Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الاثنين، 27 نوفمبر 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


العنف ضد المرأة: العرب لا يتغيّرون؟

Posted: 26 Nov 2017 02:34 PM PST

ادّت ظاهرة وسم (أو هاشتاغ) «أنا ايضاً» MeToo# العالمي التي تنقل تجارب ملايين النساء (والرجال) حول مسائل العنف الجنسي ضد المرأة إلى مشاركة كبيرة غير مسبوقة في التاريخ البشريّ ورفعتها من قضية فرديّة تتعلّق بانتهاكات المنتج السينمائي هارفي واينستين ضد ممثلات وموظفات على مدى عقود إلى قضية كبرى تهزّ مؤسسات السياسة والتشريع والقضاء والرياضة والفن وتسائل، بطريقة فريدة ومبدعة وفعالة، قضايا عميقة في الاجتماع البشري.
ولعلّ هذا ما يجعل من الحملة العالمية التي أطلقتها الأمم المتحدة لمناهضة العنف ضد المرأة، والتي تستمر 16 يوماً، مميزة هذا العام وتدفع مئات الملايين من النساء والرجال للاعتقاد بأن العالم بدأ فعلا في التغيّر وأن الأسس السياسية والاجتماعية والاقتصادية المساهمة في هذا العار الذي يلاحق البشريّة أصبحت أكثر هشاشة وانكشافاً أمام الوعي المتزايد للنساء والرجال بضرورة التغيير.
يلفت النظر، في هذا السياق، أن يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشهر الماضي إن «النساء مميزات جدا» وإن «الكثير من الأشياء تنكشف وهذا أمر جيد للمجتمع»، فهذا إقرار من الرئيس الذي حوصر، هو نفسه، بالكثير من الاتهامات بالتحرّش والاعتداء الجنسي، بخطورة الحملة التي تقودها النساء بأشكال عديدة ويشارك فيها الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
هذا الحراك العالميّ الذي ما زال يضغط على مؤسسات السياسة والفن والرياضة في الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا، وجد صداه المؤقت لدى العرب على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي بعض وسائل الإعلام، وفي تصريحات بعض الفنانات كهند صبري، التي قالت إن التحرّش متفشّ في أوساط المؤسسات الفنية العربية، وفي أنشطة منظمات الدفاع عن حقوق المرأة والإنسان، لكنّه لم يهزّ شعرة في رأس مسؤول عربي، وباستثناء بعض التغييرات في بعض قوانين الأحوال الشخصية فإن الأسس السياسية والاجتماعية والقانونية للتمييز ضد المرأة (وهو شكل من أشكال العنف عليها) ما زالت محافظاً عليها بقوّة.
تصدر بين الحين والآخر تصريحات لمسؤولين أو مشرعين عرب تذكّر بانحطاط المعايير وبخروج أصحابها من التاريخ، كما هو الحال مع النائب الأردني محمود الخرابشة الذي شكك في أردنية من تتكلم عن التحرش في التلفزيون، ودعا ابن الأردنية لأب غير أردني أن يحمل أمه ويغادر، وكذلك تصريحات لشخصيات معروفة، كالمحامي المصري نبيه الوحش الذي اعتبر، عبر لقاء تلفزيوني، اغتصاب لابسات السراويل الممزقة «واجباً قوميّاً».
ولا يمكن، في الحقيقة، فصل هذه التصريحات عن مناخ العنف الفعلي واللفظي الهائل الذي يخيّم على الجغرافيا العربية، والذي تجاوز حدود العقل والمنطق بمراحل، فما دامت سوق التصريحات السياسية لكبار المسؤولين مفتوحة، فماذا يضرّ الخرابشة أو الوحش تصريحاتهما البشعة ضد النساء؟
التصريحات العنيفة ضد النساء هي تحصيل حاصل أمام تصريحات مسؤولين كبار آخرين فالتة من عقالها، كما فعل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أيام حين هدد باستخدام «القوة الغاشمة» أي القوة الظالمة والمعتدية، وكما فعل نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي ضاحي خلفان حين دعا إلى قصف قناة «الجزيرة» محملا إياها مسؤولية مجزرة مسجد «الروضة» في سيناء، وقبل ذلك ما نشرته وسائل إعلام مصرية عن تمويل قطري لسد «النهضة» (وذلك للتمويه على فشل الحكومة المصرية في فشل التعامل مع القضية) وهو ما نفته الحكومة الأثيوبية.
المساهمة في تغيير الواقع المزري للنساء في العالم العربي هو، بهذا المعنى، مساهمة في تغيير الواقع السياسي والاجتماعي العربي، وهو جزء أيضاً من تغيير العالم.

العنف ضد المرأة: العرب لا يتغيّرون؟

رأي القدس

ملاجئ الإبداع ومصانع المعنى

Posted: 26 Nov 2017 02:33 PM PST

في أواخر آذار (مارس) 2002، بمبادرة من محمود درويش وفصلية «الكرمل»، قام وفد من «البرلمان العالمي للكتّاب» بزيارة إلى فلسطين، تزامنت مع الحصار الذي خضع له الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الذي استقبل الضيوف في «المقاطعة». كان الوفد يضمّ اثنين من حملة جائزة نوبل للآداب، النيجيري وولي سوينكا والبرتغالي خوسيه ساراماغو؛ كما ضمّ خوان غويتيسولو (إسبانيا)، برايتن برايتنباخ (جنوب أفريقيا)، فنسنزو كونسولو (إيطاليا)، بي داو (الصين)، رسل بانكس (الولايات المتحدة، رئيس البرلمان)، وكريستيان سالمون (فرنسا، أمين عام البرلمان). والصورة التذكارية، التي باتت شهيرة بعدئذ، تُظهر عرفات مع الوفد، واقفاً على ميمنة ساراماغو، يربت على كتفَي سوينكا الجالس؛ وأما درويش فقد وقف إلى أقصى اليسار، في ما يشبه احتشام المضيف!
وكان البرلمان قد تأسس في مثل هذه الأيام، سنة 1993، مبتدئاً من فكرة إطلاق فضاء للحوار والتبادل، وليس البتة تنظيم الصفوف وحشد الطاقات؛ كما تأثر، في سنة تأسيسه، بضغط الأخطار التي أخذت تتهدد الكتّاب (الفتوى ضد سلمان رشدي، اغتيالات الكتّاب الجزائريين، طعن نجيب محفوظ…). ولقد واجه سلسلة صعوبات إدارية ومالية وتنظيمية منذ انتقال مقرّه من مدينة ستراسبورغ إلى بلدة أوبرفيلييه سنة 1997، في فرنسا دائماً. ورغم وجود شخصيات نافذة في لائحة مؤسسيه، مثل جاك دريدا وبيير بورديو وسلمان رشدي وبرايتنباخ وإدوارد غليسان، فقد عانى البرلمان من العزلة وعزوف وسائل الإعلام عن تغطية نشاطاته، وضعف أعداد منتسبيه، وسوى هذه من المشكلات.
وقد ساجلت شخصياً، ضمن إطار «الكرمل» والتطورات التي أعقبت زيارة وفد البرلمان إلى رام الله، أنّ البرلمان يعاني من التباس كبير حول مفهوم تأسيسه وصيغة عمله تحديداً. ومنذ البدء كانت صفة «البرلمان» إشكالية ومتناقضة ومتخيَّلة في أفضل الأحوال. فما مغزى تفضيل الصيغة هذه على صيغ أخرى مثل «اتحاد» أو «منظمة» أو «رابطة»؟ وبأي معنى أمكن الحديث عن «برلمان»، إذا كانت تقاليد العمل لا تنطوي على انتخاب «برلمانيين» من بين صفوف الكتّاب؛ فضلاً عن غياب أي شكل من أشكال توزّع الكتّاب في «كتَل نيابية»، أو وجود «أغلبية حاكمة» و»أقلية معارضة»؟
وبالفعل، كان محتوماً أن توفّر هذه الإشكالية التكوينية فرصة سانحة لخصوم البرلمان، خاصة بعد الزيارة التاريخية إلى رام الله، والاجتماع مع عرفات، وتصريح ساراماغو الشهير الذي قارن فيه بين رام الله وأوشفتز. ولقد تضامن البرلمان، من قبل، مع الكتّاب الجزائريين والإيرانيين والأفغان والكوسوفار والفيتناميين والكوبيين؛ ومرّت المبادرات تلك دون اعتراض من أحد، بل لقيت الكثير من الإطراء. لكنّ زيارة فلسطين المحتلة، في ذروة الانتفاضة وأوج انفلات العنف الإسرائيلي من كلّ عقال، شكّلت نقلة نوعية في طرائق عمل البرلمان، وفي فلسفة تأسيسه، وربما في مفهومه الوجودي ذاته.
ولهذا لم يتأخر «فيلسوف» فرنسي يهودي مثل ألان فنكلكروت في نحت صفة «فاشية اليسار»، ليس لكي يطلقها على ساراماغو وحده، بل على جميع أعضاء الوفد، بلا استثناء. وكان من العجيب أن يتميّز فنكلكروت غيظاً بسبب الزيارة، هو الذي كان قد سافر إلى كرواتيا كي يتقلد أوسمة رجل يميني، متطرّف متعصّب، مثل فرانجو توجمان. وأمّا «الفيلسوف» الفرنسي اليهودي الثاني، برنار هنري – ليفي، فقد كان تعبيره عن السخط من الزيارة طريفاً بالفعل؛ إذ أنه امتطى مدرّعة إسرائيلية، واقتحم مخيّم جنين!
وهكذا، في سياقات العرقلة والعوائق الشائكة والمربكة أعلنت أمانة البرلمان حلّه بقرار ذاتي، كما تبنّت في الآن ذاته صيغة عمل جديدة أطلقت عليها اسم «الشبكة العالمية لمدن اللجوء». والفكرة، ببساطة، وكما يشير العنوان، هي تأمين عدد من المدن التي تقبل بتأمين ملجأ للكتّاب المهددين في أوطانهم الأصلية؛ خاصة أولئك الذين لا يتمتعون بشهرة عالمية، أو لا تتبنى قضاياهم وسائل الإعلام الكونية الكبرى. توفرت، في البدء، مدن باريس (مركز جورج بومبيدو) وألميريا وبرلين وكاين وغوتنبرغ وستافنغار وستراسبورغ وفالادوليد؛ ثم كرّت السبحة، واللائحة اليوم تضمّ أكثر من 50 مدينة ومركزاً.
والحال أنّ موجات الهجرة الراهنة التي تشهدها مناطق عديدة في العالم، فضلاً عن اشتداد أنساق القمع وكمّ الافواه والتضييق على حريات التعبير وتنويع طرائق الرقابة الصريحة أو المبطنة غير المباشرة؛ تقتضي إحياء فكرة البرلمان الأولى، بما ينطوي على توسيع إطارها العملي، بعد توضيح مفهومها الغائم، وإطلاقها في نطاقات كونية عابرة للقارات.
وإذا كانت زيارة رام الله، قبل 15 سنة، بمثابة بادرة نوعية أولى، وشجاعة حقاً؛ فإنّ انتهاج «سياسة أدب» جديدة تضع الكاتب أمام مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية والحقوقية، وتلقي على عاتقه واجب التضامن مع الكتّاب الذين يواجهون الحصار والاحتلال والتنكيل والتشريد، إنما تُخرج العمل الثقافي من عزلة الكلام إلى ساحة الفعل.
تبقى إشارة إلى كتاب سالمون «أن تصبح أقلية: نحو سياسة جديدة للأدب»، الذي يفرد فصلاً خاصاً لزيارة رام الله، ويقول إن أعضاء الوفد ذهبوا لا لكي يَعْبروا فلسطين، بل لكي تَعْبرهم فلسطين. ومن المؤسف أنّ أيّ «برلمان» عالمي للكتّاب لم يعد مؤهلاً اليوم لعبور ساحات أخرى، كانت وتظلّ مصانع للمعنى الذي عليه يقتات أهل الكتابة.

ملاجئ الإبداع ومصانع المعنى

صبحي حديدي

فقط في الأردن… «تحرش براحتك»… و«احمل أمّك واتبعني»… وفي «معتقل الريتز» هل يقام «الحد» على الأمراء؟

Posted: 26 Nov 2017 02:33 PM PST

لولا عبارة «يتمتعون بحقوق لم يعهدها أحد في التاريخ»… لصدّقنا وفورا ومن دون تردد مضمون التقرير، الذي بثّته «بي بي سي» حول معتقل الأمراء الشهير في الشقيقة السعودية.
ولولا تلك الإيحاءات، التي لا ترد عادة في الإعلام الغربي والبريطاني، لافترضنا أن كاميرا المحطة العريقة كانت حرة تماما، وهي تلتقط مؤشرات «العدالة» في أروقة فندق ريتز الفخم، الذي يتم فيه ابتزاز الأمراء.
في الأحوال كلها، وخوفا من المحظور لن نتدخل في الجانب المتعلق بالعدالة، فتلك مسألة في صلب «القضاء المستقل»، مع أننا نقلب على ظهرنا من الضحك، كلما سمعنا اسطوانة «استقلالية ونزاهة القضاء» في الإذاعات والمحطات العربية تحديدا.
ما علينا.. كاميرا «بي بي سي» دخلت المعتقل، وهذا في حد ذاته إنجاز مهني لا يمكن إنكاره، حتى لو كان المصور يتبع جهاز الاستخبارات الجديد، الذي يقال إن الأمير الشاب محمد بن سلمان أسسه في الظل وعلى الطريقة التركية، تحسبا لانقلاب.
عموما، تقديرنا كالتالي: في عملية اصطياد الكاميرات، التي يمارسها الشقيق السعودي النافذ اليوم بذكاء، فبعد كاميرا لبنانية استضافت الرئيس سعد الحريري في الحوار المتلفز الشهير ولأغراض التضليل وجذب الأضواء، أصبح استقطاب كاميرا غربية مع ميكروفونها خطوة إضافية، لأن مهمة ووظيفة الكاميرا الأولى انتهت بعدما حققت المطلوب، وهو «إنجاز التسويات المالية» مع الكبار الموقوفين في أقل ضجيج، وبعد إشغال الكون بعاصفة استقالة الحريري، الذي تراجع أمام الكاميرات أيضا، بمجرد أن تبادل الأحضان مع الرئيس ميشال عون، وكأن الجنرال يملك «لمسة حنان» خاصة وسريعة الفعالية… وسبحان مغير الأحوال.
عموما؛ الشفافية والمسار القانوني مطلوبان في المشهد السعودي، لكن سؤالنا الصغير، لو أن مواطنًا سعوديًا بسيطًا سرق، فهل سيقيم مدة شهر في فندق «الريتز» الشهير، مع كل الأبهة إياها؟! نعرف الجواب، لأن «اليوتيوب» مليء بتصوير حالات «إقامة الحد» لمن سرق برتقالة أو «شلية غنم»، فعلى حد علمنا جميعا تُقطع الأيدي من خلاف بموجب نظام القصاص السعودي المقر بموجب القانون!

احمل أمك… واتبعني

فانتازيا متلفزة مجددًا في الأردن.. رجل القانون والبرلمان والتشريع محمود الخرابشة، لا تعجبه مداخلة فتاة صغيرة السن حول التحرش الجنسي، فينفعل على الهواء مباشرة ويخاطبها قائلا: «اعطني هُويتك».
صاحبنا هنا يريد الوثوق من أن الفتاة، التي قال لاحقا إنها ترتدي باروكة أردنية أصلا وتحمل رقمًا وطنيًا.
نفهم أن يحصل ذلك من قبل دورية بحث جنائي في الشارع أو نقطة غلق لدورية شرطة تدقق في بطاقات الأحوال المدنية للمارة والعابرين أملا في ضبط مطلوبين للقانون.
في أسوأ الأحوال، يمكن لرجل الأمن بحكم الصلاحية القانونية أن يطلب بطاقة عابرِ سبيلٍ في الشارع للتوثق من شخصيته أو لحمايته، وتعليمات مدراء الأمن العام عندما يتعلق الأمر بالسيارات تقول: إن المواطن لا ينزل من سيارته، بل يقدم أوراقه الثبوتية للشرطي فيدقق فيها ويعيدها لصاحبها.
في الأحوال كلها، أراد الخرابشة وأمام كاميرا «دويتشه فيله» الألمانية ممارسة دور الشرطي.. جزئيًا يحق له ذلك باعتباره أصلا رجل أمن سابقا، لكن قانونيًا ليست من صلاحياته مطالبة أي شخص ببطاقته لأي غرض، وأغلب الظن أن من ترأس لجنة تشريع القانون في البرلمان مرات عدة يعرف ذلك.

هل نتركها لهم؟

نعرف الخرابشة بحكم المهنة والعمل السياسي، وقد شاركته مؤخرا حلقة متلفزة في ضيافة محطة «الأردن اليوم» ناقشت الوضع الاقتصادي الحساس للبلاد.
وتحدثنا في قضايا عدة في كواليس التصوير كان أبرزها رفضه المتحمس لمغادرة أي إنسان صالح قائلاً لي مباشرة وأمام الدكتور رائد قاقيش.. «أنترك هذا الوطن الغالي للفاسدين ونرحل»؟
كانت عبارة وطنية بامتياز، لكن من طالب الخرابشة برحيلهم عن الأردن في آخر ظهور له على الشاشة لا علاقة لهم بالفساد والفاسدين ولا علاقة لهم بالسياسة أصلا.
طالب صديقنا البرلماني أبناء الأردنيات بحمل أمهاتهم والمغادرة إلى البلد الأصلي، ولاحقا أطلق تصريحه العجيب بعدما طالب الفتاة علنا ببطاقة الأحول المدنية عندما قال: إن الأردنيات لا يظهرن على أثير الإذاعات وشاشات محطات التلفزيون.
اقتراح فعّال يدفع الملوخية للاسترخاء، فبدلها يستطيع أبناء الأردنيات اليوم حمل أمهاتهم والتوجه للمطار أو الجسر.
انكار وجود تحرش في الأردن تشجيع للمتحرشين على النفاذ بأفعالهم وما نريد تذكير الخرابشة به هو الرافعة النسائية، التي حملته مرات عدة للبرلمان، حيث صوت المرأة الكثيف، الذي حصل عليه من «نشميات السلط» ومخيم «البقعة» بالقرب من مدينته الأم.

مسحوق داعش

عبر قناة «الجمهورية» وكل شقيقاتها العراقيات، اللواتي ارتدين العمة السوداء، عدنا الأسبوع الماضي للمشهد واللغة نفسيهما، حيث أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي أن قوات الجيش العراقي البطل «سحقت» تنظيم «داعش» دون أن نشاهد بالصورة المتلفزة من دون صوت، أي دليل أو قرينة مقنعة على عملية السحق.
مجددا، يحاول الإعلام العراقي الرسمي إقناعنا أن دولة الخلافة ودواعشها مجرد بخار، والأغرب هو استخدام مفردة السَّحْق، بدلًا من الهزيمة.. وسؤالنا يتكرر: أين تبخر المسحوقون؟!
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

فقط في الأردن… «تحرش براحتك»… و«احمل أمّك واتبعني»… وفي «معتقل الريتز» هل يقام «الحد» على الأمراء؟

بسام البدارين

في مئوية الثورة الروسية: مفارقات «هجوم بروسيلوف» (1)

Posted: 26 Nov 2017 02:32 PM PST

تكاد تسري حالة إجماع بين المؤرّخين على ما طُبعَ به القرن العشرون من أثر الثورة الروسيّة، مقارنة بإنطباع القرن التاسع عشر بأثر الثورة الفرنسية. هذا على الاختلاف في الموقع والمنظار، بين هؤلاء المؤرّخين، حيال الثورة الروسيّة، «مأخوذة ككل»، أو مُعتصرة، أو لجهة انقسامهم كمؤّرخين على مفارق منعطفاتها، وبشكل خاص بعد سيطرة حزب البلاشفة على السلطة عنوة، في العاصمتين الإمبراطوريتين، بالتتابع السريع، في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1917، ونجاحهم في الاحتفاظ بهذه السلطة، خارج كل تقدير، إنّما بالمسارعة رأساً صوب الحرب الأهلية، وصيرورتهم بانتصارهم فيها الحزب الدولة، بل الدولة نفسها، بل الإمبراطورية الأوراسية نفسها، التي كانوا في الأساس من دعاة تحطيمها، بوصفها سجناً كبيراً للشعوب، وإلى الدرجة التي اختتم فيها القرن العشرون «التاريخي» قبل أوانه «التقويمي» بعقد، يوم سقطت «الامبراطورية السوفياتية» بانهيار «الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي».
بالقدر نفسه، يمكن تحصيل إجماع آخر بين المؤرّخين على اختلاف الموقع والمنظار، يتّصل بكونهم، يربطون جميعاً بين مسار الحرب الكبرى، العالمية الأولى، وبين سقوط القيصرية وقيام الثورتين الروسيتين لعام 1917، فبراير/شباط « البرجوازية الديموقراطية»، واكتوبر/تشرين الأول «الإشتراكية» (إذا ما استعدنا التحقيب المدرسيّ السوفياتي). إلا أنّ التأريخ للحرب الكبرى ما زالت تغلب عليه مركزية الاهتمام بالحرب على الجبهة الغربية، كما لو كانت الحرب على الجبهة الشرقية ملحقة بها لا أكثر. لقد قوّت «مركزية الجبهة الغربية» في الحرب العالمية الأولى الإنطباع بأنّ الأحداث الثورية الجارية في روسيا، بدءاً من شتاء 1917، كانت نتيجة للانهيار على الجبهة الروسية. في الواقع، هذه الأحداث، كانت إلى حد كبير، نتيجة انتصار روسي قيصريّ على الجبهة الشرقية للحرب العالمية الأولى، انتصار غير موظّف بشكل جيّد. إن جزءاً أساسياً من المسار الثوريّ للأمور في ختام الحرب الكبرى لن يكون مفهوماً من دون تعميق وتوسيع البحث في الحرب على الجبهة الشرقية، وتقويم شكل الترابط بين مسار الأمور على الجبهات المختلفة للحرب العالمية الأولى. ولن يكون مفهوماً المصير المختلف تماماً بين الثورة الروسية، خصوصاً بعد المنقلب البلشفي، وبين الثورة الألمانية في نوفمبر/تشرين الثاني 1918، التي كان حدوثها، وإلى حد كبير، مناط انتظارات الثوريين الروس، وخصوصاً البلاشفة، وهي حصلت، إنما بمسار مغاير تماماً لما عوّل عليه البلاشفة، ولما حصل في روسيا.
من مفارقات الحرب العالمية الأولى، أنّ دول الحلفاء (أساساً فرنسا وبريطانيا) نظرت بريبة وتشكيك إلى قدرات سندهم الشرقي، روسيا، ولم تغب هذه النظرة عن دول المركز (أساساً المانيا والنمسا) حيال حليفتهم المسلمة، السلطنة العثمانية. الارتياب في الحالتين من حليف متأخر على الصعيد التقنيّ الحربيّ، ويجرّ وراءه قرناً من الهزائم العسكرية (العثمانية) أو هزيمة كبرى لم يمض عليها وقت طويل (تدمير اليابان للأسطول الروسي مطلع القرن العشرين)، فيخسرون بخسارة هذا الحليف الهش والمتأخر. لكن ما حدث كان مختلفاً تماماً في أغلب أعوام الحرب. فمن جاليبولي (جنق قلعة) على مضيق الدردنيل، إلى كوت العمارة جنوب شرق العراق، إلى غزة، توالت هزائم وخيبات بريطانيا وحليفاتها أمام العثمانيين، المواكبين ألمانياً. أما روسيا التي افتتحت الحرب بخسارة كبرى لها في بولندا (1915)، فإنّها خسارتها ترابية أراحتها من ضغط شعبي بولنديّ مناوىء لها وأرهقت به عدوّها، لتنعكس الآية في العام التالي (1916) ويحقق الجيش الامبراطوري الروسيّ أحد أهم الانتصارات العسكرية في تاريخه، وفي الحرب العالمية، من خلال «هجوم بروسيلوف» في يونيو/حزيران 1916.
فنتيجة خسارة روسيا لبولندا مطلع الحرب كانت «ثورية» بالفعل. فبعد أن كان القيصر نقولا الثاني واللفيف الأريستوقراطي ـ البيروقراطي حوله، يقفون حجر عثرة دون إشراك الصناعيين والمصرفيين الروس في التصنيع الحربي، تشكّل تقاطع بين قيادة الأركان العامة «الستافكا» وبين الصناعيين ـ المصرفيين، يستاء من عرقلة للقيصر لتطوير التصنيع الحربي، ويفرضه عليه بالنتيجة، بدءاً من يوليو/تموز 1915، وقيام «اللجنة الصناعية العسكرية المركزية».
بالمقارنة مع الحالة العثمانية: المسار الانقلابي ـ العسكري في الدولة العليّة كان سابقاً لدخولها في الحرب، إلى جانب ألمانيا. أما في روسيا، فكانت نتيجة لدخولها في الحرب. ستنتقل السلطة فعلياً إلى قيادة أركان الجيش الروسي بعد خسارة بولندا. بالتوازي، سمحت مرحلة ما بعد قمع ثورة 1905 الشعبية في روسيا، بالقيام بإصلاحات لمصلحة البرجوازية، لكن فقط، في مجرى الحرب، سيسمح للبرجوازية الصناعية ـ المصرفية من تحقيق مكاسب تاريخية على بيروقراطية الدولة وعلى الأريستوقراطية، لأنّه مع انتصار إرادة تخصيص التصنيع الحربيّ، وقيام التفاهم بين قيادة أركان الجيش والمصرفيين ـ الصناعيين الكبار، ستظهر البرجوازية الروسية أنّها أكثر الطبقات وطنيّة في المجتمع، وأنّها مموّلة المجهود الحربيّ، وصانعة النصر على الجبهة.
الانتصار الكبير، المتمثل بهجوم بروسيلوف، يونيو/حزيران 1916، هو كناية عن تقديم سريع وكاسح، على جبهة عريضة، يؤدي إلى انهيار الجيش النمساوي، ووضع النمسا ـ هنغارياً عملياً تحت وصاية حليفها، جيش الرايخ الثاني الألماني. أريد لهذا الهجوم تخفيف الضغط النمساوي على ايطاليا، وتقوية موقف الفرنسيين في فردان. لكنه أدى إلى نتائج عكسية. بالانتصار الروسي في غاليسيا، تحمّس الرومان للحرب على النمسا وضم المناطق التي يعتبرونها جزءاً من شعبهم وبلدهم، وأدى ذلك إلى توسيع الجبهة الروسية، وتمكّن الألمان من احتلال معظم رومانيا، والاستنزاف المستفحل في أعداد الجنود الروس التي تستهلكهم الجبهة بسرعة، وبنتيجة اعتماد الجنود الروس في رومانيا أكثر فأكثر على نهب السكان، الذين جاءوا يناصرونهم ضد أعدائهم في الأساس، أخذ الانضباط يتراجع أكثر فأكثر، والدعاية المعادية للحرب بين الجنود تتقدم، وصوت ضباط الرتب الأدنى يصير مسموعاً أكثر، وكلما صار الاعتماد أكثر فأكثر على مجندين غير مهيئين كفاية، مستقدمين من أطراف الإمبراطورية الروسية، صار التسيّب والهروب من الجبهة، وهو تراث عريق في تاريخ العسكر الروسي، كما يذكرنا تيموثي دولينغ في كتابه عن «عملية بروسيلوف» (2008)، مستشرياً أكثر من أي وقت.
رغم الإستنزاف المتعاظم على الجبهة البلقانية، استمرت القناعة، بل قويت لدى قيادة الأركان، الستافكا، بأنّ الحاجة هي لإعداد العدّة لهجوم جديد بعد ذوبان الثلوج، على جبهة غاليسيا مجدداً، وبأنّ الانتصار العسكري في «هجوم بروسيلوف» يمكن اعتماده كقاعدة لانتصار حاسم. من هنا، لم تتعامل قيادة الأركان، مع الثورة الشعبية في آذار/مارس 1917 كـ»طعنة في الظهر» بالنسبة لمراميها العسكرية، بل على العكس، نظرت إلى القيصر نقولا وحاشيته كوطأة، تعرقل توثبها المنتظر على الجبهة، بل تزامن تنحي القيصر عن السلطة وقيام الحكومة المؤقتة برئاسة الأمير لفوف (ثم الاشتراكي المعتدل الكسندر كرنسكي)، مع صعود نجم بطل الانتصار العسكري، ألكسي بروسيلوف، وقيادته الأركان العامة في الجيش. نظر بروسيلوف، وسواه في القيادة العسكرية، إلى سقوط القيصر، وقيام حكومة مؤقتة ملهية بالتحضير لانتخابات جمعية تأسيسية، على أنّها فرصة مثالية للتحضير لهجوم كاسح جديد على الجبهة ضد الألمان والنمساويين. بعد عام على هجومه الأول، سيخاطب بروسيلوف جنوده، لا بوصفهم هذه المرة جنود جيش قيصريّ، وإنما جنود «الجيش الثوريّ الروسيّ»، معتبراً أنّ الانتصار على الجبهة، يسمح بخدمة الثورة بشكل أفضل، لا سيّما وأنّه بعد سقوط القيصرية، صار التحالف ضد ألمانيا هو حلف الديموقراطيات الفرنسية والبريطانية والروسية الفتية، ضدّ الأوتوقراطية الألمانية والنمساوية. بخلاف الانتصار الكاسح في حزيران/يونيو الذي مضى، كان حزيران/ يونيو 1917 كارثة كبرى للجيش. مدفعيته أبلت البلاء الحسن، أما سلاح مشاته فتبخّر، بين منسحبين ومتململين ومن أفنتهم النيران المعادية. أدّى ذلك لانهيار قيادة بروسيلوف في الجيش، وارتفاع سهم الجنرال كورنيلوف، الذي طرح نفسه كصاحب علاج لهذه الكارثة: إعادة فرض الانضباط العسكري، بدءاً من إعدام الهاربين من القتال. حملة بروسيلوف الثانية، ونتيجتها الكارثية على الجيش، وعلى بروسيلوف أيضاً، وصعود لافار كورنيلوف، و»سعادته» بما استجمعه من عناصر تحت طاعته في «الجيش الثالث»، معظمها من الشركس والأنغوش والداغستانيين، ثم انتقال كورنيلوف من محاولة إعادة فرض الانضباط على مستوى الجيش، لمحاولة قلب الحكومة المؤقتة، والاستيلاء على السلطة، ستعبّد الطريق بالنتيجة لوقائع صيف وخريف 1917 التي أحسن البلاشفة توظيفها للاستيلاء على السلطة، والاحتفاظ بها، مستفيدين أيضاً من عدم تمكّن الحكومة المؤقتة طيلة هذا الوقت من تنظيم انتخاب الجمعية التأسيسية العتيدة، ومن عدم تمكّن كورنيلوف من الإطاحة بالحكومة المؤقتة، التي تحوّلت بدورها من متعقبة للبلاشفة في تموز/يوليو 1917 إلى رهينة بين أيديهم بعد ذلك بأسابيع قليلة، قبل أن يقرّروا بعثرة تلك الرهينة قبل أن تقتدر مجدداً (نهاية الجزء الأول).

٭ كاتب لبناني

في مئوية الثورة الروسية: مفارقات «هجوم بروسيلوف» (1)

وسام سعادة

كتابة الفانتازيا

Posted: 26 Nov 2017 02:32 PM PST

من الآداب التي تنتشر كثيرا في الغرب ولا تظهر عندنا إلا بشكل خجول، أدب الفانتازيا الذي يختص بصياغة عوالم كاملة من الخيال، تحوي مكاسبها وخساراتها وحدها، بدون أي ارتباط بالعالم المعروف. وأدب الخيال العلمي الذي يخترع فيه المؤلف نشاطا علميا غير متوفر في وقت الكتابة، وقد يتوفر مستقبلا استنادا للرواية الخيالية، أو بوحي منها، وأيضا الرواية البوليسية التي تحدثت عنها من قبل بوصفها ترفا متقدما على عالمنا، الذي رغم مآسيه وما يسوده من عنف وخراب، وقهر وصلف، واعتداء هنا وهناك، إلا أن الجريمة المنظمة التي تستوجب كتابة أدب بوليسي، تبدو نادرة.
وقد اندهشت فعلا حين قرأت مرة عن رجل من صميم أهل السودان، سافر إلى أمريكا وعاد في خمسينيات القرن الماضي، لينظم سرقة جريئة لأحد المصارف في مدينة إقليمية، بمواصفات العصابات الأمريكية، لكن طرحه كان بدائيا وساذجا، وآثار جريمته كانت واضحة جدا، بحيث تم القبض عليه وعلى شركائه في اليوم نفسه الذي تمت فيه السرقة، وقبل أن تتسرب نقود المصرف من بين أيديهم.
حقيقة كان الطرح هنا مختلفا جدا رغم بدائيته، ولعله ظل طرحا رائدا وفريدا في عالم سرقة المصارف العربية، ولم أسمع أنه تكرر في مكان آخر، لدرجة فكرت في كتابة تلك القصة، وزيادتها بالخيال طبعا، لكن مع الأسف لا يوجد وقت لكتابة كل شيء، وبعض المعطيات الجيدة قد تتسرب بلا تأطير، بينما معطيات فقيرة، تلهب الخيال وتصنع قصصها.
أدب الفانتازيا، في رأيي أدب عظيم، هو ليس تحديا للخيال فقط، ولكنه تحد للقدرات الأخرى للمؤلف، من صبر ومثابرة واحتيال على كل ما هو موجود في سبيل ابتكار ما ليس موجودا. أنت هنا لا تكتب الشوارع والبيوت والأسواق، وحتى بؤر التلف من خمارات ومراقص وبيوت منكر، بوجودها الفعلي نفسه في العالم، بل لا تكتبها أصلا، ولكن تكتب أشياء أخرى، بأسماء أخرى، بقوانين أخرى، وحتى الناس إن حملوا ملامح الناس العاديين وأسماءهم، يبقى شيء في سلوكهم، وتفاعلهم مع بعضهم بعضا، ومع مجتمعهم، مختلفا تماما عما هو مألوف، ويكتب بصورة يومية في النصوص. هناك أشجار غير موجودة في علم النبات، سواء بأسمائها أو وصف فروعها وظلالها، هناك حيوانات لا يتعرض لها علم وصف الحيوان، وتحمل أيضا أوصافا غريبة وجديدة، وأسماء اخترعها المؤلف، وتبدو ملائمة جدا، وقد تجد قبائل وأقليات ومذاهب عقائدية، غير موجودة إلا داخل الخيال الخصب الذي أنتجها نصوصا.
وفي رواية «لعبة العروش» مثلا للأمريكي جورج مارتن، تلك الرواية الضخمة التي أنتجت مسلسلا تلفزيونيا أيضا، تجد ذلك التناغم الفوضوي الذي ذكرته، الغابات بأشجارها المخترعة، الأسلحة بأسمائها الجديدة، القبائل التي لا توجد في أي واقع، والأحداث التي تعيش معها وكأنك تعيش في حلم، وعلى الرغم من أن السينما أو الإنتاج المرئي عموما، يضيف للفانتازيا طعما مجسدا، يمكن تذوقه مباشرة والتفاعل معه، كما نلاحظ في فيلم «أفاتار» الفانتازي الشهير عن غزو العالم الخارجي، وفيلم «أبو كليبتو»، عن محاربة الهمجية في الغابات، بهمجية أخرى تدعي التحضر، إلا أن الرواية الفانتازية لها طعمها الخاص، وتشد القراءة كما أعتقد، وتجدني شخصيا، مشدودا للكتاب أكثر من انشدادي للعمل المرئي، لذلك أستمتع بـ»لعبة العروش» وغيرها، وأنا أقرأ الأوصاف والحوارات كما صيغت من قبل كاتبها، لا كما صاغها آخر دراميا ووظفها في عمل مرئي.
أظنني أحب الفانتازيا، واستفدت منها في كثير من أعمالي ولكن بشكل جزئي، أي أن ترد أحداث ومعطيات فانتازية، في نص قريب من الواقع، لذلك صنفت كتابتي واقعية سحرية، والحقيقة لا أعرف إن كان الأمر هكذا، أم هناك تصنيف آخر؟ وأذكر أنني في كثير من الأعمال كنت أكتب أمراضا بأعراضها ومضاعفاتها ولا تكون موجودة في الواقع، أكتب أدوية للعلاج وأيضا لا تكون موجودة، وقد سئلت كثيرا عن مرض اسمه: التخمة الكاذبة، ينفخ المصارين عند الجوع الشديد، ويؤدي لانفجارها، كنت وضعته في أحد النصوص، ورددت بأنه مرض مخترع، لكن ما زال هناك من يبحث عن مرادف له في الأمراض المعروفة ولا يعثر على شيء، وأظنني واجهت مشكلة كبرى مع مترجمة دقيقة أصرت على معرفة أصول العطور التي كتبتها في نص آخر، بأسماء غير معروفة ولا يوجد مقابل لها في الواقع، وأيضا طريقة تحضيرها غير الواقعية، واضطررت إلى حذفها من النص المترجم لأن خيال المترجمة لم يكن واسعا لتتخيل أشياء مثل هذه.
وفي السنوات الأخيرة، كثفت من قراءتي للأعمال الفانتازية، على أمل أن أتمكن من كتابة نص فانتازي كامل، لا يتحمل تبعات المجتمع الذي نعيشه، ولا يقترب منه بأي شكل، وربما أستطيع، أو لا أستطيع، وأظن أن البيئة التي أتيت منها تمتلك مقومات أن تمنح الفانتازيا مثلما تمنح الواقع السحري، وأن المسألة تجربة في النهاية، لو لم أجربها قد يجربها آخرون أفضل مني وينجحون.
بالنسبة للخيال العلمي، هذا أيضا أدب معضلة، أي أدب يحتاج لذهن صاف وعقلية مخترع حقيقي حتى يشق طريقا ضبابيا في العلم إلى المستقبل ويجيئنا برواية قد تكون نبوءة لما سيكتشف لاحقا.
هناك كتاب عرب دخلوا هذا المجال، وبعضهم قد يكون حكيما وجادا، ومتخيلا بارعا، لكن في الحقيقة تبقى المسألة الجوهرية، وهي أننا في الوقت الحالي لا نخترع أي علم مستقبلي، وعلماؤنا الذين يستطيعون ذلك، هم في النهاية غربيون، عثر عليهم الغرب وضمهم إلى مملكته، والذين يعودون منهم إلى بلادنا بغية تطويرها، وإفادتها، يفاجأون بأن لا أحد يريدهم ولا أحد يحتفي بمنجزاتهم، فيعودون إلى حيث ينجزون ويكافأون، وأظنني سأفاجأ كثيرا لو قرأت رواية عربية عن سياحة داخل شريان أو وريد، وحوار هادئ أو عنيف بين كريات الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية، وجنون الأوكسجين حين يتمرد فجأة على تلك الخلايا، ويمتنع عن تغذيتها وتحدث مظاهرة كبرى تنادي بالإطاحة بالأوكسجين، أسوة بتلك التي تنطلق في الواقع تنادي بالإطاحة بديكتاتور ما.
كاتب سوداني

كتابة الفانتازيا

أمير تاج السر

اتهام السودان بالتواطؤ مع إثيوبيا ضد مصر في قضية سد النهضة وتوقعات بتقليل الاعتماد على الجيش في مشروعات البنية الأساسية

Posted: 26 Nov 2017 02:31 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: لم يتلق المصريون صدمة كبيرة منذ سنوات إلا صدمة المجزرة التي قامت بها «داعش» ضد المصلين يوم الجمعة في مسجد الروضة، رغم كثرة الصدمات التي تلقوها من الإرهابيين وأقربها استشهاد ستة عشر ضابطا وجنديا من الشرطة في كمين الواحات، لكن الجيش والشرطة ردوا عليه بعملية أقوى من قتل من شاركوا في الجريمة، وتحرير النقيب محمد الحايس، لكن صدمة المسجد مختلفة، فلم يتصور المواطنون المصريون أن تنتقل إلى مصر المشاهد المشينة التي تتم في أفغانستان وباكستان، من مهاجمة مساجد الشيعة وقتلهم داخلها، وقتل السنة في مساجدهم في العراق على يد بعض الشيعة وقتل المتطرفين السنة شيعة في مساجدهم، أو حسينياتهم.
اعتاد المصريون مهاجمة المتطرفين للكنائس لإثارة الفتنة الطائفية، أما مهاجمة مصلين في مسجد ويوم الجمعة، وقتل أكثر من ثلاثمئة، بينهم سبعة وعشرون طفلا، فهذا تحول ينذر بالخطر والرعب، من أن تمتد الهجمات إلى المساجد الكبرى لأل بيت الرسول وأولياء الله الصالحين، وهي كثيرة وفي مختلف المحافظات، ويرتادها مئات الألوف في المناسبات والموالد، وإذا استطاعت الشرطة حمايتها، فمن سيحمي مئات الألوف من الزوايا في الأحياء الشعبية والقرى؟ المهم أنه رغم إعلان «داعش» مسؤوليتها عن المجزرة، فإن هناك من اتهم إسرائيل بأنها وراء «داعش». وآخرون عبّروا عن ضيقهم من النظام بسبب الاتهامات المتطايرة لدول وجهات أجنبية بدون دليل، وقبل بدء أي تحقيقات للتهرب من المسؤولية عن مواجهة ما اعتبروه فشلا من البداية في مواجهة المشكلة في شمال سيناء، بحسم وتهجير القبائل التي تأوي الإرهابيين وتتستر عليهم، وهي الحلول التي اقترحها البعض من سنتين، وإنزال العقاب بكل من يأوي إرهابيا، سواء كان أخاه أو ابن عمه، واعتباره مثله تماما.
وإضافة إلى اهتمام الصف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد 25 و26 نوفمبر /تشرين الثاني بحادث مسجد الروضة والتركيز عليه إلا أنها واصلت اهتمامها بفوز مرتضى منصور برئاسة نادي الزمالك لفترة أخرى، وبانتخابات النادي الأهلي يوم الخميس المقبل، وسفر رئيس الوزراء شريف إسماعيل إلى ألمانيا لإجراء عملية جراحية لاستئصال السرطان، وقيام وزير الإسكان مصطفى مدبولي بمهامه، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي. أما المقالات فتناولت سد النهضة ومشكلة الفتاوى وفوضى الإعلام وانتخابات الرئاسة، وإلى ما عندنا من تفاصيل الأخبار وأخبار اخرى متنوعة..

مجزرة مسجد الروضة

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على مجزرة مسجد الروضة وكانت لرجل الأعمال وصاحب «المصري اليوم» صلاح دياب وقوله يوم في عموده «وجدتها» الذي يوقعه باسم نيوتن: « أتذكر قصيدة كتبها فاروق جويدة قال فيها: «هذي بلاد لم تعد كبلادي». هذا دين لا علاقة له بأي دين، إسلاما كان أو غير إسلام. دين لا نعلم عنه شيئا. مجزرة يتورع أن يقوم بها طالبان وأمثالهم. في الماضى القريب، قتل متطرف إسرائيلي 25 فلسطينيا في المسجد الأقصى. في النهاية هو لديه أفكار يتحرك من خلالها، في سياق النزاع والتعصب. قد نفهم لو كانوا يناصبون الدولة العداء، على الرغم من أن الدولة تمثل المصريين جميعا، ولكن استهداف السُّجّد الركّع في صلاة الجمعة، أهم صلاة للمسلمين في الأسبوع كله، فهذا غير مفهوم. حتى المتطرف عبدالله رشدي عندما ظهر في برنامج مع بسمة وهبي، رغم أن ما يقول به هو قمة الازدراء بالأديان. فازدراء الأديان لا يقصد به الإسلام فقط (عندما ذكر أن أي شخص ليس مسلما فهو كافر). ولكن هؤلاء مسلمون. قد ينجون حتى من هذا المتطرف. قد ينجون من الإرهابي الذي استضافه عماد أديب، أي مسلم مهما تطرّف في أفكاره لن يكون لديه تبرير لهذه الجريمة. بداية من المودودي مرورا بسيد قطب. الضحايا كان من الممكن أن ينجوا كمستهدفين من «القاعدة» وغلاة المتطرفين. يجب ألا نعود للوم الشرطة والأمن، فما حدث لا يمكن أن يخطر على بال شرطة أو أمن أو أي إنسان. عندما يكون الجنود ضحية الإرهاب نسميهم شهداء الواجب. عندما يموتون في حرب نسميهم شهداء الوطن، لكن هؤلاء الشهداء ماذا نطلق عليهم؟ في اجتهادي قد أطلق عليهم شهداء الإسلام الصحيح. يحررون المصري المسلم من أي سوء ظن يناله من شقيقه القبطي. كما عاشا معا على مدى التاريخ في وئام وتكامل. يحررون الإسلام من نظرة الإدانة الشاملة من العالم كله. أدانوا الإسلام بالهوية. بعد حوادث التفجير والدهس والإرهاب التي تمت فى كثير من العواصم الغربية. الحادث يشير إلى خلل عقلي موجود لدى ثلة من الناس منذ عصر الخوارج وقبلهم. عمر بن الخطاب قتل وهو ساجد راكع. كذلك علي بن أبي طالب مات راكعا ساجدا، عثمان بن عفان قُتل أيضا. الهدف من قتل الصحابة قد يكون له ما يبرره سياسيا، عندما يتحول الإسلام من رسالة إلى أيديولوجيات، أما قتل الراكعين الساجدين لله في بيت الله، فيؤكد الخلل العقلي الذى أصاب كثيرا ممن فسروا الإسلام بهذا الارتجال وهذه البشاعة».

ليس لهم حقوق

وفي «اليوم السابع» طالب كريم عبد السلام بقتل الدواعش وكل الإرهابيين لا محاكمتهم، لأنهم لا يستحقون إلا ذلك وقال في بابه «أيام»: «من الواضح أن الدواعش والجماعات الإرهابية الأخرى لم تجد وسيلة لاستهداف أكمنة ومرتكزات الجيش والشرطة، كما أصبحت حركتهم في اتجاه المؤسسات والمصالح الرسمية مرصودة ومكشوفة، فلجأوا إلى تكتيك دواعش العراق الذين يستهدفون المساجد والأضرحة وقت الصلاة بالعربات المفخخة والقنابل، لإيقاع أكبر عدد من الضحايا وترويع السكان المدنيين، فكان التخطيط للجريمة باستهداف مسجد وحيد في قرية نائية يؤمه كل أهالي القرية في صلاة الجمعة، وتم زرع العبوات الناسفة في محيط المسجد وإطلاق النار على الناجين وعربات الإسعاف، هل يمكن التعامل مع هذه العينة من حثالة الإرهابيين إلا بالسحق والضرب في المليان؟ هل يمكن لأجهزة الأمن أن تراعي فيهم رأفة أو رحمة؟ من جانبنا نقول إن هذه العينة الوحشية من حثالة الإرهاب وكلاب العصابات المأجورة لا تستحق إلا الرصاص. لا نريد منهم مجرمين في السجون ولا متهمين يخضعون للتحقيق وتطول بهم الأمور ويتمتعون بحماية القانون، وتأتي إليهم طلائع المنظمات المشبوهة لحقوق الإنسان لتعلمنا أن للإرهابيين الذين يقتلون المصلين حقوقا! لا ليس لهم حقوق إلا القتل غير الرحيم، الدهس بالدبابات والاحتراق بقنابل الطائرات والصواريخ البعيدة، ولو شاء المسؤولون لخرجنا نحمل السلاح نواجه به هؤلاء الشياطين حتى نمحوهم ونقطع دابرهم، ولعل العائلات وقبائل سيناء تعرف الآن ضرورة المواجهة بحسم وعدم التستر على أي منتم لهذه التنظيمات والجماعات الشيطانية».

«القنابل الإرهابية المتجولة»

وإلى «الشروق» ورئيس تحريرها عماد الدين حسين وقوله في عموده «علامة تعجب»: «رأينا عشرات وربما مئات الحوادث الإرهابية المماثلة، التي يدخل فيها داعشي إلى مسجد للشيعة في العراق، خصوصا في المراقد التي تحمل صفة رمزية للشيعة ،ويقوم بتفجيرها. ورأينا ذلك في مساجد تخص الطائفة الشيعية في باكستان وأفغانستان بدرجة أقل، مقارنة بالعراق، ثم تطور الأمر بقيام بعض المتطرفين الشيعة باستهداف مساجد سنية في بغداد أو مناطق في الموصل وغرب العراق، في هذه الجزئية أي استهداف المساجد فإن عولمة الإرهاب جعلتنا «مثل سوريا والعراق» للأسف، وهي المقولة التي كان البعض يفخر بها صدقا أو يتندر عليها الآخرون تهكما. ونعلم جميعا أن الجماعات السلفية المتطرفة والإرهابية دائمة الاستهداف للطرق الصوفية ومساجدهم وتجمعاتهم، ويتعاملون معهم باعتبارهم «أصحاب البدع». الدواعش ومشروعهم الشامل انهزموا تماما في سوريا والعراق، وسقطت دولتهم المزعومة هناك وخرجوا من الموصل والرقة، وكل يوم تتطهر الأراضى السورية والعراقية منهم، لكن في المقابل فإن هزيمتهم هناك تعني خروجهم وانتشارهم وكمونهم في مناطق هادئة، أو مناطق تستقبلهم وتوفر لهم البيئة الحاضنة، وهذا يعني أن علينا أن نستعد لهذه الفلول أو «القنابل الإرهابية المتجولة» في المنطقة.

اتساع رقعة التهديدات

وفي «الوفد» قال علاء عريبي في عموده «رؤى»: «هذا الحادث يضع أجهزة الأمن أمام متغير أمني جديد وخطير، فقد اتسعت رقعة التهديدات، وبعد أن كانت موجهة للجيش والشرطة والمنشآت التابعة لهما، أصبحت تشمل المساجد والأضرحة الخاصة بالمتصوفة. أجهزة الأمن أصبحت مطالبة بأن تضع خططا أمنية جديدة لحماية الأضرحة والمساجد التي تضم أضرحة، ومقرات الجماعات الصوفية وشيوخهم في شمال سيناء وفي سائر المحافظات. يجب أن نضع كاميرات في المساجد وفي الشوارع المحيطة، يجب أن نلزم جميع العمارات والمحلات والمنشآت بوضع كاميرات».

أشرار مأجورون

وإلى «الأهرام» ومكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى للإعلام الذي حدد عدد الإرهابيين بألفي فرد قائلا في عموده «نقطة نور»: «لا أظن أن مصير الذين ارتكبوا الجريمة القذرة في مسجد الروضة سوف يختلف كثيرا عن مصير الإرهابيين الذين ارتكبوا جريمة الكيلو 134 غرب الواحات، ليس آجلا ولكن عاجلا، وسوف تتم بعون الله إبادتهم عن آخرهم، لأن هؤلاء القتله لاعلاقة لهم بالدين، مجرد أشرار مأجورين هدفهم تدمير الوطن لصالح قوى خارجية. يعادون الله والوطن ويقتلون الأبرياء وينشرون الخراب في الأرض ومصيرهم الوحيد التصفية والقتل، وهم يتحركون في مساحة محدودة من أرض سيناء ما بين العريش ورفح والشيخ زويد، ويستخدمون الأنفاق في الهروب إلى قطاع غزة، بعد ارتكاب جرائمهم أو يختفون بين الناس، لكنهم ينقرضون مع كل عملية، مصيرهم المؤكد إلى الفناء. لا يزيدون في الأغلب على ألفي عنصر إن لم يكن أقل. لا يكسبون أرضا جديدة ولا يتقدمون إلى الأمام ويتحركون في نطاق مساحة محدودة تفتح على مناطق الأنفاق ومن المستحيل أن يحققوا نصرا استراتيجيا».

عناوين لا تخاطب العقل

وأخيرا إلى «المصري اليوم» وعبد الناصر سلامة الذي كان في غاية الضيق من التفسيرات الرسمية للحادث وقال عنها وهو ساخط: «لم يعد أحد يستسيغ العناوين السابقة بأن «الإرهاب يلفظ أنفاسه» أو «الإرهاب في الرمق الأخير» لم يعد أحد يقبل بتلك الاتهامات التي يلقيها البعض على أفراد أو جماعات أو دول بمجرد وقوع أي حادث بدون دليل، وقبل إجراء أي تحقيقات، لم يعد أحد يطمئن لأي تصريحات تحمل تهديداً ووعيداً للفاعلين، بدون تحديد هوياتهم أو شخصياتهم، أو حتى أهدافهم. لم يعد أحد يقبل بهذا النوع من إعلام فضائيات الردح التي جعلت غالبية المشاهدين ينفضون عنها، مادامت لا تخاطب العقل. لنا أن نتخيل في ظل كارثة كهذه كان الاهتمام إعلامياً بالاستنكار الصادر من ذلك الحزب الهزيل، أو الإدانة الصادرة من هذا الأرتست السطحي، أو من ذلك البرلماني دائم «الهجص»! لنا أن نتخيل أن ردود الفعل السريعة كانت الويل كل الويل للفاعلين، بدون تحديد من هم أو حتى بدون معرفة مصدر التهديد بهويتهم! لنا أن نتخيل أن الطريقة نفسها التي تعاملنا بها مع كل الحوادث الإرهابية السابقة هي نفسها التي تعاملنا بها مع هذه الكارثة المروعة التي هزّت العالم شرقاً وغرباً! التصريحات نفسها! التهديدات نفسها! الأسلوب نفسه! إلى أن تُطوى الصفحة في اليوم التالي بأخبار انتخابات الأندية أو بسقطة قديمة لأحد المشاهير يتم الإفراج عنها، أو حتى بحادث إرهابي آخر، ولا حول ولا قوة إلا بالله».

انتخابات الرئاسة

وإلى أبرز ما نشر عن انتخابات رئاسة الجمهورية العام المقبل، وكان أولها في «الأهرام» لرئيس مجلس إدارتها الأسبق مرسي عطا الله وقوله في عموده « كل يوم» تحت عنوان «رسالة مفتوحة للسيسي ومنافسيه»: «إذا كان هناك من يريد أن تكون انتخابات الرئاسة المقبلة مجرد مدخل لمزايدات ومناورات، بهدف تسجيل المواقف باسم القضايا المفتعلة حول سد النهضة وجزيرتي تيران وصنافير وغيرها، فإن هذا البعض يكون ـ في اعتقادي ـ قد عجز عن قياس النبض الصحيح للشارع المصري، قبل أن يعجز عن فهم مغزى ولب الأهداف المرجوة من إجراء انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة، تكون عنوانا لنضج ديمقراطي مأمول. هناك حقيقة ينبغي أن يقر بها الجميع من المشاركين في تصدر المشهد السياسي، وهي أن مساحة الاهتمام بالقضايا الجدلية عند رجل الشارع مجرد مساحة ضيقة ومحدودة، في حين أن الغالبية العظمى من الشعب مهمومة بشواغل جوهرية، تتعلق بحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية ذات الصلة بالواقع المعاش، وما يكتنفه من مصاعب. إن الرأي العام في مصر لم يعد مشدودا نحو السيرك السياسي الذي نشأ بعد أحداث 25 يناير/كانون الثاني 2011 واتخذ منه البعض مدخلا لتقويض أمن واستقرار الوطن، وإعاقة تقدمه، ولكن الرأي العام يتوق إلى أن يسمع في زخم الحملات الانتخابية إلى آراء وأفكار عملية وواقعية ومحددة تتعلق بكيفية حل مشاكله بشكل أكثر تبسيطا، وبما يخرج بها عن إطار الجدل العقائدي والتعميمات المطلقة. وليكن معلوما للجميع أن الناس في بر مصر ليسوا في حاجة إلى من يزرع لهم أحلاما وردية بإطلاق الوعود التي لا تستند إلى رصيد من القدرة الذاتية للوطن وتتطلب وجود وفرة مالية، نحن بالقطع لا نملكها وليس في بلادنا كنوز يمكن البحث عنها واستخراجها للأخذ بمثل هذه الحلول السحرية من نوع ما تحدث بعض المرشحين المحتملين، من رفع الحد الأدنى للأجور إلى ثلاثة آلاف جنيه وحل مشكلة البطالة في غضون 3 سنوات، ولتكن هذه السطور رسالة مفتوحة للرئيس السيسي ولمن سيدخل معه حلبة المنافسة على نيل شرف رئاسة مصر في السنوات الأربع المقبلة».

أوامر القائد الأعلى

وفي «الشروق» هاجم خالد سيد أحمد في عموده «مسافة» الذين يتهكمون على قيام الجيش بتنفيذ مشاريع من اختصاصات الوزارات المدنية لكنه قال: «رغم مرور أكثر من أسبوع، على افتتاح المرحلة الأولى من مزرعة غليون السمكية في محافظة كفر الشيخ، التي تقام على مساحة نحو 4000 فدان، وتعد أكبر مشاريع الاستزراع السمكي في الشرق الأوسط وإفريقيا، إلا أن موجات السخرية اللاذعة، لم تهدأ حتى الآن من بعض العبارات التي رددها عدد من الضباط المسؤولين عن المشروع، مثل «قائد خط السمك.. قائد خط الجمبري».هذه السخرية بدأت من عناصر جماعة الإخوان والمواقع التابعة لها، وهو أمر نعتبره مفهومًا، نظرًا إلى أن الجماعة تعتبر الجيش المصري خصمًا سياسيًا عنيدًا لها، بعدما انحاز إلى جموع الشعب التي خرجت في ثورة 30 يونيو/حزيران عام 2013، للمطالبة بإنهاء حكمها للبلاد الذي لم يستمر سوى عام واحد، لكن اللافت هنا أن تلك السخرية لم تقتصر فقط على جماعة الإخوان، وإنما خرجت أيضا من عناصر تنتمي انتماء واضحًا لمعسكري «يناير/كانون الثاني ويونيو/ حزيران»، رغم أن وقائع التاريخ القريب تذكر أن تلك العناصر هي من كانت تطالب دائما باستدعاء الجيش المصري إلى المشهد السياسي، إما لإنهاء حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك في 2011، أو لإنهاء حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي في 2013، كما أنها أيضا كانت ترفع في كل وقت شعار «الجيش والشعب إيد واحدة». ربما يقول أبناء هذا المعسكر، إن هذه السخرية مبررة، نظرا لأن دور الجيش فى الحياة المدنية، زاد بطريقة لافتة خلال السنوات الأخيرة، والرد على ذلك أن هذا الجيش دائما ما ينفذ أوامر قائده الأعلى.. فإذا ما طلب منه المساهمة في بناء مساكن أو تعبيد طرق أو المساعدة في إنشاء مشاريع تحقق الأمن الغذائي، فإن قادته لن يترددوا في تنفيذ ما يطلب منهم، احتراما للسلطة الشرعية التي انتخبها الشعب، مثلما كان هؤلاء القادة أنفسهم، يؤدون التحية للرئيس الأسبق مرسي، قبل أن يخرج الشعب للمطالبة برحيله. الجيش المصري لا يستحق هذه السخرية، فهو يعرف دوره جيدا ويعرف أيضا أن الكلمة الأخيرة في تحديد مهامه ودوره وطبيعة عمله هي لقائده الأعلى.. ينبغي على الجميع إدراك أن مثل هذه السخرية، تثير نذر خطر كثيرة، لأنها تحاول النيل من سمعة وتماسك وترابط وصورة هذه المؤسسة الوطنية، التي لا يمكن الاستغناء عن دورها ورسالتها ومهمتها الرئيسية، وبالتالي يجب التوقف عن هذا النهج حتى يظل لدينا جيش قوى متماسك قادر على حماية هذا الوطن. كذلك يجب على القيادة السياسية، العمل خلال الفترة المقبلة على تقليل استدعاء الجيش إلى المشهد، خصوصا في ما يتعلق بالمشاركة في تنفيذ المشروعات التنموية والقومية، حتى لا يتصيد أحد كلمة هنا أو موقفا هناك من أجل إطلاق موجات سخرية تشوه صورة ودور الجيش، ونعتقد أن الرئيس السيسي نفسه يفكر جيدا فى هذا الأمر خلال فترته الرئاسية الثانية، المتوقع أن يفوز بها نظرا لأنه المرشح الأبرز حتى الآن، لاسيما وأنه كان قد صرح في حواره مع رؤساء تحرير الصحف القومية في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، بأن «القوات المسلحة تقوم بدور كبير في عملية التنمية، وسوف يتراجع في السنوات المقبلة، بعد أن تكون قد انتهت من تنفيذ خطة إعادة بناء وتأهيل البنية الأساسية للدولة».

انتخابات الأهلي

وإلى انتخابات الأندية الرياضية خاصة النادي الأهلي التي تحظى باهتمام واسع النطاق بسبب التنافس بين قائمتي رئيس مجلس إدارة النادي الحالي محمود طاهر ومحمود الخطيب، والتي قال عنها عاصم حنفي في مجلة «روز اليوسف»: «للأمانة رجال الأعمال يقفون وراء الجبهتين جبهة الخطيب وجبهة طاهر، ولكن هناك فرقا بين رجل الأعمال صاحب مصنع، وذلك الذي هبط على مصر كلها بالبراشوت، فامتلك فجاة القنوات الفضائية والصحف ومحطات الإذاعة وأنت لا تعرف له أصلا ولا فصلا ومن أين له هذه الثروة الطائلة، بدون سابق أعمال، ولماذا يمول بعض المرشحين وينفق عليهم أرقاما فلكية في صورة مصروفات ودعاية وإعلان وهدايا وعلاقات عامة؟ من أجل هدف واضح محدد هو الوصول إلى كرسي مجلس الإدارة فما هي الحكاية وما المكسب من وراء ذلك؟ وما هي شائعة الخدمة التطوعية التي يتشدقون بها؟ أغلب الظن أن البعض تعمد فرض الفلوس الكثيرة لعمله وتأكده من أنه سيجني أضعاف ذلك بصرف النظر عن موضوع الخدمة التطوعية، أو الخدعة التطوعية. صحيح أن هناك بعض المرشحين لم يصرف مليما أحمر اعتمادا على علاقاتهم وإنجازاتهم وسمعتهم النظيفة، وهؤلاء هم الناجحون بإذن واحد أحد. عيب جدا أن تتحول الانتخابات انتخابات الصفوة إلى ساحة التراشق وأن تسعى للفوز بالغش والاحتيال والنيل من تاريخ وإنجازات المنافس، وإهالة التراب على ما فعله ويفعله ولا ينكره سوى الحاقدين والنصابين وبتوع الثلاث ورقات، الذين يؤمنون بأن الغاية تبرر الوسيلة حتى في النادي الأهلي».

تأميم الإعلام

وإلى قضية يلمسها كل العاملين في مجال الإعلام سواء كانت قنوات فضائية أم صحفا وهي تدخل الدولة بطريق غير مباشر لملكيتها، أو كما قال عنها صراحة في «أخبار اليوم» محمد قناوي «تأميم» في عموده «قلم على ورق» في صفحة «دنيا الفنون» تحت عنوان «تمويل أم تأميم»: «سألني أحد الأصدقاء:هل قيام الشراكة بين مجموعة قنوات DM ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي تولت خلاله الأولى مهمة دعم وتمويل، بل وتنظيم الدورة الحالية للمهرجان الذي انطلقت فعالياته الثلاثاء الماضي في قاعة المنارة في التجمع الخامس هو خطوة أولى لعملية تأميم تقوم بها الدولة المصرية الجديدة ـ بعيدا عن موظفي وزارة الثقافة ـ للمهرجانات السينمائية الكبرى؟ قلت لصديقي: للإجابة على سؤالك لابد أن نقوم بقراءة دقيقة للدور الذي لعبته قنوات DM‬ في تنظيم ورعاية ودعم المهرجان هذا العام، فكل الشواهد تؤكد أن مجموعة القنوات هذه التي يمتلكها كما هو معروف أحد رجال الأعمال الكبار الذي له صلة وثيقة بالدولة المصرية الجديدة، لم تكن مجرد راع أو داعم لمهرجان سينمائي ـ كما فعل نجيب ساويرس في عام 2007 ـ بل كانت منظما ومتدخلاً في كل تفاصيل المهرجان، بداية من تحديد الضيوف المصريين والعرب والأجانب وتجهيز «الريد كاربت» وصولا لحفل الافتتاح والحفلات الأخرى. ونزعت عن إدارة المهرجان كل الصلاحيات والاختصاصات فأصبحت الإدارة الحالية للمهرجان مثل ملكة بريطانيا «تملك ولا تحكم»‬ فلم يتبق لها سوى البرنامج الفني للمهرجان من أفلام ومسابقات وندوات تشرف عليه وتديره فقط، الخلاصة إن ما حدث من شراكة بين مهرجان القاهرة وقنوات DM يؤدي بنا إلى نتيجة واحدة وهي انها ليست مجرد رعاية بل وجه جديد لتأميم المهرجان وأتوقع أن تكون الدورة المقبلة، التي تحمل رقم 40 من عمر المهرجان هي بداية التأميم الشامل له».

سد النهضة

وبالنسبة لسد النهضة فلا يزال الاهتمام به مستمرا رغم تطمينات الرئيس السيسي الأخيرة، وقد اتهم عباس الطرابيلي السودان بالتواطؤ مع إثيوبيا ضد مصر في مقاله في «المصري اليوم»: «والآن وقد ظهر العداء السوداني الرسمي واضحاً، ليس فقط على لسان وزير خارجية الخرطوم، بل أيضاً سبق أن قال ذلك الرئيس السوداني نفسه المشير أو الفريق عمر البشير، حتى بات واضحاً أنهم يخلطون الأوراق ويفتحون صفحات قديمة، مستغلين حسن النوايا الرسمية المصرية، حتى إن كان الموقف الرسمي السودانى مبنياً على مصالح للسودان من هذا السد، ولكنهم لا يعلمون وإذا علموا يكون قد سبق السيف العذل، كما يقول المثل. وكفاية والنبي الاستقبال بالأحضان وتبادل القبلات على مستوى الرؤساء ومستوى من دونهم، لأنني كثيراً ما أرى الخنجر المسموم في يد من لم يعد يضمر لنا إلا كل شر. نعم مطلوب وقفة حاسمة مع الأصدقاء الأشقاء، قبل وقفتنا الأكثر حسماً مع الطرف الإثيوبي، ولنتذكر دائماً المثل القائل: «ربي أعنِ على أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم». وليس شرطاً العنف العسكري هو الحل فلا مصر نفسها ولا المنطقة ولا العالم يقبل المزيد من الحروب، ونعرف مقدماً أنه من السهل أن تبدأ الحرب ولكن لا نعرف أبداً متى ولا كيف نوقفها وبأي خسائر».

الرهان على السودان

وتعرض السودان إلى هجوم آخر من عضو مجلس النواب عماد جاد بقوله عنه في بابه «درة الشرق» في «المصري اليوم» أيضا: «الخطأ بل الخطيئة الأكبر كانت الرهان على السودان. فمن حين إلى آخر يجري ذكر السودان باعتباره دولة مصب مصلحته مع مصر، وسوف يساند الموقف المصري، لأن السودان بلد عربي شقيق، ثم اكتشفوا مؤخراً أن السودان متفق مع إثيوبيا منذ البداية، وأنه يقوم بعملية خداع لمصر، حتى تعتمد على موقف السودان ثم يعلن الأخير موقفه المتضامن تماماً مع الموقف الإثيوبي والمؤيد له، بل إن وزير خارجية السودان خرج في حديث مع قناة «روسيا اليوم» ليتهم مصر بأنها تستولي على جزء من حصة السودان المائية، وأن السودان يطالب بالحصول على هذه الحصة وتعويض عما حصلت عليه مصر سابقاً من حصة السودان المائية. ويعد موقف السودان درساً لكل من يتحدث عن رابطة العروبة».

ملف أزمة السد

وفي «الأهرام» قال زميلنا عبد العظيم الباسل: «لم يكن خافيا على أحد حجم القلق والخوف الذي عاشه الشعب المصري بسبب تعثر مفاوضات سد النهضة التي وصلت إلى طريق مسدود بعد 17 جولة من التفاوض بين وزراء الري في كل من مصر وإثيوبيا والسودان. وبلغ القلق مداه بسبب الصمت الحكومي الذي لم يكشف أسباب فشل تلك المباحثات، وعلقتها في رقبة المكاتب الاستشارية ورؤيتها في المواصفات الفنية لتشغيل هذا السد، وكيفية ملء خزانه، بينما أعمال بنائه تتواصل على قدم وساق. وفجأة بدد الرئيس عبد الفتاح السيسي هذا القلق وأزال التوتر بتصريح قاطع وحاسم خلال افتتاحه «بركة غليون» في كفر الشيخ حين قال «كده محدش هيقدر يمس مية مصر». وهنا «قطعت جهيزة قول كل خطيب» كما تقول الحكمة المأثورة، وحتى لا يعود القلق من جديد يجب أن تبدأ الحكومة في ترجمة تصريحات الرئيس إلى واقع على الأرض بتشكيل لجنة وزارية من الوزارات المعنية تضم بين صفوفها عناصر من جهات سيادية لإدارة أزمة هذا الملف، وتأتي البداية بتحديد أولويات التحرك على مختلف الأصعدة الفنية والقانونية والسياسية، بدلا من ترك هذا الملف لوزارة الري منفردة، التي لم تقدم جديدا منذ بدء التفاوض وحتى الآن. والأهم يجب مصارحة الرأي العام بما يدور خلال تلك التحركات، وإظهار الصورة بكل جوانبها حتى يمكن تهيئة وتعبئة المواطنين لأي قرار يحمي مياه النيل، وعلينا أن نبدأ فورا قبل أن نفاجأ بمياه السد تحتجز ونحن لم نزل نبحث عن حل للغزه».

مشكلة الفتاوى

وإلى مشكلة الفتوى وتنظيمها أخيرا بقيام الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف بإرسال القوائم الأولى للمجلس الأعلى للإعلام الذي يبلغها إلى القنوات الفضائية لاعتمادها وعدم السماح لغيرهم بالإفتاء، للقضاء على فوضى الإفتاء وقال عنها في «أخبار اليوم» خفيف الظل محمد عمر في بابه «كده وكده»: «انشغل الكل فيمن له حق «الافتاء»‬ على الفضائيات من الشيوخ؟ والانشغال كان مطلوبا ومقصودا حتى لا نعرف أن القصة برمتها ليست سوى صراع قوى دينية «أزهر وأوقاف» على احتكار عقول الناس وجيوبهم «بفتواه»! ولو نظرت لمن استبعدوا من قوائم الافتاء، لأدركت أن السبب وراء إخراجهم من جنة الفتوى أنهم كانوا يلعبونها «‬لمصالحهم» الخاصة، وليس من أجل مؤسساتهم التابعين لها وأولي أمرها. وسط هذا الصراع «‬الديني» دائما ما يكون المواطن «‬الهدف» الذي لا يريد أن يستوعب أنه «‬بترييح» دماغه وطلبه الفتوى «‬دليفري» في سفاسف أموره الدنيوية، كمن سلم نفسه وعقله وحياته طواعية للمشايخ، يديرونها ويتحكمون فيها كما يريدون، وهذا قمة «‬المنى» ممن يفتوننا ألا نخطو خطوة ولا نحرك رجلا من مكانها إلا بعد سماع رأيهم «‬الشرعي» فيها، وكلما زاد عدد المتحكم فيهم «من طالبي الفتوى وأنت تسأل والشيخ يجيب» زادت سطوة المشايخ وسيطرتهم وتحول الدين إلى سلطة جديدة تمارس سلطانها علينا بدون أن تقبل أي حسيب أو رقيب عليها».

اتهام السودان بالتواطؤ مع إثيوبيا ضد مصر في قضية سد النهضة وتوقعات بتقليل الاعتماد على الجيش في مشروعات البنية الأساسية

حسنين كروم

توصيات «سوتشي» وما بعدها… «مغريات» تركية لإشراك الأردن في «الحفلة» وعمّان «تتحفظ برغبة»

Posted: 26 Nov 2017 02:31 PM PST

عمان – «القدس العربي»: هل يصبح الأردن الطرف العربي الوحيد الأقرب إلى متطلبات وأجندة قمة سوتشي الثلاثية بين طهران وموسكو وأنقره؟
غرقت كواليس العاصمتين عمّان وانقرة في هذا السؤال خلال الأيام القليلة التي أعقبت تدشين خطتين واحدة علنية والأخرى باطنية للقاء الثلاثي خصوصًا بعدما أظهرت تركيا استنادًا إلى ما يصفه مسئولون فيها بـ «تشابه وتطابق» الظروف بين البلدين شمال وجنوب سوريا.
الإجابة المباشرة عن هذا السؤال تتطلب، أردنياً وسياسياً، معرفة مسألتين في غاية الأهمية طُرحتا همسًا داخل كواليس القرار الأردني، تتمثلان في حجم ومستوى وكثافة الضوء الأخضر لأجندة سوتشي من طاقم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم في ترسيم تفاعل أردني تكتيكي يجيب عن الاستفسار التالي: إلى أي مدى يمكن لعمّان أن تشارك في «حفلة جديدة» إيران طرف أساسي وفاعل على مائدتها؟
عمومًا لا تبدو العاصمة الأردنية مستعجلة في تحديد موقف، فلا تزال فكرة الدبلوماسية الاردنية العميقة مرتكزة ومكثفة في نقطة تفضل استراتيجية «اللا موقف» إزاء الكثير من الملفات الإشكالية، فظروف المملكة لا تسمح لها بـ «الإخفاق» في مشروعات إقليمية غير واضحة… هذا تماماً ما قيل في لقاء مرجعي ملكي ناقش مسألة المصالحة الفلسطينية، والدور المصري ضمن قاعدة عمل يمكن استنساخها لمواجهة متطلبات سوتشي التي تابعها وأعد ملفًا بخصوصها المكلف بالملف السوري في وزارة الخارجية الأردنية الدكتور نواف التل العامل خلف الستارة بحماس فاتر للتنسيق مع الأتراك.
الطرف المهتم أكثر بوجود مسافة قصيرة أو «علاقة ما» بين سيناريوهات لقاء سوتشي الثلاثي والأردن هو تركيا، خصوصًا أنها تخطط لدعوة واستقبال العاهل الملك عبدالله الثاني قريبًا في لقاء تراهن عليه العاصمتان لإطلاق مستوى أعمق من التواصل قريباً. وفي المظهر العام لا يوجد ما يمنع تعزيز الثقة في تركيا أردوغان اليوم بالنسبة للمؤسسة الأردنية، ولا يوجد بالتأكيد ما يدفع تُجاه الحد من التفاعل مع روسيا فقد قيل في اللقاء المرجعي نفسه إن الأردن مهتم ومتحمس لتفعيل القنوات مع روسيا وأمريكا معًا.
لكن في المظهر ذاته الحواجز كبيرة جدًا مع إيران الطرف الأساسي في معادلة سوتشي، التي يوجد معها عشرات الإشكالات المعقدة الصامتة حيث يزعج أي اتصال أردني مع إيران علاقات المملكة بطرفين في غاية الأهمية لها هما السعودية وإسرائيل معًا. وبكل حال تميل عمّان لقراءة وثيقة سوتشي بعمق وبطء، ومن دون استعجال خصوصًا أنها في بعض المفاصل تؤسس لنصوص جديدة ولاتفاق ثلاثي إقليمي لا يمكن الاستهانة به.
في الوقت ذاته لا تريد عمّان ان تتحمل تكلفة التموضع كبلد عربي وحيد في مضمار سوتشي إلى القرب من الكرسي الإيراني والمقعد التركي برغم «المغريات» التي تقدمها أنقره في هذا المجال، فما يتردد في الأروقة كلها حول أبرز سلبيات سوتشي أنها تناقش الوضع الديمقراطي في مستقبل سوريا من قبل ثلاثة أطراف «غير عربية». لكن المقترحات التركية تبدو «مغرية» ومثيرة ومهمة لأن «القدس العربي» سمعت في أروقة الدوائر التركية المسؤولة، حديثًا غير مسبوق عن قواسم مشتركة أساسية بين البلدين، لا بد من الاستثمار فيها بخصوص الملف السوري.
هذه قواسم المشتركة أربعة، و«باللغة التركية»: هي صعوبة التوصل إلى أية تسوية ببعدها الأمني والاجتماعي للأزمة السورية، من دون الأردن وتركيا، وتطابق الظروف الاجتماعية والأمنية شمال سوريا إلى القرب من تركيا وجنوبها، وإلى لقرب من الأردن إضافة لوجود علاقات تركية مع البنية الاجتماعية «السنّية» في سوريا والعراق جنوب تركيا ووجود «أواصر قوية» بين الأردن والمكوّن السنّي في غرب العراق وجنوب سوريا بمحيط درعا.
يتحدث الأتراك أيضاً عن الجغرافيا والنجاح مع روسيا في سيناريوهات «خفض التوتر» في الاتجاهين باعتباره قاسماً مشتركاً مهما وأساسيا، ويضيفون الاهتمام بمنع أي تحريك ديموغرافي للمكون السنّي بين الجانبين كما يتحدثون عن «العبء الاقتصادي» المقلق في البلدين الناتج عن أزمة اللجوء السوري باعتباره عاملاً مهماً وأساسياً أيضًا. هنا؛ وبسبب هذه الاعتبارات تقترح تركيا على الأردن «العمل بصيغة أقرب وأكثر فعالية معها» وضمن مسطرة المصالح الأمنية والسياسية والاقتصادية والجغرافيا.
من المرجح أن أنقرة تسعى لاستقطاب الأردن إلى حلقة توصيات وفعاليات قمة سوتشي الثلاثية خصوصًا، أن مصدراً في الحكومة التركية أبلغ «القدس العربي» مباشرة أن «التشاور مع الأردن من دون غيره» خطوة في غاية الأهمية، عندما تصل التفاعلات إلى تسمية وتحديد هُوية نحو 1500 شخصية سورية سيشاركون في المؤتمر الدُّولي للحوار السوري الذي اقترحته موسكو واعتمدته وثيقة سوتشي.
هنا يتحدث الوسط التركي عن «خبرات أردنية» لا يستهان بها في مجال ائتلافات المعارضة السورية، وعن «عمق كبير» ومهم للمستوى الأمني الأردني في بنية درعا وجنوب سوريا والبادية في مكونات جنوب سوريا وهو عمق قد يسهم في بوصلة تمثيلية أوضح وأعمق لهُوية الأشخاص الذين سيجلسون حول طاولة مؤتمر الحوار على الأقل باسم بدو جنوب سوريا وعشائر درعا.
أنقرة قالت للأردنيين إن الوضع متشابه بينها وبين عمّان، فالكثير من الأتراك على الحدود لهم «أقارب مباشرون» في سوريا والعراق، والعديد من الأردنيين شمال المملكة لهم «أبناء عم مباشرون» من عشائر درعا وبدو الجبل وحتى بعض الدروز. هذه عناصر تدفع تركيا للاهتمام على أقل تقدير بإبقاء الأردن مهتمًا بسوتشي وما بعدها.

توصيات «سوتشي» وما بعدها… «مغريات» تركية لإشراك الأردن في «الحفلة» وعمّان «تتحفظ برغبة»

بسام البدارين:

جدل في تونس إثر اعتراف نائب عن الحزب الحاكم بعلاقة مشبوهة مع إحدى الإرهابيات

Posted: 26 Nov 2017 02:30 PM PST

تونس – «القدس العربي»: أثارت إحدى الصحف التونسية جدلا إثر تصريحات نقلتها عن أحد نواب الحزب الحاكم وأكد فيها تورطه بـ«علاقة مشبوهة» مع إحدى «الإرهابيات»، فيما نفى أحد النواب الآخرين وجود أي علاقة «جنسية» بين النائب المذكور والفتاة المتطرفة.
وكانت صحيفة «الشروق» المحلية أشارت في وقت سابق إلى تورط أحد نواب الائتلاف الحاكم بعلاقة جنسية مع فتاة تابعة لكتيبة «عقبة ابن نافع» المتطرفة، إلا أن الصحيفة عادت لنشر تصريحات منقوله عن النائب الذي لم تحدد هويته، أكد فيها انه تعرف على الإرهابية المذكورة، حيث قامت لاحقا بزيارته رفقة والدتها في مكتبه في البرلمان «بهدف مساعدتها للحصول على مساعدات»، مشيرا إلى أن الفتاة ووالدتها حاولتا «إغراءه» للدخول في علاقة جنسية بهدف ابتزازه لاحقا.
وأشارت إلى أن الفتاة المتطرفة ان الارهابية تمكنت من استدراج نائب ثان عن ولاية جندوبة، بالاضافة إلى حصولها على أجر شهري من قبل كاتب دولة سابق للامن، فضلا عن نجاحا بالحصول على المساعدة من وزير سابق والإطاحة بمعتمد (مدير منطقة) عن ولاية «بن عروس» المتاخمة للعاصمة.
وكتب الصحبي بن فرج النائب عن حركة «مشروع تونس» على صفحته في موقع «فيسبوك» معلقا على الخبر المذكور « حتى نضع الأمور في إطارها: الفتاة المعنية بإقامة علاقة مع نائب هي الفتاة القاصر نفسها التي تورّط معها قاضٍ في القطب القضائي لمكافحة الارهاب المكلف بالتحقيق معها وهي زوجة الإرهابي عاطف الحناشي المتحصن بالجبال والذي قضت عليه القوى الأمنية في وقت سابق، وهذه هي القضية الأصلية التي يُراد تعويمها بالاضافة الى أشياء اخرى قد نتحدث عنها لاحقا، والفتاة كانت في عهدة وزارة الداخلية بصفتها مُخبرة وبإذن النيابة العمومية (وليس كاتب الدولة للأمن السابق) وبالعودة الى سجل مكالماتها الهاتفية، تم اكتشاف مكالمات مع أحد النواب من نداء تونس».
وأضاف «بكل أمانة، وحسب معلومات شخصية تعود الى فترة وقوع الحادثة (كانون الثاني 2016)، هذه العلاقة لم تتعد جلسات عادية ولم تكن ابدا ذات صبغة جنسية بأي صفة من الصفات، وقد تم على هذا الأساس حفظ البحث في حق النائب الذي لم يتمسك بالحصانة ليقينه من براءته، ولا وجود لأي علاقة بين الفتاة المذكورة وأي وزير لا حالي ولا سابق (…) وإخراج هذه القصة وتسريب اسماء وزراء ونواب وكتاب دولة وموظفين سامين في هذا الظرف بالذات غير بريء بالمرة».
وكان وزير العدل السابق عمر منصور أوصى في 2016 بفتح تحقيق حول تسريب قاضٍ متخصص بقضايا الإرهاب معلومات سرية لفتاة قاصر متهمة في قضايا إرهابية، بعدما تورط بإقامة علاقة جنسية معها.

جدل في تونس إثر اعتراف نائب عن الحزب الحاكم بعلاقة مشبوهة مع إحدى الإرهابيات

حسن سلمان:

أردوغان أول رئيس تركي سيزور اليونان منذ 65 عاماً وسط خلافات كبيرة

Posted: 26 Nov 2017 02:30 PM PST

إسطنبول ـ »القدس العربي»: في أول زيارة لرئيس تركي إلى اليونان منذ قرابة الـ65 عاماً، ينوي الرئيس رجب طيب أردوغان زيارة أثينا خلال الفترة المقبلة في محاولة لاحتواء الخلافات وتحسين العلاقات بين البلدين الجارين في مهمة يصفها الكثيرون بالصعبة والمعقدة ويشككون في قدرتها على إحداث اختراق ملموس في العلاقات بين البلدين.
فالبلدان يعانيان من تاريخ طويل وحافل يمتد لمئات السنوات من العداء والكراهية تضاف إليه خلافات سياسية وجغرافية كبيرة، فمن بدايات طرد العثمانيين للبيزنطيين من إسطنبول (القسطنطينية) إلى احتلال تركيا لأراض يونانية وثم احتلال اليونان وحلفائها لإزمير التركية ومحيطها وصولاً لحرب الاستقلال التركية وطرد اليونانيين من أراضي الجمهورية التركية وما رافق هذه الحقبة من قتل وتدمير واتهامات بارتكاب مجازر متبادلة.
وحديثاً تواصلت الخلافات من أزمة جزيرة قبرص المقسمة إلى صراع النفوذ على الجزر الأخرى والمجال الجوي والبحري في بحرة ايجه، والصراع على النفط والغاز بالمنطقة، مروراً باتهام تركيا لأثينا بدعم العمال الكردستاني، ولاحقاً جماعة فتح الله غولن، وغيرها الكثير من الخلافات المتجددة.

كراهية تاريخية

«هؤلاء أعداؤنا» هذه العبارة تعتبر بمثابة لازمة كلامية تصدر عن أي مواطن تركي عندما يتم ذكر اسم اليونان التي تعتبرها الأغلبية الساحقة من الشعب التركي «دولة عدو» مستذكرين ما يقولون إنها مذابح وفظائع ارتكبتها القوات اليونانية ضد الأتراك في اليونان وتركيا إبان الحرب العالمية الأولى وما أعقبها من معارك بين الجانبين.
وبعيداً عن السرد التاريخي الطويل، اُعتبر تمكن العثمانيين الأتراك من تحرير اسطنبول «القسطنطينية» من البيزنطيين بمثابة هزيمة لليونان، وهي ذكرى ما زال يعتز بها الشعب التركي وتثير غضب اليونانيين، وأبرز تجليات هذا الإرث التاريخي ما زال يتمثل في رفض اليونان لتحويل كنيسة آيا صوفيا ـ تم تحويلها إلى مسجد ومن ثم إلى متحف ـ إلى مسجد وتتسبب في خلافات جديدة بين البلدين.
لكن العداء المباشر والأكبر تجلى في الأحداث التي رافقت وأعقبت الحرب العالمية الأولى والتي شهدت هجمات متبادلة واتهامات بارتكاب مجازر متبادلة وشهدت عمليات تهجير وتبادل للسكان وانتهت بتمكن الجيش التركي في بدايات تأسيس الجمهورية من تحرير الأراضي التي كانت تحتلها اليونان وخاصة في إزمير ومحيطها وهو ما تحول لاحقاً ليصبح ذكرى عيد الاستقلال في تركيا.

أزمة قبرص

تعتبر جزيرة قبرص أبرز تجليات الأزمة والخلاف الحديث بين تركيا واليونان، حيث يسعى البلدان من أجل الحفاظ على نفوذهم على الجزيرة المنقسمة بين القبارصة اليونانيين والذين يسيطرون على قرابة 75٪ من مسحة الجزيرة، والقبارصة الأتراك الذين يسيطرون على الـ25٪ المتبقية.
وعقب سنوات من التجاذبات والخلافات، حاولت اليونان فرض سيطرتها الكاملة على الجزيرة من خلال انقلاب عسكري أطاح بالرئيس الموالي لتركيا لكن الجيش التركي تحرك عسكرياً عام 1974 لحماية القبارصة الأتراك وهو ما نتج عنه تقسيم الجزيرة، حيث لا يزال عشرات آلاف الجنود الأتراك يرابطون فيما يعرف الآن «جمهورية قبرص التركية» التي لم تحظ باعتراف دولي حتى اليوم.
ومنذ سنوات طويلة يحاول البلدان التوصل إلى اتفاق نهائي لتوحيد شقي الجزيرة أو تقاسم الأرض والثروات برعاية دولية وأممية ودعم أوروبي إلا أنهما فشلا في إحراز أي تقدم حقيقي ينبئ باحتمال إنهاء القضية التي تعتبر من أبرز الملفات التي تعيق انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وتبعد الجزيرة عن اليابس التركي جنوباً أقل من 80 كيلومتر، وعن اليابس اليوناني قرابة 800 كيلومتر وهو ما يعتبره الأتراك مخالفاً للجغرافيا وفيه «ظلم تاريخي» واقع عليهم.
ولا تنحصر الخلافات بين تركيا واليونان على جزيرة قبرص، وإنما تمتد إلى العديد من الجزر في بحر إيجه بالإضافة إلى الصراع على النفوذ في البحري الإستراتيجي وحدود المجال البحري والجوي وتقاسم الثروات للبلدين في البحر الذي بات يوصف بأنه «كتلة لهب».
وعلى الدوام تتصـاعد أصوات تركية تنـادي بأحقية أنقرة في أراض أخرى اضطـرت الإدارة التـركية الضـعيفة سـياسياً آنذاك للتنازل عنها بموجب اتفاقيات باتت توصف بـ«الظالمة والمجحفة»، كان آخرها من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي طالب ولأول مرة العام الماضي بمراجعة اتفاقية لوزان، الموقعة عام 1923، والتي تم على إثرها تسوية حدود تركيا الحديثة عقب الحرب العالمية الأولى.
وقال إن «خصوم تركيا أجبروها على توقيع معاهدة سيفر عـام 1920، وتـوقيـع معاهدة لوزان عـام 1923، وبسبب ذلـك تـخلت تـركيا لليـونان عـن جزر في بحر إيجه، على الرغم من أن الصرخة من هناك تسمع على الشواطئ التركية»، في إشارة إلى قرب الجزر التي تسيطر عليها اليونان من السواحل التركية وإيمان شريحة واسعة من الشعب التركي بأنها تعود إليهم.
وتتجدد كل فترة المناوشات والمضايقات بين القوات البحرية والجوية اليونانية والتركية في بحر إيجه الذي يشهد نزاع سيطرة على المجالين الجوي والبحري، تطورت في بعض الأحيان إلى اشتباك عسكري، وسط تحذيرات دولية من إمكانية أن تؤدي إحدى هذه المناوشات إلى مواجهة عسكرية أوسع بين البلدين.
وعلى سبيل المثال تقع جزيرة «إيميا» المعروفة تركياً باسم «كارداك» على بعد سبعة كيلومترات فقط من الساحل التركي وتتنازع عليها اليونان وتركيا ـ وكادت الأمور تصل بين البلدين عام 1996 إلى حد اندلاع حرب لولا ضغط هائل من الإدارة الأمريكية وذلك بعدما أسقطت تركيا مروحية يونانية وقتلت 3 ضباط كانوا على متنها فوق الجزيرة.
وحديثاً، تصاعد الخلاف بين البلدين حول تقاسم الثروات في بحري إيجه ومحيط جزيرة قبرص واستنفرت تركيا قواتها البحرية لمواجهة محاولات يونانية للبدء بالتنقيب عن الغاز في محيط الجزيرة.
اتهمت أنقرة أثينا على مدار العقود الماضية بإيواء ناشطين أكراد متهمين بالانتماء لتنظيم العمال الكردستاني وتنفيذ هجمات دموية ضد الجيش والمدنيين الأتراك ووصفت تركيا اليونان بأنها مأوى لتنظيم بي كا كا الذي يعتبر تنظيما إرهابياً في تركيا وأوروبا وأمريكا.
وحديثاً تصاعدت الخلافات بين البلدين على خلفية رفض أثينا تسليم العشرات من الضباط الأتراك المتهمين بالمشاركة في محاولة الانقلاب على أردوغان والتي جرت منتصف العام الماضي وهو ما زاد من غضب أردوغان الذي هاجم اليونان بشكل غير مسبوق واتهمها بإيواء «الخونة والإرهابيين والانقلابيين».

زيارة تاريخية

نائب رئيس الوزراء التركي هاكان جاويش أوغلو أكد قبل أيام أن «زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان المرتقبة إلى اليونان تاريخية، وستكون مكمّلة للمباحثات الرفيعة المستمرة منذ مدة بين الجانبين لتطوير العلاقات»، وذلك في تصريحات له عقب زيارة للعاصمة اليونانية أثينا.
وأشار جاويش أوغلو، إلى أن «زيارة الرئيس أردوغان إلى اليونان ستتم مطلع كانون الأول/ ديسمبر المقبل»، مشيراً إلى أن «الزيارة تتمتع بأهمية تاريخية كبيرة»، مؤكداً وجود «مجال تعاون هام وكبير بين أنقرة وأثينا في مجالات الاقتصاد والسياحة والطاقة» وأنه «قد يتم اتخاذ خطوات تتعلق بتعزيز التعاون بين البلدين ضمن هذا الإطار خلال مباحثات أردوغان في اليونان».
وأكّد المسؤول التركي وجود أهداف مشتركة بين البلدين مثل إنشاء خط لنقل المسافرين والحمولات بين إزمير وسلانيك، وخط قطار سريع بين إسطنبول وسلانيك.
وكان اردوغان زار أثينا بصفته رئيسا للوزراء من 2003 إلى 2014، وتندرج الزيارة المرتقبة في إطار استمرارية لقاءات أخرى رفيعة المستوى بين البلدين في الأشهر الأخيرة ففي حزيران/يونيو، التقى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم نظيره اليوناني أليكسيس تسيبراس في أثينا، وقام وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتسياس بزيارة أواخر تشرين الأول/أكتوبر إلى تركيا التقى خلالها اردوغان.

أردوغان أول رئيس تركي سيزور اليونان منذ 65 عاماً وسط خلافات كبيرة
العداء التاريخي بين البلدين يزيد من صعوبة تقاربهما
إسماعيل جمال

لبنان: عون يبدأ اليوم مشاورات أساسية بعد «تريّث» الحريري في الاستقالة تفتيشا عن حل للتسوية

Posted: 26 Nov 2017 02:30 PM PST

بيروت – «القدس العربي»: مع بدء العد العكسي لانتهاء مهلة التريّث عن تقديم رئيس الحكومة سعد الحريري الاستقالة يطلق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم سلسلة مشاورات مع الأحزاب والكتل النيابية الممثلة في الحكومة ومع بعض الشخصيات السياسية الأخرى تنتهي بجوجلة حصيلة هذه المشاورات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري من دون أن يُعرَف الى ماذا ستفضي هذه المشاورات وهل تؤدي الى تسوية جديدة يعود بموجبها الحريري عن استقالته ويحقق هدف النأي بالنفس عن أزمات المنطقة.
وتحت شعار النأي بالنفس عاد لبنان ليمتنع عن المشاركة في اجتماع وزراء دفاع التحالف الاسلامي في السعودية بعدما التبس الامر عليه في البداية بين اجتماع لوزراء الدفاع العرب واجتماع لوزراء دفاع التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب، فكُلف وزير الدفاع يعقوب الصراف من قبل رئيس الجمهورية بتمثيل لبنان قبل أن يُطلب منه إلغاء المشاركة ولاسيما أن لدى حزب الله اعتراضاً على هذا الاجتماع الذي قد يدرجه على لائحة المنظمات الإرهابية كما حصل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة.
وفيما ينتظر الرئيس الحريري نتيجة المشاورات الرئاسية فإن عضو كتلة المستقبل النائب عقاب صقر اعتبر أمس أن «استقالة الرئيس الحريري كانت لحماية البلد وما وراء هذه الاستقالة أخطر من الاستقالة وربما تتذرّع إسرائيل بما يحصل لشن حرب على حزب الله، لذلك جاءت استقالة سعد الحريري لنزع فتيل أي خطر». وأوضح أن «الحريري عندما تحدث عن قطع أيادي إيران، لم يكن يتحدث عن قطع رأس «حزب الله»، لافتاً إلى أن «التريث هو من اجل انجاز حل وطني يحمي الاستقرار والتسوية».
ويعوّل البعض على جهود الرئيس بري مع حزب الله المواكبة لجهود عون لإنعاش التسوية وتحقيق النأي بالنفس خصوصاً أن علاقة عون وبري تمرّ حالياً بظروف جيدة. وعبّر المعاون السياسي للرئيس بري الوزير علي حسن خليل عن ذلك بقوله «إن الأسابيع الأخيرة أثبتت ان ​الوحدة الوطنية​ حمت استقرار لبنان وحصّنت قواه في مواجهة كل التحديات خاصة بالمواقف الاستنثائية التي أجمع عليها القادة السياسيون خاصة رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ ورئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ وسنواجه المرحلة المقبلة بإنفتاح ونقاش».
وعشية المشاورات الرئاسية ذكرت أوساط قيادية في 14 آذار أن «أمام الرئيس عون فرصة ذهبية: فإما إنقاذ لبنان وإما أزمة «. وذكرت الأوساط لـ«القدس العربي» «أن إعلام حزب الله يصرّ على تصوير الرئيس الحريري وكأنه في مواجهة مفتوحة مع المملكة العربية السعودية»، واعتبرت «أن المشكلة ليست حريرية سعودية بل المشكلة لها عنوان واحد وحيد هو سلاح حزب الله. والمفيد هو إقناع حزب الله بتسليم سلاحه الى الجيش اللبناني وفقاً لجدول زمني ولآليات محددة والمفيد أيضاً الحفاظ على الاستقرار في لبنان من خلال القانون وليس بالاستسلام لميليشيا عسكرية».
وكانت قناة «ام تي في» رجّحت امس أن تعود زوجة رئيس الحكومة سعد الحريري، مع ولديه لؤلؤة وعبد العزيز من باريس إلى الرياض، لا إلى بيروت، بعد انقضاء عطلتهم في العاصمة الفرنسية.
اما المكتب الإعلامي للحريري فوجّه في بيان «الشكر لجميع المواطنين الذين عبّروا عن عواطفهم الصادقة تجاهه بكل الأشكال والوسائل». وجاء في البيان «نشكر الجيش والقوى الأمنية على سهرهم على أمن المواطنين الذين توافدوا إلى بيت الوسط وتسهيل وصولهم. ولا ننسى توجيه شكر خاص للزملاء الإعلاميين والصحافيين اللبنانيين والعرب والأجانب على تغطيتهم المميزة.ويدعو المكتب الإعلامي بلدية بيروت وأجهزتها المختصة إلى إزالة الصور واللافتات المرفوعة في المناسبة».

لبنان: عون يبدأ اليوم مشاورات أساسية بعد «تريّث» الحريري في الاستقالة تفتيشا عن حل للتسوية

سعد الياس:

حماس تنفي صحة رواية «عكاظ» السعودية حول فتح حزب الله حسابات لقادتها في الجزائر

Posted: 26 Nov 2017 02:29 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: نفت حركة حماس صحة ما نشرته صحيفة «عكاظ» السعودية، حول قيام تنظيم حزب الله بفتح حسابات مصرفية لقادة الحركة في الجزائر. وقال القيادي في الحركة، سامي أبو زهري، الذي ورد اسمه في تقرير الصحيفة السعودية، في تعقيبه على الأمر «الشعب الفلسطيني يعتز بالدور الجزائري التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، إلا ان ما نشر عن فتح حسابات باسمي في بعض البنوك الجزائرية هو كلام سخيف ولا أساس له من الصحة».
وأضاف أبو زهري المقيم في الخارج في تصريح نشرته وكالة «سوا» المحلية «هذه الأكاذيب هي جزء من حملة منظمة، يقف خلفها بعض المتصهينين العرب، لخلط الأوراق والتحريض على المقاومة».
وأكد أن الهدف من وراء ذلك هو «تهيئة التطبيع مع الاحتلال وتصفية القضية للفلسطينية».
جاء ذلك ردا على تقرير نشرت الصحيفة السعودية، زعمت فيه نقلا عن «معلومات أمنية موثقة»، أن حزب الله اللبناني، فتح حسابات بنكية لقادة الحركة في الجزائر، وأن الأموال التي ضخت في هذه الحسابات نقلت من بنوك محلية في الجزائر، كانت مودعة باسم أشخاص تابعين للحزب ويقيمون في العاصمة الجزائرية.
وحسب ما نشر فإن الحسابات البنكية الجديدة فتحت باسم القيادي أبو زهري الذي انتقل من الإقامة في قطاع غزة إلى القاهرة، قبل أن ينتقل للإقامة في الجزائر خلال الشهر الماضي.
يشار إلى أن السعودية عمدت مؤخرا الى توجيه عدة اتهامات لحركة حماس، وهو أمر رفضته الحركة. ومؤخرا عبرت حماس عن استغرابها واستهجانها لتصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، حول مطالبة قطر بالتخلّي عن حركة حماس من أجل إتمام المصالحة. وقالت إن تلك التصريحات «منافية  للحقيقة والواقع»، مشيرةً إلى أن دولة قطر «كانت دوماً داعماً أساسياً للمصالحة الفلسطينية».

حماس تنفي صحة رواية «عكاظ» السعودية حول فتح حزب الله حسابات لقادتها في الجزائر

تزايد إقبال المقاتلين السوريين في «تحرير الشام» على تنفيذ عمليات «انغماسية» و«انتحارية» 

Posted: 26 Nov 2017 02:29 PM PST

إدلب ـ «القدس العربي»: كثيراً ما كانت العمليات «الانغماسية» والعربات التي يقودها أشخاص «انتحاريون»، حكراً على المقاتلين الأجانب «المهاجرين» في الفصائل الجهادية، ولكن تحولاً حدث مؤخراً،  جعل أغلب من يقوم بقيادة «المفخخات» هم من المقاتلين المحليين في سوريا.
«القدس العربي» التقت بمسؤول إحدى الكتائب الانغماسية في هيئة تحرير الشام، ابو الزبير الشامي، ليتحدث عن أسباب تزايد اقدام السوريين من المقاتلين، على هذه العمليات، معتبراً أن هيئة تحرير الشام، تقوم بتدريب أغلب عناصرها على هذا النوع من العمليات، لأنها تراها أكثر فائدة في الأعمال القتالية، ويقول الشامي «المقاتلون السوريون باتوا يقومون بهذه العمليات بسبب بطش النظام، ولأنها تحدث الرعب وتشتت قوات النظام، والسوري الذي هو من أهل البلد، اولى بالتصدي لهكذا عمليات من المهاجرين، لأنه يرى ما يعانيه اهله».
من جهته يرى القيادي العسكري المقرب من الجهاديين، الأسيف عبد الرحمن، أن السوريين اصبحوا أغلب العناصر التي تقدم على العمليات «الانغماسية» ولكن»المهاجرين» كانوا يقدمون أنفسهم بشكل أسرع، والأدوات التحريضية لهذه العمليات، قائمة على الدورات الشرعية التي يتم تدريسها، ويضيف القيادي «هذه العمليات هي مفتاح العمل العسكري وهي الركيزة لانطلاق اي معركة، فهي تستخدم عندما تستعصي نقطة عسكرية على «تحرير الشام»، وبدلاً من الاقتحام بأعداد كبيرة من العناصر لنقطة عسكرية للنظام، قد تسبب مقتل عدد كبير منهم، تأتي المفخخة لتفي بالغرض بقوة أكبر وبأعداد أقل».
يقول الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، شمس الدين النقاز، ان عدداً من القياديين العسكريين الغربيين، سبق ان تحدثوا عن خطورة هذه العمليات وتأثيرها النفسي على القوات المستهدفة، وحول أسباب ازدياد نسبة المقاتلين السوريين المنخرطين بهذه العمليات، يقول النقاز «في سوريا عُرِف عن المقاتلين الأجانب الذين التحقوا بجبهات القتال، أنهم العنصر الأساسي في تنفيذ العمليات الانتحارية، ولكن لوحظ في الفترة الأخيرة أن السوريين أصبحوا هم النواة الأولى لمثل هكذا عمليّات، واعتقد ان السبب الأساسي لهذا التغيّر، هو أن عدد المقاتلين الأجانب تقلّص بشكل كبير «معتبراً أن العامل العقدي هو أكبر سبب لانتشار هذه العمليات داخل اوساط المقاتلين الجهاديين «الجهاديون يتنافسون فيما بينهم لتنفيذ هذه العمليات وفق ما تؤكد ذلك إصداراتهم المرئية المنشورة، فكلّ ما في الأمر تسجيل للأسماء وانتظار لموعد التنفيذ، هذا دون أن ننسى أن التكوين العقدي الذي يتلقّاه هؤلاء المنفّذون يجعل منهم قنابل موقوتة جاهزة للانفجار في أي وقت متى ما طُلِب منهم ذلك».
وعن الاستفادة التي تجنيها هيئة «تحرير الشام» من هذه العمليات يقول الباحث «هذه العمليات تشكّل متنفّساً لهيئة تحرير الشام وربحاً للوقت، لأنها لو لم تستخدم هذه العمليات في قتالها ضدّ قوات وميليشيات النظام،  لما استطاعت تأخير الحملة العسكريّة المرتقبة على إدلب ومناطق سيطرتها في ريف حماة».

تزايد إقبال المقاتلين السوريين في «تحرير الشام» على تنفيذ عمليات «انغماسية» و«انتحارية» 

وائل عصام وسلطان الكنج:

«ما تتحرش بيّا…وسائل النقل ليك وليّا » حملة توعية لمواجهة التحرش في المواصلات العامة في المغرب

Posted: 26 Nov 2017 02:28 PM PST

الرباط –« القدس العربي»: تزامنا مع إحياء العالم ليوم القضاء على العنف ضد المرأة، أطلق السبت، فاعلون جمعويون في مدينة الدار البيضاء،حملة لمواجهة التحرش الذي تتعرض له النساء في وسائل النقل العمومي، تحت شعار « ما تتحرش بيّا.. وسائل النقل ليك وليّا » وذلك بغرض«التوعية ضد ظاهرة التحرش الجنسي في صفوف مستعملي وسائل النقل العمومي باعتبارها أحد أهم الفضاءات التي تعرف تفشيا صارخا للظاهرة، و بهدف تسليط الضوء ومحاربة ظاهرة التحرش في وسائل النقل العمومي».
وتسعى كل من جمعية «التحدي» ومركز «التحدي للمواطنة» في مدينة الدار البيضاء، إلى التواصل عبر هذه الحملة مع 10 آلاف من مستعملي النقل العمومي بالمدينة، وستتم تعبئة أزيد من 200 مشارك في هذه الحملة.
وحسب دراسة أعدتها الجمعيتان، شملت عينة مكونة من 200 امرأة، فإن 54 % من النساء المتراوحة أعمارهن بين 19 و39 سنة، عرضة للتحرش في جميع وسائل النقل العمومي. وأثبتت الدراسة، أن الظاهرة لا تقتصر فقط على هذه الفئة من النساء، بل إن 5 % من الفتيات المتراوحة أعمارهن بين 12 و18 يتعرضن بدورهن للتحرش في وسائل النقل العمومي، وأن 71 من مئة من المستجوبات أعربن عن عدم ارتياحهن في وسائل النقل العمومي لعدة أسباب أبرزها التحرش بمختلف أشكاله.
وقال رئيس المجلس الإداري لـ «جمعية التحدي» المهدي ليمينة إن نشطاء الجمعية، ومنذ واقعة تعرض فتاة للتحرش في حافلة للنقل العمومي، التي صدمت الرأي العام منذ أشهر قلائل، بدأوا يفكرون في طريقة لمواجهة الظاهرة، وأن الحملة تهدف إلى تكسير هذا الطابو وتحسيس النساء بضرورة مواجهة تلك السلوكات بالرفض وتقديم شكاية في الموضوع بدل الصمت. مشيرا إلى أن الحملة، ستستهدف مختلف وسائل النقل العمومي، وستركز بشكل كبير على الحافلات.
وشدد المتحدث، على «ضرورة الدفع بمقترح قانون يحارب ظاهرة التحرش الجنسي في وسائل النقل العمومي».
وقالت بشرى عبدو، مديرة مركز «التحدي للمواطنة» لـ«القدس العربي» إن « هذه الحملة تأتي بناءً على حادثة التحرش الجسدي الذي وقع للفتاة بالحافلة، والتي لقيت غضبا وتضامنا واسعا من قبل المجتمع، لكي يتم توعية وتحسيس المواطنين، خاصة مستعلمي وسائل النقل العمومية، للكف والحد من التحرش بالنساء داخل هذه الفضاءات».
وأشارت إلى أن النساء في المغرب يعانين بشكل يومي، داخل وسائل النقل العمومي، من عدة أساليب مشينة متمثلة في (اللمس، والاحتكاك..) من طرف المتحرشين، ما يجعل هذه الحملة ستستمر لأيام للمطالبة بإصدار قانون صارم يقضي على ظاهرة العنف ضد النساء ويحميهن.
وارتفعت في الفترة الأخيرة، دعوات لنشطاء مغاربة من مرتادي شبكات التواصل الاجتماعي، يطالبون فيها بتطبيق القانون الذي يعاقب على التحرش الجنسي أو الاغتصاب بصرامة، خاصة بعد الضجة التي أثارها فيديو حادثة الاغتصاب الجماعي الذي تعرضت له فتاة قاصر داخل إحدى حافلات النقل في الدار البيضاء.كما ترددت أصوات داعية إلى برمجة التربية الجنسية في المقررات الدراسية إثر وقائع اعتداءات جنسية في الفترة الأخيرة، التي كان غالبية أبطالها من القاصرين.
ويعاقب القانون المغربي وفقا لمقتضيات الفصل 305-1 من القانون الجنائي، كل متحرش بالحبس من سنة إلى سنتين وبغرامة مالية تتراوح من 500 ـ 5000 دولار. لكن حسب مراقبين، هذا القانون غير كافٍ، وتبقى الظاهرة في استفحال مستمر .

«ما تتحرش بيّا…وسائل النقل ليك وليّا » حملة توعية لمواجهة التحرش في المواصلات العامة في المغرب

فاطمة الزهراء كريم الله

قائد حراك الريف المغربي يرفض الإجابة عن أسئلة المحققين قبل الكشف عن مسرب الفيديو الذي ظهر فيه عاريًا

Posted: 26 Nov 2017 02:28 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: أفادت تقارير مغربية أن التحقيقات مستمرة مع ناصر الزفزافي، زعيم حراك الريف، حول حقيقة تلقيه اتصالات من إلياس العماري، الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة المقرب من المراجع العليا، في موضوع التآمر على الملك محمد السادس، الذي أشار إليه أحد المحامين.
وأكدت أنه من المقرر مغادرة زعيم حراك الريف أمس الأحد في اتجاه مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من أجل الاستماع إليه في الموضوع.
وقال مصدر مقرب من الزفزافي إنه لا زال متمسكا بشرطه المتمثل في الكشف عن تحقيق الفيديو المسرب الذي ظهر فيه عاريًا مقابل الإجابة عن أسئلة عناصر الشرطة القضائية.
واستبق الزفزافي، في التحقيق الأول، أسئلة المحققين، ورفض بشكل قاطع استئناف التحقيق معه إلا بعد أن يتم الكشف عن نتائج الفيديو الشهير.
وأضافت المصادر أن التحقيقات في موضوع التآمر على الملك، الذي أشار إليه المحامي إسحاق شارية الثلاثاء الماضي، أمام محكمة الاستئناف في جلسة محاكمة نشطاء حراك الريف، لازالت مستمرة، مشيرة إلى إمكانية الاستماع للمحامي ولزعيم حزب الأصالة والمعاصرة وفق تعليمات النيابة العامة.
وقال موقع «العمق» إن عددا من عائلات معتقلي حراك الريف الذين يقبعون في سجن عكاشة بالدار البيضاء، يواجهون ضغوطا كبيرة من أجل تقديم طلب يقضي بإلغاء الإنابة عن أبنائهم من طرف المحاميين محمد زيان وإسحاق شارية وعدم الدفاع عن موكليهم أمام القضاء.
وقال المحامي إسحاق شارية قبل أن يعلن خروجه من هيئة الدفاع عن معتقلي الريف، إنه سيحترم قرار عائلات المعتقلين إذا فضلوا إلغاء الإنابة منه عن أبنائهم، مشددا على أنه سيدفع بالوثائق جميعها التي يتوفر عليها إلى الوكيل العام للملك في إطار إتمام البحث ضد إلياس العماري.
يؤكد اتهامه على لسان قائد حراك الريف ناصر الزفزافي، للأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، بأنه طلب من ناصر الزفزافي المساهمة في تأجيج الأوضاع في الريف ضمن مخطط يهدف إلى التآمر على الملك.
وأمام الاتهامات الخطيرة التي ساقها شارية ضد العماري على لسان الزفزافي، قال القاضي للمحامي إن ما يقوله «خطير جدا»، غير أن شارية أصر على كلامه مطالبا القاضي بالسماح للزفزافي بالحديث ليؤكد هذا الكلام بنفسه، ملتمسا أيضا الاستماع إلى إلياس العماري.
وقال شارية بشأن خروجه من هيئة الدفاع عن معتقلي الريف « خرجت من هيئة الدفاع للمواجهة المباشرة مع إلياس العماري، وأطلب من إلياس العماري أن يدخل للمغرب، وأن يتواجه معي عند وكيل العام».
وأضاف «أن إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ذكر اسمه في محضر قاضي التحقيق وعليه المثول أمام المحكمة» و»أن الفيصل هو محضر قاضي التحقيق الذي ذكر إلياس العماري» مؤكدا أن حزب العماري سعى لتأجيج الأوضاع في الريف، ويجب أن يمتثل أمام القضاء.
وأعلن إسحاق شارية في خضم هذا النقاش تعليقه «الترافع عن معتقلي الحراك»، وذلك «حماية لوحدة الدفاع» وقال في بلاغ له عممه على صفحته على موقع الفيسبوك «وحتى أتمكن من المساهمة الجدية والفاعلة في التحقيقات المفتوحة حول هذا الموضوع والكشف عن كافة المعطيات التي بحوزتي للسيد الوكيل العام للملك بالدار البيضاء من خلال ملف سأسلمه لنيابته يوم الاثنين 2017/11/27 من أجل إغناء التحقيق، وتجنيب المعتقلين تأثيرات هذه المواجهة المفتوحة».
وأكد شارية تشبثه الكامل بما جاء في مضمون مرافعته جملة وتفصيلا، مستدلا بالآية القرآنية «ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين».
وأوضح شارية أسباب اتخاذه هذا القرار، أنه بعد مرافعته الأخيرة في ملف المعتقل ناصر الزفزافي ومن معه، التي طالب فيها «بضرورة إجراء تحقيقات تكميلية في العديد من الإشكالات العالقة سواء المتعلقة بالتعذيب أو التحقق من بعض الوقائع، إضافة إلى ملتمسات إجراء خبرة قضائية على الإتصالات المسجلة ويعهد بها إلى مؤسسة وطنية، مع ضرورة ضم كافة التقارير المنجزة حول تأخر مشروعات الحسيمة منارة المتوسط إلى ملف القضية».
وأضاف «وبعد ما أثارته ملتمساتي المتعلقة بضرورة استدعاء إلياس العمري للاستماع إليه، سواء بصفته منتخبا محليا ومسؤولا جهويا على المنطقة، وكذلك لارتباط اسمه بالتصريحات التي أدلى بها موكلي ناصر الزفزافي لدى قاضي التحقيق في جلسة الاستنطاق التفصيلي، خصوصا منها المرتبطة بوجود مؤامرة على الدولة، وسعي حزب «البام» إلى تأجيج الأوضاع في المنطقة، من ضجة إعلامية، واستخدام لأساليب الترهيب والتهديد، من جهات ذات انتماءات سياسية معلومة حاولت الإنبراء للدفاع عن إلياس بقصد المس بحصانة الدفاع في مخالفة صارخة للمواد 58 و 60 من قانون مهنة المحاماة».
وهاجم شارية محامين منتمين لهيئة الدفاع عن المعتقلين، متهما إياهم بالهجوم على مضمون مرافعته وملتمساته القضائية، «خدمة لمصالح المدعو إلياس العماري» وقال «تغليط الرأي العام بخصوص ورود اسم العماري وأسماء أخرى في محضر قاضي التحقيق المتعلق بالاستماع لناصر الزفزافي، وكذلك ورود إسم الحزب الذي يرأسه في بعض محاضر الضابطة القضائية، في تعارض صارخ مع أعراف المهنة ومبادئها وقسمها الذي يلزمنا بالكشف عن الحقيقة والتشبث بالتطبيق السليم للقانون ضد أية شخصية ورد إسمها في مجريات التحقيق مهما علا وزنها وشأنها».
ودخلت الكاتبة المدوّنة مايسة سلامة الناجي، التي كانت قد زارت الحسيمة والتقت ناصر الزفزافي إبان الاحتجاجات، على خط اتهامات الزفزافي للعماري بـ«لتآمر على الملك» وقالت في تدوينة لها عبر حسابها بموقع فيس بوك «لم يقع أبدا على حد علمي أن اتصل إلياس العماري بناصر الزفزافي ولا طلب منه التآمر على الملك، هذا تضخيم للواقع، الذي أخبرني به ناصر الزفزافي هو أن بعض المنتمين للپام (حزب الأصالة والمعاصرة) – شخصيا لا أعرف هُوياتهم – قدموا إليه في بداية الاحتجاجات وطلبوا منه نصب خيام والاعتصام في الساحة – بمعنى عدم مغادرة الشارع- على طريقة اكديم ازيك، (احتجاجات صحراويين ففي ضواحي مدينة العيون 2010) فكان أن رفض تحويل احتجاجات سلمية بمطالب اجتماعية إلى ثورة سياسية وغادر هو وزملاؤه إلى منازلهم، وهو أمر لم يخفيه بل قاله مرارا».
واعتبرت مايسة أنه «كان المطلوب فقط فتح تحقيق في هُوية من أرسل هؤلاء وما كانت نواياه وأجندته»، وأن «هذا لا يورط ناصر الزفزافي ولا شباب الريف في شيء بل نصفق لهم كونهم حافظوا على سلمية الحراك وحموه من ركوب الأحزاب والانفصاليين ورفضوا الانقياد وراء دعوات بالتصعيد وأثبتوا مرارا وطنيتهم برغم أن الكل تكالب ضدهم».

قائد حراك الريف المغربي يرفض الإجابة عن أسئلة المحققين قبل الكشف عن مسرب الفيديو الذي ظهر فيه عاريًا

اليمن: نائب الرئيس يطالب بحسم معركة الإرهاب وإجراءات أمنية في تعز على خلفية مواجهات بين فصيلين مسلحين

Posted: 26 Nov 2017 02:28 PM PST

تعز ـ «القدس العربي»: طالب نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب أمس بضرورة حسم معركة الإرهاب في العالم العربي والإسلامي، وضرورة وضع استراتيجية واضحة لحسم هذه المعركة.
وقال في مؤتمر وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب المنعقد امس في العاصمة السعودية الرياض «إن حسم معركة الإرهاب من أهم أولويات أمتنا وواجب جيوشها وحكوماتها، ولابد من صياغة استراتيجيات وتوفير إمكانات ووضع التشريعات والمرجعيات، وخوض المعركة في كل الميادين الفكرية والأمنية والمالية والعسكرية».
وطالب بضرورة الوصول إلى تطويق الإرهاب ومحاصرته وتجفيف منابعه وتخليص العالم من شره، وعلى كل قوى العالم الحر بمختلف اتجاهاتها وعقائدها التنسيق والتعاون لمواجهته بكل الوسائل والأساليب المتاحة لتنعم البشرية بمستقبل يسوده التعايش والأمن والسلام.
وأوضح الأحمر حجم المعاناة اليمنية من أعمال الإرهاب التي تبنتها القاعدة وداعش وارتكبها جماعة الحوثي خلال الفترة الماضية وقال «إن الجمهورية اليمنية من أوائل الدول التي اكتوت بنار الإرهاب ودفعت ثمناً باهظاً بسببه. لقد واجهنا الإرهاب بمختلف صوره وأشكاله المذهبية والطائفية والأمنية، ولازلنا في معركة مفتوحة مع الإرهاب المتمثل في تنظيمي القاعدة وداعش والإرهاب الإيراني وما تفرع عنه وارتبط به من جماعات وفي مقدمتها المليشيا الحوثية الإرهابية الإيرانية».
وشدد على ضرورة خروج هذا الاجتماع العسكري الرفيع بقرارات جوهرية تتناسب وما تنتظره الشعوب العربية والإسلامية، وقال «يجب أن يضيف هذا الاجتماع دعماً ملموساً لمعركتنا مع الإرهاب في اليمن وإقناع النظام الإيراني بالكف عن دعم وتمويل الإرهاب الذي يستهدف بلادنا».
واتهم الأحمر إيران صراحة بدعم الجماعات الإرهابية وكشف «ضلوع نظام طهران بدعم جماعات الإرهاب وضرورة إعلان مليشيا الحوثي (في اليمن) وحزب الله (اللبناني) جماعات إرهابية».
في غضون ذلك عقدت اللجنة الأمنية العليا في محافظة تعز، أمس، اجتماعاً أمنيا للوقوف على آخر التطورات والمستجدات الأمنية في محافظة تعز، على خلفية المواجهات المسلحة التي وقعت بين فصيلين مسلحين في المقاومة، أحدهما فصيل (لواء الصعاليك) والآخر فصيل (كتائب أبوالعباس) بقيادة الشيخ السلفي عادل عبد فارع، المدعوم من الإمارات العربية المتحدة والمدرج اسمه ضمن قائمة الإرهاب التي أعلنتها السعودية الشهر الماضي.
وأعلن هذا الاجتماع الذي حضره قادة الألوية العسكرية والأجهزة الأمنية بمحافظة تعز عن الرفض القاطع لأي تشكيلات مسلحة تعمل خارج إطار الدولة والمؤسسات الشرعية تحت أي مسمى كان، وطالب الاجتماع بضرورة عودة الحملة الأمنية وانتشار النقاط الأمنية للقوات الحكومية داخل مدينة تعز وخارجها، والعمل على استكمال الدمج الفعلي لقوات المقاومة في الجيش الوطني.
وذكر مصدر عسكري أن هذا الاجتماع شدد على ضرورة وحدة القرار داخل محافظة تعز لتسيير الجانب العسكري و الأمني وإدارة السلطة المحلية بالمحافظة، فيما طالبت اللجنة الأمنية بالوقوف إلى جانب قيادة المحور العسكري والوحدات التابعة لها لاستكمال تطهير تعز من الميليشيا الانقلابية والعمل على توفير الامكانيات اللازمة. وأوضح أن هذا الاجتماع العسكري والأمني أقرّ تشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث والمواجهات المسلحة التي وقعت يوم أمس الأول في غرب مدينة تعز بين مجاميع مسلحة الأولى تتبع (كتائب أبوالعباس) والأخرى تتبع (لواء الصعاليك)، والتي أسفرت عن سقوط قتيل على الأقل والعديد من الجرحى.
مشيرا إلى أن اللجنة الأمنية تشكلت برئاسة وكيل محافظة تعز لشؤون الدفاع والأمن اللواء الركن عبدالكريم الصبري وعضوية كلا من رئيس الاستخبارات و رئيس الأمن السياسي وركن الاستطلاع بمحور تعز العقيد عبدالعزيز المجيدي.
وفي السياق، قال مسؤولون يمنيون إن سفينة تحمل 5500 طن من الطحين رست في ميناء الحديدة أمس الأحد وهي أول سفينة ترسو بالميناء خلال أكثر من أسبوعين منذ الحصار الذي فرضه التحالف الذي تقوده السعودية ويقاتل الحوثيين في اليمن.
وأغلقت السعودية وحلفاؤها المنافذ الجوية والبرية والبحرية لليمن في السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر لوقف ما قالوا إنه تدفق للأسلحة على الحوثيين من إيران. وجاء ذلك بعد أن اعترضت السعودية صاروخا أطلق تجاه العاصمة الرياض.
وهذه أول شحنة مساعدات تصل اليمن عبر ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين بعد أن سمح التحالف برحلة جوية تحمل عمال إغاثة إلى العاصمة اليمنية صنعاء السبت.
وقال مسؤول محلي «السفينة طولها 106 أمتار وتحمل 5500 طن من الطحين».
وتنفي إيران إمداد الحوثيين بالسلاح.

اليمن: نائب الرئيس يطالب بحسم معركة الإرهاب وإجراءات أمنية في تعز على خلفية مواجهات بين فصيلين مسلحين
التحالف العربي يسمح بدخول أول سفينة مساعدات لميناء الحديدة
خالد الحمادي

نواب البرلمان الجزائري يسقطون الضريبة على الثروة من قانون الميزانية!

Posted: 26 Nov 2017 02:27 PM PST

الجزائر ــ «القدس العربي»: صادق نواب الغرفة الأولى في البرلمان الجزائري أمس الأحد على قانون الميزانية لسنة 2018، وذلك بعد أن كانت الحكومة قد قررت تأجيل المصادقة إلى ما بعد الانتخابات المحلية التي جرت الخميس الماضي، وقد وافق النواب بالأغلبية على إسقاط المادة التي تفرض ضريبة على الثروة، والتي جاء بها مشروع قانون الميزانية، الأمر الذي أثار جدلا واسعا.
وكان نواب البرلمان قد عادوا إلى مقاعد الغرفة السفلى من المؤسسة التشريعية للتصويت على قانون الميزانية لسنة 2018، بعد إسدال الستارة على الانتخابات المحلية، وبعد أن كانت الحكومة قد اختارت مناقشة القانون في عز الحملة الانتخابية، الأمر الذي أدى إلى تغيب الكثير من النواب، إذ جرت أغلبية جلسات النقاش في قاعة شبه فارغة من النواب، برغم الأهمية التي يكتسيها قانون الميزانية للسنة المقبلة، والذي تضمن زيادات في الأسعار، خاصة ما تعلق بالوقود الذي يعرف زيادة للمرة الثالثة على التوالي، لكن المادة التي أثارت الكثير من الجدل، هي تلك المتعلقة بفرض ضريبة على الثروة، والتي تعتبر سابقة لم تعرفها الجزائر من قبل، وجاء اقتراح المادة بعد ارتفاع أصوات مطالبة بذلك، كبديل من عن فرض زيادات في الضرائب والرسوم والأسعار، والتي غالبا ما يدفع ثمنها المواطن البسيط، في حين أن أصحاب الثروات الضخمة لا يدفعون أي شيء نظير ما يمتلكون من ثروات.
ونصت المادة التي كانت مقترحة على فرض ضريبة على الثروة، ابتداء من نحو 400 ألف دولار، وأن احتساب هذه القيمة يأخذ في الاعتبار الأملاك العقارية، وسيارات الخواص التي تفوق سعتها 2000 سم3 بالنسبة لمحركات البنزين و2200 سم3 بالنسبة لمحركات المازوت، واليخوت وسفن النزهة، وخيول السباق، والطائرات السياحية، والقطع الفنية التي تفوق قيمتها 5 آلاف دولار، والجواهر والأحجار الكريمة والمعادن النفيسة، على أن تعفى السكنات الرئيسية من هذه الضريبة، وأقر المشروع أن الضريبة تكون من 1 ــ 3,5 من مئة حسب قيمة الثروة.
وبرر صاحب المشروع أن الضريبة على الثروة جاءت لتحل محل الضريبة على الأملاك التي كانت موجودة، حتى يفهم الرأي العام أن الضريبة تمس الطبقة الغنية، مشيرا إلى أنه بغرض تطبيق القرار يجب على وكلاء السيارات تزويد الإدارة الجبائية بقائمة مفصلة للذين اقتنوا سيارات سياحية يتجاوز سعرها 100 ألف دولار، وقد بدا الأمر غريبا منذ البداية، لأن صاحب المشروع نسي أو تناسى أن وكلاء السيارات لم يعودوا يستوردون السيارات منذ أكثر من سنة، وأن بعض السمسارة الذين يقومون باستيراد سيارات بشكل شخصي لإعادة بيعها، يفعلون ذلك باستخدام رخصة الاستيراد الممنوحة لقدماء المجاهدين، وبالتالي فإن السيارات تبقى باسم المجهادين لثلاث سنوات على الأقل، ومن الصعب متابعة الذي اشترى السيارة، لأنها لن تكون باسمه.
وبعد أخذ ورد قررت لجنة الميزانية والمالية في المجلس إسقاط المادة من المشروع النهائي المعروض على المصادقة، وبررت قرارها بأن الضريبة غير قابلة للتطبيق في الوقت الراهن، بسبب النظام الجبائي المعمول به، برغم وعود الحكومة بإصدار النصوص التنظيمية قريبا، وهو الأمر الذي استجاب له أغلب نواب الغرفة الأولى في البرلمان، الأمر الذي أثار جدلا واسعا.
وقال عبد الناصر حمدادوش رئيس المجموعة البرلمانية لتحالف حركة مجتمع السلم ( تيار إسلامي) إن المعارضة كانت مع فرض هذه الضريبة لتحقيق المساواة في تحمل الأعباء بين مختلف طبقات المجتمع، لكن ضغوطا مورست من طرف أصحاب المال لإسقاط هذه المادة، وهو إهانة كبيرة للبرلمان، واعتداء على سيادة الشعب. ونفى بلعباس بلعباس رئيس المجموعة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي ( حزب رئيس الوزراء) أن تكون هناك أية ضغوط مورست على اللجنة من أجل إسقاط هذه الضريبة، مؤكدا أن القرار اتخذ بعد استشارة الحكومة وأحزاب الأغلبية.

نواب البرلمان الجزائري يسقطون الضريبة على الثروة من قانون الميزانية!

كمال زايت:

الإرهاب بين سيناء ودمشق والقاهرة

Posted: 26 Nov 2017 02:26 PM PST

كل شيء عالق. لقد أثبتت نهاية الأسبوع الأخير أنه في الزمن القريب المقبل لا يتوقع أي تحول دراماتيكي في الشرق الأوسط. فالروس لم يوقفوا بعد الاضطراب الداخلي في سوريا. والمصريون لم ينجحوا بعد في السيطرة على داعش في سيناء، وفي محادثات القاهرة تبين أنه لا يوجد أي مؤشر حقيقي على المصالحة بين الفلسطينيين وأنفسهم. كله تلاعب على الرأي العام، أماني، عناوين رئيسة لا تصمد ووثائق عليلة كتلك التي صدرت عن مؤتمر القمة في سوشي حول سوريا وقمة الفصائل الفلسطينية في القاهرة.
الشرق الأوسط يواصل المراوحة في المكان، وبالأساس يواصل النزف. فبعد أن خسروا داعش واعلنوا انهيار الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، أغرق رجالها في نهاية الأسبوع شمال سيناء بدماء أكثر من 300 مواطن مصري. منذ أسابيع طوال ونحن نسمع أن الضربات التي تلقاها داعش في سيناء، والاتفاقات بين مصر وحماس أضعفت قوة التنظيم في شبه الجزيرة وقلصت عدد مقاتليه إلى النصف. وتنسم المصريون خيرا من العمل الذي قاموا به في السنة الأخيرة مع القبائل البدوية في سيناء، الذي تضمن استثمارات في البنى التحتية وفي السياحة وتوفير أماكن عمل للبدو في مصر ذاتها وفي مدن القناة.
لقد أعطت مصر الاحساس بأن إزالة تهديد داعش سيناء يبدو في الأفق. وتبين في نهاية الأسبوع أن هذا كان خطأ بصريا، وان المصريين لم يغيروا حقا سلّم الأولويات القومية لديهم ولم ينفذوا حقا معالجة جذرية في إهمال بلدات المحيط النائية في سيناء.
ومن دون تجنيد حقيقي للسكان في سيناء، فإن الجيش المصري الثاني سيبقى يراوح في المكان، وينزف هناك سنوات طوال أخرى. تماما مثل الجيش السوري، الجيش الروسي وحلفائهما ـ الأتراك والإيرانيون ـ سيواصلون المراوحة في سوريا في محاولة لإطفاء حرائق العصيان المدني، حركات الجهاد والأكراد.
كان هناك في وسائل الإعلام الروسية مَن وصف مؤتمر القمة الذي نظمه بوتين في سوشي الأسبوع الماضي مع شريكيه في «الانتصار» في سوريا ـ اردوغان وروحاني ـ كـ «قمة يالطا الثانية».
في تلك القمة، بعد الحرب العالمية الثانية، اقتسم تشرتشل، روزفيلت وستالين أوروبا بينهم. هنا جرى الحديث عن تقسيم سوريا. وليعش الفرق الصغير. نتائج القمة في سوشي تتلخص في وثيقة عديمة المعنى، مليئة بالادعاءات، تعلن أن الثلاثة زعماء يأملون أن تكون «انتخابات ديمقراطية وشفافة في سوريا برعاية الأمم المتحدة» ـ ليقولوا لنا إن شيئًا جوهريا لم يخرج من هناك. وحسب مصادر روسية، كان هناك عدم توافقات أكثر مما كان توافقات. في المستقبل القريب ستعقد لقاءات أخرى بين وزراء الخارجية ورؤساء الأركان، الذين سيحاولون وضع خطة متفق عليها تخدم مصالح الأطراف الثلاثة. كما أن اللقاء الذي خطط له هذا الأسبوع بين مندوبي القبائل السوريين الذين كان يفترض أن يتصالحوا مع نظام الأسد تأجل إلى نهاية كانون الأول.
بالتوازي، يواصل الروس الحفر في كل مكان في الشرق الأوسط حيث يمكنهم أن يغرسوا قَدَمًا أخرى. في نهاية الأسبوع زار السلطة الفلسطينية ونظيره في إسرائيل رئيس الاستخبارات الخارجية الروسي ـ سيرجيه نريشكين. زيارة نادرة. ما الذي يبحث عنه هنا؟ أين يحفر الروس في النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني؟
ومن مؤتمر القمة في القاهرة أيضا خرجت تصريحات فارغة من المضمون. مؤتمر بين 11 تنظيما فلسطينيا بحث في ورقة موقف وضعتها على ما يبدو المخابرات المصرية. لم يوقع أي تنظيم هذه الورقة، وهي على أية حال لا تلزم أحدا. وكان يفترض بالمؤتمر أن يعطي دفعة عملية لمسيرة المصالحة، التي الكرزة في قشدتها هي فتح حقيقي دائم لمعبر رفح. هذا لم يحصل. تماما مثلما هي صلاحيات الحكومة في غزة لم تنتقل حقا إلى السلطة في رام الله. وحتى البيان الذي صدر هناك عن إجراء انتخابات في السلطة حتى نهاية 2018 لا يساوي كثيرا إذ أن أبا مازن يمكنه أن يؤجلها كما يشاء.
إذا من يخاف هنا من السلام والسكينة برعاية روسية ـ إيرانية في سوريا ـ يمكنه أن يهدأ. لا تسوية في سوريا، الأمريكيون لن يغادروا بعد، وبين شركاء «النصر» توجد مصالح متضاربة لن تسمح بتسوية تؤدي إلى استقرار سلطوي، والحرب الاهلية ستندلع مرة أخرى.
وحتى مَن قلق مِن اتفاق المصالحة الفلسطيني يمكنه أن يتنفس الصعداء.
بسبب تلاعبات الزعماء السياسيين وخلق وهم حل في أوساط الفلسطينيين في غزة، ينبغي لإسرائيل الآن أن تستعد لإمكانية نشوب العنف، لا سيما من القطاع، في ضوء الإحباط وسقوط توقعات السكان. وفي سيناء، مثلما في سيناء: مثلما خافوا هنا بعد أن فقد السيطرة الإقليمية التي كانت له في العراق وفي سوريا، سيصبح داعش منظمة إرهابية إجرامية تعمل أساسا ضد المدنيين في كل مكان ينجح فيها في زرع الخلايا وتثبيت نفسه.

اليكس فيشمان
يديعوت 26/11/2017

الإرهاب بين سيناء ودمشق والقاهرة
لا توجد آفاق لحل في الشرق الأوسط وسيواصلون النزف ويبتعدون عن الحل السياسي
صحف عبرية

ألمانيا ترحل أول لاجئ عراقي إلى بغداد ومخاوف من اعتباره مؤشرا لترحيل آخرين

Posted: 26 Nov 2017 02:26 PM PST

برلين ـ «القدس العربي»: في مؤشر على إمكانية بدء ترحيل لاجئين عراقيين من ألمانيا نشرت صحيفة فيلت أم زونتاغ الألمانية أمس الأحد (أن السلطات الألمانية قامت بترحيل عراقي إلى بغداد وذلك للمرة الأولى منذ سنوات طويلة. ووفقا لوزارة الداخلية الاتحادية فإن العراقي تم ترحيله بتاريخ السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 إلى بغداد برفقة ثلاثة من الشرطة الاتحادية. وذكر التقرير أن العراقي مدان بارتكاب جرائم في ألمانيا.
ولم يكن متاحا ترحيل أي عراقي إلى وسط العراق بعد حرب الخليج الثانية، كما أنه ابتداء من 2006 تم إصدار قرار بوقف الترحيلات للأشخاص المدانين بجرائم، باستثناء المقبلين من شمال العراق.
وقد يعني هذا القرار ترحيل أعداد أخرى من العراقيين المدانين، خاصة أن ألمانيا أعلنت أنها بصدد تعاون أكبر مع الأجهزة الأمنية العراقية من أجل التمكن من التعرف على الرعايا العراقيين الذين يتوجب عودتهم. ويعيش في ألمانيا آلاف العراقيين الذين لم يحصلوا على حق اللجوء، إلا أن السلطات الألمانية منحتهم حق البقاء(دولدونغ)، وبالرغم من أن السطات الألمانية لم تشر إلى مصير هؤلاء إلا أن بدء الترحيل قد يفتح باب التساؤلات الحزبية خاصة في ظل دخول حزب البديل اليميني الشعبوي إلى البرلمان، ومساعي تشكيل حكومة اتحادية.
ووفقا لبيانات وزارة الداخلية فإن ألمانيا رحلت هذا العام فقط أي منذ بداية كانون الثاني/ يناير وحتى نهاية أيلول/سبتمبر 39 ألف لاجئ رفضت طابات لجوئهم. ونشرت صحيفة «دي فيلت» الألمانية أن نحو 8000 عراقي غادروا طواعية ألمانيا وعادوا إلى بلادهم، ضمن برنامج «العودة الطوعية» المدعوم من قبل الحكومة الألمانية.
واستنادا إلى بيان للمكتب الفيدرالي للهجرة واللاجئين، عاد 5657 عراقي إلى العراق في العام الماضي، و2481 إلى غاية شهر أيلول من العام الحالي. وتعتبر السلطات الألمانية أن هذه الأعداد «إشارة إلى بداية عودة الاستقرار في العراق»، لكنها في الوقت ذاته «ليست بأرضية كافية» لإعادة دراسة قياسات منح حق الحماية الذي يتمتع به نحو 120 ألف عراقي في ألمانيا.
وحسب المعلومات الواردة من مكتب الهجرة واللاجئين فإن أي تقييم جديد للوضع في العراق، لا بد أن يُنجز في السنوات الثلاث المقبلة كمدة قصوى. وعلى ضوء ذلك أمام المشرع إما أن يسحب حق الحماية الممنوح أو منح حق الإقامة الدائمة للأشخاص المعنيين المقيمين في ألمانيا.
ولسحب حق الحماية من العراقيين، «لا بد أن تطرأ تغيرات إيجابية في العراق، وأن لا تكون تحولات ظرفية وإنما طويلة المدى»، يضيف بيان مكتب الهجرة واللاجئين.
وتشير الإحصاءات أنه منذ بداية عام 2017 وحتى نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول قدّم 17600 عراقي طلبا للجوء في ألمانيا. ليصنف العراقيون في المرتبة الثانية بعد السوريين من حيث طلبات اللجوء المقدمة لهذا العام. وتعتمد ألمانيا منذ عام 2016 على مبدأ تعزيز «المغادرة الطوعية» لمعالجة أزمة اللاجئين. بحيث يمكن لطالبي اللجوء المرفوضين الحصول على دعم مالي واستشاري من قبل الحكومة الألمانية من أجل العودة إلى وطنهم، ولا يوجد عادة بديل آخر متوفر. فمن لا يذهب طواعية يتم ترحيله بدون دعم مالي. هذه الفرصة متاحة أيضا لمن ما يزالون في منتصف عملية تقديم اللجوء وفحص الطلب. وعادة ما تصنف المبالغ المالية لتكاليف السفر التي يحصل عليها من يغادر طوعا حسب الجنسية وفقا لبرامج المنظمة الدولية للهجرة (IOM) إذ يحصل المغادر على مصاريف سفر وعلى مساعدة تصرف لمرة واحدة وذلك حسب جنسيته، فالأفغاني يحصل على 500 يورو بينما يحصل المصري على 300 يورو.
وارتفع عدد المغادرين طوعا والذين يحصلون على دعم بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، إذ تلقى في عام 2015 حوالي 35 ألف شخص منح الدعم هذه، في حين ارتفعت هذه الأعداد في عام 2016 لتصل إلى ما يقارب 54 ألف شخص. وتعتبر جنسيات غرب البلقان من بين الدول الأكثر انضماما لبرنامج العودة الطوعية. فقد استفاد 17 ألف شخص من ألبانيا من هذا البرنامج، 6000 من صربيا و5400 من كوسوفو، إلا أنه بالنسبة للأفغان والذين يتهددهم شبح الترحيل على الأغلب، قرر قرابة 3300 شخص فقط المشاركة في هذا البرنامج المسمى (REAG / GARP).
ومنذ شباط/ فبراير 2017، يتوفر أيضا برنامج خاص بالعودة «مساعدة البداية بلس». بحيث يحصل على 1200 يورو من يقرر الانضمام لهذا البرنامج وسحب طلب لجوئه والعودة قبل البت في الطلب. بينما سيتم دفع 800 يورو فقط إذا تم البت في الطلب سلبيا، أي رفض طلب لجوئه؛ ويشترط لذلك أن يكون مقدم الطلب ما يزال مقيما ضمن الفترة المسموح له بالعودة فيها، ودون تقديم أي طعن لهذا القرار. ومن أجل تمويل هذا البرنامج قررت الحكومة الألمانية تخصيص 40 مليون يورو إضافية من أجل تغطية التكاليف.

ألمانيا ترحل أول لاجئ عراقي إلى بغداد ومخاوف من اعتباره مؤشرا لترحيل آخرين
حوافز مالية لمن يقبل الترحيل الطوعي
علاء جمعة

تسعة وزراء يواجهون الاستجواب في البرلمان العراقي والجبوري يدعو لمواجهة «آفة الفساد»

Posted: 26 Nov 2017 02:26 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: تنظر هيئة رئاسة مجلس النواب العراقي في ملفات استجواب تسعة وزراء في الحكومة الحالية، تمهيداً لإدراجها في جلسات البرلمان، خلال الأسبوع الأخير من عمر الدورة التشريعية الحالية، لكن نواباً أعربوا عن خشيتهم من محاولة البرلمان «تسويف» ملف الاستجوابات.
وقالت نائبة رئيس لجنة الخدمات والإعمار في مجلس النواب العراقي، أمل مرعي، لـ«القدس العربي»، إن «هناك عددا كبيرا من طلبات الاستجواب مقدمة من قبل نواب من كتل سياسية مختلفة، بحق عدد من المسؤولين التنفيذيين، معروضة أمام هيئة رئاسة مجلس النواب».
وأضافت: «الاستجوابات تأخرت بسبب آلية الاستجواب، وظروف أخرى مجهولة، فضلاً عن التدقيقات القانونية»، مشيرة إلى أن «رئاسة البرلمان حصرت الاستجوابات في الأسبوع الأخير من الفصل التشريعي الحالي، الذي لم يتبق من عمره وقت كافٍ لإجراء الاستجوابات».
وكشفت مرعي عن وجود «تسعة استجوابات مطروحة على البرلمان تشمل وزراء مختلفين»، مؤكدة أن «لجنة الإعمار والخدمات البرلمانية تتبنى استجوابا لوزيري الاتصالات والنقل».
وتابعت أن «هناك إجماعا داخل لجنة الخدمات على استجواب وزير النقل، وسيكون الاستجواب باسم اللجنة، في حين أن أحد أعضاء اللجنة يتبنى استجواب وزير الاتصالات»، مشيرة إلى أن «هناك تفاوتاً في آراء أعضاء اللجنة حول استجواب الوزير».
وطبقاً للمصدر، فإن «استجواب وزير النقل لا يتعلق بمواقف شخصية، بل إنه يأتي لوجود أخطاء وخلل في إدارة الوزارة»، مبينة أن «اللجنة وجهت الوزير مرات عدّة، بإعادة النظر في آلية إدارة الوزارة، لكن لم تقدم الوزارة أي تحسن في أدائها».
وحسب مرعي «لو عالج وزير النقل الحالي الملاحظات والنقاط التي طرحها البرلمان على الوزير السابق، لما وصلنا إلى مرحلة استجوابه».

وثائق تدين الوزراء

نائب رئيس لجنة الخدمات والإعمار، أكدت أن هناك «ملف استجواب أيضاً لوزير الزراعة، فضلا عن طرح مقترح لسحب الثقة عن وزير التجارة»، موضحة أن «الوثائق التي يمتلكها النواب المستجوبون، تمهد لسحب الثقة عن عدد من الوزراء».
كذلك كشفت عضو لجنة المهجرين والمرحلين النيابية النائبة زينب عارف البصري، عن وجود «ضغوط وتدخلات» من قبل شخصيات سياسية ورجال أعمال للعدول عن استجواب وزير الهجرة والمهجرين جاسم الجاف.
وقالت في بيان، إن «جهات عليا (لم تسمها) في وزارة الهجرة والمهجرين تعرقل حصولنا على المعلومة من خلال عدم الإجابة على مخاطباتنا، فضلا عن عدم السماح لدوائر الوزارة بالتعاون معنا وتزويدنا بالمعلومات المطلوبة»، مشيرة إلى أن «هذا التصرف ليس إلا محاولة لكسب الوقت لن تجدي نفعاً».
وأوضحت أن «هناك العديد من الملفات التي سنطرحها خلال استجواب وزير الهجرة والمهجرين، منها أمور تتعلق بلجان المشتريات التي باتت حديث الشارع العراقي، والسلات الغذائية وقدور الطبخ والبطانيات والخيم ومخازن أربيل وقيام جهات عليا موجودة في الوزارة حاليا بالضغط على الجهات الرقابية لإغلاق التحقيق في قضية توزيع وحدات سكنية مخصصة للنازحين على حاشية الوزير السابق».
وتابعت «سنطلب من رئاسة مجلس النواب والجهات الرقابية المعنية إرسال لجان تحقيقية إلى كل من أربيل والسليمانية وكلار ودهوك لكشف حسابات بعض شركات التحويل المالي والصيرفة ومعرفة الجهات التي يتم تحويل الأموال لمصلحتها، وما علاقاتها وارتباطاتها ببعض الاشخاص».
البصري أكدت أن «هناك ضغوطاً وتدخلات موثقة لدينا نتعرض لها من قبل شخصيات سياسية ورجال أعمال للعدول عن استجواب وزير الهجرة والمهجرين، وننصح هؤلاء بترك الأمر وإلا سنضطر للكشف عن هذه الأسماء وتقديمها للقضاء أيضاً»، ماضيةً إلى القول، «بعد ورود إجابات وزارة الهجرة سنعلن في مؤتمر صحافي أسماء الشركات ومن يقف وراءها وكيف كانت تحال الأعمال وغيرها».

أحكام ضد فاسدين

في الأثناء، أصدرت محكمة جنح الرصافة في بغداد، حكماً بالحبس لمدة سنة بحق مدير عام في وزارة الزراعة على خلفية إحالته مشاريع القرى العصرية في محافظات النجف والقادسية وصلاح الدين إلى مقاولين ثانويين.
وقال المتحدث الرسمي لمجلس القضاء الأعلى القاضي عبد الستار بيرقدار في بيان، إن «هذا العمل يعد مخالفاً لبنود العقود المبرمة ومخالفا لواجبات الوظيفة»، لافتا إلى أن «الحكم يأتي استنادا إلى أحكام المادة 331 من قانون العقوبات العراقي النافذ».
وأيضاً، أصدر مجلس القضاء الأعلى، حكماً بسجن محافظ ديالى السابق عمر الحميري لمدة ستة أعوام على خلفية تهم فساد.
وقال المتحدث الرسمي للمجلس القاضي عبد الستار بيرقدار في بيان لاحق، إن «محكمة جنايات النزاهة أصدرت حكما حضوريا بالسجن لمدة ست سنوات بحق محافظ ديالى السابق عمر الحميري».
وأضاف أن «القرار جاء استنادا إلى أحكام المادة 340 من قانون العقوبات العراقي لإضرار المتهم بالمال العام عبر المغالاة في أسعار المواد المشتراة».
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في كلمته الاسبوعية الأخيرة، عن عزم حكومته خوض «حرب» ضد المسؤولين الفاسدين، الأمر الذي لاقى ترحيباً في الأوساط السياسية.
إلى ذلك، دعا رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، أمس الأحد، إلى الوقوف أمام ما وصفها بـ«آفة الفساد» والحد من انسيابها في مؤسسات الدولة، فيما حثّ العاملين في قطاع الصحة على البحث عن وسائل تسهم بتقديم خدمات للمواطن بشكل غير مكلف ومتطور.
وقال، في كلمة ألقاها خلال المؤتمر الأول لتأهيل القطاع الصحي، الذي عقد في بغداد، إن «الفساد في العراق أخذ مأخذه في مؤسسات الدولة، ونتمنى على الجميع الوقوف أمام هذه الآفة والحد من انسيابها».

«دعاية انتخابية»

وعلى الرغم من ذلك الترحيب، فإن تحالف القوى العراقية «حذّر» من تحويل قضية محاربة الفساد إلى «دعاية انتخابية» أو مشاريع «للتسقيط السياسي».
وقال رئيس كتلة التحالف في مجلس النواب العراقي صلاح الجبوري في بيان، إن «مبادرة محاربة الفساد وتحرير الموارد الوطنية تعد بمثابة الصفحة الثانية لعمليات تحرير المدن».
وأضاف: «مبادرة القضاء على الفساد يجب ألا تكون حبيسة ملفات الحكومة والوزارات، بل يجب أن تشمل ملفات الحكومات المحلية ومجالسها ودوائرها كونها أيضاً عليها علامات استفهام كبيرة في ضياع ميزانيات تنمية الأقاليم والمحافظات منذ 2004 وحتى يومنا هذا».
وأعرب عن أمله أن «لا تتحول دعوات ومطالبات محاربة والقضاء على الفساد إلى شعارات انتخابية أو مشاريع للتسقيط السياسي أو أسلوب جديد لاقصاء المنافسين الانتخابيين، وهو ما قد يفقد المبادرة فعاليتها ويزعزع ثقة المواطن في حكومته»، على حدّ قول البيان.

تسعة وزراء يواجهون الاستجواب في البرلمان العراقي والجبوري يدعو لمواجهة «آفة الفساد»
وزير النقل على رأس القائمة… وتحالف القوى يحذّر من «التسقيط السياسي»
مشرق ريسان

مسؤولون في سوريا الديمقراطية لـ«القدس العربي»: واشنطن شريك صادق لنا ولن توقف دعمنا

Posted: 26 Nov 2017 02:25 PM PST

حلب – «القدس العربي»: قال مسؤولون في «قوات سوريا الديمقراطية» المكونة أساساً من وحدات الحماية الكردية، لـ«القدس العربي» إن واشنطن لن توقف دعمها عن قواتهم، حيث اعتبروا أن الولايات المتحدة الأمريكية شريك صادق لن يخل بوعوده.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو قد صرح قبل أيام، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اتصال بوقف شحنات الأسلحة إلى وحدات الحماية الكردية في سوريا، في حين أكد البيت الأبيض تغييرات متعلقة بالمساعدات العسكرية المقدمة إلى الشركاء على الأرض في سوريا، بما أن معركة الرقة قد انتهت الآن، في إشارة إلى «القوات الكردية».
ونفى الرئيس المشترك لـ»مجلس سوريا الديمقراطية» رياض درار، إعلان الويلات المتحدة الأمريكية وقف دعمها لقوات سوريا الديمقراطية، التي اعتبرها شريكاً صادقاً لن يتخلى عن وعوده، حيث لهم معها مهمة لا تتوقف إلا بالقضاء على الإرهاب وإغلاق منابعه وتجفيف مستنقعاته على حد تعبيره. وقال درار لـ»القدس العربي»، إن أمريكا وقوات سوريا الديمقراطية يرسمان واقعاً جديداً لسوريا ولمنطقة الشرق الأوسط، حيث لا حاجة لنا أن نسمع تصريحات من هنا وهناك وهي لا تزيد عن تسميتها بروباغندا إعلامية.
وأضاف، «لا حاجة لتركيا أن تمارس الضغط على أمريكا من أجل وقف تسليح قواتنا لأنها ترتكب إثم السير عكس الاتجاه المطلوب، حيث إنها بموقفها هذا تؤكد دعمها للإرهاب المرفوض أمريكياً، معتبراً أن توترها وتحركها زادا بهذا الاتجاه منذ تأكد سقوط داعش التي تعايشت معها ثلاث سنوات دون حرج، حيث عندما طلب منها أن تبدأ معركة التخلص من داعش تلكأت وفق قوله.
وحسب درار فإن تركيا تقف الآن إلى جانب تنظيم النصرة الارهابي في إدلب، مع أن قوات سوريا الديمقراطية لم تهدد ولم تعتدِ لا على الحدود التركية ولا على المجموعات التي تدعمها، وكانت تدافع عن نفسها إذا اعتدي عليها من المرتزقة وفق وصفه، مؤكداً أن خطاب قوات سوريا الديمقراطية مازال موجهاً لحسن الجوار والخضوع لمنطق التعاون ضد الإرهاب مع تركيا.
وأردف، نحن لا نهدد الحدود التركية وإنما نحميها من عودة داعش إلى هذه الحدود، ونعمل على تحقيق الأمن للنازحين من أثر اعتداءاتهم ونطور مسيرة البناء المادي والسياسي من أجل لحظة تعود فيها سوريا موحدة وأهلها سالمين من الأذى، في حين استبعد درار أن تسمح الدول الكبرى لتركيا بأي اعتداء على قواتهم لكنه أكد في الوقت ذاته أنه عند وقوعه سيكونون على استعداد للتصدي له.
واعتبر مدير المركز الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» مصطفى بالي، أن أردوغان منذ سنوات يظهر وكأنه الناطق الرسمي باسم الدول الكبرى و يصرح نيابة عنها، وينسب أحياناً تصريحات لتلك الدول لا أساس لها، مما يضطر تلك الدول لنفي ما يقوله أردوغان. وقال لـ«القدس العربي»، انه فيما يتعلق بمضمون الاتصال الهاتفي الذي جرى بين أردوغان والرئيس الأمريكي ترامب، فإن الإعلام التركي ركز على جزئية قول ترامب بأنهم (عدلوا آلية تسليح الشركاء)، بينما قوات سوريا الديمقراطية تركز على جزئية (شركاء) ونعتبره تطوراً ملحوظاً في هذه الشراكة التي تتجه نحو مزيد من التنسيق و التعميق.
وأضاف، نحن لا نتناول هذه الشراكة بمجرد التسليح، بقدر ما نتعاطى معها كمشروع سياسي يطرح حلولاً واقعية لإخراج سوريا من دوامة العنف ويضعها على سكة الحلول الواقعية، على أرضية الدولة الفيدرالية التي تعترف دستوريا بالحقوق القومية لكل مكوناتها.

مسؤولون في سوريا الديمقراطية لـ«القدس العربي»: واشنطن شريك صادق لنا ولن توقف دعمنا

عبد الرزاق النبهان:

المحاميد: الوضع الميداني في سوريا لا يحدد مصير المفاوضات

Posted: 26 Nov 2017 02:25 PM PST

دمشق – «القدس العربي»: قال الدكتور خالد المحاميد نائب المنسق العام لرئاسة وفد المعارضة المفاوض في جنيف في لقاء مع «القدس العربي» رداً على سؤال عشية تحضيرات المعارضة للذهاب الى محادثات جنيف، عن بقاء المنصات كمنصات داخل الهيئة العليا دون اندماجها؟ والفروق بين الكتل الموجودة داخل الهيئة، رد بأنه لم تعد هناك منصات، هناك منصة واحدة هي منصة سوريا، وهذه المنصة الجامعة لكل مكونات المعارضة السورية، وأضاف: «إن قلنا انها جامعة للكل فإننا نظلم، فدعونا نصفها بأنها جامعة لأكبر طيف من المعارضة السورية، نحن على علم ان هناك شخصيات وهناك مكونات لم تستطع المشاركة ولكن نستطيع ان نبني على من حضر وهم اوسع طيف للمعارضة السورية».
وبين أن التقارب السعودي – الروسي قد يدفع بالعملية السياسية ويسرع الحل، والعكس بالعكس، مشيراً الى ان ما كان يجري من تعقيدات في الملف السوري، بسبب عدم الدفع الأكبر في العملية السياسية، وأضاف أن الدور الروسي دور فاعل وحقيقي. وان جميع الكتل اتفقت في رأي الدكتور المحاميد على وحدة الهيئة التفاوضية وتسميتها «منصة سوريا في مفاوضات جنيف المقبلة، حيث صدر بيان من المجتمعين وهو بيان رقم 2 وفيه محددات وفيه رؤية لا وجود للاسد في المرحلة الانتقالية ولكن سوف يتم الذهاب الى المفاوضات من دون شروط وكل شيء سوف يطرح على الطاولة من الرئاسة الى منظومة هذا النظام».
وأوضح آلية تعاطي الهيئة العليا مع المطالبة بـ «بقاء الاسد» وخاصة ان هذا المطلب من داخل الوفد الممثل لمنصة موسكو حيث أكد «انه لا احد يستطيع ان يملي على الآخر، هناك آلية وديناميكية وضعت داخل الهيئة التفاوضية، بحيث انه من يريد ان يتخذ قراراً يجب ان يحصل على 26 صوتاً من اصل 36 وهذا يتطلب ان يكون بتوافق معظم المكونات او 4 مكونات من اجل الحصول هذه الشرعية وهذا صعب جداً ان تحصل اي مكون من مكونات الهيئة التفاوضية على ما يريد الإ بالتوافق الاكبر وان يكون قرار منسجما مع الجميع ومن مصلحة الوطن. مؤكدا ان المرجعية للهيئة التفاوضية هي المرجعية العامة لمؤتمر الرياض وبيان رياض 2، وهو المرجعية الاساسية مضيفاً «نحن سنذهب وفق قرارات بيان جنيف 1 وقرار مجلس الامن 2254 الذي حدد الاطار التفاوضي والزمني والعملية التفاوضية برمتها».
وعن رأي منصة القاهرة في بند رحيل الأسد قال نائب المنسق العام للهيئة العلياً ان منصة القاهرة لها رؤية واضحة من خلال بيان القاهرة 2 الذي ينص على تغيير النظام السوري بشكل جذري مضيفاً «انا كنت جزءاً من هذا البيان الذي يطالب بالتغيير الجذري والشامل لهيكلية النظام ومنظومته وهم اعترضوا على الفقرة التي تضم بند رحيل الاسد في المرحلة الانتقالية إذ يعد هذا البند شرطاً مسبقاً ويعطل آلية المفاوضات في جنيف».
وحول الدرجة التي أثرت فيها الادارة السعودية للجلسات التفاوضية على قرارات المعارضة، وخاصة ان تسريبات كانت قد وصلت لـ«القدس العربي» بما يخص إدارة الجلسات التفاوضية من قبل الدكتور عبد العزيز الصقر وهو سعودي الجنسية قال «المحاميد» لا أحد يستطيع ان يملي علينا قرارات وطنية ولا أحد يستطيع ان يملي على الوفد ما تريده الدول، نحن حاربنا في جنيف السادس ما كان قد تم قبوله سابقاً في الهيئة العليا للمفاوضات وخاصة التغيير الديموغرافي للمدن الأربع».
وشرح عن أوراق قوة تمتلكها المعارضة، في رأيه، عند سؤاله عنها وعن آلية الضغط على النظام السوري في ظل التراجع الميداني الكبير للمعارضة المسلحة وثقل كفة قوات النظام، حيث رأى ان النظام لم يربح عسكرياً انما ربح سياسياً فقط بسبب تشظي المعارضة، مضيفاً «فالوضع الميداني لا يقرر مصير المفاوضات وان الشعب السوري انتفض على هذا النظام وطالب بالإصلاح والحرية والكرامة والتغيير عندما كان النظام يسيطر على كل جزء من أجزاء سوريا».
وانتهى الدكتور خالد المحاميد الى ان شرعية الوفد يستمدها من الداخل السوري حيث قال «شرعيتنا نستمدها من الداخل السوري من القرارات الدولية ومن بيان جنيف 2254 ، كما أننا نستمد شرعيتنا من الرأي الدولي وللأسف الشديد كان هناك خيانة من الضمير الدولي تجاه الشعب السوري ونحن مازلنا نعول على الشرفاء والدول الداعمة والصديقة للشعب السوري».

المحاميد عضو منصة موسكو: المنصات والكتل لا يمكن صهرها وتمثل الطيف الأكبر من المعارضة السورية

هبة محمد:

بن كيران أصبح خارج السباق بعد رفض تعديلات تسمح بولاية ثالثة للأمين العام

Posted: 26 Nov 2017 02:24 PM PST

الرباط –« القدس العربي»: أصبح عبد الإله بن كيران، زعيم حزب العدالة والتنمية المغربي، خارج سباق الأمانة العامة للحزب الذي سيجرى في المؤتمر المقبل للحزب الذي يعقد الشهر المقبل، وذلك بعد أن رفض مجلسه الوطني صباح أمس الأحد، تعديلات على القانون تسمح بولاية ثالثة للأمين العام.
وبعد نقاش ساخن عرفه المجلس الوطني يومي الأحد والسبت، رفض المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، ذو المرجعية الإسلامية، تعديل المادة 16 من قانون الحزب الأساسي بما يسمح بتولي مسؤولية الأمانة العامة لأكثر من ولايتين متتاليتين.
وحسب نتائج التصويت فقد صوت ضد مقترح التعديل 126 عضوا مقابل 101 صوت بنعم من أصل 232 مصوت. فيما اعتبرت 4 أصوات ملغاة. وقد تم التصويت بشكل سري.
وبرغم تطمينات عبد الإله بن كيران الأمين العام للحزب منذ 2009، بخصوص الجدل والنقاش الحاد، الذي دار منذ عدة شهور بين أعضاء حزبه، للحسم في تعديل المادتين 16 و37 من القانون الأساسي، إلا أن الشرخ بدا واضحا بين أنصار التعديل ليسمح لابن كيران بولاية ثالثة، ومعارضين عرفوا بـ «تيار الاستوزار» الرافض لولاية ثالثة له.
ولاحظ الصحافيون أن ابن كيران الذي كان يستقبله قياديو الحزب بحفاوة كبيرة، في أية مناسبة خاصة في اجتماعات الحزب العادية بهياكله المختلفة، بدا جو اللقاء بينه وبينهم باردا مع بداية انعقاد المجلس الاستثنائي، فباستثناء مصطفى الخلفي وزير العلاقات مع البرلمان، الذي رافق ابن كيران في سيارته من الرباط إلى مكان انعقاد المجلس الوطني بسلا، غاب الوزراء الأخرون عن استقبال أمينهم العام، بل تعمدوا عدم إلقاء التحية إليه حتى بعد ولوجه قاعة الاجتماع المغلقة.
وقال مشاركون في المجلس إن كلا من عزيز رباح، ومصطفى الرميد، ونجيب بوليف، ولحسن الداودي وبسيمة الحقاوي، تجنبوا استقبال زعيمهم بحفاوة، والدخول متأخرين بعد ولوجه إليها، ما كشف جليا عن حجم الهوة التي كانت بين أعضاء الحزب وقيادته بسبب الجدل الدائر حول تعديل المادة 16.
واعتبر ابن كيران، الذي بدا هادئا وغير مكترث، أن النقاش الدائر، لن يؤثر في وحدة الحزب، وبأن الأمور تسير بشكل طبيعي إلى أن تصل إلى المؤتمر الوطني الذي سيخرج بنتائج إيجابية، داعيا، أعضاء المجلس الوطني، إلى معالجة المشاكل الداخلية كـ «رجال كبار».
وعرفت جلسات السبت نقاشات ساخنة حول عدد من القضايا وذهب بعض المتدخلين الى الدعوة للخروج من الحكومة، ولما «لا الدعوة إلى حل البرلمان في ظل التراجعات التي يشهد المشهد السياسي والحقوقي في المغرب» وهو ما دفع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني رئيس المجلس الوطني للحزب الى الشكوى من عدم مساندة الحزب له في رئاسة الحكومة.
وقال «لقد شعرت بأن الحزب غدر بي ودفعني إلى تحمل المسؤولية، ثم تخلى عني ولم يدعمني». وأضاف العثماني، بنبرة أسى «لِمَ لَمْ تتركوني أذهب إلى بيتي أو أبقى عضوا عاديا في الأمانة العامة، أما وأنكم وافقتم على تعييني رئيسا للحكومة فكان عليكم أن تدعموني، وأن لا ترفعوا أيديكم من المعركة، بدل أن تضربوني في ظهري».
وأضاف «الحكومة تحتاج إلى دعم قوي.. عبد الإله بن كيران أعذره، أما مؤسسات الحزب فلا عذر لها، نادرا ما جاء عندي أعضاء في الحزب لكي يقدموا لي نصحا أو نقدا أو فكرة، نحن كل يوم في معركة، اسالوأ الرميد والمعتصم وكل قرار نخوض فيه معركة ننجح أحيانا ونفشل أخرى».
وقال مشاركون إن «الأجواء متوترة داخليا حيث لكل اختيار تبعاته السياسية، نحن لا نعلم كيف ستصير الأمور غدا (أمس الأحد)».
كما عرف «تيار» الوزراء» انقساما حول التمديد لزعيم الحزب عبد الإله بن كيران، لولاية ثالثة من خلال تعديل المادة 16 من القانون الداخلية، ودافع مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومي، عن التعديل، إلى جانب أعضاء آخرين يعملون في دواوين وزراء الحزب الرافضين للتمديد لابن كيران.
وقال في أثناء تدخله «أنا مع الولاية الثالثة لابن كيران، ومع تعاقد واضح معه لدعم حكومة العثماني، والحزب محتاج لكل طاقاته لخوض الاستحاقاقات المقبلة» وأضاف «يجب أن نلتقط الإشارات من الانتخابات الجزئية، ونعرف أن المرحلة لا زالت تحتاج إلى ابن كيران».
إلا أن ما قاله الخلفي لم يلق تاييدا من بقية الوزراء حيث رفض كل من مصطفى الرميد (نائب رئيس الحكومة وزير حقوق الانسان) وعزيز الرباح (وزير الطاقة والمعادن) ولحسن الداودي (وزير الشؤون العامة) ومحمد يتيم (وزير التشغيل) ونجيب بوليف (وزير النقل) وسمية الحقاوي (وزيرة الشؤون الاجتماعية والاسرة)، التمديد لابن كيران، مشددين على ضرورة الحفاظ على منهج الحزب واحترام مؤسساته حيث استدعوا في مداخلتهم تاريخ الحزب وبعض الاجتهادات في مسار الحركات الإسلامية.
وشارك في النقاش أكثر من 120 عضوا، وعندما عرف النقاش جدلا وصل إلى حد من النقاش الذي جعل كلا من عبد الإله بن كيران وسعد الدين العثماني يتدخلا ويرطبا الأجواء مؤكدين ضرورة الحفاظ على قيم الأخوة وحرية التعبير.
وقال محمد الحمداوي، عضو الأمانة العامة للحزب، ورئيس مجلس شورى حركة «التوحيد والإصلاح» (الجناح الدعوي)، رفض بشدة تحويل عبد الإله بن كيران إلى مرشد، في إشارة إلى التنظيمات التي تنهج ثقافة «المرشد كجماعة العدل والاحسان والإخوان المسلمين» حيث يبقى المرشد زعيما للتنظيم إلى وفاته.
وقال إنه لا يجب تقديس الأشخاص لذلك لا يمكن أن نعدل القوانين الأساسية على مقاس الأشخاص»، مشددا على ضرورة فصل منصب الأمين العام للحزب عن منصب رئيس الحكومة.
وممن انضموا إلى التيار الرافض للولاية الثالثة للأمين العام، عبد الصمد الإدريسي، رئيس جمعية محامي العدالة والتنمية، ونائب رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان.
في حين اختار المدير العام للحزب عبد الحق العربي، الذي يعد دينامو الحزب في الانتخابات والمكلف بالتنظيم الداخلي للحزب من حيث العضوية وترتيبات المؤتمرات الداخلية، الدفاع عن الولاية الثالثة.
وقال عبد العزيز افتاتي، في الكلمة الأخيرة من المداخلات، لإقناع الأعضاء بالتصويت للتمديد لابن كيران، إن ابن كيران هو أقصر طريق لاستعادة المبادرة في الحزب، وتحصين هُويته الكفاحية، وهو رجل يجمع بين المشروعية والإصلاحية.
وقال موقع اليوم 24 إن الكلمة الأخيرة، التي ألقاها مصطفى الرميد كان لها مفعول الضربة القاضية لعبد الإله بن كيران حيث ضغط بشدة على أعضاء المجلس الوطني عندما ربط بين تعديل المادة 16 وهُوية الحزب السياسية، مصورا التمديد لابن كيران بأنه «خروج عن المنهجية الديمقراطية، وخروج عن توجه الدولة التي اعتمدت ولاية واحدة لأعضاء المجلس الأعلى للقضاء، وولايتين لرئيس مجلس المنافسة ولرئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وبالتالي إذا صوت الحزب لمصلحة ثلاث ولايات لابن كيران، وهو الذي أرسى نظام الولايتين في جل قوانين المؤسسات العمومية، فلن يبقى للحزب وجه للدفاع عن الديمقراطية أمام خصومه وأصدقائه».
وقال المصدر ذاته إن «هذه الموازنات التي لا تنطبق على الموضوع، والتي تتشبث بالديمقراطية الداخلية في الحزب وتفرط فيها داخل جهاز الدولة، أثرت في أعضاء المجلس الوطني الذين صوتوا بـ 126 صوتا ضد مصلحة ابن كيران للترشح للأمانة العامة للحزب، ضد 101 الذين أعطوا صوتهم لابن كيران».
وقالت قيدات حزبية إن التصويت ضد تعديل المادة 16 من قانون الحزب والدعوات بالجمع بين منصبي الأمانة العامة ورئاسة الحكومة «تضع إمكانية عودة العثماني لمنصب الأمين العام باعتباره رئيس الحكومة» وكان العثماني أمينا عاما للحزب حتى 2009.
من جهة أخرى رفض المجلس الوطني مقترح التعديل على القانون المتعلق بالعضوية التلقائية لوزراء الحزب في أمانته العامة ورفض 123 عضوا في المجلس الوطني التعديل على المادة 37 من القانون، الذي كان ينص على عدم عضوية الأمانة العامة للوزراء تلقائيا بينما صوت لمصلحته فقط 87، ليتم الإبقاء على العضوية المباشرة للوزراء في الأمانة العامة للحزب.

بن كيران أصبح خارج السباق بعد رفض تعديلات تسمح بولاية ثالثة للأمين العام

محمود معروف

مجزرة شمال سيناء: اتهامات بالتقصير الأمني وجدل حول تسليح المدنيين

Posted: 26 Nov 2017 02:24 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: «لا عزاء إلا بعد الثأر من التكفيريين، ولن تنام أعين الرجال حتى تطهير كامل أرضنا من آخر تكفيري يمشي بأقدامه على أرض سيناء الطاهرة»، بهذه الكلمات استهل اتحاد قبائل سيناء بيانه الأخير الذي أعلن فيه عزمه التحضير لعملية عسكرية كبرى بالتنسيق مع الجيش المصري، للقضاء على الإرهابيين بعد الهجوم الذي استهدف مسجد قرية الروضة في مدينة بئر العبد، شمال سيناء، وأسفر عن مقتل 308 شخصاً، وإصابة العشرات.
ودعا الاتحاد في بيانه «كل رجال وشباب قبائل سيناء للانضمام إلى المقاتلين في منطقة البرث استعدادا للعملية العسكرية».
ووجه رسائل للمسلحين بالقول:«سنقتلكم ولن تأخذنا بكم رأفة وأنتم جربتم ذلك وشاهدتموه بأعينكم، المجزرة الجماعية ضد أهل سيناء وقبائلها وهم يصلون ستجعلنا نارا تحرقكم بالدنيا قبل الآخرة لنلحقكم بنار الآخرة، لن ينام الرجال حتى القصاص منكم ومن جرائمكم، ليس لدينا لكم محاكمات وسجون، جار التنسيق لعملية كبرى مع الجيش للإنهاء التام لذلك الإرهاب الأسود. جار التحضير لها».
وكان مسلحون من أبناء قبيلة الترابين، وهي أكثر القبائل في سيناء، تعاونوا مع الجيش في مواجهة المسلحين، وانتشروا على الطرق الرئيسية في شرق المحافظة، وأعلنوا عن إغلاق كامل المناطق الشرقية. ودعوا الجيش لبدء عملية مشتركة مكبرة تمتد من الشرق حتى البحر.
كما دعوا «باقي القبائل لإحاطة سيناء وبدء التمشيط مترا مترا حتى لو استمرت الحملة سنة كاملة من الآن».
وقال الشيخ عيسى الخرافين، شيخ مشايخ قبائل سيناء، إن «ما دفع الإرهابيين للخروج من منطقة الشيخ زويد ورفح إلى منطقة بئر العبد في شمال سيناء، هو أنهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة، لذا قاموا بالعملية الإرهابية، ليثبتوا إعلاميا لدول العالم أنهم موجودون».
وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «بين السطور» المذاع عبر فضائية «أون لايف»، أن «الجيش المصري يثأر لشهداء هجوم مسجد الروضة الإرهابي ويقضي على الإرهابيين من البر والجو».
وتابع «نحن مشايخ سيناء نطلب المشاركة الفعلية مع القوات المسلحة، جنبًا إلى جنب، كي نقاتل ونقضي على الإرهاب، نحن في خندق واحد مع الجيش في قتال الإرهابيين، ورفعنا هذا الطلب إلى السيد وزير الدفاع، وأرجو أن يوافق عليه كي نثأر مع القوات المسلحة».

التسليح ومخاوف من الحرب الأهلية

وأثارت دعوات تسليح القبائل جدلا في مصر، حيث دعا معتز عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، خلال حديث تلفزيوني، إلى تسليح القبائل. وبعدما أثارت دعوته جدلا واسعا، عاد ليوضح على صفحته على الفيسيوك، قائلا: «أنا لا أدعو لتسليح مواطني شمال سيناء وكأنهم ميليشيات مستقلة ـ هذا غباء ـ وإنما تدريبهم كجزء من قوات مكافحة الإرهاب التابعة للجيش والشرطة بعد اختبارهم وتدريبهم وضمان كفاءتهم ووطنيتهم والاستفادة من خبراتهم الطوبوغرافية والديموغرافية».
سعد الزنط، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية، رفض جميع الدعوات لتسليح قبائل سيناء لتشارك القوات المسلحة في الحرب على الإرهاب، مشيراً إلى أن التجربة أثبتت فشل تلك الدعوات، مستشهدًا بالعديد من الحركات مثل «حركة حماس، والحوثيين، وحزب الله».
وأضاف في تصريحات إعلامية، أن «الدولة لم تفشل في محاربة الإرهاب»، مشيرا إلى أن «الجيش مقيد في الحرب على الإرهاب بسبب قيم العسكرية المصرية والاعتبارات الإنسانية، فلا عداء مع المدنيين».
وأعتبر أن «تسليح القبائل في سيناء سيحول الأمر إلى حرب أهلية، وهذا ما تريده التنظيمات الإرهابية». ووجهت اتهامات بالتقصير للأجهزة الأمنية المصرية في هجوم الروضة، خاصة وأن تنظيم «الدولة الإسلامية» في سيناء، هدد أكثر من مرة باستهداف الصوفيين وزواياهم.
وانتشر مقطع مصور لمسلحين يهددون باستهداف الصوفيين، معتبرين أن «الصوفيين يشركون بالله ويدعون ويستغيثون بغيره»، وهدد المسلحون بأنهم «سيذهبون إليهم بالقوة لاستتابتهم أو قتلهم».
وكانت صحيفة «النبأ» الأسبوعية الصادرة عن ما يسمى بـ«ديوان الإعلام المركزي لتنظيم الدولة» نشرت في العدد رقم 85 بتاريخ 7 ديسمبر/ كانون الأول 2016، حواراً تم إجراؤه مع من يًسمى بـ «أمير مركز الحسبة في ولاية سيناء»، تحدث فيه عن الجماعات الصوفية في سيناء والطائفة الجريرية وزاوية الروضة التي تم استهدافها.
وأشار في حواره إلى «نيتهم استهداف مسجد الروضة وغيرها من الزوايا التابعة للطائفة وزوايا أخرى للطائفة الأحمدية».
وحدد في الفقرة الثانية خريطة انتشار الصوفية، ليس في سيناء فقط بل وفي محافظتي الإسماعيلية والشرقية. ووصف شيوخ الصوفية بـ «المرتدين» ممن يستوجب هدم قبورهم.

«اللجنة الشعبية» تطالب في مؤتمر عام

وأصدرت اللجنة الشعبية في العريش، بيانا حول استهداف مسجد الروضة، بعنوان» حدث غير مسبوق يتطلب سياسة غير مسبوقة..افتحوا للناس المجالس الشعبية».
وقالت في بيانها: «ما حدث تجاه مصلين في صلاة الجمعة في مسجد الروضة غربي العريش لم يسبق حدوثه في تاريخ مصر، فهل سنلقى من الدولة وأجهزتها سياسة أيضا غير مسبوقة».
وطالبت «أجهزة الدولة المصرية بإعادة جذور الثقة مع أبناء سيناء، من خلال فتح المجال العام للمشاركة الشعبية».
ودعت إلى «فتح مقرات المجالس الشعبية لمؤتمرات شعبية فى القرى والمدن والمحافظة للمشاركة فى كيفية إدارة وحماية حياة أهالي سيناء، وإلى تنظيم مؤتمر عام لسكان شمال سيناء في المجلس الشعبي للمحافظة».

«جند الإسلام» تبرىء نفسها

وكانت جماعة «جند الإسلام» التي تنتمي لـ تنظيم «القاعدة»، وسبق وأعلنت في الثاني عشر من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، الحرب على تنظيم «الدولة» في سيناء، تبرأت من استهداف مسجد الروضة.
وقالت في بيان: «إننا في جماعة جند الإسلام نعلن براءتنا واستنكارنا الشديد لعملية التفجير التي حدثت في مسجد قرية الروضة التابعة لمركز بئر العبد ـ شمال سيناء، موقعة عشرات المصابين بين قتيل وجريح، كما نعزي إخواننا وأخواتنا أهالي وذوي القتلى ـ غفر الله لهم وأسكنهم فسيح جناته ـ سائلين الله أن يلهمهم جميل الصبر وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل».
وجاء في البيان أن «من المنكر العظيم والإثم المبين التعدي على حرمات المسلمين لاسيما الدماء المعصومة التي عظم الله استباحتها، بغير حق».
ويعود تمركز «جند الإسلام» في سيناء إلى عام 2013، وأعلنت عن وجودها من خلال مسؤوليتها عن استهداف مبنى المخابرات الحربية التابع للقوات المسلحة المصرية.

مجزرة شمال سيناء: اتهامات بالتقصير الأمني وجدل حول تسليح المدنيين
تنظيم «الدولة» هدد باستهداف المسجد قبل عام… و«جند الإسلام» تتبرأ من الهجوم
تامر هنداوي

نينوى على أبواب «فراغ إداري» وتحذيرات من بحث الأهالي عن بدائل لحمايتهم

Posted: 26 Nov 2017 02:24 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: حذر قائد قوات حرس نينوى، المحافظ السابق أثيل النجيفي، أمس الأحد، مما أسماه «فراغاً إدارياً» في المحافظة.
وكتب، في صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قائلاً: «الفراغ الإداري في نينوى ألقى بظلاله على مجمل المحافظة، وبالأخص على مدينة الموصل».
ودعا، رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى ضرورة الإسراع بـ»تعويض هذا الفراغ، قبل أن يفقد المواطنون الأمل بالدولة، ويبحثون عن بدائل لحماية أرواحهم وممتلكاتهم».
ولا يزال منصب محافظ نينوى «شاغراً» بعد قرار مجلس المحافظة إقالته على خلفية خروقات مالية وإدارية، لكن لم يتم حتى الآن «سحب يد» المحافظ أو اختيار بديل للمحافظة التي تعاني من نقص كبير في الخدمات، وشبه دمار كامل في البنى التحتية.
وخلال سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية « على محافظة نينوى، فضلاً عن عملية «فرض القانون» في المحافظة، تمت «سرقة» مغذيات الطاقة الكهربائية في أكثر من 70 قرية في نينوى.
وقال النائب عن محافظة نينوى نايف الشمري، إن «هذه القرى التي تمت سرقة جميع الأعمدة الكهربائية وأسلاك الكهرباء والمحولات منها، تقع في مناطق متفرقة في محافظة نينوى»، مبيناً أن «تلك القرى بعضها تم تحريرها من زمر داعش الإرهابية والبعض الآخر خلال عمليات فرض القانون».
وأضاف: «القرى تعيش أوضاعا صعبة جدا»، متابعاً: «من خلال لقاء مسؤولي الكهرباء في مديرية كهرباء نينوى أخبرونا أن حجم الضرر كبير وفي حاجة إلى تخصيصات مالية فوق طاقة المديرية لإعادة تأهيل المنظومة الكهربائية بتلك القرى».
وبين «رئيس الوزراء ووزير الكهرباء مطالبين بتشكيل لجنة لتدقيق حجم الضرر وتحديد المبالغ الكافية لشراء الأعمدة والأسلاك والمحولات لإعادة الحياة لتلك المناطق».
وشدد على «ضرورة إيجاد الوزارة والحكومة حلول بديلة مؤقتة لحين إعادة التيار الكهربائي من خلال نصب مولدات في المناطق لتغذية تلك القرى لأننا نعتقد أن استكمال تلك المنظومات سيأخذ فترة طويلة جدا».

نينوى على أبواب «فراغ إداري» وتحذيرات من بحث الأهالي عن بدائل لحمايتهم

إسرائيل تغيّر مسار الرحالة ليشمل الضفة على أنها حدودها

Posted: 26 Nov 2017 02:23 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: حذر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان من مخططات سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاستيطانية والتهجيرية في مناطق القدس.
وأكد تقرير توثيقي صادر عن المكتب أن «مخطط ترحيل التجمعات البدوية في أخطر مشاريع التهويد والتطهير العرقي في القدس ومحيطها، وأن المهلة التي منحتها سلطات الاحتلال للتجمع السكاني في «جبل البابا» ببلدة العيزرية جنوب شرق القدس المحتلة لمغادرة أراضهم ومنازلهم ومضاربهم انتهت الجمعة، ما يعني أن التجمع السكني يواجه الهدم والتشريد». 
وتطلب سياسة التهويد والتمييز العنصري والتطهير العرقي التي تمارسها حكومة الاحتلال ضد الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، لاسيما ضد التجمعات البدوية في جبل البابا وعرب الجهالين وتجمع أبو النوار، من دول العالم وخاصة الإدارة الأمريكية، التدخل والضغط على حكومة اسرائيل للحيلولة دون ترحيل المواطنين من هذه التجمعات البدوية بهدف استكمال أحد أكثر مشاريع الاستيطان والتهويد خطورة من خلال إقامة تواصل بين مستوطنة معاليه أدوميم والكتل الاستيطانية المحيطة بمدينة القدس، في سياق استكمال مخطط عزلها عن محيطها الفلسطيني في شمال الضفة الغربية وجنوبها وإحكام السيطرة عليها.
ويترتب على ذلك عمليات تهجير وتطهير عرقي واسعة تشهدها الضفة الغربية على امتداد السنوات الماضية ومواصلة المخطط الاستيطاني المعروف باسم E1 من خلال إخلاء كافة السكان الفلسطينيين «البدو» الذين يعيشون في هذه المنطقة والمناطق المحيطة بمستوطنة معاليه ادوميم، في مسعى منها لتطبيق خطة استيطانية واسعة تربط بين هذه المستوطنة ومدينة القدس المحتلة لتكريس مشروعها الاستيطاني الكبير بالسيطرة على كامل محيط القدس المحتلة وتقطيع أوصال الضفة. 
وفي السياق، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، أن بلدية الاحتلال في القدس وضعت خطة لتفجير حي سكني مؤلف من ست بنايات في بلدة كفر عقب، وذلك بقصد دفع سكانه على الرحيل، ويقطن الحي المشمول بالخطة مئات الفلسطينيين. 
وفي سياق المخططات التهويدية التي تنفذها في القدس المحتلة وبشكل خاص في بلدتها القديمة ومحيطها، عبر تقاسم للأدوار بين المؤسسة الرسمية والجمعيات الاستيطانية، وفي مقدمتها الجمعية الاستيطانية «العاد» في السيطرة على ممتلكات الفلسطينيين ومنازلهم في بلدة سلوان ومحيط المسجد الأقصى، قررت المحكمة العليا الإسرائيلية السماح للجمعية بإدارة ما يسمى بـ (الحوض الأثري) المتاخم للمسجد الأقصى وساحة البراق. 
وبموجب هذا القرار تقوم الجمعية الاستيطانية بالإشراف على إدارة ما تسمى بالحدائق التوراتية القائمة فوق القصور الأموية جنوب الأقصى، وكذلك إدارة المجمع الاستيطاني ديفيدسون القريب من ساحة البراق الذي يراد من خلاله تعزيز السياحة الاسرائيلية ، كما اقدمت ما تسمى سلطة تطوير القدس على تسريع تنفيذ مخطط إقامة قطار هوائي «تلفريك»، يمر بالقرب من الحرم القدسي الشريف وساحة البراق. وعقدت المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة جلسة لبحث الاعتراضات المقدمة من لجنة وادي حلوة في بلدة سلوان، بخصوص مشروع «كيدم» الاستيطاني الذي تنوي «العاد» تنفيذه مقابل المسجد الأقصى، علما أن مخطط مبنى كيدم الاستيطاني، يعتبر من المشاريع الاستيطانية التهويدية الذي يراد من خلاله تعزيز السياحة الاسرائيلية الى حي وادي حلوة، والمضي قدما في إجراءات تهويد الحي الذي يعاني من الوجود الاستيطاني المكثف. 
وبهدف المزيد من التهويد صادقت الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية، على تغيير خط سير الرحالة المشاة، وهو المسار السياحي الذي يركز على التاريخ والطبيعة والبيئة ليمر داخل مناطق الضفة الغربية، وذلك للمرة الأولى منذ احتلالها عام 1967. 
وذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية أن خط السير حالياً لا يمر في الضفة، لكن وزير السياحة الاسرائيلي يريف لفين صادق على تغيير الخط ليقطع الضفة الغربية من شمالها لجنوبها، في حين امتنعت الحكومة حتى الآن عن تغيير خط السير خشية الانتقادات الدولية.
 وذكرت الصحيفة ان خط سير الرحالة المشاة تم تصنيفه سابقاً عبر ناشونال جيوغرافيك من بين أفضل 20 خط سير للرحالة في العالم. وتعتبر المصادقة على تغيير الخط لها أبعاد سياسية من بينها إعادة ترسيم حدود دولة الاحتلال الإسرائيلي لتشمل الضفة الغربية وهو ما قد يثير الرأي العام الدولي ضد إسرائيل. 
من جهتها أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية ما وصفته بالسرطان الاستيطاني الذي يواصل تفشيه في جسد دولة فلسطين، مؤكدة أن حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، تواصل عمليات تمزيق الأرض الفلسطينية وتحولها الى شظايا متناثرة في محيط استيطاني يقضي على فرص الاستقلال الفلسطيني الحقيقي، ويؤدي في الوقت ذاته الى فرض نظام فصل عنصري كأمر واقع في فلسطين المحتلة. 
ورأت أن تخلي المجتمع الدولي عن تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه ما يتم من توسع استيطاني، وعدم احترامه للقرارات التي أصدرها بهذا الشأن، يعتبر تواطؤا مع الاحتلال وتناغما مع مخططاته الاستيطانية، كما أن غياب ردود فعل دولية حقيقية اتجاه الاستيطان خاصة من الدول التي تدعي حرصها على تحقيق السلام، يفقد الحديث والجهود الخاصة باستئناف المفاوضات مصداقيتها.

إسرائيل تغيّر مسار الرحالة ليشمل الضفة على أنها حدودها
تحذير من مخططات تهويد وتشريد جديدة في القدس

يعلون: مصر والأردن تعلمان على من تعتمدان في مواجهة الإرهاب وفي قضايا أمنية

Posted: 26 Nov 2017 02:22 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: استغل رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو مذبحة العريش لتكرار أقواله حول «الإرهاب» بعد تقديمه التعزية لمصر، فيما تحدثت مصادر فيها عن تعاون سري بين الجانبين في سيناء. وفي بيان مقتضب قال نتنياهو أمس إنه يتقدم باسم الإسرائيليين بالتعازي إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي والشعب المصري وأسر الضحايا، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى.
وفي محاولة لاستغلال المذبحة دعائيا ختم نتنياهو بيانه بالقول «سيتم دحر الإرهاب بشكل أسرع لو عملت جميع الدول ضده كتفا إلى كتف».
وقال وزير الأمن السابق موشيه يعلون لإذاعة جيش الاحتلال إن إسرائيل تقدم لمصر مساعدات متنوعة، منوها أن مصر والأردن تعلمان على من تعتمدان في مواجهة الإرهاب وفي قضايا أمنية، موضحا أنه يكتفي بذلك دون تقديم تفاصيل «لحساسية الأمر.» وقال إنه يجب عدم الكشف علانية عن مساعدات إسرائيل إلى مصر. ومع ذلك كشف يعلون أن تفعيل مصر لقوات معينة في سيناء يحتاج لمصادقة إسرائيل. وتابع «في كل شهر يتم تقدير الحالات الشاذة بالمقارنة مع الملحق العسكري في اتفاق كامب ديفيد حول سيناء والجانب المصري يعرف كيف يتوجه لنا ويحصل على مصادقة مسبقة قبل كل عملية عسكرية».
ووافق يعلون على مزاعم الإذاعة بأنها لاحظت لهجة عتب على العالم والمنطقة في خطاب السيسي لعدم مساعدة مصر في حربها على «الإرهاب» في سيناء. واستذكر «الموقف العدائي» للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما من السيسي، داعيا العالم لدعمه، معتبرا أن إهمال سيناء من قبل مصر وتراجع السياحة فيها دفع  الكثير من البدو فيها للتعاون مع تنظيم الدولة (داعش) فيما خضع بعضهم الآخر للخضوع لتهديدات هذا التنظيم.

فشل مصري 

ويعتبر المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، ان مذبحة المصلين في العريش تشكل الفشل الثاني على التوالي لأجهزة الأمن المصرية في غضون أكثر من شهر، مشيرا لحادث محافظة الجيزة، الذي قتل فيه أكثر من 50 شرطيا مصريا. ويقول إن هذين الفشلين المصريين يثيران التساؤلات، من وجهة نظر إسرائيلية، متسائلا كيف ينجح تنظيم عدده ألف رجل في سيناء بتنفيذ مثل هذه الهجمات القاتلة. ويتابع «عدم فعالية قوات الأمن المصرية يصرخ حتى السماء، خاصة عندما يتذكر المرء التغطية الواسعة في وسائل الإعلام الدولية، التي تؤكد مساعدة إسرائيل الواسعة لمصر في توفير المعلومات الاستخبارية وتشغيل الطائرات بدون طيار لشن هجمات على مواقع داعش».
كما يوضح هارئيل أن الجانب الأمريكي شريك أيضا في الإحباط والمفاجأة أمام الأداء المصري، وهم الذين كانوا قد لفتوا انتباه الرئيس السيسي ورجاله، عدة مرات، الى حالة الاستعداد العسكري المعقدة، الثقيلة والمتوقعة. زاعما أنه في الكفاح ضد المنظمات الإرهابية والعصابات، هناك حاجة إلى عمل أسرع، يدمج بين المخابرات الدقيقة وقوات الكوماندوز. لكن المصريين لا يزالون بعيدين جدا عن استخدام أسلوب الحرب هذا، وهو ما يذكرنا بالوسائل التي تستخدمها إسرائيل في مكافحتها للإرهاب «.
وعلى غرار يعلون يقول هارئيل إن الشاغل الرئيسي الذي تتقاسمه مصر وإسرائيل يتعلق بإمكانية تعزيز قوة تنظيم ولاية سيناء الآن على خلفية الأحداث الجارية  في المنطقة بأسرها. ويعتقد أن هزيمة داعش وانهيار الخلافة التي أقامها في شرق سوريا وشمال العراق، تمهد الطريق لعهد جديد تسميه المخابرات الإسرائيلية «داعش 2.0» – لم يعد الأمر يتوقف على منطقة خاضعة لسيطرة محددة، بل هو مزيج من «الخلافة الافتراضية» التي يتم في إطارها تجنيد شبان متزمتين من الغرب، عبر الإنترنت، لتنفيذ الهجمات. كذلك والى جانب ذلك استغلال المناطق التي تواجه فيها البلدان الإسلامية صعوبة في السيطرة، مثل الصحراء الكبرى في سيناء. وكشف هارئيل أن اظهار منفذي المذبحة «ذكاء في التنفيذ» يقلق الجيش الإسرائيلي، أيضا، من إمكانية محاولة شن هجوم طموح على إسرائيل أيضا، مرجحا أن تثقل المذبحة على المصالحة الفلسطينية وعلى إعادة فتح معبر رفح.
داعش مات في سوريا وفي سيناء يتصارعون
ويرى المعلق الإسرائيلي للشؤون العربية عوديد غرانوت، ضمن مقال نشرته «يسرائيل هيوم»، قرار التنظيم غير المسبوق بالعمل ضد الصوفيين وداخل مسجد يدل على مرحلة جديدة في تاريخ داعش، بعد سقوط الخلافة في سورية والعراق. ويرجح  أن المذبحة تعكس بدء صراع قوى وسيطرة بين مختلف فروع التنظيم على قيادته. ويقول إنه وبدلا من الاستثمار في تجنيد المتطوعين الجدد يحاولون الآن الإثبات، من خلال عدد الجثث، من هو الذراع الأقوى، ومن هم الأكثر وحشية والأكثر تطرفا في معتقداتهم. ويعتد ان فشل مصر في مواجهة تنظيم الدولة رغم وجود 40 كتيبة مشاة ومدرعات تم إدخالها الى سيناء بموافقة إسرائيل مرده الافتقار إلى الاستخبارات والمحفزات، ولكن في الأساس، عدم وجود وحدات خاصة بمحاربة الإرهاب، وعدم إجراء تغيير أساسي في طريقة الحرب. ويتفق غرانوت مع هارئيل بأن إسرائيل قلقة مما يجري في سيناء وبتقديمها مساعدات لمصر في مجال الاستخبارات، بل في تنفيذ عمليات إحباط مركز من الجو.
وهذا ما يؤكده الخبير في الشؤون العربية دكتور تسفي برئيل، في «هآرتس» ويقول إنه لا يمكن ان تكون لدى السيسي حلول سحرية لوقف «الإرهاب الإسلامي» في بلاده. ويلاحظ ان السيسي منذ توليه لمنصبه في 2013، وهو يخوض صراعا عبثيا ضد المنظمات العاملة في سيناء والصحراء الغربية، التي تنفذ هجمات في المدن الكبرى، ايضا. ويشير الى ان هذا الفشل مستمر رغم مساعدات حقيقية من الولايات المتحدة ومن اسرائيل ورغم إغلاق منافذ سيناء. ويرجح ان القوات العسكرية وحدها ربما لا تكفي لاقتلاع المنظمات، خاصة في شمال سيناء، فبعضها لا يزال يعتمد على التعاون مع بعض القبائل البدوية التي توفر للإسلاميين خدمات لوجستية مقابل المال.
في المقابل جدد المستشرق الإسرائيلي غاي بخور تحذيره لإسرائيل من التدخل مباشرة فيما يجري داخل سيناء. وقال في حديث للقناة الإسرائيلية العاشرة إنها فكرة غبية أن تتورط إسرائيل بالمواجهات العسكرية الدائرة في البلدان العربية المحيطة.

يعلون: مصر والأردن تعلمان على من تعتمدان في مواجهة الإرهاب وفي قضايا أمنية

وديع عواودة:

رفض «الأزهر» تكفير منفذي اعتداء الروضة يثير جدلاً

Posted: 26 Nov 2017 02:22 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أثار رفض عباس شومان، وكيل مؤسسة الأزهر، تكفير منفذي الهجوم على مسجد الروضة في مدينة بئر العبد غرب العريش، الذي أسفر عن مقتل 308 وإصابة 120 آخرين، جدلا واسعا.
وكان قد قال في تصريحات إعلامية، إن «مرتكبي حادث الروضة الإرهابي لا يمكن التحدث عنهم بأنهم ينتمون لأي دين، أو ينطلقون من أي شريعة، إن هؤلاء إرهابيون مأجورون دُفعوا لتخريب مصر ومحاولة إسقاط الدولة». وأضاف أن «رفض الأزهر تكفيرهم يرجع إلى أن المشيخة لا تحكم على أي شخص، مسألة التكفير تفتح أبوابا لا يُمكن إغلاقها»، متابعاً: «نقول إن من قاموا بهذا الحادث ليسوا من المسلمين، لا يُمكن أن يقوم مسلم بقتل أخيه داخل مسجد، أما أن نُطلق أحكاما عامة على جماعات لا نعرفها ولا نعرف مكوناتها ولا نعرف من الذين يقومون بعمليات فيها، فالقواعد العلمية بالشريعة الإسلامية لا تُمكن من ذلك».
وشن إعلاميون وسياسيون هجوما على الأزهر بسبب موقف شومان. وقال الدكتور خالد منتصر في تغريدة على تويتر: «نستطيع والحمد لله تكفير فرج فودة، ونجيب محفوظ، وإسلام بحيري، وسيد القمني. ولا توجد مشكلة إن طفلنا المدلل الشيخ عبد الله وصديقه سالم يكفروا المسيحيين»، في إشارة إلى الداعية الإسلامي عبد الله رشدي.
وبينت الكاتبة فاطمة ناعوت، في تدوينة على صفحتها الشخصية على «الفيسبوك»: «المتطرف والإرهابي والأزهر أيضاً للأسف، يعملون وفق المثل الشعبي: ضربني وبكى، سبقني واشتكى. نقول لهم: يجب تنقية التراث من كل سمات العنف والقتل حتى نوقف حمامات الدم، فيصرخون في وجوهنا إنها الحرب على الإسلام».
وسبق وأن رفض الأزهر تكفير تنظيم «الدولة»، وقال في بيان عام 2014، إنه «لا يمكن تكفير مسلم مهما بلغت ذنوبه».

رفض «الأزهر» تكفير منفذي اعتداء الروضة يثير جدلاً

الفتياني لـ «القدس العربي»: لا نربط مستقبلنا باشتراطات لفتح مكتب المنظمة في واشنطن

Posted: 26 Nov 2017 02:22 PM PST

رام الله – «القدس العربي» :أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية ان مكتب ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن سيواصل العمل، لكنه سيتم فرض قيود على تفعيله وسيعمل المكتب لمدة 90 يوما أخرى، وبعدها يمكن للرئيس دونالد ترامب ان يقرر تمديد العمل فيه بادعاء انه حيوي للمفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. 
ويضع هذا البيان حدا للأزمة التي بدأت في الأسبوع الماضي، عندما أعلن وزير الخارجية ريكس تيلرسون انه قد يتم إغلاق المكتب بسبب دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى محاكمة مسؤولين اسرائيليين في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. 
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن القانون الذي يحدد نشاط الوفد الفلسطيني ينص على إمكانية إغلاق المكتب إذا توجه الفلسطينيون الى محكمة العدل الدولية، لكن القانون نفسه يسمح للرئيس بتمديد نشاطه كل 90 يوما على أساس انه «ضروري» لإجراء «مفاوضات هادفة» بين اسرائيل والفلسطينيين. وأضاف ان الإدارة تأمل في ان تجري هذه المفاوضات خلال 90 يوما بين الجانبين، الأمر الذى سيمكن الرئيس ترامب من تجديد عمل المكتب. 
وقال المسؤول الرفيع «نحن متفائلون بأن تكون العملية الدبلوماسية قد وصلت الى مرحلة مهمة ومتقدمة بما فيه الكفاية في نهاية فترة الـ 90 يوما». وتابع إنه خلافا لما قيل في بعض التقارير، الأسبوع الماضي، فإن الإعلان عن إغلاق البعثة «لا يقصد به الضغط على الفلسطينيين الذين تجرى معهم محادثات مفيدة حول طريق التوصل الى اتفاق سلام شامل». 
مع ذلك، وصفت مصادر في القيادة الفلسطينية البيان الأمريكي أنه «محاولة للنزول عن الشجرة». وقال مقربون من الرئيس محمود عباس إن ادارة ترامب تتحدث عن دفع العملية السياسية، لكنها لم تقدم حتى الآن أي وثيقة او مبادرة. وأضاف احمد مجدلاني مستشار الرئيس عباس، انه لا يجب على الأمريكيين الضغط على القيادة الفلسطينية لأنها سبق وأعلنت موافقتها على المفاوضات. 
وقال مجدلاني إن «الفلسطينيين لن يوافقوا على تلقي إملاءات ونتائج تم الاتفاق عليها مسبقا بين اسرائيل والإدارة الأمريكية»، موضحا انه لا يمكن مطالبة الفلسطينيين بعدم دفع خطوات في المحكمة الدولية او على الحلبة الدولية، وفي المقابل عدم دفع أي خطوة ذات افق سياسي حقيقي. 
لكن ماجد الفتياني أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح اعتبر في تصريح لـ «القدس العربي» أن القرار الأمريكي ليس نزولاً عن الشجرة لأن ما أعلنت عنه الإدارة الأمريكية أن مكتب منظمة التحرير الفلسطينية يمكنه العمل لمدة تسعين يومًا لدعم وإسناد والترويج لعملية السلام، لكن هذه ليست مهمة مكتب المنظمة.  ورأى أن المشكلة تتركز في جوهرها على قرارات الكونغرس الأمريكي التي صدرت منذ عام 1987 حتى اليوم التي ما زالت تعتبر منظمة التحرير الفلسطينية تنظيمًا إرهابيا. وقال «نحن لم نعد نقبل ذلك، وعلى الإدارة الأمريكية أن تعيد النظر في كل هذه القرارات والإجراءات». 
وأضاف «إذا أرادت الإدارة الأمريكية أن تغلق هذا المكتب فلتغلقه، لكن نحن لن نتعاطى بشروط تتخالف وتختلف مع كل ما جرى خلال الخمس والعشرين سنة الماضية من انخراط منظمة التحرير الفلسطينية في عملية سلام، قصرت الإدارات الأمريكية السابقة في دعمها وإسنادها، وإجبار الطرف الآخر وهو «إسرائيل» هذه الدولة الخارجة عن كل ما صدر عن الشرعية الدولية والقوانين الدولية. نحن لا نربط مستقبل شعبنا باشتراطات لفتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن على الإطلاق».

الفتياني لـ «القدس العربي»: لا نربط مستقبلنا باشتراطات لفتح مكتب المنظمة في واشنطن

فادي أبو سعدى:

تونس: هيئة الحقيقة والكرامة تفتح ملف «أحداث الرش» وأطراف تتهمها بمحاولة طمس الحقيقة

Posted: 26 Nov 2017 02:21 PM PST

تونس – «القدس العربي» : أثارت جلسة الاستماع العلنية التي خصصتها هيئة «الحقيقة والكرامة» في تونس لما يُعرف بـ«أحداث الرش» في ولاية «سليانة»، جدلا كبيرا في البلاد، حيث برر وزير الداخلية السابق استخدام قوات الأمن للرصاص ضد المتظاهرين بتعرض عدد من مراكز الأمن للاعتداء بالزجاجات الحارقة من قبل المتظاهرين، فيما اتهم كل من اتحاد الشغل وأطراف أخرى هيئة «الحقيقة والكرامة» بعدم الحياد ومحاولة طمس الحقائق و»شيطنة» عدد من القوى الاجتماعية.
وكانت هيئة «الحقيقة والكرامة» نظمت مساء الجمعة جلسة استماع علنية لضحايا «أحداث الرش» وهو المصطلح الذي يطلق عادة على حادثة استخدام قوات الأمن للرصاص الانشطاري لتفريق متظاهرين طالبوا بالتشغيل والتنمية في ولاية «سليانة» (شمال غرب) عام 2012.
وخلال الجلسة، قدم عدد من الضحايا شهاداتهم حول الحادثة، حيث اكّد الطيّب كرامت أنه أصيب بكمية كبيرة من الرصاص خلال وقوفه أمام منزله القريب من مقر ولاية سليانة التي تركزت أغلب الاحتجاجات أمام، حيث كانت قوات الأمن تلاحق محتجين فروا من الغاز المسيل للدموع، مشيرا إلى أنه يعاني من آلام مبرحة منذ سنوات نتيجة عدم إزالة الشظايا من جسده خشية تعرضه للشلل وفق تأكيد الأطباء، وأكد أن عددا من المحامين تعهدوا بمتابعة قضية إلا أنهم إلى حد الآن لم يقوموا بالاتصال به.
فيما أكدت سعاد طعم الله أنها تعرضت إلى الإصابة بالرصاص مع ابنتها صابرين السلامي عندما كانتا في طريقهما من المنزل إلى المخبز، مشيرة إلى أنها ما زالت تحتفظ بعدة شظايا في أنحاء مختلفة من جسدها، واستنكرت غياب رد الاعتبار وعدم التعويض لهما ولكل ضحايا الرش في سليانة، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الحادثة. من جهة أخرى، عبّر علي العريّض نائب رئيس حركة النهضة (وزير الداخلية خلال أحداث الرش) عن «أسفه» تجاه كل من أصيب في أحداث الرش (من المحتجين وعناصر الأمن)، مضيفا «لم يكن لدينا تساهل لإيذاء الناس. تعرضنا للإيذاء ونعرف ما يشعر به المتأذّون”.
وأكد أن قوات الأمن اضطرت لاستخدام الرصاص الانشطاري حينها إثر تحول الاحتجاجات السلمية إلى «عملية نهب وسرقة» لمراكز أمنة ومؤسسات حكومية، فضلا عن «استهداف الأمنيين بالمولوتوف والعصي والقوارير والمقذوفات لدرجة أن الأمن لم يعد قادرا على ضبط الأمن العام والناس أصبحت خائفة من اقتحام المحلات التجارية».
وكتب العريض في وقت لاحق توضيحا على صفحته في موقع «فيسبوك» أكد فيه أن قضية أحداث الرش «تعهدت بها المحكمة وبالتالي فان تحديد المسؤوليات قانونيا يبقى من المشمولات الحصرية للقضاء».
فيما أكد رئيس الحكومة السابق حمّادي الجبالي أن ما شهدته ولاية سليانة كان «هجوما مبرمجا يعكس ارادة سياسية لاستهداف الدولة والحكم بوسائل غير شرعية بدعم من الاتحاد الجهوي للشغل بسليانة، مشيرا إلى أن المعلومات التي توفرت لديه آنذاك «اكدت ان حياة والي سليانة كانت مهددة».
على صعيد آخر، رفض اتحاد الشغل حضور الجلسة التي عقدتها هيئة «الحقيقة والكرامة» حول أحداث الرش، واعتبر أمينه العام المساعد محمد علي البوغديري أن الهيئة «لم تقم سوى بطمس الحقائق وتعويم المسائل من خلال الجلسات الليلية (التي) لا تكتسي أهمية كبيرة وهي نوع من ذر الرماد على العيون ومحاولة لإلهاء الشعب عن قضاياه الحقيقية».
وكتبت ليلى حداد (محامية عددا من ضحايا الرش) «هيئة الحقيقة والكرامة اهانت ملف احداث الرش بسليانة ووظفته لصالح المعتدين وتبيض جرائمهم، للاسف هيئة الحقيقة والكرامة فقدت حيادها ونقلها الموضوعي للأحداث وغيبت اهم شهادات للضحايا وشيطنت القوى الاجتماعية والمجتمع المدني». وأضافت الباحثة رجاء بن سلامة «إضافة إلى عدم الحياد في حصّة هيئة الحقيقة والكرامة ليوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وعدم التّقيّد بالموضوع وهو الرّشّ والتّداخل بين الجلاّد والضّحيّة، وحصر الاتّهام في دائرة الأمن لنفي المسؤوليّة السياسيّة للترويكا، فما لاحظته هو أنّ علي العريّض وزير الدّاخليّة أثناء أحداث الرّشّ عبّر عن أسفه، ولم يقدّم اعتذارا صريحا للضّحايا. وأعتقد أنّ الحصّة بأكمها لم تمهّد للاعتذار ولا لإعادة الاعتبار». وتابعت «لا بدّ من الاعتذار الذي يعني اعترافا بالخطأ، وتحمّلا لمسؤوليّته، ولا بدّ من مسرحة دنيا لهذا الاعتذار بالتّوجّه إلى الضّحايا ومخاطبتهم. هكذا يمكن أن تهدأ النّفوس. لا تهدأ النّفوس بالخلط بين الأدوار وبالخطابات المتلعثمة. ومع ذلك، استمعنا إلى بعض الضّحايا، وقدّرنا حجم مأساتهم. فتحيّة لهم، رغم أنّ الحقيقة منتصفة والكرامة محتشمة في هيئة الحقيقة والكرامة».
وكتب الباحث سامي براهمي تحت عنوان «تناقض غير مفهوم»: «نفس الذين ندّدوا بهيئة الحقيقة و الكرامة واتّهموها بإهمال ملفّ الرشّ وتحدّوها أن تنظّم جلسة علنيّة في الغرض وأثاروا زوبعة حول الموضوع، هؤلاء هم أنفسهم من اعترضوا على تدخّل الهيئة في الملفّ وفضّلوا الاحتكام إلى القضاء العسكري ومنعوا الضّحايا من الإدلاء بشهاداتهم لدى الهيئة. قليلا من الانسجام رجاءً».يذكر أن القضاء العسكري التونسي قرر مؤخرا ختم التحقيق الخاص بأحداث الرش في سليانة، حيث تمت تبرئة وزير الداخلية السابق علي العريض وتوجيه تهم تتعلق بارتكاب العنف ضد أربعة عناصر أمن.

تونس: هيئة الحقيقة والكرامة تفتح ملف «أحداث الرش» وأطراف تتهمها بمحاولة طمس الحقيقة
اتحاد الشغل يقاطع الجلسة ووزير الداخلية السابق يعبر عن «أسفه» تجاه ضحايا الأمن والمحتجين

نازحون من الموصل يناشدون الجهات الأمنية إعادتهم إلى مناطقهم

Posted: 26 Nov 2017 02:21 PM PST

الموصل ـ «القدس العربي»: طالب نازحون من الساحل الأيمن لمدينة الموصل، الجهات الأمنية، السماح لهم بالعودة إلى منازلهم لإنهاء معاناتهم، بعد تحرير المحافظة من تنظيم «الدولة الإسلامية» «داعش».
وبينوا أن «لا أمل لهم في المسؤولين لمساعدتهم، ولا فائدة من انتظار أي جهة حكومية لتحقيق خدمات لمدينة الموصل المنكوبة وسكانها الذين ذاقوا الويلين، ويل تنظيم «الدولة» والحرب، وويل النزوح».
الأمل المتبقي لهؤلاء أن «تساعدهم القوات الأمنية في العودة إلى منازلهم كي يتمكنوا بأنفسهم من إعادة جزء من حياتهم»، على حد قولهم.
واتهم النازحون بعض المسؤولين بسرقة حقوقهم «لتحقيق مكاسب شخصية لا أكثر، والظفر بأعلى المناصب وأفضل الامتيازات».
ورغم عودة بعض العائلات إلى الجانب الأيمن في مناطق محددة، لكن الأحياء تفتقر لأبسط الخدمات اللازمة لديمومة الحياة وأصبحت لا تصلح للعيش، فالأمراض أخذت تفتك بالسكان والنفايات ومخلفات الحرب في كل مكان»، حسب النازحين، الذين أكدوا أنه «رغم كل الدمار والخراب الذي حل بهذا الجانب لم يتأثر مسؤولو نينوى أو يهتموا بذلك بل واصلوا اهتمامهم بالسرقات».
أبو وائل، أحد نازحي الأيمن، قال لـ«القدس العربي»، «منذ عمليات تحرير الأيمن خرجنا إلى الساحل الأيسر، وكنا نأمل بالعودة سريعاً إلى منازلنا».
العودة، وفق المصدر «تحتاج إلى توفير الخدمات الصحية والمستشفيات والمدارس والطرق وتطهير المناطق من العبوات الناسفة والمخلفات الحربية وإعمار كل الطرق التي دمرت بالكامل، وكل هذا لم يحصل لتكون ذريعة لعدم عودتنا إلى ديارنا ونبقى مشردين».
أما مصطفى، فقد قال لـ«القدس العربي» : «يجب أن يكون هناك تدخل دولي من قبل الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والتحرك سريعاً من أجل وضع برنامج لإعادة إعمار المدينة والضغط على الحكومة العراقية لتعويض المتضررين من الذين فقدوا ذويهم ومنازلهم».
وأوضح أن «نصف أهل مدينة الموصل أصبحوا مشردين في المخيمات والمحافظات الأخرى، وقسم منهم من ذهب خارج العراق»، لافتاً إلى أن «سكان الأيمن يمرون بأزمة نفسية واقتصادية كبيرة وسيكون لها تأثيرها السلبي وانعكاساتها إذا ما تم حل مشاكلهم وإعادتهم إلى مناطقهم وتوفير الخدمات الأساسية لهم».
وداد، وهي أيضاً نازحة من أيمن الموصل، تأمل إعادتها إلى منطقتها قبل حلول فصل الشتاء، لكنها أوضحت لـ» القدس العربي» أن «لا أمل بالعودة في المستقبل القريب، بسبب اهتمام السياسيين بمصالحهم الشخصية فقط» وعدم اهتمامهم بالنازحين».
ودعت «القوات الأمنية إلى إعادة النازحين، كون لها العلم والدراية الكاملة بالمناطق المؤمنة والتي لم تطهر وبإمكانها إعادتهم إلى مناطقهم بشكل تدريجي، لأننا لا نأمل من السياسيين حل مشاكلنا».
وهدد أحد مواطني نينوى بإحراق نفسه احتجاجاً على الحكومة العراقية، بسبب عدم تسليم رواتبه المتوقفة منذ ثلاث سنوات.
وقال أحمد حسام، الذي يعمل موظفاً في صحة نينوى، في منشور له على «الفيسبوك» إنه سيقوم بإحراق نفسه مالم يتم تسليم مرتبه.

نازحون من الموصل يناشدون الجهات الأمنية إعادتهم إلى مناطقهم

عمر الجبوري

الشيخ لـ «القدس العربي»: تمكين الحكومة قبل حلول ديسمبر صعب واحتكام سلاح المقاومة لقرار تنظيمي يضرب التوازن الداخلي

Posted: 26 Nov 2017 02:20 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: شكك حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، في تصريحات لـ «القدس العربي» في إمكانية إنجاز ملف «تميكن الحكومة» بشكل كامل في قطاع غزة، حسب الموعد المحدد، وهو الأول من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، لكنه قال إن هذا الموعد «ليس مقدسا»، وإنه في الإمكان من أجل طي صفحة الانقسام، أن يتم تمديده لشهر أو شهرين. وأكد وجود إعاقة تمنع إنجاز عملية تمكين الحكومة «أمنيا وماليا»، واتهم قيادات من حماس بوضع «شروط تعجيزية للمصالحة، ورفض احتكام «سلاح المقاومة» لقرار تنظيمي، كونه يضرب حالة «التوازن الداخلي».
وقال الشيخ وهو أحد أعضاء وفد فتح لحوارات القاهرة، حين سئل عن آخر تطورات ملف «تمكين الحكومة» المفترض أن يتم إنجازه في موعد أقصاه الأول من الشهر المقبل، حسب الاتفاق الموقع يوم 12 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في القاهرة، إن الخلاف حول هذا الملف لا يزال قائما مع حماس، وإنه بسبب ذلك جرى الاتفاق في الحوارات الأخيرة، أن تقوم مصر بإرسال وفد إلى غزة، للاطلاع والإشراف على هذه العملية بالكامل. وأكد أن هناك خلافات في وجهات النظر مع حركة حماس، حول «ملف التمكين»، لافتا إلى أن حركة حماس، تؤكد أن العملية انجزت بمجرد وصول الوزراء إلى مقرات الحكومة في غزة، ومتابعة عملهم، لكنه قال إن ذلك لا يعني «تمكين الحكومة». وأضاف أن هذا الأمر من شأنه وبسبب ضيق المدة الزمنية لحلول الأول من ديسمبر، أن يجعل تسلم حكومة الوفاق لكامل مهامها في الموعد المحدد أمرا صعبا، مشيرا الى «اننا لسنا أسرى للتواريخ، وإذا توفرت الرغبة ممكن أن ننفذ الاتفاق لو احتجنا إلى شهر أو شهرين»، وبعد ذلك ننتقل إلى ملفات أخرى.
وتطرق الشيخ وزير الشؤون المدنية إلى عدة ملفات أخرى تعيق هذا الأمر، ومن بينها عدم تمكين الحكومة من الإشراف على «الملف الأمني» حتى اللحظة، وكذلك عدم إشراف الحكومة على «الملف المالي» كذلك. وخلال حديثه عن ملف التمكين، أكد الشيخ أن ما جرى من عمليات تمكين للحكومة في غزة لا يتعدى الـ 5% فقط، وفي هذا السياق قال إنه «لا يكيل بذلك أي تهم لأحد، وإنه يقدم أرقاما حقيقية حول ما يجري في غزة». وأكد كذلك أن المسؤوليات في قطاع غزة لم توكل بالكامل لحكومة الوفاق، كما جرى الاتفاق يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول، مضيفا «للأسف الشديد الجهة التي تسيطر على قطاع غزة، هي سلطة الأمر الواقع»، ويقصد اللجنة الإدارية التابعة لحركة حماس. وأشار الوزير إلى أن غالبية «أموال الجباية» من قطاع غزة، لا تسلم إلى حكومة التوافق، وأن ما يجبى فقط هو من المعبر التجاري كرم أبو سالم، في حين تتسلم «اللجنة الإدارية» باقي الجبايات.
يذكر ان اللجنة الإدارية هي جهة شكلتها حركة حماس في شهر أبريل/ نيسان من الماضي، وسببت خلافات كبيرة مع حركة فتح، وأعلنت حماس عن حلها، في سياق تفاهمات المصالحة الأخيرة، لكن فتح تقول إن هذه اللجنة لا تزال قائمة في غزة. إلى ذلك أشتكى الشيخ من عدم تمكين الحكومة «أمنيا»، لافتا إلى أنه لم يجر بحث هذا الملف بالمطلق حتى اللحظة، ولم يجر فيه أي تقدم، مشددا على أهمية تولي الحكومة المسؤولية الكاملة عن هذا الملف، من أجل القيام بمهامها في غزة على أكمل وجه، لافتا إلى أن الطواقم المدنية التي تشرف على إدارة معابر غزة، تحتاج لأن تكون الحكومة مسيطرة على الأمن، من أجل القيام بمهامها المطلوبة.
وأشار حسين الشيخ إلى أن حديثه هذا لا يهدف إلى «توتير أو تعكير» أجواء المصالحة، وقال «الهدف هو إظهار العقبات التي تحول دون إنجاز المرحلة الأولى من ملف المصالحة الشامل، حسب اتفاق 12 أكتوبر الماضي». وأكد أن ذلك الاتفاق يشمل نصا صريحا بتمكين حكومة الوفاق الوطني، من العمل بشكل كامل في قطاع غزة، كما هو الحال في الضفة الغربية. واتهم قيادات من حركة حماس، سمى منهم الدكتور صلاح البردويل عضو المكتب السياسي للحركة، وكذلك الدكتور أحمد بحر، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، بوضع «شروط جديدة للمصالحة».
وقال إن تصريحات البردويل الأخيرة في القاهرة «كادت أن تحكم على مسيرة المصالحة بالفشل».
وكان البردويل تراجع خلال مباحثات القاهرة الأخيرة الأسبوع الماضي عن تصريحات وصفها وقتها بـ»الانفعالية»، قال فيها إنه جرى الخروج من اجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة «باتفاق بلا معنى»، وقال كذلك إن «الضغوط الأمريكية» نجحت في دفع السلطة للتراجع عن ملفات اليوم وتأجيلها، مضيفا «ماجد فرج (مدير المخابرات) أبلغنا بأن هناك ضغوطات أمريكية، وأننا لا نستطيع أن نتقدم وسط هذه الضغوطات». وعقب ذلك قال الدكتور بحر إن «تمكين الحكومة» يكون من خلال «رفع الحصار على غزة ووفق التنسيق الأمني، ودفع رواتب الموظفين».
وسألت «القدس العربي» القيادي في فتح عن ملف «سلاح المقاومة»، خاصة في أعقاب تصريحاته الأخيرة لتلفزيون فلسطين الرسمي، حول الملف، وما تلاها من هجوم تعرض له من قبل مسؤولي حركة حماس، فرد الشيخ بوصف الانتقادات بـ «الغوغائية» وانها «لا تمت للحقيقة بصلة».
وقال «نحن نحتاج إلى صيغة ومنظومة وطنية شاملة تحكم هذا الموضوع»، لافتا إلى أنه طرح هذا الموقف خلال اجتماع الفصائل الفلسطينية الأخير في القاهرة، مضيفا «الادعاء بأن هناك سلاحا للمقاومة يحتكم فقط لقرار تنظيمي، يضرب حالة التوازن الداخلي الفلسطيني». وأكد على ضرورة أن يكون «قرار الحرب والسلام» قرارا وطنيا وقضية وطنية شاملة، نافيا ما أشيع حول مخططات لـ «سحب السلاح».
وأشار القيادي في فتح إلى «نكث» حركة حماس، الكثير مما جرى الاتفاق عليه، بخصوص ملف «التمكين»، الذي أكد أن انجازه ضرورة من أجل الانتقال إلى حل باقي ملفات المصالحة الأخرى، كتشكيل حكومة وحدة وطنية، وبحث ملف المنظمة والانتخابات. وقال كذلك أن فتح تطلب حسب ما جرى التوافق عليه في 12 أكتوبر الماضي، بأن يتم إنجاز «ملف التمكين» أولا، قبل الانتقال إلى مربعات أخرى من المصالحة، كما تنادي حماس. وأضاف «لا يمكن الانتقال إلى مربع آخر قبل المربع الأول»، وتابع متسائلا «كيف سنمضي في بحث ملف المنظمة والانتخابات والانقسام لا يزال قائما»، ورفض ما وصفها بـ «محاولة حماس الهادفة لتجاوز العقبات والادعاء بتمكين الحكومة والانتقال إلى مربعات أخرى»، ووصفها بأنها «مناورة غير مقبولة».
وبخصوص بند «دمج الموظفين»، وهو أحد البنود الواردة في ملف «تمكين الحكومة» قال الشيخ إنه جرى الاتفاق في القاهرة يوم 12 أكتوبر، على أن «نسلم مرحليا» بكل الموظفين الوجودين في غزة بـ «حكم الأمر الواقع» لحين البت في ملفاتهم، ويقصد الموظفين الذين عينتهم حماس بعد سيطرتها على غزة، مشيرا إلى أن الاتفاق يشمل عودة كل «الموظفين الشرعيين» الذين كانوا على رأس عملهم قبل سيطرة حماس، لكنه قال إن الحركة رفضت ذلك.
واشتكى الشيخ كذلك من استمرار سيطرة حركة حماس التي تنادي بتطبيق عملية المصالحة، على الكثير من الممتلكات التي تعود ملكيتها لقيادات من حركة فتح، وكذلك مقار الحركة الرئيسية في قطاع غزة، منذ سيطرتها على القطاع قبل 11 عاما. وقال إن هناك العشرات من المنازل والشقق الخاصة والمؤسسات، لا تزال حركة حماس تسيطر عليها، ولم تعدها إلى أصحابها، مؤكدا أنه كان يتوجب على حماس تقديم «مبادرة إيجابية» لإعادة هذه الممتلكات، التي طالبت بها حركة فتح في كثير من اللقاءات الخاصة. وأوضح أن حماس وعدت بذلك دون أن  تنفذ الأمر، وعبر عن خشيته أن يكون الوعد على «قاعدة الترحيل». وشدد على ضرورة أن تقوم حركة حماس بإعادة هذه الممتلكات فورا إلى أصحابها، في سياق عملية المصالحة القائمة.

الشيخ لـ «القدس العربي»: تمكين الحكومة قبل حلول ديسمبر صعب واحتكام سلاح المقاومة لقرار تنظيمي يضرب التوازن الداخلي

أشرف الهور:

منظمة مصرية تطالب بإجلاء مصير المختفيات قسريا

Posted: 26 Nov 2017 02:20 PM PST

القاهرة ـ « القدس العربي»: طالبت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات «منظمة حقوقية غير حكومية» السلطات في مصر، أمس الأحد، بإجلاء مصير المختفيات قسريا والإفراج عن المعتقلات المصريات من السجون، بالتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.
وقالت في بيان «اعتمدت الأمم المتحدة 25 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام كيوم عالمي يتم فيه مقاومة ومناهضة العنف الممارس ضد المرأة بكافة أشكاله وأنواعه في جميع البلدان وفي كل ثقافة، وبغض النظر عن مستوى الدخل أو الطبقة الاجتماعية أو الانتماء العرقي أو الديني، وفي مصر تواجه المرأة تحديات بالغة الصعوبة وتتعرض لكم هائل من الانتهاكات الممنهجة بداية بالاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، مرورًا بالمحاكمات أمام القضاء المدني والعسكري فضلا عن تعرضهن للإهمال الطبي داخل مقار الاحتجاز».
ورصدت التنسيقية 39 معتقلة تم اعتقالهن تعسفيًا واحتجازهن في ظروف غير آدمية، من بينهن 13 معتقلة حُكم عليهن بالسجن ما يتراوح بين السجن المؤبد والسجن العسكري 13 عامًا و10 أعوام و3 أعوام، لتبقى منهن المعتقلات رهن الحبس الاحتياطي الذي تجاوز عاما أو أكثر دون تقرير مصيرهن، إضافة إلى 14 فتاة وسيدة في حكم الإخفاء القسري منذ مدد متفاوتة.
وطالبت «في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة بضرورة إنفاذ القوانين التي تجرم الانتهاكات التي تطول المرأة المصرية على كافة الأصعدة، وفقا للقوانين المحلية التي كرسها الدستور المصري ونادت بها المواثيق الدولية والعالمية، والسعي حثيثا لإجلاء مصير المختفيات قسرًا وتعويضهن وذويهن عن المُعاناة التي طالتهم جراء الاختفاء، خاصة في ظل نظام مجتمعي يُنكر مثل تلك الأوضاع اللا إنسانية».
كما دعت لـ«تحسين أوضاع المعيشة داخل السجون المصرية لتتلاءم مع القواعد النموذجية لمعاملة السجناء والإعلانات العالمية لحقوق الإنسان، والإفراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي ممن لم يتورطوا بأي تُهم جنائية يعاقب عليها القانون إذا كانت نتائج التحقيقات الرسمية تُقر ذلك، وضرورة تبني الحكومة المصرية لمنهجية سوية تهدف إلى القضاء على الظواهر السلبية التي تواجه المرأة المصرية داخل المجتمع المصري وهو ما يتأتى عبر الاهتمام بخلق مناخ آمن للمرأة يساعدها على العيش بأمان في ظل أوضاع إنسانية تكفل لها حقوقها الأساسية».

منظمة مصرية تطالب بإجلاء مصير المختفيات قسريا

مؤمن الكامل

موريتانيا.. انتشار ممارسات العنف ضدَّ الفتيات وحملات توعية مضادة

Posted: 26 Nov 2017 02:19 PM PST

نواكشوط -« القدس العربي»: «جميعا للقضاء على ممارسة العنف ضدَّ النساء والفتيات»، هو الشعار الذي تواصلت تحته أمس في موريتانيا، فعاليات وحملات إحياء اليوم العالمي لمحاربة العنف ضد النساء والفتيات. وتولت هذا الإحياء منظمات غير حكومية مهتمة، ووزارة الشؤون الاجتماعية والطفولة والأسرة في الحكومة الموريتانية وذلك عبر تنظيم حملات تحسيسية ومحاضرات تتناول العنف ضد المرأة من المنظور الشرعي والقانوني، وتنظيم عروض مسرحية هادفة.
وأكدت ميمونة محمد التقي وزيرة الشؤون الاجتماعية في عرض لها بالمناسبة «أن العنف بصفة عامة والعنف ضد النساء بصورة خاصة، عمل مدان شرعا
وقانونا، كما يعتبر سلوكا غير حضاري وممارسة منافية لقيم العدل والإنصاف وانتهاكا صارخا لحقوق وكرامة من كرمهن الله.»
وأوضحت «أن الحكومة الموريتانية قامت ضمن اهتمامها بحماية المرأة، بمراجعة الاتفاقيات الدولية والمصادقة على الاستراتيجيات الوطنية والقوانين ذات الصلة ونشرها، كما عممت مدونة الأحوال الشخصية، وصممت عديد البرامج التنموية ضمن الاستراتيجية الوطنية للنمو المتسارع والرفاه المشترك الجاري تنفيذها».
وأضافت «أن الجهود المقام بها مكنت من تراجع بعض أشكال العنف ضد المرأة في الآونة الأخيرة»، مبرزة «أن العمل سيتواصل من أجل القضاء النهائي على مختلف الممارسات الضارة بالنساء والفتيات في موريتانيا عبر التسلح بالإرادة القوية والعزم الذي لا يلين وبالترسانة القانونية الرادعة الجاري تطويرها وتفعيلها».ونظمت رابطة النساء الموريتانيات معيلات الأسر ندوة حول العنف ضد المرأة عرضت خلالها العنف الذي تتعرض له النساء في موريتانيا خصوصا الضرب والاغتصاب وحالات القتل التي حدثت في نواكشوط خلال الأشهر والسنوات الماضية.
وتوقف المشاركون في الندوة أمام حالات بعينها حدثت في نواكشوط، كالمرأة التي دعسها زوجها بسيارة، والتي قتلها زوجها بسكين والأخرى التي ضربت بأسطوانة غاز».
وشدَدت المتدخلات في الندوة على ضرورة تحقيق المساواة بين الجنسين، واعتبرن أن ذلك يتطلب من النساء والفتيات بذل جهود كبيرة، بما في ذلك السعي لسنَ الأطر القانونية، للتصدي للتمييز القائم على نوع الجنس المتجذر بقوة في المجتمع الموريتاني.
وأكد تقرير أخير لرابطة النساء الموريتانيات معيلات الأسر حول ظاهرة العنف ضد المرأة «أن العنف في المجتمع الموريتاني مرتبط ارتباطا وثيقا بالمستوى التعليمي، إذ كلما انخفض هذا المستوى ارتفعت نسبة التعرض للعنف الزوجي».
ويشير التقرير إلى أن «نسبة النساء الأميات اللواتي تعرضن للعنف الزوجي في حياتهن تتجاوز 46 من مئة، وتتناقص النسبة لدى اللواتي حصلن على مستوى تعليمي ابتدائي لتبلغ 30 من مئة، وكلما رفعت المرأة مستواها التعليمي، تناقصت حصتها من العنف الزوجي، حيث بلغت نسبة اللواتي تعرضن للعنف على أيدي أزواجهن من ذوات المستوى التعليمي الإعدادي 11 من مئة، وتبلغ النسبة 7 من مئة لدى صاحبات المستويات التعليمية الثانوية، في حين لا تتجاوز نسبة الجامعيات اللواتي يتعرضن للعنف الزوجي 1 من مئة».
وكشفت منظمة النساء الموريتانيات معيلات الأسر عن «تسجيل أكثر من 412 عملية اغتصاب خلال سنة 2010، و703 سنة 2011، فيما سُجل أكثر من 789 حالة في 2012، و797 في 2013، بينما مثلت 2014 عامًا «أسود» بالنسبة للمرأة الموريتانية، إذ شهدت حدوث أكثر من 2172 حالة اغتصاب في أرجاء موريتانيا كافة».
ويرى التقرير «أن للمهن كذلك دورها في تصنيف حالات العنف الزوجي، حيث تؤكد إحصائية للوزارة المكلفة بشؤون المرأة أن نسبة 42 من مئة من الزوجات العاطلات من العمل يتعرضن للعنف على أيدي أزواجهن، في حين تبلغ النسبة 4 من مئة فقط بين الطالبات والموظفات».
وتتجه المؤشرات نحو ارتفاع منحنى العنف الزوجي، يضيف التقرير، مع طول العِشْرة الزوجية وارتفاع عدد أطفال الأسرة، حيث تبلغ نسبة من تعرضن للعنف على أيدي أزواجهن خلال العامين الأولين من الزواج 21 من مئة، وترتفع النسبة كلما طالت فترة الزواج لتبلغ 32 من مئة لدى من تتراوح فترات زواجهن من 11 ــ 14 سنة.

موريتانيا.. انتشار ممارسات العنف ضدَّ الفتيات وحملات توعية مضادة

عبد الله مولود:

المالكي: سنستخدم كل أدوات القانون والدبلوماسية لتحقيق طموحات شعبنا وتضحياته لنيل استقلاله

Posted: 26 Nov 2017 02:18 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: قال رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني «سنستفيد مما يوفره المجتمع الدولي لنا، وسنستخدم كل الأدوات القانونية والدبلوماسية لتحقيق طموحات شعبنا وتضحياته لنيل حريته واستقلاله». جاء ذلك خلال استقباله وزيرة الخارجية والحراك البشري لجمهورية الإكوادور ماريا فيمنديا اسبينوزا في مقر الوزارة في مدينة رام الله.
 ورحب بنظيرته مؤكداً على متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، في المجالات كافة، وأشار الى ضرورة تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية، وزيادة منسوب التبادلات التجارية الذي من شأنه تقديم الأفضل لكلا الشعبين وبلديهما الصديقين اللذين يمتلكان مكنونات ومصادر طبيعية هائلة يمكن تسخيرها لما فيه خير وصالح اقتصاديي البلدين والذي من شأنه أن ينعكس على ظروف مواطني البلدين وتحسين ظروفهما المعيشية.
وقدم شرحاً مفصلاً حول أوضاع الفلسطينيين تحت الاحتلال، وكل المعوقات التي يقوم بها منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمن، مؤكدا ان الاحتلال الاسرائيلي احتلال إحلالي استعماري غاشم، لا يترك فرصة إلا ويغتنمها في تخريب ومصادرة الأراضي الفلسطينية العامة والخاصة. وتطرق المالكي لآثار جدار الفصل العنصري الذي إن دلَّ على شيء فإنما يدلّ على العنصرية التي تمارسها إسرائيل في الضفة الغربية وعلى رأسها القدس. 
وطالب نظيرته أن تستدل على ذلك من خلال منعها من زيارة مدينة الخليل المختطفة من قبل سلطات الاحتلال لثلاثمئة مستوطن وإهمال حقوق ثلاثمئة ألف فلسطيني مقيدي الحركة ومخصصة لهم ممرات للمرور والعبور من خلالها لبيوتهم وما تبقى لهم من ممتلكات وشوارع مهجورة. 
وعبر عن امتعاضه من سلوك ما يسمى بمحكمة العدل الاسرائيلية التي تشرع عمليات سرقة الأراضي الفلسطينية الخاصة وتحويلها لصالح عتاة المستوطنين، وآخرها كان تحويل خمسة آلاف دونم خاصة بفلسطينيين في غور الأردن.
وأدان عمليات القتل خارج القانون والتي يرتكبها جنود الاحتلال وتشرعها مؤسسات الاحتلال القانونية. 
ووقع الجانبان الفلسطيني والإكوادوري خمس اتفاقيات هي مذكرة تفاهم بين الحكومة الوطنية لجمهورية الإكوادور – سكرتارية إدارة المخاطر، ووزارة الداخلية الفلسطينية – الدفاع المدني، واتفاقية حول السماح لعائلة الموظف الدبلوماسي والقنصلي والفني والإداري المبتعث في سفارة أو بعثة دبلوماسية أو قنصلية من ممارسة أعمال ربحية، واتفاقية التعاون التقني، واتفاقية تعاون في المجال الزراعي، واتفاقية تعاون لمكافحة الإتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية. وأقر الجانبان بأهمية توقيع هذه الاتفاقيات ومتابعة تنفيذها وتطبيقها خاصة التعاون الفني لأنها ستفتح المجال أمام التعاون في مختلف المجالات. 
وأوضحت الوزيرة الإكوادورية أن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول إكوادوري على الرغم من تاريخانية العلاقة وعمقها التي تمتد إلى عقود خلت، وأنها اطلعت بنفسها على جزء من معاناة الفلسطينيين في أرضهم، وأبدت إعجابها بالشعب الفلسطيني وإصراره على الحياة والنهوض بمستقبل أبنائه، وعملية البناء المؤسسي والإقتصادي والسياحي التي يقوم بها على الرغم من المخاطر التي تواجهه في كافة مناحي حياته. 
واكدت على ضرورة الاستمرار في الجهود الثنائية الرامية الى تحقيق التشبيك المباشر بين القطاعات العامة والخاصة للبلدين، معتقدة أن مثل هذا التشبيك سيعود بالنفع على الجميع من خلال اتباع برامج اقتصادية وسياحية فلسطينية والاستفادة من وجود مثل هذه المرافق السياحية في فلسطين، وأعربت عن امتنانها فيما إذا قام مسؤولون إكوادوريون مهتمون بالشأن السياحي بزيارة فلسطين، والتي ستمكنهم من الاطلاع عن كثب على ما تمتلكه فلسطين من مقومات وإمكانيات سياحية، وقدرات تقنية أخرى مثل الزراعة والطب وقطاع الإنشاءات.
وقالت إن الدور الداعم لفلسطين الذي تقوم به بلادها إنما يأتي من قناعتها بضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه بإقامة الدولة وتقرير المصير على ترابه الوطني على حدود الرابع من يوتيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، خاصة وأن السلام لا يحدث من طرف واحد، فلا بُدّ من وجود طرفين راغبين بإنهاء تراجيديا الاحتلال والانتقال إلى مسيرة البناء والتقدم والازدهار دون معوقات وجدران واستيطان، مضيفة أنه لا بد من تحقيق الوحدة الفلسطينية عبر جهود مصر للمصالحة كي يخرج الفلسطينيون موحدين في مواجهة تحديات مستقبلية تنتظرهم.
 وحضر اللقاء من الجانب الفلسطيني وكيل الوزارة تيسير جرادات، والمستشارة حنان جرار مديرة الإدارة العامة للأمريكيتين، والمستشار أحمد سلامي كبها مدير وحدة الإعلام، والسكرتير ثالث ليندا عيسى مسؤولة ملف الإكوادور، والسكرتير ثالث شريهان أبو غوش.
ومن الجانب الإكوادوري، خافيير سانتوس بلازارتي سفير الإكوادور لدى فلسطين، والسفيرة لورديس بوما بوما وكيلة وزارة الخارجية لشؤون أفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا ، وغبرييلا إيبارا مستشارة المتابعة، وريتشارد رواليس مسؤول الإعلام، وإيفلين السيفار ضابط الأمن الشخصي.

المالكي: سنستخدم كل أدوات القانون والدبلوماسية لتحقيق طموحات شعبنا وتضحياته لنيل استقلاله
خلال لقائه نظيرته الإكوادورية في رام الله

فؤاد مقصود يُتوّج بلقب أفضل مبتكر عربي في برنامج تلفزيون الواقع «نجوم العلوم»

Posted: 26 Nov 2017 02:17 PM PST

 الدوحة -  «القدس العربي»:   فاز فؤاد مقصود بلقب أفضل مبتكر في العالم العربي في الحلقة الختامية من برنامج تلفزيون الواقع «نجوم العلوم» الذي تنظمه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.
وخلال حلقة حافلة بالأحداث المثيرة، استضافتها سلطنة، كثمرة للتعاون بين البرنامج والصندوق العُماني للتكنولوجيا، واحتفاءً بإنجازات البرنامج والمستقبل المشرق الذي ينتظر المبتكرين؛ اختتم فؤاد رحلته القوية التي أبهرت الجمهور في منطقة الشرق الأوسط وخارجها خلال مختلف مراحل الموسم التاسع من البرنامج.
ورغم المنافسة الشرسة، نجح فؤاد من خلال ابتكاره، آلة رش واقٍ نانو للقماش، في الفوز بالنسبة الأكبر من أصوات الجمهور ولجنة التحكيم، ما أفسح له الطريق لنيل اللقب الأرفع في البرنامج.
وصوّت المشاهدون من مختلف دول العالم عبر الإنترنت لواحدٍ من المبتكرين الأربعة الذين وصلوا التصفيات النهائية في برنامج نجوم العلوم. وتربّع فؤاد مقصود على القمّة بفضل استحواذه على 43% من مجموع أصوات الجمهور عبر الإنترنت، إضافةً إلى تصويت لجنة التحكيم، وهو ما أهّله للفوز بـ 300 ألف دولار أمريكي لتطوير ابتكاره المتميز «آلة رش واقٍ نانو للقماش»، وهو عبارة عن آلة متعددة الاستخدامات، توظف تقنية النانو لجعل الأقمشة مقاومة للماء، ودمج الأدوية العلاجية في ألياف الضمادات الطبية، وغيرها الكثير
وتعليقًا على فوزه بالمركز الأول في الموسم التاسع من برنامج نجوم العلوم، قال فؤاد مقصود: «لا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أعبر عن شكري وامتناني الكبيرين للمرشدين ولزملائي المنافسين الذين جعلوا من هذه الرحلة نقطة تحوّل عظيمة في حياتي. لقد منحني برنامج نجوم العلوم الثقة والمعرفة التي أحتاجها لأواصل السعي وراء حلمي بلا خوف، وأختبر حدود قدراتي بثقة وإقدام. وأضاف: «أود أن أوجه رسالة إلى كل من يمتلك فكرة رائعة لابتكارٍ ما، بأن ينهض ويباشر العمل على تطوير هذه الفكرة، لأن العمل بجدٍ واجتهاد هو خير وسيلة لتحويل الأفكار إلى اختراعات، وتحقيق الأهداف، وحل المشكلات. كما يجب ألا ننسى بأن المساهمة في خدمة مجتمعاتنا وتحسين حياة الناس من حولنا هو واجب على عاتق كل واحد منا، نحن جيل الشباب».
واحتل أحمد نبيل المركز الثاني عن جدارة بمعدل نقاط بلغ 30%، ليحصل بذلك على 150 ألف دولار أمريكي، وهو صاحب ابتكار مؤشر افتراضي لمنظار جراحي يُنظف تلقائياً، وعبارة عن منظار آلي ذاتي التنظيف مع مؤشر افتراضي، يعمل على جعل العمليات الجراحية أكثر أمانًا بالنسبة للأطباء والمرضى. كما جاء مشعل الشهراني في المركز الثالث بمعدل 14.7% لابتكاره سوار الملاحة للحجاج المتمثل في السوار الذي يساعد المسلمين على الوصول إلى الأماكن الهامة خلال الحج، لتفادي أن يضلوا طريقهم، ليحصل على جائزة بقيمة 100 ألف دولار أمريكي. وأخيراً، حلّ الفائز محمد الجفيري في المركز الرابع بمعدل 12.3% عن ابتكاره روبوت تفاعلي لتعليم الأطفال الصم، وهو جهاز يستخدم أحدث التطورات التقنية لتعليم لغة الإشارة للأطفال، فكان من نصيبه 50 ألف دولار أمريكي. وقال المهندس يوسف الحارثي، الرئيس التنفيذي للصندوق العماني للتكنولوجيا: «لقد سعدنا باستضافة نجوم العلوم المتأهلين للحلقة النهائية والنجوم الذين شاركوا في المواسم الماضية، وقد جاءت استضافتنا للبرنامج في الموسم التاسع هذا العام كأحد ثمار التعاون مع مؤسسة قطر، والمبادرات التابعة لها». وأضاف: «إننا نسعى من خلال هذا التعاون إلى نقل المعرفة والخبرات إلى الجيل الجديد من الشباب، كما أننا، ومن خلال استضافة البرنامج وتصوير حلقته الختامية في عمان وما سبقه من جلسات حوارية ونقاشات مفتوحة، نسعى إلى توسيع مشاركة الشباب العمانيين في المواسم القادمة. لقد قدمنا في الصندوق العماني للتكنولوجيا نبذة عن خدماتنا في مجال دعم رواد الأعمال والمبتكرين، وإننا نفتح المجال لكافة المشاركين في برنامج نجوم العلوم للتقدم بطلبات التسجيل في برامجنا الاستثمارية المتنوعة». ويُمكن للشباب العرب المهتمين بالعلوم والابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال حول العالم التسجيل للمشاركة في الموسم المقبل من برنامج نجوم العلوم. وسيبقى باب التسجيل عبر الإنترنت مفتوحاً حتى الأول من شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل. وستكون الاختبارات وتجارب الأداء جزءًا من عملية اختيار المتأهلين للمشاركة في البرنامج.

فؤاد مقصود يُتوّج بلقب أفضل مبتكر عربي في برنامج تلفزيون الواقع «نجوم العلوم»

سجن ملاديتش نقطة مضيئة في عالم مظلم

Posted: 26 Nov 2017 02:16 PM PST

أكثر من عشرين عاما انقضت قبل أن يلقى الجنرال الصربي، راتكو ملاديتش، جزاءه القانوني بالسجن مدى الحياة عقابا لارتكابه «جرائم حرب» وإبادة في حرب البوسنة في النصف الاول من التسعينيات. وسبقه عدد من القادة الصربيين الذين اعتقلوا وحوكموا أمام المحكمة الدولية الخاصة بالبوسنة والهرسك، أهمهما الرئيس الصربي السابق، سلوبودان ميلوسوفيتش ورئيس صرب البوسنة، رادوفان كاراديتش. ومع أن سجن هؤلاء لا يلغي آثار الجرائم التي ارتكبوها إلا أنه رسالة مهمة لمرتكبي جرائم الحرب. وسبق أن سجن عدد من مرتكبي جرائم الحرب والإبادة في رواندا، وكذلك الكونغو. كما أصدرت محكمة الجنايات الدولية حكما باعتقال الرئيس السوداني، عمر البشير، الذي اتهم بارتكاب جرائم مماثلة في درافور، ولكنه ما يزال طليقا. الرسائل الإيجابية التي تبعثها هذه الإجراءات الدولية عديدة: فهي أولا تعبير عن إرادة دولية لمنع ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية، ثانيها: إثبات نفاذ القانون الدولي وفاعليته في التصدي لهؤلاء، ثالثها تأكيد ضرورة الاستمرار في تفعيل المواثيق الدولية التي تنظم مسارات الحرب والتعامل بين البشر، ليس في حالة السلم فحسب، بل عند الاختلاف والحرب. رابعها: إعادة قرع الأجراس لتصل آذان أنظمة الاستبداد والظلم بأنهم محكومون بهذه القوانين فعليهم مراعاة سياساتهم وعدم الخروج عن الحدود.
السؤال هنا: هل هناك حقا إرادة دولية محايدة لاستهداف مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة أم أن السياسة تلعب دورها في ذلك وتؤدي إلى انتقائية في التعامل بأنماط متباينة مع مرتكبي تلك الجرائم؟ الأمر المؤكد أن الحرب العالمية الثانية كانت محطة مهمة في التاريخ البشري المعاصر، نجم عنها شعور لدى القوى الكبرى التي شاركت في تلك الحرب بضرورة منع تكرر ما حدث على جبهاتها، وتنظيم إجراءات الحرب ومنع ارتكاب بعض الجرائم كاستهداف المدنيين أو منع تطبيب الجرحى أو قتل الفارين أو سوء معاملة أسرى الحرب أو المنشآت المدنية والإنسانية أو استخدام الأسلحة المحرمة دوليا. وشهدت السنوات التي أعقبت تلك الحرب نشاطا محموما في مجال التشريع لتنظيم مسارات الحروب وبلورة إرادة عالمية لتنفيذ الاتفاقات الدولية. وقد نشطت الأمم المتحدة التي كانت قد تشكلت بعد انتهاء الحرب مباشرة، في مجال تشريع المواثيق التي تنظم الحرب والسلام. ونظرا للمعاناة الكبيرة التي مرت بها شعوب العالم خلال تلك الحرب المدمرة، كان الحماس لاستصدار تلك التشريعات كبيرا، فصدرت مواثيق جنيف التي تنظم مسار الحرب، وتم إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وصدرت تباعا قوانين دولية تنظم مسار المجتمعات وتحمي حقوق الأفراد، وطرحت منظومة حقوق الإنسان كتعبير عن الرقي والتقدم في مجال القيم والأخلاق والعلاقات الإنسانية. وتوسعت أدوار الأمم المتحدة بإرادة جماعية فأنشئت منظمات كثيرة تعنى بهذه الشؤون ومنها منظمات الإغاثة ومؤسسات المجتمع المدني. ويمكن القول إن نصف القرن الذي أعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية كان من أغنى الحقب الإنسانية في مجال سن التشريعات التي تمثل بمجموعها ما يسمى «القانون الدولي».
غير أن الوضع تغير كثيرا في العقدين الأخيرين، فقد حدثت حروب شرسة بعضها بلا دعم دولي. وتصدرت الولايات المتحدة المشهد الحربي عندما قادت التحالف الذي استهدف «تحرير الكويت» من القوات العراقية في 1991، ونجم عن ذلك ما يمكن اعتباره «جرائم حرب» خطيرة كاستهداف القوات العراقية المنسحبة في منطقة المقلاع، واستهداف الملاجئ مثل ملجأ العامرية. وأعقب الحرب فرض حصار على العراق استمر اثني عشر عاما، أدى لموت الكثيرين وفي مقدمتهم الأطفال. وكان من نتيجة تلك الحرب تشجيع الآخرين على شن الحروب وارتكاب المجازر. فجاءت حرب البوسنة والهرسك في النصف الاول من التسعينيات، وتبعتها مجازر رواندا، ثم حدثت الحرب الثانية على العراق في 2003. وجاءت أزمة دارفور التي ارتكبت فيها جرائم حرب واسعة. وحدثت الفظاعات الإسرائيلية خلال تلك الحقبة. وأكد تقرير الأمم المتحدة حول مجزرة قانا الأولى التي حدثت في 1996 أن الإسرائيليين قصفوا اللاجئين في مقر الأمم المتحدة وقتلوا أكثر من مئة شخص، الأمر الذي يعتبر جريمة حرب. وعندما اجتمع أعضاء مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين «إسرائيل" أجهضت الولايات المتحدة مشروع قرار يدين «إسرائيل» باستخدام حق النقض الفيتو. وليس جديدا القول إن موقف الإدارة الأمريكية منحاز تماما لـ «إسرائيل» تجاه العرب حتى حين ترتكب جرائم حرب. وقد حدثت محاولات عديدة لمحاكمة قادة إسرائيليين أمام القضاء الدولي ولكن بدون طائل لأن الإرادة الدولية لمحاكمة الإسرائيليين غير متوفرة. وهنا يمكن اعتبار وجود مجلس الأمن الدولي بشكله الحالي معوقا أمام القضاء الدولي، فما لم تتفق الدول الخمس دائمة العضوية على موقف موحد إزاء أي قضية فلن يكتب لها النجاح لأن أيا من هذه الدول قادر على استخدام حق النقض «الفيتو» لإفشال أي قرار بشأنها.
للوهلة الاولى يبدو أن المجتمع الدولي قد قطع خطوات كبرى إلى أمام في مجال الحريات وحكم القانون والتمسك بالقيم الإنسانية في حالتي الحرب والسلام. ولكن هل هذه حقيقة؟ هنا تطرح مقولة «المصلحة» كواحدة من كبريات الذرائع لتحييد القوانين الدولية وتفعيل القيم المذكورة. فزعماء العالم يستخدمون هذا العنوان لتبرير مواقفهم المتقاعسة إزاء تطبيق القوانين الدولية. وثمة أمثلة كثيرة لذلك. الأول: إن الحرب على اليمن مستمرة منذ أكثر من ثلاثين شهرا، وقد أكدت التقارير العديدة أن القانون الإنساني الدولي قد تم اختراقه مرارا، فمنع وصول الدواء والغذاء وأغلقت كل المنافذ، كما استهدفت منشآت مدنية كثيرة كالمدارس والمستشفيات والأسواق والفنادق والقاعات الكبرى، وقتل أكثر من ألفي طفل من بين أكثر من 10 آلاف من الضحايا المدنيين. لقد ارتكبت جرائم حرب على نطاق واسع، مع ذلك فليس هناك أي موقف دولي مسؤول يطالب أولا بوقف الحرب فورا، وثانيا: اعتبار غلق المنافذ ومنع وصول الغذاء والدواء جريمة ضد الإنسانية، وثالثا: إن استهداف المنشآت المدنية وقتل المدنيين جرائم حرب خطيرة. وبرغم المطالبة بتشكيل محكمة خاصة باليمن على غرار محاكم رواندا والبوسنة والهرسك، فقد وقعت تلك المطالب على آذان صماء، ولذلك تستمر الحرب بدون توقف. فلو اعتقد حكام السعودية بوجود نية حقيقية لتفعيل المواثيق الدولية والتصدي لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لأوقفوا الحرب فورا. ولكنهم أدركوا أن باستطاعتهم شراء مواقف بعض الدول الغربية بصفقات السلاح والتجارة العملاقة، والتهديد بوقفها أن أقدمت الدول على مقاضاتها قانونا بسبب جرائم الحرب المرتكبة.
الثاني: إن ممارسة التعذيب جريمة ضد الإنسانية، وإن حماية المدافعين عن حقوق الإنسان مهمة يجب أن تضطلع بها الحكومات، وإلا اعتبرت مرتكبة لجريمة ضد الإنسانية، وإن المجتمع الدولي مسؤول عن التصدي لانتهاكات حقوق الإنسان أينما وقعت، وعدم التوقف عند الحدود الجغرافية لأن تلك الحقوق تتجاوزها. فهل يحدث ذلك؟ تؤكد التقارير الموثقة أن معارضي أنظمة القمع والاستبداد يواجهون أبشع أساليب التعذيب وسوء المعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية خصوصا في مصر وسوريا والسعودية والبحرين. وقد ذكرت صحيفة «ديلي ميل» الأسبوع الماضي في تقرير خاص أن عددا من الأمراء والتجار المعتقلين بسجن «ريتز ـ كارلتون» تعرضوا للتعذيب المبرح ومن بينهم الأمير متعب بن عبد الله والوليد بن طلال. فأين هي المواثيق الدولية التي تجرم التعذيب؟ وكانت لجنة التحقيق المستقلة بزعامة المرحوم شريف بسيوني التي شكلتها الحكومة البحرينية قد أثبتت في تقريرها النهائي في مثل هذه الأيام قبل ستة أعوام أن هناك «تعذيبا ممنهجا» في السجون البحرينية، وذكرت أسماء المعذبين وطالبت باحداث تغييرات في أجهزة الأمن ومقاضاة الجلادين، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث.
الامر الثالث: أن غياب المساءلة الدولية وتجميد القوانين والمواثيق الدولية شجعت التحالف الرباعي على استهداف دولة قطر بشراسة غير معهودة، وفرضت عليها حصار بريا وجويا وبحريا غير مسبوق. ولم ينطق أحد من هؤلاء الحلفاء الغربيين بكلمة واحدة ضد هذا الوضع، وإن حدث ذلك فبأسلوب خجول. فأين هي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي؟ وإلى أين تتجه أوضاع المنطقة في ضوء انتشار ظاهرة التنكيل والتعذيب والقمع بحق المناوئين الذين يطالبون بإصلاحات سياسية واسعة في المنطقة. وكما يقال: من أمن العقوبة أساء الأدب. والأخطر من ذلك أن يتم تعريض الأمن والسلم والدوليين لخطر التمييع، وذلك بإعادة صياغة مفاهيم الإرهاب لتصبح منسجمة مع ما يطرحه الديكتاتوريون العرب. فكل من عارض أيا من هذه الأنظمة اعتبر إرهابيا. وذكر التحالف الذي تقوده السعودية الأسبوع الماضي أنه أضاف منظمات وأشخاصا إلى قائمة الإرهاب التي أصدرها قبل بضعة شهور لتضم أشخاصا بعيدين عن العنف والإرهاب، ومضطهدين بلا رحمة.
إن أمن العالم وسلمه لا يتحققان إلا بتفعيل القرارات والمواثيق الدولية التي توافقت دول العالم حولها. وهذا يتطلب إرادة حقيقية من الدول الغربية، ما تزال غير متوفرة. فلا قيمة للقوانين إذا بقيت خارج إطار التفعيل والتطبيق. إن عالما بدون قيادة كالسفينة بلا ربان، تتقاذفها الأمواج وتعصف بها الرياح حتى تغرق. من المسؤول عن توجه العالم نحو اللامجهول في ظل تردد هذا العالم في تفعيل قوانينه ومواثيقه واكتفائه بإصدار القوانين التي لا تعني الكثير ما دام تفعيلها مجمدا أو انتقائيا أو خجولا؟

٭ كاتب بحريني

سجن ملاديتش نقطة مضيئة في عالم مظلم

د. سعيد الشهابي

إنهم يخشون الورق والقلم!

Posted: 26 Nov 2017 02:16 PM PST

مؤخرا، أصدرت الحكومة السودانية مشروعا جديدا لقانون الصحافة والمطبوعات الجديد، أقام الدنيا وتركها واقفة حتى اللحظة! وكل من اطلع على القانون، خاصة من أهل الصحافة والقانونيين، كان يصرخ «كارثة». وشخصيا، لست من أهل القانون أو الصحافة، ولكن، وبحكم التجربة السياسية، صرخت مثلهم «كارثة»، بعد أن فرغت من قراءة التعديلات الجديدة، وزدت «حاجة غريبة، ولكن متوقعة»! ومن متن المقال سيُفهم لماذا قلت ذلك. لن أتناول المشروع الجديد من الجانب القانوني، ولا ينبغي لي، فهذا يُترك للمختصين، وسأحصر مناقشتي في الناحية السياسية.
أحيانا كثيرة، يتراءى لي أن السودان يدار بحكومتين، إحداهما علنية ومنظورة من الجميع، ولكنها محدودة النفوذ والإرادة، ومناط بها البهرجة وقص الشريط التقليدي هنا وهناك، بينما الحكومة الأخرى خفية تعمل خلف الكواليس، وهي التي تتحكم فعلا في إدارة البلد وتصدر ما شاء لها من قرارات، هي من صميم مسؤوليات وزراء وأفراد الحكومة العلنية، ولكن هؤلاء لا علم لهم بها، ويسمعون بها لأول مرة من خلال الإعلام، تماما مثلنا، الناس العاديين. فكم من وزير سئل عن قرارات خطيرة أعلنت في أجهزة الإعلام، فأجاب بأنه لم يسمع بها، وكم من مسؤول حاصره الصحافيون ليدلي بتوضيح حول موضوع هام داخل دائرة اختصاصه، فكان يتهرب، ثم يتمتم ويطنطن، وأخيرا يستسلم بأن لا علم له بالموضوع ولم يسمع به إلا من أسئلة الصحافيين. لا أود التركيز على موضوع الحكومتين هذا، بقدر ما أود فقط الربط بينه وبين مسألة تعديلات قانون الصحافة والمطبوعات، من خلال الأمثلة التالية:
أولا: في يوم الإثنين، 31 يناير/كانون الثاني 2011، عقد النائب الأول السابق، الأستاذ علي عثمان محمد طه، مؤتمرا صحافيا قال فيه عبارته الشهيرة "النظام الذي يخشى الحريات…لا مستقبل له»!. تلك العبارة أثارت عند البعض دهشة ممزوجة بالأسى، مثلما بعثت على السخرية وإشاحة الوجه عند آخرين، وذلك لأن الحديث جاء مباشرة، غداة يوم 30 يناير/كانون الثاني الدامي، الذي حصدت فيه قوات النظام، وفق الخطة (ب) المعدة سلفا كما قيل، أرواح الشباب والطلاب الذين تظاهروا في شوارع الخرطوم عزلا إلا من سلاح النوايا الطيبة، والعزم على رفض الذل والمهانة، والاعتقاد بأن الدستور يحميهم، ليواجهوا بعنف خائف مرتعب تماما من أي مساحة تتاح للحريات، حتى ولو كانت هذه المساحة صغيرة وهامشية.
ثانيا: لأكثر من عامين، ظلت الحكومة تملأ فضاءات السودان والعالم، مبشرة بعهد جديد بعد إنجازها لمؤتمر الحوار الوطني، والذي نصت المادة 28 من توصيات لجنة الحريات والحقوق الأساسية، والخاصة بحرية التعبير والإعلام، على ما يلي: «لكل شخص حق التعبير الحر عبر وسائل الخطاب المعلن والنشر المكتوب والمسموع والمرئي، لبسط دعاويه وإيقاع ما يمثله عبر الرأي العام ومشاهد الجمهور. وذلك وفق قانون عادل يفصل فيه القضاء ليوازن بين حرية التعبير وحرمة عموم الأشخاص من الطعن للأعراض وإشاعة المفتريات»…. وظلت كل قمم الحكومة تقسم بأغلظ الإيمان أنها ستنفذ كل مقررات مؤتمر الحوار الوطني حرفا حرفا. ومعروف في كل الدنيا، أن مؤتمرات الحوار الوطني الناجحة، دائما يتبعها انفراج في الأجواء وبسط للحريات. وبناء على ذلك، كان المتوقع إزالة كل المواد المقيدة للحريات في قانون الصحافة والمطبوعات الراهن قبل التعديلات الأخيرة، والذي كان محل انتقاد واسع، داخليا وعالميا، وبسببه سجن صحافيون وصودرت الصحف ومنعت من الصدور، وكان وزير الإعلام يبشر الصحافيين بأن مقررات مؤتمر الحوار ستضمن في القانون، فإذا بالقانون الجديد بتعديلاته، أسوأ من أخيه، ولا علاقة له بمقررات مؤتمر الحوار. فمن أصدر مشروع القانون الجديد، الحكومة العلنية بوزير إعلامها الذي نراه يوميا، أم السلطة الخفية؟
ثالثا: عمليا، دخلت البلاد في أجواء الانتخابات العامة، المتوقعة في 2020. والجميع، بمن فيهم رسل المجتمع الدولي وممثلوه في البلاد، يتحدثون عن ضرورة تهيئة هذه الأجواء بتوفير المزيد من الحريات، خاصة حرية التعبير، حتى يناقش الجميع كيفية أن تأتي الانتخابات حرة ونزيهة، ويدخل ضمن هذه المناقشة التمسك بعدم تعديل الدستور. هذا الأمر، يتطلب توسيع مساحة الحريات الصحافية، بل إن أحد ممثلي المجتمع الدولي في البلاد صرّح لمجموعة من رجال الأعمال، بأن هذا التوسيع هو المتوقع، وأنه كان ضمن المناقشات مع الأمريكان في صفقة رفع العقوبات. ولكن، الذي حدث هو العكس تماما.
يقال أن فولتير دشّن عصر التنوير بقولته الشهيرة: «مع كل اختلافي وتناقضي معك في الرأي فأنا مستعد أن أموت ليس من أجل رأيك، ولكن من أجل تمكينك من التعبير عنه». ويعلمنا، نلسون مانديلا، أيقونة النضال والصمود: «…وبينما سأجلس في كونو، قريتي، ويتقدم بي العمر ليضاهي عمر تلالها، سيظل يحدوني الأمل في ظهور جيل من الزعماء في قارتي وفي العالم، لن يسمحوا بأن ينكر على أحد حريته كما أنكرت علينا؛ ولا بأن يحول أحد إلى لاجئ كما حولنا؛ ولا أن يحكم على أحد بأن يجوع كما حكم علينا؛ ولا أن يجرد أحد من كرامته الإنسانية كما جردنا. وسأظل آمل أن تضرب نهضة افريقيا جذورها في عمق الأرض، وتزهر إلى الأبد، بصرف النظر عن تغير المواسم»….
ما الذي حدث يا ترى وجعل حكومتنا تصدر هذا القانون؟ هل يجري التدبير لأمر ما، يتطلب إعداده وتنفيذه قمع حرية التعبير، والحريات الصحافية بالذات؟ أم أن المسألة تتلخص في أن النظام الذي يخشى الورق والقلم هو نظام هش؟. أليست فعلا، هي «حاجة غريبة، لكن متوقعة»؟! نعم متوقعة، لأن هؤلاء يبدو أنهم لم يتعلموا من دروس التاريخ التي تقول إن التضييق على حرية التعبير، وخنق الأفكار والرأي الآخر، مهما طال واستطال أمدهما، فإن الفكر والرأي الآخر سيجدان لهما، في النهاية، طريقاً للتعبير والانبجاس وشق الصخر القاسي.

٭ كاتب سوداني

إنهم يخشون الورق والقلم!

د. الشفيع خضر سعيد

خيبة القرن

Posted: 26 Nov 2017 02:15 PM PST

إسمعوها من فضلكم، ومن الآن، لن يقبل فلسطيني واحد، ولا عربي حقيقي، هذه الفرية التي يسمونها «صفقة القرن»، وقد وعدهم بها المليادير المهووس دونالد ترامب، وفريقه اليهودي المكلف بإعداد تسوية إسرائيلية فلسطينية، ووعدوه بالضغط على الفلسطينيين لقبولها، وهو القبول الآثم الذي لن يحدث أبدا، ولن يفلت الصهاينة العرب بجريمتهم، حتى لو كانوا يسبحون بحمد إسرائيل في أذكار الصباح والمساء.
نعم، فالأوطان ليست صفقات بيع وشراء، وفلسطين ليست سلعة في سوق، تقبل القسمة والمساومة وإعادة التسعير، وفلسطين ليست كوم لحم يستقضي منه «شيلوك» اليهودي حاجته بالكيلو والقنطار، بل فلسطين وطن تاريخي لأهله العرب الكنعانيين منذ آلاف السنين، وتحمل الخرائط اسمها الجليل الباقي على مدى الزمن، وتعرضت للغزو والاحتلال مرات، وخرجت بعد كل غزو باسمها العربي الصافي، فقد تعرضت فلسطين لغزوات الفرنجة باسم الصليب، وأقيمت على أرضها ممالك ومستوطنات للغزاة، وظلت الحروب سجالا على مدى زاد على المئتي سنة، وكانت النهاية على ما نعرف، ذهبت ممالك الغزاة إلى مزابل التاريخ، واستردت فلسطين اسمها وصفتها وأرضها، وكان الدم المقدس الذي سال على ترابها المقدس، دما عربيا جامعا، لا ينسى التاريخ أبدا صوت معاركه وجيوشه، التي خرجت أشهرها من مصر بقيادة الناصر صلاح الدين الأيوبي.
ولا أحد بوسعه طمس الحقائق الكبرى، فليس في تاريخ المنطقة القديم والوسيط شيئا اسمه «دولة إسرائيل»، وإن وجدت قبائل يهودية جاءت ورحلت في الزمن السحيق، تماما كما وجد في مصر أهل النبي موسى، وبدون أن يزعم عاقل أن مصر كانت دولة يهودية، تماما كما لم تكن فلسطين الحالية في أي وقت دولة يهودية، بل كان اليهود مجرد خيط في نسيج أكثر تعقيدا وتركيبا، وظلت فلسطين كغيرها من أقطار المنطقة المعروفة الآن باسم الوطن العربي، تعاني من غزوات جاءت من الشرق والغرب، وتتوالى فيها دورات الاختلاط العرقي، إلى أن استقرت صورتها على النحو العربي، الذي ساد واستقر وتأكد عبر آلاف السنين، وإلى أن تكونت أمة العرب الجديدة بعد ظهور الإسلام ونشر دعوته، وصارت فلسطين كما مصر في قلب الأمة، وبتاريخ ثقافي واقتصادي ولغوي مشترك.
وكما لا يستساغ أن يقبل أحد باحتلال إسرائيل لمصر، بدعوى أن النبي موسى ظهر فيها كما تقول الكتب المقدسة، فليس مقبولا ولا مستساغا بالقدر نفسه، أن يجري الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وبدعاوى متهافتة ساقطة تاريخيا، من نوع إعادة ملك داود، أو افتعال أصول تنسب إلى يعقوب، الذي يعرف أيضا باسم «إسرائيل»، وقد كان اسما لفرد لا اسما لدولة.
وقد وصلت السفالة بصهاينة عرب، أن زعموا أن فلسطين لم توجد أبدا، وأن «دولة إسرائيل» هي الموجودة، التي يتوجب الاعتراف بسيادتها، وعلى نحو ما قال أخيرا كاتب ينتسب اسما إلى دولة عربية خليجية، وهذه ليست مجرد جهالة مثيرة، فهو محض صهيوني «إسرائيلي» ناطق بالعربية، والذنب فيما قاله أكبر منه، وهو ذنب الذين أتاحوا الفرصة لظهوره المستفز المتبجح، وفي دولة لا تعترف رسميا إلى الآن بأي شرعية لوجود إسرائيل، وإن كانت دوائر حكم بعينها، تستخدم هذه الترهات والتفاهات لجس نبض الشارع العربي، وتفكيك حصانة رفضه لوجود الاحتلال الإسرائيلي، تماما كما فعلوا مع صحافي إسرائيلي، سمحوا له بالدخول والتجوال في حرم المسجد النبوي الشريف، إضافة لما ينشر ويذاع يوميا، عن زيارات محبة علنية وسرية من صهاينة عرب لدولة الاحتلال، وهي كلها ألعاب خطرة، تودي بأصحابها إلى مستنقعات التاريخ، لكنها لن تفتح الطريق أبدا لما يأملون، ولا إلى تفكيك حصانة الرفض العربي للصهيونية، وكيانها الاستعماري الاستيطاني، مهما تقادم الزمن على سطوته واستمراره، فالحقيقة تبقى هي الحقيقة، وهي أن الكيان الإسرائيلي المصطنع إلى زوال أكيد، ربما لن تجاوز ساعته منتصف القرن الجاري، بعد مئة سنة على قيام ما يسمى «دولة إسرائيل»، أي ربما نصف المدة التي استطال فيها وجود «ممالك الفرنجة» على أرض فلسطين المقدسة، وقبل أن يجري تحرير القدس وإعادتها لفلسطين وأمتها العربية، وضمان حقوق التعبد والإقامة والحج لأتباع الديانات كلها.
وإذا كانت إسرائيل قامت بوعد بلفور قبل مئة سنة، فإنها ستنتهي بوعد تحرير القدس، وليس هذا رجما بالغيب، ولا استسلاما لخداع التفكير بالأماني، فإسرائيل كيان استعماري استيطاني، وهي صنيعة الغرب زمن صعوده وهيمنته التي استمرت قرونا، سعى فيها لإقامة إسرائيل بين ظهرانينا، وكحاجز وظيفي، يفصل مشرق العالم العربي عن مغربه، وكقاعدة عدوان متصل لإحباط أي محاولة للنهوض العربي، وككيان استيطاني إحلالي، يطرد العرب الفلسطينيين من أرضهم المقدسة، ويحل يهود الدنيا محلهم بدعوى وعود التوراة، وقد فعلوا ما بوسعهم، وأكملوا احتلال فلسطين في حرب 1967، وبدون أن يعني ذلك نهاية القصة الدامية، فرغم تفوق إسرائيل المصنوع غربيا، ورغم تمكينها من الامتياز العسكري والتكنولوجي في أعلى درجاته، ورغم الاندماج الاستراتيجي بين أمريكا وإسرائيل، فلم تستطع إسرائيل أبدا الانتصار في حرب بعد 1967، فقد هزمت في حرب الاستنزاف، وهزمت في حرب 1973، وهزمت في حرب غزو بيروت أوائل ثمانينيات القرن العشرين، وهزمت وجلت عن جنوب لبنان بالقوة في عام 2000، وهو العام نفسه الذي شهدت نهاياته بواكير انتفاضة الفلسطينيين المعاصرة الثانية، التي أدت في ما أدت إلى جلاء إسرائيل من طرف واحد عن قطاع غزة، وتفكيك المستوطنات اليهودية فيها، وفي كل جولات النزال العسكري بعدها وقبلها، لم تستطع إسرائيل أبدا تحقيق نصر، لا في حرب 2006 مع حزب الله، ولا في حروب 2009 و2012 و2014 مع فصائل المقاومة في قطاع غزة، ولم تخفق إسرائيل في هذه الحروب جميعا بسبب ضعف عسكرى، فقد كان التوازن العسكري المادي يميل دائما لصالحها، وهي الوحيدة التي تملك ترسانة الرعب الذري في المنطقة، لكنها أخفقت بسبب تراجعها في «توازن الروح» مع مقاومة عربية من نوع مختلف، تقدمت من الردع بقنابل الاستشهاد البشرية، إلى توازن الردع بالصواريخ القصيرة فالمتوسطة فالبعيدة المدى، ونقل حمم النار إلى داخل العمق الإسرائيلي المفزوع.
وكانت إسرائيل تصورت أنها انتهت من صداع الحروب النظامية مع الجيوش العربية، وأنها ضمنت سلامها النهائي بعد عقد المعاهدة مع مصر، فإذا بها تواجه الخصم الأعتى، وتخشى سوء النهايات وبؤس المصائر، خاصة أنها ـ أي إسرائيل ـ تخفق في «توازن التاريخ» بعد الفشل في توازن الحروب الجديدة، وبعد عودة الجيش المصري إلى خط الحدود بعد غياب اتصل لخمسين سنة، ثم أن المشروع الصهيوني ليس سلاحا ومعارك وتكنولوجيا فحسب، بل جوهره في الاستيطان، والإحلال والطرد، والتخلص بالجملة من السكان الفلسطينيين، وهو ما لم يحدث على نحو ذي مغزى مؤثر إلا في نكبة 1948، بعدها، وإلى أواسط تسعينيات القرن العشرين، كان الكيان الاستيطاني يكسب مددا بشريا جديدا، وإلى أن جفت منابع تهجير اليهود لاستيطان فلسطين، ونضبت أو كادت مخازن اليهود المستعدين للانتقال إلى استيطان فلسطين، وعادت حركة البندول السكاني لتنتصر لفلسطين، فعدد الفلسطينيين على الأرض المقدسة الآن، يزيد على عدد اليهود المجلوبين من أربع جهات الدنيا، وعدد الفلسطينيين في الوطن والشتات، يفوق عدد اليهود في الدنيا كلها، ولم يحدث أبدا في التاريخ، أن نجح مشروع استيطان إلى النهاية، إلا أن ينجح في إبادة السكان الأصليين، وهو ما لم يحدث ولن يحدث مع الفلسطينيين، الذين يتحولون بالتدريج إلى غالبية سكانية من جديد فوق أرضهم المقدسة، بسبب الفوارق الهائلة لصالحهم في معدلات الإنجاب، فيما يعود اليهود إلى وضع الأقلية المتناقصة من جديد، وهو توازن تاريخي جديد، لن يبقى إسرائيل التي نعرفها إلى أواسط قرننا الواحد والعشرين.
وفي ميادين الصراع الشامل، حتى لو بدت المدافع ساكنة عند الحدود، وتقاطر الحكام العرب إلى تقبيل يد وقدم الصهاينة، ومهما بلغ التفريط والخذلان، فلن ينجو منهم أحد، ولن ينفعهم التعويل على صفقات واشنطن، التي يتراجع دورها في العالم وفي المنطقة، وتبدو معزولة أكثر فأكثر، مع عشوائية رئيس مهووس كدونالد ترامب، لا يفقه شيئا من التاريخ، ولا في أصول الصراعات وحقوق الأوطان، ويتصور بجهله الفادح، أن عرض حكم ذاتي موسع لسلطة عباس في الضفة وغزة، مع بقاء الجيش الإسرائيلي في أغوار نهر الأردن، وبقاء المستوطنات والقدس في يد إسرائيل، ودفع رشاوى من جيوب عرب الخليج، يمكن أن يصلح كصفقة قرن، تضمن سلاما أبديا لإسرائيل، وهذه «خيبة قرن» بامتياز، جديرة بالذهاب مع أصحابها إلى مكانها الطبيعي جدا، في أقرب مقلب زبالة.
كاتب مصري

خيبة القرن

عبد الحليم قنديل

التسوية المقبولة يشرّعها لبنانيون منتخبون وحدهم

Posted: 26 Nov 2017 02:15 PM PST

جهات متعددة فرنسية ومصرية وإيرانية ولبنانية، وفرت للرئيس سعد الحريري مخرجاً من ازمة استقالته الملغومة في الرياض. عنوان المخرج التريّث في تقديم الاستقالة والاحتفاظ، بها لمزيد من التشاور في أسبابها وخلفياتها السياسية. السبيل إلى ذلك حوارٌ مسؤول يجدّد التمسك باتفاق الطائف ومنطلقات الوفاق الوطني ويعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الأشقاء العرب.
بهذه الكلمات لخّص الحريري بتصريحه في القصر الجمهوري أبعاد المخرج المذكور غداةَ عودته إلى بيروت بعد غيابه، بل احتجازه، في الرياض نحو أسبوعين. من كلمات التصريح ومما رشح من مداولات الرؤساء والنواب والسياسيين المعنيين يمكن استخلاص المعاني والمواقف الآتية :
لم يتراجع الحريري عن اسباب استقالته، الامر الذي ابقاها معلّقة فأراح بذلك المسؤولين السعوديين الذين كانوا وراءها.
التريّث في تقديم الاستقالة نفّس الإحتقان والتوتر اللذين نتجا عن اعلانها خارج لبنان، وحصّن الاستقرار الذي يحتاجه لبنان واللبنانيون في هذه الظروف الاقليمية العصيبة.
التريّث في تقديم الاستقالة من دون ربطه بمهلة زمنية يتيح للحريري إعادة ترتيب أولوياته وأوراقه واصطفاف حلفائه لمجابهة استحقاقات المرحلة المقبلة، كما يتيح للمسؤولين جميعاً الوقت الكافي لمباشرة مشاورات واسعة ومعمّقة.
لأن حكومة الحريري ما زالت، نتيجةَ التريّث، قائمة فإن بإمكانها أن تكون فاعلة، خصوصاً أن استحقاق الانتخابات النيابية مطلعَ شهر مايو المقبل يتطلّب الكثير من الإجراءات السياسية والإدارية واللوجستية اللازمة.
ليس في المناخ السياسي العام ما يشير إلى أن الرؤساء الثلاثة، ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، توافقوا على تتويج المشاورات الموعودة بالدعوة إلى طاولة حوار وطني لإقرار تسوية سياسية جديدة، تحلّ محل اتفاق الطائف الذي ما انفك معظم الاطراف والجماعات يعلن، صادقاً أو مراوغاً، تمسكه به، ما يعني أن بإمكان الحريري وحكومته الاستمرار في ممارسة السلطة للإشراف على الانتخابات المقبلة.
لعل هذا الاستنتاج أهم دواعي الحريري للتريّث في تقديم استقالته، وبالتالي لتمديد مهلة التريّث، بغية تمكين حكومته من الاشراف على إجراء الانتخابات في موعدها، أو في أي موعد آخر يقرّب تاريخ إجرائها. إلى ذلك، يشير احتمال تقريب موعد الانتخابات إلى معنى بالغ الأهمية هو العزوف عن طبخ تسوية سياسية مسلوقة بين أطراف الشبكة السياسية الحاكمة، بمعزل عن سائر أطراف المشهد السياسي، وذلك تفاديا لزعزعة الاستقرار.
الحقيقة أن إمكانية توصل المسؤولين، داخل السلطة وخارجها، إلى توافق على تسوية مقبولة صعب أصلا إن لم يكن مستحيلاً. فالحريري ومن يذهب مذهبه في تفسير سياسة «النأي بالنفس» كما يريدها اصدقاؤه السعوديون، لن يتمكّنوا من إقناع الفريق المؤيد للمقاومة وأطراف محورها من سوريين وفلسطينيين وعراقيين وايرانيين بقبول سحب مقاتلي حزب الله من سوريا، أو بتعطيل حصول الحزب على السلاح والعتاد من ايران أو غيرها عبر العراق وسوريا، أو التسليم بوقف دعم الحزب للمقاومة الفلسطينية والمقاومة اليمنية المناهضة للسعودية، أو بوضع قيود سياسية وإعلامية على حزب الله أو غيره من القوى الوطنية المناهضة لسياسة الولايات المتحدة و»إسرائيل» بدعوى «عدم التدخل في شؤون الدول العربية».
الى ذلك، لا يجوز أساسا السماح لبضعة مسؤولين وسياسيين انتهت صلاحية بعضهم ويفتقد بعضهم الآخر أي صفةٍ تمثيلية وحيثية وطنية بأن ينوبوا عن الشعب بكل تياراته وهيئاته ونقاباته وقواه الحية، في صوغ تسوية مسلوقة أو منقوصة أو فاجرة في أغراضها المصلحية، وفرضها مساراً لتوجيه البلاد وجهةً لا تؤمّن حقوق الاكثرية الساحقة من اللبنانيين ولا تحمي مصالحهم الحيوية.
اللبنانيون وحدهم هم اصحاب الحق والسلطة والشرعية الوطنية والتمثيلية ليصنعوا التسويات التاريخية والاتفاقات الميثاقية التي تؤّمن استقراراً مديداً وخروجاً آمناً متدرجاً من الأزمة المزمنة التي يعانيها لبنان منذ استقلاله السياسي المنقوص عام 1943.
كيف؟
بانتخابات حرة ونزيهة. صحيح أن قانون الانتخاب الذي جرى إقراره قبل ستة أشهر يشوبه الكثير من العلل والثغرات، إلاّ أنه يتميّز بتدبير إصلاحي جذري، هو تجاوزه نظام الانتخاب الاكثري اللاديمقراطي الساري مند نحو 95 عاماً، واعتماده نظام النسبية والصوت التفضيلي، فاتحاً بذلك المجال أمام الشباب والمرأة وقياديي القوى التقدمية والتحررية لانتخابهم أعضاء في مجلس النواب.
النواب الفائزون في انتخابات حرة ونزيهة في المستقبل المنظور هم وحدهم الممثلون الشرعيون المخوّلون اجتراح تسوية تاريخية مقبولة تكفل الانتقال بلبنان من النظام الطوائفي المركانتيلي الفاسد إلى رحاب الدولة المدنية الديمقراطية المبنيّة على أسس الحرية والمواطنة وحكم القانون والعدالة والتنمية.
كاتب لبناني

التسوية المقبولة يشرّعها لبنانيون منتخبون وحدهم

د. عصام نعمان

قراءة في نتائج الانتخابات المحلية الجزائرية

Posted: 26 Nov 2017 02:14 PM PST

تعود المواطن الجزائري على مشاهدة، هذه الصورة، على القناة التلفزيونية العمومية، كل يوم انتخاب. مجموعة من المواطنين الجزائريين الريفيين الفقراء، كما توحي بذلك ملامحهم، يهرولون وهم يتدافعون في اتجاه مكاتب الاقتراع، بعد فتح أبواب المدرسة التي ينظم فيها الانتخاب، على شاكلة black Friday سياسي. الصورة هدفها الإيحاء للمواطن بأن هناك تدافعا كبيرا، من قبل المواطنين للمشاركة في الانتخابات. بعد أن تحولت نسب المشاركة في هذا النوع من الانتخابات إلى أكبر تحد يواجه السلطة.
بهدف التقاط هذه الصورة، تكون فرقة تلفزيونية قد تمترست وراء باب المدرسة، منذ الصباح الباكر، في انتظار وصول الحافلات المكلفة بنقل هؤلاء المواطنين الغيورين على مصلحة البلاد وهم يتوجهون متسارعين، لأداء واجبهم الوطني! في وقت، تزداد فيه الخطوب من كل نوع على حدود الجزائر.
فمن شروط الشغل، إشعار المواطن بأن الجزائر في خطر وأن المشاركة في هذه الانتخابات التي تدعو لها السلطة، كل خمس سنوات بشكل دوري، هو إنجاز وطني، مطلوب من كل مواطن ومواطنة القيام به، كما يردد صحافي التلفزيون، المكلف بالتعليق على هذه الصور التي تلتقط عادة في مناطق الهضاب العليا، كما يظهر من لباس المواطنين المغلوبين على أمرهم، المشاركين في هذه المسرحية التي تستمر القنوات الرسمية في بثها طول يوم الاقتراع.
انتخابات تكررت في تفاصيلها واتجاهاتها العامة، في نسخة 2017 التي نظمت نهاية الأسبوع الماضي، فقد أكدت هذه النسخة على أن المواطن ما زال غير مهتم بها، فلم يشارك فيها أكثر من نصف المسجلين في قوائمها، وأن أكثر من مليوني صوت قد تم إلغاؤها في الاقتراعين (البلدية /والولائية) بعد ان أصبح من الشائع ان «يفرض» على بعض المواطنين، لاعتبارات مهنية أو اجتماعية، الذهاب إلى مكاتب التصويت، من دون قناعة، ما يجعلهم يقررون التعبير، عن طريق أوراق بيضاء.
المشاركة في الانتخابات التي ما زالت رغم ضعفها أكثر حضورا في المناطق الريفية وفي الهضاب العليا والصحراء. ليتأكد مرة أخرى من ذلك القانون السوسيولوجي الذي تعرف به الانتخابات في الجزائر، كلما كانت الكثافة الديموغرافية عالية، قلًت نسبة المشاركة، كما هو حاصل في المدن الكبرى والمتوسطة التي يعيش فيها أكثر من 67 % من الجزائريين والمتميزة كسلوك انتخابي بضعف مشاركتها في هذه الانتخابات المملة.
الشيء نفسه على مستوى النتائج، فقد أكدت هذه الانتخابات على أنها لم تنظم لتغيير الخريطة السياسية، أو إحداث التغيير السياسي المطلوب من غالبية من الجزائريات والجزائريين. فقد فاز حزبا السلطة، جبهة التحرير والتجمع الوطني الديمقراطي، كما كان متوقعا، بنسب عالية من المجالس البلدية (%39 .13 و%29 .27 على التوالي). لتتقاسم الأحزاب الأخرى (خمسون حزبا مشاركا) ما تبقى من مجالس بلدية. أحزاب أكدت الكثير من الاستحقاقات الانتخابية، على نتائجها المتواضعة المتحصل عليها، ما حولها عمليا الى ديكور قبيح، لمشهد سياسي متكرر. فوز لأحزاب السلطة، يسهله من دون شك، ظاهرة الدولة – الحزب المترسخة حتى بعد الإعلان عن التعددية وعزوف الغالبية الذي يفضي عمليا إلى تحكم الأقلية في حسم النتائج. ضمن نظام سياسي ما زال ينظر للانتخابات كوسيلة لتجديد نفسه.
الانتخابات المحلية، بعد التشريعية الأخيرة، التي أكدت على ظاهرة القوائم المستقلة، داخل نظام سياسي يعادي عمليا الحزب السياسي ولا يقبل به على أرض الواقع. ومواطن يعزف بشكل واضح عن الانخراط في أحزاب سياسية ما زالت لم تتحول إلى فاعل سياسي، يمكن التعويل عليه في إحداث التغيير (نسب الانخراط في الأحزاب لا تتجاوز 2% و1% بالنسبة للشباب) أكدت هذه الانتخابات على العيوب التي يعاني منها كالشللية والضعف المؤسساتي وغيرها من أمراض الأحزاب العربية المعروفة.
من جهة أخرى، تبين نتائج الانتخابات استمرارية ظاهرة أحزاب الوزراء، الصغيرة (عمار غول وعمارة بن يونس، الخ) المطلوب منهم أداء دور ديمقراطي وتعددي، مقابل الاستفادة من الريع لهم ولحاشيتهم القريبة، باعتبار أن قدرات النظام السياسي والاقتصادي المتواضعة في الإدماج الاجتماعي لا تتجاوز الأفراد والشلل المحدودة. أثبتت نتائج الانتخابات من جهة أخرى استمرارية البعد الجهوي لحزبي التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وجبهة القوى الاشتراكية اللذين حققا غالبية نتائجها في مناطق تواجدهما التقليدية في منطقة القبائل، رغم بعض الاختراقات البسيطة خارج هذه المنطقة.
تواضع نتائج الإسلام السياسي الإخواني الممثل في أكثر من حزب سياسي (حمس. العدالة والتنمية. النهضة. الإصلاح. البناء.) تأكدت في هذه الانتخابات المحلية مرة اخرى، حتى بعد الإعلان عن وحدتها التي يبدو أنها لم تكن كافية لتحقيق نتائج معقولة. نتائج هذه الانتخابات التي تؤكد على ضعف حضور الإسلام الإخواني في الجزائر تقليديا، ضعف قد يتطور في المستقبل نحو الأسوأ، إذا استمرت هذه الأحزاب، في تبني الخيارات الاستراتيجية نفسها التي اوصلتها الى هذه النتائج، وهي تتأرجح بين الموالاة والمعارضة، من دون أن تستفيد لا من مزايا الموالاة ولا من تجنيد المعارضة.
كما كان الحال مع المؤشرات الأخرى، أكدت هذه الانتخابات على تفشي ظاهرة الفساد المالي واستمرار الكثير من الممارسات التي تؤدي بالضرورة الى التشكيك في النتائج المعلنة وعدم مصداقيتها التي لا يمكن البناء عليها للخروج من ازمة شرعية المؤسسات والنظام السياسي ككل، التي تعاني منها الجزائر، رغم الغطاء القانوني المتجدد دوريا منذ الإعلان عن التعددية في 1989. وتعديل 2016 الدستوري.
هذه النسخة الجديدة من الانتخابات المحلية (2017) التي أكدت على سيطرة النخب المحلية على حساب الأحزاب السياسية وقياداتها الوطنية، فالذي نجح في هذه الانتخابات ليس الحزب السياسي وبرنامجه، بل في الغالب، ابن العرش والعائلة وصاحب الثروة والعلاقات الاجتماعية الواسعة التي وظفها وصرف عليها بسخاء، للفوز بمقعده، مقابل وعود، قد لا يكون دائما قادرا على الوفاء بها.
رغم قلة الحديث هذه المرة عن تدخل الأجهزة الأمنية، في تقرير نتائج الانتخابات، فإن الذي ساد هو الشكوى من سطوة الإدارة وبيروقراطية الدولة التي تشرف تحت رقابة أكثر من مليون موظف، على تنظيم الانتخابات دوريا، لإعادة إنتاج الركود السياسي في غياب اهتمام وطني ودولي. في وقت تحتاج فيه الجزائر إلى تغيير قد يكون الانطلاق في تجسيده، كما حصل في تونس القريبة، بمنح تنظيم هذه الانتخابات الى هيئة وطنية مستقلة، تحترم خيارات الجزائريات والجزائريين، ضمن مسار طويل لبناء مؤسسات سياسية شرعية تحظى بالقبول.
كاتب جزائري

قراءة في نتائج الانتخابات المحلية الجزائرية

ناصر جابي

الإرهاب في أرض الكنانة… إلى أين؟

Posted: 26 Nov 2017 02:14 PM PST

إن كان للمحاريب رُكّعٌ وسُجودٌ، فلها في كل زمان شهداء يرتقون، وكما طُعن الفاروق في مِحرابه، وعليٌّ في صلاته، وعثمان والمصحف بين يديه، حصدت نيران الإرهاب الغادر مئات الأبرياء في بيت من بيوت الله، وفي يوم هو أفضل أيام الله.
من ذا الذي لم تمُرّ عليه ساعة ارتياع وهو يسمع ذلك الخبر المشؤوم، وتلك الطامّة التي حدثت على أرض الكنانة، عندما طوّقت عناصر إرهابية مسجد الروضة في شمال سيناء، وانهالت على المصلين أثناء تأديتهم صلاة الجمعة بالعبوات الناسفة والطلقات النارية، لتسفر المذبحة البشعة عن مقتل ما يزيد على 300 شخص، وإصابة 128 آخرين.
البعض اتّجه في تفسيره للمذبحة بالإشارة بأصابع الاتهام إلى الأجهزة الأمنية بالوقوف خلف المجزرة، للتأكيد على ضرورة تهجير السكان واتباع سياسة الأرض المحروقة. والبعض الآخر يرى أن مثل هذه النوعية من العملية الغاشمة تشير بقوة إلى توافد عناصر لتنظيم «داعش» من العراق وسوريا، حيث أن هذا الأسلوب معتاد من قبل التنظيم في العراق خاصة، باستهداف المساجد والمشاهد، وانتقل إلى مصر مؤخرا.
أصحاب الاتجاه الثاني يرون أن استهداف المسجد كان بسبب توجهاته الصوفية، حيث يُعتبر مقرا لإحدى الطرق الصوفية، ولكن إذا كان ذلك هو المغزى، فلِمَ نفّذ المسلحون العملية أثناء صلاة الجمعة، التي يجتمع فيها العديد من الناس، سواء كانوا منتمين إلى الطريقة، أو من عموم السكان، لماذا لم يستهدفوا مثلا مجلسا للطريقة الصوفية تُقام فيه طقوسهم وتُتلى فيه أورادهم؟ لذلك أقول، إنه في كلتا الحالتين، لا يخرج الحادث عن سياق العمل على تهجير سكان سيناء، وتفريغها من أهلها، تمهيدا لصفقة القرن، التي بمقتضاها يتم تهجير الفلسطينيين إلى قطاع غزة وسيناء، لتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي، فلو سرنا وفق الاتجاه الأخير، لتأكّد القول بأن «داعش» يُنفّذ أجندة خارجية، لإجبار النظام المصري على اتباع سياسة الأرض المحروقة، بعد تهجير السكان، باعتبار أنه الحل الأوحد للقضاء على الإرهاب في سيناء.
إن هذه النوعية من الأعمال تبث الرعب حيال مستقبل أرض الكنانة، فمن المفترض أن النظام قد سخّر كل إمكانات الدولة للقضاء على الإرهاب، وفي ظِلّه تم التغاضي عن الفشل الذريع في إدارتها، أو بمعنى أدق استُخدم كشمّاعة تُعلق عليها أخطاء النظام وقصوره على كافة الأصعدة، ومع ذلك يُفاجئ الإرهاب أهل مصر في كل مرة بعمليات تكشف عن مدى قصور الجانب الأمني، ومدى تنامي قدرات التنظيم، التي لا يمكن بحال من الأحوال إلا أن تكون قد حظِيت بالتمويل والرعاية والتدريب من قِبل أجهزة استخباراتية، فإلى أين يتجه الإرهاب في مصر؟ لو أراد النظام المصري اقتلاع جذور الإرهاب لفعل، فالقضاء على الإرهاب لن يكون إلا بوضع مُحدّدات واضحة في شفافية كاملة لمصطلح الإرهاب، وعدم الزجِّ بأصحاب التوجهات الفكرية والسياسية النائية عن العنف في ذلك المعترك، وإن المتابع ليرى هذا الخلط واضحا في وسائل الإعلام، ليجد المشاهد نفسه أمام شرائح واسعة جدا متهمة بالإرهاب ذلك المصطلح الفضفاض، وترتبك في إدراكه حقيقة هذا المسمى. لو أراد النظام المصري أن يستأصل شأفة الإرهاب، لسعى باتّجاه مُصالحة وطنية عامة، تجتمع تحت مظلتها جميع فئات الشعب، وإنهاء حالة الانقسام والاستقطاب، ومن ثم يُجيّش الشعب كله في مواجهة الإرهاب.
لو أراد النظام المصري مواجهة الإرهاب، لفتح باب الحريات، وأطلق السجناء والمختفين قسرا بغير تهمة حقيقية، وبأدلة دامغة على يد قضاء نزيه، ليتجنب بها انطلاق نزعات عدوانية تُفاقِم المأساة، التي تحمِل البعض على الالتحاق بالمجموعات التكفيرية الإرهابية. ولو أراد النظام المصري القضاء على الإرهاب، لحال دون وجود أي حاضنة شعبية للإرهابيين، وعن سيناء التي أُهملت وتم تهميشها أتحدث، فقد ذهبت مع نكسة 67 ولم تعد حتى الآن، حيث تم عزلها عن بقية أراضي مصر، ولم تتجه إليها مشروعات التنمية والإصلاح، وتغيَّرت تجاهها عقيدة المقاتل المصري، الذي نظر إلى سكانها طويلا باعتبارهم عملاء للصهاينة، وهو ما يدفع بعض السكان لتأييد المجموعات الإرهابية، أو دخول بعض أبناء القبائل تحت راية التنظيم.
إن أفضل ما يُواجه به رئيس النظام المصري، الإرهاب في بلاده، أن يفسح الطريق أمام قيادة جديدة تحظى بإجماع وطني، بعيدة عن الانتماءات والأدلجة، يجتمع عليها الشعب المصري، ويُعطي الفرصة لكل ذي رأي متشبث برأيه أن يكون أكثر مرونة ويتبع ضرورة الاصطفاف، فإذا ما تحقّق ذلك سيتاح للدولة القضاء على الإرهاب اعتمادا على ذلك الاصطفاف. قد يبدو ذلك محض أوهام، إلا أنه ليس هناك بارقة أمل للشعب المصري للخروج من أزماته، خاصة مشكلة الإرهاب، في ظل وجود قيادة تحمل على ظهرها ثارات عديدة، وأطاحت بآمال المُعوّلين عليها، ولم تُقدّم شيئا ملموسا رغم اقتراب نهاية مدتها.
إن الحديث عن أزمات مصر ليس من حق المصريين وحدهم، فمصر هي قلب العالم الإسلامي والعربي، ولا يمكن بأي حال أن تنعم هذه الأمة بالصحة، والقلب منها سقيم، حفظ الله مصر وشعبها، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
كاتبة اردنية

الإرهاب في أرض الكنانة… إلى أين؟

إحسان الفقيه

بعد أن يبدأ حديث البنادق

Posted: 26 Nov 2017 02:13 PM PST

قد تختلف مع سياسة العربية السعودية في كثير من الملفات. على سيبل المثال لا الحصر تراجعها في فترة زمنية عن التواجد في العراق وتركه مشرعاً للإيرانيين يعبثون فيه ويؤسسون الميليشيات التي هددتها علنا. وفي الملف السوري لنا ملاحظات وعلامات استفهام كثيرة على تراجع الدعم السعودي للثورة السورية وتصريحات الجبير حول تطابق الرؤى بين الرياض وموسكو في ما يخص الملف السوري والقرار الحاسم في رحيل نظام الأسد كشرط رئيس لحل مستدام في سوريا ثم التخلي عنه دون مقدمات.
لكن مهما كان حجم وعمق اختلافنا معها لا يمكن لنا بحال من الأحوال أو شكل من الأشكال أن نختلف معها أو أن نخذلها في مشروع تصديها للتوحش الفارسي الإيراني أو أن نقف موقف المتفرجين على مدرجات الصراع في هذه المعركة التي تعتبر معركة أمة بكاملها تريد إيران الفارسية أن تلغيها عن خارطة الجغرافيا المشرقية. ولسنا نتوهم أو نرجم بالغيب أو نبالغ وندعي ماهو غير حقيقي، فلم يستح ساسة ومسؤولون إيرانيون من تفاخرهم بسيطرتهم على أربع عواصم عربية. وفي غير موقف قال قائلهم إنه حان الوقت لتعود المدائن عاصمة للفرس كما كانت قبل»القادسية». وفي أدبياتهم لا يخفون هذا التوجه حيث تعج أمهات كتبهم بمثل هكذا مخططات. لكم أن تلقوا نظرة على نظرية «أم القرى» كما صاغها محمد جواد لاريجاني في كتابه «مقولات في الاستراتيجية الوطنية» ومما جاء فيها «بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران والقيادة الحقة للإمام الخميني ـ أصبحت إيران أم القرى دار الإسلام، وأصبح عليها واجب أن تقود العالم الإسلامي، وعلى الأمة واجب ولايتها، أي أن إيران أصبحت لها القيادة لكل الأمة. بناءً على ذالك فإن الإمام ـ كان له مقامان في الوقت نفسه: الأول مقام القيادة القانونية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي تم تعريفها طبقاً للدستور، والمقام الآخر»ولاية العالم الإسلامي» التي قد أقرها الواجب الشرعي. من هنا علينا أن نفهم الخطر الوجودي الحقيقي الذي تمثله إيران باستراتيجيتها هذه وهو إلغاء الأمة العربية وجعلها ملحقة بطهران كتابع صغير لها.
ولنعطف الماضي على الحاضر قبل أن نغلق الدفاتر، في عصرنا الحالي مازالت إيران تمد مخالبها إلى قلب بلادنا وتدعي كذباً دعم المقاومة وهي التي لم تترك مدينة عربية استطاعت أن تجد فيها موطئ قدم إلا وحولتها مرتعاً للمخدرات والميليشيات التي تمدها بكل وسائل ومقومات الانتشار والتمدد لتشكل سرطاناً خبيثاً ينهش جسد الآمة من داخلها.
حتى البعثات الثقافية الإيرانية المنتشرة في أقطارنا العربية حولتها إلى ذراع سياسي يعمل على نشر الفكر المتطرف الذي يعتنقه ملالي إيران وتوابعهم في المنطقة تحت عنوان (تكامل الحضارات) وهي تبث سمومها في الحاضر والماضي وتستمر في عبثها الثقافي والفكري المتطرف وأوهام السيطرة وإعادة المجد الغابر، وتتجاهل عن حمق أننا في دمشق أسسنا واحدة من أكبر الامبراطوريات عبر التاريخ، ولم تزل أطلال حضارتنا ومدنيتنا في قصور الحمراء والزاهرة والزهراء شاهدة على عمق وجودنا وعظيم أثرنا مقابل مجد غابر تم دثره ودفنه إلى الأبد في غياهب الصحراء.
لا يقول أحدكم إن الطرف السعودي ليس لديه استراتيجية واضحة وليس لديه حلفاء يوثق بهم في حال نشوب نزاع حقيقي، وليس لديها رؤية لما بعد الحرب أي ما هي الخطوة التالية بعد أن يبدأ حديث البنادق، وهل وضعت في حسبانها كيف ستكون عليه إيران بعد الحرب وكم تستطيع الصمود وما حجم الخسائر، وهل ستكتفي بتقليم أظافر إيران فقط أم أن لها نظرة أكثر صرامة وأعمق من ذلك وهي تقسيم إيران إلى ثلاث دول أقلها دعم استقلال عرب الأحواز وإبعادها عن ساحل الخليج العربي بشكل نهائي، فقد خبرت السعودية والعرب والعالم كله أن إيران لاتنفع معها سياسة جز العشب أو تكسير الأجنحة لأنها خلايا سرطانية سرعان ما تنمو وتنقض على الجسد فتقتله بضربة واحدة، وهو كان يظن أنه تخلص منها بشكل نهائي. نعم كل هذا صحيح، ولكن يا سادتي الكرام أنا السوري الموجوع المذبوح الشريد الطريد ليس لدي خيار آخر إلا بدعم هذه المعركة وأسعر نيرانها حتى لو كانت بالثرثرة ورشقات تويترية فيسبوكية، لست اهتم، كل ما يهمني اليوم أن يصرخوا ويتألموا كما فعلو بنا وبملايين السوريين الفارين من جحيم وحمم البراميل المتدحرجة المتساقطة فوق رؤسهم المذبوحين بمدية نصر الله وأبو الفضل العباس وفاطميون وزينبيون. السوري المشوي بنيران طائرات الأسد، المخنوق بغازاته السامة، المكتوي بنيران طائفية الفرس ومحازبيهم ومشايعيهم القادمين من عالم ماوراء التاريخ بعقيدة أقتل سوري تدخل الجنة. يا سادتي الكرام إن لم تتفهموا اليوم حقيقة إيران فانتظروا حتى تلتف على رقابكم وقد علمتم نتائج مقدمات إيران من خلال صنيعها بسوريا والسوريين.
في حال قيام حرب سعودية عربية إيرانية، وسعرت نيرانها وقرعت طبولها على الجميع إما أن يصمت أو يدعم ويساند السعودية في هذه المعركة التي لم تنته فصولها بعد، لعل البعض القليل منكم يعلم أن فصول هذه المعركة ابتدأتها قبائل «إياد العربي» في جاهليتها وما ذي قار في نهاية الجاهلية وبداية الإسلام إلا مشهد آخر من فصولها. وأخطأ من ظن أن القادسية ونهاوند قد أطفأت نيرانهم ولكم في سليمان القانوني وأحفاده أحمد ومراد وقبله بيازيد عبرة. إنها معركة مستمرة عبر آفاق الزمن لم تكتب نهايتها بعد، وإن إيران ومن لف لفها لن يتركوا أي فرصة تلوح لهم إلا وانقضو عليها وتمسكوا بها علها تكون فرصتهم للقضاء على وجودكم ومازال التاريخ يحدثك أخبرها، من مقتل عمر بن الخطاب وبابك الخرمي وابن العلقمي، وطهماز وإسماعيل الصفوي، وخامنئي ومازالت إيران تحبل.
أيها السادة لسنا دعاة حرب ودمار. إننا بناة حضارة وأهل عمران وتحضر، لكن ماذا علينا أن نفعل وقد ابتلينا بهذا الجار الخبيث الذي لا يريح ولا يستريح ولا تحلوا أيامه وتصفوا أوقاته إلا بتحقيق حلم متوحش القضاء على العرب وإزالتهم عن الخارطة الكونية.
باسادتي الكرام لسنا من ذهب إلى طهران أو قم ولم نذبح أطفالهم، هم من أتى إلينا وسرق خبزنا وبات في فراشنا وقتل تطلعات أطفالنا في مهدها الملائكي. لسنا من حول مدينة القصير لأكبر مزرعة للحشيش في المنطقة، ولسنا من هجر داريا تمهيدا للجوء إليها في حال طاردهم الكيان الصهيوني. هل خطر أو دار في مخيلتكم هذا، تفريغ داريا من أهلها كملجأ طوارئ لأشقيائهم.
لست أنا ولا شقيقاي المقتولان بنيران حقدهم الشعوبي من هزم كسراهم ، ولم يكن أبي ولا جدي قد ولد حينها، ويريدون أن يدفعوني والعرب والأمة والتاريخ ثارات انكساراتهم.
لا تخدعوا أنفسكم وأن الصلح خير فتخور الهمم وتتفرق الصفوف. ولو خارت هممكم وعزائمكم وخشيتم على ما في أيديكم الزموا الصمت، فلن تفلحوا بلعب دور الناصح الأمين، فلا نامت أعين الجبناء. نعيد ونؤكد نحن دعاة سلام ودعاة تعايش وصناع سلام وحضارة، لكن إن فرضت علينا الحرب شمرنا لها دون رياء.
٭ كاتب وباحث سوري

بعد أن يبدأ حديث البنادق

ميسرة بكور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق