Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الخميس، 27 يوليو 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


لقاء ترامب ـ بوتين الملتبس والمصائر العربية

Posted: 26 Jul 2017 02:29 PM PDT

في استمرار لمسلسل العلاقة الملتبسة بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين كشفت وسائل الإعلام العالمية عن لقاء خفي جرى وراء كواليس قمة العشرين التي عقدت في ألمانيا مؤخرا وتكتم عليه الرئيسان إلى أن انفضح؛ وفي حين أصر الكرملين على أن اللقاء لم يحصل، فإن البيت الأبيض اضطر لتقديم تفسيرات متضاربة حوله.
ولو لم يكن ترامب ملاحقاً باللعنة الروسية منذ انتخابه حتى الآن لكان يمكن لهذا اللقاء أن يجد تفسيراً يمكن هضمه، لكن غرابته تزداد عندما نعلم أنه من النادر تاريخيا لرئيس أمريكي أن يلتقي بقادة آخرين، وخصوصا الخصوم منهم، وجها لوجه من دون تحضير مسبق ومن دون وجود دبلوماسي، أو حتى مترجم في الحالة الأخيرة، من الطرف الأمريكي، وبما أن الحال كذلك فمن الطبيعي جدا أن تثور الشبهات التي تزداد حلكة يوما بعد يوم.
صرح ترامب لاحقا أن الاجتماع دام 15 دقيقة لكن تقارير صحافية أكدت أنه استمر مدة ساعة، وكان قد سبقه لقاء معلن حضره وزيرا الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون والروسي سيرغي لافروف ومترجمان من الطرفين، فما الذي جعل ترامب، في الوقت الذي يجري التحقيق مع صهره وابنه وكبار مسؤوليه حول العلاقة مع روسيا، يضع رقبته مجددا تحت تصرف بوتين، الذي يمكن أن يدعي ما يشاء حول هذا اللقاء؟
حسب شون سبايسر، الناطق باسم البيت الأبيض الذي استقال مؤخرا، فإن اللقاء كان «لتبادل المجاملات»، في حين زعم ترامب في لقاء مع صحيفة «التايمز» إنه تحدث مع بوتين حول «تبني الأطفال الروسيين»، وهو ادعاء مضحك على طول الخط ولا يتناسب لا مع «قمة العشرين» ولا مع شخصيتي ترامب وبوتين، ولا مع درجة الاشتباه التي أججها كشف الموضوع.
المنطق يقول إن اللقاء تناول شؤونا تخص الرئيس ترامب شخصيا، من جهة، والشؤون الروسية في العالم، من جهة أخرى.
ما يمكن أن نلاحظه من تطورات بعد قمة العشرين، فيما يتعلق بشؤون عالمنا العربي، يمكن أن يعطينا بعض العلامات التي قد تفيدنا في قراءة كيف يرتسم مصيرنا على خارطة التفاهمات الأمريكية الروسية.
من ذلك، على سبيل المثال، إعلان الولايات المتحدة الأمريكية إيقاف برنامج دعمها لبعض فصائل المعارضة السورية، ثم إعلان روسيا خطة جديدة لما تسميه «مناطق خفض التوتر» تكون فيه موسكو الراعية الكبرى لهذه الخطة من دون ذكر للولايات المتحدة (مع إضافة لافتة للنظر وهي تطويب دخول مصر السيسي على خط الأزمة السورية بإعلان أن الاتفاق السوري تم في القاهرة)، كما شهدنا قيام الجيشين السوري واللبناني و»حزب الله» بمعركة منسقة ضد تنظيمات سورية مسلحة موجودة في لبنان.
على صعيد الأزمة الخليجية أعلنت روسيا أنها جاهزة للتوسط حين يطلب منها، وذلك بعد تراجع فرص التسوية رغم دخول أمريكا وأوروبا وتركيا على خط الوساطة، وهذه، ربما، إشارة أخرى تنتظر أن تتضح.
ما لاحظناه، على الضفة الأوروبية، أن ألمانيا، وهي المرتبطة عضويا بخط الغاز الروسي، طالبت، مؤخرا، بعقوبات جديدة على موسكو، وهو أمر يمكن أن يعكس خط التصدع الأوروبي الأمريكي على خلفية روسيا، لكن، من جهة أخرى، لا يمكن تجاهل الانحناءة الفرنسية التي قدمها رئيسها الجديد ايمانويل ماكرون، باحتفائه الشديد بترامب بعد عزلته الأوروبية المقصودة خلال قمة العشرين، ولقائه قبل ذلك ببوتين وما أثمره، أيضاً، من تسليم فرنسا الملف السوري لروسيا.
أيا كانت الاتجاهات العالمية ستسير فالمؤكد أن الدول العربية الرئيسية، مشغولة حاليا بتركيع شعوبها، وحصار قطر أكثر من اهتمامها برد الاستكبار الإسرائيلي على الأقصى، أو الاجتياح الإيراني للمنطقة، أو حتى، باهتزاز الأرض من تحت أقدامها، وعلى كل الجبهات.

لقاء ترامب ـ بوتين الملتبس والمصائر العربية

رأي القدس

منفى على بُعد متر!

Posted: 26 Jul 2017 02:29 PM PDT

لا يوجد المنفى خارج المكان فقط، بل في المكان أيضاً، كما أن المنفى مُركّب، بحيث تحسّ في لحظات خاطفة أن هناك بعضاً من الوطن فيه، وأحياناً تحسّ أن هناك مئات المنافي فيه، وأنه يتجاوز حالتك كإنسان مُقتَلع من أرضك ليصل إلى جوهرك كإنسان مُقتَلع من جنّتك، أو من أي شيء تحبه: حبيبتك، أهلك، أفكارك التي تريد أن تعبّر عنها ولا يسمح لك بذلك.
حنينك المُوجِع إلى كل ما هو مفقود منفى.
المنفى ليس تكويناً ثابتاً، جامداً، إنه كيان متحرك، ما دمنا نتحرك ونحيا، ونعيش تجارب مختلفة، وأماكن أخرى، وتقلبات تفاجئنا خلال رحلة حياتنا. ولكن أقرب تعريف للمنفى، حين يكون في أفضل حالاته أنه رحْمٌ بارد، وفي أسوأ حالاته أنه كالمرآة، صورُنا فيها أجل، ولكن لا وجود لنا خارجها!
٭ ٭ ٭
يتحدث الأصدقاء الذين ظلوا في فلسطين أن الأغلبية منهم ممنوعون من زيارة قراهم التي تبعد عنهم، أحياناً، مئات الأمتار. إنهم يتحدثون عن أنفسهم باعتبارهم لاجئين أيضا. المنفى هو كل قوة غاشمة تمنعك من أن تلتقي بما تحب، بمن تحب، بنفسك.
الآن هناك جدار الفصل العنصري، هناك، يكون الوطن على بُعد أقل من متر، والناس في المنفى!
٭ ٭ ٭
كبشر، نحن أبناء التفاصيل التي تشكل حياتنا وأرواحنا في اللحظات المفصلية: أطفالاً وشباباً ومسنّين، لكن الشيء الجوهري في هذه الحياة أن الإنسان ولِد ليكون إنساناً، هذا سبب وجوده على هذه الأرض، وهذه هي صفته، لكن عليه أن يقاتل كثيراً كي يستحقها، في أول حوار صحافي معي قلت: (نحن نقف مع فلسطين لا لأننا فلسطينيون أو عرب، بل لأن فلسطين إمتحان يومي لضمير العالم.) وفي اعتقادي أن كل قضية عادلة نقف معها تجعلنا بشراً أفضل.
أرى كثيرين في هذا العالم استطاعوا اختيار القضايا التي يقفون معها، يدافعون عنها، لكنهم لا يختارونها مصادفة، يختارونها لأنهم استطاعوا احتضان إرث البشرية الطويل في دفاعها عن العدالة والحق والحرية والجمال.
٭ ٭ ٭
الكتابة ليست وسيلة تعبير، فقط، بالنسبة للفلسطيني، بل مسألة وجودية، فأن تكتب، يعني أنك موجود: في الوطن رغماً عن الاحتلال، وخارجه رغماً عن المنفى، لا أستعير مسألة الوجود من ديكارت حين أقول: مسألة وجودية، بل أستعير قول الزعيمة الصهيونية غولدا مائير، التي قالت ذات يوم: (لو كان الفلسطينيون شعباً، لكان لهم أدب!) وعلى الرغم من أن الكذب يملأ إدعاءها هذا، لأن الأدب الفلسطيني أدب قوي ومنفتح على الثقافات العالمية منذ نهايات القرن التاسع عشر، كما أن وجود الشعراء والكتّاب والنقاد الفلسطينيين كان مؤثراً جداً، وكثير منهم أصبحوا جزءاً أساسياً من تطوير الشعر العربي، والنثر العربي، والنقد العربي، والفن العربي، قبل النكبة وبعدها، كما أن فلسطين كانت قبل النكبة ساحة ثقافية نشطة، غنائياً ومسرحياً وفنيّاً. كان أحد كبار الكتّاب المصريين (المازني) يقول في ثلاثينيات القرن الماضي : إذا لم تعترف بك فلسطين كاتباً فإن العالم العربي لن يعترف بك.
٭ ٭ ٭
غالباً ما ينظر إلى الكتابة باعتبارها وطناً وباعتبارها مكاناً للمنفيّ..
الكتابة مكان الروح، عزلتها، وانفتاحها على هواجس الروح البشرية، سواء كنا منفيين أم في أوطاننا، وهي أيضاً قادرة على أن تتسع للمنفى وللوطن، وما بينهما، لكن حتى القصائد والروايات الأجمل لا يمكن أن نكتفي بها كوطن، فلكي تعيش حياتك، تحتاج أن تغادر قصيدتك وتمشي على الأرض، تسير وتطير وتلمس، وتعشق. الكتابة محطة مذهلة، في روعتها، لكن عليك أن تترجل وتهبط في المحطة، محطتك، بيتك، حديقتك، حبيبتك، وطنك، كي لا تتحوّل الكتابة نفسها أيضاً إلى منفى.
٭ ٭ ٭
حينما كنت طفلاً، ووصلنا، شتاءً، إلى مخيم الوحدات للاجئين، كان الضباب كثيفاً جداً، ولذا لم أستطع أن أحدّد الجهات، لا الشرق ولا الغرب ولا الشمال ولا الجنوب. بصعوبة كنت قادراً على تحديد موقع قدمَيَّ الصغيرتين. ذلك الموقع الضيّق الذي لا جهات له، كان بالنسبة لي أول منفى. حين بدأت البحث عن الجهات، بدأت أكتشف نفسي، لأنني أدركت أنني لا أنتمي لذلك الضياع، وإن كان لا بدّ من أن يُفرض عليّ المنفى، فليكن أكثر اتساعاً من تلك البقعة الضيقة.. سأوسِّعه!
٭ ٭ ٭
هل تخلق الأماكن الإحساس المنفى، أم أن مشاعرنا وعواطفنا هي التي تجعلنا نشعر بالغربة؟ إنها مسألة متشابكة، فالمنفى هو إحساسك بنفسك وبالمكان معاً، في لحظة ما. كونديرا يرى المنفى مثل الحبل الذي يسير عليه الإنسان في الهواء، والوطن، هو الوسادة الهوائية التي تحت ذلك الحبل، يعجبني هذا الوصف، لأن المنفى هو لحظة خطر لا تنتهي. ما دامت الوسادة الهوائية تحتك غير موجودة فالحبل لا ينتهي، إنه بين لحظتين خارج الزمان، وليس بين نقطتين مكانيتين.
ذات يوم سرتُ على ذلك الحبل، كثيراً ما سرت على ذلك الحبل!
ذات يوم أصبتُ بحمّى الملاريا وأنا أعمل مدرّساً في الصحراء السعودية، وهي حمّى قاتلة، كانت تحصد أرواح الكثير من طلابي وزملائي المعلمين. لم يستطيعوا علاجي في تلك القرية الصحراوية، فحملوني في صندوق سيارة شحن صغيرة، مكشوف، وأنا أرتجف، والكوابيس تطحنني، إلى مدينة الطائف على بعد مئات الكيلومترات عبر شوارع غير مُعبَّدة، لكن المستشفى رفض إدخالي لأنني لا أملك جواز السفر، فجواز سفري كان مُحتجزاً، مثل جوازات بقية المعلمين، في إدارة التعليم، كي لا نهرب، ربما! تلك الليلة وافق صاحب محلّ للحدادة أن يتركني أنام في محلّه، حتى الصباح. لم يكن هناك غطاء أو دواء أو حتى ماء يكفي. أغلقوا الباب عليّ من الخارج، وبقيت في العتمة أحترق بمرضي، حتى فتحوا الباب صباحاً، ووجدوا من يساعدني على تلقي العلاج، رغم عدم وجود وثيقة معي تثبت من أنا. تلك حادثة لا يمكن أن أنساها، لأنني كنت في تلك العتمة، خلف الباب المُغلق، وفي ذلك الموقف المرعب أكثر من منفيٍّ وأقل من إنسان بكثير.
وبعد:
سأذكرُ في كلِّ يومٍ سأذكرُ
أني نسيتُ خطايَ الطّليقةَ
راكضةً عند شاطئِ حيفا
ومن يومها سائراً أتعثرُ
ما بين منفىً.. ومنفىً.. ومنفى

منفى على بُعد متر!

إبراهيم نصر الله

«جاهة شهداء» أردنيين لتحرير الأقصى و«جهاد نكاح» إسرائيلي وبغاء عربي!

Posted: 26 Jul 2017 02:29 PM PDT

(كل الملوك بتيجانها تفتخر، والأردني، التاج به يفتخر)، هذا شعار أردني يعرف أصحابه جيدا أنهم يرفعون الرؤوس والأشمغة كالرايات فوق عنان السماوات، ولذلك لا ترفعهم التيجان، بل ترتفع بهم، وهو ما أكدناه دائما في هذه الزاوية، ونحن نعلن انتماءنا للشعار الأردني الأسمى: (إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب، وإن لم تكن أردنيا سارع بالانتساب)، ولم نكن في حاجة إلى بوصلة إعلامية تحرف وعينا الوطني، أو عقيدتنا القومية، لأن التوجه الوطني في التلفزيون الأردني لا تحكمه كرامة الوطن، بقدر ما تتحكم فيه توجيهات استخباراتية، واعتبارات سلطوية، تطيح بالكثير من القيم العشائرية، ضمن عمليات تشويه وعي، بصياغة عاطفية مخادعة، كطعنة غدر، لا ترقى لمستوى الفزعات الأردنية الحادة، كنصل السيوف، ولهذا تحديدا نرفض المبررات التي تمت فبركتها في حادثة السفارة الإسيرائيلية في عمان .

حكمة الشوفيرية وصابونة الميت

من العار أن يتحرر المسجد الأقصى بجريمة في السفارة الإسرائيلية في الأردن، ومن الخسة أن تكون مكافأة الشجاعة، هي صفقة غدر دبلوماسية، كأن عمليات الضخ السياسي في الشريان التاجي للإعلام الوطني، تشتغل بعقيدة المثل الأردني الساخر: «بات مغلوب ولا تبات غالب»، فما أن يسري السم في الدم، حتى تتضخم العروق، وتنتفخ الأوردة، لتمتلئ بالهواء الفاسد، ويتحول البعث الذي قوامه النفخ في الصور، إلى مجرد هدهدة للدخول في غيبوبة مزدوجة عند كل برطمة في البوق الفضائي، فكلما «دققت الطاسة ترى مئة لحاسة»، وهذه هي رزقة التيوس… دائما ميسرة، فهل بعد كل هذا تشك في تراثك الذي يذكرك بأن «الثوب المقلعط بدو مخباط ثقيل» مش رقص وزقزقة، ومن «وفر هواته ما ضرب»، لأن يقارن بين مشهد الاحتفال بالقاتل في دولة الاحتلال، ومشهد التفريط بدم الشهيد في مقبرة وادي عربة، يشعر بمرارة حكمة السواقين، التي تقرأها على يافطات شوفيرية السرفيس والتكاسي في عمان: «من كتر همومي، اشتغلت عمومي»، فهل بعد هذا ستغسل الميت، أم ستحتفظ بصابونته التي كلما حاولت الإمساك بها: «تمزط»؟!
«أردنيين وما نهتم، وحنا فوارين الدم»، هذه هي فلسفة الخشونة، وتدفق الحرارة في العروق، التي تليق بالأردني الحر، (اللي ما ينداس له على طرف)، وهو حال الإعلام، الذي «يشدها ويمدها» كي يمطها، وفهمك كفاية أيها النشمي!

جاهة الشهداء

الفلسطينيون الأبطال، والمقدسيون تحديدا الذين تصدوا للعالم بأسره بصدورهم المشحونة بالإيمان والبطولة، وشجاعتهم التي تستأثر بالرجولة في زمن الفحولة، لن يقبلوا أن يتم تحرير أقصاهم ببيع الدم الأردني والتفريط به، لترتيب موعد حميمي «رانديفو» بين القاتل وعشيقته، وإن كان لا بد من جاهة شهداء أردنية تليق بقدسية الحرم وشرف حريته، فلا يمكن أن يرضى الشعب الفلسطيني أن يتحول الشهداء الأردنيون إلى أضاحي، لأن الشهداء ياتون من الجنة، أما الخرفان والنعاج والدجاج، فتساق من الزرائب والأقنة!
يليق بالأردنيين، ما يليق بشهدائهم، لا بإعلامهم، الذي يختار دائما أعداءهم عليهم، لأن له منطقا وطنيا لا يستند إلى وطنيتهم، إنما إلى توطينهم على ثقافة التعبد السياحي، الذي أرسى قواعده الإله الأكبر في وادي عربة، وبعد هذا… هات للمجنون ألف عقل… ما بعجبه إلا عقله!

جهاد النكاح في الجيش الإسرائيلي

في أحد بحوث الشؤون الأمنية والاستراتيجية المنشور على الإنترنت، ترى أن أقوى سلاح في الموساد الإسرائيلي هو «جهاد النكاح»، الذي يعد الجسد الرابع بعد سلاح البحرية والجوية والبرية، ما يعني أن الجنس مؤثر عقائدي، ومحرك تكتيكي، توغل كثيرا في الأداء العسكري حتى تحول إلى ظاهرة مرضية تفشت بين كبار القادة والشخصيات في الكيان الصهيوني، ونتج عنها فضائح طالت وزير العدل الإسرائيلي حاييم رامون، الذي اضطر لتقديم استقالته، إثر محاولة اغتصابه لإحدى الموظفات، لا بل إن صحيفة «معاريف» نشرت تقريرا عن تجنيد النساء الإسرائيليات بهدف الإسقاط والحصول على المعلومات الأمنية والعسكرية من حكام وقادة حول العالم، بممارسات فاحشة، وبذيئة، نتج عنها نجاح مبهر في الأداء النسوي في جيش الاحتلال، ساق إلى اغتيال قيادات فلسطينية، وسرقة ملفات سرية من السفارة الإيرانية في قبرص ومكاتب حزب الله في سويسرا.
الدعاية، أمر مهم في إبراز الجندية الإسرائيلية كامرأة غاوية أكثر منها قاتلة، وهو ما عملت عليه وزارة الخارجية الإسرائيلية وسفارة إسرائيل في نيويورك بالاتفاق مع إحدى المجلات الإباحية لنشر صور عارية لمجندات من دولة الاحتلال في أوضاع مثيرة وفاتنة.. ما يدخل في إطار التجارة بالنساء في إسرائيل.
هذه الإيديولوجيا الخطيرة، ليست وليدة الصدفة أو الخطأ أو الظرف، إنما هي من أهم الأهداف التأسيسية للحركة الصهيونية، منذ عهد الانتداب البريطاني في فلسطين، والتي اعتمدت على جهاز «المضيفات اليهوديات» اللواتي نشرن الأمراض الجلدية والتناسلية بين الجنود البريطانيين، الذين خدموا في تل أبيب.
هذا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار، جرائم الشذوذ الجنسي، التي فضحتها «يديعوت أحرونوت»، بعد أن قام أحد القادة العسكريين بإجبار جندي من وحدته العسكرية على ممارسة الشذوذ معه، ما أدى لإصابة الضحية بأزمة نفسية وأمراض أحيل على إثرها للتقاعد الإضطراري المبكر.
الحاخامات اعتبروا أن هذه الممارسات ستعود على دولة الاحتلال بغضب الرب، في حين ردت الناطقة بلسان تجمع المثليين الإسرائيليين على هذا الانتقاد بفضيحة دينية، تشي بممارسات شاذة بين رجال الدين أنفسهم!
هل بعد كل هذا ستسأل: لماذا يرتب نتنياهو لقاء غراميا للقاتل؟!

كاتبة فلسطينية تقيم في لندن

«جاهة شهداء» أردنيين لتحرير الأقصى و«جهاد نكاح» إسرائيلي وبغاء عربي!

لينا أبو بكر

إرث رؤساء مصر تنحية المواطن المصري عن شؤون الحكم وغياب الشفافية والمساءلة وتزوير الانتخابات

Posted: 26 Jul 2017 02:28 PM PDT

القاهرة – «القدس العربي» : غطى صفحات الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 26 يوليو/تموز موضوعان رئيسيان، الأول هو الحوارات التي دارت بين الرئيس عبد الفتاح السيسي في اليوم الثاني والأخير من لقائه في مكتبة الإسكندرية بحوالي ألف وثلاثمئة من شباب خمس محافظات،
هي الإسكندرية ومرسي مطروح وكفر الشيخ والبحيرة والغربية، والمعروفة جغرافيا باسم محافظات غرب الدلتا.
والثاني هو ذكرى ثورة 23 يوليو سنة 1952 وخروج الملك فاروق في السادس والعشرين منه إلى إيطاليا وانتهاء عهد حكم أسرة محمد علي باشا، الذي بدأ عام 1805.
واهتمت الصحف بما نشر عن تراجع إسرائيل عن تركيب بوابات إلكترونية يعبرها المصلون في المسجد الأقصى. واستمرار الشكوى والصراخ من الارتفاعات المستمرة للأسعار، والشكوك في نوايا الحكومة بأنها تجهز عددا آخر من المصائب للناس، ومطالبة الرئيس السيسي الشعب بأن يتحمل بعض الوقت، وأنه يعتبر نفسه خائنا إذا لم يتخذ قرارات الإصلاح الاقتصادي لإنقاذ البلاد من الإفلاس. كما ذكر بالإنجازات التي تمت رغم ذلك. وتواصل الاهتمام بالمرحلة الثانية لتقديم الناجحين في الثانوية العامة أوراقهم للقبول في الجامعات.
كما اهتمت الصحف باللقاء الذي تم في العاصمة الفرنسية باريس بين خليفة حفتر وفايز السراج برعاية الرئيس الفرنسي، لإنهاء الخلافات بينهما، على أساس أن فرنسا أيام الرئيس ساركوزي هي التي بدأت الهجوم على قوات الرئيس الليبي معمر القذافي وتسببت في الكارثة التي تعاني منها ليبيا الآن، وامتدت آثارها إلى دول جنوب أوروبا. ومن الأخبار الأخرى التي اهتمت بها صحف الأربعاء، اشتعال المعارك والخصومات بين مؤيدي عبد الناصر وثورة يوليو وخصومهم. ودفاع عن تكريم السيسي للواء محمد نجيب أول رئيس جمهورية لمصر بعد ثورة يوليو. واعجاب شديد بقائد الدبابة الذي أسرع بدهس سيارة الإرهابيين المفخخة. والسيسي أعلن يوم الاثنين في لقائه مع الشباب أنه تجري الآن عملية ضخمة في شمال سيناء ضد الإرهابيين. ويوم الثلاثاء أعلن عن قتل أربعين إرهابيا والقبض على خمسة. وتساؤلات حول دور لبعض القبائل في الإبلاغ عن أماكن الإرهابيين. ودفاع عن إنجازات الحكومة وهجوم عليها وسخرية من وضع الأزهر اكشاك للفتوى في محطات مترو الأنفاق. وإلى التفاصيل:

عبد الناصر وثورة يوليو

الكاتب أسامة غريب قال أمس الأربعاء في الصفحة الثانية من «المصري اليوم» في عمود «يوم ويوم»: «يثور الكلام في ذكرى 23 يوليو عن دور جمال عبدالناصر وأثره الممتد على الحياة المصرية حتى الآن، وبينما يوجد من يقدسونه وينزلونه منزلة الأنبياء هناك من يلعنونه ويضعونه مع الشياطين في سياق واحد. ولما كنتُ بعيداً عن أولئك وهؤلاء، فإنني أود أن أوضح للملتاثين الذين يرونه كافراً، ونظرائهم الذين يعدونه قديساً، أن ما تركه الرجل ينقسم إلى قسمين، الأول عبارة عن قواعد راسخة زرعها في التربة المصرية واستمرت من بعده لم تتغير أبداً لا على زمن خلفه الذي قُتل، أو وريثه الذي خُلع، أو الآخر الذي عُزل، لم يستطع أي من الذين أتوا بعده أن يقتربوا من القواعد الثابتة التي تركها، والتي تمثلت في تنحية المواطن المصري بعيداً عما يخص شؤون الحكم، بعد أن تم اعتبار الحكم كهنوتاً لا يقترب منه إلا خاصة الخاصة، وحتى عندما كانت تُجرى انتخابات واستفتاءات لإرضاء العالم الخارجي، فإنه كان يتم تزويرها. والعجيب أن عبدالناصر الذي كانت شعبيته كبيرة ونجاحه مضموناً كان يصر على التزوير، حتى لا يظن المواطن المصري أنه شريك في الحكم. من الأصول التي تجذرت أيضاً غياب الشفافية والمساءلة، إذ إنه ليس ضرورياً أن يحاط الناس علماً بأي شيء يخص حياتهم ومستقبلهم، وعندما تقع الواقعة وتحدث الكارثة فإن أحداً لا يحاسَب أو يحاكَم أو يدفع الثمن. يكفي تنحية المسؤول ثم يستمر النهج الكارثي على يد مسؤول جديد. وثالثة الأثافي في القواعد المزروعة هي إدخال التعذيب الوحشي ضد الخصوم السياسيين في بنية المنظومة الأمنية، والأنكى اعتقال النساء واتخاذهن رهائن لكسر شوكة الرجال. هذه هي الركائز الأساسية التي زرعها عبدالناصر ولم تذهب بذهابه. أما الإنجازات التي قام بها الرجل لصالح الفقراء ولصالح كبرياء مصر فهي حقيقية، وليست أكاذيب كما يردد خصوم الرجل، فبناء المصانع حقيقة واقعة، وكذلك حقوق العمال وإنصاف الفلاحين وبناء المدارس ومجانية التعليم والعلاج، وعدم الانحياز ومحاربة الاستعمار. كل هذه حقائق وليست أكاذيب، لكنها تمت كإجراءات يحميها وجود عبدالناصر نفسه. لقد كان الرجل يظن أنه سيعيش للأبد وسيظل ضامناً لحقوق الغلابة، فلم يحاول أن يجعل مكتسبات الشعب متجذرة في الأرض مثلما قام بتأمين مكتسبات السلطة الحاكمة الباغية، ولهذا فقد سَهُل اقتلاع كل إنجازاته فأصبحت هشيماً تذروه الرياح، فلو أنه اهتم بوجود نقابات عمالية حقيقية لما استطاع من أتوا بعده أن يعصفوا بالعمال ويبيعوا المصانع، ولو أنه أقام مجالس نيابية بحق لما استطاع خلفاؤه أن يلغوا مجانية التعليم ويتوقفوا عن بناء مساكن للفقراء، ولو أنه لم يذل المواطن ويكسر نفسه لتصدى لمن جرؤ أن يقول: بيغن صديقي ووايزمان صديقي. لقد بقيت الأصول التي بنى لها عبدالناصر الأساسات القوية على عمق كبير تحت الأرض وكلها لصالح الاستبداد والديكتاتورية، بينما زالت الإجراءات التي صنعها من ورق ووقف يحميها بنفسه، حتى إذا رحل طارت كلها خلفه».

سلبيات وإيجابيات

ونبقى في العدد نفسه من «المصري اليوم» ومع عباس الطرابيلي الذي قال في عموده «لكل المصريين»وتحت عنوان «الناصريون ومسلسل الأكاذيب»: «هذا هو أسلوب الناصريين دائماً الحديث عن إنجازات وإيجابيات ثورة يوليو/تموز 1952 ولكنهم لا يقتربون- أبداً- من سلبيات هذه الثورة، وأعترف بأن لهذه الثورة إيجابيات عديدة ولكن- كلهم- ينكرون أن لها سلبيات رهيبة كانت وراء تحويل مصر من أغنى دولة في المنطقة إلى أفقر دولة فيها، والسبب سوء إدارة الثورة للأمور والاهتمام بالإنفاق على الخارج أكثر من الإنفاق على الداخل، وربما كان هدفهم هنا هو البحث عن زعامة لقائدهم خارج مصر. وكنت أتمنى من السيد سامي شرف – وهو يحمل الآن – لواء الدفاع عن الثورة وقائدها، أن يتحدث ولو مرة واحدة عن السلبيات.. كما هو يتحدث عن الإيجابيات، ولكن ذلك هو طبعهم. وللأسف كان من أهم أسباب تأميم الصحافة المصرية، ألا تجرؤ أي صحيفة على كشف أخطاء الثورة. ولم تكفهم هنا الرقابة الصارمة على الصحافة، ويكفي أننا استيقظنا ذات يوم فى يونيو/حزيران 67 على أبشع جريمة وهزيمة تنزل بمصر.. وكيف صدمنا بأن مصر – كما قالت صحف يوليو 1952 – كانت تمتلك أقوى جيش في المنطقة، فإذا به ينهار في 6 ساعات، والسبب سوء قيادة هذا الجيش. وبعد أن كان «إعلام ناصر» يهيئ الشعب أننا على أبواب تل أبيب.. إذا بجيش إسرائيل يصل إلى شاطئ قناة السويس.. خلال 6 ساعات».

هجرة العقول

أما الدكتور يوسف زيدان فقال في مقاله في «المصري اليوم» أيضا عن انهيار العلم وفرار الأدباء بعد الثورة: « اللاجدوى، شعور طاحن يعوق العوام من الناس والخواص، عن العمل والإبداع ومواصلة العطاء، وبالتالي فهو مانع رئيسي من موانع التقدم وعائق أساسي من عوائق التطوير والتحضر.. وقد استقر في نفوس مفكري مصر وعلمائها ومثقفيها، منذ منتصف الخمسينيات، أنه لا جدوى من أي جهد حضاري في زمن تكتظ فيه المعتقلات بأصحاب الرأي، ويهيمن على الحكم فيه ضباط صغار السن جداً، وأحرار جداً، ومتهورون جداً.. وأيامها بدأ الهجاج المصري إلى الخارج، لمن استطاع إليه سبيلاً. فكثير من أصحاب العقول النيرة هربوا من النير والظلم إلى أوروبا واستقروا فيها بلا نية في العودة. وما لا حصر لهم من القادرين على العطاء اضطروا للذهاب إلى العمل في البلاد الخليجية، ولم يجدوا سبيلاً للعودة أو عادوا بأرواح وأجنحة متكسرة، ونسوا ما كانوا يحلمون به من التحليق بمصر إلى سماء العالم المتقدم. عديد من المبدعين انزوى ومال إلى الظل، وقد أيقن أن كل عمل إبداعي وجهد فكري أو فني مهدد بالاستهانة ومآله إلى عدم الجدوى. هل نذكر أسماء بعض الأعلام الذين تنوعت مصائرهم بين ما ذكرته؟ حسناً من الذين هجروا إلى الغرب إنقاذاً لأنفسهم أساتذة كبار مثل عبدالحميد صبرة ورشدي راشد، ومن الذين ذهبوا إلى الخليج ولم يستطيعوا العودة أو عادوا وكأنهم لم يعودوا عبدالرحمن بدوي «المتوفى في باريس» علي سامي النشار «المتوفى في المغرب في ما أظن» ومن الذين انزووا طه حسين ومحمد ثابت الفندي، هؤلاء جميعاً ينتمون إلى مجال تخصص واحد هو الفلسفة! فما بالك ببقية التخصصات وبقية الذين كانوا في غير ذلك من المجالات كانوا ثم بانوا وبان في فصيح اللغة لا تعني الظهور حسبما يظن العوام وإنما تعني الابتعاد».
السد العالي

ومن «المصري اليوم» إلى «الأهرام» ومقال الكاتب صلاح منتصر وقوله في عموده «مجرد رأي» في الصفحة الأخيرة: «في عام 1955 سافرت إلى الصعيد مندوبا لمجلة «آخر ساعة» لأنقل صورة للفيضان العالي الذي أغرق عشرات القرى في صعيد مصر، واضطر أهلها لحمل «عزالهم» (حصيرة ولحاف ومخدة ووابورجاز وحلة وطشت ألمونيوم) وقد أصبحوا تحت رحمة خيام الإيواء، آلاف الفلاحين كانوا بقدر انتظارهم بفرحة لماء الفيضان، الذي يروي أرضهم، بقدر ما كانوا يخشون غدره إذا زاد. ولأول مرة بدأنا نسمع عن مشروع اسمه «السد العالي» ينظم الفيضان ويحافظ على حياة الفلاحين ويحميهم من الغرق. وأصبح مشروع السد العالي هدفا وأملا نجح عبد الناصر في زرعه في نفوس الملايين، وكان ضروريا الاستعانة بمساعدة الغرب لتنفيذ المشروع، إلا أن أمريكا ربطت بين دخول مصر حلف بغداد، الذي روجت له، وتمويل السد، فلما رفض عبد الناصر دخول الحلف جاء رد أمريكا على مصر مكتوبا في رسالة استدعت الخارجية الأمريكية سفير مصر أحمد حسين لتسلمها، ولكن جون فوستر دالاس قبل أن يسلم الرسالة للسفير المصري، أجلسه أمامه وراح يقرأ له بصوت مهين الرسالة التي كان نصها: «أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أن من يبني السد العالي ـ أيا كان ـ سيكسب كراهية الشعب المصري لأن الأعباء المترتبة عليه ستكون مدمرة وساحقة، ولن يكون في وسع الشعب المصري أن يتحمل عبء تنفيذ هذا المشروع الضخم، فمتطلباته تتجاوز ما تستطيع مصادر مصر احتماله، خاصة بعد التزامها بشراء الأسلحة (إشارة إلى صفقة السلاح التي أعلن أن مصر عقدتها مع السوفييت عن طريق تشيكوسلوفاكيا) وإننا في الولايات المتحدة لا نريد أن نكون مكروهين في مصر، وسوف نترك هذه المنفعة للاتحاد السوفييتي، إذا كان يعتقد أنه يريد أن يبني السد العالي». كان عبد الناصر يومها في زيارة ليوغوسلافيا، وبدا أن الأمر لم يعد مشروعا عليه خلاف في حساب اقتصادياته، وإنما صفعة مهينة من أمريكا لمصر، التي تجرأت ورفضت دخول حلف بغداد، الذي تبنته وراح المصريون ينتظرون في لهفة عودة عبد الناصر للرد على أمريكا التي لم تتصور أنها ستغير برسالتها تاريخ المنطقة».

ثمار ثورة يوليو

وإلى «المساء» والسيد العزاوي الذي قال في عموده «بكل حرية»: « على مدى 65 عاماً كلما مر يوم 23 يوليو تقفز إلى الذاكرة أحداث هذا اليوم المجيد في حياة أهلنا المصريين، في كل ربوع هذا الوطن الحبيب.. مجتمع النصف في المئة أرهقه الإقطاع بأساليبه التي تعتمد على نهب حقوق الفقراء. الجشع والطمع يسيطران على هؤلاء الاقطاعيين.. أسماء كان لها رنين في هذه الفترة الحالكة من الظلام واختفاء أضواء الحرية، ما زالت الأحداث والوقائع التي شهدتها أرضنا الطيبة، الفلاح حقوقه مهدرة، الشباب يعاني من الفقر والحرمان حتى من الحرية أبسط الحقوق. ما زالت الذكريات الأليمة تتداعي إلى الذهن لعل من أهمها ما ذكره أحد أساتذتنا في التعليم المشهود لهم بالكفاءة والاعتدال، يقول: خلال فترة الصيف خرجت مع ثلاثة من الزملاء وبينما نحن نسير في الطريق إذا بشاب من أبناء أحد الاقطاعيين يتقدم نحو أحد الرفقاء ويقوم بتمزيق جلبابه الأبيض بحركة هستيرية وكبرياء أذهلنا جميعاً.. وتحدث بكلمات تعبر عما يدور في أفكار هؤلاء الإقطاعيين.. لكن عندما جاء صوت عبدالناصر هادراً بتلك العبارة.. إرفع رأسك فقد مضى عهد الاستبداد والاستعمار.. هنا فقط عادت الطمأنينة لقلوب هؤلاء البؤساء الذين أرهقهم الاقطاع والاستعمار على مدى سنوات طويلة. ومهما اختلفت الآراء حول ثورة 23 يوليو فإنها تظل المحرك الأساسي لاحياء الحرية والوطنية وعودتها في أعمال وقرارات أزالت الفوارق الاجتماعية بين الطبقات.. وكانت استجابة الشعب شديدة الحماس والإقبال نحو المشاركة في إعادة بناء هذا الوطن بعيداً عن الاحتكار وجشع الإقطاع وكبرياء الأثرياء. ومن الأحداث التي توضح مدى عودة الروح لفقراء بلدنا الطيب.. وتتمثل هذه الأحداث في أن سيدة من البؤساء توجهت إلى مأمور المركز التابعة له قريتنا تشكو من تصرفات أحد الجيران فإذا به يتجاهلها ولم يعرها أي اهتمام، فصارت تبكي وطلبت من أحد شباب القرية أن يكتب لها رسالة للزعيم جمال عبدالناصر رحمه الله.. وتم إرسالها بالبريد.. ولم تمض سوى عدة أيام وإذا بالسيدة تفاجأ بمأمور المركز يأتي إليها في مسكنها ويحقق لها شكواها، معتذراً عما حدث من قبل. هذا قليل من كثير. ثورة 23 يوليو كانت لها آثار طيبة خاصة في إحياء الروح الوطنية ونزع الخوف من تلك الطبقات الكادحة التي لم تنس أيام السخرية أثناء حفر قناة السويس.
لقد كان عبدالناصر يدرك مدى أهمية الشباب ودوره في بناء الوطن ومشاركته الفعالة في التشييد والبناء، لذلك كان هؤلاء الشباب في مقدمة اهتماماته. أوجد عملاً لكل شاب بمجرد تخرجه من الجامعة. واستطاع مواجهة البطالة بأسلوب علمي.. واستغلال طاقة هؤلاء الشباب.. في العمل الوطني.. فكان منهم أبطال ونجوم استطاعوا امتلاك ناصية البحوث العلمية، ونالوا تقدير مراكز البحث في شتى أنحاء العالم. حصل هؤلاء الشباب على جائزة نوبل وصارت أبحاثهم ملء السمع والبصر. ولا تزال شاهدة على أن أبناء مصر قادرون على تخطي أعتى الحواجز بجهد علمي ووطني. هؤلاء النوابغ كانوا من ثمار ثورة 23 يوليو وجهود رجال أوفياء انصهرت أفكارهم وأعمالهم في بوتقة واحدة. فصارت مصر شامخة بجهود أبنائها الأوفياء».

محاكمة الماضي

أما أكرم القصاص رئيس التحرير التنفيذي لـ«اليوم السابع» فقد قال مقاله الذي عنونه بـ»عبد الناصر ويوليو محاكمة الماضي بالحاضر»: في يوليو/تموز من كل عام يعود الجدل البيزنطي حول ثورة 23 يوليو/تموز وعبدالناصر، اللافت للنظر أنه على الرغم من مرور 65 عاما على 23 يوليو وأكثر من 47 عاما على رحيل جمال عبدالناصر، تقف المناقشات عند النقطة نفسها من دون أن نغادرها ونحاكم الماضي بقوانين الحاضر، وفي الوقت نفسه يظل النقاش عند العداء أو التأييد من دون محاولة لكتابة هادئة للتاريخ، بشكل يبتعد عن التعصب مع أو ضد. وقد كان عبدالناصر ابن زمانه وعصره، وكان العالم مقسوما بين أقطاب، والاشتراكية خيارا لدول. ومجتمعات خارجة لتوها من الاستعمار، وحتى السياسات الاقتصادية والملكية العامة للخدمات والمؤسسات أمر سائد حتى في دول أوروبا العريقة قبل أن تلتحق بقطارات الخصخصة. في الوقت نفسه فإن النظر إلى جمال عبدالناصر يفترض أن يكون من زواياه المختلفة وبقوانين عصره وهو بالطبع عصر لم يخل من أخطاء، لعل من أهمها التعثر في بناء نظام سياسي تعددي قادر على الاستمرار. من زاوية المصلحة فإن الطبقة الوسطى الصغيرة والمتوسطة والفلاحين والعمال في مصر تغيرت حياتهم وأصبح لدى أبناء الفقراء فرصة الصعود الاجتماعي بالتعليم والتقدم، ومن تفوق منهم حصل على مكانة اجتماعية نقلته اجتماعيا إلى القضاء والجامعة والجيش والبوليس، لكن من المفارقات أن الفئات نفسها التي استفادت من المجانية وتكافؤ الفرص، هم أنفسهم الذين ورثوا أبناءهم مناصبهم وأوقفوا تكافؤ الفرص ومنعوها عمن هم في ظروفهم نفسها ولا يمكن أن تكون ثورة يوليو هي المسؤولة عن هذا، وإنما المسؤول هم الذين تولوا السلطة ولم يحافظوا على الفرص التي حصلوا عليها. الأمر نفسه في ما يتعلق بتدهور التعليم والعلاج، الذي جرى في العهود التالية فقد كانت أعداد المدارس والمستشفيات كافية لأعداد المواطنين وقتها، وكان التعليم والعلاج متاحا بشكل مناسب، لكن كان السكان 25 مليونا وتوقفت التنمية في التعليم والصحة طوال عهود بينما تضاعفت أعداد السكان. وكل هذا مجرد أمثلة تحتاج إلى مناقشات هادئة بعيدا عن التعصب والمناقشات البيزنطية تدور حول الماضي وليس فيها كاسب وخاسر».

محمد نجيب ومصالحة مع التاريخ

وعودة إلى «المصري اليوم» لنكون مع وزير الثقافة المؤرخ حلمي النمنم، الذي أثار قضية إطلاق الرئيس السيسي اسم اللواء محمد نجيب على القاعدة العسكرية الجديدة في المنطقة الغربية وقال حلمي تحت عنوان «مصالحة مع التاريخ»: «إطلاق اسم اللواء محمد نجيب على أكبر قاعدة عسكرية في مصر والمنطقة، يمثل مصالحة مع التاريخ، وليس مجرد رد اعتبار لاسم وطني كبير، ذلك أن أي تقييم منصف لثورة يوليو 1952 لا يمكن أن يتجاهل دور محمد نجيب في إنجاحها، خاصة ليلة 23 يوليو. في هذه الليلة كانت خطة الضباط الأحرار التي وصفها زكريا محيي الدين أن يتم حصار مبنى وزارة الحربية، والذي حدث أن الحصار تم وكان القادة مجتمعين بداخلها، ولو استمر الاجتماع واتخذوا قرارات وخططا بديلة لربما تغير وجه التاريخ، لكن محمد نجيب طلب ألا يكتفوا بالحصار، بل يتم اقتحام الاجتماع وإلقاء القبض على هؤلاء القادة، وهو ما أصاب رجال الملك فاروق بالشلل التام، ومن ثم نجحت العملية. لم تكن وطنية نجيب وجراءته في أنه قَبِل قيادة التنظيم فقط، لكن ليلة 23 يوليو اتصل به وزير الداخلية مرتضى المراغي يطلب إليه باسم الملك أن يذهب إلى أولاده من الضباط ويقوم بتهدئتهم والتعامل معهم. كان الملك نُصح من البريطانيين والأمريكيين على لسان السفير الأمريكي كافري، أن يتفاهم مع الضباط المتمردين، فلعله بذلك ينجح في عبور الأزمة، ويصبح ملكاً دستورياً، ولذا لجأ إلى محمد نجيب، ثم حدث الخلاف السياسي بينه وبين بقية زملائه من أعضاء مجلس قيادة الثورة، وتم إعفاؤه من كل مناصبه، وحُددت إقامته، لكن هذا لا يلغي دوره وتاريخه، ومحاولة الإلغاء تلك أضرت بتاريخ الثورة وباسم جمال عبدالناصر نفسه. مثلاً يحمّل كثير من الدارسين والمثقفين عبدالناصر مسؤولية إعدام خميس والبقري سنة 1952 في حين أن المحكمة العسكرية التي حاكمتهما كانت برئاسة عبدالمنعم عبدالرؤوف الإخواني العتيد والمصر على إخوانيته، أي أن الإخوان شاركوا في أول محكمة عسكرية بعد 23 يوليو وترأسها واحد منهم، وكان اللواء محمد نجيب هو الذي وقّع حكم الإعدام ومن ثم تنفيذه وقد نال اللواء نجيب إشادة الخارجية الأمريكية في بيان رسمي على أنه وقع قرار الإعدام».

دور محمد نجيب في ثورة يوليو

وفي «الأهالي» لسان حال حزب التجمع اليساري قالت رئيسة تحريرها أمينة النقاش في عمودها «ضد التيار»: «جاء افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية كأكبر قاعدة برية في الشرق الأوسط في هذا التوقيت، ليبعث بأكثر من رسالة، وفي أكثر من اتجاه، فالافتتاح تم في الاحتفال بالعيد الخامس والستين لثورة 23 يوليو، لكي يذكر المصريين بالدور الذي لعبته القوات المسلحة في الحركة الوطنية المصرية، خاصة بعد ثورة يوليو، وأن الجيش ينظر إلى قياداته كوحدة واحدة، بصرف النظر عن الخلافات بين الذين تصدوا لقيادتها، إذ المهم أن نواصل استكمال أهداف هذه الثورة، وأن نحافظ على ما حققته من إيجابيات، لنتجنب ما اضطرتها الظروف للوقوع فيه من أخطاء، وبينها محو اسم محمد نجيب أول رئيس لمجلس قيادة الثورة ولمصر الجمهورية، من الذاكرة ومن كتب التاريخ، رغم الشعبية التي كان يحظى بها في مصر والسودان قبل استقلاله، والدور المهم الذي قام به كقائد للجيش في استمرار الثورة وعدم تمكين أعدائها من الانقضاض عليها».

حكومة ووزراء

وإلى الحكومة التي قال عنها أمس الأربعاء في «الأخبار» محمد الهواري في عموده «قضايا وأفكار»: «نجاح خطوات برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أكدته مؤسسات التمويل الدولية، يعطي الأمل في تحسن الأوضاع وتخفيف الأعباء عن المواطنين، خاصة بعد تدفق الاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية، وإنشاء المشروعات الجديدة، بما يساهم في استيعاب أعداد كبيرة من الكوادر والشباب، وتعمل على زيادة الإنتاج وأيضا زيادة الصادرات، بما يعزز الاحتياطي من النقد الاجنبي، وأمامنا شهور قليلة ستتم خلالها إقامة المزيد من المشروعات الجديدة، وأيضا بدء إنتاج الاكتشافات الجديدة من البترول والغاز بما يقلل الاستيراد من الخارج».
حالة الفوضى والانهيار

وفي الصفحة العاشرة من «الأهرام» أشاد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام مكرم محمد أحمد بصبر الشعب قائلا في عموده «نقطة نور» وهو يعلق على حوارات الرئيس مع الشباب: «نعم شرب المصريون مر الدواء وتحملوا ما لا يستطيع شعب آخر أن يتحمله صابرين راضين، أملا في فرج قريب. أحيانا يتململون ويشكون، لكنهم يعرفون جيدا أن تراكم المشكلات على فترات زمنية طويلة من دون حلول جذرية زاد الوضع سوءا، ولم يترك خيارا آخر للمصريين سوى المواجهة الصحيحة لجذور المشكلة التي تكمن في أننا نستورد أكثر مما نبيع ونصدر، ونستهلك أكثر مما ننتج، وننفق أكثر من دخولنا. وما من حل الآن سوى أن نواجه أنفسنا بصراحة لنخرج من حالة الفوضى والانهيار، نستعيد تماسكنا الاجتماعي ونسترد الدولة القوية ونخوض معركة التنمية بكل قوة، إلى جوار حربنا على الإرهاب، نصلح مليون فدان جديدة، ونبني عدة مدن كبرى سوف تكون الأجمل والأكثر تحضرا، ونواصل حربنا على الإرهاب الذي ينحسر بقوة في سيناء، ونطارد فكرة التطرف في معركة لاتزال مستمرة، وسوف نحتاج المزيد من الوقت، لكننا باليقين نمض على طريق واضح وصحيح، نعرف غايتنا ونمتلئ عزما وتصميما وباليقين سوف ننجح وسوف ننجح بإذن الله. أخي المواطن أنظر حولك ودقق النظر كي ترى كيف تتغير الحياة في مصر إلى الأفضل، رغم المتاعب التي لانزال نكابدها وثق بأن السيسي يصدقك القول عندما يؤكد لك أن الأزمة إلى زوال وفرج الله قريب».

أحبطتنا
يا رئيس الوزراء

لكن كلام الهواري ومكرم لم يقنع الكاتب مجدي سرحان في «الوفد» لذلك قال في عموده «لله والوطن»: «الشعب لم يعد في مقدوره تحمل المزيد من الصبر والتضحية و«ضنك المعيشة» بينما هو لا يرى بصيص أمل في غد أفضل تطل عليه بشائره، ولا يجد أيضا وعداً صادقاً بأن إنجازاً محدداً سيحدث في وقت معين ثم يتحقق فعلاً هذا الإنجاز. لا شيء محدداً في ما يذكره رئيس الحكومة الثمار سنجنيها «تدريجيا» والنتائج أيضا سوف تظهر «تدريجياً» متى؟ وكيف؟ وأي ثمار يقصدها؟ وهل لديه برامج زمنية لذلك؟ وما دلالة صحة هذه التوقعات؟ لا أحد يعلم وبالتالي لن يصدق أحد هذه الوعود، ثم هو يؤكد أنه ستكون هناك نتائج إيجابية لأن ما تم اتخاذه من قرارات «يجب أن يؤتي ثماره»! لكن الحقيقة المؤلمة هي أن أهم ما اتخذ من هذه القرارات لم يأت إلا بنتائج كارثية مؤلمة، ونقصد قرار «تعويم الجنيه» أو تحرير سعر الصرف الذي قيل لنا إنه فيه الخير كله بينما لم يأت إلا بالشر والفقر».

أكشاك الفتوى

ومن أعاجيب الحكومة أنها أنشأت في محطات المترو في القاهرة «أكشاك» يجلس في كل كشك شيخ أزهر يتلقي أسئلة الركاب ويفتيهم فيها ولقي هذا هجوما عنيفا وساخرا بينما دافع عنه أمس الأربعاء في «الأهرام» هاني عسل في مقال له عنوانه «أكشاك الفتاوى بين التشجيع والتسخيف» قال فيه: «قالوا عنها فكرة متعارضة مع مبدأ «مدنية» الدولة وضد المواطنة وتساءلوا، «ماذا لو طلب الإخوة الأقباط إقامة أكشاك مماثلة لهم»؟ ونسى أصحاب هذا الطرح أن من يقتلنا ويسفك دماءنا منذ سنوات تحت مسميات «داعش» و«القاعدة» وطالبان والإخوان وحماس وحسم وأنصار بيت المقدس وغيرهم يفعلون ذلك باسم الإسلام، للأسف الشديد، وباسم تفسيرات منحرفة للنصوص. والمسلمون مطالبون بالفعل بكشف زيف ادعاءات هؤلاء ونشر الفكر المعتدل بدلا من ترك الساحة تماما لمشايخ «بير السلم» والمساجد «المختطفة» وزوايا التطرف والتكفير المنتشرة في حواري مصر ونجوعها التي تنشر سمومها للبسطاء، وتؤدي إلى ضخ متطرفين جدد في شبكات الإرهاب، سخروا من الفكرة «شكلا» فاقترحوا إنشاء أكشاك للموسيقى وأخرى للكتب وطالبوا بتوفير النظام والنظافة والأمان في محطات المترو أولا، قبل تقديم الفتاوى، ونسي هؤلاء أيضا ضرورة تشجيع كل جهد حميد يبذل في أي اتجاه، وعلى كل جهة القيام بمسؤوليتها في الجزء الذي يخصها، علما بأن ظهور رجال الأزهر أمام المواطنين مطلوب فعلا لمواجهة «طوفان» الدعاة والداعيات داخل عربات المترو وخارجها، واسألوا بناتكم وزوجاتكم عما يحدث في عربات السيدات تحديدا من هؤلاء؟ وبالعكس يا حبذا لو اتسع نطاق الفكرة وكان لدينا دعاة «متحركون» أو فتاوى «متنقلة» لماذا لا تكون مهمة هذه الفتاوى المتنقلة مجرد نصائح تدعو إلى حسن الخلق بالحكمة والموعظة الحسنة، وبدون إجبار أو فظاظة أو إساءة إلى أحد؟ وبدون تدخل في خصوصيات أحد؟ ساندوا أكشاك الفتوى وشجعوها بدلا من «التسخيف» و«التخويف» فمجتمعنا بالفعل في أمس الحاجة الآن – وللأسف الشديد – إلى «المفتي» و«رجل شرطة» لكل مواطن».

«عروض للعيال»

وفي حقيقة الأمر فإنني لا أعرف إن كان راكب أو راكبة يسأل الشيخ وأثناء إجابته يأتي القطار فبالتأكيد سوف يتركه ويجري ليركبه. وقد أخبرنا رسام «الأخبار» هاني شمس أنه كان في إحدى المحطات بجوار كشك للفتوى فشاهد سيدة ومعها أبناؤها وسمعها تقول للشيخ: مش عاملين عروض عاوزين حاجة للعيال يتغدوا بيها».

إرث رؤساء مصر تنحية المواطن المصري عن شؤون الحكم وغياب الشفافية والمساءلة وتزوير الانتخابات

حسنين كروم

هزيمة الغرور

Posted: 26 Jul 2017 02:28 PM PDT

«لا يوجد هنا حدث على الإطلاق»، قال المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت لنتنياهو في النقاش المتوتر حول حصار سفارة إسرائيل في عمان. «هم ملزمون بإعادته. هو دبلوماسي، حصانته مطلقة. الأردن هو دولة مرتبة، تحترم القانون الدولي». في هذه الحالة، يعرف مندلبليت جيدا عما يتحدث. فهو احد الخبراء الكبار في العالم في القانون الدولي. هذه المعطيات لم تمنع رجال نتنياهو من خلق عرض عابث في أن الحارس انقذ في حملة بطولية، على شفا الهوة حقا. اما الواقع كما يتبين فقد كان مختلفا.
حسب هذا المنطق ايضا فإن صفقة «الحارس مقابل البوابات الالكترونية لم تكن على الإطلاق، او على الأقل لم يكن لها مبرر على الأرض. هنا، بات هذا معقدا جدا. لا يمكن ان نعرف ما الذي اتفق عليه نتنياهو مع الملك عبدالله ولعله كان مناسبا لرئيس الوزراء بالذات ان يخلق وضعا يطوي فيه البوابات الالكترونية كي ينقذ روح حارس في إسرائيل. فهذا افضل من أن يطويها هكذا.
في الكابنت كان التصويت لا لبس فيه: 3 ـ 9 ضد البوابات الالكترونية. فقط بينيت، شكيد والكين واصلوا التمسك بالتفتيش الالكتروني. ما رجح الكفة حسب مصادر شاركت في المداولات، كانت سيناريوهات الرعب التي وصفتها المخابرات والجيش لما يجري على الأرض. اضطرابات، عنف، انهيار دولي. «في الواقع، الميدان بالذات آخذ في الهدوء»، قال بعد ذلك احد الوزراء، «ولكن لم يكن ممكنا تجاهل ما يقوله رجال الامن».
الاكثر اذهالا هو أنه في مكتب رئيس الوزراء كانوا ينظمون ليلة اول أمس «صورة نصر» لمهزلة البوابات الالكترونية. «رئيس الوزراء يتحدث مع السفيرة في الأردن عينات شلاين»، كانت الكتابة على صورة الزعيم المغرور وهو يحمل سماعة الهاتف. بالفعل، هذه زعامة. الرجل يتحدث في الهاتف!
اما آخر الانباء التي تقول ان البوابات الالكترونية الشهيرة، رمز السيادة اليهودية الخالدة على جبل البيت او على اي جبل آخر كان، ستطوى بشرف وسيلقى بها إلى سلة مهملات الغرور، لم تنشر في ذاك البيان الصادر عن المكتب. فقد فضلوا ان ينشر العار بعد أن تغلق الصحف (وكأنه لا توجد انترنت). كما أن حقيقة ان حتى الكاميرات «الذكية» ستسير في ذات الطريق ستنزل عن منصتها، لم يذكروها. هكذا هو الحال عندما تكون الكاميرات اكثر ذكاء ممن قرروا نصبها.
كانت هذه هزيمة الوقاحة، التعالي، الغرور وسكرة القوة. تركنا الفلسطينيين والعالم الإسلامي يجرنا إلى ازقة لا مخرج معقول منها. وافقنا على الدخول إلى حرب رموز غبية، يتميز بها اعداؤنا بدلا من التركيز على الامر الاساس. نسينا أنه توجد قيود للقوة وانه يجب العمل بحكمة، بحساسية، في ظل معرفة الحقيقة وفهم القيود.
كل شيء يبدأ وينتهي في ذات الاعلان لذاك الزعيم على جناح الطائرة في منتهى السبت السابق، لدى خروجه، مسلحا بعقيلته، إلى رحلة اوروبية ما. «امرت بنصب بوابات الكترونية»، اعلن. لماذا؟ من طلب منك الاعلان؟ منذ متى تكون بوابات الكترونية هي تعليمات رئيس وزراء؟
ان مجرد حقيقة ان نتنياهو جعل «التعليمات» حدثا زعاميا، مثلما يطيب له ان يفعل، رفعت البوابات الالكترونية إلى المستوى الذي ارتفعت اليه. من اللحظة التي كانت فيها هذه تعليمات سلطوية مباشرة، فهذا هو هدف كل مسلم بصفته هذه. زعيم مغرور اقل، مدمن اقل لوقفة الزعامة العليلة كان سيقول للمفتش العام ان يقول للواء يورام هليفي ان يحل مشكلة الامان على جبل البيت. نقطة. ولو كانت الشرطة تنصب بوابات الكترونية دون تلك «التعليمات» المتبجحة، فقد يكون ممكنا ان يمر هذا بهدوء. واذا لم يكن يمر بهدوء، فإن الشرطة هي التي كانت ستتراجع عنه وتجد حلا ميدانيا آخر، وما كان لشيء ان يحصل. ما كان لهذا يصبح قصة كابنت، جدال على السياسة، على الزعامة، على التاريخ وعلى إلوهيم ضد الله.
الان عدنا إلى نقطة البداية، ولكن في وضع اسوأ بكثير، حيث ان البيضة العفنة مطلية لنا على الوجه، وكل المحيط يهزأ بنا في ضوء ما ثبت ككلمات فارغة وعليلة وسيادة هزيلة. آمل أن تكون تسيبي حوتوبيلي وميري ريغف راضيتان. على الفستان التالي للسيدة ريغف ستقام بوابات الكترونية ايضا. هكذا هو الحال عندما تحتل الاقوال مكان الافعال، والتصريحات الخرقاء تصبح خلاصة كل شيء.
نتنياهو لا يتعلم الدرس. هكذا بالضبط قرر «انزال» خالد مشعل على الاراضي الأردنية. هكذا بالضبط قرر فتح نفق المبكى. هكذا بالضبط لم يكرس انتباها لاسطول مرمرة رغم تحذيره. لم يجرِ قبله اي نقاش او تقدير ولم يستجب للمناشدات بعدم السفر إلى الخارج قبل وصول مرمرة. وحتى بعد أن فتح نفق المبكى بالمناسبة، سافر إلى الخارج. وهكذا بالضبط اعد الكابنت لتهديد الانفاق.
هذا هو طريق نتنياهو، كما أن هذا هو طريق اليمين. التبجح بدلا من افعال هادئة على الارض. لا شك عندي انه لو كان نتنياهو هو الذي وقف هناك في 1948 بدلا من دافيد بن غوريون، ما كان ليعلن عن اقامة الدولة. ومشروع التقسيم للامم المتحدة كان سيعلن عنه بصخب بأنه مس بسيادة الشعب اليهودي على وطنه، هذا مشروع مهين، هذه حدود ليست قابلة للدفاع، ونحن نطالب بمشروع افضل. هو كان سيتحدث، وتسيبي حوتوبيلي ورفاقها كانوا سيصفقون، والدولة ما كانت لتقوم.

بن كسبيت
معاريف26/7/2017

هزيمة الغرور

صحف عبرية

القيادة الفلسطينية تدعو لـ«التصعيد» وإقامة الصلوات في الميادين تضامنا …وتل أبيب تتهم الرئيس عباس بـ«التحريض» والدعوة لـ«القتال»

Posted: 26 Jul 2017 02:28 PM PDT

أشرف الهور:في تأكيد جديد على رفض القيادة الفلسطينية وحركة فتح للإجراءات الإسرائيلية البديلة من «البوابات الإلكترونية» دعت فتح الفلسطينيين إلى «التصعيد الشعبي» وإقامة صلاة الجمعة غدا في جميع الميادين، وذلك بعد تأكيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ضرورة عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل يوم 14 يوليو/ تموز الحالي، في الوقت الذي فسرت فيه إسرائيل إعلانه دعم  أهالي القدس ضد الإجراءات الأخيرة، بأنه تحريض واضح ودعوات لتصعيد الانتفاضة.
وأكد جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، في تصريحات للإذاعة الفلسطينية، على وحدة الموقف الفلسطيني برفض الصلاة داخل المسجد الأقصى، قبل عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل بدء الإجراءات الاسرائيلية، وإزالة كل الممرات والكاميرات التي وضعها الاحتلال.
وفي إطار رفض فتح للخطط الإسرائيلية القائمة على استبدال «البوابات الإلكترونية» بكاميرات مراقبة ذكية، دعت الحركة الفلسطينيين لإقامة صلاة الجمعة في الميادين العامة، وإلى «التصعيد الشعبي». وأكدت اللجنة المركزية لفتح التزامها بموقف المرجعيات الدينية، والقاضي بعدم التراجع عن خطوات الرفض لإجراءات الاحتلال.
وكشف صبري صيدم نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح في بيان ألقاه عقب اجتماع للجنة برئاسة الرئيس محمود عباس، عن تحضيرات تجرى للانضمام إلى 28 منظمة دولية، والبدء بالتحضيرات للتوجه لمحكمة الجنايات. وقال إن الطلب سيرسل خلال الساعات المقبلة، وقررت اللجنة متابعة ما أقرته الحكومة من دعم مادي لكافة سبل الحياة المقدسية.
وعقدت فتح وقيادة الفصائل الفلسطينية اجتماعا لتنسيق الفعاليات الجماهيرية ليوم الجمعة، خاصة وأن هناك توقعات أن يشهد هذا اليوم مواجهات عنيفة وغاضية في كل مناطق التماس والقدس، على غرار الجمعة الماضية.
من جهتها دعت حركة حماس الشعب الفلسطيني للخروج يوم الجمعة بـ «مسيرات جماهيرية غاضبة» في مناطق الضفة الغربية كافة، وشددت في بيان لها على ضرورة المشاركة الواسعة، رفضا لإملاءات الاحتلال الجديدة في الأقصى، ونوهت إلى أن الضغط والزخم الشعبي المتواصل «من شأنه أن يلجم الاحتلال ويجبره على التراجع عن قراراته بحق الأقصى».
ودعت المقاومة الفلسطينية لـ «قول كلمتها في الأحداث الحالية، والعمل على ردع الاحتلال عن انتهاكاته المتواصلة بحق شعبنا ومقدساتنا».
جاء ذلك في الوقت الذي كشف فيه النقاب عن إصدار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعليماته إلى الشرطة بتفتيش المصلين الداخلين إلى الحرم القدسي الشريف، بعد قرار إزالة «البوابات الإلكترونية» واستبدالها بنظام الكاميرات الذكية الذي ستنهي العمل خلال ستة أشهر. وجرى اتخاذ القرار الجديد الذي يضيق الخناق على حرية العبادة للمسلمين في المسجد الأقصى، عقب الاتصال والتشاور الهاتفي ما بين نتنياهو ووزير الأمن الداخلي، جلعاد إردان، حيث اتفقا فيه على تفتيش المصلين الداخلين للأقصى بشكل فردي وعبر فاحصات المعادن اليدوية، وذلك بالنظر إلى الحساسية الأمنية في المكان.
تم ذلك بعد قرار المجلس الوزاري المصغر بالموافقة على إزالة «البوابات الإلكترونية» واستبدالها بكاميرات مراقبة ذكية، التي يتردد أنها جاءت في إطار صفقة ما بين الأردن وإسرائيل لإنهاء أزمة رجل أمن السفارة القاتل.
وفي إسرائيل ذكرت تقارير صحافية أن ممثلي جهاز الأمن العام «الشاباك» عرضوا على أعضاء المجلس الوزاري المصغر عدة سيناريوهات وصفت بـ «المرعبة» في حال لم تتم إزالة «البوابات الإلكترونية» والكاميرات أيضا، وأن الأمر حظي بتأييد من الجيش، ومن بينها تدهور الأوضاع وانفجار انتفاضة جديدة ينخرط فيها نشطاء فتح بالسلاح.
وكان الرئيس عباس قد قال في مستهل اجتماع القيادة، مساء أول من أمس الثلاثاء، ردا على استبدال البوابات بكاميرات ذكية في القدس «ما لم تعد الأمور إلى ما كانت عليه قبل 14 تموز في القدس لن تكون هناك أية تغييرات». وأضاف «كل ما استجد من إجراءات إسرائيلية على أرض الواقع منذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا يفترض أن تزول وأن تنتهي»، لافتا إلى أنه عند ذلك تعود الأمور إلى طبيعتها في القدس «ثم نستكمل عملنا بعد ذلك فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بيننا وبينهم». وتابع «ما قررناه هو تجميد التنسيق الأمني وهذا قائم، والدفاع عن المقدسات وهذا قائم»، وأعلن تأييده لهبة أهل القدس في وجه الاحتلال، حيث قال «منذ أن حاولت إسرائيل أن تعبث بالأوضاع، نهض أهل القدس نهضة رجل واحد، ورفضتم كل الإجراءات، ونحن أيدناكم بما قمتم به، وبما تقومون به، ونشد على أيديكم، إننا معكم في كل ما فعلتم وتفعلون».
وفي السياق اتهمت مصادر أمنية إسرائيلية الرئيس عباس، بتحريض سكان القدس الفلسطينيين على مواصلة الاحتجاجات ضد الإجراءات الإسرائيلية، ونقل موقف صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن تلك المصادر بالقول إن «الرئيس الفلسطيني أصبح والمتظاهرين في صف واحد وإن رسالته كانت واضحة». كذلك ذكر راديو الجيش الإسرائيلي، الذي تناول تحليل الخطاب، أن الرئيس قال لسكان القدس «واصلوا التمرد والانتفاضة والقتال وأنا معكم ولن أتراجع عن تجميد التنسيق الأمني، ما يهدد بانتفاضة شاملة في الأراضي الفلسطينية».
إلى ذلك واصل مئات المواطنين من مختلف أحياء القدس المحتلة، المشاركة في أداء صلاة الفجر في الساحات والشوارع التي تعرضت الليلة قبل الماضية، لقمع قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب صلاة العشاء، أسفر عن وقوع إصابات. وأقام المصلون الغاضبون من الإجراءات الإسرائيلية صلاة الفجر في ساحة الغزالي قبالة «الصلاحية» بين بابي الأسباط وحطة، وفي أسفل الشارع الرئيسي المؤدي إلى البلدة القديمة من جهة باب الأسباط، فضلاً عن إقامة صلاة مماثلة أمام المسجد الأقصى من جهة باب الناظر «المجلس».
وهاجمت قوات الاحتلال ليل الثلاثاء الماضي المصلين المرابطين عقب الانتهاء من صلاة العشاء، واعتدت عليهم بالضرب بالهراوات وبالقنابل الصوتية الحارقة والارتجاجية والغازية السامة والأعيرة النارية، وأصابت عددا من المسعفين والصحافيين، وطفلاً في رأسه.
وواصل موظفو وإدارة الأوقاف الإسلامية في القدس، يتقدمهم الشيخ عزام الخطيب التميمي، مدير عام الإدارة اعتصامهم أمام المسجد الأقصى من جهة باب الناظر «المجلس» وبالقرب من الحي الأفريقي المجاور، احتجاجاً على إجراءات الاحتلال، وذلك تطبيقا لقرار المرجعيات الدينية، الذي أكد على ضرورة إعادة الأمور في المسجد الأقصى إلى ما كانت عليه، ورفضت كل أشكال العدوان الإسرائيلي.
وجدد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف ادعيس، الدعوة للصلاة في الأماكن العامة يوم الجمعة، داعياً الخطباء للخطابة عن مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك وما يتعرضان له من انتهاكات، واعتداءات إسرائيلية مستمرة، محذرا من التهاون في التعامل مع الوقائع التي تحاول حكومة الاحتلال تثبيتها على أرض الواقع، من تركيب لكاميرات «ذكية». وأشار إلى أن الاحتلال بأجهزته الأمنية والمستوطنين، انتهك واعتدى على المسجد الأقصى منذ بداية الشهر الحالي 110 مرات، منها 90 اعتداءً منذ إغلاق المسجد الأقصى يوم 14 من الشهر الجاري.

القيادة الفلسطينية تدعو لـ«التصعيد» وإقامة الصلوات في الميادين تضامنا …وتل أبيب تتهم الرئيس عباس بـ«التحريض» والدعوة لـ«القتال»

غزة ـ «القدس العربي»

خلافات في إسرائيل حول فكّ البوابات الإلكترونية ودعوة نتنياهو للاعتذار للأردن

Posted: 26 Jul 2017 02:27 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي» يستدل من ردود الفعل السياسية في إسرائيل أن هناك خلافات كبيرة داخل الائتلاف الحاكم حول قرار حكومتها بتفكيك البوابات الإلكترونية من مداخل الأقصى المبارك واستبدالها بكاميرات ذكية. ونشرت وزيرة الثقافة ميري ريغف (الليكود) شريطا على صفحتها في الفيسبوك تؤكد فيه رغبتها باستمرار تثبيت البوابات الإلكترونية.
ريغف التي وصفت رئيس المخابرات بالمهووس لتأييده فك البوابات، قالت إن «القرار مؤسف»، وإنه «لا يجب ان تكون خبيرا في الأمن كي تفهم بأن للبوابات الإلكترونية تأثيرا رادعا وأمنيا».
في المقابل قال وزير البناء يوآف غلانط (حزب كلنا) لإذاعة جيش الاحتلال أمس إن إزالة البوابات الإلكترونية لن تمس بقدرة الردع الاسرائيلية، مضيفا «الجميع يفهمون قوتنا، وسنتغلب على هذه العثرة «.

تمرد على الطاعة

واحتجاجا على القرار أعلن النائب بتسلئيل سموطريتش (البيت اليهودي) أنه لن يصوت الى جانب الائتلاف الحكومي، وكتب على حسابه في تويتر انه سينفذ التزامه، مضيفا»كما أعلنت، وبعد ان خضع رئيس الحكومة، للأسف، للإرهاب والعنف واتخذ قرارا خطيرا يمس بأمن اسرائيل، فإنه لا يمكنني التصويت مع الائتلاف».
وهاجمت نائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي (الليكود) قرار إزالة البوابات، وقالت للقناة الثانية إن هذا قرار خاطئ. وأضافت»لا أوافق مع المجلس الوزاري. تركيب البوابات الإلكترونية هو خطوة مشروعة. من يريد إشعال الأرض يستخدم كل ذريعة».
وتجاوزتهم النائبة شولي معلم (البيت اليهودي) في وصف الواقع الراهن بقولها «جعلونا نركع، قرار المجلس الوزاري صعب وكلنا سنتأسف عليه. الفلسطينيون، بما في ذلك الحركة الإسلامية، اثبتوا لأنفسهم بأنه يمكن تحقيق إنجازات بواسطة الشغب والإرهاب. وفوق هذا كله يوجد هنا إعلان بأننا لسنا السيادة في جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف) – المكان الذي بسببه أقيمت دولة اليهود هنا بالذات وليس في اوغندا». وأشارت الى أن وزراء البيت اليهودي في المجلس الوزاري، والوزير زئيف الكين، فهموا معنى إزالة البوابات فعارضوها، لكنهم للأسف كانوا في موقف أقلية».

الأردن بحاجة لنا

وقال النائب افي ديختر، رئيس لجنة الخارجية والأمن (ليكود) للقناة الثانية إنه «يجب التمييز بين» الهيكل» وبين المسجد الأقصى. مستخدما التهديد والوعيد تابع ديختر، نائب متطرف ورئيس سابق لجهاز المخابرات «الشاباك» «سنحول الجبل الى منطقة عقيمة. من لا يريد الخضوع للفحص لدى دخوله الى جبل الهيكل، سيضطر الى الصلاة في مكان آخر». وقال بلغة استعلائية أيضا، إنه يسره، قيام رئيس الشاباك بإعادة طاقم السفارة من الأردن. اعتماد الأردن علينا أكثر من اعتمادنا عليهم».
وقال رئيس حزب العمل، افي غباي، لراديو اسرائيل إنه يدعم قرار المجلس الوزاري، موضحا ان اسرائيل لا يمكنها الوصول الى وضع يقوم خلاله ثلاثة «مخربين» بتغيير سياستها».
وواصل رئيس حزب «يوجد مستقبل» المعارض النائب يئير لبيد انتقاداته للحكومة، وقال على صفحته في الفيسبوك إنه يصعب احترام «سلوك القيادة السياسية منذ العملية الأولى في الحرم. لقد كان زئبقيا، غير مهني، وغير خال من المعايير الحزبية». وأضاف «لا يمكن لقرار كقرار تركيب البوابات الإلكترونية ان يتم اتخاذه خلال نقاش هاتفي متسرع فقط لأن رئيس الحكومة يجب ان يسافر الى الخارج. أفهم الحاجة الحزبية للقول من على درج الطائرة «وجهت» و»أمرت»، لكن هذا ليس بديلا للنقاش المنظم مع كل الجهات المهنية حول الطاولة». منبها الى ان النقاش حول بدائل عملية كالكاميرات الذكية لا يمكن ان يبدأ بعد عشرة أيام، ويرى انه كان يجب طرح البدائل على الطاولة منذ اللحظة الأولى للعملية في الأقصى».

فاقد البوصلة

كما كان متوقعا حمل رئيس الحكومة السابق ايهود باراك على الحكومة ورئيسها، وكتب على صفحته في الفيسبوك، ان هذا المجلس الوزاري «فاقد للبوصلة، ولا ينشغل بأمننا وإنما بالانتخابات الداخلية القادمة في اليمين، وربما، أيضا، بحرف الأنظار عن التحقيقات القريبة». وتساءل: «هل هناك شخص واحد يعتقد أننا نتمتع بكرامة أكبر بعد كل هذا التراجع؟». مشددا على أن القرار المتسرع بتركيب البوابات الإلكترونية، وبعد ذلك إيصالها الى رتبة القدسية في جلسة المجلس الوزاري، فقط من إجل إزالتها بعد صفعتين من الواقع – الأولى في حمليش والثانية في عمان».

الجهاز الأمني

الى ذلك قال مسؤول رفيع شارك في اجتماع المجلس الوزاري الذي تقرر خلاله إزالة البوابات الإلكترونية والكاميرات عن مداخل الحرم القدسي، واستبدالها بكاميرات ذكية، إنه جرى خلال الاجتماع نقاش بين عدد من الوزراء ورئيس الحكومة نتنياهو وممثلي الشاباك والجيش، حول ما إذا يجب أيضا إزالة الكاميرات التي تم تركيبها في الأيام الأخيرة مع البوابات الإلكترونية.

خطوة مهمة للأمن

من جهته قال النائب عوفر شيلح (يوجد مستقبل) إنه «يمكن الحفاظ على السيادة والتصرف بحكمة» داعيا القيادة السياسية «للإصغاء للشاباك».
في المقابل أوصى ممثلو الجيش والشاباك بإزالة البوابات والكاميرات، وأكدوا انه طالما لم يتم إرجاع الوضع الى ما كان عليه قبل العملية التي قتل خلالها شرطيان، فإن الأوقاف والفلسطينيين والأردنيين سيواصلون الادعاء بأنه تم خرق الوضع الراهن ولن تهدأ الأمور.
ويعبر عن ذلك رئيس «الشاباك» نداف أرغمان بقوله إن إزالة البوابات الإلكترونية والكاميرات من الأقصى خطوة مهمة لصالح أمن إسرائيل وسكانها. ويرى بقرار المجلس الوزاري المصغر بإزالتها خطوة على المسار الصحيح. وأوضح خلال حديثه لمقربين منه، أنه في ظل التوتر والأحداث وعلى خلفية التعقيدات التي نشهدها والحساسية حول الأقصى، فإن قرار المجلس الوزاري المصغر كان صائبا، ويسعى للموازنة بين وجهات النظر والاعتبارات الكثيرة والمعقدة، وهو القرار الأفضل لأمن إسرائيل وسكانها.

دعوة للاعتذار

وبحسب «يديعوت أحرونوت» فإن رئيس «الشاباك» يجزم بأن نجاحه بالتوصل إلى صفقة وحل المشكل مع عمان ينبع من التعاون الوثيق بين إسرائيل والسلطات الأردنية والمتواصل منذ سنوات طويلة، ويعتمد على علاقات وثيقة ووطيدة وعميقة بينهما. ويواصل عدد كبير من المعلقين والمحللين الإسرائيليين توجيه انتقادات لاذعة لحكومة نتنياهو واتهامها بالتسرع والاستخفاف والرعونة متماثلين مع النقد المذكور للمعارضة.
ودعا النائب العربي في حزب «ميرتس» المعارض عيساوي فريج رئيس الحكومة للاعتذار علانية للأردن ولعائلتي القتيلين في حادثة السفارة وتسديد تعويضات لهما.
يشار الى أن إسرائيل تنوي دفع تعويضات لعائلة الطبيب الأردني، بشار حمارنة، بحسب صحيفة «معاريف» أمس، التي توضح أن اتصالات أولية تجري في هذا الشأن، ألمح فيها ممثلو إسرائيل أمام نظرائهم الأردنيين الى أنهم سيدرسون بشكل إيجابي هذه الإمكانية فور انتهاء الأزمة، وعودة موظفي السفارة إلى إسرائيل، وبضمنهم حارس السفارة الذي أطلق النار الذي قالت إسرائيل، أمس، إنها ستبدأ التحقيق معه وذلك غداة «احتفالات» اليمين بعودته.
وكتبت الصحيفة أن حمارنة هو صاحب المبنى المؤجر للسفارة، وأن اتفاقية الاستئجار قد وقعت قبل سنوات كثيرة، مضيفة أن علاقة موظفي السفارة بالطبيب كانت جيدة.
يشار في هذا السياق أنه في عام 1997 دفع الأردن تعويضات، بأمر مباشر من الملك حسين الراحل، لعائلة سبع إسرائيليات قتلن على يد جندي أردني في منطقة مجامع النهرين في الغور. كما وصل وقتها العاهل الأردني الراحل في زيارة خاصة إلى إسرائيل، واجتمع خلالها مع عائلات القتيلات الإسرائيليات، واعتذر عما حصل، وأصدر تعليمات بدفع تعويضات.

الأوقاف: نريد عودة الأمور لما قبل 14 تموز

من جهتها تؤكد الأوقاف الإسلامية رفضها حل الكاميرات الذكية، وتؤكد إصرارها على فتح الحرم أمام المصلين بحرية تامة كما كان قبل 14 يوليو/ تموز الحالي. كما كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال إنه لن يطرأ أي تغيير على موقفنا طالما لم يتم إرجاع صورة الأوضاع في المسجد الأقصى ومحيطه الى ما كانت عليه قبل 14 تموز».

خلافات في إسرائيل حول فكّ البوابات الإلكترونية ودعوة نتنياهو للاعتذار للأردن

وديع عواودة

سياسيون يهاجمون مؤتمر السيسي: آلاف الشبان في السجون ومختفون قسريا

Posted: 26 Jul 2017 02:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: هاجم سياسيون ومعارضون مصريون المؤتمر الوطني الدوري للشباب، الذي يحضره الرئيس عبد الفتاح السيسي، معتبرين أنه بلا جدوى في غياب الرؤى المعارضة وخصوصا من الشباب، الذي يعاني العشرات منهم من الاعتقال والاختفاء القسري والتصفية الجسدية خارج إطار القانون.
وقال رئيس حزب «مصر القوية»، عبد المنعم أبو الفتوح، في تغريدات على موقع «تويتر» أمس الأربعاء، إن «استمرار التصفية الجسدية للشباب المختفين قسريًا أو أثناء القبض عليهم بحجة حدوث اشتباكات من دون تقديمهم للعدالة، يخدم الإرهاب ويعرض الوطن لمزيد من الخسائر».
كذلك، وجه رئيس حزب الإصلاح والتنمية، محمد أنور السادات، تساؤلات لمنظمي مؤتمرات الشباب في مصر بالقول «لماذا يُمنع المعارضون من حضور مؤتمرات الشباب رغم أن الهدف منها هو الحوار مع الشباب من دون تصنيف؟».
وأكد السادات، في بيان أمس، بمناسبة الانتهاء من فعاليات المؤتمر الوطني الرابع للشباب، على أهمية تكرار مثل هذه اللقاءات والمؤتمرات بين الشباب والقيادة السياسية، على أن يراعى فيها تكافؤ الفرص من حيث التمثيل الجغرافي والمؤيدون والمعارضون بشكل عادل وشفاف.
وتابع: لأن الهدف هو الحوار مع الشباب بوجه عام من دون تصنيف أو تحيز، ما كان يجب منع البعض من النواب الشباب المحسوبين على تيار المعارضة من حضور المؤتمر الرابع وعرض أفكارهم وآرائهم، مشيرا إلى أن مثل هذه الممارسات لا تصب في صالح الدولة.
وأضاف: «إننا بذلك نسير على خطى وأخطاء الماضي، من دون الاستفادة أو الاتعاظ منها، ففي النهاية كلنا أبناء هذا الوطن نحبه ونسعى لبنائه وتنميته والحفاظ عليه»، وطالب بإعادة النظر فى مواقف الشباب داخل السجون سواء المحبوسين احتياطيا أو من صدرت في حقهم أحكام نهائية، أو المختفين قسريا على خلفية قضايا سياسية، وذلك نظرا لعدم دقة التحريات وتضارب البيانات الصحافية وعدم مصارحة وزارة الداخلية للرأي العام بحقيقة هذه الوقائع، مما يثير الغضب والشعور بالمظلومية ويشكك في حقيقة الاتهامات المنسوبة إليهم.
وأشار السادات إلى أهمية اتخاذ الدولة خطوات جادة وسريعة لاحتواء هؤلاء الشباب، خصوصا مع تزايد عددهم الذي يكاد يصل للآلاف، حتى وإن تجاوز بعضهم أو ارتكب أخطاء بدافع الحماس والغيرة على وطنه، وحتى لا يُترك فريسة لبعض الأفكار المسمومة التي تصل إليه داخل أماكن احتجازه، ومن ثم يخرج شباب أصابهم سهام الظلم والكراهية فيفقد الأمل والانتماء لوطنه.
كما انتقد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية في مصر، عبود الزمر، هيمنة الشباب الموالي للسلطة على جلسات «مؤتمر السيسي» وغياب أي صوت معارض باعتبار ذلك تجاهلا لقطاع معتد به من الشعب المصري.
ونبه في تصريحات صحافية محلية من أنه «من الأهمية بمكان أن تلتقي القيادة السياسية مع مؤيديها والمتفقين مع توجهها الفكري والسياسي، ولكن الأكثر أهمية يتمثل في الاستماع للرأي المعارض، فالقيادة وإن لم تستفد من إيجابيات هذه الآراء المعارضة، فمن المؤكد أنها ستتفادى الكثير من السلبيات».
ووضع رؤية موازية لمؤتمر الشباب الذي عقد في الإسكندرية وانتهت فعالياته أمس، تتضمن عددا من الأطروحات الواجب على النظام السياسي الوفاء بها «إذا أٌريد لهذا الوطن أن يتجاوز الصعوبات والتحديات التي تواجهه»، مشددا على ضرورة تضمين هذه الأطروحات ضمن بيان التوصيات الخاصة بالمؤتمر.
وشدد على أهمية المصالحة الوطنية الشاملة ضمن توصيات المؤتمر، حتى تنتهي النزاعات، ويتفرغ الجميع لمشروع التنمية المستدامة والقادرة على إنقاذ سفينة الوطن الغارقة.
واتفاقا مع سابقيه من السياسيين والمعارضين، لفت الزمر إلى أهمية رفع المظالم والإفراج عن السجناء والعفو عن كبار السن والمرضى، وإعادة ترتيب الأولويات، لتتقدم المشروعات ذات العائد السريع التي ترفع المعاناة عن كاهل المواطن، علاوة على ضرورة تأجيل أية إصلاحات يتحملها المواطن إلا بعد انخراط الدولة في حزمة من الإجراءات التنموية الموازية التي تضبط الأسواق وتوفر الغذاء.
وفي السياق، نظمت أمانة محافظة الجيزة في حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، مساء أول أمس الثلاثاء، حلقة نقاشية حول «اللحظة السياسية الراهنة ومستقبل الديمقراطية في مصر».
وتناول النقاش «حالة التضييق الأمني الشديد على الأحزاب السياسية، كمثال القبض على أمين تنظيم الحزب، إسلام مرعي، وتلفيق التهم له واحتجازه لأكثر من 40 يوما».
إلى ذلك، قالت حركة «شباب 6 أبر يل» المعارضة، إن «السيسي يتحدث عن الحوار من أجل بناء الوطن، فعليه أولا أن يطلق سراح كل المعتقلين من القوى السياسية المدنية وأن يفك الحجب عن المواقع المعارضة، كحُسن نية».
وهاجم الناشط السياسي حازم عبد العظيم، الذي كان أحد منسقي الحملة الانتحابية للسيسي قبل التبرؤ منها، الاختفاء القسري للشباب وتصفيتهم، وقال: «ألا يهتز ضمير السيسي ووزير الداخلية لكم الاختفاءات القسرية للشباب الذين تتم تصفيتهم بعدها بفترة».

سياسيون يهاجمون مؤتمر السيسي: آلاف الشبان في السجون ومختفون قسريا

مؤمن الكامل

الداخلية المصرية تعلن مقتل 4 من «حسم» في الجيزة

Posted: 26 Jul 2017 02:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلنت وزارة الداخلية المصرية، أمس الأربعاء، مقتل 4 من عناصر حركة «حسم» في مدينة 6 أكتوبر.
وقالت مصادر أمنية إن قوات الأمن في محافظة الجيزة، داهمت شقة يقيم بها 4 عناصر في منطقة « 6 أكتوبر»، تابعين لحركة حسم الإرهابية، وإنه أثناء القبض على المتهمين ووقع تبادل لإطلاق الرصاص، ما أسفر عن مقتل العناصر الإرهابية.
وحسب مصدر أمني، تم التحفظ على أسلحة نارية، وذخيرة خاصة بالمتهمين، وإن القتلى في الاعتداء كانوا متهمين بالتورط في الهجوم الذي شهدته قرية أبو صير قرب مدينة البدرشين الذي أسفر عن مقتل عدد من أفراد الشرطة.
وفرضت قوات الأمن طوقاً أمنياً على موقع الحادث في منطقة مساكن أبو الوفا في مدينة 6 اكتوبر.
وأوضح المصدر أن أجهزة الأمن تمكنت من تحديد مكان إقامة المتهمين بعد إلقاء القبض على 4 عناصر آخرين من الحركة نفسها في الجيزة، مستطردا أن القتلى كانوا يخططون لتنفيذ عملية إرهابية جديدة تستهدف أفراد الشرطة، بواسطة الأسلحة النارية التي كانت بحوزتهم التي استخدموها ضد رجال الأمن.
وانتقل فريق من النيابة العامة وخبراء الأدلة الجنائية لإجراء المعاينة التصويرية في موقع مقتل 4 مسلحين تبادلوا إطلاق النار مع قوات الشرطة في مدينة 6 أكتوبر.
وأجرى خبراء المعمل الجنائي عمليات رفع فوارغ الطلقات؛ لبيان نوع الأعيرة و مضاهاتها بالفوارغ المُحرّزة بأعيرة الطلقات التي تم تحريزها من موقع الهجوم على «كارتة» العياط، الذي أسفر عن استشهاد ضابطين ومجند من القوات المسلحة، لبيان مدى تطابقها من عدمه، والهجوم على سيارة شرطة في البدرشين يوم 41 يوليو.
وقال مصدر أمني مسؤول في قطاع أكتوبر، إن معلومات وردت لقطاع الأمن الوطني باختباء عناصر مسلحة داخل شقة بدائرة قسم ثان أكتوبر، وإنهم بصدد التجهيز لعملية إرهابية جديدة. وأضاف المصدر، في تصريحات لمصراوي، أن مأمورية بمشاركة العمليات الخاصة طوقت المكان، وفور استشعار المتهمين، بادروا بإطلاق الرصاص صوب رجال الشرطة، فبادلتهم القوات بإطلاق الأعيرة النارية، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص، عُثر بحوزتهم على 4 أسلحة نارية، وكمية من الذخيرة.
ويأتي ذلك، بعد يومين، من إعلان وزارة الداخلية المصرية مقتل 8 مسلحين في مواجهات مع الشرطة، قرب محافظة الفيوم التي شهدت عملية إرهابية أخيرا راح ضحيتها مجند وأصيب 3 آخرون.
وقالت الوزارة في بيان إن قواتها قتلت 8 وصفتهم إرهابيين من حركة «سواعد مصر» المعروفة اختصارا باسم «حسم»، ضمن جهودها في ملاحقة عناصر الحركة، التي تتهمها بأنها الجناح المسلح لـ»جماعة الإخوان المسلمين»، وتحديد أوكارهم التنظيمية التي يتخذونها مأوى لهم ومنطلقا لتنفيذ أعمالهم العدائية.
وبيّنت أن «معلومات مؤكدة توفرت لقطاع الأمن الوطني تفيد اضطلاع قيادات حركة حسم، عقب إجراءات الملاحقة التي شملتهم خلال الفترة الأخيرة وأسفرت عن ضبط ومصرع بعضهم في مواجهات أمنية، بتطوير استراتيجيتهم من خلال استقطاب عناصر شبابية جديدة وإخضاعهم لدورات تدريبية مكثفة في إحدى المناطق الصحراوية في نطاق محافظة الفيوم، على استخدام مختلف أنواع الأسلحة والدفاع عن النفس وأمن الهواتف والاتصالات، تمهيداً للقيام بسلسلة من العمليات الإرهابية».

الداخلية المصرية تعلن مقتل 4 من «حسم» في الجيزة

تامر هنداوي

موقف أردوغان من أحداث الأقصى يشعل أزمة دبلوماسية مع إسرائيل ويعيد مساعي التطبيع للمربع الأول

Posted: 26 Jul 2017 02:26 PM PDT

إسطنبول – «القدس العربي» : بدأت بوادر أزمة دبلوماسية جديدة تلوح في الأفق بين تركيا وإسرائيل، وذلك على خلفية التصريحات الحادة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد دولة الاحتلال، على خلفية أحداث المسجد الأقصى الأخيرة، ووصف المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية لها بـ»السخيفة»، واعتبار الخارجية التركية لهذا الرد «تجاوزاً للحدود».
ويبدو أن الموجة الجديدة من التوتر والتصعيد الدبلوماسي بين أنقرة وتل أبيب ستؤثر سلباً على جهود إعادة تطبيع العلاقات المستمرة منذ أشهر، وذلك عقب سنوات من القطيعة على خلفية الهجوم الإسرائيلي على سفينة المساعدات التركية التي كانت متوجهة إلى غزة، ما يضع احتمالات عودة التوتر بين البلدين إلى المربع الأول.
ومنذ تصاعد الأوضاع في المسجد الأقصى بسبب قرار إسرائيل تركيب بوابات إلكترونية على مداخل الحرم القدسي، أدانت تركيا بشدة على لسان كبار مسؤوليها إسرائيل، وأطلق أردوغان أشد تصريحاته، الثلاثاء، عندما اتهم دولة الاحتلال بالسعي لسرقة الأقصى من المسلمين، وهو ما أغضب الحكومة الإسرائيلية.
وفي خطاب أمام الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم، قال أردوغان إن ما تقوم به إسرائيل حاليا هو محاولة لأخذ المسجد الأقصى من أيدي المسلمين، مشدداً على أن بلاده «لن تقبل أبداً أن تقوم إسرائيل بمعاملة المصلين كالإرهابيين واستمرار إعاقة وصول المسلمين للمسجد الأقصى». واعتبر أنه «إذا كان الجنود الإسرائيليون اليوم يدنسون بشكل صارخ باحة المسجد الأقصى بأحذيتهم، ويسفكون دماء المسلمين، متذرعين بحوادث بسيطة، فإن سبب ذلك هو عدم مساندتنا للأقصى بما يكفي».
وأمس، جدد أردوغان اتهام إسرائيل بأنها تعمل على تغيير الهوية الإسلامية لمدينة القدس «مستمدة قوتها من تشتت المسلمين». وطالب إسرائيل باحترام حرية العبادة وفتح الأقصى في وجه مسلمي العالم، معتبراً أن «إزالة إسرائيل للبوابات الإلكترونية خطوة صحيحة ولكنها غير كافية».
الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية اعتبر أن تصريحات أردوغان «من نسج الخيال ولا أساس من الصحة»، كما أطلق عليها وصف «سخيفة»، وقال: «أيام الإمبراطورية العثمانية قد ولت.. من كان بيته من زجاج فلا ينبغي عليه أن يرشق الآخرين بالحجارة»، كما دعت الخارجية أردوغان إلى «التعامل مع المشاكل والصعوبات التي تواجهها تركيا».
واستمرارا لمسلسل التصعيد، اعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو أن «الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية قد تجاوز حدوده»، مؤكداً أن على إسرائيل أن تعلم جيداً أن «فترة حكم الدولة العثمانية لمدينة القدس شهدت ازدهاراً في احترام جميع الأديان والمذاهب»، وأن محاولات إسرائيل لإنكار حقيقة احتلالها للقدس لا تعود بالنفع على السلام والاستقرار في المنطقة.
وإلى جانب الحكومة، رفعت الأحزاب التركية حدة انتقاداتها لدولة الاحتلال، ففي حين طالب زعيم المعارضة التركية إسرائيل باحترام حرية العبادة ووقف انتهاكاتها في القدس، قال زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشيلي إن إسرائيل تقوم بأعمال تفوق في بشاعتها ما تقوم به المنظمات الإرهابية.
وكان أردوغان قد صرح في بداية الأزمة أن تواصل الإجراءات الإسرائيلية في المسجد الأقصى يمكن أن يؤثر سلباً على العلاقات بين البلدين.
وتتواصل في العديد من المحافظات التركية مظاهرات منددة بالإجراءات الإسرائيلية في الأقصى بعد مسيرة ضخمة شهدتها إسطنبول، الجمعة الماضية، وتخللتها شعارات معادية لدولة الاحتلال ومطالبات بطرد السفير الإسرائيلي الذي عاد قبل أشهر لأنقرة بعد سنوات من القطيعة.
ووردت أنباء غير محددة عن اعتداءات محدودة أو محاولات اعتداء تعرضت لها أماكن عبادة يهودية في تركيا، لكن كبار المسؤولين الأتراك أكدوا أن بلادهم لن تسمح بحصول هذه الأمور، وأنها تحافظ على حرية العبادة بأمان لجميع الأديان والطوائف.
وكانت بعض وسائل الإعلام التركية قد تحدثت عن قرار إسرائيلي بإغلاق السفارة في العاصمة التركية أنقرة، لكن هذه الأنباء لم يجر تأكيدها من مصادر تركية أو رسمية إسرائيلية.

موقف أردوغان من أحداث الأقصى يشعل أزمة دبلوماسية مع إسرائيل ويعيد مساعي التطبيع للمربع الأول

إسماعيل جمال

الأردن: سياسيون ونواب يبدون الاستياء من نقل إسرائيلي قتل مواطنين إلى بلده

Posted: 26 Jul 2017 02:26 PM PDT

عمان – «القدس العربي» : كتب مروان المعشر الوزير الأردني الأسبق، رداً على تعليق ورد في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، «عندما يقرر كوشنر لا يمكن ان نقول له لا»، وتابع: «آسف، لست فقط لا أوافق لكن سجلاتنا التاريخية تقول شيئاً مختلفاً»، في إشارة إلى قبول المملكة نقل إسرائيلي قاتل المواطنين الأردنيين إلى بلده.
المعشر، الذي يعتبر من رموز عملية السلام واتفاقية وادي عربة، وشغل منصب أول سفير للأردن في إسرائيل، عبر عن استغرابه بسبب المبالغة في الاستهانة بكرامة الأردنيين وبهيبة دولتهم، ما يبين أن ارتدادات حادثة مقر السفارة الإسرائيلية لا تشمل الشارع فقط بل وايضاً نخبة عريضة من السياسيين. حتى وزير الخارجية الأسبق، عبد الإله الخطيب كانت له ملاحظة في السياق خلال جلسة مغلقة مع باحثين وسياسيين.
معنى ذلك، أن إدارة ملف الحارس الإسرائيلي القاتل، كانت اسوأ بكثير من توقعات شخصيات قريبة من تفكير الإدارة الأمريكية بصرف النظر عن الشروحات والتفاصيل.
ويسأل أحد أفراد عائلة الحمارنة التي فقدت ابنها في حادثة السفارة، المستشار ميشيل الحمارنة، وهو الذي كان في السابق مدير مكتب الأمير حسن، عن الأسباب التي منعت صديقه الشخصي، رئيس الوزراء الحالي هاني الملقي من الاتصال به ولو بغرض الاسـتفسار أو تقديم التـعزية بابن عـمه الدكتور بشـار الحـمارنة، الذي قتلــته رصـاصة الحـارس الإسـرائيلي.
الملقي غائب تماماً عن واحد من أكثر المشاهد تعقيداً في الشارع الأردني ، فهو حتى الآن لم يظهر في الإعلام، للحديث عن القضية.
رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، يحاول حماية ظهر الحكومة والدولة، وتقديم شروحات معتدلة تحتوي التصعيد.
كذلك، فإن النائب، صداح الحباشنة، صرخ بانفعال، تعليقاً على الحادثة: «نحن لا نستحي»، فيما زميله خالد الفناطسة، بدا منفعلاً جداً وهو يصرخ رداً على تهاون الحكومة بدم الأردنيين
أما رئيس مجلس النواب الأسبق والمشرع الأبرز في البرلمان، ووزير العدل الأسبق عبد الكريم الدغمي، فقد بكى خلال اجتماع رسمي بسبب « الهوان الذي وصلنا له كأردنيين «.
مقابل كل ذلك، ثلاثة من الوزراء يظهرون للمرة الأولى بعد ثلاثة أيام في مؤتمر صحافي. وزير الخارجية أيمن الصفدي يقدم معلومات شحيحة. ووزير الداخلية غالب الزعبي يعمل على «الاحتواء المحلي»، في حين يتجنب ووزير الاتصال محمد مومني قدر الإمكان التعليق، ومثله يفعل ووزير الدولة للشئون القانونية بشر الخصاونة.
وتولى الصفدي المسألة في بعدها الدبلوماسي، مهتماً بالإشارة إلى أن الأردن وحده مع السلطة الفلسطينية في مواجهة إسرائيل في أزمة الأقصى .
وفي موازاة ذلك، أمطر أسرائيليون، الأردن، دولة وشعباً، بسلسلة من الرسائل الإعلامية المستفزة جداً، والتي تثبت بأن قصة العلاقة مع دولة الاحتلال ليست أكثر من «كذبة أو وهم»
لا توجد بشكل عام، قناعة، بأن الحكومة الأردنية لم تكن تملك خيارات بسبب الحصانة الدبلوماسية التي يفترض أن الحارس القاتل يتمتع بها.
البرلماني والقانوني، مبارك أبو يامين، يقول لـ «القدس العربي»: «توجد خيارات»، مضيفاً : «يوجد ما هو أهم حيث غادر القاتل بعد نحو 30 ساعة فقط من ارتكاب جريمته، وهو وقت لا يسعف وزير الخارجية الصفدي عند الحديث عن استنفاذ الخيارات، فيما كان ينبغي على شريك السلام أن ينفذ حصته من اتفاقية جنيف ويشرع بمحاكمة القاتل».
وما زاد من استفزاز الشارع الأردني أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لم يقف عند محطة تهنئة القاتل هاتفياً بعد دقيقتين من عبوره الجسر الفاصل على نهر الأردن، بل استقبله بفرح في اليوم التالي.
خبير سياسي، يعتبر أن «ملخص المكالمة الهاتفية بين نتنياهو والحارس القاتل كان جاهزاً وباللغة العربية، وتم بثه بشمل متقصد بعد دقائق فقط من عبور الحارس القاتل».
ويبين أن «مثل هذا التصرف استخباراتي وأمني بامتياز ومنظم جداً، وبالتالي مقصود ولا ينجم عن اجتهاد سياسي أو بيروقراطي»، مقترحاً «البحث عن الهدف» .

الأردن: سياسيون ونواب يبدون الاستياء من نقل إسرائيلي قتل مواطنين إلى بلده

بسام البدارين

تمشيط جرود عرسال مهمة «حزب الله» الصعبة

Posted: 26 Jul 2017 02:25 PM PDT

بيروت – «القدس العربي»: تواصلت، أمس الأربعاء، عملية «حزب الله» وجيش النظام السوريّ في منطقة القلمون الغربي، وفي مناخ من «توحيد الرواية المهيمنة» على الإعلام اللبناني.
يمرّ هذا المناخ من قناة وحدة «الإعلام الحربي» في «حزب الله»، التي تزوّد وسائل الإعلام المحلية بالمادة اللازمة، والتي تزاول الحرب النفسية في نفس الوقت ضدّ مسلّحي «فتح الشام»، كمثل الإعلان في أوّل يوم للقتال أنّ مسؤول «هيئة تحرير الشام» في منطقة القلمون الغربي أبو مالك التلي قتل، وفي اليوم الثاني أنه يفاوض للاستسلام، ولاحقاً أنّه هرب من أرض المعركة.
وإذا كان الإعلام الحربي لـ «حزب الله» قد اهتم بإبراز سيطرة مقاتلي الحزب على أبرز المرتفعات في المقلب اللبناني من القلمون الغربي، الأمر الذي يعني نجاحه في الهجوم، فإنّ نجاحه في تقويض تركيبة «فتح الشام» في هذه المنطقة رهن بتمكّنه من السيطرة على الأودية والمغاور حيث المفترض أنّ أغلب المسلّحين قد تحصنوا فيها أو تواروا، وحيث من السهل لهم لاحقاً أن ينتقلوا إلى مناطق أخرى من سلسلة جبال لبنان الشرقية.
سارع الحزب لإعلان النصر منذ اليوم التالي لبدء المعركة، وسارع الإعلاميون المتحمسون له للتحريض ضد كل من لم يسرع بالاعتراف بهذا النصر «بلا كيف».
المشترك في كل هذا، فصل المعركة الدائرة في القلمون الغربي عن المسار العام للحرب السورية، وإغفال كون «فتح الشام» كياناً مسلّحاً متمدداً على مناطق مختلفة من سوريا، وليس مجموعة مقطوعة عن الداخل السوري في الجبال، ولا يمكن الذهاب بعيداً في مقارنته، لأجل ذلك، لا بحالة «فتح الإسلام» في نهر البارد، ولا بحالة الشيخ أحمد الأسير في صيدا.
في القلمون الغربي، نحن أمام مساحة ترابية وعرة، وطبيعة جرداء قاحلة، لكنها أيضاً مساحة متحركة، تسهل فيها السيطرة الهجومية على المنطقة، من قبل قوات ذات كفاءة قتالية وتقنية عالية مثل مقاتلي «حزب الله»، معتمدين على مدفعيتهم، وعلى مدفعية وطيران الجيش السوري. لكن يصعب في الوقت نفسه «تمشيط المنطقة»، والاحتفاظ بها ساكنة وتحت السيطرة لفترة طويلة، الأمر الذي يفترض على أقل تقدير فرض قوات دائمة لـ»حزب الله» في هذه البقعة الجردية، بدلاً من توظيف هذه القوات في معاركه الدائرة رحاها في طول وعرض سوريا.
وسط كل ذلك، ظهر مناخ مؤات لحملة «حزب الله» العسكرية بفعل الإجماع الشيعي، والقبول المسيحي، والتضعضع السنّي، لكن هذا المناخ المؤاتي شعبياً وسياسياً واعلامياً ما لبث ان تقلّص في الأيام التالية.
تقلص، من أسبابه الشراهة التي أظهرها أنصار الحزب في البحث عن توظيف انتصارهم قبل أن يتبلور بشكل واضح، لانتزاع أوراق اضافية في التركيبة الداخلية.
وكذلك، عودة التوتر للعلاقة بين «تيار المستقبل» و «حزب الله»، على خلفية طلب الأول توسيع نطاق القرار 1701 ليشمل المنطقة الحدودية مع سوريا أيضاً، رافضاً إعطاء شرعية لعملية حربية لم تحظ لا بإيعاز الحكومة ولا بمناقشة داخلها.
البلد كله في حالة ترقب لإمكانية ارتفاع حدة التوتر بين مكونات الحكومة الواحدة، كما للجولة الثانية من الحرب، ذلك أن المجموعة المحسوبة على تنظيم «الدولة الإسلامية» تمسكت بمساحة ترابية أكبر من تلك التي تستولي عليها «فتح الشام»، وقد تكون أعطت الوقت الكافي إما للتجهز للمعركة وإما للانزواء أو ترك هذه البقعة.
يجدر الإيضاح هنا، أن المجموعات المسلحة في القلمون الغربي وجرود عرسال ورأس بعلبك ورغم انضوائها ضمن «النصرة» و»الدولة الإسلامية»، لكنها مختلفة عن طبيعة التنظيمين في المناطق الأخرى من سوريا. ففي هذه المناطق الحدودية اللبنانية – السورية، تشكلت هذه المجموعات من نماذج ثلاثة: مقاتلو الثورة السورية في القصير ويبرود وغيرها، الذين رفضوا الاستسلام أو الابتعاد عن المناطق التي هجروا منها، وأرادوا البقاء على مقربة منها. والجهاديون القادمون بتفكير أيديولوجي وبرغبة لتوسيع رقعة الصراع بإتجاه لبنان. والمهربون الذين استفادوا لعقود من انتفاء الحدود بين لبنان وسوريا والذين يتقنون الطرق السرّية في هذه المرتفعات. هذا الثلاثي لا يمكن اختزاله في معادلة واحدة أو وصفة واحدة.
ما سبق، يجعل من مهمة تمشيط هذه المنطقة أصعب بكثير من السيطرة على مداخلها الأساسية ونقاط ارتفاعها الأكثر مشهدية.

تمشيط جرود عرسال مهمة «حزب الله» الصعبة

وسام سعادة

القيادة العسكرية للنظام السوري تعلن خريف ميليشياتها الرديفة

Posted: 26 Jul 2017 02:25 PM PDT

دمشق – « القدس العربي» : كشف قائد مركز الدفاع الوطني في حمص أبو علي خلدون، عن احتدام الصراع بينه وبين الأمانة العامة للدفاع الوطني في دمشق، التي اتهمت القطاعات والميليشيات التابعة لها في محافظة حمص بـ «التمرد والاخلال بالأمن»، على خلفية حملة احتجاجية كانت قد أطلقتها الميليشيات المحلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي «الفيسبوك».
الحملة، جاءت بناء على تجميد رواتب الدفاع الوطني وقطع مرتبات وتعويضات قتلاها ومصابيها، بعد سنوات من القتال تحت مسمّى «القوات الرديفة» التي كانت قد حلت محل «الجيش النظامي» في كثير من الجبهات بالتزامن مع انفرط عقد «القوات الحكومية» لصالح الميليشيات المحلية أو الأجنبية على اختلاف مسمياتها.
الصراع المحموم بين قيادة النظام العسكرية والميليشيات المحلية الرديفة لها، جاءت على خلفية اتخاذ النظام قراراً بسحب البساط من ميليشيات الدفاع الوطني، ولي ذراع الميليشيات الموالية التي اضطر النظام إلى الاستعانة بها لمساندته في قمع الثورة منذ ولادتها، وذلك بعد «ربيع» أكسبهم قوة وميزات توزاي أو تفوق في كثير من الأصعدة القوات النظامية. إلا أنها ومع مرور السنوات واغراق تلك الميليشيات بالمال والسلطة، بات النظام عاجزاً عن كف يدها وتحجيم دورها بالتزامن مع تضائل الحاجة اليها، مقابل الاعتماد على القوات الإيرانية وميليشياتها الشيعية. فعمد النظام إلى تجميد عمل عناصر الدفاع الوطني بالرغم من حمايته لها طيلة سنوات الثورة الست، ولعل اهم تلك الإجراءات، سحب البطاقات الأمنية من كامل عناصر الدفاع الوطني، بهدف طي ملف اعباءهم.
وكانت الأمانة العامة للدفاع الوطني في محافظة حمص قد جمدت الدعم المالي والمرتبات الشهرية المخصصة لعناصر ميليشيات الدفاع الوطني، وتعويضات الجرحى وذوي القتلى، في سابقة هي الأولى من نوعها ومن دون سابق انذار، في إشارة إلى انهاء عمل المؤسسة ولجانها الشعبية، وذلك بالتزامن مع الانتهاء من تهجير أهالي مدينة حمص إلى مناطق سيطرة المعارضة.
وعلى إثر ذلك أطلق مسلحو الدفاع الوطني نداءات استغاثة إلى رأس النظام السوري بشار الأسد، لثني الأمانة العامة عن القرار، لما فيه من قطع رواتب شبيحة حمص وتضرر أهالي القتلى.
وجاء في إحدى هذه الرسائل: «برسم السيد الرئيس بشار الأسد عشرات الرسائل وصلتنا من جرحى وذوي شهداء ومقاتلي الدفاع الوطني الرديف الأول للجيش العربي السوري الذي صمدوا 6 سنوات وكان لهم الفضل في تحرير أغلب مناطق حمص وتأمين طوقها بشكل كامل وقدموا آلاف الشهداء والجرحى، فبأي حق تقوم الأمانة العامة للدفاع الوطني بقطع رواتب العناصر وذوي الشهداء والجرحى وكأن هناك نية مبيتة لإنهاء هذه المؤسسة التي أحبطت مخططاً كبيراً لتقسيم سوريا يدها بيد الجيش السوري، وبالتالي تشكيل خطر كبير على حمص التي تمثل قلب سوريا، فهل الحرب انتهت ياسادة».
وفي مناشدة أخرى أطلقها موالو حمص ونشرتها صفحات إعلامية يديرها مجندون لدى ميليشيات النظام جاء فيها: «ووردتنا رسائل من مقاتلين تتم مضايقتهم على الحواجز ومحاولة اهانتهم بحجة أوامر جديدة بسحب البطاقات علماً بأن مؤسسة الدفاع الوطني هي مؤسسة منظمة تنظيم عسكري دقيق قائم بكل أركانه والرديف الأول لجيشنا البطل».
القرار بتجميد أو بداية انهاء عمل ميليشيات الدفاع الوطني واجهه سيل من انتقادات الموالين للنظام السوري حيث عقب باسل تكروني المتطوع لدى الدفاع الوطني قائلاً «الأمانة العامة وما ادراك…بعيدة كل البعد عن اسمها شلة لصوص وحرامية ومتسلقين، صعدوا على دماء الشهداء والجرحى بهذه المؤسسة وخاصة حمص والكل بيعرف انو حمص هي قلب سوريا ولو سقطت كانت تقسمت البلد ولكن صمود شبابها مع الجيش حقق النصر للبلد، ماشبعتوا سرقة لعمه بعيونكن ولك في أطفال بدا تاكل ياقليلين الذوق، وك في أسر شهداء وفي جرحى بالأرض بدن يعيشوا، ولك لولا دمن منين حضرتك أنت وياه موجود بمكتبك، شباب الدفاع بحمص والأغلبية بتعرفني، التاريخ سجل وماحدا فيه يمحيه، هدول عم يحاولوا يكسروكن بأفعالن ماحدا فيه ينكر ببداية الأزمة لولا شباب حمص واندفاعن ووقوفن مع الجيش لكانت سقطت وسقطت معا سوريا، بالرصاص والدم ماقدروا علينا والحرب هلق بلقمة العيش…من اربع سنين لهلق مافي سنه ومابيسرقوا راتبين تلاته كل سنة..لقمة العيش وخاصة للي عندو اولاد بتذل…بس شو بدنا نعمل بدنا نتحمل…اخي المقاتل ممكن انت تترك وتشتغل وتأمن أسرتك بس أسرة الشهيد والجريح يلي نعطب هوووون المصيبة شو بدو يعمل».
أما تمام حديد علق: «بالنسبة للدفاع الوطني مو بس بحمص وبحماه كمان على أضرب ..ولا تسأل عن الرواتب يلي أكلوها على أصحابها».
وقال الناشط الإعلامي المعارض علي رحال، في لقاء مع «القدس العربي» إن: «ميليشيات الدفاع الوطني كما تُعرف اليوم، كانت معروفة لدى بقية مكونات الشعب السوري أي منذ عام 2011 باسم اللجان الشعبية، وأن الدفاع الوطني أو اللجان كانوا البوابة الفعلية والممر الحقيقي لبدء شرارة الحرب الأهلية في سوريا، والتي نجح النظام السوري عبر هذه الميليشيات بجعل الثورة السورية «حرباً أهلية بين السنّة والعلويين».
وأضاف: «هذه الميليشيات لم تقاتل على الجبهات فحسب، بل أنها قتلت من قتلته من السوريين طيلة الأعوام السابقة، ودمرت النسيج الاجتماعي السوري بشكل مرعب لمن بقي على قيد الحياة، سواء داخل سوريا أو خارجها، وما فعلته هذه الميليشيات ستعيشه الأجيال المقبلة بأقصى صوره، وترميم النسيج السوري قد يحتاج لعقود طويلة».
وزير دفاع النظام السوري، ونائب رئيس مجلس الوزراء، العماد فهد الفريج، كان قد قرر سحب البطاقات الأمنية للعناصر المتطوعة بشكل اسميّ فقط في ميليشيات الدفاع الوطني، مستثنياً البطاقات الأمنية الصادرة عن مكتب الأمن الوطني في دمشق.
وجاء في القرار «إلى كافة الجحافل والتشكيلات والإدارات والحواجز العسكرية، اعتباراً من تاريخه يتم سحب كافة بطاقات تسهيل الأمور وحمل السلاح من كافة الجهات العسكرية والمدنية وتتلف من قبلهم أصولاً، ويسمح باعتماد البطاقات الصادرة عن مكتب الأمن الوطني فقط لتسهيل المرور وحمل السلاح على الحواجز العسكرية، مرفقاً بالقرار بالمطالبة بالتعميم والعمل فيه منذ تاريخ 6 حزيران/ يونيو من العام الجاري».

القيادة العسكرية للنظام السوري تعلن خريف ميليشياتها الرديفة
سحبت من عناصرها البطاقات الأمنية وجمدت الدعم المالي وتعويضات الجرحى
هبة محمد

جوازات السفر المزورة أداة النظام السوري للضغط على معارضيه

Posted: 26 Jul 2017 02:24 PM PDT

حلب – « القدس العربي» – من عبد الرزاق النبهان: في خطوة تهدف إلى التضييق على معارضيه، عمد نظام الرئيس بشار الأسد، إلى تعميم 8 ملايين جواز سفر سوري على الانتربول الدولي بتهمة التزوير.
وأكد رئيس فرع الهجرة والجوازات، في حكومة النظام السوري، العميد فواز الأحمد، «أن وزارة الخارجية ودائرة الهجرة والجوازات كشفت عن عصابات دولية تنتشر بكثرة، تعمل على تزوير جوازات السفر ضمن غرف سرية».
وأضاف في تصريحات صحافية أن «إدارة الأمن الجنائي تتواصل مع الإنتربول بشكل فاعل حتى هذه اللحظة»، لافتاً إلى أن نظامه «قدم شكوى رسمية للأمم المتحدة والإنتربول بهذا الشأن».
وحسب الأحمد «يتم الآن العمل على إعداد قائمة بجميع جوازات السفر، والتي يزيد عددها عن 8 ملايين جواز من أجل إرسال بيانات هذه الجوازات للإنتربول الدولي ليضيف هذه البيانات على قاعدة بيانات بكل الجوزات المسروقة والمزورة».
وفي السياق، أعتبر عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري، محمد يحيى مكتبي: إن «الذي دفع السوريين في الحقيقة للدخول في هذا النفق هو الإجراءات التعسفية التي اتخذها النظام ضد المدنيين السوريين، حيث منع عنهم أبسط حقوقهم التي يجب أن يتمتع بها أي مواطن في أي دولة حول العالم، وهي الوثائق الأساسية كالهوية الشخصية وجواز السفر وشهادات الولادة والوفاة وغيرها من الأمور المتعلقة بالناحية الشخصية والأحوال المدنية للمواطنيين».
وأضاف لـ «القدس العربي»: أن «نظام الأسد جزء من هذه المافيا التي يتحدث عنها، والتي تعمل من قلب المناطق التي يسيطر عليها، ويبتزون المواطنين الذين هم مضطرون للحصول على جواز سفر مقابل مبالغ خيالية تصل في بعض الأحيان إلى نحو ثلاثة آلاف دولار».
وبيّن أن «المجتمع الدولي يتحمل جزءاً من المسؤولية بسبب عدم ضغطه على نظام الأسد لارغامه على منح السوريين أبسط حقوقهم، فالنظام يريد من جديد المتاجرة بهذا الامر، والمدهش هو لجوء ثمانية ملايين سوري إلى إظهار جوازات سفر مزورة، متسائلاً لماذا يلجأ السوريون لهذه الطرق لو كان هناك طريق سالك لإصدار جوازات سفر بطريقة نظامية؟».
أما رئيس اتحاد الكتّاب والأدباء السوريين الأحرار والناشط السياسي عبد الغني حمادة، فرأى أن «الدافع المادي الذي يجب أن يقبضه النظام لخزينة الدولة السورية كان وراء اتخاذ مثل هذا القرار، وبالتالي الاستفادة منها في تحسين اقتصاد المدن التي تحت سيطرته».
وأضاف لـ «القدس العربي»: إن «نظام الأسد يستطيع من خلال هذا الإجراء إلقاء القبض على خصوم النظام من المعارضة والانتقام منهم عن طريق الأنتربول الدولي، ووضعهم في السجون، وفي أسوأ الحالات قد يتم تحويل هؤﻻء المزورين إلى سجون بلدهم الأصلي ( سوريا)».
وأشار إلى «إجبار نظام الأسد لكل السوريين الذين يحتاجون لجوازات سفر لاستخراجها عبر سفاراته في بلاد العالم، وبالتالي إظهار مؤسسات المعارضة على أنها فوضوية انتهازية مهلهلة وعبارة عن عصابات تبحث عن المكاسب المادية غير قادرة على تأسيس هياكل إدارية كما هو في الدولة السورية».
يشار إلى أن العديد من النشطاء السوريين تداول ، الثلاثاء، خبر احتجاز الأمن التركي في مطار اسطنبول الصحافي السوري، حذيفة محمد، الذي كان متوجهاً إلى فرنسا، وذلك بحجة تزوير الجواز .

جوازات السفر المزورة أداة النظام السوري للضغط على معارضيه
عمّم 8 ملايين منها على «الانتربول» بتهمة التزوير

الكونغرس الأمريكي يقر عقوبات على روسيا وإيران وكوريا بأغلبية ساحقة

Posted: 26 Jul 2017 02:24 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي» ووكالات: أقر مجلس النواب الأمريكي مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على كل من روسيا وإيران وكوريا الشمالية لأغلبية ساحقة.
فيما اعتبرت إيران ذلك خرقاً للاتفاق النووي وتوعدت بالرد المناسب عليها. وحذرت روسيا من الخطوة وقالت إنها تدفع العلاقات الثنائي إلى المجهول.
وصرح رئيس المفوضية الأوروبية، جون كلود يونكر، أن الاتحاد الأوروبي سيرد على هذه العقوبات، إذا لم تأخذ واشنطن بعين الاعتبار مصالحه. واعتبرت باريس العقوبات الأمريكية خرقاً للقوانين والموازين الدولية.
وحسب وكالة دوتشه فيله للأنباء الألمانية، أقرّ مجلس النواب الأمريكي بشبه إجماع، مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على كل من روسيا وإيران وكوريا الشمالية. وحاز مشروع القانون على تأييد ساحق إذ لم يعترض عليه إلا ثلاثة نواب في حين صوت لمصلحته 419 نائباً مقابل 3 أصوات معارضة فقط.
وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي، بول راين، إثر التصويت إن هذه العقوبات تعزز الضغوط على أخطر خصومنا بهدف إبقاء الأميركيين آمنين.
وعن العقوبات الجديدة ضد إيران، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، أد رويس، أنه يجب معاقبة إيران على مواصلتها في دعم الإرهاب وبرنامجها الصاروخي وانتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان. فيما أكد أحد زعماء النواب الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية للكونغرس، اليوت انغل، على أنه يجب فرض المزيد من الضغوط على طهران.
ولأول مرة تستهدف العقوبات الأمريكية الحرس الثوري بسبب أنشتطه الإرهابية، فضلاً عن أنشطة فيلق القدس في دعم الإرهاب.
وبعد إقراره في مجلس النواب سيعود مشروع القانون إلى مجلس الشيوخ الذي سبق له وأن أقره في مطلع حزيران/ يونيو بغالبية 98 صوتاً مقابل صوتين فقط، لكنه بحاجة الآن إلى التصويت عليه بصيغته النهائية، وهو أمر يتوقع حصوله قبل العطلة الصيفية للمجلسين، في أواسط آب/ أغسطس المقبل.
ويريد المشرعون الأمريكيون من هذا النص تكبيل يدي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتحسين العلاقات مع موسكو في الوقت الذي ينفتح فيه على نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
كما ينص مشروع القانون على آلية غير مسبوقة تثير غضب البيت الأبيض إذ تمنح النواب الحق في التدخل في حال قرر الرئيس ترامب تعليق العقوبات المفروضة حالياً على روسيا. ورغم اعتراض البيت الأبيض، أصر زعماء الحزب الجمهوري في الكونغرس على إدراج هذا البند في مشروع القانون لتخوفهم من انفراج محتمل بين ترامب وموسكو وكان البيت الأبيض قد ألمح الأحد إلى أن ترامب سيقبل بإصدار القانون، لكنه بدأ أكثر حذراً الإثنين بقوله إن الرئيس الأمريكي سينظر عن كثب في المشروع وينتظر الصياغة النهائية له. وحتى لو لجأ ترامب إلى الفيتو فمن المرجح أن يتمكن الكونغرس من تجاوزه مجدداً من خلال إقراره مجدداً بغالبية الثلثين في كلا المجلسين.
ومن شأن هذه الخطوة أن تثير الغضب في موسكو وفي أوروبا أيضاً، إذ أن مشروع القانون يتيح فرض عقوبات على شركات أوروبية تعمل في قطاع الطاقة في روسيا. وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قد صرح الإثنين أن التهديد بفرض مزيد من العقوبات يضر بالمصالح الروسية والأمريكية على حد سواء.
وأمس الأربعاء طالب قنسطنطين كوساتشيوف، العضو البارز في مجلس الاتحاد بالبرلمان الروسي، بأن على بلاده أن تعد رداً موجعاً، وقال «بعد التصويت بالإجماع في مجلس النواب الأمريكي على حزمة عقوبات على روسيا وإيران وكوريا الشمالية لن تكون هناك انفراجه في العلاقات الأمريكية الروسية؛ في الحقيقة أصبح تفاقم التدهور في التعاون الثنائي لا مفر منه».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، لوكالة إنترفاكس للأنباء إن العقوبات الأمريكية الجديدة لا تترك مجالاً لتحسين العلاقات في المستقبل القريب بل تأخذها إلى المجهول، مضيفاً «كان لهذا بالفعل تأثير سلبي بالغ على عملية تطبيع علاقاتنا»، موضحاً أن العلاقات الأمريكية الروسية تدخل منطقة مجهولة من الناحية السياسية والدبلوماسية.
إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام رسمية عن الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله أمس الأربعاء إن طهران سترد «ردا مناسبا» على أي عقوبات جديدة تفرضها الولايات المتحدة ضدها مما يلقي بمزيد من الشكوك على مصير الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرم في 2015.
وقوله إن القرآن الكريم يدعو إلى معاملة الأعداء بالمثل فيما يتعلق بالالتزام بالاتفاقات. لكن روحاني أضاف أن «القرآن يدعو كذلك إلى أنه في حالة سعي الأعداء بجدية نحو السلام ورغبتهم في تنحية العداء جانبا والتعامل معك بصورة ملائمة فإن عليك حينئذ فعل المثل أيضا».
وقال إن البرلمان سيتخذ خطوات مبدئية للرد على أي تحركات أمريكية وإن أي خطوات ضرورية أخرى سيتم اتخاذها أيضا.
وأصدر ترامب تهديدا مستترا لإيران الثلاثاء وحثها على الالتزام بشروط الاتفاق النووي مع القوى الكبرى وإلا واجهت «مشكلات كبيرة جدا».
وبعد أسبوع من إعلان ترامب التزام إيران بالاتفاق النووي الذي تفاوض عليه الرئيس الأمريكي الديمقراطي السابق باراك أوباما أوضح ترامب أنه ما زال قلقا للغاية من طهران.
ويبدو الجانب الإيراني قلقا كذلك من واشنطن إذ أصدر أحد قادة الحرس الثوري تهديدا مماثلا أمس الأربعاء.
ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن العميد مسعود جزائري المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية قوله أمس الأربعاء «على حكومة ترامب التدقيق والحذر في توجهاتها العسكرية بالقرب من مجال الثورة الإسلامية أكثر من السابق».
وأضاف أن القوات المسلحة الإيرانية «سيكون لديها مواجهة حازمة مع الممارسات الشيطانية الأمريكية» مضيفا «سترجع عواقب أي تصرف غير أخلاقي جديد في المنطقة إلى أمريكا الشريرة والمغذية للإرهاب».
ونقل عن قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري الأربعاء الماضي قوله إن على الولايات المتحدة نقل قواعدها بعيدا وتجنب «الحسابات الخاطئة» فيما يتعلق بفرض عقوبات جديدة على طهران. وللولايات المتحدة قواعد في قطر والكويت في الجهة المقابلة لإيران من الخليج ويتمركز الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين.

الكونغرس الأمريكي يقر عقوبات على روسيا وإيران وكوريا بأغلبية ساحقة

محمد المذحجي

قطر: قائمة الإرهاب الجديدة لدول الحصار مفاجأة مخيبة للآمال

Posted: 26 Jul 2017 02:23 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي» ووكالات: قالت قطر أمس الأربعاء إن قرار أربع دول عربية بإضافة 18 شخصا وكيانا ترى أنهم على صلات بها إلى قوائم الإرهاب «مفاجأة مخيبة للآمال» وإنها تبذل ما في وسعها لمحاربة التطرف.
وأدرجت السعودية ومصر والإمارات والبحرين تسعة كيانات أخرى تعمل في اليمن وليبيا وتسعة أشخاص يحملون جنسيات عربية على القائمة السوداء وقالت إنهم جميعا على صلة بقطر. وقال الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري في بيان أرسل إلى رويترز إن القائمة الجديدة «تأتي كمفاجأة مخيبة للآمال بأن دول الحصار لا تزال تواصل هذه القصة في إطار حملتها لتشويه قطر».
وأضاف البيان «القائمة الجديدة تقدم أدلة أخرى على أن دول الحصار غير ملتزمة بمكافحة الإرهاب. كما قلنا من قبل، كل الأفراد الذين لهم صلات بالإرهاب في قطر حوكموا». وقال الشيخ سيف إن قطر تراجع باستمرار قوانينها المتعلقة بمكافحة الإرهاب «لتظل في صدارة المعركة ضد التطرف وتمويل الإرهاب».
وقطعت الدول الأربع علاقاتها بقطر في الخامس من حزيران/ يونيو متهمة إياها بتمويل الإرهاب وبالتدخل في شؤون دول عربية والتقارب مع إيران.
ولم تفلح جهود وساطة، قامت بها الكويت ودعمها الغرب لإنهاء أسوأ نزاع ينشب بين دول الخليج العربية منذ سنوات، في تحقيق تقدم يذكر حتى الآن. وأشارت تصريحات لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أمس الأربعاء إلى أن تسوية الأزمة لا تلوح في الأفق.
وكتب على تويتر يقول إن من الضروري النظر فيما هو أبعد من «الأزمة» والتفكير فيها باعتبارها «شكلا جديدا للعلاقات في الخليج يحل محل العلاقات القديمة» وأضاف أن الوضع الحالي سيستمر. وتابع يقول «علينا أن نمضي بدون قطر» التي وصفها بأنها «تروج لسياسات وقيم لا تمارسها».
وتريد الدول الأربع من الدوحة قطع علاقتها مع طهران وإغلاق قاعدة عسكرية تركية وقناة الجزيرة الإخبارية. واتهمت الدول الأربع في بيان الثلاثاء مواطنين من قطر والكويت واليمن بالمساعدة في جمع أموال لمتشددين من تنظيم القاعدة. وتضم قائمتها للإرهاب الآن ثلاث منظمات خيرية يمنية وثلاث مؤسسات إعلامية ليبية وجماعتين مسلحتين ومؤسسة دينية وبعضها مدرج بالفعل على قائمة العقوبات الأمريكية.
وفي السياق، سلمت دولة قطر القسط الثاني من مساهمتها في تمويل البرنامج العالمي لتنفيذ إعلان الدوحة، الذي يجري تنفيذه بالتعاون بين دولة قطر والأمم المتحدة ويمتد لفترة خمس سنوات من ( 2016 ـ 2020).
وقام الشيخ علي بن جاسم آل ثاني سفير دولة قطر لدى جمهورية النمسا ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، بتسليم القسط الثاني من المساهمة خلال لقائه جون براندولينو مدير شعبة شؤون المعاهدات فـي مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا.
يذكر أن البرنامج العالمي لتنفيذ إعلان الدوحة الذي بادرت دولة قطر بتمويله خدمة للسلام والتنمية في العالم، يهدف إلى تعزيز قدرات الدول، خاصة الدول النامية، في مكافحة الجريمة المنظمة وما يرتبط بها من جرائم المخدرات والإرهاب والفساد، وتحصين الجمهور، وخاصة الشباب من مخاطر هذه الجرائم.

قطر: قائمة الإرهاب الجديدة لدول الحصار مفاجأة مخيبة للآمال

 السلطات المغربية تطرد صحافيين اسبانيين كانا يغطيان احتجاجات الريف

Posted: 26 Jul 2017 02:23 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: اعترف مسؤول مغربي كبير بفشل الدولة في تدبير التواصل في أزمة الريف والاحتجاجات المندلعة منذ اكثر من ثمانية شهور، وفي نفس الوقت تواصل فيها أطراف دفعها نحو المزيد من ارتكاب الاخطاء في ميدان التواصل وتوسع جبهات الاحتجاج ضدها.
وقال موقع «الأول» أن السلطات المغربية طردت صحافيين إسبانيين الثلاثاء، وهما خوسيه لويس نافازو مدير موقع correodiplomatico.com، ومراسله في مدريد فرناندو سانز، كانا في منطقة الريف لتغطية الاحتجاجات هناك وتداعياتها.
وقال نافازو، ان ثلاثة عناصر من الأمن الوطني بزي مدني، حلوا في مقر إقامتهم بتطوان، وطلبوا منهم مرافقتهم إلى مقر المفوضية الرئيسية للأمن، وبعد ساعة من الزمن، وبدون أي تحقيق، تم نقلهم إلى معبر باب سبتة الحدودي، وفي الطريق فقط تم إخبارهما بقرار السلطات المغربية طردهما، من دون تقديم أي تبرير لقرار الطرد.
واعتبر نافازو أن السبب وراء إبعاده من طرف السلطات المغربية يرجع إلى قربه من أوساط «حراك الريف».
وقال وزير العدل المغربي محمد أوجار أن الدولة انهمزت في التواصل في ملف الريف رغم كل المجهودات المبذولة في ذلك، واتهم النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بإعطاء صورة قاتمة على الريف وتضخيم سوء الاوضاع بالمنطقة.
واعتبر في حوار تلفزيوني أن ما يحدث الان بالمغرب، في صالح أعدائه الذين يستهدفون وحدته الترابية لانزعاجهم من الانتصارات التي حققها على صعيد الافريقي والعربي..

استنكار لاعتقال المهداوي

وما زالت ردود الفعل والاستنكارات تتوالى على الحكم الصادر ضد الصحافي حميد المهداوي مدير موقع «بديل. انفو» الذي اعتقل اثناء تواجده في مدينة الحسيمة إبان مسيرة 20 تموز/ يوليو التي منعتها السلطات وحكمت المحكمة الابتدائية في الحسيمة أول من أمس الثلاثاء بادانته بتهمة «تحريض أشخاص على ارتكاب جنح بواسطة الخطب والصياح في مكان عمومي» وقضت بسجنه 3 أشهر نافذة وغرامة 20 ألف درهم (ألفا دولار).
وقال الحزب الاشتراكي الموحد (يسار معارض) ان الصحافي حميد المهداوي اعتقل بتهم جاهزة. «وكل ذلك وغيره يندرج ضمن مخطط يسعى إلى إفراغ الفعل الثقافي والفني من أي محتوى يتفاعل مع قضايا المجتمع، وإحكام قبضة التسلط على وسائل الإعلام عمومية وخاصة والحد من حرية الإعلام وحرية التعبير»، مستنكراً ما تعرض له العديد من الإعلاميين والحقوقيين والفنانين، في سياق التطورات المرافقة للحراك، وضمنهم الفنانة المعتقلة سليمة الزياني (سيليا).
وأكد الحزب في بلاغ لمجلسه الوطني (برلمان الحزب) ارسل لـ«القدس العربي» أن تظاهرات 20 يوليو/ تموز التي شهدتها شوراع الحسيمة وأزقتها نجحت في أن تبطل كل الإشاعات وتكذب كل الاتهامات التي يروجها ويطلقها مناهضو الحراك في الريف ومطالبه الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وأن المقاربة «القمعية» التي نهجتها السلطات، مركزيا ومحليا، إزاء الحراك أظهرت عودة أجهزة الدولة إلى ممارسات سنوات الرصاص والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، محذراً السلطات السياسية والأمنية بمختلف مستوياتها من مغبة الاستمرار في هذه المقاربة.
وأكد المجلس الوطني للحزب أنه لن يتوانى، بمعية حلفائه في فيدرالية اليسار الديمقراطي، عن مواصلة الدعم للحراك في الريف إلى غاية تحقيق مطالبه المشروعة والعادلة ورفع الحصار عن الحسيمة والمدن المجاورة وإطلاق سراح كافة معتقليه «كما أنه سيواجه بكل قوة استهداف أعضاء الفدرالية لتجسيدهم اختياراتها المبدئية والسياسية، ومن ذلك تهجم مندوبية السجون على المحامية نعيمة الكلاف، عضو المكتب السياسي للحزب، وهو التهجم الذي يستهدف من خلالها هيئة الدفاع عن معتقلي الحراك بالتضييق على ممارستها لمهامها والمس بالأدوار المهنية والحقوقية للمحامين وصلاحياتهم».
وأدان الحزب منع السلطات الأمنية للعديد من المواطنين من حرية التنقل والوصول إلى مدينة الحسيمة لاسيما يوم 20 يوليو، مشيراً إلى «أن مسار الحراك الشعبي بالريف ومحطاته فضح النتائج الكارثية لإغلاق مجالات التعبير المجتمعي والتضييق على القوى المعارضة من قبل الدولة»، «وكشف بكل جلاء كيف أصبحت إرادة وزارة الداخلية ومنطق المقاربة الأمنية المخزنية تقود مختلف السياسات، إلى درجة أن ما سمي بـ (الأغلبية الحكومية) لم تعد تقوى إلا على البصم علانية على قرارات لا شرعية ولا سياسية لتلك الإرادة والمقاربة».
وأكدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان (مستقلة) أن اعتقال حميد المهداوي مدير نشر موقع «بديل. انفو»، لا يعدو أن يكون سوى تعدِ على حرية الصحافة، وتضييق على حرية الرأي والتعبير وقالت أن تحريك المتابعات وإقامة المحاكمات في مثل هذه القضايا، اعتماداً على القانون الجنائي، يتناقض وما يستدعيه وفاء المغرب بالتزاماته بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، وتوصيات لجن المعاهدات ومختلف الآليات الأممية الأخرى، التي كان آخرها ملاحظة وتوصية اللجنة المعنية بحقوق الإنسان أثناء مناقشتها، للتقرير الدوري السادس للمغرب».
وجددت الجمعية المغربية طلبها باستبعاد القانون الجنائي في توصيف وتكييف المتابعات في حق الصحافة والصحافيين، وتطهير قانون الصحافة والنشر من العقوبات الشديدة والجزاءات المبالغ فيها، ومن كل الاشتراطات المقيدة لحرية الرأي والتعبير وعبرت عن تضامنها مع الصحافي حميد المهداوي، ومع غيره من الصحافيين وممارسي الصحافة المواطنة المعتقلين، سواء على خلفية أحداث الريف: محمد الهيلالي مدير موقع (ريف برس)، ومحمد الأصرحي مدير موقع (ريف 24)، وجواد الصابري المصور بموقع (ريف 24)، وعبد العالي حدو مدير موقع(Araghi.tv)، وحسين الإدريسي المصور بموقع (ريف بريس)، وفؤاد السعيدي العامل في موقع(Awar.tv)، وربيع الأبلق وهو مراسل موقع (بديل انفو)، أو بسبب فضحهم للفساد.

مطالبات بإطلاق سراح الصحافيين

وطالبت الجمعية بإطلاق سراحهم ووقف كل المتابعات، والاعتقالات والمحاكمات التي تطال الجسم الصحفي، مستنكرة استعمال القضاء لتكميم الأفواه والتضييق على حرية الرأي والتعبير بشكل عام مؤكدة على ضرورة مراجعة قانون الصحافي والنشر، وقانون الحق في الوصول إلى المعلومة، والقانون حول إحداث المجلس الوطني للصحافة، بما يستجيب لتطلعات نساء ورجال الإعلام ولمطالب الحركة الحقوقية المغربية، ويدعم حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة.
وقالت منظمة حريات الإعلام والتعبير(حاتم) إن الحكم بسجن الصحافي حميد المهداوي، يستهدف حرية الإعلام ويفضح توجه السلطات إلى إسكات كل أصوات النقد والمعارضة وإلى تعميم التحكم في وسائل الإعلام العمومية والخاصة ودعت إلى إطلاق سراحه وكل الإعلاميين الذين تم اعتقالهم خلال الحراك بالريف في إطار مطلبها بإطلاق سراح كافة معتقلي الحراك الشعبي في الريف.
وقالت المنظمة في بلاغ ارسل لـ»القدس العربي» أن هذا الاعتقال يؤكد تعامل السلطات السياسية والأمنية بعقلية انتقامية مع من يخالفها الرأي حيث ان كل المعطيات تفيد أن عملية الاعتقال كانت مبيتة والتهم جاهزة بالنسبة للصحافي حميد المهداوي سواء من ناحية توقيت الاعتقال ومكانه وطريقته وهو ما رسخته حيثيات المحاكمة وكذا المتابعات والاستنطاقات السابقة له .
وأضافت: «إن اعتقال المهداوي يعيد النقاش إلى بداياته حول الطابع العقابي لقانون الصحافة والنشر، عوض أن يكون إطاراً قانونياً لتنظيم الحرية في هذا المجال، بما في ذلك فتحه الباب مشرعا أمام متابعة الصحافيين بالقانون الجنائي وقانون الإرهاب».
واعتبرت العصبة الامازيغية لحقوق الإنسان «ان المكتسبات الحقوقية المغربية التي راكمها المغاربة بنضالهم وتضحياتهم في العقود الماضية باتت مهددة بسبب تواتر مجموعة من خروقات حقوق الإنسان التي تعرفها بلادنا مؤخراً في ردة حقوقية مقلقة تتجلى في سجن الصحافيين بسبب آرائهم ومواقفهم وخير مثال على ذلك متابعة عدد كبير من المدونين وفاضحي الفساد وآخرهم الصحافي المغربي حميد المهدوي الذي حكم عليه بتهم جنائية وحكم عليه بالسجن النافذ، وهذا حكم قضائي يمس بشكل واضح وبيّن بحق الصحافيين والنشطاء الإعلاميين في التغطية الحرة والمستقلة للأحداث و يعتبر قراراً قضائياً مشوباً بالشطط استغل فيه القضاء للمس بحرية التعبير و حق الصحافة وهذا يتنافى مع شعارات استقلالية السلطة القضائية عن السلطات السياسية».
وقالت العصبة ان الردة تتجلى أيضاً في قمع «الحركات الاحتجاجية السلمية والاستعمال المفرط للقوة في فض الاحتجاجات السلمية وتعنيف المواطنين والصحافيين والمواطنين (النويضي ..) كما حدث في عدة مناطق التي تعرف احتجاجات اجتماعية للمطالبة بالحقوق الأساسية كالماء الصالح للشرب والتطبيب والتشغيل وهو ما يعتبر خرقاً سافراً للدستور المغربي وللمواثيق الدولية لحقوق اإانسان التي تعتبر حق التظاهر السلمي والتجمعات العمومية من صميم الحريات العامة التي لا يقبل بأي ظرف من الظروف المس بها..».

ردة حقوقية

واضافت ان من بين تمظهرات الردة الحقوقية «عرض صور وفيديوات للمعتقلين الموجودين على ذمة التحقيق مثل تسريب فيديو للمعتقل والناشط الحقوقي ناصر الزفزافي بطريقة مهينة وحاطة بالكرامة، مطالبة الدولة المغربية بـ «فتح تحقيق نزيه وشفاف في حيثيات تسريبه واقرار الجزاءات القانونية على ذلك». وسجلت «استمرار شكاوى المعتقلين وأسرهم عن تعذيب ذويهم المعتقلين اثر احداث الحسيمة، وطالبت الدولة المغربية فتح تحقيق في هذه الادعاءات وابلاغ الراي العام الوطني بنتائج التحقيقات»، إضافة إلى «عدم فتح حوار جدي ومسؤول مع معتقلي الريف واستمرار الحكومة المغربية في تجاهلها للمطالب الرئيسية للسكان وتعمدها نهج مقاربة أمنية قمعية بدل الانصات الى الساكنة وتلبية مطالبها الاساسية والمشروعة وهي منهجية تزيد في تفاقم سوء الوضع الاجتماعي والسياسي والامني وتسيئ لصورة المغرب داخليا وخارجيا».
وشددت العصبة الامازيغية لحقوق الانسان على ضرورة «إطلاق سراح جميع المعتقلين بسبب احداث الحسيمة ومحاسبة المسؤولين الحقيقيين عن تفاقم الوضع الاجتماعي والاقتصادي وانتشار البطالة والفساد بكل انواعه واشكاله، واطلاق حوار وطني تصالحي حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المنطقة بمشاركة كل الفعاليات المدنية والسياسية والحقوقية الوطنية».

 السلطات المغربية تطرد صحافيين اسبانيين كانا يغطيان احتجاجات الريف

محمود معروف

موريتانيا: احتجاج للمعارضة على منع السلطات نشاطات ضد الاستفتاء

Posted: 26 Jul 2017 02:23 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: احتجت المعارضة الموريتانية في بيان وزعته ظهر أمس على امتناع السلطات الإدارية ممثلة في حكّام مقاطعات العاصمة، عن ترخيص المسيرات التي أعلنت عنها قوى المعارضة الرافضة للاستفتاء أيام 26-28-30 يوليو/تموز الجاري.
وأكدت المعارضة «أنها ماضية في تنظيم المسيرات المقررة والمنظمة في إطار أنشطة مقاطعة الاستفتاء بعد أن اكتملت الشروط القانونية المقررة للترخيص رغم منع السلطات لها عن ذلك».
وكانت قوى المعارضة قد قررت في وقت سابق تنظيم تظاهرات متزامنة في مقاطعات العاصمة في امتداد للأنشطة المقاطعة للاستفتاء والتي بدأت بتنظيم مسيرة قبل أسبوعين انطلقت من عدة أماكن لتلتقي في ساحة ابن عباس وسط نواكشوط.
ويتخوف الكثيرون من أن يؤدي إصرار المعارضة على تنظيم مسيرات غير مرخصة لصدامات بين نشطاء المعارضة وقوى الأمن.
وخلال ندوة صحافية نظمتها تنسيقية معارضي الاستفتاء أمس، أعلن محمد محمود ولد لمات نائب رئيس حزب التكتل المعارض «أن تنسيقية المعارضة الديمقراطية تأسست في ظرف خاص يعرفه الجميع، لم يسبق له مثيل في تاريخ البلاد، حيث أن الوحدة الوطنية مهددة فيه تهديداً حقيقياً من طرف نظام ولد عبد العزيز، وبالتالي تأسست هذه التنسيقية لتعطي الفكرة الصحيحة والنية السليمة والعمل الجاد من أجل حماية الوحدة الوطنية»، على حد قوله.
وقال: «إن هذه الظرفية التي تمر بها موريتانيا حالياً مخيفة لما يكتنفها من تهديدات النظام للوحدة الوطنية، ولكنها أيضاً مطمئنة خصوصاً في هذه الأمسية بوجود هذه الوجوه التي تشكل بائتلافها صمام أمام للوحدة الوطنية ومستقبل البلاد». وشدد ولد لمات على «أن ما قامت به المعارضة من نشاطات في نواكشوط وخارجها إنما يجسد الشعار الذي رفعته بخصوص المقاطعة النشطة»، مؤكداً «أن النشاطات السابقة ستتبعها نشاطات أخرى من ضمنها مسيرات في جميع مقاطعات العاصمة نواكشوط».
وقال: «إن الأيام المتبقية من الشهر الجاري سيتم في كل يوم منها، تنظيم مسيرات في ثلاث مقاطعات من مقاطعات نواكشوط».
وفي رد على خطابات الرئيس وعلى حملات الحكومة الداعية لإنجاح الاستفتاء، جدّد ممثلو أحزاب تنسيقية المعارضة المقاطعة للاستفتاء الدستوري بولاية الحوض الغربي (شرق البلاد)، «رفضهم للتعديلات الدستورية، مطالبين سكان الولاية التي يزورها ولد عبد العزيز مساء اليوم، بمقاطعة الاستفتاء».
ورفضت التنسيقية ما سمّته «استخدام سيادة الدولة لتمرير التعديلات الدستورية في وقت يعاني البلد فيه من أزمة حقيقة سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي».
وأشارت التنسيقية في بيان لها، إلى ما سمّته تصرفات قالت إن النظام يستخدمها «في إطار مهزلته الحالية من هدر للمال العام واستخدام لسيادة الدولة لتمرير التعديلات».
ولفت البيان الأنظار «إلى أن التعديلات لم تتطرق لاهتمامات المواطن «من وحدة وطنية وصحة وتعليم وحياة كريمـة وسيادة للقانون وترسيخ لمفهوم الدولة».
وتزامنت هذه النشاطات أمس مع خطاب ألقاه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بمدينة كيفة وسط البلاد وهاجم فيه معارضيه بشدة.
وأكد ولد عبد العزيز في خطابه «أن الوحدة الوطنية في موريتانيا مهددة من طرف من سمّاهم «السياسيين الفاشلين»، معتبراً أن «التصويت بـ «نعم»، على التعديلات المقترحة يعني تعزيز الوحدة الوطنية».

موريتانيا: احتجاج للمعارضة على منع السلطات نشاطات ضد الاستفتاء

الوضع الصحي الحرج لأحد جرحى الحسيمة يثير مخاوف الناشطين والسلطات

Posted: 26 Jul 2017 02:22 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: ما زال الوضع الصحي القلق لأحد جرحى مسيرة الحسيمة يوم الخميس الماضي 20 تموز/ يوليو وواجهتها السلطات بعنف والقنابل المسيلة للدموع، تثير مخاوف مختلف الفاعلين والمعنيين بحراك الريف، وردود فعل قد يثيرها تدهور حالته الصحية وهو ما زال في حالة غيبوبة.
وكتبت نوال بنعيسى أحد أبرز قيادات الحراك التي ما زالت خارج السجن، ان السلطات الطبية في المستشفى العسكري بالرباط ما زالت ترفض تزويد عائلة المصاب عماد العتابي بملفه الطبي.
وقالت في تدوينة على الفيسبوك ان شقيقه محمد توجه مساء الثلاثاء إلى المستشفى العسكري في الرباط وطلب الملف الطبي لمعرفة وضعية أخيه الصحية وكذلك طبيعة العملية التي أجريت له على مستوى الرأس، وأخبره الطبيب المشرف على وضعية عماد داخل المستشفى العسكري، بأنه لا يكمن أن يمنحه الملف الطبي إلا بأمر من الوكيل العام للملك في الرباط ونفس الأمر حصل مع عائلة العتابي بمستشفى الحسيمة، بحيث توجهت أسرته إلى المستشفى الإقليمي بالحسيمة، الذي نقل اليه فور اصابته، وطلبت ملفاً يوضح حالة عماد الصحية إلا أن الأطر الطبية بالمستشفى أخبرت العائلة كذلك بأن الأمر يتطلب أمراً من الوكيل العام للملك لتتمكن الأسرة من الحصول على الملف الطبي.
ونقل موقع الأول عن مصادر متطابقة أن «جهات» تلازم محمد العتابي، شقيق عماد العتابي، وحذرته من الحديث إلى الصحافة أو حتى لمقربين من العائلة عن الوضع الصحي لشقيقه.
ودعا المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية (مشارك في الحكومة)، جل الأطراف في مدينة الحسيمة إلى «المساهمة في حفظ الأمن وعودة الهدوء» إلى المدينة.
وقال بلاغ الحزب ان مكتبه السياسي ناقش مجريات المسيرة المنظمة يوم الخميس 20 تموز/ يوليو في الحسيمة وما عرفته من تداعيات وتفاعلات، وأكد على «ضرورة أن تسهم كل الأطراف، سواء من صفوف المحتجين أو من السلطات العمومية المسؤولة عن حفظ الأمن، في عودة الهدوء إلى مدينة الحسيمة وباقي جماعات الإقليم، بما يسمح لكل المتدخلين لمواصلة تنفيذ المشاريع التنموية والاجتماعية المقررة ويفسح المجال أمام كل المبادرات الهادفة إلى تجاوز الوضع الراهن».
ودعا الحزب مختلف السلطات الحكومية المعنية إلى «مواصلة تسريع وتيرة تنفيد البرامج والمشاريع المندرجة في اتفاقية «الحسيمة منارة المتوسط» وفي باقي المخططات الحكومية المقررة لفائدة المنطقة، مع ضرورة التقيد الصارم، من قبل الجميع، بضوابط دولة الحق والقانون والمؤسسات، بما يمكن من استعادة الهدوء والاستقرار ويفتح آفاقاً جديدة أمام ساكنة المنطقة ويوفر لها شروط العيش الكريم في كنف الأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية» وإلى «الانكباب الجدي والفعال على المطالب الاقتصادية والاجتماعية المعبر عنها من طرف المواطنات والمواطنين في مختلف مناطق البلاد».

الوضع الصحي الحرج لأحد جرحى الحسيمة يثير مخاوف الناشطين والسلطات

انتزاع قرار بوقف بناء المستوطنات جنوب بيت لحم وجيش الاحتلال يساند الاستيلاء على منزل في الخليل

Posted: 26 Jul 2017 02:22 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: تمكنت هيئة الجدار والاستيطان من انتزاع قرار من محكمة العدل العليا الإسرائيلية، يقضي بوقف العمل والبناء من قبل مستوطنين في أراض تقع في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، فيما قامت قوات الاحتلال بإغلاق «الحرم الإبراهيمي» في مدينة الخليل، واعتباره «منطقة عسكرية مغلقة» بعد استيلاء مستوطنين على أحد منازل المدينة، الذي تعود ملكيته لإحدى العوائل الفلسطينية هناك.
وقال ممثل هيئة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية، إن المحامي غياث ناصر استطاع انتزاع القرار، الذي يقضي بوقف البناء الفوري للمستوطنين في منطقة «واد الغويط»، المحاذية للبؤرة الاستيطانية «سيدي بوعز». وأكد أن القرار ينص أيضا على منعهم منعا باتا من السكن في البيوت المتنقلة» كرافانات» التي تم نصبها وعددها خمسة على أراضي أحد سكان المنطقة. كما أكد أن انتزاع القرار يعتبر «انتصارا للحق الفلسطيني، وتأكيدا آخر على أحقية صاحب الأرض بأرضه، من خلال أوراق الملكية الخاصة». ودعا لضرورة توجه المواطنين إلى الشرطة الإسرائيلية، وإعطائها القرار من أجل تنفيذه، وإزالة كل الانتهاكات، ولكنه لم يخف مغبة الالتفاف على القرار.
يشار إلى أن المستوطنين يلجأون بحماية من الجيش إلى مصادرة العديد من أراضي المواطنين، لتحويلها إلى مستوطنات.
وفي سياق اعتداءات المستوطنين اقتحم عدد منهم من البؤر الاستيطانية والمستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين في الخليل، منزل علي إبراهيم حسين أبو رجب وأبنائه، في البلدية القديمة في مدينة الخليل، واعتدوا على القاطنين فيه، واعتلوا سطحه ورفعوا علم إسرائيل عليه، وذلك تحت حماية شرطة وجيش الاحتلال.
وذكر سكان من المدينة إن المنزل يقع قرب حاجز «أبو الريش» المؤدي إلى الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة وسط المدينة. ودخل مئات المستوطنين وهم يحملون الأسلحة المنزل المكون من 3 طوابق، ورفعوا العلم الإسرائيلي على سطحه، وتوعدوا قاطنيه بالاعتداء، ورشقوهم بالحجارة والقمامة، وأطلقوا عبارات تهديد وسيلا من الشتائم النابية عليهم، الأمر الذي تسبب بحالة من الرعب لدى العائلة وخاصة الأطفال. وقال أبو رجب الذي تمت عملية الاستيلاء على منزله ليل الثلاثاء، إن قوات الاحتلال سلمته بلاغا بوضع اليد المؤقت بأمر عسكري إسرائيلي على ثلاثة محلات تجارية يملكها والده المحامي صلاح محمد أبو رجب وهي بجانب المنزل الذي اقتحمه المستوطنون.
ويزعم المستوطنون ملكيتهم لهذا المنزل الفلسطيني، حيث سبق وأن أغلق الطابق الثالث منه بقرار من المحكمة الإسرائيلية إثر رفع قضية من قبل مستوطن يدعي ملكيته، منذ عام 2013، غير أن محكمة إسرائيلية أقرت العام الماضي بملكيته للعائلة الفلسطينية.
وقام المستوطنون بالاستئناف ضد القرار، حيث لم يتخذ بعد قرار نهائي بشأن القضية.
ويقوم المستوطنون بتزوير أوراق ملكية للعديد من المنازل الفلسطينية في البلدة القديمة في مدينة الخليل، حيث توجد نحو 520 محلا تجاريا مغلقا بأوامر عسكرية إسرائيلية، وفي السنوات الثلاث الأخيرة تمت السيطرة على خمسة مساكن فلسطينية بدعوى الملكية، ودون وجود ما يثبت ذلك.
واضطر الكثير من سكان المنطقة من الفلسطينيين لترك منازلهم، في ظل المضايقات والاعتداءات التي ينفذها المستوطنون بحماية الجيش، حيث يقيم في تلك الأحياء الفلسطينية العديد من المستوطنين بعد سيطرتهم عنوة على منازل الفلسطينيين.
وزاد الاحتلال من تشديد قبضته على مدينة الخليل، وأعلن صباح أمس الحرم الإبراهيمي «منطقة عسكرية مغلقة»، حظر خلالها على الفلسطينيين دخول الحرم للصلاة والتجوال في المنطقة. وتذرعوا بصدور الأمر العسكري باقتحام مجموعات من المستوطنين لمبنى متاخم للحرم، وسيتم الإبقاء على المنطقة مغلقة عسكريا حتى صدور قرارات من المستوى السياسي في إسرائيل بخصوص اقتحام المستوطنين لمبنى فلسطيني ووضع اليد عليه بزعم ملكيتهم له.
يشار إلى أن منظمة «اليونيسكو» العالمية كانت قد أدرجت يوم التاسع من تموز الماضي، مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي، وهو ما أغضب كلا من إسرائيل وأمريكا.

انتزاع قرار بوقف بناء المستوطنات جنوب بيت لحم وجيش الاحتلال يساند الاستيلاء على منزل في الخليل

استمرار إجراءات تشريع قانون تعريف إسرائيل كدولة لليهود

Posted: 26 Jul 2017 02:22 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: ناقشت لجنة خاصة في الكنيست الإسرائيلي أمس على قانون القومية بعدما صودق عليه بالقراءة التمهيدية وهو قانون يعرّف إسرائيل كدولة اليهود ويلغي العربية كلغة رسمية.
وقال رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة معقبا بالقول إن حكاما لا يثقون بأنفسهم وبمشروعهم يعودون على هوية الدولة طيلة 69 عاما مشددا أنه لا يوجد قانون ممكن أن يمحو الحقيقة أننا أهل هذا الوطن». ويشمل مشروع القانون الذي قدمه رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست آفي ديختر(ليكود) بنودا ترسّخ يهودية الدولة، ترجح كفة اليهودية على كفة الديمقراطية في تعريفها ضمن نص قانوني وتعمّق الإقصاء والتمييز العنصري ضد فلسطينيي الداخل.
وخلال المداولات حول هذا القانون قال عودة « فقط من لا يثق بنفسه يؤكد المرة تلو الأخرى خلال 69 عامًا على هوية الدولة. من لا يثق بمشروعه، من طرد شعبًا، من سرق أراضٍا، فقط من لا يثق بنفسه وفقط دولة غير طبيعية تتصرف هكذا». وأوضح أنه «لا يمكن لأي قانون عنصري أن يكتب من جديد الحقائق التاريخية وتابع «نحن أهل هذا الوطن ولا وطن لنا سواه، لم نأتِ إلى إسرائيل بل هي التي أتت إلينا وعلينا، لا يوجد قانون يمكنه أن يخفي العربية التي هي لغة أبناء المكان وهي جزء من الحيز في المنطقة، وهكذا ستبقى».
وخلال جدل صاخب مع نواب الإئتلاف الحاكم أكد عودة أنه لا يوجد أي قانون أبارتهايد يمكنه حذف حقيقة انه في هذا الوطن يوجد شعبان. وخلص للقول «نحن نؤمن بأن هناك أغلبية ترغب بالعيش بسلام، مساواة وديمقراطية وعلى هذه الاغلبية الوقوف الآن للنضال العنيد ضد هذه الحكومة الخطيرة».
يشار الى أن أهم ما كان في هذا القانون الخطير مصطلح «مساواة» بين كل المواطنين دون اختلاف، وهو مصطلح رفض الإئتلاف الحاكم إضافته مما يكشف الدوافع العنصرية خلف هذا القانون المندرج ضمن عملية التهويد.
وتزامنت مداولات الكنيست هذه مع نشر توصيات برامج ونقاشات اليوم الخاص للغة العربية في الكنيست الذي بادر اليه النائب يوسف جبارين، وأكد من خلالها العديد من النواب والأكاديميين اليهود والعرب على أهمية العربية كلغة رسمية، وحذروا من محاولات المس بمكانتها بالقانون وبالممارسة الميدانية.
كان قد عرض في الكنيست عريضة وقّع عليها المئات من الاكاديميين والناشطين الجماهيريين تطالب الحكومة بعدم المسّ بالعربية وتدعو إلى حماية مكانة العربية وتطويرها كلغة رسمية وكلغة الجماهير العربية بالبلاد.

وهناك من يستغرب الاستغراب العربي من مشروع قانون القومية الذي يكرسّ إسرائيل دولة يهودية، ويسقط مصطلح «مساواة لكل المواطنين» ويشطب المكانة الرسمية للغة العربية. ويتساءل وبحق قبل ذلك كانت إسرائيل متساوية؟.. حتى من الناحية الرسمية ألم تكن إسرائيل قبل ذلك دولة اليهود وإلا ما معنى قانون العودة لليهود فقط؟.. ألم تتكرس يهودية الدولة بواسطة 50 قانونا تمت المصادقة عليها منذ بداية ولاية بنيامين نتنياهو الثانية عام 2009؟.. ماذا تبقى من اللغة العربية في المرافق والمؤسسات الرسمية والميادين العامة سوى لافتات تحمل حروفا عربية وكلمات مشوهة؟.
إلى ذلك صادق مكتب حزب الليكود الحاكم أمس بغالبية كبيرة على معارضة قيام دولة فلسطينية غرب نهر الأردن. يشار إلى أن مكتب الليكود هو مؤسسة مؤتمنة على القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية على جدول أعمال الحزب ويتألف من أعضاء الكنيست من الكتلة، ورؤساء البلديات ورؤساء فروع الليكود. ويدعو القرار الجديد منتخبي الليكود إلى معارضة المبادرات السياسية، بما فيها المبادرة العربية والمبادرة الفرنسية، والتي تهدف إلى العودة إلى حدود 1967، إضافة إلى معارضة إخلاء مستوطنات وتقسيم القدس وعودة اللاجئين. ويدعو القرار أيضا إلى تفعيل أدوات ضغط على السلطة الفلسطينية لمنع نشاطها في المنظمات الدولية، مثل اليونيسكو والأمم المتحدة. كما يقترح القرار الاستعداد لإمكانية انهيار السلطة الفلسطينية بعد انتهاء ولاية محمود عباس في رئاسة السلطة.
ويتضمن اقتراح القرار ‘الحق في إحلال القانون الإسرائيلي على المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، وحق البناء بشكل حر في المستوطنات فيها. كما أطلق رئيس حزب «البيت اليهودي» ووزير التربية والتعليم الإسرائيلية، نفتالي بينيت، امس، تصريحات اتسمت بالتحريض الدموي ضد النواب العرب في الكنيست. وزعم بينيت خلال جلسة للهيئة العامة للكنيست أنه «هنا، في قاعة الكنيست، يجلس شركاء في فرية دموية معادية للسامية ضد إسرائيل»، في إشارة إلى وقوف النواب العرب من القائمة المشتركة ضد ممارسات الاحتلال في الحرم القدسي. وتابع مستخدما الكذب والتضليل حول الأحداث في الحرم، أنه «لماذا تصمتون؟ أنتم تعرفون جيدا أن جبل الهيكل (الحرم القدسي) مفتوح. أين قدرتهم القيادية؟ لماذا لا تقولون الحقيقة للجمهور؟ جبل الهيكل مفتوح، ودولة إسرائيل تحافظ على الأمن. لقد أريقت الدماء وأنتم تصمتون. بإمكانكم الصعود إلى جبل الهيكل وتصوير ذلك لكنكم تفضلون أن تفركوا أيديكم.

استمرار إجراءات تشريع قانون تعريف إسرائيل كدولة لليهود

قوات الاحتلال تصعّد إجراءاتها ضد أطفال فلسطين وتعتقل 400 بينهم 100 خلال الأسبوع الماضي

Posted: 26 Jul 2017 02:21 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: أعلن مركز أسرى فلسطين للدراسات، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل حاليا في سجونها المختلفة 400 طفل/ قاصر فلسطيني، وذلك بعد أن صعدت من استهدافها لهم خلال الأسبوعين الماضيين. وقال المركز الذي يهتم بقضايا الأسرى، إن أعداد الأطفال الأسرى ارتفعت بنسبة 25%، عما كانت عليه قبل الأحداث الأخيرة، والتي رافقت إجراءات الاحتلال في القدس والأقصى.
وذكر أن الاحتلال نفّذ، بحجة ما يجري في الأقصى، حملة اعتقالات واسعة، تركزت على الأطفال القُصر، وخاصة في مدينة القدس، لافتا إلى أن الأعداد مرشحة للزيادة.
وقال الناطق الإعلامي باسم المركز رياض الأشقر إن الاحتلال اعتقل خلال الأسبوع الماضي أكثر من 200 فلسطيني، نصفهم من الأطفال. وأوضح أن قوات الاحتلال تعتبر هؤلاء الأطفال «وقود الانتفاضة الشعبية والاحتجاجات» ضد سياسته وانتهاكاته للقدس والمقدسات، وأنه يتعمد اللجوء إلى إرهابهم بالاعتقال والقتل والتعذيب، والزج بهم بالسجون في ظروف قاسية لتخويفهم. وأشار إلى اعتقال الأطفال من الإناث رفع أعداد الأسيرات أيضاً إلى 59 أسيرة، وذلك باعتقال عدد من الفتيات القاصرات بينهن الفتاتان آلاء رويضي (16 عاما) وتمارا أبو لبن (17 عاما) من بلده سلوان في القدس. وأضاف أن الاحتلال وبهدف استيعاب الأعداد الكبيرة من الأطفال الذين تم اعتقالهم، افتتح قسماً جديدا في سجن «عوفر» يستوعب ما يزيد عن 100 طفل، ونقل إليه عددا من الأسرى الأطفال من سجن «مجدو»، وذلك لعدم قدرة السجن على استيعاب الأعداد المتزايدة.
وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال يتعمد اعتقال الأطفال بـ «شكل عنيف وقاس» بهدف إرهابهم وتخويفهم من المشاركة في «الانتفاضة الشعبية»، حيث يقوم جنوده بالاعتداء عليهم بالضرب المبرح فور اعتقالهم وعلى المناطق العليا من الجسم، وإطلاق الكلاب البوليسية المتوحشة عليهم، ثم نقلهم في أليات عسكرية تحت الضرب المستمر، حتى الوصول إلى مراكز التحقيق. وأكد أنهم في مراكز التحقيق يتعرضون لـ «ابشع أنواع التنكيل والتعذيب لانتزاع الاعترافات منهم تحت الضغط والتهديد، قبل نقلهم إلى السجون الرئيسية انتظاراً للمحاكمات».
وحذر من سياسة الاحتلال الجديدة بفرض أحكام انتقامية مرتفعة بحق الأطفال الفلسطينيين، غير متناسبة مع التهم التي توجه لهم، وذلك بهدف «تحقيق الردع». وقال إن ذلك بدا واضحا  في طلب النيابة العسكرية للاحتلال بإصدار أحكام تصل إلى 25 عاما للطفلين محمد عبيدات ومحمد هلسة (16 عاما) من منطقة جبل المكبر قضاء القدس. وطالب مركز أسرى فلسطين المجتمع الدولي بتطبيق الاتفاقيات الدولية على الجميع دون استثناء، وإلزام الاحتلال، بوقف اللجوء لاعتقال الأطفال، وتوفير الحماية لهم، ومعاملتهم حسب القانون الدولي الإنساني واتفاقية حقوق الطفل.
في سياق متصل ذكر تقرير جديد للجنة دعم الصحافيين، واهتم بتوثيق الاعتداءات الإسرائيلية ضد الصحافيين الفلسطينيين، مشيرا الى أنه رصد منذ يوم 14 تموز/يوليو الجاري، أكثر من 25 حالة إصابة في صفوف الصحافيين، جراء تعرضهم للاعتداء والإصابة من قبل سلطات الاحتلال، منهم خمس صحافيات. ومن بين الصحافيين المعتدى عليهم ثلاثة في الخليل، واثنان في رام الله، والباقون تم استهدافهم خلال عملهم في منطقة باب الأسباط في مدينة القدس المحتلة، حيث تندلع هناك مواجهات مع جنود الاحتلال.
وأفادت الإحصائيات أن الاعتداءات والإصابات تنوعت ما بين إصابات جراء الضرب والهراوات والركل والرصاص المطاطي، وقنابل الغاز والصوت. وطالبت كافة المؤسسات الدولية والحقوقية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالصحافيين وحرية الرأي والتعبير، بتفعيل دورها تجاه الدفاع عن صحافيي القدس المحتلة، بسبب ما يتعرضون له من انتهاكات وجرائم ترتكبها قوات الاحتلال.

قوات الاحتلال تصعّد إجراءاتها ضد أطفال فلسطين وتعتقل 400 بينهم 100 خلال الأسبوع الماضي

مصادر خاصة لـ«القدس العربي»: مهمة غرينبلات فشلت في إنهاء التوتر القائم في القدس

Posted: 26 Jul 2017 02:20 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» من مصادر خاصة، أن مهمة المبعوث الأمريكي جيسون غرينبلات للمنطقة فشلت حتى اللحظة في إنهاء التوتر القائم في مدينة القدس، بسبب إجراءات حكومة إسرائيل الأخيرة في المسجد الأقصى، حيث لم يقدم أي موقف للفلسطينيين بهدف التهدئة، وهو ما أظهر أن زيارته استغلت من قبل تل أبيب، بهدف إنهاء «النزاع الدبلوماسي» مع الأردن، على خلفية حادثة السفارة ومقتل اثنين من الأردنيين على يد رجل الأمن الإسرائيلي.
وعلمت «القدس العربي» أيضا، أن الموقف الأمريكي من أحداث المسجد الأقصى والإجراءات الإسرائيلية لا يزال سلبيا، حيث لم يقدم أي موقف أمريكي جديد بخصوص العمل على تهدية الأمور. وشملت مطالب غرينبلات، الذي التقى يرافقه القنصل الأمريكي العام دونالد بلوم، مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ورئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، ماجد فرج، عودة الجانب الفلسطيني عن قراراته الأخيرة التي تمثلت في وقف الاتصالات مع إسرائيل، خاصة تلك التي لها علاقة بالجانب الأمني.
وأصر الجانب الفلسطيني على التزام سلطة الاحتلال، بالحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للمسجد الأقصى المبارك، وإعادة الأوضاع بشكل تام في الحرم القدسي الشريف إلى ما قبل يوم 14 يوليو/ تموز الحالي، وهو ما يشير إلى عدم رضا الجانب الفلسطيني على مواقف الإدارة الأمريكية، وبما يؤكد عدم تلقي الفلسطينيين أي ضمانات أمريكية تلزم إسرائيل بالعودة عن قراراتها وإجراءاتها الأخيرة.
وحسب المصادر الفلسطينية فإن الجانب الفلسطيني «غير مرتاح» للموقف الأمريكي، إزاء ما يحدث في القدس، خاصة وأنه يساعد إسرائيل في المضي بمخططاتها.
وطلب غرينبلات من الجانب الفلسطيني مزيدا من الوقت، حيث من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ولا يعول الجانب الفلسطيني كثيرا على هذا اللقاء، خاصة وأن قرارات نتنياهو والمجلس الوزاري المصغر، لا تشير إلى وجود نية للتراجع عن الخطوات الأخيرة التي تم بموجبها استبدال «البوابات الإلكترونية» بالكاميرات الذكية على مداخل المسجد الأقصى.
وكان الجانب الفلسطيني قد أطلع الإدارة الأمريكية قبل وصول غرينبلات إلى المنطقة، على خطورة القرارات الإسرائيلية على مجمل الأوضاع، وعلى خطة واشنطن الرامية لبدء عملية مفاوضات سلام جديدة.
وفي تأكيد فلسطيني عملي على رفض الموقف الأمريكي، حملت دعوات المستوى الرسمي خلال الساعات الماضية، جملا تصعيدية ترجمت من خلال قرارات الاستمرار في الفعاليات الجماهيرية خاصة يوم الجمعة. وهناك ترجيحات بأن تكون الحكومة الإسرائيلية قد استغلت زيارة المبعوث الأمريكي إلى المنطقة، من أجل المساهمة في حل الخلاف مع الأردن، على خلفية قتل رجل أمن السفارة مواطنين أردنيين، وهي أزمة انتهت بعودة طاقم سفارة إسرائيل في عمان بمن فيهم القاتل إلى تل أبيب مساء الإثنين. وكان نتنياهو قد كشف عن دور للإدارة الأمريكية في حل الخلاف مع الأردن، حين قدم شكره للرئيس دونالد ترامب، بعد وصول طاقم سفارته إلى تل أبيب.ووصل غرينبلات قبل ثلاثة أيام إلى المنطقة، في مسعى لإنهاء التوتر القائم، حيث التقى عددا من المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين.

مصادر خاصة لـ«القدس العربي»: مهمة غرينبلات فشلت في إنهاء التوتر القائم في القدس

اليمن: القوات الحكومية تعلن رسميا سيطرتها الكاملة على معسكر خالد بن الوليد في تعز

Posted: 26 Jul 2017 02:20 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي» ووكالات: أعلنت القوات الحكومية، المتمثلة بالجيش الوطني والمقاومة الشعبية، أمس الأربعاء، عن سيطرتها الكاملة على معسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي، الذي يسيطر على الطريق الرئيس بين مدينة تعز والشريط الساحلي في مدينتي المخا والحديدة، غربي اليمن.
وقالت قيادة المنطقة العسكرية الرابعة، أمس الأربعاء، ان القوات الحكومية أطبقت سيطرتها الكاملة على معسكر خالد ابن الوليد، غربي محافظة تعز، والذي كانت تسيطر عليه ميليشيا الحوثي والرئيس السابق علي صالح منذ انقلابها على سلطة الرئيس عبدربه منصور هادي.
ووصفت مصادر في الجيش الوطني لـ(القدس العربي) معسكر خالد بن الوليد بأنه المعسكر الأهم في محافظة تعز، لما «يحتله من موقع استراتيجي يسيطر فيه على الطريق الرئيس بين محافظتي تعز والحديدة وكذا الشريان الوحيد نحو الساحل الغربي من مدينة تعز، والذي يعد طريق الإمداد العسكري الرئيس للميليشيا الانقلابية الحوثي/صالح».
وأوضحت ان معسكر خالد بن الوليد يحتل مساحة أكثر من 10 كيلو متر مربع تضم في إطارها العديد من المنشآت والمباني العسكرية وكذا كمية كبيرة من المعدات العسكرية الثقيلة والذخائر بأنواعها، والتي أصبحت في أيدي القوات الحكومية بعد حصار للمعسكر دام عدة أشهر والذي كانت عملية اقتحامه امس من جهة البوابات الغربية بعد أن كانت تمكنت قبل عدة شهور من اقتحام البوابة الجنوبية والسيطرة على بعض المنشآت فيه وتعثر استكمال تحرير هذا المعسكر في ذلك الحين بسبب قيام الميليشيا الانقلابية بزراعة آلاف الألغام، في محيط المعسكر، وهو ما أعاق عملية استكمال تحريره حتى جاء يوم أمس لتنقض القوات الحكومية من عدة مسارات في الجهة الغربية للمعسكر والتي تكللت خطواتهم بالنجاح في السيطرة على المعسكر بالكامل.
وأكدت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية، أمس أن قوات الجيش الوطني تمكنت من السيطرة الكاملة على معسكر خالد بن الوليد في تعز وقالت ان «الرئيس عبدربه منصور هادي، هنأ قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بهذا الانتصار».
وأضافت ان هادي اجرى اتصالا هاتفيا مع قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن فضل حسن والذي أطلع الرئيس هادي على «مستجدات الأوضاع الميدانية في جبهة الساحل الغربي». وأِشاد هادي بـ(المواقف البطولية) للقوات الحكومية والذي قال انها أسهمت «في حماية المواطنين الآمنين واستعادة العديد من المواقع التي استباحتها وعبثت بها المليشيا الانقلابية». وهنأ قيادة الجيش في محافظة تعز بالانتصارات الكبيرة التي حققها امس في محافظة تعز وفي مقدمتها السيطرة على معسكر خالد بن الوليد.
وأكدت مصادر عسكرية أن هذا المكاسب العسكرية التي حققتها القوات الحكومية تمت بمساندة جوية وبرية من قبل قوات دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
إلى ذلك، قتل ثلاثة جنود يمنيين في كمين مسلح نصبه عناصر من تنظيم القاعدة استهدف مركبة مدير أمن مديرية الضليعة بمحافظة حضرموت جنوب شرق اليمن، حسبما أفاد مصدر عسكري الاربعاء.
وجاء في بيان اصدرته قيادة المنطقة العسكرية الثانية في محافظة حضرموت ان الحادث الذي وقع الثلاثاء أودى بحياة ثلاثة جنود من مرافقي مدير أمن الضليعة. وتعتبر واشنطن «قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب» اخطر فروع تنظيم القاعدة في العالم، والشهر الفائت، أعلنت مقتل زعيم تنظيم القاعدة في محافظة شبوة في اليمن، خلال غارة جويةأمريكية في 16 حزيران/يونيو. وكثفت الولايات المتحدة غاراتها الجوية على مواقع للتنظيم في اليمن منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه مطلع العام الحالي.
ويشهد اليمن منذ العام 2014 نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية.
وشهد النزاع تصعيدا مع بدء تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015.
وقتل في اليمن أكثر من 8 الاف شخص وجرح 40 الفا، حسب منظمة الصحة العالمية.
وأفادت الامم المتحدة ان 17 مليون شخص او ثلثي السكان يواجهون خطر التعرض للمجاعة هذا العام، فيما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن وباء الكوليرا المنتشر في اليمن منذ نهاية نيسان/أبريل 2017 خلف أكثر من 300 الف إصابة وأودى ب1740 شخصا.
وفي السياق، نفذت رابطة «أمهات المختطفين» في العاصمة صنعاء أمس الأربعاء، وقفة احتجاجية أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تزامناً مع رئيس اللجنة بيتر ماورير، للمدينة، في سياق زيارته للبلاد.
وناشدت أمهات المختطفين رئيس اللجنة، إنقاذ أبنائهن المختطفين والضغط على جماعة الحوثيين وقوات صالح، بإطلاق سراح الآلاف من المختطفين والمخفيين قسراً من سجونها.
وطالبن المجتمع الدولي، تحمل مسؤولياته الإنسانية والقانونية تجاه قضية المختطفين والمخفيين قسراً في سجون الحوثي وصالح، باعتبارها قضية إنسانية بالمقام الأول. وحمّلت الأمهات جماعة الحوثيين وقوات صالح، مسؤولية صحة وحياة أبنائهن المختطفين داخل سجونها. الذين يتعرضون للتعذيب والإهمال الصحي المتعمد.
كما عمد الحوثيون إلى تقديم العشرات من المختطفين إلى محاكمات هزلية بتهم كيدية وباطلة.
وطالب عشرات الأمهات اللاتي يتظاهرن وينفذن وقفات احتجاجية في المدن الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بإطلاق سراح جميع أبنائهن دون قيد أو شرط.

اليمن: القوات الحكومية تعلن رسميا سيطرتها الكاملة على معسكر خالد بن الوليد في تعز

خالد الحمادي

وثائق سرية تؤكد انتهاك الأجهزة الأمنية والاستخبارية الأمريكية للحريات المدنية

Posted: 26 Jul 2017 02:19 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: انتهكت وكالات أمنية أمريكية من بينها وكالة الامن القومي ومكتب التحقيقات الفيدرالي الحريات المدنية خلال سنوات الرئيس السابق باراك أوباما من خلال التجسس على مواطنيين أمريكيين ونشر معلومات استخبارية أولية عنهم بدون حذف الاعتراضات غير المصرح بها.
وكشفت وثائق سرية تم الإفراج عنها مؤخرا من خلال قانون حرية المعلومات عن تفاصيل مثيرة توضح عدم قدرة وكالات التجسس الأمريكية على الامتثال لقواعدها الخاصة في حين ردت وكالة الأمن القومي على ان عدد الاخطاء قليل جدا ولا يتجاوز 1 في المئة فقط وسط معلومات تتضمن مئات الآلاف من أرقام الهواتف وعناوين البريد الالكتروني.
وحصل مركز الحريات المدنية الأمريكي على هذه الوثائق من شعبة الامن القومي في وزارة العدل اضافة إلى قسم يدعى 702، وهو برنامج للتجسس بدون ضمان اسسه الكونغرس في اواخر عام 2008.
وقال مايكل هالينغ، المتحدث باسم وكالة الامن القومي « إذا لم يعثر برنامج الامتثال على مخالفات او حوادث معينة فهو ليس صارما بما فيه الكفاية، ولكن جهاز الأمن لديه برنامج امثال قوى يحدد الحوادث ويقدم تقارير إلى المشرفين لوضع الحلول المناسبة »، في حين قال النقاد ان المذكرات والوثائق تقوض ادعاءات مجتمع المخابرات بانه لديه حماية قوية للأمريكيين الذين تم اعتراضهم بشكل عرضي في اطار البرنامج.
واتضح من خلال استعراض الوثائق السرية ومذكرات الامتثال الصادرة عن المفتش العام لوكالة الأمن القومي توفر أكثر من 90 حادثة على الاقل تشير لانتهاكات واضحة ضد الكثير من الأمريكيين، وشملت هذه الحوادث أشخاصا تعرضوا لانتهاكات متعددة ولفترات طويلة، وعلى سبيل المثال، اعترفت الحكومة الأمريكية انها اعترضت على بيانات الاعتراض الاجنبي لوكالة الأمن القومي في مناسبات متعددة بما في ذلك قصة محلل استخباري تجسس على أمريكي «في كل يوم عمل » للفترة الواقعة ما بين 2013 و2014.
وكشفت الوثائق انه تم نشر أسماء العديد من الأمريكيين بشكل غير صحيح داخل مجتمع الاستخبارات دون ان يتم تعديلها و وهو ما يمثل انتهاكا لما يسمى باجراءات التقليل التى فرضها الرئيس السابق أوباما في عام 2011، والتى من المفترض ان تحمى هوية الأمريكيين، وجاء في أحد التقارير ان وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات ووكالات اخرى قد تلقوا بيانات لا حصر لها من مرافق القسم 702 دون ان يتم تنقيح هذه البيانات.
وقال مسؤولون في المخابرات الأمريكية ان المذكرات تؤكد ان وكالات المخابرات تراجع نفسها بشكل روتيني وثابت وانها تكشف عن المخالفات الجزئية الإجرائية والمخالفات الاكثر خطورة، بما في ذلك تلك التى تؤثر على كل من الأمريكيين والاجانب، واكد الكسندر جويل الذى يقود مكتب الحريات المدنية والخصوصية والشفافية في وكالة المخابرات الوطنية انه تم الابلاغ عن الوقائع للكونغرس ومحكمة مراقبة الاستخبارات لسنوات في وقت مناسب.

وثائق سرية تؤكد انتهاك الأجهزة الأمنية والاستخبارية الأمريكية للحريات المدنية

رائد صالحة

الليبيون مختلفون حول اتفاق فايز السراج وخليفة حفتر

Posted: 26 Jul 2017 02:19 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: تباينت آراء الليبيين حول «اتفاق باريس» الذي وقّعه كل من رئيس حكومة «الوفاق الوطني» فايز السراج وقائد الجيش الجنرال خليفة حفتر برعاية فرنسية، فبينما رحب البعض بالاتفاق كخطوة إيجابية ومبدئية نحو حل الأزمة المستمرة منذ سنوات في البلاد، قلّل البعض من أهميته وتأثيره على أرض الواقع، فيما اعتبر آخرون أنه مجرد «فرقعة إعلامية» ومحاولة لتبييض صورة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الساعي لتحسين سياسة بلاده الخارجية.
وكان السراج وحفتر وقّعا، الثلاثاء، اتفاقاً سياسياً يقضي بوقف إطلاق النار والالتزام بحل سياسي للأزمة القائم في البلاد وإطلاق حوار شامل يشمل جميع الأطراف الليبية، بما فيها مجلسا النواب والدولة، إضافة إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في أسرع وقت ممكن.
وكتب مندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدبّاشي، على صفحته في موقع «فيسبوك»: «لقاء السراج وحفتر خطوة هامة في الطريق الصحيح. لأول مرة يبدو ان هناك رغبة حقيقية في التعامل مع الأزمة الليبية بطريقة جديّة بعيداً عن الاجندات التي تسعى إلى استدامة الفوضى». وأضاف: «لقاء السراج وحفتر ليس نهاية للأزمة ولكنه خطوة هامة نحو الحل، تحتاج إلى متابعة من ممثل الأمين العام وفرنسا ودول الجوار لاقناع جميع الفعاليات الليبية بالانضمام اليها، والعمل سوياً على اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في اقرب وقت ممكن لتجاوز مشكلة تنازع الشرعية التي أرهقت تبعاتها المواطنين وادخلت البلاد في نفق مظلم».
واعتبر الدباشي أن «فرنسا تولت الملف الليبي في الوقت المناسب بعد ان تأكدت ان مصالحها في افريقيا جنوب الصحراء ستبقى مهددة بالارهاب، وان نفقاتها العسكرية ستزيد، طالما ان الاستقرار لم يعد إلى ليبيا»، مشيراً إلى أن ما شجع الحكومة الفرنسية الجديدة على التحرك في الملف الليبي هو «اختلاف موقف الادارة الأمريكية الجديدة عن سابقتها من الأطراف الليبية، وتعيين ممثل شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة لديه ارتباط كبير بفرنسا ومن السهل التعامل معه من دون تأثيرات سلبية من دول اخرى، والعجز الكامل لإيطاليا عن القيام بأي شيء يذكر رغم الفرصة التاريخية التي اتيحت لها بتعيين الجنرال سييرا مسؤولاً عن الملف الأمني في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا».
وانتقد الدباشي تعامل إيطاليا مع الملف الليبي كـ»دولة صغيرة تابعة لبريطانيا التي شجعت ميليشيات مدينة ليبية على ان تعمل، من دون علمها، وفقاً لأجندة بريطانيا التي تقوم على استمرار الفوضى وتقسيم البلاد»، مشيراً إلى أن إيطاليا «لم تهتم الا بجانب واحد من الملف الليبي وهو الهجرة اليها عبر ليبيا، وحتى هذا الجانب تعاملت معه بطريقة غبية عبر وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي الإيطالية موغيريني، التي ساهمت في زيادة عدد المهاجرين بتصريحاتها غير المدروسة، وتجاهلها والسلطات الإيطالية لحقيقة عدم وجود أي سلطة في ليبيا قادرة على التصدي لمهربي البشر طالما ان السلطة في طرابلس لا تملك قوة عسكرية منظمة، ورفضها التعامل مع الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر، أو دعم القوات البحرية النظامية في طرابلس».
وكتبت الوزيرة السابقة فاطمة حمروش «حسب رأيي الشخصي، لقاء السرّاج وحفتر في باريس خطوة إيجابية جيدة، رغم قناعتي الكاملة بأن فرنسا ما قامت بهذا إلا لضمان حماية مصالحها. ويظل على الجانب الليبي أن لا يتناسى هذه الحقيقة، وأن يقوم هو أيضاً بواجبه الوطني نحو مصالح ليببا».
وعبّرت «اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان» عن ترحيبها باللقاء الذي جمع السراج وحفتر، واعتبر أن بنود الاتفاق الموقع بينهما «إيجابية جداً ومهمة في مسار تسوية الأزمة السياسية وتحقيق الإستقرار والمصالحة الوطنية وإحلال السلام في ليبيا وبما يصب في إنجاح الإتفاق السياسي الليبي».
ودعت في بيان، تلقت «القدس العربي» نسخة منه، «إلى الإسراع في وضع آلية لتنفيذ ما جاء به بيان باريس المشترك اليوم وبيان أبوظبي السابق وفق جدول زمني محدد من أجل الإسراع في رفع المعاناة الإنسانية والمعيشيه والأمنية والاقتصادية التي يعانيها المواطنون في عموم ليبيا جراء حالة الانقسام السياسي وأعمال العنف والفوضي والانهيار الكامل للخدمات الأساسية وتأخر التسوية السياسية للأزمة الليبية».
فيما قلّل المحلل السياسي جمال الحاجي من أهمية اتفاق السراج وحفتر، وكتب على صفحته في «فيسبوك»: «هل تعتقد أن ماكرون والسراج وحفتر بيدهم تغيير قرار مجلس الأمن؟ المستفيد الوحيد من هذه البروباغندا الإعلامية (هو) الرئيس الفرنسي الشاب ماكرون دعماً لملف سياسته الخارجية». وأضاف: «فرنسا وحفتر يقاتلان طرفاً صوّت السراج على قتله! احترموا عقول الناس خسرتم الداخل فخرجتم ﻻنفسكم».
وتساءل الباحث فيصل الفيتوري «هل يستطيع السراج تطبيق ما وقع عليه اليوم؟ شخصيا متأكد بأنه لا يستطيع وسيبقي اجتماع باريس مشروع هرج ومرج لكي تستمر في استقطاع الجنوب وكأن لسان حالها يقول: أنا طرف أساسي في اللعبة لأنها تعي جيداً العقبات التي تواجهها مستقبلاً وتعرف انها لن تنجح».
وسبق للسراج وحفتر أن التقيا قبل أشهر في أبوظبي، حيث اتفق الطرفان على تشكيل مجلس لرئاسة الدولة ‏يضم كلاً من السراج وحفتر ورئيس البرلمان عقيلة صالح، إضافة إلى إجراء انتخابات ‏رئاسية وبرلمانية بعد 6 أشهر من الاتفاق، فضلاً عن مواصلة محاربة الإرهاب وحل ‏التشكيلات المسلحة غير النظامية. ‏

الليبيون مختلفون حول اتفاق فايز السراج وخليفة حفتر
مقدمة لحل الأزمة في البلاد أم مجرد فرقعة إعلامية لتبييض صورة ماكرون؟
حسن سلمان

الجزائر: رجل الأعمال علي حداد يرد على الحكومة ويتهمها بتعطيل مشاريعه

Posted: 26 Jul 2017 02:19 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: دخل الصراع بين الحكومة الجزائرية ورجل الأعمال علي حداد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات (أكبر تنظيم لأرباب العمل) فصلاً جديداً، بعد أن قرر رجل الأعمال تحدي الحكومة، والرد على اتهاماتها، بل ورمي الكرة في ملعبها، بالتأكيد تارة على أنها جانبت الصواب، وأن تعطل المشاريع الموكلة إليه هو بسبب السلطات، وتارة أخرى باتهامها بالكذب، لأنها، حسبه، وجهت إليه اعذارات بخصوص مشاريع أنجزها وسلمها منذ سنوات، ليكون حداد بذلك قد بدأ يسير على خطى رجل الأعمال عبد المومن خليفة، الذي انهارت امبراطوريته، لكنه ظل يؤكد أن مجمعه كان بصحة جيدة، وأن السلطات آنذاك هي من تسببت في خنقه، وهو ما زال قادراً على الاستمرار.
وتتجه القبضة الحديدية بين رئيس الوزراء عبد المجيد تبون ورجل الأعمال علي حداد إلى الحسم، إما بتسوية الخلافات القائمة، وعودة الأمور إلى مجاريها، أو بتصعيد الصراع، واتجاه الحكومة إلى فرض إجراءات عقابية ضد رجل الأعمال علي حداد، مما يعني انهيار امبراطوريته، مع كل التبعات التي ستنتج عن قرار كهذا.
وكان علي حداد قد خرج عن صمته أخيراً، ليرد في رسالة من تسع صفحات على اتهامات الحكومة، وعلى الاعذارات التي وجهتها له بسبب تأخره في انجاز مجموعة من المشاريع التي كلفت به شركته للاشغال العامة، وذلك بعد أيام من الصمت، ومن محاولة اتهام رئيس الوزراء بـأنه يستـهدفه شخصـياً.
وحاول حداد الرد على الاعذارات نقطة بنقطة مؤكداً على أن التأخر في انجاز المشاريع ليس هو المسؤول عنه، بل هناك عدة أسباب أدت إلى توقف الاشغال أو عدم انطلاقها أساسا، مثل مشكل الفيضانات، وكذا النزاعات القائمة بشـأن ملكية العقارات مع أصحابها، وعدم إقدام السلطات على تحويل شبكات الكهرباء في بعض المشاريع، وهي كلها أسباب خارجة عن نطاق شركته، بل وذهب أبعد عندما قال إن مشروع صيانة الطرق البلدية بمدينة بومرداس ( 45 كيلومتراً شرق العاصمة) والذي وجهت إليه السلطات إعذاراً بشأنه تم الانتهاء منه وتسليمه وشرع في استغلاله منذ 2013، وأن السلطات مدينة له بأكثر من مئة مليون دولار.
الرسائل غير المباشرة التي وجهّها حداد من خلال رده الطويل، هي أن السلطات أطلقت مشاريع بملايين الدولارات من دون أن تدرسها جيداً، ومن دون أن تسارع إلى حل المشاكل المتعلقة بها، وهذا يعني، بأن الذين يلومونه اليوم، يجب أن يلوموا أنفسهم، والرسالة الثانية أن الحكومة تكذب، ما دامت وجهت إليه اعذارات بخصوص مشاريع قام بالانتهاء منها وتسليمها ودخولها حيز الخدمة، والثالثة هي أن الحكومة هي المدانة له بسبب تأخرها في الدفع.
وبعيداً عن الخلافات التعاقدية والنزاعات القانونية المعلن عنه، الإشكال موجود في مكان آخر، فلا مناص من التأكيد مجدداً أن علي حداد كان إلى وقت قريب ( وربما لا يزال) قريبا جداً من دوائر الحكم، بل إن الكثير من المراقبين يجزمون أنه صنيعة السلطة الحالية، لأن الرجل لم يكن معروفا قبل 18 سنة، وظهر فجاة ليصبح من أغنى أغنياء الجزائر، مع العلم أنه لم يخترع أي شيء، بل كون ثرواته من المشاريع التي يقوم بإنجازها لحساب الدولة، وهذا التذكير ضروري للقول إن قضية مثل هذه لو لم تكن وراءها دوافع أخرى لتمت تسويتها في الكواليس وبعيدا عن الأضواء، كما أن حداد لو كان يدرك أن رده سينفع لكان قدمه إلى الجهة أو الجهات التي أرسلت إليه اعذارات، لكنه اختار إخراج رده إلى العلن، وكأنها محاولة يائسة لإحراج السلطة، التي لم تكشف عن نوايها بعد، فهل الأمر يتعلق بزوبعة في فنجان كما قال زعيم حزب جبهة التحرير الوطني، أم أنها مجرد قرصة أذن لرفع أسهم السلطة لدى الرأي العام، أم أن الأمر يتعلق بتصفية رجال الأعمال الذين أصبحوا عبئاً على السلطة، أم أن حداد ارتكب الجرم الذي سيقضي عليه، بأن حشر نفسه في السياسة بأكثر مما سمح له، وأبدى استعداداً أو حتى نية في لعب دور ما إلى جانب شخصا ما في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ كلها أسئلة تبقى معلقة حتى انتهاء آجال الإعذارات التي وجهتها السلطات إلى شركة علي حداد، فإذا قررت الذهاب إلى القضاء، ومطالبته بسداد الديون والقروض وإرجاع المبالغ التي استلمها على المشاريع التي لم ينجزها، فستضرب بـذلك الـشركة في مـقتل، وسـتكون نـهاية علي حـداد.

الجزائر: رجل الأعمال علي حداد يرد على الحكومة ويتهمها بتعطيل مشاريعه

نقابة الصحافيين التونسيين تطالب بمحاكمة رجل دين دعا إلى «قتل» أحد الإعلاميين

Posted: 26 Jul 2017 02:18 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: طالبت نقابة الصحافيين التونسيين بمحاكمة رجل دين وقيادي في الحزب الحاكم دعا إلى «قتل» أحد الإعلاميين بذريعة أنه «مسلم فاسد».
وكان الشيخ فريد الباجي القيادي في حزب «نداء تونس» اعتبر في حوار صحافي أن الإعلامي هيثم المكي «مسلماً فاسداً»، مشيراً إلى أنه تنطبق عليه آية الحرابة التي تدعو إلى «قتل وصلب» المسلمين الفاسدين.
وورد في الآية القرآنية المذكورة «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض».
واعتبرت النقابة أن تصريحات الباجي تدخل في باب «التحريض على هيثم المكي ودعوة لتطبيق عقوبة الحرابة عليه، وهو موقف مُعلن من شخص مؤثر في فئة معينة يمكن أن يعرض حياة المكي وسلامته الجسدية للخطر ويصبح هدفا لأعمال انتقامية من المتطرفين الذين يعتقدون أنهم يطبقون الحد الشرعي».
وأضافت في بيان أصدرته، الأربعاء «كما يتناقض تصريح الباجي مع مقتضيات الدستور التونسي الذي ينص على حرية الضمير وكذلك مع مبادئ دولة القانون والمؤسسات ومبادئ حقوق الإنسان التي تمنع تطبيق العقوبات البدنية مثل الصلب والقتل على خلفية التعبير عن الرأي وهو ما يقتضي تتبعاً قانونيا للمصرح به».
ودعت النقابة الشيخ الباجي بالاعتذار الفوري عن هذا التصريح، كما طالب النيابة العمومية بـ»التحرك الفوري لتتبعه لفعل يجرمه القانون يمكن أن يمثل خطراً على حياة الأشخاص وحرمتهم الجسدية وكرامتهم الإنسانية».
وكان الشيخ فريد الباجي أثار الجدل قبل أيام بعدما اعتبر أن اليهود «كفار»، وهو ما دعاه لاحقاً لـ»توضيح» تصريحاته، مشيراً إلى أنه لم يقصد «تكفير» اليهود، ودعا في المقابل إلى تخصيص مقعد في البرلمان للطائفة اليهودية في البلاد.

نقابة الصحافيين التونسيين تطالب بمحاكمة رجل دين دعا إلى «قتل» أحد الإعلاميين

العثور على جثث شرقي الموصل وضبط دراجات مفخخة وأحزمة ناسفة في الأنبار

Posted: 26 Jul 2017 02:17 PM PDT

الموصل ـ الأنبار ـ «القدس العربي» ـ وكالات: عثرت الشرطة العراقية، أمس الأربعاء، على ثلاث جثث لمسلحين من تنظيم «الدولة الإسلامية» موثقة الأيدي، شرقي الموصل، فيما أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، عن تمكن الاجهزة الأمنية من ضبط العديد من الدراجات المفخخة والاحزمة الناسفة في محافظة الأنبار.
وقال سعد يونس النقيب في قيادة عمليات نينوى في الجيش العراقي إن «شرطة المحافظة عثرت على ثلاث جثث مصابة بأعيرة نارية في منطقة الرأس وموثقة الأيدي وملقاة تحت جسر الخوصر في منطقة السويس شرقي الموصل».
وأوضح أن «الجثث تعود لعناصر (الدولة) ويعتقد أنه جرى تصفيتهم من قبل جهات مجهولة تعمل على اعتقالهم».
في سياق متصل، قال مازن الطيار، الرائد في الشرطة الاتحادية إن «امرأة أصيبت بجروح بليغة بعد إطلاق أفراد من الشرطة النار عليها بالخطأ في منطقة النبي يونس شرقي الموصل».
وأضاف أن «الشرطة اشتبهت في أن تكون المرأة انتحارية ترتدي حزاما ناسفا بعد أن توجهت إلى أمام مكتب الأدلة الجنائية بالموصل وهي ترتدي نقابا رغم حظره».
وفي رمضان الماضي حظرت شرطة نينوى ارتداء النقاب في المحافظة منعا لاستغلال «داعش» لنساء منقبات في تنفيذ هجمات انتحارية.
وانتقد محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، «تلكؤ الحكومة بمشاريع إعادة إعمار الموصل»، معتبراً أن ذلك «يدفع بأهالي المدينة إلى الاعتماد على أنفسهم في إعادة بناء محلاتهم وأسواقهم»، مشيدا بـ«عزيمة الموصليين على إعادة الحياة إلى مجاريها في مناطقهم».
وقال في منشوره على صفحته الشخصية على «فيسبوك»: «أمام تراخي الدولة بمشاريع إعادة إعمار الموصل بدأ التجار والحرفيون ورجال الأعمال بإعمار محلاتهم وأسواقهم في كل منطقة يسمح لهم بالوصول إليها وينتظرون الساعة التي تسمح لهم القوات الأمنية بالوصول إلى أسواق الموصل القديمة ليباشروا حياتهم فيها على الرغم من دمارها وإذا تأخرت الدولة بإعمار الجسور فسيعبرون بالقوارب ليربطوا شقي مدينتهم».
وأشاد النجيفي، حسب المنشور، بعزيمة أهالي الموصل، قائلاً «هكذا نعرف أهل الموصل.. لم تنكسر عزيمتهم ولم تلن قناتهم.. فلم تمض سوى أسابيع حتى استفاقوا من هول الصدمة وتعالوا على عظم المصيبة.. هم طائر العنقاء الذي يُبعث من الركام والرماد.. وهم اللبوة الآشورية التي تتعالى فوق جراحها».
وكان رئيس الوزراء، حيدر العبادي، قد أعلن في العاشر من يوليو/ تموز الجاري تحرير مدينة الموصل بالكامل من سيطرة «داعش» بعد قرابة تسعة أشهر من المعارك مع التنظيم الذي كان يسيطر على الموصل منذ العاشر من يونيو/ حزيران 2014.
في الموازاة، أعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، عن تمكن الأجهزة الأمنية من ضبط العديد من الدراجات المفخخة والاحزمة الناسفة بمحافظة الانبار.
وقالت المديرية في بيان إن «المديرية وبالتنسيق مع استخبارات اللواء 27، الفرقة السابعة، وبعد ورود معلومات دقيقة، تمكنت من ضبط 30 حزاما ناسفا و 4 دراجات نارية مفخخة».
وأضاف البيان أن «الأحزمة والدراجات تم ضبطها في أحد المخابئ الواقعة بالقرب من طريق بيجي ـ حديثة ـ الانبار، كانت معدة لاستهداف المواطنين الأبرياء والقوات الأمنية».
في غضون ذلك، قال مصدر عسكري إن 3 من عناصر «الحشد الشعبي» قتلوا وأصيب آخرون بإنفجار سيارة مفخخة استهدفت حاجزا امنيا بمحافظة صلاح الدين شمال العراق.
وقال النقيب سعد محمد، من قيادة عمليات صلاح الدين، إن «سيارة مفخخة انفجرت في ساعة متأخرة من ليلة أمس مستهدفة حاجزا أمنيا لقوات الحشد الشعبي عند مدخل قرية الناعمة شرق محافظة صلاح الدين شمالي العراق».
وأضاف محمد أن «الانفجار تسبب بمقتل 3 من عناصر الحشد وإصابة 3 آخرين بجروح».
وتشهد المناطق الشرقية لمحافظة صلاح الدين هجمات متواصلة من قبل مسلحي تنظيم «الدولة» تستهدف مواقع للقوات الأمنية و»الحشد الشعبي» انطلاقا من الجانب الشرقي لقضاء الشرقاط الذي لايزال خاضعا تحت سيطرة تنظيم «الدولة».
إلى ذلك، قُتل 10 أشخاص بينهم رجال أمن، وأصيب 15 آخرون، في سلسلة هجمات وقعت في مناطق متفرقة من محافظة بغداد وسط العراق، حسب مصدر أمني.
وقال الملازم أول في الشرطة العراقية، سعد كاظم، إن «جنديًا قتل بنيران قناص مجهول استهدف نقطة عسكرية تابعة للجيش في منطقة عرب جبور في منطقة الدورة (جنوبي بغداد)».
وفي حادث ثان، «قُتل اثنان من عناصر الحشد العشائري (مقاتلون سنة موالون للحكومة) بنيران مسلحين مجهولين استهدفوا دورية للحشد في منطقة اليوسفية (جنوبي بغداد)»، وفق المصدر ذاته.
وأضاف الضابط، أن «مدنيين اثنين قتلا على يد مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم عليهما في حادثين منفصلين بمنطقتي الشعب (شمالي العاصمة) والنهروان (جنوبي بغداد)».
وأشار إلى «مقتل مدني وإصابة 12 آخرين في 3 تفجيرات بعبوات ناسفة وقعت في مناطق السويب (جنوبي بغداد)، البوخالد (شمال) والمدائن (جنوب شرق)».
وذكر الضابط أن «سقوط قذيفة هاون قرب منزل في منطقة حميد شعبان (غربي بغداد)، أدى إلى مقتل مدني وإصابة 3 آخرين بجروح مختلفة».
وأفاد بأن دوريات شرطة النجدة عثرت على 3 جثث مجهولة الهوية، إحداها لرجل قضى رميًا بالرصاص في الدورة (جنوبي بغداد)، واثنتان لامرأتين قضيتا رميًا بالرصاص أيضًا في منطقة الطوايل (غربي بغداد).
وحتى الساعة 17.05 تغ، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الهجمات، غير أن السلطات العراقية دائما ما تتهم تنظيم «الدولة» بالوقوف ورائها، لا سيما وأنه تبنى هجمات مماثلة في بغداد ومحافظات أخرى خلال الأشهر الماضية.
وخسر تنظيم «الدولة» معظم الأراضي التي اجتاحها في شمال وغرب العراق صيف 2014، وذلك بفعل حملات عسكرية متواصلة منذ نحو 3 سنوات بدعم من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة.

العثور على جثث شرقي الموصل وضبط دراجات مفخخة وأحزمة ناسفة في الأنبار

حزب بارزاني يتوقع مواقفة 70 في المئة على استقلال كردستان

Posted: 26 Jul 2017 02:17 PM PDT

أربيل ـ « القدس العربي»: توقع المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني، محمود محمد، أمس الاربعاء، حصول خيار «نعم» في استفتاء استقلال كردستان المزمع تنظيمها 25 أيلول/ سبتمر المقبل، على أكثر من 70 في المئة وفق استطلاعات أجراه الحزب، حسب قوله.
وقال، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الاناضول إن «كردستان لم تشهد استقراراً منذ إلحاقها بالعراق، والظروف الإقليمية والدولية متاحة الآن لإلغاء حدود سايكس بيكو عبر إجراء الاستفتاء».
وأشار المتحدث باسم الديمقراطي، إلى وجود اختلاف في مواقف أنقرة وطهران بشأن الاستفتاء، ونفى وجود تهديدات ايرانية ضده.
كما توقع، محمد، حصول خيار «نعم» في عملية الاستفتاء على 70 في المئة من أصوات الناخبين الكُرد وفق الاستطلاعات التي اجراها الحزب الديمقراطي»، حسب تعبيره.
في الموازاة، نفى عضو المكتب السياسي في الحزب الدیمقراطي الكردستاني، هوشیار زیباري، وجود رفض دولي لإجراء الاستفتاء في إقليم كردستان باستثناء ايران.
وجاءت تصريحات زيباري خلال ندوة أقامها في قضاء عقرة في محافظة أربيل، حيث أكد أنه لا يوجد وقت مثالي لإجراء الاستفتاء مشيرا إلى أنه حسب تقديره فان إجراءه في شهر أيلول/سبتمبر المقبل من أنسب الأوقات.
وأوضح أن الاعتراضات الخارجية على إجراء الاستفتاء تتركز على التوقيت والمسائل الفنية فقط، مبينا أن «الاستفتاء قرارنا ونحن لا نأخذ قراراتنا من الآخرين»، على حد قوله.
يذكر أن رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، ورؤساء الأحزاب الكردية عقدوا اجتماعا في ( حزيران/يونيو 2017 وسط مقاطعة حركة التغيير والجماعة الإسلامية، حيث قرروا إجراء الاستفتاء.

حزب بارزاني يتوقع مواقفة 70 في المئة على استقلال كردستان

صراع في المجلس الأعلى الإسلامي لتقاسم الأعضاء بعد انسحاب الحكيم

Posted: 26 Jul 2017 02:17 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: ما زال الشارع الشيعي في العراق، يتابع تداعيات انشقاق عمار الحكيم عن المجلس الأعلى الإسلامي وتأسيسه حزبا جديدا، في وقت يزداد انقسام قيادات ونواب ومؤسسات المجلس بين الطرفين.
وعن أسباب انشقاق الحكيم، أشار الكاتب والقيادي السابق في حزب «الفضيلة»، نديم الجابري، إلى أن «المجلس الذي تم انشاؤه في ايران عام 1982 شهد العديد من الانقسامات منذ 2003، وكان يقوم على رؤية آل الحكيم السياسية في العراق، ولا يستند الى برنامج عمل واضح لادارة السلطة».
وتابع: «دخل المجلس العملية السياسية بنظرة طائفية وبآليات مدنية لم يستطع الحفاظ عليها، وفي المرحلة الاولى كان المجلس يقود التحالف الوطني (الشيعي)، ولكنه بدأ يتراجع تدريجيا بعد عام 2006 وشهد انشطارات، لأسباب، منها اخفاقات مشروع الإسلام السياسي».
وبين الجابري، في لقاء متلفز، أن «الإسلام السياسي لم يثبت جدارة في قيادة البلد، ووجد نفسه عاجزاً عن إدارة الدولة لأن الإسلام ليس منظومة دولة، ولم يشر إلى نموذج محدد للحكم، لذا الإسلام السياسي حمل الإسلام أكثر مما يحتمل، وبدأ يخفق في الواقع العملي والتطبيق ولم يستطع ان يواكب العصر أو مفاهيم الدولة».
ونوه إلى أن «أحد أبرز أسباب فشل الإسلام السياسي هو أن أحزابه طاردة للكفاءات الشابة».
وحسب المصدر، فإن «بوادر الانقسام في المجلس بدأت منذ سنوات بوفاة زعيمه عبد العزيز الحكيم، حيث كان الجيل القديم يعتقد أنهم الأجدر برئاسة المجلس بسبب تاريخهم الطويل في (الجهاد ) وليس بالتوريث، ولكن الأمور لم تأتِ بالشكل الذي يريده ذلك الجيل، وجاء عمار الحكيم الذي كان بعيدا عن المجلس الأعلى لغاية وفاة والده. وحاول الجيل القديم تغيير الأمور ولكن كفة الحكيم كانت هي الغالبة، لكون المجلس قام على أسس منها الارث العائلي لآل الحكيم».
الصراع استمر، طبقاً للمصدر «عندما شعر الجيل المؤسس بالغبن بعد إقالة عدد من القيادات القديمة في المجلس الأعلى من مواقع وزارية ولم يفعل لهم المجلس شيئا، كما كان اعتماد الحكيم على الاذاعة الدينية والشباب بشكل كبير»، مضيفاً أن «القيادات القديمة وإن سيطروا على المجلس، ولكنهم لن يصعدوا حملاتهم الإعلامية ضد الحكيم».
ولفت إلى «جهات محلية وإقليمية مؤثرة على كل الأطراف في المجلس، تستطيع أن توقف التداعي فيه»، متوقعاً «ترك كل طرف يخوض تجربته كما يريد وهم في النهاية سيدخلون في التحالف الشيعي».
وعقب قرار الحكيم، الانسحاب من المجلس الأعلى وتشكيل تيار جديد، عقدت الهيئة القيادية وعدد من اعضاء المكتب السياسي في المجلس اجتماعا في بغداد للتداول في المستجدات.
واصدرت بيانا اعلنت فيه موافقتها على انسحاب الحكيم وإجراء مشاورات لاختيار رئيس جديد خلفا له.
وثمنت «دور القيادة الإيرانية الداعم للمجلس». كما نوه البيان الى «انتخاب الهيئة القيادية، مسؤولا تنفيذيا مؤقتا لمتابعة أعمال المجلس لحين انتخاب رئيس جديد».
وفي مؤشر على الخلافات بين القيادتين القديمة والجديدة للمجلس الاعلى، أكدت الهيئة القيادية على استمرار دور المجلس في التحالف الوطني، واستمرار عمل كتلة «المواطن» النيابية في عملها في البرلمان.
كما دعت «سرايا عاشوراء» المنضوية ضمن «الحشد الشعبي» الى مواصلة عملها الاعتيادي، إضافة الى دعوة عناصر الحزب الجديد الى تسليم مقرات المجلس وعدم رفع لافتات تحمل اسماء أخرى عليها.
وحسب مصادر مقربة من المجلس، ضمن تداعيات الانسحاب، أعلنت غالبية نواب كتلة «المواطن» التابعة للمجلس في البرلمان، الانضمام الى حزب الحكيم الجديد عدا خمسة منهم ظلوا ضمن المجلس. كما أعلنت بعض فروع المجلس في المحافظات، ومنها فرع ذي قار، الانضمام إلى حزب الحكيم.
واشارت المصادر إلى أن «تيار الحكمة»، وضع اليد على أهم المفاصل الحيوية في المجلس الاعلى في مقدمتها مؤسسة الفرات الفضائية، والمقر العام في الكرادة الذي يشغله المجلس الأعلى منذ 2003.
ووفق مصادر، فإن الانشقاقات داخل المجلس ستترك أثراً على قاعدته الجماهيرية في الشارع الشيعي وتضعف من نتائجه في الانتخابات المقبلة، خاصة وأن الأهداف التي حددها عمار الحكيم لحزبه الجديد لا تختلف عن المجلس الأعلى.
وأكدت المصادر، أن «الحكيم أخذ الضوء الأخضر من إيران على تحركه الجديد، وخاصة بعد تزايد تذمر بعض قيادات المجلس، مثل الشيخ جلال الدين الصغير وباقر الزبيدي وآخرين، الذين شكوا للمسؤولين الإيرانيين تفرد الحكيم في القرارات وإبعاده الشيوخ عن قيادته».
وطبقاً لمراقبين، فإن الانشقاقات سمة متلازمة للتنظيمات الشيعية، منذ عملها ضمن المعارضة فقد شملت حزب الدعوة. ما يعكس عمق الخلافات وإصرار كل طرف على مواقفه.
والقيادة الإيرانية لا ترى ضررا في تلك الانقسامات، لوجود خيوط لها في كل تلك التنظيمات، ولذا فهي تستطيع توحيد مواقفها عند الحاجة، وفق المراقبين.

صراع في المجلس الأعلى الإسلامي لتقاسم الأعضاء بعد انسحاب الحكيم

مصطفى العبيدي

انتخاب رئيس أول منظمة دولية متخصصة في النزاهة وتعزيز الشفافية في الرياضة العالمية في لشبونة اليوم

Posted: 26 Jul 2017 02:16 PM PDT

الدوحة- «القدس العربي» إسماعيل طلاي: ستكون دولة قطر أول دولة عربية في تاريخ الرياضة العالمية تؤسس منظمة دولية، عندما تستضيف العاصمة البرتغالية لشبونة اليوم الخميس اجتماعا حاسما للجمعية العمومية للمنظمة الدولية للنزاهة في الرياضة «سيغا»، لانتخاب رئيس مجلس إدارة أول منظمة دولية متخصصة في النزاهة للرياضة العالمية والتي تأتي تتويجا لجهود المركز الدولي للأمن الرياضي على مدار الأعوام الأربعة الماضية.
وقد أصبحت دولة قطر أول دولة عربية في تاريخ الرياضة العالمية تتبنى وتسهم في صناعة منظمة دولية تتخصص في النزاهة في الرياضة كون المركز الدولي للأمن الرياضي هو الذي قاد الجهود الدولية لبناء تحالف دولي أسس إلى انطلاق «سيغا».
ومن المتوقع أن تشهد الانتخابات منافسة قوية خاصة بعد الانطباع الجيد والإقبال الهائل خلال الشهور الماضية من المنظمات والشخصيات الدولية على الانضمام لـ «سيغا».
وتقام أعمال الجمعية العمومية لـ «سيغا» في ضيافة الحكومة البرتغالية ممثلة في وزارة الرياضة البرتغالية واللجنة الأولمبية البرتغالية ويعد الاجتماع هو الخطوة التنفيذية الأخيرة قبيل الانطلاق الفعلي للمنظمة الدولية للنزاهة في الرياضة حيث تم في الفترة الماضية الانتهاء من تشكيل اللجان واختيار أعضاء مجلس الإدارة وكذلك اختيار أعضاء الإدارة التنفيذية للمنظمة الدولية التي تعد إحدى القوى الرياضية العالمية الناعمة للمركز الدولي للأمن الرياضي.
ونجح المركز الدولي للأمن الرياضي في الحصول على موافقة شخصية عالمية مرموقة للترشح والمنافسة في انتخابات رئاسة مجلس الإدارة التي ستجرى في لشبونة وهذا المرشح هو فرانكو فراتيني وزير الخارجية الإيطالي والمفوض الأوروبي الأسبق للعدالة والحرية والأمن.
ويعد فراتيني من الشخصيات الأوروبية المؤثرة وهو الذي شغل منصب وزير الخارجية في إيطاليا مرتين آخرهما ما بين 2008 و2011. كما يعد فراتيني واحدا من أبرز الشخصيات الدولية القريبة من مسرح الأحداث الرياضية العالمية والذي تولى عددا من الملفات المهمة في إيطاليا وترأس عددا من اللجان التي وضعت السياسات العامة في قضايا إيطالية وأوروبية غاية في الأهمية.
وتجسد موافقة فرانكو فراتيني على الترشح لمنصب رئيس مجلس إدارة «سيغا» قيمة وتأثير وأهمية ما قام به المركز الدولي من عمل على مدار السنوات الماضية وصولا لتأسيس المنظمة الدولية وترجمة لثقة المنظمات والشخصيات العالمية في المركز الدولي. ومن المأمول أن تضيف شخصية عالمية مرموقة مثل الوزير الإيطالي السابق قيما مضافة متنوعة تسهم في قيادة «سيغا» في سنواتها الأولى إذا ما نجح في الانتخابات.
وقد تبلورت هوية /سيغا/ كمنظمة دولية واعدة ولذلك فمن المتوقع أن تشهد الانتخابات منافسة شديدة في ظل وجود عدد من الشخصيات الدولية المترشحة لرئاسة مجلس الإدارة إلى جانب المرشح الذي دفع به المركز الدولي فيما تم حسم منصب أحد نواب الرئيس والذي ذهب للقطري محمد بن حنزاب رئيس المركز الدولي، إلى جانب حسم منصب الرئيس التنفيذي لـ «سيغا»، والذي سيتولاه إيمانويل ميديريوس الرئيس والمدير التنفيذي لمكتب المركز الدولي للأمن الرياضي في أوروبا وأمريكا اللاتينية، وكما هو معروف فهو الرئيس التنفيذي السابق لرابطة الدوريات الأوروبية المحترفة لكرة القدم، وشغل عددا من المناصب في الفيفا واليويفا.
ومع الوصول للمرحلة النهائية من مراحل الانطلاقة الفعلية للمنظمة الدولية للنزاهة في الرياضة، تبرز جهود دولة قطر في خدمة الرياضة العالمية ويبرز أيضا تأثير المركز على الساحة العالمية والحضور الفاعل بقيادة رئيسه محمد بن حنزاب والذي قاد تأسيس المنظمة الوليدة.. ويشكل انتخاب أول رئيس للمنظمة الدولية للنزاهة في الرياضة بداية مرحلة تاريخية في مسيرة الرياضة العالمية.
وتعنى /سيغا/ بمكافحة الفساد في الرياضة العالمية وتعزيز الشفافية والحوكمة ووضع أطر ولوائح وتشريعات دولية لحماية مستقبل الرياضة العالمية، وهذه الأهداف جميعها مستقاة من أعمال المركز الدولي منذ انطلاقته في 2011 مرورا بالكشف عن نتائج البحث الأكاديمي والميداني المشترك بين المركز الدولي للأمن الرياضي وجامعة باريس الأولى السوربون.
وتضم لجنة الانتخابات شخصيات عالمية بارزة من بينها اللورد جون ستيفينز رئيس المجلس الاستشاري السابق في المركز الدولي للأمن الرياضي ومايكل هيرشمان الرئيس التنفيذي الحالي لمجموعة المركز الدولي للأمن الرياضي.. إلى جانب ممثل عن شركة ماستر كارد العالمية وممثل عن داو جونز وكذلك تضم في عضويتها رئيس اتحاد اللجان الأولمبية لدول الكاريبي.
وينص النظام الأساسي لـ «سيغا»على أن يكون لرئيس مجلس الإدارة عدد من النواب في قطاعات مختلفة سواء نائب للنزاهة أو للرياضات المختلفة أو للمجتمع المدني وغيره. واستحق المركز الدولي عبر كوادره المختلفة التواجد المكثف في المنظمة الدولية الوليدة في عدة مناصب أبزرها منصب الرئيس التنفيذي للمنظمة الدولية الذي سيتولاه أحد كوادر المركز الدولي وهو إيمانويل ميديريوس. كذلك يتواجد المركز الدولي في عدد من الإدارات وتشكيلات اللجان المختلفة. يتشكل أعضاء الجمعية العمومية لـ»سيغا» من مؤسسات وشخصيات من مختلف القطاعات الرياضية والاقتصادية والمالية والمؤسسات الأكاديمية وبنوك دولية ومنظمات مجتمع مدني.

انتخاب رئيس أول منظمة دولية متخصصة في النزاهة وتعزيز الشفافية في الرياضة العالمية في لشبونة اليوم
قطر أول دولة عربية تتبنى وتسهم في إنشاء منظمة عالمية

 من هم صنّاع الأدب الجديد

Posted: 26 Jul 2017 02:16 PM PDT

ثلاثة فقط من المتقدّمين إلى مشروع كتابة نصّ أدبي هم ممن درسوا الأدب أو حصّلوا شهادة فيه. الآخرون، وهم اثنان وعشرون متقدّما إلى ذاك المشروع، جاؤوا إلى الأدب من خارجه. كانت دراساتهم الجامعية قد توزّعت بين إدارة الأعمال والهندسة المدنية والاقتصاد والآثار والبيئة والهندسة الإلكترونية والهندسة الزراعية والتحكّم الآلي والأتمتة إلخ. وهم رغم ذلك الافتراق بين المجالين، الأدبي والآخر المتنوّع بين حقول غير أدبية، سبق لأكثرهم أن نشروا كتبا تراوحت بين روايات ومجموعات قصص قصيرة وسيناريوهات أفلام وثائقية وحتى روائية.
في ما سبق، كان نادرا ذلك الاختلاط إذ كان منتجو الأدب آتين من دراسته والتفرّغ له. ظللنا عقودا نعدّد على نصف أصابع اليد الواحدة أولئك الذين جمعوا بين ممارسة الطبّ والكتابة، متسائلين إن كان هذا الجمع يأخذ من كل من المجالين نصفَه. في أذهاننا، كما في مخيّلاتنا، ارتبطت صورة الأديب أو المفكّر بانعزاله عما حوله، أو عيشه بين ركام الكتب، أو سقوطه ميتا تحت أثقالها، كما آل إليه حال الجاحظ. الآن، مع جيل الكتابة الجديد، يبدو أن جمع الكتابة إلى ما يخالفها، أو إلى ما كان يخالفها، قد صار قاعدة. وهذا ما يعني أن الكتابة لم تعد هاجسا مشتملا على الطموح كله، كما كانت في تاريخها، بل صار الطموح متقاسَما ليست هي، الكتابة، إلا جانبا، أو فرعا منه.
أي أننا إن شئنا أن نضع تعريفا لما باتت عليه الكتابة الآن، وما هي ذاهبة أكثر فأكثر نحوه، لقلنا إنها الهواية وقد اتسعت أو تضخّمت. أو يمكن لنا أن نقول أن الكتّاب الجدد هم أكثر تعقلا من سابقيهم، وأكثر استجابة لتغيّرات الحياة. وقد أعانهم على ذلك التراجعُ التدريجي المستمر في صورة الأديب، وفي بؤس الاعتماد على الدراسة الأدبية. في بيروت، على شاشة التلفزيون، وقف مدير إحدى الجامعات الخاصة ليعلن أن عدد الطلاب المتقدّمين إلى دراسة الأدب بات صفرا في جامعته. لم يكن متأسفا في ما هو يقول ذلك، بل ربما شابت لهجته سمة الانتصار، هو العارف أن ما ينبغي أن يتخصّص به الطلاب هو ما يؤمن لهم نجاحهم.
نحن إزاء تغيّر حاسم لصورة الأديب، تلك التي حاول يوكيو ميشيما أن يجري تعديلا عليها، من الخارج، بأن أصرّ على أن يكون مظهره مظهر موظّف عادي، أي أن يرتدي بدلة وربطة عنق ويحمل بيده حقيبة «السمسونايت» ليبدو على صورة رجل ناجح ذاهب إلى عمله. ذلك طبعا مناقض لفكرة الانطواء التي تبدي صورة الأديب مشابهة لصورة المتصوّف. ألآن، في الأمسيات الشعرية التي يقيمها أولئك الشعراء الجدد يبدون، فيما هم يقرأون قصائدهم عن هواتفهم، كأنهم يسخرون من الصورة القديمة التي كان عليها سابقوهم، إنهم يحاولون نسف تلك الصورة.
في الاختصاصات الأكثر راهنية التي توزّع بينها أولئك المتقدّمون إلى مشروع الكتابة الأدبية، يبدون كما لو أنهم موجودون في كل مكان، في المصانع مثلا، أو في مكاتب التوظيف أو أمام الأجهزة المفكّكة، أو في المختبرات المختلفة. وهؤلاء، إذ تتعدّد معهم أمكنة عملهم وعيشهم، يصيرون أقل التزاما بالأشكال المعروفة للكتابة. فها انهم، بين ما يقترحونه على الهيئة الداعية إلى مساعدتهم على إنجاز أعمالهم الكتابية، يسمّون المونودراما والأعمال الأوبرالية وتغيير أشكال الأنطولوجيا و»الطبخ في الغربة» وعن إيجاد أشكال جديدة من التواصل بين الأدب والسينما، وكذلك تحويل التراث الأدبي، «كليلة ودمنة» على سبيل المثال، إلى أعمال بصرية…إلخ.
وفي عودة إلى أولئك المتقدّمين إلى الفوز بالمشروع الأدبي المذكور أعلاه، قد نرى أن ذلك التغيّر، والجمع بين الأدب والاختصاص، قد يكون بين بواعثهما فقدان المكان الثابت، للحاضر وللمستقبل أيضا. الخمسة والعشرون متقدّما جميعهم ينتسبون إلى بلدان تجري فيها حاليا حروب ونزاعات، 16 منهم يقيمون خارج بلدانهم، وبنسب في التوزّع على البلدان، تقوم على قاعدة استعداد مراكز الهجرة لاستقبال النازحين. وهناك، في ألمانيا أو هولندا أو فرنسا لم يتح للفارين من الحروب بعدُ أن يتشكّلوا في مجموعات، على غرار ما فعل الشعراء المهجريون السابقون. إنهم الآن موزعون خارج عواصم تلك البلدان، تبعا لما يقتضيه التخطيط الذي وضعته البلدان المستقبِلة. قد يتساءل من يرغب في متابعة ما ستؤول إليه أحوال هؤلاء في مهاجرهم، ربما ضرورية هي أبواب الكتابة الجديدة التي اقترحوها في الطلبات التي تقدموا بها، حيث ستكون موضوعات كتاباتهم هي ما يعيشونه.

٭ روائي لبناني

 من هم صنّاع الأدب الجديد

حسن داوود

أحمد خالد موسى: فيلم «هروب اضطراري» انتصر لجيلي من المخرجين

Posted: 26 Jul 2017 02:15 PM PDT

القاهرة – «القدس العربي» : رغم إنه لم يتعد الثلاثين من عمره، إلا أن المخرج أحمد خالد موسى استطاع أن يضع إسمه بجوار كبار مخرجي التلفزيون في عدة أعمال ناجحة، منها «البداية» و«الميزان» و»الحصان الأسود»، ثم قرر الاتجاه إلى السينما ليقدم فيلم «هروب اضطراري»، تأليف محمد السيد بشير وبطولة أحمد السقا وأمير كرارة وغادة عادل ومجموعة كبيرة من النجوم، وأكد أحمد خالد موسى من خلال هذا الفيلم أنه ليس مخرجا تلفزيونيا ناجحا، وحسب بل هو مخرج سينمائي بارع أيضا وتربع فيلمه على عرش الايرادات متفوقا على أربعة أفلام أخرى كبيرة.
حول أسباب هذا النجاح وخطواته المقبلة كان هذا الحوار معه:
■ بداية، لماذا اخترت هذا الفيلم لتبدأ به مشوارك السينمائي؟
- كان لدي حلم قديم وهو تقديم فيلم أكشن على مستوى عال بأبطال ونجوم كثيرين، على أن يتم تنفيذه بشكل احترافي لا يجلب السخرية مثل كثير من أفلام الأكشن التي يضحك عليها الجمهور وكان دائما في ذهني أحمد السقا لأنه من أهم أبطال الأكشن في مصر.
وعندما عرض علي الكاتب محمد السيد بشير الفكرة أعجبتني بشدة وقررت تنفيذها عندما تحين الفرصة.
■ وكيف جاءت الفرصة؟
- الفرصة جاءت من خلال رنا السبكي إبنة المنتج السبكي، التي رشحتني لوالدها وبالفعل التقينا وعرض علي عدة سيناريوهات ولكنني رفضتها، وعندما قرأت رنا سيناريو «هروب اضطراري»، تحمست جدا واقنعت والدها بقراءته، وبالفعل قرأة في ليلة واحدة واتصل بي مؤكدا إعجابه الشديد بالفيلم وحماسه لإنتاجه ووافق على ترشيحي لأحمد السقا الذي أقنعته بالفيلم بعد زيارات يومية لمدة 45 يوما متواصلة.
■ ولماذا رفض السقا في البداية؟
- السقا منذ فترة لا يقدم فيلما ومسلسلا في عام واحد، وكان قراره أن يقدم هذا العام مسلسل «الحصان الأسود» ويؤجل خطوة السينما إلى العام المقبل، ولكنه اقتنع باختلاف الفيلم لذلك وافق في النهاية.
■ لكن البعض يرى أن السيناريو كان ضعيفا وغير منطقي في بعض المناطق؟
- الأمر لم يكن مقلقا بالمرة، لأن السينما العالمية تضم كثيرا من الأفلام الناجحة التي تبدأ بفكرة ليست قوية، ولكن الهدف منها يكون هو الاثارة وابهار الجمهور بمشاهد الحركة المتقنة..
■ هل يعني هذا أن هدفك كان الجمهور فقط؟
- الهدف من أي فيلم يجب أن يكون الجمهور، لأن السينما فن جماهيري، وليس عيبا من وجهة نظري أن يكون الفيلم تجاريا أو جماهيريا طالما تم تنفيذه بشكل جيد.
■ وماذا عن الأفلام ذات القيمة الفنية العالية التي تحصل على الجوائز.. ألا تهتم بتقديم هذا النوع والمشاركة في المهرجانات؟
- هذا النوع لا يجذبني، ولن أقدم على إخراجه لأنني كما قلت هدفي هو الجمهور وليس الجوائز، ومع كل تقديري لأفلام يوسف شاهين أو شادي عبد السلام على سبيل المثال وتقديري لقيمتهما إلا أنها لا تمتعني كمشاهد وأنا أعتقد أن المتعة هي أساس الفن.
■ دائما تردد أن فيلم «هروب اضطراري»، بطولة جماعية.. ألا يغضب ذلك أحمد السقا؟
- أنا أقصد بالبطولة الجماعية عودة النجوم الكبار للعمل معا، كما كنا نرى في الأفلام القديمة، أما أفيش الفيلم والتسويق فهو باسم أحمد السقا.
■ وكيف اقتنع السقا بمشاركة هؤلاء النجوم؟
- السقا دائما يهتم بجودة العمل الذي يقدمه، ويهتم أن يكون حوله نجوم كبار وموهوبون، مثلما حدث من قبل مع خالد صالح ومصطفى شعبان وعمرو واكد وغيرهم، بعكس غيره من النجوم الذي يفضلون وجود ممثلين ضعفاء حتى يظهرون هم أقوياء.
■ هل كنت تتوقع أن يأتي الفيلم في مقدمة الإيرادات؟
- كنت أتوقع أن يحقق الفيلم إيرادات عالية، لأنه جماهيري، وقد بذلنا مجهودا كبيرا لفترة طويلة حتى يخرج بهذا الشكل.
■ ما هي الصعوبات التي قابلتكم؟
- قابلتنا صعوبات كثيرة لأن تصوير مشاهد لأكشن صعب جدا، خصوصا أننا قمنا بالتصوير في أماكن طبيعية مثل وسط البلد وكوبري قصر النيل وغيرها، وكان هناك مشاهد خطيرة مثل وجود أحمد السقا معلقا في أعلى برج سكني عملاق لفترة طويلة وهي مخاطرة كبيرة.
■ ولماذا قام السقا بتصوير هذا المشهد بنفسه رغم خطورته؟
- من المعروف عن السقا أنه يحب أن يصور المشاهد بنفسه بدون دوبلير حتى تكون مقنعة للمشاهدين، وهي من الأمور التي تجعلني أحب العمل مع السقا لأننا مجانين في هذه الاشياء ونحب أن تخرج المشاهد في أفضل صورة.
■ وكيف وصلتم بمشاهد الحركة لهذه الدرجة من الاحترافية؟
- استعنا بعمرو ماكجيفر واندور ماكنزي من مصر وهما محترفان وعلى درجة عالية من الكفاءة إلى جانب أربع محترفين أجانب من ترشيحهما.
■ لماذا لم يكن وجود أحمد حلمي في النهاية لم يكن مبررا؟
- كان المقصود بوجود أحمد حلمي هو مجرد المشاركة، إضافة للتمهيد لاحتمالية وجود جزء ثان من الفيلم، حيث نفكر جديا في ذلك لأن الفيلم يحتمل أجزاء.
■ يرى البعض أنك انتصرت لأحمد السقا وجيله بفيلم «هروب اضطراري» حيث تقدم على فيلم «جواب اعتقال» لمحمد رمضان؟
- أرى أن الفيلم انتصر لجيلي من المخرجين، حيث أكدنا من خلال هذا العمل وغيره أننا يمكن أن نحمل راية السينما المصرية وتقديم أعمال تضاهي الأعمال العالمية، سواء في الأفكار أو التنفيذ.
■ قديما.. كانت هناك تقسيمة بين المخرجين إلى مخرجي تلفزيون فقط مثل اسماعيل عبد الحافظ ومحمد فاضل والنقلي ومخرجي سينما فقط، إلا أنك ومن قبلك محمد ياسين وتامرمحسن وكاملة أبو ذكرى كسرتم هذه القاعدة فما هي الأسباب؟
- هناك عدة أسباب، منها أهمية الدراما التلفزيونية في المرحلة الحالية مما جعل المخرجين يتجهون اليها على عكس ما كان سائدا قديما أن السينما أهم من التلفزيون، السبب الثاني هو التقارب في التكنيك بين إخراج السينمائي والإخراج التلفزوني فهي الحرفية نفسها حاليا بعد انتشار الديجيتال.
■ الخطوة المقبلة سينمائية أم تلفزيونية؟
- أحضر حاليا لمسلسل تلفزيوني بعنوان «أبو عمر المصري» مع أحمد عز للعرض في رمضان المقبل، ونعقد حاليا جلسات لاختيار فريق العمل وراء الكاميرا وأمام الكاميرا، وسينمائيا لدي فكرة أسعى لتنفيذها في الفترة المقبلة، إضافة للتفكير في عمل جزء ثان من «هروب اضطراري».

أحمد خالد موسى: فيلم «هروب اضطراري» انتصر لجيلي من المخرجين
قال إن أحمد السقا يخاطر بحياته من أجل الأعمال التي يقدمها
فايزة هنداوي

مصر: ما انتهت إليه جمهورية 23 يوليو

Posted: 26 Jul 2017 02:14 PM PDT

في ذكراها الخامسة والستين، لم تزل حركة الضباط الأحرار المصريين، والنظام الذي ولد من رحمها، تثير الاهتمام والجدل والانقسام. ما الذي فعله نظام ضباط الجيش في مصر الحديثة؟ هل أنقذت جمهورية يوليو/ تموز مصر من خراب حتمي كانت تسير إليه، أو دفعتها إلى الانحطاط؟ وهل يمكن، أصلاً، تفسير أحوال مصر الراهنة بما أقدمت عليه مجموعة الضباط الشبان فجر ذلك اليوم من تموز/يوليو 1952؟ لم يظهر المصريون فقدان ثقة في دولتهم وطبقتهم الحاكمة كما أظهروا خلال العقد الأول من هذا القرن، ولا حتى بعد هزيمة حزيران/يونيو 1967 المؤلمة؛ ولم تكن ثورة كانون الثاني/يناير 2011 استفتاء شعبياً حاسماً على وضع البلاد، وحسب، ولكنها كانت محاولة المصريين الكبرى لانقاذ الجمهورية من مصير محقق. ولبرهة قصيرة من الزمن، بدا وكأن المصريين، كشعب وليس كطبقة حاكمة، أنفذوا إرادتهم الجمعية، وامتلكوا قرارهم. ولكن الهزيمة التي أوقعت بالثورة، وبعملية التحول الديمقراطي التي أطلقتها، أعادت مصر من جديد إلى قبضة ضباط الجيش. وربما كانت هذه الدائرة المفرغة ما أضفى على ذكرى 1952 الخامسة والستين معنى مختلفاً.
نشر مايكل مان، أستاذ الاجتماع السياسي في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، في تسعينيات القرن الماضي عمله الكبير، مصادر القوة الاجتماعية، في أربعة أجزاء. ولد عمل مان اهتماماً واسع النطاق، وجهت إليه انتقادات عديدة، وقورن أحياناً بحجم وأثر مشروع ماكس فيبر الفكري في مطلع القرن العشرين. ابتداء من 2012، أعاد مان نشر أجزاء الكتاب الأربعة، بمقدمات طويلة، رد فيها على بعض الانتقادات، اعترف بجوانب قصور ارتكبها، وأوضح بعضاً من الغموض الذي تسلل إلى مقاربته التحليلية، التي تكاد أن تغطي تاريخ القوة وتجلياتها الاجتماعية منذ العصور القديمة وحتى بعد نهاية الحرب الباردة. ما لم أجد خلافاً كبيراً حوله بين مان ومنتقديه كان النظرية الأساسية التي ارتكز إليها الكتاب في أجزائه الأربعة. مصادر القوة الاجتماعية، يقول مان، تنتمي إلى دوائر أربع: الدائرة الاقتصادية، السياسية، العسكرية، والأيديولوجية. ولكن هذه المصادر لا تعمل بصورة متوازية، بل في تفاعل دائم، بحيث يترك كل منها أثراً لا يمكن فصله على الدوائر الأخرى، وينجم عن هذا التفاعل نتائج وتحولات يصعب التنبؤ بها أو توقعها بصورة قاطعة أو حتمية.
فإلى أي حد يمكن يمكن تطبيق نظرية مان الأساسية على جمهورية تموز/يوليو وتحولاتها خلال العقود الستة التي سبقت اندلاع ثورة كانون الثاني/يناير 2011؟
لم يكن الضباط الأحرار، على الأرجح، يقصدون بتحركهم ثورة شاملة واستيلاء سافراً على السلطة. ولكن، وبمجرد نجاح الانقلاب، أدرك الضباط، بالرغم من عقبات محدودة، أن الدولة المصرية دانت لهم، وأن ليس ثمة قوة يمكنها تحدي استمرارهم في الحكم. خرجت الأسرة المالكة من البلاد، بيسر غير متوقع، أبعدت الطبقة الحاكمة السابقة بدون معارضة تذكر، أطيح بجماعة الإخوان، الشريك المبكر ثم المعارض، بعد ذلك، وفرض الصمت على الجماعات الليبرالية الصغيرة بأقدار متفاوتة من القمع.
ولكن الجمهورية أسست على تصور براغماتي، أكثر منه أيديولوجي. التوجه الأيديولجي، القومي العربي، والاشتراكي (المحدود)، لم يتطور إلا لاحقاً؛ كما أن الإصلاحات الاقتصادية، سواء في مجال الملكية الزراعية، أو الإسراع من عجلة التصنيع (التي كانت انطلقت في العشرينات)، لم تؤد إلى تغيير ملموس في البنية الطبقية المصرية. بمعنى، أن الجمهورية استندت إلى مصدرين رئيسيين للقوة: الجيش ومؤسسة الدولة. من قاد الجمهورية، هيمن على مؤسساتها، أمضى سياساتها وبرامجها، كانت بيروقراطية عسكرية ـ مدنية، لم يكن بناء نظام ديمقراطي بين همومها.
الحقيقة، أن العلاقة بين جناحي البيروقراطية الحاكمة، العسكري والمدني، لم تكن سلسة دائماً ولا مستقرة. حتى طوال العقد ونصف العقد الأول بعد تموز/يوليو 1952، حاول عبد الناصر، الزعيم الكاريزمي للنظام ورئيس الجمهورية، إعادة العسكريين إلى الثكنات، وقطع الحبل السري الذي ربط بين الجيش، من جهة، وإدارة الدولة والحياة السياسية، من جهة أخرى. ولكن ليس حتى هزيمة حزيران/يونيو 1967 أن استطاع تحقيق نجاح ملموس في وضع نهاية لدور الجيش السياسي المباشر. ولكن هذا النجاح كان مؤقتاً على أية حال. الأثر الأكبر لهزيمة 1967، على أية حال، كان فرض حدود على المصدر الأيديولوجي للقوى التي تستند إليها الجمهورية، الفكرة القومية العربية، وقيادة مصر للحركة القومية العربية، التي اكتسبتها، بصور حثيثة، منذ نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات. وبتولي أنور السادات مقاليد الحكم، لم يتبق من القوة الأيديولوجية القومية سوى ذكرى شاحبة، تسرع الخطى إلى النسيان.
أرسى السادات، سيما بعد حرب تشرين الأول/اكتوبر 1973، قواعد جديدة لعلاقة البيروقراطية العسكرية بالحكم، تكفل للجيش حصة في النظام، بحيث تعزز الصورة المدنية للجمهورية وتحظر على الجيش ممارسة دور مباشر أو صارخ في الحكم أو الحياة السياسية. ولكن مقعد رئاسة الجمهورية، المنصب الأقوى في النظام على الإطلاق، ظل حكراً على الطبقة العليا من ضباط الجيش. وفي ظل مناخ عالمي متنام من صعود الفكرة الليبرالية الجديدة، حاول السادات صناعة مصدر قوة اقتصادية للنظام باعتماد ما أسماه سياسة الانفتاح الاقتصادي، التي استهدفت دفع دماء جديدة للطبقات العليا المصرية، وتوسيع نطاق الطبقة الوسطى. كانت خطوات السادات الاقتصادية بطيئة وحذرة، نوعاً ما، ولم تصل هذه السياسة ذروتها إلا في عهد الرئيس التالي، الرئيس حسني مبارك. عادت طبقة كبار الملاك وعائلات الطبقة الوسطى العليا من العهد الملكي إلى مقدمة المجال الاقتصادي المصري، ومعها أعداد متزايدة من أبناء البيروقراطية المدنية والعسكرية الجمهورية. بذلك، أصبحت مصر، بالفعل، جزءاً لا يتجزأ من السوق العالمية، وشهدت، وإن لفترة قصيرة، تدفق رؤوس أموال خارجية استثمارية، عربية وأورو ـ أمريكية.
بيد أن النتائج كانت كارثية. فبدلاً من أن تصنع السياسة الاقتصادية الجديدة رفاهية متدرجة، فاقمت من التفاوت الهائل في مستوى المعيشة، والحياة ككل، بين نسبة بالغة الثراء، ضئيلة من السكان، وعشرات الملايين من الفقراء أو ممن هم حتى تحت مستوى الفقر.
ولأن لا السادات ولا مبارك كان جاداً في دمقرطة نظام الحكم، استمر تحكم البيروقراطية العسكرية ـ المدنية في مؤسسة الدولة؛ التي عملت، سواء بفتح أبواب السوق أمام المؤسسة العسكرية، أو باعتماد وسائل استرضاء سخية، على تأمين حصتها في مجال الثروة المتاح والمحدود. في نهاية عهد مبارك، عشية انفجار ثورة كانون الثاني/يناير 2011، كانت مصادر قوة الجمهورية قد عادت إلى ما كانت عليه في الخمسينيات، بعد أن تحللت كلية من القوة الإيديولوجية، خسرت وعود الرفاه الاقتصادي، وأحجمت عن التقدم ولو خطوة واحدة نحو بناء شرعية ديمقراطية. ولكن الفرق بين شعب خمسينيات القرن العشرين والعقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، البنية الاجتماعية للشعبين، علاقتهما بالعالم من حولهما، وحجم طموحاتهما، كان كبيراً. وهذا ما أدى إلى انفجار الثورة الشعبية.
أجهض الانقلاب إمكانية إصلاح الجمهورية، وصنع نظاماً أكثر ضيقاً وتشوهاً من ذلك الذي انتهت إليه جمهورية مبارك. وهذا ما يجعل النظام الجديد أكثر ضعفاً وهشاشة. في ذكرى ولادته الخامسة والستين، يبدو نظام تموز/يوليو، وتبدو الجمهورية، في أسوأ أوضاعها.

٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث

مصر: ما انتهت إليه جمهورية 23 يوليو

د. بشير موسى نافع

العراق: موسم الهجرة إلى المدنية وتمثلاتها

Posted: 26 Jul 2017 02:14 PM PDT

في العام 2010 نشرت ورقة بعنوان «موسم الهجرة إلى الوطنية»، تناولت فيها طبيعة الخطابات والتحالفات السياسية، والبرامج الانتخابية، التي سبقت انتخابات مجلس النواب التي جرت في نيسان من العام نفسه.
فعلى الرغم من اعتماد الطبقة السياسية العراقية بعد نيسان 2003، بمختلف انتماءاتها، على استراتيجية تسييس الهويات الاجتماعية، الأثنية والدينية والمذهبية، مع كل ما نجم عن ذلك من حضور «الطائفة» وسيطا بين المواطن والدولة، وتكريس السرديات الخاصة بكل جماعة من هذه الجماعات في استراتيجيتها المعلنة في الصراع على السلطة، واعتماد العلاقة الطائفية/ الحزبية/ الجهوية شرطا للحصول على «ريع السلطة»، بداية من الوظيفة العامة، وصولا إلى «توزيع» المناصب العليا في الدولة!
على الرغم من هذه السياسة المنهجية المعلنة، فان الجميع وجد نفسه مضطرا لتأطير هذه «الطائفية السياسية» وليس تجاوزها، عبر تشكيل كتل «وطنية» مفترضة، أي عابرة للهويات الفرعية، من خلال تزويق هذه الكتل الطائفية الصلدة التي تشكل هذه «الهويات الفرعية» مقولتها الرئيسية، بشخصيات تنتمي إلى «هويات» مغايرة اعتمادا على معادلة زائفة تفترض أن طائفي + طائفي = وطني! لكن النتائج التي تحققت حينها، أثبتت أن دعاية «الوطنية» لم تنتج واقعا انتخابيا مختلفا! فقد ظل السلوك الانتخابي القومي والطائفي حاسما في تلك الانتخابات، فحصدت الأحزاب والكيانات السياسية الرئيسية، التي بنيت أساسا على الطائفية السياسية، الكم الاكبر من الأصوات والمقاعد، ولم تتمكن أي من الشخصيات او الاحزاب التي أمنت هذا الشكل «الوطني» المفترض، عبر تحالفاتها، من الحصول على أصوات حقيقية!
اليوم يبدو واضحا أن ثمة معادلة زائفة اخرى يجري العمل عليها، تستبدل وطنية موديل عام 2010 بمدنية موديل 2018، وهذه المعادلة الجديدة تفترض هذه المرة أن صيغة (طائفي + طائفي = مدني) يمكن ان تشكل «براند» جديد قابل للتسويق. ولا يقتصر الأمر هنا على الكيانات الطائفية غير الإسلامية، فالطريف هنا كيانات الإسلام السياسي نفسها كانت السباقة هذه المرة لاعتماد «البراند» الجديد!
بكل ثقة يقدم سليم الجبوري، رئيس مجلس النواب العراقي، ونائب الأمين العام للحزب الإسلامي (الذراع السياسي للإخوان المسلمين في العراق) كيانه السياسي الجديد «التجمع المدني للإصلاح ـ عمل»، وينظر لهذا الكيان الجديد بأن «الظرف الموجود في البلاد يسير للدولة المدنية بأسس قانونية وليس بمفاهيم فكرية للإخوان المسلمين وغيرها من الحركات»! وقد حظي هذا الكيان بمصادقة دائرة الاحزاب في 19 آذار/ مارس 2017.
ليس مهما هنا ان السيد سليم الجبوري كان قد تنافس على منصب الامين العام للحزب الإسلامي في انتخابات الحزب التي جرت في كانون الاول/ ديسمبر 2015 ولكنه لم يفز بالمنصب، وإنما فاز بمنصب النائب الاول للأمين العام! وليس مهما أن «التجمع المدني للإصلاح ـ عمل» برئاسة الدكتور سليم الجبوري كان واجهة الحزب الإسلامي في انتخابات مجلس النواب لعام 2014! فمراجعة قوائم الائتلافات المصادق عليها تكشف أن الحزب الإسلامي العراقي لم يدخل باسمه مطلقا في تلك الانتخابات، ومن ثم فان الحزب الإسلامي دخل في ائتلافات: متحدون، وديالى هويتنا (التي فاز من خلالها سليم الجبوري نفسه!)، وعرب كركوك باسم «التجمع المدني للإصلاح ـ عمل» برئاسة سليم الجبوري! كما ليس مهما ان أعضاء الحزب الإسلامي جميعا، ومن دون أي استثناء، كانوا قد دخلوا تحت عباءة «التجمع المدني للإصلاح ـ عمل) في تلك الانتخابات، وأن جميع الفائزين من اعضاء الحزب الإسلامي، والتي تتصدر اخبارهم موقع الحزب الإسلامي اليوم، كانوا قد فازوا بتلك الانتخابات تحت عباءة «التجمع المدني للإصلاح ـ عمل» وليس بعنوان الحزب الإسلامي! المهم هنا ان «البراند» الجديد قابل للتسويق، إقليميا ومحليا!
كما ليس مهما ان يتحدث أبرز عرابي الخطاب الطائفي في العراق، ممثلين في رئيس واعضاء ائتلاف دولة القانون، وهو ائتلاف يقتصر على الاحزاب الإسلامية الشيعية (حزب الدعوة الإسلامية، وحزب الدعوة الإسلامية/ تنظيم العراق، ومنظمة بدر، والاتحاد الإسلامي لتركمان العراق، وكتلة مستقلون، فضلا عن احزاب اسلامية صغيرة اخرى)، عن الدولة المدنية! أو يتحدث السيد عمار الحكيم عن كيانه الجديد «تيار الحكمة الوطني» الذي يحاول ان ينفض عن نفسه الحمولة التاريخية للمجلس الاعلى الإسلامي، عن سمات «الدولة المدنية» وإن من دون ان يسميها! فالسيد الحكيم أعلن أن مشروعه الجديد ينطلق من ايمان بالحاجة إلى تيار سياسي جديد يمتلك «روحا سياسية جديدة ومفهوما واسعا وإطارا كبيرا يستطيع أن يحتوي كل تضاريس هذا الوطن… وأن يقدم مشاريع وطنية حقيقية»، ويعمل على «تمتين أسس الدولة العصرية العادلة»، وعلى «حماية الحقوق المدنية والحريات الشخصية ضمن إطار المبادئ والأعراف السليمة»، وأن «المواطنة» هي الرابط الاقوى للشعب، وبها يمكن ضمان العيش بحرية وكرامة.
من المهم الانتباه أن هذه المصطلحات التي لا محتوى لها، لا يستخدمها الإسلاميون فقط، فالليبراليون المفترضون في العراق، طالما صدعونا بالحديث عن «وطنية» و «مدنية» لا وجود لها سوى كخطابات دعائية. فائتلاف «الوطنية» بزعامة أياد علاوي استخدمت شعار «دولة مدنية ـ مصالحة وطنية ـ تنمية حقيقية» في انتخابات مجلس النواب لعام 2014، وتحدث عن «تأسيس نظام ديمقراطي ودولة المواطنة»، استمر في اللعبة المزدوجة: شكل وطني مفترض عابر للطائفية، مع محتوى طائفي بحت! فمراجعة السلوك التصويتي لأعضاء كتل أياد علاوي المتتالية (القائمة العراقية الوطنية 2005، العراقية 2010، ائتلاف الوطنية 2014)، داخل مجلس النواب، فضلا عن خطابهم السياسي، تكشف عن سلوك طائفي بحت (التصويت تبعا للهوية الطائفية)!
عادة ما كانت المفاهيم المصطلحات التي استخدمتها وتستخدمها الأحزاب والتيارات السياسية في العراق مجرد شعارات خالية من أي محتوى! فقد كانت تمثلاتهم وأوهامهم هي التي تحدد حمولة هذه المصطلحات بعيدا عن مفاهيمها الحقيقية!
فالشيوعيون استخدموا مصطلح «التقدمية» لتسويق دكتاتورية «الزعيم الاوحد»، وجعلوا الحبال التي تئد المؤامرات وفق شعار «ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة» معيارا لهذه «التقدمية»، وأخيرا أنتجوا ميليشيا «المقاومة الشعبية: لأداء هذه المهمة المتوهمة! وجاء بعدهم البعثيون ليستخدموا ميليشيا «الحرس القومي» أداة «ثورية» لتعذيب وقتل «المتآمرين» المتوهمين! ثم ليحتكروا تماما مصطلح «الوطنية» (ما زال البعثيون حتى اللحظة يستخدمون هذا المصطلح لحكم قيمة يختص بهم وحدهم!)، ثم جاء الإسلاميون بشعاراتهم وميليشياتهم ليتحول العراق إلى مسلخ كبير! ومن ثم لن يكون مصطلح «المدنية» سوى شعار عبثي آخر يستخدم لخداع الجمهور لإعادة انتاج الطبقة السياسية القائمة! والمفارقة أن جمهور المتظاهرين بعد تموز 2016 الذين رفعوا شعار «الدولة المدنية» كان نفسه الجمهور الذي أطلق على ميليشيا الإسلاميين العقائدية وصف «المقدسة، وروجوا لها،»، لأسباب طائفية بحتة، في إطار شيزوفرينيا تاريخية جماعية قادرة على انتاج نفسها دائما!

٭ كاتب عراقي

العراق: موسم الهجرة إلى المدنية وتمثلاتها

يحيى الكبيسي

في سوريا دول وحروب وصفقات وأمل

Posted: 26 Jul 2017 02:14 PM PDT

منذ اجتماع هامبورغ بين الرئيسين الأمريكي ترامب والروسي بوتين، في السابع من الشهر الجاري، على هامش «مؤتمر العشرين»، والإعلان عن اتفاقهما على منطقة «خفض التصعيد» في جنوب سوريا، بمشاركة الأردن، وسيل التكهنات لا يتوقف حول مضمون الاجتماع فيما خص المشكلة السورية. هل هو اتفاق موضعي أم ينطوي على صفقة سياسية أوسع بصدد مستقبل سوريا؟ هل هو اتفاق قابل للحياة أم وقف هش لإطلاق النار سرعان ما سيتداعى أمام تناقض أجندات الفاعلين الدوليين والاقليميين؟ هل يطوي الاتفاق الجديد مسارات جنيف وآستانة أم يتحرك في مسار موازٍ لهما ومتكامل معهما؟
ويعود السبب في هذه الحيرة إلى أن مضمون التوافق الأمريكي ـ الروسي الجديد هذا غير معلن، إلا فيما خص بعض الجوانب الإجرائية من عملية «خفض التصعيد» وآليات مراقبتها وضبطها. وحتى هذه اصطدمت سريعاً بتصريحات متناقضة بشأنها من الأميركيين والروس، بما يوحي وكأن الاتفاق لن يتحقق على الأرض. ربما يمكننا تلمس بعض الإشارات من ردود فعل بعض الأطراف المعنية، وتحديداً إسرائيل وإيران. فبحكم الجوار الجغرافي المباشر للمنطقة المحددة المشمولة بالاتفاق، كان على إسرائيل أن تقول كلمتها. وقالتها، بعد تلكؤ، على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو الذي عبر عن عدم رضا تل أبيب. في حين جاء الموقف الإيراني سريعاً ومحيراً. فعلى لسان الناطق باسم الخارجية، لم تعلن طهران رفضها للاتفاق، ولا أبدت حماسةً له. بدا شيء من التحفظ غير الصريح في الموقف الإيراني الذي طالب بأن يشمل الاتفاق جميع الأراضي السورية! اتفاق أمريكي ـ روسي يستبعد أي دور لطهران، وتطالب هذه الأخيرة بتوسيعه ليشمل كل سوريا؟ هذا يعني أحد احتمالين: إما أنها حققت مكاسب ولا تريد التشويش على الاتفاق بإعلانها على الملأ، أو أنها خضعت لأمر واقع أكبر من قدرتها على المواجهة ولا تريد الظهور بمظهر الخاسر.
ينطبق الأمر نفسه على موقف إسرائيل المفاجئ. فقبل إعلان نتنياهو عدم رضى إسرائيل عن الاتفاق، كانت التخمينات تذهب إلى مشاركة إسرائيلية سرية في صياغته، إلى جانب الروس والأمريكيين والأردنيين. ذلك لأنه لا يمكن تصور استبعادها من تقرير مصير منطقة تعتبرها امتداداً لأمن كيانها، من قبل الروس والأمريكيين على حد سواء. لذلك بدت تصريحات نتنياهو مفاجئة، مما اضطر وزير الخارجية الروسي إلى التأكيد على حرص بلاده على مصالح إسرائيل وهواجسها الأمنية.
النظام الكيماوي، من جهته، فضل التزام الصمت الذي يعتبر علامة رضى، في حين فضل حسن نصر الله الاحتفال بتحرير الموصل والاستعداد لخوض معركة جرود عرسال، على التعليق على الاتفاق الأمريكي ـ الروسي الذي من المفترض أنه يعني بصورة مباشرة استراتيجية حزب الله في المنطقة الجنوبية من سوريا التي كان يعول على التمركز فيها تعويضاً عما فقده في جنوب لبنان بعد حرب العام 2006. الأمر الذي لا يمكن لإسرائيل أن تقبل به.
الأسابيع الثلاثة التي انقضت بعد إعلان الاتفاق الأمريكي ـ الروسي، شهدت جملة من التطورات قد تكون كاشفة جزئياً لبعض مضامينه:
توقفت أخبار حملات الميليشيات الشيعية التابعة لإيران باتجاه معبر التنف الحدودي، مقابل تصاعد تحضير حزب الله الأجواء اللبنانية لمعركة جرود عرسال، وكانت بدايتها مع مداهمة وحدات من الجيش اللبناني لمخيمات اللاجئين السوريين، في محاولة لكسب غطاء «وطني» للمعركة القادمة. وهو ما نجح حزب الله في تحقيقه بصورة ملحوظة ومؤسفة. فلأول مرة منذ انخراط حزب الله العسكري في الصراع السوري، يحقق إجماعاً سياسياً لم يحظ به إلا في العام 2000 حين انسحبت إسرائيل، بقرار أحادي، من الأراضي التي كانت تحتلها في جنوب لبنان. مؤسف هذا «الإجماع الوطني» لأنه في الحالتين قائم على أكاذيب: أكذوبة «التحرير» في الحالة الأولى، وأكذوبة محاربة الإرهاب في الحالة الثانية المدعمة بدور مزعوم للجيش اللبناني. لا بد من الإشارة، في هذا السياق، إلى أن «الإجماع» المذكور هو إجماع الطبقة السياسية الحاكمة، أي قادة الطوائف المتحالفة في إطار الحكومة، ولا يعبر بالضرورة عن حالة وطنية عامة. ذلك لأنه تم قمع محاولات التعبير عن رأي عام مخالف لهذا «الإجماع» بشدة بلغت التهديد بالقتل على لسان إبراهيم الأمين رئيس الكتيبة الإعلامية لحزب الله الإيراني في لبنان. فلا يمكن، في ظل هذه الشروط القاهرة، معرفة حجم المعارضة الاجتماعية للحزب الإيراني ودولته في لبنان.
إلى ذلك جاءت مفاجأة ثانية، هذه المرة من القاهرة: اتفاق خفض التوتر في الغوطة الشرقية بوساطة من أحمد الجربا! وذلك بعد مفاوضات في القاهرة بين الفصائل العسكرية المعنية وروسيا، مع غياب تام للنظام الكيماوي الذي «ضمنته» روسيا. يمكن أن نقرأ «دولة الإمارات» بدلاً من أحمد الجربا، بالنظر إلى علاقة متينة بينهما هي التي تمنح الرئيس السابق للائتلاف الوطني المعارض وزنه التمثيلي. ترى هل يمكن القول إن هذا الاتفاق بشأن خفض التصعيد في الغوطة الشرقية هو الحصة التي ارتأى الروسي تقديمها لمحور السعودية ـ الإمارات ـ مصر في بازار تقاسم النفوذ في سوريا المستباحة؟ وهل كان إعلان جيش الإسلام ـ أكبر فصيل عسكري في الغوطة الشرقية ـ عن حل نفسه تمهيداً للانضمام إلى «جيش وطني»، قبيل الإعلان عن اتفاق القاهرة، هو العربون الذي قدمه المحور المذكور لروسيا لإنجاح الاتفاق؟ أما في الشمال، فأبرز التطورات تمثل في حرب جبهة النصرة ضد أحرار الشام في محافظة إدلب ومناطق مجاورة في ريف حلب الغربي وريف حماه الشمالي.
حرب انتهت سريعاً لمصلحة «النصرة» فيما يذكر بسيطرة داعش على الرقة أوائل العام 2014، بعدما كانت حركة أحرار الشام تشاركها في السيطرة على المدينة. قد لا تكون هذه الحرب الفرعية على صلة بتطورات الجنوب، بل مرتبطة أكثر بمسار آستانة وما يحتمل من حصول تركيا، في إطاره، على «الحق» في السيطرة على محافظة إدلب بموافقة روسية.
فإذا أضفنا إلى ذلك، حرب التحالف الدولي ضد داعش في الرقة ومناطق أخرى، بقوات كردية في إطار «سوريا الديمقراطية»، لظهرت أمامنا لوحة من الصراعات المنفصلة بعضها عن بعض، تديرها قوى إقليمية ودولية مختلفة، في مناطق مختلفة مما كان يسمى سوريا. لوحة قاتمة لا مكان فيها لإرادة السوريين.
لكن خياراً آخر لاح كضوء في نهاية النفق المظلم والدامي: بلدة سراقب في الشمال، وسقبا في ريف دمشق، حيث تم انتخاب المجلسين المحليين باقتراع شعبي مباشر. نعم، هناك أمل ما زال.

٭ كاتب سوري

في سوريا دول وحروب وصفقات وأمل

بكر صدقي

المعنى في بطن القارئ

Posted: 26 Jul 2017 02:13 PM PDT

قالت العرب قديماً إن «المعنى في بطن الشاعر»، ذلك يوم أن كان «الشاعر» يمثل نبيَّ القبيلة وكاهنها الأكبر، الذي يتصل بالجن ويُلقنه الشعرَ أحدُ الشياطين، حيث كان لكل شاعر «قرين» يناوله الحروف والأجراس، يوم أن كان الشاعر يقول:
إني وكلُّ شاعرٍ من البشرْ
شيطانهُ أنثى وشيطاني ذكر
ويوم أن كان للشعراء طقوس معينة في كتابة الشعر وإلقائه، وكانوا يلبسون ملابس معينة، ويتزيون بزي باعث على «الغرابة» كما سيفعل «الهيبيون» الغربيون بعدهم بقرون. من هنا كان الشاعر هو المعنى والمبنى، وهو الشكل والمضمون، ولذا قالوا قديماً إن المعنى في بطنه. ومرت فترة على عصور «الجاهليين» ليأتي أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ليقول، إن المعنى ليس في بطن الشاعر، ولكن «المعنى في بطن الطريق». وهنا تقدم الفكر النقدي العربي خطوة بإخراج المعنى من «بطن الشاعر» الذي يعني الابتعاد به عن «بطون الجن» السارحة في مسارب وأودية بلاد العرب وقفارهم، إلى تجسيد هذا المعنى على «قارعة الطريق» الذي يمر به «السائرون» من دون أن ينتبهوا، حتى يأتي الشاعر فيضع المعنى في حلل من الحروف والأجراس.
وبعد فترة يجيء أبو الطيب المتنبي، ويُسأل عن «شيء من دقائق المعاني في شعره»، فيقول: سلوا صاحبنا أبا الفتح، فإنه يقول ما أردت وما لم أرد»، في إشارة طريفة إلى أن المعنى أصبح في بطن «القارئ» لا «الشاعر»، حيث يتقدم المتنبي خطوة جبارة لنقل المعنى من «بطن الشاعر/المتنبي» إلى «بطن القارئ/ابن جني»، وهذه إشارة مهمة جاءت بعدها نظريات «التلقي» الحديثة، لتجعل القارئ عنصراً مهماً في فهم النص، وإعادة إنتاجه. ولكن قبل أن ينتقل المعنى إلى بطن «القارئ»، كان كامناً في بطن «النص»، حسب تحولات الفكر النقدي في القرن الماضي، وعلى هذا الأساس جاءت النظرية البنيوية لتلغي كل ما عدا النص كـ»حوامل معنوية» لتجعل النص وحده رحم المعنى، ومناط ولادته. وقد تحدث رولان بارت في «لذة النص» عن تكتيكات اختباء المعنى في «تجاعيد النصوص»، و»اللذة» التي نتحصل عليها عند «ملامسة القصيدة»، غير أن البنيوية ولكثرة ما ركزت على «جسد النص»، جعلت «التفكيكيين»، وأصحاب نظريات «القراء والتلقي» ينفلتون من «فتنة النص» إلى محاولات تحسس المعاني في «بطن» آخر، هو بطن القارئ، هذه المرَّة.
وباختصار تواصلت رحلة المعنى من «بطن الشاعر» قديماً، إلى «بطن النص»، في ستينيات القرن الماضي، إلى «بطن القارئ» مع نهاية الألفية الثانية. والواقع أن كل مرحلة من مراحل تتبع المعنى قد وصلت مع نهاياتها إلى حالة من التطرف، ولَّدتْ نقيضها الخارج من رحمها، ففي القرن الأوروبي التاسع عشر وما قبله، جُعل «المعنى في بطن الشاعر» لا غير، حيث لم يكن أحد يفكر في الخروج للبحث عن معنى «النص» خارج السياقات الوجدانية والنفسية والبيئية والتاريخية والاجتماعية لـ»الناص»، إلى أن جاءت الثورة البنيوية التي رفعت شعار: أو «موت المؤلف» كما تجسد عند رولان بارت، وهي الحركة التي انغلقت بدورها في «هلام» من الأشكال والإحصاءات والأرقام، عندما كانت تحاول أن تبحث عن المعنى داخل النص لا غير، إلى أن ثارت عليها اتجاهات ما بعد البنيوية، التي حدثتنا أن المعنى يوجد هناك في ركن بعيد من فكر ووجدان وتأويلات «القارئ». وقد ظلت تلك المراحل تتوالى في ما يشبه «ردات الفعل الفكرية» على تزمت بعضها، حيث سلكت جميعها المسار ذاته الذي بدأ متمرداً على «القوالب النظرية» لما سبقه لينتهي إلى «قوالب نظرية» تؤسس في مراحلها الأخيرة للثورة عليها في إطار نظري جديد، في متوالية من الأفعال ورداتها.
ونحن إذ نقف اليوم إزاء هرم ضخم من تراثنا العربي الإسلامي: الديني والإبداعي، فإننا نتساءل عن «كيفيات مقاربته/ملامسته»، والمنهجية التي يمكن بها إعادة إنتاج ما يمكن إعادة إنتاجه اليوم من هذا التراث. ولو حددنا أكثر فإن تراثنا الديني وفي مقدمته القرآن والسنة بحاجة اليوم إلى إعمال مناهج يمكن أن تدخل في حسبانها ما أُطلق عليه «دمج الآفاق»، حسب الفيلسوف الظاهراتي هانز جورج غدامير في كتابه «الحقيقة والمنهج»، مع بعض التوسع اللازم لتجاوز طروحات غدامير، بحيث يمكن البحث عن المعنى عند المرسِل وفي الرسالة ولدى المرسَل إليه.
وبهذه المنهجية المنفتحة على أبعاد سياقية دالة تحيل على المرسِل، وميكانيزمات لغوية ثرية تغوص في الرسالة، وآفاق تأويلية موحية تخص المرسَل إليه، بهذه المنهجية يمكن للعرب والمسلمين اليوم الخروج من الأزمة التي فرضتها عليهم ثنائياتهم الضدية المتمثلة في تناقضات: التاريخ والحاضر، والتليد والطارف، والأصول والفروع، والأصالة والمعاصرة، والكاتب والقارئ، والاتجاهات السلفية واتجاهات الإسلام السياسي، وغير تلك من «الثنائيات الضدية» التي يمكن أن تتسق في نسق جمالي يجعلها مصدر ثراء فكري وروحي ووجداني، بدلاً من كونها مصدر خراب سياسي واقتصادي واجتماعي، كما هو الشأن اليوم.
إن دراسة النص القديم اليوم تتطلب انفتاحاً أكثر على نظريات التلقي والقراءة، وإتاحة الفرصة للأبعاد التأويلية التي يمكن لها أن تخرج المسلم من «قشرة النص» إلى مديات محلقة يضفي عليها القارئ من إيحاءاته وتجاربه النفسية والروحية، بالقدر الذي لا يخالف توجهات النص، بما هو بناء لغوي، ولا صفات «النَّاص» المتجلية ضمن سياقاتها لإضاءة زوايا النص، ومنع تحول القراءة إلى «تهويمات تأويلية»، قد تغاير مرادات «الناص» ومضامين «النص»، بحيث نحصل على قراءة معاصرة للنص الديني تخص قارئ النص الذي يقرأه في القرن الواحد والعشرين، والذي من حقه أن ينتج «قراءته الخاصة» التي تنفتح على سياقات هذه القارئ الاجتماعية والتاريخية والحضارية، والتي تستوعب تجاربه الروحية في زمن مختلف ومكان آخر، وتجارب روحية ووجدانية مغايرة. هذا العمل بالطبع هو عمل مؤسسي، يمكن أن تنهض به مؤسسات لا أفرادا، شريطة ألا تقضي «المأسسة» على «فردانية» العمل، وأن تتاح الفرصة للأصوات المختلفة لتدخل ضمن سياق العمل، الذي سيكون له، إن تم، أثر كبير في مؤاخاة الماضي والحاضر والمنقول والمعقول، في نسق جديد يتكئ على الأمس وينفتح على اليوم، وينطلق ليضيء مساحات واسعة من الغد المقبل.
إن ما أصيبت به منطقتنا من تشوهات على مستويات مختلفة، يرجع في جانب منه إلى غياب هذه القراءة المعاصرة، القراءة التي تعطي للقارئ مساحة واسعة ليعيد تشكيل معنى نصه أو معنى حياته، حيث يحدث أن يكون «معنى النص» هو «معنى الحياة»، في اللحظات المصيرية التي نعيشها، والتي يتم الانطلاق فيها من النصوص لبعث الحياة أو لوأدها، بناء على ما يتلقاه القارئ من النص، وما يحمل له من معان وإيحاءات وإشارات.
هذه القراءة القائمة على «دمج آفاق المرسِل والرسالة والمرسَل إليه»، هي التي يمكن أن تضيء التجاويف الغائرة» التي ينسرب منها المعنى الكلي لنصوصنا وحياتنا. هذه هي القراءة التي يمكن أن تجعلنا «نعيش نصوصنا المقدسة»، و»نقدس حياتنا المعيشة» في انسجام لا انفصام، هي القراءة التي تجعلنا نخرج بفهم جديد يناسب زمناً غير الزمن ومكاناً غير المكان، القراءة التي فيها نسمع صوتنا نحن، ونتكلم بألستنا نحن، ونفهم فهمنا نحن، ونحيا حياتنا نحن، في زماننا ومكاننا نحن لا غير. هذا حقنا وواجبنا، وسيلتنا وهدفنا، وهو مخرجنا من الظلمات إلى النور.
كاتب يمني من أسرة «القدس العربي»

المعنى في بطن القارئ

د. محمد جميح

مثلما دمّروا قرانا.. يحاولون محو ذاكرتنا

Posted: 26 Jul 2017 02:13 PM PDT

العدوان على الأقصى هو سلسلة في نهج الاعتداءات الصهيونية على شعبنا وأمتنا ومقدساتنا. إنه حلقة من حلقات التهويد الصهيوني له وللقدس عموماً على طريق هدمه، وبناء الهيكل المزعوم.
إنه خطوة في محاولة محو ذاكرتنا مثلما يظنون، ولكن ذاكرتنا مشتعلة وحيّة لا تموت. يقول المؤرخ البريطاني هوبل: «إن أردت أن تلغي شعباً ما، تبدأ أولاً بشلّ ذاكرته، ثم تلغي كتبه وثقافته وتاريخه، ثم تكتب له كتاباً واحداً فقط وتنسب له ثقافة هذا الكتاب، وتخترع تاريخاً من هذا الكتاب، وتمنع عنه أي كُتب أخرى! عندئذ ينسى هذا الشعب من كان وماذا كان، وينساه العالم».
بالضبط هذا ما يطبٌقه الكيان الصهيوني مع شعبنا الفلسطيني. لهذا علينا التمسك بالتاريخ دوماً، لأن الشعوب التي لا تحافظ على تاريخها، يكون مصيرها إلى الزوال. إن نسيان الماضي يؤدي إلى فقدان المستقبل، من هنا نرى أن التجذّر في التاريخ هو بأهمية التجذّر في الجغرافيا، وهما معا يشكلان تجذرا وطنيا وقومياً وإنسانياً. إن الدراسة التاريخية هي أساس كل النشاطات الفكرية، فلا فلسفة من دون تاريخ الفلسفة، ولا فن من دون تاريخ الفن. إنهم يخططون لأن تنسى الأجيال الفلسطينية القادمة تاريخ بلدها، بالتالي فإن فقدان الانتماء التاريخي، يؤدي إلى تزوير الهوية القومية. إن التاريخ شرط مهم من شروط الهوية، فالانسان بلا تاريخ، هو حتماً بلا هوية، لهذا ترى أعداءنا يجاهدون في استحضار تاريخٍ لهم في فلسطين، حتى لو كان مزوراً، المهم أن يكون لهم تاريخ مرتبط بفلسطين، فيلجأون حينها إلى مقولة: اكذب، ثم اكذب، حتى يصدّقك الناس.
فلسطين، هي أم التاريخ اليبوسي الكنعاني العربي الفلسطيني . منذ توجهت الأنظار الصهيونية، قبل مئة عام من المؤتمر الصهيوني الأول عام 1987، اتجه الزعماء اليهود في أوروبا، إلى بلورة خطة عملية لإقامة دولة اليهود، والتطرق لكافة الأساليب التي تضمن إقامة هذه الدولة، كما كيفية التعامل مع الشعب الفلسطيني بشراً وتاريخاً وأسلوب حياة، وكيفية محوه وتدمير تاريخه، وذلك على مدى أول مئة عام من إقامة إسرائيل، إن بدايات الفكر الصهيوني ظهرت في إنكلترا في القرن السابع عشر في بعض الأوساط البروتستانتية المتطرفة، التي نادت بالعقيدة «الاسترجاعية»، التي تعني ضرورة عودة اليهود إلى فلسطين، شرطا لتحقيق الخلاص، وعودة المسيح.  لكن ما حصل هو أن الأوساط الاستعمارية العلمانية في إنكلترا، تبنت هذه الأطروحات وبلورتها في منتصف القرن التاسع عشر، على يد مفكرين غير يهود، بل معادين لهم. من المهم أيضاً لفت الانتباه إلى أن الصهيونية نشأت كرد فعل على ما سماه اليهود «معاداة السامية»، لتصبح مهمة الحركة الصهيونية تغيير واقع اليهود في أوروبا، إلى إقامة دولة قومية تجمعهم، فجرى تأسيس «الصندوق القومي اليهودي» عام 1901 وكذلك تأسيس البنك «الأنكلو- فلسطيني» عام 1903.
بالفعل، ما من شعب آخر، تعرّض لما يتعرض له شعبنا الفلسطيني على مدى قرن زمني، وظلّ متمسكاً بتاريخه وأرضه ومدنه وقراه، مثل شعبنا. من الواضح أن آباء الحركة الصهيونية، عندما خططوا لإقامة إسرائيل، كان في أذهانهم الهنود الحمر، كمثال للشعب الذي يمكن القضاء عليه. نقطة الضعف الوحيدة في قادة الحركة الصهيونية، أنهم لم يدركوا معدن الإنسان الفلسطيني! لقد بدأت حملات تهجير اليهود إلى فلسطين منذ نهايات القرن التاسع عشر، واستمرت حتى هذه اللحظة. ثم بدأوا في شراء الأراضي الفلسطينية المملوكة لعرب. تُركِّز الدعاية الصهيونية،على أن الفلسطينيين هم الذين باعوا أراضيهم لليهود، فلا ينبغي لهم أن يطالبوا بها، ولعلنا نستطيع هنا إعطاء فكرة مختصرة عن الموضوع.
لقد بدأت المقاومة الفلسطينية النشيطة للاستيطان اليهودي في فلسطين، منذ أن بدأ هذا المشروع بالظهور، في أيام الدولة العثمانية. فقد حدثت صدامات بين الفلاحين الفلسطينيين والمستوطنين اليهود، عندما جاء رشاد باشا متصرفاً للقدس، وأبدى محاباة للصهاينة، فقام وفد من وجهاء القدس بتقديم الاحتجاجات ضده في مايو 1890، وقام وجهاء القدس في 24 يونيو 1891 بتقديم عريضة للصدر الأعظم (رئيس الوزراء) في الدولة العثمانية، طالبوا فيها بمنع هجرة اليهود الروس إلى فلسطين، وتحريم استملاكهم للأراضي فيها. لقد ترأس الشيخ محمد طاهر الحسيني مفتي القدس سنة 1897 هيئةً محلية ذات صلاحيات حكومية، للتدقيق في طلبات نقل الملكية في متصرفية بيت المقدس، فحال دون انتقال أراض كثيرة لليهود. وكان للشيخ سليمان التاجي الفاروقي، الذي أسس الحزب الوطني العثماني في سنة 1911، دوره في التحذير من الخطر الصهيوني، وكذلك فعل يوسف الخالدي، وروحي الخالدي، وسعيد الحسيني ونجيب نصار.
وفي عام 1920 باع آل سرسق (اللبنانيون) 250 ألف دونم في مرج ابن عامر إلى «الصندوق القومي اليهودي – الكيرن كايميت «، وهي من أخصب الأراضي الفلسطينية، وكان عليها مئات القرى الفلسطينية الصغيرة بساكنيها، الذين تعرضوا للطرد على أيدي القوات البريطانية والعصابات الإرهابية الصهيونية، بعد استملاك الوكالة للأراضي، ثم تم بناء عشرات المستعمرات اليهودية (أقيمت عند مصادر المياه الطبيعية، وعند مواقف خط سكة الحديد، من أجل تصدير المنتوجات الزراعية للمستوطنات اليهودية). المثال السابق هو واحد من عشرات الأمثلة لمن باع، وهي عائلات آل سلام، وآل تيان، وآل قباني، وآل يوسف، والصباغ، والتويني، والجزائرلي، وشمعة، والقوتلي، والمارديني، وهي معروفة بأسماء البائعين. من جانب ثانٍ، لقد منحت السلطات البريطانية، خلال فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، حوالي مليون و380 ألف دونم من الأرض كمنح حكومية لأراض أميرية. لم تزد نسبة اليهود في فلسطين في عام 1920 عن 7% من السكان.
في العام الحالي 2017، أكد تحقيق جديد لصحيفة «كالكليست» الاقتصادية الإسرائيلية (14 يوليو الحالي) أن البطريرك الأرثوذكسي في القدس المحتلة ثيوفيلوس الثالث، استكمل بيع 6 دونمات في ميدان الساعة الشهير في قلب مدينة يافا،، وقالت اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذكسي في فلسطين 48، «إن البطريرك ذاته أتم صفقات بيع في مدينتي طبريا 11 دونما، و60 دونما في الرملة. من ناحية أخرى كشفت القناة السابعة الإسرائيلية (الثلاثاء27 يونيو 2017)، عن أن الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية (التي يهيمن عليها البطاركة اليونانيون)، باعت حقوقها في ملكية الأراضي في منطقتي الطالبية والرحفية إلى شركة نايوت الصهيونية بقيادة عائلة بن ديفيد. وتشمل الصفقة 528 دونما من الأراضي في القدس الغربية، وحوالي 1200 وحدة سكنية، بما في ذلك فندق «إنبال»، ومؤسسات عامة مثل «هيشال شلومو»، وجزء من «متحف إسرائيل»، ومركز»بيغن للتراث»، ومسرح خان، وغير ذلك من الأماكن الموجودة على الأرض المباعة.
ما نقوله: لا هدم القرى ولا مصادرة الأراضي للاستيطان، ولا محاولات تهويد القدس، ولا المذابح والإبادة الجماعية، ولا الاعتقال، ستلغي الحقوق التاريخية لشعبنا الفلسطيني في وطنه التاريخي. وستفشل كل المحاولات الصهيونية في محاولة محو الذاكرة الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني.
كاتب فلسطيني

مثلما دمّروا قرانا.. يحاولون محو ذاكرتنا

د. فايز رشيد

الأنماط الأربعة الجديدة في فهم الإسلام

Posted: 26 Jul 2017 02:12 PM PDT

في الأربع العقود الماضية ظهرت أربعة أنماط من التديُن في ساحة الفكر والممارسة الإسلامية. ولا يعني ذلك أنه دليل على الديناميكية والحيوية، بل قد يعني أنه دليل على الضياع والتخبًط.
لقد ركز النمط الأول على المظهرية الخارجية متمثلاً في لباس المسلم والمسلمة. فجأة قامت حملة تصر على أن لبس الحجاب، أو حتى النقاب، من قبل المرأة، وعلى أن لبس الثوب القصير من قبل الرجل هي مكملات الدين الأساسية الكبرى، وعلى أن عدم مراعاة ذلك المظهر الخارجي سيجرح دين المسلم والمسلمة.
ودخل الحقل الإسلامي في تفاصيل مظهرية أخرى أدت إلى تمسك المسلم بالقشور والمظاهر على حساب الجوهر، وأدت إلى إشكاليات في الواقع، خصوصاً في واقع المسلمين الساكنين في بلاد الغرب. وقبل أن يحسم موضوع الإسلام المظهري إذا بنا ننتقل إلى النمط الثاني المفجع: نمط الإسلام الطائفي، المتزمت، الإقصائي، الضيق الأفق، التقديسي لهذا الإمام الفقهي أو ذاك، سواء في التاريخ أو الحاضر، والخائف من الآخر. ولأن الطائفية مرض ديني واجتماعي فقد استعملت كأداة من أدوات الصراعات السياسية للحصول على النفوذ والسلطة والوجاهة والثروة، وكسبيل سهل لتدمير وتجزئة المجتمعات العربية والإسلامية من قبل الصهيونية العالمية، ومن قبل السلطات الاستخباراتية الخارجية.
ومن أجل تحريف النمط الطائفي في وحل السياسة إلى حدود الفواجع الكبرى، انتقلنا إلى النمط الثالث: نمط الإسلام السياسي الممارس للعنف والإرهاب، وهنا وصل التشويه لاسم الإسلام ومكانته إلى أعلى درجاته. هنا دخلنا في تصادم تام مع العالم كله، وهنا دخلنا في ارتباط كامل بالقوى الخارجية؟ تدريباً لشباب ضائع، أموالاً لقيادات انتهازية، وحماية لتواجد حاملي ذلك الإسهام في أية بعقة يتواجدون فيها.
وفجأة رأى المسلمون والعالم أنماطاً جديدة من الإسلام، تقوم على سبي النساء وبيعهن في أسواق النخاسة، وعلى قتال واستبعاد أصحاب الديانات الأخرى، وعلى إرهاب الأبرياء في الأسواق والمدارس والمساجد والحسينيات وأماكن النزهة البريئة، ليرى العالم أشلاء الأطفال والنساء وكبار السن في الطرقات.
وحتى تكتمل صورة تقديم الإسلام المفجعة من خلال تكنولوجيا العصر، انتقلنا إلى النمط الرابع: نمط الإسلام الإعلامي. ما عادت المساجد والحسينيات والمدارس والجامعات تكفي، وانتقلنا إلى مئات المحطات الفضائية التلفزيونية وإلى فضاء أنواع التواصل الإلكتروني، من أجل نقل الصراعات من داخل الإسلام إلى خارجه.
في سنين قليلة تفجر النمط الإعلامي بصورة مذهلة وظهر أمام الملايين دعاة ومفسرون يتصفون بالجهل والانتهازية الدينية وبالبهلوانية المضحكة وبالتدمير الكامل لإنسانية الإسلام ومقاصده الكبرى الرائعة.
لا يستطيع الإنسان أن يتنبأ بالأنماط التي سيأتي بها المستقبل، لكن الماضي يؤكد أن قدرتنا على إدخال الإسلام في متاهات بشرية مجنونة هي قدرة غير محدودة. فما دامت طاقاتنا لا تذهب إلى بناء حضارة فلتذهب إذن إلى تدمير ثقافة العرب، من خلال تدمير روح ثقافتهم، أي الإسلام.
الأنماط الأربعة متصلة ببعضها بعضا ومتشابكة جميعها يشير إلى حالة واحدة: حالة العبث الوجودي كل ما هو سامي ورفيع في حياة العرب.
ما يهمنا هو إبراز أهمية القيام بثلاث خطوات واجهة ذلك الوضع المتردُي.
فأولاً هناك موضوع التراث التاريخي والفقهي الذي يجد فيه المجانين، هنا وهناك، وبقول هذا الفقيه وذاك ما يبرر جنونهم وعبثهم. إذا لم يواجه موضوع الفقه ويواجه موضوع علوم الحديث بمبادرة مؤسسيه قادرة على التحليل والنقد والرفض والتنقيح، وتجاوزت ذلك إلى فقه جديد وإلى رفض للأحاديث الموضوعة المدسوسة المناقضة لروح الإسلام، فأننا سنبقى ندور في حلقة تلك الأنماط السخيفة.
وثانيا هناك موضوع الإجابة على هذا السؤال:
من المستفيد من كل ذلك؟ بالاسم والمواجهة والوُحى. وثالثا هناك موضوع الثقافة العولمية التي في تفاعليها مع فقه الإسلام المتزمت المتخلف، يمكن أن تشوُه كل محاولة إصلاحية إسلامية. إن القيمة الثقافية التي تنشرها العولمة هي نقيض الإسلام الصحيح السامي في مقاصده وممارساته. هذا الموضوع كبير ومعقًد ولا يمكن إيجازه في سطور.
ما يهمنا أيضاً هو أن نؤكد على أن هناك إشكالية ذاتية في داخل فهم العرب وباقي المسلمين للإسلام، مما يستدعي عملية إصلاح كبرى في حقل الإسلام.
كاتب بحريني

الأنماط الأربعة الجديدة في فهم الإسلام

د. علي محمد فخرو

صلاة عصر في باب الأسباط

Posted: 26 Jul 2017 02:12 PM PDT

بضعة رجال شرطة مدججين بعتادهم من أخمص الأقدام حتى فوق رؤوسهم بنصف متر في باب حطّة، يوقفون شابا نحيلا أسمر فارع الطول لم يتجاوز العشرين، يأمره الشرطي بالاستدارة ويتحسس ظهره وساقيه وبين فخذيه وتحت إبطيه، ثم يأمره بالاستدارة مرة أخرى ويعود ليفتش بطنه وظهره وتحت إبطيه وبين فخذيه مرة أخرى، ومرة أخرى وأخرى، وكأن الشرطي متأكد من وجود شيء ما على جسد الشاب النحيل، الذي لو وجدت عُلبة علكة تحت بلوزته لظهرت بوضوح.
الشرطي أعاد ملامسة المواضع نفسها في جسد الشاب عدة مرات والشاب يتحرك حسبما يطلب منه، والشرطي مُصر للعثور على هذا الشيء الخفي. أخيراً أعاد له شرطي آخر بطاقته الشخصية، ومضى الشاب داخل السور وفي عينيه غضب كبير وملامحه تقطر سموماً، حركة مشبوهة صغيرة ويتحول فوراً إلى شهيد.
الحركة التجارية ضعيفة جدا، ليس فقط في الأسبوعين الأخيرين، كثير من المحلات إما مغلقة أو أنها فارغة من الزبائن، تجار جالسون أمام محلاتهم يتبادلون نظرات الضجر، وأحيانا بعض كلمات تبدو مشفرة في ما بينهم.
الوحدات الخاصة وحرس الحدود أمامك وخلفك وعلى كل زاوية ومدخل تمر به.
في طريق الآلام رجل وامرأة أجنبيان يرفعان صليباً خشبياً كبيراً ويمضيان على خطى السيد المسيح، الذي مشي حاملا صليبه من باب الأسباط حتى كنيسة القيامة.
بوابات الأقصى ومسجد قبة الصخرة كلها مغلقة، باستثناء باب الأسباط المتاح، ولكن لا أحد يدخل ولا أحد ينوي الدخول، فهناك جسور حديدية معلقة جديدة لم تكن من قبل وهناك كاميرات، يرفض الناس المرور تحت رقابتها.
القضية هنا ليست قضية تفتيش عن سلاح، إنها قضية سيادة على الموقع، وهنا يستغرب المقدسيون المرابطون الهشاشة والخفة التي تعامل بها الملك عبد الله مع موضوع بهذه الحساسية، وسمعت أحدهم يترحم على الملك حسين ويقول إنه ما كان ليرضى بصفعة للمملكة كهذه، ونتنياهو وغيره كانوا يعطونه أهمية أكبر.
أقترب من حاجز الشرطة لالتقاط صورة (سيلفي) قريبة من الجسور الحديدية فيأمرني شرطي بالابتعاد، بحجّة أن هذا مكان مقدس! سألت نفسي، ما الذي حشاه قائده في رأسه قبل أن يزج به إلى هذا المفصل الذي يمس عصب مئات الملايين من البشر؟ بلا شك أخبره قائده بأن بعض قادة المسلمين يحرضون الناس على العنف والكراهية، وأنه يقف هنا بمهمة إنسانية، لحفظ أمن المصلين وحرية العبادة للمسلمين ولليهود وللمسيحيين، ولهذا قال لي «إبتعد فهذا مكان مقدس». قائده لم يخبره بأنه قوة احتلال غير شرعية، وربما قال له إن العالم كله يقف ضدنا لأننا يهود ليس إلا.
أهل القدس يعيشون قدسية المكان بحذافيره، قال لي أحد السكان بمرارة، إن الحجارة التي لم يمسسها أحد منذ ألف عام، صحونا فجر يوم الاثنين على جرافات البلدية بحماية الشرطة تحفر الأرض وتخربها وتحطمها، بهدف تثبيت ممرات معدنية وجسور تحمل الكاميرات، لو كانوا يقدرون قدسية المكان لما خربوا حجراً من حجارته.
في القدس لا تبعد الكنائس عن المساجد سوى أمتار قليلة، أحيانا عرض الزقاق فقط، عشرات الشبان الذين ينتظرون صلاة العصر يتكئون بظهورهم على جدار دير القديسة آن المقابل لمدخل الأقصى، ولهذا هناك من يسمي باب الأسباط بباب مريم، وكذلك له اسم باب الأسود، لأن على مدخله أربعة أسود من الرخام للزينة، منذ بناه الظاهر بيبرس وأعاد ترميمه سليمان القانوني.
مشهد جميل رأيته فجأة، المئات من الحضور يحملون قطع مثلجات صفراء اللون بطعم الليمون، قام بعض فاعلي الخير بتوزيعها، وما لبث أن دار بعض الشبان ووزعوا زجاجات المياه الباردة على الجميع كذلك الكعك والساندويشات والتمور، يقال إن السلطة في رام الله هي التي توزع المياه، ويقال أيضا إنها خصصت خمسة عشر مليون شيكل لدعم تجار القدس، والتجار يقولون ننتظر ونرى، رغم أن المبلغ صغير جدا قياسا بوضع التجارة في القدس. الأهم هنا أنك تشعر بالألفة والمحبة بين الناس، والاستعداد لأي خدمة، وتبتهج لنظافة الحمامات رغم الحشود الكبيرة وحولها العشرات من وسائل الإعلام التي تجري مقابلات مع بعضهم بلغات شتى.
إجماع تام على عدم الدخول إلى المسجد قبل عودة الوضع إلى ما كان عليه قبل الرابع عشر من الشهر الجاري، ولن يجرأ أحد على الدخول، إلا بعد إقرار الهيئات العليا، فالجموع واقفة بالمرصاد، هناك قرار قيادي وشعبي بعدم الدخول. همس لي أحد المرابطين إن أحد الموظفين التابعين للوقف الأردني تهاون بالأمر في البداية وحاول التخفيف من وطأة المرور، من خلال باب كاشف المعادن وقال لموظفين تحت إمرته إن الأمر لا يعنيهم، فهم يقومون بعملهم والناس أحرار يدخلون أو لا يدخلون، فرد عليه رجل من إحدى أكبر العشائر المعروفة في القدس والخليل، إذا دخلت فسوف أشرشحك بين الناس، فتراجع هذا الموظف وصمت.
في الأيام العادية وقبل هذا التوتر الحالي لم تكن تصل أعداد المصلين في صلوات العصر والمغرب إلى بضع مئات، ولكن في الأيام الأخيرة يصل عدد المصلين في صلاة المغرب إلى أكثر من عشرة آلاف مصل تقف صفوفهم الأولى على الحواجز في موقف سيارات باب الأسباط التابع للوقف، ثم تمتد وتتفرع إلى الأزقة المحيطة والبوابة حتى مقبرتي باب الرحمة واليوسفية، حيث ترابط قوات الشرطة بكثافة، هنا يرقد صحابة منهم، عبادة بن الصامت وشداد بن أوس، وآلاف الشهداء على مر تاريخ القدس من كل الأقطار العربية والإسلامية.
يرتفع صوت المؤذن لصلاة العصر، ليس من المسجد، بل من مكبر صوت ثبت في موقف السيارات، قبل قليل كان هنا حوالي المئة من المرابطين والمرابطات، تلتفت حولك وإذا بك وسط آلاف من خلفك وأمامك لإقامة الصلاة. الله أكبر الله أكبر… هدوء تام، مصلون خاشعون ووسائل إعلام توجه عدساتها إلى وجوههم وشفاههم، وشرطة متوترة في أقصى حالات التأهب، هدوء كأنك في صحراء نائية لا همس فيها. تنتهي الصلاة ويسلم الناس وفجأة يصرخ أحدهم الله أكبر ولله الحمد، ثم يبدأ بالدعاء بصوت قوي وجهوري يدعو للوحدة والرباط والصمود وتردد الجموع من ورائه آمين آمين.
تتفرق الجموع ويبقى المرابطون والشرطة على موعد مع صلاة المغرب، التي صار يحضرها خارج المسجد عشرات أضعاف من كان يحضرها في الأيام العادية، أما صلاة الجمعة فتلك قصة أخرى.
كاتب فلسطيني

صلاة عصر في باب الأسباط

سهيل كيوان

إلى متى يستمر أهل القدس في إثارة المشاكل؟

Posted: 26 Jul 2017 02:11 PM PDT

غريب وعجيب هو أمر أهل القدس، فهم لا يكلون أو يملون من إثارة القلاقل وافتعال المشاكل مع أبناء عمنا الصهاينة الأفاضل، الذين يعاملونهم بمنتهى اللين والهوادة والأخوة!
والمستفز والمغيظ أنهم دأبوا على تأزيم الأوضاع لأسباب بسيطة واهية لا تستدعي الغضب أو حتى العتب، مثل منعهم من الصلاة في المسجد الأقصى، أو وضع بوابات كهربائية تنظم دخولهم إليه! سامحهم الله وغفر لهم! فهم لا يعلمون أن «إسرائيل» لم تمنعهم من الصلاة في المسجد إلا لوقايتهم من الحر الخانق بسبب نقص المراوح والمكيفات في الداخل، وأنها لم تضع تلك البوابات الصديقة إلا لتدريبهم على النظام، بعد أن سرت بعض الشائعات المغرضة بأنهم لا يحترمون النظام والطوابير! حقا خير تعمل شرا تلقى!
من المؤسف فعلا أن أهل القدس يبدون كالقطط الأكّالة النكّارة، إذ لا يقدّرون النعمة التي يتمرغون فيها. ألا يكفيهم أنهم ما يزالون على قيد الحياة، وعلى أرضهم، بالرغم من أنهم تحت الاحتلال! ألا يرون ما يحل بالمشاكسين ومثيري الشغب والمحرضين ضد القوى الحاكمة من إخوتهم في المدن العربية من المحيط إلى الخليج! حقا إن الإنسان لظلوم جهول! عليهم أن يقبّلوا يدهم ظاهرها وباطنها، بل أن يقبّلوا الأرض وأن يحمدوا الله على ما هم فيه رفاه، ولكن يبدو أن الدلال من جانب قوات الاحتلال قد أفسدهم، فهم يملكون حق الصراخ والاحتجاج والتظاهر، فماذا يريدون أكثر من ذلك!
في الوقت الذي يحرم أقرانهم في كثير من بلاد العربان من مجرد فتح فمهم إلا عند طبيب الأسنان، بل وقد يذهب أحدهم إلى غياهب السجن لمدة خمسة عشر عاما كاملة لمجرد إبداء التعاطف الضمني مع أبناء بلد عربي آخر!
على الفلسطينيين أن يشمّوا قليلا وأن يتوقفوا فورا عن تسخين الأجواء وإقلاق راحة قادة الأمة، وبخاصة في هذا الصيف الملتهب الذي وصلت درجات الحرارة فيه إلى معدلات غير مسبوقة. فأصحاب الجلالة والفخامة والسمو والسعادة واحدهم لا يكاد يطيق زوجاته وحتى خليلاته، فلا تزيدوا من أعبائهم الباهظة بمشاكساتكم الصبيانية العبثية. فهم يخططون ويتأهبون ويعدون العدة لشد الرحال والسفر للتصييف على شواطئ أوروبا، كي يرفه المساكين عن أنفسهم قليلا ويتخففون من أحمالهم الثقيلة ومواصلتهم الليل بالنهار وهم يفكرون ويعملون ويشقون ويكدّون من أجل نهضة الأمة ورفعتها واسترداد حقوقها السليبة. وليس من الذوق والكياسة والنبل أبدا التنغيص عليهم وربما التسبب في تعطيل مخططاتهم البريئة المشروعة للترويح عن أنفسهم بعض الشيء! والله عيب يا معاشر الفلسطينيين!
متى سترتقون يا أهل القدس وتصبحون على قدر المسؤولية وتتعلمون أصول وإيتيكيت الخضوع للاحتلال، نعم، فالأمر ليس شوربة أو سَلطة أو فوضى يا جماعة الخير، والأمور ليست سائبة أبدا. فللخضوع للاحتلال آداب ومبادئ وقواعد لا بد من أن تتعلموها، حتى لا تستمروا في فضحنا بين الأجانب، وتسويد وجوهنا أمام المحافل الدولية. فمثلا، إذا صفعك أيها الفلسطيني أحد جنود الاحتلال على خدك الأيمن فأدر له مباشرة شدقك الأيسر وأنت تتبسم. وإذا وكزك بقدمه فاستدر فورا كي «يسنتر ويدوزن» ركلته حتى تتناسب مع طبوغرافيا مؤخرتك. وإذا نزع عنك قميصك في سياق تفتيشك فلا تتردد في أن تبادر وتخلع له بنطالك، بل ولباسك!
ويمكنكم بالطبع التظاهر والاعتصام والإضراب كما يطيب لكم، ولكن عليكم القيام بذلك بصورة حداثية متحضرة ترفع الرأس. إذ تستطيعون رفع اللافتات الكاريكاتيرية واللوحات التعبيرية والانطباعية وحتى السيريالية، وترديد الأغاني والأناشيد والأهازيج الحماسية، بل وتنظيم حلقات الدبكة والرقص الشعبي، على أنغام أغنيات محبوب العرب محمد عساف. حتى تتحول الفعالية إلى كرنفال مبهج وعرس شعبي وطني يسر الناظرين ويظهر مدى التحضر الذي وصلتم إليهم. أما أن تلجأوا للعنف والتصادم مع الجنود الصهاينة الودعاء الذين وجدوا لحمايتكم فهذا لعمري كثير كثير، بل خطير ومشين وشرير!
أرجو يا أهل القدس أن تتوقفوا للتو واللحظة عن الولدنة وأن تجعلونا نتفرغ لما هو أهم بكثير من مشكلاتكم التافهة المفتعلة المضخمة! فهناك الكثير من المهرجانات الفنية في جرش وقرطاج ودبي وبعلبك وأبها وكثير من الحواضر العربية، وعلى المرء تجهيز نفسه لحضور أكبر قدر ممكن من تلك الملتقيات المشرّفة التي تؤكد كم هي حية ومحبة للحياة والسلام هي أمتنا الماجدة! وهناك برامج الهواة كالصوت ومحبوب العرب واكس فاكتور وستار أكاديمي… التي يمكن احتمال وتصور وتفهم أي شيء إلا التفريط بمتابعتها! وهناك دوري أبطال أوروبا، والدوري الإسباني، والدوري الإنكليزي، والدوري الإيطالي، وما لا حصر له من دوريات كرة القدم التي يخسر المرء نصف عمره لو فاتته. فهل تريد منا أيها الفلسطيني أن نترك كل ذلك من أجل الأقصى وصلاتك فيه! فعلا هذا لا يحتمل!
يا أخي جُعلت كل الأرض طهورا ومسجدا للمسلم، فلا تكن حنبليا ومتزمتا وتحبّكها، فأنت لست أشد ورعا وتقوى من المشايخ الكرام الذين يصلّون ويعفرون جباههم بالتراب بكل تواضع ورضى على أرصفة شوارع لندن أو حتى جبال الألب!
صلّ أينما شئت، فأرض الله واسعة، ولا حاجة إلى توتير الجو مع أبناء العم الأبرار بالإصرار على الصلاة في الأقصى. أم تراك لم تسمع ولم تدرك بأن النية قد انعقدت لدى معظم الأنظمة العربية، وربما جميعها، على تطبيع العلاقات معهم ووضع حد نهائي وحاسم للصراع السخيف غير المبرر معهم! فلا تفسد علينا وعلى تلك الأنظمة خططها وفرحتها بالسلام الوشيك، ولا تستجب للنوازع الإرهابية المعادية للسلام الكامنة في أعماقك! ودع عنك سريعا ما أنت فيه من ثورة وانتفاض وغضب. (ريلاكس وتيك ات ايزي يا عزيزي) وحاول أن تتبع ما جاء في أغنية وسام الأمير عندما غنى: «خليلي مزاجك رايق وحياتك لا لا تفقسنا»…

أكاديمي عربي – كندا

إلى متى يستمر أهل القدس في إثارة المشاكل؟

د. خالد سليمان

مقتل جنديين مغربيين من القبعات الزرق في افريقيا الوسطى

Posted: 26 Jul 2017 02:09 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قتل جنديان مغربيان وجرح آخر من قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في إفريقيا الوسطى بعد أيام قليلة من مقتل جندي مغربي آخر يعمل في صفوف هذه القوات.
وقالت وكالة الأنباء المغربية الرسمية نقلاً عن مصدر عسكري ان جنديين «بتجريدة القوات المسلحة الملكية ضمن بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا) لقيا مصرعهما، اليوم (اول امس) الثلاثاء في الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال، بضاحية بانغاسو، إثر هجوم نفذته مجموعة مسلحة «أنتي بالاكا» ضد شاحنة صهريج تابعة للقوات المسلحة الملكية، كانت عائدة، تحت الحراسة، من مهمة تزويد الساكن بالماء في إطار العمل الإنساني للتجريدة المغربية، وأن جندياً آخر أصيب بجروح خفيفة خلال هذا الهجوم.
وقتل جندي مغربي آخر قبل أيام بإفريقيا الوسطى، وفي ايار/ مايو الماضي لقي جندي مغربي آخر مصرعه بـ «مينوسكا» بنفس الدولة نفسها مصرعه، خلال تبادل لإطلاق النار مع مجموعة مسلحة هاجمت نقطة تفتيش للقوات المسلحة الملكية وسط مدينة بانغاسو. وأدان أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، «بأشد» العبارات الهجوم الذي نفذته، يوم الأحد في بانغاسو، عناصر من مجموعة «أنتي بلاكا» المسلحة ضد دورية تابعة لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، والذي تسبب في مصرع جندي بتجريدة القوات المسلحة الملكية ضمن البعثة وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.
وأعرب أعضاء المجلس في بيان «عن عميق تعازيهم ومواساتهم لأسرة الجندي المغربي، وتعاطفهم العميق مع أسر الجنود المصابين، ومع المغرب ومع بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى»، معربين عن تمنياتهم بالشفاء العاجل للجرحى.
وأدانوا بأشد العبارات كل الهجمات والاستفزازات التي تستهدف بعثة (مينوسكا) من قبل الجماعات المسلحة، وشددوا على أن الهجمات ضد القبعات الزرق يمكن أن تشكل جرائم حرب، مذكرين بالالتزامات التي يتعين على جميع الأطراف احترامها بموجب القانون الإنساني الدولي، كما دعوا حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى إلى الإسراع بإجراء تحقيق في هذا الاعتداء وتقديم الجناة إلى العدالة.
وجدّد أعضاء المجلس التأكيد على دعمهم الكامل لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى، معربين عن تقديرهم العميق لقوات البعثة وللبلدان المساهمة بعناصر الشرطة.

مقتل جنديين مغربيين من القبعات الزرق في افريقيا الوسطى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق