Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأحد، 30 يوليو 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


لماذا لا يتقدم «التحالف العربيّ» في اليمن؟

Posted: 30 Jul 2017 02:27 PM PDT

شهد اليمن خلال الأيام القليلة الماضية تطورات عديدة على الصعد العسكرية وعلى جبهات مختلفة.
أحد التطورات الملفتة كان إعلان جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح سيطرتهم على عدة مواقع عسكرية سعودية في منطقة جيزان (معسكر الجابري ومواقع الفريضة وملحمة والغاوية)، فيما أفادت وسائل إعلام سعودية أن الشريط الحدودي لمنطقتي جازان ونجران شهد السبت معارك عنيفة، وأن اليمنيين شنوا هجوما كبيرا من ثلاثة محاور في منطقة الخوبة وسقام، وقال أحد المواقع السعودية الخاصة إن ضابطا سعوديا وأربعة جنود قد قتلوا.
التطور الثاني كان إعلان الحوثيين وقوات صالح استهداف بارجة عسكرية إماراتية قبالة السواحل الغربية لليمن بقارب مفخخ بالمتفجرات، وحسب الحوثيين فإن البارجة كانت تحمل مروحيات وأنها استخدمت «سلاحا نوعيا» أدى لإعطاب البارجة . قوات «التحالف العربي» أكدت الهجوم ولكنها قالت إنه استهدف ميناء المخا نفسه وأنه اصطدم بالرصيف البحري قرب مجموعة سفن مما أوقع انفجارا وأن اشتباكات لاحقة في شرق المخا أدت لمقتل سبعة جنود يمنيين و16 متمردا.
التطور الثالث كان استهداف الحوثيين، مجددا، مكة المكرمة، بصاروخ باليستي، وقامت قوات «التحالف» باعتراضه، معتبرة إياه «محاولة يائسة لإفساد موسم الحج».
التطور الرابع كان مقتل 20 جنديا يمنيا في هجوم شنه المتمردون على قاعدة عسكرية في محافظة تعز.
صحيح أن الحروب هي مدّ وجزر، وأن تصعيد الحوثيين وقوات صالح العسكري سيقابل بعمليات دفاعية وهجومية من قبل «التحالف العربي» لكن الصحيح أيضاً أن التدخل العسكري العربي الكبير الذي بدأ في آذار/مارس 2015 لم يؤد إلى تغيير جوهري في الصراع، وأن أوضاع اليمن الأمنية والسياسية وبناه التحتية والصحية تدهورت بشكل فظيع بعده، وأن لا إشارات حقيقية تبدو في الأفق لحسم مقبل للنزاع أو لتحسن، من أي نوع كان، على الأرض أو السماء أو حتى في المخيلة.
الناشطة الحقوقية اليمنية رضية المتوكل، أحد مؤسسي جمعية «مواطنة» المستقلة التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن لخصت الوضع في بلادها بقائمة للمعاناة اليمنية تتضمن مرض الكوليرا، والمجاعة، وقصف المناطق السكنية والأسواق والجسور والمدارس والمعامل، وتؤكد أن فريقي النزاع «استخدما أساليب التعذيب كطريقة منهجية لبسط السيطرة على المناطق التي تخضع لهما»، وأشارت إلى ارتكاب الجهتين جرائم تجنيد الأطفال والاعتقال التعسفي والاخفاء القسري.
يفسّر توصيف المتوكل لأوضاع اليمن وانتهاكات حقوق البشر فيه بعض الأسباب التي ساهمت، وتساهم، في عدم حسم أي من الطرفين للحرب الجارية، فإذا كان كلا الطرفين لا يحترم الشعب اليمني الذي يقاتل باسمه، وكان كلاهما يشارك في استهداف المدنيين واعتقالهم واخفائهم وتعذيبهم وتجنيد الأطفال فما هو الأمل الذي يقدمه أي من الطرفين للشعب اليمني كي يقاتل معه أو يتحمس لانتصاره؟
هل يستطيع اليمنيون الذين ثاروا عام 2011 لإنهاء حكم علي صالح المستبد، مثلا، أن يتجاهلوا أن السعودية هي التي أنقذت حياته وأعادت «تشكيله» بعد محاولة لاغتياله، وأن الإمارات ما تزال تحتضن ابنه وتخطط لعودته، وأن الإمارات، وهي أحد أهم دول «تحالف دعم الشرعية» تهين هذه الشرعية وتمنع رئيسها من الهبوط في عدن، وتدعم الجهات المنافسة للرئيس عبد ربه منصور هادي في جنوب اليمن، وأن هناك سجونا ومعتقلات لها تقوم على اعتقال وتعذيب اليمنيين، كما يفعل الحوثيون وقوات صالح وأحيانا بطرق أكثر فظاعة وشدة.
لقد تلاشت، للأسف، الآمال التي داعبت اليمنيين عند بدء التدخل العسكري العربي وتحوّلت الأحلام إلى كوابيس، فقد انقلب بعض المدافعين عن الشرعية إلى مقوضين لها وأصبحوا، ببساطة، واحدة من الجماعات التي تدافع عن مصالح دولة معينة وعن الجماعات والأشخاص الموالين لها وليس عن اليمن، وبذلك لم يعد هناك أبطال في اليمن، كما قالت متوكل، «بل مجرمون وضحايا»، وهذا، قد يفسّر، إلى حد كبير، لماذا يستنقع الوضع اليمني ويغرق «التحالف العربي»، مثل باقي الأطراف، في رمال اليمن المتحركة.

لماذا لا يتقدم «التحالف العربيّ» في اليمن؟

رأي القدس

حكمة الحيوان في البيت الأبيض

Posted: 30 Jul 2017 02:26 PM PDT

تشيلسي كلينتون، ابنة بيل الرئيس الأمريكي الأسبق، وهيلاري المرشحة السابقة للبيت الأبيض؛ غردت هكذا إلى متابعيها على تويتر، ويبلغ عددهم 1.73 مليون متابع: «هل ثمة مَنْ يفكر معي أن الرئيس ترامب قد يستفيد من قراءة خرافات إيسوب؟ القطة والديك والفأر مثلا؟ النسر والسهم؟» الآلاف اتفقوا مع التغريدة، بالطبع، خاصة وأنّ الحكايات التي تشير إليها تحديدا، وسواها الكثير؛ جديرة بتعليم الرئيس الأمريكي الحالي دروسا شتى في الأخلاق، والرأفة، والتآخي، و… التبصر والحكمة، بصفة خاصة!
والحال أنّ «خرافات إيسوب» تظلّ الأكثر شيوعا على النطاق العالمي؛ في عداد الآداب التي تضع فلسفة الحياة والسياسة والحكمة والحكم على ألسنة الحيوان، مصوغة في حكايا طريفة وممتعة، ذات مغزى مبسط وترميز خفيف لكنه غير خافٍ. ثمة، كما هو معروف، «كليلة ودمنة»؛ وكتاب الأقاصيص الهندي الكلاسيكي «بانشاتانترا»، الذي يضمّ خمسة مجلدات من الحكايات، على غرار ما سوف تتخذه مطارحات مكيافيللي في «الأمير».
ولا تكاد تمرّ سنة دون أن يصدر جديد حول حكايات إيسوب، في أكثر من لغة، على صعيد دراسة العمل، أو إعادة تحقيق نصوصه، أو إصدار طبعات مختلفة منه. ولعلّ طبعة «بنغوين» البريطانية، بترجمة جديدة ومقدّمة وافية من روبرت وأوليفيا تيمبل، هي بين أفضل الطبعات المتوفرة، لسبب جوهري هو أنّها تدرج الحكايات كاملة غير منقوصة. وكما هو معروف، كانت معظم الطبعات البريطانية (منذ سنة 1484، حين أنجز وليام كاكستون أولى الترجمات) قد غربلت هذه الحكايات، وراقبت ما يخلّ منها بالآداب العامة، فحذفت عشرات من أصل 350 حكاية. وإلى جانب الحذف، بذل الفكتوريون، خاصة، جهدا خارقا لتجريد الحكايات من دلالاتها السياسية والأخلاقية والفلسفية، وتحويل الأثر إلى محض قصص مسلّية تدور في عالم الحيوان إجمالا، وتُروى للأطفال قبيل الإغفاءة.
ويجمع الباحثون على أن إيسوب عاش في جزيرة ساموس الإغريقية في القرن السادس قبل الميلاد، وكان قد وُلد عبدا، وهكذا مات أيضا. باحثون آخرون يعتبرونه شخصية مختلَقة، أحالت إليه المخيلةُ الإغريقية طائفة من الحكايات اللاذعة التي كان من المستحيل نسبها إلى البشر، بسبب من وطأة رموزها السياسية والأخلاقية. وإلى هذه الحكايات ندين بأمثولات راسخة، مثل حكمة السباق بين الأرنب والسلحفاة، أو الذئب في جلد الحمل، أو حصّة الأسد، أو العنب الحامض…
هنالك حكاية الدبّ الذي تباهى بأنه صديق صدوق للإنسان، يأنف من ملامسة جثة ابن آدم. الثعلب ابتسم وردّ عليه: ليتك أكلتَ الجثة الميتة، وأبقيت على الإنسان الحي! أو حكاية تحالف الصيد المشترك الذي عقده الأسد مع الحمار البري، الأوّل لأنه قويّ وملك، والثاني لأنه سريع الركض وحمّال أثقال. الأسد اعتمد الحسبة التالية في تقسيم الطرائد: حصّة أولى للأسد بوصفه ملك الغابة، وحصّة ثانية للأسد لأنه الأقوى، وحصة ثالثة للحمار… ولكن من الحكمة أن تُترك للأسد أيضا، ثمنا لبقاء الحمار على قيد الحياة!
وهذه حكاية ثانية: وقع نسر في قبضة صياد قاسي القلب، سارع إلى قصّ جناحَيْه، وحبسه في القنّ مع الدجاجات. أشفق رجل على النسر فاشتراه، وأبقاه تحت رعايته حتى نبت ريش جناحيه، فأطلق سراحه. النسر سارع إلى اقتناص أرنب، وأهداه إلى الرجل الثاني من قبيل ردّ الجميل. الثعلب خاطب النسر بسخرية: كان الأحرى بك تقديم الهدية إلى الذي اصطادك وليس إلى الذي ردّ لك كرامتك. الثاني لن يؤذيك في كلّ حال، والأوّل هو الجدير بالرشوة!
حكاية أخيرة: ذات يوم لاحظ القرويون أنّ الجبل يتمخض، إذْ تصاعد الدخان من قمّته، وارتجّ السفح، وتهاوت أشجار، وتدحرجت صخور، وكان محتما أن تشهد الأرض وقوع حدث جلل. ثمّ انشقّ الجبل عن أخدود صغير، فارتعدت فرائص الناظرين خوفا وترقبا، حتى هالهم أنّ فأرا أطلّ برأسه من الشقّ، ليس أكثر؛ فكان أن اجترحوا ذلك القول المأثور: تمخض الجبل فولد فأرا!
وقد لا يكون معروفا على نطاق واسع أنّ سوريا هي الموطن الأصلي لـ«خرافات إيسوب»، وأنّ المواطن السوري الذي تدين له الإنسانية بهذا الفضل الكبير هو بابريوس؛ الذي عاش في القرن الأوّل الميلادي، ولا نعرف عن حياته إلا النزر اليسير، وكان اسمه سيظلّ مغمورا منسيا لولا أبحاث ريتشارد بنتلي (1662 ـ 1742)، العلاّمة الإنكليزي البارز في الآداب اليونانية الكلاسيكية. ففي كتابه «أطروحة حول خرافات إيسوب»، تعمّق بنتلي في تحليل لغة الحكايات المنسوبة إلى إيسوب (الذي يرجح هيرودوت أنه عاش في جزيرة ساموس اليونانية في القرن السادس قبل الميلاد، مقابل باحثين آخرين يعتبرونه شخصية مختلَقة كما سلف القول)؛ فوقع على عدد كبير من الصياغات والجُمَل والفقرات التي تعود إلى بابريوس وحده. الدليل القاطع جاء سنة 1842، على يد الباحث اليوناني مينويديس ميناس الذي عثر، في أحد أديرة جبل آثوس، على مخطوط بتوقيع بابريوس، يضمّ 123 خرافة مطابقة لتلك التي ذاعت باسم إيسوب.
.. الأمر الذي يعني أنّ عالم الحيوان هذا، تحديدا، قد يكون عالي الفائدة في أروقة البيت الأبيض، وربما في المكتب البيضاوي تحديدا!

 

حكمة الحيوان في البيت الأبيض

صبحي حديدي

عندما «هاجم» الشهيد رصاصة العدو! الأقصى بين الأردن و«الرعاية» السعودية الطارئة وترقبوا فيلم… «الخليج العلماني»

Posted: 30 Jul 2017 02:25 PM PDT

مرة أخرى أعادني التلفزيون الإسرائيلي بقناته الثانية إلى أجواء مباريات كرة القدم عندما تطل الرواية الرسمية، كما حصل في الماضي على أساس.. «رؤوس المشجعين هاجمت هراوات رجال الأمن».
عندما تعلق الأمر بالمجرم الإسرائيلي، الذي قتل أردنيَين بدم بارد خرجت علينا تلك الرواية لتقول ضمنيا إن «رأس الشهيد محمد الجواودة هاجم رصاصة الدبلوماسي الإسرائيلي فقتل المهاجم في هذه الحالة وقتل معه في الأثناء وبالصدفة – يا للغرابة – الطبيب الشهيد بشار الحمارنة!
تماما على طريقة دور السينما الشعبية، حيث فيلمان بتذكرة واحدة.. قتيلان بالرصاصة نفسها.
نحمد الله أنها ليست رواية رسمية أردنية، وإن كان بعض الموظفين قد تورطوا بها؛ حيث شاهدنا مثل ذلك فقط في المسلسلات البوليسية وعلى محطة «أم بي سي»، وفي مسلسل النجم المحقق «غيبز»؛ حيث محللة مختبر مهووسة بالقهوة ولديها شعر طويل تجترح هذه النظريات.
تم إبلاغ بعض أهالي الشهيدين فعلا بهذه الرواية.
لكن مثل هذه الصدفة لا أشتريها شخصيا، ولتعذرني الحكومة الأردنية، ليس لا سمح الله تشكيكا بالرواية الرسمية، ولكن لأن ظهور وزير الخارجية أيمن الصفدي السريع على محطة «سكاي نيوز» بعبارة قاسية وخشنة ضد الكيان الإسرائيلي توحي بأن الحادثة أبعد وأعمق من مجرد» طوشة على قطعة أثاث.»
إليكم النبأ الجديد، الذي يزعج عمان الرسمية ولا تريد مجرد الإشارة إليه. وافقت السلطات على مغادرة الحارس الإسرائيلي بعد تدوين إفادته، لكنها فوجئت بالطرف الآخر «يسحب» كل أفراد طاقم البعثة الإسرائيلية… سألت: لماذا يا ترى؟ هل تل أبيب بصدد «قطع» العلاقات الدبلوماسية مع الأردن؟
ما هو مبرر سحب كل الطاقم وهو أمر لم يكن مطلوبا أردنيا ولا مطروحا؟ حتى اللحظة لا أحد يعرف الجواب، لكن القناة الثانية في تلفزيون العدو ألمحت إليه وهي تتحدث عن «الرطل الأردني الملكي» الذي بطح الرطلين. فقرار القيادة الأردنية كان: حسنا.. سحبتم الطاقم.. لن يعود إلا بعد محاكمة القاتل.

الأقصى وخادم الحرمين

وحتى نسترسل لا بد من بعض «المستور» في العادة .. موجة التضامن الحكومي الأردني مع «نضالات أهلنا في القدس» لم تكن مألوفة وقد التقطنا ذلك في مقابلة «سكاي نيوز» مع الوزير الصفدي، الذي بدا مشتعلا. وهو يتصدر ويتصدى لأخلاقيات حكومة نتنياهو الغائب.
أنا شخصيا أفكك المشهد على أساس العنصر السعودي في المسألة؛ حيث تبين لنا فجأة أن الحكومة الإسرائيلية تهدي انسحاب قواتها من بوابات الأقصى لجلالة خادم الحرمين الشريفين.
فقط كأردني أفهم الآن، لماذا لا تريد الأذن السعودية التقاط عبارة «النبي الهاشمي العربي».
وأفهم لماذا يبلع تلفزيون بلادي الموس ويصيح «في فمي ماء» ويندفع بعض أصحاب الرأي من مسؤولين سابقين أو محللين لاقتراح في غرفة مغلقة من طراز» رعاية.. بدلا من وصاية».
للعلم فقط، ومن باب تبادل الفصاحة الرعاية تعني حسب صديق محنك من أنصار هذه المدرسة حفاظا على الأردن فرش سجادة وتعيين مؤذن وضمان عمل مروحة التبريد.. إلخ
واضح أن الأردن متمسك بمسؤولياته.. الأوضح وهذا ليس سرا من وزير يقال في غرفة مغلقة أن الأردن وحيد في مضمار التصدي في المحافل الدولية عندما يتعلق الأمر بالأقصى، ولعل ذلك ما يدفع حكومة نتنياهو لكل هذا الانحدار في مناكفة بلد شريك في السلام مثل الأردن.

العتيبة.. «سوبر ستار»!

لا تتردد القناة الثانية في إسرائيل في الإشارة للدور السعودي الذي تفاوض على عودة الهدوء في أكناف الأقصى..على طريقة المسلسلات المصرية والأعراس ترد عليها القناة الثانية في التلفزيون السعودي بـ «زغروتة» أو «زلغوطة»، حسب إخوتنا في بلاد الشام.
نقولها وأجرنا على الله، من باب التحليل وليس الاعتراض – لا سمح الله – الخطة أو الخلطة كالتالي السعودية هي مركز «الكون السني» ونتنياهو سيتحول لمركز «التمثيل اليهودي»، ونحن جماعة «الإسلام المعتدل المخلوط بالتطبيع أحيانا» خارج التغطية، ومعنا بطبيعة الحال الشعب الفلسطيني ودولته التي ستقام في قطاع غزة.
في الحلقة الأردنية حصريا كان لا بد من سيناريو محكم يبدأ بـ«مفك أثاث» مزعوم يؤدي لحادثة ما تخلط الأرواق في الشارع الأردني و«تبرر» سحب الطاقم الدبلوماسي الإسرائيلي، لأن أحد الحاخامات ظهر على الشاشة الإسرائيلية وهو يجدد اعتباره شرق الأردن المكان الطبيعي لدولة فلسطين مع إضافة نوعية نادرة تقول «.. برعاية الشرعية السعودية».
أنا لا أهذي بالمناسبة، فهذا ما تقوله محطة «بي بي أس» الأمريكية أيضا وهي تستعرض التصريحات الأخيرة للسوبر ستار سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، وهو يؤكد أن الأزمة مع القطر «فلسفية» وعميقة لها علاقة بالشكل الجديد في المنطقة والسعي نحو «العلمانية» على أساس أن العلمانية «مقطعة بعضها» في دول الحصار على قطر.
هو في الأحوال كلها شكل «لزيز» يشبه الأردن الذي نشاهده في فواصل إعلانية تنشرها على «أم بي سي مصر» هيئة تشجيع السياحة.
لكن كل ذلك لا يعني أن «الفيلم الهندي» الجديد سيعبر، وقد نكون- نقول قد – أمام لحظة حاسمة في حفلة «الوناسة العربية»، التي تتسابق لإرضاء العدو الإسرائيلي على اساس تحول السعودية لدولة «علمانية» مع هامش ديني باسم «سنة الكون» في مكة أشبه بالفاتيكان على أن يرسم نتنياهو حلمه في الدولة اليهودية عند حائط المبكى وتصفق أبو ظبي للجميع.
في الختام.. قلنا ذلك ونعرف مسبقا حجم الصداع، الذي سيتسبب فيه لكن أجرنا مع من قرأ على الله.

مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

عندما «هاجم» الشهيد رصاصة العدو! الأقصى بين الأردن و«الرعاية» السعودية الطارئة وترقبوا فيلم… «الخليج العلماني»

بسام البدارين

النافر والمشفّر والمتفاوت في تاريخ الفتن

Posted: 30 Jul 2017 02:25 PM PDT

لا يمكن الحديث عن صراع مذهبي تناحري راكز منذ الفترة الاسلامية المبكرة والى يومنا هذا، والاكتفاء من ثمّ بتظهير الأنماط المختلفة التي يتخذها هذا الصراع في كل مرحلة من مراحل التاريخ.
حديث من هذا القبيل سينبني على كمّ مريع من التهويم ومن التدليس. ليس هناك خط بياني متصاعد من اجتماع السقيفة إلى حرب الجمل وصفين، إلى كربلاء فنكبة الأمويين ثم نكبة ابي مسلم الخراساني، ولا هو مسار متصل واضح المقصد والغاية منذ حجر البويهيين، الأقرب للتشيع الزيدي في الأساس من التشيّع الإمامي، على خلفاء بني العباس، مع التمسك بمؤسسة الخلافة العباسية «السنية» هذه في مواجهة دعاية الخلافة الشيعية الاسماعيلية الفاطمية، ووصولا إلى موجات الاحياء السني من غزنوية وسلجوقية وزنكية وأيوبية ومملوكية، التي جمعت بين «التعبئة» الدفاعية عن الخلافة العباسية، وبين التهميش السياسي لمؤسسة الخلافة لصالح الدول السلطانية المختلفة.
كذلك الصراع بين الصفويين والعثمانيين، لم يكن مجرّد حلقة في سلسلة لا تنتهي من التراكم التناحري المذهبي، وهو صراع له اطار زمني وذهني يختلف إلى حد بعيد عن اصطدام الوهابية النجدية بكل من التشيع والتصوف، تماما مثلما ان الصراع المذهبي الذي تفجّر منذ نهاية السبعينيات، بأثر من ارتدادات هذا الحدث الضخم الذي مثلته الثورة الإيرانية يختلف عن كل ما سبق. وبدوره كان ينتظر الاستقطاب حول الحرب العراقية الإيرانية من ناحية، ثم التدخل الأمريكي للإطاحة بالنظام البعثي في العراق وتداعياته من ناحية ثانية، كي يفتح الباب على مصراعيه لهذا التناحر الدموي.
هل يعني ذلك أنه لا علاقة بالمرّة بين التناحر المذهبي الدموي الذي أكل منا جيلا ونصف حتى اليوم، وبين «السوابق» الحاضرة الماثلة في التاريخ الاسلامي للشرق الأوسط؟ ان يكون للتصادم المذهبي الراهن اطار مستقل إلى حد كبير عن العصور السالفة، فهذا لا يعني انه في حِلّ تماما عن التأثّر بأخيلة وتذكارات من ماضيات مختلفة. ان لا تنعقد الصلة القصدية او الغائية بين هذه الماضيات المختلفة، فهذا شيء، وان يكون بمستطاع الحاضر الربط ليس فقط بينه وبين الماضي، بل ربط كل الماضيات بعضها ببعض، وفتحها على بعضها البعض، مستفيدا مما يتيسر توظيفه فيها من عناصر تماثل واحالة ومحاكاة، فهذا شيء مختلف تماما.
لئن كان الفاعل المذهبي التصادمي ليس بمؤرخ، فالمؤرخ المتفلت من القصدية المذهبية لا يمكنه ان يحل مكان الفاعل المذهبي الحالي. والفاعل المذهبي الحالي يصطنع تواصلية مع الماضي ويعيش فيها ويعتاش منها، ويركب الماضي على بعضه بعضا. وهذا يحدث بصيغتين: واحدة نافرة. الاخرى مشفرة.
النافرة هي التي تراه منذ البدء صراعا بين سنة وشيعة. وهذه هي النظرة التي تسيطر على التقليديين والاحيائيين السنة في أيامنا. ونظرة مذهبية مشفرة، لا تراه مباشرة بين سنة وشيعة، بل بين اقليتين، واحدة تريد احقاق العدل، حسينية، وثانية تريد الباطل، يزيدية، وتتقلب الاكثرية بينهما، وهذه النظرة تسيطر على الاحيائية الشيعية، التي تقدّم نفسها اذاك، كتحريرية للاكثرية السنية من «يزيديتها» و»وهابيتها»، فتتوسع في امر اليزيدية لتلقي بلائمتها على مجتمعات بأسرها. كل من الاحيائيتين السنية والشيعية يسقط الحاضر على الماضي، ويصل الماضيات بعضها ببعض، لكن ليس بالأسلوب نفسه، ولا بالمضمون نفسه. هذا الاختلاف يقول لنا شيئا عن حال السنة والشيعة اليوم، اكثر بكثير مما يقوله لنا عن حالهم بالأمس. فهذا التفاوت في نمط اشتغال المذهبية حديث للغاية.
بعين المؤرخ يمكنك ان تدحض وجود صراع مذهبي سني شيعي يراكم باتجاه قصدي غائي واحد منذ بدايات الاسلام إلى اليوم، ولعين المؤرخ ان تسهم بحصة وافرة من تقويم النظرة ليس فقط علميا، بل سياسيا واخلاقيا ايضا. ليس هناك «عرق سني» يتواجه «منذ بداية النهاية» مع «العرق الشيعي». بل ان نشأة وتطور كل من التشيع والتسنن لا يمكن اختزالها إلى التعارض السني الشيعي، بل نشأ التشيع والتسنن في اوقات مختلفة. نشأ التشيع في مقابل دولة لم تكن تسننت بعد، بل انه لم يتشكل تاريخيا كاطار اعتقادي وفقهي مزمن لجماعة، الا بعد الاحباط من الدولة العباسية التي ظهرت أساسا وهي تنادي بثارات بني هاشم من الأمويين. واذا احتاج التشيع لمدة من الوقت التاريخي لتشكيل اطار مذهبي يمكنه ان يؤلّف بين النخبة (السياد والأشراف من سلالة أهل البيت) وبين العامة (المتشيعون لآل البيت)، دون ان يلغي مركزية نخبته السلالية هذه (رغم تسنن أغلب مجتمعات الأشراف لاحقا)، فان التسنن كان عملية أعقد تاريخيا، عملية توليف بين اطارين، احدهما نخبوي غير سلالي، «اهل السنة والثبات»، اي العاكفين على توارث الأحاديث النبوية ودراستها، والثاني هم سواد المسلمين، او «اهل الجماعة». عملية التوليف «التسنينية» هذه بدأت في موازاة جهاز الدولة العباسية، ثم بمعية هذا الجهاز ومن خارجه في نفس الوقت.
لكن عين المؤرخ، غير المتوفرة عند مؤرخين كثر بالمناسبة، والتفكيكية للمقولات المذهبية، وخصوصا للنظرة التي تراه صراعا مذهبيا تناحريا مستديما، تختلف ايضا عن اوهام تفكيك المقولات المذهبية على قاعدة الاستهانة بالتاريخ، بل التوجس منه حد اعتبار التاريخ نفسه هو «المستشرق الأكبر». لا يمكن الحديث عن فتنة مستدامة، لكن لا يمكن ايضا الاكتفاء بكونها فتنة بلا قعر ثقافي او ماورائي. فتنة تنهل من سابقاتها، باعادة تركيب سابقاتها على منوال اطراف النزاع داخلها.
كما هناك مذهبة شمولية، بمفعول رجعي، للصراع، سواء كانت نافرة او مشفرة، فهناك «تفكيكية ساذجة» بازاء عمليات القولبة المذهبية، ساذجة لاعتقاد دفين فيها بأن الكشف عن سياسة الصراع يلغي ابعاده غير السياسية، ويدفع ضحاياه إلى كشف الملعوب و»الاستنارة»، وساذجة لأنها، في إعراضها عن عين المؤرخ «المفرّق بين الفتن»، لا يمكنها ان تفهم، أين يلفق الفاعل المذهبي التصادمي الحالي «تاريخه» بيسر، وأين يلفقه بصعوبة. هناك، بعد كل شيء، تفاوت في سهولة التلفيق او صعوبته، وتفاوت في طريقة تذليل صعوبات التلفيق.. وكذلك السهولة، لطالما كانت مصيدة.

٭ كاتب لبناني

النافر والمشفّر والمتفاوت في تاريخ الفتن

وسام سعادة

الطبعة الأولى

Posted: 30 Jul 2017 02:24 PM PDT

كنت قرأت خبرا عن صدور «بعيدا عن الشتاء» الرواية الجديدة للكاتبة التشيلية المعروفة إيزابيل أليندي، التي تتحدث فيها عن واقع المهاجرين في أمريكا، في شهر يونيو/حزيران الماضي، بلغتها الأصلية، أي الإسبانية، وكانت الطبعة الأولى قد صدرت في ثلاثمئة ألف نسخة، أي أن ثلاثمئة ألف قارئ، يتوقع أن يلهثوا خلف الرواية لقراءتها، أو لعلهم ينتظرون صدورها، وقاموا بالفعل بحجز نسخهم مع الإعلانات الأولى للكتاب، التي عادة ما تسبق الصدور بأشهر عدة، يكون فيها الكتاب جاهزا للتوزيع، وهناك من قام بكتابة مراجعة له في صحف مهمة.
أيضا ذكر الخبر، أن طبعات بلغات عديدة أخرى منها الإنكليزية والفرنسية، والإيطالية، ستصدر لاحقا قبل نهاية العام، وستطرح أيضا كميات كبيرة، من الكتاب للقراء الذين ينتظرونه. مثل هذه الأخبار تبدو رائعة على الصعيد العام، لمن يتعاطى الكتابة، ثمة فرح غامر أن هذا العدد الكبير من النسخ لعمل إبداعي ستطرح، ويتوقع لها أن تنفد، وقد تلحق بها طبعات أخرى مستقبلا، في فعل ليس مغامرة على الإطلاق وإنما فعل عادي، لا يربك الناشر ولا يربك سوق القراءة. إنه يعني أن الأدب سلعة أساسية عند تلك الشعوب، تتعامل معها كما تتعامل مع كثير من السلع الأخرى الضرورية للحياة، وفي الوقت نفسه، إذا نقلنا الخبر لمتابعينا وقرائنا هنا في الوطن العربي، سيكون صادما للغاية، فلا كاتب مهما بلغت شهرته، ووصل صيته إلى أي بقعة في الوطن العربي الكبير، ستنشر له ثلاثمئة ألف نسخة، من كتاب إبداعي، ولا حتى من كتاب للطبخ أو النكات، أو التعامل مع الجن والعفاريت، وكل تلك الكتب المنتشرة، التي دائما ما توضع في قوائم الأعلى مبيعا والأوسع انتشارا.
لن أتحدث عن هذا الزمن، لأن الأمر معروف، ولطالما نوهت ونوه غيري، إلى سطوة التكنولوجيا الحديثة، وجبروتها، وكيف قامت بسرقة القارئ، وبرمجته في مسارها، بحيث أضحى الهاتف المحمول خاصة، ملهاة دائمة، لا تفارق العيون ولا اليدين ولا الذهن العاشق لها، إلا في ساعات النوم، وحتى في تلك الساعات، قد يستيقظ النائم فجأة، لا لشيء، سوى أن يداعب هاتفه، يرسل ويستقبل شيئا غير ضروري، ويواصل النوم من جديد.
سأتحدث عن الزمن القديم، حين كانت القراءة هي الترفيه الوحيد للناس، بجانب السينما وأحيانا المسرح، أي حين كانت المكتبات المنزلية، أو التي في أي ركن في الشوارع والأسواق، غاصة بالكتب بأنواعها، والناس مهما تضاءلت سبل عيشهم، لا بد أن يقتنوا الكتب ليستمدوا المعرفة، وأيضا ليرفهوا عن أنفسهم في تلك الساعات التي يقضونها بلا عمل، ولا ارتباطات أخرى. في ذلك الزمن إذن كان المتعلمون معظمهم قراء، أو يصادقون القراء، أو يحاولون أن يكونوا قراء، وأيضا كانت الطباعة بدائية، وغير مكلفة كثيرا، وعلى الرغم من ذلك لن يجرؤ ناشر على طرح هذا العدد من النسخ، الذي طرحه ناشر أليندي، ليس هذا العدد ولا حتى ربعه أو خمسه، في لغة يتحدث بها ملايين الناس، وليست لغة يتحدث بها عدد يعتبر محدودا أيضا، وأقصد الإسبانية.
المسألة إذن في تركيبة الشعوب، ولن أقول بسبب شهرة الكاتب، وهناك كتاب ليسوا مشاهير كثيرا، في بلدان أوروبية وأمريكية، يوزعون بطريقة جيدة أيضا، ودائما ما نسمع كل عام عن كتاب حقق انتشارا كبيرا، هو عبارة عن رواية أولى ألفها صياد للسمك، يحاور فيها سمكة للقرش، أو يبكي فيها مع شبكته التي لا توقع بالفرائس كثيرا، أو حطاب في غابة عثر على شجرة مبتلة، وتخيل أنها تبكي وأراد أن يكتب ذلك البكاء، وكلنا يعرف كتاب: «طعام حب صلاة» الذي ألفته امرأة قد تكون قارئة، لكنها لم تكن على صلة بالكتابة، وسجلت فيه يوميات رحلة قامت بها وهي مكتئبة، لكن شيئا ما تحقق وانتشر كتابها، وحقيقة لا أعرف إن كانت قد كتبت مرة أخرى أم لا؟ لكن ما كتبته في تلك اليوميات، كان كفيلا بتغيير حياتها تماما.
هناك أشياء كثيرة في الحياة، وأعني حياة الغربيين، يمكن أن تلهم الكتابة وتحقق لهم الانتشار فورا، بينما الأحداث نفسها لا يمكن أن تصنع لنا أي مجد، مهما كتبناها وأرخنا لها وزدنا عليها من خيالنا لنحولها إلى عمل إبداعي، فتجربة السجن مثلا، سواء كان سجنا سياسيا أو سجنا من أجل سرقة أو مشادة في الطريق، أو أي شيء آخر، هناك من يسجلها في الغرب، وتغري بالقراءة كثيرا، وهنا أيضا يوجد من يسجلها ويقرأها البعض، لكنها لا تترك ذلك التأثير الكبير أبدا.
الطبعة الأولى عندنا لأي كاتب، باستثناء عدد قليل من الكتاب، لا تزيد عن ألف نسخة، وهذه الألف رغم ضآلة وزنها، تظل تترنح في سكة البيع، زمنا ليس بقليل قبل أن تنفد، والكاتب السعيد هو من تنفد ألفه من السوق في عام أو عام ونصف العام، وأعرف كتبا نشرت منذ عشرة أعوام، تحمل داخلها قضايا مهمة، على الصعيد الفكري والإنساني، ويملك أصحابها أسماء كبيرة وجيدة، ما تزال موجودة في المكتبات أو معارض الكتب، بطبعتها الأولى نفسها، حتى الآن، وقد اصفر ورقها وضاعت زركشتها تماما، وعثرت مرة في معرض للكتب، على رواية قديمة لي، بدت لي بلهاء، وغريبة المنظر، وسط الكتب الجديدة، التي تزهو بأغلفة ملونة، ونهج طباعي مختلف تماما عن نهج تسعينيات القرن الماضي.
لن نفكر إذن في طبعة أولى بحجم طبعة إيزابيل ولا بخمسها، فقط في طبعة أولى منعشة قليلا وأعني ألفين أو ثلاثة آلاف نسخة، تنفذ من السوق في عام.

كاتب سوداني

الطبعة الأولى

أمير تاج السر

أثقال اللغة

Posted: 30 Jul 2017 02:24 PM PDT

■ تراجعت اللغة الفرنسية إلى المرتبة العاشرة من حيث عدد المتكلمين بها، وتقدمت اللغة العربية عنها بأربع مراتب، إذ شغلت المرتبة السادسة بين ترتيب اللغات في العالم.
أما اللغة الإنكليزية التي أحرزت المرتبة الثانية منذ عشرات السنين، فإنها تبقى محاصرة بين اللغة الصينية (المندرينية) التي تتربع على عرش اللغات، واللغة الهندية التي تقف حجر عثرة بين لغات مثل الإسبانية والروسية والعربية لتزاحم الإنكليزية على مرتبتها.
حقائق الأرقام تجعلنا نكتشف أن ما يجعل اللغة تهيمن على جغرافيا سكانية معينة لا علاقة له بالعلم، بل بأسباب أخرى، قليلا ما نتطرق إليها. وإن دققنا في ظروف كل لغة على حدة، ستتغير الأرقام حتما ، فاللغة الإنكليزية أكثر حضورا على شبكات التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت بنسبة 35٪ ، تليها لغة المندرين المستعملة في الصين وتايوان وسنغافورة، بنسبة 13.5٪. ثم تأتي الإسبانية في المرتبة الثالثة والفرنسية في السادسة، أما العربية فستشغل مرتبة بعيدة جدا بنسبة 1.7٪ وطبعا أغلبها، إن تمعن المتتبع لأهداف استعمالها فهي شتائم وتراشق بالكلام البذيء بين الطوائف والبلدان المتجاورة والذكور والإناث، سواء من أبناء البلد الواحد، أو غيرهم، وأشياء أخرى لا داعي لذكرها، لكنّها ما أسميه إهدارا مبالغا فيه للغة.
ترتيب اللغات من خلال جنسيات الذين نالوا جائزة نوبل للآداب يكشف أن الإنكليزية تتربع على عرش من نالوها، تليها فرنسا ثم إسبانيا، ثم ألمانيا فروسيا… وهذا يعني أن الإقبال على قراءة الأدب مرتبط بالإنكليزية أولا، وأن حركة الترجمة من الإنكليزية إلى لغات الشعوب التي تقرأ هي الأقوى، وهذا عامل آخر من العوامل التي تجعل اللغة حية وتتجدد من تلقاء نفسها. وهنا تتراجع اللغة العربية والمندرينية والعبرية ولغات كثيرة إلى القوائم الأخيرة، ويبدو أن اللغة تتراجع للخلف كلما كانت صعبة الفهم، وكلما كانت فنونها بعيدة عن الملتقي تعقد خطابها بالنسبة للعالم.
لهذا نجد لغات قد ماتت، وأخرى تحتضر أو في طور الموت، وأخرى تتسارع في نموها وازدهارها، وأخرى تستحوذ على تفكير الشخص بكل ما تحمله من أثقال ثقافية ودينية واجتماعية وسياسية وحتى اقتصادية. تفتح اللغة آفاقا لا حدود لها لمستعملها، شرط أن يتعاطاها الفرد كوسيلة تواصل بينه وبين الآخر، لهذا فهي في بلدان كثيرة تفقد معناها لأنها غير مرتبطة بما يفيد الفرد، بل بما يجعله قذيفة في وجه عدوّه. فهناك شعوب تمارس إنسانيتها حتى من خلال التخاطب، وهناك أخرى لا يعنيها سوى رفع راية انتسابها للغة، بدون معرفة أدنى أصولها، وهي للأسف كائنات تشبه متاريس حربية لا أكثر.
تموت اللغة شيئا فشيئا حين ترتدي العباءة السياسية، وتعود للحياة حين تكتفي بكونها وجها ثقافيا للفرد لا يخجل به أمام المنتصرين عليه، وتبدأ بالانتشار والتحليق متجاوزة حدود أراضيها وأبنائها حين تصبح مرتبطة بالعلم وأبحاثه وتسويق منتوجه. تموت اللغة حين تعيش في قلوب منكسرة وعقول ميتة لا تعطي أي إشارات للحياة. تموت حين تخرج من زمنها وتلتصق بأزمان غابرة خالية من أي محتوى يعاصر الزمن الرّقمي الذي نعيش فيه.
إذ كأننا حسب الساعة الزمنية للتطور العالمي شعوب فقدت حتى هويتها «الزراعية» ما دمنا لم نخطُ خطوة واحدة تجاه الزمن الصناعي، فما بالك بالزمن الرّقمي الذي أصبحنا نعيشه كمن يشم غبار عاصفة مرت بقربه.
من جهة، لا شك أن المشتغلين على مستقبل اللغات يزدادون أهمية، لأن اللغة مقياس ممتاز لبقاء الشعوب، فمتى ما تنازل الواحد عن لغته واستبدلها بأخرى فإنّ تبعيته للآخر أصبحت إجبارية، ليس فقط على الصعيد الثقافي، بل على الأصعدة كلها، وهنا يصبح الشك قائما بشأن استقلال شعوب كثيرة رسمت حدودها الجغرافية بشكل واضح، فيما امتداد مستعمريها يبلغ اللقمة التي تبقيهم على قيد الحياة، وربما تبلغ الهواء الذي تتنفسه أيضا.
بالنسبة لواقع لغتنا العربية، فإن فناءها يبدو في الأفق القريب منتصبا ومقبلا حثيث الخطى، وذلك حسبما توصلت إليه آخر الدراسات التي أثبتت أن تراجع الفنون في العالم العربي مع صقل اللغة العربية في قوالب التطرف والكراهية عاملان كافيان لجعل الأدمغة العربية تبحث عما يستهويها من فنون في لغات أخرى، وعن لغة بديلة للتواصل، بدون الشعور بثقل اللغة بكل محمولاتها السياسية والدينية… غير تمرد الأجيال الشابة على ما هو مألوف وخلق لغة تناسب متطلباتهم الخاصة للتواصل، وأعتقد أننا نعيش هذه المرحلة الآن.
طبعا عاطفيا، أرفض الفكرة تماما، لأني متصالحة مع مكمونات هذه اللغة، ولأني أتعامل مع جمالياتها أكثر مما أتعامل معها كورقة سياسية أو درع حربي، ولأنها تمثل هويتي وميولاتي وتعبّر عني أكثر من غيرها، ولكن هذا لا يعني أن خلاص اللغة من شباك الموت ممكن بمجرد تعاطفنا معها. ثمة عاطفة لا تتجاوز جدران القلب، تحث الراغبين في الحفاظ على اللغة العربية للقيام بمحاولات محتشمة تجاهها، من خلال اعتبارها عاملا موحدا للشعوب العربية، ولكن هل هذا العامل محفز فعلا في هذه الآونة بالذات؟
إن التفكك الذي يشهده العالم العربي ينعكس اليوم سلبا على الوضع الصحي للغة، لتزداد تمزقا وتشتتا، وغير ذلك أرى مليا أن اللغويين العرب بالغوا في تحصين لغتنا بالمقدسات، حتى جردوها من مفهومها الحقيقي، وحولوها إلى «تعويذة سحرية» ثابتة، لا تقبل أي نوع من الإضافات والتجديدات، لدرجة أن قواميسنا العربية أحيانا لا تلبي طلباتنا لإيجاد كلمات يبتكرها الحراك اليومي للغة، وتلاقحها مع لغات مختلفة في المجالات العلمية وما تنتجه من مصطلحات جديدة.
وإن كانت اللغة طليقة على مدى عصور، فإنها أخذت تشكُّلها النهائي في حقبة جد حساسة، حين ظهر القرآن، الذي اتخذه شيوخ اللغة مقياسا لضبط العربية، واستخلاص قواعدها، ثم وضعوا حاجزا متينا حولها لئلا يذهب الدارسون والمتأملون والباحثون إلى أبعد من المعاني التي حددوها، والقواعد التي أوجدوها، بل إن قمة الغرابة أن يتحوّل تعاطي الدارس للغة العربية من خلال النص القرآني مرتبطا بما وضعه السابقون من شروحات وتفاسير، والأغرب منها أن تُربط اللغة في حد ذاتها بالمقدس، فتُحذَف تعابير معينة من أغلب النصوص الشعرية والنثرية لأنها تخدش الحياء، وإن استعملت لأنه بذكرها يكتمل قول الحقائق فإنّها تتحوّل إلى نقمة على صاحبها. أما البعد الذي اتخذه تحريم واستنكار هذه الكلمات فقد طال المجال العلمي، كالطب الذي تعثرت دراسته باللغة العربية في بلدان كثيرة جربته، لأن أسماء بعض الأعضاء في جسد الإنسان «مخلّة بالحياء» ومحمولاتها شهوانية، وبعض سلوكاته الجنسية تصب في حقل البذاءات، وهلمّ جرّا من تلك المتاهات التي اثقلت اللغة بموروث شذ عن المسار العلمي، وأخرج أمة بأكملها كانت قد بلغت مآرب كبرى على الصعيد الحضاري، لتدخل على مدى قرون دوّامة التحريم والتكفير وتعطيل العقل.
هل من أمل لترتدي لغتنا بدلتها الرسمية وتعود إلى الصفوف الأولى التي تشغلها لغات الواجهة العالمية؟ لا أدري، فقد كثرت على كاهلها أسمال الدراويش وأرباب الشعوذة، وما زاد الطين بلة قلة حيلة الأكاديميين المشتغلين باللغة، وعجزهم عن الخروج بمشروع جاد وواضح لإنقاذ ما يمكن إنقاذه!

٭ شاعرة وإعلامية من البحرين

أثقال اللغة

بروين حبيب

المستشفيات الحكومية تحولت إلى مقابر والخاصة تقتل المرضى بأسعارها الفلكية واستياء من أكشاك الفتاوى

Posted: 30 Jul 2017 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : إثارة قضية من سينافس السيسي في انتخابات رئاسة الجمهورية العام المقبل؟ وهل سينجح عصمت السادات أمامه؟ والبحث عن مرشح آخر بعد إعلان حمدين صباحي عدم ترشحه، وإجماع على نجاح السيسي، وخلاف حول عدد الذين سيشتركون في التصويت. وهجوم عليه لعدم قضائه على الإرهاب، كما تعهد في بداية حكمه. وضجة كبيرة بسبب وضع الأزهر «أكشاك الفتوى» داخل محطات مترو الأنفاق وسخرية منه. ومطالبة الأقباط بأكشاك خاصة لهم حسب الدستور والقانون، والوزارة تقرر إزالتها وفوز شاب مصري بلقب أجمل شاب في العالم. هذه كانت بعض عناوين الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد 29 و30 يوليو/تموز.
كذلك واصلت الصحف الاهتمام بالتطورات في قضية المسجد الأقصى وانتصار أهالي القدس على إسرائيل، وشدت هذه القضية انتباه المصريين جميعا إلى القضية الفلسطينية، بعد أن كادوا ينسونها، وكانت متابعتهم لها في أجهزة الإعلام واسعة، وإعجابهم شديدا بصمود أهالي المدينة من أشقائنا. ونشرت الصحف عن اجتماع الرئيس السيسي بأعضاء المجلس العسكري لبحث الحالة الأمنية في شمال سيناء، والتقدم في القضاء على الإرهابيين.
كما اجتمع وزير الداخلية لبحث حركة تنقلات قيادات الشرطة والحالة الأمنية واستمرار عمليات مهاجمة البؤر الإجرامية، وإزالة التعديات على أراضي الدولة وعودة انتعاش آمال أصحاب شركات السياحة والعاملين فيها، وهم بالملايين، من قرب عودة السياحة الروسية وعددهم سنويا يقدر بثلاثة ملايين سائح، بعد أن أنهى الوفد الأمني الروسي زيارته وتفقده لمطار القاهرة الدولي، والتأكد من وضع السلطات المصرية جهاز البصمة البيوترية للعاملين في المطار.
كما نفى مركز معلومات مجلس الوزراء ما تردد عن رفع أسعار اللحوم المستوردة والدواجن في المجمعات الاستهلاكية قبل عيد الأضحى المبارك، وأنه سيتم توفيرهما، إلا أنه لم يتعهد بعدم رفعها بعد العيد، أي أن هناك مقلبا آخر تعده الحكومة لنا. وشهدت صفحات الصحف مقالات كثيرة أبدى كاتبوها إعجابهم وتقديرهم الشديد للجندي قائد الدبابة الذي سارع بالتقدم نحو سيارة دفع رباعي فيها انتحاريون، متجهة نحو كمين للجيش واصدم بها وحطمها بمن فيها كما كثرت المقالات إعجابا بالشاب المعاق ياسين الزغبي الذي قاد دراجته في رحلة طويلة إلى مرسي مطروح، وشاهده الرئيس في لقائه بالشباب، وكذلك بالطالبة مريم أشرف ابنة حارس العقار المتفوقة في الثانوية العامة، التي أجلسها السيسي إلى جواره. بينما نشرت الصحف عن نصر هائل حققه شاب مصري لبلاده اسمه فواز مصطفى جلال الأزلي، أشترك في مسابقة في الفلبين لاختيار ملك جمال العالم، التي شارك فيها سبعة وعشرين متسابقا وهو خريج جامعة الإسكندرية.

عبد الناصر وثورة يوليو

رغم مرور ذكرى 23 يوليو/تموز سنة 1952 و 26 يوليو، أي يوم قيام ثورة يوليو ويوم مغادرة الملك فاروق مصر فلا يزال الاهتمام بها وبزعيمها خالد الذكر مستمرا، فقد خصصت مجلة «الإذاعة والتلفزيون» العدد الأكبر من صفحاتها لهما، أي للثورة وقائدها ونشرت حديثا مع عضو مجلس النواب مصطفى كمال الدين حسين ابن المرحوم كمال الدين حسين عضو مجلس قيادة الثورة، الذي تولى عدة مناصب خلالها، وأجرت الحديث معه إيناس مرشد وأبرز ما قاله عن والده: «رأيته متأثرا جدا أيام هزيمة 67 عندما حدثت النكسة، وقتها كان قد ذهب مع أصدقائه عبد اللطيف البغدادي وحسن إبراهيم لمحاولة عمل أي شيء من أجل البلد، وخوفا على مصلحتها. وبعد ثلاثة أيام أخبرني أنه حدث الانسحاب لقواتنا ووقعت النكسة، وكان هذا اليوم من أكثر الأيام التي رأيته حزينا فيها. مرة أخرى رأيته حزينا جدا كان في يوم وفاة والدتي وكان ذلك وقت اعتقاله، فقد توفيت في 19 يناير/كانون الثاني عام 66 أي قبل هزيمة 67 بعام واحد. لم يفقد الإيمان أبدا بثورة يوليو ومبادئها، لكنه فقد الإحساس بالثورة، لأنه شعر بأن السادات سار عكس مبادئ ثورة يوليو، والذين ضحوا بأرواحهم من أجل إنجاحها، وكان من أهم مبادئها حقوق الفقراء والطبقة المتوسطة، التي هي أساس تكوين أي مجتمع والعمود الفقري له. ثم جاء الرئيس مبارك فزادت الأوضاع سوءا، فقد نشأنا وتربينا ولم نشعر يوما بأننا مميزون عن بقية الناس، وكنا نذهب للجمعية نشتري احتياجاتنا الغذائية منها. بدأت المشاكل من أيام حرب اليمن فوالدي كان يرى ألا نرسل قوات نظامية و«تيجي رجلنا» وأن نكتفي فقط بجس النبض، لكن مع الأسف أرسلنا كتيبة ثم لواء فلواءين وكانت قواتنا تحارب بطريقة حرب العصابات، وكان اليمنيون أدرى بشعبهم ومناطقهم، فكانوا يختبئون بين الصخور في الجبال ويقومون باصطياد الضباط المصريين. وخوضنا حرب اليمن أثر علينا في حرب 67. ثم زادت المشاكل والخلافات بينه وبين عبد الناصر بسبب قراراته الاشتراكية، وكانت له مقولة لعبد الناصر في هذا الشأن عندما قال له أنت عاوز تأمم حتى البقالة».

أهداف ثورة يوليو

ثم نتوجه إلى «أخبار اليوم» لنكون مع الدكتور حسن مكاوي وكان عنوان مقاله «ثورة يوليو المجيدة وزعيمها الخالد جمال عبد الناصر» حيث قال عن الأهداف التي أعلنتها الثورة يوم الثالث والعشرين من يوليو/تموز سنة 1952: «تمثل الأهداف المرتبطة بالماضي في القضاء على الاستعمار والقضاء على الإقطاع والقضاء على سيطرة رأس المال على الحكم. وأزعم أن هذه الأهداف تحققت جميعا في عهد الرئيس الخالد جمال عبد الناصر، فبعد مرور 48 يوما فقط من قيام الثورة صدر قرار مجلس القيادة بتحديد الملكية الزراعية، بما لا يزيد عن 200 فدان، وتمت إعادة توزيع الثروة الزراعية على الفلاحين، وأصبح المصريون يعيشون آدميتهم كملاك لأرضهم، وليسوا أجراء مستعبدين. نجحت الثورة إلى حد بعيد في تحقيق العدالة الاجتماعية وحماية الفقراء والمهمشين، وإتاحة التعليم المجاني في المدارس والجامعات، وتوفير العلاج المجاني لغير القادرين. حققت الثورة نهضة شاملة في جميع الميادين، قادت الثروة حركات التحرر الوطني للتخلص من الاستعمار وأعوانه، وصار الرئيس جمال عبد الناصر رمزا لاستقلال القرار السياسي والكرامة الوطنية، ورغم مرور 47 عاما على رحيل الزعيم، إلا أن اسمه لا يزال ملء السمع والبصر، ويتم استحضار صورته في كل الأوقات الحرجة، وفي كل البلاد المتعطشة للحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. دعت الثورة لفكرة القومية العربية ووحدة الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج».

الملك فاروق

واخيرا إلى الصفحة الثانية من «المصري اليوم» وباب «زي النهاردة» عام 1937 وعنوان «فاروق يتوج ملكا على مصر» الذي يقدمه ماهر حسن والذي قال فيه عن الملك فاروق الذي كان يتم تعليمه في بريطانيا: «اشتد المرض على الملك فؤاد، الذي استشعر دنو أجله فطلب أن يرى ابنه، وقبل أن يقلع فاروق كان والده قد لقي ربه في 28 أبريل/نيسان سنة 1936 ووصل فاروق إلى مصر في 6 مايو/أيار سنة 1936 ولكونه لم يبلغ بعد السن القانونية، تم تشكيل مجلس وصاية استمرت وصايته نحو عام وثلاثة أشهر، وخافت والدته الملكة نازلي من أن يطمع الأمير محمد علي (شقيق فؤاد) في العرش، فحصلت على فتوى من الشيخ المراغي بحساب عمر فاروق بالتاريخ الهجري ليتم تتويج فاروق ملكا رسميا على حكم مصر في 29 يوليو/تموز 1937 وكان فاروق قد تزوج بالملكة فريدة في 20 يناير/كانون الثاني سنة 1938 وأثمر زواجهما ثلاث أميرات فريال وفوزية وفادية، ولم تنجب له ولدا يرث العرش، فكان هذا أحد أسباب وقوع الطلاق. ثم تزوج الملكة ناريمان التي أنجبت له الولد غير أن هذا الولد لم يقدر له أن يرث العرش، حيث قامت ثورة يوليو بعد ولادته بـ6 أشهر وتم إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية».

مصر وسد النهضة

وما زلنا في ما يخص مستقبل مصر هي أمي وما تواجهه من أخطار إنشاء إثيوبيا سد النهضة، وإلى أين وصلت الأمور بين الدولتين، وهو ما أوضحه بصراحة وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبد العاطي في حديث نشرته له «الأهرام» وأجراه معه إسلام أحمد فرحات وأبرز ما قاله فيه هو: «ضجة سد النهضة الإثيوبي حدثت بعد دراسات من مصر والسودان وإثيوبيا لإنشاء أول سد على النيل الأزرق وكانت الدول متوافقة، كما أن مصر أرسلت للبنك الدولي تطلب منه تمويل دراسات الجدوى التفصيلية، لإنشاء أول سد على النيل الأزرق، ولكن خروجا عن هذا السياق «التوافق الثلاثي» وعن مبادرة حوض النيل أعلنت إثيوبيا عن بناء السد الذي سمي بداية «سد الألفية» وسمى بعد فترة «سد النهضة». وعلى الرغم من ذلك كانت مصر «منفتحة» وأكدت أن دراسات السد غير مكتملة، رغم تأكيد إثيوبيا أنها كاملة. وتم تكوين لجنة دولية للسد باتفاق بين الحكومتين في القاهرة وأديس أبابا، واستمر عملها من عام 2011 إلى عام 2013، وخلصت في تقريرها النهائي، إلى أن هناك دراسات فنية ناقصة وغير مكتملة وواجبة الاستكمال، وتتلخص الدراسات المطلوب استكمالها في دراستين، إحداهما لدراسة الآثار البيئية والاجتماعية والاقتصادية على دول المصب مصر والسودان، والأخرى الخاصة بدراسة الآثار الهيدرولوجية «المائية» وأسلوب ملء وتشغيل وإدارة السد، خاصة والسد لن يملأ بالمياه مرة واحدة، بل سيتم ملؤه وتفريغه عدة مرات، تحتاج إلى اتفاق وتوافق على ذلك، لا يكون هناك مصدر قلق في حال وجود اتفاق بين الدول الثلاث للنيل الشرقي، فمصر ليست لديها حساسية من بناء السدود للتنمية، ولكن بدون «اتفاق مع الدولة التي تشيد السد» ستصبح هناك مشكلة وأزمة، ومطلوب التعاون لتقليل وتخفيف الآثار المتوقعة. وكما يعلم الجميع فإن أي منشأ جديد له آثار جانبية والسد لا بد له من وجود آثار جانبية، وهذا أمر معلن، كما أن مصر هي أكثر دولة ستقع عليها هذه الآثار، ونسعى بالتعاون الثلاثي على تخفيف الآثار، وألا نؤثر على ما يصل إلى مصر من مياه «التدفقات الطبيعية» مصدر الحياة الرئيسي، بالتوازي مع حق دول المنبع في التنمية المنشودة. وهناك جزء من التقرير الاسترشادي أو الاستهلالي للاستشاري الدولي، تم التوافق عليه بين الدول الثلاث، تعمل الشركة على إتمامه حاليا، وهناك جزء آخر من التقرير فيه خلاف لم يتم التوافق عليه، حول أسلوب تــــناول الدراســـــة ونعمل جميعـــــــا على حله وصولا للتوافق المطلوب، ونحن كمـــفاوضين وطنيين «لا نيأس». إثيوبيا لم تبدأ في التخزين بعد وهذا كلام مؤكد، ولكن تم قطع شوط كبير يصل إلى حوالي 60٪ من الإنشاءات. من المعلوم أن هناك إعلانا للمبادئ بين الدول الثلاث، كما أن إعلان المبادئ ينظم أسلوب الملء الأول للسد والتخزين».

الانتخابات المقبلة

ومن عبد الناصر وعهده إلى الرئيس السيسي وترشحه في يونيو/حزيران من العام المقبل لدورة ثانية من الانتخابات التي حدثنا عنها وعن ملامحها ونتائجها محمد السيد صالح رئيس تحرير «المصري اليوم» يوم السبت في بابه «حكايات السبت» وهو من الأبواب المهمة والجريئة والموضوعية، حيث يكتب في عدة مواضيع وكان منها موضوع «منافس السيسي» قال فيه: «من ستكون لديه القوة والجرأة والثبات النفسي ليقرر المغامرة والمقامرة، وخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة منافسا للرئيس السيسي، حسم أمره كما يقول قريبون منه. خطابه في مكتبة الإسكندرية يوحى بأن هناك مقدمات للحشد لانتخابات العام المقبل، وبدون شك سيفوز السيسي وبسهولة، ولكن قد تكون نسبة المشاركة أقل من الانتخابات الماضية، إلا إذا حدثت تغييرات جوهرية خلال هذه الشهور. وأعتقد أن مساعدي السيسي لديهم خطة عمل مهمة في هذا المجال. هناك حالة من التصالح مع الشارع وتثبيت لموقف الخصوم، أتوقع نوعا من «المصالحات» أو «الاختراق» للملف الإسلامي، أستبشر خيرا بتشكيل المجلس القومي لمواجهة الإرهاب، قامات فكرية وسياسية مهمة ستعمل من خلاله إلى جوار مسؤولين مهمين، أعرف أن أصدقاء للرئيس في العواصم الأوروبية نصحوا بالتهدئة مع من لم تتلوث أيديهم بالدماء، وأنه ليس كل المعارضين الإسلاميين للرئيس إرهابيين، أو حتى متطرفين. أتوقع تحسنا- ولو محدودا- في ملف الاقتصاد، وأتوقع مكاسب طفيفة لمحدودي الدخل في الفترة المقبلة، سيتم استخدامها في الدعاية للسيسي لخوض الفترة الثانية. أعود لما كنت أقوله: من لديه الجرأة لينافس الرئيس؟ لقد قرأت وبعناية ودقة حوار السياسي المخضرم محمد أنور السادات المنشور لدينا قبل أسبوعين، الذي كشف عن تفكيره في خوض انتخابات الرئاسة. الرجل جريء وابن عائلة ولديه منطق عميق وسليم في انتقاد البرلمان الحالي، وكذلك الهجوم على قانون الجمعيات الأهلية الجديد، وفي شرح مبررات تفكيره في الترشح للرئاسة في مجتمع سليم إعلاميا وثقافيا وفكريا، كانت دعوة السادات ستجد صدى طيبا، لكنها مرت مرور الكرام، الذين احتفوا بتصريحاته هم بعض المواقع الإخبارية العربية والأجنبية، بعض الزملاء يتجاوزون عن مهام أعمالهم ويهملون التغطية الإخبارية العميقة، خوفا من تعرضهم للهجوم رسميا ومن بعض الزملاء الصحافيين، الذين نصّبوا أنفسهم كمدافع ثقيلة ضد أي سياسي أو صحافي يقترب من «النظام» وهم بذلك عبء على الرئيس وحكومته، لا أتوقع مرشحا منافسا للرئيس بـ«كاريزما» قوية باختصار لن نرى حمدين صباحي آخر في هذه الانتخابات».

«الرجل المنقذ»

أما «الوطن» فنشرت حديثا مطولا أجراه إمام أحمد مع الدكتور علي الدين هلال المفكر والأستاذ في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، ووزير الشباب والرياضة في عهد مبارك، وأمين التثقيف في الحزب الوطني، وكان الحديث على كامل الصفحة وتناول فيه قضايا عديدة وسئل عن انتخابات الرئاسة المقبلة ومن سينافس السيسي فقال: «أولا الرئيس السيسي إذا ما قرر أن يرشح نفسه في 2018 سوف يفوز باكتساح أو بأغلبية مريحة، لأنه يتمتع بشعبية كبيرة، على الرغم من إجراءات الإصلاح الاقتصادي الصعبة، لكنه ما زال يتمتع بشعبية وبثقة غالبية المصريين ويحتفظ بخصوصية «الرجل المنقذ»، لأنه أنقذ مصر من موقعه كوزير للدفاع من شر الإخوان، وانحاز إلى إرادة ثورة 30 يونيو/حزيران، لكن أقول إنه من المهم أن ندعم جميعا وجود منافسة شريفة في هذه الانتخابات المقبلة، بدلا من الفوز بالتزكية. وأؤكد أننا نحتاج لمنافسة وليس مسرحية «علشان شكلنا مايبقاش وحش» حيث يتنافس أكثر من مرشح فعلا، ويعطي الإعلام فرصا متكافئة بين المنافسين، وألا ينطلق البعض في الهجوم على أي اسم يفكر في خوض هذه المنافسة، لأن هذا الأمر يضر بمصر ولا يفيدها، كما يتصور البعض. ويجب ألا يركن الناس إلى فكرة أن «الرئيس السيسي كسبان كسبان» بل على العكس اللي يحب الرئيس السيسي يروح الانتخابات ويدلي بصوته، ورسالة الرئيس نفسه هي إذهبوا إلى صناديق الانتخابات وعبروا عن إرادتكم، ولم يقل أعطونى أصواتكم أو ثقتكم. ونتذكر في 2012 أن الإخوان جاءوا إلى الحكم لأن البعض رفض أن يشارك في الانتخابات، وبالتالي خسر شفيق وكسب مرسي. مش عايزين نكرر كده، زي ما حذر الرئيس إضافة إلى أن زيادة عدد المشاركين هي رمز لقوة الدولة ولا أقول رمزا لقوة السيسي يعني اللي يروح ويدى صوته سواء للرئيس السيسي أو لمنافس آخر أفضل من اللى هيقعد في بيته».

المصري يعيش حالة ذعر وخوف

ولكن كل هذا المديح للرئيس عبد الفتاح السيسي والإشادة به لم يقنع علاء عريبي في «الوفد» وقرر مهاجمته بعنف في عموده «رؤى» قائلا: «المفترض أن الشعب المصري قد سبق وفوض الرئيس السيسي لكي يواجه الإرهاب ويقضي عليه، وجاء هذا التفويض بناء على طلب من السيسي عندما كان وزيرا للدفاع، وبعد تولي المستشار عدلي منصور الفترة الانتقالية، تم انتخاب السيسي رئيسا للبلاد، وخلال سنوات فترته الحالية التي أوشكت على الانتهاء اتخذت إجراءات اقتصادية في غاية الصعوبة: تعويم الجنيه، ارتفاع الأسعار، رفع الدعم عدة مرات عن الوقود والطاقة والمواصلات والاتصالات، ولم يتم رفع المرتبات والمعاشات بما يوازي هذه الزيادات، كما لم توفر الحكومة بعض الخدمات التي ترفع المعاناة عن المواطنين مثل: الصحة والتعليم والسلع وغيرها. والمؤسف أن المواطن الذي يتحمل بشق الأنفس طوال السنوات الأربع ارتفاع الأسعار وغياب الخدمات اكتشف أنه غير مطالب بترشيد طعامه وملبسه وأدويته هو وأولاده فقط، بل مطالب أيضا أن يمشى وينام ويعمل وهو في حالة ذعر وخوف على نفسه وعلى أولاده، يعيش حياته في وطنه وفى بيته جائعا وخائفا لماذا؟ هل فشلت الدولة في مواجهة الإرهاب؟ ما الذي استجد على المشهد؟».

تكريم محمد نجيب

والمهاجم الثاني للرئيس السيسي كان الدكتور إبراهيم عوض أستاذ السياسات العامة في الجامعة الأمريكية في القاهرة، وكان عنوان مقاله في «الشروق» هو «الجدل السياسي حول تكريم محمد نجيب» أبدى فيه دهشته من أن يطلق الرئيس اسم اللواء محمد نجيب أول رئيس للجمهورية في مصر بعد ثورة يوليو/تموز سنة 1952 على أكبر قاعدة عسكرية غرب البلاد وقال: «ما هو الغرض إذن؟ إن كان هو تكريم كبار الضباط المصريين المتفق على وطنيّتهم فهل نرى يوما قاعدتين أو بارجتين باسم عزيز المصري ومحمود سامي البارودي؟ أم أن الأمر يتعلق بتجميع كل ما ومن له علاقة بيوليو/تموز على سبيل تأكيد أن النظام السياسي المصري القائم، بذرته زرعت في يوم 23 يوليو 1952 اليوم الذي طلّ فيه محمد نجيب على الشعب المصري؟ بذلك تكون معروضة على المصريين كل مصادر الشرعية المستمدة من يوليو ينتقى كلٌ من بينها ما يروقه: جمال عبدالناصر بالطبع وأنور السادات وها هو محمد نجيب بل وحسني مبارك نفسه ممثلا في رجاله المنتشرين والعائدين إلى أروقة النظام السياسي المصري، ولكن مع الاحترام الواجب لمحمد نجيب ولوطنيّته ولدماثته وللمودّة التي كنّها المصريون له، فإنه في شخصه لم تكن له قيمة سياسية في سنة 1954، ولا في الوقت الحالي بالتأكيد لذلك فإنه بعد الزوبعة قصيرة الأجل التي شهدها الأسبوع الماضي، لن يكون لإطلاق اسمه على القاعدة العسكرية الجديدة أي مردود من ناحية الشرعية السياسية، القيمة الوحيدة لمحمد نجيب هي في دعوته إلى الحياة النيابية التعددية الحقة، في هذا يتفق معه أعضاء الفريق الثالث، ولكنهم يضيفون إلى ذلك دعوة أخرى إلى توزيع عادل للدخل والثروة، وإلى إعلاء مثل العدالة واحترام البشر والمساواة في ما بينهم، وإلى انتهاج السياسات التي تحقق هذه المثل. التحدي هو أن تقترن الديمقراطية بالعدالة الاجتماعية للقيمتين، خصوم لا يستهان بهم منذ العهد الملكي ولكن الأغلبية الساحقة من المواطنين إن نظمت ديمقراطيا ستستطيع اكتساب العدالة الاجتماعية والدفاع عنها».

أكشاك الفتوى

ومن الموضوعات التي شغلت الصحف والمجلات ما قام به الأزهر من إنشاء أكشاك في بعض محطات مترو الأنفاق في القاهرة يوجد فيها عدد من المشايخ لتلقي أسئلة الركاب والإجابة عنها ومع ذلك فإن هذه الضجة لم يكن لها أي صدى لدى الناس. وقد نشرت مجلة «الإذاعة والتلفزيون» على صفحتها الثامنة والعشرين حديثا مع الدكتور الشيخ محيي الدين عفيفي الأمين العام لمركز البحوث الاسلامية في الأزهر أجرته معه هبة حسين ومما قاله: «هي وسيلة أخرى للتواصل تضاف لما سبق، وتخدم فئة لا تتعامل مع وسائل التواصل الإلكترونية، ولا وقت لديها للذهاب للجنة الفتوى، فحاولنا الوصول لهم في أماكن وجودهم كما في محطة مزدحمة وهي الشهداء، كتجربة أولى، وهي إحدى الأفكار غير النمطية، التي نسعى لها. كما ذهبنا للمقاهي الثقافية ولدينا المزيد وستأتي أفكار لم نألفها، لأننا نفكر خارج الصندوق دعما للدولة في حربها على الإرهاب، الذي لا يمكن مواجهته أمنيا فقط، لكن أيضا فكريا أؤكد أنه مكتب للفتوى وليس كشكا، ويبدو أن من أطلق التسمية يقصد التهوين من الفعالية المهمة التي قام بها وعاظ الأزهر الشريف. من حق أي مؤسسة أن تؤدي النشاط الذي يتناسب مع دورها، بما لا يتعارض مع المصلحة الوطنية. وهنا نقول إننا نعيش إرهابا يتخذ من الإسلام راية له غير الحقيقة، فكان لابد من وجود نشاط يتصدى لهؤلاء الذين يمارسون إرهابهم باسم الدين فهذا نشاط يحمي المواطن المصري المسيحي قبل المسلم».
جدل وسخرية

لكن «الأهرام» في صفحتها الثامنة المخصصة للتقارير المحلية، التي يشرف عليها هاني عمارة نشرت خبرا تحت عنوان «من مصادرنا» نصه: «قالت مصادرنا إن هناك حالة استياء داخل الدوائر الرسمية في مجلس الوزراء من مشروع أكشاك الفتوى في مترو الانفاق، خاصة بعد حالة الجدل والسخرية التي ظهرت في الفترة الأخيرة على منصات التواصل الاجتماعي ضد هذه الأكشاك. وأضافت المصادر أن هناك توجها لإلغاء هذه الأكشاك بعد مراجعة المسؤولين في كل من وزارة النقل والأزهر الشريف».

نشاطات المرافق العامة

ومع ذلك فقد شن يوسف سيدهم رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة «وطني» القبطية التي تصدر كل أحد هجوما عنيفا على الأكشاك وقال عنها: «قرار إنشاء أكشاك لجان الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية داخل محطات مترو الأنفاق، ليس تجديدا للخطاب الديني، بل هو تعطيل حسن سير المرفق العام، وهناك قواعد قانونية تحكم سير المرافق العامة ونشاطها، من أجل تحقيق أهدافها التي وجدت من أجلها، وهي دوام سير المرافق العامة بانتظام واطراد. المرفق العام يجب أن يؤدي خدماته لجمهور المنتفعين بشكل دائم ومستمر ومنتظم، بدون انقطاع أو توقف، لأن الأفراد قد نظموا أمور حياتهم ونشاطهم على أساس وجوده، مثل مرفق النقل ومبدأ مساواة جميع الأفراد في الانتفاع بالمرافق العامة والخدمات التي تؤديها هذه المرافق، ولا يجوز للمرفق العام أن يقيم تفرقة بين المنتفعين أو المتقدمين للانتفاع بخدماته بسبب الدين أو العقيدة أو اللون أو الجنس، يعتبر مبدأالمساواة من المبادئ المستقرة في الإعلان العالمي لحقوق الانسان وتضمنتها كافة الدساتير المصرية المتعاقبة وكشفت عنها أحكام مجلس الدولة».
وبالإضافة لمقال سيدهم فقد نشرت الجريدة عدة تحقيقات صحافية سخر من تحدثوا فيها من الفكرة وفي حقيقة الأمر فنحن لا نعرف من وراء هذه الفكرة الأقرب إلى المسخرة لأنني لا أتصور أن رجلا أو سيدة تذهب لركوب المترو ثم تتجه إلى الكشك لتسأل عن فتوى لأن القطار سيأتي، ولأن مدة التقاطر بين كل قطار وآخر حوالي خمس دقائق، وبذلك فإنها سوف تجري تاركة الشيخ يتحدث أو لا تكمل هي سؤالها، والأهم في رأيي هو التكلفة المالية المتمثلة في صورة مكافأت تصرف للمشايخ في الأكشاك ومن يدرينا قد تكون لعبة سببها منح مكافآت للبعض ربكم الأعلم.

واجبات الإعلام

ومن أكشاك الفتوى إلى واجبات الاعلام حيث صرخ أمس الأحد في «المساء» رئيس تحريرها الأسبق خالد إمام قائلا في عموده «وماذا بعد» في الصفحة الثانية: مسؤوليتنا فضح المرتشين على رؤوس الأشهاد، سواء كانت تحت بند إكرامية أو رشوة صريحة، لأنها تثقل كاهل الناس وتفقدهم الثقة في الدولة، الرشوة لا تقل خطرا عن الإرهاب. مسؤوليتنا الإعلان عن المستشفيات الحكومية التي تحولت إلى مقابر، والأخرى الخاصة التي تقتل المرضى بأسعارها الفلكية قبل أن يقتلهم المرض ألما. مسؤوليتنا أن نحارب بالفيديوهات والكلمة والصورة عودة الباعة الجائلين مرة أخرى للمناطق التي طردوا منها، حتى لا تتحول إلى عشوائيات عانينا منها، وشوهت الوجه الحضاري للبلد. المحليات هي أس الفساد في مصر. للأسف الكل في كافة المواقع الصحافية والإعلامية وغيرها يرى هذه الأخطاء والخطايا والكوارث وغيرها كثير، البعض يتحرك ويكشف والبعض يتردد ويؤثر السلامة، خوفا أو طمعا أو غرضا. سلبيتك وترددك يا أخ عمالة للفساد والفاسدين وخيانة للبلد والشعب وعليك أن تختار الخانة التي تحلو لك مع مصر أم ضدها حتى نحاسبك».

مسيرة الصحافة الوطنية

أما زميله في «الأهرام» عماد حجاب فإنه في بروازه «فكرتي» في الصفحة الثانية عشرة قال تحت عنوان «دور الصحافة في تثبيت الدولة»: «جاء الوقت لتضطلع الصحافة في الوقت الراهن بدور أكبر في العمل الوطني، يخرجها من دوامات المصاعب التي تعانيها منها ويعيد لها بريقها ويقوي مكانتها في التاريخ الوطني المصري بعد فترة تعرضت خلالها لضغوط سياسية من جانب أنظمة سياسية متعددة تولت السلطة في مصر، ليفتح الرئيس عبد الفتاح السيسي باب إنعاش دور الصحافة في العمل الوطني، بإطلاقه مبادرة رائعة خلال مؤتمر الشباب الدوري، الذي عقد في مكتبة الإسكندرية، دعا فيها الصحافة المصرية للمشاركة في مواجهة مخططات الجهات الخارجية، التي تسعى لإفشال الدولة المصرية وزيادة فعالية الصحافة في دعم القضايا الوطنية، وتثبيت أركان الدولة. هي فرصة ذهبية بكل المقاييس أمام الصحف والصحافيين لاستكمال مسيرة ضخمة قامت بها الصحافة المصرية على فترات مختلفة من التاريخ خلال نحو قرنين من الزمن، لدعم القضايا المجتمعية والسياسية والمصيرية داخل مصر والوطن العربي في قضايا الأستقلال الوطني والقومية العربية والصراع العربي الإسرائيلي ودعم القضية الفلسطينية ومعركة السلام في لحظات مجيدة جسدت وألهبت فيها الصحافة المشاعر الوطنية الجياشة وزادت من وعي المواطنين بطبيعة المواجهات التي تعترض مصر والعالم العربي».

المستشفيات الحكومية تحولت إلى مقابر والخاصة تقتل المرضى بأسعارها الفلكية واستياء من أكشاك الفتاوى

حسنين كروم

انتصار الفلسطينيين

Posted: 30 Jul 2017 02:23 PM PDT

المرتزقون والمرتزقات الذين تظاهروا في الحرم وفي شوارع القدس فرحوا واحتفلوا في اعقاب ازالة البوابات الالكترونية. وقال شخص منهم: «هذا هو الانتصار الاول للمسلمين في القدس منذ زمن صلاح الدين الايوبي». وكما يقول المثل العربي فقد جعلوا من ازالة البوابات الالكترونية «جعلوا من الحبة قبة».
لقد تم وضع البوابات الالكترونية كرد فوري وتكتيكي على قتل رجال الشرطة على أيدي مخربين من أم الفحم، وللدفاع عن المسجد الاقصى نفسه. الطلب الفلسطيني القاطع لازالة هذه البوابات كان مثابة اعلان نوايا من اجل العودة واستخدام المسجد الاقصى في المستقبل كساحة للارهاب والسلاح مع ما يعني كل ذلك من ناحية الرد. وكبديل لذلك يجب على اسرائيل فحص إزالة الجدار الامني في غرب أم الفحم ووضع البوابات الالكترونية على مداخلها.
في المقابلات التي أجريت مع مسؤولي الاوقاف في القدس كان الانفعال الشخصي بارزا. الموالون للاردن اشاروا للمملكة كصاحبة الاتفاق. أما الشيخ عكرمة صبري وأمثاله من السلطة الفلسطينية فقد قالوا إن الحديث يدور على الصراع على السيادة، الأمر الذي له معان «اسلامية وعربية وفلسطينية». وأن المرجعيات الدينية المستقلة والجمهور في القدس، إضافة إلى السلطة الفلسطينية، هي التي حققت «الانتصار». أما الأردن فقد كان مجرد مراقب.
رويدا رويدا بدأ يظهر الشك والتساؤل حول النتائج البائسة لهذا الصراع، والشعور بأن الحديث يدور عن انتصار وهمي فلسطيني. لقد طلب المتظاهرون وحصلوا على اعادة الوضع الراهن، واستيقظ الجميع في اليوم التالي على مشهد الواقع الذي تستمر فيه اسرائيل بكونها السيد.
هل بالفعل قامت اسرائيل بازالة البوابات الالكترونية خوفا من الشيوخ أو من المتظاهرين الذين تم تحريضهم من قبل هذه الجهات؟ ولأن اسرائيل لم تتراجع أبدا أمام انتفاضتين عنيفتين ومسلحتين، فان الاجابة هي لا.
في المعركة على مصير القدس العاصمة تعتبر قضية البوابات الالكترونية قضية تكتيكية وعابرة في السياق الاستراتيجي، وهي تشبه قرار الضباط فيما يتعلق بتغيير موقع كتيبة لاصطياد الدبابات اثناء الحرب.
الوضع الراهن في القدس يعني أن «من يريد أكل العنب لا يتشاجر مع الناطور». وهذا المثل العربي يعني أن حكمة السيطرة تستند إلى الفهم بأن «من يريد أن يحقق شيئا ما يجب عليه طلب الأمر الذي يمكن تحقيقه». إن النظرة البراغماتية للخليفة الأموي معاوية قالت: «بيني وبين الناس شعرة. اذا قاموا بالشد فأنا أرخي واذا رخوا أشد».
لقد قامت اسرائيل بإعادة النظر في معادلة القوى واستجابت لطلب الأردن، وأحبطت خطة الراديكاليين الاسلاميين في صب الفوضى الاقليمية على اسرائيل. ايضا الدول العربية والسلطة الفلسطينية لاحظت محاولة الاسلاميين احداث الفوضى والتظاهر ضدهم بزعم أن الاقصى في خطر. وفي مقابلة مع قناة «الجزيرة» طلب الشيخ رائد صلاح مؤخرا الانقلاب ضد الانظمة العربية باسم المسجد الاقصى.
كبرهان على نزعة «الخلافة الاسلامية» نشرت مؤخرا في الشبكات الاجتماعية صور فوتوشوف حولت صور رابين وديان وعوزي نركيس على أبواب القدس إلى صورة السلطان اردوغان «المحتل»، والى جانبها صورة الشيخ رائد صلاح والمفتي. بعد «النكبة» و«النكسة» يحاول الاسلاميون واعضاء الكنيست ولجنة المتابعة تحويل المسجد الاقصى إلى مصدر كارثة الفلسطينيين التالية. ومرة اخرى كذخيرة في أيدي الآخرين.

رؤوبين باركو
اسرائيل اليوم ـ 30/7/2017

انتصار الفلسطينيين

صحف عبرية

وزراء خارجية دول الحصار يؤكدون الاستعداد لحوار مشروط

Posted: 30 Jul 2017 02:23 PM PDT

عواصم ـ وكالات: اعلنت الدول العربية الأربع المحاصرة لقطر في اختتام اجتماع وزاري في العاصمة البحرينية الأحد استعداها للحوار شرط تخلي الدوحة عن «دعمها الإرهاب».
وأكدت الدول الأربع في بيان في ختام الاجتماع «استعدادها للحوار مع قطر شرط أن تعلن عن رغبتها الصادقة والعملية في وقف دعمها وتمويلها للإرهاب والتطرف ونشر خطاب الكراهية والتحريض والالتزام في عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى».
واشارت السعودية ومصر والإمارات والبحرين في البيان إلى «أهمية استجابة قطر للمطالب الـ13 التي تقدمت بها» معتبرة ان «من شأنها تعزيز مواجهة الإرهاب والتطرف في ما يحقق أمن المنطقة والعالم».
واعتبرت أن «جميع الإجراءات التي اتخذت تجاه قطر تعدّ من أعمال السيادة وتتوافق مع القانون الدولي»، واستنكرت «قيام السلطات القطرية المتعمد بعرقلة أداء مناسك الحج للمواطنين القطريين»، الذي يبدأ في آخر آب/أغسطس.
وكانت قطر قد احتجت على الشروط التي وضعتها السعودية على الحجاج القطريين، خصوصا رفضها استقبالهم إذا وصلوا في رحلات مباشرة من الدوحة على متن الخطوط الجوية القطرية.
وفي الخامس من حزيران/يونيو، قطعت السعودية والدول الثلاث الأخرى علاقاتها الدبلوماسية مع قطر متهمة اياها بدعم الإرهاب والتقرّب من إيران، الخصم الاقليمي الرئيسي للسعودية، في أسوأ أزمة دبلوماسية تعصف بمنطقة الخليج منذ سنوات.
وأغلقت السعودية حدودها مع قطر، وهي منفذها البري الوحيد، كما تم إغلاق الأجواء والمياه الإقليمية للدول الأربع في وجه الطائرات والسفن القطرية، فيما أُمر مواطنو قطر في الدول الأربع بالمغادرة.
ونفت قطر مرارا الاتهامات الموجهة إليها واتهمت الدول المقاطعة بمحاولة فرض «حصار» عليها للتحكم بقرارها السياسي. ورفضت قطر مطالب الدول الأربع التي تتضمن تخفيف مستوى العلاقات مع طهران وإغلاق قناة الجزيرة الإخبارية والقاعدة العسكرية التركية في البلاد، حيث اعتبرت أنها تنتهك سيادتها.
وعشية اجتماع المنامة، أكد ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة «ضرورة التضامن بين جميع الدول لمواجهة الإرهاب والمطالبة بتجفيف منابع تمويله وضرورة مواصلة الجهود والتنسيق على المستويين الإقليمي والعالمي لدحره واجتثاثه،» بحسب الوكالة الرسمية.
وأشار إلى أن «دولنا الأربع قدمت الكثير من الشهداء في معركتنا ضد الإرهاب وفي الدفاع عن أوطاننا وشعوبنا».
إلى ذلك أكد وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة حرصهم على استمرارعضوية قطر بمجلس التعاون الخليجي، مشيرًا إلى أن مسألة تجميد عضويتها أمر يبحثه المجلس.
جاء هذا في مؤتمر صحافي مشترك لوزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة لقطر عقب اجتماعهم في المنامة، أمس الأحد.
وردًا على سؤال ما إذا كان تم بحث مسألة تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي، قال آل خليفة: «من حيث المبدأ، نحن حريصون على كل دولنا الست أن تظل عضوة كاملة في المجلس، ولكن حريصين أيضًا ألا تتآمر أي من تلك الدول على أي من دولنا».
وأردف «ولكن في الشأن الإجرائي هذه موضوعات يبحثها مجلس التعاون بنفسه وليس في إطار خارج عن الإطار العملي للمجلس».
وفي السياق، نفى وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة ما ذكرته وسائل إعلام عن إنشاء قاعدة عسكرية مصرية في جزر حوار البحرينية القريبة من قطر.
وفي رده على سؤال حول ما يتردد عن تعاون عسكري مصري بحريني في جزر حوار، قال آل خليفة: «التعاون العسكري مستمر لعقود وكل عام هناك نوع من التمرينات العسكرية والتعاون العسكري.. فهذا شئ مستمر وليس لها علاقة بأي منطقة، أما ما ورد في بعض الأخبار فهذه أخبار وردت في وسائل الإعلام».
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن هناك «علاقات عميقة تجمع بين البلدين، والتعاون العسكري في كافة المجالات».
وأوضح أن «هذا من شأنه أن يعزز من الأمن القومي العربي وأمن البحرين وأمن مصر وكافة الأشقاء».
وكانت وسائل إعلام قد ذكرت أن العمل جار لإنشاء قاعدة عسكرية مصرية في جزر حوار البحرينية القريبة من قطر.
وفي رده على سؤال ما إذا كانت هناك خطوات أخرى سيجري اتخاذها ضد الدوحة من قبل الدول الأربع، قال وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد: «هناك مجموعة من الخطوات ممكن أن نتخذها ولكن هناك مبادئ أساسية في أي خطوة يمكن اتخاذها لإنهاء هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن». وأوضح أن هذه المبادئ يجب أن تكون في إطار «القانون الدولي، ويكون هناك إجماع بين الدول الأربع في اتخاذ هذه الخطوات، وأن نقلل قدر الإمكان في أي خطوة نتخذها من انعكاساتها على المواطن القطري».
وأعرب عن أسفه لانعكاسات الإجراءات التي اتخذتها تلك الدول على حياة المواطنين القطريين، لكنه قال «المسؤولية الأساسية هي مسؤولية الدولة القطرية».
وأردف: «على القيادة القطرية أن تختار النهج الذي تود أن تسير فيه لقطر وشعبها في المستقبل».
وتتهم قطر الدول الأربع بارتكاب انتهاكات حقوقية في مجالات عدة بالإجراءات التي فرضوها على مواطنيها والمقيمين فيها.
ويعد اجتماع المنامة هو الثاني من نوعه، بعد أن عقدت الدول الأربع اجتماعها الأول في القاهرة، يوم 5 تموز/ يوليو الحالي، وأسفر عن توجيه تحذيرات لقطر، دون تبني خطوات تصعيدية واضحة ضدها، والإعلان عن 6 مبادئ تطالب الدوحة الالتزام بها.
وفي 5 حزيران/ يونيو الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وفرضت الثلاث الأولى عليها إجراءات عقابية، لاتهامها بـ»دعم الإرهاب»، وهو ما نفته الدوحة بشدة.
ويوم 22 من الشهر نفسه، قدمت الدول الأربع لائحة من 13 مطلباً تتضمن إغلاق قناة الجزيرة، وهو ما رفضته الدوحة معتبرة المطالب «غير واقعية وغير قابلة للتنفيذ».
وأعلنت الدوحة مرارًا استعداها لحوار مع دول «الحصار» لحل الخلاف معها قائم على مبدأين، الأول ألا يكون قائمًا على إملاءات، وأن يكون في إطار احترام سيادة كل دولة وإرادتها.

وزراء خارجية دول الحصار يؤكدون الاستعداد لحوار مشروط

عمليات القرصنة للمواقع الإعلامية القطرية وحسابات الشخصيات الرسمية لم تتوقف

Posted: 30 Jul 2017 02:23 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: تعرضت صحيفة «لوسيل» القطرية في ساعات الصباح الأولى من أمس الأحد إلى عملية اختراق، من قبل قراصنة إماراتيين، أطلقوا على أنفسهم مسمى «هاكرز إماراتي»، قاموا بالدخول إلى الموقع وتعطيله مع ترك عبارة «هاكرز الإمارات كانوا هنا»، وقاموا بتغيير تبويب استطلاع الرأي بإضافة عبارات مثل «الإمارات والسعودية تاج على رؤوسكم يا كلاب إيران وشيوخنا».
وقالت صحيفة «لوسيل» في بيان تلقت «القدس العربي» نسخة منه إنه «ولتفادي هذا الإختراق سارعت صحيفة لوسيل المتخصصة في الشأن الاقتصادي بوقف العمل في الموقع حفاظا على المحتويات واستعانت بخبراء تقنيين لتعزيز الطوق الأمني الذي كان يتمتع به الموقع قبل عمليه الاختراق».
وقال محمد حجي نائب رئيس تحرير الصحيفة: «إن محاولة اختراق الموقع لن تثني الصحيفة عن مواصلة نشر الحقائق، بغض النظر إن كانت تتعلق بدول الحصار أو غيرها كونه طريقا انتهجته الصحيفة منذ بداية انطلاقتها».
وأضاف «يبدو أن ما نشرته الصحيفة من حقائق موجعة حول اقتصاديات دول الحصار لم يعجب البعض وحاولوا النيل من الصحيفة عبر اختراقها».
وأكد حجي أن الصحيفة تحتفظ بحقها القانوني باللجوء إلى رفع دعوى قضائية إلى الجهات القانونية المختصة لوقف مثل هذه الأعمال التخريبية التي تمس الحريات الإعلامية كما أنها تعد من الجرائم الإلكترونية».
وتعدّ «لوسيل» صحيفة اقتصادية، بدأت العمل قبل أقل من عامين ولاقت انتشارا واسعا لدى الأوساط الاقتصادية على مستوى قطر والخليج العربي. وكانت قد نشرت مؤخرا عددا من المواضيع تتعلق باقتصاديات دول الحصار المتراجعة. وأكدت العديد من المؤشرات الإقتصادية الرئيسية في العالم معاناتها بعد فرض الحصار وتحديدا في كل من المملكة العربية السعودية وإمارة أبوظبي.
ويأتي اختراق موقع صحيفة «لوسيل» القطرية، ضمن سلسلة اختراقات وعمليات قرصنة لم تتوقف منذ تاريخ 24 مايو/أيار الماضي، بعد اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية. وتوالت الاختراقات التي مسّت حساب قناة الجزيرة على «تويتر». ولاحقا، تعرض حساب السفير أحمد بن سعيد الرميحي، مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية القطرية على «تويتر» إلى قرصنة من قبل جهة أطلقت على نفسها اسم «درع المملكة». ونشر القراصنة تغريدات تسيء لأمير قطر وشعبه.
وتتعرض دولة قطر إلى هجمات شرسة من قراصنة لم يستثنوا الحسابات الشخصية لأهم الشخصيات القطرية، منذ قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية، ونشر «القراصنة» تصريحات كاذبة على لسان وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مرورا بقرصنة موقع «الجزيرة» على تويتر، ووصولا إلى قرصنة حسابات الإذاعة القطرية.ولم تستثن جرائم القرصنة حسابات أهم الشخصيات السياسية والإعلامية.
ويقوم العديد من وسائل الإعلام القطرية والجهات الرسمية والخاصة بحماية مواقعها من هجمات القراصنة الذين يهاجمون مختلف المنابر الإعلامية والسياسية القطرية لمحاولة تمرير ما يشاؤون من تصريحات ومواقف ضد دولة قطر.
وكانت وزارة الداخلية القطرية كشفت عن تحديد موقعين بالإمارات العربية المتحدة تمت من خلالهما عملية اختراق موقع وكالة الانباء القطرية.

عمليات القرصنة للمواقع الإعلامية القطرية وحسابات الشخصيات الرسمية لم تتوقف

وزارة الأوقاف القطرية: السلطات السعودية امتنعت عن تقديم ضمانات لسلامة حجاجنا

Posted: 30 Jul 2017 02:22 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: أعربت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر عن استنكارها للأخبار المختلقة التي نشرتها وسائل الإعلام السعودية بشأن قيام الوزارة بإغلاق باب التسجيل للحج أمام القطريين، لافتةً إلى أن هذه الأخبار الكاذبة التي دأبت وسائل الإعلام السعودية على اختلاقها مؤخرا في إطار الحملة على دولة قطر، تشويهاص للحقائق لتضع العراقيل أما حجاج بيت الله الحرام من دولة قطر إثر الأزمة التي اختلقتها دول الحصار.
وأوضحت الوزارة أن وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية امتنعت عن التواصل معها لتأمين سلامة الحجاج وتسهيل قيامهم بأداء الفريضة، متعللة بأن هذا الأمر في يد السلطات العليا في المملكة، وتنصلت من تقديم أي ضمانات لسلامة الحجاج القطريين.
وصرح علي سلطان المسيفري، مدير إدارة الحج والعمرة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، بأن إدارة الحج والعمرة فتحت باب التسجيل للحجاج من دولة قطر ولمدة شهر كما هي العادة طوال شهر آذار/مارس الماضي، وأغلق باب التسجيل في نهاية الشهر ذاته كما هو متبع في كل عام لاستكمال الاجراءات المعتادة.
وأوضح أن عدد المسجلين في الفترة المحددة بلغ عشرين ألف حاج من مواطنين ومقيمين، واشتركت أعداد كبيرة منهم في حملات الحج لبدء اجراءات قيامهم بالشعيرة المقدسة، إلا أن امتناع السعودية عن التواصل مع الوزارة، وتقديم أي ضمانات لسلامة الحجاج أدى إلى تخوف حملات الحج والحجاج، خاصة وأن المعتمرين القطريين في الأسابيع الماضية قد تعرضوا لعراقيل ومضايقات لا مبرر لها.
وقالت الوزارة «إذ أنها تنتظر معرفة الجهات العليا المخولة بتقديم هذه الضمانات في المملكة العربية السعودية، فإنها تعرب عن أسفها لإقحام أمور السياسة في إجراءات أداء هذا الركن من أركان الاسلام، الأمر الذي قد يؤدي إلى حرمان الكثير من المسلمين من أداء هذه الفريضة».
وكانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر أعلنت في وقت سابق عن رفع شكوى رسمية إلى المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحرية الدين والعقيدة، مبديةً «قلقها الشديد إزاء تسييس الشعائر الدينية واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية، في انتهاك صارخ لجميع المواثيق والأعراف الدولية التي تنص على حرية ممارسة الشعائر الدينية، ما لم يخل ذلك بالأمن القومي أو التدابير الصحية أو الأخلاقيات العامة للمواطنين.
وقالت إنها تعتزم إلحاق شكواها للمقرر الخاص المعني بحرية الدين والعقيدة؛ بشكوى أخرى إلى هيئة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى جانب خطوات واسعة في إطار تدويل منع مواطني ومقيمي دولة قطر من اداء مناسك الحج في كافة المحافل الدولية المختصة.
واعتبرت لجنة حقوق الإنسان القطرية أن إجراءات التضييق على المواطنين القطريين في أداء شعائرهم الدينية تعدّ سابقة تاريخية في ملفات الأمم المتحدة المعنية بالحق في ممارس الشعائر الدينية؛ ومخالفة لكافة الشرائع والمواثيق الدولية التي سمحت حتى للسجناء، بقدر الإمكان، بأداء فروض حياتهم الدينية بحضور الصلوات المقامة، وبحيازة كتب الشعائر والتربية الدينية التي تأخذ بها طوائفهم.
ورداً على الاتهامات القطرية، اعتبر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تصريح أن «طلب قطر تدويل المشاعر المقدسة عدواني وإعلان حرب ضد المملكة». وأضاف: «نحتفظ بحق الرد على أي طرف يعمل في مجال تدويل المشاعر المقدسة».
وقال خلال المؤتمر الصحافي المشترك لوزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر بعد اجتماعهم الأحد في المنامة، إن «قرار الدوحة بمنع مواطنيها من الحج يعكس عدم احترامها للحجاج القطريين، مبدياً ترحاب المملكة بهم»، مضيفا «السعودية ترحب بأداء القطريين للحج مثلهم مثل بقية الحجاج».
وفي الدوحة، تتزايد قناعة القطريين والمقيمين بأن موسم حج هذا العام بات لاغيا، بحكم إصرار السلطات السعودية على وضع شروط، يصفها القطريون بـ«التعجيزية»، و»عراقيل» أمام تأدية الفريضة الخامسة من أركان الإسلام. ولا يوجد في الأفق ما يطمئن بأن حملات الحج القطرية ستقوم بتسير حملات الحج. فبعثات الحجاج تواصلت مع وزارة الحج والعمرة في السعودية، التي ردت بأن وزارة الخارجية السعودية هي الجهة الوحيدة المخولة بالحديث في موضوع حج القطريين.
وعلى بعد أيام من بداية موسم الحج، لم تتمكن بعثة الحج القطرية من اختيار أماكن إقامة الحجاج القطريين في منى وعرفات، كما منعت بعثة الحج القطرية من الإقامة في مكة، زيادة إلى منع التحويلات المالية بالعملة القطرية، والتوجه إلى الحج عبر الخطوط القطرية. ويضاف إلى ذلك، مخاوف تسكين الحجاج القطريين والمقيمين مما قد يلحق بهم الضرر لو توجهوا إلى البقاع المقدسة في غياب ضمانات حقيقية من السلطات السعودية، أسوة بما حدث خلال عمرة نهاية رمضان التي تزامنت مع بداية الأزمة، وما نتج عنها من طرد للحجاج القطريين من مكة المكرمة.

وزارة الأوقاف القطرية: السلطات السعودية امتنعت عن تقديم ضمانات لسلامة حجاجنا

إسماعيل طلاي

ليبيا: هيئة صياغة الدستور تُقر النسخة النهائية وموالون لحفتر يهددون أعضاءها

Posted: 30 Jul 2017 02:22 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: وافق أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي على النسخة النهائية من الدستور الجديد، فيما انتقد عدد كبير من السياسيين والحقوقيين اقتحام مسلحين موالين للجنرال خليفة حفتر لمقر الاجتماع وتهديدهم لأعضاء اللجنة ومطالبتهم بالتراجع عن قرارهم.
وكانت الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور أقرت بأغلبية ثلثي أعضائها مسودة الدستور الليبي الجديد، حيث وافق 43 من أصل 44 عضوا كانوا حاضرين في جلسة التصويت (الهيئة تتكون من ستين عضوا) على المسودة المذكورة وطرحها للاستفتاء العام.
وتتضمن مسودة الدستور الجديد، التي أعدتها هيئة صياغة مشروع الدستور 195 مادة تنص على أن «الإسلام دين الدولة، والشريعة الإسلامية مصدر التشريع». كما تشير إلى أن نظام الحكم شبه رئاسي، فيما تتوزع السلطة التشريعية بين مجلسي النواب والشورى، كما تلتزم الدولة بحماية حقوق الأقليات وتراثهم الثقافي، فضلاً عن المحافظة على كيان «الجمهورية الليبية»، وضمان مبدأ التداول على السلطة والفصل بين السلطات والتعددية السياسية وغيرها.
وإثر الإعلان عن القرار النهائي للهيئة حاصر مسلحون موالون لحفتر مقر الاجتماع في مدينة «البيضاء» (شمال شرق) واقتحم بعضهم مقر الاجتماع وقام بتهديد أعضاء الهيئة وطالبهم بسحب قرارهم وإعادة التصويت بعد تعديل المسودة المذكورة وخاصة فيما يتعلق بمادة تمنع العسكريين من الترشح لانتخابات الرئاسة، قبل أن يتراجعوا لاحقا بعد تدخل عدد من الوجهاء في المدينة.
وينص البند الثامن من المادة 111 التي تتضمن شروط الترشح لرئاسة الجمهورية على أن ينبغي للمترشح للرئاسة أن «تمضي سنتان على الأقل على انتهاء خدمته قبل تاريخ ترشحه، في حال كون المترشح عسكريا، أو منتميا للأجهزة الأمنية»، وهو ما يعني أن حفتر نفسه لن يتمكن من خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأشاد عدد من السياسيين والنشطاء بالتصويت على الدستور الجديد ردود فعل متباينة؛ حيث كتب عضو مجلس النواب د. أيمن سيف النصر «إنجاز التصويت على الدستور، مرحلة مفصلية في تاريخ ليبيا (…) الدستور سيكون إطاراً جامعاً ومرجعاً للقوانين، وحداً فاصلاً بين صلاحيات السلطات، وحافظاً للحقوق والحريات، وموضحاً للواجبات والمسؤوليات، وأساساً لبناء دولة المؤسسات.»
وأضاف «لا نتوقع أن يكون دستوراً ملبياً لمطالب كل الليبيين، الذين نحترم اختلافهم حول تفاصيله وجزئياته، ومخاوفهم من بعض مواده وفقراته، فهو ليس قرآناً منزلاً، و لن يكون، بل إنه اتفاق بين ممثلين عن الأمة لصياغة ما أمكنهم من توافقات حول هذا العقد الاجتماعي، والأمر الفصل في قبوله أو رفضه و تعديله، هو استفتاء الشعب عليه (…) علينا تقبل الاختلاف حول مواده وفقراته، والاستماع إلى حجج رافضي هذه الفقرات ومنتقديها بصدر رحب، كي نتخذ قراراً يفتح مساحة لتوافق أوسع وأشمل، لننهي هذه المرحلة الانتقالية، وندخل رحابة مرحلة دولة مستقرة مزدهرة.»
فيما انتقد آخرون سلوك عدد من الموالين لحفتر واقتحامهم لمقر هيئة صياغة الدستور، حيث كتبت الوزيرة السابقة د. فاطمة حمروش «لجنة الدستور تعتمد مسودة الدستور النهائية 43 مقابل 1، ومجموعة من المشاغبين الفيدراليين يحاصرون مقر الاجتماع ويعتدون علي أعضاء اللجنة. هذا اختبار حقيقي لوجود الجيش والشرطة ولرغبة المواطنين في استتباب الأمن. لابد من القبض علي هذه المجموعات وإحالتهم للقضاء لينالوا الجزاء العادل، وليكونوا عبرة لمن يعتبر. ويكفي فوضى وشغب.»
فيما أدانت لجنة حقوق الإنسان في ليبيا اعتداء المسلحين على أعضاء هيئة صياغة الدستور، محملة «السلطات الأمنية والعسكرية والاجتماعية بمدينة البيضاء مسؤولية ضمان حماية أعضاء الهيئة وعدم التعرض لهم أو استهدافهم بأي شكل من أشكال العنف والتهديد لضغط على عمل الهيأة ومحاولة فرض الآراء والمطالب باستخدام القوة أو التلويح بها أمر مرفوض ويجب إيقافه ومحاسبة المسؤولين عنه.»
وطالبت اللجنة في بيان أصدرته السبت سلطات المدينة بتحمل مسؤوليتهم بحماية الهيأة وأعضائها وتوفير الأجواء الأمنية التي تسمح لها في بالعمل دون تهديد أو تدخل في عملها ‏كهيأة منتخبة ومستقلة.
وأضاف المحلل السياسي جمال الحاجي: «تم التصويت على مسودة الدستور بعدد 43 صوتا من 44 بعد حصار اللجنة (الهيئة) ﻻكثر من ثلاث ساعات من قبل بلطجية جيش حفتر بعد ان تدخل شيوخ المدينة، مشيرا إلى اعتذار مشايخ مدينة البيضاء عما قام به المسلحون وتدخلهم لإنهاء الحصار.
وكان رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح جدد قبل أيام دعوته لأعضاء هيئة صياغة الدستور للإسراع في إعداد مشروع الدستور الجديد؛ حيث اعتبر أن إتمام الدستور «من شأنه أن يعيد الاستقرار في ليبيا، لتحديد النظام الحاكم وشكل الدولة والسلطات المختلفة والفصل بينها عبر إنجاز مسودة الدستور».

ليبيا: هيئة صياغة الدستور تُقر النسخة النهائية وموالون لحفتر يهددون أعضاءها

حسن سلمان

وفاة رضا مالك الناطق باسم الوفد المفاوض الجزائري في «إيفيان» وصاحب مقولة «على الخوف أن يغير موقفه» 

Posted: 30 Jul 2017 02:22 PM PDT

الجزائر « القدس العربي »: شيعت أمس بمقبرة العالية بالعاصمة الجزائرية جنازة رضا مالك رئيس الحكومة الأسبق والناطق باسم الوفد الجزائري المفاوض في مفاوضات إيفيان، التي أفضت إلى استقلال الجزائر، بعد أكثر من 132 سنة من استعمار فرنسي، وذلك بعد وفاته أمس الأول عن عمر يناهز الـ85 من العمر، بعد مرض عضال، وقد ووري التراب في مربع الشهداء بمقبرة العالية، بحضور كبار المسؤولين في الدولة، ورفاق الراحل في السن.
وأرسل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة برقية تعزية قال فيها: «فقدت الجزائر اليوم واحدا من رجالاتها الأعلام وأبنائها البررة، المناضل الكبير والمجاهد والأخ العزيز رفيق درب الكفاح المغفور له بإذن الله تعالى، رضا مالك، صديق الجميع، الذي عمل في صمت ورحل في صمت، ولكن صوته يبقى عاليا مدويا في تاريخ الجزائر» وأضاف الرئيس بوتفليقة في برقية التعزية: «فقد باشر فقيدنا النضال منذ كان يافعا على مقاعد الدراسة ( ) وأبت عليه نفسه وهمته العالية أن يستكين لهذا الواقع المفروض بمنطق النار والحديد والغطرسة والحرمان، فاختار الطريق الصعب وانبرى مع كوكبة من رفاقه الأحرار يذود عن حمى الوطن ويرفع الوعي الثوري إلى مستوى التحدي والمواجهة. « وأشار إلى أن رضا مالك ما إن التحق بالثورة حتى وضع مواهبه وقدراته الثقافية والعلمية في خدمة الدبلوماسية الثورية الناشطة في المحافل الدولية، وكان خير دليل لدى قيادة الثورة باختيار رضا مالك ليكون الباعث الأول لمنبر الثورة ولسان حالها جريدة المجاهد الغراء، التي كانت شواظا من نار أحرق أوراق الاستعمار الدعائية وأزاح الستار عن جرائمه ومخططاته الشيطانية، فضلا عن جهده المتميز ضمن الوفد الجزائري المفاوض للمحتل الفرنسي، عبر المراحل الصعبة التي انتهت باتفاقيات «إيفيان» الشهيرة.
ويعتبر رضا مالك أيضا من الوجوه التي لعبت دورا في بداية التسعينيات عندما كانت الجزائر تغرق في حمام الدم والفوضى، بعد إلغاء الانتخابات البرلمانية التي فاز بها الإسلاميون، قبل أن تقرر قيادة الجيش إلغاء نتائج الدور الأول من هذه الانتخابات، ويستقيل بعدها الرئيس الشاذلي بن جديد بعد أن حل البرلمان، ودخلت البلاد حالة شغور دستورية.
وقد عين رضا مالك في وقت أول عضوا في المجلس الأعلى للدولة ( الهيئة الرئاسية التي سيرت البلاد من 1992 إلى 1994) ثم اختير لقيادة الحكومة ما بين 1993 و1994 في فترة كان فيها الإرهاب في أوج جنونه، وكان دم الجزائريين يسيل بغزارة، وكانت الدولة على شفا الانهيار، وقال آنذاك مقولته الشهيرة على الخوف على أن يغير موقفه، وهي المقولة التي فسرت تفسيرا ما زال يطارد الراحل حتى اليوم، وهو الأمر الذي جعل الكثيرين يهاجمونه حيا وميتا، بعد أن فسروا أن ذلك التصريح معناه أن الدولة بأجهزتها الأمنية ستقوم بترهيب الشعب، وهو الأمر الذي طالما نفاه رئيس الحكومة الأسبق، شارحا وجهة نظره، بأنه كان يقصد الجماعات الإرهابية التي كانت تذبح الجزائريين، إلا أن أنصار التيار المتطرف مازالوا يحشدون ضده جزءا من الرأي العام، حتى أولئك الذين لم يعايشوا الفترة التي كانت الجزائر فيها جاثمة على ركبتيها وكان الإرهابيون يستعدون للإجهاز عليها، لكن الرجل عاش بسيطا ومات بسيطا، لم تحم حوله لا شبهات فساد ولا جمع ثروات من نهب المال العام، وكانت له العديد من المؤلفات، وأهمها «الجزائر في إيفيان « التي حكى فيها قصة المفاوضات كما عاشها.

وفاة رضا مالك الناطق باسم الوفد المفاوض الجزائري في «إيفيان» وصاحب مقولة «على الخوف أن يغير موقفه» 

السلطات التونسية تحقق في اعتداء الشرطة على أحد النواب

Posted: 30 Jul 2017 02:21 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : قررت السلطات التونسية فتح تحقيق حول تعرض أحد النواب لاعتداء من قبل بعض عناصر الأمن خلال مشاركته في وقفة احتجاجية أمام البرلمان ضد قانون «المصالحة.»
وكان النائب عن «الجبهة الشعبية» عبد المؤمن بلعانس أكد خلال حضوره في البرلمان أنه تعرض للاعتداء من قبل عناصر الأمن؛ حيث قام أحد العناصر بتمزيق قميصه، خلال مشاركته في احتجاج نظمه حراك «مانيش مسامح» (لن أسامح) ضد قانون «المصالحة الإدارية.»
وأصدرت الجبهة بيانا نددت فيه بحادثة الاعتداء، مطالبة الحكومة بـ»فتح تحقيق جدي ومعمق للكشف عن مرتكبي الاعتداء ومحاسبتهم، كما دعت القوى السياسية لاستنكار هذا الاعتداء.
فيما أكدت الكتلة البرلمانية للجبهة في وقت لاحق أن المحكمة الابتدائية في العاصمة استمعت إلى أقوال بلعانس حول حادثة الاعتداء التي تعرض لها، وطالبت الكتلة بـ»الكشف عن ملابسات الاعتداء ومعرفة مرتكبيه ومحاسبتهم حتى لا تتكرر مثل هذه الاعتداءات.» لكنها استنكرت، بالمقابل، نفي وزير الداخلية الهادي مجدوب وقوع أي اعتداء من قبل قوات الأمن ضد بلعانس، معتبرة أن «التستر على المعتدين لا يمكن إلا أن يشجع على مواصلة الاعتداءات والمساس بهيبة المجلس التشريعي وحصانة النواب وحقوق المواطنين في حمايتهم من التجاوزات الأمنية».

السلطات التونسية تحقق في اعتداء الشرطة على أحد النواب
خلال مشاركته في وقفة احتجاجية ضد قانون «المصالحة»

معركة تحرير تلعفر: تنطلق في غضون شهر والعبادي يُشرَعِن مشاركة «الحشد»

Posted: 30 Jul 2017 02:21 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: تتجه بوصلة القوات العراقية صوب تحرير، تلعفر آخر أقضية محافظة نينوى الشمالية، من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، عقب انتهائها من تحرير مدينة الموصل؛ مركز المحافظة مؤخراً، في وقت حسم فيه، رئيس الحكومة، حيدر العبادي، مسألة مشاركة « الحشد الشعبي»، معلناً أن الأخير سيكون ضمن القوات التي ستقتحم القضاء.
وبتحرير قضاء تلعفر (65 كم غرب الموصل)، تكون محافظة نينوى خارج سيطرة تنظيم «الدولة» بالكامل.
وعلى الرغم من أن الحكومة العراقية لم تعلن «رسمياً» موعد انطلاق العملية العسكرية المرتقبة، غير إن العبادي، أعلن في كلمة ألقاها أمس الأول السبت، خلال احتفالية برلمان الشباب، «وضع خطط تحرير القضاء، بمشاركة جميع الأجهزة الأمنية من الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والعشائري».
تصريح العبادي أتى مغايراً لموقف زعيم ائتلاف متحدون أسامة النجيفي، الذي دعا، أوآخر نيسان/ إبريل الماضي، إلى أن «يكون تحرير تلعفر من قبل الجيش العراقي، مع قيام الحشود المشتركة من أهل المدينة»، بمسك الأرض والبدء بإعادة الحياة، وفقاً لبيان أورده مكتبه الإعلامي حينها.
وكشف قيادي تركماني في قوات الحشد الشعبي، أمس، عن استبعاد 5 ألوية من خوض معركة تلعفر المرتقبة، مبينًا أن غالبية منتسبي هذه القوات المستبعدة هم من أبناء المدينة نفسها.
وقال الضابط برتبة نقيب في الحشد الشعبي،‎ موسى علي جولاق، إن «القيادات العسكرية العليا المشرفة على خطة معركة تحرير تلعفر (65 كم غرب الموصل) استبعدت 5 ألوية من المعركة المرتقبة لطرد داعش من هذه المدينة».
وأضاف: «تم استبعاد اللواء 92 التابع للفرقة 15 جيش عراقي، واللواءين التاسع والعاشر التابعين للفرقة 3 شرطة اتحادية، كما تم استبعاد أفواج طوارئ شرطة تلعفر، فضلًا عن استبعاد لواء الحسين ضمن هيئة الحشد الشعبي».
وحسب جولاق، فإن «أغلبية عناصر هذه القوات المستبعدة من خوض هذه المعركة هم من أبناء تلعفر نفسها».
وقد أعرب عن استغرابه لهذا القرار، قائلا، إن «أبناء تلعفر شاركوا بأغلب المعارك التي أسفرت عن تحرير مناطق الأنبار، وصلاح الدين، والموصل وغيرها، فلماذا حرمانهم من المشاركة بتحرير مناطقهم».
وحصلت «القدس العربي» على معلومات من مصدر عسكري رفيع، أفادت بأن «عملية تحرير قضاء تلعفر ستنطلق في غضون شهر أو أقل»، لكنه لم يفصح عن نوع وعدد القوات المقرر مشاركتها في العملية المرتقبة، لارتباط الأمر بالقائد العام للقوات المسلحة حصراً.
وحسب المصدر، وهو ضابط في قيادة العمليات المشتركة، فإن «معركة تحرير قضاء تلعفر تحتاج إلى تحضيرات لوجستية، إضافة إلى نقل واستبدال القطعات العسكرية (القوة الضاربة) التي تمسك الأرض الآن في مدينة الموصل، بقطعات أخرى».
ويضيف إن «القطعات تحتاج إلى إعادة تنظّيم (…) كل تلك الأمور تحتاج إلى وقت»، مشيراً إلى أن الجهد الهندسي للقوات المسلحة المشتركة «لا يزال مستمراً في عمليات تفتيش وتطهير الموصل القديمة، من العبوات الناسفة والمتفجرات والألغام» التي خلّفها عناصر التنظيم.
ويوضّح الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، قائلاً: «انطلاق العمليات النفسية وإلقاء طائرات القوة الجوية المنشورات على تلعفر، وحث المواطنين على الخروج من المدينة وتحديد الطرق الآمنة لهم، كلها مؤشرات على قرب إعلان الموعد الرسمي لعملية التحرير».
وفي حزيران/ يونيو 2014، سيطر عناصر التنظيم على قضاء تلعفر، الذي يوصف أنه من أكبر الأقضية في العراق مساحة (نحو 28 كم)، وتقطنه ثلاث قوميات رئيسة هي العربية والتركمانية والكردية.
وأعلن التنظيم قضاء تلعفر «ولاية مستقلة» عما يسميها «دولة الخلافة»، بعد إعلان تحرير مدينة الموصل بالكامل في 10 تموز/ يوليو الجاري، وفقاً لمصادر محلية.
ورغم اقتراب موعد إطلاق عمليات تحرير قضاء تلعفر، لكن هناك مناطق أخرى في محافظتي كركوك وصلاح الدين الشماليتين، لا تزال خاضعة لسيطرة عناصر التنظيم.
وفي هذا الشأن يقول عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي ماجد الغراوي لـ«القدس العربي»، إن «القوات المسلحة المشتركة تستعد لتحرير قضاء الحويجة (55 كم جنوب غربي كركوك) وناحية الرشاد (35 كم جنوب غربي كركوك)، إضافة إلى ما تبقى من قضاء الشرقاط (45 كم شمال صلاح الدين)، وبعض المناطق المحيطة بسلسلة جبال مكحول، بعد الانتهاء من عمليات تحرير وتطهير كامل محافظة نينوى». وتوقع الغراوي أن تكون مهمة القوات المسلحة المشتركة في تحرير بقية المناطق من سيطرة التنظيم «سهلة، بعد تحرير الموصل»، عازيا السبب إلى «تركيز تلك القوات، وجهود الدولة العراقية الاستخباراتية والأمنية- في الفترة الماضية- على تحرير مدينة الموصل، بكونها تمثل المعقل الرئيسي للتنظيم في العراق».
وعن مشاركة الحشد «الشعبي» في عمليات تحرير قضاء تلعفر، يقول، إن «القرار مرتبط بشكل مباشر بالقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن «الحشد الشعبي جزء من القوات الأمنية العراقية، وفقاً للقانون، لكن يجب أن لا يستغل لأغراض سياسية كما يصرح البعض (من دون تسميتهم) بين الحين والحين الآخر».
ودعا عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، «قادة الحشد إلى استغلال الانتصارات ودعم القوات الأمنية بجميع تشكيلاتها، فضلا عن رعاية عائلات الشهداء والجرحى».
وكشف الغراوي عن « تعرض الحكومة لضغط من التحالف الدولي، مستغلاً الظروف الأمنية والاقتصادية التي يمر بها البلد، من أجل عدم مشاركة الحشد في تحرير تلعفر»، لكنه أوضح إن هذا «القرار بيد العبادي حصراً» وإن الأخير «لا يرغب بإثارة قضايا فئوية أو حزبية في عمليات التحرير المرتقبة».

معركة تحرير تلعفر: تنطلق في غضون شهر والعبادي يُشرَعِن مشاركة «الحشد»

مشرق ريسان

السلطة الفلسطينية تواصل تعطيل قنوات «الاتصال الأمني» وترفض «صيغاً جديدة» وتربط عودتها بتطور العملية السياسية

Posted: 30 Jul 2017 02:20 PM PDT

غزة – «القدس العربي»: لا تزال قنوات الاتصال الأمنية بين القيادات الفلسطينية والضباط الإسرائيليين متوقفة منذ قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بوقفها مع بداية أحداث مدينة القدس والمسجد الأقصى. وقال مصدر سياسي فلسطيني لـ «القدس العربي»، أن التوجه يسير إلى ربط عودة هذه الاتصالات من جديد، بتقدم الملف السياسي، بعد أن تيقن الجانب الفلسطيني عدم قدرة أي طرف عربي أو خارجي للتأثير على إسرائيل، وهو أمر بدا واضحاً خلال أحداث القدس الأخيرة.
وحسب المصدر، فإن القيادة تيقنت من أن الضغط السياسي من قبل القيادة الفلسطينية، الذي تمثل في وقف «التنسيق الأمني»، والهبة الجماهيرية التي اندلعت في القدس والمناطق الفلسطينية، هي من أجبرت إسرائيل على تغيير خططها المعدة للسيطرة على المسجد الأقصى.
وعلمت «القدس العربي» أن اتصالات بادر إليها الكثير من الأطراف الدولية لم تنقطع، بهدف عودة الرئيس عباس عن قرار وقف الاتصالات كاملة مع إسرائيل، وأن هذه الاتصالات عادة بشكل أكبر، بعد قيام إسرائيل بإعادة الأوضاع في مدينة القدس إلى ما كانت عليه قبل تاريخ 14 من الشهر الجاري. وما جرى كشفه من قبل المصدر السياسي في هذا الملف، أيضاً يؤكد رفض القيادة الفلسطينية لـ «صيغ جديدة» قدمت حول الملف الأمني، وعودة الاتصالات السياسية بين الطرفين، ضمن الرعاية الأمريكية، خاصة مع استمرار حالة عدم الرضا من قبل القيادة على موقف الإدارة الأمريكية، بخصوص ما حدث في ملف القدس، المساند للموقف الإسرائيلي. وانعكس ذلك على الطلبات التي قدمها المبعوث الأمريكي للمنطقة ورفضها الجانب الفلسطيني في الاجتماع الذي عقد بينهما الأسبوع الماضي، حيث جرى الرد عليه بشكل عملي، بإعلان حركة فتح التي استضافت لقاء للفصائل الفلسطينية، نيتها إعلان «التصعيد» في يوم الجمعة الماضية، حال لم تنه إسرائيل إجراءاتها الجديدة في المسجد الأقصى.
ولا تزال خطوط الاتصال بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي متعطلة، غير أن المصدر الفلسطيني الذي تحدث لـ «القدس العربي»، أكد أن القيادة السياسية غير معنية بـ»تدهور الأوضاع الميدانية»، وأنها تعمل على إبقاء الغضب الفلسطيني في إطار «المقاومة الشعبية»، وأن قرار وقف الاتصالات الأمنية سيبقى لحين صدور قرار جديد عن القيادة الفلسطينية، في ضوء تلقيها أي ضمانات حقيقية، أو قيام الحكومة الإسرائيلية بتغيير مواقفها على الأرض، تجاه تلبية شروط عملية السلام.
وفي هذا السياق، تحمل القيادة الفلسطينية بين يديها طلبات لعضوية العديد من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، وهو أمر يمكنها فعله والحصول على هذه العضويات التي تغضب كثيراً إسرائيل والإدارة الأمريكية، بالاستناد إلى حصولها سابقاً على ضفة «دولة مراقب» في المنظمة الدولية، حيث تعتبر هذه الطلبات بمثابة «أوراق ضغط سياسية» ستستخدمها وقت الحاجة.
وعلمت «القدس العربي» أن هذه الطلبات معدة مسبقاً ضمن خطة وضعتها قبل عامين «اللجنة السياسية» التي شكلتها القيادة الفلسطينية، وجرى تأجيل تقديم الطلبات كغيرها من طلبات العضوية التي حصل عليها الفلسطينيون في «اليونسكو» و»محكمة الجنايات الدولية» والعديد من المواثيق والمنظمات الدولية، بطلب من وسطاء السلام.
وأكد السفير حسام زملط، رئيس المفوضية العاملة لمنظمة التحرير في واشنطن، أن الاتصالات مع دولة الاحتلال مرهونة بالتقدم السياسي، مؤكداً أن موقف الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية كان حاسماً، وفي لحظة تاريخية، وقضى بـ «استمرار تجميد جميع الاتصالات، لحين تقييم الموقف بشكل عام، ليس فقط في المسجد الأقصى، والقدس، وإنما في كل الأراضي المحتلة»، مشيراً إلى ما تشهده المناطق من استمرار سياسات إسرائيل الاستعمارية والتعسفية. وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية: «حان الوقت لإعادة تعريف العلاقة مع دولة الاحتلال، فقد اكتفينا من كل المحاولات الفاشلة للوصول لتسوية سياسية، والمراوغات الإسرائيلية، وتعميق احتلالها»، مؤكداً أن الاتصالات لن تعود لما قبل 14 تموز/ يوليو، قبل الحصول على موقف واضح في المسار السياسي، مضيفاً: «المسألة ليست أمنية، وليست مدنية».
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن قد قال في تصريحات صحافية إنه لا عودة للسلطة الفلسطينية للتنسيق الأمني بعد إزالة سلطات الاحتلال لـ «البوابات الإلكترونية» عن المسجد الأقصى، واستمرار توقف الاتصالات مع الاحتلال «حتى العودة للعملية السياسية واستئناف مفاوضات السلام التي ترتكز على قرارات الشرعية الدولية».
وبما يشير إلى غضب إسرائيل من إبقاء السلطة على قرارها هذا، خاصة وأنها توقعت أن يزول القرار، بعد قيامها بإزالة «البوابات الإلكترونية» والكاميرات الذكية من على بوابات المسجد الأقصى، وسماحها للمصلين بالدخول وفقاً للطريقة القديمة التي كانت قائمة قيل 14من الشهر الحالي، لجأت حكومة تل أبيب إلى فرض إجراءات جديدة على الأرض، إضافة إلى حملتها الإعلامية التي تستهدف الرئيس عباس شخصيا.
وأغلقت قوات الاحتلال مساء أول من أمس السبت «حاجز بيت ايل» شمال مدينة رام الله، أمام حركة المركبات بالمكعبات الأسمنتية.
والمعروف أن هذا الحاجز مخصص لمرور قيادات السلطة الفلسطينية والمؤسسات وكبار الشخصيات، وفهم من القرار الإسرائيلي أنه رد فعل على استمرار وقف التنسيق الأمني» وفي إطار عملية التضييق على الرئيس عباس.
وكانت «القدس العربي» قد كشفت عن رفض السلطة لضغوط إسرائيلية، كان من بينها التلويح بمعاقبة السلطة بسحب التصاريح الممنوحة لكبار موظفي السلطة.
وفي سياق الهجوم على الرئيس عباس، لجأت وسائل إعلام في تل أبيب إلى الإعلان عن «تدهور» الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني، بالرغم من النفي الفلسطيني للأمر، والتأكيد أنه يتمتع بصحة جيدة بعد إجرائه فحوصات طبية معتادة السبت في أحد مستشفيات مدينة رام الله.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، أن الرئيس الفلسطيني، كان مقرراً له إجراء هذه الفحوصات الطبية في أحد المستشفيات الأردنية، وأنه رفض السفر إلى عمان، وقرر إجراء الفحوصات في رام الله، وذلك لأن خروجه من مناطق السلطة الفلسطينية يتطلب تنسيقا أمنيا»، وهو الأمر الذي يريد تجنبه. وخلافا للتقارير الإسرائيلية، أكد وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد، أن الرئيس غادر المشفى سالما معافى، بعد إجراء فحوصات طبية يجريها عادة بشكل دوري كل ستة أشهر، وقال أن نتائج الفحوصات أشارت إلى أن صحة الرئيس ممتازة.

السلطة الفلسطينية تواصل تعطيل قنوات «الاتصال الأمني» وترفض «صيغاً جديدة» وتربط عودتها بتطور العملية السياسية

أشرف الهور

نتنياهو يوضح أسباب «نزوله عن الشجرة» العالية والتراجع في مسألة الحرم القدسي

Posted: 30 Jul 2017 02:20 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»:على خلفية تدني شعبيته وفق استطالات رأي وانتقادات في وسائل الإعلام الإسرائيلية ومنتديات التواصل الاجتماعي لاضطراره التراجع أمام ضغط الشارع الفلسطيني في ما يتعلق بأبواب الحرم القدسي خاطب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الإسرائيليين في محاولة لتوضيح موقفه وتراجعه. وقال في بيان صادر عنه أمس إنه أوعز خلال الأيام الأخيرة بتعزيز قوام قوات الشرطة المنتشرة في الحرم القدسي الشريف وفي البلدة القديمة في القدس المحتلة وذلك من أجل إحباط العمليات «الإرهابية» ومنع أعمال الشغب وأيضا من أجل العمل بصرامة ضد مخالفي القانون.
ومضى في تبرير موقفه الذي اعتبرته أوساط واسعة في إسرائيل انهزاما أمام الفلسطينيين «من أجل تنفيذ هذه المهمة خصصنا للشرطة تعزيزات ملموسة عبارة عن عدة سرايا تابعة لحرس الحدود وسنواصل تعزيزها وفق الحاجة. كما أوعزت بتحويل ميزانية لا تتعدى 100 مليون شيكل والمجلس الوزاري المصغر صادق على ذلك, بهدف تطوير المعدات التكنولوجية والتزود بها وذلك م أجل خلق حلول أمنية من شأنها تعزيز الأمن». وأشار الى أن الأسبوعين الماضيين شهدا فترة مليئة بالأحداث بالنسبة لقواتنا الأمنية التي تتواجد أيضا هذه الأيام في أهبة الاستعداد تحسبا لتحديات كبيرة أخرى». وتابع «أود أن أشكر باسم المواطنين الإسرائيليين جميعا قادة جيش الدفاع وجنودنا وأفراد الشرطة ورجال (جهاز المخابرات العامة) «الشاباك» الذين يعملون ليلا ونهارا من أجل حمايتنا جميعا. أثمن عملهم كثيرا كما أثمن إخلاصهم الكبير لأمن إسرائيل».
كما زعم أنه أصغى إلى مشاعر الجمهور ويتفهم أحاسيسه ويعلم أن القرار الذي اتخذه ليس بقرار سهل. وأضاف مختبئا خلف غطاء واهن «ومع ذلك بصفتي رئيس الوزراء الذي يحمل على عاتقه المسؤولية عن ضمان أمن إسرائيل يجب عليّ أن أتخذ قرارات برباطة جأش ورشد. أقوم بذلك آخذا في الحسبان الخريطة بأكملها وجميع التحديات والتهديدات التي نواجهها حيث طبيعة بعضها ليست معروفة للجمهور وبطبيعة الحال لا أستطيع أن أفصح عن تفاصيلها. أتفهم مشاعر الجمهور وأدرك أيضا الواجبات الملقاة على عاتق القيادة حيث الشخص الذي يجلس في هذا الكرسي يحمل على عاتقه المسؤولية العليا لضمان أمن إسرائيل وأنا أتصرف وفقا لهذا المبدأ».
وخلص للقول إنه يقول لأعداء اسرائيل على جميع الجبهات: «قوات جيش الدفاع والشاباك والشرطة مستعدة للعمل بكل طاقتها ضد كل من يحاول الاعتداء على مواطنينا وعلى جنودنا وعلى أفراد شرطتنا. هكذا عملنا وهكذا سنعمل».
وكانت أوساط سياسية وإعلامية واسعة في إسرائيل قد حملت على نتنياهو تسلقه شجرة عالية ما لبث ان اضطر للنزول عنها مرغما بعدما التقط صورا مع الحارس القاتل من السفارة في عمان وكأنه بطلا. وبلغت التعليقات الساخرة منه لحد التندر بقول احد الاسرائيليين انه يطاب من الاوقاف والمرجعيات الدينة التوجة لنتنياهو بطلب لتحفيض اسعار المعيشة في البلاد.

نتنياهو يوضح أسباب «نزوله عن الشجرة» العالية والتراجع في مسألة الحرم القدسي

تل أبيب متخوفة من التغيير في سياسة الرئيس الفلسطيني

Posted: 30 Jul 2017 02:20 PM PDT

رام الله – «القدس العربي»:اعتبر واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أنه يمكن البناء على الانتصار في معركة المسجد الأقصى لمواجهة التهويد ووقف سياسة العقاب الجماعي، وصولاً إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس. وقال في تصريحات إذاعية إن النصر تحقق بفضل الشهداء والجرحى والأسرى والمقدسيين، ومعهم أبناء الشعب الفلسطيني في كل الوطن والشتات. 
وأكد على رفض القيادة الفلسطينية المحاولات الإسرائيلية لفرض وقائع جديدة في المسجد ألأقصى وحوله، وقال»:لقد صمدت القيادة وواجهت الضغوط بمواقف وطنية مميزة، ولم تتوانَ عن الاتصال والتواصل مع الدول الفاعلة والمؤثرة لبيان الموقف الفلسطيني بوضوح وقوة. كما أن الانتصار في معركة الأقصى سيبنى عليه لفتح معركة إنهاء الاحتلال وتطبيق حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وحقه بقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة بعاصمتها القدس». 
واعتبر جمال زقوت عضو المجلس الوطني الفلسطيني أن حدة موقف أغلبية المقدسيين من النظام السياسي وفصائل الحركة الوطنية المتآكلة، ناجمة عن حالة الشعور بمرارة الاهمال لأكثر من عقدين وتركهم شبه عراة وحيدين في مواجهة تفريغ وتهويد المدينة والاستفراد بأهلها . 
وأكد ان هبة الأقصى وما حققه المقدسيون من إنجاز هي مناسبة لاجراء مراجعة نقدية جذرية، وليس توجيه التصنيفات «الدونكيشوتية» لمنتقدي ممارسات السلطة وحتى الفصائل مهما كانت انتقاداتهم قاسية، «فعلاج حالة الاغتراب المتبادلة هي الإقرار بالكارثة التي صنعناها بأيدينا، وليس الاستمرار في إهمال أو اتهام من اكتوى بنارها». 
وعلى الجانب الآخر كشفت صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من الحكومة الإسرائيلية على لسان مسؤول في أجهزة الأمن الفلسطينية ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) سيجدد التنسيق الأمني مع اسرائيل. وقال المسؤول الفلسطيني للصحيفة انه بعد قيام اسرائيل بإعادة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل 14 تموز/ يوليو، أجرى عباس مشاورات مع القيادة الفلسطينية ومع رئيس جهاز الاستخبارات ماجد فرج، وفي ختامها تقرر استئناف التنسيق الامني مع اسرائيل، والتعاون الاقتصادي.
وأكد مصدر في ديوان الرئيس الفلسطيني هذا الأمر، إلا أنه أشار الى أن إعادة التنسيق الأمني سيتم بالتدريج وحسب التطورات الميدانية. وقال: «الأمر الواضح هو انه خلافاً لكل ما تفكر به اسرائيل وقسم من الجمهور الفلسطيني، إلا أن عباس اثبت أنه يمكنه السيطرة على الأجهزة الأمنية وعلى الشارع الفلسطيني. وفي ذروة الازمة حذر من ان اسرائيل، وليست السلطة الفلسطينية، هي التي ستتضرر من تجميد التنسيق الأمني، وهذا هو ما حدث. حتى الوقف في الحرم الشريف ومفتي القدس تماشياً مع موقف الرئيس، فاضطر نتنياهو وشرطة اسرائيل الى التراجع. المنتصر الكبير في هذه الازمة كلها هو أبو مازن.
وقال رئيس المكتب السياسي في حركة حماس اسماعيل هنية: «علينا أن نتعلم في المستقبل من احداث الاسبوعين الأخيرين أن الاحتلال يفهم لغة القوة فقط». 
وقال مصدر في الشرطة الإسرائيلية: «إن السياسة التي توجه عمل الشرطة الآن هي عدم إظهار التسامح مع خرق النظام وإذا لجأ الفلسطينيون الى العنف ضد الشرطة، سنرد بقوة وستقع لديهم إصابات أخرى، كما حدث في الأسبوع الماضي». وتعرف الشرطة الأجواء السائدة في الشارع الفلسطيني والرواية التي تعرض اسرائيل كمن تراجعت امام الوقف واستسلمت لمطالبه. وقال المصدر إن الشرطة تريد اعادة الأوضاع في الحرم الى حالتها الروتينية، لكن التسامح انتهى. 
وتبدي إسرائيل خاصة المؤسسة الأمنية وجيش الاحتلال تخوفاً من حدوث تغيير على صعيد القيادة الفلسطينية لصالح الشخصيات الفلسطينية الأكثر تشدداً ضدها. وتأتي على الأقاويل بعد أن أجرى الرئيس عباس فحوصات طبية أول من أمس السبت في رام الله بالرغم من إعلان مسؤولين فلسطينيين انه يعاني فقط من التعب الناجم عن أحداث الاسبوعين الماضيين والتوترات مع اسرائيل خلال ازمة المسجد الاقصى.
 وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن الرئيس الفلسطيني عقد اجتماعات مكثفة مع لجنة إدارة الأزمة مع إسرائيل وكان يراقب الأحداث باستمرار كما عقد اجتماعات متكررة مع مستشاريه ومع قادة فتح وقادة السلطة الفلسطينية، وكان على اتصال مع القادة العرب والدبلوماسيين الغربيين. ويخشى الرئيس عباس أيضا من تعزيز العلاقة بين حماس ومحمد دحلان تحت رعاية المصريين، الأمر الذي قد يؤدي إلى تحركات سياسية منسقة موجهة ضده. 
وغيرت القيادة الفلسطينية من نهجها تجاه إسرائيل خلال الفترة الماضية ودعت الى يوم الغضب في القدس والضفة الغربية وهو ما وضع الرئيس الفلسطيني تحت الضغط الخارجي. وكانت الولايات المتحدة قد مارست الضغوط على الرئيس في محاولة لوقف التصعيد. 
وأبدت القيادة العسكرية في دولة الاحتلال تخوفها من أن شعور النصر الذي حققه الفلسطينيون سيؤدي الى مزيد من الفعاليات والمواجهة مع إسرائيل على الرغم من ان جهاز المخابرات العامة «الشاباك» وقيادة الجيش أكدوا ان الأمور ستسير الى الهدوء بعد إزالة كافة الإجراءات من محيط المسجد الأقصى.
 

تل أبيب متخوفة من التغيير في سياسة الرئيس الفلسطيني
أبو يوسف: انتصار الأقصى سيقود لمعركة إنهاء الاحتلال

بمناسبة ذكرى عيد العرش… العاهل المغربي ينتقد الادارة والأحزاب والسياسيين ويشيد بالأمن

Posted: 30 Jul 2017 02:19 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي» : انتقد الملك، محمد السادس، بشدة النخبة والاحزاب السياسية والادارة الحكومية الذين باتوا غير قادرين على حل مشاكل المواطنين، واكتفائهم بالاستفادة من النتائج الإيجابية، فيما "يختبئون" وراء القصر، حينما تكون النتائج سلبية، وهو ما يدفع المواطنين إلى اللجوء إلى ملك البلاد، لعرض قضاياهم وحلها.
وقال العاهل المغربي السبت في خطاب وجهه للشعب المغربي بمناسبة الذكرى الـ18 لعيد العرش ان الإدارة العمومية، تفتقد إلى النجاعة والحكامة و»الموظفين العموميين لا تحركمهم روح المسؤولية، ويفتقدون إلى التكوين، ويتظرون أجر الشهر» فيما المناطق التي تفتقد إلى اغلب المرافق العمومية، تطرح إكراهات أكبر، في مقابل الجهات النشيطة، مثل الدار البيضاء، الرباط، مراكش، وطنجة. واكد ان الاختيارات التنموية للمغرب، تبقى عموما صائبة. «إلا أن المشكل يكمن في العقليات التي لم تتغير، وفي القدرة على التنفيذ والإبداع» و»التطور السياسي والتنموي، الذي يعرفه المغرب، لم ينعكس بالإيجاب، على تعامل الأحزاب والمسؤولين السياسيين والإداريين، مع التطلعات والانشغالات الحقيقية للمغاربة». وانتقد الملك محمد السادس الأحزاب السياسية ومسؤوليها، الذين قالوا انهم غير قادرين على حل مشاكل المواطنين، واكتفائهم بالاستفادة من النتائج الإيجابية، فيما "يختبئون" وراء القصر، حينما تكون النتائج سلبية، وهو ما يدفع المواطنين إلى اللجوء إلى ملك البلاد. وتساءل عن الجدوى من وجود مؤسسات وإجراء انتخابات، إذا ظلت تصرفات السياسيين لا ترقى إلى تطلعات المواطنين. وقال: «إذا أصبح ملك المغرب يشتكي من السياسيين، فماذا سيقول المواطنون..» وقال «عندما تكون النتائج إيجابية، تتسابق الأحزاب والطبقة السياسية والمسؤولون، إلى الواجهة، للاستفادة سياسيا وإعلاميا، من المكاسب المحققة، أما عندما لا تسير الأمور كما ينبغي، يتم الاختباء وراء القصر الملكي، وإرجاع كل الأمور إليه، وهو ما يجعل المواطنين يشتكون لملك البلاد، من الإدارات والمسؤولين الذين يتماطلون في الرد على مطالبهم، ومعالجة ملفاتهم، ويلتمسون منه التدخل لقضاء أغراضهم».

السلطة في واد والشعب في واد آخر

وأضاف: أن «الواجب يقتضي أن يتلقى المواطنون أجوبة مقنعة، وفي آجال معقولة، عن تساؤلاتهم وشكاياتهم، مع ضرورة شرح الأسباب وتبرير القرارات، ولو بالرفض، الذي ينبغي أن لا يكون دون سند قانوني، وإنما لأنه مخالف للقانون، أو لأنه يجب على المواطن استكمال المساطر الجاري بها العمل» ومن حق المواطن أن يتساءل: ما الجدوى من وجود المؤسسات، وإجراء الانتخابات، وتعيين الحكومة والوزراء، والولاة والعمال، والسفراء والقناصلة، إذا كانون هم في واد، والشعب وهمومه في واد آخر؟». واعتبر الملك في خطاب العرش الذي ألقاه في طنجة أن «ممارسات بعض المسؤولين المنتخبين، تدفع عددا من المواطنين ، وخاصة الشباب، للعزوف عن الانخراط في العمل السياسي، وعن المشاركة في الانتخابات. لأنهم بكل بساطة، لا يثقون بالطبقة السياسية، ولأن بعض الفاعلين أفسدوا السياسة، وانحرفوا بها عن جوهرها النبيل» وخاطب المسؤولين «كفى، واتقوا الله في وطنكم… إما أن تقوموا بمهامكم كاملة، وإما أن تنسحبوا. فالمغرب له نساؤه ورجاله الصادقون».
وأضاف ان هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، لأن الأمر يتعلق بمصالح الوطن والمواطنين. وأنا أزن كلامي، وأعرف ما أقول … لأنه نابع من تفكير عميق» وقال إن المشاريع التنموية والإصلاحات السياسية والمؤسسية، التي نقوم بها، لها هدف واحد، هو خدمة المواطن، أينما كان . لا فرق بين الشمال والجنوب، ولا بين الشرق والغرب، ولا بين سكان المدن والقرى». وان الإمكانات التي يتوفر عليها المغرب محدودة والعديد من المناطق تحتاج إلى المزيد من الخدمات الاجتماعية الأساسية إلا أن المغرب يتطور باستمرار. وهذا التقدم واضح وملموس، ويشهد به الجميع، في مختلف المجالات «لكننا نعيش اليوم، في مفارقات صارخة، من الصعب فهمها، أو القبول بها . فبقدر ما يحظى به المغرب من مصداقية، قاريا ودوليا، ومن تقدير شركائنا ، وثقة كبار المستثمرين بقدر ما تصدمنا الحصيلة والواقع، بتواضع الإنجازات في بعض المجالات الاجتماعية، حتى أصبح من المخجل أن يقال أنها تقع في مغرب اليوم.
واكد «إن اختياراتنا التنموية تبقى عموما صائبة. إلا أن المشكل يكمن في العقليات التي لم تتغير، وفي القدرة على التنفيذ والإبداع. فالتطور السياسي والتنموي، الذي يعرفه المغرب، لم ينعكس بالإيجاب، على تعامل الأحزاب والمسؤولين السياسيين والإداريين، مع التطلعات والانشغالات الحقيقية للمغاربة»، وقال: «أنا لا أفهم كيف يستطيع أي مسؤول، لا يقوم بواجبه، أن يخرج من بيته، ويستقل سيارته، ويقف في الضوء الأحمر، وينظر إلى الناس، دون خجل ولا حياء، وهو يعلم بأنهم يعرفون بانه ليس له ضمير، ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم، رغم أنهم يؤدون القسم أمام الله، والوطن، والملك، ولا يقومون بواجبهم؟ ألا يجدر أن تتم محاسبة أو إقالة أي مسؤول، إذا ثبت في حقه تقصير أو إخلال في النهوض بمهامه؟».

تفعيل الدستور

وألح العاهل المغربي على ضرورة التفعيل الكامل والسليم للدستور وقال ان مسؤولية جماعية تهم كل الفاعلين، حكومة وبرلمانا، وأحزابا، والمؤسسات كافة، كل في مجال اختصاصه فعندما يقوم مسؤول بتوقيف أو تعطيل مشروع تنموي أو اجتماعي، لحسابات سياسية أو شخصية، فهذا ليس فقط إخلالا بالواجب، وإنما خيانة، لأنه يضر بمصالح المواطنين، ويحرمهم من حقوقهم المشروعة «ومما يثير الاستغراب، أن من بين المسؤولين، من فشل في مهمته. ومع ذلك يعتقد أنه يستحق منصبا أكبر من منصبه السابق ومثل هذه التصرفات والاختلالات، هي التي تزكي الفكرة السائدة ، بأن التسابق على المناصب، هو بغرض الاستفادة من الريع، واستغلال السلطة والنفوذ». ودافع العاهل المغربي عن قوات الامن في تدبير حراك الحسيمة وقال: «إن تراجع الأحزاب السياسية وممثليها، عن القيام بدورها، عن قصد وسبق إصرار أحيانا، وبسبب انعدام المصداقية والغيرة الوطنية أحيانا أخرى زاد من تأزيم الأوضاع. وأمام هذا الفراغ المؤسف والخطير، وجدت القوات العمومية نفسها وجها لوجه مع الساكن، فتحملت مسؤوليتها بكل شجاعة وصبر، وضبط للنفس، والتزام بالقانون في الحفاظ على الأمن والاستقرار. وهنا أقصد الحسيمة، رغم أن ما وقع يمكن أن ينطبق على أي منطقة أخرى. وذلك عكس ما يدعيه بعضهم من لجوء إلى ما يسمونه بالمقاربة الأمنية، وكأن المغرب فوق بركان، وأن كل بيت وكل مواطن له شرطي يراقبه بل هناك من يقول بوجود تيار متشدد، وآخر معتدل، يختلفان بشأن طريقة التعامل مع هذه الأحداث. وهذا غير صحيح تماما. والحقيقة أن هناك توجها واحدا، والتزاما ثابتا، هو تطبيق القانون، واحترام المؤسسات، وضمان أمن المواطنين وصيانة ممتلكاتهم».

بمناسبة ذكرى عيد العرش… العاهل المغربي ينتقد الادارة والأحزاب والسياسيين ويشيد بالأمن

محمود معروف

عفو ملكي عن ناشطي «حراك الريف» استثنى قادتهم عدا الفنانة «سيليا» ‏

Posted: 30 Jul 2017 02:19 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»:شمل قرار العفو الملكي المغربي بمناسبة عيد العرش مجموعة من المعتقلين على خلفية حراك الريف وعلى رأسهم الفنانة الشابة سليمة الزياني (سيليا) بالاضافة الى مجموعة من شبيبة حزب «العدالة والتنمية»، الحزب الرئيسي في الحكومة، الذين اعتقلوا على خلفية إشادتهم بمقتل السفير الروسي في تركيا.
وقال بلاغ لوزارة العدل إن الملك محمد السادس، مساء (السبت)، أمر بالعفو عن مجموعة من المعتقلين، الذين لم يرتكبوا جرائم أو أفعالا جسيمة في الأحداث التي عرفتها منطقة الحسيمة وذلك اعتبارا لظروفهم العائلية والإنسانية إلا أنه لم يعرف رسميا عدد هؤلاء، الذين ليس من بينهم أحد من قادة الحراك باستثناء سليمة الزياني، وفيما تتحدث أوساط عن 40 معتقلا قالت مصادر أخرى إن عددهم 56 معتقلا من بين الأشخاص المعتقلين والمتابعين على خلفية أحداث الريف الذين يناهز عددهم 300 شخص من بينهم 180 معتقلا ومتابعين.
وقالت الوزارة إنه للاعتبارات نفسها وبمناسبة حلول الذكرى الـ18 لعيد العرش أصدر الملك عفوه عن الشباب المنتمين لحزب العدالة والتنمية والمعتقلين بتهمة الإشادة بالإرهاب الذين قضت غرفة الجنايات الإبتدائية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بمحكمة الاستئناف في سلا، منتصف الشهر الجاري، أحكاما بالحبس سنة نافذة في حق 7 متابعين من شبيبة العدالة والتنمية، والمتعاطفين معها بتهمة الإشادة بالإرهاب، على خلفية تدوينات حول مقتل السفير الروسي، تم تكييفها على أنها إشادة بعمل إرهابي.
وقال بلاغ وزارة العدل «إنه في غمرة أجواء الأفراح العارمة التي تواكب احتفالات المغاربة قاطبة بالذكرى الثامنة عشرة لاعتلاء الملك محمد السادس عرش أسلافه «التي تجسد تجند الشعب المغربي المطلق والدائم وراء جلالته الضامن لأمن الوطن ووحدته واستقراره لإنجاح مسار التنمية الشاملة واستكمال مقومات النموذج المغربي الديمقراطي الحداثي المتميز عماده تحقيق نمو اقتصادي متسارع وتعزيز التضامن الاجتماعي، في تلازم بين الحقوق والواجبات واحترام المقدسات الوطنية وتغليب المصلحة العليا للبلاد».
وإنه «تجسيدا للرأفة والعطف المولويين، ورغبة من جلالته في إشراك نزلاء المؤسسات السجنية هذه الفرحة وإدماج المنخرطين منهم في برامج التأهيل وإعادة الإدماج في المجتمع، تفضل حفظه الله، فأسبغ عفوه الملكي السامي على مجموعة من الأشخاص، منهم المعتقلون ومنهم الموجودون في حالة سراح، المحكوم عليهم من طرف مختلف محاكم المملكة الشريفة وعددهم 1178 شخصا. ووجه عبد الصادق البوشتاوي، عضو هيئة دفاع معتقلي الريف، انتقادات حادة لمضامين بيان وزارة العدل حول العفو الملكي على بعض معتقلي الحراك الشعبي في الريف، وقال البوشتاوي «إن البلاغ جاء بصيغة مبهمة، حيث أورد انه تم العفو عن المعتقلين الذين لم يرتكبوا أفعالا إجرامية جسيمة»، مشددا أن «جميع معتقلي الحراك لم يرتكبوا أي أفعال إجرامية، وأن جميعهم أبرياء».
وقال إن الذنب الوحيد الذي اقترفه معتقلو الريف هو أنهم نشطاء ضحايا التهميش والتفقير والعزلة التي تعرضت لها المنظقة، خرجوا للمطالبة بحقوقهم المشروعة».
وفي أول تعليق لها على قرار العفو عنها قالت الفنانة سيليا الزياني إنها «ما زالت متشبثة بأن مطالب الحراك عادلة ومشروعة، اقتصادية منها واجتماعية وثقافية، ونحن كمواطنين من حقنا أن نطالب بهاته المطالب»، وقالت «أنا جد سعيدة بمعانقتي الحرية في انتظار أن يلتحق بي باقي المعتقلين وأن يتم الإفراج عليهم جميعا، كما أقدم الشكر للهيئات الدفاعية الحقوقية ولجميع من ساندنا في محنتنا» ووجهت الشكر لـ»جميع إخواننا المغاربة كما أؤكد على أننا جزء لا يتجزأ من هذا الوطن نحن نحارب سياسات التفرقة»، مضيفة «وأشكر جميع المغاربة لتضامنهم مع خوتهم ريافة».
وتساءل الباحث السوسيولوجي محمد الناجي عما إذا كان العفو الملكي عن بعض نشطاء حراك الريف دون غيرهم هو محاولة لزرع الشقاق في صفوف الحراك وكتب «عفو أو ليس عفوا؟» معلقا على العفو الملكي المناسبة عيد العرش، والذي شمل بعض المعتقلين على خلفية أحداث الريف.
وأضاف الناجي على صفحته على الفيسبوك أن العفو كان سيكون ذا معنى لو أنه شمل جميع مناضلي حراك الريف، و»في حال العكس، فهو حيلة بلا أفق لحفظ ماء الوجه والظهور بمظهر الصرامة تجاه الباقين وخاصة كسر الحراك».
وقال إن الإفراج عن شباب العدالة والتنمية الذين كانوا مدانين بتهمة «الإشادة بأعمال إرهابية»، هو طريقة لتهدئة «العدالة والتنمية» و»إخراجه من اللعبة» فـ»السلطة لم تغير أي شيء في أسلوبها، إنها فقط تريد ربح الوقت وتقوية شوكته».

عفو ملكي عن ناشطي «حراك الريف» استثنى قادتهم عدا الفنانة «سيليا» ‏

مراقبون: خطاب العاهل المغربي كشف الارتزاق السياسي واستغلال النفوذ باسم القصر الملكي

Posted: 30 Jul 2017 02:18 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : جاء الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش، الذي يؤرخ للذكرى 18 لتوليه الحكم في المغرب، بنبرة نقدية وبلغة الحزم، حيث انتقد فيه، الإدارة العمومية، والسياسيين والمسؤولين والأحزاب.
ويرى مراقبون، أن العاهل المغربي، في خطاب العرش، قدم تشريحا للوضع في المغرب وأعطى رسائل قوية كاشفا عن الارتزاق السياسي، واستغلال النفوذ باسم القصر، ومحاولة توريط القصر مع المواطنين. وأن خطاب العرش، جاء لنزع فتيل التوتر الحاصل بين الدولة والريف، ولرفع الاحتقان في منطقة الريف شمال البلاد، الذي اندعلت شرارته منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعد طحن سماك الحسيمة محسن فكري في حاوية القمامة، كما كان متوقعا. وفي قراءة لما جاء في الخطاب، قال جمال بن دحمان، الأستاذ المتخصص في تحليل الخطاب، في جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، لـ «القدس العربي» « ما يمكن ملاحظته في هذا الخطاب، هو أنه بني بطريقة استدلالية قوية لأنه ابتدأ بقواعد منطقية عامة جعلت ما أتى بعدها مجرد بيانات فقد أكد على أن المشاريع التنموية والإصلاحات السياسية والمؤسسية لها هدف واحد هو خدمة المواطن أينما كان وأقر بالتحديات ومحدودية الإمكانات ووجود لمفارقات أهمها أن الثقة الدولية اقتصاديا تواجه أحيانا بتواضع الإنجازات في بعض المجالات والإقرار بالنجاح في قطاعات معينة في مقابل عجز في مجال التنمية البشرية والترابية، التي لها تأثير مباشر على تحسين ظروف عيش المواطن. كما للخطاب بعده النقدي وتشخيص جوانب العطب في مفاصل الدولة والمؤسسات بما في ذلك المؤسسة الحزبية من خلال تحديد أسباب الضعف المسجل في مجال التنمية في ضعف العمل المشترك وغياب البعد الوطني والاستراتيجي».
وأشار إلى أن الصفة الأساسية للخطاب الملكي، هو أنه خطاب واقعي، وصريح، إذ لم يتكلم بلغة المجازات والإشارات، وأنه حدد مواطن العطب، وهو خطاب مؤسس لمقاربة أخرى ستتبين نتائجها في الأيام المقبلة تهم مجالات اقتصادية وسياسية بصورة غير مسبوقة في التاريخ الراهن للمغرب. واعتبر الباحث في العلوم السباسية والقانون الدستوري، أشرف مشاط، في تصريح لـ «القدس العربي» أن هذا الخطاب يختلف كليا عن خطابات العرش السابقة، التي كانت في العادة مرتبطة في أغلبها بتقديم حصيلة السنة واستشراف لما هو مستقبلي، كما أن خطاب الملك لهذه السنة كان موجها كليا للشأن الداخلي وهو يأتي ضمن الجيل الجديد للخطابات الذي يستمع لنبض الشارع والمواطن، فعشرون دقيقة التي كانت مدة الخطاب الملكي كانت كافية لرسم صورة الاختلالات ووضع الأصبع على مكامن أمراض الإدارة العمومية وضعف كفاءة المسؤولين داخلها وغياب الضمير الوطني لديهم وتحميلها مسؤولية التقصير في الاستجابة للخدمات الاجتماعية الضرورية وعدم تنفيذها لالتزاماتها خصوصا في الاتفاقيات الموقعة أمام عاهل البلاد، دون أن ننسى الانتقاد الموجه للأحزاب السياسية التي تخلت عن مهامها الاساسية في تأطير المواطنين من أجل مصالح ضيقة وانتهازية لبعض قيادييها.
وكتب الباحث المغربي محمد الناجي معلقا على الانتقادات الحادة التي وجهها الملك للأحزاب السياسية وحملها مسؤولية ما يقع في المغرب من مشاكل «على أي، لا وجود لأحزاب سياسية، هناك فقط أعيان على رأس قواقع فارغة» و»الدولة هي كل شيء، وهي التي يتوجب عليها أن تقدم الحساب».
وقال عبد العزيز أفتاتي، القيادي في حزب العدالة والتنمية، الحزب الرئيسي في الحكومة إن في الخطاب «تأكيدا لمطلب إصلاح الدولة ومناهضة الفساد «الكبير» المتغلغل داخل دواليب السلطة والنخبة الحاكمة» وإن «الكل يريد الاصلاح ولا أحد يريد تحمل مسؤوليته، لأننا نعيش وضعا صعبا، فالدولة تريد محاربة الفساد من خلال سن قوانين ومقاربات جديدة وفي الوقت نفسه تشجع عليه وقامت بخلق حزب فاسد يراكم الثروات ويحرف مسار الاصلاحي، مشبها هذا الوضع بالسريالي والسخيف».
واحتل الخطاب الملكي رأس اهتمامات الباحثين والمدونين خاصة على موقع الفيسبوك وعلق المحلل السياسي عمر الشرقاوي «خطاب قوي وأقوى ما فيه ما سيترتب عنه من قرارات»، مضيفا أن «الخطاب مقدمة لتعديل حكومي، إما بالإقالة أو طلب الاعفاء» وكتب عادل بنحمزة الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال «من سؤال أين الثروة إلى سؤال أين السلطة…»، وقالت الكاتبة اليسارية لطيفة البوحسيني، إن «مشكل المغرب هو غياب الثقة في الأحزاب السياسية والادارة غير الفعالة…لا يوجد اتجاهان في الدولة… هناك اتجاه واحد… هو ذلك الذي يحرص على أمن البلاد واستقرار مؤسساتها وتطبيق القوانين». واضافت «من يعتبر أن الأمور ليست على ما يرام… فما عليه إلا أن يقدم استقالته… لن ترفض منه… اعتراف واضح بأن البرامج التنموية التي من المفروض فيها تحسين عيش الساكنة هي برامج فشلت ولم تنجح».
وكتب المحلل السياسي حفيظ الزهري أبرز ما جاء أن «الإدارة مريضة فاسدة بيروقراطية والمؤسسات الوسائطية «الأحزاب» انتهازية فاسدة لا ديمقراطية لا تعبر عن طموحات المواطنيبن».
ووصف الصحافي يونس دافقير الخطاب بأنه أحد أهم خطابات العرش «قلت سابقا إنه أحد أهم خطابات العرش.. وكان كذلك، سالينا»، كما اعتبر الصحافي نجيب شوقي، أنه «لا جديد. نذهب للحائط بكل ثقة في النفس، إما الهجرة أو السجن، أيام سوداء تنتظر المغاربة إنها نهاية حقبة وبداية اخرى! الباقي مجرد تفاصيل».
وأضاف «ما دام أن هناك انتخابات فإن المواطن هو من يحاسب النخب السياسية. والحساب كان يوم 7 اكتوبر.» وعلق الصحافي جمال أمدوري «الملك يجلد المسؤولين بمختلف مراتبهم»، في حين تساءلت الصحافية اعتماد سلام «هل سيعلق زعماء الأحزاب على الخطاب الملكي كعادتهم؟!».
وتحت عنوان «لا جديد تحت البركان»، كتب حسن بن ناجح الناطق الرسمي باسم جماعة «العدل الاحسان»، أقوى الجماعات ذات المرجعية الاسلامية في المغرب، «غدا ينقشع كل الضباب والغبار عن الحقيقة المؤلمة التي لم تتغير: جل المعتقلين ما يزالوا في السجون – عماد العتابي الله أعلم به شافاه الله. – ترقية المقاربة الأمنية وتحصينها- لا وجود للدولة وقد تم الاعتراف الرسمي بلا جدوى كل المؤسسات باستثناء القصر والأجهزة الأمنية – المحاسبة للجميع باستثناء من يحكم، بل المفارقة أن من يحكم يحاسب من لا يحكم أوليست هذه هي حمم البركان؟».

مراقبون: خطاب العاهل المغربي كشف الارتزاق السياسي واستغلال النفوذ باسم القصر الملكي

فاطمة الزهراء كريم الله

تقرير إسرائيلي يحذر من «انفجار وشيك» في غزة… ومطالبات بفتح حوار مع «حماس»

Posted: 30 Jul 2017 02:18 PM PDT

غزة – «القدس العربي»:حذر تقرير إسرائيلي استعرض آراء قيادات سياسية وأمنية وعسكرية، من «انفجار» قطاع غزة في أي وقت، بسبب صعوبة الأوضاع المعيشية هناك، بعد مرور ثلاث سنوات على الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على القطاع صيف عام 2014.
وبثت القناة العبرية الثانية، تقريراً مطولاً استعرض الوضع العام في قطاع غزة، والأوضاع السيئة التي يعيشها السكان، وشمل العديد من المقابلات مع قيادات عسكرية وأمنية إسرائيلية.
وسلطت القناة خلال التقرير الضوء على الأوضاع الإنسانية والسياسية والمعيشية في غزة، بعد ثلاث سنوات من الحرب الأخيرة. وأكد التقرير خلال عرض التفاصيل الدقيقة عن غزة أن الأوضاع على «حافة الهاوية والانفجار»، جراء صعوبة الظروف الاقتصادية والحياتية التي يعيشها سكان القطاع. وركز على إجراء مقابلات مع قادة عسكريين سابقين، خدموا في الوحدات العسكرية التي تشرف على جبهة غزة. وقال الجنرال السابق سامي ترجمان، الذي كان قائداً للمنطقة الجنوبية، وهو يستعرض الوقائع الجديدة: «إن حركة حماس ليس لديها ما تخسره لكي تدخل معركة جديدة في غزة». ووصف هذا المسؤول العسكري الذي أشرف على جبهة القطاع، غزة بـ «البركان» الذي من الممكن أن ينفجر في أي لحظة، ودعا لحل مشاكل القطاع. وأضاف انه لا يتوجب دفعها إلى الهاوية بل الحفاظ على الأوضاع، من دون الوقوع في «الحفرة». وقال واصفاً الأوضاع في القطاع  «من يرى غزة يراها أرضاً مسطحة، ولكنها في حقيقة الأمر بمثابة جبل ثائر».
وترجمت مواقع فلسطينية عدة التقرير الإسرائيلي، خاصة وأنه يتناول موقف ساسة ورجال أمن في تل أبيب، التي تفرض حصاراً على القطاع، أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير. وأوضح التقرير الذي بث لقطات من مناطق الحدود المشتركة مع غزة، أن غزة على حافة الهاوية، نتيجة الظروف الاقتصادية والحياتية الصعبة التي تعيشها منذ سيطرة حركة حماس عليه عام 2007، فيما تطرقت إلى الضائقة المالية التي تمر بها الحركة.
وعرض التقرير مشاهد من المعبر التجاري «كرم أبو سالم» الذي تمر منه بضائع محددة لقطاع غزة، ليس من ضمنها المواد الخام التي تمنع إسرائيل مرورها بموجب الحصار المفروض منذ 11 عاما، وهو ما أدى إلى زيادة نسب الفقر والبطالة.
وتقول مؤسسات وجهات حقوقية ودولية إن الحصار الإسرائيلي يحد من إمكانية تعافي القطاع اقتصاديا، ويزيد من المأساة المتفاقمة، وكثيراً ما طالبت هذه الجهات إسرائيل برفع الحصار، الذي يعيق أيضا عملية إعادة الإعمار.
وفي مقابلة معه طالب رئيس جهاز «الموساد» الإسرائيلي السابق إفرايم هاليفي، بفتح «حوار حقيقي» مع حماس، وقال: «إن رفضت فإننا سنواجه مشاكل مع الأجيال القادمة وسيكون هناك جولات من القتال وسنجد أنفسنا في غزة».
غير أن الجنرال احتياط، المسؤول السابق في وزارة الجيش للقضايا السياسية والأمنية، قال إن حركة حماس «ليس لديها استعداد على الإطلاق للحديث مع إسرائيل». وأضاف «لا يوجد حل جذري مع حماس، وعلينا أن نفهم ما يريدون وما يفعلون». وقال «لا يوجد حل لمشاكل قطاع غزة طالما بقيت حماس على رأس الحكم هناك، وأن الحركة لا تخفي نواياها فهي تفعل ما تقول». وتابع «طالما بقيت في القطاع فهي بمثابة ورم سرطاني في رقبة إسرائيل، وأن الحل يتمثل باحتواء الأوضاع مع الاستعداد لمواجهة قادمة».
واشتمل التقرير على مشاهد من القطاع، تناولت أزمة انقطاع التيار الكهربائي، التي تصل إلى غالبية ساعات اليوم، وسببها قلة الطاقة، حيث قلصت إسرائيل مؤخراً كميات الكهرباء التي تصل إلى القطاع إلى نحو النصف.
ولا يصل التيار الكهربائي لسكان غزة سوى أربع ساعات يوميا، وهو أمر أثر على حياة السكان داخل منازلهم، وطاول عمل المستشفيات ومضخات مياه الصرف الصحي، التي بدأت منذ أكثر من شهرين بضح المياه العادمة إلى البحر من دون معالجة، مما أدى إلى تلوث 73% من شواطئ القطاع. وحذرت الجهات الطبية من تأثير الأزمة على حياة السكان، وقالت إنها أيضا قلصت عمل العديد من أقسام المشافي بسبب أزمة الطاقة.
وعرض التقرير كذلك صوراً للمياه العادمة التي بدأت تصل إلى مناطق إسرائيلية قريبة من حدود القطاع، لعدم قدرة الجهات المسؤولة في غزة على معالجة هذه المياه، حيث وصلت هذه المياه إلى العديد من شواطئ إسرائيل، وأدت إلى تلوثها.
وفي هذا السياق ناشد رؤساء خمسة كيبوتسات مقامة على الحدود مع غزة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الجيش أفيغدور ليبرمان، بوضع حد والتدخل لمشكلة ضح مياه الصرف الصحي من قطاع غزة إلى الشواطئ في المنطقة. وعرض كذلك مشاهد من الحرب الأخيرة، وقوات حماس العسكرية، وأظهرت مشاهد من مناطق الحدود، جرافات عسكرية وهي تمهد لـ»السور الأسمنتي» على حدود القطاع، لوقف «أتفاق المقاومة».
وأقر وزير المواصلات يسرائيل كاتس خلال التقرير، بعدم وجود «سياسة واضحة» تنتهجها حكومته تجاه غزة. وكان هذا الوزير قد عرض في وقت سابق إقامة «جزيرة صناعية» أمام قطاع غزة، يقام عليها ميناء لاستقبال سفن البضائع، و كذلك مطار، من أجل المساهمة في إنهاء أزمات القطاع، غير أن الاقتراح لم يلق قبولاً في الحكومة.
ورأى مستشار الأمن القومي السابق يعكوف عميدرور أن إسرائيل تشجع عبر سياستها الهجرة من القطاع، وأنه لن يكون لسكانه خيار سوى ذلك.
يشار إلى أن عملية إعمار الدمار الكبير الذي خلفته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، لم تكتمل بعد مرور ثلاث سنوات على الحرب، بسبب عدم إيفاء المانحين بما عليهم من التزامات. وخلال تللك الحرب التي دامت لـ 51 يوما، استشهد أكثر من 2200 فلسطيني، وأصيب أكثر من 11 ألف آخرين، ودمرت إسرائيل أكثر من 14 ألف منزل بشكل كامل، ونحو 90 ألف منزل بشكل بليغ وجزئي.

تقرير إسرائيلي يحذر من «انفجار وشيك» في غزة… ومطالبات بفتح حوار مع «حماس»
قادة سياسيون وأمنيون تحدثوا عن صعوبة الوضع

الأسرى الفلسطينيون المحررون المقطوعة رواتبهم يواصلون إضرابهم عن الطعام لليوم الثالث

Posted: 30 Jul 2017 02:17 PM PDT

رام الله – «القدس العربي «: قال نادي الأسير الفلسطيني إن الأسير أحمد لطفي دراغمة من محافظة طوباس شمال الضفة الغربية، يعاني وضعاً صحياً صعباً. ونقلت محامية النادي عنه القول إثر زيارة أجرتها له في سجن ريمون «إنه يعاني من مشاكل في الكبد والدم، ودوار مستمر، وألم في منطقة الرأس وآلام شديدة في ركبتيه والصدر.»
وروى الأسير دراغمة للمحامية ما حدث معه مؤخراً حول الإهمال الطبي لإدارة سجون الاحتلال بحقه، حيث أفاد «أنه وحين كان في سجن نفحة خرج للطبيب وأقر بتحويله لإجراء صورة أشعة لصدره، وأخبره الطبيب في حينه أنه يعاني من كتل في الرئتين وطلب بضرورة عرضه على أخصائي، إلا أن هذا الإجراء قد يحتاج لستة شهور.»
وتابع القول: « إن ما يأخذه من علاج يُقتصر على المسكنات رغم إبلاغ إدارة سجن ريمون حيث يقبع الآن بعد أن نُقل مؤخراً من سجن النقب الصحراوي، وساشرع بإضراب عن الطعام إن لم يتم تقديم العلاج اللازم لي». وحسب الأسير «فإن إدارة السجن لم تكتف بذلك بل ساومته بين نقله للعيادة لتقديم العلاج وبين خروجه لزيارة المحامي.»
يُشار إلى أن الأسير دراغمة والمحكوم بالسجن لمدة خمسة عشر عاماً، هو أحد الأسرى الذين خاضوا إضراب الحرية والكرامة، وهو محروم منذ عدة سنوات من زيارة عائلته.
على الجانب الفلسطيني واصل الأسرى المحررون المقطوعة رواتبهم من قبل السلطة الفلسطينية، إضرابهم عن الطعام لليوم الثالث على التوالي في خيمة الاعتصام التي أقيمت على دوار ياسر عرفات وسط رام الله، وذلك احتجاجاً على عدم الاستجابة لمطالبهم العادلة بعودة صرف رواتبهم، رغم اعتصامهم المتواصل منذ 43 يوماً.
وفي مؤتمر صحافي عقده المحررون المعتصمون، حمّلوا فيه السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عما يجري لهم في هذا الإضراب، خاصة أن فيهم مرضى وكبار سن. وطالبوا السلطة بإعادة رواتبهم كاملة غير منقوصة ومن دون أي انقطاع، مؤكدين أنهم لم يتلقوا رداً على مطالبهم من أي جهة رسمية أو حقوقية، وأن الإضراب عن الطعام جاء عقب استنفاذهم لكل المحاولات الرامية لحل قضيتهم. وطالب المعتصمون الحركة الأسيرة عموما بإصدار بيانٍ للرأي العام يبين خطورة «ما يجري من ظلم وتشويه لنضال شعبنا والحركة الأسيرة». كما طالبوا فصائل العمل الوطني بأن يكون لها موقف معلن من الاستهداف المتعمد للأسرى والمحررين، ومزيد من التحرك لدعم صمود الأسرى المقطوعة رواتبهم كونهم يدافعون عن الحركة الأسيرة برمتها.
يذكر أن عدداً من الأسرى المحررين وذويهم يواصلون الاعتصام في خيمةٍ على دوار الشهيد ياسر عرفات وسط رام الله منذ 43 يوماً، وذلك احتجاجاً على قطع رواتبهم من قبل السلطة الفلسطينية، وسط حملة تضامن شعبي مع قضيتهم من كافة الفصائل والشخصيات الوطنية التي تتوافد باستمرار لخيمة اعتصامهم معلنين تضامنهم معهم.
وفي السياق قالت حركة حماس إن أجهزة الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية واصلت انتهاكاتها بحق أنصار الحركة من فلسطينيي الضفة، حيث اعتقلت اثنين بينهم طالب جامعي واستدعت آخر، في وقت تواصل فيه اعتقال العشرات على خلفية سياسية ومن دون أي سند قانوني.

الأسرى الفلسطينيون المحررون المقطوعة رواتبهم يواصلون إضرابهم عن الطعام لليوم الثالث
دراغمة يعاني وضعاً صحياً صعباً

«فخ 67» كتاب صهيوني جديد: إسرائيل على موعد قريب مع معضلة كبيرة جداً

Posted: 30 Jul 2017 02:17 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي» : «فخ 67 « اسم لكتاب جديد لباحث إسرائيلي صدر بمناسبة  خمسة عقود على احتلال الضفة وغزة يؤكد فيه أن اليمين واليسار الصهيونيين الجديدين هما صورة طبق الأصل وأن إسرائيل تدنو بسرعة كبيرة من معضلة كبيرة مما يفسر اختياره عنوان كتابه هذا. مؤلف الكتاب دكتور ميخا غودمان مستوطن وباحث في التاريخ والفلسفة.
وكان يصف «اليسار» بأنه براغماتي، بينما يصف اليمين، وخاصة الصهيونية – الدينية، بأنه عقائدي (أيديولوجي)، بالمعنى الإيجابي والمثالي لهذا التعبير. وهو يتشابه مع كتاب اسرائيلي آخر بعنوان «مصيدة الخط الاحضر» للباحث يهودا شنهاف الذي يتوقع أن تتورط اسرائيل بالمعضلة التي يحذر منها كتاب غودمان نتيجة الاحتلال.

رفض السلام

ويرى غودمان أن «التيار المركزي في اليسار الإسرائيلي لم يؤمن بالسلام»، لأن «الشكوك حيال العالم العربي هزمت الأمل بالسلام معه « وبرؤيته  الصهيونية يقول إن موشيه ديان، أحد أبرز قادة حركة العمل الصهيونية، اعترف بأنه «نحن قلب مزروع في هذه المنطقة، التي ترفض الأعضاء الأخرى فيها تقبله وترفضه». ويستذكر خسارة اليسار الصهيوني للحكم للمرة الاولى عام 1977، معتبراً ان هذا اليسار قام بعملية انفصال عن حلم مجتمع القدوة الاشتراكي، واستبدله بحلم السلام. وبدلاً من التضامن بين العمال، سيكون التضامن بين الشعوب… ويتابع «الدولة تنقسم، بموجب المفهوم اليساري الجديد، إلى قسمين: حتى حرب الأيام الستة (1967) كانت الدولة ديمقراطية أخلاقية تطلعت إلى إقامة المجتمع القدوة، ومنذ حرب الأيام الستة هي دولة احتلال ولذلك هي فاسدة».
غودمان الذي يعبّر عن وجهة نظر يمينية يتجاهل تكثيف الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة بشكل كبير بعد اتفاق أوسلو لعام 1993، وبمصادقة حكومة العمل برئاسة إسحق رابين. واستمرت هذه السياسة لاحقاً خلال ولايات حكومات اليمين، التي شارك حزب العمل في معظمها. كما أن الانتفاضة الثانية اندلعت أثناء ولاية حكومة حزب العمل، برئاسة إيهود باراك.
ويعتبر المؤلف أن الانتفاضة الأولى صدمت اليمين الإسرائيلي، إذ أن استطلاعات الرأي دلت على أن أكثر من نصف الإسرائيليين باتوا يؤيدون قيام دولة فلسطينية بعد هذه الانتفاضة. وفي المقابل، يزعم غودمان أن «الانتفاضة الثانية لم تندلع بسبب الاحتلال»، فلقد اندلعت مباشرة بعد أن اقترحت إسرائيل إنهاء الاحتلال، مدّعياً كما المؤسسة الرسمية اليوم «أن باراك قدم عرضا سخيا في محادثات كامب ديفيد، في عام 2000». ولذلك، فإن «الانتفاضة الثانية كسرت اليسار الإسرائيلي. والاعتقاد أن السلام ينتظر خلف الزاوية، وأن الطريق من أجل الوصول إليه هو بتنازل إسرائيلي، بدا أبعد مما كان في الماضي».
ويخصص غودمان فصلين لاستعراض أفكار اليمين الإسرائيلي، بينما خصص لـ«اليسار» فصلاً واحداً. ويستعرض بإسهاب الأفكار التي طرحها منظّر اليمين ومؤسس «الحركة التنقيحية» في الحركة الصهيونية، زئيف جابوتينسكي. وأشار إلى أنه دعا إلى «إسرائيل الكبرى» . كما يتجاهل غودمان العناصر الاستعمارية في فكر جابوتينسكي، مثل «الجدار الحديدي»، الذي يعني قمع الفلسطينيين بالحديد والنار، وإنما سعى إلى تجميل صورته، والقول إنه «كان يمينيا ليبراليا» وإنه «أيد الدبلوماسية الصهيونية». وحسب غودمان، فإن أبناء الجيل المؤسس للحركة التصحيحية وحركة «حيروت» اليمينية، الذين أصبحوا قيادات في حزب الليكود، مثل ايهود أولمرت وتسيبي ليفني ودان مريدور، وحتى نتنياهو بحسب تصريحه في خطاب بار إيلان، لم يسيروا على خطى آبائهم من الناحية السياسية. واعتبر أن «حلم الأرض الكاملة تلقى ضربة شديدة في أعقاب الانتفاضة الأولى… وكلما مرّ الزمن تعزز الوعي تجاه إشكالية السيطرة العسكرية على مجموعة سكانية مدنية. وانتشر هذا الإدراك في المجتمع الإسرائيلي، وتم امتصاصه في اليمين العلماني. وبدا الربط بين الليبرالية والأرض الكاملة مستحيلا».
ويشير غودمان في الفصل حول الصهيونية الدينية إلى أن هذا التيار لم يكن يمينيا في بدايته. وقد حدث تحول هذا التيار إلى اليمين، في السبعينيات، رغم أن جذوره في حرب عام 1967. ويقول: «في ستة أيام الحرب خُلق عالم الصهاينة المتدينين من جديد. واعتبرت الحرب دراما توراتية، لأن الانتصار تم على شكل معجزة بحجم توراتي، ولأنها أعادت الأمة إلى الأرض التوراتية (الضفة الغربية والقدس المحتلتين)»، وساهمت في ذلك أقوال الحاخام أبراهام إسحق هكوهين كوك، ونجله الحاخام تسفي يهودا كوك. ويستذكر ان كوك الابن يعتبر أن احتلال الضفة والقدس «تحقيق لمراحل مختلفة في خطة إلهية مسيانية وان انتشار السيادة اليهودية في الأرض التوراتية هو المؤشر الأقوى على أننا نحيا في مراحل متقدمة من الخلاص». ومن هنا ينبع، يستنتج الباحث، أن الانسحاب من مناطق «أرض إسرائيل هو عمل يشوش التقدم نحو الخلاص وان النضال ضد الانسحاب هو ليس صراعا على عقارات، وإنما هو صراع من أجل استمرار حركة التاريخ باتجاه الخلاص».
ويضيف أن التحول المسياني للصهيونية الدينية جرى في موازاة أزمة اليمين العلماني الأيديولوجية. ولهذا السبب أصبحت الصهيونية الدينية مجموعة بارزة في الحيّز اليميني، كما أن الرواية المسيانية باتت الرواية الأبرز في صفوف اليمين. ويلفت المؤلف في كتابه الذي ترجمه مركز دراسات الشؤون الاسرائيلية ( مدار) إلى أن المجموعة الأبرز في صفوف اليمين الصهيوني، أي الحركة التنقيحية، في بداية طريقها، «وضعت حقوق الإنسان في المركز، بينما في نهاية القرن العشرين كانت المجموعة الأبرز فيه تلك التي وضعت الخلاص في المركز. وهذه التحولات لم تغيّر اليمين وحسب، وإنما أيضا زادت قوته بشكل كبير، لأنه عندما يُستوعب النضال من أجل الأرض الكاملة على أنه نضال من أجل الخلاص، يصبح من الصعب جداً إيقافه».
ويرى غودمان أن خطة الانفصال عن غزة «أكملت عملية اندماج الصهيونية الدينية في المجتمع الإسرائيلي وبفضل خطة الانفصال واجهت الصهيونية الدينية الأزمة الفكرية السياسية التي واجهها المجتمع الإسرائيلي كله. ويعتقد ان الخصخصة وجهت ضربة للاشتراكية الإسرائيلية، الانتفاضة الأولى فكّكت اليمين الليبرالي بينما الانتفاضة الثانية كسرت اليسار السياسي، ثم جاءت خطة الانفصال ووجهت ضربة لليمين المسياني».
ونوّه الى ان ضعف الصهيونية الدينية لم يضعف اليمين بل على العكس، لافتاً الى ان خطة الانفصال زادت من قوة اليمين. ووفقاً لغودمان، فإن ثمة أساسين لموقف اليمين الديني وهما «الأمن والخلاص»، لكن في أعقاب خطة الانفصال تراجعت «الأسس الخلاصية» وتعززت «الأسس الأمنية»، بأن عززت خطة الانفصال «المخاوف الأمنية» لليمين المسياني، «وهكذا نشأت صيغة جديدة لليمين، جل اهتمامه منصب على الأمن وليس الخلاص».
وفي عيون غودمان فإن الصراع الدائر في إسرائيل الآن هو بين «اليسار» الذي يتخوف من التوازن الديموغرافي في حال عدم الانفصال عن الفلسطينيين، وبين اليمين الذي يعتبر أن «كارثة» أمنية ستحدث في حال الانسحاب من الضفة الغربية أو مناطق منها. ويشير إلى أنه في نهاية الثمانينيات «تغلغلت المشكلة الديمغرافية إلى الوعي الإسرائيلي. والانتفاضة (الأولى) زادت الوعي بوجود السكان الفلسطينيين، وبالخطر الكامن جراء ذلك على وجود أغلبية يهودية في أرض إسرائيل… ومع مرور الزمن، يقترب اليوم الذي ستكون فيه أغلبية السكان في أرض إسرائيل غير يهودية». ويتابع «هل ستبقى هذه بلادهم عندما يصبح اليهود أقلية فيها؟ لقد صفع الكابوس الديمغرافي وعي الكثيرين وتسبب لليمين الليبرالي بجروح قاسية. وبخلاف مراقبين آخرين أشاروا إلى رغبة ارئيل شارون بصرف الانظار عن فضائح فساد يدعي غودمان ان الادعاء الديموغرافي هو الذي أقنع أرئيل شارون بالانسحاب من قطاع غزة .
ويرى غودمان أن المعضلة الأساسية في هذا السياق هي أن «تستمر الأقلية اليهودية في دولة إسرائيل بحكم الدولة بالقوة، رغم أنها لن تكون أغلبية فيها». و يتابع «أخذ يقترب اليوم الذي ستقف فيه إسرائيل أمام معضلة مستحيلة، أن تحكمها الأغلبية غير اليهودية، أو أن تحكم أقلية أغلبية غير يهودية».
من الجهة الأخرى، الادعاء الإسرائيلي، خاصة من اليمين، هو أن موقع إسرائيل في الشرق الأوسط، كـ«محاطة بأعداء»، وصعوبة «دفاعها عن نفسها» يزيدان من «الأهمية الأمنية» للضفة الغربية. ويتوصل المؤلف إلى الاستنتاج أن «اليمين الجديد واليسار الجديد هما بمثابة صورة طبق الأصل. فاليسار الجديد برأيه لم يعد يدّعي أن الانسحاب سيجلب السلام، وإنما استمرار الوجود في المناطق (المحتلة) سيجلب كارثة، واليمين الجديد لم يعد يدّعي أن استمرار التواجد في الضفة الغربية سيجلب الخلاص، وإنما الانسحاب منها سيجلب كارثة».

«فخ 67» كتاب صهيوني جديد: إسرائيل على موعد قريب مع معضلة كبيرة جداً

وديع عواودة

أولويات الأمة بين الحروب الداخلية وتحرير فلسطين

Posted: 30 Jul 2017 02:16 PM PDT

شهدت مدينة القدس الاسبوع الماضي توترا جديدا انتهى بانتصار ارادة الفلسطينيين. بدأت المشكلة عندما اراد الاسرائيليون احكام السيطرة على المسجد الاقصى بنصب بوابات الكترونية، الامر الذي رفضه الفلسطينيون. وحسنا فعلت القيادات الدينية عندما قررت الامتناع عن دخول المسجد عبر تلك البوابات، فامتثل الناس بذلك المنع واستبدل الحضور باحتجاجات اوصلت الصوت إلى العالم. كان المسلمون في اقطاب الارض يعيشون حالة من الخدر وغياب الوعي، خصوصا تجاه القضية الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي لارض المعراج.
كان عويل النساء اللاتي فقدن العشرات من ابنائهن في المواجهات مع قوات الاحتلال كفيلا بايصال صوت الظلامة إلى خارج حدود فلسطين، الامر الذي كان سيقلب الطاولة على رؤوس الحكام الذين ما برحوا يعملون لتغييب قضية فلسطين عن الوجدان العربي والاسلامي، واستبدالها بتطبيع مع الاحتلال. هذا التطبيع ليس ناجما عن ضعف حقيقي في الامة، بل عن تضعيف لها وتوهين لارادتها تواصل عقودا.
صرخة الاقصى هذه المرة كانت ناقوسا مؤثرا، اذهل الصهاينة وداعميهم والمطبعين معهم. وفي السابق لم تكن قوات الاحتلال مستعدة للتنازل عن سياسات فرض الامر الواقع بالقوة وان اقتضى ذلك عدوانا آخر على اهل فلسطين. ولكن هذه المرة بلغ الاحتقان في النفوس مبلغا غير مسبوق، ليس في نفوس الفلسطينيين فحسب، لدى عموم العرب والمسلمين. من اسباب هذا الاحتقان سياسات قوى الثورة المضادة التي مزقت الامة وقتلت تطلعات الشعوب وسعت لفرض امر واقع جديد عليهم يتميز باستبداد أشد وقمع اعمق وتجهيل غير مسبوق.
لم يقتصر ما شهدته شعوبنا في السنوات الست الماضية على القمع الجسدي، حيث اكتظت السجون بعشرات الآلاف من الابرياء في مصر والبحرين والسعودية و»اسرائيل» بل بلغ العدوان مدى اوسع بفرض ايديولوجيات وقناعات دينية وسياسية غير مسبوقة. الامر المؤسف ان تلك القوى نجحت في تمرير مشروعها على قطاعات واسعة من الامة والعلماء والمثقفين والكتاب، فاعتقدت انها استطاعت اختراق المناعة الفطرية لدى الامة، واعادة توجيهها لاهداف مختلفة تماما عن مضامين رسالتها. بدأ التكفير للمشروع والتخطيط له بعد حوادث 11 أيلول/سبتمبر الارهابية، التي كسرت العديد مما كان يعتبر من الثوابت لدى تلك القوى. فكيف تستطيع مجموعة ارهابية محدودة الامكانات احداث ذلك التدمير البشري والمادي الهائل؟ تأسس المشروع على ثلاثة اهداف:
الأول ضرب المجموعات الارهابية عسكريا وامنيا بلا هوادة، ودك متاريسها في جبال تورا بورا بافغانستان وفي كافة البلدان التي تمدد لها، وثانيها: اختراق تنظيم «القاعدة» واعادة توجيهه (فكريا وعقيديا وايديولوجيا) بعيدا عن اهدافه الاساسية المتمثلة اساسا باستهداف الغرب خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية، وثالثها: توسيع مفهوم الارهاب ليتجاوز حاملي السلاح وليشمل من يتصدى لقوى الثورة المضادة فكرا وممارسة. ويمكن القول ان العالم لم يشهد هندسة فكرية واستراتيجية كهذه. فقد ضرب تنظيم القاعدة الارهابي واستهدفت رموزه في كافة البلدان، واختطف افراده من اكثر من ثلاثين بلدا ضمن سجون وطلعات جوية سرية، ومورس التعذيب باقرار رسمي أمريكي مع افراده لانتزاع «الاعترافات» والمعلومات. وكان اهم تجليات تلك الممارسة اسلوب الايهام بالغرق. اما على الصعيد العقيدي فقد طرحت قوى الثورة المضادة مبدأ استغفل الكثيرين وتم العمل بمقتضاه طوال عقد ونصف، مفاده ان «الشيعة اخطر من اليهود».
تلك المقولة اسست لاعادة توجيه بوصلة الاهتمام العربي والاسلامي بعيدا عن مبادئ الحرية والاستقلال ونبذ الهيمنة الاجنبية على بلدان العالم الاسلامي والوحدة الاسلامية وتحرير فلسطين، وتم اشغال الامة بحرب مذهبية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر. ووفقا لتلك الايديولوجيا تم تدمير التراث الاسلامي وأهدرت دماء المسلمين، ليس الشيعة منهم فحسب، بل في اغلب البلدان، من سوريا والعراق إلى اليمن وليبيا ونيجيريا ومصر وباكستان وافغانستان وغيرها. واشعلت نيران الفتن في كل مكان، فاصبح القتل على الهوية ممارسة يومية لم تتوقف حتى هذه اللحظة. ان امة تنشغل بحروب داخلية وتصفيات دموية على اسس الانتماء للدين او المذهب او العرق، لا يمكن ان تواجه التحديات الخارجية او تنهض باعباء مشروع حضاري منوط بها.
اما الارهاب فقد تعمدت قوى الثورة المضادة منع التوافق الدولي لتحديد مفهوم واضح له. وبينما يفهمه غالبية البشر انه استخدام العنف غير المبرر ضد الابرياء بدون تمييز، فان تلك القوى وسعت مفهومه. فاصبح من يعارض سياساتها متهما بالارهاب. وهناك الآلاف من العرب يحاكمون بتهم الارهاب لأنهم شاركوا في ثورات الربيع العربي بشكل سلمي، خصوصا في مصر والسعودية والبحرين. يساق الشباب بالمئات امام المحاكم بتلك التهم وتصدر بحقهم احكام الاعدام الجماعية او السجن المؤبد، ليس لأنهم قتلوا احدا او استخدموا السلاح بل لأنهم رفعوا اصواتهم مطالبين بالحرية والتحول الديمقراطي. وبعد ان بدا لها انها سيطرت على الوضع العربي تماما، وكممت افواه النشطاء والثوريين، عمدت لاستهداف من يرفض الانسياق وراء مشاريعها. ما هي اولويات الامة؟
وهل يجوز اقحامها في هذه الفوضى السياسية التي تساهم قوى الثورة المضادة في بثها هربا من استحقاقات التغيير؟ من الناحية النظرية والدينية فان اولى مهمة الامة اقامة العدل الذي جاءت الاديان جميعا من اجله، وهذا لا يتحقق الا بامتلاك الارادة والتمتع بحرية اداء الدور، واحترام الانسان كخليفة لله على الارض، وصون كرامته. ومن الناحية العملية فان الشعوب العربية تبحث عن الحرية واستقلال القرار والشراكة السياسية والتنمية البشرية والاقتصادية، وتسعى للخروج من هذه الحقبة السوداء التي تميزت بالاستبداد والديكتاتورية. لكنها ما ان تحركت لتحقيق ذلك في 2011 حتى تصدت لها قوى الثورة المضادة بابشع اساليب القمع والتصفية، فانتهت الثورات إلى فوضى غير مسبوقة ادت إلى تدمير البلدان وتعميق النزعة لتفتيتها، ومهدت الوضع لتغلغل الغرب في الشؤون المحلية للدول العربية. وفرض على الشعوب تغيير قناعاتها، فاصبحت أمريكا الداعمة بلا حدود للكيان الاسرائيلي، لاعبا اساسيا يخطب وده الكثيرون، ومن بينهم من كانوا محسوبين على الخط الثوري في هذه البلدان.
هذا التغير في التصور ليس من اولويات الامة ولا يخدم مصالحها. اما الاختلافات المذهبية فهي قديمة بقدم دين الاسلام، وقد تعايش المسلمون، بمذاهبهم العديدة، ضمن اطار الامة الواحدة، كما هم الافراد الذين يعيشون ضمن عائلة واحدة. فالتعدد المذهبي والفكري ليس مشكلة في اساسه، ولكن قوى الثورة المضادة حولته إلى قضية ومشكلة لامور عديدة: اولها اشغال الجمهور العربي الواسع عن قضايا التغيير والاصلاح السياسي، والحيلولة دون اية محاولة للعودة إلى خيار الثورة. ولأن الكيان الاسرائيلي ساهم في قمع الثورات والتخطيط لحرف اولويات الامة حتى ادخلها في متاهات التصدع الديني والمذهبي، فقد اصبح على تحالف قوى الثورة ان تقبل بمبدأ التعايش مع الاحتلال والاعتراف بالكيان الاسرائيلي، وان اقتضى ذلك التصادم مع قوى المقاومة الرافضة للاحتلال. انتفاضة القدس هذه المرة ارعبت تحالف قوى الثورة المضادة. فادركت أن بامكانها تخدير الشعوب او حرف مسارها او تضليلها حقبة من الزمن، ولكن الفطرة الالهية التي فطر الناس عليها سرعان ما تفرض نفسها على البشر وتعيدهم إلى مساراتهم الطبيعية. وربما من اهم النتائج المتوقعة لتلك الانتفاضة استعادة الامة قوامها وقدراتها وعودتها لطريق التحرر من الاستبداد وتحرير الارض من الاحتلال، والعمل لتعميق الانسجام، والتوافق على ان الاحتلال هو جوهر ازمة المنطقة، وان الاستبداد هو الوجه الآخر لهذه الأزمة.
وحين ينطلق نداء البعض من داخل الجزيرة العربية «لن ننصر الاقصى» فان ذلك خط مفاصلة بين قوى التحرر وتحالف قوى الثورة المضادة، هذه المرة فان دروس الحقبة الماضية ستفرض نفسها على جماهير العرب والمسلمين لتوقظهم وتملأهم ايمانا وثقة بالنفس والهدف، وتدفعهم للقيام بدور معتبر في مشروع الحرية وفتح طريق التحرير. فلسطين وحدت الامة طوال عقود سبعة، فلا يجوز التفريط بتلك الوحدة بالاستماع لهرطقات قوى الثورة المضادة التي تصدت للجماهير الثائرة ومزقت وحدتها ثم فتحت السجون والاقبية للتنكيل بالاحرار وطلاب الحرية. والامل ان تؤدي تجربة صرخة القدس لمستقبل افضل في منطقة الشام، يوفر الحرية للشعوب ويؤسس لاستقلال فلسطين، ويحول دون التطبيع مع الاحتلال.

٭ كاتب بحريني

أولويات الأمة بين الحروب الداخلية وتحرير فلسطين

د. سعيد الشهابي

السودان… إلى أين؟

Posted: 30 Jul 2017 02:16 PM PDT

السودان إلى أين؟.. وبالعامية السودانية: «البلد دي ماشة لى وين؟»…، سؤال أصبح من متلازمات الحياة اليومية في السودان، يواجهك في المواصلات، في موقع العمل، في الأفراح، في الأتراح، وحتى كمدخل تعارف من أناس تلتقيهم لأول مرة. سؤال القلق والخوف، يطلقه أناس يشهدون تسرب بلادهم من بين أيديهم وإنحدارها نحو قاع الهاوية. فالحرب الأهلية إستوطنت البلاد بعمر إستقلالها، وتزداد نيرانها إشتعالا، بينما البسطاء يتساءلون: لمصلحة من تتواصل هذه الحرب؟..، لمصلحة إنتاج القطن طويل التيلة أم لمصلحة سماسرة تجارة السلاح الدولية؟…، لمصلحة الجنود والضباط والناس الغلابة أم لمصلحة لوردات الحرب وشرائح الطفيلية الجديدة ومنتهكي حقوق الآخر؟…، لمصلحة بناء أمة سودانية ودولة حداثية أم لمصلحة أجندة التنظيمات الظلامية؟…، هل هي حرب مشروعة أم هي مجرد آلية للإستمرار في السلطة؟!. والإنهيار الإقتصادي بلغ حد إنعدام المقومات الأساسية للحياة، وتفشي المجاعة التي تنخر في عظام المسحوقين البؤساء وهم يئنون في منحنيات شظف العيش يستجدون قوت الطعام، بينما الطبقة الوسطى تواصل إنهياراتها لدرجة التسول، ومئات الآلاف من السودانيين يفترشون المنافي في كل قارات العالم…!. تصدع حكم القانون، وفقدان الثقة في المؤسسات العدلية وإنعدام الأمن والأمان…!. ومقابل حفنة من الدولارات، تورطت البلاد في محاور خارجية، أصابت كبرياءها وسيادتها الوطنية في مقتل. ثم هجمت أم الكبائر لتحترق البلاد بالصراعات الإثنية والعرقية الدموية، والتي، وللأسف، تنمو وتتغذى بممارسات وسياسات السلطة.
لكن، الناس في السودان، سئموا المقالات المدبجة والخطب المفوهة، التي تركز على وصف تفاصيل الواقع المأساوي الذي يموتون فيه يوميا. هم يدركون تماما التشخيص ومسببات الأزمة، ولكنهم يفتقدون العلاج ووسيلة تحقيقه. همّهم الأساسي هو التغيير لصالح تركيبة سياسية جديدة تحسن إدارة البلاد، تضع حدا للحرب الأهلية، تبسط الحريات والديمقراطية، توفر «لقمة» العيش البسيطة وتزيح معاناة شظفه عن الكاهل، وتؤسس لنظام حكم جديد يصون كرامة الانسان، ويسيّد حكم القانون، ويوسع قدرات البشر وخياراتهم وفرصهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية، ولا سيما بالنسبة لأفراد المجتمع الأكثر فقرا وتهميشا. لذلك، ما فتئ الناس يتساءلون، وخاصة الشباب الذين ضاقت جداريات برامج التواصل الإجتماعي بكتاباتهم، عن كيفية التغيير وأدواته وآلياته، وعن البديل وكيفية بناء وسائل تحقيقه. أسئلة يشوبها قلق شديد تجاه مآل الحال في البلاد، وفي الذهن سوريا واليمن وليبيا، أو ربما حالة خاصة جدا إسمها السودان وحربه الأهلية المستدامة وميليشياته المتنفذة المنفلتة.
أعتقد أن من يطرح أسئلة التغيير، ربما لا يدري إمتلاكه لقدر كبير من الإجابة. فليس هناك مرشد أو دليل جاهز لكيف يتم التغيير وكيف تبنى أدواته. والإجابة الأقرب إلى الصواب دائما تأتي نتيجة الجهد الجماعي، في المؤسسات والمنابر المعنية. لكن، أي إجابة تدعي الصواب، لا بد أن تكون ملهمة للشباب المتلهف للتغيير، حتى يضاعف من قدراته على حسن إدارة الوقت وتبني التاكتيكات الملائمة، وحتى يقمع أي احساس باللاجدوى، ويقتنع بأن أي عمل في هذا الواقع المتشعب المشكلات، مجدي. ونحن هنا نتكلم عن الذهن المفتوح لإستيعاب الآخر، المتفق معه في الهدف وإن اختلفا ايديولوجيا، الذهن الذي يشرع الأبواب لفعل مقاوم، ملموس وعملي، يستنهض الناس لإقتلاع حقوقهم وصون كرامتهم. هناك من يفكر بطريقة راديكالية، أي تنفيذ فعل سياسي مباشر يؤدي إلى التغيير. وخيارات هولاء قد تشمل الانتفاضة الشعبية، السلمية أو المسلحة، العصيان المدني، الانقلاب العسكري، أو المقاومة المسلحة. وهناك من يفكر بطريقة إصلاحية تهدف لتقويم النظام دون الإصطدام معه، فيعمدون إلى الحوار، إصداء النصح، التنبيه إلى ملفات الفساد، والحد من الشطط والعسف السلطوي، محاربة الغلاء بمقاطعة السلع…الخ. وما بين هاتين الطريقتين، هناك مناهج تفكير أخرى كثيرة، تتشكل بحسب الرؤى والمشارب الفكرية، ويعبر عنها بالتكتيكات المختلفة، وإن كان لها هدف واحد هو إحداث التغيير في البلاد. لكنا، نرى بإمكانية، بل وأهمية وحتمية، تكامل طرائق وتاكتيكات التغيير المختلفة لتحقيق الهدف الواحد. وأعتقد أن العديد من آليات وتكتيكات التغيير، ليس بالضرورة أن تكون سياسية، أو تبتدئ سياسية صرفة، وإن كانت كلها، في الغالب، ستفضي إلى نتائج سياسية. فالتغيير ليس له مسار واحد، ولا يتطلب أن يكون كل الناس سياسيين، أو نحدد لهم الهدف النهائي كما يشتهيه ويتمناه السياسيون. فمثلا، يتخوف الكثيرون من إنتقال الصوملة أو الحالة السورية إلى السودان. فتحركت جهات عديدة، حركات واحزاب سياسية ومنظمات غير حكومية، في اتجاه رفض هذا الواقع، كل في نطاق تخصصه. فالأحزاب السياسية مثلا، ترفع مذكرات تدين الحرب، تدعو إلى المواكب، تنادي بمؤتمر دستوري..الخ. ومنظمات المجتمع المدني تكوّن شبكات وقف الحرب، تتقدم بالعون الانساني للنازحين والمشردين من جراء الحرب، وهكذا. أما الاحتجاجات المطلبية، كاحتجاجات السدود أو الأراضي أو محاربة الغلاء، فإن سقف حراكها محدود بشعاراتها المطلبية والتي ليس من بينها التغيير، ولكنها، كفعل احتجاجي اجتماعي، تضغط على مافيا الفساد والاستبداد، وتعري سياسات النظام وتخلخل بنيتة، وتجعله في مواجهة مع المواطنين مما يكسب فعلها أبعادا سياسية.
أهل السودان، كغيرهم من الشعوب، يفكرون بطرق مختلفة ويرون الأشياء من زوايا مختلفة، ولكنهم يسعون لتوحيد وتحقيق الأهداف التي تسمح بتعايشهم السلمي الذي يحفظ لكل منهم تماسكه الوجداني، وكرامته الإنسانية، وتطلعاته الاقتصادية. وحتى المتضررون من ممارسات السلطة، ورغم ما حل بهم من ذل وظلم، فإنهم لا يهددون بحملات «الدفتردار» الانتقامية، بل يتطلعون لتحقيق ذات الأهداف. وقطعا ستتحقق هذه الأهداف عند بلوغ النقطة التي تتقاطع فيها خطوط الفعل المقاوم الذي يقوم به هذا الفصيل وتلك الحركة المطلبية وذاك التحالف الشبابي، في المركز وفي الهامش. إنها نقطة التغيير، ومفتاح الإجابة على سؤال السودان إلى أين. فنحن نتوق إلى الديمقراطية والسلام والأمان، حتى نبني الوطن وننعش التنمية ونؤهل الأجيال الجديدة.

٭ كاتب سوداني

السودان… إلى أين؟

د. الشفيع خضر سعيد

في مديح الشعب الفلسطيني

Posted: 30 Jul 2017 02:15 PM PDT

ليس الفلسطينيون شعبا من الملائكة، وليس أي شعب آخر كذلك، لكن بسالة الفلسطينيين الأسطورية تخلع القلب فرحا، فلم يحاصر شعب كما حوصروا، ولم يترك وحيدا كما تركوا، ولم يجر التآمر على قضية، كما حدث مع القضية الفلسطينية، ومع ذلك تسقط المؤامرات، وتلد فلسطين شعبا جديدا مع كل طلعة صباح، وتتوالى أجيال تضع عيونها في عين الشمس.
لم يتحرك أحد عندما حوصر المسجد الأقصى، ووضعت على أبوابه أقفال البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة، وصمتت حكومات العرب والمسلمين كأنها أفواه القبور، وتصورت إسرائيل أنها أفلتت بجرائمها الجديدة، وأنها فرضت سيادتها المطلقة على مسرى النبي محمد، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، ولم يكن في مواجهة القوة الإسرائيلية الغبية، غير بضع مئات من الصدور العارية، تتزايد أحيانا إلى آلاف، فقد أحكمت إسرائيل نصب أطواق من حول القدس ومسجدها الأقصى، وحظرت دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى المدينة المقدسة، ومنعت زحف مئات الآلاف من عرب الأراضي المحتلة في نكبة 1948، ولم يبق في الميدان سوى المقدسيين من الفلسطينيين، كانت الدنيا كلها تراقبهم في إشفاق، وعلى طريقة إذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا، وحتى ما يسمى بالسلطة الفلسطينية، تحولت إلى مراقب من بعيد، وراحت تصدر بيانات باهتة، وتنتظر عودة رئيسها محمود عباس من رحلة خارجية بعيدة، فيما لم تزد مساهمة الفصائل الفلسطينية الكبرى والصغرى عن إصدار بيانات استنكار فلكلورية، فقد غابت القيادة تماما في أيام المعركة الأولى، وانقطع المدد من ملايين الفلسطينيين العاديين بإجراءات الحصار الإسرائيلي الغليظة، لكن مئات المقدسيين الفلسطينيين تحولوا إلى قيادة بديلة للغائبين، وصنعوا من علماء الدين المحليين أئمة وشارات كفاح، وأبدعوا في خلق المشهد الفريد، وأقاموا الصلوات الطيبات في مواعيدها أمام بوابات المسجد الأقصى، ورفضوا ذل الدخول إلى المسجد العتيق عبر البوابات الإسرائيلي.
لم يكن مجرد شعور دينى فياض، بل إدراك في العمق لجوهر القضية في فلسطين والقدس بالذات، فإسرائيل تريد أن تفرض ما تسميه سيادتها على كل حجر في القدس، وتريد أن تؤكد على قرارها باعتبار القدس كلها عاصمة أبدية موحدة لإسرائيل، وتريد العصف بالمسجد الأقصى كعنوان باق على عروبة القدس، وتريد تهويد المسجد، بزعم أنه «جبل الهيكل­­­­«، وتريد أن يكون بيدها الأمر كله، وأن تستولى على الحقوق كلها، بما فيها حق الصلاة لله.
وتصورت إسرائيل أن الوقت أكثر من مناسب للفعلة الدنيئة، وأنها تجري «بروفة نهائية» لهدم المسجد في ما بعد، لكن مئات الصامدين البواسل حطموا أنف إسرائيل، وصنعوا مثالا جليلا، ألهب حماس الفلسطينيين جميعا، ودفع المترددين في السلطة الفلسطينية إلى أخذ قرار مقاطعة إسرائيل، ودفع قبلها بجموع الشباب الفلسطيني إلى تحدي إسرائيل، ومواجهة قوات إسرائيل عند حواجز المنع القسري، ودفع كيان العدو الإسرائيلي إلى إعلان التعبئة، وعلى ظن أنها تخيف المقدسيين الثائرين، وإلى حد بدت معه المواجهة كحرب تكسير عظام، انتصر فيها الفلسطينيون بالضربة القاضية، وأرغموا إسرائيل على إزالة بواباتها الإلكترونية، وإن حاولت الاحتيال بنصب «كاميرات ذكية» بالقرب من أبواب المسجد الأقصى أزيلت هي الأخرى، ببركة العناد المقتدر من الفلسطينيين، الذين فرحوا بنصرهم السريع في معركة، تضيف مددا هائلا إلى ذخيرة الكفاح الفلسطيني في طوره الجديد.
نعم، زالت الحواجز التي صنعتها اتفاقية «أوسلو» وأخواتها، وعاد الصدام مباشرا بين الشعب الفلسطيني وكيان الاحتلال الإسرائيلي، ولم يعد من جدوى لانتظار كلمة قيادات شاخت على كراسيها، ولا التعويل على مصالحات لا تتم بين «حماس» وعباس، فهؤلاء شغلتهم الكراسي ومناطق النفوذ والامتيازات، وجعلوا قضية السلطة بديلا لقضية الشعب الفلسطيني، إلى حد أن عباس أصدر بيان إدانة لعملية فدائية تلقائية، نفذها شابان فلسطينيان عند المسجد الأقصى، اقتصت بالدم لتنكيل إسرائيل بالمصلين، واستباحتها لقتل الفلسطينيين بدم بارد، ومن دون خشية من عقاب، وهو ما شجع إسرائيل على استباحة إضافية، وواجهت «انتفاضة الصلاة» الفلسطينية بالرصاص، وقتلت أربعة فلسطينيين مسالمين في يوم الغضب الأول وأصابت مئات، ومن دون أن ترد السلطة الفلسطينية، ولا ردت حركة «حماس»، بل جاء الرد من شاب، لا يزيد عمره عن 18 سنة، اسمه عمر العبد، لم يعرف عنه التشدد الديني، ولا شبهة انتماء لأي فصيل جهادي، لكنه تحرك بدواعي الغيرة والكرامة الإنسانية، واستل سكينا بدائية من مطبخ أهله، وتسلل إلى مستعمرة «حلميش» المجاورة لقريته الفقيرة شمال رام الله، وهاجم وحده عائلة مستوطنين يهود مسلحة بالرصاص، وقتل ثلاثة وأصاب رابعا مقابل الفلسطينيين المقتولين بالرصاص الإسرائيلي. جرى الرد الفوري في ذات اليوم، وصنع فرد واحد «توازن رعب» مع جيش احتلال ادعوا أنه لا يقهر، وأسرت إسرائيل عمر العبد، ولم يبال الشاب الباسل بإصابته البليغة بالرصاص في معركته الدموية مع قطعان المستوطنين، فقد ذهب إلى ما خطط مستعينا بالله، وبنية صافية في الشهادة من أجل فلسطين، وصار عمر هو»الأيقونة» الفلسطينية الجديدة، والعنوان الإضافي على حركة أجيال جديدة من الفلسطينيين، فقدوا الثقة بالقيادات والفصائل الموروثة، وأخذوا قضية شعبهم بأيديهم، وفجروا ثورة شعبية فلسطينية جديدة، تتداعى وقائعها منذ شهور طويلة سبقت، ولا تبدو قابلة للتحكم فيها، لا من سلطة ولا من فصيل، وتستعين بما ملكت الأيدي من حجارة وسكاكين وسيارات دهس، وتستعيد جوهر قضية فلسطين كمعركة تحرير وطني بنفس طويل، وتجعل القدس ومسجدها الأقصى مصدر الإلهام، ليس فقط باعتبار المكانة الدينية المقدسة للمسجد والمدينة المحتلة، وهي المكانة التي يتشارك في مشاعرها مليار و600 مليون مسلم في أربع جهات المعمورة وتعترف بها المنظمات الدولية كلها، ولا تعطي اليهود ولا إسرائيل أي حق في أي حجر مقدس، وهو ما لا يعتد به كيان الاغتصاب الإسرائيلي، ولا يخشى سوى صحوة الفلسطينيين لحقوقهم الوطنية والتاريخية المؤكدة، فإسرائيل تعرف بالغرائز أن القضية ليست دينية محضة، وأن القدس والمسجد الأقصى عنوان الهوية الوطنية الفلسطينية، وموضع الإلهام الأكثر تأثيرا في عموم الوجدان الفلسطيني، والدافع الأمثل إلى انتفاضات شعبية فلسطينية توالت على مدى عشرات ومئات السنوات، فقد كانت القدس دائما هي العنوان، وكان تحريرها هو جوهر عملية تحرير فلسطين من كل اغتصاب، مهما طال به المدى، من صلاح الدين الأيوبي إلى الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، التي تكسب الآن مددا عفيا بأجيال شابة من الفلسطينيين، تترك ما أرادوه لها من إلهاء عن جوهر القضية، ومن تكفير متصل بسيرة الكفاح الفدائي الفلسطيني، ومن نشر لليأس في النفوس، ومن تخويف بقوة البطش الإسرائيلي، ومن جري وراء أوهام سلام مستحيل التحقق في المدى المنظور.
فلا سلام بدون رد الحقوق كاملة، وإعادة النجوم لمداراتها، وهو ما يقدر عليه الفلسطينيون، بقوة الثبات على الأرض المقدسة، وبإبداع لا يفنى لصور المقاومة الشعبية، وبإلهام أبطال جدد في عمر الورد على طريقة عمر العبد.

بوسطجى المواجع:

الشاب ياسين الزغبى نجم مؤتمر الشباب المصري الأخير بامتياز، عمره 18 سنة، وقطعت ساقه من منبتها بعد حادث سير قبل ست سنوات، وضعوا له ساقا صناعية بدائية، كان يمكن أن تذهب به إلى عزلة واكتئاب مبكر، لكنه تحدى الإعاقة، وصار بطلا في ركوب الدراجات الهوائية، وحوّل دواعي العجز إلى ميزة، وإلى جاذبية شخصية لا تقاوم، تزينها الألفة والذكاء الناطق في عينيه، وظهرت أماراتها في فيلم قصير عرض في افتتاح مؤتمر الشباب بالإسكندرية.
كان الفيلم مفاجأة مفرحة، وقدم ياسين متجولا بدراجته في نواحى الوجع المصري، في عمق مدن وقرى محافظات غرب الدلتا، جالسا على حافة حقل، أو بالقرب من ساقية، أو في قارب بالبحيرة، أو على رصيف مترب، أو في خيمة بدوية، يجالس شبابا وشابات من عمره، لا يدعون في العادة إلى مؤتمرات رسمية أنيقة، ولا إلى جلسات الشباب «المعقم» «المبستر»، يستمع بحب إلى الشكاوى والأنين، ويكتب الأحلام البسيطة، ويودعها في خطابات محمولة في حقيبة على دراجته، ويخلع ساقه الصناعية، ويجعلها إلى جواره، كأنها عصا تحت ظل شجرة، ويبتسم من قلبه، رغم علامات الأسى على ملامحه المصرية المكدودة، ويبدو كساعي بريد شعبي، يقرأ الخطابات قبل أن يودعها في جرابه، وكأنه «بوسطجى المواجع» ، وصاحب الحق الحصري في التقاط وسماع هتاف الصامتين.
كاتب مصري

في مديح الشعب الفلسطيني

عبد الحليم قنديل

ملامح مرحلة مغايرة في صراعات المنطقة

Posted: 30 Jul 2017 02:15 PM PDT

كانت منطقة غرب آسيا مسرح صراعات دولية وسياسية واقتصادية وعسكرية على مدى القرن العشرين، تخللتها حربان عالميتان، الأولى (1918-1914) والثانية (1945-1939) وبضع حروب إقليمية، أهمها حروب «إسرائيل» المتعددة على الشعب الفلسطيني وعلى مصر وسوريا ولبنان، والحرب العراقية – الإيرانية، والحرب الأمريكية على العراق، وحرب تركيا المتواصلة على الكرد في داخلها وفي العراق وسوريا.
مع اندلاع «ثورات» الربيع العربي وصعود حركات «الإسلام الجهادي»، ولاسيما تنظيم «القاعدة» بفرعيه الأكثر نشاطاً، «الدولة الإسلامية – داعش» و»جبهة النصرة» بأسمائها المتعددة والمتبدلة، دخلت منطقة غرب آسيا في مرحلة جديدة متقدمة من الصراعات الأكثر تعقيداً واتساعاً، والأفعل جاذبية لمشاركة دول كبرى في معمعتها كامريكا وروسيا.
غرب آسيا عبارة عن برزخ جغرافي يمتد من الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط إلى الشواطئ الجنوبية لبحر قزوين، ومن الشواطئ التركية على البحر الأسود إلى الشواطئ اليمنية والعُمانية على شواطئ بحر العرب. يضمّ هذا البرزخ أكثر من 15 دولة و3 قوميات كبرى (العرب والترك والفرس) ومجموعة من القوميات الاصغر حجماً، أكبرها الكرد والأذريون. كما يحتضن اربعة مضائق استراتيجية: البوسفور والدردنيل (تركيا) وقناة السويس(مصر) وباب المندب (اليمن) وهرمز (إيران). تحوّلات خمسة بزغت تباعاً في دول هذا البرزخ، نتيجةَ صراعاتٍ مزمنة تدور فيها، وتدخلات خارجية مستجدة انعكست بقوة على صراعاتها.
التحوّل الأول عودةُ الولايات المتحدة إلى التدخل مباشرةً أو مداورةً في الصراعات المحتدمة بلغ اوجَه عام 2014 مع صعود تنظيمات «الاسلام الجهادي» وتمكّن أحدها، «داعش»، من السيطرة على مدينة الموصل، بالاضافة إلى محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار، أي ما يزيد عن ثلث مساحة العراق، وإعلانه مدينة الرقة عاصمةً لـِ»دولة الخلافة الاسلامية» في العراق والشام، بالاضافة إلى سيطرته مع «النصرة» وتنظيمات اخرى على مدينة حلب ومساحات واسعة من محافظات شمال سوريا وشرقها ووسطها وجنوبها. إزاء ذلك، أقامت الولايات المتحدة، بالتعاون مع نحو خمسين دولة «التحالف الدولي ضد الإرهاب» الذي قام، ظاهراً، بقصف جوي محدود لبعض مواقع «داعش»، لكنه تقصّد أيضاً تزويده، عبر تركيا، بالسلاح والعتاد، كما موّل ودرّب وسلّح عدداً من تنظيمات المعارضة السورية المسلّحة ونسّق قتالها ضد الجيش السوري.
التنظيمات الإرهابية وحلفاؤها فشلوا في تحقيق اغراضهم، بينما نجح الجيش السوري وحلفاؤه في طردها من حلب وبلدات وقرى سورية اخرى، ما ادى إلى حصول تطورين لافتين: الأول، قيام واشنطن، أثناء ولاية الرئيس باراك اوباما، بوقف برنامج تمويل وتدريب وتسليح تنظيمات المعارضة السورية، ثم قيام ادارة الرئيس دونالد ترامب اخيراً بالتخلي عنها ومطالبتها بحصر مواجهتها بـِ»داعش» وعدم مقاتلة الجيش السوري.
الثاني، توافق موسكو وواشنطن على إقامة «مناطق خفض التصعيد» في شمال سوريا ووسطها وجنوبها، الأمر الذي انعكس سلباً على التنظيمات الإرهابية والمعارضة، وعزز مساعي روسيا لإيجاد تسوية سياسية للحرب في سوريا وعليها، من خلال مفاوضات استانة وجنيف.
باختصار، دور امريكا العسكري في سوريا تقلّص كثيراً، ولن يمضي وقت طويل قبل أن تقوم بسحب قواتها البرية من شمال سوريا (الحسكة والرقة) وشرقها (منطقة التنف).
التحوّل الثاني عودةُ روسيا بقوة وفعالية إلى سوريا، عسكرياً ودبلوماسياً، وإلى تركيا سياسياً ودبلوماسياً، الأمر الذي ادى إلى إضعاف دور امريكا في كِلا الدولتين. فقد عززت موسكو قواتها الجوية والبحرية والبرية في سوريا، وأسهم طيرانها الحربي بفعالية في دعم الجيش السوري ضد التنظيمات الإرهابية، ونجحت تالياً في إقناع واشنطن وأنقرة بدعم مبادرتها في اقامة مناطق «خفض التصعيد». باختصار، الدور والنفوذ الروسيان صاعدان في سوريا، بدليل موافقة دمشق على تمديد أجل معاهدتها مع موسكو بشأن قاعدة طرطوس البحرية تصل إلى نحو نصف قرن.
التحوّل الثالث انهزام «داعش» في الموصل، وفي محافظات العراق الغربية، ما يؤشر إلى فشل شامل في سائر انحاء العراق؛ وانهزام «النصرة» في حلب وشمال سوريا، وأخيراً في الجرود على حدود لبنان الشرقية؛ واتجاه الجيش السوري إلى دحر «داعش» في محافظتي دير الزور والرقة، وتوسيع رقعة انتشاره وسيطرته في سائر المناطق السورية. ولا شك في أن نجاحه المرتقب في السيطرة على حدود سوريا مع العراق والاردن، يمكّن دمشق من استعادة سيادتها على اراضيها والإستفادة لوجستياً من جسرٍ بري يمتد من ايران إلى لبنان عبر العراق، كما يعزز دورها في محور دول المقاومة، ما يتيح لتنظيمات المقاومة توسيع قواعدها ونفوذها، وبالتالي لعب دور أفعل داخل الأنظمة السياسية.
التحول الرابع انكسارُ هجمة «اسرائيل» الضارية على المسجد الأقصى لبسط سيادتها عليه. ذلك أن ردة فعل الجماهير المقدسية خاصةً، والفلسطينية عامةً اكرهتها على إزالة كل البوابات الالكترونية والكاميرات الرقابية والعوائق الامنية حول مداخل المسجد، ما ضخّ معنويات وحماسة هائلة في جماهير الشعب الفلسطيني، وحمل منظمة التحرير وسلطة محمود عباس على مراعاة القوى الداعية لاعتماد نهج المقاومة، ووقف التواصل مع «اسرائيل» بقطع التنسيق الامني معها، وأنتج مناخاً نضالياً حاراً يؤسس لمرحلة جديدة من الصراع ضد الكيان الصهيوني وحلفائه عناوينُه الرئيسة: تسريع مساعي استعادة الوحدة الوطنية، وتعزيز أنشطة المقاومة الشعبية، وإحياء مركزية القضية الفلسطينية عربياً واقليمياً ودولياً، فضلاً عن لجم انفتاح بعض دول الخليج على التعاون الضمني أو العلني مع «اسرائيل» ضد ايران.
التحوّل الخامس صعودُ ايران سياسياً واقتصادياً وتكنولوجياً ما مكّنها من الإضطلاع بدور فاعل في مجهودات محور المقاومة ضد الإرهاب ومخططات امريكا و»اسرائيل» العدوانية. ولعل التطور الابرز في مسار صعود ايران هو نجاحها، بعد التزام امريكا والدول الخمس الكبرى بالاتفاق النووي، في إنتاج صواريخ بالستية للمدى المتوسط والمدى الطويل، قادرة على حمل أقمار اصطناعية إلى المدار الفضائي، على ارتفاع لا يقل عن 500 كيلومتر. وكان الجيش اليمني الموالي لحكومة صنعاء أعلن قيامه بإطلاق صاروخ بالستي على قاعدة الملك فهد العسكرية في الطائف، جنوب مكة. ومن الواضح أن هذا الصاروخ هو من صنع ايران، وان قدرة طهران على تزويد حلفائها في اليمن وسوريا ولبنان بصواريخ بالستية، سيزيد من فعالية دورها الاقليمي في وجه الولايات المتحدة كما ضد «اسرائيل».
يتحصّل من هذه التحوّلات البازغة ثلاثة نتائج ترسم ملامح أبعادها ومفاعيلها المحتملة:
أولها ميلُ مطّرد في موازين القوى على مستوى دول المنطقة إلى كفة دول محور المقاومة، وتعزيز العلاقات والتحالفات في ما بينها وبين تنظيمات المقاومة في لبنان وسوريا وفلسطين والعراق وتعاونها في مواجهة خصومها.
ثانيها ضمور متدرّج في هامش الحركة والمناورة امام الولايات المتحدة و»اسرائيل» وحلفائهما، وبالتالي تقلّص دورهما وفعاليتهما في مواجهة اعدائهما.
ثالثها ازديادُ فعالية قوى المقاومة داخل لبنان وسوريا وفلسطين والعراق وانعكاسها على الاوضاع الداخلية، بما يحدّ من نفوذ الشبكات الحاكمة فيها ويعزز دور القوى الوطنية والتقدمية الحية الداعية للتغيير والإصلاح والدولة المدنية الديمقراطية.
كاتب لبناني

ملامح مرحلة مغايرة في صراعات المنطقة

د. عصام نعمان

نتنياهو بدأ التجاوب مع الضغط الأردني ويسعى للإفلات من «الخضوع» في التحقيق مع «قاتل السفارة»

Posted: 30 Jul 2017 02:15 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي» من بسام البدارين: بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التجاوب مع اصرار عاهل الأردن على التحقيق مع الحارس الدبلوماسي القاتل بسلسلة من الخطوات التي تنطوي على محاولة «تلاعب» واضحة وفقاً لمجسات مطبخ القرار الأردني الذي قرر مرجعياً وبقرار قطعي عدم عودة طاقم السفارة الإسرائيلية إلى عمان قبل اخضاع الحارس القاتل في جريمة الرابية إلى التحقيق الذي اشترط وزير الخارجية ايمن الصفدي بان يكون «جدياً وعميقاً».
مساء السبت ورغم انه يوم عطلة في إسرائيل ارسل نتنياهو لعمان رسالتين.. يقول في الأولى أنه أمر مستشاره القضائي والمخابرات العامة الإسرائيلية باستدعاء الحارس والتحقيق معه، وفي الرسالة الثانية طلب مكتب نتنياهو عبر السفير الأردني في تل أبيب الذي مازال بالمناسبة على رأس عمله الإذن بعودة السفيرة عينات شلاين إلى مكتب سفارتها في عمان.

كوشنير: موقف تل أبيب «سخيف»

حصل ذلك مباشرة بعدما وصلت إلى مسامع تل ابيب العبارة الغاضبة التي نقلت على لسان مبعوث السلام الأمريكي واداة الضغط الرئيسية على الأردن من البداية جاريد كوشنير وهو يقول لسفير إسرائيل في الأمم المتحدة «.. ما فعلتموه أمر سخيف.. نعم هذه سخافات».
كوشنير صهر الرئيس دونالد ترامب كان قد شكل اصلاً حلقة الضغط الاساسية على عمان في مسألة اعادة الحارس القاتل والسماح له بالمغادرة، وبعبارته سالفة الذكر كان يعلق على استقبال بنيامين نتنياهو للحارس القاتل امام الكاميرات والمماطلة في التحقيق معه وتسريب مضمون مكالمة نتنياهو التي نصحه فيها بترتيب لقاء حميم مع عشيقته.
طبعاً لم يعلن الأردن هذه المعلومة بل أفرجت عنها لـ»القدس العربي» قناة دبلوماسية غربية تتابع تفاصيل المواجهة الحالية والمستمرة بين نتنياهو والأردن. ملك الأردن كان قد وصف نتنياهو بانه الشخص الذي يسعى للاستعراض وتحقيق مكاسب شخصية على حساب امن المنطقة واستقرارها. وإجراءات نتنياهو لمحاولة إرضاء الأردن وإعادة طاقمه الدبلوماسي إلى عمان كانت «لعوبة» في التقدير الأردني ولسببين.
السبب الأول استعماله لصحيفة «يديعوت أحرنوت» المصنفة باعتبارها موالية جداً لمكتبه وطاقمه في تسريب رواية القاتل في التحقيق الأول والتي تزعم بقصة غريبة وصعبة التصديق قوامها تعرض القاتل للطعن بمفك الأثاث ثلاث مرات قبل انطلاق الرصاصة التي قتلت الشهيد محمد الجواودة فيما اصابت شظية الرصاصة نفسها جسد الدكتور بشار الحمارنة وهو يحاول فك الاشتباك بين الاثنين.
لا تبدو رواية من النوع الذي يمكن ان «تقبله» السلطات الأردنية لكن خط الانتاج الثاني في محاولة نتنياهو التذاكي وبرأي غرفة القرار الأردني كانت عبر تكليف مستشار مكتبه القضائي بالإشراف على التحقيق وعبر تحويل التحقيق إلى جهاز المخابرات اي الشاباك.
في الشاباك موالون متطرفون لنتنياهو ولليمين الإسرائيلي والقضية في التصنيف الجنائي الفني ينبغي ان يحقق فيها جهاز الامن الداخلي لكن الجهاز نفسه الذي دخل نتنياهو معه في خصومة والذي يدقق ايضاً في ملفات لها علاقة بفساد محتمل عند نتنياهو ومقربين منه.

رصد أردني هادئ

يرصد الأردنيون ذلك بدقة وهدوء ولذلك فضلوا التريث واظهار عدم الحماس لعودة سفيرة إسرائيل لمزاولة عملها في الوقت الذي يشتعل فيه الشارع مع كل يوم جمعة مطالبا بقطع العلاقات، ويوقع فيه عشرات النواب في البرلمان على مذكرة تطالب بطرد السفيرة الإسرائيلية بصفة رسمية.
قياساً بحجم الغضب الأردني وتحديداً المرجعي يمكن القول ان المطلوب هو الجرعة الممكنة من خضوع نتنياهو وليس فقط تجاوبه اللعوب. وقد لا يتاح ذلك للأردنيين لكن شعارهم واضح في السياق ولا يتعلق فقط بمحاكمة الحارس القاتل بل ايضا الحقوق بلا انتقاص للأردن كدولة وللشهيدين وعائلاتهم كمجتمع مع ضمان اجبار نتنياهو على دفع ثمن سياسي معقول في المقابل.
نتنياهو حتى اللحظة واستنادا إلى ما فهمته «القدس العربي» من مصادر وزارية مسؤولة لا يقدم المطلوب، والأردن في البعد الدبلوماسي والسياسي إزاء واقعة الجريمة على الاقل في موقع صلب ومستحكم لأن المؤسسات والدول التي ضغطت عليه لكي يسمح للقاتل بالمغادرة ينبغي ان تمارس الضغط الان على الطرف الآخر.
هذه الذهنية في التفكير الرسمي الأردني عبر عنها وزير الخارجية ايمن الصفدي على هامش نقاش مباشر مع «القدس العربي» عندما قال أن بلاده قامت بواجبها القانوني واظهرت الانحياز لاحترام الذات وقوانين العمل الدبلوماسي الأمر الذي لم تفعله حكومة نتنياهو وهي تنهار أخلاقيا لا بل إنسانيا أيضا عبر الطريقة التي تم بها استقبال القاتل.
الصفدي بدا مرتاحاً لتفهم المجتمع الدولي للفارق الواضح ما بين دولة تحترم القانون وتتحرك في فضاء من الاخلاق وطرف يسقط تماماً هذه الاعتبارات مصراً على التأكيد بان ما فعلته حكومة نتنياهو بالسياق لم يكن انسانياً ولا اخلاقياً.
يبدو ان مرد الارتياح الرسمي الأردني هو الإشادات الدبلوماسية التي عبرت عن احترام تدخلات الدول المحترمة خلافاً لما حصل في تل أبيب خصوصا وان الوزير الصفدي يوافق على استنتاج «القدس العربي» القائل بان التعامل الأخلاقي والقانوني بين الدول كان يفترض في الحد الادنى التعبير عن الأسف او التقدم ولو بجملة مجاملة لأهالي الضحايا الذين قتلوا في جريمة واضحة وهو الأمر الذي تجاهله أيضا نتنياهو لأنه «مهووس فقط» برفع استطلاعات الجمهور المتطرف.

نتنياهو بدأ التجاوب مع الضغط الأردني ويسعى للإفلات من «الخضوع» في التحقيق مع «قاتل السفارة»
اختار جهازاً أمنياً موالياً له وتجنب الأمن الداخلي الذي يحقق معه وحاول إعادة السفيرة
بسام البدارين

عرض جديد للاندماج الوطني أم للانفصال؟

Posted: 30 Jul 2017 02:15 PM PDT

صورة نمطية عن المزابي، ترسخت بين الجزائريين، لمدة طويلة. فهو ذلك التاجر المسالم، الباحث عن استقلاله الاقتصادي، مهما كان النمط الاقتصادي السائد وطنيا، الجاد في عمله، المتقشف، المحافظ على أصالته ولغته الأمازيغية، بكل ما تحيل اليه من لباس وخصوصيات اجتماعية أخرى، كان ينظر لها كمصدر ثراء وتنوع للمشهد الاجتماعي والثقافي الجزائري، لحين بروز مظاهر العنف في منطقة غرداية في العقد الأخير.
صورة للمزابي ليست بعيدة عن صورة أخيه الجربي، ابن المذهب الإباضي في تونس، وحتى السوسي في المغرب الذي يشترك معه في الثقافة الأمازيغية نفسها والنجاح الاقتصادي أيضا، ورغم اختلاف المذهب الذي يشترك فيه في المقابل مع النفوسي الأمازيغي الليبي، ابن الجبل، الذي ما زال، مقارنة بإخوانه الأمازيغ الاخرين في الشمال الافريقي، يصارع في جو عنيف وغير مستقر سياسيا، من اجل ترسيم ودسترة لغته وثقافته الأمازيغية وخصوصياته المذهبية في ليبيا الجديدة.
صورة نمطية من أهم ملامحها النأي بالنفس عن الانخراط في الشأن السياسي الرسمي العام، فالمزابي لا ينخرط في الحزب السياسي إلا استثناء، هو الذي يفضل التعبير في الانتخابات، عن طريق القوائم المستقلة كقاعدة عامة، منذ الإعلان عن التعددية في الجزائر، كتعبير عن تلك المسافة التي وضعها بينه وبين مؤسسات الدولة الوطنية، التي يقل انخراطه فيها، ما يجعله يحس بالغبن في أوقات الأزمة، كما حصل في غرداية المدة الأخيرة، بما عرفته الاحداث من عنف، اخذ في بعض جوانبه، طابع الصراع العرقي. هذه الصورة النمطية التقليدية، التي لا يعكسها بكل تأكيد الناشط السياسي والحقوقي، كمال الدين فخار، ابن غرداية، الذي نتكلم عنه هذا الأسبوع، بعد خروجه من السجن. فقد انخرط هذا الشاب في جبهة القوى الاشتراكية التي قاد فيدراليتها في غرداية، قبل ان يلفظه هذا الحزب المعارض، المعروف بدفاعه عن المطلب الأمازيغي في منطقة القبائل في شمال البلاد. كما لفظته بعد ذلك الرابطة الوطنية لحقوق الانسان، التي عبر من خلالها عن اهتمامه بالشأن العام، وهو يدافع عن مطالب أبناء منطقته الثقافية والسياسية، كجزء من مواطنته، كما صرح بذلك بعد خروجه من السجن هذه الأيام، الذي مكث فيه سنتين كاملتين، تعرض خلالهما لكثير من «المضايقات والضغوط»، تكلم عن تفاصيلها محاميه، دفعته للقيام بإضراب عن الطعام، كاد ان يودي به إلى الهلاك، بعد ان دافع عن قناعاته السياسية، كما قال.
تحولات عميقة عاشتها الجزائر، كما عاشها المجتمع المزابي بكل ما يميزه من خصوصيات مذهبية، اجتماعية وثقافية. يمكن ان تفسر ظهور هذا الجيل من الناشطين السياسيين والحقوقيين، الذين يمثلهم الطبيب كمال الدين فخار. جيل دخل في صراع على شرعية التمثيل للمنطقة ومطالبها، مع النمط التقليدي السائد منذ قرون، الذي يمثله شيوخ العزابة. جيل، اعتمد على رؤية جديدة لنفسه ولعلاقته بالآخر السياسي، الممثل في الدولة الوطنية ومؤسساتها. جيل طوع أدوات التمثيل السياسي العصري كالحزب والجمعية والوسائط الاجتماعية، وهو يدافع عن حقه في مواطنة كاملة، غير منقوصة لاعتبارات ثقافية أو مذهبية، جيل يريد ان يكون إباضيا وامازيغيا وجزائريا في الوقت نفسه. جيل لم يعد يقبل بالسكوت، كما فعلت أجيال كبيرة في السن، عما يعتبره حقوقا مهضومة وعداوة من محيط اجتماعي قريب. جيل يحس بعداوة وضغط المحيط ويرد عليها بقوة أكبر من الجيل الأكبر سنا، الذي كان اكثر» انسجاما» مع محيطه، قبل التحولات المتنوعة التي عرفتها الجزائر والمنطقة، وكان على رأسها النمو الديموغرافي ونزعة البدو المحيطين بغرداية، في الاستقرار والاستيطان داخل المدن، كما هو حال كل بدو الجزائر في السنوات الأخيرة، جراء التحولات المناخية والاجتماعية، ما زاد في الصراع الكبير على العقار الشحيح أصلا في هذه المنطقة الصحراوية، التي عمّر جزءا منها بني ميزاب، بشكل متفرد يعكس خصوصياتهم المذهبية والاجتماعية، وهم يبنون القرى السبع التي عمرت الوادي، منذ لجوئهم إلى هذه المنطقة الصحراوية، بعد القضاء على الدولة الرستمية التي أسسوها في شمال الجزائر، كأول دولة اباضية في تاريخ الشمال الإفريقي (776/909 م).
هذا الصراع بين بني ميزاب الإباضيين، الأمازيغ، الحضر، الناجحين اقتصاديا ومحيطهم البدوي الفقير، لا يتوقف كما يمكن تصوره على الصراع المادي، كذلك التهافت على العقار، النادر أصلا، فهو صراع يمتد كذلك إلى الذاكرة والتاريخ والنظرة الى الآخر والعلاقة مع الدولة الوطنية وغيرها من الابعاد المسكوت عنها، التي لا تبرز الى السطح إلا في أوقات الأزمة. صراع يزيده حدة عدم الاختلاط الذي يميز المجموعتين على المستوى الديموغرافي والسكن. فلا زواج مختلط حتى الآن، إلا استثناء نادرا جدا، ما يعيق جديا إمكانية بناء نسيج اجتماعي متجانس حتى على المدى الطويل، كما حصل في منطقة القبائل، المتميزين بمستوى اندماج كبير جدا، داخل النسيج الوطني.ما يعني انه لا بد من البحث عن نمط آخر من الاندماج الوطني، عندما يتعلق الأمر ببني ميزاب، عكس ما هو حاصل في منطقة الشمال. فالحل الأمثل قد يكون في عملية ادماج تحافظ بها المجموعة الاباضية على خصوصياتها المذهبية والاجتماعية والثقافية. فهل هذا ممكن في تصور النخب السياسية اليعقوبية التي تحكم الجزائر؟
طلب اندماج قد يعبر عنه الجيل الجديد الذي يمثله كمال الدين فخار، أكثر من الجيل المزابي التقليدي، فقد علمنا الدرس القبائلي ان الذي يطالب أكثر هو الذي يندمج أكثر. فالمطالبة الاجتماعية حتى لو كانت عن طريق حركات احتجاجية، هي… عرض للاندماج أكثر من كونها طلبا للانفصال، كما تريد أن توحي بذلك القراءة المعادية للمطلب المزابي.
بني ميزاب الذين قدموا عروض اندماج ذكية وعملية عبر تاريخهم الطويل، على أكثر من صعيد، من بينها المسألة اللغوية. فالمزابي حلّ الإشكال اللغوي في الجزائر تاريخيا، من دون ان ينتبه الجزائريون الى ذلك، فهو يتحدث الأمازيغية بشكل عادي بين افراد عائلته وفي محيطه المباشر، ويتعلم العربية ويتعامل بها ولا يعاديها ولا يتحرج في استعمال الفرنسية كتاجر في مدن الشمال. تعامل وحلّ للإشكال اللغوي انجزه المزابي اعتمادا على نظام تعليم مذهبي طوره، بموازاة المدرسة العمومية منذ عقود.
الخلاصة، ان الجيل المزابي الجديد، قد يكون حاملا لعرض اندماج داخل الجسم الاجتماعي الوطني، من شروط إنجازه، إصلاح الدولة الوطنية ودمقرطتها، فلا نخطئ في قراءته، كما اخطأنا في قراءة عروض الجيل الأول للحركة الامازيغية في الشمال.
كاتب جزائري

عرض جديد للاندماج الوطني أم للانفصال؟

ناصر جابي

يا حكام العرب: أطعموا شعوبكم قبل أن يأكلوكم

Posted: 30 Jul 2017 02:14 PM PDT

حورب الإنسان في مبادئه فوجد من يقول له «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان»، وحورب في قوت يومه، فلم يجد من يقول نيابة عنه: «بغير الخبز لا يحيا الإنسان». عندما وضع عالم النفس ماسلو هرمه لبيان الدوافع الأساسية للسلوك البشري، رتب احتياجات الإنسان بحسب أهميتها، وجعل في قاعدة الهرم الحاجات الفسيولوجية، كالحاجة إلى الطعام والشراب والمسكن. القرآن سبق ماسلو في تقرير أهمية الأمن الغذائي في معرض بيان منة الله على عباده: «فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطمعهم من جوعٍ وآمنهم من خوف».
تشير دراسة بريطانية لمجلة «ذا لانسيت» إلى أن مليارين ومئة مليون شخصٍ يعانون من البدانة، بينما تؤكد منظمة الأغذية والزراعة «فاو» أن ثمانمئة مليون شخصٍ في العالم يواجهون خطر الجوع. البعض يقال لهم «جوعوا تصحوا»، والبعض الآخر يقال لهم: «جوعوا لتموتوا». عندها يفقد الإنسان ارتباطه بالآخرين، ويصبح كما قال غاندي «قد تغدو كسرة خبزٍ لجائعٍ كل ما يؤمن به من معتقدات». شعارات حقوق الإنسان خانت أصحاب البطون الخاوية، بعد أن هدم سادة
الحروب بئر الماء واقتلعوا النخيل، فربما تنشق أحدهم رغيفاً على طريقة بطلة سوزان كولنز في روايتها «مباريات الجوع» لتقول بعدها: «يتعين علينا الاحتفاظ بهذا الرغيف «جيد الصنع» للمناسبات الخاصة». حتى الرغيف قد غاب عن مخيمات السوريين التي حاصرتها قوات الأسد، ليسجل التاريخ المعاصر أن أهلها اقتاتوا على لحم الكلاب والقطط والحمير».
« خصب دار، تتسع النفوس به في الأحوال، ويشترك فيه ذوو الإكثار والإقلال». هي القاعدة الخامسة التي وضعها «الماوردي لصلاح الدنيا، لكنها لا تجد لها صدىً لدى صناع الجوع، الذين يبتزون الشعوب بخرافة الندرة، ما دفع فرانسيس مور لابيه، وجوزيف كولينز للقول في كتاب «صناعة الجوع»، «سنزداد تعرضاً للابتزاز يوماً بعد يوم، لأن قدرتنا على إنتاج ما يكفي لغذاء أعدادنا المتزايدة تقل يوماً بعد يوم، على الرغم من أننا نملك المال والأرض الصالحة للزراعة». ولئن كان بحسب الإنسان لقيماتٍ يقمن صلبه، فإن من حقه أن يمتلك تلك اللقيمات.
إن المجتمع الدولي الذي يترنم بشعارات حقوق الإنسان، ينكشف عواره وتسقط قيمه البالية، عندما يحرم الإنسان، الذي كرمه ربه، من أبسط مقومات الحياة، من لقيمات تبقيه على قيد الحياة، وتحفظ له الحد الأدنى من الشعور بآدميته.
صدقت يا عمرو بن الأهتم في ما نظمت:
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها … ولكن أخلاق الرجال تضيق فما كانت خيرات الأرض في قلة، لكنها سياسات الدول التي أوهمتنا بأن للإنسانية وزنا، بينما تتخذ من الجوع سلاحا لإخضاع الشعوب وسلب إرادتها.
حدثونا عن أصوات ستة ملايين جائع عاطل عن العمل في ألمانيا، كيف ذهبت لتأييد النازيين؟ لقد استغل النازيون الأزمة الاقتصادية الطاحنة في مطلع الثلاثينيات، واستهدفوا العمال العاطلين بالدعاية ملوحين بالغذاء والوعود
البراقة بتوفير العمالة المستديمة. وحدثونا عن أمريكا حاضنة تمثال الحرية والراعي الرسمي للقيم الإنسانية، عن شحنات القمح التي هددت بمنعها عن اليونان وتعريضها للهلاك، ما إذا تم انتخاب حكومة اشتراكية، ألم يكن لهذا الإجراء اللاآدمي تأثير على اتجاهات معظم الناخبين؟ ثم حدثونا عن جريمة العصر التي ارتكبتها أمريكا تجاه الشعب العراقي، عن استخدامها سياسة التجويع بفرض الحصار، في ما يعتبر أكبر عملية قتل غير مباشر في هذا العصر. عن تدمير البنى التحتية للعراق، عن سحق منشآت النفط ومحطات ضخ المياه ومحطات الكهرباء والاتصال، عن إفناء السوق المركزية ومستودعات الحبوب والغذاء، عن ضرب الثروة السمكية بتلويث المياه. ذلك الإنسان الذي فضله ربه على كثير ممن خلق، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وسخّر له قوى الكون العتيد، هو ذاته الإنسان الذي يعيش ميتا على ظهر الأرض، كضحية لسياسات الدول التخريبية (لا الاستعمارية).
الإنسان العربي خاصة، جاع على يد الأنظمة القمعية الديكتاتورية التي لا تعرف مع شعوبها سوى لغة الحديد والنار والضرب في (المليان) بحسب مصطلح أحد العمائم التي تشرعن الباطل في بعض الدول العربية. تبا لها من أنظمة لا ترى ترويض الشعوب إلا بالتجويع، فأشهرت في وجهها سلاح الجوع، فالكد ليل نهار للبحث عن القوت كفيل بقتل التطلعات إلى التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية، ووأد كل فكرة رامية إلى الحصول على الحقوق
المشروعة.
في معظم الدول العربية، قُهر الإنسان وقُتل فيه الإبداع، وتشوهت معالم شخصيته، وغُرست فيه الأنانية والدونية من حيث لا يشعر، عندما تعرض للإفقار الممنهج. أليس من حق المواطن العربي أن يتنعم بما خلق الله له من نعم وأرزاق؟ أليس من حقه أن يعيش في ظل الأمن الغذائي والنفسي؟
يا حكام العرب، كفاكم ما نهبتم من ثروات الشعوب ومقدرات البلاد، ودعوا الناس يعيشون، دونكم هؤلاء البسطاء الذين يعيشون على هامش الحياة، أنقذوا أنفسكم قبل فوات الأوان، قبل أن تندلع في وجوهكم ثورات جياع لا تبقي ولا تذر، أطعموهم قبل أن يأكلوكم.
كاتبة أردنية

يا حكام العرب: أطعموا شعوبكم قبل أن يأكلوكم

إحسان الفقيه

الروائي اليمني منير طلال: نحن جيل الهزائم العربية

Posted: 30 Jul 2017 02:05 PM PDT

صنعاء ـ «القدس العربي» ـ من أحمد الأغبري: يمثل منير طلال (1972) تيارا من كُتاب الأدب السردي التاريخي في اليمن، ويكاد يكون أوحدهم، وهو التيار المؤمن بأهمية الاشتغال الأدبي على الهُوية من خلال التاريخ كوسيلة من وسائل تعزيز حضور الذات المبدعة وشحذ هِمّة الذات القارئة. وقد مثّلت روايته الأخيرة الصادرة، في القاهرة عن مؤسسة أروقة بعنوان «الزهراء السقطرية»، تكريسا وتطويرا لاشتغاله المتواصل على التاريخ في تجربته الأدبية؛ فهو يكتب الرواية والمسرحية والقصة القصيرة. بالإضافة إلى تجربته في الأدب السردي التاريخي يعدّ منير من أبرز كُتاب القصة للطفل في اليمن، وصدرت له عناوين قصصية في هذا المجال، كما شغل منصب رئيس تحرير مجلة «نادر» للأطفال ورئيس تحرير سلسلة أدب النشء الصادرة عن الهيئة العامة اليمنية للكتاب وغيرها. وعن رؤاه الفكرية والفنية كان لـ«القدس العربي» معه هذا الحوار ..

■ لماذا الاستناد إلى التاريخ؟

□ اهتمامي بكتابة التاريخ قصة ورواية ومسرحا، هو انعكاس لاهتمامي الواعي بالتأريخ المُشرق أولا، وبمعاناة بلادي، مما اعتبره أزمة هُوية ثانيا؛ وبالتالي فالاشتغال الأدبي على التاريخ هو عمل في غاية الأهمية في الوقت الحاضر من وجهة نظري خاصة في اليمن. إننا نعاني في اليمن من أزمة هُوية صارت واقعا، للأسف، بين أجنحة الصراع الراهن، وانعكست في وعي كثير من الناس، وقد بلغتْ حدا أن يتبنى بعض اليمنيين مواقف ضد يمنيتهم، كما صار في اليمن مَن يطعن في الهُوية القومية العربية، فالتيار السلفي يطعن في هذه الهُوية، ويعتبرها تعصب للقومية، كما أن هناك تيارا آخر يطعن ويشكك في الحركة الوطنية، ضمن تيارات أخرى متغرّبة عن واقعها تستغل هذا الواقع لكتابة ما يرونه سيحظى بالضوء والجوائز. فاليمن يعاني من تمزّق في الشعور بالانتماء المناطقي؛ فيأتي فريق يقول إنه حضرمي وآخر يقول إنه تهامي، وتمزُّق في الشعور بالانتماء المذهبي؛ فهذا يقول إنه زيدي وذاك يؤكد إنه شافعي.. لقد بدأ اليمن يتشظى لهُويات متعددة، وبالتالي فقد كان اشتغالي، منذ وقت مبكر من تجربتي، على الهُوية من منطلق استشعاري للخطر الذي أصبح واقعا اليوم؛ بالإضافة إلى شعوري بأهمية الرواية التاريخية في إعادة الاعتبار للثقافة المبدعة المنتجة انطلاقا من التاريخ؛ فكان أول أعمالي رواية «طريق البخور» تناولتُ فيها الحملة الرومانية على اليمن، عندما توحدت في مواجهتها قبائل اليمن مع قبائل الجزيرة العربية، ومن ثم رواية «طوفان الغضب» تناولت تاريخ انتفاضة الأحرار في مدينة المكلا/ شرقي اليمن، على الاحتلال الانكلوسلطاني (فترة حكم مناطق جنوب اليمن من قبل سلاطين بحماية إنكليزية، حيث كانت عدن حينها حتى ستينيات القرن الماضي واقعه تحت الاحتلال البريطاني وبقية مناطق الجنوب تحت الحماية البريطانية) وغيرها من الأعمال، وآخرها رواية «الزهراء السقطرية». وقدّمتُ أعمالا كثيرة مسرحية وقصصية جميعها تاريخية.

■ هل ترى الكتابة التاريخية بديلا عن هزائم الواقع؟

□ تناولت روايتي الأخيرة «الزهراء السقطرية» المرحلة التاريخية التي شهدت فيها جزيرة سقطرى اليمنية الواقعة في المحيط الهندي أحداثا جسيمة، واستنجدت خلالها فتاة سقطرية بأمير عُمان مالك بن الصلت حينئذ، لإنقاذ الجزيرة، واستجاب لدعوتها الأمير العُماني وأرسل أسطوله لإنقاذ الجزيرة وإعادتها إلى سابق عهدها. كما قدمت أعمالا تاريخية مسرحية وقصصية، عُرضت محليا وعربيا من أهمها مسرحية» التغريبة السبأيةّ» التي أرجعت فيها السبب في انهيار سد مأرب إلى فساد الحكم في مملكة سبأ (إحدى الممالك اليمنية القديمة) وليس إلى الفأر، ومثلها أعمال كثيرة مسرحية وقصصية. فأنا اشتغلُ على الهُوية الوطنية والقومية من خلال التاريخ، باعتبارنا بحاجة ماسة للعودة للتاريخ ومراجعته والانطلاق من مناطق الضوء فيه، وإعادة الاعتبار لتراثنا الحضاري؛ لاسيما ونحن ــ للأسف ــ جيل الهزائم العربية، وبالتالي علينا أن نستنهض قومنا ببعث الروح الوطنية والقومية المضيئة في علاقتها الحضارية المشرقة بالعالم، التي ــ ايضا ــ تُعيد الثقة إلى الذات العربية وتعالج اختلالات علاقتها بالآخر والالتباسات التي تشوش رؤيتها للجديد، باتجاه تحفيزها للحاق بركب الأمم والحضارة بهُوية واعية بالذات وبحقائق التطور. من ناحية أخرى أرى بعض الأعمال التاريخية في الرواية اليمنية والصادرة في السنوات الأخيرة، أنها تمارس تشويها للتاريخ والحركة الوطنية. فكُتاب هذه الروايات، للأسف، يمتلكون وعيا تاما بما يحدث، لكنهم انتهازيون للحظة ويحاولون الوصول إلى أمجاد، مستغلين حالة اللامسوؤلية في الجسد العربي، وكذا حالة التطبيع الكبيرة التي لا تقتصر على الحكومات؛ فكثير من الأدباء باتوا يعملون على التطبيع مع إسرائيل، وتقديم بعض الخدمات لها من خلال الطعن في الهُوية بدعم من مؤسسات وجوائز ممولة عربيا للأسف. إن كتاب هذه الأعمال يفتقدون ــ بلا شك ــ للمرجعية المعرفية الواعية؛ فهمّ يؤكدون في كثير من أعمالهم على أنهم لم يقرأوا التاريخ ولم يستوعبوه جيدا، بما يجعلهم قادرين على التعامل المسؤول معه في ما يكتبون.

■ كيف ترى طبيعة وبنية الرواية التاريخية؟

□ علاقتي بالتاريخ في كتابة الرواية التاريخية تقوم على الوعي بالتاريخ والنبش الحصيف في مناطق الإنجاز فيه، وإعادة الاشتغال عليها بما يسهم في تكريس خصوصية الهُوية ومحفزات نهضتها. كما أن تخصصي الأكاديمي لم يكن الدافع للاتجاه للرواية التاريخية بقدر ما كان إيمانه بدور الكاتب والسارد، خصوصا في تقديم التاريخ دفاعا عن الحاضر وتطلعا للمستقبل، في مواجهة ما تتعرض له الثقافة والهُوية من تحديات مختلفة. فمعاناة الرواية التاريخية تتكرس في كل قطر عربي، إضافة إلى تجاهل المؤسسة الرسمية في اليمن منذ عقود طويلة إعانة كُتاب الرواية التاريخية ورعاية أعمالهم، حيث لا يتم تقديم أي شكل من أشكال العون والرعاية إطلاقا، لدرجة أن كثيرا من أعمالي مازالت مخطوطة ولم أتمكن من طباعتها ومثلي الكثير، كما أن المؤسسات الإعلامية تبتعد قدر الإمكان عن إنتاج أعمال تاريخية ومرات كثيرة تم اختيار بعض أعمالي لإنتاجها دراميا، ولم تنفذ بسبب الميزانية، لهذا فالأعمال التاريخية غير مطلوبة دراميا وغير مدعومة مؤسسيا، لذا فكُتاب مثل هذه الأعمال بحاجة إلى تشجيع ودعم؛ لأن كتابة الرواية التاريخية تحتاج أحيانا لبحث قد يستغرق سنوات طويله قبل البدء بكتابتها؛ ومثل هذا الجهد قد يحتاج أحيانا إلى تنقل بين المناطق، وزيارة مصادر متعددة والحصول على مراجع كثيرة، وهذا بالطبع يتطلب دعما ورعاية.

الروائي اليمني منير طلال: نحن جيل الهزائم العربية

فيلم «غدوة حي» يثير الإعجاب في أول أيام مهرجان وهران… و«في انتظار السنونوات» يخيب الآمال!

Posted: 30 Jul 2017 02:05 PM PDT

وهران ـ «القدس العربي» : استقبل الفيلم التونسي «غدوة حي» للمخرج لطفي بحفاوة في أول أيام العروض في مهرجان وهران للفيلم العربي في طبعته العاشرة، فيما أصاب فيلم «في انتظار السنونوات» للمخرج الجزائري كريم موساوي الكثيرين ممن شاهدوه بالإحباط.
الفيلم التونسي، الذي يحكي قصة جانبية وقعت خلال الثورة التونسية على نظام بن علي، يبدأ من ما بعد الثورة عندما تتعرف بطلة الفيلم زينب وهي صحافية، على والد صديقها المريض، الذي كانت عنده في البيت، وتخرج راكضة مفزوعة، ليعود بعدها المخرج بالمشاهدين إلى ليلة الـ14 من يناير/ كانون الثاني 2011، أي قبل ثلاث سنوات من الفترة التي انطلقت منها قصة الفيلم، وإلى اليوم الذي سقط فيه بن علي، كانت البطلة زينب هي ومجموعة من الشباب في مظاهرة استخدم فيها البوليس الغازات المسيلة للدموع، الأمر الذي اضطرهم إلى الهروب والاختباء بشقة، هناك تتعرف على عليسة وحسين الشاب الذي لم يبلغ الـ16 من العمر، وبعد خلاف مع صاحب الشقة التي دخولها يقوم الأخير بطردهم، لينتهي الأمر بهم فوق السطح، قبل أن يسمعوا صوتا يصرخ «بن علي هرب، بن علي هرب»، لكن قوات الشرطة داهمت البيت والسطح، والقت القبض على حسين.
مخرج الفيلم يعود في الزمن إلى نقطة الانطلاق، ليترك الكثير من الأسئلة معلقة بأسلوب تشويقي، بخصوص السبب الذي جعل البطلة تفزع لما رأت والد صديقها، وكذا مصير الشاب حسين الذي اختفى تلك الليلة، وشيئا فشيئا يشرع المخرج في الرد على تلك التساؤلات، فيعود إلى تلك الليلة، التي كان فيها الجميع على السطح، فحسين الذي ترك زينب وعليسة ألقي عليه القبض من طرف شرطيين اثنين، أوسعاه ضربا وشتما وإهانة، ثم طلب أحد الشرطيين من زميله تركه لوحده، ليقوم بإدخال الشاب في غرفة فوق السطح وشرع في اغتصابه، وأمام صراخه المكتوم بقطعة قماش وضعها الشرطي في فمه، لم تتمكن زينت من تملك نفسها، وانهالت ضربا على رأس الشرطي بقضيب حديدي لتتركه غارقا في دمائه بين الحياة والموت، أما الشاب حسين فلم يتمالك نفسه وراح يصرخ وتلفظ بكل الشتائم محاولا التنكيل بجثة الشرطي، لكن زينب التي كانت منهارة ودموعها تنهار بغزارة كانت تحاول منعه بكل الطرق، قبل أن تتدخل عسيلة وهي تونسية من أم فرنسية لتطبع قبلة طويلة فوق شفاه الشاب، قبلة أعادت له الإحساس برجولته وجعلته يهدأ. الشرطي الذي اعتدى على حسين لم يكن سوى والد صديق زينب، التي تحدت الشعور بالخوف، وذهبت إلى المنزل وواجهته بالحقيقة وبجرمه، رغم الارتجاج الذي أصابه في المخ، وجعله غائبا عن الوعي في الكثير من الأحيان، ولكن في الوقت نفسه دخل صديقها زياد، وسمع ما كانت تقول لوالده، لتخبره بعدها أنها هي من تسببت له في تلك الإعاقة، وتغادر بعد أن طبعت قبلة وداع على شفت-يه.
ليبقى السؤال المعلق هو مصير الشاب حسين، خاصة وأن الشرطة كانت تبحث عنه، وتسارع زيب وعليسة في البحث عنه، بعد أن علمتا أنه موجود عند جدته، وتقرران الذهاب إلى هناك لإبلاغ حسين أن الشرطة تبحث عـنه، وأنه تقـترب من الوصـول إلـيه.
في المقابل أصيب الكثيرون ممن كانوا ينتظرون فيلم «في انتظار السنونوات» لكريم موساوي بالإحباط، فالفيلم الذي شارك في مهرجان «كان» السينمائي لم يرق إلى المستوى المطلوب لا من الناحية الفنية ولا من حيث الموضوع، الفيلم اعتبره بعض النقاد فيلم منتجين، على اعتبار أنه من إنتاج شركتين فرنسيتين، وأنه موجه للاستهلاك الفرنسي أكثر منه للاستهلاك الجزائري، الفيلم يحكي قصتين مختلفتين، ولكن تدوران حول موضوع واحد هو المرأة. القصة الأولى عن عيشة تسافر مع عائلتها إلى مدينة بسكرة لتتم خطبتها على زوجها المستقبلي، والذي ينقلهم بسيارته هو صديقها السابق، وفي الطريق يتعرض والدها لوعكة صحية، فيضطر للمبيت في المستشفى، في حين أن ابنتها وصديقها السابق يذهبان إلى الفندق، لقضاء الليلة هناك، كل واحد في غرفة، الفندق في مكان معزول، ويبدأ الاثنان في استعراض علاقتهما الفاشلة، وتتصرف الفتاة بعدائية نحو حبيبها الأول، وفجأة تجد موسيقى في الفندق، وتبدأ في الرقص وتدعوه إلى مشاركتها الرقص، وفي الأخير تدعوه لقضاء الليلة معها، في اليوم التالي يذهبان إلى المستشفى يخرج والدها ويواصلان الطريق إلى بيت زوجها المستقبلي، يتركهم هناك ويغادر، تلحق عليه بسيارة أجرة في تسلسل غريب، ثم تتوقف بها سيارة الأجرة لمساعدة شخص توقفت سيارته، هذا الشخص بطل القصة الثانية.
بطل القصة الثانية في الفيلم هو دحمان، طبيب في مستشفى قطاع عام، يعاني الأمرين في زواجه، يقطع مسافة طويلة لرؤية خطيبته التي هي بنت عنه ثم لا يتمكن من ذلك، لأنها خرجت مع والدتها، يسأله حماه عن موعد ترقيته، فيقول له أن الوقت لم يحن بعد، فيتضايق حماه كثيرا، لسبب غير معروف، ويسأله عن أثاث المنزل فيقول له إنه لم يشتره بعد، فيتغير مزاج عمه فجأة ويطلب منه أن يلجأ إليه إذا احتاج أي شيء، دون أن يفهم المشاهد ما هي نوع المساعدة التي يمكن أن يقدمها الرجل الذي بدا معدما.
بعد ذلك يلتقي دحمان مع صديقه الذي يبلغه منزعجا أن هناك امرأة جاءت لتقيم في بيت عشوائي، وأن هذه المرأة ذكرت أنه اغتصبها في الجبل، وبعد أخذ ورد يقرر دحمان أن يذهب ويواجه السيدة التي اتهمته بأنه اغتصبها، ولما يذهب تفتح له الباب بشكل عادي، وتخبره أنها جاءت لتقيم في المدينة خصيصا لأجله، ولما يواجهها باتهاماتها له، ويؤكد لها أنه خطف من الإرهابيين لكي يعالجهم، وأنه هرب في أول فرصة، ولكنها تعيد سرد ما وقع لها في الجبل، وكيف اغتصبها الإرهابيون، وأنها انجبت طفلا بعد أن حملت من أحد الذين تعاقبوا عليها، وأن عائلتها طردتها، ثم تطلب منه أن يمنح اسمه لابنها، وهو ما يرفضه ويغادر مهددا إياها إن عادت لتكرار اتهامها له باغتصابها، بعد ذلك يتم زواجه بشكل عادي، ولكنه يعود للبحث عنها، ويجد ابنها المصاب بمرض التوحد.
الفيلم من الناحية الفنية ضعيف، خاصة ما تعلق بطريقة التصوير، كما أن السيناريو ضعيف ومليء بالثغرات، سواء تعلق الأمر بالقصة الأولى أو الثانية، وباختصار الجزائر التي يصدرها الفيلم هي جزائر أخرى غير التي يعرفها الجزائريون، فالكثير من الأحداث غير منطقية، مثل العائلة التي تسافر بالعروس إلى بيت زوجها المستقبلي، في القصة الأولى، والرجل الذي يقبل أن تذهب ابنته مع ابن الجيران لقضاء الليلة في الفندق، وفي القصة الثانية مشهد عرس الطبيب دحمان، الذي كان يرقص، ثم خرج ليدخل دورة المياه ليقضي حاجته التي كانت صاخبة، ويعود ليواصل الرقص، دون أن يفهم المشاهد الغرض من اللقطة، وكذلك اللقطة الأخيرة من الفيلم التي بدت غير ذات معنى، كما أن الكثير من الحوارات كانت مبتذلة وأحيانا مملة، والكثير من المشاهد أيضا كانت عبارة عن حشو وإطالة للفيلم دون معنى، ورغم هذا المستوى الضعيف فإن الفيلم ذهب إلى مهرجان كان، ويرشحه الكثير من النقاد للفوز بالوهر الذهبي في مهرجان وهران.

 

فيلم «غدوة حي» يثير الإعجاب في أول أيام مهرجان وهران… و«في انتظار السنونوات» يخيب الآمال!

كمال زايت

تبادل شتائم في عمق الأزمة بين عمان وتل أبيب وبرلماني أردني يدعو عضو كنيست لمصارعة على الجسر

Posted: 30 Jul 2017 02:04 PM PDT

عمان – «القدس العربي» : تقدم عضو في البرلمان الأردني إلى دعوة علنية لـ»مباطحة» عضو في كنيست إسرائيل قائلاً: «إذا كنت رجلاً لاقيني عند الجسر». وتوعد النائب السعود ـ وهو رئيس لجنة فلسطين دورات عدة في البرلمان الأردني ـ عضو الكنيست أحران حزان بأن يركله على مؤخرته مذكراً إياه بان الأمريكيين هم الذين يوفرون الحماية لمؤخرته.
ودخلت مفردة «المؤخرات» مستوى الجدل السياسي بين الأردن وإسرائيل على هامش الأزمة المتوترة بسبب جريمة السفارة في عمان. وكان عضو الكنيست الإسرائيلي قد اساء للأردن عـندما نشـر تعليـقاً قـال فيه: «يـبدو أن جارنـا الشـرقي يـحتاج لأن نركـل مؤخـرته».
وقال حزان ذلك رداً على قرار الأردن «منع سفر» الحارس الذي أطلق الرصاص على اردنيين فقتلهما. لاحقاً تصدر السعود داعياً علناً إلى مباطحة «مشاجرة» على الجسر في رد مناسب وقال لحزان «سأرفش في بطنك». وعادة ما يتخذ السعود مواقف مثيرة للجدل ومعروف باستخدام يده والضرب خلال المناقشات البرلمانية. وتوترت العلاقة بين عمان وتل ابيب وما زالت متوترة على هامش جريمة السفارة الأخيرة. وغادر جميع افراد طاقم الأمن الإسرائيلي السفارة في عمان واعلن الأردن بانه لن يسمح بعودتهم قبل استجواب الحارس ومحاكمته.
وكان وزير الخارجية أيمن الصفدي وعلى هامش نقاش جانبي أمام «القدس العربي» قد تحدث عن السقوط الأخلاقي في معايير وأداء حكومة إسرائيل وهي تستقبل الحارس القاتل بطريقة استعراضية مشيراً إلى أن نتنيـاهو نسـي التقاليد بين الدول والقانون وتصـرف على اساس منفعة شخصـية فقـط، ثم شـرح: يريـد ان يـرفع أسـهمه في اسـتطلاعات الرأي الداخـلية واضـاف: هـذا لا يمكـنه ان يكـون أخـلاقياً ولا إنسـانياً.
قبل ذلك انتقد العاهل الملك عبد الله الثاني نتنياهو علناً لأنه يريد تحقيق مكتسبات سياسية لمصالح شخصية. وقال الصفدي علناً بأن الأخير استقبل القاتل الإسرائيلي وكأنه «أسير محرر». وهدأت المعركة الإعلامية قليلاً بين الأردن وإسرائيل لكن الأجواء ما زالت مشحونة مع تسليم تل ابيب رسمياً ملف التحقيق والاتهام للجانب الآخر على أساس ان عمان تنتظر الخطوة التالية من الجانب الإسرائيلي.

تبادل شتائم في عمق الأزمة بين عمان وتل أبيب وبرلماني أردني يدعو عضو كنيست لمصارعة على الجسر

طارق الفايد

«للكبار فقط» شعار يقوض نشاط السينما المصرية

Posted: 30 Jul 2017 02:03 PM PDT

في حالات محدودة أو ربما نادرة كانت الرقابة العامة على المصنفات الفنية تفرض على دور العرض السينمائية وضع لافتة للكبار فقط أعلى شباك التذاكر، لتحديد الفئة العمرية من جمهور المشاهدين، وغالبا ما كان يتعلق ذلك بأفلام الأكشن والرعب، أو بعض الأفلام السياسية أو الأفلام العاطفية، التي تتضمن مشاهد جريئة لا يصح أن يشاهدها الأطفال والصبية الصغار. وقد رأينا نماذج من أفلام تحفظت عليها الرقابة، ولكنها سمحت بعرضها في إطار التوصية القانونية لتكون قاصرة فقط على البالغين والراشدين، ومنها «البريء وخمسة باب ودرب الهوى وشوارع من نار والمذنبون وأرجوك إعطني هذا الدواء» وعينات أخرى من أفلام مصرية لا تزال محفورة في الذاكرة لما أثير حولها من جدل وخلاف، فضلا عن عدد من الأفلام الأجنبية التي اتسمت بالعنف والجرأة أيضا.
ورغم أن حالات التصنيف السينمائي، كما أسلفنا، كانت قليلة ومحدودة للغاية إلا أن صيحات الاحتجاج والرفض من جانب المثقفين والسينمائيين كانت قوية لأن هناك من اعتبر ذلك تضييقا على الحريات وممارسات قمعية تضر باقتصاد السينما ومستقبلها، وتؤثر على نشاطها ورسالتها، وقد استمرت أزمة السينما المصرية سنوات جراء صدامها مع الأجهزة الرقابية، نتيجة عدم وجود صياغات ملائمة تلزم كل طرف بضرورة الحفاظ على الصناعة السينمائية وتفعيل المناخ الإبداعي، في جو من التفاهم دون أي تأثيرات سلبية يمكن أن تعود على المواطن والجمهور من متذوقي السينما ومحبيها.
وقد تباينت حالات الشد والجذب بين الرقابة الفنية وأصحاب الأفلام على مدار المراحل المختلفة، فهناك من الرقباء من كانوا على مستوى عال من الوعي والثقافة، فقللوا موجات الصدام والاحتدام ومرروا أعمالا مهمة ساهمت بشكل حقيقي في تنشيط السينما وإرساء قواعد الانضباط والمسؤولية، من غير نزاع وشجار واتهامات متبادلة، ومثلما شهدت الساحة السينمائية معارك ومبارزات، شهدت أيضا نهوضا وازدهارا.
الجديد الآن هو العودة إلى تثبيت شعار «للكبار فقط» على واجهات دور العرض السينمائية، بشكل يشعر المنتجين والمخرجين وكتاب السيناريو والنجوم وأصحاب دور السينما بالقلق، لاسيما أن تحديد الفئات العمرية كشرط لعرض بعض الأفلام أو أغلبها، ينذر بخراب مستعجل وخسارة مالية فادحة، تهدد بانهيار الصناعة تماما إذا استمرت صيغة التقويض والمصادرة غير المباشرة على هذا النحو، خاصة أن فترة الصيف من المواسم السينمائية المهمة، التي يتم التعويل عليها بشكل أساسي في زيادة الأرباح والإيرادات وتعويض مواسم الركود، غير أن موسم عيد الأضحى بات على الأبواب، وهو فرصة ثمينة لزيادة الدخل، ويعتمد في الأساس على جمهور الشباب والطلبة، ولا يعني حرمان هذه الفئة من مشاهدة بعض الأفلام، حسبما تقضي اللوائح الرقابية، سوى الخسارة الوشيكة التي من الممكن أن تؤدي إلى إغلاق كامل لعدد غير قليل من دور العرض لو لم تفلح وزارة الثقافة في إيجاد حل مناسب لهذه المشكلة.
الغريب أن هناك عدة مراحل لصناعة الفيلم السينمائي يمكن من خلالها تعديل الشكل والصورة والمضمون، إذا كان هناك ضرورة حتمية لذلك، الأغرب أنه على الرغم من وجود أكثر من فرصة أمام طرفي الصراع، المبدعين والرقابة للاتفاق على الشكل النهائي للفيلم قبل خروجه للنور، وأثناء مراحل الكتابة والتصوير، لا يزال العناد هو المعوق لعملية التنسيق والتفاهم وتفادي الخلافات والخسائر، ولا يمكن في ظل الاضطرابات الحالية المطالبة بإلغاء الرقابة نهائيا، لأن عواقب الحرية المطلقة لن تكون مضمونة، فليس كل من يعمل في المجال الفني على مستوى واحد من المسؤولية والالتزام، ومن ثم لا يجوز أن يترك المجتمع عرضة لتجارب فنية وثقافية غير مدروسة وغير ملائمة تهدد قيمة وثوابته. ومن ناحية أخرى لا يمكن أن يكون الحل الأمثل لأزمة الانفلات الفني والتعبيري هو التقييد والمصادرة، ووضع السياج الحديدي على العملية الإبداعية برمتها، لأن هذا الإجراء سيقضي تدريجيا على الحركة الفنية، وأولها السينما صاحبة الامتياز الجماهيري والشعبي الأكبر من بين الفنون الأخرى. وأتصور أن تشكيل لجنة متجانسة من المبدعين والرقباء للنظر في ماهية الأعمال الفنية، وتحديد صلاحيتها ومستواها هو الفكرة الصائبة شريطة أن يكون لهذه اللجنة دور استشاري فعال يلزم الرقابة وشركات الإنتاج الفني بالإذعان للقرارات التي يتم التوصل إليها.

٭ كاتب مصري

«للكبار فقط» شعار يقوض نشاط السينما المصرية

كمال القاضي

بدء تنفيذ الاتفاق بين «جبهة النصرة» و«حزب الله» في جرود عرسال اللبنانية

Posted: 30 Jul 2017 02:03 PM PDT

بيروت – دمشق – «القدس العربي»: قال مصدر أمني في لبنان امس الأحد إن نحو ثمانية آلاف شخص سجلوا أسماءهم ليغادروا المنطقة الحدودية اللبنانية قرب بلدة عرسال متجهين إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة في سوريا في إطار اتفاق محلي لوقف إطلاق النار بين جماعة حزب الله اللبنانية و«هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً).
ونص الاتفاق على إيقاف إطلاق النار من صبيحة يوم الخميس الماضي والسماح للمقاتلين بالخروج إلى محافظة إدلب بسلاحهم الخفيف مع عوائلهم ومن أراد من اللاجئين، مقابل إطلاق الهيئة لسراح 5 أسرى من حزب الله بالتزامن مع خروج المحاصرين. وقال مصدر مطـلع في هـيئة تحـرير الشام أنه بدأت يوم السبت أولى مـراحل الاتـفاق بيـن الهـيئة وميليشـيا «حـزب الله»، حيث سـتتم مبـادلة جثـامين 8 من المقـاتلين، وأسـيرة من السـجون اللبـنانية، مقـابل 5 جثـث لمقـاتلين من الحـزب.
وبدأ سريان وقف إطلاق النار يوم الخميس وسيشمل رحيل جميع مقاتلي جبهة النصرة من المنطقة المحيطة في عرسال برفقة أي مدنيين يرغبون في المغادرة معهم من مخيمات اللاجئين في المنطقة. وبدأت أولى خطوات وقف إطلاق النار امس بتبادل جثث القتلى من الجانبين. ومن المقرر إطلاق سراح خمسة أسرى من حزب الله تحتجزهم جبهة النصرة في إطار الاتفاق.
وكان لجبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية وجود في منطقة جبلية قرب بلدة عرسال في شمال لبنان منذ سنوات في أخطر تداعيات الحرب الأهلية السورية. واستعاد حزب الله الشيعي أغلب المناطق التي كانت تسيطر عليها جبهة النصرة خلال هجوم قصير الأسبوع الماضي قتل فيه نحو 150 من المتشددين وأكثر من 20 من مقاتلي حزب الله. ومن المتوقع أن يشن حزب الله، الذي لعب دوراً مهماً في الحرب الأهلية السورية دعماً لبشار الأسد، هجوماً على جيب أصغر حجماً لتنظيم الدولة الإسلامية قرب عرسال.
يذكر انه في منطقة جرود عرسال على الحدود السورية اللبنانية، تمكنت «هيئة تحرير الشام» من أسر ثلاثة عناصر من ميليشيا «حزب الله» اللبناني، بعد هجوم للأخير على مواقع للهيئة، فيما يغادر أكثر من 8000 شخص مخيمات عرسال في لبنان إلى محافظة ادلب شمال سوريا، يضاف إليهم حوالي 3000 شخص من منطقتي الرحيبة والقلمون في الداخل السوري، بعد إبدائهم رغبتهم بمغادرة جرود عرسال.
وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام اللبناني أنه سيتم نقلهم على دفعتين بإشراف الجيش اللبناني والأمن العام، ومتابعة ومراقبة من المنظمات الدولية والصليب الأحمر الدولي. ونقلت وكالة إباء المتحدثة باسـم هيـئة تحرير الشام عن مسؤول هيئة التحـرير في القلمـون الغربي «أبو مالك الشامي» تحذيره من مغبة خرق ميليشيا «حزب الله» للاتفاق، مشيراً إلى أن «أي محاولة غدر من الميليشيا سيكون ثمنها الأسرى الثمانية الذين في قبضة الهيئة»، مؤكداً «ان الهيئة ملتزمة ببنود الاتفاق المـوقع بين الطـرفين، حرصاً على سلامة اللاجئين من الـسجن الكبيـر المسـمى «عرسـال»، حسـب وصفه.

بدء تنفيذ الاتفاق بين «جبهة النصرة» و«حزب الله» في جرود عرسال اللبنانية
نحو 8000 يغادرون المنطقة الحدودية إلى إدلب السورية في إطاره
هبة محمد وسعد الياس ورويترز

فندق البارون معلم تاريخي من حلب… حنين إلى الماضي وإلى سوريا المفقودة

Posted: 30 Jul 2017 02:03 PM PDT

حلب (سوريا) – رويترز: في شرفة فندق البارون في حلب راحت روبينا تاشجيان أرملة صاحب الفندق تقلب في الصور القديمة لماضيه السعيد أيام كان السلام يعم سوريا. استضاف فندق البارون الذي أسسته أسرة أرمنية في العام 1911 مغامرين وكتابا وملوكاً وبعض رواد صناعة الطيران وشيوخا من الزعامات البدوية ورؤساء إلى أن اضطرته الحرب لإغلاق أبوابه قبل خمس سنوات.
وترى تاشجيان في البارون جزءا من سوريا التي كانت قبل الحرب تحتضن التنوع الديني والعرقي والانفتاح على العالم الخارجي وعلى الثقافة واحترام الآثار العظيمة التي تزخر بها البلاد. قالت في إشارة إلى أكلة شامية معروفة «سوريا مزيج من كل هذه الجماعات العرقية والثقافات … هي إناء كبير وكل شيء يمتزج فيه. لكننا نطهو كبة واحدة».
وتتطلب محاولة إحياء تلك الصورة لسوريا وسط الحرب التي أدت إلى تفاقم الشروخ الاجتماعية مصالحة بين الخصوم السياسيين والطوائف الدينية والطبقات الاقتصادية.
غير أنه لا يبدو أن هناك أملاً في تحقيق ذلك في ضوء مقتل مئات الآلاف ونزوح أكثر من نصف سكان البلاد عن ديارهم واستمرار القتال. كانت انتفاضة 2011 وبالاً على كل ما أتاح الازدهار للفندق الذي يعتمد نشاطه على الاستقرار والأمان وعلى كنوز سوريا الثقافية والتاريخية.
وخلال معظم فترات الاشتباكات تعرضت الأحياء الغربية في حلب الخاضعة لسيطرة الحكومة للقصف وكانت مقصدا لسيل لا ينقطع من اللاجئين كما عانت من نقص المياه والكهرباء والغذاء. أما شرق حلب الذي ظل تحت سيطرة المعارضة حتى ديسمبر/ كانون الأول الماضي عندما اجتاح الجيش المنطقة بعد حصار استمر شهوراً وغارات جوية فقد أصبح خرابا تقريباً.
وقد أصيب فندق البارون الواقع في غرب حلب بالقرب من الخط الأمامي بقذائف مورتر وانتشرت شظايا إحداها في الطابق العلوي كله كما اخترقت قذيفة أخرى نافذة القاعة الشرقية وسقطت على بلاط الأرضية الأنيق لكنها لم تنفجر. والآن يقبع ذيل تلك القذيفة في خزانة المقتنيات الغريبة إلى جانب نفائس مثل آنيات فخارية أهداها علماء آثار زائرون للفندق وفاتورة الفندق عن إقامة الضابط البريطاني تي.إي لورانس الذي اشتهر باسم لورانس العرب.
وفي الغرفة العلوية التي كانت تنزل فيها على الدوام كاتبة الروايات البوليسية أجاثا كريستي خلال زياراتها العديدة إلى حلب مازال المكتب الخشبي المغطى بلوح زجاجي الذي كتبت عليه بعض فصول روايتها جريمة في قطار الشرق السريع موجوداً.
يحمّل أنصار بشار الأسد المعارضة مسؤولية ما حدث ويوصمونها بالإرهاب ويرون أنها تتألف من مقاتلين إسلاميين يرفضون التنوع وعصابات إجرامية تعمل على نهب الكنوز الثقافية.
وقد صور الأسد دولته على أنها قوة علمانية تحمي أقليات سوريا وتراثها الثقافي من معارضين من السنة تدعمهم دول أجنبية معادية لبلاده ويضمون بين صفوفهم كثيرين من المتشددين. وأيد بعض الحضور هذا الرأي في حفل موسيقى أقيم بكنيسة في الحي القديم تحت مراوح دائرة لتخفف عن الجمهور قيظ الصيف في الكنيسة المكشوفة التي دمرت القذائف سقفها بينما كانت فرقة موسيقية تعزف مقطوعة القداس لموتسارت من مقام سي صغير. غير أن المعارضة ترفض أي وصف لدولة الأسد بالتنوع والعلمانية والانفتاح والتسامح وهو موقف تشاركها فيه بعض الدول الغربية والجماعات الحقوقية.
ويقول معارضون إن حكومة سوريا واحدة من أشد الحكومات قمعاً في الشرق الأوسط وأن ذلك سبب أساسي من أسباب الحرب. كانت المكانة المتميزة لطائفة الأسد العلوية في ظل حكمه وحكم أبيه الرئيس الراحل حافظ الأسد من أسباب الشكوى بين كثيرين من الأغلبية السنية رغم أن آخرين من السنة من بينهم بعض النخب في المدن السورية أيدوا الحكومة.
في فندق البارون تبدو آثار الزمن وعلامات الإنهاك على حجرة الطعام التي تكسو الألواح الخشبية جدرانها وعلى البار الممتلئ بالزجاجات العتيقة وعلى الأثاث الوردي في غرفة التدخين ذات السقف العالي وكذلك حجرات النوم.
وقد توقف الفندق عام 2012 عن استقبال الزبائن باستثناء قلة من قدامى الأصدقاء عندما وصلت الحرب الأهلية إلى حلب وبدأت قذائف المورتر والقناصة تجتاح الشوارع المحيطة به.
وتطارد تاشجيان المعلمة السابقة التي تبلغ من العمر 66 عاما القطط الضالة التي تتسلل من فتحات الزجاج المكسور في النوافذ الفرنسية الطابع إلى غرفة الطعام وتحاول الحفاظ على الفندق شبه المهجور من تفاقم التلفيات في مدينة لا تتوفر فيها سوى إمدادات محدودة من الكهرباء والمياه.
وقد توفي زوجها أرمن مظلوميان حفيد مؤسس الفندق عام 2016 بعد عامين من زواجهما في أعقاب صداقة استمرت 30 عاما. وقالت أن الفندق مملوك الآن لشقيقتيه اللتين غادرتا سوريا قبل ذلك بسنوات.
وفي الشرفة التي ألقى منها الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر خطبة في حشد كبير من السوريين كانت حول صناديق الصور القديمة بقايا أخرى تم نقلها من الطابق السفلي بعد أن خفت حدة القتال.
ومن خزائن ضخمة من مادة الراتان ظهرت بعض الأكلمة وآلات عتيقة للحياكة وطقم من المناشف يرجع إلى الخمسينات وملاءات مستوردة من أوروبا وموشاة باسم الفندق بدأت آثار البلى تبدو عليها. وخلال الاشتباكات استقبل الفندق بعض الأسر اللاجئة من شرق حلب. وقالت تاشجيان إن هذه الأسر استخدمت خلال إقامتها كميات كبيرة من المياه في تنظيف أرضيات الغرف كل صباح حتى أصاب التلف بلاطها الأنيق برسومه الهندسية.
ووسط الحر الشديد ساعة العصر يتدفق عبر زجاج النوافذ المحطمة نسيم يعمل على ترطيب الجو في الطابق الأرضي وعلى السلم الفخم. وقالت تاشجيان «سوريا كانت أكثر الدول رخاء وعلمانية في العالم العربي. كان من المحرج أن يسألك الناس إن كنت مسيحيا أو مسلما».

فندق البارون معلم تاريخي من حلب… حنين إلى الماضي وإلى سوريا المفقودة
الحرب أثرت على التنوع والتسامح… وربما يكون من الصعب تحقيق المصالحة بين الطوائف

استنكار واسع لاغتصاب مقاتلين من العشائر التابعة للنظام السوري لأربع نسوة في ريف الرقة

Posted: 30 Jul 2017 02:03 PM PDT

حلب – «القدس العربي»: تتواصل ردود الفعل الغاضبة من أبناء محافظة الرقة شمال شرقي سوريا على إقدام عناصر من ميليشيات مقاتلي العشائر التابعة للنظام السوري، بارتكاب جريمة اغتصاب خلال الأيام الماضية بحق أربع نسوة في ريف المحافظة.
وجاءت هذه الواقعة عقب تسليم قوات سوريا الديمقراطية المكونة أساساً من وحدات الحماية الكردية قبل أيام مناطق في ريفي الرقة الجنوبي والشرقي لقوات النظام السوري، وذلك بموجب اتفاق العكيرشي الذي وقع بينهما في 20 حزيران/يونيو الماضي.
وأكد الناشط الإعلامي الملقب بـ»أبو محمد الرقاوي»، تعرض أربع نساء للاغتصاب (إثنتان منهن متزوجتان، في حين توفيت إحداهن) في بلدة المنصورة بريف الرقة على يد عناصر بجيش العشائر بقيادة المدعو تركي البوحمد التابعة للنظام السوري، أثناء محاولتهن الهروب من جحيم الموت نتيجة تعرض مناطقهن لقصف طيران التحالف الدولي.
وأضاف، أن عناصر الميليشيات استولوا كذلك على أكثر من مئة سيارة وجرار زراعي و«بيك آب»، كما صادروا عنوة ما يقارب ألف رأس غنم لأهالي قرى ريف الرقة، بالإضافة إلى سرقة جميع ما يملكون من ذهب وأموال.
ودعا الناشط السياسي بشير الهويدي مشايخ العشائر في داخل سوريا وخارجها للرد على هذه الحادثة التي يجب ألا تمر بدون محاسبة الجناة أياً يكن انتماؤهم، خاصة بعد السكوت على السرقة والنهب وغيرهما من الممارسات الإجرامية خلال الفترة الماضية لكن لا صمت حيال التعرض لحرمة النساء.
وطالب الهويدي بتسليم الجناة لأي جهة تضمن نيلهم الجزاء العادل بحضور ذوي المجني عليهن وإلا ستعتبر الجهة التي ينتمون إليها شركاء في الجريمة ويدعمون المجرمين الذين أرتكبوها، وكذلك وضع حد للممارسات الإجرامية بحق المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل بكل هذا التصارع المحموم للسيطرة وبسط النفوذ على المنطقة.
يشار إلى أن «قوات مقاتلي العشائر»، تعتبر من أهم القوات المحلية التابعة للنظام السوري في شمالي سوريا، وكانت قد تأسست قبل أكثر من أربع سنوات، على يد تركي البوحمد، وبعض أهالي قرية البوحمد في ريف الرقة الشرقي، وتتلقى الدعم والتدريب من ميليشيات «حزب الله» والقوات الروسية. ويبلغ تعداد «مقاتلي العشائر»، حسب قيادتها، ما يقارب خمسة آلاف مقاتل، وتحظى تلك القوات بدعم مباشر من زعيم ميليشيات «النمر» سهيل الحسن، وتشترك معه الآن في معارك ريف الرقة الجنوبي.

استنكار واسع لاغتصاب مقاتلين من العشائر التابعة للنظام السوري لأربع نسوة في ريف الرقة

معركة وشيكة تطيح بـ «الجبهة» في ريف دمشق والعلم الروسي يرفرف فوق مطار عسكري في السويداء

Posted: 30 Jul 2017 02:02 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: سجلت إحصائية للدفاع المدني السوري في ريف دمشق أكثر من 90 خرقاً خلال أسبوع من ابرام اتفاق تنظيم منطقة «تخفيف التصعيد» في الغوطة الشرقية، الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، كان آخرها تعرض أطراف بلدة «عين ترما» لقصف بأكثر من 20 صاروخ أرض – أرض بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع، حيث أسفر القصف عن أضرار مادية جسيمة، إضافة إلى ست غارات جوية من الطيران الحربي استهدفت أطراف البلدة من جهة حي جوبر الدمشقي اسفرت عن وقوع أضرار مادية جسيمة، فضلا عن استهداف قوات النظام بالمدفعية الثقيلة أطراف بلدتي جسرين وعين ترما بالتزامن هذا مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع فوق مدن وبلدات الغوطة الشرقية.
وقال الناشط الإعلامي «صهيب العمران» من داخل الغوطة الشرقية إلى ان المنطقة المحاصرة تعيش حالة من الجمود والانتظار لتطبيق فعلي لاتفاق تخفيف التصعيد مضيفاً أنه «لم يطبق شيء فعلي على الأرض، ولم تفتح الطرق ولا المعابر الإنسانية، ولم يشعر الأهالي «بهدنة» على الأرض. وذهب المتحدث إلى ان «حصار الغوطة وموقعها الجغرافي والاقتتال الذي حدث مؤخراً بين جيش الاسلام والنصرة وفيلق الرحمن، أوهن وأضعف الغوطة، وقسمها إلى قسمين، شمالي تحت سيطرة جيش الإسلام، واوسط وجنوبي يسيطر عليه كل من «النصرة» و«فيلق الرحمن» وهو القسم الأكبر.
المعطيات على الأرض أنتجت عقماً في عملية إيجاد حلول ترفع الحصار القائم عن الغوطة الشرقية، وتوقف عمليات القصف، مما دفع الأهالي والفعاليات المدنية إلى الترحيب بالمبادرة الروسية بوقف إطلاق النار، وابرام اتفاق يقضي بفتح المعابر وخروج الجرحى والمدنيين إلى دمشق، وفتح الباب أمام التبادل التجاري ونشر قوات اممية وروسية لمراقبة سير الاتفاق.
عسكرياً، فإن أول من رحب بالاتفاق رسمياً هو جيش الاسلام الذي نال تأييد المدنيين المنهكين أصلاً من الحصار، وأنتج تحييد المنطقة التي يسطر عليها عن العمليات العسكرية، فيما اشترط المفاوضون الروس انحساب «النصرة» او حل نفسها مقابل ان يشمل الاتفاق جميع بلدات الغوطة الشرقية، مما يضع المنطقة وحسب مصادر أهلية تحت ترقب لنشوب معارك وشيكة تطيح بالنصرة، وتسمح بسريان الاتفاق إلى كامل مدن وبلدات شرق العاصمة.
وقال مصدر خاص من داخل الغوطة الشرقية ان «فيلق الرحمن لم يقبل بشكل علني ببنود الاتفاق، إلا أن مفاوضات سرية تجري بينه وبين جيش الإسلام من شأنها تسريع عمليه الهدنة وتنظيف الغوطة الشرقية من أي تواجد للنصرة فيها».
ووفقاً للمصدر فقد خرج اهالي القطاع الجنوبي بمظاهرات شعبية طالبت بخروج النصرة كونها الذريعة الأساسية للروس بقصف مناطقهم، فيما أدخلت النقطة الروسية المشتركة على مدخل الغوطة الشرقية مواد غذائية للغوطة الشرقية تكفي احياء عدة بسيطة فضلاً عن ان تلك المواد كانت منتهية الصلاحية.
وحسب القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية فإن أول نقطة تفتيش روسية سورية مشتركة على مداخل الغوطة الشرقية، قد باشرت علمها قبل أيام وهي مؤلفة من 4 عسكريين روس يعملون بالتناوب في مهام تفحص السيارات للبحث عن الأسلحة والذخائر ومتابعة أوراق سائقيها بهدف ضبط الأمن والاستقرار في منطقة خفض التوتر المعلنة في البلاد، وستكون النقطة الحالية واحدة من أصل نقطتين للتفتيش و4 نقاط للمراقبة تشغلها الشرطة العسكرية الروسية المتواجدة في سوريا.
رفعت القوات الروسية علمها فوق أحد مباني مطار الثعلة العسكري شرق السويداء، فيما تواصل القوات الروسية انتشارها في ريف السويداء الغربي والشمالي الغربي والجنوبي الغربي، المتاخم لمناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة في ريف درعا، وذلك بعد الاعلان عن وقف إطلاق نار.
وقال الناشط الإعلامي «ريان المعروفي» من محافظة السويداء في تصريح خاص لـ «القدس العربي» انه وبعد تثبيت نقطة تفتيش روسية في قرية «برد» بريف السويداء الجنوبي الغربي والمتاخمة لمدينة بصرى الشام، تم انتشار قوات مماثلة على الحاجز الغربي لمطار «خلخلة» العسكري الواقع شمال المحافظة والمتاخم لمنطقة اللجاة، إضافة لوصول قوات روسية خلال اﻷيام القليلة الفائتة إلى الفوج 404 التابع لقوات النظام والواقع قرب بلدة «نجران» في ريف السويداء الغربي والمتاخم لمنطقة اللجاة وريف درعا الشرقي. وفي درعا دارت اشتباكات متقطعة بين قوات النظام وفصائل الثوار على أطراف حي المنشية بدرعا البلد وسط قصف بقذائف الهاون على أحياء درعا البلد المحررة.
والى حمص حيث دارت مواجهات عنيفة بين تنظيم الدولة وقوات النظام السوري في محيط بئر غاز السخنة جنوب مدينة السخنة بالريف الشرقي، فيما تمكن التنظيم من انتزاع السيطرة على نقاط عدة في المنطقة، مجبراً النظام السوري على الانسحاب إلى مشارف مدينة السخنة.
وفي الرقة كثّف «تنظيم الدولة» من عملياته الانتحارية في مدينة بالتزامن مع تقدم «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في عمق الأحياء القديمة، حيث أكدت وكالة «أعماق» المتحدثة باسم التنظيم ان عدد العمليات على مواقع «قسد» قد بلغ ستاً، سواء بالسيارات المفخخة أو «الاستشهاديين» حسب المصدر.

معركة وشيكة تطيح بـ «الجبهة» في ريف دمشق والعلم الروسي يرفرف فوق مطار عسكري في السويداء

هبة محمد

دَعشَنةُ العَرب السنَّة فِي الموصِل

Posted: 30 Jul 2017 02:02 PM PDT

العرب السنّة في الموصل على وجه الخصوص أصبحوا في وضع لا يحسدون عليه طالما بات ينظر اليهم من قِبل بقية مكونات المجتمع العراقي على أنهم حواضن للمتطرفين والتكفريين والإرهابيين، ولم يعد أمرا غريبا ولامستهجنا أن تنهال عليهم في مواقع التواصل الاجتماعي الشتائم البذيئة التي يُقذف بها عناصر تنظيم الدولة بهدف النيل من كرامتهم الوطنية وهويتهم المذهبية والقومية.
في هذه الهجمة المستعرة لم يعد هناك من تمييز يفرزهم بمسافة بعيدة عن الدواعش، وبات أمرا طبيعيا أن يوصفوا أنهم وحوش ومتخلفون لا يعرفون معنى الشرف ولا الغيرة على عرضهم طالما أن مدنهم خضعت لسلطة تنظيم دولة الخلافة الإسلامية.

بداية الحملة

هذه الحملة الإعلامية المنظمة فرضت حضورها اليومي منذ أن سقطت محافظة نينوى تحت سلطة تنظيم الخلافة عام 2014 وتحديدا ما إن بدأت سياسة تهجير المسيحيين من الموصل وقتل الإيزيديين وسبي نسائهم في قضاء سنجار والقرى المحيطة به من قبل عناصر تنظيم الخلافة .
خلال الأعوام التي سيطر فيها التنظيم على محافظة نينوى تصاعدت وتيرة هذه الحملة الإعلامية يوما بعد آخر وانتظم في صفوفها طيف واسع جدا من العراقيين بمختلف انتماءاتهم الدينية والقومية وكلما ارتكب الدواعش جريمة ارتفعت وتيرة الشتائم واتسعت قاعدة الشاتمين وتعمقت مشاعرالكراهية ضدهم .
بدا واضحا أن هذه الحملة قد خرجت عن كونها مجرد رد فعل عفوي ازاء ما يرتكبه تنظيم (الدولة) من انتهاكات وجرائم بشعة بحق الأقليات وأتباع الديانات التي تدين بغير الإسلام، خاصة وأنها تبلورت واتخذت شكلا ممنهجا ومؤطرا في جيش الكتروني شبحي اصطف في صفحات ومواقع الكترونية، ويمكن ملاحظة ذلك في نمط محدد من العبارات والردود التي باتت تتكرر على ألسِنة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ويشير تكرارها على أنها بمثابة أجندة صادرة من جهات سياسية تتولى توجيه وقيادة جيش من الشاتمين الشامتين بتكرار استعمالها، وبطبيعة الحال فإن مثل هذا الوضع في المقابل لابد أن يثير قدرا من الريبة إزاء من يرددها في اللحظة التي تجده يعبر عن سخطه ضد همجية الدواعش طالما كان رد الفعل الجمعي المشخَّص في عبارات الشتم والشماتة يتعمّد عدم التفريق ما بين تنظيم الدولة وعموم العرب السنة ويضع كليهما في سلة واحدة، بمعنى أن وراء ذلك تختفي عملية ممنهجة لخلط الأوراق بهدف شيطنتهم وتجريمهم وتحميلهم المسؤولية مناصفة مع عناصر تنظيم دولة الخلافة عن كل الجرائم التي ارتكبت بحق بقية مكونات المجتمع.
وفق هذا السياق تمت عملية تزييف وتغييب للحقائق مع أن كثيرا منها موثق بالصوت والصورة بما يؤكد على أن العرب السنة قد دفعوا الثمن الأكبر قبل غيرهم في المدن التي سيطر عليها التنظيم والتي يشكلون فيها أغلبية سكانية كما هي مدينة الموصل نتيجة ما ارتكبه الدواعش بحقهم من جرائم بعضها يرتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية، فعلى سبيل المثال في عام 2015 أقدم تنظيم دولة الخلافة في يوم واحد فقط على إعدام 2071 عربيا سنيّا من سكان الموصل، وكانت التهمة الموجهة إليهم هي التخابر مع القوات الأمنية الحكومية العراقية، وقد علق التنظيم قائمة باسمائهم على بوابة مبنى الطب العدلي الكائن في حي الشفاء الواقع في الجانب الأيمن من المدينة ولم يتم تسليم جثثهم إلى ذويهم وفي حينها اشارت التقارير الاستخباراتية إلى أن جثث المعدومين تم القاؤها في حفرة عميقة تقع خارج المدينة تم الوصول اليها فيما بعد وتصويرها من قبل القنوات الفضائية والطواقم الصحافية بعد تحرير الموصل.

التَّشفي من الضحايا

بلغت حملة دعشنة العرب السنة ذروتها مع بدء عمليات تحرير مدينة الموصل وتقدم القوات العراقية الحكومية وسيطرتها على مجريات المعركة وتحريرها للأحياء السكنية خاصة في الجانب الغربي حيث يشكل العرب السنة معظم سكانه. في هذه الحملة الإعلامية تجلت نبرة التّشفي إزاء ما يسقط من قتلى بين صفوف المدنيين نتيجة القصف المدفعي والصاروخي وقصف الطيران العراقي والتحالف الدولي هذا اضافة إلى تدمير البنى التحتية من جسور ومستشفيات وبنوك ومدارس ومبان حكومية ومساجد ودور عبادة.
من خلال حملة دعشنة عرب الموصل والتشفي بمآسيهم توحدت تعليقات عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي سواء بشكل فردي او من خلال جماعات منتظمة ولعل تدمير جامع النوري ومنارته الشهيرة الحدباء أبرز مثال على ذلك.
هذه الظاهرة الإعلامية كشفت عن نفسها بشكل صارخ في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أكبر من بقية القنوات الإعلامية الأخرى وذلك لسهولة استخدامها من قبل اي شخص لمجرد امتلاكه هاتفا ذكيا، وتستدعي هذه الظاهرة التساؤل عن الابعاد الاستراتيجية التي تختفي وراءها.

سقوط إعلامي

في كل الأحوال نجد أن الهدف الأقصى لهذه الحملة الإعلامية يتلخص في السعي لتمزيق النسيج المجتمعي وقطع آخر الخيوط التي تربط مكوناته الدينية والقومية مع العرب السنة على وجه الخصوص لأنهم يشكلون أغلبية سكانية وصولا إلى تهيئة المقدمات لإعادة تقسيم ما يعرف في المنطقة العربية، لم يعد غريبا ولا مفاجئا مثل هذا الاستنتاج بعد أن تم تداوله على نحو واسع في الأوساط السياسية والإعلامية خاصة بعد أحداث ما يعرف بالربيع العربي التي ابتدأت في مطلع العام 2011 والتي كان من أولى تداعياتها سقوط العديد من الدول والمجتمعات العربية في دوامة من العنف والاقتتال الداخلي لم تتوقف بعد مضي أكثر من ستة أعوام عليها كما في ليبيا وسوريا واليمن والعراق وليس هناك ما يشير إلى امكانية ايقاف هذا التداعي على المدى المنظور بل على العكس كل المؤشرات تذهب في اتجاه زيادة وتيرة العنف المجتمعي بما سيفضي إلى تغييب الانتماء الوطني الجامع للمكونات في مقابل تخندق قائم على أسس فرعية (عنصرية) وهذا المسار سيفضي بالتالي إلى تفتت الدول وتشظيها إلى دويلات قائمة على أسس مذهبية اودينية اوقومية.

برنارد لويس وخطة التفتيت

نحن الآن أصبحنا شهودا على نجاح الفرضيات التي سبق أن طرحها المفكر الأمريكي الجنسية والفرنسي الأصل (برنارد لويس) في الملف الذي قدمه عام 1978 إلى الرئيس الأمريكي جيمي كارتر لمواجهة العالم الإسلامي خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تجلس على بحيرات هائلة من النفط وتستحوذ على معظم ثروات العالم هذا اضافة إلى ما يشكله المسلمون من خطر على هوية الغرب المسيحي وجودا ومصالح حسب وجهة نظر (لويس) التي ركز فيها على فكرة حتمية صراع الأديان في منطقة الشرق الأوسط، ولكي يتم وقف هذا الخطر الإسلامي لابد من التركيز على تفتيت المجتمعات في العالم الإسلامي اعتمادا على استراتيجية دعم الهويات الفرعية الدينية والإثنية.
لو تتبعنا مجريات احداث الربيع العربي لوجدنا عديد الادلة التي تؤكد على ان المنطقة العربية قد ساقت نفسها بنفسها إلى الفخ الذي توصل اليه برنارد لويس ونصبته الدوائر الاستخباراتية في الدول العظمى.

الثمن الفادح

إن الخسارة الحقيقية هنا في هذه المسألة تكمن في حالة العداء والكراهية التي شاعت في مجتمعات الشرق الأوسط والتي لم يسلم منها الجميع دون استثناء، بل كانوا الأدوات الفاعلة لإدامة هذه المشاعر كما خططت لها الدوائر الاستخباراتية الإقليمية والدولية. ولعل اسوأ ما في هذه الحالة اعتبار العرب السنة جميعهم دواعش حتى اولئك الذين لا يرتبطون مع التنظيم بأية صلة والذين تضرروا منه كثيرا .
إن المعركة مع قوى الإرهاب ممثلة في المواجهة الشرسة ضد تنظيم الخلافة كان ينبغي أن تكون ذات بعد وطني حيث تتاح الفرصة فيها لجميع العراقيين أن يشاركوا فيها بمختلف مكوناتهم الثقافية والمذهبية لأنها معركة وجود للجميع ، للدولة وللمجتمع ولبلد اسمه العراق وعلى هذا الأساس لا يمكن القبول بفكرة أن هناك طائفة ليس لديها الاستعداد للمشاركة فيها بحجة تخاذلها او تواطئها مع الإرهاربيين.
هذه التخريجات التي يتم تداولها منذ ان بدأت معركة تحرير الموصل كانت بمثابة مقدمة لجملة إجراءات اقدمت عليها سلطة التحالف الوطني الحاكمة بزعامة حزب الدعوة فيما بعد لمنع مشاركة العرب السنة في معركة التحرير،ودليلنا على ذلك:عدم الموافقة على تأسيس تشكيل عسكري بأسم(الحرس الوطني) كانت قد دعت اليه القوى السنية لأجل أن يكون قوة محلية في المحافظات ذات الأغلبية السكانية السنيّة لكي يساهم في معركة التحرير ومواجهة الإرهاب، وحتى عندما تمت الموافقة بعد مخاض عسير على تشكيل قوة عسكرية أخرى من أبناء محافظة نينوى اطلقت عليها تسمية (حرس نينوى) تم التعامل معها بعدم الاهتمام ولم يتم تجهيزها باسلحة حديثة كما هو عليه الحال في ميليشيا الحشد الشعبي، كما لم يسمح لتشكيل حرس نينوى بالمشاركة في معركة تحرير محافظة نينوى عندما بدأت المواجهة العسكرية وبقيت عناصره تنتظر الفرصة وهي قابعة في مقراتها.
وفق هذا السياق ليس صعبا ملاحظة إصرار قوى التحالف الوطني الشيعي الحاكم على استبعاد العرب السنة في الموصل من المشاركة في تحرير مدينتهم والاكتفاء بتشكيلات رمزية مسلحة عشائرية يقف خلفها نواب سنة يمثلون محافظة نينوى في البرلمان العراقي ويرتبطون بعلاقة خاصة مع نوري المالكي نائب رئيس الجمهورية وزعيم كتلة دولة القانون الذي مايزال يملك نفوذا وسلطة على الأرض أكبر بكثير من سلطة رئيس الوزراء نفسه حيدر العبادي خاصة في ما يتعلق بحركة فصائل الحشد الشعبي، وهذا يعود إلى طبيعة العلاقة الوثيقة التي يرتبط بها المالكي مع طهران التي عبرت عن دعمها له وتأييدها القوي في أكثر من مناسبة وعلى لسان أكثر من مسؤول حكومي، وفي مقدمتهم علي خامنئي نفسه حتى ان هناك العديد من التقارير التي اشارت إلى ان طهران كان لها دور كبير في ايقاف الإجراءات القضائية التي اوصى بها التقرير النهائي للجنة التحقيق الخاصة باسباب سقوط الموصل التي شكلها البرلمان العراقي لأن اسم المالكي تصدر قائمة الاسماء التي وصلها عددها إلى 37 مسؤولا حكوميا وعسكريا وجدتهم اللجنة يتحملون مسؤولية سقوط المدينة.

تخوين الآخر

أمام عبارات الشكر والعرفان الموجهة للطائفة الشيعية التي أغرقت مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارهم تحملوا ولوحدهم معركة التحرير الباهظة ودفعوا الدم غاليا من شبابهم ليستعيدوا محافظة نينوى من الإرهابيين ويحرروا الأسيرات المسبيات الإيزيديات ليس من الصعب اكتشاف ما تحمله هذه الحملة الإعلامية الممنهجة من هدف محدد يتلخص في الإيغال في تمزيق النسيج الاجتماعي بابعاده الدينية والقومية والوطنية من خلال الاصرار على فكرة التخوين والتسقيط الوطني والاخلاقي للعرب السنة وقد تكاتف على شن هذه الحملة جهات مختلفة دينيا قوميا، لعل في مقدمتها ماكنة الإعلام التي تملكها وتمولها احزاب الإسلام السياسي الممسكة بالسلطة.
انتهت معركة تحرير مدينة الموصل بهزيمة تنظيم دولة الخلافة الإسلامية وعادت سلطة الدولة العراقية إليها، وتعبيرا عن شعور سكانها بعظمة وأهمية ما تحقق من نصر كبير منحهم فرصة الخلاص من سلطة الدواعش عمت مظاهر الفرح شوارعها رغم الثمن الفادح الذي دفعته المدينة بتدمير 800 في المئة من ابنيتها التحتية وخسارتها لأكثر من 40 الف قتيل مدني ، إلا أن هناك نقطتين مهمتين تستوجب التوقف عندهما، الأولى تتعلق بالأسباب التي أدت إلى سقوط الموصل عام 2014.
والنقطة الثانية تتعلق بتداعيات نتائج النصر على واقع ومستقبل السكان والمدينة.
أمّا بخصوص النقطة الأولى فعلى ما يبدو أن السلطة في بغداد لم تخرج بما يكفي من الدروس لكي تتجاوز وتتلافى وتستبعد ما كان له صلة في انهيار العلاقة ما بين الجيش العراقي وبقية الأجهزة الأمنية مع سكان الموصل وادارتها المحلية نتيجة سوء تصرف وفساد الكثير من عناصر الجيش والأجهزة الأمنية مع المواطنين (هذا مااشار اليه تقريرلجنة سقوط الموصل البرلمانية)فالتجاوزات التي حصلت بعد التحريرخاصة في الجانب الشرقي (الأيسر) من المدينة والتي يتحمل مسؤوليتها عناصرمسلحة تنتمي إلى فصائل الحشد الشعبي (كتائب سيد الشهداء) قوامها من المكون الشَّبكي الشيعي الذي يقطن خارج مركز المدينة وتحديدا في منطقة سهل نينوى كانت قد وصلت إلى حد الاشتباك المسلح في منطقة المجموعة الثقافية مع عناصر حرس نينوى المكلفين بحفظ الأمن داخل المدينة وهذا ما يبعث رسالة قلق وعدم اطمئنان حول مستقبل الأمن والأمان لدى سكان الموصل ،كما يمنح الفرصة مرة أخرى للإرهابيين لكي ينفذوا من هذه الثغرة ليعاودوا نشاطهم في التفجيرات والاغتيالات وابتزاز المواطنين.
اما النقطة الثانية المتعلقة بنتائج النصر فإنها مرتبطة بدرجة كبيرة بقضية دعشنة العرب السنة التي نجح الإعلام الرقمي في ترويجها وكسبها إلى درجة بات فيها من الصعب عليهم أن يرفعوا صوتهم احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية التي يعانون منها أو أي تجاوزات قد تقع عليهم من قبل عناصر محسوبة على السلطة المركزية لأنهم وحسب أجندة هـذا الإعـلام:
- كانوا حواضن للدواعش مما مهد الطريق لسقوط المدينة.
- أساؤوا إلى كرامة الجيش العراقي في وقت سابق لمّا رموا عناصره بالحجارة ساعة هروبه من المدينة عندما سقطت تحت سلطة الدواعش.
- لم يعلنوا اية صورة من صور المقاومة المسلحة ضد الدواعش طيلة الأعوام الثلاثة التي كانوا فيها خاضعين لسلطتهم.
- لم يدافعوا عن الأقليات التي تم تهجيرها من المحافظة بل ساهموا فيها واستولوا على بيوتهم وأملاكهم.
- لم يشاركوا في القتال إلى جانب القوات الحكومية والحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل.
كل هذه الأسباب التي هي بمثابة اتهامات تم الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تضع الموصليين من العرب السنة في عنق الزجاجة، بما تجعلهم يشعرون بالانكسار والذل رغم فرحتهم بالنصر على الدواعش.

ما بعد التحرير

وعلى ما يبدو فإن هذه النتيجة تقع في صلب ما كان يسعى إلى تحقيقه نوري المالكي من أجندة منذ أن كان يتولى رئاسة الوزراء، فالأجواء ما بعد تحرير الموصل أصبحت اليوم ملائمة جدا لإحداث ما كان يعد له من تغيير ديموغرافي في بعض مناطق محافظة نينوى على أسس طائفية مثل قضاء (تلعفر) الذي يتقاسمه الشيعة والسنة، كذلك بعض مناطق سهل نينوى مثل ناحية (برطلة) التي يتواجد فيها وفي القرى التابعة لها أقلية شبكية ينقسمون ايضا في تبعيتهم المذهبية مابين شيعة وسنّة هذا إضافة إلى تأمين خط بري لنقل السلاح والمليلشيات من إيران إلى سوريا بعد أن تمر قوافل الشاحنات من محافظة ديالى التي تجاور الحدود الإيرانية إلى الموصل التي لها حدود مشتركة مع الأراضي السورية.

كاتب وباحث من العراق

دَعشَنةُ العَرب السنَّة فِي الموصِل

مروان ياسين الدليمي

انتقال نيمار لباريس سان جيرمان بات وشيكا

Posted: 30 Jul 2017 02:00 PM PDT

برشلونة ـ د ب أ: أكدت العديد من وسائل الإعلام الإسبانية السبت الماضي أن نجم كرة القدم البرازيلي الدولي نيمار دا سيلفا مهاجم برشلونة الاسباني سينتقل رسميا خلال الأيام القليلة المقبلة إلى باريس سان جيرمان الفرنسي.
وأوضحت صحيفة «موندو ديبورتيفو» الاسبانية الرياضية أن نيمار ينتظر فقط أن يسدد النادي لفرنسي قيمة الشرط الجزائي لبرشلونة والذي تبلغ قيمته 222 مليون يورو (259 مليون دولار) ليعلن رحيله رسميا عن صفوف النادي الكتالوني.
وأكدت صحيفة «سبورت» الاسبانية الرياضية أن الناديين «فتحا قناة اتصال بينهما لتحديد كيفية اتمام الصفقة».
وأوضحت أن النادي الفرنسي يرحب بسداد الشرط الجزائي في عقد نيمار ولكنه يبحث عن طريقة لسداد أقل قيمة ممكنة لسلطات الضرائب الفرنسية وألا تتجاوز قيمة الصفقة 300 مليون يورو.
وصرح جوسيب ماريا بارتوميو رئيس نادي برشلونة ، إلى شبكة «إسبن»، قائلا : «إذا أراد نيمار الرحيل ، يعلم أن عليه سداد (الشرط الجزائي) للانتقال إلى أي فريق آخر. ولكن المشجعين والنادي يرغبون في استمراره».
وكان بارتوميو أكد مجددا قبل أيام أن نيمار ليس مطروحا للبيع.

انتقال نيمار لباريس سان جيرمان بات وشيكا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق