Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأربعاء، 29 نوفمبر 2017

Alquds Editorial

Alquds Editorial


جنيف ـ 8: تكليف الذئب برعاية القطيع

Posted: 28 Nov 2017 02:35 PM PST

تنعقد الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف حول سوريا وسط عدد من المتغيرات، التي قد تحمل جديداً مختلفاً عما شهدته الجولات السابقة، وهو أن الأطراف الخارجية الفاعلة في سوريا، الولايات المتحدة والاتحاد الروسي وتركيا وإيران، توصلت اليوم إلى درجة متقدمة من التوافق حول إطار عريض لحل سياسي يوضع على طاولة التفاوض، ويمكن تطبيق عناصره في المستقبل القريب وعلى نحو تدريجي.
غير أن الاستعصاء يمكن أن يبدأ من جوهر هذا التوافق تحديداً، أي من حقيقة أن هذه الأطراف أجمعت على تسليم الملف إلى موسكو، بصفة شبه حصرية، رغم التباينات الطفيفة حول تفاصيل الحل. ذلك وضع روسيا في موقع الخصم والحكم في آن معاً، مع فارق حاسم هو أن الكرملين خصم شرس أولاً، وحكم غير عادل ثانياً، لأنه جهة عسكرية وسياسية ودبلوماسية كبرى ناصرت النظام السوري وتكفلت بإنقاذه حين أوشك على السقوط.
وقبل أن تنعقد أولى جلسات جنيف ـ 8، وتحت ذريعة استهداف تنظيم «الدولة الإسلامية»، ارتكب الطيران الحربي الروسي مجزرة بشعة شرق نهر الفرات في ريف دير الزور أسفرت عن مقتل 34 مدنياً بينهم 15 طفلاً و7 نساء. وقبلها استهدفت القاذفات الروسية مخيماً للنازحين ومناطق أخرى في محيط بلدة البوكمال أودت بحياة 66 مدنيا، بينهم 30 طفلاً وامرأة. وعلى صعيد مجلس الأمن الدولي، لم تتوان موسكو عن استخدام حق النقض للمرة الـ11 منذ انطلاق الانتفاضة السورية في آذار (مارس) 2011، وذلك لتعطيل مشروع قرار يمدد مهمة لجنة التحقيق الدولية حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
الرئاسة الروسية استدعت الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو لإبلاغه بأن الشطر العسكري من مهمتها في موسكو يشرف على الانتهاء، وآن الأوان لمباشرة الشطر السياسي في رعاية التسوية. كما احتضن الكرملين قمة ثلاثية شارك فيها الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أسفرت عن اتفاق حول الخطوط العريضة للمراحل المقبلة من التحرك الروسي قبيل ما يسمى «مؤتمر الشعوب السورية» في سوتشي. ومع ذلك، أو ربما بسبب من ذلك تحديداً، تواصل موسكو أداء دور الخصم المتشدد في وجه المعارضة السورية، والحكم المتشدد في الانحياز لصالح النظام.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أطلق مبادرة الحد الأدنى، فدعا إلى مشاورات بين الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وهاتف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليتفقا على أن جنيف هي المسار الشرعي للتسوية. ومن جانبه صرح أردوغان أن جنيف ـ 8 لا تتناقض مع قمة سوتشي الثلاثية، بما يفيد اصطفاف أنقرة خلف القراءة الروسية لهذه الجولة الثامنة، بوصفها تمريناً يسبق جولات أستانا وسوتشي، فضيلته هي لقاء وفدي المعارضة والنظام وجهاً لوجه.
صحيح أن وفد المعارضة يصل إلى هذه الجولة وهو في حال أضعف وأكثر تشتتاً، والنظام يصلها مسلحاً بما يتوهم أنها انتصارات عسكرية، والموفد الأممي ستيفان دي ميستورا يأمل في مباحثات مباشرة تنطلق من القرار الأممي 2254، إلا أن ذلك كله يندرج في مستجد واحد أعظم هو إجماع الأطراف على تولية موسكو دفة جولات المستقبل، على نحو يشبه تكليف الذئب برعاية سلام القطيع!

جنيف ـ 8: تكليف الذئب برعاية القطيع

رأي القدس

البشرية ليست بخير! عودة العبودية والتوحُّش البدائِيين

Posted: 28 Nov 2017 02:35 PM PST

هل تغيّر العالم بالمزيد من أنسنة هذا الحيوان الأكثر افتراسا الذي اسمه الإنسان؟ حيوان يُجيد تدوين مآسي تأريخه التي تسبب فيها برغم المخ المركب الذي يملكه. فهو حيوان بذاكرة. مشكلة هذا الإنسان أنه يعيش داخل دوامة تكرار هذه المآسي، ولا يتعلّم من تأريخه وذاكرته إلا قليلا.
لم يتغيّر عبر الزمن. لكنّه بالمقابل أنجز سلسلة من الخطابات التبريرية، لأنه حيوان لُغوي أيضا. وكل ما يطفو إلى السطح من علامات لتمجيد «إنسانيته» هي مجرد قشور تُعيدنا إلى الأصل الأول القاسي له الإجرامي أحيانا.
الحروب والنزاعات الإثنية والدينية واللغوية والثقافية، تعيده إلى نقطة انطلاقه الأولى على هذه الأرض، وإلى اللحظة الأولى «العنف» التي تأسس حولها مشروع هذا الكائن الغريب الذي يشبه الحيوانات الأخرى في كل شيء، وعقله الذي يملكه ليس إلا وسيلته لتبرير وجوده وهيمنته. ما الفرق بين القرون الوسطى التي ذهب فيها هذا الإنسان نحو اكتشاف أمريكا، فارضا قوته العسكرية والدينية على شعوب أخرى، كانت سعيدة بنظمها وأنماطها المعيشية، فيمحو لغاتها وأديانها ويعوضها بكاثوليكية متحمسة بانتصاراتها. ثم محا شعوبا بكاملها وخلق لها قوالب حياتية عاشت وتعيش فيها بالقوة. هذا الإنسان هو نفسه الذي طور مفهوم العبودية فسخر سفنه السوداء les négriers واستعبد أفارقة كانوا سادة أدغالهم وأراضيهم، فنقلهم نحو أوروبا وأمريكا، وخلق سوقا للعبيد يُباع فيها الإنسان ويُشترى كما لو كان مجرد سلعة. واستغل قوتهم لمزارعه وبناء حضارة الإنسان الأبيض التي لا تزال إلى اليوم هي المهيمنة. ما حدث مؤخرا في ليبيا يؤكد أن هذا الإنسان لم يتعلم إلا قليلا. كم مات في الهولوكست من بشر لم يرتكبوا جرما سوى أنهم يدينون باليهودية. الصور البشرية تتبع إلى اليوم هذا الإنسان المستعبِد وتبين شروره. كيف لا يُحاكم رجل مثل بوش الذي كان واحدا من أكثر مرتكبي جرائم العصر الأكثر اتساعا مثل هتلر وأترابه، فهو لا يقل جرما عنه وعن كريستوفر كولمبوس الذي، برغم خطابات التمجيد، وجلبه المال والذهب للملكة الكاثوليكية وزوجها في إيبيريا المأزومين ماليا، لكنه مسح شعوبا كاملة من على سطح الأرض. من كان وراء أكبر عمليتي تشريد في العالم؟ الركونكيستا (الاستعادة) والحركة الصهيونية؟ وطرد الموريسكين والفلسطينيين؟ ألم يكن بوش مجرما بالمقاييس ذاتها التي طُبقت على غيره؟ أليس هو من قصف الشعب العراقي مُدمرا نسيجه الاجتماعي والديني، مُخلفا وراءه ملايين الضحايا.
ما حدث ويحدث اليوم في ليبيا ليس إلا نتيجة حيّة لجرائم قبلية. لهذا وجب عدم الصمت عنها. فجأة يجد الهاربون من الفقر والجوع والحروب الأفارقة أنفسهم محجوزين في أماكن خالية. لم يتصوروها وكأننا في المزارع في القسم الجنوبي لأمريكا، رافضا خيارات لينكلن التي حررت عبيد الشمال. المشكلة ليست في الظاهرة ولكن في فكرة أن البشرية يمكنها أن تنزل إلى كل هذا الحضيض الذي لا شيء يبرره. مع أن العبودية يُفترض أنها انتهت منذ قرون، وأن البشرية لن تقبل بها وقد تخطتها بقوة وقناعة. كيف ظهرت بهذا الشكل المزري في ليبيا؟ المسؤول عن الظاهرة الأكثر بشاعة التي فضحتها شبكة س. ن. ن.
أولا؛ من السهل لوم ليبيا البلد والبشر، من دون الدخول في عمق الأسباب التي تقف وراء هذه البشاعة. الحكومة الممزقة مسؤولة جزئيا، على الأقل في المناطق التي تسيطر عليها. لكن في الجوهر ما يحدث اليوم هو من مكاسب رجل بن غازي الأول، برنار هنري ليفي ومن سمحوا له بتسيير حياتهم النضالية وسرق منهم ثورتهم. مسؤولية الذين سمو أسماء أبنائهم ساركوزي تبركا به وبمستشار وقتها برنار هنري ليفي الذي وعد الشعب الليبي في بن غازي بالديمقراطية والخير العميم. ماذا بعد سقوط الديكتاتور الذي أسهموا في بنائه لمصالح نفطية، لدرجة أن قبل بيرلوسكوني، رئيس وزراء إيطاليا وقتها، يدي الديكتاتور نفسه بلا خجل. سقط القذافي وآلة نظامه الهشة، وتفكك بل وتفككت ليبيا كلها في حسابات عمياء لم تفكر حتى في الآتي. العمى الصهيوني الذي لا يخفيه برنار هنري ليفي الذي جعل من ليبيا لا شيء وأيقظ الصراعات القبلية والإثنية كلها. بلاد بلا دولة. أو ربع دولة ومجموعات مسلحة متقاتلة.
ثانيا؛ أوروبا، التي خططت للتحكم في الهجرة من المصدر ومساعدة الدول المستقبلة لسيل المهاجرين، ووعدت أن تعمل على ضبط الموضوع، مسخرة بعض جهودها لحماية المهجّرين الأفارقة وغيرهم، من السقوط بين أيدي تجار البشر والقراصنة الجدد، لم تفعل شيئا على الاطلاق بنفاقية كبيرة، لتتحمل إيطاليا العبء الأكبر. وظل تدفق المهجَّرين الآتين من كل الجهات من أفريقيا التي دمرتها الحروب، حروب القتلة الآتين من كل الجهات، من الدكتاتوريات المحلية المتشبثة بالسلطة بشكل عضوي، وحروب المصالح الكبرى، من دون رقابة أو مساعدة حقيقيتين. فتطور الأمر إلى العبودية المسبوقة بالصمت على الجريمة. لا شيء يهم المجرم إلا المال بتغطية دينية أو عرقية أو غيرها. ماذا سحبت وراءها داعش منذ أن تمت فبركتها سوى الخراب والتدمير من وراء الدول التي تمركزت فيها. سوريا والعراق وليبيا وغيرها؟ نحن أمام عصر شديد الخطورة، استعماري بامتياز مدعم بترسانة الميديا التي تفرض أي خطاب تريد.
ثالثا؛ هذه الأوضاع الخطيرة والحروب التي لا تنتهي، التي تلتها تمزقات شديدة الخطورة تتحمل مسؤوليتها الأولى الأنظمة القمعية، والثورات بالوكالة التي سرقت من الشعوب ثوراتها أو أشكالها الاحتجاجية، وحولتها عن نبل مساراتها. أوروبا التي استثمرت بقوة في الدم تأريخيا، فافتتحت أمريكا حفلة الرقص على الجثث، بقتل أكثر من مليون عراقي بالقصف والإعدام المنظم والاستهداف المركز للأشخاص والقيادات، وتكاثرت الضربات الصديقة التي كثيرا ما يعتذر لها رسميا، أصبحت لا تعني شيئا. فأنزلت سعر برميل النفط إلى الحضيض. أكثر من ذلك لم يمنعها سيوح الدم العربي الذي رخص إلى أقصى الحدود، لا ضميرها الإنساني بمقايضة النفط والاتجار به، الذي استولت عليه العصابات المسلحة في ليبيا، والعراق، وسوريا، على مرأى ومسمع من الطيران الأمريكي والأوروبي وأقماره الصناعية. لا يعقل أن يكون المسؤول العربي غبيا إلى هذا الحد؟ لو لم يوجد مستوردون للنفط من الموانئ المتوحشة، بالسعر البخس للبرميل، لأغلقت من تلقاء نفسها. في ظل ضمير إنساني مقتول، يمكننا أن نتوقع ما هو أفظع من العبودية التي هي خط أحمر في التعامل الإنساني. مخاطر العبودية كبيرة، لكنها لا تغطي الجرائم التي تم التستر عليها كثيرا وهي تشكل أرضية لفهم مرض العبودية وغيره.

البشرية ليست بخير! عودة العبودية والتوحُّش البدائِيين

واسيني الأعرج

الاعتداءات الجنسية والانتهاكات في الأردن: التحرش في الحوار التلفزيوني ومشاريع قتلة باسم العرض في الشوارع

Posted: 28 Nov 2017 02:35 PM PST

ما زالت حلقة «شباب توك»، التي ينتجها ويبثها تلفزيون «دوتشة فيله» بقسمه العربي، تتردد أصداؤها في الشارع الأردني، بل وتجاوزت ذلك لتصبح حديث الشارع الـ»فيسبوكي العربي» عبر لقطات منتقاة ومثيرة من تلك الحلقة الشهيرة.
لسنا الآن بصدد مناقشة البعد السياسي، ولا السيادي في موضوع تجنيس أبناء الأردنيات، ولا نملك ترف مساحة المقال لنجادل في قضية التحرش الجنسي في الأردن، فنحن لا نرى كما يرى البعض أن الأردن مجتمع ملائكي منزه، بل إن ما تورده الأخبار الواردة كل حين تكشف خللا أمنيا واجتماعيا خطيرا في قضايا الاعتداءات الجنسية والانتهاكات الأخلاقية.
ما يلفت الإنتباه في الحلقة، هو حجم التعنت في الحوار، الذي يلغي أصول ذلك الحوار نفسه، وهي مشكلة أبرزتها الحلقة من خلال النائب السابق والمحامي محمود الخرابشة، وحجم الإقصائية الكامنة في خطابه هو ومدير الأحوال المدنية والجوازات الذي انفلت لسانه عن زلة تعكس رؤية عميقة بالسخرية من غير الأردنيين، حين خاطب الزميل جعفر عبدالكريم بحدة غامزا بتهكم من لهجته اللبنانية – الألمانية على حد قوله.
الخرابشة، ولمرتين حمل البرنامج والمشاهدين «جميلة» قدومه من الكرك لتصوير الحلقة، لينهي خطابه الإقصائي بحوار مع فتاة أردنية بعبارة «إنت أردنية عمو، هاتي هويتك» لتشعر أنك أمام حاجز أمني وليس في استوديو تلفزيوني.
الأخطر، برأيي ما تم تصويره كتقرير ميداني من شوارع وسط البلد، مع شباب بالغ عاقل يحمل أفكارا أقل ما يمكن وصفها بالدموية، نحن أمام مشاريع قتلة تمشي على الأرض الأردنية، وتتفاخر بمشروع الجريمة في داخلها باسم الشرف الرفيع جدا، الذي يحملون مفاهيمه، ولا يسلم من الأذى إلا بالدم المراق.
أحدهم، قال إن من يحميه هم أهله من أب وأعمام وأولاد عم، لكنه في قرارة نفسه مطمئن من العقوبة، لأن المشرع نفسه تواطأ مع المجتمع في حمايته وتنصيبه بطلا إذا قتل أخته أو أمه او أيا من إناث حوزته القبلية.
كان لمحمود الخرابشة رأي قانوني «متصلب»، لكنه رأي في المحصلة، مشكلته أنه لم يطرحه بتوازن، بل بانطباع مسبق جعله هجوميا بشراسة، مما أفقد رأيه على كل تصلبه الطريق للحوار الصحيح… وأفقد سعادة النائب السابق فرصة التصوير السيلفي مع الحضور والزميل جعفر.

الصورة أصدق من المحللين

بكل الوجع وكأي مشاهد فيه بقية إنسانية، تابعنا محطات الأخبار وصور جريمة العريش ومسجد الروضة الذي ذهب ضحيته مئات من المصلين الأبرياء على يد خوارج العصر، مئات من قرية واحدة حتى قيل إن من قضوا شكلوا ثلث القرية من ذكورها، فأنت هنا أمام إبادة تتجاوز مجزرتي صبرا وشاتيلا أو مجزرة الدامور، التي سبقتها ولا يتحدث الإعلام كثيرا عنها لأسباب إقصائية كالعادة مع أن الدم، في النهاية دم.
وتلك هي عقدتنا الأزلية في عالمنا العربي، خصوصا مع الإعلام العربي، الذي يعيد إنتاج نفسه ببشاعة الأجندات والانحيازات، لكن هذه الأيام بفضائيات وستوديوهات وضيوف عبر الستلايت يتحدثون ويحللون القضية، ثم يتعمقون حتى في «تحليل» الدم، بدلا من تحريمه بعبارات مبطنة تكاد تبرر الجريمة أو تنسى القتلى وتوظف الدم لاتهامات مبعثرة هنا وهناك في تصفيات سياسية بشعة.
بعيدا عن الصورة، التي هي ببشاعتها أصدق إنباء من كل «محللي الدم والسياسة» فإن ما تابعناه على محطات عريبة ومن مختلف توجهاتها السياسية يضعنا أمام يقين أن القاتل غير المباشر كامن فينا كعرب، وهو ما يجعل نبوءة مظفر النواب لا تزال في محلها صالحة بأن «قتلتنا الردة، قتلتنا إن الواحد فينا يحمل في الداخل ضده».

الحريري في تلفزيون الواقع

في مقابلته على قناة C News الفرنسية يضيف الشيخ سعد الحريري مزيدا من التشويق والغموض على دراما استقالته المتلفزة حتى أنك تشعر أنك أمام نوعية جديدة من «تلفزيون الواقع» في حلقات طويلة على الطريقة المكسيكية حين يقول إن ما حدث معه في السعودية سيحتفظ به لنفسه، وهي عبارة تترك المشاهد العربي المغرم بنظريات المؤامرة أن يسرح بخياله الخصب بعيدا وإلى أبعد مدى ممكن لتخيل كل هذا الذي حدث مع رئيس وزراء لبنان في الرياض، والذي يجعل زعيما سياسيا مثله يصر على الاحتفاظ به لنفسه.
لو لم يكن الرجل يرغب بإضافة الغموض والتشويق لاكتفى بقوله مثلا إنه لم يحدث شيء لأتحدث عنه. لكن زعيم تيار المستقبل مصر على التشويق… والأيام لا تزال في الشرق الأوسط حبلى بالمدهشات.

«ذا فويس» بدون أحلام

تقول الأخبار إن بديل أحلام في لجنة تحكيم «ذات فويس» الفنانة نوال، وأن نوال وهي خصم تاريخي لأحلام شخصية خجولة بطبيعتها، وهذا يجعلنا نفكر في تلك الانعطافة التاريخية الدرامية لشبكة «أم بي سي» الباحثة دوما عن الإثارة والتشويق، وهو ما كان وجود أحلام في أي مشهد كافيا لإثارته وتحقيقه.
ورغم انتقادنا المستمر والدائم لأحلام، في حضورها الإعلامي العاصف بلا أي معنى أو قيمة، فإننا نشعر مسبقا بالخواء الذي يمكن لبرنامج «ذا فويس» أن يحمله من ناحية الضجيج والطرائف والمضحكات والتهريج، وهذا يجعل البرنامج وقد تجرد من كل ذلك، فنيا بحتا، سنضطر فيه للإستماع إلى الموهوبين وأصواتهم، يعني عودة بالبرنامج ليتماهى مع عنوانه… وتلك نعمة.
إعلامي أردني يقيم في بروكسل

الاعتداءات الجنسية والانتهاكات في الأردن: التحرش في الحوار التلفزيوني ومشاريع قتلة باسم العرض في الشوارع

مالك العثامنة

الاعتداءات الجنسية داخل مؤسسات الفن والسياسة والمخابرات والرياضة: تشريح أركيولوجي

Posted: 28 Nov 2017 02:34 PM PST

بعد اتهامات عدد كبير من النساء للمنتج السينمائي الأمريكي هارفي واينستين باعتداءات جنسية عليهن، انتقلت موجة الاتهامات، نحو فئات أخرى كالسياسيين والقضاة والرياضيين لتنكشف مجموعة من الفضائح التي يمارسها بعض من كبار أصحاب النفوذ والمال والفن، الذين وجدوا أنفسهم فجأة في موقع المتهمين والملاحقين الذين يجللهم العار بعد أن كانوا يشعرون بحصانة نفوذهم وأموالهم ومناصبهم التي تحميهم من نتائج أفعالهم.
يمكن القول، رغم اتساع الملاحقات وشمولها مخرجين وممثلين ومسؤولين سياسيين ونوابا وقضاة، إن الموجة لم تصل إلى نهايتها بعد، بانتظار أن تنكشف، ربما، الخطوط السميكة للعلاقات التي ينسجها أصحاب النفوذ بين بعضهم البعض، والتي تتجاوز أفرادا بعينهم، كما هو الحال مع واينستين، والمخرجين جيمس توباك وبريت راتنر، والممثلين جيرمي بيفن وداستن هوفمان وستيفن سبيسي، إلى فئة من المشاهير والأغنياء والسياسيين من أصحاب النفوذ والتأثير الكبيرين.
وكما في عالمي الفن والسياسة فقد توجهت الأضواء إلى عدد كبير من قضايا الاعتداء والتحرش في عالم الرياضة، والحصيلة هي تجذّر ثقافة الاعتداء الجنسي بسبب انتشار ثقافة الحدّ من المحاسبة القانونية للحفاظ على احتمالات الميداليات الذهبية ولو كان ذلك على حساب الأطفال والنساء.
بلغت هذه القضايا ذروة واقعية (ورمزية) معبرة جدّا مع انكشاف علاقة واينستين برئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود باراك الذي اعترف بأنه عرّف المنتج الأمريكي على شركة تحقيق خاصة في تل أبيب عناصرها كانوا ضباطا وجواسيس في المخابرات الإسرائيلية «الموساد».
الموقع الإلكتروني للشركة التي تسمى Black Cube (مكعب أسود)، يصفها بأنها «مجموعة منتقاة من نخبة الوحدات الاستخبارية الإسرائيلية المتخصصة في تفصيل حلول لتحديات الأعمال والخلافات المعقدة».
واحد من عملاء «بلاك كيوب» تظاهر بأنه مدافع عن حقوق المرأة ليلتقي الممثلة الأمريكية روز ماكغوين التي اتهمت واينستين باغتصابها، وقامت «بلاك كيوب» خلال العام الذي عملت فيه لصالح واينستين بتجميع معلومات حول عشرات الأشخاص، حيث قدّمت توصيفا نفسيا لتواريخهم الشخصية والجنسية لكشف تناقضات متهميه، أو لتشويه سمعتهم أو إرهابهم، وقد تبيّن لاحقا أن واينستين وضع قائمة بأكثر من 100 اسم لأشخاص يريد الضغط عليهم ومراقبتهم وإرهابهم ليمنعهم من كشف اعتداءاته.
آسيا ارجينتو، إحدى المتعرّضات للتحرش من قبل واينستين، قالت في تغريدة لها على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي: «لماذا لم أتكلم أنا، وروز مكغوين، وأنابيل سكيورا، ورو أركويت، من قبل؟ لقد كنا ملاحقات من قبل عملاء موساد سابقين. أليس هذا مرعبا؟».
لكن المرعب، في الحقيقة، هو انكشاف هذا الخيط الذي يضع إسرائيل، ومخابراتها، في حلقة واحدة مع كبير أساطين الإنتاج الهوليوودي المتكشّف عن ذئب جنسيّ لا يكتفي باغتصاب الممثلات والاعتداء عليهن بل يسلط عليهن عناصر «الموساد» للتجسس عليهن وتضليلهن وإرهابهن، وهو أمر مذهل حقيقة لأننا نستطيع أن نتدرج من خلاله لاستكشاف قضايا عديدة، ومن ذلك، على سبيل، العلاقة المبطّنة بين تمجيد الموساد في أفلام هوليوود، مع ارتباطات واينستين، وأمثاله، بشخصيات سياسية أو أمنية إسرائيلية، أو صهيونية أمريكية.
القضية الأخرى التي يفترض تتبعها أيضا تتعلّق بالمنطق السياسي الكامن وراء ظاهرة كره النساء واحتقارهن، وارتباط ذلك مع الصعود الفني والسياسي والإعلامي للشخصيات المذكورة.

من واينستين إلى ترامب

رغم عدد الاتهامات الكبيرة بالتحرّش، والتصريحات التي تحتقر النساء التي قالها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، والتسريبات التي يتحدّث فيها، بصراحة، عن طرق تحرشه بالنساء، فإن كل ذلك لم يوقف نجاحاته التي انتهت به رئيسا لبلاده.
في مقابلة مع مجلة نيويورك، عام 1992، قال ترامب: «علينا أن نعامل النساء كما نعامل الزبالة»، وفي عام 1997، خلال حفلة بعد مسابقة جمال، قام ترامب، حسب تيمبل تاغارت، بتقبيلها من فمها، وأنه فعل ذلك مع فتيات أخريات.
يحمل الموضوع، عنصران، الأول احتقار النساء، والثاني إحساس أصحاب النفوذ والمال، كترامب، بأنهم قادرون على فعل ما يشاؤون بأجساد هؤلاء النساء، وهو ما قاله ترامب أيضا أكثر من مرة، واحدة منها كانت لبيلي بوش، أخو الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش (وبالمناسبة فإن جورج بوش الأب اتهم أيضا بالتحرش بفتاة مراهقة).
خلال حملة الانتخابات الأمريكية تقدمت 17 امرأة بدعاوى تحرش جنسي ضد ترامب وكان رده أنهن كلهن كاذبات، وزعم، خلال اجتماع انتخابي لأنصاره، أنه سيقوم برفع دعاوى على كل هؤلاء النساء، وهو ما دفع أنصاره للهياج والزئير ابتهاجا. ترامب لم يقم برفع أي دعاوى لاحقا.

أركيولوجيا الاغتصاب

تفيد الحادثة الأخيرة (هياج الجمهور) في الإحالة إلى بضعة مسائل يفترض في الباحث تفحّصها بعمق، لأنها تكشف العلاقات المتشابكة بين القضايا الجندرية والسياسية والثقافية، ولتفحص جذور العلاقات علينا طرح أسئلة مثل: لماذا تركّزت السلطات، على مدى التاريخ، في أيدي الذكور، ولماذا ترتبط هذه السلطات، اجتماعية، سياسية أم مالية، بإخضاع الأنثى جنسيا. وهل إن السلطة، في جذرها، اغتصابية الطابع، وبالعكس: هل الاغتصاب هو عمل سلطوي؟
لعل أكثر أشكال التبادل بين مفاهيم السلطة (ذكورية أو سياسية أو اجتماعية) والاحتياز الجنسي وضوحا تتمثل في الطقس الذي كان فيه الملك أو رئيس القبيلة يقوم بفضّ بكارة العروس قبل أن يقوم زوجها بذلك، وهو طقس قام فيلم «القلب الشجاع» بتخليده على الشاشة السينمائية.
قد يعود الأركيولوجي المكين إلى تفحص الجذور العميقة لهذه الظاهرة عبر دراسة سلوك الثدييات التي تشارك البشر النسبة الكبرى من جيناتهم، كما هو الشمبانزي، الذي يفوز الذكر الأقوى في العشيرة بمعاشرة كل الإناث، كما يمكن لدارس السايكولوجيا الدماغية تقصّي جذور الظاهرة في الدماغ الذي ورثه البشر من سلفهم الصياد ولاقط الفواكه الذي جعلت المخاطر الكبيرة التي تحيطه وطرق تدبّر العيش الذكور مبرمجين أيضا على انتهاز الفرص مع أي امرأة تقع في دروبهم.
تقدّم أشكال الفن أمثلة لا حصر لها لكون الاعتداء على الأنثى هو ظاهرة متجذرة في الجنس البشريّ، ومن ذلك، مثلا، تمثال موجود في متحف تركيّ الذي يقدّم الامبراطور الروماني كلاوديوس وهو يذلّ امرأة تحته لتخليد احتلاله لبريطانيا، وتشهد ايّامنا الحالية أمثلة جليّة عن هذه الظاهرة، ومن ذلك اغتصاب آلاف النساء الروهينجيات في بورما (في ظل حكم تقوده امرأة)، وقبلها اغتصاب آلاف البوسنيات خلال الحرب الصربية ـ البوسنية في تسعينيات القرن الماضي.
تكشف مآلات المجتمعات الإنسانية القديمة اتجاها ثابتا فيها نحو إعلاء شأن الذكور على الإناث، وتمكينهم من السلطات الدينية والسياسية والمالية، وقراءة في القوانين الأولى للبشرية، كقانون حمورابي (وفي شرائع دينية عديدة لاحقة) تظهر اعتبار المرأة متاعا يتبع الذكر، فالتعرّض للمرأة، قتلا أو اغتصابا، كان يعدّ اعتداء على الذكر الذي تنتسب إليه، أبا أو زوجا أو أخا، ويفترض اعتداء مقابلا على نساء الرجل الذي قتل أو اغتصب وليس على الرجل نفسه.
تعرضت نظريات عديدة لمحاولة فهم أسباب هذا المآل الدوني الذي آلت إليه النساء، حتى في المجتمعات التي كانت معزولة عن العالم القديم، كما هو الحال في أستراليا وأمريكا، وإذا كانت مفاهيم السلطة الذكورية قد تعرّضت إلى تراجعات كبيرة، بفعل نهوض مفاهيم المساواة وحقوق الإنسان لكنّها، حتى في أكثر البلدان حداثة وديمقراطية وقانونية، ما تزال تشكّل جزءا من المنظومة القديمة للبشرية، والتي تجدد أشكالها بطرق عديدة.
لا تتجدد أشكال هذه المنظومة، على أسس النفوذ والسلطة والمال، بل إنها تمتحّ أيضا من تلك الأصول الغريزية القديمة جدّا، والتي تجد مراتع وخيمة لها في تيارات اليمين المتطرّف العنصريّ والكاره للغرباء والأقليات وللاختلافات السياسية والجنسية عموما (وفي أشكال عديدة من اليسار أيضا)، وهذا يمكن أن يفسّر أن جزءا من شعبية ترامب لدى جمهوره عائدة إلى تكافل أشكال احتقار السود والمسلمين واليهود مع عناصر احتقار النساء والتعامل الإخضاعي لهن والاعتداءي عليهن.

الحضارة الثالثة

تعود أغلب مفاهيم البشر القديمة عن الذكورة والأنوثة إلى العصر الزراعي، موجة الحضارة الأولى، التي شهدت نشوء المدينة ـ الدولة والأديان والقوانين، وقد تعرضت هذه المفاهيم لتآكل كبير مع مدّ الحضارة الثانية، الصناعية، التي شهدت ظهور الدولة ـ الأمّة، وأغلب المفاهيم الحديثة عن المساواة بين الجنسين، وحقوق الإنسان والقوانين الوضعية الحديثة.
خلال الحضارة الأولى، وفي أغلب مراحل الحضارة الثانية، كان وصول امرأة إلى المنصب الأول، كما هو حال كليوباترا المصرية، وحال وو زيتيان الصينية، واليزابيث الأولى الإنكليزية، تأكيدا لقاعدة سيادة الذكورة وليس العكس، فخلال حكم 45 سنة لإليزابيث الأولى، على سبيل المثال، كان كل ضباط البحرية والجيش رجالا، كل القضاة والمحامين، كل البطاركة ومساعدوهم، كل اللاهوتيين والرهبان، كل الأطباء والجراحين، كل الطلاب والبروفسورات في كل الجامعات، كل محافظي المدن وضباط الأمن، والأغلبية الساحقة من الكتاب، المهندسين، الشعراء، الفلاسفة، الرسامين، الموسيقيين والعلماء، كلهم من الرجال، وهذا ينطبق على الأغلبية الكبرى من الحضارات البشرية.
الحضارة الثالثة، على حد تعبير ألفن توفلر، وقوامها المعلومات وليس الصناعة، ستشهد تغييرا جذريا في العلاقات الإنسانية سينعكس بالضرورة على العلاقة بين الذكور والإناث، وهو أمر يمكن وضع ما يحصل حاليّا ضمن المؤسسات السياسية، وهي خلاصة التطوّر الإنساني، ضمنه، كما أنه يحصل ضمن كافة المؤسسات البشرية التي تقوم الحضارة الجديدة بفكّها وإعادة تركيبها من جديد، بما في ذلك العلاقات العائلية التي ستخرج من نمط العائلة النووية إلى أشكال أخرى كثيرة.
لكن هذه التغييرات لن تمرّ من دون مقاومة هائلة جدا داخل وخارج المنظومات القديمة للحضارتين السابقتين، كما داخل الدماغ البشريّ نفسه، الذي ما زال أسير برمجته المرتبطة بمرحلة تعود إلى 200 ألف سنة.
حسب كتاب «عقل جديد لعالم جديد» فإن الإنسان تطور حضاريا وبيولوجيا بشكل غير كوكب الأرض لكننا «لا نزال نعمل بعقل لا يناسب إلا القرن الثامن عشر»، وجهازنا العصبي لم يعد ـ مع تزايد تعقيد الحياة المعاصرة ـ متلائما مع واقع عالمنا اليوم. تطرح هذه المسألة طريقتين للجواب، الأولى تقترح أن الإنسان يستطيع، عبر القوانين، ووسائل التعليم، والتوعية الخ… أن يتغيّر، والثانية تقول إن الإنسان غير قابل على التغيّر، وبالتالي، في ما يخص رؤية الذكر للأنثى، فإن محاولة تغيير الدماغ البشريّ هو محاولة عبثية.
لا يتعلّق الأمر، في الحقيقة، فقط، بالقضايا الجندرية، بل بكل قضايا السياسة والاجتماع والاقتصاد، فما نشهده حاليّا هو استخدام منظومات التفكير القديمة للآليات المعلوماتية الحديثة للانقلاب على كل ما أنجزته البشرية من تطوّر علمي، ومثال انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية وتبعاته العديدة شديد البلاغة.

٭ كاتب من أسرة «القدس العربي»

الاعتداءات الجنسية داخل مؤسسات الفن والسياسة والمخابرات والرياضة: تشريح أركيولوجي

حسام الدين محمد

القوة الغاشمة سبب الأزمة وتغليب روح التسامح والحكمة السياسية ومصلحة الوطن المجردة هي الحل

Posted: 28 Nov 2017 02:34 PM PST

القاهرة ـ «القدس العربي»: انتخابات رئيس وأعضاء مجلس إدارة الأهلي ومذبحة مسجد الروضة تسيطران على اهتمامات الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني.
لا تزال المذبحة المروعة التي ارتكبها تنظيم «داعش» يوم الجمعة ضد المصلين في مسجد الروضة في منطقة بئر العبد، وقتلت أكثر من ثلاثمئة من المصلين، بينهم سبعة وعشرون طفلا وحولت نساء القرية إلى أرامل، تهز مشاعر الأغلبية الساحقة وتثير اشمئزازهم وغضبهم، وتدفعهم لمطالبة النظام بالتوقف عن محاكمة الإرهابيين أمام محاكم مدنية، وإحالتهم إلى محاكم عسكرية، للتسريع في إصدار أحكام الإعدام ضدهم وتنفيذها فورا، وكذلك تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة من المحاكم المدنية بسرعة، للانتهاء من القضايا المرفوعة أمام محاكم النقض.
كما أدت الحادثة إلى نشوب معارك أخرى، إذ هاجم البعض الأزهر لرفضه إصدار حكم بتكفير الدواعش والإرهابيين، بينما دافع آخرون عن موقفه، حتى لا يكفر المسلمون بعضهم بعضا.
واتهامات للنظام بالتراخي في مواجهة الإرهابيين والتغطية على أخطائه باتهام المخابرات التركية والقطرية. ووزارة الأوقاف تشرع بتركيب كاميرات داخل المساجد ومطالبات بتوفير المساعدات للنساء الأرامل. كما أن البعض طالب باتخاذ إجراءات صارمة ضد القبائل التي تتستر على الإرهابيين ولا تبلغ عنهم، وإنزال العقاب بهم أو تهجيرهم إلى داخل البلاد. واتهامات لأمريكا وروسيا وإسرائيل بعدم إمداد مصر بالمعلومات التي يعرفونها عن تحركات الدواعش.
كما ركزت الصحف على انتخابات رئيس وأعضاء مجلس إدارة النادي الأهلي، التي ستتم غدا الخميس، وامتلأت صفحات جميع الصحف بالاعلانات المدفوعة من قائمة رئيس النادي الحالي محمود طاهر ومنافسه محمود الخطيب وقائمته، وأبدى النظام ارتياحا كبيرا بسبب حادثين الاول حضور سفير إثيوبيا في القاهرة اجتماع مجلس النواب وجلوسه في الشرفة، وأكد للمجلس أن رئيس الوزراء ميرياح ديسالين سوف يزور مصر الشهر المقبل، ويلقي كلمة أمام المجلس، ما يعني أن مشكلة سد النهضة تم حلها، تأكيدا لإعلان الرئيس السيسي منذ حوالي عشرين يوما بأنه لا مخاوف من تأثر حصة مصر من مياه النيل، والحادث الثاني زيادة معدل النمو الاقتصادي باكثر من توقعات الحكومة. وإلى ما عندنا من أخبار متنوعة..

المذبحة

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على المذبحة وقول الدكتور عمرو الشوبكي في «المصري اليوم»:
«لعل السؤال الأول: كيف تحرَّك 30 إرهابيا مجرما بهذه السهولة على عربات دفع رباعي ودخلوا قرية آمنة، ونفَّذوا عملياتهم الدنيئة ثم هربوا، بدون أن يرصدهم أو يشتبك معهم مرتكز أمني واحد؟ ولماذا ـ وبشكل متكرر ـ تدكُّ قواتنا مواقع الإرهابيين ومعداتهم وتعلن قتل عدد منهم عقب كل عملية إرهابية وليس قبلها؟ لماذا لا نستهدفهم قبل الجريمة ما دمنا ننجح في رصد أماكن اختبائهم؟ سيقول قائل: أنتم تنظرون من وراء مكاتبكم وتتحدثون عن التقصير، في وقت يدفع فيه رجال الجيش والشرطة الثمن من دمائهم. والحقيقة أن القضية ليس لها علاقة بتضحيات رجال الجيش والشرطة، فهي مؤكَّدة وكبيرة، إنما في الشفافية الغائبة والخطاب الإعلامي الموجَّه، الذي يؤكِّد فقط أن التنمية والإنجازات الاقتصادية مستمرة، رغم الإرهاب، أو أن المؤامرة الدولية هي سبب الإرهاب، وأن المخابرات التركية والقطرية هي التي تقف وراءه، في حين أن المطلوب هو الحديث عن الصعوبات التي جعلتنا نخسر معركتنا ضد الإرهاب، ونعجز عن محاصرته وتحجيم جرائمه، حتى صارت مصر من أكثر بلدان المنطقة تعرضا لعمليات إرهابية. العملية الأخيرة تقول إن سهولة تحرُّك القتلة المجرمين تعني عدم وجود سيطرة أمنية داخل المدن السيناوية وخارجها، ولأسباب يجب أن يعرفها الشعب ويتم تحديد الواقع الحقيقي في سيناء وحجم التحدي ومخاطر انزلاقها نحو اقتتال أهلي، وإن القول إن الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة خداع للنفس أفلا تعقلون؟».

إرهاب فاق الحدود

و«في المصري اليوم» أيضا قال الدكتور محمد أبو الغار وهو غير مصدق: «ما حدث في سيناء وفي هذه القرية الصغيرة التي يساند أهلها الجيش والشرطة في حربهما ضد الإرهاب كارثة كبرى، من جهة حجم الخسائر الرهيب. والطريقة التي تم بها الحادث تنم عن وحشية غير مسبوقة في ضرب مدنيين مسالمين بمدافع مضادة للدبابات وبالرشاشات والقنابل. والهجوم على الضحايا أثناء صلاة الجمعة حدث على مسلمين، والمهاجمون مسلمون.. هل هي أحداث مشابهة لما يحدث في العراق بين السنة والشيعة، وكلاهما مسلمان، وهل وصل الأمر في مصر إلى أن الصوفية أصبحوا مستهدفين من جناح السلفية الجهادية، مثلهم مثل المسيحيين؟ أم أن الأمر ليس له علاقة بالدين، وأن الاعتداء على القبيلة التي استهدفها الجناة كان لأسباب سياسية؟ أم أن السبب الأساسي هو إضعاف مصر؟ أم هو بدء جديد لنشاط «داعش» وغيره من الجماعات الإرهابية التي فقدت موقعها في سوريا؟ الأمر خطير وعلينا الحذر، استخدام القوة أمر ضروري، ولكنه لن يحل المشكلة وحده. كيف تدخل كل هذه المعدات الحربية لهذه القرية بدون علم ومعرفة السلطة المصرية ولا الأقمار الصناعية الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية وكلهم الآن حلفاء لنا؟ أبناء الصحراء يعرفون كل تحرك قريب منهم فكيف لم يبلغ أحد من أبناء القرية السلطات المصرية؟ هناك غموض وهناك تراخٍ في المساعدة من الذين يُفترض أنهم حلفاء من الخارج والداخل هناك فشل واضح في السياسة الإعلامية، فهناك تشجيع في وسائل الإعلام لغلاة المتشددين وتمرير قوانين مثل، ازدراء الأديان، قد أديا إلى ترك الفرصة للمتشددين في سيطرتهم على عقول المصريين، والحديث عن قانون جديد لمنع مناقشة بعض الرموز التاريخية المصرية سوف يؤدي في النهاية إلى خلق مجموعة من المحرمات، تؤدي إلى قفل باب التطور تماما».

توزيع الإدانات

وإلى «الأهرام» التي قال فيها فاروق جويدة: «جاءت مذبحة مسجد الروضة في سيناء لكشف جوانب كثيرة من القصور في طريقة التفكير واتخاذ المواقف وبدلا من أن تكون الدعوة لجمع الصف وتوحيد الكلمة في مواجهة حشود الإرهاب، بدأت فرق الانقسامات في توزيع الإدانات وعلى من تقع المسؤولية في ما حدث، وكأننا نتعرض لهزيمة في إحدى مباريات كرة القدم! كان الخلاف واضحا بين الفضائيات المصرية وجميعها الآن ملك للدولة، ولكن الكل كان يتحدث على هواه ويشعل الفتن على طريقته، ما بين اتهام الأزهر في مسؤولية ما حدث، أو إلقاء التهم هنا وهناك. كنت أتصور أن ينتقل كل هذا الإعلام إلى عواصم العالم ينقل صور ما حدث وكيف حدث ويقدم نماذج إنسانية عن أطفال صغار قتلتهم يد الإرهاب، كنت أتخيل أن نقدم للعالم قصة طفل ماتت كل أسرته أو طفل آخر ارتمى على جثمان والده الملطخ بالدماء، أو حشود الإرهاب وهي تطارد الناجين من المذبحة في عربات الإسعاف، كان ينبغي أن يكون هذا حديثنا مع عالم لا يصدق اننا نخوض حربا حقيقية ضد أعداء الحياة. لقد فتحت الفضائيات المصرية النيران على بعضها بعضا، هناك من يدين الأزهر ويطالب بقرار حاسم بتكفير «داعش». وهناك من يرى أن الأزهر يتحمل الجريمة كلها وانقسم المصريون على الشاشات».

كيف نحمي المجتمع؟

بينما قال زميله أحمد عبد التواب في «الأهرام» أيضا: «هل يمكن حقا للتنمية التي يختصرونها في مجرد توفير فرص عمل أن توئد الإرهاب في مهده، وأن تقى الأجيال الجديدة من الانخراط في الفكر المتطرف، وأن تحمي المجتمع من تخريب المتطرفين الذين سيختفون تماما، كما يرى من ينادون بأن هذه التنمية هي الحل؟ ولكن الدول الغربية التي أنجزت أكبر قدر من التنمية عرفه التاريخ لم تَسْلَم حتى الآن من الإرهابيين من أبناء بلادهم، ومن الأجانب المقيمين لديهم الذين يستخدمون كل الأسلحة الإرهابية، فإذا تعذر السلاح عليهم استخدموا طائرات الركاب في الارتطام بالمنشآت ثم السيارات المدنية الخالية من أي سلاح في دهس المارة. وتقول الأخبار إن معظم هؤلاء الإرهابيين في الغرب نالوا تعليما راقيا، وإن كثيرا منهم يحظون بوظائف مرموقة، وإن أسرهم متيسرة وإنهم من أبناء مدن أوروبية جميلة تنعم بأفضل مرافق، إلخ. ولماذا نبتعد إلى أوروبا، فإن بن لادن شخصيا كان من أنجح وأثرى رجال الأعمال، وأسرته كلها ناجحة في مجالات البيزنس المختلفة، وهذا يعنى أن الفكر المتطرف يمكنه أن يضرب الجميع الفقراء ومتوسطي الحال والأثرياء، ويمكنه أن ينتعش في مجتمعات متقدمة، هذا لا يعني أن ندع التنمية جانبا، بل يجب العمل الجاد على الالتزام بها لأسباب ومطالب كثيرة، منها أنها شرط من شروط تحقيق قوة الدولة والحياة الكريمة للمواطنين، ولكن مع الانتباه إلى أن الأجدى من التعلق بفكرة التنمية كمعجزة في حل مشكلات التطرف والإرهاب، أن يتوجه العمل إلى المنابع إلى الكتب المدرسية التي لا تزال حتى هذه اللحظة مقررة على التلاميذ الصغار تسمم أدمغتهم بأفكار الجهاد ضد الكفار، وبتكفير فئات من المواطنين وزرع الكراهية في وجدانهم الغضّ ضد الأجانب، وإيهامهم بأن الدين وقف على العبادات وعلى شكليات الحجاب والنقاب والإسدال واللحية والجلباب والمسواك.. إلخ».

سماحة الأديان وقبول الآخر

ومن «الأهرام» إلى «الجمهورية» التي قال فيها علاء معتمد: «هذه الجريمة توقعها المتابعون لهزيمة «داعش» و«القاعدة» في العراق وسوريا، وخروج نحو 45 ألفا من أتباعهم يحملون فكرهم وسلاحهم متوجهين إلى منطقة اخرى ينشرون فيها هذا الفكر الفاسد، ويوجهون سلاحهم لأهالي تلك الدولة، ويحاولون تجنيد المزيد من شبابها لينضموا لصفوفهم. إذن فهؤلاء يحملون فكرا قبل أن يحملوا سلاحا، ويتتلمذون على أيدي فقهاء يفتون لهم بإباحة فعلهم، قبل أن يتدربوا على كيفية استخدام هذا السلاح، لذلك فإن كل محاولات مواجهة هؤلاء الخوارج بالسلاح لن تفلح، إن لم تسبقها مواجهة فكرهم بفكر مضاد، ولن يتمكن الجيش والشرطة وحدهما من القضاء على هؤلاء الإرهابيين، إن لم نتكاتف جميعا وأن يقوم كل منا بدوره ويتحمل مسؤوليته، وأن نبدأ من المدرسة بإعداد طفل سليم العقل يتعلم سماحة الأديان وقبول الآخر وحرية العقيدة، التي نص الله تعالى عليها في القرآن الكريم، حين أمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، أن يقول للكافرين «لكم دينكم ولي دين». وقال «ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر» وجعل سبحانه حساب المؤمن والكافر يوم القيامة».
المهم أن وزارة الأوقاف سارعت بتركيب كاميرات في المساجد خوفا من تكرار داعش للعملية فيها.

أبو جرير والسواركة

أما بالنسبة لاتباع الطريقة الجريرية في قرية الروضة فقد نشرت جريدة «عقيدتي» تحقيقا لإسلام أبو العطا تحت عنوان «عيد أبو جرير المؤسس الأول للصوفية في سيناء» جاء فيه:
«رغم وجود أكثر من 12 طريقة صوفية في سيناء منها التيجانية والعلوية الدرقوية الشاذلية والأحمدية، إلا أن دور «الجريرية» في سيناء كبير ووقوفها بجانب الدولة في مواقف شتى، بداية من العدوان الثلاثي حتى الآن. بدأت جذور الصوفية في سيناء بشكل علني حينما انتقل الشيخ الصوفي أبو أحمد الغزاوي من غزة إلى سيناء، وحلّ في جوار صديقه وتلميذه عيد أبو جرير شيخ عشيرة الجرارات من قبيلة السواركة، فشهد عام 1954 نشأة أول مقر للطريقة العلوية الدارقوية الشاذلية المقبلة بدورها من فلسطين. وحمل أبوجرير رسالة أستاذه فعمل على نشر زوايا الطريقة في منطقة الجورة في الشيخ زويد والعريش، حتى بلغ قرية الروضة بين العريش وبئر العبد واستقر فيها، وهو ما جعل الإرهابيين ينظرون إلى قرية «الروضة» على أنها ملجأ لمن يصفوهم بـ«بمبتدعة الصوفية» ويتهمونهم بنشر الفكر الشركي، وحسب دراسة نشرها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في يناير/كانون الثاني 2014 تحت عنوان «الحرب في سيناء: مكافحة إرهاب أم تحولات استراتيجية في التعاون والعداء» فإن العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 أثمر علاقة قوية بين الجيش المصري ومخابراته الحربية، و«جريرية سيناء» بقيادة الشيخ عيد أبوجرير مؤسس الطريقة. ولد الشيخ عيد أبوجرير عام 1910 في حي آل جرير في العريش لأبوين من عشيرة الجريرات إحدى عشائر قبيلة السواركة المعروفة في سيناء، وسعى إلى نشر فكره الصوفي. بعد نكسة عام 1967 انتقل الشيخ عيد أبوجرير إلى قرية جزيرة سعود في مركز الحسينية في محافظة الشرقية واستقر فيها وبنى هناك مسجدا كبيرا إلى أن وافته المنية في التاسع من سبتمبر/أيلول عام 1971. وتعتبر الشرقية المحافظة الثانية التي تضم عددا كبيرا من مريدي الطريقة الجريرية بعد سيناء، وللطريقة الجريرية الصوفية المسجلة بالقانون 118 لسنة 76 ثلاث زوايا رئيسية هي، زاوية العرب في الإسماعيلية وزاوية سعود في الشرقية والزاوية الأساسية في قرية «الروضة» في مركز بئر العبد، وتتبعها زوايا كثيرة كزوايا حي أبو جرير والطويل وصباح. والطريقة الجريرية الأحمدية تتبع حاليا الشيخ مسعد حامد الجريري، الذي عُين شيخا للطريقة بعد وفاة شيخها السابق الشيخ نصير سلمى نصير الخليفة الرابع للشيخ عيد أبوجرير مؤسس الطريقة الجريرية الأحمدية المتصوفة في نوفمبر/تشرين الثاني2011 وتولى مشيخة الطريقة عام 2003 خلفا للشيخ عبدالله خويطر عبد الله أبوجرير».

شاهد عيان

أما مجلة «آخر ساعة» فنشرت تحقيقا عن القرية ومن داخلها قام به محمد مخلوف وجاء فيه:
«سكان القرية وفقا للجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء في يوليو/تموز 2016 ألفان و111 شخصا منهم 1068 ذكورا، القرية تبعد عن مدينة العريش 23 كيلومترا وتقع على طريق العريش القنطرة الدولي، وهي قرية صحراوية صغيرة تحيطها الصحراء من كل جانب. أغلب سكانها من عائلة الجريرات أحد أفرع قبيلة السواركة، مع سكان من محافظات أخرى معظمهم مدرسون وعمال. في القرية مسجدان أحدهما كبير وهو مسجد الروضة الذي شهد الحادث ومسجد الحصيني، الطريقة الجريرية الصوفية تتنافر مع الفكر التكفيري وتساند الجيش والشرطة ضد الإرهاب، وقد خطف تنظيم «داعش» كبير الطريقة الصوفية الشيخ سلامة أبو حراز وأعدموه ذبحا في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2016. رائحة الدماء تنبعث فور دخولنا المسجد وقد تحولت إلى طبقات تناثرت في كل الأرجاء من سجاجيد وحيطان ونوافذ وأعمدة اخترقتها رصاصات الغدر، وكرسي متحرك لمعاق وعصا لشيخ مسن وحذاء لطفل وأدوية لمرضى جميعها مخضبة بالدماء. اقتربنا من حامد عيد 50 عاما قال لنا فقدت أربعة من أهلي، شقيقيّ حسين وعبد السلام وابنيهما محمد ومسعود، وكنت أول من جاء للمسجد عقب سماع أصوات الرصاص ورفعت جثامين 250 شهيدا لوضعهم في عربات الأسعاف. وتابع قائلا إن هناك 5 سيارات دفع رباعي بها 22 ارهابيا مسلحا وقفوا خارج المسجد وأطلقوا النار من خارجه، ثم دخلوه وأطلقوا النار عشوائيا على الإمام والمؤذن ثم المصلين وأصر الإرهابيون على قتل الجميع فكل من حاول الهرب طاردوه وقتلوه في الشارع، ومن كان قادما للمسجد قتلوه بل وسيدة خرجت على صوت الرصاص تصرخ بحثا عن ابنها فقتلوها وفي النهاية أطلقوا عبوتين بدائيتي الصنع داخل المسجد. وأضاف، بعض الإرهابيين هربوا لقرية الجفجافة على بعد 150 كيلومترا وطريقها كثبان رملية في جبال وسط سيناء، ومنها يمكنهم العودة لمدينة الشيخ زويد وقد اختاروا هذا الطريق لتضاريسه الوعرة وسهولة اختبائهم وسط الكثبان بدون أن ترصدهم القوات المسلحة».

تكفير الدواعش

أما «الأخبار» فنشرت حديثين الاول مع الدكتور عبد الحليم منصور عميد كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر فرع المنصورة أجراه معه ضياء أبو الصفا قال فيه عن رفض الأزهر تكفير الدواعش: «قضية التكفير قضية في غاية الخطورة لأنها تحكم على ما في قلب الإنسان من إيمان أو كفر، ورد ذلك كله إلى الله سبحانه وتعالى، لذا يرى الأزهر الشريف أنه لا اطلاع لأحد على ما في قلوب البشر، وإنما يمكن الحكم على التصرفات التي تصدر من البشر وتقييمها، وما يصدر عن «داعش» وإخوته من الجماعات الإرهابية من قتل وسفك للدماء هي أعمال كلها ظلم وفسق وفجور، ويستحقون بسببها العقاب الرادع، سواء أكان القتل قصاصا أو حرابة على النحو الوارد في قوله تعالى: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدينا ولهم في الآخرة عذاب عظيم». فضلا عن أن فتح باب التكفير من شأنه أن يؤدي إلى شر كبير، حيث تكفر طوائف الامة بعضها بعضا، وكل فئة تستبيح دماء الأخرى ويكثر القتل في الناس وهذا ما لا يحبه الأزهر لأبناء وطنه خاصة، وللأمة الإسلامية عامة. الإمام الأكبر شيخ الأزهر لفت مرارا وتكرارا إلى أن «داعش» وغيره من الحركات المسلحة التي تقتل الناس وتمثل بالقتلى، حكم الإسلام فيهم أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، أو ينفوا من الأرض ويكون لهم خزي في الدنيا وفي الآخرة عذاب عظيم. وأوضح أن الإسلام يتصدي لهم باعتبارهم قتلة وليس باعتبارهم كفارا؛ لأنهم لو قوتلوا باعتبارهم كفارا يجب أن يقاتل الكفار جميعا، وهذا ليس من المنطق، فالكفر ليس علة للقتال وإنما العدوان هو علة القتال، ولذلك الإسلام يرى أن غير المسلمين إذا لم يقاتلوك، وإذا لم يخرجوك يحرم قتالهم لأنهم مسالمون، ولو أنت تريد تكفير «داعش»؛ لأنهم قتلوا الناس فعليك أن تحكم على كل قاتل يقدم للمحكمة بالكفر وقبل القصاص منه يُعلن كفره وهذا لا يمكن؟ ومن ثَمَّ فإن المسألة ليست مسألة كفر ومسألة إيمان ولا تقدم ولا تؤخر في الواقع، مؤكدا أن قتل الآخرين جريمة أو نعتبره كبيرة، فهل الكبيرة تُخرج صاحب الكبيرة من الإيمان أو لا تخرجه؟ لو قلنا بخروج «داعش» من الإيمان بسبب الكبيرة التي ارتكبوها وهي القتل، فإنه يجب علينا أن نُخرج كل من يرتكب كبيرة من الإيمان ونحكم عليهم بالكفر وتدور ماكينة التكفير وهذا ليس من الإسلام الذي يعمل العقل والمنطق».

آلات للقتل

وفي «اليوم السابع» قال أكرم القصاص رئيس التحرير التنفيذي: «بعض المحللين أو الكتاب لدينا يتصورون أن مجرد إصدار فتاوى بتكفير «داعش» من الأزهر الشريف سوف يدفع «داعش» إلى ترك سلاحه وإعلان التوبة، وهو تصور يخلو من المنطق. «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية لا يقرأون ولا ينتظرون صدور فتاوى بتكفيرهم من الأزهر، وأي حوار ديني معهم محكوم عليه بالفشل. الإرهابيون من الثمانينيات وما قبلها كانوا يضعون واجهة دينية للقتل، ولم يتوقفوا عنه ونرى كيف أن كلا منهم يحمل يقينا وآيات بتفسيرات محددة وهم يتحولون إلى آلات قتل، وما نتيجة كل الحوارات والمحاورات مع الإرهابيين طوال عقود؟ النتيجة أن أي دخول على أرضية النصوص تكشف أن الإرهابى يحمل نصوصا تبرر له القتل والتفجير، وهي تفسيرات بتوقيع كبار من يسمون علماء، ويكفي أن نرى كيف تم إرسال عشرات الآلاف من الإرهابيين إلى سوريا والعراق بفتاوى شيوخ، ما زالوا يمارسون دورهم وبعضهم كان يفعل ذلك بأجر، وهم ليسوا من الأزهر لكنهم كانوا ينطقون باسم أسيادهم ومموليهم، وربما يكون الأجدى بدلا من تكفير الإرهابيين كشف علاقات هؤلاء المدعين بممولى الإرهاب».

الخارجية المصرية دخلت في سوق المزايدات

وفي «المصريون» قال رئيس تحريرها جمال سلطان: «لا أفهم لماذا يتصور النظام السياسي الحالي أن أي ملاحظة على أدائه أو رؤيته للحل في مصر المأزومة حاليا هو إهانة له أو تشهير به أو تدخل في شؤون سيادية، على النحو الذي حدث في التعليقات الداخلية والدولية على تصريحات الرئيس السيسي بخصوص مجزرة مسجد الروضة في بئر العبد، التي هزت ضمير العالم كله من وحشيتها، فقد قال الرئيس أنه سيرد «بالقوة الغاشمة» على تلك الجريمة، وهو تعبير لم يكن موفقا، واضطرت رئاسة الجمهورية نفسها لإصدار بيان توضح فيه المقصود وتخفف من وقع العبارة، بما يعني استشعارها الحرج منها، وإدراك الرئيس أن صدى الكلمة كان سلبيا. الخارجية المصرية دخلت في سوق المزايدات فأصدرت بيانا للرد على صحيفة بريطانية نشرت مقالا يقول إن استخدام القوة المفرطة أو الغاشمة في مصر لم ينجح في دحر الإرهاب، وإنما عقد الأمور أكثر، ولم يجف مداد بيان الخارجية المصرية حتى ظهرت تقارير أخرى في صحف وقنوات ألمانية وأمريكية وغيرها تؤكد المعنى نفسه وبالعبارات نفسها تقريبا، فهل ستضطر الخارجية لإصدار بيانات متلاحقة تندد بهذه التقارير؟ أم أن الحكمة تقتضي دراسة هذا الكلام ومراجعة الموقف برمته، فلعل المسار الحالي خاطئ بالفعل ويحتاج إلى تصويب وتعديل. العالم كله متضامن مع مصر ضد الإرهاب، ولكن المعركة مع الإرهاب أصبحت عالمية، وليست محلية أو حتى إقليمية، فما يحدث في القاهرة أو بغداد أو طرابلس يؤثر في عواصم أوروبية وأمريكية، وحتى في استراليا البعيدة، والسيسي نفسه يعيد التأكيد في خطاباته أنه يخوض معركة الإرهاب نيابة عن العالم، وأن المواجهة شراكة، كما أن السلاح والدعم التقني والمعلوماتي والأمني وغيره لمواجهة الإرهاب يأتي لمصر من عواصم العالم المختلفة لهذه الغاية، ووزير الخارجية سامح شكري في حواره مع شبكة «سي أن أن» الأمريكية يوم الاثنين قال إن مصر لا يمكنها خوض المعركة ضد الإرهاب بمفردها، وإنها بحاجة إلى عون الشركاء الدوليين حسب تعبيره، وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون لهؤلاء «الشركاء» رأي وتقدير وحتى حق الاختلاف مع السياسات التي تحدث هنا ويرون أنها تأتي بنتائج عكسية في الحرب على الإرهاب. لماذا لا نجرب خيارا آخر لإنقاذ الوطن، لماذا لا نجرب ما ينصحنا به العالم كله، لماذا لا نوقف خيار «القوة الغاشمة»، سياسيا وأمنيا وقانونيا وإداريا، لماذا لا نؤسس لمناخ سياسي حر، وعدالة حقيقية، وسيادة للقانون حقيقية، وديمقراطية حقيقية، وتعددية سياسية حقيقية، ونحمي الأحزاب من التدخل الأمني والحصار الأمني ونطلق نشاطها، لماذا لا نحمي حرية الصحافة وحرية التعبير، لماذا لا نوقف المحاكمات ذات الطابع السياسي، لماذا لا نطلق منظمات المجتمع المدني بكل أطيافها لتضخ حياة جديدة في المجتمع وتحميه من التطرف والإرهاب، لماذا لا يكون هناك عفو عام وشامل لمن لم يثبت بشكل قاطع تورطه في الدم وهم الغالبية العظمى ممن في السجون الآن، لماذا لا نوقف ملاحقة الناشطين والمعارضين، لماذا لا نخفف القيود على التظاهر السلمي لتخفيف الاحتقان وتصريف الغضب في مسارات آمنة، لماذا لا ندعو لمصالحة وطنية شاملة ونصفي ميراث الكراهية والمرارة الذي أنشأته القوة الغاشمة في المرحلة السابقة. لماذا لا نجرب مسارا جديدا، بعد أن ثبت للكافة فشل المسار السابق، لماذا لا نغلب روح التسامح والحكمة السياسية ومصلحة الوطن المجردة على روح القسوة والغضب والقلق على كرسي الحكم، أسأل الله أن يبصر أصحاب القرار برؤية جديدة أكثر صلاحا وعدلا ورشادا، وأسأله أن يهدينا جميعا سواء السبيل».

وجها لوجه مع القبح

«كلنا نجري ..نجري من أشياء تخيفنا، ونجري نحو أشياء نتمنى لو ندركها! كما تقول دينا عبد الكريم في مقالها في «المصري اليوم» وتواصل، الحكمة تصرخ وتنادي في الجميع .. أن يتوقفوا من وقت لآخر وقفة للمراجعة.. علنا نكون قد ضللنا! علنا نهرول في الطريق الخاطئ
فنتغافل عن صوتها ونهرب منها متمسكين بحماقاتنا، يأتينا القدر.. ليجبرنا على التوقف، ولكن هذه المرة لا وقت للتأمل. الوقفات التي يصنعها القدر قاسية.. يواجهنا مع قبحنا وزيفنا ويكشف بقسوة.. تلك الصحراء المقفرة التي نجري نحوها.. فنفيق لاكتشاف أن الطريق كله.. كان خدعة، وأن السعي كله كان باطلا. والعاقل فقط من يحول عينيه وقت الأزمة ويدرك أين يقف وإلى أين سيحول وجهته بعدها. فاجعة مسجد الروضة، جاءت لنا في وقت غير متوقع، جاءت وقت نجاحات كبيرة على المستوى الداخلي للوطن.. بدأنا ندرك أن لدينا مشروعات حقيقية نلتف حولها ولدينا أحلام حقيقية نسعى إليها. لدينا تحديات خارجية وحرب تسعى إلينا.. ونبذل جهودا خرافية في ملف العلاقات الخارجية لندفعها بعيدا عنا.. وكنا وسط كل هذا.. نتصارع على تفاهات أخرى ونتكالب حولها بحماس عجيب.
جاءتنا فاجعة مسجد الروضة لتهز ثوابتنا.. وتزلزل كياننا، هي حادثة مختلفة بكل المقاييس ليس فقط بسبب عدد الشهداء، ولكنها أيضا باغتتنا في ما كنا نظن أنفسنا آمنين. لعلها واحدة من أسرار النجاح في الحياة وهي الخروج من الدوائر المريحة، جاءت هذه الحادثة لتهز (ثوابتنا المريحة)! فقد عشنا بقناعة مرعبة لا نعلنها على الملأ ولكننا ننفذها كل يوم مفادها «طالما لم يطالني الإرهاب فأنا متصالح معه إما بالموافقة عليه أو بتأييد فكره أو بالسكوت عنه!». فعاش البعض شامتين في حوادث الإرهاب التي تطال رجال الجيش والشرطة وملقين باللوم كله على شخص ما في جهة ما. ثم جاءت المئات من حوادث الاعتداء على الكنائس، فظهر التعاطف المبتعد، الذي يحمل لدى البعض مبررا وتفسيرا للإرهاب نيابة عن الإرهابيين أنفسهم، فروجنا لأنفسنا أن هناك (آخر) مختلفا يجب القضاء عليه، ولكننا قد لا نوافق على الطريقة، هذا هو الشكل الأعم لتناول الغالبية العظمى لحوادث الإرهاب. حتى في فاجعة مسجد الروضة، هرولت العقول نفسها في الاتجاه الجاهل نفسه. هناك آخر (الصوفيون) وهناك ثمة مبرر ليفكر الإرهابي في قتله! أي منطق هذا الذي نسمح لأنفسنا بترويجه! إنه ركض في الاتجاه المغلوط وتهيئة للباطل أن يتحول إلى فكرة قابلة للمناقشة.
إن كان خير ما وراء كل مصاب وكل مصيبة، فالخير وراء فاجعة مسجد الروضة.. أن نراجع ثوابتنا العقيــــمة.. أعرف أن مصطلح (مراجعة الثوابت) مرعب بالنسبة للبعض، مرعب لأولئك الذين لا يثقون في ثوابتهم وغير المتيقنين في أن مراجعة الثوابــــت.. ستقويها إن كانت صحيحة وتنقيها إن كانت هشة ومغلوطة، فلنراجـــع مواقفـــنا، تعاطفنا، انتماءنا موقفنا من الوطن. التمييز بين الوطن والحكومة، التمييز بين الاختلاف والخلاف، الاستعداد لبذل بعض المجهود من أجل التغيير».

القوة الغاشمة سبب الأزمة وتغليب روح التسامح والحكمة السياسية ومصلحة الوطن المجردة هي الحل

حسنين كروم

المطبخ المخفي لقمة سوتشي: تركيا وضعت «شرطين» وإيران «صمتت» وحذّرها بوتين: «الجميع يعني الجميع»

Posted: 28 Nov 2017 02:33 PM PST

عمان – «القدس العربي»: بين الحل السياسي بصيغته التركية و»التسوية الوطنية» بالتركيبة الروسية يكمن شيطان التفاصيل عندما يتعلق الأمر بمراجعة وتقويم حيثيات لقاء سوتشي الثلاثي المثير للجدل، الذي عقد وانتهى بإصدار وثيقة من الواضح أن الأمريكيين ليسوا طرفًا في بنودها، ولا نقاشاتها، من دون معرفة مستوى الترسيم الروسي لمثل هذا اللقاء.
يزيد المشهد غموضاً في العرف الدبلوماسي، كلما دقق المراقبون أولًا بآليات الانتقال للمرحلة التالية من توصيات سوتشي.
وثانياً؛ في المشاركة الإيرانية التي تبدو صامتة إزاء الكاميرات و«باطنية» خلف الستارة، وبصورة لا تزال تقلق المؤسسة التركية على الأقل، وإن كانت نظيرتها الروسية تحاول مجددًا كما علمت «القدس العربي» طمأنة الجمهورية التركية بأن طهران على السكة وملتزمة بما يُتَّفق عليه في الوقت الذي لفتت فيه أنقرة أنظار شريكها الروسي الجديد إلى أن مشكلة إيران ليست في التزامها، ولكن بتعددية المراجع الأمنية عندها، وبوجود مراكز قوى عدوة غير ممتثلة، إذا ما أنجز أي اتفاق مع الرئيس حسن روحاني، الذي تعتبره السلطات التركية «حلقة ضعيفة» ببناء الحكم في دولة الثورة الإسلامية، وعنصرًا «غير مسيطر» تمامًا على جانب الميليشيات في مسرح العمليات الإيراني، سواء في سوريا أو العراق.
موسكو في المقابل وعلى الهامش، أبلغت أن مؤسستها الأمنية منشغلة بضبط إيقاع الاذرع الأمنية والميليشيات الإيرانية، وتتحدث سرًا مع الحرس الثوري، وتحتاط لأية مفاجآت في الفارق بين خطاب الرئيس روحاني الرسمي وبعد العمليات على الأرض.
في الأثناء يركز الإبلاغ الروسي على أن مراكز القوة الإيرانية التي ترتاب أنقره من منسوب التزامها، فهمت مسبقًا أنها ستصطدم بروسيا وجهًا لوجه في الميدان، إن حاولت إحراج الرئيس روحاني أو إعاقة أي جهد يُتّفق عليه على الأرض.
في مشاورات سوتشي التي علمت بها «القدس العربي» ولم تُنشر برزت خلافات وأحيانًا مفاجآت، خصوصًا أن العنصر المشترك الأكبر بين إيران وطهران لا تشارك موسكو في الاهتمام به، وهو الورقة الكردية، حيث تجد إيران في تركيا شريكًا حيويًا في مجال التصدي لأي مشروع يُعزّز حضور القوى العسكرية الكردية في سوريا والعراق، تحديدًا تلك التي تدور في فلك إسرائيل والولايات المتحدة.
وجود مفاصل ثنائية داخل المحور الثلاثي في قمة سوتشي كان لافتًا للأنظار، ويُعتقد أنه من العناصر التي يُمكنها تعزيز أجندة عملية واقعية إذا ما ضُبطت على أساس تسويات ثلاثية، فيما يُعتقد أنها ستتحول إلى عنصر سلبي في إنتاجية مقررات سوتشي، إذا لم تُستثمر في تأسيس مساحات ثلاثية قائمة على تقديم تنازلات.
الرئيس رجب طيب أردوغان بدا مُتحمسًا وهو يستثمر بالعنصر الذي اتُّفق عليه مع إيران، وتواطأت روسيا، ولم تعارضه، وهو الورقة الكردية، فبادر للاتصال مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحصل منه على التزام سياسي علني تَشُكُّ في تطبيقه فعلًا السلطات التركية، بخصوص وقف توريد السلاح، خاصة الثقيل لقوات الحماية الكردية في شمال سوريا.
الصورة التي سرّبها مكتب الرئيس أردوغان عن اتصاله الهاتفي مع ترامب كانت تهدف لإعلان الوعد الأمريكي وإن كانت أنقرة محتاطة تمامًا للحالة التي لا يلتزم بها الأمريكيون بما يتعهدون به، بخصوص الوضع في الرقة وشمال سوريا والورقة الكردية.
أعمق من ذلك ركز الخطاب الروسي في سوتشي حصريًا على الورقة الجديدة، والأهم، التي خرج بها الاجتماع الثلاثي، وهي استعمال الرئيس فلاديمير بوتين عبارة «نبحث عن تسوية وطنية شاملة» للأزمة السورية لا فقط عن «حل سياسي». عبارة «تسوية وطنية» بدت جديدة تمامًا على أدبيات الأزمة السورية وإيقاعها حمّال أوجه.
وعند الاستيضاح شرح أحد مستشاري بوتين العبارة وفكرتها عبر الاستفسار عن «واقعية» الاعتقاد بأن جلوس المعارضة السورية والنظام معًا حول طاولة واحدة ضمن ما يسمى بـ «الحل السياسي» يمثل الطريق الأفضل والأمثل.
ازداد المشهد غموضًا فبرزت الشروحات الروسية التي تتحدث عن «عملية واسعة شاملة لبناء استقرار قطعي ونهائي في سوريا» وعن برنامج ينتهي بضمان «أن لا تعود الأمور إلى الوراء بأية حال».
الموقف الروسي في سوتشي كان على النحو التالي: لدينا تساؤلات محددة لكم أيها الأصدقاء في إيران وتركيا… هل فعلًا تعتقدون أن الحل السياسي الأفضل يتمثل في جلوس النظام والمعارضة المعتدلة معًا… هل هما مؤهلان «النظام والمعارضة» لإعادة الاستقرار وبناء سوريا جديدة تماما؟ ماذا عن بقية شرائح ومكونات المجتمع السوري، التي حتى نكون واقعيين اليوم لا ترى في النظام تعبيرًا عنها ولا تمثلها المعارضة، وتدفع ثمن الصراع فقط من دون أن يستمع إليها أحد؟
توحي إيقاعات الكلام هنا بوجود «مقترحات جديدة» من النوع الذي من الصعب مقاومته وتجاهله من الجانب الروسي الذي بدأ يتحدث عن «تسوية وطنية» أشمل من «حل سياسي» وعن مؤتمر وطني شامل لا يمثل النظام والمعارضة فقط، وعن مستوى تمثيل في «حوار وطني شامل» يضمن مصالح وكرامة الجميع، بدءاً من الأقليات في سوريا أو بقية الطوائف والمكونات الاجتماعية والعشائرية.
تحدثت موسكو عن رقم ينبغي أن يصل لـ 1500 شخص يمثلون الجميع ويلتقون معًا في حوار وطني يؤدي إلى تسوية وطنية، لا سياسية فقط، مع التلميح إلى أن موسكو وضعت بشار الأسد بالصورة، ولديها تصور أولي بأن الأمر لم يعجبه ويراهن على إيران لإحباطه، وقال الممثلون الروس إن هذا الأمر «اختيار حقيقي» لجدية «شريكنا الإيراني» .
وتحدثت عن شخصيات بحكم موقعها القبلي والاجتماعي ينبغي أن تحضر المؤتمر من الصنف الذي لم يتورط أصلاً في الصراع العسكري والأزمة وعن حضور لممثلي الجميع بمن فيهم الأرمن والتركمان والأكراد والبدو وعشائر الجنوب السنّية والدروز والشيعة والعلويون …»الجميع ..الجميع..» قال بوتين.
هنا لم يُعلّق الوفد الإيراني على مسار النقاش، بصورة تظهر أن طهران لا يعجبها الأمر، لكنها تجنبت معارضته حتى لا تُتّهم في الوقت الذي وافق فيه الوفد التركي على «مفهوم التسوية الشاملة» ووعد بتبنيها بعد شرطين أساسيين.
الشرط التركي الأول؛ ضمان روسيا أن لا يشمل التمثيل لمؤتمر التسوية الوطنية في سوريا قوات الحماية الكردية، وعدم وجود تمثيل لأي فصيل كردي سوري مقرب من مجموعات كردية أيديها ملطخة بالإرهاب والدم.
والشرط الثاني؛ أن لا تكون التسوية ومؤتمرها بديلًا عن مسارات جنيف بأي حال من الأحوال، وعن الأسس التي وضعتها الشرعية الدولية ولقاءات جنيف للحل السياسي بمعنى الاستناد إلى مقررات جنيف والقرارات الدولية في التحضير لمؤتمر التسوية الوطنية المشار إليه.

المطبخ المخفي لقمة سوتشي: تركيا وضعت «شرطين» وإيران «صمتت» وحذّرها بوتين: «الجميع يعني الجميع»

بسام البدارين:

هدنة بين تنظيم «الدولة» والقوات الكردية في مناطق الجزيرة في ريف دير الزور

Posted: 28 Nov 2017 02:33 PM PST

إدلب – «القدس العربي»: قال مقربون من تنظيم الدولة وسكان محليون في ريف دير الزور، إن اتفاقاً للهدنة ابرم بين تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية في منطقة الجزيرة في ريف دير الزور، في سابقة نادرة، بالنظر الى بنودها وآليات تطبيقها، المختلفة عن التسويات السابقة للانسحاب في القلمون والرقة.
وحصلت «القدس العربي»، على نسخة من تعميم داخلي للتنظيم، يتحدث فيه عن تفاصيل الاتفاق، الذي اطلق عليه «موادعة»، وينص على وقف لاطلاق النار، وعدم التعرض لجنود التنظيم خلال هجماتهم على طرف آخر، في اشارة للنظام السوري، كما يتحدث الاتفاق عن العمل على اطلاق سراح الاسرى وفتح المعابر التجارية واحتفاظ التنظيم بآبار النفط القليلة التي ما زالت تحت سيطرته، وتسهيل نقل الجرحى للعلاج.
وعلى مدى الأيام الماضية، تحدثت «القدس العربي» الى عدد من السكان المحليين في قرى جزيرة الفرات شمال دير الزور، كأبو حمام والغرانيج، حيث كان اتفاق الهدنة يسري عملياً منذ أيام عدة، اذ ذكر الاهالي ان مناطقهم لم تعد تشهد قصفاً من قوات التحالف، كما ان حركة نقل البضائع عادت لطبيعتها، وقبل ساعات نقل شهود عيان ان التنظيم اذاع خبر الهدنه عبر مكبرات الصوت في الجوامع، في توقيت مقارب لتسريب وثيقة الاتفاق الداخلية.
يقول الصحافي العراقي عمر الفلاحي، الذي كان أول من نشر وثيقة التنظيم الخاصة بالاتفاق، يقول ان هذه الخطوة جاءت متأخرة من قبل التنظيم، لتحييد احد الخصوم، بعد ان خسر معظم اراضيه، ووجد الجانب الكردي ان التنظيم لم يعد يهدد مصالحه شمالاً، خصوصاً ان اهم حقول النفط باتت بيد قوات سوريا الديمقراطية، ويرجح الفلاحي ان التنظيم سيعمل على تركيز هجماته على النظام السوري في منطقة الشامية التي تشهد معارك مستمرة الى الآن.

لمصلحة الطرفين

وتحدثت «القدس العربي» الى الصحافي السوري محمد حسان، المنتمي لدير الزور، وقال انه يعلم من خلال اتصالاته بالقرى القريبة من مناطق سيطرة «قسد»، بوجود حالة تهدئة منذ نحو عشرة أيام، وان اعلانها بدأ ببلدة هجين، ويرى حسان ان القوى الكردية كانت ستواجه صعوبات في مواصلة المواجهة مع التنظيم في تلك المناطق، بسبب قلة عدد المقاتلين الأكراد، وان التنظيم ايضاً انهك وحوصر، فكان هذا الاتفاق لمصلحة الطرفين.
وبعد تقدم النظام في دير الزور على خط جنوب الفرات «الشامية»، وتقدم الأكراد على خط شمال الفرات»الجزيرة»، تراجع وجود تنظيم الدولة الى بضع قرى على ضفتي وادي الفرات، ونهر الخابور، واحتشدت عشرات الآلاف من العائلات النازحة من المعارك، في قرى شمال دير الزور، هرباً من قوات النظام، وتجمعوا في قرى الجزيرة القريبة من مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية، مثل الجمة وابوحمام والكشكية وغرانيج وهجين والسوسة والباغور ودرنج -والسيطرة عليها مناصفة بين القوات الكردية والتنظيم، اذ يعتقد السكان ان طريقة تعامل «قسد» مع النازحين تبعث على الاطمئنان، خاصة مع قبولها بالوساطات العشائرية التي نجحت في اتمام تسويات عدة مع عناصر تنظيم الدولة في المدن المحاصرة، كما حصل في الرقة. الشيخ عمار الحداوي، احد وجهاء قبيلة العكيدات، وهو الذي لعب دوراً في المفاوضات السابقة بين تنظيم الدولة وعشيرته في بلدة الشحيل قبل سنوات، يقول لـ»القدس العربي»، ان هذا الاتفاق يهدف على ما يبدو لتحقيق مصلحة الطرفين، فالتنظيم لم يعد قادراً على مواجهة عدوين في الشامية والجزيرة في آن واحد، ويضيف الشيخ الحداوي «ان الاكراد غير قادرين ايضاً الى مواصلة استنزاف قواتهم، بينما يريد التنظيم التركيز على مهاجمة النظام في قرى الشامية، وبالفعل بدأت هجمات شرسة على قرى عدة كانت تحت سيطرة النظام، كبلدة الصبيخان قرب العشارة، وقد ابلغني احد اعضاء مجلس الشعب السوري عن دير الزور، ان قوات النظام فقدت نحو 200 مقاتل في هجوم مباغت للتنظيم».

انتقادات شديدة

هذا التفاهم، قد لا يعلن عنه التنظيم رسمياً، كما سبق وحصل عند ابرام التنظيم لاتفاقات لسحب مقاتليه في القلمون والرقة، دون اعلان رسمي، ويبدو الاتفاق، متسقاً مع سياسة التسويات التي انخرط بها التنظيم اخيراً بعد تراجع قوته، وانحسار نفوذه في قرى صغيرة عدة، وتجمع الالاف من العائلات المهجرة وبينها عائلات لعناصر التنظيم على ضفتي الفرات ونهر الخابور والحدود السورية العراقية، مما شكل ضغطاً كبيراً على قيادة التنظيم، خصوصاً بعد انتقادات شديدة بات يتعرض لها التنظيم في مناطق سيطرته، تتعلق بسوء ادارته لملف حماية المدنيين وتأمين سلامتهم خلال المعارك، بسياسته المعروفة بمنع السكان من الخروج وتطبيق احكام مجحفة حد الاعدام للهاربين من المدن، خصوصاً في العراق، بينما اخرج التنظيم عناصره وعائلاتهم من مناطق محاصرة عدة كالقلمون والرقة، وقبلها الفلوجة، مما اثار موجة استياء شعبي غير مسبوق ضد التنظيم في مناطقه، ودفع حتى ببعض عناصره للانضمام للمجموعات العشائرية في قوات سوريا الديمقراطية بعد تدخلات من شيوخ ووسطاء. ويسود اعتقاد، ان الهجوم التركي المحتمل على بلدة عفرين الكردية، دفع القوات الكردية لسرعة سحب عناصرها من مناطق المواجهات في دير الزور، اضافة لمحدودية عدد وقدرة القوى الكردية المسلحة على ادارة هذه المناطق العشائرية البعيدة عن التجمعات الكردية شمالاً.
ومن المستبعد ان يؤثر هذا الاتفاق على إيقاف عجلة التراجع لتنظيم الدولة، وبالرغم من ان التنظيم قد ينجح في الايام المقبلة باستعادة بعض القرى من قوات النظام وشن هجمات عنيفة عليها، مستفيداً من هدوء جبهته مع الاكراد، الا ان الهدف الاهم للتنظيم يبدو انه تأمين اخراج آلاف العائلات النازحة ومنها عائلات لقيادييه، واندماج بعض عناصره بالمجتمعات المحلية في تسويات ذات طابع عشائري، ويأتي هذا الاتفاق غير المسبوق، في وقت تروج فيه دعوات اطلقها بعض الاسلاميين من العرب السنة، بضرورة تحييد القوى الكردية في العراق وسوريا، ووصل الأمر بالبعض للمطالبة بتنسيق وتحالف مع الاكراد، ضد الخصم المشترك المتمثل في السلطة المركزية لبغداد ودمشق.

هدنة بين تنظيم «الدولة» والقوات الكردية في مناطق الجزيرة في ريف دير الزور

وائل عصام:

أكد التوصل إلى نقاط مشتركة مع الولايات المتحدة

Posted: 28 Nov 2017 02:32 PM PST

إسطنبول ـ «القدس العربي» ووكالات: تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالاستقاله من منصبه فوراً وترك القصر الرئاسي في حال تمكن زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة «كمال كليتشدار أوغلو» من اثبات اتهاماته لأردوغان بوجود حسابات مالية له خارج البلاد وتحويل ملايين الدولارات إليها.
وكان كليتشدار أوغلو اتهم، الاثنين، أردوغان بفتح حسابات بنكية تحت اسم شركات وأقرباء خارج البلاد وتحويل ملايين الدولارات عليها في اتهام نفاه الرئيس التركي بشكل قاطع واعتبره محاولة جديدة من المعارضة للاضرار بسمعته «في ظل الافلاس السياسي الذي يعاني منه أكبر أحزاب المعارضة».
وقال أردوغان في كلمته أمام الكتلة البرلمانة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، أمس الثلاثاء: «كمال كليتشدار أوغلو يدعي أن هناك حوالات مالية لي من خلال أولادي، عمي، أخي، مدير القلم السابق الخاص بي، وسابقاً أدعى أنني أملك 3 مليون دولار في الخارج، وأنا أقول له مطلوب منك أن تثبت ذلك».
وأضاف غاضباً: «أقول له رجب طيب أردوغان لا يمتلك قرشاً واحداً خارج البلاد، إذا تمكنت من إثبات أنني أملك أموالا في أي بنك خارج البلاد سوف أتخلى فوراً عن منصبي في الرئاسة ولن أبقى لدقيقة واحدة في مكاني، أعدك بذلك»، وتابع: «لكن في حال لم يتمكن كمال (كليتشدار أوغلو) من اثبات ذلك هل سيترك منصبه؟».
ولاحقاً ورداً على تصريحات أردوغان قال زعيم الشعب الجمهوري إن لديه أوراقاً تثبت إدعاءه قام بعرضها خلال كلمته أمام الكتلة البرلمانية للحزب ـ لم يتسن التأكد من مضمونها وطبيعتها ودقتها-، مجدداً نفس الاتهامات للرئيس التركي بتحويل أموال إلى الخارج.
وقال كليتشدار أوغلو إنه في عام 2011 تم فتح شركة في منطقة تسمى «جزر مان» يعمل بها شخص واحد ومن ثم جرى تباعاً تحويل عدة ملايين من الدولارات لحساب هذه الشركة التي قال إنه يشرف عليها عدد من أقرباء أردوغان ومدير قلمه السابق وعدد من المقربين منه.
وعلى الفور فتحت وسائل الإعلام التركية المولية للحكومة موجات تغطية مباشرة واتهمت زعيم المعارضة بالفشل في اثبات اتهاماته للرئيس وطالبت إياه بالاعتذار، والاستقالة من قيادة الحزب، وقال عشرات المحليين والقياديين بالحزب إن كليتشدار أوغلو يحاول «التماهي مع الضغوطات والمؤامرات الدولية على أردغان بالتزامن مع مؤامرة محاكمة رجل الأعمال التركي الإيراني رضا زراب في أمريكا»، على حد تعبيرهم.
وجرت امس أولى جلسات محاكمة رجل الأعمال رضا زراب ونائب الرئيس السابق لـ«هالك بنك» التركي بتهمة مساعدة إيران في التهرب من العقوبات الدولية وسط خشية من مساعي أمريكية لزج اسم أردوغان بالقضية، في خطوة وصفها مسؤولون أتراك بـ«مؤامرة كبيرة تحاك ضد أردوغان والدولة التركية».
رئيس الكتلة البرلمان لحزب العدالة والتنمية الحاكم قال إن «جميع إدعاءات كليتشدار أوغلو كاذبة والأوراق التجارية التي لا علاقة لها بالموضوع والتي قام بنشرها نسفت ادعاءاته، يجب عليه الاستقالة من قيادة الحزب».
وتوقعت وسائل إعلام تركية أن يلجأ الرئيس التركي إلى رفع قضية في المحاكم على زعيم المعارضة بتهمة التشهير واستخدام وثائق غير دقيقة، وسط توقعات بتصاعد الاتهامات بين الحزب الحاكم والمعارضة كلمااقترب موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسة المصيرية عام 2019. وفي السياق، ثمّن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المكالمة الهاتفية التي أجراها معه نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة الماضية.
جاء ذلك في كلمة أمام الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في أنقرة، أمس الثلاثاء.
وقال أردوغان تعليقاً على المكالمة مع ترامب: بعد فترة طويلة، استطعنا التوصل إلى نقاط مشتركة في العلاقات التركية الأمريكية، وسنواصل ذلك (التوجه) في الأيام المقبلة.
وأضاف أردوغان أنه تباحث مع نظيره الأمريكي حول كافة المسائل التي تخص البلدين، بما في ذلك دعم واشنطن لتنظيم «ب ي» في سوريا، وقضية إعادة زعيم منظمة غولن الإرهابية إلى تركيا، إلى جانب التعاون في مجال الصناعات الدفاعية.
وتابع قائلاً: في المكالمة قالي لي ترامب إنه سيعاود الاتصال بي خلال الأسبوع الجاري.
وتوافق الرئيس أردوغان مع ترامب، خلال المكالمة المذكورة، على محاربة جميع المنظمات الإرهابية، فيما تعهد الرئيس الأمريكي بوقف دعم تنظيم «ب ي» الإرهابي شمالي سوريا بالأسلحة.

أكد التوصل إلى نقاط مشتركة مع الولايات المتحدة
أردوغان يتعهد بالتنحي عن الحكم في حال أثبت زعيم المعارضة اتهاماته له بنقل ملايين الدولارات للخارج
إسماعيل جمال

الإعلامي اللبناني مارسيل غانم المتهم بجريمة الصمت لـ«القدس العربي»: إذا خُيّرت بين التبخير ووقف البرنامج أقعد ببيتي

Posted: 28 Nov 2017 02:32 PM PST

بيروت- «القدس العربي»: تحت عنوان «الحرية ليست بخير» احتج عدد من المواقع الالكترونية عن نشر الاخبار في لبنان لبضع ساعات أمس تضامناً مع الإعلامي الشهير مارسيل غانم معدّ ومقدم برنامج « كلام الناس « على شاشة LBCI بعد إدعاء مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون عليه بجنح مشددة منها التحقير وعرقلة التحقيق، وذلك من دون التقيّد بالآلية القانونية المتبعة حرصاً على حرية وكرامة الاعلام.
وينظر صحافيو لبنان بقلق الى مستقبل حرية الإعلام في ضوء ما يتعرّض له مارسيل غانم حيث يعتبرون أنه «إذا دقّوا بمارسيل لن يبقى أحد بمنأى عن الملاحقة من دون أي حصانة لا قانونية ولا نقابية وبالتالي فأي سقوط لمارسيل يعني سقوط كل الاعلاميين وبالتالي لن تكون الحريات بخير».
وفيما لم يبد معدو البرامج السياسية الحوارية على القنوات التلفزيونية الأخرى أي تضامن بعد مع زميلهم مارسيل لاعتبارات تتعلق بكل قناة وبالمنافسة معه ، فقد نوّه وزير الإعلام ملحم رياشي بالتضامن من عدد من المواقع الإلكترونية بعد استدعائه من قبل القاضية عون ، متمنياً لو أن هذا التضامن يتوسّع ليشمل وسائل الإعلام كافة. ولفت إلى « أن الخوف دائم من تدجين الإعلام، إذا لم نقف في وجه أية عملية للمساس بالحريات» ، معتبراً أنه « بين القمع والحرية شعرة قد تُقطع في أي لحظة». وأكد انه «سيقف إلى جانب غانم مهما حصل، لأنه مؤمن ببراءته، ولأن لا علاقة له بأي من الإساءات المهنية، فهو صحافي محترف، حتى أنني سأرافقه إلى قصر العدل».
وجاء تصريح الوزير رياشي بعد تمنّع الاعلامي غانم عن الحضور الى قصر العدل فيما يخصّ الحلقة التي بثها عبر برنامجه «كلام الناس» وانتقد فيها وزير العدل سليم جريصاتي والقاضية عون ما دفع بوزير العدل الى توجيه كتاب للنائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، طلب فيه الادعاء على السعوديَين إبراهيم آل مرعي وعضوان الأحمري اللذين أطلا في 9 تشرين الثاني/نوفمبر عبر برنامج «كلام الناس».
وحسب غانم فإنه متهم بتحقير القضاء وتحقير رئيس الجمهورية ويحاكم على جريمة هي الصمت. ويقول غانم لـ»القدس العربي» حتى الساعة لم أتلقَ أي تبليغ للحضور امام القضاء إنما قرأت فقط في الصحف ما يتم تداوله حول الادعاء عليّ، وعلى الاقل صار هناك شيء واضح صدر عن القضاء لأنه قبل ذلك كنا نسمع ما يقوله التحرّيون وهذا ما رفضته. وقد قرأت بعض التفاصيل حول الادعاء وعندما تبلغه بشكل رسمي أبني على الشيء مقتضاه «.

«خطوة رائدة»

ورأى غانم في خطوة احتجاب مواقع الكترونية تضامناً معه «خطوة عظيمة وممتازة ورائدة وفيها كثير من الاصالة من زملاء أفتخر بهم ولو أنني لا أعرف بعضهم ولم يتكلموا معي في هذا المجال بل قاموا بهذه الخطوة طوعاً ولقد فوجئت بخبر على أحد المواقع بأنهم سيتضامنون معي، وهذا ليس غريباً عن الصحافة اللبنانية التي عاشت الكثير من الضغوط في اوقات سابقة ووقفوا مع بعضهم البعض بشكل كامل ومحترم ودافعوا عن حرية الصحافة».
وعن تعليقه على قول البعض إن سقوط مارسيل غانم يعني سقوط بقية الاعلاميين قال «أنطلق من كلام وزير الاعلام الذي قال هذا الامر، وأنا لا اضع نفسي بمنزلة فوق زملائي أو بموقع متقدم أكثر منهم، فكل زميل من زملائي من أصغر مصوّر الى أكبر رئيس تحرير أو صاحب وسيلة اعلامية هم بالنسبة اليّ سواسية، وأعتقد أن كل مسّ بأي زميل اعلامي هو مسّ بالحريات الإعلامية واي مسّ بي هو مسّ بكل الإعلاميين.لذلك إن كنت أنا أخوض هذه المعركة أو غيري من الزملاء أو الاصدقاء فهي من اجل كل الصحافيين وليس من أجلي، وعندما يُدّعى على مارسيل غانم بجريمة لم تُرتكب ولغاية الآن لا توجد جريمة، فموضوع التحقيق كان افادة حول موضوع الحلقة وهذا أمر أرفضه ايضاً لأنه لا يمكن لصحافي القول كيف ركبت حلقته وكيف أتى بهذا الضيف وليس غيره، وإنتقل الموضوع الى مكان آخر هو تحقير القضاء ، وأنت تعرف أنني لم أحقّر القضاء.فأنا محامي وآت من خلفية قانونية وعندما أذعت المقدمة الشهيرة لم أتجنّ بكلمة على القضاء. وحتى الجرم الثاني الذي هو تحقير رئيس الجمهورية فأنا لم أحقّر رئيس الجمهورية بل على العكس عندما ختمت الحلقة قلت إذا فُهم من الامر تعرّضاً للرئيس فنحن نعتذر بإسم البرنامج لأن الكلام صدر من ضيوف في قلب البرنامج».
وهل يمكن أن تتخلى LBCI عن مارسيل غانم الذي يخوض معركة الحريات ؟ أجاب « ال LBCI كانت مدرسة في الدفاع عن حريات الآخرين واذا تعرّض ناشط مدني لأي مسألة كانت تعمل له معركته .وأعتقد أن ال LBCI بتوقيتها هي قد تخوض معركة الحريات، وأنا لم أطلب من أحد شيئاً وكل الزملاء تطوّعوا من أنفسهم».
وعن سبب قوله إنه يمكن وقف برنامج « كلام الناس « لكن لا يمكنهم تدجينني قال غانم لـ»القدس العربي» «رغم كل النفي كان الاتجاه في هذا الاطار وطُلب توقيف البرنامج. وأنا في النهاية عندما أُخيّر بين برنامج معلّب ومدجّن ويحمل كل النهار التطبيل والتزمير والتبخير وبين وقف البرنامج فأنا أتخذ القرار بالبقاء في بيتي وممارسة حريتي بشكل طبيعي من دون أن يقرّر أحد عني أو يتكلم عني أو يجعلني اقول شيئاً لا يجب قوله». وعن كلمته لزملائه معدي البرامج السياسية في القنوات الاخرى قال «لست في موقع أن اقول لهم شيئاً فهم زملاء محترمون ولا أستطيع أن أوجّههم فهم يعرفون الصح من الغلط ويعرفون ما يجب فعله. وهؤلاء زملاء أحبّهم وأقدّر كثيراً عملهم ولست في وارد أن اقول لهم شيئاً أو أن اصنفهم».

تحذير «الكتائب»

ورصدت «القدس العربي» سلسلة من التعليقات أبرزها من حزب الكتائب الذي «حذّر مما يُحاك في السرّ والعلن لقمع الحريات الإعلامية»، معتبراً « أن الادعاء على مارسيل غانم بتهم معلّبة وجاهزة محاولة مكشوفة لتطويع الاعلاميين الاكفّاء والاحرار «.
وكتب ناشر موقع «ليبانون فايلز» ربيع الهبر لم يعانِ حزب سياسي في لبنان ما عانته الاحزاب المسيحية من تيار وطني حرّ وقوات وكتائب من قمع للحريّات واضطهاد سياسي ومعنوي، لا سبب له الا لان هذه الأحزاب آمنت بثلاثة مبادئ هي الحرية والسيادة والاستقلال، حتى ولو اختلفت في التطبيق والممارسة «. وقال «لم يكن الاعلام طِوال فترة الاحتلال إلا وسيلة للتعبير الخجول عمّا يختلج قلوب اللبنانيين من قمع وانكسار، ولم يكن الإعلاميون العاملون في تلك الفترة الاّ استشهاديين يسيرون بين النقاط ويدهم على قلبهم لأن هامش الحريّة ضيّق والنطق بالحقيقة حرام». واضاف «من لا يعرف مارسيل غانم يجهله، وحتى من يعرفه يجهله. هذا الثائر لا يهدأ، ولا يكتفي بثورته، فيستمر في البحث عن الحقيقة، والحقيقة الأخرى بأشكالها المتنوعة وبطرقه المختلفة، فلا يسلم أحدٌ من سهام حريته. يَنفض الوجوه والأقنعة، القناع تلو القناع، عن وجوه سياسية ولا يأبه».
وتوجّه الصحافي فارس الجميّل لمارسيل غانم بالقول «أنا معك، كان ممكناً ان تبقى قضية الصديق مارسيل غانم في اطارها الإعلامي وتعالج اعلامياً او في اقصى الاحتمالات في نطاق المؤسسات المعنية بشؤون الاعلام ، لكن الواضح أن هناك تصميماً على اخذ الموضوع في اتجاه آخر، في محاولة مكشوفة لكمّ الأفواه ومنع اي اعتراض من أن يأخد مداه .ولأننا عانينا في السابق من الكثير من محاولات مماثلة وفشلت، أقولها بالفم الملآن: انا مع مارسيل غانم في هذه المعركة لأنها عنوان للحرية فقط. وبدل أن تطالبوا الاعلام بالدفاع عنكم تفضلوا واشرحوا لنا تفاصيل «المسرحية» التي حصلت احتراماً لنا ولانفسكم قبل ان «تزفّوا» لنا بشارة « التسوية العائدة الى الحياة «.
وفي كلمة له بعد اجتماع لجنة الإعلام والاتصالات، لفت النائب حسن فضل الله الى أننا « كلجنة اتفقنا على إتباع الأصول القانونية المرعية الإجراء على الجميع، هذا موقف واضح وصريح. واذا كان هناك اي مخالفة للاصول القانونية فلا أحد يقبل بها، وخصوصاً لجنة كلجنة الإعلام». وقال» نحن كنا من اكثر اللجان التي عملت لملف الحريات العامة بمعزل عمن هو الصحافي ومن هي المؤسسة. الحرية للجميع، لكن هناك اصولاً قانونية. نحن لم نأت بالملف لنرى اذا كانت هناك مخالفة للأصول القانونية أم لا. هذه تحتاج الى محامين والى القضاء الذي هو معني بالقول اذا هناك مخالفة لاي من الأصول القانونية. يهمنا تطبيق القانون. فهل يجوز الادعاء على الإعلامي او على المؤسسة خارج قانون المطبوعات؟».

الإعلامي اللبناني مارسيل غانم المتهم بجريمة الصمت لـ«القدس العربي»: إذا خُيّرت بين التبخير ووقف البرنامج أقعد ببيتي

سعد الياس:

دعوات لإلغاء وزارة الشؤون الدينية في تونس ونائبة تقترح استبدالها بوزارة لـ«السعادة»

Posted: 28 Nov 2017 02:31 PM PST

تونس – «القدس العربي»: تصاعدت الانتقادات الموجهة لوزارة الشؤون الدينية التونسية تزامنا مع مناقشة الميزانية الخاصة بها لعام 2018 في البرلمان، حيث اعتبر بعض النواب أن دورها انتهى وطالب آخرون بإلغائها أو إلحاقها برئاسة الحكومة أو استبدالها بوزارة لـ«السعادة» ، فيما دعت إحدى النائبات إلى افتتاح مساجد خاصة للنساء، مشيرة إلى وجود تجارب مماثلة في دول أخرى.
وكان البرلمان صادق الثلاثاء على مشروع ميزانية وزارة الشؤون الدينية لعام 2018 المقدرة بـ 105 ملايين دينار (42 مليون دولار) بموافقة 107 نواب مع احتفاظ 6 ورفض 16.
وخلال جلسة المصادقة، اقترح حسونة الناصفي النائب عن حركة «مشروع تونس» تغيير وزارة الشؤون الدينية لتصبح إدارة عامة يتم إلحاقها برئاسة الحكومة، مشيرا إلى أنه غير مقتنع بوجود هذه الوزارة التي «أنهكتها التجاذبات الحزبية والأطماع الشخصية»، معبرا عن أمله في رؤية وزير الشؤون الدينية مستقبلا وزيرا للعدل أو لأملاك الدولة، كما أشار إلى أن 98 من مئة من ميزانية وزارة الشؤون الدينية مخصصة للأجور.
وتساءل الناصفي «أين دور وزارة الشؤون الدينية في تكريس خطاب ديني معتدل وفي برامج دينية هادفة (…) لم أعد أرى برامج إصدار كتب تونسية جديدة من إعداد أئمة تونسية وترويج للإسلام المعتدل».
وأضاف «لازال لدينا أئمة يشجعون على الجهاد ويتحدثون عن التكفير من دون أية رقابة وأي تأطير أو تقويم لمستوى الخطاب الديني في المساجد (…) ومن العجيب أن نتحدّث اليوم عن مساجد تحت السيطرة ومساجد خارج السيطرة وكأننا لسنا في دولة ذات سيادة»، كما انتقد حملة «غدوة خير» (غدا أفضل) التي أطلقتها الوزارة عام 2016 بهدف مكافحة الأفكار المتطرفة لدى الشباب، حيث اعتبر أنها لم تحقق أية نتيجة، متسائلا عن مآل الأموال المخصصة لها.
واعتبرت مباركة عواينية النائبة عن «الجبهة الشعبية» أن وزارة الشؤون الدينية أصبحت «جسدا بلا روح»، مشيرة إلى «غياب البرامج الإعلامية والكتب والمحاضرات التي تروّج للإسلام المعتدل الذي سارت عليه البلاد منذ 12 قرنا». وأضافت «هناك شيوخ أفتوا بوضوح بضرورة الجهاد في سوريا ومازالوا معينين إلى الآن من قبل وزارة الشؤون الدينية».
فيما تساءلت سماح دمّق النائبة عن حزب «نداء تونس»: «لِمَ لا تكون وزارة الشؤون الدينية وزارة للسعادة؟»، مشيرة إلى أنه «من الضروري اعتماد استراتيجية واضحة لبث الطمأنينة في البلاد (…) والشباب في تونس في حاجة إلى خطاب متوزان ومتطور».
وانتقد الصحبي عتيق النائب عن حركة «النهضة» تدني المستوى التعليمي لأئمة المساجد، متسائلا «كيف نستطيع مواجهة الإرهاب وأئمة الجمعة يعانون نقصًا في التكوين؟». وأوضح أكثر بقوله «المعهد الأعلى للشريعة يخرّج أئمة ووعّاظ ضعفاء الحجّة ثمّ يتم اندابهم ليصبحوا أئمة جمعة (كما أن) إمام الجمعة يتقاضى 275 دينارا (110 دولارات)، هل هذا معقول لإطار (مسؤول أو خبير) ديني؟».
وأضاف «الملايين من التونسيين يحضرون صلاة الجمعة وبذلك يمكن أن تكون منابر المساجد فرصة لتعديل الفكر الديني والحد من التطرف ورفع الوعي الديني (غير أن) الخطاب الديني في تونس حاليا ضعيف ومغترب عن قضايا الواقع»، مذّكرا بأن «الدولة راعية للدين، وفق الفصل السادس من الدستور، ودور وزارة الشؤون الدينية مهم في ضمان ذلك».
ودعت هاجر بن الشيخ أحمد النائبة عن حزب «آفاق تونس» إلى اختزال دور وزارة الشؤون الدينية في «تجديد الخطاب الديني بما يتلاءم مع متطلبات الحداثة من حرية ضمير واحترام للاختلاف»، كما أشارت إلى أن «الزوايا والمقامات أماكن مقدسة حسب الذاكرة والمعتقدات الوطنية وهي تعاني من مشكلة في الصيانة نظرا لتداخل المسؤولية بين وزارة الشؤون الدينية والشؤون الثقافية».
فيما دعت سلاف القسنطيني النائبة عن حركة «النهضة» إلى بناء مساجد خاصة للنساء في تونس، مشيرة إلى أنه «في روسيا الاتحادية بلد لينين وستالين (أبرز قادة الشيوعية)، هنالك بيت للصلاة للنساء». كما دعت إلى تحرير قطاع الحج من سيطرة الحكومة «لكي تتحسّن الخدمات وتنخفض الأسعار، فهنالك العديد من التجاوزات والتشكّيات في السفر لإداء فريضة الحج».
من جانب آخر، اعتبر وزير التربية أحمد عضّوم أن زيادة المنحة المخصصة للأئمة وصيانة المساجد ستثقل كاهل الوزارة «، مضيفا «لدينا قرابة 5700 مسجد في البلاد التونسية ويوجد فريق يعاين الحالات المستعجلة ويتنقل للتثبت من حالة المساجد».وأضاف عضوم «لدينا خط واضح وهو خط الدولة وهو الذي ينبع من الدستور، وليس لدينا مساجد خارج السيطرة بل إننا نتابع ونواكب ما يحدث داخل كل المساجد، والامام الخطيب حر فوق المنبر ولكن لديه ضوابط لا يجب أن يخرج عنها».
كما أشار إلى أن وزارته لا تهتم بالشؤون الإسلامية فقط بل تشرف على شؤون الأديان الأخرى في تونس، مشيرا إلى أنه منذ توليه منصبه قام بزيارات عدة إلى عدد كبير من المساجد والمعابد اليهودية والكنائس المسيحية على حد السواء و»الوزارة ترصد اعتمادات مادية للمعابد والكنائس على غرار مثيلاتها من المساجد».
وكانت «الجمعية التونسية للوعاظ والمؤدبين والإطارات الدينية» دعت إلى حل وزارة الشؤون الدينية، مشيرا إلى أن إبقاء الوزارة على وضعها الحالي «إهدار للمال العام وينبغي حلها والاكتفاء بالعُمد لمتابعة الخطاب الديني، والمعتمدين لتنظيم موسم الحج»، كما اعتبر أن «نجاح عملية إصلاح الوزارة يعتمد على إعادة هيكلتها المركزية والميدانية والترفيع في ميزانيتها بما يتلاءم مع هذا الإصلاح».
ودعت الجمعية، في بـيـان أصدرته الاثنين، إلى إحداث مدرسة خاصة بالوعاظ «تدوم مدة الدراسة فيها سنتين للمتخرجين من الجامعة الزيتونية وتسند للناجحين في إثرها شهادة تخرج ذات طابع أكاديمي مساوية في كل الحقوق والامتيازات للشهادات الأخرى التي تسند في إثر المرحلة الدراسية نفسها (فضلا عن) تكوين لجنة خبراء يُعهد إليها وضع برنامج الإصلاح العقائدي والميداني، وإعادة النظر في طرق انتداب وتكوين الوعاظ والأئمة الخطباء وتدريبهم ورسكلتهم (تهيئتهم) بما يتناسب مع مشروع الإصلاح الفكري، إضافة إلى إعادة توزيع الوعاظ الحاليين على كامل تراب الجمهورية لتحقيق التوازن في تأطيرهم للمعالم الدينية».

دعوات لإلغاء وزارة الشؤون الدينية في تونس ونائبة تقترح استبدالها بوزارة لـ«السعادة»

حسن سلمان:

بغداد تصرّ على إلغاء الاستفتاء ونتائجه كشرط للحوار… وأربيل تلوّح بـ«انتخابات مبكرة»

Posted: 28 Nov 2017 02:31 PM PST

بغداد ـ «القدس العربي»: لا تزال الحكومة الاتحادية في بغداد، تصرّ على موقفها الرافض للاستفتاء والنتائج المترتبة عليه، كشرط أساس لبدء الحوار مع إقليم كردستان.
وأوضح النائب عن التحالف الوطني، حسن سالم لـ«القدس العربي»، أن «الحكومة مصرّة على موقفها الرافض لأي تفاوض ما لم يتم إلغاء الاستفتاء والنتائج المترتبة عليه»، مبيناً أن «على حكومة الإقليم الاستجابة لقرار المحكمة الاتحادية القاضي ببطلان الاستفتاء».
وعن إمكانية إسهام جولة الرئيس العراقي فؤاد معصوم في إقليم كردستان ومحافظة كركوك، في إيجاد مخرج للأزمة المتفاقمة بين بغداد وأربيل منذ الـ25 أيلول/ سبتمبر الماضي، قال: «زيارة معصوم تأتي لتخفيف وطأة التوتر بين بغداد وأربيل، لكن دوره في ذلك كان ضعيفاً، خصوصاً وإنه لم يصدر أي موقف واضح من قبل الإقليم حتى الآن (وقت إعداد التقرير)، تجاه قرارات الحكومة والمحكمة الاتحادية».

أربيل تنتظر بدء المفاوضات

في الطرف المقابل، لا تزال حكومة إقليم كردستان تنتظر «الضوء الأخضر» من بغداد للشروع في جولة من المفاوضات لإنهاء الأزمة بين الطرفين. وأعلنت حكومة إقليم كردستان، أمس الثلاثاء، عن اتفاقها مع الأحزاب الثلاثة الديمقراطي، والكادحين والشيوعي الكردستانيين، على وحدة الصف والحفاظ على «كيان الإقليم» ومكتسبات شعبه.
وقال سكرتير الحكومة، دلشاد شهاب للصحافيين، عقب اجتماع عقده وفد حكومة الإقليم، الذي يرأسه رئيس مجلس الوزراء نيجيرفان بارزاني، ونائبه قباد طالباني، إن «جميع الأحزاب متفقة على وحدة الصف وعلى الثوابت الأساسية بالحفاظ على كيان كردستان»، مؤكداً أن «حكومة الإقليم لا زالت تنتظر جوابا من بغداد للبدء بالمفاوضات».
وأضاف «إذا لم نتوصل إلى خطاب موحد لتشكيل وفد من الأحزاب والقوى السياسية للزيارة (المرتقبة إلى بغداد) فان خيار الذهاب إلى إجراء انتخابات مبكرة سيكون مفتوحا أمامنا».
سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني، كاوه محمد، قال، «بحثنا ثلاث قضايا رئيسة في الاجتماع وهي: الأوضاع الداخلية لكردستان، والمفاوضات مع بغداد، والعلاقات والمعاملات الدبلوماسية مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي، والحفاظ على كيان كردستان».
وتابع: «من الضروري أن نؤسس البيشمركه، موحدة وطنية، وأن ننظر للأمور بواقعية، ونعمل على تجاوز المرحلة الحالية، وفتح باب التفاوض مع بغداد»، مردفاً بالقول إن «على حكومة إقليم كردستان أن تأخذ بالحسبان إرسال بغداد للميزانية والرواتب من عدم إرسالها، وأن تتهيأ لمواجهة أي ظروف تتعرض لها».
وزاد «شعبنا لديه روح المقاومة، ولا يمكن لأحد أو أي سلطة إلغاء استفتاء صوت عليه أكثر من ثلاثة ملايين إنسان».

بارزاني يرفض «الشروط التعجيزية»

كذلك، طالب زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الحكومة الاتحادية بالتخلي عن «شروطها التعجيزية» للبدء الحوارات والتفاوض مع حكومة إقليم كردستان لحل الخلافات.
وأشار خلال لقاء حزبي إلى «المفاوضات والحلول السلمية، والانتقائية في الدستور بالتعامل مع إقليم كردستان، والاستمرار بخرقه، وإنهاء المشاركة من قبل الحكومة العراقية والتي تسببت بالأوضاع الحالية».
وأضاف أن «حكومة كردستان مستعدة للجلوس والتحاور مع بغداد، وضرورة هذا الأمر لتعبيد طريق الحوار وبهذا فإن كردستان قدمت ما عليها»، داعياً «الحكومة الاتحادية في بغداد إلى التخلي عن شروطها التعجيزية».
وأعتبر أن «فرض الأمر الواقع بالقوة والسلاح، والخيانة أمور غير مقبولة»، مؤكدا أن «الأوضاع الحالية مؤقتة ولن تستمر إلى الأبد».
وكان بارزاني أعلن، أمس الأول، دعم حوار حكومة إقليم كردستان مع حكومة بغداد، مؤكداً إن «كانت بغداد صادقة في نواياها في معالجة المشكلات والقضايا العالقة فعليها الكف عن وضع شروط تعجيزية أمام طريق الحوار».

بغداد تصرّ على إلغاء الاستفتاء ونتائجه كشرط للحوار… وأربيل تلوّح بـ«انتخابات مبكرة»

مشرق ريسان

المعارضة توجه انتقادات حادة لنية الصين إرسال وحدات عسكرية إلى سوريا

Posted: 28 Nov 2017 02:30 PM PST

حلب – «القدس العربي»: انتقدت شخصيات في المعارضة السورية الأنباء التي تم تداولها عبر الإعلام بشأن نية الصين إرسال وحدات عسكرية إلى سوريا، لمحاربة ما سمته «حركة تركستان الشرقية الإسلامية».
وكشفت وسائل إعلامية روسية أمس الثلاثاء، أن وزارة الدفاع الصينية تنوي إرسال وحدتين عسكريتين باسم «نمور سيبيريا» و»نمور الليل» من قوات العمليات الخاصة الصينية إلى سوريا، في حين قالت القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية عبر موقعها في فيسبوك، إن قوات خاصة صينية ستتوجه إلى سوريا قريباً للمشاركة في محاربة الإرهابيين من «حركة تركستان الشرقية الإسلامية» الذين رصدت القوات السورية وجودهم في ريف دمشق.

مزيد من الفوضى

واعتبر عضو الائتلاف السوري المعارض محمد يحيى مكتبي أن ارسال الصين قواتها إلى سوريا، يعني مزيداً من حالة الفوضى وتقاسم النفوذ، حيث أن هذا الأمر غير مقبول على الإطلاق، لأنه سيؤدي إلى مزيد من القوات التي تعبث في المشهد السوري.
وأكد لـ»القدس العربي»، أن ارسال الصين لقواتها إلى سوريا لن يخدم العملية السياسية ولا مفاوضات جنيف أو أي شيء له علاقة بمستقبل سوريا خصوصاً والمنطقة عموماً، حيث لا يمكن تسميتها إلا بـ»قوات» احتلال. وأشار مكتبي إلى أن كل القرارات الدولية والبيانات التي صدرت من لقاءات زعماء العالم تؤكد على إجلاء القوات الأجنبية كافة من سوريا، «لكن نظام بشار الأسد ليس لديه أي مانع بأن يجلب كل شياطين الأرض والمرتزقة وجيوش العالم من أجل بقائه على الكرسي حتى لو دمرت سوريا بأكملها».
وأردف «أصبح هنالك العشرات من قوات الاحتلال في سوريا، حيث ليس هنالك مشكلة لدى نظام الأسد الإجرامي من ذلك، المهم بقاؤه على الكرسي بغض النظر عن التكلفة والثمن، حيث يدعي النظام ويحاضر في النهاية بالسيادة والوطنية التي هو أبعد ما يكون عنها بعد تحوله من رئيس مافيا إلى مندوب خامنئي في دمشق».

رسالة للاعبين الدوليين

ورأى المحلل والخبير العسكري اللواء محمود العلي،إن إرسال قوات عسكرية صينية في هذا الوقت بالذات يعني توجيه رسالة إلى اللاعبين الفاعلين على الساحة السورية بأن الصين لها حصة من الكعكة السورية، إضافة إلى أنها تكون في الوقت ذاته قد ساعدت صديقتها وحليفتها روسيا ووقفت إلى جانبها وبالتالي إلى جانب النظام وإيران.
وأضاف لـ«القدس العربي»، إن الصين دولة عظمى ولديها مصالح اقتصادية كبيرة على مستوى العالم، وهي في العقود الثالثة الماضية، بدأت في الانتشار عبر بقعة الكرة الأرضية من أجل مصالحها، خاصة في مجال النفط والطاقة.
وأوضح اللواء العلي أن للصين مصالح في سوريا ولديها في الماضية خبراء وعقود في مجال النفط والطاقة، حيث كانوا في محافظة دير الزور، وبالتالي الصين لن ترى من مصلحتها ترك الساحة السورية بشكل نهائي، حيث أن دخولها للمحافظة على مصالحها على الطاولة في المستقبل القريب.
وأضاف ، «من هذا المنطلق تكون الصين قد حققت ما يسمى بالدعم غير المباشر الذي بدأت به في مجلس الأمن والمحافل الدولية لحماية نظام الأسد من الإدانة القانونية والسياسية في المحافل الدولية، خاصة أنها شعرت باقتراب الحل في سوريا وأنها يجب ان تكون حاضرة على الطاولة وتأخذ جزءاً من هذه الكعكة التي تتقاسمها الدول الكبرى والإقليمية».

الوجود الروسي

في المقابل اعتبر الإعلامي السوري المعارض عبد الجليل السعيد،»أن التواجد الصيني كما هو معلن أصبح مشرعناً من أجل القتال إلى جانب النظام نتيجة الأجواء التي توحي مؤخراً بأن النظام ينتصر، إلا أنها أكذوبة مفادها وحقيقتها أن النظام أصبح عبارة عن حجر شطرنج خاسر على هذه الأرض بعد أن أصبحت سوريا دولة محتلة».
ورداً على سؤال حول مدى تأثير إرسال قوات صينية إلى سوريا على المفاوضات الجارية في جنيف قال السعيد لـ«القدس العربي»، إنه لا توجد عملية سياسية جدية وحقيقية اليوم لأسباب كثيرة أهمها أن المجتمع الدولي المتمثل في روسيا وأمريكا غير متفاهمين حتى اللحظة على فرض حل في سوريا، حيث أن ما يجري في جنيف عبارة عن «تفريش» قيود سياسية وفق تعبيره.

المعارضة توجه انتقادات حادة لنية الصين إرسال وحدات عسكرية إلى سوريا

عبد الرزاق النبهان:

وزارة الدفاع الأمريكية لم توقف إرسال الأسلحة إلى الأكراد… ولا استراتيجية متماسكة بعد تجاه سوريا

Posted: 28 Nov 2017 02:30 PM PST

واشنطن -«القدس العربي»: قالت وزارة الدفاع الامريكية إنها تستعرض العملية التي تستخدمها لتوفير المعدات والاسلحة للمقاتلين الأكراد في قوات سوريا الديمقراطية ولكنها لم توقف ارسال الاسلحة. واكد المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل روبرت مانينغ ان الادارة «تستعرض التعديلات المعلقة على الدعم العسكري المقدم للشركاء الاكراد بقدر المتطلبات العسكرية اللازمة لهزيمة تنظيم الدولة في سوريا والعراق وبطريقة تسمح بجهود الاستقرار ومنع داعش من العودة».
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو في وقت سابق ان ترامب التزم مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بان الولايات المتحدة لن توفر اسلحة للمقاتلين الاكراد في سوريا. وتعتبر تركيا ان قوات الدفاع الشعبية الكردية المعروفة باسم وحدات حماية الشعب، هي عبارة عن امتداد للمتمردين الاكراد في حزب العمال الكردستاني المحظور. وأوضح اوغلو ان ترامب قال بوضوح انه اعطى تعليمات واضحة وان وحدات حماية الشعب لن تتسلم أسلحة وان هذا الهراء يجب ان ينتهي منذ وقت طويل. وأصدر البيت الابيض في وقت لاحق بياناً أكد فيه انه تم التطرق للموضوع ولكن الادارة الامريكية لم تلتزم بفرض حظر كامل، واضاف البيت الابيض ان ترامب ابلغ اردوغان بخصوص الموضوع.
وبدأ الجيش الامريكي في أيار/ مايو الماضي بتزويد الاكراد بالاسلحة والمعدات للمساعدة في معارك قوات الدفاع ضد (داعش) بعد ان وقع ترامب على الخطة للمساعدة في استعادة مدينة الرقة السورية. ورداً على سؤال حول احتمال وقف الاسلحة قال مانينغ ان البنتاغون لم ينفذ بعد مثل هذا الاجراء وانه يلقي نظرة الان. واشار مانينغ الى ان الولايات المتحدة اوضحت لتركيا ان الاسلحة المقدمة لقوات سوريا الديمقراطية التي تضم عناصر كردية من قوات الدفاع الذاتي ستكون محدودة للمهمة وان تقديمها بشكل متزايد يهدف لتحقيق هدف هزيمة (داعش).
واستنتج محللون امريكيون ان محادثة ترامب مع اردوغان تشير الى انتصار اطراف سياسية معينة في الادارة الامريكية تعمل بتنسيق أفضل مع ترامب وصناع السياسة في وزارة الخارجية، وهي تشير، ايضاً الى تواصل الارتباك في فريق ترامب الذى يفتقر الى استراتيجية متماسكة تجاه سوريا.
وكشف مراقبون ان تعليقات ترامب بشأن وقف ارسال الاسلحة الى الاكراد قد تركت اعضاء مجلس الامن القومي وقيادة وزارة الخارجية في حيرة وهم يسعون الى فهم ما فعله (الرئيس) في حين لاحظ العديد من المراقبين ان العديد من المسؤولين في الادارة الامريكية قالوا لوسائل الاعلام قبل يوم واحد فقط من محادثة ترامب مع الرئيس التركي انه سيتم استخدام الاكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة للضغط على نظام الاسد والايرانيين من اجل التوصل الى تسوية سياسية ضمن خطة تهدف الى التحول من الحملة ضد (داعش) الى التركيز على الجهود الرامية الى تحقيق الاستقرار في سوريا وتحقيق تسوية سياسية كما قال وزير الدفاع جيمس ماتيس في مؤتمر صحافي عقد في 13 تشرين الثاني/نوفمبر ان القوات الامريكية ستبقى في سوريا الى ان يتم التوصل الى تسوية سياسية.

وزارة الدفاع الأمريكية لم توقف إرسال الأسلحة إلى الأكراد… ولا استراتيجية متماسكة بعد تجاه سوريا

رائد صالحة:

فتح وحماس والجهاد ترد على الطرح الإسرائيلي إقامة دولة في سيناء: لا مكان للدولة إلا على أرض فلسطين

Posted: 28 Nov 2017 02:29 PM PST

غزة ـ «القدس العربي»: رفضت التنظيمات الفلسطينية تصريحات وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية، التي اعتبرت فيها أن سيناء هي مكان إقامة الدولة الفلسطينية، وأكدت أنه لن يكون هناك مكان للدولة الفلسطينية إلا «على أرض فلسطين»، متوافقة أيضا مع تصريحات أدلى بها وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي رفض هذا التصور الإسرائيلي، الذي طرح مع اقتراب إعلان الإدارة الأمريكية عن خطتها الجديدة للسلام المعروفة باسم «صفقة القرن».
ووصف الناطق باسم حركة فتح أسامة القواسمي تصريحات الوزيرة الإسرائيلية حول توطين الفلسطينيين في سيناء وإقامة دولتهم هناك، بـ «الوقحة والعنصرية»، وقال إنها تمثل «اعتداء مباشرا على الشعبين الفلسطيني والمصري». وأكد في تصريح صحافي أن» «لشعبنا وطنا ودولة اسمها فلسطين»، مشددا على أن سيناء «ستبقى مصرية، ولا نقبل بأقل من حقوقنا المشروعة كاملة دون انتقاص». وأكد أن الشعب الفلسطيني «جاهز ومستعد للصمود والتحدي والبقاء الى أن يزول الاحتلال عن أرضنا ودولتنا مهما طال الزمن».
وأوضح القواسمي أن هذه التصريحات تؤكد توجهات حكومة الاحتلال الرافضة للقانون الدولي، لافتا إلى أن هذه الحكومة تبحث عن كل الصيغ المستحيلة، ولا تبحث عن الصيغة الوحيدة لصنع السلام الحقيقي والمتمثلة بإنهاء الاحتلال الاستعماري عن أراضي دولة فلسطين وعاصمتها القدس المحتلة.
من جهته قال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري، في تصريح صحافي إن حركته تدين تصريحات الوزيرة الإسرائيلية التي اعتبرت سيناء مكاناً للدولة الفلسطينية. وأكد تضامن حماس الكامل مع مصر ضد اي محاولات أو مشاريع «تنتقص من السيادة المصرية على سيناء أو غيرها من التراب المصري».
وشدد أبو زهري المسؤول في إدارة العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس على أنه «لن يكون هناك مكان للدولة الفلسطينية الا على أرض فلسطين».
وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن تصريحات الوزيرة الإسرائيلية التي وصفتها بـ «المستوطنة الصهيونية»، مدانة ومرفوضة رفضاً مطلقا.
وأضافت في تصريح صحافي «أرض سيناء تخص مصر الشقيقة، التي دافع عنها الأشقاء المصريون بدمائهم وأشلائهم». وأكدت أن «فلسطين هي أرضنا التي ستقام دولتنا على كامل ترابها المبارك من البحر إلى النهر، ولن يقبل الشعب الفلسطيني بأي مكان بديل عن وطنه وأرضه التي سيرحل عنها العدو الصهيوني مدحوراً».
ودعت الحركة مصر والعرب جميعاً إلى «إغلاق أرضهم وبلادهم في وجه هذه المستوطنة الحاقدة، وفي وجه كل الصهاينة المعتدين»، كما شددت على ضرورة الحذر من المخططات الدنيئة» لتفتيت وتقسيم العالم العربي والإسلامي.
جاء ذلك بعدما قالت غيلا غامليئيل «إن أفضل مكان للفلسطينيين ليقيموا فيه دولتهم هو سيناء». وأدلت الوزيرة الإسرائيلية بهذه التصريحات قبل أيام في حديث صحافي، سبق مشاركتها أول من أمس في مؤتمر نسائي تابع للأمم المتحدة عقد في العاصمة المصرية القاهرة.
وكان وزير الخارجية المصري قد أعلن عقب تلك التصريحات رفض بلاده التفريط في ذرة واحدة من تراب سيناء. وقال في تصريحات تلفزيونية «نرفض أي تصريح من أي جهة أو أي تفكير بشأن الانتقاص من سيادة مصر على أراضيها، خاصة سيناء التي رويت بدماء المصريين دفاعا عنها». وأضاف «لن تتنازل لأحد عن ذرة من تراب سيناء ولن نسمح لأحد بأن يعتدي عليها».

فتح وحماس والجهاد ترد على الطرح الإسرائيلي إقامة دولة في سيناء: لا مكان للدولة إلا على أرض فلسطين
وسط دعوات لإغلاق الدول العربية في وجه «الصهاينة» والحذر من مخطط التفتيت

الجزائر: إشاعة فرض ضريبة على العزّاب تُلهب مواقع التواصل الاجتماعي

Posted: 28 Nov 2017 02:29 PM PST

الجزائر ـ «القدس العربي»: التهبت صفحات جــــزائرية عديدة خلال الأيام القليلة الماضية على وقع إشاعة تقـــول إن الحكومة قررت فرض ضريبة على العزّاب والعازبات من الجزائريين.
وبرغم أن الموضوع يبدو غريبا وصعب التصديق، إلا أن الكثيرين صدقوا هذه الكذبة التي لاقت رواجا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أن صحافيين وقعوا في فخها.
الكذبة الجديدة تقول إن الحكومة وفي إطار قانون الميزانية للعام المقبل قررت فرض ضريبة قيمتها نحو 40 دولارا على غير المتزوجين من الرجال والنساء، وبرغم عدم وجود أي سند يؤكد الأمر، وبرغم أيضا أن مشروع قانون الميزانية منشور عبر مواقع إلكترونية بتفاصيله، إلا أن الكذبة لاقت رواجا كبيرا، لأنها تزامنت مع عرض قانون الميزانية، ولأن فرض ضرائب جديدة ورسوم مستحدثة على خلفية الأزمة المالية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من سنتين أصبح موضة كل قانون ميزانية جديد، والغريب أن الذين تداولوا هذه الكذبة وسوقوا لها عن قصد أو عن جهل، لم يحركهم إسقاط البرلمان لمقترح فرض ضريبة على الثروة التي تضمنها مشروع قانون الميزانية، الذي أسقطته لجنة الميزانية في مجلس الشعب ووافق على ذلك النواب بالأغلبية.
الأغرب أن الكثيرين تقبلوا المسألة، وراحوا يسألون إن كان عليهم أن يدفعوا الضريبة المزعومة كل شهر أم كل سنة، وراح آخرون يتساءلون إن كان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، باعتباره غير متزوج حاليا، سيدفع هو أيضا الضريبة أم لا، وقد وقع عدد من الصحافيين في فخ الإشاعة، ولم يسعوا للتأكد من صحة ما تم تداوله بهذا الشأن.

 

الجزائر: إشاعة فرض ضريبة على العزّاب تُلهب مواقع التواصل الاجتماعي

قرار التقسيم بعد سبعين عاما: هل «أصاب» المؤيدون له؟

Posted: 28 Nov 2017 02:28 PM PST

تصادف يوم صدور هذا المقال الذكرى السبعين لقرار تقسيم فلسطين الذي تبنّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 1947. وجدير بالتذكير أن الأمم المتحدة في ذلك الحين كانت مغايرة جداً لما صارت إليه بعد إنجاز القسم الأعظم من نزع الاستعمار خلال العقدين اللاحقين. فقد كانت عضوية الجمعية العامة عند التصويت على قرار التقسيم تقتصر على 57 دولة (مقابل 193 حالياً)، بينها اثنتا عشرة دولة آسيوية فقط وأربع دول افريقية لا غير (وبين الأخيرة دولة جنوب افريقيا العنصرية). وكانت للولايات المتحدة الأمريكية اليد العليا في المنظمة الدولية، يليها في المكانة الاتحاد السوفييتي، الظافر الآخر في الحرب العالمية الثانية. ولما كانت واشنطن وموسكو مؤيدتين لتقسيم فلسطين، كان محتماً أن يحصل القرار على أغلبية، تشكلت من ثلاث وثلاثين دولة (مقابل ثلاث عشرة دولة رافضة وعشر دول ممتنعة ودولة واحدة غير مشاركة في التصويت).
وقد أجمعت الدول العربية على رفض قرار التقسيم، بما فيها الدول العربية الست التي كانت تنتمي إلى الأمم المتحدة (مصر والعراق وسوريا والمملكة السعودية واليمن ولبنان)، كما رفضته الحركة الوطنية الفلسطينية وشتى الفصائل الوطنية العربية.
أما الأحزاب الشيوعية العربية التابعة لموسكو، فقد انقلبت من معاداة الصهيونية إلى تأييد تحقيق مشروعها. وقد بقي موقفها هذا وصمة عار على جبينها، لا سيما وأنه اقترن بقيام موسكو بدور حاسم في تسليح الحركة الصهيونية في قتالها ضد الشعب الفلسطيني والجيوش العربية.
هذا الواقع الأخير غاب عن برنامج تلفزيوني مكرّس للكاتب أميل حبيبي، بثّته قناة «الميادين» قبل أسبوعين ونيّف تحت عنوان «السياسة في هوامش الأدب»، وقد دار قسم هام منه حول تأييد الشيوعيين لقرار التقسيم. كان ملفتاً أن قناة محسوبة على محور «الممانعة» فسحت مجالاً واسعاً أمام «الحزب الشيوعي الإسرائيلي» كي يبرّر موقفه التاريخي، بل يدّعي أن ذاك كان هو القرار الحكيم! ويبدو أن تأييد الحزب المذكور للنظام السوري قد فتح أمامه أبواب أجهزة إعلام «ممانِعة» تلتقي معه في هذا التأييد، منها «الميادين» ومنها صحيفة «الأخبار» اللبنانية.
أما حجة الذين دافعوا عن قرار التقسيم في برنامج «الميادين»، فهي تقوم بصورة أساسية على تصوير «البقاء» في فلسطين، ولا سيما الأراضي الفلسطينية التي منحتها الأمم المتحدة للدولة «اليهودية»، وكأنه مرتهن بقبول القرار. ولهذا الافتراض قرينتان منطقيتان، اثنتاهما منافيتان للواقع بجلاء هو بغنى عن البرهان: القرينة الأولى أن جميع الذين بقوا في الأراضي التي استولت عليها الحركة الصهيونية عام 1948 كانوا من مؤيدي التقسيم (والحقيقة أن الشيوعيين كانوا أقلية ضئيلة)، والقرينة الثانية أن جميع الذين غادروا تلك الأراضي إنما فعلوا ذلك طوعاً من جرّاء رفضهم للتقسيم (وهذا ادّعاء الرواية الصهيونية بامتياز).
أما الحقيقة فهي أن القبول بقرار التقسيم لم يكن فاصلاً بين البقاء والمغادرة، بل كان فاصلاً بالأحرى بين نوعين من البقاء: بقاءٌ مقاوم متشبّث بالأرض حيث كان الأمر ممكناً، إذ لا يجوز لأحد أن يلوم الجماهير الفلسطينية التي نزحت من ساحات المعركة، كأي جماهير مدنية إزاء ظروف حربية، وهي تعتقد أنها سوف تتمكن من العودة بعد حين، بل أنها سوف تعود وقد اندحر الصهاينة. أما النوع الآخر فهو بقاءٌ بالثناء على الصهيونية، تلازم مع الانخراط في جوقتها التي أطلقت على حرب الاستيلاء على فلسطين وتأسيس الدولة الصهيونية تسمية «حرب الاستقلال». وهذا الموقف الأخير هو عين الذي تبنّاه قبل سبعين عاماً «الحزب الشيوعي الإسرائيلي» بمن فيه أعضاؤه من الفلسطينيين العرب.
وهل يُعقل لشعب، أياً يكن، أن يقبل بأن تُمنح لثلث سكان بلاده (33 في المئة) معظم أراضيها (56 في المئة)، لا سيما عندما تكون الغالبية العظمى من الثلث المذكور مؤلفة من مهاجرين وفدوا إلى البلاد حديثاً، خلال السنوات الخمس عشرة السابقة، بل وفدوا من أوروبا تؤطّرهم حركة استيطانية استعمارية وبدعوة من الدولة الأوروبية الاستعمارية التي سيطرت على البلاد بالبطش والتعسّف؟ والحال أن تلك هي حقيقة قرار التقسيم الذي قد يكون أكثر القرارات إجحافاً وظلماً في تاريخ الأمم المتحدة.
أما أن يدّعي أحد بعد مرور سبعين عاماً أن القبول بذلك القرار كان موقفاً وطنياً صحيحاً وشريفاً بدل الاعتراف بأن القبول به ضربَ بالمصلحة والكرامة الوطنيتين العربيتين الفلسطينيتين عرض الحائط وضحّى بهما انصياعاً لموسكو التي أملت الموقف، إنما هو أمر مذهل حقاً.
لا يجوز إنكار الدور الهام الذي لعبه الحزب الشيوعي داخل الدولة الصهيونية في صيانة الشخصية الوطنية الفلسطينية، وعلى الأخص في الحقل الثقافي من خلال أدباء أمثال أميل حبيبي وتوفيق زيّاد وسميح القاسم، دون نسيان الشاعر العظيم محمود درويش الذي ترعرع في الحزب في أولى مراحل حياته. لكنّ استمرار الحزب حتى يومنا هذا في تبرير الموقف الذي اتخذه قبل سبعين عاماً، لا بل افتخاره به، بدل القيام بنقد ذاتي لموقف نبع بالدرجة الأولى من تبعية للاتحاد السوفييتي مُشينة وعمياء، فهو ضربٌ من الهراء الشيخوخي.

٭ كاتب وأكاديمي من لبنان

قرار التقسيم بعد سبعين عاما: هل «أصاب» المؤيدون له؟

جلبير الأشقر

السلام الجديد والحرب التالية

Posted: 28 Nov 2017 02:28 PM PST

صديق قديم هاتفني أمس من الأردن. ساعديني على الخروج من الورطة، طلب مني، هناك موضوع شخصي عاجل، وأنا ملزم بالوصول إلى تل أبيب. لا حاجة لصديقي أن يشرح: فالسفارة الإسرائيلية في عمّان مغلقة ومنغلقة منذ أربعة أشهر، ولا يوجد من يصدر له تأشيرة دخول ويختم جوازه. تذكير: الملك غاضب على نتنياهو الذي لا يجد من الصواب إنهاء قضية الحارس. الشارع الأردني يغلي في أعقاب الموت غير المفسر لاثنين من المواطنين. إسرائيل تعهدت بنقل ملف التحقيق واستنفاد القانون. الملك والشارع فقدا الصبر.
لمئات جوازات السفر التي علقت في السفارة الفارغة، بعضها جوازات سفر من مصر أرسلت إلى عمان في أعقاب إغلاق سفارة إسرائيل في القاهرة، وجد حل منذ الآن. في الأردن أصدروا وثائق جديدة.
في القاهرة، يطلبون، قبل كل شيء «البطاقة الصفراء» من كل من يطلب زيارة إسرائيل. أما إجراء الحصول على هذه البطاقة، في مكاتب الأمن العام، فمخيف. أحد لن يرغب في أن يسجل اسمه وعنوانه: فهو قد يتعرض لزيارة ليلية لفحص ما يحفزه لزيارة تل أبيب. كما أن أحدا لن يرغب في أن «يقبض عليه متلبسا بالتطبيع».
أمام ناظرينا يتثبت سلام جديد. لم يعد سلاما باردا، مغتربا ومعاديا، بل سلام يختبئ في الأماكن الأعلى في قمم الحكم. حاكم حيال حاكم، في حالة مصر، وجهاز حيال جهاز، في حالة الأردن. السيسي يعلن بمبادرته أنه يتحدث مع نتنياهو، وهذا يلقي بملحوظة عن «حديث شائق مع الرئيس المصري». في حالة الملك الغاضب في الأردن، لا يحتاج الشارع إلى أن يخرج إلى التظاهر ضد المؤشرات التي تشهد على علاقات التطبيع. فكل شيء يجري التواضع فيه، وإسرائيل آخذة في الابتعاد.
الآن يدخل إلى الصورة الشريك الثالث، ولي العهد الشاب من السعودية الذي يفرض نظاما جديدا، سياسيا، اقتصاديا، وربما أيضا اجتماعيا، ومن ناحيته فإن السماء هي الحدود. فمن نصدق: الوزير يوفال شتاينتس الذي ينثر تصريحات عن التعاون والاتصالات الخفية عن العين، أم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي ينفي بكل لهجة حازمة، ويصر على أنه لا توجد أمور كهذه أبدا؟ يمكن التخمين، بأنه لو لم تكن اتصالات حقا، لكان الوزير من السعودية يسمح لنفسه بالصمت. مؤشرات متراكمة كثيرة على الأرض على أنه يجري حوار على مستوى عال. الكثير جدا من المصالح من تحت البساط، والتهديد الإيراني على رأسها، تربط بين الرياض والقدس. أنا مستعدة لأن أصدق وزير الخارجية السعودي حين يصر بأننا لم نصعد في هذه الأثناء على مسار العلاقات المفتوحة. الاختبار سيتم قريبا، إذا ما أصدرت تأشيرات دخول إلى الرياض لمنتخب الشطرنج الإسرائيلي، وكيف سيستقبلون، إذا كانوا سيستقبلون على الإطلاق.
إن السلام الجديد يرسم حدود معسكر «الأخيار» حيال معسكر «الأشرار» في حارتنا، بين المحور الإسلامي السنّي المعتدل ومحور الشر الشيعي، حين تمكنت إيران من أن تستقر في أربع عواصم: بغداد، دمشق، صنعاء وبيروت. الحرس الثوري لم يخرج في نزهة سنوية؛ فقد جاء لاحتلال المواقع. وفي المحور المعتدل يتعلمون كيف يسيرون كمن يسير على قشر البيض. إذا ما اندلعت مواجهة في أحد الأماكن، فإن الحرب التالية ستكون الأفظع والأشد التي نشهدها، مع سلاح لم نحلم به، ونزف دم ودمار. هذه لن تكون حربا بين الدول، هذه ستكون حربا في داخل المعسكر الإسلامي التي يحاول الجميع الآن منعها وسيكون من الصعب على إسرائيل، العالقة في الوسط، أن تتملص.
إن شركاء السلام الجديد يتعلمون معًا كيف يزنون حجوم المواجهة التالية. ينبغي الانتباه للتحذيرات من جهة (نصرالله) وصافرات التهدئة الصادرة عن جهتنا. أحد لا يعتزم المبادرة إلى مغامرة في لبنان حيال الإيرانيين ومخزونات صواريخ حزب الله. احد في الرياض، في القاهرة وفي عمّان لن يأخذ على عاتقه المسؤولية للقيام بالخطوة الأولى حيال إيران التي لا يمكن أن نعرف أين وكيف تنتهي. والسلام؟ سيبقى في مكانه الجديد، الخفي، وسيبتعد عن المستوى المدني، لأن الزعماء مشغولون.

سمدار بيري
يديعوت 28/11/2017

السلام الجديد والحرب التالية
لا أحد في الرياض أو في القاهرة أو في عمّان سيأخذ على عاتقه المسؤولية للقيام بالخطوة الأولى حيال إيران
صحف عبرية

إيران تعتقل أحد أئمة الجمعة السُنّة بتهمة «التحريض على النظام»

Posted: 28 Nov 2017 02:28 PM PST

لندن ـ «القدس العربي»: بعد ما دفعت الانتقادات الواسعة الشعبية في إيران ضد المسؤولين بسبب قصورهم في إيصال المساعدات الضرورية إلى المناطق المتضررة من الزلزال الأخير الذي ضرب غرب البلاد، قامت السلطات الأمنية باعتقال إمام جمعة أهل السُنّة والجماعة في قضاء «شيوه إبراهيم» بكردستان إيران، سلام كلنواز، والصحافي الإيراني، أرجنغ زركوشي، و6 مراسلين صحافيين آخرين، أسهموا في الكشف عن إهمال المسؤولين في حل المشاكل الضرورية للمتضررين من الزلزال وسرقتهم للمساعدات، بتهمة «التحريض على النظام».
وأفادت وكالة «هرانا» للأنباء التابعة لمنظمة الدفاع عن حقوق الإنسان الإيرانية، أن وزارة المخابرات والأمن الإيرانية وجهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري اعتقلتا أرجنغ زركوشي وسلام كلنواز ورحمان مدني وإدريس محمودي وجوانرود قادري وقاسم زركر زادة ومجيد حسنياني وشهرام فرهادي، بتهمة «التحريض على النظام» لكشفهم عن المعاناة التي يمر بها المتضررون من الزلزال الأخير في إيران وسرقة المساعدات وإهمال المسؤولين في حقهم.
وتم اعتقال هؤلاء في بعض مدن إقليم كردستان إيران، سنندج وبوكان وكرمانشاه وسربل ذهاب وكيلان غرب.
وقال أرجنغ زركوشي في مقطع مصور نشره عن معاناة الناس في المناطق المتضررة من الزلزال وعدم إيصال المساعدات الضرورية، بأن المسؤولين الإيرانيين خانوا الشعب والوطن، وأكد أنه لا يهمهم المعاناة التي يمر به الناس، وإن الشعب يطالب برحيلهم.
ووجهة سلام كلنواز انتقادات حادة للمسؤولين الإيرانيين خلال خطبة صلاة الجمعة قبل اعتقاله.
وأكدت الوكالة أن محاولات ذوي المعتقلين معرفة أخبار عن صحتهم أو مكان احتجازهم لم تفلح حتى اللحظة.

إيران تعتقل أحد أئمة الجمعة السُنّة بتهمة «التحريض على النظام»
كشف إهمال المسؤولين لحل مشاكل المتضررين من الزلزال
محمد المذحجي

اليمن: مصادر رسمية تتهم الأذرع العسكرية لدولة الإمارات في تعز بتعكير الأجواء الأمنية والتسبب في سقوط جبهات

Posted: 28 Nov 2017 02:27 PM PST

تعز ـ «القدس العربي»: اتهمت مصادر عسكرية مسئولة في تعز الأذرع العسكرية لدولة الإمارات العربية المتحدة بتعكير الأجواء الأمنية في مدينة تعز والتي تسببت في سقوط مواقع عسكرية وإشعال فتنة أمنية في أكثر من صعيد خلال اليومين الماضيين.
وكشفت قيادة اللواء 22 ميكا التابع للجيش الحكومي اليمني في تعز في بيان لها أمس الثلاثاء ان الفصيل السلفي المسلح في مقاومة تعز المدعوم من دولة الإمارات وهو (كتائب أبوالعباس) المصنف على لائحة الإرهاب قام باحتجاز تعزيزات عسكرية للواء 22، يوم أمس وهو ما أسفر عن سقوط مواقع عسكرية هامة في أيدي ميليشيا الانقلابيين الحوثي وعلي صالح.
وقالت في بيان أصدرته أمس إن «الحوثيين هاجموا موقع عبدان والجيرات في جبل صبر جنوبي مدينة تعز، الاثنين، وهو ما دفع قيادة الجبهة لطلب التعزيزات.. وفوجئنا باحتجاز كتائب أبو العباس لتلك التعزيزات ومنعها من التحرك نحو هدفها، قبل أن نتواصل مع اللجنة المكلفة، للإفراج عن الحملة».
وأوضحت أن «محاولات إقناع اللجنة وأبو العباس بضرورة الإفراج عن التعزيزات استمرت منذ منتصف النهار وحتى بعد العشاء(أمس الأول)، لكن لم يُبدِ أبوالعباس أي تجاوب مع اللجنة، ولم يسمح بالإفراج عن التعزيزات، مما عرَّض الموقع للسقوط بيد المليشيات».
وأعلنت قيادة اللواء 22 ميكا أن كتائب أبوالعباس تتحمل المسؤولية الكاملة عن سقوط الموقع العسكري بيد الحوثيين. وطالبت القوات الحكومية بضرورة (اتخاذ موقف حازم) من الممارسات التي تقوم بها كتائب أبوالعباس التي تخدم الانقلابيين الحوثيين وقالت ان «هذه الأفعال تقدم خدمات مجانية للعدو، ونطالب بالتعامل الحازم مع هؤلاء العابثين بتضحيات الجيش الوطني وأبناء تعز، لثلاث سنوات».
وذكرت مصادر أمنية لـ(القدس العربي) في تعز أن هذه التحركات التي قامت بها كتائب أبوالعباس ضد القوات الحكومية في مدينة تعز جاءت بعد ثلاثة أيام من المواجهات المسلحة بين مسلحين من كتائب أبوالعباس وفصيل مسلح في المقاومة الشعبية بتعز يدعى (لواء الصعاليك) وخلق أجواء من التوتر بين قوات المقاومة والجيش الحكومي، في الوقت الذي قامت به ميليشيا الانقلابية بالتصعيد العسكري في اكثر من جبهة عسكرية، وفي مقدمتها مواقع عبدان والجيرات والتي سقطت أمس بيد الميليشيا الحوثية بعد قيام مسلحي كتائب أبوالعباس بمنع التعزيزات من القوات الحكومية لتلك الجبهة الملتهبة منذ عدة أيام.
وأوضح أن معسكر الشرطة العسكرية بتعز شهد أمس أيضا تمردا عسكريا ضد القوات الحكومية، وتسبب في مواجهات محدودة بين عسكريين تابعين له وعسكريين آخرين يتبعون محور تعز العسكري، والذي يعد أعلى سلطة عسكرية في محافظة تعز.
وأسفرت هذه المواجهات عن سقوط جرحى بينهم وكيل محافظة تعز عارف جامل، الذي كان يقود جهود وساطة بين العناصر المسلحة التابعة لكتائب أبوالعباس ولواء الصعاليك لإخماد الفتنة الأمنية التي تسببت في القلق الأمني الكبير لمدينة تعز.
وأوضحت قيادة محور تعز العسكري في بيان تلقت (القدس العربي) نسخة منه أن ما جرى أمام مقر قيادة الشرطة العسكرية بتعز أمس هو «شأن عسكري بحت جاء نتيجة لتدخل سلبي من خارج مؤسسة الجيش أدَّت إلى تعرض مكاسب التحرير ومؤسسات الدولة إلى الخطر، وسيبقى الجيش قادرا على حل كل العوائق والاشكالات التي تعترض وحدة قراره العسكري».
ودعت قيادة المحور جميع الأطراف «إلى دعم الجيش الوطني خاصة ونحن في حالة حرب قائمة تستوجب رص الصفوف والوحدة لدعم الجيش بدلا من إرباك مسيرته أو رمي الإعاقات في طريقه».
وشدد على أن «الجيش محكوم بقيادته العسكرية في قيادة المحور والمنطقة العسكرية الرابعة وهيئة الأركان والقيادة العليا للقوات المسلحة، ولا يقبل مطلقاً أي تدخل في مهامه واختصاصاته خارج تلك المؤسسات».
وقال البيان «إن قيادة المحور ترفض بشكل قاطع الاساءة إلى أي من أفراد وضباط ومؤسسات الجيش، وفي حال حدوث أي اشكالات فهناك مؤسسات عسكرية قادرة على التعامل وفق ما تقتضي القوانين والأعراف العسكرية».

اليمن: مصادر رسمية تتهم الأذرع العسكرية لدولة الإمارات في تعز بتعكير الأجواء الأمنية والتسبب في سقوط جبهات

خالد الحمادي

هكذا نجحت الصهيونية في تجنيد أغلبية لجانب قرار التقسيم

Posted: 28 Nov 2017 02:27 PM PST

الناصرة – «القدس العربي»: بمناسبة الذكرى السبعين لقرار تقسيم فلسطين التي تصادف اليوم الأربعاء، يؤكد مؤرخ إسرائيلي أن البعثة الصهيونية للأمم المتحدة اكتشفت بالدقيقة التسعين عدم وجود أغلبية مطلوبة للمصادقة على مشروع القرار المقترح، فلجأت لمكائد سياسية، حيث جندت البيت الأبيض وأخفت أميرا تايلنديا سفير بلاده في المنظمة الأممية.
ويوضح المؤرخ الدكتور أوري ميليشطاين في دراسة جديدة تستند لوثائق أممية وأمريكية، أن البعثة الصهيونية ابتزت سفير ليبيريا بالتهديد بتعليق توقيع اتفاق بلاده مع الولايات المتحدة حول تطوير مواردها الطبيعية في حال «لم يتصرف بالشكل اللائق». أما سفير نيكاراغوا فقد قيل له إنه في حال «تصرف كما يجب» هناك من يحرص على مكافأته من قبل الولايات المتحدة.
وفي 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 1947 تم الحصول على الأغلبية المطلوبة للمصادقة على قرار تقسيم فلسطين. وتفيد الدراسة بعنوان «التحضيرات النهائية- السياسية والعسكرية» بأن مندوب اليونان رفض تأييد القرار لأن بلاده كانت تطمح بدعم السفراء العرب لقضاياها فاختار الامتناع عن التصويت. أما سفير الفلبين الجنرال رومولو فقد فاجأ بمعارضته القرار رغم أن بلاده كانت من الدول المضمونة لجانب الموقف الصهيوني.
وتلفت الدراسة الى أنه كان بوسع واشنطن التأثير على موقف الفلبين واليونان لكنها امتنعت عن ذلك، وهكذا هاييتي التي كانت تخضع لوصاية أمريكية، فقد أخذ سفيرها في الأمم المتحدة يبدي معارضته لمشروع قرار التقسيم مما أدخل البعثة الصهيونية في وضع صعب.
وتقول الدراسة إن مدير قسم العلاقات الخارجية في الوكالة اليهودية موشيه شاريت هو من قاد وقتها تجنيد الدول لجانب القرار، وإنه بادر للقاء عاجل مع قادة الصهاينة في الولايات المتحدة أمثال نحوم غولدمان وآبا هليل سيلفر من أجل التشاور. وطالما أن 15 دولة أعلنت مسبقا رفضها لقرار التقسيم كان على الحركة الصهيونية تجنيد تأييد 30 دولة التي تشكل الثلثين المطلوبين، ولم يكن هناك وقت كافي للتحرك إذ تبقت ساعات فقط لموعد التصويت. وقررت البعثة الصهيونية بعد التشاور التوجه بطلب لدول «صديقة» بأن يقوم سفراؤها بالمماطلة وإطالة خطاباتهم في إجراء يعرف بـ «فليبستر» كسبا للوقت، وقد نجحت بذلك حيث تم تأجيل التصويت من 27 نوفمبر الى 29.

«نيويورك تايمز»

وتكشف الدراسة أن البعثة الصهيونية جندت ثريا يهوديا مقربا من الرئيسين روزفلت وترومان يدعى برنارد باروخ من أجل إقناع طاقم تحرير «نيويورك تايمز «(اليهود) بنشر مقال افتتاحية يدعو الدول الممتنعة للتصويت لجانب مشروع قرار التقسيم. أما الإنجاز الأكبر للبعثة الصهيونية خلال تمديد مدة التداول قبل التصويت بـ 48 ساعة فهو حسب الدراسة تجنيد الإدارة الأمريكية لإقناع دول وحكومات بالتصويت مع القرار، فاحتج السفراء العرب لدى الخارجية الأمريكية ولكن دون جدوى لأن ذلك كان طلب الرئيس الأمريكي.
ويقدم مثالا على ذلك بالقول إن الصهاينة وأصدقاءهم في الإدارة الأمريكية ورجال أعمال أمريكيين كبارا مارسوا الضغوط على صاحب شركة المطاط والإطارات وصاحب الامتيازات في ليبيريا هاروي فييرسون، وهو من جهته توجه للرئيس الليبيري وليام طابمان الذي أمر سفير بلاده في الأمم المتحدة بالتصويت لجانب القرار.
وتكشف الدراسة أيضا أن البعثة الصهيونية علمت أن حكومة هاييتي تشترط دعمها للقرار بقرض بقيمة خمسة ملايين دولار من الولايات المتحدة، وفعلا بادر السفير الأمريكي في هاييتي بالاتصال  بالمسؤولين فيها وقال لهم «أفضل لكم التصويت مع التقسيم»». وهكذا مورست ضغوط كبيرة على سفير الفلبين في واشنطن لتغيير موقف بلاده المعارض للتقسيم، وقيل له إن القرار حيوي جدا ومسألة هيبة وكرامة بالنسبة للولايات المتحدة، داعين إياه للتدخل لدى الرئيس الفلبيني الذي رغب بداية بمعارضة القرار مداراة للمواطنين المسلمين في دولته.
وتشير الدراسة بالتفصيل كيف مارست واشنطن الضغوط الاقتصادية على بكين كي تصوت لصالح قرار التقسيم، لكن هذه قررت الامتناع لأخذها بالحسبان المسلمين في داخلها. وحققت الضغوط على  ممثلي تايلاند خاصة الأمير فان، نتائج أفضل، ووفقا للدراسة فقد أبحر المذكور على متن  سفينة «الملكة ماري» إلى العاصمة بانكوك في 29 نوفمبر زاعما أن الوضع في بلاده اضطره للعودة، ولم يصوت ضد قرار التقسيم بخلاف تعليمات حكومته.
وتنوه الدراسة أن البعثة الصهيونية اهتمت أيضا بالمحافظة على معسكر المؤيدين للتقسيم خاصة دول أمريكا اللاتينية التي عدت 20 من بين 57 دولة مشاركة بعضوية الأمم المتحدة وبدونها لم تكن هناك فرصة للمصادقة على القرار، ولذا قامت الصهيونية في هذه البلدان بسلسلة فعاليات ولقاءات واسعة لحشد تأييد لإقامة إسرائيل. وكانت النتيجة أن صوتت 13 دولة من هناك مع القرار فيما امتنعت ست دول أخرى، ووقفت كوبا فقط ضد التقسيم.
وتمكنت البعثة الصهيونية من إقناع مندوب تركيا بالتصويت لصالح التقسيم لكن حكومة بلاده رفضت ذلك. كذلك تروي الدراسة كيف مورست الضغوط على فرنسا وبلجيكا وتم ثنيهما عن موقف الامتناع بالاستفادة من لوبيات يهودية فيهما.

الدور الأمريكي

وتدلل الدراسة على الدور الأمريكي المهم الذي قام به الرئيس ترومان من وراء الكواليس للحصول على أغلبية ثلثين، من خلال مراجعة رسائل شكر ومديح وصلته من جهات صهيونية بعد المصادقة على التقسيم. وتقول على سبيل المثال إن سيلفر قال في اجتماع إدارة الوكالة اليهودية في القدس : «حصولنا على أغلبية في التصويت فهذا بفضل ترومان الذي بذل حهودا كبيرة ويبدو أن اعتبارات انتخابية داخل الولايات المتحدة حركته». وهناك وثيقة في أرشيف الوكالة اليهودية تنقل عن وزير خارجية البرازيل وقتها قوله إن «الفضل بالمصادقة على التقسيم يعود لجهود ترومان المعلنة والخفية خاصة في الأيام الأخيرة قبيل التصويت والتي قاد فيها التغيير بموقف بلاده».

الضغط العربي

في المقابل تقول الدراسة إن الجانب العربي حاول ممارسة ضغوط للحيلولة دون ولادة قرار تقسيم فلسطين. وتشير إلى أن سفير مصر في الأمم المتحدة وقتها يوسف هيكل باشا حذر من تدهور مكانة اليهود في بلاده وفي البلدان العربية والإسلامية الذين يعيشون بسلام ومساواة. كما حاول سفير لبنان كميل شمعون استباق التصويت بتقديم مقترح آخر يقضي بمنح اليهود كانتونا في فلسطين التي يقام فيها نظام فدرالي. وأجاب سفير الولايات المتحدة هارشال جونسون على مقترح شمعون بالقول إنه عودة على مقترح تبنته أقلية من الدول وتم رفضه. أما مندوب الاتحاد السوفيتي آندريه غروميكو فرفض هو الآخر مقترح سفير لبنان، وقال إن الدول العربية لم تطرح بديلا جديدا للتقسيم، لافتا إلى بحث ورفض فكرة الدولة الواحدة، داعيا للتصويت مع التقسيم فورا.
وبفضل دعم مندوبي واشنطن وموسكو رفض رئيس الجمعية العامة مناورات المماطلة العربية وتم التصويت على مشروع قرار التقسيم. وشهدت عملية الاقتراع عدة مفاجآت منها تصويت فرنسا مع التقسيم بخلاف موقفها السابق، فيما امتنعت تشيلي بعدما اعتبر تأييدها للتقسيم مضمونا وجاء ذلك نتيجة ضغوط سكانها العرب. واتهم مندوب السعودية الولايات المتحدة بالضغط على دول أمريكا اللاتينية.
يشار الى أن الدول التي صوتت ضد قرار التقسيم هي : كوبا، مصر، اليونان، الهند، العراق، لبنان، باكستان، السعودية، سوريا، تركيا، اليمن، أفغانستان وإيران. أما الدول التي امتنعت فهي: الأرجنتين وتشيلي والصين وكولومبيا، والسلفادور، إثيوبيا، الهندوراس، المكسيك، بريطانيا ويوغسلافيا، أما تايلند فغابت كما ذكر عن التصويت.

هكذا نجحت الصهيونية في تجنيد أغلبية لجانب قرار التقسيم
دراسة إسرائيلية عن الاتصالات والضغوط وراء الكواليس

يحيى العريضي المتحدث باسم وفد المعارضة في جنيف لـ«القدس العربي»: جئنا للتحدي وتلقينا اتصالات من خارجيتي بريطانيا وأمريكا

Posted: 28 Nov 2017 02:25 PM PST

دمشق ـ «القدس العربي»: قال المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة السورية الذي بدأ جولته الثامنة من المفاوضات في المدينة السويسرية جنيف، ان رئيس الوفد التفاوضي الدكتور نصر الحريري تلقى بعد ظهر أمس الثلاثاء اتصالين من معاوني وزيري الخارجية البريطاني والأمريكي، جرى خلالهما الحديث عن استعدادات وفد المعارضة وجدول أعماله في المحادثات المرتقبة مع وفد النظام السوري الى محادثات السلام في جنيف.
وكان ذكر النظام ان وفده للمفاوضات سيصل إلى جنيف اليوم الأربعاء، بعد يوم من الموعد المتوقع، وذلك لحضور محادثات السلام التي تعقد الأسبوع الجاري. وكان الوفد أرجأ سفره المزمع للمشاركة في المحادثات بسبب «إصرار المعارضة على تنحي بشار الأسد».
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا إن الحكومة ومفاوضي المعارضة ستتاح لهم فرصة إجراء محادثات مباشرة للمرة الأولى لكن لم يتضح إن كانوا سيستغلون الفرصة. وأضاف دي ميستورا بعد اجتماع مع وفد المعارضة «سنعرض عليهم الأمر. سنرى إن كان ذلك سيحدث. لكننا سنعرضه». وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة أليساندرا فيلوتشي في إفادة صحافية في جنيف إن دي ميستورا تلقى تأكيدات بأن وفد الحكومة سيشارك في المحادثات. وأضافت دون الخوض في تفاصيل بشأن من نقل الرسالة من دمشق «على الأقل نعلم أنهم قادمون».
وعبرت الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني عن استعداداها للاجتماع مع الجانب الحكومي. وقال يحيى العريضي رئيس الهيئة «لم يعد لديها (الحكومة) الآن حجة أن المعارضة متشرذمة. نحن متحدون ومستعدون للتفاوض مباشرة مع الطرف الآخر». وقال رئيس وفد المعارضة في جنيف نصر الحريري إنه يهدف إلى أن تكون الإطاحة بالأسد نتيجة من نتائج المفاوضات.
وذكرت «سانا» الناطقة باسم النظام أن «وفد الحكومة السورية» سيرأسه بشار الجعفري مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة وكبير المفاوضين. ومن المستبعد حدوث انفراجة في المحادثات حيث يسعى الأسد وحلفاؤه لانتصار عسكري كامل في الحرب الأهلية السورية التي تمضي الآن في عامها السابع بينما يتمسك معارضوه بمطلبهم بأن يرحل عن السلطة.
وأشار المتحدث الرسمي الدكتور يحيى العريضي خلال اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان الوفد التفاوضي اجتمع مرتين مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، الأولى كانت خلال زيارة جانبية قام بها الأخير الى الفندق الذي يتواجد فيه الوفد الممثل للمعارضة السورية، إضافة الى اجتماع رسمي ضم «دي ميستورا» ووفد المعارضة في جلسة استهلالية ناقشوا خلالها جدول أعمال الوفد وتحضيراته لهذه الجولة التفاوضية.
وأشار المتحدث الى ان الوفد المؤلف من احد عشر عضواً ناقش المبعوث الدولي في الجلسة الرسمية مجموعة ملفات تتعلق بآلية تنفيذ بيان جنيف1 وقراري مجلس الأمن، وخصوصاً القرار 2254، وعدداً من النقاط الأساسية الأخرى والمحددة، كعملية الانتقال السياسي وما يتفرع عنها من انتخابات عادلة بإشراف الأمم المتحدة، ودستور جديد. وحول مفاوضات مباشرة مع الوفد الممثل للنظام السوري قال المتحدث الرسمي باسم وفد المعارضة يحيى العريضي: نحن جئنا من أجل التحدي ومن اجل مفاوضات ومباحثات مباشرة مع وفد النظام تفضي الى حل حقيقي.
رئيس الوفد المفاوض في مباحثات جنيف نصر الحريري قال، «عدنا الى جنيف ملتزمين التزاماً تاماً بتحقيق الانتقال السياسي ونبدأ هذه الجولة بوفد واحد لقوى الثورة، بينما نأمل في أن يكون هناك وفد للنظام مستعد للتفاوض بجدية».
وأضاف الحريري عبر حسابه الرسمي على «تويتر»: يجب على المبعوث الدولي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ان تتحمل مسؤوليتها في إجبار النظام على التقدم في الحل السياسي ولا يجوز ان نستمر في جعل دماء الشعب السوري رهينة في يد المجرمين، مضيفاً «نحن هنا من أجل عشرات آلاف المعتقلين ومن أجل العائلات التي لا تعرف عن احبائها المختفين ومن أجل حماية مئات الآلاف الذين يحتاجون للحماية داخل سوريا ونتطلع في هذا السياق الى دعم اصدقائنا الدوليين والاقليمين واشقائنا العرب من أجل تمكين نفوذهم في دعم العملية السياسية».
وقال المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا إن مفاوضات جنيف تعتمد على تنفيذ القرار 2254 الذي يشمل إجراء الانتخابات ووضع دستور جديد لسوريا.
وأوضح أن الهدف النهائي هو تنظيم انتخابات عادلة، مشيراً إلى أن جميع السوريين بمن فيهم اللاجئون سيشاركون في الانتخابات المرتقبة، كما أشار الى وجوب التوصل إلى مشروع دستور جديد بمشاركة كل الأطراف، آملاً أن تناقش الجولة المقبلة من مفاوضات جنيف ملفي الحكم والإرهاب. وبيّن المبعوث الاممي «دي ميستورا» أن إعادة إعمار سوريا ستكلف نحو 250 مليار دولار على الأقل.

يحيى العريضي المتحدث باسم وفد المعارضة في جنيف لـ«القدس العربي»: جئنا للتحدي وتلقينا اتصالات من خارجيتي بريطانيا وأمريكا

هبة محمد:

السلطات الألمانية تفرج عن برلمانية مغربية بعد احتجازها مدة 12 ساعة

Posted: 28 Nov 2017 02:25 PM PST

الرباط –« القدس العربي»: أفرجت السلطات الألمانية عن نائبة برلمانية من فريق حزب العدالة والتنمية، الحزب الرئيسي في الحكومة، ظلت محتجزة في مطار بون مدة 12 ساعة، بعدما تحرك نجيب بوليف، الوزير المكلف بالنقل، الذي كان في المطار نفسه.
وأوضحت صحيفة «الصباح» أمس الثلاثاء أن إيقاف البرلمانية جاء بسبب عدم توفرها على تأشيرة تسمح لها بدخول الأراضي الألمانية إذ اعتبر المسؤولون الألمان أن البرلمانية كانت في وضع غير قانوني، وكانت تسعى إلى دخول الأراضي الألمانية بطريقة غير شرعية يعاقب عليها القانون. وقالت إن وفدا من سفارة المغرب في برلين توجه إلى مطار «بون» ليقدم شروحات لكبار مسؤولي أمن المطار تفيد بأن النائبة لم يكن في نيتها «الحريك»، وأنها اعتقدت أن جواز السفر الذي تحمله، المخصص لها من قبل مجلس النواب، يسمح لها بالدخول إلى ألمانيا من دون الحاجة إلى تأشيرة.

السلطات الألمانية تفرج عن برلمانية مغربية بعد احتجازها مدة 12 ساعة

«أمنستي» تلتقي أصحاب حملات الحج والعمرة القطرية لرصد الانتهاكات السعودية

Posted: 28 Nov 2017 02:24 PM PST

الدوحة ـ «القدس العربي»: حلّ وفد من منظمة العفو الدولية «أمنستي» في الدوحة، للمرة الثانية، منذ بدء الحصار المفروض على قطر قبل ستة أشهر، للاطلاع على آخر تطورات الأوضاع الإنسانية الناجمة عن الحصار على دولة قطر. ويلتقي وفد المنظمة الحقوقية أصحاب حملات الحج والعمرة القطرية للاستماع إلى شهاداتها بشأن العراقيل التي تضعها السلطات السعودية لتقييد حقهم في ممارسة الشعائر الدينية بحرية تامة.
واجتمع الوفد مع مسؤولين في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر، قبل أن يلتقى الوفد بعدد من الضحايا المتضررين في الجوانب الإنسانية المختلفة والمتعلقة بتشتيت الأسر وانتهاك الحق في ممارسة الشعائر الدينية والتعليم والصحة والتنقل والإقامة والعمل.
وقالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في بيان لها، تلقت «القدس العربي» نسخة منه ان وفد منظمة العفو الدولية سيجرى مقابلات مع عدد من مسؤولي حملات الحج والعمرة للتقصي حول العراقيل التي تضعها السلطات السعودية أمام معتمري وحجاج دولة قطر والصعوبات التي تمنعهم من أداء مناسكهم جراء تسييس الشعائر الدينية.
وأكد مسؤلو اللجنة خلال اجتماعهم مع الوفد أن دول الحصار مازالت تتمادى في انتهاكاتها لحقوق المواطنين والمقيمين بدولة قطر ومواطني دول مجلس التعاون. لافتين إلى بروز وتزايد خطاب الكراهية الذي بات يروج له كبار مسؤولي دول الحصار بأشكاله المختلفة. إلى جانب التصريحات التي تحمل مضامين إرهابية تهدد استقرار وأمن المواطنين والمقيمين بدولة قطر وآخرها تهديد بعض مسؤولي دول الحصار بقصف قناة الجزيرة.
ودعا مسؤلو اللجنة إلى ضرورة التحرك العاجل والعملي لاتخاذ إجراءات قانونية على المستوى الدولي لوضع حد لهذه الانتهاكات التي أثرت بشكل مباشر على حياة الشعوب في منطقة الخليج.
كما زودوا وفد المنظمة بآخر الإحصايات لانتهاكات حقوق الإنسان جراء الحصار وتطوراتها، مشيرين إلى أن هذه الإحصائيات في تزايد مستمر مما يؤكد أن الحصار على دولة قطر استهدف الشعوب بشكل مباشر وانتهك مكتسباتهم التي ضمنتها لهم المواثيق والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان.
وتزداد ضغوط الدول والمنظمات الحقوقية لإجبار السلطات السعودية على إزالة العراقيل التي تقيّد ممارسة القطريين والمقيمين على أرض قطر لشعائرهم الدينية. وفي وقت سابق حذّرت أكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان ومقرها في بريطانيا أن «كل الإجراءات التي أقدمت عليها السلطات السعودية لمنع الحجاج من دولة قطر للوصول إلى الأماكن المقدسة هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء منذ إن وضعت الكعبه كأول بيت للناس»، مشيرة إلى أن 20 ألف قطري ومقيم حرموا من أداء فريضة الحج الموسم الماضي.
والتقى فريق من المرصد الأورومتوسطي سابقا ممثلين عن حملات العمرة والحج القطرية بالدوحة. وقالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بدولة قطر إنها أطلعت فريق المرصد على الشكاوى التي جمعتها من المواطنين القطريين، حيث تلقت اللجنة 161 شكوى تعلقت بعرقلة السعودية لقطريين أو مقيمين في قطر عن ممارسة شعائرهم الدينية.

«أمنستي» تلتقي أصحاب حملات الحج والعمرة القطرية لرصد الانتهاكات السعودية
الزيارة الثانية بعد نحو 178 يوما من الحصار
إسماعيل طلاي

ضغوط عربية على عباس لاستئناف المفاوضات والعاهل الأردني يدعو لإطلاق مفاوضات جادة

Posted: 28 Nov 2017 02:24 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: قالت تقارير إسرائيلية إن مصر ودولا عربية معتدلة أخرى، تمارس الضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، لكي يرجع الى المفاوضات مع إسرائيل. ونقل عن مصدر مصري رفيع ان مصر واسرائيل والأردن والسعودية ودول الخليج معنية بخلق جبهة لمواجهة تهديدات الإرهاب المشتركة في المنطقة كلها. 
وحسب التقارير الإسرائيلية فإن الحديث هو بشكل أساسي عن التهديد الكامن في توطد وجود إيران في المنطقة، وفي سوريا بشكل خاص، الى جانب مخاطر الإرهاب الإسلامي المتطرف وتعاون «تنظيمات الإرهاب الفلسطينية» مع إيران، وحزب الله وتنظيمات الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، حيث منيت مصر في نهاية الأسبوع الماضي بضربة بالغة، حين قتل في عملية نفذها نشطاء داعش داخل مسجد أكثر من 300 مصل. 
وأكد مصدر رفيع في ديوان الرئيس الفلسطيني في رام الله لصحيفة «يسرائيل هيوم» هذه التفاصيل، وقال إن «السلطة الفلسطينية تخضع لضغوط كبيرة من جانب دول في المنطقة لكي ترجع الى طاولة المفاوضات مع إسرائيل، وتجدد بشكل كامل وشامل التنسيق الأمني مع اسرائيل، في محاولة لخلق جبهة إقليمية أمام التأثير الايراني في المنطقة ومكافحة الإرهاب». 
وحسب أقوال المسؤول الفلسطيني، فإن الضغوط على ابو مازن من جانب مصر، لكي يجدد التنسيق الامني مع اسرائيل بشكل كامل وشامل، ازدادت الى حد كبير في ضوء حمام الدماء في سيناء في نهاية الأسبوع، واشتباه أجهزة الأمن المصرية أن قسما من منفذي العملية ومطلوبين آخرين هربوا الى غزة عبر الأنفاق في رفح، بمعرفة مسؤولين كبار في حماس.
وقال مصدر فلسطيني آخر إن مصر تشعر بالخيبة بسبب نتائج اتفاق المصالحة بين فتح وحماس، وهذا سبب آخر للضغط المصري على الرئيس الفلسطيني. وأضاف المصدر ان «المصريين يعملون من أجل وقف تهريب الأسلحة من غزة الى تنظيمات الإرهاب الإسلامي في سيناء».
وحسب أقواله فإنه من «دون التعاون الاقليمي، من قبل الفلسطينيين أيضا، سيضرب هذا الإرهاب الجميع. حماس والتنظيمات الفلسطينية تتعاون مع إيران وحزب الله، وحماس تتعاون مع داعش في سيناء وتبيعه الأسلحة التي تستخدم ضد القوات المصرية». 
ووفقا لمسؤول فلسطيني رفيع، فإن الضغوط التي تمارسها القاهرة على الرئيس محمود عباس بدأت قبل العملية القاتلة في سيناء، وازدادت في الأسابيع الأخيرة في ضوء المصاعب التي تواجه تطبيق اتفاق المصالحة الفلسطيني، وفي ضوء فشل لقاء الفصائل في القاهرة، رغم جهود الوساطة المصرية. 
وفى الوقت نفسه رفضت حماس مرة أخرى، نزع سلاحها، وهي خطوة ضرورية بالنسبة لحركة فتح كجزء من  المصالحة بين الجانبين. وبدلا من ذلك هددت بتنفيذ هجمات ضد اسرائيل في الضفة الغربية.
وقال خليل الحية، نائب رئيس حماس في غزة، ان حماس «لن توافق أبدا على مناقشة سلاح المقاومة. لن يلمس أحد أسلحتنا، وسيصل الى الضفة الغربية وسيخدمنا حتى نهاية الاحتلال». 
وتأتي هذه التقارير في وقت أكد فيه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ضرورة تكثيف الجهود لإطلاق مفاوضات جادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيرا إلى أن عدم التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية سيفضي إلى المزيد من التطرف والعنف في الشرق الأوسط. جاء ذلك خلال لقائه نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، وعددا من أركان الإدارة الأمريكية في واشنطن.
وتناول اللقاء مساعي تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث أكد العاهل الأردني أهمية التزام الإدارة الأمريكية بهذا الخصوص، لافتا إلى ضرورة تكثيف الجهود المستهدفة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بينهما، تستند إلى حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية. 
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية «بترا» ان الجانبين بحثا الأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، خصوصا ما يتصل بالأزمة السورية، والجهود الرامية لإيجاد حل سياسي لها، إضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحة العراقية، والجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية.
 كنا بحث العاهل الأردني خلال لقائه مستشار الأمن القومي الأمريكي هربرت ماكماستر الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية، والتعاون الأردني الأمريكي بهذا الخصوص. 
وتناولت لقاءات العاهل الأردني مع وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر إضافة الى لقاء مع عدد من أعضاء لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، علاقات الشراكة على مختلف المستويات بين البلدين، فضلا عما يبذل من مساع لتحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتطورات الراهنة على الساحة الإقليمية.

ضغوط عربية على عباس لاستئناف المفاوضات والعاهل الأردني يدعو لإطلاق مفاوضات جادة

فادي أبو سعدي:

بيان غاضب من حركة فتح: كفى تصريحات منافية للحقيقة ولتستمر مسيرة إنهاء الانقسام

Posted: 28 Nov 2017 02:23 PM PST

رام الله – «القدس العربي»: أكدت حركة فتح التزامها المطلق والمبدئي بالعمل على إنهاء الانقسام، لإعادة وحدة الوطن ونظامه السياسي وفقا للقانون الأساسي والانظمة المعمول بها في مناطق السلطة الوطنية، وتذليل أية عقبات أو عراقيل، والتنفيذ الأمين والدقيق لكل ما تم الاتفاق عليه على أساس تلك القاعدة، وبعيدا عن التفسيرات الخاطئة والمزاجية.
وقالت في بيان لها، تعقيبا على تصريح الناطق باسم حركة حماس حول عودة الموظفين إلى أماكن عملهم، إن «الاتفاق حول هذه المسألة أو غيرها أكدته وثيقة الوفاق الوطني (المصالحة)، بأن كل شيء يستند إلى القانون والنظام، وليس لاتفاقات ثنائية أو ثلاثية أو جماعية، والقانون هو الفيصل، وكل موظف يتقاضى راتبا من واجبه أن يعمل في مكان عمله، وعلى رؤساء الوزارات ومختلف المؤسسات المحافظة على المال العام، فلا يجوز أن يأخذ شخص راتبا من دون عمل، وسبق مناقشة هذا الموضوع عشرات الساعات في لقاءات واجتماعات الحوار».
وأوضحت الحركة ان «الحكومة تعمل وفق القانون، وليس وفقا لرغبة هذا الطرف أو ذاك، دون الحاجة لأخذ موافقة أية جهة خارج القانون أو خارج إطارها، فلتترك الحكومة تعمل كما تريد وتحدد وفقا لذلك، ونحن لنا كل الثقة بها، ومتأكدون أن ما ورد في بيانها لا يعني تدفق الموظفين على وزرائهم دون نظام أو تدابير من رأس الوزارة أو المؤسسة المعنية، وبيان مجلس الوزراء واضح عندما قال: «كليف الوزراء بترتيب عودة الموظفين».
وتابع بيان الحركة: «إننا نعمل في بلد واحد ونظام سياسي واحد وموحد وفق القانون الأساسي، ولسنا في بلدين نسعى للتوحد والاندماج وفق اتفاقيات ومحاصصات، وتمكين الحكومة هو أن تعمل وفق القانون والنظام، ولتترك الحكومة لتعمل دون تدخل أي فصيل أو جهة، حتى نتمكن كقوى سياسية من الانتقال إلى مربع جديد يوصلنا في النهاية للقضاء الكلي على مرض الانقسام الخبيث الذي يهدد حياة وطننا وتطوره، ونبني شراكة وطنية خالصة لخدمة شعبنا وبلدنا».

بيان غاضب من حركة فتح: كفى تصريحات منافية للحقيقة ولتستمر مسيرة إنهاء الانقسام

مشهد تمثيلي لطلاب يجسدون الهجوم على مسجد الروضة يثير جدلا على مواقع التواصل

Posted: 28 Nov 2017 02:23 PM PST

القاهرة ـ « القدس العربي»: أثار انتشار صور لعرض تمثيلي نظمته مدرسة لأحداث مسجد الروضة خلال طابور الصباح، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.
ونظمت مدرسة يحيى الأدغم في قرية كوم النور التابعة لمركز ميت غمر في محافظة الدقهلية، مشهدا تمثيليا، حيث أدى الطلاب خلال العرض دور أهالي القرية وهم يؤدون الصلاة داخل المسجد، وكذلك دور الجاني الذي نفذ الحادث، وسط جلوس عدد من الطلاب أمام زميلهم الذي يمثل دور إمام المسجد، قبل أن يهجم عليهم عدد من الملثمين الذي يحملون أعلام تركيا وقطر وإيران وإسرائيل، ويطلقون عليهم الأعيرة النارية. ويتضمن المشهد التمثيلي الذي حضره طلاب المدرسة وعدد من المدرسين والعاملين، قتل الطلاب وانتشار الدماء في مسرح الجريمة، في نموذج يحاكي ما حدث في مسجد الروضة.
وسارع أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية، إلى إلغاء تكليف مدير مدرسة يحيى الأدغم، وإحالة جميع المسؤولين عن الأنشطة للشؤون القانونية. وقال في تصريحات صحافية إن «قرار إلغاء تكليفه لمدير المدرسة يرجع إلى إجراء العمل دون إخطار الإدارة التعليمية، فضلا عن إقامة مشهد أثار اشمئزاز المواطنين».
وأضاف أن «مسؤولي الأنشطة في المدرسة أجروا المشهد وقاموا بتصويره وعرضه على وسائل التواصل الاجتماعي في مشهد يبث رسالة للعنف».
يذكر أن مدرسة اللغات التجريبية في محافظة دمياط، نظمت أمس عرضًا تمثيليًا يجسد الحادث نفسه، وأشرفت الإدارة على المشاهد التي يؤديها الأطفال ما بين مصلين يؤدون الفريضة، ومسلحين ملثمين يحملون أسلحة، وآخرين يخرجون في مظاهرات تنديدا بجرائم قتل الأبرياء والحث على حب الوطن والدفاع عنه.
وأثار الأمر جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر الصور، وقال الناشط السياسي محمد صلاح: «بعيدا عن الجريمة التي تحدث في حق أطفال، فالإدارات المدرسية تحاول إظهار الوطنية أمام وزارة التربية والتعليم».
وقال الصحافي عصام حسين معلقا على الصور:» كيف تزرع الكره منذ المهد بين الشعوب لخلافات سياسية برفع أعلامها في جريمة نكراء».

مشهد تمثيلي لطلاب يجسدون الهجوم على مسجد الروضة يثير جدلا على مواقع التواصل

تامر هنداوي

«الحملة العالمية لمنع تسييس المشاعر في السعودية» تشكل فروعاً لها في الدول الآسيوية

Posted: 28 Nov 2017 02:21 PM PST

ماليزيا ـ «القدس العربي»: قامت «الحملة العالمية لمنع تسييس المشاعر في السعودية»، ضمن خطتها لإنشاء شبكة قوية حولة العالم موزعة جغرافيا، بإجراء إتصالات عديدة مع مؤسسات وإتحادات إسلامية في آسيا لتشكيل فروع تنظيمية للحملة، للعمل على توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الأشخاص والجماعات في القارة والمرتبطة بحرية العبادة، وحرية وصولهم للمشاعر المقدسة في الديار الحجازية.
وأوضحت أن مهمة الفروع ستكون متركزة على تسجيل الحالات التي يتم منعها من أداء فرائض الحج والعمرة، أو زيارة المشاعر المقدسة لأسباب سياسية.
وذكرت الحملة أنها تواصلت مع كل من مؤسسة الإتحاد الماليزي الصيني، والاتحاد المسلم فى هونج كونج، الاتحاد الهندي الماليزي المسلم، الإتحاد المسلم فى باكستان، جمعية الطلبة المسلمين في باكستان، جمعية جوندجاه، وسميثويك الإسلاميتين في باكستان.
وأرسلت أيضا مذكرات لعدد من الإتحادات والمؤسسات في أندونيسيا شملت جمعية المفكرين المسلمين في أندونيسيا وعصبة أئمة مساجد جاكرتا.
وطالبت الحملة في مذكرتها الإتحادات سابقة الذكر بالمساهمة في عمل الحملة والبدء بتشكيل فروع تعمل على جمع المعلومات عن الأشخاص الذين يمنعون من أداء فرائض الحج والعمرة؛ وذلك بسبب تهميش السعودية لحصة الحج والعمرة للدول الآسيوية المسلمة خاصة الهند، باكستان، ماليزيا، وأندونيسيا، حيث يتم إعطاء تلك الدول حصص صغيرة فى الحج لا تتناسب وحجم كتلهم السكانية.
ولفتت إلى أن المذكرة شملت مطالبة تلك الاتحادات بتسجيل معلومات الأعوام الخمس المنصرمة للوقوف على كيفية تعامل السعودية مع تلك الدول. وركزت المطالب أيضا على تسجيل الأشخاص الذين تم اعتقالهم على خلفية انتماءاتهم السياسية، أو تم ترحيلهم من السعودية أو منعهم بشكل دائم من أداء الفرائض الأساسية.
وقالت الحملة العالمية أنها تسعى من خلال هذه الخطوة لإنشاء شبكة قوية حول العالم موزعة جغرافيا سواء في آسيا أو أفريقيا أو أوروبا حيث الجاليات المسلمة.
هذا وستؤسس الحملة العديد من الفروع التى ستقوم بمهام شبيهة وذلك ضمن خطتها للعام ال 2018 والتى ستكون هامة لضمان حرية العبادة للجميع.
ولفتت إلى أنها ستقوم بدراسة المعلومات ومن ثم إعداد مذكرة قانونية لمجلس حقوق الإنسان في جنيف قبل إنعقاد الدورة المقبلة؛ تبين تسييس السعودية لفرائض الحج والعمرة، والذي يعد خرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التى تضمن حرية العبادة.

«الحملة العالمية لمنع تسييس المشاعر في السعودية» تشكل فروعاً لها في الدول الآسيوية

حزب تونسي يتهم السفير الفرنسي بانتهاك سيادة البلاد ونائب يطالبه «التزام منزله»

Posted: 28 Nov 2017 02:20 PM PST

تونس – «القدس العربي»: اتهم حزب تونسي السفير الفرنسي أوليفيي بوافر دارفور بانتهاك سيادة البلاد، داعيا إلى وضع حد لتصرفاته، في وقت طالب فيه أحد النواب السفير المذكور بـ «التزام منزله»، مشيرا إلى أنه يتصرف وكأنه «المقيم العام في البلاد».
وعبّر حزب «التيار الشعبي» (أحد مكونات الجبهة الشعبية) عن إدانته لـ «تصرفات السفير الفرنسي في تونس التي بدأت تثير سخط الرأي العام»، محملا «الائتلاف الرجعي الحاكم المسؤولية كاملة عما آلت اليه الأمور من استهتار دول ومسؤولين خارجيين بسيادتنا الوطنية. ونحذر السلطات من الاستمرار في هذا النهج الذي بات يهدد استقلالنا الوطني ويمس كرامة شعبنا، وندعو وزارة الخارجية إلى وضع حد لتصرفات السفير الفرنسي وغيره فتونس دولة مستقلة وليست تحت وصاية أية جهة خارجية كانت».
وأضاف في بيان أصدره أمس الثلاثاء بعنوان «السيادة الوطنية أولا»: «تتواصل الانتهاكات لسيادتنا الوطنية أمام عجز وتواطؤ الائتلاف الرجعي الحاكم، فإلى جانب ارتهان السياسة الخارجية لقوى إقليمية ودولية ممثلة في التحالف الرجعي الصهيوني الأمريكي وكذلك الاختراقات الأمنية للموساد الصهيوني التي ذهب ضحيتها الشهيد محمد الزواري ونشاط بلاك ووتر، برز مؤخرا النشاط المستفز لبعض سفراء الدول الأجنبية خاصة السفير الفرنسي ما أثار حفيظة الرأي العام الوطني».
ودعا الحزب «القوى التقدمية والوطنية إلى وضع سيادة تونس واستقلال قرارها وكرامة شعبها على أولويات نشاطها، لأنه من دون سيادة وطنية لا معنى للحديث عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية».
وكان النائب عن «الجبهة الشعبية» عمار عمروسية دعا قبل أيام السفير الفرنسي إلى «التزام منزله»، وأشار إلى أنه يتصرف وكأنه «المقيم العام الفرنسي في تونس» (مصطلح كان يطلق على ممثل فرنسا خلال فترة الحماية على تونس)، منتقدا نشاطاته المكثفة داخل البلاد.
وكانت مصادر إعلامية أشارت إلى أن بعض نواب الحزب الحاكم عبروا للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي عن قلقهم من النشاط المكثف للسفير التونسي داخل البلاد، مشيرة إلى أنه تم الاتفاق على ألا يتحرك السفراء الأجانب في البلاد إلا بإذن من وزير الخارجية، إلا أن النائب منجي الحرباوي الناطق باسم حزب «نداء تونس» نفى هذا الأمر، مشيرا إلى أن النواب لا يتدخلون عادة في المسائل الدبلوماسية التي هي من اختصاص وزارة الخارجية.
ومنذ تعيينه في 2016، يثير بوافر دارفور الجدل بسبب نشاطاته المكثفة وحضوره في مختلف أوجه الحياة التونسية، حيث يشيد بعضهم بـ «تواضع» السفير القادم من وسط ثقافي رفيع، فيما ينتقد آخرون «خروجه» عن القواعد الدبلوماسية وتدخله في الشؤون العامة للبلاد.

حزب تونسي يتهم السفير الفرنسي بانتهاك سيادة البلاد ونائب يطالبه «التزام منزله»

مراقبون: القمة الأوروبية – الافريقية حلقة جديدة في سلسلة الخلافات بين المغرب والدول الداعمة للبوليساريو

Posted: 28 Nov 2017 02:20 PM PST

الرباط –« القدس العربي» : يرى مراقبون، أن مشاركة العاهل المغربي الملك محمد السادس، في أشغال القمة الخامسة للاتحاد الأفريقي – الاتحاد الأوروبي، التي تعقد بأبيدجان، اليوم الأربعاء وغدا الخميس، ستشكل حلقة جديدة في سلسلة الخلافات بين المغرب والدول الداعمة لجبهة البوليساريو، حول حضور الجمهورية الصحراوية من عدمه في القمة. خاصة أن هذه المشاركة، تأتي بعد انضمام المغرب مجددا في كانون الثاني/ يناير الماضي، إلى الاتحاد الأفريقي بعد غياب استمر 33 عاما احتجاجا على قبول الاتحاد عضوية «الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية» التي أعلنتها جبهة البوليساريو في الصحراء.
وعن دلالات وخلفيات حضور الملك محمد السادس، هذه القمة، يرى محمد الزهراوي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض في مراكش، أن المغرب يحاول أن يستغل علاقاته القوية ببعض الدول الأوروبية خلال هذا الملتقى لتعزيز مكانته المتميزة في أفريقيا، بحيث أن استثمار العلاقات الثنائية مع كل من فرنسا وإسبانيا وبليجكا يمكن أن يساعد على اختراق وتقوية الوجود المغربي في بعض المعاقل الأفريقية. ثم إن حضور الملك في الكوت ديفوار، البلد الذي يعتبر حليفا قويا للمغرب، هو تأكيد رغبة المملكة وحرصها على إنجاح هذه المحطة ودعم هذا الحليف. فالملك، يرد التحية للرئيس الإيفواري بعدما رفض هذا الأخير توجيه الدعوة إلى البوليساريو حتى توصلت إليها من طرف المفوضية الأفريقية.
وأضاف في تصريح لـ «القدس العربي» قائلا: إن «المغرب بهذا الحضور يخفف من وقع ووطأة خبر حضور البوليساريو، وأن يقلل من النشوة الإعلامية والدعائية التي رافقت إعلان حضورها. كل هذه الاعتبارات تصب تُجاه الحضور، لكن، تحقيق الأهداف والخلفيات يبقى رهين طريقة إخراح وتدبير كواليس القمة والتنسيق مع الحلفاء الأوروبيين والأفارقة، فالحضور الملِكي، بقدر ما يؤسس لأعراف جديدة تقطع مع سياسة الكرسي الفارغ، بقدر ما تؤسس لسوابق ووقائع يمكن تأويلها واستغلالها بطريقة احتالية وتعسفية من طرف خصوم المغرب للاحتجاج بها في المستقبل أو لتكريسها وفق منطق لا يخدم مصالح المغرب».
ومن المقرر أن يحضر في هذا الحدث، حسب الموقع الرسمي للقمة الأفريقية الأوروبية على الإنترنت، نحو 5302 مشارك منهم رؤساء حكومات ودول ووزراء خارجية لـ 83 دولة من أوروبا وأفريقيا ولم تعلن الجهة المنظمة، إلى حدود الاثنين، عن لائحة رؤساء الدول والحكومات المتدخلين في القمة؛ وهو الأمر الذي جعل بعض المحللين يتوقعون حدوث المفاجأة بخصوص جلوس العاهل المغربي إلى جانب ابراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو الذي وصل أمس إلى أبيدجان. واعتبر مسؤول الإعلام في الجبهة حمادة سلمى الداف أن مشاركة الجمهورية الصحراوية في اجتماع القمة الأفريقية ـ الأوروبية في كوت ديفوار يمثل إقرارا بشرعيتها داعيا في تصريحات له الاثنين نقلتها الإذاعة الجزائرية، الدولة المغربية لاستغلال الفرصة والتوجه لإقرار حل سياسي مقبول يجنب المنطقة مخاطر هذا النزاع.
وقال موقع جبهة البوليساريو إن حضور الجمهورية الصحراوية رسالة متعددة الأبعاد للمملكة المغربية بعد عام على انضمامها للاتحاد الأفريقي ، وتأكيدا لموقف أفريقيا الموحد بضرورة خروج المغرب من الصحراء «العضو المؤسس لهذا الاتحاد المتمسك باحترام ميثاقه التأسيسي والمستميت في الدفاع عن مبادئه وخطه السياسي المتمثل في إنهاء الاستعمار من القارة» وأضافت إن هذا الحضور رسالة قوية للمغرب ونكسة لدبلوماسيته وتأكيدا قويا بأن الجمهورية الصحراوية حقيقة قائمة وعضو مؤسس وفعال لمنظمة الاتحاد الأفريقي . وقد تناولت الصحافة المغربية والجزائرية، في الفترة الأخيرة، موضوع مشاركة البوليساريو في القمة الأوروبية الأفريقية في الـ 29 والـ 30 من تشرين الثاني / نوفمبر وأشارت إلى مباحثات دبلوماسية مكثفة تتخلل التحضيرات واعتبر الجانب المغربي، أن الحضور في اجتماع متعدد الأطراف لا يعني أبدا اعترافا بالجمهورية العربية الصحراوية.
وقالت كاثرين ري، المتحدثة باسم اللجنة الأوروبية، إن أيّة مشاركة في هذه القمة لا تشكل تغييرا لموقف الاتحاد الأوروبي لجهة عدم الاعتراف بالجمهورية الصحراوية وإن موقف الاتحاد الأوروبي ثابت هو عدم الاعتراف بها.
وبخصوص مشاركة جبهة البوليساريو، في هذه القمة، يرى محمد الزهراوي، أن حضور جبهة البوليساريو في قمة الشراكة الخامسة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي بعد توصلها بدعوة من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي يحمل في طياته أربعة تداعيات ونتائج أساسية. أولى هذه النتائج، هي انتصار المحور المعادي للمغرب، خاصة الجزائر وجنوب أفريقيا، وذلك بتمكنه من توظيف المفوضية الأفريقية بطريقة احتيالية لفرض حضور هذا الكيان. لاسيما أن الدعوة وجهت للبوليساريو من طرف المفوضية وليس البلد المضيف.
ووضعت القمة الخامسة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي على رأس أجندتها، مناقشة مواضيع الاستثمار في الشباب وتحديد مجالات العمل المشترك. كما تناقش القمة الهجرة والإرهاب والتطرف والسلم والأمن، إضافة إلى حشد الاستثمارات الأوروبية للنهوض باقتصاد القارة السمراء ما يجعلها محط آمال الدول الأفريقية.

مراقبون: القمة الأوروبية – الافريقية حلقة جديدة في سلسلة الخلافات بين المغرب والدول الداعمة للبوليساريو

فاطمة الزهراء كريم الله

عقبات جديدة تعترض مهمة الوفد المصري وتمديد مهلة «تمكين الحكومة» مطروح على الطاولة

Posted: 28 Nov 2017 02:19 PM PST

عزة ـ «القدس العربي»: يواصل الفريق الأمني المصري الذي وصل إلى قطاع غزة أول أمس، للإشراف عن قرب على عملية «تمكين الحكومة»، لقاءاته مع المسؤولين عن الملف، بعيدا عن وسائل الإعلام، على أمل إنجاز هذه المهمة، والحفاظ على ما جرى تحقيقه سابقا في إطار تطبيق بنود اتفاق إنهاء الانقسام، وذلك رغم استمرار الخلافات بين حركتي فتح وحماس، حول العديد من الملفات، وآخرها قرار الحكومة بإعادة الموظفين القدامى لعملهم في وزارات غزة.
ورغم أن مهمة «التمكين» حسب اتفاق فتح وحماس الموقع يوم  12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وما تلاه من تأكيد في بيان الفصائل الفلسطينية الأربعاء الماضي، يجب أن تنتهي قبل حلول الأول من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، إلا أن قرب هذا الموعد، يجعل الأمر حتى اللحظة صعبا، لعدم تسلم عدد من مسؤولي الهيئات الحكومية مهامهم في غزة حتى اللحظة.
وتفيد معلومات بأن أمر «تمديد مهلة التمكين» بات مطروحا حاليا. وقالت مصادر مطلعة لـ «القدس العربي» إنه في حال جرى التوافق بين الطرفين على تمديد الأمر برعاية مصرية، ستتم مناقشة الفترة الممنوحة لهذه العملية، خلال «لقاء ثنائي» يعقد بين فتح وحماس بدايات ديسمبر في القاهرة، يركز على بحث الملفات الخلافية بعمق، من أجل حل المشاكل التي اعترضت طريق تطبيق بنود المصالحة الأخيرة.
وكان حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، قد قال في تصريحات لـ «القدس العربي» قبل يومين، إن إنجاز ملف التمكين بشكل كامل في قطاع غزة، حسب الموعد المحدد أمر صعب، وإنه بالإمكان أن يتم تمديده لشهر أو شهرين.
وفي هذه الأثناء جدد مجلس الوزراء تقديره للجهود المصرية المبذولة لتحقيق المصالحة، وأكد التزام الحكومة التام بكل ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماعات الأخيرة التي عقدت في القاهرة، بهدف إنجاز الوحدة والمصالحة. وشدد في ختام اجتماعه أمس على ضرورة «تمكين الحكومة» في قطاع غزة، وممارستها لصلاحياتها كاملة وغير منقوصة كما هو الحال في الضفة الغربية «دون تدخل من أي جهة كانت حسب القانون»، بما في ذلك التمكين المالي الموحد. وأكد ضرورة عودة جميع الموظفين القدامى إلى عملهم، وتكليف الوزراء بترتيب عودتهم، من خلال آليات عمل تضمن تفعيل دور وعمل الحكومة في غزة كـ «جزء من التمكين الفعلي لتحقيق المصالحة، انسجاما مع اتفاق القاهرة».
واعتبر أن اختصاص اللجنة القانونية الإدارية هو النظر في وضع الموظفين الذين تم تعيينهم بعد 14 يونيو/ حزيران 2007، (تاريخ سيطرة حماس على غزة) وأن عمل اللجنة يأتي متمماً لجهود الحكومة لإنجاح مساعي المصالحة الوطنية، وموضحاً أن عمل اللجنة في هذا السياق يوضح أي التباس حول وضع الموظفين بشكل عام. وأكد على أهمية توفير «المناخ الملائم» لعمل الوزراء في الوزارات والدوائر الحكومية، كما أكد جاهزية الحكومة للتحضير للانتخابات التشريعية والرئاسية بناءً على ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات الفصائل الأخيرة في القاهرة.
وسبق قرار الحكومة بشأن الموظفين، أن قرر وزير التعليم الدكتور صبري صيدم، إعادة 313 موظفاً إلى عملهم في قطاع غزة. وأوضح في بيان صحافي أن هذا القرار يأتي بناءً على «احتياجات المدارس ومديريات التربية والتعليم».
وكان الكثير من موظفي السلطة الفلسطينية قد تركوا عملهم في الوزارات والمؤسسات الحكومية، بعد سيطرة حركة حماس على الأوضاع. ومن المقرر حسب اتفاق تطبيق المصالحة الأخير، أن يتم الانتهاء من عملية «دمج» الموظفين القدامى والذين عينتهم حماس، قبل حلول الأول من شباط/فبراير من العام المقبل.
وأغضب قرار الحكومة موظفي غزة المعينين من قبل حركة حماس، الذين كما الحركة، يربطون عودة الموظفين القدامى للعمل من جديد، بعد إنهاء عمل اللجنة القانونية، والخاصة بحل قضيتهم، ودمجهم في الوظيفة الرسمية.
وقال نقيب موظفي غزة يعقوب الغندور معقبا على القرار»نرفض هذا الأمر بشكل قاطع»، حتى يتم إنهاء ملف دمج الموظفين من قبل اللجنة الإدارية والقانونية، واصفا القرار بأنه «متسرع وغير مسؤول» وفيه خلط للأوراق. وأكد أن القرار «سيؤدي لإشكاليات على الأرض، وازدواج في المسميات وتعطيل عمل الوزارات».
ولا يزال الوفد الأمني المصري المكون من اللواء همام أبو زيد، والقنصل خالد سامي، يواصل لقاءاته في قطاع غزة مع مسؤولين حكوميين وآخرين من حركة حماس، بهدف تقريب وجهات النظر، والحفاظ على «منجزات المصالحة»، رغم بروز نقطة الخلاف الجديدة بعودة الموظفين. وكان أبرز اللقاءات التي لم يكشف عن فحواها عقدت مع نائب رئيس الحكومة الدكتور زيار أبو عمرو، قبل أن يعقد الوفد لقاء مع رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، وكبار مساعديه، بمن فيهم مسؤولون أمنيون.
وتتصدر إلى جانب ملف الموظفين عملية تمكين الحكومة أمنيا في غزة، ملفات الخلاف بين الطرفين، حيث نفت وزارة الداخلية ما نسب من تصريحات لمدير عام قوى الأمن في غزة اللواء توفيق أبو نعيم، عقب انتهاء اجتماع الوفد الأمني المصري مع حركة حماس، حول موافقته على تسليم مقار الأمن نهاية الشهر الجاري لحكومة الوفاق.
وقال المتحدث باسم الوزارة إياد البزم «هذا تصريح غير صحيح وهو مفبرك»، منوهاً إلى أن اللواء أبو نعيم لم يدل بأية تصريحات. والمعروف أن حكومة الوفاق لم تتسلم حتى اللحظة مسؤولية الإشراف على وزارة الداخلية في غزة، التي تضم أجهزة أمنية عدة، جرى تشكيلها من قبل حماس بعد سيطرتها على غزة. وهناك خلافات كبيرة حول العملية، ففي الوقت الذي أكدت فيه الحكومة أن المعيار الأساسي لعملها وإنجاح توصيات اللجان الثلاث التي شكلت لمراجعة القضايا العالقة، مشروط بحل «قضية الأمن»، قال رئيس الحكومة رامي الحمد الله «من دون تسلم المهام الأمنية كاملة، سيبقى عملنا منقوصاً، بل وغير مجد».
واعتبرت حركة حماس أن هذا الملف يعد من ضمن ثلاثة ملفات تشكل «خطوطا حمراء» ترفض المساس بها، ورفض أي مساس بمكانة وعمل الموظفين الذين عينوا بعد الانقسام وعددهم نحو 40 ألف موظف، بينهم العاملون في أجهزة الأمن.

عقبات جديدة تعترض مهمة الوفد المصري وتمديد مهلة «تمكين الحكومة» مطروح على الطاولة

أشرف الهور:

وزيران مغربيان يطالبان صحيفة بدفع تعويض يقدر بمليون ونصف المليون دولار

Posted: 28 Nov 2017 02:19 PM PST

الرباط –« القدس العربي»: طلب رئيس التجمع الوطني للأحرار وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي عزيز اخنوش والوزير محمد بوسعيد، بـ 10 ملايين درهم (مليون ونصف المليون دولار تقريبا) تعويضا في دعوى قضائية ضد صحيفة أخبار اليوم المغربية في سابقة من نوعها في قضايا الصحافة والنشر بالمغرب.
وجاء طلب دفاع الوزير الملياردير ورفيقه في دعوى قضائية، بالسب والقذف في حق مدير أخبار اليوم توفيق بوعشرين، بعد نشر الجريدة مواد صحافية، تتعلق بقضية نزع صلاحيات رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران في مشروع قانون المالية 2016، كآمر بالصرف لصندوق التنمية القروية والجبلية. عقدت جلسة محاكمة الجريدة يوم أمس الأول الاثنين حيث طلب دفاع الوزير اخنوش ورفيقه في الحكومة بتعويض قدره مليار سنتيم مناصفة (5ملايين درهم لكل واحد منهما).
واعتبر دفاع جريدة أخبار اليوم أن الأمر يعتبر سابقة من نوعها في قضايا الصحافة والنشر، ويسعى لإخراس صوت إعلامي يزعج وزير الفلاحة.
وتقدم دفاع الجريدة بملتمسات في الشكل والجوهر، وطلب لائحة شهود منهم عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة السابق ومحمد الوفا وزير الحكامة السابق وإدريس الضحاك، الأمين العام للحكومة السابق وإدريس الأزمي وزير الميزانية السابق، لتقديم إفاداتهم أمام المحكمة حول قصة المادة 30 من القانون المالي وظروف نقل اختصاصات الآمر بالصرف من يد رئيس الحكومة إلى يد وزير الفلاحة وتأجلت جلسة المحاكمة إلى 8 يناير من السنة المقبلة.

وزيران مغربيان يطالبان صحيفة بدفع تعويض يقدر بمليون ونصف المليون دولار

العاهل المغربي يشرف على حفل تدشين منشآت حيوية لتحسين الظروف المعيشية في ساحل العاج

Posted: 28 Nov 2017 02:17 PM PST

الرباط – «القدس العربي»: أشرف الملك محمد السادس، والرئيس الحسن واتارا، الاثنين، على تدشين المحطة المجهزة لتفريغ السمك "محمد السادس" بلوكودجرو (بلدية أتيكوبي بشمال أبيدجان) ودشن الملك مركز التكوين المهني متعدد التخصصات "محمد السادس" بيوبوغون، وأعطى انطلاقة أشغال بناء داخلية في المركز.
وتطلب إنجاز المحطة استثمارات بقيمة 30 مليون درهم، من أجل تحسين ظروف عيش المواطنين الأفارقة، ومكافحة الفقر والهشاشة.
وتم إنجاز المحطة الجديدة لتفريغ السمك بلوكودجرو، القطب الحقيقي للتنمية السوسيو – اقتصادية، التي زار الملك ورش بنائها في آذار / مارس المنصرم، على مساحة 3ر1 هكتار، منها 2100 متر مربع مغطاة. وتشمل منشآت للحماية البحرية وبنايات لفائدة الصيادين التقليديين (بناية إدارية، مقر للتعاونية، وحدة طبية، قاعة متعددة التخصصات، وحضانة لأطفال النساء المستفيدات). كما يهم هذا المشروع تهيئة منطقة للاستغلال التجاري (فضاء لعرض الأسماك، ومصنع للثلج وغرفة للتبريد، وفضاء لتخزين السمك)، ومنطقة للأنشطة (ورشة للميكانيك، وورشة لإصلاح القوارب، ووحدة لتدخين السمك، وقاعة لتخزين السمك المدخن).
وستسهم محطة تفريغ السمك "محمد السادس" بلوكودجرو، التي تتوفر على بنايات وتجهيزات ملائمة تستجيب للمعايير الدولية، في إنعاش قطاع الصيد التقليدي، من خلال تنظيم وتأهيل المهنة وتثمين النتاج وتحسين جودته والنهوض بظروف عيش واشتغال الصيادين التقليديين، وكذا ظروف عمل النساء اللواتي يقمن ببيع وتجفيف وتدخين السمك وتتيح خلق مناصب شغل جديدة وتعزيز المردودية الاقتصادية للصيد التقليدي ورفع دخل المستفيدين، وتحسين ظروف الصحة والنظافة، وذلك بهدف تحقيق تنمية بشرية مستدامة ومندمجة. وهناك أربع محطات مجهزة لتفريغ السمك في طور الإنجاز، إحداها في غران لاهو، على بعد 150 كلم غرب أبيدجان، (التي بلغت أشغال إنجازها مرحلة جد متقدمة)، واثنتان في كوناكري بجمهورية غينيا (محطة تيمينيتاي ومحطة بونفي)، وواحدة في دكار في السنغال (محطة سومبيديون).

العاهل المغربي يشرف على حفل تدشين منشآت حيوية لتحسين الظروف المعيشية في ساحل العاج

الهندسة الثقافية وتحدي العولمة

Posted: 28 Nov 2017 02:16 PM PST

إن حركية كل مفهوم، تظهر في مرونة انتقاله من الدلالة إلى الوسيط. ويُحقق المفهوم هذا الانتقال، بفضل نشاطه في الاستعمالات، خاصة الميدانية والتطبيقية، لكونه يأخذ ملامح سياق التطبيق، ويستثمر خصوصيات التصريف الدلالي، إلى جانب قدرته على إيجاد موقع حيوي ضمن المفاهيم المألوفة. هناك مفاهيم تظل قيد منطقة التفكير، باعتبارها مجرد موضوع مفكر فيه، وقد تعرف اهتماما كبيرا، وانشغالا معرفيا، يجعلها حاضرة بقوة في الخطابات، غير أنها قد لا تتمكن من مغادرة التفكير إلى السلوك والممارسة والإنجاز. وقد تقف وراء هذا الإكراه مجموعة من الأسباب، أهمها عدم نضج تربة استقبال المفهوم، الناتج عن عوامل سياسية وحقوقية وتنموية، تجعل التربة أكثر تعقيدا، إضافة إلى ذلك، فإن شكل التعامل مع المفهوم ودلالته، يُعبر عن مسار تقدم المجتمع، ومكتسبات الدولة. ويكفي أن نشير في هذا الصدد إلى بعض المفاهيم التي من كثرة ارتباكها في سياقات الاستقبال، فقدت دلالتها، وتحولت إلى وسيط يُناقض جوهرها، مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحداثة، وغير ذلك من المفاهيم التي اشتغل بها التفكير، خاصة في المنطقة العربية، أكثر من الاهتمام بسياق أجرأتها، وتمكينها من التحقق على أرض الواقع.
تعد الهندسة الثقافية من المفاهيم الطيَعة، لكونها تشتغل موضوعا، من أجل إنتاج الدلالة الثقافية التي تعبر عن جوهرها، وفي الوقت ذاته، تستطيع أن تنتقل من الموضوع إلى الوسيط لخدمة موضوع آخر، والتأثير فيه، وتطوير التفكير فيه بإنتاج وعي حوله. وبهذا، تُصبح عنصرا فاعلا ومساهما في تطوير الوعي.
إن الهندسة الثقافية باعتبارها مفهوما استراتيجيا لتدبير الثقافة بتصور مختلف، من خلال استثمار المجال والمواقع الحضارية، والآثار التاريخية، والمساحات الطبيعية، وصناعة أفكار جديدة في الفن والإبداع والموسيقى والمهرجانات، فإنها تعتبر أداة مرنة للتنمية، وأفقا مفتوحا على الابتكار والتجديد والإبداع للأفكار والتصورات والرؤى، وإدماج عموم الجمهور في عملية الابتكار والاستفادة منه. وبالتالي، فإن تحقيق فعالية هذا المفهوم على أرض الواقع، يتطلب شروطا بنيوية، تخص مبادئ الحرية، والحق في التعبير، وتهيئ شروط الابتكار، وتشجيع المبادرة، وغير ذلك من الشروط التي تسمح بحرية التفكير في إبداعٍ، يمكن تحويل فكرته إلى منتجٍ ثقافي برؤية مختلفة، قابل لتحقيق التنمية. وعليه، فإن الهندسة الثقافية ترفع من شأن البُعد الاقتصادي التنموي للقطاع الثقافي، وتجعل الثقافة قطاعا حيويا، شأنها شأن باقي القطاعات التي تلعب دورا تنمويا، وذلك عندما تحرر الهندسة الثقافية مفهوم الثقافة من المادة الجاهزة تاريخيا وحضاريا، وتُحولها إلى مادة مُتحولة، أو معاد إنتاجها من عناصر متعددة، أو يتم إنتاجها بشكل جديد ضمن رؤية مختلفة. فإذا كانت الثقافة في الاستعمال الدلالي المألوف، تعني الإرث التاريخي، الذي يُلزم المجتمعات الحفاظ عليه، بتحصينه من التلف، أو تجديد حياته، بالدفاع عن نظامه، أو نقصد بها مختلف أشكال الإبداع والفن، فإن الثقافة اليوم تدخل ـ بدورها ـ زمن « مجتمع المعرفة»، وتُصبح قطاعا مفكرا فيه، باستراتيجية تنموية واقتصادية، لذلك أصبح لها مهندسون ووسطاء يشتغلون بأفق مفتوح على ثقافة عامة، وعلى كل المجالات الطبيعية والصناعية والتجارية والفنية، ما يعطي للثقافة إمكانية التحرك في أرضيات متعددة ومتنوعة، ولكنها تملك قدرة تحويل هذه الأرضيات و الخطابات إلى منتجات ثقافية، لها جمهور ومتابعون ومدافعون عنها. وهذا يتماشى مع مجتمع المعرفة، الذي يجعل المعرفة هي أساس الاقتصاد والثقافة والمجتمع، وهي المادة الخام الأساسية في كل نشاط أو عمل، بل أصبح تطور المجتمعات يُقاس بحسن تدبير المعرفة، وامتلاك القدرة على إنتاجها. إنها الرأسمال الفعلي في كل إنتاجٍ ومشروعٍ. يدعو «مجتمع المعرفة» المجتمعات اليوم، إلى الاتجاه صوب ابتكار أفكار، وصناعة تصورات، وإبداع مفاهيم، واعتماد المعرفة باعتبارها أهم مكونات رأس المال في العصر الحالي.
وإذا كانت العولمة باعتبارها أيديولوجية تسعى إلى توحيد الكون في تصورات واحدة، فإن اعتماد الهندسة الثقافية برؤية واضحة، مع الوعي بأهميتها الحضارية، يمكن أن تتحول إلى عامل مساعد في تحدي العولمة، ومُحاصرة أيديولوجيتها التي تسعى لتذويب الخصوصيات السياقية للمجتمعات، من خلال عمل مزدوج، من جهة: الانخراط في العولمة باعتبارها واقعا يفرضه الاقتصاد والتكنولوجيا، بل الوعي بشرط الانخراط الذي يتم ـ في غالب الأحيان ـ بطريقة لاواعية، باعتماد سياسات الإعلام والإشهار والإعلان والاستهلاك، وتسويق أنماط محددة من الأفكار وأنماط العيش، والدفع بالمجتمعات إلى الأخذ بها، بل الدفاع عنها، ومن جهة ثانية: الانخراط في العولمة بخصوصية الإبداع في الأفكار والتصورات والمفاهيم، عبر الهندسة الثقافية.
ذلك، لأن منطق العولمة يعتمد في جوهره على نشر قيم ومفاهيم ورؤى، يتم تسويقها وتمريرها باسم الوحدة العالمية، إلى جانب عولمة السلوك ونمط الحياة، خاصة مع تراجع مفهوم الحدود مع الوسائط التكنولوجية، وتشجيع ثقافة الاستهلاك، مع خطاب الإشهار، الذي بات يعتبر من أهم خطابات التواصل، تحقيقا لعولمة الحياة والسلوك والأفكار والحاجيات. مع ذلك، فمفهوم الكونية الثقافية يبقى مفهوما مُلتبسا، أو بتعبير آخر، يحمل تناقضه في جوهره، إنه مفهوم استعماري لذاكرة مفاهيم المجتمعات وللتجارب الحضارية من جهة، ويسعى إلى إقصاء تجربة كل مجتمع مع المعرفة والفكر والذاكرة، ومن جهة أخرى فهو مفهومٌ مُستفزٌ للخصوصية الثقافية والاجتماعية للمجتمعات، وقد يتحول هدفه الأيديولوجي إلى سبب لمواجهته، بالعودة إلى الذات المحلية، وتطوير المعرفة بهذه الذات، ونشر أفكارها ومفاهيمها من أجل حماية الذات والذاكرة من العولمة، بل أكثر من هذا، الدفاع عن شرعية مكونات الذات، بتسويق تاريخها وثقافتها وتصوراتها.
بهذا الشكل، نفترض أن مفهوم الهندسة الثقافية يمكن أن يلعب دور الفاعل الثقافي الذي يُقاوم المنطق الداخلي للعولمة، ويتصدى لها، من خلال اختراق مفهومي الاستعمار والإقصاء. وإذا كان مفهوم الشراكة حاضرا في الثقافة التكنولوجية وفي مجتمع المعرفة، فإن المجتمعات مُطالبة بتدبير هذه الشراكة الإنسانية، من خلال الخصوصية المُبدعة، تلك التي تحظى باستقبال إنساني، واقتسام عالمي، لأن الشراكة المُنتجة لا تتحقق باستهلاك النموذج القائم.
وبالتالي، يصبح الوعي بوظيفية الهندسة الثقافية بالنسبة لوجود الشعوب، وحماية رؤاها، وتصريف أفكارها، يتطلب الوعي بوظيفة المفهوم من جهة، ودوره الحضاري والتاريخي من جهة ثانية. وبهذا التحقق الدلالي لمفهوم «الهندسة الثقافية» إلى جانب مفاهيم أخرى مثل الإشهار والإعلان والمواقع الاجتماعية والتطبيقات التكنولوجية والبرامج الإعلامية، يمكن للشعوب والأفراد أن تجعل مفهوم الكونية أكثر عطاء، عندما تُبدع أفكارها وتصنع مفاهيمها وتُنجز معرفتها، لأنها بذلك ستعمل على تغيير توجه العولمة باختراقها بالإنتاج وليس بالاستهلاك، وتحولها إلى أرضية فكرية، تلتقي فيها إبداعات الأفراد والمجتمعات، وتشكل من هذا التفاعل رؤية العالم بألوان الشعوب والتجارب. وكلما أدركت الشعوب قدرتها على المساهمة في تشكيل مفهوم الكونية انطلاقا من إبداعها، استطاعت أن تكون كونية، لأنها تدخل زمن الكونية من موقع المبدع لأفكار ومفاهيم تحتاجها الإنسانية، أو في مقدور العالم أن يتعامل معها.
عندما يمشي العالم بقدم واحدة، ولون واحدٍ، وتُصبح له رائحة واحدة، ومشاعر متشابهة، يُصبح باردا وعاريا من التعدد والاختلاف، ومن دفء المجتمعات ودهشة الخصوصية. تُساهم المجتمعات في جعل العالم كذلك، عندما لا تقوم بترويض مفهوم العولمة، وتحويله إلى مفهوم دال على الحضور الإنساني المتنوع والمختلف. إذا كانت الأيديولوجيات السياسية والاقتصادية تحمي المفاهيم، فإن الوعي الثقافي والفكري باستعمالها، يُحررها من نفق الأيديولوجي.
روائية وناقدة مغربية

 

الهندسة الثقافية وتحدي العولمة

زهور كرام

بنكيران… درس جديد للإخوان!

Posted: 28 Nov 2017 02:15 PM PST

«الإعدام الثاني لبنكيران»… لم يجد أحد المعلقين المغاربة ما هو أقسى من هذا التعبير لوصف ما جرى في حزب العدالة والتنمية المغربي. لقد رفض هذا الحزب الإسلامي التمديد لزعيمه عبد الإله بنكيران في الأمانة العامة للحزب بعد أن عـُــرض الأمر على المجلس الوطني للحسم ما إذا كان يقبل تعديل مادة تمنع أكثر من ولايتين متتاليتين في هذا المنصب.
المقصود هنا بالإعدام الثاني هو أن الأول كان إزاحة الرجل من رئاسة الحكومة من قبل الملك محمد السادس في مارس/ آذار الماضي بعد عجزه عن تشكيل حكومة جديدة عقب فوز الحزب في الانتخابات البرلمانية مما فتح الباب أمام سعد الدين العثماني رئيس الحكومة الحالي وهو من الحزب ذاته.
لم يكن عاديا في بلادنا العربية أن تتمسك الأحزاب بقوانينها الداخلية عندما يتعلق الأمر بزعيمها بل غالبا ما تطوعها لمصلحته، خاصة إذا كان هذا الزعيم من النوع القيادي عالي الحضور والشعبية مثل بنكيران الذي لم يزده إبعاده من رئاسة الحكومة سوى حضور لدى قطاعات واسعة من الجمهور المغربي رأت ظلما في إبعاده من قبل الملك الذي يحملون جماعته أصلا مسؤولية وضع العصي في دواليب بنكيران عندما كان يسعى جاهدا لتشكيل حكومته بعد أن أفلح في قيادة حزبه إلى فوز جديد في انتخابات كرست صدارته للخارطة الحزبية في المملكة.
يقول الرجل عن قرار حزبه إنه «قرار مؤسساتي لا غبار عليه» وإن «المهم أن الحزب تجاوز هذا الخلاف بطريقة ديمقراطية ومؤسساتية» وإن «لا أحد يمكنه أن يتخيل أن فردا في العدالة والتنمية فضلا عن أن يكون الأمين العام يمكنه أن يشكك أو يناقش في قرار مؤسساتي». مثل هذا الكلام ينم، بغض النظر عن أي مرارة من الطبيعي أن تكون لديه، عن «روح رياضية» ليست من سمات حياتنا السياسية في البلاد العربية مع أنه سعى لتقديم الأمر على أنه كان «خلافيا بين فريقين في الحزب لم يكن بنكيران طرفا فيه».
لم يكن سهلا أن يتخلص أي حزب من «بلدوزر» شعبي وانتخابي مثل بنكيران، ولا شك أن الحزب بغض النظر عن أي اعتبارات داخلية لديه أو أي حرص على احترام قوانينه ومؤسساته ومبدأ التداول على زعامته وكسر مبدأ تأبيد الزعامات وتقديسها، قد تعرض لــ»اختراقات» ما أو ضغوطات من قبل جهات تروم التخلص من شخصية مثل بنكيران. شخصية لم يتردد البعض أحيانا في الهمس بأنه بات مزعجا حتى لـــ «المخزن» وللملك شخصيا بحكم الشعبية التي بات يتمتع بها بالنظر إلى قدرته على التواصل الجيد مع الناس وإجادة مخاطبتها بلغتها والعمل على حل الكثير من مشاكلها رغم كثرة المتربصين.
ومع ذلك، ورغم ذلك،، فإن ما جرى لا يمكن إلا أن يحسب للرجل ولحزبه وللتجربة الحزبية والديمقراطية في المغرب. ومن يدري فقد يكون ما حدث مطلقا لحركية جديدة لا أحد قادرا من الآن على الجزم إلى أين تتجه. لقد بدأ البعض في الترويج إلى أن من بين خيارات بنكيران، إلى جانب انتظار المؤتمر التاسع للحزب حيث يمكنه الرجوع إلى الأمانة العامة للحزب أو دعم مرشح مقرب منه إلى هذا المنصب، قرارا كبيرا هو «الانسحاب من حزب العدالة والتنمية نهائيا، والاتجاه إلى تأسيس حزب جديد بهوية سياسية واضحة، ودون ارتباط بجماعة دعوية، ولا بتاريخ للحركة الإسلامية، كما فعل أردوغان في تركيا، حيث غادر حزب الرفاه، الذي كان يقوده نجم الدين أربكان، بكل تناقضاته وأعطابه وعقده، واتجه إلى تأسيس حزب جديد اكتسح أول انتخابات لاحت أمامه» كما كتب الصحافي المغربي توفيق بوعشرين صاحب وصف «الإعدام الثاني».
ليس من السهل لأي مراقب خارجي للساحة المغربية أن يستخلص حقيقة ما جرى بالفعل ولا الخلفيات التي تقف وراءه ولكن المشهد لا يبدو بمرارة ما قد يكون يشعر به بنكيران ومناصروه سواء داخل الحزب أو خارجه. قد لا يكون ما حصل لبنكيران منصفا للرجل وإسهاماته للحزب الذي قاده في أوج الأعاصير العربية التي هزت المنطقة العربية في السنوات الماضية ولكنه قد يكون أمرا ملهما لعديد الأحزاب لاسيما الإسلامية منها وبدرجة أخص «الإخوان المسلمين» الذين لم يكتفوا، كما الحالة المصرية، باختيار تسمية الزعيم «مرشدا» بل وتركه في منصبه حتى يبلغ من العمر عتيا مع قسم الولاء له والطاعة بما يتنافى مع أبسط قيم الديمقراطية وتنسيب الأحكام والقرارات في أي تجربة حكم تعددية سليمة.
ومثلما كانت تجربتا «العدالة والتنمية» في المغرب و»النهضة» في تونس ملهمتين لكثير من التواقين لنماذج إسلامية مختلفة عن السائد في المشرق العربي، فقد يكون هذا الخروج لبنكيران، وهو ليس خروجا نهائيا من الساحة بالتأكيد، نموذجا لآخرين عساه يكسر بعض الرتابة أو التكلس ويفتح المجال أمام خوض تجارب أخرى لا يمكن إلا أن يتعلم منها الجميع ويتعظ.

٭ كاتب وإعلامي تونسي

بنكيران… درس جديد للإخوان!

محمد كريشان

«كَرٌ» إسرائيلي «وفَرٌ» أردني

Posted: 28 Nov 2017 02:14 PM PST

مواجهة شرسة لا يعلم عنها المتشدقون العرب في ملف المسجد الأقصى تجري خلف الكواليس، بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي المهتمة جدًا هذه الأيام بالمساس بالأردن ودوره، والتحرّش به، والضغط عليه، وشبكة المرابطين الأبطال من حرس المسجد الذين تدعمهم الحكومة الأردنية وتوفّر لهم الرواتب وسبل الصمود.
لا يريد الأردن تَعفُّفًا والتزاما بالواجب الإكثار من الكلام، وهذا نفهمه عمليًا، لكن ما لا نفهمه حتى اللحظة، هو إصرار بعض الدول العربية الكبيرة على تقديم وصلات مجانية من التطبيع مع العدو الإسرائيلي من دون إدانة خطوة جذرية عميقة من أي نوع لابتزاز إسرائيل سياسيًا أو حتى الضغط عليها أو مطالبتها، وذلك أضعف الإيمان العربي اللعوب، بتخفيف إجراءاتها ضدَّ المسجد الأقصى الأسير.
معركة فَرٍ وكَرٍ حقيقية يومية وعلى مدار الساعة، وبالتفاصيل المملة تجري بين موظفي وزارة الأوقاف الأردنية من المرابطين والحراس وجنود الاحتلال الغاشم المزنرين بالأسلحة، ويحيطون ببوابات المسجد الأقصى، خصوصًا تلك البوابات الإلكترونية التي زعم بعض القادة العرب أنهم تحركوا لإزالتها دُوليًا.
مخجل جدًا، بالنسبة لي كعربي مسلم وكأردني أن تبقى دول المحاور الكبيرة التي تتشدق بالقومية والوطنية وتدّعي تمثيل الإسلام والمسلمين، أو تلك الدول التي يوجد فيها مجمعات فقهية عملاقة تدّعي تمثيل المسلمين، مهتمة في البقاء بمستوى التعبير اللفظي عن التضامن مع الأقصى، فيما يتعهد بالصمود أهل القدس المصلون، وتغيب السلطة ورموزها، ويتصدّى للقوة الغاشمة نَفرٌ من الحرّاس الذين يصلون الليل بالنهار.
مخجل أكثر أن تشعر حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب أن العرب الذين يخطبون ودّها بكل اللغات هذه الأيام طمعًا في تقليم أظافر إيران أو لحسابات ضيقة وسطحية يُحْجِمون فعلا عن تقديم ولو دولار واحد، منذ سبعة أعوام تحت عنوان دعم المسجد الأقصى.
يُبلِغني أحد المقدسيين من قادة انتفاضة البوابات بأن الدول العربية الثرية جميعها لم تقدم منذ سنوات أي مبلغ مالي لترميم المسجد الأقصى أو تسديد قيم فواتير نفقاته وصيانة أثاثه وجدرانه، أو حتى وضع مخصصات مالية لأغراض صمود الحراس والمرابطين.
طبعًا؛ يحصل ذلك فيما يقدم مشاهير اليهود وأثرياؤهم عشرات الملايين شهريًا لضمان إدامة الزيارات الدينية لحائط المبكى (البراق) وتنظيم رحلات للزوار، فيما يبقى زائر القدس المسلم وابنها الفلسطيني بلا رديف مالي أو عون باستثناء تلك النفقات والمخصصات التي تُدفع رواتب ولأغراض الصيانة وفرش السجاد والتزود بالماء والطاقة من الأردن حصريًا.
الأردن البلد الفقير الذي يواجه شعبه أزمة مالية طاحنة يقدم المال والإسناد السياسي والأمني بصمت ومن دون ضجيج، فيما تُخفق الدول الغنية ــ التي يدّعي زعماؤها أنهم أجبروا نتنياهو على إزالة البوابات الإلكترونية ــ في تمويل ولو مركز دراسات صغير يتولى أرشفة أدبيات المسجد الأقصى، حيث أن ما تقدمه اليونسكو مثلا أكثر بكثير مما يقدمه أثرياء العرب، باستثناء الأردنيين، ويُنفق أهل القدس من حُرِّ مالهم القليل على أي نشاط أهلي لضمان تدفق الإيمان في المسجد الأقصى وبفداء وبطولة وزهد بالأضواء وبروح وثّابة وطنية برغم ملاحقات ومطاردات الاحتلال كلها.
يُحدّثني المقدسيون لا الأردنيون عن حاجات بسيطة جدًا لدعم صمود أهل القدس والمسجد الأقصى، يُحْجِمُ الأشقاء العرب الكبار عن المشاركة فيها، خوفا فيما يبدو من عواقب الأمور سياسيًا، وتجنبًا لإغضاب «الشريك الإسرائيلي المتطرف» في معركة أخرى مُخجلة تحت عنوان التحشيد الطائفي، فيما مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام محاط بجنود الاحتلال وسلاحهم وآلياتهم.
طلب النشطاء في أكناف الأقصى تأسيس جمعية للأرشيف وأخرى للتواصل الإعلامي وفضح ممارسات الاحتلال وصندوق صغير لنفقات الإدارة ومطبخ صغير لتوفير وجبات صغيرة للمتعبّدين.. الاستجابة كانت من أهل القدس فقط، ومن الدولة الأردنية، وهذه الحقيقة بخصوص جدّية الحرص الأردني على حماية المسجد الأقصى لا ينكرها إلا جاحد.
يخطط الاحتلال يوميًا لمنع الحراس من القيام بواجبهم حتى تغفل العين ويقتحم المتطرفون، ويخطط الحراس بدورهم للرد والمناكفة فيتسللون ليلا للقيام بواجبهم، وقد تكون المرة الأولى في حياتي التي أسمع فيها عن موظف يتسلل في ساعات الفجر ومنتصف الليل لمكان عمله في إشارة للجانب الأخلاقي والبطولي في المواجهة.
ما فهمناه مؤخرا إننا نتحدث عن مواجهة حقيقية يومية مع الاحتلال في محيط وأكناف الأقصى.
لا يتعلق الأمر فقط بالخطاب السياسي الاستهلاكي الذي يمكن توظيفه لأغراض تسوُّل الشعبية فقط، عندما يتعلق الأمر بالمسجد الأقصى تحديدًا، حيث مزاحمة غير مبررة للدور الأردني الذي يمارس واجبه وسط موجة من التعقيدات، لكن بصمت ومن دون استعراضات.
لعلّ من المناسب التذكير هنا أن المؤسسة الأردنية المرجعية تتجاهل حتى الأصوات الداخلية التي تقترح التخلّي عن تحمل المسؤولية المباشرة على أوقاف القدس والمسجد الأقصى وفقًا لمنطق يفترض أن المسؤولية إسلامية وعربية وإنسانية قبل أي اعتبار آخر.
سعي بعضهم لاختطاف ميكروفون المواجهة من دون عمل حقيقي أسهم في تغذية الآراء التي تتجاهلها المؤسسة الأردنية بعنوان ترك المسألة والاهتمام بالذات.
مثل تلك الأصوات تفاعلت على أكثر من نطاق مؤخرًا خصوصًا بعد المواجهة الشرسة التي تسببت الآن بالقطيعة السياسية والدبلوماسية بين الحكومة الأردنية ونظيرتها الإسرائيلية، حيث كان يمكن لعمان الاسترخاء وتبرير التخلي عن دورها في حماية المسجد الأقصى تحت ضغط الواقع العربي والإسلامي، وبذريعة ترك الملف لبُعْدِه الإسلامي… نقولها بصراحة وللأمانة.. عمان قررت أن لا تفعل.

٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي»

«كَرٌ» إسرائيلي «وفَرٌ» أردني

بسام البدارين

كيف دخلت اسرائيل سوق العبيد في ليبيا؟

Posted: 28 Nov 2017 02:14 PM PST

لنضع الأحداث في سياقها. ألسنا ندرك جيدا حجم اختراق إسرائيل لدولنا العربية والإفريقية بلا استثناء، ونعرف بالحجة والدليل صحة المثل الفرنسي الذي يقول «من أمكنه الأكثر أمكنه الأقل»؟
كيف نفسر إذن تجاهلنا وتنصلنا من معادلة تقضي بأنه متى كان بمقدور إسرائيلي واحد وهو بن تسيون تشدنوفسكي، أن يدخل السعودية ويتجول في المدينة المنورة ثم يأخذ صورا في المسجد النبوي الشريف، وينشرها بعد ذلك على حسابه على «انستغرام»، فإنه لن يكون بعدها مستبعدا أو مستغربا أن يكون باستطاعة إسرائيليين غيره أن يصلوا وقتما يشاؤون إلى إماكن اخرى في بلدان عربية تعيش ظروفا سياسية وأمنية اكثر سوءا واضطرابا من السعودية، ليقوموا بأعمال تتخطى مجرد أخذ صور للذكرى؟
أليس من الطبيعي والعادي جدا أن نقر بأنه وبالخصوص في بلد شاسع ومضطرب وفاقد لسلطة موحدة مثل ليبيا، فإنه من السهل على آلاف من بن تسيون أن يتجولوا ويتنقلوا بحرية، ويصنعوا فضلا عن تأجيج الحروب والصراعات، قصصا ومشاهد تمثيلية قد لا تخطر ببال أكبر وأمهر السينمائيين العالميين في هوليوود؟ لماذا سارعنا إذن لرفع اصواتنا عاليا بالإدانات الرعناء وتغافلنا عن خطط الصهاينة وأدوارهم، ووضعنا بنزق كل الليبيين في سلة واحدة، وجعلناهم وحوشا منزوعة الحس والضمير، وتجار رقيق لا هم لهم إلا البيع والشراء في رقاب الآدميين، ولم نفترض بالمقابل أن هناك احتمالا ولو بسيطا ومحدودا لأن تكون قصة سوق العبيد خرافة مثل باقي الخرافات التي سمعناها في السابق، كأسلحة الدمار الشامل في العراق وغيرها، وأن هناك نوايا وغايات دنيئة من وراء الاصرار على نشرها وترويجها بذلك الشكل السخيف والمكثف؟ ألم يكن الأولى والأجدى أن ندقق ونشكك، ولو قليلا، في تلك القوة الجبارة التي جعلت ذلك التقرير الاستقصائي لقناة «سي أن أن» الامريكية حول ما قيل إنها سوق للعبيد في ضواحي العاصمة طرابلس، يهز الدنيا ويقلبها رأسا على عقب؟ هل أفاقت الآن فقط أكثر من دولة غربية وحتى عربية من سباتها العميق، لتلوح بأنها قد تتدخل في ليبيا وتتخذ خطوات عملية وفورية للتحرك لغلق تلك السوق المزعومة، لمجرد أنها اغتاظت وشعرت بالخزي والعار مما عرضه التقرير؟ وهل ترك الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس الاثنين قبل الماضي وراء ظهره كل كوارث ومآسي وأزمات الليبيين و الفلسطينيين والروهينجا والسوريين والعراقيين واليمنيين وغيرهم ليقول للصحافيين، إنه «مصدوم» من تلك المشاهد التي بثتها القناة الامريكية، فقط لمجرد أن التفكير في مصير الاف الافارقة البؤساء والمشردين صار هو كل شغله في الدنيا؟ ربما قلنا إن التعاطف الإنساني والحرص على الكرامة الآدمية كانا السبب الظاهر وراء تلك الردود. لكن ألم يكن الاعلان عن صدمة الامين العام، ثم عن مواقف معظم الدول الغربية، وحتى العربية، سوى الجزء الرديء من ذلك الفيلم الذي اختار مخرجه أن يشحنه بتلك المباركة العمياء لغرض تشويه الضحية الحقيقية وترذيلها ونزع ادنى صفات الحضارة والإنسانية عنها؟ أليست العبودية التي انتفض هؤلاء أو تظاهروا بالانتفاض في وجهها في ليبيا موجودة وراسخة بشكل قد يكون أكثر عمقا وحدة ومأساوية داخل بلدانهم ذاتها سوءا أكانت في المشرق أو في المغرب؟
ليس باستطاعتنا للاسف الشديد أن نقبل أو نصدق بسهولة أن تكون الدوافع الانسانية هي وحدها التي حددت مواقف قسم واسع من المنتفضين ضد سوق الرقيق المزعومة. وليس بإمكاننا بالمقابل أيضا أن ننفي عن الليبيين ورغم كل الظروف التي يمرون بها أي مسؤولية عما قد يحصل من انتهاكات داخل أرضهم. ولن يكون بالمثل منطقيا وطبيعيا ألا نتعاطف أو نتضامن بلا حسابات ولا شروط مع آلاف من الأفارقة الأبرياء، الذين حلموا بالوصول للضفة الشمالية للمتوسط فتقطعت بهم السبل، بعد رحلة طويلة وشاقة، إما في عرض البحر، أو في صحراء ليبيا ومدنها وبلداتها.
ولكن هل يمكن أن يكون تقرير «سي أن أن» وحده الحجة والدليل الثابت والكافي على إدانة ليبيا، وتصنيفها على أنها ارض لاستعباد البشر والاتجار بهم؟ قد نتوقع أن النزاهة والحرفية المهنية هي وحدها التي حركت الصحافيين الأمريكيين ودفعتهم لإنجاز تحقيقهم. وعلى افتراض ذلك ألم يكن مناخ الفوضى والاقتتال والتنازع الداخلي بين شرق ليبيا وغربها، يوفر فرصا أوسع للأطراف الإقليمية والدولية التي تتواجد بالفعل داخل التراب الليبي، حتى تكون على علم تام بكافة تفاصيل مجريات الأحداث الصغيرة والكبيرة فيها، لا أن تبدو بمظهر المتفاجئ والمصدوم من المعلومات التي عرضتها القناة الامريكية، مثلما حاولت الإيهام بذلك؟ أليس من الغباء أن نتصور أن الصحافيين الامريكيين قد حققوا سبقا واكتشافا عظيما عجزت عنه كل أجهزة المخابرات في بلدهم، وفي باقي البلدان الغربية الاخرى؟
ربما جاءت تصريحات مدير الإدارة الأوروبية في وزارة خارجية حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، مساء السبت الماضي، لقناة «ليبيا الأحرار» التلفزيونية المحلية متأخرة بعض الشيء. ولكن جلال العاشي كان قاطعا وواضحا حين قال بصريح العبارة إن «التحقيقات المستمرة بخصوص ما أثير مؤخرا بشأن بيع المهاجرين الأفارقة في ليبيا كعبيد، لم تثبت حتى الآن وجود سوق لهذا الامر بالبلاد». لقد انتهت التحقيقات بسرعة هذه المرة، لأن المحققين لم يعثروا على شيء، على ما يبدو. فما الذي سيفعله بعد ذلك من روج للقصة أو للخرافة بقوة ونفخ فيها حتى اهتز لها العالم قاطبة؟ لعلنا لم ننتبه جيدا في خضم المواقف الحماسية والعاطفية، التي ظهرت بعد ساعات من ولادة قصة السوق لموقف صدر من دولة رواندا وبدا خارجا بعض الشيء عن أسلوب التنديد المعتاد. لقد قالت وزيرة خارجية هذا البلد الافريقي، الذي يبعد آلاف الكيلومترات عن ليبيا الخميس الماضي لوكالة الانباء الالمانية «نظرا لما تمليه الفلسفة السياسية في رواندا وتاريخنا الخاص، لا يمكننا أن نلتزم الصمت عندما يتعرض الإنسان لسوء المعاملة والبيع في مزاد مثل الماشية» قبل أن تعرض استضافة ما يقدر بثلاثين الف مهاجر افريقي تقول وكالات الانبا ء الغربية إنهم محتجزون كعبيد في ليبيا. ومن الواضح انه لو قدر للوكالة أن تنسب مثل ذلك التصريح لأي مسؤول في أي دولة من الدول الغربية لما كان احد سيشك بالامر، أما وقد جاءت البادرة من رواندا التي لا تعد قوة عالمية، والتي لا نعرف من فلسفة نظامها السياسية شيئا اخر سوى علاقاتها الوثيقة باسرائيل، فذلك هو ما يبعث على القلق. فهل أن العنوان المقبل للتدخل في ليبيا سيكون إنسانيا تحت غطاء فك اسر العبيد؟ وهل أن ما حصل في الثمانينيات مع الفلاشا سيتكرر هذه المرة عن طريق رواندا ومع المهاجرين الافارقة في ليبيا؟ قد يكون ربط قصة سوق العبيد بردة فعل رواندا ومن ورائها اسرائيل مفيدا على الاقل لاستخلاص العبرة من التاريخ، ولاستحضار الدرس الذي يتكرر باستمرار وهو أن «من أمكنه الاكثر امكنه الاقل».
كاتب وصحافي من تونس

كيف دخلت اسرائيل سوق العبيد في ليبيا؟

نزار بولحية

الربيع السعودي ومحمد بن سلمان

Posted: 28 Nov 2017 02:14 PM PST

لم يبق سوى ايام معدودة على انتهاء تصويت الجمهور في مجلة «تايم» الأمريكية واسعة الانتشار، لاختيار شخصية العام، حيث يغلق التصويت يوم 3 ديسمبر المقبل، لتعلن النتائج يوم 6 ديسمبر.
وتختار المجلة «شخصية العام» منذ عام 1927، وتعرفه بأنه الشخص الذي كان له التأثير الأكبر على الأخبار خلال الـ12 شهرا الماضية، وكان العربي الوحيد في القائمة لهذا العام هو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي حصل على نسبة 57% من أصوات الجمهور ليكون بذلك في المركز الأول حتى الآن، والمرشح الاكثر حظا ليكون شخصية العام وليفوز على منافسين مهمين من زعماء العالم مثل: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس كوريا الشمالية كيم يونغ أون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الصيني شي جين بينج، وجاستن ترودو رئيس وزراء كندا، وإيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي.
لكن لماذا يمكن ان يعتبر القارئ بن سلمان الشخصية الأكثر تأثيرا في الأخبار؟ وما الذي يسعى له الامير الشاب البالغ من العمر 32 عاما فقط، والذي سيكون له صدى عالميا بحيث يجعله شخصية العام؟ هل ستتغير خريطة الشرق الاوسط في حال تسنمه عرش بلاده، كما يشيع بعض الاطراف؟ هل ستتغير قواعد الصراعات المزمنة في المنطقة؟ وهل سنشهد تحالفات جديدة للمملكة ستغير قواعد اللعبة عالميا؟
في آخر حوار صحافي للأمير محمد بن سلمان، الذي يمكننا اعتباره الأهم حتى الآن، هو حواره مع الصحافي الامريكي توماس فريدمان، الذي نشر في صحيفة «نيويورك تايمز» واسعة الانتشار يوم الجمعة 24 نوفمبر الجاري، والذي أدلى فيه ولي العهد بتصريحات كان لها صدى خطيرا، حيث ابتدأ فريدمان موضوعه بالقول، «إنه على خلاف أي ربيع عربي في مختلف البلدان الأخرى، يقود الأمير الشاب حركة الربيع العربي في المملكة بداية من الطبقة العليا». ويذكر فريدمان «أنه في حال أتى الربيع السعودي ثماره، فإنه لن يقلب موازين السعودية فقط، ولكنه سيغير أيضا معنى ومفهوم الإسلام في جميع أنحاء العالم»، ثم أضاف جملة فيها الكثير من الغموض، حيث لم يفهم لمن يوجهها فريدمان عندما قال، إن «الأحمق فقط هو من لا يدعم هذه الحركة». فلماذا كان توماس فريدمان متحمسا الى هذه الدرجة ومتأثرا بطروحات بن سلمان؟
كانت فاتحة الحديث الصحافي مع ولي العهد هو سؤال فريدمان عما يحدث في الريتز كارلتون، الفندق ذي الخمسة نجوم في قلب الرياض، الذي تحول الى «معتقل ذهبي» كما يصفه البعض لأمراء ووزراء متهمين بالفساد؟ وسأل توماس فريدمان هل الأمر مكافحة فساد، أم تمهيدا للوصول للعرش من دون منافس محتمل كما يشاع؟ فكانت إجابة بن سلمان على السؤال كاشفة عن الخطط المبيتة وراء ما جرى، حيث بين ان الامر ليس وليد اللحظة، وإنما تم التخطيط له منذ حوالي السنتين حيث قال، «رأى والدي أنهُ ليس من المُمكن أن نبقى ضمن «مجموعة العشرين» في حين تعاني بلادنا من هذا المُستوى من الفساد. ففي وقتٍ سابق من عام 2015 صدرت أول الأوامر التي أعطاها والدي لفريقه، وهي جمع كل البيانات المُتعلقة بالفساد في الطبقة العُليا. ولقد ظل الفريق يعمل لمدة عامين كاملين حتى توصلوا لجمع المعلومات الأكثر دقةً، ومن ثم جاءوا بقوائم بحوالي 200 اسم». إذن الامر يدور منذ سنتين وهنالك 200 متهم يجب أن يحالوا للقضاء، أو ان تتم تسوية أمورهم المالية، وهذا ما تم فعلا على ارض الواقع، حيث اعلن محمد بن سلمان باستحصال 100 مليار دولار نتيجة تسوية قضايا 94% من المتهمين الذين انتهت دعاواهم .
لكن أين تكمن خطورة التصريحات التي اعتبرها فريدمان ستغير وضع الإسلام ليس في السعودية فحسب، بل في العالم أجمع؟ وهنا نقرأ التصريح الأخطر لولي العهد السعودي في قوله، «لا نقول إننا نعمل على «إعادة تفسير» الإسلام، بل نحن نعمل على «إعادة» الإسلام لأصوله، وأن سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي أهم أدواتنا». وذكر الأمير بن سلمان «أنه في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كان الرجال والنساء يتواجدون معا، وكان هناك احترام للمسيحيين واليهود في الجزيرة العربية». كما أوضح قائلاً: «لقد كان قاضي التجارة في سوق المدينة المنورة امرأة». وتساءل بن سلمان قائلًا، «إذا كان خليفة النبي عمر بن الخطاب (رض) قد رحب بكل ذلك، فهل يمكن القول إنه لم يكن مسلمًا؟».
ولتوضيح ما يسعى له الأمير الشاب، أو ما يصبو لتحقيقه ذكر فريدمان ما حصل على هامش جلسته مع ولي العهد وعدد من المسؤولين السعوديين، حيث يقول، «قام أحد الوزراء الموجودين بإخراج هاتفه، وأطلعني على صور ومشاهد فيديو للسعودية في الخمسينيات من موقع يوتيوب، وقد ظهرت فيها صور لنساء بلباسهن المعتاد، وهن يتجولن مع الرجال في الأماكن العامة، فضلا عن الحفلات الغنائية ودور السينما. لقد بدت المملكة في ذلك الوقت مكانا تقليديا ومعتدلا، ولم تكن مكانا يمنع فيه الترفيه»، وقد أخبره محدثه أن كل هذا تغير بعد عام 1979، لذلك يعرب فريدمان عن رأيه أو استنتاجه بالقول إنه «إذا ما تمكنت السعودية من معالجة «فيروس التطرف الإسلامي» الذي يعادي تعدد الآراء ويكن الكره للنساء، والذي تفشى بعد عام 1979، فإنها ستتمكن من نشر الاعتدال في جميع أنحاء العالم الإسلامي». وهنا يجب ان نتساءل، هل الامر بهذه السطحية؟ ولماذا يصدر مثل هذا الحكم الذي يبدو متسرعا من صحافي عتيد مثل توماس فريدمان تجاه أمير شاب أقصى طموحه هو ان يعيد اجواء الانفتاح الذي عاشته المملكة في الخمسينيات والستينيات، ويرى أن هذا الأمر ممكن وقابل للتحقيق بـ»انقلاب قصر» يقوم به ولي العهد.
كما تناول الحوار عددا من الموضوعات السياسية منها حرب اليمن، وتقديرات ما سيؤول له أمر الجارة المنكوبة، والأزمة اللبنانية، واستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، لكن كل تلك الامور تم تناولها بطرف الاصابع، ليتم التركيز على ان الخطر الداهم والحقيقي إنما يتمثل في الأطماع الإيرانية، التي شبهها ولي العهد بالمانيا النازية في ثلاثينيات القرن الماضي، كما شبه مرشد ايران علي الخامنئي بهتلر، وأشار إلى ان التعامل الصحيح مع الاطماع التوسعية الايرانية هو مواجهتها، لا كما فعلت اوروبا عندما حاولت استرضاء هتلر في بداية صعود نجمه، حتى استفحل الخطر النازي وهدد العالم اجمع وليس اوروبا فقط .
وهنا يمكن أن نتساءل عن المسكوت عنه في الحوار الصحافي، أو على الأقل ما سمح بنشره، وهو لماذا لم يسأل فريدمان عن التقارب السعودي الإسرائيلي المتنامي نتيجة ما يشاع عن براغماتية شعار «عدو عدوي صديقي»في اشارة للخطر الايراني؟ لماذا لم يسأل توماس فريدمان ولي العهد عما سربته الصحافة من اشاعات عن زيارته السرية لاسرائيل؟ لماذا لم يسأله عن التصريحات الرسمية لقيادات سياسية وعسكرية اسرائيلية، أشارت عدة مرات، تلميحا وتصريحا، لتقارب سعودي إسرائيلي ربما ستكون أولى ثماره مواجهة اسرائيلية مع حزب الله في لبنان؟ وهل يمكننا التكهن بأن الأمر الأخطر في الربيع السعودي الذي قد يكون فريدمان سمعه من الأمير ولم يجرؤ على البوح به هو تطبيع وشيك للعلاقات السعودية الاسرائيلية؟ ربما فهناك الكثير من المقدمات التي نستطيع قراءتها بهذا الاتجاه.
وأخيرا ربما يكون ما أثار انتباه القراء في الحوار الصحافي لولي العهد هو الرسائل الملغزة المبثوثة فيه مثل قول بن سلمان، «إنني أخشى أنه في يوم وفاتي، سأموت دون أن أحقق ما يدور في ذهني. إن الحياة قصيرة جدًا، وقد تحدث الكثير من الأمور، كما أنني حريص جدًا على مشاهدته بأم عيني، ولهذا السبب أنا في عجلة من أمري». حيث قرأ البعض هذا القول على ان هناك تهديدا أو صراعا بين اجنحة العائلة المالكة قد يندلع في أي لحظة وستكون نتيجته، مقتل ولي العهد قبل اتمام «ربيعه» الموعود.
كاتب عراقي

الربيع السعودي ومحمد بن سلمان

صادق الطائي

هل أنتجت اللاسامية الصهيونية؟

Posted: 28 Nov 2017 02:13 PM PST

مسرحية «تاجر البندقية» هي إحدى أشهر مسرحيات الكاتب الإنكليزي الأشهر وليام شكسبير، التي كتبها في بداية الثلاثين من عمره. يحوي العمل الكثير من الأفكار والقصص الصغيرة، إلا أن عقدة النص الأساسية كانت تلك المتعلقة باليهودي المرابي شايلوك، الذي وضع شرطاً غريباً لضمان سداد أمواله، وهو أن يأخذ رطلاً من لحم أنطونيو الحي مقابل أي تأخير في السداد، وهو ما أصر عليه فعلاً حينما تأخر السداد، حيث رفض أي تعويض مادي آخر سوى ما تم الاتفاق عليه.
بدون الخوض في تفاصيل هذا العمل الكلاسيكي المكرّس بشدة لانتقاد السلوك اليهودي الجشع، الذي يأخذ فيه دور البطولة السالبة والشخصية المحورية، شايلوك اليهودي، صاحب العبارات المقيتة التي يصر فيها على الانتقام من المسيحيين، لا شك أنها لم تكن لترى النور لولا أنها جاءت ضمن عصر كان يؤمن بما فيها من إسقاطات. عصر كان معظم الأوروبيين يعتبرون فيه أن الكراهية والحقد واللإنسانية ليست سوى سماتٍ أصيلة في الشخصية اليهودية. هكذا، وسواء كنا نتحدث عن مدينة البندقية، حيث كانت تدور الأحداث، أو بلاد الإنكليز حيث ولد شكسبير، فإننا نبقى في أحد العصور السوداء بالنسبة لأصحاب الديانة اليهودية. لنتذكر أن البندقية كانت آنذاك مجتمعاً مبنياً على احتقار العبيد وعلى العنصرية، أما بريطانيا فقد بلغ بها الأمر حد منع إقامة اليهود على أراضيها.
اليوم، وبعد أربعة قرون على نشر هذه المسرحية، يبدو الواقع مختلفاً، ولا شك أن شكسبير لو كان معاصراً لنا اليوم لتردد ألف مرة قبل أن يفكر بنشر رواية قد تصادر وتُرجَم ببساطة تحت طائلة قوانين «معاداة السامية» التي لم تعد تجرّم فقط الإساءة إلى اليهود، ولكنها تجرّم كذلك من يشكك في تعرضهم لأكبر مذبحة في التاريخ الحديث.
كان عصر شكسبير مختلفاً، ويمكننا أن نقول هنا إن مسرحيته التي تعمل على تأكيد الصورة المسيئة لعموم اليهود لم تكن وحيدة، بل كان معها الكثير من التراث الشفاهي والأدبي الذي يبدو للقارئ أنها استندت إليه وهو تراث ينفّر من اليهود ويظهرهم بمظهر الجشع والمتعطش للدماء. يمكن هنا الاستشهاد بكثير من الأعمال كقصة «الأبله» الإيطالية القديمة، ومسرحية كرستوفر مارلو «يهودي مالطا» التي سبقت عمل شكسبير بسنوات، والتي يذهب البعض إلى أن الكاتب الإنكليزي قد تأثر بها، خاصة أنها سبقته لمعالجة موضوع الصراع الديني والتحذير من اليهود.
مع تبدل الحال والمزاج الكوني حول المسألة اليهودية، لم يستطع العالم حجب مسرحية شكسبير تلك، ولا حجب كل ذلك التراث المتعلق بازدراء اليهود، بل ما حدث كان، على العكس من ذلك، الاستفادة من ذلك التراث، من أجل ترسيخ الظلم الواقع على اليهود، حتى وصل الأمر حد اللعب بجوهر مسرحية شكسبير وحواراته، من أجل إظهار شايلوك بمظهر الضحية التي توحّشت نتيجة لما عانته خلال حياتها من ازدراء واحتقار وعنصرية.
هكذا تصبح جميع أفعال هذه الشخصية مبررة، خاصة إذا تمت المبالغة في إظهار المسيحيين الذين يمثلهم أنطونيو الرافض للربا وغيره من أبطال المسرحية بمظهر عنصري مقيت، بشكل لا يجعلهم يكرهون شايلوك لأفعاله وإنما لمجرد أصله اليهودي.
هل يمكن أن يكون هذا المنطق مقنعاً؟ السؤال مثار جدل، خاصة حين نربطه بأسئلة معاصرة كالقضية الفلسطينية وجرائم الصهيونية على الأرض، فهل يمكن إيجاد العذر للمستوطنين لأنهم كانوا مجرد ضحايا بائسة لثقافة أوروبية لاسامية ومعادية لهم، تماماً مثل شايلوك الذي لم يكن متوحشاً بلا قلب وإنما مجرد ضحية؟ لكن، وفي هذه الحالة، ما ذنب الفلسطينيين؟ وهل يمكن لمن يفكرون بهذا المنطق إيجاد العذر للحركات المقاومة التي أزهرت على الأرض نتيجة للأعمال الوحشية التي قام بها الاحتلال، الذي حاول ويحاول دائماً، سرقة أرضهم وهويتهم، أم أنه سيتم الاكتفاء بوصف كل عمل مقاوم بالإرهاب؟
سوف نستخدم هنا مصطلح «اللاسامية» بحذر، رغم قناعتنا بأنه مصطلح غير دقيق لنتساءل: هل يمكن أن تكون «اللاسامية» أو اضطهاد اليهود قد أدت إلى نشوء الصهيونية بشكلها الذي ظهرت فيه في القرن العشرين؟ هذا افتراض شائع، لكن هناك افتراضاً آخر لا يمكن التقليل من شأنه، وهو أن تكون الفكرة الصهيونية بمعناها الكبير والمتأسس حول عقيدة جمع شتات اليهود ضمن وطن واحد، هي الأسبق، وأن تكون فقط قد استفادت من ظاهرة استفحال الكراهية لليهود من أجل إقناعهم بفكرتها الأسطورية المحورية، المبنية على الخروج من الأوطان التي ليست لهم والتجمع في نطاق وطن يهودي واحد.
مع تزايد أعمال الكراهية سوف تتحول هذه الفكرة التي بدأت منبوذة من غالب اليهود، الذين كانوا يفضّلون البقاء حيث هم إلى خيار لا بديل عنه، ليس فقط للمؤمنين الذين يؤمنون بالتفاسير التي وضعت لهم حول أرض الميعاد، ولكن لعامة اليهود من الذين ستوفر لهم هذه الفكرة، وبغض النظر عن صدقيتها، ملاذاً اقتصادياً ووضعاً مادياً مريحاً.
هناك الكثير من الأدلة التي تدلّل على افتقار الفكرة الصهيونية، حتى قبل أن تصبح حركة، إلى الشعبية ومنها ما يحكيه مؤسسوها أنفسهم عن الصعوبات التي واجهتهم في سبيل إقناع عامة اليهود بها كخيارٍ استراتيجي لهم. من ذلك منع اليهود لثيودور هرتزل من إقامة مؤتمره الأول في مدينة ميونيخ الألمانية، ليضطر إلى إقامته في مدينة بازل السويسرية. ومن ذلك أيضاً ظهور مجموعة من الحركات اليهودية المناوئة التي وظفت نفسها لمناهضة الصهيونية وبيان خطرها كمجموعة «البوند» وغيرها من الجماعات التي جرفها التاريخ وسيل الأحداث.
اليوم يتفق معظم الباحثين المحايدين على أن الحركة الصهيونية المتطرفة قد استفادت، وما زالت تستفيد، من الظلم الذي وقع على عامة اليهود في أوروبا، لتوظيفه ضمن مشروعها الذي لا يقل عنفاً وعنصرية. وكأن الواقع يؤكد مقولة ثيودور هرتزل ونبوءته التي أعلنها وهو يدشّن حركته: «اللاساميون سيغدون أقرب أصدقاء لنا وستغدو الدول اللاسامية حليفتنا».
في الأسابيع الماضية، وبمناسبة مرور مئة عام على وعد بلفور، نسجت القصائد ودبّجت المقالات في آرثر بلفور صاحب الوعد الشهير لليهود بالتمكن من فلسطين. المفارقة التي تخبرنا بها الشهادات التاريخية هي أن المسؤولين البريطانيين، وغيرهم من الأوروبيين، لم يكونوا بصدد دعم المشروع الصهيوني حباً في اليهود أو إيماناً بقضيتهم كما كانوا يدّعون، بل على العكس كان ذلك الدعم مبنياً بالأساس على اللاسامية وعلى الرغبة العميقة في التخلص منهم، خاصة وقف مساعيهم للهجرة إلى بريطانيا عبر إيجاد وطن بديل لهم يمكنه احتمالهم.
كاتب سوداني

هل أنتجت اللاسامية الصهيونية؟

د. مدى الفاتح

كلنا مصريون

Posted: 28 Nov 2017 02:13 PM PST

أقتبس هذا العنوان مما كان كتبه مدير جريدة «لوموند» الفرنسية كلومباني غداة ضربة 11 سبتمبر، في افتتاحية له بعنوان «كلنا أمريكيون» للتعبير عن التضامن مع أمريكا، عقب العمل الإرهابي الدنيء الذي ضربها. أقول الشيء ذاته، جراء ما وقع لمصر عقب تفجير مسجد الروضة في محافظة العريش، أثناء صلاة الجمعة 24 نوفمبر الحالي وإطلاق النار بعدها على المصلين والفارين من التفجير.
ضربة مسجد الروضة هي الأفظع والأبشع، منذ 11 سبتمبر. تسجل أكبر عدد للضحايا، بعد 11 سبتمبر، وهي لذلك 11 سبتمبر مصرية، ومن شأنها أن توقع خلخلة في تصورات الدولة المصرية وسُلم أولوياتها، وتوجهاتها وتحالفاتها، بل من شأنها أن تؤثر في السياسة الدولية، ذلك أنها تذكرنا أن ضحايا الإرهاب يمكن أن يكونوا مسلمين، وأن الضحية الكبرى، بالتبعية هي الإسلام.
الألم عميق بالنسبة للمصريين، كي يستمعوا لشيء آخر سوى العزاء والتضامن. ومن الضروري شجب العمل الإرهابي، ومن الضروري التنديد به، حتى لا يشعرنَّ أصحابه والآمرون به بتعاطف ما، أو تزكية ما، فبالأحرى أن يَعدوه عملا بطوليا. لا بد من التنديد، ولا بد من التعبير عن التضامن مع مصر وشعبها في هذه الفاجعة.
والجرح غائر في نفوس المصريين، ولمن يؤمن بدور مصر، كي يفكروا في أناة، ومع ذلك نسعى، انطلاقا من الإيمان بدور مصر وأهميتها الاستراتيجية، إلى التفكير خارج قوالب الغضب والثأر، لأن ما يُراد من ضربة مسجد الروضة هو صرف مصر إلى أعمال صغيرة، عوض الدور الاستراتيجي الذي يمكن أن تضطلع به، من خلال السعي لزعزعة أمنها واستقرارها.
ـ أول ما يتعين هو الدعوة إلى مؤتمر دولي حول الإرهاب، وليكنْ في مصر، للخروج من الصور النمطية التي سادت وتفشت، واعتبرت الإرهاب صناعة إسلامية، مثلما يتعين في المؤتمر ذاته، تكثيف جهود التعاون والتنسيق.
ـ وثاني ما يتعين هو أن يعقد الأزهر الشريف لقاء يضم علماء المسلمين، من سُنة وشيعة، يكون أرضية للحوار بين الفريقين والتنديد بالعنف، ومن يوظف الدين لذلك، ومحو ما أراده البعض من جعل الأزهر الشريف أرضية للصراع ما بين السنة والشيعة. وهل ينبغي أن نذهل عن التاريخ؟ فهُمُ الفاطميون من بنوها وقد أتوا من المغرب، وأطلقوا عليها الأزهر لتكون أسمى من الزهراء بالأندلس، وهي لذلك آصرة ما بين المشرق والمغرب، عنوان لتلاقي السُّنة والشيعة.
ـ ثالث المطلوب عقد لقاء بين ممثلي الأديان الثلاثة التوحيدية، من علماء مسلمين ورجال دين مسيحيين وحاخامات حتى يبروزا روح أديانهم الداعية إلى المحبة والبر، ليقطعوا على من يريد أن يوظفها في البغضاء والتناحر، وليكن في دير القديسة كاترين في سيناء لرمزية هذا المكان.
ـ رابعا عقد لقاء بين أطياف الإسلام السلفي والصوفي، لكسر الصورة النمطية القائمة على التضارب بينهما، وآية ذلك أن كثيرا من السلفيين، ليس بالمعني القدحى الذي يقرن بها اليوم، كانوا ذوي نزوع صوفي، والتصوف جزء من الحضارة الإسلامية، ولمصر باع طويل فيه، من خلال أوليائها وصالحيها وطرقها.
ـ خامسا انعقاد ندوة فكرية، ما بين الاتجاهات الفكرية الحديثة، في العالم العربي والغرب، من أجل حوار حول التحديات التي تطرحها المرحلة.
ـ سادسا عقد اجتماع حول الأمن المائي لمصر، في تنسيق مع السودان، وتجاوز الخلافات الثانوية ما بين بلدين يشكلان عمقا استراتيجيا لبعضهما بعضا، وامتدادا لهما. فأمن العالم من أمن مصر، وأمن مصر، من أمن شريان الحياة فيها وضمان صبيبه، وعدم التأثير فيه.
ـ وسابعا، التذكير بأن هناك بؤرتين للإرهاب لا تتهددان مصر وحدها، بل الأمن والاستقرار في كل من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهما سيناء وليبيا، وينبغي التنسيق مع دول الجوار في سيناء، كما ينبغي التنسيق مع إيطاليا، فيما يخص ليبيا التي لها مسؤولية تاريخية فيها، فضلا عن التداعيات الاجتماعية عليها جراء الانفلات الأمني فيها.
إن مصر، شأنها شأن كثير من بلدان العالم العربي تمر بظروف صعبة، بل عصيبة، جراء ما سمي بالربيع العربي والحراك الذي أعقبه، ويمكن لهذه الفجوة أن تتوسع وتهدد البلدان، ويمكن إن أعقبها تصور أن تنفتح على منادح وفرص. كل ذلك رهين بالتصور الذي يقدمه البررة من أبنائها، إنْ على مستوى القرار أو التصور.
إن نجاح مصر لن يكون نجاحها وحدها، وإن أي شيء يصيبها بسوء، لن يمَسَّها لوحدها، كما قال شاعر النيل حافظ إبراهيم. إن هذا الإيمان بدور مصر، وعبقرية مصر، هو الذي يملي علينا قولا، قد يؤلم ويزعج، ولكن لا مندوحة عنه، وهو ضرورة المصالحة بين مختلف أطياف مصر، ومختلف مؤسساتها. مصر ملك للمسلمين والأقباط، مصر للتنويريين والمحافظين، للسلفيين والإسلاميين. ولا يمكن لطيف أن يزرى بآخر، أو بالأحرى أن يتهدده أو يمحقه أو يثلم من مؤسسة عريقة كانت دوما صمام أمان مصر وراعية تحديثها، ألا وهي الجيش.
كاتب مغربي

كلنا مصريون

حسن أوريد

هالات خشبية مزيفة

Posted: 28 Nov 2017 02:12 PM PST

كنت في العاشرة من عمري عنما تدهورت أحوال حياتنا مع ملامح خلاف دب بين أبي وجدي بسبب رغبة الأول في بيع منزل العائلة. كان قد مضى حوالي العقد إلا قليلا على قيام حركة الضباط الأحرار في مصر وإزالة الملك فاروق عن الحكم. وضد رغبة جدي ولضيق الأحوال باع أبي المنزل الكبير.
مرض جدي وتقاعد حزنا وتولى أبي مهامه عنه. وفي مطلع الستينيات توفي جدي، وفي حوارات مجلس العزاء تعرفت على تفاصيل الخلاف. كان جدي محبا للملك ومطلعا على الأحوال وقد توقع مبكرا آثار ما اتخذه أولئك الضباط الشباب من قرارت غير مدروسة (حسب رأيه ) لعدم خبرتهم وانتماءات معظمهم الايديولوجية. وقد عصفت أولى قراراتهم بمستوى معيشتنا مباشرة، إذ كنا نقيم فى بيت عائلة كبير في قلب المدينه من طابقين فيه مشربيات وكهرباء وصنابير مياه. ولم يسقط من ذاكرتي حتى اليوم إنه كانت لدينا كسارة للبندق، ثم انحدرنا إلى منزل ريفي متواضع في ما تبقى من إقطاعية لأحد الأعيان التي كان جدي يدير شؤونها. كانت إقطاعية شاسعة لكن بعد أول قرارات الثورة في إطار ما كان يسمى بالإصلاح الزراعي حينئذ تقلصت إلى بضع عشرات الأفدنة نصفها بور والباقي وضع عليها اليد مستأجرون يدفعون أو لا يدفعون مبلغا زهيدا من الجنيهات سنويا. تفتتت الملكيات الكبيرة وتدهورت إنتاجيات المحاصيل الرئيسة وعلى رأسها القطن، وتبدلت الأحوال إلى النقيض وتآكلت العائلات الثرية التي كانت تقيم في أملاكها وهجروها، وشببت أنا مشبعا بإعلام أحمد سعيد ومحمد عروق من إذاعة «صوت العرب» وإعلام محمد حسنين هيكل من صحيفة «الأهرام». وجاءت الهزيمة الكبرى وكنت في أوج سني مراهقتي، ولم أكن أدري أنهم طبعوا بالحفر على ذاكرتي الخام هالات قداسة مزيفة لشخوص بعضها لم أستطع التخلص من تأثيره الكاريزمي حتى اليوم. فقد أحببت جمال عبد الناصر رغم يقيني أنه ومن جاء بعده من تابعيه وتابعي تابعيه هم المسؤولون الأوائل عن الهزيمة، وعن تدمير التعليم وعن تدمير الزراعة وإفساد القضاء، وكثير مما اكتشفته بعد أن تجاوزت مرحلة العواطف إلى مرحلة النضج الفكري والوعي بما جرى من منظور موضوعي.
إن صناعة الهالات هي صناعة قديمة متوارثة في مجتمعاتنا، فالبشر لديهم عقول مفتوحة على مصاريعها، وظيفتها التلقي على مدار الساعة ــ نقول مفتوحة وليست متفتحة ــ لا فلترة ولا تدقيق ولا نقد ولا تمحيص، فقط تخزين المنتج الذي تتلقاه ذاك الذي يملأ كل الفراغات. وعندما يستجد جديد فلا مكان له ويظل الموروث المقدس خطا أحمر قانيا دونه رقاب ودم مع أن هؤلاء الذين صنعنا لهم هذه الهالات بشر بنو آدم والإنسان خطّاء بالفطرة.
وعلى العكس من الذين صنعنا لهم هالات العصمة والقداسة البيضاء هناك من صنعنا لهم هالات سوداء أحطنا بها رؤوسهم، ولم نكلف أنفسنا عناء البحث عن الحقيقة. فعلى سبيل المثال تجرعنا في طفولتنا عن فساد ملك مصر ما يكفي للاعتقاد بأن كل ملوك الأرض كانوا فاسدين مع أن الرجل غادر ملكه بمنتهى الأدب السياسي في مشهد يستحق عليه الثناء، ورموز أخرى دينية وسياسية وعسكرية وسعنا هالاتهم البيضاء أو السوداء وسيجنا حولهم وكتبنا ممنوع الاقتراب أو التصوير أو البحث أو التحري في سيرتهم ومسارهم، ليس حبا أو كرها فيهم ولكن حتى لا نكتشف مدى كذب الخدعة التي صنعناها بأنفسنا وصدقناها.
وما أن يتجرأ أحدهم بلمس هذه التابوهات حتى يهيج صناع الهالات الخشبية المزيفة دفاعا عن وهم مترسخ في الأذهان، يخشون لو زال هذا الوهم فربما تنهض العقول المأسورة وتكتشف حقيقة مرة وهي قرون من الكذب المؤدلج، حينئذ ستكون العواقب وخيمة والذين صنعوا من هتلر زعيما وكللوا رأسه بهالة تقديس غطت كل أوروبا هم أنفسهم الذين لعنوه وجرموا حتى من يذكر اسمه، فالنقد والبحث والمقارنة يتيح معرفة الحقيقة ، نقد الأشخاص ونقد الأشياء ونقد الأفكار وحتى العقائد فهو السبيل الأوحد للرقي والتقدم والازدهار، عدا ذلك جمود وتكلس.
وفي المحروسة اهتاج الهائجون وأرغوا وأزبدوا لا لسبب إلا لأن إحدى الكاتبات صرحت بأنها لا تحب شخصا ما (ونقول شخصا ) بسبب موقف ما، وكان إثمها الكبير التي تستحق الرجم عليه أنها اقتربت من صاحب الهالة الذي تحول في لحظة إلى صاحب عصمة. وفي اعتقادى أن دفاع هؤلاء عن هذا أو ذاك ليس بسبب حبهم لهذا أو ذاك لكنه بسبب الخوف من كسر الهالة واكتشاف أنها ليست هالات قداسة علوية إنما مدلسات، هالات خشبية، صناعة بشرية. ومازلنا في المحروسة نسمع العجب فقد وجه أكاديمي كبير دارس سير شخصيات نقدا هذه المرة إلى شخصيات ليست دينية، أي لا يصلح لها تركيب هالات بل هي شخصيات سياسية، ولا ضير من التصريح بأن الرجل تحدث عن وقائع تاريخية لرجل كردي هو صلاح الدين الأيوبي، وآخر هو أحمد عرابي. ومع التأكيد بأن الرجل قال ما يحتمل أنه الصواب وقد يكون خطأ والعكس صحيح تماما لكن هاج الهائجون وأرغوا وأزبدوا ورموا الرجل بكل الموبقات للسبب نفسه الذي أسلفنا وشرحناه، وهو كذبة الهالات الخشبية. سبب آخر في اعتقادي لهذه الظاهرة، وهو الأخطر، أن استعمار عقول الناس بهذه الظواهر يسهل اقتيادها كقطعان بشرية ل افسحة في عقولها لأي فكر (دخيل) قد يوقظ هذه العقول فتفيق من سباتها الطويل وتتطلع حولها، حينئذ سيكون أول ضحاياها هم صناع هذه الهالات المزيفة، الهالات الخشبية.
كاتب من مصر

هالات خشبية مزيفة

عيد اسطفانوس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق