Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 28 يوليو 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


مفارقات عربية في معركة الأقصى

Posted: 28 Jul 2017 02:28 PM PDT

اندفع عشرات الآلاف من الفلسطينيين الخميس وأمس الجمعة للتعبير عن التحامهم مجددا برمزهم المقدس، المسجد الأقصى، في تظاهرة اجتماعية ـ سياسية هائلة تعكس إحساسا بانتصار حراكهم السلمي الكبير على آلة الموت الإسرائيلية وهو ما دفع تل أبيب للإحساس بالغضب والمهانة فتصرفت بالوحشية المفترضة فيها وهاجمت جموع المصلين داخل باحات المسجد وخاصة في منطقتي قبة الصخرة والمسجد القبلي فجرحت الخميس أكثر من 113 شخصا واعتقلت عددا من الشبان وعرقلت وصول آلاف أخرى إلى محيط الأقصى، بينما قتلت شخصا وأصابت 52 الجمعة.
يبدو سلوك إسرائيل الهمجي، لمراقب من الخارج، منفصلا عن المنطق، فما الذي يدفع دولة وافقت على عودة المصلين إلى المسجد لمطاردتهم من جديد في باحاته والاعتداء عليهم بالرصاص المطاطي والضرب وقنابل الغاز؟ وهل يمكن لدولة تتفاخر بديمقراطيتها أن تنفعل فجأة وتدفع بجنودها كالثيران الهائجة نحو مدنيين عزل؟ والحقيقة أن للاحتلال منطقا خاصا به فهو لا يطيق فكرة أنه قابل للتراجع عن قراراته، واعتداءاته على المصلين تريد أن تقول لهم إنهم لا يمكن أن يعتقدوا أنهم انتصروا لأن الاحتلال ما زال موجودا.
مع جدارة هذا التحليل لا يجب أن نغض الطرف عن حقيقتين مهمتين: الأولى أن الانفعال الطائش لقوات الاحتلال ناتج عن خوف عميق من هذه الحركة العبقرية للجماهير الفلسطينية التي عبرت عن نفسها بعفوية وذكاء بالامتناع عن الصلاة داخل المسجد حتى تزول البوابات الالكترونية ثم باندفاع الجموع الكبيرة للصلاة داخله حين أزيحت البوابات الالكترونية.
في هذه الأثناء وإثر الغليان الشعبي في الأردن بعد مقتل مواطنين برصاص حارس أمن في السفارة الإسرائيلية كان لافتا إصدار الديوان الملكي الأردني بيانا على لسان الملك عبد الله الثاني يطالب فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاكمة رجل الأمن القاتل.
لقد خلق الاستفزاز الإسرائيلي المتقصد للأردن (نتيجة استقبال الأبطال الذي قدمه نتنياهو لحارس السفارة بعد قتله الأردنيين) وضعا محرجا لعمان حيث أنه أعاد إلى أذهان الأردنيين مسلسلا طويلا من الاستهانة بكرامتهم والإهانات المؤلمة للحكومة والشعب، كما حصل عندما قتل القاضي رائد زعيتر عام 2014 على يد جندي إسرائيلي، وهو ما دفع الملك الأردني للقول إن ما حصل «تصرف مستفز على كل الصعد يفجر غضبنا جميعا ويؤدي لزعزعة الأمن ويغذي التطرف في المنطقة»، وللطلب من نتنياهو اتخاذ الاجراءات القانونية التي تضمن محاكمة القاتل وتحقيق العدالة «بدلا من التعامل مع هذه الجريمة بأسلوب الاستعراض السياسي بغية تحقيق مكاسب سياسية شخصيةّ»، وتبعت مظاهرات شعبية قرب السفارة أمس، وطلب عمان من تل أبيب عدم عودة سفيرتها إلى أن يتم التحقيق في الحادث.
في حادثة قتل الأردنيين، كما في قرار الاعتداء على المصلين، لا تترك إسرائيل، عمليا، خيارا سوى مجابهتها، وهو ما يعيد إلى الأذهان مقولة نسبت للقائد الفلسطيني الشهيد كمال ناصر عن كونه يراهن على عدوانية إسرائيل التي لا تترك مجالا للتوسط أو المساومة معها.
وهذا يذكرنا أيضاً بالمشاريع العربية التي لا تنفك تحاول الوصول إلى اتفاق مع تل أبيب، وكان آخرها، حسب مصادر عديدة، مشروع بادرت إليه السعودية التي قدمت «حوافز» متنوعة لإسرائيل، بل وتفهمت، كما أشارت مصادر عربية وإسرائيلية، تركيب إسرائيل «بوابات الكترونية»، ولكن طبع إسرائيل الإجرامي الذي يغلب تطبعها، لا يني يطيح بكل مشاريع التسوية معها، رغم التنازلات الجسيمة، ووعود التحالف ضد إيران إلى آخر منتجات هذه البضاعة الخاسرة.
ومن هنا نفهم ما أذاعته وسائل إعلام سعودية عن أن إسرائيل قامت بفتح الأقصى أمام المصلين بعد تدخل الملك سلمان بن عبد العزيز، وهذا خبر جلل لأنه يعتبر، من جهة، تقهقرا محمودا عن أخبار «التفهم» و»التفاهم»، لكنه، من جهة أخرى، يزيح من المشهد، مرة أخرى، نضال الفلسطينيين الذي كان السبب في تراجع إسرائيل، كما أزاحهم عندما «تفهم» حاجات إسرائيل الأمنية واعتبرهم مثل «الإرهابيين» الذين يهددون أمن المملكة.

مفارقات عربية في معركة الأقصى

رأي القدس

الأطفال:طريقة الاستعمال!!

Posted: 28 Jul 2017 02:27 PM PDT

على شاشة التلفزيون الفرنسي (القناة 2) شاهدت مقدم البرامج المخضرم باتريك سيباستيان في إحدى حلقات برنامجه الأسبوعي الدوري منذ أعوام واسمه «اكبر كاباريه في العالم» لكنه للمرة الأولى بدّل اسمه الى «كاباريه الأطفال». ولفتني ذلك، إذ ما الذي يفعله الأطفال في برنامج كهذا غير نقل الدم الجديد الى استعراض يكاد يصير مألوفاً حتى الملل؟
اختيار (الأطفال) لضخ الدم الى برنامج سيباستيان فكرة جيدة له بدليل أنني شاهدت هذه الحلقة أنا التي لا ترقب عادة برنامجه الا في ما ندر، وأعتقد ان عشرات الآلاف فعلوا مثلي فالأطفال مغناطيس جاذبية ببراءتهم وجمال طفولتهم وعفويتهم.
وهكذا شاهدت سيباستيان جالساً على مقعده المألوف في البرنامج حيث نراه عادة محاطاً بنجوم الفن والإعلام جالسين حول الطاولة إياها أمام فقرات يقدمها أمهر بهلوانات العالم ونجوم ألعاب الخفة (السحر!!) وغير ذلك حتى أضحى البرنامج روتينياً. وأنقده الأطفال هذه المرة بعدما استعملهم سيباستيان كإعلامي ماهر مخضرم محنك.

الأطفال (بضاعة) في (السيرك) الإعلامي

جاء الأطفال ـ وكلهم دون العاشرة ـ كالدمى الانيقة، إذ ارتدى الصبيان (السموكن) كما يفعل نجوم البرنامج عادة كما ارتدت البنات ثياب السهرة الطويلة التي لا تليق بأعمارهن طبعاً.. وبدا المشهد لي سيركاً استهلاكياً ولكن سيباستيان أحسن استغلاله، وجعله مسلياً للمتفرج فقد سأل أحد الأطفال مثلاً عما يريد أن يفعله حين يكبر، وأجابه الطفل: أريد أن آخذ مكانك وأحل محلك!! وانفجرنا ضحكاً لصدقه وبراءته. ولم يضيع مقدم البرنامج الذكي الفرصة وتابع (اللعبة) ونهض من مقعده وأجلس الطفل على كرسيه (!)
دور الأطفال في البرنامج (غير الحوار معهم والخروج منهم بإجابات صادقة بريئة) يتلخص بأن يقدم كل طفل فقرة من فقرات البرنامج بحيث يقرأ ذلك في ورقة أمامه ونتذكر انه لم يتعلم القراءة من زمان. وطريقته في الأداء تضحكنا كما القطط الطريفة.
حين انتهى البرنامج شعرت بشيء من طعم المرارة في فمي، وتساءلت: أولئك الأطفال ألم تؤذهم نفسياً ساعة الشهرة العابرة هذه التي سيعودون بعدها الى حياتهم اليومية كعاديين؟ هل من (الصحي نفسياً) ما حدث لهم؟ هل سيسمم ذلك حياتهم ويجعلهم يركضون خلف الشهرة بعدما ذاقوا عسلها؟ لم يرق لي الأمر كأم!

براءة الأطفال بعد عري النساء

كانت الإعلانات الغربية في التلفزيونات في أواخر القرن العشرين وأوائل هذا القرن تستغل جسد المرأة الشابة للفت نظر المتفرج إلى (البضاعة) موضوع الإعلان، وتبالغ في تعرية الجميلات.
في الأعوام الأخيرة من القرن الجديد لاحظ المعلن الذكي أن جسد المرأة الغربية صار (بضاعة إعلامية مستهلكة) ضجر الناس منها وهم يرون المرأة شبه عارية صيفاً في شوارع المدن الغربية وقطارات أنفاقها وحدائقها العامة ومقاهيها وشرفاتها ولا مفر للإعلامي الذكي من اكتشاف حقل جديد يدر المال على الشركة المعلنة.. وهكذا تم استعمال الأطفال لذلك.
والسؤال هو: أطفال الإعلانات، هل من حق الاأهل (استغلال) براءتهم إعلامياً لربح المال؟

استغلال الجنين وهو في بطن أمه!

منذ أكثر من عقد راجت تجارة استعمال الطفل إعلامياً حتى قبل أن يولد. وشعرت بالنفور حين شاهدت للمرة الأولى صورة نجمة هوليوودية عارية (وهذا مألوف) لكنها تستعرض بطنها المنتفخ بالحمل (كصرعة) إعلامية إذ لم يسبق من قبل نشر صور كهذه.. وتلاحقت الصور. الشهيرة فلانة حامل في شهرها الثامن أو التاسع. ها هي عارية تستعرض الطفل الآتي. وتضايقت إذ أشعر أن للأمومة حرمتها.. وليس من حقنا استعمال أطفالنا لأغراض إعلامية تجارية حتى قبل ولادتهم!

إنه الوباء فحذار من العدوى

لأننا نقلد الغرب في الكثير من برامجنا المتلفزة وأفلامنا أتمنى ألا تنتقل إلينا عدوى وباء استعمال الأطفال لأغراض إعلامية لربح المال على أكتافهم الهشة.. وتجارب أطفال الغرب مع النجاح في مرحلة الطفولة لا تبشر بالخير. بطل الفيلم المسلي «أمي، لقد فاتتني الطائرة» الطفل صار مدمناً للمخدرات حين كبر لأنه عجز عن منافسة نجوم الشاشة المكرسين من دون حماية درع طفولته له. والأمر ذاته يكاد ينسحب على دانييل رادكليف بطل أفلام (هاري بوتر) الذي نكبه الدهر بأنه كبر كما يحدث للبشر جميعاً.. ولم يعد يجد أدواراً تؤمن له مخدر الشهرة.
ترى هل أطفالنا مادة استهلاكية أخرى في عالمنا المعاصر؟
أليس من حق الأطفال علينا هدايتهم إلى العلم والدراسة والقيم الإنسانية والعمل والحياة الواقعية؟

آه.. الطفل العربي!

كل ما تقدم يهون أمام ضحايا حروبنا المحلية العربية من الأطفال وجراحهم وقطع بعض أعضائهم بالألغام، ناهيك عن استعمالهم وتوظيفهم في القتال وحمل الاحزمة المتفجرة أو كدروع بشرية.. وطردهم من بيوتهم وتهجيرهم في بعض أقطارنا العربية في حروب محلية بل وإرغامهم على التسوّل. ويظل حظ الطفل الغربي من الأذى أهون بكثير مما يعانيه الطفل العربي الفلسطيني في إسرائيل (أي فلسطين المحتلة) حين يتم هدم بيته بذريعة أن شقيقه الكبير (إرهابي) في نظر إسرائيل، وشاب بطل مقاوم للاحتلال في أنظارنا.. الأطفال ونزوحهم وتشردهم وحكايا بؤسهم تطول.
فالأطفال العرب ينالون نصيبهم من الأذى في حروب لم يقوموا باختيارها وكوارث تحل بهم وتدمر طفولتهم حتى انه صار بوسعنا القول ان معظم الأطفال العرب ضحايا للحماقة السياسية (للكبار). فمتى يتجاوز (الكبار) عندنا سن الطفولة السياسية؟

الأطفال:طريقة الاستعمال!!

غادة السمان

«الأقصى» على «الجزيرة»… ودحلان عبر شاشة «الأقصى»!

Posted: 28 Jul 2017 02:27 PM PDT

وكما قال الشاعر أحمد بك شوقي: «إن المصائب يجمعن المصابينا»، فقد انضم بنيامين نتنياهو، إلى الحلف الاستراتيجي، الذي يدعو إلى إغلاق قناة «الجزيرة»!
وإذا عُرف السبب بطل العجب، فـ»الجزيرة» هى شريك في الانتصار الذي حققه الشعب الفلسطيني في موقعة المسجد الأقصى، فقد نقلت انتفاضة المرابطين إلى العالم أجمع، ومن خلال فريق عملها هناك، الذين واصلوا الليل بالنهار، لينقلوا الصورة الكاملة، لنضال شعب، في لحظة هزيمة للأمة. تجسدت باستماع المجلس التشريعي في غزة لخطاب من محمد دحلان عن طريق «الفيديو كونفرنس»!
كان دحلان يلقي خطابه، وتبثه القنوات المملوكة لحركة حماس بالصوت والصورة، في لحظة هزيمة للقضية الفلسطينية، بينما الجزيرة تنقل صورة الآلاف، في حشد قتال، إلى المسجد الأقصى، بعد أن تم اجبار الحكومة الإسرائيلية على رفع البوابات الالكترونية، وهي تتجرع السم، وتقبل بالهزيمة، فكانت هزيمتها على شاشة الجزيرة، واضحة، وكان انتصارها على شاشة قناة «الأقصى»، لا تخطئه عين، في لحظة لم نميز فيها بين قناة «الغد» المملوكة لمحمد دحلان، و«الأقصى» المملوكة لحماس.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فقد شاهدت تواً قناة «دحلان» ومقرها الرئيس في القاهرة، فوجدت تغييراً طرأ على اسمها، فلم تعد قناة «الغد العربي»، فقد تم حذف «العربي»، استعداداً للعب على المكشوف، فماله هو بالعربي ماضيا وحاضراً؟!

المرحلة الأضعف

لم يصل الفلسطينيون إلى هذا النصر، هبة من المجتمع الدولي، أو بعد تدخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أو خوفاً من المغاوير قادة الدول العربية، ولكنهم حققوه بحرصهم على النصر، في وقت كان هناك من خضع بالقول وبالعمل، لما يراه تغيرا طرأ في العالم الغربي، لا يسمح في العالم العربي إلا بالهزائم، ونقلت «الجزيرة» نضال أهل القدس، ومن المفارقات أنها المرحلة الأضعف في تاريخ القضية الفلسطينية، فأكبر بلد عربي لم يشهد مظاهرة هذه المرة تندد بالعدوان الإسرائيلي، ودول الخليج كانت قد قررت اللعب على المكشوف، وتستعد للتطبيع مع إسرائيل، وحدث توافق بين شيوخ الدين في المملكة وشيوخ السلطة في مصر، تجعل من المسجد الأقصى قضية فلسطينية – قطرية، وقال «خالد الجندي» عبر إحدى القنوات التلفزيونية، أن ما يجري في القدس، هو لرفع الحصار عن قطر، ولم نشاهد هذه المرة سوى مظاهرة في الأردن، وأخرى في تركيا، وبدا الاحتياطي الاستراتيجي من مخزون الشجب والإدانة والاستنكار قد نضب من البلدان العربية، فلم نسمع إلا صوتين فقط كانا معنيين بالأقصى والقضية الفلسطينية، الأول للرئيس التركي طيب رجب أردوغان، والثاني لأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومن القنوات التلفزيونية لم تبق للقضية سوى قناة الجزيرة، وكفى بها نعمة.
عندما أُتخذ القرار بوضع البوابات الالكترونية أمام المسجد الأقصى، كانت الجزيرة مشغولة بقضية الحصار المفروض على قطر، لكنها مع ذلك انشغلت بالقضية الأم، ونقلت الانتفاضة الفلسطينية على مدار الساعة، وكانت كاميرا الجزيرة مباشر ترصد صمود الشعب الفلسطيني، ذوداً عن قدسية أولى القبلتين، فكانت ظهيراً للانتفاضة في زمن التعتيم الإعلامي، ووجد بنيامين نتنياهو فيما فعلت، جريمة لأنها نقلت الانتفاضة إلى العالم، فوقف على حجم الانتهاكات الإسرائيلية، فانضم إلى أصدقائه وأذرع المشروع الإسرائيلي في المنطقة، وطالب بإغلاق الجزيرة، وهدد بإغلاق مكتبها في القدس!
لقد وضعت دول الحصار على قائمة مطالبها، إغلاق قناة الجزيرة، وقال حاكم الشارقة في صبيحة يوم الحصار لن يكون مقبولا هذه المرة بأقل من إغلاق الجزيرة بعد إغلاق «الجزيرة مباشر مصر» بناء على طلب خليجي في السابق، ولم يكن الأمر له علاقة بتدخل القناة في الشؤون الداخلية لدول الجوار، يقصدون مصر، فالشاهد، أن الانقلاب العسكري هو نتاج تدخل السعودية والإمارات في شؤون القاهرة، وهناك قنوات سعودية وإماراتية وقفت مع الثورة المضادة، كما أن قنوات تلفزيونية وصحف ومواقع في مصر تمول تمويلاً كاملاً من هذه الدول، وعبر موفدها محمد دحلان، ولا يمكن أبداً فهم زيارة هذا الدحلان لمقار هذه الصحف، على أنها للوقوف على الخبرة المصرية في مجال الصحافة، أو انه توماس فريدمان جاء لينقل خبرته الصحافية للصحافيين المصريين في برنامج للتدريب على الكتابة الصحفية بين القديم والحديث!

محنة سيناء

ما علينا، لقد كان واضحاً للعيان، أن الحملة على قطر، والتي هبط فيها الإعلام السعودي للخوض في الأعراض، والتطاول على الأنساب، إنما يستهدف وقف قناة الجزيرة لترتيبات ستتم على مستوى القضية الفلسطينية، فيما عُرف بصفقة القرن، التي يتحاشى أطرافها ذكر تفاصيلها، والتي بدا من الواضح أنها تعني تسليم جزء من سيناء للفلسطينيين، وكانت البداية مع الانقلاب العسكري، لتحويل سيناء إلى ساحة حرب، وتهجير سكانها، استعداداً لهذا المخطط الجهنمي، وتحويلها إلى منطقة مغلقة ممنوع الاقتراب أو التصوير.
في مؤتمر الشباب الأخير، طالب عبد الفتاح السيسي الإعلام بتغطية انتصارات الجيش على الإرهابيين في سيناء، وهو يعلم أن سيناء أرض محرمة على الصحافيين، فهذه أول حرب تفتقد للمحررين العسكريين، وما ينشر من هناك، إما نقلاً عن ما يكتبه المتحدث العسكري عبر صفحته على «الفيسبوك»، أو نقلاً عن مواقع تنظيم داعش، أو مصدرها اتصالات بالأهالي، فليس مسموحاً للصحافيين بالانتقال لأرض المعركة، لأن الإثم هو ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس، بمن في ذلك الإعلاميين الذين يمثلون الأذرع الإعلامية للعسكر!
وذلك، لأن الحقيقة يمكن أن تتسرب عبر الصحافيين، وإن لم ينشروها، وفي تجربتي في هذا الصدد أن بعض الأخبار المهمة، كنا قبل الثورة لا نعرفها إلا من خلال طلب «مكتب الصحافة» التابع لوزارة الإعلام، وهو وإن كان يقوم بإبلاغ الصحف بقرارات النائب العام بحظر النشر في بعض القضايا فإنه كان يطلب بشكل عرفي عدم النشر لأخبار أخرى، وفي اليوم التالي كانت هذه الأخبار هى مثار حديث الناس على المقاهي وفي الحافلات العامة، وقد توقف عمل «مكتب الصحافة» بعد الثورة، ثم عاد مرة أخرى بعد الانقلاب، وقد تلقيت منه اتصالاً هاتفياً بصفتي رئيس تحرير، يطلب الاهتمام بإبراز خبر يخص إعلان تأييد مسؤول أمريكي لبيان عبد الفتاح السيسي، ولم أكذب خبراً ونشرت أنني تلقيت اتصالاً هاتفياً من مكتب «الصحافة» يطلب مني إبراز تصريحات المسؤول الأمريكي. ولا أعرف إلى الآن الطبيعة القانونية لمكتب الصحافة هذا.
كان اتصال مكتب الصحافة في فترة يؤكد فيها الإنقلابيون انحياز البيت الأبيض لهم، وفي المقابل فإن رافضي الانقلاب، كانوا في دعايتهم يؤكدون أن الغرب لن يقبل بالانقلابات العسكرية، وكانوا القادة الميدانيون في خطابهم يحرصون على أن يكونوا على مستوى «رجال الدولة»، وفي انتظار الحل الدولي، وقد انتصر الفلسطينيون في موقعة المسجد الأقصى لأنهم لم يلقوا بالاً للمجتمع الدولي ولم يطلبوا النصر منه.

صفقة القرن

ما علينا، فقد كانت الخطوة التالي لإعلان سيناء ساحة حرب مغلقة، يمنع الاقتراب أو التصوير، هو الترويج بأن سيناء لم تكن مصرية، وهى الدعاية التي بدأها الجنرال حمدي بخيت، المربي الفاضل للسيسي، في برنامج تلفزيوني، ثم بدأ الكلام يتردد بقوة في كثير من البرامج وبواسطة جنرالات بالجيش، وهذا ما يمهد الطريق لخطوة تالية، هى صفقة القرن، التي لا يمكن تمريرها في وجود قناة الجزيرة، فاحتشدت الأذرع السياسية للمشروع الصهيوني، لتطالب بإغلاقها ضمن الشروط الثلاثة عشر، مقابل رفع الحصار!
وإذا كانت الكتلة الصهيونية في المنطقة قد وجدت أن هذه هى الفرصة المواتية للانقضاض على القضية الفلسطينية وتصفيتها، لاسيما وأن حركة حماس استقامت أكثر مما ينبغي فلم تقبل بمحمود عباس، وإنما قبلت بما هو دونه وهو محمد دحلان، فإن النصر جاء من جبهة أخرى لم تكن في الحسبان، وربما وجد نتنياهو أن هذه فرصته لتأميم المسجد الأقصى، فمن يخيف في أمة العرب، فحتى حماس وفي ذكرى الاعتداء على غزة، استقبلت موفد إسرائيل على الرحب والسعة، ليطل من قناتها «الأقصى»!
وكما فوجئ نتنياهو برد فعل الشعب الفلسطيني في القدس، فقد فوجئ بموقف الجزيرة، التي ظن أنه جاءها ما يشغلها، والحصار المفروض على قطر يلزمها بألا تفتح جبهات أخرى، لكن الجزيرة نقلت بالصوت والصورة الجريمة الإسرائيلية، تماماً كما كانت تفعل في السابق مع كل جرائمها، منذ بث إرسالها في سنة 1996، وفي كل الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، كانت الجزيرة تنقل هذا الإجرام، الذي لم يرحم صغيراً، ولم يستثن مدنياً.
وهنا، فقد نتنياهو صوابه، وطلب بإغلاق الجزيرة، وغلق مكتبها، ولم ينتبه إلى أن أذرع المشروع الصهيوني في المنطقة، فُضحت فضيحة المختون يوم طلوعه على المعاش، فقد نظر إليهم العالم على أنهم قدموا تواً من عالم ما قبل العصر الحجري، عندما «يتحزمون» ويطلبون «على واحدة ونصف» بإغلاق قناة تلفزيونية، بدلاً من أن يطالبوا بتغيير سياستها مثلاً، ولأنهم تحولوا إلى مسخرة من العيار الثقيل، فقد بدأت بعض الأذرع الإعلامية لدول الحصار تردد أن إغلاق الجزيرة ليس مطلبها ولكن قطر وضعته لتستجلب اللعنات عليهم!
وفي هذا التوقيت يعلن ولي أمر دول الحصار من مستوطنته بضرورة إغلاق مكتب الجزيرة في القدس، باعتبارها شريك في هزيمته في وقت ظن أن القضية الفلسطينية لم يعد لها من ينصرها.
وهذه الدعوة من نتنياهو هى إحدى علامات الهزيمة، في وقت كان من المفترض أن يكون فيه مبتهجاً، ومحمد دحلان يصل لغزة، وتنقل خطابه التاريخي قناة مملوكة لحماس.
فالأقصى كان عبر شاشة الجزيرة، وليس عبر قناة الأقصى، في يوم أذل الله فيه نتنياهو ومن معه.

صحافي من مصر

«الأقصى» على «الجزيرة»… ودحلان عبر شاشة «الأقصى»!

سليم عزوز

بلادي وإن جارت علي عزيزة أم لئيمة؟

Posted: 28 Jul 2017 02:27 PM PDT

ما قيمة الوطن بلا مواطن يتمتع بكل ميزات المواطنة؟ أليس الوطن هو مجموع المواطنين الذين يعيشون فيه، أم إنه قطعة أرض؟ ألا يجب أن نتعامل مع مفهوم الوطن بموضوعية وعقلانية بعيداً عن التقديس الأجوف؟ لماذا لا نسمي الأشياء بمسمياتها بدل التغني بالوطن حتى لو داسنا وشردنا وجعلنا نهيم على وجوهنا في بلاد الله الواسعة بحثاً عن وطن حقيقي؟ لماذا ؟ لماذا يتميز العرب عن بقية شعوب الأرض بتلذذهم بالظلم والألم والعذاب والجور والاستغلال الذي يعانونه على أيدي أنظمتهم وحكوماتهم وجلاديهم؟ إنه نوع غريب من المازوخية العجيبة التي تحتاج إلى معالجة نفسية فورية. ولعل شعراءنا وفقهاءنا وبعض أدبائنا ساهموا بطريقة أو بأخرى في ترسيخ هذا الاستمتاع المرضي بالبطش والاضطهاد من باب أن الإنسان يجب أن يتحمل كل أنواع التنكيل التي ينزلها الوطن بساكنيه، حتى لو داسهم ليل نهار، وسامهم سوء العذاب. فالوطن في ثقافتنا العربية المريضة يتقدم على المواطن، والأرض العربية القاحلة الجرداء أهم من الإنسانية، ومسقط الرأس غال حتى لو أطار رؤوسنا، وقدمنا طعاماً مفروماً للكلاب والقطط وأسماك البحر!
أما آن الأوان لتلك الجوقة العربية الزاعقة التي ترفع سيف الوطنية الصدئ في وجه كل من يحاول أن ينتقد الوطن وحكامه، ويكشف عورات الأوطان وسرطاناتها المتقيحة أن تبلع ألسنتها، وتكف عن المتاجرة بالمشاعر الوطنية «عمّال على بطـّال»؟ أليس هناك من لديه الشجاعة لأن يقول لهؤلاء الغوغائيين الذين ينصرون الوطن ظالماً أو مظلوماً: إن «الوطنية هي الملاذ الأخير للسفلة والأنذال» كما صاح الأديب الإنكليزي صامويل جونسون ذات مرة؟
إلى متى نتشدق ببيت الشعر السخيف: «بلادي وإن جارت علي عزيزةٌ وأهلي وإن ضنوا علي كرامُ»؟ أليس مثل هذا الكلام الفارغ هو الذي ساهم في وجود الدولة التسلطية، ومنع تحقيق المواطنة بمفهومها الحديث في العالم العربي، وأعاق تقنين حقوق المواطن وتحديد واجبات الوطن وحكامه؟ إلى متى نردد العبارة المهترئة: «ما أجمل أن يموت الإنسان من أجل وطنه»؟ لماذا لا نقول: «ما أجمل أن يحيا الإنسان من أجل وطنه»؟ لماذا ترتكز ثقافتنا العربية المازوخية على الموت والعذاب لا الحياة والمتعة في جنبات الوطن؟ هل أخطأ أحد الساخرين عندما أعاد كتابة البيت الشهير المذكور آنفاً ليصبح: «بلادي وإن جارت علي حقيرةٌ… وأهلي وإن جنوا علي لئامُ»؟
متى نتعلم من الأمم الحية التي وضعت الوطن عند حدوده، ولم تعامله كإله يجب تقديسه حتى لو أهانك وأذلك صبح مساء؟ هناك مثل انكليزي شهير يقول: «إن الوطن حيث القلب». فإذا كنت تعيش وتحب بلداً ما حتى لو لم تولد به فهو وطنك الحقيقي، وليس مسقط رأسك الذي أخذ على عاتقه تجريدك من آدميتك منذ اللحظة التعيسة الأولى التي خرجت بها من رحم أمك. ما الفائدة أن تعيش في وطنك غريباً؟ أليست الغربة الداخلية أصعب وأقسى عشرات المرات من الغربة الخارجية؟ لماذا أدرك الغربيون هذه الحقيقة، بينما ما زال بعض مثقفينا الموتورين يؤنبون، ويتطاولون على كل من ينبس ببنت شفة ضد أوطاننا المزعومة؟ إن المواطنة والديمقراطية ومنظومة حقوق الإنسان الحديثة هي التي جعلت المواطن الغربي يعتبر المكان الذي يعشقه هو وطنه الأصلي غير عابئ بالعواطف الوطنية التقليدية السخيفة.
للأسف الشديد لقد استطاعت الأيديولوجيات «القومجية» العربية أن تضحك علينا بشعاراتها الكاذبة على مدى أكثر من خمسين عاماً، وأرغمتنا على التظاهر بحب الوطن رغماً عن أنوفنا، بالرغم من أن أفئدة الملايين في هذا «الوطن العربي» الجريح كانت دائماً تتوق إلى أوطان خارج «الوطن» لعلها تحقق شيئاً من آدميتها المسلوبة. ليت الشعوب العربية تنبهت إلى مقولة الإمام علي بن أبي طالب «كرّم الله وجهه» عندما قال في عبارته المأثورة الشهيرة: «ليس هناك بلد أحب بك من بلد، خير البلاد ما حملك». ليتها تمسكت بتلك النصيحة العظيمة في وجه حملات المكارثية القومية العربية التي حاولت دائماً أن تجرّم كل من يتذمر من سياطها «الوطنية» متهمة إياه بالخيانة القومية، مع العلم أن أكثر من خان الأوطان وسلمها للأعداء على أطباق من ذهب هم رافعو الشعارات الوطنية والقومجية البائسة. وكما يقولون: الأمور دائماً بخواتيمها. ألم تصبح البلدان التي تشدقت على مر الزمان بالوطنية والقومجية الساحقة الماحقة، رمزاً للانهيار سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً؟ سوريا والعراق وليبيا مثالاً؟
لم تعد العبارات الوطنية «البايخة» تنطلي على أحد. لقد غدت المشاعر الوطنية في «وطننا» العربي، وللأسف الشديد، كالمنتجات الوطنية التي تُعتبر عادة رديئة النوعية. ثم ألم يصبح عدد الذين يريدون هجرة «الوطن» العربي أكبر بعشرات المرات من الذين يريدون البقاء فيه؟ لماذا أصبحت كلمة «وطن» بالنسبة للكثيرين من العرب مفردة بالية؟
لماذا زال البعض يردد مقولة المعتمد بن عباد الشهيرة: «لأن أكون راعي جمال في صحراء أفريقية خير من أن أكون راعي خنازير في بيداء قشتالة»؟ بينما نرى آخرين يتسلحون بالقول الشعبي: «زيوان بلدك ولا قمح الغريب». والزيوان هو نوع من الحبوب السوداء التي تمتزج بحبوب القمح ولا بد من إزالتها عند الطحين. ولا أدري لماذا يُطلب من هذه الملايين العربية المضطهدة والجائعة أن تقبل بزيوان الوطن بينما تستأثر الطبقات الحاكمة والمتحكمة ومن لف لفها بقمح الأوطان وحتى زيوانه؟ أي مازوخية أسوأ من هذه المازوخية العروبية القبيحة التي تحاول تغطية عين الشمس بغربال؟
ألم ينقطع نتاج أدباء المهجر الذي كان مفعماً بحب الوطن؟ أين أمثال إيليا أبي ماضي وجبران خليل جبران وشفيق المعلوف وفوزي المعلوف وبدوي الجبل ونسيب عريضة؟ هل مات الأدب المهجري بسبب العولمة وسهولة الاتصال والسفر بين الدول فقط، أم بعدما أصبح العديد من الأوطان العربية طارداً لمواطنيه؟ لماذا أصبح شعار المغترب العربي «أنا مهاجر يا نيّالي»؟ لماذا «تغرورق» عينا الإنسان العربي بدموع الحزن والأسى عندما يريد أن يعود إلى أرض الوطن ؟ ربما لأن المنفى تحول إلى وطن حقيقي والوطن إلى منفى!
صدق من قال: بلادنا كريمة إذا أكرمتنا، ولئيمة إذا أهانتنا.

٭ كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

بلادي وإن جارت علي عزيزة أم لئيمة؟

د. فيصل القاسم

المستقبل لن تبنيه الأيدي المرتعشة والأغلبية خلعت رداء الرعب منذ بزوغ ثورة يناير

Posted: 28 Jul 2017 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : ما زالت أصداء تصريحات الرئيس التي أطلقها مؤخرا في مؤتمر الشباب في الإسكندرية تجلب عليه المزيد من الهجوم، خاصة بعد دعوته للإعلاميين بضرورة نشر «فوبيا الخوف» لدى المصريين، وهو التصريح الذي أسفر عن وابل من التنديد ضد صاحب المقام السامي.
ولم يتوقف الأمر عند معارضي السلطة القائمة، بل امتد الهجوم لساحة أنصارها الذين فوجئوا بالمطلب الرئاسي، في الوقت الذي كانت فيه الأغلبية تنتظر أن تستمع لما يبدد عنها مخاوف بدت مسيطرة عليها خلال الفترة الماضية، حيث تزداد وتيرة الإجراءات الحكومية الموجهة ضد مكاسب الأغلبية الفقيرة التي نالتها بشق الأنفس على مدار عقود، بهدف القضاء عليها ضمن روشتة البنك الدولي، التي يحرص النظام على تطبيقها بحذافيرها، وفي مقدمتها إلغاء الدعم وبيع وحدات القطاع العام وتسريح ملايين العمال والموظفين.
وفيما اهتمت صحف الحكومة أمس الجمعة 28 يوليو/تموز بنشاط الرئيس ولقائه بكبار رجال الدولة، واصلت صحف المعارضة والمستقلة التحذير من رياح الغلاء التي تعصف بالأغلبية الفقيرة. ومن تقارير أمس اللافتة ما كشف عنه النائب رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة في البرلمان لـ«المصريون»، أن «مجلس الوزراء قدّم لكل نائب من ائتلاف «دعم مصر»، دعما وأصول خدمات كالكهرباء والبترول يقدر بمليون ونصف المليون جنيه في مايو/أيار الماضي»، معربا عن غضبه مما سماه «مجاملة الحكومة لنواب دون غيرهم». وأضاف لـ«المصريون»: «هذا التصرف غير مقبول، وخلق لنا العديد من المشاكل مع أبناء دوائرنا، الذين طالبو بحقوقهم مثل الدوائر الأخرى»، مشيرا إلى أنهم عازمون على استجواب المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، لإيضاح أسباب تقديم دعم لهم دون آخرين. وأشار تمراز إلى أنها «ليست المرة الأولى التي يجامل فيها المجلس نوابا بعينهم». لافتا إلى أن «تأشيرات الحج التي أهدتها السفارة السعودية في القاهرة للمجلس، تم التصرف فيها بغير حكمة، حيث منح المجلس بعض النواب تأشيرات أكثر من غيرهم، وصلت إلى 10 تأشيرات، في حين حصل النواب الآخرين على تأشيرتين فقط».

مطلوب بديل للرئيس

البداية مع نقد لتصريحات السيسي التي تابعها عمار علي حسن في «المصري اليوم»: «كثير مما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مؤتمر الشباب الأخير يتطلب ردا علميا ووطنيا، لأنه ينطوي على تصورات إن لم تراجعها الرئاسة في أسرع وقت فلنقل على بلدنا السلام. وأقل ما يمكن قوله هنا أن أقصر الطرق وأسرعها لإسقاط الدولة هو السياسات الفاشلة وتبديد المال العام، بما أدى إلى تراكم الديون الخارجية والداخلية وانهيار قيمة العملة الوطنية، لكنني سأؤجل هذا إلى وقت آخر، ولاسيما أن كلام الرئيس يتكرر في كل المناسبات تقريبا، وسأترك مساحتي تلك لرؤية عميقة قدمها الدكتور صلاح أبوالفضل: «باق من الزمن شهور عدة، ولاشك أن كل المهمومين بالعمل الوطني يفكرون في ما سنواجهه جميعا، وما يطرحه ذلك من احتمالات التغيير. وأي محاولة لمعالجة هذه التساؤلات يجب أن تسعى للحفز على التفكير والتدبر، وليس بالضرورة تقديم الإجابات الجاهزة. ويؤكد أبو الفضل على أن الإحباطات الحالية والمخاطر التي تلوح في الأفق كبيرة، ليصل إلى مدى «الحاجة لرسم خطة عمل يشارك فيها الجميع، أحزابا وأفرادا»، ويقول هنا: «لا أحد يستطيع التنبؤ بما يمكن أن يحدث خلال العام الباقي من ولاية الرئيس، لكن المؤكد أن مسرحية التجديد ستبدأ لإعادة انتخاب الرئيس، ثم التمديد ثم تعديل الدستور. وقد تتفاقم الأمور ونجد أنفسنا والوطن عند منعطف خطير تتخلله الفوضى أكثر من الثورة، وتتربص فيه بالوطن قوى التيار الديني المدعوم خارجيا، وقد يندفع النظام فيه برعونة لا تنقصه لقمع الشعب، وقد نجد أنفسنا مفاجئين وعاجزين عن الفعل المؤثر، وسوف تتضارب اجتهاداتنا لغياب التنسيق والتفاهم المسبق. فهل سنقف موقف المتفرج؟ أم سننزل الساحة بعشرة مرشحين يفتتون الأصوات وتختلط رسائلهم للمجتمع، فنصبح أضحوكة للنظام ونمنحه مصداقية لا يستحقها، بل يكتسبها من فُرقتنا؟ أم تحدث المعجزة بطرح بديل متماسك تنسجه كل القوى التقدمية؟.

زلة لسانه كشفت منافقيه

نبقى مع نقد تصريحات السيسي والدور على جمال سلطان في «المصريون»: «العبارة التي خرجت من رئيس الجمهورية في اللقاء الشبابي في «الإسكندرية قبل يومين، والتي تحدث فيها عن ضرورة «خلق فوبيا إسقاط الدولة» عند المواطنين، هي خطأ محض، وزلة لسان غير مقصودة، والمؤكد أنها التباس حدث لدى السيسي فخانه التعبير، لأن الفوبيا مرض نفسي، أساسه صناعة خيال غير حقيقي ووهم يرسخ الخوف الوسواسي لدى صاحبه تجاه أشياء محددة، والمفروض أن وظيفة الدولة مكافحة الأمراض وليس زراعتها، ولكن الأكثر دهشة في تلك القصة أن «خطأ» الرئيس وزلة لسانه تحولا إلى مشروع وطني وبرنامج عمل، أي والله، ونشط وزراء ومحافظون وصحف كبرى وفضائيات تتداول كيفية نشر «الفوبيا» في مصر، وأفضل الخطط لصناعة «الفوبيا» عند المواطنين، وتم تدشين مشروع وطني للفوبيا باسم «تثبيت الدولة»، ولم يجرؤ أحد، إعلامي أو وزير أو مسؤول، على أن يراجع السيسي في حكاية «الفوبيا» أو ينبهه إلى أنها زلة لسان وخطأ لا يصح أن يصدر من الرئيس، لأنه يسيء إليه، الكل ـ من فرط النفاق أو الخوف ـ راحوا يحللون عبقرية «صناعة الفوبيا» وأهمية تعميمها في مصر، نحن نعيش كابوسا حقيقيا الآن بالفعل، مصر تعيش حقبة ظلامية من الكوميديا السوداء التي لا تصدق ولا في الخيال».

فوبيا الرئيس

انتقد الفقيه الدستوري الدكتور محمد نور فرحات، تصريحات للسيسي أطلقها مؤخرا حول دعوته الإعلاميين تعزيز فوبيا الخوف داخل المصريين، وقال فرحات وفقا لـ«المصريون» في تدوينة عبر حسابه في «فيسبوك»: «أي نوع من الفوبيا يدعو الرئيس إعلامه إلى نشره: فوبيا الشعب من انهيار الدولة؟ أم فوبيا القائمين على السلطة من انهيار النظام؟». وأضاف: «الفوبيا مرض نفسي، هل هي دعوة لنشر الأمراض النفسية؟». مضيفا: «عجب عجب عجب عجب». وفي سياق الرد على التصريحات نفسها علق الناشط السياسي والخبير الهندسي ممدوح حمزة، على حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي حول «فوبيا» الدولة في مؤتمر الشباب الدوري الرابع، ما اعتبر ذلك بمثابة فزاعة من أجل بث الخوف لدى المواطنين، وأن نجاح أي حكم مربوط بمؤشر السعادة لدى الشعب. ونشر حمزة عبر حسابه الشخصي قائلا: «الفوبيا مرض يجب أن تسعي الدولة لعلاجه، وهو مكروه ومبني على تهيؤات، فهل تقوم الدولة بتخويف الناس؟ مثل تخويف الطفل بأمنا الغولة وأبو رجل مسلوخة». وأضاف: «السيسي ما رأيك في مؤشر السعادة الذي يقاس به الآن مدى نجاح أي حكم؟ وعلاقة ذلك ببث الخوف تحت بند فوبيا الدولة».

لا منقذ من غضب الناس

توالت ردود الفعل على دعوة الرئيس نشر الخوف، ومن جانبه ووفقا لـ«البداية» قال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق: «لأول مرة في تاريخ الشعوب يطالب رئيس ببث الخوف بين الناس». وتابع معصوم: «من وظائف الرئيس أن يبث الطمأنينة، ولعلها أول مرة في تاريخ الشعوب يطالب فيها رئيس علنا ببث الخوف بين الناس». وفي السياق نفسه قال المهندس ممدوح حمزة، الاستشاري العالمي في حسابه على «تويتر»: «لماذا فوبيا ولماذا نخاف على الدولة والسيسي موجود، والجيش مسيطرعلى كله، والإعلام يقول دائما ليس في الإمكان أحسن مما كان، نخاف ليه والجزر طلعت سعودية». يذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي دعا الإعلام إلى تشكيل ما سماه «فوبيا الخوف» لدى المواطنين من إسقاط الدولة، مطالبا المصريين بالصبر والتحمل».

بالأستيكة نغزو المريخ

قرار الحكومة إنشاء مصنع للأدوات الكتابية ومنها «الإستيكة» أدى لسخرية بالغة، وهو الامر الذي أزعج غادة شريف في «المصري اليوم»: «زمان، منذ عدة سنوات، عندما كنت أدرس في نيويورك في أمريكا، قادتني الظروف للتعرف على طالبة صينية كانت تدرس في جامعة كولومبيا التي كنت أدرس فيها، وكان والدها من أثرى أثرياء الصين.. وقتها تعجبت، هي الصين فيها أثرياء؟ ثم علمت منها أن والدها هو صاحب مصانع متخصصة في صناعة أقلام الرصاص فقط! طبعا بعد عدة سنوات قام والدها بالتوسع في «رفايع» أخرى، لكن ظل هو ملك أقلام الرصاص الـ HB التي انتشرت في العالم كله، والتي كانت مصدر كل هذا الثراء الذي صار فيه. هذه فقط حكاية «صغننة» لكل هؤلاء الذين تملكتهم السخرية والاستظراف، بل والاستهزاء من قرار الحكومة بالبدء في تصنيع القلم الرصاص والأستيكة، دا بدل ما تقولوا إننا أخيرا بدأنا نتحسس الطريق الصحيح، طب ركز كده في احتياجاتك اليومية على مدى أسبوع وقم بتسجيلها في ورقة، ستجد كم أن احتياجك «للرفايع» لا ينتهي. الأستيكة، القلم الرصاص، القلم الجاف، الزراير، خلة الأسنان، الإبرة والفتلة، المنشفة، المعالق والشوك البلاستيك، الأكواب الورقية إلخ. إنت ممكن تغزو العالم بكل هذه الرفايع مثلما فعلت الصين، بس إنت اللي عدو نفسك وغاوي تكسر مجاديفك بمعرفتك.. طب تصدق بالله، لقد رأيت بعينيّ كيف أن السيدات الخواجات ينبهرن بالمنديل «أبوأوية»، فإذا كانت السياحة متوقفة الآن فلماذا لا نخرج لهم ببضاعة كرداسة التي يعشقنها؟ الأمر لا يقتصر على «الرفايع» فقط، فنحن لدينا الكثير من نعم ربنا لكننا راكنينها على جنب وهذا اسمه «بطر» مثلا، الإسكندرية وكفرالشيخ والبحيرة متخصصة في الأسماك، فلماذا لا تقام فيها مصانع للصناعات السمكية؟ لماذا لا نصنع منتجات الطحالب ونصدرها للشرق الأقصى؟ لماذا يكون أقصى مجهودنا هو إنشاء المزارع السمكية للتصدير».

شهود الزور

ماذا عن شهود الزور الساكتين عن الظلم.. قضية اهتم بها محمد الشبراوي في «الشعب»: «المتفرجون الساكتون على ظلم الظالم عملا بمبدأ «لا شأن لنا طالما كان بعيدا عنا» لا يعلمون أن آلية الظلم والظالمين تعمل على أساس أن الجميع مستهدفون، لذلك يخطئ من يظن أن الظلم الواقع على غيره لن يصل إليه، ذلك أن الظالم لا حياة له إلا بتعميم ظلمه، بل إنه ما أن يفرغ من إيقاع الظلم على الآخرين، لابد أن يطال بظلمه من أعانه عليه، سواء بالسكوت والرضا وغض الطرف، أو بالعمل والقول، ذلك أن سنة الله في الكون أن من أعان ظالما سلطه الله عليه، بل إن الظلم لا محالة أن يطال الظالم نفسه، وتلك حقيقة وأمر واقع لا فكاك منه، يؤكده قول الله تعالى: «والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا» (الزمر51). وكذلك قال تعالى:»فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون» (النحل: 34). ولقد حرم الله تعالى الركون إلى الظالمين، وكذلك حرم الدفاع عنهم فقال في كتابه العزيز «قال ربِّ بما أنعمت عليّ فلن أكون ظهيرا للمجرمين» (القصص: 17). إن الظلم عواقبه وخيمة، سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول، فيعم الخوف وينعدم الأمن، بل يصبح الظالم نفسه أشد خوفا، كما يعم الضنك وضيق المُعايش فلا تقوم للدول وللشعوب قائمة؛ فكم من أمم لم تقم لها قائمة بسبب الظلم وركونها إلى الظالمين، وقديما قالوا «إن الله يقيم دولة العدل ولو كانت كافرة، ولا يقيم دولة الظلم ولو كانت مسلمة». ولأن الظلم والبغي إفساد في الأرض لذلك قال الله تعالى «إن الله لا يصلح عمل المفسدين» (يونس:81). لذلك فإنه كما لا يمكن الوصول إلى نتائج سليمة باستخدام أدوات فاسدة، فإنه لا يمكن أن يتحقق استقرار للشعوب بالظلم والبطش والطغيان».

أمل على الطريق

فقرة الشاب المعاق ياسين الزغبي في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الشباب في الإسكندرية أثارت اهتمام الكثيرين، من بينهم عماد الدين حسين في «الشروق»: «كانت جديدة وجيدة، وتعطي معنى إنسانيا محترما بأن هناك تقديرا للإصرار والعزيمة وتحدي الصعاب، حتى لو كان يسير بساق واحدة. في مؤتمرات الشباب الثلاثة السابقة، كتبت وأكرر اليوم أن الخدمة الجليلة التي يمكن أن تقدمها هذه المؤتمرات ــ إذا أردنا لها أن تحقق أهدافها ــ هي أن ننفتح على كل الأفكار والآراء والأصوات، حتى لو كانت مخالفة لآراء الحكومة. كان الأكثر لفتا للنظر من وجهة نظري في جولة ياسين الزغبي لقاءه مع الشاب الفلاح في حقله وعمره 24 عاما، الذي أنهى لتوه خدمته العسكرية. هذا الشاب قال بتلقائية ريفية محببة وموحية في الوقت نفسه، إنه وأهله وأقاربه والناس يشكون من صعوبة الحال، وقال ما معناه إنهم لا يعرفون كيف يدبرون أحوالهم المعيشية، في ظل الارتفاع الخطير والمستمر في الأسعار. هذا السؤال البسيط جدا والصعب جدا جدا هو جوهر التحدي الذي يواجه الحكومة ورئيس الجمهورية منذ فترة، وسوف يستمر تحديا لسنوات إلى أن تخرج مصر من أزمتها وتنطلق للأمام. الذي فكر في فقرة الزغبي يستحق الشكر والتقدير، فالفكرة بسيطة جدا ولكنها صادقة، مادامت قد جعلت مواطنين مختلفين من خمس محافظات في غرب الدلتا يتحدثون عن همومهم. لن أتحدث عن الذين شكروا وأيدوا، ولكن عن الذين تحدثوا عن همومهم ومشاكلهم. وفي هذا الصدد كان لافتا للنظر أيضا حديث الفتاة التي حصلت على دكتوراه في القانون الجنائي وعمرها 26 عاما. وطلبت من الدولة أن تخصص حافزا علميا للمتفوقين دراسيا وعلميا على غرار الحافز المخصص للمتفوقين رياضيا».

مشكلة مصر في حاكمها

«ليست مصر استثناء في تاريخ العالم، وقوانين التطور السياسي، إلا في شيء واحد، يشير إليه عبد العظيم حماد في «الشروق» هو سبب كل المآسي، وأحدثها فشل ثورات أربع فيها على امتداد القرن ونصف القرن الأخير، هذا السبب يلخصه جمال حمدان في أربع كلمات جامعة مانعة نصها: «مشكلة مصر هي حاكمها»، فكيف تجسدت هذه المقولة في كل واحدة من تلك الثورات الأربع. في أولاها لم تكن مصلحة البلاد تحتم استنجاد الخديوي توفيق بالاحتلال البريطاني، ولا إعلان السلطان العثماني عصيان عرابي، وإنما كان تشبث الخديوى بالحكم الفردي هو السبب، ومن المؤكد أن النتائج كانت ستختلف كثيرا لو أن توفيق تجاوب مع المطالب الشعبية. وفي ثورة 1919 لم تكن هناك حاجة موضوعية سوى الحكم المطلق لكي يناصب العرش حزب الوفد العداء، ومن ورائه الدستور والبرلمان والأغلبية الشعبية، ومن مفارقات تلك الحقبة أن الملك كان يناصب حلفاءه أنفسهم العداء، إذا تفاهموا مع الوفد، مثلما حدث مع الأحرار الدستوريين سنة 1927، وسنة 1930. أما في ثورة يوليو/تموز فإن رؤساء جمهوريتها المتعاقبين لم يكتفوا بالحكم الفردي المطلق، وإنما قضوا على الحياة السياسية، وأعقموا المجتمع من التنظيم والمبادرة المستقلين، وتركز اهتمامهم في تأمين النظام، وتأبيد الرئيس على كرسيه. لكل ذلك سيتأسس حكم التاريخ على الرئيس عبدالفتاح السيسي على إجابته على السؤال التالي: هل يبقى حاكم مصر هو مشكلتها، أم يصبح هو الحل؟ فإذا كانت الفترة الرئاسية الأولى له ــ التي توشك أن تنقضي ــ هي استمرار لذلك الموروث، فإن الفترة الرئاسية الثانية ستقدم الإجابة النهائية، وبصفة شخصية اعتقد أن نجاح المشروع الوطني المصري يقوم على ثلاثة أركان: التعليم، والتصنيع، والديمقراطية بمعنى مشاركة الشعب بالاختيار والمساءلة».

هل الدولة مدير فاشل؟

السؤال يطرحه أحمد إبراهيم في «الوطن»: «حينما يقول وزير الآثار إن الوزارة مديونة بـ6 مليارات جنيه، وهي تمتلك أكثر وأهم وأعظم آثار في العالم، بالإضافة للأهرامات، إحدى أهم عجائب الدنيا السبع، في حين أن أصحاب البازارات الصغيرة يربحون، وحينما تكون المدارس خاوية ومراكز الدروس الخصوصية مكدسة وتربح 30 مليار جنيه من ميزانية الأسرة المصرية، وحينما يخسر القطار ويربح التوك توك، وحينما يخسر أسطول النقل العام ويكسب الميكروباص، وحينما تخسر المصانع والشركات الحكومية العملاقة، ويربح أصحاب المصانع والشركات الخاصة الصغيرة، وحينما تخسر كل الهيئات الاقتصادية ما عدا هيئة أو اثنتين، هنا يجب البحث عن السبب، ونتساءل لماذا يخسر كل ما هو حكومي وخدماته سيئة؟ والنشاط نفسه لماذا يربح مع القطاع الخاص وخدماته أفضل؟ لماذا الشركات الحكومية الخاسرة حينما يتولاها القطاع الخاص يحول خسائرها إلى مكاسب، وحينما تتولاها الحكومة تصبح الخاسرة؟ هل الدولة مدير فاشل، رغم أن البشر نفسهم هم الذين يعملون في القطاعين الحكومي والخاص؟ الموظف لماذا يؤدي في الخاص أفضل من العام؟ ولماذا يعمل بذمتين؟ الإجابة في كلمة واحدة «الإدارة»، الإدارة هي التي تحول الخسائر إلى مكاسب، والفقر إلى غنى، والديون إلى أرباح، والفشل إلى نجاح، والكسل إلى نشاط، والعكس. صاحب المشروع الخاص لا يجامل ويختار الأكفاء للعمل معه، بصرف النظر عن الاختلاف الفكري والسياسي والديني وصلة القرابة، أما الاختيار للوظائف الحكومية فيكون للأسوأ والأضعف ولأهل المحبة والثقة ومجاملات ومكافأة نهاية خدمة، الأرباح والحوافز في القطاع الخاص على العمل والإنتاج، وفي القطاع العام على الفشل والخسائر، فمعظم مؤسسات الدولة خاسرة وغير منتجة ومع ذلك تقترض من البنوك حتى تمنح قياداتها أرباحا طائلة».

النخلة القاتلة

أسفل نخلة عالية وقف مصطفى بعربته يبيع التين، يبدو أنه كما يرى محمود خليل في «الوطن» حاول الاحتماء بها من شمس النهار الحارقة، لم يكن يعلم أنه يستجير من الرمضاء بالنار، فجأة سقطت النخلة فوق رأسه، تجمع حوله المارة، نقلوه إلى أحد المستشفيات الخاصة في المعادي لم يقبله، فتم تحويله إلى مستشفى قصر العيني ليعالج من الإصابات الخطيرة التي تسببت فيها عمته «النخلة». القصة كاملة نشرها موقع «الوطن» يوم الأربعاء الماضي. لـ«الضحايا» مصانع، وربما كان أكثر الضحايا الذين تدهسهم القاهرة القاسية من أبناء الصعيد، الصعيد في حد ذاته مصنع كبير للضحايا، إهمال تاريخي من جانب الحكومات المتعاقبة التي أدارت البلاد، ونظرت في شؤون العباد، فرص عمل شحيحة، ضيق في الرزق، تهالك في المرافق، حكايات ترتقي إلى مرتبة الأساطير، عما حققه بعض النازحين من الصعايدة إلى القاهرة تُغري «الغلابة» بالبحث عن منجى في العاصمة. إنها حدوتة الأطراف في المجتمعات التي تدفع كل يوم مزيدا من الضحايا إلى «المركز» داخل العاصمة. والعاصمة لا ترحم، المستشفى الخاص الذي أراد أولاد الحلال نقل مصطفى إليه، بعد أن دهمته النخلة، معروف بأنه متوسط الحال، لكنه رفض أن يقبله، لأنه يعلم أن الضحية لا يقدر على الدفع. يحدث هذا رغم قرار سابق اتخذه المهندس إبراهيم محلب بالتزام المستشفيات الخاصة باستقبال مصابي الطوارئ لمدة 48 ساعة. لا بأس هذا شأن أصحاب المال، وشأن الحكومة في مراقبة القرارات التي تصدر عنها. لم يكن أمام أولاد الحلال الذين حاولوا إغاثة مصطفى سوى نقله إلى قصر العيني، مصابا بكسر في العمود الفقري وكسور في الحوض والفك ومواضع أخرى من جسده، تُرك «الصعيدي» ثلاثة أيام قبل أن يدخل غرفة العناية المركزة، بعد أن أصيب بغيبوبة كاملة».

الانفجار السكاني يهدد حلم السيسي

«ليس خافيا على أحد أن الانفلات السكاني الذي أصبح يتجاوز بشكل كبير وفقا لرؤية جلال دويدار في «الأخبار» إمكانات مصر في كل المجالات يمثل خطرا داهما على التنمية والاستقرار الاقتصادي وما يرتبط به من استقرار اجتماعي. أن تواصله وارتفاع معدلاته يعود إلى الجهل وغياب الوعي وقصور التوعية وما يبثه البعض من سموم دعوية لا تتفق مع أي قيم ولا مع العقل والمنطق والصالح الوطني. لا جدال وعلى ضوء إثارة الرئيس لهذه القضية، أن الحكومة لا تقوم بواجباتها ومسؤولياتها في التخطيط السليم القائم على التعامل مع القضايا والمشاكل، وفقا لخطورتها وأهميتها. كان من نتيجة ذلك ارتفاع معدلات الزيادة السكانية إلى ما يزيد على 2٪ سنويا بعد أن كان قد وصل إلى 1.2٪ قبل عقدين من الزمن.
جرى ذلك عندما تنبهت الدولة والحكومة إلى خطورة هذا الانفلات وأن استمراره يؤدي إلى انخفاض مستوى المعيشة وزيادة نسب الفقر في أوساط الشعب المصري. إن استيعابها لهذا الخطر دفعها إلى تبني وسائل توعية واسعة كانت محصلتها انخفاض المعدلات إلى المستوى الذي يحد من التزايد السكاني، وهو ما يتمثل في انخفاض المواليد. للأسف فإن هذا الاهتمام توقف تماما نتيجة الاهتمام بأمور ومشاكل الدولة المصرية. كم أرجو أن تكون إشارة السيسي لهذه المشكلة إيذانا بعودة هذا الاهتمام الذي يجب أن يأخذ بعدا جديدا من التطوير والتحديث بمشاركة كل مؤسسات الدولة الدينية والتعليمية والإعلامية».

«ترامب فنان بالعافيه»

ومن حروب أمس الجمعة تلك التي وجهها أحمد إبراهيم الشريف ضد ترامب في «اليوم السابع»: «لا يزال هذا العالم غريبا، وغرابته لا آخر لها ولا منتهى لمعناها، فرغم تطور الأفكار واعتمادها على تاريخ من التراكمات، فإن الإنسان لا يزال يفكر بطريقة بدائية، فتسيطر عليه بديهيات غريبة منها، أن الرجل المشهور يمكن أن يفعل أي شيء لدرجة أن يتحول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى فنان تشكيلي.. تخيل. يقول الخبر إن صحيفة «واشنطن إكــزامنر»، كشفت عن عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إحدى لوحاته الفنــــية، التي رسمهــــا عام 2005، للبيع في مزاد علني، واللوحة المقرر بيعــــــها في دار مزادات Nate D. Sanders، يوم 27 يوليو/تموز، تحمل اسم «أفق نيويورك»، وتقدر بسعر 9 آلاف دولار، وسيتم بيعها لصالح الأعمال الخيرية، ويظهر في اللوحة تصميم بسيط لناطحات السحاب في مدينة نيويورك، يتوسطها برج ترامب الشهير، موقعا عليها بخط يد ترامب باستخدام لون ذهبي. ومن يشاهد اللوحة لن يرى فيها شيئا يذكر، لا تقنيات فنية ولا ألوان مميزة ولا تحمل رؤية معينة، كما أنها مرسومة منذ 12 عاما، فما الذي حدث إذن وحول هذه الرسمة إلى لوحة تباع في مزاد، حدث ذلك لأن ترامب أصبح رئيسا لأمريكا. ربما يرى البعض أنني مبالغ في رصد هذا الأمر، لكن في الحقيقة لست كذلك، فإني أؤكد أن ترامب لو لم يكن رئيسا لأمريكا ما كانت لوحته «العادية جدا» تعرض في مزاد علني وربما لم يكن هو سيفكر في الإعلان عنها وعرضها».

أمريكا تعتزل القيادة

الولايات المتحدة لم تعد قادرة أو راغبة في قيادة العالم، كما كانت تفعل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، على حد رأي محمد كمال في «الأهرام»: «الرئيس ترامب يرفع شعار أمريكا أولا، ويعلن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ، ومن اتفاقية باريس للمناخ التي وقعها سلفه أوباما، ويهدد بعدم تنفيذ الولايات المتحدة تعهدها بالدفاع عن دول حلف شمال الأطلنطي، ويطالب بإعادة التفاوض بشأن اتفاقية منطقة التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، التي تجمع بلاده مع كل من المكسيك وكندا. كل هذه المؤشرات جعلت أحد حلفاء الولايات المتحدة، وهي المستشارة الألمانية ميركل تتحدث عن أن أوروبا لم يعد بوسعها الاعتماد على الزعامة الأمريكية. في مقابل هذا التراجع للدور القيادي الأمريكي، نجد دولة أخرى وهي الصين تتقدم الصفوف وتطرح نفسها بديلا لملء فراغ القيادة الأمريكية، بل نجد الصين اليوم ترفع الشعارات وتتبنى السياسات التي كانت أحد ملامح القيادة الأمريكية للعالم في الماضي. على سبيل المثال وفي مقابل تبني الولايات المتحدة سياسات حمائية في مجال التجارة، نجد الصين تتحدث عن تحرير التجارة، وأهمية الاندماج في الاقتصاد العالمي، وفي مقابل انتقاد القوى الشعبوية الأمريكية لظاهرة العولمة، نجد الرئيسى الصيني «شي جين بينج» يدافع عن العولمة أمام أهم إطار أقامه الغرب لتجسيد فكرة العولمة، وهو مؤتمر دافوس، الذي غاب عنه الرئيس ترامب. الأهم مما سبق، أن الصين تطرح الآن ما تطلق عليه «مشروع القرن»، وهو إحياء طريق الحرير القديم أو مبادرة «حزام واحد وطريق واحد» أو اختصارا «الحزام والطريق» التي تستهدف ربط اقتصاديات إفريقيا وآسيا».

لا حسد إلا في اثنتين

«يسعى الناس كافة إلى امتلاك الثروة والصحة والنفوذ والسلطان، لكن قليلا منهم كما يرى عبد الرحمن سعد في «الأهرام» مَنْ يسعى إلى امتلاك العلم، والمال، بالسُبُل السليمة، ثم ينفقهما على الناس، بالضوابط اللازمة. بهذا أنبأنا الرسول، صلى الله عليه وسلم، إذ أكد أن من سار بين الناس بالحكمة، وقضى بها في نفسه وأهله، وتعلَّمها وعلَّمها للناس، أو أنفق ماله، بعد أن اكتسبه من مصدر حلال، في مواطنه المناسبة، ثقة بالله تعالى؛ فقد امتلك ما يجعله أهلا لغِبطة الناس حقا، وتمنيهم امتلاك ما لديه من مال وحكمة، وسيرهم فيهما سيرته.
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، رضي الله عنه، قَالَ: «قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا، وَيُعَلِّمُهَا». (متفق عليه). أجمع العلماء على أن المقصود بالحسد في قوله، صلى الله عليه وسلم: «لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ»: «الغبطة»، وأوضحوا أن تمني النعمة هو القاسم المشترك بينها وبين الحسد، إلا أن الحسد فيه تمني زوالها عن المحسود، وذلك غير جائز، بينما في «الغبطة» لا يتمنى زوال النعمة عن المغبوط، وإن كان يتمنى حصول مثلها له. قال الإمام النووي في «شرح مسلم»: «المراد بالحديث: «لا غبطة محبوبة إلا في هاتين الخصلتين، وما في معناهما». وقال ابن عبد البر: «كأنه، صلى الله عليه وسلم، قال: «لا حسد، ولكن الحسد ينبغي أن يكون في قيام الليل والنهار بالقرآن، وفي نفقة المال في حقه، وتعليم العلم أهله».

المستقبل لن تبنيه الأيدي المرتعشة والأغلبية خلعت رداء الرعب منذ بزوغ ثورة يناير

حسام عبد البصير

قصر الرمل

Posted: 28 Jul 2017 02:26 PM PDT

على مدى نحو 24 ساعة احتجز الأردن السفارة الإسرائيلية وفريق طاقمها كرهائن. لا يوجد تعريف آخر في هذا الوضع. كل الامتنانات والابتسامات لا يمكنها أن تخفي الواقع. والرسالة من الحديث بين رئيس الوزراء والسفيرة موضع الاعجاب عينات شلاين والحارس زيف، عند اجتيازهما معبر اللنبي، كانت واضحة: يمكن تنفس الصعداء. الحظ هو أنه من اصل ضباب التوتر الذي اخرج الكثيرين عن توازنهم، كان الملك عبدالله ونتنياهو حليفين. فقد اقتادهما كوشنير من اليد عبر ساحة العبوات الناسفة.
لقد اخطأ عبدالله في البداية. وفي تلك الساعات الطويلة من التعتيم الإعلامي في إسرائيل كان يتعين عليه أن يسمح لإسرائيل بأن تخرج الحارس من الأراضي الأردنية إلى إسرائيل. ويتبين مرة اخرى بأن كل مواجهة مع جهة إسلامية تصل إلى حافة الاشتعال. المسلمون لا يحبون أن يروا اليهود يمارسون القوة عليهم. اردوغان، رائد صلاح، ابو مازن وكذا الأردنيون لا يحبون ان يروا مثل هذه الظاهرة، ليهودي يدافع عن نفسه بالقوة.
ولكن «خطأ عبدالله ينبع من أنه يحتاج قبل كل شيء لأن يرضي أجهزة الأمن والاستخبارات لديه كي لا تنقض الكلاب المسعورة التي تحميه عليه بـ «الخطأ». وثمة القبائل البدوية. فهي جهة اكثر خطوة بكثير في المملكة الهاشمية من السكان الفلسطينيين الذين هم اغلبية واسعة.
قبل بضعة اسابيع فقط، حكم بالمؤبد على ضابط اردني قتل ثلاثة أمريكيين، رجال «القوات الخاصة» على ما يبدو من السي.آي.ايه. وكانت الحادثة وقعت في قاعة جوية للأمريكيين في الأراضي الأردنية في تشرين الثاني/نوفمبر 2016. هذه في الواقع هي الخلفية لكل قضية الحارس الذي اطلق النار على فتى الاثاث في بداية الاسبوع.
بعض من قبائل البدو توجد منذ فترة طويلة في حالة شبه تمرد ضد الملك عبدالله. فقاتل الأمريكيين الثلاثة هو ابن واحدة من هذه القبائل. وقد طالبوا بالافراج عنه. غسيل العقول من داعش يتسلل هناك جيدا، مثلما حصل ايضا في اوساط مجموعات معينة من عرب إسرائيل. لا شك ان غرينبلت وكوشنير تعلموا جيدا من السي.آي.ايه عن القضية قبل أن يساعد نتنياهو وعبدالله للخروج من ساحة العبوات الناسفة التي ربطت بين السفارة في عمان والحرم. فقد كان الانهاء السريع للقضية مطلوبا قبل أن تنتقل إلى سيناريو السفارة الأمريكية في بنغازي. لقد اجتاز الملك عبدالله مسيرة أبو مازنية. فهو يقضي زمنا طويلا جدا خارج مملكته. لم يعد له منذ الان في الحكم الأردني «رجال اقوياء»، يمكنه ان يحكم بواسطتهم. وحكومته هي فلسطينية ـ غربية اكثر فأكثر، تتشكل من اناس يعرفون كيف ينالون اعجاب واشنطن وبروكسل، ولكن ليس في الساحة البدوية في الداخل.
يحب الناس فوضى «نقاش» جدي في مواضيع هامة مع كل الجهات. هذا ما اوصى به امنون ابرموفيتش في منتهى سبت المذبحة في حلميش. هذا ما يحبه المراقب يوسف شابيرا. فهل يمكن لأحد ان يوصي كيف يمكن اجراء مشاورات في موضوع مستقبل علاقات بين إسرائيل والأردن دون ان يتسرب الموضوع فيصبح عناوين رئيسة في الصحف ويتسبب بأزمة خطيرة؟ لو كانت مشاورات كهذه، ليحتمل ان يكون الاستنتاج بأن تحالف إسرائيل مع الدول السنية، ولا سيما الأردن هو قصر من الرمال مبني على رمال متحركة. من الافضل عدم الاستثمار هناك اكثر مما ينبغي.
منذ أكثر من شهرين، في اعقاب زيارة ترامب إلى الشرق الاوسط وإسرائيل، قال لي مصدر يعرف الامور من الداخل: «لا مؤشرات على ربيع إسرائيلي ـ سعودي». فالانتفاضة الصغيرة التي نشبت من العدم منذ قتل هداس مالكا هي الدليل.

الفلسطينيون أعداؤنا

سلسلة اعمال القتل في الشهر الاخير كانت ايضا سلسلة تعليم. ففي ذروة الأزمة مع الأردن، رفعت كتل المعارضة برئاسة المعسكر الصهيوني مشروع حجب ثقة. «رئيس الوزراء يقود الشعبين إلى جولة دماء زائدة»، قالت عايدة توما سليمان من القائمة المشتركة. وقد عبرت عن موقف غباي، بيرتس وميرتس.
اما موقف وزير الدفاع افيغدور ليبرمان في المقابلة في بداية الاسبوع فكانت معاكسة: «علينا أن نفهم بأن ابو مازن ليس شريكا. فهو لا يبحث عن السلام بل يبحث عن استنزافنا، تفتيتنا من الداخل، المس بدولة إسرائيل، بمكانتها في الساحة الدولية».
فقبل شهر ونصف فقط في مظاهرة اليسار بمناسبة «50 سنة على الاحتلال»، كان أبو مازن إياه مسمار المساء. رسالة السلام خاصته تليت بطلاقة والجمهور هتف. اما الان فيمنح أبو مازن عناق حب لقاتل أبناء عائلة سولمون، وقد تبين كجزء من الاجماع الإسلامي الواسع الداعم للإرهاب. مؤيدو أبو مازن في الجمهور الإسرائيلي يسمون العربدة الإسلامية حول الحرم «انتفاضة الغواصات». وفي منتهى السبت بعد المذبحة في حلميش اجتمعوا مرة أخرى في مظاهراتهم المعتادة ضد المستشار القانوني وكأن شيئا لم يكن.
يعبر موقف ليبرمان عن الانفصال التام عن فكرة شمعون بيرس الراحل الكاذبة وكأن عرفات وأبو مازن هما رجلا سلام. وسواء كانت قصة البوابات الالكترونية صحيحة ام مغلوطة، فالحديث يدور في اقصى الأحوال عن خطأ مغفور في التفكير. فحيال جمهور إسلامي ستجد نفسك دوما بينما قدم سائق ما تدوس رجله على دواسة الوقود وبغير ذنبه يدهسك. ولكن مسموح الخطأ إذا كنا نفهم بأن هذا خطأ، وينبغي تغيير السياسة.
على مدى السنين لم تأخذ إسرائيل الفلسطينيين على محمل الجد. لم تأخذ بالحسبان بأنه يمكنهم ان يكونوا عدوا خطيرا. فقد قال اسحق رابين غير مرة ان الفلسطينيين ليسوا اعداءنا وبالتأكيد هكذا فكر شمعون بيرس. فالمخاطر الكبرى على إسرائيل كان العراق وإيران. وعندما فكر رابين ووازن بين المفاوضات مع السوريين وبين المفاوضات مع الفلسطينيين بدا رهانه على عرفات بمبلغ متدن فيما ان الجائزة الكبرى هي سوريا.
رافقته في الشهر الأخير لحملة الانتخابات في 1992. وقد تحدث رابين علنا عن انه في غضون تسعة اشهر سيصل إلى اتفاق على حكم ذاتي فلسطيني وسوريا تبقى حتى النهاية، مثلما في اتفاقات رودوس. فقد أخذ الفلسطينيين على محمل جدي اقل واعتقد بأن اتفاق أوسلو قابل للتبدد.
لم يكن الخطأ التاريخي الجسيم هو أوسلو، بل عندما لم ينفذ تعديلا للمسار حيال الفلسطينيين، حين كان واضحا بأن الواقع يلطمنا على وجوهنا بضربات الإرهاب. عملت في حينه، مثلما هي اليوم، عوامل انعدام المنطق، مثبطي المنطق، وكلاء تجميد المنطق.
فحقيقة أنه في كل جالية فلسطينية يمكن أن يطل قاتل محتمل تفترض الوصول إلى استنتاجات. فالفلسطينيون هم مع ذلك عدو، وهذا عدو ينبغي التحذير منه والغرس في وعيه بأنه لا جدوى من حركة القتل الشعبية خاصته. ينبغي تغيير القواعد.
لعل هذا حصل في الأسبوعين الأخيرين. يمكن هدم منازل المخربين في غضون 24 ساعة، والسماح للعائلة برفع التماس إلى العليا بعد أن تكون الجرافة قد سوت المنزل بالأرض الأرض. يمكن طرد زعماء المخربين والمحرضين وجمع بنك اهداف يسمح بالرد الفوري السريع. سحب المواطنة من شخصيات مثل رائد صلاح وكمال الخطيب واحتجازهم في السجن، واذا كان هناك سبيل لطردهم فهذا افضل. اما التفكير القديم الذي يتصدره الجيش الإسرائيلي، والذي أساسه تهدئة الميدان، فإنه يسير في تلم أنماط انعدام المنطق.

أمنون لورد
إسرائيل اليوم 28/7/2017

قصر الرمل

صحف عبرية

«الدولة الإسلامية» يهاجم «قوات سوريا الديمقراطية» شرق الرقة

Posted: 28 Jul 2017 02:26 PM PDT

لندن – « القدس العربي» – وكالات: هاجم تنظيم «الدولة الإسلامية»، أمس الجمعة، «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة إلى الشرق من الرقة، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات وخطف عدد من الأشخاص.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «الاشتباكات أوقعت خسائر بين نازحين ومقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية»، لكنه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل. ويوجد في منطقة الكرامة التي استهدفها التنظيم مخيم للنازحين. وأكد مسؤول كردي النبأ لكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.
وأوضح معاذ عزيز، أحد النشطاء الإعلاميين في الرقة، أن «تنظيم الدولة هاجم مجموعة تابعة للقوات الكردية بسيارة مفخخة بالقرب من بلدة الكرامة».
وأشار، إلى أن «الهجوم أسفر عن مقتل العديد من مسلحي التنظيم».
وأكّد الناشط السوري كذلك أن «وحدات المدفعية التابعة للولايات المتحدة قصفت مستشفى الرقة الذي يستخدمه «الدولة» مقراً له.
وأضاف أن «القصف العنيف على الرقة تسبب في مقتل العديد من المدنيين أيضاً»، مشيراً إلى أن المستشفيات بحاجة للأدوية والمستلزمات الطبية بسبب كثرة عدد المصابين.
وتهيمن «وحدات حماية الشعب الكردية» على «قوات سوريا الديمقراطية» وهي الشريك الرئيسي للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «الدولة الإسلامية» في سوريا. وتقاتل «قوات سوريا الديمقراطية» مسلحي تنظيم «الدولة» حالياً للسيطرة على الرقة.
وحسب المرصد، «قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على نصف المدينة. «
وفقد تنظيم «الدولة» السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي في سوريا خلال الشهور الماضية في مواجهة حملات منفصلة من جانب «قوات سوريا الديمقراطية» والجيش السوري المدعوم من روسيا ومقاتلي المعارضة الذين تدعمهم تركيا.
في الموازاة، قُتل 84 مدنياً وأصيب 90 آخرون، خلال اليومين الماضيين، جراء هجمات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والوحدات الكردية، على مدينة الرقة شمالي سوريا.
وحسب بيان نشرته شبكة نشطاء سورية محلية تُدعى «الرقة تذبح بصمت» على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، فإن «84 مدنياً قُتلوا فيما أصيب 90 آخرون، جراء هجمات التحالف الدولي والوحدات الكردية على الرقة خلال يومي 26 و27 تموز/يوليو الجاري.»
إلى ذلك، أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية مزيداً من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى تنظيم «ب ي د/ بي كا كا» في سوريا.
وأرسلت 180 شاحنة محملة بالعتاد العسكري والذخيرة، على دفعتين خلال الأيام السبعة الأخيرة، إلى الحسكة ومنها إلى العناصر الكردية شمالي الرقة (شمال).
ودخلت 100 شاحنة في 22 تموز/يوليو الحالي، و80 أخرى أمس، إلى الحسكة (شمال شرق)، عبر الحدود العراقية.
وسبق أن أرسلت الولايات المتحدة 629 شاحنة محملة بالعتاد العسكري بما فيها أسلحة ثقيلة وذخيرة، إلى مناطق «ب ي د/ بي كا كا» بين 5 حزيران /يونيو الماضي و17 تموز/يوليو الحالي.
وأعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة انطلاق عملية تحرير مدينة الرقة من تنظيم «الدولة الإسلامية» في 6 حزيران/يونيو الماضي، إلا أن واشنطن تقدم دعما عسكريا لـ «ب ي د» الذراع السوري لـ» بي كا كا»( حزب العمال الكردستاني) منذ نيسان/أبريل 2016.
ويسيطر «ب ي د» التابع لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي، على مناطق واسعة من الشمال السوري، تشمل معظم أجزاء محافظة الحسكة (شمال شرق)، وتمتد إلى الريف الشمالي لمحافظة الرقة، وحتى مدينة منبج بريف حلب (غرب الفرات)، فضلًا عن منطقة عفرين، شمال غرب.
والشهر الماضي أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون)، أنّ بلادها دعمت ما تسمى «قوات سوريا الديمقراطية» في الحملة العسكرية ضد تنظيم «الدولة» في محافظة الرقة، بمروحيات «أباتشي»، ومدافع «هاوترز» وصواريخ تُطلق من منصات منظومة «هيماريس».

«الدولة الإسلامية» يهاجم «قوات سوريا الديمقراطية» شرق الرقة
الولايات المتحدة ترسل مزيداً من الأسلحة للقوات الكردية

لأول مرة في الأردن: رواية «القصر» والنيابة في الاتجاه المعاكس لسيناريو الحكومة

Posted: 28 Jul 2017 02:26 PM PDT

عمان ـ «القدس العربي»: وضع الملك عبدالله الثاني وخلال ثلاث ساعات فقط الأمور في نصابها في ما يخص جريمة السفارة الإسرائيلية وبطريقة أعادت إنتاج المشهد المحلي وخففت من الاحتقان الشعبي، لكنها انتهت بطرح سلسلة من الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بالاستعصاء «النخبوي» والاحتقان السياسي.
الأكثر إحراجا وأهمية في المسألة بعد عودة الملك وتصرف الدولة على نحو ضاغط وبخشونة على حكومة بنيامين نتنياهو هو كيفية «تبديل الرواية» بعدما تصرفت مؤسسة القصر الملكي قانونيا وبيرقراطيا وإجرائيا على أساس رواية لمسار الجريمة مختلفة عن تلك التي أعلنها الأمن أولاً ثم تبنتها الحكومة.
تلك بكل الأحوال «مسألة داخلية» تماما لا علاقة لها بالجانب السياسي أو الإسرائيلي، وتوازيها في الأهمية تلك الإشارات الملكية التي تعاملت مع ما وقع في سفارة إسرائيل باعتباره «إعتداء وجريمة» وليس مجرد «مشاجرة» نتجت، كما قيل رسميا في الرواية الأولى، عن توجه محمد جواودة لضرب الحارس الإسرائيلي بـ»مفك الأثاث».
النيابة التي استلمت ملف الجريمة أظهرت في قرار الإتهام الأولي الذي صدر بسرعة أيضا في نفس يوم عودة الملك بأن الحديث عن جريمة مزدوجة بالقتل وعن «حيازة سلاح غير مرخص».
وفي لائحة الإتهام التي نشرت لدى النيابة لا ذكر من أي نوع لوقائع مشاجرة ولا لمفك اثاث استخدمه جواودة ضد القاتل والأهم ثمة تهمة مكيفة تماما وجهت للقاتل الإسرائيلي بحيازة سلاح غير مرخص .
وهو تكييف قانوني يعني ضمنيا أن القاتل وخلافا لما يقوله الإسرائيليون لم يكن مرخصا له بحمل السلاح وبأن سلاح الجريمة «ليس شرعيا». بمعنى آخر رواية الدرجة الأولى من حالة التقاضي وقبل الوصول لمحكمة الجنايات تتسق تماما مع وصف القصر الملكي لما حصل باعتباره جريمة ولا بد من عقاب عليها .
هنا حصريا تتلاشى تماما رواية السلطة الحكومية والمستوى الأمني الأول التي تبنت سيناريو «الشجار»، وساهمت في جرح الرأي العام بالحديث عن اعتداء الضحية بمفك الأثاث على القاتل الإسرائيلي ومقتل الطبيب بشار الحمارنة بالخطأ وهو ما قيل لمجلس النواب علنا.w
المشهد الأن كالتالي: رواية القصر وسلطة القضاء في إتجاه معاكس تماماً لرواية الحكومة.
هو وضع معقد سياسيا وغريب على المستوى البيرقراطي يؤسس لمفارقة نادراً ما تحصل، يريد الرأي العام اليوم معرفة لماذا حصلت، لا بل وبرأي الكثير من الساسة الذين قابلتهم «القدس العربي» ينبغي ان يشخص مركز القرار الأمر على ان تتبعه عواقب خصوصا وأن الحكومة تأخرت في سرد رواية اصلا، وعندما فعلت قدمت واحدة تقلب الحق الذي يتحدث عنه الملك وتعبث بالوقائع.
ويزيد في التعقيد، سرد الحكاية كما وردت من «الشاهد الوحيد» الحي في القضية وهو السائق ماهر الجنيدي الذي اختفى تحفظاً عن الأنظار ولحمايته خمسة أيام وتم الإفراج عنه مساء الأربعاء فقط.
مضمون رواية السائق التي تنشر تفاصيلها «القدس العربي» في تقرير خاص يساند منطق الجريمة المقصودة وبدم بارد، بدلا من»المشاجرة والقتل بالخطأ» كما ورد في تفصيلات الرواية الرسمية الأولى.
سيناريو شهادة السائق يضفي مصداقية على مسار الأحداث ويصادق على ذلك القضاء، بدرجة التحقيق الأولى عند المدعي العام من خلال تكييف الاتهامات كما يسانده عمليا السرد الذي يتبناه أو اكتشفه القصر الملكي وهو يعتبر ما حصل جريمة على الأرض الأردنية ولا بد من معاقبة من قام بها .
في كل الأحوال قدمت المسارات الملكية الواضحة إطاراً جديداً ووطنياً في التأسيس لواقع ان الدولة الأردنية لا تتساهل بحقوق أولادها .
لكن الغضبة الملكية على حكومة بنيامين نتنياهو والعودة لمسار الإنصاف في القضية لا يحسمان الجدل الذي سرعان ما تبدل إلى سعي مخلصين كثر داخل مؤسسات الدولة لتشخيص أزمة القرار التي حصلت، والبحث عن مسببات الإخفاق الملموس في إدارة أزمة جريمة السفارة الإسرائيلية .
كما تبدل في إتجاه جديد للرأي العام يريد تحديد مسؤوليات الحكومة ويدعو لمحاسبة ومعاقبة المسؤولين عن الرواية البائسة التي قدمت للناس وكادت تطيح بمصداقية الدولة وحضورها، الأمر الذي سيصر عليه البرلمان لاحقاً بعد الترسيم الملكي الواضح الجديد للمسارات في القصة.
الغضبة التي ردت على إسرائيل قد تعقبها غضبة لها علاقة بالداخل لأن حجم الجدل الذي أثارته الإدارة الضعيفة للمسألة من النوع الذي أساء كثيراً للدولة في نظرة شعبها ومن الطراز الذي لا يمكن السكوت عليه.
لذلك يترقب الجميع الآن «جردة الحساب» القائمة ليس على إخفاق في إدارة الأزمة فقط، بل على تشخيص ما حصل من ارتباك ومن المسؤولين عنه، مع الفشل في ترتيب الأمر مع الإسرائيليين بصورة تضمن ان لا يستعرض نتنياهو بصورة جارحة بعد تسليمه القاتل.
وهو ما لم يحصل عملياً رغم إدراك جميع المسؤولين في غرفة القرار العميقة لكل مؤشرات العداء والخصومة التي يحتفظ بها نتنياهو تحديداً ضد الأردن قيادة وشعباً.

 

لأول مرة في الأردن: رواية «القصر» والنيابة في الاتجاه المعاكس لسيناريو الحكومة
الحلقة الأخيرة في مسلسل «جريمة السفارة» تترقب تداعيات «الغضبة الملكية» على «نخب الداخل» بعد الإدارة الفاشلة
بسام البدارين

«هيئة تحرير الشام» تستكمل سيطرتها على إدلب بعد طرد خصمها «أحرار الشام»

Posted: 28 Jul 2017 02:25 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : تعيش إدلب واقعاً جديداً تشكل عقب نتائج صراع بين أكبر القوى العسكرية التي فرضت سيطرتها على الشمال السوري، فبعد أن طردت «هيئة تحرير الشام»(النصرة سابقاً)، خصمها حركة «أحرار الشام» من المحافظة، بدأت تتخذ إجراءات لاستكمال سيطرتها، وفرض نفوذها بشكل نهائي.
وأصدرت الهيئة مساء يوم الخميس تعميماً نشرته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، موجهاً إلى قادة فصائل المعارضة السورية العاملة في محافظة إدلب، يقضي بمنع تشكيل أي فصيل عسكري جديد في المنطقة وتحت أي مسمّى.
وجاء في التعميم الممهور بتوقيع المسؤول العام لدى هيئة تحرير الشام ،هاشم الشيخ: «حرصاً من قيادة هيئة تحرير الشام في الحفاظ على الساحة من التشرذم ودفعاً للوصول إلى مشروع جامع يحفظ الثورة وأهلها، يمنع تشكيل أي فصيل جديد في الشمال المحرر تحت إي مسمّى بعد تاريخ صدور هذا التعميم».
ونبّه التعميم إلى منع خروج أي مقاتل بسلاحه بعد انشقاقه عن فصيله حيث جاء «أي فرد أو مجموعة تنشق عن أي فصيل من الفصائل الموجودة في الساحة الحالية بما فيها هيئة تحرير الشام يخرج بدون سلاح».
ملامح عسكرية جديدة في الشمال السوري بدأت بالظهور نتيجة فشل حركة «أحرار الشام» بالحفاظ على مقراتها ومناطق سيطرتها في إدلب، وخاصة على الشريط الحدودي مع تركيا والمعابر الرئيسية، مما أتاح لهيئة «تحرير الشام» ببسط نفوذها على المحافظة، بينما أجبرت الحركة على الانسحاب بكامل عناصرها إلى سهل الغاب في ريف حماة، إضافة إلى ريف حلب الغربي ومنطقة جبل الزاوية، وهي مناطق القوة التي ما زلت بيد» الأحرار،» إضافة إلى معرة النعمان وريف المعرة الشرقي وريف حماة الشرقي، وباقي المناطق المحررة من دون إدلب وما حولها، فضـلاً عن بعـض النقـاط العسـكرية في السـاحل السـوري.
وتحدث الناشط الميداني محمد . ج من أبناء محافظة ادلب لـ «القدس العربي» عن الواقع الذي يعيشه أبناء المنطقة في ظل المتغيرات الراهنة فقال : «الشمال السوري يعيش على وقع حدثين ميدانيين بالغين في الأهمية، الأول التطور العسكري الأخير الذي ضرب الشمال السوري، وبسط هيئة تحرير الشام لنفوذها على إدلب، واستفرادها بالقرارات العسكرية والسياسية والمحلية،
والتطور الثاني، عودة الحياة إلى مجراها الطبيعي في عموم مدن وبلدات الشمال السوري، بعد عودة معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا إلى عمله كما كان سابقاً، فتنفس الأهالي الصعداء، وزالت غمامة الخوف التي كانت تسيطر على الأجواء العامة من أن مدينة إدلب وريفها ستقعان تحت حصار خانق، وسط تناقل للأحاديث المحلية والتصريحات الدولية ومفادها بأن إدلب متجهة لمصير مشابه لما حصل في مدينة الموصل العراقية».
وتابع الناشط : «هيئة تحرير الشام، تريد أن تكون المرجعية الوحيدة في الشمال السوري، بعد انهائها للسواد الأعظم من تشكيلات الجيش الحر والفصائل الإسلامية على مدار سنوات خلت، وفي ذات الوقت تريد ايجاد حالة من الثقة مع الأهالي، بعد اهتزازها بشكل كبير عقب المعارك الطاحنة التي جرت مع حركة أحرار الشام، والتي انتهت بهزيمة الأخيرة».
وقال مصدر عسكري خاص تابع لفصائل الجيش الحر خلال اتصال مع «القدس العربي»: إن «منع الهيئة من تشكيل أي ذراع عسكري جديد في الشمال السوري يأتي بعد يقينها بتفريغ الساحة من أي منافس لنفوذها، وقرارها الأخير حول منع أي تشكيل في إدلب، كانت قد طبقته الهيئة منذ زمن بعيد وقبل تغير اسمها من هيئة فتح الشام إلى هيئة تحرير الشام».
وأوضح القيادي، الذي فضل حجب اسمه، أن «عامل الثقة واهتزاز المصداقية بين الفصائل الإسلامية والجيش الحر في الشمال السوري، كان أحد أهم أبرز الأوراق القوية التي استغلتها الهيئة لصالحها، وهذا العامل مكنها من قمع الجيش الحر بادئ الأمر، والتوجه لتحجيم الفصائل الإسلامية في المرحلة الحالية».
وأعيد الأربعاء، فتح معبر باب الهوى الحدودي والذي يقابله من الجانب التركي معبر «جلفا غوزو» ذهابا وإيابا، بعد تسليمه لإدارة مدنية، بموجب اتفاق بين «أحرار الشام» و»هيئة تحرير الشام» في ادلب، حيث عادت إجراءات الدخول والخروج، أمام الأهالي إضافة إلى الإجراءات الجمركية والحركة المروية أمام المساعدات الإنسانية والطبية إلى وضعها الروتيني.
وأكد ناشطون محليون في الشمال السوري، عودة العمل إلى معبر باب الهوى بعد توقفه جراء اقتتال هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام، بعد تخوفهم من قطع الشريان الإنساني الوحيد عن الأهالي عقب إعلان المعبر الحدودي عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل «فيس بوك»، أن المعبر عاد للعمل باتجاه واحد فقط من تركيا إلى سوريا.
وتداولت مصادر أهلية عودة المعبر إلى عمله بشكل جزئي، بعد زيارة وفد تركي للمعبر للاطلاع على التجهيزات فور تسليم المعبر لإدارة مدنية.
في الموازاة، اتهمت «هيئة تحرير الشام»، أمس «فيلق الرحمن»، التابع للجيش السوري الحر، بقتل أحد عناصرها في الغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وجاء في بيان نشر على قناة «تحرير الشام» في تطبيق «تلغرام»، أن «مجموعة من فيلق الرحمن قتلت أحد عناصرها، ويدعى أبو عبد الرحمن الحلبي، في بلدة حمورية (11 كم شرق دمشق) بعد أن حاولت أخذ سلاحه، إلا أنه استطاع الهرب إلى منزله»، مضيفة أن «عناصر الفيلق لحقوا به إلى المنزل وقتلوه».

«هيئة تحرير الشام» تستكمل سيطرتها على إدلب بعد طرد خصمها «أحرار الشام»
أصدرت تعميماً بمنع تشكيل أي فصيل عسكري
هبة محمد

 نائب عربي: نتنياهو يدعو لارتكاب جريمتي حرب

Posted: 28 Jul 2017 02:25 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: ردا على ما كشفت عنه القناة الإسرائيلية الثانية حول تصريحات لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول مبادلة مستوطنين بفلسطينيي الداخل، في تسوية مستقبلية، أكد نائب عربي في الكنيست أن مواطنتهم مشتقة من وطنهم، وان نتنياهو ينتهك القانون الدولي. ونقلت القناة عن نتنياهو اقتراحه لممثلي الحكومة الأمريكية بصفقة تبادل بين مستوطنات في الضفة الغربية وبين بلدات عربية داحل الخط الأخضر، خاصة في منطقة المثلث في إطار تسوية سياسية مستقبلية.
وفي رده على هذا النشر اعتبر النائب يوسف جبارين وهو محاضر في القانون الدولي من أم الفحم، أيضا ان هذه التصريحات هي دعوة لارتكاب جريمتي حرب حسب القانون الدولي. معللا ذلك بالتاكيد على أنها تحتوي اولاً على مخطط لإجراء ترانسفير ضد المواطنين العرب في وادي عارة، وثانيًا على مخطط لضم المستوطنات، غير القانونية أصلًا، الى السيادة الإسرائيلية.
جبارين أوضح لـ «القدس العربي» أن نتنياهو «لا يفوت أية فرصة إلا ويحرض من خلالها على المواطنين العرب بهدف نزع الشرعية عنهم وعن القيادة السياسية العربية، وذلك بهدف شرعنة الإقصاء والتمييز اللاحق بهم، وتعميق إقصائهم عن الساحة السياسية في البلاد».
وأكد أن تصريحات نتنياهو تنم عن جهل بالتاريخ وبالقانون الدولي وحقوق الإنسان، منوها أنه بمجرد إجراء مقارنة بين المواطنين العرب والمستوطنين فهي باطلة من أساسها لأن المواطنة التي يتمتع بها المواطنون العرب مشتقة من تجذرهم بوطنهم ومن أصلانيتهم وارتباطهم التاريخي والجغرافي بالوطن، وليست منّة من نتنياهو وحكومات اسرائيل، وذلك بخلاف المستوطنين الذين يحتلون بالقوة أرضًا ليست لهم تم سلبها من أصحابها الفلسطينيين.
وأكد جبارين أن نتنياهو يحاول التهرب من قضايا الفساد التي تلاحقه في الفترة الأخيرة عن طريق التحريض على فلسطينيي الداخل. مشددا على أن مصيره ومصير سياساته الاحتلالية والقمعية سيكون في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي في هولندا.
وكشفت القناة الإسرائيلية الثانية، أن نتنياهو عرض على المبعوثين الأمريكيين، جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات، ضم مستوطنات للقدس مقابل منح بلدات في وادي عارة للسلطة الفلسطينية. وذكرت القناة أن نتنياهو قدم هذا الاقتراح للأمريكيين كجزء من اتفاق سلام مستقبلي بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يصرح فيها رئيس حكومة في اسرائيل بمثل هذه التصريحات علانية ويقدم اقتراحًا لعقد صفقة كالتي اقترحها نتنياهو. يشار الى أن ذلك يندرج ضمن استراتيجية القدس العظمى. وقد أعلن نتنياهو الأربعاء الماضي عن نيته دعم اقتراح قانون يسمح بزيادة منطقة نفوذ بلدية الاحتلال في القدس، بحيث تشمل المستوطنات «معاليه أدوميم» و «بيتار عيليت» و»غفعات زئيف» و»أفرات» والكتلة الاستيطانية «غوش عتيسون».
وكان قد بادر إلى اقتراح القانون عضو الكنيست يوآف كيش، من كتلة الليكود. وبحسبه فإن اقتراح القانون لا يشتمل على إحلال السيادة الإسرائيلية على المستوطنات، بل ستبقى تعمل تحت الحكم العسكري، علما بأن اقتراح القانون يعطي بلدية الاحتلال صلاحيات على الأراضي المقامة عليها المستوطنات.
يشار الى أن فكرة الترحيل قديمة وولدت في حزب العمل قبل عدة عقود، وما لبثت أحزاب في اليمين أن تبنتها، وما زال زعيم حزب «يسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان وزير الأمن يدعو لها في برامجه الانتخابية وتصريحاته. ويدعي ليبرمان انه يدعو لمبادلة أم الفحم ومنطقتها مع أراضيهم وبيوتهم مقابل كتل استيطانية، لكن فلسطينيي الداخل يرفضون ذلك جملة وتفصيلا لكونها سابقة، ولأنها لا تعيد الأراضي التابعة لمنطقة نفوذ أم الفحم وبناتها التي احتلت وسلبت عام 48.
وأيد جبارين في ذلك زميله ابن النقب النائب عن المشتركة طلب ابو عرار، داعيا في سياق متصل لإغلاق ما يعرف بسلطة توطين البدو. واتهم اسرائيل بمحاولة القيام بتطهير عرقي في صحراء النقب بذرائع مختلفة ومن خلال هذه السلطة التي تحترف هدم المنازل وإتلاف المزارع. وعلى خلفية الكشف عن مخططات اسرائيلية جديدة بهدم منازل وقرى «غير معترف بها» دعا ابو عرار في بيان للأهالي برص الصفوف، والنضال من أجل تحصيل حقوقهم، ولمقاطعة «سلطة توطين البدو».

 نائب عربي: نتنياهو يدعو لارتكاب جريمتي حرب

الأمن المصري يقتحم 3 قرى في الشرقية ويعتقل العشرات من منازلهم

Posted: 28 Jul 2017 02:25 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: داهمت قوات الأمن المصرية قرية العدوة، التابعة لمركز ههيا في محافظة الشرقية، في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، بأكثر من 100 مدرعة وسيارة شرطة، واقتحمت الكثير من المنازل دون سند من القانون، حسب ما أوضحت «التنسيقية المصرية للحقوق والحريات».
وقال شهود عيان إن «قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والخرطوش لترويع الأهالى، وقامت بمداهمة المنازل وتحطيم محتوياتها وسط ذعر الأطفال والنساء».
وأعلنت التنسيقية أن «تلك الحملة أسفرت عن اعتقال 10 أفراد واقتيادهم لجهة غير معلومة، وهم سعيد زكي السيد القزاز، ويوسف عبدالدايم حسن، والهادي محمد محمد عبدالدايم، وسعيد محمد محمد عبدالدايم، وسعيد حسن محمد عبدالدايم، ومدحت عبدالحميد مهدي، وأحمد محمد صلاح أبوالعلا الحلاق».
كانت قوات الأمن، قد بدأت حملة مداهمات لعدد من قرى مدينة ههيا منذ فجر أمس، بينها قرى العدوة، وصبيح، ومهدية، واعتقلت 3 من قرية مهدية، هم عبدالحميد محمود أحمد شرف الدين، 58 سنة، مدرس لغة عربية، ومحمود عبدالحميد، 28 سنة، محاسب بنكي، ومحمد فتحي محمد حفني الصعيدي، 23 سنة، ومتزوج من أسبوع.
كما اعتقلت 7 مواطنين من من قرية العدوة في محافظة الشرقية، وهم صبحي محمد أبوهاشم، وأحمد صبحي محمد أبوهاشم، ومحمد حسين فضل، ومحمد السيد حسين فضل، ومحمد سمير شعبان، ومحمد إبراهيم، إضافة إلى محمد سعيد عبدالكريم، طالب بالمرحلة الثانوية، لينضم بذلك إلى صديقه إسلام فوزي الذي اعتقل الأربعاء الماضي، من أحد شوارع مدينة ههيا.
وحمّلت «رابطة أسر المعتقلين في الشرقية» وزارة الداخلية المسؤولية الكاملة عن حياة ذويهم، داعية للإفراج الفوري عنهم، مؤكدين أنهم لن يتنازلوا عن حقهم في الحرية.
في الموازاة، تصاعدت ظاهرة الاختفاء القسري لمواطنين مصريين، يُكتشف بعد أيام أو أشهر من الاختفاء وجودهم لدى أجهزة أمنية وسيادية، فيما تتهم منظمات حقوقية مصرية تصفية الأمن لعدد من المخفيين قسرياً بزعم قتلهم في مطاردات أمنية ضمن «المواجهة مع الإرهاب».
وأعلنت «التنسيقية المصرية للحقوق والحريات»، أمس، استمرار اختفاء أسامة أشرف محمد شلبي، في محافظة الدقهلية لليوم الثامن والثلاثين على التوالي، منذ اعتقاله بتاريخ 21 يونيو الشهر الماضي وذلك حال عودتة من محافظة الأسكندرية.
ويتهم الأهالي والمنظمات الحقوقية أجهزة الأمن باخفاء الشاب قسرا، وقدمت أسرته بلاغات وشكاوى ولكن لم يتم الرد عليهم، محملين وزارة الداخلية المسؤلية الكاملة عن سلامته ومطالبين بالإفراج عنه.
وقرية العدوة، هي إحدى القرى التابعة لمركز ههيا في محافظة الشرقية، وتقع على بُعد نحو 10 كيلومترات من مدينة الزقازيق مركز المحافظة الرئيسي، وهي مسقط رأس الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة «الإخوان المسلمين». وتمتد المساحات الزراعية وشريط السكة الحديد على جانبى طريق السيارات في القرية، وتنتشر من مدخلها لوسطها شارات رابعة العدوية والعبارات المناهضة للجيش والشرطة والرئيس عبدالفتاح السيسى، التى كتبها أعضاء جماعة الإخوان على جدران شوارعها، منذ إطاحة الجيش بمرسي من الحكم في يوليو/تموز 2013.
ويتراوح عدد سكان القرية البالغ من 10 آلاف إلى 20 ألف نسمة، يشتهرون بالزراعة، كما تمثل معقلا لجذور عائلة مرسي وأنصار جماعة الإخوان المسلمين، وأوشكت أن تنعزل عن سيادة الدولة خلال الأعوام الماضية بسبب الغياب الأمنى وسيطرة الإخوان عليها قبل اندلاع أحداث 30 يونيو.
وشهدت القرية مواجهات عديدة بين كوادر جماعة الإخوان وأنصارهم المحتجين على إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي، وقوات الشرطة والجيش، التي يصفها «الإخوان» ومؤيدوهم بـ«قوات الإنقلاب» وصلت لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص والخرطوش، واستمرت المسيرات الاحتجاجية في شوارع القرية طوال عامين حتى نهاية 2015.
لكن الأجهزة الأمنية، حسب مصادر وشهود عيان، تقتحم قرية العدوة من حين لآخر، نهارا وليلا، وتعتقل عددا من سكانها، بتهم الانضمام لجماعة محظورة وارتكاب اعمال عنف وتخريب، والتحريض على تقويض مؤسسات الدولة.
وكان أشهر الاقتحامات، الحملة الأمنية المكبرة التي شارك فيها ضباط مباحث مديرية أمن محافظة الشرقية، صباح 15 يناير/كانون الثاني 2016، والقبض على شقيق الرئيس الأسبق محمد مرسي، حيث جاءت الحملة بالتنسيق مع الأمن الوطني والعام، وأكد مصدر أمني أنه تم خلال الحملة ضبط عدد من المنتمين لجماعة الإخوان بينهم «سعيد مرسي» شقيق الرئيس مرسي، لفحصه والتأكد من عدم وجود أحكام عليه أو مشاركته في أي أعمال عنف.
وسبق أن شهدت القرية احتفالات صاخبة مع إعلان فوز رئيس حزب الحرية والعدالة المستقيل حينها، محمد مرسي، وقت إعلان فوزه برئاسة الجمهورية المصرية مطلع يوليو 2012، بعد تقدمه على منافسه الرئيسي في جولة الإعادة الفريق أحمد شفيق، في عدد أصوات الناخبين.

الأمن المصري يقتحم 3 قرى في الشرقية ويعتقل العشرات من منازلهم

مؤمن الكامل

تصاعد الاحتجاجات العمالية في مصر للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل

Posted: 28 Jul 2017 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: ارتفعت موجة الاحتجاجات العمالية في مصر، للمطالبة بزيادة الأجور لتتماشى مع غلاء الأسعار الذي تشهده البلاد في الفترة الأخيرة، و تحسين ظروف العمل.
وقررت النيابة العامة في أسوان، أمس، حبس 8 من عمال مصنع الإسمنت في أسوان «ميدكوم»، 4 أيام على ذمة التحقيقات.
ووجهت النيابة للعمال تهم تعطيل وسيلة من وسائل الإنتاج عمدًا بالاشتراك مع آخرين، و استخدام وسائل العنف والتهديد مع موظفين عموميين لمنعهم من أداء عملهم، ما ترتب على ذلك تعطيل سير العمل والاشتراك مع آخرين في ذلك، وتحريض مستخدمين عموميين على ترك العمل والامتناع عن تأدية واجب من وظيفتهم، وترتب على ذلك الإضرار بالمصلحة العامة، والاتفاق مع آخرين على ترك العمل والامتناع عن واجب من واجبات وظيفتهم، مبتغين من ذلك تحقيق غرض مشترك هو زيادة الأجور، بقصد تعطيل سير العمل والإخلال بانتظامه، ما ترتب على ذلك الإضرار بالمصلحة العامة.
وكانت قوات الأمن، ألقت القبض على العمال، أمس الأول، أثناء قيامها بفض اعتصام عمال مصنع إسمنت أسوان «ميديكوم» على طريق «أسوان- أبوسمبل».
وبدأ اعتصام عمال مصنع إسمنت أسوان قبل 4 أيام، احتجاجًا على مصرع 2 من العمال وإصابة 3 آخرين أثناء عملهم داخل المصنع، عندما انسكبت عليهم مادة حارقة، واتهم العمال المعتصمون إدارة المصنع بالإهمال.
وكان اللواء مجدي موسى، مدير الأمن، تلقى بلاغا من مأمور قسم شرطة أسوان بورود إخطار من غرفة الإسعاف يفيد بإصابة عدة أشخاص داخل مصنع إسمنت أسوان بعد انسكاب مادة حارقة تستخدم في تصنيع الإسمنت على العمال، وتبين أنه أثناء نقل المادة التي تستخدم في تفاعلات تصنيع الإسمنت انسكبت المادة التي تتجاوز حرارتها 1400 درجة من المجرى المخصص لها، على العمال أثناء قيامهم بأعمال إنشائية، ما أسفر عن إصابة 5 منهم، وتوفي أحدهم على الفور بعد تفحم جثمانه في موقع الحادث، فيما لفظ الثاني أنفاسه أثناء تلقيه العلاج في مستشفى أسوان الجامعي، ويعاني ثالث من حروق بنسبة 95٪ وحالته الصحية حرجة.
ونظم العاملون في شركة الصناعات الكيميائية المصرية «كيما أسـوان»، اعتصاما مفتوحا في مقر الشركة، للمطالبة بحقهم في العلاوات وتوحيد منظومة الأجور. وطالب العاملون باعتماد العلاوة الخاصة الصادرة بقانون 16 لسنة 2017، وقانون العلاوة الخاصة لسنة 2016، وضمها إلى الأجر الأساسي مباشرة، واعتماد العلاوة الخاصة الصادرة بقانون 77 لسنة 2017 قانون العلاوة الخاصة لسنة 2017، وضمها إلى الأجر الأساسي مباشرة.
وأضاف العاملون أن ذلك بجانب اعتماد علاوة غلاء المعيشة الصادرة بقانون 78 لسنة 2017 وقانون علاوة غلاء المعيشة الاستثنائية لسنة 2017، وضمها إلى الأجر الأساسي مباشرة، وتوحيد منظومة الأجور في جميع الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات الكيميائية وعدم التمييز لتحقيق العدالة والمساواة كما كفلها الدستور والقانون.
وفي السياق نفسه، امتنع عمال شركة مصر للغزل والنسيج في المحلة الكبرى، خلال الأيام الماضية عن استلام رواتبهم عن شهر يوليو/تموز احتجاجا على عدم صرف العلاوة الخاصة التي أُقرت للعاملين في القطاع الخاص والعام بواقع 10٪ بحد أدنى 165جنيها وحد أقصى 330جنيها. وكان عمال الشركة من المفترض أن يكونوا قد صرفوا كامل رواتبهم في يوم 20 يوليو/ تموز الجاري حيث من المعتاد أن يبدأ الصرف أيام 17و18و19وينتهي يوم 20 من كل شهر، إلا أنه عند صرف أجورهم التي تأخرت عن الميعاد المحدد لصرفها، اكتشف العمال أنها لا تحتوي على العلاوة المقررة لهم، وهو الأمر الذي دفعهم لرفض استلامها، خاصة في ظل ارتفاع وتزايد الأسعار بشكل جنوني لا تستطيع أن تواكبه أي علاوة أو زيادة محدودة في الأجور.
وواصل العاملون في شركة «سيغما تك» للصناعات الدوائية في المنطقة الصناعية في مدينتي «قويسنا»، و6 أكتوبر، المملوكة للسيد البدوي، رئيس حزب الوفد إضرابهم عن العمل، لليوم الثالث على التوالي، لعدم صرف رواتب العاملين عن شهري يونيو ويوليو. وأعلن العاملون عن الدخول في إضراب مفتوح عن العمل لحين صرف الرواتب، وتلبية مطالبهم بصرف العلاوات عن الشهور الماضية.
ويواصل عمال النظافة في الجامعة الأمريكية اعتصامهم في مقر الجامعة بعد تردد معلومات عن عزم الإدارة الاستغناء عن أكثر من 170 موظفا من عمّال النظافة. وبمجرد تسرب الخبر إليهم، دخل العمال في اعتصام مفتوح داخل مبنى الجامعة في القاهرة الجديدة، احتجاجًا على القرارات التعسفية من الإدارة، خاصة مع نيتها الاستعانة بشركة توريد عمالة لجلب عمال آخرين بعدما خدموا أكثر من 10 أعوام في الجامعة التي حاولت إرضاءهم بمكافآت مادية، وكذلك حاولت العرض عليهم بأن يدخلوا في مقابلات شخصية مع الشركة الجديدة ويتم قبول بعضهم، إلاّ أن جميع المحاولات باءت بالفشل واستمر عمال النظافة بالتمسك بحقوقهم.
وبعد 10 أيام من بدء الاعتصام بدأ بعض العمّال يحاولون الخروج من الجامعة لجلب الطعام والشراب والملابس التي يحتاجونها إلاّ أن إدارة الجامعة منعت دخولهم من جديد، وكذلك منعت دخول جميع المستلزمات إليهم، كنوع من أنواع الحصار من أجل فض الاعتصام.

تصاعد الاحتجاجات العمالية في مصر للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل

تقرير حقوقي مصري: عدد المواقع المحجوبة وصل 130

Posted: 28 Jul 2017 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلنت مؤسسة حرية الفكر والتعبير في مصر، وصول عدد المواقع الإلكترونية المحجوبة في مصر إلى نحو 130، غالبيتها مواقع إخبارية، منددة بمخالفة الدستور وتقييد حرية الإعلام والتعبير.
وقالت المؤسسة الحقوقية الشهيرة في بيان، مساء أول أمس الخميس، إن الحكومة المصرية حجبت مجموعة من المواقع في البلاد، منذ 24 أيار/مايو الماضي، دون أن يُعلن أي قرار رسمي بذلك، حيث فوجئ مستخدمو الإنترنت في مصر بالحجب، دون توضيح من قبل أي من الجهات الحكومية، أو من قبل شركات الاتصالات.
وأشارت إلى أن وكالة أنباء الشرق الأوسط أعلنت حجب 21 موقعا نقلا عمّا أسمته الوكالة «مصدرا أمنيا رفيع المستوى».
وأعلنت «مؤسسة حرية الفكر والتعبير» تحليلا قانونيا وتقنيا للقرار غير المعلن بالحجب، مشيرة إلى أنها رصدت خلال الفترة من 24 مايو/أيار إلى 27 يوليو/تموز 2017، حجب عدد من المواقع الإلكترونية في مصر، حيث طال الحجب مجموعة من مواقع الصحف المصرية المُرخّص لها بالعمل.
وقالت إنها اعتمدت في رصدها على مجموعة من المعايير التقنية للتأكد من الحجب، منها أداة «OONI» وهي عبارة عن برمجية حرة تعمل كشبكة لكشف الرقابة والمراقبة والتدخل في مرور البيانات في شبكة الإنترنت، تُتيح إجراء اختبارات للتأكد من حجب المواقع، بالإضافة إلى طيف آخر من اختبارات الشبكة، كما تُتيح نشر نتائج الاختبارات التي أجراها مستخدموها، وقارنت المؤسسة النتائج التي حصلت عليها من خلال الأداة بنتائج الاختبارات الأخرى التي ينشرها المستخدمون من مصر.
واختبرت المؤسسة إمكانية الوصول للمواقع المحجوبة عبر مجموعة مختلفة من مقدمي خدمات الإنترنت في مصر «تي إي داتا، وفودافون، وأورانج، واتصالات، ولينك دوت نت، ونور». وقد استخدمت المؤسسة متصفحا مخصصا للاختبار مع خدمات ومواقع تغيير العناوين الالكترونية للتأكد من الحجب في مصر دون غيرها من الدول، على الشبكات المذكورة.
وأكدت أنه لم تصدر أي بيانات رسمية من قبل شركات الاتصالات المختلفة أو الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أو وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبالتالي لم يتم الاعتماد على أي بيانات حكومية في تأكيد أو نفي الحجب، باستثناء بعض ما نُشر في الصحف وعلى المواقع الإلكترونية الإخبارية.
وأشارت إلى أنها رصدت حجب 129 موقعا في الفترة من 24 مايو وحتى 27 يوليو 2017، بالإضافة إلى حجب موقع (العربي الجديد) في نهاية عام 2015.
وتابعت: في يوم 12 يونيو/حزيران الماضي، لاحظنا البدء في حجب مجموعة من المواقع التي تقدم خدمة «VPN» وهي الممارسة التي يمكن أن تُنبئ بنية الحكومة في استمرار الحجب وتصفية المحتوى الذي يستطيع المستخدمون المصريون الوصول إليه.
وقالت إن نتائج اختبارات الحجب بين مجموعة الشركات الخاضعة للاختبارات اختلفت للموقع الواحد على الشبكات المختلفة.
وزادت: في أوقات كثيرة، رصدت المؤسسة اختلافا في عدد المواقع المحجوبة على كل شبكة، خاصة وأن بعض المواقع حُجبت ورفع عنها الحجب عدة مرات في الشبكة نفسها، وكانت شركة «نور» أقل شركة في عدد المواقع المحجوبة، وهي الشركة الوحيدة التي لم يتم قطع الإنترنت عن مستخدميها خلال أحداث الثورة المصرية2011.
وكشفت «حرية الفكر والتعبير» أن الحجب الذي طال بعض المواقع أثّر على المواقع الأخرى على النطاق نفسه. على سبيل المثال لُوحظ أنه على خلفية حجب موقع قناة الجزيرة القطرية (العربي) حُجبت 10 مواقع أخرى تستخدم نطاقات فرعية من نطاق « جزيرة نت أي».
وأوضحت أن بعض المواقع المحجوبة هي مواقع تابعة لصحف حاصلة على ترخيص مثل «دايلي نيوز إيجيبت، والبورصة، والمصريون»، وبعضها يصدر عن شركات مسجلة في مصر كموقع «مدى مصر، ومصر العربية». كما يُلاحظ أن الدولة تعاملت بشكل طبيعي مع العديد من المواقع المحجوبة خلال فترات سابقة، على سبيل المثال كتب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مقالين نُشرا في جريدة «دايلي نيوز إيجيبت»، الأول في سنة 2014، والثاني في سنة 2015.

تقرير حقوقي مصري: عدد المواقع المحجوبة وصل 130

مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري: دول الحصار تسعى للتحكم في قراراتنا السياسة الخارجية

Posted: 28 Jul 2017 02:23 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي» ووكالات: أكد الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني مدير مكتب الاتصال الحكومي بدولة قطر أن الدول التي تفرض حصارا على دولة قطر، تسعى عبر الأزمة القائمة إلى التحكم في قرارات الدولة فيما يتعلق بسياساتها الخارجية.
واتهم في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية «فرانس برس»، كلاً من السعودية والإمارات والبحرين ومصر بمحاولة مصادرة قرارات قطر المتعلقة بالسياسة الخارجية، وهو ما لن تقبله الدوحة على الإطلاق، على حد قوله.
وأضاف أن اللائحة الجديدة التي نشرتها الدول الأربع مؤخرا والتي تضم أفرادا وكيانات اتهمتها بالإرهاب والزعم بارتباطها بقطر تعد من بين الأمور التي «لا تزال تعرقل حل الأزمة»، مؤكدا انفتاح قطر على الحوار والمفاوضات بشرط رفع الحصار غير الشرعي كخطوة أولى في هذا الاتجاه.
وقال إن قطر لم تثر الأزمة « بل هم من أثاروها»، مشددا على أن رفع الحصار غير الشرعي هو أمر غير قابل للتفاوض في حين لا مشكلة لدينا في مناقشة جميع الأمور بشكل صريح، طالما أن ذلك لا يتعلق بسيادتنا واستقلاليتنا.
وجدد التأكيد على رفض دولة قطر الاتهامات الموجهة إليها من قبل دول الحصار بدعم مجموعات إرهابية، قائلا: «نحن لا ندعم الإرهاب بأي طريقة على الإطلاق، هذا الاتهام باطل، بل نقوم بعكس ذلك تماما، وفعليا نقوم بأكثر مما يقومون به هم في مجال محاربة الإرهاب».
وأشار آل ثاني إلى أن الاتفاق الثنائي الذي وقعته الدوحة وواشنطن منتصف الشهر الحالي بشأن محاربة تمويل الإرهاب، هو الأول من نوعه بين البلدين حيث يضع معايير دولية جديدة لهذا التعاون في مواجهة الإرهاب، منوها في هذا الصدد بالخطوات التي اتخذتها الدوحة في الماضي في هذا السياق كالمشاريع التعليمية العديدة التي تدعمها حول العالم والتي تخلق «بيئة غير ملائمة للفكر المتطرف»، بالإضافة إلى مشاركة الدوحة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة» في العراق وسوريا.
كما نوّه مدير مكتب الاتصال الحكومي بالعلاقات بين دولة قطر والولايات المتحدة، لافتا إلى أنه كان في بداية الأزمة من الممكن تفسير بعض الرسائل الموجهة من واشنطن على أنها بمثابة دعم لدول الحصار، إلا أن اتباع وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين نهجا أكثر فهما للأزمة عدل الأمور.
وأكد أن «قطر تملك دعم الولايات المتحدة» مقرا بأنه «في بداية الأزمة (…) كان من الممكن تفسير بعض الرسائل» الموجهة من واشنطن على أنها بمثابة دعم للرياض، حليفتها الاستراتيجية.
وفيما علا صوت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد قطر، اتبعت وزارتا الدفاع والخارجية نهجا أكثر تصالحا تجاه الدولة التي تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط. وأكد الشيخ سيف كذلك أن لدى الدوحة «أدلة» على أن الإمارات تقف خلف اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، حيث نشرت تصريحات أصرت الدوحة على أنها كاذبة نسبت إلى الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وقال إن الامارات هي «الدولة الأولى المتورطة في هذه الحادثة وهي الأولى التي استفادت منها» مؤكدا «لقد حددنا الأرقام وعناوين بروتوكول الانترنت والكيانات المتورطة» في عملية الاختراق.
وفي ما يتعلق بمطالب إغلاق الجزيرة، قال «هذا الطلب ليس بجديد، ولكنه خطوة لن نفكر فيها أبدا».
وأكد أن لدى الدوحة أدلة على أن الإمارات تقف خلف جريمة اختراق الموقع الالكتروني لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، ونشر تصريحات كاذبة نسبت إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مشددا على أن الامارات هي الدولة الأولى المتورطة في هذه الجريمة، وهي الأولى التي استفادت منها. وبخصوص ما يتعلق بمطلب دول الحصار إغلاق قناة الجزيرة، أوضح أن «هذا الطلب ليس بجديد، ولكنه خطوة لن نفكر فيها أبدا».
إلى ذلك، قالت الخارجية المصرية، أمس الجمعة، إن «اجتماع الدول العربية المقاطعة لقطر، في العاصمة البحرينية المنامة، اليوم السبت وغدا الأحد يعكس اهتمام الدول الأربع بتنسيق مواقفها والتأكيد على مطالبها من قطر».
وقال بيان صادر عن الوزارة، إن «وزير الخارجية المصرية سامح شكري، يتوجه اليوم السبت إلى المنامة؛ للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية كل من القاهرة والسعودية والبحرين، والإمارات، المقرر عقده في المنامة يومي 29 و30 تموز/ يوليو الحالي».
وأوضح أن «مشاركة شكري في اجتماع الرباعي العربي تأتي في إطار ما تم الاتفاق عليه بين وزراء خارجية الدول الأربع خلال اجتماعهم بالقاهرة في 5 تموز/يوليو الحالي، بأن يعقدوا اجتماعهم التشاوري اللاحق في البحرين نهاية الشهر الحالي».
وأشار البيان، إلى أن «الاجتماع يعكس اهتمام الدول الأربع بتنسيق مواقفها والتأكيد على مطالبها من قطر، وتقييم مستجدات الوضع ومدى التزام الدوحة بالتوقف عن دعم الإرهاب والتدخل السلبي في الشؤون الداخلية للدول الأربع».
وعقد الاجتماع الأول بين الدول المقاطعة في القاهرة، يوم 5 تموز/يوليو الحالي، وأسفر عن توجيه تحذيرات لقطر، دون تبني خطوات تصعيدية واضحة ضدها.
وفي 5 حزيران/ يونيو الماضي، بدأت الأزمة الخليجية، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وفرضت الثلاث الأولى عليها إجراءات عقابية، لاتهامها بـ»دعم الإرهاب»، وهو ما نفته الأخيرة.
وفي 22 حزيران/يونيو الماضي، قدمت الدول الأربع لقطر قائمة تضم 13 مطلبًا لإعادة العلاقات مع الدوحة، من بينها إغلاق قناة «الجزيرة»، وأمهلتها 10 أيام لتنفيذها.
المطالب المقدمة لاقت رفضا من الدوحة التي قالت إنها «ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ».

مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري: دول الحصار تسعى للتحكم في قراراتنا السياسة الخارجية

إسماعيل طلاي

السراج ينفي موافقته على دخول قوات إيطالية إلى المياه الليبية ويقول إن السيادة الوطنية خط أحمر لا يمكن تجاوزه

Posted: 28 Jul 2017 02:23 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: نفى رئيس حكومة «الوفاق الوطني» الليبية فايز السراج ما ذكرته وسائل إعلام إيطالية ‏حول موافقته على دخول قوات إيطالية مدعومة بمقاتلات عسكرية إلى المياه الإقليمية ‏الليبية.‏
وأضاف في بيان نشره المكتب الإعلامي لحكومة الوفاق، واطلعت عليه «القدس ‏العربي»: «إن ما تم الاتفاق عليه مع الحكومة الإيطالية هو استكمال برنامج دعم خفر ‏السواحل بالتدريب والتجهيز بقدرات تسليحية ومعدات تمكنه من إنقاذ حياة المهاجرين، ‏ومواجهة المنظمات الإجرامية التي تقف وراء الهجرة غير الشرعية وعمليات التهريب، ‏إضافة إلى دعم حرس الحدود وتزويدنا بمنظومة إلكترونية لتأمين ومراقبة الحدود ‏الجنوبية».‏
وتابع السراج: «نؤكد من جديد أن السيادة الوطنية خط أحمر لا يمكن تجاوزه، ولدينا ‏الشجاعة أن نعلن كل خطوة نتخذها، وندافع عنها إذا رأينا أنها تخدم مصلحة الوطن، ‏وليس لدينا ما نخفيه».‏
وكانت وسائل إعلام إيطالية أشارت إلى أن روما تلقت طلباً من السراج يتضمن دعوة ‏القوات البحرية الإيطالية للتعاون مع حكومته لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين، مشيرة إلى الحكومة الإيطالية قررت إرسال سفن حربية وأخرى متخصصة بالإنقاذ ‏وعدد من المقاتلات وطائرات بدون طيار للقيام بدوريات في لمياه الليبية وتقديم الدعم ‏لخفر السواحل الليبي. ‏
وقال السراج: «هذه المزاعم عارية عن الصحة، وتدخل ضمن محاولات التشويش على ‏ما تم إنجازوه في لقاء باريس من تفاهمات تساهم في تحقيق الاستقرار في ليبيا وإنهاء ‏مرحلة المساومات والمناكفات والفوضى».‏
وأضاف: «آن لبعض الأصوات والأقلام أن تكف عن العبث وأن ترتفع إلى مستوى ‏المسؤولية الوطنية وأن تتقي الله وترعى مصلحة الوطن»، داعياً الليبيين إلى الوقوف ‏صفّاً واحداً والانطلاق للمرحلة الجديدة التي «بدأت نحو المصالحة والبناء».‏
وكان السراج وقّع مع قائد الجيش الجنرال خليفة حفتر خلال «لقاء باريس» الأخير اتفاقا ‏سياسيا يقضي بوقف إطلاق النار والالتزام بحل سياسي للأزمة القائم في البلاد وإطلاق ‏حوار شامل يشمل جميع الأطراف الليبية، بما فيها مجلسا النواب والدولة، إضافة إلى ‏إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في أسرع وقت ممكن.‏
وأصدر مجلس الوزراء الإيطالي، أمس الجمعة، مرسوماً يقضي بإرسال بعثة عسكرية بحرية إلى المياه الإقليمية الليبية ‏لدعم حرس السواحل المحلية، وفق ما نقله التلفزيون الإيطالي الحكومي. وذكر التقرير التلفزيوني، أن «جلسة مجلس ‏الوزراء أمس أصدرت المرسوم الذي ينص على إرسال بعثة عسكرية تضم سفناً إيطالية إلى المياه الإقليمية الليبية ‏لدعم عمل خفر السواحل المحلية».‏
وتتمثل مهمة البعثة الإيطالية، في «المساعدة على التحكم في تدفقات الهجرة من خلال وقف قوارب المهربين، وإعادة ‏المهاجرين إلى البر الليبي». ونقل عن رئيس الحكومة باولو جينتيلوني، قوله لدى خروجه من الجلسة: «ما صادقنا عليه ‏ليس أكثر ولا أقل مما طلبته منا الحكومة الليبية في طرابلس».‏
وأوضح أن «المرسوم هو خطوة إلى الأمام للمساهمة في تعزيز قدرة السلطات الليبية على مكافحة المهربين وتعزيز ‏القدرة على رقابة الأرض والحدود، وهذا جزء من مسيرة بسط الاستقرار في ليبيا».‏‎‏ وأشار التقرير، إلى أن «المرسوم ‏يحتوي أيضاً على قواعد الاشتباك، والحماية للجنود المشاركين في العملية مع سفينة قيادة واحدة على الأقل، وسفن ‏أخرى خفيفة(لم يحدد عددها)».‏
ومن المقرر أن يعرض المرسوم على البرلمان، الثلاثاء المقبل، للمصادقة التي لا يبدو أنها ستلاقي معارضة، وفق ‏تصريحات قادة الكتل البرلمانية. وفي حال المصادقة على المرسوم برلمانياً، فستبدأ البعثة عملها في غضون سبعة أيام، ‏حيث ستنتقل السفن المكلفة إلى داخل المياه الليبية، وفق الإجراءات الدستورية. ‏
وفي سياق مشترك أعلن الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، تخصيص 53 مليون دولار أمريكي، لدعم عمليات حماية الحدود الليبية، وعمل ‏حرس الحدود. وقال الاتحاد في بيان، نقلته وكالة «أسوشييتيد برس» الأمريكية، إن المبالغ المالية ستمنح لتعزيز عمل برنامح ‏الحد من تدفق اللاجئين من سواحل ليبيا إلى أوروبا. ‏
وأضاف: «أن إيطاليا ستتولى تنفيذ برنامج حماية الحدود الليبية، نظراً لتدفق معظم المهاجرين الذين يغادرون ليبيا إلى ‏حدودها». ووفق البرنامج، يتحمل الاتحاد الأوروبي دعم إيطاليا بكافة المعدات، وووسائل التدريب التي تعزز من تأمين ‏السواحل الليبية، وتدعم عمل قوات حرس الحدود. ‏
وفي تصريحات للوكالة الأمريكية، علقت الممثلة العليا لشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، فديريكا ‏موغيريني، على المنحة الأوروبية لليبيا قائلة: «في حين تستمر مساعي الاتحاد الأوروبي للمساعدة في إنهاء الأزمة ‏السياسية في ليبيا، سيستمر الاتحاد أيضاً في مساعدة السلطات الليبية من أجل تعزيز قدرتها على معالجة تدفقات الهجرة، ‏وإنقاذ المهاجرين، والتأكد من احترام حقوق الإنسان، ومكافحة شبكات التهريب». ‏

السراج ينفي موافقته على دخول قوات إيطالية إلى المياه الليبية ويقول إن السيادة الوطنية خط أحمر لا يمكن تجاوزه
الحكومة الإيطالية تصدر مرسوماً يقضي بإرسال سفن عسكرية و53 مليون دولار منحة من الاتحاد الأوروبي لحماية الحدود
حسن سلمان – وكالات

إشادة رئيس نادٍ رياضي تونسي بالرئيس المصري تثير جدلاً في البلاد

Posted: 28 Jul 2017 02:23 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: أثار رئيس ناد رياضي تونسي جدلاً في البلاد، إثر إشادته بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مشيراً إلى أن التونسيين سعداء بوصوله للرئاسة.
وقال فوزي البنزرتي مدرب فريق «الترجي الرياضي»، في تصريح مقتضب لقناة مصرية، إن التونسيين كانوا سعداء بوصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرئاسة في مصر «ومسكه للأمور»، مشيراً إلى أنه لولا وجود السسيسي لكان العالم العربي «يمكن أن يذهب في داهية».
تصريح البنزرتي أثار موجة استنكار في تونس، حيث انتقد عدد من النشطاء تدخله في السياسة وحديثه باسم الشعب التونسي عموما، رغم أن آراء ليست جميعها مؤيدة للسيسي.
وكتب أحد النشطاء: «أنا من محبي فريق الترجي وأحترم التاريخ الرياضي للبنزرتي، ولذلك أنصحه بعدم الإساءة إلى هذا التاريخ بالخوض في مسائل لا يفهمها». وأضاف آخر مخاطبا البنزرتي: «لمذا تحشر نفسك في بعض المواقف السياسية؟ ومن الذي كلفك بالحديث باسم التونسيين؟». وتابع ناشط آخر «ما قاله البنزرتي ليس مفاجئا، لأن دأب نظام السيسي على الاستعانة بعدد من المشاهير لتلميع صورة نظامه المستبد، ولا أستبعد أن يكون معد التقرير لقّنه الكلمات التي قالها».
وكان المحلل الرياضي التونسي أحمد المغيربي أثار جدلاً كبيراً في وقت سابق بعدما أكد نيته تقبيل حذاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عندما يزور بلاده، وهو ما اعتبره البعض إساءة لجميع التونسيين، مؤكدين أنهم ليسوا لاعقي أحذية.

إشادة رئيس نادٍ رياضي تونسي بالرئيس المصري تثير جدلاً في البلاد

رئيس حكومة الوفاق الليبية في الجزائر اليوم لإطلاع بوتفليقة على تفاصيل اتفاقه مع حفتر

Posted: 28 Jul 2017 02:22 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) – الجزائر – «القدس العربي» : يصل فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية إلى الجزائر اليوم السبت ‏أياماً قليلة بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه مع المشير خليفة حفتر بفرنسا، ‏وبحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهي زيارة تندرج في إطار الجهود التي ‏تقوم بها الجزائر منذ سنوات، سراً وعلانية لإيجاد حل للأزمة الليبية.‏
وينتظر أن يستقبل السراج من رئيس الوزراء الجزائري الجديد عبد المجيد تبون، علماً ‏أن زيارات السراج السابقة كانت قد تمت في وجود رئيس الوزراء السابق عبد المالك ‏سلال.‏
‏ وسيلتقي فايز السراج أيضا خلال هذه الزيارة بوزير الخارجية عبد القادر مساهل ‏المطلع جيداً على ملف الأزمة الليبية، على اعتبار أنه أدار جولات الحوار بين أطراف ‏الصراع من السياسيين الليبين، التي استضافتها الجزائر برعاية أممية، كما التقى مع ‏الكثير من أطراف الأزمة الليبية خلال السنتين الماضيتين، أي منذ أن قررت الجزائر ‏الاقتراب أكثر من الأزمة الليبية، علماً أن مساهل كان يشغل منصب وزير الشؤون ‏المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، والملف الليبي كان يقع ضمن ‏اختصاصاته، بالإضافة إلى ذلك زار مساهل ليبيا والتقى الكثر من أطراف الصراع، ‏وفي مقدمهم السراج وحفتر، بالإضافة إلى مسؤولي القبائل والعشائر، وقد يستقبل ‏السراج أيضا من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهو اللقاء الذي لم يتأكد بعد.‏
وستكون الزيارة فرصة لرئيس الحكومة الليبية لإطلاع السلطات الجزائرية على ‏تفاصيل الاتفاق الموقع بينه وبين المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، لضمان دعم ‏الجزائر من جهة لهذا الاتفاق، ولعدم التنكر للجهود التي بذلتها، خاصة وأن اتفاقاً ‏كالذي تم التوقيع عليه كان بالإمكان أن يتم في الجزائر، بالنظر إلى الجهود التي بذلتها ‏الجزائر في سبيل حل الأزمة الليبية، ودفاعها عن حل ليبي سلمي بين الليبيين سلمي ‏منذ البداية، ورفضت وجود أي تدخل عسكري أجنبي من شأنه أن يتحول إلى مشكل ‏في حد ذاته، بدلاً من أن يكون حلاً، بعد ‏أن تأكدت من أن أي تدخل عسكري سيشعل المنطقة بأكملها، ويدخلها أتون حرب لا ‏نهاية لها، فحتى لو كانت فرنسا قد وظفت إمكانياتها وثقلها وعلاقاتها في الدفع نحو ‏الاتفاق الذي تم توقيعه، فإن الليبيين لا يمكن أن يستغنوا عن دعم جزائري، باعتبارها ‏دولة جارة، سيحتاجونها كثيرا في مرحلة إعادة بناء الدولة الليبية ومؤسساتها وقواتها ‏العسكرية وأجهزتها الأمنية. ‏
ورحب أعضاء مجلس الأمن بالجهود التي بذلت مؤخراً لتعزيز الحوار السياسي الشامل بين جميع الليبيين، بدعم من جيران ليبيا والشركاء الدوليين والمنظمات الإقليمية في إطار الاتفاق السياسي الليبي الذي إعتمده مجلس الأمن الدولي في قراره 2259 (2015).
وجاء في البيان الذي وزع على الصحافة المعتمدة بالمقر الدائم للمنظمة الدولية، أن أعضاء مجلس الأمن «يرحبون باجتماع فايز السراج، رئيس مجلس رئاسة ليبيا، والجنرال خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، الذي استضافه في باريس رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل مكرون، في 25 تموز/ يوليو، والإعلان المشترك الصادر بعد الاجتماع».
وحضّ أعضاء المجلس في البيان جميع الليبيين على دعم التوصل إلى حل سياسي تفاوضي، وتحقيق المصالحة الوطنية، والوقف الفوري لإطلاق النار، على النحو الذي دعا إليه الإعلان المشترك. «ويؤكد أعضاء مجلس الأمن أهمية الدور المركزي للأمم المتحدة في تيسير الحوار السياسي بقيادة الليبيين، ويرحبون بتعيين السيد غسان سلامة مبعوث الأمين العام الجدبد لليبيا، ويتطلعون إلى دعم جهوده الرامية إلى تيسير التوصل إلى حل سياسي في ليبيا، كما يرحب أعضاء المجلس بمشاركة الأمين العام الشخصية في مساعدة الليبيين على بناء الاستقرار والأمن والوحدة الوطنية».
من جهته أعلن مجلس النواب الليبي المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، أنه سيناقش نتائج اتفاق باريس لحل الأزمة في بلاده، فيما رأى ‏‏»المجلس الأعلى للدولة» (هيئة نيابية استشارية) في استضافة فرنسا لاجتماع الفرقاء الليبيين «تغيّراً إيجابياً» في موقفها.‏
وقال النائب الثاني لرئيس المجلس، أحميد حومة، في تصريح إعلامي نشره، اليوم، الموقع الرسمي للبرلمان، إنّ نتائج لقاء ‏باريس الذي جمع السراج بحفتر، ستتم مناقشتها خلال جلسة رسمية بين أعضاء مجلس النواب.ولم يحدّد حومة، تاريخ ‏انعقاد الجلسة، غير أنه أضاف: «سنكون إيجابيين في ما يتعلق بمصلحة الوطن لنوحّد الصف الليبي».‏
وقال المجلس الأعلى للدولة، أحد أطراف الصراع السياسي في البلاد، إنّه «تابع» لقاء باريس.وثمّن المجلس، في ‏بيان اطّلعت عليه الأناضول، «التغيير الإيجابي الملحوظ في الموقف الفرنسي حيال أطراف الصراع، ومحاولة الوقوف ‏على مسافة واحدة من الجميع». واعتبر أنّ «بيان باريس وتأكيده على مرجعية الاتفاق السياسي (اتفاق الصخيرات)، محاولة ‏أخرى لإيجاد تفاهمات بين الفرقاء يمكن التعاطي معها للوصول بليبيا إلى دولة مستقرة لا تعطل تقدمها الصراعات ‏والمنازعات».‏
وتتهم عدة أطراف ليبية فرنسا بالانحياز إلى حفتر، خاصة بعد إعلان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، في 20 تموز ‏‏/ يوليو 2016، مقتل 3 جنود فرنسيين في ليبيا كانوا ينفذون «عمليات استخباراتية محفوفة بالمخاطر».

رئيس حكومة الوفاق الليبية في الجزائر اليوم لإطلاع بوتفليقة على تفاصيل اتفاقه مع حفتر
مجلس الأمن الدولي يرحب و«النواب الليبي» يعلن مناقشة نتائجه في جلسة مقبلة

الرئيس الفرنسي يعلن عزمه إنشاء مراكز لدراسة طلبات اللجوء في ليبيا

Posted: 28 Jul 2017 02:22 PM PDT

باريس – «القدس العربي»‏: بعد يومين فقط على الاجتماع الذي رعاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بين رئيس حكومة الاتحاد الوطني فائز السراج وقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، والذي نجح في توافق الفرقاء على وقف إطلاق النار وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية العام المقبل، يبدو أن ماكرون عازم أيضاً على مواجهة أوجه أخرى للأزمة الليبية، خصوصا ما يتعلق بالهجرة غير الشرعية التي تنطلق من شواطئ ليبيا باتجاه ايطاليا.
وكان الرئيس الفرنسي قام بزيارة مساء يوم الخميس لمركز إيواء للمهاجرين واللاجئين في مدينة أورليان وسط فرنسا، ليعلن عزمه «هذا الصيف» على إقامة مراكز في ليبيا لدراسة طلبات لجوء آلاف المهاجرين الذين ينوون المغامرة بحياتهم من أجل الهجرة إلى أوروبا. وأوضح ماكرون أن فرنسا ستقوم «بإنشاء مراكز لدراسة طلبات اللجوء لتجنب خوض غمار مخاطر كبيرة غير محسوبة العواقب».

إرسال لجنة فرنسية إلى ليبيا

وشدد الرئيس الفرنسي على أن هذه المراكز سيتم إنشاؤها بالتنسيق مع دول الاتحاد الأوروبي، ونبّه في المقابل إلى أن هناك دولاً في الاتحاد مترددة حول هذا الإجراء، لكن» فرنسا ستقوم بذلك منفردة إذا تبين أن أوروبا مترددة في هذا الشأن» حسب تصريحات ماكرون . كما أرسل قصر الإيليزيه توضيحاً بشأن مراكز الإيواء في ليبيا، مشيراً إلى أن فرنسا «تشترط استتباب الأمن لتطبيق هذا الإجراء، وهو شرط غير موجود في الوقت الراهن». وأضاف بيان قصر الإيليزيه مساء الخميس الجمعة أن الهدف هو «دراسة ملفات كل مهاجر وطالب لجوء على حدة، عوض ترك آلاف الأشخاص يركبون البحر، ويغامرون بحياتهم»، وفي الأخير عند وصولهم إلى أوروبا يتبين أن لا أحقية لهم في طلب اللجوء.
كما أوضح بيان قصر الإيليزيه أن الحكومة سترسل نهاية شهر أغسطس/ آب المقبل لجنة مكونة من موظفين فرنسيين تابعين للمكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية إلى عين المكان في جنوب ليبيا لإنشاء المركز الجديد. وأفاد البيان أن «فرنسا قامت بتحديد منطقة جغرافية تقع ما بين جنوب ليبيا، وشمال شرق النيجر وشمال النيجر من أجل إنشاء مراكز متقدمة لدراسة طلبات اللجوء»، كما سيتم إرسال لجنة المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين إلى المراكز المقامة في إيطاليا لمساعدتها على فرز المهاجرين الذين يحق لهم الحصول على حق اللجوء من عدمهم.

نحو مليون مهاجر في ليبيا ينتظرون العبور

كما كشف الرئيس الفرنسي خلال كلمته في مركز للاجئين في مدينة أورليان أن «ما بين 800 ألف ومليون شخص موجودين في ليبيا، يعيشون في ظروف إنسانية مأساوية ينوون الانتقال إلى أوروبا عبر الشواطئ الليبية». وشدد ماكرون على ضرورة «فرض الأمن والاستقرار في ليبيا» من أجل البدء في عملية إنشاء مراكز طلبات اللجوء، كما تعهد الرئيس الفرنسي بالقضاء خلال «عام واحد على مظاهر عيش مئات الرجال والنساء في الشارع وفي الغابات، في ظروف إنسانية صعبة تهدر كرامتهم».
والتقى الرئيس ماكرون بعدة عائلات كانت قد حصلت قبل أشهر على حق اللجوء في فرنسا، وتبادل أطراف الحديث معهم، من بينها عائلة سورية من حلب.
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي كان عبر فيها عدد من قادة الاتحاد الأوروبي عن رغبتهم في إيجاد حلول جذرية للهجرة غير الشرعية انطلاقا من الأراضي والشواطئ الليبية، خصوصا بعد انتشار الفوضى وانتشار الميليشيات المسلحة وشبكات تهريب البشر في ليبيا بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي.
لكن خلافات عدة دبت بين عدد من دول الاتحاد الأوروبي حالت دون إقرار إجراء حقيقي يحد من الهجرة، باستثناء عملية «صوفيا»، التي تهدف إلى إنقاذ المهاجرين بحراً، وعملية تدريب حرس الشواطئ الليبيين، ومساعدتهم على السيطرة على شواطئها والقبض على شبكات تهريب المهاجرين.
وإذا ما رأى مشروع الرئيس الفرنسي النور، فإنها ستكون المرة الأولى التي تنشأ فيها على الضفة الأخرى من المتوسط، وفي كل إفريقيا مراكز لفرز المهاجرين الساعين إلى العبور نحو أوروبا للحصول على طلب اللجوء. كما أن إقامة مراكز طلبات اللجوء، داخل الأراضي الليبية، سيشكل عامل ضغط على الحكومة الليبية للتوصل إلى اتفاق حقيقي، يتحقق من خلاله استتباب الأمن والاستقرار.
وأعلن المكتب الدولي للمهاجرين أن نحو 100 ألف مهاجر أغلبهم من الأفارقة عبروا المياه المتوسطية انطلاقا من الشواطئ الليبية منذ بداية العام الجاري.
وتبقى إيطاليا أول دولة أوروبية تستقبل أكبر عدد من المهاجرين غير النظاميين، وهو ما أثقل كاهلها بشكل كبير، بسبب غياب المساندة من دول الاتحاد الأخرى، وهو ما دفعها قبل أسابيع إلى التهديد بإغلاق موانئها بوجه المهاجرين، وبإجبارهم على التوجه إلى موانئ دول أوروبية مجاورة. كما أن رئيس مجلس اوربا دونالد تاسك قد طلب من دول الاتحاد الأوربي قبل أسابيع بضرورة»إغلاق الطريق البحرية الرابطة بين ليبيا وإيطاليا».

الرئيس الفرنسي يعلن عزمه إنشاء مراكز لدراسة طلبات اللجوء في ليبيا
أكد أن باريس ستتحرك لوحدها في حال غياب الدعم الأوروبي
هشام حصحاص

 ناشطو حراك الريف يحبسون أنفاسهم في انتظار ما سيتضمنه خطاب العرش غداً

Posted: 28 Jul 2017 02:21 PM PDT

تشهد مناطق في الريف المغربي حراكها، مؤكدة على مطالب الحراك المندلع منذ خريف 2016 من دون ان يهدأ. واستمرار الحراك واحتجاجاته لا تنفي آمالا بأخذ التوتر نحو الهدوء والتفاهم بين الدولة وقادة الحراك، القابعين في سجون الدار البيضاء والحسيمة والناظور.
والأمل يتوالد مع تسريبات حول ما سيتضمنه خطاب العرش الذي يلقيه العاهل المغربي الملك محمد السادس يوم غد الاحد، الذي يصادف الذكرى الـ18 ليوم جلوسه على العرش، ورغم ان أية مؤشرات لا تدل على امكانيته، الا ان البعض يذهب الى ان الملك سيلقي خطاب العرش في الحسيمة، عاصمة الريف المحتج.
والساعات المقبلة ستكون محطة في تاريخ الحراك الذي اندلع احتجاجا على طحن بائع السمك، محسن فكري، في آلات الطحن على شاحنة لجمع النفايات. واذا كان تواجد فكري بين شفرات هذه الآلات، احتجاحا على مصادرة سلعته، فإن ما حصل والاحتجاج عليه أدى الى فتح ملفات كان صعب الاقتراب منها. ملفات المشاريع التنموية والاقتصادية والاجتماعية التي وعد بها أهل المنطقة منذ سنوات واستحضار ما يحس به ساكنتها من شعور بـ»الحكرة» وتاريخ المواجهات مع الدولة وما لحقها من اهمال وتجاهل منذ 1958، بدّد العاهل المغربي الملك محمد السادس جزءاً منه طوال السنوات الماضية.
والآمال في خطاب العرش تنصب على إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الحراك ومحاسبة المسؤولين عما عرفته المنطقة ومشاريعها وهي آمال يتم تداولها مع مؤشرات أخرى عن استبعادها من بينها تأجيل التحقيق التفصيلي الى يوم الثلاثاء القادم مع قائد الحراك ناصر الزفزافي القابع في سجن عكاشة.
وانتهى، مساء الخميس، مسلسل جلسات التحقيق التفصيلية مع معتقلي حراك الريف، والذي شمل 54 متابعاً، أربعة في حالة سراح و50 في حالة اعتقال، بعد الاستماع في محكمة الاستئناف الزجرية بالدار البيضاء لـ3 متابعين، 2 في حالة اعتقال وواحد في حالة سراح وهم: محمد النعيمي وخالد البركة، في حالة اعتقال وامحمد عدول، في حالة سراح.
وأبلغ قاضي التحقيق هيئة دفاع معتقلي حراك الريف، بأنه قرر استئناف الاستماع التفصيلي لناصر الزفزافي، لوحده، يوم فاتح آب/ اغسطس القادم. وقال إسحاق شارية، المحامي بهيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، إن «هذا القرار يعطينا، كهيئة للدفاع، أملا ضئيلا في انفراج ملف معتقلي الريف». ونقل موقع الاول عن شارية أن «كل عائلات المعتقلين تعقد أملاً كبيراً في الإفراج عن أبنائها يوم عيد العرش، لكن مثل هذه القرارات تُزعزع الأمل».

تظاهرة العروي

وشهدت مدينة العروي بالقرب من الناظور مساء الخميس مسيرة حاشدة في إطار استمرار فعاليات «حراك الريف» المتواصل منذ تسعة أشهر شارك فيها المئات من المتظاهرين وعلى رأسهم والدة ناصر الزفزافي ونوال بنعيسى قائدة الحراك الان، رافعين شعارات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين ورفع «الحصار» عن مدينة الحسيمة، وإنهاء كل مظاهر الإقصاء والتهميش الذي تعاني منه قرى ومدن الريف.
وووجهت «لجنة الحراك الشعبي» بالعروي التي تعّد ثالث معقل للحراك بمنطقة الريف بعد الحسيمة وإمزورن، نداءً إلى كل مناهض لـ»الظلم والحكرة والفساد»، قصد تكثيف المشاركة في المسيرة للتعبير عن تضامنهم مع المعتقلين وذويهم تبنيهم لنفس المطالب التي خرج الحراك أول يوم للمطالبة بها.
وتوجه المتظاهرون في مسيرة نحو مقر الدرك الملكي بالمدينة، للمطالبة بإطلاق سراح أحد النشطاء، حيث هددوا بالاعتصام بعين المكان، فيما كشف النشطاء أن الدرك الملكي استجاب لضغوط المتظاهرين وأفرج عن الناشط المذكور.
وردد المحتجون شعارات تتهم الدولة بـ»تعمد تأجيج الوضع» مثل «لا للعسكرة»، «الموت ولا المذلة»، «يا مخزن حذاري.. كلنا الزفزافي»، «عاش الريف.. عاش الشعب»، وغيرها من شعارات الحراك.
ويتداول نشطاء وصفحات حراك الريف على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو توثق لحفلات زفاف بمدينة الحسيمة والمناطق المحيطة بها، وهي تتغنى بشعارات الحراك التي ترفع في الاحتجاجات. وأظهرت مقاطع الفيديو تغني الفرق الغنائية في حفلات الزفاف، بشعارات الحراك مصحوبة بإيقاعات موسيقية، وسط تفاعل كبير من طرف الحاضرين في أكثر من حفل زفاف، وذلك من قبيل: «لا للعسكرة»، «الموت ولا المذلة»، «يا مخزن حذاري.. كلنا الزفزافي»، «عاش الريف.. عاش الشعب».

نقل المهداوي الى الدار البيضاء

وقال المحامي الحبيب حاجي في تدوينة نشرها على حسابه بفيسبوك، أنه تم نقل الصحافي حميد المهدوي مدير موقع «بديل»، المعتقل منذ يوم الخميس 20 تموز/ يوليو من سجن الحسيمة الى سجن عكاشة بالدار اليضاء للاستماع اليه «كشاهد من طرف قاضي التحقيق بالبيضاء، وبالتالي ليست هناك تهمة جديدة».
وكانت تقارير إعلامية قد أكدت مساء امس، أن المهداوي تم نقله من السجن المحلي في الحسيمة، إلى سجن عكاشة بالدار البيضاء، للاستماع إليه كشاهد في قضية، اتصالات كان قد أجراها مع (ب. بوعزاتي)، أحد المتهمين بإدخال السلاح إلى المغرب.
وأثار اعتقال المهداوي استنكار واحتجاج الاوساط الصحافية والحقوقية وقضت المحكمة الابتدايئة بالحسيمة ضد المهدوي، بالسجن ثلاثة اشهر و20 الف درهم غرامة، بعد ادانته بتهمة «تحريض أشخاص على ارتكاب جنح، وذلك بواسطة الخطب والصياح في أماكن عمومية» وذلك اثناء تظاهرة 20 تموز/ يوليو التي دعا إليها نشطاء الريف ومنعتها السلطات.
وأوضح المحامي حاجي ان «المهداوي تم ترحيله اليوم للدار البيضاء بأمر من الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء وذلك للتحقيق معه من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية».
وكشف أن «من المحتمل أن يكون موضوع التحقيق مع المهداوي متعلق بأحد الملفات التي كان يثيرها المهداوي في فيديوهاته والمتعلقة بملفات الفساد، والتزوير، مثل ملف صلاح الدين خاي الذي كان يصر المهداوي على التذكير به في كل مرة». واستبعد الحبيب حاجي أن «تكون للموضوع علاقة بما صرح به المهداوي في رسالة له نشرها موقع بديل الخميس، والتي قال فيها المهداوي أنه تعرض للاعتداء من قبل أحد الضباط خلال التحقيق معه». وقال أن «هذا الأمر لا يستحق نقله إلى الدار البيضاء والتحقيق معه من قبل الفرقة الوطنية «.

نائبة أوربية في الحسيمة

وفي إطار الاهتمام الأوروبي بالحراك ومطالبه وصلت النائبة البرلمانية عن فريق الحزب الاشتراكي الهولندي المعارض ساديت كارابولوط الجمعة إلى مدينة الحسيمة بعدما حلت الخميس بالعاصمة الرباط، وذلك في مهمة للوقوف على حقيقة الوضع الحقوقي في إقليم الحسيمة حيث اجرت لقاء مع ممثلين عن منظمة «أمنستي» المغرب، للاطلاع على التقرير الحقوقي الذي أعدته المنظمة حول الوضعية الحقوقية بالريف، وقال موقع الاول ان البرلمانية الهولندية تلتقي خلال وجودها في الحسيمة بعائلات المعتقلين والإطارات الحقوقية في المدينة ولجنة المعتقلين، وزيارة المواقع التاريخية بالمنطقة. وحذر المحامي عبد الصادق البوشتاوي، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، من أن استمرار المقاربة الأمنية في الملف سيجعل الحراك يتطور إلى انتفاضة شعبية شبيهة بانتفاضة 1958/1959. واعتبر أن هذا الأمر «يظل وارداً لكن مع الإختلاف في الزمان ومع الثورة التكنولوجية والمعلوماتية وما أتاحته من انتقال للمعلومة والأحداث بسرعة البرق عبر العالم ودورها الكبير في صنع الرأي العام والقرار الدولي، ومع أخذ بعين الإعتبار النظام الدولي الحالي الذي يتسم بالمخاض وبتداخل وتضارب المصالح للفاعلين الدوليين وتعددهم».
وأوضح البوشتاوي في تدوينة على حسابه بـ «فيسبوك»، أن هذا السيناريو وارد في حالة «التمادي في اللجوء للمقاربة الأمنية القائمة على القمع والإختطافات والإعتقالات والمتابعات والمحاكمات وفبركة الملفات وانتهاك الحقوق والحريات واعتمادها كمنهج وأسلوب محوري في التعاطي مع الحراك الشعبي السلمي في الريف ذي المطالَب الإقتصادية والإجتماعية والثقافية المشروعة».

تحذيرات من تحول الحراك الى انتفاضة

وقال إن «أي ثورة شعبية قد تندلع في المنطقة ستؤدي حتما إلى تدخل الفاعلين الدوليين والأجندات الدولية، خاصة إذا أخذنا بعين الإعتبار الموقع الجغرافي الإستراتيجي لمنطقة الريف باعتبارها المدخل الجنوبي لأوربا والمدخل الشمالي لأفريقيا، وكذلك بالنسبة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، وهذا سيجعلها محط اهتمام وصراع بين مختلف اللاعبين الدوليين المساهمين في المخاض الذي يعرفه المنتظم الدولي و الذي لم تتبلور معالمه بعد». وأشار إلى أن تطور الحراك إلى انتفاضة شعبية رهن بعدم «استبدال المقاربة الأمنية بمقاربة شاملة تعتمد الإنصات والحوار والإنفتاح على الحراك الشعبي والإستجابة لجميع مطالبه المشروعة، مع معالجة جميع المشاكل المترتبة عن المقاربة الأمنية بما في ذلك الإفراج على جميع المعتقلين، وإيقاف جميع المتابعات والمحاكمات، وبالتالي التخفيف من الإحتقان والغضب الذي يسود أبناء المنطقة».
وأضاف المحامي الذي كان أحد مؤسسي هيئة الدفاع عن معتقلي الحراك: «إن التمادي في المقاربة الأمنية في منطقة الريف وما يترتب عنها من احتقان اجتماعي شعبي وتعميق الجروح ينطوي على مخاطرة كبيرة باستقرار المنطقة والوطن ككل، خاصة أن الذاكرة الجماعية لساكنة الريف حافلة بالذكريات المؤلمة والأوجاع والمآسي الإنسانية التي تسببت فيها الحملات القمعية والعسكرية التي قام بها المخزن على المنطقة».

 ناشطو حراك الريف يحبسون أنفاسهم في انتظار ما سيتضمنه خطاب العرش غداً

محمود معروف

موريتانيا: الرئيس ماض في حملته ومعارضوه ينددون بقمع التظاهر ويحذرون

Posted: 28 Jul 2017 02:21 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: بينما يتابع الرئيس الموريتاني في عواصم الولايات محاطاً بغالبية شركائه السياسيين حملته لشرح التعديلات الدستورية المقرر عرضها على الاستفتاء يوم الخامس من الشهر المقبل، زادت المعارضة الموريتانية بأحزابها ومنظماتها الشبابية من تظاهراتها غير المرخصة المناوئة للاستفتاء.
وبما أن تنسيقية المعارضة أعلنت عن عزمها مواصلة التظاهرات غير المرخص لها حتى يوم الاقتراع، وبما أن شرطة مكافحة الشغب تواجه هذه التظاهرات بقوة، فإن الوضع داخل العاصمة نواكشوط مرشح لمزيد من التصعيد والتوتر خلال الفترة التي تفصل عن الانتخاب ويومه وما بعد ذلك، حسب تأكيدات مراقبين متابعين.
وقمعت الشرطة الموريتانية تظاهرات الأربعاء بشدة، كما قمعت تظاهرات الخميس حيث فرقت تظاهرة شبابية مناوئة للتعديلات الدستورية نظمها تجمع «موريتانيا الغد» (ينسقه معارضون مهاجرون)، عند ملتقى طرق مدريد وسط العاصمة نواكشوط.
وتحدثت المصادر الصحافية ومصادر المعارضة عن اعتقال 21 شابا من بين الشباب المشارك في التظاهرة، كما تحدثت عن التنكيل بمعارضين بينهم السيناتور المعارض محمد ولد غدة الذي تعرض للإغماء بسبب رميه بوابل من مسيلات الدموع.
وحذرت لجنة الأزمة في مجلس الشيوخ في بيان وزعته أمس «السلطات العمومية من مغبة الاستمرار في هذا النهج المنافي لكل القيم والأعراف الديمقراطية»، محملة «المدير العام للأمن الوطني الجنرال محمد ولد مكت المسؤولية التامة عن كل ما يترتب على هذا الانحراف الخطير».
ودعت اللجنة «السلطات العمومية وأعوانها في مجال القانون إلى احترام دولة القانون، والابتعاد عن الاصطفاف السياسي». وأكد بيان لجنة مجلس الشيوخ «أن قوات الشرطة قابلت بالقمع العنيف المسيرات السلمية التي نظمها المواطنون الشرفاء والقوى السياسية المناهضة للتلاعب بالدستور، بمن فيهم برلمانيون ورؤساء أحزاب لا يشكلون أي خطر على الأمن والسلم».
وشددت اللجنة على «أن قمع المسيرات السلمية يشكل تراجعا في مجال الحريات الفردية والعامة مما يهدد وحدة وأمن واستقرار البلاد».
وأكد بيان آخر لحزب «الوطن» (البعث الموريتاني) «أن الساحة الوطنية شهدت احتجاجات شعبية، وبخاصة من قواها الشبابية، رفضا للعبث بالدستور، ولإهدار المال العام من أجل تعديلات لادستورية هزلية، إشباعا لنزوات حاكم متعطش للاستبداد، ومصاب بجنون العظمة ومصيبة الخبل، في تصامم تام عن معاناة شعب يشكو العطش والجوع والمرض والخوف في المنازل والشوارع والمحلات»، حسب تعبير الحزب.
وأضاف: «لقد كشف هذا النظام عن حقيقته القمعية عندما أعطى أوامره لأجهزته القمعية للتنكيل بقيادات الأحزاب ومناضليهم والمنتخبين وجماهير الشعب، الذين لبوا نداء الوطن والضمير فانخرطوا في مسيرات ديمقراطية سلمية وقانونية، لمجرد أنها ترفض الاستسلام لعنجهية النظام ومشروعه العبثي».
وزاد البيان «إن النظام شأنه شأن أسلافه من الاستبداديين، لا يتعظ، كما أنه لم يستوعب أن موريتانيا تزخر بشباب وطني مثقف ومشبع بالحرية وهو، اليوم، أكثر إصرارا وتماسكا لدفع ثمن هذه الحرية، ولمنع العودة بموريتانيا إلى عهود الديكتاتورية السوداء، لكن الشباب الموريتاني سيفشل هذا المخطط العبثي».
وطالب حزب الوطن «الشعب الموريتاني بكافة فئاته وأعراقه وأعماره إلى رفض هذه التعديلات العبثية وإهدار أموال الشعب في غير طائل، وذلك بالبقاء في المنازل يوم الاستفتاء العبثي على تعديلات النظام غير الدستورية».
هذا ولم تكتف لجنة الأزمة في مجلس الشيوخ بالتنديد بقمع التظاهرات بل كتب رئيسها السيناتور الشيخ ولد حننه لرئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات لافتا نظره لما سماه «الطابع غير الدستوري للاستفتاء وإلى كون جميع الأفعال المقام بها في إطار العملية، أفعال لاغية».
وقال «أسمح لنفسي بأن أضعكم أمام مسؤولياتكم فيما يخص العواقب الخطيرة جدا للقرارات التي تتخذون، أنتم وزملاؤكم بتنفيذكم أوامر السلطة التنفيذية في هذا الشأن».
وأضاف «إن الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد إثر الاستفتاء غير الدستوري الجاري الذي قررت الحكومة الدعوة إليه والدور الذي يبدو أن هيئتكم قررت أن تلعبه، منتحلة بذلك صفة لم تعد تتصف بها، وصلاحيات لم تكن أبدا من اختصاصها، فقد انقضت المأمورية الشرعية للهيئة التي تديرونها منذ السادس من يوليو/ تموز 2017، وبذلك تكون اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات الحالية لا تتصف بأية صفة تخولها تنظيم أي اقتراع كان».
وقال «أليس حريا بكم إذن أن تطرحوا على أنفسكم السؤال عن شرعية القرارات التي تتخذون، ومطابقة عمليات صرف المال العام التي تقومون بها، مع الإجراءات المعمول بها، وصلاحية القرارات السياسية والقانونية التي تصدر عنكم؟ إن الاستفتاء على التعديلات الدستورية لا يدخل ضمن صلاحيات اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، وإذا كنتم في إطار تنظيمكم للاستفتاء تتذرعون بفتوى من المجلس الدستوري، فإن تلك الهيئة ليس من صلاحياتها هي الأخرى أن تحدد من ينظم الاستفتاء، حيث أن الدستور ينص على أن المجلس الدستوري يسهر على صحة إجراءات عمليات الاستفتاء، ويعلن نتائجها»، فهناك إذن ثغرة قانونية في هذا الموضوع لا يحق لغير المشرع الموريتاني سدها». وتابع السيناتور حننه رسالته قائلا «إن الاستفتاء الجاري غير دستوري ليس فقط لأن قانون بلادنا الأساسي يقضي في بابه الحادي عشر، المادة: 99 بأنه «لا يصادق على مشروع مراجعة (للدستور) إلا إذا صوت عليه ثلثا (2/3) أعضاء الجمعية الوطنية وثلثا (2/3) أعضاء مجلس الشيوخ ليتسنى تقديمه للاستفتاء»، ولكن أيضا لأن مجلس الشيوخ قد رفض مشروع التعديل الدستوري المقترح بأغلبية معتبرة لا غيا بذلك وبصفة نهائية، مشروع التعديلات المقترحة من طرف السلطة التنفيذية».
وتساءل السيناتور في رسالته مخاطبا رئيس لجنة الانتخابات «أليس حريا بمؤسستكم وبكم شخصيا، أن تتساءلوا عن شرعية المسلسل قبل أن تقفوا إلى جانب السلطة التنفيذية في عملية لي الذراع التي تقوم بها مع السلطة التشريعية؟ ومع ذلك، فإن الواجب الوطني يحتم عليكم، كمواطنين موريتانيين، أن تكونوا، بكل بساطة، في صف دستور بلادكم».
وقال «إن الاستفتاء الذي قررته السلطة التنفيذية لا يكتسي أي طابع استعجالي يبرر كل ما جرى من انتهاكات للقانون الأساسي والقوانين التنظيمية للبلاد، وبالرغم من ذلك، فإن هيئتكم أخذت في ما يبدو، قراراً «لا يدخل ضمن مهمتها» منفذة بذلك مرسوما غير شرعي يقضي باستدعاء هيئة الناخبين، في مداولة تشرع بها لنفسها تعيين الأطراف المتنافسة في الاستفتاء (طرف «نعم» وطرف «لا» وطرف «محايد») التي سيتم تمثيلها في مكاتب الاقتراع، مع أن قانونا حول إجراءات تنظيم الاستفتاء قيد الاعتماد، وقد صوتت عليه إحدى الغرف (مجلس الشيوخ، صاحب المبادرة) وستصوت عليه الغرفة الثانية قريبا، فلماذا الاستعجال إذن، حتى يتم سد الثغرة القانونية الواضحة في ما يخص الاستفتاء بهذه الطريقة الغريبة؟».

موريتانيا: الرئيس ماض في حملته ومعارضوه ينددون بقمع التظاهر ويحذرون

«مراسلون بلا حدود» تندد بطرد المغرب لصحافيين إسبانيين و«نيويورك تايمز» تخصص ريبورتاجاً حول حراك الريف

Posted: 28 Jul 2017 02:21 PM PDT

مدريد – «القدس العربي» : شجبت المنظمة الدولية «مراسلون بلا حدود» في بيان لها منذ يومين إقدام الدولة المغربية على طرد صحافيين إسبانيين من المغرب كانا يغطيان أحداث الحراك في الريف. ويأتي هذا في وقت خصصت الصحيفة الأمريكية الشهيرة «نيويورك تايمز» ملفاً مصوراً حول الحراك بعنوان «القتال من أجل أبسط الحقوق في الريف».
وكانت الدولة المغربية قد أقدمت منذ ثلاثة أيام على نقل كل من الصحافي خوسي لويس نفازو مدير الصحيفة الرقمية «كوريو دبلوماتيكو» (البريد الديبلوماسي) وصحافي آخر من المنبر نفسه وهو فيرناندو سانس من مدينة تطوان الى مدينة سبتة المحتلة (تقع شمال المغرب) وتسليمهما الى السلطات الإسبانية بصفتهما مطرودين من البلاد. وبررت الدولة المغربية القرار بأن السبب الرئيسي هو عدم توافر الصحافيين على ترخيص للتصوير، وقد دخلا الى المغرب كسائحين، لكن مدير الجريدة نفازو متزوج من مغربية ويقيم بشكل دائم في مدينة تطوان شمال البلاد. وكانت بعض الصحف المغربية قد قدمته منذ شهرين على أساس أنه رئيس المخابرات الجزائرية في أوروبا، الأمر الذي أثار استغرابا. ويبدو أن الدولة المغربية لم تعجبها التغطية التي خصصتها هذه الجريدة الرقمية لأحداث الريف، بينما يؤكد مديرها أنها تغطية متوازنة للغاية. واعتبرت منظمة «مراسلون بلا حدود» في بيان لها قرار الدولة المغربية بطرد الصحافيين مرفوضا وشجبت التضييق الذي يعاني منه الصحافيون الأجانب والمغاربة في تغطية الريف. وكانت الدولة المغربية قد اعتقلت صحافيين من منطقة الريف مثل الأبلق من «بديل» الذي دخل في إضراب عن الطعام منذ شهر ثم اعتقال مدير الصحيفة الرقمية «بديل» حميد المهداوي والحكم عليه بثلاثة أشهر سجنا. وكانت العلاقات بين الصحافة الإسبانية والدولة المغربية متوترة جدا في الماضي وشهدت هدنة خلال السنة الأخيرة، لكن طرد الصحافيين قد يعيد التوتر مجددا على الرغم من عدم إعطاء الصحافة الإسبانية حيزا كبيرا للحراك في الريف لأن المغرب لم يعد يحظى باهتمام كما كان عليه الشأن في الماضي.
ومقابل تراجع المغرب في الصحافة الإسبانية، يلاحظ خلال السنة الأخيرة اهتماما متزايدا من طرف الصحافة الأنجلوسكسونية وخاصة الأمريكية بما يحدث في المغرب. وكتبت كبريات الصحف حول الحراك الشعبي في الريف، وفي هذا الإطار خصصت «نيويورك تايمز» ريبورتاجاً مصوراً حول الريف بعنوان «النضال من أجل أبسط الحقوق في الريف»، تناولت فيه عبر صور بالأبيض والأسود مسيرة الحراك من تظاهرات ومواجهات وافتقار المنطقة لأبسط الحاجيات التي تناضل من أجلها الساكنة.
وجاء في الريبورتاج «بينما العالم يوجه أنظاره إلى مناطق أخرى، تحول المغرب الى مسرح للاحتجاجات هي الأكبر من نوعها بعد 2011». ويشير الريبورتاج الى المسيرات التي تشهدها الحسيمة ضد غياب العدالة وضد الفساد وكيف تنتقل العدوى تدريجيا الى بافي مناطق المغرب.

«مراسلون بلا حدود» تندد بطرد المغرب لصحافيين إسبانيين و«نيويورك تايمز» تخصص ريبورتاجاً حول حراك الريف
 
حسين مجدوبي

مقتل عائلة في هجوم لـ5 انتحاريين في تنظيم «الدولة» غربي العراق

Posted: 28 Jul 2017 02:20 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: رد مصدر في القوات العراقية، أمس الجمعة، على تقرير منظمة «هيومن رايتس واتش» الذي اتهمت فيها الفرقة 16 التابعة للجيش المدربة من قبل واشنطن، بإعدام مدنيين في الموصل، فيما قتلت عائلة بهجوم لتنظيم «الدولة» على ناحية البغدادي في الرمادي.
وقال مصدر رفيع في قيادة العمليات المشتركة لـ«القدس العربي»، إن «معظم مصادر المنظمة يبحثون عن الشهرة أو فرصة عمل في الـ UN، وغير متواجدين في مناطق النزاع في العراق»، مضيفاً إن «غالبية تقارير المنظمة تنقصها الدقة، وهذا الموقف جاء من خلال المتابعة والرصد».
وأقر المصدر، وهو ضابط برتبة عقيد، بـ«وجود حالات اعتداء فردية. وهي مرفوضة، لكن المنظمة تبالغ في تقاريرها، ولا تستحق الرد عليها».
وأكد الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن «المعلومات الواردة في تقارير المنظمة تؤخذ من مقاطع فيديو ينشرها بعض الجنود على مواقع التواصل الاجتماعي، من دون أن تبذل المنظمة أي جهد في الاستقصاء عنها».
وختم حديثه قائلاً: «رايتس ووتش لا تنقل كل الحقيقة، ولا تستحق أن يقال عنها منظمة».
في الموازاة، كشفت نائب عن محافظة نينوى العراقية، إن نسبة الدمار التي لحقت بالساحل الأيمن لمدينة الموصل تقدر بأكثر من 90 في المئة، وفيما وصف المدينة بـ«المنكوبة»، انتقد الدور الحكومي في إعادة إعمار المدينة.
وقال النائب في مجلس النواب العراقي طالب المعمار، لـ«القدس العربي»: «مضى على تحرير الجانب الأيسر للموصل نحو خمسة أشهر، لكن أهالي المدينة يعانون؛ حتى الآن؛ من انعدام الماء والكهرباء، فضلاً عن الأضرار في البنى التحتية وما خلفه قصف الطائرات».
أما الجانب الأيمن للمدينة، والذي أعلن تحريره في 10 تموز/ يوليو الجاري، «فلا توجد فيه أي جهود للدوائر الحكومية والمؤسسات المحلية، في إعادة إعماره». يقول المعمار.
وأضاف أن «الساحل الأيمن للموصل منكوب، ونسبة الدمار فيه بلغت أكثر من 90 في المئة. البنى التحتية ودور المواطنين والأبنية الحكومية مدمرة بالكامل، خاصة في الموصل القديمة التي لا تتجاوز فيها مساحة المنزل 50 متراً». وطالب النائب عن نينوى «الدولة بتعويض أهالي الموصل بمبالغ مالية حتى يتمكنوا من بناء منازلهم المدمرة».
ورغم خسارته الموصل لكن تنظيم «الدولة» ما يزال يسيطر على عدد من المدن في العراق، ويشن هجمات من خلالها.
في السياق، قال قائد عمليات الجزيرة في الجيش العراقي في محافظة الأنبار، إن عائلة عراقية قتلت بهجوم لتنظيم «الدولة» بـ 5 انتحاريين استهدفوا ناحية البغدادي غرب الرمادي مركز المحافظة.
وأوضح اللواء الركن قاسم المحمدي، أن «خمسة انتحاريين يرتدون احزمة ناسفة تسللوا من الصحراء الى ناحية البغدادي 90 كم غرب الرمادي». مبينا أن «القوات الأمنية قامت بملاحقتهم داخل الازقة بالناحية».
وأضاف المحمدي، أن «أربعة انتحاريين تم قتلهم من قبل القوات الأمنية ومسلحي العشائر».
وأشار الى أن «الانتحاري الخامس دخل أحد المنازل وفجر نفسه وسط عائلة مكونة من ستة افراد مما أدى الى مقتلهم جميعا».
وبين المحمدي، أن «القوات الأمنية تفرض سيطرتها على ناحية البغدادي وهناك إجراءات امنية من عمليات تفتيش بحثا عن مطلوبين وخلايا نائمة في الناحية».
وناحية البغدادي تسيطر عليها القوات الأمنية والعشائر غربي الأنبار، وغالبا ما يتسلل انتحاريين الى الناحية ويفجرون أنفسهم مستهدفين القوات الأمنية والمدنيين فيها ما يوقع ضحايا بينهم.
إلى ذلك، قُتل 5 أشخاص بينهم 4 مدنيين وأصيب 7 آخرون، إثر قصف جوي وهجوم مسلح وقعا بشكل منفصل في منطقة الطارمية، شمالي محافظة بغداد العراقية، حسب مصدرين أمنيين وشاهد عيان.
وقال أحمد السلمان، أحد أهالي منطقة البغدادي»، في الطارمية، إن «طائرة حربية قصفت، منزل عضو المجلس البلدي جميل الشرميط، وحديقة مجاورة للمنزل كان يتجمع فيها عددا من الأشخاص».
وأشار إلى أن القصف أسفر عن مقتل 4 مدنيين وإصابة 4 آخرين بينهم اثنان بجروح خطيرة.
وعلى إثر الحادث، طوقت قوة أمنية، مكان القصف وأغلقت الطريق المؤدي إلى المنطقة.
ورجح مصدر أمني، مفضلا عدم الكشف عن هويته، أن تكون الطائرات العراقية قصفت المنزل والحديقة عن طريق الخطأ بدلا من إحدى مضافات (مكان للتجمع) تنظيم «الدولة» المنتشرة في المنطقة.
ولم يصدر أي تعليق من السلطات الأمنية العراقية حول الحادث.
وفي حادث آخر، قال الملازم أول في الشرطة العراقية، سعد كاظم، إن عنصرا من «الحشد العشائري» (قوات سنية موالية للحكومة) قُتل وأصيب 3 آخرون إثر هجوم مسلح نفذه مجهولون ضد نقطة تفتيش لقوات «الحشد» في منطقة «الطارمية».
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، إلا أن السلطات العراقية عادة ما تتهم «الدولة»، بالوقوف وراء مثل تلك الهجمات، لا سيما أنه تبنى هجمات مماثلة خلال الأشهر الماضية.
وخسر «الدولة» معظم الأراضي التي اجتاحها في شمالي وغربي العراق صيف 2014، وذلك بفعل حملات عسكرية متواصلة منذ نحو 3 سنوات بدعم من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة.

مقتل عائلة في هجوم لـ5 انتحاريين في تنظيم «الدولة» غربي العراق

التركيبة الطائفية تلقي بظلالها على معركة تلعفر

Posted: 28 Jul 2017 02:20 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: مع نهاية معركة الموصل تتجه الأنظار صوب مدينة تلعفر، أحد معاقل تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال العراق، ذات الغالبية التركمانية، التي تطبق ميليشيات «الحشد الشعبي» الحصار عليها. ويرى محللون أن معركة تلعفر تشبه إلى حد ما معركة الموصل عسكرياً وسياسياً.
التنظيم ‏يبسط سيطرته على المدينة، إضافة إلى بلدة المحلبية القريبة من تلعفر وعدد من القرى حول المدينة، ويمتلك القدرة على شن هجمات في تلك المناطق.
وحسب «التحالف الدولي»، عدد عناصر التنظيم داخل القضاء يقدّر بـ2500 مقاتل، ومع تضييق الحصار على «الدولة»، كشفت مصادر لـ»القدس العربي»، أن التنظيم «بدأ بفتح ممر لدخول بعض البضائع والمواد الغذائية عبر حدوده مع قوات البيشمركه، من خلال بعض التجار والوسطاء في محاولة منه لتخفيف الحصار عن المدينة».
وبرزت الخلافات مجددا حول هوية القوات التي ستدخل المدينة، حيث يعزو مراقبون تأخر عمليات السيطرة على تلعفر بالرغم من محاصرتها تماما، لرفض رئيس الوزراء حيدر العبادي أن يتولى «الحشد» اقتحام المدينة كما صرح في 23/ تشرين الثاني/نوفمبر 2016، وهذا ما أكده القيادي في ميليشيا «الحشد» أبو جعفر الشبكي في تصريح صحافي حيث قال: إن «رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي «يتعرض لضغوط لمنع اسناد مهمة تحرير قضاء (تلعفر) غربي الموصل الى فصائل الحشد».
في حين، توعدت قيادات أخرى في» الحشد» بدخول قواتها الى المدينة، وفق ما قاله نعيم العبودي المتحدث باسم «عصائب أهل الحق» إحدى أكبر تشكيلات «الحشد» حيث نفى أن «يكون هناك قرار من العبادي بعدم مشاركة الحشد في معركة تلعفر، مبينا أنهم مشاركون فعليا على الأرض»، وذلك من خلال تطويقهم للمدينة واستعادة مناطق شاسعة من محيطها، إضافة لقطع إمدادات تنظيم «الدولة».
وأضاف، أن «معركة تلعفر هي إحدى أهم معارك الحشد، وأن الأخير جزء أساسي فيها سيما وأن آلاف المقاتلين فيه هم من أبناء المدينة».
وفي السياق ذاته، عزت النائب في البرلمان العراقي المنحدرة من تلعفر نهلة الهبابي، رفض رئيس الوزراء، دخول الحشد تلعفر إلى تجنب العبادي فتح معركة سياسية ضد تركيا، بعد تهديد الأخيرة في حال دخلت قوات الحشد المدينة.
وأضافت أن «التأثير التركي سيفقد دوره حال وصول بغداد وواشنطن إلى اتفاق حول موعد وهوية القوات المشاركة في العملية».
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حذر في 30 تشرين الأول/أكتوبر، من العام الماضي، الميليشيات الشيعية من دخول تلعفر، وبث الخوف بين سكانها، مهدداً برد تركي مختلف إذا اقتضى الأمر.
وقال السياسي العراقي المعارض، بهجت الكردي لـ«القدس العربي»، إن «إصرار إيران على مشاركة الحشد في معركة تلعفر يهدف إلى جعل القضاء، نواة للتشيع شمال العراق ومحافظة خاضعة للنفوذ الإيراني وقاعدة إنطلاق لكل من يهدد النفوذ الإيراني في الشمال، مستغلة موقع المدينة الجغرافي في وسط المثلث العراقي السوري التركي.
وعن دور تركيا، قال: إن «الولايات المتحده لديها مصلحة مشتركة مع ايران وهي فصل تركيا عن العالم العربي تماماً، فبسيطرتها على تلعفر تكون إيران قد أحاطت سنة العراق بخط نفوذها، وهذا من شأنه إضعاف الدور التركي وهو تماما ما تفعله واشنطن بدعمها للاكراد للسيطرة على الرقة».
ويرى خبراء عسكريون أن «أياما شاقة بانتظار جميع الأطراف المتقاتلة على المدينة فـ»ولاية الجزيرة»، كما يسميها التنظيم، هي إحدى أهم حواضنه في العراق، سيما وأن عددا من قادة التنظيم ينحدرون منها كأبو علاء العفري وأبو معتز القرشي الشخصيتين الأهم بعد البغدادي، واللذين أعلن عن مقتلهما في وقت سابق، إضافة لذلك فإن جل عناصر التنظيم المتواجدين داخل المدينة هم من أبنائها، وهذا ما يعطي للتنظيم نفسا أطول في المعركة وخبرة أكبر».
وعلى ما يبدو أن معركة تلعفر تحمل بعدا طائفيا بحتا يتمثل ذلك بدفع «الحشد الشعبي» لمقاتليه الذين ينحدرون من تلعفر، وهم من التركمان الشيعة لتخوم المدينة وتحصن التنظيم داخلها بمقاتليه من التركمان السنة، ويبدو أن هذا البعد الطائفي أثار مخاوف اقليمية ودولية ألقت بظلالها على معركة تلعفر.
ويذكر أن تلعفر المدينة الواقعة إلى الغرب من مدينة الموصل تشهد منذ عام 2003، صراعا طائفيا للسيطرة عليها انتهى بسيطرة تنظيم «الدولة» على المدينة في 23 حزيران/يونيو2014 بعيد أيام من سيطرته على مدينة الموصل كبرى مدن شمال العراق.

التركيبة الطائفية تلقي بظلالها على معركة تلعفر

علي الطائي

تهديدات بالعودة إلى الشوارع إذا استمرت إجراءات الاحتلال

Posted: 28 Jul 2017 02:19 PM PDT

رام الله – «القدس العربي» استشهد فلسطيني، وأُصيب 52 آخرون، بالرصاص الحي والمطاطي، وحالات اختناق، أمس، خلال أحداث ومواجهات متفرقة، في جمعة الغضب الثانية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي ان الشاب الذي استشهد حاول تنفيذ عملية طعن في مفرق «غوش عتصيون» جنوب بيت لحم. 
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنها أبلغت رسميا باستشهاد الشاب عبد الله علي محمود طقاطقة (24 عاماً)، من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم. 
وفي القدس أدى آلاف من الفلسطينيين فوق سن الخمسين صلاة الجمعة داخل المسجد الأقصى، فيما صلى الآلاف من المقدسيين ممن هم دون الخمسين في أزقة وطرقات وحواري البلدة القديمة رغم إجراءات الاحتلال العسكرية. وحسب مصادر في الأوقاف الإسلامية فقد فاق عدد من نجح بالدخول الى الاقصى عن العشرة آلاف.
واستبقت قوات الاحتلال الإسرائيلي ذلك بزج الآلاف من جنودها وشرطتها في شوارع مدينة القدس التي بدت وكأنها ثكنة عسكرية كبيرة. 
ورصدت «القدس العربي» سلسلة من إجراءات الاحتلال الإسرائيلي كان أولها منع الرجال دون الخمسين من أداء صلاة الجمعة في الحرم القدسي، وإغلاق ثلاثة طرق في البلدة القديمة وإجبار القادمين على سلوك طرق معينة، ونشر المئات من أفرد جيش وشرطة الاحتلال على مداخل الأقصى وأزقة البلدة القديمة، ونشر العشرات منهم على سور البلدة القديمة وخاصة باب الأسباط وباب الساهرة وباب العامود. كما شملت الإجراءات إغلاق كل محيط البلدة القديمة أمام حركة السير من مدرسة الحسين بن علي القريبة من مستشفى العيون وطريق واد الجوز ورأس العامود وباب الجديد وجبل الزيتون، ونصب حواجز على مداخل كل هذه الشوارع. كما تم تعزيز الحواجز العسكرية على مداخل القدس وخاصة قلنديا وبيت لحم.
وأعلن نادي الأسير الفلسطيني ان سلطات الاحتلال قررت إبعاد 21 فلسطينيا عن المسجد الأقصى لمدة خمسة عشر يوماً وهم: مسلم براكعة، أمير محمود، إبراهيم حمد، محمد عويسات، نادر عبدو، معتصم بالله جولاني، أسامة ابو صالح، محمد خلف، محمد زيدان، إيهاب شلبي، أحمد شويكي، محمد ابو رياله، محمد محاميد، منصور ناصر، مصطفى عابدين، محمد خطاب، محمد بني نمرة، علي شاهين، موسى ناصر، معاذ ربيع، ومحمد كركي. وأضاف أن خمسة آخرين مددت سلطات الاحتلال اعتقالهم منهم: مجد شيخة، ومالك نيروخ. وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلت من المعتكفين في المسجد الأقصى نحو 120، وذلك بعد أن اعتدت عليهم بالضرب المبرح وأُصيبت غالبيتهم بإصابات مختلفة، حيث نُقل عدد منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.  
وكانت جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني قد أعلنت من قبل أنها على استعداد وبالتعاون مع المؤسسات الطبية المقدسية للتعامل مع أية حالة طوارئ أو أحداث في مدينة القدس أثناء صلاه الجمعة. وعقد اجتماع جمع مسؤولي الهلال الأحمر والمؤسسات الطبية المقدسية مع مدير مستشفى المقاصد رفيق الحسيني لتنسيق العمل داخل المدينة. وعمل في الميدان والمستشفى الميداني وغرفة العمليات مئتا موظف ومتطوع من جميع المؤسسات، وتشغيل 20 سيارة إسعاف موزعة على نقاط تم الاتفاق عليها وتوزيع الطواقم الميدانية.
وأعلن الهلال الأحمر عن حالة إصابة بالمطاط في القدم أدت الى كسر، وكذلك إصابة بالرصاص الحي وعشر إصابات بالاختناق من الغاز، وإصابتين بالرصاص المطاطي خلال مواجهات مسجد بلال بن رباح في بيت لحم.
 
تراشق فلسطيني داخلي

في المقابل رد اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح على اتهامات فتحي حماد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، طالت المقدسيين خاصة المرابطين، منهم أمام المسجد الأقصى، وأنهم يفعلون ذلك من أجل المال والمساعدات. وتساءل «مَن غير حكومة الاحتلال، يقول إن أزمة المسجد الأقصى مجرد افتعال؟.. وإنها من صناعة حركة فتح لحرف الأنظار عن قطاع غزة، والتهرب من دعمه؟».
واعتبر الطيراوي ان هذا الخطاب الإسلاموي غير الوطني المتعنصر لحركة حماس التي قسمت الوطن منذ عشر سنوات ونيف، هو نفسه خطاب حكومة اليمين الاحتلالية التي حاولت السيطرة على المسجد الأقصى لإحكام السيطرة والسيادة على القدس العاصمة، واستكمال تهويدها وأسرلتها، وبذلك يكون فتحي حماد ناطقاً مجانياً أو قد يكون مأجوراً -غير مجاني- باسم حكومة نتنياهو. 
وأوضح أنه لن يتحدث في هذا المقام عن دور حركة فتح في هذه المعركة مطلقاً، لأن القدس قيمة عليا أكبر من كل الفصائل والانتماءات السياسية، وفتح وسيلة كونها حركة تحرر وطني، ولكنه تساءل: ماذا كان دور حماس في هذه المعركة المفصلية؟.. التي رضخ فيها الاحتلال بكل جبروته وعدته وعتاده أمام إرادة المقدسيين الشرفاء أولاً وكل الفلسطينيين الذين أسندوهم بالدم والفعل المقدس؟لم نر من حماس إلا ما قاله مراهقو ومزاحمو الهواء في فضائياتهم، استعراضاً كلامياً دون أي فعل صغير يذكر».
 
حزب التحرير

من جهة ثانية قال حزب التحرير الفلسطيني إن الصمود العظيم الذي أظهره المقدسيون في مواجهة الاحتلال بصدورهم العارية وعزيمتهم العالية واستصراخهم الأمة الإسلامية وجيوشها لتحرير المسجد الأقصى، قذف الرعب في «كيان يهود» وجعلهم يتراجعون بذل عن إجراءاتهم. 
وقال إنه كان واضحا أن «كيان يهود» سارع إلى احتواء الأزمة بسبب ما شهده من صمود المقدسيين على نحو لم يكن يتوقعه أو يحسب له حساباً، وفي ظل تنامي الإحساس وتعالي الأصوات المطالبة للأمة الإسلامية وجيوشها بالتحرك لتحرير المسجد الأقصى ونصرته، وعدم التعويل على الحكام العملاء والقادة الذين لم يتوجه لهم المقدسيون بالطلب أو النداء لأنهم يعلمون أن الذي ضيع الأقصى وفلسطين هم هؤلاء الحكام الخائنون لله ولرسوله والمؤمنين، وهذا هو ما أفقد الاحتلال عقله، وجعل الرعب يدب في أوصاله، لأنّه أدرك أن عودة القضية إلى حضنها الأصيل. 
ورأى الحزب أن أحداث الأقصى أثبتت أنّ المقدسيين وأهل فلسطين يستمدون ثباتهم وصمودهم من عقيدتهم وغاب تأثير الحكام والعملاء والهيئات والمرجعيات حتى باتت تلك الجهات تنتظر كلمة المقدسيين المرابطين وتعوم على عومهم وحركتهم، فكان المقدسيون الصخرة التي تحطمت عليها آمال يهود والحكام في تمرير المخططات والكيد للمسجد الأقصى، وأدرك كيان يهود أن المقدسيين هم بيضة القبان وليس السلطة الفلسطينية أو حكام الأردن وأمثالهم من حكام العرب والمسلمين الذين أدرك أهل فلسطين أنهم أنذال لا رجاء فيهم ولا أمل. وبالنسبة للحزب فقد كشفت الأحداث عن أنّ الحل الوحيد والأصيل للمسجد الأقصى ولقضية فلسطين، هو عودة القضية إلى بعدها الحقيقي، الإسلام والأمة الإسلامية، وتحرك الجيوش لتحرير فلسطين ومسجدها الأسير، وهو ما أفقدت قرقعة أصواته وتنامي المنادين به في العالم الإسلامي، عقولَ قادة يهود فهرولوا إلى احتواء الأزمة قبل فوات الأوان.
 
النظرة الإسرائيلية:

على الجانب الإسرائيلي نشر موقع واللاه العبري ما قال إنها تقديرات خرجت من الجيش الاسرائيلي، أشارت إلى أن الوضع في مدينة القدس المحتلة والضفة الغربية سيستمر بالتصاعد رغم وجود تفاهمات حول المسجد الأقصى، وأن هذا التصاعد التدريجي ربما يستمر لعدة أسابيع حسب المعطيات المتوفرة. 
وجاءت هذه التقديرات بعد الاعتقاد أن إزالة كل شيء تم وضعه بعد الرابع عشر من يوليو/ تموز الحالي ربما يعيد الأمور إلى نصابها، لكن الفلسطينيين عادوا للمواجهة من جديد بعد اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى بعد دخوله لأول مرة من المصلين، في محاولة للتنغيص على فرحتهم، ما زاد الاعتقاد لدى جيش الاحتلال أن الأمور ستتواصل باتجاه التصعيد في الفترة المقبلة.
وحسب التقرير فإن الآراء متضاربة في أوساط جيش الاحتلال، فمنهم من يتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح من ورائه بالوقوف وراء التصعيد الحالي واستغلال الموقف في الأقصى لتغيير قواعد اللعبة، على غرار ما اتخذ من إجراءات تتعلق بحركة حماس في قطاع غزة. ويرى أصحاب هذه النظرية أنه من غير الممكن تصفية الحساب مع الرئيس أو جعله يدفع ثمن وقوفه وراء التصعيد قبيل انتهاء الموجة الحالية التي تسود أجواء القدس المحتلة والأراضي الفلسطينية عامة. 
أما القسم الآخر من قادة جيش الاحتلال فيرى أن الرئيس عباس لا يسيطر على الشارع الفلسطيني ولا على الشارع المقدسي على وجه الخصوص، لكنه عبر عن دعمه صراحة لكل ما يجري لقطع الطريق على منتقديه بل ونجح في تحويل الهجوم إلى إسرائيل. 
وبسبب هذه التقديرات تم اتخاذ قرار بنشر المزيد من أفراد جيش الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة وعلى مداخل مدن الضفة الغربية، خاصة المحيطة بالقدس مثل بيت لحم ورام الله، لأن المستوى الأمني يعتقد أن القضية تحتاج إلى عدة أسابيع قبل ان تعود الأمور إلى نصابها ويسود الهدوء في الأقصى وبالتالي في الضفة والقدس.

تهديدات بالعودة إلى الشوارع إذا استمرت إجراءات الاحتلال
استشهاد شاب وجرح حوالى 52 في مواجهات في الضفة والقدس
فادي أبو سعدى

موغريني: القدس الشرقية جزء من الأرض المحتلة وقيام دولة فلسطين على رأس أولوياتنا

Posted: 28 Jul 2017 02:19 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: أكدت فيديركا موغريني الممثلة العليا لسياسة الشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، أن مواقف الاتحاد الأوروبي لم تتغير فيما يتعلق بالحالة القانونية للقدس الشرقية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وفيما يتعلق بالوضع الراهن «ستاتسكو» للمسجد الأقصى. وقالت إن الاتحاد الأوروبي «ملتزم بشكل كامل بحل الدولتين، ويبذل الجهود الحثيثة بما يشمل ذلك جهودا خاصة مع شركائه الدوليين من أجل الحفاظ على حل الدولتين والدفاع عنه، ووضع قيام الدولة الفلسطينية على رأس أولويات جدول أعمالنا».
جاء ذلك في رسالة رسمية وجهتها موغريني إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، في معرض ردها على رسالة رسمية كان عريقات قد وجهها لموغريني احتجاجاً على صيغة البيان الذي أصدره مكتب الاتحاد الأوروبي تعليقاً على الأحداث الأخيرة في القدس المحتلة، طالب فيها عريقات بتقديم توضيح رسمي بشأن القدس الشرقية المحتلة بما يتماشى وتشريعات وسياسات الاتحاد الأوروبي، واتخاذ خطوات بناءة وفاعلة من أجل المساهمة في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن دولة فلسطين، مشيراً الى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة (242، 476، 478 و 2334) ومبادئ القانون الدولي الإنساني، بالإضافة إلى التوصيات السنوية التي يقدمها رؤساء بعثتها في الاتحاد الأوروبي هنا على أرض الواقع في القدس.
وأشارت موغريني الى أن الاتحاد الأوروبي تابع التطورات والأحداث بشكل مباشر ولعب دوراً فاعلاً في الانخراط بنقاشات مكثفة مع جميع الأطراف الرئيسية حول القضايا الجوهرية التي يجري معالجتها حالياً بهدف إيجاد حل متفق عليه للحفاظ على الوضع الراهن، مؤكدة على العلاقات الوثيقة التي تربط الاتحاد الأوروبي بمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية منذ زمن طويل التي تستند الى الثقة، وقالت: «إننا نتشارك المصلحة بانخراطنا بعملية سياسية جدية وجوهرية وبناءة تتجاوز المواقف المتكررة والمعروفة. ونيتنا هي مناقشة سبل التقدم والقضايا ذات المصلحة المشتركة سواء في كيفية معالجة الأزمة الحالية او في كيفية العمل من أجل إحراز تقدم حقيقي باتجاه تحقيق رؤية حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال وحل الصراع».
واشارت موغريني إلى قرار مجلس الأمن 2334 فيما يتعلق بخلق ظروف ملائمة من أجل إطلاق عملية مفاوضات ناجحة. وأعربت عن أملها بمتابعة نقاش سبل دعم الاتحاد الأوروبي لهذه الظروف ودعم التقدم بالقضايا الأخرى.
وكان أمين سر اللجنة التنفيذية قد طلب توضيحاً من الموقف الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي في ضوء الأزمة الأخيرة التي سببها الاحتلال المستمر للقدس الشرقية المحتلة، الذي قال فيها «إن البيان الصادر عن مكتبكم في 22 تموز / يوليو 2017 يفتقر إلى أي إشارة إلى الوضع القانوني للقدس الشرقية المحتلة أو لالتزامات إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، بموجب القانون الإنساني الدولي، ولقد فوجئنا بشكل خاص بالتمييز بين القدس الشرقية المحتلة وبقية الضفة الغربية المحتلة. إن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين المحتلة».
وأضاف: أن التصريحات السياسية التي تفتقد سياقها الصحيح تخدم بشكل مباشر أولئك الذين يحاولون تحويل الصراع السياسي إلى حرب دينية، من خلال الخلط عمداً بين مسألة السيادة والادعاءات الدينية للأماكن المقدسة.
وأكد عريقات في رسالته أن وصف الأحداث الذي جاء في بيان الاتحاد الأوروبي مضلل وقد ساوى بين القوة المحتلة وشعب تحت الاحتلال، مشيراً إلى استخدام القوة المفرطة من قبل سلطات الاحتلال ضد المتظاهرين السلميين العزل وقتلهم. وقال: «إن استخدام القوة ضد الاحتجاجات المدنية ليست ظاهرة جديدة، إنه أمر يتكرر بشكل أسبوعي تقريبا، وهذا نادرا ما يُذكر في بيانات الاتحاد الأوروبي. لا يمكن فصل الحالة في المسجد الأقصى المبارك عن السياق الأوسع للاحتلال، والذي يُسمح باستمراره لأكثر من 50 عاماً بسبب عدم المساءلة، ومنح إسرائيل الحصانة، وتعزيز ثقافة الإفلات من العقاب.»
وأكد المسؤول الفلسطيني «أننا سنواصل استخدام جميع الوسائل القانونية والدبلوماسية المتاحة لنا، وفقا للقانون الدولي، من أجل الدفاع عن حقوقنا غير القابلة للتصرف، بما في ذلك الحق في حرية العبادة في أماكننا المقدسة الاسلامية والمسيحية».

موغريني: القدس الشرقية جزء من الأرض المحتلة وقيام دولة فلسطين على رأس أولوياتنا

مسيرات حاشدة في غزة تضامنا مع القدس ودعوات لاستغلال «نصر الأقصى» لإتمام المصالحة

Posted: 28 Jul 2017 02:19 PM PDT

تواصلت أمس المسيرات الغاضية في قطاع غزة، ضد الهجمات والإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس والمسجد الأقصى، وسط تحذيرات للاحتلال بتصعيد المقاومة، حال الاستمرار في مسلسل تضييق حرية العبادة في المدينة المقدسة. وانطلق أنصار حركة حماس عقب صلاة الجمعة في مناطق شمال قطاع غزة في مسيرة جماهيرية حاشدة، ردد المشاركون فيها هتافات ضد إسرائيل، وأخرى تناصر المسجد الأقصى. ورفع المشاركون الذين تقدمهم قادة الحركة الرايات الخضراء، ولافتات وصورا تدعم سكان المدينة في معركة الدفاع عن الأقصى.
وكانت الحركة قد دعت لإقامة صلاة الجمعة في أكثر من مكان قرب الحدود الفاصلة مع إسرائيل، في تعبير عن التضامن مع المسجد الأقصى.
وعلى غرار صلوات الجمعة في الأسبوعين الماضيين اللذين شهدا الإجراءات الإسرائيلية التي ضيقت الخناق على المصلين في المسجد الأقصى، خصص خطباء المساجد في قطاع غزة خطبهم للحديث عن تلك الانتهاكات، وطالبوا باستمرار المواجهات وتصعيد المقاومة، بهدف إفشال كل المخططات الإسرائيلية. كذلك دعا الخطباء لاتخاذ الدول العربية والإسلامية مواقف أكثر حزما في التعامل مع إسرائيل، تشمل إغلاق السفارات وقطع العلاقات الدبلوماسية، من أجل نصرة فلسطين والمسجد الأقصى، بعد أن تحدثوا عن قيمة المسجد الدينية في الإسلام.
وشهد قطاع غزة خلال الأسبوعين الماضيين، خروج عشرات المسيرات والتظاهرات الغاضبة، كان من بينها عرض عسكري لفصائل المقاومة، ضد إجراءات الاحتلال في المسجد الأقصى.
وكان الدكتور موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس قد قال إن المقدسيين بنصرهم وكسر إرادة الاحتلال فرضوا واقعا جديدا في المسجد الأقصى «ووجهوا صفعة قوية للاحتلال ومن خلفه للمتخاذلين والقوى المتواطئة معه». وأكد أن موقف سكان القدس الموحد، يدعو جموع القيادات الفلسطينية لتجاوز الخلافات وتحقيق وحدة وطنية «تكون صمام أمان لمشروعنا الوطني ودُرة تاجه المسجد الأقصى المبارك». وثمن أبو مرزوق المواقف الشعبية والرسمية المساندة للصمود الفلسطيني في القدس.
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، خلال كلمة له في مهرجان أقــــامته حركته جنوب القطاع، وهو يشيد بانتصار سكان القدس على الاحــــتلال  من خلال إزالة «البوابات الإلكترونية» والكاميرات الذكية «بوحدة شعبنا والــــتفافه حول رايــة المقـــاومة يمكن فقط أن نحرر فلسطين كل فلســـطين».
وأضاف «أن الانتصار الذي حققه أهل القدس، يذكرنا بانتصارات صلاح الدين، ويضعنا أمام حقيقة لا بد منها أننا لا يمكن أن نحرر الأقصى ونحن نعيش هذا الانقسام». وأكد أن المقاومة في غزة «ستظل شوكة في حلق العدو الصهيوني»، وستظل ضاغطة على الزناد ولن ترفع «الراية البيضاء» مهما حدث، ومهما استخدم الاحتلال من قوة ضده، حتى تحرير فلسطين. وشدد على أن «ثورة القدس حملت دلالات عديدة أهمها أن شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس وأراضي الـ48، متوحد حول خيار المقاومة ومتمسك بحقوقه ولن يتنازل عنها، وانه لا مكان للعدو الصهيوني على أرضنا ومقدساتنا».
وأعرب عن حزن وألم الشعب الفلسطيني وخاصة أهل القدس «بسبب غياب الأمة الإسلامية عن ما يحدث للمسجد الأقصى»، مطالبا بضرورة قيام الأمة العربية والإسلامية بإعادة توجيه بوصلتها نحو القدس وفلسطين «وعدم الانشغال فيما صنعه الغرب لها من مقتلة ومحرقة ليصرفها عن جوهر الصراع وعدوها الحقيقي الذي ينخر بجسدها».
ورحب بقرار الرئيس محمود عباس القاضي بوقف كل الاتصالات مع إسرائيل، داعياً إياه إلى «إلغاء كل الإجراءات التي اتخذها ضد قطاع غزة، والإسراع في دعوة الفصائل الفلسطينية للحوار حول طاولة واحدة لإنهاء الانقسام الذي عشش في حياة شعبنا الفلسطيني على مدار عشر سنوات.

مسيرات حاشدة في غزة تضامنا مع القدس ودعوات لاستغلال «نصر الأقصى» لإتمام المصالحة

وزير الأشغال الفلسطيني يبحث مشاكل إعمار غزة مع مسؤول كبير في «الأونروا»

Posted: 28 Jul 2017 02:18 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي» : بحث وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني مفيد الحساينة، مع نائب مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» ديفيد ديبولد، المشاكل التي تعيق عملية الإعمار في قطاع غزة. وذكر بيان صدر عن الوزير أنه بحث مع المسؤول الدولي، آخر مستجدات منح الإعمار المتوفرة لدى «الأونروا»، وأبدى استعداد الوزارة الكامل لحل أي مشاكل قد تواجه منح إعادة الإعمار المخصصة للاجئين.
وشمل اللقاء كذلك مناقشة عدد من القضايا المهمة على رأسها العقبات التي تواجه نظام (GRM)، المخصص لإدخال مواد البناء إلى غزة، وبحث سبل تسريع إدخال الإسمنت عبر هذا النظام.
وتناول اللقاء الحديث عن مشكلة تذبذب أسعار صرف الدولار وآثارها السلبية على سير المشاريع التي يتم تنفيذها مع «الأونروا».
وكان مقاولون ينفذون مشاريع دولية اشتكوا من عملية تذبذب صرف سعر الدولار الأمريكي، خاصة وأنهم ينفذون هذه المشاريع وفق عطاء يقدم بعملة الدولار، حيث تكبدوا خسائر مالية جراء عدم استقرار سعر الصرف.
والمعروف أن عملية إعمار المنازل التي دمرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة تواجه صعوبات ومعيقات كبيرة، أهمها عدم التزام المانحين بتعهداتهم التي قطعوها في مؤتمر الإعمار الذي عقد في العاصمة المصرية القاهرة في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014، أي عقب انتهاء الحرب، إضافة إلى القيود الإسرائيلية على حركة دخول مواد البناء.
وخلال تلك الحرب دمرت إسرائيل ما يزيد عن 14 ألف منزل بشكل كلي، إضافة إلى تدميرها عشرات آلاف المنازل بشكل جزئي وبليغ.
ولا تزال هناك نحو ستة آلاف أسرة في غزة تقيم في منازل مستأجرة، لعدم حصولها على التمويل اللازم لإعادة بناء منازلها المدمرة.
يشار إلى أن «الأونروا» ذكرت في تقرير جديد لها حول الوضع في غزة، إن القطاع يعاني من «أزمة إنسانية» تضاعف تأثيرها بسبب دوامات العنف والدمار وأزمات الوقود والماء، والغياب الواضح لأية تحسينات اقتصادية اجتماعية مستدامة للاقتصاد المنهار، خاصة مع دخول الحصار الإسرائيلي المفروض على السكان عامه الـ 11 على التوالي.
وجددت «الأونروا» رفضها لهذا الحصار، الذي قالت إنه «يستمر في إعاقة حرية الحركة، سواء للأفراد أو البضائع»، مؤكدة أنه «نوع من أنواع العقاب الجماعي»، ودعت إلى رفعه بشكل كامل.
واستعرضت حالة المعبر التجاري في قطاع غزة الذي تدخل منه البضائع من إسرائيل لسكان القطاع، وذكرت أنه خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي دخلت 7,227 شاحنة محملة بالبضائع، حيث يعتبر هذا الرقم أقل بنسبة 29% من المعدل الشهري لدخول الشاحنات لغزة المسجل منذ بداية عام 2017، وأقل بنسبة 35% من المعدل الشهري المسجل في النصف الأول من عام 2007 (أي قبل فرض الحصار)، كما يعتبر ذلك العدد من الشاحنات التي دخلت في هذا الشهر هي الأقل منذ تموز/يوليو 2015.
وارتكزت «الأونروا» في تقريرها إلى ما أورده مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الذي أشار إلى خروج 113 شاحنة محملة بالبضائع من غزة لأغراض التصدير، حيث يعتبر هذا العدد أقل بنسبة 20%من عدد الشاحنات التي خرجت من غزة في ذات الشهر من عام 2016، وأقل بنسبة 88% عن المعدل الشهري الذي سجل في النصف الأول من عام 2007، أي قبل الحصار، وكانت أغلب الصادرات من المنتجات الزراعية.
وبين أن التعافي الحقيقي للقطاع الزراعي في غزة، يبقى معرقلاً بسبب محدودية الكميات والأنواع المسوح تصديرها، وكذلك القيود المشددة على الواردات من المواد الخام والبضائع المصنفة بأنها ضمن قائمة «المواد مزدوجة الاستخدام»، مثل الأسمدة، والألواح الخشبية والأنابيب الحديدية، إضافة إلى تأخير خروج المنتجات الزراعية الناتجة بسبب عمليات الفحص التي تستغرق وقتاً طويلاً على المعبر الوحيد المخصص للبضائع، وهو معبر كرم أبو سالم، وهذا ما أدى إلى انخفاض جودة المنتجات، حيث تصبح غير طازجة أو حتى من الممكن أن تفسد.
وأعاد تقرير هذه المنظمة الدولية التذكير بالبيان الصادر عن اللجنة الرباعية للشرق الأوسط، حول قطاع غزة، والذي أعرب خلاله ممثلو اللجنة الذين التقوا في القدس عن «القلق الشديد» من جراء تدهور الوضع الإنساني في غزة.

وزير الأشغال الفلسطيني يبحث مشاكل إعمار غزة مع مسؤول كبير في «الأونروا»

أشرف الهور

مؤسسة فلسطينية تتهم إسرائيل بتعذيب الأسرى وإذلالهم خلال عمليات التنقل بعربات «البوسطة»

Posted: 28 Jul 2017 02:18 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: قال مركز فلسطيني متخصص في متابعة شؤون الأسرى والمعتقلين، إن إدارة مصلحة السجون تواصل انتهاكاتها بحق الأسرى في السجون رغم الإضراب المفتوح عن الطعام، الذي كانت «البوسطة» وأوضاعها السيئة أحد مطالب الأسرى الرئيسية.
وأكد الدكتور رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات، أن ظروف «البوسطة» ويقصد فيها العربة التي ينقل فيها الأسرى إلى المحاكم أو إلى سجون أخرى، أو تلك التي ينقل فيها المرضى من السجن إلى ما يسمى مستشفى الرملة، هي وسيلة نقل صعبة، بسبب رائحتها الكريهة لسوء تصرف الأسرى الجنائيين كون «البوسطة» تقل الأسرى الفلسطينيين واليهود، ذوي القضايا المدنية الجنائية والأمنية ذات الأبعاد الوطنية معاً.
وقال إن ذلك يشكل خطرا على حياة الأسرى الفلسطينيين. وأشار الى أن «فرقة الناحشون» إحدى فرق الأمن في إدارة السجون، لا تقدم خلال عمليات «البوسطة» للأسرى الطعام والشراب، ولا توفر لهم عملية دخول الحمام ولو طالت الرحلة. وأكد أن عربات «البوسطة» تكون شديدة الحرارة في فصل الصيف، وشديدة البرودة في فصل الشتاء، كونها مصنوعة من الصفيح السميك، ومقاعدها من الحديد، وقليلة التهوية، مما يتسبب في ضيق التنفس لراكبيها بسبب وجود ثقوب في أعلاها، في ظل كثرة الدخان والرائحة الكريهة والاكتظاظ وقلة التهوية. وأوضح أن بداخلها غرفة عزل ضيقة ومنفصلة لا تكاد تتسع  لطول أرجل الأسير. وأكد حمدونة أن أقسى المعاناة في عملية «البوسطة» هي معاناة الأسير المريض الذي يحتاج للماء وتناول الدواء، أو تناول الطعام في موعده ودخول الحمام وخاصة لمرضى السكر، وأن هنالك خطورة كبيرة على حياتهم بسبب تلك التضييقات.
يشار إلى أن الأسرى الفلسطينيين وعددهم يقترب من السبعة آلاف أسير، في سجون الاحتلال يعانون من أوضاع إنسانية صعبة للغاية، حيث تتعمد إسرائيل عدم تقديم العلاج اللازم للمرضى منهم، كما لا توفر لهم الطعام اللازم، وتضيق عليهم عمليات زيارات الأهل، حيث حرمت مؤخرا أهالي أسرى حماس من قطاع غزة، من زيارة أبنائهم.
وكان الأسرى قد خاضوا قبل شهرين إضرابا عن الطعام دام لـ 41 يوما، انتهى بوعد إسرائيل بتلبية مطالبهم الخاصة بتحسين ظروف اعتقالهم، غير أن سلطات الاحتلال نكثت هذه الوعود.
وقال حمدونة إنه غالباً ما يتم معاملة الأسرى «معاملة سيئة جداً» من طرف قوات الأمن الخاصة، بالاعتداءات الجسدية والتفتيشات وخاصة العارية، وسوء تقديم الاحتياجات الأساسية للأسرى المقيدين من الأيدي والأرجل. وطالب وسائل الإعلام والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، بكشف انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى في السجون الإسرائيلية، والضغط عليه لوقفها وحماية الأسرى، ومحاسبة ضباط إدارة مصلحة السجون والجهات الأمنية الإسرائيلية لمسؤوليتها عن تلك الانتهاكات والخروقات للاتفاقيات الدولية ولأدنى مفاهيم حقوق الإنسان.
إلى ذلك أفاد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين يامن زيدان، بأن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي قررت إنهاء عزل الأسيرة شيرين العيساوي ونقلها الأسبوع المقبل لسجن «هشارون». وقال زيدان الذي تقدم بشكوى لإدارة السجون حول عزل العيساوي، إنه سيتم إنهاء عزلها الذي استمر لأكثر من شهر في ظروف سيئة وصعبة في سجن الجلمة، مشيرا إلى أنه سيجري نقلها لقسم الأسيرات في السجن بعد أيام.

مؤسسة فلسطينية تتهم إسرائيل بتعذيب الأسرى وإذلالهم خلال عمليات التنقل بعربات «البوسطة»

 متحف فلسطيني لحفظ الذاكرة والهوية والفنون

Posted: 28 Jul 2017 02:17 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي»: حينما تتوفر الإرادة تكون الوسيلة، حتى وإن شحت الإمكانيات وسدّ الأفق، مما يفسّر كيف ولماذا ينجح فرد بإنجاز ما يفترض أن تقوم به مؤسسات عامة.
نادر زعبي معلم فلسطيني من قرية كفرمندا داخل أراضي الـ 48، بادر قبل سنوات على نفقته الخاصة لتأسيس مركز التراث والتوثيق. هذا المركز عبارة عن متحف فريد يوثق بقاء وصمود فلسطينيي الداخل أمام كل التحديات ويساهم في الحفاظ على هويتهم الوطنية مقابل كافة محاولات الأسرلة وتهديد الموروث الثقافي الخاص بهم.
في  هذا المتحف الذي يستقبل الكثير من الزوار وطلاب المدارس، حل السفير التركي كمال أوكيم ضيفا، وذلك لاحتوائه الكثير من الوثائق والمقتنيات التي ترمز للدولة العثمانية وحكمها للبلاد طيلة أربعة قرون.
وعبر السفير التركي عن دهشته لثراء وندرة المتحف القائم بجهد ذاتي ويحتوي على كمية ضخمة ومتنوعة من الموجودات التراثية الخاصة بحياة الفلسطينيين والوثائق التاريخية. ولكل واحدة من موجودات المتحف القائم في الطابق الأول من البيت حكاية تنسج رواية إنسانية ووطنية عن بقاء شبه مستحيل رغم التحديات.
عند معاينة هذه الموجودات من أدوات عمل وأدوات منزلية يدرك الزائر عمق ما قصده الشاعر الفلسطيني الراحل توفيق زيّاد، ابن كفرمندا أصلا، حينما تحدث عن التجربة القاسية لفلسطينيي الداخل في فترة الحكم العسكري في العقدين التاليين لنكبة 48 يوم حوصروا من مختلف الجهات وواجهوا شظف العيش. وقتها عبر عن صمودهم بقصيدة مغناة يحفظها الناس حتى اليوم يقول فيها « كأننا عشرون مستحيل .. في اللد والرملة والجليل «.
ومن الموجودات النادرة في المتحف الغني وثائق عثمانية وانتدابية، ونقد ورقي ومعدني فلسطيني، وجوازات سفر عثمانية وفلسطينية انتدابية، وجواز مصري من زمن الخديوي إسماعيل ولوحات فنية. ومن الوثائق اللافتة مذكرة من الوالي العثماني في بيروت لكافة المخاتير في المنطقة حول النظم الإدارية المطلوبة، وأختام عثمانية من القرنين الـ18 والـ 19.  وتروي عدة وثائق نضال فلسطينيي الداخل ضد الحكم العسكري الإسرائيلي الاحتلالي الذي امتد حتى 1966، وفي واحدة منها يطالب أهالي بلدة الطيرة إسرائيل بإلغاء الحكم العسكري الذي «يحط من كرامتنا القومية ويحرمنا من أبسط حقوق الإنسان».
وعن كيفية جمعها، يقول زعبي لـ «القدس العربي» إنه يلف بين الأرياف بحثا عن الأدوات والتحف والموجودات الأثرية بعضها نادر، كغليون كان يتبع لوالي عكا أحمد باشا الجزار من القرن الـ 18. وهناك زاوية في صدر المتحف يعتز بها زعبي، وفيها عقود زواج بتوقيع الشيخ المجاهد عز الدين القسام الذي عمل مأذونا وإماما في مسجد الاستقلال في حيفا التي وصلها من سوريا في عشرينيات القرن الماضي حتى استشهاده عام 1935. ويحتوي المتحف على طوابع بريدية عربية وعثمانية ومجلات من القاهرة وبيروت ودمشق صدرت مطلع القرن العشرين بينها «الهلال»، و»السلوى»، و «المعارف» إضافة لصحف فلسطينية في فترة الانتداب. من هذه الصحف صحيفة «الاتحاد» التي ما زالت تصدر في مدينة حيفا تباعا منذ 1944، وهي الصحيفة الفلسطينية اليومية الوحيدة في أراضي الـ 48 وتنطق بلسان الحزب الشيوعي.
في العدد الأول من «الاتحاد» استهل المؤرخ والكاتب الراحل إميل توما افتتاحيتها بالآية قرآنية «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض»كما يستدل من نسخة الصحيفة المعلقة على أحد جدران المتحف.
بطبيعة الحال، يحتضن المتحف الغني بمضمونه جناحا للزراعة في الأرياف الفلسطينية لا يقتصر على المحراث  الخشبي أو على المطحنة الحجرية للدقيق (الجاروشة ) المتوفرة كتحفة أثرية بكثير من بيوت الفلسطينيين اليوم.

مفاتيح العودة

وفي وسع الشباب الزائرين للمتحف التعرف على طبيعة المعيشة اليومية للإنسان الفلسطيني قبل النكبة، وفي العقدين التاليين لها خاصة في القرى، وذلك بفضل عرض كل مقومات الحياة في البيت والمطبخ الفلسطينيين كمقاعد القش وخابية الزيت والقمح وزير الماء وكوارة العسل والقدور والمغمقان والطبق والقبعة، وغيرها من الأدوات المصنوعة من سيقان نبتة القمح. وتذكّر مفاتيح العودة المعدنية المعلقة على الجدران بكارثة الفلسطينيين الوطنية وبتمسكهم بحلم العودة للأوطان.
ويستعيد المتحف مشاهد مواسم الحصاد في الأرياف الفلسطينية بكل لوازمه من أدوات ومواسم قطف الزيتون. ويمتاز القسم الخاص بوسائل الإضاءة القديمة بثرائه من الأسرجة والقنديل واللوكس والبريموس. أما القهوة رمز الضيافة العربية، فتحظى بجناح بارز يليق بها، وتعرض فيها أواني إعدادها وتقديمها من المحماص والطاحون حتى الفنجان، وتزدان جنبات هذه الزاوية بصور شيوخ يحتسون القهوة «السادة» بفنجان خاص بها.
ولا يكتف زعبي بكل هذه الموجودات التي يجمعها على نفقته بجهد النملة، فبادر لبناء جناح جديد يجسّد البيت الفلسطيني التراثي وملامح القرية حول «عين البلد». ويتابع بلهجة مليئة بالاعتداد والرضا «وجدت بعض التحف النادرة في سلات المهملات منها ثريات بلورية نادرة عمرها مئة سنة وأكثر في بلدة كفركنا وقمت بتنظيفها ومنحها «الاحترام» اللائق بها كما تلاحظ. ويوضح زعبي الذي يستقبل الزوار بعد ظهر كل يوم، أن ما دفعه لبناء هذا المركز الرغبة بسد الفراغ الناجم عن سياسات الأسرلة داخل المدارس العربية، والمساهمة في تطوير انتماء الطلاب لشعبهم وأمتهم وحضارتهم وحماية التراث الفلسطيني من الاندثار. وعبر عن سروره لزيارة السفير التركي للمتحف، منوها برغبته بدعوة عدد من السفراء الأجانب لزيارة متحفه لتعريفهم بشكل حقيقي على سيرة ومسيرة فلسطينيي الداخل.

 متحف فلسطيني لحفظ الذاكرة والهوية والفنون

التحالف يشن غارات مكثفة على صنعاء رداً على هجمات بالستية

Posted: 28 Jul 2017 02:17 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي» ووكالات: ذكرت مصادر محلية أن العاصمة اليمنية صنعاء شهدت في وقت مبكر من صباح أمس الجمعة غارات مكثفة من قبل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، استهدفت المعسكرات ومخازن الأسلحة التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون والرئيس السابق علي صالح.
وقالت لـ(القدس العربي) ان قوات التحالف العربي شنت أكثر من 10 غارات جوية على العديد من المواقع العسكرية ومخازن الأسلحة في العاصمة صنعاء وضواحيها. وأوضحت أن من بين المواقع العسكرية التي تم قصفها صباح أمس بالغارات الجوية لقوات التحالف قاعدة الديلمي الجوية، المحاذية لمطار صنعاء الدولي، ومخازن ألوية الصواريخ جبل عطان، معسكر الفرقة الأولى مدرع، مدرسة الحرس الجمهوري، معسكر جبل بر اش في نقم، مجمع 22 مايو في منقطة سواد حنش، مقر جهاز الأمن القومي (الاستخبارات) في منطقة صرف، ومعسكر الخرافي في بداية طريق مأرب (جولة آية)، معسكر السواد في منطقة حزيز، بالاضافة إلى قصف منطقة جربان في بلدة سنحان معقل على صالح، في الضاحية الجنوبية الشرقية للعاصمة صنعاء.
وأشارت المصادر إلى أن هذا الغارات الجوية لقوات التحالف على العاصمة صنعاء جاءت بعد ساعات فقط من اعتراض بطاريات التحالف صاروخا باليستيا أطلقه الانقلابيون الحوثيون نحو مدينة مكة المكرمة، حيث تم اعتراضه على بعد 69 كم منها، دون وقوع أضرار حسب المصادر اليمنية والسعودية.
ووجهت قوات التحالف العربي اتهامات صريحة للانقلابيين الحوثيين وعلي صالح، باستهداف الأماكن المقدسة في مكة المكرمة، بالسعودية، في محاولة منهم لإفشال موسم الحج المقبل المقرر بدؤه بعد نحو شهر من الآن.
واشارت قوات التحالف إلى ان استمرار تهريب الصواريخ الباليستية إلى أيدي الانقلابيين في الأراضي اليمنية «يأتي بسبب غياب الرقابة على ميناء الحديدة غربي اليمن، وسوء استخدام التصاريح التي يمنحها التحالف العربي للشحنات الإغاثية والبضائع».
إلى ذلك، قتل، أمس الجمعة، 5 جنود حكوميين وعشرات من مسلّحي جماعة «الحوثي»، في معارك بين الجانبين جنوب غربي اليمن، حسب مصدر عسكري حكومي.
وفي تصريح، قال المصدر العامل في «اللواء 35 مدرع»، إنّ معارك عنيفة اندلعت جنوب تعز، إثر هجوم شنته القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على جبل الصالحين الاستراتيجي، في منطقة الشقب الذي يسيطر عليه الحوثيون.
وأضاف، مُفضّلاً عدم الكشف عن هويته، كونه غير مخول بالحديث للإعلام: أنه بدأت المعارك مع ساعات الصباح، وحتى اللحظة استعدنا السيطرة على أجزاء بسيطة من الجبل ذي المساحة الواسعة.
وذكر أنّ المعارك بين الجانبين أسفرت عن مقتل 5 جنود حكوميين وإصابة 3 آخرين، إضافة إلى مقتل وإصابة عشرات من الحوثيين، دون تحديد رقم دقيق.
وأشار إلى أنّ مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، شنت غارتين على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح المتحالفة معهم.
ولم يتسن الحصول على تعليق من الحوثيين حول ما أورده المصدر.
ووفق مراسلين فإنّ أهمية السيطرة على جبل الصالحين تكمن في موقعه الذي يطلّ على الطريق الرابطة بين مدينتي تعز وعدن، كما أنّه يطلّ على مديرية دمنة خدير.
وعلاوة على تعز، تشهد محافظات يمنية أخرى حرباً منذ أكثر من عامين بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة، وأعدادا كبيرة من النازحين.
وأعلنت السلطات السعودية، الجمعة، إصابة 3 أشخاص بمقذوف عسكري أطلقه «الحوثيون» من الأراضي اليمنية، على منطقة جازان جنوبي المملكة، وسط تصعيد عسكري في الشريط الحدودي.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، عن المتحدث للدفاع المدني بجازان، يحيى القحطاني، قوله إن فرق الدفاع المدني باشرت صباح الجمعة بلاغاً عن سقوط شظايا مقذوف عسكري أطلقته عناصر حوثية من الأراضي اليمنية باتجاه منزل بمحافظة العارضة، في منطقة جازان.
وأشار المسؤول السعودي، إلى أنه نتج عن القصف، إصابة إمرأة يمنية وطفلتين سعوديتين، لافتا إلى أن الجهات المعنية، باشرت تنفيذ أعمال وتدابير الدفاع المدني المعتمدة في هكذا حالات.
ويتزامن القصف الحوثي، مع تصعيد عسكري في الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة، وذلك غداة إطلاق الحوثيين صاروخا باليستيا باتجاه منطقة مكة المكرمة ليلة أمس، حسب ما أعلنته المملكة.
وفي المقابل، أعلن الحوثيون، أمس، شن هجمات صاروخية على مواقع للجيش السعودي في نجران، جنوبي المملكة، وإطلاق عدد من القذائف على مواقع سعودية في وادي المسيال بمنطقة «عسير» (جنوب غرب)، وفقا لقناة «المسيرة» التابعة لهم.
وذكرت القناة، أنه تم إطلاق صاروخ «زلزال 2» على معسكر المعطن في جازان، جنوبي المملكة، فيما استهدفت المدفعية موقعي الشبكة والفريضة بجازان، زاعمين سقوط قتلى في الجيش السعودي.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات السعودية حول ما ذكرته قناة المسيرة.

التحالف يشن غارات مكثفة على صنعاء رداً على هجمات بالستية

خالد الحمادي

رئيس مجلس خبراء القيادة الإيراني:أهم ما يقلق خامنئي هو محاولات إسقاط النظام من الداخل

Posted: 28 Jul 2017 02:17 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: صرح رئيس مجلسي خبراء القيادة وصيانة الدستور وأحد كبار صُنّاع القرار الإيراني، أحمد جنتي، أن القلق الأهم الذي يشغل بال المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، هو المحاولات للإطاحة بالنظام الحاكم في إيران من الداخل، بالإشارة إلى سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.
وحسب وكالة إرنا للأنباء الرسمية الإيرانية، أكد أحمد جنتي خلال اجتماع الهيئة الرئاسية لمجلس خبراء القيادة مع لجان هذا المجلس، أن الولايات المتحدة تريد ضرب ولاية الفقيه بشكل غير مباشر من خلال العقوبات الجديدة التي فرضتها على الحرس الثوري، لأن الحرس هو ذراع الولي الفقيه.
وصرح أن القلق الرئيسي والأهم الذي يشغل بال المرشد الأعلى الإيراني، هو المحاولات الرامية لإسقاط النظام من داخل البلاد ومؤسسات النظام.
واعتبر أن مبدأ ولاية الفقيه في قلب النظام في إيران، وأوضح أنه إذا عمل هذا القلب بشكل جيد، فإن باقي الأمور ستكون على ما يرام، وقال «ولا سمح الله إذا حصلت مشكلة ما لقلب النظام، سينتهي كل شيء».
وطالب جنتي أعضاء مجلس خبراء القيادة ومسؤولي النظام الإيرانيين بأخذ قمة الحيطة والحذر، مشدداً على ضرورة مراقبة الأوضاع والأحداث بدقة متناهية. ولفت رئيس مجلس صيانة الدستور النظر إلى ضرورة العمل الثوري وتكريس مبادئ الثورة الإسلامية في المجتمع، قائلاً إنه يجب عليهم أن ينقلوا وجهات النظر ونقاط اهتمام خامنئي إلى الشعب الإيراني.
وأوضح أن أحد أسباب القلق لدى المرشد الأعلى الإيراني هو «تيار الفتنة» (بالإشارة إلى الجماعات التي تريد الإطاحة بالنظام الإيراني)، وأنه يجب على الجميع أن يرصدوا المنتمين إلى هذا التيار الخطير الذين تغلغلوا داخل مؤسسات النظام وشغلوا بعض المناصب، لأنهم يشكلون خطراً وجودياً على بقاء النظام.
وركّز على أن المخططات الرامية لإسقاط النظام تشكل الخطر الأول والأهم في الظروف الراهنة، مضيفاً أن العدو يخطط لإطاحة النظام من الداخل، بعدما فشلت مخططاته للإطاحه به من خارج البلاد.
وأشار رئيس مجلس خبراء القيادة إلى تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين والمعارضة الإيرانية بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تحتفل بذكرى مرور 40 سنة على انتصار ثورة 1979، وقال إن هؤلاء يخططون لإسقاط النظام خلال 3 أو 4 سنوات.

رئيس مجلس خبراء القيادة الإيراني:أهم ما يقلق خامنئي هو محاولات إسقاط النظام من الداخل

محمد المذحجي

الفدرالية الكردية تضم مناطق جديدة شمال سوريا

Posted: 28 Jul 2017 02:16 PM PDT

حلب – «القدس العربي» : أقر ما يسمّى المجلس التأسيسي للفدرالية الديمقراطية في شمال سوريا، قانون التقسيمات الإدارية الخاص بالفدرالية في المناطق التي تسيطر عليها قوات «سوريا الديمقراطية»، المكونة أساساً من وحدات الحماية الكردية في شمال، وشمال شرقي سوريا، حيث تم ضم مناطق منبج وتل أبيض ومناطق في شمالي حلب (الشهباء) إلى التقسيمات الفدرالية المعلنة.
جاء ذلك، خلال الاجتماع الثالث الذي عقده المجلس التأسيسي للنظام الفدرالي لشمال سوريا في بلدة رميلان، بحضور الرئيسين المشتركين للمجلس منصور سلوم وهدية يوسف، أعضاء المجلس التنفيذي، بالإضافة إلى ممثلي جميع المناطق والمقاطعات والأقاليم في روج آفا وشمال سوريا، الجزيرة، كوباني، عفرين، منبج وتل أبيض ومناطق الشهباء.
وأكد الرئيس المشترك لمجلس «سوريا الديمقراطية»، رياض درار، إقرار المجلس التأسيسي لفدرالية شمال سوريا التقسيمات الإدارية الذي سيتم تنفيذها عبر الانتخابات في القرى والبلدات، انتهاء بالمجلس التشريعي والرئاسة خلال مدة أقصاها ثلاثة أشهر.
وأضاف في لقائه مع «القدس العربي»: «نحن نعمل على إدارة المناطق المحررة من الدولة ومن النظام ونطبق النموذج الذي نراه صالحا لسوريا الجديدة وفق فيدرالية المناطق وادارتها من قبل أبنائها، حيث طبقت المجالس المحلية وفشلت وتحولت إلى فصائلية متقاتلة بينها، لذلك لا بد من نموذج يجمع ويساعد على الادارة الناجحة».
في حين، قال الصحافي الكردي كاوا عيسو لـ»القدس العربي»: إن «المجلس التأسيسي العام للنظام الفدرالي لشمال سوريا أقر قانون التقسيمات الإدارية الخاص بالفدرالية في شمال سوريا (روج آفا) بزيادة عدد المقاطعات من ثلاثة مقاطعات إلى ستة وكذلك إضافة ثلاث أقاليم .»
وأضاف: «أن الإدارة الذاتية قامت بهذه الخطوة بعد زيادة المساحات التي تسيطر عليها في شمالي سوريا وتحديدا في الآونة الأخيرة مثل منبج وريف الرقة وغيرهما من المناطق التي اعتبرت تجربة ناجحة للإدارة الذاتية بعض الشيء في ظل غياب سلطة النظام السوري في هذه المناطق».
ولفت عيسو إلى «وجود مخاوف من الكُرد والعرب وجميع شرائح المجتمع من تسليم هذه المناطق للنظام السوري، إلا أن الإدارة الذاتية تنفي إقامة علاقات مع النظام السوري بشكل علني أو سري في بعض المجالات حسب بعض التقارير» .
وفي المقابل، يرى المسؤول العام للحركة الوطنية لأبناء الجزيرة، نواف الركاد، إن «سلطات روچ آڤا ذات النزعة الانفصالية تمارس سياسة اللعب على كل الحبال الدولية والإقليمية، حيث تحاول أن تجعل من هذا أمراً واقعاً عبر كثرة ترداده كجزء من الحرب النفسية و تحطيم معنويات الخصوم، لكن هذا لا يعني بأنه نتاج الصفقات الدولية ومعالم اتفاقات الكبار».
ويقول خلال لقائه مع «القدس العربي» إن «هذه التجربة ستكون فاشلة قطعا لأنها جاءت بقرارات أحادية الجانب وبشكل متفرّد يسعى لفرض الكلمة على السكان من دون استشارتهم، بالإضافة إلى أن اللعبة الدولية التي ستنـتج التسـوية لم تنضج بـعد».
وأشار الركاد إلى أن «الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي مرفوض سوريّاً ومثير للجدل دوليّاً وليس عليه اتفاق، لذلك فإن هذه التقسيمات هي جزء من الخبل الديكتاتوري الذي لا يستحق الوقوف عنده»، مؤكدا على ان «سوريا غير قابلة للتقسيم لعدة أسباب تاريخية وديموغرافية واستراتيجية ، كما أن لا مصلحة لأي دولة في العالم أن تقسّم سوريا مع بقاء الهواجس من فرض نظام فدرالي طائفي و عرقي رديء».

الفدرالية الكردية تضم مناطق جديدة شمال سوريا

عبد الرزاق النبهان

أمثولة قطّ عارف

Posted: 28 Jul 2017 02:16 PM PDT

اهتدى بعض الكتاب مبكرا إلى إسقاط ما يخشون من البوح به على الحيوان والطير، ومنهم من أفلح الوشاة في استعداء السلطة عليهم، كما حدث لابن المقفع في «كليلة ودمنة»، حيث أحرق جسده.
ولو جازف جورج أورويل في إصدار «مزرعة الحيوان» في زمن آخر لما استطاع النجاة بجلده، وأمثولة قط عارف لم ترد في كتاب «الحيوان» للجاحظ أو في «كليلة ودمنة» ولا تنسب أيضا إلى جُحا، فهي حدثت فعلا في إحدى القرى العربية، وهي باختصار أن رجلا اسمه عارف وقد يكون له من اسمه نصيب، اقتنى قطّا واعتنى به بحيث كان يقاسم أطفاله حصتهم من الطعام، وغالبا ما كانت زوجته تغضب وتصرخ في وجهه، لأنها كانت ترى في تربية قط والإنفاق عليه رفاهية لا مُتّسع لها في حياة ريفية متقشّفة.
وذات يوم رفعت زوجة عارف غطاء برميل الطحين لتغرف منه كعادتها ما يكفي للعجين، ففوجئت بأفعى تتلوى على الطحين، فأعادت الغطاء إلى البرميل وهرعت إلى حيث زوجها يعمل في حقل قريب من البيت لتخبره بما رأت، عندئذ ضحك عارف وكان شيء ما يشبه الشماتة يرشح من ضحكته، وقال لزوجته هل أدركت الآن لماذا اقتنيت ذلك القط، وأتحت له أن يقاسم أطفالي حصصهم من اللحم.
لم تفهم زوجة عارف ما سمعت، لأن الخوف من الأفعى أوشك أن يصيبها بالشلل، وعلى الفور قفز عارف من مكانه تاركا الفأس وراءه وراح يبحث عن القط، وأمسكه ثم رفع غطاء برميل الطحين ورماه على الأفعى، وأعاد الغطاء إلى مكانه وابتعد قليلا عن ساحة المعركة، لينتظر ما سوف تسفر عنه، فالرجل ابن قرية تداولت الأجيال فيها حكاية العداء المزمن بين القط والأفعى، فالقط غالبا ما ينتصر إلا اذا لُدغ من أنفه الأشبه بما يسمى في أساطير الأغريق عقب آخيل، وهو نقطة الضعف والمقتل، بعد ثلاث دقائق رفع عارف غطاء البرميل وصاح مهللا كما لو أنه انتصر على الأفعى وزوجته معا، فقد قتل القط الأفعى وانتهت الحكاية بخجل المرأة واعتذارها، وأصبحت هي التي تتولى رعاية القط بدلا من عارف.
وككل الحكايات التي ترد بلسان الحيوانات، أو تروى عنها، ثمة قابلية لتأويلات لا آخر لها، وربما لهذا السبب دفع ابن المقفع الثمن حين أحرق وتحول إلى رماد، وأذكر أنني كتبت يوما عن قط مالارميه، وهو قط مدلل، يقضي الوقت في التثاؤب أو التلذذ بالدفء، شأن قط بودلير الذي كان يجلس ساعات أمام مدفأة الحائط، وكانت القصيدة التي كتبها عنه، المدخل الذي أوصل غاستون باشلار إلى ما سماه جماليات المكان في أحد كتبه المهمة، قط عارف لم يظفر بقصيدة أو مقال شأن ملايين الحيوانات والطيور التي تعيش وتموت بصمت لأنها بلا مقابر، لكنه تحول بعد انتصاره على الأفعى إلى أمثولة في قرية ليس لديها الكثير من الأمثولات، لأنها تعيش حياة واقعية تنحصر في نطاق الضرورة، وإذا كان هناك من يستنكر على البعض تربية حيوانات لا تذبح، فالأمر يشبه النظرة السائدة إلى الورد الذي لا يؤكل وفي الحالتين ثمة تفوق على الضروري لصالح الحرية، وعلى الواقعية لصالح الرمزية، وأحيانا يذكرني قط عارف بقط جحا، ففي إحدى حكايات هذه الشخصية التي تحولت إلى مشجب لحكايات مجهولة المؤلف والنسب، يشتري جحا رطلا من اللحم، وأثناء غيابه تطهو زوجته اللحم وتلتهمه كله، وحين عاد وسألها عن رطل اللحم قالت إن القط أكله، فاحضر جحا الميزان ووضع عليه القط فوجد أن وزنه رطل، وسألها إن كان هذا هو القط فأين اللحم… وإن كان هذا اللحم فأين القط؟
ويعرف من لهم تجارب في تربية القطط، إنها تميل إلى الكسل وتنام طويلا فهي لم تمارس في حياتها أي وظيفة باستثناء تلك الوظيفة اليتيمة والنادرة التي عوملت فيها كإله وعُبدت، وحين ألفّ الشاعر ت. س. أليوت مجموعة قصائد عن القطط وجد أنها تعبر عن نماذج بشرية، لكنه لم يضطر كابن المقفع إلى استنطاقها كي تنوب عن البشر في الشكوى.
وبالعودة إلى قط عارف وأمثولته وقابليتها للتأويل، فإن هناك نماذج من البشر يكون اقتناؤهم والعناية بهم من أجل الدور الذي سيلعبونه عندما تأزف الحاجة، حيث لا بد من افتراض وجود الأفعى كي يكون إطعام القط مبررا، وغالبا ما يتم استدعاء القطط في مناسبات تذكرنا بقط عارف والأفعى التي كانت تتلوى في برميل الطحين، وقد يكون هذا القط كاتبا أو مثقفا يدرك أن الاهتمام به لا علاقة له بما يكتب أو يقول، وهناك حكاية تُروى عن صاحب كلب لم يكن يكف عن النباح، ما دفع الجيران إلى الشكوى، وحين عرض الرجل كلبه الثرثار على طبيب بيطري وجد أنه لا يشكو من شيء وأن صحته جيدة، وعندما تكرر الأمر عاد إلى الطبيب وطلب منه بإلحاح تحديد سبب الإفراط في النباح، عندئذ قال له الطبيب، الأمر لا علاقة له بالصحة أو الألم، فالكلب يدافع عن سمعته بالنباح ولا شيء آخر، فالكلب الأخرس لا أحد يقتنيه.

٭ كاتب أردني

أمثولة قطّ عارف

خيري منصور

مهرجان «لنتحد في عالم الغد» في جبيل وتل أبيب معا

Posted: 28 Jul 2017 02:15 PM PDT

بيروت – «القدس العربي» : ينعقد اليوم السبت مهرجان «تومورولاند» على شاطئ قرطبون قريباً من مدينة جبيل، وفي التوقيت عينه ينعقد المهرجان في تل أبيب على أرض فلسطين المحتلة وست دول أخرى. عبثاً حاولت حملة مقاطعة داعمي الكيان الصهيوني ثني القائمين على المهرجان عن فعلتهم، ولم تفلح. استعانت بالمعنيين في الدولة اللبنانية وبقانون مقاطعة الكيان الصهيوني الصادر سنة 1955 ولم تنجح. ناشدت جمعية أصدقاء بيبلوس القائمين على المهرجان الانتباه لما يحمله تعبير «تومورولاند» وأهدافه البعيدة المدى بمد الجسور بين الشعوب وبخاصة بين القاتل والضحية، ولكن لا أمل.
«القدس العربي» تحدثت إلى رئيس جمعية «أصدقاء بيبلوس» الوزير السابق جان لوي قرداحي إثر بيان صادر عن الجمعية بهذا الخصوص وسألته: هل قرأتم توجهاً سياسياً غير مرئي في مهرجان «تومورولاند» حتى أصدرتم بياناً يحذر من خطورة هذه الخطوة؟ قال: ما توضح عبر لقاءات مع عارفين بخلفيات هذا المهرجان وأدى لإصدار البيان أنه سيكون في تل أبيب وجبيل إلى جانب ست مدن أخرى في الوقت نفسه. فهذه المدن ستشترك في برنامج فني موحد وليس لديه أي طابع آخر. لكني وجدت أن المشاركة مع تل أبيب في برنامج موحد هو نوع من التطبيع، وبالتأكيد غير مقبول. فهذا الكيان الغاصب يواصل في كل لحظة التعدي على المصالح اللبنانية والعربية بشكل عام. ونذكّر بما تشهده مدينة القدس منذ حوالي أسبوعين حتى اللحظة من تدنيس للمقدسات والتعدي على المصلين والمواطنين.
■ وماذا عن السلطات المعنية في لبنان؟
ـ هذا ما يقع على عاتق مكتب مقاطعة إسرائيل ولهذا دعونا وندعو الدولة لتقوم بدورها.
■ هل لا يزال لديك أمل في تحرك ما من قبل المعنيين؟
ـ لا أمل عندي.
■ وهل تعرف أصحاب شركة إنترتاينرز التي تنظم المهرجان؟
ـ مطلقاً. بلغني أمر الحدث من خلال الإعلام وكان الموقف منه ضروري.
■ هل انتم قادرون على اقناع آخرين بجدوى المقاطعة؟
ـ بكل صراحة موقفنا مبدئي فقط من هذا النوع من التطبيع.
■ من هي جمعية اصدقاء بيبلوس؟
ـ أعضاؤها من جبيل، عمرها 15 سنة، نشاطها الأساسي اجتماعي وثقافي، إنما في هذا الموضوع بالتحديد تخطينا إطار مهماتنا العادية ليكون لنا حضور في موقف عام.
سألنا عضو حملة مقاطعة داعمي إسرائيل الدكتور عبد الملك سكرية أين أتت الحملة ثمارها وهي تراقب وتعمل لمنع أي تطبيع ثقافي وفني في لبنان؟ قال: لا شك أن الثمار محدودة لكنّ المقاطعة بدأت تفرض ما تؤمن به على الرأي العام في لبنان وعلى منظمي المهرجانات. قبل عامين استطاعت الحملة منع حفل في بعلبك ومن خلال لجنة المهرجانات في المدينة. فالفنانة هندي زهرة «الفرنسية اليهودية من جذور مغربية» سبق لها أن غنّت أكثر من مرّة في الكيان الصهيوني الغاصب ومدحته علناً. وبتواصلنا مع لجنة مهرجانات بعلبك وتبيان دعمها للكيان الصهيوني، ولأن قانون المقاطعة الصادر عن جامعة الدول العربية سنة 1955 يضع على لائحة المقاطعة كل من يروج للكيان. وجدت لجنة المهرجانات الإخراج لإلغاء الحفل بأن المغنية لم تعد تريد زيارة لبنان.
■ هل تتواصلون مع لجان المهرجانات في لبنان؟
ـ بالطبع كانت لنا لقاءات مع لجان المهرجانات الكبرى بعلبك، بيت الدين، جبيل وإهدن، وتبادلنا الحوار لتحديد المعايير المعتمدة مع الفنانين الذين غنوا في الكيان الصهيوني وأعلنوا دعمهم له. على سبيل المثال أن احدهم غنى في الكيان قبل 15 سنة، وكي نقبل بأن يغني في بلدنا نطلب منه التعهد بأن لا يعود للغناء ثانية في الكيان. وعندها نرحب به. ومن يرغب بأن لا يرى في الكيان دولة احتلال، قتل، إرهاب وعنصرية وأن يساوي بين القاتل والضحية، فهو غير مقبول لدينا. ولا بد من التنويه بأن الأكثر تجاوباً وحرصاً هم لجنة مهرجانات بيت الدين.
■ جيل الشباب هو جمهور المهرجانات بشكل عام فكم تمكنتم من التفاهم معه وإقناعه؟
ـ نحن نعتمد على نشر بياناتنا في الصحف وعبر وسائل التواصل الإجتماعي، ونعقد الندوات في الجامعات، ونلحظ بأن الرسالة تصل وتفرض نفسها. ليس كما نشتهي ونحلم، مع العلم أننا مجموعة متطوعة وإمكاناتنا متواضعة للغاية، لكننا تمكنا من القول للجميع بأننا حركة مقاطعة لها دورها في التصدي والمحاسبة والتشهير بمن لا يتجاوب. يمكننا القول أن البعض بات يتخذ جانب الحيطة والحذر لدى اختيار أي اسم فني أجنبي ليزور لبنان.
■ لكنكم عجزتم أمام مهرجان كما «تومورولاند» ينظم في الوقت عينه في جبيل وتل أبيب؟
ـ للأسف الشديد نعم. هذا ما حدث والمهرجان حظي ببركة الدولة لأن متعهد الحفل تحايل على القانون وتمكن من تسويق مشروعه. هذا المهرجان سيقام على «شاطئ الملك» وهو منتجع جديد قائم في قرطبون قرب جبيل. في 29 الجاري سيكون المهرجان وسيبث عبر شاشات عملاقة عبر الدول الثانية التي سيشهدها ليتمكن الجمهور من رؤية بعضه. لكن المتعهد اللبناني «الحربوق» أبرم عقداً مع الشركة الأم في بلجيكا كي لا يتم البث المباشر بين لبنان وتل أبيب. وهو يعلن أنه تكبد مالاً لقاء ذلك. إنما الدول الست الأخرى «الإمارات العربية المتحدة، بلجيكا، اسبانيا، كوريا الجنوبية، ألمانيا، مالطا» سترى كافة الشاشات، وسترى جمهور لبنان وجمهور الكيان يحتفلان بعالم الغد. فشعار المهرجان هو «لنتحد في عالم الغد» ومد الجسور بين الشعوب بما فيها لبنان والكيان. الخطورة تكمن في رسالة المهرجان. وبشأن هذا المهرجان تواصلنا مع مكتب المقاطعة، لكن للأسف فذلكة المتعهد بمنع البث المباشر انطلت على الدولة اللبنانية، دون الأخذ بالاعتبار أن لبنان والكيان سيظهران متحدين في عالم الغد. عملنا هو التوعية ورسالتنا وصلت إلى الرأي العام والمعنيين.

مهرجان «لنتحد في عالم الغد» في جبيل وتل أبيب معا
تحايل المتعهد على القانون وجمهور ست دول سيرى لبنان وإسرائيل معاً
زهرة مرعي

ملحمة الأقصى وانتصار الإرادة لهما ما بعدهما

Posted: 28 Jul 2017 02:15 PM PDT

الأوضاع العربية الرسمية وشبه الرسمية بائسة وتمثل عبئا على المستقبل والمصير. من كان يتصور أن يصل البؤس إلى درجة الشراكة والعمل في خدمة الحركة الصهيونية وتلبية مطالبها، وتغليب مصالحها على كل المصالح الوطنية والقومية والإنسانية، وهي حالة شاذة من الخروج السافر على القيم والمبادئ السياسية والأخلاقية والدينية؛ ووصل الأمر حد الإقبال الطوعي على خدمة العدو والتضحية من أجله، وتنفيذ مطالبه؛ بتجريم المقاومة، وإدانة حق الدفاع المشروع عن النفس، والتصدي للعدوان، الذي تقره الشرائع الوضعية والسماوية، وتزكية ما يقوم به من فتن بين أبناء البلد الواحد، والاستجابة لتحريضه على قتال الأشقاء والاشتباك مع الجيران، وهي حالة معبرة عن اللامعقول واللامنطق السائد من زمن السقوط، ونوع من العبث غير المسؤول ومن التدني غير المسبوق.
لا تتوقف كثير من أجهزة الصحافة والإعلام عن تبرير السقوط وتزيينه في أعين الناس، ومن وجهة نظرها فإنه العمل المتاح والواقعي، أما حقيقته فإنه ضرب من الجنون وعدم التمييز. ولهذا تستمد الجرأة، التي تحلى بها المقدسيون وشجاعتهم وبلاؤهم الحسن وتضحياتهم؛ تستمد قيمتها من منع الرضوخ لمحاولات الترغيب أو الترهيب، وعدم الاستجابة لأي مساومة أو تفريط. وهناك من يسوق ذلك السقوط بدعاوى اعتبارات الواقع ومتغيرات الزمان، وكأنهأ تعمل بمعزل عن إرادة أصحاب الشأن وأصحاب القرار، الذين لو نظروا في المرآة لهالهم بشاعة وجوههم الشائهة، وما ألحقوه من أضرار بـ«القارة العربية»، وهذه المرآة تؤكد دوما أنهم وراء ما يحدث، وذكرنا هذا الحال بأبيات من شعر الإمام الشافعي:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضا عيانا
والوضع الرسمي العربي هو المتسبب في تعقيد أوضاع فلسطين وأوضاع المنطقة، وهو المساهم الأكبر بإضافة نكبة العراق إلى نكبة فلسطين، وتدمير ليبيا، وتمزيق سوريا، وأنسى الناس ما جرى في الصومال من اقتتال، وما حدث للسودان من تقسيم.
وفي زمن المد الوطني والقومي، الذي ليس ببعيد، احتلت فلسطين مكانتها الطبيعية، وأضحت قضيتها هي قضية العرب المركزية، واجتمعت على نصرتها «قارة عربية»؛ بمسلميها ومسيحييها، وبكل من استقر على أرضها من ملل ونحل، وبما لها من تأثير فاعل ومتميز في الحضارة الإنسانية؛ كانت حاضنة للرسل ومهدا للرسالات؛ سواء ما انطلق منها، أو التي عبرت من أرضها أو تلك التي استقرت فيها.
فالخليل ابراهيم عليه السلام؛ وُلد في «أور» فيما بين النهرين (العراق)، ارتحل وصال وجال، وغطى منطقة المشرق العربي وشبه جزيرة العرب، وانتهى به المقام في فلسطين، ومات ودفن بالقرب من «مدينة الخليل» التي حملت اسمه.
والمسيح عليه السلام إبن قرية «بيت لحم» الفلسطينية، وبالقرب منها أقيمت كنيسة القيامة في المكان الذي شهد معجزات السيد المسيح، وبالنسبة للنبي محمد (صلعم) فقد أُسْرِي به «من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى»؛ أي من مكة إلى القدس، وكان الأقصى قبلة المسلمين الأولى؛ قبل إنتقالها إلى مكة.
منح التاريخ فلسطين وما زال يمنحها ما لم يمنحه لمكان آخر؛ منحها قيمة روحية عليا ومكانة دينية خاصة. وجاء زمن جعل منها بوصلة هادية للبشر جميعا؛ خاصة أولئك الذين ينشدون الحق ويتطلعون إلى العدل، ويتمسكون بالمثل العليا، ويُؤثِرون السلامة والعدل والمساواة، وحتى حين وقعت في أسر الاستيطان الصهيوني لم تفقد قيمتها ولا المكانة التي كانت لها، بل تأكدت وتعمقت، وشدت الأنظار بما فيها من تسامح وتعايش بين الأجناس والعقائد والألوان، ومن مظاهره ما استقر فيها من قرون وذلك بإسناد مهمة الإشراف على كنيسة القيامة لعائلتين مسلمتين؛ باتفاق وإقرار قساوسة ورهبان جميع المذاهب المسيحية، وبقيت فلسطين بلدا لا يميز بين إنسان وآخر؛ بسبب أصله أو عرقه أو عقيدته أو جنسه؛ ذكرا كان أم أنثى، الكل سواسية، واستمرت هذه سمة لهذا الجزء المتميز من العالم حتى جاءه الغزو الصهيوني؛ بعنصريته واستعلائه وتحقيره للبشر. ولعب أخطر الأدوار في بث الكراهية وسط الفلسطينيين وبين العرب والمسلمين، وضد القوى المناصرة للحق، والرافضة للاستيطان والاحتلال، وضد عرى العلاقة القوية التي ربطت بين كل هؤلاء.
كشفت ملحمة الأقصى عن وجهين كل منهما نقيض للآخر؛ الوجه الأول ملحمي قاده المقدسيون، وجذب إليه كل الفلسطينيين، وأنصارهم في كل مكان. والوجه الآخر بائس؛ عاكس لحال الانحدار والسقوط الرسمي العربي، وكانت الغالبية العظمى لا تتوقع حدوث مثل ذلك بعد درس النكبة سنة 1948، وقيام الدولة الصهيونية؛ فرضا بالحديد والنار والتآمر، وبالتدليس القانوني والإمكانيات الاقتصادية والمالية والعسكرية والعلمية، التي تكفلت بها دول منظمات ومؤسسات وروابط «صهيو كونية»؛ متحكمة في أغلب قادة وحكام العالم. ولم يكن لذلك أن يؤثر على ذلك النحو لو كانت «القارة العربية» تتمتع بلياقتها السياسية والعسكرية والعلمية، ولو كان العالم الإسلامي في حال غير حاله المزري الراهن، ولعب الضعف العربي والانقسام الإسلامي دورا كبيرا في رفد ذلك الكيان الغريب بالقوة، ووفر له جهدا وإمكانيات وأموالا وبشرا وعتادا وسلاحا، بجانب أن ما ترتب على عدم الاكتراث الرسمي بالاختراق الصهيوني للمؤسسات السياسية والاقتصادية والمالية والتعليمية والأكاديمية العربية والإسلامية والافريقية؛ ما ترتب على ذلك من وجود خلايا سرطانية؛ تحاصر «القارة العربية» وتنهش لحمها وتقضي عليها تباعا، وتشل حركتها.
وانتهى العصر الجامع الذي عاشته «القارة العربية»، وكانت تلبي فيه نداء فلسطين مهما كان بينها من خلاف؛ وبداية نهايات ذلك العصر كان إعلان «القرار الفلسطيني المستقل»؛ للابتعاد عن الدائرة العربية الحاضنة، وتقليص المجال الحيوي للدول الإسلامية والإفريقية والآسيوية واللاتينية، وكانت كلها سندا وعونا، وكان ذلك ترجمة للتوجه الرسمي الفلسطيني شبه الانعزالي؛ كي يصبح جزءا من نظام رسمي عربي متراجع ومتهافت، واستعداده لتقديم التنازلات منذ ما بعد حرب 1973.
وحتى لو نجح من يختزلون القضية الفلسطينية في دائرة الصراع حول المسجد الأقصى، إلا أن الطبيعة والمكانة الخاصة للأقصى قادرة على تحويله إلى وعاء جامع؛ معبر عن القضية الفلسطينية برمتها، وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية، وعن أقطار «القارة العربية» المقسمة والمحتلة.
ورغم تلاشي تأثير التضامن العربي، واتساع مدى ومجالات حروب الطوائف والمذاهب والعشائر والمناطق؛ جاء غباء سلطات الاستيطان والاحتلال وتصرفاتها العنصرية والوحشية ليشعل نيران الغضب في كل فلسطين، وتابعنا بوادر أمل؛ يرد للأقصى اعتباره، ويعيد لفلسطين مكانتها، ويدفع إلى يقظة أمة طال سباتها، وعليها أن تنفض عن كاهلها ما تراكم من غبار التفريط والإذعان. والصور الملحمية للأطفال والفتيات والسيدات الفلسطينيات العزل، وهم يتصدون ببسالة لوحشية وسفالات الجنود الصهاينة، الذين تقهقروا أمام فتيات صغار وخافوا من أطفال في سنوات العمر الأولى. وهكذا فغالبا ما تكون اليقظة الفلسطينية بداية ليقظة عربية وتحرك إسلامي وعالمي.

٭ كاتب من مصر

ملحمة الأقصى وانتصار الإرادة لهما ما بعدهما

محمد عبد الحكم دياب

سوق مشاريع الاخوة الاعداء في العراق!

Posted: 28 Jul 2017 02:14 PM PDT

تكاثرت المشاريع والبرامج والخطط والتسويات لعراق ما بعد داعش ومنذ اشهر عديدة، وكأن جميع القوى السياسية المشاركة بصيغة الحكم للعراق ما بعد 2003، دخلت بحملة انتخابية مبكرة، وسوق او سيرك اعلاني ودعائي لاثبات الذات وتكريس ما قد لا يكرس، بقصد تثبيت وجودها وتضخيم هذا الوجود، وصار لا يمر شهر من دون ان يطرح طرف من اطراف هذه الصيغة لرؤيته ومشروعه للعراق ما بعد داعش، وكأن داعش قد احتلت العراق بمجمله، او ان واقع مشاكل وازمات العراق ومسبباتها ليست هي ذاتها قبل داعش وبعدها منذ ان اسقطت الدولة العراقية الوطنية والمجيء بنظام تحاصصي طائفي تبعي متخلف يتبرقع بالديمقراطية التي تناقض جوهره!
في 14 تموز/يوليو 2017 طرح تحالف اتحاد القوى مشروعا اصلاحيا اجتمعت حوله اغلب القيادات السنية في اربيل وبغداد لعراق ما بعد داعش، وكانت ردود افعال الاوساط الشيعية بمختلف اتجاهاتها المعتدلة والمتشددة قد تباينت بين مرحب بحذر ومرحب بشروط وبين منتقد ورافض، وبطبيعة الحال كان حزب الدعوة جناح المالكي وتحالف دولة القانون التابع له وكل الاحزاب والحركات والتنظيمات الميليشياوية قد تبارت في انتقاده ورفضه، اما جماعة الحكيم والصدر والعبادي فقد تراوحت ردود افعالهم بين ترحيب حذر ومشروط وبين ترحيب متفائل !
قبل هذا المشروع بزمن كان البارزاني قد طرح رؤيته وبالتالي مشروعه لعراق ما بعد داعش، عندما اخذ يردد عبارات الحدود الجديدة المرسومة بدم البيشمركة وان كردستان العراق قبل داعش هي ليس كذلك بعد داعش، وعليه فان المشروع القوماني الكردي المعلن وعلى رؤوس الاشهاد هو اول المشاريع المعتمدة للتنفيذ في عراق ما بعد داعش، حيث يجري العمل به في السر والعلن ويقوده البارزاني بتفاهم مع حزب الطالباني، ويدعو إلى قطع شعرة معاوية الواصلة بين بقاء اقليم كردستان ضمن الدولة العراقية وبين انفصاله المتوج باعلان قيام الدولة الكردية، بمفردات متسلسلة اهمها ضم المناطق المتنازع عليها، خانقين وكركوك وسهل نينوى، مضافا لها ما ملكت ايمان البيشمركة من مناطق محررة من داعش او من اي الوجود العسكري العراقي اصلا، وتكريس الاستقلال النفطي عن بغداد حيث اصبح بامكان البارزاني ليس فقد بيع نفط الآبار النفطية التي تحت سيطرته وانما نفط كركوك ايضا !
ويتزامن مع مشروع البارزاني هذا، مشروع المالكي ومعه كل الميليشيات الوقحة، حيث لا يرى اصلاحا الا بحكم الأغلبية السياسية التي تعني ضمنا بان لا رئيس وزراء خارج دائرة الاحزاب الطائفية الشيعية وحصرا حزب المالكي وتحالفه الميليشياوي المتماهي قلبا وقالبا مع المشروع الإيراني المتخادم مع الأمريكان في العراق، حيث يعتبر بقاء الحال على ما هو عليه مع بعض التعديلات التي تركز وتمركز السلطة في ايديهم بدعوى الاغلبية السياسية هو الحلقة التي يجب ان يدور حولها الدائرون في فلك عراق قوي ومستقر وخال من الارهاب، وفريق هذا المشروع يعتبر بقاء الحشد المكون من اكثر من 60 ميليشيا في العراق كفيلق بدر وحزب الله وعصائب اهل الحق والنجباء وكتائب الخرساني وسرايا العتبات وعاشوراء وابو الفضل وسيد الشهداء، وترسيخ قوته هو الضمانة لانجاح مشروعهم !
عمار الحكيم هو الاخر طرح مشروع التسوية الوطنية الذي يحاول به مسك العصى من المنتصف ولحقه العبادي بالتسوية المجتمعية، واختلف معهم الصدر بمشروع آخر اكثر واقعية وجدية وحركية من خلال تنزيه السلطة في العراق من الوصاية والتدخل الخارجي والتركيز على الاصلاح الانتخابي من خلال تشريع قانون انتخابي جديد اقل فسادا وكذا الحال بالنسبة لمفوضية الانتخابات واعتبار البرلمان المنتخب حقا وحده المخول لوضع ومناقشة اي تسويات واصلاحات ممكنة وقد لاقى مشروع الصدر توافقا من قبل علاوي ومن جماعة تحالف اتحاد القوى ومن بعض التيارات المستقلة والعلمانية.
لا يمكن لاي احد من الاطراف الطامسة بوحل الفساد العراقي المتزايد ان يتجاوز ذاته بدعوة الجميع لانقاذ ما يمكن انقاذه بحكم انتقالي وانتخابات عامة منفتحة على الجميع دون استثناء وتحت اشراف اممي، ومن ثم سن دستور جديد يقر حق المواطنة المتساوية، ويعتبر وحدة العراق وجيشه الوطني الذي يحتكر حمل السلاح في العراق خطا أحمر، ويفرض الغاء كل التشريعات التي تكرس الهيمنة الخارجية ويطلق حملة وطنية لعودة النازحين وخطة تنموية شاملة تكرس موارد الدولة للانتاج وليس الاستهلاك وتحاسب اصحاب النهج الفاسد الذي خرب الزراعة والصناعة والخدمات والتعليم والصحة، ويطالب دول التحالف الدولي التي احتلت العراق بتعويض الدولة العراقية عن الخراب الذي حل بها، وفي الختام يتجاسر نحو واحدة من اهم الخطوات الا وهي اعادة العمل بالسياسة النفطية الوطنية التي يبلورها قانون رقم 80 لسنة 1961 وقانون تأميم النفط العراقي عام 1972!

٭ كاتب عراقي

سوق مشاريع الاخوة الاعداء في العراق!

جمال محمد تقي

يسرقون انتصار الأقصى

Posted: 28 Jul 2017 02:14 PM PDT

نعم أيها الفلسطينيون.. نعم ايها المقدسيون لقد حققتم الانتصار، إنه انتصار فلسطيني بامتياز ولا فضل لنظام عربي عليكم ولن نزيد، نعم حققتم الانتصار بسواعدكم وتصميمكم وصمودكم وتضحياتكم وثورتكم الشعبية، لا بفضل غيركم من المتربصين يسرقون انتصار الأقصى
نعم أيها الفلسطينيون.. نعم ايها المقدسيون لقد حققتم الانتصار، إنه انتصار فلسطيني بامتياز ولا فضل لنظام عربي عليكم ولن نزيد، نعم حققتم الانتصار بسواعدكم وتصميمكم وصمودكم وتضحياتكم وثورتكم الشعبية، لا بفضل غيركم من المتربصين لاختطاف هذا الانتصار وقطف ثماره، أو على الأقل الحصول على جزء من كعكته،
ولكن يظل هذا الانتصار معنويا، وإن كان كبيرا وكبيرا جدا، فالقدس والاقصى والضفة الغربية لا تزال تحت الاحتلال، والانتصار الحقيقي يكون بتحريرها من براثن الاحتلال الصهيوني.
حذارِ ايها المرابطون من مناورات وغدر دولة الاحتلال للالتفاف على انتصاركم ومحاولة إفساد فرحتكم، المعركة لم تنته بعد، والعدو ومن معرفتكم به، بالتأكيد يعد لضربة موجعة، ردا على الصفعة التي وجهتموها إليه وإلى كل دعاة الاستسلام والتطبيع والمتخاذلين والمتأسرلين و«السعوديون الجدد» الذين ومن دون أن يرف لهم جفن، يريدون الالتفاف على صمودكم وانتصاركم وخطف هذا الانتصار منكم ونسبته لأنفسهم.
لم أكن أرغب في العودة إلى موضوع «السعوديون الجدد» حتى لا يعتقد البعض أنه جزء من حملة منظمة في إطار الخلافات الخليجية الخليجية. ولكن تبجحهم والضجة التي اثاروها بعد انتصار الأقصى، بدلا من التزام الصمت، وبدلا من التعبير عن الاسف عن مواقفهم المخجلة، راحوا يدعون هذا الانتصار لأنفسهم زورا وبهتانا.
فهؤلاء هم انفسهم الذين دعوا مع بداية انتفاضة الاقصى، قبل أقل من أسبوعين، الفلسطينيين للتخلي عن الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وهم القائلون إنه لا يستحق دم فلسطيني واحد وكأن دماء الفلسطينيين التي تنزف لعقود تعنيهم بشيء.. وهم الذين يرفضون في وسائل اعلامهم الاشارة إليه بالشهيد.. وهم الذين أطلقوا هاشتاغ «سعوديون من أجل التطبيع» مع دولة الاحتلال. وهم الذين يرفضون تسمية الجيش الإسرائيلي بجيش الاحتلال، وهم الذين استبدلوا في وسائل اعلامهم ايضا قبل اكثر من عشرين عاما، مصطلح «دول الطوق (المحيطة بالكيان الصهيوني) بدول الجوار (واسرائيل بالطبع هي الجارة الرحيمة المسالمة)» وهم أنفسهم وباعترافهم في وسائل إعلامهم أيضا من نصح «بنيامين نتنياهو» رئيس حكومة الاحتلال، بوضع البوابات الإلكترونية عند مداخل المسجد الأقصى، وهم أنفسهم الذين التزموا الصمت وعلى مدى اسبوعين، إزاء انتهاكات الاحتلال للأقصى، ولم يتطرق أي من كبار خطباء مساجدهم ودعاتهم من امثال السديس أو القرني أو العريفي، حتى بالاشارة ولو من بعيد أو من باب المجاملة، إلى ما كان يجري في المسجد الاقصى.
والآن وبعد كل هذه المواقف، يطلعون علينا يوم الانتصار الكبير والتقهقر الاحتلالي، بهاشتاغ جديد «الأقصى في قلب سلمان»، أطلقه ناشطون سعوديون وكان موضع سخرية للعديد من المغردين، أطلقوه لا تعبيرا عن ندم، أو محاولة مسح الصورة المخجلة، أو محاولة اللحاق بقطار فاتهم.. بعد أن أضاعوا الفرصة، والفرصة لا تأتي إلا مرة واحدة.
والحقيقة تقال أن الملك سلمان كان من اكبر المؤيدين لحركة فتح والفلسطينيين، وهو في حديثنا ليس المعني، بل «السعوديون الجدد». وسارعت اشهر وسائل الاعلام السعودية إلى الادعاء بان جهود الملك سلمان الموجود حاليا في اجازة في المغرب، بعد أن سلم ادارة شؤون البلاد لنجله ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يدعم حملة الانفتاح والتطبيع مع دولة الاحتلال بدفع وتوجيه من عرابه نائب رئيس دولة الامارات محمد بن زايد، رائد التطبيع في المنطقة. أن جهود الملك سلمان، تكللت بالنجاح وبالشكل الذي يسهم في إعادة الاستقرار والطمأنينة للمصلين والحفاظ على كرامتهم وأمنهم. وهي بالمناسبة وسيلة الاعلام نفسها التي ادعت أن «الجنود الاسرائيليين (الرحماء) (وليس جنود الاحتلال) حاولوا اقناع الفلسطينيين بالدخول إلى المسجد الاقصى»، لكن الفلسطينيين هم الذين يرفضون. ولم يتطرق هؤلاء ولو بالاشارة إلى دور الشعب الفلسطيني بصموده ومقاومته وتصميمه، في تحقيق الانتصار وارغام جيش الاحتلال على جر اذيال الخيبة، ولعق كل قراراته، والتراجع عن كل اجراءاته من ابواب الكترونية وكاميرات ذكية واجهزة كاشفة للمعادن وحواجز حديدية.
الانتصار في معركة الأقصى، ما كان ليتحقق لولا وحدة الفلسطينيين وتلاحمهم، شعبا وقيادة سياسية ودينية إسلامية ومسيحية وفصائل وتنظيمات.. ولولا الموقف الحازم الذي تبنوه مجتمعين. فباتحادكم قوة لكم.. وقد أثبتم ذلك فعلا لا قولا.. الانتصار على قوى الاحتلال والشر والطغيان، ما كان ليتحقق لولا صمودكم ونضالكم وإرادتكم وتصميمكم وتضحياتكم… كما اثبتم مجددا «كم من فئة صغيرة غلبت فئة كبيرة».
وكما اسلفنا هذا انتصار معنوي في حرب طويلة الامد.. فلا بد من البناء على هذا الانجاز الذي حققه الموقف الفلسطيني الموحد، بتحقيق المصالحة الوطنية وانهاء الانقسام، الذي لا يمكن تبريره وتفسيره الا بتغليب المصلحة الفصائلية على المصلحة الوطنية ولا استثني احدا.
ان نصب البوابات الالكترونية والكاميرات الذكية.. لم يكن وليدة اللحظة، بل كان جزءا من مخطط احتلالي مبيت.. وكانوا في انتظار اللحظة المناسبة للتأكيد على أن السيادة على الاقصى اسرائيلية بحتة.. وجاءت اللحظة المناسبة في عملية «الجبارين الثلاثة»، فاخرج هذا المخطط إلى حيز الوجود كما يخرج الحاوي الارنب من جرابه..
كان كل شيء مبيتا.. مثلما كان المخطط لتقسيم الحرم الابراهيمي في الخليل جاهزا، وجاءت اللحظة المناسبة في المجزرة التي ارتكبها باروخ غولدشتاين ضد مصلي الفجر في رمضان 1994.
إن ما جرى ويجري وسيجري في القدس ليس صراعا على احجار وجدران وبوابات، إنه صراع قومي وجودي حضاري، وهذا ليس كلامي بل ما قاله الحاخام ايلي دهان نائب وزير الحرب الإسرائيلي «الامر المهم بل الاهم أن نفهم وندرك أن صراعا قوميا يدور هنا وليس نضالا موضعيا يتعلق بنصب بوابة إلكترونية، أو مسا متخيلا بالكرامة العربية.. يدور هنا صراع قومي يوجد هنا عرب يريدون السيطرة على البلاد وان يرثوها ويطردوننا منها، وهذا هو بالضبط جوهر الصراع.. وهم سيقاتلوننا في كل فرصة تسنح لهم، وسيخترعون وجود الشعب الفلسطيني ويواجهون البوابات الالكترونية، وفي كل مرة سيجدون سببا وذريعه لمقاتلتنا، لذلك يجب علينا أن نتحلى بنظرة اشمل وان نتصرف ونتعامل بطريقة مختلفه بشكل مطلق».
نعم انها معركة صراع قومي وجودي تاريخي حضاري.. إنها معركة السيادة على الاقصى ودرته المسجد الأقصى، إنها معركة الحرم القدسي بقبة الصخرة، معركة البلدة القديمة، انها معركة القدس التي ستبقى «زهرة المدائن» التي غنت لها المطربة فيروز، بعيد احتلالها عام 1967.. انها معركة وطن، معركة الدولة.. فلا دولة فلسطينية من غير القدس.. والقدس ليست شعفاط، وبيت حنينا، وصور باهر والعيزرية والعيساوية، أو سلوان وأبو ديس أو جبل المكبر والطور، أو جبل الزيتون أو الشيخ جراح إلى اخره، رغم اهمية ومعزة كل ملميتر من ارض القدس وفلسطين، القدس هي البلدة القديمة بتاريخها ومعالمها وحواريها وأحيائها وحوانيتها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
إنها معركة يفوز فيها فقط من يصبر ويثابر ويقاوم، لا من «يستسلم ويطأطئ رأسه امام العاصفة.. ويخسر من يرفع راية الاستسلام.. وليس معروفا عن الشعب الفلسطيني أنه استسلم يوما.. إنه شعب اثبت على مر التاريخ انه الشعب الصبور المثابر الذي لا يقبل ضيما ولا ظلما ولا احتلالا ولا استعمارا. انه فعلا شعب الجبارين.
واخيرا.. من يُحرّم على هذا الشعب النضال والمقاومة لاسترداد حقوقه، ليس منا ومن يدعو الفلسطينيين للتخلي عن القدس.. غريب عنا ومن تذكّر بعد 1400 سنة أن الاقصى ليس المسجد الذي جاء ذكره في صورة الإسراء، ملفوظ من بيننا، من يدعو إلى التطبيع مع دولة الاحتلال.. مدسوس علينا، من يحاول إخفاء عوراته بالخوف على مصالح الشعب الفلسطيني.. مكشوف لدينا، ومن يحاول ذرف دموع التماسيح على دماء الفلسطينيين.. هو بالتأكيد ليس منا. ليس منا من يرى في الاحتلال حالة لا تستوجب النضال والكفاح والجهاد.. ليس منا «شيوخ السلاطين» الذين يتعاملون مع الدين كوسيلة للاسترزاق والثراء.. لا يشبع جشعهم وتعطشهم للمال شيئا، و«لا يملأ عيونهم سوى التراب» كما يقال. فهؤلاء هم المنافقون الملعونون والملفوظون والمرفوضون في مجتمعاتنا.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

يسرقون انتصار الأقصى

علي الصالح

النظام المصري يتحسس مسدسه

Posted: 28 Jul 2017 02:13 PM PDT

حين أسمع كلمة ثقافة، أطلق صمام الأمان في مسدسي البراوننغ، شاعت هذ المقولة الشهيرة بعد أن حُورت بصيغٍ مختلفة من عينة مددت يدي إلى مسدسي، أو كما شاعت بالعربية تحسست مسدسي، ونسبت خطأً إلى غوبلز وزير البروباغندا النازي وهاينريش هيملر إلى غيرهما من أعمدة النظام النازي، ممن تفوقوا على أقرانهم الكُثُر من عتيدي الإجرام في ذلك النظام العفن، والمقولة في حقيقة الأمر جاءت على لسان أحد شخوص مسرحيةٍ لكاتبٍ نازي مجرم مثلهم تماماً، ثوى في مزبلة التاريخ الواسعة بعد سقوط هتلر.
تحضرني هذه المقولة كلما أخفى النظام صحافياً اخفاءً قسرياً، كما هي الحال مع إسماعيل الإسكندراني وهشام جعفر، على سبيل المثال لا الحصر أو حجب موقعاً إخبارياً، ولما كان هذا يتكرر كثيراً وبصورة متقاربة، فلست أبالغ إذا ما أكدت أن هذه المقولة لا تبرحني طويلاً. آخر المواقع المحجوبة كان موقع «بالأحمر» الذي اختار لنفسه شعاراً: نفهم العالم لنغيره، هذه المرة أضيف إلى غضبي من الحجب دهشةٌ عميقة، ولست بحاجة إلى الاستفاضة في تفسير مبعثها، إذ تكفي قراءة الصياغة الدقيقة التي عبر بها المشرفون على الموقع وكتابه، عن ما يرونها مهمته ورؤيته، منصة غير حزبية للحوار والتفاعل والإبداع في مختلف مجالات الفكر والسياسة والثقافة، منطلقها مبادئ الثورة المصرية والثورات العربية في الحرية والعدل الاجتماعي والكرامة الإنسانية، سلاحها النقد الثوري الحازم لكل ما هو قائم، فكرا وبنى وممارسة، مبتغاها ديمقراطية حتى النهاية، والاطلاع على أي مقالٍ مطولٍ من العينة التي ينشرها أو متابعة الطبيعة النظرية المتعمقة (شبه الأكاديمية في أحيان كثيرة) لكثيرٍ من مواضيعه أو مترجماته عن المجلات الأجنبية لتدرك ما أعني.
فما الذي يضير ويزعج ضباط الأمن في مصر من موقعٍ كهذا؟ أهي محاولة الفهم أو السعي والتوق للتغيير؟ هل هي نكهته اليسارية؟ ثم هل يفهمون أصلاً محتوى المواضيع والمقالات والقصص المنشورة والمترجمة؟ وهل يمتلكون من طول النفس ما يمكنهم من متابعتها؟ أكاد أجزم بالنفي. لكن الكثيرين من العالمين ببواطن وغياهب الأمن من المثقفين والمهتمين والمشتغلين في المجال العام، ممن لهم خبرةٌ طويلة وباعٌ في العمل السياسي، ومن استضافتهم المعتقلات طويلاً في شتى المراحل، يجيبون على هذا الاستفسار بأن الضباط يعتمدون على مثقفين مزعومين من صغار الكتبة، مخبرين بالوصف البسيط البلدي؛ وبذا يضرب النظام أروع دليل على سعيه الدؤوب لتضافر شرائح من قوى الشعب العامل، فيغدو الأمن والمخبرون (وقبل ذلك اللجان الإلكترونية) يداً واحدة ضد الثقافة والإبداع ومحاولة الفهم، ويخطو بنجاح صوب اصطناعه قاعدةً شعبية من البصاصين والجواسيس والمندسين، حيث يغدو المواطن المخبر الجهول عدو الثقافة على أرضية المحافظة الدينية، وعدو الإخوان على أرضية إسمعوا وأطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم، وعدو كل من يناصبه النظام العداء، على حسب تغير المواسم، يغدو ذلك المسكين هو المواطن النموذجي.
بيد أن هاتفاً يصيح في داخلي واحتجاجاتٍ تصلني من كثيرٍ من الأقارب، ومن كانوا أصدقاء بأن الصورة لا يمكن أن تكون على هذه القتامة وأن ثمة إنجازاتٍ لا بد أن تذكر، وإلا كنت سوداوياً متشائماً وغير محايد، فالإنصاف يقتضينا مثلاً أن نرى ذلك النزر اليسير، الذي يملأ الكوب فنذكر الإيجابيات، إذ لا ريب أن الأمثلة التي ذكرنا سابقاً: غوبلز وهيملر وموسوليني إلى غيرهم من فطاحل الإجرام، يثبتون أن النظام المصري لم يأت من فراغ، وأنه يستلهم تجارب سابقة أوروبية، أنحن أكثر تطوراً من ألمانيا مثلاً؟ وبالتالي فإنه إذ يحاكي تلك السياسات من القمع وقبل كل ذلك الكذب ثم الكذب حتى يصدق الناس (والنظام في حالتنا هذه) الكذبة، فإن ذلك بمثابة تأسيس نظري من نوعٍ ما (وربما من دون قصد) تؤكد أن هناك فكراً وراء ممارساتهم وسياساتهم العفوية الكارثية (يحب الضباط جداً أن توصف أنظمتهم بأنها صاحبة فكر، ربما تلبيةً لشعورٍ عميقٍ مؤلمٍ بالنقص واستجابةً لرغبةٍ ملحة بالتعويض) بل وللتأكيد على استمرارية ممارسات النظام واتساقه مع ذاته، يذكرونني بصلاح نصر والمعتقلات طيلة الستين سنة الماضية، وأن حرية التعبير المكلفة ليست بدعة مقصورة على مصر، مستحضرين مقولة عيدي أمين بأن هناك حرية تعبير، ولكنه لا يستطيع ضمان الحرية بعد التعبير، في محاولةٍ أخرى للتأصيل وإثبات انفتاح مصر على عمقها الإفريقي.
للحق، ضعفاً مني واستجابةً لنوازع الوطنية والحاجة إلى التفاؤل أكاد أميل إلى إغراء التصديق في أي منطق أو ضرورة أو كفاية في تلك الممارسات على ما في ذلك من خداعٍ للنفس أدركه قبل غيري، إلا أن تلك الرغبات الغامضة لا تصمد طويلاً.
فما لا يدركه النظام ولا تدركه أبواقه الإعلامية عالية الصوت كثيرة الضجيج هو أن الزمن تغير. مضى زمن «مُقرَّر» الحكومة والرواية الرسمية، مضى زمن الزعيم الأوحد والتنظيم الوحيد والصحافي الأوحد، مضى زمن احتكار المعرفة والحقيقة.
ولما كان النظام رثاً، فإنه لا يدرك أن ثورة الاتصالات، بما لها وما عليها، لم تعد تتيح حجب الحقائق لفترةٍ طويلة، واحتكار القدرة على تسييد سرديةٍ واحدة لا يتحداها أحد.
يتحسرون جميعاً على قوة مصر الناعمة، وتأثيرها، بينما لا يعرفون أسلوباً سوى الحجب والاعتقال والضرب، يتعاملون مع عالمٍ متغير بأساليب قرون مضت، جاهلين أنه وإن كان الاستلاب والاستغلال مازالا السمة الرئيسية للعالم، فإن وسائل سيطرةٍ حديثة، أكثر ذكاءً ومواربةً صارت تستخدم.
لا يلوح في الأفق أدنى مؤشر على فهم النظام لطبيعة العالم المتغيرة، ولا أي نية جادة للانفتاح السياسي أو التخفيف من غلظة قبضته الأمنية، بل العكس هو الصحيح، إذ تحت غطاءٍ من عدم مبالاة الغرب، الذي لم يعد يشغله سوى الإرهاب الذي أوصل قياداته الحالية إلى قناعة بأن هذه الأنظمة هي الأنجع في مواجهته (بما تحمله تلك السياسة من نظرةٍ استشراقيةٍ استعلائية)، فإن النظام لا يرى الحاجة إلى التغيير، بل يخشى أي حديثٍ عن ذلك.
نظامٌ طبيعته كهذه لا يرى في فهم العالم والحوار والتفاعل والفكر النقدي الحازم، إلا صداعاً وكلام أفندية وأراذل، كما كان الرئيس المؤمن السادات يصفهم فقط، ولا يكتفي بمناصبة الثورة المصرية والثورات العربية عداءً متأصلاً، انطلاقاً من مصالحه وانحيازاته الاقتصادية – الاجتماعية فحسب، بل هو يشعر بخوفٍ غامضٍ يواكب ذلك، يرى أن السماح بمساحة التعبير تلك من منطلق «خليهم يتسلوا»، التي عبر بها المخلوع عن عدم اكتراثه، هي ما سهل وساعد على إضرام حراك يناير الثوري، وإنهم وإن لم يفهموا الكثير (إن لم يكن كل) ما يكتب فإنهم يخشونه ويناصبونه العداء ويتحسسون مسدسهم، مثبتين بذلك المقولة الشهيرة التي لم يعفُ عليها الزمن في منطقتنا المنكوبة: الإنسان عدو ما يجهل.
كاتب مصري

النظام المصري يتحسس مسدسه

د. يحيى مصطفى كامل

هل تخص قضية قبرص الأتراك فقط أم كل المسلمين؟

Posted: 28 Jul 2017 02:13 PM PDT

انتهت قبل أيام جولة مباحثات سياسية في سويسرا بين طرفين من سكان قبرص، هما الطرف التركي المسلم الذي يحكم شمال قبرص، والطرف المسيحي الذي يحكم جنوب قبرص، وكانت المباحثات قد بدأت يوم 28 يونيو الماضي، وانتهت بعد 8 أيام من المحادثات الرامية للتوصل إلى حل شامل في الجزيرة، بمشاركة القبارصة الأتراك واليونانيين، إضافة إلى الأطراف الضامنة وهي تركيا واليونان وبريطانيا والأمم المتحدة.
الوضع الحالي لجزيرة قبرص قائم منذ عام 1974، عندما نفذت تركيا حملة عسكرية لإحلال السلام في قبرص في 20 يوليو عام 1974، بعد أن شهدت الجزيرة انقلابًا عسكريًا قاده نيكوس سامبسون، على الرئيس القبرصي مكاريوس، بدعم من المجلس العسكري الحاكم في اليونان، وقد جاء التدخل العسكري التركي في ذلك الوقت للدفاع عن حقوق المواطنين القبارصة الأتراك، بعد فترة من استهداف المجموعات المسلحة اليونانية لسكان الجزيرة من الأتراك، بدءًا من مطلع عام 1963 حتى عام 1974، وقد انتهت الحملة في 22 يوليو بوقف لإطلاق النار. وأطلق الجيش التركي حملة ثانية في قبرص، في 14 أغسطس 1974، انتهت بتوقيع الطرفين على اتفاقية تبادل للأسرى بين الجانبين بتاريخ 16 سبتمبر 1974، وتم تأسيس «دولة قبرص التركية الاتحادية»، في الشطر الشمالي من جزيرة قبرص، وفي 15 نوفمبر 1983، أصبح اسم الدولة «جمهورية شمال قبرص التركية».
ومنذ ذلك التاريخ جرت عدة جولات من المباحثات بهدف توحيد الجزيرة سياسيا بما يكفل حقوق كافة سكانها، ولكنها لم تحقق نجاحاً حتى الآن، وبما أن حال قضية القبارصة الأتراك كحال القضايا الإسلامية الأخرى، من قضية فلسطين إلى كشمير إلى الروهينغا إلى غيرها فإن بقاء القضية القبرصية دون حل يعني ضياع حقوق المسلمين الأتراك فيها، ولكن ولاعتبارات دولية وبسبب طبيعة الحكومة التركية العلمانية عند نشوء القضية القبرصية، لم تدخل القضية القبرصية ملف القضايا الاسلامية العالمية، وأعطيت أبعاداً قومية منذ ذلك الوقت، وتم الحديث عن قبارصة أتراك وقبارصة يونانيين، ولذلك فإن مباحثات القضية القبرصية ومنذ عقود بقيت في بعدها القومي اولاً، وفي بعدها الاستعماري ثانيا، حيث ان بريطانيا هي من الدول الأساسية المشاركة في إيجاد حل سلمي، كونها الدولة التي استعمرت الجزيرة بعد احتلالها وإنهاء الحكم العثماني فيها.
الموقف التركي الرسمي والشعبي متحد، وعبر عنه الرئيس التركي أردوغان بعد انتهاء مباحثات سويسرا الأخيرة بالفشل قائلاً:» إنّ بلاده لن تظل مكتوفة الأيدي حيال بقاء أتراك جزيرة قبرص ضحية لحالة غياب الحل القائمة في الجزيرة»، جاء ذلك في رسالة بعثها أردوغان إلى نظيره القبرصي مصطفى أقينجي، بمناسبة الذكرى السنوية الـ43 لحملة السلام في جزيرة قبرص، حسب المركز الإعلامي للرئاسة التركية، وقد هنّأ أردوغان نظيره القبرصي وأتراك الجزيرة، بمناسبة الذكرى السنوية الـ43 لحملة السلام، وأكّد على أنّ أتراك قبرص أبدوا رغبتهم في التوصل إلى سلام عادل وشامل في الجزيرة في كافة المحافل الدولية».
أما وجهة النظر التركية لما جرى في سويسرا في المباحثات بين القبارصة الأتراك واليونانيين، فهي كما عبر عنها الرئيس أردوغان قائلاً في هذا الخصوص: «القبارصة الأتراك أظهروا نواياهم الحسنة ورغبتهم في التوصل إلى حل عادل وشامل، خلال المباحثات الأخيرة، لكن المواقف التي تبنّاها الجانب اليوناني كانت خالية من الرغبة في تحقيق السلام». وأكّد أردوغان:» أنّ تركيا كانت وستظل إلى جانب أتراك جزيرة قبرص، وستدافع عن حقوقهم المشروعة في كافة المحافل الدولية، وأنّ أنقرة ستظل الضامنة لأمن وسلامة الجزيرة وشرق البحر الأبيض المتوسط».
كما عبر عن الموقف التركي نفسه رئيس الوزراء بن علي يلدرم معلقا على مباحثات سويسرا: «إن وفدي بلاده وجمهورية شمال قبرص التركية قاما بعمل جيد خلال مؤتمر سويسرا الأخير حول قضية قبرص، وكشفا عدم جدية قبرص اليونانية في التوصل لحل»، وشدّد يلدريم على أن بلاده ستستمر في العمل:
1ـ لتقوية قبرص التركية وتحقيق الرفاه لشعبها.
2 ـ تعريف العالم بقضيتها.
ولم يبين الطريقة التي سوف تقوم بها الحكومة التركية بتعريف العالم بالقضية القبرصية، فالقضية وهي في بعدها الأوروبي وداخل الاتحاد الأوروبي لم تؤد إلى نتيجة حسنة ولا مقبولة لدى القبارصة الأتراك، لأن التحيز الأوروبي واضح نحو القبارصة اليونانيين، فهم جزء منهم ويحملون هويتهم الدينية والثقافية والحضارية، بينما القبارصة الأتراك لا يجدون غير الجمهورية التركية تتبنى قضيتهم وتدافع عنها، والحكومة التركية لا تزال حتى الآن تتعامل مع القضية في بعدها القومي فقط، بينما حقيقة الخلاف في القضية القبرصة هي هوية سكان قبرص التركية، التي تم تقسيم السكان على أساسها، وهي الهوية الدينية الإسلامية، وهذا يتطلب أن تتجاوز الحكومة التركية موروث الحكومات التركية السابقة، التي فصَّلت مقاسات القضية القبرصية منذ عام 1974 وقبلها وبعدها في مقاسها القومي التركي واليوناني فقط، وعندما يقول رئيس وزراء جمهورية قبرص التركية أوزغورغون:» إن شعب قبرص التركية بيّن بشكل واضح أنه لا يمكن التوصل لحل:
1ـ بدون تطبيق مبادئ المساواة والحرية.
2 ـ وبدون دور ضامن فعال لتركيا «الوطن الأم».
فإنه يعبر بذلك عن الطريق المطلوب لإيجاد حل، وهو البحث عمن يشارك القبارصة الأتراك مبدأ الوطن الأم، بكل مقوماته القومية والدينية والثقافية والتراثية والتاريخية والحضارية، وهي الأمة الاسلامية التي تبلغ نحو ملياري إنسان مسلم في الكرة الأرضية، وتمثلها دول منظمة التعاون الإسلامي في أكثر من خمسة وخمسين دولة، فضلا عن الجاليات الإسلامية المنتشرة في كل أنحاء العالم، فهذا هو الانتماء الأوسع لدعم القضية القبرصية والتعريف بها وتأييدها، فنسبة المسلمين 99% من سكان جمهورية قبرص التركية، وهي نسبة المسلمين نفسها في الجمهورية التركية الأم، وأثر هذه النسبة على دخول تركيا للاتحاد الأوروبي غير خافية على أحد. ولعل في انتصار الشعب الفلسطيني المقدسي الأخير على الاحتلال الإسرائيلي مثالا حيا على قوة أثر الدعم من العالم الاسلامي على كسب أية قضية إسلامية، فالحكومة الاسرائيلية لم تحتمل الضغط الفلسطيني الداخلي والتأييد الاسلامي الخارجي لإبقاء البوابات الالكترونية في المسجد الأقصى لأكثر من ثلاثة عشر يوماً، واضطرت مذعنة لإزالتها، لأن الشعب الفلسطيني فرض إرادته على قيادته أولاً، ولأن تأييد الشعوب المسلمة في كل انحاء العالم فرضت على العالم التدخل لإحقاق الحق، وفتح المسجد للصلاة فيه كما يريد الفلسطينيون أنفسهم.
إن كل القضايا الاسلامية التي يتم تناولها مجزأة لا يمكن ان تحقق انتصارها ولو في المجال السياسي فقط، فعندما يقول الرئيس التركي أردوغان إن إسرائيل حاولت ان تفرض رؤيتها للقدس على مليار وسبعمئة مسلم، يعني أن التحدي الإسرائيلي هو أمام مليار وسبعمئة مليون مسلم، وأن إسرائيل تستمد قوتها من تشتت المسلمين، فهذا ينطبق على كل القضايا الاسلامية العالمية، وهذا ما يجب أن ينطبق على كل القضايا الاسلامية في العالم، فأمن المسجد الأقصى يمكن تحقيقه طالما تمت أسلمة القضية، وأخذت دعمها من الأمة الاسلامية كاملة، وكذلك ينبغي أن يتم تناول كافة القضايا التي يشكل الهوية والدين الإسلامي ركنها الأساسي، فقضية الأتراك في قبرص يلعب الإسلام دورا أساسيا فيها، لأن الهوية الدينية والحضارية للقبارصة الأتراك هي الاسلام، والحديث عن الهوية الاسلامية للقضية القبرصية لا يعني إلغاء الهوية القومية التركية، ولا الدعوة إلى تحويلها لصراع ديني، وإنما لكي تأخذ التأييد من الأتراك ومن كافة المسلمين والدول الإسلامية في العالم، وبالأخص على المستوى الدولي الدبلوماسي، وعلى المستوى الشعبي الاسلامي في كل العالم الإسلامي، فعدم الاعتراف الدولي بجمهورية قبرص التركية تتحمل مسؤوليته دول العالم الاسلامي أولاً، ولكن ذلك لا يمنع من تقديم الدعم السياسي من كافة دول العالم الاسلامي لحماية حقوق المسلمين من سكان الجزيرة القبارصة، وهم القبارصة الأتراك، بما يحفظ حقوقهم المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
كاتب تركي

هل تخص قضية قبرص الأتراك فقط أم كل المسلمين؟

محمد زاهد جول

«التكفير بالسلسلة» هذه النبتة من ذلك الزرع 

Posted: 28 Jul 2017 02:13 PM PDT

في سجن بوكا، ومن بين جماعة الزرقاوي التي كانت تنتمي للسلفية الجهادية، ظهرت مجموعة غاية في التطرف والغلو، تمرست بتنفيذ هجمات ضد من تتهمهم بالعمالة من بين المعتقلين، وغالبهم كانوا بالحقيقة خصوما حزبيين وفكريين ليس إلا.
وفي اواسط عام 2005 وبينما كنت معتقلا في سجن العامرية ببغداد على خلفية عملي الصحافي، نقل لي بعض السجناء الاسلاميين، مشاهد مفزعة من افعال هؤلاء المهووسين بالانتقام من خصومهم بأي تهمة، وإن لم تثبت حتى مع تأويلاتهم الشرعية التي انتهجتها عقولهم الانتقائية المختلة، ونفوسهم المأزومة، حيث كانوا يلجأون الى فقء عيون خصومهم داخل السجن، ورغم معاقبتهم بالسجن الانفرادي وعزلهم كانوا يعودون لهجماتهم كلما سنحت لهم الفرصة.
ومن هذه الاجواء خرج من يؤمن بما يسمى «التكفير بالسلسلة»، ومختصرها يدعو لتكفير كل من لا يكفر المشركين، اعتمادا على الناقض الثالث الذي تحدث عنه الشيخ محمد عبد الوهاب، وصولا لإخراج كل المسلمين من الملة، فاصطدموا برفاقهم من جماعة التوحيد والجهاد باشتباكات، في الوقت نفسه الذي كانت فيه مواجهات اخرى تندلع مع معتقلي جيش المهدي الشيعة في السجن. ومن ذلك الحين، ورغم ضآلة تأثير هذه الجماعة واتباعها، تناوبوا على الظهور عدة مرات في صفوف تنظيم «الدولة» وصولا ليومنا هذا، ووقع الصدام معهم عسكريا وتحجيمهم أمنيا، كما جماعتهم الشقيقة التي تدعى الحازمية، ولكن مؤخرا، تمكن مؤيدون لهم من إصدار بيان شرعي من اللجنة المفوضة للتنظيم، يتحدث عن تكفير عوام المسلمين الذين يشاركون بالانتخابات، وأيضا جرت إقالة هؤلاء الشرعيين، وهم ليسوا بالضرورة مرتبطين بجماعات اخرى ولكنهم يؤمنون مثلهم، بـ»التكفير بالسلسلة»، خصوصا أن الغلو بالتكفير، بالتعيين والإطلاق، هو أمر وقع فيه تنظيم «الدولة» أيضا، فقائد تنظيم «القاعدة» في العراق ابو مصعب الزرقاوي مثلا هو من تم اعتماده كمرجع في بيان المفوضية الشهير، باستحضار كلام منسوب له يقول بخروج المسلمين الذين يشتركون بالانتخابات عن الملة، ولو نظرنا لهذه المرحلة، لرأينا ان قادة التنظيم استخدموا التكفير لتبرير نزاعهم السياسي في كثير من الاحيان، فرموا بعض منافسيهم السلفيين بالكفر، خصوصا «من خالفهم» سياسيا وخرج عنهم حزبيا من الجهاديين، كجبهة النصرة التي كانت يوما جزءا منهم، والتي لم تتحالف مع قوات التحالف ضدهم في أي مواجهة. وبسبب وجود مرجعية فكرية مشتركة بين التنظيمات الجهادية التي تتمسك بما يسمى نواقض الاسلام عند عبد الوهاب، فإن التأويل والاشتقاق يصل باتباع هذه المدرسة احيانا لغلو فوق الغلو، وبسبب وجود جذور لهذا الفكر داخل تنظيم «الدولة»، فإن عشرات المناظرات والجلسات عقدت بين شرعيين للنقاش بالامر، ذكر فيها احد شرعيي التنظيم انه يجب عليهم بهذه المسائل الكبرى ان لا يأخذوا بقول مشايخ النجدية، بل بصريح الكتاب والسنة. ولكن المسألة أبعد من ذلك، فهناك أيضا تيار متشدد، اعتاد الطعن بعدد من كبار علماء مذاهب السنة، مثل يحيى بن شرف النووي وغيره الكثير، بل يصل بهم الامر لتكفير ابو حنيفة، اعتمادا على اقوال خلافية قديمة عنه،  ثار حولها نقاش مستفيض، تتعلق برفض طريقة الامام ابو حنيفة، التي تستخدم الرأي والعقل، اكثر من بعض النصوص والاحاديث، لهذا فالقضية تتصل بجذور مديدة من التنازع الفقهي والكلامي، بين اصحاب مدرسة الرأي والعقل والمقاصد ومدرسة النص والحديث والظاهرية.
والمتتبع لحال الفصائل الجهادية المسلحة في سوريا، يراها وعلى الرغم من اجادتها للعمل العسكري وادارتها الصلبة للصراع وتمسكها بهوية عميقة بمواجهة نزاع طائفي جارف، إلا أن الشق الآخر ذا النزعة القبلية، فقها وممارسة يقودها لمآلات أكل الذات، من تنابز ومهاترات فكرية يؤججها النزاع السياسي، وتحت تبريرات شرعية فقيرة، لتغطية التنافس الحزبي، وصولا للاقتتال الماحق، بين اصحاب المرجعية نفسها بل التنظيم نفسه، بين «الدولة» والنصرة، وبين النصرة وجند الأقصى، ومن ثم النزاع داخل تنظيم «الدولة» نفسه، أي ان جذر العقل القبلي الاقصائي يقودهم بالنهاية لقتال انفسهم، تماما كما يظهر في احد الكاريكاتيرات.. مقاتل سلفي يحمل سيفا بيده وسيفا اخر بقدمه، يقاتل بعضه، بعضه الآخر .
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»

«التكفير بالسلسلة» هذه النبتة من ذلك الزرع 

وائل عصام

المقاومة كممارسة يومية: نحو انتفاضة ثالثة

Posted: 28 Jul 2017 02:12 PM PDT

غزة – عمار سلامة: لم يعش أبناء جيلي الانتفاضة الأولى، فمعظمنا لم يكن ولد بعد، لكننا نشأنا على ذكراها وتضحياتها. الانتفاضة التي انطلقت في سنوات تشبه ما نعيشه الآن من شتات وصراع عربي داخلي، كانت الرقعة المضيئة في حينها، وألهمت ملايين البشر حول العالم بقدرة الشعوب المقهورة على مواجهة آلة القمع والقتل العسكرية.
بدأت كردود فعل على حادثة دهس «مستوطن» صهيوني لأربعة عمال فلسطينيين، وبينما كانت القيادات الفلسطينية في المنفى مكبلة ومحاصرة وغير قادرة على طرح تصورات جديدة لمواجهة دولة الاحتلال الإسرائيلي، والأنظمة العربية تتجاهل تماماً القضية الفلسطينية وتنشغل بصراعتها الداخلية، خرج الشعب الفلسطيني وتصدر المشهد وطرح الحلول والبدائل، لكن كالعادة لم يُسمع له، وضاعت التضحيات بالوصول إلى اتفاقية «أوسلو».
في الانتفاضة الثانية، كنت في بدايات سن المراهقة. صبي صغير يعيش قسوة المعابر، والتفتيش، والقهر، والحصار، ولا يملك سوى الحجارة يدافع بها عن نفسه أمام رصاص ودبابة وطائرة قوات الاحتلال، انطلقت شرارة الانتفاضة عقب اقتحام السفاح الإسرائيلي ارييل شارون، لباحـات المسـجد الأقصـى.
حظيت الانتفاضة التي عرفت بـ «انتفاضة الأقصى» و «انتفاضة الحجارة» بدعم كبير من الشعوب العربية، خاصة مع نشر فيديو استشهاد الطفل محمد الدرة في شارع صلاح الدين جنوبي قطاع غزة، وهو محتم في حضن أبيه.
عشنا حينها مئات المواقف القاسية، مثل تلك المشهد، لكن للأسف لم تسجلها الكاميرات، لكن سجلتها ذاكرتنا.
رغم كل تلك السنوات، ماتزال صور الانتفاضة حاضرة في ذهني، كأني عشتها أمس، بكل آلامها وتضحياتها وانتصاراتها، أذكر الزجاجات الحارقة، وتعلم صنعها، فرحة إطلاق أول صاروخ فلسطيني محلي الصنع، والحزن المستمر على رحيل وإستشهاد الأهل والأصدقاء والجيران.
يبدو المشهد العربي الآن في أوج حاجته لانتفاضة فلسطينية ثالثة، تذكر الجميع بأن فلسطين هى القضية «الأم» وأن الصهاينة هم العدو، فبينما تتصارع الأنظمة العربية، وكذلك الحركات في الداخل الفلسطيني، يقف شعبنا وحده ليدافع عن المسجد الأقصى ضد اعتداءات جيش الاحتلال واقامته للحواجز والبوابات الإلكتـرونية عنـد مداخل المسـجد.
المظاهرات التي خرجت في الأيام الماضية، ورغم عدم وجود أي دعم عربي، إلا أنها دفعت حكومة الاحتلال للتفكير طويلا في قرارتها التصعيدية، مع إعلان تراجعها عن قرار استخدام البوابات الالكترونية واعتمادها على كاميرات المراقبة، ثم التراجع عن هذا القرار، والسماح للمستوطنين باقتحام باحات المسجد الاقصى تحت حياة جنود جيش الاحتلال.
هذا المواقف الإسرائيلية المتناقضة، تعكس مدى خوفهم من اندلاع انتفاضة ثالثة، تكون حائط ممانعة قوى ضد مشروع «صفقة القرن» التي يتم إعدادها من أجل محو القضية الفلسطينية، ومنح دولة الاحتلال الصهيوني شرعية برعاية أنظمة عربية هذه المرة، وقد تداولت وسائل الإعلام تصريحات لقادات عسكريين من جيش الاحتلال تشير إلى أن «الشيء الوحيد الذي لا تريده إسرائيل الآن هو انتفاضة فلسطينية ثالثة، وهي موجودة في التقديرات الأمنية في الأيام الأخيرة».

المقاومة كممارسة يومية: نحو انتفاضة ثالثة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق