Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


مكافحة الإرهاب أم تلميع بن سلمان؟

Posted: 27 Nov 2017 02:36 PM PST

تأسس «التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب» في كانون الأول (ديسمبر) 2015 بمبادرة من ولي ولي العهد محمد بن سلمان، ضمن سياق الحاجة الماسة إلى ضربة دعائية مبكرة تستهدف تلميع صورته على أكثر من صعيد، كوزير للدفاع منخرط لتوه في «عاصفة الحزم» ضد اليمن، وكشخصية جديرة بارتقاء المناصب الأعلى في سلم التوريث داخل العائلة الملكية، وكشخصية قيادية على النطاقين العربي والإسلامي.
وقبل أيام ترأس محمد بن سلمان اجتماعات مجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري في الرياض، ليعيد التأكيد على أغراض التأسيس ذاتها، مع إضافة التطور الأبرز خلال السنتين الماضيين، والذي يفيد بأنه لم يرتق إلى سدّة ولاية العهد فحسب، بل هو الملك الفعلي غير المتوّج. وهو، فوق هذا، يملك اعتقال كبار الأمراء من آل سعود، ويفرض الأتاوات على ملياراتهم تحت راية محاربة الفساد، ويستخدم كل السلطات والوسائل لقطع دابر أية معارضة لبرامجه في حيازة السلطة المطلقة.
وكما بدأت صيغة «التحالف الإسلامي» ظاهرة لفظية وإعلامية خالية من أي مضمون فعلي على أرض الواقع، فإن غالبية مؤشرات ما بعد مؤتمر الرياض الأخير تشير إلى تحالف كلامي ضد الإرهاب ينتهي في خلاصته إلى تنصيب محمد بن سلمان ملكاً، متوجاً هذه المرة، على رأس التحالف. والبرهان الأول جاء في توصيات البيان الختامي، التي منحت ولي العهد السعودي رئاسة مجلس وزراء دفاع دول التحالف، وسلطة تعيين أمينه العام، وقائده العسكري، والنظام الداخلي لما سُمي «مركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب»، واعتماد لوائحه وميزانيته السنوية، بالإضافة إلى مقرّه في الرياض، حيث تقوم المملكة بتأمين احتياجاته.
ومن المفارقات أن اجتماع الرياض الأخير هو النشاط الأول للتحالف بعد سنتين من تأسيسه، ومن الجلي أنه حملة دعائية ثانية لا صلة لها أبداً بما التزم الاجتماع الأول بإنجازه، بل هي تكرار لأهداف قديمة تجاوزها الزمن وجعلتها التطورات الراهنة مجرد أصداء جوفاء. فمن جهة أولى كان الكفاح ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» هو الهدف الصريح الوحيد الذي تعهد به لقاء أواخر 2015، في حين أن التنظيم بات اليوم على حافة الاندحار، وليس بجهد تحالف الرياض.
ومن جهة ثانية، كانت الطائرات الحربية السعودية انضمت إلى التحالف الدولي الذي تصدى لتنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا، لكن عدد الغارات التي نفذتها المملكة في أجواء البلدين لم تتجاوز 7 طلعات، من أصل 9,500 خلال الفترة الزمنية لاشتراكها في عمليات التحالف. وأما من جهة ثالثة، فإن قيادة السعودية لتحالف «عاصفة الحزم» في اليمن كان يعني أن إرهاب «الدولة» لم يعد الهدف الأول، المعلن على الأقل، بل حل محله تحالف الحوثي ـ علي عبد الله صالح.
ومن جهة رابعة، كم من منظمات جهادية ومراكز تعصب تولت المملكة دعمها بالمال والسلاح، لكي تزعم اليوم عزمها على تجفيف منابع الإرهاب؟ وكم أسهم ذلك الدعم في تنشئة الفكر المتطرف، بدل الإسهام في فضح أوهامه وأساليب زيفه وخداعه، كما يطالب اجتماع الرياض؟ وأخيراً، هل شعار «متحالفون ضد الإرهاب» هو الشجرة التي أخفت غابة عنوانها الاصطفاف خلف مشروع محمد بن سلمان، وتجييره سعودياً وعربياً وإسلامياً، ليس أكثر؟

مكافحة الإرهاب أم تلميع بن سلمان؟

رأي القدس

هذا الزمن العربي

Posted: 27 Nov 2017 02:36 PM PST

غدا عندما يؤرخ المؤرخون ويكتب الروائيون عن هذا الزمن العربي الذي بدأ بهزيمة حزيران ـ يونيو 1967 ولا نعلم إلى أي منقلب سينتهي، سوف يواجهون بالعجز عن إيجاد الكلمة الملائمة التي تستطيع أن تصف كيف ولِمَ وصل العرب إلى قعر التأريخ مضرجين بالدم والرعب واللا معنى.
بلاد صارت ملعبا للمحتلين والمجرمين والسفلة، يقتلون الناس ويتلذذون بالجريمة. يكفي أن ننظر حولنا، من مذبحة مسجد الروضة في مصر إلى وليمة الدم في الموصل، ومن الغوطة الشرقية إلى البلاد السورية كلها، ومن فلسطين إلى فلسطين. هناك يعبث القاتل بالضحايا، وهنا يتنافس السفاحون على إبادة الحياة، وبين الهُنا والهُناك امّحت المسافات، واختلطت اللغات واللهجات. برج لغوي بناه الخراب، فتطايرت شظايا اللغات فوق أشلاء الناس، نسمع الروسية والإنكليزية والتركية والفارسية والعبرية، ولا نفهم. نبحث عن لغتنا العربية فلا نجدها، وحين نعثر على بقاياها فإنها تبدو ركيكة مصطنعة يتصدّرها خطباء يتلعثمون ولا يجدون المعاني.
غدا عندما ستنقشع الرؤية أمام الأعين، ويتم جمع ممزق حكايات العرب، لن يرى المؤرخون سوى مقبرة بلا شواهد تمتد من المحيط إلى الخليج، وأرض تنز دما ومرارة، ووجوه فقدت أعينها كي لا ترى.
إنه العمى، قدماء الإغريق، الذين صنعوا من العمى الفردي أسطورتين كبرتين، أسطورة الشاعر الأعمى في شخصية هوميروس وأسطورة الملك الأعمى في شخصية أوديب، لم يتخيلوا عمى يضرب شعبا كاملا، فالعمى الإغريقي الفردي كان نافذة للدخول في أعماق النفس الإنسانية وفــــي عتماتها غــــير المرئية، وكان طريقا يصنعه الأعمى للمبصرين الذين لا يرون، وهذا كان حال شاعرنا الكبير أبي العلاء الذي جعل من عماه طريقا إلى نور المعرفة.
حتى الكاتب البرتغالي خوسيه ساراماغو لم يسعفه خياله للنظر إلى العمى بصفته حقيقة لا استعارة أو كناية. فمعاصرنا البرتغالي العظيم، رسم في روايته «العمى» استعارة كبرى صنعتها مدينة يصاب جميع سكانها بالعمى، وكانت هذه الكناية وسيلة الكاتب للغوص في السراديب السرية لغريزة التسلط ووحشيته.
نحن نعيش العمى ليس استعارة بل حقيقة، وحين تكون الاستعارة حقيقة فهذا هو الهول بعينه.
تخيلوا معي، حاولوا أن تتخيلوا أن ما جرى لغريغور ساسا بطل رواية «المسخ» لفــــرانز كافكا كان حقيقــة وليس كناية. حــاولوا أن تتماهوا مع بطل رواية يستيقظ بعد ليلة من المنامات المزعجة ليجد نفسه وقد تحول إلى حشرة.
يقول المنطق أن هذا محال، فالأدب ليس الواقع بل تأويله، وهذا صحيح، أو هذا ما كنت أعتقد أنه صحيح إلى أن وجدت نفسي أعيش في منام مزعج اسمه ليل العرب.
المخيف ليس المنام، فالكوابيس يمكن التغلب عليها لحظة نفتح أعيننا، المخيف هو أننا نخاف من فتح أعيننا، لأن ما ينتظرنا في الصحو هو أكثر فداحة من أي منام.
ماذا لو فتحنا أعيننا فلم نجد سوى عتمة يحتلها أشباح الخوف وتقطر دما.
نفتح أعيننا كي نتحدى العتمة، فلا نجد سوى سيرك دموي يمتد من صحراء العرب إلى صحراء العرب، مجموعة من الأدعياء والمهرجين، يديرهم مهرجون أكثر قدرة منهم على سفك الدماء.
كلمات ترتطم بالرمل فتصير أصداء.
كيف نحيا في صحراء الأصداء.
صدى يتداخل في الصدى، اللغو يحاصرنا والأنبياء الكذبة يبشرون بالاستبداد والثأر من الماضي بالماضي، وبلاد تتدحرج في مجهول الخراب.
ونسأل كيف نعيش؟
ذهبت إلى ابن كثير أسأله كيف استطاع الناس أن يستمروا في الحياة عندما اجتاح المغول بغداد.
يومها كانت بلاد العرب محاصرة بالفرنجة والمغول، وكان الدم يسيل.
قرنان من الخراب عاشتهما هذه البلاد. من عاش في تلك الأيام رأى النهاية، كما نراها نحن اليوم، ولم ير كيف يمكن للحياة أن تستمر.
لكن الحياة استمرت.
قدرنا، نحن جيل الخراب، أن نتمسك بالحياة، ونكتشف أن المهمة الوحيدة هي الدفاع عن الحياة نفسها، فالحياة هي القيمة العليا التي منها تتفرع كل القيم وفيها تصب المعاني.
ونسأل عن معنى الكتابة هنا والآن؟
أعرف ان الكلام ابتذل، لكنني أعرف أن الكلام لا ينفد مهما جرى.
سلاحنا أن نقاوم من دون أمل، هذه هي المقاومة الكبرى التي ستصنع شهادتنا في زمننا وعليه.
اليأس لا يجدي ولا يقود الا إلى العبث، ونحن لسنا يائسون، نعيش ما بعد اليأس، وهنا في هذا الذي نسميه ما بعد اليأس تكمن بذور الحياة.
لا تصدقوا رعونة التأريخ، أو صدقوها، لكن تذكروا أن عيني طفل سوري غارقتين بالدموع تساويان الدنيا بمن عليها، وأن نظرة احتقار تلقيها طفلة فلسطينية على جندي إسرائيلي مدجج بالسلاح تستعيد عمرنا الضائع.
وحين أنظر إلى بيروت التي تتأرجح على إيقاع صراعات أسياد هذه اللحظة المنقلبة، لا أرى من مدينتي سوى أعماقها التي تختبئ هربا من المرايا الكاذبة التي تحيط بها، وأقول لها أن تنتظر، فالمدينة التي ماتت سبع مرات، لن تموت من جديد، إنها تدّعي الموت، وتختبئ بين الموتى، في انتظار ما سيأتي لكنه لم يأتِ بعد.

هذا الزمن العربي

الياس خوري

مترو «الميادين» لا يتوقف في دمشق… قناة إيرانية تلفزيونية لسوريا… وإساءة مارسيل غانم 

Posted: 27 Nov 2017 02:35 PM PST

اختار «مترو» قناة «الميادين» في إحدى حلقاته الأخيرة أن يتجوّل بين حيطان عدد من المدن متقصيّاً أحوال فن الغرافيتي (الرسم والكتابة على جدران الأبنية وفي الشوارع وساحات المدن). قابلت ريحان يونان، وهذا هو اسم معدّة ومقدمة البرنامج، مجموعة من فناني الغرافيتي من بينهم اللبنانيان يزن حلواني ومريم غانم (تقول إنها بدأت رسم الغرافيتي بعد انفجارات ضربت ضاحية بيروت الجنوبية)، والفلسطينيان منذر جوابرة وسليم عاصي (يرسم على جدران المخيمات الفلسطينية في لبنان).
جرى الحديث عن هذا الفن الذي ازدهر خصوصاً مع الثورات، وفي مناهضة الاحتلالات والطغيان. وردت أمثلة وصور عديدة لأعمال من مصر، وتونس، والمغرب والجزائر والأردن (نعم، الأردن)، وإيران، التي عرض تقرير منها يصور شعارات مناهضة لأمريكا وسواها من صور.
الكاميرا اختارت ما تريد مما وجدتْه على الحيطان، لم يكن في واردها أن تتحدث عن هذا الفن الصادم، والخطير، والبذيء أحياناً. لم تر إلا العبارات التي تلائم هواها: «البندقية الشريقة وجهتها فلسطين»، «الفن المقاوم»، إلى جانب صور فيروز، أم كلثوم،.. لن تخرج الصور والكتابات عن المخيلة التي حشرت فيها أجيال.  
لكن جولة «مترو» «الميادين» المديدة (استغرقت الحلقة 48 دقيقة) لم يخطر ببالها أن تأتي على ذكر فن الغرافيتي في سوريا (على الرغم من أن معدة ومقدمة البرنامج سورية). ذهبت الكاميرا شرقاً وغرباً، سواء بمقابلات شخصية أجرتها يونان، أو بتقارير أعدت وأرسلت من مدن أخرى، لكنها لم تغامر بالمضي إلى الجوار، لترى أي تحد خاضه هذا الفن هناك، كيف كانت علبة البخّاخ تواجه الاعتقال والموت تحت التعذيب والبرميل وصاروخ السكود. وبالطبع يستحيل أن يكون ذلك مجرد سهو، إنه خيار بالتعمية وحذف الأثر الذي تركه الثوار السوريون.
كان الرجل (السوري) البخّاخ ظاهرة مدوخة مع بداية اندلاع التظاهرات في أرجاء البلاد (هل نحتاج إلى التذكير أن البداية كانت من غرافيتي درعا حين كتب الأطفال على الجدران شعارات مناهضة للنظام!). كان أقرب إلى ظاهرة فنان الغرافيتي البريطاني الشهير والغامض بانكسي، غالباً ما كنا نسمع أن هناك من شاهد الرجل البخاخ معتقلاً في هذا السجن، ليظهر من ثم من يقول إنه في سجن آخر، أو أنه لم يعتقل من الأساس، وكان هناك دائماً رسامون يولدون ويولدون.   
الأمر محرج لـ «الميادين» بالطبع، فهي حتى لو قررت أن تذهب إلى حيطان الشوارع السورية لتصور الغرافيتي في مناطق سيطرة النظام لن تجد إلا تلك العبارات التي يستحيل تجاهلها «الأسد أو نحرق البلد»، «شبيحة للأبد»، وسواها.
كاميرا «الميادين» لا يمكنها إلا أن تحشر إيران في حلقتها تلك، بقدر ما اختارت تجاهل الغرافيتي السوري، بل وكل غرافيتي لا يشبه شعاراتها. ليس في ذلك أي مفاجأة. هذا هو بالضبط جوهر شغل «الميادين».

مكافأة ريحان يونان

لا مفاجأة في أن تصبح ريحان يونان نجمة أحد برامج «الميادين»، والتي عرفت على مواقع التواصل الاجتماعي مع شقيقتها فايا يونان بعد أداء خلطة أغنيات وطنية معروفة، ليظهر تالياً إنهما مواليتان للنظام السوري. لا مفاجأة، فهذه مكافأة، على ما يبدو، لمن يتفانى إلى هذا الحد في التطبيل للنظام. 
التعامل مع العمل الإعلامي كمكافأة لن يكترث في الغالب للكفاءات اللازمة، وسرعان ما ستظهر قلة الخبرة والأداء الرديء. 
في تقديمها لحلقة «غرافيتي» من برنامج «مترو» قرأت يونان تقديماً مطولاً تغلب عليه لغة الإنشاء
من قبيل هذه العبارة في وصف فن الغرافيتي «يزين الحارات بكل الألوان، ويضفي على الدروب رسائل ابتسامات». كذلك فإن أداء المذيعة هو أقرب إلى الخطابة المتكلفة لا إلى التقديم الإعلامي. 
تقدّم يونان برنامجها مع قدر من الاستعراض وعدم الاكتراث للإعداد، لا يفرق معها كيف تسأل، ولا كيف يجيب الضيوف، ولا كيف ترتب أولويات فقرات البرنامج. كل شيء هنا يذكّرك بأنك أمام شاشة قناة «الميادين». 

«سوريا» الإيرانية 

أعلنت إيران أخيراً انطلاق البث التجريبي لقناة «العالم سوريا»، ووصفتها بأنها «هدية من الجمهورية الإسلامية الى الشعب السوري بمناسبة انتصاره التاريخي على المجموعات التكفيرية الوهابية المسلحة». 
إنها مصادرة جديدة لصوت السوريين، هؤلاء الذين يتحدث الجميع باسمهم، منصات ومنابر وصحف وقنوات، من دون أن يتمكنوا هم أنفسهم من قول كلمتهم الواضحة عبر منبر قوي ومسموع. 
قناة سورية من إيران سوف تعني شيئاً واحداً، أن يحتفل السوريون القابعون في ظل النظام بقنواتهم الرسمية، إذ ستبدو هذه، بكل مصائبها أكثر انفتاحاً وتحرراً من قناة «سوريا» الإيرانية. 

إساءة مارسيل غانم

مارسيل غانم، الإعلامي اللبناني الذي يواجه حملة شرسة، شعبية ممانعة، قبل أن تكون قضائية، والذي استحق أيضاً حملات تضامنية تستهجن وتستنكر مقاضاته، علق أخيراً بفيديو منقول عن مقابلة إذاعية له مع الإعلامية ريما نجيم عبر إذاعة «صوت الغد»، وفيه (ويبدو أنه لم ينتبه إلى أن المقابلة تبث مباشرة عبر فيسبوك) يرفع غانم يده بحركة بذيئة استوجبت تالياً شرحاً منه عبر بيان اعتذاري يؤكد أن المقصود فيها لم يكن رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري، حيث كان محور الحديث، ولا جمهور المستمعين، بل كانت رداً على الحملة غير المسبوقة ضده على مواقع التواصل الاجتماعي من شتائم  وتهديدات، وتطاول على كرامته ومسيرته المهنية والشخصية والتي كان يزوده بفحواها احد مساعديه خلال الحديث، كما ورد في البيان. 
بذل غانم جهداً كبيراً على توضيح من كان المقصود بتلك الحركة الاعتراضية، كما سمّاها، أكثر من الاعتذار عن الحركة النابية نفسها. في الواقع يصعب أن يتخيل المرء صوتاً رزيناً يتحدث بأناقة وهدوء عبر المذياع ويقوم في الوقت ذاته بتلك الحركات الصبيانية. لذلك من شأن تلك الإشارة أن تسيء إلى مخيلة المتلقي الإذاعي، ما دام ليس ضرورياً أن يتواءم المرء مع حديثه، ما دام بإمكانه أن يؤدي أي نص إذاعي رزين ولكن مع وضعية بذيئة ما. لذلك فإن الإساءة للإعلام، كمهنة، قبل أن تكون موجهة لأي طرف كان.
كاتب فلسطيني

مترو «الميادين» لا يتوقف في دمشق… قناة إيرانية تلفزيونية لسوريا… وإساءة مارسيل غانم 

راشد عيسى

مذبحة مسجد الروضة… في رفض تفلت خطاب المعارضين

Posted: 27 Nov 2017 02:35 PM PST

تسقط عصابات الإرهاب أكثر من 300 ضحية في سيناء، أطفال ورجال قتلوا أثناء الصلاة. يصاب المئات، تغطي الدماء جدران مسجد الروضة. يتلقى الناس أنباء المذبحة، ويلقي مزيج من الصدمة والحزن والذهول بجدائله الخانقة على أسماعهم وأبصارهم. ومن وسط كل هذا الجحيم، تخرج أصوات ناعقة تدعي زيفا الحكمة والمعرفة وتأتي بحديث متفلت من كل ضمير وعقل يحمل الحكم في مصر مسؤولية المذبحة.
أقف من الحكم موقف المعارضة منذ تم تعطيل التحول الديمقراطي في 3 تموز / يوليو 2013، وعزل رئيس الجمهورية المنتخب دون إجراء ديمقراطي وسلبت حريته. أقف من الحكم موقف المعارضة منذ تورطت الأجهزة الرسمية في انتهاكات بشعة لحقوق الإنسان، وارتكبت في رابعة العدوية مذبحة مفزعة راح ضحيتها ما يقرب من ألف مصرية ومصري، مذبحة لن تسقط المسؤولية الجنائية والسياسية عنها أبدا بالتقادم. أقف منه موقف المعارضة منذ صيف 2013، وحذرت قبل ذلك الصيف المشؤوم كثيرا من خطر الانقلاب على التحول الديمقراطي باستدعاء الجيش للتدخل في قضايا الحكم والسياسة، ومن خطر عزل رئيس منتخب دون إجراء ديمقراطي ما (فإما انتخابات مبكرة وإما استفتاء شعبي). نعم كنت من بين أعضاء «جبهة الإنقاذ الوطني» التي حذرت من اقتراب البلاد من نقطة «اللامحكومية» وطالبت بالتغيير. كنت في جبهة الإنقاذ، غير أنني اختلفت مع الآخرين داخلها بشأن نهج التغيير الذي أرادوا تحقيقه عبر تحالف مع الجيش والأجهزة الأمنية ومن خلال العصف بالإجراءات الديمقراطية وتمسكت أنا بنهج التغيير السلمي وبناء إرادة شعبية تسمح بتفعيل إجراء كالانتخابات الرئاسية المبكرة دون تدخل للدبابات أو الأسلحة الآلية. وعلى عشاق المزايدة، إن ذلك النفر من الكتاب والأكاديميين المصريين الذين وردوا نهر معارضة حكم ما بعد تموز / يوليو 2013 بالأمس القريب أو صنوف المتنمرين على شبكات التواصل الاجتماعي من المعلقين المصريين والعرب، العودة إلى كتاباتي بين 2012 و2013 (نشرت في جريدتي الشروق والوطن المصريتين) للتثبت من تهافت مزايداتهم.
أعارض الحكم منذ شرع في توظيف أدوات القمع لإخضاع المواطن والسيطرة على المجتمع وإغلاق الفضاء العام، منذ زج خلف أسوار السجون وأماكن الاحتجاز بالآلاف واستخدم آلته الأمنية لفرض الاختفاء القسري على المئات. أعارضه منذ تواترت شهادات ضحايا عن جرائم التعذيب وصنوف المعاملة غير الإنسانية وراء الأسوار، منذ سفهت المؤسسة البرلمانية ومررت مئات القوانين التي تؤسس لسلطوية جديدة تنزع عن المواطن الحق في الاختيار الحر وعن المجتمع الحق في الاختلاف السلمي وتعددية الرأي وعن مؤسسات الدولة والسلطات العامة الحق في اكتساب ثقة الناس من خلال العدل والنزاهة والشفافية. أعارضه أيضا لأن الآلة الأمنية وانتهاكات حقوق الإنسان المتراكمة تهدد السلم الأهلي، وتصطنع بيئة مجتمعية قابلة لانتشار الأفكار المتطرفة والعنيفة، بل وتنهك المؤسسات والأجهزة الرسمية في مواجهات عبثية وظالمة مع مواطنات ومواطنين مسالمين (عمال وطلاب وشباب وفاعلون في النقابات ومنظمات المجتمع المدني) لا يريدون سوى التعبير الحر عن الرأي واستعادة مسار التحول الديمقراطي.
غير أن وقوفي من الحكم في مصر موقف المعارضة لا يعني لا استساغة مخالفة الضمير والعقل لتسجيل بعض المكاسب الإعلامية والسياسية الرخيصة، ولا إطلاق الاتهامات الجزافية بشأن مسؤولية الحكام عن جرائم عصابات الإرهاب، ولا الترويج للادعاء الزائف بكون القبضة الأمنية والمظالم المتكررة والانتهاكات المتراكمة لحقوق الإنسان هي التي رتبت بمفردها حضور الإرهاب في سيناء وفي الصحراء الغربية وسببت وحدها إن الاعتداءات البشعة على المساجد ومن قبلها الكنائس أو الهجمات المتواترة على قوات الجيش والشرطة. فمن جهة أولى، ليست القبضة الأمنية الراهنة والتي بدأت منذ صيف 2013 وأنتجت من المظالم والانتهاكات ما لم تشهده بلادنا من قبل، ليست هي التي فرضت «تنظيم الدولة» (داعش) وأخواتها من عصابات الإرهاب على المشهد المصري. بل الثابت أن اهتزاز أداء مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية بين 2011 و2013 بفعل وضعية عدم الاستقرار التي صاحبت التقلبات السياسية والإجراءات الديمقراطية في أعقاب ثورة يناير/كانون الثاني 2011 هو الذي مكن «داعش» وأخواتها من التواجد على الأرض المصرية واكتساب قدرات تسليحية ومالية وتنظيمية غير مسبوقة. وعلى خلاف ادعاءات بعض أبواق السلطوية الجديدة، لم يكن وراء اهتزاز أداء مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية مؤامرة ما، بل كان ذلك نتيجة طبيعية للتغيرات المتلاحقة التي أطلقتها ثورة يناير/كانون الثاني وللصراع الذي استدعته بين الحركات الشبابية والاجتماعية المطالبة بالتحول الديمقراطي وبين القوى الراغبة في أن تحتوي المطلبية الديمقراطية وفي أن ترث نظام الرئيس الأسبق مبارك بتجديد دماء السلطوية وتغيير وجوهها. ذلك الصراع الذي استعر في الفترة من 2011 إلى 2013 وحسم في صيف 2013 لمصلحة قوى السلطوية، هو الذي سبب اهتزاز أداء المؤسسات والأجهزة الرسمية واصطنع للإرهابيين بيئة البدايات في سيناء والصحراء الغربية ومناطق أخرى.
من جهة ثانية، يجافي الضمير والعقل فك الارتباط بين تواجد المجرمين الذين ارتكبوا مذبحة مسجد الروضة ومن قبلها جرائم القتل الجماعي في الكنائس والاعتداءات على قوات الجيش والشرطة على الأرض المصرية وبين الأوضاع الإقليمية المحيطة ببلادنا شرقا وغربا. مع كامل رفضي لمقولات التخويف التي يوظفها الخطاب الرسمي للحكم بالإحالة إلى أحوال بلدان عربية كالعراق وسوريا وليبيا (مقولات من شاكلة «لنحمد الله على إننا لسنا كهذه البلدان ولنطع الحاكم وننسى حقوقنا وحرياتنا كي لا تسقط الدولة وينهار المجتمع»)، إلا أن شيئا من الحقيقة يكمن وراء تلك المقولات. غير قابل للإنكار ذلك الارتباط بين الاقتتال الأهلي المستمر في العراق وانقلاب الأوضاع في سوريا من حراك ديمقراطي إلى انهيار للدولة الوطنية وحرب أهلية بين ديكتاتور وقوى إرهاب وعنف وتطرف في سوريا وانهيار الدولة الوطنية وحروب الكل ضد الكل المنتشرة شرقا وغربا في ليبيا، وبين تواجد عصابات الإرهاب في مصر واتساع نطاق فعلها واكتسابها قدرات تسليحية ومالية وتنظيمية غير مسبوقة. غير قابل للإنكار أيضا أن عصابات الإرهاب تتحرك عبر حدود بلدان المشرق العربي (العراق وسوريا ولبنان) وفي شمال افريقيا (مصر وليبيا وتونس) مستغلة هنا انهيار الدول الوطنية وهناك اهتزاز أداء المؤسسات والأجهزة الرسمية، وهنا وهناك لغياب السلم الأهلي، تتحرك لترتكب مذابحها وجرائمها مدفوعة بعطش مريض للدماء والدمار والخراب وموقنة بكونها لا عيش لها سوى في بيئات إقليمية كتلك البيئة المحيطة بمصر إلى الشرق والغرب.
من جهة ثالثة، تصطنع القبضة الأمنية للحكم في مصر وما ينتج عنها من مظالم وانتهاكات لحقوق الإنسان بيئات مجتمعية محبطة وغير متوازنة وقابلة لانتشار التطرف والعنف، مثلما يرتب تعطل جهود التنمية المستدامة في سيناء والصحراء الغربية ومناطق أخرى شيوع فقدان الثقة في السياسات الرسمية وغياب الرضا الشعبي عن المؤسسات والأجهزة الرسمية. وبالقطع، تعتاش عصابات الإرهاب كـ «داعش» وأخواتها جزئيا على مشاعر الظلم والإحباط وفقدان الثقة هذه وتدفع طاقة الرفض وعدم الرضا بين بعض الفئات الشعبية باتجاه تبرير التطرف والعنف وباتجاه التورط في جرائم إرهابية ضد المواطن والمجتمع والدولة. غير أن عصابات الإرهاب لا تضبط بوصلة فعلها على مؤشرات الاعتياش على البيئات المحلية المحبطة، بل وتعمل فيها القتل دون هوادة لكي تصل إلى غاياتها النهائية، الدماء والدمار والخراب. مجرمو «داعش» وأخواتها لا تعنيهم المظالم التي تنتجها القبضة الأمنية للحكم في مصر، ولم يعرف عنهم اهتمام بمقتضيات العدل أو بحقوق للإنسان بل ينتهكونها بوحشية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. وهم يستبيحون دماء وأرواح العسكريين والأمنيين والقضاة، شأنهم شأن المواطنين المتجمعين في الكنائس والمساجد من نساء وأطفال ورجال. ليس تواجد عصابات الإرهاب على الأرض المصرية نتيجة مباشرة للقبضة الأمنية وانتهاكات حقوق الإنسان. قد يعتاش المجرمون على الأمرين جزئيا، غير أنهم يحضرون ويرتكبون جرائمهم بعيدا عنهما. هؤلاء المجرمون، هؤلاء المتعطشون للدماء وللدمار، لا يختفون ولا تتوقف جرائمهم حين تحضر دولة القانون وتخضع الأجهزة الأمنية للرقابة الديمقراطية وتتراجع انتهاكات الحقوق. أرفض القبضة الأمنية والمظالم والانتهاكات في بلادي وأطالب بإيقافها صونا لكرامة الإنسان وحماية للسلم الأهلي، وأرفض أيضا خلط الأوراق بادعاء حضور علاقة سببية مباشرة ووحيدة بين القبضة الأمنية وبين عصابات الإرهاب التي تصعب جرائمها كثيرا من النضال السلمي لبناء دولة القانون ولاستعادة مسار التحول الديمقراطي ولإنهاء الانتهاكات في مصر.
من جهة رابعة، ليس لمصر مجتمع قبل الدولة من سبيل لمواجهة عصابات الإرهاب سوى بالمطالبة بتطبيق مزيج من الأدوات والإجراءات والسياسات الأمنية الملتزمة بحكم القانون ودعمها بأدوات وإجراءات وسياسات تنموية شاملة. بمفردها، لن توقف جهود التنمية في سيناء والصحراء الغربية والمناطق المأزومة الأخرى الإرهاب مثلما لن ينهيه رفع الظلم وإيقاف انتهاكات حقوق الإنسان وإطلاق سراح جميع المسلوبة حريتهم لأسباب سياسية. بل تحتاج مصر دون مواربة لمواجهة عسكرية وأمنية فعالة لعصابات الإرهاب، مواجهة تجفف منابعهم البشرية والتسليحية والمالية والتنظيمية، مواجهة يحصنها مجتمعيا ويرفع من منسوب فعاليتها الشروع في جهود التنمية ورفع الظلم وإيقاف الانتهاكات، مواجهة يسرع من وتائرها التزام المؤسسات والأجهزة الرسمية بحكم القانون وإبعاد السلطوية الجديدة لها عن التورط في الإنهاك الذي تسببه الحروب المستمرة على أصوات الحرية والديمقراطية.
بلادنا تواجه عصابات إرهابية غايتها الدماء والدمار والخراب، فدعونا كمعارضة ديمقراطية نبتعد عن تسجيل المكاسب الإعلامية والسياسية الرخيصة، ونلزم جانب الضمير والعقل بالامتناع عن تحميل الحكم الذي نختلف معه ونرفض مظالمه وانتهاكاته مسؤولية الإرهاب. دعونا نطالبه بمواجهة فعالة ضد عصابات الإرهاب مكوناتها الأمن والتنمية وهدفها حماية المواطن والمجتمع والدولة، ونخاطبه أن دولة القانون ورفع الظلم وإيقاف الانتهاكات سيحصن الحرب على الإرهاب من إخفاقات غير ضرورية ويزيد من فعاليتها.

٭ كاتب من مصر

مذبحة مسجد الروضة… في رفض تفلت خطاب المعارضين

عمرو حمزاوي

سيرة «أهل الشر» تستدعى لابتزاز المصريين ونتنياهو من مجرم حرب إلى منقذ

Posted: 27 Nov 2017 02:34 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: بينما الحزن يخيم على مدن وقرى مصر، بسبب المذبحة المروعة التي راح ضحيتها المئات داخل مسجد الروضة في بئر العبد، تلقت القوى السياسية توجيهات الرئيس السيسي بإقامة نصب تذكاري أمام القرية التي شهدت الجريمة، بمزيد من الدهشة، إذ يرى الكثيرون أن الفقر الذي يفرد جناحيه على قرى سيناء منذ عقود لن تجدي معه إقامة نصب لأهالي القتلى الذين هم بحاجة في الأساس لظروف حياة آدمية، وهو الأمر الذي دفع الكثير من المراقبين للمطالبة ببناء مستشفى لأهالي الشهداء، كي يحصلوا على خدمات طبية حرموا منها طيلة زمن مبارك. ومن بين المنتقدين للقرار الإعلامي حافظ الميرازي قائلا «النصب التذكاري عمل أهلي أصيل يترك للشعب نفسه، وليس بفرمان ولا بتصميم عالمي.. ساعدوا العائلات بهذه الأموال بدل 200 ألف جنيه فقط للشهيد» حسب رأيه.
غير أن طرفا آخر من من الموالين للسلطة يرون أن مطلب السيسي يحمل بين طياته شعورا بحجم المعاناة التي عاشها الشهداء وأسرهم، والدور المنوط على الدولة القيام به نحوهم. وفي الصحف المصرية الصادرة أمس الاثنين 27 نوفمبر/تشرين الثاني، استمرت ردود الفعل الدولية المتضامنة مع مصر في الحادث الإرهابي الأخير، الذي ألم بها في مسجد الروضة في شمال سيناء. وتلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي المكالمات الهاتفية من ملوك ورؤساء الدول، وتداولتها صحف «الأهرام»، و«الأخبار»، و«الجمهورية»، متضمنة تأكيد الرئيس المستمر عزم مصر على مواصلة جهودها للقضاء على الإرهاب والفكر المتطرف واجتثاثه من جذوره. واهتمت الصحف إلى حد ما بتكليف السيسي الجيش بإنشاء «نصب تذكاري عملاق، وفقا لأحدث التصميمات العالمية» تخليدا لذكرى شهداء هجوم مسجد الروضة. واهتمت الصحف المستقلة والمعارضة أيضا بحالة الحراك السياسي التي بدت تولد على استحياء محاطة بحصار من قبل أذرع السلطة. وإلى التفاصيل:

حكاية تستحق أن تروى

اختارت «الأهرام» تسليط الضوء على حكاية قتيل في مذبحة الروضة لتلقي التفاصيل على كيفية نجاة ابنه: «يقول محمود شقيق الشهيد محمد علي وعم الشهيد محمود، إن أخاه يعمل في الوحدة المحلية في الروضة منذ 30 عاما، ويعيش هو وأسرته هناك، فلديه ابنتان وولدان، اصطحب الولدين للصلاة، فاستشهد الكبير في الصف الثاني الثانوي وتوسل للجناة بقتله، وان يفتدي بروحه الصغير الذي كتبت له الحياة، ونفذ المجرمون ما طلبه، وجرى الصغير مسرعا، بعد أن رأى والده ينال الشهادة أمام عينيه، ولم تأخذهم بالأب رحمة ولا شفقة. وطالب العم بضرورة تدخل المسؤولين لنقل الصغار ووالدتهم إلى الشرقية، حيث تعمل الزوجة موظفة في الوحدة الصحية هناك، لأنهم يخشون عودتهم بمفردهم إلى الروضة. أما الصغير فهم يرفضون إجراء أي حوارات معه خوفا من بطش المجرمين القتلة. ويقول الحاج يحيى أحمد علي خال الشهيد أحمد إبراهيم حسن، إن أحمد كان يعمل مع غيره من أهل العزبة في الملاحات، حيث أن لديهم ما يقرب من 100 شخص يعملون هناك، واستشهد وترك 3 أبناء، أكبرهم 16 سنة وأصغرهم 3 سنوات، وزوجته ليس لديها مصدر رزق، فهي تعمل في الزراعة كلما تسنى لها ذلك، وبعد ما حدث سيتوقف كثيرون عن العمل هناك».

إسرائيل كانت هناك

«لا يستبعد عبد الناصر سلامة، وقوف إسرائيل وراء تنفيذ هذه الجريمة. وأوضح في «المصري اليوم»، أن هدف إسرائيل إفراغ سيناء كي تحتلها، لافتا إلى أنه «حينما يكون الحادث من الحجم الثقيل تتجه الأنظار إلى ما هو أكبر من الأفراد والجماعات». وتابع قائلا، حينما تتجاوز بصمة الحادث المستوى الإنساني أو البشري، يجب أن تتجه بوصلة التفكير إلى جهات على المستوى نفسه، وليس هناك ما هو أبشع من الصهيونية العالمية. وأضاف سلامة :لا أستطيع إعفاء إسرائيل أبدا من كل ما يجري على أرض سيناء، الأسباب في ذلك كثيرة، والرؤية واضحة، سوف أبدأ بما ذكره أحد المشايخ هناك في اليوم التالي للفاجعة التي شهدتها قرية الروضة في العريش، والتي كان ضحيتها أكثر من 300 مواطن، قال الشيخ عارف العكور في برنامج تلفزيوني على الهواء، وهو شيخ قبيلة العكور، والمتحدث الإعلامي باسم مشايخ سيناء: الحادث من صنع اليهود، في إشارة إلى إسرائيل، لكي يفرغوا سيناء ويحتلوها، على حد قوله. حينما يتحدث شيخ قبيلة في سيناء في أعقاب حادث كهذا الذي نحن بصدده، يجب أن نسمعه ونتعامل مع ما يقول بجدية، بل نسمع غيره من مشايخ القبائل. وحينما يقع أي حادث في أي مكان، كبيرا كان أو صغيرا، يبدأ البحث الجنائي أول ما يبدأ في التنقيب عن المستفيد، وحينما يكون الحادث من الحجم الثقيل تتجه الأنظار إلى ما هو أكبر من الأفراد والجماعات، وحينما تتجاوز بصمة الحادث المستوى الإنساني أو البشري، يجب أن تتجه بوصلة التفكير إلى جهات على المستوى نفسه، وليس هناك ما هو أبشع من الصهيونية العالمية، ولنا في تاريخ المجازر المسجلة باسمهم العظة والعبرة».

ما يجب عمله

«هناك ثلاث جبهات مفتوحة للصراع ضد الإرهابيين رصدها جمال سلطان في «المصريون»، إهمال أي جبهة من الجبهات الثلاث سيتسبب في وجود «ثقب» أو ثغرة في جدار المواجهة تخدم الإرهاب، وتضعف من حصاره وخنقه، والجبهات الثلاث هي : جبهة المواجهة العسكرية والأمنية لأن الرصاص لا يقابل إلا بالرصاص، وهو ما يشتمل أيضا على الخدمات المعلوماتية الدقيقة، ورصد التحركات المشبوهة. والجبهة الثانية هي الجبهة الفكرية، لأن المواجهة مع الإرهاب ذات طبيعة خاصة، فنحن لا نواجه عصابات لتجار المخدرات أو تجار السلاح مثلا، القصة معهم هي «بيزنس»، أو مكاسب مالية بحتة، وإنما نتعامل مع «عقول» تم حشوها بأفكار خطيرة يمكن أن تصل بأحدهم إلى أن يفجر نفسه في موقع أو جمع من الناس، وفي الوقت ذاته قدرة الدولة على تعزيز الحاضنة الشعبية لها واصطفاف الجميع معها بيقين وثقة في تلك المواجهة، جبهة المواجهة الأمنية والعسكرية قتلت كلاما وبحثا، المشكلة الحقيقية الآن أن لدينا قصورا شديدا في الجبهتين: الفكرية والسياسية. في الجبهة الفكرية تقع السلطة في أخطاء يصعب تصور الوقوع فيها في أي معيار عقلي أو منطقي، ففي الوقت الذي كان الأزهر يقوم فيه بجهده في دحض أفكار الإرهاب ومرجعياته، وتفنيد حججه ونشر الفكر الوسطي، تقوم جهات رسمية بتحريض بعض الأقلام ونواب البرلمان لشن حملة مريرة لإهانة الأزهر وشيخه، وهو ما يصب في النهاية في صالح قوى الإرهاب والظلام، لأن أحد الجدران العالية التي تعوق حركتهم يتم هدمه أو إضعافه، وهناك من يتصور أن قوة الدولة تعني سيطرتها على جميع المؤسسات وهذا في الحقيقة إضعاف للدولة نفسها».

إسرائيل تبكي علينا

«خرج علينا افيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ليقول والدموع تكاد تتساقط من عينيه «إضاءة مبنى بلدة تل أبيب بألوان العلم المصري تضامنا مع ضحايا العمل الإرهابي الجبان في مسجد الروضة حيث قتل الإرهابيون المصلين الركع السجود». وأضاف وفقا لحسن الزناتي في «الأهرام»، «الإرهاب طريق ظلام ومعا ضد الإرهاب»! هكذا تضامن معنا المتحدث الصهيوني ودولته، ونحن من تضامنه براء، فالكل يعرف من هو الإرهابي الحقيقي لما يجري في منطقتنا العربية، وأن إسرائيل هي أصل الإرهاب في المنطقة، وهي اليد الطولى على مدى تاريخها لبواعث الهدم في بلادنا، ومخرجة مشهد الخراب العربي الحالي بالتضامن مع حلفائها، بينما الدولة العبرية تنعم بهدوء واستقرار لم تشهده على مدى تاريخها. إن دموع التماسيح التي أراد أن يسكبها المتحدث الإسرائيلي لن تنطلي علينا، وسنبقى على وعينا بأن إسرائيل هي العدو الذي يحرك كل الأصابع الخفية والظاهرة أمامنا لمحاولات الهدم والخراب وإسقاط الروح المعنوية للمصريين، وستبقى دولة آل صهيون هي الراعية الأولى والحاضنة والمخططة بأيدي آخرين للإرهاب، سواء كانوا يرتدون الجلباب أو مطلقين اللحى، أو.. أو.. إن جرائم الحرب الأولى تعلمها الإرهابيون على يد إسرائيل، بدءا من بحر البقر ومرورا بمجزرة عرب المواسي وصبرا وشاتيلا، وقانا، وحتى مجازر الأقصى والحرم الإبراهيمي وكفر قاسم. وها هم الإرهابيون يكررون الدرس، بأدوات عسكرية لا تقل كثيرا عما استخدمته إسرائيل، وبتدريب وتخطيط محترفين لا هواة. نعم إسرائيل تنعم الآن بالهدوء وتعرب عن شماتة خفية لدماء شهدائنا، ولكن المشهد لن يبقى طويلا، وسيأتي اليوم الذي سنضحك فيه كثيرا على ما تبقى من الدولة الصهيونية.. ولن يكون مجرد حلم».
فلتكن حربنا الخامسة

«لا نريده انتقاما وينتهي أمره بعد الإعلان عن مقتل عدد من الإرهابيين. هكذا يصرخ فراج إسماعيل في «المصريون»: «الآن جاء وقت حرب حقيقية ولتكن حربنا الخامسة بعد 48 و56 و67 و73 بالإضافة إلى معارك الاستنزاف. دماء المصريين جميعهم تغلي من المجزرة البشعة في مسجد قرية الروضة، ولن يهدأ الغضب بدون الدخول في حرب مدروسة ومؤثرة، تنهي تماما «داعش» وغيره من المجموعات المسلحة في سيناء. العراق لم يقض على هذا التنظيم الأسود إلا بحرب معلنة، أشبه بالغزوات انتهت بانتصار الجيش وحلفائه من الميليشيات الشعبية والأكراد، وهو ما يجب أن نبني عليه خططنا، بحيث لا نلدغ من جحر الإرهاب مرات أخرى. أكثر ضحايا مجزرة مسجد الروضة، من أبناء قبائل سيناء، لاسيما قبيلة السواركة، ومن هنا استبعد ما تردد من تحليلات أولية بأنها استهداف للصوفيين، كون أن أغلب سكان القرية ينتمون لإحدى الطرق الصوفية، لو صح ذلك لكانت كل القرى المصرية مستهدفة. لا توجد قرية واحدة لا ينتمي سكان فيها لطريقة صوفية. قرى الصعيد كمثال ينضوي بعضها في طرق صوفية، وتحتضن أضرحة أيضا. الدواعش بجريمتهم النكراء أعلنوا حربا مباشرة وصريحة على قبائل سيناء في مسعى لتركيعها، وإجبارها على إيوائهم وعدم التعاون مع الدولة. حاول داعش طويلا خلق ظهير شعبي في المناطق التي يوجد فيها ليكون حاضنا له كما فعل في العراق وسوريا، ولتسهيل تجنيد آخرين وإيجاد مصادر التمويل والتسليح والملاذات. هذا التنظيم لا يستمر بدون ملاذات تأويه، ومن خلال الملاذات يسيطر على الأرض ويقيم دولته. حدث هذا في الموصل والرقة والأنبار ومصراتة، وعندما فقد الملاذات والظهير الحاضن سقط بسهولة».

الساجدون بلا حماية

«مؤكد أن «مذبحة الساجدين» كما يسميها محمود خليل في «الوطن» التي شهدها مسجد الروضة في العريش يوم الجمعة الماضي ستشكل محطة فاصلة في مسار المواجهة مع الإرهاب، يختلف ما قبلها عما بعدها. حتى الآن لم تعلن مجموعة إرهابية معينة مسؤوليتها عنها، لكن أيا كان من فعلها فقد وصل بالمواجهة إلى حافة الهاوية. الحدث كان ضخما واستثنائيا بكل المقاييس، قياسا إلى عدد الشهداء الذين سقطوا فيه (305 شهداء)، وتمركز أغلبهم في واحدة من أكبر القبائل السيناوية، ناهيك عن التجرؤ على حرمة المساجد وإراقة الدم الطاهر للمصلي، بدون احترام لقداسة المكان، والقسوة الواضحة التي نُفذت بها العملية، حين لم يرحم مرتكبوها طفلا ولا شيخا ولا امرأة ولا رجلا. عملية إرهابية بهذا الحجم لا بد أن تضع حدا فاصلا بين ما قبلها وما بعدها. المجموعة التي نفذت هذه الجريمة أحدثت شرخا في مركب الإرهاب في مصر. ومن المعلوم أن هناك مجموعات إرهابية متنوعة ظهرت على الساحة المصرية خلال السنوات الأخيرة، كان أبرز ما يجمعها التوحد ضد قوى الأمن المدافعة ـ من وجهة نظرهم ـ عن النظام الحاكم، وبالتالي وجهت أغلب عملياتها إلى عناصر مكافحة الإرهاب. والتجربة تقول إن أول تنظيم بدأ يتوجه نحو سفك دماء المدنيين هو تنظيم «داعش» عبر عمليات التفجير التي قامت بها عناصره ضد المصلين في الكنائس. اليوم أصبح الجميع في مرمى نيران الإرهاب، لا فارق في ذلك بين مدني وعسكري، أو مسلم ومسيحي، أو مدني يسير في الشارع، أو يركع ويسجد لله داخل مسجد. الجهة أو المجموعة التي قامت بتنفيذ مذبحة الساجدين في مسجد الروضة وضعت نفسها في مواجهة هؤلاء جميعا. وهو تحول سيكون له تداعياته على مجمل المواجهة خلال الأشهر المقبلة».

النصب التذكاري ليس حلا

الرئيس كلف بإعداد نصب تذكاري لشهداء المذبحة في منطقة بئر العبد، يخلد أسماء الشهداء للتاريخ.. وهو الأمر الذي يستحسنه محمد أمين في «المصري اليوم»، ولكن على حد رأيه: «ليس بالنصب التذكاري وحده نحتفي بالشهداء.. فهناك اقتراح من الدكتور شريف عبدالعال، أستاذ جراحة الأورام المعروف ـ بإقامة صلاة جامعة في مسجد الروضة نفسه، وفي جميع المساجد والميادين العامة في المحافظات، تنقلها الفضائيات. ولا يتوقف اقتراح الدكتور شريف على المساجد فقط، ولكن اقتراحه يمتد أيضا إلى كنائس مصر.. وتضاء الشموع عقب الصلاة في دور العبادة المصرية، وتوضع باقات من الزهور على مقابر الشهداء.. على أن تقوم البعثات الدبلوماسية في الخــــارج بدعوة دول العالم للصلاة من أجل شهداء ومصابي حادث الروضة، الذي اهتزت له المشاعر الإنسانية.
واعتبار يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني يوما عالميا لنبذ ومكافحة الإرهاب الأسود. وأضم صوتي هنا إلى صوت الدكتور شريف عبدالعال، لوضع هذا الاقتراح موضع التطبيق.. فكل الناس تذهب للصلاة في هذا اليوم.. والأمر لا يحتاج إلى تكلفة مادية، لكنه يقدم رسالة سلام وتسامح.. ويقدم صورة مصر الحضارية.. ونشرح للعالم أن مصر آمنة.. وأنها في معركة ضد الإرهاب، وأن حادث الروضة لا علاقة له بالمقاصد السياحية.
وأرجو أن تتحرك الدولة فورا للاستفادة من هذا الاقتراح. ولا يفوتني أن أذكّر أن مجزرة مسجد الروضة ينبغي ألا تُنسى.. فقد راح ضحيتها ربع سكان القرية، كما أشارت صحيفة «واشنطن بوست».. فلا تنسوا أن الضحايا في بيئة بدوية محدودة السكان.. هذه القرية قوامها 2000 مواطن، وبالتالي فالضحايا عدد لا يستهان به.. كما أنه الأكبر في تاريخ حوادث الإرهاب في البلاد».

يقاتل وحيدا

«أعلن السيسي أن مصر ـ التي تكافح من أجل حياة كريمة لشعبها ـ تقف وحدها في حربها ضد الإرهاب الأسود الذي أصبح يهدد أمن واستقرار العالم. وإذا كان كبرياء الرئيس وفق ما يصفه جلال دويدار في «الأخبار» الذي يجسد عظمة وشموخ مصر، قد منعه من أن يقول لهذا العالم أن غالبيته تعاني من آفة النفاق التي تجعلها تختار أن تكون متفرجة على هذه الحرب الشرسة التي تخوضها مصر بالنيابة عنها، فإنه حان الوقت لأن نقولها واضحة جلية، إن مصر.. لا تريد مواساة أو إدانات للجرائم الخسيسة التي يمارسها الإرهاب ضد شعبها؟. إنها تريد تحركات صريحة وأمينة.. ومشاركة فاعلة ضد هذا الإرهاب، إذا كانت هناك حقا رغبة صادقة في القضاء عليه. نريد من هذا العالم خاصة تلك الدول الكبرى التي تمطرنا كل يوم بعبارات العداء للإرهاب، أن تتسم مواقفها بالشفافية ضد هذا الإرهاب التي كانت وراء ظهوره وانتشاره. إنها مطالبة بأن يكون لها مواقف حاسمة وباترة تجاه الدول التي تدعم وتمول وتساند هذا الوباء الذي داهم العالم.. وهو أمر معروف لا يحتاج إلى ذكاء أو جهد. كم أرجو أن تتجرد هذه الدول من تآمرها وأنانيتها وتسائل نفسها عن الكيفية التي أتاحت لهذا الإرهاب الحصول على السلاح والتمويل. لم يعد خافيا على أحد أن هناك من يقوم بهذا التمويل والتخطيط والتحريض على هذه العمليات الخسيسة التي لم تبرأ منها حتى الدول الداعمة للقائمين بها. ليس من توصيف لهذا السلوك سوى أن ما تقدمه هذه الدول ـ المريبة التوجهات ـ لهذا الإرهاب هو الذي كان وراء مذبحة روضة بئر العبد وضياع أرواح 305 شهداء».

فلنصلِ في الروضة

دعوة يقدمها محمود الضبع في «اليوم السابع»: «إحنا فعلا لازم نروح كلنا نصلي الجمعة الجاية في قرية الروضة في مركز بئر العبد في العريش في شمال سيناء.. العالم كله لازم يعرف إننا مش بنخاف من حد مهما حصل، لا نخاف من إرهاب ولا من غيره، ومحدش حيقدر يوقفنا عن حلمنا وطموحنا، على قدر وجعنا في استشهاد ولادنا وإخواتنا وجدودنا في حرم مسجد الروضة، على قدر ما أن صلابة هذا الشعب قادرة على حماية هذا الوطن مهما كلفه الأمر من تضحيات.
أتمنى أن يكون وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة خطيبا على منبر مسجد الروضة في هذه الجمعة وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إماما للمصلين من كل بقاع مصر. لم أتعجب عندما أعلنت عن مبادرة توافقت عليها مع الصديق عوض الغنام بطلب بعض الأصدقاء المسيحيين رغبتهم في التوجه معنا لحضور صلاة الجمعة في مسجد الروضة.. فالأصالة المصرية وماء النيل وهواء الوطن طعمني وطعمه بالإخلاص وحب الوطن. أتمنى أن يصطف كل من هو مصري مخلص من كل قرية ونجع ومركز ومدينة وحي راق وحي شعبي.. يرفع الآذان وتقام الشعائر داخل أطهر مكان عطرته دماء الشهداء».

المراهنة على المجهول

«لا يوجد أي تفسير منطقي للمجزرة الإرهابية في مسجد الروضة في بئر العبد حسب رأي محمد عصمت في «البديل»، إلا بأحد ثلاثة سيناريوهات، الأول أن يكون من ارتكبوا هذه الجريمة من الخلايا الأشد تطرفا داخل تنظيم «داعش»، أو المنشقة عليه وتكفر كل من لم يتفق مع أفكارهم، والثاني أن يكون وراء الحادث تنظيم متطرف جديد جاء من إحدى الدول العربية، أو كانت خلاياه نائمة في سيناء ويريد أن يعلن عن نفسه بهذه الطريقة، والثالث أن تكون أجهزة مخابرات إقليمية أو دولية متورطة في الحادث، سواء بالتجنيد أو بالتمويل أو كليهما، لتفجير العنف بين المذاهب الإسلامية نفسها، وليس بين المتطرفين وأجهزة الدولة أو حتى الأقباط كما كان الحال سابقا.
خطورة تفجير مسجد الروضة أنه يدشن سابقة جديدة تماما على أجندة الإرهاب في مصر، فالرسالة الأولية التي تقدمها هذه العملية الإرهابية هي أن التنظيم الذي قام بها يضع الفرق الصوفية في مرمى نيرانه، باعتبارهم كفارا، وهو ما يفتح الباب أمام استهداف التنظيم للمساجد التي يؤمها المتصوفة في احتفالاتهم في جميع أنحاء مصر، وهو ما لم تفعله أي من التنظيمات المتطرفة منذ السبعينيات وحتى الآن، رغم خلافاتها الفقهية الجذرية والعميقة مع أبناء الفرق الصوفية، كما أنه يفتح الباب أمام استهداف التنظيم لفصائل من السلفيين، فضلا عن المواطنين
العاديين الذين لا يؤمنون بأفكاره المتطرفة أو يختلفون معها اختلافا جذريا.
أيا كان الأمر، فإن اتساع نطاق المستفيدين من هذه العملية سواء في إسرائيل أو لدى دوائر أخرى مرتبطة معها، يجعل احتمال تورط أجهزة مخابرات في الحادث مفتوحا على مصراعيه، في ظل صراعات سياسية طاحنة تموج بها المنطقة حول إعادة تشكيل دولها على أسس جديدة توسع بها من دوائر نفوذها، وشبح حرب طائفية بين السنة والشيعة يسعى كثيرون لإشعالها، في ظل أحاديث مبهمة عن «صفقة قرن» لا أحد يدري على وجه التحديد أولها من آخرها ، وتتناقض التفسيرات والاجتهادات بشأنها. نحن نحتاج بجانب الاستعدادات الأمنية إلى فلسفة جديدة للحكم، وتوسيع نطاق المشاركة الشعبية فى صنع القرار السياسي والاقتصادي، وإقامة مشاريع تنموية واسعة في البؤر الفقيرة. باختصار، الديمقراطية هي سلاحنا الحقيقي والفعال لمواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه، وإلا فإننا سنظل نراهن على المجهول».

قائد خط الجمبري

ومن معارك الاثنين ضد السلطة ما شنه يحيى عبد الهادي في «الشعب»: «كان القلبُ يَنزف وهو يتابع ضابطا يُعَّرِفُ نفسَه بكل جِدِّيَةٍ بأنه قائد خط الجمبري.. ليتدفق بعدها بحرٌ من السخرية التي تطعن الوجدان.. ليس كلُ مَن سَخِر من حديث الجمبري ممن يكرهون الجيش، بل أحسب أن معظمهم كانوا ينزفون نِكاتِهم كالذي يضحك على بَلواه إلى أن يذرف الدمع. إنه الضحكُ الذي كالبُكا، الضابط لم يُخطئ قطعا، هو كأي ضابطٍ (وقد كُنَّا مِثلَه ذات يومٍ) يعتبر نفسه مقاتلا وهو ينفذ المهام المُكَّلَف بها.. يستوى في ذلك أن تكون دفاعا عن حدودٍ، أو مقاومة لإرهاب، أو تغليفا لأسماك، تتلبسه روح المقاتل الذي ليس أمامه إلا الإنجاز، ولو كانت تكلفته الشهادة. المُشكلةُ ليست فيه وإنما فيمن كَلَّفَه، والله لم يُسئ للجيش إلا مثلُ هذا الرجل الذي أَصَّر على أن يربط بين شخصه وبين الجيش الذي هو أكبر من كل الرؤساء، وهو ربطٌ خبيثٌ لم يرتكبه أَي ممن سبقوه من الرؤساء ذوي الخلفية العسكرية.
مفهومٌ أن مصلحة أي شخصٍ أن يخلط بين أدائه وأداء الجيش، فكل نجاحٍ لهذه المؤسسة الوطنية سيُنسَبُ له، لكن مكمن الخطورة أن الجيشَ سيُحَّمَلُ ظُلما أخطاء هذا الشخص وخطاياه.
أكاد أُجزم الآن أن الإخوان (أو غيرهم) لو أرادوا الإساءة للجيش ما فعلوا أكثر مما يفعله هذا الرجل الذي يُمدُّهم كل يومٍ بمادةٍ للإساءة، ويُصِّرُ على تأكيد (العسكرة) بشكلٍ لم يحدث إلا في مقدمات نكسة 67.. ودَقَّ إسفينا لا مُبرر له بين شعبٍ يُحِّبُ جيشَه وجيشٍ نُحَمِّلُه بما هو فوق طاقته ونُقحِمُه في غير دوره، دور الجيش أن يحمي بكفاءةٍ كل أنشطة الدولة المدنية، لا أن ينافسها».

مؤسف أن يكون هكذا

«نجح النظام ـ ولو بدرجة ما ـ كما يعتقد حازم حسني في «مصر العربية» في خلق التناقض بين مفهومي الاصطفاف الوطني والمواجهة السياسية للنظام، وكأنهما شاطئا نهر لا يلتقيان… بيد أن بين المفهومين جسرا صار أغلب المصريين يقفون عليه حائرين بين الشاطئين، تغريهم شعارات الوطنية بالتوجه نحو شاطئ الاصطفاف الوطني وراء القيادة السياسية، ويغريهم واقع حياتهم بالتوجه نحو شاطئ مواجهة هذه القيادة! يغفل أغلب المصريين عن حقيقة أن العلاقة بين المفهومين تشكل خليجا ـ أو شرما ـ تلتقى ضفتاه في أرض مشتركة لا تحتاج جسورا نتوه فوقها ونحن نحتار بين المفهومين، وهي الأرض المشتركة التي يخشاها كل نظام فاسد لا يجد بقاءه إلا بإجبار عامة الناس على الاختيار بين المفهومين؛ فإما أن يصطف الناس وراء النظام القائم باسم الوطنية، أو أن يواجهوه فيوصمون بكل نقيصة تلحقهم بأهل الشر.
أهل الشر موجودون بيننا لا شك في هذا، لكنهم من يتم استدعاء سيرتهم لابتزاز المصريين، بلغة وطنية أحيانا، وبلغة دينية أحيانا أخرى، أو باللغتين معا كما شهدنا خطاب السيسي، الذي بدا موتورا حتى أنه وصف قواتنا المسلحة بأنها «قوة غاشمة»، والغاشم في اللغة هو الظالم. لا شك في أن المصريين أحوج ما يكونون اليوم للاصطفاف… لكنّ هذا لا يعنى الانسياق وراء أبواق البروباغندا السوداء التي تخلط مفهوم الاصطفاف الوطنى بالسم الزعاف، فنظن في لحظة المحنة أن اصطفافنا وراء الوطن والدولة والأمة، إنما يعني بالضرورة الاصطفاف وراء قيادة سياسية فاشلة، لم تنجح على مدى أربع سنوات وأربعة أشهر في التصدي للعنف والإرهاب المؤكدين لا المحتملين! وكأنه لا يمكن لمصر ولا لجيشها أن تكون لهما قيادة سياسية أو قيادة عليا للقوات المسلحة غير هذه القيادة الفاشلة».

بن سلمان ونتنياهو توأم اللحظة

«جيدٌ كما يؤكد جمال ابو المحاسن في «المصري اليوم» أن الأمير السعودي الشاب يُدرك خطورة إيران. هو نعت المرشد خامنئي بـ«هتلر الشرق الأوسط»، وحذر من أن الاسترضاء لا يفيد في التعامل مع مثل هذا الصنف من القادة.
على أن للأمرِ وجها آخر. لا يُمكن مواجهة إيران بدون استراتيجية متكاملة. إن مواجهة عشوائية قد تُفرز كوارث تفوق «67» في مداها. أعتبر أن التخطيط الجاد لهذه المواجهة، وحشد عناصر نجاحها، هو التحدي الأكبر أمام ولي العهد.
لا يمكن مواجهة إيران بالكلام. مستحيلٌ الانتصار عليها بموقف عربي مهلهل. ضمان النجاح في التصدي لطموحات إيران هو رأب الصدوع في الموقف العربي. تكوين حلفٍ قوي ورادع لطهران، يرفع احتمالات تجنب المواجهة معها. الموقف المصري جوهري في حلفٍ كهذا. أغامر بالقول بأن وجود إسرائيل في هذا الحلف يُمثل ضرورة استراتيجية، لأنها تشكل ردعا مُخيفا لإيران. هذا هو السببُ الحقيقي وراء كل ما نسمعه مؤخرا عن تقارب إسرائيلي خليجي. ذلك هو ـ أيضا ـ المنطق الذي يُحرك الجهود الجارية الآن من أجل ابتداع «صفقة سلام» بين الفلسطينيين وإسرائيل. يصعب الوقوف مع إسرائيل في صفٍ واحد بدون تسوية القضية الفلسطينية بصورة مُرضية. المواقف المعروفة لرئيس الوزراء الإسرائيلي تجعل التوصل إلى تسوية كهذه أمرا في عداد المستحيل، ولكن كم من مستحيلٍ صار واقعا في الشرق الأوسط! إن صورة المنطقة في الفترة المقبلة تعتمد إلى حد بعيد على قرارات رجلين يأتيان من عالمين مختلفين أشد الاختلاف: محمد بن سلمان وبنيامين نتنياهو».

الخرباوي محللا

«لأن المعايير اختلت، وصار لدينا خبراء استراتيجيون معظمهم، كما يصفهم عماد الدين حسين في «الشروق» مضروبين يفتون في كل شيء، من الكوارع والمحشي، إلى الحروب والأفكار والأديان، فقد فوجئت بالإخواني السابق ثروت الخرباوي، يشن حملة هجوم جهولة وظالمة ضد «الشروق».أسمع بعض الانتقادات ضد «الشروق» وأحترمها جدا لأنها موضوعية، وتنطلق من معايير وقواعد واضحة، وتناقش أفكارا ووقائع وأخبارا ملموسة، ولا تلجأ إلى الطريقة المكارثية التي تفتش فقط في النوايا. الخرباوي كان ضيفا على الصديقة الإعلامية عزة مصطفى، وبرنامجها المتميز «صالة التحرير» على فضائية «صدى البلد» مساء السبت الماضي. ويبدو أنه لم يجد ما يروج به لنفسه هذه الأيام، سوى اتهام «الشروق» بأنها إخوانية وصاحبها إخواني! لكن ما الذي جعل الخرباوي، يبدو وكأنه يتقمص دور «المخبر الصغير»؟ هو يستعجب من أننا نقلنا في مانشيت «الشروق» الصادر أمس، عن مصدر أمني مجهول قوله، «إن الإرهابيين الذين ارتكبوا مجزرة الروضة هددوا القرية منذ شهر»، ويريد منا ــ لكي نثبت وطنيتنا ــ أن نذكر اسم المصدر، حتى لا يبدو الأمر، وكأنه مجرد صراع بين السلفيين والصوفيين. هذه الاتهامات تنم عن عقلية متربصة ومتصيدة، وتتعامل مع الكارثة التي حدثت باعتبارها ثأرا بين طرفين متكافئين أو حتى بين قبيلتين! قلت إن الكثير من الأخبار المهمة جدا تقال دائما على لسان مصادر مجهولة، ولو تم ذكر أسماء أصحابها لربما توقفت مهنة الإعلام، والعبرة دائما بمدى دقة الخبر وموضوعيته، وسمعة الصحيفة ومصداقيتها. وتتذكر عزة مصطفى أنها ناقشتني في العديد من مانشيتات «الشروق» المشابهة وثبت أننا كنا دائما الأصح».

سيرة «أهل الشر» تستدعى لابتزاز المصريين ونتنياهو من مجرم حرب إلى منقذ

حسام عبد البصير

بن كيران: مسؤوليتي في الحكومة انتهت بقرار من الملك ومن أمانة الحزب بقرار من المجلس الوطني

Posted: 27 Nov 2017 02:34 PM PST

الرباط – « القدس العربي» : ردة فعله الهادئة، لم تمنع الاختلاف حول قرار حزب العدالة والتنمية المغربي في منع زعيمه عبد الإله بن كيران من السباق نحو الأمانة العامة للحزب في ولاية ثالثة، فإن المؤيدين لقرار المنع أو رفضه، أجمعوا على نجاح ابن كيران في دخول التأريخ السياسي الحديث من بوابة الكبار، بعد أن قاوم إرادة قوية لمنعه من تشكيل الحكومة وامتنع عن الخوض في نقاش عودته أمينا عاما للحزب للمرة الثالثة، فإنه نجح بأسلوبه أن يحافظ على شعبيته ومكانته في المشهد السياسي المغربي.
ورفض المجلس الوطني (برلمان) للحزب تعديل النظام الأساسي بما يسمح بولاية ثالثة لابن كيران، بعدما سبق أن صوّتت لجنة الأنظمة والمساطر على تغيير المادة الـ 16 بأغلبية أعضائها، وأحالتها إلى دورة المجلس الوطني وصوت ضد مقترح التعديل 126 عضوا مقابل 101 صوتوا بنعم من أصل 232 مصوتا، فيما اعتبرت أربعة أصوات ملغاة، كما رفض برلمان الحزب تعديل المادة 37 بحذف عضوية وزراء الحزب من الأمانة العامة للحزب بالصفة.

الرأي حر والقرار ملزم

وانقسمت آراء المحللين وأعضاء الحزب، بين من وصف نتيجة التصويت بالمخيبة للآمال وللإرادة الشعبية، معتبرين أن إيقاف مسار ابن كيران على رأس الحزب هو «هدية للمخزن وهزيمة أمام التحكم»، وآخرين باركوا النتيجة واعتبروها انتصارا للديمقراطية الداخلية، داعين إلى احترام قرارات الأغلبية وفق قاعدة «الرأي حر والقرار ملزم».
وقال عبد الإله بن كيران، إن الذي يدخل الديمقراطية يجب أن يكون دائما مستعدا لأن يصوت الناس عليه أو لا يصوتون عليه، أو يصوتون لمصلحته أو ضده، مشيرا إلى أن «الإخوان اختاروا ما يعتبرونه في مصلحتهم، والله يكمل عليهم بالخير» وأضاف «الحمد لله المجلس الوطني اجتمع وعمل البرنامج ديالو وصوت على ما كان يجب أن يوصت عليه، وخرج بالنتائج، والديمقراطية هي هذه، انتهى الكلام».
وأشار إلى أن «كل واحد يقوم بالدفوعات التي تبدو له أنها معقولة، والموضوع الذي كان مطروحا منعت على نفسي أن أكون عنصرا فيه، هذا الموضوع جاء نتيجة مبادرة أخ واحد، وتطور الموضوع وأصبح في هذا المستوى وتدخل فيه من معه ومن ضده، وأنا لم أتدخل فيه».
وفي رده عن تشبيهه بالسيسي بسبب «الولاية الثالثة»، قال ابن كيران: «يستدعي السيسي أو لي بغاوا.. هما أحرار، أما أن اخترت أن لا أدخل فيه إطلاقا» وقال «مسؤوليتي على الحكومة انتهت بإعفائي من طرف الملك ومسؤوليتي كأمين عام للحزب انتهت بقرار المجلس الوطني»، مضيفا في تصريح له: «الآن ابن كيران مرتاح أكثر، وتقلدي لمسؤوليات جديدة في المستقبل لا يعلمه إلا الله.. الغيب لا يعلمه إلا الله ولي جات مرحبا بها».

الأفكار لا تموت والزعامات أيضا

وقال عبد العزيز أفتاتي البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية واحد المؤيدين لعودة ابن كيران أمينا عاما إن « من يدعي أن ابن كيران انتهى سياسيا لا علم له بشيء، هذه الإدعاءات مجرد خزعبلات » مؤكدا أن « الأفكار لا تموت والزعامات لا تموت. »
وأكد أفتاتي أن «ابن كيران على يمين ويسار وفي جنوب وشمال حزب العدالة والتنمية ومن يقول إنه انتهي هو مخطئ لا محالة » وإن «ابن كيران ليس شخصا عاديا ومكانته كبيرة وله كلمته ويتمتع بشخصية تواصلية كبيرة وأضاف إن « عبد الإله بن كيران لا يحتاج لصفارة، أو بذلة (أمين عام الحزب) لكي يقرر أو يأمر في أمور الحزب» وأكد أن ابن كيران باق ويتمدد داخل الحزب، وخارجه وله رأيه ويحترم، موقفه سوف يبقى مرجعا داخل الحزب ولا يحتاج للبذلة لكي يقرر في أمور الحزب كما لا يحتاجها الإخوان الآخرون الرميد والخلفي والرباح… ، لهم رأيهم ومكانتهم داخل الحزب».
وقال أفتاتي إن ابن كيران « أشرف شخصيا ورسميا، خلال الأشغال التاريخية للمجلس الوطني الأخير، على تحقيق الانتصار المنهجي الأكبر في سلسلة الانتصارات التي قاد معاركها بنجاح استثنائي توجت بتبوؤ حزب العدالة والتنمية موقع الصدارة في المشهد الحزبي والمؤسساتي الوطني بلا منازع … فقد أصر الزعيم (ابن كيران) على تحقيق ثلاثة أمور كبيرة وحاسمة، أغلقت بشكل نهائي، قوس الفتنة ( كما سماها بحق ) التي حشر فيها الحزب مدة تجاوزت الستة أشهر.
وإن ابن كيران بهذا الموقف الكبير والمسؤولية التأريخية، أمن المؤتمر الوطني وعبد الطريق لإنجازه في مناخ ديمقراطي حر ضد أي تشويش داخلي، وقطع الطريق بهذا الوعي النوعي الفريد على كل السيناريوهات التي وضعت لإدخال الحزب في دوامة الاضطراب والتراجع والاضمحلال.

استقلالية القرار

وقال محمد يتيم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر المقبل للحزب، وأحد المعارضين للتجديد لابن كيران إن ما حدث في المجلس الوطني بعد بمثابة انتصار لابن كيران وإخوانه سواء ممن كانوا مع الولاية الثالثة لأأو كانوا ضدها، «لأنهم أثبتوا استقلاليتهم الفعلية عن كل تأثير خارجي .. أثبتوا أنهم راشدون وملقحون». وأوضح في تدوينة عممها على صفحته في الفيسبوك، أن «ابن كيران يزداد اليوم مكانة لأنه خرج من شرنقة كان بعضهم بحسن نية سيضعه فيها وبعض آخر بسوء نية»، و»ليعلموا أن ابن كيران هو أكبر من منصب الأمانة العامة». وأضاف يتيم، الذي يعد أحد أبرز المعارضين لاستمرار ابن كيران على رأس «البيجيدي»، بالقول :»لقد انتصر ابن كيران، لقد انتصر حزب العدالة والتنمية، وانهزم الذين راهنوا على شق أو انشقاق صف العدالة والتنمية»، مضيفا «ينبغي اليوم أن يكون الجميع مبتهجا لانتصار الإرادة الجماعية الحرة والمستقلة» .

المنتصر هو الحزب

وتابع يتيم وهو وزير التشغيل إن «المنتصر هو المؤسسة وقيمها، المنتصر هو إرادتها المستقلة وقدرتها على تدبير خلافاتها وتدبيرها بطريقة متحضرة»، مضيفا» المنتصر هو السلوك السياسي المتحضر القائم على التعبير الحر عن المواقف والبسط المسؤول للتحليلات والتقديرات، وهذا ما حدث في المجلس الوطني حيث أنه «خلال تلك الساعات الطوال والمداخلات التي تجاوزت المئة وعشرين مداخلة كان الهاجس الأكبر هو أن وحدة الحزب خط أحمر، وأنه أيا كانت النتيجة التي تصدر عن التداول الحر والتصويت الديمقراطي، فانه يتعين التسليم بالنتائج وينبغي الاعتراف بها» وأضاف «لذلك فإن بعض الانزلاقات في التعبير هنا وهناك أو التي تتكلم بمنطق انتصار فريق على فريق أو التي تتصور أو تكيف أن الخيار الذي انتهى له المجلس الوطني نكسة ، آو تراجع ، آو عدم استماع لنبض الشعب أو خيانة وما شابه ذلك، إن ذلك كله وبكل تأكيد لا يعكس ولن يعكس الروح التي بها تدبير الإعداد للمؤتمر الوطني والمجلس الوطني ولا الروح والأجواء التي سادت اجتماع المجلس الوطني» . وعلق المحلل السياسي حسن طارق، وهو قيادي سابق في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إن عبد الإله بن كيران، «حجز مكانه في التأريخ جنب الكبار»، وقدم له التهنئة برغم رفض السماح له بالبقاء لولاية أخرى زعيما للمصباح، ووضع حدا لمساره زعيما سياسيا.

بن كيران حجز مكانه في التأريخ

وجاء في تدوينة حسن طارق ما يلي: «بالنسبة للرجل، هنيئا له.. هو حجز مكانه في التأريخ جنب الكبار.. بالنسبة للحزب أتمنى ألا ينتهي صغيرا أو مسخا كما انتهى من سبقوه».
واعتبر رئيس حزب تواصل الموريتاني، محمد جميل منصور، أن الجميع في حزب العدالة والتنمية نجحوا وقدموا مرة أخرى درسا في النصج والمؤسسية والشورى والديمقراطية، مشيدا بقرارات واختيارات المجلس الوطني، أمس الأحد، مهنئا عبد الإله بن كيران وكل إخوانه وأخواته بالقول: «لقد كنتم كبارا»، لافتا إلى أنه يتابع الشأن المغربي ومنفعل بتجربة العدالة والتنمية، حسب قوله. وقال زعيم أكبر حزب معارض بموريتانيا، إن تصويت الأمس لم يكن تقويما لأداء عبد الإله بن كيران، لأن «تقويم أدائه إيجابيا والاعتزاز بالنجاحات الكبيرة التي تحققت في فترة قيادته، محل اتفاق بين أغلب أهل العدالة والتنمية ممن كان يرى تعديل المادة، وممن كان شديد الاعتراض على ذلك التعديل». وأضاف «أعجبتني صيغة تدبير التباين والاختلاف في هذا الموضوع – مهما حدث من المنغصات المحدودة- فالكل عبر عن رأيه وكتبه أحيانا داخل المؤسسات وخارجها، لجنة المساطر رجحت رأيا والأمانة العامة مالت إلى خيار، وجاء الجميع إلى المجلس الوطني مدافعا عما يراه مصلحة مؤكدا أن الوحدة استحقاق يلزم الجميع ويحكم على الجميع وراضيا بمآل القرار ونتيجة الشورى الجماعية».

بن كيران: مسؤوليتي في الحكومة انتهت بقرار من الملك ومن أمانة الحزب بقرار من المجلس الوطني

محمود معروف

مشاورات بعبدا تداولت حول مخرج للعودة عن الاستقالة وانتهت بسيلفي للحريري مع «ضحكة كبيرة»

Posted: 27 Nov 2017 02:33 PM PST

بيروت – «القدس العربي»: فتح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس ابواب القصر الجمهوري امام القوى السياسية كافة في اطار المشاورات لايجاد حل لعودة رئيس الحكومة سعد الحريري عن استقالته التي تريّث في تقديمها. واستمع عون الى افكار القوى والاحزاب التي حدّدها الرئيس الحريري بنفسه بثلاث نقاط: التزام اتفاق «الطائف»، الحفاظ على علاقات لبنان بالدول العربية وتنفيذ سياسة «النأي بالنفس» عن الصراعات والمحاور الاقليمية قولاً وفعلاً.
وفي حصيلة المشاورات التي أطلع عون رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري عليها في لقاء ثلاثي صدر بيان عن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهوريّة أشار إلى أنّ «الرئيس عون أشاد بالتجاوب الذي لقيه من رؤساء وممثلي الكتل النيابية الذين شددوا على ضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية والاستقرار الامني والسياسي وتذليل العقبات امام ما يعيق نهوض الدولة». وأضاف «اجرى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مشاورات تم خلالها طرح المواضيع التي هي محور نقاش بين اللبنانيين للوصول الى قواسم مشتركة تحفظ مصلحة لبنان»، مشيراً إلى أنّ «نتائج المشاورات ستعرض على المؤسسات الدستورية بعد استكمالها اثر عودة الرئيس عون من ايطاليا».
وغادر بري من دون تصريح، مكتفياً بالقول «تفاءلوا بالخير تجدوه» .أما الحريري، فالتقط صور سيلفي مع الاعلاميين ورداً على سؤال حول موقفه اجاب: «مش شايفين ضحكتي شو كبيرة؟». لكن على الرغم من الاجواء الايجابية التي اشاعها بيان بعبدا فقد بدا ان لا تقاطع في مواقف الاحزاب حول مفهوم «النأي بالنفس». فهو شكّل النقطة الاساس لدى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي ذهب الى حد طرح حياد لبنان في حين غاب كلياً عن تصريح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي ركّز على الاستقرار وتفعيل العمل الحكومي وحماية لبنان.
أما المخرج للعودة عن الاستقالة فسيكون بالعودة الى البيان الوزاري، وتحديداً الى الفقرة التي تشدد على اهمية «نأي لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية والخلافات بين الدول».
وكان الرئيس عون إستهل شريط المشاورات باستقبال وزير المال علي حسن خليل ممثلاً «حركة امل» ولفت بعد اللقاء الى « تقارب في وجهات النظر مع رئيس الجمهورية حول معظم القضايا المطروحة والتي فيها تأكيد على التزام لبنان وحكومته بالثوابت التي تم الاتفاق عليها وصياغتها في البيان الوزاري وتأكيد التزامنا بميثاقنا الوطني. كما تم التطرق، في خصوص معالجة الازمة، الى كيفية متابعة المشاورات وانضاجها حتى اعادة الانتظام الى عمل المؤسسات لا سيما مجلس الوزراء».
ثم استقبل رئيس الجمهورية الوزير السابق نقولا الصحناوي ممثلاً «التيار الوطني الحر» الذي لم يدل بأي تصريح. كذلك، التقى الرئيس عون وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس ممثلاً رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية الموجود خارج لبنان. وقال فنيانوس «نعتبر ان ما قام به فخامة الرئيس وكل طرف في الجمهورية اللبنانية يُعبّر عن الوحدة اللبنانية التي تجلّت في شكل واضح إثر هذه الازمة وتمنينا على فخامته استمرار عمل هذه الحكومة ملتزمين التزاماً مطلقاً ببيانها الوزاري، وطبعاً تحت مظلة اتفاق «الطائف» ووثيقة الوفاق الوطني.»اضاف «إن البحث الذي يجري اليوم في مختلف الدوائر المعلنة وغير المعلنة، هو حول موضوع النأي بالنفس، واطّلعتم جميعاً في هذا الخصوص على التغريدة التي نشرها فرنجية خلال الازمة، وهي انه في ما خص موضوع الثوابت نحن لا نغيّر موقفنا ولا نتغير».
واستقبل رئيس الجمهورية رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ممثلاً «حزب الله» الذي صرّح بعد اللقاء «ان التشاور مهم في هذه المرحلة، خصوصاً في حضرة رئيس الجمهورية القوي واطراف متفهمين لدقة وحساسية الظرف. بحثنا في ما يتصل بحماية لبنان وضمان استقلال قراره واستئناف عمل حكومته وعودة الحياة السياسية إلى طبيعتها وكانت الآراء متطابقة ونأمل ان ننتقل إلى الفعل».
وقال النائب سامي الجميل عن حزب «الكتائب» « طرح علينا رئيس الجمهورية موضوعين، الاول ويتعلق برأينا ومفهومنا للنأي بالنفس، واكدنا في هذا الاطار ان ما نؤمن به هو الحياد الكامل للبنان وليس النأي بالنفس ذو المفهوم المطاط والذي ليس له اية مرتكزات قانونية او دستورية.
وشرط الحياد هو السيادة، لهذا السبب اننا نعتبر ان الشرط الاساسي للحياد سيادة الدولة وحصرية السلاح بيدها، وهذا شرط اساسي لقيام الدولة في شكل عام بكل الملفات الاخرى. واستغرب كل الكلام الذي يُحكى كأن مشكلة لبنان الوحيدة تدخل «حزب الله» بالدول العربية الامر الذي يُشكّل بالتأكيد ضرباً لسيادة الدولة وحياديتها وتدخلاً غير مقبول في شؤون الاخرين، انما الاخطر من ذلك السلاح في الداخل».
واكد وزير المهجرين طلال ارسلان عن الحزب «الديموقراطي اللبناني» «ان كلمة النأي بالنفس عامة ومطاطة وفخامة الرئيس يحاول ان يوحّد الاراء حولها. اننا في هذه المسألة منفتحون على الحوار ومتجاوبون مع اي مسألة ضمن المنطق والمعقول، إنما على المستوى السياسي، فاني لا افهم ما معنى النأي بالنفس في مواجهة الإرهاب».
واستقبل الرئيس عون رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي اعتبر « ان مسألة النأي بالنفس هي واقع معيوش على مستوى الشرق الأوسط الذي يعيش أزمة كبيرة، ومن المهم أن نفعل كل ما يجب فعله ليبقى لبنان بمنأى عمّا يجري في المنطقة، وعبارة «النأي بالنفس» وردت في خطاب القسم والبيان الوزاري ويجب ان تكون فعلاً أكثر منها قولاً، ولا يعتقدّنَّ أحد أن الأزمة تُحلّ فقط إذا رددنا أننا مع «النأي بالنفس» فقط، فالنأي بالنفس يعني الخروج الفعلي من أزمات المنطقة، ولا أتصور أننا كلبنانيين نطلب الكثير إذا كان مطلبنا الخروج من أزمات المنطقة، وكآراء يمكن لكلّ منا ان يكون له رأيه، فعلى سبيل المثال نحن سنستمر بالقول ان النظام في سوريا لا يمكنه أن يستمر، وهذا رأينا السياسي».
وشدد جعجع على ان «الدولة يجب أن تكون دولة فعلية وإلا سنبقى معرضين، فموضوع سلاح حزب الله مطروح يميناً ويساراً، ولكن يمكننا أن نذهب الى مرحلة كما يُقال «لا يموت الديب ولا يفنى الغنم»، بحيث نؤمّن كل مقومات الاستقرار المطلوبة، فما يُمكننا أن نذهب إليه هو أن نضع كل القرار العسكري والأمني والاستراتيجي بيد الدولة اللبنانية ولاسيما أن حزب الله وكل الفرقاء متواجدون في هذه الدولة، فأين الإشكالية بذلك؟ وأوضح أنه «في مرحلة أولى يجب وضع القرار العسكري بيد الدولة، وفي مرحلة لاحقة الكلام حول حلّ نهائي لسلاح حزب الله».»ولفت جعجع الى « أن البعض مستعجل علينا للخروج من الحكومة ولكننا لن نفعل ذلك، فنحن نستقيل منها حين نشاء، والآن ما يجري هو إعادة نظر بالتسوية واذا لن يحصل هذا الأمر فسنبقى في الأزمة الراهنة».
والتقى الرئيس عون رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد حنبلاط الذي قال بعد اللقاء «في هذه الأزمة التي سنسميها عابرة، لكن الصعبة والدقيقة التي مرّرنا بها أثبت الرئيس عون شجاعة هائلة وحكمة كبيرة جداً في كيفية الدوزنة السياسية من اجل الخروج من هذا المأزق. ولا شك كان صوته ومواقفه مهمة جداً في تصويب الأمور واستطعنا من خلالها ان نصل إلى شاطئ الأمان، لذلك، في المحادثات التي جرت اليوم اوكلت له معالجة الأمور الباقية ونثق به وبحكمته».
ورداً على سؤال حول إذا ما كان يعتبر من خلال تغريدته على تويتر اليوم والصورة التي ارفقها بها ان موضوع السلاح ما زال يُهيمن على الإطار السياسي في لبنان، اجاب «اعتقد ان من الأفضل ومن الحكمة ان لا نشير في اية محادثات لاحقة إلى قضية السلاح. لأننا إذا اردنا ان ندخل في سجال حول قضية السلاح في الداخل نعود إلى الحوارات السابقة على ايام الرئيس بري في الـ2006 وعلى ايام الرئيس السابق ميشال سليمان. اعتقد هذا الأمر غير مجد. هذا رأيي. فلنتحدث عن الأمور التي تحدثوا عنها اي النأي بالنفس وكيفية تطبيقه، وعلينا الا ننسى جميعاً ان من المهم جداً ان نهتم بقضية الاقتصاد، صحيح ان حاكم المصرف المركزي انقذنا او انقذ الأسواق، لكن نحن بحاجة لمعالجة اكثر وحتى قضية رفع الفائدة تسبب جموداً في الأسواق لا بد من معالجته». وشملت المشاورات ايضاً الامين العام لحزب الطاشناق أغوب بقرادونيان ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف.

مشاورات بعبدا تداولت حول مخرج للعودة عن الاستقالة وانتهت بسيلفي للحريري مع «ضحكة كبيرة»

سعد الياس:

مجاملات وصفقات في البرلمان الأردني لضمان «أسرع وأسهل» عبور للموازنة المالية

Posted: 27 Nov 2017 02:33 PM PST

عمان – «القدس العربي»: أخفق عضو البرلمان الأردني الدكتور نصار القيسي في الوصول لموقع رئاسة اللجنة المالية في مجلس النواب، بعد تسوية خلف الكواليس قفزت بزميله أحمد الصفدي رئيسًا للجنة بالتزكية، الأمر الذي يشكل الخيار الأنسب لرئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي ووزير المالية عمر ملحس.
حصل ذلك بالتوازي مع تقدم الوزير ملحس ببيانه المنتظر لمشروع الموازنة المالية طمعًا في الحصول على ثقة مجلس النواب. أخفق القيسي لمصلحة ترتيب له علاقة بخيارات الحكومة برغم أن زميله ومنافسه الصفدي كان شاهدًا على «الجاهة البرلمانية الديمقراطية» التي ترأسها المخضرم عبد الكريم الدغمي، وزارت القيسي في منزله وطالبته بعدم ترشيح نفسه لمواجهة النائب الأول لرئاسة النواب حيث استجاب القيسي وقتها بشرط علني واحد هو عدم إعاقته من أي موقع يترشح له لاحقًا.
لاحقاً لتلك الجاهة التي حضرها أيضاً رئيس المجلس عاطف الطراونة، خسر الصفدي مواجهة انتخابات النائب الأول، ثم عاد ليخطف موقع رئاسة اللجنة المالية، حتى يغادر القيسي ــ الذي كان طامحًا بالموقع ــ المسرح خالي الوفاض، مع أن كلاهما أي الصفدي والقيسي من دون أية خلفية مالية فنية من أي نوع. وبكل الأحوال؛ هذا الترتيب في اللجنة المالية يوائم خطة الحكومة بوضوح، لأن القرار الأول لمجلس النواب، كان إحالة الموازنة للجنة المختصة، حيث استعدت الحكومة جيدًا لحالة تريد فيها نوابًا لا يعترضون طريقها وطريقتها في الإصلاح المالي والاقتصادي.
وبطبيعة الحال من حق أي حكومة التحشيد لحلفائها في مجلس النواب، مع أن المجلس لم يسبق له أن حجب الثقة عن مشروع أية موازنة. وأن المجلس الحالي «متحمس» في بعض الأحيان أكثر من الحكومة للتعاون معها وإظهار قدرته على تحمّل المسئوليات الوطنية في لحظات الأزمة الاقتصادية والإقليمية الحرجة.
وهنا لا يبدو مجلس النواب معنيًا بوضوح بمشاعر الرأي العام، ولا اتجاهات الشارع، ولا الخطابات الشعبية التي تخفق بدورها في توفير بدائل للأزمة الاقتصادية الخانقة، التي يعود جذرها في نهاية المطاف لخيارات سياسية دُولية وإقليمية عابرة للأردن، كما يحاجج كبار المسؤولين. لكن الرئيس الطراونة أرسل بدوره وقبل ساعات فقط من تحويل مشروع الموازنة المالية له الإشارة الأولى التي تغازل رغبة المؤسسة المركزية في تمرير الموازنة وتجنب أية إعاقة لحكومة الملقي.
هنا خاطب الطراونة القوى العابرة للحكومة، وهو يصرح في ندوة جانبية قبل ساعات من تحويل الموازنة لسلطة التشريع، بأن المجلس شريك مع الحكومة في تحمل المسؤوليات الوطنية، وأن الظروف صعبة ومعقدة تتطلب إصلاحات مطلوبة، ضمن معادلة حماية المواطن الأردني، ودخله، وهو ما لا يمكنه أن يحصل بكل الأحوال، وبرأي الخبراء جميعهم بعد تغيير معادلة تسعير الخبز ورفع معدلات الضريبة على شرائح جديدة من الطبقة الوسطى.
سياسياً يمكن تفهُّم موقف الطراونة المتعاون، بالسياق مع الحكومة، حتى لا يُتَّهم لاحقاً بتبني خيارات معاكسة لتوجه الدولة، مع أن لديه ملحوظات متعددة على أداء الحكومة وطاقمها. وفي الوقت عينه تبدو الفرصة متاحة إزاء الطامحين كلهم من نشطاء البرلمان بمغازلة المرحلة والتقدم بمواقع سياسية، على أساس تمرير الموازنة التي لا يريد الإيقاع الشعبي أن يتحملها، لأسباب عدة لا يمكن إنكارها.
المستجد الأبرز في الموضوع؛ هو أن حفلة «المجاملة» البرلمانية لتوجهات الحكومة الاقتصادية الغليظة من حيث التسعير والتصعيد الضريبي، قد تشمل الكتلة التي تمثل نخبة من الإخوان المسلمين في المجلس، حيث دخلت الجماعة في إطار السعي لصيغة من صيغ المصالحة مع الدولة والرغبة في التفاعل مع عواصف الإقليم وتجنب أية ذرائع للتصادم.
في حال أسقطت جماعة الإخوان خيارات بوصلتها نفسها في هذا الاتجاه يمكن توقع موقف غير معارض بشدة، على الأقل خلافا للعادة لمشروع الموازنة، خصوصًا إذا ما قررت كتلة الإصلاح البرلماني المُضيِّ قدما في تكتيك طرح رسائل وُدِّية وإيجابية عبر البرلمان لمصلحة التيار الإسلامي الذي أظهر بدوره خلال الأوقات الصعبة الأخيرة تفاعلًا إيجابيًا نشطًا مع المبادرات الرسمية، وميلًا لأية «مصافحة ومصالحة» على حد تعبير القيادي الشيخ زكي بني ارشيد. في الوقت الذي سيتيح وزير المالية ملحس لصديقه وحليف حكومته الصفدي فرصة إجراء تعديلات طفيفة تسهم في تسويق قرارات اللجنة المالية وتظهر النواب على أساس الحرص على جيوب الفقراء والموظفين على الأقل.
الموازنة سياسيًا أيضاً قيل بكل اللغات إنها «خيار الدولة» لا الحكومة، والرئيس الملقي بالتأكيد لا يخشى سقوطها أو حجب الثقة عنها. لكنه مهتمٌ جدًا بحصول موازنته على أكبر قاعدة ممكنة من الأصوات، وبالتالي؛ على قاعدة عريضة من «الشرعية»، وفي الوقت ذاته يهتم وزير المالية بأن لا يتم تعديل ولو حرف أو رقم واحد من خطته التي وصفها خبراء عديدون بأنها «فوقية»، وهو يرسم التفاصيل الفنية للموازنة مشيرًا في المرات جميعها إلى أن اختياره مرجعيٌ من القطاع الخاص لقيادة وزارة المالية في المرحلة الحرجة، يعني أنه رجل مسؤول وغير مطلوب من أي مجاملات على حساب الوقائع مع النواب أو غيرهم. ..على الأقل هذا ما يردده الوزير ملحس على مسامع من يحاولون مناقشته جميعهم.

مجاملات وصفقات في البرلمان الأردني لضمان «أسرع وأسهل» عبور للموازنة المالية

بسام البدارين:

الحية يحدد ثلاثة «خطوط حمراء» في موضوع المصالحة ويتهم أطرافا بـ «الانقلاب» على الاتفاق

Posted: 27 Nov 2017 02:33 PM PST

غزة -«القدس العربي» : مع استمرار الخلافات حول تطبيق بنود اتفاق المصالحة، خاصة بعد انتهاء جولة الحوار الأخيرة التي عقدتها الفصائل الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة، حددت حركة حماس ثلاثة ملفات، قالت إنها «خطوط حمراء» لا تقبل المساس بها، واتهمت أطرافا بأنها تريد «الانقلاب» على عملية المصالحة، ودعت حركة فتح لترك حكومة الوفاق الوطني بالعمل في قطاع غزة.
وقال خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، في مؤتمر صحافي، بعد حالة الخلاف الكبير التي ظهرت في المواقف مع حركة فتح، حيال تطبيق بنود اتفاق المصالحة الأخير، إن الحالة الإعلامية «لا تطمئن»، وكان بذلك يشير إلى الخلافات التي ظهرت خلال اليومين الماضيين في تصريحات إعلامية وتحديدا بعد انتهاء جلسة الحوار الأخير. وشدد على ضرورة انتهاء هذه الحالة، منتقدا بذلك تصريحات صحافية لقيادات كبيرة من فتح، قال إنها «وضعت شروطا جديدة» لإتمام المصالحة، تخالف ما جرى التوصل إليه في اتفاق تطبيق المصالحة الأخيرة الموقع يوم 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وكذلك اتفاق القاهرة الموقع عام 2011.
وقال الحية الذي كرر خلال المؤتمر الصحافي مرارا إصرار حماس على تطبيق المصالحة «إن هناك أطرافا تريد الانقلاب على المصالحة». وأشار إلى أن حركة فتح تراجعت عما جرى الاتفاق عليه يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول، لافتا إلى أن حوار القاهرة الذي انتهى الأربعاء الماضي، على مدار يومين، كان مخصصا لبحث كل ملفات المصالحة الأخرى، وهي تشكيل حكومة وحدة ومنظمة التحرير والانتخابات، بناء على الدعوة المصرية الموجهة للفصائل، وأن فتح «كان لها رأي آخر»، يقوم على أساس «تمكين الحكومة» فقط.
ورفض ما يوجه لحركته من قبل قيادات فتح من اتهامات، تتعلق بإعاقتها عملية «التمكين»، وقال إن كل الوزراء يقومون بعملهم كاملا في غزة، كذلك انتقد استمرار «العقوبات» المفروضة من قبل السلطة الفلسطينية على غزة، وقال إن هذا الأمر كان موقف كل الفصائل التي شاركت في مباحثات القاهرة الأخير، متهما حركة فتح بربط رفع هذه العقوبات بـ «تمكين الحكومة».
واتهم حكومة الوفاق بأنها «أسيرة» لمواقف حركة فتح، وأن ذلك هو ما يعيق عملها في القطاع، ومن أجل تجاوز هذا الملف، طالب الحية بأن تكون الحكومة أحد المشاركين في حوارات المصالحة، من خلال حضور رئيس الوزراء الاجتماعات التي ترعاها مصر.
وقال القيادي في حركة حماس، الذي شارك في حوارات المصالحة، إن أحد عوامل الخروج من هذه الحالة الفلسطينية، يكون من خلال إجراء الانتخابات، داعيا الرئيس محمود عباس، وفق ما جاء في بيان الفصائل الذي تلا اجتماعات القاهرة الأخيرة، للبدء في مشاورات لإتمام هذه العملية، مؤكدا في الوقت ذاته أن حركة حماس مستعدة لخوض هذه الانتخابات في أي وقت.
إلى ذلك أكد الحية رغم كل ما شهدته الساعات الماضية، على استمرار حركته في طريق المصالحة، لكنه أضاف أن حماس ذهبت إلى المصالحة «من أجل الشعب الفلسطيني»، وأنها «غير نادمة» على هذه الخطوة، مشددا كذلك على أن قرار المصالحة لدى حماس «لم يكن من مصدر ضعف».
وحدد ثلاثة ملفات مهمة قال إنها تعد «ملفات حمراء» لا تقبل الحديث، وهي ملفات «سلاح المقاومة» و«الموظفين» و«الأمن». وأشار إلى أن الموظفين الذين تم تعيينهم من الحكومة العاشرة (حكومة حماس التي شكلت بعد فوزها في الانتخابات «خط أحمر لا نقبل تجاوزه بأي حال من الأحوال»، مشددا على ضرورة اجتماع اللجنة الإدارية والقانونية التي شكلت لحل مشكلتهم وفق اتفاق القاهرة، بكامل أعضائها من الضفة وغزة، لإنجاز الملف. ويبلغ عدد هؤلاء نحو 40 ألف موظف، ولا زال هناك خلاف كبير حول طريقة تعيينهم في السلك الحكومي مع حركة فتح والحكومة.
وبشأن الملف الأمني، قال إن حماس مصممة على بقاء ما تم إنجازه في الملف في غزة، على قاعدة اتفاق القاهرة 2011 والشراكة الوطنية. وحين تطرق لملف «سلاح المقاومة»، طالب كل الأطراف بـ «الكف عن الحديث بشأنه»، مضيفا وقد علا الغضب نبرات صوته «سلاح المقاومة لا يقبل القسمة ولا الحديث عنه بأي حال من الأحوال، وكل الخطوط الحمراء تحته. هذا السلاح لن يمس وسينتقل إلى الضفة الغربية لمقارعة الاحتلال»، وأضاف «نحن من حقنا مقاومة الاحتلال حتى ينتهي، إما أن نحرر فلسطين أو نفنى معه».
وحين تحدث عن قرار «السلم والحرب»، قال الحية إن هذا القرار «يعطى لقيادة فلسطينية موحدة»، مشددا على ضرورة «إعادة بناء منظمة التحرير للتمكن من ذلك».
إلى ذلك رحب القيادي البارز في حركة حماس بالوفد المصري الأمني المختص في ملف «مراقبة» عمل الحكومة وتسملها مهامها في غزة، وفق ما جرى الاتفاق عليه في حوار القاهرة الأخير. وطالب مصر بالإعلان عن الطرف المعطّل للمصالحة، داعياً كل الأصوات والمسؤولين والفصائل لـ «العودة إلى طريق الجادة ونبشر الناس بالوحدة». وأضاف «أوجه رسالة إلى الأخوة في حركة فتح لن نقبل أن تسحبونا إلى المربع الأول والحالة الإعلامية التي كانت خلال اليومين الماضيين لا نريدها».
وكان مسؤولون من حركة فتح، حملوا خلال الساعات الماضية حماس المسؤولية عن تأخر عملية «تمكين الحكومة» من إدارة قطاع غزة بالكامل.
وأكد عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس وفدها إلى حوارات المصالحة الوطنية أن إنهاء الانقسام الفلسطيني بعد11 سنة بحاجة إلى وقت ولن يتم بين يوم وليلة.
وسبق ذلك أن شكك حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، في إمكانية إنجاز ملف تمكين الحكومة بشكل كامل في قطاع غزة بحسب الموعد المحدد وهو الاول من الشهر المقبل، ودعا إلى «صيغة ومنظومة وطنية شاملة» تحكم «سلاح المقاومة»، وقال «الادعاء بأن هناك سلاحا للمقاومة يحتكم فقط لقرار تنظيمي، يضرب حالة التوازن الداخلي».

 

الحية يحدد ثلاثة «خطوط حمراء» في موضوع المصالحة ويتهم أطرافا بـ «الانقلاب» على الاتفاق

أشرف الهور:

اعتقال أحد مساعدي غولن في عملية سرية للاستخبارات التركية ونقله من السودان لأنقرة

Posted: 27 Nov 2017 02:32 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي»: في عملية سرية كشفت عنها وسائل الإعلام التركية، أمس الإثنين، تمكنت الاستخبارات التركية من اعتقال أحد كبار قادة وممولي جماعة فتح الله غولن ونقله من السودان إلى العاصمة التركية أنقرة في تطور يُوحي بشكل المرحلة الجديدة من حرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على ما بات يطلق عليه «تنظيم غولن الإرهابي» ويتمهمه بتدبير وقيادة محاولة الانقلاب التي جرت منتصف العام الماضي. وقالت مصادر تركية إن عملية سرية ومعقدة للاستخبارات التركية نتج عنها احتجاز «ممدوح تشيكماز» الذي يعتبر من أبرز رجال الأعمال المنتمين لجماعة غولن ويقيم في السودان عقب هروبه من تركيا عام 2016، حيث جرى نقله صباح الاثنين إلى تركيا بشكل سري قبل أن يعلن عن نجاح العملية.
لكن العملية التي لم يعلن عنها بشكل رسمي، قالت وسائل إعلام تركية إنها لم تجريدون علم السلطات السودانية وإنها تمت بتنسيق وتعاون بين الاستخبارات التركية وجهاز الاستخبارات الوطني السوداني وأنها جرت قبل فترة حيث جرى استجوابه على الأراضي السودانية قبل أن ينقل الاثنين لتركيا.
ويمتلك «تشيكماز» في ولاية جوروم مسقط رأسه، عددا من محطات الوقود ومعامل لتصنيع الطوب، وهو من الممولين الرئيسيين لمنظمة غولن حسب السلطات التركية التي قالت إنها لاذ بالقرار خارج البلاد، في كانون الثاني/ يناير العام الماضي، بعد إصدار فتح الله غولن تعليمات لاتباعه بالهرب إلى خارج تركيا، ولاحقاً أصدرت إحدى المحاكم التركية قرار اعتقال بحقه، بتهمة «تولي مناصب إدارية في منظمة إرهابية مسلحة».
ولم تؤكد مصادر تركية أو سودانية بعد تفاصيل هذه الحادثة بشكل رسمي، لكنها جائت بعد يوم واحد من تسلم رئيس الأركان السوداني عماد الدين عدوي، رسالة خطية من نظيره التركي خلوصي أكار، دعاه فيها لزيارة تركيا «في القريب العاجل»، حيث أشاد المسؤول العسكري السوداني بـ»العلاقات التاريخية بين السودان وتركيا، والجهود المبذولة لتطويرها والخروج بها إلى آفاق أرحب».
كما أن هذه العملية الجديدة جائت عقب الكشف عن تشكيل خاص جديد داخل الاستخبارات التركية الذي يترأسه هاكان فيدان أحد أبرز المقربين والاوفياء لأردوغان في الدولة مهمته ملاحقة وجلب قادة «تنظيم غولن» في خارج تركيا.
وعقب أشهر طويلة من مساعي محاصر نفوذ التنظيم من خلال الطرق الدبلوماسية وضغط أردوغان على عشرات الدول من أجل إغلاق مدارس وشركات غولن على أراضيها، بدأت أنقرة العمل على محاولة الضغط على عدد من الدول لتسليمها قادة الجماعة أو محاولة اختطافهم في عملية امنية سرية.
وخلال الفترة الماضية نجحت تركيا في استعادة عدد من قادة الجماعة من عدة دول من بينها السعودية وأندونيسيا وماليزنيا وباكستان وجورجيا،
وما زال طلب تركيا من الولايات المتحدة تسليم فتح الله غولن من أبرز ملفات الخلاف بين البلدين الذي وصل إلى مراحل متقدمة الشهر الأخير وكشف وسائل إعلام أمريكية عن ان القضاء الأمريكي يحقق مع المستشار السابق للأمن القومي الأمريكي في طواطئه مع مخطط لتهريب غولن من أمريكا إلى تركيا بشكل سري مقابل روشى تبلغ 15 مليون دولار وهو ما نفته أنقرة بشكل قاطع.
وقبل أيام أعادت تركيا تقديم طلب جديد لألمانيا من أجل تسليمها عادل أكسوز التي تقول إنه الرجل الثاني في تنظيم غولن وإنها تلقت معلومات حول تواجده على الأراضي الألمانية.

اعتقال أحد مساعدي غولن في عملية سرية للاستخبارات التركية ونقله من السودان لأنقرة
حرب أردوغان على «تنظيم غولن» تدخل مرحلة جديدة
إسماعيل جمال

السفير المغربي في الجزائر يعود إلى منصبه بعد أسابيع من استدعائه للتشاور بسبب قضية «الحشيش»

Posted: 27 Nov 2017 02:32 PM PST

الجزائر ــ «القدس العربي»: عاد السفير المغربي في الجزائر حسن عبد الخالق إلى منصبه في العاصمة الجزائرية بعد أسابيع من مغادرته نحو المغرب، بعد استدعائه للتشاور من طرف سلطات بلده، احتجاجا على تصريحات وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، التي اتهم فيها المغرب بتبييض أموال الحشيش في دول أفريقية، وهو التصريح الذي أثار الكثير من الجدل، وتسبب بأزمة دبلوماسية بين البلدين.
وتأتي عودة السفير المغربي في أعقاب هدوء العاصفة التي أثارتها تصريحات وزير الخارجية الجزائري، خاصة أن السلطات الجزائرية اختارت عدم التصعيد وعدم الرد على الهجمات المغربية التي أعقبت تصريح الوزير مساهل، سواء فيما يتعلق باستدعاء الخارجية المغربية للسفير الجزائري في الرباط للاحتجاج على تصريحات مساهل، أو استدعاء السفير المغربي في الجزائر للتشاور، وهي عادة الخطوة التي يتم اتخاذها قبل قرار مغادرة السفير وقطع العلاقات، أو حتى الحملات الصحافية التي وصلت حد السب والشتم في بعض الحالات، وقد بررت مصادر من الخارجية الجزائرية عدم الرد برغبتها عدم التصعيد، خاصة أن التصريحات التي أدلى بها مساهل لم تكن في خطاب رسمي، ولا تعكس موقف الدولة الجزائرية، بل كانت عبارة عن دردشة بين الوزير ورجال أعمال على هامش الجامعة الصيفية لمنتدى رؤساء المؤسسات.
وكان الوزير عبد القادر مساهل قد فجر جدلا واسعا عندما صرح أمام رجال أعمال جزائريين أنه لا وجود لشيء اسمه الاقتصاد المغربي، وأن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تبييض أموال الحشيش عبر بنوك مغربية في أفريقيا، مشددا على أن هذا الكلام سمعه من زعماء وقادة أفارقة، قبل أن يضيف إن شركة الخطوط الجوية المغربية لا تقوم فقط بنقل المسافرين، وهي تصريحات أثارت جدلا واسعا وضجة غير مسبوقة، ولم تلق القبول حتى في الجزائر، لأن الحكومة الجزائرية لم تتعود مهاجمة المغرب، ولا حتى الرد على التصريحات الصادرة من هناك، فلم يسبق للرئيس بوتفليقة أن هاجم المغرب في أي من خطبه، وحتى لما قام مواطنون مغاربة بالهجوم على مقر القنصلية الجزائرية في مدينة الدار البيضاء وأقدموا على إنزال العلم الجزائري من عن قنصلية الدار البيضاء كان الرد الجزائري متزنا.

السفير المغربي في الجزائر يعود إلى منصبه بعد أسابيع من استدعائه للتشاور بسبب قضية «الحشيش»

أربيل: الكشف عن تعرض نساء من المدينة للعنف والتحرش على يد القوات الأمنية و«الحشد»

Posted: 27 Nov 2017 02:31 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: دعا رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، إلى «الوقوف بالضد» من مشروع قانون «زواج القاصرات».
أثار مقترح قانون الأحوال الشخصية المطروح على مجلس النواب العراقي موجة من ردود الأفعال «المنتقدة» لما يتضمنه من فقرات تتيح «زواج القاصرات».
وقال في كلمة خلال مشاركته في مؤتمر مواجهة العنف ضد المرأة، إن حكومة الإقليم «ستعمل على إدامة وتطوير الحقوق التي ضمناها للمرأة خلال الخمسة والعشرين عاماً الماضية»، مشيراً إلى «السعي (…) لضمان قوانين الأحوال الشخصية السابقة التي تم تعدليها والتي تمكن من خلالها خفض حالات العنف الذي يمارس ضد المرأة إلى حد كبير، وذلك عبر معاقبة قتلة النساء تحت يافطة الشرف بأشد العقوبات».
وأضاف: «هناك قوانين صدرت من برلمان كردستان في صالح المرأة، تنص على العدالة الإجتماعية والمساواة وتجريم تزويج الفتيات دون سن 18، ومعاقبة المتحرشين عبر الوسائل الإلكترونية كالموبايل ومواقع التواصل الاجتماعي».
وكشف عن سعي إقليم كردستان العراق إلى العمل بجد من أجل «إنقاذ وتحرير بقية الأيزيديات اللاتي لا يزال إرهابيو داعش يحتجزونهن»، لافتاً في الوقت عيّنه إلى أن «هجوم الجيش العراقي والحشد الشعبي على كركوك والمناطق الأخرى، تسبب بنزوح أكثر من 160 ألف مواطن، بضمنهم عدد كبير من النساء تعرضن إلى العنف والتحرش».
وقال «النساء يدفعن ضريبة الظروف غير الطبيعية، (…) نحن نؤكد هنا أن حقوقكن ستبقى في المقدمة، ولن نسمح أن تكونوا ضحايا الحرب والاقتتال مرة أخرى، ونعاهدكن بأننا سندافع عن ما تحقق خلال الـ25 سنة الماضية».
وأشار رئيس حكومة الإقليم إلى العمل؛ بالتشاور مع المختصين والخبراء والنشطاء والنساء من جميع الأطراف والقوى في برلمان كردستان، من أجل تعديل الكثير من قوانين الأحوال الشخصية لصالح المرأة وحقوق الإنسان.
كما تطرق إلى «استحداث مديرية مناهضة العنف ضد المرأة والمجلس الأعلى للنساء، ودائرة إصلاح الوضع الاجتماعي والدفاع عن حقوق المرأة»، وعدّ تأمين حقوق المرأة «جزءا من العملية الديمقراطية في المنطقة، التي يمكن عن طريقها تأمين حقوق المواطنين والسير بالمجتمع نحو الأمام».
ودعا رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، حكومة بغداد إلى «الوقوف ضد مشروع قانون تزويج البنات دون سن الـ 18»، مبيناً «أنهن في هذه المرحلة العمرية يحتجن إلى حب وعطف عائلاتهن (…) نتمنى ان لا يتحول المشروع الحالي المعروض على البرلمان إلى قانون».
وتنصّ الفقرة الخامسة من المادة الثانية لمشروع القانون الجديد على أنه «يجوز إبرام عقد الزواج لأتباع المذهبين (الشيعي والسني) كل وفق مذهبه، من قِبَل من يجيز فقهاء ذلك المذهب إبرامه للعقد».
وعلى الرغم من موجة الرفض تجاه القانون، لكن عضوا في اللجنة القانونية في مجلس النواب، النائب سليم شوقي، أكد أن مقترح القانون لا يتضمن أي مخالفات للدستور العراقي، غير أنه اعتبر توقيت طرحه غير مناسب.
وقال لـ«القدس العربي»، إن «مقترح قانون الأحوال الشخصية قُدم من قبل رئيس كتلة المواطن حامد الخضري، واستند على المادة (46) من الدستور التي تفيد بأن العراقيين أحرار في أحوالهم الشخصية، فضلا عن المادة (2) التي تنص على أن الإسلام هو المصدر الأساسي في التشريع، ولا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت الإسلام، وعليه تم تقديم المقترح».
وأضاف: «المقترح يتناول قضيتي الزواج والطلاق»، لافتاً إلى أن «هناك اعتراضاً من قبل التيار المدني وجهات أخرى على المقترح، بكونه يتيح زواج القاصرات، لكن في واقع الأمر المقترح لا يتيح ذلك».
وحسب عضو اللجنة القانونية البرلمانية «أشيع بأن القانون يسهم في خلق فوضى وانتهاك القيم الإنسانية وغيرها من الحالات الشاذة في المجتمع»، لكنه أكد أن «المقترح لا يتضمن أي مخالفة دستورية، ولا يمس مبادئ المذاهب الإسلامية، وهو أمر اختياري متروك للعائلة العراقية والمعني بالزواج نفسه وذويه».
وطبقاً للمصدر فإن «المجتمع العراقي يعاني من العنوسة والعزوف عن الزواج، فضلاً عن كثرة الأرامل والمطلقات، الأمر الذي يدفع الحكومة إلى العمل على تحسين حالات الزواج».
ورغم تبرير النائب لمشروع القانون، لكنه رأى أن «الوقت غير مناسب لطرح مثل هكذا أمور، لا سيما أن هناك مواضيع أكثر أهمية يمكن لمجلس النواب القيام بها».

 

أربيل: الكشف عن تعرض نساء من المدينة للعنف والتحرش على يد القوات الأمنية و«الحشد»

تقاسم الغنيمة السورية

Posted: 27 Nov 2017 02:31 PM PST

في نهاية الأسبوع ادّعى اللواء احتياط عميرام لفين أن إسرائيل ملزمة بأن تطالب في كل تسوية تتعلق بترسيم الحدود السورية، مع نهاية الحرب الأهلية هناك أن يعترف زعماء روسيا، إيران وتركيا بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان.
وأعرب لفين عن خيبة أمله من أن إسرائيل لم تشارك في الحرب في سورية وشرح بأن هذا هو السبب الذي سيجعل من الصعب علينا الحصول على قسم من الغنيمة التي يبحث فيها بوتين، روحاني واردوغان.
لفين، فيما يتعلق بقضيتنا، هو مثابة صدى مضخم لمفاهيم مصدرها في العقول الأمنية والمسؤولين السابقين في أسرة الاستخبارات، التي في أفضل الأحوال هي هذيان وفي الحالة الأقل تشهد على أنهم لم يتعلموا شيئا ولم يستخلصوا الدروس من مصائب سنوات الغرق في لبنان من 1982 والتحالفات المجنونة مع الكتائب المسيحية في دولة الأرْز.
إن أصحاب القرار عندنا، يقال هذا ثناءً على نتنياهو، اتخذوا جانب الحذر في أثناء سنوات الحرب الأهلية في سورية ورفضوا الاستجابة للطلبات من جانب قوات الثوار. لا التدريب ولا وسائل القتال، قيل للمتوجهين. واكتفت إسرائيل بمنح علاج طبي لآلاف الذين أصيبوا في الحرب ورسمت سلسلة من الخطوط الحمر الرامية إلى حماية مصالحها الأمنية. والآن يأتي الخبراء في طرفنا ويشيرون إلى تغيب الأمريكيين عن طاولة الرمال التي ترسم عليها خريطة المصالح في المنطقة. وفضلا عن ذلك، بزعمهم أصبح بوتين رب البيت في الشرق الأوسط، فيما رب بيتنا، الرئيس ترامب، ليس في اللعبة.
غير أنه من المجدي أن نذكر من نسي أن الروس، بعد سنوات طوال من الغرق في الوحل في أفغانستان، خرجوا من هناك مع الذيل بين الساقين، بحيث أنه من السابق لأوانه جدًا إعلان أن بوتين من شأنه أن يبقى المنتصر بلا منازع في ألعاب الدوري مع تركيا وإيران.
أحد لا يمكنه أن يضمن أن التسويات التي يتفق عليها حول سورية ستصمد. فكل عوامل التفجير تبقى في الميدان: الإسلام المتطرف، الأكراد، الكراهية بين العلويين والأكثرية السنّية في سورية. وإذا ما سمحتم لي أن أكون متهكما، فسأسأل ماذا حصل في لقاءات «التنسيق» التي لا تنتهي والتي تباهى نتنياهو بها كلما سارع إلى سوشي أو موسكو للقاء بوتين. فمن كثرة «التنسيق» نجد الإيرانيين وفروعهم يقتربون من الحدود في هضبة الجولان.
لقد بات مكتظًا في الساحة الأقرب إلى حدودنا الشمالية. بوتين، كما يمكن الافتراض، من دون صلة بالتهديدات التي يطلقها نتنياهو وليبرمان، سيلجم الإيرانيين ولن يسمح لهم بحرية عمل ضدَّ أهداف في إسرائيل. غير أنه لا يمكن لأي تنسيق أن يمنع في المستقبل مواقع خلل، من شأنها بسهولة أن تتدهور إلى اشتعال لم يقصده أي طرف. ولمن يتهجم على الأمريكيين بدعوى أنهم انسحبوا من المنطقة وتركوا المنصة لبوتين، فإني أقترح مشاهدة المسلسل الذي يبث على الكوابل عن حرب فيتنام. يتبين أن الولايات المتحدة لم تشف من المعركة التي جلبت 58 ألف قتيل من بين جنودها وأحدثت شروخا عميقة في المجتمع الأمريكي. فالقيم الأساس التي تربط الأمة في كيان واحد متنوعة قد دمرت.
وإذا أضفنا غلى ذلك الشرخ الأمريكي الداخلي بعد حرب العراق في 2003، سنفهم لِمَ لم تسارع إدارتا أوباما وترامب إلى إدخال أيديهما في اللّجة المتلظيّة حولنا.
ومع ذلك، محظور أن ننسى: أمريكا تبقى القوة العظمى الأهم في العالم، وحتى لو لم يكن مندوبوها يجلسون ويحطمون الرأس ليقرروا ماذا سيكون مصير جبهة النصرة أو كل تنظيم آخر يحاول إسقاط الاسد، فإن الولايات المتحدة موجودة في وعي كل من يرغب في المس بإسرائيل. في يوم الأمر، مثلما حصل في الماضي، ستقف إلى جانبنا.
من يواصل عندنا المطالبة باعتراف دولي بضم هضبة الجولان سيتبين أن مدراء إعادة تقسيم سورية سيمارسون علينا الضغوط للوصول إلى تسوية في إطارها تنسحب إسرائيل إلى حدود 1967.
إذا كنتم تريدون أن تواصلوا التمتع بالمشهد الطبيعي وبالأكواخ السياحية في الجولان؟ اسكتوا وركزوا على الأمر الأساس: حماية مواطني إسرائيل من عشرات آلاف الصواريخ التي يعدها حزب الله لنا. صاروخ موجه إلينا في المعركة الأولى، من شبه المؤكد أنه سيطلق في المعركة الثالثة.

شمعون شيفر
يديعوت 27/11/2017

تقاسم الغنيمة السورية
يجب حماية مواطني إسرائيل من عشرات آلاف الصواريخ التي يُعدُّها «حزب الله» لنا
صحف عبرية

اعتقال أفراد «شبكة محترفة» تشتري أجهزة الهواتف المستعملة من غزة لاستخدامها في عمليات «الابتزاز الإلكتروني»

Posted: 27 Nov 2017 02:31 PM PST

غزة – «القدس العربي»: لم يكن هدف مجموعة من المختصين في مجال «البرمجة الإلكترونية» جنوب قطاع غزة، اقتناء أجهزة الهواتف المحمولة المستعملة، الخاصة تحديدا بالفتيات، من باب المتاجرة والربح الطبيعي، بإعادة بيعها من جديد بعائد مالي مرض، بقدر ما كان تركيزهم ينصب على استخدام محتواها المحذوف سابقا في عمليات «الابتزاز»، وذلك قبل وقوعهم في قبضة جهاز المباحث العامة.
وفي تفاصيل الواقعة، عملت مجموعة من الأشخاص، شكلوا فيما بينهم «شبكة محترفة»، تقوم على شراء أجهزة الهواتف المحمولة المستخدمة، خاصة تلك التي تكون مملوكة لفتيات، لتكون بداية عملية «الابتزاز» التي تأتي في مرحلة لاحقة، ضمن خطة موضوعة بإحكام.
ما كشفه جهاز المباحث العامة، من معلومات حول الشبكة، بعد إلقاء القبض على عناصرها، يفيد بأن أفرادها عملوا على إعادة استرجاع المعلومات المخزنة على تلك الأجهزة، خاصة الصور الملتقطة لهن، لاستغلالها في «عمليات مساومة» مقابل مبالغ مالية تفوق ثمن ذلك الهاتف المحمول المستخدم بأضعاف.
وأعلن جهاز المباحث أن هذه الشبكة متهمة بتنفيذ أعمال «خارجة عن القانون»، تتمثل في «الابتزاز الإلكتروني والتلصص على المواطنين». وأوضح النقيب مصطفى العرقان رئيس قسم المصادر الفنية في المباحث العامة في شرطة مدينة رفح جنوب القطاع، أن تلك الشبكة كانت تشتري أجهزة الهواتف المستخدمة وتسترجع كل ما فيها من صور شخصية والاحتفاظ بها، وحفظها على ملف واحد متداول بين أفراد المجموعة، التي تقوم بـ «ابتزاز» أصحاب الصور خصوصاً من فئة الفتيات، ومساومتهن بالمال أو نشر الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ويفيد أن هذا الأمر زاد من الأعباء والأحمال على إدارة المباحث، وبالتحديد قسم المصادر الفنية والجرائم الالكترونية.
وخلال سرده قصة هذه الشبكة المحترفة في «الابتزاز» قال إنها كانت تقوم بالتلصص على حسابات المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، ومحادثتهم واختراق الأجهزة وسرقة صورهم، وأنها كانت تعمل بـ «تقنية متطورة» يصعب الكشف عنها بسهولة، وإنه بفضل جهود العاملين في قسم المصادر الفنية، وشجاعة المواطنين الذين تعرضوا للابتزاز الذين لم يترددوا في التبليغ تم الوصول إليهم بـ «طرق إلكترونية».
وانتهت العملية باستعادة آلاف الصور من خلال مسحها وإغلاق «رابط الجيميل» المتداول بين الشبكة، وإحالة المتهمين في هذه القضية إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم. ودعت المباحث العامة المواطنين، إلى عدم التردد في التواصل معها والتبليغ عن أي عملية ابتزاز أو تلصص يتعرضون لها. وسبق أن جرى الكشف عن حوادث مماثلة، تمثلت في استرجاع صور لفتيات على هواتفهن بعد بيعها أو فقدانها، ومساومتهن عليها مقابل مبالغ مالية، إضافة إلى القبض على أشخاص وصولا إلى تلك الصور عن طريق برامج «هكر» تمكنوا خلالها من اختراق أجهزة الكمبيوتر.

اعتقال أفراد «شبكة محترفة» تشتري أجهزة الهواتف المستعملة من غزة لاستخدامها في عمليات «الابتزاز الإلكتروني»

مشرعون أمريكيون ينتقدون حماقة ترامب بسبب استغلاله الهجوم على مسجد في مصر للترويج لبناء الجدار مع المكسيك

Posted: 27 Nov 2017 02:30 PM PST

واشنطن ـ «القدس العربي» وصف اعضاء في الكونغرس الرئيس الأمريكي الرئيس دونالد ترامب بالاحمق بسبب قوله ان الهجوم على المسجد في مصر برهن على ضرورة وجود جدار فاصل على طول الحدود الجنوبية الأمريكية مع المكسيك.
وقال فليمون فيلا (ديمقراطي من ولاية تكساس) بشأن تعليقات ترامب «ما هذا الغباء.. هل يعتقد ترامب بهذه الحماقة ان الجدار الحدودي كان سيحول دون وقوع احداث الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر او تشارلستون, سان برناردينو، اورلاندو، لاس فيغاس او ساذرلاند سبرينغز؟»..
واشار المشرع الديمقراطي في تغريدة على صفحته الخاصة على تويتر إلى عمليات القتل الجماعية التى وقعت في الولايات المتحدة على مر السنين قائلا ان معظمها وقعت على يد العديد من المواطنين الأمريكيين وذلك تعليقا على تجديد ترامب لدعوته بإقامة جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك بعد مقتل اكثر من 300 شخص في هجوم على مسجد في مصراذ قال ترامب «علينا ان نكون اكثر صرامة وذكاء من أى وقت مضى، نحتاج إلى الجدار، نحتاج إلى اوامر حظر السفر، بارك الله شعب مصر».
وانتقد فيلا بصراحة مشروع الجدار الحدودي المقترح، وهو من أحد الوعود الرئيسية لترامب خلال حملته الرئاسية لعام 2016 كما اقترح فيلا في تشرين الأول/ اكتوبر الماضي تعديل مشروع قانون أمن الحدود من أجل تزيد اعضاء فريق الأمن القومي صورة واضحة للرؤية المتعارضة والمتباينة لرؤية ترامب الغريبة حول الجدار خاصة قوله ان جدار الحدود ستكون طويلة وجميلة، واضاف فيلا في بيان «هل سيكون الجدار بابا جميلا وكبيرا للمهاجرين القانونين مثلما قال ترامب؟».
وقال محللون أمريكيون ان تنفيذ ما يسمى بحظر السفر من الدول الإسلامية، هو بالضبط ما يريده تنظيم «الدولة الإسلامية»، كأداة تجنيد وسبب يدعو إلى تصعيد الاعمال القتالية، واكد الخبراء ان حظر سفر مواطنين من دول بكاملها من دخول البلاد أمر يضر بالامن القومي الأمريكي وسلامة الاتفاق النووي الإيراني وتكتيكات القتال ضد (داعش) اضافة إلى قضايا أخرى مهمة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، ووفقا لكثير من الخبراء، فإن الجدران ليست حلا منطقيا لزيادة امن الولايات المتحدة، ويمكن ان تكون لها عواقب غير مقصودة ناهيك عن كونها باهظة التكاليف ولا مبرر لها من الناحية اللوجستية.
وقال راين كونوسكي من مركز عملية التفكير ان الرد المتشعب لترامب عل تويتر بعد الهجوم في مصر يشبه إلى حد ما رده المزدوج على الهجوم على المدنيين في برشلونة، بيانات رصينة من البيت الابيض ووزارة الخارجية تليها على الفور تعليقات درامية حمقاء.
ولاحظ محللون أمريكيون ان ترامب لديه ميل سريع لادانة اولئك الذين يقوم بتنفيذ هجمات على المدنيين إذا لم يكونوا من اصحاب البشرة البيضاء ولكنه يدين ببطء شديد، وبعد انتظار، المشتبه فيهم إذا كانوا من اصحاب البشرة البيضاء.

مشرعون أمريكيون ينتقدون حماقة ترامب بسبب استغلاله الهجوم على مسجد في مصر للترويج لبناء الجدار مع المكسيك

رائد صالحة

مقاتلات «تايفون» من سلاح الجو الملكي البريطاني في تدريب مشترك مع القوات الجوية الأميرية القطرية

Posted: 27 Nov 2017 02:29 PM PST

الدوحة ـ «القدس العربي»: أعلنت السفارة البريطانية في الدوحة أن مقاتلات من طراز تايفون آتية من المملكة المتحدة وتابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني ستحلق في سماء قطر هذا الأسبوع، وذلك ضمن تمرين مشترك يُعقد مع القوات الجوية الأميرية القطرية.
ونوهّت السفارة في بيان تلقت «القدس العربي» نسخة منه أن هذا التمرين الذي سينطلق من مقر قيادة جناح المقاتلات لدولة قطر بقاعدة العديد الجوية سوف يُمكِّن أفراد الطاقمين الجوي والأرضي في سلاح الجو الملكي البريطاني من نقل خبراتهم في قيادة وصيانة مقاتلات تايفون العالمية إلى نظرائهم القطريين.
وسوف يقود طيارون من السرب 29 التابع لسلاح الجو الملكي البريطاني المقاتلات البريطانية. ويتمركز هذا السرب عادةً في منقطة لينكولنشاير، حيث يقوم أعضاؤه بتدريب الطيارين حديثي العهد بمقاتلات تايفون على قيادة هذه الطائرات وأعمالها القتالية. كما يلعب السرب 29 دورًا دائما في المنظومة الدفاعية الجوية في المملكة المتحدة، حيث يؤدي دور فريق (رد الفعل السريع) QRA الذي يكون على استعداد دائم لاعتراض الدخلاء المعادين أو مجهولي الهوية.
ولفتت إلى أن «الحكومة القطرية وقعت خطاب نوايا من أجل إعادة تجهيز سلاح المقاتلات التابع للدولة بعدد 24 طائرة تايفون بريطانية الصنع، كما أن العديد من طياري القوات الجوية الأميرية القطرية المشاركين في التمرين الذي يستمر لمدة أسبوع، سيكونون من أوائل الذين يتلقون تدريبًا على قيادتها في المملكة المتحدة».
وقالت السفارة إنه «خلال هذا الأسبوع سيختبر الطيارون القطريون مهاراتهم القتالية داخل طائراتهم من طراز ميراج في مواجهة الطيارين البريطانيين الذين سيقودون مقاتلات تايفون، كما ستتاح لهم فرصة الاطلاع على نظم أسلحة هذه الطائرات وقدراتها المثيرة للإعجاب، والتي أثبتت نجاحا باهرا في عمليات سلاح الجو الملكي البريطاني في الآونة الأخيرة».
وأضافت: «كما سيقوم حوالي 90 فردًا من موظفي الدعم الهندسي بسلاح الجو الملكي البريطاني بدعم التمرين.
وفي هذا الإطار، قال متحدث باسم سلاح الجو الملكي البريطاني إنهم فخورون لقيامهم بتشارك خبراتهم الإيجابية مع أفراد القوات الجوية الأميرية القطرية المتوقع اشتراكهم في قيادة أو صيانة طائرات تايفون في السنوات المقبلة».
وقال الضابط الذي يتولى قيادة التمرين من الجانب البريطاني، المقدم ال جوي جيمس بولتون، إن فريقه متحمس جدًا لفرصة الطيران بجانب الطيارين المقاتلين من القوات الجوية القطرية.
وأضاف «يسعدنا أن نتواجد هنا من أجل التمرين والطيران بجانب زملائنا من القوات الجوية الأميرية القطرية. إننا نأمل أن نتمكن من عرض القدرات الاستثنائية لطائرات تايفون أمام جناح المقاتلات القطري، كما نأمل أن يتعلم المهندسون الأرضيون في كلى السلاحين الجويين من خبرات بعضهم البعض».
وأجرت القوات المسلحة القطرية العديد من التمارين العسكرية المشتركة مع نظيراتها من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وتركيا وفرنسا، في ظل الحصار المفروض على قطر منذ الخامس من حزيران/ يونيو الماضي. وأبدت العديد من الدول استعدادها لتثمين علاقاتها الثنائية مع قطر. كما كما أشادت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى بالجهود التي تقوم بها قطر لمكافحة الإرهاب عالمياً.

مقاتلات «تايفون» من سلاح الجو الملكي البريطاني في تدريب مشترك مع القوات الجوية الأميرية القطرية

إسماعيل طلاي

المتحدث باسم وفد المعارضة السورية إلى جنيف لـ«القدس العربي»: النظام يختلق الذرائع لوقف العملية السياسية

Posted: 27 Nov 2017 02:29 PM PST

دمشق – حلب – «القدس العربي»:اتهم المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة السورية المفاوض والذي يتحضر لجولة محادثات السلام في جنيف، النظام السوري بأنه يختلق الذرائع من اجل افشال أي عملية سياسية تقود الى الحل وينهي الكارثة في سوريا. وقال الدكتور يحيى العريضي الناطق الرسمي باسم هيئة التفاوض الى جنيف في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان بشار الأسد يتحرى اختلاق الذرائع من اجل تقويض العملية التفاوضية، الأمر الذي يعطي دلالة دامغة على قدر «اهتمامه» بسوريا ومستقبل السوريين.
جاء ذلك في وقت تباينت آراء السياسيين السوريين خلال حديثهم مع «القدس العربي»، حول مدى إمكانية نجاح مؤتمر «جنيف8» المزمع عقده اليوم، حيث رأى البعض أن المؤتمر سيفشل كما سابقه في إيجاد حلول سياسية، في حين اعتبره آخرون خطوة جيدة من أجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية.
وقال «الحجة المتكررة التي كان النظام السوري يقدمها ليبرر عدم التزامه بالعملية السياسية قد سحبت بعد الإعلان عن وفد مفاوض يضم أطياف المعارضة، مما اضطره الى اختلاق حجة جديدة، وسوف يختلق غيرها أيضا».
وأضاف العريضي: «النظام السوري بقراره الأخير حول إعلانه ان وفده الذي كان من المقرر أن يصل يوم أمس إلى سويسرا، قد أرجأ موعد وصوله إلى تاريخ لاحق لم يحدد بعد، قد خلق مشكلة له مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن والقرارات الدولية».

«مصير الأسد على الطاولة»

وقالت عضو الوفد المفاوض الى مباحثات السلام في جنيف أليس مفرج الممثلة لكتلة هيئة التنسيق الوطنية، ان الوفد المفاوض على اتم الاستعدادات والتحضيرات لخوض الجولة القادمة من المفاوضات، وسنضع مصير الأسد على الطاولة.
وأكدت «مفرج» في لقاء مع «القدس العربي» ان الوفد المنبثق عن الهيئة العليا للمفاوضات خلال اجتماعها الموسع في العاصمة السعودية الرياض، يملك «استراتيجية صلبة بتكتيكات مرنة بحيث تجعلنا ندخل في عمق العملية التفاوضية ونحن جاهزون لاي تجاوب بشرط ان ندخل بمفاوضات مباشرة مع النظام لان انجاز هذا الشرط هو انجاز التسوية السياسية بنسبة 50 في المئة» حسب تعبيرها.
وأضافت المتحدثة ان المرجعية الأولى للمفاوضين هي بيان «الرياض 2» مشيرة الى ان الوفد «سيدخل الى المفاوضات بدون أي شروط مسبقة، وهذه عبارة تفسر هذه على أوجه عدة حسب الايديلوجيات المتعنتة التي لا تريد الدخول بعملية سياسية، لان الحل الوحيد والاستراتيجي هو الحل السياسي لانهاء الكارثة السورية».
وتابعت عضو الوفد المفاوض الى جنيف: تحدثنا في نهاية البيان ان سقفنا التفاوضي انهاء نظام بشار الأسد ومغادرة الأسد في بدء المرحلة الانتقالية، ما يعني اننا سنضع مصير الأسد على الطاولة وعلينا أيضا التعامل مع هذا الشرط بطريقة سياسية محنكة بحيث ان كل ما سنقوم به هو آليات من اجل تقويض صلاحيات نظام الأسد ومغادرته، وابعاده عن هيئة الحكم الانتقالي، واقصاء كل من تلوثت ايديهم بدم الشعب السوري.
وحول دور موسكو التي هددت باستخدام «فيتو» على اعتبارها جزءاً من الوفد المفاوض، وخاصة بعد ان أصر قدري جميل على تسمية منصته بالجزء «المعطل» للقرارات التي لا تخدم الأسد، وتصر على رحيله المبكر، إضافة الى الإشارة حول ايران وبقائها في سوريا كدولة ضامنة قالت المتحدثة «منصة موسكو أصبحت جزءاً من الهيئة السياسية التفاوضية ونحن اصبحنا وفداً موحداً بمرجعية موحدة تتلخص في بيان الرياض 2 ويجب ان تلتزم بهذا البيان ولدينا مرجعيتنا هي القرارات الدولية».

خلاف مع منصة موسكو

وأضافت مفرج: ذاهبون الى جنيف بناظم وحيد هو بيان الرياض 2 إضافة الى القرارات الأممية أولها بيان جنيف 1 و قرار جنيف 2254 الذي نتعامل معه على انه واحد من المرجعيات الدولية وهذه نقطة خلافنا مع منصة موسكو التي تعتبره المرجعية الوحيدة، فيما نؤكد نحن ان كل القرارات الدولية التي تقر بالانتقال السياسي وضرورة الوصول اليه هي مرجعية شرعية.
فيما رأى المتحدث الرسمي باسم الوفد المفاوض الى جنيف الدكتور يحيى العريضي خلال حواره مع «القدس العربي» ان «قدري جميل» استمد هذا المسمى الجزء «المعطل» من الحكومة اللبنانية واعجبه الاسم ثم اطلقه على منصته ليعطل الحل السياسي في سوريا، مضيفا «هناك بيان قد وقعت عليه منصة موسكو وعند خروجها عنه سيكون هناك حل من نوع آخر».
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات قد اختارت وفدها المفوض بخوض جولة المحادثات مع النظام السوري في جنيف، والمؤلف من 18 شخصاً، يضاف اليهم 12 آخرون موزعين ما بين استشاريين واعلاميين، ويضم وفد هيئة التفاوض إلى جنيف الذي يترأسه نصر الحريري، ونوابه خالد محاميد، وجمال سليمان، وهنادي أبو عرب، إضافة الى هادي البحرة، وعبد الأحد اسطيفو، وحواس خليل، وصفوان عكاش، وأليس مفرج، وأحمد العسراوي، وفراس الخالدي، ومنير درويش، وقاسم الخطيب، وعمار النحاس، وياسر عبد الرحيم، وبسمة قضماني، وطارق الكردي، ويحيى العريضي الناطق الرسمي باسم الوفد».
الكاتب والمحلل السياسي السوري حسن النيفي يرى غياب المعطيات التي تشير الى امكانية حصول اي تقدم في لقاء جنيف، حيث أن نظام الاسد لن يقدم على التفاوض او التعاطي مع القضايا الجوهرية كمسألة الانتقال السياسي، وسيحاول استئناف كسب الوقت من أجل السيطرة على الغوطة والمزيد من الاراضي الأخرى.
وأضاف لـ «القدس العربي» ان احراز أي تقدم في المفاوضات مرهون بجدية النظام والتزامه بالقرارات الدولية، لكنه حتى الوقت الراهن ليس هنالك أي مؤشر يدل وجود نية لدى النظام.
وأشار إلى أن كل المعطيات تشير إلى مجمل التوافقات الاقليمية والدولية التي تتماهى الى حد بعيد مع الرؤية الروسية للحل، لكن السؤال الجوهري إلى أي مدى يستطيع الوفد التفاوضي السوري الحفاظ والصمود امام الضغوطات الاقليمية والدولية؟
وأوضح النيفي «ليس الوضع الدولي او الاقليمي ولا الوضع الميداني داخل سوريا مناسباً لخوض مفاوضات متكافئة»، مما يفسر استعجال الروس الى سوتشي لاستثمار جميع نقاط القوة التي يمتلكها النظام وحلفاؤه.

حلم الشعب

وأكد الأمين العام لحزب التضامن السوري، عماد الدين الخطيب على أن جنيف8 لا يزال حلم الشعب السوري بانهاء الصراع ووقف شلالات الدماء والتهجير والتدمير.
وأضاف في حديثه لـ«القدس العربي» أنه لا يمكن التكهن بنجاح جنيف8 بالوصول الى اتفاق نهائي حيث سيصطدم الاجتماع بالرغبة الروسية بان تكون الاجتماعات خارج جنيف وبرعايتها هي المخرج لانهاء الصراع لانها تدرك انها حينها تستطيع فرض ما تريده من شروط قد لا تتطابق والقرار الأممي 2254.
وهو يعتقد أن اجتماع جنيف8 لن ينطلق بسلاسة، لان النظام سيعود للتأكيد على سلة الارهاب والمطالبة بأن تكون هي الاولوية بدعم ايراني، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة الامريكية رغم نيتها ايفاد مساعد وزير خارجيتها الى مباحثات جنيف8 الا انها حتى الآن لم تؤكد جديتها باتخاذ القرار الضاغط لانهاء الصراع.
ورأى أن النظام سيغرق المجتمعين بالتفاصيل والمشاورات، ولاسيما قصر المدة التفاوضية التي اعلنها دي مستورا الذي سيجد نفسه يرفع الاجتماع الى موعد آخر، وبالتالي بقاء الوضع على ما هو عليه وافساح المجال لروسيا لتفعيل الاستانة وكذلك مؤتمر سوتشي.
وقال السياسي السوري عيسى ابراهيم، إن جميع الأطراف في جنيف، خاصة الأسد الابن ومنظومته، أصبحوا رهينة بمآل الأمور لصراع مصالح إقليمي – دولي، حيث لا يمكن حتى الآن تبين مخرج مقبول في هذا الصراع للأطراف الأكثر انخراطاً فيه.

خطوة جيدة للحل

وهو يعتقد أن مجرد انعقاد مفاوضات جنيف في الوقت الحالي خطوة جيدة وسياق مهم لإيجاد حل خلال الوقت القادم الذي قد يحمل مفاجآت، لكنه استدرك بالقول إن طرح مسألة الدستور في مؤتمر جنيف والتملّص من تبعات نقاش هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحية من أجل تمييع مسألة رحيل الأسد والتمهيد لمحاكمته.
وأضاف لـ«القدس العربي» أن هذا الطرح حق لجمعية وطنية سورية بعد مغادرة الأسد الإبن وليس جنيف، وحتى تكون جنيف بالطريق الصحيح يجب طرح آليات للبدء بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحية تحظى برضا الطرفين، لأنه بطبيعة الحال لن يكون الأسد الإبن طرفاً فيها لاعتبارات عدة تبدأ من كونه متهماً بارتكاب جرائم حرب.

المتحدث باسم وفد المعارضة السورية إلى جنيف لـ«القدس العربي»: النظام يختلق الذرائع لوقف العملية السياسية

هبة محمد وعبد الرزاق النبهان:

270 شخصية سياسية تطلق حملة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية في مصر

Posted: 27 Nov 2017 02:29 PM PST

القاهرة ـ « القدس العربي»: أطلق سياسيون مصريون حملة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة إقامتها في إبريل/ نيسان المقبل. ووقع على بيان الحملة التأسيسي الذي حمل عنوان «لنقاطع انتخابات رئاسة جمهورية الاستبداد والتجويع وبيع الوطن»، 270 شخصية عامة.
وحسب ما جاء في البيان «الغالبية الساحقة من الشعب المصري قاطعت الانتخابات الرئاسية السابقة لعدم ثقتها في نزاهة العملية الانتخابية من أساسها، ولتدهور أوضاعها المعيشية فى ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من أي وقت مضى، إضافة إلى القمع والإرهاب الذي فاق كل التوقعات».
وتوقعت الحملة أن «تكون المقاطعة الشعبية للانتخابات هذه المرة أوسع كثيرا مع ازدياد الأوضاع سوءا في جميع مجالات الحياة».
وطالب الموقعون في بيانهم كل «الثوريين والقوى الديمقراطية بالانضمام إلى الحملة الشعبية لمقاطعة الانتخابات، لتحويل المقاطعة الواسعة إلى مقاطعة ايجابية، تفضح حكم الاستبداد والتجويع وبيع النيل والأرض، كما تفضح المعارضة الرسمية المشاركة فى الانتخابات، التي لم تتوقف عن تقديم خدماتها للنظام الحاكم منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك حتى الآن، ومن جهة أخرى تطرح برنامجا ثوريا يعبر عن مصالح الكادحين والفقراء».
وتابعت: «فلننهض لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، مستخدمين كافة أشكال الدعاية والتحريض، وتشكيل لجان للمقاطعة الشعبية في الأحياء وتجمعات العمل والجامعات، في المدن والقرى باتساع الوطن من أجل جمهورية ديمقراطية شعبية».
وطرحت الحملة برنامجا يتضمن 10 نقاط، تمثلت في أن «الثروات الطبيعية في مصر حق للشعب وحده، ولا يحق لأحد التفريط فيها، وأن العمل والتعليم والصحة والغذاء والسكن الآدمي حق للجميع، واستعادة الثروات المنهوبة من قبل رجال حكم السيسي ومبارك ومحاسيبهم من رجال الأعمال»، فضلا عن «استعادة كل شركات القطاع العام وأراضي الدولة المباعة خلال العقود الأربعة الأخيرة، والدفاع عن حقوق المصريين التاريخية فب مياه النيل بكافة الأشكال والوسائل، وإلغاء اتفاقيتي كامب ديفيد مع إسرائيل وإعادة ترسيم الحدود مع الممكلة السعودية المعروفة إعلاميا باتفاقية جزيرتي تيران وصنافير، وانتزاع كل الحقوق والحريات العامة والخاصة، وحقوق الشهداء»، إضافة إلى « الإفراج عن معتقلى الثورة، ومحاكمة كل من قتل الثوار وقمع الشعب ونهب ثرواته، وباع النيل والأرض أمام محاكم ثورية في الميادين، ووضع حد أدنى للأجور قيمته 4000 جنيه وحد أقصى 20000 جنيه، مع زيادته سنويا بنفس نسبة زيادة أسعار السلع والخدمات، مع رفع الضريبة على الدخل تدريجيا إلى 70 ٪، وإلغاء كافة الديون الأجنبية، والنضال المشترك للشعوب والثورات العربية للتحرر من كافة أشكال التبعية الاستعمارية والوجود الصهيوني على أرض فلسطين».
وقال حسن حسين، أحد مؤسسي حملة مقاطعة الانتخابات الرئاسية لـ «القدس العربي»، إن «270 شخصية سياسية وقعت على بيان الحملة حتى الآن».
وأضاف : «مصر على أبواب تنظيم انتخابات رئاسية، وكان أمامنا خياران، إما المشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها، واعتقد أن من قرروا المشاركة يعرف جيدا أن ظروف إقامة الانتخابات والنظام السياسي الحالي لن يسمح بأي حال من الأحوال بوجود انتخابات نزيهة، وبالتالي هم غير طامحين في الفوز وتقتصر أهدافهم على فضح النظام وتعريته أمام الشعب والضغط عليه من أجل توفير ضمانات لنزاهة الانتخابات».
وتابع: «لا نختلف مع من قرروا المشاركة، على الرغم من رفضي الانضواء تحت هذا النظام أو مشاركته في آي شكل من أشكال العمل السياسي، لأننا نختلف مع هذا النظام وطنيا وليس سياسيا، وحال المشاركة سيكون اعترافا بشرعيته وسنضطر لقبول نتيجة الانتخابات رغم عدم نزاهتها».
وحسب حسين، فإن «المقاطعة سلوك إيجابي، لن يقتصر على البيانات، وأن الحملة ستشكل مجموعات عمل للتواصل مع الشعب في الأحياء والقرى لشرح أسباب مقاطعة الانتخابات، وتجهيز الأرضية السياسية لانتفاضة شعبية، أو تشكيل تنظيم سياسي يحمل أهداف ثورة 25 يناير/ كانون الثاني».
وأكد أن «مؤسسي الحملة يرفضون المشاركة في أي انتخابات سواء كانت رئاسية أو حتى برلمانية أو محليات في ظل وجود هذا النظام».
وحتى الأن لم يعلن سوى المحامي الحقوقي خالد علي، عزمه الترشح في مواجهة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات المقبلة، وينتظر علي نتيجة الاستئناف على حكم إدانته برفع يده بإشارة بذيئة، الذي قضت فيه محكمة الجنح بحبسه 3 أشهر وتغريمه ألف جنيه، وفي حال أيدت محكمة الاستئناف الحكم، قد يحرم من الترشح في الانتخابات.

270 شخصية سياسية تطلق حملة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية في مصر
أحد المؤسسين: سنشكل مجموعات عمل للتواصل مع الشعب في الأحياء والقرى
تامر هنداوي

منع نازحين من قضاء سامراء من العودة لمنازلهم

Posted: 27 Nov 2017 02:28 PM PST

سامراء ـ «القدس العربي»: تمنع ميليشيا «سرايا السلام» التابعة للمرجع الشيعي مقتدى الصدر، عودة أكثر من 3 آلاف عائلة عراقية إلى منازلها في بلدات الجلام ومكيشيفة والمعتصم والجزيرة التابعة لقضاء سامراء، شمال العاصمة، بغداد، وذلك بعد ثلاثة أعوام على تحرير تلك المدن من تنظيم «الدولة الإسلامية»، دون توضيح الأسباب.
وقال مصدر خاص لـ«القدس العربي»: «إن «سرايا السلام تمنع عودة العائلات الذين هجّروا من تلك المناطق إثر اندلاع المعارك المسلحة بين قوّات الأمن العراقية وتنظيم الدولة، وهربوا إلى المناطق الآمنة».
وتابع: «لم تسمح لهم حتى بالدخول لمعرفة مصير منازلهم وممتلكاتهم الخاصة فيما إذا احترقت أم هدمت، بحجة وجود ألغام ومتفجرات زرعها مقاتلو الدولة عقب انسحابهم من المنطقة».
وأبلغت ميليشيا «سرايا السلام» سكان تلك المناطق بأن «عودتهم الآن مستحيلة لحين الانتهاء من عمليات التفتيش وإزالة جميع الألغام والمقذوفات الحربية بالكامل، وهو ما يثير الشكوك والمخاوف بين الأهالي بأن يلاقوا مصيرا مشابها لمصير نازجي جرف الصخر»، حسب المصدر.
وأضاف المصدر، وهو أحد مشايخ مدينة سامراء، رفض الإفصاح عن اسمه، أن «ميليشيا سرايا السلام، تعد القوة المسيطرة في مدينة سامراء ونفوذها وسلطتها تفوقان سلطة الجيش العراقي والشرطة الاتحادية». وواصل هي «تحكم السيطرة على جميع مداخل الأمن العسكرية في المدينة، ولها صلاحيات في شن حملات المداهمات والاعتقالات دون مذكرات قبض قضائية وإخفاء المعتقلين في سجون سرية تتبع لها».
ووفق المصدر «المئات من رجال وشبان ووجهاء سامراء اعتقلتهم سرايا السلام بأساليب تعسفية غير قانونية لا تمت للإنسانية بصلة، وهي أشبه بعمليات الاختطاف التي تقوم بها العصابات الإجرامية، حيث قامت بنقلهم لجهة مجهولة منذ أكثر من عام ونصف».
وأوضح أن «أي شخص يتم اعتقاله من قبل الميليشيا يختفي بشكل تام، ولا يمكن العثور على مكان احتجازه، ليصبح رقما يضاف إلى قوائم الأشخاص المغيبين، وكذلك يُمنع ذوو المعتقل من السؤال عنه».
وطالب مواطنون من مدينة سامراء، من خلال «القدس العربي» محافظ صلاح الدين، أحمد عبد الله الجبوري، بالضغط على سلطة حكومة حيدر العبادي، ومقتدى الصدر من أجل إخراج «سرايا السلام» المسلّحة من قضاء سامراء.
وشددوا على ضرورة أن «تحلّ الأجهزة الأمنية الرسمية مكان عناصر الميليشيا في بسط الأمن حفاظا على السلم الأهلي».
وطبقاً لسكان المدينة، فإن معظهم باتوا «يتوجّسون خوفاً من تصرفات وأعمال هذه الميليشيا، بسبب ما تمارسه من ضغوط كبيرة وإجراءات أمنية واعتقالات تعسفية بالجملة طالت الأبرياء من سكان القضاء، علاوة على ذلك فرض سياسة القوة والتغيير الديمغرافي بحق العائلات التي تريد العودة للمناطق المحررة».
وبينوا أن «هذه الأعمال العدوانية ستوقد شرارة الحرب الطائفية».
النازح من جزيرة سامراء، عبد الغفور محمد، قال لـ«القدس العربي» إن «نحو 3 آلاف عائلة نازحة من سامراء ومحيطها لا تستطيع العودة إلى ديارها، على الرغم من خروج تنظيم الدولة الإسلامية من تلك المناطق وسيطرة الميليشيات والقوّات النظامية العراقية عليها منذ قرابة الثلاث سنوات».
وأضاف: «لدينا الرغبة الجامحة في العودة إلى بيوتنا وأراضينا الزراعية في حال لمسنا تحركا جديا من قبل السلطات الحكومية لإنهاء هذا الملف المعقد، وكل ما نسمعه من المسؤولين والضباط في قيادة عمليات سامراء وعود ومماطلة بالعودة ليس إلاّ».
وأوضح أن «ميليشيات مقتدى الصدر باتت تتحدى الدولة العراقية وتصرّ على منع الأسر والعشائر السامرائية من الرجوع إليها بذريعة الأسباب الأمنية وتطهيرها من العبوات الناسفة». وهذا يدل، وفق المصدر على «تنفيذ أجندات إيرانية من أجل التوسع في سامراء لتغيير تركبيتها السكانية وجعلها تحت نفوذ وهيمنة الطائفة الشيعية لإفراغها تدريجيا من العرب السُنة».

منع نازحين من قضاء سامراء من العودة لمنازلهم

أهل جبل البابا: لسنا في حاجة لمساعدات… نريد مواقف دولية لمنع تعرضنا لنكبة جديدة

Posted: 27 Nov 2017 02:28 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: قال وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن ما يقوم به الاحتلال في جبل البابا ليس المرة الأولى لكنها الأكثر خطورة على الاطلاق كونها تتزامن مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير جيشه التي أعلنت البدء بإخلاء منطقة «ئي1 « وسوسيا جنوب الخليل لرسم الخريطة النهائية للضفة الغربية. 
وأعلن أمام تجمع للصحافيين في منطقة البدو الفلسطينيين في جبل البابا بحضور رئاسة الوزراء وطاقم شؤون المفاوضات أنه يتم عزل القدس عن محيطها الفلسطيني وتوسيع حدودها بشكل غير مسبوق وتقسيم الضفة الغربية إلى معازل وكانتونات لتدمير مشروع السلام وحل الدولتين بشكل نهائي. 
واعتبر أن إسرائيل ترى أن هذا الوقت مناسب جدًا لتوفر موقف داعم من الإدارة الأمريكية الحالية، وبسبب الوضع العربي المتردي، مؤكداً أن الفلسطينيين إنما يتصدون لهذا المشروع لإنقاذ حلم إقامة الدولة الفلسطينية وإفشال مخطط التهجير للفلسطينيين من جديد. 
وحاولت إسرائيل أكثر من مرة إيصال البدو للتهجير الطوعي عبر مصادرة ألواح الطاقة الشمسية وقطع المياه عن التجمعات البدوية وهدم المنازل والجوامع، لكن قرارهم كان على الدوام أنهم باقون وهذا موطنهم الأصلي ولن يغادروه تحت أي ظرف. 
وقال عساف لـ «القدس العربي» إن الجهود الفلسطينية لإفشال المخطط تعمل على ثلاثة مسارات وهي المحور السياسي والمحور القانوني ومحور المقاومة الشعبية. قانونيًا تم تزويد المحكمة الجنائية الدولية خلال الإحالة الأولى قبل التحقيق الرسمي حول كل خروقات الاستيطان والتهجير. 

ضغوط دولية

وأكد وجود ضغوط دولية كبيرة خاصة من قبل الولايات المتحدة على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير لمنع التوجه للجنائية الدولية. وأضاف «رغم أن طريق الجنائية الدولية والقانون طويل جداً، إلا أننا لو تراجعنا عن دعم صمودهم فإن إسرائيل ستقوم بترحيلهم على الفور وتنفيذ مخطط «ئي 1» الاستيطاني». 
وقال سكان جبل البابا المكونين من 75 عائلة وأكثر من 300 فرد أنهم ليسوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية بقدر حاجتهم إلى موقف دولي جدي يدعم بقاءهم في أرضهم ويجنبهم نكبة ثالثة، بعد أن كانوا يعيشون في النقب، ثم هجروا إلى منطقة شرق القدس مكان مستوطنة معاليه أدوميم حاليًا، ثم هجروا مرة أخرى إلى منطقة جبل البابا والآن تتم ملاحقتهم من جديد. 
من جهته قال فؤاد الحلاق من دائرة شؤون المفاوضات إن التجمعات البدوية الفلسطينية في محيط القدس المحتلة تصل إلى 18 تجمعًا بعدد يصل إلى 3500 فلسطيني، وأن ثمانية من سكان هذه التجمعات استلموا إخطارات بالترحيل. وكشف أن تجمع معاليه ادوميم الاستيطاني يضم أكثر من 47 ألف مستوطن على مساحة 50 كيلومترا مربعا وهو ما يساوي مساحة تل أبيب تقريبًا، كما يراد من مصادرة جبل البابا وطرد البدو الاستيلاء على 12 ألف دونم جديدة وبناء 3900 وحدة استيطانية ما يعني استجلاب 20 ألف مستوطن جديد إلى محيط القدس وبناء 10 فنادق. وفي منطقة العيسوية تم تخطيط منطقة صناعية ومقبرة وكسارات ومتنزهات، وهو ما يعني أن تنفيذ مخطط «ئي 1» بات جاهزاً على الارض. أما تأثيرات هذا المخطط على حل الدولتين فإنه يعني بالضرورة إنتهاء هذا الحل لأن المخطط على الأرض سيفصل جنوب الضفة الغربية عن شمالها وفصل القدس عن أريحا وهي امتدادها الطبيعي، ويقضي هذا المخطط على المنطقة الوحيدة المتبقية للفلسطينيين لإقامتهم عاصمتهم والتوسع العمراني وبناء المطار والفنادق والسفارات في القدس المحتلة. 

اخطارات غير قانونية

وحسب القانون الدولي فإن الإخطارات التي سلمتها سلطات الاحتلال للبدو الفلسطينيين هي غير قانونية، وبموجبه يمنع طرد السكان الأصليين وقت الحرب من أماكن سكناهم أو نقلهم غلى أماكن أخرى. 
وكان سكان تجمع «جبل البابا» في بلدة العيزرية جنوب شرق مدينة القدس قد تلقوا في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني، أمرا بإخلاء مساكنهم، وتم منحهم ثمانية أيام كمهلة للانتقال إلى موقع آخر تحدده السلطات الإسرائيلية. سكان تجمع «جبل البابا» أجبروا على الإجلاء من أراضيهم من قبل إسرائيل في عام 1948 إلى موقعهم الحالي، الذي يقطنون فيه منذ عقود بإذن من مالكي الأراضي الأصليين.
 ورفض سكان تجمع «جبل البابا» بشكل واضح صريح خطة إسرائيل «نقل» سكان التجمع إلى موقع آخر تختاره إسرائيل، وطعنوا في هذه الخطة في المحكمة العليا الإسرائيلية. مع ذلك، دعا مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى، بمن فيهم رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير دفاعه، إلى إبعاد المجتمع بأسره، الذي يخشى الآن من عمليات هدم جماعية وشيكة. 
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله «بصفتي كرئيس وزراء لدولة فلسطين اسمحوا لي أن أقول بوضوح: إننا نقف مع شعبنا في جبل البابا، وغيرهم في المجتمعات الفلسطينية الأخرى في الضفة الغربية من الذين تسعى إسرائيل إلى تهجيرهم من أجل بناء المستوطنات غير القانونية. إذا ما شرعت السلطات الإسرائيلية في عملية الهدم هذه، أو قامت بتشريد مجتمعات فلسطينية بأكملها في مناطق «ج» من الضفة الغربية، سنعتبر ذلك خطا أحمر». 
وأضاف «إن خطة إسرائيل الرامية إلى نقل ما لا يقل عن 46 تجمعا بدويا فلسطينيا تقع بين القدس وأريحا في مناطق «ج» في الضفة الغربية تخلق معاناة إنسانية لا مثيل لها كما أنها تنتج آثارا مهمة لا رجعة فيها. إن الخطة الإسرائيلية الأكبر للتوسع الاستيطاني والمسماة «بخطة ئي 1» تقوم على التهجير القسري للمجتمعات الفلسطينية الواقعة في هذه المنطقة ويعتبر ذلك كخطوة أولى فقط لتنفيذ هذه الخطة التي لا تقتصر فقط على فصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية فحسب، بل ستكمل أيضا امتداد المستوطنات غير الشرعية من القدس الشرقية إلى البحر الميت، ما يؤدي إلى قطع الضفة الغربية إلى قسمين بالنسبة للفلسطينيين».

تطور من شأنه انهاء حل الدولتين

وقال إن «من شأن هذا التطور أن يفسر نهاية حل الدولتين المدعوم دوليا من خلال منع إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة. ولهذا السبب اعتبرت الإدارات الأمريكية السابقة وكذلك الاتحاد الأوروبي «خطة «ئي 1» الإسرائيلية خطا أحمر وحذرت إسرائيل بشدة من تنفيذها. 
وطالبت الحكومة الفلسطينية إسرائيل التراجع عن أوامر الهدم الصادرة ضد التجمعات الفلسطينية في مناطق «ج» في الضفة الغربية وعدم إعاقة تقديم المساعدات الممنوحة لهذه المناطق. ووقف أنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على النحو المطلوب في العديد من قرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك قرار 2334 وهو آخر قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. 
كما طالبت بوقف قمعها للمجتمعات الفلسطينية في «المنطقة ج»، التي اتسمت باستخدام القانون العسكري على نطاق واسع ضد المدنيين الفلسطينيين، عن طريق الاعتقالات، والقيود المفروضة على التنقل، ومصادرة السلع الخاصة، وسرقة الأراضي، فضلا عن توفير الحماية للمستوطنين الإسرائيليين المسلحين الذين يستخدمون العنف الشديد ضد الفلسطينيين في ظل الإفلات الفعلي من العقاب، وأن تلتزم بحدود عام 1967 كأساس لحل الدولتين، من أجل التوصل إلى اتفاق سلمي عادل ودائم بين الدولتين.
وحثت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي على فرض ضغوط حقيقية على إسرائيل للامتثال للقانون الدولي، خاصة في ما يتعلق بمشروعها الاستيطاني وهدمها ونقلها للمجتمعات الفلسطينية قسرا. وعلى الاعتراف بدولة فلسطين، وبالتالي تعزيز فرص مفاوضات السلام، وتحقيق التطلعات المشروعة والحق غير القابل للتصرف في تقرير المصير والذي حرم منه الفلسطينيون لأكثر من نصف قرن.

أهل جبل البابا: لسنا في حاجة لمساعدات… نريد مواقف دولية لمنع تعرضنا لنكبة جديدة

فادي أبو سعدى:

 الأمم المتحدة تطالب بوقف «الحرب على الأطفال»

Posted: 27 Nov 2017 02:27 PM PST

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: أعلنت الأمم المتحدة وصول ثلاث طائرات مطار صنعاء تحمل المساعدات الإنسانية من مواد غـذائية وطبية كما أعلنت عن وصول سفينة مساعدات تحمل نحو خمسة ونصف طن من القمح لميناء صغير شمال ميناء الحديدة تشرف عليه الأمم المتحدة. وهذه أولى المساعدات الإنسانية إلى العاصمة صنعاء بعد حوالي ثلاثة أسابيع على الحظر الذي فرضه التحالف العسكري بقيادة السعودية على اليمن عقب إطلاق صاروخ على مطار الرياض في 4 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وكانت المنظمات الدولية قد حذرت من مجاعة مؤكدة إذا لم يتم رفع الحصار خاصة بعد انتشار مرض الفتيريا ( الخناق) في اليمن وتفاقم مرض الكوليرا الذي تسبب بوفاة المئات.
وحطت في مطار صنعاء السبت طائرة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تحمل على متنها لقاحات للأطفال، في أول مساعدات تصل إلى العاصمة اليمنية منذ ثلاثة أسابيع.
وقد رحب يانس لاركي، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بهذا التطور قائلا: «نشعر بالطبع بالتفاؤل إزاء السماح بهذه الرحلة، والتي يمكن أن يعقبها في وقت قريب التصريح بتوجه الرحلات الجوية من جيبوتي إلى صنعاء. من ناحية أخرى لم يحدث تغيير كبير منذ أمس بشأن طلبات الحصول على تصاريح للتوجه بالمساعدات الإنسانية عبر القوارب إلى مينائي الحديدة والصليف. نشدد على الحاجة لاستئناف إيصال كل الواردات التجارية، وخاصة إمدادات الوقود اللازمة لاستجابتنا الإنسانية والتنقل وضخ المياه».
ويستجيب العاملون في المجال الإنساني لاحتياجات 7 ملايين شخص في اليمن، يعتمدون بشكل كامل على المساعدات. وتوفر الجهود الإنسانية المياه النظيفة لنحو أربعة ملايين شخص، في وقت يخيم فيه تهديد المجاعة على اليمن. وقال لاركيه «مع بدء تراجع تفشي وباء الكوليرا، تشعر الأمم المتحدة بالقلق من تراجع المكاسب المحققة في التصدي للكوليرا ومنع حدوث المجاعة بسبب الإغلاق الذي فرض من قبل التحالف على الموانئ اليمنية».
من جهة أخرى أعلن جيرت كابالير، المدير الإقليمي لليونيسيف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الأردنية عمان، أنه تم إيصال 1.9 مليون جرعة من اللقاحات إلى مطار صنعاء السبت وهي أول شحنة من الإمدادات الإنسانية تصل مطار صنعاء منذ 6 الشهر الماضي بعد أن قررت دول التحالف إغلاق الحدود البرية والجوية والبحرية.
وقال «من الإنصاف القول بأن اليمن من أسوأ الأماكن على وجه الأرض للأطفال. أكثر من 11 مليون طفل يمني هم اليوم في حاجة ماسة للمساعدة الإنسانية. هذا يعني تقريبا كل صبي وفتاة يمنية، والسبب في ذلك واضح جدا: عقود من الصراع، عقود من التخلف المزمن أيضا».
وقال إن اليمن هو البلد الأكثر فقرا في المياه في جميع أنحاء العالم؛ وهو أیضا البلد الذي یعاني من أعلی مستویات سوء التغذیة. ما حدث في العامين ونصف العام الماضيين، في جميع أنحاء اليمن لم يؤد إلا إلى تفاقم ما كان بالفعل حقيقة حزينة جدا. «اليوم نقدر أن كل عشر دقائق يموت طفل في اليمن من الأمراض التي يمكن الوقاية منها. إن التفشي الهائل وغير المسبوق للإسهال المائي الحاد والكوليرا هذا العام ليس مفاجئا. وكما تعلمون، فإن ما يقرب من مليون يمني قد تأثروا بالإسهال المائي الحاد والكوليرا».
وأضاف: «الحرب في اليمن هي للأسف حرب على الأطفال. لقد قتل ما يقرب من 000 5 طفل أو أصيبوا بجروح خطيرة خلال السنتين ونصف السنة الأخيرة وحدها. وتضررت آلاف المدارس والمرافق الصحية أو دمرت تماما. ويعاني مليونا طفل اليوم في اليمن من سوء التغذية الحاد».
وأكد كابلير وصول 1.9 مليون جرعة من اللقاحات لحملة مخططة لتطعيم 600،000 طفل في جميع أنحاء اليمن ضد السحايا، والسعال الديكي والالتهاب الرئوي والسل.
وقال إن هناك حاجة للحصول على الوقود بأسعار معقولة فاستخراج مياه الشرب في اليمن يتحقق أساسا، إن لم يكن حصرا، من خلال ضخ المياه، ومع غياب شبكة الكهرباء الوطنية، نحتاج إلى ضخ المياه باستخدام المولدات الكهربائية، وبالتالي فإن الحصول على الوقود بأسعار معقولة هو في حاجة ماسة هذا يعني أن الحصول على الإمدادات هو جزء واحد، مما يضمن أن الإمدادات مهما وصلت إلى كل فتاة وفتى ضعفاء في جميع أنحاء اليمن تمثل تحديا آخر. «نحن بحاجة للوصول دون عوائق في أي لحظة في الوقت المناسب لأولئك الملايين من الأطفال المحتاجين».
وطالب كابلير في نهاية مؤتمره إلى وقف الحرب: «انها حرب على الأطفال،على كل أطفال اليمن، على كل صبي وفتاة في اليمن، اسمحوا لي أن أختتم بياني بأن أتوجه مرة أخرى إلى جميع الأطراف المسؤولة عن وضع اليوم في اليمن، وإلى جميع الأطراف وجميع من لهم قلب للأطفال: يرجى أن تتحمل مسؤوليتك، لا تؤجلها إلى الغد، تحمل مسؤوليتك الآن».

 الأمم المتحدة تطالب بوقف «الحرب على الأطفال»
مع وصول أولى المساعدات الطبية والغذائية لمطار صنعاء
عبد الحميد صيام

الجزائر: جدل بشأن تراجع الإسلاميين من عدمه بعد نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة

Posted: 27 Nov 2017 02:27 PM PST

الجزائر ـــ  «القدس العربي»: فتحت الانتخابات المحلية الأخيرة في الجزائر الباب لنقاش بخصوص مدى تراجع الأحزاب الإسلامية في الانتخابات، ومن ثمة تراجع رصيدهم في الشارع، بالاعتماد على نتائج المواعيد الانتخابية الأخيرة، ففيما رأت أطراف عدة بمن فيهم شخصيات من التيار الإسلامي أن التراجع حقيقة لا يمكن الهروب منها، اعتبر فريق من الإسلاميين أن لا وجود لأي تراجع،  برغم « المؤامرة » التي يتعرض لها هذا التيار، والتزوير الذي يطال كل المواعيد الانتخابية.
قال رئيس حزب الحركة الشعبية الجزائرية ( موالاة) إن الأحزاب السياسية الإسلامية تواصل تراجعها،  مشددا على أنه قال منذ 2012 إن الجزائر تشهد بداية نهاية الإسلام السياسي، وإنه منذ 1999 والأحزاب الإسلامية تشهد الهزائم المتكررة في المعارك الانتخابية.
واعتبر أن الجزائريين يتطلعون لأحزاب  لديها برامج سياسية، وليس لأحزاب تستخدم الإسلام لأغراض سياسية، مؤكدا أن صعود أحزاب وتراجع أخرى أمر طبيعي في أية ساحة سياسية ديمقراطية، وبالتالي فالأمر يتعلق بظاهرة صحية، لأن المواطن الجزائري أضحى أكثر وعيا. 
وكان عبد الرحمن سعيدي القيادي في حركة مجتمع السلم (إخوان) قد اعتبر أن تراجع الإسلاميين أمر واقع، لأن القيادات الموجودة في الساحة لم تحسن استغلال رصيد الإسلاميين في الشارع، والذي يبقى قائما برغم الهزائم الانتخابية، مشيرا إلى أن الاختباء وراء التزوير في كل مرة، بصرف النظر عن أنه واقع، أصبح له أثر عكسي، أي أن الإفراط في تبرير الهزائم الانتخابية بالتزوير، جعل المواطن ينفر من العملية الانتخابية، وهذا العزوف لا يخدم المعارضة ولا الإسلاميين على وجه التحديد.
واعتبر أن هناك أمورا يجب الاعتراف بها، فلما تعجز الأحزاب الإسلامية أو المعارضة بشكل عام عن تقديم مرشحين في كل البلديات، فهذا دليل أن لها مشكل تنظيمي، وهذا لا علاقة له مع السلطة أو مع أي تزوير، كما أن خطاب الإسلاميين والمعارضة عموما، حسبه، أصبح غارقا في العموميات.
و رد عبد الرزاق مقري الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم على الذين يتحدثون عن تراجع الإسلاميين، مؤكدا أن ذلك غير صحيح، مشيرا إلى أنه ليس غريبا أن نواجه تزوير النظام السياسي ، ولكن الغريب أن يكون التزوير ثقافة سائدة عند من يدعي الديمقراطية ومكافحة التزوير ذاته، مشيرا إلى أن هذا أمر غير محبط، لأن التـأريخ علمنا أن الإصلاح يجب أن يتجه للنظام السياسي وللمجتمع كذلك، ولا إصلاح حقيقيا للحكم إلا بإصلاح المجتمع.
وأوضح أن هناك توجها يهدف لإظهار الإسلاميين في صورة الخاسر، معتبرا أن كل وزراء الداخلية تعودوا أن يعلنوا ترتيب النتائج على حسب العدد الإجمالي للمنتخبين، ولكن الوزير الحالي تجاوز ذلك ليظهر مرتبة الحركة في  عدد البلديات التي فازت برئاستها، حتى لا ينتبه المتابعون إلى مرتبتها الحقيقية من حيث القوة السياسية الذي دلت عليه نتائج المجالس الشعبية الولائية.
وشدد مقري على أن الحركة لم تتراجع، إذا قارنا نتائجها في هذه الانتخابات بنتائجها سنة 2012، مشيرا إلى أن إجراء  مقاربة بسيطة تكشف عن أنها تقدمت في عدد الناخبين، وتقدمت في عدد المنتخبين بلديا وولائيا وتقدمت في الرتبة ( حيث أنها دخلت باسم التكتل في بعض البلديات وباسم الحركة في بلديات أخرى وفي كلاهما كانت في رتب متأخرة)، وتقدمت في عدد الولايات التي حققت فيها التمثيل في المجالس الولائية.
 وذكر أن الأهم هو  أنه حتى وإن لم تتأخر الحركة فهي لم تتقدم بما يؤهلها للريادة والإصلاح والتغيير، وأنها لو  بقيت على النمو الضعيف  في مواجهة موازين القوة الكاسحة التي هي في مصلحة المناوئين لها فلن تحقق أهدافها، حتى لو بقيت مئة سنة على المنوال نفسه.

الجزائر: جدل بشأن تراجع الإسلاميين من عدمه بعد نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة

دي ميستورا لمجلس الأمن الدولي: قلق بسبب التصعيد الهائل للعنف في الغوطة

Posted: 27 Nov 2017 02:26 PM PST

نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي»: استمع مجلس الأمن الدولي إلى إحاطة عن طريق الدائرة التلفزيونية المغلقة من ستافان دي ميستورا المبعوث الدولي المعني بسوريا في الوقت الذي يتم التحضير للجولة الثامنة للمحادثات السورية في جنيف.
وقال دي ميستورا في مستهل مداخلته: «هذه الأزمة التي تعد من بين الأسوأ على مدى تاريخ الأمم المتحدة، تشهد الآن إمكانية حقيقية للتوجه نحو عملية سياسية حقيقية… هناك إجماع دولي، ويجب أن نبدأ في تحويل العملية إلى نتائج ملموسة لتمكين السوريين من تقرير مستقبلهم بحرية». وأكد دي مستورا على أهمية اتحاد المجتمع الدولي في تقديم الدعم كي تتحرك المفاوضات السورية قدماً. كما أعرب عن القلق البالغ بشأن تصاعد العنف في الغوطة الشرقية خلال الأسابيع الأخيرة واستمرار القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة. وقال: «فيما تتم هزيمة داعش يتعين ألا يعيد أي من الجانبين تصويب أسلحتهم تجاه المناطق التي شهدت التهدئة. لذا أود أن أحث رعاة اجتماعات أستانة على التعامل مع هذا التحدي من أجل تجنب هذه المشكلة في المناطق التي اتفق على تخفيف التصعيد بها». وبالنسبة للعملية السياسية قال دي ميستورا إنه ما فتئ يطالب بعملية دبلوماسية حقيقية تتضمن النقاط التالية:
أولاً- أن يكون وفد الحكومة السورية (النظام) على استعداد حقيقي للتفاوض؛
ثانياً- أن يكون هناك وفد موحد من المعارضة وأن يكون لديه موقف مشترك واستعداد للتفاوض؛
ثالثاً: يجب أن تجري المفاوضات في جنيف دون شروط مسبقة؛
رابعاً: يجب أن يتفاوض الأطراف بشأن خطة عمل تركز في البداية على المبادئ الأساسية الإثني عشر والسلال الدستورية والانتخابية من أجل تنفيذ القرار 2254؛
وخامساً على جميع المبادرات أن تدعم دور الوساطة التي تقوم بها الأمم المتحدة والتي تتم بتكليف من مجلس الأمن ولا أحد آخر غير الأمم المتحدة.
وقال: لم تؤكد الحكومة السورية بعد نيتها المشاركة في اجتماعات جنيف لكنها قالت إنها سترسل رداً قريباً.

دي ميستورا لمجلس الأمن الدولي: قلق بسبب التصعيد الهائل للعنف في الغوطة

عبد الحميد صيام:

أربيل تدعو بغداد لإلغاء الإجراءات «العقابية» وتتهمها بعدم الاستعداد للحوار

Posted: 27 Nov 2017 02:26 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: جدد رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، أمس الإثنين، استعداد أربيل للحوار مع بغداد لحل المشكلات العالقة بين الطرفين، مؤكداً «احترام» القرارات التي تصدرها المحكمة الاتحادية العليا، في بادرة جديدة تتزامن مع عودة النواب الأكراد إلى مجلس النواب العراقي.
وقال في مؤتمر صحافي عقده في مبنى مجلس الوزراء في أربيل، إن «الحكومة الاتحادية في بغداد لا تزال تخاطب الإقليم عبر وسائل الإعلام»، لافتاً إلى أن «المشكلات بين بغداد وأربيل يجب أن تحل بحوار جدي وهذا ما عبرنا عنه لأكثر من مرة».
وأضاف: «لغاية الآن هم (بغداد) غير مستعدون للحوار ويطالبوننا بتسليمهم المعابر الحدودية والمطارات، ولا نعرف ماذا يقصدون بالتسليم»، مبيناً «لا مانع لدينا بوجود مراقبين من الحكومة الاتحادية».
وتساءل: «أليس الكردي الذي يدوام في المعابر الحدودية والمطارات عراقياً؟ أو هل أنهم يريدون ان يأتوا بموظفين يتحدثون اللغة العربية؟»، وتابع: «نحن قلنا أكثر من مرة إننا نحترم قرارات المحكمة الاتحادية، ولكن أيضاً يجب إلغاء القرارات التي صدرت على خلفية الاستفتاء، كما ينص قرار المحكمة الاتحادية بإلغاء كافة تبعاتها». وحسب بارزاني: «لغاية الآن لم نجتمع مع الحكومة الاتحادية لنفهم منها معنى تسليمها إلى المركز»، موضحا أن «لا مانع لدينا من وجود مراقبين من الحكومة الاتحادية في المطارات».
وتابع رئيس حكومة إقليم كردستان: «يتوجب على بغداد أن تقوم بإلغاء جميع الإجراءات التي فرضتها على إقليم كردستان وذلك حسب قرار المحكمة الاتحادية».
ووفق المصدر «في حال كانت بغداد مستعدة لدفع رواتب الموظفين حسب نظام (البايومتري) فنحن مستعدون للتعاون معها». ووصف بارزاني ما حصل في طوز خورماتو بـ«كارثة كبيرة»، مشيراً «لم نكن نتصور بعد دحر تنظيم الدولة الإسلامية أن يحصل هذا لشعبنا على أيدي القوات العراقية ـ إذ إنهم ينزحون من مناطقهم».
وبشأن الأوضاع السياسية في إقليم كردستان، قال «سيتم البحث مع جميع الأطراف الكردية حول مقترح تشكيل حكومة مؤقتة من عدمه»، مضيفاً «بعد الاجتماع مع الأطراف الكردستانية سنحدد موعد الانتخابات المقبلة».
وحمّل بارزاني «الحكومة العراقية مسؤولية ما حصل»، مطالباً إياها بـ«فتح تحقيق بذلك وإعادة النازحين وضمان حمايتهم».

معصوم يدعم مشروعاً للمصالحة

ومن المقرر أن تشهد أربيل زيارة لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم ـ الذي يزور كركوك حالياً، بعد لقاءه القادة الأكراد في السليمانية، ضمن مساعٍ لإيجاد حل للأزمة بين بغداد وأربيل.
ومن بين سلسلة المبادرات الرامية لإنهاء الأزمة، قدّم أساتذة الجامعات الكردستانية لرئيس الجمهورية «مشروعاً» لتحقيق المصالحة الوطنية في عموم العراق.
وأعلن معصوم استعداد رئاسة الجمهورية لدعم المشروع، مؤكدا أن العراقيين في أمس الحاجة إلي «تعميق التفاهم».
وقال مكتبه في بيان إن «رئيس الجمهورية فؤاد معصوم استقبل، مؤخراً، في مدينة السليمانية وفدا من أساتذة الجامعات الكردستانية».
وأكد، حسب البيان، «أهمية دور المؤسسات العلمية والثقافية والجامعات في تطوير الواقع الثقافي والاجتماعي والتنموي ونشر الوعي العلمي والسياسي»، مضيفاً أن «العراقيين في أمس الحاجة إلي تعميق التفاهم وإنجاز مصالحة مجتمعية يساعدان في تحقيق الوحدة بين جميع أطياف الشعب».
وأيد أعضاء الوفد الجامعي تأكيد معصوم على «ضرورة بذل كل الجهود لترسيخ السلم الأهلي والمصالحة»، مشيدين بـ»دور الرئيس في دعم مثل هذە المشاريع والمبادرات».

النواب المشاركون في الاستفتاء يعودون للبرلمان

وفي بغداد، كشفت النائبة عن ائتلاف دولة القانون، عواطف نعمة، عن حضور النواب الكرد المشاركين في الاستفتاء، جلسة مجلس النواب، مؤكدة أن عودتهم جاءت بـ«صفقة خلف الكواليس» بين الكتل السياسية.
وأوضحت، في مؤتمر صحافي عقدته في مبنى البرلمان، أمس الإثنين، أن «هناك مجموعة قرارات صوت عليها مجلس النواب في جلسات سابقة منها تعليق عضوية النواب الأكراد الانفصاليين المشاركين في الاستفتاء، وقد طالبنا الحكومة بتنفيذ تلك القرارات حيث كلفت رئاسة البرلمان لجنتي القانونية وشؤون الأعضاء لتزويد مجلس النواب بأسماء النواب المشاركين في الاستفتاء».
وأضافت: «اليوم (أمس) ليس هناك أي اجراء يكّمل تلك القرارات التي صوت عليها مجلس النواب ضمن دوره الرقابي، لكن حتى الآن التوصيات التي وردت من اللجان النيابية المعنية لم يتم التصويت عليها في مجلس النواب لتذهب إلى القضاء».
وبينت أن «هناك اجتهادا شخصيا من النائب كامل الزيدي (عن ائتلاف دولة القانون) الذي قدم لائحة تلك التوصيات إلى القضاء للبت بها ولم تطرح داخل البرلمان».
وطالبت، رئيس مجلس النواب بـ«عرض لائحـة التوصيات التي أعدتها اللجنة القانونية الخاصة حسب قرار هيئة الرئاسـة»، مؤكدة على أن «النواب الأكراد الانفصاليين انتظموا اليوم (أمس) وعادوا لحضور الجلسات كأن شيئا لم يكن، ما يعني ان حضورهم تم بصفقة خلف الكواليس بين الكتل السياسية ولا بد من إطلاع ممثلي الشعب بذلك، لا أن يعود النواب لحضور الجلسات دون تنفيذ قرارات البرلمان وهذا أمر مرفوض ولا يمكن القبول به».

عقبات ومعرقلات

وأقرّ رئيس كتلة «الوركاء» البرلمانية النائب جوزيف صليوا، بوجود «عقبات ومعرقلات تعترض طريق حل الأزمة بين بغداد وأربيل»، مستبعداً عودة المياه إلى مجاريها بين الطرفين في الفترة القريبة.
وقال لـ«القدس العربي» إن «الخلافات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان العراق لم تنته، فضلا عن وجود خلافات داخل البيت الكردي (…) كل ذلك لن يسهم في إيجاد حل سريع للأزمة».
وعن الورقة التي قدمتها حركة «التغيير» لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم في أثناء زيارته إلى السليمانية، أكد المصدر أنها تتضمن «إبعاد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني عن العملية السياسية، إضافة إلى استجواب بعض الرموز الذين كانوا سبباً في الأزمة بين بغداد وأربيل وتقديمهم إلى القضاء، فضلاً عن تشكيل حكومة إنقاذ تدير شؤون الإقليم وتتحاور مع بغداد».
يأتي ذلك في وقت قررت المحكمة الاتحادية العليا، إبطال دعوى أقامها وزير المالية السابق هوشيار زيباري ضد رئيس البرلمان سليم الجبوري.
وقال المتحدث الرسمي للمحكمة الاتحادية العليا إياس الساموك في بيان، إن زيباري «أقام دعوى على رئيس مجلس النواب، أضافة لوظيفته لطلب الحكم بإلغاء وإبطال قرار سحبه الثقة عنه وطلب الحكم بالايصاء إلى مجلس النواب بتعديل الحكم الدستوري بأن يعد الوزير المستجوب مقالاً وليس مستقيلاً من تاريخ قرار سحب الثقة».
وبين أن «المدعي لم يحضر إلى الجلسة رغم تبلغه، وأصدرت المحكمة قراراً بإبطال الدعوى بناءً على طلب المدعي عليه».

أربيل تدعو بغداد لإلغاء الإجراءات «العقابية» وتتهمها بعدم الاستعداد للحوار
«صفقات» وراء عودة النواب الأكراد للبرلمان… وثلاثة مطالب سلمتها «التغيير» لمعصوم
مشرق ريسان

موريتانيا: إحياء الاستقلال بنشيد وعلم جديدين مع استمرار الأزمة السياسية

Posted: 27 Nov 2017 02:26 PM PST

نواكشوط -« القدس العربي»: وسط رفض واسع لمعارضين سياسيين ومدونين، يرتفع اليوم فوق المباني الحكومية الموريتانية العلم الجديد الذي أقره الاستفتاء الشعبي الأخير (قاطعته المعارضة)، الذي انضاف فيه شريطان أحمران للعلم القديم وفاء للمقاومة، كما ينتظر أن يعزف النشيد الجديد لأول مرة حالًّا محل النشيد القديم.
واختارت الحكومة الذكرى السابعة والخمسين لاستقلال موريتانيا عن فرنسا التي توافق اليوم الثلاثاء الثامن والعشرين نوفمبر، للبدء في استخدام هذه الرموز الوطنية التي يعارضها الكثيرون.
وقوبل رفع العلم الجديد بنداء عممه مدونو المعارضة قبل يومين ودعوا فيه الجميع لنشر تدوينات تحت هاشتاغ «هذا علمي» مع صورة للعلم القديم على صفحاتهم بالفيس بوك، مع الدعوة لرفع العلم القديم فوق السيارات وعلى سطوح المنازل إمعانا في رفض العلم الجديد.
وفي مقابل ذلك بدأ مدونو الموالاة نشر صورة العلم الجديد على صفحاتهم وعلى سياراتهم، شارحين في تدويناتهم أهمية إضافة شريطين أحمرين للعلم القديم تخليدا للمقاومة.
وتتزامن هذه التطورات مع ازدياد في التأزم السياسي، بعد أن رفضت السلطات الترخيص لمهرجان كبير كانت مجموعة الثماني المعارضة تخطط لتنظيمه السبت الماضي.
ومع أن السلطات الإدارية أرجعت رفضها للمهرجان لتزامن طلب تنظيمه مع إحياء ذكرى الاستقلال التي تعتبر شاغلا وطنيا للجميع، فقد احتجت المعارضة على منع المهرجان، على لسان يحيى ولد الوقف رئيس حزب «عادل» والوزير الأول الأسبق الذي أكد «أن رفض المهرجان يندرج، حسب قوله، ضمن انغلاق هذا النظام الذي توسع ظلمه نحو الاعتداء على الشيوخ والصحافيين والنقابيين».
وفي هذا السياق، انشغل عدد من الكتاب بالأزمة السياسية حيث كتب المدون محمد الأمين ولد الفاضل القيادي في المعارضة عن «النظام والمعارضة وتوازن الضعف».
يقول «تعودنا أن نسمع عن توازن في القوة أو توازن في الرعب، ولكن الجديد هنا هو أن نسمع عن توازن في الضعف، فلم يحدث أن عرفت السلطة والمعارضة ضعفا متزامنا مثل ما هو حاصل الآن، فالسلطة الحاكمة تعيش اليوم أشد لحظات ضعفها، ولم تعد تمتلك من نقاط القوة إلا نقطة واحدة هي أن معارضتها ضعيفة جدا، والمعارضة تعيش اليوم أشد لحظات ضعفها، ولم تعد تمتلك، هي أيضا، من نقاط القوة إلا نقطة واحدة تتمثل في ضعف السلطة الحاكمة».
«إن هذا التوازن اللافت في الضعف، يضيف الكاتب، لا بد وأن يختل في لحظة ما، ولكننا لا نعرف بالضبط متى ستأتي تلك اللحظة، ولا كيف ستأتي، والشيء الذي يمكن قوله الآن هو أن هناك مظاهر مصاحبة ودالة على هذا التوازن في الضعف بين السلطة والمعارضة».
واتهم الكاتب المعارضة الموريتانية بالانتقال من روح الرفض إلى روح الاستسلام مؤكدا «أن المتأمل في حال المعارضة الموريتانية في الفترة الأخيرة لا بد أن يلاحظ بأن هذه المعارضة كانت تمتلك روحا رافضة من قبل استفتاء 5 أغسطس 2017 (لنتذكر المسيرات غير المرخصة التي قادها بعض زعماء المعارضة قبيل الاستفتاء)، ولكن هذه المعارضة أصبحت من بعد استفتاء 5 أغسطس تستبطن روحا مستسلمة، حتى لا أقول روحا انهزامية».
وزاد «إن قبول المعارضة بالأمر الواقع، وقبولها الضمني لاستفتاء 5 أغسطس، ولما ترتب عليه من نتائج كتغيير العلم وإلغاء مجلس الشيوخ، إن قبولها بكل ذلك سيجعلها مجبرة على القبول بولاية ثالثة إن شرعتها الجمعية الوطنية، وعموما فإن تشريع ولاية ثالثة سيكون أكثر دستورية، على الأقل من الناحية الشكلية، من إلغاء مجلس الشيوخ وتغيير العلم الذي قبلت به المعارضة عمليا.»
وعرض الكاتب بشيء من التفصيل لقضية الولاية الثالثة، فأوضح «أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز لم يحسم حتى الآن أمره، فهو يرى ولأسباب موضوعية، بأنه لا يستطيع أن يخرج من السلطة من بعد انتهاء بولاية الثانية، وهو يعلم أيضا بأن البقاء فيها من بعد اكتمال الولاية الثانية هو أمر أكثر استحالة؛ فهو الآن في حالة ارتباك شديد، ويراقب من كثب الأوضاع وتفاعلاتها، وعلى ضوء تلك التفاعلات سيتخذ قراره النهائي، ومن المؤكد أن الروح الاستسلامية التي ظهرت بها المعارضة الموريتانية من بعد استفتاء 5 أغسطس ستشجعه أكثر على التفكير بولاية ثالثة».
وتابع الكاتب تحليله قائلا «من الصعب جدا أن يتم تمرير ولاية ثالثة، فنظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز قد بلغ من الضعف مستوى سيجعله غير قادر على إكمال مأموريته الثانية إلا بشق الأنفس، ولذلك فإنه لن يكون قادرا على فرض ولاية ثالثة، ولن تكون المعارضة، إذا لم تغير من حالها، هي من سيحول دون ذلك، فالمعارضة تعاني هي أيضا من ضعف شديد سيجعلها غير قادرة على الوقوف في وجه النظام، ولا في أن تكون بديلا له في انتخابات عام 2019».
وخلص الفاضل في آخر معالجته لتأكيد «أن فشل السلطة القائمة وضعفها، وعجز المعارضة عن القيام بدورها في التعبير عن الغضب الشعبي العارم وفشلها في إدارة هذا الغضب وتسييره من أجل إحداث تغيير آمن، كل ذلك يحدث توازنا في الضعف قد يؤدي، إن هو استمر، لانفجار الأوضاع، وإلى دخول البلاد في حالة من عدم الاستقرار؛ وما احتجاجات المصحف وقانون السير والنصرة والتعليم إلا مقدمات في هذا الاتجاه».

موريتانيا: إحياء الاستقلال بنشيد وعلم جديدين مع استمرار الأزمة السياسية
حديث عن توازن غريب بين ضعف النظام وضعف المعارضة

معصوم في كركوك لحل أزمة المحافظ ورفض تركماني لدوره في المناطق المختلطة

Posted: 27 Nov 2017 02:25 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: يسعى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم إلى الاطلاع ميدانياً على الأوضاع السياسية والأمنية التي تشهدها محافظة كركوك، والبحث عن حلول «للأزمات المتفاقمة» التي تعاني منها المحافظة، لا سيما عقب تنفيذ خطة فرض القانون في 16 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ووصل الرئيس العراقي إلى كركوك، أمس الاثنين، قادماً من السليمانية، ضمن جولة تشمل مناطق إقليم كردستان العراق، والمناطق المتنازع عليها. وأكد عزمه البحث مع ممثلي كركوك في موضوع اختيار المحافظ، نافياً وجود «أفضلية لمكون على آخر في المحافظة».
وقال معصوم في مؤتمر صحافي مشترك عقده مع محافظ كركوك وكالة راكان الجبوري، إن «كركوك صورة مصغرة للعراق وهي دائما مدينة التآخي والمحبة»، مشيراً إلى أن «زيارتي تأتي بدافع لن نبعد كركوك عن المشكلات المستقبلية، وحرصت أن التقي بالمحافظ والدوائر والأجهزة الأمنية، وكذلك التقي مع ممثلي المكونات في مجلس المحافظة، كما التقي مع عدد آخر من الشيوخ وشخصيات عامة في كركوك».

اختيار المحافظ

وفي رد على سؤال بشأن اختيار محافظ جديد لكركوك، قال: «مع اجتماعاتنا (…) مع ممثلي كركوك في مجلس المحافظة ستتم مناقشة اختيار محافظ كركوك الجديد، وهذا من مهمة المجلس».
وأضاف: «ما زالت هناك دوائر ومؤسسات في كركوك تعمل وفقا لقانون بريمر (الحاكم المدني السابق في العراق) وسيتم العمل على تعديل هذا القانون ومنها مجلس المحافظة»، لافتا إلى ان «الملف الأمني سيكون حسب وضعه الحالي». وعن المادة 140 التي تتعلق بتطبيع الأوضاع في المناطق المتنازع عليها، أشار إلى أن «المادة 140 دستورية وتبقى إلى حين تطبيقها».
وشدد على ضرورة «حل المشكلات التي تواجه كركوك، وأولها عقد جلسة مجلس محافظة كركوك، كونها مدينة التآخي والمحبة والجميع عاشوا فيها دون مشكلات»، متابعا: «أحيانا تحدث ظروف قد تؤدي إلى خلط الأوراق، وكركوك هي لجميع الكرد والعرب والتركمان والكلدوآشوريين».
وقاطعت الكتلة العربية في مجلس محافظة كركوك اجتماع معصوم، على خلفية عدم عقد الاجتماع في مبنى مجلس المحافظة، وإنما في مبنى سكرتارية رئاسة الجمهورية، وفقاً لمصادر صحافية.
وأثارت تصريحات معصوم بشأن المادة 140، حفيظة الجبهة التركمانية، التي اعتبرتها بأنها تمثل «انحيازاً حزبياً».
وقال بيان صادر عن الجبهة: «من المعلوم ان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم هو رئيس لكل العراقيين وليس رئيسا لحزب ولقومية واحدة».
واضاف أن «رئيس الجمهورية نسي بأن أهالي كركوك يعانون منذ اربعة عشر عاما حكما لم يختلف عن حكم البعث الصدامي، من تغيير سكاني وديمغرافي مشين أمام المجتمع الدولي»، حسب البيان.
وأشار إلى أن «الأب العراقي نسي بأن نفوس كركوك زادت من 850 ألف نسمة إلى مليون و650 ألفا خلال أربعة عشر عاما من حقبة سوداء في تاريخ كركوك».
وذكّر البيان الرئيس العراقي بـ«مسلسل الاغتيالات والقتل والاختطافات التي تعرض اليها أهالي كركوك بيد الأجهزة القمعية للأحزاب الكردية».
وحسب البيان «عقب هذا التصريح من فؤاد معصوم فإننا نرفض رفضا قاطعا أي دور من قبله في حل مشكلة المناطق المختلطة ديموغرافيا، ونطالب دورا من رئيس الوزراء بتشكيل غرفة عمليات خاصة للقاء القيادات ذات العلاقة وتهيئة الأجواء لحوار بناء وحل دائم لقضية كركوك المستعصية».

تهريب نفط كركوك

في الأثناء، أعلن رئيس لجنة الموارد الطبيعية في برلمان كردستان أن نفط كركوك تتم إدارة تصديره من قبل الحكومة العراقية «من جانب واحد»، مشدداً على أهمية إشراك حكومة الإقليم في ذلك.
ونقل الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني عن رئيس اللجنة شيركو جودت قوله: «إدارة السليمانية على علم بتصدير نفط كركوك إلى إيران من قبل العراق بواسطة الصهاريج»، داعياً «حكومة إقليم كردستان إلى ان لا تغض الطرف عن ذلك».
وطبقا للمصدر فإن «نفط كركوك كان يصدّر قبل 16 اكتوبر، عبر أنابيب نفط كردستان إلى الخارج، ويتم من خلال ريعه تأمين رواتب الموظفين، ويصرف 10 ملايين دولار شهرياً كريع البترودولار لمحافظة كركوك، لكن بعد ان استولى الحشد الشعبي على آبار نفط كركوك توقف تصدير النفط عبر خط أنابيب كردستان، ويتم الآن التصدير عبر الصهاريج إلى إيران».
وفي هذا الشأن قال إن «مسألة نفط كركوك يجب أن تحسم بين أربيل وبغداد بالحوار والتفاهم وبأسرع وقت، كون بغداد تسيطر على آبار نفط كركوك بمفردها وتصدر النفط منها عبر الصهاريج كما تشاء».
وأضاف: «النفط المصدر عبر الصهاريج من كركوك يدار من قبل شركات أهلية، ولا علم لحكومة إقليم كردستان كيف يتم ذلك»، مبيناً أن «التصدير يتم عبر أراضي كردستان من خلال حدود محافظة السليمانية إلى إيران».

معصوم في كركوك لحل أزمة المحافظ ورفض تركماني لدوره في المناطق المختلطة
قاطعت الكتلة العربية في مجلس المدينة الاجتماع معه

القوات العراقية تخوض آخر معاركها ضد «الدولة الإسلامية» في الصحراء الغربية

Posted: 27 Nov 2017 02:25 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي» ـ وكالات: تستعد القوات العراقية لخوض أصعب المعارك في الصحراء الغربية للبلاد، وذلك لاستعادة منطقة وادي حوران، حيث يوجد آخر مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية العميد يحيى رسول إن «قطعاتنا طهرت 50 في المئة من الصحراء البالغة مساحتها الكلية 29000 كيلومتر مربع. الصفحة الأولى انتهت من المرحلة الثانية لعمليات التطهير وستشرع القطعات بالتقدم لتطهير بقية المناطق الصحراوية ومنها وادي حوران».
وأوضح أن «الوادي عميق ويصل إلى الحدود السورية (…) والمهمة هي تدمير كل الأوكار والمخابئ في الصحراء والوديان وصولا إلى تأمين الحدود الغربية للعراق مع سوريا».
وبدأت القوات العراقية قبل أربعة أيام عملياتها العسكرية، مسنودة بفصائل «الحشد الشعبي»، لتطهير الصحراء الغربية للبلاد من فلول تنظيم «الدولة الإسلامية».
ووادي حوران هو أطول أودية العراق، ويقع في محافظة الأنبار ويمتد على طول 350 كيلومترا من الحدود السعودية إلى نهر الفرات وصولا إلى الحدود السورية الأردنية.
ويسيطر تنظيم «الدولة» على جزء كبير من هذه المنطقة منذ عام 2014. والتضاريس الوعرة مع مناطق يصل عمقها إلى 200 متر، شكلت ملاذا للتنظيم لينشئ مراكز ومخابئ ومستودعات أسلحة له.
وتعتبر هذه العملية آخر العمليات التي من المتوقع أن يعلن في نهايتها رئيس الوزراء حيدر العبادي الهزيمة النهائية للتنظيم المتطرف في العراق.
وبهذه العملية يتوج العراق هجومه المتواصل منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر 2016 ضد معاقل الجهاديين، بدءا من الموصل التي استغرقت تسعة أشهر من المعارك الدامية، مرورا بتلعفر والحويجة شمالا، وصولا إلى الأنبار في غرب البلاد.

تطهير 5 كلم

أعلن مصدر مسؤول في قيادة قوات الرد السريع العراقية، عن تطهير الوحدات العسكرية مسافة تقدر بـ 5 كلم في صحراء جنوبي وغربي محافظة نينوى.
وقال العميد جواد عبد الغني الألوسي، مسؤول الوحدات الهجومية في جهاز الرد السريع (تابعة للداخلية)، إن «قوات من جهاز مكافحة الإرهاب (نخبة الجيش) والرد السريع، وأفواج شرطة نينوى (الداخلية) والحشد الشعبي، وتشكيلات قتالية من الجيش، تواصل لليوم الرابع على التوالي عملياتها العسكرية في صحراء محافظة نينوى لإنهاء أي وجود للتنظيم فيها».
وتابع أن «القوات العراقية وعلى مدار الأيام الأربعة الماضية، استطاعت تحرير المناطق والنقاط الواقعة في قرى: الشواف وأم غربة، وبستان رديف، وتل أبو رسن، وبستان شريف، وأبو داوود، وبيت سالم، وساير المعيوف، وعبد نزال، وبيت أبو نواف، باتجاه صحراء غرب نينوى، والسيطرة على الطريق الرابط بين صحراء نينوى، مكحول، الحويجة (شرقي محافظة كركوك)».
وأضاف «قتل 19 مسلحاً من عناصر تنظيم الدولة، خلال عمليات التحرير، وتم تدمير 4 آليات قتالية تابعة لهم، وأكثر من 33 موقعاً استخدمها الإرهابيون في الاختباء وشبكة أنفاق تضم 14 نفقا بطول 1 كلم لكل نفق».
وأشار إلى أن «القوات العراقية استولت على 130 بطارية كبيرة لتوليد الطاقة الكهربائية ونحو 300 جهاز اتصال نوع لاسلكي، ومئات الدروع الواقية من الرصاص، وصناديق للعتاد، وأسلحة متنوعة تعود للتنظيم».
ولفت إلى أن «التحالف الدولي يساند القوات البرية العراقية بالمعلومات التي يحصل عليها بواسطة طائراته الاستطلاعية التي تجوب المنطقة بشكل دوري».
الألوسي أوضح أن «عمليات الصحراء مستمرة لحين الوصول إلى الحدود السورية من أجل القضاء على تنظيم الدولة، وبشكل نهائي».
واعتبر أن «هذه العمليات آخر صفحة عسكرية ضد التنظيم سيشهدها العراق».

حرب استنزاف

وبدأ «الدولة» بالاستعداد لحرب استنزاف طويلة الأمد، يشن خلالها هجمات خاطفة في حرب عصابات كان التنظيم يلجأ إليها بصورة رئيسية قبل سيطرته على أراض واسعة في العراق وسوريا المجاورة قبل ثلاث سنوات.
وقال الرائد علي البيضاني، مسؤول الشرطة الاتحادية في ناحية حمام العليل (30 كلم جنوب مدينة الموصل/ شمال) إن «تنظيم الدولة، وبعد خسارته لحرب المدن لجأ إلى المناطق الصحراوية، وأخذ بإعادة ترتيب أوراقه، وأقام مقرات له هناك، من أجل أن يعتمدها في زعزعة الأمن والاستقرار داخل الموصل ونواحيها».
وأضاف أن «التنظيم بدأ بالفعل بشن العديد من العمليات الإرهابية ضد القوات الأمنية والمدنيين في المناطق الواقعة جنوب الموصل من خلال الاعتماد على أسلوب الكر والفر، مستغلين المساحات الصحراوية الشاسعة التي يتنقلون من خلالها بحرية في عدة محافظات عراقية».
وأكد الضابط العراقي أن «كل يوم يمضي على وجود تنظيم الدولة، في الصحراء دون معالجة (أمنية) يزداد قوة ويكتسب الثقة لترتيب صفوفه والانتقال من مرحلة العمليات الإرهابية الاعتيادية إلى العمليات النوعية، والتي تسبب ضررا بالغا بحق الجهة التي تستهدفها».

14 حادثا إرهابيا

إلى ذلك، كشف النقيب أحمد عبد الإله، في وحدة الأرشفة والتوثيق الجنائي في جهاز شرطة نينوى المحلية، عن «وقوع 14 حادثا إرهابيا جنوب الموصل، منذ بداية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري ولغاية الآن، وراح ضحيتها مدنيون ومنتسبون في القوات الأمنية، فضلا عن خسائر مادية».
وقال إن «أغلب الهجمات الإرهابية التي بات تنظيم الدولة ينفذها بعد تحرير نينوى كانت بالعبوات الناسفة متطورة الصنع، والتي يتم زرعها في مناطق حيوية؛ كالطرق الرئيسية، كي يوقع خسائر كبيرة ومؤثرة في الوقت ذاته».
وأشار إلى أن «أغلب الإرهابيين الذين يتواجدون في الصحراء هم مقاتلون محليون وليسوا أجانب، وبدأوا يحاولون الآن إعادة الوضع إلى المربع الأول».
ويعد نهر دجلة وفروعه شرايين الحياة في مناطق جنوب الموصل التي تضم جغرافية متنوعة بين السهول والتلال الصخرية والترابية والأحراش، فضلا عن مغاور وكهوف طبيعية.
ووفق المقدم عبد السلام الجبوري، في الجيش العراقي، «منذ تحرير هذه المناطق أدركنا أن الملف الأمني لم يحسم بشكل كامل، فخلايا تنظيم الدولة لا تزال تختبئ بين الأحراش».
وأضاف ان «عمليات التطهير والتمشيط مستمرة في المنطقة، لكننا ننتظر موافقة قياداتنا لإضرام النيران ببعض الأحراش المشتبه بوجود عناصر التنظيم بينها، مع رفع مستوى المياه لإغراق الكهوف والخنادق التي يختبئون فيها لإخراجهم كالجرذان».

القوات العراقية تخوض آخر معاركها ضد «الدولة الإسلامية» في الصحراء الغربية
السيطرة على 50٪ من مساحة المنطقة… والتنظيم يبدأ حرب استنزاف طويلة الأمد

الإسرائيليون منقسمون بين أربعة تصورات للصراع ويجمعهم القلق على مستقبل دولتهم

Posted: 27 Nov 2017 02:24 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: في ظل الذكرى الخمسين لاحتلال 1967 واستكمال احتلال فلسطين يتواصل الجدل في إسرائيل حول مستقبلها فيما تمضي هي بتجنب أي حسم للصراع. يظهر ذلك في مقابلات مع جهات إسرائيلية أجرتها صحيفة إسرائيلية  تولى ترجمتها وقراءتها المركز الفلسطيني للشؤون الإسرائيلية «مدار» وهي تشمل أربعة خيارات حول مستقبل الصراع يختلف وينقسم حولها الإسرائيليون لكن قلقا على مستقبلها يجمعهم.
ويستعرض «مدار» سجالات إسرائيلية مختلفة تتمحور حول سؤال جوهري هو: ما هي الخيارات المستقبلية المتاحة أمام إسرائيل بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة  وذلك على أساس مقابلات أجرتها صحيفة «دفار ريشون» الإسرائيلية، مع خمسة إسرائيليين «يتبنون رؤى مبلورة في هذا المضمار. وتوضح الصحيفة أن «القاسم المشترك الوحيد لهؤلاء جميعا هو القلق الحقيقي على مستقبل إسرائيل وسكانها»، بينما «آراؤهم مختلفة تماما، لحدّ التناقض التام». وباستثناء اثنين منهم، يجمع الثلاثة الآخرون على ضرورة أن «تغيّر إسرائيل توجهها واتجاهها.

الخيار الأول ـ دولتان للشعبين

تعرض صحيفة «دفار ريشون»، بداية، تاريخ «فكرة التقسيم» والتحولات التي طرأت عليها وتقول إنه بينما كان يبدو أن هذه «الفكرة» هي شعار «قوى هامشية متطرفة» بين الإسرائيليين طيلة سنوات طويلة، حتى أن أحزاب «اليسار الصهيوني» أيضا رفضتها وقاومتها، أصبحت تبدو ـ في عام 1992 ـ «أكثر واقعية وأقرب من أي وقت مضى»، وذلك إثر اعتلاء إسحاق رابين سدة الحكم في إسرائيل. وتزعم  الصحيفة أن توقيع أوسلو جعل الدولة الفلسطينية في الضفة وغزة خيارا قائما لكن سرعان ما تبين أن الواقع «أشد تعقيدا وأكثر إشكالية عما كان يبدو ظاهريا»: ففي ظل الحكم الذاتي الفلسطيني الجزئي «تعززت قوة التنظيمات الإرهابية» التي «ترفض أي اعتراف بدولة إسرائيل وتعارض أي تسوية تاريخية معها». كما أن «فشل القيادتين»، الإسرائيلية والفلسطينية، في التوصل إلى تسوية سياسية «بعد سنوات من جهود الوساطة الدولية»، أدى إلى «تراجع حل الدولتين وانحسار التأييد له باعتباره حلا ممكنا ومتاحا». ومع ذلك بقي مؤيدو هذا الحل داخل إسرائيل يعتبرونه «ليس حلا عادلا فحسب، بل الوحيد الذي يسمح ببقاء إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية»، أيضا، ويجنّبها «خطر فقدان الأغلبية اليهودية». يؤكد المحامي غلعاد شير، أحد المشاركين الإسرائيليين المركزيين في المفاوضات والاتفاقات السياسية مع الجانب الفلسطيني خلال العقود الثلاثة الماضية، في حديثه للصحيفة، أن «حل الدولتين للشعبين بالحذر والتدريج هو الطريق الوحيد الذي يضمن بقاء إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية». وهو يرى أن إسرائيل ملزمة بالدفع نحو هذا الانفصال» حتى ولو بدون اتفاق شامل لحل الصراع بسبب خلافات عميقة حول القضايا الجوهرية كاللاجئين والقدس.
وردا على سؤال الصحيفة  يدحض محاولات الترهيب من الدولة الفلسطينية وتبعاتها الأمنية ويقول إنها ستكون منزوعة السلاح وتحت مراقبة وثيقة. ويزعم أن ثمة أغلبية إسرائيلية واضحة، دائمة ومستقرة، تؤيد حل الدولتين. ويتابع «وإذا ما سألتم الناس إن كانوا مستعدين لإخلاء مستوطنات كجزء من اتفاقية سلام، فسترون أن ثمة أغلبية مؤيدة لهذا أيضا وهو الحال بالنسبة لتقسيم القدس أيضا ولكن حين يجري تقسيم مركّبات الحل الشامل، تختفي هذه الأغلبية». ويرفض مقولة «اللا شريك» المعتمدة من قبل إسرائيل ويؤكد أنها ينبغي المبادرة سياسيا وأن «المشكلة»، هي «انعدام الرغبة لدى القيادات في تغيير مواقعها ومراكزها.

الخيار الثاني ـ دولة واحدة
وسيادة إسرائيلية على الضفة الغربية

ما يعتبره غلعاد شير ومؤيدو «حل الدولتين» في إسرائيل بمثابة «التهديد الأكبر والأخطر» ـ دولة واحدة بين النهر والبحر ـ يشكل، في المقابل، غاية تطلع قطاع غير قليل من اليمين الإسرائيلي يدعو إلى بسط السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية. من أبرز المعبرين عن رؤية هذا القطاع وطموحه، وزير الدفاع الأسبق موشيه آرنس، رئيس الدولة رؤوفين ريفلين، وزعيم حزب «البيت اليهودي»، وزير التربية والتعليم نفتالي بينيت.
«هذه الأرض لنا، منذ الأزل وإلى الأبد. كل ما نصبو إليه هو العيش مع الفلسطينيين بسلام، من دون إرهاب، لكن ينبغي عليهم تقبّل السيادة اليهودية على أرض إسرائيل»، تقول يهوديت كاتسوبر، الناشطة السياسية المستوطِنة في «كريات أربع» التي كانت ضمن النواة الأولى التي أقامت «الحي اليهودي» في مدينة الخليل. وهي تقود، خلال السنوات الأخيرة، حملة دعائية جماهيرية تتمحور حول «السيادة الإسرائيلية على أرض إسرائيل» ـ وهي حملة «تحقق نجاحا ملحوظا وتستقطب اهتماما واسعا وتأييدا كبيرا»، كما تقول في حديثها للصحيفة.
بدأت كاتسوبر بترويج فكرة «السيادة الإسرائيلية» في أعقاب إخلاء المستوطنات الإسرائيلية من غزة، عام 2005 قلنا إنه «من غير الممكن أن يجري طرد اليهود بعد الآن وإن علينا الشروع في خوض نضال آخر».
وفي محاججة «التخوف من فقدان الأغلبية اليهودية»، تقول: «إذا نظرنا إلى عدد اليهود والفلسطينيين اليوم، بما في ذلك في الضفة الغربية، فسنجد أن ثمة أغلبية يهودية تصل إلى 66% أما إذا أضفنا قطاع غزة أيضا فنحن نشكل أغلبية تصل إلى61%»، وتدعي أن أغلبية الإسرائيليين يؤيدون بسط سيادتهم على الضفة.

الخيار الثالث ـ الإبقاء على «الوضع القائم

ثمة من يعتقد بأنه رغم الإشكالية الكبيرة والتعقيد الشديد اللذين ينطوي عليهما الوضع القائم في الضفة الغربية، إلا أنه لا يزال يشكل «الخيار الأفضل، أو الأقل سوءاً، بالنسبة لإسرائيل وهي اليوم بقيادة بنيامين نتنياهو تتبنى هذه الخيار فعليا. والجنرال احتياط يعقوب عميدرور، الرئيس السابق لـ»مجلس الأمن القومي» والقائد السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، يقول إن «الفجوة بين ما يريده الإسرائيليون وما يريده الفلسطينيون في الوضع الراهن أكبر وأعمق من أن يتم تجسيرها والتوصل إلى تسوية سياسية». ويوضح: «وضعت جميع الادعاءات المؤيدة والمعارضة للخيارين السابقين ـ دولة واحدة أو دولتين ـ وتوصلت إلى الاستنتاج بأن الحل الأفضل هو إدارة الوضع القائم بصورة صحيحة. في هذه اللحظة، ليس هنالك استعداد لدى أي من الطرفين لتقديم جميع هذه التنازلات. ولذا، يجب إبقاء الخيارين مفتوحين، فربما يستطيع أبناؤنا، أو أحفادنا، التوصل إلى اتفاقية بعد خمسين عاما.
ويرى الصحافي والكاتب بنحاس عنبري، أيضا، أن «تفضيل الوضع القائم هو ضرورة، وليس خيارا مثاليا». ويوضح وهو الباحث في «المركز المقدسي لقضايا الجمهور والدولة»: «من المفضل التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين وإنهاء الصراع، لكن هذا لن يحدث في المدى المنظور». ويعتبر أن المشكلة الحقيقية تبدأ من الفلسطينيين الذين طردوا في عام 1948»ذلك أن هؤلاء «يعتبرون أن نهاية الصراع تتمثل في عودتهم لديارهم وهو ما لا تستطيع إسرائيل القبول به أو الموافقة عليه. وردا على سؤال الصحيفة حول «ما يمكن القيام به الآن»، قال عنبري الذي يتهم الجانب الفلسطيني بإفشال التسوية إنه «ينبغي التوصل مع الفلسطينيين إلى ترتيبات عينية، في قضايا تصاريح العمل في إسرائيل، تزويد المياه والكهرباء، مثلا»وهي قضايا تتعلق بـ»إتاحة العيش للطرفين».
وردا على سؤال آخر يقول» تضررت صورة إسرائيل كثيرا، لكن ليس ثمة ما يمكن عمله، لأن أية محاولة للقيام بشيء آخر ستفضي إلى ما هو أسوأ من الوضع الحالي بكثير، الذي هو «الأقل سوءاً». أما المرحلة التالية، ما بعد «الوضع القائم»، فهي: عندما يحين الوقت ويحصل الانفجار، سيتوجب علينا التفكير بما علينا فعله، بعيدا عن خيار الدولة الواحدة بالطبع، الذي هو الخيار الأسوأ على الإطلاق».

الخيار الرابع ـ وطن  واحد لشعبين

إلى جانب الخيارات الثلاثة السابقة، التي تعتبرها الصحيفة «تقليدية»، ثمة من يحاولون «التفكير خارج الصندوق»، كما تصفهم الصحيفة، فيطرحون خيارا رابعا يتلخص في: دولة واحدة مكونة من مجموعات مختلفة تتمتع بحكم ذاتي ومكانة متساوية. وظهر هذا الخيار «غير التقليدي» في 2002، حين تبلورت مجموعة ضمت الشاعر إليعاز كوهين، المستوطِن في «كفار عتصيون»، وموطي أشكنازي، قائد الحملة الاحتجاجية التي أعقبت حرب تشرين/ أكتوبر( 1973 حرب الغفران)، والبروفسور إستر ألكسندر والدكتور حاييم آسا، وأقام هؤلاء حركة فكرية أطلقوا عليها اسم «عدالة» وضعت نصب عينيها نموذج «كونفدراليات ثلاث تعيش ضمن حدود أرض إسرائيل الانتدابية، تشمل الأردن، إسرائيل وفلسطين». وقد خاضت هذه الحركة الانتخابات للكنيست الإسرائيلي في عام 2003، لكنها لم تحصل سوى على1181 صوتا، وما لبثت أن تفككت واختفت في إثر ذلك.
في السنوات التالية، توصل كوهين إلى القناعة بضرورة «الاعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة». ويوضح أنه «ليس من المهم صيغة الحل النهائي لأنه، إذا لم نعترف بلاجئي عام 1948 وبأن إسرائيل هي وطن واحد للشعبين، فلن يكون هنالك أي حل». ويرى أن «خيار الوطن الواحد للشعبين» يبدو اليوم «أقرب إلى الواقع مما كان عليه قبل خمس سنوات»، مع اتساع الإقرار، «في إسرائيل وفي غالبية دول العالم»، كما يقول، بأن «حل الانفصال غير واقعي وغير ذي صلة».

الإسرائيليون منقسمون بين أربعة تصورات للصراع ويجمعهم القلق على مستقبل دولتهم

وديع عواودة:

اعتقال شاهدين في قضية مقتل عماد العتابي خلال مظاهرات الحسيمة

Posted: 27 Nov 2017 02:24 PM PST

الرباط –« القدس العربي»: قال عبد الصادق البوشتاوي، محامي معتقلي «حراك الريف»، إنه تم اعتقال شاهدين في قضية مقتل عماد العتابي، الذي قتل في أثناء تظاهرات عرفتها مدينة الحسيمة/ عاصمة الريف الصيف الماضي.
وقال إن الشاهدين هما عبد الحق الفحصي ونبيل اشهبار، ومتابعتهما بتهم جنائية وأضاف «نجد أن أحد الشهود وهو عبد الحق الفحصي كان قد تواصل معي، عبر الهاتف، أواخر شهر آب/ أغسطس الماضي، وتواصل كذلك مع أخ العتابي محمد العتابي، وأكد لنا مجموعة من المعطيات وكان شاهد عيان، إلا أنه اعتقل في اليوم التالي، في مدينة ابن الطيب، وقيل له عند اعتقاله من طرف الضابطة القضائية إنه سيشهد في قضية مقتل عماد العتابي».
وأوضح المحامي أنه تمت متابعة الفحصي بتهم جنائية، برغم أنه أكد أمام قاضي التحقيق ورئيس الجلسة أنه قيل له أنه سيشهد، وإذا به يتابع بمجموعة من التهم الجنائية، وقد أدين يوم 21 تشرين الثاني/ نوفمبر بـ 12 سنة سجنا نافذا مع العلم أنه تواصل معي وأكد لي معطيات خطيرة».
وأضاف البوشتاوي في فيديو مباشر، بثه مساء أمس الأول الأحد عبر صفحته في فيسبوك، «نبيل اشهبار الذي رَآه الجميع في الفيديو وهو يمسك بعماد العتابي، والكل رَآه لحظة تم القبض عليه من طرف الأمن، وهو يتابع بتهم جنائية الآن».
وأوضح البوشتاوي أن متابعة الشهود بتهم جنائية تحرمهم وتمنعهم قانونا من أداء الشهادة، وبالتالي تؤخذ تصريحاتهم على سبيل الاستئناس وليس شهادة.
يذكر أن مجموعة من التحقيقات فتحت على خلفية «حراك الريف، بخصوص مقتل عماد العتابي وبخصوص مقتل محسن فكري وكذلك بخصوص فيديو ظهور «الزفزافي عاريا»، ولحدود الساعة لازال المعنيون والمتتبعون ينتظرون نتائجها.

اعتقال شاهدين في قضية مقتل عماد العتابي خلال مظاهرات الحسيمة

وزير تونسي سابق يقاضي صحافية اتهمته بمساعدة إحدى الإرهابيات

Posted: 27 Nov 2017 02:24 PM PST

تونس – «القدس العربي»: هدّد وزير التربية السابق ناجي جلول بمقاضاة إحدى الصحافيات بعدما نشرت أخبارا قال إنها «كاذبة» حول مساعدته إحدى الإرهابيات.
وكانت الصحافية منى البوعزيزي أجرت حوارا مع أحد نواب الحزب الحاكم (لم تحدد هُويته) اعترف فيه بوجود علاقة سابقة مع فتاة تنتمي لكتيبة «عقبة بن نافع» المتطرفة، مشيرا إلى أن الفتاة المذكورة كانت على علاقة بوزير سابق مكنتها من الحصول على سكن للطالبات في منطقة باردو.
وقال جلول (المعني بالخبر) إنه سيقاضي البوعزيزي لأنها أساءت لسمعته ومكانته، مشيرا إلى أن ماكتبته هو نوع من «الصحافة الصفراء التي لعبت دورا كارثيا في البلاد». وأضاف «هناك قرابة مليوني تلميذ وآلاف المؤسسات التربوية ولا أعتقد أن لدي الخلفيات الفكرية لكل ذلك العدد من التلاميذ».
يذكر أن «الإرهابية» المذكورة سبق لها التورط في عدد من القضايا، حيث أقامت عدة علاقات مشبوهة مع قاضٍ متخصص في قضايا الإرهاب وعدد من النواب والمسؤولين بهدف الحصول على بعض المعلومات المتعلقة بالجماعات الإرهابية.

وزير تونسي سابق يقاضي صحافية اتهمته بمساعدة إحدى الإرهابيات

حسن سلمان:

سجال ساخن في موريتانيا حول تسيير الدعم العمومي للصحافة الخاصة

Posted: 27 Nov 2017 02:23 PM PST

نواكشوط – «القدس العربي»: قوبلت معايير حددتها اللجنة المكلفة بتسيير وتوزيع موارد صندوق دعم الصحافة الخاصة الموريتانية، الأحد بانتقادات واسعة من طرف مواقع واتحادات إعلامية موريتانية مستقلة اعتبرتها «تضييقا وترهيبا للصحافيين».
وكانت اللجنة قد أعلنت «أنها ستحرم من الدعم كل مؤسسة أو هيئة تنشر أو ترعى إساءة للمقدسات الدينية أو الرموز الوطنية أو تبث خطابا متطرفا أو تنشر ما يهدد السلم الأهلي أو الحوزة الترابية أو تسرب أسرارا عسكرية للدولة أو تنشر قذفا أو سبا شخصيا لرئيس الجمهورية أو رجال القضاء أو أعضاء الحكومة أو القيادات العسكرية والأمنية أو رئيس وأعضاء السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية أو أعضاء اللجنة المكلفة بتسيير وتوزيع موارد صندوق دعم الصحافة الموريتانية الخاصة».
كما أكدت أنها «ستمنع كذلك كل مؤسسة إعلامية تقوم بنشر يهدف إلى التأثير أو التشويش على سير أو نتائج أعمال القضاء أو السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية أو اللجنة المكلفة بتسيير وتوزيع موارد صندوق الدعم العمومي للصحافة الموريتانية الخاصة».
وأكدت اللجنة «أنها ستطبق أحكام هذه المادة خلال كامل مأموريتها»، مشيرة إلى «أن هذه الإجراءات ستشمل فقط التصرفات اللاحقة على نشر بيانها الحالي».
واعترضت نقابة الصحافيين الموريتانيين واتحاد الصحافة الإلكترونية وشبكة الصحافيات الموريتانيات وتجمع الناشرين الموريتانيين، على المعايير التي حددتها اللجنة المكلفة بتسيير وتوزيع موارد صندوق دعم الصحافة الخاصة الموريتانية.
وأكدت الاتحادات والنقابات المعترضة في بيان وزعته الأحد «أن الحقل الإعلامي فوجئ لبيان موقع باسم رئيس لجنة توزيع صندوق دعم الصحافة الخاصة لسنة 2017، لما حمله في طياته من ترهيب الصحافيين وتخويف الهيئات والمؤسسات الإعلامية ووضع الكثير من العراقيل والقيود كشروط لاستفادتها من الدعم العمومي للصحافة الخاصة».
وأضافت الهيئات المعترضة «أنه تأسيسا على قانون الصحافة في موريتانيا الذي يضمن الحريات الإعلامية، وبعد الاطلاع على مقتضيات القانون 024 /2011 وترتيبات المرسوم 156/2011 المنشئ للجنة توزيع صندوق دعم الصحافة الخاصة فمن الواضح بأن الأخيرة قد تجاوزت كل الحدود وأقحمت نفسها فيما لا يعنيها، لأن المحاسبة على النشر من اختصاص القضاء حصرا، فمنذ 2006 انتقلت الرقابة إلى القضاء وأصبحت بعدية، ولم يعد يحق قانونيا لأية جهة أخرى حق رقابة ما ينشر في الإعلام».
«وأما ربط اللجنة، يضيف البيان، لدعم أية هيئة أو مؤسسة إعلامية بما تنشر فهو فقط، نوع من الابتزاز».
«وانطلاقا من ذلك، وفي ظل الخرق السافر لقانون الصحافة فإن الموقعين أسفله يسجلون رفضهم التام للتضييق على الصحافيين ومؤسساتهم الإعلامية من خلال ربط دعمهم المادي بالتدخل في خطهم التحريري».
ودعت الهيئات الموقعة على بيان الاعتراض إلى «وضع معايير شفافة ونزيهة لاختيار ممثلي الصحافة في لجنة توزيع دعم الصحافة الخاصة، واختيار أصحاب الكفاءة والتجربة من الصحافيين المهنيين المعروفين بالاستقامة والنزاهة»، مسجلين «تحفظهم على أي تمثيل يقصي أبرز الهيئات الصحافية الفاعلة من لجنة تسيير الدعم».
وشددت الهيئات المعترضة على «تمسكها بحقها في اتخاذ الإجراءات المناسبة للوقوف في وجه أي مسار لا يخدم المصلحة العامة للصحافيين أو نهج يرسخ أو يسعى إلى التضييق على الحريات الإعلامية التي تعتبرها مكسبا مهما حققته هذه البلاد في السنوات الأخيرة.»
وقد أثارت المعايير التي حددتها اللجنة المكلفة بتسيير وتوزيع موارد صندوق دعم الصحافة الخاصة الموريتانية، اعتراض اثنتين وأربعين هيئة إعلامية من أعرق المؤسسات الإعلامية المستقلة في موريتانيا.
وأكدت هذه الهيئات في بيان وزع أمس «أن الإعلام الموريتاني، حقق، برغم كل ما قيل ويقال، إحدى الصور المضيئة في هذه الربوع، وهو من المجالات التي تنال البلاد فيها تصنيفا متقدما ضمن التقارير الدولية المتخصصة في المجال، ومن المفروغ منه أن هذه الصورة كان للجميع الدور الأبرز في الوصول إليها، وعملت أجيال على بنائها خلال العقود الماضية، كما أن المحافظة عليها مسؤولية الجميع، وواجبه».
«وبرغم كثرة التحديات التي واجهت وتواجه هذا التجربة الفتية، تضيف الهيئات الإعلامية الموريتانية المعترضة على معايير الاستفادة، إلا أنها أثبتت في عدة محطات أنها قادرة على كسب الرهان كل مرة، وعلى تجاوز العقبات والصعاب التي تعترضها، وتحويل محنها إلى منح، وتحدياتها إلى مكاسب، وقهر كل الظروف لضمان الحد المقبول من تجربة إعلامية تستحق أن تستمر، ولها القدرة على ذلك.»
وأكدت الهيئات «تشبثها بضرورة احترام المؤسسات الإعلامية للقوانين، وقواعد المهنية، وضوابط الأخلاقيات الصحافية، كما تؤكد تجديدها للمطالبة بزيادة الدعم العمومي، وتسريع وتيرة قانون الإشهار، وتطبيقها بشكل واضح».
وشددت المؤسسات في بيانها «على رفضها للبيان الأول للجنة دعم الصندوق خاصة في فقرته التي تقيد حرية الصحافي وتضع شروطا غير مهنية ولا قانونية للنشر، كما دعت «إلى التريث في التعاطي مع الصندوق لهذا العام لحين التوصل إلى حل للأزمة القائمة حاليا»، معلنة «استعدادها للعمل بكل الطرق من أجل ضمان شفافية التمويل الذي يقدمه دافع الضرائب الموريتاني لدعم الإعلام في البلاد».
وعكسا لهذا التوجه وفي إطار هذا السجال، أكدت اثنتا عشرة هيئة صحافية مستقلة أخرى «ترحيبها بالضوابط التي حددتها اللجنة المكلفة بتسيير وتوزيع موارد صندوق دعم الصحافة الخاصة الموريتانية لكونها تستهدف تمهين المؤسسات وإرساء الأخلاقيات الصحافية أمام تيار جارف من استسهال السب والقذف والتجريح، والتطاول على جميع الرموز الدينية وثوابت الأمة والمجتمع والدولة، واستساغة الولوغ في الأعراض المحصنة شرعا وقانونا».
ورحبت الهيئات الإعلامية المذكورة «بقرار اللجنة تفعيل دوراتها على مدار العام، بعد أن كانت محصورة في دورة يتيمة، تطبيقا للقانون، وفتحا للمجال أمام أكبر استفادة ممكنة للمؤسسات الصحافية من الدعم».

سجال ساخن في موريتانيا حول تسيير الدعم العمومي للصحافة الخاصة

عبد الله مولود:

وزير خارجية اليابان قد يزور طهران لوضع حد للأزمة بين إيران والسعودية

Posted: 27 Nov 2017 02:22 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: أعلنت مصادر دبلوماسية مطلعة في طوكيو أن وزير الخارجية الياباني، تارو أسو، قد يزور طهران لتحسين العلاقات بين الأخيرة والرياض.
وأفاد موقع «يابان تايمز» أن تارو أسو قد يزور العاصمة الإيرانية خلال الشهر المقبل محاولةً منه لوضع حد للتوتر المتصاعد بين طهران والرياض.
وقال الموقع أن مصادر دبلوماسية مطلعة في طوكيو أكدت ذلك، وأضافت أن الوزير سيقوم بزيارة عدة بلدان في الشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
وذكر أن أسو سيشارك في المؤتمر الأمني الدولي الذي سيعقد في المنامة من 8 إلى 10 كانون الأول/ ديسمبر.
وبعد ذلك، سيزور الإمارات فرانسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وسيترأس وزير خارجية اليابان اجتماع مجلس الأمن في الأمم المتحدة للشهر المقبل حول ملف الأزمة مع كوريا الشمالية.
ويخطط أسو لزيارة أخرى إلى الشرق الأوسط بعد عودته من نيويورك بهدف دفع مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وزير خارجية اليابان قد يزور طهران لوضع حد للأزمة بين إيران والسعودية

محمد المذحجي

كارول الحاج روت لـ«القدس العربي» كيف تتحوّل من فتاة لقيطة إلى سيدة تمتلك كل شيء

Posted: 27 Nov 2017 02:21 PM PST

بيروت – «القدس العربي» : كلما نذكر اسمها تتبادر الينا أعمالها الناجحة وأدوارها المتميزة والمتألقة التي خطفت انفاس المشاهدين في العديد من الأعمال التي لعبت فيها أدوار البطولة وأبرزها على الاطلاق مسلسل «ياسمينا» الذي حققّ نسبة مشاهدة فاقت التوقعات، فضلاً عن أعمال أخرى منها مسلسل «مريانا» و«الرغيف» و«ابنة المعلم» و«طالبين القرب» وغيرها من الأعمال التي انطبعت في الذاكرة الحلوة للمشاهدين الذين يترّقبون بشغف اطلالاتها التمثيلية.
إنها الممثلة الشابة كارول الحاج، صاحبة الوجه الجميل، التي تحدثنا معها في «القدس العربي» عن مشاركتها في المسلسل اللبناني الجديد الضخم «كلّ الحب كل الغرام»، الذي تؤّدي فيه دور البطولة الى جانب النجم باسم مغنية في استعادة لتجربتهما الناجحة في مسلسل «ياسمينا» الذي حققّ نجاحاً غير مسبوق في عالم الدراما اللبنانية.
وكشفت كارول لـ«القدس العربي» جوانب من دورها في المسلسل الذي يبدأ بشيء ويصبح بشيء آخر»، واصفة إيّاه بأنه دور جميل وهو يمرّ بمرحلتين، المرحلة الأولى تكون بنتاً لقيطة من الشارع في فترة الحرب أتى بها الى البيت وربّاها الممثل فادي ابراهيم واليسار حاموش، وفي هذا البيت تُغرم بباسم مغنية الذي هو ابنهما وهما يحبّان بعضهما منذ صغرهما. وأعلنت أنّ اسمها في مسلسل «كل الحب كل الغرام ّ»هو نسرين وهي عاشت فقيرة في هذا المنزل لأنّ فادي ابراهيم هو رجل بخيل، كما أنها بالنسبة اليهم فتاة لقيطة آتية من الشارع لا يعرفون من هم أهلها، وأضافت تحصل تطورات لاحقة تؤدّي الى تغيير شيء ما في حياتها ومستقبلها فتصبح تملك كلّ شيء ويحدث تغيّر في القصة وفي شـــكلها. واعتبرت أن هذا المسلسل يعتبر كتكملة لمسلسل «ياسمين»، علماً أنّه كقصة مختلف تماماً، وانما هو لنفس الكاتب مروان العبد، الذي يحافظ تقريباً على شخصياته، والبسيكولوجي لشخصيتها هي قريبة من الشخصيات النسائية المثالية الموجودة عند مروان العبد، والتي كانت في «ياسمينا»، مشيرة في الوقت عينه الى أن لا شيء تغيّر بنمط الشخصية المثالية بين «ياسمين» و«نسرين»، فضلاً عن وجود باسم مغنية وفادي ابراهيم وعدد من الممثلين الذين كانوا ابطالاً في ذلك المسلسل وهم أبطال أيضاً في هذا المسلسل الأمر الذي يجعل الناس تعود بذاكرتها الى ذاك العمل وتستمرّ معهم في هذا المسلسل الذي هو من كتابة مروان العبد أيضاً.
ورأت كارول أنّ التعاون مع الممثلين فادي ابراهيم وباسم مغنية هو تعاون جيد، خصوصاً وأنهمّا شخصان محترفان ومحبان ولذيذان والشخص يفرح بالعمل معهما، كما لفتت الى لقائها بعدد من الممثلين الجدد في هذا المسلسل الكبير الذي يضمّ مجموعة من الممثلين.
وأكدت في أنّ أحداث المسلسل تدور بين فترة الثلاثينات الى مرحلة الاستقلال وهي تضّم مرحلة الانتداب الفرنسي في لبنان، وفيه كذا قصة حبّ تدور بين ابطال المسلسل وكذا شخصية، وأملت أن يحبّ الناس هذا العمل الذي استغرق تصويره أكثر من سنة وهو قد شارف على الانتهاء، وأشارت الى أنّ الناس تجذبها قصص الحبّ والاجتماعيات والحقبة التاريخية. هذا وتجدر الاشارة الى أن مسلسل «كلّ الحب كلّ الغرام» هو آخر أعمال الكاتب الراحل مروان العبد وهو من إنتاج وإخراج إيلي معلوف ويضم مجموعة كبيرة من الممثلين والممثلات وسيعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسـال.

كارول الحاج روت لـ«القدس العربي» كيف تتحوّل من فتاة لقيطة إلى سيدة تمتلك كل شيء
تتألق في «كل الحب كل الغرام»
ناديا الياس

الموناليزا العربية

Posted: 27 Nov 2017 02:20 PM PST

لم يزدهر فن الرسم في الحضارة العربية الإسلامية لأسباب كثيرة؛ وساد اعتقاد بأن ذلك كان بمفعول كراهته دينيا، كراهة أصبحت تحريما لأن هناك خوفا من أن ينكص الناس على أعقابهم إلى عبادة الأوثان.
غير أن هذا السبب لا يصمد أمام ما نعرفه من تراجع عن منع فن آخر، ورد في القرآن نص صريح في الإزدراء به وبأهله الذين قيل إنهم «فِي كُل وادٍ يَهِيمُونَ وأنهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ» (الشعراء 225 ـ 226). لكن الرسول (ص) نفسه اصطنع له أكثر من شاعر كحسان بن ثابت وكعب بن مالك سخروا نصيبا من شعرهم لخدمة الدعوة ورسولها.
ربما يكون الإشكال الديني في كراهة فن الرسم أنه اقترن بفن مكروه صار رمزا للشرك وهو النحت، الذي تنسب إليه صناعة الأصنام. الخوف على المسلمين الموحدين من الرجوع إلى عبادة الأصنام كانت علة العلل؛ غير أنها علة هشة الأسس لسببين اثنين على الأقل: أولهما أن الجاهليين كانوا يؤمنون بإله واحد مع آلهتهم المختلفة والتوحيد هو استغناء عن آلهة ثانوية كانت شكلا من أشكال العبادة المحلية، أو الخاصة بجماعة ثيولوجية وليس كما يفهم نقلا من عبادة الأصنام إلى عبادة الله الأوحد؛ والسبب الثاني أن الأصنام هي تمثيل لرمز، ومن المستحيل أن ينقلب الرمز إلى ما يمثله حتى إذا كان الرمز تشخيصا لآلهة لا وجود لها مرجعيا، لأن قداسة تلكم الرموز الإيقونية تُستمد مما تمثله لا من ذاتها. حين أقبّل صورة عزيز عليّ أو أقربها إلى صدري، فإني أكون في وعي تام بأني أقبّل عزيزي الذي في خيالي والممثل في الصورة ولا أقبّل الورق حتى وإنْ قبلت الصورة. وهذا تماما ما كان يحدث في المنحوتات التي تسمى أصناما والتي تنتمي إلى حقبة تدين عرفها العالم هي الحقبة الوثنية. العبادة بشكلها غير الوثني هي عبادة مطلق يتنزه عن أن يوضع في تمثال، وعدم تمثيل المقدس سرى حتى إلى الأنبياء والتابعين. لكن الوثنية وظفت فن النحت في تمثيل المعبود.
وبالتوازي مع توظيف المنحوتات في العبادة ظل النحت في أصقاع كثيرة من العالم يؤدي وظيفته الجمالية، كأن يُنحت تمثالٌ يَعرض جمالا عاريا لامرأة أو رجل. ينبغي أن نفترض أن هؤلاء النحاتين كانوا يبرون الحجارة لكي يخلقوا صورا لجمال طرازي تتشوق العيون لمرآه. لقد كانت الفنون أهم المساهمين في تثبيت صورة طرازية للجمال بما في ذلك الرسم.
عاش مع النحت الرسمُ، غير أنه لم يكن ينافسه فالرسم فن في المتناول، إذ يمكن أن يُمارَس بوسائل بسيطة على فضاء ثنائي الأبعاد لا ثلاثيه كما في النحت. كان الرسم أقدم الأشكال التي عبر بها الإنسان البدائي قبل اكتشاف الكتابة، بل إن أولى مراحل الكتابة كانت تصويرية، ثم صارت بعد ذلك رمزية حين ابتُكرت الكتابة الألفبائية.
غياب الرسم في حيز زماني كبير ومكاني واسع في الأرض العربية الإسلامية كانت وراءه أسباب أخرى أعمق من الموانع الدينية، ما يعنينا منها هو الإدراكي. يتطلب الرسم قدرة فائقة على تمثل المرسوم جيدا وحفظه وتخزينه، وإعادة تمثيله بشكل تتفاوت درجة مطابقته للممثل عليه المرجعي، وهذا يتطلب عينا محيطة ونافذة إلى المدرك وذاكرة منظمة وقدرة على إعادة تمثيل المخزن ذهنا بالريشة.
الفقر الفني شأنه شأن الفقر المادي يصيب الشعوب ويصيب الطبقات لعوز في توفير وسائله. الرسم والنحت بمعنييهما الفني هما فنان يرتبطان تاريخيا بثقافة المدينة ولا علاقة لهما بثقافة البادية التي تنخرط في استخدام طقوسي للفن، عادة ما يرتبط بصراعها المركزي مع الطبيعة. ومثلما لا يمكن أن يوجد فن مجرد وعميق كالفلسفة بين الشعوب التي تفتقر في بداياتها إلى وسائل ثقافية متطورة، لا يوجد فن مركب ودقيق في تلك الثقافة. لكن أن تكتشف تلك الشعوب ذلك الفن عند أمم أخرى يمكن أن يكون موضوع ترحيب أو نفور. لم ينجح مثقفو العرب في العصور القديمة ممن ينتجون الثقافة بالعلامة اللغوية في أن يسوقوا لجمال الفنون الأخرى المنتجة بالعلامات البصرية كالنحت والرسم. كان الشعر هو السيد إذ كان ينتج القول، ويرسم الصور، لكنه لم ينجح في رسم ما كان لا بد أن يُرسم بالريشة: وجه الموناليزا العربية.
لوحة الموناليزا من اللوحات ذات القيمة المرجعية في العالم، هذه اللوحة يقصدها يوميا خمسة عشر ألف زائر، وهي موضوع تحليل فني وجمالياتي لا ينتهي؛ ما يعنينا منه أنها كرست عبر العصور صورة طرازية للجمال الأنثوي، الذي تتنازعه الأبعاد: فهو جمال شاب وناضج في آن؛ وجمال بدوي ومدني في آن وجمال حزين وسعيد معا، وجمال تلتقي فيه الأنوثة بنسمات من الذكورة، المهم أنه جمال تجتمع فيه العناصر المتناقضة في انسجام.
الشعر العربي كان أقدم الوثائق التي يمكن أن تبحث فيها عن رسم طرازي لامرأة جميلة، أي عن طراز للجمال في تلكم العصور؛ كان التشبيه والاستعارة اللون المائي الأهم الذي به رسمت تلك الصورة؛ كان في لون وجهها بريق البدر، وفي لون شعرها سواد الليل وفي شكلها المقدود غصن بان، وفي حركتها الرشيقة صورة غزال، وفي ريقها العذب أرقى الخمور وبين طيات ثيابها وجسدها الذي يحن للضوء عبق بخور يمني معتق أو فارسي مركب. هذه أوصاف لكنها لا تتجسد بالريشة إلا في شكل رسم تخطيطي؛ لأن في ذهن الشاعر خطاطة لا مثالا. وحتى إن أجهدنا أنفسنا فسيقودنا الرسم إلى ملامح امرأة غير عربية واقعيا، لا لأن الفن لا يحاكي الواقع، بل لأن الذهن يعشق جمالا غير ذاك الذي يعرفه. وعلى الرغم من أن المرجع الطبيعي المعتمد في الرسم صحراوي، فإنك إنْ لملمته لن تحصل على صورة امرأة عربية صحراوية وهذه مفارقات الطبيعة قبل أن تكون مفارقات الفن والواقع.
في العصر الحديث صنعت السينما المصرية في الخمسينيات والستينيات صورة للمرأة الراقية؛ صورة امرأة متحررة تلبس القصير والمكشوف وتحلق شعرها على الطريقة الأوروبية وتدخن السيجارة وتواعد حبيبها وتغازله في الهاتف وتركب معه السيارة المكشوفة.. هذه الصورة المرجعية الفنية كانت في الحقيقة تقليدا لصورة مرجعية فنية من السينما الأوروبية والأمريكية، التي تحاكي مرجعا فعليا، ولكن السينما العربية كانت تدفع إلى خلق صورة مرجعية افتراضية للمرأة وساعدت على ترويجها وتعزيزها أشياء كثيرة أهمها، دعوات التحرر في تونس ولبنان ومصر. كانت قاعات السينما في البلاد العربية أكبر مسوق لصورة المرأة العربية المعاصرة لغربها، واستطاعت السينما أن تجعلها صورة معشوقة غزت خيال الرجل، ثم صارت صورة حية تسعى . ومثلما يقول بلزاك، فإن «المرأة التي تكون في دائرة بصرنا هي المرأة التي نرغب فيها» ويضيف «من هنا جاءت القوة الرهيبة للممثلات».
ليس عيبا أن يكون الرجال في الغالب أهم من يرسم وجوه النساء؛ الرجل إن رسم المـــرأة رسمها بتطلع وترك فيها شيئا منه، بل يدعي الممثل الفرنسي ساشا غيتري أن المرأة الحقيقية «هي قبل كل شيء امرأة ليس فيها منزع نسوي».

٭ أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية

الموناليزا العربية

توفيق قريرة

نحو الاندماج في هوية عالمية

Posted: 27 Nov 2017 02:20 PM PST

ما يجعل العمل الأدبي كلاسيكياً، هو تمكنه من تجاوز أصعب اختبار، واستحسان أقسى ناقد عرفه التاريخ، وهو الزمن، أي أن ثمة خصوصية تملكها هذه الأعمال جعلها تبقى خالدة ومتجددة، على الرغم من تبدل الأجيال، وجعلت القرّاء من مختلف بقاع العالم متلقين محتملين لهذا النص، فما هي تلك البذرة التي تجعل من العمل الأدبي نصاًّ ذا قبول عالمي أو ما يعرف بـ universal appeal، الذي ليس لها وجود في معظم النصوص العربية، والذي يغيّبها عن الحضور العالمي؟
النصوص ـ الأدبية تحديداً ـ هي شكل من أشكال الخطاب، وأداة تواصل غير مباشر، قد تكون جسر تواصل بين الثقافات، وقد تكون أيضاً عائقاً بينها إذا تبنت شكلاً من أشكال الخطاب المنغلق الذي لا يُفهم إلا من قبل كاتبه وجماعته. ومنتجات هذا النوع من الخطاب ذي اللغة المحدودة، تستبطن فكرة مغلوطة لا تكترث لما يجب أن يكون عليه النص، وذلك بأن يكون إضافة للإنسانية أجمع. ونجد هذه الفكرة عند كبار الروائيين بأساليب مختلفة، إذ يقول ميلان كونديرا: «الرواية التي لا تكتشف جزءاً من الوجود، هي رواية لاأخلاقية» أي أن لُب الرواية هو أمر مختص بالإنسان بشكل عام. كذلك أمبرتو إيكو الذي اتخذ من ثنائية اللسانيات بين الدال (اللغة) والمدلول (الأفكار) أسلوباً للترميز أو ما يعرف بالسيمياء، ونرى اشتغال رواياته على هذا النسق، كي يزاوج بين المحلية الظاهرة والعالمية المبطنة بالترميز المغرق بالفلسفة التي تهم الإنسان عموماً.
وهذه المشكلة ـ مشكلة الخطاب المحدود ـ ينبغي عدم تجاهلها عندما نلقي نظرة على الإنتاج الأدبي العربي، فهي نصوص معبأة عاطفياً لتدغدغ جماعتها فقط، وموجهة لقارئ يتفق معها، بدون احتواء الإنسان الآخر المختلف، ولا تحاول أن تتناول موضوعاتها وقضاياها على أرضية مشتركة ذات قيم بشرية عالمية. فالعالم العربي على الرغم من اتساع رقعته الجغرافية وكثرة تعداد سكانه لا يقدم إضافات حقيقية للمجتمع العالمي فنياً وحتى علمياً، ومساهماته محدودة جدا مقارنة بالأمم الأخرى من جهة وبالمقارنة مع نسبته كتعداد سكاني في العالم من جهة أخرى. وهذا ما يجعل نظرة الآخر لنا نظرة دونية، نظرة ناتجة عن عدم معرفة، سببها خلل في الخطاب والتواصل الثقافي، وهذا ما يبرر قبول تلك الشعوب لما يجري للعالم العربي من انتهاك وتدمير، فهم لا يعرفون عن هذه الثقافة سوى ما تقدمه منابرهم الثقافية، التي احتلت دورنا الشاغر في أن نقــــدم أنفسنا وقضايانا بلغة عالمية وخطاب ذي قيم موحدة ومفهومة للجميع، واخترنا عزلة ثقافية غير مبررة.
بسبب هذه العزلة، نرى أن الانهمارات للنصوص الروائية محدودة موضوعاتياً في ظواهر تفصيلية ضيقة، تهم مجموعة محدودة جدا، بدون دمج الموضوع الرئيس واحتوائه بقيمة عليا عالمية. على سبيل المثال، كثيرة هي الروايات السعودية التي تناولت موضوع السلطة الدينية و«الهيئة» في السعودية، بدون رفع مظلة الموضوع ليتناول مفهوم الحرية والتعددية، فتكون الرواية مجرد إعادة لظواهر دورية متكررة، بدون الحفر عميقاً في بُنى هذا الموضوع، التي هي غالباً ما تكون قيما وفلسفات وقضايا تهم الإنسان عموماً. فتقبُّل العمل يكون منوطاً، إما بدقة وصف المشاهد وقربها من الواقع، أو بموافقة رأي القارئ لها، وذلك ما يقصي القارئ الآخر الذي لا يجد لنفسه حضوراً في النص ولا تجلي فيه لأي شيء يشبهه كإنسان قبل أن يكون أي شيء آخر أو قارئ بهوية محددة.
فلا غرابة أن نرى عزوف الآخر عن المنتج العربي، ورفض دور النشر لترجمة هذه الأعمال، فالشرخ في التواصل بين نص كهذا والقارئ الآخر كبير، يحول بينه وبين أن يفهمه، فضلاً عن وجود نفسه فيه، وذلك لا يعني تغيير مناخية العمل الروائي بنقل مركز الأحداث من قرية عربية إلى باريس أو لندن، ولا عبر إقحام شخصيات أجنبية في النص أو تبديل ثقافة الكاتب والقضايا التي يعيشها والتي تهمه، وإنما عبر البحث عن هذه الأرضية المشتركة من القيم والمفاهيم ودمجها مع محلية النص.
غير أن ذلك ليس بالشيء السهل في ظل وجود ثقافة الانهزام كهوية مشتركة لمنطقة جغرافية مترامية الأطراف، فهذه الثيمة بالإضافة إلى أنها ذات قبول مضمون ولشريحة كبيرة تصيب الروائي بالارتياح للكتابة فيها، وتجنبه المغامرة في كتابة أمر غير مقبول، هي أيضا ذات إمكانية خصبة لتحويلها إلى صراع أدبي تعيشه الشخوص، فالصراع جاهز ومقولب ومنمط سلفاً يتجرعه القارئ العربي بيسر وطمأنينة.
هنا أيضاً يكمن دور الأدب المقارن، الذي يغيب عنه المنتج الثقافي العربي أكثر من غيره، وللأسباب ذاتها التي ذكرت. ويبدو أن المشكلة في غاية الاشتباك لتشارك المؤلف والناشر والجوائز والمنابر الثقافية في ترسيخ هذه العزلة، بدون رفع منسوب الوعي بها، ويضاف إلى ذلك غياب وظيفة المحرر الأدبي، وإقصاء القراءات النقدية الجادة بسبب ما تخلقه من توتر وعدم ارتياح لمن يريد التسلق على حساب الأدب والفن. وما تقوم به هذه الأطراف من رفع للمنتج الثقافي العربي، يبدو قسريا وبدون جدوى، فالجوائز الأدبية ـ مثلا ـ تقيم مسابقات طاحنة تحركها الجائزة المالية الضخمة لتقديم عمل نوعي للآخر، بدون الغوص عميقاً في النصوص ودراستها، بل تقوم بترجمتها وفق عقود واتفاقات مع دور نشر أجنبية، وهذا لا يعني بأن الآخر سيقرأها، فقد تُرجمت روايات، مثل «ساق البامبو» و«القندس» وبقية روايات البوكر وتقديمها على أنها الأفضل عربيا، بدون التفات الآخر لها، لأنها ذات محتوى لا يعنيه.
قد يكون هناك خلط بين العزلة الثقافية التي أعني والاهتمام بالنتاج المحلي فقط. فعلى سبيل المثال، فرنسا، هي أكثر المجتمعات التي تهتم بما يدور ويُنتج من مثقفيها وروائييها فقط، وكأن كل ما يحدث خارج فرنسا هو خارج اهتماماتها، ولكن عندما ننظر إلى محتوى المنتج الثقافي الفرنسي كالفلاسفة والروائيين أمثال ميشيل فوكو وجاك دريدا وقبلهم ألبير كامو وسارتر، نرى أعمالهم ورواياتهم تتحدث عن قضايا وجودية وطرق تفكير تخص بنية العقل، وهذه أمور تهم القراء والإنسانية أجمع، وهذا ما جعل القرّاء من مختلف بقاع العالم تتسابق لقراءة كتبتهم ورواياتهم، لما فيها من هم مشترك وتساؤلات يطرحها أي فرد على نفسه بغض النظر عن خلفيته الثقافية.
وذلك أيضاً يشبه الثقافة العربية والإسلامية في عصرها الذهبي، ونتاج قامات مثل ابن سينا وجلال الدين الرومي وغيرهم الذين قدموا فلسفة وأدبا وثقافة ذات قيمة تفرض نفسها على الإنسانية جمعاء، بدون أن تروج أو تفرض نفسها. وذلك لأن الثقافة لا تروج بالمال أو السياسة وإنما العكس، حيث إن جذر ومصدر القوة في مختلف جوانب الحياة لا ينبع إلا من الثقافة ذات القيمة الإنسانية.
على الكتّاب والروائيين إذا ما أرادو أن يرتقوا بالأدب والثقافة العربية، النظر إلى أنفسهم أولا كأفراد ضمن مجتمع عالمي يستطيع التواصل مع أفراده بلغة مشتركة، ومن ثم احتواء هذه الهوية وتطويعها لهوياتهم وقضاياهم المختلفة، كي يتم الالتفات لهم كجزء من المجتمع الدولي، وتفهم خطابهم وخلفياتهم الثقافية والطريقة التي يفكرون بها.

كاتب سعودي

نحو الاندماج في هوية عالمية

حسين الضو

كتاب فلسطين… لمواجهة تجريد الفلسطيني من إنسانيته

Posted: 27 Nov 2017 02:19 PM PST

في عالم شبه آلي أصبح فيه صوت الزنانة (الطائرة بلا طيار) يهيمن على صوت الإنسان، وتجارب السيارات (بلا سائق) تبين أنها أكثر أمانا من الإنسان، ومع نجاح إنسان آلي بتقديم واحد من أهم البرامج الاذاعية البريطانية، وانتشار الكتابة السريعة على جدران الفيسبوك، من قبل الجميع بما فيها الروبوتات الذكية، والتي تنتهي غالبا بدون أن يقرأها أحد، ما الذي يدفع منظمي «جائزة كتاب فلسطين» إلى التمسك بالكتاب في عصر باتت سمته الرئيسية الوصف بـ«بلا»، أو «ما بعد»؟
يكمن الجواب في اسم الجائزة ومحتواها، فهي أولا وأخيرا عن فلسطين، الاحتفاء، كتابة، بفلسطين بكل جوانبها. الكتابة / فعل التدوين هو أحد مستويات مقاومة التمييز العنصري والتطهيرالعرقي، الذي يستهدف أي شعب كان، فكيف بالشعب الفلسطيني؟ إنها، أيضا، منصة تقديم الحقيقة عن فلسطين في عصر «ما بعد الحقيقة» الصهيوني، المتغلغل أمريكيا قبل « الترامبية» بكثير. لعل السبب المهم الآخر هو استمرار الكتاب في المحافظة على موقعه كأداة للتغيير وجذب القراء، في أكثر الأزمنة تسارعا في تعاقب الأحداث، بل واستمراريته في تخويف المستبدين مهما تعددت أساليب قمعهم المتطورة تكنولوجيا، فكانت مبادرة موقع «ميدل ايست مونيتر» باطلاق مبادرة «جوائز كتاب فلسطين» عام 2012 بإشراف الكاتبة والصحافية البريطانية فكتوريا بريتن. كانت الفكرة بسيطة وهنا تكمن قوتها. أن تكرس الجوائز السنوية لتكريم أفضل الكتب الجديدة، الصادرة باللغة الإنجليزية، ويتناول أي جانب من جوانب فلسطين، لتكون الجائزة جزءا من الجهود المبذولة لتقديم الأدب الفلسطيني، والعمل البحثي، والفني، للجمهور في جميع أنحاء العالم من خلال توفير منصة للمؤلفين للقاء الجماهير، ومناقشة عملهم مع الكتاب والأكاديميين الآخرين، وأن تكون كتبهم معروفة على نطاق واسع ومحل تقدير. بمرور الأعوام، مع ملاحظة النوعية المتميزة للكتب الفائزة وجدية لجنة التحكيم ومجلس الأمناء، ازداد عدد الكتب المرشحة ليصبح بحدود خمسين كتابا سنويا، تراوح في تصنيفها بين الأكاديمي، والتوثيقي والإبداع الفني والأدبي.
تكونت لجنة التحكيم لعام 2017 من الأكاديمي والصحافي د. إبراهيم درويش والناقد الأدبي والمحلل السياسي صبحي حديدي، والكاتب د. فيصل المقدادي والدبلوماسي ورئيس مؤسسة «العون الطبي للفلسطينيين» آلان وادامز. رشحت اللجنة، خلافا للمعتاد، تسعة كتب بدلا من سبعة لقائمة الجائزة القصيرة انعكاسا لغنى أنماط الكتب المقدمة من قبل دور النشر. أقيمت، في الأمسية السابقة لإعلان الفائزين، أمسية مفتوحة تكريما للمرشحين، ناقشوا خلالها كتبهم بحضور جمهور كبير، مع بروفيسور يوجين روجان من كلية سانت أنتوني، أكسفورد ود. دينا مطر من جامعة لندن.
فازت بالجوائز أربعة كتب متميزة. تحت تصنيف البحث الاكاديمي فاز كتابان. «غزة في ظل حماس: من الديمقراطية الإسلامية إلى الحكم الإسلامي» لبيورن برينر، وهو حصيلة بحثه على مدى ست سنوات وإجرائه المقابلات مع قادة ومسؤولي حماس ومعايشة أهالي غزة. ويمنح الكتاب القاريء باللغة الانجليزية الفرصة ليحكم بنفسه على منظمة حماس وقدرتها على إدارة الحكم بعيدا عن الاتهامات الجاهزة التي توسم بها المنظمة عادة. الكتاب الثاني هو: «القائد: فوزي القاوقجي والكفاح من أجل الاستقلال العربي 1914 ـ 1948» لليلى بارسونز. وهو «عن خيارات العربي في ظل انهيار الدولة العثمانية وبدايات المرحلة الاستعمارية وإعادة رسم المنطقة»، حاولت الباحثة من خلاله سرد قصة حياة جندي ظل يلاحق حلما ويغامر ويعاند الموت… وموضعة القصة في سياق تجربته العثمانية ومشاركته في الثورات السورية والفلسطينية وأخيرا قيادته جيش الإنقاذ الذي أثر على صورة البطل وجعله في عداد المسؤولين عن الكارثة» كما كتب د. إبراهيم درويش.
ضمن تصنيف الإبداع الفني فاز كتاب «رسم مذبحة كفر قاسم» للفنانة الفلسطينية سامية حلبي. وهو كتاب يضم بالإضافة إلى رسومها، دراستها التفصيلية الموثقة عن وقائع وضحايا المجزرة اسما اسما، ليشكل الكتاب وثيقة تاريخية ـ فنية، مفصلة، عن واحدة من مجازر المستعمر الصهيوني. وفاز كتاب «عن اليهودي العربي وفلسطين وبقية الاقتلاعات»، لإيلا حبيبة شوحط، بجائزة أفضل مذكرات. يتضمن الكتاب مجموعة مقالات ودراسات، كتبت على مدى عقود، جمعت فيها ايلا، المولودة ببغداد عام 1959، بين السرد الشخصي والبحث الأكاديمي الدقيق كمحاولة لفهم الذات وإثبات هويتها كيهودية عربية بمواجهة النظرة الصهيونية المتمثلة باحتقار كل ما هو عربي وإن كان يهوديا وعلى الرغم من ادعاء الكيان الصهيوني تمثيل كل اليهود من جميع أرجاء العالم.
«أنا يهودية عربية عراقية»، هكذا تعرف ايلا نفسها تأكيدا لهويتها التي عانت من التجزئة نتيجة التهجير القسري من العراق والتمييز العنصري في إسرائيل. فاختارت مغادرة إسرائيل والاستقرار في نيويورك والتدريس فيها. في كتاباتها، تؤكد ايلاعلى أن اليهود الأوروبيين في إسرائيل يشكلون «نخبة من العالم الأول تسيطر لا على الفلسطينيين فقط، بل على اليهود الشرقيين أيضاً. وكشعب يهودي من العالم الثالث يشكل المزراحيم أمة شبه مستعمرة داخل أمة».
وإذا كان كتاب إيلان بابيه «أكبر سجن على الأرض: تاريخ الأراضي المحتلة» لم يفز بأي جائزة، فلأن بابيه حصل على «جائزة الإنجاز مدى الحياة»، لكتبه العديدة ومواقفه كمؤرخ يهودي يهدف إلى تقديم الحقيقة، حول تاريخ إسرائيل وسياسة المستعمر الاستيطاني الصهيوني، وممارسات التطهير العرقي المستمرة تحت مسمى الدولة الديمقراطية، بشكل يومي، ضد الشعب الفلسطيني. يرى بابيه أن العقبة الرئيسية أمام الحياة المشتركة، في فلسطين، هي «أيديولوجية الدولة التي تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم».
إن استمرارية ونجاح «جائزة كتاب فلسطين» هو أحد مستويات التضامن مع مقاومة الشعب الفلسطيني، من خلال تشجيع نشر وقراءة المزيد من الكتب عن فلسطين. إنْ نقرأ يعني إننا لسنا وحيدين، كما يقول الروائي والأكاديمي البريطاني سي أس لويس.

٭ كاتبة من العراق

كتاب فلسطين… لمواجهة تجريد الفلسطيني من إنسانيته

هيفاء زنكنة

ضاحي خلفان و«الجزيرة»

Posted: 27 Nov 2017 02:19 PM PST

من أبرز ما سيحفظه التاريخ عن الأزمة الخليجية بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة ثانية، أنها تميّزت بقدر فاق العقل من السباب والشتائم والبذاءات والمسّ بالأعراض. سيحفظ التاريخ أيضا أن المعسكر المعادي لقطر أبدى جرأة في السبّ والقدح قضت على المحاذير والممنوعات. كل ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي من وراء شاشة صغيرة واسم مستعار وصورة غير معبرة، أو رسم. وتلك أكبر إشارة على أن «الفعل» منبوذ ومرفوض، اجتماعيا وسياسيا وأخلاقيا، إلى درجة تجعل صاحبه لا يجرؤ على تحمُّل عاره وتبعاته المتنوعة، وإلا لماذا يختفي وراء اسم مستعار وصورة مشوهة، أو رسم، وشاشة متنقلة؟
لكن رجلا امتلك الجرأة والقدرة على الاستثناء و«التميز» اسمه ضاحي خلفان اشتهر بصفته نائبا لقائد شرطة دبي فأصبح أكثر شهرة منه. وليس معروفا هل له مهمة رسمية ـ أو غير رسمية ـ اليوم غير التغريد والنفخ في نار الفتنة.
منذ بداية الأزمة في شهر أيار/مايو الماضي تمسك خلفان بالظهور باسمه الحقيقي وصورته المعهودة. ظل مغرداً خارج السرب الصغير لكن داخل القطيع الكبير: يشتم ويقرِّع بلا تردد، ولكن بلغة أقل مرتبة من لغة «الحكماء» المنتسبين للجهات الرسمية، وأرفعها قليلا من بذاءات الدهماء الذين أبدعوا في هتك الأعراض لفظيا.
اعتاد خلفان على تعمّد لفت الأنظار بتغريداته الحادة والخارجة عن السياق. استطاع أن يكسب لنفسه لقب المسلّي، وقد أفلح في ذلك. بيد أن الحد الذي بلغه لم يعد يكفيه للمنافسة في سوق الثرثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فاختار التصعيد بدعوة التحالف السعودي إلى قصف قناة «الجزيرة» القطرية، وبشحنٍ منقطع النظير بحق موظفيها ومذيعيها.
منذ الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الأبن، لم نسمع أن مسؤولا فكر في قصف «الجزيرة» أو الدعوة لذلك، إلى أن جاء خلفان. وبين «تفكير» بوش، بتشجيع من ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، وملك عربي آخر، مرت سنوات عديدة وجرت مياه كثيرة من تحت الجسور.
مزحةً كانت هذه الدعوة أو جادّة، أو جزءً من الحرب النفسية المستعرة، هي فاشية لا فرق بينها وبين أخرى مماثلة تصدر عن «تنظيم الدولة» (داعش). هي تشبه كثيرا رسوما بيانية بثتها قناة «العربية» قبل فترة وجيزة، تشرح إسقاط طائرة ركاب قطرية بصاروخ رداً على دخولها الأجواء السعودية.
يجب أن يُحاسب صاحبها، ويجب أن تظل تلاحقه كلعنة ملازمة إلى ما بعد موته. ليس لأن الأمر يتعلق بـ«الجزيرة»، بل هو أعمق من ذلك وأخطر، لأنه دعوة صريحة للقتل.
لا يحتاج الأمر إلى كبير عناء للوقوف على أن تغريدات خلفان المتعلقة بالأزمة مع قطر جعلته صغيراً وأفقدته الاحترام. تكفي قراءة سريعة للتعليقات والسخرية التي تتبع كل تغريدة، للتأكد من أن الرجل يسيء لنفسه في كل يوم أكثر مما كان سيفعل به ألد أعدائه.
كيف يجرؤ رجل بمكانة ضاحي خلفان على توجيه دعوة صريحة بقصف قناة إعلامية تملكها دولة جارة؟ واضح أنه لم يتعلم الدرس من مطلب دول الحصار إغلاق «الجزيرة»، ونسي بسرعة أن ذلك المطلب الغريب جلب للقناة تعاطفا دوليا لم تحلم به، ونظم لها حملة علاقات عامة مجانية أعادتها إلى الواجهة العالمية. كما واضح أنه لم ـ وربما لا يعرف أن ـ يقدِّر خطورة ما قال، لأن كلامه، علاوة على أنه «عيب»، سينقلب عليه قانونيا وشعبيا (كما انقلب مطلب الدول الأربع غلق المحطة على أصحابه). وواضح، مرة أخرى، أن الرجل لا صلة له بالمنصب الرفيع الذي تولاه لأنه، بتحريضه هذا أبان عن جهل فادح بالمسؤولية والقانون.
لم يعد هناك شك أن الرجل ينتمي إلى «الجيش الإلكتروني»، الذي يفضل البعض تسميته «الذباب الإلكتروني»، الذي أنشأته الدول المحاصِرة لقطر. ولا شك أنه يعمل وفق خطة مرتبة سلفا يديرها قادة كبار من غرف مظلمة وبمساعدة خبراء ومستشارين.
يتشكل «الجيش الإلكتروني» هذا من ثلاثة أصناف: صنف «الكبار» الذين يدّعون «الحكمة» و«الرصانة». وهؤلاء قد يكون نموذجهم وزير الدولة في الخارجية أنور قرقاش.
صنف «الرعاع» الذين يبدر منهم أيّ شيء وكل شيء. الأغلبية الساحقة من هؤلاء أشباح يختفون وراء أسماء مستعارة وهويات مجهولة، ولا غرابة إن كانت الأسماء وهمية ومكررة آلاف المرات، بل وغير موجودة، يحميها عالم السوشل ميديا الغامض والفالت.
وبين هؤلاء وأولئك صنف ثالث، «النص نص». هذا صنف مَن يقفون على تماس مع عبء المسؤوليات الرسمية ومتعة التحرر منها. النموذج الذي يجسد هؤلاء هو ضاحي خلفان. يستفيد من وزن منصبه ليقول «بذاءات» يريدها المسؤولون الحكوميون ولا يجرؤون على قولها، وإذا ما سئلت حكومته، ستقول إنه مواطن يمارس حقه في حرية التعبير المتوفرة ولا يُلزم الحكومة في شيء.
في دولة تحسب على الناس شهيقهم وزفيرهم، لن يصدّق عقلٌ خرافة خلفان وعدم إلزامه الدولة. وفي كل الأحوال لا يمكن أن يصدر عن الرجل كل هذا الإسفاف، كل هذا الوقت من دون رضى حكومة بلاده، وهذا يكفي لتقع المسؤولية على كاهل دولة الإمارات التي سجنت مئات الناس بالشبهة ومن دون أن ينزل أحدهم إلى ما نزل إليه خلفان.

٭ كاتب صحافي جزائري

ضاحي خلفان و«الجزيرة»

توفيق رباحي

مسجد الروضة وسط مزاد الكراهية ونشر الخوف من الحرية

Posted: 27 Nov 2017 02:18 PM PST

كان تصوري أن أكتب في إطار عام يتعلق بنشر الكراهية من الحرية والديمقراطية، وما تحول إليه الواقع في مصر من مزاد يقيس تعريف المواطنة وفقا للعلاقة بالسلطة والدفاع عنها، ويخرج من يشاء منها ويدخله في أهل الشر والأعداء المدافعين عن إسقاط الدولة، وكيف توسع هذا الخطاب من أحاديث السلطة للإعلام لغيرها من الصفحات والتعليقات على الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي.
 حديث طرحه سهولة ترويج هذا الخطاب، استفادة من خوف الناس من المجهول، خاصة بعد ثورة 25 يناير وجهود الربط بين السلبيات ويناير، بدلا من التركيز على حقيقة استهداف يناير، وعدم تحقق أهدافها وغيرها من التفاصيل التي تسقط عمدا.حديث لم ير النور قبل أن نصطدم مره أخرى بالعنف والإرهاب والدماء، ونتوقف أمام صور الموت ومظاهر الحزن والوجع، ونعيش مع الوطن مشاعر الحزن والغضب والخوف. 
جاء الحادث الإرهابي في مسجد الروضة في سيناء يوم الجمعة 24 نوفمبر 2017 صادما ومخيفا ومحزنا لاعتبارات مفهومة ومنطقية. حزن يصعب وصفه، ومصاب مهما كانت العبارات المستخدمة للتعامل معه، يظل لمن فقد عميقا وأشد من كلمات المواساة المقدمة، بعد أن استشهد أكثر من ثلاثمئة فرد، وأصيب أكثر من مئة آخرين، من قرية يتجاوز عدد سكانها الألفين بقليل، ليصبح الفقد والحزن جزءا أساسيا من حياة الجميع فيها.
الحزن في مواجهة صور من رحل، وبقايا ما كان من تفاصيل اللحظات الأخيرة، بقايا أحلام وتعليقات ساخرة وصور مبتسمة على صفحات من رحل، على الفيسبوك تواجه الجميع بالتساؤل عما حدث ويحدث، وعن الحقيقة الغائبة رغم تكرار حالات الفقد والألم المعاناة.
حزن يختلط بالخوف والغضب أو تنويعات من خوف من واقع، وخوف من مجهول مقبل في أعين الأحياء، وانتظار أهالي المصابين، وأعين أطفال حائرة لا يمكنها أن تستوعب بشاعة الحدث، ولا أن تفهم كل ما يحيط بها من تنظيرات وعبارات، لا تعيد لهم لحظة اطمئنان حقيقية ولا تقدم ما يمكن فهمه عن الأسباب، لأن ما حدث لا يمكن قبوله أو استيعابه بعيدا عن السياسة وصراعاتها المعلنة والخفية، التي لا تهتم بقيمة البشر أو قيمة المكان أو التوقيت، ولا ترى في كل ما سبق إلا وسائل لبث رسائل خوف وتهديد.
وبعيدا عن مشاهد الحياة التي كانت، والأحياء الذين عليهم التعايش مع واقع ما بعد الكارثة، تحضر مخاوف أن يكون الألم والغضب عابرا كما حدث في كوارث أخرى، قبل أن تتوارى قصص البشر خلف تفاصيل الحياة وتتجدد في صور وكوارث أخرى.
بالإضافة إلى ما سبق، ومن أجل تعميق السلطة وتقييد غيرها، تطل علينا وبسرعة أصوات المزايدة في الكراهية ضد الصوت المختلف، ومطالب إغلاق بقايا المجال العام، بما فيها مطالبة البعض بتجريم السخرية بوصفها محاولة لإسقاط الدولة، عبر تشويه مؤسساتها، إلى جانب تحويل قانون تقييد وسائل التواصل الاجتماعي أو ضبطها - كما يقال- إلى أولوية برلمانية ليصبح لسان حال البعض كيف يمكن توظيف كل كارثة من أجل بناء المزيد من الأسوار المادية والمعنوية، وإيجاد وسائل لوضع عدد أكبر خلف الأسوار المادية، إن لم يقنعهم التهديد ببناء أسوار معنوية - ذاتية.
تعيد تلك الأصوات مطالبات متكررة بغلق الدولة، والمزيد من إطلاق يد السلطة بدون أن تقول كيف تحدث الكوارث الجديدة، رغم كل ما سبقها من قيود ومن إطلاق يد السلطة ومؤسساتها، ومن إنفاق على السلاح باسم الأمن وتوفيره؟ لا تقول كيف تأتي سيارات الجماعات الإرهابية وترحل بدون أن تواجهها قوات الأمن، أو تضبطها في وقت قريب من وقوع الحدث؟ ولا تشرح لماذا يسارع نشر البيانات التي تؤكد معرفة مصادر العناصر الإرهابية - حتى وإن لم تعلن عن نفسها- وتتحدث عن استهداف سيارات بدون تقديم أدلة واضحة عن علاقة من استهدف بالعمل الإرهابي المقصود؟ وما هي أسباب ومخاطر الحديث عن السماح بتسليح جماعات مدنية في سيناء، رغم أن الدولة هي وحدها التي تملك الحق في احتكار القوة واستخدامها وفقا لأصل الأشياء.
محاولات كثيره تبذل من أجل تكرار خطاب السلطة وتأكيد مسؤولية أطراف بعينها عن الحدث، والخروج منه بمظهر المنتصر، لدرجة تأكيد الخطاب الرسمي ومن يؤيده، على أن العملية الإرهابية جاءت للرد على الإنجازات، في محاولة تلميع السلطة على حساب الكارثة، بدون السؤال عن دور تلك الإنجازات في توفير الأمن أو القبض على المسؤولين ومعرفه من وراءهم، بعيدا عن الأحاديث الإعلامية المرسلة التي تزيد من حالة التخبط وتساعد في تغييب الحقيقة.
يبدأ مزاد الكراهية ومعه مسلسل تقديم صكوك المواطنة أو نزعها من قبل خطاب الصوت الواحد، الذي لا يرى الا ما تراه السلطة، ويدافع عما يخدم وجودها وتحسين وجهها. خطاب سهل البناء، وسهل الانتشار لأنه يقوم على الصوت المرتفع والتكرار، ووضع مجموعة من السلبيات في قائمة عداء جاهزة، تطلق على كل من ينتقد ويطالب بإصلاحات، ويرى أن الديمقراطية هي الحل، وأن تمتين الداخل لا يتم عبر القهر وإغلاق المجال العام، ولكن عبر حرية التعبير عن الرأي. فيقال إن من يدافع عن الحرية يطالب بحرية التعري والمثلية الجنسية، وإن من ينتقد السلطة حزين من إنجازاتها، وإن من يطرح أسئلة وسط كارثة ويتحدث عن أداء مؤسسات الدولة وأوجه القصور في التعامل مع الكوارث، إنما يساهم في إضعاف الروح المعنوية للمؤسسات ويعمل على إسقاط الدولة وليس العكس.
هكذا ببساطة يتم التعليق على من ينتقد، ويتم نشر بخار كثيف على الصورة حتى تضيع معالمها، وتنشر الكثير من العصافير في ساعات البث الممتدة من أجل إلهاء الجماهير، خاصة وسط حالة الحزن التي تتبع الكارثة. وسيلة سهلة تظهر في صورة تعليقات على صفحات التواصل والصحف، كما حدث مؤخراً مع كاتب تلك السطور. ما أسهل أن تدخل وتكيل اتهامات عامة تربط كل ما هو سلبي في ذهن الجماهير، وبالمخالفة للحقيقة، بكل ما يتم الدعوه له من أجل وطن حر وديمقراطي. ومع إضافة تفاصيل الخلطة القمعية للنقد عبر التخوين والتشكيك، تضاف عبارات خارج منطق الحوار واحترام الكلمة مع عبارات عامة تؤكد أن من كتب التعليق لا يتابع الكتابة، ولكن قد يكون هذا هو حال من يقرأ التعليق أيضا ويصدق، أن النقد كرها رغم أن النقد ملازم للحب والخوف على ما نحب، وما أكثر أهمية من حب الوطن والخوف عليه وتمييزه عن الكراسي ومن يجلس عليها.
المستهدف في النهاية أن من يرى التعليق، أو غيره من وسائل نشر كراهية الحرية والنقد والديمقراطية، يقتنع بأنه الحقيقة، ويربط بين الديمقراطية والسلبيات، كما تم الربط بين 25 يناير والشرور. هذا الإلهاء والتخوين القائم على تمرير خطاب الإنجازات، والربط بين النقد وأهل الشر، يساهم في تهميش القضايا الأساسية وبشكل غير مباشر في تكرار الكوارث، لأن المواجهة الحقيقية لا تحدث، وتمتين الجبهة الداخلية لا يتم ومحاسبة المسؤول تضيع وسط أصوات التخوين والكراهية واتهامات أهل الشر وقوائم الوطنية المستحدثة.
أحرص على متابعة التعليقات بصفة عامة، بدون التقاطع معها بشكل مباشر إلا عندما تفرض نفسها علي المشهد وتضيف للصورة، سواء اتفقت أو اختلفت مع ما كتبت. ولكن بعض التعليقات، كما ظهر مؤخراً، تمثل جزءا من آلة التخوين ومزاد كراهية الحرية القائم، وتشويه مطالب الديمقراطية والإصلاح، وتقديمها بوصفها دفاعا عن كل ما يخالف الدين والقيم. وسيلة لإبقاء سلطة أعلن رئيسها أنه لم يحقق تعليما أو صحة أو سكنا أو عملا جيدا، ويؤكد الواقع أنه لم يحقق أمانا أو استقلالا أو يحمي سيادة، بعد أن شهد حكمه تنازلا عن جزر وتمليك أراض في سيناء لأجانب، والسماح ببيع الجنسية وأصول الوطن في ظل انخفاض العملة الوطنية، وتقييد الوطن والعمل على الاستمرار في الحكم باسم الخوف وفوبيا إسقاط الدولة.
أبرز ألم الموت في سيناء، بكل ما أحيط به من مزاد كراهية ودعم للقمع باسم الأمن، خطورة تكرار خطاب بث الكراهية من الحقوق والحريات والديمقراطية، وكيف يتم التركيز على تقديم صور مكروهة لها من أجل ترسيخ السلطة، تماماً كما حدث مع ثورة 25 يناير. وإن كان ألم الموت يرتفع على ما سواه، واحترام الحزن مقدما دوما، فإن تمتين الوطن ضد الكوارث يتطلب مواجهة خطاب الكراهية والتخويف من الحرية والديمقراطية، وهو أمر أكبر من تعليق وبحجم وطن ومعركة مفتوحة من أجل الحرية والديمقراطية، ومن أجل كرامة الإنسان وحقه في حياة تستحق أن تكون حياة بلا تخوين وبلا قيود سلطة وعنف إرهاب.
يقول الشاعر أحمد مطر: «لقد شيعت فاتنة، تسمى في بلاد العرب تخريبا، وإرهابا، وطعنا في القوانين الإلهية، ولكن اسمها والله، لكن اسمها في الأصل حرية». ومن أجل تلك الحرية الضرورية للوطن نكتب، وفي ظل الإيمان بالديمقراطية نقبل الكلمة ونتحاور مع الرسائل التي تحملها، ونفكك أبعاد الخطاب عندما يتجاوز المنطق ويتجاوز حدود دور السلطة، أو يعمد إلى تبرير القمع والدفاع عنه. ومن أجل الوقوف في مواجهة الفقد والألم نؤكد مع محمود درويش أننا «سنكتب من أجل أن لا نموت، سنكتب من أجل أحلامنا» في أن يكون لدينا وطن أكثر حرية وعدلا وتسامحا، وأكثر ديمقراطية ومكاشفة ومحاسبة حتى لا تضيع دماء الأبرياء وسط العنف والقمع، وتتوه الحقيقة وسط آليات الإلهاء، ويدفع الجميع الثمن من سيادة الوطن وحياة البشر.
كاتبة مصرية

مسجد الروضة وسط مزاد الكراهية ونشر الخوف من الحرية

عبير ياسين

السعودية ودور السلطة الدينية في اضفاء الشرعية على السلطة السياسية

Posted: 27 Nov 2017 02:18 PM PST

تبنّت الدولة السعودية الحديثة «الدولة الثالثة» التي ظهرت قبل 87 عاماً، نهجاً فكرياً يعتمد إلى حدّ ما على ما جاء في دعوة «المجدّد» محمد بن عبد الوهاب الذي مثّل الشرعية الدينية مُنذ تحالفه مع محمد بن سعود آل مقرن أمير الدرعية، الذي أقام «الدولة السعودية الأولى» في عام 1774 التي مثّلت الشرعية السياسية للأسرة الحاكمة لتتكامل مع الشرعية الدينية التي مثّلتها دعوة محمد بن عبد الوهاب.
وفي سياقٍ تاريخي منسجم ظلّت الشرعيتان الدينية والسياسية متلازمتين ومكملتين بعضهما بعضاً حتى تأسيس «الدولة السعودية الثالثة» على يد الملك عبد العزيز آل سعود الذي قَدِم من الكويت إلى الرياض لاستعادة مُلك أجداده في «الدولة السعودية الثانية» التي انتهت في عام 1891 على يد آل الرشيد.
ونجح عبد العزيز آل سعود في استرداد منطقة حائل وإسقاط إمارة آل الرشيد في نوفمبر 1921 واستمر في ضمّ الأراضي إلى مُلكِه حتى إعلان الدولة السعودية الثالثة في 23 سبتمبر 1932 وتسمية عبد العزيز آل سعود ملكاً على المملكة العربية السعودية مؤسِساً بذلك لنظامِ حكمٍ وراثي لا يزال معمولا به حتى اليوم، يتمّ بموجبه انتقال الحكم بين الأشقاء من أبناء المؤسس وصولاً إلى الملك السابع سلمان بن عبد العزيز.
تعتمد المملكة العربية السعودية الحديثة رسمياً في نظام الحكم الأساسي ما يشير إلى «إسلامية» نظام الحكم وتشريع القوانين، وفقاً للقرآن الكريم والسُنّة النبوية، وهو ما يؤكده ملوك المملكة العربية السعودية في أحاديثهم وخطاباتهم؛ لكنّ الشائع في المجتمع السعودي وخارجه، هو اعتماد «فهم المذهب الحنبلي، الذي اعتمده محمد بن عبد الوهاب في دعوته» كأساسٍ لفهم الأصول الشرعية التي يقوم عليها النظام السياسي في تزاوجٍ صريحٍ بين الشرعيتين «المتكاملتين» الدينية والسياسية.
سياسياً احتكرت عائلة آل سعود السلطة في رأسها المُتمثل بمنصب الملك وولاية العهد، وهو الموقع الذي يؤهل من يُشغله ليكون على رأس السلطة بعد غياب الملك لسببٍ أو لآخر؛ أما دينياً فقد احتكرت عائلة آل الشيخ جزءاً مهماً من السلطة الدينية، كأحفادٍ للشيخ محمد بن عبد الوهاب، ما خلق نمطاً من التداخل بين الأسرتين والتأثير المتبادَل بما يُشبه حالةً متكاملة.
لا يقتصر تمثيل «الشرعية الدينية» فقط على آل الشيخ، أحفاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب؛ بل ظهرت شبه كيانات موازية، تُمثلها ما يمكن تسميتها «حركات» تفتقدُ إلى الهيكل التنظيمي، وهي أشبه بالتيار الفكري الديني الفاعل داخل المجتمع السعودي، وأحياناً خارجه، وأهم ما يمثل هذا التيار ما يعرف باسم «الصحوة» ورموزها المعروفة على مستوى العالم الإسلامي. لكنّ أسرة آل الشيخ ظلّت تلعب الدور الأكبر في السلطة الدينية، إذا جازت التسمية، سواء من خلال الموقع الوظيفي مفتي المملكة، أو من خلال هيئة كبار العلماء التي تأسست في عام 1971 ويرأسها المفتي، وتضمّ لجنةً محدودةَ العدد من فقهاء مجتهدين تتنوع مدارسهم الفكرية.
لا خلاف على أنّ المملكة العربية السعودية تعتمد مُنذ قيامها على ركنيها الأساسيين، اللذين تمثلهما الشريعة الإسلامية والسلطة السياسية؛ وطيلة عقود واجهت تحديات فكرية ثقافية بعد تفشي ظاهرة الأيديولوجيات الوافدة، مثل الشيوعية والفكر القومي الذي شهِد انتشاراً واسعاً في منتصف خمسينيات القرن الماضي، حتى عقود تالية هدّد إلى حدّ ما الثقافة الجمعية، التي ظلّت رهينة القيم والفكر الإسلامي على اختلاف مشاربه، السلفية والصوفية وحركات الإسلام السياسي مثل جماعتي التبليغ والإخوان المسلمين، اللتين ظهرتا أواخر عشرينيات القرن الماضي بوقتٍ مقارب لتأسيس الدولة السعودية الثالثة.
غير أنّ الدولة الحديثة عموماً، ومن بينها المملكة العربية السعودية، تخوض صراعاً جدلياً بين الأصولية والحداثة، بكلّ ما يتعلق بأسس قيام الدولة وإدارة منظومة الحكم فيها، والعلاقة بين المواطن والسلطة، ضمن أنماطٍ متعارضة، بين نمطٍ حداثي طامح لبناء دولة مدنية تعددية دستورية أساسها نظام ديمقراطي ضامن لتداول السلطة، وفق خيارات الشعب وما تؤول إليه نتائج صناديق الاقتراع، ونمطٍ تقليدي تحاول المملكة الحفاظ عليه حتى في أجواء ما يمكن تسميته بالمتغيرات المتسارعة التي تشهدها المملكة مُنذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في عام 2015، واتخاذه سلسلة من الإجراءات والخطوات نحو دولة سعودية «جديدة»، عبّر عنها بما يُشبه الانقلاب على أصولية موصوفة بالسلفية، سادت لعقود، منادياً بإسلامٍ وسطي معتدل منفتح، بالتزامن مع سلسلة من الخطوات والإجراءات لانتقالٍ سريع إلى ما تمّ وضع أسسه في رؤية 2030.
ومع توقعاتٍ بانتقال المملكة إلى واقع جديد ستفرضه على المجتمع السعودي مستجدات تولي ولي العهد ملفاتٍ مهمة في الدولة، فقد تؤدي تلك المستجدات إلى تراجع في دور السلطة الدينية في الأوساط الاجتماعية، لكنّها ستظل فاعلة في مؤازرة السلطة السياسية بإضفاء الشرعية الدينية على المتغيرات والمستجدات المتوقعة.
لكنْ في كل الأحوال لا بُد من الإشارة إلى توقعاتٍ بالتخفيف من التخندق الذي امتد لعقودٍ طويلةٍ خلف المفاهيم الأساسية لدعوة «المجدد» محمد بن عبد الوهاب، من دون أنْ يعني هذا «انقلاباً» عليها؛ بل أنْ تكون هذه المفاهيم أكثر انفتاحاً وذات مساحة أوسع لفهمٍ بعيدٍ عن المفهوم السائد في الأوساط الغربية، التي تصف تلك المفاهيم بـ»التشدد» طالما أنّ تنظيماتٍ إرهابية ومتطرفة تعتمدُ في مناهجها الفكرية بعض كتب محمد بن عبد الوهاب، بفهمٍ خاص بتلك التنظيمات التي يجادلُ المدافعون عن محمد بن عبد الوهاب بأنّ فهم التنظيمات «الإرهابية» هو فهمٌ مغاير للفهم الذي تضمنّته كتب ابن عبد الوهاب البعيدة عن مفاهيم «التشدد» أو «التطرف»، وهما من التهم التي طالما تتداولها الأوساط المناوئة للدولة السعودية.
وتحاول المملكة العربية السعودية خلق رؤية بديلة تحفظ لـ»السلطة الدينية» دورها المركزي في الدولة والمجتمع، مشفوعة بهويةٍ وطنيةٍ سعوديةٍ تُبيح بعض ما يقترب من «المحرّمات» التي كانت من بين قيم المجتمع السعودي، مثل الاحتفال باليوم الوطني والسماح للمرأة بقيادة السيارة وغيرها من القرارات الأخيرة، التي تحاول المملكة الظهور أمام العالم بوجهها الحقيقي البعيد عن التطرف، ودفع التُهم الموجّهة لها بدعم «الإرهاب» نتيجةً لتأثير المناهج الدراسية واحتمالاتٍ «غير مؤكدة» لارتباط بعض من مواطنيها مثل أسامة بن لادن بهجمات الحادي عشر من سبتمبر وغيرها.
في كلّ الأحوال، لا يمكن الفصل بين الشرعيتين الدينية والسياسية التي قامت على أساسهما الدولة السعودية؛ كما لا يمكن توقع قطيعة كاملة بين السلطتين السياسية والدينية، حتى بعد سلسلة من القرارات التي يُنظر إليها بأنّها تحد من نفوذ السلطة الدينية، مثل تعطيل دور هيئة الأمر بالمعروف، وإيقاف أو إقالة الكثير من أئمة وخطباء المساجد بدعوى «أنّهم متطرفون»، أو حتى اعتقال العشرات من أبرز الدعاة، وبعضهم من رموز «تيار الصحوة» المعروف عنهم «المنهج الوسطي المعتدل النابذ للتطرف» والذي كانت المؤسسة السياسية هي الراعي لها حتى وقتٍ قريب.
كاتب عراقي

السعودية ودور السلطة الدينية في اضفاء الشرعية على السلطة السياسية

رائد الحامد

مذبحة الروضة وضرورة المراجعة العاجلة

Posted: 27 Nov 2017 02:17 PM PST

أيام السرور والسعادة في حياة الإنسان العربي قليلة ومحدودة. أما مساحة البؤس والشقاء فلا حدود لها. في العالم العربي أصبح الموت في كل الأزقة والحارات والمساجد والحانات.. أصبح «الموت في فنجان قهوتنا وفي مفتاح شقتنا وفي أزهار شرفتنا وفي ورق الجرائد والحروف الأبجدية».. كما قالها نزار قباني في لحظة حُزن لا تتكرر.
في مصر يموتُ المصلون في المساجد، ويموتُ المصلون في الكنائس، على اختلاف الأديان والعقائد، حيث يُلاحق الموتُ والإرهاب كل الناس لا يستثني منهم أحداً، وبينما تتصاعد وتيرة الحرب على الارهاب فان العنف يتصاعد ويدفع الأبرياءُ الثمن في كل مرة.
المجزرة التي نفذتها قوى الإرهاب الأسود والمجنون في بلدة «الروضة» تحمل الكثير من الدلالات التي يتوجب التوقف عندها والالتفات إليها، أهمها:
أولاً: منذ بدأت الحكومة في مصر وأجهزتها الأمنية الحرب على الإرهاب ووتيرة القتل تزداد، وعلى الرغم من سياسة الأرض المحروقة التي يتم انتهاجها في سيناء، فإن الإرهاب في ازدياد، فما الذي تم إنجازه في أربعة أعوام من الحرب المزعومة على الارهاب؟ وكيف يختفي تنظيم «داعش» من مراكزه الأصلية في الرقة والموصل ليظهر بوتيرة أقوى يوماً بعد آخر في سيناء؟ هذه أسئلة تتوجب الإجابة عليها، لأن التمركز الداعشي في سيناء وتوسعه اليومي سيشكل تهديداً للمنطقة برمتها وليس مصر وحدها.
ثانياً: تنظيم «داعش» كان قد هدد علانية الصوفيين في مصر، وذلك عبر مجلة «النبأ» عدد 58، وهي المجلة التي تعبر عن وجهة نظر التنظيم، وصدر العدد المشار اليه متضمناً التهديد في ديسمبر من العام الماضي 2016، أي قبل أقل من عام على هجوم مسجد «الروضة»، وقال التنظيم حينها إنه لن يسمح بوجود «صوفيين» في «ولاية سيناء»، ما يعني أن التهديد كان واضحاً ومسبقاً وعلنياً.. فلماذا لم تتم حماية المسجد ولا تأمينه؟
ثالثاً: ثمة شهادة خطيرة تداولتها وسائل الإعلام المصرية على لسان الصحافي السيناوي محمد أبوضيف، حيث يقول بأن الهجوم المسلح استهدف المسجد، لكنه انتقل الى خارجه بما في ذلك المنازل والزرائب، وهو ما يُفسر العدد الكبير للقتلى، حيث من تمكنوا من الفرار من المسجد لوحقوا في الخارج وتم قتلهم، بمن في ذلك من اختبأوا في زرائب الحيوانات.. وهذا يعني أن المجموعة الارهابية كانت تصطاد الناس واحداً تلو الآخر وتُجهز عليهم، ولاحقت حتى الذين احتموا في المنازل المجاورة.. والسؤال هنا: أين أجهزة الأمن والجيش التي يُفترض أنها تملأ المنطقة منذ سنوات بحكم أنها تنفذ عملية أمنية واسعة لاستئصال الإرهاب؟
ثمة الكثير من الأسئلة والإشارات التي تحتاج لاجابات في مذبحة مسجد الروضة الدامية، لكن الأهم من ذلك أن هذه المجزرة تُثبت بأن محاربة الإرهاب لا يمكن أن تنجح بقصف الطائرات ولا بغزو الدبابات، وإنما هي بحاجة لعملية فكرية معقدة تستأصل أفكار التكفير ومعاداة أبناء المجتمع الأبرياء، وهذه العملية الفكرية لا تنجح إلا بتخفيف القبضة الأمنية والسماح للاسلام المعتدل أن يحل بدلاً من «الاسلام المتطرف» المزعوم.
العمليات العسكرية والأمنية العنيفة التي تحاول القضاء على الارهاب في العالم العربي ليست ذات جدوى، لأن المطلوب ليس هزيمة عسكرية، وإنما إحداث تحول فكري ينسف المقاربات التي يقوم عليها الإرهاب ويُنظّر لها الارهابيون، التي تقوم على تكفير المجتمع والدولة، ثم بعد التكفير استباحة دماء هؤلاء «الكفار»، ثم اعتبار أن «محاربة العدو القريب أولى من البعيد» وهي نظرية أبو مصعب الزرقاوي التي بدأ بها تبرير قتل المسلمين الشيعة وغيرهم ممن يختلفون مع الفكر التكفيري.
مجزرة مسجد الروضة وقبلها مجازر الكنائس في مصر يجب أن تشكل نقطة انطلاق لإعادة الحسابات بخصوص الارهاب ومحاربته، إذ لا يمكن أن نفهم أو نتفهم أن ينجح الإرهابيون القتلة في ذبح 300 مسلم ساجد لله بعد أربع سنوات من الحرب التي تستهدف هؤلاء القتلة.
كاتب مصري

مذبحة الروضة وضرورة المراجعة العاجلة

محمد عايش

حلف الأطلسي: احتمالات استبعاد تركيا… ورعاية السعودية

Posted: 27 Nov 2017 02:17 PM PST

تشهد منطقة الشرق الأوسط أحداثا سياسية كبرى قد تهيئ لتغيير جذري ربما في خريطة التحالفات، وقد تقود إلى نتائج قد تبدو غريبة الآن، ولكنها منطقية على المدى المتوسط، في حالة استحضار معطيات جيواستراتيجية تتبلور، ومنها احتمال مغادرة تركيا لمنظمة حلف شمال الأطلسي، واحتمال توفير الأخيرة للعربية السعودية الأمن القومي، أو توقيع تحالف معها لمنع سقوطها في فلك مغاير.
خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، وقعت أحداث مهمة تحتاج إلى ربط دقيق لمعرفة مآلها مستقبلا، وهي تخص تركيا أساسا. فقد أعلن هذا البلد شراء منظومة صواريخ إس 400 المضادة للطيران والصواريخ، وهي الأكثر تطورا في العالم. ولا يمكن لروسيا بيع هذه الصواريخ لدولة مثل تركيا، عضو الحلف الأطلسي، إذا لم تكن قد ضمنت تغييرا مستقبليا ولو بشكل طفيف. في الوقت ذاته، وعت تركيا استحالة حصولها على أسلحة متقدمة من الغرب، رغم عضويتها في الحلف، كما لا يتم الترحيب بها في العائلة الأوروبية، وجرى التعامل معها مثل حارس بوابة الشرق ليس إلا لضمان أمن الغرب.
في الوقت ذاته، أقدم الحلف الأطلسي خلال مناورات جرت خلال الشهر الجاري في النرويج على نصب صور الرئيس التركي طيب رجب أردوغان ومؤسس تركيا كمال مصطفى أتاتورك، لاستهدافهما في عمليات التصويب. وهي رسالة واضحة من عسكريي الحلف، مفادها أنه إذا استمرت تركيا في نهجها الحالي بالتقرب إلى روسيا فهي ستكون عدوا مستقبلا. واعتاد الحلف الأطلسي خلال المناورات اختيار صور لزعماء دول أو تجمعات إرهابية يصنفهم في خانة العدو. علاوة على هذا، رجب طيب أردوغان المتحالف مع الغرب عبر منظومة الحلف الأطلسي يتهم خلال الأسبوع الماضي الغرب بالتخطيط لتمزيق العالم الإسلامي، وضرب كل محاولة لتوحيد صفوف الدول الإسلامية. ويضاف إلى كل هذا، تنسيق تركيا مع إيران وروسيا للتحكم في التطورات السورية، بل وخريطة الشرق الأوسط مستقبلا في قمة سوتشي، التي جمعت رؤساء الدول الثلاث الأسبوع الماضي. وهذا التحالف يتجاوز الاهتمام بسوريا فقط، التي تعد الملف الأبرز حاليا، ويمتد إلى اتفاق يتضمن المحافظة على الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، أمام تحديات الأقليات التي تمس بمطالبها دول المنطقة بدون استثناء، وهي بوابة الغرب للتأثير في المنطقة. ثم تبني الدول الثلاث استراتيجية لمحاصرة نفوذ الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة حتى لا تكون لاعبا سياسيا حاسما في مستقبل المنطقة.
كل هذه التطورات لا تمر من دون تمحيص من الاستخبارات والمؤسسات العسكرية في الغرب، التي ترى في التنسيق بين ثلاث دول مركزية، الأولى وهي روسيا كدولة كبرى عالميا، والاثنتين تركيا وإيران كقوتين إقليميتين، بداية منعطف حقيقي في الشرق الأوسط، لم يحصل من قبل. ويبقى القلق هو على مكانة العربية السعودية في المنطقة مستقبلا. ولا ينطلق القلق على السعودية من مبدأ القانون الدولي، أي عدم تعرضها لتحرشات سياسية من جيرانها، بل التخوف من سقوط النظام وقدوم نظام آخر قد ينضم أو يدور في فلك هذا الحلف الثلاثي، بما تشكله السعودية من احتياط مهم من النفط عالميا.
وتعتبر العربية السعودية دولة مهمة في الشرق الأوسط، ولكنها ليست محورية كقوة عسكرية. واكتسبت قوتها بسبب النفط والحرمين الشريفين، وهناك تراجع لأهمية النفط السعودي في العالم، بسبب اكتشاف مناطق أخرى زاخرة بهذه المادة من الطاقة، ولكن الاحتياطات النفطية السعودية تبقى فائقة الأهمية. بينما من الناحية العسكرية، فهي غير قادرة على تأمين أمنها القومي أمام قوة عسكرية مثل إيران، رغم ما استثمرته من مئات المليارات من الدولارات في صفقات الأسلحة.
هناك قلق يسيطر منذ مدة بشأن حماية السعودية، ظهر بعد الحرب ضد العراق سنة 1991 عندما تبين عجز الرياض عن حماية نفسها بعد مغامرة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بغزوه السهل للكويت، وبدء الدخول في الأراضي السعودية مثل حالة خفجي وقتها، وكيف يمكن حماية السعودية وعدم وصول نظام غير موال للغرب؟ والآن يتكرر هذا القلق بشكل كبير أمام خريطة التحالفات الجديدة، لأن قمة سوتشي بشكل أو آخر تعتبر السعودية هدفا غير معلن، لأنها حليفة الولايات المتحدة، وتتبنى سياسات تعاكس كلا من تركيا وإيران والأهم أنها تعاكس الرؤية الجيوسياسية الروسية.
إن المعطيات المشار إليها مثل اقتناء تركيا لصواريخ أس 400 وقمة سوتشي الثلاثية ليست بالمعطيات الإعلامية اليومية التي تفقد أهميتها، واللقاء الروسي-الإيراني، بل تدخل ضمن الأحداث ذات البعد الجيوسياسي التي سيكون لها تأثير على المستقبل. وتدرس مراكز التفكير الاستراتيجي في الغرب، وهي امتداد لتصورات المؤسسة العسكرية والاستخباراتية: متى ستنسحب تركيا من الحلف الأطلسي أو متى سيقع الطلاق؟ ومما يزيد من تغذية هذه التطورات رغبة تركيا في تصور جديد لأمنها القومي، وتصريحات مسؤولين مثل يالسين توبكو مستشار الرئيس أردوغان، الذي طالب مؤخرا بإعادة النظر في العلاقات مع الحلف الأطلسي.
ومقابل فرضية طلاق تركيا مع الغرب، يتبلور قرار تدريجي وسط الغرب وهو ضرورة توفير الحماية للعربية السعودية، من أي منعطف خطير، ويمر عبر صيغتين، الأولى عضوية مباشرة للسعودية في الحلف، وهو قرار صعب بسبب غياب شروط، ومنها ديكتاتورية نظام الرياض، والثانية وهي منح السعودية وضعا متقدما «الشريك الاستراتيجي للحلف الأطلسي» يضمن للسعودية أمنها القومي أمام جيرانها بعدما عجزت الرياض عن تحقيقه، رغم استثمارها مئات المليارات من الدولارات في المجال العسكري.
كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي»

حلف الأطلسي: احتمالات استبعاد تركيا… ورعاية السعودية
 
د. حسين مجدوبي

خط الأمل الأخير

Posted: 27 Nov 2017 02:17 PM PST

نعم… تمت خيانة الثورة السورية مع جميع الأطراف الدولية والأخوة العرب. نعم… تمسكت الأقليات بالوحش الطائفي على حساب الحرية والديمقراطية. نعم… كان الشعب السوري يعلم أن الجيران من عرب وترك ليسوا أهلا ولا يملكون الشخصية القوية. نعم… إن الغرب المنافق ما بعد الحرب العالمية الثانية باسم حقوق الإنسان والحيوان لم يشعر بعذابات المستضعفين في بحر الدم السوري إلا من منظور اللاجئين والإرهاب. ونعم إن الأسد الأب قد بنى إمبراطورية استخباراتية وتشابكا إقليميا ودوليا صلبا. لكن هل هي النهاية؟
الواقع على الأراضي السورية، بلغة الباحثين بعلم الجغرافيا، يشير إلى أن الأسد تجاوز مرحلة الأيام المعدودة وعاد ينتشر شرقا وشمالا، كما أن الخلافة الإسلامية تحت مسمى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بلغة الباحثين في الجماعات الجهادية لم يكونوا جند معركة دابق فقد تقلصوا جغرافيا وإعلاميا والمرجح أن يعودوا إلى مغارات صحراء الأنبار. أما المعارضة السورية المسلحة فهي على ثلاثة أقسام: جزء ينادي بحياة أردوغان فيما يسمى درع الفرات. وجزء يتمسح الرضى الأردني والمصري في الغوطة الشرقية والجنوب السوري . وجزء يعاني من بحر العناصر الاستخباراتية التي تتلاعب بحبكات الاقتتال الداخلي هناك إلا أنهم بشكل أو بآخر، أحببت أو كرهت، خط الأمل الأخير.
إقليميا تغيرت البوصلة بشكل متسارع ما بعد التدخل الروسي المباشر إلا أن حجر الانعطاف الأكبر كان مع سقوط مدينة حلب. فدولة قطر لطالما كانت، برأيي الشخصي، صمام الأمان للثورة السورية فدعمها الإعلامي على سبيل المثال يأتي من خلال قناة «الجزيرة» التي وصفت على لسان أكثر المعادين لها بأنها قناة الشعوب.
أما الدعم المادي القطري فكان الدعم الوحيد غير المسيس. وبالنسبة لأصدقاء هذه الثورة اليتيمة من الأعراب فقد شكل سقوط حلب ضوءا أخضر لإعادة رسم استراتيجيتهم بما يخص سوريا. فالمملكة العربية السعودية، التي دخلت معمعة كرسي الملك المقبل، لم تخرج نفسها من الحرب السورية بهدوء وإنما فتحت ملف علاقاتها مع قطر مما أغلق الملاذ القطري على المعارضة السورية.
وتركيا ما بعد الانقلاب الفاشل في يوليو/تموز 2016 ليست تركيا ما قبله فمطلب خروج الأسد من قصر المهاجرين اندثر من جميع خطابات الرئيس التركي وممثليه في الحكومة، وأصبحت المصلحة التركية الوحيدة سوريا هي إبقاؤها ورقة لعب دولية لا أكثر. وبخصوص الغرب فقد حصر نفوذه بورقة إعادة الإعمار ما بعد انتهاء الحل العسكري إلا أنني متأكدة من أن قبولهم ببقاء الأسد، الذي تكرر على لسان وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا ثم تم نفيه، هو واقع الحال.
أمريكيا فإن ما سرب من لقاء بوتين وترامب عن كون الأولوية الأمريكية مرتبطة بثلاث نقاط توضح المشهد. الأولى القضاء على «داعش» بشكل كامل وبالتالي يظهر ترامب نفسه على أنه بطل محاربة الإرهاب فعملياته التي لم تتجاوز العام حققت ما لم تستطع إدارة أوباما تحقيقه خلال عامين والأمر لا يحتاج خمسة أعوام ولا عشرين عاما، كما توقع مسؤولو الإدارة السابقة. النقطة الثانية هي أمن إسرائيل من خلال إبعاد التواجد الإيراني وميليشيا حزب الله عن الحدود السورية الإسرائيلية بما يزيد عن 40 كلم . وبهذا الشكل يرضي ترامب اللوبي الإسرائيلي الأمريكي بشكل مبدئي ويبقي لهم بابا لتفاوضهم مع الخليجيين حول وحدة العداء مع إيران ليستخدم نافذة لفتح علاقات دبلوماسية مباشرة. أما النقطة الثالثة فهي البدء بعملية سياسية مفرغة من جوهرها من خلال تخطي المرحلة الانتقالية والاكتفاء بتعديل دستوري وانتخابات رئاسية يكون الأسد أبرز المنافسين فيها، وبالتالي ترضي واشنطن موسكو وترضي الجمهور الغربي بأن عملية ديمقراطية ستتم وأن الانتخابات ستكون بمراقبة أممية وأن الشعب السوري سينجح باختيار حر لمنصب الرئاسة.
نعم إن المشهد قاتم، ونعم إن فرصة نجاح الثورة السورية بتحقيق مطالب الشعب أصبحت بعيدة، لكنها ليست أبعد مما كما كانت عليه في يومها الأول عندما كان الأسد بجيشه ومخابراته يسيطرون على كامل الأراضي السورية. المختلف حاليا الآن هو أن الثوار أصبح لديهم مخزون من الذاكرة، يعلمون أن ليس لهم أصدقاء حقيقيون، وأن الدافع الديني ليس بابا للانتصار.
أسقطت أمريكا الرئيس العراقي السابق صدام حسين بأيام وأعلنت حكومة وأعادت تشكيل الجيش العراقي، لكن هل أذعن العراقيون وأنسجموا مع ما فرض عليهم؟ كلا. ولايزال العراق حتى يومنا هذا يتخطى الحبكات الدولية بالرغم من كون الجماعات الجهادية الراديكالية صبغت بأياد خارجية إلا أن هذا لا ينفي كونها تعبيرا شعبيا عراقيا عن رفض الواقع.
فلا تتوقع من الشعب السوري أن يكون أضعف من جاره، كما أن المعادلة الدولية الحالية ليست استراتيجية طويلة الأمد وإنما توافقات آنية قد تتبدل بأي لحظة، وعلى المفكرين في الثورة السورية أن يعيدوا ترتيب أوراقهم ويتجهزوا للانعطاف الدولي المقــــــبل ليستفيدوا منه بأقصى شكل ممكن. الأمل لن يمحى من القاموس السوري.
كاتبة من اليونان

خط الأمل الأخير

ايفا كولوريوتيس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق