لو حضر القذافي قمة البحر الميت! Posted: 01 Apr 2017 02:19 PM PDT بالإضافة إلى ترك القضايا الساخنة المعلقة (في سوريا والعراق واليمن وليبيا…)، ساخنة على جمرها، ومعلقة على حبالها؛ استأنفت القمّة العربية الأخيرة، على شطآن البحر الميت (وسبحان مصادفات التسمية!)، تلك المعزوفة العتيقة المكرورة، التي أُشبعت نقاشاً واستعادة ونفخاً في جثة هامدة؛ أي: «مبادرة الأمير عبد الله»، التي طُرحت في قمة بيروت، قبل 15 سنة بالتمام والكمال! وهكذا، قال البيان الختامي لقمة البحر الميت: «يؤكد القادة العرب على تمسك والتزام الدول العربية بمبادرة السلام العربية كما طُرحت في قمة بيروت عام 2002، وعلى أن السلام العادل والشامل خيار إستراتيجي، وأن الشرط المسبق لتحقيقه هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكامل الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت عام 1967، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف، بما فيها حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، وإطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، استناداً إلى القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، وقرارات القمم العربية المتعاقبة، ومبادرة السلام العربية». الإنصاف يقتضي القول إنّ الغائب الذي يُفتقد في هكذا «قمّة»، هو دكتاتور ليبيا، العقيد معمر القذافي؛ إذْ لو كان حاضراً بين أقرانه (وكان عميدهم في قمّة الجزائر، 2005) لأهداهم من عبقرياته سلسلة خلاصات حول واقع الحال العربي إجمالاً، حكاماً وشعوباً، وحول هذه المبادرة/ الجثة الهامدة خصوصاً. كان، على سبيل المثال، سيلقنهم دروساً جديدة حول الديمقراطية (أو الـ»ديمو ـ كراسي» في تأويله)؛ وكان سيعلّمهم أنّ الديمقراطيات العربية والآسيوية والأفريقية (وبينها مملكة أوغندا، مثاله الساطع) هي الديمقراطيات الحقّة، مقابل «الديمقراطيات الدكتاتورية» في الدول الغربية، حيث الشعوب «كأنها كلاب تنبح». ولعله كان سيُسمع «خونا محمود عباس» عبارات أشدّ قسوة من تلك التي أطلقها في حينه (أنّ الفلسطينيين أغبياء لأنهم لم يقيموا دولة سنة 1948، والإسرائيليين كذلك أغبياء لأنهم لم يضمّوا الضفّة الغربية سنة 1948)…. والحال أنّ استعادة «مبادرة الأمير عبد الله» اليوم، تليق بها استعادة العقيد القذافي؛ رغم أنه، والحقّ يُقال، كان غائباً حاضراً، أو العكس، من خلال خلاصات هذه القمة، التي بدت بالغة الوفاء لشقيقاتها القمم العربية، ربما منذ انطلاق أوّل قمّة، في أنشاص، الإسكندرية، 1946. ذلك لأنّ تلك «المبادرة» اتخذت، في الأصل، شكل مقترح تبسيطي تكشّف في سياق دردشة (غير بريئة على الأرجح) بين الأمير، والصحافي الأمريكي الشهير توماس فريدمان. الجديد الخطير كان يكمن في المقايضة الجديدة: الأرض مقابل التطبيع، والتطبيع الشامل كما لاح آنذاك (وكما توجّب أن يُفهم من كلام فريدمان، وليس من التعليقات السعودية)؛ من النوع الذي تريده الدولة العبرية، وكانت وما زالت تسعى إليه. التطبيع الذي يُدخلها في عقد الشرق الأوسط كدولة مشاركة سياسياً واقتصادياً وثقافياً، وكعامل «منشّط» و»محرّض» وضامن لولادة «الشرق الأوسط الجديد». هذا ما حلم به الصهاينة الأوائل، وهذا ــ وليس «السلام» التعاقدي، أيّاً كان محتواه ومفرداته ــ هو ما يسعى إليه الصهيوني ـ السياسي، والصهيوني ـ العسكري، والصهيوني ـ رجل الأعمال، والصهيوني ـ المبشّر الثقافي. في المقابل، إذْ أنّ التانغو يحتاج إلى راقصَين اثنين، لم يكن يلوح البتة أنّ أرييل شارون كان، ساعة طرح المبادرة، مستعداً للانسحاب إلى حدود 1967 (بما في ذلك القدس، والجولان، و.. مزارع شبعا!)، مقابل أيّ طراز من «الغرام» العربي ـ الإسرائيلي؛ خصوصاً إذا كان على غرار التجربة الإسرائيلية مع مصر والأردن: تطبيع مع الأنظمة الحاكمة، وعزلة تامّة عن الشعوب؛ بل حرج دائم مع الأنظمة، ومقت دائم من الشعوب. فعلى أيّ شارون آخر، بنيامين نتنياهو مثلاً، كانت قمّة البحر الميت تتلو مزاميرها! لو حضر القذافي قمة البحر الميت! صبحي حديدي |
في ظاهرة الجيل: أولاد الحلال/ أولاد الحرام Posted: 01 Apr 2017 02:19 PM PDT يُروى أنّ سلطانا زاهدا تقيّا ورِعا من سلاطين ألف ليلة وليلة، لم يكن يحبّ من دنيا رعاياه، إلّا الملابس الفاخرة والجواهر الثمينة. وذات يوم من ذلك «اللاّزمن» الأسطوري، طرق بابه ثلاثة من هؤلاء الرعايا، وقالوا إنّهم من مهرة الخيّاطين؛ وعرضوا على الملك ـ وقد اختلوا به ـ أن يَخِيطوا له ثوبا عجيبا، يراه الناس فيسرّهم، ويربو حبّهم لملكهم ويزيد؛ ما عدا اللقطاء (أولاد الحرام)، فإنّهم لا يقدرون على رؤية هذا الثوب. أطرق الملك وفكّر، فهو على حبّه لمتاع الدنيا، يحرص على أن لا يُشاع عنه ذلك. ولكنّ عرض هؤلاء الخيّاطين، يُغري ويُغوي. وقال في نفسه: «ولِمَ لا أقبل؟ فهذا الثوب العجيب يمكن أن يكون عيْني للتأكّد من أتباعي وأشياعي؛ فمن رأى الثوب فهو لاشكّ ابن شرعيّ، ومن لا يراه فهو لاشكّ ابن زنى.. بهذا الثوب يمكن أن أقطع دابر الفساد، بل أضمّ هؤلاء المتّهمين في نسبهم، إلى خدّامنا وعبيدنا». ثمّ أمر للخيّاطين بحرير فاخر وجواهر نفيسة، وأفسح لهم مكانا في قصره؛ وهو يوصيهم بكتمان سرّ الثوب. وبعد أيّام، أخذ يرسل إليهم، من حين إلى آخر، واحدا من حاشيته، فيرجع كلّهم مدهوشا مشدوها، وهو يقول: «لم أرَ يا مولاي إلاّ الإبر بين أصابعهم، وهم يَخِيطون الهواء.. فلا ثوب.. ولا قماش!». ويبتسم السلطان ويقول لنفسه: «عجيب! هذا أيضا ابن زنى، كيف لم أعرف!؟» ثمّ يأمر بطرد هذا التابع، وتجريده من كلّ أملاكه. ومرّت الأيّام، والسلطان يؤجّل زيارته للخيّاطين؛ فقد يقع له ما وقع لكلّ هؤلاء الذين أرسلهم. ولكنّه كان يطرد هذه الوساوس، فالمرحومة والدته كانت تقيّة ورعة، ولا يمكن أن تكون قد أتت فاحشة قطّ. ثمّ حزم أمره، ودخل على الخيّاطين. نهضوا لاستقباله، وهم يهلّلون:» جئت في الموعد يا مولانا.. إليك الثوب.. اليوم أكملنا خياطته.. انظر يا مولانا! كم هو جميل!» ونظر السلطان، وخيّل إليه أنّه لا يرى شيئا، ولكنّه تماسك، وأخذ يبدي إعجابه ورضاه؛ وهو يُقلّب الهواء ويجسّه. وقال الخيّاطون: «ماذا لو لبسته يا مولانا! وخرجت إلى الرعيّة!». ونضوا عنه ثيابه العاديّة، وألبسوه «الثوب الموهوم». امتطى السلطان حصانه، وخرج يجول في المدينة التي لم يرها منذ سنوات طوال قضّاها معتكفا في قصره. كان لا يمرّ بمكان إلاّ رأى الأبواب والنوافذ توصد بقوّة، والرجال والنساء في الشارع، يولونه ظهورهم ويهرعون هاربين… حتى خلت المدينة، وبقي السلطان عاريا وحده، وهو يتساءل: «يا إلهي! هل يمكن أن يكونوا كلّهم سلالة أولاد حرام؟». ٭٭٭ تعلّمنا منذ عقود، في درس الفلسفة ـ وكان أستاذنا فرنسيّا ـ أنّ المؤرّخ وعالم الاجتماع قلّما سلكا في طريق واحد؛ فعدّة المؤرّخ آثار ووثائق وشهادات يستأنس بها في إعادة بناء الحدث التاريخي، فقراءته، فتفسيره وتأويله. أمّا مادّة علم الاجتماع فهي الظواهر الاجتماعيّة، وما يتعلّق منها بالجماعات والمجتمعات، من سلوك وعادات وأساليب حياتيّة، وما يطرأ عليها من تغيّرات وتفاعلات؛ بحثا عن القوانين التي تنتظمها، وتتحكّم فيها. أمّا اليوم فإنّ هذين العلمين يتقاطعان، وتكاد الحدود بينهما تتصرّم؛ وكلّ منهما يهب قرينه، ويستوهبه، وهو ما يغذُو أغصانا وفروعا جديدة في شجرتيهما. يقترح بيار نورا في كتابه «أماكن الذاكرة»(بالفرنسيّة) مقتربا جديدا، لما يُسمّى «الحدث الجيلي»؛ نجده سائغا مقبولا. من ذلك أنّ الجيل في تقديره، هو الذي يعي نفسه، ويعي ما يفصله عن الأجيال الأكبر منه سنّا؛ ومثاله في فرنسا «جيل الرومانسيّة». فقد أدرك هذا الجيل أنّه يكوّن بعد الثورة الفرنسيّة، وبعد الإمبراطوريّة، مجموعا متجانسا استطاع أن يعيش تجربة تاريخيّة واحدة. وفي سياق هذا الوعي، اشتغل أفراده بـ»نموذج» أو «مثال» أو «منوال»؛ أو «مكان ذاكرة» بالنسبة إلى الكتّاب والمثقّفين والمفكّرين اللاحقين الذين يتمثّلون بهذه الحقبة، أو هم يُحيلون إليها. وكلّ هؤلاء تقريبا يستخدمون مصطلح «جيل» كلّما تعلّق الأمر بمجرى الزمن ودوّاماته. ومثال ذلك أيضا جيل السابع والعشرين في تاريخ الشعر الإسباني وهو المثال أو المرجع الشعري طوال عقدي العشرينات والثلاثينات؛ فهو يضمّ في تقدير البعض الشعراء الذين ولدوا ما بين 1893 و1907. وهي فترة قد تلوح قصيرة، أو هي لا تبرأ من تمحّل ومبالغة، ولعلّ رأي آخرين في أنّ ثلاثين عاما هي الفترة الزمنيّة المثلى بين جيل وآخر؛ أي أنّ ظهور الأجيال يتحدّد بالعام الذي يبلغ فيه أفرادها سنّ الثلاثين. وهؤلاء الذين يعيشون في عالم واحد، ويكون بينهم تواصل، نجدهم في الأغلب الأعم يعبّرون عن هموم ومشاغل ومواقف مشتركة أو متقاربة. لنأخذ مثلا موضوع «الجيل» في العالم العربي؛ وهو مصطلح ديموغرافي بالأساس، وكلّ منّا ينتمي إلى جيل اكتنفته مؤثّرات شتّى أو ألمّت به، بنسبة أو بأخرى. ولنسأل: ما الجيل؟ وكيف نحدّ هذا الجيل في بلدان يكاد كلّ منها يكوّن عالما قائما بنفسه؟ وأيّ دور يمكن أن ينهض به هذا الجيل أو ذاك، في عمليّة التطوّر التاريخي؟ أهو الذي يشحذ التاريخ حقّا، كما كنّا نأمل ولا نزال من جيل صانعي الربيع العربي الشباب مثلا، في أن يغيّر ما بنا، وينقلنا إلى مجتمعات ديمقراطيّة حديثة؟ أليس التغيير ثغرة تنفتح في مسار التاريخ، وإذا لم تُملَأْ في وقتها، فإنّها تنغلق وتنسدّ؛ وقد لا تُفتح ثغرة أخرى إلاّ بعد زمن طويل؟ هناك جيل ما قبل احتلال فلسطين، وجيل ما بعد الاحتلال، وجيل ما قبل الاستقلال، وما بعده في أكثر من قطر عربي، وجيل ما قبل «الربيع العربي» وجيل ما بعده، وجيل ما قبل الحرب على العراق، وجيل ما بعدها، وجيل ما قبل الثورة في سوريا، وجيل ما بعدها، بل أليس هناك من الكتّاب والفنّانين والشعراء مثلا، من يرى أنّ المبدع الحقّ «لقيط» أو مجهول النسب متّهم الأصل، وهو يرفض من ثمّة أن يضع نفسه في جيل بعينه، ويبحث عن طريق ثالث، عدا طريق الشواهد الحجريّة المنتصبة، وطريق الشواهد التي تتهيّأ للانتصاب؟ هل بإمكاننا أن نستدلّ بفترة معيّنة فارقة في تاريخنا الحديث، أو مفصليّة؛ نتدبّر بها الزمن بمصطلح «الجيل»؟ الحقّ أنّ الفترات أو اللحظات الفارقة ليست بالقليلة في تاريخ العرب في الأزمنة الحديثة، ناهيك عن تاريخهم الأقدم؛ وهي ليست كلّها هزائم ونكسات. ومع ذلك تظلّ اللحظة الفلسطينيّة هي الفيصل، وفي ضوئها يمكن أن نفيد من بعض ميزات نظريّة الأجيال، في قراءة تاريخنا. وهذا عمل لا يمكن أن ينهض به أفراد، وإنّما فرق بحث من سائر البلاد العربيّة، متحرّرة من عقدة المركز/ الهامش. على أن تأخذ بالاعتبار أنّ المدارس الجديدة أو المستحدثة هي الأساس في ظهور ما يمكن أن نسمّيّه «جيل المدارس» أو «الجيل المدرسي» في هذا البلد العربي أو ذاك. وقد كان «الكتّاب» أو «المدرسة القرآنيّة»، يجمع أجيالا متفاوتة في السنّ؛ في حين أنّ المدرسة الحديثة بمعمارها الغربي وطاولاتها وكراسيها، وهيئة معلّميها، تجمع أجيالا من نفس السنّ تقريبا. وهي أجيال تتحدّر من أصول مدنيّة، ومن أصول ريفيّة. وأكثرهم ممّن اضطرّ إلى الابتعاد عن أهله، وعن البيئة التي نشأ بها ودرج؛ ليجد نفسه في بيئة جديدة، يتقاسم مع أصدقاء «غرباء» حياة واحدة حيث مناهج التعليم واحدة والقراءات هي نفسها، والآمال والأحلام هي نفسها. مدرسة بروحين: روح التضامن العمودي: المعلّم / التلميذ المريد أو المبتدئ، وروح التضامن الأفقي بين أفراد الجيل اليافع أو الشاب نفسه. وهكذا ظهرت في ثقافتنا الحديثة، مصطلحات لم تكن تجري على ألسنة أسـلافنا، كما تجري على ألسنتنا نحن بيسر وسهولة. ولعلّ أكثرها دلالة هذا الاستعمال الشائع «زميل دراسة»؛ وعليه تأسّس نمط جديد من شبكات الصداقة والرفقة، يتقاسم أصحابها تجربة تاريخيّة مشتركة. وهو ممّا يسوّغ الرأي في أنّ «الجيل» مفهوم جديد زمانا ومكانا، بل هو مرتبة من مراتب المعرفة الأساسيّة، نشأت في ثقافتنا منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، في مركزين كبيرين: بلاد الشام ومصر. ثمّ كانت لهما فروعهما في سائر البلاد العربيّة. على أنّ خواصّ هذا الزمان وهذا المكان غير ثابتين، ومعاييرهما نسبيّة، بالرغم من وحدتهما العضويّة؛ فقد يحلّ المركز محلّ الهامش، والهامش محلّ المركز، وقد يكون الزمان بطيئا في نظام سريع الحركة، وقد يكون أقصر في نظام عديم الحركة، وما إلى ذلك، مثل نسبيّة الماضي والحاضر حيث الماضي هو المكوّن الفاعل كما هو الحال في ثقافتنا نحن حيث تتعايش أجيال من «أولاد الحرام» ومن « أولاد الحلال» جنبا إلى جنب. أمّا أنا فقد رأيت ثوب السلطان، أو هكذا تهيّأ لي. كاتب تونسي في ظاهرة الجيل: أولاد الحلال/ أولاد الحرام منصف الوهايبي |
عمدة نيويورك السابق يحاول عقد صفقة بين الولايات المتحدة وتركيا في قضية غسل أموال إيرانية Posted: 01 Apr 2017 02:18 PM PDT واشنطن ـ «القدس العربي»: كشفت رسائل متبادلة بين المدعي العام الاتحادي للولايات المتحدة والقاضي الفيدرالي ان عمدة نيويورك السابق رودي جولياني والنائب العام السابق مليك موكاسي يحاولان عقد صفقة بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن عميل متهم بغسل أموال إيرانية. ويشغل جولياني حاليا منصب «سايبر كازار/ قيصر الانترنت» في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حين يعمل موكاسي ضمن فريق دفاع عن تاجر الذهب الايراني ـ التركي رضا ضراب الذي اتهمته المحكمة الفيدرالية بمساعدة الحكومة الإيرانية على تجنب العقوبات وغسل مئات الملايين. ولم يبلغ جولياي وموكاسي المحكمة رسميا بانهما سيدافعان عن ضراب مما دفع المحامي بن برافمان إلى القول بانهما لن يمثلا أمام المحكمة نيابة عن العميل ولكن القاضي طلب من الدفاع الكشف عن دور الرجلين في فريق الدفاع وشرح الأسباب التي أدت إلى عدم الكشف عن ذلك من قبل. ورفض جولياني وموكاسي الكشف عن تفاصيل تتعلق بمشاركتهما في فريق الدفاع، وجاء في الرسائل المتبادلة بين المدعي العام للمنطقة الجنوبية في نيويورك، جون كيم، والقاضي الاتحادي ان الرجلين لن يتحدثا عن دورهما في القضية، وقال كيم ان جولياني وموكاسي تحدثا إلى مسؤولين في مكتب المدعي العام لإبلاغهم، بدون تواجد أي محام أو حماية قانونية، انهما ذهبا إلى تركيا في اواخر شباط/فبراير للاجتماع مع الرئيس التركي رجب أردوغان لبحث سبل محتملة لتسهيل حل مشكلة التهم الموجهة ضد المدعى عليه في القضية. واضاف كيم انهم ابلغوا المكتب بان جولياني وموكاسي قد سعيا للاجتماع مع مسؤولين في الحكومة الأمريكية من خارج مكتب الادعاء العام لبحث امكانية التصرف في هذه القضية. وأكدت منصات إعلامية امريكية من بينها « نيويورك تايمز» وشبكة «ان بي سي» ان جولياني قد زار بالفعل تركيا من قبل لبحث القضية مع أردوغان. وقال مكتب الادعاء العام ردا على محاولات التدخل بان الادعاءات الغريبة التي تفيد بان الدفاع يأمل في التفاوض والبت في التهم الجنائية في هذه القضية دون اشراك مباشر من مكتب المدعي العام، هي ادعاءات غير ضرورية من الناحية الواقعية وخاطئة من الناحية القانونية، وأكد مكتب الادعاء ان هناك تضاربا في المصالح لان مكاتب محاماة جولياني وموكاسي تمثل بعض البنوك التي تدور حولها مزاعم باستخدام غسيل الأموال إضافة إلى ان شركة جولياني تمثل، أيضا، الحكومة التركية، ورد برافمان على ذلك بالقول : «لا يحق للحكومة معرفة ما يحاول جولياني وموكاسي القيام به من جهود لمساعدة المدعى عليه، وبصراحة فانها لا تتعلق بأعمال الحكومة». وأضاف ان المدعين العامين يحاولون جذب اهتمام وسائل الإعلام، وليس حماية المدعى عليه في (دفاع بدون نزاع). واعتقلت السلطات الأمريكية رضا ضراب الذي يحمل الجنسيتين التركية والإيرانية في مطار ميامي بولاية فلوريدا في اذار/مارس الماضي بتهمة مساعدة إيران في القيام بتعاملات بملايين الدولارات عندما كانت تواجه عقوبات بسبب برنامجها النووي. ولرضا ضراب علاقات جيدة مع القادة الاتراك بمن فيهم أردوغان الذي أعرب عن غضبه من اعتقال تاجر الذهب ومحاولات سابقة في الولايات المتحدة لزج اسم زوجته ونجله في القضية كما اعتقلت الولايات المتحدة، في الاسبوع الماضي، مسؤولا كبيرا في أحد البنوك المملوكة للدولة في تركيا بتهمة التآمر على تجنب العقوبات التجارية المفروضة على إيران في قضية متشابكة مع قضية رضا ضراب ما أدى إلى تصعيد زاد من التوتر الدبلوماسي والمناورات السياسية بين الولايات المتحدة وتركيا. وتأتي هذه القضايا في وقت حساس للعلاقات الأمريكية ـ التركية حيث تعتبر تركيا تاريخيا من أقوى حلفاء الغرب في الشرق الأوسط ولكن اعتقال ضراب والاستراتيجيات المتباينة حول الحرب الأهلية في سوريا وتداعياتها أدت إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين البلدين. عمدة نيويورك السابق يحاول عقد صفقة بين الولايات المتحدة وتركيا في قضية غسل أموال إيرانية رائد صالحة |
ضرب عرض الحائط «شرعية» المرشح بونوا هامون: هل أطلق مانويل فالس رصاصة الرحمة على الحزب الاشتراكي الفرنسي؟ Posted: 01 Apr 2017 02:18 PM PDT باريس ـ «القدس العربي»: يعيش الحزب الاشتراكي حالة من التشظي والانقسام غير المسبوقة منذ تأسيسه قبل أكثر من أربعة عقود. واشتد نزيف الانسحابات من حملة مرشح بونوا آمون في الأيام الماضية، وانضمام قيادات يسارية اشتراكية إلى حملة إمانويل ماكرون. وكان آخرهم، رئيس الحكومة السابق مانويل فالس، الذي أعلن التحاقه بحملة المرشح المستقل الذي يتبنى تيار الوسط الإصلاحي، إمانويل ماكرون، عوض الالتحاق بمعسكر حزبه وعائلته الاشتراكية التي يمثلها المرشح، بونوا هامون. «رجل بلا شرف» وكان هذا الإعلان بمثابة القشة التي قصمت ظهر الحزب الاشتراكي، قبيل نحو ثلاثة أسابيع فقط من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 23 نيسان/أبريل المقبل. يذكر أن كل مرشحي اليسار في الانتخابات التمهيدية، بينهم مانويل فالس، قد وقعوا على «ميثاق شرف»، تعهدوا فيه بمساندة الفائز والممثل الشرعي للحزب الاشتراكي، الأمر الذي لم يلتزم به رئيس الحكومة السابق والخاسر في الانتخابات التمهيدية أمام بونوا هامون. وفجر هذا التغير في موقف مانويل فالس، الذي اعتبره كثيرون ردة، و«خيانة لا تغتفر». وكان أول المعلقين حول قرار فالس، المرشح الاشتراكي بونوار هامون، الذي استنكر بشدة ما أسماه «عملية طعن مقيتة وبغيضة في الظهر. إنه انقلاب على الديمقراطية» وأضاف هامون «اطالب الشعب الفرنسي بمعاقبة كل الذين نكثوا العهود، وضربوا عرض الحائط الميثاق الشرفي الذي وقعنا عليه جميعا. هؤلاء الذين يغيرون مواقفهم حسب مصالحهم الضيقة» في إشارة صريحة إلى مانويل فالس. كما استهجنت قيادات يسارية أخرى القرار، ووصفه الوزير الاشتراكي السابق، أرنو مونتبورغ، بأقذع النعوت قائلا «إنه رجل بلا شرف»، أما القيادي الاشتراكي، باتريك مانوشي فتوجه لفالس قائلا «مانويل لقد أنزلت العار بنا». أما مارتين أوبري القيادية والوزير السابقة، التي انهزمت أمام فرانسوا أولاند في الانتخابات التمهيدية عام 2011، فذكرت مانويل فالس في تغريدة لاذعة وساخرة، بموقفها وقتئذ، قائلة: «مفهومي للشرف وللأخلاق الديمقراطية، كان ببذل قصارى جهدي من أجل فوز اليسار في انتخابات 2012». فالس يبرر موقفه وكان فالس قد دافع عن قراره بالالتحاق بماكرون قائلا «إنه ليس اختيار القلب ولكن اختيار العقل». وأضاف» أقول أن هناك خطرا حقيقيا محدقا، بوصول مارين لوبان للحكم، وقراري يصب في إطار قطع الطريق على اليمين المتطرف». كما أن قيادات اشتراكية في التيار الإصلاحي الحكومي دافعت عن قرار فالس، أبرزهم النائب مالك بوتيج الذي حمل المرشح بونوا هاموا المسؤولية، بسبب «توجهاته السياسية» في برنامجه الانتخابي، و«فشله في رص صفوف الحزب الاشتراكي». كما هاجم النائب الاشتراكي الإصلاحي، فيليب دوسيه، هامون وأنصاره قائلا: «يتهموننا الآن بالخيانة، ويتجرأون على إعطائنا دروسا في الأمانة والشرف، في حين أنهم لم يكفوا عن مهاجمة الحكومة طيلة خمس سنوات، ولم يدخروا جهدا لإسقاطها». ولتخفيف حدة التوتر في عائلة الحزب الاشتراكي، دعا الأمين العام للحزب، جان كريستوف إلى «الهدوء» واكتفى بوصف انضمام مانويل فالس لماكرون بـ«الأمر المحزن»، في الوقت الذي كان يهدد بطرد كل من يخرج عن «شرعية» الحزب، ويساند مرشحا آخر غير مرشح الحزب الاشتراكي بونوا هامون. «انفجار» الحزب بعد الانتخابات ومن المتوقع أن يخرج معسكر اليسار خاوي الوفاض من هذه الانتخابات الرئاسية، بسبب وجود تيارين «غير قابلين للتصالح داخل الحزب» كما أسماه مانويل في وقت سابق، وبسبب فشل كل من بونوا هامون وزعيم اليسار الراديكالي، في تشكيل جبهة موحدة وتقديم مرشح واحد لتمثيل كل معسكر اليسار. وبالتالي سيساهم هذا الأمر في تشتيت أصوات الناخبين، و«هجرة» مزيد من القيادات الاشتراكية نحو المرشح إمانويل ماكرون الذي يتبنى الأفكار الإصلاحية اليسارية. كما أن هذه الانتخابات ستفرز خريطة سياسية جديدة، وسط مخاوف كبيرة من انشقاق التيار الاصلاحي بشكل نهائي، عن الحزب الاشتراكي، وتأسيس حزب جديد بقيادة مانويل فالس. كما يرى عدد من المراقبين، أن مسؤولية التشظي في الحزب الاشتراكي، لا تقع على مانويل فالس فحسب، بل على المرشح بونوا هامون أيضا، بعدما فشل في احتواء وإقناع التيار الإصلاحي، بمشروعه الانتخابي، وبعدما قام بتهميشه بشكل مقصود، واتجه بدله، نحو الحزب اليساري الراديكالي في محاولة منه لتشكيل تحالف قوي معه، وهو ما رفضه جان لوك ميلونشون. يشار إلى ان آخر استطلاعات الرأي تشير إلى تراجع بونوا هامون إلى المركز الخامس، بنسبة 9 في المئة من الأصوات فقط، بينما تقدم الحزب الراديكالي بقيادة جان لوك ميلونشون، في الأيام الأخيرة للمركز الرابع بنسبة، 15 في المئة، وراء كل من فرانسوا فيون، بنسبة 19 في المئة، ومارين لوبان بنسبة 25 في المئة، وإمانويل ماكرون بنسبة 26 في المئة. ضرب عرض الحائط «شرعية» المرشح بونوا هامون: هل أطلق مانويل فالس رصاصة الرحمة على الحزب الاشتراكي الفرنسي؟ هشام حصحاص |
أبقت ياسر عرمان في كل مناصبه: الحركة الشعبية تحسم خلافاتها وتعبر مطب حق تقرير مصير جبال النوبة Posted: 01 Apr 2017 02:18 PM PDT الخرطوم ـ «القدس العربي»: أنهت الحركة الشعبية، التي تخوض حربا ضد الحكومة السودانية، جدلا واسعا حول الخلافات التي برزت داخلها وأعلنت تماسكها ووحدة مؤسساتها وأرجأت مطلب النوبة في تقرير المصير وأبقت على وفدها التفاوضي وتحالفاتها مع قوى المعارضة الأخرى. وشهدت الساحة السياسية في السودان جدلا كثيفا في الأيام الماضية حول صراعات داخل الحركة الشعبية أدت لاستقالة عبد العزيز الحلو نائب رئيس الحركة، وبروز اتجاه قوي يدعو إلى حق تقرير المصير في مناطق جبال النوبة. وقالت الحركة في بيان لها إن قادتها وقادة الجيش الشعبي اختتموا جولة واسعة في المناطق التي تسيطر عليها استمرت لمدة خمسة أيام التقت خلالها أجهزة الحركة المدنية والعسكرية وحكومة الإقليم ومجلس التحرير. وأكدت الحركة أن الاجتماعات أمنت على ضرورة وحدتها وتمسكها بخطها السياسي وبتحالفاتها مع قوى المعارضة وبمواقفها التفاوضية المعلنة وبمؤسساتها بما في ذلك وفدها التفاوضي وبرؤيتها بخصوص السودان الجديد. وأشارت إلى أن مؤسسات الحركة الشعبية أبدت حرصها على وحدة الحركة على كافة المستويات، وأضافت أن المعركة تظل هي مع المؤتمر الوطني، الحزب الحاكم في السودان، وقد طالب قادة الجيش الشعبي ـ حسب البيان ـ بتوجيه الموارد وإمكانيات الحركة وطاقاتها على نحو موحد لتحقيق مطالب الشعب السوداني في التغيير. وأنهى هذا الموقف جدلا كثيفا حول مطلب قادة جبال النوبة بتقرير المصير الذي أصدره مجلس تحرير إقليم جبال النوبة/ جنوب كردفان واعتبره حقا مكفولا للشعوب بموجب القوانين والمواثيق الدولية، وأصدر المجلس ذاته قرارات أحدثت ربكة كبيرة منها: حل وفد التفاوض مع الحكومة وتكوين وفد جديد، وسحب الثقة من ياسر سعيد عرمان كأمين عام للحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، وسحب ملفات التفاوض والعلاقات الخارجية والتحالفات السياسية من ياسر عرمان، وقد أبطل الاجتماع الأخير كل هذه القرارات. ويرأس الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان وفد التفاوض مع الحكومة السودانية منذ سنوات، ويرى بعض أعضاء الحركة بأنه غير جدير برئاسة وفد التفاوض وينفذ أجندة تعيق تحقيق السلام، وطالبت قطاعات من الحركة ـ خاصة قطاع جبال النوبة بتنحيته من المناصب القيادية باعتباره من أبناء وسط السودان. وكانت الجبهة الثورية السودانية (وهي تحالف يضم مجموعات كبيرة من المعارضة السودانية) قد طالبت كل قوى التغيير للوقوف مع الحركة الشعبية ضد ما سمته بمحاولات النظام للنيل من مشروع التغيير الذي تتزعم قاعدته الحركة. ودعت الجبهة كل قوى التغيير للوقوف بصلابة وحزم في وجه ما سمته بحملات النظام التي تستهدف مشروع التغيير وأكدت عزمها على تغيير النظام بكل الوسائل وأبدت رغبتها للتعاون مع كل قوى التغيير لبناء وطن العدل والمساواة والديمقراطية. وفشلت مفاوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية في منتصف آب/أغسطس الماضي لوجود خلافات حول توصيل المساعدات الإنسانية للمناطق التي تسيطر عليها الحركة، حيث تصر الحكومة على توصيل المساعدات من الداخل بينما تصر الحركة على إيصال المساعدات عبر ثلاث مناطق خارجية، لكن تم الاتفاق على إيصال المساعدات عبر منطقة أصوصا في أثيوبيا، غير أن المفاوضات انهارت. وشهدت الفترة الأخيرة ضغوطا كبيرة من المجتمع الدولي نحو الحكومة السودانية والحركة الشعبية للعودة لطاولة المفاوضات وتحقيق تقدم في ملف السلام وإنهاء الحرب. ويخوض الجيش السوداني حربا مع جيش الحركة الشعبية في ولاية جنوب كردفان في الخامس منذ حزيران/يونيو2011 وانتقلت إلى ولاية النيل الأزرق المجاورة في أيلول/سبتمبر من العام نفسه. أبقت ياسر عرمان في كل مناصبه: الحركة الشعبية تحسم خلافاتها وتعبر مطب حق تقرير مصير جبال النوبة صلاح الدين مصطفى |
القمة العربية: أي جديد تحت الشمس؟ Posted: 01 Apr 2017 02:17 PM PDT لم يكن منتظراً من القمة العربية، التي احتضنها الأردن مؤخراً، أن تحقق اختراقات ملموسة على صعيد معالجة القضايا العربية الساخنة، في سوريا والعراق واليمن وليبيا مثلاً. وكان مخيباً للآمال بصفة خاصة أن يعود البيان الختامي إلى “المبادرة العربية” بعد 15 سنة على اقتراحها، وجمودها عملياً؛ وأن يغيب، كذلك، أي قرار جدي جديد حول القضية الفلسطينية. (ملف حدث الأسبوع، ص 6 ـ 13) القمة العربية: أي جديد تحت الشمس؟ |
الخارجية الفلسطينية: نتائج القمة وتأثيراتها ستظهر خلال الأسبوعين المقبلين Posted: 01 Apr 2017 02:17 PM PDT رام الله ـ «القدس العربي»: بعد تشتت دام ست سنوات في الإقليم العربي المشتعل، بدا أن القمة العربية التي عقدت في البحر الميت كانت لأجل القضية الفلسطينية بشكل أساسي، إذ احتلت مساحة كبيرة سواء من حيث النقاشات أو القرارات النهائية أو الحضور الدولي اللافت المتعلق بالقضية الفلسطينية من الطرف الأمريكي والأوروبي. وكان واضحا أثر مكالمة جرت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس عباس تبعها بزيارة مبعوثه الشخصي جيسون غرينبلات. ويعتقد محللون تحدثت إليهم «القدس العربي» أن هذه المكالمة فتحت أبواب دول عربية كانت مغلقة بالنسبة للقيادة الفلسطينية وأعادت الحراك إلى القضية بقوة قبيل القمة العربية. وخلال كلمات الزعماء لفتت جملة من أمير دولة قطر قال فيها «لا دولة فلسطينية بدون غزة، ولا دولة فلسطينية في غزة» وهـــو ما أعـــطــى إشـــارة إيجابية لإمكانية التوصل إلى مصالحة فلسطينية داخلية. ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس القمة بالناجحة، كونها استطاعت بقيادة الملك الأردني عبد الله الثاني، إنهاء التوترات العربية. وأكد أنه والعاهل الأردني والرئيس عبد الفتاح السيسي سيزورون الولايات المتحدة الأمريكية، كل على حدة، لذلك كان من المفيد عقد القمة الثلاثية والحديث في كل الأمور بدقة، و«المواضيع التي سنطرحها خلال لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تمت مناقشتها بالتفصيل». واعتبر رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني ان القمة العربية كانت فلسطينية بامتياز، لأنها أكدت على أن القضية الفلسطينية هي أم القضايا في العالم العربي، وهي بوصلة الأمة على اختلاف المشارب والاثنيات. وأكد أن ما انتهت إليه هو لا مفاوضات إقليمية قبل التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وأن مبادرة السلام العربية في بيروت عام 2002 هي الأرضية الصالحة والمقبولة بشكل جمعي لإيجاد حل شامل يضمن الأمن والسلام لجميع الأطراف. وكذلك جرى التأكيد على أن لا للدولة المؤقتة أو ذات الحدود المؤقتة. واعتبرت الخارجية الفلسطينية أن القمة حققت العديد من الانجازات وتغلبت على الكثير من الاشكاليات، وتمكنت من حل معظم الخلافات التي كانت قائمة بين بعض الدول العربية، ووفرت مناخاً أكثر إيجابية للعمل العربي المشترك. ورأت أن الاختبار الحقيقي لنجاح القمة، ونجاح الجهود التي بذلت قبلها وخلالها سيتم قريبا جداً، وذلك خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بداية الأسبوع المقبل إلى واشنطن والتي ستليها مباشرة زيارة أخرى لجلالة الملك عبدالله الثاني. أما كفلسطينيين فسيتم العمل على تقييم نتائج ومخرجات الزيارتين، من أجل تحديد شكل وطبيعة الزيارة التي سيقوم بها الرئيس محمود عباس لواشنطن، للاستفادة من المخرجات لصالح الجهد والموقف الذي تم التوافق عليه في اللقاء الثلاثي. تحقيق صفقة فورا وكان مبعوث الرئيس الأمريكي جيسون غرينبلات شارك في القمة بأمر من ترامب لترويج سعيه لتحقيق صفقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويعتقد الرئيس الأمريكي انه يمكن عقد هذه «الصفقة» فورا. وكشف النقاب في إسرائيل عن رسالة حولها ترامب إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بواسطة المحامي اليهودي الأمريكي الين دارشوفيتش أبلغ نتنياهو خلال محادثة هاتفية جرت بينهما الاسبوع الماضي، ان الرئيس ترامب «يريد التوصل إلى صفقة بين إسرائيل والفلسطينيين ويعتقد انه يمكن تحقيقها فورا». وقال المبعوث الأمريكي ان ترامب مصر على تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ويعتقد انه سيكون لهذا الاتفاق تأثير ايجابي على الشرق الأوسط والعالم كله. وأصدرت السفارة الأمريكية في عمان بيانا جاء فيه أن «غرينبلات ركز خلال محـــادثاته على طـــرق تحقيق التقدم العملي في العـــمـــلــية الــسلمية في الشــرق الاوسط، وفي إطار ذلك تحقيق اتفاق شامل بين إسرائيل والفلسطينيين». وأكد أهمية الدور الذي يمكن لدول المنطقة القيام به في العملية السلمية، وانه يجب الامتناع عن إطلاق تصريحات من شأنها ان تصعب محاولات دفع العملية السلمية. وأوضح أنه لم يصل إلى المنطقة من أجل فرض أفكار أو خطة سلام على الأطراف. وحسب البيان «ان السلام بين الجانبين يمكن ان يتحقق من خلال المفاوضات المباشرة بينهما فقط». يشار إلى ان مشاركة غرينبلات في القمة العربية استثنائية، وتدل على الأهمية التي يوليها ترامب لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. واجتمع غرينبلات مع عباس قبيل انطلاق القمة العربية وهو الثاني قبيل سفر عباس إلى واشنطن لالتقاء ترامب بعد اسبوعين. كما التقى، بوزير الخارجية المصري سامح شكري، وناقش معه العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين. وسيصل الرئيس المصري إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي في الأسبوع المقبل. ومن المتوقع ان يناقشا محاولة تحريك مبادرة سلام إقليمية في الشرق الأوسط، تلعب فيها مصر دورا رئيسيا. ويظهر ان الصفقات الجاري العمل عليها هي المصالحة الوطنية الداخلية لتقوية الموقف الفلسطيني وبالتالي عودة الوحدة إلى الأرض والشعب في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأوضح الرئيس عباس في كلمته أمام القمة أن المصالحة ستقود إلى حكومة وحدة وطنية تلتزم ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية. وبالتالي سيتم السير خطوة إلى الإمام باتجاه الصفقة الثانية وهي التي يتحدث عنها ترامب بين الفلـسطينيين والإسرائيليين وحتى العرب. لكن هذه الصفقات قد تذهب أدراج الرياح في ظل الوضع المتدهور على الأرض، فإسرائيل تواصل سرقة الأراضي وبناء المستوطنات، والأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال يستعدون لخوض معركة جديدة من الاضراب المفتوح عن الطعام في يوم الأسير الفلسطيني أي بعد يومين من لقاء ترامب عباس. والأخطر من هذا كله هو في حال قررت حماس الرد على اغتيال مازن قفها في الضفة الغربية على سبيل المثال، وهو السيناريو الذي سيعني إتاحة فرصة لإسرائيل للهروب مجــدداً من أي استحقاق للسلام وحرب جديدة تشنها على الفلسطينيين أجمعين. الخارجية الفلسطينية: نتائج القمة وتأثيراتها ستظهر خلال الأسبوعين المقبلين قمة البحر الميت «الصفقة» في كل الاتجاهات فادي أبو سعدى |
حسابات العراق في قمة الأردن بين الربح والخسارة Posted: 01 Apr 2017 02:17 PM PDT بغداد ـ «القدس العربي»: حظي الشأن العراقي بقسط كبير من اهتمامات القادة العرب خلال أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين في منطقة البحر الميت في الأردن، في تأكيد على ترابط أوضاع العراق بأوضاع المنطقة العربية وتأثيرهما المتبادل. ورغم ازدحام جدول أعمال القمة بالقضايا والأزمات العربية المستعصية والمزمنة، فقد كان للعراق حصة من الاهتمام والتركيز، نظرا لتداعيات الوضع العراقي وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب، وتعقيدات العلاقة بين العراق وإيران ووضع مكونات العراق غير المستقر. وعدا موقف القمة من إيران وسوريا، يبدو ان الحكومة راضية عن نتائج المؤتمر بما يخص العراق، حيث اتفق معظم القادة العرب على دعم موقف العراق بمواجهة الإرهاب والترحيب بالتقدم الذي تحرزه القوات العراقية واقترابها من حسم الصراع مع تنظيم «الدولة». كما أيد القادة العرب موقف الحكومة العراقية المطالب بانسحاب القوات التركية من شمال العراق. وجاء في الفقرة ثالثا من مقررات المؤتمر «تجديد التأكيد على ان أمن العراق واستقراره وتماسكه ووحدة أراضيه، ركن أساسي من أركان الأمن والاستقرار الإقليميين والأمن القومي العربي، ونشدد على دعمنا المطلق للعراق الشقيق في جهوده للقضاء على العصابات الإرهابية وتحرير مدينة الموصل من عصابات داعش، ونثمن الإنجازات الكبيرة التي حققها الجيش العراقي في تحرير محافظات ومناطق عراقية أخرى من الإرهابيين». كما أقرت الفقرة، «تأييد جميع الجهود المستهدفة لإعادة الأمن والأمان إلى العراق وتحقيق المصالحة الوطنية عبر تكريس عملية سياسية تثبت دولة المواطنة وتضمن العدل والمساواة لكل مكونات الشعب العراقي في وطن آمن ومستقر لا إلغائية فيه ولا تمييز ولا اقصائية»، وهذه رسالة إلى الحكومة العراقية بضرورة مراجعة سياستها ازاء مكونات الشعب العراقي، وخاصة السنة منهم. وفي كلمته أمام القمة، دعا رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، زعماء الدول العربية، إلى موقف موحد لدعم العراق، مؤكداً أن بلاده تقاتل الإرهاب نيابة عنهم وعن العالم أجمع. وبين ان «داعش قام بعملية خداع كبرى حين ادعى زورا وكذبا الدفاع عن أهل السنّة لكنه في الحقيقة قتل من الجميع وجرائمه شملت كل الطيف العراقي»، دون الاشارة إلى مبررات وأسباب ظهور التنظيم الإرهابي في العراق. وأقر العبادي «نحن نواجه الإرهاب، ونواجه الفساد الإداري والمالي، ولا نفرق بين الإرهاب والفساد والجريمة المنظمة فبعضهما يكمل الآخر، وجميع ذلك يمثل عدوا وتحديا مشتركا»، داعيا «الدول العربية إلى التعاون وتوحد جهودها وتبادل المعلومات الاستخبارية لمنع عودة داعش أو انتشاره لدول أخرى». توظيف الطائفية والمذهبية ومع الدعم العربي المعلن للعراق في مواجهة الإرهاب، فان كلمات القادة وقرارات المؤتمر لم تكن كلها موافقة لتوجهات الحكومة العراقية، وخاصة ما يتعلق بالانتقادات الواضحة للتدخل الإيراني في الشؤون العربية، حيث أكدت الفقرة ثامنا من قرارات القمة، على «رفض كل التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية، وادانة المحاولات الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية والمذهبية أو تأجيج الصراعات وما يمثله ذلك من ممارسات تنتهك مبادئ حسن الجوار وقواعد العلاقات الدولية ومبادئ القانون الدولي وميثاق منظمة الأمم المتحدة». وقد حذر الأمين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط من «الطيور الجارحة» التي تحوم حول العرب وتحاول توظيف الطائفية والمذهبية لتحقيق أهداف سياسية. وبدوره، عبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته، عن «الأسف أن نرى بعض القوى تستغل الظروف غير المسبوقة التي تمر بها منطقتنا لتعزيز نفوذها وبسط سيطرتها، فقامت تحت مسميات وتبريرات مختلفة، بالتدخل فى شؤون الدول العربية» داعيا إلى «اتخاذ موقف واضح وحاسم إزاء هذه التدخلات، موجهين رسالة قاطعة، بأننا لن نسمح لأي قوة كانت بالتدخل في شؤوننا، وأن كافة المحاولات التي تسعى للهيمنة المذهبية أو العقائدية أو فرض مناطق نفوذ داخل أراضي الدول العربية ستواجه بموقف عربي موحد وصارم». وكان وزراء الخارجية العرب، تبنوا في ختام اجتماعهم التمهيدي للقمة، مشروع قرار للقمة يدين «التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية» مطالبا إيران بـ«الكف عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها أن تقوض بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة». وفي السياق، كان المؤتمر فرصة لعقد أول لقاء بين ملك المملكة العربية السعودية سلمان بن عبد العزيز والعبادي على هامش المؤتمر، حيث أعلن الملك السعودي دعم بلاده للعراق لاستعادة دوره الكبير في المنطقة وتعزيز العلاقات معه على جميع المستويات، كما جرى بحث تعزيز التفاهم والتعاون بين البلدين في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمار والتنسيق الأمني المشترك. وأعرب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في كلمته، عن أمله في التوصل إلى حكومة تمثل كافة أطياف ومكونات المجتمع في العراق، وهو الموقف الذي أكده خلال زيارته إلى العراق عقب انتهاء مؤتمر القمة، حيث أكد على ضرورة تحقيق مصالحة حقيقية بين مكونات الشعب، مع تركيزه على الاهتمام بأوضاع النازحين الإنسانية. وإذا كانت نتائج القمة العربية وكلمات القادة العرب، لبت بعض احتياجات الحكومة العراقية، بالحصول على الدعم بمواجهة تنظيم «الدولة» والقوات التركية شمال العراق، فان القادة العرب من الناحية الأخرى شددوا على ضرورة اعادة الحكومة العراقية والقوى السياسية المتحكمة بها، سياستها تجاه بقية مكونات الشعب العراقي، وضرورة تحقيق مصالحة حقيقية بينها والغاء التمييز والاقصاء، اضافة إلى التلميحات للعلاقة المميزة بين الحكومة العراقية وإيران. حسابات العراق في قمة الأردن بين الربح والخسارة مصطفى العبيدي |
اللاجئون العرب في تركيا لم يتابعوا القمة ولم يتوقعوا منها إنهاء معاناتهم Posted: 01 Apr 2017 02:16 PM PDT إسطنبول ـ «القدس العربي»: بينما لم يعلم جزء كبير من اللاجئين العرب في تركيا بانعقاد القمة العربية في عمان، قال آخرون إنهم لم يتابعوا مجريات القمة ولم ينتابهم أي فضول لمعرفة مجرياتها، في حين أكد من تابعها أنه لم يتوقع أي نتائج أو قرارات واقعية تساهم في إنهاء معاناة اللاجئين وتغير الواقع العربي الصعب، على حد تعبيرهم. ويعيش في تركيا 3 مليون لاجئ سوري حسب آخر إحصائية للأمم المتحدة و3.5 مليون حسب الأرقام التركية الرسمية، إلى جانب مئات آلاف العراقيين، وأعداد كبيرة من العرب الذين اضطروا إلى ترك منازلهم نتيجة الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة التي تمر فيها أوطانهم. وخلال لقاءات أجرتها «القدس العربي» مع بعض اللاجئين العرب في تركيا تبين فعلياً أن جزءا منهم لم يعلم بانعقاد القمة العربية التي جرت، الأربعاء، في العاصمة الأردنية عمان، ولم تصلهم أي تفاصيل متعلقة بالبيان الختامي والقرارات الصادرة عنها. وقال آخرون إنهم علموا بانعقاد القمة من خلال زملاء لهم أو من وسائل الإعلام، لكنهم لم يتابعوا مجرياتها ولم ينتابهم أي فضول لمعرفة تفاصيلها أو القرارات الصادرة عنها، معتبرين أنهم وصلوا إلى هذه القناعة منذ زمن طويل وفقدوا الأمل في حصول أي تحول حقيقي أو صدور قرارات هامة تغير من الواقع العربي الذي وصفوه بـ«المتهالك». وجاء في البيان الختامي للقمة «إعلان عمان» قرارات تتعلق بدعم القضية الفلسطينية والتنديد بتدخلات إيران في العالم العربي ومطالبة تركيا بسحب قواتها من العراق ومساندة التحالف العربي باليمن ودعم الاستقرار في ليبيا، كما أكدت القمة على «تكثيف العمل على إيجاد حل سلمي ينهي الأزمة السورية» ودعم الدول العربية المستضيفة للاجئين. حاتم إبراهيم شاب سوري (30 عاماً) يعمل في أحد المطاعم العربية في منطقة الفاتح وسط اسطنبول، يقول إنه سمع عن القمة العربية وشاهد بعض الصور عنها في التلفزيون المنصوب في مكان عمله، وحول انطباعاته عن قرارات القمة، أجاب بسخرية: «عم تحكي جد! خليني كمل شغلي لأدبر مصاريف عيلتي (عائلتي) أحسن من الزعماء العرب وقممهم الفاضية». وحول القرار المتعلق بدعم الدول المستضيفة للاجئين، يقول السوري أبو محمود 55 عاماً: «6 سنوات مرت ونحن مهجرين من بلادنا قسراً نعاني ألم الحرب والغربة والفقر ولم نحصل على أي دعم عربي حقيقي ولم تستطيع القمم العربية المتلاحقة فعل أي شيء للشعب السوري الذي يبحث عن الحرية» مضيفاً: «لو عملوا لفلسطين شيء من 60 عاما راح يعملوا لسوريا شيء». ويقول العراقي ياسين سلمان (32 عاماً) إنه تابع القمة جزئياً من نشرات الأخبار ولم يكن يتوقع منها شيئاً، مضيفاً: «إيران تسرق العراق وتغير التركيبة السكانية لها من خلال ميليشياتها الشيعية ولم يستطع العرب فعل شيء وهم يدعونها لعدم التدخل عبر بيانات لا تغير من الواقع شيئا»، وتابع: «نتمنى لو تستطيع الدول العربية التوحد وإيجاد حلول لكي نعود لبلادنا ومنازلنا» لكنه استدرك ساخراً: «منزلنا تدمر في الموصل لم يعد هناك شيء نعود له». وفي منطقة «أك سراي» في اسطنبول والتي يتخذها اللاجئون العرب نقطة انطلاق لسواحل غرب تركيا قبيل الوجه لليونان في طريقهم إلى أوروبا عبر البحر، التقت«القدس العربي» عددا من الشبان العرب بينهم سوريون وعراقيون وفلسطينيون. يقول أحد الشبان رداً على سؤال حول رأيهم بقرارات القمة العربية: «لم نعد نتوقع أي شيء منهم ولم نعد نهتم بهذه الأخبار» ويضيف آخر: «قلهم (قل للزعماء العرب) يعطوا كل شب مساعدة ليتمكن يهاجر لأوروبا لأنو ما عاد في حياة ببلادنا» ويرد آخــر: «يعطـــوني أجـــرة المُهرب وأنا أتنازل لهم عن حصتي في الوطن العربي كله». ورأى حذيفة (49 عاماً) من سوريا أن «الواقع العربي لا بد أن يتغير» مضيفاً: «بالتأكيد نحن لم نعول على الرؤساء العرب بأي شيء ولكننا نعول على الثورات العربية بأن تتمكن من إحداث تحول حقيقي وإبراز قيادات تعبر عن نبض الشعوب العربية على الرغم من الفشل الذي عانت منه هذه الثورات ورغم الثمن الكبير الذي دفعناه». اللاجئون العرب في تركيا لم يتابعوا القمة ولم يتوقعوا منها إنهاء معاناتهم إسماعيل جمال |
غياب الحل العربي في ليبيا يُغذي التدخلات الخارجية Posted: 01 Apr 2017 02:16 PM PDT ثمانية سطور لا أكثر كانت هي «حصة» ليبيا من البيان الختامي للقمة العربية، وسط تفاقم الصراع في هذا البلد- الجسر بين المشرق والمغرب. ثمانية سطور وخمسة أفعال لا تُسمن ولا تُغني من جوع هي بالترتيب «نشدد ونؤكد ونشدد ونؤيد… كما نؤكد». اكتفت القمة بقاموسها المألوف المُشتق من التشديد والتأكيد، ولم تغب عنه سوى عبارات الشجب والاستنكار، التي كانت تنام خلف أي بيان للجامعة ومؤسساتها. وهذا دليل على أن القمة لا تملك رؤية متكاملة لحل الصراع في ليبيا، في وقت يتدحرج فيه البلد إلى صراع بالوكالة تُؤججه وتُغذيه الدول الكبرى والقوى الاقليمية. ما من شك بأن إعلان القمة التمسك بـ«وحدة ليبيا الترابية وتماسكها المجتمعي» أمرٌ مهمٌ في هذه المرحلة التي يتنامى فيها شبح التقسيم. كما من المهم أيضا التأكيد على ضرورة تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي، من خلال مصالحة وطنية في ليبيا ترتكز على اتفاق «الصخيرات»، لكن ما هي الآلية الكفيلة بتأمين الاستقرار وتكريس المصالحة؟ اكتفت القمة بدعم جهود دول الجوار (الجزائر وتونس ومصر) لتحقيق المصالحة عبر حوار ليبي-ليبي ترعاه الأمم المتحدة. إلا أن هذه المبادرة الثلاثية ما زالت تدور حول نفسها، ولم تُرسل مؤشرات تدل على أنها تتجه فعلا نحو جمع الفرقاء حول مائدة واحدة، بدليل استمرار الجنرال خليفة حفتر على رفضه الجلوس مع فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي المُنبثق من اتفاق الصخيرات. ازدواجية المواقف يكمن المشكل في أن بعض الدول العربية التي صدقت على بيان ختامي داعم للمؤسسات الشرعية الليبية، هي التي تُشجع المُتعنتين وتدعم المُكابرين والانفصاليين، ما أوجد مناخا غير موات للتحاور والتصالح. كما أن قسما آخر من الدول العربية وافق هو الآخر على البيان الختامي، الذي أكد على «الوقوف مع الأشقاء الليبيين في جهودهم لدحر العصابات الإرهابية واستئصال الخطر الذي يمثله الإرهاب على ليبيا وعلى جوارها» بينما هو الذي يمدُ الميليشيات بالسلاح والمال لكي تربك خطط الطرف المقابل. وقعت ليبيا فريسة لهذا الصراع بين القوى الإقليمية، لكن الدول العظمى هي التي أمسكت بخيوط الملف، فأصبحت ليبيا، إلى جانب سوريا والعراق، واحدة من ساحات المنافسة بين القوى الثلاث روسيا وأمريكا وأوروبا. وإذا كانت الإدارة الأمريكية السابقة تعترف بأنها لا تملك خطة خاصة بالشرق الأوسط وتنحو إلى التركيز على آسيا مثلما شرح الرئيس السابق باراك أوباما في مقابلته الشهيرة المطولة مع مجلة «ذي اتلانتيك» فإن روسيا بوتين ظلت تعمل من أجل معاودة بناء الجسور القديمة مع بلدان الشرق الأوسط. واستبطن بوتين سياسة القياصرة الذين كانوا حريصين على وجود عسكري في المتوسط، وهو الحرص الذي سارت عليه أيضا روسيا السوفييتية أيام الحرب الباردة، من خلال شبكة علاقات شملت مصر وسوريا والعراق والجزائر وليبيا. ويمكن القول إنها تعود بقوة اليوم إلى شرق المتوسط بعدما باتت لاعبا رئيسيا في سوريا، وبعدما أقامت جسورا متينة مع مصر، ودخلت إلى الساحة الليبية داعمة لقائد «الجيش الوطني» في الشرق خليفة حفتر. وهي لا تُخفي معارضتها للقيم الحداثية التي ساهم الغرب في نشرها بين النخب العربية، مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحوكمة والمحاسبة. أما الإدارة الأمريكية الحالية فأعطت، على عكس أوباما، مؤشرات على اعتزامها تعزيز حضورها في المنطقة، على الرغم من تراجع الاعتماد الأمريكي على مصادر النفط العربي. وتستأثر آسيا وخاصة الصين حاليا، بـ 75 في المئة من النفط المُصدر من الخليج العربي. ويتوقع خبراء أن ترتفع هذه النسبة إلى 85 في المئة في أفق 2025. وتعمل أمريكا على التحكم بمسارات تدفق النفط لأن هذا يجعلها قادرة، عند الحاجة، على الحد من كميات النفط والغاز المُوردة للصين وسائر القوى الصاعدة الأخرى في آسيا. أكثر من ذلك استطاعت أمريكا مع انهيار أسعار النفط العالمية، اعتبارا من 2014، أن تُعاقب روسيا على سياستها العدوانية تجاه أوكرانيا وتفرض على إيران حلا وسطا للملف النووي. القيادة من الخلف مع اعتماد «مذهب أوباما» التزمت واشنطن الحذر من خوض مغامرات عسكرية من النوع الذي اندفعت إليه الإدارتان السابقتان في أفغانستان والعراق، وزاد مقتل السفير الأمريكي في ليبيا جون كريستوفر ستيفينز من ترسيخ هذا النزوع الجديد، حتى أن واشنطن صارت تغض الطرف عن ذريعة الديمقراطية. وفي هذا السياق اتخذت قرار الإحجام عن التدخل في الصراع السوري في أيلول (سبتمبر) 2013. وأنتج هذا الحذرُ مبدأ «القيادة من الخلف» الذي صاغته الإدارة السابقة خصيصا لليبيا. واقتضت «القيادة من الخلف» إرخاء الحبل للدول الأوروبية الثلاث المؤثرة في الملف الليبي، وهي فرنسا وإيطاليا وبريطانيا، والاقتصار على الضربات الجوية لتجمعات الفصائل الإرهابية في شرق ليبيا كما في غربها. مع ذلك لا يمكن القول إن أمريكا قللت من حضورها العسكري في المنطقة، وإنما هي قامت بمعاودة تنظيمها وتوزيعها على أماكن أقل انكشافا، بدليل أنها لم تُخفض من عدد طائراتها وبوارجها الحربية المهيأة للتدخل السريع عند الحاجة، لا بل زادت منها. والأرجح أن الجنود الأمريكيين المُنهكين جراء عشر سنوات من الحروب على الإرهاب تستفيد من الفسحة الراهنة لاسترجاع الأنفاس والقيام بمزيد من التدريبات وتحديث عتادها. قد يقود هذا الاتجاه الأمريكي إلى جعل الشرق الأوسط، ومن ضمنه ليبيا، ساحة للصراع مع روسيا المندفعة إلى المنطقة بقوة غير مسبوقة، مثلما أظهر ذلك وصول قوات روسية إلى مدينة سيدي براني المصرية وعيونها على شرق ليبيا، ما قد يُشكل تعديلا في موازين القوى العسكرية بين الفريقين الليبيين المتصارعين. وقد أشار موفد الجامعة العربية إلى ليبيا السفير صلاح الدين الجمالي إلى كثرة التدخلات الخارجية في الملف الليبي، بدافع الطمع في ثرواتها وموقعها الاستراتيجي، إلا أن الزعماء العرب لم يتوصلوا في قمتهم إلى بلورة خطة تُكرس حلا عربيا للصراع، بما يحدُ من التدخلات الخارجية غياب الحل العربي في ليبيا يُغذي التدخلات الخارجية رشيد خشانة |
اليمنيون يصابون بإحباط شديد من نتائج القمة العربية Posted: 01 Apr 2017 02:16 PM PDT تعز ـ «القدس العربي»: أصيب اليمنيون بإحباط شديد جراء تهميش القمة العربية المنعقدة في منطقة البحر الميت في الأردن، حالة الحرب المستعرة في اليمن منذ أكثر من سنتين، وعدم ايلاءها الاهتمام الذي كانوا يتوقعونه منها لوضع مشاريع جديدة للحل بعد وصول كافة المقترحات والمشاريع إلى طريق مسدود. واعتبرها اليمنيون نسخة مكررة من القمم السابقة التي كانت تتعامل مع الشأن اليمني بتهميش كبير، غير أنهم كانوا هذه المرة يتوقعون أن تكون هذه القمة نوعية وتحقق تقدما في الاهتمام بالشأن اليمني خاصة وأنه يعاني من ويلات الحرب الراهنة في ظل انسداد الأفق أمام أي محاولات للحلول السياسية أو إحداث خرق في جدار الأزمة اليمنية. ورغم أن القضية اليمنية شغلت حيزا كبيرا في كلمات ومداولات القمة وكسبت موقعا متقدما في بيانها الختامي، غير أن كل هذه الأمور في نظر العديد من اليمنيين لا تعدو أن تكون مجرد ذرّ الرماد في العيون لإسقاط الواجب، من قبيل الإجراء البروتوكولي للحديث عن القضايا الملتهبة في المنطقة وعرض رؤية كل بلد حيالها. وكان اليمنيون يطمحون من الحضور الكبير والنوعي للزعماء العرب وتوقيتها ومكان انعقادها الدفع بقوة نحو الخروج بمقترحات جمعية ناجعة وحلول سياسية للأزمة في اليمن وإجبار مختلف الأطراف للالتزام بها، لأنها لم تعد مجرد أزمة أو قضية محــلــية، بـــقــدر ما تمس أمن واستقرار المنطقة العربية برمتها وفي مقدمتها دول شبه الجزيرة العربية. وشعر اليمنيون بعدم الارتياح من الإشارة العابرة في بيان القمة الختامي للحرب اليمنية بجملة محدودة المساحة لا تتعدى ثلاثة أسطر والتي انحصرت في مباركة الجهود الحالية، قالت فيه «نساند جهود التحالف العربي دعم الشرعية في اليمن وإنهاء الأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216 عام 2015 وبما يحمي استقلال اليمن ووحدته ويمنع التدخل في شؤونه الداخلية، ويحفظ أمنه وأمن دول جواره الخليجية، ونثمن مبادرات إعادة الإعمار التي ستساعد الشعب اليمني الشقيق في إعادة البناء». الأسوأ بين دول المنطقة وتضاعف الإحباط اليمني مع تأكيد القمة ذاتها أنها «التأمت في ظرف عربي صعب، فثمة أزمات تقوض دولا وتقتل مئات الألوف من الشعوب العربية وتشرد الملايين من أبناء أمتنا لاجئين ونازحين ومهجرين» وأن الوضع اليمني يعد من الأسوأ بين دول المنطقة التي تعاني الحروب وحالات الاقتتال نظرا لأنها حرب منسية. وفي نظر العديد من المحللين السياسيين اليمنيين اكتفى البيان الختامي بالإشارة إلى الحرب اليمنية على قدر مصالحهم منها، كما هو الحال في خطابات القادة والزعماء العرب الذين تفاوتت إشاراتهم للقضية اليمنية من منظور حجم مصالحهم ومن مستوى علاقتهم باليمن والمصالح المرجوة من الاستقرار فيه وليس من قبيل الهم العربي الواحد والمصالح المشتركة للجميع، التي قد يكون اليمن حجر الزاوية في أي استقرار منشود في المنطقة. واعتبروا عدم التطرق أو تبني آليات عملية لإنهاء الحرب عبر الأطر السياسية أو أي وسيلة ناجعة لوضع حد لحالة الاحتراب التي أتت على الأخضر واليابس وأدخلت المواطنين اليمنيين في أزمة معيشية غير مسبوقة وتنذر بحلول مجاعة محدقة، وفقا لتقارير الأمم المتحدة التي أطلقت صفارات الإنذار مرارا حيال الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن. وكان اليمنيون يتوقعون من القمة تبني مشاريع حلول أو خريطة طريق منافسة لنظيرتها التي تطرحها الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة والتي رفضت من مختلف أطراف الصراع في اليمن، بحيث تكون خريطة الطريق العربية واقعية وعملية ومقبولة من جميع الأطراف وتسهم في الحل الجذري للمشكلة اليمنية وليس فقط مجرد طرح الحلول الآنية والمهدئة. وبعد عامين من الحرب المدمرة في اليمن كان اليمنيون يتطلعون إلى خطة مارشال عربية عبر هذه القمة، لإنقاذ اليمن مما آلت إليه الأوضاع فيه، ومد يد العون إليه ودفع سفينة نجاته إلى بر الأمان، قبل أن يغرق بمن فيه في بحر الأمواج المتلاطمة والدامية. اليمنيون يصابون بإحباط شديد من نتائج القمة العربية خالد الحمادي |
لقاء السيسي ـ سلمان: تقارب مفروض على أرضية خلافية مستمرة Posted: 01 Apr 2017 02:15 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، على هامش أعمال القمة العربية التي انعقدت في البحر الميت في الأردن، الأربعاء الماضي، وهو اللقاء الذي كان متوقعا لتنقية العلاقات بين البلدين من شوائبها. وحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير علاء يوسف، فإن الملك سلمان وجه الدعوة للسيسي للقيام بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، وهو ما رحب به الأخير، وأعلن وزير خارجية السعودية عادل الجبير أن الزيارة ستكون في نيسان/أبريل الحالي، كما وعد الملك سلمان بزيارة مصر في القريب العاجل بناء على الدعوة التي وجهها له السيسي. وقال المتحدث باسم الرئاسة إن الاجتماع تناول مختلف جوانب العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها، حيث أكد الزعيمان حرصهما على دعم التنسيق المشترك في ظل وحدة المصير والتحديات التي تواجه البلدين، كما أكد الزعيمان أهمية دفع وتطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات، بما يعكس متانة وقوة العلاقات الراسخة والقوية بين البلدين والتي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ. اللقاء شهد كذلك التباحث بشأن الموضوعات المطروحة على القمة العربية، حيث أعرب الزعيمان عن تطلعهما لخروج القمة بقرارات عملية ومؤثرة ترقى لمستوى التحديات التي تواجه الأمة العربية، وأشارا في هذا الصدد إلى حرصهما على التنسيق المشترك مع كافة الدول العربية لمتابعة وتنفيذ ما سيتم التوافق عليه من قرارات وآليات للتعامل مع التحديات والأزمات التي تمر بها الدول العربية والمنطقة. ورغم أن اللقاء الذي جمع الرئيس والملك فُسر على أنه «مصالحة ومكاشفة» إلا أنه لم يخرج بنتائج محددة معلنة، تنبئ عن حجم الإصلاح الذي جرى لـ«الشرخ» بين البلدين، بعد شهور من البهتان بينهما إثر المواقف السياسية المتباينة في الأزمة السورية والحرب على اليمن، إضافة إلى المعيار الأهم في تحديد مسار العلاقات وهو ملف جزيرتي تيران وصنافير، التي نقلت اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة بين قائدي البلدين العام الماضي، تبعيتهما من مصر للمملكة، وشابها تراشق إعلامي كبير، واتخذت منحى قضائيا في مصر عطل اتمام الاتفاقية، التي تسعى السعودية منذ سنوات لانهائها ووضع الجزيرتين المتاخمتين للحدود مع إسرائيل تحت سيطرتها. الخلافات مستمرة السفير السعودي في القاهرة، أحمد قطان، أكد أن لقاء الملك سلمان مع الرئيس السيسي كان مميزا، وسادته روح المحبة والأخوة، وقال عبر حسابه على «تويتر»: «أكد الزعيمان على قوة العلاقات بين البلدين، ورسوخها على كافة المستويات الرسمية والشعبية». وتابع: «سوف تشهد الفترة المقبلة ازدياد التعاون في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية والتعليمية»، مضيفا: «زيارة الرئيس السيسي للمملكة في نيسان/أبريل الحالي ستكون زيارة ميمونة بإذن الله». ورغم احتفاء بعض الأوساط السياسية والدبلوماسية والبرلمانية من البلدين، الذي وصل للطرب الشعبي إذ فاجأ المطرب الشعبي المصري شعبان عبدالرحيم، المصريين ووسائل الإعلام، بأغنية خاصة للعلاقات بين مصر والسعودية، والسيسي وسلمان، إلا أن مراقبين وصفوا التقارب بين القاهرة والرياض بأنه «حذر على أنقاض خلافات مستمرة». أفق التسوية تظهر بإدارة ترامب أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، الدكتور حسن نافعة، قال إن لقاء السيسي وسلمان لم يكن جديدا وانعقاده قد تم بالفعل عندما قررت شركة «أرامكو» السعودية استئناف ضخ شحنات النفط التي تم التعاقد عليها من قبل، وكانت المسألة مسألة وقت، في كيف سيكون إخراج حالة الانفراج التي يجب أن تسود العلاقات المصرية السعودية. واعتبر نافعة في تصريحات لـ«القدس العربي» أن القاسم المشترك الأعظم بين مصر والسعودية هو التقارب مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ تسعى الإدارة الأمريكية الجديدة للوصول إلى تسوية إقليمية مع إسرائيل تقودها السعودية ومصر. ولفت إلى أن الأمور ستتضح أكثر بعد زيارة السيسي المرتقبة للولايات المتحدة، معتبرا أن «هناك تنافسا سعوديا مصريا للفوز بقلب الولايات المتحدة، لكي تصبح كل منهما الركيزة للسياسة الأمريكية في المنطقة»، مشددا على أن هذا الرهان له مخاطره الكبيرة النابعة من «عنصرية إدارة ترامب نفسها» المحاصرة في الداخل الأمريكي واحتمالية سقوطها، وبالتالي فإن الاستثمار فيها محفوف بالمخاطر، حسب تفسيره. وعن توابع التقارب المصري السعودي، قال نافعة إن «السعودية لن تقترب كثيرا من الموقف المصري، ولكن سيتحدد موقفها حسب الموقف الأمريكي، فإذا حدث تقارب روسي أمريكي حول الوضع في سوريا، وأصبح هناك حل تقوده واشنطن وموسكو في الوقت نفسه، سيؤدي إلى تقارب طبيعي مع الموقف المصري»، لافتا في الوقت ذاته إلى أن «التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية كأحد توابع التقارب سيكون من الخطر الشديد، لما سيواجهه النظام المصري من مأزق كبير جدا في الداخل، أما إذا أدى هذا التقارب إلى حل وسط بحيث تحتفظ مصر بالسيادة على الجزيرتين ويكون هناك استثمار وتنمية مشتركة مع السعودية سيكون حلا أمثل» وهو ما لن ترتضيه المملكة. وزاد: «الإشارات البرلمانية المصرية بالموافقة على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية خطر جدا ويفجر الموقف في الداخل ضد نظام السيسي، على اعتبار أنه يتنازل عن أرضه، ما يؤدي كذلك إلى تعقيد العلاقات الشعبية بين البلدين، ومن الأفضل أن يتراجع كل من البلدين خطوة، بموافقة السعودية على بناء جسر مصري سعودي والاستثمار المشترك في الجزيرتين، ليبقى الحال كما هو عليه حتى لا تُجر السعودية لإبرام معاهدة سلام مع إسرائيل». واقع مفروض الكاتب الصحافي والخبير الإعلامي المصري، الدكتور ياسر ثابت، قال إنه كانت هناك مؤشرات حول إعادة التقارب بين البلدين، من خلال زيارة وفد ثقافي مصري للملكة خلال مهرجان الجنادرية وإشارة الملك سلمان لمصر بإيجابية، وهو ما فتح الباب لنوع من التصالح، أتبعه الاعلان الرسمي عن استئناف «أرامكو» ضخ البترول لمصر، بعد توقف الاتفاق وارتباك مصر في تعويض الوقود. وأوضح ثابت لـ«القدس العربي» أن لقاء الأردن كان تتويجا لمحاولات التقارب، خصوصا أنه تم على مستوى قادة البلدين، وهو ما يعبر عن نوع من التعامل الواقعي، بمعنى أن البلدين ارتضيا فكرة عدم خسارة كل منهما للآخر، في ظل الحاجة لبعض مع وجود خلافات بينهما. وزاد: الحاجة الواقعية جعلت الطرفين يعودان لفكرة التقارب بمبدأ ما لا يدرك كله لا يترك كله، خصوصا خلال هذه الفترة، إذ تواجه السعودية ضغوطا من إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، وظروف عاصفة الحزم في اليمن، وكذلك تغير بعض المعطيات على المستوى الميداني في سوريا، بجانب ظروف الواقع والموقف المصري، فكان لزاما على الطرفين قبول الخلافات والاختلافات وتنحية فكرة التطابق في الآراء، التي كانت سائدة سابقا بعد كل مباحثات، لاعتبارات واقعية وظروف البلدين تحول دون الوصول إلى تطابق في الآراء. وتابع: «ملف تيران وصنافير شائك وشديد الصعوبة، والمخرج منه ليس معروفا، رغم وضوح موقف الدولة والبرلمان المصري، لكن قد يكون هناك تفهم سعودي لأحكام القضاء والغضب الشعبي من الاتفاقية، والضغوط الواقعة على السيسي. هناك محاولات للخروج بحلول وسط وصيغة للتسوية ربما تختلف تماما عن التوجه الأول، ولكن لمقتضيات التعاون والتفاهم، دون معرفة الشكل الواقعي لهذا الاتفاق». لقاء السيسي ـ سلمان: تقارب مفروض على أرضية خلافية مستمرة لا حلول لتباين المواقف مؤمن الكامل |
قمة البحر الميت والأوضاع العربية Posted: 01 Apr 2017 02:15 PM PDT ثمة مسافة شاسعة، تقليدياً، بين هموم العرب ومشكلاتهم من جهة، واهتمامات حكامهم من جهة ثانية. سبق لتقارير التنمية البشرية التي تصدرها منظمة الأمم المتحدة، سنوياً، أن دقت جرس الإنذار، منذ مطلع الألفية الجديدة، بشأن الأوضاع المتردية في البلدان العربية في مختلف المجالات. ثم جاءت موجة ثورات الربيع العربي، منذ أواخر 2010، لتكشف عن عمق المشكلات التي تعاني منها الدول والمجتمعات العربية بكل تعقيداتها. لكن تقاليد العمل السياسي العربي، على المستوى الرسمي، لم تكد تتغير قيد أنملة. وعموماً واجهت الأنظمة العربية تلك الثورات بمقادير متفاوتة من العنف، وبمساعٍ كثيفة لحرفها عن أهدافها، وإغراقها بمشكلات من خارجها، شكلت بمجموعها محاولةً مستميتة لوأد فكرة التغيير. اليوم تواجه الدول العربية تحديات إضافية، ربما كان من الممكن تجنبها، لو اتخذت التفاعلات السياسية مع معطى الثورات مساراً آخر. فإضافة إلى المشكلات المزمنة التي أدى تراكمها إلى تلك الانفجارات الاجتماعية، بات عدد من الدول العربية مهدداً بالتفكك، أو سار بعضها أشواطاً على هذا الطريق. وينذر التوتر المذهبي الشيعي – السني العابر للدول، والمتمفصل مع توتر عربي خليجي – إيراني، بمزيد من الحرائق الاجتماعية والصدامات بين الدول. ولم تكن التدخلات العربية في مواقع الصراع في الوجهة الصحيحة، بل أدت إلى تأجيج تلك الصراعات أكثر وأكثر، مقابل عجز جامعة الدول العربية، ومؤسسة القمة المنبثقة منها، عن فعل شيء لاحتواء تلك الصراعات بما يخدم تطلعات الشعوب العربية، وفي النتيجة الدول العربية. بنظرة إجمالية إلى بؤر الخراب والدمار في المنطقة العربية، كسوريا وليبيا واليمن والعراق، نرى غياباً تاماً لأي دور عربي في تحديد مصائر تلك البلدان، ناهيكم عن أي دور للقوى المتصارعة المحلية نفسها فيها، باستثناء دور الأدوات المنفذة لمصالح قوى إقليمية ودولية. غالباً ما تجتمع الدول الفاعلة، بمظلة الأمم المتحدة أو بغيابها، للتباحث حول الصراعات الدائرة في تلك البلدان، أو لإبرام صفقات فيما بينها لتوزيع «تركة الرجل المريض العربي» في غياب أصحاب العلاقة، وفي غياب أي دور عربي، جماعي أو فردي، والحالة المعيارية هي سوريا. وعلى رغم الانقسامات بين الحكومات العربية، في مواقفها من الثورات والصراعات في الدول العربية، ليست هناك دولة عربية مركزية – أو محور دول – ذات ثقل وازن، سواء في الفضاء العربي أو في المحافل الدولية، يمكن أن تشكل بديلاً عن الدور العربي الجماعي. مصر التي يؤهلها تاريخها وثقلها الديموغرافي للعب هذا الدور، تمر بأسوأ فترة في تاريخها الحديث، في ظل حكم انقلابي نجح نجاحاً باهراً في خراب مصر وتفكيك عراها المجتمعية وتسويد صورتها. المنظومة الخليجية فشلت في ترجمة ثقلها الاقتصادي إلى دور سياسي فاعل على المستوى الإقليمي والدولي. فما الذي كان يمكن أن يتوقعه المرء، والحال العربية على ما هي عليه، من مؤتمر قمة جديد يضاف إلى سجل مثيلاته السابقات؟ ربما كان الجديد الوحيد الذي استحق اهتماماً من قادة الدول هو التغيير الذي حصل في الإدارة الأمريكية مطلع هذا العام، وكيف يمكن التكيف مع السياسات المحتملة للإدارة الجديدة بخصوص منطقتنا؟ لا شيء طبعاً حول كيف يمكن التأثير في تلك السياسات بما يتقاطع مع «مصلحة عربية» غير موجودة أصلاً؟ بل هناك، بدلاً منها، مصالح متضاربة للنخب الحاكمة في مختلف الدول العربية، الأمر الذي يجعل من أي محاولات للتأثير في سياسات الدول العظمى تذهب في اتجاهات متباينة ومتضاربة. لا يمكن أن تكون هناك «مصالح عربية عامة» إلا بوجود دول ذات مؤسسات راسخة، بعيداً عن الشخصنة والنخب الحاكمة إلى الأبد. دول تنبثق من إرادة عامة يمكنها تحديد مصالحها القومية والتوافق بشأنها وفرض احترامها على الدول الأخرى. أما ما هي المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والسياسية التي ينبغي التصدي لها في مختلف الدول العربية قبل أن تجرفها الحرائق، كحال بؤر الصراع القائمة اليوم، فهي غالباً من اختصاص الأجهزة السلطوية في كل دولة على انفراد، «تعالجها» بالطريقة الوحيدة التي تعرفها. فلا مكان لها في المداولات الجماعية بين الحكام، كما لا مكان لها في أي نقاش مجتمعي عام في كل بلد على حدة. يكاد تقليد إصدار «البيان الختامي» يتحول إلى عبء مضجر بلا طائل. فهو غالباً ما يكون نسخاً للبيانات السابقة، مع تحديثات لا بد منها بما يتسق مع بعض المستجدات الطارئة. تخضع صياغة تلك البيانات لمساومات شاقة لتمرير كلمة أو عبارة، أو حذف غيرهما. كل هذا «العمل الشاق» من أجل نشره على وسائل الإعلام، ثم حفظه في الأرشيف، من غير أن يترك أي أثر على سياسات الدول العربية الموقعة عليه. وهكذا استعاد البيان الختامي لقمة البحر الميت أولوية القضية الفلسطينية ومركزيتها، مؤكداً على استمرار تبني القمة لـ«المبادرة العربية» لحل القضية الفلسطينية حلاً سياسياً. واعتبرت القمة أنها أنجزت إنجازاً كبيراً بعدم الخضوع لطلب المندوب الأمريكي المتضمن إجراء تعديلات على نص تلك المبادرة، تطلبها إسرائيل. في حين تركت القمة، عبر بيانها، الصراعات الداخلية في البلدان العربية المتفجرة، لمرجعياتها الدولية المعتمدة، كمرجعية جنيف بالنسبة للموضوع السوري، وما وراءها من إرادات دول فاعلة كروسيا وإيران وتركيا. وإن كان البيان قد تضمن إشارة واضحة للعامل التخريبي الإيراني العابر للإقليم. حتى هذه الإشارة لا تلزم جميع الدول الموقعة على البيان بموقف موحد صارم من التخريب الإيراني، ناهيكم عن الاتفاق على إجراءات رادعة بشأنه. واتخذ قرار بتكليف كل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية بنقل «وجهة النظر العربية» من الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، وسبل تسويته السلمية وفقاً للمبادرة العربية، إلى الإدارة الأمريكية الجديدة. حقاً لا نعرف على وجه اليقين هل سيتباحث قادة الدول المذكورة مع الرئيس ترامب فعلاً حول هذا الموضوع، أم أن كلاً منهم ستكون لديه همومه الخاصة، في لقاء هو أصلاً للتعارف أكثر من كونه مخصصاً لمباحثات سياسية؟ وهل سيعبرون عن «قلقهم» من احتمال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، على ما وعد دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية؟ أم أنهم سيكتفون بما أشار إليه البيان الختامي للقمة بهذا الخصوص؟ أشارت وسائل الإعلام المواكبة لأعمال القمة إلى أنها كانت مناسبة لترطيب الأجواء بين عدد من القادة العرب الذين باعدت بعض المواقف السياسية والتصريحات الإعلامية فيما بينهم. أي أن «مصالحات» تمت بين متخاصمين، وأخرى لم تتم كحال العلاقة المصرية ـ القطرية التي أكدت أجواء القمة على استمرار التوتر فيها. سواء «تصالح» القادة أو استمروا في «الخصام» فهذا مما يشير إلى مدى الشخصنة في العلاقات بين الدول العربية وغياب التقاليد المؤسسية. وهي انعكاس أمين لشخصنة أجهزة الحكم في كل دولة، الأمر الذي يحتاج وحده إلى ثورة بحالها لصناعة دول. هذا ما كان جزءاً من التوقعات من ثورات الربيع العربي المجهضة إلى الآن. لم تخيب قمة البحر الميت أي توقعات، حالها كحال القمم التي سبقتها. العالم اليوم يمضي نحو تغيرات كبيرة، يغلب عليها الطابع الارتكاسي: من الانفتاح إلى الانغلاق على الذات، ومن المرونة إلى التصلب، ومن تعزيز ثقافة الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان إلى «الحرب على الإرهاب» وكراهية الأجانب والخوف من الإسلام. المنطقة التي تشمل ضمناً معظم الدول العربية، تخضع لإعادة تقاسم مناطق النفوذ فيها بين الدول العظمى، في الطريق إلى إعادة صياغة «نظام أمني إقليمي جديد» وربما يتضمن هذا المسار إعادة رسم لخرائط الدول القائمة. وفي سوريا تجري عملية تغيير ديموغرافي مطرد في عدد من المناطق. في ظل هذه التحديات الجسام، اجتمع حكام الدول العربية في البحر الميت، ونجحوا في إصدار بيان ختامي جديد يضاف إلى أرشيف البيانات الختامية السابقة. قمة البحر الميت والأوضاع العربية بكر صدقي |
لبنان تجاوز مأزق القمة وحفظ علاقاته العربية وتماسكه الداخلي Posted: 01 Apr 2017 02:15 PM PDT بيروت ـ «القدس العربي»: اكتسبت مشاركة لبنان في القمة العربية التي انعقدت في الأردن هذه السنة اهتماماً بالغاً كونها المرة الأولى منذ 3 سنوات التي يشارك فيها رئيس جمهورية لبناني في القمة بعد ملء الشغور الرئاسي. وما زاد في الاهتمام المشهد الموحّد الذي ظهر فيه الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري جنباً إلى جنب بعيداً عن أي تجاذبات سياسية حول ملفات شائكة مثل الخلاف في وجهات النظر حول سلاح حزب الله وقتاله في سوريا وتدخل إيران في عدد من الدول العربية. وحسب قراءة محللين أنه كان مريحاً للرئاستين الأولى والثالثة التفهم العربي للشأن اللبناني الدقيق ولمشكلة حزب الله الذي يستولي على مقدرات الدولة ويقتطع جزءاً من سياستها الخارجية والذي بات جزءاً من منظومة اقليمية أكبر من لبنان وبات حلّها مرتبطاً بحل أزمة المنطقة. وسمح هذا التفهم بتحييد المسائل الخلافية عن البيان الختامي للقمة العربية من خلال الابتعاد عن إدانة التدخل الإيراني في عدد من الدول العربية ومن خلال تجنب ذكر حزب الله كمنظمة إرهابية في المداخلات بدلاً من زجّ السكين في الخاصرة اللبنانية الرخوة. وهنا لفت قول رئيس مجلس النواب نبيه بري في انتقاد رسالة الرؤساء الخمسة السابقين إلى القمة العربية «أن العرب أرحم لنا من انفسنا». وهكذا تجاوز لبنان قطوعاً خارجياً سمح له بحفظ علاقته التي تعود طبيعتها مع المملكة العربية السعودية والدول الخليجية من جهة وتجاوز قطوعاً داخلياً من خلال اثارة أي مشكلة مع حزب الله ما وفّر حماية لا بل تنشيطاً للتسوية السياسية التي أنتجت انتخاب رئيس وتأليف حكومة وحدة وطنية تضم كل التلاوين السياسية. ولكن بينما كان الرئيسان عون والحريري يحاذران مطّب حزب الله فلم يسلما من مطب رسالة الرؤساء الخمسة السابقين التي وجّهوها إلى القمة العربية من خلف ظهر الرئيسين وطالبوا فيها بالتضامن مع لبنان في مواجهة السلاح غير الشرعي، الأمر الذي اعتبره الحريري خديعة، وجاء وصف الوزير نهاد المشنوق للرسالة بأنها «خطيئة وطنية تجاوزت حدود اللياقة والسياسة» ليظهر حجم الاستياء ولاسيما من الرئيس فؤاد السنيورة رئيس كتلة المستقبل. ورغم اعتبار كثيرين أن لا نتائج باهرة قدمتها القمة إلا أنها في إعادة بند التضامن العربي مع لبنان ودعمه. واعتبر البيان الختامي «تماسك ووحدة الشعب اللبناني في مواجهة ومقاومة العدوان الإسرائيلي عليه ضماناً لمستقبل لبنان وأمنه واستقراره». ووافقت الدول العربية «على ضرورة التفريق بين الإرهاب والمقاومة المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي وعدم اعتبار العمل المقاوم عملاً إرهابيا». وفي سياق الحديث عن النتائج، توقعت مصادر في الوفد اللبناني العائد من القمة أن يترجم الدعم العربي للبنان بالتخفيف من أعباء النازحين السوريين إليه بموازاة سعي الأمين العام للأمم المتحدة إلى معالجة ارتفاع عدد النازحين في لبنان والأردن وتركيا إلى أكثر من خمسة ملايين. وتوقفت المصادر عند مضمون كلمة الرئيس اللبناني العماد ميشال عون وهو يخاطب وجدان العرب وميثاق الجامعة العربية ودعوته إلى لمّ الشمل ووقف الحروب في كل ألوانها وتركيزه على الحلول السياسية لصراعات المنطقة وتقديم «النموذج الحواري» اللبناني وسيلة لهذه الحلول، سائلاً: «من أجل من نتقاتل، ومن أجل ماذا نقتل بعضنا البعض؟ أمن أجل تحرير القدس والأراضي العربية المحتلة؟». وذهب بعضهم في لبنان إلى حد القول إن الرئيس عون تحدث باسم الشعب العربي وضبط إيقاع الكلمة على صورة الواقع المر فاستحق أمام الزعماء العرب لقب «بي الكل». أما التطور الأبرز على هامش القمة فهو اصطحاب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على متن طائرته الملكية إلى الرياض ما يكذّب الادعاءات عن تخلي السعودية عن سعد الحريري. وحرص إعلام تيار المستقبل على تظهير هذه الواقعة من خلال التشديد على أن جناح المودة الملكية السعودية حمله إلى قلب المملكة وفتح أمامه أبواب الديوان الملكي وكان في استقباله ووداعه كبار المسؤولين. لبنان تجاوز مأزق القمة وحفظ علاقاته العربية وتماسكه الداخلي سعد الياس |
الأنظار تتجه إلى ما تخفيه لغة التهدئة اللفظية وسمة الإرهاب لم تغب عن «حزب الله» Posted: 01 Apr 2017 02:14 PM PDT بيروت ـ «القدس العربي»: مرّ قطوع القمة العربية على لبنان، بحيث أنه لم يخرج منها مشظى كما جرى في قمم واجتماعات سابقة. غاب التحفظ عن قرار «التضامن مع لبنان» الذي سجَّلته مملكة البحرين في قمة نواكشوط على هذا القرار» نظراً لما يتحمله ما يسمى «حزب الله» اللبناني الإرهابي، والعضو في الحكومة اللبنانية من مسؤولية كاملة في السعي لتقويض السلم الأهلي وزعزعة الأمن والاستقرار عبر إثارة الفتنة الطائفية ودعم الإرهاب والتدخل الـسافر فـي الـشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية». ونأت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر بنفسها عن القرار مؤيدة تحفظ مملكة البحرين. هو تحّول كسب من خلاله لبنان، كدولة، تضامناً عربياً معه فقده خلال السنوات الماضية بعدما أضحى لبنان يدورفي فلك نفوذ حزب الله وراعيه الإيراني، حتى أن صياغة القرار باتت تتضمن الكثير من تدوير الزوايا حول توصيف المقاومة. وهي حقيقة تعكس انقساماً داخلياً حيال «سلاح حزب الله» الذي كان يسمى يوماً «مقاومة» في وجدان الكثير من اللبنانيين انطلاقاً من أن هدفه مقاومة إسرائيل وليس توجيه سلاحه إلى صدورهم، كما حصل في السابع من أيار/مايو 2008، يوم خسر شرعيته الشعبية قبل الوطنية، وأضحى يوصف بـ«السلاح غير الشرعي» ما دفع برئيس مجلس النواب نبيه بري إلى القول «إن 13 قمة عربية أكدت على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة» في رده على رسالة الرؤساء الخمسة التي وجهت إلى رئاسة القمة العربية التي أكدت على «ضرورة الاهتمام العربي بالتضامن مع لبنان في تحرير أرضه، وفي رفض السلاح غير الشرعي، وضرورة بسط الدولة اللبنانية وأجهزتها العسكرية والأمنية لسلطتها وحدها على كامل التراب اللبناني، كما هو مقتضى السيادة وحكم القانون والشرعية». غير أن الغوص قليلاً في مقررات القمة العربية يؤول إلى استنتاج أولي بأن إزالة التحفظ الذي سّجل في قمة نواكشوط لم يأتِ فقط نتيجة وساطات عربية، بل كان له مقابل تجلى بعدم تحفظ لبنان ضمن قرار «صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب» على بندين يتعلقان بمملكة البحرين وينصان على الإعراب على دعم كافة الإجراءات التي تقوم بها في مواجهة الإرهاب لحفظ أمنها واستقرارها و«الترحيب بوضع أسماء بعض الأشخاص الذين ينتمون لما يسمى بـ«سرايا الأشتر» الإرهابية في المملكة على قائمة الإرهابيين»، فيما تحفظ العراق والجزائر على توصيف سرايا الاشتر بالإرهابية. ويمكن فهم غياب التحفظ اللبناني من زاوية قدرته على التفلت من الضغوطات الداخلية ما دام لم يؤت على ذكر «حزب الله» في هذا القرار بالتحديد. لكنه كان حاضراً بقوة وبتوصيفه « كتنظيم إرهابي» في قرار «التدخلات الإيرانية في الدول العربية» الذي في بندين منه أدان واستنكر التدخلات الإيرانية في شؤون البحرين من خلال مساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية، وتأسيسها جماعات إرهابية بالمملكة ممولة ومدربة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي، اللذين نٌسب اليهما أيضاً ضلوعهما في دعم تنظيم إرهابي ألقي القبض عليه في كانون الثاني/يناير 2016 كان يستهدف القيام بسلسلة أعمال إرهابية في المملكة. فالنظرة إلى الحزب لم تتغير في اعتباره تنظيماً إرهابياً، وذراعاً لإيران في المنطقة، التي جرى رفض وإدانة تدخللها في اليمن واستمرار احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث، لا بل طالبها بالكف عن السياسات التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية والامتناع عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات في دول الخليج العربي، وبإيقاف دعم وتمويل الميليشيات والأحزاب المسلحة في الدول العربية، والكف عن التصريحات العدائية والأعمال الاستفزازية، ووقف الحملات الإعلامية ضد الدول العربية باعتبارها تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لهذه الدول. وهو قرار لم يوافق عليه لبنان مسجلاً تحفظه على البندين اللذين وصفا «حزب الله» بالإرهابي «كون ان التوصيف خارج عن تصنيف الأمم المتحدة وغير متوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الإرهاب خاصة من حيث التمييز بين المقاومة والإرهاب وكون حزب الله يمثل مكوناً أساسياً في لبنان وشريحة واسعة من اللبنانيين ولديه كتلة نيابية ووزارية وازنة في المؤسسات الدستورية اللبنانية». وإذا كان «إعلان عمان» أبدى تشدداً- كما في القمة السابقة- حيال «رفض كل التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية وإدانة المحاولات الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية والمذهبية أو تأجيج الصراعات» في إشارة إلى إيران، لكنه لم يسمها بالإسم، وهو ما فسره متابعون للقمة باعتماد «استراتيجية تهدوية» لضمان خروج البيان بالإجماع من جهة، ولملاقاة مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربي التي تضمنها خطاب أمير الكويت إلى الرئيس الإيراني، والذي دعا قرار المتعلق بـ«التدخلات الإيرانية في الدول العربية « طهران إلى التعامل الإيجابي مع هذه المبادرة تعزيزًا للأمن والاستقرار في المنطقة، رغم أن القرار نفسه أعاد تكليف الأمين العام بمواصلة التنسيق مع وزراء خارجية اللجنة العربية الرباعية التي ترأسها الإمارات العربية المتحدة وتضم البحرين والسعودية ومصر والأمين العام للاستمرار في تطوير خطة تحرك عربية من أجل التصدي للتدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، وحشد التأييد والدعم الدوليين للموقف العربي الرافض لهذه التدخلات . في واقع الحال، بدت المواقف من إيران وأذرعها العسكرية لم تتغير، وإن فضّل بعض المراقبين اعطاء القمة طابع التهدئة إلى حد وصْفها بـ «قمة التهدئة». غير أن السؤال الذي بدأ التفتيش عن إجابات له مع مغادرة القادة العرب للاردن يذهب في اتجاه ما إذا كان « أجواء التهدئة « هي مقدمة لبداية تسوية سعودية-إيرانية في المنطقة تلوح في الأفق أم أنها لا تعدو كونها تهدئة لفظية تأتي في ظل معطيات عن عاصفة قادمة على المنطقة. القراءة التي تغلب على كلا ضفتي المواجهة تؤشر إلى أن هناك متغيرات كبرى في المنطقة. الاستعدادت من أجل تجميع أكبر قدر من الأوراق لاستخدامها في المواجهة أو على طاولة المفاوضات جارية بقوة على مقلب إيران وأذرعها العسكرية وفي مقدمها «حزب الله». والاستعدادات على مقلب السعودية وحلفائها جارية بقوة هي الأخرى، بالتوازي بين الذهاب في إتجاه ترسيخ أن الحلول في الساحات المشتعلة من سوريا إلى اليمن لا يمكن إلا أن تكون في النهاية سياسية، وتعزيز الجبهة العربية الداخلية والذهاب في إتجاه الاستعدادات العسكرية عبر تعزيز التحالفات ولاسيما أن العنوان الذي لن يغيب عن المرحلة المقبلة هو عنوان مكافحة الإرهاب. الأنظار تتجه إلى ما تخفيه لغة التهدئة اللفظية وسمة الإرهاب لم تغب عن «حزب الله» رلى موفّق |
القمة العربية 28: تأكيد على الوفاق وترحيل سؤال الفشل للقاء المقبل Posted: 01 Apr 2017 02:14 PM PDT كان انعقاد القمة العربية في البحر الميت غربي عمان مناسبة لتذكر رواية كتبها الروائي الأردني المعروف مؤنس الرزاز «أحياء في البحر الميت»، وتعتبر من الأعمال الريادية في الرواية العربية وعلمت مرحلة مهمة من حياة الكاتب الذي رحل سريعا عام 2002. وتتحدث في مجملها عن شخصية بطل غائب عن الوعي يستجدي القارئ الانتباه إلى تجربته السياسية الفاشلة. ولا أعتقد أن أيا من الملوك والرؤساء قرأ رواية الرزاز أو عرف بها، مع أنني لا أقطع بهذا إلا أن أيا منهم لم يطلب منا فهم طبيعة الفشل العربي والمأساة التي تعم العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه. وقد كان لافتا اجتماع الزعماء العرب في أدنى نقطة على وجه الأرض وتحدثوا عن «الوفاق» وتفعيل المبادرة العربية للسلام في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعلن عن مراحل جديدة من الاستيطان في غور الأردن. وفاق وخلاف وبعيدا عن الرواية، شهودها وشواهدها وأبطالها. فقد تميزت قمة العرب في الأردن بحضور لافت للزعماء العرب وممثلي الهيئات الدولية. وبدأت أعمالها يوم الأربعاء 29 آذار(مارس) 2017 كما انتهت بعد يوم بخطابات وبيان ختامي جاء على كل القضايا التي تعيشها المنطقة العربية من التأكيد على حل الدولتين ومقايضة الأرض بالتطبيع الشامل مع إسرائيل إلى سوريا والعراق واليمن حيث شجب الزعماء العرب التدخل التركي في شمال العراق وطالبوا أنقرة بسحب قواتها من هناك وكذا شجبوا التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية، سوريا واليمن والعراق وأكدوا على حل المسألة اليمنية ضمن ما طرحته المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني. ورغم الجو الوفاقي إلا أن القمة لم تخل من مشاهد أثارت انتباه المراقب العربي وذكرته أن القادة العرب لا يتوافقون بالكامل، وتذكروا الخلافات والمماحكات العربية عندما خرج الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والوفد المرافق له من قاعة المؤتمر أثناء إلقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كلمته. وفي زمن غاب فيه «سيرك» القذافي عن القمم العربية تبوأت مواقع التواصل الاجتماعي المكانة حيث راقبت حركات وسكنات المشاركين في الجلسات. والتقطت الكاميرا صورا لزعماء كانوا متعبين فناموا أثناء القاء كلمات زملائهم. ومنهم الرئيس الفلسطيني والجيبوتي واليمني وأمير دولة الكويت. ولاحظ موقع «بازفيد» أن عادة النوم في القمة العربية قديمة وحاضرة في كل القمم السابقة. شبح ترامب وتحظى القمة العربية الأخيرة بأهمية خاصة إذ أنها جاءت في ظل تغير الإدارة الأمريكية ووصول الرئيس دونالد ترامب الذي قلب في 15 شباط (فبراير) معادلة الشرق الأوسط عندما أكد أنه لم يعد يهتم لا بحل الدولتين، الدولة الواحدة أو لا حل، فهو مع ما يتوافق عليه الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي في تخل واضح عن مواقف الرؤساء الأمريكيين الذين سبقوه والتزموا بهذه الصيغة مع أن أفعالهم في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ظلت داعمة لإسرائيل. ولا أظهر من تغير المزاج في واشنطن لصالح إسرائيل وجذل اليمين المتطرف فيها من تصريحات نيكي هايلي، مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة التي تحدثت أمام أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة (إيباك) أنها جاهزة لضرب نقاد إسرائيل بكعبها العالي. ورغم تأكيد البيان النهائي على حل الدولتين والقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية في رد على تعهد ترامب أثناء حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، إلا أن البيان الختامي لن يغير من واقع الأمر شيئا، فرغم تراجع الحديث عن نقل السفارة أثناء زيارة نتنياهو في شباط (فبراير) إلا أن مصادقة الكونغرس على تعيين ديفيد فريدمان، محامي قضايا الإفلاس والمؤيد المتحمس للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية ستحيي الآمال بتفعيل الملف من جديد. وفي تصريحات لمايك بينس، نائب الرئيس الأمريكي أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية- الإسرائيلية «أيباك» قال فيها إن بلاده تدرس «بجدية» نقل السفارة إلى القدس. وعليه فتأكيدات القادة العرب شيء وتأثيرهم على القرار الأمريكي شيء آخر. وعلق مراسل صحيفة «واشنطن بوست»(29/3/2017) قائلا: «يأتي اجتماع الجامعة العربية في ظل حالة إحباط في كل أنحاء العالم العربي من عجز القادة الذين قسمتهم السياسة والجغرافيا والطائفة عن حل النزاعات الدموية وتحقيق الاستقرار للاقتصاديات المترنحة وتخفيض نسب البطالة بين الشباب. وتنقسم الدول العربية حول الطريقة لحل ملفات اليمن وسوريا وليبيا. ولخص أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني الحال بالقول «إنه واقع صعب نعيش فيه» و «هناك تحديات عدة تواجهنا، استمرار الاحتلال والأزمة في سوريا وليبيا واليمن والتي أدت لتراجع ثقة الشعوب بقادتهم». ومع كل هذا تقول الصحيفة «من غير المحتمل أن تظهر مبادرة جدية لإنهاء أكثر النزاعات الدموية في المنطقة – الحرب الأهلية السورية. خاصة في ظل انقسام القادة العرب حول بقاء أو خروج بشار الأسد. وقد سمح الإنقسام العربي لكل من روسيا وتركيا وإيران للعب دور كبير في النزاع». وجاء الموقف الأمريكي الأخير على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض الذي دعا إلى القبول «بواقع» وجود الأسد. وجاءت تصريحاته بعد هايلي مندوبة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة وبهذا توضح الموقف الأمريكي ويتسق بالضرورة مع تأكيدات ترامب منذ وصوله للحكم وأن أولوية إدارته هي «سحق» تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا. لكل هذا شاهدنا التصعيد في كل من الموصل والرقة وزيادة أعداد القتلى من المدنيين وكذا في اليمن التي شهدت حملات جوية خلال الشهر الماضي، 41 غارة تعدل ما قامت به إدارة باراك أوباما في كل العام الماضي. غير مرتب ومع أن القمة العربية شهدت لقاء «غير مرتب» بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس السيسي إلا ان الخلافات بين البلدين في الملفين الرئيسين: سوريا واليمن ستظل عائقا أمام تقدم حقيقي في ظل تباين مصري- سعودي فيهما. ففي الوقت الذي تدعم فيه السعودية جهود المعارضة السورية للإطاحة بنظام الأسد تبنت مصر موقفا أقرب للنظام وسط تقارير عن وجود قوات وأسلحة مصرية في سوريا. أما في الملف اليمني فالسعودية غير راضية عن المشاركة المصرية في الحملة التي تقودها الرياض ضد المتمردين الحوثيين. وعلى العموم نجحت القمة في تأكيد مفهوم «الوفاق» رغم غياب العاهل المغربي محمد السادس وولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد. وغابت عن القمة سوريا المعلقة عضويتها منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011. وستبدأ هذا الشهر رحلة الحج إلى واشنطن حيث سيجتمع كل من السيسي والملك عبدالله الثاني ومحمود عباس مع الرئيس ترامب. وكان العاهل الأردني قابل ترامب في الشهر الماضي قبل زيارة نتنياهو وستكون فرصة لهؤلاء الزعماء لنقل وجهات النظر التي دارت في القمة إلى الرئيس الأمريكي الذي بدأت ملامح سياسته الخارجية تظهر من خلال ما يقول محللون دعم الحلفاء التقليديين لمواجهة الخطر الإيراني. ويشيرون لليمن وسماحه ببيع السلاح مقاتلات أف-16 للبحرين رغم معارضة منظمات حقوق الإنسان. وفي مقال كتبه أنتوني كوردسمان من معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية حدد فيه ملامح الخطر الإيراني «توسيع النفوذ في العراق وسوريا واليمن والتأثير على الشيعة في دول الخليج واليمن وتسعى لتهديد الملاحة الدولية في باب المندب وتطوير قدراتها الصاروخية» ومن هنا فاحتواء التأثير الإيراني يحتاج كما يقول كوردسمان إلى استراتيجية طويلة الأمد خاصة أن تحديات الولايات المتحدة لا تنبع فقط من إيران وحدها بل وروسيا. المبادرة العربية لتفعيل السلام والمهم في القمة أنها لم تتخل عن مسار القمم الأخرى من ناحية تأكيد الالتزام بالقضية الفلسطينية أيا كانت طبيعته وشكله. ومن هنا جاء طرح المبادرة العربية كرد كما يقول غسان الخطيب المحاضر في العلوم السياسية في جامعة بيرزيت على دعوة نتنياهو من أن السلام مع الفلسطينيين يتطلب مبادرة إقليمية أوسع. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عنه قوله إن نتنياهو «يعتقد أن إقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية المعتدلة ستجعل من تحقيق السلام مع الفلسطينيين أسهل». وقال إن تأكيد الدول العربية التزامها بالسلام هي رسالة موجهة لترامب أيضا الذي تحدث عن توسيع دائرة المشاركين في العملية السلمية، خاصة الدول العربية مثل السعودية ومصر. ويرى إفرايم إنبار، من مركز بيغن- السادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار إيلان في تصريحات لـ «واشنطن بوست» ان «الدول العربية مستعدة لمناقشة الخطة فهناك شيء يمكن الحديث حوله». مضيفا «حتى هذا الوقت ظلت المبادرة السعودية أمرا تقبله أو ترفضه، ولم تكن إسرائيل مستعدة لنقاشها» و «نتنياهو مستعد لنقاشها حال عبر السعوديون عن الجلوس على الطاولة». ومشكلة العرب مع القضية الفلسطينية وعندما يكونون محاورين مع الأمريكيين تظل متعلقة بالمصداقية والمشاكل الداخلية التي تعاني كل دولة منها. ففي مواجهة السياسة الأمريكية يضطر الطرف العربي أيا كان لحماية مصالحه المهددة عوضا عن البحث عن وسائل للدفاع عن القضية الفلسطينية. وعبر المؤرخ الفلسطيني رشيد الخالدي في كتابه «عرابو الخداع» عن هذه المسألة وكيف توقفت الإدارات الأمريكية منذ هاري ترومان عن التعامل مع «وديعة» أيزنهاور والتي كانت ثمرة لقائه مع الملك عبد العزيز بن سعود. وطلب الأخير من محاوره الأمريكي أن يكون للعرب رأي فيما يجري للعرب الفلسطينيين وقضيتهم. إلا أن ترومان تجاوز العهد لأسباب تتعلق بالسياسة المحلية وتأثير اللوبي المؤيد لإسرائيل واشكاليات الشرعية التي يعاني منها الحكام العرب وضعف مواقفهم عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية علاوة عن خلافاتهم المستمرة. ومن هنا ورغم الجو التوافقي الذي تم قياسه بعدد الحاضرين فالقمة الـ28 للجامعة العربية لم تختلف في رمزيتها ونبرتها عن القمم الأخرى. فالخلافات العربية- العربية لا تزال قائمة وفقد الشارع العربي الأمل بقدرة زعمائهم على «رأب» الصدع و«التعاون» وتحقيق «الحل العادل» للفلسطينيين. وهي كلمات فقدت معناها وسط حمام الدم الدائر في سوريا واليمن والعراق وليبيا وتغول الجرافة الإسرائيلية التي تأكل يوميا أراضي دولة الفلسطينيين. ولا يبقى إلا البحر الميت الذي لا تحتمل ملوحته الأسماك ولا يغرق فيه أحد إلا نادرا. القمة العربية 28: تأكيد على الوفاق وترحيل سؤال الفشل للقاء المقبل إبراهيم درويش |
الخبير الاقتصادي مروان اسكندر لـ «القدس العربي»: لا خوف من انفجار اقتصادي في لبنان Posted: 01 Apr 2017 02:14 PM PDT بيروت ـ «القدس العربي»: يغوص الخبير الاقتصادي الدكتور مروان اسكندر في كثير من التفاصيل والأمثلة حين يتحدث عن الواقع في لبنان وسياسييه وإدارته والدولة عموماً، حيث ينخر الفساد حتى العظم في الطبقة الحاكمة، فيما التحرّك الشعبي لا يزال عاجزاً عن التأثير نظراً إلى التركيبة الطائفية التي تحكم البلاد. اسكندر الذي خَبِرَ الكثير مما يجري في الكواليس من صفقات، يروي كيف أن لبنان أضاع العديد من الفرص الاستثمارية الحقيقية من أجل حل المشكلة الأكبر التي يواجهها والمتمثلة بقطاع الكهرباء، الذي يُشكّل راهناً 30٪ من عجز الدين العام، وكيف أن السياسيين منشغلون بسلامتهم الشخصية وبثرواتهم الخاصة، وكيف أن لبنان كان منذ 30 عاماً فريداً بمميزاته، معتبراً أن لبنان ليس وجهة استثمار مريحة نتيجة الوضع السياسي القائم. على أن اسكندر، الذي عايش فترة لبنان الذهبية في الستينات من القرن الماضي، حيث لم تكن الطائفية تضرب المجتمع اللبناني، يرى أن أطرافاً لم تكن ترغب باستمرار لبنان المنفتح والمتحرّر، ربّما اختارت الفلسطينيين كأداة لضربه، بهدف «تطيير» المجتمع الحديث غير الطائفي في الشرق الأوسط العربي المراد له أن يبقى رهينة التعصب الطائفي والمذهبي. ورغم رهانه على الشباب المتميز الذي هو «الخميرة» فإنه يخشى عليه من التركيبة السياسية المرتهنة لاعتباراتها المذهبية، ما يجعله يشعر بأن الرهان على المستقبل قد يكون خاسراً. وهنا نص الحوار ○ شهدنا مؤخراً احتجاجات ضد فرض الضرائب. ثمة واقع اقتصادي ضاغط في لبنان، كيف ترى الوضع راهناً؟ • اليوم هناك تذمّر عام وتحركات شعبية في الشارع، لكن لسوء الحظ أن في لبنان لا تأخذ هذه التحركات طابع الديمومة. سبق منذ سنة ونصف أن حصلت تحركات احتجاجاً على موضوع النفايات وكانوا على حق، ولكن أين أصبحت قضية النفايات اليوم؟ عدنا إلى نقطة الصفر. اللبنانيون الذين تحركوا تناسوا المشكلة والمتابعة، مع أن الممارسات لم تتغيّر، ولم نصل إلى حلول حقيقية. ○ ○ أليس لأن للتحرّكات أجندات سياسية؟ • في لبنان هناك تعمية وتمويه وتحوير ومبالغة في آن معاً في أوساط الفساد والاستغلال السياسي. هناك مسائل ملموسة ممكن من خلالها قياس مستوى الفساد. واحدة من تلك المسائل هي شركات الهاتف الخليوي، ففي سنة 2014 كان هناك 3 ملايين هاتف خليوي في البلد، منها 500 ألف فقط تمّ استيرادها عبر الجمارك. هذا معناه أن هناك 2.5 مليون جهاز مهرّب. مثال آخر، مع فورة الهاتف الخليوي، كان جهاز»النوكيا» يحظى بنسبة عالية من المبيع. فجرى إغراق السوق بالهواتف المهرّبة عبر المتنفذين في المطار. وجاءت «مافيا التهريب» التي كلنا نعرف من هم، وخيّرت وكيل شركة «النوكيا» في لبنان بين بيع الشركة أو ضربها من خلال التهريب، فاختار البيع. ○ عندما تقول كلنا نعرفهم مَن تقصد تحديداً؟ • القوى المسيطرة على المطار. القوى التي أطلقت النار منذ فترة على عناصر الجمارك عندما ألقوا القبض على أحد المهربين، هؤلاء الذين يقومون بعمليات الخطف من المطار للواصلين إليه. ○ هذا يشمل المرفأ أيضاً؟ • المرفأ والحدود البرية «الفالتة» غير المضبوطة والمفتوحة أمام عمليات التهريب. لذلك أقول ان التحرك الشعبي لم يُنظّم بشكل جيد حتى يعطي الفعالية المرجوة. هم يطرحون الصوت عالياً، يتداولون بأرقام بشكل غير دقيق وفيها الكثير من التعمية، حتى أن السياسيين يتلطون مرات عديدة وراء أرقام غير صحيحة. على سبيل المثال، رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان الذي يمثل «التيار الوطني الحر» (المحسوب على رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون)، ألف كتاباً أسماه «الإبراء المستحيل» ذكر فيه أن رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة «بدّد» 11 مليار دولار (عن فترة حكومته الأولى 2005-2008) وأن العجز الحاصل لاحقاً ناجم عن ذلك الهدر. لكن الواقع أن العجز الذي تزايد كان معظمه في قطاع الكهرباء، وهذا القطاع منذ وصول الرئيس الأسبق اميل لحود سنة 1998 ولغاية 2016، كان بيد أناس مقرّبين إما من لحود و«حزب الله» و«تيار المردة» (محسوبين على سوريا) أو من عون، حيث كانت وزارة الطاقة بعهدة محسوبين على «التيار العوني»، وفي مقدمهم الوزير جبران باسيل (صهر عون) الذي وضع خطة «طاقوية» للبنان من 1000 صفحة تحت عنوان «المنهج العلمي لقضايا الطاقة» وأرسل لي نسخة منها، حيث جاء في السطر الأول «لقد آلينا على أنفسنا تحويل النفط من الأسود إلى البرتقالي» (هو اللون الذي يرمز للتيار العوني). فشكرته لافتاً إلى أنني اكتفيت من المنهج العلمي بالسطر الأول. عجز الكهرباء يبلغ اليوم 16 مليار دولار، ومع الفوائد يصبح 24 ملياراً. أي أنه يشكل 30٪ من العجز الإجمالي للدين العام البالغ اليوم 74 ملياراً. وهذا القطاع منذ سنوات بيدهم. وكل ما يجري هو تحوير للمشكلة. ○ ماذا نواجه عملياً اليوم؟ • اليوم، هناك «سلسلة الرتب والرواتب» التي يناقشونها، والتي تمّ التوافق عليها مبدئياً في العام 2014، كانت لدي تحفظات على السلسلة من زاوية أنه قبل أن أبحث بالموضوع، يجب النظر في مكامن الهدر الناجم عن الفائض في أعداد الموظفين والمعلمين في القطاع العام. هذا الأمر لم يحظ بالاهتمام لأن عملية رصد الكفاءات ووضعها في مكانها الصحيح وحل مشكلة الفائض، بمعنى إعادة الهيكلة، تستغرق وقتاً طويلاً وجهوداً مضنية. ولذلك، نحن نسير بمنهج تقبّل وجوه الهدر على أنواعها، و«نغطي وجهنا وراء أصبعنا». إن أكبر سبب لعجز الميزانية هو دعم الكهرباء. ○ أليس من الأجدى وقف «مزاريب» الهدر قبل القيام بعملية هيكلة الإدارة وتخفيض عدد الموظفين في القطاع العام؟ • بالتأكيد. كل ما يتم تداوله عن تكلفة «سلسلة الرواتب» هو 800 مليون دولار، بينما يرصدون ضمن ميزانية الـ2017 لتمويل عجز الكهرباء مبلغ (2150) مليون دولار. ما أقوله ان حلّ هذه المسألة كان يجب أن يتم منذ زمن طويل. سنة 2013 تمّ تلزيم مشروع لإنتاج 500 ميغاواط. الخلاف منذ ذلك الوقت وحتى اليوم، يتمحور حول هل يجب دفع ضريبة الـT.V.A على المناقصة أم لا؟ لو دفعت وزارة الأشغال هذه الضريبة فستذهب إلى وزارة المالية، بمعنى «من جيبي اليمين إلى جيبي اليسار». هذا مثال على الإدارة السيئة في لبنان، والتي تقوم على أسس الجمهورية الفرنسية في الأربعينات، أي قبل الإصلاحات التي قام بها الجنرال شارل ديغول. المطلوب إجراء عملية تطوير شاملة للمنهج الإداري. ○ ألا تعتقد أن التغاضي عن معالجة موضوع الكهرباء يُخفي وراءه خلافات على المحاصصات؟ • صحيح، المشكلة هي في العقلية التي تدير البلاد. فقد حصل لبنان في العام 2005 على عرض قدّمه عبد الله العطية وزير النفط القطري السابق ونائب رئيس مجلس الوزراء، وهو عرض مهم جداً، يقضي بإنشاء مركز لاستلام الغاز المسيّل، على أن يتم بيعه لنا ـ في ما بعد ـ بسعر دولارين لكل ألف قدم مكعب. كل ستة آلاف قدم مكعب توازي برميلاً من النفط، فإذا كان برميل النفط عندها ثمنه بين 20-24 دولاراً، فهذا يعني أننا كنا سندفع نصف ثمنه، وكان العقد ينص على الالتزام بهذا السعر طيلة فترة الاتفاق البالغة 25 سنة. سعر برميل النفط اليوم بحدود 50 دولاراً، هذا معناه أننا كنا سندفع أقل من 20٪ من المبلغ الذي ندفعه حالياً، اذا أخذنا بالاعتبار أن سعر برميل النفط المكرّر بحدود الـ70 دولاراً. ○ هل ما تقوله يعني أنه في الـ2005 كان عندنا مشروع يحل مشكلة الكهرباء؟ • ليس فقط مشكلة الكهرباء، بل مشكلة العجز منذ الـ2005 لغاية الـ2011، بمعنى أنه كان يحل مشكلة 50 مليار دولار من الدين العام البالغ 74 ملياراً. ○ عدم الأخذ بهذا العرض أو العروض المشابهة هل هو نتيجة حسابات سياسية، أم عجز الطبقة السياسية عن اتخاذ القرار؟ • سأوضح الأمر بالنسبة للعرض القطري. الوزير عطية قال أنه لم يستطع البقاء وحيداً لفترة نصف ساعة من الوقت من دون أن يأتيه أحد ليقول له أنه «زلمة» فلان، وأنه يريد (كذا وكذا وكذا)! ○ الكل يريد عمولة أليس كذلك؟ • نعم، كلهم يريدون ذلك، لقد أقفل بابه وسافر. لدي صديق لديه شركة بناء محطات كهرباء تزاول نشاطها في السعودية منذ 1968، جاء إلى لبنان أيام الرئيس الأسبق الياس الهراوي في التسعينات، وعرض بأن تقوم شركته ببناء محطة كهرباء وتشغيلها، ومن ثم تبيع طاقتها لمصلحة كهرباء لبنان بأقل ممّا هم يبيعون للناس، فقال له الهراوي: يجب أن تذهب إلى فلان لأنه يعرف كيف «يُرتّبها». فأجابه: فخامة الرئيس أنا أخبرك بأننا نحن مَن سيموّل، ولا أريد الذهاب لعند أحد. فقال له الهراوي: إذاً يا إبني لن يمشي الحال! السبب في ذلك أن ابن الرئيس كان شريكاً في شركة تستورد جميع المشتقات التي تحتاجها شركة الكهرباء من سوريا، ولم يكن مسموحاً أن يستوردوا من دولة أخرى، وهم كان يناسبهم هذا الشيء. الموقف السياسي يتحكم بالقرار، بينما الصالح العام يجب أن يكون هو الهدف، إنما الصالح العام في لبنان ليس هو هدف السياسيين عندنا. اللبنانيون مظلمون لأن ممثليهم لا يلبّون الشروط الرئيسية لدولة تأخذ صفة «الدولة الحديثة»، والتي تتمثل بشبكات متطورة للمياه والكهرباء والصرف الصحي والطرق والعناية بالبيئة. ○ هذا العجز الموجود لدى الطبقة السياسية الحاكمة، كيف هي انعكاساته على لبنان، ولا سيما لجهة تشكيله وجهة جاذبة للاستثمار؟ • لنأخذ قبرص ولبنان كمثال. لقد مرّت قبرص بمرحلة تعرّض فيها نظامها المصرفي لأزمة كبيرة وجرت ممارسات غير مقبولة، كمصادرة أموال الناس، هذه لم تحدث في التاريخ الحديث، لكنهم عادوا مركزاً للاستقطاب، أما نحن فالاستثمار الخارجي المباشر أصبح شبه مفقود عندنا. المشاريع الضخمة هي التي تأتي بالاستثمار الخارجي. في ساحة رياض الصلح في «السوليدير» هناك مشروع لمستثمرين خليجيين، أوقفوه لأنهم لا يرون مستقبلاً لما يقومون به، فيما الشلل يصيب وسط بيروت التجاري، وهناك أكثر من 160 مؤسسة أقفلت أبوابها في تلك المنطقة. ○ ولكن هذا نتيجة قرار له علاقة بحسابات سياسية، وكأن المطلوب هو «شلّ» وسط بيروت حقداً على رفيق الحريري… ألا توافقني على هذا الاستنتاج؟ • اعتقادهم خاطئ، فرفيق الحريري لا يملك أكثر من 9٪ من أسهم «السوليدير». ○ لكن إلى ماذا تُرجع أسباب العزوف عن الاستثمار المباشر في لبنان؟ • لا توجد أجواء مريحة للاستثمار. ما من أحد قام باستثمار كبير إلا وتعرّض إلى مساءلات ومضايقات. الإدارة اللبنانية مهترئة، والسياسيون منشغلون بسلامتهم الشخصية وبثرواتهم الخاصة. الشباب اللبنانيون رائعون، ولكنهم لم يأخذوا فرصتهم لإثبات وجودهم. فعلى سبيل المثال، كانت لائحة «بيروت مدينتي» في الانتخابات البلدية الأخيرة تضم نخبة جيدة، لكنها كانت نفتقد إلى التنسيق والخبرة وإلى مخاطبة الناس بشكل جيد، رغم حصولها على 40٪ من الأصوات في بيروت. لا نزال عاجزين عن القيام بتحرك شعبي يؤدي إلى نتيجة عملية لدى السياسيين أو يؤثر في الطاقم السياسي الموجود. ○ ما الذي يُعيق ذلك، هل هي التركيبة اللبنانية أم هي حالة عدم نضوج؟ • تركيبة لبنان المبنية على التمثيل الطائفي لا تسمح بذلك، علماً أنه في ستينيات القرن الماضي لم تكن الطوائف تعاني من هذا الشعور بالتمايز. أصدقائي كانوا من جميع الطوائف، ولم نكن نعاني من هذه «الحساسية» الموجودة الآن. أعتقد أن العمل الفلسطيني المسلح بقيادة ياسر عرفات هو الذي خرّب هذه المعادلة، وهذا الكلام قلته له. كانت في لبنان شخصيات فلسطينية كبيرة من أمثال يوسف صايغ وإدوار حنانيا ويوسف بيدس وبدر الفاهوم، لو بقيت هذه «الخميرة» لكان الشعبان اللبناني والفلسطيني بألف خير. ○ قد يتحمّل الفلسطينيون جزءاً من الأزمة، ولكن ألا تعتقد أن هناك أطرافاً عملت على ضرب حالة الاندماج بين الطوائف، والانفتاح الذي كان يعيشه لبنان من خلال حركاته التحررية. وهذا ما كان ليتم إلا من خلال حرب ما تعيد الناس إلى المربعات الطائفية؟ • هناك أطراف لم تكن ترغب باستمرار هذا «اللبنان» المنفتح والمتحرر، وربّما اختاروا الفلسطينيين كأداة لضربه، والهدف كان «تطيير» المجتمع الحديث غير الطائفي في الشرق الأوسط العربي المراد له أن يبقى رهينة التعصب الطائفي والمذهبي. المؤسسات التعليمية اللبنانية أصبح لها حضور في بلدان عديدة وأصبحت تضم مئات الآلاف من التلاميذ، وجامعاتنا أصبحت مقصداً لكل من يريد أن يتعلم ويعود إلى بلاده ليأخذ دوره. الحرب قضت على هذا التمايز، إنما الرهان يبقى على الشباب اللبناني الذي هو «الخميرة» ولكن كيف سننمّيه طالما الطبقات السياسية والقيادية في البرلمان والوزارات مرتهنة لاعتباراتها المذهبية؟ هذا يجعلك تشعرين أن الرهان على المستقبل خاسر. اللبنانيون، من جميع الطوائف، احتلوا مناصب عليا في دول الاغتراب، وأصبح لهم دور مهم على صعيد الاستثمار. بإمكان لبنان أن يستغل هذه الطاقات لجعلها فاعلة في تطوير لبنان، لكن الأطر القانونية والإدارية غير مشجّعة، والقضاء مكلف جداً ويحتاج لوقت طويل للبت بالنزاعات. القضاء احتاج لـ30 سنة للفصل في نزاع حول تطوير منطقة عقارية، فهل هناك أحد سيأتي للاستثمار عندنا في هكذا أجواء؟ ○ هذه الأجواء هل تجعلنا نتوقع انفجاراً داخلياً أم أن هناك قدرة على «لملمة» الموضوع؟ • أنا استبعد هذا، أولاً لأن ثلث اليد العاملة اللبنانية تعمل خارج لبنان، وهي تؤمّن الحد الأدنى من المستوى المعيشي لعائلاتها. والسبب الآخر هو أن ما يحدث في سوريا جعل اللبنانيين يتهيّبون الحرب، فسوريا التي كانت تعتبر قلب العروبة النابض تفتّت بشكل يوحي بأنه لن تكون هناك سوريا مكتملة العناصر في المستقبل. ○ أنا اتكلم عن انفجار اقتصادي؟ • إذا كان المقصود العودة إلى التدهور بأسواق صرف الليرة، فأنا استبعد ذلك. الصينيون عرضوا إنشاء محطة بقدرة 1000 ميغاواط تعمل على الغاز، فلم يتم التجاوب معهم. لو تجاوبنا معهم لكنا فقط بحاجة لاقتراض 400 مليون دولار لتأهيل شبكات نقل الطاقة. هناك «وصلة» صغيرة، حوالي 500 متر، في منطقة المنصورية، لو تمّ انجازها لتحسنت التغذية بحوالي 20٪. مَن يفشل في معالجة مشكلة هذه «الوصلة» التي تلقى معارضة من الأهالي خوفاً من تأثيرات خطوط التوتر العالي على البيئة السكانية المحيطة، هل يمكن له بناء مستقبل للبلد؟ ○ هل المواقف السياسية اللبنانية التي أفضت إلى حصار اقتصادي على لبنان حدّت من جعله منطقة جاذبة للاستثمار؟ • لنتكلم بصراحة، المستثمر السعودي يتهيّب المجيء إلى لبنان بسبب مواقف «حزب الله» وبسبب مشاركته في الحرب اليمنية، وهذا حال الإماراتيين. يمكن استثناء الكويتيين، إلى حدّ ما، لأن ثلثهم من الطائفة الشيعية، ورغم ذلك فإن نسبتهم تراجعت. لبنان كان منذ ثلاثين عاماً فريداً بمميزاته، ولكن الآن دبي تملك هذه المميزات. هم جعلوا من الصحراء مركزاً للجذب، ونحن جعلنا من الجنّة صحراء. ○ إذاً السبب سياسي في الأصل؟ • هم فقدوا حماستهم للبنان، وأنا لا ألومهم على ذلك، بعد مواقفنا السياسية وما يوجد عندنا من «تأقطب» مذهبي. ○ لكن هذا يأتي في ظل وضع مُربك في المنطقة، ناهيك عن أن الخليج يقوم بإعادة هيكلة لاقتصاداته؟ • نعم، هم يقومون بإعادة هيكلة. الحكومات الخليجية تحاول «تظبيط» أمور بلادها من خلال زيادة أسعار الكهرباء والبنزين وربّما فرض ضريبة T.V.A والاستغناء عن بعض العمالة الأجنبية، لكن نسبة اللبنانيين الذين تمّ الاستغناء عن خدماتهم هي أقل بكثير من نسبة الأوروبيين لأن كلفة توظيفهم أقل، وهم يرتاحون إلى اللغة العربية التي نتكلمها. ○ كيف ترى مراهنة الطبقة السياسية اللبنانية على الثروة النفطية التي اكتشفت في البحر؟ • عندنا ثروة أهم من النفط، هي الثروة المائية. هناك دراسة أنجزت في العام 1993، من قبل أهم شركة تُعنى بدراسات المياه، تفيد بأنه لو تمّ إنشاء سدود في مناطق معينة من لبنان، لأمكن تأمين مليار متر مكعب من المياه سنوياً، ثمنها 5 مليارات دولار، لكننا لم نحرّك ساكناً منذ ذلك التاريخ، مع العلم أنها ثروة متجددة، وليست كالنفط الذي سينضب بعد فترة، والذي يحتاج إلى حوالي 7 سنوات حتى نصل به إلى مرحلة الإنتاج. إسرائيل التي تتقدم علينا تكنولوجياً احتاجت إلى هذه الفترة. وهم بدأوا الآن يصدّرون الغاز إلى الأردن، ونحن لا نزال في مرحلة البدايات. الخبير الاقتصادي مروان اسكندر لـ «القدس العربي»: لا خوف من انفجار اقتصادي في لبنان رلى موفّق |
قانون التظاهر المصري: ثلاث سنوات من قمع المعارضة Posted: 01 Apr 2017 02:13 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: وافق مجلس النواب الاثنين الماضي، من حيث المبدأ، على مشروع قانون بتعديل قانون التظاهر، وهو التعديل الذي يشمل المادة العاشرة فقط من القانون، بعد الحكم بعدم دستوريته، فيما أجل التصويت النهائي عليه إلى لأسبوع الجاري. وكانت المحكمة الدستورية العليا حسمت الجدل الدائر بشأن قانون التظاهر، وقضت، برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، برفض كل الطعون المقدمة ضد القانون، بينما قبلت طعنًا واحدًا فقط بعدم دستورية المادة 10 من القانون ذاته فيما تضمنته من سلطة وزير الداخلية في إصدار قرار مسبب بمنع التظاهرة. وتنص المادة العاشرة التي حكم بعدم دستوريتها على: «يجوز لوزير الداخلية أو مدير الأمن المختص في حالة حصول جهات الأمن، وقبل الميعاد المحدد لبدء الاجتماع العام أو الموكب أو التظاهرة، على معلومات جديدة أو دلائل عن وجود ما يهدد الأمن والسلم، وأن يصدر قرار مسبباً يمنع الاجتماع العام أو الموكب أو التظاهرة أو نقلها إلى مكان آخر أو تغيير مسارها، على أن يبلغ مقدمي الإخطار بذلك القرار قبل الميعاد المحدد بأربع وعشرين ساعة على الأقل». وطبقا للتعديل الذي أقرته اللجنة التشريعية في مجلس النواب فإن نص المادة الـ 10 تحول إلى :»وينص تعديل المادة (10) بعد الموافقة عليها من مجلس النواب، التي منحت سلطة لوزير الداخلية لمنع التظاهر كالتالي: «لوزير الداخلية أو مدير الأمن المختص في حالة حصول جهات الأمن ـ وقبل الميعاد المحدد لبدء الاجتماع العام أو الموكب أو التظاهرة ـ بناء على معلومات جدية أو دلائل، عن وجود ما يهدد الأمن والسلم، التقدم بطلب إلى قاضي الأمور الوقتية في المحكمة الابتدائية المختصة لإلغاء أو إرجاء الاجتماع العام أو الموكب أو التظاهرة أو نقلها إلى مكان آخر أو تغيير مسارها، ويصدر القاضي قراراً مسبباً فور تقديم الطلب إليه على أن تُبلغ به الجهة الإدارية مقدم الإخطار فور صدوره، ولذوي الشأن التظلم من القرار وفقا للقواعد المقررة في قانون المرافعات المدنية والتجارية». وشهدت جلسة مجلس النواب، خلافات بين النواب حول القانون، فبينما تمسكت الأغلبية المتمثلة في نواب ائتلاف دعم مصر بمناقشة تعديل المادة العاشرة فقط التي حكم الدستور ببطلانها، طالب نواب تكتل «25 ـ 30» المعارض بمناقشة كل بنود القانون، ووصف النائب خالد يوسف، قانون التظاهر، بالظالم الجائر الذي خلَّف وراءه آلاف الشباب وراء الأسوار لمجرد إنهم اعترضوا على شيء. وقال يوسف، خلال مناقشة الجلسة العامة لمجلس النواب لتعديلات قانون التظاهر، إن ذلك القانون ساوى بين الإرهابيين، الذين خرجوا على المصريين بالحديد والنار وبين شباب نقي طالب بالحرية حتى لو اختلفتم معهم . ويرى نشطاء وحقوقيون، أن القانون باق لم يشهد تغييرا، وأنه يهدف إلى تكميم الأفواه وإبعاد الشباب عن العمل العام. قانون منع التظاهر وقال طارق سعيد أمين إعلام حزب الكرامة لـ»القدس العربي» إن قانون التظاهر هو قانون جائر وظالم يهدف إلى تكميم الأفواه واستخدم في سجن مئات من شباب ثورة 25 يناير، وإن أي حديث عن تعديله هو حديث عبثي، مؤكداً ضرورة إلغائه واستبداله بقانون له نصوص واضحة لا يستخدمها النظام في تكميم الأفواه، خاصة أن الوضع أثبت بعد 3 سنوات من تطبيقه، أن قانون التظاهر كان اللبنة الأولى لتأسيس حكم ديكتاتوري في مصر. وقال عبد العزيز الحسيني القيادي في التيار الديمقراطي المعارض في مصر، لـ»القدس العربي» إنه لا يجب أن يسمى القانون بقانون التظاهر، وأن الاسم الصحيح لهذا القانون هو منع التظاهر، مشيراً إلى ان النظام السياسي في مصر، يهدف بهذا القانون، إلى تكميم الأفواه، وإلى أن وزارة الداخلية أضافت إجراءات خارج القانون لمنع التظاهر، منها تحديد مكان التظاهر على مسافة 800 متر من أي مؤسسة حكومية، مؤكداً أن مثل هذا القرار يجبر طالبي التظاهر الخروج من المدن والتظاهر في الصحراء، لان القرار لم يحدد نوعية المؤسسة الحكومية، وبالتالي فإن مكاتب البريد أو مؤسسة توزيع الخبز التابع لوزارة التموين هي طبقا للقرار مؤسسة حكومية. وتابع الحسيني: «كانت لنا تجربة حاولنا خلاها التعامل مع القانون، وقدمنا طلبا للتظاهر ضد اتفاقية تيران وصنافير، وفوجئنا برفض الطلب». وقانونيا، كان مفترض أن تلغى أحكام السجن الصادرة بحق المتظاهرين بعد إصدار المحكمة الدستورية قرارا بعدم دستورية إحدى مواد قانون التظاهر حسب عصام الإسلامبولي، الفقيه الدستوري الذي قال: «بعد قضاء المحكمة بعدم دستورية مواد في قانون التظاهر، من المفترض أن تكون الآثار القانونية المترتبة في هذه الحالة هي الإفراج عن المحبوسين، إذا كان تم حبسهم بناء على المواد المقضي بعدم دستوريتها» موضحاً أن النائب العام من يصدر قرار بالإفراج عنهم. تاريخ قانون التظاهر قبل ثلاث سنوات، وافق المستشار عدلي منصور الرئيس السابق على قانون التظاهر، الذي حمل رقم 107 لسنة 2013، والخاص بتنظيم الحق في الاجتماعات العامة والمواكب والتظاهرات السلمية، وبعد مرور يومين فقط من إقرار القانون، فضت قوات الأمن وقفة احتجاجية نظمها محتجون على القانون نفسه، وهي الوقفة التي شارك فيها علاء عبدالفتاح، و25 ناشطًا، التي عرفت بوقفة مجلس الوزراء ووجهت لهم فيما بعد تهمة خرق قانون التظاهر. وحاولت المعارضة وحقوقيون مصريون، إلغاء القانون، وقدموا طعونا أمام محكمة القضاء الإداري، بعدم دستورية قانون التظاهر، في حزيران/يونيو 2014. وفي نهاية العام الماضي، حسمت المحكمة الدستورية العليا الجدل الدائر بشأن قانون التظاهر، وقضت، برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، برفض الطعنين على المواد 7 و8 و19 من القانون، بينما قبلت طعنًا واحدًا فقط بعدم دستورية المادة 10 من القانون ذاته فيما تضمنته من سلطة وزير الداخلية في إصدار قرار مسبب بمنع التظاهرة. وقال التقرير، الذي أعدته اللجنة التشريعية في مجلس النواب، إن التعديلات تضمنت معالجة العوار الثابت في المادة 10 التي تمنح الجهة الإدارية سلطة إصدار قرار بالمنع أو الإرجاء معيارا محددا أو أسبابا موضوعية يمكن الاستناد عليها لإصدار ذلك القرار فور التعديل يتيح للجهة الإدارية إذا ما رأت المنع أو الإرجاء أو تعديل مسار أو مكان ممارسة ذلك الحق لأسباب تهدد الأمن والسلم، على ان يصدر قرار من قاضي الأمور الوقتية بالمنع أو الارجاء أو تعديل المكان أو المسار حتى يتمكن القضاء من مراقبة تعطيل ممارسة ذلك الحق الدستوري دون أن يترك للسلطة الإدارية اختلاق الأسباب وإصدار القرار بالمنع أو التعطيل، لأن الحق لا يجوز منعه وبما ان القانون ينص في الأساس على تنظيم هذا الحق فإنه يجوز أرجاء أو نقل أو تغيير مسار المظاهرة أو الاجتماع العام أو الموكب لدواع أمنية». وأضاف التقرير، أن النص المقترح أجاز لذوي الشأن الطعن على قرار قاضي الأمور الوقتية بالتظلم وفقا للقواعد المقررة في قانون المرافعات المدنية والتجارية. وتابع: «كما استهدف التعديل المعروض قصر الأمر على قاضي الأمور الوقتية في المحكمة الابتدائية المختصة دون جهة الإدارة طبقا لحكم المحكمة الدستورية العليا رقم 160 لسنة 2106، والتي قضت بعدم دستورية نص الفقرة الأولى من المادة «10»من قرار رئيس الجمهورية في القانون رقم «107»لسنة 2013 وسقوط نص الفقرة الثانية من المادة المشار إليها ورفض ما عدا ذلك من طلبات تأسيسا على أنه لا يعني الحق في التظاهر السلمي أو الاجتماع حق مطلق عن كل قيد واستحقاق دستوري وأوجب القانون لممارسة هذا الحق الأخطار للجهة الإدارية كوسيلة من وسائل ممارسة هذا الحق». وفي جلسة الاثنين الماضي، وافق مجلس النواب، خلال الجلسة العامة، على مشروع قانون بتعديل قانون التظاهر، ليعود قانون التظاهر إلى دائرة الجدل مرة أخرى. الإفراج الفوري عن الحريات المصادرة وكشف مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، الثلاثاء، أن «قانون التجمهر رقم 10 لسنة 1914 الذي يطبق جنباً إلى جنب مع قانون التظاهر الساري في مصر منذ تشرين الثاني/نوفمبر2013 هو قانون ساقط، ملغى بإجماع أعضاء البرلمان المصري منذ 89 عاما تحديداً في30 كانون الثاني/يناير1928». جاء ذلك في تقرير للمركز حمل عنوان «نحو الإفراج عن مصر» وقال بهاء الدين حسن، مدير مركز القاهرة في التقرير: «آن الأوان أن يبادر رئيس الجمهورية بإزالة هذا العار التاريخي وتفعيل إلغاء قانون الاحتلال الإنكليزي الذي كان يهدف إلى قمع حق المصريين في الاحتجاج ضد الاحتلال، كما يتعين الإفراج الفوري عن كل المصادر حريتهم بمقتضى هذا القانون الجائر». وحسب التقرير، كشفت المذكرة الإيضاحية لقانون إلغاء قانون التجمهر والتي تقدم بها عام 1926 النائب محمد يوسف بك، عضو مجلس النواب عن كفر الدوار، عن السبب الأساسي لرفض البرلمان المصري لقانون التجمهر، ذلك السبب الذي ما زال قائماً حتى يومنا هذا، والذي يكمن وفق المذكرة «في كونه قانونا استثنائيا أقرب للأحكام العرفية، يفتش في النوايا، تم القضاء عليه بموجب الدستور (عام 1923) الذي أقر حرية الاجتماع، فضلاً عن أن الأفراد أحرار في الغدو والرواح فرادى أو مجتمعين». وبناء على التقرير، حرك 19 شخصية دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري، اختصموا فيها كلا من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزير العدل ووزير الصناعة ورئيس الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية. وطلبت الدعوى وقف القرار السلبي بعدم نشر قانون إلغاء قانون التجمهر في الجريدة الرسمية، ووقف العمل بقانون التجمهر، الذي يشكل السند القانوني الأساسي في توقيع عقوبات جماعية بالسجن على آلاف المتظاهرين السلميين من مختلف التيارات السياسية منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2013. قانون التظاهر المصري: ثلاث سنوات من قمع المعارضة تامر هنداوي |
يبيعها أميون متجولون في الشوارع لا يدرون بأنهم سماسرة موت: الأدوية المزورة أو السموم قاتلة الملايين العابرة لموانئ افريقيا Posted: 01 Apr 2017 02:13 PM PDT نواكشوط ـ «القدس العربي»: يتجول بها باعة أميون في شوارع كبريات المدن الافريقية وتعبر موانئ القارة ملايين الأطنان من حبوبها وحقنها، وترص على رفوف آلاف الصيدليات، ويتناولها كل واحد منا، إنها الأدوية المزورة التي غزت القارة السمراء ولم تتمكن خطط ولا جمارك الحكومات من القضاء عليها. فعلى مدى السنوات الماضية شكلت الأدوية المغشوشة شبحا التهم أرواح الآلاف من سكان البلدان الافريقية. واختلفت المعاني المقصودة بالأدوية المغشوشة فمن قائل بأنها «المنتجات التي يتعمد تغيير محتواها بقصد النصب والاحتيال، سواء في الهوية أو المصدر أو المكونات نفسها، أو وضعها في عبوات مزيفة أو ملوثة»، ويرى آخرون «أن الدواء المغشوش هو الدواء المزور عن قصد أو بشكل مخادع في اسمه أو تركيبته أو مصدره، كما يشمل منتجات فيها مكونات حقيقية أو غير حقيقية، أو بدون مواد فعالة، أو مواد فعالة غير كافية، أو مواد فعالة مزيفة». أما الأدوية المقلدة فهي، السطو على علامة تجارية لدواء مشهور، يحوي بعض المواد الفعالة سواء أكانت كافية أم غير كافية. مواجهة الشر المحدق وللإسهام في محاربة هذا الشر المحدق، باشرت المنظمة العالمية للجمارك في علاج ظاهرة الأدوية المزورة حيث تمكنت مؤخرا، ضمن عملية واسعة النطاق، من احتجاز ومصادرة 126 مليون وحدة علاجية مغشوشة في ستة عشر ميناء من موانئ افريقيا. والغريب أن الأدوية المغشوشة لا يسوقها الباعة المتجولون بل إنها موجودة بكثرة في الصيدليات الحكومية وفي مخازن أدوية المنظمات الإنسانية غير الحكومية التي خدعتها مهارة صناع هذه السموم فوقعت في فخ المغشوشات. لقد تحولت الأدوية المغشوشة التي تقضي كل سنة على حياة مئات الملايين، إلى ظاهرة مخيفة في افريقيا، وهو ما جعل المنظمة العالمية للجمارك تطاردها في الموانئ والمطارات. أرقام مخيفة كشفت حصيلة نشرتها المنظمة، عن عملية مطاردة للأدوية المزورة خلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي عن حقائق غريبة، فمن أصل 243 حاوية تم تفتيشها، توجد 150 حاوية تحمل أدوية مغشوشة، وكانت الهند مصدر نسبة 75 في المئة من هذه الأدوية بينما كانت الصين مصدر الـ 25 في المئة الباقية. وظلت نيجيريا الاتحادية كما كانت، بوابة دخول هذه الأدوية بمعدل 35 في المئة بينما احتفظت دولة بنين بموقعها كبوابة ثانية لعبور المواد الطبية المغشوشة بمعدل 26 في المئة. وتعتبر عملية أيلول/سبتمبر الماضي رابع عملية تنفذها المنظمة العالمية للجمارك منذ أن بدأ تطبيق البرنامج المشترك بين المنظمة والمعهد الدولي للبحث المضاد لتزوير الأدوية عام 2012. وقد صودر خلال السنوات الأربع الماضية أكثر من 900 مليون مغشوش بقيمة تقدر بـ 400 مليون أورو. وتصدرت أدوية أمراض الالتهاب والملاريا والمضادات الحيوية وأدوية الحموضة المعدوية، قائمة الأدوية المحتجزة. أهداف وتدمير يركز صناع الأدوية المغشوشة إنتاجهم على أدوية الأمراض الأكثر شيوعا وخاصة أدوية حمى الملاريا، وتوجه هذه السموم بصمت كامل نحو مناطق السكان الأكثر فقرا. ويقول جان دافيد لفيت رئيس مجلس إدارة المعهد الدولي للبحث المضاد لتزوير الأدوية «أن الأدوية المغشوشة ليست فقط سبب موت الملايين من البشر بل إنها تساهم في خلق مقاومة لبعض العلاجات». وينتقد الكثيرون إهمال الحكومات لهذه الظاهرة ونقص التشريعات المجرمة لها ما يفتح المجال واسعا أمام شبكات الجريمة المنظمة. ويقول انا هينوجازا الخبير في المنظمة العالمية للجمارك «إن المجرمين يعرفون جيدا النواقص القانونية في دول عديدة حيث يمنع النظام وكيل الجمارك من فتح أي حاوية لتفتيشها في غياب الشخص المورد، وبهذا يستفيد مستورد السموم من الرقابة والمصادرة». غياب معاهدة دولية وفي غياب معاهدة دولية أكثر اتساعا من المعاهدة الأممية الحالية، لمحاربة الأدوية العابرة للحدود بما فيها تهريب المخدرات، فإن القضاة لا يملكون الوسائل التي تمكنهم من تفكيك العصابات. واعترف برنار لروي مدير المعهد الدولي للبحث المضاد لتزوير الأدوية أن «من النادر أن تؤدي المواد التي يصادرها المعهد لمتابعات قضائية». وينضاف لهذه العوائق النقص الحاد في الوسائل، حيث أن تحليل قرص واحد يكلف خمسة يورهات بينما تبلغ قيمة الماسح الضوئي المستخدم في الكشف عن الأدوية المغشوشة، حوالي 40 ألف يورو مما يجعل بعض الدول الافريقية عاجزة عن اقتناء مثل التجهيزات. المنصة الموريتانية وسبق لمعهد البحث المضاد لتزوير الأدوية الفرنسي (IRACM) أن أكد في تقرير أخير له «أن موريتانيا أصبحت مصدرا كبيرا لتوزيع الأدوية المزورة في غرب افريقيا». وأكد المعهد «أن عشرات الأطنان من الأدوية تصل إلى السوق الموريتانية كل عام، ويتم توزيعها داخل البلاد وفي دول غرب افريقيا بطرق ووسائل مختلفة». وأظهر تقرير المعهد الفرنسي «أن تزوير الأدوية في موريتانيا يتفاقم بشكل مذهل منذ عام 2004 تاريخ صدور قانون جديد يسمح لكل موريتاني بافتتاح صيدلية لبيع الأدوية بشرط حصوله على اعتماد من حامل شهادة في الصيدلة». وتتبعت وكالة «الأخبار الموريتانية» في تحقيق لها حول الأدوية المغشوشة في موريتانيا، عشرات الشبكات التي تنشط في تزوير الأدوية الأغلى ثمنا والأكثر استخداما، من أدوية ضغط الدم إلى وسائل التخدير، مرورا بالمضادات الحيوية بجميع أنواعها. وأكد صيادلة موريتانيون مختصون «أن تزوير الأدوية يتم بمهارة كبيرة مما يجعل التفريق بين المنتج المزور والأصلي أمرا مستحيلاً دون اللجوء إلى المختبرات». وأكدت وكالة «الأخبار» أن شبكات بيع الأدوية المزورة تنشط بين عدة دول افريقية، عبر طرق تهريب تربط موريتانيا بغينيا كوناكري وغينيا بيساو». وكشفت عن «توزيع شبكات التزوير سنويا لعشرات الأطنان من مختلف الأدوية داخل الأسواق الموريتانية، وتعتمد على هذه الشبكات صيدليات حكومية في توفير حاجاتها من الأدوية». أسواق وضحايا وتشكل أسواق غينيا كوناكري أكبر ملتقيات تداول الأدوية المغشوشة في المنطقة، حيث يتجمع فيها سماسرة الأدوية المزورة، القادمين من الصين والهند ونيجيريا وغانا وساحل العاج. وحسب تقرير وكالة «الأخبار» فإن «تجارة الموت المستفحلة في موريتانيا تخلف سنويا آلاف القتلى دون أن يتم الكشف بشكل رسمي عن هذه الأرقام، أو تحديد المسؤولين عنها من المتاجرين في هذه المواد السامة». ويقدر معهد البحث المضاد لتزوير الأدوية الفرنسي عدد قتلى الأدوية المزورة في افريقيا بـ 100 ألف قتيل سنويا، في حين لا توجد أي إحصائيات عنها في موريتانيا. وتؤكد إحصاءات منظمة الصحة العالمية «أن ما بين 30٪ إلى 70٪ من الأدوية التي تباع في افريقيا مغشوشة، وهو ما يتسبب في وفاة زهاء 2000 شخص يوميا، فضلا عن خسائر هائلة يتكبدها قطاع صناعة الأدوية تتراوح ما بين 70 و75 مليار دولار سنويا». الباحث الغاني برايت يخترع تقنية تكشف الدواء المغشوش دفع استفحال تجارة الأدوية المغشوشة في البلدان الفقيرة، حيث المناخ المناسب والقدرة الشرائية الضعيفة للسكان، الباحث الغاني برايت سيمونز لاقتراح حلول بديلة فعالة للقضاء على هذا النوع من التجارة التي تستهدف صحة المواطنين في الأساس قبل استهدافها لجيوبهم، فتوصل لاختراع تطبيق كفيل بالحد من هذه المعضلة. ويمكن للمواطن عبر هذا التطبيق المتاح، إرسال رسالة قصيرة ليتحصل فورا على جواب يتأكد من خلاله من مدى صلاحية الدواء قبل أن يشتريه. وتقوم الفكرة على تطوير نظام يسمح بكشف الأدوية المغشوشة، والمبدأ بسيط، لا يتطلب سوى التوفر على علبة دواء وهاتف ذكي للقيام بالتجربة، فخلف العلبة، توجد منطقة يجب حكها للتعرف على رمز مكون من اثني عشرة رقما، يتم إرسال هذا الرمز في رسالة نصية قصيرة حتى تتلقى إجابة فورية إما بالإيجاب أو السلب على شكل «OK» or»NO» بخصوص صلاحية الدواء، كما يمكن الاستعلام مباشرة عبر بوابة الموقع. والباحث سيمونز، واحد من أولئك المخترعين الخمسة والثلاثين تحت سن 35 الذين تم تكريمهم عام 2013 من قبل المجلة الأمريكية MIT TechnologyReview. وعن المشروع وبداياته، يقول»كنت في حاجة لشيء ملموس أكثر، فأدركت أن تغييري لما حولي يبدأ بعالم الأعمال، فقررت العودة إلى غانا لإنشاء شركتي الخاصة». ويضيف «بقي أن أجد مجالا ذي أثر قوي حيث يمكنني فعل ذلك دون دعم مالي يذكر، فوقع اختياري على التكنولوجيا، فشركات الاتصالات تقوم باستثمارات ضخمة في أفريقيا، فكان يلزمني فكرة خلاقة لإقناعهم بإعطائي حق الولوج إلى بنياتها التحتية. « وبعدما قطع أشواطا طويلة في سبيل إطلاق مشروعه بدعم من الشركة الأمريكية المتخصصة في الكمبيوتر HP ومنظمات أممية وجهات مسؤولة عن الشأن الصحي في كل من غينيا ونيجيريا وكذا بعض الهيئات الصيدلانية وشركات الاتصالات، تمكن سيمونز عام 2009 من إطلاق مشروعه M-Pedigree Network في مدينة أكرا عاصمة غانا، وهو مشروع يجمع بين تقنيات الويب والهواتف المحمولة لمحاربة ظاهرة الأدوية المغشوشة. وعن التقنية والوسائل المستعملة لكي يصل المنتج في صيغته النهائية إلى المستهلك، يقول سيمونز «لكي أتمكن من التواصل مع الفاعلين في قطاع الصناعة والموزعين وأخيرا المستهلك، كان لا بد من أن أشتغل في بادئ الأمر مع كل من مختبرات الصيدليات على وضع ملصق خاص يحوي رمز شريطي للمنتجات ومع شركات الاتصالات بغية فتح الشبكات للاستفادة مجانا من خدمة الرسائل النصية القصيرة». بعد أقل من أربع سنوات على إنشائه، أحدث التطبيق أثرا اقتصاديا واجتماعيا في بلدان عدة، حيث أصبح حاليا الأداة المستخدمة من قبل الجهات المكلفة بالشأن الصحي في كل من غانا ونيجيريا وكينيا والهند – البلدان الأربعة التي تتوافر على مكاتب جهوية لـmPedigree Network– K ويجري حاليا تجربته في أوغندا وتنزانيا وجنوب افريقيا وبنغلاديش. وتمكنت الشركة من توقيع شراكات عدة مع موزعين وشركات الاتصالات ومنظمات حكومية وكذا كبريات الشركات التي تنشط في مجال صناعة الأدوية كسانوفي أفنتوس وريتشر غويلين، كل هؤلاء الفاعلين متواجدين على منصة .Goldkeys ولا تقتصر هذه الشراكات فقط على ضمان مصداقية المعلومة وتطوير شبكات التمويل الذكية والأكيدة وإنما أيضا تستهدف تعبئة المجتمع للوقوف ضد هذه الظاهرة. وتحصل الشركة أيضا دخلا إضافيا لقاء خدمات تجميع البيانات وتحليلها لتمكين الشركات من فهم سلوك مستهلكي سوق معين. بفخر واعتزاز يقول سيمونز «هذه هي المرة الأولى التي يلقى فيها ابتكار افريقي استحسان العالم بأسره، وهو ما يبرهن على أن أفريقيا يمكن أن تكون مصدرا لاختراعات ذات أثر كبير» هذه ليست سوى البداية، فسيمونز يعتزم مع فريقه حاليا توسيع الخدمة لتطال استخدام البذور الزراعية ومستحضرات التجميل والخدمات اللوجستية وإدارة سلاسل التوريد والتسويق، وهي مجالات أكثر ربحية ما كان الباحث الغاني ليتصور أن نشاطه سيتسع ليشملها عند إطلاق مشروعه. يبيعها أميون متجولون في الشوارع لا يدرون بأنهم سماسرة موت: الأدوية المزورة أو السموم قاتلة الملايين العابرة لموانئ افريقيا عبد الله مولود |
صنعاء: أنفاق سرّية يحفرها لصوص الكنوز و«أحلام المُدن المدفونة» تهدد بانهيار المدينة القديمة Posted: 01 Apr 2017 02:13 PM PDT صنعاء ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر لـ «القدس العربي» أن عدد حفريات الأنفاق المُكتشفة مؤخراً تحت مباني صنعاء القديمة وصل إلى 15 حفرية، مُحذرةً من انهيارات وشيكة لكثير من مباني هذه المدينة التاريخية. وتُعد صنعاء من أقدم المدن العربية المأهولة بالسكان، ولخصوصيتها التاريخية والحضارية أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» ضمن قائمة التراث العالمي عام 1984 ونتيجة لما تتعرض له من مخاطر بفعل الوضع الراهن للبلد أقر اجتماع لجنة التراث العالمي (اعلان بون، تموز/يوليو 2015)، وضع المدينة ضمن قائمة المواقع المعرضة للخطر. وبدلاً من أن يترتب على قرار هذه اللجنة مضاعفة وتضافر جهود الحفاظ المحلي والدولي تضاعفت وتضافرت مصادر معاناة هذه المدينة خلال وجراء الحرب الراهنة في البلاد، فعلاوة على الأضرار الكبيرة التي ألحقتها غارات طائرات التحالف في عدد من مبانيها أسهم تقاعس السلطات المحلية عن مهامها في الحفاظ على المدينة، في ازدياد مخالفات سكان المدينة انشائياً ومعمارياً واتساع هذه المخالفات بشكل مخيف حداً صارت تشكل تهديداً كبيراً لنمط المدينة ومخططها التاريخي، بالإضافة إلى ما أسفر عنه توقف تنفيذ أعمال الترميم الدورية من انهيار بعض المباني وتهديد أخرى، وهي المهددات التي تجاوزت سطح أرض المدينة إلى باطنها من خلال حفريات أنفاق سرّية تحركها أحلام وأوهام العثور على الكنوز، لتُمثل خطراً أكبر وفق الهيئة اليمنية للمحافظة على المدن التاريخية. حفريات داخل منازل وأبلغ أحد سكان المدينة أواخر كانون الثاني/يناير الشرطة بسماعه ليلاً أصوات حفر «كأنها تحت الأرض» ما قاد تحريات الشرطة إلى اكتشاف أول حفرية نفق، ومنها ما زال يتواصل اكتشاف حفريات أنفاق أخرى. وكشف رئيس الهيئة اليمنية للآثار والمتاحف مهند السياني لـ «القدس العربي» أنه تم الكشف، حتى كتابة هذا التقرير عن 15 نفقا حفرت جميعها في المحيط الشمالي الشرقي للجامع الكبير وسط المدينة، وتم اكتشاف حفريتين منها داخل منزلين والبقية داخل دكاكين، موضحاً أن أعماق بعض الحفريات المكتشفة وصلت إلى عشرة أمتار فيما وصل الامتداد إلى أكثر من عشرين متراً. ووفقاً للسيّاني فإن تقرير الآثاريين حول هذه الانفاق قد كشف أن بعضها يعود إلى نحو عشر سنوات، ما معناه أن حفر الأنفاق ليس جديداً على المدينة بل ممتد لسنوات دون علم السلطات المعنية وهو ما يمثل دليلا إضافيا لما تعانيه المدينة من عبث وإهمال من قبل ثلاثي لصوص التاريخ والقائمين عليها والساكنين فيها. وعزا نائب رئيس الهيئة اليمنية للمحافظة على المدن التاريخية نبيل منصّر في حديث لـ»القدس العربي» عدم اكتشاف هذه الانفاق في الفترة السابقة إلى كون هذه الانفاق داخل منازل ودكاكين والتي تمثل حُرمات خاصة علاوة على عدم تلقي الهيئة لأي بلاغ اشتباه قبل البلاغ الأخير، موضحاً أن الهيئة باتت بفعل الظروف الراهنة عاجزة عن مواجهة أي تحديات نظراً لضعف إمكاناتها وافتقارها لما يمكنها من تنفيذ الحد الأدنى من جهود الحفاظ، معتبراً ما تعانيه صنعاء القديمة في ظل الظروف الراهنة جراء الحرب يمثل تحدياً وتهديداً هو الأكبر لتاريخها وتراث اليمن الثقافي عموماً. ووفق رئيس هيئة الآثار والمتاحف فانه تم ضبط اثنين من المتهمين بهذه الحفريات فيما ما زال التحري والتحقيق جاريا لمعرفة بقية المتورطين. وكانت أعمال حفريات أثرية سابقة في نطاقات مباني تاريخية داخل المدينة قد كشفت عن بقايا أساسات مباني مدفونة ولُقى أثرية تعود إلى مراحل سابقة، وهو ما يعتبره مهند السيّاني أمراً طبيعياً لأن تاريخ المدينة يمتد لأكثر من ألفيّ سنة شهدت خلالها تراكما آثاريا لمدن قديمة شُيّدت مبانيها على أساسات مباني أقدم؛ وبالتالي فإن العثور على أساسات ولُقى قد دفع بعض المهووسين بالكنوز لتضخيم أحلامهم وأوهامهم لاسيما في هذه الفترة ودفعهم للتسابق لتنفيذ حفريات إنفاق «بحثاً عن أحلام مدفونة». كتابة جديدة لتاريخ المدينة ووفق السيّاني فإنه لم تتم معرفة ما أن كان الحفارون قد عثروا على شيء أو أخرجوه من الأنفاق، إلا أنه أشار إلى أنه تم اكتشاف بعض الأنفاق مغلقة بجدار حديث، «وكأن الحفارين قد عرفوا بضبط بعض المتورطين مؤخراً فأوقفوا أعمالهم ليستأنفوها لاحقاً». وقال إن هذه الأنفاق تمثل تهديداً كبيراً لصنعاء سواء على مستوى البحث الأثري أو التراث الثقافي والبناء التاريخي أو حياة الناس، وحذر من أنه في حال لم تتضافر الجهود لاكتشاف جميع الانفاق وضبط كافة المتورطين ومعالجة وضعها سريعاً فقد تتسبب هذه الأنفاق بانهيار عدد كبير من مباني المدينة وبالتالي حصول كارثة كبيرة نتيجة اعتماد أساسات المباني القائمة حالياً على المدفونة، ما معناه أن أعمال الحفر تتسبب في خلخلة تلك الأساسات ما يضعف من مقاومتها بالإضافة إلى تأثير الرطوبة عليها جراء التسرب المتوقع لمياه الصرف الصحي والأمطار إلى داخل تلك الانفاق ما قد يؤدي إلى انهيارات تشمل عددا كبيرا من المباني لاسيما في ظل تلاصقها وتقاربها. فيما أشار نائب رئيس الهيئة اليمنية للمحافظة على المدن التاريخية نبيل منصّر إلى مخاطر الحفر والنبش العشوائي في هذه الانفاق، والذي يؤدي إلى طمس معالم أثرية تحتاج لاكتشافها، عادة، إلى عملية علمية دقيقة يتم فيها الحفر بآلات وأدوات صغيرة مُعدّة لهذا الأمر ويقوم بها فريق مختص يرصد ويصور كل تفاصيل الحفر والاكتشاف وصولاً إلى قراءة الموقع كما هو عليه، وبالتالي فإن أي طمس أو خدش أو تهديم قد يؤثر على الشواهد المدفونة ويعمل «لخبطة» في قراءة الأثر وتحديد عمره وهويته. وأوضح أن المدن التاريخية تمثل مجموعة كبيرة من المواقع الأثرية، وبالتالي فان النبش العشوائي يؤثر فيما هو قائم فوق الأرض وتحت الأرض. ودعا إلى سرعة وقف هذه الحفريات ومراقبتها وعمل خطة مزمّنة لدراستها، والتي قد يترتب على ما تقدمه بعضها من قراءة كتابة جديدة لتاريخ المدينة. الجدير بالإشارة إلى أن الوضع الراهن للبلد جراء الحرب (أكملت عامها الثاني) قد تسبب بمزيد من المشاكل والمخاطر للتراث الثقافي بما فيها المُدن التاريخية وفي مقدمتها مدينة صنعاء القديمة التي تمثل إحدى ثلاث مُدن يمنية مٌدرجة ضمن قائمة التراث العالمي بالإضافة إلى شبام حضرموت، وزبيد، ومعها جزيرة سقطرى ومحمية بُرع التي أدرجتمها «اليونيسكو» ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي من اليمن. وللأسف فإن الإهمال والأضرار التي لحقت بالمٌدن التاريخية الثلاث قد دفع لجنة التراث العالمي المنبثقة عن «اليونيسكو» إلى وضعها ضمن قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر كرسائل انذار، لكن الــحـرب، للأسف، كأنها لا تُجيد سوى قراءة أهــدافها وأرباحــها ولا يعنيها فهم أبعاد هذه الرسائل. صنعاء على لائحة «اليونيسكو» اضيفت مدينتا صنعاء وشبام (وسط) في اليمن المهددتان نتيجة المواجهات بين المتمردين والقوات الحكومية إلى لائحة اليونيسكو للتراث العالمي المهدد، على ما أعلنت المنظمة في دورتها الـ36 لعام 2015. وأفادت المنظمة الثقافية الأممية في بيان ان مدينة صنعاء القديمة عاصمة اليمن «تعرضت لأضرار كبرى بسبب النزاع المسلح وأصيب حي القاسمي بمحاذاة حديقة مقشامة القاسمي الشهيرة بأضرار فادحة». وأضافت المنظمة ان «الجزء الأكبر من النوافذ الزجاجية والأبواب الملونة والمزينة» في العاصمة «التي تشكل ميزات هندستها المحلية، تحطم أو تضرر». وأعربت عن «الحزن والقلق» ازاء الدمار الذي يطال «مدينة إسلامية ذات أهمية كبرى تاريخيا وتراثيا». كما اضيفت مدينة شبام اليمنية أيضا التي بنيت في القرن السادس عشر على كتلة صخرية وسورها الى لائحة المواقع المهددة وبالإضافة إلى «التهديدات المحتملة المرتبطة بالنزاع» تعاني المدينة التي اطلقت عليها تسمية «مانهاتن الصحراء» بسبب مبانيها المشابهة للأبراج، من «مشاكل صيانة وادارة» حسب اليونيسكو. وحسب تعريف المنظمة فإن الموقع المصنف على أنه «في خطر مؤكد» يكون عرضة لتهديد وشيك محدد أما الموقع «المهدد» فهو الذي قد يكون عرضة لما يضر بقيمته. ويتيح إدراج موقع ما على هذه القائمة للجنة المختصة أن تباشر على الفور ما يلزم من مراقبة ومساعدة في إطار صندوق التراث العالمي، وتحشد دعماً دولياً لإنقاذه والحفاظ عليه. وكانت لجنة التراث العالمي أدرجت في دورتها الأربعين، التي عقدت في تموز/يوليو الماضي، في تركيا، مواقع جديدة في عدد من البلدان، مثل مالي وأوزبكستان، على قائمة المواقع المهددة، وأضيفت إلى القائمة خمسة مواقع في ليبيا تضررت أو يخشى أن تتضرر بفعل النزاع المسلح في هذا البلد. ومن أمثلة المواقع المهددة في أفغانستان: مئذنة جام في أفغانستان ووادي باميان؛ وفي سوريا: المدن القديمة في حلب، وبصرى الشام، ودمشق، وقلعة الحصن وقلعة صلاح الدين، وتدمر، والمدن القديمة في الشمال؛ وفي العراق: مدينة آشور، وآثار مملكة الحضر، وآثار مدينة سامراء التاريخية؛ وفي القدس: القدس القديمة وأسوارها. صنعاء: أنفاق سرّية يحفرها لصوص الكنوز و«أحلام المُدن المدفونة» تهدد بانهيار المدينة القديمة أحمد الأغبري |
أهمية تفكيك الفعل في ضوء بيئته وسياقاته التاريخية: الثقافة: التأويل والتأويل المضاد Posted: 01 Apr 2017 02:12 PM PDT لقد أضحى تعبير الثقافة شائعاً تبعاً لوعي الإنسان بتكوينه الفردي، أو الجمعي بمعنى وجوده في وسط غابة من الممارسات اللغوية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، التي لم تعد فعلاً من أفعال الأنشطة الإنسانية الخاضعة للرغبة في إنتاج الحياة، وممارستها بعفوية وتلقائية، إنما تكمن خصوصيتها كونها تأتي في نموذج من التأويل الذي بدأ فيه الإنسان يقتلع أو يتخلص من علاماته الإنسانية كي يتحول إلى نموذج أقرب إلى علامة لغوية، لا تستجيب لمواصفات وجوده الحقيقي، أو كما يصفه أحد الدارسين، حيوان عالق بالرمزيات، أي لمواصفات تموضعه في السياقات التي ينشأ فيها ثقافياً. وهكذا تحول الإنسان إلى صور، وتعبيرات، ومجازات، وخلف كل ما سبق ثمة مخزون تاريخي هائل، كما سياقي معاصر، إذ يجب على الإنسان الفرد – الأمة أن يتحمل تبعات هذا التشكيل الرمزي، بوصفه منتمياً إليه، ومنفصلاً عنه في الوقت عينه، ومعنى الانتماء هنا ليس فعلا إراديا، إنما هو محض صدفة لا تخضع لأي اعتبارات أو اشتراطات، ونتيجة لهذا بدأ يعي الإنسان أهمية أن ينتج خطاباً بهدف إعادة تموضعه، في عالم بات يقصيه ويقولبه تبعاً لوجوده القسري في زمان ومكان، أو نظراً لانتمائه العرقي والديني، إذ بات عليه أن يدفع ضريبة ممارسات الآخرين، وبوجه خاص هؤلاء الذين يتشاركون معه الصدفة عينها، ونعني من امتلكوا دما أو جغرافيا أو انتماء ما، يشاركوننا إياه، أو نشاركهم إياه، ولكنهم يحملون تأويلاً وفعلا مختلفاً. هذا العالم المتسع على المواجهة ضمن ما بات يعرف بالتفكيك والنقض، هو مجال التأويل الثقافي الذي أضحى سمة مزعجة لقيمة الحياة، ما يستدعي مفهوم الثقافة حسب توصيفات كليفورد غيرتز، الذي ينفي السمة الثابتة والقارة بخصوص مفهوم الثقافة، ويحيلها إلى عملية تتسم ببعد تأويلي، فهي نسق عابر، يحتفي بمدى سيمولوجي واسع الطيف، كما أنه يخضع لعملية فكفكة الإشارات، وإعادة بنائها من جديد، وهكذا نطالع في قراءة آلية تحليل الحدث الذي يطفو على شاشات التلفزة، ومواقع التواصل الاجتماعي بوصفه حلقة من حلقات التحول الثقافي، الذي يعيد صوغ الذوات في أنماط واستعارات جديدة، وفي هذا الصدد تقرأ القرارات الصادرة من أقوى دولة في العالم برئيسها الجديد، الذي أصدر قرارات تحيل إلى أفعال من التكوين الجديد الناهض على نشر ثقافة «الوسم»، أي تلك العلامات التي يعاد تشغيلها لتتحول إلى سمات ملازمة، ولكن هذا لا يتحقق من خلال أفعال أو أنساق من الكتابات المحدودة التأثير، كأن تكون تمثيلات في رواية، أو قصة، وربما قصيدة، أو فيلم سينمائي، إنما هي ممارسة تتخذ سمة الإشهار، أي من حيث ارتفاع الصوت والانتشار والتمكين، وبهذا فإنها تفعل فعلاً من التثبيت إلى حد أنها تتحول إلى شيء مزعج، وغير قابل للاندثار، أو التلاشي، ولاسيما أنها تعيد وعي الذات في عبارات تبدو أقرب إلى الجنون. وإذا كان دونالد ترامب قد بدأ ممارسته الثقافية في وسم شعوب بعينها عبر استبعادها من أن تطأ الأراضي الأمريكية، فإن هذا يعني أن هنالك ثقافة تمارس أنماطاً من الإقصاء العلني غير المستتر، ولكن هذا لا يكتمل من غير وسم «التهديد»، وبهذا، فإن شعوباً بأكملها أصبحت تخضع لعقاب جماعي، تأويل يشير إلى أن هذه الفئة تنتمي إلى زمرة معينة، فهم الأشرار، وكأننا هنا نستعيد حلقة من حلقات الخطاب الأمريكي بلغته التي قامت على تمثيل الهنود الحمر بوصفهم عصابات من الأشرار الذين ينبغي أن ينتهوا، ويختفوا من أحلام المستوطنين البيض، في حين أن النموذج الجديد قد استبدل بالعرب والمسلمين الهنود الحمر، وباتت الأرض خارج التصفية، فقد تحول الأمر إلى نموذج لإقصاء بعض الجنسيات والهويات من معانقة الأجواء، أو التنعم بوجودهم بحرية على متن طائرة، على اعتبار أنهم كائنات إنسانية تمتلك شيئا من الحقوق، لقد فقدوا الحق لا على الأرض فحسب، إنما بات يطال الفعل السماء، فأنت محاصر في الجو، ومراقب وموسوم، كما أنك ممنوع من أن تمارس فعلاً بشرياً يتمثل باستعمال هاتفك أو جهازك المحمول، لقد شُرع هذا الفعل من خلال الوسم بصفات لا تنتمي في مجملها إلى ثقافتهم الحقيقية، فالتهديد يكمن في المسلك، وهكذا تتقدم العلمية لتأخذ طابعاً استفزازيا حين انتشر تعميم قرار بحظر حمل الأجهزة الإلكترونية على متن طائرات تابعة لشركات طيران بعض الدول، بمن في ذلك رعاياها والمسافرون على خطوطها، وهذا ما يعني أنك بت ملاحقا بتهمة النفي والإقصاء، والوسم إلى حدود أنك تشعر بأنك كائن غير منتم إلى عالم يمكن أن يمتلك شيئاً من التحضر ولاسيما حين تستعاد الممارسات الكولونيالية القديمة، ولكن بشكل سافر وعلني وفج أيضاً، وبهذا فإن العالم الجديد الذي بشرت اتجاهات ما بعد الحداثة بتلاشي حدوده، كما نفي الواقع الخصوصي إلى واقع متشابك كوني، بات الأمر برمته سخفاً خالصاً، ما يعني أن الثقافات عادت لتتمترس خلف قيمها القومية الضيقة، بل إنها بدأت بأفعال طلاق للخروج من المنظومات التي شكلت لعقود حواضن مشاركة، كما تفعل بريطانيا التي لا تسعى للنأي بنفسها عن الاتحاد الأوروبي بوصفه منظومة اقتصادية وسياسية وحسب، إنما هي تسعى للنأي بنفسها عن المنظومة القيمية التي قام عليها الاتحاد الأوروبي، هذه المنظومة هي عينها التي طالما وقفت عائقاً في وجه تركيا للانضمام كون الثانية لم تلتزم بمعايير الغرب في ما يتعلق بقيم الديمقراطية والحرية، وغيرها، ومما يلاحظ بأن المنظومة الأوروبية تشهد تفسيرات مختلفة لمعاني القيم التي قام عليها في ظل أفكار طارئة من قبل اليمين المتطرف كما في فرنسا وهولندا، وغيرهما. لا ريب أن ثمة وضعاً مفصلياً بين تقدير القيم الغربية، والولاء لتاريخ تنويري عميق، وبين الانفلات والتحرر من هذه القيم نحو المزيد من الانغلاق خوفا من تبديد الخصوصية الثقافية والعرقية، والحصص الاقتصادية، وهذا ما يشي بمسالك بعض الدول النامية التي تعلي من خصائص التمايز العرقي، والخوف من الآخر، ومع أن هذه المخاوف تبدو مبررة في ظل ما يشهده العالم من أفعال إرهابية، غير أن تحليل الفعل ينبغي أن يقرأ في سياقاته الموضوعية، ونتيجة لهذا يتخذ التأويل الثقافي قيمة مضاعفة، كونه يمكن أن يسهم في تبديد المخاوف التي بدأت تنتشر في أصقاع العالم، وبوجه خاص من الآخر الذي بدأ يشمل أقرب الناس إلينا، وإن كانت بعض المخاوف معقولة غير أنها ليست سوى نتاج فعل تأويلي بدأه الغرب الذي لطالما ساند منظومات أسهمت في بعث هذا الكم الهائل من الكراهية، فضلاً عن الإسهام في إنتاج الشعوب الهائمة والهاربة من نيران الحرب والجوع والفساد المستشري في العوالم النامية التي خضعت لعقود طويلة لإدارة استعمارية بأقنعة وطنية، لم تنتج سوى كيانات شبحية هزيلة، بل إنها كانت هشة كونها لم تتعرض لتطور طبيعي، فالاستعمار كما يرى بيل أشكروفت أعاق التطور الطبيعي للدول المستعمرة؛ ولهذا نشأت، وهي تحمل بذور فنائها، وفسادها، وهذا أدى إلى أن تسعى الشعوب إلى ردود فعل، بعضها تمثل بنسق التدمير الذاتي لمفهوم الكيان السياسي، في حين أن الآخر بدأ يبحث عن صورته في ديمقراطية الغرب، وعدالته المجتمعية، كما حريته، ولكن عوائق التأويل الديني أفرزت تأويلا مضادا ما أنتج مواجهة تبدو معقدة إلى أقصى الحدود، ما يعيدنا مرة أخرى إلى أهمية تفكيك الفعل الثقافي في ضوء بيئته وسياقاته التاريخية التي أنتجت هذا الواقع، فالخطأ التاريخي الذي تمثل بدعم وطن قومي لليهود، وإنشائه على أرض فلسطين لا يمكن إلا أن يبقى في حدود التأويل غير القابل للإنجاز، كونه يحيل إلى اعوجاج تاريخي لا يمكن أن يستقيم إلا بالعدالة، وإعادة الحق إلى أصحابه، ومن هنا يمكن فقط أن يتحقق التصحيح التلقائي، ولكن عبر تأويل ثقافي موضوعي، من منطلق أن النتائج هي نهايات أو مآلات منطقية لأسباب واضحة. أهمية تفكيك الفعل في ضوء بيئته وسياقاته التاريخية: الثقافة: التأويل والتأويل المضاد رامي أبو شهاب |
لا عجب أن تسعى سلطات شتى إلى توظيفها: الموسيقى الكلاسيكية والسلطة Posted: 01 Apr 2017 02:12 PM PDT كتب لودفيك فان بيتهوفن (1827-1770) في رسالة قيمة للروائية والموسيقارة والراعية الألمانية الكونتسة بتِينا برنتانو فون آرنِم (1785-1859) يقول فيها، وكأنه يخاطب من خلالها البشرية جمعاء: «إن الموسيقى تجل أسمى من الحِكمة والفلسفة قاطبة». وإذا سلمنا أن مؤلف إحدى مجموعات الأعمال الموسيقية الأوسع انتشاراً في العالم كان ذا نظرة ثاقبة لا تقل عن غيره من المؤلفين العظام – كي لا نقول أعمق من غيره من الفنانين عموماً، نظراً إلى موهبته الفردية الفذة وتحديات حياته الصحية الشائكة – فإن مقولته هذه تستحق شيئاً من التأمل. ودون القاص الدنماركي هانس كرِستيان آندرسن (1805-1875) في هذا السياق يقول: «حين تعجز الكلمات، تتكلم الموسيقى». أما الكاتب الأمريكي هنري ديفِد ثورو (1817-1862) فقد ذهب إلى أبعد من ذلك: «حين أسمع موسيقى ما، لا أخشى أي خطر، بل أراني منيعاً، غير آبهٍ بالأعداء، ذا صلة بغابر الأزمان وبحديثها». ولكأن كونفوشيوس (551-579 ق.م.) يجيبه في كتاب الطقوس من غابر الأزمان جازماً: «ينجم عن الموسيقى نوع من المتعة لا تقوى الطبيعة البشرية على المعيشة بدونه». وحتى أحد أكثر شعرائنا عالميةً، جبران خليل جبران (1883-1931)، تطرق مراراً إلى السحر المسموع: «الموسيقى لغة الروح، فهي تكشف سر الحياة وتحمل السلام وتمحي الفُرقة». فلا عجب إذاً، والحال هذه، أن تسعى سُلطات شتى، حكاماً وحكومات، في بلدان شتى وعلى مر العصور إلى توظيف «لغة الروح» لأغراضها الخاصة، بل وحتى إلى محاولة التماهي مع هذه اللغة، لعل شيئاً من سحرها يعلق بأطراف ثياب السلطات فيسبغ عليها بريقاً يأخذ الألباب. ولنتمعن في أمثلة معدودة تجسد ذلك السعي الدؤوب في أواسط القرن العشرين في إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية والولايات المتحدة الأمريكية. لقد راح بنيتو موسوليني (1883-1945) بعد أن تربع على عرش السلطة في 1922، مهمشاً بذلك دور ملك إيطاليا، يرغم أبناء بلده من الموسيقيين على إبداء الولاء لحكمه بعزف النشيد الفاشي، وعنوانه «الشباب» قبل أداء أي أوبرا، وذلك حتى في غيابه، بينما كانت العادة تجري على عزف النشيد الملكي عند حضور الملك أو ولي العهد وحسب. ولم يمتلك العديد من الموسيقيين المعاصرين ومن ضمنهم أسماء لامعة الجرأة في تحدي أوامر الحاكم الفعلي الجديد، ما عدا أشهر قائد أوركسترا إيطالي، وأحد أشهر قادة الأوركسترا في تاريخ الموسيقى، آرتُورو توسكانيني (1867-1957). ونجمت عن موقفه الرافض هذا مواجهات عدة بينه وبين ناشطين فاشيين أخذوا يحضرون أمسية بعد أخرى في دار الأوبرا الشهير بميلانو «ألا سكالا» تحت قيادته لا لأجل التمتع بالأداء الموسيقي بل كي يطالبوه بأعلى أصواتهم بقيادة نشيدهم وهو يهم بقيادة افتتاحية الأوبرا لتلك الأمسية. لكن توسكانيني، في كل مرة، لم يبدِ أي ردة فعل البتة، بل كان يباشر بقيادة افتتاحية الأوبرا، تليها فصول الأوبرا كلها، وكأن شيئاً لم يكن. وثمة برقيات ورسائل وإفادات شهود عيان توثق أن موسوليني كان يراقب هذا التمرد أولاً بأول ويستشيط غيظاً منه عن بُعد، من مقره في روما، حتى نفد صبره وقر قراره على حضور إحدى أمسيات الأوبرا تلك شخصياً. فأمر بنشر نيته في الصحف والإذاعة كي يضمن وصول رسالته إلى توسكانيني. لكن متمردنا لم يكن ليستجب إلا إلى «لغة الروح» لا للغة التهديد والوعيد، فكان أن انطلق صوبه الناشطون الفاشيون إياهم أثناء التهنئة بعد انتهاء الحفل وراحوا يتوعدونه بالضرب وجهاً لوجه، ما أثار حفيظة مشجعيه الذين أخذوا يحمونه بأجسامهم، وسرعان ما أدى ذلك إلى مشادة بشعة لم يحمِه من أسوأ تبعاتها إلا إسراع بعض مساعديه بالهرب به بعيداً. وأقسم توسكانيني بُعيد تلك التجربة المريرة أن يهاجر من وطنه الأم وألا يعود إليه حتى سقوط الفاشية. وهكذا كان، فهاجر هو وعائلته إلى نيويورك ولم يعُد إلى إيطاليا إلا بعد 1944، وذلك للزيارة وحسب. ومن الجدير بالذكر هنا أن توسكانيني كان يتمتع بشهرة سمحت له بالمجازفة بالهجرة إلى نيويورك دون عقد عمل مسبق، إذ قامت شركة «أن. بي. سي» للإذاعة باستحداث فرقة سمفونية كاملة على شرفه وبإشرافه وتحت قيادته، بل وتم حلها بعد مماته، ما لم يحظ به أي من الموسيقيين الأوروبيين الذين هاجروا إلى أمريكا. أما آدولف هتلر فقد كان تعامله مع معاصريه من الموسيقيين الألمان أكثر شراسة من الفاشيين بمراحل، إذ لم يسمح لأي مواطن، موسيقيياً كان أم لا، بالسفر، ناهيك عن الهجرة، إلا بعد استجواب طويل للتحري عن موالاته أو معارضته للنظام وبإذن رسمي شح إصداره. أدى ذلك بالعديد من الموسيقيين وغيرهم إلى اللجوء إلى السويد وسويسرا المحايدتين عن طريق التهريب كي ينجوا بجلدهم، وإما البقاء في أحدهما أو الهجرة إلى غيرهما من البلدان. والادعاء الشائع لدى البعض بأن المحرقة كانت خاصة باليهود مغلوط للغاية، فقد شملت كل من عارض النازية. إذ لم يتردد النازيون في إرسال معارضيهم من الكاثوليك والبروتستانت، وهم كُثُر، إلى المحرقة، ومن ضمنهم موسيقيون مرموقون قضوا في ظروف بائسة. ولأجل التوضيح: لقد كان المواطنون الألمان قبل وإبان النازية وحتى يومنا هذا ممن يدينون باليهودية يصنفون نفسهم على أنهم ألمان أولاً، ثم يهود ثانياً، إذ كانت سياسة الفصل على أساس الدين بدعة تبناها الآباء الروحيون للنازيين وما زالت حكومات العالم تطبقها بُغية تفكيك المجتمع لإحكام السيطرة عليه. ولعل فِلهلم فُورتفنغلر (1886-1954) أشهر قائد أوركسترا ألماني من معاصري هتلر، إن لم نقُل أرهف قادة الأوركسترا شاعريةً على الإطلاق. وهو الذي كان يترأس فرقة برلين الفلهارمونية، إحدى أهم الفرق في العالم. ولم ير في وصول النازيين إلى سدة الحكم سبباً كافياً للاغتراب عن وطنه والابتعاد عن تراثه. وظل يقود الحفلة تلو الأخرى في برلين وفي سائر المدن الألمانية دون أن يتملق لأحد، بل ووظف شهرته لدى السلطات وعلاقاته معها خلف الكواليس لإنقاذ من أمكنه إنقاذهم من المحرقة، رغم أن تلك كانت مهمات محفوفة بأخطار محدقة. ولنتخيل لوهلة مدى عمق التزامه بإنسانيته، لا سيما وأننا الآن ننعم برفاهية المعرفة بأن عهد هتلر لم يدُم أكثر من اثنتي عشرة سنة، بينما بدا لمن كان يرزح تحت نير النازيين ألا نهاية لعهدهم. وحين حررت القوات الأمريكية ألمانيا من النازيين، ظن الجميع أن عهداً مشرقاً قد أزف في البلاد. وكانت المفارقة اللاذعة أن محنة فُورتفنغلر تجددت في بزة جديدة، إذ منعه محرروه من ممارسة مهنته واضطر إلى الدفاع عن تعامله مع النازيين لدى ضباط أمريكيين لم يفقهوا يوماً شيئاً من الثقافة، ناهيك عن الموسيقى الكلاسيكية، شأنه شأن كل الألمان المرموقين الذين لم يفروا من وطنهم، وما أكثرهم. وراح الحكام الجدد يكيلون له التهم بالتواطؤ مشيرين إلى أفلام وثائقية يظهر فيها وهو يقود حفلاته البرلينية وأوبرات فاغنر في بايرويت كما يظهر هتلر وجلاوزته بين الحضور. ولم ينتهِ الكابوس حتى توسطت مجموعة كبيرة من الفنانين والمثقفين، من أوروبيين وأمريكيين، تدافع عنه وتبرر اضطراره للتعامل مع النازيين مع الإشارة إلى عدم تهليله لهم، إضافة إلى جهوده في إنقاذ زملائه وأصدقائه. ولنتذكر أن حكومة فرانكلن د. رُوزفلت، في أعقاب الهجوم الياباني المباغت على الأسطول الأمريكي في بيرل هاربر في مملكة هاواي في السادس من كانون الأول/ديسمبر 1941 أنشأت معسكرات اعتقال لجميع المواطنين الأمريكيين (وكان عددهم 127 ألفاً) من أصل ياباني بحجة أنهم عرضة لخيانة البلاد إذا ما احتلـت اليابان الساحل الأمريكي الغربي. وظلت هذه المعسكرات قائمة من 1942-1945 رغم أن ألفين من الشبان المعتقلين فيها تطوعوا لمحاربة دول المحور نيابة عن وطنهم الأمريكي الأم رغم أن وطنهم أبقى على أفراد عائلاتهم معتقلين أثناء قتالهم من أجله في أوروبا وآسيا. أي أن الأمريكيين الذين ما فتئوا يفاخرون بحسهم للعدالة والحرية لم يتورعوا عن محاكاة النازيين في تفكيك مجتمعهم. صحيح أنهم لم يُقدموا على تصفية مواطنيهم، لكنهم لم «يتلفحوا بالمجد» في الوقت ذاته، كما يقول المثل الإنكليزي. وقد يكون من أشهر أولئك الذين أُرسلوا إلى معسكرات الاعتقال تلك الممثل الأميركي من أصل ياباني جورج تاكيه الذي برز في دور الملاح في مسلسل وأفلام الخيال العلمي رحلة النجوم. ولم تعتبر الحكومة الأمريكية من خطيئتها بحق مواطنيها من ذوي الأصل الياباني، بل عاودت الكرة في الخمسينات بزعامة عضو مجلس الشيوخ من ولاية وِسكونسِن، جوزيف ماكارثي الذي اتهم قطاعاً هائلاً من المفكرين والفنانين دون تقديم أي أدلة بالتآمر مع الاتحاد السوفييتي ضد حكومته من خلال عضويتهم في، أو تعاطفهم مع، الحزب الشيوعي الأمريكي. ونتج عن تلك الحملة الشعواء انقطاع أرزاق العديد من الموسيقيين الأمريكيين، أذكر منهم، على سبيل المثال لا الحصر، المؤلف آرون كوبلند (1900-1990). إذاً فالتعايش مع الآخر، بمعنى التسامح والتقبل عن رغبة ووعي، والانفتاح على الثقافات والفنون بأصنافها وأياً كان مصدرها، من صفات المجتمع المتحضر الحر. يغذي كلٌ منهما الآخر، ويتآكل كل منهما بتآكل الآخر. ويبدو لي أن عالمنا هذا في أمس الحاجة للاستزادة من كليهما معاً كما لم يكن يوماً من قبل. لا عجب أن تسعى سلطات شتى إلى توظيفها: الموسيقى الكلاسيكية والسلطة بشار عبد الواحد لؤلؤة |
العميد نزار عبد القادر في «العصر الإيراني حكم الجغرافيا والتاريخ»: تأجيج الصراع المذهبي والمساهمة في ازدياد التطرف Posted: 01 Apr 2017 02:12 PM PDT انتشرت مؤخراً ظاهرة لدى كبار الضباط المتقاعدين في الجيوش العربية، هي اتجاههم نحو التحليل السياسي والعسكري عبر الكتب أو وسائل الإعلام المرئية أو المكتوبة. وبين هؤلاء من يَظهرُ في برامج تلفزيونية إخبارية ويحلل الأوضاع الميدانية في سوريا والعراق واليمن وأماكن أخرى، فيما يركز آخرون على تكريس أبحاثهم للكتب والصحف والتقارير الاستراتيجية. آخر الكتب الصادرة في هذا المنحى كتاب للعميد الركن المتقاعد في الجيش اللبناني الدكتور نزار عبد القادر بعنوان: «العصر الإيراني، حكم الجغرافيا والتاريخ» يتطرق إلى دور إيران في منطقة الشرق الأوسط وعلاقتها بالدول الخليجية والحرب على الإرهاب في المنطقة. الكتاب عموما متحفظ إزاء سياسة إيران في العالم العربي وتشاؤمي إلى حد ما، إذ يستبعد امكان حدوث ونجاح حوار إيراني ـ سعودي في المستقبل القريب يؤدي إلى نتائج مثمرة. وأسباب ذلك في رأيه عديدة منها ان الرياض لا ترغب ان تخسر دورها كحليف أساسي لأمريكا في المنطقة، كما تخشى السعودية من الدعم الإيراني للمجموعات المذهبية الشيعية في السعودية والبحرين واليمني، مما قد يهدد استقرار الأنظمة الخليجية وغير الخليجية في العالم العربي. وبالرغم من ان المؤلف يعتبر ان قلق دول الخليج من تغلغل الدور الإيراني في العالم العربي مبرر، إلى حد ما، فإنه يذكر في الجزء الأول من الكتاب ان إسرائيل بدورها تشعر بالتهديد الذي باتت تشكله إيران على المستوى الإقليمي وخصوصا بالنسبة لاقترابها من امتلاك القنبلة النووية وتطويرها للصواريخ الباليستية البعيدة والقصيرة المدى والدعم المالي والعسكري الذي تقدمه لحزب الله اللبناني ولحماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين. ويضيف: «تتجاهل الحكومة الإسرائيلية مسؤوليتها في إعطاء إيران الذرائع اللازمة للتدخل في لبنان وسوريا وغزة، وذلك من خلال احتلال الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 والجولان السوري ومزارع شبعا في لبنان». (ص44). ويتحدث المؤلف عن التنافس بين المحافظين والإصلاحيين في النظام الإيراني مشيراً إلى ان الكلمة الأخيرة فيما يخص القرارات عموماً والسياسة الخارجية خصوصاً هي في يد مرشد الثورة آية الله علي خامنئي، الذي يحظى بدعم الحرس الثوري والقوات المسلحة، وهو الذي كلف رئيس الجمهورية المنتخب روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف القيام بمفاوضات حول التسليح النووي الإيراني ومستقبله مع أمريكا والدول الأوروبية ومحاولة الحوار مع الجيران الخليجيين. ويفسر الكاتب ميل إيران إلى تطوير الصواريخ القصيرة والبعيدة المدى لعدم قدرتها على موازاة المواجهة الجوية (وإلى حد ما البرية) مع أمريكا وحليفتها إسرائيل. اذن، فاستمرار العقوبات الاقتصادية أو تصعيدها ضد إيران، مرتبط بقلق إسرائيلي ـ أمريكي إزاء تهديد صواريخ إيران المتطورة لأمن وبقاء إسرائيل ومساعدة كوريا الشمالية لإيران في عملية تطوير صواريخها الحربية. وهذا الأمر يقلق أيضا بعض دول الخليج المجاورة لإيران حسب المؤلف، وخصوصا تطوير الصواريخ القصيرة المدى التي بإمكانها تحقيق إصابات محددة في الدول الخليجية وإسرائيل والتي زودتها إيران لحلفائها في سوريا ولبنان وفلسطين كحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، والتي تشكل خطراً مباشراً على إسرائيل. ويعتبر المؤلف ان المرشد خامنئي والحرس الثوري الإيراني هما المؤثران الأساسيان على سياسات ومبادرات حلفاء إيران في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق، رغم ان المرشد يضع روحاني وظريف في الصورة إزاء مواقفه ويتشاور معهما. ويقول ان إيران ربما ستستأنف العمل على امتلاك السلاح النووي، خصوصاً إذا لم تطبق أمريكا الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع القيادة الإيرانية وفي حال استمرت واشنطن بفرض العقوبات الاقتصادية على طهران، علماً ان طهران تطالب بإلغاء العقوبات ضدها، وليس فقط تعليقها. وبالنسبة لتركيا، فالمؤلف لا يعتقد انها تريد الدخول في مواجهة عسكرية أو سياسية مع إيران رغم خلافات البلدين حول عدد من قضايا المنطقة. وهذا ينطبق على دول إقليمية أخرى لها مصالح اقتصادية مع إيران برغم خلافاتهما السياسية في قضايا أخرى محددة. وتسعى إيران إلى زيادة تجارتها مع تركيا والصين ومع الدول الآسيوية عموما. ونفوذ إيران في العراق، حسب الكاتب، كبير وكذلك هو فاعل في سوريا ولبنان، ولكن طهران ليست اللاعب الوحيد في هذه البلدان. وقد تكلف النظام الإيراني نفقات باهظة لمنع سقوط النظام في سوريا، ولكن من الصعب في رأي عبد القادر ان تهيمن طهران كلياً على النظام السوري بمفردها إذا توقف القتال هناك وإذا تم تنفيذ بنود الاتفاقية النووية وذلك بسبب وجود اللاعب الروسي الفاعل في تلك الساحة وغيره من اللاعبين. المخاوف الرئيسية تأتي من إسرائيل، إذا تحسنت أوضاع إيران السياسية والاقتصادية بعد تنفيذ الاتفاقية مما سيسمح لطهران بتقديم المزيد من الدعم العسكري والمادي لحزب الله في لبنان وللمقاومة في فلسطين. وبالتالي، فتصدي منظمة «ايباك» الصهيونية ـ الأمريكية ومعارضة الكونغرس الأمريكي المؤيد لإسرائيل للاتفاقية النووية الأمريكية مع إيران كانا في الدرجة الأولى نتيجة لخشيتهما على تهديد أمن إسرائيل، وخطأ الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. حسب المؤلف انه لم يطمئن قادة السعودية والدول الخليجية بما فيه الكفاية إزاء الانعكاسات المفيدة والممكن أن تهدئ الاجراء للاتفاق النووي الأمريكي ـ الأوروبي مع إيران، فشعر بعض قادة هذه الدول بالقلق إزاء تصاعد دور إيران على حسابهم وتشكيلها خطراً عليهم. وهذا كان أحد الأسباب التي أفشلت انطلاق أي حوار إيراني ـ خليجي، وساهمت إسرائيل في تصعيد هذا القلق وإفشال الحوار. ويعتبر الكاتب أن السياستين الإيرانية والإسرائيلية تؤججان الصراع المذهبي السني ـ الشيعي وتساهمان في ازدياد التطرف لدى بعض الفئات المذهبية السنية والشيعية في العالم العربي والعالم عموماً. وينتقد المؤلف الازدواجية في التعامل الأمريكي مع إيران، فهي تتعامل معها بطريقة مختلفة في العراق عنها في سوريا، كما قد ينتقل التنسيق الأمريكي ـ الأوروبي مع إيران في العراق إلى سوريا. كما يلوم الرئيس أوباما لكونه ترك معالجة الوضع في سوريا للرئيس الذي سيخلفه، كما يشير إلى ان بنيامين نتنياهو رأى ان اعتماد أوباما الدبلوماسية مع إيران ومع دورها في المنطقة شكلا خطراً على إسرائيل. وقد تحفظ المؤلف في الفصل (25) من الكتاب، الذي تطرق إلى قدرة لبنان على مواجهة الإرهاب في أرضه على الدورين الروسي والإيراني في سوريا، قائلاً ان سياسة النأي بالنفس التي أعلنتها الحكومة اللبنانية في عهد الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان لم تطبق بسبب تدخل حزب الله اللبناني في الحرب السورية وان المخطط لتدمير لبنان من الممكن ان ينطلق من الداخل اللبناني عبر احداث التفجيرات في المخيمات الفلسطينية في لبنان (عين الحلوة وغيره) والأمر نفسه في التجمعات السكنية للنازحين السوريين إلى لبنان. وحذر من إمكان استهداف المواقع العسكرية للجيش اللبناني لإثارة ردود فعل ومواجهات عسكرية معها كما حدث في الماضي في مخيم نهر البارد وادى إلى مواجهات دامية وخطيرة. ودعا اللاعبين الأساسيين على الساحة اللبنانية إلى الحذر من هذا الخطر، أكانوا حلفاء لإيران أو غير ذلك. كما حذر من استمرار النزوح السوري إلى لبنان من دون ضوابط لكونه يشكل خطراً أمنياً يمكن تفجيره ونبه من مخاطر الانقسامات اللبنانية السياسية والمذهبية. وحض على التعاون والالتفاف حول الجيش اللبناني وخططه الأمنية وعلى مواجهة الخطاب التحريضي في المخيمات الفلسطينية والتجمعات السورية في لبنان. ونصح بعدم السماح للجهات الخارجية بتفجير الأوضاع الأمنية في لبنان. وفي الفصل الأخير من الكتاب (الفصل 28) بعنوان «الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط» يشير إلى ان كبار المحللين الاستراتيجيين في الإدارات الامريكية كهنري كيسنجر وزبيغنيو بريجنسكي وانطوني كوردسمان وجدوا صعوبة في تحليل استراتيجية الإدارة في الشرق الأوسط خصوصاً في مجال تغيير الأولويات والانفتاح على إيران على حساب دول الخليج العربية وتبرير التدخل العسكري أو عدمه في العالم والمنطقة فأصبحت أمريكا في حالة صدام وأزمة مع معظم اللاعبين في المنطقة بسبب ذلك. وحسب الكاتب كل رئيس أمريكي جديد يريد التغيير ولكنه في معظم الأحيان يصطدم بعوائق وتعقيدات ويعود عن قراراته وبالتالي من الصعب جداً التنبؤ بما سيحدث، ما يخلق أجواء تردد وضياع وغموض لدى الجميع. هذا فضلاً عن ان منطقة الشرق الأوسط معقدة عموماً ويحدثُ فيها الكثير مما هو غير متوقع. ويستخلص المؤلف ان حل القضية الفلسطينية بشكل عادل سيساهم في تأمين المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط والعالم، وفي مكافحة الإرهاب، وأن استراتيجية أمريكا التي قررت بنتيجتها غزو العراق عام 2003 كانت فاشلة، وكانت تكاليفها باهظة، وأتاحت مساحة واسعة لامتداد النفوذ الإيراني والإرهاب. والمطلوب «خطة مارشال» شرق أوسطية لمعالجة أخطار التيارات الإسلامية المتطرفة والصراعات المذهبية ولإفشال محاولات الهيمنة الأجنبية على العالم العربي. وفي الصفحة الأخيرة، يقول: «لا بد من انتظار رئيس أمريكي جديد يرسم استراتيجية لتصحيح الوضع الراهن». وآنذاك لم يكن دونالد ترامب قد انتخب رئيساً، فالكتاب كُتب قبل انتخابه. العميد الركن نزار عبد القادر: «العصر الإيراني: حكم الجغرافيا والتاريخ» مطبعة شمص، بيروت، 2016 568 صفحة. العميد نزار عبد القادر في «العصر الإيراني حكم الجغرافيا والتاريخ»: تأجيج الصراع المذهبي والمساهمة في ازدياد التطرف سمير ناصيف |
أحمد يوسف في «سياسة عادل إمام رسائل من الوالي» من البطل الشعبي إلى بطل السلطة Posted: 01 Apr 2017 02:11 PM PDT القاهرة ـ «القدس العربي»: عادل إمام النجم الأكثر تأثيراً على المستوى الجماهيري والشعبي، ومهما كان الاختلاف والاتفاق معه ومع ما قدمه من أعمال فنية، إلا أنه ظاهرة قلما تتكرر وتستحق الدراسة والنظر إليها بعين النقد. زمن خلال تاريخه الفني الطويل وتحولاته الحادة كنموذج للبطل الشعبي، الذي تحوّل من أبطال الملاحم في السير الشعبية التي يتلوها الرواة على المقاهي قديماً، أصبح يتجسد على شاشة السينما، وتتاح له منصة القول والفعل أمام مجموع غارق في ظلام دار العرض، يستسلم تماماً لما يُتلى عليه من كلمات وإيماءات وصولاً إلى أفكار. عن هذه المسيرة وسياقها الاجتماعي والسياسي تأتي الدراسة الرصينة للكاتب والناقد السينمائي أحمد يوسف، في كتابه المعنون بـ «سياسة عادل إمام رسائل من الوالي»، الصادر مؤخراً عن مؤسسة دار الهلال المصرية، ضمن سلسلة كتاب الهلال. النجم السينمائي وآمال الجمهور يبدو النجم معبّراً عن آمال وطموحات الفئة العريضة من الجماهير، اتساقاً مع السياق الاجتماعي والتاريخي الذي ظهر من خلاله، وهو بذلك يقترب من البطل الاشكالي في الرواية كما ذكر جورج لوكاتش، وبما أن السينما أكثر جماهيرية من الرواية، فالأمر يبدو أكثر تأثيراً. هذا النجاح كان يتراوح بين التعبير الحقيقي أو الهروب من مواجهة الواقع. وفي ما يخص السينما المصرية يذكر الكاتب أشكال البطل السينمائي وتحولاته، بداية من محسن سرحان وحسين صدقي على سبيل المثال في الأربعينيات، وقد جسدا صورة ابن الطبقة/الفئة المتوسطة، التي تحاول أن تجد لها مكاناً في الحياة، ولا سبيل آنذاك إلا بالتعلق بأهداب الفئة الأرستقراطية، بينما في الخمسينيات نجد فريد شوقي القادم من قاع المجتمع، محاولاً اقتناص الحياة بالقوة وبعض الحيلة في ظِل مجتمع لا يرحم، يقابله عماد حمدي وعجزه الدائم عن المواجهة والتفاعل مع الواقع، وتأتي الستينيات حيث الإحساس بالتفاؤل والأمل في المستقبل كما في شخصيتي أحمد رمزي وحسن يوسف. أما السبعينيات وقد انكفأ الجميع في متاهات وسقوط سياسي حاد، فالبطل أصبح يجسد الهروب من السياق الاجتماعي، يعاني من آلام عاطفية وذاتية، وسيما أنيقا مترفعا، غارقا في فراغ، كما في حالة حسين فهمي ومحمود يس. وفي الثمانينيات، وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والمستقبل الضبابي شبه المنعدم، يظهر نور الشريف وأحمد زكي، وكل منهما يجسد حال الجمهور الجديد. الفهلوي غيّر عادل إمام من تركيبة النجم السينمائي، بملامحه التي تشبه المواطن العادي، والانتماء إلى الفئة المتوسطة أو دونها. حزن عميق يخفيه خلف ضحكات ساخرة من الجميع ومن نفسه في المقام الأول، وهو بذلك أصبح النموذج المثالي للمواطن المصري بتركيبته النفسية والاجتماعية، هذا المواطن الذي وجد ضالته أخيراً في عادل إمام، وهو يبحث عنه على شاشات السينما طيلة نصف قرن. هذه التركيبة أجادها في أعماله، المتمثلة في الشخصية المصرية، والتي تحايلت على ظروف الحياة طوال تاريخها حتى تظل باقية، هناك المكر تحت قناع البراءة، وانتظار الفرصة المناسبة لتحقيق وجودها. لنلحظ ذلك في فيلم «الأفوكاتو 1984» لرأفت الميهي، فماذا يفعل المواطن/حسن سبانخ بين رجال السلطة في العهد الناصري، وبين رجال الأعمال في عهد السادات، ماذا يفعل سوى الرقص على الحبال ومحاولة الانتقام، التي تباركها الجماهير وتضحك وهو يتلاعب بهؤلاء، الذين استنزفوا حياته ولا يزالون؟ الانتقام وتتغير الصورة ليصبح مجال الانتقام هو السبيل الوحيد، الانتقام من فئة لا يمكن التعاطف معها على الشاشة، بل سيصبح الثأر هنا مطلباً جماعياً يحققه البطل/النجم، فقير ولديه بعض من القيم الإنسانية، يمتهن مهنة أجبرته الظروف الاقتصادية والاجتماعية عليها، ومحاولاً تجسيد صور الانتقام بما لا يخالف شرع الخيال الشعبي، بداية من السخرية من الفئة العليا، ثم التحقق الجنسي من نساء هذه الفئة، حيث يصبح رجالها في شِبه عجز جنسي على الدوام ــ الصورة المغلوطة التي تؤصلها السينما دوماً، تعويضاً للعامة ــ فتأتي الأعمال متباينة، كما في «حب في الزنزانة 1983» و«حتى لا يطير الدخان 1984» و«سلام يا صاحبي 1986» و«المولد 1989». فالعنف الدموي أصبح هو الحل في تغيير حقيقي، وأصبح الأمل في ما يُسمى بالعدالة حلما عبثيا لا جدوى ولا طائل منه. تزييف الوعي وهنا يتساءل مؤلف الكتاب، هل هذه الأعمال تعبّر بصدق عن اللاوعي الجمعي للمصريين؟ أم أنها حيلة ذكية من صُناع الفيلم لتبني خطاب وأحلام الجمهور، لإفراغ شحنة الغضب في نفوسهم داخل قاعات السينما، وبالتالي تصير تزييفاً واعياً لوعي الجماهير؟ يجيب المؤلف أن هذه الأسباب تبدو مجتمعة، فالسينما تتاجر بهذه الآلام، وما نموذج البطل/النجم هنا إلا صورة المتفرج المثالية على الشاشة، وما الحل إلا من خلال حلم فردي زائف، مرصود عقابه ومحدد سلفاً في النهاية. ونرى أن فكرة تفريغ شحنة الغضب هذه ــ فكرة التطهير الأرسطي ــ ستصبح هي النغمة الأعلى في أهم أعمال عادل إمام اللاحقة، والتي تحوّل من خلالها من بطل شعبي إلى أداة من أدوات السلطة. ثالوث السلطة «ما كان يتردد في أفلام عادل إمام الأولى على نحو غامض، أصبح يتردد في أفلامه الأخيرة على نحو مباشر صريح، حين تراه يتحدث باسم الناس رافعاً شكواهم إلى السلطان، بل ربما استطاع أن يعلن التمرد في لحظة تبدو كالحلم … يدخل المتفرج إلى ظلام قاعة العرض، فينتقم له البطل من حالة القهر اليومي المتراكم، ليخرج الجمهور وقد انزاح عن قلبه عبء ثقيل، يصبح بعده أكثر احتمالاً لقهر يومي جديد، وما كان يرفضه النقاد والمثقفون في أفلام إمام الأولى من اختيارها عالم الشطار واللصوص والصعاليك … ما كان مرفوضاً في هذه الأفلام الساذجة التي تعشقها الجماهير، أصبح اليوم يحظى بالإعجاب والانبهار من جانب النقاد. وإن كانت الأفلام الأخيرة لم تبتعد في جوهرها كثيراً عن صعلوك عادل إمام التقليدي، ولم تستطع أن تتجاوز سطح الواقع إلى أعماقه». (ص 115 ــ ص 116). نقلنا هذه الفقرات شبه الكاملة من الكتاب، لأنها تمثل كيف استغلت السلطة السياسية وبرغبة من صُناع السينما في تبني وجة النظر السياسية وخدمتها، ضمن ثالوث فني اجتهد وتوافرت له كل سبل النجاح والتأثير، بأن يصبح أحد أهم أدوات هذه السلطة، وقد ظن أنه لا ظل إلا ظلها، عادل إمام وحيد حامد وشريف عرفة. «اللعب مع الكبار 1991» و«(الإرهاب والكباب 1992» و«المنسي 1993» و«طيور الظلام 1995» و«النوم في العسل 1996». الزعيم الوهمي أصبح لقب «الزعيم» ملتصقاً بالرجل أكثر من اسمه، وهو بدوره تقمص هذا الدور أكثر من تقمصه لأدواره السينمائية، أصبح ــ وكما يذكر مؤلف الكتاب ــ «مرجعاً في أمور السياسة والاقتصاد والفن، فأصبحت أراء عادل إمام هي الصياغة المشوّشة والغامضة لأكثر القضايا تعقيداً، اعتماداً على التأثير الهائل الذي يمكن أن يمارسه النجم على البسطاء». (ص 186). وفي تلك المرحلة الرسمية وإن كانت السخرية من المؤسسات التقليدية تتناثر هنا وهناك، إلا أنها تتم من خلال استثمار النجومية الشعبية لعادل إمام، وتحويلها لصالح المؤسسة الرسمية/السلطة السياسية. لنرى موقف عادل إمام من ثورة 25 يناير، ليتضح مدى الاستماتة في الدفاع عن نظام طالما عاش في ظِله، وأصبح بوقه الرسمي، إلا أنه وقد أصابه الضر أثناء الثورة، وجد ضالته في نظام آخر يتوهم أنه سيظل زعيماً، دون أن يعي أنه مهجور بلا جمهور، كتمثال الوالي الذي بثه شكواه في «رسالة إلى الوالي» ليكتشف بأنه أحد الأصنام البائسة. أحمد يوسف: «سياسة عادل إمام … رسائل من الوالي» مؤسسة دار الهلال، القاهرة 2017 342 صفحة. أحمد يوسف في «سياسة عادل إمام رسائل من الوالي» من البطل الشعبي إلى بطل السلطة محمد عبد الرحيم |
روعة قاسم: «افتح أبوابك» Posted: 01 Apr 2017 02:11 PM PDT الشاعرة روعة قاسم صحافية وكاتبة لبنانية، بدأت في صحيفة «النهار» ثم انتقلت إلى تونس حيث ترأست القسم العربي والدولي في صحيفة «المغرب»، بالإضافة إلى عملها كمراسلة لـ»القدس العربي». كذلك عملت قاسم في الإذاعة، فأعدّت وقدّمت برنامج «التغريبة الفلسطينية» وبرنامج «سنرجع يوماً». هنا قصيدة «أنا الفصول»، من مجموعتها الشعرية الجديدة: «أنا كل الطرقات عند معابر الغيب/ أنا الصلاة والتراتيل وكل السنوات الضوئية/ في حافة الغياب يطل قدري/ كأيقونة سلام/ أختفي به مع موكب المغادرين/ أنا جسر بين عالمين وكونين وشمسي وحيدة/ لا زلتُ في مقتبل الحلم/ أتمرّس الغياب وأمتهن الرحيل/ لا عَلَم لي/ لا فلسفة لي في هذا الملكوت/ حفرت الآبار لصحرائي/ أقمت الموائد لولائمي/ احتفلت بمواسم الصمت/ كلامك هو ورد الساحات/ لا شيء يبقى كما هو/ لا نسيم/ لا رمال/ ولا البجع المهاجر/ وحده الغيب يلهث وراء موجة/ وراء غيوم العودة/ تحلق طيور الوجع/ إلى المنتهى/ أنا الصدى/ أنا العاصفة/ أنا جني الثمار والألغاز/ وموكب الأحلام القديمة/ أنا المنفية في جهلي/ والصامتة في حرائقي/ لا عتب يكفي ألواني/ لا حزن يغرق تلك الشطآن/ لا مياه لهذه المحيطات/ لا لون لا رائحة لذلك الماضي/ أنا الحبر والقلم وكرّاس الألحان/ أنا نقطة محفورة في غياهب النسيان/ أنا دنوّ العاصفة وصيرورة المرافئ/ إلى شطآن الذاكرة/ أنا التنهيدة وعالم بلا طيور/ أنا عروش الصمت/ أحرث زرعي/ أقطف كلامي». نقوش عربية، تونس 2017 روعة قاسم: «افتح أبوابك» |
«سالوت يا البنوت» تسع فتيات يصدح صوتهن بالغناء الهادف جمعتهن الجامعة ووحدهن رفض تهميش المرأة والختان Posted: 01 Apr 2017 02:10 PM PDT الخرطوم ـ «القدس العربي»: «سالوت يا البنوت» فريق غنائي سوداني نسائي فقط، عضواته التسع فتيات سودانيات يدرسن في جامعة الأحفاد في مدينة أم درمان وفي غيرها. الفريق طري العود، فقد دخل عامه الثاني في شهر شباط/فبراير الماضي. اللقاء بأربع من عضواته تم خلال زيارة للخرطوم، وكان ذلك قبيل يوم المرأة العالمي. حينها كان الفريق في مرحلة التمارين لإحياء حفلين مسائيين على التوالي في العاصمة السودانية. في قراءة لبعض أغنيات الفريق نعرف أن الصبايا قررن رفع الصوت والدعوة لرفع الوصاية عن النساء السودانيات والافريقيات بشكل عام. وشكل رفض جريمة ختان البنات واحداً من الاهداف الأساسية. أما تعبير «سالوت» فيعني «تحية وسلام». وهو دون شك جميل ومعبر. في الحوار الرباعي الأضلع تقول كلاريسكا صمويل أن ورشة فنية في «يلا خرطوم» ساعدت في لقاء الفتيات وتأسيس الفريق. سارة سعيد تقول أن مشروع «يلا خرطوم» الذي صممته لاريسّا فورمين كجزء من مشاريع عدة للمركز الثقافي الألماني في الخرطوم شكل الشرارة لإطلاق الفريق. وهو مشروع يهدف لإحياء المشهد الموسيقي والفني في الخرطوم. «يلا خرطوم» ينظم ورشات عمل موسيقية للبنات والأولاد. قُبلنا كفتيات في ورشة موسيقية سنة 2015، وبعدها قررنا أن نستمر معاً وأن نؤسس فرقة «سالوت يا البنوت». روعة المعتز توضح أن هدف الفرقة «إيصال رسالة عن المرأة ودورها في المجتمع. رسالة تنطق بحقوقها وواجباتها. وهذا ما تقوله كلمات الأغنيات التي نشترك معاً في كتابتها وتلحينها وتوزيعها موسيقياً». «الفتاة الافريقية» عنوان الأغنية الأولى لفرقة «سالوت يا البنوت» وبالانكليزية. سارّة عبد العظيم تختصر رسالة الأغنية بأنها تتحدث عن المرأة القوية. الفخر بالهوية الافريقية وغير ذلك. تم إطلاق الأغنية أمام جمهور واسع للمرة الأولى في معهد غوته في الخرطوم. ومنذ ذلك الحين الجمهور يحب الأغنية «شديد». تشرح كلاريسا صمويل سبب اعتماد الانكليزية كلغة في الأغنية الأولى «بأنها ستصل للعالم جميعه وليس افريقيا وحسب. للمرأة حقوق ليس في افريقيا وحدها. النساء في العالم أجمع يعانين من انتهاك حقوقهن. نغني بالعربية دون شك، إنما غالبية الأغنيات انكليزية». سارّة عبد العظيم تسرد انجازات «سالوت يا البنوت» في عمرها الفتي: شاركنا في مهرجانات وفعاليات فنية مختلفة في السودان، وأغلبها كانت مشاركات ذات رسائل اجتماعية مهمة منها يوم اليتيم العربي ويوم حقوق الإنسان العالمي، وبكل تأكيد يوم المرأة العالمي في العام الماضي وهذا العام يوم السلام العالمي. هذه الإنجازات يمكن كتابتها على الورق، إنما الانجازات التي نحسها فلا تعداد ولا قياس لها، نلمسها ونحن في الشارع، ونحن على خشبة المسرح حيث فتيات صغيرات يتابعن الحفل بانبهار، فليس عادياً أن تقف 9 فتيات يعزفن ويغنين في حفل عام في السودان. نحن حالة متفردة جداً في السودان ولا مثيل لها. وهذا يمنح الأمل بخيار آخر للفتيات الصغيرات. فإذا كان الدين أو المجتمع أو التقاليد تضع أمام الفتاة خيارات محدودة جداً في الحياة، في اعتقادي أن «سالوت يا البنوت» يمثل الأمل بوجود خيارات أخرى للبنات الصغيرات. روعة المعتز عزفت الموسيقى دون معارضة من العائلة، وكانت البداية مع «الأستاذ ممدوح في جامعة الأحفاد. جذبتها آلة البيس». الفتيات الأربع تحدثن كثيراً عنه. فمن هو يا تُرى؟ سارّة عبد العظيم تُعرّفه بالأستاذ الفاضل ومسؤول ومؤسس برنامج الموسيقى في جامعة الأحفاد. وهو الأب الروحي لنا كفتيات يتعلّمن الغناء والعزف كمقرر اختياري في الجامعة. كلاريسكا صمويل تدرس العلوم الصحية في جامعة الأحفاد فكيف تمّ اللقاء مع الموسيقى والغناء؟ البدء من جوقة الترانيم في الكنيسة. ومع دخولي الجامعة وجدت الأفق أرحب مع الاستاذ ممدوح الذي لم يتخيل يوما أن نكون فريقاً فنياً كما نحن الآن. لكنه حدث، والصدفة حلوة، وأكبر داعم لي في انضمامي لفرقة «سالوت يا البنوت» كمغنية هي أمي. سارة سعيد تكتب وتغني الراب. وتعلن: بدأ الجمهور يحب الراب. الموضوع الذي يشغلني هو العنف ضد المرأة، وعنه كتبت العديد من الأغنيات. سارّة عبد العظيم ليست من أسرة جامعة الأحفاد بل درست في كلية الطب في محافظة الجزيرة، حيث كان لكل دفعة فرقتها الفنية والثقافية. تقول: مشاركتي في المناسبات الثقافية في الجامعة كانت البداية ومع قدومي إلى الخرطوم للتدريب المهني كان اللقاء مع الأستاذ ممدوح ووجدت منه الدعم الكبير كموسيقي وأستاذ ومربي في كشف وصقل موهبتي في الغناء، ومع مرور الوقت بدأت في كتابة وتلحين الأغنيات، وعندما نلت منحة لدراسة الماجستير في الجامعة الأمريكية في بيروت كنت عضواً في كورال الجامعة. الايقاعات سودانية وافريقية فرقة سالوت يا البنوت تمتلك آلات البيس، درامز وبيانو. نسأل عن آلة موسيقية سودانية؟ فقط الإيقاعات سودانية وافريقية. لكن ماذا عن الأجر؟ تقول سارّة عبد العظيم: نتقاضى أجراً عن بعض الحفلات وهو بسيط. هو أجر يكفي لإيجار الآلات الموسيقية، ونقلها ونقلنا كفريق، وكذلك بدل الهندسة الصوتية. فقبل شهرين لم نكن نمتلك أي آلة. جميعنا لا يزال على مقاعد الدراسة ولا دخل مادي لنا سوى مساعدة الأهل. وفيما تعد سارّة بحثاً عن ختان البنات في السودان تصفه كلاريسكا: هو عنف مطلق تتعرض له المرأة السودانية والافريقية بشكل عام. ونحن لا نترك فرصة متاحة في أي أغنية للحديث عنه. إنما لا نقول الكلام «طق» أي مباشر، بل نعتمد بعض التورية والرسالة تصل. فالختان يجب أن يصبح جزءاً من الماضي، وأملنا بذلك كبير جداً بوقف تلك الممارسة العنيفة. والعنف بما معناه العنف الجسدي فهو يشكل رسالتنا الثانية، ونضيف إليها التحرش الجنسي الحاصل في الشوارع وفي وسائل النقل. «ستوب» أغنية بالانكليزية والعربية تتحدث عن التحرش. في ريبرتوار الفريق النسائي حتى الآن سبع أغنيات هي: مرآتي، الفخر الأسود، جميلة، سودانية، البنت الافريقية، ستوب أو توقف وانتهى. أغنية «الفتاة الافريقية» صوِرت فيديو كليب. تقول سارة سعيد أن ردود الأفعال على وسائط التواصل الاجتماعي لدى عرض الفيديو كليب تمثلت بحصد اعجاب كبير جداً. قلة فقط تلقته بسلبية. وتضيف روعة المعتز: الأكثرية تجد فيما نقدمه رسالة، وتُعجب به، ويصل الاعجاب أحياناً لحدود الفخر بنا كفريق غنائي. «يلا خرطوم»: تأسست سنة 2013 بالتعاون مع معهد غوته في السودان، تنشط في مجال ثقافات الشباب والفنون المدينية، ومنذ سنة 2016 بات المشروع مستقلاً بعد أن تبناه مركز «الجونيد الثقافي». خلال السنوات الأربع خلق المشروع مساحة ساهمت في اطلاق فرصة التعبير لدى الشباب والفنانين عبر نشاطات ابداعية. وكذلك الاطلاع على الأشكال الفنية المختلفة وثقافات الشباب المعاصرة. ومنحهم فرصة تواصل مع الناس خارج دائرة حياتهم اليومية. وتساهم ورش العمل بتأهيل الشباب لبناء مهارات من خلال توفير الأدوات للمشتركين والعمل ضمن فرق عمل. وتساهم «يلا خرطوم» بتعزيز التبادل الثقافي بين الفنانين السودانيين والأجانب من خلال المشاركة في ورش عمل. وبتمويل مباشر من وزارة الخارجية الألمانية تمّ تأسيس استوديو مجهز بأدوات ومعدات فنية في شباط 2017. في أغنية «ستوب» بالانكليزية تصلنا الرسالة التالية: فهمتها، فهمتها أستطيع ترتيب حياتي، لمَ تعتقد أنك تحتاج التدخل وتشتت ريشي، حمايتي بحرماني المتعة والسعادة، لا يوجد منطق بذلك لي، لنا، أبداً. كل ما أردته أن يسمعوني لا ان يمنعوني، كل ما أردت هو أن أقرأ وأكتب أن اتصرف صحيح أن يدَعوني أصبح الشخص الذي اخترت أن أكون، هل ستُكسر هذه اللعنة ابداً؟ لديك عمل أكثر من الخنق … دعنا ننطلق، دعنا نكون أحرارا. أغنية راب: ابدأ كلامي بالسلام حروف على الورق بسوقا .. م قالو حوا أنثى من ضلع آدم مخلوقة.. انثى بطبعي من أمي شلتا حنية الكون .. علي يد ابوي اتربيت عرفتا للحياة لون… م كان في بالي انو الدنيا ياما تقسى .. وانو آدم على حوا في حياتو ممكن يقسى… رمينا السمعة والكرامة في غياهب الجب نسينا التربية السلمية عشان نعيش قصة حب كلمونا انو زيف… وانو اللى بدق الباب هو الصح .. راجل ب قلب نضيف.. عكس اللي بغش ب اسم الحب … يوعد حوا ب اوهام يعشم في بنات الناس ب انو الطاهر المقدام من قصة حب لقصة حب قلب الأنثى بتجرح م كل من قال بحبك هو البداوي في الجرح. «سالوت يا البنوت» تسع فتيات يصدح صوتهن بالغناء الهادف جمعتهن الجامعة ووحدهن رفض تهميش المرأة والختان زهرة مرعي |
الموسيقار محمد فوزي ثلاث صدمات قاتلة أدت إلى وفاته في ربيع العمر Posted: 01 Apr 2017 02:10 PM PDT برغم مرور 51 عاماً على غيابه، حيث رحل عام 1965 إلا أنه لا يزال حاضراً في وجدان الجماهير المصرية والعربية. فقد مثل إنتاجه الفني ركيزة أساسية في رصيد الموسيقى والأغنية والأفلام السينمائية. تعددت قدرات ومواهب محمد فوزي، فهو الملحن والمطرب والممثل الأكثر حضوراً وتجديداً وجرأة، لم تسمح ظروفه الاجتماعية أن يكمل دراسته الأكاديمية في معهد فؤاد الأول للموسيقى، إذ ترك الدراسة بعد عامين فقط من الالتحاق بالمعهد لشدة الحاجة إلى المال، إذ فرضت عليه الحياة في القاهرة نمطاً مختلفاً عن ذلك الذي تعود عليه في مدينة طنطا التي نزح منها طلبا للشهرة والمجد بعد أن تعلم مبادئ التلحين والعزف على العود على يد صديق والده رجل المطافئ محمد الخربتلي، أول من اكتشف موهبته واعتنى به وأهله ليكون ذلك الفنان الكبير الذي نعرفه. كانت أزمة محمد فوزي الحقيقية تكمن في تميزه الشديد بين أشقائه الأربعة والعشرين، فهو الابن رقم 21 صاحب الحس المرهف والمائل بطبيعته إلى الفنون والموسيقى والغناء، ولأن وضع الأسرة الكبيرة لا يسمح بالرفاهية لذا كان عليه أن يسعى بمفرده ومجهوده الشخصي لإشباع رغبته وتحقيق طموحه. لم يكن هناك من يشاطره الحلم غير شقيقته هدى سلطان التي تميزت بحلاوة الصوت نفسها وامتلكت الموهبة الغنائية ذاتها ولكنها لا تملك من أمرها شيئا، فهي فرد من أفراد الأسرة وقدرها أن تعيش بعيدة عن القاهرة وتفصلها مسافات طويلة عن العاصمة الكبرى ومدينة الحلم. لم يستسلم الفنان الواعد والشقيق الموهوب لوضعه فقد اتخذ قرار السفر بشجاعة ومضى وراء غايته يتتبع حلمه وينتظر فجرة الآتي ومجده المنتظر، وبالفعل انضم إلى فرقة بديعة مصابني المسرحية وتعرف هناك على ثلاثة من فرسان الموسيقى والتلحين والغناء، فريد الأطرش ومحمود الشريف ومحمد عبد المطلب. وحيث كان المطلوب والمتاح هو الإسكتشات الفنية لزوم العروض المسرحية الغنائية، اجتهد فوزي في التدريب على تلحينها مستعيناً بخبرات الثلاثة الكبار، الشريف وفريد وعبد المطلب، ولم يفن وقتاً طويلاً في إتقان التلحين واكتساب الخبرات المطلوبة. تراث سيد درويش بعد أن اطمئن الفنان الشاب إلى مستواه الفني تقدم مع زملائه لاجتياز اختبار الإذاعة المصرية لاعتماده مطرباً وملحنا، وكانت المفاجأة في نجاح محمد فوزي كملحن ورسب كمطرب فأفسد قرار اللجنة الإذاعية فرحته باعتماده كملحن، لاسيما أن اللجنة ذاتها أجازت صوت فريد الأطرش ومحمد عبد المطلب فأثر ذلك على حالته النفسية وكرس كل طاقته في العمل في الفرق المسرحية ليتغلب على أزمته، وبالفعل اتجه الفنان الشاب إلى إحياء تراث سيد درويش وتعاقدت معه الفرقة المصرية للموسيقى والتمثيل للعمل بديلاً عن المطرب إبراهيم حمودة الذي كان قد سافر فجأة دون إخطار الفرقة، وبدأ المطرب الجديد في إجراء بروفات أوبريت شهرزاد وفي يوم الافتتاح أخفق ولم يوفق فكانت هذه هي الصدمة الثانية بعد رفضه من الإذاعة كمطرب وأقرب التفسيرات لهذه الحالة الغريبة أن تأثره بقرار لجنة الاستماع بالإذاعة هو ما أدى إلى إحباطه وفشله أمام الجمهور ليلة افتتاح شهرزاد وتوقفه عن العمل لأكثر من ثلاث سنوات قبل أن تعيد إليه الفنانة فاطمة رشدي ثقته بنفسه وتطلبه للعمل في فرقتها عام 1944 وينجح بفضل تشجيعها نجاحا كبيرا ويعرف طريقه إلى السينما في دور صغير في فيلم «سيف الجلاد» بطولة يوسف وهبي. ويخرج فوزي من أزمته وتسند إليه بطولة فيلم «أصحاب السعادة» لينطلق بعدها بكل ثبات في دنيا الأضواء ويؤسس شركته السينمائية «أفلام محمد فوزي» عام 1947 بما يعني أنه خلال ثلاث سنوات فقط من دخوله عالم السينما قد أنجز انجازه العظيم وتربع على العرش محرزاً تفوقاً ظاهراً وبيناً في الأفلام الاستعراضية والغنائية في فترتي الخمسينيات والستينيات، أي بعد قيام ثورة تموز/يوليو 52 التي أعلن تأييده لها بأغنية «بلدي أحببتك يا بلدي» وقدم ألواناً متعددة ومختلفة من الألحان منها الأغنية الدينية «إلهي ما أعدلك» و»يا تواب يا غفور» ، وأغاني الأطفال، «ماما زمانها جايه» و»ذهب الليل» و»طلع الفجر» وغيرها من نشاطات أخرى كشفت عن حسه الوطني مثل اشتراكه مع مديحه يسري وشادية وعماد حمدي وتحية كاريوكا وهدى سلطان وفريد شوقي في قطار الرحمة الذي أمرت الثورة بإطلاقه لمواساة المرضى في محافظات مصر الفقيرة لتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم. في عام 1958 أسس محمد فوزي شركة الاسطوانات لمنافسة الشركات الأجنبية في مصر، وبالفعل أحدث طفرة في سوق الاسطوانات وعزز المنتج المصري، وفي هذه الأثناء كانت أغانية تذاع في الإذاعة صباحاً ومساء إذ أعيد اكتشافه كمطرب كبير صاحب حنجرة متميزة وتعاقدت معه الإذاعة وفرض نفسه بقوة الموهبة ولا يزال عائشاً في وجدان كل مصري وكل عربي، بينما من رفضوه لم يذكر التاريخ منهم أحداً. بعد النجاح المذهل للمطرب والملحن والممثل محمد فوزي تلقى الصدمة الثالثة بتأميم شركة الاسطوانات المملوكة له وصدر قرار بتعيينه مديراً لها بمرتب مئة جنيه في الشهر فكانت الضربة القاضية التي أصيب على أثرها بالمرض العضال الذي احتار الأطباء في تشخيصه وأودى بحياته في نهاية المطاف وتوفي في عام 1966 تاركاً رصيداً غنياً من أجمل الأغنيات والألحان والأفلام. عاش فوزي عمراً قصيراً وحياة فنية أطول. الموسيقار محمد فوزي ثلاث صدمات قاتلة أدت إلى وفاته في ربيع العمر كمال القاضي |
الأرجنتين في مواجهة المجهول بدون ميسي! Posted: 01 Apr 2017 02:09 PM PDT بوينس آيرس ـ «القدس العربي»: تتأثر فاعلية المنتخب الأرجنتيني بشكل كبير في كل مرة يغيب عنه فيها قائده ونجمه الأول ليونيل ميسي، والذي تسبب غيابه الثلاثاء الماضي في سقوط منتخب «التانغو» بثنائية نظيفة أمام بوليفيا. وعززت الهزيمة أمام بوليفيا الإحصائيات، التي تؤكد أن غياب ميسي عن المنتخب الأرجنتيني يعد بمثابة «كابوس». ولعب المنتخب الأرجنتيني 14 مباراة في تصفيات أمريكا الجنوبية، شارك ميسي في ست منها، حيث فاز الفريق في خمس مباريات وتلقى الهزيمة في مباراة واحدة، مما يدلل على أن فاعلية نجم برشلونة وصلت إلى 83 بالمئة بالنظر إلى عدد النقاط، التي حصدتها الأرجنتين في تلك المباريات. وفي المباريات الثماني الأخرى، فازت الأرجنتين في مباراة واحدة وتعادلت في أربع وخسرت ثلاث، ما يعني أنها حصدت 29 بالمئة من النقاط المحتملة في ظل غياب ميسي. وحصد المنتخب الأرجنتيني مع ميسي 15 نقطة من أصل 22 نقطة هي رصيده الحالي بعد مرور 14 مرحلة من التصفيات. ويظهر تأثير ميسي الكبير على المنتخب الأرجنتيني خارج إطار التصفيات أيضا، فقد خاضت الأرجنتين مؤخرا ثلاث بطولات كبيرة هي مونديال 2014 وكوبا أمريكا عامي 2015 و2016، ووصلت إلى المباريات النهائية فيها بفضل ميسي الذي لعب جميع مبارياتها تقريبا. ولم يغب ميسي في تلك البطولات سوى عن المباراة الأولى للأرجنتين في دور المجموعات ببطولة كوبا أمريكا 2016، وهي المباراة التي انتهت بفوز الأرجنتين. يذكر أن الفيفا عاقب النجم الأرجنتيني بالإيقاف أربع مباريات دولية، بعد إهانته للحكم المساعد لمباراة الأرجنتين أمام تشيلي في الأسبوع الماضي. وسيحرم بموجب عقوبة الفيفا من المشاركة في مباريات أوروغواي وفنزويلا وبيرو في التصفيات، حيث لن يتمكن من العودة مرة أخرى إلا في مباراة المرحلة الأخيرة أمام الإكوادور. وإذا صدقت الإحصاءات في ما تبقى من المباريات، فإن الأرجنتين ستواجه صعوبات ضخمة. وبعد خسارته من بوليفيا، عاد المنتخب الأرجنتيني إلى المركز الخامس، في ظل تقارب النقاط بين المنتخبات، التي تحتل المراكز من الثاني إلى السابع. ويتأهل إلى المونديال مباشرة أصحاب المراكز الأربعة الأولى، فيما يخوض الخامس مباراة فاصلة مع بطل أوقيانوسيا. الأرجنتين في مواجهة المجهول بدون ميسي! |
تصفيات كأس العالم 2018: «أهلا روسيا نحن في الطريق»… البرازيل أول المتأهلين تحتفي بانجازها المبكر! Posted: 01 Apr 2017 02:09 PM PDT ريو دي جانيرو ـ «القدس العربي»: هي الدولة الوحيدة التي شاركت في جميع بطولات كأس العالم، وهي أول من تأهلت إلى المونديال المقبل في روسيا 2018، هذه هي البرازيل، التي خطفت يوم الثلاثاء الماضي بطاقة تأهلها إلى المونديال الروسي بقيادة مدربها «تيتي» قبل أربع مراحل من انتهاء تصفيات أمريكا الجنوبية. «أهلا روسيا، نحن في الطريق»، هكذا احتفل موقع «غلوبوسبورت» البرازيلي بتأهل منتخب «السامبا» إلى المونديال، عقب فوزه بثلاثية نظيفة على ضيفه باراغواي. وحسم المنتخب البرازيلي تأهله، إثر فوز بيرو على أوروغواي 2/1. وأصبحت البرازيل أول الدول المتأهلة لمونديال 2018 بجانب روسيا، البلد المضيف. وأضافت صحيفة «لانس» البرازيلية قائلة: «بطاقة عبور إلى روسيا»، في إشارة إلى حسم المنتخب البرازيلي تأهله إلى المونديال، بعدما قدم عرضا كرويا راقيا مرة أخرى بقيادة نجمه نيمار. واحتفل المدرب البرازيلي بتأهل منتخب بلاده خلال المؤتمر الصحفي، بعد أن نما إلى علمه سقوط أوروغواي 2/1 أمام بيرو، وسط صيحات وتصفيق الحاضرين من المدربين المساعدين والصحفيين. وقال تيتي، الذي يرجع إليه الفضل في التحول الجذري للمستوى الفني للمنتخب البرازيلي منذ أن تولى مسؤوليته الفنية منتصف العام الماضي: «الآن علينا أن نزيد من قوة الفريق». وحقق المنتخب البرازيلي تحت قيادة تيتي ثماني انتصارات متتالية، من بينها فوزه التاريخي على الأرجنتين بثلاثية نظيفة، والتغلب على أوروغواي 4/1 في الأسبوع الماضي في مونتفيديو. وأضاف تيتي ساخرا: «هل تعلمون لماذا لا أحب الفردية؟ لأنه عندما تحدث الخسارة تقع المسؤولية كلها على كاهلي أيضا، سنقسم ثمار هذا العمل على الجميع»، في إشارة إلى رفضه أن تتركز جميع عبارات الإشادة والمديح في شخصه. ورغم ذلك، يفضل لاعبو المنتخب البرازيلي أن يحظى مدربهم بالإشادة والتقدير، حيث قال قائد الفريق نيمار، الذي تألق من جديد في مباراة الثلاثاء: «إنه يستحق كل الدعم». وأضاف نجم برشلونة: «إنه شخص رائع، لا يستحق اشادات الجماهير هنا فحسب، بل اشادات البرازيل كلها». تصفيات كأس العالم 2018: «أهلا روسيا نحن في الطريق»… البرازيل أول المتأهلين تحتفي بانجازها المبكر! |
اهانات بيكي وشتائم ميسي ومطار رونالدو! Posted: 01 Apr 2017 02:09 PM PDT كان أسبوعاً حافلاً لنجوم العملاقين ريال مدريد وبرشلونة حول العالم، حيث لم تخل عناوين الصحف والمواقع الرياضية العالمية من أخبار وتصريحات نجومهما، لكن منها ما كان مقبولاً وأخرى تسببت بحرج للجميع. لا يخفى على الجميع بغض مدافع برشلونة جيرارد بيكي للعملاق الملكي ريال مدريد، فهو لا يدخر فرصة الا لاقتناصها والتجريح به، وربما يعتبر كثيرون ان هذه التصريحات المليئة بالكره والبغض نابعة من المنافسة الشرسة بين الناديين وبين لاعبيهما فحسب، لكن عند بيكي هناك عامل آخر، وهو الوطنية العميقة التي تؤمن بالنزعة الانفصالية لاقليم كتالونيا، الذي يضم مدينة برشلونة، عن اسبانيا، البلد الذي تديره ملكية يعتبرها كثيرون في الباسك وكتالونيا، ديكتاتورية غير عادلة، وبالنسبة لبيكي فان ريال مدريد هو مجسم صغير لاسبانيا، ولهذا قال: «لا تعجبني القيم التي يعبر عنها ريال مدريد، أقدر اللاعبين كثيرا، والكثيرون منهم أصدقاء لي، لكن ما لا أحبه في الريال هو سلوك أشخاص في الطاقم الإداري وكيفية تلاعبهم بالأشياء في بلادنا… هذا هو الشيء الوحيد الذي لا يروق لي». في اشارة واضحة الى الدور السياسي الذي يحظى به النادي الملكي، خصوصا بالمعاملة الخاصة من مارتا سيلفا، التي كانت تشغل منصب المدعي العام، واتهمت نجم برشلونة ليونيل ميسي بالاحتيال الضريبي لكنها رحلت عن المنصب خلال التحقيقات في قضايا مالية لرونالدو، حيث التقطتها الكاميرات تجلس خلف بيريز في مدرجات البرنابيو خلال إحدى المباريات في كانون الثاني/ يناير الماضي. ورغم أن لبيكي الحق في التعبير عن رأيه، لكن لسخرية القدر فان في الوقت الذي أدلى بهذه التصريحات النارية ضد العدو اللدود، كان نجم فريقه ميسي يعكس قيماً أخرى، في بيونس ايرس عاصمة بلده الارجنتين، حيث رفضت الصحف نشر الكلمات والشتائم التي تفوه بها تجاه مساعد الحكم البرازيلي وقادته الى عقوبة الايقاف 4 مباريات مع منتخب بلاده، في صورة تنافي «القيم» و»المبادئ» التي من المفترض ان يمثلها برشلونة ونجومه حول العالم، قبل أن تنهال ذكريات الأحداث المؤسفة طيلة العامين الاخيرين، من تهرب نجوم برشلونة من الضرائب، التي تورط فيها ميسي ونيمار وداني ألفيش وخافيير ماسكيرانو وغيرهم، عدا عن صفقة ضم نيمار المشبوهة والملايين الغائبة، بالاضافة الى معاقبة النادي بحرمانه من سوق الانتقالات بسبب سوء تصرفه بضم لاعبين قصر، وبعد هذا كله لا يروق لبيكي انعدام القيم عند الريال. طبعاً هذا لا يعني أن الريال منزه، أو أنه فعلاً مثلما يدعي رئيسه فلورنتينو بيريز، عندما قال: «أهلاً بكم في المكان الذي يهتم فقط بالقيم الرياضية»، لأنه لو كان هذا صحيحا لما عوقب هو الآخر بحرمانه من سوق الانتقالات. لكن على الاقل سيفتخر الريال بحدث سعيد خلال الاسبوع الماضي، عندما أصبح المطار الرئيسي في جزيرة ماديرا يعرف باسم «مطار كريستيانو رونالدو»، في اشادة جلية بالنجم البرتغالي وتأثيره على سمعة بلاده ومسقط رأسه في الجزيرة البرتغالية، لكن أكثر ما أثار الاشمئزاز كان التمثال المجسم لرونالدو عند مدخل المطار الذي لا يشبه لا من قريب ولا من بعيد هداف ريال مدريد، بل رأيته يشبه متسابق فورمولا-1 السابق كولتهارد. لنعود مرة أخرى الى تصريحات بيكي، التي لن تفيد الا لزيادة نعرات الكراهية والحساسية بين الجماهير، رغم أن هدف بيكي منها سياسي بحت. twitter: @khaldounElcheik اهانات بيكي وشتائم ميسي ومطار رونالدو! خلدون الشيخ |
مبابي… جوهرة فرنسا الجديدة Posted: 01 Apr 2017 02:08 PM PDT باريس ـ «القدس العربي»: شهدت الكرة العالمية الأسبوع الماضي ميلاد لاعب موهوب جديد يدعى كيليان مبابي، الفرنسي، الذي يبلغ من العمر 18 عاما، والذي استغل فرصة جديدة لإضافة الملايين من الدولارات لقيمته السوقية، عندما ظهر مع منتخب بلاده في مباراته الودية أمام أسبانيا. وكان اللاعب الشاب مهاجم نادي موناكو بدون شك أول النجوم، الذين ينتظرهم الجمهور والصحافة. وبعد أن شارك لأول مرة مع منتخب «الديوك» يوم السبت الماضي أمام لوكسمبورغ، حظي مبابي الآن بفرصة أكبر أمام جمهوره وأمام منافس من العيار الثقيل. وأثنى انطوان غريزمان، نجم منتخب فرنسا وأتلتيكو مدريد، على اللاعب الصاعد، قائلا عبر «انستغرام»: «هذا هو من سيجلسنا على مقاعد البدلاء». فيما وصفه دييغو كوستا، نجم المنتخب الأسباني، ب «القاتل»، وأكد ديدييه ديشان، مدرب المنتخب الفرنسي، أن مبابي يذكره باللاعب السابق تيري هنري. وقال: «كيليان يستخدم العقل كي يراوغ، سيكون له مستقبل كبير». ولم يكن مبابي في مطلع الموسم الجاري معروفا لعالم كرة القدم، لكن بعد أشهر قليلة بدأت أكبر الأندية الأوروبية في الصراع على ضمه لصفوفها، كما ارتفعت قيمته السوقية بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة. وطبقا لما جاء في الصحافة الأسبانية، دخل مبابي إلى دائرة اهتمام ريال مدريد، الذي يسعى إلى الحصول على خدماته، حيث أكد فلورنتينو بيريز، رئيس النادي، أن النجم الفرنسي الشاب يمكنه أن يلعب بجانب مواطنه كريم بنزيمه في الخط الهجومي للنادي الملكي. وكشفت الصحافة الأسبانية أن بيريز رصد مبلغا ضخما للتعاقد مع النجم الفرنسي. وأوضحت تقارير أن موناكو رفض عرضا بقيمة 110 ملايين يورو من مانشستر يونايتد للتخلي عن مبابي، حيث أكدت أن النادي الفرنسي لا يرغب في بيع اللاعب بأقل من 150 مليون يورو. وتأتي اهتمامات الأندية الكبرى في العالم بضم اللاعب الفرنسي الواعد في الوقت، الذي يخطو فيه أولى خطواته مع منتخب بلاده. وقرر ديشان ضم مبابي لأول مرة خلال هذه المرحلة من المباريات الدولية، ليخوض أولى مبارياته مع فرنسا أمام لوكسمبورغ عندما شارك في الدقيقة 78 من اللقاء، الذي فاز به منتخب «الديوك» 3/1. وأصبح مبابي في الثامنة عشرة وثلاثة أيام أصغر لاعب يشارك مع المنتخب الفرنسي منذ 1995. وقال مبابي فور علمه بالانضمام إلى المنتخب الفرنسي: «كنت أحلم دائما منذ كنت طفلا بالانضمام إلى المنتخب، كل فرنسي يحلم بتمثيل بلاده». وانضم مبابي للمنتخب بجانب ثلاثة لاعبين أخرين من موناكو، بينهم المدافع بينجامين ميندي (22 عاما) والمنضم لأول مرة لصفوف الفريق. وأضاف مبابي: «انضمام أربعة لاعبين من موناكو يجعل الأمور أكثر سهولة، لكنني أعرف لاعبين أخرين في القائمة، هذا سيجعل التأقلم أكثر سهولة». وبالإضافة إلى مبابي وميندي، انضم للمنتخب آخرون من موناكو، وهما توماس ليمار (21 عاما) وجبريل سيديبي (24 عاما). ولا يعتبر اللاعبون الأربعة القادمون من موناكو، أحد أبرز الفرق الفرنسية هذا الموسم، والذي وصل إلى دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا، الوحيدين من فئة الموهوبين الشبان ضمن قائمة ديشان في المنتخب الفرنسي، حيث يضم لاعب الوسط ادرين رابيو (21 عاما) من باريس سان جيرمان والمدافع صامويل أومتيتي (23 عاما)، نجم برشلونة، بالإضافة إلى غريزمان (26 عاما)، الذي يتمتع بخبرة أكبر من زملائه الجدد. وقال ديشان: «أعرف أنني محظوظ بوجود الكثير من اللاعبين الشباب، هم لاعبين من أصحاب الموهبة العالية، هذه المباراة ستسمح لهم باكتساب المزيد من الخبرة، سأعطي فرصة للعب للجميع، بعضهم سيكون أساسيا». مبابي… جوهرة فرنسا الجديدة |
مونغي… قرية كولومبيةجبلية تحترف صناعة كرات القدم! Posted: 01 Apr 2017 02:07 PM PDT مونغي (كولومبيا) ـ «القدس العربي»: لمعرفة كيف يعيش سكان مونغي، القرية الجبلية الخلابة في كولومبيا، يكفي النظر إلى ساحتها العامة: كرات قدم تتدلى من الشرفات والأبواب، وتمثال على شكل كرة أيضا ينتصب فيها. في هذه القرية التي يعود تاريخها إلى عام 1601، والواقعة في مناطق جبال وسط البلاد، يعمل ربع السكان البالغ عددهم 4900 نسمة في صناعة كرات القدم، موزعين على نحو 20 مؤسسة مختصة. ولا يزال بعض هذه المؤسسات يقوم بخياطة الكرات يدويا، وهو أسلوب اعتمده سكان مونغي منذ الثلاثينات. ويروي مدير ومؤسس متحف كرة القدم في القرية إدغار لادينو: «كان عمي فرويلان يقوم بخدمته العسكرية على الحدود مع البرازيل. وفي عام 1934 وفي ولاية ماناوس البرازيلية، زار احد السجون حيث تعلم كيفية خياطة الكرات». وأضاف: «نقل الفكرة إلى مونغي واتخذ على عاتقه تعليم السكان ذلك». وبلغت ذروة انتاج الكرات في السبعينات. كان 80 موظفا يعملون عند والد ادغار وكان عملهم يكتمل كل يوم سبت عندما يأتي مزارعون ويعطونهم 10 إلى 15 كرة خيطوها بايديهم خلال الاسبوع. ويؤكد ادغار: «كانت حقبة جميلة جدا» معربا عن أسفه «للحداثة» التي يشهدها المجتمع حاليا، واغراق السوق بكرات مصنوعة على الطريقة الصينية التجارية التي ضربت بعرض الحائط تقاليد خياطة الكرات. تستعيد فيتالينا ميزا وخوسيه سييرا هذه الايام الجميلة، وهما لا يزال يحافظان على تقليد الصناعة اليدوية لكرات القدم، الا ان اربعة من اولادهم يعملون في مصانع تعتمد على تقنيات اكثر حداثة. وفي «مكتبهم»، وهو عبارة عن غرفة في منزلهما المتواضع طليت جدرانها باللون الازرق، تقوم فيتالينا وخوسيه باستخدام إبرة واحدة، بخياطة 32 قطعة مختلفة لجعلها كرة قدم واحدة. وتستغرق فيتالينا التي تعتبر اسرع من زوجها في الخياطة، ساعتين لاتمام كل عينة، اما خوسيه فيحتاج إلى ثلاث ساعات. ويقوم الزوجان بتجهيز 5 إلى 6 كرات يوميا مقابل بدل مالي يراوح بين دولارين و2،8 دولارين لكل كرة. ويقول خوسيه (67 عاما): «طالما نتمتع بالصحة ونستطيع الاستمرار في الخياطة سنواصل العمل»، متذكرا الحقبة التي كان فيها «يبحث عن الوقت» للخياطة في خضم مهامه الزراعية المتنوعة. ويشير إلى ان الاعمال الزراعية «كانت توفر لنا المال مرة كل ستة أشهر. كرات القدم (كانت توفر المال) مرة كل 15 يوما». وبدأت زوجته البالغة من العمر 60 عاما في الخياطة منذ بلوغها التاسعة، لكنها تعتبر حاليا ان «عصر الكرة المخيطة ولى، انه زمن الكرات المصنعة المتوافرة بكميات كبرة». ولا ترى فيتالينا اختلافا في نوعية الكرات المخيطة او المصنوعة آليا، معتبرة انه «يمكن اللعب مع كرة مخيطة تحت المطر، في الماء، لا يهم ما هي الظروف فهي تقاوم كل الظروف المناخية. في المقابل، فان الكرات المصنعة لا تقاوم الرطوبة وتترهل». في مونغي، ينكب كثيرون على هذه التقنية الحديثة، ففي المؤسسة التي انشأتها روزا هورتادو (42 عاما) مع زوجها، لا يقوم العاملون بخياطة الكرات من الخارج قبل وضع الاطار الداخلي، بل يستعملون قالب كرة من الكاوتشوك قبل ان يلصقوا عليه الأجزاء الخارجية. وتقول اوزا: «بدأنا بشراء القالب وكنا نبقيه أسفل سريرنا بانتظار الحصول على ما يكفي من المال لابتياع باقي المواد». وتضيف «اشترينا خمسة امتار من هذه المواد من اللون الابيض ومثلها من اللون الاسود فكانت بداية صناعة صغيرة للكرات في منزلنا في غرفة صغيرة تحولت في ما بعد إلى مؤسسة غيغول» التي أسستها. وتقوم «غيغول» بصناعة ألفي كرة تصدر إلى فنزويلا وقد يصل عدد العاملين في بعض الاحيان إلى حوالى 15 عندما يكون الطلب عاليا، وتلجأ حينها إلى الاستعانة بخبرات ربات المنازل «بسبب رشاقة اليد العاملة النسائية». ويثير هذا النشاط الكروي اهتمام السياح الذين يزورون مونغي خلال استكشافهم للجبال الكولومبية. ويقول الفرنسي بنجامين كورتادون الذي كان اولاده يلهون بالكرات في احد متاجر القرية «جئنا للقيام بجولة في المنطقة لكن ايضا من اجل معرفة كيفية صناعة الكرات». مونغي… قرية كولومبيةجبلية تحترف صناعة كرات القدم! |
تنظيم «الدولة» يساهم في زيادة الصادرات الأمنية الإسرائيلية للعالم Posted: 01 Apr 2017 02:06 PM PDT الناصرة ـ «القدس العربي»: تؤكد تقارير رسمية في إسرائيل أنها ما زالت واحدا من أكبر مصادر السلاح والعتاد في العالم وتدلل المعطيات أن حجمها في ارتفاع حتى في المناطق التي ترتكب فيها انتهاكات وجرائم حرب وأن ازدياد المخاوف من إرهاب تنظيم «الدولة» قد زاد الطلب على المعدات والأسلحة الإسرائيلية. وتظهر معطيات وزارة الأمن الإسرائيلية أن حجم التصدير الأمني الإسرائيلي لدول افريقيا قد ارتفع بنسبة 70٪ في العام الماضي، مقارنة بعام 2015، في حين سجل التصدير الأمني إلى أوروبا رقما قياسيا في العقد الأخير. وتشير التقارير إلى أن تصاعد الهجمات الإرهابية في العالم، والحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى تصاعد موجات الهجرة، كانت ضمن العوامل التي وظفتها إسرائيل لزيادة مبيعاتها في مجال التصدير الأمني، وبضمن ذلك طائرات مسيرة (بدون طيار) وأجهزة رصد ومتابعة ورادارات ومنصات إطلاق نار، ومنظومات دفاعية أخرى جوية والكترونية. وتتصل هذه المعطيات بعقود جديدة وقعت عليها الصناعات الأمنية الإسرائيلية مع الجيوش الأجنبية والمنظمات في كافة أنحاء العالم، والتي وصلت إلى 6.5 مليار دولار، ما يعني تسجيل ارتفاع بقيمة 800 مليون دولار على الصفقات التي عقدت في العام 2015، حيث وصل حجم التصدير الأمني إلى 5.7 مليار دولار. وبينت المعطيات أن التصدير الأمني موجه أساسا إلى دول آسيا، وخاصة الهند، التي تبدي اهتماما متصاعدا بالتطورات التكنولوجية الإسرائيلية. وكان قد تم في العام الماضي التوقيع على عقود بقيمة 2.6 مليار دولار مع دول آسيوية، أي بزيادة 300 مليون دولار عن 2015. وقبل أيام تم التعاقد على صفقة صواريخ مع الهند بقيمة 100 مليون دولار. كما أن التصدير الأمني لأوروبا بلغ في العام الماضي نحو 1.8 مليار دولار. وتعزو الصناعات الأمنية الإسرائيلية هذا الارتفاع إلى «المخاوف المتصاعدة من تنفيذ عمليات، وأزمة المهاجرين، ومشاركة عدد من الجيوش الأوروبية في الحرب على تنظيم الدول الإسلامية. ويشير مسؤولون في الأجهزة الأمنية إلى أن عددا من الدول الأوروبية معنية بالتكنولوجيا الإسرائيلية ذات الصلة بمواجهة «التهديدات الإرهابية وحماية الحدود». ونقل عن ضابط في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي قوله إن الدول التي تعقد صفقات مع إسرائيل معنية أساسا بثلاثة أمور «الإرهاب والحدود والحرب الإلكترونية (سايبر)». إلى ذلك، وصل حجم التصدير الأمني إلى افريقيا إلى 275 مليون دولار، وإلى 1.2 مليار دولار إلى أمريكا الشمالية، و550 مليون دولار إلى أمريكا اللاتينية. ورغم أن افريقيا لا تشكل نسبة عالية من التصدير الأمني، إلا أن المبلغ يشكل قفزة كبيرة مقارنة بالعام الذي سبقه حيث وصل حجم التصدير في 2015 إلى 163 مليون دولار، علما أنه في السنوات بين 2012 وحتى 2015 كان معدل التصدير يصل إلى 200 مليون دولار. مذابح بأسلحة إسرائيلية ويتواصل تصدير السلاح وعتاد الأمن للقارة السوداء رغم احتجاجات منظمات حقوقية وقدمت بعضها التماسات في الماضي تطالب بنشر تفاصيل عن التصدير الأمني لبعض دول افريقيا، مثل رواندا وجنوب السودان. وكانت تقارير سابقة قد ادعت أن إسرائيل تزود جنوب السودان بأجهزة رصد ومتابعة، وأن جيش وضباط جنوب السودان يستخدمون أسلحة من إنتاج إسرائيلي في ارتكاب مذابح وجرائم حرب رغم تعهدات إسرائيل أمام الأمم المتحدة في العام 2016 بعدم تزويد جنوب السودان بأسلحة فتاكة. وكانت تقارير قد تحدثت في 2016 عن عدة صفقات أسلحة، بينها بيع شركة «البيت» مدافع للفيليبين، وبيع شركة «رفائيل» صواريخ «سبايك» لها أيضا، في حين تحدثت وزارة الدفاع في سنغافورة عن شراء رادارات من إنتاج شركة «ألتا» الإسرائيلية. وتشير المعطيات إلى أن جل صادرات الصناعات الأمنية الإسرائيلية في 2016 كانت في مجال تطوير طائرات ومنظومات أخرى. وتحدثت تقارير عن تحديث طائرات هندوراس في إسرائيل، وإدخال تطوير على الدبابات التايلاندية من قبل شركة «ألبيت». كما أشارت تقارير إلى استخدام سلاح الجو الألماني طائرات إسرائيلية مسيرة (بدون طيار) من طراز «هورن 1» في مالي وأفغانستان. وكشفت شركة «ألبيت» عن صفقتين مع جيوش أوروبية، الأولى تتضمن بيع أجهزة رصد لكافة المستويات القيادية بقيمة 30 مليون دولار، والثانية بيع أجهزة اتصال بقيمة 40 مليون دولار، وعقدت شركة «رفائيل» صفقة مع جيش ليتوانيا بقيمة 100 مليون دولار. وكانت أذربيجان من بين أبرز الدول التي عقدت صفقات مع إسرائيل، حيث تحدثت تقارير عن صفقات في 2016 شملت شراء مركبات من شركة «بلاسان» تشتمل على منصات إطلاق نار. كما عقدت صفقة أخرى لشراء منظومة «براك 8» للدفاعات الجوية، وصواريخ «سبايك» وطائرات مسيرة (بدون طيار)، وما تسمى «الطائرة المسيرة الانتحارية» من طراز «هاروب». يشار أن الرئيس الأذري، إلهام علييف، كان قد اعترف خلال زيارة رئيس حكومة إسرائيل له قبل شهور أن بلاده قامت بشراء أسلحة من إسرائيل بقيمة 5 مليار دولار خلال عدة سنوات. وأشارت التقارير إلى أن 20٪ من صفقات الأسلحة كانت تتضمن تطوير طائرات، و18٪ وسائل رصد، و15٪ صواريخ ومنظومات دفاعية جوية، و13٪ ذخيرة ومنصات إطلاق نار، و12٪ رادارات، و8٪ أجهزة استخباراتية وأجهزة حرب إلكترونية. ويعترف رئيس دائرة المساعدة الأمنية في وزارة الأمن، ميشيل بن باروخ بأن «الارتفاع في العمليات الإرهابية في العالم، والمخاوف من تنظيم الدولة ومن الهجرة، ضاعف من صفقات الأسلحة». تنظيم «الدولة» يساهم في زيادة الصادرات الأمنية الإسرائيلية للعالم وديع عواودة |
تمويل ألماني لبرامج متعددة الأبعاد في موريتانيا Posted: 01 Apr 2017 02:05 PM PDT نواكشوط ـ «القدس العربي»: حصلت موريتانيا أمس على تمويل ألماني بقيمة 43 مليون أورو مخصص لدعم برامج متعددة المجالات والأبعاد تخص تسيير المصادر البحرية وبرامج التعليم الفني والتكوين المهني وتحديث ميناء الصيد التقليدي. وتشمل البرامج المشمولة بالتمويل ترقية العمل والدمج المهني في أوساط الريف وتطوير برامج ترقية حقوق الإنسان وتسيير المصادر الطبيعية وبرنامج الحكم الرشيد وترقية ثقافة الحوار. وذكر المختار ولد أجاي وزير الاقتصاد والمالية الموريتاني أن المفاوضات الموريتانية الألمانية التي جرت في كانون الأول/ديسمبر الماضي والتي رسمت الملامح العامة للتعاون بين موريتانيا وألمانيا خلال السنتين المقبلتين، ركزت على دعم التسيير الايكولوجي المستديم للموارد الطبيعية الموريتانية وبخاصة البحرية مع مؤازرة قطاعات الحكم الرشيد وتشغيل الشباب والبحث المعدني. وأشار إلى أن المجالات التي يغطيها هذا التمويل، تحظى بمكانة هامة ضمن استراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك التي ستغطى الفترة 2016/2030، وأن جزءا من هذا التمويل سيخصص لترقية التكوين المهني بهدف ملاءمته مع حاجيات سوق الشغل والمساهمة في محاربة البطالة في أوساط الشباب. وأكدت سفيرة ألمانيا بنواكشوط كورالا ملير هولتكمبير التي وقعت الاتفاقيات باسم حكومتها «أن هاتين الاتفاقيتين تعتبران ثمرة للمفاوضات الحكومية السابقة، كما إنهما تنطلقان من الأولويات لدى حكومتي البلدين التي تتركز على السياسات البيئية عبر حماية استغلال المصادر الطبيعية وكذا ترقية قطاع الصيد وترسيخ الديمقراطية وتأهيل المجتمع المدني». وأضافت «أن موريتانيا ستستفيد في إطار هذا التعاون، ليس فقط من الدعم المالي الثنائي وإنما ستحصل كذلك على الدعم في المبادرات الخاصة مثل مبادرة «الاستقرار والتنمية في افريقيا الشمالية والشرق الأوسط» وبرنامج «عالم واحد خال من الجوع». يذكر أن التعاون بين موريتانيا وألمانيا بدأ عام 1967 حيث مولت الحكومة الألمانية حينها تأسيس أول مطبعة حكومية، كما مولت تأسيس الشركة الموريتانية للتنمية الريفية. وشهد التعاون بعد ذلك قفزات نوعية قبل أن تقرر الحكومتان عام 2005 تركيزه على محورين هما التنمية الزراعية وتسيير الموارد الطبيعية، والحكم الرشيد والإدارة العمومية. تمويل ألماني لبرامج متعددة الأبعاد في موريتانيا |
الاسطورة يونس محمود… يبحث عن رئاسة الاتحاد العراقي لانقاذ كرة القدم! Posted: 01 Apr 2017 02:05 PM PDT الدوحة ـ «القدس العربي»: كشف نجم الكرة العراقية يونس محمود الملقب بـ«السفاح» عن نيته الترشح رسميا لرئاسة الاتحاد العراقي لكرة القدم خلال الانتخابات المقبلة، في آب/ أغسطس من العام المقبل 2018 . وأكد يونس أنه يريد النهوض بالكرة العراقية لأنها تمر بمرحلة صعبة للغاية. وأوضح: «بصراحة لم يكن لدينا تخطيط في العراق، فقد تأثرنا سلبا بتراجع دوريات الشباب والناشئين، في وقت انتشرت فيه ظاهرة المدارس الكروية التي أرى أنها عبارة عن إدارة أعمال أكثر منها خدمة للكرة العراقية، ورغم ذلك لن نيأس وسنبحث عن نهضة حقيقية لإعادة هيبة الكرة العراقية للساحة العربية والآسيوية». وأضاف: «أحظى بدعم كبير، لكن الانتخابات لعبة بين كل الأطراف وخاصة بين القائمين على الأندية والمنتخبات وهي الهيئة العامة وبالتأكيد ستكون اللعبة كبيرة لكن أتمنى أن تكون لدي الفرصة للفوز في الانتخابات، وعموما الوقت لا يزال مبكرا ومن الممكن أن يبدأ العمل والتخطيط لهذه الانتخابات قبل ستة أشهر من موعدها». ويزور النجم العراقي العاصمة القطرية الدوحة بشكل ودي حاليا بصحبة زوجته لزيارة بعض الأصدقاء العراقيين، حيث خاض تجربة احترافية في قطر لمدة عشر سنوات كاملة تنقل خلالها بين أندية الخور والغرافة والوكرة. ويقول يونس محمود عن هذه الزيارة: «قطر بمثابة بلدي الثاني بعد العراق وتمثل لي الكثير حيث قضيت فيها أجمل الذكريات، وأنا الآن في فترة راحة واستقرار نفسي وعائلي، بعيدا عن كرة القدم». وبسؤاله عن خططه المستقبلية قال يونس: «سأبدأ المشوار الجديد قريبا كإداري وقد كانت لدي بعض العروض الكثيرة لكنني رفضتها لأن في ذهني رؤية معينة وأتمنى أن تتحقق». ونفى النجم العراقي المعتزل أن تكون لديه أي نية للاتجاه إلى التدريب، حيث قال: «هذه الفكرة خارج حساباتي لأنني أشعر بنفسي كإداري أكثر من مدرب». وكشف أنه اعتزل مجبرا بسبب أمور خارجة عن إرادته جعلته يتخذ القرار الصعب، رغم أنه كان لا يزال قادرا على العطاء حتى آخر مباراة سجل هدفا فيها وكان أيضا هدافا للمنتخب العراقي. وقال: «جاءتني عروض كثيرة للاستمرار في الملاعب لكنني أخذت القرار بالابتعاد نهائيا عن كرة القدم والاعتزال». ورشح يونس فريق النفط للفوز بلقب الدوري العراقي هذا الموسم رغم المنافسة القوية مع الشرطة والقوة الجوية، مؤكدا أن فريق النفط يستحق اللقب لأنه يقدم مستويات كبيرة. وأشار يونس محمود إلى أن ناديي الشرطة والقوة الجوية من الفرق التي تحظى بدعم كبير ويحصلا على رواتب شهرية ثابتة وهذا ما يؤثر على الكرة العراقية بالإيجاب لان الفريق يكون بمقدوره جلب أفضل اللاعبين المحترفين. وأكد يونس أنه كان يتمنى أن يحقق حلم التأهل لكأس العالم التي ستقام بروسيا العام المقبل مع المنتخب الملقب بـ«أسود الرافدين». وصرح: «للأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه وهذه سنة الحياة والحمد لله راضي بما قدمته لبلادي طوال السنوات الماضية». وشدد يونس محمود على أن أن تصفيات كأس العالم تستعصي عادة على المنتخبات العربية لأن صعوبتها تكمن في أن المباريات متباعدة وليست متلاحقة مثل مباريات كأس آسيا. وكشف: «من الممكن أن بعض الفرق تكون في وضعها بالتصفيات والعكس، فنجد المنتخبات العربية تنافس أكثر في كأس آسيا ولا يحدث نفس الشيء في تصفيات كأس العالم». وردا على سؤال حول انزعاجه من انتشار الشائعات في الفترة الأخيرة عن وفاته لمح يونس إلى «إن الشائعات أكثر من مرة تخرج ضده، خاصة بعض الشباب المتطفلين الذين ينشرون مثل هذه الأمور فتنتشر بقوة، مثلما حدث في المرة الأخيرة والطريف أن والدتي كنت أجلس بجوارها وفجأة تلقت إشاعة وفاتي فكان الأمر طريفا للغاية، وبالتالي فالأمر بالنسبة لي عادي ولا يمثل أي إزعاج». الاسطورة يونس محمود… يبحث عن رئاسة الاتحاد العراقي لانقاذ كرة القدم! |
في أوردو التركية: «المحاري» مصدر رزق بديل لمزارعي «البندق» Posted: 01 Apr 2017 02:05 PM PDT بدعم من الحكومة التركية، بدأ مزارعو ولاية «أوردو» في منطقة البحر الأسود بإنتاج فطر «المحاري» الصالح للأكل ليكون مصدر رزق جديد لهم إلى جانب «البندق» المنتشر بكثافة في أرجاء المنطقة. وقال كمال يلماز مدير الزراعة والغذاء والثروة الحيوانية في أوردو شمالي تركيا، إن «منتجي البندق في الولاية بدأوا يتوجهون لإنتاج أنواع أخرى من المنتجات الزراعية». وأضاف: «كان منتجو البندق يلجأون إلى زراعة الكيوي والفراولة والجوز والورود وتربية الدجاج بهدف تنويع مصادر دخلهم، وتوّجه بعضهم اليوم لزراعة فطر المحاري في الدفيئات الزراعية». وأشار المسؤول التركي إلى «صعوبة إيجاد أراضي مسطحة واسعة في المنطقة التي تتمتع بتضاريس جبلية وغابات كثيفة، داعيًا إلى الاستفادة من الأراضي الصغيرة وتقييمها بشكل جيد لإنتاج الفطر». وأوضح أن «بعض المزارعين تمكنوا من إنتاج حوالي 3 أطنان من فطر المحاري خلال 90 يومًا داخل دفيئات زراعية خاصة في بلدات «ألتين أوردو»، و»غولايلي»، و»أونيه»، و»أولوبيك»، و»كابادوز». وتابع يلماز أن «الحكومة التركية تهدف لتوسيع نطاق زراعة فطر المحاري في أوردو من خلال تشجيع المزارعين في إطار مشروع (المزارعين الشباب)، الذي أطلقته العام الماضي لدعم زراعة المنطقة». ويعمل مزارعو أوردو في الوقت الراهن على إنتاج فطر المحاري داخل دفيئات زراعية تتراوح مساحتها ما بين 100 و200 متر مربع، حسب يلماز الذي أكّد عدم وجود مشاكل تسويقية للفطر. وتشتهر أوردو بأشجار البندق التي تكسو معظم جبالها، بينما تنتج نحو 40٪ من كمياته المنتجة على مستوى العالم، وهو ما يؤثر على الأسعار العالمية، حسب ما يقول مسؤولون محليون بالولاية. في أوردو التركية: «المحاري» مصدر رزق بديل لمزارعي «البندق» |
تصعيد مصري ضد الصحافيين وتجاهل لمطالب بإطلاقهم Posted: 01 Apr 2017 02:04 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: واصلت أجهزة الأمن المصرية تصعيدها ضد الجسم الصحافي في البلاد، حيث انضم صحافي جديد إلى قائمة المعتقلين في السجون المصرية، بينما صدرت أحكام قضائية مشددة ضد ثلاث صحافيين، في الوقت الذي أتم فيه الصحافي في قناة «الجزيرة» محمود حسين 100 يوم على الاعتقال دون أن يلوح في الأفق أي بوادر لاطلاقه، فيما أطلق صحافي ثالث صرخة استغاثة من داخل السجن وأبلغ العالم الخارجي أن «الصحافيين يتعرضون لموت بطيء». واعتقلت أجهزة الأمن المصرية الصحافي المعروف بدر محمد بدر بعد أن داهمت مكتبه وصادرت أجهزة الكمبيوتر والكثير من المقتنيات التي كانت في المكتب دون إذن من النيابة أو القضاء ودون توجيه أي تهمة له. وقال المرصد العربي لحرية الإعلام إن قوات الشرطة ألقت القبض على بدر رئيس التحرير السابق لصحيفة الأسرة العربية والذي شغل عدة مواقع صحافية، كما قامت بمداهمة مكتبه في حي فيصل في محافظة الجيزة، واستولت على كمبيوتراته الشخصية وسيارته وبعض المتعلقات الأخرى. بدر محمد: أمراض مزمنة وقالت أسرة بدر البالغ من العمر 59 عاماً إنه يعاني من مرض في الكبد وأمراض أخرى عديدة، وإن قوات الأمن التي اعتقلته تتحمل المسؤولية عن حياته، فيما لم تتمكن الأسرة من معرفة التهم الموجهة للصحافي بدر، ولا إن كان النظام في مصر سيحيله إلى القضاء أم لا. والصحافي المعروف بدر محمد بدر مولود في الثالث من أيار/مايو عام 1958، وحصل على شهادة الليسانس في الصحافة من جامعة القاهرة عام 1980، كما أنه عضو في نقابة الصحافيين المصرية منذ عام 1980. وله سبعة مؤلفات، وكان قد رأس تحرير العديد من الصحف والمجلات والدوريات المصرية، كما عمل مراسلاً للعديد من وسائل الإعلام خارج مصر، فضلاً عن أنه كاتب معروف في الشارع المصري، وفي السنوات الأخيرة أصبح أحد أبرز الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي في مصر، ويتابعه عشرات الآلاف على «تويتر». ومن المعروف أن بدر هو أحد المعارضين لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأحد مؤيدي الرئيس السابق محمد مرسي، كما أنه كثيراً ما يوجه انتقادات للحكومة المصرية عبر حساباته على شبكات التواصل. وجاء اعتقال بدر في اليوم الذي صدر فيه حكم قضائي في القضية المعروفة باسم خلية أبناء الشاطر، وقد شمل ذلك الحكم 3 صحافيين أحدهم حكم عليه بالمؤبد هو الصحافي إسلام جمعة، فيما حكم على الصحافيين محمد أبو السول وأيمن عابدين بالحبس 3 سنوات بتهمة محاولة اختراق أجهزة كمبيوتر رسمية، كما جاء عقب أيام قليلة من القبض على صحافي آخر هو أحمد عبد المنعم مدير تحرير مجلة «المختار الإسلامي» أثناء محاضرة له في أحد المراكز التدريبية في مدينة نصر حول وسائل الإعلام. وطالب المرصد العربي لحرية الإعلام في بيان حصلت عليه «القدس العربي» السلطات المصرية بالإفراج عن جميع الصحافيين السجناء الذين يتزايد عددهم يوما بعد آخر، وهو ما يؤكد وجود «استهداف ممنهج من قبل السلطة لحرية الصحافة والتي وصلت ذروتها بإصدار حكم بحبس نقيب الصحافيين السابق وعضوين آخرين من مجلس النقابة لمدة عام مع وقف التنفيذ بسبب دفاعهم عن نقابتهم التي اقتحمتها الشرطة مطلع مايو/أيار من العام الماضي». محمود حسين: 100 يوم إلى ذلك، كسر الصحافي في قناة «الجزيرة» محمود حسين حاجز المئة يوم في السجون المصرية، وهو ما دفع القناة لاصدار بيان جددت فيه تنديدها باعتقال حسين، ونزع اعترافات منه تحت الإكراه، وبثها في إطار حملة إعلامية ضد كل من محمود والقناة، ومن دون توجيه أي تهمة رسمية إليه. وطالبت «الجزيرة» في البيان الذي حصلت «القدس العربي» على نسخة منه بالإفراج الفوري عن حسين، داعية هيئات حقوق الإنسان الدولية، والجمعيات المدافعة عن الصحافة وحرية التعبير، والناشطين والإعلاميين لتوحيد جهودهم للمطالبة بالإفراج عن الزميل محمود حسين، والمشاركة في حملة التنديد باعتقاله على مواقع التواصل الاجتماعي عبر وسم (#الحرية_لمحمود_حسين). واتهمت السلطات المصرية حسين بالتحريض على كراهية الدولة وإشاعة الفوضى، وبث أخبار كاذبة تمس بالدولة، والانتماء إلى جماعة مؤسسة خلافاً لأحكام القانون. وتم تعديل الاتهامات الموجهة إلى محمود أخيراً لتتضمن بالإضافة إلى ما ذكر، تهمة استلام أموال من الخارج بنية الإضرار بالدولة. صرخة استغاثة وفي الوقت الذي تصاعدت فيه الحملة الأمنية ضد الصحافيين المصريين، فان أحدهم تمكن من إرسال صرخة استغاثة من وراء القضبان، وطلب من زوجته أن تروي للعالم الخارجي كيف أن «الصحافيين يواجهون الموت البطيء داخل السجون المصرية». وكشفت منار الطنطاوي، وهي زوجة الصحافي المعتقل هشام جعفر أنها تمكنت مؤخراً من زيارته في سجنه، وأنه أوصاها أن تنقل للجميع تفاصيل وقائع «الموت البطيء داخل السجون وسط إهمال طبي متعمد». وقالت الطنطاوي في تدوينة على حسابها على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إنها فوجئت خلال الزيارة بوجه زوجها «شاحباً وحول عينيه السواد، ووجهه لا يخلو من مكان بلا لسعات الناموس». وأضافت: «أول ما اتكلم قالي أنا تعبان واللي بيحصل إهمال طبي متعمد وتجويع متعمد، مش بيرضوا يدخلوا أكل في الزيارات والأكل بتاعهم بايظ وبيجيب تسمم». وأضاف جعفر كما نقلت عنه الزوجة: «هم قاصدين كل حاجة بتعمد… واكتبي عن اللي شفتيه ومتسكتوش ومتخافوش وإن شاء الله لو قعدت 50 سنة مش هيهمني». وتابع: «قولي لكل الناس اللي بيحصل. قولي لهم إننا بنموت بالبطيء. قولي لهم إن مش هشام لوحده كل الناس اللي في السجون». وتابعت الطنطاوي: «هشام حمّلني أمانة إني أتكلم وما أسكتش. بس أنا فعلياً لم أعد أعرف أعمل إيه أكتر من اللي بعمله، ولا عارفة البلد دي عاوزة مننا إيه وبتعمل فينا كده ليه». وأضافت: «هشام بيجيله احتباس في البول وقال لي مش بتكلم علشان الدكتور اللي هنا المرة اللي فاتت ركبلي القسطرة غلط ونزفت والقسطرة بقت تجيب دم، ومش عايز أتبهدل». وانتهت الطنطاوي إلى القول: «النهاردة منعوا الأكل يدخل لهشام. دخلوا 2 صباع موز والدواء فقط». يشار إلى أن جعفر معتقل في السجون المصرية بدون حكم قضائي منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وذلك بعد أن قامت قوات الأمن باقتحام مقر مؤسسة «مدى» للتنمية الإعلامية، وتم عرض جعفر لاحقاً على النيابة التي وجهت له تهمة «الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها تخريب مؤسسات الدولة، وتلقي رشوة دولية». وجعفر هو أحد الصحافيين المعروفين في مصر، حيث سبق أن شغل منصب رئيس التحرير في أكثر من موقع الكتروني، كما أنه باحث ومحلل سياسي ويحمل درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة القاهرة، وله العديد من الكتب والدراسات والمقالات. تصعيد مصري ضد الصحافيين وتجاهل لمطالب بإطلاقهم |
«روبوت» يحرق تغريدات ترامب ويلهب المواقع الاجتماعية Posted: 01 Apr 2017 02:04 PM PDT يبدو أن مصمم هذا الروبوت ليس صديقا لدونالد ترامب. ففي فيديو بموقع تويتر قام الروبوت بطباعة أحدى تغريدات الرئيس الأمريكي وقصها وحرقها بواسطة وَلاعَة ورميها مباشرة في مَنفَضَة سجائر. أصبح من النادر أن يمر يوم دون أن يغرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في موقع التدوين المصغر تويتر. ويدافع ترامب عن استخدامه المنتظم لتويتر رغم الجدل، معتبرا أن ذلك يسمح له بالتوجه مباشرة إلى الأمريكيين دون الإستعانة بالإعلام «غير النزيه». ويعتبر ترامب أن دخوله إلى البيت الأبيض جاء بفضل تويتر وكان ترامب قد صرح لقناة «فوكس نيوز» أنه يظن أن لولا تويتر لما وصل إلى منصبه، ويرى أن تويتر وسيلة ممتازة بالنسبة له لأنه عبرها قادر على تمرير رسالته. تغريدات الرئيس الأمريكي أصبحت موضع جدل بالنسبة للعديدين وكثرت السخرية منها وكثر عدد الأشخاص الذين يتفنون في الرد عليها وانتقاذها بطريقة أو أخرى. فمواقع التواصل الاجتماعي باتت لا تخلو من أفكار جديدة لصور كاريكاتورية أو فيديوهات أو نصوص للتعليق على تغريدات دونالد ترامب، وأصبحت المبادرة لذلك والإبداع لا حدود لهما. تحت حساب «أنا حرقت تغريداتك»، عبر موقع تويتر، قام شخص، لم يكشف عن هويته، بتصوير فيديو لروبوت صممه يقوم بطباعة تغريدات الرئيس الأمريكي وقصها وحرقها بواسطة وَلاعَة ورميها مباشرة في مَنفَضَة سجائر. وقال مبتكر الروبوت أنه يريد من خلال هذا الفيديو أن يُطلع الرأي العام على مصير تغريدات الرئيس الأمريكي ترامب. وحصد الحساب الذي عُرض فيه الفيديو على 18 ألف متابع على الرغم من أن الروبوت لم يحرق سوى 15 تغريدة لترامب. ولم يُتعرف لحد الآن على صاحب هذا الحساب الذي أعطى شحنة جديدة للذين تُولِّد تغريدات ترامب غضبا عندهم وتدفعهم للمزيد من الإبداع. (DW) «روبوت» يحرق تغريدات ترامب ويلهب المواقع الاجتماعية |
«إنسان آلي» يغزو قطاع الانشاءات ويهدد ملايين عمال البناء في العالم Posted: 01 Apr 2017 02:03 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: دخل الإنسان الآلي أخيراً إلى واحد من القطاعات الأكثر تشغيلاً للعمال في العالم بما يهدد ملايين جديدة من الوظائف في مختلف أنحاء العالم، حيث ابتكر العلماء والمخترعون رجلاً آلياً يستطيع أن يشغل وظيفة «عامل بناء» ولديه القدرة على إنجاز أعمال البناء والتشييد والانشاءات بسرعة أكبر بست مرات من عامل البناء البشري. وقالت جريدة «دايلي ميل» البريطانية التي أوردت تقريراً مفصلاً عن «الروبوت» الجديد إن عامل البناء الجديد سوف يصل إلى أسواق بريطانيا خلال عامين على الأكثر، مشيرة إلى أنه بدأ تشغيله بالفعل في الولايات المتحدة. ويمكن للروبوت شبه الآلي «ماسون» الملقب بـ»سام» بناء 3 آلاف قطعة من الطوب يوميا، في حين أن عامل البناء يبني في المتوسط 500 فقط. ويقول الخبراء إن روبوتات البناء قد تشكل خطراً كبيراً على وظائف الآلاف من عمال البناء، في الوقت الذي تتحدث فيه العديد من التقارير عن أن العديد من الوظائف والمهن الأخرى أيضاً ستكون مهددة بسبب «الإنسان الآلي». وتم تصميم «سام» من قبل شركة متخصصة في ابتكار «الروبوتات» في نيويورك، وهو مزود بحزام ناقل وذراع آلية مع مضخة، إلا أنه «شبه آلي» حيث لا يمكن الاستغناء عن العامل بشكل نهائي، لكنه بكل تأكيد يُقلل من أعداد العمال الذين تحتاجهم مشاريع البناء والانشاءات، ويجعل مهامهم محدودة في مجالات معينة. وتقوم الذراع الآلية بوضع الطوب في الخرسانة، حيث يقوم عامل البناء بمراقبة العملية قبل وضع المزيد من الطوب، وبدأت هذه الروبوتات بالعمل الفعلي في مواقع البناء في الولايات المتحدة. وقال مستشار البناء ريتشارد فالنتين سيلسي: «ستكون الروبوتات قريبا في مواقع البناء، للقيام بأعمال البشر ولكن بشكل أسرع من المعتاد». وكانت شركة استرالية كشفت في حزيران/يونيو من العام 2015 عن أول «روبوت» بناء وأطلقت عليه اسم «هادريان» ويمكنه إنجاز نحو ألف قطعة من طوب البناء على مدار الساعة، كما يمكنه بناء نحو 150 منزلا في السنة، وهو «الروبوت» الذي اعتبر في حينها قفزة مهمة في عالم «الإنسان الآلي». روبوت يُساعد الطبيب وبينما ابتكرت شركة أمريكية «روبوتاً» يقوم بأعمال البناء فإن فريقاً من الباحثين الأمريكيين تمكن من ابتكار تقنية لإكساب الأطباء مهارة قراءة وجه المريض وتقدير الألم الذي يعاني منه. ويستخدم كثير من الأطباء في هذه الآونة روبوتات على شكل مرضى من أجل صقل مهاراتهم في التشخيص والجراحة واكتساب مهارات المهنة المختلفة، حيث أن هذه الروبوتات «يمكنها أن تتنفس وتنزف وتبدي استجابة لطرق العلاج المختلفة». وتقول الباحثة لوريل ريك من جامعة كاليفورنيا في مدينة سان دييغو الأمريكية: «رغم الفائدة الجمة التي تحققها هذه الروبوتات، إلا أنها تفتقر إلى عنصر رئيسي في تصميمها، ألا وهو تعبيرات الوجه». فالروبوتات المرضى عادة ما تكون لها وجوه ساكنة وأفواه مفتوحة بما يسمح للأطباء بإدخال العقاقير المختلفة والتدريب على فحص المسار التنفسي للمريض، وهو ما يعني أنها، بعكس المرضى الحقيقيين، لا يمكنها التعبير عن مشاعرها الحقيقية. روبوت يتعلم من الإنسان في هذه الأثناء، يعمل العلماء على تطوير جيل جديد من «الإنسان الآلي» لن يكون في حاجة للبرمجة أو التوجيه، حيث ستتوفر لديه القدرة على التعلم من البشر وتقليدهم، ويعتمد تطوير «الروبوت» الجديد على مبدأ «شاهد وتعلم» حيث سيتعلم «الإنسان الآلي» من المواقف التي تواجهه خلال عمله. وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية فإن الإنسان الآلي الجديد سوف تكون لديه القدرة على التعلم بواسطة الأنظمة الصناعية المعتادة أو الأنظمة الطبيعية على حد سواء، أي يمكن أن تتم برمجته سلفاً أو تركه يتعلم من البشر حوله. وبهذه التطورات التي تشهدها صناعة الـ»روبوت» في العالم فإنه بات من الممكن أن نجد رجالا آليين يوماً ما في إمكانهم التنبؤ بما سيحدث وتوقع السلوك البشري، إضافة إلى تقليد سلوكيات البشر والتعلم منهم وإتقان أعمالهم اليومية. ووضع الباحثون مجموعة من الـ»روبوتات» تحت المراقبة من أجل التوصل إلى القواعد والظروف التي تحكم حركتهم، كما وضعوا سرباً آخر من الـ»روبوت» في مكان آخر وبرمجوهم على التعلم مما يشاهدونه حولهم ومن ثم تتم مراقبة الحركة التي تنتج عنهم ومدى قدرتهم على التعلم من الآخرين. وكان فريق من العلماء الألمان قد نجح سابقاً في تطوير «روبوت» يُحاكي طريقة سير الإنسان يحمل اسم «هيكتور» هو الأول من نوعه الذي يمتلك مفاصل مرنة وهيكلا خارجيا خفيفا للغاية، وهو ما يجعله فريدا في نوعه ومجهزا أيضاً بعدد كبير من أجهزة الاستشعار. وأوضحوا أن «هيكتور» سيصبح بمثابة منصة لعلماء الأحياء ولاختبار فرضيات حول الحركة في الحيوانات، مشددين على أن أجهزة الاستشعار الكثيرة المنتشرة في أجزاء الروبوت ستتمكن من تحصيل العديد من المعلومات لتحسين آلية سيره في المستقبل. وفي إطار محاولات ابتكار إنسان آلي يتمتع بقدرات شبيهة بتلك التي لدى البشر، تمكن علماء أمريكيون أيضاً من تطوير الروبوت «دوروس» الذي يقلد سير البشر بالضغط على أصابع القدمين والكعبين أثناء الحركة بدلا من القدم المسطحة التي تعتمد عليها أنواع الروبوتات الأخرى وذلك في محاولة لصناعة رجل آلي قادر على السير في الأماكن الوعرة والتكيف مع الظروف البيئية المحيطة. ويقول الباحث كريستيان هوبيكي في قسم هندسة الروبوتات في معهد ولاية جورجيا الأمريكية للتكنولوجيا إن الروبوت الجديد «دوروس» يمكنه تقليد طريقة سير البشر عن طريق الضغط على أصابع القدمين والكعبين أثناء الحركة ما يجعله أكثر ترشيدا للطاقة وقدرة على السير على الأراضي الوعرة. تحذير من تدمير البشر وبينما يتسابق العلماء والمخترعون على ابتكار المزيد من الصرعات في عالم «الروبوت» فإن عالم الفيزياء البريطاني الأشهر على مستوى العالم ستيف هوكينغ أطلق العديد من التحذيرات بشأن احتمال أن يقوم البشر بصناعة «روبوت» في المستقبل يتفوق عليهم ويؤدي إلى تدميرهم. وقال هوكينغ في أحدث تحذير له إن التطور التكنولوجي الهائل قد يؤدي إلى هلاك البشرية قريباً ما لم يتم التصدي له ومواجهته سريعاً وانقاذ الناس منه. وأضاف في التصريحات التي تداولتها وسائل إعلام بريطانية إنه «ينبغي وضع التكنولوجيا تحت السيطرة من أجل حماية مستقبل البشرية» معتبراً أن وجود «حكومة عالمية» هو الأمل والضمانة الوحيدة للوصول إلى التحكم المطلوب بالتكنولوجيا الحديثة. وقال عالم الفيزياء البريطاني إنه «منذ بدء الحضارة الإنسانية فإن الاعتداءات تتزايد ومزايا البقاء على قيد الحياة تصبح أكثر محدودية» مشيراً إلى أنه «مع التطور التكنولوجي الحالي فإن العدوان على الحضارة الإنسانية قد يؤدي إلى تدمير البشرية في حال وصل إلى مستوى حرب نووية أو بيولوجية، ونحن في حاجة للسيطرة على ذلك». وسبق أن توقع هوكينغ أن يؤدي «الذكاء الصناعي» إلى نهاية العالم بسبب أن تطوره أسرع بكثير من تطور عقل الإنسان، حيث يرى أن الذكاء الصناعي قد يصل إلى مرحلة يخرج فيها عن السيطرة، وقد يصنع البشر يوماً ما رجلاً آلياً يتمرد عليهم ويصبحون غير قادرين على التحكم به ولا السيطرة عليه، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى هلاك الجنس البشري. وعن كيفية مواجهة الخطر الذي يهدد البشرية يقترح هوكينغ ابتكار نموذج لـ«حكومة عالمية» تقوم بحماية البشرية من الأخطار الجماعية الشاملة التي تهددها، إلا أنه يرى أن مثل هذه الحكومة قد تؤدي في الوقت ذاته إلى نشوء مشاكل جديدة غير موجودة الآن في العالم. وأضاف: «قد تصبح هذه الحكومة أيضاً مصدراً للاستبداد». وكان تقرير سابق للأمم المتحدة حذر من تأثير طفرة صناعة الإنسان الآلي على الوظائف التي لا تتطلب مهارات عالية في البلدان النامية ومن انتفاء الحاجة إلى العمالة الرخيصة وهو ما يمكن أن يكون كارثياً على العالم. وحسب التقرير فإن من الممكن الاستعاضة عن ثلثي مجموع فرص العمل في العالم النامي من خلال الاعتماد على النظم الاوتوماتيكية التي أصبحت أكثر انتشارا في مجال صنع السيارات والالكترونيات. وجاء في التقرير «إن زيادة استخدام الروبوتات في البلدان المتقدمة قد تحد من الاعتماد على العمالة المنخفضة التكلفة الموجودة في البلدان النامية، وإذا اعتُبرت الروبوتات شكلا من أشكال رأس المال وبديلا موثوقا للعمال ذوي المهارات المتدنية، فسيؤدي الأمر إلى تقليل حصة العمالة البشرية في إجمالي تكاليف الإنتاج». «إنسان آلي» يغزو قطاع الانشاءات ويهدد ملايين عمال البناء في العالم |
طائرة كهربائية تنقل الركاب من لندن إلى باريس قريباً Posted: 01 Apr 2017 02:03 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: كشفت شركة جديدة عن نيتها إطلاق رحلات تجارية لطائرات تعمل بالكهرباء من لندن إلى باريس خلال السنوات العشر المقبلة، وذلك في مبادرة تهدف لخفض التلوث في الجو، فضلاً عن أن هذه التكنولوجيا الجديدة والطائرات النظيفة قد تتطور لاحقاً وتستحوذ على جزء أكبر من رحلات الطيران في العالم. وكشفت شركة «رايت إلكتريك» التي ابتكرت هذه التكنولوجيا أن الطائرة التي يجري تطويرها سيمكنها نقل 150 شخصاً في رحلات لا تتجاوز 480 كم، دون استخدام الوقود، ما يقلل من تكلفة السفر بشكل كبير. وتخطط الشركة لتسيير رحلاتها القصيرة اعتمادا على طاقة البطارية في المستقبل، حيث قالت «إن عدم وجود الانبعاثات سيساعد على خفض تلوث الهواء». وتقول «رايت إلكتريك» إن الرحلات الكهربائية ستكون أكثر هدوءا من الطائرات التقليدية فضلا عن كونها صديقة للبيئة ورخيصة. وتم تصميم الطائرة مع تزويدها ببطاريات يمكن إزالتها وتبديلها بشكل منفصل، وهذا يعني أن «الرحلات الجوية لن تضطر إلى الانتظار على المدرجات للتزود بالوقود». وأظهرت شركة الطيران البريطانية المعروفة «إيزي جت» اهتماما بهذه التكنولوجيا الحديثة، حيث أجرت مناقشات مع شركة «رايت إلكتريك» مع تقديم المشورة والدعم في مجال تطوير هذه التكنولوجيا. وتحتاج «رايت إلكتريك» إلى وقت طويل لتشغيل رحلاتها الكهربائية، لأن البطاريات التي تحتاجها كل طيارة ليست موجودة بعد، وما تزال في مرحلة التطوير. لكن هذه المبادرة وإن كانت تقوم على تكنولوجيا جديدة إلا أنها ليست الأولى من نوعها في مجال الطيران النظيف، حيث تمت سابقاً تجربة طائرة تعمل بالطاقة الشمسية ونجحت في التحليق لساعات طويلة مع قطع مسافات غير قصيرة، في تجربة تُنبئ أيضاً بتطور كبير في عالم «الطيران النظيف». ويبحث العالم عن مصادر للطاقة البديلة منذ سنوات، حيث بدأت شركات السيارات بإنتاج مركبات هجينة تعمل بالكهرباء والوقود العادي في آن واحد لتقليل استهلاك المحروقات، ثم تطورت هذه التكنولوجيا لتنتج العديد من شركات السيارات في العالم مركبات تعمل بالطاقة الكهربائية بشكل كامل، أما في عالم الطيران فان الطموح يبدو أكبر من ذلك حيث يجري العمل على ابتكار طائرات تعمل بالطاقة الشمسية، خاصة وأن الطائرة تتعرض إلى الشمس بصورة أكبر خلال التحليق فوق الغيوم، ما يجعل استخدام الطاقة الشمسية في الجو أمر ذو كفاءة أعلى. وأقلع طيار سويسري من ولاية أريزونا في أيار/مايو 2016 على متن طائرة تعمل بالطاقة الشمسية بشكل كامل وذلك في إطار رحلة جوية له حول العالم هي الأولى من نوعها في تاريخ البشر، يطمح خلالها الطيار إلى أن لا يستهلك أي كمية من الوقود التقليدي. وسافر الطيار السويسري المغامر بيرتنارد بيكارد من فونيكس في ولاية أريزونا الأمريكية باتجاه أوكلاهوما دون أي توقف ودون استخدام أي شيء من الوقود التقليدي حيث حلق بالطاقة الشمسية فقط. ويقول القائمون على المشروع، بمن فيهم الطيار السويسري، إن عمليات الاقلاع والطيران تعتمد على الحالة الجوية، حيث يتم تجنب الأجواء السيئة، ولذلك يتم الهبوط من مكان إلى آخر خلال الرحلة الجوية التي ستطوف العالم بأكمله، على أن مدينة نيويورك ستشكل محطة هبوط واستراحة مهمة خلال الأيام المقبلة. وتعتبر الطاقة الشمسية واحدة من مصادر الطاقة المتجددة والبديلة التي يسود الاعتقاد بانها يمكن أن تحل مستقبلاً بدل الطاقة التقليدية التي تسبب تلوثاً في العالم. والطاقة المتجددة هي تلك المستمدة من الموارد الطبيعية والتي تتجدد ولا تنفد، وتختلف جوهرياً عن الوقود الأحفوري من بترول وفحم والغاز الطبيعي، حيث لا تنشأ عن الطّاقة المتجددة أي مخلفات كثاني أكسيد الكربون (CO2) أو غازات ضارة أو تعمل على زيادة الاحتباس الحراري كما يحدث عند احتراق الوقود الأحفوري أو المخلفات الذرية الضارة الناتجة عن المفاعلات النووية. وتنتج الطّاقة المتجددة من الرياح والمياه والشمس، كما يمكن إنتاجها من حركة الأمواج والمد والجزر أو من طاقة حرارية أرضية وكذلك من المحاصيل الزراعية والأشجار المنتجة للزيوت. طائرة كهربائية تنقل الركاب من لندن إلى باريس قريباً |
حذاء ذكي يُجنب رواد الفضاء الإصابات خلال رحلاتهم Posted: 01 Apr 2017 02:02 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: تمكن علماء أمريكيون من اختراع حذاء ذكي خاص برواد الفضاء يقوم بتسهيل تنقلاتهم وحركتهم ويجنبهم الإصابات والانزلاقات ويُشعرهم بالعقبات قبل الاصطدام بها، وهو الحذاء الذي سيشكل إضافة مهمة لرواد الفضاء خلال غزواتهم خارج الكرة الأرضية. وتمكن العلماء في معهد «ماساتشوستس» التكنولوجي الأمريكي من ابتكار الحذاء الخاص من أجل تيسير تنقل رواد الفضاء وتمكينهم من من الإحساس بالعقبات قبل الاصطدام بها، أما الجوارب المستخدمة في ذلك الحذاء فتتضمن مستشعرات للمسافة كما يتضمن نعل الحذاء محركاً هزازاً. ويُرسل المستشعر أثناء السير إنذارا عن قرب عقبة ما إلى معالج الكتروني، ثم يبدأ النعل في الاهتزاز، ويتناسب تردد الاهتزاز طرديا مع المسافة، ويزداد مع الاقتراب من العقبة. وقد خضعت تلك الأحذية الذكية للتجارب الميدانية، ويفترض أن تساعد رواد الفضاء أثناء قيامهم برحلات مأهولة إلى القمر أو المريخ. يذكر أن أول نموذج للبزة الفضائية صنع في خمسينيات القرن الماضي في الاتحاد السوفييتي، ويستمر العلماء في تطوير التجهيزات المستخدمة من قبل رواد الفضاء، بما في ذلك البزات الفضائية. وكانت شركة «بوينغ» الأمريكية كشفت مؤخرا عن بزة فضائية سيستخدمها أعضاء طاقم المركبة الفضائية «ستارلاينر» تتميز بمتانة ميكانيكية وليونة فائقة، ووزن أقل مقارنة بمثيلاتها. كما أعلنت شركة «سبايس إكس» في ربيع عام 2016 أن مصمم الأزياء، خوسيه فرناندس، الذي صمم الأزياء لأبطال فيلم»مارفيل» الخيالي تولى تصميم بزة فضائية جديدة سيكشف عنها العام الجاري. حذاء ذكي يُجنب رواد الفضاء الإصابات خلال رحلاتهم |
ترامب يشتري هاتف «آيفون» رغم دعوته السابقة لمقاطعة «آبل» Posted: 01 Apr 2017 02:02 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الدعوة التي أطلقها العام الماضي قبل أن يصبح رئيساً، والتي نادى فيها إلى مقاطعة شركة «آبل» ومنتجاتها، واضطر أخيراً إلى استخدام هاتف «آيفون» بعد أن تأكد من أنه أكثر أماناً من الهواتف الذكية العاملة بنظام «آندرويد». وأكد متحدث باسم البيت الأبيض أن ترامب قايض هاتفه القديم الذي يعمل بنظام التشغيل أندرويد بهاتف آيفون، وذلك بعد الكثير من الانتقادات والمخاوف الأمنية التي قد ترافق استخدام صاحب أكبر منصب في الولايات المتحدة له. وقال مدير الشبكات الاجتماعية في البيت الأبيض، دان سكافينو، في تغريدة نشرها عبر حسابه على موقع «تويتر» إن دونالد ترامب يستخدم منذ نحو أسبوعين هاتف آيفون الجديد، مؤكدا أن التغريدات التي تبدو أنها صادرة من هاتف آيفون كانت فعلا من الرئيس نفسه. وكان مستخدمو «تويتر» قد لاحظوا في الآونة الأخيرة أن تغريدات ترامب تُرسل من هاتف آيفون، ولكن لم يكن من الواضح أنها من الرئيس نفسه، وهو ما أثار جدلاً واهتماماً في أوساط متابعيه الذين يعرفون أنه كان من أبرز منتقدي «آبل» ودعا في شباط/ فبراير من العام الماضي إلى مقاطعة منتجاتها بسبب أنها لم تمنح أجهزة الأمن الأمريكية القدرة على فك الشيفرة الخاصة بنظام تشغيلها. وتفرض على رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية عادةً تدابير أمنية مشددة حفاظاً على سلامتهم، ويشمل ذلك هواتفهم الذكية، التي يحرمون منها أو أنها تُعدل لتصبح عديمة الفائدة بدون القدرة على إجراء المكالمات فضلًا عن أبسط الوظائف الأساسية، كما حدث مع الرئيس السابق باراك أوباما. وعلى غير العادة حمل دونالد ترامب معه عادته الخاصة باستخدام موقع التدوين المصغر «تويتر» إلى البيت الأبيض، وهو الأمر الذي قد يثير الكثير من المخاوف الأمنية، واستمر بعد توليه المنصب في النشر على حسابه في «تويتر» باستخدام هاتفه الذكي القديم وغير الآمن والذي يعمل بنظام أندرويد. وأثار استخدام الرئيس جهازا شخصيا غير آمن مخاوف من أن رغبته في استخدام هاتفه الذكي القديم يمكن أن تعرضه والولايات المتحدة لمواجهة تهديدات أمنية. ترامب يشتري هاتف «آيفون» رغم دعوته السابقة لمقاطعة «آبل» |
أربع دول تواجه خطر المجاعة Posted: 01 Apr 2017 02:01 PM PDT قال تقرير صدر الجمعة إن أزمات الغذاء على مستوى العالم زادت بشكل كبير في 2016 وإن الأوضاع بصدد التدهور بشكل أكبر هذا العام في بعض المناطق مع تزايد خطر المجاعة. وقالت شبكة معلومات الأمن الغذائي «هناك خطر كبير بحدوث مجاعة في بعض المناطق في شمال شرق نيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن بسبب الصراع المسلح والجفاف وانهيار الاقتصاد الكلي.» وقالت الشبكة، التي يرعاها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ومنظمات أخرى، والمعهد الدولي لأبحاث السياسة الغذائية إن الطلب على المساعدات الإنسانية يتزايد. وذكرت الشبكة أن التقارير تفيد بأن 108 ملايين شخص واجهوا انعدام الأمن الغذائي بمستوى أزمة أو أسوأ في 2016 وهي زيادة كبيرة عن العدد الإجمالي خلال العام السابق وهو نحو 80 مليون شخص. أربع دول تواجه خطر المجاعة |
مريض بريطاني يثير القضية مطالباً بتشريعها قانونا: «الموت الرحيم» جريمة أم استحقاق عادل؟ Posted: 01 Apr 2017 02:01 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: الموت الرحيم قضية أثير حولها الكثير من الجدل والنقاش لأسباب دينية وأخلاقية، وهي لا تزال محط اهتمام واسع كونها ترتبط بحياة الكثير من البشر ممن يعانون أمراضا مستعصية ومشكلات صحية ميؤوس من شفائهم. فالقتل الرحيم كما تشير بعض المصادر، يعني الموت الجيد وهو مصطلح يشير إلى ممارسة إنهاء الحياة على نحو يخفف من الألم والمعاناة. ووفقاً لمجلس اللوردات البريطاني اللجنة الخاصة بآداب مهنة الطب، فإن التعريف الدقيق للقتل الرحيم هو «إجراء تدخل متعمد مع الإعلان عن النية في إنهاء حياة، للتخفيف من معاناة مستعصية على الحل». ويتم تصنيف القتل الرحيم بطرق مختلفة، أولها تشمل الطوعي وغير الطوعي والقسري ومنه الإيجابي والسلبي. فالقتل الرحيم الطوعي هو الذي يجري بموافقة المريض، أما القتل الرحيم غير الطوعي عندما تكون موافقة المريض غير متوفرة. من الأمثلة على ذلك القتل الرحيم للأطفال، وهو غير قانوني في جميع أنحاء العالم ما عدا في ظل ظروف محددة ومعينة في هولندا بموجب بروتوكول غرونينغن. ويحدث القتل الرحيم القسري عندما يجرى ضد إرادة المريض. وايجابيا كان أو سلبيا فهو مسألة تفسير أخلاقية، حيث ينظر إليه عادة كإجراء سلبي، حين يستخدم فيه الأطباء جرعات متزايدة (سامة)، من مسكنات الألم الأفيونية من أجل تهدئة ضمائرهم. أما القتل النشط أو الإيجابي فينطوي على استخدام مواد مميتة للقتل، وهي الوسيلة الأكثر إثارة للجدل. فقد يستخدم الفرد جهازا لتنفيذ القتل الرحيم الطوعي النشط على نفسه. وغالبا ما يستخدم مصطلح القتل الرحيم للإشارة إلى القتل الرحيم الإيجابي ويعتبر القتل الرحيم عادة جريمة قتل جنائية، لكن القتل الرحيم الطوعي، والسلبي غالبا لا يعتبر جريمة قتل جنائية. والجدل الدائر حول مراكز القتل الرحيم يدور حول حجة المعارضين الذين يصفون القتل الرحيم بواحد من إثنين: الطوعي ويوصف بأنه «انتحار»، أو القسري ويوصف بأنه قتل. وعلى النهج نفسه، وانطلاقاً من هذا الرأي صدرعام 2015 قرار أعضاء البرلمان البريطاني برفض مشروع قانون الحق في الموت. وهذا ما دفع المريض البريطاني أوميد، والبالغ من العمر 54 عاماً، بإثارة القضية مرة أخرى، مطالباً المحكمة العليا بإعادة النظر حول هذا القرار، وبتشريع قانون حق الموت للأشخاص المصابين بمرض لا يرجى شفاؤه ويؤثر سلباً على حياتهم، ولكن يحتمل بقاؤهم على قيد الحياة لسنوات عديدة. وما هذا إلا انعكاس للواقع الأليم الذي يعيشه أوميد منذ أن بدأ رحلته مع مرض عصبي، يسمى الضمور الجهازي المتعدد عام 2014. والذي أودى به إلى ان يصبح حبيس سريره إلى حد كبير، وبحاجة للمساعدة في كل أمور العناية الشخصية. وصرح أوميد، في برنامج لإذاعة «بي بي سي» إنه لا يستطيع الحركة ويعاني من أجل أن يتكلم أو يمشي أو يكتب، وحاول الانتحار عام 2015. ويقول «إذا كان هؤلاء النواب، الذين صوتوا ضد مشروع القانون، لديهم أحباء يعانون مما أعاني منه أنا، هل كانوا سيرفضون القانون؟ لا، لا أعتقد ذلك». وأضاف: «حتى الحيوانات تُعامل بطريقة أفضل مني، حتى الحيوانات حينما لا تقدر على فعل أي شيء يقومون بإعطائها مُنوِّما. أليس لي الحق في ذلك؟». وأردف: «حينما أستيقظ كل صباح أفكر وأقول ليتها تكون المرة الأخيرة. كل يوم أقرر أني لا أرغب في الحياة، خاصة أننا لا نعلم إلى أي وقت سيطول الأمر. ربما أكثر من 10 أو 15 عاما». ولهذا طلب محاموه عقد جلسة استماع كاملة. ومن المتوقع أن تعلن المحكمة حكمها خلال الأيام المقبلة. والجدير بالذكر أن أول دولتين في العالم أقرتا قانوناً يجيز الموت الرحيم في الحالات المستعصية، هما هولندا (2001) وبلجيكا (2002). لكن لا تزال تعتبر قتلا على الرغم من أن مرتكبها (الطبيب) لا تتم ملاحقته قضائيا، ولا يعاقب طالما أنه استوفى بعض الاستثناءات القانونية المعينة. وبذلك، وللمرة الأولى في تاريخ البشرية ينظم الموت الرحيم على الصعيد المدني والاجتماعي والقانوني. وهناك عدة دول تبحث الآن امكانية تشريع مثل هكذا قوانين. وهو ما أثار موجة من الانتقادات الحادة من قبل المعارضين الذين يعتبرون أن هكذا إجراء يعد جريمة غير أخلاقية قد تسهم بتدمير المجتمعات، متهمين الدول التي أصدرت هذه القوانين أنها تسعى إلى الحصول على مكاسب اقتصادية من خلال تخفيف مصاريف المعالجة الطبيّة والأدوية للمواطنين. ويتساءل المستنكرون للقرار عن كيف تصدر هذه الدول قوانين تجعل من الطبيب منفذا لحكم الإعدام بالموت؟ وهل يعقل أن اليد التي تداوي تكون هي اليد التي تعطي شحنة الموت للمريض؟ مريض بريطاني يثير القضية مطالباً بتشريعها قانونا: «الموت الرحيم» جريمة أم استحقاق عادل؟ مي عبد العزيز |
شبكات التواصل تغرق في السخرية من الحكام العرب وقمة البحر الميت Posted: 01 Apr 2017 02:01 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: تسببت القمة العربية الثامنة والعشرين التي أنهت أعمالها في البحر الميت في الأردن قبل أيام بخيبة أمل جديدة في الشارع العربي بسبب أنها لم تخرج عن المألوف ولم يتضمن بيانها الختامي أي جديد، ولم تُحدث أي اختراق أو تقدم في القضايا العربية العالقة والملتهبة، بما في ذلك القضية الفلسطينية، والصراع في اليمن وسوريا والعراق، فيما اتجه الكثير من العرب إلى السخرية من اجتماعات القمة التي شوهد فيها العديد من الحكام نائمون. وعلى الرغم من أن القمة تحولت إلى مناسبة سنوية بروتوكولية وتقليدية إلا أنها استهوت الكثير من أبناء الشعب العربي ممن انشغلوا بالتعليق عليها على شبكات التواصل الاجتماعي، إما بالنقد أو الاشادة أو السخرية، فيما انشغلت وسائل الإعلام التقليدية العربية في الحديث عن القمة وتداول أخبارها المختلفة التي لم تخرج بأي جديد. وتوقف العديد من النشطاء عند عدد من الملاحظات، حسب ما رصدت «القدس العربي»، فانشغل بعضهم بالتعليق على مضمونها وكلمات المشاركين فيها، بينما التفت آخرون إلى أن القمة انعقدت على بعد كيلومترات قليلة من مدينة القدس المحتلة التي فشلت الدول العربية طيلة العقود الأربعة الماضية في تحريرها، أما آخرون فتطرقوا إلى ملفات أخرى مثل كلمة أمير قطر، ومغادرة الرئيس المصري للقاعة فور بدء الأمير بإلقاء كلمته التي اعتبرها مراقبون آخرون الأهم من بين مداخلات الزعماء العرب. وازدحمت شبكات التواصل الاجتماعي بالتعليق على القمة العربية من مختلف جوانبها، حيث كتب الإعلامي والكاتب الفلسطيني ساري عرابي معلقاً على «تويتر»: «اختار الحكام العرب المكان المناسب لـ«قمتهم» اسما ورسما، ليس فقط بما يناسب قيمتهم، ولكن أيضا بما يليق بطبيعة مكيدتهم للأمة وفلسطين!». وكتب عرابي مقالاً اعتبر فيه أن «فلسطين هي الثمن الدائم، الذي يدفعه العرب، لاستمالة الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ومع ما بدا خطرا محدقا بسبب سياسات أوباما التي أشعرت هؤلاء العرب بالوحدة في مواجهة الخطر الإيراني، بدأ بعضهم يبحث في إمكانية الاستقواء بقوة إقليمية يتفوقون بها على إيران، وهي -ويا للسخرية مرة أخرى – «إسرائيل»!». أما الصحافي والإعلامي الفلسطيني عز الدين أحمد فكتب مغرداً على «تويتر»: «كل ما جاء في القمة العربية بشأن فلسطين كلام فارغ إنسوه، الزبدة فيما سيحمله السيسي إلى ترامب الاثنين». وعلق الكاتب الصحافي ياسر الزعاترة على البيان الختامي للقمة العربية بقوله: «بيانات القمم هي حصيلة التوافق. في الجوهر يعود كل طرف إلى بلاده ليواصل نهجه، أو يغير حسب التطورات التالية. البيان لا يحكم أحدا». لكن الزعاترة رآى في تغريدة أخرى على حسابه على «تويتر» أن «عدم تجاوز القمة العربية الطرح السابق في الملف الفلسطيني يعتبر جيدا في ظل الضغوط الأمريكية، وفي ظل ميل بعض العرب لمزيد من التراجع». ونشر رضوان الأخرس تغريدة قال فيها: «في القدس المحتلة وعلى بعد بضعة كيلو مترات من البحر الميت حيث مكان انعقاد القمة العربية، قام جنود الاحتلال بإعدام امرأة فلسطينية». وكتب أحد النشطاء معلقاً: «في يوم الأرض سيكتب التاريخ أن العرب ذات يوم اجتمعوا جوار فلسطين فمنهم من سقط على وجهه ومنهم من نام على مقعده»، وأضاف: «للذين يجلسون اليوم على طاولة القمة العربية في الأردن، أقول لكم بأن القدس لا تبعد سوى 70 كم عن عمّان.. اتقوا الله في فلسطين». وسخرت ناشطة تُطلق على نفسها اسم «فاطمة» من قرارات القمة العربية ونتائجها بالقول: «قلق شديد في إسرائيل من نتائج القمة العربية واطلاق صافرات الانذار ونزول المئات إلى الملاجئ لارتفاع منسوب الفخفخينا العربية». وكتب آخر: «القمة العربية قمة بكل شيء إلا بالعربية، قمة بالتآمر، قمة بالخيانة، قمة بالكذب، قمة بالنفاق، قمة بتمرير التقسيم والاحتلال»، فيما كتب آخر: «صدق معمر القذافي عندما خاطب زعماء العرب بقمة دمشق (كلكم عملاء حتى أنا) حينها ضحك كل الحضور. كانت اصح جملة نطق بها مجنون». مقاطع فيديو وتداول عشرات النشطاء العديد من القفشات التي تم رصدها خلال اجتماع القمة، وأهمها صور الزعماء الذين تم التقاطهم نائمون وهم أربعة، إضافة إلى رئيس خامس تمكنت إحدى العدسات من التقاطه وهو يلعب بأصابع قدمه. إضافة لذلك تداول مئات النشطاء والمتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر فيه الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وهو يحذر الحكام العرب خلال القمة التي انعقدت في دمشق قبل سنوات من أن مصيرهم سوف يكون كمصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، فيما انزلقوا جميعاً بالضحك على كلامه الذي بدا حينها وهو يقوله بجدية. وحظي مقطع فيديو يظهر فيه الرئيس اللبناني ميشيل عون وهو يسقط أرضاً بانتشار واسع وتعليقات عديدة، فيما جاء الرد على موجة السخرية التي تعرض لها عون من قناة «الجديد» اللبنانية التي قالت في مقدمة نشرة أخبارها الرئيسية إن «الرئيس لم يقع لا بل هو ارتفع… الساقطونَ كُثُر وبعضُهم تركُلُه سفيرة أمريكية بالكعبِ العالي وتفخَرُ بحِزامِها الأسود». وأضافت القناة: «للسقوط أشباهُ رجال كُثُر ومنهم مَن كبَّ فلسطين ببحر ميّت ولم يُضمّنْ بيان العرب الختامي أيَّ عبارة تهديد لإسرائيل. هؤلاءِ همُ المتعثّرون العاثرون الزاحفون نحو القدس من بوابة إسرائيلية مفتوحة على شبابيك العرب… أما الرئيس ميشال عون فإن خطابه أمام القمة العربية يمنحه وسام الرفعة الوطنية من رتبة رئيس بضمير حي على بحر عربي ميّت، إذ أدلى بمواقف جاءت كسؤال صارخٍ لكل من شارك في دعم الحروب وموّلها وغطاها وسعرها وسأل مرارا من ربح الحرب؟ من خسر الحرب؟». سَقطة التلفزيون الأردني كما تداول نشطاء آخرون مقطع فيديو تظهر فيه مذيعة التلفزيون الأردني وهي تقع في خطأ فادح على الهواء مباشرة عند وصول طائرة أمير الكويت، حيث قالت المذيعة: «وصل صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة»، علماً أن الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح هو أمير دولة الكويت السابق الذي توفي في 15 كانون الثاني/يناير عام 2006 بينما الأمير الحالي لدولة الكويت هو الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح. وكانت القمة العربية الثامنة والعشرين اختتمت أعمالها مساء الأربعاء بتجديد الدعوة لاقامة دولة فلسطينية وحل الصراع مع إسرائيل على أساس الدولتين ودعوة دول العالم لعدم نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة دون ذكر الولايات المتحدة بالاسم. وتلا البيان الختامي أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الذي أكد رفض الدول العربية لأي تدخل في شؤونها الداخلية، كما دعا إلى إقامة منطقة للتجارة الحرة بين الدول العربية. وقال العاهل الأردني، عبدالله الثاني، في كلمة له بالجلسة الختامية: «لقد قمنا خلال هذه القمة، بمناقشة جميع القضايا بمنتهى الشفافية، للخروج بجملة من القرارات والتوصيات المهمة، التي سنحرص خلال رئاستنا للقمة، على العمل معكم لترجمتها على أرض الواقع» مشدداً على «أهمية تعزيز ومأسسة العمل العربي المشترك، على النحو الذي يمكننا من تجاوز التحديات التي تواجهنا ويخدم قضايا أمتنا». شبكات التواصل تغرق في السخرية من الحكام العرب وقمة البحر الميت |
مدفونة دجاج Posted: 01 Apr 2017 02:00 PM PDT المقادير: دجاجة بجلدها مقطوعة من النصف من جهة الصدر فقط فلفل أسود شطة مجروشة ملح كركم أو صبغة طعام بهارات مشكلة فلفل ألوان قرن فليفلة رز منقوع قليل من الزيت لومي وقرفة وورق غار بصل وثوم طريقة التحضير ننظف الدجاجة بوضع خل وملح وطحين ونتركها تشوى نقطع البصل شرائح مدورة وندق الثوم ونصفه بقاع القدر ونقطع الفلفل ونضعها فوق البصل نضع الدجاجة بعد شوائها فوق البصل والفلفل ونغلف القدر بالقصدير ونغلق الغطاء ونخفض النار على أقل درجة ونتركها 45 دقيقة بدون إضافة ماء. نسلق الرز ونضع البهارات الصحيحة وملح ونتركها على جنب. وبعد مرور 45 دقيقة نتأكد من نضوج الدجاجة بوخزها بسكين. نضيف الرز فوق الدجاج ونغلق الغطاء لمدة عشر دقائق. نقدم الطبق مع سلطات. مدفونة دجاج طبق الأسبوع |
«المخضرم» ديفو يفتح باب المشاركة مع انكلترا Posted: 01 Apr 2017 02:00 PM PDT لندن ـ «القدس العربي»: يأمل جيرمين ديفو بأن يساعده تسجيل هدف أمام ليتوانيا في عودته لتشكيلة منتخب انكلترا على بدء فصل جديد في مسيرته على المستوى الدولي. وفي مباراته الدولية الـ56 سجل ديفو (34 عاما) هدفا في الدقيقة 21 في الفوز 2-صفر على ليتوانيا بالتصفيات ليثبت جدارته بالعودة لمنتخب انكلترا بعد غياب ثلاث سنوات ونصف السنة. وسجل ديفو 14 هدفا في الدوري الإنكليزي، هذا الموسم مع سندرلاند الذي يقبع في أسفل الترتيب طوال الموسم تقريبا وأظهر أمام ليتوانيا أنه لم يفقد دقته أمام المرمى. وستكون المباراة المقبلة أمام أسكتلندا في يونيو/ حزيران المقبل، وإذا حافظ ديفو على لياقته فمن المرجح أن يدخل تشكيلة غاريث ساوثغيت، حيث لمح المدرب كذلك إلى أن مشاركة اللاعب بكأس العالم ممكنة. وقال ديفو، الذي شارك مع إنكلترا لأول مرة في 2004، لكنه غاب عن كأس العالم 2014 بعد انضمامه لتورونتو بالدوري الأمريكي: «بالطبع علي العودة إلى فريقي والحرص على إنهاء الموسم بقوة.» وأضاف: «سأحافظ على تواضعي وسأرى ماذا سيحدث.» وتابع: «لكن من الجيد العودة. الفوز بالمباراة كان مهما وانتصرنا. من الصعب وصف شعوري بالعودة إلى المنتخب.» وتأتي صحوة ديفو في وقت مثالي لساوثغيت بعدما بدت أيام القائد وين روني على الصعيد الدولي معدودة وفي ظل عدم وجود هدافين بارزين في الدوري باستثناء هاري كاين المصاب وجيمي فاردي لاعب ليستر. وفي رده على سؤال إذا كان ديفو خيارا واقعيا لنهائيات المونديال العام المقبل، عندما سيكون في الـ35 من عمره، منح ساوثغيت اللاعب السابق لوستهام وتوتنهام الكثير من الأمل. وقال ساوثغيت: «يجب علينا أن نقيم حالة اللاعبين في كل مرة نجتمع فيها. لا أعرف إذا ينبغي أن يكون هناك ترتيب لاختيار اللاعبين على أساسه، لأن اللاعبين الذين يقدمون أداء جيدا يستحقون تلك الفرصة. يجب أن تكون هناك منافسة للانضمام للتشكيلة.» وأضاف: «في الواقع دائما ما تفتقد لاعبين بسبب الإصابة ومن المهم جدا أن نتمكن من استدعاء لاعبين أمثال جيرمين. إذا سجل أهدافا في الدوري الممتاز ولعب بنفس المستوى الذي يقدمه هذا الموسم.. فلن يكون هناك أي سبب يمنعه من المشاركة في كأس العالم». «المخضرم» ديفو يفتح باب المشاركة مع انكلترا |
مها حسن: «مترو حلب» Posted: 01 Apr 2017 02:00 PM PDT في سنة 1995 أصدرت الروائية السورية مها حسن «اللامتناهي ـ سيرة الآخر»، روايتها الأولى؛ التي أعقبتها «صورة الغلاف»، «جدران الخيبة أعلى»، «تراتيل العدم»، «حبل سرّي»، «بنات البراري»، «طبول الحب»، «الراويات»، «نفق الوجود». وهذه، «مترو حلب» هي روايتها العاشرة، وفيها تقيم توازيات عديدة وتعددية، مكانية وزمانية، بين مدينتَيْ باريس وحلب؛ عبر سلسلة من الشخصيات السورية والفرنسية التي تتوازى بدورها، وتتقاطع، وتتولى تنويع طرائق السرد من جهة، وزوايا إبصار المعضلات الإنسانية والمستويات الشعورية من جهة ثانية. هنا فقرات من الرواية: «كأنّ طبولاً تقرع في رأسي. كأنني سأموت بعد قليل. نبضات قلبي صارت غير منتظمة. حمل كبير فوق صدري. نفسي يضيق. أحتاج إلى أحد في هذا الليل. اخترت الوحدة. وها انا سأموت وحدي. لا أستطيع أن أحتمل هذا وحدي! هل أطرق باب بيته وحين يفتح الباب، أرتمي وأبكي على صدره. هل أطرق باب بيته وحين يفتح الباب، أرتمي على العتبة وأفرفر كالدجاجة، فيحتويني، يفتح لي زجاجة نبيذ، ابكي وأحدثه عن ضياعي، عن هذا الخواء الذي يقتلع حياتي من داخلي. كأنني لم أعش. ماذا يعني أنّ كلّ حياتي كانت كذباً! كما الحرب التي تلتهم كل شيء، وتُفقد الأشياء معناها فتصبح عبثاً. كما يمكن أن ينهار كل شيء ويتلاشى في أي وقت، البيوت، والذكريات، والمدخرات التي يمضي أحدنا سنوات عمره يجمعها ليحسّن حياته، والأواني الزجاج والأدوات الفاخرة التي نرثها من الجدات والأمهات ونخشى استعمالها كي لا تتضرر، والتفاصيل التي نحشو بها البيوت، وخزائننا الخاصة… الحرب تبتلع كل شيء، تذيبه. لا يعود لأي شيء معنى، لا الدراسة، ولا الشهادات، ولا النجاح… الموت فقط هو اللغة السائدة. العدم. الحرب التي تعدم كل شيء». دار التنوير، بيروت 2016 مها حسن: «مترو حلب» |
السمنة المفرطة تجعل خلايا سرطان الثدي أكثر عدوانية Posted: 01 Apr 2017 02:00 PM PDT حذّرت دراسة أمريكية حديثة، من أن خلايا سرطان الثدي، تنمو وتنتشر بشكل أسرع في أجسام المريضات اللاتي يعانين من السمنة المفرطة. الدراسة أجراها باحثون في مركز لينبرغر الشامل للسرطان التابع لجامعة نورث كارولينا الأمريكية، ونشروا نتائج دراستهم امس السبت، في المجلة الأمريكية لتقدّم العلوم. وقام فريق البحث بزراعة خلايا سرطان الثدي الثلاثية السلبية، في 3 نماذج من الفئران، الأول نحيف، والثاني يعاني من السمنة المفرطة، والثالث كان يعاني من الوزن الزائد، لكن فقد وزنه وأصبح طبيعيًا، وذلك لمراقبة نمو خلايا الأورام الخبيئة في النماذج الثلاثة. ووجد الباحثون، أن أورام الثدي انتشرت بشكل أسرع بين الفئران التي تعاني من السمنة المفرطة، بنسب أكبر بكثير من الفئران النحيفة أو التي فقدت وزنها الزائد. وعن السبب في ذلك، قال الباحثون إن الأنسجة الدهنية المحيطة بالخلايا السرطانية قد تساعد الأورام الخبيئة على النمو والانتشار بشكل أسرع. وأوضحوا أن فقدان الوزن يمكن أن يساعد أيضًا على تقليل انتشار خلايا السرطان، مضيفين أن نتائجهم لها آثار هامة لفهم الصلة بين السمنة والسرطان. ووفقًا للوكالة الدولية لأبحاث السرطان، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الثدي هو أكثر أنواع الأورام شيوعًا بين النساء في جميع أنحاء العالم عامة، ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، إذ يتم تشخيص نحو 1.4 مليون حالة إصابة جديدة كل عام، ويودي بحياة أكثر من 450 ألف سيدة سنويًا حول العالم. (الأناضول) السمنة المفرطة تجعل خلايا سرطان الثدي أكثر عدوانية |
لقب كأس العالم… الهدف الوحيد لمدرب المنتخب الألماني! Posted: 01 Apr 2017 02:00 PM PDT برلين ـ «القدس العربي»: ربما حاز اهتزاز شباك المنتخب الألماني للمرة الأولى في مشواره بتصفيات كأس العالم 2018 على اهتمام البعض، لكن الأمر بدا مختلفا بشكل كبير مع يواخيم لوف مدرب المنتخب والذي يرفض الانشغال بشيء سوى هدف وحيد، هو الحفاظ على لقب كأس العالم. وتغلب المنتخب الألماني على مضيفه اذربيجان 4/1 مساء الأحد الماضي في الجولة الخامسة من المجموعة الثالثة بالتصفيات الأوروبية ليكون الانتصار الخامس على التوالي لألمانيا في المجموعة، لكن المباراة شهدت أول هدف في شباك الفريق منذ انطلاق منافسات المجموعة. وقال لوف، الذي قاد المنتخب الألماني للعلامة الكاملة حتى الآن ليتصدر المجموعة بفارق خمس نقاط أمام أقرب منافسيه أيرلندا الشمالية: «أنا راض بشكل عام عن الأداء.» وأضاف: «هؤلاء (لاعبو المنتخب) لم يلعبوا مع بعضهم بعضا منذ فترة، وكان الأداء جيدا في العديد من النواحي. ولكن محاولاتنا باءت بالفشل في بعض الأوقات.» لكن الأمر المهم تمثل في أن الفوز اقترب بالمنتخب الألماني حامل اللقب خطوة أخرى نحو المونديال، الذي يعد التتويج بلقبه هو الهدف الأهم، بل ربما الوحيد للوف في الوقت الحالي. فمن أجل هذا الهدف، يفكر يواخيم لوف مليا في القائمة التي سيستدعيها لكاس القارات 2017 بروسيا، حيث يعتزم الوقوف على مستويات بعض اللاعبين الشبان، الذين يحتمل في النهاية، مشاركتهم في المونديال. وستتداخل بطولة كأس القارات المقررة بين 17 حزيران/ يونيو والثاني من تموز/ يوليو مع البطولة الأوروبية للشباب (تحت 21 عاما) المقررة في بولندا بين 16 و30 يونيو، لكن لوف أعلن بوضوح أن الأولوية ستكون للمنتخب الأول. وقال لوف: «سنتخذ قرارات (بشأن استدعاء اللاعبين للمنتخب الأول) في أيار/ مايو» ، مشيرا إلى أن كل ما تتضمنه مهمته في الوقت الحالي تهدف في النهاية إلى كأس العالم. وأضاف: «كأس العالم 2018 تأتي قبل كل شيء، حتى قبل بطولة مهمة مثل البطولة الأوروبية لفئة تحت 21 عاما.» وتابع: «المهم هو تحديد العناصر التي ستعزز صفوفنا خلال كأس العالم، من خلال هاتين البطولتين، البطولة الأوروبية (للشباب) وكأس القارات.» وأكد: «الفوز بكأس العالم هو هدفي. أي شيء آخر يعد ثانويا، رغم أن لكل بطولة قيمتها.» ويخوض المنتخب الألماني مباراة ودية أمام نظيره الدنماركي في كوبنهاجن في السادس من حزيران/ يونيو، قبل أربعة أيام من مباراته المقررة في نورنبرغ أمام سان مارينو ضمن تصفيات المونديال. بعدها يستهل مشواره في كأس القارات بلقاء نظيره الأسترالي في سوتشي يوم 19 يونيو، قبل أن يواجه تشيلي والكاميرون في مباراتيه الأخريين بدور المجموعات. وأكد لوف من جديد استعداده للاعتماد على لاعبين لا يشاركون بصفة أساسية مع أنديتهم، مثل أندريه شورله لاعب بوروسيا دورتموند وجوشوا كيميش لاعب بايرن ميونيخ. وكان شورله من أبرز عناصر المباراة الاخيرة، اذ سجل هدفين وصنع هدفا لتوماس مولر. وقال لوف: «طالما أكون مقتنعا بالقدرات الأساسية للاعب، فإنني أساعده دائما في الأوقات الصعبة… لقد تكرر هذا الأمر من قبل خلال مسيرتي. فقد عاش ميروسلاف كلوزه فترة صعبة عندما كان لا يشارك كثيرا مع ناديه. وكذلك لوكاس بودولسكي… بالنسبة لشورله، كنت أدرك مدى سرعته وخطورته أمام المرمى.» لقب كأس العالم… الهدف الوحيد لمدرب المنتخب الألماني! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق