Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأربعاء، 29 نوفمبر 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


لماذا يستسهل ترامب إهانة المسلمين؟

Posted: 29 Nov 2017 02:35 PM PST

قبل أيام من الاستفتاء الشهير على الخروج من الاتحاد الأوروبي (23 حزيران/يونيو 2016) قام توماس ماير، أحد أنصار الحركة النازية الجديدة في بريطانيا، بقتل النائبة في البرلمان جو كوكس وهو يصيح «بريطانيا أولاً».
كانت البرلمانية تلك معروفة بمواقفها المناصرة للاجئين الفلسطينيين والسوريين، ولذلك فإن اغتيالها كان موجّها، بصورة رئيسية، نحو فك هذا الارتباط بين البريطانيين والمسلمين وباللاجئين عموما.
«بريطانيا أولا» هي حركة صغيرة تطرح شعارات فاشية وعنصرية وتركز جلّ تحركاتها ودعايتها ضد المسلمين. نائبة رئيس الحركة، جايدا فرانسين، كانت قد حوكمت سابقا لتهجمها على امرأة مسلمة في مدينة لوتون، واعتقلت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي لأنها انتهكت شروط إطلاق سراحها بالظهور في عرض إذاعي للنازيين الجدد، وقامت بنشر مجموعة من أشرطة الفيديو تظهر مسلمين يقومون بأفعال شنيعة.
يظهر الفيديو الأول شابا يقوم بضرب ولد أصغر منه، فيما يظهر الثاني رجلا ملتحيا يحطم تمثال مريم العذراء وهو يكبّر، أما الثالث فيعرض مجموعة من عناصر تنظيم «الدولة» يرمون بصبي من مكان عال ثم يضربونه حتى الموت.
يتبادل متابعو وسائل التواصل مئات آلاف الأشرطة التي تحتوي أفعال عنف وتحقير وإساءات لكل الأديان والاتجاهات السياسية والأعراق البشرية، وهي تشكّل امتداداً لحروب السياسة والأيديولوجيا والأديان بكافة أشكالها، ويبدو أن السوق الواسعة لا تقتصر على المجانين والموتورين وزارعي بذور الكراهية، كما أن طرق تصريفها لا تقتصر على جرائم تنظيم «الدولة الإسلامية»، ولا القائمين على التهجير والقتل الجماعي للروهينجا في بورما، ولا حروب إسرائيل الهمجية ضد الفلسطينيين، أو سياسات «القوة الغاشمة» في مصر، والبراميل المتفجرة في سوريا، بل تمتدّ إلى صلب السياسات التي تسيّر «العالم الديمقراطي».
ليست مفاجأة إذن أن يعيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعادة نشر هذه الأشرطة ضمن شبكة متابعيه الواسعة (ونحن نتحدث هنا عن أكثر من 45 مليون متابع) وهذه الأشرطة، كما هو واضح، مهمتها إثارة العالم ضد المسلمين من خلال وضع أشرطة مخيفة غير موثوقة لتشوه صورة أكثر من مليار و200 مليون مسلم في العالم، وبعد ذلك يشرب ترامب قهوته ويتناول غداءه وينشر «تغريدة» أخرى عن التحسن في أسواق الأسهم معلقاً: «يبدو أن أحداً يحبني»!
وكي نكون «عادلين»، فإن ترامب متسق مع نفسه فقد سوّق أفكاره للجمهور بتحميل مسؤولية ما يجري من شرور في أمريكا والعالم للمهاجرين، أي الغرباء القادمين من الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، والذين يحملون في ركابهم الإجرام والمخدرات والإرهاب، وبالتالي فالمطلوب هو منع المسلمين من دخول أمريكا («حتى نعرف ماذا يجري» على حد قوله)، ونصب سور شاهق على حدود المكسيك (مع تدفيع المكسيك نفسها كلفته!).
إن آراء ترامب المسطحة حول العالم، والمرسومة بالأسود والأبيض وبخطوط سميكة، لا تختلف، في الحقيقة، عن آراء المتطرّفين والعنصريين بكل أشكالهم وأديانهم، فهؤلاء يعتاشون على خطاب متشابه رغم اعتبارهم أنفسهم متموضعين في مواقع مختلفة.
لا يفعل هذا الخطاب، عمليّاً، سوى أن يكرّر مقولات أعدائه المفترضين بالمقلوب، فالإرهابيون وتجار المخدرات والمجرمون من الغرباء في سرديّته، هم «الكفار» في سردية تنظيم «الدولة» (وهنا نفهم التشابه بين قتل النائبة مع صيحة «بريطانيا أولا» وصيحة التكبير خلال عمل إجرامي).
لا وجود في هذا الخطاب، الذي يلبس على وجهين، للمظالم الهائلة التي يعانيها البشر ولا إمكانية لتحسين ظروفهم والدفاع عن بشريتهم وحقوقهم إلا عبر تهشيم الصورة الافتراضية للآخر.
لا وجود في حسبان ترامب لحضارة إسلامية وشعوب مسلمة على امتداد الكرة الأرضية، ولا فروق بين ثقافات هؤلاء وهوياتهم وتواريخهم ولا أثر يذكر لإنجازاتهم على الحضارة الغربية نفسها. ليس هناك سوى أشرطة فيديو مرعبة تجرمهم جميعا وتحرض على اضطهادهم.
وهذا شكل هائل من أشكال الإرهاب.

لماذا يستسهل ترامب إهانة المسلمين؟

رأي القدس

اصطياد الأشباح.. هدم السجن ببنائه من جديد!

Posted: 29 Nov 2017 02:34 PM PST

ليس من قبيل المبالغة القول إن فلسطين كانت دائما، ومنذ عام نكبتها، أكبر سجن على وجه الكرة الأرضية، وفي هذا السجن، عاش من صمدوا في أرضهم، لسنوات طوال، خلف الخط الأخضر، الذي لا خضرة فيه، بل ظلام مستمر، وعاش في السجن من أصبحوا، بين هزيمة وظهيرتها التي لم تشرق شمسها حتى اليوم.
سبعمئة وخمسون ألف فلسطيني، نساء وأطفال وشباب وشيوخ، تم اعتقالهم بشكل مباشر منذ عام 1967، بحيث يشكلون ربع الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة تقريبا، وإلى هذا الاعتقال المباشر، كانت هناك الاعتقالات الجماعية، مثل منع التجوال، والحصار، في الحرب، وفي السِّلم المريض الذي ابتلي به الفلسطيني، السِّلم الذي حوّل الفلسطيني إلى نزيل للسجون التي أصبحت مدنه وقراه وأحياؤه. وفي وقت يستطيع السجان، في السجن، أن يمد يده ويخرج السجين إلى غرفة التحقيق، في أي وقت شاء، كان هذا السجان نفسه، يمد يده، حيثما أراد، ومتى أراد، ليخرج أي مواطن فلسطيني من غرفة نومه، ويمضي به إلى غرفة التحقيق.
لم يكن فيلم (اصطياد الأشباح) للمخرج رائد أنضوني، أول فيلم عن السجن والسجناء وهذه التجربة المريرة للفلسطينيين، فقد سبقته أفلام كثيرة، وبرامج تلفزيونية أكثر، عن معاناة السجناء، وبعضها حقق حضورا فنيا جميلا، لكن فيلم أنضوني يذهب إلى مساحة جديدة، على المستويين الفني والإنساني، وتعدّد الدلالات، والجرأة أيضًا، جرأة المخرج بالدرجة الأولى، وجرأة من شاركوا في الفيلم.
قبل عام أتيح لي أن أزور موقع التّصوير، في نطاق تحضيري لرواية عن السجناء، وأن أتجول فيه أكثر من مرة. كانت الزيارة الأولى مع الفنان محمد عطا، مدّرب الرقص، والسجين، المشارك في الفيلم أيضا. لقد أتاحت لي الجولة الأولى فرصة مشاهدة الفيلم، حتى قبل أن أراه، ولعل الظلام المخيم في تلك المساحة الكبيرة، تحت مستوى الأرض، ظلام جدرانها وممراتها، كان رحلة استثنائية بالنسبة لي، حين كان أبو عطا، يشرح لي كيف بنيت الزنازين، وغرف التحقيق والتعذيب، استنادا لذاكرة كل سجين عن زنزانته، وتفاصيل المكان الذي اعتقل فيه وعُذِّب. كان يسير أمامي، ويشرح أين ظهر طيف أمّه، في لحظة من أقسى اللحظات في أثناء التحقيق معه، وكيف سارت باتجاهه، حاملة الماء لتسقيه، وكيف طلب منها أن تسقي رفاقه أولا.
كل تلك الأحاسيس وغيرها الكثير، يصوّرها الفيلم، وأظن أن من أكبر الصعوبات التي واجهت المخرج، هي اختيار المَشاهد التي سيتكون منها الفيلم في النهاية، لأن كل شيء كان يولد بتلقائية في أثناء التصوير: المواقف، الانفعالات، الانهيارات، لحظات الأمل، ولحظات اليأس، وانفلات الشخصية كلما وصلت إلى طبقة أعمق في ذاكرتها وروحها. ولعل طبيعة المكان، كعالم سُفليّ معتم، ورهبته، وقدرته على استعادة تجربة السجن، كان لها التأثير الأكبر، في البوح والانكشاف، وملامسة حافة الانهيار، التي أجبرت أحد السجناء المشاركين، أن يخرج من الفيلم.
يبني المخرج أنضوني فيلمه بذكاء وحساسية، في النسخة التي نراها، لكن تنسيق مَشاهد تلك العاصفة التي اجتاحت المشاركين في الفيلم، واجتاحته أيضا، حين أعادت له تجربة عاشها في الخامسة عشرة من عمره، ثم قيام المشاركين بوضعه في الزنزانة، وإقفال بابها عليه، كل ذلك حوّله في لحظات كثيرة إلى شخص معذَّب بفكرة الفيلم وإخراج الفيلم، وإدارة السجناء، أو الممثلين فيه.
ينطلق الفيلم كفيلم وثائقي، لكنه يقود الجميع، برغم عنهم إلى جانب درامي، وهو يولد. فالحوارات ليست مكتوبة، والسيناريو أيضًا، والمواقف الدرامية، القاسية، لا أحد يعرف متى ستبزغ، ولا أحد يتوقع متى ستشرق الضحكات، أو تتفجّر الدموع.
ويمكن أن نلاحظ في أحيان كثيرة أن العفوية هي التي تقود المشهد، حيث يفاجأ السجين بما باح به، أو قام به، كما يُفاجأ المخرج، لا بدّ، من موقف لم يكن قد مرّ في خياله من قبل.
يقدم أنضوني فيلما، يسعى من خلاله، حسب تعبيره، إلى هزيمة أشباح ذاكرته، ولكنه يفتح بابا واسعًا لأشباح ذاكرات السجناء المشاركين في الفيلم، لكي تتدفق، وتملأ أي قاعة يمكن أن يُعرض فيها فيلمه. كما أن كل مشارك في الفيلم، لا ينجو من أشباح سواه، فالفيلم، برغم سعيه لهزيمة الأشباح القابعة في الداخل، إلا أنه يوقظها فعلا، ويجعلها أكثر شراسة، كما نشعر، وربما هو حسّ مدمّر للسجناء الذين باحوا بعذاباتهم، وهم يستعيدون تجربتهم، لكن الحكمة الشعبية التي تقول (الموت مع الجماعة رحمة!) لم تكن صائبة في أي يوم من الأيام، لأن مأساة كل سجين كانت تتسع بمأساة رفاقه الذين عايشوا تجربته، وعايش تجاربهم، وإن بدا الفيلم في النهاية متلهفا لضوء ينير نهايته، فكان (الدبكة)، أو الرقصة الشعبية الجماعية، التي تمهد لمشهد لن نراه، هو حفل الزواج القريب، لأحد السجناء المشاركين في الفيلم. وهو مشهد تحسّ فيه، أنه سيتحرّر، فعلا، وقرار الإفراج عنه قد صدر، لكن المحزن أيضا، أن مشهد من يرقصون له، لا يمنحنا البهجة، بقدر ما يمنحنا إحساسا، بأنهم سيبقون في السجن، لزمن لا نعرفه. مثل ذلك السجين العريس الذي سيخرج منه؛ لأن الفيلم يقول لنا بوضوح تام، إن وجود البشر خارج السجون التي عانوا فيها، ومنها، لا يعني أبدًا أنهم تحرروا خارج أسوارها، فالمخرج الذي يلتقي شبحه في أول الفيلم، شبحه الذي نفِّذ باللونين الأبيض والأسود، باستخدام تقنية الصور المتحركة، سيتبعه شبحه حين يُشرع الباب، في اللقطة الأخيرة، وكأن شبحه قد أصبح ظلّه الثاني.
تلك هي معضلة الفلسطيني، في الفيلم، وخارجه، فها هو بعد سنوات طوال من أوسلو، يحُشر في الزاوية التي يُجبر فيها على أن يبني سجنه بنفسه، متخيِّلا أنه عاد، متخيِّلا أنه تحرَّر؛ مثله مثل السجين عبد الله مبارك الذي شارك في الفيلم، واعتقل من جديد قبل انتهاء العمل فيه، والذي أُهدِيَ الفيلم له، وإلى سبعة آلاف فلسطينية وفلسطيني ما زالوا معتقلين في سجون الفاشية الصهيونية حتى الآن.
يحاول الفلسطيني بكل قوة أن يهدم سجنه، وإذا به يقوم ببنائه من جديد!

اصطياد الأشباح.. هدم السجن ببنائه من جديد!

إبراهيم نصر الله

«راني زعفان» من أفلام الرعب الأمريكي! وأدرعي قاتل إعلامي بين صدام وسليماني!

Posted: 29 Nov 2017 02:34 PM PST

«زوج رياس يغرقو بابور»، ولكن «واش يدير الميت في يد غسالو»، طالما أن الأمة تفسخت أواصرها بين جبهتين فضائيتين، روسية إيرانية، وأمريكية – اسرائيلية، تتطاوشان على أعدائهما، وحين تلتقيان بعروة وثقى، تشكلان لحمة واحدة، هي الفتنة الإعلامية، التي يبدو فيها فضاؤنا العربي (كالرجل الخايب، لا يثبت وجوده سوى بكثرة الخلف)، وبين روسيا اليوم التي تعترف بخطأ ستالين التاريخي في صناعة اسرائيل، وأفيخاي أدرعي، الذي يتخوث على شعوب مفطورة على (الهَبَلات)، عليك أن تختار: إما أن تطلب لجوءا إعلاميا لبرنامج «رحلة في الذاكرة»، وهو يقاوم القتل الإعلامي للتاريخ، وإما أن تبلبط في سياحة فضائية على القناة الاسرائيلية الثانية، وهي تستعرض لك قصة الممرضة اليهودية التي تبرعت بإرضاع طفل فلسطيني وصل إلى مشفى هداسا مع أمه، التي دخلت في غيبوبة إثر حادث سير، وبناء على طلب من خالته استمرت في إرضاعه لما بعد الرضعة الخامسة، مؤكدة لها أنها تصبح شرعا أمه بالرضاعة، وهو ما دفع رئيس القسم في «هداسا» للتوجه إلى المشاهد قائلا: «هناك وضع تقليدي يطرح سؤالا قانونيا: من يملك الوصاية الآن على هذا الطفل؟»!
هكذا يصنع الخير في إسرائيل، بعد سرقة البطولة الإعلامية من حادث السير، أو غيبوبة الأم، لتحتكر الممرضة الرضاع، ولا تقبل حتى للرضيع أن يكون جزءا منه!

من أفضل أدرعي أم سليماني؟

إنها لعبة المصائر، التي عبر عنها «سلام مسافر» خير تعبير حين قال: «الموت بيد الله وأمريكا»، ولهذا لا يعرف مسافر إن كان بوتين – الذي لم تزل تجري في عروقه دماء الشيوعية – سيحل ضيفا على مضافة شهداء العروبة في سماء الخلد؟ أم أن الفاتح العظيم سيغدو اللقب الحصري للقاتل قاسم سليماني، بعد نشر رسالة بخط يده كتبها لسني استولى على بيته، للضرورة الحربية، معبرا عن أسفه واحترامه وووو، وهو الذي لعب الدور الأكبر في سقوط بغداد، وترأس عصابة النحر في غرفة إعدام صدام – استنادا إلى مذكرات محامي صدام نفسه – وإن أردت أن تتأكد، عد إلى حلقة «قصارى القول مع مسافر» على «روسيا اليوم»، التي استضاف فيها أحد مهندسي السقوط، وشهود العيان يوم النحر، الدكتور موفق الربيعي، ليتحسر على تسريب فيديو الجريمة، بعد أن هربه فريق وزارة العدل، الذي لم يتم تفتيشه – على ذمته – بما حقق مكاسب مادية طائلة للمهربين، ولكنه أثار نقمة جماهير عريضة رأت في الجريمة انتهاكا لكل المعايير الأخلاقية والقانونية والإنسانية والإعلامية، في حين ادعى الربيعي أن الشريط المسرب لم يصور بطريقة مهنية وأن التصوير الأصلي محفوظ بعهدة الوزارة، لكن لما طلب منه مسافر عرضه لتبديد الإشاعات والشكوك، تلكأ الربيعي، واحتار وتعفشك، في تناقضه ليعترف بجهله التام لمصير الشريط، قبل أن ينقذه المذيع فيقطع ارتباكه بارتباك!
تبدو الأمور أكثر وضوحا، عند أدرعي، مزموزيل غرف الدردشة، وبطل الإسقاط الالكتروني، والدبلوماسية الرقمية، التي تعتمد التطبيع الرقمي «الشعبوي» مع العرب، عبر الهندسة الاجتماعية التي تعنى بتغيير قناعات الشعوب تدريجيا بعد دراسة خصائصها النفسية، لتسويق محتوى فضائي مقبول لديها، علما بأن لدى أدرعي آلاف الحسابات على مواقع التواصل، وهو يتحدث العربية بطلاقة، ما يسهل عليه إجراء أكبر عملية غسل أدمغة في تاريخ البشرية بعد تهويد فلسطين، مجندا الشباب العربي الساخط على واقعه، في هيئة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، عبر دعوات علنية على المكشوف، لتعود بك الذاكرة إلى المسلسل الكرتوني بوكيمون، العقد الفائت – كما عرضت قناة ملفات سرية وحقائق خفية على اليوتيوب – لما كانت هذه الشريحة التي يخاطبها أفيخاي في طور الطفولة، حيث ورد على لسان رئيسة عصابة «الرداء الأبيض» ما يروج إليه صاحبهم: «نحن نحب كل أطفال العالم، نزرع الورود في كل مكان، نكره الحقد ونحب السلام، انضموا إلى عصابتنا»، ما يعزز شعور هذا الجيل بأن اسرائيل صديقة تحارب عدوا مشتركا هو الإرهاب، في الوقت ذاته، الذي يملأ به أدرعي الفراغ الالكتروني، الذي يعج بصور مملة ومقيتة لزعمائه في مواقف رسمية باهتة، فينشر بطاقات تهنئة للمسلمين في أعيادهم، وتفاصيل من حياته اليومية التي يقضيها بتبادل الآراء مع الشباب والناشطين الاجتماعيين… ويلاه!
لا يخبرك الإعلام أيهما عدوك، إنما يشدك إلى طرفه كي تقف معه في مواجهة عدوه! تغيب التوعية الإعلامية تماما، وتحل محلها الجبهوية، والمراشقات الثأرية، والنفاق الاجتماعي الخسيس، والاكتفاء بالجهل، والاستغناء عن الحقيقة، والشتات العاطفي والتاريخي، بين تضارب القيم، حيث يتذرع باعة الضمير بالسلام لخرق الخطوط الوطنية والإنسانية، في سبيل مصالح شخصية وآنية، فلا تبيض وجوه ولا تسود أخرى، إنما يتساوى الجميع في موت حيادي، يصنف البطل حسب الهوية الإعلامية لفريقه، بعيدا عن الاعتبار الوطني والتاريخي لجحيمه!

القاتل الاقتصادي وخرافة الرب الأمريكي

استضاف برنامج «رحلة في الذاكرة» القاتل الاقتصادي وعميل «سي آي إيه» الأسبق «جون بيركنز» ليتحدث عن صناعة القادة، في العقيدة الاستخباراتية الأمريكية، وكيف استرجع الأمريكيون أموالهم من منظمة «أوبك»، عبر الاغتيال الاقتصادي للأمم بالديون والفوائد، وعقد صفقة ثقافية يتم فيها تغريب المملكة العربية السعودية، وتحويلها إلى نموذج خاص، عبر تحلية المياه وتعمير الصحراء وبناء ماكدونالدز، ونشر الثقافة الأمريكية وحظر بيع النفط بغير الدولار، وقارن هذا بموقف عبد الكريم قاسم، الذي أصر على أن النفط العراقي للعراقيين، ليتم اغتياله على يد فتى الـ«سي آي إيه» العراقي آنذاك!
استرسل بيركنز بالحديث عن استقطابات أمريكية خطيرة لقوى وقادة عبر العالم، ومنهم الرئيس الراحل صدام حسين، الذي أمدوه بغاز الخردل والأسلحة الكيميائية لقتل الأكراد – تخيلوا -، وهنا اعترف بيركنز أن نفط الشرق الأوسط يغذي أسواق الصين واليابان، والسيطرة عليه تعني السيطرة على أعداء أمريكا المحتملين في آسيا، بينما استدرجت أمريكا الأكوادور إلى الإفلاس لإرغامها على بيع غابات الأمازون الغنية بالنفط للشركات الأمريكية بنسبة 75 ٪، بينما تذهب الـ25 في المئة للأكوادور بين سداد ديون وفوائد ولا يتبقى سوى اثنين في المئة للخدمات، في حين سيطر الأمريكيون على القبائل الهندية بالرادارات وأجهزة التجسس التي كانوا يضعونها في علب المواد الغذائية التي يمدونهم بها كمساعدات إنسانية، ويستدلوا عن طريقها على المرضى فيعالجونهم، وعلى المشاكل الصحية فيحلونها، وهو ما أبهر البسطاء الذين اقتنعوا بان الرب مع أمريكا، التي أستغلت الخرافة في أقذر عملية نزوح إرادي في التاريخ!
جنرال بنما عمر توريخوس، الذي وقع صفقة ثنائية مع كارتر، عرف أنهم سيقتلونه، فاجتمع بعائلته، يخبرها بمصيره، ويدعوها لحب بنما والتصدي لدولة رجال الأعمال «الشركقراطية»، التي تديرها «سي آي إيه» عبر الاغتيال الاقتصادي للأمم، وإقامة أكثر من 350 قاعدة عسكرية في أنحاء الدنيا، وعبر المحو الثقافي، وسياسة التصفية الجسدية للقادة والزعماء والابتزاز والاختطاف والمطالبة بالفدية، وكلها أساليب إرهابية بحتة… تقوم عليها أسس النظام العالمي الجديد، الذي يدعو لفضحه قائلا: امبراطوريتنا هي الوحيدة في التاريخ لم يبنها العسكر، بل الاقتصاد، العسكر يبقى في الخلف يساعدنا حين نفشل بحصد الغنائم السرية التي قامت على المؤامرات!
لم يبق بعد كل هذا سوى أن نتذكر عقيدة آيزنهاور، وفلسفة الحواس عند غولدا مائير، فالأول ربط مجد حضارته بحاجة القادة للعرب للسلاح كي يحكموا شعوبا بحاجة إلى الخبز، أما الثانية، فلم تزل تطل من مقبرتها على مشارف خليج العقبة، لتردد عبارتها الشهيرة: «أشم رائحة أجدادي في خيبر»… وهيلا هيلا يا أدرعي!
كاتبة فلسطينية تقيم في لندن

«راني زعفان» من أفلام الرعب الأمريكي! وأدرعي قاتل إعلامي بين صدام وسليماني!

لينا أبو بكر

تصريحات الوزيرة الإسرائيلية حول توطين الفلسطينيين في سيناء بالون اختبار

Posted: 29 Nov 2017 02:33 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: لا يزال الموضوع الرئيسي لدى الغالبية، هو المذبحة التي قامت بها «داعش» يوم الجمعة ضد المصلين في مسجد الروضة في منطقة بئر العبد، وبدء تصاعد موجات غاضبة ترفض الترويج لفكرة أنها مؤامرة من الخارج، تمولها قطر وتركيا وإسرائيل، واعتبار ذلك محاولة للهروب من البحث عن احتمالات وجود تقصير، أدى إلى تنفيذ العملية بهذه السهولة، والإفلات بعد ذلك.
كما تشتد المطالبات بتنفيذ الحكم على كل الذين صدرت ضدهم أحكام بالإعدام في عمليات إرهابية، خاصة أن المحكمة العسكرية أحالت إلى المفتي أوراق أحد عشر من أعضاء جماعة أنصار بيت المقدس، بسبب هجومهم على كمين الفرافرة وقتل ثلاثين مجندا، وبعضهم هارب، ورغم أن أمامهم فرصة للنقض، إلا أن الضغوط تتركز على النظر فيه بسرعة، وتنفيذ الإعدامات فورا. ومع ذلك فإن هناك نتائج سريعة بدأت تظهر في تعاون القبائل مع الجيش والشرطة، بالإبلاغ عن عناصر «داعش» وطرق تموينهم وأماكن تخزين أسلحتهم، حتى خارج سيناء، وإعادة ارسالها لهم للقيام بعملياتهم، وذلك بعد مجزرة مسجد الروضة، وتهديدات الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنه سيتم استخدام القوة الباطشة للرد على ما حدث، بما يعني أن الجيش قد يغير أساليبه في محاولة تجنب ايذاء المدنيين بسبب احتماء الإرهابيين بهم، وكانت النتيجة تلقي الجيش والشرطة بلاغات. وبذلك فقد توصل الجيش والشرطة إلى أماكن الإرهابيين في سيناء والإسماعيلية.
ومن عناوين الصحف المصرية الصادرة أمس الأربعاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني، تحذيرات من إخلاء سيناء أو الاستجابة لدعوات تسليح القبائل. وهجمات ضد إسرائيل واتهامها بأنها وراء المجزرة. ودعوات إخلاء سيناء لإقامة دولة فلسطينية عليها كما طالبت وزيرة إسرائيلية، ودهشة من دعوتها لمؤتمر عن المرأة في مصر، ومطالبة بعدم الاهتمام بها لأنها تخرف، ولا تعبر عن رأي حكومة إسرائيل، وإحالة مسؤولين في عدد من المدارس بسبب تمثيل مجزرة الروضة في طوابير الصباح. واستمرار الاهتمام بمعركة رئاسة النادي الاهلي ووفاة شادية.
وإحالة نائبة محافظ الإسكندرية السابقة سعاد الخولي إلى محكمة الجنايات بتهمة الإضرار بالمال العام وتلقي رشاوى، وكذلك قيام الرقابة الإدارية بالقبض على عدد من الموظفين وكبار المسؤولين. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة..

العثور على أجهزة ومعدات

نبدأ التقرير بالموضوع الذي لا يزال يحتل الأولوية في كل الصحف وهو العمل الإرهابي ضد المصلين في مسجد الروضة، وقد قامت فاطمة الدسوقي وزميلها محمود فؤاد بإجراء تحقيق لصحيفة «الأهرام» ومما جاء فيه: «أسفرت جهود البحث والمعلومات عن تحديد مجموعة من العناصر الإرهابية والأوكار التي تستخدمها المجموعة للاختباء والتدريب وتخزين أوجه الدعم اللوجيستي، تمهيدا لتهريبها إلى المجموعات الإرهابية في شمال سيناء.
وتم عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا توجيه ضربة أمنية موسعة لهم أسفرت عن ضبط 6 من العناصر الإرهابية وهم: الحسن محمد حسن محمد موسى الحسين، عبدالحكيم عبدالخالق عبدالحكيم عبدالغفار، عبدالخالق الحسن عبدالحكيم عبدالخالق عبدالرحمن، محمد موسى حسن عبدالناصر، حسن يوسف حجاب.
كما استهدفت الأجهزة الأمنية وكرين إرهابيين في مدينتي الإسماعيلية والعاشر من رمضان، أعدتهما العناصر الإرهابية لتخزين الأجهزة والمعدات، تمهيدا لتهريبها لشمال سيناء، وعُثر فيهما على 238 جهازا لاسلكيا ماركة موتورلا، 227 شاحنا وكمية كبيرة من قطع الغيار الخاصة بالأجهزة اللاسلكية. كما داهمت قوات الأمن إحدى المزارع في منطقة جلبانة في الإسماعيلية، التي اتخذتها تلك العناصر وكرا تنظيميا للإيواء والتدريب، ومنطلقاً لتنفيذ عملياتهم العدائية.
واثناء قيام القوات بمحاصرة المنطقة المحيطة بالمزرعة، أطلقت العناصر الإرهابية المتواجدة في داخلها أعيرة نارية تجاه القوات بكثافة، ما دفعها للتعامل معهم، وأسفر ذلك عن مصرع 11 إرهابيا يجري تحديد هويتهم.
كما عثرت القوات داخل المزرعة على 3 بنادق آلية 1 بندقيةFN 1 – وبندقية خرطوش وطبنجة – فرد خرطوش محلي الصنع و4 عبوات بدائية الصنع و2 عبوة صاج في داخلها مادة متفجرة، 8 مفجرات قنابل 10 عبوات ماسورة معدة للاستخدام 30 طبة انفجارية مجموعة من الفتيل سريع الاشتعال، كمية كبيرة من الذخيرة مختلفة الأعيرة، 10 أجهزة لاسلكية مجموعة من الأجولة والأكياس فيها مواد بارود أسود، ونترات كبريت أصفر. كما أسفرت المداهمات الأمنية عن تحديد شبكة من المهربين المتورطين في توفير الأجهزة اللاسلكية والدعم اللوجيستي للمجموعات الإرهابية في شمال سيناء.
وتمكنت القوات من ضبط 3 مهربين من أعضاء الشبكة وبتفتيش منازلهم ومحل عمل أحدهم، وعثر على 71 جهازا لاسلكيا ماركة موتورلا 267 شاحنا وكمية كبيرة من قطع الغيار الخاصة بالأجهزة اللاسلكية و16 كرتونة فيها قطع غيار، ودراجات بخارية معدة للتهريب لصالح المجموعات الإرهابية في شمال سيناء. وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لكشف وتحديد مصادر هذه المضبوطات».

معلومات دقيقة

أما «الأهالي» فنشرت في صفحتها الأولى تحقيقا لمنصور عبد الغني قال فيه: «قدّم أبناء سيناء خلال الأسبوع الماضي معلومات دقيقة حول أماكن مشتبه في أنها تأوي جماعات إرهابية، وتم قصفها في وسط سيناء، وكشف الغطاء عن أعداد كبيرة من الإرهابيين كانت تقيم في منطقة «البرث» تم القبض عليها من قبل قوات إنفاذ القانون، خلال الأيام الماضية، بالإضافة إلى حملات تمشيطية لمناطق رفح والشيخ زويد والري المحيطة بها، وإلقاء القبض على العشرات من الأفراد الذين يوفرون الدعم المعلوماتي والإداري للمجموعات الإرهابية.وقد أسفرت عملية رفع الغطاء والتعاون الكامل مع القوات عن تقديم معلومات نتج عنها إحباط عمليات إرهابية ضد أكمنة الشرطة، نتج عنها قتل 5 إرهابيين في هجوم واحد ومقتل ما يقرب من 20 إرهابيا في الهجمات الجوية نتيجة المعلومات المباشرة التي قدمها أبناء القبائل».

المجزرة

وننتقل إلى مجلة «المصور» والحديث مع الشيخ محمد زريق إمام وخطيب مسجد الروضة أجرته معه سناء الطاهر، بعد لحظات من السكون تصحبها الدموع قال: «صعدت للمنبر أحمد الله وأثني عليه، وأنطلق في خطبة لم تكتمل عن نبي الإنسانية، ولم تمر دقائق إلا وسمعنا صوت انفجارات قوية خارج المسجد، من شدتها أصابتنا بقليل من القلق والتشتت، وما هي إلا ثوان وفوجئنا بمسلحين وقد اقتحموا باب المسجد وظلوا يطلقون الرصاص بشكل عشوائي وكثيف على المصلين داخل المسجد، وأصبت بطلق في قدمي أدى لسقوطي على الأرض، وبينما يتدافع الناس داخل المسجد سقطت تحت أقدامهم وتكومت فوقي الأجساد التي أمطرت بالرصاص حتى خرجت من تحتهم بملابس امتلأت بالدماء، وذاكرة لا تزال تحتفظ بصوت الرصاص وأنين الرجال وصراخ الأطفال، فلا تفارقني صورة الشهيد أحمد الطناني مؤذن المسجد فهو كان قريبا مني هو وأخوه وهما أيضا من أبناء قريتي، (ثم دخل زريق في موجة بكاء) مميزتش المسلحين وبقيت سامع تكبير ومش عارف ده صوت اللي بيقتل ولا اللي بيتقتل؟ وفي بكاء لا يتوقف أكمل: وده بالإضافة إلى الدخان اللي ملا المسجد جعل الرؤية صعبة كل اللي شفته حركات الناس وهي بتجري واللي حاول يقفز من الشباك، ففي لحظات قليلة كنت أسفل عدد كبير من المصلين، وبقيت سامع صوت ضرب النار من برة علينا وصراخ الأطفال والناس اللي كانت بتكبر ومبقتش عارف دول الناس اللي بتقتل ولا اللي بتتقتل؟ (وبعد نوبة بكاء شديدة حاول التقاط أنفاسه ليكمل) استمر إطلاق النار تقريبا أكثر من 15 دقيقة مرت كأنها 15 ساعة، لم يعد باستطاعتي سوى أن أفكر في وجود الأطفال الذين كانوا يتقدمون الصفوف بملابس الجمعة النظيفة والرجال المسنين الذين أتوا لتأدية الصلاة، تفوح من ملابسهم العطور التي وضعت خصيصا كسنة يتبعها المصلون في ذلك اليوم. أسوأ احساس مريت بيه دول ناس داخلين لربنا يعبدوه فيقتلوا غدرا. ثم يستعيد الرجل ذاكرته البصرية مقدرا العدد الذي كان جالسا أمامه وهو على المنبر بـ 500 شخص على أقل تقدير لأن ده الجامع الكبير اللي في القرية والناس بتحب تصلي فيه. (يدخل الرجل في نوبة بكاء شديدة وهو يتذكر اللحظات التي مرت عليه والاجساد فوقه لكنه حين يتذكر طفله يوسف ذا الـ14 شهرا) ينتحب بشدة قائلا أول واحد افتكرته لما حصل اللي حصل ابني يوسف وكان تفكيري أشوفه بس وأحضنه، وما زلت أتساءل هو اللي حصل ده أيه علاقته بدين ربنا بس حد يفهمني، حسبي الله ونعم الوكيل فيهم معرفش هعدي الموقف ده إزاي ربنا اللي هيصبرني من عنده».
من هؤلاء؟

وما أن قرأ عاطف سليمان في «الأخبار» ذلك حتى صرخ قائلا: «من هؤلاء لا بد أن نعرف من أين جاءوا؟ وكيف تسلحوا؟ ومن ساعدهم ومن سهّل لهم ذلك في وضح النهار في أبرياء مسالمين يؤدون صلاة الجمعة؟ من هؤلاء الذين أذاقوا أهل الشهداء علقم الفقد ولوعة الوداع وسكب عبرات حرى من القلوب؟ أيها الفجرة الكفرة انتظروا عاقبتكم المحتومة لقد بذرتم شوك الأسى في بيوت الآمنين المسالمين وروعتم الأطفال والعجائز زرعتم الشوك أيامكم مقبلة أيها الطغاة وستنالون ما قدمت أيديكم وبما أزهقتم من أرواح وسفكتم من دماء وستظل مصر هي الأم الحنون وهي الجسد الطاهر وهي الصفاء ولها منا الولاء وستستمعون لزئير الأعاصير ودمدمة الحمم وقوة مصر أيها الكفرة الفجرة وتحيا مصر».

اختلال موازين العدالة

وفي «الأهرام» أيضا قال فاروق جويدة: «هل كان من الضرورى أن يموت المئات في مسجد الروضة في بئر العبد حتى تصدر التعليمات بالاهتمام بأحوال القرية؟ هل كان من الضروري أن يموت نصف سكانها من الرجال والأطفال حتى تجد الرعاية لدى مؤسسات الدولة؟ وأين كان رجال الأعمال الذين يطاردوننا كل يوم على الشاشات بالمباني والمنشآت؟ أين كانت الجمعيات الأهلية الخيرية التي تنفق مئات الملايين من الجنيهات في الإعلانات لجمع التبرعات؟ كان من الممكن أن ينجو سكان وأهالي قرية الروضة لو انها وجدت القليل من الرعاية والاهتمام. ما حدث في الروضة جريمة في حق سيناء عمرها ثلاثون عاما، وكل الشواهد تؤكد هذا الارث الثقيل لأن إهمال سيناء جريمة لن تسقط بالتقادم. لا اعتقد أن وراء ما حدث في مسجد الروضة صراع سلفي صوفي، أو عداء قديم للصوفية. لقد استغل الإعلام الغربي هذا الطرح الذي صدّره الإعلام المصري وبنيت عليه كل القصص والحكايات. ما زلت أعتقد أنه لا دين للإرهاب، وأن ما يجري ليس صراعا دينيا بين فصائل متناحرة، وإذا اختصرنا القصة كلها في هذا الخلاف فنحن نهرب من الحقيقة. الإرهاب ليس فقط صراعا دينيا بين أبناء عقيدة واحدة، وليس رفضا للعقائد الأخرى، ولكنه سلوك إجرامي يجب أن يخضع لدراسات نفسية وإجرامية وأمنية، تضع الأسباب الحقيقية للظاهرة. نحتاج مئة عام لنواجه فكر الإرهاب، ونحتاج رصاص الرحمة لينقذ العالم من هذا الضلال. اختصار مذبحة مسجد الروضة في إدانة الأزهر الشريف أو توجيه اللوم للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب خداع للنفس وانتهاك للحقيقة الخرائب في العقول كانت نتيجة سنوات طويلة من الإهمال في كل شيء أهمها غياب العدالة، لأن شرم الشيخ لا تبعد كثيرا عن بئر العبد، ولنا أن نتصور أضواء شرم الشيخ المبهرة في ملتقى شباب العالم منذ أسابيع، وصورة مصر أمام العالم ودماء الضحايا في المسجد الحزين في بئر العبد وأحذية الشهداء القديمة تتناثر بين الأشلاء. الأرض واحدة والسماء واحدة والوطن واحد، ولكن موازين العدالة اختلت. لو كان المسجد مضيئاً مثل شواطئ شرم الشيخ ما اقتربت منه الخفافيش، لأن الخفافيش لا تظهر إلا في الظلام ولا حل غير أن تضيء سيناء كل سيناء حتى لا نتركها مرتعا للتخلف والإرهاب».

«المخبر الصغير»

وأخيرا إلى زميلنا في «الشروق» محمد موسى الذي استنكر المسارعة في توجيه الاتهامات شمالا ويمينا وقال: «انهالت العبارات المتوقعة «مجموعة من الإرهابيين الخونة، جماعة الإخوان الإرهابية، والدعم المالي والاستخباراتي من قطر وتركيا. لا تتحدثوا عن أنصار بيت المقدس ولا غيرهم إلخ» بدلا من شرح ما يجري ونقل وجهة نظر الحكومة والأمن والخبراء في طبيعة التطور الواضح لماكينة القتل في سيناء. أعد المذيعون وضيوفهم قائمة بالتحليلات التي تصب في المواقف الرسمية داخليا وخارجيا، وقالوا ما يتصورون أنه يرضي القيادة وليس ما يتصورون أنه الحقيقة المثبتة علميا. تفرغ نجوم التوك شو لاصطياد ما يضعهم في عناوين الأخبار. الاتهامات الجزافية تجاوزت مثلث «الإخوان قطر تركيا» وطال الرذاذ جريدة «الشروق»! في سخونة الاندماج تقمص أحد ضيوف التوك شو دور «المخبر الصغير» بتعبير الزميل عماد الدين حسين، واتهم «الشروق» بأنها إخوانية وصاحبها إخواني. كان المحلل ينفي ما نشرته «الشروق» عن «إن الإرهابيين هددوا القرية قبل شهر» وهو ما أكدته كل المصادر والمعركة ليست على دقة المعلومة ولا على تفهيم المشاهد، بل في مدح النظام السياسي بلا تردد وتقديس مقدساته ورجم أعدائه حتى لو عن طريق التزييف والبلاغات الكيدية».

إسرائيل وسيناء

وإلى أبرز ردود الأفعال على تصريح الوزيرة الإسرائيلية بأن سيناء هي مكان إقامة الدولة الفلسطينية، حيث أخبرتنا الرسامة دعاء العدل في «المصري اليوم» أن أسرة مصرية كانت تجلس حول طاولة لتتناول الشاي في منزلها ففوجئت بالوزيرة الإسرائيلية تفتح الباب وتقول لهم: شالوم خبيبي ممكن تسيب هنا عاوزينه خبيبي.

إخلاء المنطقة

وما أن سمع زميلها في «المصري اليوم» عبد الناصر سلامة كلمة خبيبي حتى صاح: «كلام الوزيرة الإسرائيلية يأتى متزامناً مع ما يتم الترويج له الآن باسم «صفقة القرن» التي رددها مسؤولون وقادة من بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي لم يعلن عن تفاصيلها حتى الآن، سوى تسريبات تتضمن مخططاً تقدم به يهودي الديانة جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي، الذي عينه كبير مستشاري البيت الأبيض، ومبعوثه الخاص للسلام في الشرق الأوسط.
وقد قام كوشنر بمناقشة هذا المخطط مع بعض العواصم في المنطقة الخليجية منها بشكل خاص، على اعتبار أنها هي التي سوف تتبنى الترويج والضغط على أطراف القضية، لذا فإن الوزيرة الإسرائيلية قالت: إن الدول العربية لديها القدرة على دفع مثل هذه الفكرة «دولة فلسطينية في سيناء» وخلق نشاط اقتصادي كبير في هذا المشروع، ولدينا القدرة على تقديم حلول في مجالات الزراعة والتكنولوجيا والأم.ن أعتقد أن الأوضاع المتعلقة بسيناء الآن أصبحت في حاجة إلى إعادة نظر من كل الوجوه، الأمر لم يعد متعلقاً بأهمية الرد على مثل هذه التصريحات، سواء صدرت عن إسرائيل أو عن غيرها، وإنما أيضاً بالرد على ما يصدر داخلياً من بعض القوى السياسية والأمنية، التي باتت تدعو إلى إخلاء سيناء من السكان، ذلك أنه بات هدفاً إسرائيلياً تؤكده التصريحات والممارسات على أرض الواقع، إضافة إلى أنه قد يمثل بالنسبة للمواطن أيضاً عملية جس نبض على الطريقة الإسرائيلية وجميعها أمور تهدد تلاحم الجبهة الداخلية واستقرارها في آن، ناهيك عن الجبهة الداخلية في سيناء نفسها وهي التي لا يبدو وضعها في الاعتبار حين إطلاق هذه التصريحات أو تلك».

إرهاب إسرائيل

وإلى «الجمهورية» التي قال فيها السيد البابلي: «إذا كان إرهاب «داعش» يهدد العالم كله فإن إرهاب إسرائيل يتعلق بالمنطقة العربية بشكل خاص. ولقد قلنا في هذا المكان وفي هذا الأسبوع، إننا لا نستبعد تورط «الموساد» المخابرات الإسرائيلية في تنفيذ الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة في بئر العبد في سيناء. وقلنا إن الهدف هو تفريغ سيناء من أجل تنفيذ مخططات وأهداف تتعلق بالمنطقة. وتصريحات وزيرة الإنسانية أو وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية، التي تتحدث فيها عن أن سيناء هي أفضل مكان لإقامة دولة فلسطينية، ليست صادرة عن وزيرة متخلفة معتوهة، كما وصفها الإعلامي عمرو أديب، وإنما هي تصريحات تمثل بالونة اختبار، لإعادة التذكير بأفكار كانت ضرباً من الخيال في الماضي، ويريدون إحياءها من جديد، في شكل آخر يعكس مؤامرة صهيونية أمريكية يتم تدبيرها وتجهيزها وإعدادها للتنفيذ. إن وزيرة المؤامرة الإسرائيلية في تصريحاتها تعكس فكراً إسرائيلياً بعيداً عن السلام، وعن الرغبة في التعاون الإقليمي وتفسر وتوضح لماذا فشلت كل جهود التطبيع ولماذا لم يتقبل الرأي العام إمكانية العلاقات المتوازنة مع إسرائيل، فإسرائيل ما زالت هي العدو الأول وكل الخطر يأتينا من هناك أولاً».

خطة توطين الفلسطينيين

ولو تركنا «الجمهورية: وتوجهنا إلى «الوطن» لنكون مع أستاذ الإعلام ومستشارها الدكتور محمود خليل سنجده يقول: «كلام الوزيرة الإسرائيلية عن توطين الفلسطينيين في أرض سيناء عدوان كان يستوجب رداً أكثر حسماً من مصر، خصوصاً أن سياق طرحه تزامن مع المذبحة التي شهدتها مدينة العريش يوم الجمعة الماضي، وهو تزامن لا يثير في النفس سوى الاشمئزاز. واضح أن أبناء الدولة العبرية تغلبهم أوهامهم ويحلمون بإعادة إنتاج اللعبة نفسها التي لعبوها ونشأت على أثرها إسرائيل، حين زرعت العصابات اليهودية فوق أرض فلسطين واشتبكت هذه العصابات مع أصحاب الأرض والتاريخ من العرب، وانتهى المشهد بمأساة 1948. يحلم الصهاينة بأن يكرروا اللعبة في سيناء وهيهات هيهات لما يوعدون، فسيناء قطعة غالية من أرض مصر شربت من دماء وتضحيات المصريين أجيالاً وراء أجيال، وعلى إسرائيل أن تبحث عن حل لمشاكلها بعيداً عنا. لا خلاف على أن كلام الوزيرة خبط عشواء وسفه من النوع الصهيوني العالي ولخبطة مسؤولة، من الواضح أنها لم تكن واعية وهي تثرثر بهذا الكلام، أو ربما كانت تكرره مثل الببغاء بحكم تردده على لسان بعض الصهاينة الآخرين داخل فلسطين المحتلة».

موقف غير مسؤول

ونهاية المناقشات حول هذه القضية ستكون مع مجدي سرحان في «الوفد» وقوله: «لا يمكننا أن نتفهم بسهولة موقف الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة في مسألة حضور الوزيرة الإسرائيلية جيلا جامليئيل المؤتمر الإقليمي للنهوض بالمرأة في القاهرة، ولا يمكننا أيضا أن نقبل بسهولة محاولة الدكتورة مايا دفع المسؤولية عن نفسها بإعلانها أنها تفاجأت بحضور جامليئيل، وأن المجلس ليس هو الجهة الوحيدة المنوط بها تنظيم المؤتمر، وأن «الاتحاد من أجل المتوسط» الذي يضم أكثر من 43 دولة هو من دعا وشارك في التنظيم. الوزيرة الإسرائيلية تسببت بحضورها في غضب عارم للمصريين، خاصة بعد أن كشفت وسائل إعلام أن هذه الوزيرة هي التي أدلت بتصريحات حمقاء قبل ذلك، عبرت فيها عن أنها ترى أنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية إلا على أراضي سيناء المصرية. صحيح أن ما قالته جامليئيل هو محض تخريف و«كلام عبيط» لا قيمة له ولا وزن، كما أن تصريحها هذا قديم وسبق الرد عليه في حينه وفقا لما أكده وزير الخارجية سامح شكري بنفسه لكن مع ذلك فإن حضورها لم يكن مرغوباً فيه وكان يجب على من وجه إليها الدعوة أو من ينظم المؤتمر إدراك أن هذا الحضور يمكن أن تكون له تأثيرات سلبية هنا نسأل: هل من المعقول أن يقام على أرض مصر مؤتمر ذو طبيعة إقليمية وتشارك جهة مصرية في تنظيمه إلى جانب جهة دولية أخرى، ولا تكون هذه الجهة المصرية على علم مسبق بـأسماء وصفات المشاركين في المؤتمر وجنسياتهم؟ هل يصح وفقاً لما تقوله الدكتورة مايا أن تكون «الجهة الدولية» هي فقط التي توجه الدعوات، أو تعلم وحدها بأسماء المدعوين، بينما تتفاجأ الدولة المضيفة للمؤتمر بحضور أشخاص غير مرغوب في وجودهم مثل هذا الوزيرة الإسرائيلية الوقحة؟ وإذا كان المجلس القومي قد أهمل وتقاعس عن أداء دوره في التنظيم وتحديد المشاركين، فهل من المتصور أن تكون الوزيرة الإسرائيلية قد هبطت فجأة بطائرتها في القاهرة، بدون علم من أي جهة رسمية مصرية وبدون حصولها حتى على تأشيرة دخول؟».

انتخابات الأهلي

وإلى ردود الأفعال على انتخابات النادي الأهلي التي ستتم اليوم الخميس بين قائمة رئيسه الحالي محمود طاهر وقائمة منافسه محمود الخطيب، ووجه محمد حسن البنا في «الأخبار» هجوما شديدا ضد وسائل الإعلام التي شنت هجمات ضد الخطيب وقال: «فقدنا الحياد الإعلامي بشكل سافر في تغطية انتخابات الاندية الرياضية. «الأخبار»‬ ربما تكون الصحيفة الوحيدة التي التزمت بالموضوعية والحياد، وعلى حد متابعتي للمواقع والصحف والقنوات الفضائية فقد تعرض الكابتن الخلوق محمود الخطيب وقائمته في انتخابات النادي الأهلي لحملة تشويه ممنهجة تقودها حملة المرشح المنافس الرئيس الحالي للنادي محمود طاهر، ولا يوجد من يشتكي له هذه الخروقات الواضحة لمواثيق الشرف الإعلامية، وأولها اختلاط متعمد بين الإعلان والإعلام، والسؤال لكل من تورط في مخالفة مواثيق الشرف الإعلامية كيف ترى نفسك حينما تنظر في المرآة؟ هل تستريح حينما تبيع مهنتك وضميرك لمن يدفع؟ طبعا أسئلة غريبة لن يجيب عليها أحد. سؤال أخير لمصلحة الضرائب هل حصلتم على حق الدولة من هذه المبالغ التي تهدر في الدعاية الانتخابية؟ وهي بمئات الملايين أرجو الرد».

خط بسيط بين النجاح والخسارة

أما في «الأهرام» فقد قال المحرر الرياضي خالد عز الدين مؤيدا محمود طاهر: «الوصول إلى حديقة النجاح ليس سهلا على الإطلاق فيجب أن يصل الشخص إليها بدون أن يمر بمحطات التعب والفشل واليأس. وصاحب الرؤية الثاقبة والإرادة القوية لا يقبل على الإطلاق الوقوف في تلك المحطات، وهذا ما فعله المجلس الحالي للنادي الأهلي برئاسة المهندس محمود طاهر عندما تسلم قيادة سفينة القلعة الحمراء، منذ عام 2014 بعدما تعرض المجلس الحالي لحملات تشويه صورته، ومع ذلك اجتهد وحقق نجاحات مذهلة على المستوى الإنشائي والاجتماعي والمالي والرياضي، فهناك خط بسيط بين النجاح والخسارة، فالوصفة الرئيسية للنجاح من خلال شيئين هما الفشل والمصاعب، فالناجح يستغلها فيصنع نجاحا باهرا، أما الخاسر فيستسلم لها فيصنع خسارة هائلة. وغدا تتجه الأنظار نحو القلعة الحمراء لإجراء انتخابات مجلس إدارة النادي الأهلي بين المهندس محمود طاهر وقائمته ومحمود الخطيب وقائمته، وكلاهما لهما كل الحب والتقدير لدى أعضاء الجمعية العمومية للأهلي لاختيار الأنسب، خلال السنوات الأربع المقبلة لاختيار مجلس إدارة جديد يقود السفينة في الأعوام المقبلة، فالتاريخ دائما هو ذاكرة الأمم أو معمل كبير لتجارب البشرية يتمثل في محاولات النجاح لمن يحسن صياغتها، وقد فعل مجلس طاهر كل ما لديه رغم الأزمات الكبيرة التي تعرض لها، فطاهر في ندوته الأخيرة أشاد بمنافسه محمود الخطيب عندما وصفه بأنه شخصية رائعة أعطى الأهلي الكثير والكثير، عندما كان لاعبا ولهذا عمل مجلس طاهر ـ رغم أنه غير كروي كما يحلو للبعض أن يشير إليه ـ وثلاث بطولات إفريقية في موسم واحد في الألعاب الرياضية المختلفة، كما حقق الفوز بلقب الكونفيدرالية في كرة القدم، ووصل الفريق إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا فأعضاء عمومية الأهلي يعرفون ذلك جيدا فسر النجاح هو أن تتعلم كيف تستخدم الألم والمتعة بدلا من السماح لهما باستخدامك».

شريف إسماعيل

ومن الخطيب وطاهر إلى رئيس الوزراء شريف إسماعيل الذي سافر إلى ألمانيا لإجراء عملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني حيث قالت عنه مجلة «المصور»: «عندما كان المهندس شريف إسماعيل رئيسا للشركة القابضة للغاز الطبيعي، كان لا يفوت مناسبة إلا مر على جميع العاملين في الشركة في مكاتبهم للتهنئة، لم يفعلها أحد ممن خلفوه، وظل العاملون في الشركة يتحاكون عن أدب إسماعيل وإنسانيته ورقيه في التعامل، الذي لم يمنع أبدا حسمه في الجانب الإداري. عندما كان المهندس شريف إسماعيل وزيرا للبترول كان يتمتع بحب غالبية من أبناء الوزارة، الذين ما زالوا يذكرونه بالخير ويعتبرونه ذا طبيعة خاصة في تعاملاته وأخلاقياته ولا ينسون حتى الآن أن كثيرا من الاكتشافات البترولية الكبيرة بدأت في فترته كوزير للبترول. وجاء المهندس طارق الملا ليكملها. الحقيقة أن المهندس شريف إسماعيل يحسب له أنه تولى المهمة في تلك الفترة، وتحمل ما لم يتحمله كثيرون. قد تكون هناك ملاحظات وانتقادات مشروعة على أدائه، أو حتى مستوى تعامله مع الشارع وقله حديثه، لكن هذا لا يعني الانتقاص من شخصه وتفانيه في عمله، كما لا يعني أن لا نعترف أنه واحد من أبناء هذا الوطن العاشقين له. لم يدخر جهدا في أن يقدم لبلده ما استطاع إليه سبيلا، لم يعرف عنه سوى السلوك القويم والمهارة الإدارية والقيادة الناجحة لكل الملفات التي تولاها. المهندس شريف إسماعيل الآن يخضع للعلاج في ألمانيا ولا نملك إلا الدعاء له بالشفاء والعودة إلى وطنه سريعا كي يكمل مشواره مع زملائه من أبناء هذا الوطن، وبجانب الرئيس الذي يثق في قدرات إسماعيل ووطنيته نقول له سلامتك يا رئيس الوزراء إن شاء الله ستعود لأن مصر في حاجة لكل أبنائها المخلصين».

ليس ملاكا بجناحين

كما قال عنه رئيس تحرير «الشروق» عماد الدين حسين: «أدرك تماما أن الرئيس عبدالفتاح السيسي هو صاحب القرار الأول في اتخاذ هذه القرارات الصعبة، وهو الذي كان يدرك تماما أنها غير شعبية بالمرة، لكنه خاطر واتخذها، لكن دور شريف إسماعيل كان مهما أيضا لأن غالبية من سبقوه كانوا ينصحون القيادة بعدم اتخاذها، لأنها ستخصم من الرئيس والحكومة الكثير من الشعبية واعتراضات أجهزة الأمن المختلفة على هذه القرارات كانت تتم في كل مرة يجري التفكير في اتخاذها. شريف إسماعيل رجل هادئ ومنظم وربما خجول يستمع جيدا. يمسك بالقلم الرصاص ويخط به على أوراق صغيرة موجودة أمامه دائما ومهذب جدا ومجامل ودائم الابتسام، ولا يهوى كثيرا الشهرة والحياة الاستعراضية. لا أعني من الكلام السابق أن شريف إسماعيل «ملاك بجناحين» فحكومته ارتكبت أخطاء كثيرة أيضا في العديد من الملفات خصوصا توزيع أعباء الإصلاح بصورة عادلة، لا تظلم ولا تطحن محدودي الدخل، وغياب الرؤية في أولويات التنمية، وهل تكون للمقاولات والعقارات؟ أم للتنمية الشاملة؟ خصوصا التصنيع وبالأخص المشروعات الصغيرة، لكن سيظل للرجل وحكومته ومجموعته الاقتصادية والبنك المركزى دور بارز في بدء تنفيذ برنامج الإصلاح على الأرض. ألف مليون سلامة لشريف إسماعيل وفي انتظار عودته سالما إن شاء الله».

تصريحات الوزيرة الإسرائيلية حول توطين الفلسطينيين في سيناء بالون اختبار

حسنين كروم

الأردن والعباءة السعودية مجددًا… «مجاملة» دبلوماسية خفيفة وبن سلمان يخطط لاحتكار «التمثيل الإسلامي» في «محاربة الإرهاب»

Posted: 29 Nov 2017 02:33 PM PST

عمان – «القدس العربي»: لعلها المرة الأولى تمامًا الذي يظهر فيها السفير السعودي في الأردن الأمير خالد بن فيصل في وصلة «مديح» بعيدًا عن النقد المألوف لدور المملكة الأردنية الهاشمية في التأسيس وبجرأة لمحاربة الإرهاب والتطرف. وقد لا تحتاج عمّان لشهادات في مسألة الاشتباك العلني مع الإرهاب والتطرف فقد سبقت الجميع، وموقفها عميق وثابت ودائم، كما يلمح وزير الاتصال الناطق الرسمي الدكتور محمد المومني على هامش نقاش مع «القدس العربي» سبق حضوره اجتماع رؤساء أركان دول التحالف العربي الإسلامي ضد الإرهاب.
لكن شهادة السفير السعودي بدت علامة فارقة وإن كان لها غرض «سياسي» في كل الأحوال، فالرجل يزعج كثيرين في عمّان بسبب تعليقاته النقدية وتدخله أحياناً في بعض التفاصيل، خارج النطاق الدبلوماسي، خلافًا لأنه يُكثر من الغضب والانسحاب، فقط كان قبل أيام نجماً للانسحاب من نشاط بحضور رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي بسبب «مداعبة سياسية» لا لزوم لها تقدم بها عضو البرلمان حسني الشياب.
«إصلاح الموقف» مع السفير تطلب تدخل الملقي لإعادته للنشاط الذي قرر الانسحاب منه. ولاحقا استرسل الأردنيون بالإصلاح حيث زاره في مقر السفارة رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة ورئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز. وعليه تدخل الإشارة الإيجابية التي صدرت علناً عن السفير الفيصل بخصوص دور السلطات الأردنية في طور المفاجآت النادرة. لكنها بكل حال ندرة يمكن الترحيب أردنيًا بها، خصوصًا مع تنامي مشاعر النخبة الأردنية بأن «الشقيق الأكبر» في السعودية لا يقف عند محطة حجب المساعدات الاقتصادية فقط، ولا عند تجاهل مشروعات هو اقترحها تحت بند الاستثمار، بل تجاوز الى حد «حجب المعلومات» أيضًا عن الحليف الأردني، لا بل مناكفة الدور الأردني أيضًا في ملف المسجد الأقصى ومن دون مبرر.
عمومًا؛ عمّان متمسكة بأخلاقياتها المعتادة، فيما يتعلق بالسعودية، ودعم مواقفها، وفي أي موقع وإن كان «تنويع» الاتصالات والعلاقات بعيدًا عن المحور السعودي، متلازمة تنمو وسط السياسيين المحليين الذين لا يرون بأن الجانب السعودي يعامل الأردن بالإنصاف اللازم، خصوصًا أنه يقف مع البوصلة السعودية، في ملفات شائكة، تنتهي بخسائر للمصالح الأردنية وبثبات ومن دون تراجع مثل إيران ولبنان والملفين السوري والعراقي.
مؤخراً همس الرئيس الملقي في أذن برلمانيين وسياسيين ملمحًا إلى أن حكومته لا تنتظر أية مساعدات من الشقيق السعودي، حتى في المجال الاستثماري، برغم تنفيذ حكومة الملقي كل المطالب السعودية التي عرضت قبل عامين، فيما أصر السفير الأمير، في أكثر من مناسبة على أن الحكومة هي التي تعوق مشروعات مشتركة لا تزال على الورق ولم تر النور بعد.
عمليًا وسط تعقيدات لا يُستهان بها في العلاقة ونظام الاتصال مع بلد مثل السعودية، وسلسلة مناكفات سجلها السفير الأمير نفسه، في أكثر من صعيد، ووسط ثبات الاستراتيجية الأردنية في مساندة السعودية في كل المواقع ومن دون نقاش.. وسط ذلك كله، تبدو إشارة نادرة من السفير خالد بن الفيصل أقرب لنقطة ضوء إيجابية، وإن كانت الخلفية سياسية وانتهازية بامتياز، لأن الأردن دعم اختيار الرياض مَقرًا لإدارة التحالف الدائم ضد الإرهاب، ولأن عمّان حرصت على البقاء خلف العباءة السعودية، حتى عندما تعلّق الأمر بخبراتها التي لا تضاهى عربيًا في مجال تشكيلات ومنظومات الإرهاب والتشدد.
الخبرة الأردنية المحتكة مباشرة مع تفاصيل تحالفات الإرهاب تفوق بإجماع المراقبين نظيرتها السعودية، التي كانت سياساتها في الكثير من المفاصل أرضًا خصبة لنمو وتأصيل التطرف والتشدد. لكن الأجندة السعودية تسعى اليوم لإعادة تشكيل هُوية الحكم السعودي، على المستوى الإقليمي والدولة، وتخطط لبرنامج الأمير محمد بن سلمان في التحول إلى «دولة لا دينية»، ولقطف ثمار النشاط في مجال مكافحة الإرهاب، وبالتالي كان تحوُّل الرياض مقرًا للتحالف الإسلامي في السّياق مطلبًا مُلحًا للسعوديين، من المرجح أن الوفد الأردني للاجتماعات الأخيرة دعمه بقوة لما يتمتع به الأردن دبلوماسيًا وسياسيًا وفنيًا بالتحوّل إلى مَقر.
دفع ذلك فيما يبدو السفير السعودي، ولأول مرة لبيان يشكر فيه بالنص رئيس الأركان الأردني محمود فريحات ووزير الاتصال محمد المومني على موقفيهما ومداخلتيهما في مؤتمر أركان تحالف الدول الإسلامية ضد الإرهاب. لذا يتحدث المراقبون عن حالة «إيثار» جديدة تقدمت بها عمّان مراعاة لفضول وطموح وحساسية الشقيق السعودي، الذي يرغب سياسيا بتحصيل عوائد الاستثمار والتوظيف في هذا الملف. وهو إيثار دفع السفير الأمير بصورة غير مألوفة عنه لتوثيق وتسجيل الشكر والتقدير للأردن حصريًا من دون بقية الدول التي شاركت في المؤتمر والاجتماعات التي كانت فنية الطابع على الأرجح، وليست سياسية فقط، مع ما يتطلّبه المشهد من «عبارات غزل» بما سمّاه السفير بالدور الأردني المحوري في مواجهة التطرف والتشدد والإرهاب والجرائم التي ترتكب باسم الإسلام والمسلمين.
هي في الواقع إيماءة مجاملة سياسية للأردن، انطلقت من ترتيب حصل خلف ستارة الاجتماع، ولا يمكن تصنيفها في باب المجاملات التي تغري المؤسسة الأردنية أو تدفعها للتسرع في التصفيق لأن التعقيدات التي تنتج للأردن والمنطقة عن السياسات السعودية في عهد بن سلمان عميقة ومتكاثرة وأوسع من ان تحتويها مجاملات من أي نوع.
وكذلك لأن عمّان التي تحرص على العلاقة مع الشقيق السعودي لا تحتاج في المجال الأمني لشهادات من أية جهة، لكنها سبقت المجاملة النادرة من شخصية دبلوماسية بسلسلة طويلة من التضامنات الاستراتيجية العميقة مع البوصلة السعودية، بطريقة يعتقد حتى بعض أولاد العاصمة الأردنية أنها انطوت على مبالغة أو على الأقل لم تكن منتجة، ولا مفيدة، ولم يقدّرها الطرف الآخر.

الأردن والعباءة السعودية مجددًا… «مجاملة» دبلوماسية خفيفة وبن سلمان يخطط لاحتكار «التمثيل الإسلامي» في «محاربة الإرهاب»

بسام البدارين:

الإدارة الأمريكية تدرس اقتراحات لضرب مواقع اختبار الصواريخ في كوريا الشمالية

Posted: 29 Nov 2017 02:33 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي»: قال ممثل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون كوريا الشمالية في خطاب ألقاه أمام مجلس العلاقات الخارجية نهاية الشهر الماضي ان الولايات المتحدة ستعلم مدى قابلية بيونغ يانغ للحوار إذا انقضت فترة لا تقل عن 60 يوما دون اختبار صاروخ أو سلاح نووي ولكن، وفقا لما ذكره رؤساء الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، اطلقت كوريا الشمالية، قبل أيام، صاروخا من مقاطعة بيونجان باتجاه الشرق.
وهذا يعنى، وفقا لاستنتاجات العديد من المحللين الأمريكين، ان كوريا الشمالية غير مهتمة بالحواروغير حريصة على عدم إثارة غضب الصين التى أرسلت للتو مبعوثا رفيع المستوى بناءا على طلب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهذا يعنى بلغة أخرى ان (رجل الصواريخ الصغير) الذى استهان به ترامب مرارا لا يكترث بتهديدات وضغوط واشنطن.
فريق ترامب حائر تماما في كيفية التعامل مع مشكلة كوريا الشمالية بعد ان اتضح ان لغة التهديد والوعيد وإجراءات المقاطعة لم تثمر عن أي شيء ولكن الإدارة الأمريكية كانت منفتحة للاستماع إلى مزيد من الاقتراحات، ووفقا للمعلومات التى حصلت عليها «القدس العربي» من مساعدين في وزارة الخارجية الأمريكية، فقد تركزت الاقتراحات على قيام الولايات المتحدة بضرب مواقع الاختبار التي استخدمها نظام كوريا الشمالية لاطلاق الصواريخ باتجاه اليابان مثل قيام واشنطن بضرب القاعدة العسكرية في سوريا التي استخدمها نظام بشار الأسد لشن هجمات بالاسلحة الكيمائية على المدنيين الابرياء.
الاقتراحات الأخرى تركزت على قيام ترامب بإعلان مواقع الصواريخ البالستية في كوريا الشمالية «منطقة حظر طيران» و«منطقة لا تجريبية» للأسلحة النووية وتحذير كوريا الشمالية من ان أي محاولات أخرى لإطلاق القذائف التسيارية ستواجه بضربات عسكرية أمريكية تهدف إلى اخراج الصواريخ من منصة الاطلاق او تفجيرها بواسطة تكنولوجيا الدفاع الصاروخي وتحذيرها، ايضا، من ان أي محاولة اخرى لاختبار سلاح نووي ستواجه بضربة ضد مواقع الاختبار وغيرها من المرافق النووية ذات الصلة.
ووفقا للسيناريو الأمريكي، إذا لم تنتقم كوريا الشمالية فان ترامب لن يتخذ أي إجراء عسكري آخر ضد النظام ولكن إذا قامت كوريا الشمالية بردود فعل انتقامية فإن الولايات المتحدة ستقوم، وفقا لتهديدات ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بتدميركامل لكوريا الشمالية.
وبالنسبة إلى العديد من مستشاري ترامب فانه لا يوجد أمل في أي مفاوضات مع كوريا الشمالية، وهناك اعتقاد بعدم وجود حل دبلوماسي مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، واستنتج العديد من خبراء واشنطن ان بيونغ يانغ ستواصل إطلاق الصواريخ واختبار الأجهزة النووية ما دامت قادرة على ما تسميه الولايات المتحدة (الافلات من العقاب).

الإدارة الأمريكية تدرس اقتراحات لضرب مواقع اختبار الصواريخ في كوريا الشمالية

رائد صالحة

عفرين إلى الواجهة مجدداً… هل توصلت تركيا لتوافقات دولية تسمح لجيشها بانتزاع المدينة من الوحدات الكردية؟

Posted: 29 Nov 2017 02:32 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: من جديد، عاد كبار المسؤولين الأتراك إلى التهديد بتنفيذ عملية عسكرية لطرد الوحدات الكردية من مدينة عفرين السورية وذلك عقب مباحثات تركية مع روسيا وإيران من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة اخرى الأمر الذي فتح الباب أمام التكهنات بإمكانية حدوث تقدم في مساعي أنقرة للوصول إلى توافقات مع واشنطن وموسكو لتنفيذ العملية.
ومنذ أشهر تهدد تركيا بتنفيذ عملية عسكرية في عفرين لكن على الرغم من تأكيد خبراء عسكريين قدرة الجيش التركي على طرد الوحدات الكردية من المدينة، إلا أن المحللين السياسيين أجمعوا على أن المسألة تحمل أبعاداً سياسية أكبر من أن تكون مسألة قدرات عسكرية.
وحسب مراقبين، تحتاج أنقرة إلى التوصل لتوافقات مع الولايات المتحدة وروسيا الداعمين الأساسيين لوحدات حماية الشعب في سوريا أو إحداهما على الأقل حتى تتمكن من الدخول في عملية عسكرية لا تحمل مخاطر الاصطدام مع القوات الامريكية والروسية المنتشرة في العديد من مناطق سيطرة الوحدات الكردية.
آخر وأبرز التهديدات التركية، صدرت مساء الثلاثاء عن مجلس الأمن القومي الذي قال في نهاية اجتماعه الذي ترأسه أردوغان إن الجيش التركي ما زال يعمل من أجل توسيع إنشاء نقاط المراقبة ومناطق عدم الاشتباك في عفرين عقب نجاح المهمة المتواصلة للجيش التركي في إدلب.
ولفت بيان مجلس الأمن القومي إلى «إمكانية تحقيق مناخ الاستقرار والأمن عبر تنفيذ مهمة المراقبة في غرب حلب، وقرب مدينة «عفرين»، وأكد «مواصلة تركيا اتخاذ جميع التدابير اللازمة، ولا سيما في المنطقة الحدودية، من أجل ضمان أمنها»، بينما اتهم البيان الوحدات الكردية بمواصلة العمل على تغيير البنية الديموغرافية لسوريا والقيام بعمليات تطهير عرقي.
وعقب الاجتماع مباشرة، قالت مصادر في الجيش التركي إن أحد جنوده أصيبوا بجراح متفاوتة في إطلاق نار من مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب في عفرين استهدف الجيش التركي على الحدود، وقالت المصادر إن الجيش قام بالرد بقوة على مصادر النيران. وعلى صعيد متصل، قالت وسائل إعلام تركية إن الجيش أرسل مساء الثلاثاء ونهار أمس الأربعاء مزيداً من التعزيزات العسكرية على الشريط الحدود المحاذي لمدينة عفرين شملت دبابات وعربات نقل عسكرية ومدافع إلى جانب إرسال مزيد من الجنود.
وفي تصريح غامض، أجاب وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي على سؤال حول عملية عسكرية محتلمة لبلاده ضد الوحدات الكردية بعفرين، قال: «من يدري ربما غداً، وربما قبله»، لافتاً إلى أن بلاده «أسست 3 مراكز مراقبة في سوريا بموجب مباحثات أستانة وسيرتفع العدد في الفترة المقبلة إلى 12».
وسبق ذلك تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده ستكمل عملية إدلب، شمالي سوريا، لـ«تحرير عفرين وتسليم منبج لأصحابها الأصليين، وتطهير باقي المناطق الأخرى من بقية المنظمات الإرهابية»، مضيفاً: «كل شيء كان واضحاً في عملية درع الفرات، والآن نتخذ خطوات مماثلة في إدلب، وسنتخذ الخطوات ذاتها في عفرين».
والأسبوع الماضي، التقى رؤساء تركيا وروسيا وإيران في مدينة سوتشي الروسية لبحث الملف السوري، في قمة تطرقت بحسب المسؤولين الأتراك إلى الحرب على المنظمات الإرهابية التي تشمل بحسم تركيا تنظيمات الدولة والنصرة ووحدات حماية الشعب الكردية. كما تأتي هذه التطورات عقب الاتصال الهاتفي الذي جرى الجمعة الماضي بين أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب والذي تعهد خلاله الأخير بوقف تسليح الوحدات الكردية بشكل مفاجئ، ووصف اللقاء لاحقاً بالإيجابي والبناء وأنه لمس توافقاً مع الإدارة الأمريكية لأول مرة منذ فترة.
ولا يعرف حتى الآن ما إذا كان أردوغان قد تمكن فعلياً من التوصل إلى توافقات مع ترامب وبوتين تسمح للجيش التركي بدخول عفرين أم أن الأمر ما زال بحاجة إلى مزيد من الوقت والمباحثات على الرغم من التصريحات التركية التي توحي بقرب العملية.

عفرين إلى الواجهة مجدداً… هل توصلت تركيا لتوافقات دولية تسمح لجيشها بانتزاع المدينة من الوحدات الكردية؟

إسماعيل جمال:

وثائق بريطانية تكشف قبول مبارك توطين الفلسطينيين في سيناء… والرئيس الأسبق ينفي

Posted: 29 Nov 2017 02:32 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: كشف موقع قناة «بي بي سي»، أمس الأربعاء، عن وثائق سرية بريطانية، أكدت أن الرئيس السابق محمد حسني مبارك قبل توطين فلسطينيين في مصر قبل أكثر من ثلاثة عقود.
وحسب الوثائق، التي حصل عليها الموقع حصريا بمقتضى قانون حرية المعلومات في بريطانيا، فإن «مبارك استجاب لمطلب أمريكي في هذا الشأن، واشترط حتى تقبل مصر توطين الفلسطينيين في أراضيها، التوصل لاتفاق بشأن «إطار عمل لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي».
وذكرت الوثائق أن «مبارك وافق على هذا الطلب الأمريكي خلال مباحثاته مع رئيسة الوزراء البريطانية مرغريت ثاتشر أثناء زيارته إلى لندن في طريق عودته من واشنطن في فبراير/ شباط عام 1983 حيث التقى بالرئيس الأمريكي رونالد ريغان، في ذلك الوقت».
وجاءت الزيارتان، طبقاً للوثائق «بعد 8 شهور من غزو إسرائيل للبنان في 6 يونيو(حزيران) 1982 بذريعة شن عملية عسكرية ضد منظمة التحرير الفلسطينية عقب محاولة اغتيال سفيرها في بريطانيا، شلومو أرجوف على يد منظمة أبو نضال الفلسطينية».
سعى مبارك لـ«إقناع الولايات المتحدة وإسرائيل بقبول إنشاء كيان فلسطيني في إطار كونفدرالية مع الأردن تمهيدا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في المستقبل، وخلال مباحثاته مع ثاتشر في لندن طرح مبارك تصوره بشأن التسوية في الشرق الأوسط»، حسبما أشارت الوثائق البريطانية.
وقال مبارك إنه «عندما طُلب منه في وقت سابق أن يقبل فلسطينيين من لبنان، فإنه أبلغ الولايات المتحدة أنه يمكن أن يفعل ذلك فقط كجزء من إطار عمل شامل للتوصل لحل».
وأبدى مبارك «استعداده لاستقبال مصر الفلسطينيين من لبنان رغم إدراكه للمخاطر التي تنطوي على مثل هذه الخطوة»، حسب محضر جلسة المباحثات.
وقال مبارك إنه أبلغ الديبلوماسي الأمريكي ذا الأصول اللبنانية، فيليب حبيب، بأنه «بدفع الفلسطينيين إلى مغادرة لبنان تخاطر الولايات المتحدة بإثارة عشرات من المشكلات الصعبة في دول أخرى».
وردت ثاتشر على هذا التحذير، وألمحت إلى أنه أيا كانت التسوية المستقبلية، فإنه لا يمكن أن يعود الفلسطينيون إلى فلسطين التاريخية، وقالت «حتى إقامة دولة فلسطينية لا يمكن أن تؤدي إلى استيعاب كل فلسطينيي الشتات».
في أول بيان رسمي يصدره مبارك منذ الإطاحة به في 11 فبراير/ شباط 2011، بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني، خرج الرئيس الأسبق لينفي الوثائق التي نشرتها «بي بي سي» العربية.
وقال في بيان «مصر رفضت اقتراحات توطين الفلسطينيين في أرض سيناء، وإن محاولات توطين الفلسطينيين لم تتوقف وتم رفضها جميعا».
وأضاف مبارك: «توضيحا لما أثير إعلاميا، مستندا إلى وثائق بريطانية نشرت بشأن اجتماع جمعني برئيسة الوزراء البريطانية في فبراير 1983، وجدت من المهم توضيح الحقائق التاريخية التالية للشعب المصري».
وتابع: «إبان الغزو الإسرائيلي للبنان في يونيو 1982، كانت الأمور تسير في اتجاه اشتعال الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وكان ذلك بعد شهور من إتمام الانسحاب الإسرائيلي من سيناء في عام 1982».
وواصل: «في ظل العدوان الإسرائيلي واجتياحه لبلد عربي، ووصول قواته إلى بيروت، اتخذت قراري بسحب السفير المصري من إسرائيل، وعملت على تأمين خروج الفلسطينيين المحاصرين في بيروت».
وزاد: «بالفعل أمنت مصر خروج الفلسطينيين المحاصرين في بيروت، وعلى رأسهم ياسر عرفات، مرّوا من قناة السويس متجهين إلى اليمن، واستقبلت ياسر عرفات لدى توقف الباخرة المقلة له ورفاقه في قناة السويس، وأكدت له وقوف مصر مع الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة».
وأوضح أن «لا صحة إطلاقا لأي مزاعم عن قبول مصر أو قبولي توطين فلسطينيين في مصر، وتحديدا الموجودين منهم في لبنان في ذلك الوقت، كانت هناك مساعٍ من بعض الأطراف لإقناعي بتوطين بعض الفلسطينيين الموجودين في لبنان في ذلك الوقت في مصر، وهو ما رفضته رفضا قاطعا».
واستكمل الرئيس الأسبق في بيانه: «رفضت كل المحاولات والمساعي اللاحقة لتوطين فلسطينيين في مصر، أو مجرد التفكير فيما طرح عليّ من قبل إسرائيل، وتحديدا في عام 2010، لتوطين فلسطينيين في جزء من أراضي سيناء، من خلال مقترح لتبادل أراضٍ، ذكره لي رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، وأكدت له على الفور في هذا اللقاء، عدم استعدادي حتى للاستماع لأي طروحات في هذا الإطار مجددا».
وأكد مبارك: «تمسكت بمبدأ لم أحدّ عنه أبدا، وهو عدم التفريط في أي شبر من أرض مصر، التي حاربت وحارب جيلي كله من أجلها، ما تجسد في إصرارنا على استعادة آخر شبر من أرضنا المحتلة في عام 1967، بعودة طابا كاملة إلى السيادة المصرية».
وتتهم المعارضة المصرية نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتخطيط لتوطين الفلسطينيين في سيناء في إطار ما يعرف بـ»صفقة القرن» التي تسعى لإقرار سلام شامل في المنطقة، وترى المعارضة أن إجراءات المنطقة على الحدود الشرقية تستهدف تفريغ سيناء من المواطنين استعدادا لتوطين الفلسطينيين.

وثائق بريطانية تكشف قبول مبارك توطين الفلسطينيين في سيناء… والرئيس الأسبق ينفي
استجاب لمطلب أمريكي… واشترط «إطار عمل لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي»

الجزائر: مقري يتحدى الذين يعلنون نهاية الإسلام السياسي بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة

Posted: 29 Nov 2017 02:31 PM PST

الجزائر ـ«القدس العربي»: رد عبد الرزاق مقري الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية والذي سيعود إلى رئاستها نهاية الشهر المقبل على تصريحات عمارة بن يونس رئيس حزب الحركة الشعبية الجزائرية الذي قال إن نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة، كرست تراجع الإسلاميين ودليل بداية نهاية الإسلام السياسي، مؤكدا على أن الذين يدعون نهاية الإسلام السياسي يحاولون تزييف الحقائق.
وأضاف في منشور على صفحته بموقع فايسبوك أنه يتحدى بن يونس أن تنظم السلطة انتخابات حرة ونزيهة تشرف عليها لجنة مستقلة لتنظيمها ومراقبتها وسنرى حينئذ إن كان رصيد الإسلاميين قد تراجع فعلا، وإن كان الإسلام السياسي قد انتهى كما يدعي بن يونس.
وأشار الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم أن عمارة بن يونس يقول إن الإسلام السياسي بدأ يتراجع منذ العام 1999، مشيرا إلى أن هذا هو تاريخ الانتخابات الرئاسية التي منع محفوظ نحناح مؤسس حركة مجتمع السلم ورئيسها الراحل، الذي حرمته السلطة من الترشح، بعد النتائج التي سجلها في انتخابات 1995، والتي حرم ٱيضا من الفوز بها.
واعتبر مقري أن هناك نية مبيتة لإظهار الإسلاميين على أنهم خسروا الانتخابات المحلية الأخيرة، في حين أن حركة مجتمع السلم حلت ثالثة من حيث عدد المنتخبينن، لكن وزير الداخلية اختار أن يعطي النتائج على أساس عدد البلديات التي فازت الأحزاب برئاستها، في حين أنه إذا نظرنا إلى المجالس الشعبية الولائية فإن أغلبيتها لا يمكن الفصل في رئاستها دون التحالف مع منتخبي حركة مجتمع السلم.
واعتبر عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية ( تيار إسلامي) أن سبب تراجع الأحزاب الإسلامية هو ارتفاع نسبة المقاطعة بين أنصار التيار الإسلامي والمتعاطفين معه، مؤكدا أنه لاحظ في المساجد التي يرتادها للصلاة في العاصمة أن أغلبية المصلين لم يصوتوا لعدم وجود حبر أزرق في أصابعهم، وأن هؤلاء لو كانوا قد صوتوا في الانتخابات المحلية الأخيرة لمنحوا أصواتهم للأحزاب الإسلامية.
وكانت نتائج الأحزاب الإسلامية في الانتخابات الأخيرة قد أثارت جدلا بين من يعتبر أنها بداية النهاية بالنسبة للإسلام السياسي مثلما قال عمارة بن يونس، وبين الرافضين لهذا الطرح من أمثال مقري، والذين يعتبرون أن الأحزاب الإسلامية ضحية التزوير والتضييق الممارس عليها من طرف السلطة، التي أغلقت اللعبة الانتخابية عليها، في حين ارتفعت أصوات من داخل التيار الإسلامي قامت بنوع من النقد الذاتي لواقع التيار الإسلامي، والتي دقت ناقوس الخطر من جراء تراجع الأحزاب الإسلامية من موعد انتخابي إلى آخر، وترى ضرورة الاعتراف بهذا التراجع وتشخيص مكامن الداء، حتى تتمكن الأحزاب الإسلامية من إصلاحه واسترجاع وعائها الانتخابي الذي فقدته في السنوات الأخيرة.

الجزائر: مقري يتحدى الذين يعلنون نهاية الإسلام السياسي بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة

محاولات لنزع فتيل «أزمة موظفي غزة» عقب حالة الإرباك السائدة .. والوفد المصري يبحث صيغا للتوافق على «الملف الأمني»

Posted: 29 Nov 2017 02:31 PM PST

غزة ـ «القدس العربي» : سادت حالة من «البلبلة والإرباك» في بعض الوزارات في قطاع غزة، عند تنفيذ عدد من الموظفين القدامى تعليمات مجلس الوزراء الأخير، بالعودة مجددا للعمل، وهو ما دفع الموظفين المعينين من قبل حركة حماس إلى طردهم، وإصدار نقابتهم قرارا يمنع عملهم حتى حل مشكلتهم، وذلك رغم تدخلات واتصالات مصرية أجريت عقب جلسة الحكومة هدفت إلى «تهدئة الأجواء»، في الوقت الذي يبحث فيه الوفد الأمني المصري الموجود في غزة صيغا لحل مشكلة تمكين الحكومة أمنيا.
وشهدت وزارات كالمالية والأوقاف والحكم المحلي في قطاع غزة خاصة حالة إرباك، بعد وصول موظفي السلطة صباح أمس الى مقار تلك الوزارات، لممارسة أعمالهم وفق قرار الحكومة المتخذ في جلسة أول أمس.
وبدت حالة الارتباك في عمل الوزارات واضحة في «مجمع أبو خضرا» الحكومي» الذي يضم عددا من الوزارات والمؤسسات الحكومية، حين وصلها عدد من الموظفين القدامى، من أجل ممارسة عملهم، حيث سمحت بعض الوزارات لهؤلاء الموظفين بالدخول دون ممارسة العمل، فيما طرد آخرون من على بوابات الوزارات من الموظفين الحاليين. وعقب عملية وصول الموظفين السابقين لأماكن عملهم من جديد، قررت نقابة الموظفين في غزة منعهم من دخول الوزارات والدوام فيها «بشكل عشوائي»، وقالت إن ذلك يهدف إلى «خلق وقائع على الأرض، وضرب الموظفين ببعضهم وخلق إشكاليات كبيرة». وذكرت النقابة في بيان لها، أنها أصدرت قرارا لمندوبي النقابة في الوزارات والمؤسسات الحكومية، يمنع السماح بمقتضاه لأي موظف من القدامى بالعودة إلى العمل بهذا الشكل، لافتا  إلى أن المنع سيستمر «حتى يتم الاعتراف بشرعية موظفي غزة ودمجهم وتسكينهم وضمان أمنهم الوظيفي»، مؤكدةً أنه «بدون ذلك لن تسمح لهم بدخول الوزارات».

النقابة ترفض

وكانت النقابة قد قالت إن قرار الحكومة بإعادة الموظفين القدامى للعمل، دون الرجوع لاتفاقات المصالحة يعد «ضربا بعرض الحائط لأي بادرة وفاق»، وأشارت إلى ان عودة الموظفين القدامى هو من اختصاص اللجنة الإدارية القانونية بعد التئام كافة أعضائها في غزة والضفة. وقالت «هذه العودة  لن تتحقق إلا بعد دمج الموظفين وتسكينهم».
يشار إلى أن عودة عدد من موظفي السلطة القدامى للعمل جاء عقب توجيه رئيس الحكومة الدكتور رامي الحمد الله، ليل الثلاثاء، أي بعد أكثر من 10 ساعات على انفضاض اجتماع حكومته الأسبوعي، الذي قرر فيه عودة الموظفين، رسالة جديدة إلى موظفي غزة، أكد خلالها أن قرار إعادة الموظفين القدامى إلى أماكن عملهم «سيكون بحسب الحاجة ووفق ما تقتضيه مصلحة المواطن والعمل الحكومي». وذكر في تصريح نشره على صفحته على موقع «فيسبوك» أن القرار يتم تنفيذه وفقًا لتقدير الوزير او رئيس الهيئة المختص، مشيرا إلى أن الحكومة وبعد انتهاء عملية حصر الموظفين «ارتأت الإيعاز لوزرائها لإعادة الموظفين القدامى إلى أماكن عملهم».
وأوضح أن ذلك القرار جاء «إيمانا من الحكومة بضرورة إنجاح جهود إنهاء الانقسام وضمن خطتها لتذليل العقبات التي تعتري عملية التمكين، وبعد التفسيرات الخاطئة التي استغلتها بعض الجهات لتفسير بيان حكومة الوفاق».
وتشير معلومات مصدرها موظفو الحكومة السابقون، الى أن قرارات العودة للعمل لا تشمل كل موظفي السلطة المدنيين السابقين، وأن عددا منهم من تلقى أوامر بالعودة من قبل الوزراء، بناء على قرار الحمد الله الأخير.
وكانت حركة حماس قد اعترضت على قرار الحكومة السابق، الذي فسر على أنه يطلب من الموظفين القدامى الذين كانوا على رأس عملهم قبل سيطرة حماس على غزة، العودة مباشرة للعمل، واعتبرته مخالفا لاتفاق المصالحة. يذكر أن الكثير من موظفي السلطة تركوا علمهم في الوزارات والمؤسسات الحكومية، بعد سيطرة حركة حماس على الأوضاع. ومن المقرر حسب اتفاق تطبيق المصالحة الأخير، أن يتم الانتهاء من عملية «دمج» الموظفين القدامى والذين عينتهم حماس، قبل حلول الأول من فبراير/ شباط من العام المقبل.
وتفيد معلومات أن قرار رئيس الحكومة بقصر عملية عودة الموظفين القدامى على عدد من الموظفين، جاء بعد اتصالات مصرية مع قيادات من «فتح وحماس» ، خاصة وأن القرار الذي اتخذته الحكومة في اجتماعها أول من أمس، كاد أن يؤدي إلى تدهور كبير في المصالحة التي تشهد حاليا خلافات حول ملف «تمكين الحكومة».

الوفد المصري يتدخل

وسارع أعضاء الوفد المصري الموجود في غزة، الذين تشارف مهمتهم على الانتهاء، لقرب حلول الأول من ديسمبر، إلى إجراء اتصالات مع قيادات من حركة فتح، هدفت إلى تأجيل قرار حكومة التوافق بإعادة الموظفين القدامى، بعد الرفض الشديد الذي أبدته حماس، وذلك من أجل تسهيل المهمة التي قدموا لأجلها في غزة، والمتمثلة في تذليل العقبات التي تعترض تسلم حكومة التوافق مهامها كاملة، بناء على ما جرى الاتفاق عليه في القاهرة الأربعاء قبل الماضي. وشملت الاتصالات الطلب من الطرفين وقف «التراشق» ووقف التصعيد الإعلامي، حفاظا على منجزات المصالحة.

الوفد يبحث صيغا توافقية

وقالت مصادر مطلعة لـ «القدس العربي»، إن الوفد المصري الذي وصل إلى قطاع غزة الإثنين الماضي، والمشكل من القنصل العام لمصر في فلسطين خالد سامي، واللواء في المخابرات المصرية همام أبو زيد، بحثوا خلال لقاءات مع قيادة حركة حماس «صيغا توافقية» بهدف حل مشكلة «الملف الأمني»، الذي يشمل تسليم إدارة وزارة الداخلية في غزة لحكومة التوافق، وتبعات الخطوة المتمثلة في إعادة دفعة أولية من قوات الأمن الفلسطينية التي كانت على رأس عملها قبل سيطرة حماس على غزة منتصف عام 2007. وتوقعت المصادر أن تقبل كل من حركتي فتح وحماس، بصيغة مصرية، تشمل الترتيبات الأمنية المقبلة في غزة، تستند في ذلك إلى التعاون الأخير الذي حصل بين موظفي السلطة الفلسطينية خلال عملية فتح معبر رفح، مع موظفي أجهزة الأمن التي لا تزال تدار من قبل حركة حماس. غير أن تطبيق هذه الخطوة بات من الصعب إنجازه قبل حلول الأول من الشهر المقبل، الذي يصادف غدا، ما يعني أن الأمور تتجه إلى التمديد لهذه المهمة.
وفي سياق تطبيق بنود اتفاق المصالحة الأخير الموقع بين فتح وحماس في 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، التقى المبعوث الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، صباح أمس، بالوفد الأمني المصري لبحث تطورات ملف المصالحة.
وكان الوفد المصري قد التقى عقب وصوله يوم الإثنين الماضي الى قطاع غزة، نائب رئيس وزراء حكومة الوفاق زياد أبو عمرو، ومع عدد من قيادات حركة حماس لبحث مسألة تمكين الحكومة. وقال بيان أصدرته حركة حماس إن اللقاء الأخير حضره رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، ورئيس الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار.
وذكرت الحركة أنها أطلعت وفد المخابرات المصرية على «الخطوات العملية» التي اتخذتها لتسهيل قيام حكومة الوفاق بمسؤولياتها في قطاع غزة، فيما أكد الوفد المصري أن القاهرة ملتزمة بالمتابعة الدقيقة والأمينة لعملية تطبيق اتفاق القاهرة.

محاولات لنزع فتيل «أزمة موظفي غزة» عقب حالة الإرباك السائدة .. والوفد المصري يبحث صيغا للتوافق على «الملف الأمني»

أشرف الهور:

الكشف عن 16مليون حبة مخدرة في البصرة تكفي لـ«تخدير الشعب العراقي بأكمله»

Posted: 29 Nov 2017 02:30 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي» عثرت قوات الشرطة المحلية في مخافظة البصرة على حاويات تحتوي على أكثر من 16 مليون حبة مخدرة، كانت في طريقها إلى العراق، وهي كمية «بإمكانها تخدير الشعب العراقي بأكمله»، حسب ما ذكرت جهات حكومية.
وكشف مصدر أمني خاص لـ«القدس العربي» عن مصادرة كميات كبيرة من المخدرات، بشكل يومي»، لكن «لا نستطيع كشفها للرأي العام».
ووفق المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، «هناك شخصيات وأحزاب متنفذة تقف وراء تجارة المخدرات في العراق، حيث أصبح من الصعب جداً السيطرة على إيقاف تدفق المخدرات نظراً لكثرة التجار الذين يتعاملون بها ومساندتهم من قبل جهات متنفذة في الدولة».
وذكر أن «معلومات تردهم بشكل يومي عن دخول بضائع تحتوي على المخدرات إلى العراق، ولكن تأتيهم أوامر من الجهات العليا بعدم تفتيشها، مدعين أن المعلومات التي تأتي بخصوص وجود المخدرات بهذه البضائع هي «إخطار كاذب»، وقد تم فحصها عند دخولها الحدود.
وأضاف أن «تجارة المخدرات في العراق ارتفعت ذروتها بعد الغزو الأمريكي للعراق، ولكنها بدأت بالارتفاع أكثر بعد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على إيران، حيث ارتفعت دخول المخدرات إلى العراق ليتم تهريبه إلى دول الخليج وسوريا ولبنان».
وبين أن «كميات كبيرة يتم استهلاكها في العراق، وأن هناك معامل خاصة لإنتاج الحبوب المخدرة بدأت تعمل في البلاد».
ولفت، كذلك، إلى أن «معدلات الجريمة ارتفعت خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تم إلقاء القبض على الكثير من العصابات التي اتضح أن أفرادها من مدمني المخدرات».
ودعا إلى «فتح مراكز ومشاف خاصة لمدمني المخدرات لأنها أصبحت وباء متفشيا في المحافظات الجنوبية من العراق وسط صمت مريب من قبل الجهات العليا في الحكومة العراقية». عضو مجلس النواب العراقي، حسن سالم، قال في تصريح صحافي، إن «قضية دخول 16 مليون حبة مخدرة إلى البلاد مؤشر خطير»، مشيراً إلى أن «هذه الكمية قادرة على تخدير الشعب العراقي بأكمله».
وتابع: «لابد من اتخاذ إجراءات حقيقية لمحاسبة الجهات المسؤولة عن إدخال تلك الحبوب للبلاد»، داعياً إلى «تشكيل لجنة لإتلاف المواد المخدرة التي دخلت إلى البلاد».
وتجارة المخدرات راجت في العراق بعد أحداث 2003، وأشارت تقارير دولية صدرت عن مكتب مكافحة المخدرات في الأمم المتحدة، إلى أن العراق تحول إلى محطة ترانزيت لتهريب المخدرات من إيران وأفغانستان نحو دول الخليج، محذرة من احتمال تحوله إلى بلد مستهلك.

الكشف عن 16مليون حبة مخدرة في البصرة تكفي لـ«تخدير الشعب العراقي بأكمله»

هل هي انعطافة في مكافحة الإرهاب في سيناء؟

Posted: 29 Nov 2017 02:30 PM PST

لقد كان الهجوم الإرهابي الذي نفذ في مسجد الروضة في بلدة بئر العبد في شمال شبه جزيرة سيناء في 24 تشرين الثاني، من نشطاء لواء سيناء فرع الدولة الإسلامية داعش في مصر وتسبب بموت أكثر من 300 مواطن وإصابة أكثر من 100، هو الهجوم الأكثر فتكا الذي تشهده مصر في تأريخها. ففضلا عن حجم القتل الاستثنائي، كان استثنائيا أيضا في هدفه: نشطاء سنّة سلفيون جهاديون ذبحوا مصلين سنّة، ينتمون إلى المسجد الصوفي. الصدمة والهزة واضحان في مصر منذ العملية ويطرحان السؤال هل ستحدث هذه نقطة انعطاف في السياسة المصرية العامة ضد الإرهاب، أم ربما النظام المصري الذي يميل لأن يرى سيناء ساحة خلفية في الدولة، سيكتفي برد عسكري عادي، أي قصف من الجو، تعزيز رمزي للقوات وإثقال اليد على السكان المحليين المشبوهين بالتعاون مع نشطاء لواء سيناء.
من زاوية نظر التنظيم، يفترض بالعملية القاسية ان تخدم سلسلة أهداف عملياتية وفكرية: أولا؛ استعراض قوة الدولة الإسلامية لفترة تتراجع فيها في العراق وفي سورية وتتحداها جماعات إرهابية منافسة (بالتوازي مع لواء سيناء المتماثلة مع الدولة الإسلامية تعمل في مصر وفي سيناء جماعات تتماثل مع القاعدة والإخوان المسلمين)؛
ثانيا؛ احراج النظام المصري من خلال إظهاره عديم الوسيلة أمام الرأي العام الداخلي والدولي، وتوجيه ضربة أخرى لمساعيه لإنعاش الاقتصاد والسياحة في مصر.
ثالثا؛ تصفية حسابات بين لواء سيناء والسكان المحليين، الذين يتعاونون مع النظام في مكافحته للإرهاب في شمال سيناء، وردع السكان المحليين الآخرين من التعاون مع القاهرة.
رابعا؛ عرقلة التفاهمات التي تحققت في أثناء السنة الأخيرة بين النظام المصري وحماس حول تشديد الرقابة على حدود غزة ـ سيناء وفتح معبر رفح.
وأخيرا؛ المس بمؤمني التيار الصوفي، الذي يعتبره جزءا من منظمات الإرهاب السلفية الجهادية ككفار خرجوا على التفسير الطاهر والصحيح للإسلام السنّي والذين حكمهم الموت.
في أعقاب إطاحة الرئيس حسني مبارك، وبقوة أكبر بعد خلع رجل الإخوان المسلمين محمد مرسي عن الرئاسة، أصبحت شبه جزيرة سيناء مركزا للنشاط الإرهابي الذي تقوم به جماعات سلفية جهادية، وعلى رأسها أنصار بيت المقدس، التي بعد التحاقها بالدولة الإسلامية غيرت اسمها لتصبح «لواء سيناء» وعملت بتنسيق مع الدولة الإسلامية ورعايتها. وأجبر تعاظم العمليات في سيناء النظام المصري على الانطلاق في سلسلة من الحملات العسكرية ضد الإرهاب السلفي الجهادي. ولكن برغم الجهود العسكرية، تواصلت في شبه الجزيرة العديد من العمليات الإرهابية التي أوقعت خسائر فادحة، لا سيما في قوات الشرطة والجيش. وتمت معظم العمليات في شمال سيناء حيث وجهت إليها وإلى معقل الإرهاب في منطقة جبل الحلال جل جهود القوات العسكرية المصرية. وفي الوقت الذي نجحت فيه المعركة المصرية المتعاظمة ضد الإرهاب في سيناء في أن تضرب في أثناء عام 2017 العديد من الإرهابيين وكبار زعمائهم، وقلصت أيضا عدد العمليات، فإن الهجمات التي أخرجت إلى حيز التنفيذ أصبحت مركزة وأكثر فتكا. وبين العمليات التي بلغت عنها السلطات المصرية في السنة الأخيرة كان قتل 9 أفراد من الشرطة في كانون الثاني في العريش و 26 جنديا و 7 مواطنين في منطقة رفح في تموز، وإضافة إلى الهجمة في أيلول غرب العريش، التي تسببت بموت 18 شخصا، بينهم ضباط كبار. وبالتوازي، نفذت في مصر نفسها هجمات إرهابية عديدة الإصابات في داخل المدن: ففي نيسان نفذت الدولة الإسلامية عمليتين انتحاريتين في كنيستين في طنطا والاسكندرية، تسببتا بموت 49 مسيحيا قبطيا وإصابة أكثر من 100 شخص؛ في أيار قتل 29 مسيحيا قبطيا وأصيب 20 آخرون في هجمة للدولة الإسلامية على باص كان في طريقه إلى الصلاة في الكنيسة غرب مينيا، وفي تشرين الأول قتل في كمين ينسب إلى محافل الإرهاب الإسلامي على طريق الواحات في الطريق إلى الجيزة 16 شرطيا وفقا لتقارير السلطات ونحو 50 وفقا للتقارير من جهات أخرى.
والان، بعد أن أضيف نحو 300 قتيل لإحصاء المصابين من الإرهاب يبدو أن على مصر أن تنفذ نفضا للأجهزة عامة في مكافحة الإرهاب بشكل عام، وفي سيناء بشكل خاص. ثمة حاجة عاجلة إلى إعادة تنظيم أجهزة الأمن المصرية، توثيق التنسيق وتعظيم التعاون بين الاستخبارات العسكرية، المسؤولة عن الأعمال في سيناء وباقي محافل الأمن المصرية، إضافة إلى فرز قوات متفوقة خاصة لجبهة سيناء.
المعركة ضد الإرهاب مثلما تعلمت على جلدتها بالطريقة الصعبة الولايات المتحدة في أعقاب هجمة 11 أيلول 2010، فرنسا في أعقاب هجمة عديدة المصابين نفذت في باريس في تشرين الثاني 2015، وحتى إسرائيل، في أعقاب هجمات الانتحاريين إبان الانتفاضة الثانية في أعوام 2001 ـ 2005، تستوجب التنسيق، التعاون الأقصى وإزالة الحواجز البيروقراطية، بين كل أجهزة الأمن. هذا شرط لازب. والعنصر الجوهري الثاني في تحسين النجاعة هو الحصول على معلومات استخبارية نوعية ودقيقة. مثل هذه المعلومات تسمح بالضرب المركز للجهات المخططة، المساعدة والمنفذة للإرهاب، وخلق فصل بين الإرهابيين وعموم السكان. هذا الفصل حيوي من أجل تقليص الدافع للتعاون بين المحيط المدني والإرهابيين وتشجيع السكان المحليين على المساعدة بشكل فاعل للسلطات في الحرب ضد الإرهاب.

إشراك القبائل في المعركة

وبالفعل، فإن مشاركة القبائل في سيناء في المعركة، التي بدأت في الميدان منذ الآن، يجب أن تتسع، إذ أنها كفيلة بأن تحسن حجم ونوع المعلومات الاستخبارية. أما العملية الأخيرة، التي كان معظم ضحاياها من أبناء عشيرة السواركة فتشكل فرصة لربط أبناء هذه العشيرة بقوة أكبر في المعركة ضد لواء سيناء، إلى جانب باقي العشائر. إن التصدي للإرهاب الذي يهاجم المواطنين المصريين جدير بأن يشكل مهمة وطنية مصرية من الدرجة الأولى. ولكن، مثلما صرح الرئيس السيسي في خطاب خاص ألقاه بعد العملية، فإن المعركة ضد الإرهاب في سيناء ليست مشكلة مصر وحدها. فقسم كبير من الإرهابيين، ولا سيما في شمال سيناء، يرون أنفسهم ينتمون إلى الدولة الإسلامية التي تشكل تهديدا دُوليًا. منطقة شمال سيناء هي اليوم واحدة من الجبهات الأكثر اشتعالا في الصراع العالمي ضد الدولة الإسلامية، ولا سيما بعد هزيمتها العسكرية في العراق وفي سورية. واضح أن الدولة الإسلامية ومؤيديها يتطلعون إلى مواصلة المعركة في أماكن أخرى في العالم، بمن فيهم في مصر أيضا.

مساعدة الشركاء

وعليه، فمن الحيوي أن تحظى مصر بمساعدة متعاظمة من جانب الشركاء في الكفاح العالمي ضد الإرهاب السلفي الجهادي. لن يكون كافيا الدعم الأمريكي الذي يتلخص بتغريدات الرئيس ترامب على التويتر، بل مطلوب انخراط أمريكي لمنح مساعدة جوهرية، ضمن أمور أخرى من خلال توريد وسائل قتالية ومعلومات استخبارية ومنح مشورة تنفيذية واستخبارية، تستند إلى تجربة الولايات المتحدة في القتال ضد الدولة الإسلامية في ساحات أخرى. مصر الفخورة، يجب من جانبها أيضا أن تبدي انفتاحا على تلقي مثل هذه المساعدة. أما إسرائيل، الشريكة مع دول عديدة في المساهمة الاستخبارية وغيرها في الحرب ضد الإرهاب، فكفيلة هي أيضا أن تساعد مصر حتى أكثر من مساعداتها اليوم في الصراع ضد العدو المشترك للدولتين. إن هزيمة فرع الدولة الإسلامية في سيناء حيوي الآن بقدر لا يقل عن ما كان في زمن الدولة الإسلامية في ذروة قوتها إذ أن نيتها المعلنة لإعادة التمترس في الشرق الأوسط تستند إلى شركاء محليين مثل لواء سيناء. فضلا عن ذلك، على مصر وأصدقائها في الأسرة الدُّولية أن ترفق الجهد العسكري والاستخباري في الحرب ضد الإرهاب في سيناء، وذلك من خلال الاستثمار الاستراتيجي، الجذري وبعيد المدى في تنمية الاقتصاد والبنى التحتية المدنية في سيناء. فهذا الاستثمار كفيل بأن يشكل حافزا للسكان المحليين الذين أهملوا على مدى السنين، كي يقفوا إلى جانب الدولة والنظام. على المعركة الاقتصادية في شمال سيناء أن تترافق مع معركة قضائية، تعليمية فكرية مكثفة وشجاعة ضد التفسير الإسلامي المتطرف. ونجاح النظام في تجنيد التعاون من جانب السكان المحليين ضد شبكة الإرهاب في سيناء سيقرر نجاح مصر في حسم المعركة ضد الدولة الإسلامية وشركائها. ويجب على هذا الاستعداد أن يعطي جوابا مشابها للاغتراب القائم تجاه النظام المركزي في أجزاء أخرى من مصر أيضا. فالجدب من الحائط إلى الحائط للعملية ـ بدءا بجماعة جند الإسلام المتماثلة مع القاعدة، عبر الإخوان المسلمين والحركات المقربة منهم من ناحية أيديولوجية مثل «حسم» وحماس وانتهاء بالدول المؤيدة للإسلام السياسي ـ يدل على أنه يعتبر اجتيازا للخط الأحمر. لقد سعى خصوم النظام المصري إلى التنكر أمام الجمهور المصري والأسرة الدُّولية من كل تماثل مع المس بالمدنيين الأبرياء، فما بالك المصلين السنّة المسلمين. إن ساعة الانكسار بالتالي تمنح النظام المصري شرعية داخلية وخارجية ـ لم يسبق أن كانت له في الماضي ـ لإجراء الشد المناسب للمنظومة.
لمصر تقاليد عديدة السنين وقدرات ثابتة في مجال مكافحة الإرهاب. فقد سبق أن نجحت في التغلب في أواخر التسعينيات على تهديدات خطيرة من جانب منظمات إسلامية متطرفة والقضاء عليها. وبرغم التحدي المركب الذي تقف أمامه اليوم، وكذا أيضا أمام دول أخرى في الشرق الأوسط، يجدر بها أن تتمكن منه، ما أن تقرر بأن هذه مهمة ذات أولوية وطنية، فتجند لها المقدرات اللازمة وتنفذ التكييفات التنظيمية الحيوية وتفرز الوحدات المناسبة، وتتخذ الإجراءات الاقتصادية ـ الاجتماعية اللازمة وتنفتح على المساعدات الضرورية. يجدر بهذه المأساة الإنسانية والوطنية لمصر أن تشكل دعوة للصحوة لمصر وأصدقائها في المنطقة وفي العالم، قبل أن تتعرض لهجمات إرهابية أخرى لا بد ستصل إذا لم تُصَدّ وهي لا تزال في مهدها.

يورام شفايتسر واوفير فينتر
نظرة عليا 29/11/2017

هل هي انعطافة في مكافحة الإرهاب في سيناء؟
يجدر بهذه المأساة الإنسانية والوطنية أن تشكل دعوة للصحوة لمصر وأصدقائها
صحف عبرية

«العليا للمفاوضات» المعارضة تتلقى دعماً دولياً في جنيف ومنفتحة على الحل «السياسي» والنظام مصرٌ على «العسكري»

Posted: 29 Nov 2017 02:29 PM PST

دمشق – جنيف – «القدس العربي» – من هبة محمد ووكالات:واصلت المعارضة السورية مشاوراتها بمقر إقامتها في جنيف، حيث عقد وفد الهيئة العليا للمفاوضات الذي أنهى يومه الثاني من جولته الثامنة في محادثات السلام الى جنيف، ثلاثة اجتماعات شملت مباحثات مع مبعوثين دوليين، من وزارات الخارجية الهولندية البريطانية والألمانية. بينما وصل وفد النظام السوري إلى جنيف أمس حيث اجتمع مع المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا امس.
وتلقى الوفد المفاوض لممثلي المعارضة السورية دعماً دولياً بعد جهوده في توحيد الوفد، وذلك في ظل تأخر متعمد من قبل وفد النظام السوري في الوصول الى جنيف، بحجة الاعتراض على بيان الرياض2، الذي تطرق إلى قضية مصير بشار الأسد وازاحته عن الحكم مع بداية المرحلة الانتقالية.
ووفقاً لمصادر مسؤولة من جنيف لـ»القدس العربي» فإن وفداً من الهيئة العليا للمفاوضات برئاسة نصر الحريري التقى صباح امس الأربعاء المبعوث الألماني روبرت رودو وتم بحث العملية السياسية الجارية في جنيف وضرورة التقدم بها لتطبيق القرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري.
حيث أكد نصر الحريري خلال اللقاء ان المعارضة السورية قامت بكل ما يجب عليها ان تفعله، حيث وحدت وفدها الذي ضم كل قوى الثورة والمعارضة والفصائل العسكرية لافتاً الى الحضور النسائي.
وقال الناطق الرسمي باسم الوفد المفاوض يحيى العريضي، لـ «القدس العربي» ان النظام السوري لازال يراوغ ويبحث عن عراقيل لوقف العملية السياسية، حرصاً منه على بقاء الحل العسكري، فيما يسعى وفد الهيئة العليا للمفاوضات على التأكيد على «استمرارنا بشكل إيجابي في العملية السياسية التفاوضية ضمن ثوابت الثورة في الوقت الذي ابتعد فيه النظام عن الحل السياسي وتمسك بالحل العسكري».
وقالت نائبة رئيس الهيئة العليا للمفاوضات هنادي أبو عرب خلال الجلسة مع المبعوث الألماني، دعت المانيا والدول الصديقة كافة للشعب السوري للتمسك بموقفها «بانه لا مجال لاعادة الاعمار في سوريا دون تطبيق القرارات الدولية بتحقيق الانتقال الجذري والشامل في سوريا». وحسب العريضي فقد تقدم المبعوث الألماني باسمه وباسم وزير الخارجية الألماني بالتهنئة لوفد الهيئة العليا على نجاح المعارضة السورية بتوحيد وفدها معتبراً ذلك إنجازاً لها، وتقدماً من قبل المعارضة السورية في العملية السياسية داعيا الهيئة العليا للقيام بزيارة رسمية الى برلين.
واكد رودو دعم بلاده للعملية السياسية الجارية في جنيف، مشيراً الى ان موقف المانيا ثابت من ان الحل السياسي لن يكون الا عبر مفاوضات جنيف برعاية الأمم المتحدة وشدد على ان مسألة إعادة الاعمار ستكون بعد تحقيق الانتقال السياسي.
من جهة ثانية رجحت مصادر إعلامية موالية للنظام السوري ان يتجه وفد النظام إلى رفض عقد محادثات مباشرة مع وفد المعارضة، بحجة تجاوزه التوافق حول التفاوض غير المشروط، وعدم القبول بالحديث عن مصير بشار الأسد، فيما قال المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إنه ستتاح لوفدي النظام والمعارضة السوريين فرصة خلال الأسبوع الجاري لإجراء محادثات مباشرة للمرة الأولى ضمن الجولة الثامنة لمفاوضات جنيف.
والتقى المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، امس الأربعاء، بوفد النظام السوري، في جنيف، ضمن مباحثات «جنيف 8» للمفاوضات السورية – السورية. وجرى اللقاء في مقر إقامة وفد النظام، بعد ظهر امس، وعقد مع الوفد لقاء رسمياً آخر بالمقر الأممي، مساء امس، في أول لقاء رسمي بين الطرفين ضمن المحادثات.
وعقب اللقاء، قال دي ميستورا، في تصريح صحافي مقتضب، إنه «سيجري اللقاء الرسمي الأول مع وفد النظام مساء اليوم (أمس)، على أن تستمر اللقاءات غداً (اليوم)». ورداً على سؤال حول موعد انتهاء تلك الجولة من المفاوضات، أوضح أنه «يعتزم مواصلة اللقاءات الأسبوع المقبل، ولكن سيتم مناقشة ذلك». وأضاف «إن كان هناك أي طرف يعتزم المغادرة لإجراء مشاورات نهاية الأسبوع، فإن له الحرية المطلقة للقيام بذلك».

«العليا للمفاوضات» المعارضة تتلقى دعماً دولياً في جنيف ومنفتحة على الحل «السياسي» والنظام مصرٌ على «العسكري»
دي ميستورا يلتقي وفد النظام السوري إلى «جنيف8»

عون من روما: الحريري باق رئيساً للحكومة وحزب الله حارب «داعش» وليس إرهابياً

Posted: 29 Nov 2017 02:29 PM PST

بيروت – «القدس العربي»: «الازمة الاخيرة باتت وراءنا ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري سيبقى رئيساً للحكومة وسيواصل مسيرة قيادة لبنان» كلام لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون نقلته عنه صحيفة «لاستامبا» الايطالية فور وصوله الى روما في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الايطالي سرجيو ماتاريلا ورئيس الحكومة الايطالية باولو جنتيلوني، على ان يفتتح مؤتمر «حوارات المتوسط 2017 MED» الذي ينعقد في العاصمة الايطالية في دورته الثالثة ويستضيف شخصيات سياسية واقتصادية وفكرية عالمية ومن ضفتي المتوسط، ويستمر حتى 2 كانون الاول المقبل، ويبحث في كيفية تخطي النزاعات التي جعلت من منطقة حوض البحر الابيض المتوسط منطقة فوضى عوض ان تكون واحة سلام وحوار.
واوضح رئيس الجمهورية، رداً على سؤال حول ما آلت اليه الازمة الاخيرة المتعلقة بإستقالة الحريري «ان هذه الازمة سوف تجد لها حلاً نهائياً في بضعة ايام، وان الافرقاء اللبنانيين كافة منحوه ملء ثقتهم لاجل ذلك»، مقدّراً «وقوف العالم بأجمعه الى جانب لبنان»، وكاشفاً «ان الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن وكذلك ايطاليا والمانيا والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية والامين العام للامم المتحدة تضامنوا بشكل كامل مع لبنان في هذا الامر».
وسئل الرئيس عون ما اذا كان الرئيس الحريري سيبقى رئيساً للحكومة؟ فأجاب: «بكل تأكيد. لقد انتهينا للتو من الاستشارات التي قمنا بها مع مختلف القوى السياسية داخل وخارج الحكومة وهناك ملء الثقة به».
وعن الموقف من حزب الله وانخراطه في ازمات المنطقة في الوقت الذي يتمسك فيه الرئيس الحريري بحياد لبنان، اجاب رئيس الجمهورية «ان حزب الله حارب ارهابيي «داعش» في لبنان وخارجه، وعندما تنتهي الحرب ضد الارهاب، سيعود مقاتلوه الى البلاد». ورداً على سؤال حول ان الغرب لا يفهم التعايش مع حزب الله، اجاب «من الواجب علينا ان ندرك ان حزب الله يشكل قوة مقاومة لبنانية نشأت بوجه الاعتداءات الاسرائيلية وهي مقاومة شعبية»، موضحاً « ان لبنان لم يبدأ الحرب ضد احد ابداً وان اللبنانيين يعتبرون حزب الله قوة دفاع وليس حزباً ارهابياً «.
واشار عون الى انه «سبق له ان قاد مقاومة ضد الاحتلال السوري، ولكن خرجت سوريا من لبنان»، لافتاً الى انه «كان من الضروري ان نقوم بما قامت به كل من فرنسا والمانيا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، اي المصالحة» .وقال «ان لبنان وسوريا دولتان مجاورتان لبعضهما البعض، ومن هنا عليهما ان يتعاونا»، مشيرا الى « ان التفاهم مع سوريا سمح بتأمين حدود لبنان ومحاربة «داعش».
الى ذلك، ينتظر اللبنانيون عودة رئيس الجمهورية الى بيروت لاخراج الحل للازمة الحكومية من خلال صدور بيان عن جلسة لمجلس الوزراء بحضور كل القوى السياسية يتبنّى ما يطالب به الرئيس الحريري من نأي بالنفس والتزام بإتفاق الطائف وعدم الدخول في نزاعات مع الدول العربية.
وأكد نائب حزب الله علي فياض «أن الحزب يلتزم بما جاء في البيان الوزاري عن ان لبنان بمنأى عن الصراعات الاقليمية ولا يوجد عبارة النأي بالنفس».
وذكرت مصادر بيت الوسط الذي أجرى فيه الحريري استقبالاته بدلاً من السراي الحكومي «أن الحديث هو عن تحييد لبنان عن النزاعات العربية وليس حياد لبنان عن النزاع العربي الإسرائيلي، فالحياد هو مصطلح سياسي له بعد قانوني اما التحييد فهو الوجه الآخر للنأي بالنفس».
تزامناً ، نقل النواب عن الرئيس نبيه بري بعد لقاء الاربعاء «ارتياحه لمسار الوضع منذ بدء الازمة الاخيرة»، وقال «ان الاجماع اللبناني الذي تجلّى بأفضل حالاته في مواجهة هذه الازمة شكّل ارتكازاً للإجماع الدولي على دعم لبنان واستقراره «.

عون من روما: الحريري باق رئيساً للحكومة وحزب الله حارب «داعش» وليس إرهابياً

سعد الياس:

لقاء السنوار بالسفير السويسري يفجر غضب إسرائيل وليبرمان يحظر دخول ممثلي سويسرا إلى غزة

Posted: 29 Nov 2017 02:28 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: رغم تكرار اللقاءات بين وفود سويسرية رسمية وقيادات من حركة حماس سابقا في عدة عواصم عربية وفي غزة، وآخرها قبل حوالى الأسبوعين، إلا أن اللقاء الأخير بين قائد حماس في غزة يحيى السنوار، والسفير السويسري جوليان تون، أثار غضب تل أبيب، حيث سارعت عقب اللقاء بإصدار قرار من قبل وزير الجيش يحظر دخول ممثلي الحكومة السويسرية إلى قطاع غزة.
وقرر وزير الجيش الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، منع ممثلي الحكومة السويسرية من دخول قطاع غزة، عقب استقبال السنوار أول من أمس الثلاثاء في مكتبه في مدينة غزة السفير جوليان سوني.
وذكرت تقارير إسرائيلية أن أمر حظر دخول وفود الحكومة السويسرية وممثلين عنها إلى غزة، أصدره وزير الجيش، على ضوء توصية منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية يوآف مردخاي، وبعد مشاورات إضافية. وأشارت إلى أن قرار ليبرمان جاء في أعقاب «اجتماعات ولقاءات عقدت في غضون الأسبوعين الماضيين، بين ممثلين عن الحكومة السوسرية مع قيادات حركة حماس إسماعيل هنية ويحيى السنوار».
ونقلت عن مصدر إسرائيلي قوله إنه وبالتوازي مع الحظر، طلب ليبرمان توضيحات من الحكومة السويسرية حول تلك اللقاءات.
والمعروف أن ممثلي الحكومة السويسرية، الدولة الأوروبية المحايدة وغير العضو في «الاتحاد الأوروبي «يعقدون لقاءات عدة مع ممثلي وقادة حماس. وشهدت الفترة الماضية عقد لقاءات في عدة عواصم عربية، كما عقدت قبل لقاء السنوار الأخير بالسفير السويسري لقاءات أخرى في غزة، آخرها قبل نحو أسبوعين، جمع رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، مع المبعوث السويسري للشرق الأوسط رولاند شتاينجر.
وقدمت سويسرا التي أعلنت دعمها لجهود المصالحة ورقة سابقا تضمنت حلا لمشكلة موظفي غزة، وهي أحد الملفات التي تعترض تطبيق المصالحة.
وقالت الخارجية السويسرية في وقت سابق إنه تماشيا مع الجهود السابقة التي بذلتها بشأن «خريطة الطريق» المتعلقة بالموظفين في غزة، فإنها على استعداد لمساعدة مصر والأطراف الفلسطينية على استكمال إدماج موظفي القطاع العام.
وكان السنوار قد أطلع السفير السويسري على آخر مستجدات المصالحة الفلسطينية، والجهود التي بذلتها الحركة لإنجاحها، مؤكدا على أهمية إنجاز جميع مرتكزات هذه العملية. وناقش الجانبان العقبات التي تواجه المصالحة الفلسطينية وكيفية التغلب عليها، مؤكدين على عدم السماح لهذه العقبات بإيقاف مسار المصالحة. وأكد الطرفان على أهمية إيجاد حل لقضية الموظفين، وعلى ضرورة الالتزام بما تم التوقيع عليه فيما يخص قضيتهم.

لقاء السنوار بالسفير السويسري يفجر غضب إسرائيل وليبرمان يحظر دخول ممثلي سويسرا إلى غزة

هل تملك القوى الرافضة لمخرجات «الرياض2» القدرة على التأثير فيها؟

Posted: 29 Nov 2017 02:28 PM PST

حلب – «القدس العربي»: تصاعدت خلال الأيام الماضية حدة تهجم العديد من القوى السياسية والعسكرية السورية المعارضة على مخرجات مؤتمر «الرياض2»، الذي انبثقت عنه هيئة مفاوضات جديدة ضمت منصتي موسكو والقاهرة اللتين ترفضان تنحي الأسد عن الحكم في بداية المرحلة الانتقالية.
واتهمت فصائل عسكرية مؤتمر الرياض بمحاولة الالتفاف على مطالب الثورة السورية، حيث اعتبرت منصتا القاهرة وموسكو جهتين معاديتين للثورة، مؤكدين في الوقت ذاته أن الهيئة العليا للمفاوضات لن تتمتع بشرعية داخلية ولا خارجية ما لم يتم تصحيح التمثيل في بنيتها واختيار شخصيات ثورية تلتزم بما جاء في وثيقتي المبادئ الخمسة للثورة السورية وميثاق الشرف الثوري»، الأمر الذي طرح تساؤلات عدة حول قدرة الشخصيات السياسية والفصائل العسكرية في التأثير على مخرجات «الرياض2».
ويرى رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق سمير نشار: «أن نجاح القوى السياسية مرهون بالمستقبل القريب الذي سيوضح فيما اذا كانت هذه القوى قادرة على انتاج خطة لمواجهة ما يحاك من سياسيات إقليمية ودولية لطمس طموحات السوريين في دولة الحرية والقانون والتخلص من بشار الاسد ونظامه».

تحدٍ حقيقي

وأضاف لـ«القدس العربي»: إن أمام هذه القوى تحدياً حقيقياً في تعبئة وحشد القوى السورية، خاصة في الداخل اولاً لسحب الشرعية من الهيئة السورية للتفاوض التي أنتجها مؤتمر الرياض2 تلبية لمصالح إقليمية ودولية، ليس لها علاقة بمصالح السوريين، مما يساعد تلك القوى في هذه المهمة. وأردف نشار أن هناك قوى في الهيئة السورية للمفاوضات لا تنتمي الى الثورة وطموحاتها في تحقيق أهدافها، حيث من الممكن اعتبارها في احسن الحالات معارضة رخوة مرنة حسب المتطلبات وفق وصفه، لانها وفق نشار ترى أن الأساس في تحديد مواقفها هي السياسات الاقليمية والدولية وليس مصالح السوريين في تغيير هذا النظام ورئيسه وتطبيق القرارات الدولية خاصة بيان جنيف1 وتشكيل هيئة حاكمة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة.
وأشار إلى أن المعطيات التي التي تساعد القوى السياسية في سحب الشرعية عن الهيئة العليا للمفاوضات هي مواقف منصة موسكو التي تعتبر حصان طروادة لزرعها في جسم قوى المعارضة والثورة، والتي أعلنت موقفها بوضوح مدهش بدون اي تدليس انها ترى أن تنحي بشار الأسد في بداية المرحلة هو شرط مسبق وتحفظت عليه بشكل علني.
وأكد نشار على أن القوى المعترضة على مخرجات الرياض2 إذا استطاعت نزع الشرعية عن الهيئة السورية للتفاوض، ستكون رسالة واضحة الى القوى الدولية، خاصة روسيا والولايات المتحدة ، ان اتفاق الحل السياسي لن يكون في بقاء بشار الاسد، حيث لن يمنح شرعية من قبل اكثرية قوى الثورة والمعارضة، منوهاً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تحديات واصطفافات وعمليات فرز جديدة، خاصة ان وجود منصة موسكو يمثل عنواناً سلبياً للهيئة السورية للتفاوض.
ويقول رئيس وفد المعارضة المفاوض السابق، العميد الطيار أسعد الزعبي، إن الاعتراض هو على اعضاء الهيئة من الناحية المهنية الذين ليسوا على مستوى الهيئة القديمة الاولى، بالإضافة إلى الاعتراض على اشتراك منصة موسكو غير المحسوبة على المعارضة السورية بسبب أنها صنيعة النظام وكذلك منصة القاهرة التي هي بالأساس تبحث عن مناصب ومكاسب.
ورأى في اتصال هاتفي مع لـ«القدس العربي»، أنه من الخطأ أن نشمل جميع أعضاء الهيئة، حيث هناك ضمنها حاليا كوادر وطنية لديها أمكانيات وقدرات وبالتالي علينا الانتظار قليلاً لنرى نتائج عملها حتى نستطيع الحكم عليها.

ضغوط روسية – مصرية

وأشار الزعبي إلى وجود ضغوط مورست من قبل السفارتين الروسية والمصرية لأجل تغيير المخرجات بالضغط لتغيير بعض الفقرات بشكل واضح، مما ادخل الشكوك والمخاوف الحقيقية لدى شعبنا في الداخل.
وأوضح أنه من المفترض أن يكون الشعب السوري هو صاحب القرار، لكن ما اتفق عليه سواء في الهيئة العليا الماضية أو هذه الهيئة بأن تكون الهيئة العامة هي صاحبة الفصل بقضية اعطاء الشرعية أو رفع الشرعية للهيئة العليا، حيث أنه قانون.
واستطرد بالقول لا اعتقد قضية سحب الشرعية عن الهيئة العليا للمفاوضات هي الحل، طالما ان كل الحاضرين من الهيئة العامة التي اجتمعت في الرياض بمجموع 150 وبالتالي اعطت الحق والشرعية لهذه الهيئة، كما حصل في الهيئة السابقة.

توجه دولي وإقليمي

أما المعارض السوري المنسحب من مؤتمر الرياض بريتا حاج حسن فيرى أن هناك توجهاً دولياً وإقليمياً متسارعاً لإنهاء الوضع الحالي والوصول الى مخرج وفرضه على الجميع من خلال ما تم طرحه في قمة سوتشي حول موضوع الدستور والانتخابات وبقاء بشار الأسد في المرحلة الانتقالية.
وتساءل في لقاء مع لـ«القدس العربي»، ما هي أوراق القوة التي تملكها المعارضة من الناحيتين الميدانية والسياسية، كي تستطيع مواجهة هذه التسوية المجحفة؟ التي لا توجد فيها ضمانة واحدة لرحيل الأسد، ولا أي حديث عن عدالة انتقالية، تُنصف ملايين الضحايا، وتبلسم جراح سوريا العميقة. وأردف هل لدى المعارضة في واقعها الراهن رؤية ومشروع لمواجهة هذه التسوية الظالمة والمجحفة؟ أي لتعديل موازين القوى بما يفرمل ويُعيق مثل تلك التسوية؟
وأضاف حاج حسن إذا كان هناك نية لمثل هذه الرؤية والمشروع كيف سيتم العمل عليها ؟ حيث ان المعارضة إذ لم تمتلك هذا المشروع فالوضع سيكون كارثياً وسيتم تعويم الأسد من خلال بقائه في هذه المرحلة على الأقل، خصوصاً بوجود تهميش للقرارات الدولية التي تحرج نظام الأسد والمتعلقة بالمعتقلين والمهجرين والقرارات المتعلقة بملف الكيماوي ومعاقبته تحت البند السابع وتحديداً قرار تجريمه بارتكاب مجزرة خان شيخون الاخيرة، ناهيك عن تشكيلة الوفد التي تتضمن 70% توافق على بقاء بشار الأسد خلال المرحلة الانتقالية.

هل تملك القوى الرافضة لمخرجات «الرياض2» القدرة على التأثير فيها؟

عبد الرزاق النبهان:

رئيسة الحكومة البريطانية تلتقي العبادي في بغداد: تأكيد على وحدة العراق… ومكافحة الإرهاب

Posted: 29 Nov 2017 02:27 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: أبدى رئيس الوزراء، حيدر العبادي، أمس الأربعاء، ترحيبه بالزيارة الأولى من نوعها التي أجرتها رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، إلى العراق، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين تشهد «تطورا واضحا»، فيما دعت ماي إقليم كردستان إلى «احترام عراق موحد وتشجيع الحوار».
وقال مكتب العبادي في بيان، «جرى خلال اللقاء بحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وجهود إعادة الاستقرار، والتعاون الاقتصادي، وأوضاع المنطقة»، وأيضاً «مكافحة الإرهاب».
وأعرب رئيس الوزراء، وفقا للبيان، عن ترحيبه «برئيسة الحكومة البريطانية في زيارتها الأولى إلى العراق، وبحضورها وما أبدته من دعم لتطوير علاقات التعاون ورغبة في زيادة هذا التعاون».
وأشار إلى أن «العلاقات العراقية البريطانية تشهد تطوراً واضحاً، ونشكر مواقف الحكومة البريطانية الداعمة للعراق في جميع المجالات وفي مقدمتها التعاون ضد الإرهاب وتوفير غطاء جوي ومعلومات استخبارية ودعم الاستقرار وجهود إعادة النازحين وحقوق الإنسان».
وتركزت مباحثات العبادي مع رئيسة وزراء بريطانيا على «تطوير العلاقات بين البلدين والشعبين، وتوسيع التعاون، والتنسيق والتأكيد على وحدة العراق واستقراره».
وقال العبادي: «استطعنا بتضحيات شعبنا وشجاعة قواتنا البطلة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي والعشائري تحرير جميع المدن العراقية وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية»، مشيراً إلى أن «العراق مقبل على مرحلة من البناء والإعمار والاستثمار، وقد بحثنا مساهمة الشركات البريطانية وتنشيط التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين».
رئيسة الحكومة البريطانية، أشادت بالقوات العراقية، مبينة «أننا سنواصل دعم العراق كشريك لبسط الأمن والبناء والاستقرار، وتدريب القوات العراقية، وقد خصصنا مبالغ لدعم القوات العراقية وجهود إعادة النازحين، ونؤكد دعمنا لمضي العراق بإصلاحاته».
وأعلنت الحكومة البريطانية في سبتمبر/ أيلول إن نحو 600 جندي بريطاني منتشرون على الأرض في العراق.
وتقوم القوات البريطانية بالأساس بتدريب القوات العراقية على معارك المشاة والعمليات الهندسية والتقنيات الطبية خلال المعارك. كما تقدم دورات تدريبية على أساليب التعامل مع العبوات البدائية الصنع ومهارات أخرى.
وشاركت بريطانيا على مدى ثلاث سنوات بأكثر من 1400 عسكري في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأكدت ماي كذلك، دعمها أيضاً لـ»وحدة العراق ودعوة إقليم كردستان لاحترام عراق موحد وتشجيع الحوار»، منوهة إلى أن بلادها «تتطلع لعلاقات مستمرة مع العراق في جميع المجالات».
وتصريحات ماي الداعمة لوحدة العراق، تأتي في وقت لا يزال فيه رئيس الجمهورية فؤاد معصوم يخوض سلسلة لقاءات بالقادة الأكراد في كردستان، ضمن مساعي إنهاء الأزمة بين بغداد وأربيل، التي تفاقمت بعد إجراء الاستفتاء.
وقالت رئاسة الجمهورية، أمس، إن فؤاد معصوم رئيس الجمهورية التقى في مقر إقامته في اربيل رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ونائبه قباد الطالباني.
وأشارت إلى أن اللقاء بحث الجهود الراهنة لحل الخلافات والقضايا العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، فضلا عن المستجدات السياسية على «المستوى الكردستاني والوطني».
وأضاف البيان أن «معصوم عبر عن الثقة بحرص الجانبين على حل الخلافات قريبا عبر حوار شامل وبناء يضمن النجاح في إحلال التفاهم والتعاون وطي صفحة الخلافات لما فيه مصلحة الشعب العراقي بكل مكوناته وبما يدعم تعزيز الاستقرار ووحدة الصف وتطبيق الدستور والتقدم في جميع المجالات».
في حين ثمن رئيس حكومة الإقليم ونائبه جهود معصوم وحرصه على تقريب وجهات النظر بين بغداد واربيل، مؤكدين «استعداد حكومة الإقليم لبدء حوار جاد وبناء مع الحكومة الاتحادية لتجاوز الأزمة الراهنة وبما يخدم مصالح أبناء الشعب العراقي كافة».

رئيسة الحكومة البريطانية تلتقي العبادي في بغداد: تأكيد على وحدة العراق… ومكافحة الإرهاب
أعلنت تخصيص مبالغ مالية لدعم القوات العراقية وجهود إعادة النازحين والاستقرار

شفيق يعلن رسمياً ترشحه لانتخابات الرئاسة في مصر

Posted: 29 Nov 2017 02:27 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أعلن رئيس الوزراء المصري الأسبق، أحمد شفيق، أمس الأربعاء، نيته خوض انتخابات الرئاسة المصرية العام المقبل 2018.
وقال لوكالة «رويترز» إنه يعتزم الترشح في الانتخابات المصرية المقبلة، موضحا أن موعد عودته إلى مصر سيكون في الأيام المقبلة.
وذكر في بيان مصور أرسله للوكالة من الإمارات حيث مقر إقامته: «يشرفني أن أعلن رغبتي في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر كخيار لقيادة البلاد خلال السنوات الأربع المقبلة».
وكان شفيق قد ترشح في الانتخابات التي عقدت عام 2012، وخسر أمام منافسه الرئيس الأسبق محمد مرسي. كما شغل منصب رئيس الوزراء في أثناء ثورة 25 يناير 2011، قبل أن تتم الإطاحة به من قبل المجلس العسكري الذي كان يحكم البلاد في حينها.
وغادر مصر بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية عام 2012، وأسس حزبا سياسيا يقوده من الخارج، وحصد بعض المقاعد البرلمانية خلال انتخابات عام 2015.
ووُجهت لشفيق عدة تهم بالفساد، نال البراءة في بعضها وأسقطت الاتهامات في أخرى.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي، قالت مصادر قضائية ومحامي شفيق إن محكمة جنايات مصرية قضت بإلغاء إدراج اسمه على قوائم «ترقب الوصول»، وهو ما يفسح المجال أمام عودته للبلاد.
وتعليقا على قرار ترشح شفيق أمس، قال المتحدث باسم حزب الحركة الوطنية المصري الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق، خالد العوامي، لـ«القدس العربي»، إن «كل الترتيبات المتعلقة بترشح الفريق أحمد شفيق للرئاسة سيتم الإعلان عنها في الأوقات المناسبة وعن طريق الفريق شفيق شخصيا».
وأوضح أن «موعد عودة شفيق لمصر متروك له بنفسه حيث سيختار الموعد الذي يراه مناسبا»، مشددا كذلك على أن «كل إجراءات الترشح ستكون من فوق الأرض المصرية، خصوصا وأنه لم يتم فتح باب الترشح رسميا حتى الآن».
وعلق المتحدث باسم حزب الحركة الوطنية على الاستقالات التي ضربت الحزب خلال الأيام الماضية قائلاً إن «الاستقالات لا تؤثر على الحزب وعددها لا يتجاوز أصابع اليد، والحزب به آلاف الأعضاء».
وكشف عن أن «من تقدموا باستقالاتهم تم تعيين بدلاء لهم وإعادة تشكيل كافة الأمانات». ورد العوامي على ما يشاع من أن ترشح شفيق قد يكون «مسرحية لتجميل الصورة الانتخابية في مصر»، قائلا: «هناك ترتيبات سيعلن عنها قريبا، ومن المؤكد أن الفريق لا يشارك في مسرحيات من هذا النوع».
وعن إمكانية التنسيق بين شفيق وحزبه مع أي قوى سياسية، قال العوامي: «لا تحالفات مع جماعة الإخوان المسلمين بالتحديد، فما بيننا والإخوان ليس خلافا سياسيا إنما دم وأرواح أزهقت ظلما وجورا».
وتابع: «التنسيق مع أي قوى وطنية وارد بشرط عدم تورطها في أي قضايا دم أو إهدار لقيمة الوطن أو أي قوة هددت أمن مصر القومي».
ويعد شفيق، بعد قراره بالترشح للرئاسة، ثاني أشهر المرشحين المحتملين الذي أعلنوا رسميا نيتهم خوض المنافسة، بعدما أعلن المحامي الحقوقي المصري خالد علي، الشهر الماضي، نيته المنافسة على رئاسة مصر كمعبر عن التيار «الديمقراطي المدني».
وفور إعلان شفيق نيته الترشح، احتل وسم باسمه صدارة موقع التغريدات القصيرة «تويتر» في مصر، ما بين مؤيد ومعارض وساخر من القرار.
وهو يتمتع بشعبية في أوساط المصريين، خصوصا بين كبار السن والأقباط ورجال نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وعبر العديد من الشباب المصري عبر «تويتر»، أمس، عن نيتهم مساندة شفيق في انتخابات الرئاسة، ليس لأنه الأفضل، ولكن رغبة في عدم استمرار السيسي في الحكم.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حسن نافعة، اعتبر أن «إعلان شفيق نيته خوض انتخابات الرئاسة بمثابة حجر كبير ألقي في المياه الراكدة، سيجبر النظام الحالي الذي يقوده الرئيس عبد الفتاح السيسي على الرضوخ لضغوط إرساء معايير الشفافية والنزاهة للانتخابات، فضلا عن أنه قد يكون حافزا لإعلان شخصيات أخرى ترشحها للرئاسة».
واتهم حزب شفيق «الحركة الوطنية المصرية» جهات في الدولة ـ لم يسمها- بتحريض قيادات وأعضاء في الحزب على الاستقالة في الفترة الأخيرة وتأجيج اتهامات للحزب بالتنسيق مع جماعة الإخوان المسلمين «التي يحظر القضاء المصري أنشطتها، وتعتبرها الحكومة جماعة إرهابية».
وأوضح الحزب في بيان سابق أن مسؤول أمانة محافظة الإسكندرية «ثاني أهم محافظات مصر» الذي أعلن استقالته أخيرا، بأنه استنجد بالحزب سابقا من ملاحقة جهاز أمن الدولة وأغرائه بالمناصب من أجل الاستقالة من «حزب شفيق».
وفي أبريل/ نيسان الماضي، فاجأت صحيفة «الوطن» المصرية المستقلة «معروفة بتقربها من سلطات السيسي»، متابعيها برسائل على الهواتف المحمولة تعلن «تحرك قيادات في الجيش المصري تابعة للفريق شفيق للقيام بانقلاب عسكري»، وأعلنت الصحيفة بعدها بدقائق تعرض خدمتها للرسائل الهاتفية للاختراق.
ويشيع في الأوساط المصرية تأييد شفيق من قيادات عسكرية في الجيش المصري وأجهزة سيادية، خصوصا المعترضين على بعض سياسيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأبرزها اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية التي تنتقل بموجبها السيادة على جزيرتي تيران وصنافير من مصر للمملكة، إضافة إلى الإخفاق في قضية «سد النهضة» الإثيوبي والتي اتهمت شخصيات بارزة بسببها السيسي بالفشل، ومن بينها رئيس الأركان الأسبق الفريق سامي عنان.
وانتقد شفيق استراتيجية الأمن المصري في التعامل مع الأحداث الإرهابية، إثر تعرض قوة من الشرطة من ضباط العمليات الخاصة والأمن الوطني لكمين مسلح في منطقة الواحات البحرية، سقط على إثرها 16 ضابطا ومجندا واختطف آخر قبل تحريره من قبل الجيش المصري.

شفيق يعلن رسمياً ترشحه لانتخابات الرئاسة في مصر
المتحدث باسم حزبه: لن يشارك في مسرحية

نائب الرئيس الأمريكي: ترامب يفكر بجدية في موعد وطريقة نقل السفارة إلى القدس

Posted: 29 Nov 2017 02:27 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: بعد ان صادقت لجنة القانون والدستور البرلمانية في الكنيست الإسرائيلي على تعديل قانون أساس القدس، أول من أمس، تستعد لطرحه على الهيئة العامة للكنيست للتصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة. ويسمح القانون الذي يدفعه الوزيران نفتالي بينت وزئيف الكين، بإخراج مخيم اللاجئين شعفاط وبلدة كفر عقب من منطقة نفوذ القدس، أي التابع لبلدية الاحتلال، وإقامة مجلس اقليمي خاص بهما، وذلك بغرض تقليص عدد الفلسطينيين في القدس.
ودعم تسعة نواب القانون، فيما عارضه سبعة. ومن بين الذين أيدوه رئيس اللجنة نيسان سلوميانسكي وبيني بيغن ونافا بوكير ودافيد بيتان، من الائتلاف الحكومي، بينما كان بين المعارضين له ميكي روزنطال وياعيل غيرمان ومئير كوهين من المعارضة.
يشار الى ان المعارضة البرلمانية ترفض هذا التعديل، بدافع رفضها للقسم الثاني من القانون الذي يحدد ضرورة تأييد 80 نائبا لنقل مناطق الى سلطة سياسية أجنبية، خاصة السلطة الفلسطينية، حتى إذا تم فصل هذه المناطق عن القدس. ويحدد القانون ان هذا الشرط يسري على كل المناطق التي تعتبر اليوم مناطق تابعة لبلدية للقدس.
ويستدل من دراسة بحثية أجرتها شركة المياه والصرف الصحي «جيحون» ان عدد سكان كفر عقب وشعفاط يصل الى 140 ألف نسمة، ولا يحمل قسم منهم بطاقة الهوية الاسرائيلية. وبسبب انقطاع هاتين البلدتين عن القدس، بفعل الجدار الفاصل، فإن بلدية الاحتلال والشرطة تكادان لا تقدمان الخدمات لسكانهما، ما أسهم في تدهور الأوضاع فيهما الى حد كبير.
كما ان أوضاع البنية التحتية في هاتين البلدتين بالغة الخطورة، وفي ظل غياب المراقبة على البناء تم إنشاء آلاف البيوت من دون تنسيق مع شبكات الخدمات المنهارة. ويثير فصل البلدتين وضمهما الى سلطة محلية منفصلة التخوف الكبير في صفوف السكان من تعمق المس بأوضاعهم ومكانتهم.
لكن الفلسطينيين وحسب ما أكدته مصادر عدة لـ «القدس العربي» يرون أن هذا المخطط ليست له علاقة بالخدمات كما تدعي سلطات الاحتلال والقائمون على القانون، وإنما هو قرار سياسي لإفراغ القدس من سكانها الأصليين قدر الإمكان وجلب المزيد من اليهود إلى المدينة المقدسة لإضفاء الطابع اليهودي عليها.
الأخطر من ذلك هو التساوق الأمريكي مع السياسة الإسرائيلية، خاصة بعد أن قال نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، إن «الرئيس دونالد ترامب يفكر بجدية بالموعد المناسب وطريقة نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس».
وكان بينس يتحدث في المراسم الخاصة بالذكرى السبعين لقرار التقسيم، التي نظمتها البعثة الاسرائيلية في الأمم المتحدة. ومن المقرر ان يوقع ترامب يوم الجمعة، مرة أخرى، على الأمر الرئاسي النصف سنوي، الذي يؤجل تنفيذ قرار نقل السفارة الى القدس.
وكان ترامب قد وعد خلال الحملة الانتخابية بنقل السفارة الى القدس، لكنه لم يفعل ذلك حتى اليوم. وقبل نصف سنة وقع على أمر التأجيل، مثل أسلافه من الرؤساء الأمريكيين.
وقال مقربون من الرئيس ترامب انهم يحثونه على الإعلان عن نقل السفارة قريبا، كبادرة حسنة عشية طرح المخطط الأمريكي للاتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين.
وتوجه وزير المواصلات والاستخبارات الاسرائيلي يسرائيل كاتس، خلال مشاركته في مراسم ذكرى قرار التقسيم في نيويورك، الى نائب الرئيس بينس وقال: «اليوم، في القاعة ذاتها التي صدر فيها القرار قبل 70 سنة، أتوجه إليك باسمي وباسم حكومة اسرائيل ان الوقت حان لكي تعترف الولايات المتحدة بالقدس، العاصمة الأبدية للشعب اليهودي طوال 3000 سنة كعاصمة لدولة اسرائيل. حان الوقت لتنفيذ وعد الرئيس ترامب ورؤيا الأنبياء ونقل السفارة الأمريكية الى القدس».
وقالت مصادر إسرائيلية، إنه من الصعب توقع عدم قيام ترامب بتوقيع أمر التأجيل في الظرف الحالي، لكنهم أرادوا تمرير الرسالة وإبقاء الموضوع مطروحا على الجدول. وقال مصدر اسرائيلي رفيع» نحن نعرف أنهم يدرسون بجدية هذا الموضوع، وان المسألة ليست ضريبة شفوية. هذا الأمر يمكن ان ينتهي الى هذا الجانب او ذاك».
وتطرق نائب الرئيس بينس الى جهود ترامب السلمية، وقال: «الإدارة ملتزمة بتحقيق سلام للصراع. وكما قال الرئيس ترامب، نحن نريد لإسرائيل ان تعيش بسلام، وخلال الأشهر الأخيرة حققنا تقدما ملموسا. وبينما ستكون التسوية حتمية، يمكن لكم ان تكونوا متأكدين من انه لن يساوم أبدا على أمن الشعب اليهودي في إسرائيل». وقال إن «الأيام التي كانت فيها الامم المتحدة تضرب اسرائيل انتهت» ، مضيفا «ان اسرائيل لم تكن بحاجة الى قرار للبقاء على قيد الحياة. حق اسرائيل في الوجود هو مسألة مفهومة ضمنا، وليست مقيدة بالوقت. الشعب اليهودي يملك الحق بدولة على أرض أجداده. لقد طلب مني الرئيس أن أكون هنا وأعرب عن تقديرنا لكل من يدعم إسرائيل، وأرسلني إلى هنا مع رسالة بسيطة وهي أن أمريكا بإدارتنا ستقف دائما إلى جانب إسرائيل».
وتأتي هذه التصريحات الأمريكية لتتماشى مع التقارير العديدة التي تتحدث عن ضغوط عربية وأمريكية على القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية للقبول «بأي شيء» يتم طرحه والعودة للمفاوضات رغم أن الفلسطينيين أنفسهم وصفوها «بالعبثية» في وقت سابق لعدم تحقيق تقدم ملموس على الأرض.

نائب الرئيس الأمريكي: ترامب يفكر بجدية في موعد وطريقة نقل السفارة إلى القدس

فادي أبو سعدى:

شريط لـ «الجزيرة» يكشف كذب الشرطة الإسرائيلية في اعتدائها على أيمن عودة

Posted: 29 Nov 2017 02:26 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: كشف في إسرائيل أمس أن وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة (ماحش) في وزارة القضاء حققت، أمس، مع تسعة أفراد من الشرطة، تحت طائلة الإنذار، بشبهة التورط في الاعتداء على رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة خلال أحداث قرية أم الحيران في النقب، في يناير/ كانون الثاني الماضي. وتم التحقيق مع عدد من أفراد الشرطة، بمن فيهم ضابط رفيع، بشبهة تشويش التحقيق، لأنهم لم يبلغوا عن إصابة عودة وكذبوا بشأن الحادث عندما تم التحقيق معهم.
وأطلق سراح الضابط وفرض الحبس المنزلي عليه لثلاثة أيام، فيما تم إطلاق سراح بقية أفراد الشرطة من دون فرض أية قيود عليهم. وتم استدعاء أفراد الشرطة للتحقيق، في أعقاب الشريط الخاص بقناة الجزيرة الذي وصل الى وزارة القضاء بمبادرة النائب أيمن عودة ويظهر فيه أفراد الشرطة وهم يعتدون عليه. ويظهر أحد أفراد الشرطة في الشريط اثناء قيامه برش غاز الفلفل من مسافة قصيرة جدا على وجه النائب عودة.
وسعت وزارة القضاء خلال التحقيق الى معرفة الأشخاص الذين ظهروا في الشريط، لكن أفراد الشرطة الذين تم التحقيق معهم زعموا انه في ذلك اليوم عملت قوات كبيرة من وحدات مختلفة في أم الحيران، ولذلك فإنهم لا يستطيعون تشخيص الشرطي الذي قام برش الغاز على وجه عودة. ويسود الاشتباه  لدى وزارة القضاء بأن أفراد الشرطة يعرفون من هو الشرطي الذي قام برش الغاز لكنهم يغطون عليه. وكما يبدو فإنه لم يتم التحقيق مع أفراد الشرطة حول إطلاق عيار إسفنج على رأس عودة في ذلك اليوم وإصابته إصابة خطيرة . كما استمع محققو وزارة القضاء الى إفادة خمسة من أفراد الشرطة من دائرة تنسيق نشاطات تطبيق قانون الأراضي. وقال محامي أفراد الشرطة، اور تمير، ان «ماحش» استدعت أفراد الشرطة لكي يشخصوا أفراد الشرطة الذين قاموا، ظاهرا، برش عودة بالغاز وحسب روايتهم فانه لا يمكن تشخيص الشرطي الذي فعل ذلك».
وقال عودة  لـ «القدس العربي» أمس إن شريط الفيديو يكشف بداية الاعتداء عليه في أم الحيران قبل إطلاق الرصاص. وتابع «منذ أحداث أم الحيران قبل عام ونحن في حرب روايات مع الحكومة والشرطة، فهما تزعمان  إن أم الحيران غير شرعية، يجب طرد أهلها وإقامة «حيران» اليهودية بدلا منها.. ونحن نقول هي شرعية بأهلها السكان الأصليين، وأهلا وسهلا بكل عربي ويهودي يريد أن يسكن»، وضحا أن الحكومة والشرطة قالتا «إن يعقوب أبو القيعان مخرّب وداعشي، ونحن نقول إنه إنسان محترم وبريء وعنصريتهم قتلته». وتابع «الحكومة والشرطة قالتا إنني أُصبت من حجارة أهالي أم الحيران ونحن نقول بإنهم رشوا غاز فلفل على عينيْ من بُعد صفر، بعد ذلك أطلقوا قنابل صوتية، وأطلقوا رصاصتين على جبيني وظهري. هذا الڤيديو يشكل فضحًا إضافيًا لكذبهم، وتأكيدًا لصدق روايتنا». مشددا على أن «وحدة التحقيق مع الشرطة «ماحش» تتباطأ وتتواطأ، ونحن نصرّ على مواصلة فضح كذبهم، والسعي بعناد حتى الاعتراف بقرية أم الحيران». ولذا فهو ليس لديه أي ثقة بتحقيق  «ماحش» وحقيقة انه يجري التحقيق مع أفراد الشرطة الآن فقط، وبعد المعلومات التي كشف عنها بمبادرته هو. وتابع «هذا كله يدل على ان «ماحش» لا تحاول كشف ما حدث في أم الحيران، وتعمل على تمويه مسؤولية الشرطة عن قتل المواطن الفلسطيني يعقوب أبو القيعان والشرطي إيرز ليفي».  

مسؤولون في الشرطة
يكررون الهجوم على « ماحش»

الى ذلك، قال مصدر رفيع في الشرطة لصحيفة «يسرائيل هيوم» إن «تحقيق «ماحش» يلامس الإهمال في أفضل الأحوال، والتحيز ضد الشرطة، في أسوأ الأحوال. وتضيف الصحيفة انه في كانون الثاني/يناير المقبل، ستمر سنة على التحقيق الذي تجريه «ماحش» في حادث قتل المواطن يعقوب ابو القيعان بنيران الشرطة، ودهسه للشرطي ايرز ليفي. وتابعت «الوقت الطويل الذي مضى منذ وقوع الحادث وعدم اجراء أي تحقيق تحت طائلة الإنذار مع أي من أفراد الشرطة الذين شاركوا في الحادث، يثير تساؤلات في الشرطة ووزارة الأمن الداخلي حول سبب عدم قيام ماحش بكشف نتائج التحقيق».
وكما يذكر، فقد حضرت قوة من الشرطة في حينه الى القرية البدوية لتنفيذ أوامر بهدم البيوت قبل نحو العام، وواجهت مقاومة من جانب السكان. واشتبهت الشرطة بأن أحد سكان القرية، يعقوب ابو القيعان كان ينوي تنفيذ عملية، لأنه سارع بسيارته باتجاه مجموعة من قوات الشرطة. وقام أفراد الشرطة بإطلاق النار على السيارة وقتلوه، ولكن ليس قبل ان يدهس الشرطي ليفي. وفور وقوع الحادث ادعى المفتش العام للشرطة الاسرائيلية روني الشيخ، ووزير الأمن الداخلي، غلعاد اردان، ان ابو القيعان هو «مخرب وإرهابي» نفذ عملية دهس. واعتمدا في ذلك على وجود قصاصات صحف في بيته تشمل تقارير حول عمليات داعش، ولأنه كان يعمل في مدرسة تماثل عدد من معلميها مع داعش.
وفي المقابل اتهمت عائلة ابو القيعان الشرطة بقتله بدم بارد. ولاحقا شككت تقارير صحافية برواية الشرطة الإسرائيلية وأظهرت ان السيارة التي كان يستقلها الشهيد ابو القيعان زادت سرعتها بعد إطلاق النار عليه وإصابته بقدمه وليس العكس. وقد انهت ماحش التحقيق في الملف قبل أكثر من شهر، وحولته الى النائب العام للدولة من دون ان تكشف نتائج التحقيق. ومع ذلك فقد نشر أن النتائج تشير الى ان حادث الدهس لم يكن عملية هجومية وإنما هو حادث طرق مؤسف.
وقبل أسبوع، أعاد النائب العام الملف الى «ماحش» لاستكمال التحقيق بعد ان اتضح أن المحققين «أخفوا» وثيقة أعدها جهاز المخابرات الداخلية «الشاباك»، تشكك كما يبدو، في الادعاء بأن ابو القيعان نفذ هجوما تم التخطيط له مسبقا. في المقابل تدعي صحيفة «يسرائيل هيوم» المقربة من رئاسة الوزراء الاسرائيلية ان الشرطة اطلعت على تقرير «الشاباك» لكنها لم تعتمد فحواه واستخدمت معلوماتها هي. ومع ذلك يتبين من فحص أجرته «يسرائيل هيوم» ان الشرطة هي التي لفتت انتباه النيابة العامة الى عدم الأخذ بوثيقة «الشاباك» خلال تحقيق ماحش. وحسب المعلومات المتوفرة فإن الوثيقة تشكك في معلومات تشير الى ان ابو القيعان أعد مسبقا للهجوم على أفراد الشرطة، خلافا لما يعتبره مسؤولون في الشرطة ووزارة الأمن الداخلي عملية مخططة.
ويوم أمس، قالت الناطقة بلسان الشرطة ميراب لبيدوت خلال مشاركتها في مؤتمر الصحافة في ايلات، إن الشرطة لم تغير موقفها وتعتبر ما حدث بمثابة هجوم.
وتدعي الشرطة ان حقيقة «تجاهل» المحققين في وحدة التحقيق مع رجال الشرطة في وزارة القضاء( ماحش) لوثيقة الشاباك «تثير الاشتباه بطريقة سلوكها». وقال مكتب المدعي العام ردا على ذلك «إن القضية تمر في مرحلة استكمال تحقيق محدد بناء على طلب المدعي العام للدولة».

شريط لـ «الجزيرة» يكشف كذب الشرطة الإسرائيلية في اعتدائها على أيمن عودة

وديع عواودة: 

«الحشد الشعبي» سيشارك في الانتخابات المقبلة… ودعوة أممية لحصر السلاح في يد الدولة

Posted: 29 Nov 2017 02:26 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: في ظل وجود دفع سياسي باتجاه تأجيل الانتخابات البرلمانية والمحلية المقبلة في العراق، جددت الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، موقفها الرافض للتأجيل، مشددة على إجرائها في موعدها.
وقال ممثل الأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش، في مؤتمر صحافي عقده في النجف بعد لقاء المرجع السيستاني، إن الأمم المتحدة تؤكد على «احترام الدستور وإجراء الانتخابات في وقتها المحدد، على أن تشمل جميع الأطراف».
وأضاف: «سنقدم الدعم الفني لإقامة الانتخابات بوقتها المحدد»، مبيناً أن «الأمم المتحدة ستوفر كل الظروف المناسبة لدعم العراقيين للمشاركة في الانتخابات».
وفي شأن آخر، شدد الممثل الأممي على أهمية «تطبيق قانون الحشد الشعبي بكل مواده وفقراته؛ لحصر السلاح بيد الدولة».
وتابع «لا نقبل التدخل في الشأن الداخلي العراقي ونلتزم بالدستور العراقي والقوانين العراقية»، مجددا دعمه «للحكومة العراقية في استعادة الأموال من الفاسدين ومحاسبتهم».
وعلى الرغم من إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عدم السماح بمشاركة «الحشد الشعبي» في الانتخابات المقبلة، رفض نواب من التحالف الوطني ذلك التوجه.
وقال النائب حسن خلاطي عن تيار الحكمة، بزعامة عمار الحكيم، لـ«القدس العربي»، إن «القانون ينص على أن من يريد المشاركة في الانتخابات وهو ينتمي لأحد الأجهزة الأمنية عليه الاستقالة من عمله، لكن الأمر يختلف بالنسبة للحشد الشعبي».
ورأى أن «من غير الصحيح أن ننادي بمنع الحشد من المشاركة في الانتخابات»، مؤكداً أن «الحشد سيشارك في الانتخابات المقبلة، والقيادات السياسية في الحشد ستشارك بعناوينها السياسية وليس بعنوان عسكري».
وأعلن رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، مطلع الأسبوع الجاري، عن تأسيس حركة سياسية باسم «عطاء»، مبيناً أن «هذه الحركة الجديدة ستكون ملتزمة بالدستور وتوصيات المرجعية الدينية».
وينص قانون الحشد الشعبي على «فك ارتباط منتسبي هيئة الحشد الشعبي الذين ينضمون إلى هذا التشكيل عن كل الأطر السياسية والحزبية والاجتماعية ولا يسمح بالعمل السياسي في صفوفه».
ينص قانون الأحزاب السياسية على أن «لا يكون تأسيس الحزب أو التنظيم السياسي وعمله متخذا شكل التنظيمات العسكرية أو شبه العسكرية، ولا يجوز الارتباط بأي قوة مسلحة. كما تنص المادة 9، التي تضع شروطا لمن يريد تأسيس تكتل سياسي، على أن «لا يكون من أعضاء السلطة القضائية وهيئة النزاهة والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات والمفوضية العليا لحقوق الإنسان ومنتسبي الجيش وقوى الأمن الداخلي وجهاز المخابرات. وعلى من كان منتميا إلى حزب أو تنظيم سياسي أن يختار بين الاستقالة من الحزب أو التنظيم السياسي أو الوظيفة في الجهات المذكورة آنفا».

الأسدي يستقيل

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه المتحدث باسم الحشد الشعبي النائب أحمد الأسدي استقالته من منصبه، وتشكيل تحالف سياسي لخوض الانتخابات المقررة في مايو/ آيار 2018.
ونقل موقع الحشد الشعبي، عن الأسدي قوله خلال مقابلة متلفزة، «بعد ثلاث سنوات قضيتها في منصبي كمتحدث رسمي باسم هيئة الحشد الشعبي أعلن اليوم (أمس الأول) استقالتي من هذا المنصب».
وأضاف أنه لم يعد يمثل الرأي الرسمي للحشد الشعبي، «لكن سأكون الناطق باسم تحالف المجاهدين الذي سيضم قوى مؤمنة بالنصر النهائي على الإرهاب والتطرف».
وتابع: «الحشد الشعبي سيبقى مؤسسة عراقية أمنية بعيدة عن الانتخابات»، موضحاً أن «من أراد الترشح عليه الاستقالة من الحشد».
ولم تمض إلا ساعات على ظهوره المتلفز، حتى انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي وثيقة رسمية تكشف عن إعفاء الأسدي من منصبه، وتؤكد «على عدم الظهور أمام وسائل الإعلام بهذا العنوان».
وأخفق مجلس النواب أمس في التصويت على مشروع قانون الانتخابات، لكن رئيس البرلمان سليم الجبوري، أكد في مؤتمره الصحافي، الاعتماد على قانون انتخابات مجلس النواب الحالي في حال لم تجر تعديلات عليه.
وأضاف: «البرلمان حريص على إنهاء الملفات العالقة والأساسية في مقدمتها الموازنة وقانون الانتخابات»، مشيراً إلى أن «قانون انتخابات مجالس المحافظات اكتمل، سوى الفقرة المتعلقة بكركوك».
وكشف عن تسلم البرلمان مقترحاً من مكونات كركوك يقضي بـ»تقاسم السلطة في المحافظة ضمن إطار المجلس والإدارات، بنسبة 32٪ لكل مكون».
وقال عضو اللجنة القانونية في مجلس النواب العراقي سليم شوقي لـ«القدس العربي»، «من المفترض أن يصوت البرلمان على مشروع قانون انتخابات مجالس المحافظات، كونه استكمل التصويت على جمع فقرات القانون باستثناء المادة 37، المتعلقة بآلية إجراء الانتخابات في كركوك»، موضحاً في الوقت عيّنه أن «قانون الانتخابات التشريعية لا يزال في طور النقاش».
في الطرف المقابل، تصرّ القوى السياسية الكردية على تأجيل إجراء الانتخابات في محافظة كركوك، لحين توافق ممثلي مكونات المحافظة على آلية مناسبة لإدارة المحافظة.
ويقول النائب عن محافظة كركوك، عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بيستون زنكنة، لـ«القدس العربي»، إن «قانون انتخابات المجالس المحلية تم تأجيله بسبب الخلاف حول الانتخابات في كركوك، لأن المحافظة لم تشهد انتخابات منذ عام 2005، وتدار حالياً بقانون رئيس سلطة الائتلاف المؤقت بول بريمر».
وأضاف قائلاً: «كانت لدينا لقاءات مع بقية المكونات الأخرى في المحافظة ورئيس مجلس النواب العراقي لمناقشة هذا الملف، قبل إجراء الاستفتاء».
وأكد «نحن كنواب عن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني عن محافظة كركوك، طالبنا بتأجيل الانتخابات في المحافظة، لحين التوصل إلى اتفاق نهائي، لأن المحافظة لمكوناتها الثلاثة، ولا يجوز تمرير القانون من قبل مكون على حساب بقية مكونات المحافظة».

«الحشد الشعبي» سيشارك في الانتخابات المقبلة… ودعوة أممية لحصر السلاح في يد الدولة
المتحدث باسمه يستقيل ويشكل تحالفا سياسيا
مشرق ريسان

المغرب: تأجيل النظر في ملفات المعتقلين من قادة حراك الريف إلى الثلاثاء المقبل

Posted: 29 Nov 2017 02:25 PM PST

الرباط – «القدس العربي» : قررت غرفة الجنايات في محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، في ختام جلسة تواصلت إلى مساء الثلاثاء، تأجيل النظر في ملفات المعتقلين من قادة حراك الريف إلى يوم الثلاثاء 5 كانون الأول/ ديسمبر المقبل وحجز طلبات السراح المؤقت للمداولة في جلسة تعقدها اليوم الخميس.
وذكر الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، أن الجلسة التي مرت في ظروف عادية، أحضر لها المتهمون المعتقلون، كما حضرها المتابعون في حالة سراح يؤازرهم دفاعهم، علاوة على أقارب المتهمين وبعض المنابر الإعلامية .
وقال إنه في بداية الجلسة «أدلى مجموعة من المتهمين برسالة موجهة لرئيس الهيئة عبروا من خلالها عن رغبتهم في إلغاء نيابة محاميين عنهم بسبب إدلائهما بتصريحات لم تصدر عن أحد منهم» وبعد ذلك «أثار الدفاع في إطار الدفوع الشكلية بطلان محاضر البحث التمهيدي وإجراءات التحقيق نظرا لخرقها مقتضيات قانون المسطرة الجنائية، وبطلان بعض المتابعات لعدم دستوريتها واستدعاء مسؤولين والأمناء العامين لأحزاب الاغلبية الحكومية التي اتهمت الحراك بالانفصال والارتباط في الخارج إضافة إلى مفكرين ضباط في الشرطة القضائية، ومسؤولي منابر إعلامية، وتأخير الملف لجلسة مقبلة لإحساسهم بالعياء، و تمتيع المتهمين بالسراح المؤقت» .
و أشار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في الدار البيضاء إلى أنه بعد إعطاء الكلمة للنيابة العامة «عارضت في الطلب» .
ويتابع قادة حراك الريف بتهم المشاركة في المس بسلامة الدولة الداخلية عن طريق دفع السكان إلى إحداث التخريب في دوار أو منطقة، وجنح المساهمة في تنظيم مظاهرات في الطرق العمومية وفي عقد تجمعات عمومية من دون سابق تصريح، وإهانة هيئة منظمة ورجال القوة العامة في أثناء قيامهم بوظائفهم، والتهديد بارتكاب فعل من أفعال الاعتداء على الأموال، والتحريض على العصيان والتحريض علنا ضد الوحدة الترابية للمملكة.
كما يتابعون بتهم المشاركة في المس بالسلامة الداخلية للدولة عن طريق تسلم مبالغ مالية وفوائد لتمويل نشاط ودعاية من شأنها المساس بوحدة المملكة المغربية وسيادتها وزعزعة ولاء المواطنين لها ولمؤسسات الشعب المغربي ، والمساهمة في تنظيم مظاهرات بالطرق العمومية وعقد تجمعات عمومية من دون سابق تصريح والمشاركة في التحريض علنا ضد الوحدة الترابية للمملكة.

الزفزافي: شوكتي لن تنكسر

وبعد إعلان القاضي رفع جلسة الصباح ارتفع صوت ناصر الزفزافي، زعيم الحراك ممجدا الريف، ومؤكدا أن شوكته لن تنكسر وقال من داخل القفص الزجاجي داخل قاعة الحكم موجها تحيته للريف، «خاصة لسكان إمزورن الصامدة» وارتفعت أصوات بعض المعتقلين تمجد الريف وتردد شعارات الحراك الكلاسيكية، قبل أن يتمكن الأمن من السيطرة على الوضع وإعادة الزفزافي ورفاقه إلى داخل قبو المحكمة في انتظار إعادتهم للقفص الزجاجي في الفترة الزوالية.
وكانت مواقع إلكترونية في الريف بثت فيديو صوتي لناصر الزفزافي قال فيه إن التصريحات الصادرة من المحامي، اسحاق شارية، بخصوص تحريض إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة على التآمر على الملك، عارية من الصحة.
وأوضح الزفزافي، في تسجيل صوتي جديد ظهر في أثناء المحاكمة أنه برغم خلافاته مع أعدائه، إلا أنه لا يمكنه الإفتراء عليهم بإقحامهم زورا في هذه القضية وأكد أن ما جاء على لسان إسحاق شارية في جلسة الثلاثاء الماضي 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، بقاعة محكمة الاستئناف لا أساس له من الصحة أصلا، وبالتالي فهو مجرد مغالطات.
وأوضح الزفزافي أنه يوم الخميس الماضي، حضرت عناصر الفرقة الوطنية للمؤسسة السجنية، وتم إحضاره من زنزانته بناء على طلب من المدير فتوجه إلى الإدارة ووجد عناصر الفرقة الوطنية في انتظاره، وهو ما جعله يحتج ويرفض التوجه معهم إلا بالاستشارة مع محاميه بخصوص الموضوع وأنه دخل معهم في نقاش دام ساعات، وأكد لهم أنه لا يمكنه الذهاب معهم لأنه يعتبرهم خصومه، بدليل أنهم عذبوه جسديا ونفسانيا و صوروه عاريا داخل مقر الفرقة الوطنية، كما أشار الى أنه اطلع على أمر الوكيل العام بتقديم شهادته للفرقة الوطنية، وعرف حينها أن الأمر يتعلق بتصريحات شارية في محكمة الاستئناف. وقال الزفزافي أنه رفض الذهاب مع الفرقة الوطنية الا بوجود محاميه، قبل أن يطلب منه المدير كتابة رسالة إلى الوكيل العام للملك، يؤكد فيها رفضه مرافقتهم، وفعلا عاد إلى زنزانته ليسلم الرسالة. مبرزا وجود اتفاق سري كان بين إدارة السجون والفرقة الوطنية للشرطة القضائية ونائب الوكيل العام للملك، ليتم استدعاؤه مرة أخرى.
وعادت عناصر الفرقة الوطنية، غير أن الزفزافي رفض مجددا مرافقتهم، مصرا على الاستشارة مع محاميه، ليكتشف أنه يتعرض للتصوير من دون إذنه، من طرف الشخص نفسه الذي كان يصوره بمقر الفرقة الوطنية، وهو شبه عار. وأضاف الزفزافي أن نائب الوكيل العام أعطاه كافة الضمانات، وأنه رضخ في النهاية لطلبهم وتوجه رفقتهم إلى مقر الفرقة الوطنية، وأدلى بتصريحاته بخصوص الموضوع، نافيا أن يكون أكد أي شيء مما ذكره إسحاق شارية.

التآمر على الملك!

وقال قائد حرك الريف إن «ما قاله شارية لا أساس له من الصحة لأنه ما كان لي أن أسكت لو طلب مني الآمر في حينه»، وأنه برغم خلافه واختلافه مع خصومه وأعدائه إلا أنه لا يمكن أن يفتري عليهم لأنه ليس من أخلاقه وما جاء على لسان المحامي شارية لا أساس له من الصحة، وهي مغالطات وافتراءات فقط».
وأعلن المحامي إسحاق شارية، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، في وقت سابق تعليقه الترافع عن معتقلي الحراك، بهدف «حماية وحدة الدفاع»، وذلك عقب الاتهامات الخطيرة المتعلقة بـ«التآمر على الملك» التي ساقها شارية ضد العماري على لسان الزفزافي. وقدم المحامي إسحاق شارية، شكاية لدى الوكيل العام للملك في محكمة الاستئناف في الرباط، ضد إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وذلك عبر ملف يضم معطيات بالصوت والصور والوثائق «تثبت ما صرح به حول تورط زعيم البام في تحريض قائد حراك الريف ناصر الزفزافي للتآمر ضد الملك». وقال النقيب محمد زيان، إن المحامي إسحاق شارية قدم ملفا إلى الوكيل العام في الرباط، يضم 65 وثيقة بالصوت والصور والكتابة، تثبت كلامه، وذلك بعدما تنازل عن الدفاع عن معتقلي الحراك قبل 3 أيام وأضاف في تصريح للصحافة، على هامش جلسة محاكمة معتقلي الريف أن العماري «كان يؤجج الأوضاع في الحسيمة في أثناء الحراك، ولا نقاش في هذا الأمر، وقد اقترح علي نشطاء الريف إقامة ميدان تحرير جديد مثل القاهرة، وبناء خيام بداخله».
وأشار إلى أنه في اليوم الموالي من اقتراح العماري لهذا الموضوع، «احتلت عناصر الدرك الملِكي والقوات المساعدة ساحة محمد السادس في الحسيمة» وقال «إن حزب الأصالة والمعاصرة ليس حزبا له مصداقية، وأغلبية نوابه اشتروا المقاعد البرلمانية، فهل سنظل نكذب دوما على أنفسنا».
وقدم معتقلو حراك الريف في جلسة محاكمتهم، صباح أمس، إشعارا للقاضي يعلنون فيه رسميا، إلغاء النيابة عنهم من طرف المحامي إسحاق شارية والنقيب محمد زيان، ويتبرؤون من تصريحات شارية الذي اتهم إلياس العماري، بتحريض قائد الحراك ناصر الزفزافي على التآمر على الملك. وأدان الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، في وقت سابق التصريحات التي أدلى بها شارية وزيان، وقال محاميه أحمد أرحموش، إن تلك التصريحات تتضمن اتهامات مفبركة، مشيرا إلى العماري يطالب بفتح تحقيق عاجل في الموضوع «لتتضح الخلفيات والأهداف الكامنة وراء ترويج مثل هذه الأخبار الزائفة، ويحتفظ لنفسه بالحق في المتابعة القضائية».
وأعلن الوكيل العام للملك في الدار البيضاء، الثلاثاء الماضي، عن فتح تحقيق في الموضوع، حيث أصدر أوامره للفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالاستماع إلى الزفزافي حول ما جاء في تصريحاته من اتهامات للعماري.
وقال النقيب محمد زيان، إن الحقيقة هي من ضاعت اليوم في الملف، متهما جهات لم يسمها بالضغط على المعتقلين وغسل أدمغتهم وإلزامهم بإلغاء النيابة عنه، كاشفا عن أن المحامي إسحاق شارية قدم ملفا إلى الوكيل العام في الرباط، صباح اليوم، يضم 65 وثيقة بالصوت والصورة والكتابة، تثبت كلامه بعدما تنازل عن الدفاع قبل 3 أيام.
وأوضح أنه من حق المعتقلين إلغاء النيابة عن أي محام، وأنه سيتابع المحاكمة عبر الدفاع عن الصحافي حميد المهداوي مدير موقع بديل انفو المعتقل على خلفية الحراك، وقال إن «الزفزافي يؤاخذني على تصريحاتي، وأنا لن أكذب لكي لا يغضب الزفزافي».
وقال المحامي زيان إنه كان ينبغي على الزفزافي القيام بهذا الملتمس يوم الثلاثاء الماضي حينما قدم شارية تلك المعطيات للقاضي، حيث كان الوقت كافيا للمعتقلين لكي ينفوا تلك المعلومات، متسائلا بالقول: «كيف علم المعتقلون بتصريحات الصحافة وكأنهم يتمتعون بقراءة الصحافة والمواقع الإلكترونية عبر الهواتف الذكية».

المغرب: تأجيل النظر في ملفات المعتقلين من قادة حراك الريف إلى الثلاثاء المقبل

محمود معروف

رشيد الترخاني لـ«القدس العربي»: نسعى لتشكيل جبهة إسلامية وليست هناك مشكلة أقليات في تونس

Posted: 29 Nov 2017 02:24 PM PST

تونس – «القدس العربي»: دعا رشيد الترخاني رئيس حزب «جبهة الإصلاح» الإسلامي إلى تشكيل جبهة سياسية جديدة جمع الأحزاب الإسلامية في تونس، مستبعدا التحالف مع حزب «التحرير» الذي اعتبر أنه «محكومة بتنظيم عالمي وهو منفصل عن الواقع ويتصرف وفق قوالب جاهزة ويعتمد أطروحات قديمة تقدم قراءة خاطئة لما يحدث حاليا في تونس». كما شكك في إمكانية نجاح رئيس الحكومة يوسف الشاهد من «الخروج من سيطرة قصر قرطاج»، واعتبر أن خروج الحزب الجمهوري من الحكومة هو نتيجة «تخبطه» في مشاكل داخلية منذ خسارته في الانتخابات السابقة.
ونفى، من جهة أخرى، وجود مشكلة «أقليات» في تونس، مشيرا إلى وجود أطراف خفية (لم يحددها) بدأت بافتعال قضايا هامشية بعد الثورة تتعلق بوجود «اضهاد» لبعض الأقليات الإثنية أو الدينية أو الاجتماعية، كما عبر عن رفضه لإلغاء المنشور المتعلق بمنع زواج التونسية المسلمة من غير المسلمة، مشيرا إلى أن الرئيس الباجي قائد السبسي بإلغاء لهذا المنشور « مارس نوعا من القفز على المخزون العقائدي والثقافي للتونسيين».
وكشف الترخاني في حوار خاص مع «القدس العربي» عن وجود نقاشات يجريها حزبه مع بعض الأحزاب الإسلامية في تونس كحزب «العدالة والتنمية» وغيره بهدف تشكيل جبهة سياسية جديدة، لكنه أشار إلى أن هذه النقاشات «مازالت في بدايتها وحتى الآن لم تتوج بالنجاح، ولكننا نأمل أن يكون هناك تقارب كبير بين بعض الأحزاب الإسلامية في الساحة الوطنية في تونس لتشكيل تكتل أو جبهة سياسية جديدة».
ونفى، في السياق، إمكنية التحالف مع حزب «التحرير» الإسلامي الذي قال إنه «يطرح نفسه كحزب فوق وطني إذا صح التعبير، وهو محكوم بتنظيم عالمي، ويتصرف طبقا لقوالب جاهزة وهو لم يتطور منذ مدة طويلة، كما أنه – إلى حد ما – غائب عن الواقع، ويحاول عبر أطروحاته قديمة القفز على هذا الواقع السياسي وتقديم فهم أو قراءة خاطئة له بكل تناقضاته، بمعنى أنه يتصرف وكأنه غير معني بما يدور في بلادنا من ضغط دولي وتحديات إقليمية وداخلية (الإرهاب وغيره)».
وكان غازي الشواشي الأمين العام لحزب «التيار الديمقراطي» حذر رئيس الحكومة يوسف الشاهد مؤخرا من مصير مشابه لسلفه الحبيب الصيد، مشيرا إلى أن «قصر قرطاج وحزب النداء شق حافظ قايد السبسي بصدد الإعداد لسيناريو مماثل لسيناريو شطب الثقة من حكومة الحبيب الصيد وذلك في اتُجاه إسقاط يوسف الشاهد وإطاحة حكومته أو إرغامه على الاستقالة».
وعلق الترخاني على ذلك بقوله «هذا وارد جدا لأن الشاهد أثبت – للأسف – عدم كفاءته لقيادة البلاد، وهو يعيش حاليا خلافا مع نجل الرئيس (حافظ قائد السبسي) الذي يُبدي عدم رضاه عن أدائه، كما أن محاولته غير الموفقة لمحاربة الفساد اصصدمت برفض من قبل قوى فاعلة في البلاد، ونتذكر أن الصيد قال صراحة إنه يعمل تحت ضغط كبير، ونفس الشيء يتكرر الآن مع الشاهد الذي أراد إثبات جدارته في قيادة البلاد وإدارة الحكومة كونه يحمل مشروعا طموحا لإخراج تونس من الفساد، لكنه اصطدم بقوى كبيرة عليه وعلى الحكومة وتتمثل بلوبيات الفساد المتنفذة والمسيطرة الآن على البلاد، وهو إلى حد ما يحاول الخروج من سيطرة قصر قرطاج لكن أعتقد أنه سيفشل في النهاية».
وحول انسحاب الحزب «الجمهوري» من الحكومة، قال الترخاني «الجمهوري يتخبط في مشاكله الداخلية منذ خسارته في الانتخابات السابقة، زد على ذلك استقالة رئيسه الرمزي أحمد نجيب الشابي وتأسيسه لحزب جديد، فضلا عن الوضع الصحي الذي اضطر أمينته العامة السابقة مية الجريبي للابتعاد عن القيادة، وقد وقع مؤخرا خلاف بين الحزب الجمهوري وممثله في الحكومة (إياد الدهماني) نتيجة الخلاف بين توجهات الحكومة وتوجهات الحزب وأطروحاته ورؤيته لحل الوضع القائم في تونس، وهو ما دفعه إلى الإعلان عن الانسحاب مع الحكومة».
من جانب آخر، نفى الترخاني وجود مشكلة أقلية في تونس، مشيرا إلى أنه «قبل الثورة كل التونسيين كانوا يعيشون بانسجام ولم تكن مشكلة الأقليات موجودة، فمثلا في جزيرة جربة حيث يعيش أغلب اليهود التونسيين لا تكاد تلاحظ أي فرق بين المسلمين واليهود فهم يعيشون بانسجام كبير وثمة تبادل تجاري وصناعي كبير بين الطرفين وهذا الأمر ينطبق أيضا على النصارى (المسيحيين)، وأنا كتونسي لا أشعر بوجود أقليات مضطهدة في البلاد، بل – بالعكس- هذه الأقليات تحظى باحترام كبير في تونس ويحميها القانون ويمكّنها من ممارسة عاداتها وتقاليدها بكل حرية، وشخصيا لا أعرف إن كان أصلي عربي أم أمازيغي، وأغلب التونسيين كذلك».
وأضاف «هذه المشاكل (اضطهاد الأقليات) برزت في الساحة التونسية بعد الثورة وحركتها قوى وأطراف خفية لديها مصالح في إثارة هذه القضايا الهامشية، فبعد الثورة هناك من رفع علم الأمازيغ ومن أصبح يتكلم عن اضطهاد المثليين، رغم أن موضوع المثليين كان موجودا لكن مسكوت عنه، أم الآن فأصبح لهم علم خاص بهم. عموما نحن نتمنى أن تمشي تونس في طريق الحرية والديمقراطية وأن يعبر كل شخص عن رأيه في إطار القانون وما يكفله الدستور لكل التونسيين، لكن لا أعتقد بوجود أقليات مضطهدة في تونس كما هو الحال عليه في كثير من المناطق في العالم، وأستطيع القول إن هذا الأمر لا يعتبر من المشاكل الأساسية لدى التونسيين الذين تعاني نسبة كبيرة منهم من الفقر وتراجع التنمية وغيرها».
وكانت السلطات التونسية أعلنت مؤخرا إلغاء المنشور الحكومة الصادر عام 1973 والقاضي بمنع زواج التونسية المسلمة من غير المسلم، وذلك بعد أشهر من مبادرة حول هذا الأمر اقترحها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وأثارت جدلا كبيرا في البلاد.
وعلق الترخاتي على ذلك بقوله «الموضوع فقهي بالأساس لأننا في تونس نتبع المذهب المالكي، وهذا الأمر يتعلق بمجلة الأحوال الشخصية التي اعتمد بورقيبة (الرئيس السابق) في وضعها على جملة من الاجتهادات الفقهية لمشائخ الزيتونة، وإذا أردنا فتح هذا الموضوع لا بد لنا من إشراك علماء المسلمين وخاصة علماء الزيتونة الذين لديهم قول فهي مهم في هذا الأمر، ولذلك أعتقد أن الرئيس الباجي قائد السبسي مارس نوعا من القفز على المخزون العقائدي والثقافي للتونسيين لأنه أراد أن يعمل شيء ممكن أن يسجله في التاريخ، لكن ما هكذا تورد الإبل».
وأضاف «كان لا بد من إشراك علماء الزيتونة في هذا الأمر للخروج بحل وبقراءة أخرى (فقهية)، وأنا شخصيا ضد هذا القرار باعتبار وجود آيات صريحة تحرّم زواج المسلمة من المشرك أو الكافر، لكن مع ذلك يمكن للفقهاء أن يجتهدوا ويقدموا حلا للأمر، كما أن من أيدوا مسألة المساواة في الميراث بين الجنسين يخبطون خبط عشواء وليس لديهم أدلة صحيحة حول ذلك، واللجنة التي شكّلها الرئيس حول هذا الأمر قد تكون مكوّنة من خبرا ومثقفين لكنهم ليسوا مختصين في الجانب الديني والفقهي».

رشيد الترخاني لـ«القدس العربي»: نسعى لتشكيل جبهة إسلامية وليست هناك مشكلة أقليات في تونس

حسن سلمان:

السيسي يمهل الجيش والشرطة 3 أشهر لاستعادة الأمن في سيناء

Posted: 29 Nov 2017 02:23 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: أمهل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس الأربعاء، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الفريق محمد فريد حجازي، ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، 3 أشهر لاستعادة الأمن في سيناء، مطالباً باستخدام «القوة الغاشمة».
وقال خلال احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف: «أنتهز هذه الفرصة وألزم الفريق محمد فريد حجازي أمامكم وأمام الشعب المصري كله، أنت مسؤول خلال 3 أشهر عن استعادة الأمن والاستقرار في سيناء، أنت ووزارة الداخلية خلال 3 أشهر تستعيد مصر بجهدكم وتضحياتكم أنتم والشرطة المدنية، الاستقرار والأمن في سيناء، وأن تستخدم كل القوة الغاشمة».
وأضاف «مصر تواجه حرباً مكتملة الأركان تسعى لهدم الدولة والأزهر وعلمائه»، الذين وصفهم بأنهم «كتائب النور التي وجب عليها محاربة الظلام، وأن بعض الجهات تسعى بهذه الحرب للحيلولة ضد تقدم الدولة وازدهارها».
وجاءت كلمة السيسي بعد أيام من هجوم استهدف المصلين داخل مسجد الروضة في مدينة بئر العبد في محافظة شمال سيناء، أسفر عن مقتل 309، وإصابة 128 آخرين، في أسوأ هجوم يشنه مسلحون في مصر خلال تاريخها المعاصر.
وتابع الرئيس المصري: «بأي منطق يبرر البعض لأنفسهم قتل الأطفال والشيوخ وحرمانهم من حقهم للحياة»، مضيفاً: «كيف لمن يدعون انتماءهم لدين الإسلام الذي يدعو للتسامح أن ينشروا الفساد في الأرض؟».
وأعتبر أن «مسؤولية الأمن والاستقرار تقع على المجتمع إلى جانب الجيش والشرطة، وأن الأفكار المتطرفة أفكار شيطانية لن تسود، ولكنها تعرقل مسيرة الدول وتهدم الأمم في حال عدم مواجهتها والسيطرة عليها»، مضيفاً: «لا يمكن أن تصمد وتنجح الأمم بالأفكار المتطرفة».
وتحدث السيسي عن الإنجازات التي تتم، والجهود التي تبذل من أجل التنمية، في ظل محاربة الإرهاب، متابعا: «الناس تتصور أن لا شيء يحدث، وأنه لا توجد حرب في سيناء».
وأضاف: «لم نحمل أحدا شيئا من المساوئ اللي رأيتموها، مثل ما حدث في مسجد الروضة».
وتابع: «تحقيق تقدم ملموس على صعيد التنمية الاقتصادية يعد أحد المحاور الهامة التي تقضي على البيئة الخصبة لنمو التطرف والإرهاب والمساعدة على مكافحته لذلك».
وزاد: «طالبت الحكومة بتحقيق نهضة حقيقية لإصلاح المشكلات التي طالما عانى منها الاقتصاد المصري، وتهدف هذه الخطة إلى تحقيق معدلات نمو مرتفعة وإنشاء بنية تحتية متطورة تنقل مصر من حال إلى حال أفضل، وبحيث تتحقق تنمية مستدامة تتوفر فيها فرص العمل للشباب ويتحقق مستوى معيشة كريمة للمواطنين، ينعمون فيها بخدمات عامة متميزة مثل التعليم العصري المتطور والرعاية الصحية اللائقة».
وتابع: «الجهود التي تبذلها الدولة علمية وأمينة لا هدف منها سوى إعادة بناء الدولة وتحقيق الاستقرار والازدهار لأهلها، وأن ما شاهدته مصر من تراجع طوال السنوات الماضية، لن يجري إصلاحه في عام واحد؟».

انتقادات

وأعرب محمد البسوني، أمين عام حزب تيار الكرامة، لـ «القدس العربي»، عن اعتقاده أن «فترة الـ 3 شهور التي حددها السيسي للقضاء على الإرهاب في سيناء، مرتبطة بالانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في إبريل/ نيسان المقبل».
وأضاف أن «فترة الـ 3 شهور قصيرة جدا، خاصة أن السياسات التي يتبناها السيسي لن تقضي على الإرهاب»، مؤكدا أن «المواجهة الأمنية لا تكفي وحدها».
وبين أن «مواجهة الإرهاب تحتاح لسياسات شاملة، اقتصادية تتعلق بالعدل الاجتماعي، وثقافية وتعليمية، والنظام يعتمد على المواجهة الأمنية فقط».
وتابع «المدة الذي وضعها السيسي، لا تختلف عن المدد الأخرى التي سبق وحددها لتحسن الوضع الاقتصادي وانخفاض الأسعار دون جدوى أو تحقيق شيء».

وعود لم تتحقق

واعتاد السيسي تحديد مدد في كلماته تتعلق بحل الأزمات التي تشهدها مصر، فسبق وطالب المصريين بالصبر ثلاث مرات، الأولى في 18 سبتمبر/ أيلول 2014، أي بعد 3 أشهر من انتخابه رئيساً، خلال كلمته بمناسبة الاحتفال بعيد الفلاح، إذ قال: «اصبروا عليّ سنتين واشتغلوا معايا، وحاسبوني بعدها، ويارب أكون عنوان كويس لمصر».
أما المرة الثانية، فكانت في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2014، أثناء تفقده ميناء الغردقة، حيث اختتم كلمته قائلاً للمصريين «اطمئنوا واصبروا معايا سنتين هتشوفوا النتائج، وربنا يحفظ بلادنا من أهل الشر وتحيا مصر».
المرة الثالثة عام 2016، حيث طالب المصريين بالصبر لمدة 6 أشهر، وقال في افتتاح مشروعات الاستزراع السمكي في الإسماعيلية في 26 ديسمبر/ كانون الأول 2016، بعد قرار تحرير سعر الصرف في مصر «تعويم الجنية» الذي صدر فى 3 نوفمبر/ تشرين من العام نفسه، مؤكدا أن الأوضاع الاقتصادية ستتحسن.
وفي يونيو/ حزيران 2015، تعهد السيسي، بأن تشهد مصر «نهضة حقيقية وتظهر آثارها بعد عامين»، فقال: «سنتين كمان هتلاقوا أمر عجيب حصل في مصر، وهتستغربوا حصل إزاي.. ده هيحصل بإرادة المصريين».
وفي 26 إبريل/ نيسان الماضي وجه السيسي حديثه للمصريين خلال مؤتمر الشباب في مدينة الاسماعيلية، مطالباً الشعب بـ«التحمل سنة إضافية».
كما توعد السيسي بالقضاء على الإرهاب، ووجه عدة رسائل للمصريين والمجتمع الدولي بعد هجوم على حافلة يستقلها أقباط في محافظة المنيا وتم قتل الذين فيها، حيث خرج لإعلان موقف الدولة المصرية من الحادث في فيديو قال فيه: «سنقوم بضرب أي معسكرات يتم التدريب فيها لتوجيه ضربات لنا في مصر، سنقوم بضربها داخل مصر وخارج مصر، لن نتردد في حماية شعبنا من الشر وأهله.
الدول التي تدعم الإرهاب وتقدم له المال والسلاح والتدريب يجب أن تعاقب ولا مجاملة ولا مصالحة معهم».

السيسي يمهل الجيش والشرطة 3 أشهر لاستعادة الأمن في سيناء
قيادي معارض: المدة مرتبطة بالانتخابات الرئاسية وسياسات النظام لن تقضي على الإرهاب
تامر هنداوي

سياسيون وخبراء تونسيون ينتقدون الخطاب المتدني في البلاد

Posted: 29 Nov 2017 02:23 PM PST

تونس – «القدس العربي»: انتقد عدد من السياسيين والخبراء التونسيين تدني الخطاب السياسي في البلاد، في وقت تتداول فيه وسائل الإعلام عددا من «الفضائح الأخلاقية» لبعض المسؤولين، فضلا عن التراشق المتواصل لعدد من السياسيين داخل الائتلاف الحاكم والمعارضة.
وكتب المؤرخ والباحث السياسي الدكتور عبد اللطيف الحناشي على صفحته في موقع «فيسبوك»: «يتواتر في تونس منذ مدة خطاب سياسيي بذيء يُعبّرعن تدني الثقافة السياسية لاصحابه كما يشي بوجود أزمة حقيقية في الممارسة السياسية».
وأضاف في تدوينة أخرى «العنف ذو طابع اجتماعي او رياضي يمثل ارضية خصبة للعنف السياسي، والعنف يجتاح كل تفاصيل حياتنا اليومية ولذلك لا تستغربوا مشاركة اكثر من 3 آلاف تونسي في المنظمات الارهابية في كل من العراق وسوريا وليبيا ناهيك على الجماعات الارهابية في المناطق الجبلية التونسية بالاضافة الى تمكن الدوائر الامنية من منع نحو اكثر من 27 الف شاب من الالتحاق ببؤر الصراع..فهل هو امر طارئ ام قديم نتيجة عدة عوامل».
وكتب رياض الشعيبي رئيس حزب «البناء الوطني» تحت عنوان «الأخلاق وأزمة الفعل السياسي»: «يوم بعد يوم تتعمق أكثر أزمة المشاريع السياسية في تونس. فبعد أن أفلس العقل السياسي وعجز عن ان يجعل من الديمقراطية أداة للتغيير الاجتماعي والارتقاء بالمعيش المواطني، جاء الدور على الممارسة الأخلاقية التي تدنّت الى الحد الذي تحول فيه الشعور العام بعدم الثقة الى خيبة أمل واحباط عام تجاه نخبة سياسية تقود البلاد في مرحلة حساسة جدا من تاريخها. فأخبار الفساد المنظم وشبه الرسمي تجاوزت مجرد التلاعب بالصفقات العمومية وقبض العمولات السخية وتبييض الأموال، تجاوزت كل ذلك الى الفساد الاخلاقي والسياسي حيث تكشفت بعض خيوط شبكات الدعارة المرتبطة بشخصيات نافذة في السلطة وبما يهدد الأمن العام في البلاد، فضلا عن شبكات الجوسسة واختراق المنظومة الامنية».
وكانت إحدى الصحف اليومية نقلت مؤخرا تصريحات لأحد نواب الحزب الحاكم اعترف فيها بوجود «علاقة مشبوهة» مع فتاة تنتمي لكتيبة «عقبة بن نافع» المتطرفة، مشيرا إلى أن الفتاة المذكورة كانت على علاقة بوزير سابق مكنتها من الحصول على سكن للطالبات في منطقة باردو، فضلا عن نجاحها بالإطاحة بمعتمد (مدير منطقة) سابق وحصولها على أجر شهري من كاتب دولة سابق للأمن، وهو ما أثار جدلا كبيرا دفع وزير التربية السابق إلى التلويح بمقاضاة كاتبة المقال بتهم نشر أخبار «كاذبة» تسيء لسمعته.

سياسيون وخبراء تونسيون ينتقدون الخطاب المتدني في البلاد
في وقت تتحدث فيه وسائل الإعلام عن فضائح أخلاقية لعدد من المسؤولين

محام مصري ينضم لقائمة المرشحين المغمورين

Posted: 29 Nov 2017 02:22 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: كشف محام مصري مغمور عن نيته الترشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المفترض إجراؤها قبل منتصف العام المقبل.
وقال علي السيد الفيل، إنه سيعلن قراره رسميا في مؤتمر صحافي اليوم الخميس، في مقر مركز ابن خلدون للتنمية في القاهرة.
وقال: «استكمالا للعملية الديمقراطية ما بعد أحداث الثلاثين من يونيو 2013، أنتوي الترشح لرئاسة مصر».
وتابع في بيان أرسله للصحافيين ظهر أمس الأربعاء: «سأعلن في المؤتمر الصحافي ترشحي للرئاسة في الانتخابات التي تبدأ إجراءاتها في فبراير المقبل، وتشكيل الهيئة الاستشارية العليا للحملة الانتخابية».
ووصف المحامي نفسه بأنه «سيكون ممثل الغلابة في الانتخابات»، مشيرا إلى «إعادة النظر في اتفاقية (كامب ديفيد)».
ولم يوضح مقصده من إعلان تشكيل الهيئة الاستشارية لحملته الانتخابية من «خارج وداخل مصر والأقليات والسجون». وينضم الفيل بذلك لقائمة مغمورين أعلنوا سابقا نيتهم خوض منافسة الرئاسة، مثل أستاذة الأدب في جامعة السويس منى برنس، التي أثارت الجدل بمقاطع فيديو وهي ترقص، والمفكر الإسلامي محمد مورو، وغيرهما.

محام مصري ينضم لقائمة المرشحين المغمورين

مؤمن الكامل

19أسيرة مقدسية في زنازين الاحتلال الإسرائيلي تعرضن لأبشع أنواع التنكيل أثناء الاعتقال والتحقيق

Posted: 29 Nov 2017 02:22 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: كانت المقدسية فاطمة برناوي أول مناضلة فلسطينية من القدس المحتلة تم اعتقالها في نوفمبر/ تشرين الثاني 1967. وسارت على دربها العشرات من نساء القدس. وبرزت الأسيرة المحررة شيرين العيساوي كنموذج للمرأة المقدسية التي تتعرض بشكل متكرر  للاعتقال أو الحبس المنزلي حيث فرضت عليها أحكام مختلفة. أما الأسيرة شروق دويات فهي صاحبة أعلى حكم في الأسر، حيث تنفذ حكما بالسجن مدته 16 عاما، ودفع غرامة مالية قدرها 80 ألف شيقل.
 وتقبع في سجون الإحتلال 19 أسيرة مقدسية منهن أربع قاصرات وست أمهات. أما من حيث الحالة الاعتقالية فقد صدرت أحكام قضائية على 7 أسيرات ، فيما بقيت 11 أسيرة موقوفات لفترات طويلة، وأسيرة  واحدة فرض عليها الاعتقال الإداري المتكرر دون تهمة.
وتتعرض الأسيرات بشكل عام والأسيرات المقدسيات بشكل خاص لأبشع أنواع التنكيل والتعذيب أثناء اعتقالهن، حيث تستغل إدارة مصلحة السجون عددهن القليل، فتستفرد بهن وتزجهن في زنازين انفرادية وتحرمهن من أبسط حقوقهن وأدنى متطلبات الحياة، كما  تعرضهن لأبشع أنواع وأساليب التحقيق التي تتمثل بالضرب والشبح والضغط النفسي والتفتيش العاري والعزل الانفرادي.
كما تعمد إدارة السجون الإسرائيلية إلى وضعهن مع السجينات الجنائيات الإسرائيليات ليتعرضن لألوان من العنف  الجسدي والنفسي غاية في الوحشية والقسوة وتفتقر لأدنى مستويات الإنسانية. وتغدو المعاناة أشد وأقسى لدى الأسيرات اللواتي يعانين من أمراض، وكذلك  اللواتي تعرضن للإصابة أثناء اعتقالهن أو التحقيق معهن، وتشتد سياسة الإهمال الطبي المتعمد وتمنع الزيارة عنهن، كما تميز المحاكم الإسرائيلية في إجراءات المحاكمات وتتفنن سلطات الاحتلال في التنكيل بذويهن.
 
الأسيرات القاصرات 

الأسيرة منار الشويكي: تعد الأسيرة منار أصغر أسيرة مقدسية في سجون الاحتلال حيث تبلغ من العمر 16 عاما وهي من حي وادي حلوة في بلدة سلوان، وتم الحكم عليها بالسجن 6 سنوات وهي الآن تقبع في سجن هشارون. 
الأسيرة نورهان عواد: تقضي عاماً ونصف في سجون الاحتلال، حيث اعتقلت بتاريخ 23/11/2015  وكانت تبلغ من العمر حينها 16 عاما، بعد إطلاق النار عليها وإصابتها بثلاث رصاصات، وإعدام ابنة عمتها هديل عواد التي كانت ترافقها بدعوى محاولتهما تنفيذ عملية طعن بمقصات في شارع يافا في القدس. وهي من مخيم قلنديا شمال القدس. 
الأسيرة مرح باكير (17عاماً): اعتقلت بعد أن أطلق عليها الرصاص الحي عقب خروجها من المدرسة بتهمة محاولة تنفيذ عملية طعن، وقد عانت من وضع صحيٍ صعب منذ بداية اعتقالها، وحكمت محكمة الاحتلال في القدس المحتلة، عليها بالسجن 8 سنوات ونصف وغرامة مالية 10 آلاف شيكل، وهي من سكان بيت حنينا . 
ملك سلمان: اعتقلت أثناء وجودها بالقرب من باب العمود، بحجة محاولتها تنفيذ عملية طعن لجندي. تبلغ من العمر 17 عاما وهي من بلدة بيت صفافا، جنوب مدينة القدس المحتلة، وما زالت موقوفة حتى الآن.
  
الأسيرات الأمهات

الأسيرة صباح محمد فرعون: أنهت الأسيرة صباح (35 عاما) من بلدة العيزرية في مدينة القدس عامها الأول في الاعتقال الإداري في سجون الاحتلال، بحجة التحريض على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي أم لأربعة أطفال، وبعد عدة أيام من اعتقالها فرض عليها الاحتلال الاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر، وقام بنقلها الى سجن هشارون للنساء، وبعد ان انتهت جدد لها الاحتلال الإداري للمرة الثانية لأربعة أشهر جديدة، ثم للمرة الثالثة بحيث أمضت عاما كاملا في سجون الاحتلال دون تهمه واضحة . 
الاسيرة إسراء جعابيص: تبلغ من العمر 32 عاما وهي أم لطفل من سكان حي جبل المكبر، وتم تقديم لائحة اتهام ضدها وهي محاولة القتل وتم الحكم عليها بالسجن أحد عشر عاما.
 الأسيرة أماني الحشيم: (32 عاما) من سكان بيت صفافا قضاء القدس وهي متزوجة وتعيل ولدين، اعتقلت على حاجز قلنديا خلال توجهها الى القدس في سيارتها، وتم الادعاء بأنها دهست جنديا، ما زالت موقوفة حتى الآن. 
الأسيرة سميحة أبو رميلة: (36 عاما) من العيسوية شمال القدس، وهي أم لأربعة أطفال، وهي الآن في سجن الدامون موقوفة بإنتظار المحاكمة. 
الأسيرة منال دعنا: أعتقلت وحكم عليها بالسجن لمدة 15 شهراً، وهي أم لثلاثة أطفال، وتقيع الآن في سجن الدامون لقضاء محكوميتها، وهي من سكان بلدة سلوان .
الأسيرة فدوى حمادة: تبلغ من العمر 30عاماً من قرية صور باهر، في مدينة القدس المحتلة، يدعي الاحتلال أنها نفذت عملية طعن قرب باب العامود. يذكر أن الأسيرة حمادة متزوجة ولديها أطفال، واعتقل الاحتلال زوجها عقب اعتقالها، وتم الإفراج عنه بشرط الحبس المنزلي، وما زالت حتى اليوم موقوفة بإنتظار المحاكمة.
 
أسيرات محكومات وموقوفات 

الأسيرة شروق دويات: 19 عاماً من قرية صور باهر جنوب الأقصى تعد صاحبة أعلى حكم في الأسر، وهي تواجه حكما بالسجن مدته 16 عاما، ودفع غرامة مالية قدرها 80 ألف شيقل. 
عطايا أبو عيشة: تحتجز الأسيرة عطايا التي تبلغ من العمر 30عاما في سجن الدامون لقضاء محكوميتها والبالغة خمس سنوات، وهي من بلدة كفر عقب واتهمت بمحاولة تنفيذ عملية طعن في منطقة باب العامود في القدس المحتلة. 
آية الشوامرة: 22 عاما من مخيم شعفاط، وتقضي حكما بالسجن لمدة تسعة أشهر، وهي الآن في سجن هشارون . 
الأسيرة جيهان حشيمة: 35 عاما من العيسوية، اعتقلت بعد إصابتها بالرصاص وما زالت موقوفة بانتظار المحاكمة. 
الأسيرة بيان فرعون: هي من سكان العيزرية شرق القدس المحتلة، وتحتجز في سجن الدامون، وهي ما زالت موقوفة دون محاكمة. 
الأسيرة استبرق يحيى: وهي من سكان بلدة الرام شمال القدس، وتحتجز في سجن الدامون، وهي ما زالت موقوفة حتى الآن بانتظار المحاكمة. 
الاسيرة عائشة الأفغاني: تبلغ من العمر 34 عاما من حي رأس العامود شرق القدس المحتلة، اعتقلتها قوات الاحتلال في شارع الواد في البلدة القديمة في القدس، بدعوى حيازتها سكينا وأنها كانت تنوى تنفيذ عملية طعن، وتم تحويلها إلى التحقيق في المسكوبية، وتعرضت لعدة محاكمات وهي لا تزال حتى الآن موقوفة دون محاكمة. 
الأسيرة أسيل حسونة: هي من سكان بلدة سلوان، وتم اعتقالها بذريعة تنفيذ نشاطات وفعاليات لحركة فتح والسلطة داخل القدس، وهي ما زالت حتى الآن موقوفة. 
الأسيرة جيانة الحياوي: وهي بلدة  بيرنبالا شمال غربي مدينة القدس وما زالت موقوفة حتى الآن بانتظار المحاكمة.

19أسيرة مقدسية في زنازين الاحتلال الإسرائيلي تعرضن لأبشع أنواع التنكيل أثناء الاعتقال والتحقيق
من بينهن أمهات حوامل و4 قاصرات

الإحصاء المركزي يعلن انطلاق العد الفعلي للسكان في دولة فلسطين

Posted: 29 Nov 2017 02:21 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: أعلنت علا عوض، رئيسة الإحصاء الفلسطيني والمدير الوطني للتعداد السكاني، انطلاق المرحلة الثالثة للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت في فلسطين، والمتمثلة في مرحلة العد الفعلي للسكان، الأول من ديسمبر/ كانون الأول المقبل وتستمر للرابع والعشرين منه، تحت شعار «كلنا للوطن أبناء، كلنا للوطن بناة». 
وقالت إن «مرحلة عد السكان تعتبر المرحلة الرئيسية في التعداد العام، ويأتي تنفيذها بعد استكمال تنفيذ المراحل التحضيرية حيث ستقوم طواقم التعداد بزيارة كافة الأسر الفلسطينية لجمع البيانات الإحصائية حول أفراد الأسرة وخصائصهم الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية وظروفهم المعيشية، وذلك باستخدام الأجهزة اللوحية» وناشدت كافة الأسر إلى التعاون مع فريق التعداد من خلال تعبئة الاستبيان التذكيري الذي تم تسليمه للأسرة سابقاً بالبيانات المطلوبة وتسليمه لموظف التعداد عند زيارة الأسرة». 
وأشارت الى أن التعداد العام يشمل كل من يوجد على أرض فلسطين سواء الفلسطيني، بغض النظر عن نوع الوثيقة التي يحملها، وحملة الجنسيات الأخرى الموجودين في فلسطين سواء للزيارة أو الإقامة، وكذلك أفراد الأسرة الموجودين خارج فلسطين بصفة مؤقتة ولمدة أقل من سنة، بغرض العمل والعودة كل سنة بشكل معتاد أو لقضاء بعض الأعمال أو السياحة أو الزيارة أو العمرة او العلاج أو لأي سبب آخر، كما يشمل ذلك الطلبة الذين يدرسون في الخارج بغض النظر عن فترة التغيب في الخارج.
وأوضحت أن التعداد العام سيوفر كنزاً معلوماتياً شاملاً حول السكان الفلسطينيين وخصائصهم الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من المؤشرات التي تعكس الواقع الفلسطيني وتقيس التغيرات التي طرأت على مدار السنوات العشر الماضية، لتشكل حجر الأساس في التخطيط السليم للمستقبل استناداً على بيانات إحصائية دقيقة، تسهم في توجيه الخدمات الصحية والتعليمية والمشاريع الاقتصادية ومشاريع البنية التحتية، بما يدفع عجلة التنمية في فلسطين في مختلف المجالات. 
وأضافت أن التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2017، هو التعداد الفلسطيني الثالث الذي يتم إجراؤه بأيد فلسطينية وبقرار فلسطيني مستقل الذي سينفذ لأول مرة بواسطة الأجهزة الكفية «التابلت»، وهو أضخم عملية إحصائية يتم تنفيذها بهدف توفير البيانات الضرورية لرسم وتنفيذ خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تستخدم بيانات التعداد لأغراض التخطيط التنموي لكونها توفر بيانات إحصائية حول الخصائص الديمغرافية مثل الخصوبة ومعدلات الوفيات والهجرة وبيانات عن القوى العاملة والبطالة والتوزيع المهني والنشاط الاقتصادي، وبيانات حول الخصائص التعليمية وعن أعداد المنشآت الاقتصادية موزعة حسب المناطق والنشاط الاقتصادي. 
وأكدت أن البيانات الإحصائية التي يتم جمعها من الميدان هي لأغراض إحصائية بحتة، وان نشرها سيكون من خلال جداول إحصائية إجمالية، ويلتزم الإحصاء الفلسطيني بالحفاظ على سرية البيانات الفردية وذلك بموجب قانون الإحصاءات العامة لعام 2000، كما أكدت على أن جميع طواقم العمل في التعداد يحملون هوية موقعة. 
ونوهت أنه تم الانتهاء من مرحلتين أساسيتين في التعداد العام 2017 بنجاح، حيث تمثلت المرحلة الأولى بوضع الإشارات باللون الأحمر على جدران المباني والمساكن والمنشآت، وذلك بهدف ضمان الشمول وعدم إسقاط أي منطقة أو مبنى، وكذلك ضمان عدم التكرار وعدم التداخل بين مناطق العد، وتعتبر هذه العملية بمثابة الخطوة الأساسية في تنفيذ التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت، وأن نجاح التعداد يتطلب منا جميعاً تحمل المسؤولية والتعاون بالحفاظ على هذه الأرقام والعلامات، وأن قيام أي فرد بإزالتها أو العبث بها يعد مخالفة للقانون وضياعا لجهود كبيرة يتم بذلها منذ سنوات. 
أما المرحلة الثانية فتمثلت في حصر وترقيم المباني والوحدات السكنية والمنشآت واستيفاء استمارة تعداد المباني والوحدات السكنية واستيفاء استمارة تعداد المنشآت، من خلال وضع أرقام باستخدام قلم شمعي أزرق على مداخل المباني والوحدات السكنية وقلم شمعي أحمر على مداخل المنشآت.
وتقدمت عوض بالشكر للرئيس محمود عباس ولرئيس الوزراء رامي الحمد الله، وللحكومة الفلسطينية والمحافظين ولجميع الوزارات والمؤسسات الرسمية والخاصة والأهلية والجامعات والبلديات والهيئات المحلية والغرف التجارية والصناعية والمدارس وللجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، ولكافة وسائل الإعلام الرسمية والخاصة بمختلف أنواعها والصحافيين ولكافة الأسر الفلسطينية على مواصلة دعمهم ومساندتهم للفريق الوطني للتعداد.

الإحصاء المركزي يعلن انطلاق العد الفعلي للسكان في دولة فلسطين
تحت شعار «كلنا للوطن أبناء.. كلنا للوطن بناة»

حصة كردستان والمحافظات النفطية وراء تأخر موازنة العام المقبل

Posted: 29 Nov 2017 02:20 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: لا يزال مشروع قانون الموازنة المالية الاتحادية لعام 2018 في أدراج الحكومة العراقية، ولم يصل إلى مجلس النواب وفقاً لما كان مرجحا، أمس الأربعاء.
وعلمت «القدس العربي» من مصادر برلمانية، إن أبرز الأسباب التي تقف وراء تأخر وصول الموازنة إلى البرلمان هي الخلاف بشأن حصة إقليم كردستان في القانون (12.67٪)، إضافة إلى مطالبة المحافظات المنتجة للنفط بزيادة حصصها وتضمين مبالغ «البترودولار».
وقال رئيس البرلمان سليم الجبوري، في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان، إن «الموازنة لم تصل إلى مجلس النواب حتى اللحظة (وقت إعداد التقرير). وفي حال وصولها الأسبوع المقبل سندعو أعضاء البرلمان لعقد جلسة استثنائية أخرى لقراءتها».
ولم يتمكن مجلس النواب العراقي، أمس الأربعاء، من عقد جلستة «الأخيرة» في فصله التشريعي الحالي، نتيجة عدم اكتمال النصاب القانوني، ودخل في عطلته التشريعية التي تستمر مدة 30 وماً.
وصادق مجلس الوزراء على مشروع قانون الميزانية المالية لسنة 2018، مطلع الشهر تشرين الثاني/ أكتوبر الجاري. وحسب مسودة الميزانية، فإن إجمالي الإيرادات تقدر بـ 5 ترليونات و331 مليون دينار، بسعر 43,4 دولار لبرميل النفط الواحد، وبطاقة إنتاجية بلغت 3 ملايين و888 ألف برميل، من ضمنها حوالي 73 تريليون دينار من الإيرادات النفطية.
وبلغ إجمالي النفقات نحو 108 تريليونات و113 مليونا، فيما بلغ العجز في الموازنة نحو 22 تريليونا و782 مليونا، وانخفضت حصة إقليم كردستان لتصبح 12.67٪ فقط بعدما كانت 17٪.
ومن المقرر أن تشهد الموازنة أيضاً تضمين مبالغ إضافية لـ»الحشد الشعبي»، وفقاً لقرار سابق للبرلمان، نصّ على مساوة مقاتلي الحشد بأقرانهم في القوات الأمنية الاتحادية، من حيث الراتب والمخصصات المالية.
في هذا الشأن يقول عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية النائب أحمد الأسدي لـ«القدس العربي»، إن «البرلمان ناقش وصوت على صيغة قرار في 16 تشرين الثاني/ أكتوبر الماضي، يعتمد على توصيات وتوجيهات رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي لدعم الحشد الشعبي، وبناءً على قانون الحشد النافذ رقم (40) لعام 2016، وقانون الموازنة رقم (44) لعام 2017، القاضي برفع رواتب الحشد الشعبي ومساواتهم مع أقرانهم في القوات الأمنية من حيث المخصصات وجميع التفصيلات المالية».
وأضاف: «القرار يلزم مجلس النواب بتضمين الزيادات المالية والمخصصات المصوت عليها في البرلمان، بموازنة 2018».

حصة كردستان والمحافظات النفطية وراء تأخر موازنة العام المقبل

المصريون يوارون جثمان أيقونة الفن شادية الثرى ونادية لطفي تدخل حالة حزن شديدة على رحيلها

Posted: 29 Nov 2017 02:20 PM PST

القاهرة – «القدس العربي»: ودعت مصر ممثلة بجماهيرها ونجوم الفن أيقونة الفن شادية، التي تم دفنها أمس في مقبرة عائلتها.
وتجمعت أعداد كبيرة من المواطنين من محبي الفنانة الكبيرة أمام وداخل مسجد السيدة نفيسة، حيث شيعت الجنازة وشهد محيط السيدة تشديدات أمنية مكثفة لتأمين الجنازة، فيما هتف محبو شادية مرددين «لا إله إلا الله الحاجة فاطمة حبيبة الله».
وشارك وزير الثقافة حلمي النمنم في صلاة الجنازة على جثمان الفنانة القديرة، الى جانب عدد من نجوم الفن مثل أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، وفاروق الفيشاوي وإلهام شاهين وسمير صبري، وياسمين الخيام وشيرين، ويسرا، ودلال عبد العزيز، ورجاء الجداوى، وبشرى، وماجدة زكي، جميلة عوض ووالدتها، والإعلامي عمرو الليثي والموسيقار هاني مهنى والأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكي للسينما وآخرين.
ولم يبق من جيل العمالقة الكثير ليكونوا في وداع جنازة شادية، إلا أن وفاة شادية، تسببت في حالة حزن شديدة للنجمة نادية لطفي، عقب سماعها خبر وفاة صديقتها، وألغت كل ارتباطاتها، إذ كانت هناك بعض الجهات الرسمية التي تنوي تكريمها، لكنها قامت بإرجائها، حزنا.
وما زالت النجمة، تتلقى علاجها داخل مستشفى المعادي العسكري، وشهدت حالتها الصحية خلال الفترة الماضية، تحسنا كبيرا، لكن الحزن هاجمها بعد وفاة شادية.
وكان القدر قطف «دلوعة السينما المصرية»، مساء أمس من بستان زمن الفن العربي الجميل. حيث غادرت عالمنا عن 86 عامًا، أمتعت خلالها أجيالا عربية غناء وتمثيلا وحضورا. وقدمت 112 فيلما و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية وحيدة وعشرات أغاني المناسبات الخالدة.
ووفاء من محبيها الكثر تصدر هاشتاج بعنوان «شادية» قائمة الأكثر تداولاً على موقع التدوينات «تويتر»، عقب الإعلان عن خبر وفاة الفنانة الكبيرة.
وشهد الهاشتاج الدعاء بالرحمة والمغفرة لها، ذاكرا أنها أعطت للفن الكثير وقدمت لوطنها وللعرب أجمل الأغاني الوطنية، المحفورة في الذاكرة العربية الجمعية.
واعتبر المغردون، أن شادية آخر عمالقة الغناء في العصر الذهبي، وكتب مغردون عبارات: «هتوحشينا، الله يرحمك، وداعاً معبودة الجماهير».
ولدت الفنانة الكبيرة في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1929، في منطقة «الحلمية الجديدة» في مدينة القاهرة، لأب مصري ترجع أصوله إلى محافظة الشرقية، وكان يعمل مهندسا زراعيا، ويدعى أحمد كمال.
بدأت فاطمة أحمد كمال شاكر، وهو الاسم الحقيقي للفنانة شادية، مسيرتها الفنية عن طريق الصدفة، عندما شاهد والدها إعلانًا عن مسابقة فنية تنظمها شركة اتحاد الفنانين، التي أنشأها المخرج والمنتج السينمائي حلمي رفلة، مع المصور عبد الحليم نصر عام 1947، لاختيار وجوه جديدة تقوم ببطولة أفلام سينمائية من إنتاج الشركة، فاصطحبها والدها إلى لجنة المسابقة، ولم يكن سنها يتجاوز الـ18 ربيعًا آنذاك. وبمجرد مشاهدتها، تحمس لها المخرج أحمد بدرخان، أحد أعضاء تلك اللجنة، ثم قام رفلة بتبنيها فنيًا ومنحها اسمها الفني «شادية».
بدأت الممثلة الصغيرة مشوارها في عالم الفن بفيلم (أزهار وأشواك)، وبدأت تكتسب سماتها الفنية التي ستتميز بها بعد ذلك، من خلال تأدية أدوار الفتاة خفيفة الظل، حتى منحها الجمهور المصري والعربي لقب «دلوعة الشاشة».
خلال فترة الخمسينيات تعاونت مرات عدة مع النجمة الكبيرة الراحلة فاتن حمامة وذلك من خلال فيلمي «موعد مع الحياة»، و»أشكي لمين».
وفي مرحلة الستينيات شكلت مع الفنان الراحل صلاح ذو الفقار ثنائيًا كان يعتبر من أشهر وأنجح الثنائيات في عالم الفن العربي، وقدما أفلامًا منها: (أغلى من حياتي، وكرامة زوجتي، ومراتي مدير عام، وعيون سهرانة، وعفريت مراتي) وهي الأفلام التي لاقت نجاحًا جماهيريًا واسعا، وقدمت في الحقبة نفسها 4 أفلام مقتبسة عن روايات للأديب المصري العالمي والحائز على جائزة نوبل في الآداب نجيب محفوظ، وهي: (اللص والكلاب، وميرامار، والطريق، وزقاق المدق)، والمدهش أن رواية «زقاق المدق» الذي تم إنتاجها كفيلم سينمائي في مصر عام 1963، وأخرجه حسن الإمام، وكتب السيناريو له سعد الدين وهبة، ومثلته شادية، وصلاح قابيل، وحسن يوسف، أعادت السينما المكسيكية إنتاجها سينمائيًا في فيلم جسدت فيه النجمة سلمى حايك، شخصية «حميدة» التي جستدها شادية قبلها بـ32 عامًا، وكان أول أدوارها في الينما ونقطة انطلاقها إلى الشهرة، ومن إخراج المكسيكي خورخي ألفونس، عام 1995.
ورغم اعتزال شادية الفن عام 86 لكنها لم تغب عن الوجدان، وكان صوتها وهي تشدو «يا حبيبتي يا مصر» هو الضوء، الذي صاحب كل المناسبات والأحداث الوطنية الكبرى، حيث صار صوتها يذكرك مباشرة بمصر في كل مراحلها وأحوالها، تفرح مع الوطن بعد عودة سيناء فتصبح «مصر اليوم في عيد» وقبلها كانت تتوعد بالانتقام بعد قصف الإسرائيليين لبحر البقر، التي راح ضحيتها أطفال المدرسة «الدرس انتهى لموا الكراريس».
شاركت الراحلة عمالقة المطربين أفلامهم مثل فريد الأطرش، في رائعتهما «يا سلام على حبي وحبك». أحبت الفنانة فريد الأطرش واتفقا على الزواج ولكن تراجعا عن ذلك لأن شادية كانت تحب الهدوء وفريد الأطرش كان من هواة السهر والحفلات اليومية. وشاركت عبدالحليم حافظ في ثلاثة أفلام، من أهم أفلام حياته. وختمت نشاطاتها بفيلم «معبودة الجماهير»، لترحل بعد ردح من الاعتزال معبودة للجماهير في حياتها ومماتها.

المصريون يوارون جثمان أيقونة الفن شادية الثرى ونادية لطفي تدخل حالة حزن شديدة على رحيلها

ما زال بعضهم يحتفل بصدور الكتب

Posted: 29 Nov 2017 02:20 PM PST

لم يعد صاحب تلك المكتبة يحتاج إلى كلام كثير كي يبيّن لسائله إلى أيّ حدّ تراجعت مهنته. « أنظر»، يقول، «في السنوات القليلة الماضية أقفلتْ هنا في رأس بيروت 12 مكتبة… وبدلا من أن يزداد العمل في مكتبتي، نتيجة ذلك، انخفض بنسبة عشرين في المئة حتى الآن». ثم أخذ، كأن ليختبر ذاكرته، يسمّي المكتبات التي أُقفلت، بأسمائها، مشيرا بيده إلى الاتجاه الذي كان فيه مقرّ كل منها. لكن ما لم يأت على ذكره هو جانب آخر للتراجع، متعلّق به هذه المرّة.
على الرفوف الكثيرة لا يجد الكتاب الذي طلبتُه، وأنت، إن كنت زبون مكتبته، تكون مدركا أن احتمال أن تحظى بالكتاب ليس أكيدا. وقد تظن أن ذلك راجع إلى ضيق المكان المزدحم كلّه بالكتب المتراكمة من سنوات عديدة، وتتساءل كم على صاحبنا هذا أن ينتظر ليبيعها كلها، طالما أن الزبائن باتوا قليلين، وهم ذاهبون في اتجاه أن يصيروا نادرين.
صديقنا هاشم يقول إن هذه الأزمة لا تتعلّق بلبنان وحده، أو بالكتاب العربي عامة، فعنده في باريس أقفلت أيضا معظم المكتبات، وهو يستذكر أسماء بعضها، كما يفعل صاحب المكتبة اللبناني، معلّقا في الآن نفسه على اختصاص كل منها. ومن يعرف مكتبة هاشم في باريس، هناك مقابل جامعة «جوسيو»، يتذكر نجاحها في زمنها السابق، وهذا ما دعا هاشم آنذاك إلى أن يضيف إليها، في مكان مجاور لها، مكتبة أخرى، جاعلا إياها مختصّة بالكتب العربية. ونحن، أصدقاء هاشم، اعتدنا مؤخرا أن نسأله، على التلفون في الغالب، كيف المكتبة يا هاشم، فيجيب أنه ما زال يقاوم. في الاتصال الأخير منذ أيام قال إن الشغل توقّف تماما بعدما لم تنجح التعديلات التي أجراها، تدريجيا، التي منها الاعتماد على بيع فيديوات الأفلام وسيديهات الأغنيات وبطاقات المعايدة، إلخ.
وكان هاشم، في زمن المكتبة السابق، يواظب على حضور معرض الكتاب الذي يقام في بيروت. قد يأتي هذه السنة، كما قال، ليزور المعرض، مرّة أو مرّتين، ليس من أجل أن تكون مكتبته متابعة للإصدارات الجديدة، لكن من أجل أن يظل عارفا بجديد الكتب، هكذا تلبية لفضوله وليس لحاجة مهنته. ولا يسع واحدنا إلا أن يتساءل عن أولئك الذين كانوا يأتون إلى بيروت من أجل معرضها، كم باتت نسبتهم الآن. «يأتون، لكنهم قليلون»، قال صاحب إحدى الدور المشاركة فيه، ذاك أن بلدانا عربية كثيرة لم تعد أوضاعها قابلة للاهتمام بالكتاب. البلدان الجارية فيها الحروب، واليمن كان الأخير بينها، توقّفت عن استقبال الكتب أو تبادلها، وكذلك البلدان المقاطِع بعضها بعضا، أو الضارب بعضها حصاره على بعض، تدفع الدور إلى الاختيار بين هذا البلد أو ذاك، خوفا من أن تقاطَعَ بدَوْرها.
لكن معرض بيروت، الذي سيُفتتح اليوم، سيشهد لا بدّ الزحمة المحليّة نفسها. لم تُخفض السنوات المتتالية من أعداد زائريه، بل أن ازدحام السيارات على الطريق المؤدية إليه ما فتئ يزداد سنة بعد سنة، بحسب ما يُكتب في الصحف عادة، أو يُعلّق على وسائل التواصل. لكن الدور المشاركة، حين تُسأل، تجيب أن الازدحام لا تدل عليه نسب المبيع، على الرغم من أن تلك الزيارة، لأكثر القادمين هي الزيارة السنوية الوحيدة التي يقصدونها لاقتناء الكتب (وهذا ما يقوله أصحاب المكتبات، جاعلين منه واحدا من أسباب انصراف الناس عن القدوم إليها).
المعرض يبدو، كما في كل سنة، محتفلا بالكتاب غير آبه بالتراجع الذي يأتيه من كل صوب. في قاعة البيال الضخمة تقام «إستندات» الدور، في الأمكنة التي كانت قد حُجزت لكل منها في السنوات السابقة، وتُرفع الملصقات حاملة صور كتب أو صور مؤلّفيها، وتقام الأمسيات الأدبية والثقافية في القاعات الواسعة في الطابق السفلي، وتكثر حفلات التوقيع التي زادت من أعداد الكتّاب بأن أضافت إليهم وجهاء وسياسيين وأصحاب مراكز راغبين جميعهم في أن يضيفوا لقبا جديدا إلى ألقابهم. زائر المعرض المراقب يعرف من درجة الازدحام ما هو نوع الكتاب الذي يُوقّع، ويعلّق بين مَن يعرفهم هناك في كافتيريا المعرض المقامة على عجل، بأن هؤلاء هم زوّار حفلات وجمهور مجاملات وليسوا قرّاء.
وحده معرض الكتاب (الذي ما زال مستمرا منذ 61 عاما) ما زال متحدّيا المحن التي تعانيها الكتب في نزعها، وذلك بإصراره على أن تكون استعدادات هذا العام مساوية لاستعدادات الأعوام التي سبقته. نعرف أننا، حين نذهب غدا أو بعد غد إلى هناك، سنرى ما كنا رأيناه في الأعوام الفائتة. لا شيء جديدا، وهذا في حدّ ذاته معاندة لا تكلّ في الوقت الذي انصاعت فيه وسائل الإعلام كلها إلى حذف الكتب وكل ما يتصل بها من برامجها.

٭ روائي لبناني

ما زال بعضهم يحتفل بصدور الكتب

حسن داوود

إيران تجبر مدربا رياضيا على ارتداء الحجاب في مباراة نسائية!

Posted: 29 Nov 2017 02:19 PM PST

لندن ـ «القدس العربي» ـ محمد المذحجي: عمّت موجة كبيرة من السخرية والاستغراب وكالات الأنباء والصحف وشبكات التواصل الاجتماعي في إيران بسبب إرغام مدرب فريق لعبة «الكبادي» التايلندي (وهو رجل) على وضع الحجاب على رأسه خلال مباراة رياضية آسيوية في مدينة «جرجان» مركز محافظة «كلستان» شمالي إيران.
وأفادت وكالة «إسنا» للأنباء الطلابية التابعة لوزارة العلوم والأبحاث الإيرانية، أن المسؤولين الإيرانيين المشرفين على مباراة الكبادي الآسيوية أرغموا مدرب الفريق التايلندي وهو رجل أن يضع حجاب النساء على رأسه.
واعتبرت الوكالة في تقريرها المعنون بـ«عندما يظهروا الرجل الأجنبي على هيئة النساء»هذا العمل «بأنه أساء لصورة الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمام العالم». وأضافت أن الجميع يطالب وزارة الرياضة والشباب بمعاقبة المسؤولين على ذلك.
وفي خطوة أثارت استغراب العديد من خبراء ومتابعي الرياضة في إيران، سبق للاتحاد الإيراني لكرة القدم أن فرض عقوبة جديدة على لاعبات كرة القدم الإيرانيات اللواتي يظهر جزء من شعرهن من تحت غطاء الرأس أثناء المباراة، وحسب ذلك يمكن لحكم مباراة كرة القدم للنساء في إيران إشهار بطاقة صفراء أو حمراء في وجه أي لاعبة في حال ظهور جزء من شعرها من تحت غطاء الرأس، حسب تكرار هذا الخطأ.
وأوضح الاتحاد الإيراني لكرة القدم أنه في إمكان لاعبات كرة القدم أن يلبسن غطاء إضافيا على رؤوسهن بحيث يغطي الجزء الأمامي للرأس، حتى لا يظهر شعر هذا الجزء خلال المباراة، أو أن يضعن إحدى أيديهن على غطاء الرأس حتى لا يرجع الغطاء إلى الوراء ويظهر جزء من شعرهن خلال المباراة!
وكانت دائرة الإرشاد الإسلامي التابعة للحرس الثوري، وهي الشرطة الدينية في إيران فرض غرامة مالية على طلي النساء الأظافر ووضع النظارة الشمسية على الرأس، لأنها تعتبر ذلك مما يثير الرجال جنسياً ويعارض الشريعة الإسلامية، حسب زعمها.
وأثار ذلك موجة واسعة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية، حيث كتب عدد كبير من الناشطين الإيرانيين ساخرين بأن حظوظ الفتيات والنساء اللواتي يضعن النظارة الشمسية في الأزواج أكثر بكثير من غيرهن، ولا يجب منعهن من ذلك.

إيران تجبر مدربا رياضيا على ارتداء الحجاب في مباراة نسائية!

إلى أي حد وصلت تفاهمات روسيا وتركيا وإيران حول سوريا؟

Posted: 29 Nov 2017 02:18 PM PST

شهد منتجع سوتشي الروسي قمة ثلاثية بين رؤساء روسيا وتركيا وإيران، في 22 تشرين الثاني/نوفمبر، وصف قبل عقده بأنه الاجتماع الحاسم حول مستقبل سوريا. وكان استدعاء بوتين لبشار الأسد، قبل يوم واحد فقط من انعقاد القمة الثلاثية، عزز الانطباع بأن الروس يهدفون إلى تحقيق توافق بين الدول الضامنة لمسار آستانة بشأن الخطوات الأخيرة لإنهاء الحرب في سوريا. حملت هذه التوقعات مبالغات كبيرة، بالطبع، لم تكن الأولى في السنوات الست المريرة من عمر الأزمة السورية، تماماً مثل تلك التي أحاطت بجنيف 1 وجنيف 2 في 2013 و2014، ولقاء آستانة الأول في كانون الثاني/نوفمبر 2017.
ثمة تغيير كبير في موازين القوى العسكرية لصالح النظام وحلفائه، بلا شك، كان أخذ في التبلور منذ بدأ التدخل العسكري الروسي المباشر في خريف 2015؛ وانهيار شبه كامل في سيطرة تنظيم «الدولة» (داعش) المناطقية في سوريا، كما في العراق. وهناك، في موازاة ذلك، تقارب حثيث في وجهات النظر بين روسيا وتركيا وإيران. ولكن، إلى هنا، وتنتهي المؤشرات على خلاص سوريا.
في الجهة المقابلة، تحولت سوريا بالفعل إلى مناطق حماية ونفوذ أجنبي، موزعة بين روسيا وتركيا والولايات المتحدة، كما بين النظام وحلفائه الإيرانيين والميليشيات المسيرة من والتابعة لإيران وحزب الله. ومن الصعب تصور تخلي القوات المتمركزة في مختلف المناطق السورية عن مواقعها في القريب العاجل، حتى إن أحرز بعض التقدم في المسار السياسي؛ سيما أن حجم التوافقات السياسية لم يزل ضئيلاً إن قورن بحجم الخلافات وتباين وجهات النظر. البيان الأمريكي ـ الروسي في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، الذي أوحى باتفاق الدولتين الكبريين على مستقبل التسوية السورية، تبخر بعد أيام قليلة فقط من صدوره. وفي الوقت الذي قالت موسكو إن الوجود الأمريكي العسكري في سوريا غير شرعي، رد المسؤولون الأمريكيون بأنهم يخططون للبقاء في سوريا لأمد غير محدد، إن القوات الإيرانية هي التي يجب أن تنسحب، وإن مسار جنيف هو المسار الشرعي الوحيد. وبالرغم من الإيحاءات بوجود تفاهم ما بين موسكو والرياض، سيكون من السذاجة استبعاد عودة السعودية إلى سوريا بهدف إشعال معركة أخرى مع الإيرانيين، تلتحق بساحات الصراع المحتدمة، أو الآخذة في التفاقم، في اليمن ولبنان. وكان اجتماع الرياض 2 لقوى المعارضة السورية، بالرغم من توقعات مخالفة مسبقة، أعاد التوكيد على مطالب الشعب السوري باستبعاد الأسد ونظامه، بمجرد بدء مرحلة التسوية الانتقالية، مذكراً بعقدة العقد في المسار السياسي لحل الأزمة منذ الخطوات الأولى في جنيف 1.
حقيقة الأمر، أن ما أطلق الموجة الأخيرة من التفاؤل بشأن سوريا كان التقدم المطرد في طبيعة علاقات روسيا وتركيا وإيران. وإن كان لابد من استخدام تعبيرات أدق، فإن التغيير الأبرز طال الموقف التركي، أكثر مما طال موقفي روسيا وإيران. وربما يمكن القول إن المتغيرات التي طالت السياسة التركية في سوريا كانت التطور الأهم في مسار الأزمة خلال العام أو العامين الماضيين. لم تأت هذه المتغيرات من الأثر الهائل الذي أحدثه التدخل العسكري الروسي المباشر، وحسب، بل ومن شعور متزايد لدى في أنقرة بأن الولايات المتحدة لن تقوم بمعادلة التدخل الروسي، وأن واشنطن تتبنى سياسة تحالف مع تنظيمات كردية إرهابية في سوريا، تمثل خيانة وطعناً في ظهر الحليف التركي. وكانت أنقرة علقت أمالاً كبيرة على أن إدارة ترامب ستتخلى عن السياسة التي تبناها اوباما في سوريا، ولكن ترامب ومسؤولي إدارته سرعان ما خيبوا الآمال التركية، وواصلوا توفير الدعم العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني (PYD) في سوريا، وذراعه العسكري المعروف باسم قوات حماية الشعب (YPG)، وبمعدلات أكبر ونوعية أعلى. وهناك أدلة متزايدة على تهريب سلاح أمريكي إلى تركيا، باتت تستخدمه وحدات من حزب العمال الكردستاني في الحرب ضد الدولة التركية.
إضافة إلى ذلك، كانت قوات أمريكية وفرت مظلة حماية للوحدات الكردية المسلحة في منبج، وغض الأمريكيون النظر عن سيطرة المسلحين الأكراد على مدينة الرقة العربية، كما غضوا النظر عن الاتفاق الذي عقده الأكراد مع «داعش» لإخلاء الرقة، وسمح بخروج المئات من عناصر «داعش» من المدينة ليمارسوا نشاطاتهم الإرهابية في مناطق أخرى، بما في ذلك تركيا.
صنعت خيبة الآمال التركية في السياسة الأمريكية تحولاً هاماً في أولويات تركيا في الجوار السوري، من دعم الثورة وتغيير نظام الحكم، إلى حماية المصالح القومية التركية المباشرة في ساحة الصراع السورية، ومن ما يشبه خوض حرب غير مباشرة مع إيران وروسيا، إلى تفاهمات متتالية مع الدولتين. المفترض، بالطبع، أن لا تكون التفاهمات التركية مع روسيا وإيران مجانية، وأن يحرص الأتراك على الحد الأدنى من الدور والمصالح في سوريا. فإلى أي يحد يمكن القول أن تركيا حققت هذا الحد الأدنى، سيما بعد انعقاد القمة الثلاثية؟
المدهش في قمة سوتشي أن هناك القليل جداً قد أعلن مما تم الاتفاق عليه بين الرؤساء الثلاثة، بالرغم من أن كلاً من بوتين، إردوغان، وروحاني حرص على التحدث إلى الإعلام بعد انتهاء الاجتماع الطويل الذي ضمهم. ليس ذلك وحسب، بل أن اجتماع الرؤساء عقد بعد اجتماعين ثلاثيين، ضم الأول وزراء خارجية الدول الثلاث، والثاني رؤساء الأركان، ويفترض أن الاجتماعين حددا خطوط وتفاصيل التوافقات، وما تطلب قراراً على مستوى الرؤساء. ما عرف، على أية حال، أن اتفاقاً أنجز على المشروع الروسي لعقد مؤتمر عام لكل قوى الشعب السوري وممثليه (ليس قريباً جداً، على أية حال)، الذي كان أجل مرات عدة من قبل، وأن هذا المؤتمر سيبحث مسألتي وضع دستور سوري جديد، وعقد انتخابات تحت إشراف أممي؛ إضافة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لجميع مناطق الصراع، والعمل على الإفراج عن آلاف المعتقلين السياسيين لدى النظام. بغير ذلك، لم يعرف الكثير.
ذهب الأتراك إلى القمة الثلاثية بعدد من الأهداف الأساسية، بما في ذلك توضيح الموقف الروسي ـ الإيراني من المرحلة الانتقالية؛ إبعاد الاتحاد الديمقراطي الكردستاني ومسلحيه عن أي حوار وطني سوري؛ الحصول على تأييد روسي لإخراج المسلحين الأكراد من مدن وبلدات الأغلبية العربية والتركمانية؛ سحب القوات الروسية من عفرين وإطلاق يد القوات التركية لطرد الوحدات الكردية؛ والاتفاق النهائي على أمن إدلب ووقف إطلاق النار كلية في المدينة وريفها. في اليوم التالي لعقد القمة الثلاثية، صرح ديمتري بيسكوف، الناطق باسم الكرملين، أن المعارضة التركية لمشاركة الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب في مؤتمر الحوار الوطني السوري لن تعرقل عقد المؤتمر. ولكن ما الذي يعنيه هذا، على وجه اليقين؟ هل يعني أن الرؤساء الثلاثة اتفقوا بالفعل على استبعاد التنظيمات الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، أو أن روسيا ستدعو ممثلي هذه التنظيمات، بغض النظر عن المعارضة التركية؟ ليس هناك من إجابة. وهذه مسألة واحدة فقط بين المسائل محل البحث. بمعنى، أن التفاهمات الثلاثية لم تزل هشة إلى حد كبير، وأنها على الأرجح تسير ببطء بالغ، ولم تصل بعد إلى التعامل مع عدد من المسائل الأكثر حساسية.

٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث

إلى أي حد وصلت تفاهمات روسيا وتركيا وإيران حول سوريا؟

د. بشير موسى نافع

الانتخابات البرلمانية وأوهام التأجيل

Posted: 29 Nov 2017 02:18 PM PST

يكثر الحديث اليوم حول فرضية تأجيل الانتخابات البرلمانية في العراق، والتي يفترض إجراؤها في شهر أيار/ مايو 2018، وخاصة بعد تأجيل انتخابات مجلس المحافظات التي كان يجب إجراؤها في نيسان/ابريل 2017، إلى شهر ايلول/ سبتمبر 2017، ثم تأجيلها ثانية لغرض إجرائها تزامنا مع الانتخابات البرلمانية! ولأن الأسباب التي أدت إلى تأجيل الانتخابات المحلية لاتزال قائمة، وأهم هذه الأسباب مسألة العدد الكبير من النازحين الذين يتواجدون خارج مناطق سكناهم الأصلية. فتبعا لأرقام منظمة الهجرة الدولية لا يزال هناك أكثر من 3 ملايين نازح بسبب النزاع الذي بدأ في كانون الثاني/ يناير 2014.
والواقع أنه لا توجد إمكانية للحديث عن تأجيل الانتخابات البرلمانية لأن الدستور العراقي حدد ولاية مجلس النواب بطريقة يمنع معها تمديد عمل مجلس النواب بأي حال من الاحوال؛ فالمادة 56/ أولا من الدستور نصت على أن «تكون مدة الدورة الانتخابية لمجلس النواب أربع سنوات تقويمية، تبدأ بأول جلسة له، وتنتهي بنهاية السنة الرابعة». ومن ثم فإن التأجيل سيعني حل مجلس النواب وبقاء الحكومة الاتحادية كاملة الصلاحيات وفق التأويل الذي حكم عمل حكومة رئيس مجلس الوزراء السابق نوري المالكي في الفترة بين أيار/ مايو 2010 وتشرين الثاني/نوفمبر 2010، فقد رفض المالكي حينها أن تكون حكومته، مع عدم وجود مجلس نواب، حكومة تصريف أعمال! ومن الواضح أن هذا التفسير سيحكم حكومة حيدر العبادي في حال تأجيل الانتخابات، لاسيما مع وجود ثغرة في الدستور العراقي تتيح مثل هذا التأويل المفرط! فقد أشار إلى ما سماه حكومة «تصريف الأمور اليومية» في حالتين: سحب الثقة عن مجلس الوزراء أو رئيسه (المادة 61/ثامنا/ د)، أو حل مجلس النواب (المادة 64/ ثانيا)، ولم يتطرق إلى وضع مجلس الوزراء في حالة انتهاء ولاية مجلس النواب! وكان الفقه الدستوري، والمنطق، يوجبان أن يتم التعامل مع مجلس الوزراء في حالة انتهاء دورة مجلس النواب تماما كما يتم التعامل معه في حالة حل المجلس، ولكن هذا لم يحدث، وبالتالي لا أحد يمكن أن يتخيل أن تأويل الحكومة سيكون مختلفا هذه المرة! خاصة وأن المحكمة الاتحادية، المسيسة وغير الشرعية، القائمة هي صاحبة الصلاحية الحصرية في تفسير الدستور وهي لا تخرج في قراراتها عن إرادة الفاعل السياسي الأقوى وهو هنا رئيس مجلس الوزراء!
بناء على ما تقدم، لن تسمح القوى السياسية الشيعية تحديدا، بتأجيل الانتخابات، لأنها تخشى أن يستغل العبادي هذا التأجيل لمصلحته انتخابيا من خلال احتكاره للقرار السياسي بعيدا عن أي رقابة! فالخارطة الشيعية اليوم تشهد صراعا بينيا لم تشهده من قبل.
في انتخابات عام 2014 على سبيل المثال، كانت هناك ثلاث قوى رئيسية فقط هي دولة القانون، والتيار الصدري، والمجلس الإسلامي الأعلى. أما اليوم فنحن أمام انقسام عميق داخل حزب الدعوة بين المالكي والعبادي. وهناك إشارات صريحة من تنظيم «بدر» بأنه لن يكون هذه المرة جزءا من دولة القانون، إضافة إلى الانشقاق الذي حصل في المجلس الأعلى مع تشكيل الحكيم لتيار الحكمة، وانشقاقات في كتلة الإصلاح، وصعود، وإن يكن محدودا، لبعض رموز ميليشيا الحشد الشعبي التي تريد تحويل رصيدها العسكري إلى رصيد سياسي. ومع هذا المشهد المعقد، فإن أي تأجيل للانتخابات قد يقلل من فرصها في المنافسة وربما يقوض بعضها تماما!
أما القوى السنية فإن بعضها يطرح فكرة التأجيل في محاولة منه للضغط على الفاعل السياسي الشيعي من أجل الإسراع بعملية عودة النازحين إلى مدنهم من جهة، كما تحاول هذه القوى استخدام مسألة عودة النازحين كبروباغاندا سياسية بعد أن فشلت في التأثير على قرار الفاعل السياسي الشيعي المتحكم في ملف عودة النازحين. فقد فشل الممثلون السنة في مجلس النواب، حتى اللحظة، في إعادة نازحي سليمان بيك المنطقة التي استعيدت في ايلول/ سبتمبر 2014! أو في إعادة نازحي جرف الصخر التي استعيدت في تشرين الاول/اكتوبر 2014! وبالتالي فلا شيء يضمن أن تأجيل الانتخابات سيعيد هؤلاء إلى مناطقهم.
والحقيقة أن مسألة عودة النازحين ترتبط بعوامل أكثر تعقيدا، من بينها مشاريع إعادة الإعمار الغائبة تماما بسبب شحة الأموال التي نتجت عن عجز الموازنة العامة الاتحادية مع استمرار انخفاض أسعار النفط، وعدم وجود أي مؤشرات على وجود اهتمام دولي لدعم تمويل إعادة الإعمار في المناطق التي تمت استعادتها من تنظيم «الدولة» (داعش) إضافة إلى وجود تعقيدات أمنية وسياسية واجتماعية تمنع عودة عدد كبير من هؤلاء النازحين تحت دعاوى مختلفة. وبالتالي لا ضمانة هنا أيضا أن تأجيل الانتخابات سيغير من هذا الواقع شيئا! والملاحظ أن لا أحد من هذه القوى السنية قادر على الحديث صراحة عن مخاطر إقامة انتخابات مع وجود الميليشيات في هذه المناطق! لهذا يحاول بعضهم التحالف مع هذه الميليشيات من أجل الإبقاء على حظوظه قوية في المنافسة!
كرديا لا يبدو الأمر أقل تعقيدا، خاصة وأن ارتدادات صفقة كركوك ما زالت حاضرة فمشكلة كركوك قد تعقد تمرير قانون انتخابات مجالس المحافظات المقرر إجراؤها مع الانتخابات البرلمانية، وليس من الواضح ما إذا كانت هناك إمكانية للإجماع على قانون توافقي مع التغيير الكبير في علاقات القوة التي تحكم وضع المحافظة. ولكن على مستوى الانتخابات البرلمانية فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني على الأرجح لن يبقى مصرا على مطالبه القديمة المتعلقة بالعودة إلى النظام الانتخابي الذي يعتمده العراق كدائرة واحدة، وسيكون حريصا هذه المرة، على انتخابات مبكرة قد تستطيع إعادة تصحيح الاختلالات التي حصلت بعد زلزال كركوك. كما أن قوى كردية أخرى ستحاول الإفادة من موقفها من الاستفتاء، ومن هذا الزلزال، وهنا أقصد كتلتي التغيير والجماعة الإسلامية، من أجل زيادة رصيدهما.
أما الاتحاد الوطني الكردستاني فإن الجناح العائلي فيه، والذي عقد صفقة مع بغداد بعد أزمة الاستفتاء، بحاجة هو الآخر إلى انتخابات مبكرة من أجل استكمال عمليات الإزاحة والإحلال داخل الحزب من أجل مزيد من السيطرة!
في النهاية يبدو من المعطيات التي سردناها أن الانتخابات البرلمانية العراقية ستجرى في موعدها، وأن دعاوى التأجيل ليست أكثر من مناورة يقوم بها البعض. ويبدو أيضا أن ثمة قرارا أمريكيا بضرورة أن تجرى هذه الانتخابات في موعدها، من أجل الحفاظ على الشكل الديمقراطي القائم! وإذا كانت الأمم المتحدة قد تحدثت في وقت سابق عن الأوضاع المضطربة في العراق وعن النازحين ومعضلة إعادتهم، فإنها تبدو اليوم أكثر حرصا من الآخرين على إجراء الانتخابات في موعدها.

٭ كاتب عراقي

الانتخابات البرلمانية وأوهام التأجيل

يحيى الكبيسي

من سوتشي إلى الرياض إلى جنيف: ماذا عن العروسين؟

Posted: 29 Nov 2017 02:17 PM PST

بدأت الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف، الثلاثاء، في غياب وفد النظام الكيماوي الذي وافق، لاحقاً، على الحضور المشروط يوم الأربعاء. وكان هذا الوفد قد أرجأ السفر إلى جنيف «احتجاجاً على الشروط المبطنة الواردة في بيان الرياض، والكلمات النابية بحق الحكومة والقيادة السورية، والقراءة الاستنسابية لقرار مجلس الأمن رقم 2254، إضافة إلى عدم تمثيل كل المعارضات في الوفد الموحد» حسبما نقلت صحيفة الوطن لصاحبها رامي مخلوف، ابن خال بشار الكيماوي وأمين بيت مال عائلة الأسد المالكة لسوريا.
والحال أن النقلة التي شكلها مؤتمر الرياض 2 للمعارضة السورية، بالقياس إلى مؤتمرها الأول ـ الرياض 1، هي في استدخال منصة قدري جميل الروسية ـ الأسدية داخل جسم المعارضة، مقابل استبعاد من وصفهم لافروف بـ«المتشددين»، والتفاوض بدون شروط مسبقة، مع محاولة التغطية على هذا الانحدار بتكرار عبارة «ضرورة مغادرة الأسد مع بداية المرحلة الانتقالية» كلازمة لا بد منها للإيحاء بأن الجسم الجديد لـ«المعارضة» ما زال متمسكاً بثوابت الثورة السورية.
وأضافت «الوطن» إن الاتصالات بين مكتب دي مستورا ودمشق وموسكو نجحت في إقناع دمشق بالمشاركة، بعد حصولها على ضمانات بألا يتم التطرق إلى بيان الرياض2 ومضمونه، وألا تكون المفاوضات مباشرة، وأن تتمحور حول سلتي ديمستورا بصدد الدستور والانتخابات.
إذا صح ما نقلته هذه الصحيفة، فنحن أمام مفاوضات بدون شروط مسبقة من طرف المعارضة فقط، مقابل «سلة» متكاملة من الشروط المسبقة من طرف النظام، تبدأ باستبعاد أي مفاوضات مباشرة مع المعارضة، كما يأمل المبعوث الأممي، من شأن حصولها أن تنطوي ضمناً على اعتراف النظام الكيماوي بها، ولا تنتهي عند التدخل في تشكيلة الوفد المعارض.
الواقع أن مسيرة الانحدار قد بدأت منذ أواخر العام الماضي، مع تسليم حلب للنظام، بعد حصار قاس استمر طوال شهور، مترافقاً مع قصف متواصل بالبراميل الأسدية، بنتيجة توافقات روسية ـ تركية واستسلام «المجتمع الدولي» أمام البلطجة الروسية. وقد بدأت روسيا، منذ ذلك الوقت، بتركيز دبلوماسيتها الحربية على مسار جديد للمفاوضات في استانة، أثمر «مناطق خفض التصعيد» الأربع، من غير أن يعني ذلك وقف قصف النظام (وروسيا) لتلك المناطق. وها هي اليوم مفاوضات جنيف الثامنة تنطلق في الوقت الذي يستمر حصار الغوطة الشرقية وقصفها بالبراميل والصواريخ، مع حديث عن هدنة مؤقتة قد تبدأ اليوم. نعم، فقط هدنة مؤقتة في منطقة اتفق على خفض التصعيد فيها! و«الراعي» الروسي للتسوية المزعومة يبرر قصف الغوطة وحصارها بوجود عناصر لـ «تنظيم الدولة» (داعش)، يعرف العالم كله أنه غير موجود فيها.
هناك من يبررون التنازلات المطردة التي تقدمها المعارضة، تحت ضغط القوى الإقليمية والدولية، بذريعة الواقعية السياسية. أي بضرورة الاعتراف بانتصار النظام وحلفائه في الصراع العسكري، وعدم وجود خيارات بديلة. وضمناً بالقول إن المسألة السورية قد خرجت من يد السوريين، وباتت رهن تفاهم دول منخرطة في الصراع. على صحة كل ذلك، لماذا إذن تمارس تلك الدول كل هذه الضغوط على المعارضة لتستسلم للحل الروسي؟ لماذا لا تكتفي بالاتفاق فيما بينها لوضع حل يناسبها تفرضه على السوريين من غير حاجة إلى أخذ موافقتهم؟
يشبه الأمر، إلى حد كبير، عقد زواج بين شاب وفتاة، بناءً على توافق مصالح أهلي العروسين، من غير اهتمام برأي هذين الأخيرين اللذين قد لا يطيقان العيش معاً. فعلى رغم عدم اكتراث الأهل برأيي ابنهما وابنتهما، يحتاج عقد الزواج إلى موافقتهما حتماً. ولا يمكن أن يتم بغير هذه الموافقة. كذلك هي الحال بالنسبة لـ»الحل الروسي» الذي يريد من المفاوضات أن تعيد إنتاج نظام السلالة الأسدية الذي ثار عليه الشعب السوري منذ سبع سنوات، بعدما بات تحت الوصاية الاستعمارية الروسية ـ الإيرانية.
يمكن للمعارضة، إذن، أن ترفض التوقيع على عقد الإذعان، وتترك الحل للدول: تفضلوا تزوجوا أنتم.
ومن المحتمل أن المعارضة، برغم تطعيمها بمنصات تابعة للمخابرات الأسدية، لن تحتاج أصلاً إلى قلب الطاولة، ما دامت «نشوة النصر» كفيلة بأن يفعلها النظام الكيماوي نفسه، كما حدث بعد عودة بشار من سوتشي ليتحدث نظامه عن موافقته على «انتخابات تشريعية» فقط، وكما حدث حين رفض ـ في البداية ـ المشاركة في جولة جنيف، بسبب ذكر مغادرة الأسد في بداية المرحلة الانتقالية في بيان الرياض 2. وكما يواظب على رفض أي مفاوضات مباشرة مع وفد المعارضة، سواء في هذه الجولة أو الجولات المقبلة التي يبدو أنها ستتوالى إلى ما شاء الله.
الواقع أن النظام ليس وحده، أو مع إيران، من يراهن على مواصلة الحرب المفتوحة حتى الحصول على استسلام كامل ممن تبقى من السوريين. بل حتى روسيا التي تظهر استعجالها للحل السياسي، لكنها تواصل الحرب لكسر إرادة العدو.
وإذا عدنا إلى شهر أيلول/سبتمبر عام 2016، سنتذكر كلام وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جون كيري أمام معارضين سوريين التقى بهم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. فقد قال لهم بدون أن يرف له جفن إنه سيتم تدمير المعارضة العسكرية خلال بضعة أشهر ما لم توافقوا على الانخراط في العملية السياسية. وكان، في كلامه هذا، يضرب بسيف روسيا التي «انتصرت» مع تابعها الكيماوي، بعد شهرين، على حلب، وأطلقت بعد ذلك مسار آستانة، وتعد العدة، الآن، لمسار ثالث في سوتشي، بمباركة إيران وتركيا، في الوقت الذي يتكفل فيه بشار الجعفري بإفشال جولات جنيف، وصولاً إلى «ليلة الزفاف» الأسدية.
هل سيكون لروسيا وإيران ما يريدان من عقد زواج إذعان بين السوريين وجزارهم، في غياب أي دور أمريكي وأوروبي وعربي؟
حتى لو حصل ذلك بيد معارضة مفبركة، سيبقى هناك سوريون يصرخون: «زواج عتريس من فؤادة باطل» كما في فيلم «شيء من الخوف» للمخرج المصري حسين كمال.

٭ كاتب سوري

من سوتشي إلى الرياض إلى جنيف: ماذا عن العروسين؟

بكر صدقي

دردشات إرهابية!

Posted: 29 Nov 2017 02:17 PM PST

«الإرهاب»، تلك الكلمة الزئبقية التي لا يمكن الإمساك بها، لفظها يتزلج على اللسان، ومعناها ينسرب من صفحات القواميس الغائمة. إلى اليوم يرفض الأمريكيون تحديد مفهوم «الإرهاب» بتعريف «مانع جامع». الوضع الراهن للمفهوم مريح، مريح جداً، ليس للأمريكيين وحسب، ولكن للروس والإسرائيليين والإيرانيين ولكثير من الأنظمة القمعية في العالم.
يمكن للقاذفات بعيدة المدى الروسية – مثلاً- أن تدك المدن السورية على رؤوس أهلها، وبعدها تطل الجميلة ماريا زخاروفا لتقول للعالم كم هو خير ونبيل فلاديمير بوتين في قتاله المرير ضد الإرهابيين الأشرار في سوريا. يخيل لي أحياناً أن الدول لا توصف بالإرهاب، ليس لأنها لا تقتل المدنيين كما يفعل الإرهابيون، بل لأنها تختار الجميلات ناطقات رسميات في وزارات الخارجية، للتغطية على الأعمال الإرهابية. تذكروا أنه في الوقت الذي كانت واشنطن تمارس أعمالاً إرهابية بامتياز في العراق، كان العالم يتحدث عن أناقة كونداليزا رايس، وجمال ساقيها.
والآن، دعونا من ساقي «السوداء الجميلة» على حد تعبير المرحوم معمر القذافي، ولنركز على التساؤل: كيف يمكن – منطقياً- أن تكون أعمال تنظيم «الدولة» والقاعدة إرهاباً (وهي كذلك)، ولا يكون محو حلب والفلوجة من الخريطة عملاً إرهابياً؟ كيف يمكن أن نصف تفجير كنيسة أو مسجد على رؤوس المصلين بأنه إرهاب (وهو كذلك)، ولا نواصل الجرأة لوصف تفجير مدينة بأكملها على رؤوس سكانها بأنه عمل إرهابي؟
لو أن تحديد مفهوم الإرهاب يتم بعدد الضحايا من المدنيين، فإن حظ إرهابيي «القاعدة» الذين قتلوا أكثر من 3000 مدنياً في برجي مركز التجارة العالمي، يتضاءل أمام حظ من قتل مئات الآلاف، في العراق وأفغانستان، ثأراً لضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر. ولو كان تحديد مفهوم الإرهاب يتم بناء على حجم الدمار لتضاءلت نسبة دمار برجين مقابل نسبة دمار بلدين، الأمر الذي يجعل المقارنة بين جورج بوش وأسامة بن لادن تميل لصالح الأخير بشكل قطعي. يبدو واضحاً هنا أن عدد الضحايا بين المدنيين، وحجم الدمار الهائل، ليس المعيار الذي يتم به تحديد ما إذا كان العمل إرهابياً أم لا، يبدو أن أشياء أخرى تحدد من هو الإرهابي ومن هو الذي يحارب الإرهاب! ربما كانت تلك «الأشياء الأخرى» تدور حول هويات الضحايا، أو هويات الإرهابيين، أو ربما كانت تلك الأشياء تدور حول أماكن العمليات الإرهابية، يدعم ذلك الافتراض كون وسائل الإعلام تحرص على تحديد ديانة أو هوية الإرهابي عندما ينتمي للمسلمين، ولكن هذه الوسائل تغفل الديانة أو الهوية عندما يكون الضحايا – لا الإرهابيين- من المسلمين، حتى لقد أضحى مألوفاً أن المجرم إذا كان مسلماً، فإن تلك الوسائل تهتم بخبر «الإرهابي المسلم»، أما إذا كان المجرم غير مسلم، فإن الميديا لا تهتم بـ»أفعال المجانين». هل يمكن بعد كل هذا الضخ المرعب للمواد الإعلامية والأكاديمية الملتبسة، والتضليل الكبير حول مصطلح ومفهوم «الإرهاب»، هل يمكن تحديد: من هو الإرهابي؟
هذه هي قضية القرن، هذا هو سؤال المليون الذي لن تجدي معه الخيارات الثلاثة، لا حذف إحدى الإجابات، لأن الإجابات المتبقية كثيرة، ولا الاستعانة بالجمهور، لأن الجمهور تاه في خضم حرب المفاهيم، وغسل الأدمغة، كما لا يمكن الاستعانة بصديق للإجابة على سؤال من مثل: من هو الإرهابي؟، لأن أياً من الأصدقاء لن يسعفك بالقول إن إسرائيل دولة إرهابية، على سبيل المثال.إن العقلية التي ترفض- حتى اليوم- تحديد مضمون معين لمصطلح «الإرهاب» لا تقل مكراً وسوءاً عن تلك التي ابتكرت «تنظيم الدولة» لضرب المسلمين من داخلهم، إنها هي التي تبرز ديانة «الإرهابي المسلم»، وتغفل عن ذكر ديانة «الضحايا المسلمين».
في أحد التجليات النادرة لوزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، أو لنقل في زلة لسان مبهرة، وفي لقاء مع وفد من المعارضة السورية، طلب الوفد من كيري أن يحدد ما هي المجاميع الإرهابية في سوريا، كي تكون المعارضة على علم بهذه المجاميع، وهنا فاجأ كيري- الديمقراطي جداً- مستمعيه بقوله: «كل من يقاتل الأمريكيين»؟ هذا- إذن- هو التوصيف الدقيق للإرهاب والإرهابيين. فالإرهاب هو قتال الأمريكيين عند كيري، وهو مواجهة الروس عند لافروف، أما طهران فإن الإرهابي لديها هو الذي يقف ضد مشاريعها لتفتيت الدول العربية، بنشر الفوضى والاقتتال الداخلي، وفي إسرائيل، تحظى حركة حماس وغيرها من حركات المقاومة الفلسطينية بتصنيفات إرهابية عالية، ولكم أن تضحكوا وأنتم تسمعون مليشيات الحوثي في اليمن توجه تهمة «الإرهاب» للرئيس عبدربه منصور هادي.
هذا أمر لم يعد خافياً على أحد، وهذه التوصيفات- بالمناسبة- ليست وليدة اللحظة التاريخية، بل إن فرنسا كانت تصم جبهة التحرير الوطني الجزائرية بالإرهاب، وإيطالياً نظرت لعمر المختار على أنه إرهابي، وهو شأن البريطانيين والسوفييت وقوى الاحتلال القديمة والحديثة، ولذا لم يقل المحتل عن نفسه إنه «محتل»، بل قال إنه «مستعمر»، جاء للبناء والتعمير، وقال عن أهل الأرض بأنهم إرهابيون بدائيون.
وهنا يمكن القول إن صغار اللصوص عندما يسرقون ثروات غيرهم، فإنهم لا يزيفون حقيقة كونهم لصوصاً مجرمين، لكن اللصوص الكبار عندما ينهبون ثروات شعوب العالم الثالث، فإنهم يبحثون عن المبرر الأخلاقي الذي يغطون به جرائمهم في السطو على ثروات الآخرين. ورقة التوت هذه اسمها اليوم «الإرهاب»، وهي الورقة التي تدثر بها جورج بوش في العراق وفلاديمير بوتين في سوريا، وبنيامين نتنياهو في غزة، وهي الورقة التي لا تكاد تستر عورات الإيرانيين في المنطقة، كما أنها الورقة أو القفازات التي تغطي بها الكثير من الأنظمة القمعية كفيها لإخفاء بصماتها على جلود ضحاياها في أقبية السجون الرهيبة.
وبناء على ذلك، فإن الحرب على الإرهاب لن تنتهي، ولن تُحسم، لسبب بسيط وهو أن العقلية الخارقة التي ابتكرت التنظيمات الإرهابية، وهندست أعمالها جعلت منها تنظيمات زئبقية، تذوب فجأة وتظهر فجأة، كأنها عفاريت يخرجها السحرة من القمقم متى أرادوا ويعيدونها إليه متى شاؤوا. إن هذه التنظيمات الإرهابية تشبه في هلاميتها مفهوم الإرهاب في ضبابيته، وقد تم تصميم هذه التنظيمات في التباسها، لتشبه المفهوم في زئبقيته، وذلك لكي تستمر هذه الحرب في استنزاف مقدرات العرب والمسلمين في حروب تبدأ ولا تنتهي.
ومن أغرب ما في هذه الحرب أن المسلمين فيها هم الإرهابيون في «أقفاص المحاكم»، وهم الضحايا على «مسارح العمليات»، وهذه إشارة مهمة إلى الطبيعة المراوغة لمن وضع مصطلحات الإرهاب، وصمم مضامين هذه المصطلحات، وهندس هيكلية هذه التنظيمات بصورة هلامية يتم فيها استنزاف الدماء والثروات، ويتم فيها تلبيس المسلمين بتهمة الإرهاب، وذبحهم على مذابحه غير المقدسة، في عالم كل شيء فيه مُسَيَّس، حتى «الحرب على الإرهاب».
كاتب يمني من أسرة «القدس العربي»

دردشات إرهابية!

د. محمد جميح

لماذا تفضل السعودية علاقات سرية مع إسرائيل؟

Posted: 29 Nov 2017 02:17 PM PST

أعلن وزير خارجية السعودية عادل الجبير قبل أيام، أن السعودية لن تقيم علاقات مباشرة مع إسرائيل، ورفض ما جاء على لسان رئيس أركانها جادي أيزنكوت لموقع إيلاف السعودي بأن العلاقات مع السعودية جيدة، وقال إن السعودية ترفض إقامة علاقات تطبيع مع إسرائيل، قبل موافقتها على مبادرة السلام العربية وهو تصريح طالما ردده مسؤولون سعوديون.
يفهم من كلام الجبير ضمنا أن هناك علاقات، ولكنها ستبقى دونما إشهار طالما أن إسرائيل لم ترض بمبادرة السلام العربية، ولكن العمل من وراء الستار مستمر وسوف يستمر.
قبل عامين تقريبا وبعد ندوة شارك فيها المحلل العسكري في القناة العاشرة الإسرائيلية ألون بن دافيد في مكتبة مجد الكروم العامة، بعد الندوة وفي حلقة ضيقة قال بن دافيد إن مسؤولا رفيعا جدا من المخابرات السعودية يزور إسرائيل بشكل دوري، ويجتمع بكبار المسؤولين الأمنيين، وأضاف أن السعودية تريد أن تبقى عشيقة سرية لإسرائيل، بدون عقد زواج رسمي، وعمليا هذا ما يقصده عادل الجبير ومسؤولون سعوديون غيره بأن علاقة العشق والغرام ستبقى بدون زواج رسمي على الملأ. إلا أن مصلحة إسرائيل وبيبي نتنياهو بالذات وجهاز مخابرات الدولة يرون أن الإشهار بات أفضل، وهنا يكمن الخلاف التكتيكي بين السعودية وإسرائيل وليس الاستراتيجي المتفق عليه. إسرائيل تريد إشهار الزواج لأنه يفتح الأبواب أمام الأخريات باتباع خطوتها، فوراءها عشيقات أخريات ينتظرن الإشهار من دول عربية وإفريقية.
الإشهار يساعد إسرائيل في كسر الحصار الدبلوماسي الذي يحاول الفلسطينيون وبعض أحرار العرب والعالم فرضه على إسرائيل، ويضعف موقفهم أكثر، كذلك فإنه يعرقل ويشوش عمل لجان المقاطعة لإسرائيل، ويربك الفلسطينيين أنفسهم بحيث يكون طعنة إضافية لأي أمل لهم بدولة، لأن الإشهار يعني التخلي عن المبادرة العربية للسلام التي تتبناها السعودية وجامعة الدول العربية شكليا على الأقل، كذلك فإنه يعلن عن بدء الحلف المزعوم السني الإسرائيلي ضد إيران وحزب الله، ويهمش القضية الفلسطينية، ويلقي بها في المؤخرة. وطبعا فإن بيبي نتنياهو يسعى لهذا لأنه يمنحه قوة فوق قوته، بهذا يكون قد حقق ما سبق وحققه مناحيم بيغين وبيرس ورابين الذين طبّعوا مصر والأردن وأوصلوا الفلسطينيين إلى حالة من التنسيق الأمني مع إسرائيل. لكن بالنسبة للسعودية فإن الوضع الداخلي في السعودية متوتر، والتطبيع مع إسرائيل سيزيده تعقيدا، وسيكون لسانا طويلا للمعارضين على توريث محمد بن سلمان ومبايعته، أضف إلى ذلك موقف الجماهير العربية والإسلامية الواسعة المتضامنة مع الفلسطينيين، ولهذا تفضّل السعودية العمل ومواصلة الغرام من وراء الستار على الإشهار.
من المثير للابتسام أن البعض تفاجأ من صورة إسرائيلي في الحرم المكي، علما أن العرب الفلسطينيين من عرب 48، الذين يحملون جوازا إسرائيليا يحجون ويعتمرون منذ عام 1978 بشكل طبيعي جدا، ومن يصل مكة والمدينة يصل جدة ويتناول وجبة شهية من الأسماك في أحد مطاعمها ويصل أبعد منها، ومن السخف والسذاجة أن لا نتوقع بأن الزيارات التي شملت مئات الآلاف من الحجاج والمعتمرين وشمامي الهوا والأخبار، لم تكن فيها أصابع الموساد الإسرائيلي من مستعربين وغيرهم من عملاء من عرب ويهود ناطقين بالعربية.
أما كيف اقتنعت السعودية بإدخال عرب 48 للعمرة والحج، فهذا كان بعد اتفاقات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، وكان جزءا من الحرب الباردة بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة ما كان في حينه العدو الشيوعي، فقد كانت الجبهة الشيوعية قد حققت انتصارا في رئاسة بلدية الناصرة عام 1975، ومعروف أن الناصرة بلد مهم للعالم المسيحي وهذا لم يرق للأمريكيين، خصوصا أن هذا تلته سيطرة من قبل الشيوعيين وحلفائهم على معظم المجالس البلدية في مناطق 48، فكان لفتح طريق العمرة والحج أهداف بعيدة المدى آخرها حرية العبادة. هكذا زار وفد عربي مبعوث من قبل السلطات الإسرائيلية الرياض، بمرافقة من وزارة الأوقاف الأردنية، وفي حديث لأحد أعضاء الوفد لصحيفة محلية قبل عدة أعوام قال إنه طالب مسؤولين في وزارة الحج السعودية بقبول «عرب 48» عن طريق البعثة الأردنية وهذا ما كان. طبعا ما كان هذا ليكون لولا التنسيق المخابراتي السعودي الأمريكي الإسرائيلي الأردني، بينما رأت مصر فيه إنجازا معنويا من ملحقات كامب ديفيد.
إن كل ما يجري في المنطقة مرتبط ببعضه بعضا، يظهر تارة ويختفي تارة أخرى، ولكن المخفي منه أعظم.
رئيس الأركان جادي أيزنكوت صرح لموقع يديعوت أحرونوت عشية استقلال إسرائيل بأن «داعش» قد ينتقل من مكان إلى مكان ولا تستعجلوا بدفنه، وهو يعرف ويدرك ويقصد ما يقول، فهل كانت مجزرة الروضة في العريش إيذانا بانتقال «داعش» إلى أرض الكنانة! وهل مجزرة الروضة حدثت بمعزل عن قول الجنرال السيسي مطلع هذا الشهر خلال رده على سؤال، خلال لقاء مع بعض الطلبة، بأنه لا يؤيد عملا عسكريا ضد حزب الله وإيران، وأن المنطقة تحتاج للتهدئة! هل كانت هذه فركة أذن للسيسي بأن يمشي(عِدِل) كما يريدون ويخططون! وهل هذه إشارة إلى أن الذي دعم انقلابك سراً وعلنا وقدم لك أكياس الرز بإمكانه أن يقلب طنجرة الرُز على رأسك.
كاتب فلسطيني

لماذا تفضل السعودية علاقات سرية مع إسرائيل؟

سهيل كيوان

إلى أحلام مستغانمي تحية… واحذروا «إرهابنا»!

Posted: 29 Nov 2017 02:16 PM PST

بداية، يعرف قارئنا العربي أحلام مستغانمي، أديبة جزائرية عربية ملتزمة بقضايا وطنها وأمتها. أبوها أحد مناضلي الثورة الجزائرية، تكتب روايات جميلة، تطوّع اللغة العربية في ما تكتب بشكلٍ أخّاذ وجميل.
أذكر، أنني قرأت كل ما كتبته، بدءًا من «على مرفأ الأيام»، حتى ثلاثتيها الرائعة «ذاكرة الجسد، فوضى الحواس، عابر سرير». دوّخت روايتها «ذاكرة الجسد» المبدع المرحوم نزار قباني، وهو الذي نادرا ما يدوخ أمام رواية – كما قال- ويستطرد: «لو ان أحدا طلب مني أن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار الشعر.. لما ترددت لحظة واحدة». سبب الحديث، مقالة «ألم» للمبدعة أحلام، أرسلها لي الصديق رجاء فرنجية.
مقالة تشكو فيها حول ما يحققه مغنّ/عربي أو مغنية/ عربية من نجومية وغنى مالي، وهو لا يقول أو تقول غناء، بل كلاما سخيفاً وتفاهات، وانتشار هؤلاء وأغانيهم سريعا في الوطن العربي، في الوقت الذي لا يعرف فيه معظم العرب أصحاب الكفاءات الثقافية العربية – روائيين، كتّابا وغيرهم. تروي مستغانمي حادثة حصلت معها في بيروت، فتقول:»وصلتُ إلى بيروت في بداية التسعينيات، في توقيت وصول الشاب خالد إلى النجوميّة العالميّة. أُغنية واحدة قذفت به إلى المجد. كانت أغنية «دي دي واه» شاغلة الناس ليلاً ونهاراً. كنت قادمة لتوِّي من باريس، وفي حوزتي مخطوط «الجسد»، أربعمئة صفحة، قضيت أربع سنوات في نحتها جملة جملة، محاوِلة ما استطعت تضمينها نصف قرن من التاريخ النضالي للجزائر، إنقاذاً لماضينا، ورغبة في تعريف العالم العربي بأمجادنا وأوجاعنا، لكنني ما كنت أُعلن عن هويتي إلاّ ويُجاملني أحدهم قائلاً: آه.. أنتِ من بلاد الشاب خالد»، وتستشهد مستغانمي بحوادث أخرى شبيهة.
ولأن كاتب هذه السطور كتب عامين في العزيزة «القدس العربي» عن هذه الظاهرة وظواهر مرضية عربية أخرى في مقالاته، ومنها: «أمراض عربية، زمن المال وتفاهة الغناء والأنا»، تراني تألمت لما كتبته المبدعة مستغانمي، وصدقوني لو أن راقصة عربية سجّلت مذكراتها، لباعت عشرات الآلاف من النسخ، في الوقت الذي لا يبيع الروائي ألف نسخة من رواية استغرق سنوات في كتابة مخطوطها. تروى حادثة طريفة في هذا المجال: «التقت إحدى الراقصات المصريات، وكانت تركب سيارة فارهة، بالمرحوم نجيب محفوظ الحائز في ما بعد جائزة نوبل للأداب، في الشارع، وكان يركب سيارة قديمة مهلهلة، التقيا على الإشارة الضوئية متجاورين، وكانت حمراء، فما كان من الراقصة إلا أن التفتت إليه وخاطبته قائلة: سي نجيب، شايف قلة الأدب بتعمل إيه؟ والأدب يودي صاحبه فين؟» الحادثة تعتبر مقياسا عمليا لانقلاب المفاهيم في عصرنا.
الملتزمون في الأدب والرواية والقصة والشعر والسياسة، لا يفهمون الأدب وفق الفهم الأفلاطوني له «الفن للفن»، فمنذ بلزاك وفلوبير وصولا إلى الواقعية الاشتراكية، وحتى جمال الدين الأفغاني، الذي يرى أن دور المثقف يتمثل في التأمل في الحاضر من أجل تفسير النبل الإنساني وإضاءة الطريق لأبناء أمته على قاعدة التمتع بالروح النقدية واستخدامها في مراجعة الماضي، وإنما أن الأدب قضية. لذا، فإن الأديب والمثقف، لا بد أن يتناول الواقع وتاريخ مجتمعه في أعماله، ويخدم قضاياه الوطنية. صحيح أنه حتى اللحظة، فإن تعريفا محددا للمثقف والأديب، لم تجر صياغته، انطلاقا من الزوايا العديدة التي يتم النظر من خلالها إليه، وانطلاقا من رؤية دوره، إن بالمشاركة في عملية التغيير السياسي أو في سياسة التغيير المجتمعي، فلطالما تحدث الفلاسفة والمفكرون عن تعريفات وأدوار شتى للمثقف، ومن بينهم المفكر الإيطالي غرامشي، فهو يرى الأدب والثقافة بأنهما نقل عالم الأفكار واهتمامات ذوي الاختصاص إلى عالم الصراع الاجتماعي، لذا، فإن هذا النقل يعيد صياغة المثقف عند غرامشي.
إن إحدى الحلقات المركزية في دور المثقف هي نقد الثقافة السلبية، التي تحاول التسيد كظاهرة، بغية تخليصها من الانحرافات التي تمنعها من تحقيق قيمها على أرض الواقع.. كذلك فإن دور المثقف يكمن في تطوير العوامل الإيجابية في الثقافة، من أجل العمل على امتدادها أفقياً في المجتمع ومنهجتها في مؤسسات من أجل تحويلها الى ممارسة عملية واقعية معاشة، وواجب المثقف: التصدي للعولمة الثقافية، التي لا تستهدف الحوار بين الثقافات، بل تسييد الثقافة الغربية، لأن منظومة علاقاتها هي التي أثبتت كفاءتها وفقا لفوكوياما، ووفقا لصراع حضارات هنتنغتون، بالطبع من دون التمترس وراء شعارات مثل، دعوى المحافظة على الأصالة التراثية، وإغلاق العيون عن كل جديد، بل يمكن المواءمة ما بين الأصيل القديم والبعض من العناصر الإيجابية الجديدة، التي في المعادلة النهائية، تستطيع ان تقدم أفضل خدمة للأصيل القديم.
من هذه الزاوية أرى أدب كاتباتنا العربيات أحلام مستغانمي، غادة السمان وغيرهما الكثيرات بالطبع (وهنا من الضرورة التأكيد على أن هذا الأمر لا يعني إيمانا بما يطلقون عليه «الكتابة النسوية»، فهذا المفهوم خطأ). ومن هنا أتوجه إلى المبدعة الفاضلة، أحلام مستغامي للتأكيد، على أن الشعوب، وإن تناست أديبا معينا في مرحلة ما، انقلبت فيها المفاهيم، فإنها بالضرورة ستعود إليه في مرحلة أخرى بعد أن تصحو من غفوتها. ولذلك لا ولن يضيرك في شيء سيدتي الفاضلة، يا من تناولتِ الهم الفلسطيني في روايتك، وأشد على يديك أنك تناولت الثورة الجزائرية، هذه التي كنا نبدأ يومنا الصباحي في المدرسة الابتدائية والإعدادية بالنشيد إليها في فلسطين، وكنا نجمع مصروفنا اليومي كل أسبوع وهو قرش واحد في تلك الأيام دعما لها، وما زلت أحفظ حتى في مرحلة عمري الحالية نشيد الثورة.. «قسما بالنازلات الماحقات». نعم، بدعم ومساندة أمتنا العربية لنضالنا الوطني الفلسطيني، ستتحرر فلسطين مثلما تحررت الجزائر.
أما بخصوصنا نحن كفلسطينيين فقد أصبحت مقاومتنا «إرهابا» في نظر السعودية وحلفائها، فقد شاهدنا مقاوماّ فلسطينياً عرضوه كإرهابي في فيلم أمام مؤتمر وزراء دفاع التحالف الإسلامي، الذي انعقد مؤخرا في الرياض! وكأنني أرى نتنياهو يزور قبر هرتزل وجابوتنسكي ويخاطبهما قائلا: «ألم أقل لكم أننا سنطوع حكام بلدانهم». تحولت مقاومتنا العربية المشروعة، من أنبل ظاهرة عربية في التاريخ – الوصف للزعيم الخالد جمال عبدالناصر، قاله في ذكرى ثورة 23 يوليو 1968، وسمعته منه بأذنيّ على الراديو، إلى ظاهرة «إرهابية»، أما الإرهابيون الحقيقيون الصهاينة، فقد تحولوا إلى حلفاء حقيقيين للبعض ممن يسمون أنفسهم عرباً (والعروبة منهم براء) ومن يسمون أنفسهم بالإسلاميين (والإسلام منهم براء) فديننا الحنيف هو دين (وأعدّوا لهم ما استطعم من قوة ومن رباط الخيل، وقاتلوا الذين يقاتلونكم، يا أيها النبيّ حرّض المؤمنين على القتال). سارعت وزيرة صهيونية بالتقاط هذه المتغيرات في المواقف، فنادت بإقامة دولة للفلسطينيين في سيناء. وقال سفير إسرائيلي، بأن 13 سفيرا عربيا يتعاونون وينسقون معه سرّا حيث يعمل. إن ما يجري تنفيذه هو تصفية القضية الفلسطينية.
ما حدث ذكّرني بقصيدة محمود درويش «مديح الظل العالي» وفيها يقول:هل نستطيع الموت في ميلادنا الكحلي… أم نحتل مئذنة.. ونعلن في القبائل.. أن يثرب أجّرت قرآنها.. ليهود خيبر؟ حاصر حصارك، لا مفـر! سقطت ذراعك فالتقطها… واضرب عدوك.. لا مفر… وسقطتُ قربك، فالتقطني.. واضرب عدوك بي.. فأنت الآن حــر. سقط القناع : عرب ٌ أطاعوا رومهم..عربٌ وباعوا روحهم.. عرب وضاعوا. والله غمـّس باسمك البحري أسبوع الولادة… واستراح إلى الأبد… ذكّرني أيضاً بما قاله نزار قباني، رأيت العروبةَ معروضةً في مزاد الأثاث القديم.. ولكنني ما رأيت العرب. وتستغربين يا أحلام؟ تحياتي إليك.
كاتب فلسطيني

إلى أحلام مستغانمي تحية… واحذروا «إرهابنا»!

د. فايز رشيد

إيمانويل ماكرون: مصير جديد للدبلوماسية الفرنسية

Posted: 29 Nov 2017 02:16 PM PST

يزداد موقع إيمانويل ماكرون في الدبلوماسية الدولية استثناء، بفعل ظروف ذاتية وأخرى موضوعية. تتجلى الظروف الذاتية في خصوصية الدبلوماسية الفرنسية تاريخيا، التي تبنت دائما الوقوف على مسافة واحدة من النزاعات الإقليمية في مسعى لإيجاد حد أدنى من التوافق للمضي بالحلول قدما.
هذا النهج، تحدث عنه ماكرون بالتفصيل في المقابلة المطولة التي خص بها صحيفة «لو بوان» الفرنسية حينما قال: «دائما في مرحلة الإعداد لمسلسل تفاوضي، أنظر في البداية إلى النقاط التي لا يمكن حصول أي اتفاق بشأنها، ثم إلى النقاط التي تستدعي مزيدا من الجهود للوصول إلى اتفاق فيها، ثم إلى النقاط التي لا تشكل خلافا».
الظروف الموضوعية تكمن في أن دونالد ترامب أرخى لماكرون الحبل للتصرف بـ« أريحية» في منطقة الشرق الأوسط، على أساس أن رئيس الولايات المتحدة الحالي لا ينظر الى الرهانات الدولية من الزاوية التي كان ينظر اليها أوباما، وكأن لترامب حدس مسبق بأنه بوصول ماكرون الى سدة الحكم ستصبح فرنسا وليس الولايات المتحدة على رأس مخطط قيادة مسلسل السلام والمفاوضات لتسوية الصراعات في المنطقة.
ماكرون يرسل أكثر من إشارة في الخارج، يهدف من ورائها إلى إرجاع فرنسا لصورتها الطبيعية كقوة ذات وزن في المشهد الدولي. ولعل من أقوى هذه الإشارات أن فرنسا «تخاطب العالم كاملا». الرئيس الفرنسي الجديد متشبت بضرورة إرسال رموز للمجتمع الدولي يستنتج منها حدوث منعرجات جديدة في الدبلوماسية الدولية.
في بحثها الدؤوب عن تسويتها للخلافات عن طريق «الحلول الوسط » تسعى فرنسا، كما قال مؤخرا أحد المعلقين على محطة إعلامية فرنسية مصيبا، إلى استعادة صورة «قابلة للتصدير». يريد الرئيس الفرنسي مواصلة التقارب مع إيران الذي كانت قد بدأته فرنسا كطرف فاعل في رعاية الاتفاق النووي لسنة 2015. ولكنه يواصل هذا التقارب مذكرا محذرا بعدم الإخلال بمبادئ تقوم مقام الخطوط الحمر غير القابلة للمساومة ولا التفاوض. وما إشارة الرئيس الفرنسي إلى انتهاج إيران سياسة بالستية، على حد تعبيره، «غير متحكم فيها» إلا دليل منه على «مباركة» التقارب ولكن ليس من دون شروط. في الوقت نفسه، يرى ماكرون في إيران رافعة اقتصادية ذات وزن في السنوات المقبلة وكفانا ذكرا في هذا المجال الفرصة التي يمثلها استثمار علامة «بيجو» للسيارات في السوق الصناعية الإيرانية حتى يبقى التواصل معها قائما.
للدبلوماسية الفرنسية ثوابت أساسية تتلخص في احترام التعددية والحفاظ على التوازنات في المنطقة. هدف فرنسا الدبلوماسي الأسمى في شخص رئيسها الجديد: تبوء مركز الساحة الدبلوماسية في العالم.
لو قرأنا عودة الحضور الفرنسي في المنطقة من باب التدخل في الشأن الداخلي للبلدان وحماية مصالح معينة لارتكبنا مغالطة لا تسمح بإدراك حجم الانهماك الفرنسي الراهن في منع تصعيد التوتر والخروج من الأزمات عن طريق اضطلاعها بدور التهدئة. لا تريد فرنسا الوقوف متفرجة على المناطق الإقليمية بعد الآن، وتسعى في هذا الطريق إلى ربط الأقوال بأفعال.
باحث أكاديمي وإعلامي فرنسي

إيمانويل ماكرون: مصير جديد للدبلوماسية الفرنسية

بيار لوي ريمون

شروط تمكين الشباب العربي

Posted: 29 Nov 2017 02:15 PM PST

في أيامنا الحالية كثر تداول كلمة «تمكين». هناك على سبيل المثال نداءات لتمكين المرأة وتمكين المثقف وتمكين الشباب. في الغالب تبقى تلك الكلمة شعارا سياسيا غير متحقق في الواقع، يتلاعب به السياسيون للتأكيد على اهتمامهم بهذه الفئة أو تلك، ولكسب رضى وقبول أفراد هذه الفئات.
دعنا نأخذ مثال شعار «تمكين الشباب العربي» الذي طرح من قبل العديد من دول الوطن العربي في ما سمي باستراتيجيات 2030 كاستجابة لما طرحه زعماء العالم في ساحات هيئة الأمم المتحدة في عام 2015، تحت مسمى «خطة التنمية المستدامة لعام 2030 «.
بالنسبة للمنطقة العربية أصدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2016 تقريرا متميزا عن هذا الموضوع: موضوع «تمكين» الشباب العربي من الانخراط في عملية التنمية المستدامة، من خلال تعزيز قدراتهم، وتوسيع نطاق وعدالة الفرص المتاحة لهم، وذلك من أجل أن يصبحوا أحد العوامل الحاسمة في عمليات التغيير. إذن نحن أمام هدف نبيل، لكن هل يمكن تحقيقه من دون وجود إرادة سياسية وطنية صادقة لتنفيذ كل متطلبات تحقيق ذلك الهدف؟ ذلك أن تلك المتطلبات ستصطدم مباشرة مع مصالح البعض، ومع أعراف بنيت عبر القرون، ومع مراجعة للأولويات في صرف الميزانيات، ومع بعض مسلمات العولمة الرأسمالية المتبناة من قبل الكثيرين.
لندخل في تفاصيل متطلبين أساسيين تحتاجهما عملية «تمكين» الشباب العربي تلك. فالتمكين يحتاج إلى خامة بشرية شبابية معقولة، صالحة للتمكين المفيد الفاعل، وهو يحتاج لظروف اجتماعية وسياسية واقتصادية، تسمح بنجاح عملية التمكين الصحيحة غير المشرشة وغير الكاذبة التلفيقية.
بالنسبة للخامة هناك ثلاثة عوائق حياتية تجعلها خامة غير متمتعة باللياقة المطلوبة. فأولا، أن أغلب الشباب العربي، إما أميون، بسبب الإهمال التاريخي المستعصي لموضوع محو الأمية في أرض العرب، وإما حاصلون على تعليم محدود مثقل بألف عيب وعيب، ولا يمت بأية صلة لمتطلبات واقع العمل والوظائف في أرض العرب ولا لإملاءات الحياة العصرية الحديثة.
وثانيا، فإن أغلب أفراد الخامة يحملون ثقافة مسطحة ومتخلفة، مشوشة بالنسبة للدين والعلاقات الاجتماعية والأيديولوجيات السياسية، ومتأثرة حتى النخاع بثقافة العولمة الداعية للفردية المفرطة وللاستهلاك النهم وللتنافس المجنون وللضياع في جنون ما يسمى بالخيارات التي لا حدود لها.
وثالثا، فإن أغلب أفراد الخامة مصابون باليأس والقنوط وفقدان الأمل بالمستقبل والشك المبرر في كفاءة مختلف القيادات المجتمعية، وذلك من جراء فواجع البطالة والفقر والتهميش وجنون الصراعات العبثية، التي لا تنتهي في طول وعرض بلاد العرب.
ذاك بالنسبة للخامة التي يراد تمكينها، فماذا عن الظروف السيئة التي ستجعل من عملية التمكين حرثا في أرض يباب، وذرا للرماد في العيون؟
فأولا، لن تنجح عملية التمكين بوجود اقتصاد ريعي يقوم على توزيع الثروة من خلال ولاءات انتهازية استزلامية، أو ولاءات قبلية أو طائفية أو حزبية أو أمنية. فالاقتصاد الريعي غير الإنتاجي لا ولن يحتاج لشباب ينخرط في العملية التنموية، خصوصا إذا كان اقتصادا ينخره الفساد، ولا يخضع لمراقبة شفافة مستقلة.
وثانيا، لا يمكن الحديث عن تمكين الشباب في مجتمعات بلعتها سلطة الدولة في جوفها، وحرمت مؤسساتها من الاستقلالية وحرية المعارضة المعقولة لأية تجاوزات من خلال تجمعات مدنية من مثل الأحزاب والنقابات والجمعيات المهنية والإعلامية والثقافية. وبالتالي فغياب مستوى معقول من الحياة الديمقراطية، بسلطاتها المستقلة المتعاونة مع بعضها بعضا، برقابتها القانونية والإعلامية الضرورية، بقضائها العادل، سيجعل من التمكين تدريب جنود بلا سلاح أو ذخيرة.
وثالثا، ستفشل عملية التمكين في مجتمع تتصارع فيه الهويات، ويفتقر إلى أدوات عقلانية علمية لحل الخلافات، ولإعلاء هوية المواطنة المتساوية المشتركة فوق كل هوية فرعية أخرى. وهذا بالطبع مرتبط بالقوانين العادلة وبالثقافة المتسامحة وبالمستوى الإنساني الرفيع لأفراد المجتمعات.
واضح أن إشكالية نوعية الخامة والظروف المجتمعية تعتمد مواجهتهما وحل إشكالاتهما على مقدار الرغبة الصادقة لدى سلطات الدولة في بلاد العرب، والسؤال: هل سلطة الدولة العربية مهيئة وعلى استعداد لأن تقوم بتلك المهمات الإصلاحية التي بدونها لا يمكن الحديث عن تمكين شباب الأمة؟ أثبتت سيرورة ثورات وحراكات الربيع العربي عبر الوطن العربي كله أن الجواب هو النفي القاطع.
قرارات زعماء العالم الرغائبية من فوق منصات قاعات هيئة الأمم المتحدة، والإعلان عن استراتيجيات التنمية الوطنية لهذا القطر العربي أو ذاك، لن يكونا كافيين، بل وسيبقيان حبرا على ورق ما لم يرتبطان بتغييرات كبرى في مقومات حياة المجتمعات العربية، وهذا سيعتمد على مقدار ما يبذله شباب العرب أنفسهم من جهد ونضالات سياسية مريرة، وانخراط جدي في المؤسسات المدنية العربية الفاعلة لتحقيق تلك التغييرات. في المحصلة إنها حلقة تبدأ بالشباب العربي لتنتهي بالشباب العربي.
كاتب بحريني

شروط تمكين الشباب العربي

د.علي محمد فخرو

الربيع العربي والتغيير المقبل (1)

Posted: 29 Nov 2017 02:15 PM PST

يحلو للبعض نعت الثورات الشعبية التي شهدها العالم العربي مع بداية هذا العقد بالخريف العربي في إشارة إلى حالة الانحدار التي أعقبت هذه الثورات في مجال السياسة والاقتصاد، وفي المجال الاجتماعي والأمني. وقد وقر في نفوسهم وران على قلوبهم اعتقادٌ بأن هذه الثورات (مع افتراض براءتها) قد أثرت سلباً على العالم العربي، ودفعت إلى مزيد من الانقسام سواءً على مستوى الدول، او انقسام المجتمعات على نفسها، بالإضافة إلى حالات التهجير القسري والقتل والتدمير وانعدام الأمن.
ويحلو لفئة أخرى، نعت هذه الثورات بالربيع «العبري»، في إشارة إلى نظرية المؤامرة، والتي تدّعي أن هذه الثورات قد دُبّرت لخدمة المشروع الصهيوني في المنطقة، وخراب البلاد العربية، وفي هذا تجنٍ كبير على كل من شارك في هذه الثورات ودفع فاتورة الدعوة إلى التغيير، سواء بروحه ودمه أو من عمره وعذاباته وأحزانه ودموعه، ناهيك عن تسطيح الأمور وتسفيه عقولنا. والحديث يطول عن التُهُم التي تُلقى جزافاً على الموجة الأولى من موجات التغيير التي اجتاحت عالمنا العربي وأدت إلى تحريك المياه الراكدة، فكان أن طفا على السطح أقذر ما في مجتمعاتنا وما في نفوسنا، ثم لم يجد البعض بُدّاً من توجيه اللوم إلى من حرّك قطعة الجُبن! ومن هنا، علينا أن نعترف أن العقل العربي الجَمْعي، المسيطر على تفكير الكثير من مجتمعاتنا بما فيها من النخب الثقافية والسياسية، يعتمد على استخدام التعميم، وإطلاق الأحكام العامة، ثم الربط غير المنطقي بين الأحداث والنتائج، وهذه من كبريات مشاكلنا في العالم العربي. وتحليل مرحلة ثورات الربيع العربي لا تخرج عن إطار هذه العقليّة للأسف!
صحيح أن النتائج المرجوّة من الثورات لم تتحقق بالشكل الكامل في بلاد الربيع العربي، وفي بعضها انقلب الوضع إلى أسوأ مما كان عليه، ولكن اللوم يقع على الأنظمة الاستبدادية (والمستفيدين منها) التي حرصت على البقاء في السلطة وضحّت بالبلاد والعباد في سبيل ذلك، بل إنها تحالفت مع الشيطان نفسه كي يردّ عنها موجات التغيير. يُضاف إلى ذلك طابور الخانعين من أصحاب القرار الذين ترددوا في اتخاذ موقف حاسم، ومارسوا دور المتفرج بانتظار حسم الموقف، ومن ثم تشكيل موقفهم حسب نتائج الحسم! أما اللوم الأكبر، فيقع على بعض من يتم تصنيفهم أنهم صفوة المجتمع، وطبقة مثقفيه ومفكريه، الذين يحتلون مساحات كبيرة على وسائل الإعلام ومنابر الخطابة ووسائل التواصل الاجتماعي، وينشرون مغالطاتهم التاريخية، ودروسهم التي عفا علبها الزمان وفقدت صلاحيتها، رافضين كل الرفض الاقتناع بأن الحياة قد تغيّرت وأن الفرضيات الفكرية والسياسية التي تربّوا عليها وأصبحت ديدنهم هي بحكم الفاقدة للصلاحية والشرعية على حد سواء.
من المفارقات التاريخية التي سيتندّر عليها خَلَفُنا أن بعض مثقفينا وقفوا مع الطغيان والزعامات الديكتاتورية في وجه الأبرياء باسم وحدة وحرية البلاد ونصرة فلسطين والوقوف في وجه المخططات الاستعمارية. هؤلاء الذين كنا نُمنّي النفس بأن يحملوا مشاعل الثورة المقبلة ويكونوا قناديلها، وأن تنير لهم بصيرتهم نهاية النفق المظلم فيقودوا صفوف الجماهير إلى بر الأمان، ولكنهم خذلوا أنفسهم أولاً وخذلوا مجتمعاتهم ثانياً بالوقوف في وجه التغيير ظناً منهم أنهم يحسنون صنعاً. وهو ما أدى في النهاية إلى تسليح هذه الثورات ودخول قافلة الإرهابيين والمتطرفين على خط الثورات لانعدام الأفق السياسي السلمي من جهة والمغالاة في التعامل مع المتظاهرين السلميين، فكانت النتيجة خراب البلاد وقتل وتهجير العباد.
من غير المعقول أن تخفى حالة الانسداد الفكري التي كانت تعاني منها (ول تزال) مجتمعاتنا العربية على كل الأصعدة، هناك أزمة أخلاقية ثقافية فكرية وأخرى دينية ناهيك عن الأزمات الاقتصــادية والسياسية، وهذا كله نتاج حالة الإنغلاق وتكميم الأفواه وفرض الرأي الواحد، واعتماد نهج الدولة البوليسية مع انتشار سرطاني للفساد. إن أي متدبر واعٍ لا بد أن يعلم أن هذه المجتمعات كانت على صفيح ساخن وعلى شفا جرف، بانتظار أن يفور التنور مؤذنا باندلاع ثورة التغيير الجارفة، لقد كانت مسألة وقت لا أكثر لمن يعقل الأمور.
والأنكى من ذلك من يظن أن قمع هذا التغيير، وسحب البساط من تحت قدميه مع انتهاء أول جولة من المعركة، هو حسم للصراع، وقبول بالأمر الواقع، وهو بذلك يكون بالفعل كالنعامة التي تدفن رأسها في التراب!
من يتتبع دراسة المجتمع وحالات التغيير الاجتماعي، يدرك تماماً أن المجتمعات في عمومها تحتكم إلى جبهتين: (المحافظون) الذين يدفعون بالمجتمع نحو الركود والاستقرار والثبات على المعتقدات، و(المُجدّدون) الذين يقودون دعوات التغيير ويقلبون المفاهيم والموازين في المجتمعات. لذا فمن الطبيعي أن يكون هناك نزاع اجتماعي بين المحافظين والمجددين على الدوام، ولكنه نوع من التنافس المرغوب به، كي تتقدم المجتمعات وتجدّد دماءها بلين وسلاسة، دون الحاجة إلى عمليات هدم وإحلال تتمخض عنهما هزات اجتماعية كبيرة.
وبالضرورة فإن البديل عن حالة (الصراع السلمي) هذه لا بد أن يكون حركة تغيير حادة وشديدة (ثورات أو حركات تصحيح شاملة) وهي استجابة طبيعية من المجتمعات لحالة (البيات الفكري) الطويلة، التي أعاقت حركة التقدم وعطّلت صلاحية المفاهيم وحالت دون ضخ الدماء الجديدة في المجتمع، مما أدى إلى تراكم المشاكل واستعصاء حلها، وأنتج بالتالي حالة من التخلّف العام في المجتمع.
وهذا ما حصل في عالمنا العربي، مع استمرار الأنظمة الاستبدادية في الحكم بالطريقة نفسها والمنهج نفسه، مع إغلاق جميع منافذ الحوار والاعتماد على كليشيهات واسطوانات مشروخة، دون الالتفات إلى ضرورة التغيير والاستماع إلى نبض الشارع.
يتكرر في العديد من الأفلام السينمائية مشهدٌ يظهر فيه بطل مغوار يستعرض فنونه القتالية بحركات اليدين والأرجل أو بالسلاح الأبيض أمام منافس ضئيل الجسم نحيل القوام، ولكنه سرعان ما يتناول مسدسه ويردي البطل المقدام عريض المنكبين! الشاهد هنا، أنك إذا أردت أن تستمر في هذه الحياة فعليك أن تطوّر دائماً من أدواتك المستخدمة بحيث تواكب العصر وتتلاءم مع معطياته. إن محاولة فهم ما يجري في عالمنا العربي وإدراك عقليّة جيل الشباب الحالي باستخدام عقلية وأفكار عقد الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي هي أشبه ما يكون بمواجهة الرشاش الأتوماتيكي بالقوس والنشّاب!
التغيير هو سنّة الحياة والبشر، وكل من يقف في وجه التغيير سيخرج من الباب الصغير، فصدر التاريخ لا يتسع لمن يخاف من وهج مشاعل الثورة. التغيير آت لا محالة، ومحاولة شيطنة هذا التغــيير لن تمنع حدوثه. لذا أقول ناصحاً، بدلاً من الوقوف في وجه القافلة أصعدوا على متنها وساعدوا على تصحيح مسارها.
كاتب ومُدوّن من الأردن

الربيع العربي والتغيير المقبل (1)

أيمن يوسف أبولبن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق