في 3 فبراير/ شباط 2016، في أحد شوارع القاهرة، إجراء «غير قانوني». وأضاف في حوار مع «القدس العربي» : «لا يجوز للنيابة العامة أن تدلي بأي تصريحات أو معلومات أو تعقد مؤتمراً صحافياً في أثناء التحقيقات وقبل أن تحال القضية للمحكمة، و يعد ذلك مخالفا لقانون الإجراءات الجنائية ويعرض قاضي التحقيق للمساءلة». الفيديو، الذي بث أول أمس، قام بتسجيله محمد عبد الله، نقيب الباعة الجوالين. ويدور الحديث الأهم في الفيديو حول مسابقة من قبل مؤسسة بريطانية قيمتها 10 آلاف دولار ومدى إمكانية أن تتمكن النقابة من التقدم للمسابقة واحتمالات أن تحصل على هذا الدعم المالي. ويقول ريجيني رداً على ذلك، حسب الفيديو، إنه مجرد باحث ولا علاقة له بخط سير هذا الدعم، فيما يناقشه نقيب الباعة فى احتياجه الشخصي لهذا الدعم ويستفسر منه عن الشروط المطلوب تحققها للحصول على هذه المساعده المالية وسبل إنفاقها، وهل تكون على إقامة باكيات (بسطات) جديدة للباعة الجوالين أم من أجل الحرية والديمقراطية. وحسب أمين، فإن بث هذا الفيديو «سيهز الثقة بين الطرفين المصري والإيطالي، التي تم بناؤها في الفترة السابقة بصعوبة، خصوصا وأنه قد نشر بعدها بوقت قصير كاملا في إيطاليا وبالتأكيد أثار استياءهم مما قد يدفع الجانب الإيطالي إلى طلب مباشرة التحقيق بنفسه». وكانت النيابة العامة في روما، التي تحقق في واقعة ريجيني، قد أعلنت في بيان، عقب بث الفيديو أن «المحققين الإيطاليين يعتقدون أن هذا التسجيل لريجيني ونقيب الباعة الجوالين، محمد عبد الله، تم تصويره باستخدام معدات متوفرة لدى الشرطة المصرية؛ ما يدل على وجود اتفاق بين الشرطة والبائع المتجول»، وفق التلفزيون الرسمي الإيطالي. وأضافت أنه «وفقا لنتائج عمل المحققين الإيطاليين، فإن نقيب الباعة الجائلين، الذي ظهر صوته في التسجيل، «أبلغ الشرطة المصرية عن ريجيني قبل 6 يناير/كانون الثاني الماضي (تاريخ التسجيل) وليس يوم 7 من ذلك الشهر كما أبلغت النيابة العامة المصرية محققي النيابة العامة الإيطالية في وقت سابق». وتابعت أن «الاعتقاد الأرجح هو أن الشرطة المصرية طلبت من نقيب الباعة الجائلين إنجاز هذا التسجيل المصور مع ريجيني بعدما كان قد أبلغ عنه (الباحث الإيطالي)». وقد وافق النائب العام، المستشار نبيل صادق، الأحد، على طلب جهات التحقيق الإيطالية، بإرسال خبراء إيطاليين وآخرين من الشركة الالمانية الوحيدة المتخصصة في استرجاع البيانات من جهاز تسجيل الكاميرات الخاصة بمراقبة محطة مترو الأنفاق في الدقي، وتحليلها؛ وصولًا لحقيقة مرتكب واقعة مقتل ريجيني. ويفسر أمين هذه الموافقة على أنها «جاءت نتيجة الضغوط الإيطالية للمشاركة فى التحقيقات»، معتبراً أن «ذلك أمر غير مسبوق في تاريخ القضاء المصري ولم يحدث من قبل أن تشارك دولة أجنبية في مسار تحقيقات مع جهات التحقيق المصرية». وحول السند القانوني لذلك، قال: «تنطبق قواعد القانون الدولي الخاص على حالة ريجيني إذ إن أجهزة التحقيق المحلية مسؤولة عن التحقيق فى الجريمة التي يتم ارتكابها ضد مواطن أجنبي على أرضها، ولكن من حق دولة المواطن الأجنبي أن تطلب مباشرة التحقيقات أو المشاركة فيها إذا تبين أن جهات التحقيق المحلية غير قادرة أو غير راغبة فى الوصول للحقيقة». ووفق أمين فإن «التحقيق لن ينتهي إلا بالوصول للجاني الحقيقي»، مشيراً إلى أن «في مثل هذه القضايا لا تشفع المواءمات السياسية ولا القانونية، و لن تنتهى التحقيقات إلا بالوصول للجاني الحقيقي وسماعه مباشرة من قبل المحققين الإيطاليين وتقييم هذا الاعتراف من جانبهم والوصول إلى قناعة تامة بأنه هو الجاني بالفعل». المحقق والصحافي أحمـد رجب، نشر تحقيقاً مطولاً في جريدة محلية حول الفيديو، ومدى انسجامه مع التحقيق الذي كان قد أعده سابقاً، قال لـ»القدس العربي»: «الفيديو يتماشى جدا مع السياق الذي وصلنا له في التحقيق، ريجيني كان يقدم على جائزة باسم النقابة وحاول إقناع صديق مصري بمساعدته بملء أوراق التقديم». وتابع: «بعد فترة شعر ريجيني بأن محمد عبدالله نقيب الباعه الجوالين يستغله، فقرر أن يلغي موضوع المسابقة بشكل كامل، وتزامن ذلك مع إحساسه أنه مراقب، بداية من الاجتماع الذي تم في دار الخدمات النقابية والعمالية». وأضاف رجب: «حسب ما كشفت التحقيقات، فمحمد عبدالله في لحظة ما خلال علاقته بريجيني قرر أن يبلغ أجهزة الأمن، والذين قرروا، حسب الرواية الإيطالية، أن يمدوا عبدالله بكاميرا مخفية لتصوير هذا الفيديو للباحث الإيطالي». وكان المحققون المصريون والإيطاليون، قد التقوا عدة مرات، منها في شهري إبريل/ نيسان وسبتمبر/ أيلول. ولم تكن تعليقات الجانب الإيطالي إيجابية على مسار التحقيقات والمستندات التي يقدمها الجانب المصري إلا في الزيارة الأخيرة التي قدم فيها النائب العام المصري على رأس وفد قضائي، يضم رئيس مكتب التعاون الدولي وأعضاء في المكتب الفني للنيابة، وهم من القائمين على التحقيق. تخللت مسار القضية أحداث كبيرة، كان أبرزها عندما أعلنت مصادر أمنية في 24 مارس/آذار 2016، عن مقتل 5 أشخاص في التجمع الخامس في القاهرة الجديدة، يشتبه بتورطهم بسرقة وقتل ريجيني. ثم كانت المفاجأة عندما أصدرت النيابة العامة المصرية بياناً مشتركاً مع النيابة الإيطالية بعد اللقاء الذي تم مع المحققين الإيطاليين في سبتمبر/ أيلول 2016، قالت فيه إن «النائب العام نبيل صادق سلم نظيره الإيطالي تقريرا كاملا ومفصلا حول نتائح تحليل المكالمات التليفونية التي رصدتها محطات شركات المحمول في منطقتي اختفاء والعثور على جثمان ريجيني». وأضافوا أن «النائب العام أشار خلال اللقاءات، إلى استمرار النيابة العامة المصرية في جمع المعلومات والتحقيق في بيانات المشتبه فيهم والتي ظهرت أرقام هواتفهم في كلا المنطقتين». وتابع البيان: «بالنسبة للتحقيقات في وقائع 24 مارس 2016، والمتعلقة بالعثور على أوراق خاصة بالطالب الإيطالي في منزل أحد أقارب أفراد العصابة الإجرامية، تبين من التحقيقات، أن هناك شكوكا ضعيفة بشأن ارتباط أفراد العصابة الذين قتلوا في مواجهة مع الشرطة بواقعة قتل وخطف ريجييي، مؤكدة أن النيابة العامة المصرية ستواصل التحقيقات للتأكد من أي علاقة محتملة بين أفراد العصابة والمسؤولين عن خطف وقتل المجني عليه». يذكر أن مصادر في اتحاد الإذاعة والتلفزيون، أكدت أن الفيديو الحصري الذى بث على شاشة التلفزيون المصري، جاء عن طريق مكتب النائب العام بعد تواصل جرى مع رئيس قطاع الأخبار. خبير: بث التلفزيون المصري لفيديو ريجيني إجراء غير قانوني ناصر عبد الحميد  |
حملة إسرائيلية ضد سائقي الحافلات العرب: ليس حسناً أن نترك المقود بيد محمد Posted: 24 Jan 2017 02:27 PM PST  الناصرة – «القدس العربي»: ردا على عملية دهس جنود على يد فلسطيني من جبل المكبر في القدس المحتلة، أطلقت منظمة إسرائيلية عنصرية لمنع تشغيل عرب كسائقي حافلات شركة المواصلات الإسرائيلية «إيغد». ونشرت منظمة «لهافاه’ المتطرفة راعية الحملة العنصرية، لافتات ضخمة في البلاد تحت شعار «ليس حسنا أن نترك المقود بيد محمد» في إشارة الى العرب. وجاء في اللافتات أيضا ضمن مساعي التحريض والتهويش «إننا لا نريد أن يبدأ محمد بالتحرش ببناتنا». وتحذر «لهافاه» من كثرة السائقين العرب للحافلات العامة ومن احتمالات تحرشهم بالنساء اليهوديات. وتخاطب الحملة اليهود بالعبرية فتقول متسائلة «هل أنت مستعد أن تسافر بناتك بهذه الحافلات ؟ وهل تتحمل مسؤولية بحال قام سائق الحافلة بعملية تخريبية على خلفية قومية مستخدما قيادته للحافلة». وتساءل السائق رائد مشعل رئيس لجنة العاملين في شركة «إيغد» للمواصلات العامة كيف يشعر السائق خلال عمله في ظل مثل هذه الحملة؟ وحذر من أن الحملة تعرض السائقين العرب بالمواصلات العامة للمزيد من العنف اللفظي والجسدي. وحمل السلطات الإسرائيلية المعنية وشركة «إيغد» مسؤولية التحريض، منبها أن تهديد السائق خلال عمله هو تهديد الركاب أيضا. ومع ذلك ترفض شركة «ايغد» تقديم شكوى لدى الشرطة ضد «لهافاه» رغم مطالبتها من قبل نقابة سائقي الحافلات، مما دفعها للقيام بذلك بنفسها. وعقبت الشركة على اتهامها بالصمت على العنصرية بالقول «شركة إيغد» أبلغت سائقيها رفضها القاطع للحملة وتستنكرها، لكن من المؤسف أن نقابة السائقين تحاول كسب نقاط سياسية من هذه الحملة المؤسفة وسنواصل تشغيل سائقين دون اهتمام بهويتهم القومية». في المقابل قال مدير فرع المواصلات في منظمة «قوة العمال» الإسرائيلية عمري فاطوري إن منظمته لن تسكت على اللافتات العنصرية، لافتا إلى أن الحملة مسمومة، وتهدف لترهيب السائقين العرب وتدمير التضامن بين الزملاء اليهود والعرب بعدما نجحوا من خلال تنظيمهم، تحسين شروط عملهم. ودعا كل نقابات العمال في الفترة الحالية بالذات للنضال ضد التمييز والتحريض والتهويش العنصري. ويدعي رئيس «لهافاه» أن منظمته تطالب بتشغيل سائقين من خريجي الجيش لأن أعدادا كبيرة من الجنود والأطفال والبنات يسافرون يوميا بهذه الحافلات. وتابع القول «الخوف من عملية يقوم بها سائقون من جبل المكبر الذين يعمل عشرات منهم كسائقين هو خوف حقيقي وحملتنا ليست عنصرية». وبالأمس روى مراد الطوري أحد السائقين العرب وعضو نقابتهم في منطقة القدس المحتلة للإذاعة الإسرائيلية أن الاعتداءات على السائقين العرب ظاهرة واسعة، وأنه كلما سأل سائقا عن الظاهرة كان يقول له لم أتخيل أن ذلك يحدث لي. وأضاف «أغلبية السائقين في المدينة هم فلسطينيون من الشطر الشرقي للقدس المحتلة. وكان قسم منهم قد ترك مهنته كسائق تاكسي عمومي في القدس هربا من اعتداءات الركاب اليهود والآن يجدون أنفسهم أمام ظاهرة مشابهة». ونقل عن سائق زميل له قوله إن أحد الركاب بادر فور اكتشاف هويته العربية لمهاجمته بالشتائم وما لبث الكثير من الركاب ان انضموا له وهم يقولون له : «اذهب لسوريا يا مخرب» .. و «اذهب لغزة يا ارهابي». وقام أحد الركاب بإلقاء برتقالة نحوه.وتابع «عندها نهضت سيدة يهودية طاعنة بالسن من مقعدها وتقدمت نحو السائق وهي باكية وحاولت حمايته من الضربات وعندما بلغت مرادها وقبل مغادرة الحافلة قالت للسائق العربي: اطلب منك السماح باسم كل اليهود». حملة إسرائيلية ضد سائقي الحافلات العرب: ليس حسناً أن نترك المقود بيد محمد  |
تراجع أمريكي عن فكرة نقل السفارة وأوباما يحوّل أموالاً للسلطة قبيل مغادرته Posted: 24 Jan 2017 02:27 PM PST  رام الله ـ «القدس العربي»: أكد نبيل شعث مفوض العلاقات الدولية لحركة فتح أن تنفيذ قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يعتبر جريمة ضد القانون الدولي وقرار مجلس الأمن 2334. وكشف أن القيادة الفلسطينية بذلت جهوداً متواصلة من شأنها حض الأسرة الدولية على رفض قرار نقل السفارة بما فيها حلفاء الولايات المتحدة. وأضاف أن القيادة الفلسطينية ردت على إعلان الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية بخطوات مسبقة عبر الذهاب إلى مؤتمر باريس ومجلس الأمن واستصدار قرار 2334 ما جعل هذه الخطوة مرفوضة من الأسرة الدولية بكاملها ومن بينها حلفاء أمريكا. وجاءت تصريحات المسؤول الفتحاوي خلال برنامج يبثه التلفزيون الفلسطيني الرسمي، مؤكداً أن هناك ضرورة لاستثمار الجانب الفلسطيني فترة دراسة ترامب القرار لتوجيه موقف يوضح التكلفة العالية للإدارة الأمريكية حال نفذ القرار، لردعها عن هذه الخطوة. وأضاف «نحن لن ندخل عملية السلام من خلال الولايات المتحدة إذا قامت بنقل سفارتها للقدس ولن نسمح بتحقيق ترامب السلام من خلال دعمه لإسرائيل ولعملية الاستيطان». وكان الناطق بلسان البيت الابيض شون سبايسر في أول ظهور له امام وسائل الإعلام قد اعلن أن «إدارة الرئيس ترامب لم تتخذ قرارا بشأن نقل السفارة الامريكية الى القدس». وقال للصحافيين أيضا «إن نيتنا هي عدم الكذب عليكم ابدا». كما أكد شعث أن نتنياهو لا يريد تحقيق عملية السلام وإنما الاستمتاع بالفترة الانتقالية الحالية المجردة من الحلول، وأنه يسعى لتوفير الإدارة الأمريكية الجديدة الحماية والغطاء له لسرقة المزيد من الأرض الفلسطينية بشكل علني وصريح. واعتبر أن على الفلسطينيين إضعاف إسرائيل وتكليفها ثمن الاحتلال وحصارها، مستطردا «لا يمكن لنا التصور أن نتنياهو سيذهب لأي عملية سياسية يتم من خلالها إعادة الأرض الفلسطينية الذي يعتبره تنازلا إلا إذا كانت تكلفة الاحتلال أعلى بكثير من العائد الذي يحصل عليه جراء سرقة الأرض الفلسطينية». وفي السياق أعلن رياض منصور مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك عن خطة فلسطينية مكونة من ثلاثة مسارات للتحرك ومتابعة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2334 الخاص بالاستيطان، من خلال مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة إضافة إلى التواصل مع العديد من الجهات الدولية. وقال منصور للإذاعة الفلسطينية الرسمية إن قرار مجلس الأمن الخاص بالاستيطان ملزم وفق ميثاق الأمم المتحدة، ومسؤولية تنفيذه تقع على عاتق مجلس الأمن وأعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة ويجب مساءلة سلطات الاحتلال ومحاسبتها إذا لم تلتزم بالقرار. وكشف أن البعثة الفلسطينية ستكثف اتصالاتها على عدة مستويات وليس على مستوى مجلس الأمن وأعضائه فحسب، وإنما مع الأردن والمجموعتين العربية والإسلامية وعدم الانحياز وكذلك مع المجموعة الأوروبية وعن طريق لجنة المتابعة التي شكلتها القيادة الفلسطينية بهذا الشأن. من جانبه قال مجدي الخالدي المستشار الدبلوماسي للرئيس محمود عباس إن القيادة ستركز خلال المرحلة القادمة على مطالبة مجلس الأمن بتطبيق القرار الأخير حول الاستيطان بالتوازي مع التركيز على نتائج مؤتمر باريس الدولي. وأكد أن الرئيس سيتوجه بداية الشهر المقبل الى فرنسا لمناقشة الخطوات العملية لمتابعة مخرجات مؤتمر باريس وتشكيل آلية ليكون عام ألفين وسبعة عشر هو عام لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. في غضون ذلك اتفقت الصحف العبرية على عنوان رئيسي على صدر صفحاتها الأولى يتحدث عن تحويل الرئيس الأمريكي قرابة 221 مليون دولار للسلطة الفلسطينية قبل ساعات من مغادرته البيت الأبيض، وهو ما اعتبر موقفاً مخالفا لقرارات سابقة صدرت عن مجلسي الشيوخ والكونغرس بمعارضة تقديم المساعدات للفلسطينيين. ورغم ذلك قامت إدارة أوباما المنتهية ولايتها بإبلاغ مجلسي الشيوخ والكونغرس عن تقديم هذا الدعم المالي صباح الجمعة. والجدير بالذكر أن الادارة الأمريكية قررت عام 2015 قيمة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية ولكن في عام 2016 منع نواب من الحزب الجمهوري وصول هذا الدعم. ويسمح القانون الأمريكي للسلطة التنفيذية تجاوز السلطة التشريعية رغم أن الإدارات الأمريكية لا تتجاوز السلطات الأخرى لكن هذا ما فعله أوباما وأعلمهم بعد تنفيذ التحويل المالي. تراجع أمريكي عن فكرة نقل السفارة وأوباما يحوّل أموالاً للسلطة قبيل مغادرته فادي أبو سعدى  |
قرارات «اليوم الأول» من إدارة ترامب تواجه معارضة من الكونغرس Posted: 24 Jan 2017 02:26 PM PST  واشنطن ـ «القدس العربي»: القرارات التى اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهدف التراجع عن ارث سلفه اوباما بما في ذلك انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية التجارة في اسيا والمحيط الهادئ ستعني بلا شك البدء في صراع متوقع مع قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس بشأن أولويات السياسة. ترامب نفذ تعهده بإلغاء الاتفاقية في اول يوم عمل له في البيت الأبيض لأنها ـ على حد تعبيره ـ كارثة بالنسبة للولايات المتحدة وهي رؤية تناقض العديد من الجمهوريين الذين يطالبون بدعم التجارة الحرة، إذ أكد السناتور جون ماكين من ولاية اريزونا بأن قرار انسحاب واشنطن من الاتفاقية هو «خطأ فادح» من شأنه التقليل من النفوذ التجاري والسياسي للولايات المتحدة في المنطقة لصالح الصين في حين اشاد رئيس مجلس النواب بول ريان بمذكرات اخرى وقعها ترامب في ذلك اليوم ولكنه لم يمدح قرار الانسحاب من الاتفاقية، وقال السناتور بن ساسي من ولاية نبراسكا بأن القرار ألغى مسيرة من النجاحات التاريخية. وجادل هاري كازينيس مدير دراسات الدفاع في مركز نيكسون ان هدف الاتفاقية كان التاكيد على ان الولايات المتحدة تقف مع الحلفاء في آسيا ضد تصاعد نفوذ الصين، وقرار الغاء الاتفاقية يعنى ان إدارة ترامب يجب ان تعثر على وسيلة بديلة لطمأنة الحلفاء في منطقة اسيا والمحيط الهادي. وقال ترامب بأنه سيجتمع قريبا مع قادة كندا والمكسيك لإعادة التفاوض على اتفاقية التجارة لأمريكا الشمالية ومناقشة موضوع الهجرة بما في ذلك الجدار على طول الحدود الجنوبية كما وقع ترامب مذكرة تتضمن تجميد التوظيف الفيدرالي، ومن المرجح ان تواجه هذه الخطوة بمعارضة من المشرعين من جانبي الممر السياسي وخاصة من ممثلي ولاية فيرجينيا التى تعتمد على وظائف الحكومة. وهاجم مشرعون أمريكيون قرار ترامب بفرض حظر التمويل على المنظمات غير الحكومية التى تمول برامج الاجهاض، حيث قالت السناتور جين شاهين من ولاية هامبشايربان إن خطوة إدارة ترامب هي تراجع خطير عن الحقوق، وتتجاهل عقودا كاملة من الابحاث لصالح سياسة ايدلوجية. وقال محللون أمريكيون ان ترامب استخدم في يوم العمل الاول القوة غير العادية للبيت الأبيض لتغيير مسار النقاش السياسي العام وخاصة فيما يتعلق بالتكهنات السوداء على نية إدارة ترامب الانتقال إلى عهد «الحقائق البديلة» والكذب بدون عقاب حيث اختفى هذا النقاش امام الاخبار المتلاحقة التى كانت تفيد باجتماع ترامب مع رجال الاعمال في الصباح وقيادات العمال بعد الظهر والتوقيع على القرارات التنفيذية في المساء. وتحول الحوار السياسي في واشنطن من النقاش حول عدد الحضور في حفل التنصيب ونوايا ترامب العدائية تجاه وسائل الإعلام بما في ذلك الغاء « غرفة الصحافة « في البيت الأبيض إلى تداعيات قرارات ترامب وجديته في تنفيذ الوعود الانتخابية. إلى ذلك، وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على اختيار الرئيس ترامب لعضو الكونغرس مايك بومبيو ليتولى إدارة وكالة الإستخبارات الأمريكية (سي اي ايه) بـ66 صوتا ضد 32 صوتا عارضوا التعيين، رغم وجود شكوك حول اجوبته عن احتمال إعادة استخدام اساليب التعذيب ضد الإرهابيين ومنها الإيهام بالغرق كما وعد رئيسه ترامب. فيما وافقت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ على تعيين ريكس تيلرسون وزيرا للخارجية الأمريكية وايده 11 سناتورا جمهوريا وعارضه 10 سناتورات ديمقراطيين. وسيطرح تعيينه على مجلس الشيوخ للتصويت عليه. ويتوقع ان يوافق المجلس على تعيينه لأن هناك سيطرة جمهورية عليه. وقد اثارت ردود تيلرسون الشكوك حول علاقاته المتينه مع الرئيس الروسي بوتين عندما كان رئيس شركة النفط العملاقة ايكسون موبيل. ورفض إعطاء تعهدات بإبقاء العقوبات ضد روسيا ووعد فقط بمراجعتها. كما رفض ان يسمي قصف المدنيين في حلب بالطائرات الحربية الروسية بجرائم حرب، لأن ليس لديه معلومات كافية. وحتى رفض ان يؤكد قتل الرئيس بوتين لمعارضية بحجة ان لامعلومات لديه حول الموضوع. في نفس الوقت أظهرت دراسة مقارنه ان اختيار الرئيس ترامب لوزرائه ال17 من البيض ولايوجد بينهم إلا اسود واحد وامرأتان وبذلك يكون اعاد الساعة للوراء وللثمانينات وعهد الرئيس ريغان، بينما كان البيض في عهد اوباما 8 وزراء وحتى في عهد بوش 11 وزيراً من البيض. قرارات «اليوم الأول» من إدارة ترامب تواجه معارضة من الكونغرس رائد صالحة وتمام البرازي  |
لجنة الحوار الوطني الليبي تتفق في تونس على تعديل الاتفاق السياسي وتغيير المجلس الرئاسي Posted: 24 Jan 2017 02:25 PM PST  تونس – «القدس العربي»: اتفق أعضاء لجنة الحوار الوطني، التي انعقدت في مدينة الحمامات التونسية الأحد وأنهت أعمالها أمس الثلاثاء، على 6 مقترحات بالتعديل في الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات 17 كانون الأول/ ديسمبر من العام 2015. وأصدرت اللجنة بيانًا أمس بالمقترحات الستة، شمل أن يعاد تشكيل المجلس الرئاسي على أن يكون من ثلاثة أعضاء يتولون الاختصاصات المنصوص عليها في الاتفاق السياسي، وتتخذ القرارات بينهم بالتوافق. كما اقترحت اللجنة اختيار رئيس لحكومة الوفاق الوطني من غير أعضاء المجلس الرئاسي، يتولى الاختصاصات التنفيذية مع وزرائه. واقترحت اللجنة أن يتولى منصب القائد الأعلى للجيش الليبي ويمارس مهامه مجلس يتكون من رئيس مجلس النواب، ورئيس المجلس الأعلى للدولة، وعضو من المجلس الرئاسي يسميه المجلس الرئاسي، على أن يتم اتخاذ القرارات بينهم بالتوافق. كما اقترحت اللجنة تطبيق الآلية المنصوص عليها في قانون انتخاب مجلس النواب بشأن العضوية، بعد التزام المجلس بتعليق المادتين 16 و17 من الاتفاق السياسي. أن يكون توسيع عضوية المجلس الأعلى للدولة وفق انتخابات 7-7-2012، مع مراعاة التمثيل العادل لكل الدوائر الانتخابية. كما لفتت اللجنة ضمن مقترحاتها إلى ضرورة تفعيل المادة 52 من الاتفاق السياسي بشأن انتهاء مدة عمل الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، على أن يتم ذلك خلال شهر من التوقيع على هذه التعديلات. وطالبت بتعديل الإعلان الدستوري ومنح الثقة لحكومة الوفاق قبل التوقيع على هذه التعديلات من أطراف الحوار السياسي، ضمانةً لنفاذ ما تم التوافق عليه في هذه التعديلات حزمة واحدة. وكان عضو لجنة الحوار، الشريف الوافي، كشف أن هناك اتجاهًا كبيرًا داخل اجتماع لجنة الحوار بتونس لأن يكون رئيس المجلس الرئاسي هو رئيس الدولة، الذي يكلف رئيس حكومة الوفاق. وأوضح الوافي أن اجتماع لجنة الحوار بمدينة الحمامات التونسية يتجه إلى أن يكون منصب القائد الأعلى للجيش سيسند إلى كل من رئيس مجلس الدولة ورئيس مجلس النواب ورئيس المجلس الرئاسي. وقال الشريف الوافي لـ»بوابة الوسط»، الاثنين، إن اللجنة تسير في الاتجاه الصحيح وهناك تفاهم كامل أن المجلس الرئاسي لم يقم بدوره، ولا بد من تغييره وهناك اتجاه كبير لأن يتكون المجلس الرئاسي من رئيس ونائبين على أن يكون للرئيس صلاحيات رئيس الدولة كما ورد في مقترح شباط/فبراير. اتجاه لأن يكون منصب القائد الأعلى للجيش سيسند إلى كل من رئيس مجلس الدولة ورئيس مجلس النواب ورئيس المجلس الرئاسي. وأوضح الوافي أن منح رئيس المجلس الرئاسي صلاحيات رئيس الدولة وفق مقترح فبراير يعني تكليفه لرئيس الوزراء بتشكيل الحكومة واستقبال الرؤساء وتعيين السفراء وغيرها من مهام الرئيس، مضيفًا أنه جرى مناقشة تكوين مجلس الدولة وهناك توجه بأن يتم تشكيلة حسب انتخابات 7-7- 2012. وطالب الوافي مجلس النواب بـ»تحمل مسؤولياته كاملة تجاه ليبيا والإسراع في تشكيل لجنة تمثله تمثيلاً صحيحًا»، كما أشار الشريف الوافي إلى ضرورة توحيد الصف لأن المجلس لا تقتصر مهامه على اختيار تلك اللجنة، بل هناك تعديل دستوري ومنح الثقة للحكومة أيضًا، ولذلك يجب توحيد صفوفهم حتى يتمكنوا من الوصول للنصاب لإتمام مهامهم. وشارك في الاجتماع أعضاء من مجلس الدولة في العاصمة الليبية طرابلس، وممثلو أحزاب ليبية، ومستقلون، مع غياب نواب من البرلمان المنعقد في طبرق (شرق) والمبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر. لجنة الحوار الوطني الليبي تتفق في تونس على تعديل الاتفاق السياسي وتغيير المجلس الرئاسي  |
ألمانيا: تحذيرات من هجوم كيميائي… وحزب البديل يقرر عدم طرد زعيم له انتقد نصب «الهولوكوست» Posted: 24 Jan 2017 02:24 PM PST  برلين ـ «القدس العربي»: حذرت الحكومة الألمانية من لجوء متطرفين لتنفيذ هجمات باستخدام مواد كيميائية. وطبقا لتقرير إخباري نشرته صحيفة بيلد واسعة الانتشار الثلاثاء، فإن الحكومة الاتحادية والمكتب الاتحادي للشرطة الجنائية الألمانية، حذرا في التقرير المعنون «تحليل المخاطر على الحياة المدنية» من خطر هجوم محتمل بمواد كيميائية. وأوضح التقرير أن «الإسلاميين المتطرفين قادرون على إنتاج كميات كبيرة من المواد الكيميائية، واستخدامها». وأضاف: «الاحتمال الواقعي هو هجوم إرهابي على إمدادات مياه الشرب أو الغذاء على منازل عدة عائلات». كما حذر التقرير من «احتمال خطورة مرتفع» من تعرض منشآت أو شحنات تابعة لشركات تصنيع مواد كيميائية لهجمات إرهابية. وتعرضت المدن الألمانية لعدة هجمات إرهابية العام الفائت كان آخرها في 19 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حيث تعرضت العاصمة الألمانية برلين لعملية دهس بشاحنة استهدف أحد أسواق أعياد الميلاد، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة 48 آخرين. من جهة أخرى اكتفى حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني الشعبوي باتخاذ إجراءات تأديبية ضد بيورن هوكه، زعيم الحزب بولاية تورينغن بشرق ألمانيا، والتخلي عن فكرة طرده على عكس ما كانت تطالب زعيمة الحزب فراوكة بيتري. وكان هوكه قد وجه انتقادات مثيرة للجدل لوجود نصب تذكاري لضحايا المحرقة النازية لليهود «هولوكوست»، وسط العاصمة الألمانية برلين. وعلى الرغم من أن قيادة الحزب تحققت بعد مؤتمر عبر الهاتف استمر ثلاث ساعات من أن هوكه «أضر بمكانة الحزب» في خطابه يوم 17 كانون الثاني/يناير الحالي، فإن دوائر من الحزب ذكرت أنه لم يتم التوافق على طرده وبالتالي تم الاكتفاء باتخاذ «إجراءات تأديبية» بحقه. وقال رئيس الحزب المشارك يورغ مويتن في تصريحات خاصة أمام وسائل إعلام ألمانية «يمكنني التعايش مع هذا القرار»، لافتا إلى إنه لم يكن مجديا من وجهة نظري أن يتم استبعاد هوكه بشكل فوري. ومن جانبه قال عضو آخر في قيادة الحزب: «كنت أتمنى قرارا أكثر حدة، ولكن يمكنني التعايش مع هذا الحل الوسط». وكان هوكه قال يوم الثلاثاء الماضي خلال فعالية لشباب الحزب في مدينة دريسدن شرقي البلاد بالنظر إلى النصب التذكاري للمحرقة في العاصمة الألمانية برلين: «إننا الألمان، أي شعبنا، نعد الشعب الوحيد بالعالم الذي زرع نصبا تذكاريا للعار في قلب عاصمته»، وذلك في إشارة إلى نصب المحرقة، ما أثار انتقادات واسعة. وكان المجلس المركزي لليهود في ألمانيا قد انتقد مواقف حزب البديل في وقت سابق، معبرا أن الحزب اليميني لن يستطيع تقديم حلولا لمشاكل ألمانيا. وقال رئيس المركز يوسف شوستر في برلين الاثنين إن الحزب لم ينجح فقط على ما يبدو في استغلال استياء الكثير من المواطنين من السياسة السائدة، بل أيضا في تأجيج هذا الاستياء بشعارات شعبوية. وأضاف شوستر: «في العمل البرلماني سيتضح سريعا أن حزب البديل من أجل ألمانيا لا يمكنه تقديم أية حلول لمشاكل ألمانيا الراهنة». وشكلت النسبة التي حققها حزب «البديل من أجل ألمانيا» صدمة في الأوساط الشعبية الألمانية، رغم أنها جاءت قريبة من نتائج استطلاعات الرأي. ويؤكد الاختراق الذي حققه «البديل من أجل ألمانيا» في مدينة كبرى مثل برلين، المعروفة بانفتاحها على العالم، أن هذا الحزب الذي تأسس قبل ثلاث سنوات لم يعد محصورا في المناطق الفقيرة من ألمانيا الشرقية الشيوعية سابقا، حيث معاقله التقليدية، ما يضعه في موقع متقدم للدخول إلى مجلس النواب في الانتخابات التشريعية بعد سنة. وبحصوله على 14.2٪ من الأصوات، نجح هذا الحزب في كسر أحد المحرمات الموروثة منذ الحرب الأخيرة، وهو تمكين تنظيم من اليمين الشعبوي قريب من أطروحات اليمين المتطرف، من احتلال موقع ثابت في الحياة السياسية في هذا البلد. ألمانيا: تحذيرات من هجوم كيميائي… وحزب البديل يقرر عدم طرد زعيم له انتقد نصب «الهولوكوست» علاء جمعة  |
برلماني إيراني: «بيع الأطفال» أصبح تجارة رائجة في البلاد ويجب وضع حد لها Posted: 24 Jan 2017 02:24 PM PST  لندن ـ «القدس العربي»: أكد عضو اللجنة القضائية القانونية في مجلس النواب الإيراني، بهمن طاهر خاني، أن «بيع الأطفال» أصبح تجارة في إيران، وطالب بوضع حد لهذه الظاهرة المدمرة. فيما صرح عضو مجلس خبراء القيادة الإيراني، محمود عبداللهي، أن الفضاء الافتراضي تحول إلى جهنم. وخلال حديثه لوكالة البرلمان الإيراني للأنباء الرسمية «خانة ملت»، انتقد بهمن طاهر خاني بشدة زيادة حالات بيع الأطفال في إيران التي تحولت إلى ظاهرة رائجة، قائلاً إن بيع الأطفال أصبح تجارة، وإنه يجب وضع قوانين جديدة للقضاء على هامش الأمان الذي يشعر به المخالفون للقانون الذين يتجارون بالأطفال. وأوضح أنه وللأسف، فإن البعض في إيران يعتبر بيع الأطفال تجارته، مشدداً على ضرورة القضاء على هذه الظاهرة المدمرة في البلاد. وطالب بهمن طاهر خاني مجلس النواب بتعديل القوانين فوراً حيث تسمح لإنزال عقوبات أشد بحق أولئك الذين يتجارون بالأطفال من خلال بيعهم. وفي تموز/ يوليو الماضي، صرحت نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والعائلة، شهيندخت مولاوردي، أن أعداد الأطفال الذين يتم بيعهم، و«هم لا يزالون في بطون أمهاتهم»، تزايد بشكل كبير جداً. وطالب رئيس دائرة الشؤون الاجتماعية في محافظة طهران، سياوش شهربور، بتعقيم النساء اللواتي يتخذن من الكراتين بيوتاً لهنَ وينمن في الشوارع، كحل لأزمة أطفال الشوارع ومعضلة بيع الأطفال، وقال إن هؤلاء النساء أصبحن ينجبن الأطفال كالدجاجة التي تضع بيضها بشكل يومي. وكان المدير العام لإدارة الشؤون الاجتماعية والثقافية لمحافظة طهران، سياوش شهريور، قد صرح أن بيع الأطفال حديثي الولادة يتم بشكل ممنهج ومنظم. وأكدت رئيسة اللجنة الاجتماعية في مجلس بلدية طهران، فاطمة دانشور، رصد اللجنة لبيع وشراء أطفال حديثي الولادة في بعض مستشفيات جنوب العاصمة الإيرانية، وقالت إنه يتم بيع هؤلاء الأطفال بأسعار متدنية جداً تتراوح بين 30 إلى 60 دولاراً فقط، موضحةً أن النساء اللواتي ينمن في الشوارع بين الكراتين، والمومسات يبعن أطفالهن في مستشفيات طهران بعد الولادة مباشرة، وانتقدت منظمة الرعاية الاجتماعية والاقتصادية الإيرانية بسبب عدم توفير الدعم والحماية الضرورية لهؤلاء الأطفال والنساء. وسبق أن أثار تقرير صحيفة «شهروند (المواطن)» التابعة لمنظمة الهلال الأحمر الرسمية الإيرانية، تحت عنوان «بيع الأطفال الذين ولدوا في مكان سيء بثمن بخس» تداعيات كبيرة في المواقع الإيرانية وشبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت. وكتبت الصحيفة أن بعض العوائل تضطر لبيع أطفالها بأسعار قليلة جداً من 120 إلى 300 دولاراً بسبب الفقر الشديد أو المخدرات. وفي سياق آخر، انتقد عضو مجلس خبراء القيادة الإيراني، محمود عبداللهي، مواقع التواصل الاجتماعي موضحاً أن الفضاء الافتراضي تحول إلى جهنم. وحسب وكالة «رسا» للأنباء التابعة لحوزة قم الشيعية، انتقد محمود عبداللهي مسؤولي البلاد بسبب عدم فرض الرقابة الكافية على الإنترنت، وقال إن الشبكة العنكبوتية تحولت إلى جهنم وأنها مليئة بالشذوذ الأخلاقي. وأضاف أن الإنترنت أصبح سفرة للإرضاء الشهوات، وأن أولئك الذين ليس لديهم سيطرة على شهواتهم يدخلون عليها، وأن هؤلاء لا يمتلكون من العقل شيئاً. وأكد أن المسؤولين الإيرانيين تركوا المجتمع لحاله، وأنه امتلأ بالمفاسد، وأنهم لا يؤدون واجباتهم بالشكل الصحيح والمطلوب، وأنهم لا يفرضون الرقابة اللازمة للقضاء على الفساد الثقافي والاقتصادي. وهاجم عضو مجلس خبراء القيادة المسؤولين الإيرانيين لأنهم لا يفرضون الرقابة الكاملة على الإنترنت، وقال «لا ينفذ المسؤولون واجباتهم تجاه جهنم الإنترنت، بينما يتفاخرون أنهم وفروا الإنترنت العالية السرعة». برلماني إيراني: «بيع الأطفال» أصبح تجارة رائجة في البلاد ويجب وضع حد لها محمد المذحجي  |
السيسي يتجاهل الاحتفال بـ 25 يناير ويكتفي بمشاركة الشرطة في عيدها Posted: 24 Jan 2017 02:24 PM PST  القاهرة ـ «القدس العربي»: لمّح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، إلى سلبيات ثورة 25 يناير، التي تحل ذكراها اليوم الأربعاء، مشيراً في كلمة له بمناسبة عيد الشرطة إلى «محاولات حصلت للوقيعة بين مؤسسات الدولة في 2011، وإحداث حالة من الانقسام بين الجيش والشعب، أو الجيش والشرطة». وللعام الثاني على التوالي منذ توليه رئاسة الجمهورية، احتفل السيسي بعيد الشرطة، وسط تجاهل تام خلال حديثه لثورة 25 يناير. وبين الرئيس المصري أن «مصر دولة مؤسسات ولا بد من الحفاظ على مؤسسات الدولة، لأن هذا يعني الحفاظ على مصر». وفي إشارة سلبية عن ثورة 25 يناير، قال: «كانت هناك محاولات للوقيعة بين المصريين سواء الجيش والشرطة أو الجيش والشعب في عام 2011، كان الهدف منها إحداث انقسام واختلاف بين المصريين»، موضحاً أن «الهدف من الوقيعة هو التقسيم وجعل أهل مصر والمؤسسات تصطدم مع بعضها البعض». ونوه السيسي بدور الشرطة في محاربة الإرهاب، مؤكداً أن عناصرها يتقدمون الصفوف الأولى في هذه المهمة. وتحدث الرئيس المصري عن 30 يونيو، لافتاً إلى أن «المصريين حينما خرجوا لتفويضنا للتصدي للإرهاب كانوا يعلمون حجم التحدي الذي سنواجهه، وعندما خرج المصريون في 30 يونيو و3 يوليو تحدوا الدنيا بأكملها»، متابعاً: «الجيش والشرطة يقدموا أنفسهم لتلقي الرصاص بدلًا من المصريين». ووجه السيسي حديثه إلى أهالي «شهداء الجيش والشرطة» خلال الاحتفال بالذكرى الـ65 لعيد الشرطة، قائلاً: «إننا لن ننساكم ومصر ستظل كما هو عهدها بارة بأبنائها الكرام الذين جادوا بأرواحهم الغالية من أجل مصر». وطالب «الشعب المصري بزيارة مصابي الحرب على الإرهاب من الشرطة والقوات المسلحة»، فيما يذكر «شهداء مصر» من المدنيين سواء الذين سقطوا خلال الحرب على الإرهاب أو «شهداء» ثورة 25 يناير. وحول الاتصال الذي جرى بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال السيسي: «كان هناك اتصال أمس من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتحدث عن الاقتصاد المصري»، موضحا أنه أخبره بأن «مصر منذ 40 شهرا تحارب بمفردها بكل ما تعنيه الكلمة. المصريون قادرون وصامدون». كذلك بين الرئيس المصري أنه خلال عرض بيانات التعبئة والإحصاء، طرح على رئيس جهاز التعبئة سؤالا عن نسبة الطلاق في مصر، فأجاب أن من يتزوجون في مصر يبلغ عددهم 900 ألف كل عام، ولكن 40٪ من حالات الزواج تشهد انفصالا خلال خمس سنوات فقط، لافتا إلى أن نسبة الطلاق في مصر عالية للغاية. وتابع: «نحن كدولة معنية بالحفاظ على مجتمعها، هل يجب أن نصدر قانونا بمنع الطلاق إلا أمام المأذون حتى نعطي الفرصة لمراجعة النفس». ودعا السيسي، أحمد الطيب شيخ الأزهر، للبحث عن حل فقهي لتقليل حالات الطلاق المرتفعة في مصر، والتي تعدت 40٪، وقال مازحاً: «ولا إيه يا فضيلة الإمام. إنت تعبتني». ونظمت وزارة الداخلية المصرية احتفالية بالعيد الـ65 للشرطة، في مقر أكاديمية الشرطة، بحضور وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم ورئيس الوزراء شريف إسماعيل وعدد من الوزراء. وكان من ضمن الحضور المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق، والذي كان يقود المرحلة الانتقالية في مصر عقب ثورة 25 يناير. وتحدث وزير الداخلية المصري اللواء مجدي عبد الغفار خلال كلمته عن بطولات رجال الشرطة المصرية فى عام 1952، بمدينة الإسماعيلية والتصدي للقوات الانكليزية ليصبح ذلك اليوم هو عيد للشرطة المصرية بعد ذلك. وحول تجاهل السيسي لثورة 25 يناير في كلمته، قال شريف الروبي، القيادي في حركة شباب 6 ابريل الجبهة الديمقراطية في تصريحات لـ«القدس العربي»، إن «حديث الرئيس المصري خلال احتفالات عيد الشرطة، في أكاديمية الشرطة، وتجاهل ذكر 25 يناير، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن السيسي يعادي الثورة، فالبداية تجاهل شبابها وتم تهميشهم والآن يتجاهل 25 يناير كثورة». وأضاف أن «السيسي استغل ثقل شباب 25 يناير وتأثيرهم في الشارع المصري، لإسقاط حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وجماعة الإخوان، لعلمه أن مجموعات شباب الثورة هي التي تملك القدرة على الحشد، وبعدما وصل لغايته في حكم مصر، القي العديد من شباب الثورة بالسجون ونكل بهم حتى يضمن استقراره في الحكم والآن يحاول القضاء على ذكر ثورة 25 يناير». واكد الروبي انه «لا محاولات هذا العام لإحياء ذكرى الثورة». من جهتها، قالت الناشطة إسراء عبد الفتاح لـ»القدس العربي»، إن «تجاهل السيسي لذكر ثورة يناير في حديثه أمر متوقع، فهو لا يستطيع الاستمرار في دعم الثورة ونظامه بكل أداوته لا يفعل شيئا إلا الانتقام من الثورة». فيما اكتفت الناشطة أسماء محفوظ بالقول: إن «مصر أصبحت كلها في قهر وذل». وخلت وسائل الإعلام والقنوات الرسمية للدولة من ذكر أي احتفال بثورة 25 يناير والاكتفاء بالاحتفال بعيد الشرطة. السيسي يتجاهل الاحتفال بـ 25 يناير ويكتفي بمشاركة الشرطة في عيدها وليد صلاح  |
الولايات المتحدة تمنع دخول المهاجر السوري المعروف باسم «رجل الشوكولاتة» إلى أراضيها Posted: 24 Jan 2017 02:23 PM PST  واشنطن ـ «القدس العربي»: أشار رئيس وزراء كندا جاستن ترودو اثناء إلقاء خطاب في الأمم المتحدة إلى قصة مهاجر سوري ناجح ينتمى إلى عائلة معروفة جداً في انتاج الشوكلاتة الفاخرة في منطقة شمال نوفا سكونيا ولكن هذا المديح لم يمنع السلطات الأمريكية من منع اللاجئ السوري من دخول اراضيها في مطلع الاسبوع الجاري. وأبلغت السلطات الأمريكية هذا القرار للمهاجر السوري طارق حداد على نقطة الحدود بين ولاية فيرمونت ومنطقة كيبك اثناء محاولته العبور للولاية للقاء حاكم الولاية والقاء كلمة في مدرسة محلية ومحطة اذاعية حول نجاح عائلته في انتاج «السلام مع الشوكولاتة»، وقد اعتقد حداد بان دعوة حاكم الولاية هي كل ما يحتاجه لعبور الحدود ولكنه سرعان ما تعلم ان معظم المقيمين الدائمين في كندا بحاجة إلى تأشيرة وجواز سفر لدخول الولايات المتحدة. وقال مسؤولون من الحدود الأمريكية بانه لا يمكن العثور على طريقة للالتفاف على قوانين عبور الحدود حتى لو كان الامر يتعلق برجل معروف تلقى دعوة رسمية من حاكم، واضاف هؤلاء بان للمهاجر قصة رائعة وان اجتماعه مع الحاكم مهم للغاية وهم على استعداد للترحيب به في أي وقت اذا عاد عبر القنوات الرسمية وفقاً للقواعد. وذكر حداد بانه سيحاول ثانية المرور إلى الولايات المتحدة رغم إصابته بخيبة الامل، وقال إن لديه العديد من الاصدقاء الذين يشجعونه على زيارة ولاية فيرمونت وان حاكم الولاية فيل سكوت دعاه للنقاش بعد ان سمع عن قصة عائلته. وقد روى رئيس الوزراء الكندى قصة عائلة المهاجر السوري في الأمم المتحدة قائلاً بان العائلة كانت تدير لفترة طويلة مصنعاً للشوكولاتة قبل ان يتعرض لتدمير كامل بصاروخ في عام 2012 اثناء الحرب الأهلية المستمرة، وبعد ذلك فرت العائلة إلى لبنان ثم هاجرت إلى كندا، وهناك حققت العائلة نجاحاً تجارياً يستحق الثناء. الولايات المتحدة تمنع دخول المهاجر السوري المعروف باسم «رجل الشوكولاتة» إلى أراضيها رغم تلقيه دعوة رسمية من حاكم ولاية فيرمونت رائد صالحة  |
اشتباكات بين الفصائل السورية المعارضة وغرفة عمليات مشتركة لقتال «جند الأقصى» Posted: 24 Jan 2017 02:23 PM PST  إسطنبول ـ «القدس العربي» : ما أن انتهى انعقاد مؤتمر أستانة لتثبيت وقف إطلاق النار بين فصائل المعارضة والحكومة السورية، حتى شهدت بلدات عدة من ريف ادلب شمال غربي سوريا اشتباكات وحملات اعتقال متبادلة بين «حركة أحرار الشام» و»جند الأقصى». وكشف شريف زين الدين، أحد قيادات «الجيش السوري الحر» لـ «القدس العربي» عن غرفة عمليات مشتركة تمّ تشكيلها، صباح الاحد، من حركة «أحرار الشام» و»صقور الشام» و»جيش الإسلام» و»تجمع فاستقم كما أمرت»، وفصائل أخرى صغيرة تابعة لـ»الجيش السوري الحر» من أجل «مهاجمة مواقع تواجد جند الأقصى واستعادة المناطق التي سيطروا عليها يومي، السبت والأحد». وحول تفاصيل ما جرى في منطقة جبل الزاوية في ريف ادلب، تحدث زين الدين قائلًا، ان «حركة أحرار الشام» قامت باعتقال أبو مجاهد العراقي الذي ينتسب لـ»جبهة فتح الشام» بتهمة التجسس لصالحها في مناطق الساحل السوري. وأضاف «أن أبو مجاهد العراقي اعترف خلال التحقيقات الأولية بحضور ممثلين عن الجبهة والحركة بالسطو على بعض مقرات الجيش الحر وحركة أحرار الشام بفتوى من قيادات شرعية في دار القضاء التابع لجبهة فتح الشام»، على حد قوله. كما قام المكتب الأمني التابع لـ «حركة احرار الشام» خلال الأيام الماضية، حسب المصدر، باعتقال «ثلاثة عشر عنصراً من جبهة فتح الشام في بلدة ابلين بتهمة التخطيط للذهاب إلى الرقة والانضمام إلى تنظيم الدولة». وأشار زين الدين إلى ان اعتقال هؤلاء العناصر «اثار استياء جنود تابعين لجبهة فتح الشام من المنتسبين إلى جند الأقصى في السابق». واضاف ان عدداً من مسلحي «جند الأقصى» هاجموا مقرًا تابعًا لـ «حركة احرار الشام» واطلقوا المعتقلين الثلاثة عشر، إضافة إلى اعتقال بعض عناصر الحركة ممن تواجدوا في المقر تلك الساعة. واضاف، ان اتفاقاً تم توقيعه بين «جبهة فتح الشام» و«حركة احرار الشام» تضمن «تسليم كل طرف العناصر التي يحتجزها من الطرف الاخر، وإلزام عناصر جند الأقصى الذين يتبعون تنظيمياً إلى جبهة فتح الشام «تسليم ما لديهم من معتقلين تابعين لحركة احرار الشام». وأكد زين الدين ان هذا الاتفاق «لم يلق قبولاً لدى كوادر جند الأقصى وبعض قيادات جبهة فتح الشام القريبين منهم، حيث قاموا بنصب الحواجز في مناطق جبل الزاوية في بلدات ابلين وبلشون وكنصفرة واعتقلوا عدد من عناصر من حركة أحرار الشام وصقور الجبل»، حسب قوله. وقال ان من بين المعتقلين، «القائد العسكري في صقور الجبل، خالد العادل، وعدداً من رفاقه بعد خروجهم من أحد المساجد». ومساء، السبت، جهزت صقور الجبل رتلاً عسكرياً اتجه إلى المنطقة لاستعادة المواقع التي سيطر عليها مقاتلو جند الاقصى، ومتابعة تحرير باقي مناطق جبل الزاوية؛ لكن جبهة فتح الشام وضعت حواجز بين الطرفين لمنع الاشتباكات بعد ان قدمت تعهدات بإقناع جند الأقصى بالانصياع لأوامر قيادة الجبهة أو الاعتقال وتسليمهم إلى القضاء». وشكك شريف زين الدين بقدرة «جبهة فتح الشام» على «ضبط سلوك عناصر جند الأقصى العاملين تحت قيادتها»، حسب ما قاله لـ «القدس العربي» القيادي في «الجيش الحر» شريف زين الدين. اشتباكات بين الفصائل السورية المعارضة وغرفة عمليات مشتركة لقتال «جند الأقصى» رائد الحامد  |
تقرير برلماني فرنسي يبدي قلقا بشأن الوضع في المغرب العربي بسبب صحة زعماء دوله Posted: 24 Jan 2017 02:22 PM PST  الجزائر- «القدس العربي»: أعرب تقرير برلماني فرنسي عن قلقه بشأن الاستقرار في دول المغرب العربي بسبب ما اعتبره هشاشة الوضع الناجمة عن الوضع الصحي للملك المغربي محمد السادس والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي. وقال النائب والوزير السابق جان جالفاني إن الملك المغربي الذي وصفه بـ«الشجاع» و»صاحب رؤية» يعاني من مرض مزمن يتطور ببطء، وأن وضعه الصحي لا يدفع إلى الاطمئنان، وأن العاهل محمد السادس مثله مثل الرئيس التونسي باجي قائد السبسي والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة كرس نظام الشخص الواحد، وأن أي طارئ صحي قد يحدث له قد يؤثر على استقرار المغرب. وأشار التقرير إلى الوضع الصحي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة البالغ من العمر 80 عاما، والذي أصيب سنة 2005 بقرحة معدية استدعت عملية جراحية في مستشفى فال دوغراس، قبل أن يصاب في 2013 بجلطة دماغية أثرت على بعض وظائفه، الأمر الذي جعل بعض أحزاب المعارضة تشكك في قدرته على أداء مهامه. وتناول أيضا الوضع الصحي للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي البالغ من العمر 90 عاما، والذي كان السبب في عدم ظهوره في عيد الفطر السنة الماضية، وقد أدى غيابه المتكرر إلى انتشار شائعات كثيرة عن وضعه الصحي، موضحا أن الرئيس التونسي يحاول السخرية من الآلام التي يشعر بها قائلا إن طبيبه أخبره أن شخصا في مثل سنه إذا استفاق ولم يشعر بآلام في ساقيه ويديه وفي مفاصله فإن ذلك يعني أنه ميت. وأضاف النائب اليساري أن كل شيء في الدول الثلاث مرتبط بشكل أساسي بهؤلاء الزعماء الذين يعانون من متاعب صحية، مشيرا إلى أن المعلومات بخصوص تطور الوضع الصحي للمسؤولين الثلاثة تكاد تكون منعدمة. وعاد النائب اليساري بتفاصيل أكثر للتقرير البرلماني في حوار مع صحيفة «ليبرتي» ( خاصة صادرة بالفرنسية) موضحا أن دول المغرب العربي الثلاث في مفترق طرق، وأن مستقبلها يبدو غامضا على خلفية الوضع الصحي لقادتها، مشددا على أن هناك تساؤلات كثيرة بخصوص مستقبل الدول الثلاث، وأن هذا الوضع يقلق الدول الأوروبية، وفي مقدمتها فرنسا. واعتبر أن الأمر لا يتعلق بهجوم على القادة الثلاثة، وإنما بتساؤلات مشروعة، وأنه يجب في المقابل تشجيع تعزيز التعاون بين الدول المغاربية وبين فرنسا، موضحا في المقابل أن التقرير البرلماني يشير في جزء منه إلى طريقة تعاطي الوزراء الجزائريين مع فرنسا، التي تعتبر مستعمر الأمس. وشدد على أن عددا من الوزراء الحاليين ( لم يذكرهم بالاسم) لديهم موقف عدائي من فرنسا، وأن مواقفهم تجاه باريس كانت دائما عنيفة، موضحا أن هؤلاء عددهم ليس بالكبير، في حين أن وزراء آخرين هم حلفاء بالنسبة إلى فرنسا، والتعاون معهم يتم بطريقة جيدة. تقرير برلماني فرنسي يبدي قلقا بشأن الوضع في المغرب العربي بسبب صحة زعماء دوله شمل العاهل المغربي والرئيسين الجزائري والتونسي  |
حملة المقاطعة تدعو دول الخليج لوقف التطبيع مع تل أبيب Posted: 24 Jan 2017 02:21 PM PST  رام الله ـ «القدس العربي»: هاجمت حركة مقاطعة إسرائيل في الخليج الخرق المتصاعد والمتكرر لمقاطعة الكيان الصهيوني. ودانت بهذا الخصوص لقاء الأمير السعودي تركي الفيصل بالوزيرة الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني في مؤتمر دافوس في سويسرا. وكانت ليفني وزيرة الخارجية للكيان الصهيوني أثناء العدوان على غزة في 2008-2009 وهي مطلوبة اليوم للعدالة في بلجيكا على إثر الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني. ونشرت ليفني على حسابها في تويتر صورة ودية تجمعها وتركي الفيصل. وقالت حركة المقاطعة إن «ما يضاعف قلقنا وامتعاضنا هو أن هذا الخرق السافر لمقاطعة العدو لم يكن الأول من نوعه على يد تركي الفيصل وغيره، فهذا اللقاء يضاف إلى سلسلة من المغازلات التي يقوم بها الأمير مع مسؤولين صهاينة. فقد التقى بالوزيرة ذاتها في يناير/ كانون الثاني 2014، وتبعها مصافحته أمام الكاميرات لوزير الحرب الإسرائيلي السابق وسفاح غزة موشيه يعلون في ميونيخ في فبراير/ شباط 2015 ومن ثم اللقاء الذي جمعه مع يعقوب عميرور مستشار الأمن القومي لرئيس وزراء دولة الاستعمار الاستيطاني والاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو وغيرها من اللقاءات العلنية، فيما يبدو وكأنه مقدمات للتطبيع ومحاولة لفرضه على الشعوب». وأدانت حركة المقاطعة لقاءات تركي الفيصل التطبيعية التي «لا تستخف فقط بموقف المملكة السعودية المعلن بل وتضرب بعرض الحائط رفض ملايين السعوديين التطبيع مع الكيان الصهيوني ومصافحة من أياديهم ملطخة بدماء إخوتهم في فلسطين». وجاء في بيان للحركة «إننا كمواطنين خليجيين وكأصحاب ضمائر حية نعلن موقفنا الثابت بالرفض القاطع لأي محاولة رسمية او شبه رسمية لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني ونطالب الحكومة السعودية بوضع حد لهذا العبث بثوابت شعبنا وأمتنا لا سيما وأن الأمير تركي الفيصل سبق وأن تقلد العديد من المناصب العليا فيتأكد في حقه بشكل أكبر ضرورة الالتزام بموقف المملكة المعلن واحترام موقفها وموقف شعبها التاريخي». كما نددت حركة المقاطعة في الخليج وأدانت الأخبار التي تم تداولها مؤخرا حول شراء دولة الإمارات لسلاح إسرائيلي، «إذ تشكل شركات السلاح الإسرائيلية العمود الفقري للمنظومة العسكرية الإرهابية للكيان الصهيوني الذي يسوق هذه الأسلحة بل ويباهي بأنها «مجربة ميدانياً» وهي فعلاً مجربة ضد أبرياء عزل ضد أشقائنا الفلسطينيين واللبنانيين». واعتبرت الحركة أن هذه البوادر التطبيعية التي تصدر من السعودية والإمارات ودول خليجية أخرى لن تمر دون رفض ومقاومة من كافة فئات المجتمع الخليجي. ودعت الحركة الشعب العربي في الخليج لتصعيد حملات مقاطعة ضد إسرائيل وتكثيف حملات مناهضة التطبيع والضغط على حكوماتهم بالالتزام بمعايير المقاطعة وتوجهات شعوب الخليج الرافضة للتطبيع. حملة المقاطعة تدعو دول الخليج لوقف التطبيع مع تل أبيب رداً على لقاء تركي الفيصل بليفني والصفقات الإماراتية السرية مع إسرائيل  |
استعادة شرقي الموصل كاملاً وإدارة ترامب تعرض زيادة المساعدة للعراق Posted: 24 Jan 2017 02:20 PM PST  بغداد ـ نيويورك ـ «القدس العربي» ووكالات: أعلن رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، أمس الثلاثاء، تحرير شرقي الموصل (شمال)، بالكامل، من قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية» بعد نحو ثلاثة أشهر من المعارك. وقال العبادي، في مؤتمر صحافي ببغداد عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة، إن القوات العراقية من مختلف الفصائل تمكنت من تحرير كامل «الساحل الأيسر» من الموصل، في إشارة إلى النصف الشرقي للمدينة. وأضاف أن القوات ستكمل لاحقاً الحملة العسكرية لاستعادة النصف الغربي من المدينة، لكنه لم يحدد موعداً لذلك. وأشار إلى أن حكومته ستسعى في المرحلة المقبلة لإعادة إعمار المناطق والبنى التحتية المدمرة جراء الحرب، مبينا أن حكومته وقعت 27 مذكرة مع منظمات دولية للمساهمة في إعادة إعمار تلك المناطق. وتابع إن «المجتمع الدولي استوعب أهمية الوقوف مع العراق لمكافحة الإرهاب». كما أعلن العبادي، أن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب بعثت برسائل لبغداد تعرض زيادة المساعدة للعراق. وقال إن «إدارة ترامب بعثت رسائل بمضاعفة الدعم الأمريكي للعراق وليس استمراره فقط»، مؤكدا أن «هذا الدعم يشمل مختلف الأصعدة». وأضاف أن «هناك جهدا دوليا وإقليميا لدعم العراق، لأن المجتمع الدولي استوعب خطورة الإرهاب»، مشيرا إلى عدم وجود «قوات أجنبية تقاتل داعش على الأرض العراقية». وحول تحرير شرقي الموصل، أوضح اللواء نجم الجبوري، قائد عمليات نينوى (تتبع الجيش)، أن «القوات العراقية أكملت تحرير منطقة الرشيدية، بالكامل، والتي تعد آخر معاقل التنظيم في الجانب الشرقي». وأضاف: «الآن وبعد تحرير هذا الحي، أصبح كامل النصف الشرقي من المدينة، محرراً من قبضة تنظيم الدولة». وتقاتل القوات العراقية منذ أكثر من ثلاثة أشهر داخل الموصل لانتزاعها من قبضة تنظيم الدولة»، وهي آخر المعاقل الكبيرة للتنظيم في العراق. ويشطر نهر دجلة الموصل إلى نصفين، شرقي وتم تحريره ويضم 84 حيا، وغربي مكتظ بالسكان ويضم 99 حيا ولازال تحت سيطرة «الدولة». وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وشركاؤه، عن القلق البالغ إزاء محنة نحو 750 ألف مدني، يعيشون في الجزء الغربي من الموصل. وبعد مئة يوم من بدء العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على المدينة، قالت ليز غراندي إن التقارير الواردة من غرب الموصل محزنة، مشيرة إلى عدم تمكن الشركاء في العمل الإنساني من الوصول إلى هذه المناطق. وذكرت أن كل الدلائل تشير إلى تدهور الوضع الإنساني بشكل حاد، وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية والإمدادات، لتضطر بعض الأسر إلى تناول وجبة واحدة يوميا وإلى حرق الأثاث للتدفئة. وأضافت: «لا نعرف ما الذي سيحدث في غرب الموصل، ولكننا لا نستبعد إمكانية حدوث ما يشبه الحصار أو موجة نزوح جماعي». وكان الشركاء في مجال الإغاثة قد حذروا، في خطة طوارئ أعدت قبل بداية حملة الموصل، من أن ما يصل إلى مليوني مدني قد يتضررون من القتال. وقال بيان صحافي صادر عن عدد من رؤساء وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في العراق، إن ما يصل إلى ثلاثة ملايين عراقي قد يفرون من ديارهم في نهاية الصراع، اعتمادا على ما سيحدث في الموصل والحويجة وتلعفر. وذكر البيان أن تلك الأسر ستحتاج إلى اتخاذ خيارات مصيرية بشأن كيفية إعادة بناء وتأسيس حياتها من جديد. وأعرب الموقعون على البيان عن ثقتهم في أن المجتمع الدولي لن يتوقف عن تقديم المساعدة الإنسانية بعد عملية الموصل، لأن توقف ذلك سيكون خطأ جسيما كما قالوا. في الموازاة، أعلنت وزارة الداخلية العراقية، أنها تعد خطة «موسعة» لإدارة المناطق المحررة من تنظيم «داعش» الإرهابي في مدينة الموصل (شمال). وقال عقيل الخزعلي، وكيل الوزارة، إن الوزارة أعدت خطة موسعة لما بعد تحرير المناطق من «داعش». وأشار إلى أن «الخطة تتضمن كيفية إدارة الملف الأمني في هذه المناطق بشكل شمولي، على أن ترفع لرئيس مجلس الوزراء» ولم يكشف الخزعلي عن طبيعة الخطة أو تفاصيلها. وفي السياق، قال المقدم كريم ذياب، ضابط في الشرطة الاتحادية (تابعة لوزارة الداخلية)، إن «مهاماً أمنية كبيرة ستوكل للشرطة الاتحادية، في الموصل بعد تحريرها بشكل كامل». وأوضح ذياب أن هذه الخطوة ستتم تزامناً مع الانسحاب التدريجي لقوات الجيش من داخل المدينة، وبالتنسيق مع الشرطة المحلية. وفي 17 أكتوبر/تشرين أول الماضي، بدأ الجيش العراقي والقوات المتحالفة معه، بدعم من التحالف الدولي، عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على الموصل، التي استولى عليها «الدولة» في يونيو/ حزيران 2014. استعادة شرقي الموصل كاملاً وإدارة ترامب تعرض زيادة المساعدة للعراق عبد الحميد صيام  |
حزب «الأصالة والمعاصرة» يدعو نوابه الى التنازل عن تعويضاتهم عن الشهور الأربعة الماضية لأن البرلمان لم يكن في حالة انعقاد Posted: 24 Jan 2017 02:20 PM PST  الرباط ـ «القدس العربي»: قرر حزب مغربي معارض تنازل أعضائه في مجلس النواب عن تعويضاتهم عن الشهور الاربعة الماضية كون المجلس لم يكن في حالة انعقاد منذ انتخابه في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي بسبب الفشل في تكوين اغالبية حكومية وانتخاب رئيس للمجلس وتشكيل هياكله. ودعا حزب الأصالة والمعاصرة جميع نوابه البرلمانيين (102 نائب) إلى التنازل عن تعويضاتهم الشهرية، التي يرتقب أن يتوصل أعضاء مجلس النواب بها خلال الأسبوع الجاري، وتقارب 140 الف درهم (14 الف دولار) لكل نائب. وقرر المكتب الجديد لمجلس النواب بعد انتخابات هياكله يوم الاثنين 16 كانون الثاني/ يناير الجاري صرف تعويضات النواب (395 نائباً) التي تصل إلى قرابة أربعة أشهر، على أن يتم التوصل بها خلال الأسبوع الجاري. وتسبب عدم انتخاب الرئيس وأعضاء مكتب مجلس النواب في عدم صرف تعويضات النواب المنتخبين، نتيجة لـ»البلوكاج» الذي عرفته مشاورات تشكيل الغالبية الحكومية، قبل أن يأتي قرار عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي الذي عجل بهيكلة المجلس. وتجاهل مجلس النواب في نظامه الداخلي تحديد الجهة التي يمكنها التكفل بالنواب في حالة عدم وجود رئيس للمجلس، في وقت وضع فيه هذه المهمة بين يدي الكاتب العام للمجلس بالنسبة للموظفين وضمان سير أشغال المجلس. وسادت داخل أوساط النواب تساؤلات عن أسباب عدم صرف التعويضات التي تصل إلى 36 ألف درهم شهرياً، مسجلين أن الأعضاء الذين كانوا يشتغلون في مناصب إدارية داخل الإدارة العمومية تم توقيف أجورهم منذ التحاقهم بالمؤسسة التشريعية. وأثار قرار حزب الأصالة والمعاصرة نوابه البرلمانيين (102 نائب) بالتنازل عن تعويضاتهم البرلمانية التي سيحصلون عليها عن فترة أربعة أشهر من «العطالة»، نقاشاً سياسياً وقانونياً، بدعوى أن «هذا القرار لا يستند على أي صيغة قانونية لإرجاع التعويضات». وقال عمر الشرقاوي، المحلل السياسي والخبير في القانون الدستوري المغربي «ليس المهم في القرار هو الصيغة القانونية الكفيلة إرجاع التعويضات إلى خزينة الدولة» اذ أن «هناك صيغ اجتماعية متعددة للتصرف في تلك الأموال وربما صرفها على مؤسسات خيرية في حالة انسداد الإمكانية المالية والإدارية. واوضح أن «الشعور السياسي هو الأهم في هذا القرار، وهو الشعور بعدم أحقية برلمانيين عملوا 4 أيام من 110 أيام في الحصول على تعويضات لم يؤدوا مقابلها أي عمل، متسائلاً ان كان حزب الاصالة والمعاصرة «سيذهب بقراره هذا إلى أبعد مكان وسينفذه رغم عدم وجود صيغة قانونية، لأن ليس المهم تغطية خزينة الدولة، بقدر ما أن هذا القرار السياسي فيه جرأة وتضحية». حزب «الأصالة والمعاصرة» يدعو نوابه الى التنازل عن تعويضاتهم عن الشهور الأربعة الماضية لأن البرلمان لم يكن في حالة انعقاد  |
إسرائيل تصادق على بناء 2500 وحدة استيطانية في الضفة.. وأبو ردينة يحذر من عواقب الخطوة ويصفها بالاستفزازية Posted: 24 Jan 2017 02:19 PM PST  رام الله – «القدس العربي»: أعلنت الإذاعة الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية «صوت إسرائيل» مصادقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه افيغدور ليبرمان على بناء 2500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة. وحسب ما أوردت الإذاعة فإن معظم هذه الوحدات ستقام في الكتل الاستيطانية الكبرى، وأن حوالى 100 منها في مستوطنة بيت ايل شمال شرق رام الله. وكانت ما تسمى لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس صادقت الأحد المنصرم على مخطط لبناء 566 وحدة استيطانية في القدس الشرقية. من جهتها ردت الرئاسة الفلسطينية على لسان نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة، معتبرة أن قرار المصادقة على بناء 2500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة هو تحد واستخفاف بالمجتمع الدولي وعمل مدان ومرفوض وستكون له عواقب. وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية أن القرار سيعيق أية محاولة لإعادة الامن والاستقرار وسيعزز التطرف والارهاب وسيضع العراقيل أمام أي جهد يبذل من اية جهة لخلق مسيرة سلمية تؤدي إلى الامن والسلام. وأكد أن القرار يشكل تحديا واستفزازا واستخفافا بالعالم العربي والمجتمع الدولي، والمطلوب الآن وقفة حقيقية وجدية لمراجعة هذا التحدي. إسرائيل تصادق على بناء 2500 وحدة استيطانية في الضفة.. وأبو ردينة يحذر من عواقب الخطوة ويصفها بالاستفزازية  |
استمرار انشغال الساسة والمدونين الموريتانيين بتداعيات الأزمة الغامبية Posted: 24 Jan 2017 02:19 PM PST  نواكشوط – «القدس العربي»: رغم انسحاب الرئيس الغامبي المهزوم يحيى جامي من المشهد، فقد استمرت الأزمة الغامبية لحد ظهر أمس في جذب اهتمام كبار الساسة والمدونين الموريتانيين. وانقسم المدونون والكتاب والمتحدثون في هذه الأزمة التي باتت الشغل الشاغل، إلى قسمين أحدهما يمجد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز على وساطته الناجحة والآخر يقلل من أهمية الوساطة، فيما يجمع الطرفان على ما يسمونه «صلف السنغال وتناقض رئيسها». وكشفت الأزمة الغامبية عن توتر شديد في العلاقات السنغالية الموريتانية، حيث ترفض موريتانيا وصول جارتها الجنوبية السنغال عبر الاستحواذ على غامبيا، للزعامة الإقليمية في شبه المنطقة. وتعتبر الحكومة الموريتانية أنها مسؤولة عن متابعة الاتفاق الذي تمخضت عنه وساطتها في الأزمة الغامبية، حيث حذر وزير خارجية موريتانيا إسلكو ولد أحمد إزيد بيه في خطاب ألقاه أمس أمام المنتدى الإقليمي الثاني لاتحاد البحر الأبيض المتوسط المنظم في مدينة برشلونة، حكومة داكار ضمنياً مما سماه «أي إخلال ببنود الاتفاق الذي توصل إليه في غامبيا الرئيسان الموريتاني والغيني»، مشددا على «أي إخلال به من أي طرف كان من شأنه خلق « صومال» جديدة في إفريقيا الغربية». وتحدث الوزير عن الدبلوماسية الموريتانية النشطة المكرسة، حسب قوله، لخدمة السلام والأمن الإقليمي كما حدث مؤخراً في التسوية السلمية للأزمة الغامبية»، مؤكدا «أنه لولا الجهود الدبلوماسية الموريتانية التي جاءت بعد وساطات عديدة دون جدوى، لتحولت غامبيا إلى بؤرة إضافية للعنف والتطرف في إفريقيا الغربية وهي المنطقة التي شهدت توترات عديدة من قبل». وكان محمّد فال ولد بلاّل وزير الخارجية الموريتاني الأسبق أبرز المهتمين بتحليل الأزمة الغامبية ومشخصي مساراتها وتداعياتها، حيث أكد في مقال له أمس «أن الإعلام الغربي يحاول دفْنَ وإخفاء بعض الحقائق المهمّة لمن يريدُ متابعة الملف الغامبي بموضوعيّة ومسؤوليّة، حيث لم نعُد نسمع كلمة واحدة عن الانتخابات الحرّة والعادلة والديمقراطية والشفافة التي تمّ تنظيمها في ظلّ حُكم يحيى جامّي، والتي أفضت إلى فوز مرشّح المعارضة السيد آمادو بارو؛ هذا الانجاز ينبغي ألاّ يُنْسى وألاّ يُضربَ به عرض الحائط؛ والكلام هنا مُوجّه لأولئك الذين يتحدّثُون عن الرئيس آمادو بارو متناسين أنّه جاء نتيجة انتخابات منظمة بإشراف يحيى جامّي؛ وكأنّهم يُعطون «أجرَ» الانتخابات لبارو ويضعون «وزرها» على جامي الذي نظّمها بنجاح…ذلكم هو الإعلام الغربي عندما يقرّر «شَيْطَنَةَ»(diabolisation) نظام أو رئيس». وأضاف «لم نعُد نسمع كلمة واحدة عن اعتراف يحيى جامّي بنتائج هذه الانتخابات معلناً خسارته ومهنّئا منافسه بفوزه واللجنة المشرفة على الانتخابات،،، وقد تكرّر ذلك على لسانه في كلّ خطاباته الرّسمية ..وكانت الأمور تسيرُ بهدوء في طريقها إلى تناوب سلمي على السلطة بين الرجليْن قبل أن ينفجر الشارع الغامبي والسنغالي معاً بالتهديد والوعيد والانتقام والمطالبة بمحاكمة الرّجل «المارق» وحرق صُوَره في الشارع، في إساءة واضحة لمبادئ السلم والديمقراطية، وهكذا، أرْغِمَ يحيى جامّي على التّراجع عن قبوله بالنتائج «. وتابع بلال تحليله قائلاً «هذه أول مرّة في التاريخ (ربّما) نشاهدُ انتخابات عادلة ونزيهة، تحظى بقبول ورِضا الجميع… تؤولُ إلى أزمة بهذا الحجم ! ولكنّ السنغال، ومن ورائها الغرب، كانت مصرّة على اعتقال ومحاكمة ذلك «المخلوق» الذي منح غامبيا اسم «الجمهورية الإسلامية»، وقرّر فيها ترسيم اللغة العربيّة، وتجرّأ على حمل المصحف الشريف و»السّبحة» في المحافل الدوليّة في تَحَدّ واضح لحضارة الغرب وثقافته وذَوْقه». وأكد ولد بلال «أنّ موضوع الأزمة في غامبيا لم ينتهِ بعد…ولا مناصّ من العودة إليه في القمة الإفريقية القادمة بطلب من حكومتنا وغينيا ودوّل أخرى، فالمصلحة الوطنية تقتضي بقاء موريتانيا عامل سلم وتوازن وتهدئة في شبه المنطقة، وأنْ تحرص كلّ الحرص على صداقتها مع مجموعة غرب إفريقيا عمومًا والسينغال خصوصًا دون أنّ يمسّ ذلك من حضورها بحزم وعزم في كلّ تفاصيل هذا الملف كطرف معني ومهتم بمساره ومآلاته». «إنّ بقاء السينغال وحدها في غامبيا، يقول الوزير ولد بلال، من شأنه أنْ يفجّر، ولو بعد حين، نزاعات عرقية وقبلية واسعة النطاق بالإضافة إلى إشعال النار المشتعلة أصلا في ربوع غامبيا وكازمانص (Casamance) لتمتدّ إلى الجوار، فهل يُعقل أن يقبل الانفصاليّون الكزمانسيّون بتطويقم عسكريّا هكذا ببساطة من قِبَل السينغال، وسدّ المتنفّس الوحيد المتاح لهم؟ وهل تقبل المعارضة الغامبيّة الجديدة بالاحتلال المُقَنّع؟ وهل ؟ وهل ؟ وهل؟ والأسئلة كثيرة !؟». وكان الدكتور محمد إسحاق الكنتي الأمين العام المساعد للحكومة الموريتانية من بين المهتمين بالملف الغامبي حيث أكد في مقال بعنوان «من بنغازي إلى بانجول» نشره أمس «أن الأزمة الليبية والغامبية علمتنا أن الحروب التي تشن باسم الديمقراطية، والتناوب «السلمي» على السلطة تخفي وراءها أطماعا أجنبية لشركات، أو إثنيات عابرة للحدود، وتصفية حسابات شخصية، وأن دعاة الديمقراطية لا يجدون حرجا في تدمير بلدانهم بأيديهم، وأيدي الأجنبي طمعا في الوصول إلى السلطة». «كما علمتنا هذه الأزمة، يضيف الكنتي، أن القوى الأجنبية تتخذ لها وكلاء محليين تعتمد عليهم في إنجاز المهام القذرة، لكنها مستعدة للتخلي عنهم في حال إفلاس المشروع كما في الحالة السورية، ونرجو أن تكون الأزمة الغامبية قد بينت للطامحين من دول المنطقة إلى لعب أدوار أكبر من حجمهم أن موريتانيا، ورئيسها سيعيدونهم دائما، عند تعرضهم إلى مصالحنا الوطنية، بحجمهم. وتحت عنوان «الأزمة الغامبية : عصفوران بحجر واحد»، أكد الدكتور البكاي ولد عبد المالك وزير التعليم الأسبق أن «الموريتانيين يتطلعون بعد هذه النجاحات التي حققتها الدبلوماسية الموريتانية إلى طي خلافاتهم الداخلية وتوحيد جبهتهم الداخلية استعدادا لما هو قادم (الطفرة النفطية واستغلال حقول الغاز المشتركة مع الشقيقة السنغال وما قد يترتب عليها من تطورات) وكأن لسان حالهم يقول «سيدي الرئيس ما في المدينة أحوج منا يا رسول الله». «فالانفتاح على الخارج، يقول ولد عبد المالك، يمنح المصداقية والانفتاح على الداخل يمنح القوة والشرعية، وفي تقديرنا أن الرئيس لو اتجه بنفس الإرادة والحس الأمني والرؤية الاستراتيجية نحو المشاكل الداخلية فحلها لاستحق مكانة خاصة في قلوب الموريتانيين بعيداً عن التملق والنفاق». أما الكاتب الصحافي محمد محفوظ ولد أحمد فقد أكد في مقال له «أن أزمة غامبيا ودور موريتانيا فيها يثير أشجانا وينكأ جراحا مع جارتنا الجنوبية السنغال على عدة مستويات، أكثرها ـ في هذا الفضاء الرقمي خاصة ـ موغلة في السذاجة والغفلة، وأحياناً المغالطة». وأضاف «بالنسبة للأزمة الغامبية، أظهرت التطورات الأخيرة أننا لم نكن على المستوى السياسي والدبلوماسي الحصيف الذي ندعي، فبما أن الرئيس الخاسر يحيى جامي صديق محبب لنا، فقد اتجه تدخلنا لصالحه، بل و»إنقاذه» بكل شهامة و»براءة»، وهذا هو الواجب في العلاقات الشخصية والإنسانية، ولكنه في العلاقات بين الدول يتطلب سنداً يحميه ويعصمه من أي انعكاس سلبي على المصلحة الوطنية؛ إما من القوة والنفوذ، وإما من «الضمانات» الدولية الموثقة». وزاد الكاتب ولد أحمد «هكذا توشك الأزمة الغامبية أن تنتهي ـ في هذه المرحلة ـ بإقصاء موريتانيا من حيث دخلت، وتجعلها أمام خيارين أحلاهما علقم، فإما أن تكتفي بإنقاذ الملازم يحيى جامي و»صناديقه»، وتبحث عن سبل وأطراف أخرى تتوسل بها لحماية مصالحها، وإما التوجه نحو تحدي السنغال ومجابهتها، ولو على «جبهات» العلاقات الثنائية الموريتانية السنغالية الكثيرة، ولدى موريتانيا طبعا أوراق وفرص كثيرة في هذا المجال، لكنها جميعاً تؤدي إلى ما هو أسوأ من الأزمة الغامبية»، حسب تعبير الكاتب. استمرار انشغال الساسة والمدونين الموريتانيين بتداعيات الأزمة الغامبية عبدالله مولود  |
حزب المالكي يعتبر تصريحات البارزاني حول الاستقلال «أسطوانة مشروخة» Posted: 24 Jan 2017 02:18 PM PST  بغداد ـ أربيل ـ «القدس العربي»: تصاعدت وتيرة الانتقادات المتبادلة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البرزاني، وحزب «الدعوة» الذي يرأسه نوري المالكي، وسط اتهامات بالمسؤولية عن أزمات العراق والإقليم. وقال القيادي في حزب «الدعوة»، صلاح عبد الرزاق، إن «تصريحات البارزاني الأخيرة حول الاستقلال وتقرير المصير والتهديد بالانفصال، تعد أسطوانة مشروخة اعتاد عليها العراقيون كلما مر البارزاني بأزمة، كما إنه لا يمثل جميع ابناء الشعب الكردي وتطلعاتهم». ووصف عبد الرزاق، في بيان، تصريحات البارزاني، حول رفضه عودة المالكي لرئاسة الحكومة مجدداً، بأنها «أسطوانة مشروخة». وأعتبر أن استهداف المالكي يأتي لكون الأخير «أقوى شخصية سياسية عراقية بشهادة الجميع مع امتلاكه مشروعا لإزاحة الحكومات التوافقية الفاشلة وتشكيل اغلبية سياسية». وأشار إلى أن «المالكي لم يصرح بأنه يرغب برئاسة الحكومة إلا إذا أصرّت الكتل السياسية على ذلك، لكن هواجس بعض السياسيين تلاحقهم في أحلامهم». ولفت إلى أن «بارزاني المنتهية ولايته بهذه التصريحات يعلن قناعته بانه سيكون ضمن المعارضة السياسية، وبذلك فهو متأكد بأنه لن يشارك في حكومة الأغلبية السياسية»، معتبراً تصريحه «خائب ويريد من خلاله تصدير مشكلته الداخلية خارج الإقليم». كذلك، شدد النائب عن محافظة البصرة القيادي في حزب الدعوة خلف عبد الصمد، على أن «البارزاني لا يملك الحق بأخذ النفط العراقي، ولكنه استولى عليه ويأخذه بالقوة من الحكومة المركزية». وكانت كتلة «القانون» الذي يتزعمها المالكي، شنت هجوماً لاذعاً، على الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني، متهما إياه بـ «افتعال الأزمات لتحقيق مكاسب سياسية». وكان بارزاني، أعلن في مقابلة صحافية، عزمه إعلان استقلال كردستان عن العراق في حال عودة المالكي إلى رئاسة الحكومة مجددا. وأضاف في هذا السياق: «لا نريد استكمال تدمير العراق، في عهده تم اغتيال الآلاف من أبناء العراق من مختلف القطاعات ولدينا الأسماء، أنا لا أقول إنه ذهب بنفسه وفعلها، لكن هذا حدث تحت حكمه، ومن دون شك كان راضياً». في المقابل، وجه وزير المالية العراقي السابق والقيادي في حزب الديمقراطي الكردستاني، هوشيار زيباري، انتقادات لاذعة إلى حزب الدعوة، متهماً إياه بـ»التسبب في دمار البلد ونهب ثرواته». وأوضح في تصريحات صحافية أن «العراق تم حكمه من قبل عدد من الأحزاب وكان حزب الدعوة هو صاحب الحظ الأوفر في حكمه»، مبيناً أن «الحزب فشل طوال السنوات السابقة ولم يستطع ان يحقق انجازات جيدة». وأضاف: «سبب فشل حزب الدعوة في إدارة دفة الحكم في البلاد يعود إلى اتباعه سياسة المحاصصة والطائفية والتوافق السياسي وسرقة الثروات العامة». في جهته، اتهم مستشار رئيس إقليم كردستان، كفاح محمود، المالكي وتنظيم «الدولة الإسلامية»، بأنهما مشتركان في معاداة إقليم كردستان، معتبراً أن «لا مناص من التعجيل بالاستقلال درءا لمخاطر قد تواجه الإقليم». وقال في تصريح تلفزيوني إن «المالكي فرض حصاراً اقتصادياً لتدمير الإقليم وابادة سكانه، وتنظيم الدولة حاول طرق أبواب أربيل ودهوك لاستهدف كردستان». وتابع: «لا مناص من التعجيل بالاستقلال درءاً لمخاطر قد تواجه الإقليم مستقبلا»، وبين أن «أجهزة دعاية المالكي ومجموعته تشيع أجواء الكراهية والعداء للكرد وكردستان مستغلة الاجواء الطائفية والسذاجة والفقر المالي والثقافي لدى مساحات واسعة ممن يخاطبونهم». وأضاف: «الموضوع ليس بشخص المالكي فقط بل بثقافة الاستحواذ على سلطة المال والنفوذ السياسي وتهميش أو إقصاء الآخرين من الشركاء الاساسيين في الدولة»، موضحاً أن «المالكي وحزبه عبروا عن هذه الحالة خلال ثماني سنوات من حكمهم، حيث صادروا الآخرين وتمددوا في كل مفاصل الدولة ومؤسساتها وعملوا على تحطيم بنية الدستور وتعطيل تطبيق مواده المهمة». وفي السياق ذاته، أكد مستشار للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، عارف رشدي، أن مشروع التسوية السياسية الذي يروج له بقوة زعيم التحالف الوطني عمار الحكيم، غير قادر على اجراء مصالحة بين المكونات العراقية، مشيراً إلى أنه عامل لبروز مشاكل اضافية في العراق. وأضاف أن «قراءة دقيقة ومتأنية لمشروع التسوية السياسية المقترح من قبل الحكيم سيُبين بأنه جاء من أجل تكريس السيطرة من قبل الاغلبية الشيعية على العراق». وأشار إلى أن «المشروع لا يشير بأي شكل من الاشكال لاتفاق الشعوب العراقية، بل أن المشروع اعادة صياغة للدستور العراقي وفق قياس الأغلبية»، لافتاً إلى أن «لا اشارة في المشروع إلى خصوصية إقليم كردستان لامن بعيد ولا من قريب». وأعتبر أن المشروع «سيكون بوابة أخرى لبروز مشاكل سياسية واجتماعية داخل المجتمع العراقي المحطم». وكان الحكيم، قد أكد، في وقت سابق، أن مشروع التسوية الوطنية لن يكون إرضاء لطرف على حساب طرف، وهو سيشمل إقليم كردستان، مبيناً أن التسوية مشروع دولة ليكون العراقيون «مواطنين درجة أولى». حزب المالكي يعتبر تصريحات البارزاني حول الاستقلال «أسطوانة مشروخة»  |
إدارة ترامب توافق على بيع صواريخ وطائرات إلى السعودية والكويت Posted: 24 Jan 2017 02:18 PM PST واشنطن ـ «القدس العربي»: أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية انها وافقت على احتمال بيع ما قيمته 1،8 مليار دولار من الصواريخ والطائرات وخدمات الدعم إلى السعودية والكويت وبريطانيا وكينيا. وجاء الاعلان عن بيع المعدات وخدمات الدعم ضمن خمس صفقات منفصلة بواسطة وكالة التعاون الامنى الدفاعي والتى أخبرت بدورها الكونغرس بأن الولايات المتحدة وافقت على البيع المحتمل وليس على عملية نهائية للبيع، وقد جاء الاعلان، ايضا، بمناسبة اليوم الاول من عهد ترامب على الرغم من انتهاء التفوض على تفاصيل الصفقات في ظل إدارة الرئيس السابق باراك اوباما. وستتلقى الكويت في صفقتين خدمات لوجستية لدعم طائرات اباتشي « ايه اتش ـ 64 دي» مقابل 400 مليون دولار اضافة 60 قطعة من الصواريخ متطورة متوسطة المدى جو ـ جو بقيمة 110 ملايين دولار في حين ستشترى السعودية 10 أنظمة من المناطيد الجوية قادرة على كشف التهديدات، وتقدر قيمة الصفقة بنحو 525 مليون دولار ولكن لم يتم الإعلان عن المقاول الرئيسي. ووافقت وزارة الخارجية على بيع 12 طائرة جرارة « اير كرافت تراكتور» وطائرات تدريب وأسلحة إلى السعودية بقيمة 418 مليون دولار. إدارة ترامب توافق على بيع صواريخ وطائرات إلى السعودية والكويت  |
«زلة قلم» للمرزوقي: التونسيون مسؤولون عن هجمات 11سبتمبر Posted: 24 Jan 2017 02:17 PM PST  تونس – «القدس العربي»: أثار مقال للرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي حمّل فيه التونسيين مسؤولية هجمات 11 سبتمبر، جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهمه البعض بتقديم معلومات «مغلوطة» تشوه صورة التونسيين في العالم، قبل أن يؤكد المرزوقي لاحقاً أن ثمة «زلة قلم» في المقال المذكور. ونشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية مقالاً للمرزوقي اعتبر فيه أن القاسم المشترك بين جميع الأعمال الإرهابية الكبرى بدءاً بهجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 وانتهاء باعتداءات «نيس» و»برلين» ليس فقط كراهية الغرب، وإنما أن منفذيها كانوا تونسيين. وأثار مقال المرزوقي صدمة كبيرة وخاصة أن التحقيقات التي أجرتها السلطات الأمريكية آنذاك أكدت أن الخاطفين عناصر في تنظيم «القاعدة» المتطرف وينتمون لجنسيات خليجية ومصرية ولبنانية، ولم تشر إطلاقاً إلى وجود أي تونسي بين خاطفي الطائرات ومنفذي الهجمات. واتهمت بعض وسائل الإعلام المرزوقي بنشر «مغالطات» تسيء لصورة التونسيين في الخارج، ودعا أحد مستخدمي «فيسبوك» المرزوقي إلى الابتعاد عن السياسة والتفرغ لعمله الحقوقي، واتهمه بالمقابل في «إخراج الإرهابيين من السجون» في إشارة إلى العفو العام الذي أصدره خلال فترة حكمه، واقترح عليه زيارة «الإرهابيين التونسيين» في معتقل «غوانتانامو» الأمريكي في كوبا، فيما اعتبر آخر أن المرزوقي أساء إلى تاريخه الحقوقي الكبير، في حين اتهم بعض النشطاء وسائل الإعلام بـ»تحريف» ما كتبه المرزوقي، مشيرين إلى أنها ترجمة مقدمة المقال وتجاهلت البقية والتي توضح أن المرزوقي لا يسعى للتحامل على أبناء بلده. وبعد ساعات أكد المرزوقي وجود «زلة قلم» فيما نشرته «لوموند»، حيث كتب على صفحته على موقع «فيسبوك»: «بعثت لجريدة لوموند مقالة سقطت منها سهواً جملة تقول: من حسن الحظ ان التونسيين لم يفجروا مركز التجارة العالمية في احداث 11 سبتمبر فأصبحت الجملة تعني العكس، وبعد ساعة واحدة بعثت بالتصويب لكن لوموند نشرت النص الأول وقد بعثت باحتجاج طالباً التصويب»، وأضاف «طبعاً الحملة (التي تسبب بها المقال) أمر طبيعي في إطار ”أخلاقيات” السياسة في بلادنا، وأرفق تدوينته بنص المقال الأصلي (المعدّل). «زلة قلم» للمرزوقي: التونسيون مسؤولون عن هجمات 11سبتمبر نشطاء يتهمونه بـ«تشويه» صورة بلاده في العالم  |
الطائرات الإسرائيلية تواصل رش حقول غزة الحدودية بالمبيدات Posted: 24 Jan 2017 02:16 PM PST  غزة ـ «القدس العربي»: لليوم الثاني على التوالي واصلت طائرات إسرائيلية، عمليات رش الحقول الزراعية الفلسطينية القريبة من الحدود بالمبيدات، في عملية من شأنها أن تحدث أضرارا مادية كبيرة، في الوقت الذي واصلت فيه قوات الاحتلال هجماتها على الصيادين والمزارعين. وقال مزارعون يقطنون على مقربة من الحدود الشرقية لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، إن طائرات زراعية إسرائيلية تواصل لليوم الثاني على التوالي، رش مبيدات على أراضيهم. وذكروا أن عملية الرش طالت أراضي زراعية تقع شرق مدينة رفح القريبة. وأكدوا أنهم لم يتعرفوا بعد على طبيعة المواد التي تقوم الطائرات الإسرائيلية برشها. وتسببت عمليات سابقة في إتلاف المحاصيل الزراعية، وتكبد المزارعون الفلسطينيون خسائر مالية كبيرة بسبب هذه العمليات. وكانت وزارة الزراعية قد أعطت المزارعين الفلسطينيين الذين يمتلكون حقولا قرب الحدود العديد من التعليمات، للتعامل مع حالات رش مبيدات على مزروعاتهم من قبل إسرائيل. وفي هجوم إسرائيلي آخر أطلقت قوات الاحتلال، نيرانها الرشاشة من أسلحة ثقيلة تجاه الأراضي الزراعية الواقعة شرقي مدينتي خان يونس وغزة. كذلك استهدفت زوارق الاحتلال مراكب الصيادين، خلال عملهم قبالة سواحل مدينتي رفح وخانيونس. وأجبرت الهجمات الصيادين والمزارعين على ترك عملهم، خشية من تعرضهم للإصابة، خاصة وأن هجوما وقع الاثنين أدى إلى إصابة أحد الصيادين بجراح خلال رحلة عمله اليومية. الطائرات الإسرائيلية تواصل رش حقول غزة الحدودية بالمبيدات  |
قال إنه أحب والدتها قبل 29 عاماً في تركيا : تركي يدعي أنه والد المطربة الإنكليزية آديل ويطالب بإجراء تحليل «DNA» Posted: 24 Jan 2017 02:15 PM PST  إسطنبول ـ «القدس العربي» ـ من إسماعيل جمال: يدعي مواطن تركي إسمه محمد آصار أنه هو والد المطربة الإنكليزية الشهيرة أديل، وأنه كانت تربطه علاقة بوالدتها منذ أكثر من 28 سنة في مدينة بودروم التركية جنوب غربي البلاد. وبحسب ما نقلت العديد من الصحف التركية فإن آصار (52 عاماً) ادعى أنه تعرف على «بيني آدكينز» والدة اديل، عام 1987 أثناء قدومها لقضاء العطلة في مدينة بودروم، حيث كان يعمل آنذاك سائق تاكسي في المدينة وعمل على نقل والدتها وأصدقائها في تنقلاتهم أثناء عطلتهم. وأوضح أن والدة أديل وصلت إلى تركيا في شهر أغسطس/آب عام 1987 ولم يكن سوى سائق ومساعد لها، وقال: «خلال فترة إقامتها تعرفنا على بعضنا كثيراً عن قرب وحصل إعجاب متبادل بيننا وحب وعشنا مع معاً لمدة أسبوعين، حيث مددت إجازتها لمدة شهر، وعادت إلى بريطانيا قبل أن تعود في عطلة أخرى لمدة شهر جديد برفقتي». ويضيف: «طلبت مني الذهاب معها للعيش في بريطانيا ولكني رفضت عرضها وصممت على العيش في تركيا، لكنها رفضت هي الأخرى وعادت إلى بريطانيا وبقينا على تواصل عبر الهاتف وانقطعت علاقتنا تدريجياً»، لافتاً إلى أنه اكتشف حديثاً أن الفنانة اديل هي ابنة السيدة التي أحبها قبل 29 عاماً. ولفت التركي آصار إلى أنه علم أنه في شهر أيار/مايو من العام الذي تلاه 1988 ولدت الفنانة اديل وهو على ثقة أنه والدها، مطالباً بإجراء فحص الحمض النووي DNA لإثبات ذلك، حيث نشر آصار، الذي يعمل حالياً مطرباً وعازفاً صوراً قال إنها تجمعه مع والدتها وقال: «إنها لم تتغير منذ ذلك الوقت، هي السيدة التي أحببتها وما زلت أفكر بها». وأشار إلى أنه يلاحظ أوجه شبه كبيرة بينه وبين الفنانة البريطانية في شكلها وفي حركاتها وأطباعها على المسرح، مؤكداً أنه رجل ميسور وليس لديه أي مطامع مالية لكنه يريد لـ»ابنته» أن «تعرف الحقيقة». قال إنه أحب والدتها قبل 29 عاماً في تركيا : تركي يدعي أنه والد المطربة الإنكليزية آديل ويطالب بإجراء تحليل «DNA»  |
طيفُ لهبٍ عابرٍ اسمُهُ الفكْرُ Posted: 24 Jan 2017 02:15 PM PST  يظل التساؤل عن الصيغة التي يتحقق بها فعل التفكير، حول إشكال نظري أو إبداعي ما، عصيا على الوصف، رغم ما تقدمه العلوم التجريبية المتخصصة من اقتراحات في هذا الإطار، حيث يظل التلويح باعتماد منهجية محددة، ومعينة في مقاربة مختلف الإشكاليات الفكرية، محض ذريعة، للتخفيف من حدة الغموض، الذي يمكن أن يستبد بملاحظة القارئ/المتلقي، كلما سعى إلى البرهنة على صحة العلاقة القائمة بين المنهجية، وعملية التفكير، ذلك أن البرهنة ذاتها، ومهما حاولت اعتماد منهجية ما، فإنها تخون ميثاقها، ضمنيا أو علانية، باعتبارها مجرد خطاطة ممكنة، تعتمد عادة أرضية للتفاعل المشترك، مع مختلف الإشكالات المعرفية. وهو الشيء الذي يؤدي وباستمرار، إلى حدوث توترات دائمة في الفهم وفي التفسير، خاصة بالنسبة للقضايا التي تكون فيها اللغة مكرهةً على تجاوز حدود وظيفتها التقليدية، كي تتورط في بنيات تعبيرية مغايرة ومعقدة. من هنا، وبسبب هذا العائق تحديدا، يؤثر هذا المتلقي، الخطاباتِ التي تعتمد في بنائها جمالية الحكي، الذي يفيد هنا، حضور ذلك التنامي الطبيعي لوحدات حكائية معينة، توحي بحضور مؤشرات قابلة لبناء أحداث، تبدو مؤهلة لاستمالة اهتمامه، وتحفيز رغبة، أو رهبة حالة الإنصات لديه، وهما معا ينبثقان من حالتي التواجد داخل حدث قد يكون مأساويا، أو احتفاليا، أي مراوحا بين حالتي الإقبال والإدبار. فهل يعني ذلك أن الفكر، ومن من أجل أن يتجاوز هامشيته، مطالب بتوظيف تقنية الحكي، عبر تحويله للإشكالات المعرفية إلى أحداث؟ وفي السياق ذاته، ألا يؤدي هذا التحويل إلى تعريض بنيته لتحوير، يخرجه من مجال الفكر إلى مجال الحكي؟ بما يعني ذلك من خيانة لهويته وخصوصيته، إرضاءً لمتلَقٍّ مصابٍ بإعاقة معرفية، لا تسمح له بتمثل ما هو بصدد قراءته أو سماعه، باعتبار أن سحرية الحكي، تُحوِّلُه إلى مجرد ذات، تكتفي برصد سلسلة من الأخبار المتتالية، دون أن تكون بحاجة إلى بذل مجهود ملموس، لاستيعاب الحمولة الفكرية، الحاضرة في تضاعيف هذا الحكي، والتي تقتضي حضور مجهود فكري، ومعرفةٍ بآليات التفكيك والتحليل، فضلا عن درايةٍ بمنطق اشتغال الخطابات، حيث لن يكون ثمة التباس في معرفة ما يحتجب وراء الشجرة، مادامت النظرة العالِمة على الشجرة ذاتها، كافية للإيفاء بالغرض. إن المقاربة الفكرية، تستدعي من المتلقي مشاركتَهُ بشكل فعال في مواكبة العمق المقارباتي،، مشاركةً تقتضي امتلاكَهُ لدرجة عالية من النضج المعرفي، وليس محضَ اندماج فطري في طقس الحكي، خاصة أنها تستلزم حضور عقلٍ متفاعلٍ يقارن، يختبر، ويتأملُ ويتعرف على دلالة العناصر/البنيات في ذاتها، كما في علاقاتها بغيرها. وإذا كان الحكي يتعلق بتفاعلات ذواتٍ مع محيطها المتواجدة فيه، باعتبار أن هذا الفضاء، هو جُماعُ أمكنة وجماعُ أزمنة حية، تثير فضول الرؤية والإنصات، فإن المقاربة الفكرية، وعلى النقيض من ذلك، تخص قضايا نظرية، وقيما فكرية ومعرفية، لا تتحدث إلينا بأصواتها المندلقة من شفاهٍ ملموسةٍ، ولا تمشي بأحذية، تفجر ضجيجها على الإسفلت، ولا ترسم أيديها حركاتٍ، قد تكون مصدر إعجابنا، أو كراهيتنا. إنها لا ترتدي ثيابا تقليدية أو حداثية، ولا تمارس بالضرورة مهامّ معينة ضمن شبكة إدارية، إنها في واقع الأمر، علاماتٌ، يقتضي التعامل معها، حضور ردود أفعالٍ مغايرة لتلك التي نقوم بها عادة، تجاه الكائنات البشرية، هذه العلامات، يمكن أن نسيء فهمها، كي يختفي أثرها في قلب التباسات لغوية ودلالية، حيث لن يكون ممكنا مناداتها بأسمائها، لأنها لا تتوفر على آذان. إنها كائنات مغايرة تماما للكائنات، لذلك فإنها ترفض تماما فكرة الاندراج في لغة الحكي، وفي مساراته. إنها تعتبره غريبا عنها، لأنه متخصص في إيقاظ الاستيهامات، وفي تحريض المخيلة على الاشتغال بعيدا عن أي رؤية موضوعية، فضلا عن كونه يؤجج الانفعالات والعواطف، وينشط التذاوتات، وكلها عوامل تؤدي بشكل مباشر إلى تحجيب الخطاب الفكري وتحريفه. ذلك هو مصدر الغربة الحتمية والطبيعية، التي يحدث أن يعيشها الفكر، خاصة في ضوء الشروط «الحداثية» المطبوعة بالتهافت الأعمى على الاستهلاك الآلي، الذي لم يعد وقفا على شيء ما دون آخر، فضلا عن حضور هاجس الإحاطة بالحد الأدنى من منتجات الكون، إلى جانب تفشي الإحساس بحالة الملل. إن العقل المقيم تحت خيامنا، والبعيد تماما عن تخوم الحداثة، مصاب بأعطابه العظمى، التي تحول بينه وبين ممارسة فعل التفكير، فيما هو هناك، أي على المستوى الكوني، يعاني من توتراته المزمنة، بفعل التداخلات الهوجاء القائمة بين العناصر، وبفعل تعاقب أحوال اللاطمأنينة، التي تفتك بالجسد وبالروح، حيث لم يعد ممكنا الحديث عن رؤية تأملية وعقلانية، متئدة وعميقة تجاه العالم، وتجاه الذات. وهو بعض من عوامل التحول الكبير الذي شمل العالم، خاصة منه الخطاب الفكري، الذي أمسى بفعل التوجهات الجديدة لمسارات الحداثة وما بعدها، خطابا منفعلا ـ قلقا وعابرا. وصفةُ العبور هنا تفيد ذلك النزوع الجارف إلى الخفة، إلى استهلاك المسافة، بكل مؤثثاتها، بعيدا عن أي واجب ما، يمكن أن يستدعي منا توخِّي حدٍ أدنى من التركيز، الذي قد يكون من نتائجه الوقوعُ في حالة من التلكؤ والتحري، المفضيين إلى تبنِّي صوتٍ أو نداء. وهو ما يتعارض كلِّيا مع الشروط المنتجة لما يسمى بالخطاب الفكري الذي لم يعد معنيا تماما بإيجاد حلولٍ ناجعةٍ للقضايا الكبيرة، باعتبار أن هذه القضايا لم تعد معنية هي أيضا، بأن تكون كذلك. وعلى سبيل المجاز، سنقول بأن كل تورط في مقولة الأحجام/ الأفكار الكبيرة، التي تقع خارج دائرة التملك السهل، سيؤدي حتما إلى عرقلة مطلب العبور، بسبب تنافيه مع جمالية الخفة. فالقضايا فقدت أحجامها بالكامل، إنها أمست بدَداً غير مرئي، وغير ملموس، حيث لا يتحقق الاهتداء إليها إلا من خلال الحدس، ومن خلال الظن بحضور ما لم يعد حاضرا. لذلك فإن الاشتغال أمسى قائما على طيف القضايا، أي على ما تبقى من الصدى، على ما تبقى من اثر الأثر. وهو ما انعكس بدوره على الفكر، الذي لم يعد قابلا لاتخاذ شكل بنية، يتعذر العثور على متسع سيكولوجي يمكن موضعتها أو تخزينها فيه بسبب ضخامة أحجامها. وبالنظر إلى انتفاء فكرة التخزين العملي، والقابل لممارسة دور الاستعادة، فإن التخلص من المتاع، بإلقائه في سلة المهملات الكونية، أصبح هو القانون. فما من شيء جدير بالتخزين الأبدي، وما من شيء جدير بالبقاء. كل شيء مطالب بالعبور. إن الجثة وحدها هي التي فقدت كل أمل في الحركة، أما الجسد الحي، فهو مهووس بلذة العبور، نصا كان أو خطابا. وبالتالي، فليس لهذا الخطاب أو هذا الفكر، أن يوظِّفَ في عملية تبَنْيُنِهِ ما يجعله ثقيلا، أي عاجزا عن إنجاز لعبة العبور. حتى البِنْيات اللغوية، شأنها شأن الإيقاعات الخفيفة، مطالبة بأن تعْبُرَ السمع دون أن تحْدِثَ أي إزعاج، ودون أن تكون ملحة على إقناعك بقول ما، وعلى تدقيق الإنصات، وإدامة التحري في ما تم سماعه أو رؤيته. إنها الرؤية العابرة والإنصات العابر. ٭ شاعر وأكاديمي من المغرب طيفُ لهبٍ عابرٍ اسمُهُ الفكْرُ رشيد المومني  |
الشعر جواب على سؤال الحياة Posted: 24 Jan 2017 02:15 PM PST  دائماً يثار حول الشِّعر لغط ما، يظهر بين حين وآخر، فيأخذ لدى محبّيه وتبّاعه وكتّابه ونقاده، فترة زمنية من الجدل والنقاش والتنظير والكتابة، قد تستمر وتأخذ عقوداً من الوقت، كتلك التي ظهرت في مطلع السبعينيّات، مثل أزمة الشعر العربي. وفي فترة الستينيّات برزت مشكلة قصيدة النثر، وأثرها على الأصالة والتراث والقدامة في الشعر العربي، على نحو عام، ثم ظهور ظاهرة الغموض في الشعر العربي، ومن ثم تمظهرت كرد عليها ظاهرة شعراء المقاومة، وبُعَيد ذلك بعقد أو يزيد، ظهر شعر الخطابة والسهولة، والصياغات التي برعتْ في تقريب الشعر من العامة كرد على غموض الشعر وإبهامه، لنشهد بعد كل تلك الإرهاصات والطروحات والأفكار، ومنذ أكثر من عقد ويزيد، ظاهرة الرواية التي نادى بها بعض النقاد الذين لم يستطيعوا مجاراة فن النقد وتتبع الأساليب الشعرية المتطوّرة في سياق الحداثة الشعرية، حتى انبروا يردّدون أنه «زمن الرواية» التي أصبحت، حسب زعمهم، «ديوان العرب» . التسمية في أساسها خطل بخطل. كيف تكون الرواية ديواناً شعرياً للعرب، حتى لو كان هذا التعبير من باب المجاز والصيغ الاستعارية؟ كيف يكون كتاب نثري، فيه مرويّات وأحداث وشخصيات، وينطوي على أزمنة وأمكنة ديواناً للعرب؟ وهل بمستطاع العرب حين يختلون من أجل الفن، حفظ سطور ومقاطع ومساحات نثرية مكتوبة على نحو سردي من رواية ما، حتى تكون ديوانهم؟ إنها تسمية خاطئة، في الزمان الخطأ والمكان الخطأ، فالزمن العربي هو شعري بامتياز، والمكان كذلك، نحن أمة شعرية، نحن مجبولون على الشعر وعلى قول الشعر، حتى في جلساتنا وقعداتنا، وفي مشوارنا الطويل مع الحياة . إذاً الرواية هي ليست ديوان العرب، هي فن أوروبي، نحن كانت لدينا حكايات، وجلها مطعمة بالشعر وفنه وأسلوبه وطرائقه الجمالية. ولعل من أطلق هذه الصفة «الرواية ديوان العرب» هو روائي سوري، كرّر نفسه في كتابة الرواية، بشكل مجحف بحق نفسه، حتى طفق مفاجئاً إيّانا بهذا الاختراع العجيب، بأن الرواية هي» ديوان العرب». لم يزل الشعراء ترافقهم الجاذبية، أنّى حلوا وكانوا، وأعتذر من الروائيين العرب الذين يفتقرون إلى الوهج، والى السحر الغامض الذي ينطوي عليه حضور الشاعر حيثما كان . أما الناقد الذي اتكأ على هذا التعبير، ليوسِّع من مجاله، ويختلق له الأسانيد والأدلة والبراهين، فإنه جهد ساعياً إلى تغطية قصوره في فهم النصوص الحديثة، والأجد في كتابة القصيدة المعاصرة التي قطعتْ شوطاً كبيراً، من التحوّلات الفنية والأسلوبية والإستاتيكية في كتابة نسق جديد ومستحدث للقصيدة، لغرض مواكبة العصر والتماهي مع الأزمنة الحديثة . هذه هي المشكلة الأساسية، ولو رجعنا قليلاً إلى الوراء، ورأينا حال الشعر، وقارنّاه باليوم، لوجدنا الشعر في هذه الأزمنة أكثر انتشاراً من السابق. لقد ساعد حتى الفيس بوك على انتشاره، فنراه يتمدَّد، ويتّسع ويصبح اكثر ذيوعاً من الماضي. فللشعر علاماته السرمدية ، وهي تلك السيمياء المُضللة ، والخيمياء الموحية، والرهبة المُعجزة لدى كل من يكتبه ويقرؤه ويدرسه ويطلع عليه. الشعر اليوم بدأ يصعد معراجاً جديداً مع التقنيات الحديثة والوسائط الجديدة للمجتمع الحديث، فالفيس بوك ساعد على انتشاره، فلقد لفتني أن أناساً بعيدين عن الشعر مسافات، أو يعدّونه أمراً صعباً، أو خاصاً بفئة معيّنة ضالة، صار الآن من أولوياتهم. ثمة رسامون على مواقع التواصل الاجتماعي ينشرون شعراً او ما يشبه الشعر، أو أنهم يحاكونه على أنه شعر، وثمة نقاد أيضاً وقصاصون وبعض الروائيين الذين يعجزون عن وضع سرودهم الطويلة والمملة على مواقعهم، حيث لا يقرؤها أحد، لجأوا إلى كتابة الشذرات والفلذات والخزعات الشعرية، لذا الكل تقبل ما يأتي من الكل برحابة صدر، فالشعر يبقى هو الشعر، حتى لو كان كاتبه حمّالا في سوق بغدادي، مع احترامي للمهنة الشريفة، فالنص هو الذي يفرض فنه ورؤيته ونسقه، والشعر ليس حكراً على فئة محددة، رغم تسميته بفن القلة، كما جاء على لسان الشاعر الإسباني الكبير رامون خمينيث، وتم تداوله من بعده ووسّع من مدلوله الشاعر المكسيكي اكتافيو باث، فالشعر مرتبط بالحياة، فهو الهواء، وهل بمستطاع أحد أنْ يمنع الهواء من التسرّب إلى رئة الكائن البشري؟ فإذا كان الشعر مرتبطاً بالحياة العامة، على حد تعبير الشاعر الإنكليزي ستيفن سبندر، فإنه حقاً كذلك، وإذا كانت الحياة سؤالا، فهو جوابها. الشعر له علاقة بكتلة الأحاسيس والمشاعر والتهجّدات الباطنية. الشعر لن يموت كما يشيع بعض حسّاده، أو بعض ناشريه، أو بعض قرّائه الكسالى الذين توقفوا عند عتبة أسلوبية وتعبيرية وجمالية معينة، ولم يسعوا إلى تطوير ذائقتهم الفنية. الشعر هو فنّ مثل أيِّ فنٍّ آخر، أصابه تطوّر جمالي ملحوظ، وأفاد هذا التطوّر من بقية الفنون الصديقة والمجاورة له، كالموسيقى والرسم والسرود عالية الفن والمُكنة. لقد تطوّر الشعر، وشهد ثورات عديدة، استهدفت الشكل والمحتوى وطرائق التعبير، وجاءت على كل تاريخه، لتقدّمه بحُلة مختلفة، وعلى سبيل المثال، هل يشبه السياب، مُجدّد الشعر العربي الحديث، أبا الطيب المتنبي في طريقة تفكيره ونموذجه الشعري، وهل أدونيس يشبه في أسلوب كتابته الشعرية أبا تماَّم، وهل نيما يوشج مُجدّد الشعر الإيراني هو نفسه عمر الخيّام، وهل أودن وإليوت، هما ميلتون وتشوسر الإنكليزيان. من هنا شهد الشعر العربي، انعطافة تاريخية حادة، مسّتْ هيكله وبنيانه ورؤيته الفنية وسياقه التعبيري، ليحصل في المآل، على أساليب وتشاكيل وبنيات منيفة، حداثية وعصرية ومتجاوزة، وصيغ جمالية رفيعة، مصحوبة برؤىً بنيوية متعددة، طرأت على سياقه العام برمّته، ليكون الأكثر تأثراً ببقية الفنون كلها، ومن هنا أيضاً جاءت التصنيفات على الفنون الباقية بنعتها بالشاعرية، سينما شاعرية، لوحة شاعرية، قطعة موسيقية تشبه القصيدة، جوّ شاعري، رواية كتبتْ بلغة شاعرية، نحت شعري، باليه مثل سونيتة، أوبرا شاعرية، وغيرها من التعابير الجميلة التي وصِمَتْ بالشاعرية. سوق الشعر يتحجج ناشرو الشعر بأنهم لا يبيعون كتب الشعر بمجملها، شعراً ونقداً ودراسة، وأن الشعر سوقه «واقفة»، أو أن الشعر هذا ليس زمانه، وأنّ القراء الآن يبحثون عن السهل، والممتع في القراءة والأكثر مبيعاً، متناسين أن الشعر هو عدو الانتشار والتداول العام، لكونه يحتوي على عناصر فنية كثيرة، على رؤى دلالية، وحزم من الاستعارات والمجازات والتعابير الكنائية الكثيرة، ولكونه فناً خاصّاً، فهو يحنو على الغنوصي والهرمسي لمخاطبة الجوّانيات، والقاع السفلي والمعتم والعميق للإنسان الذي تطارده السرعة والقضايا اليومية الحديثة، والضجيج الدائر في كل زاوية وبقعة قصوى من هذا العالم . لذا الشعر هو شقيق للصمت، هو يعيش في اللامرئي، في الحلم والخيال المتحلق، والرغبة الجانحة والمستطيرة لدى الكائن، هو العطر الخافق الذي لا يُرى، هو الوهم والحقيقة والسرّ المتواري عن الأعين والمرئيات. إنه من سكان الجوانح والأفئدة والمخفيات، إنه تستُّريٌّ، ملمومٌ على نفسه، غامضٌ كماسٍ وشفَّافٌ كبلور، إنه خبز من نوع آخر، لا يُشبع حين تأكله، بل تجوع إليه مرة تلو المرة. أما الذين يتحدّثون عن موت سوق الشعر فهم الجشعون، الناشرون الطمّاعون، الذين يريدون من الشعر أن يكون على الأرصفة، مثل كتب الطبخ وكراريس الدين والسحر والشعوذة والروايات الجنسية التي تحقِّق الرغبة السريعة لمن يسعى اليها . أجل الشعر لدى الناشر العربي هو بضاعة كاسدة، هذا صحيح لأنه لا يبيع مثل الكتب الإيروتيكية التي ينشرونها، أو مثل كتب المذكرات، والسير الذاتية السياسية للزعماء والساسة والحكام، ولهذا يطلبون من الشاعر دفع تكلفة ديوانه. 'نه فعل مشين هذا، حدث وانتشر وصار معمولاً به لدى الناشرين كقانون، أستثني طبعاً الناشر المثقف والاستثنائي، غير الجشع والمستميت على المال القادم من المبدع العربي الفقير، هذا ناهيك عن المستوى الدراسي والتعليمي للشعوب العربية التي تدنَّى مستواها العلمي والأكاديمي لأسباب لا تحصى، أبرزها الحروب المجانية التي حصلت في المنطقة، بدءاً من حربي الخليج الأولى والثانية، ثم حروب المنطقة الحالية، في كل من العراق المنهار، على جميع الصعد، ولبنان المنهار اقتصادياً وسياسياً، وحرب اليمن والسودان وليبيا وسوريا الجريحة التي تذبح يومياً، حيث تشرَّد شعبها بالملايين، وهُدمتْ بيوتها ومدارسها، وتدنَّى تعليمها إلى الصفر، ولا ننسى كذلك التنظيمات الإسلامية التي روَّعت الآمنين، وحطتْ من قدر ومستوى التعليم في المنطقة، وهدَّدتْ أمنها وعرّضتها للتخلف والتراجع لحقب طويلة، ناهيك عن حروبها الطائفية والإثنية والعنصرية، كل ذلك في اعتقادي أدى إلى تراجع بيع الكتاب، على نحو عام، وجاء هذا الأمر على حساب التعليم ونهوضه، وعلى حساب تطوير مؤسسات البحث العلمي، ونشر الفكر التنويري، ذلك الطامح إلى إلغاء كل الغايات والمطامح الضيقة للجماعات الظلامية التي تحاول زرع العتمة، بدلاً من إنبات النور وانتشاره، النور يساعد الكتاب على نشره وإضاءته، بينما الظلام، يساعد على نشر السلاح وتعميمه على الفئات المتقاتلة، والمتخلفة، من أجل تهديم حياتنا وتخريب تاريخنا وحضارتنا وأصولنا، ونهب ثرواتنا، عوضاً عن بناء الجمال، وترسيخ الفن والعلم والغايات المشرقة والمعبِّرة والمفيدة للمجتمعات العربية وللإنسانية جمعاء. ٭ شاعر عراقي الشعر جواب على سؤال الحياة هاشم شفيق  |
«في انتظار العدالة» وثائقي عن ضحايا الطائرات الأمريكية من دون طيار في اليمن: أوقفوا رامشتاين: أوقفوا اللعبة الدموية Posted: 24 Jan 2017 02:14 PM PST  باريس – «القدس العربي»: يضعنا الفيلم الوثائقي القصير «في بانتظار العدالة» (تسع دقائق) في قلب قضية الطائرات من دون طيار، التي تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية منذ العام 2002 في شنّ عمليات تستهدف أعداءها حول العالم. تتجول الكاميرا خصوصاً بين عائلات يمنية فقدت أبناء لها مدنيين كان كل ذنبهم قربهم من هدف تلك الطائرات، التي تزعم قتل مشتبه بهم ينتمون إلى تنظيم «القاعدة». تدخل بيوتهم البسيطة وتتحدث إلى ذوي الضحايا، كما إلى الضحايا الجرحى أنفسهم، الذين فقدوا قدرتهم على العمل وإعالة أبنائهم. الضحايا هذه المرة لهم أسماء، ليسوا تتمة الخبر الذي يقول إن طائرة بلا طيار قضت على أحد زعماء «القاعدة». الخبر الآن هو ذلك المدني العابر، أو ركاب تلك السيارة التي ساقتها الأقدار لتعبر قريباً من سيارة مستهدفة. يتحدث علي عبدربه أحمد عن ولده (17 عاماً) الذي قضى في إحدى الضربات. كما يتحدث الجريح ناصر محمد ناصر، الذي كان يقود سيارة للعمال عندما غدرت بهم طائرة أمريكية، ويحكي كذلك حسين ناصر الجشم كيف قضى ابنه سند. إلى جانب ذلك تظل الكاميرا تحوم حول أطفال تلك العائلات، تعرض ثيابهم الفقيرة وعيونهم الريفية البريئة، لتقول في النهاية إن هؤلاء هم هدف تلك التكنولوجيا الأمريكية التي تدار على بعد آلاف الأميال. يفرد الفيلم في بدايته حيزاً لتصريحات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما يؤكد فيها «نحن فقط نستهدف تنظيم «القاعدة» والقوات ذات الصلة بالتنظيم»، ليضيف «تعتمد إجراءاتنا على استشارة شركائنا واحترام سيادة الدول». بعدها فوراً يعرض صور الضحايا الذين لا يمتّون لـ «القاعدة» بصلة. منظمة «مواطنة» لحقوق الإنسان، التي أنتجت الفيلم، تقول إنها تحقّقت، مع «مبادرة العدالة في مؤسسة المجتمع المفتوح»، من عشر وقائع هجمات أمريكية لطائرات من دون طيار أودت بحياة مدنيين عدة، هجمات قتلت 26 مدنياً، بينهم امرأة وخمسة أطفال، وجرح 16 مدنياً بينهم ست أطفال. كما دعت منظمة مواطنة للاعتراف بالضحايا المدنيين وإنصافهم وتقديم التعويضات العادلة ومحاسبة المسؤولين عن تلك الهجمات. الفيلم يتحدث فقط عن خطأ تلك الطائرات في استهداف خصومها، لكن نادراً ما جرى الاحتجاج في بلادنا على تلك التكنولوجيا الأمريكية باعتبارها سلاح حرب لا أخلاقي، ربما لأننا نجد سلاحاً أفظع وأكثر همجية ضحاياه بالمئات، كالبراميل المتفجرة التي اخترعها النظام السوري وصواريخ السكود التي استخدمت في قصف أحياء مدنية. لكن ذلك لا يلغي أن الطائرات من دون طيار تظل سلاحاً جباناً يحرّره بعد المسافة من مشاعر الخوف والإحساس بالخطر، ويحوّل الأمر إلى ما يشبه الألعاب الالكترونية. حيث من المرجح أن قاعدة رامشتاين العسكرية جنوبي ألمانيا تنقل معلومات بين مشغّلين في الولايات المتحدة وطائرات بدون طيار في أماكن مثل العراق وأفغانستان وباكستان واليمن وسوريا. والعام الماضي جرت تظاهرات في مواجهة تلك القاعدة العسكرية الألمانية جاءت تحت شعار «أوقفوا رامشتاين – لا للحرب بطائرات بدون طيار». تلك القاعدة التي أنشأها الأمريكيون العام 1951 بعد سنوات قليلة على احتلال القاعدة الجوية التي كان يستخدمها سلاح الجو الألماني في عهد هتلر. الاحتجاج ضد الطائرات من دون طيار ليس ترفاً، ولا يخفف منه فظاعة ما يجري في أمكنة أخرى، فالضحايا هم الضحايا، هؤلاء الذين لا حول لهم، الأكثر فقراً، والأقل قدرة على الاحتجاج والمطالبة بحقوقهم. «في انتظار العدالة» وثائقي عن ضحايا الطائرات الأمريكية من دون طيار في اليمن: أوقفوا رامشتاين: أوقفوا اللعبة الدموية راشد عيسى  |
هل ماتت الثورة في مصر؟ دروس افريقية للعرب Posted: 24 Jan 2017 02:13 PM PST  حين وهنت صحة الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة بدأ رفاقه ووزراؤه يتساءلون همسا عن مستقبل البلاد بعد رحيله. كان ذلك في سبعينيات القرن الماضي وبعد أزمات قلبية عديدة له وفترات علاج في الخارج امتدت لأشهر. لم يكن من السهل وقتها الحديث عن خلافة «المجاهد الاكبر» زعيم الحركة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي وأول رئيس لتونس المستقلة عام 1956 التي حكمها لثلاثين عاما لذلك استغل المقربون من بورقيبة زيارة كان يقوم بها إلى تونس الرئيس السينغالي الراحل ليوببلد سيدار سنغور، الذي حكم بلاده عشرين عاما بعد استقلالها (1960 ـ 1980) وقرر طواعية التنازل عن الحكم لخلفه عبدو ضيوف، فأوعزوا له أن يثير خلال جلساته مع بورقيبة وجاهة تسليم الزعماء المؤسسين الكبار المشعل في لحظة من اللحظات إلى غيرهم ضمانا لاستقرار بلدانهم وإرساء لسنة التداول السلمي على السلطة. رمى سنغور، الشاعر والمثقف الكبير، بفكرته وكان بورقيبة أذكى جدا من أن لا يلتقطها لكنه فضّل تجاهلها. وحين تعمد وزراؤه لاحقا استثارته بشأنها رد باقتضاب يخفي غيظا شديدا لا يخلو من عنصرية… «إنها تخاريف رجل أسود!!». بورقيبة لم يكن وحده، بين العرب، في هذا النوع من الحكم المزدري والجائر حول إفريقيا والأفارقة مع أنهم، ومنذ ذلك التاريخ، ما انفكوا يقدمون لنا المثل تلو الآخر. آخر هذه الأمثلة من غامبيا، فقد غادرها أخيرا، بعد عند لم يدم طويلا، الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامي البلاد تاركا مقاليد الحكم لآداما بارو الذي اختارته صناديق الاقتراع خلفا له. وقد أكدت كل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا أنها ستضمن حقوق الرئيس السابق بما في ذلك عودته إلى البلاد مع ضمانات تشمل عائلته وأعضاء إدارته والمسؤولين الحكوميين والأمنيين ومناصري حزبه. ألم يكن هذا ما حصل عليه علي عبد الله صالح بموجب المبادرة الخليجية والقرارات الدولية التي انطلقت منها؟!! ومع ذلك، أنظر ما يفعله صالح الآن ببلده، إنه يدمرها، مع آخرين طبعا، رافضا الاختفاء من المشهد السياسي. ألم يكن هذا ما يمكن أن يحصل عليه معمر القذافي مثلا؟! ألم يكن هذا ما يمكن أن يحصل عليه بشار الأسد، وربما أفضل وحتى دون مغادرة السلطة فورا، لكن جماعته قالوا «الأسد أو نحرق البلد» فحصلوا على الأمرين معا!!. مثال آخر، الرئيس الكيني الحالي أوهورو كينياتا ونائبه روتو، لم يرفضا المثول أمام محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، حين كانا خصمين لدودين أزهقت في الصراع بينهما أرواح المئات. وعندما اكتملت قضيتهما تمهيدا لإثارتها في تلك المحكمة، التي برأتهما، كانا قد انتقلا من حالة العداء لحالة التحالف وخاضا الانتخابات التي تلت مواجهاتهما الدموية ضمن تحالف واحد كسب تلك الانتخابات وحملهما للسلطة رئيسا ونائب رئيس. أما الرئيس عمر البشير فيرفض المثول أمام هذه المحكمة، صارخا ببراءة لم تثبت، مدخلا بلاده في ورطة عقوبات وعزل يعاني منها الشعب الأمرين. وفي كل مرة يقول إنه لن يترشح إلى الانتخابات المقبلة ويخل بتعهده. مثال آخر، رواندا التي دخل المتمردون التوتسي عاصمتها عام 1994 منتصرين وقد تشتت جيش الحكومة الذي يسيطر عليه الهوتو، ليجدوا أن البلاد بأكملها وقعت تحت رحمتهم باعتبارهم القوة المسلحة الوحيدة في البلاد. كانت دماء مليون شخص من هذه الأقلية المنتصرة عسكريا لم تجف بعد، وكانت الأمم المتحدة وبقية ما يعرف بالمجتمع الدولي غارقين في خجلهم بسبب العجز والصمت والتواطؤ الذي مارسوه إزاء مجزرة استمرت تحت أعينهم لمدة مائة يوم. في هذا الظرف الذي ما كان أحد يجرؤ فيه على انتقاد أو إدانة قوات التوتسي المنتصرة، اختار هؤلاء التزام القانون واعتماد قانون مصالحة وطنية أساسه الاعتراف والتسامح، وقدمت له الحوافز حتى عبرت البلاد مراراتها وانطلقت بعد ذلك تحقق قفزات تنموية حاسمة، إلى أن باتت المجزرة وفظاعاتها بداية صفحة جديدة للبلاد كلها. أما ليبيا، فهي إلى الآن لم تنهض من كبوتها وما زال أبناؤها يتقاتلون وعاجزين عن تقديم أية تنازلات لبعضهم البعض رغم كل المساعدة الدولية لهم لإنجاز ذلك. مثال آخر، يتعلق هذه المرة بتسيير الدولة والحكم الرشيد، الرئيس التنزاني جون ماغوفولي الذي يقود حملة لمقاومة الفساد نزل قبل عام إلى الشارع لينضم لآلاف مواطنيه في حملة تنظيف شوارع العاصمة دار السلام في ذكرى استقلال البلاد عوضا عن إقامة احتفالات اعتبرها «أمرا مخزيا» والبلاد وسخة وتعاني وباء الكوليرا. أما في مصر فمن يكشف الفساد هو من يحاكم وتقام المشاريع الدعائية عديمة الجدوى فيما يئن المواطن ويزداد فقرا تحت حكم العسكر الذي لا ينتهي. هل تريدون أمثلة عديدة أخرى؟؟…. تخاريف من هي إذن؟!! ٭ كاتب وإعلامي تونسي هل ماتت الثورة في مصر؟ دروس افريقية للعرب محمد كريشان  |
الأردن: «الدولة»عندما تمارس «الإقصاء» ضد رموزها Posted: 24 Jan 2017 02:13 PM PST  كنت في اقرب مسافة من الدكتور مروان المعشر وهو يطرح سؤاله الاستفهامي الحائر وسط نخبة من المثقفين والأكاديميين في دارة العالم الجليل والوزير الدكتور أمين محمود: لماذا وإلى متى تستهدف الدولة وتقصي أولادها ؟ سمعت الكثير المهم في تلك الجلسة الحوارية الوطنية في الصالون الفكري السياسي الوحيد الفعال باعتدال وموضوعية في عمان. ما قيل وما سمعته ليس هو موضوعي في هذه المقالة بل السؤال الحائر المرير المتكرر والذي يدلل على «ضيق الأفق والصدر» بالمشهد الوطني والسياسي الأردني للأسف الشديد: لماذا تبعد نخبة من أرقى المثقفين وانقاهم في بلدي لصالح متاجرين وأنصاف سياسيين وبيروقراطيين ومسحجين؟. قد يبدو السؤال ساذجا او مناكفا خصوصا وان معرفة الجواب لا تحتاج للكثير من الاجتهادات والفهلوة. لكن لا يمكنني القبول بما يقال في السوق في هذا السياق وأشك تماما بتلك النظرية التي تتوقع بأن شعور طبقة كبيرة من رجال الدولة والفكر والسياسة بالاقصاء ناتج عن حاجتهم للبقاء في دائرة الضوء والمنصب او عن إحاطة مركز القرار لنفسه بنخبة من البسطاء. لا أجد جوابا شافيا بهذه المعلبات والمسألة فعلا تستحق التأمل والتوقف خصوصا بعدما اكتشفت بان تكنيك «التشفير» في الحياة السياسية والإعلامية الأردنية يطال الكثير من الرموز والوجوه الذين يعترف بهم العالم ولا تعترف بهم بلدهم. لعل بعض الأصدقاء والأساتذة من الساسة يسمحون لنا بكشف أمثلة عن بعض الذي يحصل لهدف نبيل وهو إيصال فكرة لا أكثر ولا أقل مع الاعتذار مسبقا عن اضطراري للاعتراض هنا: يستأذن سياسي بحضور دولي وعربي وإقليمي من وزن طاهر المصري مرتين على الأقل في نفس الشهر لتسجيل مشاركة تلفزيونية في الإعلام الرسمي بمناسبتين ويتلعثم المتصلون في اللحظات الأخيرة وهم يبلغونه بالإعتذار في الوقت الذي لم تترك فيه شاشة عربية او دولية الرجل لاستقباله والتحدث معه باعتباره شاهدا على أهم المحطات في تاريخ المملكة والمنطقة. تستمع مؤسسات عريقة وعميقة في العالم بعضها متخصص في إنتاج القادة والزعماء وكبار الباحثين لصوت وتقييم وتحليل رجل بوزن الدكتور عون الخصاونة صاحب الخبرة النادرة والكبيرة فيما يحرم الأردني وفي كل منابره الوطنية من الإصغاء لمثل هذا الوزن. تعتد مراكز البحث المتألقة في عدة بلدان متطورة في العالم الحقيقي بخبرات وقراءات مفكر من حجم عدنان أبو عودة فيما يتخصص الإعلام الأردني بكل أجنحته في نهش الرجل والإساءة له بين الحين والآخر وتجاهل طروحاته التي تتحول يوميا إلى وقائع وحقائق. لاحقا تصر زميلة في صحيفة الحكومة الأولى على تسجيل مقابلة يتحدث فيها شخص بمواصفات الدكتور مروان المعشر فيسأل الرجل ما إذا كان المطلوب حقيقيا ويتأمل المراجعة للتأكد قبل تسجيل المقابلة وبعد تسجيلها تتعرض للشطب والتثقيب والاختصار رغم ان الرجل غادر قبل سنوات موقعه كوزير لبلاط الأردنيين ولا مجال للمزاودة عليه حتى عندما يتعلق الأمر بالاختلاف معه. لدينا أمثلة كبيرة عن طبقة من كبار رجال الدولة تستمع لهم قنوات القرار الدولي ويتحدثون على منابر كونية لكنهم لا يستطيعون قراءة اي نشاط لهم في صحيفة رسمية ويتعامل معهم القوم في البيروقراط وكأنهم تمثيل حقيقي للفيلم الأمريكي الشهير «عدو الدولة». لا بل لا يستمع لهم او يستدعيهم احد للتشاور وتلاقح الأفكار وأزعم عن معظمهم بانهم يستطيعون تخصيص الوقت الكافي وبدون مقابل لتقديم خدمات نوعية من أجل الصالح العام. لا اعرف سببا يدفع دولة في اي مكان لإظهار كل هذه الخصومة مع رموزها ورجالها عندما يغادرون او حتى عندما تختلف معهم لأي سبب وفي اي مساحة خصوصا وان مؤسسة النظام نفسها تطرح فكرا مستنيرا عن التعددية وإحترام الرأي الآخر. وأعرف بالمقابل ان القنوات الرسمية الصغيرة التي تصنف الناس فتبعد فلانا او تقصي علانا ليست مركزية وتتصرف بناء على انحيازات او مصالح شخصية وحتى لا تنكشف ضحالتها وليس بناء على إعتبارات موضوعية لأن توجيه الإتهام سهل جدا في الأردن خلافا لإثباته. انا اميل للقول بان تلك القنوات تخون واجبها عندما تزاود وتحجب المعلومات عن القيادة وتضلل الرأي العام لا بل تتصرف على اساس ان بقاءها في مواقعها النافذة رهنا ببقاء المشكلات التي يمكن حل معظمها لو أستمع مركز القرار لأصحاب الرأي السديد والخبرة المجربة والرأي الآخر المستنير. خبرتي بـ«الفلاتر» بسيطة وسطحية ولا تتجاوز تبديل جلدة فلتر المياه في مكتبي عند الحاجة. لكن بالمقابل لم أتوقع يوما أن داخل الصف الرسمي سلسلة طويلة من «الفلاتر» تنحصر وظيفتها في إلتقاط ومنع تسرب الأفكار النبيلة حصريا وخصوصا تلك التي تخدم القصر والنظام والثوابت وتحذر من كل تفصيلات الأزمة المعقدة التي تعيشها البلاد اليوم. لم اتوقع يوما ان تلك الأصناف من الفلاتر الإنتقائية غير المخلصة الأجنداتية والشللية لديها فائض من الطاقة والنشاط خلافا لكل حلقات الإدارة الوسيطة الخاملة والكسولة. لكنه نشاط معاكس ويستند إلى فكرة إقصاء الرموز التي حظيت باحترام الجميع والسعي لعدم تمكين الرأي المختلف من البروز خصوصا عبر وسائل إعلام رسمية مغرقة بالبؤس المهني وهي فلاتر وظيفتها تنحصر في زيادة عدد المثقفين المستنيرين من طبقة رجال الدولة سابقا الذين يطرحون السؤال الجارح في عمق المجتمع: لماذا تقصي الدولة وتستهدف اولادها؟ درسنا في الابتدائي حصة «الثورة التي تأكل أولادها» لكن حصة دولة عريقة تجاوزت كل أسئلة الشرعية في الكون لا زالت خارج المنهاج مع الاعتذار من الذين ذكرت أسماءهم ومن لم أذكر اسماءهم. ٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي» الأردن: «الدولة»عندما تمارس «الإقصاء» ضد رموزها بسام البدارين  |
هل يتبدد دخان عبد الحكيم بلحاج في تونس؟ Posted: 24 Jan 2017 02:12 PM PST  لا دخان من غير نار. وإذا ما ثبت أن تصريحات عبد الحكيم بلحاج رئيس حزب الوطن الليبي، التي قال فيها، في سياق مقابلة اجرتها معه فضائية «العربي» قبل ايام، إنه في صورة «اشعال فتيل الحرب في طرابلس» فانه «سوف يحرق تونس ويمتد إلى الجزائر»، هي من قبيل الدخان الذي يسبق النار التي ستأتي على الاخضر واليابس في الإقليم بأسره وليست مجرد بالون اختبار تكتيكي لجس نبض قوى محلية ودولية متورطة في النزاع، فانها ستكون آخر جرس انذار يقرع بعد حالة الاستعصاء والتعقد التي انتهت إليها الازمة الليبية. وتزايد الغموض والضبابية حول طرق ومآلات حلها، خصوصا بعد انقضاء آجال ولاية حكومة الوفاق التي نص عليها اتفاق الصخيرات. أما هل أنها تكفي الان على الاقل لاستنفار الجيران وزيادة وعيهم وإدراكهم بتلك المخاطر خارج الاطار الرسمي لجهودهم واجتماعات وزراء خارجيتهم، بين الحين والاخر للتداول والنقاش؟ فالجواب هو قطعا لا. والدليل هو أن تصريحات بمثل تلك الحدة والقوة لم تشغل ولو جانبا محدودا وضئيلا من الساحة الاعلامية المفتوحة في بلد مثل تونس، ينحصر جل تركيزه الان على مسألة غلق المنافذ وتأمين الحدود توقيا من هجمات محتملة من ابنائه العائدين، مما بات يعرف ببؤر التوتر. وقد تكون شخصية بلحاج التي ماتزال تثير لغطا وقدرا من اللبس وحتى الهجوم والانتقاد من جانب قسم من النخب التونسية، التي لا ترى على الاطلاق أن هناك فرقا أو اختلافا بين إسلامي معتدل واسلامي متشدد، هي واحدة من الاسباب، مثلما قد يكون سوء تقدير الدور الروسي، الذين حذر من انه سيشعل فتيل الحرب في حال ما اذا منح غطاء جويا لقوات حفتر متى قررت شن هجوم على طرابلس هو واحد من بين التفسيرات. لكن النظرة العامة للتونسيين إلى التصريحات والمواقف التي تصدر في العادة عن جيرانهم الجنوبيين، خصوصا في السنوات الست الاخيرة، التي يعتبرونها سنوات الغياب التام لسلطة الدولة في ليبيا، لا تدل على انهم يأخذونها على محمل الجد أو يعطونها الاهتمام اللازم. فقد كتب قبل اقل من عامين وزير في حكومة طبرق على صفحته على موقع للتواصل الاجتماعي، أن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي «سوف يشتعل ويحترق ويكون رمادا». وقال قبل ذلك لصحيفة محلية، إن حكومة طبرق «قد تضطر لفتح سفارة في امارة الشعانبي واخرى في قصر قرطاج»، تعبيرا عن رفضه الاعتراف التونسي المزدوج بحكومتي الشرق والغرب الليبيين. ولكن كل ذلك لم يغير شيئا من موقف تونس ولا دفعها لمراجعة حساباتها، أو إعطاء تلك التهديدات اي اهمية تذكر. لكن هل مازال الامر على حاله الان؟ وهل مازال ممكنا أن تدار الامور بالاسلوب نفسه؟ المؤكد أن الصراع على طرابلس هو وحده الذي سيقلب الحسابات التكتيكية والاستراتيجية للتونسيين، ويدفعهم للتحرك بعيدا عن مربع الحياد الذي يبدونه ازاء جميع الفرقاء الليبيين. فالثقل الديمغرافي والقرب الجغرافي والتداخل بين جنوب تونس ومحيط طرابلس كلها عوامل قد تجعل تونس البلد الاكثر تأثرا بمجريات معركة، متى حصلت فان آثارها الكارثية المباشرة لن تظهر على العاصمة الليبية وحدها، بل ستشمل على الفور جزءا واسعا من الجنوب التونسي، المرتبط بها بمصالح عضوية وحيوية، عدا الروابط العرقية والاسرية المعروفة. إن مجرد تعطل فتح معبر رأس جدير بين البلدين، مثلما حصل قبل اسابيع صار يعني باختصار توقع حصول انتفاضة اجتماعية في المناطق الحدودية، التي تعتمد بشكل شبه تام على المبادلات التجارية مع ليبيا. كما أن انتقال الصراع إلى طرابلس قد يجعل السلطات التونسية تواجه عبئا اضافيا بعودة الالاف من العمال التونسيين في حال فقدوا وظائفهم هناك. وهذا ما قد يجعل الاستقرار السياسي والاجتماعي لتونس على كف عفريت. وما تدركه السلطات انه في حال «وقوع الفأس في الرأس» واندلاع تلك المعركة، فإن القوى الاقليمية والدولية الكبرى لن تتأخر في التدخل المباشر فيها لدعم طرف على حساب اخر تحت مختلف المسميات، وهو ما قد يضعها في موقف بالغ الصعوبة والإحراج، خصوصا انها ستكون في تلك الحالة البوابة الاولى لاي تدخل اجنبي محتمل داخل التراب الليبي. ولكن ما الذي تملك تونس فعله حتى لا يصلها الحريق الليبي الذي يتوقعه بلحاج؟ لقد اطلقت منذ مدة ما وصفتها صحافتها المحلية بمبادرة الباجي قائد السبسي لحل الازمة الليبية، التي لم يكشف حتى الان عن مضامينها أو تفاصيلها. غير أن مجريات الامور تدل على أن زعيم حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي الذي يملك علاقات جيدة مع معظم اطراف الازمة الليبية، ويحظى كذلك بثقة بعض الدول المهتمة بمآلات الامور في ليبيا هو من يقوم بالفعل ومنذ شهور بجهود لاقناع الليبيين باتباع وصفة التوافق التونسية، حتى يجنبوا بلدهم ثم دول الجوار عواقب تدخل اجنبي لن يحمل معه في كل الاحوال سوى الخراب والوبال. وقد قال في الجزائر في اعقاب لقائه الرئيس بوتفليقة إن «مبدأ التوافق والوئام الوطني الذي اطفأ الحريق في الجزائر وتونس، يعد نموذجا لحل المشكلات عن طريق الحوار، وهو السبيل لحل الازمة الليبية ومشاكل العالم العربي، كما هو الحال في سوريا واليمن». وما يدركه الشيخ الغنوشي هو أن التجربة التونسية ذاتها سوف تكون مهددة بالسقوط في حال ما اذا استمرت الامور على حالها في الجارة الجنوبية، أو ازدادت سوءا بالهجوم على طرابلس وهو لاجل ذلك يحاول اقناع قوى اقليمية ودولية بان الديمقراطية في تونس لن تستطيع الصمود طويلا مادامت تعاني من امرين، وهما الازمة الاقتصادية العميقة والحرب الاهلية في ليبيا، لكن قبل الحديث عن قدرة الشيخ على اقناع الاخوة الاعداء بترك خلافاتهم جانبا والاتفاق على الحد الادنى الذي يحفظ وحدة واستقرار بلدهم، فإن السؤال الاهم الذي يدور بخلد الكثير من التونسيين هو جدية تلك التهديدات والخوف من أن يكون الهدف منها بالنهاية هو جر بلدهم إلى المستنقع الليبي وتورطهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟ صحيح أن قادتهم وزعماءهم ظلوا يرددون على اختلاف الحقب والظروف ذلك الشعار المعروف والشهير «أمن تونس من أمن ليبيا وأمن ليبيا من أمن تونس» ولكن الصورة التي رسخت داخل تونس هي أن الانفلات الامني الواسع الذي حصل في الجارة الجنوبية منذ الشهور الاولى التي سبقت الاطاحة بالعقيد القذافي هو اصل الداء الذي تعاني منه المنطقة بأسرها. وتواصل بالمقابل الاغفال المتعمد لما يبدو دورا تونسيا في تسهيل ادخال السلاح إلى فصائل مسلحة كانت تناهض قبل ست سنوات من الان حكم العقيد، والانكار التام لأي قدر من المسؤولية بعد ذلك في تأجيج الصراع من خلال تدفق اعداد من الشباب لاسباب مختلفة إلى معسكرات بعض الفصائل المقاتلة المتشددة داخل ليبيا. المنطق الذي ظل سائدا هو أن لدينا ما يكفينا من المشاكل والازمات المحلية، ولا وقت لنا على الاطلاق للالتفات ولو قليلا إلى مشاكل جارتنا الجنوبية، التي لن تحل وتحسم نهائيا الا متى نفدت ذخيرة الاطراف المتصارعة فيها، مثلما نقل ذات مرة عن الرئيس السبسي في تصريح شهير ادلى به قبل توليه المنصب. وربما كانت الفجوة التاريخية والنفسية بين المركز والاطراف واحدة من بين الاسباب التي كرست تلك القطيعة وجعلت الرأي العام التونسي لا يستشعر بالقدر الكافي أن معركة مرتقبة للسيطرة على عاصمة دولة اخرى قد تقرر في حال وقوعها مستقبله ومصيره. فما رسخ في سنوات الاستبداد هو أن ليبيا وإن كانت تمثل خطرا على تونس فانها لا تستطيع بأي حال أن تؤثر فيها بفضل تحالفاتها القوية مع الغرب وما توهمه الكثيرون بعد هروب بن علي هو انه باستطاعة التونسيين أن يقرروا مصيرهم بانفسهم وبمعزل عن الاخرين. ولكنهم افاقوا بعد ست سنوات على أن الامور ليست على ذلك القدر من البساطة والسهولة وان النفوذ الخارجي لا يزال فاعلا وقويا داخل بلدهم. الإشكال هو انهم ظلوا دائما ينظرون لفوق اي إلى الضفة الشمالية، ونسوا أو تناسوا أن شرارة لهب الجار الجنوبي يمكن أن تصيبهم في مقتل ما لم يتحركوا في الوقت المناسب لاطفائها. لكن هل تنجح مساعي بعض قادتهم في تدارك الامر؟ الجواب قد يحدده الليبيون أولا ثم باقي دول الجوار والاقليم. وبعده سنعرف بالتأكيد إن كانت التصريحات الاخيرة لبلحاج قد كانت من قبيل الدخان الحقيقي الذي يخفي النار؟ أم انها لم تكن سوى دخان واهم اشبه بسحابة الصيف العابرة. كاتب وصحافي من تونس هل يتبدد دخان عبد الحكيم بلحاج في تونس؟ نزار بولحية  |
أسرار عملية إعدام أسامة بن لادن Posted: 24 Jan 2017 02:12 PM PST  في مقال بحثي تجاوز الـ15000 كلمة، فجّر الصحافي الاستقصائي ماثيو كول في صحيفة «ذي انتر سيبت» قنبلة صحافية مثّلت خلاصة اجتهاد مُعمَّق لمدة تجاوزت السنتين، تضمنت مقابلات مع ثمانية عشر عضواً سابقاً أو راهناً في مجموعة جنود البحرية رقم 6، التي عُرِفت إعلامياً وهوليوودياً، بأنها مجموعة «فعل المستحيل». نجحت المجموعة فيما لم ينجح فيه غيرها، ألا وهو «إعدام» أسامة بن لادن في باكستان في الثاني من مايو 2011، وتركزت بطولاتها حول شخص الجندي روبرت أونيل، الذي زعم بأنه قام بقتل بن لادن وأنه «كان أول من تمكن من قتله بعد محاولته الاختباء وراء زوجته أمل» في إيحاء بجبن بن لادن وهلعه، ثم كيف تمكن أونيل من النيل منه بثلاث طلقات في رأسه أردته قتيلاً»، حسب مقابلته المشهورة والأولى من نوعها عقب مقتل بن لادن، في مجلة «إسكواير» عدد مارس 2013. وحقيقة الرواية الأخيرة التي تمكن ماثيول كول بجهده الاستثنائي من توثيق زيفها لا تتمثل أساساً في أنها قصة ملفقة فقط لغرض الإثراء منها إعلامياً، وإنّما في تلخيصها منهجاً عاماً في عقيدة وسلوك الجيش الأمريكي، يقوم على إخفاء الحقائق وتزييفها دون أي رادع أخلاقي أو قانوني فعلي يلزم أيا من عناصر نخبة الجيش الأمريكي بقول الحقيقة والتصرف وفق أعراف الجيوش المحترفة، وليس «المافيات المنظمة» التي رأى الصحافي المجتهد انّها التوصيف الأكثر صوابية لبنية وسلوك فريق جنود البحرية رقم 6. والقصة الحقيقية بحسب جهد ماثيو كول الاستقصائي هي أنّ أسامة بن لادن لم يحاول الاحتماء وراء زوجته ليتمكن روبرت أونيل من قتله برصاصات ثلاث في رأسه، وإنّما الحقيقة أنّ أونيل كان الشخص الثاني الذي وصل إلى غرفة نوم بن لادن في الطابق الأول بعد جندي آخر من المجموعة 6 نفسها، مازال يرفض الظهور إلى العلن، وهو الذي قام قبل أونيل بإطلاق رصاصتين في صدر وفخذ بن لادن، ليقوم من بعده أونيل بإطلاق ثلاث رصاصات انتقامية في جسد بن لادن الذي كان بالفعل قد فارق الحياة، في مخالفة لأبسط قواعد سلوك الجنود المحترفين في تجنبهم المطلق للتمثيل بجثث قتلاهم، كان آخرها يستحق التوقف المتأمّل فيه، فهي الطلقة التي شخصت «الرياضة» الدموية الشائعة بين «فناني القتل» من عناصر نخبة الجيش الأمريكي، والتي تدعى (الزورقة) وهي الترجمة الأقرب للكلمة الإنجليزية ( Canoe) التي تعني (الزورق المائي الصغير الذي يقاد بالتجديف)، والتي تستند إلى توجيه طلقة بزاوية معينة إلى جبهة القتيل على مسار جذر الأنف بحيث تفلع الطلقة جمجمة القتيل على شكل حرف V اللاتيني، فينبثق دماغ القتيل إلى خارجها. وهو ما تباهى به أونيل نفسه في المقابلة، سالفة الذكر، حين تبجح بأنّه بعد طلقته الأخيرة في رأس بن لادن رأى بأم عينه كيف كان «دماغ بن لادن يسيل منسكباً على كل وجهه». وهي «رياضة زورقة رؤوس الموتى» نفسها التي منعت الإدارة الأمريكية من نشر صور بن لادن بعد مقتله لبشاعتها ووحشيتها، التي لن يغيب تفسير كيفية حدوثها عن الخبراء والمختصين إن رأوها، فآلت تلك الإدارة عدم تسويق صور جسد بن لادن المهشم، دون أن تتخذ أي إجراء تحقيقي تأديبي بحق من «زورق» رأس ومثّل بجسد بن لادن، أو سواه من ضحايا ماكينة القتل الأمريكية، الذين لا نسمع بهم في الإعلام ما داموا من «البشر عديمي القيمة»، حسب توصيف الباحث التاريخي مارك كورتيس. والمحور الاستنتاجي الثاني من مقال ماثيو كول البحثي يتعلق بكشف التضليل الإعلامي الذي قام به جون برينان كبير مستشاري الرئيس السابق أوباما نفسه لمكافحة الإرهاب آنذاك، بأنّ عملية النيل من بن لادن كانت بهدف «القبض عليه أو قتله في حال لم يكن الهدف الأول منها قابلاً للتطبيق عملياً»، ولكن اعترافات أعضاء الوحدة الخاصة رقم 6، التي قامت بالعملية أكدت زيف ذلك الادعاء، حيث كانت التعليمات واضحة لهم «بقتل بن لادن وجلب جثته»، دون تقديم أي خطة بديلة عن ذلك، في حال لم يقم بن لادن بمقاومة مهاجميه بالشكل الذي كان واقع الحال عليه. وهذا يحيلنا إلى تساؤل موضوعي جوهري، بغض النظر عن اختلاف القارئ أو اتفاقه مع شخص بن لادن وتاريخه، يتعلق بالتزام الولايات المتحدة بالقانون الدولي وقوانينها الفيدرالية والمحلية في كل الولايات المتحدة، التي تشترط أنّ المتهم بريء حتى تثبت إدانته في محاكمة عادلة، تضمن حقّه في الدفاع عن نفسه، دون أن يكون لأي سلطة تنفيذية حق التغول على ذلك المبدأ، الذي يمثل عماد دولة القانون، وعنصراً أساسياً في منظومة الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، التي طالما كانت في مقدمة أدوات الدعاية التبريرية التي اتبعتها أمريكا لتبرير تنكيلها بالكثير من الشعوب التي ظلمتها، والتي قد يكون أكثرها حضوراً مأساوياً في ذهنية القارئ العربي المحزون أبداً، هو تبرير جورج بوش الابن لتهشيمه للعراق عقب انكشاف ذريعة حيازة نظام صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل، بكونه غزواً من أجل «توطيد الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان». بن لادن كان شخصية خلافية، ومبهمة جراء ملابسات وظروف تصدرها للفكر الراديكالي والجهادي، منذ خطيئة حرب الخليج الثانية، دون أن تفارقها في كل لحظاتها حقيقة أن كل ما قاله أو فعله بن لادن أو نسبه إلى نفسه أو أتباعه، لم يخدم العرب والمسلمين بأي طريقة كانت، وإنّما كان فقط على شكل هدايا متواترة لأعدائهم لتبرير تجريمهم كمجموعة عرقية وعقائدية، ومن ثمّ تسويغ تذرية مجتمعاتهم وأوطانهم، والاستيلاء على ثرواتهم، وتحويلهم إلى العدو الدائم الذي لابد منه، بعد اندثار الشبح السوفييتي، الذي لا يستطيع دونه «المجتمع الصناعي العسكري الحاكم الفعلي للولايات المتحدة» منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، حسب توصيف الرئيس الأمريكي أيزنهاور نفسه، الاستمرار في سرمدية نهب ثروات الولايات المتحدة، والعالم من خلفها. نعم لقد تمّ قتل بن لادن وهو أعزل من السلاح، كما وَثَّق ذلك من قبل الصحافي سيمور هيرش في مجلة «لندن ريفيو أوف بوكس» في عددها الصادر في مايو 2015، و تمّ التمثيل بجثته بزورقة رأسه؛ وهو ما قد يكون انتقاماً من بن لادن لما نسبه إلى نفسه من جرائم، أو إسكاتاً لشريك الأمريكان أنفسهم في تصنيع المجاهدين الأفغان في الماضي القريب. وقد يستقيم الظن بأنّه لأمرٍ ما زورق الأمريكان جبهة بن لادن. كاتب سوري أسرار عملية إعدام أسامة بن لادن د. مصعب قاسم عزاوي  |
دولة ما بعد الاستعمار Posted: 24 Jan 2017 02:11 PM PST  لا شك أن الاستعمار شكّل صدمة تاريخية كبيرة، بحيث لم يكن من الممكن أن تعود الأمور في أجزاء واسعة من العالم كما كانت قبل لحظة السيطرة الامبريالية. أما بعد استقلالها فقد بدأت تلك الدول بشكل متفاوت عمليات دؤوبة من أجل البحث عن الذات المفقودة، وهي العملية التي ستستمر لعقود والتي ستكون مرهقة ومكلفة وشديدة التعقيد. لم يكن من السهل تجاهل حقبة الاستعمار والعودة بالعلاقات الاجتماعية وطرق الإدارة إلى سابق عهدها، فالغزو الأجنبي استمر في أغلب الأحوال لفترات طويلة جداً تقارب في المتوسط قرناً من الزمان. في الوقت ذاته لم يكن من السهل على الدول والشعوب، التي فرحت بالاستقلال أن تعود لتعترف بضرورة محاكاة الأنظمة السياسية والثقافية لدول الاستعمار، أو أن تعترف ببساطة بأنها الأفضل والأنسب. لم يكن ذلك التراوح سهلاً، فمن ناحية يرغب الجميع في العودة للجذور والبناء على التاريخ، وعلى استئناف ما انقطع من نهج حضاري، ومن ناحية أخرى ترى أغلب النخبة الثقافية والسياسية أنه لا بديل عن محاكاة الإطار السياسي الغربي في الحكم والإدارة. يمتزج في هذه القضية ما هو سياسي بما هو ثقافي واجتماعي، فالمناطق المستعمرة في غالبها لم تكن تعرف شكل الدولة بمعناها الغربي الصارم، بل لم تكن في أجزاء واسعة من العالم الثالث تعرف أي شكل من أشكال الدولة الحديثة. نعني بالدولة الحديثة الدولة المبنية على المواطنة، وعلى الحدود المعينة والمعروفة والفاصلة بين الدول والأقاليم، ففي أجزاء كبيرة من عالم القرن التاسع عشر وحتى بداية القرن العشرين كان المواطنون ينتقلون بحرية من إقليم إلى آخر دون الانتساب إلى منطقة جغرافية معينة، خاصة القبائل التي تعتمد على الترحال والتي ستسمى بعد ميلاد الدولة الحديثة بالقبائل الحدودية، وهي تسمية لا شك في أنها ظالمة وغير دقيقة لأنها توحي بأن الحدود كانت الأسبق، في حين الحقيقة أن تلك القبائل هي الأصل وأن المشكلة هي مشكلة الحدود الطارئة التي لم تراع ذلك التواجد المسبق. الحدود التي وضعها المستعمر بحسن أو بسوء نية من أجل توزيع وتنظيم المستعمرات إدارياً، أو بين أكثر من قوة كولونيالية في ذلك الحين، وكان أشهرها ما تواضع عليه سايكس وبيكو بالنسبة للمنطقة العربية، وما اتفق عليه المؤتمرون في اجتماعهم الشهير في برلين من أجل توزيع المناطق الأفريقية، هذه الحدود التي لم تراع التداخلات القبائلية أو الإثنية ولا الامتدادات التاريخية بين مكونات المناطق والبلدان، ستتحول إلى لب صراعات حقبة ما بعد الاستعمار، وستتسبب في حروب ومآس كثيرة سترزح عدة دول تحت نيرانها. لأن المصير متشابه ولوجود عوامل مشتركة بين أغلب دول العالم الثالث مثل الحلقة المفرغة للحداثة والتقليد والحدود المقدسة والهوية المتنازعة وغيرها، إضافة لخيبة الأمل التي أصابت الشعوب، التي لم تكن تتحرر من قبضة المستعمر حتى وجدت نفسها تسقط ضمن قبضة أقسى لمن احتكر باسم النضال أو القومية معنى الوطن. لكل ذلك فقد نشأ ضمن العلوم الثقافية فرع باسم دراسات ما بعد الاستعمار، يركز على دراسة تلك الخصائص المشتركة التي ميّزت الغالب من تلك الدول الوليدة. أطلق الباحثون على هذه الكيانات الجديدة التي نشأت بعد الحقبة الاستعمارية عدة أسماء فمنهم من وصفها بالدول المشوهة التي هي في مرحلة بين التقليدية والمواصفات الغربية. ومنهم من وصفها بالدول المستوردة، في إشارة لاستيراد النظم السياسية التي لا تعبّر بشكل صحيح عن واقع المجتمعات ودقائق الاختلافات في العوالم النامية، وغيرها من التسميات التي ظلت توحي بظلال سالبة بشكل عام. إلا أن التسمية التي لفتت نظري أكثر كان التعبير الذي أطلقه ريتشارد جوزيف على ذلك النوع من النظم السياسية، حيث وصفها «بالديمقراطية الافتراضية». في هذه الدول الناشئة هناك انتخاب شكلي وافتراضي واقتراع شكلي أيضاً، في حين يبقى الأساس هو التوزيع لا على أساس الأحزاب متباينة الأفكار، وإنما على أساس القبيلة والعشيرة. ربما كان جوزيف يتحدث واضعاً في الاعتبار المثال الأفريقي، فهو متخصص في السياسة الأفريقية، إلا أن التعبير قابل للتعميم على مناطق أخرى من العالم تريد الجمع بين عضويتها في النادي الديمقراطي واحتفاظها بالسلطة لقياداتها التقليدية. الديمقراطية الافتراضية ستشرح لنا كيف أن مفهوم تداول السلطة، الذي هو لب العملية الديمقراطية، سيظل في كثير من الحالات غريباً وقابلاً للتجاوز بمحاولات متذاكية للالتفاف عليه عن طريق خلق تصالح مع منهج القيادة التقليدية، التي لا يترجل فيها الزعيم إلا في حالات نادرة جداً. هذه الحقائق يجب ألا تشكل أي حكم سلبي على العالم الثالث، فقد كان من غير المعقول أن تتحول تلك البلدان بين ليلة وضحاها وبعد عقود من التبعية والاحتلال إلى دول ديمقراطية على الطريقة الغربية، لكن المفارقة وسبب الإحباط كان أن الشعوب، وبسبب قلة خبرتها السياسية، كانت تنتظر فعلاً تحولاً مفاجئاً بعد الاستقلال باعتبار أن الاحتلال هو الذي كان يؤخرهم عن اللحاق بركب الحضارة، فانتظروا تحقيق التنمية والرفاه والتقدم، ولكل ذلك فإن إحباطهم كان كبيراً جداً حينما وجدوا أن الوضع في أحسن الأحوال سيبقى على ما هو عليه في حين ستنحدر مجموعة كبيرة من الدول إلى مسالك الفوضى والعدم. هذه الحالة الجماعية من الاحباط الناشئة عما يمكن تسميته بالطموح غير المرشّد تشبه الحالة التي تصاب بها الشعوب عقب الثورات الكبيرة. فبعد التخلص من الطاغية الذي كانت كل الأدبيات الثورية تصوره على كونه السبب الرئيس في كل مشاكل البلاد، سيكتشف أولئك أن الإصلاح يتأخر، وعوضاً عن منح المصلحين الفرصة ومحاسبتهم بموضوعية، فإن الغضب الشعبي سرعان ما سيشوش عليهم وسرعان ما سيجدون أنفسهم متهمين بالفساد وإضاعة الفرص. بالطبع فإنه كان من بين تلك القيادات البعد – استعمارية من هو فاسد فعلاً، بل لعل هذا كان الحال الغالب، خاصة أن تلك القيادات ارتبطت في معظمها بطريقة أو بأخرى بالمستعمر نفسه، وهو الأمر الذي وصل في بعض الأحيان لحد الاختيار والتوظيف المباشر، إلا أننا نعود لنقول هنا إن التحدي أمام تلك الدول الناشئة كان أكبر من قدرة أي حكومة أو قيادة وطنية بغض النظر عن نواياها. في الوقت ذاته يمكن القول إن تكرار الحديث عن الخطط الامبريالية للإضعاف والتقسيم غير مفيد، وإن الواجب هو الالتفات إلى محددات الواقع لا إلى تخيل ما وجب أن يكون. هذه النظرة الموضوعية هي التي دعت الدول الأفريقية، على سبيل المثال، ومنذ وقت مبكر إلى الاتفاق على تكريس مبدأ عدم مناقشة الحدود التي وضعها المستعمر، ليس احتراماً لسلطة المستعمر ولا اعترافاً بحكمته، ولكن لأن هذه الحدود أصبحت أمراً واقعا،ً ولأن مناقشتها اليوم تعني في الغالب التورط في نزاعات مدمرة ولا نهائية. كاتب سوداني دولة ما بعد الاستعمار د. مدى الفاتح  |
بعث العراق والقطار الأمريكي… محاولة تفكيك Posted: 24 Jan 2017 02:11 PM PST  (لقد جئنا إلى السلطة بقطار أمريكي) عبارة تنسب لعلي صالح السعدي أمين سر القطر لحزب البعث في العراق عام 1963، كثيرا ما ذكرت هذه العبارة حتى أصبحت من المسلمات التاريخية، دون أن نقرأ مصدرا يوثقها تاريخيا، وإنما قيل الكثير عن هذه المقولة اعتمادا على النقل الشفاهي. وذكرت روايات أن السعدي قالها وهو في حالة سكر أثناء حديثه لصديق في القاهرة، والصديق هو من سربها للصحافة، بينما نسبها البعض إليه بعدما انشق عن البعث واسس حزبا قوميا وقال عبارته الشهيرة للصحافة المصرية عندما كان لاجئا في القاهرة. كل ذلك لم يتم تمحيصه وتدقيقه تاريخيا مع أهميته الكبيرة، لان معنى العبارة أن انقلاب البعث الاول في فبراير 1963 تم بتخطيط من المخابرات الامريكية أو على الاقل بالتعاون معها. فكيف ابتدأت القصة؟ وما هي القصص الموازية لقصة القطار الامريكي؟ واذا كان عبد الناصر قد تعاون مع بعث العراق للاطاحة بنظام عبد الكريم قاسم، فهل يعني هذا أن القطار الامريكي كان يتحرك بقاطرة مصرية؟ ببساطة نستطيع القول إن الحكاية كلها بنيت على وجود شخصيتين واحدة عربية وأخرى أمريكية لعبتا دورا محوريا في كواليس السياسة العراقية والعربية في تلك الفترة، حيث ارتبطت جميع خيوط قصة (البعث والقطار الامريكي) بهاتين الشخصيتين. والشخصية الاولى هي ايليا زغيب، هو استاذ لبناني عمل في الجامعة الامريكية في بيروت في الخمسينيات، وكما هو معروف أن هذه الجامعة كانت مركزا من مراكز نشاط الحركة القومية العربية، وأن العديد من رموز وقيادي القوميين العرب تخرجوا منها، وكان زغيب على علاقة وطيدة بالعديد من القوميين والبعثيين، ومن اصدقائه المقربين من قيادات البعث كان ميشيل عفلق، ومن بعث العراق اديب الجادر وفيصل حبيب الخيزران، الذي عرف ايليا زغيب على طالب شبيب، الذي التقاه اكثر من مرة في بيروت قبل انقلاب 1963، مصدر المعلومات عن دور ايليا زغيب هو ما ذكره القيادي البعثي الذي انشق بعد ذلك عن البعث هاني الفكيكي الذي ذكر قصة زغيب في مذكراته قائلا؛ (في منتصف شباط تشكلت لجنة من المقدم محمد يوسف طه وجعفر قاسم حمودي والمقدم علي عريم لجرد محتويات مكتب قاسم وضبط الوثائق والملفات الرسمية هناك، وكنت مع علي صالح السعدي في مكتبه بوزارة الداخلية حين اتصل جعفر قاسم حمودي تلفونيا ليعلمنا بعثوره على اضبارة تخص الدكتور ايليا زغيب الاستاذ اللبناني المنتدب للتدريس في جامعة بغداد. ايليا زغيب الذي كان وبتوصية وتزكية من ميشيل عفلق والقيادة القومية نستخدمه لسنوات في نقل بعض الرسائل بيننا وبين القيادة القومية، وكان طالب شبيب هو صلة الوصل به في بغداد، وحين درسنا الملف وجدناه مليئا بتقارير مديرية الامن العامة والاستخبارات العسكرية التي تشير إلى علاقة زغيب بوكالة الاستخبارات الامريكية (CIA ) وتعاونه مع حزب البعث، وتطلب من قاسم الموافقة على اعتقاله وإبعاده من العراق، غير أن قاسما كتب امره بالابقاء عليه ومراقبته، اتصلنا علي وانا فورا بطالب شبيب في مكتبه بوزارة الخارجية وعرضنا عليه الامر واعلمته بعزمنا على اعتقال زغيب، لكنه نصح بالتريث وعدم التسرع في تصديق كل ما تدعيه دوائر الأمن والاستخبارات وطلب تأجيل البت في الامر لحين حضوره، بسبب اجتماعه انذاك مع بعض السفراء. في الوقت نفسه اتصلت بدوائر الامن والسفر وطلبت اليها منع زغيب من مغادرة العراق ووضعه تحت المراقبة، غير اننا اكتشفنا مساء ذلك اليوم انه غادر العراق عن طريق الرطبة البري) في اشارة مواربة تتهم وزير الخارجية وعضو القيادة القومية والقطرية طالب شبيب بتسهيل هروب عميل المخابرات الأمريكية، وقد جاء رد طالب شبيب على هذا الموضوع في مذكراته، مشيرا إلى انه تعرف على ايليا زغيب في بيروت عن طريق أديب الجادر وفيصل حبيب الخيزران، وهما قياديان في حزب البعث، ويشير إلى شكوكه بالرجل واحتمالية كونه عميلا، أو على الاقل على صلة بوكالة الاستخبارات الامريكية، فهو يجيب على سؤال هل تعتقد أن ايليا زغيب كان جاسوسا؟ بقوله: أنا واثق أن المخابرات المركزية الامريكية لا تضيع الفرصة لكسب مثل هذا الشخص، ولكننا عندما كنا في بيروت لم نكن نخاف من جلاسنا، فلم نكن لوحدنا، بل كانت لنا حصانة وقوة وخلفية نعتمد عليها. الا انه في الوقت نفسه ينفي ما ذكره الفكيكي من استخدام زغيب كوسيط لنقل الرسائل بين القيادة القطرية في العراق والقيادة القومية في بيروت، كما انه ينفي علاقته به وانه لم يشاهده في بغداد سوى دقائق معدودة بعد نجاح الانقلاب، اذ جاءه زغيب مهنئا إلى مكتبه في وزارة الخارجية. اما مسألة تهريبه من العراق فانه ينفيها جملة وتفصيليا ويشير الى أن الرجل بقي يعمل كأستاذ في جامعة بغداد لمدة سنة بعد الانقلاب ويمكن التأكد ببساطة من ملفات الاساتذة الاجانب العاملين في جامعة بغداد. لكننا لم نحظ حتى الان بباحث علمي وموضوعي واحد فتح ارشيف جامعة بغداد ووصل إلى النتيجة الحاسمة في هذا الامر. اما الشخصية الثانية التي لعبت دورا محوريا في خلق قصة (البعث والقطار الامريكي) فهو ضابط المخابرات الامريكي بيل ليكلاند، الذي كان يعمل مديرا لمكتب المخابرات الامريكية في بغداد، لكنه رسميا كان مساعد الملحق العسكري في السفارة الامريكية في بغداد. وبيل ليكلاند المولود عام 1923، عمل ضابطا في البحرية الامريكية في الحرب العالمية الثانية، وعندما انشئت المخابرات المركزية (CIA) بعد الحرب عمل فيها في محطتين مهمتين في مواجهة التهديد السوفييتي مع بداية الحرب الباردة، إذ عمل في أنقرة وميونخ نهاية الاربعينيات، ما جعله يشغل وظيفة متخصص في شؤون الشرق الاوسط، حيث ارسل إلى مصر قبيل 23 يوليو كسكرتير ثان في سفارة بلاده، ليكون حلقة الاتصال بين الضباط الاحرار والسفارة الامريكية، وكانت علاقته بعبد الناصر متميزة عن علاقته ببقية الضباط، نتيجة سكنه بالقرب من منزل عبد الناصر في القاهرة، ويذكر هاني الفكيكي في مذكراته أن عبد الناصر كان على معرفة جيدة بليكلاند، وقد حذر علي صالح السعدي الذي التقاه في في القاهرة في مفاوضات الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق، حيث اخبره عبد الناصر أن بيل ليكلاند سبق أن خدم في القاهرة ويجب أن تحذروا منه فهو خبير انقلابات، ولم يفهم علي السعدي التحذير لانه لم يكن يعلم بعلاقة ليكلاند ببعض البعثيين العسكريين والمدنيين. وقد ارتبطت بليكلاند ما عرف بـ(قصة الدبابة السوفييتية) فقد جهز الاتحاد السوفيتي حكومة عبد الكريم قاسم بأحدث دبابة سوفييتية في حينها وهي من نوع (T62) التي لم تجهز لدولة خارج نطاق حلف وارشو، وكان العراق هو الاستثناء الوحيد، وكان الامريكان يسعون إلى كشف اسرار هذه الدبابة، وبعد انقلاب شباط 1963 كان وزير الدفاع صالح مهدي عماش، أو مدير الأمن العام جميل صبري الذي ينوب عنه يلتقي اسبوعيا بمدير محطة المخابرات الامريكية في بغداد بيل ليكلاند في اجتماع روتيني، باعتباره نائب الملحق العسكري، ولأن حكومة بغداد كانت تواجه تمردا كرديا في كردستان العراق وكانت بحاجة ماسة إلى بطاريات كبيرة للدبابات، كان الاتحاد السوفييتي قد امتنع عن تجهيزها للعراق بعد الانقلاب، طلب عماش من جميل صبري أن يطلبها من ليكلاند، فكان أن طلب منه ليكلاند الدبابة السوفييتية الحديثة بالمقابل، وتم الاتفاق على ذلك وفي غضون ايام حطت طائرة شحن امريكية محملة ببطاريات الدبابات، وبدأ ليكلاند يضغط على مدير الامن العام جميل صبري لتنفيذ الجزء الخاص به من الاتفاق، ونتيجة الضغط عرض الامر على مجلس قيادة الثورة، لانه اصبح مأزقا حقيقيا سيدمر مصداقية الدولة العراقية، التي تسرب الاسرار العسكرية لدولة حليفة إلى اعدائها، وكان رأي رئيس الوزراء احمد حسن البكر هو محاولة اقناع الامريكان بأرسال خبرائهم بشكل سري للاطلاع على الدبابة السوفييتية في بغداد، لكن طالب شبيب وزير الخارجية نبههم إلى أن الامر سيان، ويرجوهم أن يتركوا الامر له، فما كان منه في اليوم التالي الا أن بعث بطلب السفير الامريكي ليخبره أن احد موظفي سفارته وهو عضو في الاستخبارات المركزية الامريكية حاول الحصول على اسرار عسكرية عراقية، وان الدبابة السوفييتية التي اشتراها العراق اصبحت سرا عسكريا عراقيا، وما جرى يعتبر عملا غير ودي وغير مقبول من دولتكم، ولهذا طلب مغادرة الموظف المسؤول عن هذا الامر خلال 72 ساعة، وكان رجاء السفير خوفا من تسرب الامر لوسائل الاعلام أن يتم الامر بطريقة سرية وان يغلق الموضوع، و(هذا ما كنا نتمناه) هكذا يعلق شبيب عن الموضوع في مذكراته. فهل اغلق الموضوع حقا؟ كاتب عراقي بعث العراق والقطار الأمريكي… محاولة تفكيك صادق الطائي  |
ثورة يناير: المواطن محمود المصري! Posted: 24 Jan 2017 02:11 PM PST  كانت «ثورة يناير» تجربة مفصليّة في حياة الشاب «محمود»، فلم يسبق له أن تحمّس لقضية ما، وشارك فيها بوجدانه وروحه وجسده، كما فعل طوال الأيام الثمانية والعشرين من عمر هذه الثورة، افترش فيها أرض ميدان التحرير والتَحفَ سماء القاهرة. في الحقيقة كانت هذه أول تجربة يخوضها عن قناعةٍ تامّة ودون توجيه السُلطة، او أحد أذرعتها، وهي أول مرة يجرؤ فيها على التمرّد على السُلطة «أية سُلطة» إذ لم يكن يجرؤ قبل ذلك أن يُعبّر عن رأيه أو عن اختلافه في الرأي، وكان يكتم سخطه وقهره في داخله، إلى أن أتت تلك اللحظة التي خرج فيها إلى ميدان التحرير مُعلناً عن رغبةٍ دفينة في أعماقه (الشعب يريد إسقاط النظام!). بعد نجاح الثورة تنفّسَ محمودٌ الحريّة لأول مرة في حياته واستنشق هواء الوطنيّة كما لم يفعل من قبل، شَعَر بالانتماء إلى تلك الأرض التي احتضنته، وشعر بالألفة مع رفاقه على اختلاف طبقاتهم وانتماءاتهم، وأحسّ لأول مرة أنه ذو قيمة في الحياة! خرج إلى الميادين ووزّع الحلوى وأقسم أنه رأى في منامه الوطن العربي الكبير مُوحّداً على شاكلة الاتحاد الأوروبي؛ ينعم بالرفاهية والعيش المشترك، وقال لأصدقائه إن هذه المرحلة التاريخية الفارقة ستصبح مادة للتدريس في جامعات العالم أجمع. تغيّر محمود، لم يعد ذلك الشخص المُحايد أو السلبي تجاه قضايا المجتمع، أصبح فاعلاً، مُرشداً ومُوجهاً لغيره، مُشاركاً حقيقياً في حفظ أمن الحي الذي يقطن فيه بعد غياب أجهزة الأمن، وقام بإطلاق عدة مُبادرات لتنظيف الميادين العامة، وضبط حركة المرور، ومساعدة المتضررين من الأحداث، وجمع التبرعات لأهالي الضحايا والمفقودين، تخليداً لذكرى الشهداء. عندما جرت الانتخابات التشريعية بعد الثورة، دعا محمود جميع أصدقائه ومعارفه عبر كافة وسائل التواصل الاجتماعي للتصويت والمشاركة في بناء مؤسسات الدولة الحديثة، وكذلك فعل مع انطلاق الانتخابات الرئاسيّة، كان يدعوهم جميعاً بغض النظر عن توجهاتهم السياسية بالقول (لقد عشنا حياتنا تاركين مصيرنا في أيدي ثُلّة فاسدة وكانت حُجّتنا لا توجد في اليد حيلة، أما الآن فبيدنا المساهمة في بناء مستقبلنا). عندما أدلى محمود بصوته في الانتخابات الرئاسية شعر بالفخر، صحيح أن المرشح المفضل لديه لم يصل للمرحلة النهائية ولكنه كان سعيداً للمشاركة في أول انتخابات حقيقية في البلاد، ولأنه تأكد من أن النظام الديمقراطي أصبح حقّاً من حقوق الشعب لا يراوده عنه أحد، وأن أي رئيس قادم سيخضع للمساءلة وسيغادر منصبه بقوة صندوق الانتخابات وبالوسائل الديمقراطية. قال محمود لمذيعةٍ تلفزيونية خارج مركز الاقتراع (أشعر بالفخر اليوم لأني ولأول مرة في حياتي أشعر أن صوتي له قيمة!). ولكن حلم محمود أصبح أقل إشعاعاً بعد قرار المحكمة الدستورية بنقض البرلمان المصري، والعودة بالثورة خطوة إلى الوراء، وبدأت كرة الثلج بالتدحرج والتضخّم، أزمة اقتصادية، أزمات اجتماعية، تليها أزمات سياسية، عودة العسكر إلى الواجهة من جديد، والنتيجة انقلابٌ عسكري مدعوم من بعض القوى المدنية. ما كان يقلق محمود أكثر من هذا كله، هو انقسام رفاقه على أنفسهم بين مؤيد للانقلاب ورافض له، أو محايد لم يعد يرَ فائدة من كل ما حصل أو ما سيحصل «مفيش فايدة!». شعر محمود بالإحباط ورأى ان أحلامه تحولت إلى سراب وأن الثورة عادت لتأكل أبناءها وتفتك بهم، لقد ذهبت كل التضحيات هباءً وسقطت أحلامُ الثورة من علٍ!. عاد محمود إلى الميادين ليُعبّر عن غضبه ورفضه لسياسة فرض الرأي بالقوة، نزل ليقول أنا لست إخوانيا ولكني مستعد لدفع حياتي ثمناً للدفاع عنهم، كان محمود على وشك تحقيق مقولته بالفعل ولكن من حسن حظه (أو لعله من سوئه!) اختارت رصاصة القنّاصة أن تستقر في صدر رفيق عمره الذي كان جسدهُ ملتصقا به كأنه يودّعه دون أن يدري. صعدت روح «سعيد» إلى بارئها ولكنها أخذت شيئاً من روح محمود معها؛ بعدها لم يعد محمود، ذاتُ الشخص! أُعتقل محمود بعد أن زاد من حدّة اعتراضه وأصبح عقبة في طريق مسار «تصحيح الثورة» المزعوم، اتُّهم بالخيانة والتآمر مع جهات أجنبية، وتعرّض للتعذيب والإهانة؛ فقدَ احترامه لنفسه، وتهشّم كبرياؤه، وجعل يبرطم مع نفسه «أنا مش خاين!». لقد هبط به سجّانوه إلى الحضيض وتركوه هناك، وبعد ان تأكدوا من أنه لن «يتنفس حرّية»، أطلقوا سراحه مؤكدين له أن أعينهم ستتابعه أينما كان؛ لقد رأى فيهم صورة «الأخ الكبير» ورأى نفسهُ تتجسّد صورة «ونستون» في رواية (1984)! انكفأ محمود على نفسه، شعر بعجلة التغيير الذي كان يُمنّي النفس بدفعها إلى الإمام وإذ بها تعود إلى الوراء، بوتيرةٍ مُتسارعة وبعزم أقوى من ذي قبل، كان النظامُ القديم يُعيد إنتاج نفسه من جديد، وما زاد اضطرابه أن الربيع العربي الذي كان هو نفسه جزءا فاعلا فيه قد تحوّل إلى كابوس في العالم العربي بأجمعه، بعد أن وقفت في وجهه الأنظمة الديكتاتورية بمساعدة «المُثبّطين والمُشكّكين» والطابور الخامس من الوصوليين الذين يرتعون في البلاد بفضل غياب دولة المؤسسات. لم تقف مأساة محمود عند هذا الحد، فقد تنكّر له بعضُ أصدقائه ورفاقه القدامى، إما خوفاً من ارتباطهم به أو شكّاً في خيانته، لم يناقشهم ولم يعتب عليهم ولكنه أصيب بطعنة في الصميم، تلك كانت القشّة التي قصمت ظهره؛ حزم أمتعته وبقيّة مدخراته وتوجه إلى حاضرة البحر، وفي طريقه أوقفته دورية شرطة محلية، تفحّص الضابطُ أوراقه وجَحَرهُ مُرتاباً، انتبه محمود إلى أنه لم ينظر في المرآة منذ ما يقارب الشهرين!، اقترب من الضابط وهمس له مُطمئِناً « أنا مش إخواني!»، ببرود أشار له الضابط بيده للمرور! وصل محمود إلى مكان لقائه بالسمسار المسؤول عن تهريبه إلى أوروبا، دفع له المبلغ المتفق عليه وقام بنقله إلى مكان انطلاق القارب، وفي الطريق سأله السمسارُ بفضول (ما الذي يدفع شاباً مثلك للهجرة من بلاده ؟!) صمت محمود بُرهةً مُحتاراً، كيف له أن يختزل مشوار حياته ببضع كلمات، وكيف له أن يصف حاله منذ أن كان مجرد رقم في سجلات الدولة، قبل أن يؤمن بحقّه في العيش بكرامة وحرية وعدالة، كيف له أن يصف الحالة الوجدانية التي عاشها متنقلاً فوق قمم الحرية مُستنشقاً هواءها، قبل أن يسقط إلى أدنى الحضيض! طالت حيرته وتلعثم بالكلمات، ثم ازدرد ريقه وقال بنبرةٍ خافتةٍ حزينة «أنا المواطن محمود المصري!». كاتب ومُدوّن من الأردن ثورة يناير: المواطن محمود المصري! أيمن يوسف أبولبن  |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق