Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

السبت، 29 يوليو 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


ماكرون الليبي: ترميم خرائب فرنسا

Posted: 29 Jul 2017 02:12 PM PDT

 سعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى عقد اتفاق من نوع ما، بين فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، والمشير خليفة حفتر قائد ما يسمى «الجيش الوطني الليبي». وإذا صحّ إدراج المبادرة الفرنسية في باب النوايا الحسنة تجاه بلد سبق لفرنسا أن مارست فيه سياسات هوجاء، خلال عهد الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي خاصة؛ فإن الواقع السياسي والعسكري على الأرض، وكذلك تشابك المصالح الإقليمية والدولية وتناقضاتها ومتغيراتها الكثيرة، لا يبدو أنه سوف يتيح دوراً متميزاً يمكن أن تلعبه باريس ضمن الشبكة الأوسع.
غير أنّ مبادرة ماكرون لا تخرج، بدورها، عن روحية مبادرات أخرى أوروبية، إذا ضرب المرء صفحاً عن الأدوار العربية، والدور الأمريكي المنفرد؛ لأنها إنما تبدأ من إعلاء الأمر الواقع على الأرض (من باب «السياسة الواقعية» بالطبع)، فوق الاعتبارات الأعمق، الاجتماعية والمناطقية والعشائرية والميليشياتية، التي تقسم الشعب الليبي وتديم التأزم.
فليس خليقاً بدولة مثل فرنسا، بلد الثورة الفرنسية، والجمهورية ذات النظام الديمقراطي، والعضو الدائم في مجلس الأمن الدولي؛ أن تساوي بين شرعية السراج المدنية المعترف بها أممياً، و»شرعية» حفتر المنبثقة عن الفعل العسكري وحده والرافضة للحكم المدني والمرتبطة علانية بجهات خارجية. صحيح أنّ ما جرى مؤخراً على الصعيد العسكري يرجح كفة حفتر في معادلة التوازنات الداخلية، ولكن اقتياده إلى الحل السياسي (كما يبرر ماكرون روحية مبادرته) ليس وارداً والمشير في «فورة» انتصاراته، فحسب؛ بل لعلّ طفرات أعماله العسكرية المتعاقبة، وما يلقاه من دعم عسكري خارجي مباشر، كفيل بدفعه إلى مزيد من الغطرسة والتعنت والتفرد في إملاء الحلول.
كذلك يسعى ماكرون إلى توطيد «فلسفة» جديدة بصدد السياسة الخارجية لفرنسا، تنهض أولاً على مبدأ الانطلاق من الواقع الفعلي على الأرض، أياً كانت المظانّ التي يمكن أن تطعن في هذا الانطلاق، وربما في أخلاقية المنطلق أساساً. وما دام المشير حفتر يحارب الإرهاب، في تعريفاته الغربية وبينها الفرنسية بالطبع؛ وما دام أيضاً، يقود جيشاً «نظامياً»، حتى إذا كان متمرداً وغير خاضع لشرعية الحكم المدني؛ فلا بأس من التعامل مع حفتر، بل لِمَ لا؟ أو: أليس هذا الخيار أجدى؟
مبدأ آخر تنهض عليه «فلسفة» ماكرون، هو وضع مناطق التأزم، وفي الشرق الأوسط على نحو محدد أكثر، على محك من طراز» واقعي» آخر: هل تسبب النزاع القائم في انقلاب البلد إلى «دولة فاشلة»، أم لا؟ في الحالة الأولى، لا علاج سوى المزيد من التسليم بالأمر الواقع، تحت ذرائع شتى (حفتر في ليبيا نموذج أول، ومقولة أن بشار الأسد ليس عدوّ فرنسا ذريعة ثانية). أما إذا كان البلد لم ينزلق بعد إلى حافة الدولة الفاشلة، فإنّ علاجات ماكرون تتوقف هنا، أو تُرجأ: لكلّ مقام مقال!
جليّ، أيضاً، أنّ ماكرون ينخرط في مراجعة أسلافه الرؤساء، بصدد السياسة الخارجية عموماً، وسياسة فرنسا الأفريقية بصفة خاصة، وهو لا يبدأ من سلف أقرب مثل فرنسوا هولاند، فقط؛ بل يذهب أبعد كثيراً، ربما إلى مؤسس الجمهورية الخامسة، الجنرال ديغول نفسه! له حقّ في هذا لا يُنازَع، غنيّ عن القول، ولكن بعض المراجعات قد تنتهي إلى بناء خراب جديد فوق ركام الخرائب السالفة؛ كما في سياسة ساركوزي الليبية التي بدأت من صداقة معمر القذافي، التي يحقق القضاء الفرنسي في احتمالات فضائحها المالية؛ ثمّ مرّت بنصائح «فيلسوف» مزيف مثل برنار هنري ـ ليفي، حول التدخل العسكري؛ ولا يلوح أنها توقفت عن الانحدار في عهد هولاند، واستمرار التدخل تحت جنح الظلام هذه المرّة.
والأرجح، بذلك، أنّ خرائب فرنسا في ليبيا لن يفلح في ترميمها لقاء بروتوكولي عابر، في ضاحية باريسية وادعة!

ماكرون الليبي: ترميم خرائب فرنسا

صبحي حديدي

حروب السيادة والتسوية المؤسسة للسياسة

Posted: 29 Jul 2017 02:11 PM PDT

حيث ثمة دولة متمكنة في المجال العربي أقصي الإسلاميون من السياسة. لكن هذا الواقع المستمر منذ نصف قرن وأزيد يحجب مسألة بدأت تظهر بوضوح بعد الثورات العربية، وبخاصة في المختبر السوري: هل يطلب الإسلاميون السياسة؟ هل يريدون أن يكونوا منظمات سياسية مثل غيرهم تعمل في إطار تعددي؟ ما ظهر بعد الثورات هو أن ما يطلبه الإسلاميون هو السيادة وليس السياسة، أعني الولاية العامة (بعد تعريف العام بأنه إسلامي) والتحكم بأدوات العنف. يشكو الإسلاميون بحق مما تعرضوا له من تمييز وتعذيب ومجازر، لكنهم لا يريدون أن يكونوا أحزاباً أو منظمات إلى جانب أحزاب ومنظمات أخرى في دولة تنفي التمييز والتعذيب والمجازر: يريدون أن يكونوا الدولة. وهو ما يعني ببساطة أن الإسلاميين لا يقبلون المساواة حتى وهم يعترضون على التمييز ويتطلعون إلى التغيير. قد يكونون قوة احتجاج فعالة، لكنهم سلطة سياسية خطرة، بل مميتة، مثلما شهدنا في سوريا منذ عام 2013. العنصر الاحتجاجي تحطم نسقياً في مواطن سلطة الإسلاميين، و»عوام المسلمين» عانوا من حكمهم أكثر من غيرهم.
طلب السيادة ظاهر في حالة التشكيلات السلفية الجهادية التي يتمحور تفكيرها حول مفهوم الحاكمية الإلهية، لكن الطلب ذاته يبطن تطلعات الإسلاميين السياسيين الذين يتمحور تفكيرهم السياسي حول تطبيق الشريعة. يريد الإسلاميون ولاية عامة للشريعة، أي تطبيقها على غيرهم وعلى الجميع. يريدون أيضاً لأنفسهم نفاذاً إلى وسائل الإكراه لأن تطبيق الشريعة على العموم لا يتحقق دون ذلك، ولأن طلب الشريعة طوعياً من العموم ممتنع.
من المحتمل أن الأساس في طلب السيادة (أي الدولة) هو التكوين الامبراطوري لإسلام الإسلاميين، المستبطن في الشريعة. الشريعة تشكلت في إطار امبراطوري يقوم على السيادة الإسلامية، أي على علو وسؤدد رموز الإسلام وعلاماته، دون أن يعني ذلك بحال رفاه المسلمين أو العدالة لهم وفيما بينهم. الإسلاميون ورثة الامبراطورية وليسوا ورثة تاريخ الإسلام الذي كان تاريخ التحول من دين الفاتحين إلى دين مجتمعات واسعة، في غيبة الدولة وبعيداً عنها، وضدها في أحيان كثيرة. وفي هذا التاريخ فاوض الناس إلزامات الشريعة، والتزموا بها بمقادير متفاوتة. الشريعة، كقانون ملزم تطبقه الدولة، اختراع حديث لم يسبق له وجود في تاريخ الإسلام، بما في ذلك في تاريخ الدول. كان المسلمون مسلمين، مالكين لدينهم ومراعين ما استطاعوا لآدابه وحرماته. في سوريا أظهرت الجماعات الجهادية، و»داعش» على نحو خاص، عداء عنيفاً لهذا الإسلام الشعبي الذي يمتلكه العموم، وافتتحت في مناطق سيطرتها دورات شرعية لأسلمة السكان. نزع ملكية الإسلام من المسلمين تحقق على يد الإسلاميين لا على يد غيرهم، وإن يكون استئنافاً لتملك الدولة للدين في دولنا المعاصرة.
قاد الطموح السيادي الإسلاميين إلى الاصطدام المتكرر بهذه الدول المعاصرة، وإلى مذابح وكوارث كبيرة فيما قد يمكن تسميتها حروب السيادة، أو حروب الدين والدولة. وطول جيلين كان يثبت هذا التطلع إلى امتلاك السيادة من قبل الإسلاميين كون دولنا المعاصرة مملوكة بالفعل ملكا فئوياً، لحزب أو لنخبة أو أسرة. السيد في سوريا ليس الشعب ولا الدستور ولا أية مؤسسات عامة، بل هو أسرة بعينها من ورث حافظ الأسد ابنه بشار حكم البلد (قبل ذلك كان حافظ هو السيد). الولاية العامة استأثرت بها هذه الأسرة التي تدهور العام ومقادير العموم في عقود حكمها؛ وعنف الدولة مورس لحماية الملك الخاص على نحو يسوغ كل التسويغ كسر احتكاره من قبل من يقع عليهم غرم العنف. كان كسر احتكار الدولة الأسدية لوسائل العنف بعد طور الثورة السلمي تحولاً ثورياً بكل معنى الكلمة، ولم يكن عنه بديل في مواجهة عنف الدولة الخاصة. واليوم تسير الأمور فيما يبدو باتجاه استعادة احتكار العنف لمصلحة الدولة الخاصة، وإعادة السوريين إلى العبودية السياسية بعد تحطم بلدهم.
على أن تجنب التكرار اللانهائي لحروب الدين والدولة يوجب التفكير بتسوية تاريخية، يتخلى بموجبها الإسلاميون عن السيادة مقابل السياسة، أي عن محاولة امتلاك الدولة مقابل أن يكون لهم إقامة منظماتهم السياسية المساوية لغيرها في دولة تعددية. وهو ما يوجب من وجه آخر تحول الدولة الخاصة إلى دولة عامة، لا تورث ولا تحكم إلى الأبد، ولا يستأثر بحكمها حزب أو نخبة أو أسرة. لا يستقيم أن تبقى الدولة دولة خاصة بينما يطالب الإسلاميون بالاكتفاء بالسياسة، أو حتى تنكر عليهم السياسة نفسها على ما يفضل إيديولوجيون فئويون، يتلطى بعضهم وراء العلمانية. بالمقابل، لا يستقيم أن تصير الدولة دولة عامة بينما يثابر الإسلاميون على التطلع إلى السيادة، في صيغة تطبيق الشريعة أو النص على امتيازات إسلامية في الدستور (دين الدولة، أو دين رئيس الدولة)، دع عنك في صيغة الحاكمية الإلهية. يكسب الإسلاميون من هذه التسوية الوجود كمنظمات سياسية علنية تنشط في المجال العام بأدواتها الخاصة، ونكسب كمجتمعات انتهاء الأزمة التاريخية التي تتفجر في شكل حروب على السيادة، وربما ندخل زمن السلم الذي يعم نفعه الجميع بعد طول تمزق وصراع.
من يخسر؟ يخسر الحاكميون الإلهيون حتماً، يخسر الحاكميون الدنيويون من مثل الأسرة الأسدية وأهل ولائها، وتخسر الدعوة العلمانية المزعومة إلى الفصل بين الدين والسياسة، كما يخسر تطلع أي «إسلاميين سياسيين» إلى موقع خاص لهم في الدولة العامة. تعدد الخاسرين ونفوذهم قد يحول دون ترجمة هذه التسوية التاريخية إلى مبادرة سياسية، لكن لا ينبغي لشيء أن يحول دون طرح القضية من باب تنظيم التفكير في شأن بالغ الخطر.
وعلى كل حال اليوم تفتقر سوريا إلى قيادات وازنة يمكن أن تكون سياستها هي التسوية التاريخية التي تطوي صفحة التفجر الدموي الذي دفع إليه البلد، تطويه بكرامة وبمستوى تاريخي، خلافاً لألاعيب جنيف وأستانة العقيمة.
يستجيب هذا الطرح بكيفية عادلة لمخاوف «الأقليات». هذه المخاوف مفهومة ما دام الإسلاميون يريدون السيادة، غير مكتفين بالسياسة. السيادة، إن تكلمنا بلغة فظة، تعني الحق في القتل وفي حكم الجميع، وهذا ما لا يمكن أن يكون مقبولاً من جميع مختلفين. بالمقابل، لا وجه منصفاً لمطالبة الإسلاميين بالاكتفاء بالسياسة في بلد مثل سوريا دون نزع الملكية الخاصة للدولة من الأسرة الأسدية، وتحويل سوريا إلى دولة عامة.
ليس أمر هذه التسوية تنازلاً من طرف لغيره، بل تنازلات متبادلة يمكن أن يقوم عليها «العقد الاجتماعي» السوري الجديد. يحب الإسلاميون عبارة العقد الاجتماعي، لكنهم يريدونه عقداً يعطيهم السيادة، أي عملياً الحق في ألا يكونوا مساوين لغيرهم. مما يستأنس به على كل حال أن نظريات العقد الاجتماعي أخذت بالظهور في القرنين السابع عشر والثامن عشر في أوضاع أزمة تاريخية تشابه أوضاعنا اليوم في غرب أوروبا، وشهد ثورات وحروباً كحالنا اليوم أيضاً، انخرط فيها كذلك الدين والدولة (ظهر مفهوم السيادة في ذلك الوقت أيضاً). أرجح فيما يخصنا أن التفجر الجاري مستمر لعقد أو أجيال، وإن تنقل بين البلدان. قد يكون مسرحه القادم هو الخليج. التفكير على مستوى تاريخي يفرض نفسه كحاجة سياسية اليوم.
يمكن لتسوية تاريخية تقوم على السياسة مقابل السيادة ونزع الملكية الخاصة للدولة، أن تكون أيضاً أساساً لتطلع دولنا إلى المساواة على الصعيد العالمي. الدولة في بلداننا تأسست على يد الامبريالية الأوروبية المتمتعة وحدها بسلطان أو سيادة حقيقية. صحيح. وهذا واقع يتمرد عليه الإسلاميون بعنف، ويريدون تغييره. لكنهم يواجهون الامبريالية بتطلعهم الامبراطوري أو الامبريالي الخاص، فيدخلون في صدام متكرر كان باهظ الكلفة على مجتمعاتنا. صراع الإسلاميين ضد الامبريالية هو في حقيقته صراع امبريالية مقهورة ضد امبريالية قاهرة، وليس صراع مقهورين ضد الامبريالية من أجل المساواة. لكننا لا نستطيع أن نقاتل من أجل المساواة على المستوى الدولي بينما نحن نقاتل من أجل الحق في القهر في بلداننا. الشرط الأنسب للسياسة دولياً هو السياسة محلياً، ويُعول على التسوية التاريخية التي تدخل الإسلاميين في السياسة وتجعل من الدولة ملكية عامة أن تؤسس للسياسة في بلداننا. هذا يقتضي الإبداع والتفكير على غير مثال سبق، سواءً كان مثال الإسلاميين، أو مثال «الدولة الحديثة» التي يميل أكثرنا إلى جعلها إطاراً ملزماً وحصرياً لكل تفكير سياسي.
دولنا اليوم في أزمة مزمنة بحكم كونها منقوصة السيادة في المجال الدولي، لكن «الدولة الحديثة» في أزمة في كل مكان، ومبدأ السيادة الجامد حامل للأزمة والصراع والنزعات المحافظة والعدوانية لأنه في الجوهر مطالبة بالحق في أن لا تكون مساوياً للآخرين (السياسة بالمقابل هي مجال المساواة). ما يتوافق مع عالم أكثر عدالة ليس الصراع على السيادة مثلما يريد الإسلاميون، محلياً وفي العالم، بل الدخول في السياسة، محلياً وعالمياً، وصولاً إلى زوال مجال السيادة نهائياً. هذا ما من شأنه أن يكون قطعاً لرأس الملك في الفكر السياسي على ما أمل ميشال فوكو يوماً.

حروب السيادة والتسوية المؤسسة للسياسة

ياسين الحاج صالح

طفرات المتثاقفين: بهرجة إعلام وسياسة أم تهاون أنظمة ومؤسسات؟

Posted: 29 Jul 2017 02:11 PM PDT

كثيرة هي الظواهر التي تستوقفنا يوميا وتتطلب منا أن نتأمل تداعياتها مليا ونفكر في مدياتها كثيرا، لنحدد ما يمكن أن تتركه من عواقب قد تكون خطيرة، وربما مدمرة، كونها لا تحفر قواعدها في بنية المجتمع وحسب؛ بل ترسخ قيما وخيمة إذا ما توطنت في النفس ومدت خيوطها غائرة فيها بعيدا، وعندها لن تفلح أكثر التقانات التكنولوجية قوة في أن تزيلها أو تستبدلها بغيرها.
وواحدة من أهم تلك الظواهر التي تناصف الواقعان العلمي والثقافي معا على الابتلاء بها، ظاهرة الطفر في الظفر بالتميز والفرادة، بلا مقدمات منطقية أو أطوار تعاقبية أو مراحل زمنية تفترض لتلك الفرادة ولذلك التميز ان يأخذا وضعهما الطبيعي، كونهما لم يأتيا إلا على شكل طفرات بلا سابق جهد أو عطاء، مع أن الوراثة نفسها قد تشهد وجود طفرات جينية إلا إنها لا تحدث إلا كل قرن، وإذا شئنا الاختزال فربما كل عقد، لكن الطفرات العلمية والثقافية التي تطرأ على بعضهم هي طفرات من نوع جديد، إنها تحصل كل عام وربما يشهد العام الواحد طفرتين أو أكثر في شكل ماراثوني محسوب بدقة متناهية، ومصاغ على أعلى مستوى من الدهاء واللعب الحياتي.
وليس غريبا أن هذه الطفرات في المكسبين ـ ولا أقول المجالين ـ العلمي والثقافي والظفر بأعلى ما يمكن اكتسابه منها ماديا ومعنويا لا يناله إلا نفر محظوظ من ذوي الثقل الشخصاني المتميز مظهريا وقبليا والمنمق مجتمعيا، لتكون الطفرات ملكهم هم وحدهم لا غيرهم.
وهنا نتساءل لماذا يوجه الطفر طموحا والظفر غاية نحو المكاسب العلمية والثقافية؟ ألأن أيديهم أترعت من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فبقيت هاتان الناحيتان تشكلان منطقة جذب واستقطاب تشعرهم بمزيد من الاستحواذ والفردانية؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك فلماذا إذن صارت هذه الحالة ظاهرة يتسع خطرها يوما بعد يوم؟ وإذ هي تتسع إلا يحتاج هذا منا إلى تشخيص فوري ثم اجتثاث طارئ وإصلاح جذري؟
ولا غرابة أن المحظوظين الذين تطالهم هذه الطفرات لهم صفات تجمعهم في بوتقة واحدة أولها، أن وراء طفراتهم طموحات وتطلعات توصف بأنها ميكافيلية كون الغاية فيها تبرر الوسيلة، ولذلك لا فرق لديهم بين الوسائل شرعيها ولا شرعيها، سواء تسلقوا على أكتاف زملائهم ممن هم أولى بالمكاسب منهم، أو تجاوزوا السياقات أو تعدوا على أساتذتهم، فذلك لا يهمهم ما دامت الطفرة توصلهم إلى بغيتهم بأقل جهد وأدهى طريقة.
ثانيا، إن هذا النوع من الطامحين الهادفين هم عادة يتمتعون بالمكانة الإدارية والاعتبارية، أي أن لهم قدم واثقة تغور في مفاصل المؤسسة التي يعملون فيها، إما مديرون أو إداريون أو لديهم حظوة عند من يتولى تلك المؤسسة ليجعلها طوع أمرهم، وبهذا تتم الطفرة بالصفقة ويتحقق الظفر بالغنيمة.
ثالثا، إنهم يعملون في كل الاتجاهات، ولذلك تجدهم في الوزارة وفي الدائرة وتلقاهم في المطعم وفي المقهى وفي النقابة والاتحاد، وعندها تتساءل محتارا من أين يأتي هؤلاء بكل هذا التميز الثقافي والتفرد العلمي، وهم لا يستقر بهم حال ولا يجمعهم مكان واحد، ولا يظل عندهم حتى وقت لقراءة جريدة، فكيف إذا فكرنا ان ينجزوا بحثا أو أبحاثا توصف بأنها أصيلة، لينالوا بها كرسي أستاذية مثلا، أو يحصلوا بها على شهادة عليا أو ينالوا لقبا أكاديميا؟
رابعا، إنهم مجاملون متحابون ظاهريا، يكنون الخير للجميع، متخفين وراء برقع من دناءة وخبث، فلا يعرفهم إلا من تعامل معهم، أما من لا يعرفهم فسينطلي عليه أمر طفراتهم، محتلين مناصب وظافرين بمنح وامتيازات وهم لم يتموا بعد المدة القانونية التي تسمح لهم بالظفر بها والطفر عليها، غير آبهين للمسؤوليات والواجبات، متطلعين لما هو أعلى منها.
ولعلهم إذا نالوها براحة نفس لا بشق الأنفس وجدوها لا تعني شيئا، لأنهم أصلا غير مؤهلين لها، ولما تنطبق عليهم بعد شروط لوائحها لتكون الطفرة مجرد منظر وأبهة.
خامسا، إن من تفرغ للإدارة والعمل المجتمعي لن يجد الوقت لقراءة كتاب أو إنجاز بحث يتطلب منه أن يخلص له وقتا وجهدا، لكي ينتج ما يؤهله لذلك اللقب أو الكرسي، وإلا كيف يمكن للمرء ان يجمع بين أمرين، الانشغال الدائم في الواقع الميداني والانعزال تماما عن العمل البحثي، ثم يطلع علينا فجأة وقد نال مرتبة أو درجة أو لقبا أو استحق جائزة أو توج مثالا وهلم جرا.
ومما قررته أنظمتنا وقوانيننا أن التفرغ للبحث دراسة والانهماك الإداري عملا، أمران لا يجتمعان في الإنسان المعاصر، إلا إذا كان هذا الإنسان سوبرمانيا خارقا قدم من زمن المعجزات والطفرات، باستثناء حالة واحدة وهي أن تكون بمعيته إمعات يساعدونه مختفين خلف الكواليس، ليظهر هو أمام الناس وقد تقلد قلادة تميز أو نال لقبا علميا، أو فاز بمسابقة علمية أو استفرد ببرنامج أو حظي بجائزة إبداعية، أو استوظف منصبا مرموقا، أو احتل منصبين ربما.
سادسا، إن لهؤلاء حصانة وجنة، لأنهم في الأصل أصحاب حظوة عند الطبقة السياسية ممن بيدهم التكتل الغاشم والسيادة المفرطة على سائر مفاصل الحياة، حتى إذا طال أحدهم وهذا نادر طبعا أي عقاب أو مساءلة، فإنهم سيدارون عليهم ويحمونهم ويسددون أخطاءهم ضامنين لهم الفلتان من أدنى مساءلة إزاء ما يفعلون. وبذلك تتم صفقة الطفرة على أحسن وجه وبكل معقولية وانسيابية وقانونية. لكن ما خفي كان أعظم، أعني إذا اشتد خناق السؤال (من أين لك هذا؟)  إزاء واحد من مريدي الطفرة، فإنه عندها سيظهر وجهه الثاني الوجه البربري، وسيكشر عن أسنان من رصاص ليغدو نيرون عصره وقيصر زمانه.
سابعا، ولأن لهؤلاء صلات أخطبوطية هائلة لذلك لا يكترثون إلا لمصالحهم، ولا يهمهم سوى تثبيت وجودهم على مبدأ خاص بهم هو (أنا هنا إذن أنا موجود) والسبب أن ما يشغلهم ليس الفكر ولا الجواهر، بل الأعراض وجل ما يهمهم هو الشكل والمظهر غير مبالين بالتفكير والتجريد ولا المحتوى والعقلية.
وهكذا صارت ظاهرة الطفرات بالألقاب العلمية والمناصب الثقافية تترى، حتى لنشعر بأننا أمام مد مستفحل يحتاج اجتثاثا، كي لا يصاب بمخاطره جيلنا الصاعد ولا أقول القادم، هذا الجيل الذي عليه أن يبذل الجهد كي يحصل على الثمرة فيصل ضفة العبور. وإلا ستبقى عجلة التقدم واقفة متحجرة تصدأ يوما بعد يوم، وعندها لن يكون هناك أمل في إعادة تأهيلها، أو حتى إصلاح ما فاتها أو إدامة عملها بأحسن الممكنات.
وعزاؤنا هنا ما تعلمناه من أبجديات العلم المنطقية، أن لكل فعل ردة فعل، وبذلك فإن أي بلوغ لما هو غير شرعي لن ينطلي على مر الزمن، وسيكشف يوما ما زيفه مهما تمتع الطافر برئاسة أو كرسي في قسم أو دائرة، لأن الظفر لن يدوم.
وإن ما يسهم في إنعاش واقعنا الثقافي والعلمي وينتشله من الأشنات الطافرة والقافزة، هو العمل الجدي والحقيقي على تشخيص هذه الطفرات والاستعانة بمختصين أشبه بالمحققين أو المتحرين، لتشكل منهم هيئة عليا، تحاط بالسرية والكتمان مهمتها اكتشاف القافزين ليعاد وضعهم على أرض الحقيقة، ومحاسبة من سهل لهم التلاعب والقفز كي يرعوي من يعتقد ان بإمكانه ان يتخذ من هؤلاء القافزين مثالا وقدوة.
 وبهذا سنجتث الداء بالدواء ليصحو المجتمع من سباته ويتعافى من زيفه وبهرجه، ولتصحح مساراته، وليظل الحافز العلمي والحاجة الأكاديمية واحترام قيم العمل الثقافي والاجتماعي هي التي تؤشر بنفسها على أصحابها الحقيقيين، الذين من سماتهم أنهم يحترمون اللوائح ويقدسون الضوابط ولا يتجاوزونها، حتى إذا تمتع أحدهم بالامتياز ازداد الامتياز نفسه شرفا به كونه اجتهد وضحى وتنافس وقارع العقبات وتغلب على التحديات حتى ظفر به.
ولعل ما جعل الدول الكبرى متقدمة أن مؤسساتها تتباهى باعتدادها بأنظمتها التي ما طالها أي استثناء أو خرق أو مروق، على مدى قرن أو قرنين مهما كانت الأزمات وأيا كانت الظروف.

أكاديمية من العراق

طفرات المتثاقفين: بهرجة إعلام وسياسة أم تهاون أنظمة ومؤسسات؟

نادية هناوي سعدون

بين مقلب ماكرون ومُربع سلامة: فرنسا تعيد صياغة المشهد الليبي على نحو يكرَس وجود سلطتين شرعيتين

Posted: 29 Jul 2017 02:11 PM PDT

  «توجد شرعية سياسية في أيدي السراج، وتوجد شرعية عسكرية تتمثل في القائد العسكري حفتر. لقد قررا أن يعملاً معًا. هذا عمل قوي». تلك هي الجملة المفتاح في خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل تلاوة البيان المشترك الذي يُقال إن الرجلين، السراج وحفتر، وافقا عليه. يبدو كلام ماكرون توصيفا للواقع الراهن وتأسيسا لمُبررات مبادرته، إلا أنه بحركته تلك، عاود صياغة المشهد الليبي بالكامل، على نحو كرَس وجود سلطتين شرعيتين، وثبَت المُشير حفتر، الذي كان يُنعت بكونه «اللواء المُتمرد» أو في أفضل الأحوال «الضابط المُتقاعد»، في موقع المستأثر بنصف الشرعية أو أكثر. من هذه الزاوية نفهم تصريحه الذي قال فيه إنه أضاف إلى الشرعية التي منحها إياه «شعبُنا»، أي البرلمان، شرعية دولية.
إلى جانب هذا المستوى الأول من القراءة، ثمة في المستوى الثاني كسبٌ كبير غنمته باريس، ويتعلق بتبديد السحب التي تكثفت حول دورها المؤيد لحفتر في الفترة الماضية، ولاسيما بعد إسقاط مروحية كان على متنها ثلاثة ضباط فرنسيين. وشكلت الحادثة مُنطلقا لمعلومات بثتها الصحف الفرنسية عن حجم التدخل العسكري الفرنسي في الصراع الليبي من جانب دولة عضو في مجلس الأمن، كان الأجدر بها أن تلتزم موقف المجتمع الدولي المؤيد لحكومة الوفاق الوطني. ولإدراك المكاسب التي درَها على باريس لقاءُ الرجلين، يمكن مقارنة الحرج الشديد الذي وُضعت فيه حكومة فرنسوا أولاند، لدى إماطة اللثام عن حجم التدخل الفرنسي في المنطقة الشرقية (بنغازي)، ومشاعر النصر التي كانت بادية على وجه خلفه ماكرون وهو يستقبل في باريس صاحب «الشرعية العسكرية» في ليبيا.

الرابح الأكبر والخاسر الأكبر

إذا ما نظرنا إلى الكفة الثانية من الميزان نلمحُ سرَاج فقد نصف شرعيته، لأن النصف الآخر مُنح لغريمه. وعلاوة على ذلك تم إقصاء حلفائه الطليان من العملية الاستعراضية، فشعر بالوحدة لأول مرة في باريس التي زارها مرات من قبل رئيسا للمجلس الرئاسي. بهذا المعنى كان ماكرون الرابح الأكبر وحفتر الرابح الكبير، فيما كان السراج الخاسر الأكبر وكانت إيطاليا الخاسر الكبير.
لكن يُخطئ من يعتقد أن السراج وحفتر هما اللاعبان الوحيدان في ليبيا، فعلاوة على الزعامات التي تُعدُ نفسها للمرحلة المقبلة في الشرق كما في الغرب، ما زال الجنوب متروكا لنفوذ زعامات قبلية وشبكات تهريب وجماعات مسلحة، ما سيُعطل أي جهود لبناء السلام، لأن الاستقرار يُؤدي إلى ضرب نفوذ هؤلاء اللاعبين خارج الدولة، الساعين لتفكيك مؤسساتها. وإذا كان السراج يُمثل، رمزيا، الغرب وحفتر الشرق، فالجنوب شبه غائب من المعادلة الفرنسية. مع ذلك تولي باريس أهمية كبيرة للجنوب (فزَان) لكونه حلقة الوصل بين افريقيا الصحراوية والبحر المتوسط، وهو أيضا بمثابة رأس جسر يربطها بمستعمراتها في غرب افريقيا ووسطها.
وكانت فرنسا احتلت منطقة فزان في 1943 أي قبل أن تضع الحرب العالمية الثانية أوزارها، وإعلان الاستقلال والجلاء النهائي عن ليبيا في 1956. وظلت المنطقة منذ ذلك التاريخ مسرحا لصراع دولي على تلك الشرفة الكبيرة المُطلة على منطقة الصحراء الكبرى والدول الافريقية المحيطة بها، والغنية بالمعادن والثروات الطبيعية الأخرى. أكثر من ذلك، كانت باريس تحلم بطريق امبراطورية تمتد من تونس إلى تشاد، بما يجعل من فزان حلقة بين افريقيا الصحراوية والبحر المتوسط، كما كانت تُؤمل أن تشكل تلك المنطقة العازلة حزاما واقيا من «التسريبات» والاختراقات الآتية من البلدان العربية التي تساند الثورة الجزائرية (1954-1962).

تنابذ فرنسي إيطالي

من هنا يرتدي التنابذ الفرنسي الايطالي بُعدا استراتيجيا كون روما تعتقد أيضا أن ليبيا حصَتها التي انتُزعت منها بالقوة، وهي أقامت علاقات وثيقة مع طرابلس ومصراتة منذ 2014 ودعمت قوات «البنيان المرصوص» المصراتية عسكريا ودبلوماسيا في معركتها لتحرير مدينة سرت من عناصر «داعش». لكنها لم تتوقع أن تتعرض لمقلب أعده الرئيس الفرنسي ليضع جميع اللاعبين الدوليين في منطقة التسلل، من موسكو الداعمة الرسمية لحفتر إلى الأطراف الأوروبية والعربية.
ويمكن القول إن روما انتقمت لكبريائها بإرسال ست بوارج لملاحقة سفن المهاجرين غير الشرعيين في المياه الإقليمية الليبية، بطلب من رئيس حكومة الوفاق السراج. وكان السراج حرص على النزول في روما في طريق العودة من باريس لتهدئة غضب الطليان. كما كان لافتا فوز شركات ايطالية بصفقة معاودة بناء مبنيي الرحلات الدولية والداخلية في مطار طرابلس الدولي، وربما ستكرُ السبحة من خلال صفقات إعادة الاعمار. أما الولايات المتحدة فلا يبدو أنها تكترث لهذا التراشق الفرنسي الايطالي لكونها فوضت التعاطي مع الملف الليبي إلى حلفائها الأوروبيين منذ خروجها من ليبيا في 2012 بعد مقتل سفيرها في المُجمَع القنصلي في بنغازي. واقتصر دورها على توجيه ضربات جوية إلى قيادات «داعش» و»أنصار الشريعة» في ليبيا في إطار الحرب على الإرهاب.
تعدُد المتدخلين في الملف الليبي وتنابذهم يُشكلان واحدة من العقبات الرئيسية أمام التقدم في اجتراح حل سياسي للأزمة الليبية، فإذا كانت فرنسا أكدت دعمها للبيان المشترك بين السراج وحفتر، لا يُعرف الموقف الحقيقي للروس والطليان والبريطانيين والأمريكيين والمصريين والإماراتيين والقطريين والجزائريين والتوانسة، من المبادرة الفرنسية، التي رُبما اعتبرها بعضهم مقلبا.

الخلافُ مستمرٌ

تضمن البيان المشترك إقرارا بمرجعية الاتفاق السياسي المُوقع في الصخيرات في17 كانون الثاني (ديسمبر) 2015 والذي تنصل منه حفتر في أول مقابلة صحافية أجراها بعد اللقاء مع قناة «فرنسا 24» فيما ظل الخلاف على خضوع السلطة العسكرية (حفتر) للسلطة السياسية (مجلس الدولة) قائما برُمته. ولا أمل في تسويته لكون حفتر يرى نفسه سلطة لا سلطة فوقها، وهو لم يستبعد ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية، مع البدء بمغازلة رجال النظام السابق، من خلال التصريحات الإيجابية التي أطلقها في حق سيف الاسلام القذافي، علما أن كثيرا من القيادات العسكرية والأمنية السابقة انضمت إليه (حفتر). وتأتي تلك التصريحات أيضا تمهيدا للاجتماع الذي يعقده ضباط ليبيون في القاهرة الأسبوع المقبل، والذي سيسعى حفتر من خلاله إلى استقطاب مزيد من كوادر الجيش النظامي السابق.
من هنا لم تعد لديه حاجة للتلويح بالزحف على طرابلس، لأن جماعات في المنطقة الغربية باتت ترى فيه مفتاح الحل، خصوصا أن السراج منحه شهادة قابلة للتصريف في الغرب الليبي حين عبَر عن «سعادته» بتحرير بنغازي وأمله ببدء معركة بنائها قريبا، مع أن المدينة الثانية لا تبدو قد تخلصت تماما من الجماعات الأصولية المسلحة.

توحيد المؤسسات وإجراء انتخابات

عمليا أهم نقطتين اتفق عليهما السراج وحفتر هما توحيد المؤسسات المركزية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في الربيع المقبل. وإذا ما تحقق فعلا توحيد المؤسسات، التي تُعاني من الانشطار منذ تقاسم البلد بين «فجر ليبيا» (الغرب) من جهة و»عملية الكرامة» بقيادة حفتر (الشرق) من جهة ثانية في 2014، ستتغير حياة الليبيين، بعد معاناة طويلة مع تدهور قيمة الدينار وغلاء الأسعار وشح السيولة وندرة السلع وانقطاع الانترنت، بالإضافة للانقطاعات المديدة للكهرباء، التي حولت صيفهم إلى جحيم. لذا عندما تسأل مواطنا عن تعليقه على اتفاق السراج – حفتر، تشعر أنه لم يعد مُهتما بمن سيحكم البلد، بقدر ما يهمُهُ أن يشعر بالأمان والاستقرار وأن تتحسن أوضاعه الاجتماعية. بهذا المعنى يرتدي توحيد المؤسسة الوطنية للنفط ومصرف ليبيا المركزي والصندوق السيادي الليبي (تُقدر أصوله بأكثر من 66 مليار دولار)، أهمية قصوى، خصوصا في ظل تجاوز المنتوج النفطي مليون وخمسة آلاف برميل يوميًا. فإذا ما تحققت هذه الانفراجة في غضون ثلاثة أشهر، أي قبل اللقاء المقبل بين السراج وحفتر وماكرون، تغدو فرص تنظيم انتخابات عامة أقرب إلى الواقعية. 
غير أن ذلك لا يكفي، فدون الانتخابات عقبات كأداء، ليس أقلها انتشار الميليشيات في المدن وفوضى السلاح، خفيفة وثقيلة، مما يعني أن أي حملة انتخابية قد تتحول إلى كارثة، فضلا عن أن أمراء الميليشيات سيتحكمون بمراكز الاقتراع. وعليه فإن أحد الشروط اللازمة لإجراء انتخابات حرة وشفافة هو إجلاء تلك الكيانات المسلحة إلى خارج المدن، ونقل الأسلحة إلى أماكن بعيدة عن التجمعات السكنية، فهل يمكن ضمان ذلك في الظرف الراهن؟ من غير الممكن للمجلس الرئاسي، في وضعه الراهن، أن يفرض هيبته على الجماعات المسلحة، وهو الذي لا يسيطر سوى على جزء ضئيل من العاصمة. كما أن فلول «داعش» وتنظيم «أنصار الشريعة» وجماعات متطرفة أخرى تتحكم ببعض المدن، خاصة في الجنوب، حيث الدولة غائبة، على الرغم من إخراجها من مدينة سرت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وهي جماعات تعتبر الانتخابات كفرا وستعمل حتما على إحباطها. هذا عدا عن الإعداد الفني للانتخابات الذي يستغرق في الأقل سنة كاملة في بلد يمرُ في أوضاع عادية، فما بالك بليبيا.
وفي حال باتت الأوضاع مُهيأة غدا لإجراء انتخابات في المدن الساحلية، فإن العمق الجنوبي سيبقى خارج سيطرة الدولة، لا بل ومصدرا لأخطار قد تُحبط المسار الانتخابي نفسه، إذ أن الحدود الليبية مع كل من الجزائر وتونس، والتي يُقدر طولها بـ1500 كيلومتر غير مضمونة، بالإضافة لحدود أطول مع كل من النيجر وتشاد والسودان. وفيما أعادت خلايا «داعش» تنظيم صفوفها بعد سرت بالاتجاه جنوبا وشرقا، فإنها ستبقى في الأراضي الليبية لأن الذي يسيطر على شمال النيجر هو تنظيم «المرابطون» بزعامة مختار بلمختار الموالي لـ»القاعدة». ويحتاج عناصر «داعش» للبقاء على مقربة من حقول النفط التي يسيطر عليها حفتر لأن مصدر تمويلهم الرئيسي هو بيع النفط المُهرَب وكافة أنواع التجارة الموازية، بما فيها الإتجار في البشر.
قُصارى القول إن تعدُد اللاعبين الخارجيين وشدة الصراع بين الفرقاء الليبيين، يجعلان مربع التوافق أصغر من أن يتحمل كل هؤلاء الشركاء-الغرماء. غير أن مهمة الموفد الجديد للأمم المتحدة غسان سلامة هي البحث عن القواسم المشتركة بين هؤلاء وأولئك، من أجل تكريس الحد الأدنى من التناغم في المواقف، واستطرادا جمع الإخوة الأعداء الليبيين حول خريطة طريق متفق عليها من الغالبية، إن لم يكن من الجميع.
 
كابشن

مُبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استبقت المبادرة الأمريكية، ووضعت حلفاءه الأوروبيين أمام أمر واقع غير مسبوق، وقزَمت مبادرة دول الجوار، وأضفت على المشير حفتر شرعية دولية طالما انتظرها.

بين مقلب ماكرون ومُربع سلامة: فرنسا تعيد صياغة المشهد الليبي على نحو يكرَس وجود سلطتين شرعيتين

رشيد خشانة

ماكرون في مقاربته الليبية: إلتفاف على تراجع نجوميته في الداخل

Posted: 29 Jul 2017 02:10 PM PDT

باريس ـ «القدس العربي»: المخاطرة التي خاضها الرئيس الفرنسي ايإيمانويل ماكرون، في الوساطة الليبية، لا تنجو من أبعاد جيو- سياسية، يحاول القادم الجديد إلى الإليزيه ترسيخها في خريطة طريقه الدبلوماسية. وعلى الأرجح هي أولى خطواته، في رسم ملامح مثيرة للجدل عن الدور الفرنسي في المنطقة العربية. وبالتأكيد معارضته كل سياسات سلفه فرنسوا أولاند، وذلك في فتح قناة حوار مع اللواء خليفة حفتر، التي رفضت دبلوماسية الرئاسة السابقة مد أي يد له.
ففي العرف الباريسي، تحاول الرئاسة الفرنسية التوفيق الدائم بين مصالح الدولة من جهة، والاصطفاف مع الحلفاء التقليديين لها، وهو ما سعى إليه معظم الوافدين إلى الرئاسة الأولى، وترسخه الخارجية ضمن سياسة لا تخرج عن «أدبيات» دبلوماسية معروفة. وهو ما جعل باريس، مراراً، تتخذ موقف المتفرج، في الكثير من الأزمات، أو المنحاز بشكل يتطابق مع الحلفاء.
لكن ما بدا عليه ماكرون، أقرب إلى إعادة اعتبار لهذه الدبلوماسية الآفلة، والتي تحولت مع زمن الرئيس السابق فرنسوا أولاند، إلى «دبلوماسية مهترئة»، على ما تصف بعض الصحافة الباريسية، أو أقرب إلى دبلوماسية «حذرة».
ومنذ انتخابه رئيساً، تخلت باريس عن الحياد الذي كانت تظهره دبلوماسيتها في التعاطي مع الصراع في ليبيا، لتقف بثقلها العسكري والسياسي إلى جانب حفتر مجدداً. كما أعلنت فرنسا عبر وزارة خارجيتها ترحيبها بإعلان حفتر، عما وصفه بــ»تحرير بنغازي من الإرهاب» مطلع الشهر الجاري، مبدية في بيان رغبتها في «رعاية عملية استئناف جهود التسوية السياسية من أجل تشكيل جيش ليبي نظامي يخضع للسلطة المدنية من أجل أن تدوم هذه النجاحات».
وسبق أن أثار الوجود الفرنسي العسكري في شرق البلاد إلى جانب قوات حفتر جدلاً كبيراً في الأوساط الليبية والدولية، بعدما انكشف إثر سقوط مروحية فرنسية، توفي على إثرها ثلاثة جنود فرنسيين كانوا على متنها في تموز/يوليو من العام الماضي.
والواقع، أن ماكرون، الآتي وفي جعبته سلسلة مفاجآت، يحاول التوغل، من باب الوساطة لفرض مكانة لفرنسا أوروبياً، أولاً، وسط صعود «نجومية» المستشارة الألمانية انغيلا مركل، على أكثر من ملف، ونزوعها التحكم في بعض قرارات الاتحاد الأوروبي وسياساته. وهذا الأمر، على عدم علانيته، يثير شهوة الرئيس الجديد، الذي يتوق إلى «دور» أكبر له كشخص، ولفترة حكمه أيضاً.
لكن محاولة ماكرون، الليبية، لم تنطل على النخبة الفرنسية، التي بدأت تلاحظ الوجه الآخر للرئيس، الذي وبعد أقل من شهرين من تسلمه سدة الرئاسة، فتح النار على مؤسسة الجيش وقائدها، وانتقد المعارضة، وترك لشخصه حضوراً استفزازياً، لا سيما بعد خطاب فرساي الأخير. ولا تنسى هذه النخبة، مواقفه الخارجية، حين قال أن «معاداة الصهيونية امتداد لمعاداة السامية»، أو في اعتباره أن السياسة الفرنسية في السنوات الست الماضية، في مقاطعة نظام بشار الأسد في سوريا ودعم المعارضة، على الأقل سياسياً، كانت «فاشلة». وهو ما شجع كثيرين إلى اعتباره يسوق لـ»سياسة» كيدية، هدفها فعل العكس لسياسات أولاند.
ويبدو أن التوفيق بين المصالح الفرنسية، من جهة، وتلميع الصورة «الحديثة» لفرنسا ما بعد «ماكرون» من جهة أخرى، هي الدلالات الأولى المعبرة عن خطوة الرئيس الشاب، الذي يفترض أنه بدأ «بتكميم» الأصوات المعارضة له في الداخل الفرنسي، على أثر فرضه قوانين ضريبية جديدة، وسياسة «تقليصية» تتعلق بتخفيض ميزانية الجيش. وما تفرضه باريس في مسار التسوية الليبية، طرح تساؤلات كبيرة، حول هذا الدور المستجد، والأهداف الكامنة خلفه. حيث من المعروف أن باريس، متخوفة على مصالح شركاتها في ليبيا، وتعتزم البحث في المرحلة المقبلة، لزيادة الاستثمارات في مواجهة شرسة مع المستعمر القديم، إيطاليا، التي امتعضت من حركة ماكرون، واعتبرتها أوساط سياسية في روما، بمثابة «تجاوز» لها بما يخص الوضع الليبي.
وطرحت الوساطة، في اجتماع منطقة سيل سان كلو عشر نقاط، أكد فيها الطرفين البارزين في الصراع الليبي عن أن «حل الأزمة الليبية لا يمكن أن يكون إلّا حلا سياسياً، يمر عبر مصالحة وطنية، تجمع بين الليبيين وكافة الجهات الفاعلة: المؤسساتية والأمنية والعسكرية».
وخاطب ماكرون الصحافيين بعدما تصافح الزعيمان الليبيان وابتسما أمام الكاميرات بالقول: «توجد شرعية سياسية تقع في أيدي السيد السراج. وتوجد شرعية عسكرية تتمثل في القائد العسكري حفتر. لقد قررا أن يعملا معا. هذا عمل قوي». وتابع قوله «إنهما يتمتعان بالشرعية ولديهما القدرة على أن يجمعا حولهما كل من يريد المشاركة في عملية سياسية من أجل المصالحة وصنع السلام».
لكن، الدور الفرنسي، في الملف الليبي، كان حاضراً على الدوام، خصوصاً في عهد ساركوزي. حيث كان لفرنسا دور كبير في حصول أغلبية في مجلس الأمن للقرار 1970، الذي كانت هي أيضاً وراءه. كما أن الدور الفرنسي كان حاضراً منذ بدء الأحداث في بنغازي ومصراتة، ومع قيام فرنسا بالضربات الأولى على ليبيا واعترافها الرسمي كأول دولة بالمجلس الانتقالي.
وتراجع الدور الفرنسي في عهد أولاند، في حين حاولت إيطاليا أن تحل محله، فقامت بتوطيد علاقتها مع القوى الليبية، إلا أن الدور الإيطالي لم يترجم بأي اتفاق على أرض الواقع.
ويأتي «إحياء» ماكرون الملف الليبي والدفع به كأولوية، بناء على عدة أمور قد يكون أهمها انخفاض شعبيته في فرنسا والتي تعود لفشله في تحقيق وعوده الانتخابية الداخلية ومنها محاربة البطالة وتحقيق الرفاهية للشعب الفرنسي. وهذا ما دفع به إلى اختيار ملف خارجي من أجل رفع أسهمه من ناحية ومن ناحية أخرى لعب دور قيادي في الشأن الأوروبي، ما يتيح لباريس الظهور بمظهر قيادي خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ماكرون في مقاربته الليبية: إلتفاف على تراجع نجوميته في الداخل

صهيب أيوب

اتفاق باريس بين حفتر والسراج وتكرار أخطاء الصخيرات

Posted: 29 Jul 2017 02:10 PM PDT

أجمع معظم الخبراء والمحللين على أن الاتفاق الأخير الحاصل في باريس بين السراج وحفتر برعاية فرنسية هو جهد مرحب به بذل في سبيل استقرار ليبيا لكنه في كل الأحوال غير كاف ووجب أن تتبعه جهود أخرى. فبعض البنود العشرة لهذا الاتفاق تبدو صعبة التحقق في الوقت الراهن مثل ذلك المتعلق بوقف إطلاق النار وتفادي الصدام العسكري، باعتبار أن هناك أطرافا أخرى متصارعة على الميدان الليبي كانت غائبة عن هذا اللقاء ولا يسري عليها هذا الاتفاق ولا تخضع لإملاءات أي من الطرفين الموقعين.
كما أن تعهد المجتمعين في باريس بالعمل على تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في أقرب وقت ممكن بدعم وإشراف الأمم المتحدة والتنسيق مع المؤسسات المعنية، يبدو التزاما هلاميا. فمن المفروض أن لكل اتفاق خريطة طريق وآجال محددة يتم ضبطها ثم تعديلها لاحقا حسب الظروف. فالاتفاق لم ينص على أجل لإجراء هذه الانتخابات، وبدت مبادرة السراج التي سبقت هذا اللقاء أكثر جدية باعتبارها حددت آجالا ووضعت خريطة طريق ونصت صراحة على ضرورة إتمام كتابة الدستور.
لذلك اعتبر البعض أن هذا الاتفاق الذي هرول إليه حفتر كما السراج لا يعدو أن يكون حملة علاقات عامة سعى إليها الإيليزيه لتلميع صورة الرئيس الفرنسي الشاب إيإيمانويل ماكرون. ولعل ما يدعم هذا الرأي هو التنصيص صراحة في البيان على أن «الاجتماع جاء بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيإيمانويل ماكرون إسهاماً في حل الأزمة الليبية ودعما لجهود الاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية».

المستعمر السابق

والحقيقة أن فرنسا، المستعمر السابق للجنوب الليبي، لم تكن غائبة عن الملف الليبي منذ عملية الإطاحة بالقذافي، بل هي لاعب أساسي ومباشر. كما أن لباريس وكلاء في الملف الليبي منهم الرئيس التشادي إدريس ديبي والميليشيات السودانية الدارفورية الموالية له والتي كثر الحديث عن مشاركتها حفتر في كثير من المعارك التي خاضها سواء للسيطرة على النفط أو لمحاربة الإرهاب.
وبالتالي فإن فرنسا هي من الدول الداعمة لخليفة حفتر شأنها شأن روسيا ومصر والأردن والإمارات وكذا الولايات المتحدة التي تخضع لإرادتها أطراف أخرى تتصارع مع حفتر الأمر الذي جعلها تمسك بأهم الأوراق على الساحة الليبية. فليس مستغربا أن تنجح باريس في عقد هذا اللقاء خاصة وأن السراج لا يبدو بعيدا عن الحلف الأطلسي باعتبار ما عرف عن موالاته لإيطاليا، المستعمر السابق للشمال الليبي.
ويضيف البعض عاملا آخر ساهم في نجاح ماكرون في جمع الطرفين وهو تعيين اللبناني غسان سلامة على رأس البعثة الأممية لليبيا خلفا للألماني مارتن كوبلر. فقد عرف عن وزير الثقافة اللبناني الأسبق والأستاذ في جامعة السوربون علاقاته المتميزة مع باريس حتى اعتبر البعض أن منحه حقيبة الثقافة زمن الراحل رفيق الحريري كان بإيعاز من أطراف فرنسية نافذة على علاقة جيدة بالرئيس الحريري.

منافسة أطلسية

وكما التنافس الذي بات بين دول جوار ليبيا وبعض البلدان العربية على الحل في بلد عمر المختار، يبدو أن هناك تنافسا شبيها بات جليا في الآونة الأخيرة بين الجارتين الأطلسيتين فرنسا وإيطاليا وظهر ذلك في الخصوص في موقف السفارة الإيطالية في ليبيا من هذا الاجتماع. حيث نقل عنها، وتماهيا مع ما صرح به الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، ما مفاده أن «تحقيق استقرار طويل الأمد في ليبيا يحتاج إلى تحرك يفوق الجهود الفردية للدول والتحالفات الطوعية».
فهل أن ذهاب السراج، رجل روما في ليبيا، إلى باريس هو بداية القطيعة بينه وبين الإيطاليين ودخوله تحت المظلة الفرنسية؟ أم أن الأمر يتعلق بمناورة إيطالية لمعرفة ما يريده الطرف الفرنسي ومن ثم العمل لاحقا على إنجاز أمر ما يعيد الألق للدبلوماسية الإيطالية التي بدأت تفقد الكثير في ليبيا خاصة مع عدم استغلالها لتعيين الجنرال الإيطالي باولو سيرا مسؤولا عن الملف الأمني في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، للمساهمة في الحل؟
وتؤكد أطراف دبلوماسية نافذة ومطلعة على أن الاتصالات بين السراج والإيطاليين لم تنقطع قبل ذهابه إلى باريس وأثناء تواجده هناك وحتى بعد عودته. كما أن زيارة السراج إلى روما «الغاضبة» من تهميش باريس لدورها، مباشرة بعد لقاء باريس، يؤكد على أحد أمرين، إما أن السراج يتحرك بإملاءات إيطالية تفرض عليه أن يطلعهم على تطورات ما حصل في باريس، وهو ما تؤكده المسارعة في الزيارة، أو أنه ذاهب لإصلاح ذات البين بعد أن شعر بحجم الأزمة الداخلية في روما بعد هذا اللقاء الذي أصبح مادة دسمة لتهجم المعارضة الإيطالية على رئيس الحكومة باولو جينتيلوني ووزير خارجيته واتهامهما بالتقصير.
لقد بات جليا إثر هذه «الأزمة» الفرنسية الإيطالية بشأن ليبيا أن المصالح القطرية أهم بكثير من التحالفات السياسية والاقتصادية لدى هذين القطبين الأوروبيين. فقد نسي الإيطاليون والفرنسيون على ما يبدو أنهم أعضاء في اتحاد كونفدرالي إسمه الاتحاد الأوروبي، وأنهم بمعية شركاء آخرين وحدوا العملة وتعاهدوا على المضي قدما في دعم هذا البناء. فقد أسال النفط الليبي لعاب الجارتين الأوروبيتين حتى باتت جهود هذا الطرف في التقريب بين الفرقاء الليبيين تثير انزعاج الطرف الآخر وتثير الأزمات الداخلية، وبات كل طرف يرغب في الاستفراد بالملف الليبي.

على خطى الصخيرات

إن من أسباب فشل اتفاق الصخيرات في الوصول بليبيا إلى بر الأمان هو عدم تشريك ممثلين عن جميع الليبيين، واقتصار الأمر على بعض المكونات دون سواها. ويبدو أن الأمر يتكرر مع اتفاق باريس الأخير والذي اختزل ليبيا في حفتر والسراج وما يمثلانه دون أن يطال التمثيل أطرافا هامة فاعلة ومؤثرة في المشهد الليبي قبل الإطاحة بالقذافي وبعد الإطاحة به.
فالأطراف الغائبة والمشار إليها غير معنية باتفاق باريس ولا بما توصل حفتر والسراج برعاية الرئيس الفرنسي ولا يمكن لأحد أن يلوم هذه الأطراف على عدم الالتزام بما ورد فيه. وبالتالي فقد ولد اتفاق باريس ميتا على غرار اتفاق الصخيرات الذي صرفت لأجله أموال طائلة ونال الكثير من جهد الليبيين وحلفائهم الإقليميين والدوليين، كما نال تغطية إعلامية واسعة ومنقطعة النظير وفي النهاية خرج منه الليبيون بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها.
وللإشارة فإن اتفاق الصخيرات ليس الوحيد الذي جمع أطرافا ليبية، فقد حصل اتفاق في تونس لم يجد طريقه إلى التنفيذ، وحصل اتفاق آخر في الإمارات وفي غيرها. وبالتالي فإن اتفاق باريس، وحسب كثير من الخبراء والمحللين، سيكون رقما في سجل الاتفاقيات الليبية لحل الأزمة والتي يصعب تنفيذها. لكن لقاء باريس وما تمخض عنه، ورغم كل هناته، أثبت أن الغرب أنهى مرحلة التدمير للدولة الليبية ودخل جديا في مرحلة البحث عن الاستقرار وإعادة الإعمار ليغنم من ريع ثروات ليبيا وهو أمر على درجة كبيرة من الأهمية.

اتفاق باريس بين حفتر والسراج وتكرار أخطاء الصخيرات

ماجد البرهومي

ردود أفعال متباينة وتحديات بالجملة أمام التنفيذ: هل ينقذ اتفاق السراج وحفتر ليبيا؟

Posted: 29 Jul 2017 02:10 PM PDT

سجل اتفاق السراج – حفتر برعاية فرنسية وأممية نقطة تحول هامة في مسار الأزمة الليبية، إذ تمكن الرئيس الفرنسي ايإيمانويل ماكرون من جمع الخصمين اللدودين، المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج، وجها لوجه وتحدثا بشكل مباشر في النقاط الخلافية، وهي خطوة استثنائية سجلتها الدبلوماسية الفرنسية وجاءت في وقت يتوق فيه الليبيون إلى الاستقرار مع فقدان أبسط مقومات الحياة اليومية من مياه للشرب وصحة وتعليم وطبابة في ظل تدهور الوضع الأمني والاقتصادي.
وتأخرت ردود الأفعال محليا باستثناء البيان الصادر عن حزب العدالة والبناء الإسلامي برئاسة محمد صوان الذي انتقد مخرجات لقاء باريس. وأعلن بيان رفض العدالة والبناء ما سماه بـ «عسكرة الدولة» في إشارة إلى التقارب الحاصل بين حفتر والسراج. في حين لم يصدر أي موقف أو بيان عن مفتي الديار الليبية المحسوب على تنظيم جماعة الإخوان المسلمين وكذلك غاب موقف حكومة الانقاذ الإخوانية.
ورأى الكاتب والباحث السياسي الليبي ادريس طيب لمين ان أبرز المعرقلين لهذا الاتفاق هم بقايا الجماعة الإسلامية المقاتلة وسرايا الدفاع عن بنغازي ومجموعة المفتي الصادق الغرياني، معتبرا ان كل المحاولات لعرقلة الاتفاق لن تكون مجدية بعد الآن. فالأطراف الموقعة على الاتفاق السياسي تدرك بشكل واضح ان لا خيار بديلا حتى الآن. وأما الأطراف المعادية للاتفاق من حيث المبدأ والتي ليست من القوى المستهدفة بالتوافق فهي في معسكر المجموعات الإرهابية بحكم تحالفها معها. واعتبر في حديثه لـ «القدس العربي» ان «لم يعد هناك متسع لمزيد من الخلافات بين الليبيين. فالقارب مثقوب منذ مدة طويلة والجميع على وشك الغرق ومن يتوقع النجاة بمفرده دون غيره فهو واهم، ولهذا فأما ان ينجو الليبيون معا أو يغرقوا معا وقد أصبحت هذه الفكرة أقرب إلى القبول لديهم من ذي قبل». وأضاف: «أعتقد ان هذا الاتفاق هو الفرصة الأخيرة للم الشمل وبناء الدولة في إطار الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات في كانون الأول/ديسمبر 2015».

تغييرات إقليمية

وترى الكاتبة والإعلامية الليبية فاطمة غندور في حديثها لـ «القدس العربي» انه لا يمكن انكار أن أطرافا ليبية كانت ترفع شعار التعنت حد استعمال السلاح، قد خفت صوتها عقب وقائع ومجريات إقليمية ودولية على رأسها حادثة مانشستر، وتحذيرات ترامب المسربة في خطاباته كما تغريداته بخصوص التيارات الإسلامية. وتابعت: «مؤخرا ينطلق السراج من معطى أن أطرافا لها سلطتها على الأرض انضوت تحت مظلة الاتفاق السياسي الذي جرى التوقيع عليه بالصخيرات، وهو الاتفاق الذي أخرج حكومة الوفاق. من ذلك جاءت موافقة السراج على الوساطة الفرنسية لبدء التفاوض والتسويات، وقبلها مجيئه إلى مصر رغم تعنت قائد الجيش حفتر عندها، ومن ثم نزوله في أبو ظبي لذات الغرض، يعكس أنه مع الدعم الدولي له، كونه أيضا يستظل بموافقة أطراف تجعل من اتفاق الصخيرات خريطة الطريق الملزمة لحل المشكل الليبي». وقالت انه عندما يحصل دعم وضغط من دول الجوار، مصر وتونس والجزائر وينشط حراك ممثلي جامعة الدول كما مبعوث الأمم المتحدة، والدور الإقليمي لدول تعاضد طرفي الأزمة، فان ذلك يفتح طرق الحل.
واعتبرت اللقاء الذي تم برعاية فرنسية إيجابي بعد محاولات لم تنجح عربيا في جمع فرقاء، أي من يملكان السلطة السياسية باعتراف دولي، ومن ملك السلطة العسكرية بتفويض البرلمان الشرعي. وما يعطي الأهمية للقاء (الوساطة) هو خروج البيان كوثيقة بمبادئه العشرة وهو ما لم يحصل في وساطتي مصر وأبو ظبي، والوثيقة التي من المفترض أنها ستمثل إلزاما حال تبنيها والتوقيع عليها. واعتبرت ان أهم مقومات نجاح هذه المبادرة أن البيان قارب المسار الأمني، والمصالحة والسلم المجتمعي، كما حلحلة الاقتصاد، والتي تعد من أهم القضايا العالقة والتي ما زالت تشكل أُساس الأزمة الليبية.
وفيما يتعلق بمآلات الاتفاق أجابت: «ما بعد بيان المبادئ وكأي اتفاق ما يتعلق بخريطة التنفيذ أو آليات التفعيل ما يستلزم الجلوس على الطاولة بين الأطراف، فباب الحوار ينبغي ان يظل مفتوحا، ولا مفر من عقد اللقاءات التفاوضية وتسويات تفضي إلى حلول وتخرجنا من النفق المظلم».
وتجدر الإشارة إلى ان هناك عدة تحولات في المشهد الليبي التي تنبئ بقرب انفراج الأزمة، لعل أهمها تحسن الوضع الأمني في طرابلس بسبب جهود جهاز الحرس الرئاسي. وفي هذا السياق طالب العميد نجمي الناكوع رئيس الحرس الرئاسي البعثات الدبلوماسية بالعودة لمباشرة أعمالها وفتح مقراتها. وكشف عن قرب اتخاذ إجراءات أمنية لمنع السلاح داخل العاصمة طرابلس.
والمعلوم ان أغلب تلك البعثات غادرت مقراتها لدواع أمنية وذلك بعد سيطرة فجر ليبيا على طرابلس ومجلس النواب وإعادة تفعيل المؤتمر الوطني العام وإنشاء حكومة الانقاذ وظهور الحكومات الموازية.

ردود أفعال متباينة وتحديات بالجملة أمام التنفيذ: هل ينقذ اتفاق السراج وحفتر ليبيا؟

روعة قاسم

الوساطة الفرنسية في ليبيا «صفعة غير قاتلة» لإيطاليا!

Posted: 29 Jul 2017 02:10 PM PDT

تَحَرَك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الملف الليبي فاهتزت شباك الأوروبيين عموماً والإيطاليين خصوصاً، لاسيما بعدما تحولت «وساطة باريس» في جمع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج والقائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، مادة سجالية في قلب روما.
إيطاليا المستعمر القديم كسبت في السنوات الماضية حيزاً من الملف الليبي نتيجة عوامل عدة، تبدأ من مسألة «الهجرة غير الشرعية» من السواحل الليبية إلى أوروبا المعنية بها مباشرة، وتمر بنجاح المستشار الأمني الأممي للدعم في ليبيا الجنرال الإيطالي باولو سيرا بنسج روابط متينة مع المجموعات المسلحة في غرب ليبيا، ولا تنتهي عند العلاقات الوثيقة التي تربطها بمصراتة حيث لعب ممثلها السياسي رجل الأعمال أحمد معيتق دوراً رئيسياً فيها. لكن هذا التأثير الإيطالي في الغرب الليبي لا يمتد إلى شرقها وجنوبها حيث لفرنسا حضورها وتأثيرها
بفعل تماسه المباشر مع مناطق نفوذها التقليدي في الساحل الافريقي.
هي لعبة تنافس إيطالية- فرنسية منذ ثورة 17 شباط/فبراير 2011، رغم كثرة اللاعبين على المسرح، يقول مراقب ليبي. غير أنه لا يزال من المبكر الجزم أن باريس نجحت حيث أخفقت روما، رغم أن هناك من يعتقد أن الظروف الراهنة تُوفّر لـ «الوساطة الفرنسية» فرصة أكبر لتسجيل «اختراق ما» في الأزمة الليبية بما يعبّد الطريق أمام إنجاز التسوية السياسية.
في رأي متابعين ليبيين أن الإيطاليين لم يأخذوا في الاعتبار قوة القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، ولم يخلقوا آليات فعلية إتصال به، فيما الفرنسيون أنطلقوا من فَهْم أشمل وأكثر واقعية للوضع الليبي. فكان أن مهّدوا داخلياً لمبادرتشهم بحركة اتصالات مع مختلف الأطراف المحليين، والتي تأتي في وقت أرهقت فيه جميع القوى بما يجعلها تخفّض من شروطها ومن توقعاتها، كما أعطى تعيين الممثل الخاص للامم المتحدة غسان سلامة دفعاً لباريس التي جاءت رعايتها للقاء السراج- حفتر استكمالاً للقاء أبو ظبي بين الطرفين في أيار/مايو الماضي، وتأكيدأ على الاتفاق السياسي الذي يعرف بـ»اتفاق الصخيرات» الموقع في كانون الأول/ديسمبر 2015.
وينظر أحد المعنيين السابقين بالملف الليبي إلى لقاء باريس من زاوية أن ماكرون يسعى إلى لعب دور بعد سنوات من إنخراط محدود في ليبيا، معتبراُ أن اللقاء لم ياتِ بأفكار جديدة، ومستبعداً رؤية نتائج سريعة له على الأرض، متوقفاً عند الأجواء التي ترافقت مع خطوة ماكرون، والتي تشي أنه لم يُنسق مع أحد، وهذا خطأ كبير، ذلك أن ضمان نجاح هذه المبادرة يحتاج إلى جهود إيطاليا التي تمتاز بنفوذ وتأثير أكبر في هذا البلد.
فما نٌقل عن وزير الخارجية الإيطالي أنجلينو ألفانو تعليقاً على المبادرة الفرنسية من أنه «يوجد الكثير من الصيغ في ليبيا، والكثير من الوسطاء والكثير من المبادرات، تلك المبادرة لن تكون الأولى وأخشى أنها لن تكون الأخيرة» يؤشر إلى حجم الاستياء الإيطالي نتيجة تجاهل فرنسا التنسيق مع روما التي كانت حتى الأمس القريب تعتبر نفسها المنسق الرئيسي للجهود الدبلوماسية الأوروبية والولايات المتحدة في الملف الليبي. وهو استياء سعى الاتحاد الأوروبي إلى احتوائه من خلال التأكيد بأن الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ناقشت الأمر مع كل من الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته جان إيف لودريان، في نفي للانباء التي تمً تداولها عن تجاهل فرنسا للمجموعة الأوروبية.
قول ماكرون بوجود «شرعية سياسية تقع في يد السراج وشرعية عسكرية في يد حفتر» يحمل الكثير من التوصيف الدقيق- حسب المراقب الليبي- و»قرار عملهما سوياً» قد يكون فيه الكثير من النوايا الصادقة بين الرجلين، أما نجاحهما، فهو مسألة مرهونة بعوامل واعتبارات عدة. فإشارة السراج إلى أن اتفاق باريس مطروح للنقاش والتفاوض مع باقي أطراف العملية السياسية في ليبيا هي إشارة واضحة أن هناك لاعبين آخرين، قاصداً بذلك الجماعات الإسلامية ومصراتة. فمصراتة، الواقعة تحت نفوذ متعدد المستويات يتجسد بالنفوذ السياسي التركي والإيطالي العسكري والأمني والخدمي والنفوذ القطري المعنوي والمالي، هي المفتاح في تسهيل الاتفاق أو عرقلته، دون أن يعني ذلك التقليل من دور الميليشيات داخل مدينة طرابلس.
التوقعات في هذا الشأن تذهب إلى أن الموقف الأوروبي سينطلق راهناً من النظرة العقلانية التي يتسم بها، فتضع في الحسبان النتائج التي حققها على الأرض حفتر بمساعدة الأمريكيين والمساعدة الإماراتية- المصرية. والأكيد أن إيطاليا ليس بمقدورها بعد اليوم أن تدير الملف كما كانت تديره سابقاً. فالوساطة الفرنسية شكلت صفعة لها، لا ضربة قاتلة، الأمر الذي جعلها تتنبه إلى الوقائع الجديدة التي لم يعد بالامكان التغاضي عنها.
على أن الأنظار، في قراءة المتابعين للشأن الليبي، تتجه نحو واشنطن التي أصدرت موقفاً مُرحّباً متأخراً حيال مبادرة ماكرون، وإن كان الأخير أوحى أن تحركه يحظى بدعم أمريكي. كما لم يبرز موقف بريطاني رسمي واضح في هذا الخصوص والذي يأتي في غالب الأحيان انعكاساً للموقف الأمريكي. في قراءة المتابعين، أن ضوءاً أمريكياً أخضر من شأنه أن يٌسرّع مخرجات اتفاق باريس نحو الدفع قدماً لإنهاء الأزمة الليبية، من دون أن يكون بمقدور الجهات المتضررة التأثير السلبي في المشهد، غير أن غياب هكذا ضوء سيفتح شهية تلك الجهات لعرقلة المبادرة والتزامات السراج- حفتر التي تضمنها الإعلان المشترك، والذي حمل عشرة بنود أكدت على الحل السياسي الذي ممره المصالحة الوطنية، وعلى الالتزام بوقف لاطلاق النار وتفادي اللجوء إلى السلاح خارج نطاق مكافحة الإرهاب النار وتوحيد مؤسسات الدولة، ودمج المسلحين في المؤسسات الأمنية، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب وقت ممكن، وبناء دولة مدنية ديمقراطية ذات سيادة تحترم القانون وحقوق الإنسان والتداول السلمي للسلطة.
ورهانات المتابعين تدور في أحسن الأحوال على حدوث اختراقات في المدى المنظور، لكنها إذا حصلت تعتبر إنجازاً، لأن المطلوب في رأيهم اليوم هو القيام ببعض الإجراءات الممكنة في اتجاه تأمين الاستقرار، تتركز، إلى وقف إطلاق النار، على انتشال الاقتصاد ومقاربة المشاكل الحياتية بما يُعيد الثقة لليبيين ويُراكم الإنجازات التي من شأنها أن تُسرّع الخطوات الأكبر في «خريطة الطريق» لحل الأزمة.
«حفتر- السراج» رجلا المرحلة: السراج الذي يكتسب قوته من الثقة الأوروبية والدولية به ومن العقلانية التي يتمتع بها رغم افتقاره لشعبية داخلية، وحفتر العسكري الذي له حضور على الأرض وأضحى بعد اتفاق باريس رجل المشهد الليبي من دون أن يتحمل تبعات هذا المشهد المضطرب، بفعل أنه ليس شريكاً في الحكم، كما هي حال السراج الذي يتم إلقاء اللوم عليه في الملفات الداخلية المتعثرة التي تخص حياة المواطن بحكم مسؤوليته. رجلان يتنافسان على من يحكم ليبيا غداً، فيما التنافس أوروبيا جار على من يحمل لقب «عرّاب ليبيا» أهي إيطاليا أم فرنسا!.

الوساطة الفرنسية في ليبيا «صفعة غير قاتلة» لإيطاليا!

رلى موفق

دعم مصر حفتر في باريس ودلالات قاعدة «محمد نجيب» العسكرية

Posted: 29 Jul 2017 02:09 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: لم يكن مفاجئا، أن تتزامن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى العاصمة الفرنسية باريس، في الوقت الذي يستضيف فيه الرئيس الفرنسي إيإيمانويل ماكرون كلا من المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق الليبي فايز السراج، لحل الأزمة الليبية.
ويبدو أن الزيارة التي استمرت لعدة أيام، جاءت لمتابعة ما يجري من تنسيق على الطاولة الفرنسية بشأن مستقبل ليبيا.
النتائج التي أسفر عنها اجتماع باريس جاء متماشيا ومرضيا للسياسة المصرية بشأن الملف الليبي، وإن كان الدور المصري فيها أشبه بالمتابع منه بالفاعل، فما فشلت فيه مصر على مدار أكثر من عامين، نجحت فرنسا فيه في جلسة واحدة.
وسارعت الخارجية المصرية في بيان، لإعلان ترحيبها، بنتائج لقاء فايز السراج وحفتر في مدينة لاسيل سان-كلو في فرنسا، وما تضمنه من تأكيد على الحل السياسي كخيار وحيد في ليبيا، والالتزام بالحفاظ على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها ومكافحة الإرهاب.
وأشار بيان الخارجية المصرية، إلى أن هذا اللقاء يمثل خطوة إضافية على طريق التوصل إلى الحل الشامل في ليبيا، مشيدا بمستوى التنسيق القائم بين جمهورية مصر العربية وفرنسا على مدار الأشهر الماضية، ومؤكدا على أن مصر ستواصل جهودها بالتعاون مع الدول الصديقة، لدعم الحل السياسي في ليبيا، استنادا على اتفاق الصخيرات الموقع في كانون الأول/ديسمبر 2015 وبالشكل الذي يكفل تحقيق طموحات الشعب الليبي في استعادة الاستقرار والبدء في مرحلة إعادة البناء.
وفي إطار زيارته الأخيرة للعاصمة الفرنسية باريس، التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع المشير خليفة حفتر لبحث تطورات الملف الليبي.
اللقاء الذي جاء تعبيرا عن دعم السلطات المصرية الممتد لحفتر في الخلاف الليبي، والذي تعتبره مصر ذراعها الطولى في ليبيا في محاولة لتأمين حدودها وإغلاق ملف ظل يؤرقها على المستوى الأمني.
وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم الخارجية، أن شكري نقل في مستهل اللقاء تحيات الفريق محمود حجازي رئيس اللجنة الوطنية المعنية بالأزمة الليبية، مهنئا المشير حفتر بالنتائج التي أسفر عنها لقاؤه مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي في فرنسا في 25 تموز/يوليو الجاري، التي تمثل خطوة هامة لحلحلة الأوضاع في ليبيا ورأب الصدع بين مختلف الأطراف، ومشيرا إلى أهمية البنود التي تضمنها البيان المشترك الصادر عن اللقاء، مؤكدا ثقة مصر في أن العمل المشترك سيساعد في التوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف، وتتيح الانتقال إلى مرحلة إعادة بناء الدولة الليبية ومعالجة مشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الإرهاب واستعادة الأمن.
وأعرب حفتر عن تقديره العميق لما تبذله مصر من جهود لتفعيل المسار السياسي من خلال الحل السلمي والحوار بين كافة الأطراف الليبية، مؤكدا على خصوصية العلاقة التي تربط البلدين الشقيقين، ومثمنا في هذا الصدد الدور المصري المحوري والرائد في المنطقة، ومواقف القيادة السياسية المصرية الداعمة ليس فقط لليبيا ولكن للأمة العربية كلها، مشددا على أن مساندة ودعم مصر لليبيا هي ما مكنتها من الصمود أمام التحديات الجسام التي واجهتها على مختلف الأصعدة.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية، أن المشير حفتر أعرب خلال اللقاء عن تعازيه في ضحايا الحادث الإرهابي في سيناء. وهو ما عقب عليه وزير الخارجية بأن مصر ستواصل حربها ضد الإرهاب، مثمنا في ذات السياق الدور الذي يقوم به الجيش الوطني الليبي في مكافحة الإرهاب، ومهنئا بالإنجاز الذي حققه مؤخرا بتطهير مدينة بنغازي من العناصر الإرهابية، مشددا في هذا الصدد على أن الأمن القومي لليبيا هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
وأضاف، أن حفتر أطلع وزير الخارجية المصري على تفاصيل لقائه الرئيس السراج في باريس، كما أحاط وزير الخارجية المشير حفتر بنتائج لقائه مع المبعوث الأممي الجديد بشأن ليبيا الدكتور غسان سلامة مساء يوم 25 تموز/يوليو في باريس، وكذلك مختلف اتصالاته ولقاءاته الدولية والإقليمية بشأن ليبيا، مشيرا إلى أن أبرز نتائج هذه الاتصالات تمثلت في التأكيد على أن حل الأزمة الليبية لا يمكن أن يكون إلا سياسيا، وضرورة العمل على تعزيز دور المؤسسات الليبية وفي مقدمتها الجيش الوطني. كما أكد وزير الخارجية على أهمية الحفاظ على تلك المؤسسات بما يمكّنها من بسط سيطرتها على كامل الأراضي الليبية واستعادة الأمن ومكافحة الإرهاب.
كما التقى شكري فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي، وغسان سلامة مبعوث سكرتير عام الأمم المتحدة إلى ليبيا في باريس.
ومن ناحية أخرى، حرص الوزير شكري خلال لقائه مع مبعوث سكرتير عام الأمم المتحدة غسان سلامة على التأكيد على محورية دور الأمم المتحدة في متابعة تنفيذ اتفاق الصخيرات، وإحاطة المبعوث الأممي بالجهود التي قامت بها مصر مؤخراً من أجل تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، فضلاً عن تقييم الجهود الإقليمية والدولية المبذولة في هذا الشأن.

قاعدة محمد نجيب

أثار ظهور المشير خليفة حفتر في افتتاح القاعدة العسكرية التي تحمل اسم الرئيس المصري الأسبق محمد نجيب العديد من الأسئلة، بشأن دلالات حضوره الذي تضمن حفل تخرج الكليات العسكرية في 22 تموز/يوليو الجاري، وحول مكان إنشاء القاعدة نفسها.
فمن الناحية العسكرية من المفترض أن تتولى القاعدة تأمين مناطق غرب الإسكندرية التي تمثل منطقة سهلة لأعمال الغزو، كما ستتولى تأمين محطة الضبعة النووية وحقول البترول وميناء مرسي الحمراء ومدينة العلمين الجديدة وغيرها من المناطق شديدة الخصوصية التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية بصيغة تعاونية وترابطية مع الأسطول الشمالي والقوات الجوية.
وبصورة أشمل، تساعد القاعدة في الحد من التحركات العسكرية وإجراءات الفتح الاستراتيجي في ظل التكدسات المرورية داخل مدينة الإسكندرية فضلا عن كونها تمثل قاعدة للتدريب المشترك مع الدول الصديقة والشقيقة. وشهدت منطقة الحمام اولى مناورات حماة الصداقة مع جمهورية روسيا الاتحادية، حيث تم تصميم بيئة تدريبية مناسبة لمحاكاة حرب العصابات والحروب الهجينة.
بالنظر لأعمال التطوير في البنى التحتية العسكرية نجد أنها حلت بالمنطقة الشمالية الغربية، دونا عن باقي المناطق (الشرقية – الجنوبية) بهذه الكثافة العددية، ما يعكس رؤية واضعي استراتيجيات التطوير في القوات المسلحة لهذه المنطقة، فهي منطقة رخوة، ضعيفة الكثافة السكانية، وسهل اختراقها بجيش نظامي في أسوأ السيناريوهات أو بزوغ تهديد لها من الفواعل العنيفة من غير الدول، فعلى الرغم من إحراز الجيش الوطني الليبي المدعوم مصريا انتصارات حاسمة في الشرق والوسط كان آخرها تحرير بنغازي واقتحام جيوب مدينة الجفرة، إلا إن الخسارات الكبيرة التي يتعرض لها تنظيم الدولة الإسلامية تمهد لاحتمالات إعادة تموضعه وانتشاره بالقرب من الجغرافيا المصرية باتجاهها الاستراتيجي الغربي.

دعم مصر حفتر في باريس ودلالات قاعدة «محمد نجيب» العسكرية

تامر هنداوي

اتفاق حفتر والسراج هل يشكل خريطة طريق جديدة تتبناها الأمم المتحدة؟

Posted: 29 Jul 2017 02:09 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) ـ «القدس العربي»: أعلن مساء الثلاثاء في باريس عن اتفاق تم التوصل إليه بين المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، وفايز السراج رئيس المجلس الرئاسي الليبي وبحضور كل من الرئيس الفرنسي إيإيمانويل ماكرون وممثل الأمين العام الجديد في ليبيا غسان سلامة. ويتكون الاتفاق من عشر نقاط تتضمن وقف إطلاق النار إلا إذا كان في قتال الإرهاب (والمختلف عليه بين الإثنين) وتنظيم انتخابات في ربيع عام 2018 وتوفير الظروف المناسبة لإنجاح الانتخابات الرئاسية والتشريعية. واتفقا على أن حل الأزمة الليبية لا بد أن يكون سياسيا بعيدا عن الحسم العسكري. ويؤكد الطرفان على أهمية الاتفاق السياسي الذي اعتمد في الصخيرات في كانون الأول/ديسمبر 2015 وبالتحديد البند 33 الذي يتحدث عن دور الجيش الوطني المهني الذي يخضع لقيادات سياسية منتخبة. ودعا الاتفاق الميليشيات إلى الانضمام الطوعي إلى الجيش أو أجهزة الأمن ومن لا يريد ذلك فبإمكانه الانضمام إلى مؤسسات الدولة المدنية. كما طالب الاتفاق المجتمع الدولي والأمم المتحدة بدعمه وتبنيه.
والسؤال الآن هل يستطيع هذا الاتفاق أن يجمع بين القوة العسكرية الأقوى في الشرق الليبي والقوة السياسة الأكثر قبولا في العالم في الغرب الليبي؟ وهل ستقبل الميليشيات المسلحة حل نفسها والانضمام إلى وحدات الجيش التي يقودها حفتر؟ يستطيع غسان سلامة إقناع مجلس الأمن بالتوجه الجديد الذي يزاوج بين شرعيتين: مجلس النواب في طبرق والذي منح الشرعية، طوعا أو كرها، للواء حفتر الذي رقى نفسه إلى رتبة مشير، وشرعية فايز السراج المنبثقة عن الاتفاق السياسي الليبي المعترف به دوليا والذي تبناه مجلس الأمن في القرار 2259 الذي اعتمد تحت الفصل السابع بالإجماع يوم 24 كانون الأول/ديسمبر 2015؟ وسنحاول، ما استطعنا، في هذا المقال أن نجيب عن هذه الأسئلة.

من المستفيد من اتفاق باريس؟

تواجه ليبيا حاليا أربعة تحديات أساسية: أولا- تنازع السلطة بين مجلس النواب في الشرق وحكومة الوفاق والمجلس الرئاسي في الغرب. كل سلطة منهما تملك جزءا من الشرعية. فمجلس النواب معترف به كجهاز تشريعي وحيد والمجلس الرئاسي معترف به كجهاز تنفيذي وحيد. فلا شرعية طبرق مكتملة دون جهاز تنفيذي ولا شرعية السراج مكتملة دون جهاز تشريعي.
ثانيا- انتشار الميليشيات المسلحة في طول البلاد وعرضها بينها جماعات تتبنى الفكر المتطرف ومنها جماعات قبلية وبعضها أعلن ولاءه لحكومة الوفاق بينما رفضت مجموعات أخرى، حفتر مثلا يعتبر أن قوات فجر ليبيا جماعة إرهابية رغم أنها قامت بتحرير سرت من تنظيم «الدولة» وهذه القوات تعتبر حفتر خارجا عن القانون ودبر عملية إنقلاب دموي ويحاول أن يفرض إنقلابه على البلاد كلها بقوة السلاح على طريقة عبد الفتاح السيسي في مصر.
ثالثا- تدفق مئات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين وانتشار معسكرات لاحتجازهم وتعذيبهم ثم قذفهم إلى البحر المتوسط يواجهون خطر الموت غرقا أو الوصول إلى الشواطئ الإيطالية ليتحولوا بعدها إلى مشكلة أوروبية. لقد أصبحت ليبيا بلد العصابات المنظمة التي تتاجر بالبشر. وأقر تقرير أخير صدر عن الأمم المتحدة أن نسبة الإتجار بالنساء لأغراض الاستعباد الجنسي في إيطاليا إرتفع بنسبة 600 في المئة في السنة الأخيرة فقط.
رابعا- التدخلات الخارجية في الشأن اللبيبي حيث وضعت مصر والإمارات كل ثقلها خلف حفتر ثم انضمت فرنسا إلى هذا التيار وأرسلت عناصر أمنية تقاتل مع حفتر وتقدم له المشورة وقد فضح الأمر بعد مقتل ثلاثة من رجال الأمن في 21 حزيران/يونيو 2016. إيطاليا مثلا تفضل حصر التعامل مع حكومة الوفاق والسراج، بينما روسيا وأخيرا الولايات المتحدة بدأت تنفتح على حفتر لأنه يمثل قوة عسكرية على الأرض.
لا شك أن اتفاق باريس أعاد تأهيل حفتر دوليا وستضطر كثير من الدول التي كانت مترددة في التعامل معه إلى إعادة حساباتها حسب تصريح جريدة «الغارديان» البريطانية. فقد قدم اتفاق باريس حفتر على أنه الرجل الصعب والذي شق طريقه نحو الاعتراف بالقوة والحنكة والدعم المصري والإماراتي أساسا. وترجم هذا الموقف مزيدا من العنجهية والغرور كما عبر عن ذلك تصريحه بعد الاتفاق لقناة «فرنسا 24» عندما خاطب شريكه في الاتفاق قائلا: «على فايز السراج أن يبتعد عن العنترة التي لا يملك منها سوى الكلام».
العقبة الأساسية أمام هذا الاتفاق هو وقف إطلاق النار وتفسير الأطراف لهذا البند. فالعديد من التعليقات والمقالات التي تلت الاتفاق شككت في إمكانية مراعاة وقف إطلاق النار وسيقوم حفتر باستغلال النص الذي يستثني الجماعات الإرهابية من الأعمال العسكرية. فبالنسبة لحفتر فكل من يعترض على تصنيفه «من هو إرهابي» إنما هو إرهابي. فحسب قرارات الأمم المتحدة هناك تنظيمان صنفا على أنهما إرهابيان «القاعدة» ممثلا بأنصار الشريعة وتنظيم «الدولة». فبينما استطاع حفتر أن يهزم جماعة «أنصار الشريعة» في بنغازي استطاع أيضا طرد جماعة «داعش» من مدينة درنة في الشرق الليبي. لكن جماعة فجر ليبيا المنتشرون في طرابلس والغرب الليبي استطاعوا هزيمة «داعش» في سرت وطردهم تماما من المنطقة. إلا أن مسلحي فجر ليبيا بالنسبة لحفتر عبارة عن جماعة إرهابية وكذلك سرايا الدفاع عن بنغازي والجماعات الجديدة من تنظيمات الإخوان المسلمين. وقد أصدر «حزب العدالة والبناء» القريب من تنظيم الإخوان المسلمين بيانا يشكك فيه باتفاق باريس. وجاء في البيان الصادر مباشرة بعد الاتفاق: أن الحزب «يرفض إدخال أي تعديلات على الاتفاق السياسي دون رعاية مباشرة من منظمة الأمم المتحدة. كما أن عقد أي لقاءات برعاية دول منفردة هو انحراف عن المسار السياسي للاتفاق السياسي، وتشويش عليه، ويفتح المجال لأجندات تلك الدول بتغليب طرف على الآخر أو بتعميق هوة الخلاف واستمرار الانقسام والأزمة». لكن محمد صوان رئيس الحزب رحب بالاتفاق واعتبره خطوة مهمة على طريق حل الأزمة الليبية. فقد كتب على حسابه في تويتر: إن لقاء باريس وما نتج عنه يعتبر تغييرا غير مسبوق في موقف أكبر معرقلي اتفاق الصخيرات ورافضي السلطة السياسية العليا للمجلس الرئاسي، وفشل مشروع عسكرة الدولة في ليبيا الذي يقوده حفتر بدعم إقليمي، وقبوله للمجلس الرئاسي كسلطة سياسية فوقه.

دور غسان سلامة والأمم المتحدة

الأمم المتحدة تعاملت مع الملف الليبي من قناة الشرعية الدولية التي مثلها ويمثلها المبعوثون الخاصون للأمين العام لليبيا منذ عبد الإله الخطيب ووصولا إلى غسان سلامة مرورا بطارق متري وإيان مارتن وبرناردينو ليون ومارتن كوبلر. وكانت المنظمة الدولية ترى أن الحل هو في التوافق الليبي عبر الحوار متعدد الأطراف: أحزاب، وميليشيات وطنية، ومجتمع مدني، وقبائل، وطلاب وتجمعات نسائية. ورأت أن الاتفاق الذي توصل إليه الليبيون في الصخيرات في كانون الأول/ديسمبر 2015 يمثل سفينة النجاة بالنسبة لليبيا وبالتالي تم اعتماده بالاجماع في قرار أممي صادر عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع. لكن تبين أن الاتفاق، وخاصة البند الثامن، الذي يعطي المجلس الرئاسي حق تعيين المسؤولين عن الجيش والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية اصطدم بعقبة كبيرة يمثلها حفتر والذي ضغط على مجلس النواب لعدم تبني البيان وبالتالي بقيت الشرعية في ليبيا مقسومة بين برلمان طبرق والمجلس الرئاسي.
يبدو أن غسان سلامة الآن في وضع أفضل لتسويق بعض التعديلات على الاتفاق لضم الشرعيتين معا وبالتالي يصبح السراج المرجعية السياسية الأولى في البلاد مدعومة من قوة عسكرية يمثلها حفتر وشرعية يمثلها مجلس النواب، فإذا استطاع غسان سلامة أن يضمن هذا الثالوث القوي: حكومة الوفاق الوطني والبرلمان والجيش، يستطيع في تقريره الأول أمام مجلس الأمن أن يسوق هذا الاتفاق على أنه خريطة طريق جديدة يدعمها معظم أبناء الشعب الليبي الذين سئموا من القتال والاقتتال ويستصدر قرارا جديدا، أو على الأقل، بيانا رئاسيا يصدر بالاجماع، يؤيد المبادرة الجديدة التي يعمل على تحقيقها وبدعم قوي من داخل المجلس آت من فرنسا ومصر أساسا ثم روسيا والولايات المتحدة والسنغال. وعندها لا تملك إيطاليا وألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي وتركيا وقطر إلا السير في الركب الدولي كي لا تظهر وكأنها تعطل عملية سلمية توافق عليها غالبية الليبيين إن لم يكن كلهم.

اتفاق حفتر والسراج هل يشكل خريطة طريق جديدة تتبناها الأمم المتحدة؟

عبد الحميد صيام

الشيخ عكرمة صبري في حديث لـ «القدس العربي»: أفتقد العرب والمسلمين بعدما انحرفت بوصلتهم عن الأقصى

Posted: 29 Jul 2017 02:09 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: يؤكد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أن إسرائيل تبحث عن سلم للنزول عن الشجرة العالية التي تورطت بالتسلق عليها لتغطية هزيمتها، داعيا الفلسطينيين للثبات والصبر والانتصار للأقصى حتى وإن كانوا لوحدهم في هذه المعركة على الحرم القدسي الشريف. ويشغل مفتي الديار المقدسية السابق د. عكرمة صبري رئاسة الهيئة الإسلامية في القدس ومناصب أخرى في القدس المحتلة منذ ريعان شبابه.عرف عن الشيخ عكرمة تصديه دوما للانتهاكات الإسرائيلية ولعمليات التهويد التي تقوم بها، ووقف في تموز/يوليو 2017 على رأس الفلسطينيين الرافضين لقرار إغلاق باحات الأقصى، وأصيب يوم 18 تموز/يوليو برصاصة مطاطية بعد أن هاجمت قوات الاحتلال المصلين في الحرم القدسي الشريف.
كما عرف عنه عدم مجاملته للنظام واختلافه في بعض المحطات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ولد صبري عام 1936 في مدينة قلقيلية الفلسطينية شمال الضفة الغربية، وكان والده قاضيا شرعيا لبيت المقدس وعضوا في محكمة الاستئناف الشرعية.
في حديث لـ «القدس العربي» يوضح د. عكرمة صبري الذي شغل عدة مناصب رفيعة منها مفتي الديار المقدسة، أن العدوان على المسجد الأقصى لم ينته بعد رغم إزالة البوابات الالكترونية. منوها إلى أن العدوان مستمر على الأقصى بسبب إغلاق الجسور والأبواب حيث أن الاحتلال فتح ثلاثة أبواب فقط من أصل سبعة هي الأسباط، والمجلس والسلسلة.

المطلوب استعادة السيادة على الحرم القدسي

ويشيد الشيخ صبري بالموقف الموحد للمرجعيات الدينية والفعاليات الوطنية في القدس المحتلة والرافض لإجراءات الاحتلال وبدائل البوابات الإلكترونية. ويشدد على أن المطلوب الآن استعادة السيادة على الحرم القدسي والأوضاع الراهنة التي سادت فيه حتى 14 تموز/يوليو الحالي. ورغم تجربته الواسعة في كل الأزمات التي تعرضت لها مدينة القدس منذ استكمال احتلالها عام 1967، يقر الشيخ عكرمة صبري أنه وبقية زملائه في المرجعيات الدينية قد فوجئوا بقوة رد فعل الشارع الفلسطيني على طرفي الخط الأخضر وهبتهم الفورية انتصارا للأقصى. ويرى أن هذا الزخم والمد الواسع بالتكافل والتضامن مع القدس والأقصى مرده في الأساس إدراك الفلسطينيين أنهم باتوا وحدهم وجها لوجه مع الاحتلال ولتفاقم اعتداءات المستوطنين على الحرم القدسي ومحاولات أذرع الاحتلال انتهاك قدسيته وتحقيق مطامعها فيه بواسطة استراتجية الخطوة خطوة ومن خلال جس نبض الفلسطينيين وسواهم. ويشيد صبري بهبة المقدسيين الذين خرجوا للشوارع وانتصروا للأقصى بكل ما لديهم من إمكانيات، مثلما يشيد بمساندتهم من قبل فلسطيني الداخل في ظل محاصرة أهالي الضفة الغربية المحتلة ومنعهم من بلوغ القدس.
وردا على سؤال حول رأيه بهبة المواطنين الفلسطينيين لنصرة الأقصى، يقول صبري إنه شخصيا تفاجئ بالزخم الجماهيري وبالالتفاف الشعبي الكبير ويتابع:
«كما قال شاعرهم محمود درويش، الفلسطينيون يقولون لأنفسهم يا وحدنا. نعم افتقد العرب والمسلمين الذين انغمسوا في مشاكل ومشاغل محلية بعدما انحرفت البوصلة عن القدس وماتت فيهم النخوة العربية وباتوا يقتنون السلاح ليقاتلوا بعضهم البعض ويتورطون بفتن مذهبية بالغنى عنها تورطهم في تناقضات هامشية بدلا من مواجهة التناقض المركزي المتمثل بمن يحتل فلسطين والقدس».

لسان حال الفلسطينيين: يا وحدنا

وعما إذا كان اعتماد الفلسطينيين على ذواتهم كافيا لردع الاحتلال ووقف العدوان قال الدكتور عكرمة صبري:
«ما يهم الشعب الفلسطيني اليوم هو المحافظة على مكتسباتهم واستعادة السيادة الإسلامية في الحرم القدسي الشريف وقطع الطريق على مخططات إسرائيلية مبيتة بتقاسم مكاني وزماني في الأقصى على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة، وأن يؤدوا صلواتهم في الأقصى بحرية وكرامة. مشددا على أن الشعب الفلسطيني نفسه طويل وهو صبور وكريم، ولذا فإنه لن يفرط بواحد من أهدافه الوطنية ويضيف:
«الفلسطينيون يضحون بدمائهم دفاعا عن أولى القبلتين عل وعسى تستيقظ الدول العربية والإسلامية من سباتها».
■ تتحدث عن الدور المفقود لدول عربية وإسلامية في المعركة على الأقصى ولكن ماذا عن العرب والمسلمين من هذه الناحية؟
■ الشعوب العربية سليبة الإرادة، وحتى لو ثارت فإنها لن تؤثر على مجريات المعركة في القدس بسبب بعدها الجغرافي وفي الوقت نفسه هي محاصرة أيضا من قبل حكامها.

الأردن فقد ورقة رابحة بعد حادثة السفارة

وحول الدور الأردني في موضوع إجراءات الاحتلال وتفاعل الأزمة بعد حادثة السفارة الإسرائيلية في عمان يرى الشيخ صبري أنه كان يتوقع أكثر مما قدمته المملكة الأردنية. ويضيف:
«سمعنا أن وزير الخارجية الأردني ينفي إبرام صفقة مقتضاها فك البوابات الإلكترونية على مداخل الأقصى مقابل الإفراج عن الحارس القاتل دون محاكمته في الأردن. وما لبث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن أدلى بتصريحات مطابقة لتصريحات وزير الخارجية الأردني. من الواضح أن الولايات المتحدة مارست ضغطا أدى إلى النتيجة التي نراها أمامنا ولفقدان ورقة رابحة كانت بيد الأردن وبها كان في مقدوره فرض شروطه».
■ هل يعني هذا أن الأردن قدم أقل من المفترض في هذه الأزمة رغم علاقته الخاصة بالحرم القدسي الشريف؟
■ إن تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حال دون الحصول على المطلوب من قبل الأردن رغم الورقة التي حاز عليها.
■ وكيف تقيّم دور السلطة الفلسطينية في موضوع القدس والأقصى حيال الإجراءات الإسرائيلية ومحاولة فرض وضع راهن جديد؟
■ الأصل أن تكون هناك ضغوط فلسطينية حقوقية لكنها مفقودة حتى الآن.

دور السلطة الفلسطينية

*لكن الرئيس محمود عباس سبق وأعلن عن وقف التنسيق الأمني وتدابير أخرى طالما لم تعد الأوضاع لما كانت عليه قبل 14 تموز/يوليو؟
**لا يوجد ضغط فلسطيني رسمي حتى الآن لنصرة الأقصى.
وحول دور الفلسطينيين داخل الخط الأخضر في الأزمة الراهنة يرى الشيخ عكرمة صبري الذي سبق وأنهت السلطة الفلسطينية ولايته في منصب مفتي الديار المقدسة قبل سنوات بشكل مفاجئ، أن فلسطينيي الداخل يضطلعون بدور هام جدا، آملا أن يزيدوا ويكثفوا رباطهم في القدس والأقصى رغم أن سلطات الاحتلال تضيق عليهم الخناق وتحول دون وصول حافلاتهم للحرم القدسي من الجليل والساحل والمثلث والنقب.

نداء إلى فلسطينيي الداخل

ويتابع «نتوقع من أشقائنا داخل أراضي 48 أن يبادروا للسفر إلى القدس والرباط فيها والصلاة في كل مكان يصلون إليه فيها. إن أجر الصلاة على الحواجز الإسرائيلية المؤدية للأقصى هو ذات الأجر داخل المسجد الأقصى نظرا لوجود مانع سببه الاحتلال. ولذا أناشد الفلسطينيين من البحر إلى النهر أن يشدوا الرحال إلى المسجد الأقصى ويصلوا حيث يمنعون. نحن لا نتعامل مع بوابات الاحتلال ولا يجوز الوصول إلى الأقصى من خلالها».
وحول سؤال بشأن توقعاته للمستقبل يوضح الشيخ عكرمة صبري أنه لا يستطيع التكهن والحكم مسبقا على السؤال كيف ستنتهي هذه الأزمة، مشددا على ضرورة أن يواصل الفلسطينيون انتصارهم للقدس والأقصى دون تردد. ومشددا على أن الفلسطينيين وإسرائيل الآن في حالة «عض أصابع» وأن الأخيرة في مأزق كبير وتبحث عن وسائل للنزول عن شجرة عالية تورطت في تسلقها وتبحث عن حيلة لتغطية هزيمتها بعدما تراجعت مضطرة لتفكيك البوابات الالكترونية. ويضيف «إسرائيل تتخبط بقراراتها وتسود حالة انشقاق وتراشق في أوساطها السياسية والإعلامية».

هكذا هو الأقصى بعيوني

وردا على سؤال كيف ينظر للأقصى، أوضح الشيخ عكرمة صبري أن الحديث يدور عن أولى القبلتين وثالث الحرمين وهو مكان مقدس له ارتباطات إيمانية ودينية علاوة على كونه معلما حضاريا وتاريخيا، مشيرا إلى كونه معلما إسلاميا لا معلما أو رمزا وطنيا فلسطينيا فحسب.
■ ومع ذلك فالأقصى يوحد الفلسطينيين كأشقاء على طرفي الخط الأخضر في نضالاتهم أكثر من أي شيء آخر؟
■ نعم صحيح. الأقصى يسكن في قلوب الفلسطينيين ووجدانهم وهذا ما يفسر هذا المد الشعبي نصرة له.
في كلمة أخيرة للفلسطينيين قال الشيخ عكرمة صبري: «الثبات، الثبات والثبات».
■ وكلمة أخيرة للسلطة الفلسطينية؟
■ بارك الله فيك… لا شيء.
فلسطينيو الداخل يضطلعون بدور هام جدا
المطلوب الآن استعادة السيادة على الحرم القدسي
لا يوجد ضغط فلسطيني رسمي حتى الآن لنصرة الأقصى
نحن في حالة «عض أصابع» مع الاحتلال وعلينا كفلسطينيين الثبات والثبات والثبات

الشيخ عكرمة صبري في حديث لـ «القدس العربي»: أفتقد العرب والمسلمين بعدما انحرفت بوصلتهم عن الأقصى

وديع عواودة

هل يمكن حصار تركيا؟ ولماذا لم تعد تهديدات الغرب تُخيف أردوغان؟

Posted: 29 Jul 2017 02:09 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي»:عقب العقوبات والحصار الذي فرضته عدد من الدول العربية على قطر ومع تصاعد الخلافات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والغرب، تساءل الكثيرون عن مدى إمكانية تكرار هذا السيناريو مع تركيا وفرض حصار عليها؟ كما برز تساؤل آخر يقول: «هل بالفعل لم تعد تهديدات الغرب تُخيف تركيا وأردوغان، ولماذا؟».
من وجهة نظر الرئيس التركي فإن «حقبة خضوع تركيا لكل مطلب غربي قد ولت ولم تعد موجودة». وبعد أن شدد على أن «التهديدات لا تخيف تركيا» وأن بلاده لا يمكن حصارها، قال: «إذا كنتم تعتقدون أن بوسعكم إخافة تركيا بتهديدات الحصار -الاقتصادي- فينبغي أن تعلموا أولا أنكم ستدفعون ثمنا أكبر».
وتمر العلاقات التركية مع الغرب بشكل عام بتوتر وتراجع كبير منذ سنوات تزايد مع المشاكل التي شهدها الاستفتاء الأخيرة على النظام الرئاسي في تركيا ويتوقع أن تتصاعد الخلافات بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة لا سيما مع تأكيد تركيا – شبه اتمام- صفقة شراء منظومة صواريخ اس400 الدفاعية من روسيا وهو ما يرفضه الغرب بقوة ويرى فيه حسب محللين «تهديداً».
ويُجمع محللون على أن تركيا ذات المساحة الجغرافية الضخمة والتي تمتلك حدوداً مع عدد كبير من الدول المتنوعة في توجهاتها السياسية والإستراتيجية مع الغرب وتطل بحدود هائلة على ثلاثة بحار لا يمكن حصارها أبداً «إلا إذا تآمر الكون أجمع عليها» يقول أحدهم.
وإلى جانب الحدود مع اليونان وبلغاريا وأرمينيا المولية للغرب بشكل أكبر، تمتلك تركيا 900 كيلومتر متر حدود مع سوريا و320 كيلومترا مع العراق، وحدود واسعة مع إيران ومئات آلاف الكيلومترات على البحر الأسود المفتوح على روسيا، إلى جانب بحر مرمرة والبحر الأبيض وغيرها من الأفق الذي تجعل من فكرة الحصار بمعناه التقليدي «محض خيال وأحلام يقظة» حسب أحد الكتاب الأتراك.
في المقابل، ومع صعوبة الحديث عن حصار تقليدي، يجري الحديث عن «حصار سياسي واقتصادي» يمكن أن يلجأ له الغرب في حال تصاعد الخلافات مع أردوغان بسبب تقاربه المتزايد مع روسيا وانتقاداته اللاذعة شبه اليومية لأوروبا.
ويرى مراقبون أن العلاقات بين تركيا وأوروبا وصلت منذ سنوات إلى الحد الأدنى الذي لا يفكر الجانبان في التخلي عنه إلا في حال وقعت أحداث كبرى تجبر أحد الطرفين على اتخاذ خطوات استثنائية والتضحية بمستوى المصالح المشتركة القائمة بينهما حالياً.
ففيما يتعلق بملف انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، باتت أنقرة متيقنة أن الاتحاد لن يضمها ولم يعد لديها الحماس السابق في هذا الاتجاه، وبالتالي فإن التهديد الأوروبي لتركيا بتجميد ملف انضمامها لم يعد يخيف أنقرة التي تعلم أنه لن يتم تجميد الملف لكي لا تتوجه أكثر نحو روسيا، وتعلم في الوقت ذاته أن ملف الانضمام لن يتقدم أكثر، وهي بالتالي تسعى للاستفادة من بعض المميزات المالية والاتفاقيات الاقتصادية التي تخدمها في هذا الإطار ولا تتوقع أكثر من ذلك.
وفيما يتعلق باتفاقية اللاجئين بين الجانبين، يتضح من سياق التطورات خلال الأشهر الماضية أن الملف بات مبنياً على المصالح المشتركة، وأن الاتحاد الأوروبي لن يوقف الاتفاقية كي لا تنفجر في وجهه موجة لجوء ربما تحمل معها مئات آلاف اللاجئين الجدد، وفي المقابل أنقرة باتت غير معنية بنسف الاتفاقية لكي تستمر في الاستفادة من المميزات المالية التي تساعدها في تحمل أعباء اللاجئين على أراضيها، ولكي لا تخسر ورقة مستمرة في وجه الاتحاد.
وعلى الصعيد السياسي العام، فإن الغرب ممثلاً في حلف شمال الأطلسي «الناتو» يخشى فعلياً التقارب الروسي التركي الذي تمثل مؤخراً بصفقة منظومة «اس 400» فالأمر هنا غير متعلق بعقوبات يمكن أن يلجأ لها الحلف ضد أنقرة، فالحديث عن أي عقوبات يعني دفع أردوغان لمزيد من التقارب مع بوتين وأن يصل النفوذ الروسي لدولة إستراتيجية للناتو تعتبر بوابته على الشرق والبحر الأبيض المتوسط والأهم مضيق البوسفور.
ويبدو أن أردوغان بخطواته التي توصف في تركيا بـ»الجريئة» يسعى لكسر المعادلة السابقة بقوله إن تركيا القديمة غير موجودة، حيث يقول الأتراك إن بلادهم بقيت لعشرات السنوات ملتزمة بتقاربها مع الغرب والناتو الذي واصل تهميشها وعدم دعمها سياسياً وعسكرياً، لكن سياسة أردوغان الحالية مبنية على قاعدة جديدة تتمثل في أنه «لا يوجد تحالف مجاني وما ترفضون منحنا إياه نحصل عليه من غيركم والبدائل لدينا موجودة» وهو ما يجعل كثير من التهديدات الغربية لتركيا فارغة المضمون حسب كثيرين.
اقتصادياً، وعلى الرغم من الحديث المتزايد عن تقارب تركيا مع الشرق وخاصة دول الخليج وتصوير الأمر على أن الاقتصاد التركي بات يعتمد على هذه الدول بشكل كبير، تُظهر الأرقام والإحصائيات الرسمية أن الدول الأوروبية ما زالت في المراتب الأولى من حيث حجم التبادل التجاري والاستثمارات والسياحة وأن الدول العربية تحتل مراتب متأخرة في هذا الترتيب.
ويرى اقتصاديون أن هذه الأرقام ليست محل تهديد من قبل أوروبا، كون تركيا تعتبر سوقا مهما لمعظم الدول الأوروبية وعلى سبيل المثال، تصدر تركيا إلى ألمانيا منتجات بقرابة 12 مليار يورو سنوياً، ولكن في المقابل تستورد منها بما يقارب 25 مليار يورو، وهو ما ينسحب على معظم الدول الأوروبية التي تستورد منها تركيا أكثر ما تصدره إليها ما يجعل الضرر أكبر على الدول التي تفكر في فرض عقوبات اقتصادية على تركيا.
وقال أردوغان رداً على تهديدات ألمانيا بفرض عقوبات اقتصادية على بلاده «تركيا لم تعد محصورة في خيار واحد ولا يقوم اقتصادها على دولة معينة، نرحب بكل المستثمرين ونوفر لهم الأجواء الإيجابية لكن لن نسمح ان تتحول لأداة للابتزاز، وتركيا بلد مهم للاستثمار وإذا خرج مستثمر يأتي غيره».

هل يمكن حصار تركيا؟ ولماذا لم تعد تهديدات الغرب تُخيف أردوغان؟

إسماعيل جمال

هجرة الشباب في تونس تعددت الأسباب وغابت الحلول

Posted: 29 Jul 2017 02:08 PM PDT

تونس ـ «القدس العربي»: في أواسط ستينيات القرن الماضي هدد أحد أعضاء الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة مهندسين وتقنيين تونسيين تم إرسالهم إلى اسبانيا للتدريب في مجال صناعة الثلاجات وآلات التبريد، قصد إنتاج أول ثلاجة تونسية، بإبقائهم في اسبانيا ومنعهم من العودة إلى تونس في حال لم يتعلموا كيفية صنع قطع غيار آلات التبريد وفي زمن محدد. وكان ذلك وسيلة للضغط باعتبار أن مسألة الهجرة لم تكن خيارا مطروحا لدى أغلب التونسيين مع بدايات الاستقلال حيث كان البلد متحررا لتوه من براثن الاستعمار ويحدو مواطنيه التفاؤل والأمل في بناء غد أفضل.
وتجدر الإشارة إلى أن أغلب بلدان القارة العجوز لم تكن تفرض في السابق تأشيرات لدخول أراضيها على التونسيين. كما أن سعر صرف الدينار التونسي مقارنة بالعملات الأجنبية كان معتبرا وهو ما لم يكن يشجع التونسيين كثيرا على الهجرة خاصة إلى ايطاليا، التي باتت اليوم المقصد الأول للهجرة السرية لأبناء الخضراء، باعتبار أن عملتها في ذلك الوقت، أي الليرة، لم تكن ذات قيمة في أسواق الصرف.

متغيرات جديدة

وتغيرت المعطيات مع قطع الأوروبيين لأشواط متقدمة في سبيل وحدتهم، فدخلت بلدان عديدة مثل ايطاليا إلى منطقة اليورو وفرضت تأشيراتها على التونسيين بالتزامن مع تحسن اقتصاداتها واعتمادها للعملة الأوروبية الموحدة. وباتت هذه البلدان مع اعتمادها لليورو فردوسا للتونسيين ولغيرهم من أبناء الشمال الافريقي بالإضافة إلى بلدان افريقيا جنوب الصحراء.
ولعل ما زاد الطين بلة هو ارتفاع نسبة الشباب في تونس بالتوازي مع اقتصاد لم يصنع الثروة ولا فرص العمل بسبب استشراء الفساد وذلك بالرغم من أن البلد كان يحقق نسبة نمو تفوق الخمسة في المئة. فانتشرت البطالة بشكل لافت وشملت أصحاب الشهادات العليا الذين ارتفعت نسبتهم من حيث الكم بعد أن انتهجت الدولة في زمن بن علي، سياسة إصلاح تعليمية فاشلة أفرزت عددا كبيرا من أصحاب الشهادات العليا ليست لهم القدرة على فرض أنفسهم على سوق الشغل وذلك بخلاف الفترة البورقيبية التي كانت فيها السياسة التعليمية ترتكز على التكوين الجيد دون إيلاء أهمية للعدد، فلم تكن هذه الشهادات العليا متاحة لأي كان بل لأصحاب الكفاءة العالية دون سواهم.

الهجرة غير الشرعية

يقول محمد جويلي المدير العام السابق للمرصد الوطني للشباب التابع لوزارة الشباب والرياضة وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تونس في حديثه لـ «القدس العربي»: «إن الهجرة هي جزء من التركيبة السوسيولوجية للبشر. فهي ظاهرة قديمة قدم الوجود الإنساني ولكنها في كل سياق تأخذ منحى مغايرا من حيث الدوافع والاتجاهات وكيفية انجازها. هناك هجرات تعكس قوة مجتمعية وديناميكية مؤسسة وهناك هجرات تكشف عن مآس اقتصادية واجتماعية وثقافية وغيرها. وأضاف ان «تونس تشهد منذ حوالي 20 عاما بروز ظاهرة الهجرة السرية والتي تسمى الهجرة غير النظامية عند المؤسسات الدولية. والرغبة في الهجرة لدى الشباب خصوصا مرتبطة بالدوافع أي المعنى الذي يعطيه الفرد عندما يفكر في إنجاز مشروع له علاقة بالهجرة». ويقول ان «هذه الدوافع قد تكون مرتبطة بوضع الفرد من ناحية الشغل أساسا وهنا يصبح مشروع الهجرة إصلاحا لوضع يعتبره الفرد وضعا مأساويا لا يمكن تجاوزه إلا بقرار هو الآخر مأساوي أي الانخراط في مشروع هجرة سرية بما يحمله من مخاطر كبيرة».
ويضيف: «في دراسة حديثة حول وضع الشباب في تونس وفي المسألة المتعلقة بالهجرة تبين أن الهجرة لم يعد فقط مشروعا فرديا يخص الشاب لوحده. فقد أصبحت مشروعا عائليا، إذ أن 49 في المئة من الأولياء يقبلون ويشجعون أبناءهم على الهجرة دعما لمصالحهم. ولكن المصالح تصبح مشتركة ماديا ورمزيا عندما ينجح مشروع الهجرة للشاب فتصبح الهجرة هنا من أهم الموارد التي يمكن أن تغير وضع العائلة إلى الأفضل. ولكن المثير في المسألة أن 2 في المئة من الأولياء يقبلون بهجرة أبنائهم سريا إلى أوروبا عبر قوارب الموت وهو ما يؤكد أن هناك رغبة من الأولياء للتخلص من مشاكل أبنائهم في ظل انعدام حلول واقعية لمشكل البطالة والأكثر من ذلك للرغبة في العيش في ظروف جيدة جدا لا تتحقق حسب اعتقاد هؤلاء الشبان وعائلاتهم إلا بالذهاب إلى أوروبا».

استشراء الفساد

وتقول الباحثة والناشطة الحقوقية التونسية آمنة الشابي في حديثها لـ «القدس العربي» أن من أسباب اقبال التونسيين على الهجرة خلال المرحلة السابقة هو فشل الدولة في إيجاد فرص الشغل وذلك بسبب الفساد الذي انتشر انتشار النار في الهشيم رغم أن الاقتصاد التونسي كان يحقق نسب نمو معتبرة. فمن المعلوم، حسب الشابي، أن تونس ليست بلدا فقيرا بل لديها تنوع في الموارد وثروات، وان كانت محدودة، فإنها كافية لـ»إعاشة» عدد محدود من السكان حرصت عليه دولة الاستقلال بفعل سياسة تحديد النسل التي انتهجها الزعيم بورقيبة.
فتونس، حسب محدثتنا، ليست مصر ذات المئة مليون نسمة حتى يعجز حكامها عن إيجاد الحلول الكفيلة بايقاف نزيف الهجرة السرية دون الحاجة إلى التسول من صناديق النقد والبنوك العالمية والإقليمية. واتفق أغلب الطيف السياسي والاجتماعي في تونس على أن الفساد هو أصل الداء ووجبت معالجته معالجة فعلية ومن الجذور حتى ينهض البلد ويراكم الثروات ويوفر مواطن الشغل لشبابه حتى يحول دون ركوب قوارب الموت، تضيف الشابي.

نخبة أنانية

أما مروان السراي الباحث في المركز المغاربي للبحوث والدراسات والتوثيق فيقول لـ «القدس العربي» أن الهجرة السرية، وإن كانت موجودة في تونس من قبل، إلا أنها انتشرت أكثر بعد الثورة، خاصة مع ازدياد الفقر وغلاء المعيشة وتدهور القدرة الشرائية ومرور الاقتصاد بأزمة لم يعرفها منذ الاستقلال توجت بتراجع الدينار إلى مستويات قياسية. لقد تسببت هذه العوامل في عجز الدولة عن تشغيل شبابها من الحاصلين أو غير الحاصلين على شهادات عليا والذين لم يجدوا سبيلا سوى التوجه شمالا نحو السواحل الايطالية ومنها إلى ربوع القارة العجوز.
فالنخبة التونسية، حسب السراي، أنانية، ركبت على ثورة الشباب المنتفض في الجهات الداخلية من أجل تحسين أوضاعها الاجتماعية، وحققت مطالبها مثل حرية التعبير والتداول السلمي للسلطة وغيرها لكنها لم تلتفت إلى مطالب المهمشين. فبعد مرور ست سنوات على الإطاحة بنظام بن علي لم يتحقق شيء لشباب سيدي بوزيد والقصرين والحوض المنجمي والأحياء الفقيرة في العاصمة والمدن الكبرى. فهؤلاء، لا تعنيهم حرية التعبير كثيرا ولا من وصل إلى قصر قرطاج أو من هو صاحب الأغلبية في قبة باردو ولا من تم الاتفاق عليه بين الكتل النيابية ليكون صاحب القصبة، بل يعنيهم في الأساس الشغل للعيش بكرامة وعدم تعريض حياتهم للمخاطر بحثا عن لقمة العيش في ربوع القارة العجوز أو في غيرها.

ملف حارق

ويقول محمد درغام عضو المكتب الوطني لحزب المبادرة الدستورية لـ «القدس العربي» أن ملف الهجرة السرية هو من الملفات الحارقة التي تؤرق مضاجع الطبقة السياسية في تونس. فلا أحد يقبل بتعريض أبناء الخضراء لحياتهم للخطر وموتهم غرقا في عرض البحر أو نجاتهم ومعاملتهم بطريقة مهينة من قبل السلطات في الضفة المقابلة للمتوسط.
والهجرة السرية حسب درغام مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتدهور الاقتصادي والاجتماعي الذي تعرفه تونس ولا يمكن إيقافها إلا بمعالجة هذين الملفين اللذين باتا معضلة حقيقية خاصة بعد الثورة. فلا يمكن إيجاد فرص العمل لهؤلاء الشباب الذين نفروا وطنهم، بنسبة نمو لا تتجاوز 2 في المئة أو لعلها لم تبلغها منذ الثورة بإعتبار وأن التونسي عموما لا يثق في الأرقام التي قدمتها الحكومات التي تعاقبت على القصبة منذ 14 كانون الثاني/يناير 2011 والتي تحدث بعضها عن نسبة تفوق 3 في المئة.

شرطي المتوسط

ويضيف قائلا:» بلدان أوروبا للأسف لا تساعد جديا بلدان جنوب المتوسط من أجل مقاومة هذه الظاهرة مقاومة حقيقية تعالج الجذور وأصل المشكلة، وتتمثل هذه المعالجة في مساعدة تونس اقتصاديا ليس من خلال منحها الهبات والقروض بل من خلال إلغاء العمل باتفاقيات سابقة تشتري بموجبها بعض هذه الدول من تونس موادها الأولية بسعر زهيد. دول شمال المتوسط تمد دول الجنوب فقط بالمعدات والسفن وأجهزة الرصد لمراقبة السواحل ومنع تسلل المهاجرين منها، بل أن الاتحاد الأوروبي قرر النزول إلى الميدان وأصبح هو شرطي المتوسط بامتياز من خلال عملية صوفيا، إذ يبدو أنه لم تعد له ثقة في دول الجنوب أو أن تدفق المهاجرين السريين وصل إلى الحد الذي لا يمكن السكوت عليه بعد الدمار الذي طال المنطقة نتيجة للربيع العربي».
أو لم تتجاوز أعداد المهاجرين السريين التونسيين في وقت ما، وتحديدا بعد سقوط نظام بن علي، سكان جزيرة لامبيدوزا الايطالية حتى خشي أهل الجزيرة من احتلال الوافدين الجدد لها؟ يتساءل محمد درغام، ويضيف: «أليست ليبيا المجاورة باتت بدورها معبرا للمهاجرين السريين نحو الجنوب الايطالي بسبب حالة الفوضى التي تجتاح البلد والتي تجعل السلطات عاجزة عن التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة؟».

الثراء السريع

أما الحقوقي صبري الثابتي فيقول لـ»القدس العربي» أن هناك عاملا آخر يدفع بالتونسيين إلى المخاطرة وركوب البحر وامتطاء زوارق الموت قاصدين الأراضي الايطالية وهو عامل الإثراء السريع. ففي ايطاليا، وبحسب محدثنا، توجد مافيات عالمية مثل «الكامورا» في مدينة نابولي، و»الكوزا نوسترا» في جزيرة صقلية، و»الندرنغيتا» في كالابريا، بعض هذه المافيات تتاجر في المخدرات وهي بحاجة لمن يخاطر وينقل لها البضاعة للزبائن في ايطاليا وخارجها حتى إذا تم القبض على الناقل يتحمل وحده المسؤولية دون سواه.
ويضيف: «إذا حصل وتمكن المهاجر من القيام ببعض العمليات الناجحة فإنه يحصل على أموال طائلة من المافيا الايطالية في زمن قياسي يمكنه من العودة إلى تونس بسيارة فاخرة ومبلغ محترم من المال يتيح له شراء منزل فاخر وتأسيس مشروع تجاري. وهو ما يجعل أعناق أبناء حيه الفقير تشرئب إليه للنسج على منواله عوض السعي لنيل الرزق بعرق الجبين والرضا بالقليل».
ويختم قائلا: «فالأمر يتعلق في هذه الحالة بأزمة أخلاق وبمجتمع يقدس المادة وصاحبها بغض النظر عن مصدر الكسب وذلك بعيدا عن مسؤولية الدولة التي لم تحارب الفساد ولم تنهض بالاقتصاد ولم تحقق الكرامة لشعبها. ويتعلق الأمر بظاهرة منتشرة في تونس وليس بحالات عابرة وشاذة هنا وهناك وهي ظاهرة الانبهار والاعجاب بصاحب المال سواء أكان فاسدا أو لم يكن».

هجرة الشباب في تونس تعددت الأسباب وغابت الحلول

روعة قاسم

خالد الضاهر لـ«القدس العربي»: نصر حزب الله وهمي وسيحاول صرفه في الداخل اللبناني

Posted: 29 Jul 2017 02:08 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي»: فيما اتجهت الأنظار إلى جرود رأس بعلبك والقاع بعد وقف إطلاق النار في جرود عرسال إثر المعركة بين حزب الله و»هيئة تحرير الشام» فإن أكثر من علامة استفهام طُرحت حول الأهداف الحقيقية التي رغب حزب الله في تحقيقها وأبعاد قبوله بالتفاوض من خلال جهة رسمية لبنانية؟
عن هذه التساؤلات أجاب نائب عكار خالد الضاهر لـ «القدس العربي» ورأى «أن معركة حزب الله التي سخّر لها الإعلام وراءها هدفان دعائيان أساسيان، الأول هو رسالة موجهة إلى الداخل اللبناني وبالتحديد إلى جمهور الحزب الذي دفع أثماناً باهظة في سوريا والثاني رسالة موجهة لمصلحة إيران بعد التفاهم الروسي الإيراني الإسرائيلي الذي قضى بإبعاد حزب الله عن الحدود مع إسرائيل لمسافة 50 كيلومتر، فأرادت إيران أن يتم التعويض ولو معنوياً على الحدود اللبنانية».
ويعتبر الضاهر أنه «في ما يتعلق بالشق الأول وهو الداخل اللبناني فالمعركة كانت دعائية إعلامية، والكل يعرف ان جبهة النصرة كانت تعاني من حصار منذ مدة طويلة وأنها بحاجة إلى دعم ومساندة لوجستية وبالتالي أراد الحزب استغلال هذا الظرف ليقول لجمهوره إنه حقق نصراً وليقوي الدويلة على الدولة، وهذا لا يخفى على أحد أن هذا القرار هو مصادرة للقرار اللبناني وجعل الدولة اللبنانية بأجهزتها وجيشها وقواها الأمنية وسلطتها السياسية تمشي وراء الحزب ووراء القرار الإيراني الذي يتم تنفيذه في لبنان عبر حزب الله».
وعن تقييمه لوقف إطلاق النار يقول الضاهر لـ «القدس العربي» «هناك حالياً وقف لإطلاق النار والمعركة لم تنته بعد، وكل الغاية هي محاولة إيجاد نصر وهمي يُصرَف في الداخل اللبناني كما حصل بعد حرب تموز/يوليو 2006 وكيف صُرف الأمر في 7 أيار/مايو 2008 داخل العاصمة بيروت عبر اجتياحها من ميليشيا حزب الله وحلفائه وعبر محاصرة الحكومة اللبنانية عام 2007».
ورداً على القائلين إن معركة حزب الله خدمت تحرير أراض لبنانية يرى الضاهر «أن الهدف ليس خدمة لبنان ولو كانوا صادقين لأعطوا سلاحهم للدولة اللبنانية، وهذه الدولة وجيشها وقواها الأمنية قادرون على تحرير كل شبر من الارض اللبنانية لو كان النظام السوري متعاوناً أيضا بترسيم الحدود مع لبنان بدل الرفض سابقاً ليبقى الاشتباك قائماً ولتبقى المبررات موجودة للتدخل في لبنان وللقول إن بقاء هذا السلاح ضرورة، وأن هناك تهديدات تطال لبنان فيما الكل يعرف أنه قبل 2012 لم يحصل أن قامت منظمة سورية بالاعتداء على لبنان أو بتهديده، بل إن حزب إيران هو الذي ذهب إلى سوريا وهجّر أهل القصير وأهل القلمون الشرقي وريف حمص وريف القصير ودفع من أجل ذلك أكثر من 3000 قتيل و10 آلاف جريح في خدمة المشروع الإيراني وليس في خدمة لبنان لذلك لا يربّحونا جميلة، أنهم قاموا بهذا العمل، هم من يمنعون الدولة من القيام بهذا العمل ويعيقون قيام الدولة، بل إن مشروعهم واضح وهو قيام جمهورية إسلامية في لبنان تابعة للنظام الإيراني وللولي الفقيه، وكلنا يعرف أن حزب الله يعمل على تشييع لبنان من طريقين: التشييع السياسي والتشييع الفكري».
وعن حديث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن انتصار ميداني كبير على التنظيمات الإرهابية يشير الضاهر إلى أن «ما يحاول حزب الله تمريره من وراء هذه المعركة هو خلع ثوبه الإرهابي والإجرامي في لبنان والعالم العربي والتغطية على خلاياه الإرهابية المنتشرة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وفي العالم ومحاولة لبس ثوب جديد هو محاربة الإرهاب وخداع اللبنانيين، وكأنه المتصدي الأول للإرهاب، فيما الكل يعرف أنه مصنّف عربياً حزباً إرهابياً ويعمل على زعزعة الأمن العربي والتعاون مع إيران لضرب استقرار المجتمعات العربية ونشر الفوضى، وبإختصار هذا الحزب عميل لإيران وهو بندقية للإيجار لصالح إيران وفي القانون اللبناني يجب أن يحاسب هؤلاء».
ويضيف «حتى السيد نصر الله في خطابه لم يعلن الانتصار النهائي بل كان متريثاً وذرفت دموعه على القتلى الذين سقطوا للحزب وهناك أيضاً محاولة للعب على الألفاظ والوقت، والمعركة لم تنته والدليل أن هناك مفاوضات مع هيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة والمعارك توقفت بوقف إطلاق النار بمعنى أن المعركة لا تزال قائمة. والأمر الآخر يتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية أو «داعش» فلماذا الحزب لم يقم بخطوته الأولى تجاه «داعش» أم أنه يريد أن يربح من المعركة دعائياً أكثر منه فعلاً نظراً لخطورة مواقع «داعش» وقدرته على الصمود والمواجهة أكثر من جبهة النصرة التي كانت تتعرض لقصف من الطيران السوري وتعاني من حصار مطبق على أفرادها؟ ولا يخفى على أحد أن أفراد النصرة قد قلّ عددهم كثيراً، ويبدو أن الحزب كان على علم بتخفيف عديد الجبهة أو أن قائدها اختفى من المنطقة وبالتالي فإن معركته ذرٌ للرماد في العيون ونصر وهمي، وبعملهم هذا الذي أرادوا أن يظهروا فيه القوة والبطولة أرادوا في المقابل أن يضعفوا الجيش وأن يقولوا إنه غير قادر، ولو كانوا صادقين لقاموا بتسليم سلاحهم للجيش الذي هو قادر على الدفاع عن أرض لبنان وحماية شعبه وليس بحاجة إلى ميليشيا مسلحة تخدم أهدافها مشروعاً خارجياً».
وفي تعليقه على التفاوض من خلال جهة رسمية لبنانية يعرب الضاهر عن اعتقاده «أن الحزب يقوم اليوم بصفقة مع مسلحي هيئة تحرير الشام بشأن أسراه وجثث بعض مقاتليه، ويريد أن يزجّ بالدولة اللبنانية عبر المدير العام للأمن العام أو غيره في محاولة لخلط الأوراق وتشريع عمل ميليشيا حزب الله والقول إنها هي والدولة واحد وأنهم جزء من الدولة وما يقومون به مغطّى من الدولة في تضليل للرأي العام لا ينطلي على اللبنانيين ولا على الدول العربية ولا على العالم».
وعن عدم رد السيد نصر الله على الرئيس الامريكي لعدم إحراج الوفد الحكومي في واشنطن، يخلص نائب عكار إلى اعتبار «أن لبنان سيدفع أثماناً غالية طالما هناك مشاركة مع حزب الله في الحكومة وتغطية أعماله مما يؤكد صوابية موقفنا الرافض للمشاركة في حكومة مع حزب يقدّم مصالح اللبنانيين على مذبح المصالح الإقليمية لإيران والنظام السوري على حساب المواطن اللبناني والمؤسسات اللبنانية. لذلك أنا أطالب باستقالة الحكومة والتوقف عن تغطية جرائم هذا الحزب حماية لمصالح اللبنانيين والدولة وعدم تمكين الحزب من السيطرة على الدولة وسلبها حقها في القرارات السيادية».

 

خالد الضاهر لـ«القدس العربي»: نصر حزب الله وهمي وسيحاول صرفه في الداخل اللبناني

سعد الياس

مهرجان «كناوة» العالمي في الصويرة المغربية: بهجة الروح والاحتفال

Posted: 29 Jul 2017 02:08 PM PDT

الصويرة ـ «القدس العربي»: استقبلت مدينة الصويرة مؤخرا جمهور مهرجان «كناوة» في دورته الأخيرة على إيقاع الطبول ودندنة آلة الهجهوج الوترية، إيذانا بانطلاق فعاليات المهرجان الذي احتفل هذا العام بميلاده العشرين. في احتفالية كرنفالية لبست ثوب التراث الشعبي بحكاياته الأسطورية، جابت عدد من الفرق الفولكلورية (عيساوة وحمادشة ومجموعات أحواش والهواريين والعديد من الإيقاعات الشعبية) شوارع المدينة العتيقة من باب دكالة، وصولا إلى ساحة مولاي الحسن الكبرى التي وضعت فيها المنصة الكبرى.
وحده طائر النورس، يقف على بوابة البحر شاهدا على تاريخ ملاحة بحرية حملت سفنها خيرا وتأبطت كذلك شرا. مدينة فتحت قلبها لتعايش الحضارات والهويات، تروي حكاية جرح الروح الافريقية حينما أرغموها على هجرة أوطانها مكبلة بالسلاسل. صوت طائر يذكر الوافدين من أجل بهجة الروح والاحتفال، بأنه تمت حكاية هنا تنتظر الاعتراف الرسمي لتصبح تراثا شعبيا عالميا، له هويته الثقافية وجذوره التاريخية الضاربة في قلب افريقيا، إنها احتفالية العودة إلى زمن عبيد كناوة.
أمواج بشرية ملأت فضاءات ساحات المدينة وشاطئها، آلاف الشباب من ربوع المغرب، وأجانب حملوا أمتعتهم ولوازم تدبير ثلاثة أيام، بعد امتلاء فنادق وبيوت المدينة التي ارتفعت تكلفة استئجارها خلال ليالي كناوة الصيفية الى 1500 درهم (حوالي 158 دولارا أمريكيا) للشقة، لكنها تجربة تستحق أن تعاش. يقول أحد الشباب الذي التقيناه في المدينة، ليس مشكلا ان لا تجد غرفة للنوم خلال أيام مهرجان كناوة، حيث تتحول الساحات العمومية والأزقة ورمال الشاطئ إلى فضاءات سمر ليلي يفترشون خلالها الأرض ويتمددون حتى تشرق عليهم شمس موكادور، في حين يفضل بعض الزوار رمال الشاطئ ليكمل سهرته حتى مطلع الفجر على إيقاعات تستدعي الأسطورة والغاية الكبرى بهجة الروح والتمرد على إيقاعات الحياة اليومية.
تعددت فضاءات منصات البهجة، من باب دكالة حيث توجد المنصة الكبرى إلى ساحة مولاي الحسن، مرورا ببرج باب مراكش إلى الحفلات في الرياضات (منازل عتيقة فسيحة) الخاصة، إيقاعات ودندنة تتجاوب مع أرواح متمردة عن نمط الحياة اليومية، آلاف الشباب من مغاربة وأجانب يرقصون، يغنون متمددين على الأرض غير مبالين، يحملون زادهم ولوازم الرحلة على أكتافهم أو يتوسدونها في غياب إمكانية حجز غرفة في فندق أو استئجار شقة مفروشة، لا يهم فالمتعة في حضور المهرجان تكمل في تدبير الممكن. يقول أنور وهو شاب يبلغ 23 عاما، تقاسم هذه الأجواء الكرنفالية في جو يطبع الأمن والتعايش هو الأساس المكمل لمعنى الإيقاع الكناوي، ولما استفسرناه عن معنى ذلك أجاب، هل تعلم أن موسيقى كناوة هي ثقافة وتراث شعبي شفاهي؟

أبواب العالمية

احتفل هذا العام مهرجان الصويرة وموسيقى العالم بالذكرى لانطلاقه رسميا في مدينة الرياح التاريخية، كما ان ذاكرة هذه الإيقاعات ذات العمق الافريقي تعود إلى ستينيات القرن الماضي عندما شارك كل من المغني الشهير جيمي هندريكس والمغني الجامايكي بوب مارلي وبيتر توش، إيقاعات روادها من «المعلمين» في الصويرة التي لا يمكن ذكر اسمها اليوم.
استطاع مهرجان كناوة وموسيقى العالم، أن يستقطب عشرات الآلاف من الزوار المغاربة والأجانب. وبفضل الإشعاع الكبير الذي حققته موسيقى كناوة، تمازجت إيقاعاته الموسيقية مع إيقاعات العالم، وأصبحت تشترك في عروض التوليف الموسيقي مع مختلف المدارس الثقافية الموسيقية واللاتينية ذات الجذور الافريقية، كالجاز والبلوز والصول. وبالنظر للنجاح الكبير الذي خلفته الدورات السابقة، فقد تقدم مسؤولو المهرجان بطلب لمنظمة التربية والعلوم والثقافة من أجل إدراج موسيقى كناوة ضمن التراث الشفهي العالمي غير المادي.
افتتاح الدورة عرف حضور شخصيات وطنية ودولية بارزة، بالإضافة إلى العديد من الفنانين المرموقين الذين تفاعلوا مع إيقاعات الافتتاح التي احتضنتها ساحة باب دكالة حيث توجد المنصة الكبرى.
نائلة التازي العبدي، مديرة مهرجان كناوة وموسيقى العالم، قالت في كلمة في المناسبة، إن المهرجان الذي تحتضنه مدينة الرياح منذ عشرين سنة «أصبح مصدر فخر للمغرب وللمغاربة» مضيفة أن المهرجان شاهد على مغرب يتحوّل، وينصت إلى الشباب، ويتحرر من التابوهات. وأكدت أنّ مهرجان الصويرة لموسيقى كناوة وموسيقى العالم لم يجعل من مدينة الرياح فضاء للسلام والمحبة فقط، بل كان له أثر كبير على مستوى التنمية التي تشهدها، مضيفة أن الثقافة تُعدّ رافعة قوية للتنمية وخلق مناصب العمل.
على إيقاعات موسيقى كناوة بقيادة الإخوان كويو ومحمد كويو، انطلقت أولى ليالي سفر الروح نحو التاريخ في مزج رائع مع رائد الإيقاعات البرازيلية كارلينوس، مزيج موسيقي تفاعل معه الجمهور واهتزت على ايقاعاتها الأجساد راقصة لأزيد من ساعتين.
وكعادته، قدم المعلم حميد القصري، في ثاني ليالي المهرجان هذه السنة حفلا رائعا في منصة مولاي الحسن استقطب آلاف عشاق الهجهوج والأهازيج الكناوية وعلى إيقاعات تموجات موسيقية مزجت بين الهدوء والصخب في متاهات سفر إلى عمق افريقيا أمتع ابن نهر النيجر العازف إسماعيل لو جمهور مدينة الرياح على المنصة المذكورة نفسها على إيقاعات نغمات الهارمونيكا والقيثارة، أبهرت جمهور منصة ساحة مولاي الحسن مع موسيقى البلوز وسلو في لحظات عديدة خصوصا عندما كان يفسح لهم الفنان إسماعيل المجال لترديد كلمات أغانيه مرددا «انتم إسماعيل وأنا الصويرة».
استطاعت الفنانة الأمازيغية، زهرة هندي، في ثاني ليالي المهرجان ان تتحف جمهور منصة برج باب مراكش، في سفر غنائي تمايلت على نغماته ورقصت على إيقاعاته فوق منصة برج باب مراكش على إيقاعات فرقتها الموسيقية وبمشاركة المعلم الشاب ناسولي. 
وكعادته استطاع رائد موسيقى المزج الفنان الفرنسي، روبان تيتي، أن يواصل رحلاته في متاهات موسيقى العالم، على إيقاعات مختلفة مزجت بين الموسيقى الصوفية الهندو – باكستانية وموسيقى تاكناويت.

أصل الحكاية

تتفق أغلب الدراسات البحثية في جذور تاريخ جماعات «كناوة» أن قدومهم إلى المغرب يعود إلى العصر الوسيط، حيث لعبت الحركة التجارية نحو السودان الغربي، دورا رئيسيا في نقل العبيد إلى المغرب، التي كانت افريقيا مصدرا لها إلى غاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
وشهد المغرب أواخر القرن 16 وأوائل القرن 17 ميلادي عملية توسع نحو السودان الغربي، حيث ارتبطت المرحلة الأولى مع حكم السعديين، خلالها نشطت التجارة في اتجاه السودان، فكان من نتائجها استقدام عبيد كناوة، أما المرحلة الثانية فكانت مع حكم العلويين وبالضبط في زمن السلطان مولاي إسماعيل في أوائل القرن 17.
وتسجل العديد من الدراسات البحثية أن استقدام عبيد كناوة خلال المرحلة الأولى في عهد السعديين ارتبط بممارسة أعمال السخرة على اختلاف أنواعها، في حين مثلت المرحلة الثانية في أوائل القرن السابع نوعا من رد الاعتبار لهؤلاء العبيد نتيجة إدماجهم في بنية نظام المؤسسة العسكرية، حيث سيلعبون أدوارا رئيسية في دعم ركائز الدولة العلوية كما ستتسبب عن حضورهم في قلب المؤسسة العسكرية أحداث تاريخية.
وحسب الباحث والمعلم الكناوي محمد قاقة في بحثه الجامعي لنيل شهادة «الليسانس» في التاريخ أن من نتائج هذه الحملات دخول العديد من العادات والتقاليد السودانية إلى المغرب، والتي مَثّلَث في حقيقة أمرها البداية الأولى لظاهرة عبيد كناوة الحاملين للطقوس الأرواحية. وكان ذلك فرصة سانحة لهؤلاء السود للتعبير عن عاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم. وكانت بداية لظُهُور ما يسمى بالليالي الكناوية داخل القصبات التي يَقْطُنونها، المسماة حسب الدراسة التي قام بها كل منJ.HAINAUT J.CALLE قصبات كناوة، التي بلغت حسب الزياني في عهد المولى إسماعيل ستة وسبعون قصبة. كما نجد عدة أزقة إلى الآن تحمل اسم كناوة، في مراكش ومكناس وفاس والرباط والبيضاء وأسفي.

أسرار تراجيدية

ونحن ننتقل من منصة الى أخرى طيلة أيام مهرجان كناوة، في مدينة موكادور، حيث تؤكد الأبحاث الأركيولوجية التي أجريت في جزيرة موكادور قرب مدينة الصويرة وجود مرفأ تجاري فينيقي، اغريقي، روماني، حسب المؤرخين العرب والأجانب فإن اسم موكادور وهو الاسم القديم للصويرة القديمة أتى من الاسم الفينيقي ميكدول والذي يعني الحصن الصغير.
قبل أن يغير اسمها السلطان سيدي محمد بن عبدالله، سنة 1760 ليصبح الصويرة، شيء واحد يثير انتباهك هو التماهي المطلق مع إيقاعات موسيقى كناوة ودندنة الهجهوج، تماه غير مبالي، حيث الجسد مسافر عبر عوالم متعددة، لكن هل هذه الرقصات مجرد إيقاعات لا تحمل أي حمولة ثقافية أو دلالة معينة ترتبط بماضي وتاريخ هذه الجماعة ذات الأصول الافريقية.
سؤال يجيب عنه الباحث عبد القادر المحمدي، في سيميائة الرقصة الكناوية، التي هي سفر في متاهات تراجيديا تعيد كتابة تاريخ جماعة رحلت الى شمال افريقيا كبضاعة أشبه بالملح الذي كان مصدر مبادلات تجارية. أسطورة ترويها اليوم المجموعات الكناوية التي ملكت قلوب الشباب الذي لا يخلف موعده مع مهرجان الصويرة المغربية، حيث تمكنت موسيقى الجرح الافريقي من أن تسحر حتى الأجانب من مختلف بقاع العالم، بإيحاءاتها وتعبيرات رقصاتها التي يلعب فيها الجسد دور المتكلم، موسيقى ستدخل العالمية من باب الفيزيون أو التوليفات التي مزجت إيقاعات مختلفة مثل الجاز والريكي وصول، وغيرها من الإيقاعات العالمية، لكنها ما زالت تنتظر قبولها كتراث عالمي، يحكي تاريخ جرح الأجداد الأولين.
تستدعي موسيقى «كناوة «الأرواح المتمردة لتعيد كتابة تاريخها المنسي في ذاكرة الأجيال الصاعدة، إصرار على حفظ الذاكرة بإيقاعات أصبحت مصدر بهجة تثلج الروح وتسافر بها في عوالم متعددة، هي إيقاعات لها طقوس خاصة، تورط الروح في عشق من الصعب التخلص منه.
وتفرض الطقوس «الكناوية» لغتها التعبيرية الخاصة، تعكسها إيقاعاتها الموسيقية بالإضافة إلى أهازيج لمعلم الكناوي ورقصات تعكس إيحاءاتها تراجيديا احتفالية «تترجمها ايحاءات ورمزيات الرقصة وهي تناجي الروح وتستدعي الغائب من رجالات أرض السودان، كما تستدعي ملوك الجان على نغمات الهجهوج، فتطرح أسئلة الجرح الغائر في ذاكرة الجماعة من قبيل الهوية والوجود والاستغلال الذي طبع زمن العبودية التي كانت تكبل الأسلاف وتلقي بهم في أسواق النخاسة في مختلف بقاع العالم حيث «أن أبرز مجموعاتهم هي التي سرقت من المناطق السودانية: مناطق داهومي، وبنين، والشانتي، والهاوسة، والفولا، والبورنو، واليوربا (…) وهؤلاء هم الذين حملوا معهم، في قعر السفن التي قيدوا فيها بالسلاسل، (ومات منهم من مات على الطريق) جميع تراثهم الحضاري.
يقدم الباحث عبد القادر لمحمدي في بحثه حول «سيميائية الجسد في رقصة كناوة بحث في الهوية والامتداد» تفاصيل طقوس الليلة الكناوية التي تنطلق من مرحلة الفرجة الدنيوية ومرحلة الشطحات الروحانية ذات الطابع الامتلاكي، حيث يمر الجسد الكناوي بإيقاعات حركية راقصة وموجهة، وأخرى غير موجهة هي أقرب إلى الشطحات الصوفية أو «الجذبة». وحسب الدراسة البحثية، فان الرقصات الموجهة تغطي المرحلة الدنيوية التي تبتدئ فرجتها «في العادة» وتنتهي بـ «محلة» «أولاد بامبارا» المعروفة كذلك عند كناوة بـ «كويو».

رقصات ودلالات

على إيقاع آلة الهجهوج الوترية، وتوقيعات الأكف يتولى كل فرد داخل المجموعة الكناوية سرد فصول تاريخ وهوية الجماعة في محاولة لإعادة كتابة فصول التاريخ المصادر من الجماعة، انطلاقا من رقصة «برما سلطان» و «بانكرا» ورقصة «سويو» مصاحبا بترديد بعض المقاطع الغنائية، بعضها مرتبط بأسطورة الحنين إلى بلاد السودان.
أما في رقصة «سَوَيُّو» فيرقص «الكناوي» مقيد الساقين، متحركا تارة إلى الخلف وطورا إلى الأمام، بإيقاع خفيف إلى أن يتم تلاشي القيد، لتتحرر حركاته التي يحول اتجاهها صوب الأعلى، متخذة طابعا عموديا يجسده فعل القفز نحو السماء وعملية دك الأرض، كما لو أن الجسد يحاول النفاذ إلى الباطن بحثا عن الجذور. وتعتبر رقصة الجذبة إحدى الأشكال التعبيرية التي تخفي حالات أهوائية ومواقف إنسانية، مهيئة للتمثل والظهور في مناسبات مختلفة، وحال دون ذلك اكراهات الواقع، فهي لحظة تعويضية وتطهيرية أشبه بالطقوس التي مورست في الثقافة الاغريقية، قصد تطهير الأفراد من الآثام والشرور. فهي رقصة فرجوية تطهيرية وعلاجية، تحول الجسد إلى جسد استهامي وروحاني متحررا من ثقل الأهواء والعواطف، حيث وقع الموسيقى الكناوية يفجر طاقة الجسد الجذاب سيولة حركية تعبيرية، بدءا من الرأس وحتى القدمين، يحيل مضمونها على انتفاضة الذات الجذابة على منطق الشعور ونسيان الأمر الواقع .

مهرجان «كناوة» العالمي في الصويرة المغربية: بهجة الروح والاحتفال

عز الدين مليري

العراق بين تشظي الأحزاب والاستعداد لتحرير المدن المحتلة

Posted: 29 Jul 2017 02:08 PM PDT

بغداد ـ « القدس العربي»: في إطار الحراك السياسي المحموم للقوى والكتل السياسية، وتحضيرا للانتخابات في نيسان/ابريل المقبل، تتواصل التحالفات الجديدة مقابل المزيد من الانشقاقات بين الكتل والأحزاب السياسية ضمن التنافس والصراع، ليس على برامج خدمة المواطن وانما على الحفاظ على السلطة وامتيازاتها، عبر لعبة تغيير الوجوه والأسماء التي يرفضها الشارع العراقي لفشل أداءها خلال 14 عاما الماضية، ببديل شكلي مقبول تحت شعارات ترفعها جميع الأحزاب ولا تطبقها مثل «القيادات الشابة» و»تشكيل كتل عابرة للطائفية» وذلك لضمان بقاء السلطة تحت سيطرة وتوجيه الأحزاب والسياسيين نفسهم.
وضمن هذا السياق، جاء انشقاق عمار الحكيم الرئيس السابق للمجلس الأعلى الإسلامي عن المجلس وإعلانه تشكيل تيار جديد، ليكشف صفحة جديدة في سيناريو الصراعات السياسية بين القوى والكتل التي تتفتت باستمرار نتيجة التنافس على المواقع وبتشجيع من قوى إقليمية تستفيد من اضعاف الوضع في البلد.
وتوقع المراقبون المزيد من الانشطارات قبيل الانتخابات، أبرزها إنشطار حزب الدعوة (المنشطر أصلا إلى ثلاثة أجنحة) إلى جناحين جديدين أحدهما بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي يحاول عدم الكشف عن توجهاته وتحالفاته المستقبلية، والآخر بقيادة رئيس كتلة القانون الطامح لولاية ثالثة نوري المالكي.
ولم تكن الأحزاب السنية، بأفضل حال حيث شملتها الانشقاقات ومحاولات تشكيل أحزاب وكتل جديدة لخوض الانتخابات، وذلك في محاولة لتغيير الأسماء والوجوه لامتصاص نقمة الشارع السني المنكوب بجرائم تنظيم «داعش» والتهجير وتدمير مدنه التي لا يبدو هناك أمل قريب لإصلاحها ووجود ملايين النازحين.
وأمنيا، تتسارع هذه الأيام التحركات والاستعدادات لانطلاق عمليات تحرير المدن العراقية الباقية تحت سيطرة تنظيم «الدولة» وأبرزها تلعفر والحويجة والشرقاط والقائم وراوة وعانة، لتحرير سكانها من جبروت التنظيم الجائم على صدورهم منذ أكثر من ثلاث سنوات عجاف.
وتشهد الساحة العراقية حراكا في وضع الخطط وتهيئة القوات المشاركة في العمليات، وبرعاية دولية تمثل في تأكيد المبعوث الأممي في العراق يان كوفيتش لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم، استمرار دعم المجتمع الدولي للعراق في حربه ضد إرهاب «الدولة» وفي إعادة الإعمار وإغاثة النازحين.
وكشفت وزارة الدفاع العراقية ، إن «التوقيتات لانطلاق العمليات تم تحديدها» وان «الخطط والمعدات والقطعات العسكرية جاهزة لانطلاق العمليات».
وأكد المتحدث باسم الوزارة، أن «القوات المسلحة قادرة على شن عمليات تحرير الحويجة جنوبي كركوك وتلعفر غرب الموصل وعنة والقائم غربي الأنبار بشكل متزامن، إﻻ ان قيادة العمليات المشتركة تولي اهتماما خاصا بتحرير تلعفر التي ستكون وجهتنا المقبلة». وهذا التحديد في الأسبقية مفهوم للمراقبين في ضوء حرص الحشد الشعبي والقوى الشيعية على تحرير تلعفر لأهميتها في فتح الطريق البري بين إيران وسوريا عبر العراق.
وفي المقابل شهد هذا الاسبوع تصعيدا ملحوظا في هجمات عناصر التنظيم الانتحارية على العديد من المدن الصغيرة والمواقع العسكرية للأجهزة الأمنية في الانبار وصلاح الدين وديالى، في محاولة لرفع معنويات مقاتليه ولإيصال رسالة بان انتزاع الموصل من التنظيم لن يكون نهايته في العراق، بل سيواصل نشاطه ولكن بتغير أسلوبه إلى حرب العصابات لاستنزاف القوات الأمنية.
وفي هذا الصدد تشير المعلومات الأمنية المتوفرة، إلى تنامي معدلات تسلل مسلحي «داعش» من قضاء الحويجة في كركوك عبر طرق متعرجة باتجاه مناطق ولاية الجبل التي أعلن عنها التنظيم مؤخرا، حيث يتحرك المسلحون باتجاه مناطق المطيبيجة والمناهلة في صلاح الدين، بالإضافة إلى مناطق أخرى في ديالى مثل جبال حمرين الوعرة، في محاولة من التنظيم لإعادة صفوفه في مناطق محددة لتصبح نقاط انطلاق لهجماته صوب القرى والمدن المحررة القريبة.
وفي اصرار من القوى الفاعلة لتقييد حرية الرأي والمواقف الشعبية المناهضة لأدائها الفاشل في إدارة الدولة، أخفق مجلس النواب العراقي، للمرة الثالثة، خلال أُسبوع واحد، تمرير قانون «حرية التعبير والتظاهر» المثير للجدل، وذلك لوجود معارضة شعبية قوية ضد القانون الذي يحد من حرية التعبير والتظاهر. وقال عضو التيار المدني الدكتور جاسم الحلفي لـ»القدس العربي»: «يبدو ان مجلس النواب مصر على تمرير هذا القانون الذي يتنافى مع الدستور العراقي الذي ضمن في مواده حرية التعبير والتظاهر السلمي والتجمع» مؤكدا، «ان جوهر القانون هو الحد من حرية التظاهر وتضييق وتقييد حرية التعبير» ومعبرا عن مخاوفه من ان القوى المتنفذة ستتمكن في النهاية من اقرار القانون للحفاظ على هيمنتها على السلطة.
وفي تطورات الأوضاع في إقليم كردستان، تمكنت حركة التغيير من انتخاب عمر سيد علي منسقا عاما لها خلفا للمرحوم نوشيروان مصطفى، وسط اهتمام ملحوظ من الحزب الديمقراطي بقيادة مسعود البارزاني الذي اتصل هاتفيا بالزعيم الجديد لتقديم التهنئة وتمنياته لتجاوز الخلافات بينهما، كما أرسل وفدا من حزبه إلى السليمانية لعقد لقاء مع سيد علي للتهنئة والحث على عدم الاعتراض على إجراء الاستفتاء على الانفصال في أيلول/سبتمبر المقبل. وأكد سيد علي في أول كلمة له بعد انتخابه، على ضرورة تحقيق وحدة الصف بين مكونات إقليم كردستان.
وحدد الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني، العاشر من اب/أغسطس المقبل لتفعيل البرلمان المجمد، الذي يعد العقبة الأساسية في أزمة الإقليم السياسية والتشريعية، دون ان تبين الأحزاب الأخرى موقفها من هذا الموعد، وخاصة حزب البارزاني المشغول بقوة في التحضير للاستفتاء، رغم اعتراضات وتحفظات بغداد والدول الإقليمية والدولية.

 

العراق بين تشظي الأحزاب والاستعداد لتحرير المدن المحتلة

مصطفى العبيدي

عين التمر العراقية: واحة الينابيع وعروس الصحراء

Posted: 29 Jul 2017 02:08 PM PDT

عين التمر أو شثاثا، جنة نخيل على حافة الصحراء الغربية في العراق، مدينة تختلط فيها معطيات تاريخ آلاف السنين في واحة تغفو على طرف الصحراء. المدينة التي تضم قرابة 26 ألف نسمة كانت تعتمد في الأساس على مجموعة من العيون والينابيع الطبيعية، هذه العيون جعلت المدينة واحة للبساتين يقصدها الوافدون من المدن الأخرى بحثا عن الراحة والاستجمام، بعض تلك العيون جف أو تحول إلى برك مهملة وبعضها ما زال ينبع بغزارة حتى الآن ويغذي أهالي المدينة وممتلكاتهم من المواشي والبساتين.

البروفايل والموقع

تقع «عين التمر» أو «شثاثا» غرب مدينة كربلاء المقدسة بحوالي 70 كم بعد المفرق الذي يؤدي إلى الحدود السعودية والمسمى بـ»طريق الحج البري». يحدها من الغرب منطقة شريش، ومحافظة الأنبار، وشريش اسم المنطقة التي يمر فيها نهر قديم يسمى بالاسم نفسه ومن الشرق الطار وهو حافة منخفض أبي دبس أمام منطقة الشعيب، ويسمى أيضا طار السيد، كما يحدها من الشمال بحر الملح وهور أبي دبس ومن الجنوب منطقة السلام، وهي اليوم قضاء تابع لمحافظة كربلاء. تعتاش المدينة بشكل رئيسي على زراعة النخيل الذي اكتسبت اسمها منه، كذلك هناك بعض أنشطة السياحة الدينية لوجود مزارات ومقامات إسلامية فيها وسياحة تاريخية لوجود قصور وقلاع تاريخية فيها أو قربها، وربما كان أهمها قصر الأخيضر، وليس بعيدا عن محيطها هناك كنائس ومقابر مسيحية موغلة بالقدم مثل «القصير» و»البردويل» وغيرها، وإلى جانب الآثار الدينية غير الإسلامية في المدينة هناك أيضا جملة من الشواهد التاريخية الإسلامية، لتكون عين التمر مدينة تنوع تاريخي وديني كما هو حال معظم المدن العراقية. وكذلك هناك السياحة العلاجية لوفرة العيون المعدنية في الواحة.

أصل التسمية

عين التمر، من المدن القديمة ويعتقد أن تاريخها يعود إلى أكثر من 1000سنة قبل الميلاد وان الاسم القديم لها شفافا «شثاثا» ويعني باللغة الآرامية (الرائقة الصافية) وان المدينة قد ذكرها المؤرخون كونها جزءا من مملكة الحيرة، ومن الأدلة الآثارية على تلك المرحلة أطلال قصر شمعون بن جابر اللخمي (الذي هو نصر النعمان الرابع سنة 593). كما تذكر مصادر تاريخية مختلفة ان الاسم جاء من هجرة الناس بسبب الجفاف أو الحروب لينتقلوا إلى عيون أخرى يجتمعون عليها بطريقة التشتت، فقد نزحوا وعلى شكل فئات فأطلقت التسمية فكانت شتاتا، لتتحول بمرور الزمن إلى شثاثا أو شتاثا كما يطلق عليها العامة من الناس.
أما تسمية عين التمر فقد جاءت لكثرة أنواع التمر فيها واشتهارها بغابات النخيل وقد استوطنها الناس قبل الميلاد لا سيما في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد حين اشتهرت وازدادت أهميتها التجارية والزراعية وعيونها المائية الجميلة الصافية بعد الفتح الإسلامي والتي عدت من أهم المناطق لمرور القوافل ومكاناً للتجارة ومركزاً عسكرياً.
ان لموقع عين التمر الاستراتيجي على طريق التجارة بين العراق والشام الدور المحوري في الانتعاش التاريخي لهذه المدينة التي لعبت دور السوق الذي تزوره القبائل البدوية لتشتري احتياجاتها من أطعمة وأنسجة ومؤن وتبيع منتجاتها من الجمال والأغنام، كذلك كانت عين التمر القلعة المتقدمة على حافة الصحراء التي حمت ممالك بلاد النهرين من الهجمات البدوية، لذلك كان لها دور عسكري باعتبارها نقطة انذار وصد هجمات البدو، والشاهد على ذلك كثرة الحصون أو القصور التي ما تزال بقاياها موجودة في المدينة.

التكوين الاجتماعي للسكان

ان أغلب سكان عين التمر من القبائل العربية وهم بالمطلق من المسلمين، والذين يسكنوها اليوم هم من مختلف القبائل مثل آل حسان والحساويين وهم قبائل أو بيوتات هاجرت عبر فترات زمنية مختلفة من الاحساء في السعودية واستقرت في عين التمر، والأنباريون (نسبة إلى الأنبار) وآل شبل وبنو أسد والدراوشة وآل زين الدين.
وكانت هذه القبائل أو الأفخاذ تسكن متلاصقة فيما يعرف بالحصون لأسباب دفاعية، حيث كانت الواحة تتكون من أربعة قصور كما يسميها الأهالي، وهي قرى مأهولة بالسكان وسط الأراضي الزراعية، والقصر أو الحصن عبارة عن مجموعة من البيوت المتقاربة مشيدة بالطين على أسس صخرية ومسقفة بالجذوع ويحيط بها جميعا سور مرتفع كبير وبابان، ومتانة السور صمم لغايات دفاعية، ولكن أغلب أسوار هذه القصور أزيلت بمرور الزمن واتسعت القصور وازدادت بيوتها ومنها قصر العين، وقصر آل حردان وقصر ثامر وقصر البهوي وقصر السمينة والبوطريمش والبو جربوع وقصر العلوة وقصر الدراوشة والأسالي والبو حسان وقصر المالح والبو شبل والشعيب.

الأماكن المقدسة

نتيجة قرب عين التمر من مدينة كربلاء المقدسة، فانها تحوي العديد من المزارات والمقامات المقدسة لدى الشيعة، البعض من هذه المقامات له اصول تاريخية، بينما تحوم الشكوك حول بعض المقامات، ومن هذه الأماكن المقدسة مقام الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، وهو عبارة عن حجرة صغيرة مشيدة على طراز القباب العربية القديمة، جدرانها مزينة بالمرايا والآيات القرآنية وملطخة بالحناء ويعتقد أن الإمام الحسن وصل إلى هذا المكان وصلى فيه في طريقه إلى الحجاز. ومقام ما يعرف بـ (دوسة الإمام علي) والذي يعتقد أن الخليفة الرابع علي بن أبي طالب (رض) قد وقف في هذا المكان في إحدى رحلاته وصلى فيه، وهذا المقام عبارة عن حجرة مستطيلة كانت مسقفة عام 1964 بالجذوع، في أرضها صخرة مثلثة الشكل تقريبا لونها ضارب إلى السواد فيها انخفاض يشبه أثر حافر الفرس، وبقربها حفرة مدورة في أرض الحجرة يبلغ قطرها 7سم، فالانخفاض الذي في الصخرة هو أثر حافر فرس الإمام علي، والحفرة المدورة محل ارتكاز رمحه في الأرض. كذلك يوجد بقربه ما يعرف بـ (حوض الإمام علي) وهو حجرة صغيرة في قاعها حوض مملوء بالماء على شكل مستطيل طوله 1.25م وعرضه 75سم وعلى جدران الحجرة آيات قرآنية ومرايا، يعتقد السكان إن الإمام علي بن أبي طالب وصل إلى تلك المنطقة وتوضأ من ماء الحوض أو اغتسل فيه. كما يوجد مقام الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) حيث تشير الرواية إلى مرور السبايا من آل بيت النبي (ص) بعد معركة الطف، وانهم قد مكثوا في هذا المكان أثناء رجوعهم إلى المدينة من الشام، كما يوجد قبر أحمد بن هاشم بن ابراهيم المجاب بن الإمام موسى الكاظم، وهو من أهم المزارات خارج مدينة كربلاء والذي بنيت عليه قبة وبني له مزار مهم يقع خارج المدينة في الجهة الغربية منها، وقد ذكره الأب انستاس ماري الكرملي في جريدة «لغة العرب» عام 1913 حيث قال «ومما يفيد بوجود قبر احمد بن هاشم الذي يقع غرب شثاثا انه عثر في عام 1843 على مرمرة نقش عليها ما يدل على وجود قبره، وبني قبره وقبر أخيه محمد الواقع شماله على بعد 100م ضريح مشبك من الخشب يزوره أهل شثاثا بعد قص التمر».

عيون المياه

في واحة عين التمر عيون مياه رئيسية يتم استغلالها في الزراعة والري، وكان الأهالي يستعملون مياهها للشرب إلى فترة قريبة حتى تغير طعم المياه وأصبح أكثر ملوحة نتيجة الافراط في حفر الآبار الارتوازية مما جعل الجهات المسؤولة في محافظة كربلاء تجهز قضاء عين التمر بخطوط أنابيب الشرب من نهر الفرات بعد معاجتها للاستعمالات اليومية، ومن أهم العيون التي ما تزال تستعمل في زراعة النخيل والأعناب هي:
عين السيب: وتعني مجرى الماء وهي محاطة ببساتين النخيل والفاكهة.
العين الحمرة: وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الأرض المسماة بالحمرة التي تقع فيها العين والعائدة للسادة البوضوي .
العين الكبيرة: ويطلق عليها العين الزرقة، لعمق الماء الذي يظهر بلون أزرق وكان يسميها البدو (العربيد) لسرعة جريان الماء المتدفق في مجاريها.
كما يوجد في عين التمر عيون مياه أصغر يزيد عددها عن العشرين عينا كعين الضباط وعين عبيد المهنة وعين بيت السمينة والعونية وعلوان الجاسم. لكن الكثير من هذه العيون تعاني من الإهمال وعدم الصيانة ما جعلها تجف وتفقد أهميتها خصوصا بعدما توفر الماء الصالح للشرب الذي تجهزه مدينة كربلاء لقضاء عين التمر.

آثار

كأي مدينة تاريخية تحوي عين التمر آثارا لمختلف الحقب الزمنية، وبشكل خاص القصور التي بنيت على شكل حصون أدت وظائف خدمية وعسكرية وثقافية، ومن هذه القصور (قصر شمعون) الذي ذكره الكاتب والمفكر الموسوعي الأب انستاس ماري الكرملي في جريدته «لغة العرب» عام 1913 حيث قال «قصر شمعون هو قصر فخم واقع في الطرف الشمالي من شثاثا بين النخيل وقد تهدم جانبه الشمالي وقسما من الجنوبي، ويبلغ عرض حائطه نحو مترين وعلوه 7م ومحيط القصر زهاء 500، وفي وسطه سرداب معقود ويبلغ عمقه 3م في طول 6م في عرض 3، وبناء القصر بالحجارة التي بني بها قصر البردويل والاخيضر، وينزله قوم من أهل شثاثا يعرفون بالحساويين، ويسميهم أهل شثاثا بأولاد شمعون، وينسب هذا القصر إلى شمعون بن جابر اللخمي». كما ذكر الكرملي قصورا أخرى من آثار عين التمر في مجلته مثل قصر البردويل الذي قال عنه «يقع على تل علوه 15م ومحيطه 400م وباب القصر مقابل لمقام أحمد بن هاشم، وهو عبارة عن قبب أربع الواحدة جنب الأخرى، مبنية بالحجارة نفسها التي بني بها قصر الأخيضر ومغشى باطنها بالجص والبورق».

شخصيات إسلامية مهمة

عندما أمر الخليفة الأول أبو بكر الصديق (رض) القائد الإسلامي خالد بن الوليد (رض) بالتوجه إلى العراق لفتحه، سار خالد مع جيشه يفتح المدن أما صلحا أو حربا، وقد سار إلى عين التمر عام (12 هـ) فدعاهم إلى الإسلام، فأبوا فقاتلهم قتالا شديدا، فظفره الله بهم، وقتل وسبى وبعث بالسبي إلى أبي بكر (رض). وبرز من سبايا عين التمر شخصيات إسلامية مهمة ظهرت بعد ذلك في التاريخ الإسلامي مثل محمد بن اسحق بن يسار صاحب أول تدوين للسيرة النبوية. ويذكر المؤرخون ان جده سيارا كان من سبي عين التمر، وكذلك الحسن البصري أشهر متكلمي الإسلام والذي انشق عنه تلميذه واصل بن عطاء، فتكون تيار المعتزلة من هذا الانشقاق، حيث يذكر المؤرخون ان والد الحسن البصري كان من سبي عين التمر، كذلك هو حال أشهر مفسري الأحلام في التاريخ الإسلامي محمد بن سيرين الذي كان أبوه من سبايا عين التمر، أو كما ذكر ابن سعد في الطبقات الكبرى ان ابن سيرين نفسه كان من سبايا عين التمر وكان مولى أنس بن مالك (رض). ويذكر ان من أشهر الشعراء الذين ولدوا في عين التمر هو الشاعر ابو العتاهية.
ويذكر ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة؛ «لما فتح خالد بن الوليد عين التمر سأل عن الحرقة بنت النعمان بن المنذر فدل عليها فأتاها، وكانت عمياء فسألها عن حالها فقالت، لقد طلعت علينا الشمس ما شي‏ء يدب تحت الخورنق إلا تحت أيدينا، ثم غربت وقد رحمنا كل من يدور به، وما بيت دخلته حبرة إلا دخلته عبرة».

عين التمر العراقية: واحة الينابيع وعروس الصحراء

صادق الطائي

ترامب يقيل كبير موظفي البيت الأبيض

Posted: 29 Jul 2017 02:07 PM PDT

واشنطن -أ ف ب – أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كبير موظفي البيت الأبيض راينس بريبوس وعيّن مكانه وزير الأمن الداخلي والجنرال السابق جون كيلي لتتحول النزاعات في أروقة البيت الأبيض إلى حرب علنية.
وبعد ساعات فقط على فشله المهين في تعديل نظام الرعاية الصحية في تصويت سلط الأضواء على مدى هشاشة سيطرته على حزبه في الكونغرس، أعلن ترامب الجمعة ثاني تغيير في الدائرة المقربة منه في غضون أقل من أسبوع.
ومنذ دخول ترامب البيت الأبيض قبل ستة أشهر، استقال أو أٌقيل مستشاره للأمن القومي، ونائب مستشاره للأمن القومي، ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي، والمتحدث باسم البيت الأبيض، ومدير الإعلام فيه، ووزير العدل بالوكالة، ونائب كبير موظفي البيت الأبيض، وأخيرا رئيس فريق العاملين في البيت الأبيض.
وكان بريبوس في عين العاصفة لعدة أشهر حيث تابع مغادرة زميل مقرب في البيت الأبيض تلو الآخر، وهو ما بلغ ذروته مع استقالة الناطق باسم الرئاسة شون سبايسر منذ أسبوع.
وبدا خروجه من البيت الأبيض أمرا لا مفر منه بعدما ترك ترامب مدير الإعلام الجديد انطوني سكاراموتشي يهاجمه علنا حيث وصفه بالمصاب بـ»جنون الارتياب وانفصام الشخصية»، في آخر هجوم لفظي بذيء له على كبار مساعدي ترامب.
وأعلن ترامب عن التغيير عبر موقع «تويتر» فور وصوله إلى واشنطن من رحلة رافقه خلالها كلا من بريبوس وسكاراموتشي.
وكتب ترامب «يسرني ابلاغكم بأنني سميت للتو الجنرال الوزير جون إف كيلي أمينا عاما للبيت الأبيض».
وأضاف «انه أمريكي عظيم، وقائد عظيم. جون قام أيضا بعمل رائع في (مجال) الأمن القومي. لقد كان نجما فعليا داخل إدارتي».
وبينما بدأت تغريدة الرئيس تأخذ صداها في واشنطن، خرج بريبوس من طائرة «اير فورس وان» الرئاسية تحت المطر وركب سيارة سوداء برفقة المستشارين البارزين للبيت الأبيض ستيفن ميلر ودان سكافينو.
وبعد لحظات، خرج ميلر وسكافينو من السيارة وركبا سيارة أخرى فيما غادرت تلك التي تحمل بريبوس الموكب الرئاسي.
وأوضحت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة هوكابي ساندرز أن المناقشات بشأن مغادرة بريبوس تجري منذ عدة أسابيع.
أما بريبوس، فقال إنه قدم استقالته الخميس مؤكدا على أنه ناقش هذه المسألة مع ترامب «كل الوقت».
وسيعيَّن كيلي في منصبه الجديد يوم الاثنين. وتعد وزارة الأمن الداخلي التي يتولاها مسؤولة عن فرض الأمن على الحدود وقد تبنت نهجا صارما في التعاطي مع المهاجرين داخل الولايات المتحدة.
ويعد اختيار كيلي بمثابة مؤشر على أن التركيز سيزداد على المسائل المتعلقة بالقانون والنظام وهو ما سيزيد الضغط على العلاقات بين ترامب والمؤسسة الجمهورية.
وشكل كل من بريبوس وسبايسر جزءا من اللجنة الوطنية التابعة للجمهوريين، والجسر الذي يربط الحزب بترامب.
وفي محاولة للتخفيف من القلق من حدة الانقسامات، أكدت ساندرز «أعتقد أنه ما زالت لدينا علاقة جيدة مع الحزب وسنواصل العمل معه».
ويأتي الإعلان عن مغادرة بريبوس بعدما تحدى ثلاثة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ ضغوط البيت الأبيض للتصويت لصالح تعديل نظام الرعاية الصحية، في إصلاحات توقع خبراء أنها كانت لتترك ملايين الأمريكيين دون تغطية صحية.
ويعد التمرد في أوساط الحزب، الذي قاده جون ماكين وسوزان كولينز وليزا موركوفسكي، نذير شؤم بالنسبة لترامب، الذي اقترن اسمه سياسيا مع البراعة في عقد الصفقات والنهج السياسي المتصلب.
وتزداد المؤشرات بأن تهديدات ترامب ضد الجمهوريين المشككين فيه بدأت تفقد فعاليتها، اذ أنهم لم يقوضوا فقط جهود تفكيك نظام «أوباماكير» بل انضموا كذلك إلى الديمقراطيين في دعم فرض عقوبات جديدة على روسيا.
ويهدف مشروع القانون المرتبط بالعقوبات، الذي يضم كذلك اجراءات تستهدف كوريا الشمالية وإيران، إلى الحد من قدرة ترامب على إزالة الإجراءات العقابية ضد موسكو.
ويواجه ترامب حاليا خيارين، إما أن يقبل عن مضض بمشروع القانون الذي لطالما عارضه، أو الإصرار على رفضه، وهو ما من شأنه أن يزيد الشكوك بشأن موقفه من روسيا ويفضي إلى اسقاط مهين لفيتو الرئيس.
ويأتي كل ذلك في وقت سلطت ردود سكاراموتشي الانفعالية الأضواء على الانقسامات داخل إدارة ترامب.
ففي حديث إلى صحافي من مجلة «نيويوركر» نُشر ليل الخميس، وصف سكاراموتشي كبير موظفي البيت الأبيض المقال بالمصاب «اللعين بجنون الارتياب وانفصام الشخصية» فيما أشار إلى أن كبير مستشاري البيت الأبيض ستيف بانون يستغل ترامب للترويج لنفسه.
ووصل سكاراموتشي، الخبير المالي المليونير في نيويورك والذي في صدد الطلاق من زوجته حاليا، إلى البيت الأبيض متعهدا بخدمة مصالح ترامب وتصحيح مسار الإدارة المتخبطة حتى الآن.
ولم يعتذر عما بدر منه من ألفاظ بذيئة رغم تأكيده أنه سيحسن من لغته مستقبلا كاتبا عبر «تويتر» «استخدم أحيانا لغة معبرة بشكل قوي. سأبتعد عن ذلك ولكنني لن أتخلى عن حربي من أجل تطبيق أجندة ترامب».

ترامب يقيل كبير موظفي البيت الأبيض

مقتطفات نثرية ومقالات دفعت بأصحابها إلى السجون

Posted: 29 Jul 2017 02:07 PM PDT

في مقالتي السابقة، تحدّثتُ عن مساجين الشعراء العرب. واليوم أتحدّثُ عن مساجين الشعراء من غير العرب. وقد اخترتُ عدداً من الشعراء من أربعة وعشرين بلداً من أوروبا والبلاد الشرقية والآسيوية والأفريقية، كتبوا الشعر بلغاتهم القومية، يجمعهم معارضة أنظمة الحكم في بلادهم، مما دفع بهم إلى السجون، وبعضهم انتهى به المطاف إلى الأمراض العقلية، أو الموت بالسيف، أو بغيره، وقد تعدّدت الأسباب.
مرجعي في هذه المقالة كتاب واحد صدر بالإنكليزية عام 1996 بعنوان «هذا السجن، حيث أقيم» وقد قام بترجمة تلك الأشعار والمقالات النثرية خبراء بلغات تلك البلاد، بمراجعة وتنقيح خبراء من أهل اللغة الإنكليزية، وها أنا انقل هذه المختارات من ترجمتها الإنكليزية إلى العربية. ولستُ أوّل من نقل عن لغة وسيطة. فأجدادنا في «بيت الحكمة» برعاية الخليفة المنصور العباسي نقلوا عن الإغريقية والهندية بلغات وسيطة. ومثل ذلك فعل الفونسو العاشر (الحكيم) ملك قشتالة وليون (1252 ـ 84) في نقل التراث العربي والتراث الإغريقي المترجم إلى العربية. فلماذا لا نتخذ من تلك الأمثلة ما نسير على منواله؟
من بين خمسين أديباً وشاعراً في هذا الكتاب، ثمة مقتطفات نثرية ومقالات دفعت بأصحابها إلى السجون، شأن الشعراء الذين تشكل أعمالهم حوالي نصف مادة هذا الكتاب. وكان لا بد من الانتقاء من هذه المجموعة العجيبة، وكانت عملية صعبة.
وقد أبدأ بمثال من إيران: أحمد شملو من أبرز شعراء إيران، ولد عام 1928، ونُشرت قصيدته «انتهت اللعبة» قبل سقوط الشاه بقليل. وقد لاحقته المشاكل السياسية قبل ثورة الخميني عام 1979 وبعدها، مما أرغمه على الاختفاء أو النفي مرات عديدة. وقصيدته «عقوبة» التي أقدمها هنا نشرت عام 1959. وغنيّ عن القول ان الأمثلة التي أقدِّمها هنا تقع في باب «الشعر الحر» الذي يخلو من الوزن والقافية، كما في الشعر العربي: إلا ما جاء منها عَرَضاً. وهو يقع في أسطر متلاحقة، قد يكون في الشطر الواحد منها كلمة أو كلمتان. لذلك جعلتها في أسطر يقطعها فاصل في تلاحقها:

«عقوبة»

في هذا المكان توجد متاهة من السجون/وفي كل سجن ألوف من المطامير/في كل واحد منها زنزانات لا تحصى/وفي كل زنزانة عشرات من الرجال في الأغلال/ واحد من هؤلاء/ كان واثقاً من خيانة زوجته/ فغاص بسكينه عميقاً/. وآخر بين هؤلاء الرجال/ كان مستميتاً ليضع الخبز في أفواه أطفاله/ فأقدم على القتل في لهيب ظهيرة صيف/. واحد بين هؤلاء الرجال/ في يوم هادئ مطير/ أوقع المرابي في كمين/. وآخرون، في هدأة الأزقّة/ تسلل خلسة إلى سطوح البيوت/ وآخرون غيرهم/ سرقوا الأسنان الذهب من قبور حديثة العهد/ في منتصف الليل/. ولكن أنا، أنا لم أقتُل في ليلة ظلماء عاصفة/. ولكن أنا، أنا لم أوقع المرابي في كمين/. ولكن أنا، أنا لم أتسلل خلسة إلى سطوح البيوت/. في هذا المكان توجد متاهة من السجون/ وفي كل سجن توجد ألوف من المطامير/ وفي كل واحد منها زنزانات لا تحصى/ وفي كل زنزانة عشرات من الرجال في الأغلال/. ولكن أنا، غارقاً في خيالاتي/، لا ألقي لهم بالاً أبدا. كلا/، بل اتسمّع بدلاً عن ذلك إلى صدى غامض/ لغناء لا ينتهي من عشب الصحراء/إذ يتفتّح، ويتشعّب، ويذوي/متناثراً في الريح/ وأنا، لو كنتُ غير مقيّد بالأغلال/ذات يوم في الفجر/، مثل ذاكرة معتمة، شبه مدفونة/، سوف أترك هذا المكان البارد المحتقَر/. وهذا/، هذا هو جُرمي/.
ومن الاتحاد السوفييتي سابقاً، أقدّم قصيدة من أوسيب ماندلستام المولود عام 1891، وكان من أبرز الشعراء الروس، الذين عانَوا مصاعب الحياة في حكم ستالين. في عام 1934 كتب أوسيب قصيدة يسخر فيها من ولع ستالين بالتعذيب والإعدامات، فحكم عليه بالنفي إلى معتقلات جبال الأورال، حيث كانت الأوضاع من البؤس بحيث حاول فيها الانتحار، وقضى بقية حياته على شفا الانهيار العصبي والجسدي. وفي عام 1938 حُكم عليه بخمس سنوات من الأشغال الشاقة في سايبريا، فتوفي في الطريق إليها:
«تركتُم لي شفتَي»
أخَذتُم جميع المحيطات وكلّ مكان/. أعطيتموني بُقعة بوسعِ حذائي محاطة بالقضبان/.
إلى أين أوصَلكمُ ذلك؟ إلى لا مكان/. تَركتُم لي شفَتَي، وهما تُشكّلان الكلمات،

حتى في الصمت

ومن نايجيريا أختار قصيدة «السجن الحقيقي» لشاعر قبائل الجنوب كين سارو ـ ويوا الذي أُعدم شنقا عام 1995 لمعارضته الدائمة للحكومات العسكرية المتتابعة، والدفاع عن قبيلته «أوغوني» التي استهلكت نفطَ أراضيها الشركاتُ متعددة الجنسيات.

«السجن الحقيقي»

إنه ليس السقف الذي يرشح بالقَطر/ ولا البعوض الذي يطنّ/ في الزنزانة الرطبة التعيسة/ وهو ليس صرير المفتاح، إذ يُغلق السجّان عليك/ وهو ليس الوجبات المجدورة/ التي لا تناسب الوحش أو البشر/ ولا حتى فراغ اليوم/ الذي يغوص في شحوب الليل/ ليس هذا/ ليس هذا/ ليس هذا/ إنها الأكاذيب التي دمدموها في أذنيك طوال جيل/ إنه عميل المخابرات الذي يركض مسعوراً/ منفذاً أوامر قاسية كارثية/ لقاء وجبة طعام يومية تعيسة/ القاضية التي تدوّن في سجلها/ عقوبة تعلَم انها غير مُستحقة/ الوَهن المعنوي/ العجز العقلي/ طعام الطغاة/ الجُبْن المقنّع بالطاعة/ القابع في أرواحنا المهانة/ هو الخوف الذي يُبلّل السراويل/ التي لا نجرؤ على غسلها/ إنه هذا/ إنه هذا/ إنه هذا/ يا صديقي العزيز هو ما يُحيل عالمنا الحر/ إلى سجن كئيب.
ومن كوبا إخترت قصيدة «حيث أنا موجود لا يوجد ضياء» للشاعر خورخه فالز أرانغو المولود عام 1933 قرب هافانا العاصمة. وعندما قاد باتستا انقلابه عام 1952 ساهم الشاعر في دعمه وهو في شبابه بوقوفه ضد الطاغية. لكنه سُجن، مما اضطره إلى الخروج إلى المنفى. وعندما تسلم كاسترو الحكم أعيد اعتقاله. ولما رفض الخضوع إلى «إعادة تربية» حكم عليه عام 1964 بالسجن عشرين سنة قضاها بزيادة أربعين يوماً. وعند إطلاق سراحه هاجر إلى الولايات المتحدة.

«حيث أنا موجود لا يوجد ضياء»

حيث أنا موجود لا يوجد ضياء/ والمكان محوّط بالقضبان/. وخلفه بقليل/ توجد فسحة مضاءة/. لذلك لا بد للضياء من وجود/. ومع هذا/على مَبعَدة، يوجد وُجوم أشد عمقاً/. لا يوجد رجال على المشانق اليوم/: جميعهم على نار/. أيمكن أنهم ينطوون على وقود؟/فهم يواصلون الكلام/، يتحركون من هنا إلى هناك/ومن هناك الى هنا/، بلا انتهاء/. بعضهم نائم/أحدهم في الخارج/. ثمة ضوء شمس في مكان ما/. لا بد أن الشمس موجودة/. لم أعُد أستطيع الخروج/: سأخلد إلى النوم/. لا بد أنني سوف أفيق ثانية/. وهكذا، وهكذا وهكذا/. وقود الكيروسين يشتعل دون انقطاع.
وقد أختتمُ اليومَ بمثال من بورما (ميرامار) للشاعر زارغانا الذي يعني «مَلقط» وهو الاسم الأدبي للشاعر ماونغ ثورا المولود عام 1962، خريج كلية طب الأسنان لكنه كان صاحب ظرف وفكاهة. اعتقل عام 1990 بسبب ما قيل عن محاكاته الساخرة لأحد زعماء الجيش أمام ألوف من الناس احتشدوا في ملعب «يانكين» فحكم عليه بالسجن خمس سنوات وأطلق سراحه عام 1994 واستمر في العيش في بورما.

«نسيان»

أشعة القمر تُطبِق في الليل/. تختنق النجوم/. بومة الأهراء، تلك الخبيثة التعيسة/ تنعق حزناً/. والقطار العجوز على القضبان/ ينقذف نحو دماره/ مُتَحشرِجاً بآخر أنفاسه/. وأنا؟ أنا أرسل أفكاري إلى أبعدَ من هذه الجدران/ يوماً فيوماً من الفجر إلى الليل/(من الفجر إلى الليل، يوماً فيوماً)/ أحلم أحلام يقظة لا تنتهي/، أحلم بالرحلة عديمة النهاية/طوال الليل، متآكلاً/، أعضّ على الشكيمة/: فالذي استدعيه لا يأتي/ والذي أنتظره لا يظهر أبداً/ آه، لو كنتُ أستطيع التوقف/ عن النظر، والاستماع، والتفكير، والحلم، فلن أشعر بشيء أبدا.
وهذا غيض من فيض من مساجين الشعراء في العالم. وقد أعود إلى تقديم أمثلة أخرى من شعراء أُلقيَ بهم في السجون، لا لجرم اقترفوه، بل لأن الحاكم لا يطيق من يقف ضده.

مقتطفات نثرية ومقالات دفعت بأصحابها إلى السجون

عبد الواحد لؤلؤة

فيلم «الأصليين»: محاولة جادة لتغييب الوعي المصري

Posted: 29 Jul 2017 02:07 PM PDT

القاهرة ــ «القدس العربي»: للفن دوماً دوره المهم في حياة الناس، مهما آمنوا بذلك أو استهانوا، لكنه مؤثر بشكل أو بآخر، ويحاول ــ في حال كونه موجهاً ــ أن يعيد صياغة هذه الحياة وفق مفاهيم واعتقادات يسرّبها إلى وعي وحِس الجمهور. وتعد السينما الوسيلة الفنية الأسرع والأقوى تأثيراً، خاصة وأن القراءة ونوعية الكتب التي من الممكن أن تحفز الوعي تبدو غائبة عن شعب بعيد عن القراءة وعالمها، ويكتفي بمتابعة صفحات التواصل أو برامج التوك شو، التي أيضاً ترعاها الدولة، وتعمل على بث رسائلها من خلال هذه البرامج. ولم تسلم السينما من التلوث بالمناخ السياسي، بل شاركت به وروّجت لأفكاره ومعتقداته على طول الخط، اللهم بعض التجارب التي خرجت عن هذا الإطار، وكان نصيبها إما المنع من العرض لفترة، أو تشويه العمل من خلال مقص الرقيب. وهنا يصبح كل عصر ينتج رجاله وفنانيه المخلصين، المتفانين في خدمة نظام ما وسلطة قائمة، حتى ولو بطريق غير مباشر، هذه الفئات التي ترى وجودها وديمومتها في وجود هذه السلطة أو تلك. هنا تكمن خطورة المسألة، فأي شيء يمكن تقديمه إلى الجماهير، وبالتالي اللعب بعقولهم، هذا بالطبع في صورة لئيمة توحي بتبني خطاب الأغلبية، لكنه في الأساس ترسيب للخوف أكثر من نظام يظن أنه قادر على كل شيء. ويبدو أن فيلم «الأصليين» يجسد سمات ومناخ الوقت الراهن، فالجميع لن يفلت مهما ظن أنه يستطيع، ورغم حالة الاستهجان، إلا أنه يؤصل لها ويبثها في وعي الجمهور، بخلاف الاستناد إلى بعض من أساطير وتخاريف لا ترقى إلى صيغة العمل الفني، فالإبهار البصري لحكاية جوفاء لن يُغني شيئاً، بل يظل فارغاً وعديم المعنى، وحالة من حالات لعبة الـ (ثلاث ورقات) ــ التي يتقنها كل من كاتب الفيلم ومخرجه، فلهما سابقة تدعى فيلم الفيل الأزرق ــ التي يتم من خلالها استغفال الجمهور عن عمد. الفيلم أداء كل من ماجد الكدواني، وخالد الصاوي، ومنة شلبي، وكندة علوش، وهناء الشوربجي، وناهد نصر الله، ومحمد ممدوح، وأحمد فهمي. تصوير أحمد المرسي، ومونتاج أحمد حافظ، وديكور محمد عطية، وملابس ناهد نصر اللوه، موسيقى هشام نزيه، وتأليف أحمد مراد، ومن إخراج مروان حامد.

عن السوبر ماركت والنداهة وزهرة اللوتس

سمير/ماجد الكدواني موظف في أحد البنوك، ويسعى في المشاهد الأولى بين رفوف السوبر ماركت وعربة كبيرة محملة بالبضائع الاستهلاكية، يتم الاستغناء عنه لترشيد النفقات، لكن حياته مرهونة بأقساط الفئة فوق المتوسطة، وهو رب أسرة ولديه شاب وفتاة، وزوجة/كندة علوش تجسد مأساة عصر الاستهلاك السعيد. تأتيه رسالة غامضة عبارة عن هاتف يحمل العديد من الصور ولقطات تمثل مواقف من حياته، هو وحده الذي يعلمها بالطبع، أو هكذا يظن، حتى يتقابل مع مُرسل الهاتف رشدي أباظة/خالد الصاوي، ليخبره أنه مُراقب منذ طفولته، وأنه أي أباظة انتوى ضمه إلى فريق (الأصليين) حُماة الوطن وحُرّاسه. لماذا تم اختياره؟ لن نعرف! من هم هؤلاء؟ لن نعرف! وما نتيجة ذلك على الأحداث ودراما الفيلم؟ من الأفضل أن ننسى. موظف البنك يعمل من خلال تكنولوجيا متقدمة في مراقبة آخرين، على رأسهم ثريا جلال/منة شلبي، الباحثة في الحضارة الفرعونية والتي وجدت الحل في البحث والتقصي، وهو العودة إلى زهرة اللوتس، سر الحضارة الفرعونية، فهي التي كانت تساعد المصري القديم على الخيال، وهي سبب إنتاج هذه الحضارة العظيمة، وقد انتبه المحتل لهذا السر فحرّم زراعتها، وبالتالي فقد المصري خصوبة خياله، وأصبح مثالاً للشخص المدجن، كما تغنى الفيلم بهذه العبارة التي يتناولها المثقفون على المقاهي ليل نهار. ليصبح الأمر في النهاية على غرار جملة لمحمد هنيدي قالها في أحد أفلامه «الخس مهضوم حقه ع السفرة المصرية». ولا ننسى النداهة التي كانت تهمس إلى سمير باسمه طوال طريق الأحراش وهو يسير برفقة رشدي أباظة، لينتهي الأمر بترديد بعض عبارات من قبيل السفسطة، حتى يتلخبط الجمهور أكثر، ولا يعرف (فين السنيورة) كما في لعبة الثلاث ورقات.

لن تفلت أيها الشعب الطيب

«الرب في السما بيراقب عبيده، وإحنا إيه غير بشر بنقلد الفكرة» يا الله، هكذا يمكن صياغة الفكرة العامة للفيلم، فالأمر يبدو طبيعياً، ولن يفلت أحد، مهما حلم أو حاول ــ لا يجب أن ننسى أننا فقدنا اللوتس إلى الأبد ــ وبهذا يتم تسريب فكرة المراقبة الرهيبة، والتي أصبحت أكثر سهولة في عصر التكنولوجيا، والخيال العلمي الضحل غير المؤسَس على أي نظريات، اللهم تهويمات وتخاريف قصص الناشئة الركيكة، والتي تؤمن في أن البديل الفرعوني الموهوم هو الحل للخلاص من كل الموبقات، فالحل في الخيال البعيد.
ما يريده الفيلم هو تثبيت حالة الخوف لدى الجمهور، وأن أي محاولة مصيرها الفشل، وهو بذلك يؤكد السياسة الحالية للنظام الحاكم، ويدّعي كاتب الفيلم أنه لم يصطدم مع الرقابة، بل تبلت الموضوع الشائك في ثقة وصدر رحب! فالنظام نفسه يسعى إلى هذه الأعمال، ينفيها عن نفسه، لكنه في الوقت نفسه يحب بثها بين الناس. ولنعد بالذاكرة قليلاً، فيديوهات التعذيب داخل أقسام الشرطة قبل ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير 2011 كان يتم تسريبها من قِبل رجال الأمن أنفسهم، وهي وإن كانت تدينهم، إلا أن الأمر الأهم هو بث الرعب في قلوب الجميع، فهذا ما يحدث في الداخل، وهكذا نحن أيها القطيع، لكن جرّاء ذلك استفاق ما يسمونه بالقطيع، وفعلوا ما فعلوا، وأسقطوا رأس النظام. هذه الألعاب معروفة سلفاً، أتحدث وأدين وأصنع أفلاماً تبدو من الخارج أنها مع المجموع، وأنها تحاول أن تنتصر للإنسان ــ هكذا الفن ــ لكنها في الحقيقة لا تريد سوى إرهاب المخاليق، كجزء أصيل من المناخ السياسي الذي بارك وجودها، وعملت من خلاله، وكأنها أحد أدواته الهامة والمؤثرة.

التقنية الفارغة

ورغم تهافت وسخف الفكرة والحكاية، إلا أن تقنية التنفيذ بها بعض الطرافة، من تصوير وموسيقى وأداء تمثيلي وخلافه، ولكن ماذا يفيد التكنيك وحده، وهي معضلة يتعلمها الطلاب في سنوات دراستهم الأولى في معهد السينما، فما دلالة ما تفعله، فاللعب بالكاميرا والحركة وما شابه لابد من وجود هدف ضروري لذلك، وإلا كانت حركات بهلوانية جوفاء، فما بالك بفكرة مشكوك فيها من الأساس، جعلت الجمهور يتخبط ويعمه في ما يراه، وسط ضحكات صناع الفيلم، وقد مرروا الرسالة وأدوا الأمانة على أكمل وجه، في صحتكم يا رفاق، فليرتعب الجميع.

فيلم «الأصليين»: محاولة جادة لتغييب الوعي المصري

محمد عبد الرحيم

العراقي شاكر الأنباري في «مسامرات نهر بزيبز»: رواية الحرب التي لا تنتهي

Posted: 29 Jul 2017 02:07 PM PDT

كأن الحرب لا نهاية لها، كأنها هي الحياة بذاتها، حرب تجرّ أخرى، ولا أمل يلوح في الأفق الرمادي المُلبّد بسديم الحروب، وغيومها التي تغطي سماء بلاد كاملة من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق حتى الغرب. حرب تلد الثانية، والثالثة، وخلخلة وزعزعة وتفكك في بنية مجتمع كبير، متعدِّد الهُويات والثقافات، مثل المجتمع العراقي الذي وسمته حروب الداخل والخارج، حروب الأقاليم وحروب عابرة للقارات والمحيطات بالهلاك، فضلاً عن حروب الطوائف وزعمائها، الحروب الشيطانية التي طحنت آمال العراقيين فابتلعت حاضرهم والتهمتْ مستقبلهم، وساستهم نحو التفجُّع والفقدان، هذا ناهيك عن الخراب المتواتر الذي تركته على الذات الجمعية، وتحوّلاتها النفسية في عمق وروح وجوهر الإنسان العراقي .
كأن الحرب لم تنته بعد بالنسبة للروائي شاكر الأنباري، وكأنها مستمرة في كل منعطف ومساحة وزاوية من المكان العراقي، وهي حقاً كذلك، فالقبائل الطائفية لا تزال في احتراب دائم، والميليشيات المسلحة كذلك، وما أكثرها في العراق، فهي مستمرة في صراعاتها داخل منظوماتها ورؤيتها الفكرية تجاه بعضها البعض. الوعيد ولغة التهديد بين ميليشيات الحشد الشعبي وميليشيات البيشمركه الكردية مستمرتان ومتواترتان وتظهران كلما دعت الحاجة المذهبية والنزعة القومية إلى ذلك، الكل ضد الكل. انتهاكات فاشية وبربرية ضد الأديان والمذاهب جميعها، وسياسة تكفير حتى للحجارة، والتراب والشجر، إنها سياسة الأوباش الجدد الذين عمموا الفوضى، وزرعوا جوهر الكراهية الكامن في نفوسهم الحاقدة والمريضة والجاهلة، في كل بقعة حلوا فيها من أرض العراق .
وفق هذا النسق الأسود، وتحت هذه السماء المدماة والجريحة، كتب شاكر الأنباري روايته «مسامرات جسر بزيبز» وهي تشكل امتداداً لتجاربه السابقة ولا سيما في رواياته «بلاد سعيدة» و»رماد الكاكا» و»نجمة البتاويين»، فهو الشاهد المعاصر والأمثل والأقرب لكل ما حدث في الحروب التي دارت رحاها في العراق، بدءاً بالحرب العراقية ـ الإيرانية، وانتهاءً بالحروب التي بدأت بعد التغيير وسقوط نظام البعث. حروب ملوك الطوائف التي شهد شاكر الأنباري الكثير من فصولها، بعد عودته إلى العراق وانخراطه في العمل والعيش هناك، آملاً في ترميم جروح المنافي التي تركت مياسمها عليه، بعد متوالية الهجرات والتشرد والتنقل من بلد إلى آخر، مثل إيران وسوريا وكردستان والبرازيل والدنمارك.
ولكن ما حدث هو العكس، فالترميم المرجوّ لم يحصل، حيث تراكمت الجروح وانسدت الآفاق وأصبح المواطن العراقي العادي، غير المدعوم من حزب مذهبي وسياسي وديني وقومي عرضة للمطاردات والشبهات، وربما هدفاً مؤجلاً للقتل وقابلاً للموت في أي لحظة، وهذا ما سرده الأنباري في مرويات حكائية، شبه بوليسية، وسط أجواء وفضاءات كان قد جسدها عبر روايته السابقة «بلاد سعيدة»، وعاد ليستكمل سرود دورة العنف هذه عبر سرديات مأساوية جديدة في «مسامرات جسر بزيبز»، متقصياً قدر الإمكان، كل ما حدث من تواريخ سوداوية ودموية، ودراماتيكية بُعَيد التغيير المفصلي الذي حدث في العراق، إباّن احتلاله من قبل القوات الأمريكية، ثم رسم مسارات مختلفة وجديدة للراهن العراقي والعربي .
تستند الرواية التي انطوت على أحد عشر فصلاً، على توهج الذاكرة وأنوار وقْدَتِها وهي تقدح، لتضيء دروب الماضي وأزقته الصغيرة، الملتوية والملتفة على الزمن ومنحدراته الكثيرة.
تتحدث الرواية بضمير المتكلم عبر لسان الراوي، وهو أحد الصحافيين الذين يروون ما جرى له ولعائلته وأبناء قريته، بعد التحولات التي شهدها البلد بعد غياب النظام السابق. القرية تتموضع في المنطقة الغربية، وقريبة من مركز محافظة الأنبار، تقع على كتف نهر الفرات، وقريبة من «جسر بزيبز» الذي يوصل المحافظة الغربية بالعاصمة بغداد .
من هنا وداخل عوالم مدينة أربيل التي يصلها الراوي، مهاجراً ومشرداً، يبدأ باستعادة أيامه الماضية، عبر استعادة سيرة قريته التي تعرَّضتْ للتخريب والتدمير والمحق على يد الوحوش الصغار والكبار، وهو يعني هنا بالوحوش الصغار تنظيم «القاعدة»، وبالوحوش الكبار «داعش» أي «تنظيم الدولة الإسلامية». فالمهاجر من قريته التي تقع شمال غرب محافظة الأنبار، يسترد ذات يوم وهو يعيش حياته الصغيرة ما بين المقهى والسوق والبيت في أربيل، يسترد ويستعيد سحر الماضي، وذلك الأريج القديم الذي كان يسبغ على الحياة، نوعاً من البساطة والبراءة الأولية، والنشأة البكر والطازجة لقرية فلاحية، تتموَّج بالأشجار والضفاف، ويلوِّنها القصب والنخيل والبردي والصفصاف والتوت وحقول القمح والنباتات البرية التي تميز القرية وتلوِّنها بتلك الآفاق الفيروزية، منذ نشأتها الأولى، حيث كان فيها دكان واحد ومستوصف واحد ومدرسة واحدة، حيث الحياة تبدو بسيطة ورقيقة وسهلة وذات مواصفات بدائية. فالقرية كانت تعيش منذ الخمسينيات على ضوء الفوانيس واللوكسات والمصابيح اليدوية، وعلى جلب المياه من السواقي والجداول، والينابيع ومياه النهر القريب والمتدفق على مر التاريخ .
يميل الراوي إلى أقرب شخصية له، وهو العم رشيد، ليكون الشخصية المحورية والرئيسية في العمل، مع ثلة صغيرة، تتكون من ماهر ابن عمه رشيد، ومن أخويه بشير ومصطفى، فضلا عن الأم والأب البعيد والجد والجدة، تنضاف إليهم الشخصيات العابرة والهامشية التي يتحتم السرد المرور عليها، مثل محمود، مختار القرية، وحمادي صاحب البستان، والمضمِّد عبد الذي كانوا يطلقون عليه لقب الدكتور، وصاحب الدكان زابط ومعلم المدرسة صالح، والجارة عفرا، وبعض المزارعين والمزارعات اللواتي يظهرن على مسرح الرواية .
تتكون القرية من بيوت الطين في بدايات نشأتها، وسكانها من البداة الأوائل الذين نزحوا من الصحراء، ليسكنوها ويقيموا فيها، كمزارعين وفلاحين وعمال مياومين، في أماكن تكون في الغالب خارج القرية، وأحياناً خارج حدود المحافظة .
تحت وقع هذه العوامل، يمضي الراوي في كشف خبايا القرية، وما يعتمل في عالمها الجوّاني من حكايا وأحاديث وأسرار، فيمضي في بث ضوء محكياته وتسليط السردنة حول التطور العمراني الذي لامس القرية، فتحولتْ من منزلتها الطينية إلى منزلتها الحجرية والصخرية، غبّ التأثر بالتحديث العمراني الذي جرى في العاصمة، إذ سرعان ما سرى وتسرَّب إليها، وحولها من قرية دامسة إلى قرية تشع بالنور والضوء. لقد مُدَّتْ إليها الطاقة الكهربائية، وكذلك أنابيب المياه وبُنِيت المستشفى، فلاحت عليها أيامئذ، علامات التحولات الحديثة التي شهدتها العاصمة وإنْ ببطء، مثل أي قرية صغيرة وحالمة .
وحين يمر الزمان ليخترقها بأحداثه الكثيرة، لا يهمل الراوي عبور الأزمنة وانعطافاتها التاريخية، فتطوِّر القرية مرتبط بالتواريخ العديدة التي تمر بها البلاد، ومرتبط بالتحولات التي تطرأ عليها، كتغيُّر نظام الحكم من الملكية إلى الجمهورية، مروراً بالانقلابات التي تحصل فيها، تلك التي غيّرت من وجه البلد ومن شكل مراحله وأوقاته البغدادية، وغيّرتْ من سيماء التاريخ، فالراوي يستعين بالأحداث والتفاصيل المكانية والزمنية لرسم صورة العم رشيد الذي تتزامن حياته مع كل التواريخ التي مرَّتْ، منذ الستينيّات حيث ظهور ظاهرة ارتياد السينما في بغداد وارتياد الحانات والملاهي الليلية، ليربطها بالقرية وبالبدايات الأولى لنماء القرية التي يمرّ فيها باص خشبي واحد في اليوم، إذ يذهب فيه الجد إلى المدينة ليجلب الشاي والسكر والحلويات والحاجيات الأساسية لزوجته ميّاسة، أيام كان الراوي صغيراً، وقت ذهابه معه، جالساً في صدر السيارة، وفي حضن الجد الذي تفوح من لحيته رائحة التبغ، عكس ابنه رشيد، أي العم، الذي يفوح منه عطر الريف. دور العم الذي يرتدي الجلابية والجاكيت، يتطور حسب رؤية زمانه ومكانه للباس، فهو في بغداد حين يقصدها يرتدي السترة والبنطلون ليبدو مثل أفندية بغداد الرافلين بنعيم السهر الليلي والشراب والطعام، فهو الخبير الذي خبر كل هذه المواضعات وجاء لينقلها إلى شباب القرية، مثل ماهر والراوي ذاته .
إذاً تحولات الزمن التي طرأت على الهيئة المكانية، تعكسها الشخصيات التي عاشت في القرية، أتراحها وأفراحها، وما العم سوى الشخصية التي وقع عليها عبء المعرفة بتاريخ القرية وتواتر ميقاتها، في هذا المكان الريفي المنسي، المنزوي والبعيد، والمختفي في تلافيف الأحراش والمقاصب والأعشاب البرية .
وبذا يظهر العم رشيد مثل كتاب للراوي، يقلب صفحاته، ليقع على ما يبتغي ويريد من حوادث وتواريخ وتفاصيل انطوت في أعماق شخصية العم رشيد الذي اختزن كل تلك الأوقات في داخله وعاصر العديد منها، منذ ظهور الراديو الذي كان يحمله الراوي مع عمّه رشيد، يوم كان يتنزه به بين دروب القرية وفضائها الرحب .
لكن هذه القرية البعيدة والمنسية، سرعان ما ستظهر كمعلم بارز مترع بالأحداث السوداء والمأساوية، نتيجة دخول «القاعدة» إليها، هذه الجموع التي ينعتها الراوي بـ «الوحوش الصغار»، ومن ثم وقوعها لاحقاً في أيدي «الوحوش الكبار»، والمقصود هنا «الدواعش» الذين دمّروا المدينة وهجّروا أهلها وأذاقوا الويل لسكانها، بغية إجبارهم على التعاون مع الفكر الأسود، الناضح مساره بالدم والهدم والمحق البشري. فالعم رشيد الذي كان له تاريخ مشرِّف في هزيمة الوحوش الصغار عبر تنظيم الصحوات الذي أسسه من أجل هزيمة «القاعدة» التي كانت موجودة على أرضهم، سوف يُقتل من قبل «الوحوش الكبار» باعتباره متعاوناً مع الأمريكان الجدد والقدامى، لتنتهي جثته وليمة للضباع والذئاب في صحراء المقبرة، ولينتهي الراوي هارباً مع زوجته وطفليه باتجاه «جسر بزيبز»، ناشداً الوصول إلى أربيل، بحثاً عن حياة أخرى.

شاكر الأنباري: «مسامرات جسر بزيبز»
منشورات المتوسط، ميلانو ـ إيطاليا 2017
206 صفحات

العراقي شاكر الأنباري في «مسامرات نهر بزيبز»: رواية الحرب التي لا تنتهي

هاشم شفيق

الحكومة السودانية تتجه لتفعيل قانون جرائم المعلوماتية بشكل صارم

Posted: 29 Jul 2017 02:07 PM PDT

الخرطوم-»القدس العربي»: تتجه الحكومة السودانية لتفعيل قانون جرائم المعلوماتية وتطبيقه بشكل صارم وذلك لمحاربة الشائعات التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ودعت جهات عدة في السودان لتطبيق القانون بحزم وذلك بعد انتشار موجة من شائعات الخطف وتجارة الأعضاء البشرية والتي أثرت بشكل واضح على أمن المجتمع حسب المدافعين عن القانون.
وأعلن مدير شرطة الخرطوم، اللواء إبراهيم عثمان، في تصريحات صحافية، أن لجنة أمن الولاية اتخذت تدابير لمواجهة مروجي الشائعات ومتابعتهم والقبض عليهم وتقديمهم لمحاكمات وتوقيع عقوبات رادعة عليهم حفاظاً على أمن المواطن وتماسكه.
وخلال حفل افتتاح مبان تابعة لمنسوبي جهاز الأمن، طالب مدير هيئة الإدارة في جهاز الأمن والمخابرات الوطني، عبد الوهاب الرشيد، المواطنين بعدم المساس بأمن البلاد وعدم الالتفات إلى الشائعات باعتبارها قضايا ملفقة تقوم بها مجموعة عصابات ممولة وموجهة للتحريض على أمن البلد، حسب تعبيره.
ويعد رئيس حزب المؤتمر السوداني بام روابة حاتم ميرغني، من أوائل الذين شملهم تفعيل القانون حيث أدين بإشانة السمعة وجرائم المعلوماتية والنشر الضار وأصدرت المحكمة قرارها هذا الأسبوع بسجنه عامين ودفع غرامة 10 آلاف جنيه لصالح المحكمة ومبلغ 200 ألف لصالح الشاكي.
وألقت الشرطة مؤخرا القبض على شخصين نشرا تسجيلين صوتيين مختلفين، روجا فيهما للقبض على قتلة مواطنة أثارت قضيتها الرأي العام، ونفت الشرطة ما جاء في التسجيلين اللذين احتويا على معلومات كاذبة بحسب مصادر شرطية وتضمن أحدهما إساءة لإحدى قبائل السودان.
وتم توجيه خطبة الجمعة الماضية للحديث عن خطورة الشائعات في المجتمع وتحدث وزير الأوقاف السابق، عصام أحمد البشير عن الشائعات وخطرها على المجتمع. وتناول الشيخ عبد الحي يوسف رئيس قسم الثقافة الإسلامية في جامعة الخرطوم وإمام وخطيب مجمع خاتم المرسلين الإسلامي في الخرطوم في خطبة الجمعة هذا الموضوع، مبينا أن الشائعات تهدف إلى إشانة سمعة الأشخاص أو الجماعات أو زعزعة الأمن.
وقال ياسر يوسف، وزير الدولة في وزارة الإعلام السودانية، إن تفعيل القوانين المتعلقة بالجرائم المرتكبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من أجهزة نظم المعلومات أمر طبيعي.
وأضاف يوسف في حديث لـ»القدس العربي» أن تطبيق القانون بأي مستوى هو أمر ضروري لدفع الضرر ولا يتعلق ذلك بالشائعات التي راجت مؤخرا. ونفى أن يكون الغرض من الدعوات لتفعيل القانون هو أحداث بعينها أو ظروف لحظية أو ملاحقة الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي كما يروج البعض.
وأكد أن الهدف من مثل هذا النوع من القوانين هو تحري الدقة والمهنية في نشر إي معلومات متعلقة بحياة الناس أو تؤثر على المجتمع، مشيرا إلى أن اللجوء للقانون سلوك حضاري ويحفظ لجميع حقوقهم. وبيّن أن القوانين الموجودة في السودان تهدف لتنظيم حياة المجتمع ومن بينها قانون جرائم المعلوماتية.
وبخصوص قانون الصحافة الذي تجري صياغته من جديد، بإدخال مواد تلاحق الناشرين بالصحف والمواقع الإلكترونية قال يوسف: «لا توجد لدينا مشكلة في التشريعات المتعلقة بالنشر وما يجري حاليا هو بعض التعديلات التي تهدف إلى تطوير القانون ومواكبة المستجدات».
وأجريت في العام الماضي إضافات لقانون جرائم المعلوماتية لعام 2007 والذي يتضمن عقوبات مشددة لـ»الابتزاز والإساءة» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة «فيسبوك» و»واتساب» و»تويتر» والمواقع الإلكترونية، وتم تغيير اسم القانون ليصبح «قانون مكافحة جرائم المعلوماتية».
يذكر أن قانون جرائم المعلوماتية في السودان لسنة 2007 يتم تطبيقه على أي جريمة واردة في نصوصه، إذا ما تم ارتكابها كليا أو جزئيا داخل أو خارج السودان أو امتد أثرها داخل السودان، سواء كان الفاعل أصليا أو شريكا أو محرضا، على أن تكون تلك الجرائم معاقب عليها خارج السودان ومع مراعاة المبادئ العامة للقانون الجنائي السوداني لسنة 1991.

الحكومة السودانية تتجه لتفعيل قانون جرائم المعلوماتية بشكل صارم

ستيفان زفايغ في «لاعب الشطرنج»: قهر الوحدة باستحضار القرين

Posted: 29 Jul 2017 02:06 PM PDT

يقول الروائي النمساوي هيرمان بروخ أن «الخلق الوحيد للرواية هو المَعْرِفة، والرواية التي لا تكشفُ أي شذرة مجهولة من الوجود هي منافية للأخلاق». طبعاً هذه العبارة ُهي خلاصة لتأملات وقراءات صاحب «موت فرجيل» ناهيك عن تعمقهِ في خصوصيات هذا الجنس الأدبي عبر مقاربات فعلية وتفحص آليات كتابة الرواية، وما أضاف إليها من خلال تجربته في التأليف. وبالاستناد لما ذُكِرَ آنفاً، أن الرواية متداخلة مع دروب المعرفة والفلسفة، ولا بُدَّ للروائي أن يتكفلَ بتقديم عمله بصورة تَحدو بالمتلقي لطرح الأسئلة حول المسكوت عنه، وجوديا وسياسياً ولاهوتياً وفلسفياً. وهذا الأمرُ هو ما يتوقعه القارئ من الروائيين الأفذاذ أمثال الكاتب النمساوي ستيفان زفايغ الذي ما أن تقرأ له عملاً حتى تتأكد من ما يتضمنهُ من أبعاد فلسفية وما يثيره من أسئلة إشكالية. وإذا كان المؤلف في رواية «أربع وعشرون ساعة من حياة امرأة» يَعتمدُ على ما ينقله الراوي عن ردود أفعال نُزلاء الفندق حيال هروب السيدة هنرييت مع شاب فرنسي، والاختلاف الحاد في الرؤية بين السارد والشخصيات الأخرى لفعلة زوجة الرجل الثري، ومن ثُمَّ ما ترويه السيدة الانكليزية (س) عن الإعصار الذي ضرب حياته في غضون (أربع وعشرون ساعة). كل ذلك يخدم ما يسعى إليه الكاتبُ، وهو مناقشة موضوع شائك، الأخلاق والأحكام الصادرة على بعض تصرفات المرء التي قد لا نفلح في تفسيرها، والإحاطة بدوافعها، فإن مؤلفَ «عالم الأمس» يطرحُ في رواية «لاعب الشطرنج» من منشورات مسكيلياني 2017 مسألة الإرادة والمعاناة الناجمة عن انشطار الذات في ظل ظروف قاهرة. وذلك يكون بتفويض شخصية السيد (ب) وهو من الشخصيات الأساسية ليحكي عن تحديه ومعاركته لإكراهات السجون النازية.

إشارة العنوان

مع أن مضمون الرواية يتطابق تماماً مع ما ينبئ به العنوانُ، إذ يلم المتلقي علماً من الصفحة الأولى، أنَّ العمل يدور حول اللعبة الملكية، ويشيرُ الراوي إلى خصائصها، مؤكداً أن لعبة الشطرنج من بين كل الألعاب، هي الوحيدة التي اخترعها الإنسان للتحرر من قيد الصدفة، والإعلاء من شأن الذكاء البشري، ناهيك عن تذكير القارئ بعدد المُربعات المرسومة على الرقعة والبيادق التي تتقاسمها، والأهم من ذلك فإن الشخصية النابغة في تلك اللعبة مرصودةُ، وذلك بعدما يعرفُ الراوي عن طريق أحد أصدقائه أن بطل العالم في الشطرنج ميركو كزنتوفيك، سيصحبهم على ظهر المركب المُبحر من نيويورك صوب بوينس أيرس. إلى هنا لعلَّ المتابعَ لأعمال ستيفان زفايغ يكتشفُ عناصر مشتركة في روايتي «لاعب الشطرنج» و»أربع وعشرون ساعة من حياة امرأة» إنسحاب الراوي ليكون في موقع المروي له، والتشابه في طبيعة المكان المحتوي على الحدث. في الروايتين يكون المكان مُتحركاً مثل المركب أو مؤقتاً كالفنادق، وغالباً تُوظفُ مثل هذه الأمكنة في متن الأعمال الروائية التي تبحثُ عن موضوع فكري أو سياسي.

العبقري المُتعجرف

يتوارى الراوي تاركاً المجال لصديقه الذي يسترسلُ في سرد حياة بطل العالم في الشطرنج ونشأته، وذكائه المحدود في الدراسة، بحيثُ عجز عن كتابة جملة صحيحة أياً كانت اللغةُ ما دفع بأحد مُنافسيه أنَّ يتهكمَ عليه قائلاً ان جهل ميركو عليم بكل شيء. كان بطل العالم يستنجد بأصابع اليد لمعرفة نتائج العمليات الحسابية، زدْ على ذلك إن بطلَ العالم تكفل أحد القساوسة برعايته حينَ يموتُ والده غرقاً، هكذا تتشكلُ صورة واضحة عن شخصية ميركو، والظروف التي نشأ فيها. وفي مقلب آخر من الرواية يعودُ الراوي من جديد إلى المسرح ليشرحَ الأساليب التي اتبعها من أجل استدراج البطل للحديث غير أن الأخيرَ أبدى جلافة في التصرف وتبين كرهه لمخالطة الناس، ولم ينجح شروع الراوي في ممارسة لعبة الشطرنج في حجرة التدخين، في اختراق حصار بطل العالم، كان يمرُ بهم مرور الكرام مظهراً نوعا من الاستخفاف بحلقتهم، يشارُ إلى أن أسماء لاعبي الشطرنج المشهورين تردُ في سياق الحديث عن ميركو وتقدمُ المترجمة سحر ستالة، توضيحات عن كل شخصية تُذكر ضمن الرواية، في الهامش، لا يتنازل اللاعبُ إلى مستوى من يلعبون الشطرنج في حجرة التدخين إلا بعدما يتلقى عرضاً مُغرياً من شخصية ثرية، ماك كونور الذي يصادف أن يكون موجوداً من بين المسافرين، وإن كان تفوق الفتى اليوغوسلافي في الشطرنج قد جعله مغروراً مُتعجرفاً، فإنَّ الثراء الفاحش والأموال الطائلة التي يمتلكها كونور هي من أسباب فساد طباعه، إذ لا يقبل بوجود من يكون أعلى شأناً ومقاماً إلى جانبه. من هنا يشتدُ التنافسُ بين القطبين، أخيراً يوافق بطل العالم على أن يلعب مع اللاعبين من الدرجة الثالثة مقابل مبلغ مالي لا يستهان به. في هذا المقطع السردي لا يوجدُ ما يمنحُ الزخم في تيار القصة، إذ تحدى البطلُ خصمه الثري الذي استعان بستة لاعبين آخرين، ولكن ذلك لا يرجئ هزيمته ولا يصمدُ كثيراً، فبالتالي يسقطُ ملكه، وما كان منه إلا أن يطالب بجولة أخرى ثأراً لخسارته، ولا يمانع بطلُ العالم في أن يقوم بجولة أخرى، وبهذا تتوالى المشاهدُ ويشدُ مناخ الرواية المتلقي إلى الوقائع دون أن يدع المؤلفُ فرصة التوقع، وما عليك سوى تتبع ما يعرضه. يتكئ صاحب «فوضى الأحاسيس» في هذه الرواية على الانتقال بين قصتين، بينما القارئ يكون مندمجاً في قصة بطل العالم، ومتابعة فوزه على مُنافسيه في المركب، يقطعُ المؤلفُ هذا المشهد، ويبدأُ بعرض قصة جديدة، ويأتي هذا متسقاً مع حيثيات الأجواء السائدة ولا يكون التحول مُفتعلاً في بناء الرواية.

المُفاجأة

يكمن جانب كبير من فرادة «لاعب الشطرنج» في تضافر أجزائها، وترابط القصص بسلسلة سردية مُحكمة، وربما الأهم من ذلك هو التنوع في أساليب العرض، واستنطاق الشخصيات، عندما يلعبُ كونور جولة أخرى لاستعادة الاعتبار، ويتشاور مع فريقه قبل أن يحركَ بيادقه، يظهر من يمنعه من الانتقال إلى الاتجاه الذي يريده، هنا نكون أمام مفصل آخر من الرواية. ويتصاعدُ التوترُ أكثر حينَ تمشي اللعبة حسب توجيهات الشخص الذي يبدو في العقد الرابع من عمره، ويشي ذبول ملامحه بأنَّه مرًّ بظروف قاسية، وأغرب ُ ما في الأمر أنَّ الرجل يؤكد عدم رؤيته لرقعة الشطرنج منذ خمسة وعشرين عاماً، ولم يمارس هذه اللعبة في شبابه إلا لتزجية الوقت، لذلك لا يقبلُ أن يلعب أمام بطل العالم، وبعدما ينجحُ الرجل الثري وفريقه في الخروج بالتعادل بفضل ملاحظات من يرافقهم في الرحلة نحو بوينس أيرس، يتفاجأ بطل العالم بانقلاب الموقف، وفقدانه للأفضلية، ما يعني انسحابه من الواجهة ليتصدرَّ رجل القدر وقصته المشهد. فهو بدوره يكشفُ سره للراوي عندما يتوسط الأخيرُ لإقناعه أن يلعبَ مع بطل العالم، إذ شهد (ب) مرحلة الاحتلال النازي لمدينة فيينا، وانتشار الغستابو على نطاق واسع، وشرعوا في مطاردة المطلوبين، فكان (ب) من الذين أدرج اسمه في لائحة الشرطة السرية، كونه يعمل في مكتب المحاماة، إضافة إلى ما يمتلكه من الأسرار حول البلاط الملكي، لذلك فمن الطبيعي أن يكون مراقباً بواسطة مستخدم يشتغل في مكتبه، إلى أن يُزِج به داخل السجن، هنا يبرز المؤلف براعة في تقديم صورة عن سيكولوجية الإنسان السجين، إذ أن تكرار الأشياء والتحقيقات المضنية من الأمور التي تبعث على ملل قاتل لدى السجين. ويقولُ (ب) كنت سعيداً بمجرد الإنتقال من مكان إلى مكان آخر، وهذا ما يذكرك بما يتفوه به إبن الكاهن في رواية «الساعة الخامسة وعشرون» قائلاً من سخريات القدر أن يكون السجينُ سعيداً بنقله من زنزانة إلى أخرى، لا يجدي شيء لمعالجة الأجواء الخانقة في السجن، إذ يستعيد (ب) ما حفظه سابقا من الأشعار والأناشيد وفقرات من القانون المدني، ومحاولات لإجراء العمليات الحسابية، والتكهن بنوع الأسئلة التي من المفترض أن يجيب عليها خلال الاستجواب، كل هذا لن يكون إلا ضرباً من العبث، ومن ثُمَّ يجد خلاصه في معطف في غرفة التحقيق حين يجازف بأن يأخذ ما في جيب المعطف فإذا به كتاب يضم مئة وخمسين مباراة مشهورة للشطرنج على مر التاريخ، يقوم بلعبتين في يوم واحد، ويتخذ من المخدة رقعة وفتات الخبز بيادقَ، ليس هذا فحسب بل يحاول أن يلعب مع قرينه وينشطر إلى شخصين، الامر الذي يقوده إلى حالة هستيرية، لأن لعب الشطرنج ضد نفسك أشد تناقضاً من القفز فوق ظلك. يخضع (ب) للمعالجة إلى أن يستعيد حالته الطبيعية ويصدر الحكم عليه بمغادرة النمسا، ينتهي العمل بمباراتين في الأولى يكسب (ب) أمام بطل العالم وفي الثانية ينهار نتيجة مماطلة ميركو كزنتوفيك. يظهر ستيفان زفايغ في «لاعب الشطرنج» قدرة الإنسان على قهر الوحدة، ما يعني أن خيارات المرء لا تستنفد. طبعاً هذا الطرح مناقض تماما للسيناريو الأخير في حياة (فايغ) الذي انتحر. تكرر الحالة نفسها لدى همنغواي الذي يمجد في «الشيخ والبحر» إرادة الإنسان دون أن يحول ذلك بينه وبين الانتحار.

ستيفان زفايغ: «لاعب الشطرنج»
ترجمة سحر ستالة
منشورات مسكيلياني، تونس 2017
78 صفحة.

ستيفان زفايغ في «لاعب الشطرنج»: قهر الوحدة باستحضار القرين

كه يلان مُحَمَد

ميرا صيداوي: أبحث عن نفسي في بلدي و«أيوبة» هي فلسطين

Posted: 29 Jul 2017 02:06 PM PDT

بيروت ـ «القدس العربي»: زهرة مرعي: لا تزال «أيوبة» نسيجاً مقيماً داخل حنايا الممثلة ميرا صيداوي. «أيوبة» المرأة الفلسطينية المشحونة بهموم التقاليد وحياة المخيم واللجوء، والمعاقبة بانكسارات وهزائم ذكوره. كان لها فرصة البوح على خشبة المسرح، فأزاحت عن كاهلها دهراً من القمع اللاجئ معها إلى الشتات. أحبت ميرا صيداوي «أيوبة» حتى العشق، وأمنيتها أن تصل المسرحية إلى المخيمات في لبنان لتكون المرأة وجهاً لوجه مع ذاتها.
ميرا صيداوي شابة فلسطينية كسرت التقاليد بحبها للتمثيل، فدرسته أكاديمياً في معهد الفنون في الجامعة اللبنانية، وبدأت تشق طريقها في المسرح والسينما والدراما. معها كان هذا الحوار:
■ من «قفص» إلى «أيوبة» في المسرح وفيلم «روحي» وصولاً إلى فيلمك الأول «مخيم ع دواليب أربعة» هل لنا بإضافة عن سيرتك الذاتية؟
■ عمري 33 سنة، خريجة مسرح من الجامعة اللبنانية. مثلت في أفلام متعددة قصيرة وطويلة، وفي المسرح كذلك. في السينما والمسرح اخترت المواضيع التي تعالج الهوية والانتماء، شكل الوطن وعلاقة الإنسان مع نفسه. كانت لي فرصة طيبة عندما شاركت في ورشة لصناعة الأفلام، والتي أثمرت عن توقيعي الفيلم الأول «مخيم ع دواليب أربعة».
■ من خاطب فيلم «مخيم ع دواليب أربعة»؟
■ أردته جواباً عن سؤالي الشخصي أين سأدفن في النهاية؟ لا أرغب أن أدفن في المخيم. فرضية السؤال أين سيكون دفني في حد ذاته تعبير عن مقاومة من قبلي كفلسطينية.
■ وماذا عن أرشيفك على صعيد المسرح؟
■ إلى جانب مسرحيتي «أيوبة وقفص» أعتز بمسرحية «مذهب» مع المخرجة لينا خوري. ومسرحية «سيستيماتيكل» مع بديع أبو شقرا التي تناولت حياة الثنائي عندما تتسلل إليها الرتابة. مسرحية أعطت المرأة مساحة لطرح أسئلة وجودية.
■ كممثلة فلسطينية في لبنان هل بدأت تشقين طريقك بثبات أم ترين حضورك محدوداً؟
■ تتيح لي مهنتي فرصة التعبير بسبل متعددة. عبّرت من خلال الفيلم الذي أخرجته. ومثلت في العديد من الأفلام لأني وجدتها مثيرة لي كممثلة. كما كتبت وشاركت مع ديما ونوس في ورشة لكتابة القصة في معهد غوته، فوقع الاختيار على قصتي لتشارك في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بعد طباعتها بالعربية ومن ثم ترجمتها إلى الألمانية. منذ البدايات وكتابة الرواية هي مشروعي الأثير. إذاً مجالات التعبير المتعددة تساعدني في إخراج الهموم من داخلي إلى العلن. قد أكون الممثلة الفلسطينية الوحيدة في لبنان، وهذا سيف ذو حدين. فالسؤال عن قدرة المخيمات في تخريج ممثلات نظراً للتابوهات التي تحاصر الفتيات كبير. ليس هذا وحسب بل يضاف إليه أن المخيم مساحة تحد كلياً إمكانية رؤية الجمال. في حيثيات ذلك أن الفلاحين الذين أخرجوا عنوة من أرضهم وتمّ وضعهم في مخيمات داخل مدينة، وفي منازل ضيقة، تحاصرهم النفايات والجرذان. أين هي علاقة هذا الفلاح بالأرض والشمس والهواء؟ وأين هو الجمال؟
■ كيف تكون حلم التمثيل والجمال لديك إذاً؟
■ ولدت في المخيم. غادرته عائلتي في إحدى جولات الحروب إلى الجبل. وحتى منتصف عمر العشرينيات تكون بيتنا من الزينكو وقليل من الحجارة. بيئة كما المخيم، إنما بعيداً عنه. استشهدت شقيقتي، ودفن والدي فوقها بعد وفاته. في الواقع ورغم مسيرتي المحدودة في الفن حتى الآن، فأنا أنتمي إلى من يشبهني. أجد في فلسطين مكاناً أكثر راحة، حقيقة ومساحة واسعة. عندما ترسخ وعي فهمت أن فلسطين ليست بالنسبة لي جغرافيا، بقدر ما هي فكرة تتضمن حقي في الاختيار. كلاجئة لا خيار عندي. وفلسطين هي خيار أي إنسان في العدالة، وإن هي نشأت في فلسطين نشأت في كل مكان.
■ هل واجهتك صعوبات مع تبلور فكرة دراسة المسرح؟
■ طبعاً. وتمثلت أولاً بتحدي الانتقال من الريف إلى المدينة، وأضيفت إلى مشكلة الانتماء والهوية الجاهزة بالأساس عندي كغريبة. لبيئة الجامعة حساسياتها الخاصة، منها من قبل وجودي، ومنها من رفضه بناء على حسابات اجتماعية وسياسية. إنها تجربة رغم صعوبتها كانت ممتعة.
■ هل أتاح لك لبنان الانطلاق كممثلة؟
■ لم يكن الأمل يراودني أن أصبح ممثلة، بل بأن ألتقي كتّاباً وأدباء. أعرف أني منذ وطئت بيروت للدراسة كان البحث عن الأديب الياس خوري هدفي، وذلك بعد قراءتي روايته «باب الشمس». البحث عن الجمال بمختلف وجوهه كان هدفي عندما قررت الدراسة الجامعية. وفي التمثيل أرى الصدق مفتاحاً لإيصال الشخصية.
■ وهل دعمتك عائلتك؟
■ بل واجهت مصاعب. لم يكن طموحي بالحرية مقبولاً. شغفي بما قررته خلق عندي تمرداً خضته حتى آخر نفس. ثورتي من أجل حريتي بدأت من بيئتي الخاصة وتابعتها في المدينة. في المدينة ناضلت للحفاظ على ما أؤمن به من جمال حيث يكثر «البوتوكس» أو العضلات المشلولة.
■ ما الذي جذبك إلى مسرحية «أيوبة»؟ أهو دعم للكاتب والمخرج الشاب عوض عوض؟
■ أن يكون عوض فلسطينيا فهذا عامل مهم للموافقة. عشقت فكرة تقديم نص مسرحي من المخيم مباشرة إلى بيروت. كفى تهميشاً للمخيمات. المخيمات في قلب المدينة وصوتها مكموم. اجتمعنا على «أيوبة» ولم يكن النص جاهزاً لبدء التمارين، فكانت متعتي الحقيقية في إعداد النص كتابة بالتعاون مع عوض. تدخلت في الجانب الصوفي وعملت على فقرة تحرش الزوج بزوجته «يبرطم، يتشردق». طبعاً إلى جانب انهزام الزوج في السياسة والثورة والجنس. ابتهجت لذكر عيادة الأونروا في نص مسرحي. شكل النص متعة حقيقية، فقد عجنته وخبزته وعدت لكتابته مع عوض، وطورناه مع علية الخالدي. والأهم من كل هذا أن «أيوبة» امرأة جميلة.
■ هل توقعتم هذا التصفيق الحاد ثناء على جهودكم؟
■ داهمنا مخاض قبل العرض الأول بأسبوع. تعاركنا، عصّبنا، ووجه أحدنا اللوم للآخر. كل منا كان مهموماً كيف سيقدم «فلسطينه» بصورة صحيحة. «أيوبة» هي فلسطين. شعرنا بأنها ولدت وبدأت تكبر. «أيوبة» من التجارب الجميلة جداً.
■ بعد عرضها في الجامعة اللبنانية الأمريكية اللبنانية ومسرح المدينة متى ستصل إلى المخيمات؟
■ هذا هو الهدف الذي نسعى إليه، وأظن أن كل من يحب فلسطين سيعمل من أجل تحقيقه عبر الدعم المالي.
■ كنت «يارا المثلية» في مسرحية «قفص» وهو الدور الأكثر جرأة. هل وافقت على عرض لينا أبيض بسهولة؟
■ ترددت في البدايات وراودني القلق. خلال التمارين قالت لي لينا أبيض «ستكونين أول ممثلة تلعب دور المثلية في بيروت وتعلن حبها لحبيبتها وعلى المسرح». وافقت على الدور وأردته باللهجة الفلسطينية بعد حوار لتعديلها إلى اللبنانية. صدى اللهجة كان حاضراً في مسرحية تحكي هموم النساء، وهو في رأيي فعل مقاومة. محور دوري هو الحب المرفوض من المجتمع الذي يجاهر بقبوله لمشاعر الكراهية. نحن نسقط الأحكام على الآخر وعلى ذاتنا تالياً.
■ هل بدأت تُفتح بالتدريج سبل التمثيل مع مخرجين لبنانيين؟
■ أطمح للعمل مع عصام بو خالد. فيما عدا ذلك أعيش الحياة بما تعطيني وبما أعطيها. أؤمن أن طاقتي ستجلب الأشياء التي أريد. أحضّر لفيلم وثائقي تمثيلي سأحتفظ باسمه، وسيتم تصويره في مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة. أتعاون مع منتجة أمريكية ونسعى للحصول على تمويل. كما أعمل على مسرحية مع المدمنين على المخدرات ستُعرض في برج البراجنة. انطلق العمل دون تمويل من أي جهة. هي ورشة وعلاج بالدراما للشباب المدمنين في برج البراجنة.
■ وماذا عن الرحلة إلى فرانكفورت؟
■ أنتظر الموعد، وصدور القصة بالعربية والألمانية، وهي بعنوان «قل للنوم أن ينام». آمل تحويل القصة إلى رواية مستقبلاً.
■ في تصريح لها قالت المخرجة لينا أبيض عنك «أعتبرها اكتشافي الفني المميز فهي ممثلة موهوبة». ما هو تعليقك؟
■ «آخ ع» لينا. علاقتي بها مميزة عرفتها من خلال الممثلة والكاتبة الفلسطينية رائدة طه حين عرضت «الاقي زيك فين يا علي» في مخيم برج البراجنة. يومها عبّرت عن رغبة بتقديم عمل مسرحي فلسطيني معها. هي إنسانة جميلة جداً. وشاءت الظروف أن أكون في قفص. العمل معها طور أدواتي التمثيلية.
■ كيف تمكنت من الجمع بين ثيمة الموت في فيلم «مخيم ع دواليب أربعة» والضحك والفانتازيا؟
■ صراحة لا أفهم هذا الفيلم. بعد كل عرض له يسود الصمت الطويل. فما من أحد توقع تناول الموت بهذه البساطة. بدأت الحكاية حين استيقظت صباحاً وقالت لي والدتي «ستدفنين هنا»؟؟ قلت: وإن سافرت؟ ردت: «منجيبك». بدأت فكرة الفيلم وانطلقت أسأل في كافة مخيمات لبنان: أين ستموت/ تين؟ رد الجميع: «بفلسطين». بعضهم أتى بقفشات: في فاريا مع نساء جميلات. واسترسل آخرون تعبيراً وكأنهم بانتظار السؤال. كنت في سيارتي التي تحولت إلى منزلي وبحثت عن جواب مع لاجئين مثلي في بلد غريب. أردت معرفة إن كانوا كما والدتي يرغبون بالموت في المخيم.
■ أشعر وكأنك في ورشة عمل دائمة. ألا تخشين عدم التركيز؟
■ بل أسعى للتعبير حيث أجده متاحاً. فلسطين تسير معي حيث أكون. لن أقدم عملاً فنياً إذا لم يتناول بلدي الذي هو أنا. أنا أبحث عن نفسي في بلدي الذي لا أعرفه. هو بحث عن الأرض التي لا حدود فيها، وحق الاختيار.

ميرا صيداوي: أبحث عن نفسي في بلدي و«أيوبة» هي فلسطين
بحثت عن أدوات للتعبير فكان التمثيل والكتابة والتحدي

باقة منوعة من العروض التونسية والعربية والعالمية من أجل الحب والسلام

Posted: 29 Jul 2017 02:06 PM PDT

تونس ـ «القدس العربي»: قدمت الدورة 53 لمهرجان قرطاج، باقة من العروض الفنية المنوعة جمعت بين الفن الملتزم والشعبي والتراثي مع عروض مسرحية وغنائية قدمها فنانون محليون وعرب وعالميون. وانطلقت الدورة في 13 تموز/يوليو وتتواصل إلى 19 آب/اغسطس المقبل. وتتضمن 27 عرضا فنيا (28 سهرة) تقام على المسرح الأثري الشهير في قرطاج الواقع في هضبة الأوديون بشارع الملكة ديدون أو عليسة أو أليسار كما يحلو لكل شعب أن يسمي مؤسسة قرطاج، فضلا عن 13 عرضا آخر خارج أسوار المسرح ستقام من 16 تموز/ وليو إلى 4 آب/أغسطس بمتحف قرطاج الأثري الذي يضم نفائس الحضارة القرطاجية في عصور ما قبل ميلاد المسيح. ويشارك في الدورة فنانون تونسيون وعرب وعالميون مثل مغني الراب «بلاك ام» و»اكرم ماغ» و»كلاي بي بي جي» والفنان اللبناني راغب علامة والفنانة السورية فايا يونان ومغني الراب الجزائري «قادر جابوني» والفنانة أميمة الخليل والفنان عبد الرحمان محمد والفنانة السورية لينا شامميان.
أولى العروض كانت مع «حضرة القيروان والساحل « وهي إنشاد صوفي يخص تراث مدينة القيروان ومدن الساحل التونسي. وقد نقل هذا العرض التراث الصوفي الشعبي لجهة القيروان والساحل إلى المسرح. وجسد المشاركون بأصواتهم وأزيائهم وتعبيراتهم الجسدية ما يحدث في الزوايا الصوفية من طقوس حركية ونفسية وإيمانية يتقرب فيها الفرد من الله. انه الفن حينما يعبر عن اختلاجات النفس وينهل بعيدا من أعماق التراث الشعبي التونسي الأصيل.
وتمايل جمهور قرطاج مع قرع الطبول، وآلات العزف والكلمات، وأيضا مع عبق البخور التونسي الذي ذهب عميقا في أغوار الروح في أجواء خاصة سلبت قلوب الحاضرين.
 
  فن تونس

واتسم افتتاح الدورة 53 بتقديم عرض خاص تناول التراث التونسي تحت عنوان «فن تونس» مختزلاً تاريخا من التراث الموسيقي بكل تجلياته الموسيقية والأدبية والشعرية وذلك على امتداد ستين سنة، أي منذ تأسيس الجمهورية الأولى حسب ما صرح به خلال ندوة صحافية قائد الأوركسترا الفيلاهارموني لتونس، شادي القرفي. وقدم هذا الحفل فنانون تونسيون لهم رصيد في الأغاني التونسية مثل قاسم كافي عدنان الشواشي وأسماء بن أحمد ومنجية الصفاقسي وغيرهم من الاسماء التي تركت أثرا عميقا لدى الجمهور التونسي. وكان العرض أيضا تحية لرواد الفن التونسي مثل الشاذلي أنور ورضا القلعي ومحمد رضا وعلي شلغم والصادق ثريا وصالح المهدي وقدور الصرارفي ومحمد التريكي وعبد الكريم صحابو.
 وفرقة الاوركسترا والكورال الفيلاهارموني لتونس أسسها شادي القرفي سنة 2013 وتضم مجموعة من العازفين التونسيين المخضرمين والشباب واستاذة الموسيقى وعمل بعضهم في أهم فرق الاوركسترا العالمية. 

عرض قصيدة

من أبرز العروض الموسيقية نجد عرض القصيدة الذي جمع بين الفلامنكو والموسيقى الإيرانية في سهرة 23 تموز /يوليو. ومن أبرز المشاركين الفنان الإيراني محمد معتمدي والإسبانية روزاريو اللذان قدما عرضا استثنائيا حمل الجمهور إلى عوالم موسيقية أخرى وقدم أصواتا مميزة بمشاركة عناصر الفرقة في حوار مدهش بين الموسيقى الإيرانية والفلامنكو في سهرة استثنائية انتشى معها جمهور متحف قرطاج ليلة الأحد 23 تموز/يوليو مع عناصر مميزة مثل سينا جهانبادي ( الكمان) وسلفادور غوتيراز (القيثارة) وبابلو مارتن جونس وحبيب مفتاح (إيقاع) واوركو وتريماندو. هذا الحوار بين الفلامنكو والموسيقى الإيرانية هز مسرح قرطاج الذي استفاق على أنغام موسيقية خاصة تحيي الوجدان وتتحدث عن الحضارة والفن والحياة بكل تعاليمها ومبادئها وتعابيرها. انه عرض يختزل الحياة والتراث ويتناغم بهدوء ليقدم حوارا موسيقيا شيقا بين الحضارات يليق بعراقة حضارة قرطاج وذوقها الفني الراقي.
 
تحية للوطن ولسوريا
 
للحب والسلام للوطن الضائع لحلب، لتدمر، لزنوبيا، غنت الفنانة السورية الصاعدة فايا يونان على مسرح قرطاج بأداء استحوذ على اهتمام واستحسان الحاضرين. وقالت يونان في ندوتها الصحافية انها أمضت شهورا طويلة وهي تحضر لهذه الحفلة التي اعتبرتها مفصلية في مسيرتها الفنية لأهمية مهرجان قرطاج في مسيرة الفنانين.
هاهي فايا يونان تشدو كعصفورة لتنقل بصوتها العذب عذابات وآلام وأحلام شعبها اللاجئ، شعب الحضارات الذي تحول بفعل انعكاسات هذا الزلزال العربي «إلى لاجئ على حدود الدول»، فكانت سهرة للوطن بامتياز حملت معها فايا فراشات حلب وبرتقاله، وأطلقت ابنة الحضارة السريانية السورية القديمة سراح الورد على مسرح قرطاج ووجهت تحية من شعب سوريا إلى الشعب التونسي. 
«وجهتك متل حل التعب عمشوف صورة شام ..عالحلم جبتلك حلب حتى بحلمك نام…وجهك قصيدة يا حلو ..وجهك نغم موجوع». كلمات خرجت من عمق الوجع، من عمق حرب متواصلة منذ سبع سنوات. وجهت يونان دعوة للحاضرين للسفر معها في رحلة عشق وجنون نحو عالم الموسيقى، واختتمت باقتها الملونة بتحية إلى كل الاوطان العربية مع «أغنية موطني» على أمل الخلاص وان يعود الثناء والبهاء والجمال إلى ربوع العالم العربي.
 
عرض اغاث

قدمت المغنية البرازيلية اغاث اراسيما مساء الإثنين 24 تموز/يوليو عرضا خاصا بموسيقى الجاز. وبعد ان شكرت باللغتين العربية والفرنسية الجمهور الغفير (الذي كان مزيجا من التونسيين والأجانب المقيمين في تونس) على حفاوة استقباله وتفاعله، تنقلت بين الإيقاعات الموسيقية بمهارة وحرفية كبيرتين، جعلتا الجمهور يقع في سحرها لحنت بعضها لتحتفل بالحياة والحب.
وكشفت اغاث اراسيما عن نضج فني كبير وعن قدرتها على تمرير رسائلها بطريقة سلسة وخصوصا لما غنت «Favéla» عن واقع الأحياء الفقيرة في البرازيل.
وبحضورها المشع فوق المسرح وأدائها لمجموعة من الأغاني وتقديمها لمقاطع موسيقية في مزج بين موسيقى السامبا البرازيلية والجاز، تؤكد المغنية ذات السابعة والعشرين ربيعا ان ثقافتها المزدوجة (الفرنسية والبرازيلية) وانحدارها من عائلة موسيقية هو ما مكنها من خوض تجارب موسيقية أصيلة ومختلفة تتجاوز حدود المكان لأنها تخاطب جوهر الإنسان مهما كان جنسه وعرقه ولونه ودينه.
وصاحب هذه الدورة جدل واسع حول مشاركة الممثل الكوميدي الفرنسي من أصل تونسي ميشال بو جناح، حيث دعا ناشطون وجمعيات مدنية والاتحاد العام التونسي للشغل إلى إلغاء العرض، تحت شعار مناصرة القضية الفلسطينية ومناهضة التطبيع باعتبار ان الفنان اليهودي التونسي الفرنسي هو من المناصرين للصهيونية والمعادين للحقوق الفلسطينية وقد أعلن ذلك صراحة في عدة مواقف وتصريحات إعلامية.    
 

باقة منوعة من العروض التونسية والعربية والعالمية من أجل الحب والسلام
 الدورة الثالثة والخمسون لمهرجان قرطاج الدولي:

مانشستر سيتي بين عبقرية غوارديولا ونرجسيته!

Posted: 29 Jul 2017 02:06 PM PDT

أخيراً، صعق مانشستر سيتي الجميع في سوق الانتقالات، وتخطت صفقاته المدوية حاجز الـ200 مليون جنيه استرليني، ليكون أول ناد يصل الى هذا الرقم في انتقالاته في نافذة انتقالات واحدة، رغم ان ريال مدريد فعلها في 2009، لكن في ظروف مختلفة وقيمة عملة مغايرة.
عموماً، وبعد التخلي عن 17 لاعبا هذا الصيف، ما بين بيع واعارة واخلاء سبيل، فان مهمة تغطية غياب المخضرمين في الخط الخلفي وتحديدا الاظهرة، أصبح ملحاً وعاجلاً. فبعد بداية مبكرة واعدة في سوق الانتقالات بضم بيرناردو سيلفا والحارس ايدرسون، خيم الهدوء في معسكر السيتي، والامر الوحيد الذي كان أقرب الى الحدوث، هو انتقال الظهير البرازيلي الرائع داني ألفيش الى السيتي، بعد، على ما يبدو، اتفاق بين المدرب بيب غوارديولا وألفيش على فك ارتباطه بيوفنتوس والانتقال الى ملعب «الاتحاد»، لكن النجم البرازيلي اختار باريس سان جيرمان، ما جعل من ضمان ضم أظهرة حاجة ملحة وعاجلة، منذ رحيل زاباليتا وسانيا وكليشي وتبعهم كولاروف، ليخوض السيتي مباراته الودية الاولى أمام الجار يونايتد بظهير واحد فقط، وكأنه يفتقد جناحيه.
غوارديولا أنفق بصورة مهولة، وهو لديه فكرة في كيفية تسيير الامور، وعادة ما تكون أحادية ونرجسية، وقراراته لا تقبل المناقشة أو الجدل، وهو أمر سلبي بقدر ما هو يشكل جوهر وصميم نجاحاته السابقة، لكنه ارتكب العديد من الأخطاء الموسم الماضي بسبب نظرته الاحادية هذه، فهو تخلى عن الحارس ذي الشعبية الكبيرة جو هارت وجلب مكانه كلاوديو برافو، الذي أخفق وسقط في العديد من الأخطاء، ولو كان هارت مكانه لصد أكثر من نصف الاهداف التي استقبلتها شباك السيتي، ولربما جنى للفريق بين 12 الى 15 نقطة اضافية. ورغم عودة هارت من اعارته مع تورينو، كانت لدى غوارديولا فرصة للتصحيح، واستدراك خطأ فادح، لكن أصر على استبعاده فرحل حارس انكلترا الى وستهام، مفضلا المدرب الاسباني جلب الصاعد ايدرسون، الذي لم يلعب سوى موسم واحد كامل، كان الماضي مع بنفيكا، وما شاهدناه أمام الجار يونايتد في المباراة الودية والاخطاء التي وقع فيها، فانه في الواقع لا يختلف كثيرا عن برافوا الا بفارق السن. طبعا هواجس بيب الشخصية انتقلت ايضاً الموسم الماضي الى الاصطدام، ليس مع يايا توري، بل مع وكيل أعماله، ليحرم الفريق من موهبته لنحو نصف موسم، مثلما يحاسب على بعض الصفقات مثل نوليتو وجون ستونز وغندوغان، الذي معروف عنه في المانيا انه كثير الاصابات، فلماذا جلبه بيب؟
مشكلة أخرى يعانيها غوارديولا، بعد حل أزمة الأظهرة، هي قلوب الدفاع، ففي الواقع يملك السيتي قلب دفاع عالمي واحد، هو فينسنت كومباني، فهو القائد الشرس الذي يكره الهزيمة والمنظم الأول لزملائه وكأنه المدرب داخل الملعب، لكن مشكلته الاصابات المزمنة، ورغم ان كلما لعب كومباني يصبح السيتي أكثر صلابة، بل شريكه في الخط الدفاعي يصبح أفضل، الا ان في غيابه تدب الأخطاء بين أوتاميندي وستونز والآن عاد مانغالا، وكلهم على الورق مدافعون كاملون لكن في الواقع أخطاءهم كثيرة وسوء تمركزهم قاتل، والحل يكمن في ضم قلب دفاع عملاق، والمتوافر حالياً الهولندي فيرجيل فان دايك من ساوثهامبتون.
نقطة ايجابية كانت بروز الواعد ابن السابعة عشرة فل فودن، الذي أغدق عليه غوارديولا بالاشادات، ويتوقع له ان يكون خليفة دافيد سيلفا، الا ان عادة السيتي في الاعوام الاخيرة هي عدم اعطاء فرصة للواعدين والصاعدين، فرحل هذا الصيف التركي ايناس اونال احد أفضل هدافين الدوري الهولندي حيث كان معاراً، وسبقه دينيس سواريز الذي يلعب حاليا مع برشلونة، وقبلهما بسنوات رحل دانييل ستاريدج من دون أن يعطى فرصة، فهل يحصل فودن عليها؟
ومع تواتر الانباء عن رغبة اليكسيس سانشيز في اللعب للسيتي، فان مشكلة أخرى تواجه غوارديولا، وهي التخلص من اصحاب الرواتب العالية، وبينهم سمير نصري، الذي انتقده زملاؤه ووصفوه بالمتكبر والمتعجرف، وويلفريد بوني ومانغالا وفابيان ديلف، قبل أن يفكر في ضم المزيد.

twitter: @khaldounElcheik

مانشستر سيتي بين عبقرية غوارديولا ونرجسيته!

خلدون الشيخ

أولمبياد 2020 كيف تهدئ طوكيو مخاوف زوارها من خطر زلزال مدمر؟

Posted: 29 Jul 2017 02:05 PM PDT

طوكيو ـ «القدس العربي»: تخشى كل مدينة مضيفة لدورة الألعاب الأولمبية من وقوعها ضحية أمر من اثنين: اعتداء دام أو كلفة مالية باهظة يتطلب تعويضها سنوات طويلة. الا ان لطوكيو مضيفة أولمبياد 2020 هاجسا إضافيا: زلزال أو موجة «تسونامي» مدمرة.
قبل ثلاثة أعوام على انطلاق دورة الالعاب الصيفية التي تستضيفها العاصمة اليابانية بدءا من 24 تموز/ يوليو 2020، تبذل سلطات المدينة جهودا مضاعفة لتبديد مخاوف الرياضيين والزوار المرتقبين في هذا الحدث الرياضي الأكبر في العالم. وتعرضت طوكيو والمناطق المحيطة بها لهزات أرضية قوية على مدى العقود الماضية أبرزها زلزال كانتو الذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص عام 1923، لوقوعها على فالق زلزالي نشط. كما ضربت اليابان في العام 2011 هزة ضخمة تبعتها موجة مد «تسونامي» أدتا الى مقتل أكثر من 18 ألف شخص في شمال شرقي البلاد، وعانى على اثرها الملايين من انقطاع في التيار الكهربائي وتوقف وسائل النقل، اضافة الى حصول تسرب من مفاعل فوكوشيما النووي، الواقع على مسافة 240 كلم من طوكيو.
ويقول المسؤول في معهد رصد الزلازل في جامعة طوكيو ناوشي هيراتا: «اذا وقعت هزة ارضية كبيرة في منطقة طوكيو في الفترة حتى انطلاق الالعاب سنة 2020، لن يعود السؤال حول استضافة الألعاب من عدمها، وإنما عن معرفة اذا كان الاقتصاد الياباني سيستطيع النهوض من جديد». ويتوقع ان تصل الفاتورة الاقتصادية، في حال حدوث هزة ارضية ضخمة الى 95 مليار ين (730 مليار يورو). ويوضح هيراتا انه في هذه الحالة «لن يكون أمامنا سوى البحث عن مدينة مضيفة أخرى». وعرفت اليابان بعملها الدؤوب للتأقلم مع تواتر الهزات الأرضية، لا سيما في مجال البناء. ويؤكد المسؤول في بلدية طوكيو المكلف الاشراف على المنشآت الاولمبية ساتورو سونادا ان «اليابان معرضة للهزات الارضية، لكن قواعد البناء فيها هي الاكثر دقة في العالم». ويضيف: «نقوم بكل ما نستطيع لتحضير المواقع من اجل ضمان حياة آمنة لكل شخص في ظل احتمال وقوع هزة أرضية كبيرة». ويشدد سونادا على ان كل الشروط تلبي معايير مقاومة الهزات، ولذا تم تعزيز وتقوية البنى التحتية على غرار ملعب أرياكي الذي سيستضيف منافسات الكرة الطائرة، وبلغت كلفة بنائه 320 مليون دولار، وأقيم على مجموعة ضخمة من ممتصات الصدمات المطاطية.
ويرى المدير العام للجنة اليابانية المنظمة لاولمبياد 2020 توشيرو موتو ان طوكيو «هي من المدن الافضل استعدادا في العالم لمواجهة كارثة طبيعية». وبحسب أحدث التجارب الرسمية لمحاكاة الزلازل، تبلغ نسبة احتمال وقوع زلزال في العاصمة في العقود الثلاثة المقبلة 70%. وستؤدي هزة بقوة 7,3 درجات في حال حدوثها الى مقتل 23 الف شخص (70% منهم بسبب الحرائق) والى تدمير 610 آلاف مبنى. وطوكيو هي المدينة الوحيدة في العالم التي تقوم على ثلاث طبقات بنائية، بينما تعتبر مدينة يوكوهاما المجاورة من المناطق المدنية الأكثر تعرضا لزلزال قوي أو «تسونامي»، بحسب دراسة أجرتها عام 2013 شركة «سويس ري» السويسرية، ثاني أكبر شركة لاعادة التأمين. واذا ترافق الزلزال مع «تسوماني»، يبدو المنظمون للالعاب مطمئنين ايضا لأن المنشآت الاولمبية في خليج طوكيو جهزت او تمت حمايتها بسدود قادرة على مقاومة موجة عارمة يصل ارتفاعها الى مترين. الا ان الباحث المتخصص في دراسة هذه الموجات كوجيرو سوزوكي، يحذر من عدم الركون فقط الى الاجراءات الوقائية. ويقول ان «الاضرار قد تتجاوز بكثير المتوقع. عندما تبلغ المياه ارتفاع 10 أمتار، حتى جدران الاسمنت المسلح تتهاوى. لا يمكننا الركون الى السدود فقط، وانما تكون عمليات الاجلاء مهمة للغاية». وتعتزم بلدية طوكيو إعداد كتيب بلغات عدة، يشرح لزوار الألعاب سبل التصرف وعمليات الاجلاء في حال وقوع أي كارثة. كما تنظم حملات وتمارين توعية موجهة الى الاجانب.
ويركز الاختصاصي في الكوارث الطبيعية في جامعة طوكيو مانابو تاكاهاشي على ان اليابانيين اعتادوا منذ طفولتهم على أوضاع مماثلة، الا ان «متابعي الالعاب والرياضيين يكتشفون طوكيو للمرة الأولى، ولا يعرفون الى اين وكيف يهربون في حال حصول شيء من هذا القبيل». ولا تشكل الهزات الأرضية الهاجس الطبيعي الوحيد المحيط بطوكيو، بل ان أي ثوران لبركان فوجي الواقع على مسافة 100 كلم غرب طوكيو، قد يغطي العاصمة بطبقة كثيفة من الغبار والرماد، ويكبدها خسائر مالية تصل الى 22,5 مليار دولار. ويقول الاستاذ السابق في جامعة طوكيو والخبير في دراسات الزلازل والبراكين توشيتسوغو فوجي ان «الناس غير المعتادين على الهزات الأرضية قد يصابون بالهلع حتى في حال حصول ارتجاجات بسيطة». ويضيف: «يصعب التنبؤ تحديدا، لكن ثوران بركان فوجي في المستقبل القريب لن يكون مفاجئا (…) علينا أخذ هذا الخطر في الحسبان».

أولمبياد 2020 كيف تهدئ طوكيو مخاوف زوارها من خطر زلزال مدمر؟

الماجري… التونسي والعربي الوحيد في دوري السلة الامريكي للمحترفين

Posted: 29 Jul 2017 02:05 PM PDT

تونس ـ «القدس العربي»: يعتبر صالح الماجري (31 عاما) اللاعب التونسي والعربي الوحيد الذي يلعب في دوري رابطة المحترفين الأمريكية (NBA).
ويخوض الماجري البطولة الأشهر عالميا في كرة السلة عبر نادي دالاس مافريكس الذي لعب له الموسمين الماضيين، بعد تجارب في إسبانيا مع فريقي أبرادور وريال مدريد، وأخرى في بلجيكا مع أنتويرب، فيما كانت بدايته في ممارسة اللعبة من بوابة نادي النجم الساحلي محليا (2006- 2010).
الماجري أعرب عن شعوره بالفخر لتمثيل تونس وكافة العرب في «NBA» ومحاولة الظهور بصورة إيجابية لرسم الصورة الحقيقية عن بلاده والعرب. وقال: «أنا فخور بكوني سببا في التعريف بتونس التي تعتبر جغرافيا بلدا صغيرا، أنا أعمل دائما على التعريف بتونس ودعوة الكثيرين لزيارتها حيث لا تتجاوز فكرة البعض عنها بأنها مجرد بلد صحراوي (رمال وجمال). وأكد النجم العربي أن «الرياضة قادرة أكثر من أي شيء آخر على إيصال صورة إيجابية عن بلد كتونس». وعن تواجده ضمن أفضل خمسة لاعبين أفارقة بدوري المحترفين الأمريكي، أوضح أن دول وسط وجنوب إفريقيا متقدمة كثيرا في مستوى عدد وحضور محترفيها في دوري المحترفين الامريكي، مؤكدا أن وجوده كلاعب عربي من شمال إفريقيا تشريف له ولتونس بشكل خاص وللاعب العربي عامة. وأضاف أن الوصول لهذا المستوى لم يأت من فراغ بل هو نتيجة عمل شاق وطويل ورعاية وتركيز على تحسين أدائه إضافة إلى توفيق الله ودعم عائلته وجمهوره ومتابعيه الذين يدفعونه إلى تقديم الأفضل وتجاوز العثرات، مؤكدا عدم سهولة اللعب في البطولة الأمريكية، بل والأصعب من ذلك حسب تعبيره الحفاظ على مكان في فرق لا تعطى فيها الأماكن هدايا بل تفتك بالعمل والمثابرة والصبر.
وعن بداية ممارسته للعبة العمالقة، قال الدولي التونسي وأفضل لاعب في بطولة كأس أمم إفريقيا 2011 التي عاد فيها اللقب لمنتخب «نسور قرطاج» إن الأمر فيه الكثير من الحظ بالنسبة له، حيث لم يكن يعرف شيئا عن كرة السلة إلى أن تم اكتشاف طوله الفارع أثناء اجتيازه اختبارات الرياضة للثانوية العامة حيث كان يبلغ من العمر 18 عاما. وأشار الى أنه لاقى رعاية كبيرة من فريق النجم الساحلي الذي لعب له في بداية مسيرته قبل أن يتحوّل إلى بلجيكا التي كانت محطة للتقدم إلى بطولة إسبانيا الأكثر قوة ومنافسة، حيث وصل فيها إلى أفضل مستوياته مع ريال مدريد الذي أحرز معه كل الألقاب الممكنة في أوروبا. وعن علاقته بمنتخب بلاده أكد الماجري أنه يعمل على تقريب وجهات النظر بين مسؤولي الاتحاد التونسي للعبة وفريقه الأمريكي لتمكينه من خوض غمار منافسات كأس أمم إفريقيا المقبلة (أفروباسكات 2017) التي ستقام بشكل مشترك بين السنغال وتونس في سبتمبر/ أيلول المقبل. وأشار إلى أن علاقته بالمنتخب التونسي لم تنقطع، ولن يحدث ذلك رغم مروره بفترات ابتعد فيها بسبب الإصابات أو ما اعتبره اختلافا في وجهات النظر تم تجاوزها، مؤكدا أنه سيحاول التواجد مع المنتخب التونسي في البطولة المقبلة، حيث يرغب في اللعب وهو جاهز بدنيا وذهنيا ويسعى لتقديم الإضافة لزملائه.
وبشأن النسخة الثانية لتجربة مؤسسته الخيرية لاكتشاف مواهب شابة في تونس، قال الماجري إن متابعي اللعبة تفهموا بشكل أكبر في نسخة العام الحالي المغزى من الدورة التدريبية أكثر من النسخة الماضية، حيث سيتم متابعة ورعاية لاعب أو أكثر من أفضل المواهب سيتم نقلها لأكاديمية نادٍ أوروبي هذه المرة بعدما كان دوري الجامعات الأمريكي واجهات في الدورة الماضية. وأقامت المؤسسة الخيرية «SM50» الدورة التدريبية الثانية لاكتشاف مواهب شابة، بين 13 و17 عاما أقيمت يومي 8 و9 يوليو/ تموز الجاري بالشراكة مع مؤسستي NBA- Tunisian Community (فرع بتونس لمؤسسة رابطة كرة السلة المحترفة الأمريكية)، وكرة سلة دون حدود بإفريقيا (Basketball without Borders Africa).
وتعني المؤسسة «SM50» الحرفين الأوليين لاسم صالح الماجري ورقم قميصه في فريقه الأمريكي، وتعمل على اكتشاف المواهب الشابة وتطوير اللعبة في تونس. وأوضح الماجري أنه فتح المجال أكثر في تجربة العام الحالي حيث كان موجودا بمصر خلال متابعته مباريات كأس العالم للشباب، مشيرا إلى أن تونس ومصر قادرتان على تقديم مواهب كبيرة في اللعبة، والبلدان العربية تحتاج رعاية واهتماما أكبر بهذه اللعبة لتنال مكانة متميزة في كرة السلة. وتابع: «نلتُ فرصة لا ينالها الكثيرون، وأحاول قدر المستطاع اكتشاف نسخٍ أخرى أو مواهب مثل صالح الماجري، سأعمل على متابعتها ودعمها للبروز لتكون قادرةً على تطوير لعبة كرة السلة بتونس». وعن دعم المسؤولين في البلاد للدورة التدريبية لاكتشاف المواهب لم يخفِ الماجري غياب الرعاية والاهتمام الضروريين من الجهات الرسمية، ما عوضه النجم التونسي عبر جلب راعٍ رسمي هذا العام هي شركة السيارات الصينية هافالhaval ، حيث سهل عليه كل سبل إنجاح الدورة بحسب تعبيره.

الماجري… التونسي والعربي الوحيد في دوري السلة الامريكي للمحترفين

«الرافتينغ»… رياضة مائية تنعش السياحة اللبنانية

Posted: 29 Jul 2017 02:05 PM PDT

بيروت – «القدس العربي»: التجديف المائي في النهر، أو ما يعرف بـ»الرافتينغ»، تجاوز كونه مجرد رياضة مائية ترفيهية شمال لبنان، ليتحوّل في السنوات الأخيرة إلى أهم مورد اقتصادي لسكان المنطقة، ما أنعش قطاع السياحة فيها بشكل عام.
ومع أن هذه الرياضة الأوروبية التي تعتمد على التجديف في زوارق مطاطية مملوءة بالهواء، لا تعتبر حديثة الظهور في لبنان، إلا أنها استطاعت استقطاب عدد كبير من أبناء البلاد وحتى من السياح الأجانب، ممن يفضلون اختبار مغامرة مائية استثنائية.

تحدي نهر العاصي

على ضفاف نهر «العاصي» الممتدّ على طول نحو 572 كم، والنابع من بلدة اللبوة في البقاع اللبناني (شرق)، تتناثر القوارب المطاطية الصغيرة، تصارع الأمواج تارة، ومستسلمة للتيار المائي الذي تصنعه الشلالات المنسابة على ارتفاع يصل إلى 7 أمتار. محمد صعب، صاحبة أحد أندية «الرافتينغ» المنتشرة بالعشرات على طول ضفاف النهر، قال إن «هذه الرياضة بدأت في العاصي منذ 1993، غير أن انتشارها كان محدودا للغاية». وأضاف أن «الرافتينغ شهدت مع الوقت تطوّرا ملحوظا، خصوصا في العقد الأخير، حيث بات النهر وجهة للسياح العرب والأجانب، فضلاً على أبناء لبنان، لممارسة سباق التجديف المائي». رحلة تستغرق نحو ساعة ونصف الساعة، وفق صعب، يقطع خلالها المركب المطاطي، الخاضع لجميع تدابير السلامة اللازمة، نحو 8 كيلومترات في النهر. ويتسع المركب لما بين 8 إلى 9 أشخاص، عادة ما يكونون مرفوقين بالمسؤول عن القيادة والتعليمات. غير أن أكثر ما يميّز هذه الرحلة «الشيقة» على حدّ وصف صعب، هو ما يتخللها من أجواء حماسية نابعة من حس المغامرة المخيم عليها، علاوة على اللعب والتراشق بالمياه عند التقاطع مع مراكب أخرى. وعلاوة على بعدها الترفيهي، أشار صعب أن «الرافتينغ» تعدّ من الرياضات المهمة للغاية في «تقوية العضلات، وخصوصا الأيدي»، نظرا للجهد المبذول في التجديف، إضافة إلى الحركة المتواصلة بفعل الأمواج وانسياب المياه. أما الشلالات الـ 5 الموجودة على خط الرحلة البحرية للزوارق، فهي من أهمّ عناصر «الإثارة» في هذه الرياضة. ففي الجزء الأخير من الرحلة، أي عند المرور على شلالات الدردارة المتدفقة على ارتفاع نحو 7 أمتار، تمتزج السماء للحظة مع الأرض، لتصنع لوحة بديعة تثير إعجاب ركاب الزورق، وتضفي على الرحلة بعدا جماليا رائقا. ومن أجل سلامة عشاق هذه الرياضة، لفت صعب إلى أن «ركاب الأمواج يرتدون ملابس خاصة، ويُجهّزون بمعدات لتأمين رحلتهم بنسبة 100 %، وهذا ما يتيح حتى لطفل في الرابعة من عمره» أن يمارسها دون خشية تعرضه لسوء.

جهود محلية

أما في منطقة «الهرمل» البقاعية، هذا القضاء الذي يضم مجموعة قرى ترتفع عن البحر بين 900 إلى ألف متر، فقد سجلت «الرافتينغ» وصولها «منذ نحو 20 عاما»، بحسب صعب. انتشار محدود لرياضة أجنبية لم يكن لها تقاليد تذكر في المنطقة المتاخمة لمحافظة حمص السورية (شمال شرق)، حيث لم يتعدّى «عدد الذين تدرّبوا على أيدي لجنة فرنسية الـ 10 أشخاص». وبعودة هؤلاء المدرّبين إلى لبنان، يتابع صعب، بذلوا أقصى جهودهم لتدريب بقية الشباب، من أجل تطوير رياضة ينفرد بها نهر العاصي. ورغم ما اعتبره صعب «إهمالا» من قبل وزارات السياحة المتعاقبة، إلا أن الرياضة سرعان ما تطوّرت، لتكتسب صيتا استقطب الكثيرين. تطور ترجمه عدد أندية «الرافتينغ» بالمنطقة، من ناد وحيد عند ظهور اللعبة في 1993 إلى 20 حاليا، يستقبل الواحد منها في الأيام العادية من 30 إلى 45 شخصا يوميا. ونهاية الأسبوع، يرتفع عدد المقبلين على الرياضة ليتراوح بين 100 إلى 150 في كل ناد، وخصوصا خلال موسم الرافتينغ الذي يبدأ مع حلول الربيع ويستمرّ حتى بداية الخريف. نائب رئيس بلدية «الشواغير- الهرمل»، وائل صعب، قال إنّ «المنطقة إنتعشت سياحياً بفضل نوادي الرافتينغ والمطاعم التي يصل عددها إلى أكثر من 30 مطعما ممتدة على طول نهر العاصي». ورأى أن «الجهود التي يبذلها المعنيون، بالتعاون مع القوى الأمنية، ساهمت في رفع الإقبال المحلي والدولي على المنطقة»، لافتا أن «الرياضة تظل مع ذلك بحاجة للدعم الإعلامي خصوصا من قبل وزارة السياحة اللبنانية». وللمحافظة على نظافة نهر «العاصي» وعلى قدرته على استقطاب السياح، قال المسؤول الإداري إن بلدية المنطقة «شكّلت لجنة من السكان تعنى بهذا الجانب، وتحرص على عدم وقوع أي نوع من الإشكالات». وبالنسبة له، فإن «الفضل في رفع أسهم السياحة بالمنطقة يعود للإعلام المحلي والعالمي الذي يتناول هذه الرياضة، ويعرّف بها، بما يشجع على الإقبال عليها»

نقطة جذب سياحية 

المفتشة بوزارة السياحة، رندة الباشا، قالت إنّ رياضة التجديف المائي أو «الرافتينغ» تعدّ من بين أبرز أنواع الرياضة السياحية المدرجة على لائحة «أفضل الأماكن اللبنانية الجديرة بالزيارة». نقطة جذب سياحية استطاعت، بمرور الوقت، استقطاب اهتمام السياح داخليا وخارجيا في لبنان. ولدعم الإنتعاشة المنبثقة عن ارتفاع أعداد المقبلين على «الرافتينغ»، أضافت الباشا أن وزارتها «تقوم كل عام بطبع كتيّبات عن المرافق والمعالم والأماكن الطبيعية السياحة التي يجب على السائح زيارتها». وفي السنوات الـ5 الأخيرة، ركّزت الوزارة على «الرافتينغ» باعتبارها من الرياضات النادرة في لبنان، ما يجعلها وجهة لعشاق هذه الرياضة.
ومع أنّ الباشا لم تقدّم أي أرقام حول إيرادات الرياضة أو مقدار مساهمتها في قطاع السياحة، إلا أنها لفتت إلى أن تمركزها في مناطق بالبقاع (شرق)، على غرار بحيرة القرعون، منح هذه المناطق حيوية خاصة، لا سيما في منطقة نهر العاصي، والتي تعتبر المقصد الرئيسي لعشاق الرياضة، نظرا لـ»غزارة المياه فيه».

«الرافتينغ»… رياضة مائية تنعش السياحة اللبنانية

من الرابح من صفقة نيمار؟ وما سر قلق جماهير برشلونة؟

Posted: 29 Jul 2017 02:04 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تعيش جماهير برشلونة حالة من القلق على مستقبل الفريق، في ظل اكتفاء الإدارة باستعادة ابن أكاديمية «لا ماسيا» جيرار دولوفيو، مع شراء مدافع بنفيكا نيلسون سيميدو، وفي المقابل، تتزايد الأنباء كل ساعة، عن اقتراب باريس سان جيرمان من الانقضاض على الدولي البرازيلي نيمار.
التقارير الواردة من فرنسا، تُشير إلى رغبة الإدارة القطرية المستحوذة على العملاق الباريسي، في الحصول على خدمات نيمار بأي ثمن، حتى لو اُضطر رئيس النادي ناصر الخليفي، لدفع قيمة فسخ عقد جوهرة الماراكانا مع برشلونة، والتي تُقدر بنحو 250 مليون يورو، وهذه الأنباء هبطت كالصاعقة فوق رؤوس مشجعي البلوغرانا.

فلاش باك

نتذكر جيدا أن هداف السيليساو في الوقت الراهن، جاء إلى «كامب نو» في صيف 2013، في صفقة «مشبوهة»، بسبب موافقة رئيس برشلونة السابق ساندرو روسيل والحالي بارتوميو على شروط والد اللاعب غير القانونية، وبعيدا عن هذه القضية التي تنظر فيها المحاكم الإسبانية حتى الآن، كان نيمار يجني قرابة الـ7.5 مليون يورو، وبعد انتهاء موسمه الثالث، حصل على المكافأة المُستحقة بتعديل راتبه السنوي للضعفين. وربما يبدو من الوهلة الأولى، أن راتبه الحالي أكثر من جيد، مقارنة بوضعه ومعيشته الصعبة مع أسرته التي كانت في الماضي القريب في تعداد فقراء البرازيل، لكن بالنظر إلى البنود الشخصية المُقدمة له من أثرياء عاصمة النور، سنجد أنه من الصعب جدا على إنسان طبيعي رفضها! وتقول وسائل الإعلام في فرنسا وإسبانيا، أن بخلاف قيمة الشرط الجزائي الفلكية، سيحصل نيمار على 40 مليون يورو، بمجرد أن يضع القلم على عقد ارتباطه بسان جيرمان، مع راتب سنوي بالمبلغ ذاته قبل انتهاء كل موسم، أضف إلى ذلك، طائرة خاصة مُسخرة لخدمته على نفقة رئيس النادي، بالتأكيد هذا عرض مجنون ووصفه الوحيد أنه «لا يُقاوم».

الرسالة

من شاهد مباراة يوفنتوس وبرشلونة الودية في بطولة كأس الأبطال الدولية، لاحظ ظهور نيمار بصورة مغايرة تماما لما كان عليها طوال فترة وجوده مع البارسا، ربما استنسخ روحه العجيبة أمام سان جيرمان في ليلة الريمونتادا الشهيرة، فهو فعل كل شيء في كرة القدم، وكأنه مخلوق خارق هبط إلى الأرض في الشوط الأول، ليهز شباك بوفون مرتين مع أداء هوليوودي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكأنه يبعث رسالة.
الرسالة تبدو واضحة وضوح الشمس في وقتنا هذا، فقبل أي شيء، أراد أن يقول أنه في قمة تركيزه، وهذا إشارة واضحة إلى أن حسم مصيره، لكن يا ترى مصيره سيكون التحول إلى «حديقة الأمراء»، ليسير على نهج أبناء وطنه المعروف عنهم عدم الانتماء في أوروبا، إلا ما رحم ربي؟ أم قرر البقاء مع ميسي وسواريز حتى إشعار آخر؟ قريبا سنعرف كل شيء.

من الخاسر ومن الفائز؟

حجم إنفاق الصفقة إذا تمت، ستكون مُربحة بشكل خيالي لبرشلونة ولنيمار، وهذا يعني أن الأمور على ما يُرام من الناحية المادية. وبغض النظر عن راتب صاحب الـ26 عاما الكبير، فالواقع يقول أنه سيُعزز مكانته كعلامة تجارية في مختلف أنحاء العالم، وهذه أمور يبحث عنها في حربه الباردة مع رونالدو وميسي، كي يُحقق حلمه بالفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم. كما أن انتقال نيمار إلى حديقة الأمراء، سيكون أشبه بالتحدي والاختبار الجديد للاعب، مع أوناي إيمري قد يجد مجالاً للعب في العمق أكثر، ليكون بجانب إدينسون كافاني، بطريقة مشابهة لدوره الذي يقوم به في البرازيل، أما مع البارسا، عادةً يميل للعب على الطرف الأيسر، لامتلاك ميسي منطقة العمق بأكملها، مع تواجد السفاح لويس سواريز داخل منطقة الجزاء، ولا ننسى أنه لن يُعاني من مشكلة التأقلم السريع لوجود كم هائل من أبناء بلدته في فريقه المُنتظر، وكيف سيشعر بالغربة في باريس ومعه ماركينيوس وتياغو سيلفا ولوكاس مورا وماكسويل وانضم إليهم مؤخرا داني ألفيش.

ماذا عن برشلونة؟

أشرنا إلى أن رئيس النادي الكتالوني ستنتعش خزائنه بمبلغ لا يُصدق، لكن خسارة نيمار، تعني ضياع ملايين أخرى من حملات تسويقه خصوصا في أمريكا الشمالية، ويُقال أن نيمار كعلامة تجارية، أصبح يتجاوز ميسي ورونالدو في هذه المنطقة، والخوف الأكبر على النادي، يكمن في قلق الجماهير من عقلية الأشخاص الذين يُديرون غرفة التحكم في الوقت الراهن. ويعرف المشجع الكتلوني أكثر من عدوه المدريدي، أن ناديه في الآونة الأخيرة اعتاد على صفقات أنصاف النجوم، على عكس العقد الماضي، بدليل أن راكيتيتش لم يلمع إلا أشهر قليلة، والبقية كفيدال وغوميش وألكاثير وآخرين أظهروا أن قميص النادي ثقيل عليهم، عكس صفقات عصر غوارديولا وريكارد وما قبلهما، والأمثلة كثيرة، منها على سبيل المثال رونالدينيو ودافيد فيا وصامويل إيتو وداني ألفيش وتيري هنري.
في النهاية، المنطق يقول أنه إذا أراد ناصر الخليفي إتمام صفقة القرن، سيكون من الصعب على بارتوميو ومجلسه تعقيد الأمور، خاصة وأنه قبل أن تزداد التقارير في الساعات القليلة الماضية، قال: «من يُريد شراء نيمار عليه دفع 250 مليون يورو».

ماذا يفعل برشلونة بهذا المبلغ؟

الآن بدأ ينظر المشجع الكتالوني العادي لمستقبل الفريق بدون نجمه البرازيلي، والرأي العاقل يقول أنه بالمبلغ الكبير الذي سيجنيه النادي من الصفقة، يقوم بارتوميو بعمل استثمار ضخم، بشراء أسماء رنانة، أولهم الأرجنتيني باولو ديبالا، ليُكمل المسيرة بعد نيمار، وآخرون كإيدين هازارد وماركو فيراتي وفيليب كوتينيو، لكن هناك شريحة عريضة من الجماهير لا تثق في قدرة رئيس النادي الحالي على استثمار صفقة نيمار، إن تمت. لكن حتى وقت كتابة هذه الكلمات، ما زال الهداف البرازيلي يتدرب مع برشلونة في الولايات المتحدة استعدادا للموسم الجديد.

من الرابح من صفقة نيمار؟ وما سر قلق جماهير برشلونة؟

عادل منصور

كرة القدم والسلة والتنس رياضات صنعت المجد في أسبانيا… والعار أيضا!

Posted: 29 Jul 2017 02:04 PM PDT

مدريد ـ «القدس العربي»: كرة القدم والسلة والتنس، رياضات منحت أسبانيا مجدا كبيرا في القرن الـ21، لكنها أيضا سجلت لحظات تاريخية من الخزي والعار على خلفية السلوك المشين لمن يقومون على إدارتها، والذين يخضع بعضهم للتحقيق حاليا في قضايا فساد.
وصنع أنخيل ماريا بيار، رئيس الاتحاد الأسباني لكرة القدم، ونظيراه خوسيه لويس سايز في السلة وخوسيه لويس اسكانيولا في التنس، فترة ذهبية شهدت تطورا كبيرا في مسار الرياضات الثلاث الأكثر شعبية في أسبانيا. وكانت الاستراتيجية الإدارية للثلاثي المذكور بمثابة مثال يحتذى في كيفية إدارة أحد الاتحادات الرياضية، حتى جاءت لحظة السقوط التدريجية لهم جميعا على خلفية الشكوك الكثيرة المثارة حول النفوذ المالي الذي بدأ يطغى على طريقة إدارة كل منهم للاتحاد الذي يترأسه، الأمر الذي تخضعه السلطات الأمنية للتحقيق في الوقت الراهن. وسيظل ما حدث قبل نحو اسبوعين في أسبانيا حدثا تاريخيا، بعدما اعتقلت السلطات الأمنية بيار في منزله واقتادته إلى مقر الاتحاد الأسباني لإجراء عمليات تفتيش لأبنيته الإدارية في إطار عملية أمنية لمكافحة الفساد، أسفرت أيضا عن القبض على نجله خوركا ونائبه خوان بادرون. ونجح بيار في إدارة الكرة الأسبانية بقبضة من حديد طوال 29 عاما، ولم تبدأ التحقيقات معه حول مزاعم الفساد إلا في الفترة الأخيرة. وكان أبرز إنجازات الكرة الأسبانية التي تحققت في عهد بيار فوز منتخب البلاد بكأس العالم 2010، وبطولتي كأس أوروبا عامي 2008 و2012. ومع بداية الحقبة الذهبية للمنتخب الأسباني بدأت عقود الرعاية واتفاقات المباريات الودية، التي تبلغ حصيلتها ملايين من الدولارات في التدفق على الاتحاد، الذي بدأ منذ ذلك الحين يجني أرباحا طائلة. وتعكف السلطات الأمنية الآن على التحقيق إذا كانت هذه الأموال أثارت جشع المسؤولين في الاتحاد الأسباني، ودفعتهم لارتكاب جرائم ومخالفات. ومنذ العام 2010، عندما فازت أسبانيا بمونديال جنوب أفريقيا، لعب المنتخب 40 مباراة ودية، نصفها أمام منتخبات من قارة أمريكا الجنوبية، التي يرتبط معها خوركا بيار بشكل دائم ومعتاد بعلاقة عمل. بالإضافة إلى ثلاث مباريات ودية مع كوريا الجنوبية التي يتمتع فيها بيار بعلاقة طيبة مع بعض الشخصيات البارزة هناك، الأمر الذي تخضعه سلطات مكافحة الفساد في أسبانيا للتحقيق أيضا. وقال بيار مؤخرا: «الكرة الأسبانية نظيفة ومثال يحتذى به»، ولكن يبدو أن السلطات الأمنية الأسبانية لا تعتقد كثيرا في هذه المقولة.
أما ما يتعلق بكرة السلة الأسبانية، فهي تواجه مشكلة كبيرة أيضا كتلك التي تواجهها كرة القدم. وحققت نجاحا منقطع النظير بقيادة اللاعب المخضرم باو جاسول بمعاونة جيل من اللاعبين الذين يصعب أن يجود الزمان بمثلهم مرة أخرى. وعانق منتخب أسبانيا لكرة السلة السماء في عام 2006 بعدما توج بلقب بطل العالم، لينطلق بعدها لتحقيق الإنجازات واحدا تلو الأخر، وبدأ ذلك بالتتويج بأول ميداليتين ذهبيتين له في بطولة أمم أوروبا عامي 2009 و2011، كما حصد ميداليتين فضيتين في أولمبياد بكين 2008 ولندن 2012. ومرة أخرى يظهر النفوذ المالي وسحر الثروة من خلال عقود الرعاية، ليبدأ رئيس اتحاد كرة السلة الأسباني لويس سايز في الانفتاح على العلاقات المشبوهة. واستقال سايز، في العام الماضي، ويخضع حاليا للتحقيق معه على خلفية الاشتباه في ارتكابه جريمة اختلاس أموال ومخالفات تتعلق بالإدارة غير الرشيدة، وهي اتهامات وجهت لبيار أيضا. وكان سايز استقال من منصبه لأسباب صحية، ليحل بدلا منه خورخي جارباخوسا، أحد نجوم الجيل الذهبي، وهو الرجل الذي يتمتع بحكمة كبيرة في إدارة الأمور، حيث أنه يختلف كليا عن سلفه سايز.
ويمثل خوسيه لويس اسكانيولا، رئيس اتحاد التنس الأسباني، مثالا آخر للإنجازات المبهرة في عالم الرياضة الأسبانية. وتولى اسكانيولا مهمة إدارة شؤون التنس في أسبانيا في الفترة بين 2009 و2015، وهي الفترة الذهبية لبلاده في رياضة اللعبة البيضاء. وخلال تلك الفترة فازت أسبانيا بلقب نسختين من آخر خمس نسخ من بطولة كأس ديفيز، في ظل وجود جيل من اللاعبين المميزين بقيادة رافايل نادال ودافيد فيرير وفيرناندو بيرداسكو وفيليسيانو لوبيز. وطبقا لما كشفت عنه وسائل الإعلام الأسبانية، لم يتمكن اتحاد التنس الأسباني من تفسير تخصيص مبلغ 700 ألف يورو قبل بضع سنوات لنشر رياضة التنس. وقالت صحيفة «لا بوث دي غاليسيا» أنه بالإضافة إلى ذلك لم يصل ما خصصه الاتحاد الأسباني للتنس من موارده لتنفيذ خطط محددة لنسبة 15 بالمئة، وأهدر 240 ألف يورو خلال الفترة ما بين عامي 2012 و2013. وبعدما أحاطت به الفضائح من كل جانب، والتي كانت أبرزها تلك الخاصة بمدربة فريق أسبانيا للرجال في كأس ديفيز، غالا ليون، تقدم اسكانيولا باستقالته من منصبه في الثاني من تموز/ يوليو 2015. ويترأس الاتحاد الأسباني للتنس حاليا ميغيل دياز، الذي يعتبر صاحب شخصية وفكر مختلف تماما عن الرئيس السابق.

كرة القدم والسلة والتنس رياضات صنعت المجد في أسبانيا… والعار أيضا!

البنك الدولي: تراجع في جودة السياسات العمومية والمؤسسية في افريقيا

Posted: 29 Jul 2017 02:04 PM PDT

نواكشوط ـ «القدس العربي»: أكد تقرير نشره البنك الدولي مؤخراً «وجود تراجع ملفت لجودة السياسات العمومية والمؤسسية في ثمان وثلاثين دولة من أصل بلدان القارة الافريقية الأربعة والخمسين».
ويعتمد البنك الدولي على معطيات هذا التقرير الذي تصدره الشركة المالية الدولية التابعة له كل سنة، في منح القروض والهبات لبلدان القارة الافريقية الأكثر فقرا.
ورسم التقرير المنشور تحت عنوان «تقييم أداء السياسات والمؤسسات في افريقيا» لوحة قاتمة عن حالة التسيير الاقتصادي والسياسات البنيوية والاجتماعية وكذلك القطاع العام في عدد من دول القارة.
ومع أن دولا بينها رواندا والسنغال وكينيا أظهرت في هذا التقرير وصولها لنتائج إيجابية جدا، فإن الوضع العام في القارة يتجه نحو التدهور حسب ما ورد في التقرير.
وأظهر انخفاضا كبيرا في النقاط التي سجلتها دولتا الموزمبيق وجنوب السودان اللتان لم تتجاوزا 0.3. كما أبرز التقرير هبوطا قدره 0.1 في معدلات دول أخرى بينها بنين وبوروندي ووسط افريقيا والتشاد ونيجريا وسيراليون وأوغندا.
وشهدت دول أخرى تحسنا في نوعية السياسات العمومية والمؤسسية بمعدل 0.1 بينها كوت ديفوار وموريتانيا الكامرون والسودان ومدغشقر.
ويعود سبب تدهور نوعية السياسات والمؤسسات في بلدان عديدة لعامل واحد، هو التراجع في تحسن السياسة النقدية وسياسة الصرف مضافا لعاملي العجز المالي والمديونية.
ويعيد محررو التقرير تدهور السياسات العمومية والمؤسسية للظرفية غير الملائمة التي تزيد الضعف الاقتصادي الجمعي تفاقما في عدد من دول القارة بينها نيجيريا أكبر اقتصاديات القارة التي تشهد تدهورا اقتصاديا متواصلا، وزيمبابوي وبوروندي.
وأظهر التقرير في تحديده للمعايير المتعلقة بمنح القروض والهبات، تشددا كبيرا.
ويقول البير زفاك الخبير الاقتصادي الرئيسي لافريقيا في البنك الدولي «نحن نحلل واقع المؤسسات الموجودة لنحدد الإصلاحات اللازمة لها، فعلى سبيل المثال إذا أسس بلد ما يسعى لمحاربة الرشوة، وكالة مستقلة خاصة بذلك فإن تلك الخطوة تعتبر بالغة الأهمية، وإذا لم يكن لهذه الوكالة أي صلاحيات فإننا نأخذ ذلك بعين الاعتبار أيضا بوصفه مؤشرا لعدم الجدية».
وكانت النسخة الرابعة عشرة من تقرير «دوينغ بيزنس» الخاص بالأعمال والصادر عن البنك الدولي، أكدت أن نصف دول القارة الافريقية شهدت تحسنا كبيرا في مناخ أعمالها هذه السنة مقارنة مع السنة الماضية.
وأشار التقرير إلى أن دول افريقيا ما وراء الصحراء شهدت توجها نحو تحسن التسهيلات المشجعة على إنشاء أنشطة أعمال ومقاولات.
وأوضح أن بلدان منطقة افريقيا ما وراء الصحراء احتفظت خلال الفترة ما بين 2005 و2017 بثاني أحسن معدل تقدم نحو أفضل الرتب القياسية العالمية، وذلك خلف منطقة أوروبا وآسيا الوسطى، لكن أمام منطقة الشرق الأوسط وافريقيا الشمالية وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية ودول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

البنك الدولي: تراجع في جودة السياسات العمومية والمؤسسية في افريقيا

عبد الله مولود

شبكات التواصل في العالم العربي تنتفض للأقصى وتهتف «القدس تنتصر»

Posted: 29 Jul 2017 02:03 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: اختفت وتيرة الخلافات والانقسامات على شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي لتحل بدلاً منها الوحدة التي غابت منذ سنوات، وذلك بعد أن أشعلت قضية القدس حالة من الغضب في الشارع العربي، واستقطبت اهتماماً واسعاً أدى إلى تصدر الوسوم المؤيدة للمسجد الأقصى على الانترنت.
وأطلق النشطاء عشرات الوسوم والحملات على الانترنت للتضامن مع المسجد الأقصى بالتزامن مع الإجراءات الإسرائيلية التي استهدفت الحرم القدسي الشريف في منتصف شهر تموز/يوليو الحالي، فيما تفاعل عشرات الآلاف من النشطاء العرب مع الحملات التي كان آخرها حملة «#القدس تنتصر» التي تزامنت مع نجاح الفلسطينيين في دخول المسجد الأقصى المبارك وأداء صلاة عصر الخميس فيه لأول مرة بعد 14 يوماً من الإغلاق.
وشارك العديد من المغردين والمدونين على «فيسبوك» و»تويتر» في حملة دعم مدينة القدس والانتصار للمسجد الأقصى المبارك، حيث كتب الناشط الفلسطيني رضوان الأخرس من داخل قطاع غزة مغرداً على «تويتر»: «الانتصار بالأقصى حققه المرابطون لا غيرهم والآن ستبدأ الأنظمة العربية الحديث عن بطولاتها الوهمية بعد أن صمتت طوال الأيام الماضية». وأضاف: «الاحتلال اغتاظ جدا من فرحة المرابطين بنصرهم فهاجمهم داخل الأقصى وقام بإغلاق الأبواب لكن الحشود ستكسر الإغلاق مجددًا بإذن الله».
وكتب الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي القره داغي: «لم تنصرها دول وحكومات، ولم ينصرها حكام وقادة، ولم تنصرها منظمات وهيئات، ولم ينصرها علماء ودعاة، بل نصرها المقدسيون بإرادة من حديد».
أما جهاد حلس فكتب مغرداً على «تويتر»: «بصدورهم العارية وأجسادهم الضعيفة، وخذلان الجميع لهم، انتصر المقدسيون على أكبر الجيوش على وجه الأرض! كيف بهم لو ملكوا السلاح؟!».
وكتب الصحافي مجاهد مفلح من مدينة رام الله عبر حسابه على «فيسبوك»: «الغصّة، أن تُشاهد كل ذلك، فقط عن بعد. ليتني هُناك طيرا، أو غصن شجرة، أو حتى حجرا».
فيما غرد الناشط يحيى العمارين قائلا: «القدس تنتصر. تحية لأهل القدس خاصة وأهل فلسطين عامة، إخواننا المرابطين الذين تكللت دعواتهم ورباطهم بالنجاح، في ميزان حسناتكم».
وعبر حسابه على «تويتر» كتب الصحافي في قناة «الجزيرة» أحمد جرار: «حق لأهالي القدس الاحتفال بالانتصار وقهر العدو بمظاهر الفرح، مع ضرورة الرباط في الأقصى والحذر من مخططات الاحتلال».
وكتب الناشط رامي عطا الله: «افرح يا من لامس جبينك أسفلت باب الأسباط ولبيت نداء دينك وأقصاك وكانت وجهتك الرباط على عتبات المسجد الأقصى. فهذا النصر ثمرة صبرك وعنادك وانتمائك، اللهم نسألك فرحا قريبا بتحرير كامل أرضنا ومقدساتنا من دنس الاحتلال».
وكتبت ناشطة تُدعى فاطمة: «هذا الانتصار هو ثمرة المقاومة الشجاعة التي قام بها الفلسطينيون، والفضل يعود لهم وحدهم، نعم وحدهم»، بينما نشر ناشط آخر يدعى علي حسين صورة للمسجد الأقصى والعلم الفلسطيني يرفرف فوقه وكتب يقول: «العلم الفلسطيني يرفرف والفلسطينيون ينتصرون».
وغرد الناشط السعودي الدكتور عبد الله العمادي قائلاً: «لأن الأقصى كان في قلوب أمثال هؤلاء وليس قلوب غيرهم، نصرهم الله من بعد أن ثبّتهم وأنزل سكينته عليهم». أما الكويتي أحمد الكندري فنظم أبياتا من الشعر يقول فيها: «سلامُ الله للأقصى ومن فيهِ، من الأبطال أشياخا وشُبّانا… سلامُ الله للأخوات يا ذهبا، من الأقصى ويا دُرّا وتيجانا».
وغرد محمد سعيد نشوان من غزة معلقا على مشهد دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى: «كأن صلاح الدين عاد… رايات النصر تعلو المسجد الأقصى بعد دخول مئات الآلاف». وكتب الباحث الخليجي المعروف مهنا الحبيل معلقا على «تويتر»: «بأجسادهم الطاهرة، بأرواحهم الرائعة، بعزيمتهم التي اعتمدت على الله وحده، حرروا أبوابه، واللهُ قد بارك عليهم، فلا نامت أعين الجبناء».
أما إكرام من الجزائر فغردت تقول: «هكذا ينتصر المقدسيون الأبطال بعد مواجهة العرب الأنذال والعدو الجبان». وكتب الشيخ نبيل العوضي، وهو أحد أشهر الدعاة في الخليج يقول: «بفضل الله أولا، ثم بجهود المرابطين حول المسجد الأقصى، #القدس_تنتصر، شكرا لمن دعمهم ولو بكلمة أو دعوة صادقة».
وعلق حساب مشهور على «تويتر» يُطلق عليه صاحبه اسم «ناشط مش سياسي» بالقول: «غضب نتنياهو من قناة الجزيرة وتهديده بغلقها يؤكد أنها الداعم الإعلامي الأقوى للأقصى». وذلك في إشارة إلى تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي هاجم فيها قناة «الجزيرة» وقال إنه سيسعى لاغلاقها ومنعها من العمل.
كما أضاف الحساب ذاته قائلاً: «#القدس_تنتصر بفضل الله أولا وأخيرا ثم بصمود أهلنا في القدس المرابطين؛ ولا دخل للأنظمة العربية بهذا الإنجاز ولا دخل للملك سلمان ولا ملك الأردن». وتابع: «أتعلمون ما معنى الحقارة؟ أن يدافع أبناء شعب عن حقه بكل سلمية وينتصروا، وتأتي في الآخر دولة أخرى لتسرق إنتصارهم بكل وقاحة!!».
أما أحمد فايز فكتب مغرداً: «وقاحة من البعض؟ ينسبون لأنفسهم الانتصار في الأقصى، ويسرقون جهد مرابطي القدس الذين ضحوا بكل شيء حتى جعلوا القدس تنتصر».
يشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت في الرابع عشر من شهر تموز/يوليو الجاري إجراءات جديدة في المسجد الأقصى، وهي إجراءات أمنية اعتبرها الفلسطينيون انتهاكاً للحرم القدسي الشريف وفرضا للسيادة الإسرائيلية على الحرم الشريف الذي لا يزال خاضعا لإدارة عربية فلسطينية برغم وجوده تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.
وحاولت قوات الاحتلال نصب بوابات الكترونية وكاميرات مراقبة من أجل تفتيش الفلسطينيين وهو ما رفضوه تماما، بما أدى إلى اغلاق الحرم الشريف ووقف الصلاة فيه لأول مرة منذ الاحتلال الإسرائيلي في العام 1967 فيما تقاطر الآلاف نحو البلدة القديمة في القدس من أجل الاحتجاج على إجراءات الاحتلال وأدى عشرات الآلاف الصلوات خارج الحرم الشريف، وهو ما دفع قوات الاحتلال في النهاية إلى ازالة البوابات الالكترونية والمتاريس الحديدية وأعمدة كاميرات المراقبة، الأمر الذي اعتبره الفلسطينيون انتصاراً.

شبكات التواصل في العالم العربي تنتفض للأقصى وتهتف «القدس تنتصر»

الإمارات والسعودية تمولان حملة إعلانات مدفوعة ضد قطر

Posted: 29 Jul 2017 02:03 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: كشف تقرير لقناة «الجزيرة» القطرية أن دول الحصار الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) بدأت حملة إعلانات مدفوعة الثمن من أجل توجيه الرأي العام الغربي ضد دولة قطر، وخاصة في الولايات المتحدة، فيما تأتي هذه المعلومات بعد تقرير نشرته محطة تلفزيون ألمانية كشف أيضا أن بعض المتظاهرين ضد دولة قطر في دول أجنبية يتلقون أجوراً مالية نظير تظاهراتهم.
وبحسب تقرير «الجزيرة» فان اللوبي السعودي في الولايات المتحدة أطلق حملةً إعلانية تلفزيونية مدفوعة ضد دولة قطر، حيث أشارت العقود التي اطلعت عليها «الجزيرة» إلى أن لجنة العلاقات العامة السعوديّة الأمريكيّة (SAPRAC) دفعت مبلغ 138 ألف دولار مقابل 7 مواقع إعلانية مدّتها ثلاثون ثانية في القنوات.
وتقول الإعلانات التي بدأت تُعرض على قناة «إن بي سي 4» في 23 تموز/يوليو إن «قطر تموّل الإرهاب وتزعزع استقرار حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة» وهي مزاعم أطلقتها دول الحصار منذ 5 حزيران/يونيو الماضي.
وسيتم عرض أربعة من الإعلانات خلال «لقاء مع الصحافة» وهو برنامج مقابلة الأخبار الأسبوعية التي يقابل فيها الإعلامي تشاك تود سياسيين رفيعي المستوى صباح يوم الأحد.
ودفعت (SAPRAC) على الإعلانات التي يبلغ مجموعها 120 ثانية مبلغ 120 ألف دولار أي ما يُعادل ألف دولار للثانية الواحدة.
وتم بث الإعلانات الثلاثة الأخرى خلال بطولة الغولف المفتوحة البريطانية يوم 23 يوليو/تموز ويكلف كل منها 6 آلاف دولار.
وبحسب «الجزيرة» فإن توجيه الإعلانات إلى الجمهور في واشنطن تحديداً، يعني أن الفئة المستهدفة منها هي فئة السياسيين الأمريكيين.
ويقود «لجنة العلاقات العامة السعودية الأمريكية» الكاتب السعودي سلمان الأنصاري والذي أثار الجدل في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عندما كتب مقالاً عن العلاقات القوية بين السعودية وإسرائيل.
وتأتي المعلومات التي كشفتها «الجزيرة» عن حملة الإعلانات المدفوعة ضد دولة قطر في الإعلام الأمريكي بعد أن كشف تحقيق استقصائي لشبكة الإذاعة والتلفزيون في ألمانيا «في دي آر» أن المتظاهرين الذين احتجوا ضد دولة قطر على هامش قمة العشرين في هامبورغ بداية شهر تموز/يوليو الحالي كانوا ممولين.
وأفردت وسائل إعلام دول الحصار لتلك التظاهرة مساحة واسعة في تغطيتها، مع أن عدد المشاركين فيها كان محدوداً بحسب ما أكدت القناة في تحقيقها.
وفي التفاصيل التي نشرتها القناة الألمانية على موقعها الإلكتروني فإن رجل أعمال مصري مول الاحتجاج المزيف في إطار حملة التحريض ضد قطر، فاستأجر مجموعة من اللاجئين العرب في هامبورغ للتظاهر بمساعدة وسطاء.
وقال أحد المشاركين، ويدعى أحمد وهو سوري يبلغ من العمر 30 عاماً، إن مصريين يدعيان عمرو وأحمد جاءا إليه في حديقة وأعطياه ألف يورو، طالبين منه القدوم إلى تظاهرة ضد قطر وإحضار أصدقائه على أن يحصل كل شخص على مئة يورو.
وأضاف الشاب السوري أنه مع عدد من الأشخاص من سوريا ومصر وأفريقيا وأيضاً عاملين في المرفأ حضروا التظاهرة، لكن المنظمين دفعوا أموالا تكفي لمئة شخص فقط، فتحولت التظاهرة من مضادة لقطر إلى مناصرة لها.
ورفع هؤلاء المحتجون لافتات تتهم قطر بدعم الإرهاب بمقابل مالي قدره مئة يورو لكل شخص، فيما بثت القناة الألمانية فيديو يُظهر تمويل التظاهرة وشهادات للمشاركين عن دفع الأموال لهم.
وتأتي هذه المعلومات في الوقت الذي بات فيه واضحا السباق الإعلامي بين قطر من جهة، وبين دول الحصار الأربع من جهة ثانية، حيث بثت العديد من وسائل الإعلام الغربية تقارير تكشف ضعف موقف الدول الأربع، فيما كانت الضربة الإعلامية الأقوى التي تتلقاها دول الحصار هي التقرير الذي نشرته جريدة «واشنطن بوست» ونقلت فيه عن مسؤولين في جهاز الاستخبارات الأمريكية تأكيدهم أن عملية الاختراق التي تعرضت لها وكالة الأنباء القطرية في بداية الأزمة، كانت قد تمت من داخل دولة الإمارات ولحساب دولة الإمارات من أجل افتعال الأزمة الراهنة مع الدوحة.
ونقلت «واشنطن بوست» عن مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية قولهم إن «دولة الإمارات العربية المتحدة مسؤولة عن اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل نشر أقوال مفبركة نُسبت إلى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في أواخر شهر أيار/مايو، ما أثار أزمة بين قطر وجيرانها».
وأكدت المعلومات التي جمعتها وكالات الاستخبارات الأمريكية وتم تحليلها، أنه في 23 أيار/مايو الماضي، ناقش كبار أعضاء حكومة الإمارات العربية المتحدة الخطة وكيفية تنفيذها. وقال المسؤولون، حسب الصحيفة «لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الإمارات قامت بعمليات الاختراق بنفسها أو تعاقدت مع طرف آخر لتنفيذها».
وقال مسؤولو المخابرات الأمريكية إن الاستنتاجات التي توصلوا إليها تفيد أنه إلى جانب الإمارات، قد تكون السعودية أو مصر أو مجموعة من الدول متورطة.

الإمارات والسعودية تمولان حملة إعلانات مدفوعة ضد قطر

عشرون إذاعة «FM» يمنية في عاصمة بلا صُحف

Posted: 29 Jul 2017 02:03 PM PDT

صنعاء ـ «القدس العربي»: تشهد مدينة صنعاء تزايداً في عدد إذاعات الـ «FM» والتي في غالبها إذاعات منوعات وقلة منها سياسية تتبنى موقف سلطة الأمر الواقع.
وحسب تصريحات غير رسمية لـ «القدس العربي» فإن عددها بات يقارب الرقم عشرين؛ كما أن هذا الرقم في تصاعد في ظل كلفة الإنشاء المالية اليسيرة والعائدات الإعلانية المتاحة لاسيما في ظل عدم التزام غالبها موقف طرف من أطراف الحرب واقتصار عملها على المنوعات؛ وهو ما جعل منها نافذة مناسبة للمعلنين مع توقف معظم الصحف والمجلات وتوزع الفضائيات اليمنية بين أطراف الحرب.
بدأ حضور هذا النوع من الإذاعات غير الحكومية منذ أحداث ما عُرف بثورة الشباب عام 2011 وكانت البداية من إذاعة يمن «FM» لمؤسسها يحيى محمد عبدالله صالح ابن نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذي اعتمد حينها على كوادر لبنانية لإدارتها وتشغيلها وما زال بعضهم يعمل فيها حتى اليوم، وتلاها عدد من الإذاعات وخصوصاً بعد إزاحة صالح من السلطة، وكان من أوائل الإذاعات عقب تلك البداية إذاعة «يمن تايمز» التابعة لصحيفة «يمن تايمز» وهي أول صحيفة ناطقة بالإنكليزية منذ عام 1990 في اليمن الموحد، ومن ثم جاءت إذاعات أخرى كإذاعة «صوت اليمن» وغيرها.
وتمثل مرحلة 2011 وحتى 2014 المرحلة الأولى لهذه الإذاعات تلتها مرحلة أخرى عقب سيطرة تحالف الحوثي صالح على السلطة في صنعاء، وخلالها تزايد عدد هذه الإذاعات بالتزامن مع توقف صدور عدد كبير من الصحف والمجلات، وهو ما صب في صالح هذه الإذاعات وخاصة في الجانب الدعائي، إذ أصبحت الوسيلة المتاحة لرجال الأعمال؛ فاستقطبت عدداً كبيراً من المعلنين الذين وجدوا فيها نافذة لإعلاناتهم خصوصاً مع أسعار الإعلانات المخفضة مقارنة بالصحف والتلفزيون.
ورغم أن بث هذه الإذاعات لا يتجاوز في الغالب صنعاء وريفها إلا أنها تمثل نافذة إعلانية مناسبة في ظل ما باتت تمثله صنعاء كسوق كبير مع تزايد عدد السكان جراء النزوح إليها من مناطق النزاع علاوة على أن معظم الإذاعات لا تتبنى موقف سياسي لطرف ما وتلتزم نهج المنوعات؛ فتقتصر برامجها على البرامج المفتوحة والمعتمدة على الاتصالات عبر أرقام تجارية من شبكات الهاتف المحمول بالإضافة إلى بث باقات أغاني وبرامج اجتماعية ودينية خفيفة.
كما أن هذه الإذاعات لا تحتاج إلى رأس مال كبير؛ فهي تقتصر على جهاز بث يتم شراؤه من السوق المحلية ومن ثم الذهاب إلى القطاع الهندسي في وزارة الإعلام ليتم منحهم موجة خاصة بالإذاعة، دون استخراج تراخيص مزاولة إلا أنه في ذات الوقت لا يتم السماح باستمرار أي إذاعة سياسية مناوئة لسلطة الأمر الواقع.
ومنحت الحكومة اليمنية عام 2012 وزارة الإعلام الحق في منح الإذاعات المحلية غير الحكومية تراخيص مزاولة العمل حتى إقرار قانون الإعلام السمعي والبصري والالكتروني ولائحته التنفيذية.
ويتوزع العدد الراهن من هذه الإذاعات بين إذاعات سياسية تابعة لتياري الحوثي وصالح أما بقية الإذاعات فهي إذاعات منوعات وأطفال وقرآن كريم بالإضافة إلى إذاعة تتبع الشرطة وأخرى خاصة بالتوعية الصحية.
وتعزف إذاعات الـ «FM»عن السياسة ليتم السماح لها بالاستمرار كما أن عملها بعيداً عن السياسة يمنحها متابعة جماهيرية ويكسبها مساحات إعلانية تمكنها من تحقيق مكاسب أفضل.
وكانت موجات الـ»FM» قبل 2011 في اليمن حكراً على الإذاعات الحكومية والمتمثلة في إذاعتين على الموجة القصيرة هما إذاعة صنعاء وإذاعة عدن وعدد من الإذاعات المحلية لبعض المحافظات على موجات الـ «FM» والموجة المتوسطة.

عشرون إذاعة «FM» يمنية في عاصمة بلا صُحف

أحمد الأغبري

علماء قلقون: هل اقتربت المخلوقات الفضائية من كوكب الأرض؟

Posted: 29 Jul 2017 02:02 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: استنفر علماء الفضاء والفلك من أجل تحليل «ظل غامض» غطى جزءاً من كوكب الأرض في تسجيل مصور من الفضاء بواسطة أحد الأقمار الاصطناعية، وهو ما لم يتمكن العلماء من تفسيره ولا تحليله، وأثار المخاوف بشأن ما إذا كان ثمة «مخلوقات فضائية» قد تمكنت من الاقتراب من كوكبنا.
ووفقا للمعلومات فقد تم تصوير الفيديو بواسطة القمر الصناعي الياباني (Himawari-8) المخصص للأرصاد الجوية، عندما كان على ارتفاع 35 ألف و791 كلم عن الأرض.
وتظهر في الفيديو القصير الذي لم تتجاوز مدته 5 ثوان، بقعة داكنة تتحرك على الوجه المضاء من الأرض أثناء انعكاس ضوء الشمس عليه.
وتضاربت المعلومات في وسائل الإعلام حول تلك البقعة من الظل، في حين لم تؤكد أي جهة رسمية أصل وسبب ظهورها.
يذكر أن علماء الفضاء يرصدون كل مدة ظواهر غريبة يعجزون أحيانا عن تفسيرها، حيث كشف علماء مرصد «أريسيبو» في بورتوريكو مؤخراً أنهم وقعوا في حيرة من أمرهم بسبب إشارات واضحة التقطت في 12 أيار/مايو الماضي منبثقة عن النجم «روس 128».
واعتبر العلماء أن هذه الإشارات الراديوية، ذات النطاق العريض، لم تكن عادية، ليس فقط بسبب تكرارها مع مرور الوقت، بل أيضا بسبب تغير ترددها بطريقة غير معهودة من قبل.
وفي حين سارع الفريق إلى نفي أن تكون الإشارة صادرة عن مخلوقات تحاول الاتصال بسكان الأرض، أثار رصدها الكثير من التخمينات والتكهنات في الأوساط العلمية المهتمة بدراسة الأمر.
وكان رجل الاستخبارات الأمريكية السابق إدوارد سنودن قال في العام 2015 إن كائنات فضائية تحاول الاتصال بالبشر على كوكب الأرض لكن البشر لم يفهموا شيفرتهم بعد.
وقال: «عندما تتعامل مع اتصالات مشفرة بشكل صحيح، لا توجد وسيلة حقيقية تستطيع أن تكتشف بها أنها مشفرة. ببساطة لا يمكن التمييز بين الاتصالات المشفرة بشكل صحيح، وسلوك الاتصالات العشوائية».
وأوضح سنودن أنه في حالة وجود كائنات فضائية، وفي حالة كونها ذكية، فسوف تعمل بالفعل على تشفير اتصالاتها، إلا أن هذا يعني «إذا كانت هناك حضارة فضائية تحاول الاستماع لحضارات أخرى، فهناك احتمال أن يحدث ذلك في الفترة التي تكون فيها وسائل إحدى الحضارتين بدائية وغير محمية، إلا أنه في حال كانت الحضارتان على درجة التقدم التكنولوجي نفسه، فستكون اتصالاتهما مشفرة بشكل جيد».
وأشار إلى أنه في حال كانت رسائل الكائنات الفضائية مشفرة تماما، فلن تتمكن أي وكالة أمن من اكتشاف مثل هذه الاتصالات، بدلاً من ذلك سوف تبدو لها ضجيجا فضائيا.
وأضاف: «عندما نفكر في كل ما نسمعه عن طريق الأقمار الصناعية، ونتصور أن كل إتصالاتهم مشفرة بصورة طبيعية، فمن الممكن أن نكون كبشر نستمع بالفعل إلى أصوات مكالمة هاتفية أو رسالة بين هذا الكوكب ونظام الـ GPS الخاص به، أو إرسال بالقمر الصناعي مع أجهزة التلفزيون الموجودة على هذا الكوكب، وهذا ما لا يمكننا تمييزه عن موجات الإشعاعات الكونية التي تصل إلينا وإلى أجهزتنا الفضائية».
ومع بداية العام الحالي 2017 كشف عالم أمريكي أن الصين تجري اتصالات مع مخلوقات فضائية في العالم الخارجي ولا أحد يعلم مضمون هذه الاتصالات أو المحادثات بين الجانبين، إلا أن عالم الفضاء الأمريكي يقول أن هذه الاتصالات مقلقة.
وقال الرئيس السابق لمجلس أمناء جامعة (SETI) الأمريكية جون هيرتز أن الخبراء الأمريكيين قلقون من اتصالات محتملة تجريها الصين مع «الكائنات الفضائية».
وجاءت هذه التصريحات عبر لقاء مطول أجرته معه مجلة علمية بريطانية، حيث قال: «نحن قلقون فعلا من المشروع الصيني الجديد، فمن خلال التلسكوب FAST الجديد الذي بنته، من الممكن أن تتمكن الصين من إرسال إشارات إلى الكائنات الفضائية، إن وجدت، ما قد يشكل خطرا حقيقيا على حضارتنا على الأرض».
وأضاف إن «الصين بمشروعها الجديد قد تتوصل لمعلومات جديدة، وقد تحدث خرقا حقيقيا في مجال المعلومات الفضائية، فاكتشافها لتلك المعلومات سيجعلها الرائدة في العالم في هذا المجال».
وتأتي هذه التخوفات الأمريكية بعد أن أعلنت الصين في الثالث من تموز/يوليو من العام الماضي عن إتمام بناء أضخم تلسكوب لاسلكي في العالم، حيث بلغ قطر التلسكوب الذي يمتد على مساحة تقدر بـ30 ملعب كرة قدم 500 متر، أي أطول بـ200 متر من قطر تلسكوب آخر يقع في مرصد أريسيبو في بورتوريكو.
ورجحت إدارة المشروع أن يساعد التلسكوب (FAST) في البحث عن حياة ذكية في الفضاء، ومعرفة أصل الكون، وتعزيز القدرة على مراقبة الفضاء الخارجي.
ويعتقد العلماء أن البشرية يجب أن تستخدم إشارات منخفضة أثناء البحوث الفضائية، لتجنب خطر استعمار الأرض من قبل الكائنات الفضائية.
يشار إلى أن العديد من علماء الفلك يعتقدون أن ثمة مخلوقات أخرى موجودة في الفضاء لكننا كبشر ما زلنا غير قادرين على الوصول إليها، أو التواصل معها، وهو ما يعني أن التطور التكنولوجي قد يتيح التواصل مع العالم الخارجي لاحقاً.

علماء قلقون: هل اقتربت المخلوقات الفضائية من كوكب الأرض؟

بصمة اليد بدلاً من تذاكر السفر في أمريكا

Posted: 29 Jul 2017 02:02 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: أعلنت شركة الخطوط الجوية الأمريكية «دلتا» عن نيتها توفير إمكانية استعمال بصمات الأصابع بدلاً من بطاقة الصعود التقليدية إلى الطائرة لبعض العملاء في مطار رونالد ريغان واشنطن الوطني في مدينة أرلينغتون في ولاية فرجينيا، مع وصول تقنية التعرف على بصمات الأصابع والوجوه إلى المطارات.
وبدأت شركة «دلتا» تجريب تقنية المصادقة البيومترية لأول مرة في شهر أيار/مايو الماضي، الأمر الذي سمح لأعضاء برنامج «دلتا سكاي مايلز» المؤهلين لاستعمال بصمات أصابعهم كدليل على الهوية في نادي (DCA Delta Sky).
وأضافت الشركة أن وسيلة الراحة نفسها متاحة حالياً كجزء من عملية الصعود إلى الطائرة، حتى يتمكن العملاء من التخلي عن ورقة أو بطاقة التنقل الداخلية لصالح استخدام بصمات الاصابع كدليل على الهوية للوصول إلى الطائرة.
ويتاح هذا الخيار الجديد حالياً لأعضاء هذا النادي المسجلين فقط، وهي منصة التحقق من الهوية البيومترية التي تمكن العملاء من المرور بشكل سريع عبر خطوط الأمن خلال 5 دقائق فقط أو أقل، وتخطط الشركة هذا الصيف لإطلاق المرحلة النهائية من اختبار القياسات الحيوية، مما يسمح للأعضاء استخدام بصماتهم للتحقق وفحص الحقيبة.
وقالت الشركة في بيان صحافي « المشاركة في الاختبارات الأولية تعني أن العملاء المؤهلين سيكونون قادرين على اجتياز DCA كما يفعلون اليوم وببساطة عبر استخدام بصماتهم بدلاً من بطاقة الصعود إلى الطائرة»، وتعتبر المشاركة في برنامج الاختبارات اختيارية تماماً.
وقد تعمل شركة «دلتا» على توفير هذا الخيار على نطاق واسع في حال سارت الأمور بشكل جيد، وقال جيل ويست نائب الرئيس التنفيذي الأول وكبير موظفي التشغيل في الشركة «يمكن للعملاء، وبمجرد الانتهاء من الاختبار، في جميع أنحاء شبكتنا المحلية البدء في رؤية هذه القدرة في غضون أشهر وليس سنوات».
وكانت ردود فعل المستهلكين والموظفين على برنامج التجارب مشجعة للغاية حتى الآن، كما يعتبر البرنامج مربحاً للجانبين، حيث تقدم طريقة التحقق البيومترية مستوى أعلى من الدقة بالمقارنة مع بطاقات الصعود الورقية وتعطي الوكلاء المزيد من الوقت لمساعدة العملاء لتغيير مقاعدهم وغيرها من الأمور بدلاً من الحاجة إلى مسح التذاكر بشكل فردي.
يشار إلى قيام شركة إل جي خلال الأسبوع الماضي بنشر مجموعة من الروبوتات في مطار إنتشون الدولي في كوريا الجنوبية، تعمل على التجول في المطار وتوفير المعلومات والمساعدة للمسافرين، ويمكن لهذه الروبوتات فهم اللغة الكورية والإنكليزية والصينية واليابانية، كما يمكنها الاتصال بالخادم المركزي للمطار لتوفير معلومات حول أوقات الصعود وأماكن المطاعم والمحلات التجارية.

بصمة اليد بدلاً من تذاكر السفر في أمريكا

شركة «آبل» ماضية في إنتاج سيارات كهربائية ذكية ستغزو العالم

Posted: 29 Jul 2017 02:01 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تتواصل التسريبات بشأن السيارة الكهربائية الذكية التي تعتزم شركة «آبل» الأمريكية ابتكارها، والتي يتوقع أن تدخل بقوة إلى أسواق العالم وأن تكون منافساً قويا خلال السنوات المقبلة.
وكان الجدل خلال الفترة الماضية منصبا حول ما إذا كانت «آبل» تعمل على إنتاج سيارتها الخاصة أم أنها تقوم بإنتاج برمجيات فقط لاستخدامها في السيارات الكهربائية ذاتية القيادة، إلا أن اتفاقاً أبرمته الشركة الأمريكية مع أخرى صينية أثبت بشكل قاطع أن «آبل» ماضية وسط تكتم شديد في إنتاج سيارات كاملة، وليس برمجيات فقط.
وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، فان شركة التكنولوجيا العملاقة «آبل» تعمل حالياً مع شركة (CATL) التي كانت سابقا تابعة لشركة «أمبركس» الصينية لتطوير بطاريات السيارات، وهي الجزء الأهم في صناعة السيارات الكهربائية ذاتية القيادة.
وتنتج شركة (CATL) حاليا بطاريات الحافلات والسيارات والشاحنات الكهربائية بالإضافة إلى بطاريات لتخزين الطاقة الثابتة.
وكانت الشركة الصينية ثالث أكبر مصنع للبطاريات في العالم على مدى العامين الماضيين، مع شحن بطاريات بطاقة 6.8 غيغاواط/الساعة العام الماضي.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة «آبل» تيم كوك في وقت سابق من العام الحالي أن «آبل» تعمل على تطوير برمجيات السيارات ذاتية القيادة لأول مرة.
وأفادت التقارير السابقة أن «آبل» تعمل منذ فترة طويلة على تكنولوجيا القيادة الذاتية، وقد رُصدت مؤخرا مركبات ذاتية القيادة حول مقرها في ولاية كاليفورنيا.
ولكن الشركة التي استثمرت في مجال التعلم الآلي والحوسبة ترفض الكشف عن خططها في مجال تطوير السيارات حتى الآن.
وأكد كوك في مقابلة أجريت معه مؤخرا، نوايا الشركة بالاستثمار الأكبر في تكنولوجيا القيادة الذاتية، والتركيز على أنظمة التحكم الذاتي.
وتغيرت خطط «آبل» فيما يتعلق بتكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة، التي يطلق عليها اسم «مشروع تيتان» العام الماضي، عندما توقفت الشركة عن العمل على سيارتها الخاصة، لتطوير نظام الذكاء الاصطناعي المستخدم في القيادة الذاتية.
وفي حين أن «آبل» لم تعلن رسميا في السابق عن خطط تطوير تكنولوجيا القيادة الذاتية، تم تأكيد اهتمام الشركة بهذا المجال في وقت سابق من هذا العام، عندما مُنحت تصاريح اختبار المركبات. وأعلنت هيئة السيارات الأمريكية في ولاية كاليفورنيا، أن شركة «آبل» حصلت رسميا على تصريح لاختبار السيارات ذاتية القيادة في الولاية، يوم 14 نيسان/أبريل من العام الجاري.
وكانت الشركة تسعى في بادئ الأمر إلى بناء سيارتها الخاصة قبل إعادة تقييم تلك الطموحات في العام الماضي لإعطاء الأولوية للتقنية الكامنة وراء القيادة الذاتية، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء «بلومبرغ». وقد استأجرت الشركة أكثر من ألف مهندس للعمل على «مشروع تيتان» وهو الاسم الذي يُعرف به فريق السيارة داخليا بعد أن بدأ في عام 2014.
وفي هذا الإطار، حصلت شركة «آبل» في نيسان/أبريل على تصريح من إدارة السيارات في كاليفورنيا لاختبار ثلاث سيارات ذاتية القيادة، والتي ظهرت صور لها بعد ذلك بعدة أسابيع، فيما قال مصدر مطلع على مشروع تيتان أن هناك 6 مركبات كانت تختبر على نحو خفي تقنية القيادة الذاتية على الطرق العامة في منطقة خليج سان فرانسيسكو وحولها لمدة عام على الأقل.
وفي حال أنتجت «آبل» سيارتها الذكية ذاتية القيادة فهذا يعني دخولها في منافسة شرسة مع عملاق التكنولوجيا الأمريكي شركة «غوغل» والتي تعمل منذ سنوات على إنتاج واختبار السيارات ذاتية القيادة، ويتوقع أن تكون هي الشركة الرائدة على مستوى العالم في هذا المجال خلال السنوات المقبلة.
وقالت «غوغل» في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي إن سياراتها ذاتية القيادة سجلت مليوني ميل (3.2 مليون كيلومتر) على الطرق العامة وإنها مستمرة في قطع نحو 25 ألف ميل من تجارب القيادة أسبوعيا، مشيرة إلى أنها تقوم بتطوير هذه السيارات منذ عام 2009.
وتركز الشركة، التي يوجد مقرها في وادي السيليكون، على صنع سيارات ذاتية القيادة بالكامل دون حاجة إلى سائق وهو ما قد يجعل القيادة أكثر أمانا وكفاءة ويفتح الباب أمام توفير وسائل نقل للمعاقين وكبار السن. وقالت في العام الماضي إن مثل هذه السيارات ستكون جاهزة للإنتاج بحلول 2020.
إلى ذلك، دخلت شركة «سامسونغ» في كوريا الجنوبية في منافسة قوية مع الشركات الأمريكية التي تتسابق حالياً على إنتاج السيارات ذاتية القيادة، فيما تجدر الاشارة إلى أن «سامسونغ» هي المنافس الأكبر والأقوى لشركة «آبل» في سوق الهواتف النقالة.
وكشفت تقارير صحافية في كوريا الجنوبية عن حصول شركة «سامسونغ» على موافقة من السلطات الكورية لتبدأ قريبا باختبار سيارات ذاتية القيادة.
ووفقا لصحيفة «كوريا هيرالد» فإن السيارات التي ستختبرها «سامسونغ» هي سيارات تقليدية من تصنيع شركة «هيونداي» لكن تم تجهيزها بمعدات متطورة من كاميرات وأجهزة استشعار.
وكانت «سامسونغ» أعلنت في عام 2015 تجهيزها لفريق جديد سيعمل على تقنيات السيارات ذاتية القيادة، حيث سيركز على تطوير مكونات بدلا من تصنيع سيارة ذاتية القيادة بالكامل، بدون الإفصاح عن كثير من المعلومات.
وفي السياق ذاته، كشفت شركة صناعة السيارات الألمانية «فولكسفاغن» مؤخراً عن أحدث تصوراتها لمستقبل السيارات ذاتية القيادة وذلك من خلال النموذج الأولي الجديد «سيدريك» التي تأتي بدون مقود أو دواسات.
وقالت «فولكسفاغن» إن السيارة الجديدة، التي كشفت عنها خلال معرض السيارات المقام في مدينة جنيف السويسرية، تمتاز بأنها أول مركبة صُممت من الأساس للقيادة المستقلة تماماً.
وأوضحت الشركة الألمانية أنها تستخدم «سيدريك» التي وصفت السيارة بأنها «صديق ورفيق لعائلتك» لتسليط الضوء على أهمية المركبات ذاتية القيادة لمستقبل الشركة.

شركة «آبل» ماضية في إنتاج سيارات كهربائية ذكية ستغزو العالم

طائرة أسرع من الصوت وبدون ضجيج قريباً

Posted: 29 Jul 2017 02:01 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: اختبرت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» مؤخراً طائرة أسرع من الصوت و»عديمة الضوضاء» بعد أن بنت نموذجاً تجريبيا لها، وهو ما يعني أنها قد تصبح قريباً واقعا وتدخل إلى الخدمة.
وتم اختبار الطائرة في نفق خلال حزيران/يونيو الماضي وأصبح لدى الوكالة الأمريكية نظرة واضحة حول آلية أدائها في العالم الحقيقي، وذلك حسب ما أوردت العديد من التقارير الغربية التي اطلعت عليها «القدس العربي».
وحسب موقع «إنغادجيت» المتخصص في آخر صيحات التكنولوجيا فإن من المتوقع أن يقلل التصميم الحديث للطائرة من الضوضاء بشكل كبير وفريد من نوعه، ما دفع المصمم المشارك، لوكهيد مارتن، إلى تشبيهها بالسيارة الفاخرة.
ويتيح التصميم المبتكر من «ناسا» إمكانية استخدام الطائرة بشكل آمن في أي مكان تقريبا.
وسيحلق النموذج الأكبر من الطائرة، على ارتفاع 55 ألف قدم، مع التحكم بالسرعة على الرغم من استخدام محرك واحد فقط، من بين اثنين من المحركات التي نراها في (F/A-18 Hornet).
وفي التجربة العملية، يمكن أن تقطع الطائرة رحلة من نيويورك إلى لوس أنجلوس، خلال 3 ساعات فقط.
وحددت وكالة «ناسا» خططا فعلية لإطلاق الطائرات الجاهزة بحلول عام 2020 لتحلق فوق المناطق المأهولة. وتمتلك الوكالة التمويل اللازم للسنة الأولى من الخطة التي تمتد 5 سنوات، إلا أن الطائرة لن تكون مشابهة لطائرة الركاب، وبالرغم من ذلك فان الوكالة تعتزم نقل خبرات التجارب الفعلية، إلى الشركات المصنعة الخاصة، التي تخطط لتصميم طائرات ركاب أسرع من الصوت.
وكانت «ناسا» أعلنت أنها تخطط للعمل اعتباراً من العام المقبل على ابتكار وإنتاج طائرات ركاب سرعتها تخترق حاجز الصوت، على أن تصبح هذه الطائرات في الخدمة اعتباراً من العام 2021.
وحسب المعلومات التي كشفت عنها «ناسا» فإنها ستبرم تعاقداً من أجل إنتاج هذه الطائرات في بدايات العام المقبل 2018 أي أن العمل على إنتاج هذه الطائرات الخارقة سيبدأ اعتباراً من العام المقبل.
ومن المعروف أن الطائرات التي تتجاوز سرعة الصوت موجودة حالياً في العالم لكنها لا تستخدم لنقل الركاب ولا للأغراض التجارية، كما لا يوجد أصلاً حتى الآن أي شركة حاولت إنتاج طائرات ركاب تجارية تكسر حاجز الصوت، حيث يقتصر هذا النوع من الطائرات على الاستخدامات العسكرية والفضائية فقط.
وكشفت جريدة «دايلي ميل» البريطانية أن شركة الفضاء الأمريكية المعروفة «لوكهيد مارتن» بدأت تعمل بالفعل على تصميم طائرة ركاب تجارية تخترق حاجز الصوت وتأمل أن تتحرك قريباً من أجل البدء بتنفذ المشروع، إلا أن «ناسا» فتحت الباب أمام الشركات الأخرى المتخصصة في هذا المجال من أجل تقديم اقتراحاتها وتصوراتها وتصاميمها حتى يتم اعتماد المشروع والبدء فيه.
ومن المقرر أن توقع «لوكهيد مارتن» عقداً مع «ناسا» قبل نهاية الشهر الحالي بقيمة 20 مليون دولار أمريكي ولمدة 17 شهراً من أجل تطوير أجهزة فضائية، وهو ما يجعل هذه الشركة الأقرب إلى الحصول على التعاقد لإنتاج الطائرة التجارية التي تتفوق على سرعة الصوت، حيث أن الشركة أكثر قدرة من غيرها على الوفاء بمعايير ومتطلبات وكالة الفضاء الأمريكية.
وكان عالم الطيران شهد مؤخراً دخول طائرة فارهة وصغيرة الحجم تستخدم للرحلات الخاصة ولرجال الأعمال، كانت السرعة الفائقة مع الرفاهية العالية أهم مميزاتها، حيث بمقدورها أن تقطع المسافة بين نيويورك في الولايات المتحدة حتى العاصمة البريطانية لندن في ثلاث ساعات بدلاً من ثماني ساعات تحتاجها الطائرات التجارية المستخدمة حالياً.
والطائرة الجديدة الفارهة تنتمي إلى عائلة الطيران الخاص، وليس التجاري، حيث أنها صغيرة الحجم ومجهزة لرحلات رجال الأعمال، أما سرعتها فتزيد عن سرعة الطائرة التقليدية بنحو 450 ميلاً في الساعة، كما انها من إنتاج شركة «كونكورد» الشهيرة التي كانت أول من ابتكر طائرات فائقة السرعة في السابق.
وأطلقت الشركة المنتجة على الطائرة اسم «إبنة الكونكورد» في إشارة إلى أنها طائرة صغيرة من طراز الطائرات الكبيرة النفاثة فائقة السرعة، أما الاسم الرسمي للطائرة فهو (Spike S-512) وقالت الشركة المنتجة إن «الطائرة الجديدة تمكن المسافرين من الاستمتاع أكثر بحياتهم».
وتقول الشركة إن الطائرة الجديدة قادرة على السفر من لندن إلى نيويورك والعودة في اليوم نفسه لقضاء الأعمال التي يحتاجها كبار المدراء ورجال الأعمال «كما أن مستخدم هذه الطائرة يستطيع السفر من باريس إلى دبي للتسوق والاستمتاع ومن ثم العودة لتناول طعام العشاء في باريس قبل انتهاء اليوم» على حد قول الشركة المنتجة.

 

طائرة أسرع من الصوت وبدون ضجيج قريباً

تدهور الوضع الاقتصادي في مصر يزيد من معدلات الطلاق

Posted: 29 Jul 2017 02:01 PM PDT

الطلاق ظاهرة تناولتها كل المؤسسات الاجتماعية والدينية وحتى السياسية، وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في طرح تلك القضية، وجهات النظر المتداولة حولها وأسبابها بصورة أوسع.
وهي ليست جديدة ولكن الجديد في الأمر الأرقام الصادمة، التي أوردتها المحاكم الشرعية في مصر ومركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية عن ارتفاع نسب الطلاق والتي وصلت إلى نحو 14 مليون حالة في العام 2015 يمثل أطرافها 28 مليون شخص، أي ربع تعداد السكان. وفي أواخر العام الماضي صنفت مصر الأولى عالمياً في عدد حالات الطلاق.
وهذا ما أكدته إحصائيات رصدتها الأمم المتحدة، بينت فيها أن نسب الطلاق ارتفعت في مصر من 7 في المئة إلى 40 في المئة خلال نصف القرن الماضي.
وما تلك الإحصائيات إلا نذير بتفكك اجتماعي خطير، ينسب الأخصائيون زيادته لعدة عوامل أبرزها الفقر.
فطلاق الأزواج ظاهرة ازداد صداها تدريجياً لتعطي مؤشرات باتت تعكس خطورة كبيرة على واقع المجتمع المصري، الذي انتقل من الحديث عن الزواج المبكر والعنوسة إلى الحديث عن الطلاق الذي دمر النسيج الاجتماعي للعائلات في مصر.
وفي الوقت الذي تعاني فيه مصر من ويلات الأزمة الاقتصادية وتداعياتها على الحياة الاجتماعية، لوحظ ارتفاع بالتوازي بين معدلات الطلاق والأزمة الاقتصادية في مصر بصورة واضحة، ما يثير عدة تساؤلات فيما إذا كانت هناك علاقة تربط بين الطلاق والفقر في المجتمع المصري.
وتفشي البطالة وسوء الأوضاع المعيشية بسبب الغلاء والفقر تؤثر تأثيراً سلبياً على الأسرة وتسبب الشعور بالإحباط والفشل في القيام بالدور المنوط بكل فرد من أفراد الأسرة.
هذا ما أكدته الأبحاث التي قام بها مركز «القاهرة للدراسات السياسية والقانونية» حيث ذكر عدة أسباب تؤدي للطلاق، منها الاجتماعية والنفسية وأيضاً الثقافية. وكان للعامل الاقتصادي الدور الأكبر في حالات الطلاق والتفكك الأسري في مصر.
ان الفقر وعدم القدرة على مواكبة غلاء الأسعار والشعور باليأس الشديد في إيجاد طوق للنجاة في ظل ارتفاع الأسعار المعيشية غير المحتملة، يدفع بالمواطنين إلى تقليل العبء المادي الذي تتطلبه أي أسرة، ومحاولة الاستغناء عن بعض الكماليات والتي يعتبرها أحد الطرفين أساسيات مطلوبة، وما عدم توافرها إلا شظية لحلول الأزمة بينهما.
ومع ارتفاع سقف التوقعات لدى أفراد الأسرة ومحاولة تحقيق مستوى معيشي أفضل، ومن ثم الاصطدام بالواقع المرير، وإدراكهم أنهم لن ينالوا حتى أبسط حقوقهم الإنسانية، ما يترتب عليه إحساسهم بعدم الرضا عن العلاقة الزوجية بسبب عدم قدرة الزوج على تلبية الاحتياجات الأسرية، وهي احتياجات البقاء، من سكن وغذاءش وشراب ولباس ودواء والكثير من الكماليات التي أصبحت الآن من الضروريات.
وتبدأ القصة تدريجياً بأن يقود الفقر إلى مشاحنات، وسخرية، وعتاب، وأحياناً إنحراف واتخاذ الوضع المادي ذريعة، ومن ثم طلب الطلاق. ومن هنا لوحظ أمران أولهما أن الفقر الشديد يؤدي إلى سرعة الطلاق، والثاني الغنى الفاحش يقود أيضاً إلى الطلاق.
هذا ما ذكره الدكتورمحمد حسن غانم في كتابه «الطلاق بين المحنة والمحنة» فأشار إلى أن «الفقر الشديد والثراء الفاحش يؤديان إلى حالة من عدم التوازن النفسي لدى أحد الطرفين أو كليهما، خاصة إذا كان أحدهما أو كليهما في حالة من عدم النضج العقلي».
ومع تبين صحة تلك النظرية في بعض الأحيان، وهي أن الفقر قد يؤدي للطلاق، فقد لوحظت نظرية أخرى مضادة لها في الاتجاه وموازية في النتائج، حيث أثبتت أن بعض الأسر تعاني من الفقر بمجرد انفصال الأبوين، خاصة إذا كان لدى الأم عدد من الأبناء وكانت عاطلة عن العمل، إذ تكتشف ان الأمور ليست في صالحها خاصة وان الكثير من الرجال بعد الطلاق يمتنعون عن أداء النفقة مع أن القاضي في الغالب يحكم لصالح المرأة وأبنائها. لكن يظل عدم الانفاق على الأبناء بعد الطلاق أحد المشاكل الأساسية التي لابد من البحث لها عن مخارج وآلية تنفيذ تمكن المطلقة في مصر وأبنائها من العيش المناسب خاصة في ظل الارتفاع المستمر للأسعار، وبما يتفق مع مستوى الرجل المعيشي أيضاً.
وهنا يجب الأخذ في الاعتبار عند تحديد قدر النفقة، الغلاء المتصاعد في مصر، وعدد الأبناء وأعمارهم وإمكانيات الرجل المادية والمستوى المعيشي للأبناء وأمهم قبل الطلاق، على اعتبار الانخفاض المفاجئ في المستوى المعيشي للأبناء، وافتقادهم للأب والدفء العاطفي داخل الأسرة، إذ ليس من العدل ان ينخفض المستوى المعيشي للأبناء بمجرد طلاق الأم والأب.
والنتيجة ان المرأة المصرية المطلقة تعاني من مشكلة الفقر أكثر من الرجل خاصة في حالة سلامته الصحية، حيث ان المطلق في الغالب تقل مسؤولياته ولعل هذه أحد عوامل سهولة الطلاق في المجتمع، حيث لا يرى الرجل الجانب السلبي للطلاق سواء نفسياً أو مادياً أو اجتماعياً بالكيفية التي تعيشها المرأة المطلقة في مصر.
وقالت الدكتورة لبنى عبد العزيز «أستاذ مساعد في قسم العمارة كلية الفنون الجميلة، جامعة المنيا» لـ «للقدس العربي»: «وفقا للتعريف الدولي للفقير فهو الفرد الذي يقل دخله اليومي عن دولارين، أي حوالي 36 جنيها وهو ما يعني حوالي 1000 جنيه في الشهر، ولكن بسبب التصاعد المستمر في الأسعار فقد يصل دخل الفرد إلى ضعف ذلك ويعد فقيرا لا يستطيع سداد المتطلبات الأساسية للمعيشة من مسكن وملبس ومأكل. وقد طالت الأزمة الاقتصادية في مصر شريحة أكبر في المجتمع وشملت ذوي مناصب مثل أساتذة الجامعات الذين أصبحوا من الفئات التي تعاني لإكمال متطلبات المعيشة الشهرية. هذه الضغوط هي ما أعده سببا رئيسيا في توتر العلاقات الزوجية نتيجة وضع الزوجين تحت ضغط التعامل مع أوضاع جديدة ينبغي فيها أداء ذات المسؤوليات بذات الدخل ولكن بضعف التكلفة».

تدهور الوضع الاقتصادي في مصر يزيد من معدلات الطلاق

مي عبد العزيز

المطفاية

Posted: 29 Jul 2017 02:00 PM PDT

المقادير:

أي نوع من أنواع الأسماك المقطعة
بصل مقطع شرائح
معجون طماطم
طماطم مقطعة
ثوم مفروم
كزبرة خضراء طازجة
زيت
ملح/ فلفل/كمون

طريقة التحضير

بعد تنظيف السمك جيدا نقلي البصل بالزيت حتى يصفر.
نضيف معجون الطماطم ونقليه مع الزيت والبصل ثم نضيف الثوم المفروم ونقليه على نار هادئة قليلا ثم نضيف الطماطم المقطعة ونخلط المكونات ونضيف الملح والفلفل الأسود والكمون.
نضيف قليلا من الماء إلى الخلطة ثم نصف السمك نتركه إلى أن ينضح ثم نزيد الكزبرة الخضراء المفرومة ونطفئ النار مباشرة بعد نضج السمك حتى لا ينشف كثيراً.
تقدم المطفاية مع الخبر أو مع الأزر بالعدس الأصفر.

المطفاية
طبق الأسبوع

السلطات الصحية الأمريكية تعتزم تقليص نسبة النيكوتين في السجائر

Posted: 29 Jul 2017 02:00 PM PDT

أعلنت الوكالة الأمريكية للأغذية والأدوية «اف دي ايه» نيتها تقليص نسبة النيكوتين في السجائر إلى مستوى لا يسبب الإدمان للمدخنين.
وهذه المرة الأولى التي تحاول فيها السلطات الفدرالية تشجيع الأمريكيين على الإقلاع عن التدخين من خلال التصدي مباشرة للمادة المسببة للإدمان في السجائر.
وحتى اليوم، كانت التدابير المعتمدة في مكافحة التدخين تقوم على تحذيرات من مخاطر التبغ موضوعة على علب السجائر إضافة إلى ضرائب على التبغ وحملات إعلانية لثني المدخنين خصوصا من فئة الشباب عن هذه الآفة.
كذلك أعلنت وكالة «اف دي ايه» أنها سترجئ لسنوات عدة بدء سريان تشريعات بشأن السيجار والسجائر الالكترونية والشرط الملزم لمصنعي السجائر الالكترونية بالحصول على موافقتها قبل طرح منتجاتهم في الأسواق.
ويتعين على مصنعي السيجار وغليون التبغ والنرجيلة (الشيشة) الامتثال للقواعد الجديدة بحلول سنة 2021 وبحلول 2022 في حالات السجائر الالكترونية.
وقال مدير وكالة «اف دي ايه» سكوت غوتليب إن «القسم الأكبر من الوفيات الناجمة عن أمراض يمكن نسب المسؤولية عنها للتبغ مردها إلى الاعتياد على السجائر، وهو المنتج الاستهلاكي القانوني الوحيد الذي يقتل نصف الأشخاص المدخنين لفترة طويلة».
ويواجه قطاع التبغ في الولايات المتحدة تراجعا مستمرا في عدد المدخنين الذي بلغ مستويات غير مسبوقة مع نسبة مدخنين لا تتعدى 15 في المئة من البالغين. (أ ف ب)

السلطات الصحية الأمريكية تعتزم تقليص نسبة النيكوتين في السجائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق