Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الثلاثاء، 27 مارس 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


«وزارة حرب» ترامب: هل يتمخض الجبل عن فأر؟

Posted: 26 Mar 2018 02:32 PM PDT

وزارة الحرب» هو التعبير الذي تبادر إلى أذهان الكثير من المراقبين حين أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إقالة هربرت ماكماستر من منصب مستشار الأمن القومي وتعيين جون بولتون بدلاً عنه، مستكملاً بذلك لائحة «صقور» ضمت مايك روبيو القادم من إدارة وكالة المخابرات المركزية إلى وزارة الخارجية، وجينا هاسبل المديرة الجديدة للوكالة ومهندسة تطبيق تقنيات التعذيب أثناء التحقيق مع الموقوفين في سجون أمريكا السرية الخارجية.
ثمة سمات عديدة تجمع بين هؤلاء الثلاثة، في مسائل الأمن القومي الداخلي والسياسة الخارجية ودور أمريكا على نطاق العالم، ولكن الصفة الأبرز والأخطر هي اعتناق مبدأ الحرب في مواجهة ما يُسمى «الأخطار» التي تتهدد مصالح أمريكا العليا، والإيمان بأن المخارج التي تتوخى السلام عبر المفاوضات والدبلوماسية عقيمة إذا لم تكن ضارة بأمن أمريكا في المدى البعيد.
على سبيل المثال، وحسب ذهنية مستشار الأمن القومي الجديد، لا فائدة من تجديد العمل بالاتفاق الدولي مع إيران حول برنامجها النووي، وبولتون لا يوصي إدارة ترامب بالانسحاب منه في أيار /مايو المقبل فحسب، بل يحث البيت الأبيض على إبقاء الخيار العسكري جاثماً على طاولة أي تفاوض مع طهران. ورغم أنه كان ممثل أمريكا الدائم لدى الأمم المتحدة، أثناء رئاسة جورج بوش الأب، فإن بولتون لم يتوقف يوماً عن إبداء الاحتقار لهذه المنظمة الدولية، وهو صاحب العبارة الشهيرة: لن يتغير شيء إذا حُذفت عشرة طوابق من مبنى الأمم المتحدة». وأما بصدد القضية الفلسطينية فقد أعلن بولتون مراراً بأن حلّ الدولتين قد مات، ومن الخير تسليم الضفة الغربية إلى الأردن، وقطاع غزة إلى مصر.
لكن اختبار مدى تأثير «وزارة الحرب» هذه في ترجيح القرار العسكري لدى ترامب سوف يتضح خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حين يفرغ مجلس الأمن القومي الأمريكي ووزارة الخارجية من إعداد ملفات القمة المرتقبة بين ترامب ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون. فإذا اتصفت تلك الملفات بالتشدد والمطالب التعجيزية، كأن يُطلب من بيونغ يانغ تفكيك كامل برنامجها النووي مثلاً، فإن الفشل الذريع سوف يكون مآل تلك القمة، وسوف يسجل صقور البيت الأبيض جولة انتصار أولى في ترجيح كفة الحل العسكري.
لكن العالم تغير بالطبع ولم يعد يسيراً على بولتون وأمثاله استدراج سيد البيت الأبيض، حتى من النوع المتهور الذي يمثله ترامب، إلى حرب وخيمة العواقب على الطرفين المتحاربين معاً. وليس اجتياح أفغانستان والعراق أو قصف طهران عمليات مماثلة للدخول في حرب مع بلد يمكن لصواريخه المحملة برؤوس نووية أن تبلغ عمق أمريكا ذاتها. ولهذا قد لا يتمخض جبل «وزارة الحرب» هذه إلا عن فأر التهديد والوعيد والضغط، فضلاً عن تقوية شوكة المتشددين في البلدان ذاتها التي يحث صقور البيت الأبيض على ردعها.
مثير للعجب، أخيراً، أن يستغرب البعض إقدام ترامب على اختيار نماذج بولتون وروبيو وهاسبل، وكأن أمريكا انتخبته رئيساً كي يتخذ قرارات أكثر حكمة وأشدّ عقلانية!

 

«وزارة حرب» ترامب: هل يتمخض الجبل عن فأر؟

رأي القدس

أسئلة لبنانية ساذجة

Posted: 26 Mar 2018 02:31 PM PDT

هناك أسئلة ساذجة حاولت الإجاية عنها فلم أستطع، أقول إنها ساذجة لأن أي تفكير عقلاني في حده الأدنى قادر على إيجاد الأجوبة الملائمة، لكن الأجوبة تخيف أكثر من الأسئلة، لأن الأجوبة تفرض عملاً ما، أما أن نقول الجواب ونستكين فهذا في رأيي أسوأ من الجهل.
السؤال الأول يتعلق بقضية الفنان زياد عيتاني الذي اتهم بالعمالة لإسرائيل، ثم بُرئت ساحته وأُطلق سراحه، بعد معاناته مع أشكال متنوعة من التعذيب الجسدي والنفسي.
المسألة لا تتعلق بملفقي الإتهام ضد عيتاني، فهؤلاء ليسوا سوى نتاج نظام الفساد والإفساد والتشبيح على الطريقة اللبنانية، ونحن في انتظار ما ستؤول اليه الأمور وسط التشنج الطائفي الذي يستطيع لفلفة أي شيء. لكن السؤال العاجل يتعلق بالجهاز الأمني الذي اعتقل الممثل المسرحي وقام بتعذيبه، وألبسه التهمة، منتزعاً منه الاعتراف بما لا علاقة به.
هل أُحيل أي ضابط أو جندي من جهاز أمن الدولة إلى التحقيق؟ هل استقال رئيس الجهاز أو نائبه بعد هذه الفضيحة؟
ما حدث هو عكس ذلك تماماً، رئيس الجمهورية استقبل رئيس جهاز أمن الدولة في عزّ الفضيحة، ورئيس الحكومة أوحى خلال استقباله الممثل الضحية بلامسؤولية الجهاز وألقى باللوم على مفبركي التهمة، وانتهى الموضوع.
أي أن حياة المواطن اللبناني وكرامته لا معنى لهما، أو بعبارة أدق لا وجود للمواطن، فاللبنانية أو اللبناني إما أن يكون إبن طائفة تحميه أو لا يكون.
في المقابل لم يعتذر أي إعلامي ارتضى أن يكون مطية الجهاز الأمني المذكور في تشويه سمعة عيتاني، فكل ما كُتب في الصحف وكل ما قيل في التلفزيونات صار كأن لم يكن، بل هناك من أشاع بأن أحد الإعلاميين الذي استفاض في الكتابة والكلام ملقياً التهم هو ضحية، لا لأنه ارتضى أن يسرّب التلفيقات ضد الضحية، بل لأنه ادّعى أن هناك من يركّب له ملف عمالة، وبذا صار من الواجب التضامن معه!
السؤال الثاني موجه إلى ما يمكن أن نطلق عليه اسم الباسيلية (نسبة الى الصهر والسوبر وزير جبران باسيل). لقد صارت البسبلة طريقة في التعبير، فأن تبسبل تعني أن تقول شيئاً وتقصد شيئاً آخر، إنها نوع جديد من الكارامبول اللغوي في بلياردو اللغة السياسية اللبنانية.
تصريح باسيل عن إعداده لمشروع قانون يعطي النساء اللبنانيات المتزوجات من غير اللبنانيين حق منح جنسيتهن لأولادهن على أن يستثنى من ذلك المتزوجات من دول الجوار، هو تجسيد صارخ للإطاحة بفكرة القانون الذي لا يستقيم من دون المساواة. لكن عبقرية هذا السياسي بلا حدود، لأن هدفه ليس القانون بل دغدغة الغرائز الطائفية، فالإشارة الى الجوار والكلام عن التوطين يعني أن القانون المقترح يستثني المتزوجات من فلسطينيين وسوريين، أي المتزوجات من مسلمين.
هذه العبقرية المتطيّفة لا تقول لنا مثلاً هل قبرص هي من دول الجوار؟ وهل يسري القانون على القبارصة اليونانيين أم أنه يقتصر على القبارصة الأتراك؟ وماذا عن العراق ومصر وبقية البلدان العربية؟
باسيل يعرف أن اقتراحه هو للإستهلاك الانتخابي، وأنه كلما زاد من منسوب التحريض الطائفي ترسخت زعامته وزعامة عون، لأن ما أعاق حتى اليوم منح المرأة اللبنانية حق إعطاء جنسيتها لأولادها هو الذكورية والنظام البطريركي. والذكورية والبطريركية هما من أعمدة النظام الطائفي اللبناني.
لكن البسبلة لا تقتصر على جماعة عون، بل تمتد إلى الجميع، من التوريث إلى شد العصب الطائفي. صحيح ان وزير الخارجية تفوق بقدرته على تحويل الوقاحة إلى سياسة، لكنه في النهاية ليس سوى امتداد طبيعي لنظام طائفي عنصري مناف للأخلاق وعدو للكرامات.
السؤال الثالث ويتعلق بالبرنامج الانتخابي الذي أعلنه الأمين العام لحزب الله عشية بدء الحملة الانتخابية. من قرأ البرنامج أو استمع اليه شعر أنه أمام نسخة معدّلة من برامج المجتمع المدني، وبدا له أنه أمام برنامج لحزب جديد لم يشارك في السلطتين التشريعية والتنفيذية منذ عقود، وليس جزءاً من ثنائية شيعية أقفلت السياسة وأعطت صك البراءة للفساد، ولم يكن شريكاً في مائدة السلطة اللبنانية وفي التحالف مع شتى أنواع الفاسدين.
وأمين عام حزب الله معذور، فهو يواجه اليوم الحقيقة التي تنبه إليها حافظ الأسد عندما قرر تلزيم مقاومة إسرائيل لحزب الله وطرد اليسار بالقوة والعنف منها.
فالأسد كان يمتلك ذكاء شيطانياً سمح له بأن يرى بأن حزب الله يواجه خللاً تكوينياً بسبب بنيته الدينية الطائفية، وهو مهما امتلك من قدرات عاجز عن حكم بلد متعدد الطوائف، لذا سيبقى رديفاً عسكرياً للهيمنة السورية.
لكن مع تداعي النظام الأسدي في سوريا وتحوله الى أداة للاحتلالات التي تضرب سوريا اليوم، يجد حزب الله نفسه أمام مأزقه التكويني. حتى انتصاره الكبير في فرض انتخاب عون رئيساً ليس انتصاراً كاملاً، لأن العونية تسعى لأن تكون الذراع السياسية للطوائف المسيحية، وهي تبحث عن مصالحها أولاً، وهي مصالح قد تتناقض مع المصلحة الطائفية التي يمثلها حزب الله في أمور جزئية على الأقل.
ووسط مسلسل الحرب السورية الاقليمية، يجد الحزب نفسه في وضع متأرجح رغم المكاسب التي حققها الحلف الذي ينتمي اليه في سوريا، وهذا يجعله يشعر بأن هيمنته على لبنان ليست ثابتة، من هنا أتت هذه الحمى الانتخابية التي ضربته خوفاً من خلخلة هيمنته عبر اختراق الكانتونين الشيعيين المقفلين في الجنوب والبقاع.
الصحوة ضد نظام الفساد تبدو عاجزة عن سد الخلل البنيوي الطائفي الذي يجعل الهيمنة على لبنان غير ثابتة.
لماذا إذاً استفاق حزب الله على نقد نظام شارك في تأسيسه؟
كما ترى أيها القارئ فمعرفة الأجوبة لا معنى لها إذا لم تقترن بالعمل لتحويل هذه الأجوبة الى فعل تغييري، وهذه هي المسألة.

أسئلة لبنانية ساذجة

الياس خوري

الأسباب الحقيقية لمنع فيلم رنا عيد في لبنان… واندماج السوريين خطر على قنواته!

Posted: 26 Mar 2018 02:30 PM PDT

إنها مجرد مراوغة من رقابة الأمن العام اللبناني حين يروّج أن منع فيلم «بانوبتك»Panoptic من العرض جاء بسبب عبارة تقول إن المسجونين في نظارة الأمن العام يمكن أن «لا يحاكموا وينتسوا تحت الأرض»، التي ترد أثناء الحديث عن سجن هو مركز لتوقيف الأجانب المخالفين.
ولو قبلت مخرجة الفيلم رنا عيد بحذف تلك العبارة لاخترعت الرقابة ذريعة أخرى، ولا سيما أن عيد قبلت قبل ذلك بتمويه وجوه رجال الأمن العام والمساجين الذين ظهروا في الفيلم.
الحكاية أن الفيلم يصيب قلب الدولة الأمنية اللبنانية بنقد قاس. فهنالك أولاً التركيز على صورة الجيش كـ «مانيكان»، مجرد دمية، والفيلم لم يخترع تلك الدمية، لقد وجدتْها الكاميرا في احتفال جماهيري حاشد يمجّد الجيش اللبناني، وقد انتصبت تلك الدمية في وسط الحشد مرتدية الزي المعروف للجيش.
كذلك فإن الفيلم (وثائقي إنتاج العام 2017) هو رسالة تخاطب فيها المخرجة والدها الضابط الراحل، تسرد فيها شيئاً من ذكرياتها معه وعنه، ومن بينها كيف ترك الجيش بعد انتهاء الحرب بـ «عفو عام» (وزادت بعدها الثكنات والأجهزة الأمنية)، و «ركض ليزيل صفته كعميد من على باب البيت». هنا تقول الراوية، المخرجة «خلصت الحرب، طلعنا من الملجأ، بس ما طلعنا من تحت الأرض».
أما كيف مات الأب فقد جاء ذلك بعد السابع من أيار/مايو 2008، ما تسميه المخرجة دخول المسلحين إلى بيروت، من دون أن تحدد أن هؤلاء لم يكونوا سوى ميليشيات «حزب الله» التي روّعت شوارع المدينة حينذاك.
تقول عيد إن والدها بدا وكأنه قرر الرحيل، فتوقف قلبه بعد شهر واحد من ذلك التاريخ. واضح إذاً أن الأب الراحل، الضابط في الجيش اللبناني كان لديه احتجاجه الكبير على جيش بلده، ورحل، كما يبدو، احتجاجاً على اقتحام السابع من أيار.
تتطرق المخرجة عيد إلى بعض رموز الحرب الشهيرة، مثل بناية المرّ الشاهقة، التي كانت طوابقها العليا للقناصة أيام الحرب، وطوابقها السفلى للتعذيب. هذا المبنى هو ما تشبهه المخرجة بـ «بانوبتك» : «ما بيغمض عيونه.
بيشبه ارغوس بانوبتك، عملاق الميثيولوجيا اليونانية، كان عنده مية عين، شغلته يراقب. وقت ينام كان يسكّر خمسين عين. ويراقب بالباقي. عملوا سحر لبانوبتك تا يغمض المية عين وقتلوه، البرج بعده واقف.. رجع مركز عسكري».
وتشبّه المخرجة البرج بالجسر الواصل بين قصر العدل ومبنى الأمن العام، ملمّحة إلى أن الجسر ليس سوى خط تماس بديل عن الخط الكائن زمن الحرب. الجسر، كرمز وصورة حاضر ومهيمن طوال الفيلم. بل إن الفيلم يختم تقريباً مع صورة للجسر يظهر فيها برج المرّ مع تعليق من المخرجة: «إكرام الميت دفنه».
لا ينسى الفيلم التطرّق إلى مبنى شهير آخر، هو البوريفاج، مركز المخابرات السورية الشهير، الذي كان فندقاً في طوابقه العليا، وفي السفلى أقبية تعذيب. المبنى يلخص كل المشهدية التي اشتغل عليها الفيلم، حيث هذا التضاد الصريح بين الحياة المتدفقة، الأضواء، الإعلانات، فوق الجسر، فوق الأرض، وحياة أخرى موازية تحت الأرض، في الملاجئ، الأقبية، السجون. إنه عالم كابوسي مصحوب على الدوام بشريط صوتي صارخ ومدمِّر.
هل نستغرب بعد ذلك أن يمنع فيلم ينتقد بهذا الوضوح أداء الجيش (المانيكان حسبه)، تكاثر الثكنات والأجهزة الأمنية، ميليشيا «حزب الله»، والبوريفاج؟ أبداً. المنع الجديد يؤكد أن الفيلم محق في ما يقول، بخصوص الرقيب العملاق بانوبتك، الساهر أبداً على مراقبة اللبنانين و»قصقصة» أفلامهم، وأحلامهم أيضاً.

خطر الاندماج!

في كل بلاد العالم التي تستقبل اللاجئين والمهاجرين ستجد أن من أبرز هموم الحكومات كيفية إدماج المهاجرين في المجتمعات الجديدة. في ألمانيا مثلاً يكاد يكون هذا شغل الحكومة الشاغل، إلى جانب أحزاب ومنظمات عديدة. إلا في لبنان سيصبح الاندماج خطراً يجب التحذير منه.
هذا ما ظهر في برنامج تلفزيوني على قناة «أو تي في» التي تعود لـ «التيار الوطني الحرّ» الذي ينتمي إليه رئيس الجمهورية.
من كلماتها الأولى ستُظهر المذيعة انحيازها ونواياها تجاه اللاجئين السوريين، حتى قبل أن تناقش أو تستعرض تقريراً أعدّ من أجل الحلقة. تتحدث المذيعة عن عدد لا يستهان فيه من النازحين (الطلاب) السوريين، (حوالى 150 ألف طالب) و «هذا يؤدي إلى تسرّب الطلاب اللبنانيين لأمور اجتماعية وغيرها».
أما التقرير المصور فيستحدث (وبشكل يوحي أن مؤامرة ما وراء ذلك) عن «طلاب مسجّلين من خلال دعم اليونسيف والاتحاد الأوروبي ودول أخرى مانحة بالتعاون مع وزارة التربية اللبنانية». حيث «يدفع 600 دولار عن كل طالب».
ويضيف التقرير «وقد عمد الأهل (اللبنانيون) إلى سحب أولادهم لاعتبارات خاصة بهم، فبعضهم لا يريد لهم الاختلاط بغير اللبنانين المختلفين بأطباعهم وثقافتهم، أو من بيئة مغايرة».
ثم يتحدث التقرير عن «مبان تعليمية أصبحت مرهقة بفعل استخدامها قبل وبعد الظهر». وعن «خطر على الأمن الاجتماعي يشكله الأطفال». ولا يتردد في إيراد عبارة تشدّد «على خطر الاندماج الحاصل في المدارس». هذا قبل أن يخلص إلى نتيجة «هذا سينتج أجيالاً تعلمت بلبنان، ما سيطرح إشكالية التوطين بعد الاندماج التمهيدي منذ الصغر، لتتمكن من دخول سوق العمل بسهولة، كونها تعلمت وتخرجت في لبنان».
كل العبارات الواردة في هذا التقرير تخجل القلب حقاً، كيف يمكن لإعلامي، مذيع، مراسل صحافي، محرر أن ينطق بكلمات عنصرية إلى هذا الحد، كيف يمكن لجمهور أن يستمع من دون أن يهتز له ضمير، بل هو جمهور قابل أساساً للتصفيق وارتكاب الأفظع. أرأيتم لماذا المجزرة كانت بهذا الاتساع؟ هذه الاستمرارية؟

كاتب فلسطيني سوري

 

الأسباب الحقيقية لمنع فيلم رنا عيد في لبنان… واندماج السوريين خطر على قنواته!

راشد عيسى

بعيدا عن السياسة… بين إلياس خوري وأمين معلوف

Posted: 26 Mar 2018 02:29 PM PDT

اسمحوا لي، أعزائي القراء، أن أبتعد اليوم قليلا عن روتين الكتابة حول السياسة وأحداثها وهمومها وأن نذهب معا في جولة سريعة إلى فضاء الأدب مع بعض الأعمال الروائية الرائعة التي قرأتها خلال الأشهر القليلة الماضية وأدعوكم إلى مطالعتها. «باب الشمس» و«يالو» للأديب اللبناني إلياس خوري و«بدايات» و«سمرقند» للأديب اللبناني الفرنسي أمين معلوف هي الأعمال المعنية، وملاحظاتي بشأنها لا تعدو أن تكون شخصية وانطباعية ولا تندرج في باب النقد الأدبي الرصين الذي أعشقه ولا أمتلك أدواته. والحقيقة أن قراءة كل عمل من هذه الأعمال الروائية أمتعتني وأخرجتني عقلا وقلبا من رتابة العمل المهني وقسوة الاهتمام بالشأن العام وهموم الحياة الخاصة، وألفيت نفسي بها ومعها في ساحات إنسانية واجتماعية وتاريخية رحبة ومثيرة في آن.
تعالج رواية «باب الشمس» لإلياس خوري مأساة تهجير الفلسطينيين في 1948 وتناقش واقع حياتهم كلاجئين في المخيمات الفلسطينية في لبنان مرورا بالأحداث الكبرى التي تعرضوا لها منذ الخمسينيات وإلى نهاية الثمانينيات. وأجمل ما في الرواية، التي استدعت من خوري الاستماع للعديد من الشهادات الحية من سكان المخيمات وتسجيل مئات الساعات معهم، هو رصدها الدقيق لعذابات المهجرين/اللاجئين والازدواجية المشاعرية والإنسانية المستمرة في داخل كل فرد منهم وفي حياة كل أسرة بين حلم العودة إلى البيت والأرض المفقودتين والرغبة في بداية جديدة في مكان فرض عليهم أو استنجدوا به وبشروط أبدا لم تخل من القسوة والظلم. الأسلوب السردي لإلياس خوري في «باب الشمس»، ونقطة انطلاقه هي حديث ممرض فلسطيني يحاول أن ينقذ أبوه بالتبني من براثن غيبوبة كاملة وقع بها بأن يروي له ما يعرفه عن قصة حياته وعمله في المقاومة الفلسطينية وزوجته التي تركها وراء الحدود في فلسطين/إسرائيل، شديد الكثافة وينتقل بالقارئ باستمرار بين محطات وصور متنوعة تمتد من قرى فلسطين 1948 مرورا بالأعمال الفدائية في المناطق الحدودية التي أصبحت تفصل بين لبنان ودولة إسرائيل وداخل الأخيرة إلى واقع الفلسطينيين أثناء الحرب الأهلية اللبنانية وبعد الاجتياح الإسرائيلي في 1982.
يميز ذات الأسلوب السردي رواية «يالو» والتي تعرض لجنون الحرب الأهلية اللبنانية وما بعدها بعيون شاب (يحمل اسم يالو) تورطه الحرب في أعمال قتل ونهب باسم إحدى القوى الطائفية المتصارعة ثم نراه يهرب بعض الوقت إلى باريس قبل أن يعود إلى لبنان مجددا ويتورط في عنف من نوع آخر، اغتصاب النساء. تجول «يالو» في نفسية ومشاعر وأفكار أحد ضحايا الحرب الأهلية وشخصيات تقترب منه وتبتعد عنه بصور مختلفة وتنقل واقع مجتمع سقطت به كل المعايير وغابت عنه كل اعتيادية ولم يعد بإمكان أفراده العيش معا بسلام. وأجمل ما في رواية «يالو» لإلياس خوري هو أنها تغل يد القراء في الحكم السريع والقاطع على شخوصها وأحداثها وتدفعهم بعد إسقاط الأبيض والأسود، الجميل والقبيح، إلى إدراك مسؤولية المجتمع ككل فيما أصبح عليه يالو، قاتل للأبرياء وطرف في حرب مجنونة باسم الصداقة ومغتصب للنساء باسم البحث عن الحب.
أما «بدايات» و«سمرقند» لأمين معلوف، الأديب اللبناني الفرنسي كما يعرف هو بنفسه، فتجمع شأنها شأن أعمال خوري بين التاريخي والروائي ولكن في قالب آخر. للروايتين ـ وقد قرأتهما في الترجمات العربية عن الأصل الفرنسي ـ خلفية محددة هي في حالة «بدايات» حياة جدود معلوف في لبنان القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين وهجرة بعضهم آنذاك إلى العالم الجديد وما نتج عنها، وفي حالة «سمرقند» حياة صاحب الرباعيات عمر الخيام ثم حياة الرباعيات من بعده. تروي «بدايات» من خلال جدود معلوف، ومن واقع مراسلاتهم ووثائق حياتهم التي حصل عليها الحفيد الأديب بعد بحث امتد بين لبنان وكوبا، بعضا من قصة لبنان القرن التاسع عشر بما شهده من انفتاح متعثر على المدنية الحديثة والتعليم الحديث عبر مدارس الإرساليات الأوروبية والصحافة المطبوعة والجمعيات الماسونية وكذلك ما عانى منه من صراعات بين الطوائف ومن مجاعة مأساوية أثناء الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918) وما نتج عن ذلك من موجات مستمرة من الهجرة إلى الأمريكيتين بحثا عن النجاة أو أملا في مساعدة الباقين في الوطن أو رغبة في الثراء. البديع في «بدايات» هو عذوبتها الراقية في تعريف القراء بأفكار ومخاوف وأحلام شخصيات عاشت منذ زمن ورغبت في الإسهام في نهوض مجتمعها في محيط شرقي جسم عليه التخلف أو بحثت عن إنقاذ خارجه في عالم جديد نظر إليه كجنة الله في الأرض. وفي الحالتين، ترك هؤلاء لمن خلفهم من الأبناء والأحفاد في العالم الجديد أرثا ثقيلا إما من عذاب الأحلام المحبطة أو آلام مفارقة الوطن والأهل.
تأخذنا «سمرقند» في بنية ثنائية وبمزيج من العرض التاريخي والسرد الروائي إلى دنيا العالم والفيلسوف والشاعر عمر الخيام في القرن الثاني عشر الميلادي وإلى عالم الشرق في خواتيم القرن التاسع عشر مع مستشرق أمريكي يبحث عن النسخة الأصلية لرباعيات الخيام ونجده يعشق ويتعثر في دروب إيران الثائرة في مطلع القرن العشرين. على صفحات «سمرقند» نلتقي معاصري الخيام، الوزير نظام الملك رجل الإمبراطورية السلجوقية القوي والشيخ حسن الصباح مؤسس الفرقة الإسماعيلية المتشددة التي عرفت باسم فرقة «الحشاشين»، ونفهم بجمالية مبهرة شيئا من صراعات ولت وإن استمر صداها إلى اليوم، صراعات بين التشدد والتسامح الديني، بين الانغلاق والانفتاح الفكري. ثم تلقى بنا «سمرقند» في نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين في حضرة جمال الدين الأفغاني وثوار إيران من تجار ورجال دين وأمراء واجهوا آنذاك بالشعر والخاطبة والعصيان المدني صلف السلاطين والحكام المستبدين وأطماع الدول الاستعمارية التي أرادت شرقا إسلاميا متخلفا يرزخ تحت نير الاستبداد والتخلف دون انعتاق وتستغل خيراته إلى الرمق الأخير. وكل ذلك الذي يدور في «سمرقند» حول دنيا الخيام ومحيط رباعياته المتأملة في جمال الطبيعة والعاشقة لجمال البشر، كل ذلك الذي يحمله لنا أمين معلوف من خواتيم القرن التاسع عشر ما أشبهه بالواقع الراهن لبلاد العرب والفرس والأتراك.

٭ كاتب من مصر

بعيدا عن السياسة… بين إلياس خوري وأمين معلوف

عمرو حمزاوي

إنهم يكتبونني

Posted: 26 Mar 2018 02:28 PM PDT

ـ «وما الكراهية الأشدّ صلابة سوى تلك التي تجد جذورها في الخوف، والتي تتكثّف عبر الصمت، وتحوِّل شعور العنف إلى نوع من شعور الرغبة في الانتقام، إلى إلغاء متخيل للشيء المكروه، إلى شيء يشبه طقوس الثأر الخفية التي تؤجِّج غضب الإنسان المضطهد».
مقتطف لجورج إليوت صدّر به جيمس سكوت كتابه المهم (المقاومة بالحيلة).
ـ «أهم هبة يجب أن يتمتع بها الكاتب الجيد هي «كاشف هراء» منيع ضد الصدمات، هذا هو الرادار الذي امتلكه كل الكُتّاب العظام»
أرنست هيمنغواي
ـ «الناس أسوأ من كل هذا، أسوأ من الذكريات والأشياء والكتب كلها، إنهم أنواع متنوعة، يدخلون من حيث لا تعلم في أوقات غير مناسبة، ولا يُرغب بهم فيها، ويحملون شائعات مقرفة لا تساوي شيئا، حين يرغبون بعمل جيد، يُفقدون الإنسان طمأنينته، محبتهم خانقة أكثر من كونها مريحة، يتحدثون لإثبات أن لديهم أفكارا، يقصون عليكم القصص لإقناعكم أنهم ذو خصوصيات غريبة، يقلقونكم من أجل أن يظهروا لكم محبتهم، يمكن أن يكون هؤلاء أشخاصا ثرثارين عاديين مخبولين تافهين غير مهمين، ولكنهم بعد كل زيارة للشيخ زادة الذي يبذل ما بوسعه من أجل ان يكون نفسه يريد أن يبقى وحده مع أفكاره فقط، ويشعر منذ مدة طويلة أنه ليس نفسه، كتب الكاتب في إحدى المرات «يعتقد الشيخ زادة عثمان جلال الدين أفندي أن الناس الذين يحيطون بالإنسان يشكلون أكبر عائق أمامه يحول دون جعله نفسه»، كما كتب الكاتب في مرة أخرى «أكبر متعة للناس جعل الآخرين يشبهونهم».
أورهان باموق من روايته (الكتاب الأسود) ترجمة عبد القادر عبداللي
ـ «هناك تعتيم إعلامي مفروض عليك؟.. حسنا يفعلون فأنا لا أشع إلا في الظلام»
محمد الماغوط
ـ «الموت ليس مخيفاً إطلاقاً فطالما أن الخطر لم يداهمك بعد وطالما أن الموت لم يتجسد بعد، فإنك تبقى غير مبالٍ، ولا تفكر بالموت أبداً، ولكن عندما تقف أمام الموت وجهاً لوجه، هنا يبدأ شعورك بالحزن. إن الأجيال القادمة لن تشعر ولن تدرك الآلام التي قاسيتها علما بأنك تدرك أن كل ماتقاسيه من ضيق ومن آلام كان من أجل هذه الأجيال، وفجأة تنظر من زاويتك الفردية، تفكر بأنك فرد، أي تفكر بفرديتك، وبأنك دخلت هذا الصراع من أجل نفسك فقط، وإذا مت فإنك تموت كأي شخص يقاتل من أجل مصلحته الشخصية، وتفكر بأن الصراع والكفاح العظيمين اللذين تجسدهما سيصبحان أمرا عاديا وغير مهم… لقد مات العديد من الثوريين ولكن كل فرد فيهم مات ميتة شخص واحد. وستقول الأجيال القادمة لقد مات خمسمئة شخص، وتضيع أنت في هذا الرقم، على الرغم من أنك تتمنى شئت أم أبيت، أن تعرف الأجيال القادمة ما قاسيته وما عشته من ألم ومن عذاب»
إردوال أوز من رواية (مساء ذبول الوردة) ترجمة أحمد سليمان الإبراهيم
ـ «الواقع هو الوهم الذي نسي الناس أنه وهم»
جاك دريدا
ـ «وقال وهو على الخازوق باسماً: جرت مشيئته بأن نلقاه هكذا»
نجيب محفوظ من رواية (اللص والكلاب)
ـ «مازلت أُحلِّق في عالم الفكر والخيال، ولم أنزل إلى الأرض بعد، مع أنني كنت قد توصلت إلى أن رأسي هو مصدر إنزعاجي ومعاناتي، وكنت قد صممت على أن أتركه خلفي وأن أعيش دون التفكير بشيئ، وأن أودع تماما التفكير بما وراء الطبيعة، وأن أعيش كما يعيش أي فلاح، وأن أختلط بالفلاحين تماما، لكنني أرى أنني مثل نقطة زيت في صحن ماء، فلا أستطيع الامتزاج ولا الغوص إلى الأعماق، ويبدو أن هذا هو السبب في أنهم يسموننا نحن المثقفين زبدة المجتمع».
من رواية (غريب) للكاتب التركي يعقوب قدري قره عثمان أوغلو ـ ترجمة فاروق مصطفى
ـ «والنهاراتُ ليست مليئةً بما يكفي، والليالي ليست مليئةً بما يكفي، والحياةُ تهربُ كفأرةِ حقلٍ، من دون أن تهُزّ العشب».
عزرا باوند، ترجمة بشير السباعي
ـ «حين ترسم العالم مقلوباً. تراه في جميع أخطائه. يهرب الكلب مذعوراً من الثعلب. يطارد اللص القاضي مرتدياً عباءته. تتكبّر القدمان على الرأس. يتجرجر الفم في الوحل. وتطفئ النار الماء… ويجر السائق العربة التي يركبها الثوران. يجلس نهر على ضفة إنسان. يشحذ حصانه في الظل ويسقي سيفه المثلّم».
من أغاني أمريكا اللاتينية التي نشرها إدواردو جاليانو في كتابه (ذاكرة النار) ـ ترجمة أسامة إسبر
ـ «أكبر شعور بالرضا بالنسبة للكاتب وقد تعلمت ذلك مع مرور السنين لا يأتي من حصد الجوائز وتلك المظاهر الخارجية التي قد تصيب أحياناً بالغرور، ولكنه يتولد بشكل حميمي جداً عندما يضحي هذا المجهود الذي انخرط فيه لفترة طويلة وحيداً مع أشباحه في لحظة معينة عملاً مستقلاً. إن أكبر شعور بالرضا يأتي عندما يظل المرء ممتطياً صهوة فرسه أي يظل ممسكاً بقلمه».
ماريو بورغاس يوسا
ـ «بعض الناس يسمعون أصوات ضمائرهم بوضوح ويتصرفون حسب ما يمليه عليهم.. بعضهم يصبحون مجانين وبعضهم يتحولون إلى أساطير».
من مقدمة فيلم أساطير الخريف المأخوذ عن رواية للكاتب جيم هاريسون
« الأشخاص المملون هم مملون عمداً. هذا قرار يتعلق بالشخصية. ولا يمكن أن نعفيهم من مسؤوليتهم الشخصية بالقول إنهم مثل اللفت. المملون يريدون أن يخدروا حواسك بحيث لا تعود حساساً تجاههم».
حنيف قريشي من رواية (بوذا الضواحي) ترجمة سامر أبو هواش
ـ «الحب، أجل، حب؟ يقولون حب؟ ما الذي يعرفه عنه كل أولئك الكتاب الغراميين، غير المحبين الذين يتحدثون عنه ويريدون استثارته فيمن يقرؤونهم؟ ما الذي يعرفه عنه أبطال الكلام؟ حب؟ ليس حبا، بل حنان، فهذا الكلام عن الحب له مذاق الكتب، ففي المسارح والروايات وحدها تسمع عبارة أحبك، أما في الحياة التي من لحم ودم وعظم فالعبارة الحميمة أحبك، أو الصمت الذي هو أشد حميمية منها، الحب؟ لا حتى ولا الحنان، بل شيء بلا اسم، شيء لا يقال لأنه مختلط بالحياة نفسها، معظم من يتغنون بالحب يعرفون عنه ما يعرفه عن الصلوات ماضغو الأدعية وملتهمو صلوات السبحة، لا فالصلاة ليست مجرد شيئ يتوجب أداؤه في هذه الساعة أوتلك، وفي مكان منعزل ومنزو وفي أسلوب متأنق، بينما هي أسلوب في عمل كل شيئ وكأنه منذور من أعماق الروح وبالعيش في الرب، صلاةً يجب أن يكون الأكل والشرب والتنزه واللعب والقراءة والكتابة والتحدث، وحتى النوم أيضا، كل شيء صلاة، وحياتنا يجب أن تكون «لتكن مشيئتك»، متواصلة وصامتة دون توقف ليس بالنطق بها، ولا حتى بالتفكير فيها، وإنما بعيشها، هذا ماسمعه عن الصلاة ذات يوم من قديس متدين فطبّق ذلك على الحب فيما بعد».
ميغيل دي أونامونو من روايته (الخالة تولا) ترجمة صالح علماني

٭ كاتب مصري

إنهم يكتبونني

بلال فضل

بوتين يبحث مع الشيخ تميم تعزيز التعاون الثنائي والوضع في سوريا

Posted: 26 Mar 2018 02:27 PM PDT

الدوحة «القدس العربي» ـ وكالات: استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين في الكرملين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لإجراء مباحثات تتمحور حول تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات والوضع في سوريا.
وقال الكرملين في بيان إن المباحثات الروسية ـ القطرية ركزت على سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات (…) والوضع في سوريا.
وهذا اللقاء هو الاول منذ عامين بين المسؤولين. وقال امير قطر لدى بدء اللقاء مع بوتين «نعتمد على أصدقائنا الروس الذين نتعاون معهم علما بان روسيا تضطلع بدور أساسي في ما يخص بمشاكل العالم العربي».
واضاف «حتى وان كانت تربطنا علاقات متينة تسودها ثقة متبادلة علينا المضي إلى أبعد من ذلك فيما يتعلق بتوطيد روابطنا في كافة المجالات لكي يكون ذلك بمستوى طموحاتنا».
وقال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في وقت سابق في تصريحات نقلتها وسائل إعلام حكومية إنه من المتوقع أن توقع الدولتان مجموعة من الاتفاقات خلال الزيارة، خاصة لدعم التجارة والجهود الإنسانية.
يذكر أن روسيا اكتسبت نفوذاً متزايداً في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة حيث حولت اتجاه الحرب الأهلية السورية وتسعى للتوسط بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
إلى ذلك، استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أركادي دفوركوفتش نائب رئيس مجلس الوزراء بروسيا الاتحادية رئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2018، والوفد المرافق، وذلك بمقر إقامته بالعاصمة موسكو.
وجرى خلال المقابلة استعراض علاقات الصداقة والتعاون المشترك وسبل تعزيزها خاصة في مجالي الاقتصاد والاستثمار. كما جرى مناقشة آخر استعدادات روسيا لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2018، وأوجه التعاون وتبادل الخبرات في هذا المجال، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء القطرية (قنا)
كما استقبل أمير قطر إيغور سيتشين المدير التنفيذي لشركة «روس نفط» الروسية، حيث جرى خلال المقابلة استعراض علاقات التعاون وسبل تعزيزها.
وزار الشيخ تميم بن المتحف الوطني الروسي للفنون التشكيلية «غاليري تريتياكوف»، حيث اطلع على عدد من الأعمال الفنية التاريخية والمعاصرة، إضافة إلى لوحات للفنانين التشكيليين الروس. كما اطلع على مقتنيات المتحف التاريخية والأعمال الفنية وما يضمه من أيقونات روسية قديمة تمتد لفترة القرون الوسطى وحتى العصر الحديث.
ونوّهت وسائل الإعلام الروسية بزيارة أمير قطر إلى موسكو، حيث بثت وكالة أنباء «برايم الروسية تقريرا تطرق إلى أهم المحطات التاريخية التي شهدتها العلاقات الثنائية بين دولة قطر وروسيا الاتحادية، مشيرة إلى تاريخ الأول من آب/ أغسطس عام 1988، قائلة إنه اليوم الذي شهد الإعلان عن إقامة العلاقات الدبلوماسية بين قطر والاتحاد السوفياتي سابقا، ومن ثم اعتراف قطر رسميا بالاتحاد الروسي في ديسمبر 1991.
وذكر أنه حتى عام 2011 حافظت روسيا وقطر على علاقات وحوار سياسي مستقرين، وشهدت تلك الفترة زيارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قطر في عام 2007، فيما قام صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بزيارتين رسميتين إلى روسيا في عامي 2001 و 2010.
وأوضح تقرير وكالة الأنباء الروسية أن العلاقات القطرية الروسية شهدت زخما كبيرا في عهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لافتةً إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت منعطفا جديدا عندما احتضنت مدينة «سوتشي» الروسية أول لقاء بين الرئيس الروسي وحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في عام 2014، منوها أيضا إلى أن سمو الأمير قام بعد ذلك التاريخ بزيارة رسمية إلى روسيا في عام 2016.
أما صحيفتا «كومرسنت» و«في زيجليد» الروسيتان، فأشارتا إلى أن سمو الأمير والرئيس الروسي سيبحثان خلال لقائهما تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.. بينما قالت وكالة «ريانوفوستي» إن القائدين سيناقشان سبل تطوير علاقات التعاون الثنائي بين البلدين.

 

بوتين يبحث مع الشيخ تميم تعزيز التعاون الثنائي والوضع في سوريا
توقيع مجموعة من الاتفاقات لدعم التجارة والجهود الإنسانية
إسماعيل طلاي

اليوم الأول لانتخابات الرئاسة المصرية: لجان خاوية وعزوف للشباب ودعوات للمشاركة

Posted: 26 Mar 2018 02:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: فشلت دعوات الحشد الحكومية، أمس الإثنين، في إقناع المصريين بالمشاركة في انتخابات رئاسية «محسومة النتائج» بدأت أمس الإثنين، وتستمر حتى الأربعاء، بعد استبعاد مرشحين وإجبار آخرين على الانسحاب.
وظهرت اللجان الانتخابية خاوية إلا من قوة التأمين التابعة للجيش والشرطة، وعدد من مؤيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي الذين كرروا مشهد الرقص أمام اللجان.
وكانت مراكز الاقتراع فتحت أبوابها في التاسعة من صباح أمس. ويتنافس السيسي بشكل صوري مع موسى مصطفى موسى رئيس حزب «الغد» الذي تتهمه المعارضة بلعب دور «الكومبارس» في الانتخابات، ويحق لنحو 59 مليون ناخب التصويت.
ومن المقرر إعلان النتائج في الثاني من أبريل/ نيسان المقبل، وإذا لم يفز أي من المرشحين بنسبة 50+1 ستجرى جولة إعادة في 24 من شهر إبريل/ نيسان المقبل.
المستشار لاشين إبراهيم، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، قال إن «غرفة العمليات المشكلة داخل الهيئة، تلقت ما يفيد بانتظام العمل في كافة لجان الاقتراع في الانتخابات الرئاسية على مستوى الجمهورية فى مواعيدها المحددة في التاسعة صباحا، عدا عدد محدود للغاية من اللجان التي تأخرت لمدد لم تزد عن 20 دقيقة».
وأضاف، خلال مؤتمر صحافي عقدته الهيئة، إن «غرفة العمليات تلقت ما يفيد بتعذر حضور عدد قليل للغاية من القضاة في اللجان التي يشرفون عليها، نظرا لظروف مرضية طارئة»، مشيرا إلى «الدفع على الفور ببدلاء لهم من القضاة الاحتياطيين».
وأكد أن «العمل يسير في تلك اللجان بصورة منتظمة».
وحسب المصدر «الهيئة لم تتلق أية شكاوى تتعلق بسير الانتخابات الرئاسية سواء من القضاة المشرفين على العملية الانتخابية أو من الناخبين».
وبين أن «الهيئة تلقت ما يفيد وجود حشود كبيرة من الناخبين الراغبين في الإدلاء بأصواتهم وذلك أمام العديد من لجان الاقتراع».
وأشار كذلك، إلى أن «الهيئة على تواصل مع كافة لجان المتابعة واللجان العامة، للتدخل وحل أية مشكلات وتذليل أية عقبات قد تطرأ أثناء سير العملية الانتخابية».
وخصصت الهيئة خطاً ساخناً لتلقي شكاوى المواطنين في شأن العملية الانتخابية، والتعامل مع تلك الشكاوى على الفور وإزالة أسبابها.
وقال المستشار محمود حلمي الشريف، نائب رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، إن «المحافظات الأعلى تصويتا حتى الآن في الانتخابات الرئاسية هي القاهرة والإسكندرية والجيزة والقليوبية».
وأوضح، خلال المؤتمر الصحافي، أن «اللجان الفرعية في شمال سيناء شهدت كثافة كبيرة من قبل الناخبين الراغبين في الإدلاء بأصواتهم».
على هريدي، رئيس غرفة عمليات مجلس الوزراء، قال إن «الغرفة تعمل على مدار الساعة لمتابعة انتخابات الرئاسة وانتظام العمل في اللجان وأي شكاوى تواجه اللجان والعمل على حلها»، مشيراً إلى أن «المحافظين أكدوا أن الإقبال متوسط».
وأوضح، في تصريحات صحافية، أن «الغرفة تضم 11 جهة من الوزارات المعنية»، موضحاً أن «جميع اللجان انتظمت منذ الساعات الأولى فيما عدا 14 لجنة على مستوى الجمهورية تأخر فتحها قليلا».
لكن تصريحات المسؤولين الحكوميين، جاءت مغايرة للواقع، حيث ظهرت القاهرة وكأن أمس يوم إجازة رغم عدم منح الحكومة المصرية الموظفين أو المدارس إجازات أيام الانتخابات.

«ثكنة عسكرية»

الكاتب الصحافي، أنور الهواري، قال في تغريدة على صفحته على «الفيسبوك»: «ذهبت إلى لجنتي الانتخابية، ولم أجد هناك سوى شيخ وسيدة طاعنين في السن».
ووصف، اللجنة الانتخابية بـ«الثكنة العسكرية الهادئة»، مشيراً إلى أن «تعامل عناصر الجيش داخل اللجنة أفضل ذوقياً وإنسانياً من تعامل عناصر الشرطة».
وزاد: «تعاملت مع المرشح الأول بما يرضي ضميري، ثم تعاملت مع المرشح الثاني بما يرضي ضميري، طويت الورقة ووضعتها في الصندوق، غادرت اللجنة في هدوء واحترام، الولاية الأولى للسيسي خطأ والثانية خطر، السيسي أخذ الفترة الأولى بالخداع وأخذ الفترة الثانية بالذراع، وحسبي الله ونعم الوكيل».
العزوف الذي شهدته الانتخابات، استدعى من الحكومة تكثيف محاولات حشد المواطنين، من خلال سيارات تجوب الشوارع تبث أغاني وطنية وتدعو المواطنين للمشاركة والتصويت. كما ظهرت سيارات تحمل شعار حزب «النور» السلفي وصور المرشح عبد الفتاح السيسي مهمتها نقل المواطنين الراغبين في الإدلاء بأصواتهم إلى مقر لجانهم الانتخابية.
وتواصلت عمليات حشد الموظفين، حيث قالت هبة البحيري، مدرسة من مدينة المحلة إن «مديرية التربية والتعليم في مدينة المحلة في دلتا مصر، اتخذت قرارا بجمع المدرسين في مدرسة واحدة، ووفرت سيارات لنقل المدرسين إلى لجانهم الانتخابية للإدلاء بأصواتهم».
عبد العزيز فضالي، عضو الهيئة العليا في حزب تيار الكرامة، قال: « بعيداً عن تأويلات نسب المشاركة والمقاطعة والإقبال على الانتخابات الرئاسية في مصر، إلا أن الحقيقة المؤكدة الواضحة لكل شهود العيان أن مصر المستقبل تغيب عن المشاركة في الانتخابات بجيل الشباب الذي لم يضبط متلبساً أمام أي لجنة انتخابية».
وزاد: «مع كامل تقديرنا لهذا الجيل المشارك في العملية الإنتخابية من آبائنا وأجدادنا الطيبين، إلا أن قراءة بسيطة في تاريخ تصويتهم القريب تدرك بها أنهم لم يعبروا يوماً عن طموحات قوى التغيير القادرة على الحراك في الشارع، ما يزيد من حالة احتقان متواصلة بين مطالب الشارع وعدم تمثيل مطالبه في المؤسسات المنتخبة كمجلس النواب ورئاسة الجمهورية».

رقص أمام اللجان

واكتفت القنوات الفضائية بنقل مشاهد المسؤولين خلال إدلائهم بأصواتهم، أو بعض كبار السن خلال وجودهم في اللجان الانتخابية، حتى مشاهد الرقص أمام اللجان غاب عنها الشباب، وحضر فيها الأطفال والنساء.
وأمام لجنة اقتراع في منطقة نزلة السمان غرب القاهرة، قرب أهرامات الجيزة، وقفت مجموعة من الأفراد يحملون المزامير والطبول يعزفون أغنية «تسلم الأيادي.. تسلم يا جيش بلادي» بحضور أحد راقصي التنورة.
وفي حي الترجمان الشعبي وسط العاصمة، كانت توزع بعض الهدايا على الناخبين. وشملت الهدايا وجبات غذائية خفيفة عليها ملصق علم مصر وكتب عليها «تحيا مصر ـ مع تحيات مؤسسة الأزهري»، وهي تتبع رجل أعمال يستورد أدوات مكتبية وفيها زجاجة مياه وبسكويت وعصير وفاكهة.

«شرعية النظام في الداخل»

وحسب أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية، سعيد صادق، فإن «الانتخابات التي تجري في مصر والمحسومة مسبقا لها أهداف مثل التأكيد على شرعية النظام في الداخل وكسب شرعية دولية بما يمنحه استقرارا واستثمارات».
وأضاف: «لهذا نرى التعبئة الإعلامية والسياسية نحو مشاركة واسعة لتجدد الثقة داخليا وخارجيا في النظام؛ لأن قلة التصويت في اليوم الأول كما يرغب المناوئون للنظام تمس تلك الثقة والشرعية التي ستمنح من الانتخابات».
وأدلى السيسي بصوته في مدرسة الشهيد مصطفى يسري أبو عميرة في منطقة مصر الجديدة، وسط إجراءات أمنية مشددة.
كما شارك في التصويت رئيس الوزراء شريف اسماعيل، الذي قال عقب ادلائه بصوته «لن يرهب أي شيء الشعب المصري، لا عمليات إرهابية ولا غيرها».
وتابع «ان شاء الله ستكون النسب (المشاركة) مرتفعة».
المرشح موسى مصطفى موسى اعتبر بعد الإدلاء بصوته في لجنته الانتخابية في منطقة وسط القاهرة، أن «المنافسة في الانتخابات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي جيدة».
ودعا «كل أبناء الشعب المصري إلى المشاركة بكثافة في العملية الانتخابية».
كذلك، أدلى أحمد الطيب شيخ الأزهر، بصوته في الانتخابات الرئاسية، في المدرسة نفسها التي أدلى فيها السيسي بصوته.
ودعا شوقي علام مفتي الجمهورية، عقب مشاركته في الانتخابات، المصريين لـ«التصويت في الانتخابات الرئاسية كواجب وطني يظهر مدى وعيهم بالتحديات التي يواجهها الوطن»، مشددا على «ضرورة أن يحكم كل ناخب ضميره عند اختياره لمن ينتخب».
وفي السياق ذاته، حث البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، الناخبين المصريين على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.
وقال خلال الإدلاء بصوته إن «المشاركة في الانتخابات بكثافة تظهر مدى الوعي الذي يتمتع به المواطن المصري»، وحث الناخبين على «الابتعاد عن السلبية».
وأكد الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا، أن «الأقباط يصوتون بكثافة لأسباب وطنية أي من قبيل الواجب الوطني، وليس تخوفا من عودة الإخوان».
وأوضح أن الكنيسة الأرثوذكسية حثت أتباعها على النزول والمشاركة في الانتخابات دون التدخل في من سيختارونه.
ورأى أن «كثيرين من مؤيدي السيسي للأسف لن يشاركوا في الانتخابات لأنهم يعتقدون أن الرئيس ناجح ناجح وأن النتيجة محسومة، والصواب هو أن ينزلوا ويشاركوا حتى يظهروا للعالم قوة تأييدهم لرئيسهم».

تحذير أمريكي

وقبل ساعات من انطلاق العملية الانتخابية، نشرت السفارة الأمريكية في القاهرة، تحذيرا لمواطنيها داخل الدول العربية الأكثر تعدادا سكانيا تزامنا مع انطلاق انتخابات الرئاسة أيام 26 و27 و28 مارس/ آذار الجاري.
التحذير جاء في بيان أوردته الصفحة الرسمية للسفارة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بعنوان «تنبيه سفر للمواطنين الأمريكيين».
وقال البيان: «ستعقد مصر انتخابات الرئاسة خلال الفترة بين 26 ـ 28 مارس/ آذار 2018، نذكر المواطنين الأمريكيين في مصر بضرورة مراقبة الأخبار والتحلي بالحذر المتزايد».

اليوم الأول لانتخابات الرئاسة المصرية: لجان خاوية وعزوف للشباب ودعوات للمشاركة
السيسي أدلى بصوته وسط إجراءات أمنية مشددة

ازدهار أسواق النظام السوداء بعد استكمال خروج قوافل المهجرين من الغوطة وسرقة ممتلكاتهم

Posted: 26 Mar 2018 02:27 PM PDT

دمشق – «القدس العربي» : بينما يستكمل النظام السوري تسيّير قوافل المهجرين من بلدات الغوطة الشرقية، باتجاه مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا، حيث ناهز عددهم حتى مساء يوم أمس الاثنين قرابة 10 آلاف شخص، من مدن حرستا وعربين وبلدات عين ترما وزملكا وحزة وحي جوبر شرق العاصمة، يبقى مصير مدينة دوما المحاصرة من جميع الاتجاهات، قيد المجهول، فيما تجري لجنة من دوما جلسات تفاوضية مع الجانب الروسي للبت في مصير المدينة. يجري ذلك بالتزامن مع ازدهار أسواق النظام السوري السوداء بعد تهجير أهالي ريف دمشق وسرقة ممتلكاتهم.
اللجنة المدنية المشاركة في عملية المفاوضات، أوضحت ان اللقاء مع الجانب الروسي، تطرق إلى شرح الأوضاع المزرية لمراكز الإيواء التي يحتجز فيها المدنيون الخارجون من الغوطة مؤخراً، كما توصل الطرفان إلى اتفاق مبدئي حول تبادل جثث الضحايا من موقوفي عدرا العمالية الذين قضوا تحت القصف الذي استهدف أماكن تواجدهم، مع السماح بإيصال المساعدات الإنسانية والاغاثية بالدخول إلى المدينة وسط التأكيد على استمرار وقف إطلاق النار طيلة فترة المفاوضات، فيما سيستكمل الحوار حول المبادرة في غضون أيام. ووصفت اللجنة جولات المفاوضات التي تخوضها بأنها صعبة للغاية، ولا يتوقع منها نتائج سريعة، مشيرة إلى ان المرحلة تحتاج إلى التماسك وأخذ الحيطة والحذر.
المتحدث الرسمي باسم اركان جيش الإسلام حمزة بيرقدار نفى الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام حول توصل الجيش الروسي إلى اتفاق مع جيش الإسلام، يقضي بخروج مقاتليه من الغوطة الشرقية وترك سلاحهم، وقال في تصريحات صحافية ان المفاوضات الجارية هي من اجل البقاء في المدينة لا الخروج منها، مضيفاً «المفاوضات جارية دون الوصول إلى اتفاق نهائي حتى هذه اللحظة، وان محاولة الإصرار على التهجير سيكون كارثياً».
جاء ذلك رداً على تصريحات نائب رئيس إدارة العمليات للأركان الروسية، ستانيسلاف حجي محميدوف، التي قال فيها ان «المسلحين في مدينة دوما السورية مستعدون لإلقاء السلاح ومغادرة المدينة في أقرب وقت، وإنهم على اتصال بضباطنا من مركز المصالحة، وأعتقد أننا سنخرجهم في أقرب وقت ممكن من دوما» مشيراً إلى أن المشكلة الوحيدة هي فقط في عدد وسائل المواصلات التي يمكن أن يوفرها الجانب السوري، ورغبة المسلحين في الوقت الحالي نعتقد أننا سنحل المسألة، لأنهم مستعدون بالفعل لإلقاء السلاح في أقرب وقت».

استبعاد سيناريو حرستا!

واستبعد بيرقدار تطبيق سيناريو حرستا والقطاع الأوسط على مدينة دوما، وقال ان الشبان الذين خرجوا من منطقة الغوطة الشرقية قد سحبهم النظام إلى خدمته الإلزامية، مضيفاً أن كل من سيفكر بالخروج من الغوطة سيكون مصيره مجهولاً. وأشار إلى أوراق القوة التي يملكها جيش الإسلام مثل سلاحه الثقيل والأسرى الموجودين لديه، وهو ما يفاوض عليها مشيراً إلى أن تسليم السلاح الثقيل أمرٌ مرفوض تماماً، أما ورقة الأسرى، فهم ضيوف يوفر لهم جميعَ مقومات العيش المتوافرة في المنطقة في ظل الحصار، حسب المصدر.
وفي موازة هذا الموقف، برز تسجيل صوتي للمتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن وائل علوان اتهم فيه جيش الإسلام بتسليم 8 بلدات من الغوطة الشرقية خلال الحملة الأخيرة لقوات النظام السوري، وذلك في غضون 12 ساعة، كما اتهم جيش الإسلام بمفاوضة الروس على الآثار والأموال، متهماً المتحدث الرسمي باسم جيش الإسلام محمد علوش بـ»الوقاحة» وأنه وراء اجبار الجميع على المفاوضات المنفردة لبلدات الغوطة الشرقية الواحدة تلو الأخرى.
وقالت مصادر ميدانية مطلعة لـ»القدس العربي» ان قوات النظام اعدمت ميدانياً 23 شابًا من أبناء مدينة كفربطنا خلال اقتحامها يوم امس للمدينة، وسط الحديث عن غموض يلف مصير 5 نساء يرجح اعتقالهن من قبل قوات النظام خلال دخولها المدينة، حيث يتخوف الأهالي من مصير مشابه مع دخول قوات النظام إلى المناطق التي سلمتها فصائل المعارضة في ريف دمشق، قبيل تهجيرهم إلى الشمال السوري.

رحلة التهجير

وكانت انطلقت امس الاثنين من عربين، القافلة الثالثة من مهجري «القطاع الأوسط» في الغوطة الشرقية والتي ضمت حسب مصادر إعلامية موالية 41 حافلة، نقلت 2701 شخصاً بينهم 590 مقاتلاً من فيلق الرحمن، وعائلات من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما في الغوطة الشرقية باتجاه شمالي سوريا. فيما كانت قد وصلت الدفعات الأولى والثانية إلى مدينة قلعة المضيق بريف حماة شمال غربي سوريا، حيث وصلت القافلة الثانية امس الاثنين، وضمت 77 حافلة، أقلت نحو 5 آلاف شخص، بموجب اتفاق التهجير المبرم بين فيلق الرحمن والنظام بضمانة روسية، فيما كانت القافلة الأولى من مهجري القطاع الأوسط قد خرجت يوم السبت وأقلت نحو 1000 شخص ضمن 17 حافلة.
كما انتهت عمليات إجلاء مدينة حرستا بموجب الاتفاق بين حركة احرار الشام الإسلامية وممثلي موسكو والنظام، وبلغ عدد مهجري المدينة من عسكريين ومدنيين نحو 5000 شخص، وبذلك بلغ عدد المهجرين من بلدات الغوطة بمجملها خلال الأيام الفائتة قرابة 10 آلاف شخص ما بين مدني وعسكري، وسط استمرار عمليات التهجير.
من جهة ثانية دعا المجلس المحلي لمدينة الأتارب في ريف حلب أهالي المنطقة للاستعداد من اجل استقبال مهجري الغوطة الشرقية، حيث توجه الأهالي وقدموا المساعدات الأساسية من معونات غذائية وبطانيات فيما قدم بعض المقتدرين بيوتاً فارغة ومساحات من الاراضي من اجل إقامة مخيمات إيواء مبدئية للمهجّرين.
المجلس المحلي لمدينة الارتاب أوضح عبر صفحته الرسمية تجهيز المعنيين لمركز مؤقت لاهالي الغوطة الشرقية، وذلك «ضمن الامكانات المتواضعة» مضيفا أن ذلك سيكون مؤقتا ريثما يتم ايواؤهم في منازل لائقة، ودعا المجلس أهالي البلدة لاستضافة العائلات القادمة من الغوطة في المنازل الفارغة كما ناشدهم التبرع بالمواد الأساسية لمساعدة المهجرين.
الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف قال امس الاثنين انه «خلال يومين تم إخراج 6441 مسلحاً مع أفراد عائلاتهم من بلدة عربين إلى ريف إدلب، وقد تم ضمان سلامة الطريق من قبل الشرطة السورية تحت إشراف ضباط مركز المصالحة الروسي وممثلي الهلال الأحمر العربي السوري».
وبعد كل توسع جديد لنفوذ قوات النظام السوري، وازدياد رقعة سيطرتها التي تتواصل مع استكمال عمليات التهجير القسري، اعتاد السوريون على ممارسة تلك القوات لعمليات سرقة وتفريغ محتويات منازل المنطقة من أثاث واغراض وتجهيزات المحال والمراكز التجارية، في عملية معروفة باسم «التعفيش»، وفي هذا الصدد أفادت مصادر محلية بسرقة ميليشيات النظام ممتلكات أهالي حرستا ومحتويات المنازل إضافة إلى سرقة الحافلات.
وكشف المصدر عما وصفه بازدهار أسواق النظام السوداء و»مزادات الشبيحة» في مناطق التي تسيطر عليها قرب دمشق ومنها عش الورور وأسواق حي جرمانا الذي ينتعش بعد كل عملية تهجير على تخوم العاصمة، مثله مثل باقي الأسواق التي تعرف بـ «أسواق السنة» أو «تشليح السنة» المنتشرة في حي المزة 86 إضاقة إلى «مساكن السومرية».

ازدهار أسواق النظام السوداء بعد استكمال خروج قوافل المهجرين من الغوطة وسرقة ممتلكاتهم
«الأركان» الروسية تُلوِّح بترحيل المعارضين من دوما… وقوات الأسد تعدم 23 من أبناء كفربطنا
هبة محمد

فصيل «أحرار الشرقية» يعلن عفرين «مدينة تابعة لدير الزور»

Posted: 26 Mar 2018 02:26 PM PDT

إنطاكيا ـ «القدس العربي»: تداول ناشطون صورة تبرز الطريق المؤدي إلى عفرين، وتظهر أمامه لوحة مكتوب عليها «دير الزور ترحب بكم» قام بوضعها فصيل «احرار الشرقية» المشارك في عمليات «غصن الزيتون» في عفرين، في إشارة لانتماء عناصره لدير الزور.
وقد اعادت الاشتباكات التي وقعت بين لواء احرار الشرقية وفرقة الحمزة في عفرين، التذكير بحالة الجدل حول هذا الفصيل الذي يتحدر مقاتلوه من عشائر دير الزور، ويشكل احدى القوى العسكرية المنضوية في عمليات عفرين ومن قبلها درع الفرات.
ورغم توقيع اتفاق ينهي النزاع بين الجماعتين السوريتين المعارضتين، الا ان عدد القتلى والجرحى والمشاهد التي بثها «احرار الشرقية» والتي تعمدوا فيها اذلال افراد فرقة الحمزة، بسبب خلاف على مستودع للطعام في عفرين، حسب احدى الروايات، امتد لمواجهات قتل فيه قيادي من احرار الشرقية ليرد الأخير بقتل وجرح العشرات وطرد عناصر فرقة الحمزة من عفرين، هذه المواجهات طرحت اسئلة عدة حول طبيعة علاقة هذا الفصيل بنظرائه من فصائل المعارضة السورية.
ينتمي عناصر «أحرار الشرقية» إلى قرى وعشائر دير الزور، وأكثرهم من القرعان في العشارة والشعيطات، وقد خاضوا معارك عنيفة ضد تنظيم الدولة عام 2014 بتحالف مع جبهة النصرة، اذ كانوا ضمن ما اطلق عليه حينها «جيش الشرقية» وكذلك دروع الشرقية المقربين من الإخوان المسلمين.
وبعد هزيمة النصرة وحلفائها ومنهم جيش الشرقية، تفرقت القوى العشائرية والحزبية على تحالفات وأطراف عدة، تشترك جميعها بالعداء لتنظيم الدولة، فالشعيطات مثلاً، كانوا حلفاء كل من النظام السوري، وقوات درع الفرات التركية، والأمريكيين في محور عمليات التنف، وقوات قسد الكردية شمال سوريا، في عمليات هذه الأطراف ضد تنظيم الدولة، وهكذا وبعد انضمام احرار الشرقية إلى عمليات درع الفرات، بات قوة معتبرة لبأس مقاتليه العشائريين، ولكن اثيرت اتهامات عدة حول الفصيل، بالضلوع باعمال نهب وسرقة وابتزاز للنازحين من الرقة ودير الزور بتهم « الدعشنة»، والاشتباك مع سكان وفصائل المناطق المحلية التي تواجد فيها، ففي العام الماضي، دخل الفصيل في مواجهة مسلحة مع فرقة «السلطان مراد» بعد سيطرة عملية درع الفرات عليها، بسبب احتجاز سيارة معدات كهربائية على احد الحواجز بريف حلب الشمالي، وقبلها بعام دارت مواجهة مسلحة ايضا مع عناصر محلية من بلدة سرمدا.
يقول زياد الخلف وهو رئيس المكتب السياسي لـ»تجمع احرار الشرقية» لـ»القدس العربي»، ان فصيله بعد معاركه مع تنظيم الدولة، خرج ليعيد تنظيم نفسه، اذ اندمجت فصائل عدة غالبيتها من ديرالزور، فضلاً عن حلب والحسكة تحت مسمى «تجمع أحرار الشرقية»، وهناك فصائل لها قيادات مستقلة ولكنها تتحالف مع أحرار الشرقية وهي جيش الشرقية، تجمع عدل، فرسان الشرقية، أما الكتائب المشكلة للتجمع فهي درع الحسكة والفهود والنهروان والعباس، والقادسية، والخطاب، ويضيف الخلف أن «ما يقوم به التجمع الآن، بعد أن شارك أولًا بدرع الفرات ومن ثم بغصن الزيتون، هو تحقيق أهداف الثورة أولاً اسقاط النظام الطائفي، ومحاربة العصابات الوافدة، التي تعمل على تقسيم سوريا، ومنع الإرهاب أن يكون له مكان في سوريا، وهذا لا يتأتى إلا ببناء جيش وطني لا يقوم على المحاصصة الطائفية أو العرقية، هناك تقاطع مصالح مع الأتراك، وهذا شيء لا نخفيه، فقد وجد تنظيم ال «بي كي كي» فرصة للتحالف مع النظام الطائفي، في إقامة كيان انفصالي على الأرض السورية ومهدداً تركيا أيضاً، هذا ما دعا الأتراك للتحرك ولكن أيضا يجب أن نقر أن تركيا كانت ومازالت الداعم الأكبر للثورة السورية، وقد دفعت بسبب ذلك أثماناً باهظة» حسب قول الخلف.
الكاتب السوري احمد الهواس، المنتمي لدير الزور، يقول ان هذه الكتائب عُرف عنها الـ»توجه الوطني» ، والعمل على إنهاء نظام الاستبداد الطائفي والعمل على إقامة دولة المواطنة، لذلك رفضت أن تعمل مع أي جهة لها أجندة عابرة للحدود السورية، ويضيف الهواس « ورغم وجود النصرة في بداية ظهورها بكل ثقلها في المنطقة الشرقية إلا أن تلك الفصائل لم تعمل معها ولم تتقاتل معها أيضاً» .
لكن الصحافي والناشط الثوري سهيل المصطفى، والذي غطى انطلاقة الثورة السورية منذ البداية في دير الزور، يخالف زميله الهواس، فيقول ان «احرار الشرقية» تحالف مع النصرة خلال المعارك ضد تنظيم الدولة، وكان مقاتلوه ضمن تجمع جيش الشرقية، ويصف المصطفى، فصيل «احرار الشرقية» بفصيل «قطاع الطرق» ، اذ يعتبرهم فصيلاً تحالف مع النصرة لاجل المصالح المالية المتمثلة في آبار النفط حينذاك، ويروي المصطفى لـ «القدس العربي» حوادث عدة قام بها الفصيل من اعدامات لعناصر من فصائل دير الزور على الشبهة: «هذا الفصيل ليس معروفاً فقط في دير الزور، بل ايضاً للكثير من اهالي بلدات ريف حلب تظاهروا ضدهم بعد ممارساتهم خلال عملية درع الفرات، عرف عنهم السطو على الممتلكات العامة، والابتزاز، واذكر انهم اعتقلوا زوجة احد مقاتلي دير الزور، لانه رفض الانخراط بمعارك صد تنظيم الدولة بسبب خوفه من الثارات العشائرية، واحتجزوها ثم ابتزوها لتدفع مبلغ الفي دولار، قبل إطلاق سراحها».

فصيل «أحرار الشرقية» يعلن عفرين «مدينة تابعة لدير الزور»
بعد اشتباكه مع «الحمزة» في عفرين
وائل عصام

مخاوف من قلة الإقبال على التصويت لعدم وجود منافس حقيقي للسيسي واتهام لموسى مصطفى موسى بالغش التجاري

Posted: 26 Mar 2018 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «مكتب القدس العربي»: الموضوع الذي احتل صفحات الصحف واهتمامات الأغلبية الساحقة هو انتخابات الرئاسة وبدء التصويت الذي سيستمر اليوم الثلاثاء والأربعاء والحملات الهائلة التي تدعو المواطنيين للإدلاء بأصواتهم ليشاركوا في صنع مستقبل بلادهم وإعطاء صورة للعالم أجمع عن تمسكهم بنظامهم ورفضهم الإرهاب. وتراوح التقديرات حول نسبة من سيدلون بأصواتهم، فالأغلبية متفائلة بأنه حتى في أسوأ الاحتمالات فالنسبة التي سيحصل عليها الرئيس السيسي لن تقل عن النسبة في عام 2014 إنْ لم تزد عليها وإن كانت هناك مخاوف من تراجعها بسبب غياب المنافسة له وعلى أساس أنه ناجح ناجح، وبالتالي فلا داعي للنزول والوقوف في طابور للتصويت بينما حماس النساء له ازداد، بالاضافة إلى أن العملية الإرهابية في الإسكندرية ستدفع كثيرا من المترددين للنزول للتصويت خاصة بعد أن أتضح أن منفذيها من الإخوان المسلمين. واهتم كثيرون أيضا بهذه العملية وبالسرعة الهائلة التي ردت بها الشرطة وأتضح أن ما قاله وزير الداخلية اللواء مجدس عبد الغفار في الإسكندرية وهو يعاين مكان وآثار الحادث بأنه تم التعرف على الفاعلين وبالفعل ما هي إلا ساعات حتى هاجمت قوات الأمن أحدى الشقق في محافظة البحيرة يختبئ فيها الجناة، واشتبكت مع الستة وقتلتهم وهم من حركة حسم الإخوانية. وتم التعرف على ثلاثة منهم لأنهم كانوا مطلوبين من الأمن لقيامهم بعمليات إرهابية سابقة، أي أن الأمن نجح في التوصل قبل العملية إلى مكانهم ولكني لاحظت أن البيان غير مسبوق لأنه لم يحدد في أي مدينة أو شارع فيها أو قرية كان الستة يختبئون بعكس البيانات السابقة ولاحظت أيضا أن جميع الصحف ووسائل الإعلام الأخرى التزمت بنصه ولم تحاول الاجتهاد والوصول إلى أي معلومات تفصيلية وهو ما يعني أن هناك مداهمات أما في المحافظة نفسها أو في غيرها أو هكذا أتوقع. واستمر الاهتمام الكبير بمباراة المنتخب المصري الودية مع منتخب البرتغال والمباراة مع منتخب اليونان اليوم الثلاثاء ولا نعرف إن كانت ستقلل عدد من سينزلون للتصويت. ثم هناك الهدف الذي أحرزه محمد صلاح لدرجة أن الفنانة صابرين قالت في حديث لها في صفحة الرياضة في جريدة «روز اليوسف» مع مريم الشريف أكدت أنها خبيرة بالكرة وبفرق الأندية كلها وأنها أهلاوية وقالت عن صلاح:
«كابتن محمد صلاح تشعر تجاهه كل مصرية بأنها أمه، هو وأحد من الأسرة ولذلك هو فرحة للأسرة بأكملها، وربنا يحفظه من شر عنيهم جميعا وعايزين نعمله عروسة».
وإلى بعض مما عندنا.

انتخابات الرئاسة

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على انتخابات الرئاسة أوله يوم الأحد في جريدة «وطني» القبطية وقول سامي يعقوب مخاطبا الناخبين الأقباط :
قرارك بالمشاركة في انتخابات هذه المرة يعني تمسكك بممارسة امتياز مواطنتك الأمر أعمق جدًا من مجرد ورقة تضع عليها علامة أمام اسم مَنْ تختار وُتلقي بها في الصندوق. إنه تعبيرنا الصادق والعميق عن تقديرنا ووفائنا لكل الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن «تحيا مصر» تُرى هل إيجابية المشاركة في انتخابات اليوم لها علاقة بما قاله الرب يسوع في إنجيل متى 12 : 36 و37 إن كل كلمة نتكلم بها سنحاسب عليها يوم الدين؟ لنلاحظ أن كلامنا سيقرر براءتنا أو إدانتنا الكلمة في هذه القرينة تعني القرار والقرار يعني أننا مسؤولون أمام إلهنا عن اختياراتنا فماذا ستختار أن «تحيا مصر» بك أو بدونك؟.
ويذكرنا باعلانات تأييد لانتخاب مبارك من جانب عدد من رجال الأعمال الأقباط قال أحدهم في إعلان إن اسم مبارك ورد على لسان السيد المسيح عليه السلام وجاء فيه «مبارك شعبي مصر».

أنا مليش ذنب

وفي «الشروق» الأحد قال عضو مجلس نقابة الصحافيين محمد سعد عبد الحفيظ تحت عنوان « أحنا جاهزين يا ريس»:
فى حديثه في الفيلم الدعائي «شعب ورئيس 2018» علق الرئيس السيسي على غياب المنافسة في الانتخابات الرئاسية قائلا: «إنتم بتكلموني في موضوع أنا مليش ذنب فيه. والله العظيم أنا كنت أتمنى أن يكون موجود معانا واحد واتنين وتلاتة وعشرة من أفاضل الناس وتختاروا زي ما أنتم عايزين». فسألته المحاورة عما حدث فأجاب «إحنا لسه مش جاهزين مش عيب إحنا بنقول الأحزاب أكتر من 100 حزب طيب قدموا حد». «الشعب المصرى ليس جاهزا وغير مؤهل للديمقراطية» تلك هي الحجة التي ساقها كل حكام مصر السابقين ليستمروا على مقاعدهم لا ينافسهم عليها أحد تعاملت أنظمة الحكم السابقة مع أفراد الشعب باعتبارهم أرباب بيت يخشون على أهله من الانفلات يخافون عليهم من الحرية وكأنها طيش قد يؤدي إلى هدم البيت وإسقاطه. قبل ثورة 25 يناير/كانون الثاني بشهور قال أحمد نظيف رئيس وزراء مبارك وهو فى طريقه إلى أمريكا إن «الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية» قامت حينها الدنيا فالرجل فتح على نفسه وعلى نظامه أبواب النار بعدما استفزت كلماته السياسيين والمراقبين الذين فسروا الكلمة على أنها محاولة لتبرير إفساد النظام للحياة السياسية والحزبية وتمهيدا لتمرير مشروع التوريث حتى نزل الشعب إلى الشوارع بالملايين ليثبت لحكامه استحقاقه للديمقراطية ورفضه للاستبداد فخلع مبارك وأسقط نظامه على أمل المضي نحو إقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة. وكرر الراحل عمر سليمان العبارة فقال لإحدى القنوات الأمريكية بعد أيام من اندلاع الثورة إن «المصريين غير قادرين على ممارسة الديمقراطية» ثم أعادها خيرت الشاطر الحاكم الفعلي لمصر في عام حكم الجماعة مؤكدا في مقابلة تلفزيونية أن: «الشعب المصري غير مؤهل لمشروع النهضة فمشروع النهضة يحتاج إلى شعب مؤهل ومتحمس ومقتنع بالفكر». فناله من الشعب والتاريخ ما يستحق. الشعوب مؤهلة دائما للديمقراطية تمارس الحرية وتتعلم من أخطائها وتعيد النظر في اختياراتها تخفق مرة واثنتين لكنها في النهاية تسير على طريق الحرية. الشعوب ليست قطع شطرنج يحركها الحاكم فيصادر رأيها وانحيازاتها ويعين نفسه وصيا عليها.

إصلاح النظام العام

وفي «الأهرام» تناول نبيل عمر في مقاله الأسبوعي حديث الرئيس مع معدة ومخرجة الأفلام التسجيلية ساندرا نشأت عن أقوال الناس ورد الرئيس:
كما قالوا: غير قادرين على تحمل الأسعار الجهنمية التي أنهكت حياتهم اليومية إنهاكا يهدد مستوى معيشتها بالهبوط. وإذا كان الرئيس قد قال إن المصريين يدفعون سعرا أقل من التكاليف في الكهرباء والماء والغاز فهم يتقاضون أيضا سعرا أقل في ساعات العمل فكيف يدفعون سعرا عالميا وهم يتقاضون مرتبات محلية؟ وإذا كانت شركات الكهرباء مثلا تخسر 50 مليار جنيه «كهرباء مسروقة» فهذا ليس ذنب الناس وإنما ذنب النظام؟ وأتصور أننا ننتج كثيرا من السلع بتكاليف أعلى من نظائرها في الصين والهند وبنجلاديش وفيتنام، وقطعا المشروعات مهمة وضرورية والرئيس رجل مخلص ويعمل بمنتهى الجدية في ظروف في غاية الصعوبة لكن من المهم جدا «إصلاح النظام العام» الذي تقام فيه هذه المشروعات حتى نضمن دوامها بالكفاءة نفسها التي أنشأناها عليها فالمؤسسة العسكرية لن تستطيع أن تديرها والبديل نظام مدني كفء له معايير وصرامة النظام العسكري وهذا ممكن وليس مستحيلا بشرط أن يكون نظاما يخلو من الامتيازات والاستثناءات والمحسوبية ليتيح بسهولة تطوير مؤسسات الدول كالشرطة والقضاء والبرلمان والتعليم والصحة والإعلام والقطاع العام والحفاظ عليها مهما حاول «أهل الشر» النيل منها.
وفي الصفحة نفسها قال خالد الأصمعي:
جاء حوار ساندرا نشأت مع الرئيس اختراقا لكل المنظومات الإعلامية والإعلاميين الموجودين على الساحة، وقدم صورة مضيئة تشع حضورا ومصداقية وتأثيرا إيجابيا بل امتد لمحو تأثير سنوات من الإعلام أحادي الرؤية الذىيأساء وأضر بالرئيس والدولة المصرية، وساعات هواء ممتدة للارتجال والتملق والابتذال خلقوا حالة تشكيك لدى الشارع وباعدوا بين الرئيس وظهيره الجماهيري وخلقوا حالة من اللغط والتشكيك بإعلامهم الفاسد فخرجت عليهم المخرجة الموهوبة ساندرا وأعطتهم درسا في الحوار التليفزيوني غاصت من خلاله في شخصية الرئيس وجاءت أمامه بأقوال رجل الشارع الذي بث همومه وتحدث في معاناته وشكوكه وهواجسه عن الإعلام والأسعار والعلاج والتعليم. وبارتياح شديد يتقبل الرئيس شكواهم ويرد ويفند ويعد، وبتلقائية توصل الحقيقة للمشاهد. ويتحدث الرئيس مستنكرا عن آفة التوك شو ويطرح منطقيا «ماذا سيقول شخص خلال ثلاث ساعات يوميا غير الارتجال والملل» وهذا الاستفهام المنطقي يكشف عن عورات التوك شو الذي أوصل الفراغ لدى مقدميه إلى قراءة «فيسبوك» و«تويتر» باعتقاد أنه يرد عليها ويفندها وهو في حقيقة الأمر يعرض أراء مغمورين سطحيين ويروجها ويخلق بها شائعات سوداء.

المشاريع لا تقيم دولة

وترك صاحب جريدة «المصري اليوم» ورجل الأعمال صلاح دياب التعليق على حديث الرئيس مع ساندرا واتجه وجهة مختلفة تماما قال ناصحا في عموده «وجدتها « الذي يوقعه باسم نيوتن :
يجب ألا نخدع أنفسنا المشاريع لا تقيم دولة. مشروع عظيم مثل قناة السويس لا يقيم دولة. مشروع مثل السد العالي لا يقيم دولة. الثروات الطبيعية لا تقيم دولة وإلا ما كانت فنزويلا وهي الدولة التي تمتلك أكبر مخزون للبترول في العالم أو نيجيريا، أهل الدولتين يعانون من أصعب ظروف الحياة. نعم وجدوا ثروة عظيمة تحت الأرض لكن لم يجدوا منظومة تسيّرهم فوق الأرض. مطلوب من الرئيس السيسي في ولايته الثانية أن يحقق لنا منظومة الدولة لنطمئن جميعا إلى أن مصر لن تعود شبه دولة مرة أخرى. تحقيق هذه المنظومة المطلوبة سيدخل الاطمئنان إلى قلوب المصريين بعد عام 2020 بهذا سيدخل السيسي التاريخ من أوسع أبوابه بما سوف يكون ليس فقط بما كان بعد أن تكون لنا دولة منحت إكسيرا للحياة يستمر عبر الزمن.
والواضح هنا ارتباك نيوتن لدرجة كبيرة فلم نعلم منه إن كان يغمز الرئيس بتحذيره من العودة إلى ما كانت عليه مصر أيام عبد الناصر بأن زج بمشروع السد العالي بأنه لا يقيم دولة مثلما يتفاخر الرئيس السيسي بما أنجزه من مشروعات عملاقة في جميع المجالات. وتجنب ذكر أن نظام عبد الناصر أنشأ اقتصادا قويا أشاد به السيسي أكثر من مرة وآخرها مع ساندرا عندما قال كان عندنا اقتصاد كويس تضمن أيضا إنشاء الف مصنع واستصلاح مليوني فدان أضيفت إلى الرقعة الزراعية. وكان دياب قد حذر من قبل إعادة السيسي نظام عبد الناصر عندما كتب عبارته الشهيرة « لا يمكن العودة للماضي وأن تحكم مصر من القبر». وما يؤكد ذلك أن نيوتن طالب بأن لا تعود مصر شبه دولة كما ورثها السيسي من مبارك ومرسي رغم أنه يتفاخر بأن مصر أصبحت دولة قوية واستعاد النظام هيبته داخليا وعربيا ودوليا.
ونظل في عدد «المصري اليوم» نفسه مع الكاتب وجيه وهبة الذي أبدى إعجابه بحديث ساندرا وقال مهاجما مؤيدي السيسي ووصفهم بأوصاف مدحهم فيها بقوله عنهم:
فيلم ساندرا نشأت «شعب ورئيس» هو نموذج محترم وفريد من نوعه فنياً وسياسياً فى سياق الواقع المؤسف لإعلام المنظومة الحاكمة فيلم يعبر عن حرفية مميزة ولغة مفتقدة لفن الترويج والدعم والتأييد وهو حق مشروع تأييد بلا ابتذال أو تدنٍ، تأييد لا يستفزك ولا يجلب السخط على المؤيَّد والمؤيِّد اتفاقاً أو اختلافاً مع تفاصيل المحتوى هو درس لكل الطبلجية ومشغليهم وللراقصين على إيقاع طبولهم. ويبقى السؤال:إذا كانت لديكم كفاءات مثل ساندرا وفريق عملهاـ وبالتأكيد لا نعدم أمثالهم ـ فلماذا اللجوء لعديمي المواهب والاستعانة ببعض المعتوهين سياسياً وثقافياً أو من الأرزقية من إعلاميي كل الموائد فى كل العصور؟ ترى هل يكون فيلم ساندرا فاتحة خير لذهنية إعلام حكومي جديد أم أن المسألة لم تكن سوى بيضة الديك؟ اسم ساندرا اختصار لاسم يونانى الأصل هو «ألكسندرا» ويتكون من مقطعين يدور معناه فى اليونانية القديمة والحديثة حول وصف التي لا تقهر أو المدافعة عن الإنسان مجرد مصادفة لغوية.
وفي العدد ذاته تذكر الكاتب الساخر عاصم حنفي منافس السيسي وهو رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى فقال في بروازه «شخبطة» مقترحا التالي:
طيب وبعد الانتخابات ماذا نفعل بالمرشح الخاسر والعشرة لا تهون إلا على ابن الحرام؟ والحل أن نحتفظ بالخاسر على سبيل التذكار وقد تعودنا وأدمنا طلعته البهية وسوف يدخل التاريخ على اعتبار أنه المرشح الوحيد في الدنيا الذي ترشح وهو يضمر الخسارة، غش تجاري يعني.
وأمس الاثنين أخبرنا الرسام عبد الله في «المصري اليوم» أنه كان عند عرافة بالصدفة فشاهد مواطنا مضطربا ويقول لها وهو في قمة الحيرة :
سؤال هيجنني يا ترى مين هيفوز في الانتخابات؟

المنافسة رقم معتبر

وفي العدد نفسه من «المصري» تساءل في «الأهرام» الدكتور عمرو هاشم ربيع في مقاله الأسبوعي عما إذا كان انعدام المنافسة والمصاعب الاقتصادية سيؤثران على نسبة الإقبال على التصويت بقوله:
إن المنافسة رقم معتبر في أي انتخابات، وإن الناخبين من الذكاء لكي يدركوا هشاشة ورمزية الانتخابات وبين جديتها وهذا الأمر إضافة إلى المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الناخب من أكثر الأمور التي يمكن أن تتحكم في نسبة المشاركة، لكن يبقى السؤال: هل مناخ مواجهة الإرهاب سيكون له دور في مشاركة المصريين في تلك الانتخابات رغم انعدام المنافسة أم لا؟
وهي المشكلة نفسها التي شدت انتباه عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» فقال عنها:
الآن ثبتت أركان الدولة وعادت هيبتها كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكما يؤكد دائما وزير الداخلية مجدي عبدالغفار والكثير من كبار المسؤولين. هذا الاستقرار يرسل رسالة لبعض المواطنين بأن الظروف والأحوال صارت عادية وبالتالي فإن الذهاب إلى لجان الانتخابات ليس واجبا حتميا من وجهة نظرهموهنا مكمن الخطر. وإذا أضفنا ظروفا اقتصادية صعبة مضافا إليها تراجع حريات التعبير نستطيع أن نفهم سر الخوف من تدني نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الحالية.
وفي «الأهرام» قال ماهر مقلد:
ما بعد يوم الأربعاء هو الأهم حيث ستكون رسالة جموع المصريين بالمشاركة الواجبة ومنح الاستحقاق الرئاسي ما يستحق من إيجابية ودعم حتى تكون الرسالة للرئيس بأن الجلوس على كرسي الرئاسة يتحقق عبر صناديق الاقتراع واختيار الناخب وبالتالي يضاعف في الدورة الجديدة العمل والجهد من أجل رد الجميل لكل ناخب شارك وعبر بالصوت الحر. لا تتردد أيها المصري في النزول للانتخابات فصوتك الحر له معناه وقيمته.

طابور من أجل الوطن

وإلى العملية الإرهابية التي استهدفت مدير الأمن في الإسكندرية وأبرز ما نشر عنها في صحف أمس الاثنين، وقال عنها فاروق جويدة في «الأهرام:
الإرهاب الآن يجمع فلوله ويشهد نهايته الدامية على يد جيش مصر وشرطتها في سيناء ومناطق أخرى تنتشر فيها القوات المقاتلة فقد كانت عملية 2018 في سيناء هي نقطة النهاية لمصير الإرهابيين الذين اعتدوا على كل مقدسات مصر أمنا ودينا وحياة. خسرت مصر في هذه المواجهة صفوة رجالها من الشهداء الأبرار الذين قدموا للوطن أغلى ما يقدم البشر وخسرت مصر موارد اقتصادية كان من الممكن أن تكون وسيلة بناء وإعمار.
وفي «الأخبار» قال جلال عارف:
ليس مفاجئاً أن تحاول الجماعات الإرهابية أن تفعل أي شيء لتقول إنها موجودة بينما جنودنا البواسل يكتبون نهايتها على أرض سيناء الحبيبة، وليس مفاجئاً أيضاً أن تحاول هذه الجماعات تعطيل العملية الانتخابية فتكون النتيجة على العكس تماماً يفشلون في محاولاتهم اليائسة وتمضي العملية الانتخابية في طريقها.
و في العدد نفسه كتب أحمد جلال في بروازه اليومي «صباح جديد»:
الوقوف في طابور الانتخابات أفضل كثيراً من الوقوف في طابور اللاجئين. الوقوف في طابور للبحث عن مستقبل أحسن كثيراً من الوقوف في طابور للبكاء على الأطلال. الوقوف في طابور مع الأهل والأبناء أعظم كثيراً من الوقوف في طابور للبحث عنهم. الوقوف في طابور من أجل الوطن أشرف كثيراً من الوقوف في طابور للبحث عن وطن.
ونغادر «الأخبار» إلى «الجمهورية» لنكون مع السيد البابلي ونقرأ قوله :
كان مشهداً رائعاً أن خرجت جموع المواطنين بعد الحادث الإرهابي بوقت قليل لتهتف ضد الإرهاب وضد الخونة وضد المتربصين بهذا الوطن وتشعلها ناراً وحماساً وهي تؤكد أن شيئاً لن يوقف الإرادة المصرية عن التوجه لصناديق الانتخابات، وأن القنابل والتفجيرات لن تخيف شعب مصر ولن توقف إرادة الحياة والذين نفذوا هذا الحادث الجبان لم تأخذهم بنا رحمة ولم يبالوا بسقوط ضحايا من الأبرياء وتدمير ممتلكات الناس أرادوها دماً وتدميراً وأرادوها خوفاً ورعباً وأرادوها إنذاراً لنا، ولكنهم لم يستوعبوا أيضا أن هذه هي مصر ومصر لا يخيفها الإرهاب. مصر ستهضم الإرهاب وتبتلع كل من يتربصون بها. مصر لها طبيعة خاصة فوق كل الحسابات والنظريات.
أما في «اليوم السابع» فكان رأي يوسف أيوب:
اليوم وغدًا وبعد غد سيكون عرس انتخابي ديمقراطي سيرد من خلاله المصريون على كل المغرضين والعابثين ومن يريدون لمصر الخراب. سيصطف الشعب أمام اللجان الانتخابية لانتخاب الرئيس ولن يقلقهم أي عمل إرهابي جبان بل سيكون دافعًا لكى يخرجوا من منازلهم ويتوجهوا إلى اللجان ليرسموا أجمل لوحة تعبيرية عن مصر الحديثة التي تبني نفسها بأيدي أبنائها المخلصين.
وفي جريدة «روز اليوسف» أمس قال حازم منير :
المشاركة اليوم في الانتخابات مساهمة أساسية في استكمال ما لم يكتمل حتى الآن من مهام ثورة 30 يونيو/حزيران التي خرج فيها الشعب المصري لإسقاط دولة المرشد وإنقاذ الدولة الوطنية.

معارك وردود

وإلى المعارك والردود التي بدأها يوم الأحد الدكتور طبيب وخالد منتصر في مقاله اليومي في جريدة «الوطن» وكانت تحت عنوان « هل هناك طب أزهري وهندسة أزهرية ؟» قال فيه:
أثار تصريح المهندس موسى مصطفى موسى المرشح في انتخابات الرئاسة الزوابع ضده. التصريح كان خاصاً بالأزهر طالب فيه موسى بإلغاء كل الكليات التي لا علاقة لها بالعلوم الدينية مثل طب وهندسة وعلوم وزراعة إلخ ولا أعرف سر الغضب الذي تملك البعض والهجوم الحاد الذي شُنّ على المرشح بمجرد تلفّظه بهذا التصريح وكأنه نطق كفراً فالرجل لم يأتِ بجديد فقد كان الأزهر طوال تاريخه جامعة لها علاقة بتدريس معارف الدين وعلومه مثل الفقه والحديث والتفسير والقراءات إلخ وقرار الكليات العملية العلمية الأخرى أو الأدبية التي تدرّس علوماً مختلفة عن تلك العلوم الدينية التقليدية كان قراراً صادراً في عهد الرئيس عبدالناصر ولو كان متاحاً وقتها رفع قضايا ضد الدولة بحرية لكان قد كسبها المحامي الانتحاري من أول جولة لأن هذا القرار غير دستوري تماماً وأيضاً غير متوافق مع أبجديات الدولة المدنية. وفوق ذلك غير عادل فما معنى أن أقصر كلية طب أو هندسة على صاحب دين معين؟ والرد الجاهز الذي يقدّمه البعض تبريراً لقرار عبدالناصر هو رغبته في تخريج طبيب ومهندس بخلفية إسلامية هو رد غير مقنع فهل الطبيب خريج طب القاهرة والمهندس خريج عين شمس والزراعي خريج المنصورة زنادقة؟ وهذا الرد يحمل مفهوماً مضللاً.

من أجل قوة الأزهر

وفي حقيقة الأمر فما طالب به موسى مصطفى موسى وأيده فيه خالد ليس جديدا إنما هي دعوة تتكرر كل سنوات عدة من جانب البعض. وكان هناك فريق من علماء وأساتذة الأزهر وعلى رأسهم شيخ الأزهر الحالي الدكتور محمد الطيب قد طالب بعد اختياره شيخا له في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وكان قبلها رئيسا لجامعة الأزهر وعضو في المكتب السياسي للحزب الوطني الحاكم قد طالب فور توليه المشيخة بهذا المطلب والعودة إلى اقتصار الأزهر على الكليات الدينية الأربعة فقط. ولكن ها قد مرت سنوات طوال وهو في منصبه ولم يغير الوضع وفي سنة حكم الإخوان أعاد هيئة كبار العلماء بالإضافة إلى مجمع البحوث. وكان على خالد منتصر أن يكون ملما بالموضوع أكثر من هذا حتى لا يتورط في القول بأنه كان قرار عبد الناصر بينما الحقيقة المعلنة وقتها والمنشورة في الصحف أن القرار 103 لسنة 1960 الخاص بتطوير الأزهر كان نتيجة مطالبة الأغلبية الساحقة من رجاله وعلى رأسهم شيخه المرحوم محمود شلتوت بالإبقاء على الكليات الأربعة وإضافة كليات عملية إليها لتصبح جامعة مثل باقي الجامعات. وكان الهدف الأساسي زيادة قوة ونفوذ الأزهر حتى في الخارج لأنه كان يقدم حتى من قبل ثورة يوليو/تموز سنة 1952 منحا دراسية للعشرات من الطلاب المسلمين من دول أفريقيا وآسيا والدول الأوروبية ذات الأغلبية المسلمة أو الأقليات الإسلامية فيها بل كان يقدم منحا للمسلمين الأتراك فإذا أضيفت إليها منح في الطب والهندسة وغيرهما فنفوذه سيصبح أقوى. وقرار التطوير لم يقتصر على ذلك إنما لإنشاء مدينة سكنية ضخمة للطلاب الوافدين هي مدينة البعوث الإسلامية والأهم إلغاء هيئة كبار العلماء وإنشاء بدلا منها مجمع البحوث الإسلامية ويتكون من خمسين عضوا، ثلاثون مصريا والباقي علماء من دول عربية وإسلامية لم يستقر عليهم الأمر وقتها. وللمجلس نفوذ كبير لدرجة أنه في عهد عبد الناصر أصدر المجمع فتوى باعتبار الفوائد على الودائع في البنوك والقروض التي تقدمها ربا. وكانت الفائدة على الودائع وقتها اثنين ونصف في المئة وعلى القروض خمسة في المئة. وسارعت الحكومة بإصدار الأوامر لبنوكها بافتتاح فروع فيها للمعاملات الإسلامية وبدأها بنك مصر بفتح أول فرع بجوار مسجد البنات في شارع بورسعيد قرب تقاطعه مع شارع الأزهر وسحب البعض ودائعهم ووضعوها في الفروع الإسلامية ثم سرعان ما سحبوها وأعادوها إلى ما كانت عليه بعد أن وجدوا أن ما حصلوا عليه بدون ربا أقل، وأصبح الربا الآن مصدر دخل للأسر لأن فوائد الودائع وصلت إلى ستة عشر في المئة.

مخاوف من قلة الإقبال على التصويت لعدم وجود منافس حقيقي للسيسي واتهام لموسى مصطفى موسى بالغش التجاري

حسنين كروم

تصفية تاجر مخدرات مقرب من «حزب الله» ومن رئيس الفرع الأمني في السويداء

Posted: 26 Mar 2018 02:26 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: عادت أخبار محافظة السويداء، جنوبي سوريا، إلى الواجهة من جديد، بعد فترة من الركود وحالة من الترقب، ليعلن تشكيل جديد، حمل مسمى «فصيل رجال الكرامة»، عن قيامه بأول عمل عسكري وأمني من نوعه، ضد أحد التجار في المحافظة المقربين جداً من النظام السوري ومن أفرعه الأمنية، وعلى رأسهم رئيس فرع الأمني العسكري وفيق ناصر، وكذلك لصلته العميقة بحزب الله اللبناني.
ووفق ما أعلنه الفصيل الجديد، فإن عناصره قاموا بتصفية تاجر المخدرات، المدعو أحمد جعفر وسط السويداء، بعد تورطه بعملية اغتيال القائد السابق لرجال الكرامة في المحافظة وحيد البلعوس، والذي قضى مع عدد القيادات والعناصر بتفجير مجهول في الرابع من شهر أيلول/ سبتمبر عام 2015.
وقال رجال الكرامة في شريط مصور: التاجر أحمد اعترف لهم بأنه قتل الشيخ «البلعوس»، بالتنسيق مع مسؤولين اثنين من ميليشيا «حزب الله» اللبناني ورئيس فرع الأمن العسكري وفيق ناصر، وأشار الفصيل إلى أن تصفية التاجر، جاء ثأراً لـ «البلعوس» ورفاقه، وكذلك ثأراً لخمسين مدنياً قضوا بالتفجيرات أمام المشفى الوطني في شهر أيلول من عام 2015.
ونشر الفصيل المذكور على صفحته في موقع فيسبوك صورة للتاجر القتيل، مشيراً إلى أنه في هذا اليوم الذي يصادف ذكرى وفاة قائد الثورة السورية الكبرى عام 1925 سلطان باشا الأطرش أعلنوا بداية طريق الثأر لضحايا تفجيرات السويداء عام 2015. وأضاف البيان أن «جعفر» متهم بتجارة المخدرات في السويداء بمساعدة الأذرع الأمنية التابعة للنظام السوري وبعض أبناء المحافظة الذين وصفهم «بضعاف النفوس» معتبرًا أنهم حاولوا تغيير قيم وعادات وأخلاق أهلنا».
وأكد التشكيل الجديد، أنهم ليسوا بطائفيين ولا طلاب مال أو جاه، وبأنهم عزموا العمل على كشف ومحاربة كل فاسد وخائن في محافظة السويداء، وفق قولهم، منوهين إلى أن تحركهم الأخير، جاء بعد أن بلغ «السيل الزبى، وإدراك التخاذل والتراجع من قبل بعض الأهالي في المحافظة ومن ضمنهم مشايخ وزعماء، حول قضية الشيخ البلعوس ورفاقه».
وأعلن القائمون على التشكيل الحديث الولادة، : أن «مضافة الكرامة مضافة الشيخ وحيد البلعوس مفتوحة لكل صاحب حق، ولكل السوريين من جميع الطوائف والمذاهب فمن دخلها مظلوماً رخصت له دماء أهلها حتى يأخذ كل ذي حق حقه، وناشدوا أبناء الطائفة المعروفية خصوصاً وأبناء سوريا عموما للوقوف جنباً إلى جنب والتكاتف يداً واحدة ضد جميع المشاريع التي تحاول تفكيك هذا المجتمع».
يذكر أن محافظة السويداء جنوبي سوريا، تعيش حالة من التوتر المتقطع خاصة بين النظام السوري المتمثل بأفرعه الأمنية، والأهالي، حيث يرفض العديد من الشخصيات القيادية في المحافظة إرسال ابنائهم للتجنيد العسكري لصالح النظام السوري.

تصفية تاجر مخدرات مقرب من «حزب الله» ومن رئيس الفرع الأمني في السويداء
قضية «البلعوس» تعود إلى الواجهة

لبنان: 63 إلى 70 لائحة تتنافس في معارك انتخابية غير مضمونة النتائج

Posted: 26 Mar 2018 02:25 PM PDT

بيروت – «القدس العربي»: مع تخطي القطار الانتخابي محطة تسجيل اللوائح، وجلاء صورة التحالفات والاصطفافات التي ستطبع ‏استحقاق 6 ايار المقبل، حافظ المشهد الداخلي على سخونته خصوصاً بعد النبرة العالية لرئيس الحكومة سعد الحريري في كل من عكار وطرابلس ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد وحزب الله. وتواصلت امس في وزارة الداخلية عملية تسجيل اللوائح الانتخابية في الدوائر كافة وقد تراوح عددها بين 63 و 70 لائحة على الشكل الآتي:
‎- ‎دائرة بعلبك – الهرمل 4 لوائح‎.‎
‎- ‎دائرة زحلة 5 لوائح‎.‎
‎- ‎دائرة طرابلس – المنية 5 لوائح‎.‎
‎- ‎دائرة عكار5 لوائح‎.‎
‎- ‎دائرة بشري – البترون – الكورة – زغرتا 4 لوائح‎.‎
‎- ‎دائرة جبيل – كسروان 4 لوائح‎.‎
‎- ‎دائرة المتن 5 لوائح‎.‎
‎- ‎دائرة بيروت الأولى 3 لوائح‎.‎
‎- ‎دائرة بيروت الثانية 7 لوائح‎.‎
‎- ‎دائرة صيدا – جزين 4 لوائح‎.‎
‎- ‎دائرة الزهراني – صور لائحتان‎.‎
‎- ‎دائرة النبطية – بنت جبيل – مرجعيون 4 لوائح.
وبناء على كثافة عدد الوائح يظهر أن كل الدوائر ستشهد انتخابات حامية، واذا كانت النتائج مضمونة في بعض الدوائر وخصوصاً حيث وجود الثنائي الشيعي إلا أن النتائج ستكون ضبابية لبعض الأحزاب والمرشحين في دوائر أخرى ما يجعل بعضهم يرفع من سقف الخطاب والتعبئة الانتخابية سواء في الخطابات أو على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان رئيس حزب التوحيد وئام وهّاب أخذ على رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل تحالفه مع الجماعة الإسلامية وقال في اشارة إلى امتعاض ضمني لعدم تحالف التيار الوطني الحر معه في الشوف وعاليه ان «واحدة من سخريات الإنتخابات والزمن أن يأخذ وزير الخارجية جبران باسيل التيار الوطني الحر بشرفائه ومناضليه إلى تحالف مع تنظيم الإخوان المسلمين في لبنان وهو وزير للخارجيه»، فيما رفع ناشطان شكوى ضد وزير الداخلية نهاد المشنوق لوصفه بعض الناس في بيروت بـ «الاوباش».
اما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فإعتبر «أن الإنتخابات النيابية هي المفتاح للتغيير في لبنان». وذكّر جعجع أنه «في عهد الوصاية عرضوا علينا الوزارات والمناصب النيابيّة وما نتمناه من مكاسب، وكان من السهل جداً أن تروني جالساً في قصر بعبدا إلا أنني فضلت بدل الإقامة في القصر أن أكون في مكان جانب هذا القصر، ألا وهو الاعتقال، شرط أن نبقى نعيش مبادئنا على الشكل الذي يجب أن نعيشها»، مؤكداً أنه «إذا ما أردنا الوصول إلى دولة فعليّة فـ»القوّات» يمكن أن توصلنا إلى هذه الدولة لأنها جديّة وتفي بوعودها وعندما تضع هدفاً نصب عينيها تصل إليه وكل تاريخها شاهد عليها من هذه الناحية. إذا ما أردنا الوصول إلى دولة خالية من الفساد والهدر فما علينا سوى الإقتراع لصالح «القوّات» وهذه ليست دعاية إنتخابيّة وإنما واقع ملموس فبمجرّد انتخاب الشيخ بشير الجميل رئيساً للجمهوريّة استقامت المؤسسات في الدولة بالرغم من أنه لم يستلم مقاليد السلطة وتم اغتياله بعد 21 يوماً من انتخابه، لماذا؟ لأنه معروف أن «القوّات اللبنانيّة» لا تتكلم لمجرّد الكلام وإنما تفعل ما تقوله».
ولفت جعجع إلى أننا «في زمن الانتخابات نسمع عدداً كبيراً من الناس الذين يتكلمون بصوت عال وبنبرة عالية إلا أنهم لا يطبقون شيئاً مما يقولون ومجرّد الكلام لا يعطي أي نتيجة والمهم أن تقترع لمن يطبق على الأرض ما يقوله وهو من اختبرته ورأيته بأم العين يقوم بذلك . فهذا الأمر لم يعد موضوع سؤال لأن الجميع شهد ويشهد لمن ينجز ويعمل على الأرض ويحقق النتائج المرجوة وهؤلاء بسبب إنجازهم لما ينجزون تم اغتيالهم في المرّة الأولى، ومن ثم جرّبوا اغتيالهم مرّة ثانية إلا أنهم فشلوا فقاموا بحلّ حزبهم كلياً وسجنوهم على أمل اغتيالهم في السجن إلا أن هذا الأمر لم ينجح أيضاً لذلك يحاولون اليوم محاصرتهم إلا أنه في نهاية المطاف لن يصح إلا الصحيح ستبقى «القوّات» وهم من سيتحاصرون».

لبنان: 63 إلى 70 لائحة تتنافس في معارك انتخابية غير مضمونة النتائج
جعجع فضّل الاعتقال على القصر ووهّاب يأخذ على باسيل التحالف مع الجماعة الإسلامية
سعد الياس

اردوغان يجدد تهديده بالتدخل في سنجار في حال فشل عملية الحكومة العراقية

Posted: 26 Mar 2018 02:25 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: لوّح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الإثنين، بتدخل عسكري لبلاده في قضاء سنجار، التابع لمحافظة نينوى العراقية، في حال «فشل» الحكومة الاتحادية بإنهاء تواجد عناصر حزب «العمل الكردستاني» الذي تعدّه أنقرة منظمة «إرهابية»، في المنطقة.
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية، عن أردوغان قوله، في كلمة أمام تجمع لمؤيديه، «إذا فشلت عملية الحكومة العراقية في سنجار فسنقوم بما يلزم»، مشيراً إلى أن «مسؤولا عراقيا (لم يسمه) يصل اليوم (أمس) إلى تركيا لبحث مسألة سنجار مع مدير الاستخبارات التركية».
وسبق لـ«العمال الكردستاني» أن أعلن في وقت سابق البدء بانسحابه من منطقة سنجار، ذات الغالبية الإيزيدية، استجابة لطلب الحكومة الاتحادية والأكراد.
وإضافة إلى سعي تركيا لـ«ضرب» عناصر «الكردستاني» في العراق وسوريا، ترى أنقرة في قضاء سنجار غرب نينوى، منطقة استراتيجية، كونها ترتبط من الجهة الشمالية الغربية بالحدود السورية، وفي حال سيطرت تركيا على القضاء ستقطع طريق الرابط بين سوريا والعراق، على المسلحين الأكراد.
والعلاقات العراقية ـ التركية تمر بمرحلة «إيجابية»، خصوصاً بعد أن شهدت توتراً ملحوظاً عقب دخول الجيش التركي إلى الأراضي العراقية والتمركز في قضاء بعشيقة، حسب النائب عن محافظة نينوى عبد الرحمن اللويزي. وأضاف لـ«القدس العربي»، أن «أردوغان يدرك أن عودة العلاقات والتفاهم مع الحكومة العراقية ستكون ضحيته أي عمل عسكري يجري من الجانب التركي دون تنسيق مسبق مع الحكومة العراقية»، لافتاً إلى أن «تواجد حزب العمال في الأراضي العراقية، اتخذته تركيا طويلاً، ذريعة للتدخل في الأراضي العراقية (…) دخولها إلى بعشيقة كان تحت هذه الذريعة أيضاً».
ولم يستبعد، «شن تركيا عملية عسكرية في سنجار»، مستشهداً بـ«دخول القوات وتمركزها في بعشيقة شمال شرق الموصل».
وتابع: «أردوغان يدرك أن مثل هذه الخطوة تؤدي إلى تخريب علاقاته مع الحكومة العراقية، التي لن تقبل إلا بتدخل يأتي بالتنسيق معها»، مرجّحاً أن «تكون هناك عملية عراقية ـ تركية مشتركة في سنجار».
واعتبر النائب عن محافظة نينوى، تصريحات الرئيس التركي الأخيرة أنها تحمل رسالتين، الأولى «وسيلة ضغط على الحكومة العراقية لاتخاذ إجراء بحق عناصر العمال الكردستاني»، فيما تمثل الرسالة الثانية «صرف الأنظار عما يحدث في مدينة عفرين السورية من جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان يجري الحديث».
وأشار إلى أن «الحكومة أيضاً تدرك أهمية علاقتها مع تركيا، خصوصاً إنها تسعى لبسط سيطرتها على المنافذ الحدودية، وإعادة انتشارها في المناطق التي كانت تسمى بالمتنازع عليها، كما أن علاقات الحكومة مع تركية كان لها الدور الكبير في الحد من طموحات الإقليم بشان الاستفتاء والانفصال».
لكنه جدد تأكيده أن التدخل التركي في سنجار «بمعزل عن الحكومة العراقية» ستكون نتائجه «التضحية بعلاقة أنقرة مع بغداد، وعودة الأوضاع إلى توترها».
وكشف أيضاً عن «إرادة الحكومة الاتحادية لمسك الحدود العراقية بقوة، من قبل القوات الاتحادية، بعد القضاء على تنظيم الدولة الإرهابي»، مرجّحاً في الوقت ذاته، أن تكون هناك مواقف لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير في جلسة البرلمان المقررة اليوم الثلاثاء، بشأن تصريحات أردوغان الأخيرة.

تعزيزات عسكرية

وسبق للرئيس التركي أن أعلن الأحد الماضي، إن بلاده أطلقت عملية عسكرية في قضاء سنجار، شمال العراق، ضد مسلحي «الكردستاني».
وقال: «أكدنا أننا سوف ندخل سنجار أيضا، والآن بدأت العمليات العسكرية هناك»، مؤكداً أن تركيا «تحارب الإرهابيين في الداخل والخارج (…) إننا لسنا دولة احتلال وهمنا الأكبر هو مكافحة الإرهابيين».
وعقب تصريحات أردوغان، سارعت قيادة العمليات المشتركة، إلى نفي وجود «أي حركة لقوات أجنبية عبر الحدود العراقية».
وقال مركز الإعلام الأمني، برئاسة العبادي، في بيان، إن الوضع الأمني في نينوى وسنجار والمنطقة الحدودية تحت سيطرة القوات الاتحادية، ولا صحة لعبور قوات عبر الحدود العراقية إلى تلك المناطق».
لكن مسؤول إعلام مركز تنظيمات نينوى لحزب الإتحاد الوطني الكردستاني غياث سورجي، أكد «وصول قوة عسكرية اتحادية مدججة بالأسلحة الثقيلة إلى سنجار»، تزامناً مع تصريح أردوغان.
وقال سورجي في تصريح نقله الموقع الرسمي للحزب، إن القوة وصلت الحدود العراقية ـ السورية»، مشيراً إلى «التحرك العسكري جاء عقب اعلان حزب العمال انسحابه من سنجار، إثر اتمام مهام مقاتليه في الدفاع عن الايزيديات ضد تنظيم داعش الارهابي». على حدّ قوله.
في موازاة ذلك، نقلت وسائل إعلام كردية، عن مصدر أمني قوله، إن اجتماعا عقد (…) في قضاء سنجار، ضم قيادات من الأجهزة الأمنية والحشد الشعبي ومقاتلين من حزب العمال الكردستاني».
وطبقاً للمصدر فإن «الفرقة 15 في الجيش، تسلمت مهام مسك الأرض في ناحية الشمال وقرية خانصور بقضاء سنجار»، مبيناً أن «الجيش اتخذ إجراءات أمنية مشددة في قضاء سنجار تحسباً لأي طارئ قد يحدث».
ولم يخف عدد من السياسيين الأكراد مخاوفهم من «خطر» العملية العسكرية المرتقبة في سنجار، على الأهالي، ودعوا الأمم المتحدة إلى الاهتمام بحياة أكثر من 10 آلاف عائلة إيزيدية متواجدة في المنطقة التي تستهدفها العملية.
بابكر زيباري، قائد محور غرب دجلة لقوات بيشمركه كردستان، قال في تصريح له، أورده الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني، إن «تركيا لم تشن هجوماً عسكرياً على سنجار بعد، لكن أهالي هذه المدينة يشعرون بخطر كبير يحدق بهم»، لافتاً إلى أن «من الأفضل عقد اتفاق بين الإقليم وبغداد بشأن المنطقة».
وأضاف: «التهديدات التي تطلق من قبل تركيا لم تدخل حيز العمل الفعلي، والـ بي كا كا تجري استعداداتها لمغادرة المنطقة، ولم تبق قوات هناك سوى التي شكلتها قوات الحشد الشعبي، وهي تابعة لها».
وطبقاً لزيباري، الذي كان يشغل منصب رئيس أركان الجيش العراقي السابق، فإن «القوات التي تبقى هي قوات محلية تابعة للحشد الشعبي، وتمول من قبله، كما في حالة الـ «بي واي دي « التي تتبع الـ «بي كاكا»، ولم يتضح فيما إذا كانت تركيا ستقبل بذلك أم لا، لذا فإن المخاطر على سنجار مازالت قائمة والأهالي متوجسون من ذلك»، مبيناً: «نحن من جانبنا حذرناهم بأن ينأوا بأنفسهم ولا يختلطوا بهذه القوات حفاظاً على أرواحهم وممتلكاتهم من هجمات الطائرات التركية».

أوضاع سيئة

وأشار مسؤول محور غرب دجلة إلى أن «قوات عراقية صغيرة تم إرسالها من منطقة ربيعة وزمار إلى سنجار»، لافتاً إلى أن «أهالي سنجار يعيشون أوضاعا لا يحسدون عليها، كون المخاطر تحدق بهم من جميع الجهات، فهناك الــ»بي كاكا» والحشد الشعبي وتهديدات تركيا، لذا فالحل الأفضل لهذه المشكلات هو الاتفاق بين الإقليم وبغداد».
أما النائبة الايزيدية، فيان دخيل، فقد دعت خلال لقائها مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيتش، إلى استمرار الاهتمام بأكثر من 10 آلاف عائلة إيزيدية تقطن في جبل سنجار وأطرافه، بعد إعلان تركيا نيتها البدأ بالهجوم على مقرات حزب «العمال الكردستاني».
وشددت، في بيان، على «ضرورة عدم ترك فراغ أمني في المنطقة، لتفويت الفرصة على من يرغب بالعبث بامن المنطقة لصالح اطراف مشبوهة لا تريد الخير لأهل سنجار ولا لبقية المكونات التي حاربت الدواعش وبقاياهم من الخونة». وأكدت أهمية «وجود خطط أممية خاصة بهذا الشان للحفاظ على الأمن الهش في سنجار وأطرافها، وينبغي أن يتزامن باستمرار ملاحقة بقايا عصابات داعش الارهابية، لتقديمهم للقضاء كي ينالوا عقابهم المحتوم».
فيما أعرب المسؤول الأممي عن أمله في أن «تشهد منطقة سنجار المزيد من الاستقرار»، مبينا أن «قلق الأمم المتحدة مستمر حول أوضاع الايزيديين في منطقة سنجار، ومن الضرورة أن تكون هنالك خطط بديلة لتقديم مختلف أشكال الدعم الانساني والاغاثي لآلاف العائلات التي تعيش في جبل سنجار وأطرافه».
وأضاف: «أوضاع هؤلاء العائدين لمناطقهم لا تحتمل المزيد من الاضطراب، وينبغي العمل على تكريس عودتهم لمناطقهم وانعاش امالهم في التمسك بالسلام، وعدم السماح لاي طرف بالاخلال بالوضع الأمني والانساني لهم».
في الأثناء، قال النائب أحمد الأسدي، الناطق الرسمي لتحالف الفتح، بزعامة هادي العامري، في بيان له، «نعلن رفضنا المطلق لهذه العملية العسكرية (التركية) على أراضينا، مشفوعا بالموقف الاستثنائي الشديد والتحذير من مغبة التمادي وإستصغار شرر الروح الوطنية العراقية التي شهدها العالم في المنازلة الكبرى مع الإرهاب».
وأضاف: «على الآخرين (في إشارة إلى الأتراك) أن لا يعتقدوا أن العراق لقمة سائغة وسهلة، وأن يعوا ويدركوا مدى هذا الوهم وأبعاده ومعطياته على الأرض (…) إن العراقيين لا ينامون على ضيم ابدا».
وطالب، الحكومة الاتحادية بـ«اتخاذ الخطوات الكفيلة بحفظ كرامة الوطن والدفاع عن سيادته وأمن مواطنيه»، مضيفاً: «نحن على أهبة الاستعداد للدفاع عن كرامة شعبنا وحفظ سيادتنا الوطنية، وسنكون دائما حيث يتوقع منا ابناء شعبنا أن نكون».

«عدوان على السيادة»

كذلك، أعلن تحالف «سائرون»، المدعوم من التيار الصدري، رفضه للتدخل العسكري التركي في أراضي اقليم كردستان، واصفاً ذلك بأنه «عدوان» على سيادة العراق.
وقال التحالف في بيان له، إن «مناطق في محافظة أربيل في إقليم كردستان، تشهد عمليات قصف عشوائية، راح ضحيتها عدد من المدنيين، رافقتها تحركات عسكرية تركية غير مبررة داخل أراضي البلاد».
وحسب البيان، فإن «العملية العسكرية التركية بدأت بدعوى ملاحقة حزب العمال الكردستاني، الذي بإعلانه سحب مقاتليه من المناطق التي يستهدفها العدوان التركي الجديد، فقدت مصداقيتها»، موضّحاً «إننا نرى في هذا التدخل التركي عدواناً على سيادة العراق، وتهديدا غير مبرر لسلامة ارواح وممتلكات مواطنيه».
وطالب الائتلاف الحكومة الاتحادية بـ«إتخاذ الاجراءات اللازمة لضمان دفع الأذى عن أبناء الشعب، ووقف الاعتداء التركي السافر على السيادة العراقية وبكل السبل الممكنة». كما طالب، القوى والمنظمات الاقليمية والدولية بـ«العمل على ردع العملية العسكرية التركية».

اردوغان يجدد تهديده بالتدخل في سنجار في حال فشل عملية الحكومة العراقية
قلق على مصير أكثر من 10 آلاف عائلة إيزيدية… و«الحشد» يلوّح بالمواجهة
مشرق ريسان

المعارضة المصرية تدشن هاتشاغ «خليك في البيت»: مسرحية هزلية ومهرجان مبايعة

Posted: 26 Mar 2018 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» : دشن معارضون مصريون على مواقع التواصل الاجتماعي، هاشتاغ «خليك في البيت»، لدعوة المصريين لمقاطعة الانتخابات التي وصفوها بـ«المسرحية الهزلية».
وتفاعل المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي على «الهاشتاغ» مع مطالب المواطنين بمقاطعة الانتخابات والتزام المنازل.
كذلك دعا، يحيى القزاز، المعارض وأستاذ الجيولوجيا في جامعة حلوان لمقاطعة الانتخابات، قائلا:»انتخابات بلا منافسة، وتهديد وإجبار للشعب على النزول للانتخابات رغم أنفه، ما نراه هو فضيحة غير مسبوقة وجريمة بكل المقاييس».
أما الخبير الاقتصادي عبد المجيد راشد، فعدد أسباب مقاطعته الانتخابات، قائلاً، إن صوته له قيمته وإنه يحترم نفسه ويحب وطنه ويعرف قيمته جيدا.
وأضاف أنه لن يمنح صوته «لمن فرط في جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، واستدان بشروط صندوق النقد والبنك الدوليين لتنفيذ أجندتهما و على رأسها تعويم الجنيه المصري والخصخصة وتخفيض الدعم وإهمال التعليم والصحة والإسكان الشعبي والتصنيع والزراعة وغير ذلك خدمة للرأسمالية المتوحشة بقيادة أمريكا الراعي الرسمي للعدو الصهيوني».
وزاد أنه لن يمنح صوته «لمن يحمل مشروعا لتوسيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، مهما استخدمت وسائل الخداع البصري والنفسي والتطبيل من أهله وعشيرته وكل القوى المضادة لثورة يناير العظيمة ومشروعها في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والاستقلال الوطني».
واختتم عبد المجيد:»لن أمنح صوتي لمن يحكم بالقمع والاستبداد».
وسخر السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق من حديث الإعلام المصري عن حشود الناخبين قائلاً:» طبقاً لإحصاء سريع من بعض اللجان، لو استمر هذا المعدل لن يحصل المرشح المحظوظ على ما يزيد على 7٪ على أكبر تقدير».
وكتب رئيس حزب الدستور، خالد دواد:»مقاطعون. لا توجد منافسة مفتوحة وحرة، لا توجد انتخابات، لن نشارك في مسرحية هزلية، والشعب يعرف الحقيقة. أهلا بأنصار السيسي أمام الصناديق، هذا حقهم، ولكن ليسموها مهرجان مبايعة، وليس انتخابات».
ووجه حازم عبد العظيم، الناشط السياسي، رسالة إلى السيسي عبر تغريدة على موقع تويتر، كتب فيها:»رسالة إلى الرئيس السيسي، أرجو ان تهدأ قليلا، فالانتخابات محسومة لصالحك فلا داعي للعصبية والتوتر. أرجوا أن تأمر أجهزتك السيادية بالكف عن تهديدنا والتنكيل بالمعارضة، الموضوع لا يستحق كل ذلك، وربنا يديك على قد نيتك في أيام الانتخابات المقبلة، حب واحترام الناس ليس بالعافية».
وتسأل الناشط الحقوقي جمال عيد، «لماذا تشاهد أوروبا مسرحية الانتخابات المصرية في صمت».
وزاد: «أنا لست غاضبا من الناس، بل حزين وحزين على الناس يا حزننا عليهم، الخوف والفقر مذلة، شتان، ما بين ثورة هتفت أرفع راسك فوق أنت مصري، وثورة مضادة تساوم الناس وتقايض حريتهم بطعامهم».

المعارضة تدشن هاتشاغ «خليك في البيت»: مسرحية هزلية ومهرجان مبايعة

اليمن: الحوثيون ينتقمون من السعودية بإطلاق 7 صواريخ على الرياض ومدن أخرى

Posted: 26 Mar 2018 02:24 PM PDT

تعز ـ »القدس العربي»: تعمّد الانقلابيون الحوثيون صباح أمس الإثنين الانتقام من المملكة العربية السعودية، التي تقود التحالف العربي، بتدشين العام الرابع للحرب اليمنية، بنفس الطريقة التي دشن بها التحالف عملياته العسكرية في اليمن، عشية 26 آذار (مارس) من العام 2015.
وأطلق الانقلابيون الحوثيون 7 صواريخ، استهدفت العاصمة السعودية الرياض ومدناً سعودية أخرى، بشكل خلق حالة من الرعب لدى سكان العاصمة السعودية الرياض، والمدن التي وصلتها الصواريخ الحوثية، خاصة وأن شظاياها أسفرت عن مقتل مقيم مصري وإصابة آخرين.
وقال مصدر عسكري في جماعة الحوثي «دشنت القوة الصاروخية العام الرابع بضربات باليستية واسعة في العمق السعودي خلال الـ24 ساعة الماضية».
وأضاف ان «القوة الصاروخية استهدفت بصاروخ (بركان2H) مطار الملك خالد الدولي بالرياض، وأطلقت صاروخ (قاهر 2M على مطار أبها الإقليمي، وقصفت مطاري نجران وجيزان وأهداف اخرى في نجران و جيزان بدفعات من صواريخ بدر الباليستية».
من جانبه ذكر المتحدث باسم قوات التحالف العربي في اليمن العقيد تركي المالكي ان الدفاع الجوي للتحالف العربي رصد عملية إطلاق 7 صواريخ بالستية من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي المملكة.
وقال المالكي في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) ان «ثلاثة من هذه الصواريخ كانت باتجاه مدينة الرياض وواحد باتجاه خميس مشيط وواحد باتجاه نجران واثنان باتجاه جازان وتم إطلاقها بطريقة عشوائية وعبثية لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان».
وأوضح أنه تم اعتراضها جميعًا وتدميرها من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، وأن عملية اعتراض الصواريخ أدت إلى تناثر الشظايا على بعض الأحياء السكنية نتج عنها وفاة مقيم من الجالية المصرية وأضرار مادية للأعيان المدنية.
إلى ذلك اعتبرت الحكومة اليمنية تكرار الحوثييين، إطلاق صواريخ باليستية، على الاراضي السعودية، بالتزامن مع زيارة المبعوث الاممي الجديد إلى صنعاء، «يعد مؤشرا لمضيّها في الاصرار على نهجها العدواني ورفضاً صريحا للسلام، وتحديا سافرا للمجتمع الدولي وقراراته الملزمة».
وقالت في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية «ان بصمات توقيت اطلاق الصواريخ ومداها والرسالة من ورائها كلها تشير بوضوح إلى تورط إيران المخطط والداعم والممول للمليشيا الحوثية وتوجيه افعالها بما يخدم مصالحها».
مؤكدة ان «طهران ارادت من خلال هذا الاستهداف الجديد للسعودية، تخفيف الضغوط والتحركات القائمة ضدها من المجتمع الدولي، واثبات ان لديها اوراق تستطيع من خلالها ابتزاز العالم».
وأعقب إطلاق هذه الصواريخ على الأراضي السعودية، قيام جماعة الحوثي بتنظيم احتفال جماهيري كبير، في العاصمة صنعاء يوم أمس احتفاء بما أسموها «الذكرى الثالثة للصمود في وجه العدوان»، ويعد هذا الاحتفال الأكبر من نوعه منذ مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح على أيدي المسلحين الحوثيين في 4 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وقال رئيس المجلس السياسي الاعلى لجماعة الحوثي صالح الصماد في احتفالية صنعاء يوم أمس «ونحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من الصمود بعد ثلاثة أعوام من العدوان والحصار تحمّل فيها شعبنا أصناف المعاناة في كل المجالات، وفي مقدمتها الوضع الاقتصادي الصعب، فإننا نؤكد أن هذه المعاناة لم ولن يتحملها شعب من شعوب الأرض وقاساها الشعب اليمني بكل صبر وتحدٍ، مدركاً أن الكرامة والعزة لن تأتي بالتمني، بل بتحمل أصناف المعاناة في سبيل تحقيقها».
ودعا الصماد دول التحالف العربي وعلى رأسهم السعودية والإمارات إلى «اقتناص الفرصة ومراجعة حساباته والتوقف الفوري عن عدوانهم على اليمن ومراعاة العلاقات التاريخية والمصالح المشتركة التي تجمع شعوبنا والجلوس على طاولة المفاوضات».
وقال «نحن مستعدون للتفاهم في سبيل الوصول إلى حل يفضي لوقف العدوان ورفع الحصار والدخول إلى حوار جاد». مشيرا إلى أن العاصمة صنعاء استقبلت المبعوث الأممي الجديد وأبدت استعدادها لـ«التعاطي الإيجابي مع أي أفكار إيجابية تطرح في سبيل وقف العدوان ورفع الحصار والجلوس على طاولة المفاوضات».
وكان مسلحو جماعة الحوثي أجبروا الكثير من سكان العاصمة صنعاء على حضور احتفاليتهم بصنعاء واعتبرت كل من يتغيب منهم يعد «مناصراً للعدوان»، وهذا يعني إباحة دمه لأتباعها المسلحين الذين يسفكون دماء معارضي الحوثيين بدم بارد، بدون رقيب ولا حسيب.
وقامت وزارة التربية والتعليم بصنعاء التي يديرها شقيق زعيم الجماعة يحيى الحوثي بتوزيع تعميم على مدارس صنعاء الحكومية والأهلية يقضي بإجبار الطلاب على الحضور إلى ميدان السبعين، حيث أقيم الحشد الجماهيري.
وألزم المسلحون الحوثيون جميع المدرسين والموظفين بالحضور إلى ميدان السبعين يوم أمس، وحذروا من الغياب وهددوا من يتغيب منهم بعقوبات مشددة، كما طالب المسلحون الحوثيون برفع كشوفات الحضور والغياب عقب انتهاء الاحتفالية.
وقال العديد من المحللين السياسيين لـ(القدس العربي) «ان الذكرى الثالثة لانطلاق عاصفة الحزم والعمليات العسكرية لقوات التحالف أبرزت موقفا قويا للحوثيين، وأظهرتهم وكأنهم في حالة نشوة النصر، بينما خفت موقف التحالف العربي، خاصة بعد تعرضه لحملة انتقادات كبيرة بسبب الوضع الانساني الذي خلفته حرب الثلاث السنوات في اليمن».

اليمن: الحوثيون ينتقمون من السعودية بإطلاق 7 صواريخ على الرياض ومدن أخرى
حشدوا جماهيرهم في صنعاء في الذكرى الثالثة للحرب
خالد الحمادي

باحثة مغربية: اضطررت لتقديم استقالتي نتيجة الضغوط التي تعرضت لها بعد مطالبتي بالمساواة بين المرأة والرجل في الإرث

Posted: 26 Mar 2018 02:23 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: في أول خروج لها تعليقاً على استقالتها من مهامها داخل الرابطة المحمدية للعلماء، قالت الطبيبة المغربية والباحثة في الشؤون الإسلامية أسماء المرابط، رئيسة مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام التابع للرابطة سابقا، انها «أمام الضغط كنت مضطرة إلى تقديم استقالتي بسبب الاختلاف حول قضايا تتعلق بمقاربة إشكالية المساواة في الحقوق من داخل المرجعية الإسلامية».
ونشرت يوم الاثنين الماضي 19 آذار/مارس الجاري، تدوينة لها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تعلن فيها استقالتها من هذا المنصب، الذي شغلته، منذ عام 2011، وقالت: «قدمت استقالتي من رئاسة مركز الدراسات النسائية في الإسلام التابع للرابطة المحمدية لعلماء المغرب، وأودّ في هذا الصدد أن أعبر عن تقديري الكبير للسيد الأمين العام أحمد العبادي، الذي كان بمثابة أستاذي وفي نفس الوقت أخ بكل معنى الكلمة. شكري الخاص ومحبتي لاعضاء هذا المركز». وذلك بعد حملة شنت عليها على خلفية قولها بالمساواة بين الرجل والمراة في الإرث وقالت ان المساواة من صلب الإسلام.
وقالت المرابط في بيان أُرسل لـ»القدس العربي»: «فضلت عدم الحديث عن حيثيات استقالتي من الرابطة المحمدية للعلماء خلال وجودي خارج المغرب، حيث شاركت في ندوة أكاديمية، رغبة مني في تجنب أي استغلال من شأنه الإساءة أو المس بوطنيتي، وقيمي وقناعاتي العميقة، بمناسبة محاضرة جامعية لتقديم مؤلف جماعي حول الميراث، أثارت الآراء التي عبرت عنها بصفة شخصية في هذه المحاضرة والتي تناقلتها إحدى الصحف، ضجة و جدلاً على نطاق واسع خلال الدورة الـ 20 للمجلس الأكاديمي للرابطة».
وأضافت: «وأمام هذا الضغط، كنت مضطرة إلى تقديم استقالتي بسبب الاختلاف حول قضايا تتعلق بمقاربة إشكالية المساواة في الحقوق من داخل المرجعية الإسلامية. وأتوجه إلى أولئك الذين يريدون أن ينالوا مني، وأقول لهم إن عملي، بشكل تطوعي في الرابطة لما يقارب عشر سنوات، كان مرتبطا بطموح واحد ألا وهو خدمة بلدي والتعريف بهذا الطريق الثالث الذي يسمح لنا بأن نعيش إسلاماً مسالماً ومنسجماً مع سياق القيم الإنسانية العالمية والتي لا تتناقض مع قيمنا الثفافية».
واعتبرت حركة ضمير «أن قرار إعفاء أسماء لمرابط من رئاسة مركز «الدراسات والأبحاث في القضايا النسائية في الإسلام» هو انصياع لضغوط التيار الأصولي المتشدد، الذي يناهض كل الاجتهادات الفقهية المتنورة ويعكس خلفية الفقه الذكوري الذي يقصي النساء من الاجتهاد في الدين، ويكرس التمييز ضدهن».
ونددت بقرار «الإعفاء»، الذي يتوخى وفقها «معاقبة الأستاذة على رأيها الفقهي في موضوع المساواة في الإرث»، مشددة على «أهمية وحيوية أنسنة الفقه كضرورة مجتمعية، تجعله قادرا على استيعاب حركية المجتمع والانفتاح على مبادئ المساواة والديمقراطية والمناصفة التي ينص عليها الدستور».
ودعت الحركة «إلى حملة تضامن واسعة مع الأستاذة لمرابط وتوفير الحماية لها ضد هجمات التكفير والتحريض التي تستهدفها مع فتح نقاش هادئ نحو نظام الإرث بمدونة الأسرة بهدف تحقيق المساواة في قواعده»، وكذا «التسطير على أن المنع أو الإعفاء في مجال الاجتهاد والتنوير هو تمكين للتيار الأصولي من الهيمنة على المجتمع والتغوّل في الدولة من شأنهما جر البلاد إلى الفتنة لا قدر الله».
وحذرت «ضمير» من «مخاطر تغلغل التيار الأصولي المتشدد في مؤسسات الدولة»، منبهة «إلى خطورة التراجعات على مستوى حرية الرأي والاجتهاد، ومن بين مؤشراتها منع كتاب «صحيح البخاري نهاية أسطورة»، ثم إعفاء الأستاذة لمرابط».
وأكدت على «ضرورة العمل على إرساء فقه عقائدي متنور قائم على المساواة ومنسجم مع رهانات الدستور والالتزامات الدولية للمغرب، وحصر تدبير باقي الشؤون في سلطة القانون الوضعي الذي يتجاوب مع الحاجيات البشرية الدنيوية».

باحثة مغربية: اضطررت لتقديم استقالتي نتيجة الضغوط التي تعرضت لها بعد مطالبتي بالمساواة بين المرأة والرجل في الإرث

إسرائيل تعتقل 43 فلسطينيا من الضفة بينهم زوج وزوجته وابنان وتحقق بعد ليلة ساخنة في «فشل» منظومة اعتراض صواريخ غزة

Posted: 26 Mar 2018 02:23 PM PDT

رام الله ـ غزة ـ «القدس العربي»: بشكل وحشي هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة في الضفة الغربية وقطاع غزة، واعتقلت العشرات من الضفة، بينهم أطفال وعوائل بأكملها، ضمن عمليات دهم وتفتيش واسعة النطاق، فيما هاجمت قطاع غزة بالمدفعية، بعد ليلة ساخنة، سجلت فشلا ذريعا لمنظومة «القبة الحديدية» المخصصة لاعترض صواريخ المقاومة.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال صعدت بشكل كبير من عمليات الدهم والتفتيش في الضفة الغربية، انتهت باعتقال43 شخصا.
وفي مدينة القدس المحتلة اعتقلت قوات الاحتلال 11 مواطنا، بينهم أطفال، وأفراد أسرة بكاملها، في عدة أحياء من المدينة المقدسة. وأوضحت المصادر أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال داهمت بلدة العيسوية، ونفذت هناك حملة الاعتقالات، طالت باسل محمود وزوجته آمنة محمود ونجليهما مؤمن ومأمون، إضافة الى عدد آخر بينهم أشقاء.
كذلك نفذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال في بلدة عناتا شمال شرق القدس، وفي مدينتي الخليل وبيت لحم جنوب الضفة الغربية، ومدينتي قلقيلية وجنين شمالها، وكان من بين المعتقلين أسرى محررون.
وحسب شهود عيان فإن قوات الاحتلال داهمت أحد المحال التجارية قبالة مخيم الدهيشة التابع لمدينة بيت لحم، واعتدت بالضرب المبرح على أحد مالكيه، وعلى أحد الزبائن، واستولت على جهاز التسجيل الخاص بكاميرات المراقبة.
ويعتبر هذا العدد من المعتقلين في يوم واحد مرتفعا جدا، مقارنة بالأيام الماضية، حيث تأتي هذه الاعتقالات في سياق مخطط الحكومة الإسرائيلية لوقف تنامي الهبة الشعبية التي اندلعت في كافة مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ السادس من ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، رفضا لقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد مدينة القدس.
وجاءت عملية توسيع الاعتقالات، بعد اجتماع عقده المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، الذي بحث التطورات الأمنية في المناطق الفلسطينية، مع قرب إحياء يوم 30 من آذار يوم الأرض» الذي سيترافق مع «مسيرات العودة».
وفي قطاع غزة واصلت قوات الاحتلال هجماتها المتفرقة، التي شملت عمليات توغل بري وملاحقة للصيادين وقصفا لمواقع المقاومة.
واستهدفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي في ساعة متأخرة من ليل أول من أمس الأحد، التي شهدت سخونة كبيرة بسبب مناورات عسكرية ليلية لكتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس، نقطة رصد للمقاومة شمال قطاع غزة. وأطلقت مدفعية الاحتلال قذيفتين على نقطة رصد للمقاومة، تقع غرب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، دون أن يسفر الهجوم عن وقوع إصابات.
وجاء القصف بعد إطلاق صافرات الإنذار في بلدات «غلاف غزة»، بعد انفجارات وإطلاق نار من أسلحة ثقيلة خلال مناورة القسام.
وزعمت إسرائيل في بادىء الأمر أن منظومة «القبة الحديدية» تصدت لصواريخ من غزة، قبل ان تنفي ذلك، وتشير إلى أن ما أطلق عبارة عن أعيرة نارية من سلاح ثقيل وليست صواريخ، وهو ما أحرج إسرائيل عسكريا، بعد تحرك المنظومة المضادة للصواريخ لاعتراض طلقات نارية. ونقلت تقارير إسرائيلية عن مصادر عسكرية قولها إن مناورات كتائب القسام أربكت المنظومة الدفاعية الإسرائيلية المضادة للصواريخ قصيرة المدى المعروفة باسم «القبة الحديدية».
وأدت العملية التي حركت منظومة «القبة الحديدية»، وتفعيل صفارات الإنذار التي سببت الذعر للإسرائيليين القاطنين في «غلاف غزة»، إلى طرح تساؤل داخل الأوساط الإسرائيلية، إن كان الأمر ناجما عن «خطأ بشري» أم عن «خلل تقني»، في المنظومة التي تحركت لصد طلقات نارية.
وشكل جيش الاحتلال لجنة تحقيق في عملية إطلاق نحو 20 صاروخا من منظومة «القبة الحديدية» تجاه طلقات القسام، والتي كلفت خزينة تل أبيب مبالغ مالية كبيرة.
وكان أبو عبيدة الناطق باسم القسام، قد نفى ادعاءات إسرائيل، قبل أن تنفيها تل أبيب نفسها حول سقوط صواريخ، وحمل الاحتلال مسؤولية أي تصعيد، وتوعد الاحتلال بالقول «لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي عدوان».
يشار إلى أن مناورات القسام التي بدأت أول من أمس الأحد واستخدمت فيها صواريخ أطلقت تجاه البحر، إضافة إلى الذخيرة الحية، انتهت صباح يوم أمس.
إلى ذلك نفذت قوات الاحتلال عملية توغل برية جديدة في المناطق الحدودية الشرقية بين مدينتي خان يونس ورفح جنوب القطاع غزة، إضافة إلى توغل آخر على حدود بلدة بيت لاهيا شمال.
وشرعت تلك القوات التي تستعد لانطلاق «مسيرة العودة الكبرى»، بأعمال تجريف وتمشيط في الأماكن المستهدفة، تحت غطاء من طائرات استطلاعية حلقت في المكان، ووضعت تلك القوات أسلاك شائكة في منطقة التوغل شمال غزة.
وفي السياق استهدفت سلاح البحرية الإسرائيلي بنيران رشاشاتها الثقيلة، مراكب للصيادين خلال عملها في منطقة الصيد المسموح بها شمال قطاع غزة، وقال صيادون إن الهجوم الجديد لقوات الاحتلال تخلله إطلاق عدد من القذائف الصاروخية في تلك المنطقة. ولم يسفر الهجوم عن إصابات، غير أنه أجبر الصيادين على مغادرة البحر والعودة إلى الساحل خشية من تعرض حياتهم للخطر.

إسرائيل تعتقل 43 فلسطينيا من الضفة بينهم زوج وزوجته وابنان وتحقق بعد ليلة ساخنة في «فشل» منظومة اعتراض صواريخ غزة
استهدفت نقطة رصد للمقاومة شمال القطاع ونفذت عدة عمليات دهم وتفتيش وتوغلات برية

بالنسبة لعملاء الموساد وثيقة «ع» مجرد خرافة

Posted: 26 Mar 2018 02:22 PM PDT

عفواً، يا عاموس هرئيل وألوف بن، لقد قمتما بعمل مدهش في التقرير حول قصف المفاعل السوري، لكن لسبب ما أنا لا أصدق. في هذه الاثناء يجب أن أصدق أن المفاعل هو من إنتاج كوريا الشمالية، الذي أقيم خلال سنوات من دون أن يلاحظ أحد ذلك، كيف وصل المفاعل من دولة كل عصفور يخترق حدودها يسجل في يوميات المخابرات الأمريكية، وكيف دخل إلى سوريا، التي كل سكين مطبخ فيها تنقل عبرها من إيران إلى حزب الله، يتم قصفه.
خيالي الشرقي يعمل ساعات إضافية لمحاولة استيعاب حقيقة أن ابراهيم عثمان، رئيس اللجنة السورية للطاقة النووية، جمع كل صور المشروع في ملف واحد في حاسوبه المحمول، ووضعه في غرفة في فندق في فيينا من دون رقابة، كهدية صداقة للمخابرات الإسرائيلية. يتبين أن الايام التي كان فيها عملاء الموساد يتجولون في أزقة المدن في الدول العربية، انقضت. اليوم العرب يوفرون البضاعة مباشرة إلى الزبون. في الوقت الذي يقوم فيه العالم بالبحث منذ عقدين عن المسدس المدخن من أجل توفير دليل قاطع عن المشروع النووي الإيراني، يقوم السوريون بتوفير مدفع مدخن خلال أشهر.
هل تريدون مني التصديق أن مبنى كبيرا ومهملا في الصحراء الذي لا يوجد حوله أي دليل على وجود الحياة هو موقع التدمير النهائي الجديد، هل جنّد السوريون أشباحاً من أجل تطوير سلاحهم النووي؟.
وأكثر من ذلك، يتبين أنه فقط في الدقيقة التسعين، عثرت الاستخبارات الإسرائيلية على القنبلة الموقوتة، وإذا لم يتم تفكيك «المكعب» (الاسم السري للمفاعل)، خلال ستة أشهر فإن القنبلة ستكون جاهزة. الإيرانيون يجمعون منذ عشرين سنة كل الادوات بأسمائها الغريبة وأجهزة الطرد المركزي. وهنا في لحظة أصبح كل شيء جاهزاً. ومثل فيلم للاثارة، تم قصف المفاعل في اللحظة الاخيرة. في هذه المرة خرج الشعب الإسرائيلي، ونحن العرب الذين نعيش في ظله، بسلام. ولكن من يعرف عدد المباني المهملة التي توجد في الصحراء العربية.
حسب التقارير، الخوف الحقيقي كان ليس من الفشل في عملية القصف، بل من رد بشار الاسد الذي كان سيطلق مئات الصواريخ على إسرائيل. خسارة أنهم لم يسألوا الشعب السوري، بأنهم كانوا سيخبرون كل من يهمه الامر أنه طالما أن القصر الرئاسي بقي سالماً فإن كل شيء سيمر بسلام، وهذه نفس حالة الذعر التي أثارها الامنيون قبل حرب 1967 التي كانت فيها إسرائيل كما يبدو على شفا التدمير، وفي اليوم التالي استيقظت وتضاعفت مساحتها بثلاثة أضعاف. عندما قرأت عن مناورات التمويه وعن الاجواء عشية يوم القيامة الذي ساد هنا، تخيلت الضباط السوريين الذين ربما كانوا غارقين في إحدى الحفلات الشرقية، وأشفقت على حارس إسرائيل الذي لا يهدأ للحظة، المنشغل طوال الوقت بالكشف عن الكارثة القادمة.
يتبين أن كل شيء جاء من الرأي الذي كتبه رجل المخابرات ي. والذي فيه افترض أنه يجري في «المكعب» نشاط نووي. بعد إطلاق هذا التقدير دخلت النخبة الأمنية في ركض مسعور إلى حين اكتشاف المسدس المدخن في فيينا.
بهذا، أنا أعلن بتواضع عن وثيقة أخرى، هذه المرة من إنتاج قلمي وموقعة باسمي السري «ع».. وعنوانها هو «هراء فارغ»، مثلما قال محمد دحلان. منذ العام 1948 يحاولون تخويف الشعب هنا، ولم يتحقق في أي يوم حتى واحد في الالف من التوقعات المخيفة. وها هم الاخوان المسلمون صعدوا وهبطوا، العالم العربي يتهاوى، وأحد هناك لا يتطرق إلى إسرائيل. بالمناسبة، مجرد التفكير بأن الامر الوحيد الذي يشغل العرب هو كيف نضرب اليهود، هو نوع من العجرفة.
«المكعب» لم يكن تقريبا قطعة قماش زرقاء، لكن أن ننسب لها كل هذه القوة هذا في الحقيقة أمر مبالغ فيه. هيا نأمل أن السيد ي. لن يكتب ورقة اخرى، يشرح فيها أن الصور من فيينا هي عن مفاعل آخر، ليس الذي تم قصفه لأننا عندها سننزل إلى الملاجيء.

عودة بشارات
هآرتس 26/3/2018

بالنسبة لعملاء الموساد وثيقة «ع» مجرد خرافة
حكاية أن المفاعل السوري اكتشف في اللحظة الأخيرة يصعب تصديقها
صحف عبرية

«العدالة الانتقالية» تقسّم نواب البرلمان التونسي ورئيسه يستعين بالأمن الرئاسي لطرد معارضيه

Posted: 26 Mar 2018 02:21 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : ساد انقسام حاد داخل البرلمان التونسي بين فريق مطالب باستقالة رئيس البرلمان محمد الناصر، وآخر يشترط استقالة رئيسة هيئة «الحقيقة والكرامة» سهام بن سدرين قبل الموافقة على التمديد للهيئة، حيث لجأ رئيس البرلمان للاستعانة بصلاحياته التي يخوّلها له القانون مهدداً بطرد أي نائب يستهدفه أو «يسيء» له، وهو ما دعا عدد من نواب حركة «النهضة» والمعارضة إلى مطالبته بمنح مكانه لأحد نوابه بعد اتهامه بالانحياز لطرف حزب نداء تونس و«ملحقاته» الرافضين أساسا التمديد للهيئة، كما ذكّر نواب المعارضة بقانون «العدالة الانتقالية» والذي يمنح الهيئة وحدها صلاحية تمديد عملها بعد «استشارة» البرلمان الذي لا يملك سلطة رفض التمديد لها، فيما أكدت إحدى النواب أن الأمن الرئاسي حاضر في الجلسة تلافيا لخروج الأمور عن مسارها، فيما حذر أحد النواب من حدوث «صدام في الشوارع» في حال عدم استقالة بن سدرين من منصبها.
وخلال جلسة جديدة مخصصة لمناقشة تمديد عمل هيئة «الحقيقة والكرامة»، دخل رئيس البرلمان محمد الناصر في مشادّة كلامية مع عدد من النواب، حيث اتهم غازي الشوّاشي النائب عن حزب «التيار الديمقراطي» (الكتلة الديمقراطية) الناصر بعدم احترام قرارات البرلمان وبتصفية «حسابات شخصية» مع بعض النواب، مشيراً إلى أن الشعب لم ينتخب الناصر رئيسا للمجلس، وإنما تم انتخابه من قبل زملائه من الغالبية الحاكمة. فيما طلب عماد الدائمي النائب عن حزب «حراك تونس الإرادة» (الكتلة الديمقراطية) من رئيس البرلمان التخلي عن رئاسة الجلسة «لأنه معني بملف العدالة الانتقالية»، وهو ما دفع الناصر إلى قطع مداخلته، ودعوته إلى الاتصال به خارج الجلسة العامة لمناقشة هذا الأمر.
وكان الشواشي أكد أنه «بصدد التشاور مع مجموعة من النواب من مختلف الكتل لإمضاء عريضة لسحب الثقة من السيد محمد الناصر لفقدانه الشرعية والمشروعية لرئاسة مجلس نواب الشعب».
واتهمت جميلة كسيكسي النائب عن كتلة «النهضة» رئيس البرلمان بالتصرف «بطريقة فردية» في ما يتعلق بملف التمديد لهيئة الحقيقة والكرامة، مشيرة إلى أن هذا الموضوع يحتاج إلى توافقات بين رؤساء الكتل البرلمانية. فيما اعتبرت زميلتها عن نفس الكتلة مُنية إبراهيم أن محمد الناصر «غير مؤهّل» لرئاسة الجلسة بسبب «تضارب المصالح» وطالبت الناصر بمنح مكانه لأحد نوابه، وهو ما دفع الناصر إلى قطع كلمتها معتبراً أن ما قالته هو خارج إطار موضوع الجلسة، كما أكد الناصر عدم وجود أي ملف يتعلق به في موضوع العدالة الانتقالية، وأضاف مخاطبا منية إبراهيم «أنا انظف منك ومن مَن تعرفينهم».
وكانت الجلسة انطلقت من دون تسجيل للحضور، ما أثار احتجاج نواب المعارضة، حيث طالب عدد من نواب الكتلة الديمقراطية بنقاط النظام وهو ما تسبب بحالة من الفوضى، مما اضطر الناصر للجوء إلى «صلاحياته»، مهدداً بطرد كل من لا يحترم البرلمان والجلسة.
ويمنح النظام الداخلي للبرلمان (الفصل 48) صلاحيات واسعة لرئيس المجلس، من بينها «اتخاذ التدابير اللازمة لحفظ النظام والأمن داخل المجلس وحوله» وهو ما يخوّله عمليا طرد أي نائب يرى أنه يهدد الأمن داخل البرلمان.
ويبدو أن الناصر طلب حضور «الأمن الرئاسي» الجلسة المخصصة لمناقشة قرار تمديد عمل هيئة «الحقيقة والكرامة» تلافياً لوقوع أي حدث مفاجىء وخاصة في ظل حالة التشنج بين النواب، وخاصة بعد تهديد نائب بـ»تفجير نفسه» في البرلمان، وهو ما أكدته هالة عمران النائب عن حزب «نداء تونس».
من جانب آخر، هاجمت هالة بالشيخ أحمد النائب عن كتلة «آفاق تونس» (ائتلاف حاكم) رئيسة هيئة «الحقيقة والكرامة» سهام بن سدرين، واتهمتها بـ»تقسيم الشعب التونسي واستغلال الضحايا ومأساتهم لخدمة أجندات مشبوهة»، مضيفة «يجب أن تدفعين للشعب تعويضا عن الوقت الذي تمت اضاعته والخسائر المادية والمعنوية التي لحقتنا جراء عدالتك الانتقالية»، كما دعتها للاستقالة.
ووصفت بالشيخ أحمد هيئة الحقيقة والكرامة بـ»الصندوق الأسود»، مشيرة إلى أن رئيستها «متعالية عن القانون ومؤسسات الدولة وفوق المحاسبة»، متسائلة عن سبب استعانة الهيئة بأشخاص «غير متصالحين مع أنفسهم لكتابة تاريخ تونس وتفصيل الأحداث على مقاسهم».
فيما دعا سفيان طوبال رئيس كتلة «نداء تونس» رئيسة هيئة «الحقيقة والكرامة» إلى الاستقالة، مشيراً إلى أنها «تمثل عثرة أمام مسار العدالة الانتقالية»، وتعهد بتصويت الكتلة لصالح قرار التمديد للهيئة في حال استقالة سهام بن سدرين التي قال إنها «تعطّل» مسار العدالة الانتقاية في البلاد.
كما طالب مصطفى بن أحمد رئيس «الكتلة الوطنية» سهام بن سدرين إلى الاستقالة من منصبها «تفادياً للتصعيد الذي قد يتحول إلى صدامات في الشوارع».
فيما أكد سالم الأبيض النائب عن الكتلة «الديمقراطية» أن قانون العدالة الانتقاية يؤكد أن موضوع تمديد عمل هيئة «الحقيقة والكرامة» تقرره الهيئة نفسها وهو ليس من صلاحيات البرلمان، مضيفاً: «الدولة في حالة الضعف التي تعانيها، لا يمكنها إيقاف أعمال هيئة الحقيقة والكرامة وتنفيذ قرار مجلس نواب الشعب في حال عدم تصويته لصالح قرار التمديد لعمل الهيئة»، محذراً من محاولة الدولة اللجوء إلى «القوة» لإغلاق مقر الهيئة.
وانتقدت سهام بن سدرين رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة الانتقادات التي طاولتها شخصيا، مشيرة إلى أنها حاضرة في البرلمان بصفتها ممثلة للدولة التونسية وللمرفق العام، مضيفة: «كل من مس اليوم بالهيئة فقد أهان الدولة».
وتابعت «لن أجيب على الإساءات التي مست شخصي وسأكتفي بالقول إذا اتتك مذمتي من ناقص فتلك الشهادة بأني كامل»، مذكّرة بأن البرلمان لم يستجب لطلب الهيئة سد الشغور في أعضائها و»مجلس الهيئة رأى استحالة استكمال أشغالها في أيار/مايو المُقبل، وقد تم اتخاذ القرار بالتمديد بسنة من دون طلب أي ميزانية تكميلية»، مشيرة إلى أن «قرار الهيئة ملزِم بالنص القانوني، والهيئة تلتزم بجبر الضرر وإقرار المصالحة».
وكان عدد من المحتجين تظاهروا أمام مبنى البرلمان بدعوة من حزب «حراك تونس الإرادة»، للتعبير عن تأييدهم لقرار التمديد في عمل هيئة الحقيقة والكرامة، حيث انتقد القيادي في الحزب طارق الكحلاوي «محاولة المنتمين إلى المنظومة القديمة قطع الطريق أمام الهيئة عبر البرلمان وتحويل موقفهم من العدالة الانتقالية إلى خلاف مع رئيسة الهيئة سهام بن سدرين».

 

«العدالة الانتقالية» تقسّم نواب البرلمان التونسي ورئيسه يستعين بالأمن الرئاسي لطرد معارضيه

حسن سلمان:

اقتراحات الحد من بيع الأسلحة في الولايات المتحدة ستفشل بسبب سطوة «لوبي البنادق»

Posted: 26 Mar 2018 02:21 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: يتوقع المراقبون فشل المقترحات التى قدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استجابة للمسيرات الضخمة التى جابت انحاء الولايات المتحدة للحد من الأسلحة وقالوا إنها ستواجه تحديا كبيرا من لوبي البنادق.
ورد البيت الأبيض على موجة الاحتجاجات التى سارت تحت شعار « لنمض سوية من اجل حياتنا» بتشجيع جهود إدارة ترامب لحظر « مخازن الذخيرة »، وهي محاولة من المرجح ان تفشل دون دعم الكونغرس بسبب الضغوط التى تمارسها جماعات بيع الاسلحة، وقالت ليندسي والترز، نائبة السكرتير الاعلامي في البيت الابيض، ان الحفاظ على سلامة أطفالنا يمثل أولوية قصوى قصوى لدى الرئيس ولهذا نحث الكونغرس على تمرير نظام مراجعة الخلفية الجنائية وقانون «قف»، الخاص بالعنف في المدارس، واضافة إلى ذلك أصدرت وزارة العدل أمرا يساعد على حظر المخزونات ضمن قانون يحظر استخدام الاجهزة التى تستطيع تحويل الاسلحة القانونية إلى مدافع رشاشة غير قانونية.
وتم التوقيع على قانون «قف وعنف المدارس» الذى قدمه النائب جون روثرفورد وبدعم من المشرعين على جانبي الممر السياسي، وسيوفر هذا القانون التمويل اللازم لتدابير السلامة المدرسية وكذلك تدريب المعلمين والموظفين لتحديد التهديدات المحتملة كما تم ارفاق قانون اصلاح مراجعة الخلفية الجنائية الذى تم إقراره الجمعة الماضية مع فاتورة شاملة بقيمة 1،3 تريليون دولار، وسيعزز هذا القانون أنظمة التحقق من الخلفية الجنائية لجميع حالات مبيعات الأسلحة ومعاقبة الوكالات التى تفشل في الإبلاغ عن سجلات ذات صلة تحدد ما اذا كان الشخص قاردا على شراء السلاح الناري. وعلى الرغم من أمر وزارة العدل وأقرار قانون ( قف ) الا ان حظر «مخازن الذخيرة»، التى تعمل على نقل الرصاص إلى غرفة النار، يبدو أمرا اكثر تعقيدا حيث اصدرت وزارة العدل امرا يحظر جميع المخزونات التى تسمح لسلاح ناري بالتحول إلى رشاش، مثل الجهاز الذى استخدمه منفذ مذبحة لاس فيغاس مما اسفر عن مقتل 58 شخصا.
وقال المسؤولون في مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية مرارا أنه من المستحيل فرض مثل هذا الحظر دون الحصول على تشريع جديد من الكونغرس، ولأن الأسلحة المعدلة بالمخزونات لا تصنف على أنها أسلحة رشاشة ـ أسلحة أتوماتيكية فإنه لا يمكن اعتبارها غير قانونية بموجب القانون الحالي ولذ فإن وزارة العدل بحاجة إلى المشرعين لإعادة التصنيف على هذا الأساس.
وبدون اجراءات تشريعية سليمة، من المرجح أن يقابل اى حظ لمخزونات الاسلحة بمقاومة شديدة من مجموعة الاسلحة، وقد اعلنت جمعية البنادق الوطنية بالفعل انها تؤيد مثل هذا الحظر ولكنها تعتقد ان على الادارة ان تفعل ذلك من خلال اجراءات تنظيمية داخل وزارة العدل، وهو نفس النوع من التدابير التى من المستحيل تنفيذها دون اتخاذ اجراء من قبل الكونغرس.
وجاءت مسيرات « لنمض سوية من أجل حياتنا» بعد اكثر من شهر بقليل من إطلاق النار في مدرسة مرجوري ستونمان دوغلاس الثانونية في بارك لاند بولاية فلوريدا مما اسفر عن مقتل 17 شخصا، ومنذ ذلك الحين قام العديد من الناجين من هذا الحادث إضافة إلى أولئك الذى عايشوا حالات أخرى من العنف المسلح بنقل رسالتهم إلى قادة الولايات وحثهم على سن قوانين اكثر صرامة، وسد الثغرات التى سمحت لمنفذ الهجوم بالحصول على سلاح ناري، وقد جاءت المسيرات الأخيرة تتويجا لهذه الجهود، وقد جذبت دعم مجموعة واسعة من السياسين والمشاهير والشخصيات العامة، بما في ذلك الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما.

اقتراحات الحد من بيع الأسلحة في الولايات المتحدة ستفشل بسبب سطوة «لوبي البنادق»

رائد صالحة

الجزائر: أويحيى يدافع عن حصيلة عمله ويتجاهل الإشاعات بشأن رحيله عن الحكومة

Posted: 26 Mar 2018 02:20 PM PDT

الجزائر – «القدس العربي»: ظهر أحمد أويحيى رئيس الوزراء الجزائري أمس الاثنين لأول مرة منذ انتشار إشاعة إقالة حكومته، وهي مناسبة أشاد فيها رئيس الوزراء بالنتائج المحققة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، في رسالة لمن روّجوا لإشاعة مفادها أن رحيله من على رأس الجهاز التنفيذي أضحى قاب قوسين أو أدنى، من دون أن يتطرق صراحة إلى موضوع الإشاعة التي شغلت الرأي العام خلال الأيام القليلة الماضية.
وكان قد أشرف على افتتاح ندوة إقليمية حول موضوع مساهمة الاقتصاد الرقمي في تنمية القارة الإفريقية والشرق الأوسط، والتي عقدت بالعاصمة الجزائرية، وألقى أويحيى كلمة دافع فيها عن حصيلة حكومته، وأكد فيها أن الدولة تنفق حوالي عشرة مليارات دولار سنويا في قطاع التعليم، وأن 11 مليون طفل يتوجهون إلى المدارس كل يوم، معترفاً أنه حتى وإن كانت شريحة الشباب في حاجة إلى شغل، فإن الدولة بذلت جهوداً لتقليص نسبة البطالة، بدليل أن هذه النسبة انخفضت من 30 بالمئة سنة 2000 إلى أقل من 13 ٪حاليا، وذلك بفضل الجهود المبذولة لتنويع الاقتصاد، ومشاريع التشغيل التي قامت بها الحكومة، وأن القروض المصغرة الموجهة إلى إنشاء مشاريع للشباب مكنت من إنشاء 500 ألف مؤسسة منذ 2010، ومكنت من توفير 1,2 مليون منصب شغل. في المقابل قال مصدر حكومي لـ «القدس العربي» إن ما تم تداوله خلال الايام القليلة الماضية بشأن رحيل الحكومة، وقائمة الحكومة الجديدة المزعومة التي انتشرت كالنار في الهشيم، كلها مجرد إشاعة مفتعلة، وأن الجهة التي تقف وراءها تم تحديدها، مشيراً إلى أن أحد أطراف هذه الإشاعة التي تهدف إلى ضرب استقرار الحكومة، وشل حركتها هو نائب بالبرلمان عن أحد أحزاب الموالاة، وأنه هو من عمل على تغذية الإشاعة، الأمر الذي خلّف حالة من الاستياء لدى الحكومة وحتى لدى الرئاسة.
جدير بالذكر أن إشاعة قوية انتشرت خلال الأيام القليلة الماضية، بخصوص استعداد الرئيس بوتفليقة للإعلان عن تغيير حكومي، ولم يقف الأمر عند حد ترويج الإشاعة، بل تم نشر قائمة كاملة بأسماء الوزراء الجدد المزعومين، وهي الحكومة التي وصفت بالافتراضية، وقد تم وضع وزير العدل الحالي طيب لوح على رأسها، الأمر الذي جعل كثيرين يصدقون أنها صحيحة، على اعتبار أن اســـم لوح كـــثيراً ما تم تداوله على أساس أحـــد المرشحين لقيادة الحكومة وحتى لتولي الأمانة العامة لحزب جبهة التحرير الوطني (حزب السلــطة الأول).

الجزائر: أويحيى يدافع عن حصيلة عمله ويتجاهل الإشاعات بشأن رحيله عن الحكومة

الإعلان عن إطار قانوني للأقليات الدينية في المغرب تمهيداً لعقد مؤتمر تأسيسي يجمع شملهم

Posted: 26 Mar 2018 02:20 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: وأخيراً أعلن من أطلقوا على أنفسهم «أقليات دينية» في المغرب إطاراً قانونياً يهم المسيحيين والشيعة والأحماديين وكل الأشخاص المنتمين إلى أقليات دينية يجمعهم بعد محاولات عديدة كان حصيلتها الفشل أو الإفشال أو العراقيل، كما يقولون وبعد سنوات من ربطهم بالأقليات الأخرى، خاصة المثلية الجنسية «لتشويه» ما يرمون إليه.
وقالت اللجنة المغربية للأقليات الدينية، قبل عقد تجمعهم الاحد، إن مجموعة من الأشخاص صرحوا أنهم تعرضوا لتهديدات جدية إذا حضروا لقاء «الوضع القانوني للأقليات الدينية في المغرب»، وذلك في سياق الاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر التأسيسي لتنظيم قانوني يجمع شمل الأقليات الدينية.
ونظمت اللجنة المغربية للأقليات الدينية الاحد لقاءها التداولي حول موضوع: «الوضع القانوني للأقليات الدينية في المغرب» وذلك في سياق الاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر التأسيسي لتنظيم قانوني يجمع شمل الأقليات الدينية وتنفيذ البرنامج السنوي الذي سطرته اللجنة، قدمت خلاله عروض وأوراق المنظمات والشخصيات القانونية والحقوقية والفكرية. واعتبرت هذه الخطوة إنصافا للأقليات الدينية.
وعبر المشاركون في اللقاء عن رفضهم وتنديدهم بأسلوب التهديد الإرهابي الذي مازالت تمارسه السلطات الأمنية المغربية في حق المنتمين إلى أقليات دينية، حيث صرح أشخاص أنهم تعرضوا لتهديدات جدية إذا حضروا اللقاء، كما عبر جواد الحامدي عضو اللجنة المغربية للأقليات الدينية عن استنكاره للملاحقة الأمنية الخانقة التي تطاوله.
وانضم كل من الحقوقيين عبد العزيز النويضي وأحمد عصيد للداعمين لحقوق الأقاليات الدينية في المغرب، مطالبين بتمتيع هذه الفئة من المجتمع بكامل حقوقهم الضامنه لحريتهم في ممارسة معتقداتهم. وقال أمام المشاركين إن المجتمع لا يمكن أن يعرف سلماً حقيقياً إلا بضمان حقوق الأقليات، مذكراً بتاريخ دام عرفته مجتمعات بسبب الدين، ودعا إلى تأسيس جمعية للدفاع عن حرية المعتقد، تضم ممثلين عن مختلف الأقليات الدينية، ومسلمين، ليكون لها هدف حقوقي، لحماية حقوق الأقليات الدينية، والدفاع عن حرية المعتقد. وقال جواد الحمايدي، منسق لجنة الأقليات الدينية، انهم يحاولون منذ مدة تأسيس إطار قانوني، إلا أنها لم تنجح في ذلك، لأن القانون المغربي يمنع تأسيس جمعيات على خلفية دينية، رغم أن جمعيتهم لها هدف حقوقي.
وأصدرت اللجنة المغربية للأقليات الدينية بعد اللقاء بلاغاً أُرسل لـ«القدس العربي» قالت ان اللقاء التشاوري جاء «في إطار تنزيل توصيات إعلان الرباط، الصادر عن المؤتمر الوطني للأقليات الدينية المنظم في الرباط سنة 2017 تحت شعار «حرية المعتقد والضمير بين جدال الاعتراف وسؤال التعايش»، وإن المشاركين أكدوا على «أهمية تأسيس تنظيم قانوني يساهم في تعزيز حقوق الإنسان الخاصة بالأقليات الدينية واحترامها، ويؤكدون على أهمية وضع المضمون الحقوقي لهذه الجمعية في الأولوية إلى جانب القيم الإيجابية والإنسانية الموجودة في الأديان الممثلة». واعتبروا أن «نجاح عملية تأسيس جمعية الأقليات الدينية، قانونيا ومضمونا حقوقيا وإنسانيا، رهين بالتفاعل الإيجابي للسلطات العمومية مع الملف القانوني للجمعية واحترامها للقانون المنظم لتأسيس الجمعيات». ويشير إلى انفتاح الدولة على المختلفين عن الدين والمذهب الرسميين وفتح المجال على القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد ووضع فئة الأقليات الدينية في مساواة تامة مع القانون.
وسجل المشاركون أن «احترام حق الأقليات الدينية في التنظيم والتأسيس يعد احتراما لمبدأ المواطنة الذي يستوعب جميع الانتماءات، ومدخلا لإعلاء الشعور بالوطنية المغربية لدى هذه الفئة، بكونهم مواطنين تحترم عقيدته واختياراته الدينية ورغبته في الانفتاح على المجتمع المدني. وأيضا سيساهم في الاستقرار السياسي والاجتماعي للمغرب وبتهيئة الظروف الكفيلة بممارسة الشعائر الدينية وإحياء لتراث العيش المشترك».
وقالوا في توصيات للدولة انهم «يؤكدون على أهمية تأسيس تنظيم قانوني يساهم في تعزيز حقوق الإنسان الخاصة بالأقليات الدينية واحترامها، ويؤكدون على أهمية وضع المضمون الحقوقي لهذه الجمعية في الأولوية إلى جانب القيم الإيجابية والإنسانية الموجودة في الأديان الممثلة، ويعتبرون أن نجاح عملية تأسيس جمعية الأقليات الدينية، قانونيا ومضمونا حقوقيا وانسانيا، رهن بالتفاعل الإيجابي للسلطات العمومية مع الملف القانوني للجمعية واحترامها للقانون المنظم لتأسيس الجمعيات، مما سيشير إلى انفتاح الدولة على المختلفين عن الدين والمذهب الرسميين وفتح المجال على القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين على أساس الدين أو المعتقد ووضع فئة الأقليات الدينية في مساواة تامة مع القانون».
وأكدوا أن «للأقليات الدينية الحق في المشاركة في الحياة الثقافية الدينية والعامة وإنشاء التنسيقيات والجمعيات الخاصة بهم من دون أي قيد أو شرط، وأن تقييد ممارسة الحقوق والحريات الدينية في المغرب قد نتج عنه إلحاق أضرار مادية ومعنوية كبيرة بالأشخاص المنتمين إلى أقليات دينية. وأضحى عاملاً مساعداً للحركات المتطرفة في الدين جراء محاربة الاقليات ومحاكمتها فضلا عن غياب التربة للتيار التنويري الداعم للأقليات الدينية».(محكمة أتباع الأديان الأخرى والمذاهب المختلفة ليست سوى دليل على الإمعان في إلغاء الآخر).
وطلبوا من اللجنة التحضيرية «العمل على إنجاز تقرير سنوي وبحوث علمية حول مختلف جوانب حياة الأقليات الدينية في المغرب وإنجاز إحصائيات دقيقة حول أعدادهم في المغرب بهدف خلق وثائق مرجعية توضع رهن إشارة كل المهتمين والباحثين، وتحيين استراتيجيات حقوقية ومذكرات ترافعية مبنية على مبادئ حقوق الإنسان تدعم احترام حقوق وحريات الأقليات الدينية»
كما طلبوا «الانفتاح على الأفراد المعتنقين لهذه الأديان الموجودين في هوامش البلاد قصد تعزيز دورهم في وضع مشاريع الجمعية ومتابعة أوضاعهم من خلال هذه القناة»، مؤكدين على «أهمية تواجد شخصيات تنتمي إلى دين الإسلام في هذا التظيم ويعتبرونها إشارة قوية في صالح التعايش السلمي والتسامح بين المغاربة المختلفين في الدين والمذهب ويعتبرون في هذا السياق أن التعاون بين جميع أهل الأديان، بما في ذلك الإسلام، من شأنه محاربة المخاطر والأزمات التي تتولد عن الصراعات الدينية والطائفية المهددة للتعايش الإنساني».
وأكدوا «على حق الأقليات الدينية في رفع مطلب تعديل الدستور والقانون الجنائي وقانون تأسيس الجمعيات لملاءمته مع النظرة الحقوقية الاجتهادية لمفكري التنوير، وحذف فقرات التمييز والإقصاء والاستبعاد، والتنصيص على إمكانية بناء أماكن العبادة وممارسة الشعائر الدينية غير الإسلامية بحرية ومن دون خوف».

الإعلان عن إطار قانوني للأقليات الدينية في المغرب تمهيداً لعقد مؤتمر تأسيسي يجمع شملهم

محمود معروف

غوتيريش في اليوم الدولي لاستذكار ضحايا الرق: يجب أن نتذكر هذه الحقبة الوحشية في تاريح البشرية

Posted: 26 Mar 2018 02:19 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في اليوم الدولي لاستذكار ضحايا الاسترقاق الموافق 25 آذار / مارس من كل عام، إن الأمم المتحدة تحتفل بهذا اليوم تكريما لمن عانوا من وحشية تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، ولتذكر هذا الفصل «المشين والمخزي» في تاريخ البشرية. وهو فرصة لزيادة الوعي بمخاطر العنصرية اليوم.
وأضاف في رسالته بمناسبة إحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، «جرى استرقاق أكثر من 15 مليون رجل وامرأة وطفل من أفريقيا،» مشيرا إلى أهمية الاعتراف والتذكير بهـذه الحقبة الوحشية في تاريخ البشرية.
وتابع الأمين العام قائلا في رسالته، «فيما نحتفل بالذكرى السنوية السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان هذا العام، دعونا نكرم أولئك الذين لقوا حتفهم أو عانوا تحت العبودية.
ودعا في الرسالة إلى «الاحتفال بمكاسب المنحدرين من أصل أفريقي، والعمل كل يوم وفي كل مكان، من أجل الدفاع عن كرامة كل إنسان».
ويتيح يوم الذكرى السنوية فرصة لتكريم وتذكر أولئك الذين عانوا وماتوا على أيدي نظام العبودية الوحشي، المسؤول عن أكبر تحرك قسري للبشر في التاريخ مستندا إلى القانون.
ولتكريم ضحايا تجارة الرق بشكل دائم، أقامت الأمم المتحدة في عام 2015 نصبا تذكاريا في مقرها بنيويورك يحمل عنوان «سفينة العودة»، للمصممة المعمارية الهايتية الأمريكية رودني ليون.
يذكر أن الاحتفال يأتي للعام الرابع خلال العقد الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي، الذي يستمر حتى عام 2024.
ويستضيف مقر الأمم المتحدة بهذه المناسبة في الفترة من 5 إلى 28 آذار/مارس معرضًا فنيا بعنوان «تذكر العبودية: قلها بصوت عالٍ» وهو يضم أعمال 11 من الذكور و 11 من الإناث من أصل أفريقي، وقد منحتهم مثابرتهم وإبداعهم ومنظورهم الفريد صوتاً حول كيفية عرض الأماكن العامة واستخدامها.
«دعونا نحتفل بمكاسب الناس المنحدرين من أصل أفريقي. دعونا نضغط، كل يوم وفي كل مكان، للدفاع عن كرامة كل إنسان»، قال الأمين العام في ختام بيانه بهذه المناسبة.
وللعلم فإن تجارة الرقيق عبر المحيط الأطسي كانت أكبر هجرة قسرية في التاريخ، ولا شك أنها واحدة من أكثر الإقتلاعات اللاإنسانية الجماعية الواسعة للأفارقة، وتشتيتهم إلى مناطق كثيرة من العالم على مدار 400 عام وكانت غير مسبوقة في سجلات التاريخ البشري المسجل. وكنتيجة مباشرة لتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، حدثت أكبر حركة للأفارقة إلى الأمريكيتين ـ حيث وصل 96 في المائة من الأسرى القادمين من السواحل الأفريقية إلى سفن عبيد ضيقة إلى موانئ في أمريكا الجنوبية وجزر الكاريبي.
ومن سنة 1501 ولغاية سنة 1830 كان يعبر أربعة أفارقة المحيط الأطلسي مقابل مهاجر أوروبي واحد، مما جعل التركيبة السكانية للأمريكتين في تلك الحقبة أكثر امتدادًا للشتات الإفريقي منه للشتات الأوروبي ولا يزال تراث هذه الهجرة واضحًا اليوم، حيث يعيش عدد كبير من السكان المنحدرين من أصل أفريقي في جميع أنحاء الأمريكيتين.
وللاحتفال بذكرى الضحايا، كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت في قرارها 62/122 المؤرخ 17 كانون الأول / ديسمبر 2007 يوم 25 آذار / مارس اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الرق وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، الذي يتعين الاحتفال به سنويا.
كما دعا القرار إلى إنشاء برنامج توعية لتعبئة المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني والمنظمات الأخرى لتعليم أجيال المستقبل «أسباب وعواقب ودروس تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي، والتثقيف حول مخاطر العنصرية والتمييز».

غوتيريش في اليوم الدولي لاستذكار ضحايا الرق: يجب أن نتذكر هذه الحقبة الوحشية في تاريح البشرية

عبد الحميد صيام

وزير التنمية الدولية البريطاني يدعو «قطر الخيرية» لزيارة لندن للتباحث حول تنسيق العمل الإنساني

Posted: 26 Mar 2018 02:19 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: دعا اليستير بيرت وزير التنمية الدولية والشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية مسؤولي مؤسسة قطر الخيرية لزيارة لندن، والتباحث مع وزارة التنمية الدولية البريطانية حول مجالات التعاون والتنسيق في العمل الإنساني،
وقال بيان لـ «قطر الخيرية»، إن الوزير البريطاني زار الجمعية رفقة السفير البريطاني في قطر آجاي شارما، والممثلة الإقليمية لإدارة التنمية الدولية البريطانية، بهدف التعرف على جهودها الإنسانية والتنموية والتباحث والتشاور حول مجالات العمل الانساني والتعاون والتنسيق المشترك. وتباحث بيرت مع محمد بن علي الغامدي المدير التنفيذي للتعاون الدولي، ويوسف الحمادي، مدير إدارة التطوير المؤسسي وعدد من مسؤلي قطر الخيرية. وأضافت الجمعية: «أشاد وزير التنمية الدولية البريطانية بالدور الذي تقوم به قطر الخيرية على الساحة الإنسانيةالدولية، قائلاً: أثار إعجابي المساهمات السخية التي تقدمها دولة قطر بالجهود الإنسانية والتنموية في أنحاء العالم، مشيرا بأنها جهود رائعة تبذلها المؤسسات القطرية الإنسانية، ومنها قطر الخيرية». كما وجه وزير التنمية الدولية دعوة لقطر الخيرية لزيارة وزارة التنمية الدولية البريطانية في لندن والتباحث حول مجالات التعاون والتنسيق والشراكة.
وأكد محمد بن علي الغامدي «حرص قطر الخيرية على التعاون والتنسيق مع الوكالات الدولية التنموية والمنظمات الدولية العاملة في الحقل الانساني، وذلك رغبة من قطر الخيرية في التخفيف عن معاناة المتضررين من الأزمات الإنسانية التي تضرب العالم حاليا، وقد تم تدارس عدة ملفات من ضمنها، أزمات سوريا واليمن والروهينغا وبنجلادش والعراق والصومال». وتم خلال الزيارة تقديم عرض موجز عن قطر الخيرية والجهود التي تقوم بها ومكانتها الدولية بين نظيراتها من المنظمات الدولية الإنسانية.
كما استمع الوزير اليستير بيرت إلى شرح نظام التتبع المالي الذي تنتهجه قطر الخيرية في إطار مقاربتها للإدارة المتكاملة التي تمكنها من توثيق كافة العمليات والإجراءات ونظم وآليات العمل بالجمعية، ودعم الدور الرقابي والعملي المؤسسي وتحقيق متطلبات الحوكمة وإدارة المخاطر، وذلك بإدخال منهجية عمل جديدة، والعمل وفق أحدث المعايير الدولية المعتمدة، والتركيز على رضى العميل.
وتم استعراض نظام التتبع المالي في قطر الخيرية من خلال البث الحي لهذا النظام، والذي يحصر جميع إيرادات الجمعية، بأي وسيلة للتبرع وذلك حسب المجال المخصص له وطرق الدفع التي تمت، حيث يوفر تحليل تلك الايرادات مؤشرات تساعد الإدارة التنفيذية على اتخاذ قرار بالتوجيه المناسب. إلى جانب استعراض نظام متابعة ومراقبة المكاتب الميدانية والمنتشرة في 27 دولة حول العالم، بحيث يمكن تتبع المشاريع والمبالغ الواردة للمكاتب وما تم صرفها والرصيد الحالي، وبالإضافة إلى ذلك، يوفر نظام المكاتب الميدانية احصائيات عن عدد المشاريع المنتهية و التي قيد التنفيذ وعدد المكفولين الحاليين، حيث يتم التحديث آليا وعلى مدار الساعة.
وتعكس زيارة وزير التنمية الدولية البريطاني لمؤسسة قطر الخيرية، ودعوتها لزيارة وزارة التنمية الدولية البريطانية في بريطانيا والتباحث حول مجالات التعاون والتنسيق والشراكة، المكانة الدولية والأممية التي تحظى بها قطر الخيرية، بوصفها إحدى أبرز المنظمات الناشطة في العمل الخيري، والتي نجحت في توقيع اتفاقيات مشتركة لإنجاز مشاريع خيرية وإغاثية عبر العالم، بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة.
كما تأتي زيارة الوزير البريطاني الخيرية في سياق التقدير الدولي للمؤسسة التي لم تتوان دول الحصار الأربعة (السعودية، والإمارات، البحرين، ومصر) عن إدراجها ضمن قوائم المنظمات والشخصيات الداعمة للإرهاب، على حد زعمها. وهو التصنيف الذي لقي رفضا قطريا، وسارعت الأمم المتحدة إلى التأكيد أنها لا تعتد بأي قوائم وتصنيفات غير صادرة عنها.

وزير التنمية الدولية البريطاني يدعو «قطر الخيرية» لزيارة لندن للتباحث حول تنسيق العمل الإنساني

تجدد التظاهرات في مدينة جرادة المغربية وتأجيل محاكمة 11 متابعاً من معتقلي الحراك

Posted: 26 Mar 2018 02:18 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: تجددت التظاهرات، مساء الأحد، في مدينة جرادة/ شمال شرق المغرب التي تعرف حراكاً منذ منتصف كانون الاول/ ديسمبر الماضي، للمطالبة بـ»إطلاق سراح المعتقلين وتوفير فرص العمل وتحسين ظروف عيش السكان».
وردد المتظاهرون شعارات تطالب بالاستجابة لمطالب السكان، والابتعاد عن المقاربة الأمنية. وبث نشطاء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أشرطة فيديو لمسيرات تقودها نساء في منطقة حاسي بلال وبأحياء اخرى بالمدينة أظهرت تواجداً مكثفاً لقوات الأمن بالقرب من المتظاهرين
وتصاعد التوتر في المدينة خلال الأيام الماضية، منذ أحداث الأربعاء، بعد مواجهات قوات الأمن مع متظاهرين، أسفرت عن العديد من الإصابات واعتقالات واسعة في صفوف النشطاء في المدينة.
وأطلق ناشطو الحراك نداءً لسكان المدينة من أجل المشاركة في إضراب عام،أمس الاثنين تزامنا مع مثول معتقلي «حراك جرادة»، المعتقلين على خلفية أحداث «الأربعاء الأسود»، الذي عرف مواجهات دامية بين السكان ورجال الامن. وقال محمد بونيف، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إن الإضراب، الذي دعا إليه الحراك، شل الحركة الاقتصادية في جرادة، وقدر أن نسبة التجاوب معه كبيرة، خصوصا في المحلات وسط المدينة. وقررت الغرفة التلبسية الجنحية في المحكمة الابتدائية في وجدة، في نهاية جلستها الاولى ظهر أمس الاثنين تأجيل محاكمة الـ11 متابعا من معتقلي حراك جرادة إلى الثاني من نيسان/ أبريل المقبل. وقال عبد الحق بنقادي عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين، إنه تم عرض ملفين لمعتقلي جرادة على أنظار المحكمة الملف الأول متعلق بـ «مصطفى ادعنين» و«أمين مقلش»، و»عزيز بودشيش»، و»طارق العماري»، الذين تم اعتقالهم قبل اندلاع المواجهات في المدينة، فيما يتعلق الملف الثاني بسبعة معتقلين جرى اعتقالهم بعد أحداث المواجهات، وهم :»خالد آيت الغازي»، «توفيق بلكايد»، «أحمد هلاوي»، «هشام ميمون»، «محمد بناصر»، «العربي اهلال»، «عبد الرحيم كوال». وأشار بنقادي إلى أن هيئة الدفاع تقدمت بطلب إلى المحكمة لتمتيع المعتقلين بالسراح المؤقت، وقررت المحكمة البت فيه بعد نهاية الجلسة، لكنه استبعد أن تقبل المحكمة هذا الطلب.
وأوضح أن عدد المعتقلين المتابعين حاليا أمام أنظار المحكمة الابتدائية بوجدة على خلفية حراك الريف يصل إلى 50 معتقلاً، 11 منهم يتابعون بقضايا جنحية والباقي بجنايات.
وأكد بنقادي أن جميع المعتقلين يتابعون في حالة اعتقال ومن بينهم مختل عقليا يوجد في مستشفى الأمراض العقلية بوجدة، و4 قاصرين جرى إيداعهم في مركز للطفولة، أما الطفلة التي كانت من ضمنهم فقررت المحكمة تسليمها إلى عائلتها و متابعتها في حالة سراح.
وحشد «حراك جرادة» دعم ثماني هيآت سياسية مغربية، أعلنت عزمها خوض أشكال احتجاجية جديدة، دعما لغضب جرادة المشتعل، منذ أزيد من ثلاثة أشهر، معلنة عزمها خوض برنامج نضالي، ستعلنه في ندوة صحافية وسط العاصمة الرباط، خلال الأسبوع الجاري. وأصدرت منظمة العفو الدولية «أمنيستي» بلاغا على خلفية أحداث «الأربعاء الأسود» الدامي في جرادة، طالبت فيه السلطات المغربية بوقف استعمال العنف المفرط تجاه المتظاهرين في المدينة المنجمية، وهو البلاغ، الذي أشعل غضب الحكومة المغربية، وقال عنه مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة إنه كلام «غير منصف»، ولا يستند إلى معطيات دقيقة.

تجدد التظاهرات في مدينة جرادة المغربية وتأجيل محاكمة 11 متابعاً من معتقلي الحراك

سكان من الموصل يطالبون بمنح مدينتهم درجات وظيفية وتوفير فرص عمل للشباب

Posted: 26 Mar 2018 02:18 PM PDT

الموصل ـ «القدس العربي»: لا تزال الموصل العراقية، تعاني من الإهمال في كافة المجالات الخدمية والصحية والاقتصادية، رغم استعادتها من سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ أشهر.
مواطنون، من المدينة، يشتكون من إهمال من قبل الجانب الحكومي، مؤكدين أنهم لم يتلقوا أي وعود على مستوى الإعمار أو توفير فرص عمل للعاطلين من الشباب والخريجين من حملة الشهادات.
وطالبوا الحكومة، بتخصيص درجات وظيفية للمدينة، خصوصاً في ظل عدم تخصيص وظائف فيها منذ سيطرة تنظيم «الدولة» على المدينة، الأمر الذي تسبب بارتفاع معدلات البطالة وانتشار الفقر والعوز المادي.
علي، من سكان المدينة، أكد لـ«القدس العربي»: «بعد أن يئسنا من إعادة إعمار المدينة وعدم تخصيص أموال لها كان على الحكومة أن تخصص درجات وظيفية لأبنائها وتوظيفهم في وزارات الدولة»، مبيناً أن «هناك آلاف الشباب العاطلين عن العمل وأغلبهم من حملة الشهادات، وبانتظار إتاحة فرص العمل لهم».
وحسب المصدر «يتم سنوياً تخريج الآلاف من الجامعات، ولكن بعد إكمال دراساتهم الجامعية لم يحصلوا على العمل، وهذه إحدى المشاكل التي يعاني منها المواطن الموصلي والعراقي بشكل عام».
ولفت إلى أن المدينة «تعاني من أزمة في كافة المجالات الاقتصادية والخدمية والصحية، ويتعين على الحكومة مراعاة حال الأهالي وهم كانوا تحت وطأة حصار اقتصادي كان مفروضا عليهم خلال فترة سيطرة التنظيم على المدينة».
ووفق، أبو عدنان، من أهالي الموصل أيضاً، «أهم سبل استقرار المدينة هو توفير فرص عمل للشباب والخريجين الذين بات معظمهم من دون عمل».
وأوضح لـ«القدس العربي» أن «ارتفاع معدلات الجريمة والسرقات سببه البطالة والعوز المادي، والذي يدفع الكثير من الشباب إلى الإقدام على ارتكاب هذه الأعمال الخارجة عن القانون، وكلما ارتفعت معدلات البطالة ارتفعت معدلات الجرائم والسرقات في المجتمع».
وبين أن «على الحكومة تفعيل شركات القطاع الخاص ودعمها، والتي من خلالها يمكن تشغيل آلاف الأيدي العاملة والاستفادة منها»، مبيناً أن «هناك شركات حكومية عملاقة، ولكن بعضها خارجة عن الخدمة، وأخرى قام التنظيم بتدميرها مثل معامل الكبريت والسكر والنسيج».
وشدد على أن «إعادة افتتاحها من شأنه أن يقلل معدلات البطالة في المدينة».
أما نجاح أحمد، فبين لـ«القدس العربي»، أن «هناك نسبة كبيرة من شباب المدينة تركوا البلاد وهاجروا إلى أوروبا بحثاً عن العمل بعدما يئسوا من الحصول على عمل في العراق»، لافتاً إلى أن «هذه النسبة بارتفاع، وعلى الحكومة إدراك خطورة الوضع الذي له تأثيراته السلبية على مستقبل العراق ككل».
ودعا، الحكومة العراقية إلى «وضع برنامج اقتصادي يستقطب الشباب ويستفيد من طاقاتهم بدل هجرتهم إلى أوروبا ودول العالم الأخرى».
كما بين أن «هناك مجالات يمكن استثمارها في العراق، ودعم الشباب لاسيما الجانب الصناعي والزراعي والاستفادة منها، حيث كان العراق سباقا في هذين المجالين خلال العقود السابقة بدل استيراد المحاصيل الزراعية من الدول المجاورة في حين هو يمتلك نهرين يجريان على طول البلد وأراضي زراعية خصبة».
إضافة إلى» مصانع وشركات توقف العمل فيها لأسباب مجهولة، ويمكن إعادة تشغيلها من جديد، فهي تستطيع أن تجعل العراق مكتفي ذاتياً ويكون إنتاجه المحلي يسد حاجة المستهلكين المحليين، وهو ما ينعكس إيجاباً وينعش الحالة الاقتصادية في البلد، ويتم من خلاله تشغيل آلاف العاطلين عن العمل»، وفق المصدر.

سكان من الموصل يطالبون بمنح مدينتهم درجات وظيفية وتوفير فرص عمل للشباب

عمر الجبوري

اكتمال التحضيرات لـ «مسيرة العودة» على حدود غزة

Posted: 26 Mar 2018 02:18 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: تتواصل الاستعدادات في قطاع غزة على قدم وساق لإنجاح عملية «التخييم على الحدود» التي ستسبق «مسيرة العودة الكبرى»، وذلك على أكثر من صعيد، حيث شرعت اللجنة التنسيقة بعد اختيار أماكن التجمع، بتأهيلها لتكون صالحة بشكل كامل للإقامة الطويلة، في الوقت الذي انطلقت فيه بشكل رسمي دعوات المشاركة عبر العديد من وسائل الاتصال.
وعقب اختيار ستة أماكن لـ»التخييم» في مناطق مختلفة على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع، التي ستفتح اليها الطرق لتربطها بالمدن أو القرى القريبة، بدأت اللجان المختصة والفعاليات المساندة عملية التحشيد لهذه المسيرة. ووضعت في عدة مناطق في قطاع غزة ملصقات كتب عليها «30 مارس موعدنا»، وهو اليوم الذي خصصته اللجنة التنسيقية لمسيرة العودة لبدء عملية «التخييم»، كما شرعت وسائل إعلام محلية عدة ببث وإذاعة إعلانات خاصة تدعو للمشاركة في المسيرة.
وفي أحد الإعلانات التلفزيونية، جرى التركيز على أن المسيرة ستكون «شعبية سلمية»، دون إلقاء الحجارة صوب جنود الاحتلال، المتمركزين على بعد مئات الأمتار من مكان «التخييم».
وبدأت سيارات تجوب شوارع قطاع غزة، وتدعو السكان «الشيوخ والشباب والأطفال» عبر مكبرات صوت الى المشاركة في «الزحف صوب الحدود». وجاء في تسجيل ردد عبر المكبرات «العالم يترقب رسالتكم .. لنقف على مشارف الوطن ونقول إننا عائدون».
واختارت الهيئة المشرفة على المسيرة الأماكن الخاصة، بحيث تبعد نحو 700 متر عن السياج الفاصل، وعلى مسافة من المنطقة الأمنية العازلة التي تقيمها إسرائيل في عمق مناطق قطاع غزة.
وحذرت إسرائيل أمس ضمن استعداداتها لـ«مسيرة العودة» سكان غزة من الاقتراب من تلك المنطقة العازلة، وذلك عبر منشورات ألقتها طائرات حربية قرب السياج الفاصل.
وحسب معلومات «القدس العربي» نقلا عن مصادر ناشطة في اللجنة العليا لـ «مسيرة العودة الكبرى»، فإنه ستكون هناك مواصلات تنقل المشاركين من وإلى أماكن «التخييم» الستة، وأن اللجنة المختصة بالتجهيزات تأخذ في الحسبان كل المستلزمات الضرورية لإنجاح العملية. وستقام في كل منطقة خيمة كبيرة لاستقبال الفعاليات المشاركة، إضافة إلى خيام أخرى ستخصص لمبيت المتضامنين، كما ستقام في كل منطقة «نقطة طبية» مزودة بكامل التجهيزات من ضمنها سيارة إسعاف، علاوة على توفير دورات مياه وغيرها من أساسيات «التخييم».
وستوجد حسب المنظمين النساء في مناطق «التخييم» من ساعات الصباح حتى المساء، ليعدن إلى بيوتهم، وسيقتصر المبيت على الرجال فقط.
وتقرر أن يجري تنظيم فعاليات ثقافية وفنية تراثية كثيرة خلال فترة «التخييم»، وأوكلت هذه المهمة إلى لجنة مختصة شكلتها اللجنة التنسيقية للمسيرة، وذلك من باب المحافظة على استمرارية الفعاليات، من بينها فعاليات تنظم في ساعات المساء والليل. وسوف توفر اللجنة المشرفة بثا تلفزيونيا مباشرا من أماكن «التخييم» على مدار الساعة، علاوة عن توفير مواد إعلامية تنشر على الصفحات الخاصة للفعالية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وستكون هذه الفعاليات جميعا مقدمة لـ «مسيرة العودة الكبرى» حال اتخذت اللجنة المشرفة قرارا باجتياز الحدود الفاصلة عن إسرائيل، التي ستكون على مرمى البصر من أماكن الفعاليات الستة.
إلى ذلك بدأ الشارع الغزي ومع اقتراب موعد «التخييم» بالتفاعل بشكل كبير مع العملية، حيث أبدى الكثير من الشباب وكبار السن رغبتهم في المشاركة والحضور منذ اليوم الأول، الذي يريد القائمون على الفعالية أن يشهد حضورا جماهيريا لافتا.
وفي السياق قالت اللجنة التنسيقية لـ «مسيرة العودة الكبرى» إن منشورات التحذير الإسرائيلية، التي تهدد باستهداف السكان عند الاقتراب من الحدود، تعد لـ «ترويع المدنيين الفلسطينيين، ومبررا مسبقا لمخطط لارتكاب انتهاكات بحق المشاركين في فعاليات مسيرة ومخيم العودة».
وأكدت أن الإجراء والتحذير الإسرائيلي «يزيد من احتمال إقدام قوات الاحتلال الحربي على تنفيذ هجوم حربي وعسكري تجاه المشاركين العزل»، محذرة الاحتلال من أي مساس بحياة وسلامة المشاركين في الفعالية، وحملتها المسؤولية القانونية عن ذلك، وطالبت المجتمع الدولي «بممارسة الضغوط السياسية والدبلوماسية» الكافية على الاحتلال «من أجل منعه من الإقدام على تنفيذ أي جريمة أو انتهاك أو مخالفة دولية تجاه المشاركين والمشاركات في مسيرة العودة الكبرى».
وفي سياق عمليات دعم الفعالية، عقد نواب حركة حماس جلسة عند منطقة «دوار ملكة» الواقعة إلى الشرق من مدينة غزة، والقريبة من الحدود الفاصلة مع إسرائيل، حيث نصبوا هناك خيمة كبيرة لهذا الغرض. وأكد أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، في كلمة خلال الجلسة دعمهم للحراك السلمي ومسيرات العودة التي ستنطلق الجمعة المقبلة قرب الحدود.
وقال النائب عن حماس محمد فرج الغول «إن مسيرة العودة الكبرى تؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ النضال»، فيما جرى التأكيد من قبل نواب حركة حماس، على «حق العودة» باعتباره «حقا مقدس لا يسقط بالتقادم»، طالبوا المجتمع الدولي بـ «احترام» قرارات مؤسساته، التي أكدت هذا الحق للشعب الفلسطيني.
كما أكد نواب حماس في تقرير جرت مناقشته خلال الجلسة إلى اتخاذ «خطوات عملية مؤسسية»، لتحقيق حق العودة، ووضع برامج وآليات قابلة للتنفيذ، منها إنشاء حركة شعبية عربية وإسلامية متخصصة لتطبيق حق العودة، وكذلك إنشاء فريق دعم قانوني لإثارة الموضوع دوليا، يشارك فيه متخصصون من دول العالم كافة. كما دعوا لإعطاء مسيرة العودة «أبعاداً قانونية» تتعلق بالقرارات الأممية التي تدعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
وفي الجانب الآخر من الحدود تتأهب إسرائيل بشكل كبير للفعالية، وعقدت الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية اجتماعاً خاصاً أول من أمس، جرى خلاله التطرق لمواجهة تظاهرات الفلسطينيين، حيث استمعت لبيان من قائد أركان الجيش الجنرال غادي أيزنكوت، الذي كان قد اطلع عن قرب في وقت سابق على استعدادات «فرقة غزة» في الجيش لتلك المسيرات. وأفادت مصادر عسكرية بأن جيش الاحتلال سينشر قوات كبيرة بينها فرق خاصة تضم قناصة، وأنه سيتم تزويد الجنود بوسائل مختلفة لتفريق المظاهرات والعمل على منع اقتحام السياج الحدودي، من بينها طائرات بدون طيار تطلق قنابل الغاز.

اكتمال التحضيرات لـ «مسيرة العودة» على حدود غزة
المبيت سيقتصر على الرجال… والحملة ترفع شعار «لنقف على مشارف الوطن ونقول إننا عائدون»
أشرف الهور:

المعارضة الموريتانية تنتقد التفرد وتدعو إلى تشاور وطني لتنظيم انتخابات توافقية

Posted: 26 Mar 2018 02:17 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: انتقدت المعارضة الموريتانية أمس تفرد نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز بتسيير المسار الانتخابي داعية «إلى تشاور وطني وتهدئة الساحة السياسية بغية خلق المناخ والظروف الملائمة لتنظيم انتخابات توافقية تخرج البلاد من قبضة الحكم الفردي وتعيد المسلسل الديمقراطي للطريق الصحيح».
جاء هذا الموقف الذي يشير لتأزم المشهد السياسي قبل الانتخابات العامة المقررة في الفصل الأخير من العام الجاري، رداً على إجازة الحكومة الموريتانية في اجتماعها الأخير مرسوما يحدد إجراءات تعيين أعضاء لجنة تسيير وانتخاب رئيس ونائب رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، وهو المرسوم الذي اعتمدت فيه الحكومة على حوار 2016 الذي قاطعته المعارضة الراديكالية وتعتبره «حواراً غير شامل».
وأكدت المعارضة في بيان وزعته أمس «أن موريتانيا تعيش في الوقت الراهن، منعطفا حاسما من تاريخها يجعل السلطة القائمة اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما، أولهما أن تتحلى هذه السلطة بروح المسؤولية وتعمل، طبقا لما يطمح له جميع الموريتانيين، على حل الأزمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد منذ عدة سنوات بفعل التسيير الأحادي للشأن العام، وتعمل بالتشاور مع القوى السياسية الفاعلة على تنظيم مسار انتخابي توافقي يطمئن الجميع ويضمن حياد الدولة، وخاصة السلطة التنفيذية، ومساواة الفرص أمام جميع الفرقاء لتحقيق تناوب حقيقي على السلطة على أعتاب استحقاقات نيابية وبلدية وجهوية فاصلة، وانتخابات رئاسية حاسمة في نهاية آخر مأمورية لرئيس الدولة الحالي».
«أما الخيار الثاني، تضيف المعارضة، فهو أن تستمر السلطة في التفرد بتسيير المسار الانتخابي، وتغليب منطق المجابهة والإقصاء على لغة التهدئة والحوار، وتسخير سلطة ووسائل الدولة لخدمة حكم فردي منصرف ضد جميع الفرقاء السياسيين الآخرين، مما سيزيد الأزمة السياسية تفاقما وينذر بعواقب وخيمة على استقرار البلد ومستقبله، علماً أن سد الباب أمام فرص التغيير الديمقراطي عن طريق صناديق الاقتراع يعني فتح الطريق أمام التغيير عن طريق الهزات التي لا يمكن التحكم في عواقبها».
وأكدت المعارضة «أن جميع المؤشرات تدل على أن السلطة قد اختارت حتى الآن التمادي في الخيار الثاني لفرض إرادتها ووضع جميع الفرقاء أمام الأمر الواقع من أجل استمرار النظام الحالي بطريقة أو بأخرى».
«إن التصرفات التي يقوم بها النظام حاليا، تضيف المعارضة الموريتانية، تبعث فعلاً على القلق على مصير المسار الانتخابي، وهو ما يتجلى في أمور منها، مسابقة الزمن من أجل تكريس المسار الأحادي من خلال تمرير النصوص المتعلقة بالاستحقاقات القادمة والهيئات المشرفة عليها، من دون التشاور مع طيف واسع من القوى السياسية الفاعلة، وتهميشه وتجاهله، ومن ضمن ذلك الزج بالوزراء والمستشارين ومدراء شركات الدولة وكبار الموظفين ممن ليست لهم أي صفة أو مسؤولية حزبية في حملة الانتساب لحزب السلطة، مما يشكل استغلالاً واضحاً لهيبة الدولة ووسائلها وإدارتها لصالح طرف سياسي ضد الفرقاء الآخرين».
وتحدثت المعارضة في بيانها عن «إرغام عمال الدولة والوجهاء ورجال الأعمال، بالترغيب والترهيب، على الانخراط في حزب السلطة وخدمة مشروعها في فرض نفسها وإسكات كل الأصوات التي تطالب بالتغيير الديمقراطي في البلد، كما توقفت عند ما سمّته «الحملة الواسعة والمكشوفة التي يقوم بها أنصار السلطة لجمع بطاقات تعريف المواطنين عن طريق الضغط والرشوة وشراء الذمم، وابتزاز رجال الأعمال لتحصيل مئات الملايين لتمويل حملة حزب السلطة، في الوقت الذي يتابع فيه كل من يساهم في تمويل نشاطات المعارضة الديمقراطية وتوجه له تهمة الرشوة وارتكاب الجرائم العابرة للحدود».
«إن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، يضيف البيان، وهو يدين بحزم تمادي السلطة القائمة في اختطاف الدولة بكافة أجهزتها ووسائلها وموظفيها، ليدعو القوى الوطنية وكل المواطنين للوقوف بقوة من أجل فرض مسار انتخابي توافقي يضمن حياد السلطة وتكافؤ الفرص أمام كل الفرقاء ويفتح الطريق أمام التناوب السلمي على السلطة، وفرض الوقف الفوري لعمليات الابتزاز والإكراه وجمع بطاقات التعريف وتسخير الدولة وموظفيها ووسائلها لصالح حزب السلطة».
ودعت المعارضة القوى الوطنية الحية إلى بذل الجهود «لفرض رقابة جادة وكاملة من لدن الهيئات الدولية ذات المصداقية والتجربة في رقابة الانتخابات، على غرار رقابة الانتخابات الرئاسية لسنة 2007، تلكم الرقابة التي ظل النظام يتهرب من طلبها، مكتفيا بالحضور الرمزي لمراقبين من هيئات محابية»، حسب تعبير المعارضة.
وكان محمد ولد مولود الرئيس الدوري للمعارضة الموريتانية قد أكد أمس في مقابلة مع أسبوعية «القلم» الموريتانية المستقلة «أن الاستحقاقات الانتخابية المقبلة التي تشمل الانتخابات البلدية والنيابية والرئاسية، استحقاقات تجمع بين الآمال والمخاطر، ما يجعلها تتميز عن جميع الانتخابات التي سبقتها أو التي ستليها».
وأكد «أن موريتانيا تمر بفترة انتقالية حساسة وقصيرة ستكون حاسمة في مستقبلها واستقرارها ووحدة شعبها وديمقراطيتها وسيادة القانون فيها، ويتمثل الخطر في الفراغ الذي سيتركه الرئيس الحالي والصراع على تركته بين الموالين وهو ما سيثير الكثير من التوترات في ظل هشاشة الدولة، فخلال الأشهر المقبلة ستكون موريتانيا مسرحاً ضخماً لصراعات بين أطراف مرئية وأخرى خفية ستستخدم فيها جميع الوسائل بما فيها القبيلة والعرق والجهة».
«أما الآمال، يضيف ولد مولود، فهو أن نتمكن من تحقيق انتقال ديمقراطي حقيقي وهو ما سيتحقق إذا احتشدت القوى الديمقراطية وناضلت من أجل فرض انتخابات منسقة حرة وشفافة حتى يقتنع الرئيس ولد عبد العزيز وأنصاره بأنه ليس بإمكانهم إيقاف عجلة التاريخ».
وفي رده على سؤال عن موقف المعارضة من الانتخابات المقبلة أكد ولد مولود «أن المعارضة تدرس كافة الخيارات».
وقال: «إن موريتانيا مقبلة على انتخابات حاسمة، تواجه فيها المعارضة عائقين يمكن التغلب عليهما بجهد كبير، هما التزوير من قبل السلطة كما حصل في الاستفتاء الأخير، والثاني معاناة المعارضة من نقص الموارد المادية واللوجستية، مع قصر الوقت المتاح لتوفيرها».

المعارضة الموريتانية تنتقد التفرد وتدعو إلى تشاور وطني لتنظيم انتخابات توافقية

خدمات «الصرف الصحي والمياه»… رشاوى لحثّ الناس على الاقتراع

Posted: 26 Mar 2018 02:16 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أثارت تصريحات عدد من المحافظين المصريين بشأن تقديم مكافآت وخدمات للقرى الأكثر تصويتا في الانتخابات الرئاسية، جدلا ًوغضب باعتبارها تمثل رشاوى انتخابية.
ووعدت نادية عبده، محافظ البحيرة، في تصريحات صحافية أمس، بـ«مكافأة القرى والمراكز التي ستشهد إقبالاً كبيرًا على اللجان الانتخابية بحل مشكلاتهم سواء في المياه أو الصرف الصحي».
وأشارت إلى أن «الانتخابات الرئاسة ستكون عرسًا انتخابيا».
ووجهت بـ«ضرروة التعاون والتنسيق التام بين جميع الجهات المعنية بالعملية الانتخابية»، مشيرة إلى أنه «سيجري التقيم بناءً على ما تم إنجازه على أرض الواقع، وإلى تجهيز غرفة عمليات في المحافظة لمتابعة العملية الانتخابية على مدار الساعة وربطها مع غرف العمليات المشكلة في الوحدات المحلية في المحافظة».
محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، وعد هو الآخر بتقديم حوافز للأحياء التي تحقق أعلى نسب تصويت في المحافظة. وحسب ما قال في بيان «الحوافز ستتمثل في صورة خدمات عامة، حسب متطلبات كل حي، بحيث يتم تقسيم الأحياء وفق نسب وأعداد المقيدين به ممن لهم حق الانتخاب».
وأضاف «سيتم تخصيص مليون جنيه مصري للحي الأعلى في نسب التصويت وفق أعداد المقيدين في لجان الاقتراع، إضافة إلى تخصيص 750 ألف جنيه للحي الحاصل على المركز الثاني من حيث نسب وأعداد الناخبين به، ومبلغ 250 ألف جنيه للحي الحاصل على المركز الثالث بشرط حصول الحي على أكثر من 75٪ من عدد الأصوات به». واستنكر عضو مجلس النواب، هيثم الحريري، تصريحات المحافظين بشأن تخصيص مكافأت للقرى الأكثر تصويتاً، مشيراً إلى أنه «لا يمكن محاسبة المواطنين على حرية آرائهم».
وتساءل خلال تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي: «هل يعاقب أي ناخب نتيجة التعبير عن رأيه».
وتابع: «أموال الشعب والخدمات لكل الشعب وليست لفئة دون أخرى».

خدمات «الصرف الصحي والمياه»… رشاوى لحثّ الناس على الاقتراع

مقتل 18 من تنظيم «الدولة» بينهم روسيان وتركي والعبادي يحذر من تكرار انهيار الجيش

Posted: 26 Mar 2018 02:16 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي» ـ وكالات: قتل 18 من عناصر تنيظم «الدولة الإسلامية» بينهم قياديون أجانب في عملية أمنية كبيرة ومداهمات في إحدى قرى جنوب الموصل، أمس الإثنين.
ووفق الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات نينوى، العميد محمد الجبوري، فإن «القوات العراقية قتلت اليوم (أمس) 18 داعشياً، بينهم روسيان وتركي، في حملة مداهمة لقرية كنعوص التابعة لناحية حمام العليل» (20 كيلومتراً جنوب الموصل).
وفي قرية عوينات التابعة لناحية ربيعة على الحدود مع سوريا، قال المصدر، إن «القوات الأمنية عثرت على مدافع وصواريخ في مضايف الدولة في القرية وتم مصادرتها بالحال»
في السياق، أفاد مصدر أمني عراقي في محافظة صلاح الدين بمقتل وإصابة ثلاثة جنود عراقيين في اشتباكات شرقي قضاء الشرقاط، شمال بغدا.د
وقال المصدر إن «جنديين عراقيين قتلا أمس وأصيب ثالث في اشتباكات بين عناصر الدولة وقوة من الجيش العراقي كانت تقوم بعمليات دهم وتفتيش شرقي قضاء الشرقاط 110/ كيلومترات شمالي تكريت»، موضحاً أن «قوة من الجيش تعرضت ظهر اليوم (أمس) إلى إطلاق نار كثيف بأسلحة متوسطة من أحد الأودية شرقي القضاء». وأشار إلى أن «القوة ردت على مصدر النيران واسكتتها، لكنها لم تقتحم المكان بعد بانتظار وصول تعزيزات مدرعة لاقتحامه، خشية من وجود عدد كبير من عناصر الدولة واحتمال تعرض القوات لخسائر إضافية».
وماتزال القوات الأمنية العراقية تقوم بعمليات دهم وتفتيش في محيط الشرقاط بحثا عن عناصر «الدولة»، الذين يشنون هجمات متكررة ضدها وضد المدنيين، على الرغم من اعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي القضاء على التنظيم عسكريا في البلاد.
بالرغم من دحر «الدولة « عسكريا في العراق، لا يزال عناصر التنظيم يشنون هجمات متكررة في مناطق متفرقة من البلاد.
وحذر رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، من تكرار انهيار الجيش العراقي وسقوط المدن بيد التنظيم.
وأضاف، على هامش لقائه وفدا من أهالي منطقة المعامل في بغداد، إن «العراقيين جميعا ساهموا بتحقيق النصر وصبروا وتحملوا ونحن نعلم أن مدننا عانت الكثير من النقص في الخدمات وضعف البنى التحية، وفي السنوات الأربع الماضية تجاوزنا تحدي الإرهاب واحتلال مدننا في ظل الأزمة المالية والاقتصادية والإنفاق العسكري الهائل».
وحسب بيان لمكتبه، اعرب رئيس الحكومة «عن استغرابه لنشر انتصارات كاذبة لتنظيم الدولة على قواتنا وعلى حساب أمن الوطن والمواطنين»، متسائلاً: «لماذا نتحول إلى أدوات بيد تنظيم الدولة بنشر معلومات كاذبة مثل قتل عدد من الجنود في الأنبار؟»
ودعا إلى «تكاتف جميع العراقيين من لأجل منع تكرار كارثة الإنهيار العسكري والأمني وسقوط المحافظات». في اشارة إلى سيطرة تنظيم الدولة على ـكثر من مساحة ثلث العراق في صيف 2014 بعد انهيار قطعات الجيش.
إلى ذلك، قال رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، إن أمن وسلامة العراق هو استقرار للمنطقة أجمعها.
جاء ذلك في كلمة له في سفارة الكويت في العاصمة العراقية بغداد، في احتفالية بمناسبة تسليم المراكز الصحية المتنقلة المقدمة من جمعية الهلال الأحمر الكويتي، ضمن حملة «الكويت بجانبكم».
واعتبر، أن «أي خرق أو تدهور في الحالة الأمنية سينعكس بشكل ‏أو بآخر على جميع دول المنطقة».
وأضاف، أن «إدراك الكويت لضرورة استقرار العراق، وأهمية وقوفه على أقدامه بعد خوضه المعارك الشرسة ضد الإرهاب، يعبر عن فهم عميق لفلسفة الأمن الإقليمي المشترك وأولوياته، ومعرفة دقيقة بطرق حمايته وتعزيزه».

مقتل 18 من تنظيم «الدولة» بينهم روسيان وتركي والعبادي يحذر من تكرار انهيار الجيش

نقابة الصحافيين التونسيين تتهم الحزب الحاكم بمحاولة «خنق» حرية التعبير

Posted: 26 Mar 2018 02:15 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: اتهمت نقابة الصحافيين التونسيين الحزب الحاكم بمحاولة «خنق حرية التعبير» بعدما تقدم نوابه بمشروع لتجريم «القذف الإلكتروني» وتشديد العقوبة على كل من ينتهك «الأخلاق الحميدة» أو يسيء إلى الشخصيات الاعتبارية في البلاد.
وكان 15 نائبا من حزب «نداء تونس» تقدموا بمبادرة تشريعية لتجريم كل أشكال القذف على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تنص المبادرة على تعديل القانون الجزائي عبرa إضافة فصل يتعلق بـ«القذف الإلكتروني»، وينص على عقوبة تتضمن السجن لمدة عامين مع غرامة مالية تبلغ 3 آلاف دينار (1200 دولار) لكل من «ادعى أو نسب أمراً من شأنه المساس بالنظام العام والأخلاق الحميدة، أو بحرمة الحياة الخاصة أو هتك شرف أو اعتبار شخص أو هيئة رسمية عبر الشبكة المعلوماتية عن طريق أجهزة الحاسوب أو التطبيقات».
واعتبرت النقابة، في بيان أصدرته أمس الاثنين، أن هذا المشروع «ينم عن عقلية استبدادية وتضييقية للحريات تحن إلى زمن الديكتاتورية، ويعكس جهلا فظيعا بمكاسب الثورة التونسية في مجال حرية الرأي و التعبير (…) كما يستعمل مصطلحات ألغاها الدستور التونسي ما بعد الثورة مثل مصطلح «النظام العام» و»الأخلاق الحميدة" و»ثلب الهيئات الرسمية»، مشيرة إلى أن المشروع هو محاولة لـ»خنق حرية الرأي والتعبير في البلاد».
ونبهت الرأي العام والمدافعين عن الحريات في البلاد إلى خطورة مثل هذه المشاريع التي «تعكس رغبة في العودة إلى الوراء ونسف ما تحقق من مكاسب في مجال الحريات وخاصة حرية الرأي والتعبير»، داعية الأحزاب و»خاصة الحاكمة منها، إلى لجم ميليشياتها الإلكترونية وانتهاج الحوار الرصين والنقاش المعمق بدل سياسة تصفية الحسابات مع الخصوم بواسطة أساليب السب والشتم، أو إطلاق مشاريع قوانين منافية للديمقراطية».

نقابة الصحافيين التونسيين تتهم الحزب الحاكم بمحاولة «خنق» حرية التعبير

تنظيم «الدولة الإسلامية»: حملة سيناء فاشلة وهدفها دعاية انتخابية للسيسي

Posted: 26 Mar 2018 02:15 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: بثّ تنظيم «الدولة الإسلامية» في سيناء، فيديو حمل عنوان «المجابهة الفاشلة»، وصف فيه الحملة التي يشنها الجيش المصري في سيناء بـ«الفاشلة».
وقال في فيديو بثه قبل يوم من انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية المصرية، إن «هدف عبد الفتاح السيسي من حملته، هو الدعاية الانتخابية فقط»، مستذكراً تصريحات عديدة للرئيس المصري، يتوعد بها بالقضاء على التنظيم في غضون شهور. وتضمن الفيديو، الذي جاء في 26 دقيقة، لقطات من كمائن أقامها التنظيم على الطريق الدولي (العريش ـ القنطرة)، وأخرى لعمليات نفذها مسلحوه ضد كمائن أمنية، وحذر من المشاركة في الانتخابات، ووصف الديمقراطية بـ«الكفر».
وتخللت الفيديو مشاهد من حياة مقاتلي التنظيم، وهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي. وحسب الشريط، فإن أعداد عناصر»الدولة» في تزايد، ما يصعب مهمة السيسي في القضاء عليهم. وقال أحد عناصر «ولاية سيناء» خلال الفيديو : «بعد شهر على انطلاق حملة المجابهة الشاملة» في شباط/ فبراير الماضي، لم يقتل أي عنصر من التنظيم، في مقابل قتل وجرح العشرات من جنود الجيش المصري».
واختتم التنظيم شريطه بدعوة أفراد الجيش والشرطة للانشقاق والانضمام له.
وحاول «الدولة»، الذي ينشط في مدن رفح، والشيخ زويد، والعريش، البرهنة على عدم فاعلية العملية العسكرية الشاملة للقوات المسلحة عن طريق نشر لقطات من عمليات اقتحام حواجز عسكرية وشرطية ثابتة.
لكن خبراء أمنيين قالوا إن العمليات التي اعتمد عليها التنظيم في إصداره الأخير نفذت قبل انطلاق عملية الجيش في سيناء.
وكان الجيش المصري أعلن قبل أيام عن مقتل أربعة عسكريين، و36 مسلحا، ضمن عملية «المجابهة الشاملة»، التي انطلقت في التاسع من فبراير/ شباط الماضي تحت عنوان «سيناء 2018»، وتستهدف عبر تدخل جوي وبحري وبري وشرطي، مواجهة مسلحين في سيناء (شمال شرق البلاد) ودلتا مصر والظهير الصحراوي غربي وادي النيل، دون تحديد مدة العملية. وأشار إلى «القبض على 345 فردا من بينهم عدد من العناصر التكفيريين والمطلوبين أمنيًا».
واستنادًا إلى البيانات العسكرية السابقة، يرتفع عدد القتلى إلى 22 عسكريا و157 مسلحا، وعدد الموقوفين إلى 3177 شخصا (تم الإفراج عن عدد كبير منهم) منذ بدء العملية الشاملة في البلاد.

تنظيم «الدولة الإسلامية»: حملة سيناء فاشلة وهدفها دعاية انتخابية للسيسي

رغم التهديدات العسكرية المتصاعدة.. تركيا تضغط بقوة نحو تفاهمات سياسية حول تل رفعت ومنبج وسنجار

Posted: 26 Mar 2018 02:14 PM PDT

اسطنبول ـ «القدس العربي»: على الرغم من وصول التهديدات التركية بالدخول عسكرياً إلى مناطق تل رفعت ومنبج في سوريا وسنجار في العراق إلى ذروتها، إلا أن الكثير من التطورات تؤكد أن هذه التهديدات تأتي كجزء مهم من حالة الضغط المتصاعدة على الأطراف المعنية للتوصل إلى تفاهمات سياسية تحقق أكبر قدر ممكن من أهداف أنقرة وتجنبها الدخول في عمليات عسكرية واسعة قد تكون فاتورتها السياسية والعسكرية والاقتصادية مكلفة.
وعقب نجاح الجيشان التركي والسوري الحر في السيطرة بشكل تام على مدينة عفرين شمالي سوريا وإنها تواجد وحدات حماية الشعب الكردية في هذه المدينة الهامة، صعدت تركيا من تهديداتها المباشرة بالقيام بعمليات عسكرية قريبة لطرد مسلحي تنظيم «ب ي د» من تل رفعت ومنبج، ومسلحي «بي كا كا» من مدينة سنجار العراقية.
ووصلت هذه التهديدات إلى ذروتها، الأحد، بعد أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده بدأت فعلياً بعمليات عسكرية ضد تنظيم بي كا كا في سنجار، وأعلن بشكل محدد أن بلاده سوف «تحرر تل رفعت خلال وقت قريب»، وأنها أيضاً سوف تكون مضطرة لـ»تحرير منبج ومساعدة سكانها».

سنجار

في السنوات، الأخيرة طالبت تركيا مراراً بسحب مسلحي تنظيم بي كا كا من قضاء سنجار في شمالي العراق، وضغط على الحكومة المركزية في بغداد وعلى حكومة إقليم شمالي العراق من أجل إجبار التنظيم على سحب مسلحيه من هناك، متهمةً التنظيم بمحاولة تحويل القضاء إلى «قنديل جديد» في إشارة إلى جبال قنديل التي يتخذها التنظيم مقراً عسكرياً له في شمالي العراق.
وفي إطار حالة الشد والجذب ومحاولات الضغط على الحكومة العراقية، نفذت الطائرات الحربية التركية قبيل نحو عام من اليوم عملية جوية واسعة قصفت خلالها عشرات المواقع التابعة لمسلحي التنظيم في سنجار، ومنذ ذلك التاريخ بدأت مفاوضات حقيقية بين أنقرة وبغداد حول التعاون في الحرب على تنظيم بي كا كا في شمالي العراق.
هذه المفاوضات، وصلت إلى ذروتها في الأيام الأخيرة مع إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قرب تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة بين الجيشين التركي والعراقي ضد التنظيم، لكن مع تعثر هذه المباحثات ومحاولات تأجيل العمليات من قبل الحكومة العراقية، صعدت أنقرة من تهديداتها بمهاجمة سنجار بشكل غير مسبوق.
ووصلت هذه التهديدات إلى ذروتها مع إعلان أردوغان، الأحد، انطلاق العمليات في سنجار، وهو إعلان يبدو أن الهدف منه كان سياسياً كون مركز سنجار يبعد عن الحدود التركية قرابة 100 كيلومتر وأن الجيش التركي بدأ عمليات منذ أيام ولكنها شبه اعتيادية ومحدودة وهي ساحة العمليات التي يتحرك فيها الجيش التركي بأريحية منذ عقود داخل الأراضي العراقية.
وفي استجابة سريعة لتصريحات أردوغان، أعلن تنظيم بي كا كا أنه سحب قواته من سنجار، ولاحقاً أعلنت الحكومة العراقية انتشار قواتها داخل القضاء. وعلى الرغم من أن الانسحاب لا يتم بهذه السرعة وبإعلان ربما يكون شكلياً من قبل التنظيم الذي ثبت وجوده هناك على مدة سنوات، إلا أن أنقرة تلقت هذه الإشارات بشكل جدي وألمحت إلى وجود تغيرات فعلية في سنجار.
وأمس الاثنين، قال أردوغان إن الجيش العراقي أجرى عملية عسكرية محدودة ضد عناصر منظمة «بي كا كا» الإرهابية في القضاء.وكشف أن مسؤولًا عراقيًا (لم يسمه) سيجري اليوم (الاثنين) زيارة إلى تركيا، لإجراء محادثات تتعلق بقضاء سنجار، متمنيًا من الحكومة المركزية في بغداد إجراء عملية عسكرية حازمة ضد «بي كا كا» في سنجار.
وأضاف: «إذا كان هناك مشكلة ما في القيام بذلك (بالعملية العسكرية في سنجار)، فلنجري محادثات ثنائية بهذا الخصوص، ذلك أنه لم يبقَ لدينا مزيدًا من الصبر حيال سنجار»، وكشف أردوغان عن أنه تلقى معلومات استخباراتية تفيد بشن الحكومة المركزية العراقية مساء أمس عمليات محدودة في سنجار.
وفي هذا السياق، يبدو أن الأمور تتجه تدريجياً نحو توافق معين بين بغداد وأنقرة تقوم بموجبه القوات الرسمية العراقية بتشديد قبضتها الأمنية وسيطرتها على سنجار دون أن نشهد عملية عسكرية واسعة في مركز المدينة، وهو أمر منعزل عن العمليات العسكرية التي يبدو أن الجيش التركي سوف يوسعها على الجانب العراقي من الحدود والتي تهدف بحسب صحف تركية لإقامة حزام أمني بعمق عدة كيلومترات.

منبج

بعد أن تركزت التهديدات التركية خلال الأسابيع الأخيرة على الحسم بأن مصير منبج سيكون عسكرياً عقب الانتهاء من عملية «غصن الزيتون»، عادت التصريحات الرسمية تربط أي تهديد يتعلق بمهاجمة منبج بعبارة «في حال لم يتم سحب الإرهابيين منها».
وعلى غرار سنجار، لا يبدو أن تركيا ترغب في الدخول بعملية عسكرية واسعة في منبج على غرار ما قامت به في عفرين، لتفادي التبعات السياسية والعسكرية والاقتصادية للعملية، إلى جانب أيضاً أنها لم تتمكن حتى اليوم من التوصل لتفاهمات مع القوى الدولية الفاعلة هناك تتيح لها القيام بهذه العملية، حيث يجمع مراقبون أن أنقرة لا يمكنها التحرك عسكرياً نحو منبج دون تفاهمات مع أمريكا التي ينتشر المئات وربما الآلاف من جنودها على الأرض هناك.
وحالياً، تضغط تركيا بقوة من خلال التهديدات والتصريحات المتلاحقة وذلك من أجل حث وزير الخارجية الأمريكي الجديد على الإلتزام بـ»التفاهمات» التي جرى التوصل إليها مع الوزير المقال ريكس تيلرسون، وهي التفاهمات التي قبلت فيها تركيا وكانت بانتظار تحويلها إلى اتفاقاً فعلياً يتم وضع خارطة طريق لتنفيذه، لولا قرار الإطاحة المفاجئ بتيلرسون.
والاثنين، قال أردوغان: «القضية (منبج) لا تعتبر جديدة بالنسبة للإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، وإدارتي البلدين تركزان على هذه القضية منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما»، مشدداً على أهمية الوعود الأمريكية السابقة ولاسيما في عهد أوباما، بشأن خروج تنظيم «ب ي د» من منبج إلى شرق نهر الفرات.
وأضاف أردوغان: «عرض علينا تيلرسون، خلال زيارته الأخيرة إلى تركيا، أن نعمل معًا لحفظ الأمن في منبج. نحن في تركيا نريد إخراج المنظمات الإرهابية ومستعدون لحفظ الأمن في المنطقة مع أمريكا»، معتبراً أن التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأمريكيين حول منبج لا تعبر عن رأي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء التركي، فكري إيشق، إن بلاده قد لا تحتاج إلى شن عملية عسكرية في مدينة منبج إذا التزمت الولايات المتحدة بوعودها بانسحاب المنظمة من المدينة»، مضيفاً في تصريحات تلفزيونية، الاثنين: «لقد قطعوا مئات الوعود وذلك في عهد إدارة أوباما خلال الفترة التي توليت فيها وزارة الدفاع»، لكنه عاد للتهديد بأنه «في حال لم تف واشنطن بوعودها، فإن تركيا ستقوم بكل ما هو ضروري».
وبحسب التسريبات والتصريحات الرسمية طوال الأسابيع الماضية، يمكن الاستنتاج أن الولايات المتحدة قبلت بمبدأ سحب العناصر التي تعتبرها تركيا مرتبطة بشكل مباشر بتنظيم بي كا كا من منبج، وبقيت الخلافات حالياً على مدى قبول واشنطن بانتشار قوات تركية إلى جانب الجيش الأمريكي هناك، أو اختيار فصائل عربية من قوات سوريا الديمقراطية دون السماح بانتشار الجيش التركي.

تل رفعت

عقب إعلام رئاسة أركان الجيش التركي اكتمال السيطرة على عفرين بشكل كامل، تعرضت أنقرة لضغوط غير مسبوقة من جانب المعارضة السورية لا سيما عناصر الجيش السوري الذين قاتلوا إلى جانبها طوال عملية «غصن الزيتون»، بعد أن اعتبروا أن إعلان اكتمال السيطرة على عفرين يعني تجاهل منطقة تل رفعت وعدم احتسابها ضمن أهداف عملية «غصن الزيتون».
وتمكن أهمية تل رفعت بأن الأغلبية الكاسحة من سكانها هم من العرب جرى تهجيرهم بشكل جماعي من قبل وحدات حماية الشعب، وما زالوا مهجرين في مناطق أعزاز وغيرها ويعانون من ظروف صعبة وهم من أكثر شرائح الشعب السوري استعداداً للعودة إلى مناطق سكنهم، حيث تقدر أعدادهم بـ250 ألف نسمة، وجرى الحديث عن انسحاب فصائل بالجيش السوري الحر من عملية عفرين احتجاجاً على ذلك.
وفي هذا الإطار، اضطر الرئيس التركي الذي يسعى لتعزيز الثقة شعبياً بتحركاته في شمالي سوريا عند سكان هذه المنطقة إلى الإعلان عن أن قواته سوف «تحرر تل رفعت في أقرب وقت»، وعلى الرغم من أن تهديدات الرئيس التركي حملت طابعاً عسكرياً إلا أن مصير تل رفعت سوف تحدده الدبلوماسية على الأغلب.
تقع تل رفعت في المنطقة التي ما زالت تسيطر عليها وحدات حماية الشعب بين مركز عفرين ومناطق نبل والزهراء التي يسيطر عليها النظام والمليشيات الشيعية، ومع الإجماع على أن الوحدات الكردية لن تبقى مسيطرة على هذا الجيب الصغير في هذه المنطقة، فإن مصير تل رفعت ومحيطها لم يحدد بعد، حيث يرجح أن تجري توافقات مع روسيا على دخول القوات التركية للمنطقة ورسم خط كامتداد لمناطق تخفيض التوتر التي أنشأت بموجب اتفاق الأستانة دون الحاجة للقيام بعملية عسكرية واسعة في المنطقة.

رغم التهديدات العسكرية المتصاعدة.. تركيا تضغط بقوة نحو تفاهمات سياسية حول تل رفعت ومنبج وسنجار
حراك دبلوماسي واسع بين أنقرة من جهة وواشنطن وموسكو وبغداد من جهة أخرى
من إسماعيل جمال

علامات الرّجولة في عصر العولمة

Posted: 26 Mar 2018 02:14 PM PDT

يحدث كثير من سوء التّفاهم بيننا لأنّنا لا نحسن التفاهم بالعلامات. تعني العلامات في هذا المقال ما تعنيه في السيميائيّة فهي كلّ شيء نستخدمه في التّعبير عن فكرة أو معنى، سواء أكان ذلك الشّيء مرئيّا أم مسموعا في نطاق جسمنا ولباسنا وتسريحة شعرنا أم خارج نطاقه ممّا يقع في الكون الواسع. وفي هذا الإطار سنعتمد تمييز أمبرتو إيكو بين علامة طبيعيّة وعلامة اصطناعية. الطبيعية كسُعالنا الدالّ طبيعيّا على مرضنا؛ والصناعيّة تنقسم قسمين: إلى علامات طبيعية صريحة تستخدم في الدّلالة وهي التي يستخدمها الإنسان، كأن تقدّم وردا لمن يحبّ ويفهم عمله ذاك داخل مواضعة جماعيّة تربط بين الورد والحبّ؛ وعلامات صريحة لها وظائف محدّدة أوّليّة كالوظيفة التي للّباس أنّه للوقاية، ولتسريحة الشّعر أنّه للنظافة أو المنزل في أنّه للسكن، ولها وظيفة ثانية مثل توظيف اللباس أو تسريحة الشّعر للدلالة على بعد جمالي ما، وتوظيف هندسة المنزل للدلالة على الطبقة الاجتماعية. وفي العادة تختلط الوظيفتان، فلباسُ الشّرطي له وظيفة أوّلية دالة على الحماية من ناحية وعلى عمله من ناحية أخرى؛ ونحن نتعامل مع الوظيفتين معا تعاملا لا ينفصل، غير أنّنا في بعض الأحيان نتناسى الوظيفة الأوّلية لننشغل بالوظيفة الثانية، وفي أحايين أخرى نختلف في الوظيفة الثانية فيحدث بيننا سوء تفاهم كبير، مثلما يحدث في قراءة المدرسة والإدارة للباس الشّباب وتسريحة شعره .
لا يزال الشعر الجزء الذي يصنع حيوانيّة الإنسان، ولكنّه أيضا يصنع إنسانيّته، فشعره يشبه وبر ذوات الوبر. ولكنّ الشّعر إنسانيّ، فالفلاسفة حدّدوا الإنسان منذ القديم بأنّه حيوان «بادي البشرة» لا يغطيها مثل بقية الحيوان شعر. وابتدع الإنسان لشعر رأسه التسريحة، و هي عادة ليست مقتصرة في التاريخ على النّساء دون الرجال مثلما يعتقد بعض الذين لا يفتحون كتب التاريخ .وفي فترة من التاريخ مالت النسوة إلى الإطالة ومال الرجال إلى التّقصير وليس هذا قانونا بل عادة يمكن أن تكسر، وصار القصر ميزة رجالية غالبة وصار التطويل ميزة نسائية؛ ولذلك كان المقصّ يلعب في شعر الرجل بالكمّ ويلعب في شعر المرأة بالكيف يقصّر الأوّل ويصفّف الثاني ويهذّبه؛ وقد يحدث أن تميل النّسوة إلى التقصير ويميل الرّجال إلى التطويل، ويميل كلّ جنس إلى طريقة حلاقة الثاني، لا تشبّها بل تنويعا وكسرة رتابة. حين يخرج أحد الطرفين عن أسلوب حلاقة بني جنسه ، فإنّ التصفيف عندئذ يحمل رسالة وتصبح لحلاقة الشعر وظيفة ثانية؛ وقد يسلّط المحيط على فهمها آليّات قراءة تقليدية لا تتناسب مع تأويل التوظيف المقصود .
تسريحة الشعر لها رسالة جماليّة لا شكّ في ذلك وهي رسالة ينبغي أن تُقرأ فيها التسريحة مع اللّباس ومع قسمات الوجه ؛ولون البشرة ينبغي أن ينسجم مع لون الشعر وأن يراعى ذلك عند صباغته وأن يُفهم أنّ هناك كيمياء جمالية يعرفها أهل الاستيتيكا و بعض من ترقّى في الذّوق .لكنّ تسريحة الشعر لها رسالة تعبيريّة مرتبطة بوظيفتها الثانية يقول صاحبها شيئا أعمق من أنّه جميل؛ فتسريحته هي بمثابة لافتة قارّة ، كما أشار بارت إلى ذلك ، يرفعها في وجهنا ويقول لنا اقرؤوها جيّدا. لكن من يحمل لا فتة في مجتمع مصاب بعمى الحروف لا تفهم رسالته.
تحدّثت في مقال الأسبوع الفارط عن فكرة سيرل عن الخلفيّة الوقائعيّة التي لا بدّ منها في فهم أي رسالة؛ كان حديثي عن الرسالة الكلامية وأعتقد أنّ الرسالة العلاميّة تحتاج خلفيّة وقائعيّة نفهم فيها المقصود. ولسوء الحظ فإنّ كثيرا من الخلفيّات التقليديّة لم تعد صالحة لتفهم الرسائل الجديدة؛ وهذه معضلة التلقّي الذي لا يقود إلى سوء الفهم فقط بل يقود إلى سوء التّفاهم.
قديم جدّا هو سوء التفاهم بين من يقول ومن يفهم في خلفيّة وقائعيّة محافظة لم تجدّد نفسها . مثال ذلك سؤال من أراد تبكيت أبي تمام فسأله : لمِ لا تَقول مِن الشعر ما يُفْهَم؟ فردّ عليه الطّائي بسؤال أفحمه قائلا : وأنت لمَ لا تفهم من الشعر ما يُقال؟ لا عذر للمتلقّي إن لم يفهم ولا ذنْب للقائل ؛كلّ الذّنب أنّ الرجل أراد أن يفهم شعرا «محدثا» في خلفيّة ثقافيّة قديمة لم تعد مناسبة ، فأصيب بعمى الحروف : صار يرى حروفا معروفة ولكنّها تحمل دلالات مبهمة لديه.
عمى القراءة العلاميّة كائن في كثير من أذهاننا العربية التي تتباهى بالحداثة وبرقيّ التّحصيل العلميّ وبالاطلاع على الحضارة الكونيّة بألسنتها؛ لكنّها لم تُحيِّن خلفيّاتها الوقائعيّة، وبعبارة أكثر وضوحا هي ما تزال تسخّن أكلا بياتا مُجمَّرا ولا تطبخ لعقلها الثقافي أكلا جديدا ؛ هي لا تزال تقرأ الأشياء في ضوء مقولة عَفّى عليها الزمان عليها : مقولة الرجولة.
يختار بعض الفنّانين العالميّين تسريحة شعر العُكسة . وهذا مثلا حال راسل كراو بطل فلم غلادياتور(محارب). حين يتقمّص شبابنا الشخصيّة السنيمائية و يمرّ عشقهم من الممثّل إلى الشّخص التاريخي يشتهون أن تكون لهم التسريحة نفسها. وحين يفعل التلميذ الذي يرهقه كلّ شيء من أجل التخلّص من طفولته ومن أجل الثورة على المألوف ومن أجل التقدّم نحو مرحلة جديدة من العمر تبنى فيها بالتعب شخصيّته ، لا يفهم محيطه إلاّ نادرا أنّه فعل ذلك حبّا في قيمة من حارب الشرّ لأجل انتصار الخير أو أنّ تسريحته المخالفة تعبير عن حبّ التميّز الذي لا يضرّ والخروج المفيد على القطيع. بدلا من أن ينحى الكبار باللائمة على أنفسهم كيف أنّهم لم يكونوا لطلبتهم أمثلة تحتذى وأن يبحثوا عن العلّة التي صار فيها النّجوم لاعبي كرة وممثلي سنيما وحتّى مطربين بلا أصوات ، بدلا من أن يسألوا ويفهموا ويستقصوا ويدرسوا تجدهم يخيّرون الصّراع واتّهام الشباب بالميوعة وقلّة الرّجولة. إنّ في ذلك جهلا للخلفيّات الوقائعيّة وتجاهلا لتغيير الذائقة بتغيّر الزمان ولتبدّل الطّراز و تلقّ للتسريحة والجينز بمنظار أخلاقي في خلفيّة اسمها الرّجولة وفي خلفيّة تعتقد أنّ في ذلك تشبّها للرجال بالنّساء ملعونا وتمارس رياء التظاهر دفاعا عن المساواة في الحقوق بين الرجال والنّساء . هذه خلفية من لا يفكّر بانسجام ومن يفتقد مبادئ وقوانين تلمّ شتات الأفكار والمبادئ والقيم ؛ خلفيّة تعتقد أنّ العيب في التسريحة و العيب في عقلها المجعّد.
هل تعني الرّجولة شيئا في النّظام العالمي الجديد ؟ هل تعني شيئا في التّحصيل العلمي والثقافي ؟ لم تكن الرّجولة شيئا مفيدا في التاريخ لا توجد علامات للرجولة بل للرجل لا تفيد شيئا غير التصنيف. الرجولة تأسّست بديلا لشيء أهمّ هو الإنسانيّة : القاعدة أن تكون إنسانا وبعد ذلك كن جنسك . في عالم تقرأ علاماته جيّدا قراءة كونيّة لا توجد علامة للرّجولة ، هي علامة أسطوريّة ربيّناها في أذهاننا حتى إذا ما افتقرنا إلى الأصول استدعيناها من شرقنا القديم وتباهينا بها على الأرصفة وفي المقاهي وبين أحضان عشيقاتنا.. وحين يكتب التاريخ أمجاد الأمم يُغفل الرجولة وعلاماتها فلا وجود لها.

٭ أستاذ اللسانيّات في الجامعة التونسيّة

علامات الرّجولة في عصر العولمة

توفيق قريرة

لماذا لا تصدر المرجعية الشيعية فتوى لتحريم الفساد؟

Posted: 26 Mar 2018 02:13 PM PDT

شعار واحد يجمع كل المرشحين للانتخابات العراقية المقبلة، في 12 أيار/مايو، وهو « القضاء على الفساد». وهو شعار اكتشف المرشحون، من الساسة المخضرمين، صلاحيته وشعبويته، في هذه المرحلة، فتخلوا عن الشعار الأمريكي «القضاء على الإرهاب». أقول المخضرمين لأن معظم المرشحين هم ذاتهم المنخرطون بالعملية السياسية ـ الطائفية، الفاسدة حتى النخاع، التي أسسها المحتل. وكلنا يعلم كم هي صعبة عمليات زرع نخاع بديل. اما بقية المرشحين فهم ممن تم استنساخهم، بقدرة الفساد المالي، ومناورات التكتلات الحرباوية، لخداع الشعب باسم الشعب، وتقديمهم في واجهات الاحزاب كما البضائع المعروضة للبيع او الاستئجار. لهذه الاسباب، انطلقت اصوات داعية إلى مقاطعة الانتخابات لعل ابرزها هو الشيخ جواد الخالصي، من المدرسة الخالصية بالكاظمية، الذي وصف «من يذهب إلى الانتخابات يؤكد أنه أحمق وجاهل، ويخون البلد خيانةً عملية… الآن لم يعد هناك مجال إلا لخداع الحمقى». مبينا ان الحل الوحيد، حالياً، هو «فضح هذه الانتخابات، وعدم خروج الناس من منازلهم خلال الانتخابات».
وبما ان للمرجعية الشيعية متمثلة بالمرجع الأعظم علي السيستاني، دورها الاستفتائي وابداء الرأي البارز في كل جوانب الحياة اليومية، بالعراق، من حكم أكل الجبن المصنوع في استراليا إلى مراجعة كتاب حاكم الاحتلال السابق بول بريمر، فإن عدم صدور فتوى صريحة لادانة الساسة الفاسدين وحظر التعامل معهم او انتخابهم، يثير التساؤل، خاصة وان المرجعية ناطقة عبر مكتبها وممثليها في كربلاء. ومن يطلع على موقع السيد السيستاني او كتاب «النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني في المسألة العراقية» لوجد ان له رأيا في كل ما يجري. ومن المفهوم الا يتفق معه الجميع الا ان السيد أحمد القبانجي، وهو بحكم لقبه من سلالة آل البيت وقد تتلمذ في الحوزة الدينية ودرس الفقه والأصول بالنجف، بات صوتا لتساؤلات آخرين، حول كيفية انفاق المرجعية «الخمس» وحصولها عليه، مما يجعلها تتغاضى عن اتخاذ موقف حاسم يضع حدا للفساد، كما فعلت، مثلا، عند اصدار فتوى الجهاد الكفائي لمحاربة تنظيم «الدولة الاسلامية»، فسارع مئات الآلاف من الشباب، غير المدربين، إلى التطوع للقتال.
تتردد هذه التساؤلات، الآن، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، بعد ان كان من المستحيل مس المرجعية، لأنها وريثة الامام في عصر الغيبة وتتسم بقدسيته. الا ان وصول حال العراقيين، خاصة الفقراء والمهمشين، حتى في كربلاء والنجف، إلى حضيض الحياة، شجع على كسر حاجز الصمت حول استخلاص «الخمس» وأوجه صرفه، والاكثر اهمية من ذلك، عما اذا كان السكوت على الساسة الفاسدين سببه منحهم خمس ما ينهبونه من المال الحرام (نقدا وعقودا وسمسرة تصل الملايين) إلى المرجعية، بناء على الحكم الذي يتبعه ابناء الطائفة الامامية في ان «الخمس حق» و«لا يجوز التأخير في إخراج الخمس فإنه غصب حرام» حسب موقع السيد السيستاني.
نقرأ في الموقع نفسه تحت (مستحقّ الخمس ): «يقسم الخمس نصفين نصف للإمام (عليه السلام) خاصة، ويسمّى (سهم الإمام) ونصف للأيتام الفقراء من الهاشميين والمساكين، وأبناء السبيل منهم ويسمّى (سهم السادة) ونعني بالهاشمي من ينتسب إلى هاشم جدّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) من جهة الأب، وينبغي تقديم الفاطميين على غيرهم. وردا على كيفية التحقق من انتساب الشخص إلى هاشم، يقول السيستاني في (مسألة 619 ): يثبت الانتساب إلى هاشم بالعلم، والاطمئنان الشخصي، وبالبينة العادلة، وباشتهار المدعي له بذلك في بلده الأصلي، أو ما بحكمه».
قد يوضح منح « سهم السادة» كثرة انتشار لقب «السيد» بعد الغزو وانفتاح المرجعية على لعب دور سياسي، حيث أصبح بالامكان نيل لقب «السيد» بحضور شاهدين، ليكون اللقب مفتاحا لنيل الدعم وتمشية الامور. مما يقود إلى اسهام المرجعية، اقتصاديا، في إدامة أجيال من شريحة «مختارة» تتمتع بتمييزها، عن بقية العراقيين، على أسس لا علاقة لها بالكفاءة أو حقوق المواطنة. يبين موقع آية الله السيستاني ان نصف الخمس، أي سهم الامام، يصرف على تأسيس مدارس دينية ومجمعات سكنية للطلاب، حيث أولت مرجعية السيستاني «جل اهتمامها بالحوزات العلمية والمدارس الدينية، لما تضطلع به من دور كبير ومسؤولية خطيرة في حفظ ونشر مفاهيم وقيم مدرسة آل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام)».
عدد من هذه المدارس والمجمعات موجود في النجف، الا ان المرجعية، كما يبدو «تنفق سنوياً على رواتب الحوزات العلمية مبالغ كثيرة في داخل ايران وخارجها. فيجري تأمين الرواتب الشهرية لأكثر من 300 حوزة علمية كبيرة وصغيرة في شتى أنحاء ايران، لاسيما في مدينة قم المقدسة التي يقطنها أكثر من 35000 طالب علوم دينية، ومشهد التي يسكنها أكثر من 10000 طالب واصفهان التي تضم أكثر من 4000 طالب بالاضافة إلى سائر الحوزات العلمية والمدارس والمراكز الدينية المنتشرة في شتى مناطق ايران». كما انشأت المرجعية مستشفى للعيون ومركزا للمعوقين، ليس بالعراق، بل في ايران. واضح هنا أن صراعات المرجعيات العراقية والايرانية يعتمد ضمان أو ترسيخ قواعد اجتماعية سياسية ـ دينية لهما في العالم، كما تفعل الدول دعما لسياستها الخارجية، بالاضافة إلى ان الارتقاء إلى مرتبة «المرجع» يتطلب ازدياد عدد الاتباع، فضلا عن درجة العلم.
واذا ما أخذنا بنظر الاعتبار ان اتباع المرجعية منتشرون في جميع انحاء العالم، وان دفع الخمس واحد من اركان الاسلام لديهم، وان الشخص الذي لا يخمس حتى لو «اعطى الفقراء سنويا من امواله بشكل عشوائي وحجته ان الاموال التي تدفع في الخمس لا توزع على المحتاجين في بلاده»، لا تبرأ ذمته بذلك، وعليه محاسبة ما في امواله من الخمس، ثم الرجوع إلى المرجع او وكيله، لاستئذانه في الصرف، حسب جواب السيد السيستاني، لتبين ان كل الساسة الفاسدين، سراق ثروة البلد، يدفعون الخمس إلى المرجع.
وبما ان حجم السرقات، بالعراق، وصل مليارات الدولارات، لابد وأن يصبح مردود الخمس ثروة لا يستهان بها، ولا يمكن الاستغناء عنها، مما يوفر الارضية الخصبة للتساؤلات المختلطة، احيانا، بالشكوك.
ويبقى السؤال الذي يطرحه فقراء واحد من دول المنطقة الغنية بحاجة إلى جواب، وهو: لماذا لا تصدر المرجعية فتوى لتحريم الفساد والتعامل مع الفاسدين، خاصة، بعد ان جرب الشعب حكم الفاسدين على مدى 15 عاما، وأيقن الجميع ان الفساد هو اساس الإرهاب، وان ما يعمل على تفتيت العراق مجتمعا وكيانا هو فساد ساسته؟

٭ كاتبة من العراق

لماذا لا تصدر المرجعية الشيعية فتوى لتحريم الفساد؟

هيفاء زنكنة

غباء ترامب لا ذكاء السعودية والإمارات!

Posted: 26 Mar 2018 02:12 PM PDT

أسالت إقالة ريكس تيلرسون من على رأس الخارجية الأمريكية من الحبر عربيا مثلما أسالت أمريكيا وربما أكثر.
ما يستوقف في الأمر أن إقالة تيلرسون لا يمكن فصلها عن الوضع العربي وأزماته. وما يستوقف أكثر ادعاءات بعض السياسيين والمثقفين والإعلاميين الخليجيين من أن دولة عربية، أو ربما اثنتين، ضغطتا باتجاه إبعاد تيلرسون، ونجحتا. المقصود السعودية ودولة الإمارات، بسبب الاعتقاد السائد عن انحياز وزير الخارجية السابق إلى قطر في الأزمة الخليجية التي تقترب من إتمام سنة من عمرها.
نظريا، مزاعم الدور السعودي والإماراتي في عزل تيلرسون تستحق رفع القبعة لو تأكدت. ومن المفروض أن تأثير العرب في واشنطن إلى حد الإطاحة بتيلرسون، يجب أن يجعل كل عربي فخورا ومبتهجا بعد عقود من العويل والشعور بالدونية أمام اللوبيات الأخرى، واليهودية بالذات. لكن مهلا، الصورة ليست بكل هذه الوردية. فالسعودية والإمارات، على افتراض أنهما أطاحتا فعلا بتيلرسون، فعلتا ذلك لأنه «حبيب قطر» وليس لأنه «حليف إسرائيل» مثلا! ما يعني أننا لم نخرج بعدُ من حلقة الأدوار التخريبية التي تستهوي حكام الإمارات والسعودية الجدد. ولم نخرج من كارثة أن أكثر أعداء العرب وفتكا بهم هم العرب ذاتهم.
على ضوء هذا الحدث وما أساله من حبر، بات السؤالان التاليان أكثر من ملحين: ألهذه الدرجة أصبح العرب أقوياء ومؤثرين في البيت الأمريكي؟ أم لهذه الدرجة هانت أمريكا فأصبحت دول عربية، لا تملك غير المال والجاهزية الدائمة لشراء السلاح، تؤثر في مصيرها وقراراتها الداخلية؟
كلا السؤالين يحتمل الجواب بنعم: العرب مؤثرون، وأمريكا هانت. لكن الجوابين مرتبطان أحدهما بالآخر، فالسعودية والإمارات تؤثران في السياسة الأمريكية لا لأنهما بارعتان ونافذتان في دوائر صناعة القرار، بل لأن أمريكا أصابها الهوان وتحولت شيئا فشيئا إلى ظاهرة صوتية يمثلها رئيسها دونالد ترامب.
هذا جزء صغير من صورة أكبر تتمثل في أن الغرب، ومنذ أكثر من عقدين، لم يعد كما عرفناه حريصا على المثالية والقيم الإنسانية والأخلاقية. اليوم نحن أمام غرب مختلف يعش ظروفا جعلته يُباع ويُشترى بالمال، ويفرِّط في كل شيء جميل من أجل صفقة سلاح تافهة أو اتفاق تجاري يوفر حفنة من الوظائف إلى حين.
لا غرابة، إذاً، أن يملي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، شروطه على مضيفيه في العواصم الغربية، ويمتنع عن مقابلة الصحافيين إلا من يضمن أنهم لن يزعجوه بالأسئلة. ففي المقابل لديه لمضيفيه عروض بشراء أسلحة بمليارات الدولارات.
ولا غرابة أن يطلب ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، أن يكون آخر مَن يلتقي ترامب من القادة الخليجيين، حتى يمسح كل الآخرين. ولا غرابة أن تستجيب الحكومات الغربية لمطالب هؤلاء الناس وتنفذها، لا احتراما لهم، بل حبا في أموالهم وجاهزيتهم للإنفاق على السلاح والخدمات الغربية.
المحصلة، أن ابن سلمان حلَّ في لندن وسط حملة ترويجية في المدينة تجاوزت كلفتها المليون دولار، ولا يلتقي الصحافيين، ولا يلقي محاضرة عامة، ولا يزور أماكن ومواقع غير مصنفة محميات حكومية. الشيء نفسه تقريبا حصل في زيارته الطويلة لأمريكا بعد بريطانيا. ومن غير المستبعد أن يفرض شروطه تلك على أيّ دولة يزورها في المستقبل فيُستجاب له من دون رفة جفن.
في الغرب لا فرق كبيرا بين حكام ومعارضين. الفرق الوحيد هو أن المعارضة تتيح لصاحبها حرية الانتقاد والتعبير عن السخط، طالما ليس في الحكم. وما أن يصل إلى الحكم حتى يكتشف واقعا آخر وقيوداً تمليها المصالح الأمنية والاقتصادية العليا، فينصاع بلا مقاومة. يكفي أن نعود إلى تصريحات دونالد ترامب قبل ثلاث وأربع سنوات لنرى اللغة التي كان يصف بها السعودية ودول الخليج، وننظر إلى موقفه اليوم لنكتشف حجم النفاق و«الحربائية»!
كما لا تغيّر المؤسسات الدستورية والديمقراطية كالبرلمانات الكثير من هذا الواقع، لأن جهودها تصطدم بغول لا يُرى اسمه المصالح العليا للبلد. يكفي هنا أن نتذكر كيف وقفت بريطانيا كلها، بصحافتها وبرلمانها ومجتمعها وأكثر من نصف أعضاء حكومتها ضد المشاركة في غزو العراق عام 2003، ورغم ذلك مضى توني بلير متجاوزاً كل الحواجز والمطبات ليكون شريكا رئيسيا في تلك الحرب الملعونة.
إذا كان لا بد من عبرة هنا، فهي أن منطق القوة هو الأقوى، ومنطق «المصلحة الوطنية» هو الأسمى. الباقي مقبول أن يكون موجوداً، لكنه ممنوع من أن يعيق دوران عجلة المصلحة العليا التي تحددها وتسهر عليها لوبيات السياسة والاقتصاد وصناعات السلاح والمال.
مهم التذكير بأن الغرب لم يهن فقط أمام بعض العرب الأثرياء. هناك روسيا التي أهانت زعامة هذا الغرب، الولايات المتحدة، ولا شك أنها تمسك على رئيسها أسرارا خطيرة تجعله ضعيفا ومهزوما لا يمكنه قول كلمة سوء واحدة في حق روسيا.
وهذا دليل آخر على أن القصة كلها في هوان الغرب لا قوة العرب! واستطرادا «التغلغل العربي» المزعوم في البيت الأبيض، حتى لو تأكد، هو مؤقت ومزاجي وهشٌّ. وهو ثمرة ظروف أوجدها ترامب، لا عمل طويل دقيق وصبور وفي العمق.

٭ كاتب صحافي جزائري

غباء ترامب لا ذكاء السعودية والإمارات!

توفيق رباحي

سوف أنتخب الله

Posted: 26 Mar 2018 02:12 PM PDT

عندما حاول الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك تقديم نفسه بصورة جديدة ومختلفة عن المعتاد قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة في عهده والتي حدثت عام 2005، تم اللجوء إلى الإعلامي عماد أديب بوصفه المحاور القادر على تقديم مبارك كما لم يقدم من قبل. وخلال تلك الفترة كتبت التحليلات والتوقعات قبل إذاعة كلمة مبارك للتاريخ التي أذيع منها ما يصل إلى سبع ساعات على مدار ثلاثة أيام في نيسان/أبريل 2005 وقبل أشهر عدة من الانتخابات التي تمت في سبتمبر/ايلول من العام نفسه.
كان الحدث مجالا للاهتمام بحكم الشخص وموقعه والتوقيت بالإضافة إلى فكرة الاستعانة بأديب القادم من خارج الدوائر المحيطة بمبارك في ما يتعلق باللقاءات الإعلامية، إلى جانب شهرته في العمل الفني والسينمائي على مدار السنوات السابقة للقاء وفكرة تقديم مبارك لنفسه بهذه الطريقة بعد عقود من الحكم وقبل أشهر من الانتخابات. وأعلنت العديد من العناوين والأخبار الجذابة قبل إذاعة الحلقات المسجلة، ومن ضمن تلك العناوين الحديث عن أن مبارك سيفجر مفاجأة كبرى إلى جانب العديد من المفاجآت الأخرى في مقابلته المنتظرة.
واعتبر البعض أن المفأجاة الوحيدة التي يمكن أن يعلن عنها مبارك هي عدم الترشح في الانتخابات، وإن كان هذا الأمر غير متوقع في ظل كل المقدمات السابقة وأجواء الاستعداد للانتخابات بما فيها البرنامج نفسه، فقد أصبح من الطبيعي أن تشمل الجميع حالة انتظار وترقب للقاء في عمومه وللمفاجآت التي سوف يتم الإعلان عنها. ولكن كانت المفأجاة الأكبر هي فشل اللقاء وفشل تسويقه وتسويق الشخصيات التي قيل عنها الكثير بين وقت الإعلان عن اللقاء وإذاعته. لم يستطع اللقاء أن يخرج مبارك في صورة القادة العظام، أو في صورة قريبة من الرؤساء في الغرب حيث المذيع أو المحاور المقرب القادر على أثارة القضايا المهمة وفي الوقت نفسه ترك مساحة للإعلان عن قيمة ومكانة الرئيس أو صاحب المنصب.
وبعد أن كانت الإشاعات ترشح أديب لمنصب مهم فى حملة مبارك الانتخابية أو التشكيل الوزاري المتوقع بعد الانتخابات، لم يحدث كل هذا. وحاول الجميع نسيان اللقاء على ما يبدو وعدم الرجوع إليه مرة أخرى بعد مرور تلك الفترة، وبهذا تم تناسيه عمدا وظل نموذجا للفجوة بين التوقع والواقع.
تذكرت كل هذا على هامش اللقاء الذى أذيع للرئيس عبد الفتاح السيسي قبل إجراء الانتخابات الرئاسية في الداخل بوقت قصير، ومحاولة اختيار شخصية من خارج الوجوه المعروفة والمقربة والتي يتصور أن تقوم بإجراء مثل هذا الحوار. وإذا كان اختيار أديب اعتبر من قبل البعض تعبيرا عن النجاح الذي حققه في الحقل الإعلامي حتى وإنْ لم يكن السياسي بالضرورة، ومحاولة الاستفادة من هذا النجاح وتوظيفه لتقديم مبارك في صورة مختلفة، فإن التساؤلات أحيطت باختيار المخرجة ساندرا نشأت التي يرى البعض أن اختيارها يعود إلى عملها في الأفلام الوئائقية. وهو تصور يقوم على محاولة بناء علاقة غير مباشرة بين اللحظة والتاريخ مثل الحديث عن التاريخ في اللقاء بشكل لا يضيف إيجابيات تذكر.
فعندما يطرح الحديث عن التاريخ من خلال التساؤل إن كان له الحق في أن يكتب السنوات التي مرت على مصر بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني أم أن الوقت لازال مبكرا على كتابة تلك السنوات، فإن مثل هذا الحوار يعبر عن جزء من الخلل القائم في الرؤية حين يتصور البعض أن الحاكم أو المسؤول السياسي يملك الحق في أن يحدد للتاريخ ما يكتب ومتى يكتب أو لا يكتب وكيف يكتب، وتصور أنه يملك الحق في أن يحدد قيمة الأحداث التي تمر بها الدولة وما يستحق أن يسجل أو لا يسجل علي طريقة الأعمدة في المعابد التي يكتب عليها اسم الحاكم وبعد رحيله يتم تغيير الاسم إلى الحاكم الجديد. هذا في حين أن التاريخ، بوصفه الحقائق والوقائع، يكتب في كل لحظة مهما كانت الأهواء والأحكام التي تحيط بعملية الكتابة حتى تأتي لحظة يتم فيها فرز ما كتب ومقارنة الوقائع والانتصار لرواية من الروايات بعيدا عن الكراسي ومن يجلس عليها.
في كل الأحوال لا يملك أي طرف أن يتحكم في ريشة التاريخ ولا تحديد قيمة ما يكتب أو لا يكتب، كما أن الحديث عن أن فكرة ذكر شخص في التاريخ، كما قيل، وكأنها عامل إيجابي يستحق الاحتفاء بعيدة كل البعد عن وقائع الحياة خاصة وأن التاريخ لا ينسى الطغاة ولا المعاناة ولا الظلم والهزيمة بالقدر نفسه الذي يتذكر القادة العظام والمصلحين ولحظات الانتصار. في النهاية باب التاريخ ديمقراطي ومفتوح للجميع سلبا وإيجابا والذاكرة الفردية والجمعية وحدها هي التي تحدد ما يتم الربط بينه وبين الشخصيات والتفاصيل، وما يتم الاحتفاء به وما لا يتم في اللحظة الزمنية القريبة.
الخلل انعكس بدوره على الأخبار التي نقلت عن اللقاء قبل أو بعد إذاعته. وفي حين أن اللقاء نفسه حمل اسم «رئيس وشعب» تناقلته بعض الصحف في عناوين باسم الشعب والرئيس مع الاحتفاظ بالاسم الأصلي في التفاصيل، وكأن عنوان موضوع قادر على تغيير الرسالة التي أراد البرنامج التأكيد عليها وهي أن الحاكم أولا والشعب تفاصيل على خريطة الوطن وعلى أبواب اللجان الانتخابية وأمام الكاميرات. الشعب  نفسه الذي خرج اسم مقرب من السلطة ويعرف عنه دوره في محاولة تقديم تنظير للأوضاع ليؤكد أن المطلوب ليس المشاركة ولكن الحضور حتى وإنْ لم يدل الشخص بصوته. تبدو علنية تهميش الشعب واضحة وهو مطالب بأن يتواجد من أجل حالة التفويض المطلوبة للسنوات المقبلة وتعديل الدستور وغيرها من الخطوات، المهم أن يستمر خطاب أن القرار جماعي وما يحدث يشارك فيه الحاكم والشعب حتي إذا وقعت الاتفاقيات وعقدت اللقاءات في الغرف المغلقة.
وكما هي العادة لم يستطع اللقاء الذي حاول تقليد مبارك على ما يبدو الخروج بصورة تتماشى مع الرسالة. في العام 2005 حرص مبارك على تقديم نفسه بالطريقة التي تتسق مع صورته العلنية بوصفه حاكما محافظا وبطلا عسكريا فعقد اللقاء في غرفة قيادة عمليات حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وحاول التركيز من خلاله عن الحرب وما سبقها، وحياته في هذا السياق. وسواء اتفقت أو اختلفت مع مبارك، يظل جزء كبير من إخراجه أو إخراج الأشياء في عهده أفضل حالا مما جاء بعده.
وكما أعاد السيسي تقديم حكاية الحديث مع ركاب الأتوبيس في الإسكندرية وغيرها من الصور التي تستعيد مبارك أو غيره من الرؤساء بدون نجاح يذكر، جاء التشابه هامشيا في لقاء ما قبل الانتخابات ومثيرا للنقد، كما جاء المكان الذي تم فيه الحوار غير متفق مع أجواء الحديث عن الصعوبات وذكاء المواطن في الانتصار للوطن رغم المعاناة. جاء المكان وكأنه سجادة حمراء أخرى وبالتالي لم تكن صالحة للمضمون الذي كان يفترض الدفاع عنه وخاصة حديث المعاناة الممتد من الماضي للمستقبل.
وفي حين كان الرئيس يتحدث عن ذكاء المواطن جاءت كلمات السيدة حكيمة عبد الحكيم التي تسكن المقابر لتطرح الجانب الآخر من الصورة حين يسود الواقع وتغيب الصور الجمالية والسجاد الفاخر. تحدثت السيدة حكيمة ببساطة وإدراك المواطن المصري الذكي والفاهم أيضا وهي تؤكد على غياب الثقة في الجميع، وتسرب الوعود التي قدمت من قبل السيسي نفسه عندما كان وزيرا للدفاع ومرشحا رئاسيا لتصل إلى مرحلة تؤكد فيها أنها لن تنتخب أحدا - ماديا- ولكنها سوف تنتخب الله - فعليا ومعنويا- بوصفه المتكفل بكل ما يتعلق بها وبحياتها ومعاناتها.
الفيديو الذي نقل حديث السيدة حكيمة انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وكتبت عنه بعض الصحف، وبعيدا عن محاولات التفسير الدينية خارج المقصود من صاحبته، جاء ليضع الحديث المعلب في مواجهة الواقع، والسجادة الحمراء في مواجهة المعاناة، وحديث من أجل الشعب في مواجهة الاحساس العميق بالتهميش وغياب السلطة، وكيف يتواجد المسؤول حين يحتاج أصوات الجماهير ويغيب بعد أن يحصل عليها. وجاء في النهاية ليضيف إلى معنى الفشل خاصة حين تحاول تكرار تجربة فاشلة دون أن تتعلم من دروس الماضي أو تتجاوزها. 
كاتبة مصرية

سوف أنتخب الله

عبير ياسين

جرادة المغربية بين شارع وقصر

Posted: 26 Mar 2018 02:12 PM PDT

في أقصى شرق الجغرافيا المغربية، وفي ما أصطلح عليه في المغرب غير النافع، وعند الحدود مع الجزائر، كان قدر أكثر من 40 الف مواطن مغربي أن تكون مدينة جرادة موطنا لهم. وكي يعرف الجميع معاناتهم نستعير أحصائية المندوبية السامية للتخطيط في المغرب التي تقول بأن نسبة البطالة بينهم بلغت 37 في المئة، 50 في المئة من السكان لا توجد لديهم مرافق صحية، 30 في المئة لا تتوفر في منازلهم حمامات، 20 في المئة ليس لديهم كهرباء، 30 في المئة غير مربوطة دورهم بشبكة الماء الصافي، 5.6 في المئة فقط هم القادرون على الوصول إلى الدراسة الجامعية. ولو تمعنا في هذه الأرقام لعرفنا حجم الألم والجور والاضطهاد والظلم الذي يعانيه هؤلاء البشر. بل كيف لم يخرجوا كل هذه العقود على السلطات كافرين بهذه الحياة التعيسة؟ مما يعني بأنهم صبروا إلى ما فيه الكفاية وكظموا فائضا كبيرا من الغضب. لكن القطرة التي أفاضت كأسهم كانت في نهاية ديسمبر – كانون الاول 2017، حين توفي شقيقان في أحد المناجم المهجورة ممن كانوا يبحثون عن رزقهم فيها. ففي العام 1932 اكتشف البلجيكيون أجود أنواع الفحم فيها واستمر استغلاله حتى بعد الاستقلال. لكن في تسعينيات القرن المنصرم تبين أن كلفة استخراجه كبيرة جدا، ولن تتحقق الجدوى الاقتصادية منه، فتم إغلاق المناجم في عام 1998. حينها بات آلاف العمال على قارعة الطريق بلا عمل وعوائلهم بدون مصدر رزق. ولأن السلطات لم تحاول إيجاد بديل اقتصادي يعيل هؤلاء، ولأن بعض المافيات المقربين من السلطات حصلوا على تراخيص حكومية باستخراجه لحسابهم، أضطر شباب المدينة للعمل بطرق بدائية جدا مما تسبب في وفاة اثنين آخرين. حينها طفح الكيل وخرج الناس في تظاهرات سلمية رافعين شعارات بمطالب اجتماعية. ورغم أن العديد من المسؤولين قد زاروا المدينة، وأعلنوا عن مجموعة من القرارات لإصلاح الوضع بصورة عاجلة، لكن سكان جرادة لم يلمسوا شيئا جديا من كل الوعود، بل إن السلطات جنحت للمقاربة الأمنية مؤخرا واعتقلت عددا من الشبان المتظاهرين. فتصاعد التوتر في المدينة وأعلن عن إضراب عام وتظاهرات كبرى في العاشر من مارس – آذار الجاري. وزجت السلطات بعناصر الدرك لمحاصرة التظاهرات، فحدث عنف وعنف مضاد خلّف عددا من الجرحى وأضرارا بالممتلكات العامة والخاصة .
ولعل المراقب يجد بأن ما حصل في جرادة لم يكن منفصلا عن ما حصل سابقا في الحسيمة وسيدي بوعلام والزاكورة، وبعض ضواحي المدن الكبرى. وهو إعلان صريح عن فشل النموذج التنموي في المغرب، والذي سبق وأعلن القصر انفراده بوضعه وتبنيه وأشرافه المباشر عليه بقيمة 20 مليار درهم، و50 الف مشروع على طول وعرض الخارطة المغربية، بما يحقق الفائدة لعشرة ملايين إنسان كما كان وعدهم. لكن الخطأ الكارثي هو الاستنساخ غير الواقعي لخطة تنموية لم تأخذ بنظر الاعتبار الواقع المغربي، مما أدى إلى إعلان القصر نفسه عن فشل المشروع، داعيا الحكومة إلى مراجعته، من دون أن يجد الناس طرفا ما يخضع للمحاسبة مما أفقد المواطنين الثقة بالسلطات التي تجابههم في كل أزمة بحجة أن التنمية درب طويل، وأن نتائجها لا يمكن أن يلمسوها بالسرعة التي يتوقعون فدفع المغاربة للتساؤل لماذا يكون زمن التنمية طويلا جدا عليهم، بينما تبين أثاره الايجابية بسرعة فائقة على المسؤولين؟ هنالك موشرات تبين أن العديد من الوزراء والأعوان قد تضاعفت ثرواتهم مرات عديدة. حتى القصر تضاعفت ثرواته أيضا. مما يدل على أن هنالك دينامية اقتصادية ما، لكن نتائجها الإيجابية تبقى محصورة في يد فئة محددة وليست لعامة الناس، وفي مناطق ما يسمى المغرب النافع حيث طنجة والرباط والدار البيضاء، وليس مدن المغرب العميق المهمشة. وهنا يضاف إلى العطب التنموي عطب ديمقراطي كبير في المؤسسات مما يولد حالة تفاوت كبرى، فتتركز الثروات في يد قلة قليلة من الفاعلين. كما أن السلطة تتركز هي الأخرى في قلة من الفاعلين أيضا. بينما تترك الأكثرية لمصير مجهول في ظل غياب قاس للخدمات الاجتماعية وفقدان البنى التحتية، والحرمان من مستلزمات الحياة الضرورية.
إن المراقب للاحتجاجات التي حصلت في بعض المدن المغربية يجد أن قاسمها المشترك حراك اجتماعي اقتصادي خال من أي شعارات سياسية، رغم شرعية القيام بذلك. لكنها خطوة ذكية من المحتجين كي لا تتهمهم السلطات بأنهم مدفوعون من قبل جهات سياسية. ومع ذلك اتجهت السلطات إلى المقاربة الأمنية. والملاحظة الجديرة بالانتباه هي أن من تزعموا هذه الاحتجاجات كانوا بعيدين تماما عن كل تنظيم حزبي أو نقابي، وأن المشاركين فيها شيوخ وشباب ونساء. كما أن الذي برز في هذه الاحتجاجات هو ثنائية الشارع والقصر بمعزل عن تدخل الحكومة. فالشارع هو الذي يقود مبادرة إسماع الصوت وأنين الألم، وواجب القصر أن يقوم بالتفاعل لأنه المخول بتدبير السياسات في البلد. فالفاعلون في الحكومة يشعرون بالولاء للقصر وليس الولاء للشعب الذي أنتخبهم. ويتملكهم الخوف من توجيه أي نقد للسياسات التي يتبناها القصر خاصة في المجال التنموي، لأنهم يعتقدون أن تأشير الخطأ عليها والنقد لها سيُعد نقدا للقصر. بينما الحل يجب أن يكون دائما متوافقا بين القصر والفاعلين السياسيين. وعكس ذلك تبقى الحكومة هشة وضعيفة، ويبقى القصر يتفاجأ بالحراكات الشعبية مدينة بعد أخرى. نعم لقد دخل المغرب في مسار ديمقراطي واعد في عام 2011، بعد إقرار الدستور الجديد وانتخابات حرة ونزيهة، وبرزت حكومة لديها مشاريع إصلاحية عديدة، لكن اللوبيات ومافيات السلطة أوقفت عجلة الإصلاح لأنها لا تريده أن يحصل.
إن الدول التي تحترم مواطنيها تسعى للعمل على مواجهة الاحتجاجات الشعبية بصورة استباقية، من خلال الاستثمار الأمثل في توفير الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الملائمة لجميع الطبقات الاجتماعية، بما لا يدع أية فرصة لحصول احتجاجات. لكننا في الوطن العربي دائما يكون الاستثمار في المجال الأمني لمواجهة الحراكات الشعبية لأنه منطق السلطات الفاشلة والعاجزة عن تقديم بديل مقنع، والذي يسعى للجم المطالب الاجتماعية بالقوة وبمنع تراخيص التظاهر. فهم يعتقدون بأن ذلك هو الطريق الأسلم والأرخص كي لا تكبر الاحتجاجات وتصبح ذات مطالب سياسية، وهو ما حصل في جرادة للأسف. بل خرجت بعض الأصوات تقول بأن الوقت غير مناسب لمثل هذه الاحتجاجات، بسبب الظروف السياسية التي يعيشها المغرب، حيث الصراع مع جبهة البوليساريو حول الصحراء، وهنالك أزمة مع الاتحاد الأوروبي بعد قرار محكمة العدل الأوروبية، بشأن منع الصيد البحري في الشريط الساحلي المقابل للصحراء. مضافا إلى ذلك غياب الملك لظروف صحية. وبذلك نكون أمام معادلة يريد البعض فرضها على الناس، وهي الصمت المطبق على كل الظروف الصعبة التي يواجهونها بانتظار أن تفيق السلطات وتنظر إلى حالهم، مقابل تحريم الصراخ من الألم إنْ كانت السلطات في حالة أزمة.
باحث سياسي عربي

جرادة المغربية بين شارع وقصر

د.مثنى عبدالله

تعيين ترامب لبولتون لا يعني حتمية الحرب ضد إيران

Posted: 26 Mar 2018 02:11 PM PDT

عيّن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جون بولتون مستشاره في الأمن القومي الأسبوع الماضي، ومعه تناسلت التحاليل القائلة بعودة فكر وأجندة المحافظين الجدد إلى البيت الأبيض، وبالتالي انتظار توتر كبير في العلاقات الدولية ومنها احتمال الحرب ضد إيران إذا لم تتنازل عن برنامجها النووي.
ويعتبر بولتون هو الثالث الذي يحتل هذا المنصب في عهد ترامب بعد كل من الجنرال مايكل فلين القادم من القوات الخاصة والجنرال الآخر القادم من قوات المارينز هيربير رايموند ماكستر. ويأتي تعيينه بعد تعيينات أثارت جدلا في منصب وزارة الخارجية مايك بومبيو بدل ريك تريلسون ومديرة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل. والثلاثة من دعاة استعمال القوة في العلاقات الدولية، وهذا يدل على توجه عسكري لواشنطن في العلاقات الدبلوماسية.
ويعتبر بولتون سياسيا مخضرما وأحد المتطرفين في العلاقات الدولية ولم يغير من الأفكار التي يؤمن بها. والتخوف بعد توليه منصبا له تأثير مباشر على الرئيس في البيت الأبيض قائم. وكتب في هذا الصدد المحلل كليشنديف كلمور في مجلة «ذي أتلنتيك» منذ أيام أن «سياسيا مثل بولتون قضى ثلاثة عقود في واشنطن لم يغير من أفكاره منذ عهد رونالد ريغان ولا يعتبر الدبلوماسية والاتفاقيات الدولية والأمم المتحدة تخدم مصالح الولايات المتحدة». ويزداد التخوف أكثر إذا اطلعنا على كتاب جون بولتون الصادر سنة 2007 بعنوان «الاستسلام ليس حلا» وتضمن رؤيته لملفات شائكة مثل كوريا الشمالية وإيران، حيث يصر على الحل الحازم بما في ذلك استعمال القوة. ويضاف إلى هذا افتتاحية «نيويورك تايمز» منذ أيام بتنصيصها على أن «أشخاصا قليلين قادرين على جر البلاد إلى الحرب مثل تعيين جون بولتون».
وإذا كان الجميع يتحدث عن مدى خطورة تعيين بولتون وجر البلاد إلى الحرب، هذا يجرنا إلى تساؤل أو تساؤلات أخرى، هل يمتلك بولتون قرار الحرب؟ وهل سيسمح القادة العسكريون بتورط الولايات المتحدة في حرب ضد إيران في وقت يمر منه العالم بأوقات حرجة جيوسياسيا؟
وعلاقة بالسؤال الأول، يعتبر بولتون من المتطرفين في العلاقات الدولية وأحد العناوين المتبقية من فكر المحافظين الجدد في واشنطن، لكنه في الوقت نفسه، هو رجل التناقضات بامتياز. شن حملة ضد الجمعيات غير الحكومية الدولية ولكنه تولى منصب مدير التعاون الدولي معه الجمعيات الدولية في وزارة الخارجية الأمريكية في أوائل التسعينات. ونادى بالتخلي عن الأمم المتحدة وأصبح سفيرا لبلاده في مجلس الأمن ما بين سنتي 2005-2006. ولا نستغرب إذا جنح إلى السلم في العلاقات مع كوريا الشمالية وإيران لاحقا. ويكفي أنه سيكون من المشرفين على اللقاء المرتقب بين رئيس كوريا الشمالية كيم يونغ والرئيس الأمريكي.
أما الجواب عن السؤال الثاني فهو شائك خاصة أننا لا نعرف مستوى تأثير بولتون على ترامب، وكان هذا الأخير معجبا بأفكاره، وكاد أن يعينه وزيرا للخارجية قبل اختياره ريك تريلسون.
في هذا الصدد، لو قام بولتون بالتأثير على ترامب لشن الحرب ضد إيران، فالرئيس الأمريكي لا يمتلك قرار إعلان الحرب بل هذا يعود إلى الدستور الأمريكي بموجب البند الثامن من الفصل الأول من الدستور الأمريكي. وتوجد ثغرة في الصلاحيات المخولة للرئيس الأمريكي التي بموجبها يمكنه الدخول في عمل عسكري، واستغلها الرؤساء للتورط في عمليات عسكرية تحولت إلى حرب رغم أن الكونغرس لم يعلنها. ولهذا تعتبر في القاموس العسكري الأمريكي تدخلا عسكريا وليس حربا وأشهرها فيتنام والعراق.
وتاريخيا، صادق الكونغرس الأمريكي على ست حروب وهي ضد بريطانيا (1812)، ضد المكسيك (1842)، ضد اسبانيا (1898)، ضد المانيا (1917)، ضد المانيا واليابان وإيطاليا سنة 1941 في إطار الحرب العالمية الثانية، ثم ضد هنغاريا ورومانيا وبلغاريا سنة 1942 في إطار الحرب العالمية الثانية، بينما الباقي لم يصادق عليها الكونغرس بل تعتبر قرارا رئاسيا وأحيانا كان الكونغرس يرسل جنودا ولكن بدون إعلان حرب.
إذن كيف يعلن الرئيس الحرب؟ الرئيس له الصلاحية الدستورية للتحكم في قوات المارينز وإرسالها إلى أي بؤرة في العالم، وأمرها بتنفيذ عمليات عسكرية من غير العودة إلى الكونغرس. وبما أن المارينز يجب أن يصل إلى منطقة التدخل، تضطر البحرية الحربية إلى حمله. ومن حق المارينز طلب مساعدة القوات الخاصة للجيش مثل فرق رينجر وفرق المظلات 82 والقبعات الخضر وكذلك بعض الفرق الجوية مثل فرقة 160 لتأمين اللوجستيك والتفوق العسكري. هنا يكون الرئيس قد ورّط جزءا هاما من الجيش في العملية العسكرية، وهذا ما وقع في التدخل العسكري ضد العراق سنة 2003. ولكن: هل يمكن للرئيس ترامب تكرار هذا السيناريو في حالة إيران؟
سيناريو عملية جوية خاطفة أو القصف بالصواريخ لن تنجح ضد المشروع النووي الإيراني، ولو كانت قابلة للتنفيذ لنفذتها إسرائيل. ثم لا يمكن إنزال قوات المارينز أو المشاة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية لأن هذه الأخيرة شديدة التحصين عسكريا وفي أعماق الأرض، حيث شيدها الإيرانيون على شاكلة قيادة «نوراد» الأمريكية في أعماق جبل شايين في ولاية كولورادو.
وعليه فإن صلاحيات الرئيس بإرسال المارينز وتوريط قوات أخرى لن تنفع في مواجهة إيران لأن التدخل العسكري ضد طهران يستوجب إعلان الحرب من طرف الكونغرس لأنها حرب تحتاج إلى إمكانيات عسكرية هائلة للغاية كما وقع في الحرب العالمية الثانية، أي تدخل الجيش الأمريكي بكل فروعه وقوته.
ووفق كتابات ضباط سابقين أمريكيين ترفض قيادة العمليات الخاصة الأمريكية بشكل حازم مغامرة حربية ضد إيران إدراكا منها أنها لن تكون في مواجهة إيران وحدها بل بطريقة غير مباشرة ضد روسيا والصين، حيث ستمد الدولتان إيران بالمعلومات والأسلحة المتطورة للمقاومة وتدمير جزء من الترسانة العسكرية الأمريكية علاوة على القواعد العسكرية في الخليج التي ستكون هدفا مستمرا، وبالتالي تكبيد واشنطن خسائر جمة. وتدرك الولايات المتحدة أنها في أي هجوم على إيران ستكون عرضة لتجارب لأسلحة روسية وصينية جديدة يمتلكها الحرس الثوري الإيراني. من جانب آخر، عندما تصل دولة إلى قوة عسكرية صلبة قادرة على صد أي اعتداء خارجي بقوة نارية كبيرة بما فيها القوة الصاروخية الموجهة بدقة لضرب الأهداف، تكون نتيجة أي هجوم عليها مكلفة للغاية بشريا واقتصاديا، وهذا الذي سيجعل القيادة العسكرية الأمريكية تتحفظ بكل جدية على المغامرة العسكرية ضد إيران لأنها قوة صلبة ولأنها لا تهدد الأمن القومي الأمريكي مباشرة خاصة في ظل تراجع أهمية الشرق الأوسط لصالح منطقة المحيط الهادي في أجندة الولايات المتحدة.
ولا تنسوا أن الولايات المتحدة شنت خلال العقود الثلاثة الأخيرة الحرب ضد دول ضعيفة عاشت الحصار مثل العراق، أو كانت في طور التفكك مثل صربيا، أو ميكروسكوبية مثل غريناد، ولم تهاجم أي دولة ذات قوة عسكرية متوسطة.
ولهذا فتأثير بولتون لن يتعدى في أقسى الحالات تشجيع ترامب على الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، لكن الأوروبيين وروسيا والصين يتشبتون به، مما سيخلق للبيت الأبيض مشاكل في علاقاته مع حلفائه ومع موسكو وبكين.
كاتب مغربي من أسرة «القدس العربي»

تعيين ترامب لبولتون لا يعني حتمية الحرب ضد إيران
 
د. حسين مجدوبي

سبب واحد وراء التردي العربي والهرولة نحو إسرائيل

Posted: 26 Mar 2018 02:11 PM PDT

هرولة عربية غير مسبوقة نحو التطبيع مع إسرائيل. يتسابق الحكام العرب على تأدية شعائر الولاء والطاعة لتل أبيب، وفي الوقت ذاته تُغدق الأنظمة العربية من خيرات أمتنا على الأمريكيين الذين يقررون حجب مساعداتهم عن الفلسطينيين.. حالة ازدراء غير مسبوقة في تاريخنا الحديث.
حالة التردي التي يعيشها العالم العربي والإسلامي اليوم تعيد إلى أذهاننا رواية ابن كثير في كتابه «البداية والنهاية» عن سقوط بغداد بأيدي المغول سنة 656 للهجرة (شباط/ فبراير 1258 للميلاد)، حيث يُشير إلى أن التتار وصلوا في إذلال العرب لدرجة أنهم يرسمون خطاً على الأرض أو في الهواء لأحدهم فلا يتجاوزه خوفاً منهم.
ويقول ابن كثير عن واقعة سقوط بغداد: «كان الرجل يُستدعى فيخرج بأولاده ونسائه، فيذهبون به إلى مقبرة الخلال تجاه المنظرة فيُذبح كما تذبح الشاة، ويؤسر من يختارون من بناته وجواريه»، ويضيف: «ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش، وقنى الوسخ، وكمنوا كذلك أياما لا يظهرون».
المشهد العربي اليوم يبدو على الدرجة نفسها من الإذلال أو ربما أسوأ، وإن كانت الأشكال والأساليب هي التي اختلفت وتطورت، فمشهد الخليفة العباسي متوسلاً لهولاكو هو ذاته مشهد الحكام العرب وهم يتوسلون ترامب في البيت الأبيض، ويزحفون نحو تل أبيب طمعاً برضاها وأملاً بنيل القبول من نتنياهو.. لا يختلف الأمرُ كثيراً!
يتساءل كثيرون عن أسباب الهرولة العربية لإسرائيل، والرغبة الجامحة لدى بعض أنظمة العرب لإقامة علاقات مع إسرائيل، وكأن العالم الذي يضم أكثر من مئتي دولة قد ضاق عليهم ولم يعد ينقصهم فيه سوى سفارات إسرائيلية في عواصمهم وسفارات لهم لدى تل أبيب. رغم أن هذه الدول العربية ذاتها ليس فيها سفارات لعشرات الدول الأجنبية ومع ذلك لم تزحف نحو تلك الدول لتتسول منهم سفارة أو قنصلية.
تفكيك هذا اللغز ليس صعباً؛ فما حدث في المنطقة العربية هو أن الأنظمة التي هبطت على شعوبها بمظلات (دون انتخابات ولا أي مقدمات منطقية) ظلت طوال العقود الماضية تخدع شعوبها بأنها منشغلة بالحرب مع إسرائيل، وأن هذه الحرب تحتاج الالتفاف والتلاحم والوحدة والولاء والانتماء، وعليه فلا وقت لانتخابات أو حريات أو حقوق لأن الأولوية هي تحرير فلسطين. وبطبيعة الحال لم تكن هذه الأنظمة تريد تحرير فلسطين ولا قتال إسرائيل، ولم يكن أصلاً في مصلحتها أن تتحرر فلسطين لأن النظرية الميكافيللية التي ينام عليها الحكام العرب ويعملون بها هي: «افتعل عدواً خارجياً حتى يلتف الداخل حولك ويقدم الدعم والتأييد لك»!
أما الذي تغير في أعقاب ثورات الربيع العربي فهو أن الحيلة السابقة أصبحت منتهية الصلاحية وغير قابلة للاستمرار، وأن الشعوب العربية تطالب بالتغيير، وعليه اتجهت بعض الأنظمة العربية للتحالف مع إسرائيل طمعاً في الدعم الأمريكي الإسرائيلي في مواجهة أي خطر داخلي، وإدراكاً من هذه الأنظمة بأن شرعيتها غير المستمدة من شعوبها يمكن أن تُستمد من مصدر آخر، وليكن أمريكا وإسرائيل.
هي «أزمة شرعية» إذن وليست أي شيء آخر، والزاحفون نحو التطبيع مع إسرائيل يريدون تثبيت أنظمتهم والتسمر على كراسيهم بالتحالف مع إسرائيل..إسرائيل التي كانت أيضاً طوال العقود السبعة الماضية سبباً في بقائهم ولكن الدور الذي كانت تلعبه خلال تلك العقود كان مختلفاً. كانت هي العدو الصوري الذي يتم فيه تخويف الشعوب، واليوم هي الحليف الحقيقي الذي سيتم استخدامه لتخويف الشعوب. وفي كلتا الحالتين فإن شرعية الأنظمة ليست مستمدة لا من الشعب ولا من الرضا الجماهيري ولا بالعقد الاجتماعي ولا بأي طريقة طبيعية ومنطقية لنشوء الدولة!
كاتب فلسطيني

سبب واحد وراء التردي العربي والهرولة نحو إسرائيل

محمد عايش

لا يقبل من الصحافي… ما يقبل من غيره!

Posted: 26 Mar 2018 02:11 PM PDT

يمكن عد كل سلوك، منطلقه وغايته المتعة ليبيديا، وإذا كانت هذه المتعة جسدية، فإنها تنمط جنسيا، وكل طريق غير رضائية إلى بلوغها تصنف تحرشا، أما إذا تم تحقيقها بغير رضا فذلك بطبيعة الفعل اغتصاب..
والفرد الذي يثمن ويعتد به هو الذي أخمد زمزم جسده الداخلي لصالح سمفونية الجسد الاجتماعي.. لا الذي يعمل على تعطيلها وخرق نسقيتها، وهو الجسد الثقافي الذي يعرف كيف يستجيب لنداءات الليبيدو ثقافيا.. أي يشبع حاجياته بطرق مقبولة أخلاقيا ومتواضع عليها اجتماعيا، ومتوافقة أو مسكوت عنها قانونيا..
فالفرد السوي نفسيا والسليم اجتماعيا.. هو الذي يوفق بين هذه الدوائر، حتى لا يقترف سلوكا محظورا بمعنى من المعاني، كالسرقة أو القتل أو الاغتصاب.. الذي يعد خرقا للنسق السائد والمتواضع عليه، فيعرض المقترف أو المشتبه أو الجاني للردع والعقوبة والجزاء.. ويبلغ الخرق، سرقة أو قتلا أو تحرشا كان، أقصاه، إذا صدر من فرد يفترض فيه صيانة النسق، وفضح اختلالاته.. كالإمام أو المعلم أو الصحافي، الذي يعمم المعلومة، ويوجه الرأي العام، وينشر الحقيقة..
فما الذي يفرق ببن تهم التحرش والاغتصاب الموجهة لصحافي أو معلم أو إمام.. والتهم نفسها موجهة لفرد من أفراد الجسد الاجتماعي..؟ قد لا تثير تهمة التحرش كل هذا اللغط والضجة إذا أسندت إلى شخص عادي، لكن عندما ترتبط بمدير مدرسة أو رئيس نشر أو إمام مسجد فإن المسألة تتخذ مجرى آخر.. تكون معه ظروف التشديد في الأحكام والمصادرات الاجتماعية قبل القضائية.. لأنه محفل شرف ومصدر ثقة ومنبع وعي، وقبلة أنظار..
فإذا كان سلوك التحرش الجنسي هو سلوك يومي يشاهده المجتمع ويتفرج عليه من شرفة منزل، أو من على كرسي في مقهى، أو حتى خارجا من المسجد.. فلا يستهجن هذا السلوك.. بل لا يعيره أدنى اهتمام، لأنه اختلال نسقي بين الفعل اليومي للفرد من جهة، وعدم بلوغ الوعي الاجتماعي بهذا الفعل مداه، من جهة أخرى.. ولأن الفرد لا يلبس كسوة المحامي ولا درع المدافع ولا رمح حارس المعبد..
فإن الإمام والمعلم والصحافي.. وإن كانوا لا يخرجون عن دائرة الإنسانية، إلا أن الدور الاجتماعي الذي أسند إلى كل واحد منهم، والسجل الثقافي الذي انضوى تحته، يخرجه من دائرة الفعل اليومي المشترك، إلى دائرة الوعي بالفعل اليومي، مما يقتضي منه الحكم والتقويم، بالوقوف ضد النقائص والعاهات والاختلالات الإجتماعية، بما اكتسبه من مناعة نتيجة انتمائه لسنن ثقافي متعال عن السنن الثقافي السائد، الذي على أساسه يتداول الفعل داخل المجتمع، أي أنه انتقل من دائرة الأفعال الاجتماعية اليومية إلى دائرة الوعي بها، والتمييز داخلها.. بمعنى أنه يتموقع داخل الواقعة ماديا لرصدها، ويتموقع معنويا خارجها للحكم عليها، سلبا وإيجابا، ومتى اختل هذا النمط من الوجود الثنائي، اختل معه الدور المنتظر من المعلم والإمام والصحافي.. الذي تغدو آليات الوعي بالفعل في يده وسائل للاستقواء وترسيخ الفعل وتكريسه..
والحال ذلك، إلى أن تقول العدالة كلمتها في المتهم بإدانته أو بتبرئته، لا يحق لمن لا يستطيع الوجود داخل الظواهر المجتمعية ماديا وأن يكون، رمزيا، خارجها، لا يحق له ارتقاء مراقي التفكيك والتشريح والحكم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومنابر مخاطبة العامة، سواء كان محرابا للخطبة أو منصة للخطابة أو منبر للإعلام.. كيلا يظهر كونا قيميا معينا ويعيش في مراتع آخر..
لأن من يصعد هذه المنصات عليه أن يتخلى طوعا وكرها عن مآربه الشخصية وعن نوازعه الدنيوية وعن خطاب الجسد الفردي لصالح خطاب الجسد الاجتماعي.. الذي اتخذه مادة أو موضوعا للملاحظة والتشريح والكشف عن الخلل والعطل.. فهل يقبل من طبيب يشخص العلل والأمراض أن يزيد من وتيرتها ويفاقم من انتشارها وتفشيها! ذلك حال الامام والمعلم والصحافي.. فلا يقبل منهم أبدا ما يقبل من غيرهم! والحديث هنا عن التحرش كوعد بالفعل، وليس كفعل أي كاغتصاب فذلك مرفوض جملة وتفصيلا، عند الصحافي وعند غيره..

باحث مغربي في تحليل الخطاب والأنساق الثقافية

لا يقبل من الصحافي… ما يقبل من غيره!

زهير اسليماني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق