Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأربعاء، 28 مارس 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


مصر: حملة السيسي الانتخابية ضد من؟

Posted: 28 Mar 2018 02:31 PM PDT

في واحد من أشرطة الفيديو العديدة التي انتشرت خلال فترة الانتخابات الرئاسية المصرية التي انتهت يوم أمس يقوم ما يبدو أنه مدير أحد المدارس بمخاطبة عشرات المعلمين بالقول إنهم سيتوجهون للانتخاب وإلا فإنه «سيذهب في داهية»، وأن الأمر هو قرار من «أجهزة الدولة»، وأنهم سيعطون بطاقات انتخابية وسيتم تصويرهم كي لا يقول أحد منهم إنه لم يستلم بطاقته، وأن من يكتب «المطلوب منه» فسترسل بطاقته إلى صندوق الانتخاب، ومن لا يفعل ذلك فسيتم إرسال بطاقته إلى الإدارة.
إضافة إلى الإملاء والعسف الصريحين الماثلين في الفيديو المذكور فإن وقائع عديدة تم تسجيلها قام فيها مسؤولو الدولة بتهديد الناخبين بغرامات تقدر بخمسمئة جنيه مصري، في حين قام عناصر للشرطة بالقرع على أبواب البيوت في المنيا وأسيوط لحث الناس على الخروج منها والتصويت، كما تم تهديد متقاعدين وموظفين في الخطوط المصرية بحجب رواتبهم إن لم يشاركوا.
وحين لا ينفع التهديد، على ما يظهر، يلجأ المسؤولون إلى رفع سقف الوعود للمواطنين بتحسين الخدمات الأساسية كالكهرباء والصرف الصحي، وقام بعض التجار المحسوبين على السلطة بإزجاء الوعود بإرسال 500 شخص من المنتخبين إلى الحج، كما أن مناطق للأقباط في الصعيد تم استهدافها، وقد وصل الابتزاز لدرجة مطالبتهم بالرقص أمام المراكز الانتخابية.
إلى عصا التهديد وجزرة الوعود انضافت أصناف غير مسبوقة من النفاق السياسي، فالمنافس المفترض، موسى مصطفى موسى، صرح انه حين سينتخب رئيساً (!) سيسأل السيسي عمن سيرأس الحكومة، فيما قام إعلاميون وفنانون بأشكال معيبة من إهانة الذات لتمجيد السيسي.
ويبدو أن الجوّ السورياليّ للانتخابات الرئاسية المصرية قد فرض نفسه حتى على وفد الكونغرس الأمريكي ومجموعة من المراقبين الأجانب الموجودين في مصر «لمراقبة الانتخابات الرئاسية»، حيث ظهرت صور لأعضاء من الوفد والمراقبين يتناولون «الفطير المشلتت» والجبن البلدي والعسل، ويدخنون الشيشة ويرقصون.
يجري كل ذلك باسم «انتخابات» مزعومة رغم أن القضية برمّتها هي بيعة إلزامية لقائد عسكريّ ـ أمنيّ انقضّ على السلطة الديمقراطية المنتخبة تحت أنظار العالم.
ما الداعي إذن لكل هذه «الحملات الانتخابية» والصور العملاقة التي ملأت شوارع مصر في الوقت الذي قوّض السيسي أي إمكانية لمنافسة حقيقية لعرشه مع إقصاء أحمد شفيق وسامي عنان وعبد المنعم أبو الفتوح وتوجيه الاتهامات الثقيلة لهم، ثم استقالة خالد علي وعزوف حمدين صباحي (المرشح لانتخابات 2014) المبكر؟
الأنباء الواردة من مصر تشير إلى أنه رغم أساليب التهديد والوعود، وتحشيد التلاميذ ومديح النساء، ونفاق المنافقين وغثاثة المراقبين، وتواطؤ العالم، فإن عدد الناخبين وصل إلى حدود 7 إلى 14 بالمئة، وهو ما يعد استفتاء معكوساً وبيعة منكوسة لرئيس «القوة الغاشمة» الذي ألقى بكلكله على الشعب المصري المنكوب.

مصر: حملة السيسي الانتخابية ضد من؟

رأي القدس

الولد العاق والخائن والأعمى…

Posted: 28 Mar 2018 02:30 PM PDT

لم يكن مفاجئاً لي الإعلان الغريب لأسرة الشريف المصرية في ولائها للسيسي ما عدا وليد الذي وُصف بالولد العاق، أتفهّم هذه العائلة جيّداً.
رأيت إعلاناً مشابهاً قبل سنوات في إحدى قرانا في الجليل على متجر كبير، «سوبر ماركت فلان الفلاني وأولاده ما عدا فلان»، يبدو أن الاسم الذي جرى استثناؤه من المصلحة التجـــــارية سبَّب لها خسائر بعمل ما قام به، قد يكون عملاً غير أخلاقــــي ترفضــه العائلة وتتبرّأ منه، وذلك تحاشياً للمقاطعة التجـــارية والاجتماعية التي قد تُفرض على المتجر وعلى العائلة تلقائياً من قبل الجمهور الواسع، فاضطرت العائلة لمثل هذا الإجراء، وذلك أن النظام القبلي والقروي الضيّق يأخذ العائلة كلها بذنب أحد أفرادها.
الحقيقة الخفية وراء إعلان عائلة الشريف المصرية، هي أن وليد العاق قد يُعرّض مصلحة العائلة للخطر، وبهذا تعلن العائلة من دون أن تدري بأن هذا النظام الدكتاتوري لا يؤتمن جانبه، وقد يعاقب كل أفراد العائلة بسبب تمرّد أحد الأبناء على الطاعة، لأن النظام الدكتاتوري معتاد أن يعاقب الجميع بجريرة الفرد. هذا أحد أساليب النظام الدكتاتوري في إحكام قبضته على الناس، فهو يحوّل الجميع إلى رقباء على الجميع وكلهم يخشون العقاب فيقاطعون ويحاربون الخارج عن السرب.
وقد يقاطع الناس عائلة ما في تجارتها خوفاً من شبهة التقرّب منها ومن إبنها»سيّء السمعة»، وبهذا يشتركون بمعاقبة أسرة المعارض ليكون المجتمع كله شريكاً في القمع. قد يكون وليد من المشبوهين في قضية سياسية وحتى أمنية خطيرة، ولكن ما ذنب العائلة كلها حتى ترتعب وتعلن مثل هذا الإعلان في الولاء سوى خوفها من الدكتاتور والقطيع المؤذي الموالي له!
في معظم قرانا العربية تأسست المجالس المحلية في الستينيات، ورغم أن انتخاب الرئيس والأعضاء يجري بشكل ديمقراطي وسري، إلا أن هذه السرّية في القرى الصغيرة كانت شبه علنية، فالاصطفاف العائلي يتّضح قبيل الانتخابات بأشهر، وأي تغيير في الموقف مهما كان ضئيلاً، قد يقلب النتيجة أو يرجّحها لطرف ضد آخر، هؤلاء الذين يخرجون عن إجماع العائلة ويغيّرون النتيجة يطلق عليهم بكل بساطة تسمية الخَوَنة، وقد تقاطعهم العائلة والحلف، وسوف يذكرون لهم موقفهم «الخياني» لسنين قادمة، خصوصاً إذا أضر هذا الموقف بالفوز بالرئاسة أو العضوية أو بالحصول على وظيفة ما.
عادة كان يترشح للرئاسة في قريتنا إثنان، كل واحد منهما يرأس عائلة كبيرة متحالفة مع عائلات أقل عدداً، يفتح كل منهما ديوان بيته قبل الانتخابات بأشهر، ليتحوّل إلى مقر للنشطاء والمؤيدين للسهر والسّمر وحسابات الأصوات.
في إحدى الجولات في مطلع السبعينيات صادف أن حضر ديوان أحد مرشحيّ الرئاسة رجل بعكس توجّه عائلته، وكانت له غاية من المرشح، فقد ظن أن بقدرته تخفيف ثلث المدة التي تمنح للسجناء الجنائيين عن ابنه السجين الأمني، وذلك بسبب علاقة المرشح الخاصة مع أحد رجال السلطة الكبار.
كان في السهرة رجل ضرير، له ثأر قديم مع هذا الرجل، فأراد أن يلمز ويغمز من جانبه، فاستأذن بأن يحكي، ثم قال: هذا يا جماعة كان لدى شخص ما ديك من الحجل، يرشّ له الحَبَّ في ساحة بيته ويطلقه، فيأخذ هذا بنقد الحب فيجذب غيره من الطيور، وحين تجتمع حول الحبّ يلقي الرجل شبكته عليها فيصطاد بعضها لتكون وجبة لغدائه، وقد اعتاد أن يفعل هذا في كل بضعة أيام.
وكان له جار، انتبه لما يفعله، فأتى إليه وعرض عليه أن يشتري منه ديك الحجل وأغراه بالمال حتى وافق، وما أن تسلّمه حتى استل سكيناً من جيبه وذبح ديك الحجل ورماه للقطط، فقال الرجل مندهشاً: «لماذا ذبحته وقد دفعتَ ثمنه باهظاً، فقال جاره: لأنه خائن لأبناء جنسه والخائن يحلُّ ذبحه».
فهم الحضور أن القصة موجهة إلى هذا الرجل الخارج عن إجماع عائلته، وأن الرجل الضرير قصد إهانته، إلا أن هذا الرجل «الخائن» لم يكن هيّناً، فاستأذن بالحديث وقال: وحّدوا الله يا جماعة.. فقالوا: لا إله إلا الله، فقال: هذا يا جماعة، عندما قذف الحوت سيدنا يونس من جوفه، كان جسده طرياً مثل العجين تؤذيه الشمس، فاستظل ببيت من اليقطين، وكان على الشاطئ أطفال يلعبون ويمرحون باستثناء ولد أعمى وقف جانباً محروماً، فتوجه يونس إلى ربّه متسائلاً: «يا ربُّ، لِمَ حرمت هذا الطفل من نعمة النظر! لم لا تجعله مبصراً كي يلعب مثل رفقائه! فاستجاب الله لرغبة يونس، وفتّح الولد وأبصر، وكان أول شيء وقعت عليه عينا الطفل هو يونس عليه السلام، فتناول حجراً ورماه به، ثم دعا بقية الأطفال ليفعلوا مثله، وراحوا كلهم يلقون الحجارة على سيدنا يونس فتلتصق الحجارة بجسده الطري فيتألم ويصرخ، يا إلهي..الرحمة يا رب، ماذا فعلتُ حتى تعاقبني!»، فأرسل له الله وحياً قال له: «تأدّب يا يونس، ولا تتدخل في ما لا يعنيك فتلقى ما لا يرضيك».
وأضاف الرجل على لسان الوحي أنه قال: «وين بتشوف أعمى إكسر له عصاه واسكب له عشاه، إنت مش أَولى من ربّه اللي عماه».
إنها الديكتاتورية التي تأخذ العائلة وحتى الحي والقرية كلها بجريرة أحد أبنائها، وهي القبلية التي ترى بالخارج عن السرب خائناً، وهو المجتمع الذي يعاقب عائلة بذنب ابنها، وطبعاً لا ذنب لعميان العالم بشقاوة الولد الذي رجم سيدنا يونس.

الولد العاق والخائن والأعمى…

سهيل كيوان

«بوليساريو» أردنية ومَهْدِيّ أشقر في «العربية» و«دقي يا مزيكا في بيتنا أمريكا»!

Posted: 28 Mar 2018 02:30 PM PDT

نحن أمريكيون أيها العرب، لأننا مفطورون على فضاء مغمس بثقافة الكاوبوي، مريضون بـ «المالينتشية»، على طريقة الأَمَة الخائنة «مالينتشي»، التي أخضعت وطنها المكسيك للمحتل الإسباني، فانتهى بها الأمر مقتولة، وملقاة على قارعة التاريخ ككيس قمامة، أو كمصطلح ازدرائي للعملاء، و»المشيشين» مع الأعداء، وآكلي الفطير وبتوع المزاج في «الغرز» الانتخابية، وكل من تم شراؤهم والعصا معهم، يراقصون أسيادهم بالجلابية والطرحة، و»دقي يا مزيكا، في بيتنا أمريكا»!
نحن وهابيون بالأمركة، ياعيني ياعيني، وداعشيون بالأمركة، أيوه يا ولد، ما دام «كل شيجن انكشفن وبان»، وعمّك ترامبو «الطبعة الرئاسية من رامبو» ظهر في معركة آخر الزمان على «العربية»، في هيئة مهدي مستورد، بخوذة شقراء، ممتطيا ناقته الصهباء، مقتحما فتنة الدهيماء، بين الغوطة وصنعاء، وبيت المقدس ويثرب وكربلاء، وقاهرة الفراعنة الحُمْر أو الهُنود السُّمْر، وتصفيق حار لأولاد الذين المفعول بهم في غرف الموساد الحمراء، و»اللي مالقوش العيش ياكلوه، جابولهم عبد يلطشوه»!

الظهير القشاش في «الميادين»

الحرب الباردة بين الكرملين والبيت الأبيض انتهت تماما، لتبدأ حرب حارقة تغلي قدورها فوق طبولنا الشائطة، التي تتقاسم الغنائم الفضائية على طريقة قلب الدفاع في الملعب، أو ما يسمى «الليبرو»، مع قفزات هجوم عشوائية ضمن الخطة 2-5-3 ، في حين تقود «العربية» هجماتها على طول خط التماس، وهما يتلقفان كرتك الدماغية، من محور الارتكاز: ترامبو وبوتين، وخذلك عاد ْ!
تقديرات «روسيا اليوم» عن حجم الغاز في الربع الخالي، دفعت بوتين في لقاءاته الصحافية للتعبير من موسكو على كسب السعودية كشريك اقتصادي، معززا بذلك مخاوف «فضائياته» من تكرار الخطأ التارخي، الذي تسبب بانهيار الاتحاد السوفييتي، حين نفذت السعودية ضربة أمريكا المزدوجة، بالتلاعب بأسعار النفط في منظمة أوبك، وبحرب الجهاديين الأفغان على جيش الإسكندر الأكبر وحكومتة الماركسية! وهو ما يثبت أن روسيا تسعى لتحييد السعودية اقتصاديا وليس إعلاميا، في حين أن «الميادين»، تتصدى لهذا التحييد، لأن «العربية» تتسلى بمناكفتها به على طريقة اللي ما يطول العنب!
«روسيا اليوم»، تفتح ملفات ستالين مع آل سعود، وتظهر حجم الاحتقار العنصري لهم، حين رفض استقبالهم، أما «الميادين» فتتخذ وضعية الظهير القشاش، الذي يكنس الخصوم ليحافظ على شباك مستعمره نظيفة، لأنه الوجه الآخر للمكنسة الدفاعية التي تترصد به على الطرف الأمريكي من الملعب، حيث تحتفل «العربية» بالمهدي الأشقر «ترامبو» والذي سيتصدى لـ»الروافض» في أصفهان.. وهنا تقع الطامة، لأن إعلام آل الأسد وآل سعود لا يدافع عن قضاياك، بل عن مستعمريك، ولا يسعى لخلاصك بل لتبادلك مع مستعمر جديد، فإن لم تختر أحدهما، يهرسونك ويرمونك لكلاب الأثر الضليلة!

إخراج الكتروني لعلامات الساعة

ليس من مصلحة «العربية» و«الميادين» أن تكون ضدهما، فهذا أخطر عليهما من بعضهما البعض، لأن التوازن – وليس الحياد، يقبض على ورقة التوت المهترئة، ويسقطها عن العورتين في حركة واحدة، وهو ما يبرر إصرارهما على أن تكون خصما لا حكما ضد خصمين، حتى لو شوّهوا «كلمتك الحرة»، فدعك منهما وتعال إلى حروب آخر الزمان، على «اليوتيوب»، لتشاهد القنوات الدينية، التي ترهبك من علامات الساعة، مستعينة بكل الحيل العقائدية والخدع البرهانية وخفة العقل، لتغريك بها، حتى تتيقن أن القيامة توقفت في منتصف الطريق إليك، لتستريح في فندق إعلامي في نيوجرسي، لأحد المزارعين اليهود على «اليوتيوب»، بعد اكتشافه بقرة «يوم الرب»، التي تحدثت عنها التوراة، وقد دعى حاخامات متخصصين، لتفحّصها أمام الكاميرا، والإقرار بتوافر الأشراط الدالة على قرب نزول المسيح، فمبروك لأولاد العم، ثبتت الرؤية يا حلوين، لكم بقرتكم، ولنا ثورنا الفضائي الأعمى!
القنوات الإسلامية تستلهم من الأحاديث الشريفة ما يدل على انحسار نهر الفرات عن جبل من ذهب، تقوم بعده الساعة، بينما تركز القنوات اليهودية على جبل الرب وجبل الزيتون ونزول أورشليم من الفضاء، مرفقة بمشاهد متخيلة وأخرى ممنتجة، تغنيك تماما عن المواد الإخبارية في التلفزيونات، لتوظيفها الشخصيات السياسية وإسقاط المواصفات البرهانية عليها، ما يدخلك في غيبوبة إيهام، لا يخرجك منها سوى فيديو آخر، أكثر إبهارا ومشاهدة، إياك أن تسأل بعد هذا عن الثور الأعمى في هذه الحلبة، ما دمت تتهافت على هفهفة الشاشة الحمراء «يوتيوب» ولم تدرك أن القيامة خلصت من زمان، ولكنك لم تستطع الموت، لأنك لم تشبع بعد من المَرْمَطَة!

الأردن وفلسطين

«إن فلسطين هي الأردن، والأردن هي فلسطين، وكل من يقول غير ذلك فهو خائن»، هذا هو شعار جنرالات الكنيسيت، الذين يؤكدون فيه حق اليهود في الأراضي المقدسة في وادي عربة، لا بل إن موقع «المدينة» الإخباري، يسوق لك شواهد عن قسم رابين المضمر خلال كلمته في وادي عربة، وهو يعاهد بني قومه على تحويل الصحراء الجرداء إلى جنة، ثم يذكرك بعبارة بن غوريون الشهيرة عن الأردن: «الأراضي التي يحتلها العدو»، المتداولة إلى يومنا هذا! فإن كانت لعبة الوطن البديل تنطلي على صيادي الفتن، فإنها لن تنطلي على الأسرار، التي لا يمكن حفظها إلا في الكتب والمعاهدات اللعينة!
يبدو أن العاصفة التي أثيرت مؤخرا حول تصريحات رئيس الوزراء الأسبق عبد السلام المجالي عن ملكية يهودية لأراضي الباقورة، تفتح المجال لاستخراج الحقائق من قبور الآلهة الملكية، التي منحت ترابنا لقطاع الطرق، حيث تنشر المواقع الالكترونية وثائق مقتتبسة من كتاب «قضية شراء الأراضي والاستيطان الصهيوني في الأردن وحوران والجولان 1871-1947»، عن رجل الأعمال اليهودي «يهوشع يلين»، صاحب شركة فلاحة أراضي شرقي الأردن، بالاتفاق مع شيوخ من «عرب النمر»، مقابل حصص محددة من المحصول، أما تشارلز وورن – فقد دعا إلى حكم ذاتي يهودي في جلعاد، عام 1867، بينما اشترت عائلة زوندل 750 دونما عام 1874، في حين خصص البارون «روتشيلد» مبالغ لمهاجرين روس لشراء أراض رخيصة هناك، ويكشف موقع المدينة الالكتروني عن وجود ملكيات يهودية مسجلة في محكمة السلط من بدايات القرن الفائت، وعن سياسة تهجير الخنازير البرية والفئران البيضاء على طول الحدود وإرسال الذئاب المهجنة والكلاب المسعورة التي تهاجم الأردنيين في الأغوار، وإشعال الحرائق في مزارعها الشمالية، تماما كما تخلق بؤرا إرهابية في سيناء لتهجير السكان، وترجح التعاون الاقتصادي مع غزة في ذات الوقت الذي تهدد بحرب مدمرة عليها، أو مكرمة جغرافية تعيدها للحضن المصري، ومنحة تسوية لحكم أردني في الضفة، كأنها تخلق في كل ناحية «ساقية حمراء» على طريقة البوليساريو، لتثير الفتن، وتقلب الشعوب على بعضها، فهل نشكر المجالي على هذه الصحوة؟ أم نعتبرها صدمة منظمة لامتصاص الغضب الشعبي، وتهيئته تدريجيا لما هو أعظم!
إنها بوابات الدرك الأسفل للجحيم، ومن يدخلها سيضطر للتنازل عن ذخيرته، وكنوزه، وأحزمة أمانه «التعاويذ والرقى الشرعية»، على طريقة عشتار، في العرض المسرحي الجميل للفنانة العراقية «بديعة إبراهيم».
لم يتبق سوى أن نتوجه بأسمى آيات التهنئة لإعلامنا النايم في العسل، خصوصا وأنه قلب الحكمة التي تؤدي إلى النصر، فاكتفى بحماقته على براعة عدوه، تجنبا لجحيم العاقل… وويلاه يا أمة ضحكت..!

كاتبة فلسطينية تقيم في لندن

«بوليساريو» أردنية ومَهْدِيّ أشقر في «العربية» و«دقي يا مزيكا في بيتنا أمريكا»!

لينا أبو بكر

هل خسر المغرب رهان مونديال 2026؟

Posted: 28 Mar 2018 02:30 PM PDT

هو مجرد سؤال بديهي تفرضه القرارات التي صادق عليها المجلس التنفيذي للفيفا في العاصمة الكولومبية بوغوتا بخصوص شروط وقواعد عملية الترشيح لتنظيم كأس العالم 2026، اثر تقديم كل من المغرب من جهة والثلاثي المشترك الولايات المتحدة وكندا والمكسيك من جهة أخرى، ملفاتهم التقنية التي ستخضع للتمحيص والدراسة ثم التنقيط من لجنة مستقلة تقوم أيضا بزيارات ميدانية لتفقد الهياكل والمرافق، ثم تقيم الملفات وتتخذ قرارها الأولي في السادس من يونيو/حزيران بقبول أو رفض واحد من الملفين قبل عرض المتأهل على الجمعية العمومية في الثالث عشر من يونيو للتصويت عليه.
القواعد الجديدة للتقييم تعتمد بنسبة 70 في المئة على حجم ونوعية المرافق والبنية التحتية، و30 في المئة على تقديرات العائدات المالية من التنظيم، وهي معايير لن تخدم المغرب منذ تقرر زيادة عدد المشاركين في النهائيات الى 48 منتخبا، خاصة وأن اللجنة المستقلة ستقوم بزيارات ميدانية بدءا من الشهر المقبل، وتتولى دراسات الملفات وتنقيطها بعلامة تفوق الاثنان من خمسة، وإذا حصل أحد الملفين على علامة أقل من اثنين سيقصى قبل الجمعية العمومية التي سيكون التصويت فيها سريا وليس برفع الأيدي كما طالب بذلك المغرب والاتحاد الافريقي لكرة القدم!
وبناء على قرار اللجنة في 6 يونيو /حزيران المقبل، سيتم التعرف على الملفات الناجحة، والتي سيخول لها ذلك المرور إلى المرحلة النهائية، وهي مرحلة التصويت السري النهائي، والذي حدد موعده في 13 يونيو المقبل، حينها ستدلي 211 دولة عضوة بصوتها لتحدد الفائز بشرف تنظيم مونديال 2026.
قرار الفيفا باعتماد لجنة «مستقلة» تتخذ قرارا أوليا في 6 يونيو، فيه تحايل على المغرب لم يتفطن له في حينه الوفد المغربي المشارك في اجتماع الفيفا، والذي قد يصدم برفض ملفه قبل الجمعية العمومية المقررة عشية انطلاق مونديال روسيا، وبالتالي سيعرض ملف واحد للتصويت، وهو ملف الثلاثي أمريكا وكندا والمكسيك تجنبا لأية مفاجأة لن تتحملها الولايات المتحدة هذه المرة، ولن تتحمل تبعاتها الفيفا، التي يبدو أنها لا تريد فتح جبهة حرب ستخسرها ضد أمريكا التي ستسعى للإطاحة بالملف المغربي قبل الوصول الى الجمعية العمومية وإعطاء فرصة التصويت لـ211 عضوا في الاتحاد الدولي لا يمكن التحكم فيهم كلهم.
أولى معالم فوز ملف أمريكا اللاتينية بدأت بتشكيل اللجنة «المستقلة»، ثم تلميحات بعض الاتحادات الأوروبية والآسيوية وحتى بعض البلدان العربية على غرار مستشار ولي العهد السعودي المكلف بالرياضة في المملكة السعودية الذي لمح الى أن السعودية ستبحث عن مصلحتها في إتخاذ قرارها يوم التصويت، وقد تحذو حذوه عديد البلدان العربية والاسيوية، كما أن الكاف لن يكون في مقدوره توجيه الاتحادات الافريقية للتصويت على المغرب، رغم نفوذ فوزي لقجح رئيس الاتحادية الملكية لكرة القدم وعضو اللجنة التنفيذية للكاف، لكن يبدو أنه مجرد نفوذ لا يتعدى حدود القارة السمراء!
انفانتينو لن يغامر بمنصبه ومستقبله وأظهر منذ البداية قلقه من التفاوت في مستوى البنية بين الملفين ولا يريد أن يخسر أمريكا ويخسر منصبه مهما كانت الأسباب، واللجنة «المستقلة» ستقوم بالمهمة القذرة في اقصاء الملف المغربي قبل المؤتمر. أمريكا من جهتها ستقوم بكل ما في وسعها لتجنب بلوغ مرحلة التصويت، وملف أمريكا اللاتينية سيلعب على وتر التنظيم المشترك لمواجهة ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة الى 48 منتخبا لن تقدر عليهم سوى البلدان الثلاثة مجتمعة.
صحيح ان الملف المغربي ازداد قوة وصلابة منذ تاريخ أول ترشيح سنة 1994، صحيح أيضا أن ملف مغرب 2018 أفضل بكثير من كل الملفات الأربعة التي تقدم بها سابقا، لكن قوة وصلابة الملفات لم تكن عبر التاريخ هي العامل الوحيد في الظفر بشرف تنظيم كل الأحداث الرياضية الكبرى، حتى وان كان ملف المغرب الأكثر اغراء للمستثمرين الأوروبيين والأمريكان لأنه يفتح الأبواب أمامهم للحصول على المشاريع والمساهمة في بناء الملاعب والفنادق وشبكات الطرق وسكك الحديد. ومع كل هذا وذاك وحسب توقعات العارفين بخبايا الفيفا، والصلاحيات المخولة للجنة «المستقلة»، ونفوذ أمريكا وتخوف مجلس الفيفا من المغامرة بمصيره، فان المغرب سيقصى في 6 يونيو قبل تاريخ المؤتمر بحجة عدم قدرته على استضافة 48 منتخبا، وسيخفق للمرة الخامسة منذ أول ترشيح سنة 1994 لتكون الصدمة هذه المرة أكبر والضربة أقوى ويتأجل الحلم لسنوات أخرى، أو ربما لن يتحقق أبدا!

إعلامي جزائري

هل خسر المغرب رهان مونديال 2026؟

حفيظ دراجي

«لا يوجد ما نستطيع فعله» العبارة الأكثر ترددا بين ساسة الأردن بخصوص «القدس والسفارة»

Posted: 28 Mar 2018 02:29 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: قد تتوفر مساحة أكبر من الصعوبة سياسياً عندما يتعلق الامر بأي خطوات يقترحها مفكر سياسي من وزن الأردني عدنان ابو عودة للتصرف في وجه التسارع الوقح للإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس وسط حالة غير مفهومة من البقاء أردنيًا في مستوى الصدمة والدهشة والإحساس بعدم وجود ما يمكن فعله.
أبو عودة لامس عمليًا المنطقة نفسها التي لامسها قبله المخضرم رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري حيث سبق للأخير ان اعلن أن ملف القدس يفلت من يد الفلسطينيين والعرب وسط تسارع إجرائي في خطوات اليمين الإسرائيلي لاقتناص وامتصاص كل ما يمكن بعد قرار الرئيس دونالد ترامب بالخصوص.
وتحدث عبر صحيفة عمون المحلية الالكترونية عن «وقاحة» إسرائيلية قل نظيرها تستهتر في الشعب العربي والقانون والمجتمع الدولي وقبله بثلاثة أسابيع أشار المصري لعدم وجود ما يمكن فعله لأن الواقع يتم تغييره في القدس. وتغلب بوضوح على النخب السياسية الأردنية خصوصاً تلك التي خارج دوائر القرار والحكم مشاعر الاحباط السياسي.

صمت غريب

داخل دوائر القرار المحلية ثمة ما هو أبعد من الإحباط حيث الصمت الغريب والأهم في وزارة الخارجية بدأ دبلوماسيون أردنيون يبلغون ضيوفًا أجانب بأنه «لا يوجد ما يمكن فعله».
العبارة الوحيدة التي يبدو انها غير مرسومة في السياق وردت على لسان رئيس مجلس النواب عاطف طراونة في إجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي الذي هاجم رئيس الوفد الإسرائيلي معتبرا انه يمثل دولة تعتقل الأطفال ثم رفع الصوت على المايكروفون وهو يقول بأن بلاده لن تتنازل عن «الوصاية الهاشمية».
هجمة الطراونة هنا مرسومة وتستوجب التصفيق وإن كانت غير منسقة مع الموقف الرسمي التفصيلي على الارجح لأن دوائر المسئولية العميقة بدأت تميل في مستجد بغاية الاهمية لعدم التشدد في الحديث أولاً عن القدس. وثانياً في التسمك بخوض معركة من أجل الوصاية حتى ان بعض السياسيين المخضرمين وفي الاجتماعات المغلقة بدأ يدعو لاستغلال اللحظة والتملص من عبء الوصاية الضاغط على اعصاب الأردن ومصالحه والانتقال لمفهوم الرعاية وترك الوصاية لمنظومة إسلامية مع المجتمع الدولي وهو اتجاه يقاومه القصر الملكي بصلابة حتى الان.
«الوصاية» على القدس هي مفردة لم يعد يرددها المسئولون الأردنيون في الوقت الذي يجتهد فيه مسئولون في حكومة الرئيس هاني الملقي لإطلاق تصريحات تتميز بالتوازن الشديد وتعكس حقيقة «ميزان القوى» على حد تعبير وزير بارز في الحكومة تحدث عن مفارقات المسألة مع «القدس العربي» قائلاً إن دوائر القرار الأردني فعلت ما تستطيع فعله ومن الصعب الان الاسترسال في إطلاق تعليقات وتصريحات لا تعكس الواقع.
في الخارجية الأردنية قيل لسفير أجنبي إن الأردن لا يستطيع وحده وبدون غطاء عربي الأستمرار في خوض المعركة مع إسرائيل وإدارة ترامب معا بشأن القدس مع ان الوزير ايمن الصفدي يبلغ كل من يقابله من الأجانب بان «التسارع» في إجراءات نقل السفارة الأمريكية للقدس «وصفة خاصة» تخدم فقط الإرهاب في منطقة الشرق الاوسط وتزيد الهوامش مع الحل السياسي ولا تعالج اساس الصراع.
يتحدث الأردنيون بهذه الطريقة لكنهم لا يحددون سيناريو خاصا للتصرف والمناخ السياسي مائل الان لترقب مصير «الوصاية الأردنية» على مقدسات القدس بعدما استكان الخبراء في المنطقة التي تقول إن الأردن والسلطة الفلسطينية لا يستطيعان معاً التأثير في مجريات الامور بخصوص ملف القدس. فالأمريكيون لا يستمعون لا للأردن ولا لغيره عندما يتعلق الامر بالعمل على تأجيل تنفيذ قرار نقل السفارة قليلاً على الاقل حتى تنضج ملامح تسوية اشمل.

رسالة لعمان

الرسالة ابلغت لعمان من إدارة ترامب مبكرًا وتقول: ستنقل السفارة وسيتم التفاوض لاحقاً على «إدارة الحرم والأقصى»… تلك صيغة حمالة أوجه لأن الواقع القانوني الدولي أقر اصلاً بالوصاية القانونية والشرعية للأردن على الحرم والأقصى حيث يرفض الأردن التفاوض معه على المحسوم والمحدد فيما تخوض البيروقراطية الأردنية وحيدة معركة حراسة وتأمين ورواتب العاملين في المسجد الأقصى. الأهم هو ما تقره في العمق المؤسسات الأردنية حيث الحلقات الصديقة في العمق الإسرائيلي وعلى صعيد المؤسستين العسكرية والامنية لا تفعل شيئاً محدداً للتخفيف من إندفاعات طاقمي ترامب ونتنياهو في تغيير الواقع بسرعة في مدينة القدس والأردن قال مبكراً للأمريكيين إن ما يحصل من تسارع خطير للغاية وقد يؤدي لانتفاضة فلسطينية وسيثير الشارع الأردني.
الرد الأمريكي جاء على شكل تذكير بان الشارع العربي احتشد لـ18 يوماً فقط وبطريقة أقل من المتوقع واقصر بأسبوعين من المرسوم وفي خمسة بلدان عربية فقط عندما اتخذ ترامب قراره مع الاشارة إلى ان انفعال الشارع حصل على مداه وسقفه ولا يوجد ما يبرر الاستثمار في هذه المسألة لا أردنياً ولا فلسطينياً.
ملف القدس يفلت من الحضن العربي والأردني لأسباب لا علاقة لها بقدرات الأردن ولا بموقفه فقد ناضل بشراسة قبل ان ينكشف ظهره سياسياً حيث لا موقف من مصر والسعودية تحديداً بإعتبارهما أكبر دولتين عربيتين.

«لا يوجد ما نستطيع فعله» العبارة الأكثر ترددا بين ساسة الأردن بخصوص «القدس والسفارة»

بسام البدارين

نظام السيسي يلجأ للغرامة المالية لإجبار المصريين على التصويت في آخر أيام الانتخابات الرئاسية

Posted: 28 Mar 2018 02:29 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: قبل ساعات من إغلاق أبواب لجان الاقتراع في اليوم الثالث والأخير في الانتخابات الرئاسية المصرية، أمس الأربعاء، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، أنها ستطبق الغرامة المالية على الناخبين الذين تخلفوا عن الإدلاء بأصواتهم، في محاولة أخيرة لمواجهة عزوف المواطنين عن المشاركة في اقتراع تبدو نتائجه محسومة، بعد استبعاد مرشحين وإجبار آخرين على الانسحاب، واقتصار المنافسة على الرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي، وأحد مؤيديه رئيس حزب «الغد» الليبرالي، موسى مصطفى موسى، الذي تتهمه المعارضة بلعب دور «الكومبارس» في «مسرحية هزلية».
الهيئة قالت في بيان :سيتم تطبيق نص المادة (43) من القانون رقم 22 لسنة 2014 في شأن تنظيم الانتخابات الرئاسية، التي تنص على: «يعاقب بغرامة لا تتجاوز 500 جنيه من كان اسمه مقيدا في قاعدة بيانات الناخبين وتخلف بغير عذر عن الإدلاء بصوته في انتخاب رئيس الجمهورية».
وحسب البيان «الغرامة أمر معمول به ويجري تطبيقه في عدد من دول العالم وليس قاصرا على مصر وحدها، فضلا ًعن كونه نصا قانونيا واجب إعماله وتنفيذه احتراما للقانون».
ودعت «كافة المواطنين ممن لهم حق التصويت في الانتخابات، الذين لم يدلوا بأصواتهم، إلى النزول والمشاركة، لاستكمال العرس الديمقراطي الذي تشهده البلاد».
ودعا المستشار محمود الشريف، المتحدث باسم الهيئة في تصريحات متلفزة المصريين، للمشاركة بكثافة في الانتخابات فى آخر أيام التصويت.
وقال: «أرجو من كل مواطن مقيد في قواعد بيانات الناخبين، ولديه ولاء وانتماء لهذا البلد، ألا يتركه فريسة لمؤامرات الآخرين، فقدر مصر كبير وليس بالتعاطف وحده نساند مصر، فالبلد في حاجة لأصوات المصريين».
أما المستشار سمير عبد الملاك، نائب رئيس الهيئة فأكد على «ضرورة تفعيل الغرامات على الممتنعين عن التصويت»، قائلا:» أتمنى أن تصبح الغرامة 10 آلاف جنيه مصري وليست 500 جنيه حتى يشارك المواطنون في الانتخابات».
وأضاف، عقب تفقده عددا من لجان دائرة النزهة ومصر الجديدة، أن «المؤشرات الأولية تشير أن نسبة التصويت في تزايد مستمر»، متابعا: «الشعب المصري بتاع الساعات الأخيرة».
ولم تطبق الدولة الغرامة المالية على المواطنين رغم إقرارها منذ عام 2014، لكن النائب صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب، قال إن «عدم تفعيل القانون لسنوات ماضية كان لظروف معينة»، لم يذكرها.
وأضاف في تصريحات متلفزة، إن «الانتخابات وفقا للقانون تسمى استحقاقا سياسيا، إنما الحالة التي تعيشها مصر الآن تجعلها استحقاقا وطنيا».
وطالب بـ«تطبيق الغرامة الحازم على كل من لم يشارك في الاحتفالية الوطنية ممن ليس له عذر مثل المرض».
وزاد : «لا نطالب بانتخاب مرشح بعينه، لكن نطالب الشعب المصري بالمشاركة في الانتخابات كدور وطني يكفله الدستور والقانون الذي يعاقب على عدم المشاركة».
وبين أن «هناك آليات واضحة لتفعيل هذا النص القانوني من خلال إضافة قيمة الغرامة على الفواتير التي يتم تحصيلها شهريا مثل الكهرباء والغاز والمياه».
اللواء علي هريدي رئيس غرفة العمليات المركزية لمجلس الوزراء لمتابعة الانتخابات الرئاسية، نفى وجود نية لمد فترة التصويت يوما إضافيا.
وأضاف في تصريحات صحافية من داخل غرفة العمليات، أن «الهيئة الوطنية للانتخابات أكدت استحالة المد بسبب تعارضه مع الدستور الذي ينظم هذه العملية».
ويبلغ إجمالي عدد الناخبين المقيدين في قاعدة البيانات 59 مليونا و78 ألفا و138 ناخبا، موزعين على 13 ألفا و706 لجان فرعية على مستوى الجمهورية، و367 لجنة عامة في الداخل. ووفقا لبيانات الهيئة الوطنية للانتخابات، يباشر 18 ألف قاض، يعاونهم حوالى 110 آلاف موظف مهمة الإشراف على عملية الإقتراع.
وجابت سيارات شوارع المحافظات والمدن لحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات، كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لسيارة تحث المواطنين على المشاركة مقابل الحصول على 50 جنيها مصريا.

رشاوى وتهديدات

ونقلت وكالة «رويترز» شهادات عن عدد من المواطنين أكدوا حصولهم على رشاوى أو تعرضهم للتهديد للمشاركة في الانتخابات.
وقالت سيدة من عزبة الورد القريبة من حي المعادي «عمري ما صوتت قبل كده وما كنت عايزة أصوت المرة دي.. رحت حطيت صباعي في الحبر وأخدت الخمسين جنيه»، أي نحو ثلاثة دولارات.
وأوضحت أخرى، طلبت أيضا عدم نشر اسمها إنها تلقت وعدا بالحصول على أرز وزيت مقابل الإدلاء بصوتها. ولم توضح أي منهما من الذي قدم المال أو المواد الغذائية. وبين شخص آخر «قالوا لي لو صوتت وأظهرت لهم الحبر الفوسفوري هيعطوني صندوق» يحوي مواد غذائية.
موظف في مؤسسة مالية حكومية، أشار إلى أن مديري المؤسسة أعطوا الموظفين أجازة نصف يوم في أول أيام التصويت كي يشاركوا في العملية الانتخابية.
وأضاف قيل للموظفين «لا تعودوا بغير حبر فوسفوري» وأنه تم فحص أياديهم في اليوم التالي.
وسئل المتحدث باسم رئاسة الجمهورية للتعليق فقال إن هذه مسألة الحديث فيها ليس من شأن الرئاسة، وأحال رويترز إلى الهيئة الوطنية للانتخابات والمتحدثين باسم حملات الدعاية الانتخابية.
ولم يرد المسؤولون في الهيئة الوطنية للانتخابات أو المركز الصحافي التابع للحكومة على اتصالات هاتفية ورسائل عبر تطبيق واتساب أرسلتها الوكالة بهدف التعليق.
وصورت وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة عدم المشاركة في الانتخابات بأنها «خيانة لمصر».
وقال مقدمو برامج إذاعية في محطات رسمية للمستمعين إن الامتناع عن المشاركة «خيانة لدماء شهداء سيناء»، في إشارة إلى الحملة العسكرية التي يقوم بها الجيش ضد المسلحين في شبه جزيرة سيناء.
وقالت مسنة في حي المهندسين إنها قررت الذهاب للتصويت بعد سماع برامج الإذاعة.

«خيانة الشهداء»

وفوز السيسي شبه مؤكد في مواجهة منافس وحيد أبدى من قبل تأييده للرئيس. واضطر منافسون أكثر جدية للتخلي عن فكرة الترشح، ودعا بعض الساسة المعارضين إلى مقاطعة الانتخابات.
وقال السيسي إن لا علاقة له بانسحاب مرشحي المعارضة، وحث الناخبين في أكثر من مناسبة على التصويت بكثافة.
وفي أول ظهور له منذ حصوله على البراءة في قضية الفساد المالي عام 2016، أدلى رئيس الوزراء المصري الأسبق أحمد نظيف الذي اندلعت ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 وقت توليه المسؤوليه، بصوته في الانتخابات الرئاسية في لجنة الطلائع في مدينة السادس من أكتوبر.
وقال بعد الإدلاء بصوته: «مشاركتي واجب وطني، وأدعو الجميع أن يشارك ويقوم بواجبه».
وأضاف: «من يقول إن النتيجة محسومة، أرد عليه، هذا حق انتخابي، ولا بد من المشاركة حتى تكون نسبة المشاركة عالية».

نظام السيسي يلجأ للغرامة المالية لإجبار المصريين على التصويت في آخر أيام الانتخابات الرئاسية
رئيس وزراء مبارك يدلي بصوته.. وسيارات تجوب الشوارع لحثّ المواطنين على المشاركة

تركيا تطرح مجدداً وبقوة على واشنطن التعاون مع «الجيش الحر» بدل «قوات سوريا الديمقراطية» في سوريا

Posted: 28 Mar 2018 02:29 PM PDT

إسطنبول – «القدس العربي» : أكد مصدر تركي لـ «القدس العربي» أن أنقرة طرحت خلال المباحثات الأخيرة التي جرت في الأسابيع الماضية مع واشنطن مجدداً وبقوة على الولايات المتحدة الأمريكية استخدام الجيش السوري الحر بديلاً عن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية لحماية المصالح الأمريكية في شمالي سوريا.
وأوضح المصدر المقرب من الرئاسة الذي رفض الكشف عن اسمه أن المسؤولين الأتراك طرحوا خلال المباحثات التي جرت مع نظرائهم الأمريكيين في الأسابيع الأخيرة فكرة تخلي الولايات المتحدة أو تقليل اعتمادها على «قوات سوريا الديمقراطية» مقابل الاعتماد أكثر على «الجيش السوري الحر» المدعوم من قبل تركيا.
وحسب المصدر، أكد المسؤولون الأتراك لنظرائهم الأمريكيين أن تركيا لا تعارض المصالح الأمريكية في شمالي سوريا والمتمثلة في التخلص من نظام الأسد وتقليص النفوذ الإيراني والميليشيات الشيعية في سوريا، وتمكين واشنطن من تحقيق مصالح أكبر في سوريا والشرق الأوسط، وإنما تعارض فقط دعم الميليشيات الكردية وفكرة إقامة كيان كردي شمالي سوريا.

منبج

وفي إطار المباحثات الأمريكية التركية التي تكثفت في الآونة الأخيرة حول منبج، طرحت تركيا على واشنطن طرد وحدات حماية الشعب من المدينة ونشر وحدات من الجيشين التركي والأمريكي إلى جانب قوات من الجيش السوري الحر من سكان المدينة وتشكيل مجلس محلي، لتكون بذلك نموذجاً لتغيير الاستراتيجية الأمريكية في سوريا وقبول فكرة الانتقال تدريجياً للاعتماد على قوى سورية أخرى كـ»الجيش السوري الحر».
وفي إشارة غير تقليدية، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، على ضرورة تعزيز التعاون مع تركيا حول سوريا، وذلك خلال اتصال هاتفي جرى بين ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حسب بيان للبيت الأبيض، وجاء في البيان: «الطرفان تبادلا الآراء حول تركيا، وأن الرئيس ترامب شدد على ضرورة تكثيف التعاون مع تركيا ضد الصعوبات الاستراتيجية المشتركة في سوريا»، وهو التصريح الذي لاقى اهتماماً بالغاً في الأوساط الرسمية التركية.

فعالية «الحر»

وفي هذا الإطار، كتب «سردار كاراغوز» رئيس تحرير صحيفة «دايلي صباح» التركية الناطقة بالإنجليزية والذي يرافق الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في جميع جولاته الخارجية مقالاُ قدم فيه إشارات قوية على صحة جدية هذا الطرح التركي، وذلك تحت عنوان «انتصار عفرين يثبت قوة وفعالية الجيش السوري الحر ويجبر واشنطن على تحديث استراتيجيتها في سوريا».
يقول الكاتب: «في العامين الأخيرين أثبت الجيش الحر الذي كان يعتمد في السابق على برنامج الدعم الأمريكي فعالية عالية في القتال بسوريا، وذلك من خلال الانتصار على تنظيم الدولة في جرابلس ودابق والباب ومؤخراً الانتصار على وحدات حماية الشعب في عفرين»، معتبراً أن ذلك «يجب أن يجبر الرئيس الأمريكي على التعاون مع هذه القوات التي تتلاقى رؤيتها للأوضاع في سوريا مع الأهداف الأمريكية».
ويقول مخاطباً المسؤولين الأمريكيين: «الجيش الحر مستعد لقتال الأسد وتقليص نفوذ إيران والمليشيات على عكس الوحدات الكردية التي تتعاون مع الأسد وإيران»، ورأى الكاتب أن واشنطن أمامها فرصة كبيرة من اجل التخلص من عبئ التعاون مع منظمة إرهابية ـ في إشارة لوحدات حماية الشعب- وتحقيق مصالحها في سوريا دون إغضاب تركيا وحلفائها والعودة للعمل معهم لتحقيق المصالح المشتركة، لافتاً إلى أن ذلك سوف يضمن لواشنطن «نفوذاً أكبر في سوريا، ومصالح أوسع في الشرق الأوسط، وحماية أمن إسرائيل».
وخلال الأشهر الأخيرة ركزت تركيا على إعادة تدريب وتأهيل آلاف من عناصر الجيش السوري الحر وتقديمهم كحليف قوي يمكن الاعتماد عليه في محاربة التنظيمات الإرهابية وفرض الأمن في مناطق مختلفة بسوريا، لكن الولايات المتحدة أصرت على الاعتماد على وحدات حماية الشعب التي اطلقت عليها سابقاً اسم «قوات سوريا الديمقراطية».
ومع تقديم واشنطن إشارات إيجابية على نيتها تحسين العلاقات مع تركيا، جرت مباحثات مكثفة بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو ونظيره الأمريكي ريكس تيلرسون كادت أن تؤدي لاتفاق يحدث اختراقاً في العلاقات بين البلدين، لولا الإقالة المفاجئة للأخير من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأمس الأربعاء، أكدت مصادر تركية أن مستشار وزارة الخارجية التركية «أوميت يالتشين» سوف يزور واشنطن في الثلاثين من الشهر الجاري للقاء مساعد وزير الخارجية الأمريكي، حيث يتوقع أن تتركز المباحثات حول منبج وإمكانية مواصلة «التفاهمات» التي جرى التوصل إليها مع تيلرسون لتتحول إلى «اتفاق» يبدأ العمال على تطبيقه فعلياً، وسط أنباء عن قدوم وفد أمريكي إلى أنقرة في التاريخ نفسه للقاء مسؤولين من الدفاع والخارجية التركية لبحث الملف السوري.
وقالت صحيفة «خبر تورك» التركية إن اجتماعات عقدت بين ضباط أمريكيين ومسؤولي قوات سوريا الديمقراطية في مدينة منبج جرى خلاله إبلاغ هذه القوات بأن واشنطن تريد منهم الانسحاب من المدينة لصالح القوات التركية والجيش السوري الحر، في أنباء لم تؤكدها مصادر أخرى.
وفي آخر تصريحاته حول منبج، قال اردوغان، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تركية الثلاثاء، ان «أي عملية في منبج أو تل رفعت في شمالي سوريا ضد منظمة «ي ب ك/بي كا كا» الإرهابي قد تأتي في أي وقت، لكن هذه ليست خططاً يمكن الإعلان عنها مسبقاً». وأضاف: «إذا ذهبنا لمنبج سنذهب فجأة من دون سابق إنذار، ولن يكون من الصحيح بالطبع الكشف عن خطتنا وأجندتنا، أو إيقاظ عدونا».

تركيا تطرح مجدداً وبقوة على واشنطن التعاون مع «الجيش الحر» بدل «قوات سوريا الديمقراطية» في سوريا
إشارات قوية من ترامب لتعزيز التعاون ومباحثات هامة حول منبج بين واشنطن وأنقرة
إسماعيل جمال

مؤسسة ألمانية لدعم مسار الإصلاحات في العالم: أصل العطب في المغرب سياسي

Posted: 28 Mar 2018 02:28 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : تعتبر تداعيات التشريعيات المغربية الاخيرة، التي أُجريت في تشرين الاول/ أكتوبر 2016، اكثر الانتخابات المثيرة للجدل منذ انطلق المسلسل الانتخابي في المغرب المستقل 1963، حيث أسفرت عن بلوكاج دام 6 أشهر كانت نتيجته إعفاء زعيم الحزب الفائز الاول بالانتخابات من مهمة تشكيل الحكومة التي كلف بها بعد ان اجتمعت الاحزاب المقربة من صناعة القرار، على عرقلة مهمته إلا في حال موافقته على شروطها التي كانت تؤدي الى تشكيلهم للحكومة ويكون «رئيس حكومة «صورياً» فاقد السلطات التي منحها له الدستوري والثقة التي منحته إياه صناديق الاقتراع والشعبية التي صنعها طوال السنوات الـ5 التي قاد بها الحكومة.
وفاز حزب العدالة والتنمية (ذات مرجعية اسلامية) بالمرتبة الاولى في تلك التشريعيات بفارق كبير عن بقية الاحزاب، وكلف عبد الاله بن كيران زعيم الحزب بتشكيل حكومته الثانية، بعد قيادته لحكومته الاولى 2011- 2106، أظهرت شعبية له لا نظير لها في تاريخ الزعامات السياسية المغربية، رغم سلسلة اصلاحات اقتصادية واجتماعية قام بها اعتبرت اصلاحات لاشعبية، وهو ما كان يؤشر على استبعاده، من خلال وضع العصي في دولاب تشكيل الحكومة، الى ان تم إعفاؤه وتكليف الرجل الثاني في حزبه (سعد الدين العثماني) بتشكيل الحكومة التي رفض بن كيران تكويناتها السياسية.
وقالت النسخة الجديدة من التقرير السنوي، الذي تصدره مؤسسة Betelsmann Stiftung، الالمانية التي تأسست عام 1977 لدعم مسارات الإصلاح في العالم، أن أصل العطب في المغرب سياسي. ووضع التقرير الخاص في سنة 2018، المغرب في الرتبة 90 علميا، من أصل 129 دولة يشملها هذا المؤشر، ويعتمد معدو التقرير تشخيصا للأوضاع الاقتصادية والتدبيرية لإصدار هذا الترتيب، فيما يعتبر الوضع السياسي والإصلاحات الدستورية والمؤسساتية وفعلية القانون، أهم أسباب الترتيب المتأخر للمغرب.
وقال التقرير إن كلاً من الانتخابات التشريعية والمحلية التي يعرفها المغرب، وإن كانت تجري بإنتظام وبشفافية نسبية، فإنها لا تهدف إلى خلق مؤسسات ديمقراطية مستقلة وأنه، من الناحية العملية، تبقى نتائج الانتخابات قابلة للتحكم فيها من خلال استراتيجيات غير رسمية، من قبيل شراء الأصوات، هذا الأمر ظل قائما في المحطتين الانتخابيتين التشريعيتين اللتين نظمتا بعد اعتماد الإصلاحات الدستورية في إطار الربيع العربي.
وتوقف بتفصيل عند واقعة «البلوكاج» التي عرفها المغرب بعد الانتخابات الأخيرة. وتسجل الوثيقة أن الملك عيّن عبد الإله بنكيران رئيساً للحكومة يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 2016، إلا أن هذا الأخير لم يفلح في جمع الغالبية، «وهي ظاهرة غير مسبوقة في المغرب، حيث تشكل الحكومات عادة خلال شهر»، وتضيف الوثيقة أن هذه الحالة التي عاشها المغرب، يرجّح أنها كانت «منسقة من طرف النظام من أجل الحؤول دون حكومة بنكيران».
وفي سياق متصل اعتبر التقرير الإستراتيجي المغربي (2014 – 2018) الصادر عن مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية التابع لجامعة محمد الخامس، أن انتخابات 2015 و2016 كشفت أن «القوة الانتخابية العددية لا تمنح بالضرورة القوة السياسية والمؤسساتية والتنظيمية وخصوصا في الديمقراطيات الناشئة أو المتعثرة أو المترددة أو ذات طبيعة سياسية هجينة لا هي بالديمقراطية ولا هي بالمستبدة».
وسجل التقرير، الصادر في 700 صفحة أن المغرب عرف تعثرات كثيرة خلال تشكيل وعمل الحكومتين السابقة والحالية مما يطرح أسئلة عديدة حول البلقنة الحزبية والنظام الانتخابي وحول وجود «تفاوت على مستوى استقلال القرار الحزبي» ويرى أن «الديمقراطية المغربية بإيجابياتها وعلاتها متميزة مقارنة مع ما تعيشه المنطقة العربية والجوار من أزمات وعدم استقرار».
واضاف ان الانتخابات التشريعية 2016 «تعبير واضح عن أزمة ثقة وحالة استثنائية في التاريخ السياسي المغربي»، لأنها أدت بالحزب الفائز إلى «نسج تحالفات هجينة مع أحزاب أخرى مما قد يؤدي في الواقع إلى بلقنة المشهد السياسي وتزايد العزوف السياسي مستقبلا»، وإلى «انعدام الثقة وغياب الفاعلية والجاذبية للعمل السياسي».
وتناول التقرير قضايا الصحراء الغربية، الأحزاب، الإسلام السياسي، الجمعيات، السياسات العمومية (التعليم والصحة…)، من خلال التشخيص والدراسة للفترة الممتدة من 2014 إلى 2018 وينقسم إلى قسمين: الأول يتناول المغرب وعلاقاته الدولية (مع القوى الكبرى والمنظمات الدولية وبلدان الجوار ودوائر التضامن العربي الإسلامي، وكذا المكانة المتزايدة لإفريقيا…)، ويدرس في جزئه الثاني الأبعاد المختلفة للوضعية الداخلية للبلاد (الفاعلون المؤسساتيون، والديناميات، والسياسات العمومية…).
ويرى التقرير أن النزاع على الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو «هو بين النظامين المغربي والجزائري في الأساس وذلك من أجل تزعم إقليمي مفترض، وليست البوليساريو إلا أداة يستعملها النظام الجزائري لتحقيق أجندته». ووضع لحل النزاع أربع سيناريوهات ممكنة ويبقى الحكم الذاتي هو «الحل القابل للتحقق» إلا أنه يرى أن فشل المفاوضات حتى الآن بسبب «تصلب مواقف الطرفين (…) يفرض على الجميع إيجاد صيغة جديدة للتفاوض للحد من تفاقم الوضع أو العدول عن الحل السياسي وتبني الحل القانوني».
واعتبر أن الحكومات المتعاقبة منذ 2011 استطاعت تحقيق «حصيلة اقتصادية تاريخية وتحرير حقيقي للاقتصاد الوطني» وسجل أن حكومة عبد الإله ابن كيران تولت السلطة في ظل «وضعية اقتصادية صعبة» عرفت ارتفاع عجز الميزانية وتراجع احتياطي العملة الصعبة وتفاقم المديونية. وقد اتخذت الحكومة عدة إجراءات سمحت بالتحكم في المديونية وفي التضخم وتطوير الاستثمار الأجنبي وهو ما أعاد الثقة إلى الاقتصاد الوطني».
وسجل التقرير تراجعات في مجال الإعلام مثلا رغم المقتضيات الدستورية التي تنص على حق ممارسة الصحافة والحق في الولوج إلى المعلومة. وأوضح أنه، وبعد مرور سنة على دخول قانون الصحافة الجديد حيز التطبيق، فإن «حرية الإعلام والحق فيه مازالا يراوحان مكانهما خاصة وأن اللجوء إلى تطبيق القانون الجنائي على قضايا تدخل في صلب الإعلام ما زال قائما بالإضافة إلى العراقيل الجديدة التي تقيد حرية الإعلام الالكتروني بالأساس».
ويعتبر التقرير الإستراتيجي أقدم تقرير من نوعه يصدر في المغرب منذ 1995 عن مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية التابع لجامعة محمد الخامس تحت إشراف عبد الله ساعف. وهو أول مركز للتفكير في المغرب وشمال إفريقيا حسب الترتيب السنوي لمراكز التفكير الذي تصدره جامعة بنسلفانيا الأمريكية.
ويساهم في إعداده التقرير فريق يضم حوالي 40 من «الباحثين المتطوعين الذين يعملون، بدون مقابل معتمدين على مواردهم الخاصة» يوضح التقرير. وهو يعمل على توثيق ووصف الوقائع الخام ومحاولة «استيعاب المعالم والاتجاهات، ومتابعة التسلسل الزمني للأحداث، وإحصاء الآليات التقليدية ومتابعة وضعية المبادلات التجارية، ووضعية التسلح…»، كما يقدم السيناريوهات الممكنة لتطور الأوضاع في المستقبل.
ورغم وجود بعض الثغرات في ما يخص اختيار المواضوعات ومواكبة جميع الأحداث والسنوات التي شملها الرصد، فإن التقرير يسعى إلى أن يكون مرجعا «يضع بين أيدي الأكاديميين والباحثين من مختلف الآفاق والتخصصات والمراقبين والمحللين، أداة للعمل موثوقا بها قدر الإمكان (…) عبر أخذ مسافة من الفاعلين، ومن النظام في شموليته ومن نظمه الفرعية، بالاعتماد فقط على المعلومات المنشورة بدون أي قرب خاص من أي مصدر كان».

مؤسسة ألمانية لدعم مسار الإصلاحات في العالم: أصل العطب في المغرب سياسي

محمود معروف

الفترة المقبلة تحتاج المزيد من الجهود لتحقيق طموحات الجماهير ولا بديل عن الخبراء

Posted: 28 Mar 2018 02:28 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: في صحف أمس زاحمت إعلانات الشركات العقارية عن الفيلات والشقق والشاليهات، بمناسبة معرض سكيب، صفحات تغطية الانتخابات والإشادة ببدء تدفق الشباب للإدلاء بأصواتهم في اليوم الثاني للانتخابات. هذا مع استمرار ظاهرة حشود النساء والفتيات وكبار السن واصطحاب الأطفال إلى اللجان والتلويح بالأعلام والغناء والرقص على الطبل والمزمار من رجال ونساء وإذاعة الأغاني الوطنية من الميكروفونات. ولا يزال نشيد الصاعقة «بيقولوا ايه علينا دولا» الأكثر تأثيرا في النفوس. وبالإضافة إلى ظاهرة المشاركة الواسعة من أهالي شمال سيناء معقل الإرهابيين فإن ظاهرة أخرى مشابهة في كرداسة في محافظة الجيزة، وهي من معاقل الإخوان وحدث فيها هجوم عنيف على قسم شرطة وضربه بالار بي جي وقتل وتعذيب من كانوا فيه من ضباط وجنود وإلقاء جثثهم في سيارة نقل مما دفع الجيش إلى حصار القرية ومعه الشرطة ولم يفكه عن الأهالي إلا بعد أن توصل لقتل عدد من المطلوبين والقبض على آخرين ومطاردة من هرب.
وقالت «الوطن» في تحقيق موسع لها عن التصويت في المحافظات: أكد المستشار عماد الدين إبراهيم رئيس إحدى اللجان الانتخابية في دائرة كرداسة أن الإقبال في اليوم الثاني للانتخابات لم يقل عن اليوم الأول له، موضحاً أن معدلات التصويت حتى الآن أفضل من الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2012 بين الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي والفريق أحمد شفيق. وأضاف إبراهيم أن نسبة الإقبال كثيفة في كرداسة بالنسبة لطبيعة المنطقة التي كانت في الماضي معقلاً لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وأن العملية الانتخابية تسير بشكل جيد للغاية.
وأخبرتنا الرسامة سحر في «الأهالي» بأنها شاهدت أحد جيرانها من البؤساء يقول لزوجته: «مش هغيب با نوال هعدي على طابور العيش وبعدين طابور أنابيب البوتاجاز وبعدين طابور الانتخابات».
أما المقالات فكانت عن الانتخابات. ولوحظ أن عددا كبيرا من عناوينها كان عبارة لمصر لا لعبد الفتاح السيسي ومن استخدموها لا أعرف إنْ كانوا نقلوها أم لا من عنوان كتاب صدر منذ أكثر من خمسة وثلاثين عام بعنوان «لمصر لا لعبد الناصر» وهو حوارات مع الراحل محمد حسنين هيكل أجراها معه الصحافي اللبناني فؤاد مطر. أما المقالات التي نافست في عددها مقالات الانتخابات فكانت عن ظاهرة رقص الرجال والنساء.
وإلى ما عندنا…

بكل بساطة وعفوية

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على انتخابات الرئاسة وأولها لعصام السباعي في «الأخبار» وقوله في بروازه اليومي «بوكس»: بكل بساطة وعفوية عبر الناس عن معاني المشاركة في الانتخابات الرئاسية وصاغوا حكمة شعبية جديدة في قاموس أمثالنا الشعبية تقول: «لو صباعك مش بمبي متقعدش جنبي»‬، يسعد أيامك يا أجمل وأرقى شعب، وبكرة أحلى بإذن الله.
ومن بوكس إلى «لله والوطن» وهو عنوان عمود مجدي سرحان في «الوفد» وقوله:
كل هذاوغيره من الأشياء «غير العادية» لم نعد نراها الآن لذلك نقول إنه: «لا شيء غير عادى يجري في هذه الانتخابات الرئاسية»، وأيضا التي قبلها كل شيء كان عاديا جدا وكل من ذهب رأى ذلك إلا من رحم ربك وربي من أصوات شاذة وحاقدة وكارهة ترفض كل شيء وتشكك في كل شيء ولن ترضى عن أي شي، وهذا أيضا «عادي جدا». أما الأقنعة التي سقطت فحدث عنها ولا حرج، سقط قناع «شعبية الإخوان» وتأثيرهم النافذ بين الجماهير الذين دعوهم للمقاطعة فخذلوهم. سقط قناع «الحنجورية الثورجية» الذين راهنوا على المتاجرة بمشاعر الموجوعين من إجراءات الإصلاح الاقتصادي ليهزوا ثقتهم في الدولة فخسروا الرهان. سقط قناع عزوف الشباب عن المشاركة ورأينا التواجد الكثيف لهم في طوابير الناخبين في اللجان الأكثر كثافة. وسقط قناع «كتائب السوشيال ميديا وفضائيات الفتنة» القادرة على توجيه وتحريك الجماهير. وسقط قناع القوى المدنية والأحزاب السياسية التي انكشف عجزها عن المشاركة والحشد والتحرك المؤسسي الفعال والمؤثر في نتائج الانتخابات. وأخيرا سقط قناع التطرف والإرهاب وفشلت عصاباته برسائل تهديدها وبتفجيراتها واغتيالاتها في منع الشعب الذي يرفضهم ويكرههم من تحمل مسؤوليته السياسية فتحداهم المصريون وقهروهم وانتصروا للوطن.
لكن يونس درويش كتب في «الشروق» أن عاصفة ترابية تسببت بغلق طريق أسيوط – القاهرة الصحراوي الغربي، وتوقف التصويت في بعض اللجان في القرى والمدن، حيث أدت الرياح العاصفة إلى منع خروج المواطنين من منازلهم للإدلاء بأصواتهم في الساعات الأخيرة من انتخابات الرئاسة في اليوم الثالث والأخير. وأعلنت أجهزة المحافظة حالة الطوارئ تحسبا لوقوع أي كوارث مثل حوادث الطرق أو انقطاع التيار الكهربائي. وقالت مصادر في محافظة أسيوط أن غرفة العمليات المركزية في المحافظة تلقت إخطارات تفيد بتعطل بعض اللجان وإغلاقها نتيجة العاصفة الترابية وخاصة في القرى القريبة من الجبل الغربي مثل مراكز ديروط والقوصية ومنفلوط ومركز أسيوط وأبو تيج والغنايم.

لا بديل عن الخبراء

وفي «الأهالي»، لسان حال حزب التجمع، طالب منصور عبد الغني الرئيس السيسي بعد اعلان فوزه بما يلي: ويقيــــني أن هذه الحشود الحاضرة تستحق وتنتــــظر حكومة جديــــدة من الخبراء الأكفاء ممن لهم سابقة إنجاز في مجالاتهم يمتلكون حلولا للتعامل مع الوضع الاقتصادي. نعم نحن في حاجة إلى هؤلاء المتحققين الناجحين من أصحاب الرأي والرؤية، القادرين على إظهار الضوء من آخر الطريق.
محترفو الهبوط بالباراشوت وسارقو المصطلحات من النت دون معرفة معناها والمنسحقون من أجل المنصب وأصحاب الأيادي المرتعشة الذين لم يوقعوا على ورقة طوال عامين وعديمو التخصص وصنايعية البرزنيتيشن هؤلاء يجب تنحيتهم خلال الفترة المقبلة حتى يكون الانطلاق لائقا بملايين المصريين الذين احتشدوا للدفاع عن الدولة رغم المعاناة المعيشية.
نظرية «اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش» والتي تطبقها الأجهزة الرقابية لم تعد صالحة والفترة المقبلة تحتاج إلى مزيد من الجهد لتحقيق طموحات الجماهير وآمال الرئيس ولا بديل عن الخبراء ثم الخبراء ثم الخبراء، ولا يحتاج الأمر سوى النظر والبحث خارج الدائرة الجهنمية التي يحترف الظهور فيها والتعامل معها الموظفون وعديمو الكفاءة والخبرة.

حكومة أكثر شبابا

أما شريف عابدين في «الأهرام» فحدد مطالبه من الرئيس في الآتي: مطلوب من الرئيس أن تعززه حكومة أكثر شبابا وانطلاقا وقدرة على ترجمة أفكاره بشكل أكثر سرعة وإلهاما واقترابا حقيقيا من نبض الشارع لتعزيز حالة الاطمئنان بأن أفكار الرئيس وتخطيط السلطة التنفيذية ينصهران في بوتقة تصب بشكل شديد التوافق في مصلحة المواطن «حتى ولو كان ينظر أسفل قدميه يبغي مصلحة آنية»، فهذا لا يعيب المواطن في شيء. ننتظر من الرئيس إعلانا نهائيا بزوال الإرهاب الأسود من سيناء وتسريع عجلة التنمية في شطرها الشمالي على وجه الخصوص خاصة مع استكمال مشروعات الأنفاق والطرق في المنطقة والتي يتوقع أن تمثل مع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والعاصمة الجديدة ثالوث الجذب العالمي الأهم للاستثمار في مصر بما يتوقع معه تغيير جذري لوجه الحياة في البلاد. نترقب من الرئيس المزيد من مشروعات القوانين الخاصة بحماية محدودي الدخل ومعهم شريحة كبيرة من الطبقة المتوسطة التي تأثرت بشدة بعجلة الإصلاح الاقتصادي. وقد قطع السيسي شوطا كبيرا في ولايته الأولى في هذا الاتجاه عبر تشريعات حمائية منها قانون التأمين الصحي والغوص بقوة في ملف العشوائيات.
الرقص والطبل والمزمار

وإلى ردود الأفعال المهاجمة للإخوان المسلمين وعدد من النشطاء والرافضين للنظام بسبب سخريتهم من المصريين نساء ورجالا الذين كانوا يرقصون أمام اللجان ويدقون الطبول وينفخون في المزمار ويلوحون بالأعلام فقام إبراهيم حجازي في برنامجه «دائرة الضوء» الذي يبثه التلفزيون المصري بالرد على المهاجمين فقال لهم: «إذا كان هذا يغيظكم فسنذيعها باستمرار، وأن هذه ظاهرة لا غبار عليها ومن حق رجال وشباب ونساء الإخوان أن يرقصوا كما رقصوا بعد فوز الدكتور محمد مرسي». وأورد مقاطع لشاب ومجموعة من السيدات والفتيات يرقصن ويصفقن ويغنين وتساءل: «هو حلال ليكم وحرام على غيركم».
كما قال محمد أمين في «المصري اليوم»: كانت هناك مخاوف من عدم خروج الجماهير سواء لأن المعركة محسومة لأنها بلا منافسة أو لأن الدعاية السوداء أجهزت عليها ورأينا الجمـــاهير تخرج وتغني وترقص وتقدم لمسة مصرية للانتخابات الرئاسية ودعك ممن يتحدثون عن الغناء والرقص كأنه سُبة. الإخوان أيضا كانوا يرقصون وكان الرقص حلالا ولكنه يصبح حراما عندما يكون للسيسي فقط.
وفي العدد نفسه قال حمدي رزق: مجرور الصرف الصحي الذي يغرق الصفحات والحوائط الإلكترونية على خلفية تصويت المصريين راقصين أمام اللجان من فعل أغوات كاشفي الوجوه، جلودهم سميكة ورقابهم غليظة، عراة لا يخجلون من أنفسهم ولا يتدارون من الخجل اللي اختشوا ماتوا لكنهم لا يختشون اختشى على دمك يا عديم الإحساس، فعلا الإحساس نعمة والبعيد أعمى ولو كان بصيرا.الشاذ الآن أن تجرى إهانة الشعب على ألسنة الشواذ ممن يتحدثون زيفا باسم الشباب الغاضب.
كل انتخابات يصدرون لنا إحساس الغضب والقرف والذي منه من مفردات سكها عاصرو الليمون بعد «خيانة فيرمونت»، وللأسف يتبعهم الغاوون ويطاوعهم نفر موتور طالت واستطالت ألسنتهم على الشعب المحترم لأنه أنِفَ عمالتهم.
وفي «الأهرام» قال هاني عسل: هل شاهدتم الطبل والزمر والرقص أمام اللجان؟ هل تعرفون معنى ذلك؟ اسألوا «عملاءكم» في مصر أن يشرحوا لكم كيف أن هذه مجرد «تحابيش» مصرية خالصة نلجأ إليها في الفولكلور الشعبي لـ«كيد الأعادي» فقط لنرد على استفزازاتكم ولكي تعرفوا قدركم.

تصويت احتفالي

ومنه إلى السيد البابلي في «الجمهورية» وقوله: في كل لجنة انتخابية في مصر يوجد احتفال من نوع خاص، فهناك احتفالات بالأغاني والرقص، وهناك احتفالات بتزايد حركة البيع والشراء أمام اللجان، وهناك احتفالات بروح الود والابتسامة التي تسود اللجان والعلاقة الجديدة «الحلوة» بين الشرطة والشعب. أمام اللجان شعب مصر له طبيعته الخاصة فهو محب للحياة، مقبل عليها، باحث عن السعادة حتى في أصعب الأوقات وفي كل المحن والأزمات التي مر بها وهو يذهب للتصويت في احتفالية ويتفاعل مع الأغاني الوطنية والحماسية ليقف مصفقا أو هاتفا معبرا عن سعادته بأنه جزء من صناعة تاريخ مصر وبأنه يشارك في قرارها وفي صورتها أمام العالم وفي أنه أتى أيضا مساندا لأمنها واستقرارها بالمساهمة في الانتخابات.
ومن «الجمهورية» إلى «الوطن» وقول الدكتور محمود خليل: مثّل الشباب الأبطال الرئيسيين في كل مشاهد الرقص بعضهم كان يرتدي تي شيرتات موحّدة الشكل واللون وينخرطون في رقصة جماعية منتظمة الحركات وكأنهم قد دُربوا عليها، وبعضهم الآخر لم يكن كذلك بل ارتدى ما شاء ونزل ورقص كما حلا له وتنافس مع غيره فى جذب الانتباه إليه.
من الشواهد الأخرى في فيديوهات الرقص أن أغلب مَن شارك فيها كان من البنات وانضمت إليهن في أحوال بعض السيدات. كانت هناك حالة من البهجة أو الرغبة في الابتهاج دفعت مَن شارك في هذه الفيديوهات إلى الرقص حتى التعب مرة على أغانٍ وطنية مسجلة وأخرى على إيقاع «الصقفة» أو الإنشاد الحي. وسائل الإعلام كانت حريصة كل الحرص على نقل هذه المشاهد لتسلّط الضوء على هذا النوع الجديد من التصويت الذي اخترعه المصريون، ووصفه البعض بـ«التصويت الاحتفالي». الشباب كانوا أبطال المشهد الذي نقلته الفيديوهات لتصوير الحالة خارج اللجان أما داخل اللجان فقد اختلف الأمر.
وفي «الدستور» قال عبد الشافي أشرف تحت عنوان «الشعب الراقص»: كل ما تراه أمام لجان الانتخابات وعلى الشاشات والمواقع هو رقص وفرح وغناء حقيقي بالصوت والصورة والألوان. رقص لبهجة تتجدد كلما خلعنا جذرا إرهابيا متعفنا في أرضنا. وبقدر غيظك منه سنضاعفه ذلك لأننا شعب نعشق الرقص والفرح والغناء ولن نغضب إن وصَفنا إرهابي حقير مثلك بالشعب الراقص. وكلما جاءت الفرصة وحان الوقت سنرقص حتى يخرج الدم من نافوخك غيظا وكمدا وكيدا.
أجدادنا المصريون الذين تعتبرهم أصناما من حجارة علمونا الرقص وحب الحياة ما استطعنا إليهما سبيلا، رسموا حياتهم على الجدران ونحتوا أشكالا للعزف والموسيقى والغناء والرقص في أفراح القرى والأفراح الصغيرة والفنادق الكبيرة في احتفاليات الحصاد والنجاح وزفة الحج وزيارة أولياء الله الصالحين ونجاح العمليات الجراحية. يغيظك رقصنا الآن وقد عشنا عاما كاملا نلطم الخدود ونشق الجيوب كفرا بكم وبمن جاء بكم كي تحكموا بلادنا بجلابيب قصيرة وذقون طويلة وجهل في الأرض وفي البحر والسماء.
معارك وردود

وإلى المعارك والردود وأولها لخالد منتصر وكان مقاله اليومي في جريدة «الوطن» بعنوان «نحاربهم لأنهم خارج القانون وليس لأنهم خوارج الدين» قال فيه منتقدا الرئيس السيسي لأنه يستخدم الدين لمحاربة الإرهاب وكذلك استخدامه كلمة خوارج وقال: فاستخدام المصطلحات الدينية في معركتنا ضد الإرهاب هو اختزال لمعركة كبيرة لها أبعاد متعددة ومتشعبة. نحن لا نحاربهم لأنهم خوارج بالمعنى الديني ولكننا نحاربهم مثلما تحارب أي دولة مدنية في العالم الخارجين عن القانون.
هم خارجون عن النظام والقانون والاتفاق الاجتماعي وشكل الدولة المدنية الحديثة، هم يعتبروننا خوارج عن الدين أيضا يقتلوننا ويفجروننا ويذبحوننا وهم مقتنعون تمام الاقتناع بأننا كفار خارجون عن الدين انحرفنا عن الصراط الديني المستقيم. الخوارج عندما ذبحوا صحابيا وبقروا بطن زوجته الحامل وفرحوا بأن الدم غمر شاطئ النهر كانوا من وجهة نظرهم يطبقون صحيح الدين وكانوا يفصلون في مدى إيمان هذا الصحابي من درجة حسم وتأكيد تكفيره لكبار الصحابة وأمراء المؤمنين هؤلاء الأتقياء الأنقياء المصلون الذين صارت جلودهم مثل جلود الإبل من فرط السجود كانوا قبل هذا الذبح يحسون بتأنيب الضمير وبارتكابهم للكبيرة والخطيئة لأنهم أخذوا ثمرة من حديقة لا يملكونها، يبحثون عن رد تلك الثمرة ولا يبحثون عن ذنب تلك الجثث النازفة على الشط. السجال الديني الديني من خلال النصوص يضيع ويميع القضية، يجعلها تفقد جوهرها الفكري. وتلك أمور غير قابلة للقياس والمقارنة والمعيارية الصارمة وتلبس هؤلاء الإرهابيين أقنعة تجعل البعض متعاطفا مع شدة إيمانهم وورعهم أو على الأقل يصفهم بأنهم مجرد ناس فاهمة الدين غلط. الإرهابي ليس عدو دين فقط إنما هو قبل ذلك عدو إنسانية، عدو حياة، عدو تقدم، عدو تحضر وتلك هي معركتنا الحقيقية، معركة من أجل تلك القيم قيم الإنسانية والحياة والتحضر، تلك المعاني الشاملة لكل الكرة الأرضية من كل الملل والأديان لذلك أرجو تخفيض نبرة استخدام المصطلحات ذات الخلفية الدينية في معركتنا مع من يدعون احتكار الله وتأميم الدين. الله أكبر وأقدس من أن يُستخدم سياسيا، لا نريد أن تهبط السماء لخوض معركة الأرض. الرئيس السيسي لم يبادر بمعركته ضد الإخوان ومعه الشعب المصري المحب لله، العاشق لآل البيت، لم ينزل 30 يونيو/حزيران ضد الخوارج ولوجه الله لم تكن تلك المصطلحات في الذاكرة الجمعية وقتها ولكنه نزل ضد المرشد والإسلام السياسي والعصابة التي قتلت الروح وصادرت العقل وكانت خلفيته في المظاهرات أغنية «يا حبيبتي يا مصر» وليست أدعية الشيخ محمد جبريل. لذلك نريد الحفاظ على تلك الذاكرة الجمعية المحبة للحياة المتمسكة بالمواطنة ومدنية الدولة والتي هي أهم مكاسب تلك الثورة التي انتصرنا فيها على أعداء الحياة.

هجوم غير مبرر

وفي حقيقة الأمر لا أجد مبررا لهجوم منتصر لأن استخدام القادة والأنظمة والمنظمات في عالمنا العربي للدين لمهاجمة خصومهم وتأليف الناس عليهم شائع. استخدمه الملك فاروق قبل ثورة يوليو/تموز سنة 1952 عند تنصيبه رسميا ملكا على البلاد عام 1937 بأن اقترح شيخ الأزهر وقتها الشيخ مصطفي المراغي أن يكون حفل التنصيب في الأزهر بعد أن وصل للسن القانونية ولم تعد هناك حاجة لمجلس الوصاية لأنه عند وفاة أبيه الملك فؤاد لم يكن قد بلغ الثامنة عشرة لكن الزعيم مصطفى النحاس باشا، وكان زعيما لحزب الوفد ورئيسا للوزراء، رفض الاقتراح بشدة وقال إن ذلك سيضفي على الملك قداسة دينية، وأصر على ان يكون حفل التنصيب أمام البرلمان. والمعروف أن كلمة البرلمان وقتها تعني مجلس النواب والشيوخ معا.
وقبله حاول أبيه الترويج لفكرة أن يكون خليفة المسلمين بعد أن ألغى مصطفى كمال أتاتورك في تركيا نظام الخلافة لكن الشيخ علي عبد الرازق أصدر كتابه «الإسلام وأصول الحكم» سنة 1907 ونفى فيه بالأدلة عدم وجود نظام ثابت لها في الإسلام وكانت النتيجة محاكمته، وقام الأزهـــر بسحب شهادته العالمية منه. وجماعة الإخوان المسلمين كفرت، لأسباب سياسية، الرئيس عبد الناصر ونظامه، كما أن أعداء الاشتراكيــــة من غـــير الإخوان اتهموه بالتهمة ذاتها نتيجة قرارات التأميم واسعة النطاق التي أصدرها عام 1961 ورد عليهم بالتأكيد على أن الإسلام دين العدالة الاجتماعية وإزلة الفوارق بين الطبقات وتهكم على مهاجميه قائلا في إحدى خطبه عن بعض المشايخ الذين افتوا بكفر التأميمات والاشتراكية «الواحد من دول يروح عند الإقطاعي ويخبط (الرومي) ويصدر الفتوى».
وفي خطبة أخرى قال: «هما الفقرا ليهم الجنة في الآخرة بس ومالهومش حق في الدنيا». والرئيس السادات نفسه أتهم عبد الناصر بطريق غير مباشر بالكفر عندما قال إنه يبني دولة العلم والإيمان، وأضاف: أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة. أما الرئيس حسني مبارك فلم يتعرض لهذه الأزمة أو يدخل طرفا فيها بينما الرئيس السيسي يواجهها من الإخوان أو الجماعات الإرهابية وبالتالي لابد أن يرد عليها بالإضافة إلى ردود الأوقاف والأزهر ودار الإفتاء.
شعب له قانونه الخاص

وفي «الوطن» أبدى عماد الدين أديب تعجبه من تركيبة الشعب المصري وردود أفعاله غير المتوقعة وقال تحت عنوان «كتالوج المصريين»: هناك قانون خاص للفعل وردّ الفعل لدى الشعب المصري في التعامل مع شؤون السياسة. بالتأكيد هناك قواعد عامة في علم السياسة يمكن الاسترشاد بها عند تحليل أي مجتمع في هذا العالم ولكن هناك – بالفعل – خصوصية لدى هذا الشعب ويُخطئ مَن في النخبة ومَن في أجهزة الاستخبارات العالمية التي تحاول رصد التفاعلات في مصر حينما يعتقدون أنهم فهموا حقيقة قانون الفعل السياسي ورد الفعل لدى المصريين. المصريون شعب مذهل لا يمكن أن تُطبّق عليه قواعد الفعل السياسي المتعارف عليها في كل زمان ومكان. على مر التاريخ كان المصري رافضا لأي ضغط من الخارج سواء كان من الهكسوس أو التتار أو الأتراك أو الإنجليز أو الإسرائيليين أو الفرنسيين أو الأمريكان. على مر التاريخ كان المصرى يرفض دور الميليشيات ضد دور جيش البلاد الوطني. على مر التاريخ رفض الجيش الانقسام أو أن يلعب دور القوى المستأجرة لقوى في الداخل أو في الخارج. على مر التاريخ كانت قراءة الضمير العام للمواطنين لحقيقة الحكم والحاكم صحيحة. وقف هذا الشعب مع الملك فاروق ضد الإنكليز ووقف مع الجيش ضد الملك ووقف مع عبدالناصر ضد العدوان الثلاثي ورفض الناس استقالة عبدالناصر ولكن تظاهروا ضد أحكام الطيران. تظاهر الطلاب ضد أنور السادات لأنهم اعتقدوا أنه لن يحارب ودعموه حينما انتصر فى أكتوبر/تشرين الأول وعارضوه في مظاهرات الأسعار في كانون الثاني/ يناير 1977 وساندوه عند زيارته القدس. هذا الشعب هو الذي عزل رئيسين في أقل من 3 سنوات ودعم ثورتين شعبيتين. هذا الشعب لديه قدرة على تصحيح مسار حكامه وأيضا تصحيح مسار قراراته ورهاناته كشعب.إنه شعب مذهل يتحرك وفق قانونه الخاص ولديه قرون الاستشعار الحساسة الخاصة به. شعب مصر شعب له كتالوج خاص به كتبه على مدار 7 آلاف سنة بحكمة وصبر ومعاناة ودماء ودموع.

إنجازات مصرية

وهناك مظاهر وأحداث لم تتسع المساحة أمام عماد ليذكرها أكثر وقعا على تفردنا نحن المصريين ويقف غيرنا مندهشا منها أن هذا الشعب الفقير المحتلة أراضيه قلب الدنيا رأسا على عقب بعد ثورة 23 يوليو/تموز سنة 1952 وأنهى وجود أمبراطوريتين هما البريطانية والفرنسية ليس في العالم العربي فقط وإنما في قارة أفريقيا، وبنى أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين وهو السد العالي وتعرض إلى هزيمة عسكرية لا نظير لها في حزيران/يونيو 1967 واحتلت إسرائيل أراضيه ودمرت طائرات ودبابات جيشه بأسرع من البرق. وعاد هذا الجيش المهزوم إلى شن حرب استنزاف ضد إسرئيل ثم عبور أقوى مانع مائي في العالم وتحطيم أعظم خط دفاعي مرتفع على ضفة القناة أقوى من خط سيجفريد في فرنسا في الحرب العالمية الاولى وماجينو في فرنسا أيضا في الحرب العالمية الثانية. ونحن شعب نقبل من غيرنا عادات وتقاليد تعجبنا ولكننا لا نذوب فيها، أي نمصرها. جاء الفاطميون الشيعة من المغرب واحتلونا ونشروا المذهب الشيعي وبنوا الأزهر ولكننا لم نقبل المذهب وعدنا إلى المذهب السني ولكن احتفظنا بحبنا لآل البيت ولا ينافسنا أحد في ذلك الحب. وتمسكنا بالعادات المثيرة للبهجة التي أدخلها الفاطميون مثل فانوس رمضان والمسحراتي والكسكسي وموائد الرحمن ونحن شعب مذهبنا السني الشافعية ولكننا نأخذ بمذهب أبو حنيفة في الزواج وغيره من المعاملات لأنه يريحنا وفيه تيسيرات. ونحن من بنى أعظم حضارة في العالم أيام الفراعنة ومن سكت على نشر العشوائيات إذا صممنا أتينا بالمعجزات وإذا تكاسلنا كانت هزائمنا ومخازينا بجلاجل.

البكاء أثناء الصلاة

وبمناسبة التناقضات في سلوكنا في بعض الأوقات فقد تساءل عبد العزيز عبد الحليم المشرف على باب «أنت تسأل والعلماء يجيبون» في جريدة «اللواء»:
في زماننا قل البكاء سواء في الصلاة أو في تلاوة القران إلا القليل لماذا؟
وأجاب على السؤال الدكتور سعيد عامر الأمين المساعد في مجمع البحوث الإسلامية قائلا: قلة البكاء في هذا الزمان سببها البعد عن الله سبحانه والانشغال بهموم الدنيا وعدم تصفية القلوب بين البشر حيث إن البكاء في الصلاة أو عند قراءة القرآن للعبد لا يكون إلا عند حضور القلب وعلو المنزلة في القرب من حضرة الرب عز وجل. والأصفياء الأتقياء الأنقياء إذا سمعوا كلام الله سبحانه سجدوا وبكوا. قال الله تعالى: «إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدا وَبُكِيّا «مريم: 58 أي سجدوا لله خضوعا وتذللا تسيلُ دموعهم على خدودهم خشية الله وأعظمها فهما لكتاب الله وعملا به واستعدادا ليوم التناد وأكثر الأمة رقة للقلوب وخوفا من الله علام الغيوب وترق قلوبهم وتخشع لما يقرأ ويسمع لأن تلك القلوب صفت وخلت من الصوارف والشواغل إلا الانشغال بما يوصلهم إلى القرب من الجناب الأعظم والفوز الأكبر.

الفترة المقبلة تحتاج المزيد من الجهود لتحقيق طموحات الجماهير ولا بديل عن الخبراء

حسنين كروم

الشيخة موزا: لا بدّ من فرض عقوبات أكثر صرامة ضد من يُذكي النزاعات المسلحة

Posted: 28 Mar 2018 02:28 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: قالت الشيخة موزا بنت ناصر رئيسة مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع، إن الصراعات المسلحة في تزايد اليوم مستهدفة كل ما نبنيه في مجال التعليم، لافتةً إلى أن العالم في حاجة إلى أن يتحدث بصوت واحد من أجل وضع حد لهؤلاء الذين يذكون نار النزاعات المسلحة، وفرض عقوبات أكثر صرامة من قبل الأمم المتحدة.
جاء ذلك خلال مشاركة الشيخة موزا أمس الأربعاء، في جلسة نقاشية رفيعة المستوى نظمتها المؤسسة بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، حيث حثت المجتمع الدولي على تسهيل سبل إتاحة التعليم النوعي للأطفال النازحين وتطبيق عقوبات مشددة على مرتكبي النزعات المسلحة.
وانعقدت الجلسة النقاشية في مقر مكتب الأمم المتحدة في مدينة جنيف تحت عنوان «التعليم النوعي لمستقبل مستدام: نهج شامل للاجئين والنازحين». ودار النقاش في الجلسة التي حضرها فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حول سبل ضمان التعليم للاجئين والأشخاص النازحين داخليا، من أجل بناء مستقبل مزدهر للجميع.
وخلال مداخلتها حثّت الشيخة موزا المجتمع الدولي على تيسير الحصول على التعليم لفائدة الأطفال اللاجئين والنازحين، وتطبيق عقوبات على مرتكبي الهجمات المسلحة على المنشآت التعليمية؛ وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء القطرية (قنا). ولفتت رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع إلى العقبات التي تحول دون تعليم الأطفال اللاجئين والنازحين، ممّا يمنعهم من الإسهام في بناء مجتمعاتهم، قائلة: «يتعين علينا إعطاء الأولوية للتعليم. فالتعليم أداة تعد الأطفال للمستقبل وللحاضر أيضا».. وأضافت «نحن بحاجة إلى اعتماد نهج عالمي لإزالة الحواجز المؤسسية التي تحول دون الاعتراف بتعليم اللاجئين والتحقق من صحته».
وأضافت: «ومع ذلك فإن الصراعات المسلحة في تزايد اليوم مستهدفة كل ما نبنيه.. إننا في حاجة إلى أن نتحدث بصوت واحد من أجل وضع حد لهؤلاء الذين يذكون نار النزاعات المسلحة، وفرض عقوبات أكثر صرامة من قبل الأمم المتحدة».
واجتمعت الشيخة موزا مع فيليبو غراندي، حيث ناقشا الجهود المشتركة لكل من مؤسسة التعليم فوق الجميع والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيما يتعلق بتوفير التعليم النوعي للأطفال النازحين، ومن ضمن هذه الجهود إقامة مشاريع في 12 بلدا، كما تم استعراض آفاق التعاون المستقبلي.
كما ناقشت مع بيتر ماورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بجنيف عدد من المواضيع المتعلقة بسبل حماية التعليم في مناطق النزاعات ومناطق ما بعد النزعات، وسبل التعاون المشترك مع مؤسسة التعليم فوق الجميع في هذا الشأن.
كما اجتمعت رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع، مع توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، في مقر مكتب الأمم المتحدة في مدينة جنيف. وتم خلال الاجتماع مناقشة سبل التعاون بين مؤسسة التعليم فوق الجميع، والمؤسسة الأولمبية للاجئين، في مجالات توفير المرافق الرياضية للاجئين.

الشيخة موزا: لا بدّ من فرض عقوبات أكثر صرامة ضد من يُذكي النزاعات المسلحة
ناقشت إقامة مشاريع في 12 بلداً بالاتفاق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين
إسماعيل طلاي

نشطاء من الغوطة ينفون لـ «القدس العربي» ما تداوله «الإعلام الثوري» عن «خيانة» الشيخ بسام ضفدع

Posted: 28 Mar 2018 02:28 PM PDT

إنطاكيا – «القدس العربي» : على مدى الساعات الأخيرة، عجت عشرات المواقع الإعلامية المؤيدة للثورة السورية، وصحف عربية، بتقارير عما وصفته بـ»خيانة» الشيخ بسام ضفدع للثورة السورية، وهو أحد أئمة الجوامع في كفربطنا بالغوطة الشرقية، الذين ظهروا على شاشات الاعلام الرسمي للنظام معلنين تأييدهم للسلطات، ومرحبين بدخول جيش النظام، لكن الناشطين نفوا الانباء التي نشرت عن الشيخ ضفدع والتي تتحدث عن عضويته في الهيئة الشرعية لفيلق الرحمن المعارض، او انه كان مؤيداً للثورة.
وبعد التحدث مع بعض الشخصيات التي عرفت الشيخ ضفدع عن قرب في كفربطنا، وفحص كل الأرشيف الخاص بالثورة السورية في منطقته، تبين ان الشيخ الصوفي الذي كان عضواً في مجلس الشعب السوري (البرلمان)، رفض الصلاة على جثامين الشهداء في الايام الأولى للثورة السورية عام 2011 في منطقة الزبلطاني في الغوطة، ولم يدل الشيخ ضفدع منذ ذلك الحين بأي موقف يعلن فيه انتماءه للثورة السورية، ولم ينضم إلى اي فصيل معارض للنظام في الغوطة الشرقية، وانما ظل مقيما في بلدته كفربطنا في موقف اشبه بالحياد، مستفيداً من مكانته بين ابناء بلدته.

دوره لصالح النظام

وبينما ضجت وكالات الأنباء السورية والعربية، عن اخبار حول عضويته في الهيئة الشرعية لفيلق الرحمن، تبين انه لم يكن يوماً مسؤولاً شرعياً في ذلك الفصيل، بل أكدت المصادر التي تحدثت اليها «القدس العربي»، بأن الشيخ ضفدع كان مستهدفاً من قبل فيلق الرحمن في الفترة الأخيرة، بعد ان تمكن من سحب مئات العناصر من الفيلق إلى صفه من منطقة خاضعة لنفوذ الفيلق، مستفيداً من شعبيته في كفربطنا والتململ الشعبي الكبير من اداء الفصائل، كما قاد ضفدع الذي اصبح رمزاً للعمالة السرية للنظام عند جمهور النشطاء، قاد وفداً معلناً للمصالحة مع النظام في الاشهر الأخيرة في سعيه لاعادة منطقته لسلطة الحكومة السورية، قبل ان يدعو لمظاهرات مؤيدة للأسد قبل أسبوعين.
ولعب تعاون الشيخ ضفدع المعلن مع النظام، دوراً كبيراً في تسهيل دخول النظام إلى مناطق في كفربطنا، فهو من قاد المظاهرات المحدودة المؤيدة للأسد والتي خرجت في بعض الأحياء في غوطة دمشق، مستغلاً الضغط الكبير الذي يتعرض له الأهالي جراء القصف والحصار ، وبينما تم تهجير الالاف من سكان البلدة المعارضة للنظام ومعهم المئات من مقاتلي فيلق الرحمن لادلب، فان العناصر المسلحة المنشقة عن الأخير والموالية للضفدع، تحصنت في كفربطنا ونسقت مع جيش النظام لتسهيل دخوله، وارشادهم عن عدد من الأنفاق التي تم تدميرها في كفربطنا لدى دخول الجيش، وهو الأمر الذي دفع بفيلق الرحمن لمحاولة اغتياله في الأيام الأخيرة، حسب احد الناشطين في الغوطة الشرقية.
ويقول الكاتب السوري فادي حسين، المنتمي لغوطة دمشق، ان ‏بسام ضفدع، لم يخف موقفه المعارض للثورة السورية من الأيام الأولى لها، ورفض الصلاة على شهداء مظاهرة الزبلطاني في نيسان 2011، ويضيف حسين في حديثه لـ»القدس العربي»: هو لم يخرج من حضن الوطن حتى يعود إليه، وتحميله مسؤولية سقوط الغوطة وتشبيهه بابن العلقمي ورواية تجنيده ل 500 من شباب الغوطة يحمل في طياته الكثير من السذاجة والمبالغة، ‏ضفدع استقل بنفسه مع مؤيديه في منطقته، وكل الفصائل في الغوطة كانت على علم كامل بالموضوع، وكانت تدرك حقيقة الرجل، لكن لا بد من شماعة لتحميلها المسؤولية».
أما الناشط سليم حجازي، الذي غطى احداث الثورة السورية منذ انطلاقتها في دوما بغوطة دمشق، فيقول ان ظاهرة الضفدع ليست أمراً جديداً، وهو موجود داخل كفربطنا من قبل الحملة، ويضيف حجازي لـ»القدس العربي»: عنا «ضفادع» بدوما اكتر منو ، وما في داعي الشعب يتفاجئ من الشي يلي ساواه الضفدع لانو الكل بيعرفهم، بس الناس بتحب يلي مسلط عليه الاعلام تقول، شوفو شوفو هاد طلع عميل ومتخابر وسبب بانهيار العالم، بينما كما يقول المثل، دود الخل منه فيه».
بينما ذهب بعض الصحافيين السوريين للتعليقات الساخرة، كالصحافي جلال زين الدين المقيم في العاصمة الفرنسية باريس، اذ كتب متندرا «سمعت أن ضفدع سبب هزيمة 67 وكان له دور بالنكبة وهو من ساعد الجنرال غورو، وشخصية صطيف الأعمى هو من أبناء الضفدع، كما كان للضفدع دور في تسليم لواء الإسكندونة وبالتأكيد حلب. وفي معلومة ماني متأكد منها، أن الضفدع هو من أقنع جساس بقتل كليب، وبعدها وقف مع الزير وحرضه في استمرار الحرب، وهو صاحب العبارة الشهيرة أريد أبي حيا ووصلها لأبنة كليب».

تضخيم «الضفدع»

كما كتب جلال زين الدين تعليقاً آخر يقول فيه «الثورة التي يغير مسارها «ضفدع» هذه ليست ثورة، وتضخيم دور الضفدع تسخيف للثورة، النظام يريد أن يزيد «عدم الثقة» بين صفوف من بقي ثورياً، ويجعل من الضفدع رأفت الهجان، يمكن ان يكون التواصل مع الضفدع، تم في الفترة الأخيرة فقط… الضفدع هو الأصبع الذي يختبئ وراءه بعض الثوار، والأصبع الذي يشير به النظام للمعارضة ونحن للأسف نكرر ما يريده النظام».
وكثيراً ما تروج أنباء غير دقيقة في وسائل الإعلام الموالية للثورة السورية، مدفوعة بحماسة الناشطين لدعم فصائل المعارضة، وهو ما أثار انتقادات حادة ومطالبات بضرورة توخي مزيد من الحذر في التعاطي مع تدفق بعض الأنباء من مناطق المعارضة، كما درج الجمهور المتابع للثورة السورية على تداول الاخبار دون التمحيص في مصادرها.
ومع وجود نزاعات حادة بين الفصائل المعارضة، انعكس ذلك على التكتلات الإعلامية المؤازرة لكل فريق، بحيث تنشط كل مجموعة ببث الإشاعات والاتهامات للفصيل المناوئ، وتحميله المسؤولية عن الإخفاق أمام قوات النظام، وهو الأمر الذي يبدو انه حصل في هذه الحادثة، اذ سعى النشطاء المقربون من «جيش الإسلام» بربط ولاء الشيخ ضفدع بالنظام، مع غريمهم فيلق الرحمن، لتنتقل الحرب بين الفصيلين من الاشتباكات المسلحة كما حدث سابقاً، إلى المواجهات على صفحات التواصل الاجتماعي والإخبارية، وكان من المفارقات في هذه الحادثة، ان جمهور الناشطين الموالين لتنظيم الدولة، توافقوا هذه المرة مع بعض مؤيدي «جيش الإسلام» رغم العداوة الشديدة بين الطرفين، ذلك ان الخطاب الدعائي لمؤيدي تنظيم الدولة في وسائل التواصل الاجتماعي، يركز على إظهار كل الفصائل المعارضة له على انها عميلة للنظام او مرتهنة بالكامل للدول الداعمة فضلاً عن ضعفها العسكري والاداري، ولا يستثني هذا، التنظيم الشقيق لل»دولة» وهو تحرير الشام ، النصرة سابقاً.

نشطاء من الغوطة ينفون لـ «القدس العربي» ما تداوله «الإعلام الثوري» عن «خيانة» الشيخ بسام ضفدع
«جعلوا منه رأفت الهجان وهو لم يعلن يوماً انتماءه للثورة ولم يكن شرعياً في فيلق الرحمن!»
وائل عصام

«نيويورك تايمز»: سكر وأرز ودولارات لدعم السيسي

Posted: 28 Mar 2018 02:27 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: تساءلت سعاد عبد الحميد، في شارع خلفي من شوارع مدينة طنطا شمال القاهرة، عن صندوق الدعم الذي وعدت به، في حال صوّتت لصالح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في انتخابات الرئاسة المصرية التي اختتمت أمس، وسط مشاركة ضعيفة.
وأضافت أن «إخوانها وأخواتها في القاهرة حصلوا على سلة الدعم التي تتكون من الأرز وزيت الطبخ والسكر الذي وعدت حملة السيسي الناخبين بالحصول عليها إن خرجوا وصوتوا للرئيس الحالي فترة ثانية».
مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» ديكلان وولش علّق على الشهادة السابقة في تقرير مشترك مع نور يوسف، بالقول إن «السيسي الذي يخوض السباق الانتخابي بدون منافس حقيقي بات يعتمد على حماسة أنصاره لكي يضفي دراما على اللعبة الانتخابية وتحشيد أكبر عدد من الناخبين لإضفاء الشرعية الكافية على الانتخابات. إلا أن حماستهم ليست كافية فلديه طرق ووسائل أخرى لتحفيز الناس».
ونقل عن بعض الناخبين تأكيدهم الحصول على 3 ـ 9 دولارات للتصويت، وفي بعض المناطق وعد المسؤولون الحكوميون بتحسين الخدمات مثل الكهرباء والمجاري الصحية.
وفي مدينة مرسى مطروح، عرضت مجموعة من رجال الأعمال، إرسال 500 شخص للحج.
وحسب المراسل، قامت الشرطة المصرية بالطرق على أبواب البيوت في المنيا وأسيوط، لحث السكان على الخروج والتصويت. كذلك هُدد المتقاعدون والموظفون في الخطوط المصرية من حجب رواتبهم الشهر المقبل إن لم يشاركوا في الانتخابات.
وحسب الكاتبين المشاركة في المراكز الانتخابية، كانت ضعيفة.
وفي طنطا، المشهورة بحلوى المشبك ومسجدها الصوفي، امتلأت الشوارع الرئيسية بصور السيسي. وكان من الصعب العثور على ملصق واحد لمنافسه موسى مصطفى موسى الذي تم تجنيده في اللحظة الأخيرة لتجنب إحراج غياب المنافس.
وفي مقابلة مع وكالة «سبوتنك» الأسبوع الماضي، اتهم موسى الذي يتمتع بعلاقة مع المخابرات المصرية، الولايات المتحدة بإثارة الربيع العربي وزعزعة استقرار الشرق الأوسط.
وقال: «نفذ هذا البرنامج الكبير فريق كوندوليزا رايس».
الكثير من الناخبين في طنطا، فشلوا في التعرف على الاسم الكامل لموسى أو عبروا عن نيتهم بالتصويت له.
ووفق الصحيفة، وعود المساعدات آتت أكلها، حيث نقلت عن ضابط في الجيش مسؤول عن توزيع المساعدات حديثه عن «مشاركة جيدة».
ولاحظ الكاتبان أن مسؤول حملة السيسي في بلدة جنزور القريبة من طنطا تحدث للناخبين عبر الميكرفون: «هل تريدون أن تنتهك المرأة مثلما يجري في سوريا والعراق وليبيا؟»، وبعد ذلك جاءت فرقة موسيقية تعزف وتغني. وعندما لاحظ المسؤول وجود صحافي أجنبي قال «دعونا نريه أننا بلد متحد».
وسحب رجل آخر الميكروفون من يده، قائلا «أنتم لا تصوتون للسيسي بل لمصر».

«نيويورك تايمز»: سكر وأرز ودولارات لدعم السيسي

إبراهيم درويش

مندوب النظام السوري يُلوِّح بهجوم كيميائي في شمالي سوريا وجنوبها… وتنديد أمريكي بفشل مجلس الأمن

Posted: 28 Mar 2018 02:27 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: لمح النظام السوري على لسان مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بوجود نية مبيتة لدى النظام لاستخدام السلاح الكيميائي مجدداً ضد المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرته، وهي تصريحات اعتاد عليها السوريون قبيل كل هجوم وشيك بالأسلحة الكيميائية والمحرمة دولياً ضد المناطق المناوئة لحكم الأسد.
فقد كشف خلال جلسة شهرية لمجلس الأمن عن سيناريوهات مختلفة يمكن تصورها في قصف كيميائي محتمل على كل من مناطق إدلب شمالي سوريا، وجنوبها قرب الجولان المحتل، وتحديداً في بلدتي الهابط وقلب اللوزة في ريف إدلب، وبلدة الحارة الاستراتيجية لاحتوائها على أعلى التلال جنوبي سوريا واشرافها على المنطقة الجنوبية والغربية من ريف دمشق، والمنطقة الشمالية من ريف درعا والقنيطرة.
وتكهن الجعفري خلال مداخلته في الجلسة الأممية، بإسعاف المصابين جنوبي سوريا إلى إسرائيل جراء الهجمات التي أومأ بحدوثها، مخمناً ان يكون الضحايا في ريف ادلب من النساء والأطفال النازحين إلى المخيمات على الحدود السورية التركية، حيث قال الجعفري ان الهجوم الكيميائي المرتقب سيتم بمساعدة الدفاع المدني المعروفة باسم الخوذ البيضاء، مضيفاً «ان معلومات تفيد بوجود عمل مسرحي تنتجه استخبارات الدول الراعية للإرهاب، وسيمثّله أفراد الخوذ البيضاء، ويخرجه الإعلام الغربي، ويتم الإعداد له في المناطق القريبة من خط الفصل في الجولان، وستستخدم المجموعات الإرهابية الغازات السامة ضد المدنيين في بلدة الحارة، وبعدها سيتم نقل المصابين إلى مشافي العدو الإسرائيلي لمعالجتهم هناك، إضافة إلى مسرحية أخرى يتم الإعداد لها في قريتَيْ الهابط وقلب لوزة في ريف إدلب، حيث تم رصد عربات بث فضائي وخبراء من جنسيات مختلفة، إضافة إلى تحضير كادر تمثيلي من النساء والأطفال من مخيّم النازحين على الحدود السورية التركية».

تهديد عسكري

نقلت صحيفة الوطن شبه الرسمية عن مصادرها خطة النظام السوري تجاه ريف دمشق الجنوبي، مشيرة إلى أن موعد إطلاق معركة جنوب دمشق ضد المعارضة المسلحة لن يتعدى منتصف شهر نيسان/إبريل المقبل، في حال لم تقبل المعارضة والمدنيون الرافضون لـ»مصالحة» النظام بالخروج من المنطقة، وسط انباء عن مبادرة «تسوية وضع» في ريف دمشق الجنوبي بالتنسيق مع قيادات فلسطينية.
وذكرت صحيفة «الوطن» ان فصائل المعارضة في بلدات «يلدا وببيلا وبيت سحم» أجرت اجتماعات أبدت خلالها استعدادها للخروج باتجاه إدلب، بدون الرغبة في القتال.
فيما هددت مصادر عسكرية موالية مدينة دوما بحملة برية عنيفة وتحمل مغبة رفضها التهجير والتغيير السكاني في المنطقة معتبرة ان هذا التطور «يأتي بعد إخفاق المفاوضات التي كانت تجري برعاية روسية مع «جيش الإسلام» لتسليم دوما، وإبرام اتفاق على غرار الاتفاقات التي عقدت مع باقي الفصائل المسلحة في باقي بلدات الغوطة الشرقية.
مصدر عسكري خاص من مدينة دوما قال لـ»القدس العربي» إن «رسالة من الروس قد وصلت لجيش الإسلام، مساء أمس الأربعاء تفيد بتمديد فترة المفاوضات وإعطاء فرصة أطول للوصول إلى حل بعيداً عن المواجهات العسكرية»، وفي هذا الإطار قال رئيس المكتب السياسي في «جيش الإسلام» محمد علوش حول مفاوضات مدينة دوما ان «الأمور تتجه إلى الخير وبشكل إيجابي، ولا تزال المفاوضات جارية وموقف اللجنة التفاوضية قوي، ولا يزال أمر تأمين المدينة وعدم تهجير أهلها منها قائماً، وسط جهود دبلوماسية حثيثة».

تهجير الغوطة

ووصلت القافلة الرابعة من مهجري الغوطة الشرقية في اطار الاتفاق المبرم بين فصائل المعارضة وموسكو، لتسليم بلدات ريف دمشق الشرقي للنظام، مقابل السماح لهم بالمغادرة باتجاه الشمال السوري، وتحييد المنطقة المزيد من المجازر، حيث ضمت الدفعة الرابعة لمهجري القطاع الأوسط 55 حافلة، أقلت 3252 شخصاً، برفقة عدد من الحالات الطبية الحرجة ضمن سيارات الإسعاف.
ويأتي ذلك في أعقاب تهجير ثلاث قوافل ضمت 13 ألف شخص، يضاف اليهم 5000 شخص من مدينة حرستا، ليكون العدد الإجمالي لمهجري الغوطة الشرقية أكثر من 21 ألفاً في غضون ستة أيام.
من جهة ثانية جهز المجلس المحلي في مدينة «كفرحمرة» في ريف حلب أكثر من 550 شقة سكنية بمساعدة الجمعيات الخيرية لتأمين المهجرين من الغوطة الشرقية، كما قال المجلس المحلي عبر صفحته الرسمية ان منظمات خيرية ساهمت في ترميم 100 شقة سكنية كمرحلة اولى من العدد الكلي البالغ 400 شقة لايواء مهجري الغوطة.
وكان ناشطون سوريون قد أعدوا إحصائية توضّح نتائج الحملة التي شنتها قوات النظام وروسيا على مدن وبلدات الغوطة، منذ التاسع عشر من شباط/ فبراير الماضي حتى الثالث والعشرين من شهر آذار/مارس الجاري، حينما تم التوصل إلى اتفاق التهجير.
وحسب الإحصائية فإن الحملة تسببت بمقتل 1945 مدنياً، بينهم 385 طفلاً، و285 سيدة، كما قصفت الطائرات الحربية والمروحية التابعة للنظام والطائرات الروسية، الغوطة الشرقية بأكثر من 6580 غارة جوية وأكثر من 2750 برميلاً متفجراً، مشيرة إلى ان أكثر من 1450 صاروخاً من نوع أرض-أرض، وأكثر من 300 صاروخ عنقودي، وأكثر من 250 صاروخاً محملاً بالنابالم الحارق المحرم دولياً، و185 صاروخاً فوسفورياً، استهدفت المدنيين في الغوطة، فضلاً عن 11 هجوماً بغاز الكلور السام المحرم دولياً.

تنديد أمريكي

ووجهت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة انتقادات شديدة إلى مجلس الأمن على خلفية فشله في تنفيذ قرار الهدنة السورية بعد مرور شهر عليه، متهمة روسيا وإيران بانتهاج استراتيجية الحصار ثم التجويع ثم التهجير، وهو ما اعتبرته عاراً على الأمم المتحدة، وشددت نيكي هيلي الثلاثاء -في جلسة شهرية لمجلس الأمن عن سوريا- على أنه «يجب أن يكون هذا يوم عار على جميع أعضاء هذا المجلس».
وأضافت أن أكثر من 1600 شخص «قتلوا تحت أنظارنا» في الغوطة الشرقية منذ أن تبنى المجلس القرار 2401 لوقف النار في 24 شباط/فبراير الماضي. وتابعت المندوبة الأمريكية «بعد سنوات من تحمل الحصار والتجويع، يسلم المدنيون الغوطة الشرقية».
فيما وصف السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبيزيا عمليات التهجير بالمغادرة الطوعية قائلاً «إن عمليات المغادرة طوعية، وإن القوات الروسية توفر الغذاء والمأوى والدواء للمحتاجين».

مندوب النظام السوري يُلوِّح بهجوم كيميائي في شمالي سوريا وجنوبها… وتنديد أمريكي بفشل مجلس الأمن
المعارضة تصر على البقاء في دوما ورفض التهجير… وريف دمشق الجنوبي على صفيح ساخن
هبة محمد

 700 بلدة لليهود وصفر للعرب

Posted: 28 Mar 2018 02:27 PM PDT

التقويم السنوي يعرض في هذا الاسبوع إندماجاً خاصاً بين المواطنين اليهود والعرب. في الوقت الذي تشارك فيه امرأة في المسيرة في عرابة لاحياء ذكرى الـ 42 لاحداث يوم الارض، فان الآخر سيجلس على طاولة عيد الفصح في موشاف في وادي عربة. في عرابة سيحيون ذكرى اليوم الذي خرج فيه المواطنون العرب في 1976 للاحتجاج على مصادرة أراضيهم. من خلال إلغاء الحق الشرعي في الاحتجاج، أعلنت الحكومة أن المسيرة غير قانونية، والشرطة قامت باطلاق النار وقتلت ستة من المتظاهرين وأُصيب واعتقل المئات. في حين أنهم في عشية عيد الفصح في وادي عربة يروون قصة الخروج من مصر ويتحدثون عن الانتقال من العبودية إلى الحرية.
الموشاف المزدهر في العربة والذي يحتفلون فيه بعيد الفصح هو واحد من 700 مستوطنة أقامتها الدولة لليهود منذ العام 1948. منذ إقامة الدولة نمت المجموعتان السكانيتان بنسبة متشابهة، تقريبا عشرة أضعاف، لكن لم تتم اقامة للمواطنين الفلسطينيين حتى ولو بلدة واحدة جديدة، باستثناء البلدات التي اقيمت للبدو الذين تم اخلاؤهم من أراضيهم في النقب.
إقامة بلدة تعتبر عملية حكومية تحتاج إلى موارد كثيرة، ومرتبطة بتخصيص أراض وميزانيات للبنى التحتية، لكن حتى هذا الرقم القاسي، 700 لليهود مقابل صفر للعرب، يعبر فقط عن جزء من التمييز الذي يعاني منه المواطنون الفلسطينيون في كل ما يتعلق بالاراضي. لأن الكثير من الـ 700 مستوطنة أُقيمت على أراض تمت مصادرتها من المواطنين العرب بدءاً من الموجة التي صودرت فيها ملايين الدونمات في العقد الاول لقيام الدولة وانتهاء بمصادرة الاراضي في الجليل في السبعينيات. أراض أخرى تمت مصادرتها من المواطنين العرب، لا تزال قفراء. وهذا القفر يحرق قلوب أصحابها الاصليين في كل يوم.
من أجل الاحتجاج على مصادرة الاراضي أعلنت قيادة المجتمع الدولي في 30 آذار/مارس 1976 عن يوم احتجاج. ومنذ ذلك الحين يقوم الفلسطينيون في كل سنة بإحياء ذكرى يوم الارض للتذكير بظلم المصادرة، وقمع الحق في الاحتجاج، ونفي الظلم والامتناع عن اصلاحه.
هناك من يتعاملون مع المصادرة الضخمة ومع التمييز ضد العرب في الاراضي كحدث ينتمي للماضي، أو يعتقدون أن الاستثمار الحكومي في زيادة نسبة تشغيل المواطنين الفلسطينيين وتقليص الفجوة بين الميزانيات المخصصة للمجتمعين، تكفي من أجل تحقيق مساواة حقيقية والتئام الجروح التي تصعب على تحسين العلاقة بين العرب واليهود. ولكن هذه الرؤية لا تأخذ في الحسبان ثلاثة جوانب:
أولاً، التمييز ضد المواطنين العرب في الاراضي يستمر حتى الآن، صحيح أنه منذ نهاية السبعينيات تقلصت مصادرة الاراضي الكثيفة، لكنها لم تتوقف، ومنذ ذلك الحين ليس فقط أنه لم يتم إجراء أي عمل من أجل إصلاح الظلم، بل ان تفضيل اليهود في اعطاء الحقوق على الاراضي يستمر بكامل الزخم. حتى الآن تتم إقامة بلدات جديدة فقط لليهود. الظلم وعدم العدالة والعنف المرتبطة بهذه الاجراءات تصل الآن إلى الذروة. في الاسبوع الماضي تم توزيع أوامر هدم على سكان البلدة العربية البدوية أم الحيران، والدولة أعلنت عن نيتها هدم هذه البلدة في الشهر القادم وإقامة مستوطنة حيران اليهودية مكانها.
ثانياً، المصادرات تؤثر بشكل حقيقي على الحياة اليومية للمواطنين الفلسطينيين. لا توجد للكثيرين أراض كي يبنوا عليها بيوتهم، حدود الاختصاص القضائي التي تخنق البلدات العربية لا تمكن من التطوير المناسب للسكان الآخذين في التكاثر. كل ذلك يولد ضائقة سكن شديدة، بناء بدون ترخيص، اكتظاظ وفقر.
ثالثاً، يوجد بعد رمزي هام جداً للارض. فهي تجسد التمسك الطبيعي بالوطن، هذا التمسك بالضبط ما يريد النظام الحاكم منعه. ولكن هذا التمسك لا يضعف، إن سلب حقوق المواطنين العرب على الاراضي فقط ينتج المزيد من الغضب والاحباط ويبقى جرحا نازفا، يقضم العلاقة بين اليهود والعرب. ولكن المستقبل في هذه البلاد، التي يرى فيها اليهود والعرب وطنهم، هو مستقبل مشترك. ومن أجل أن يكون أفضل يجب على الدولة أن تقوم بعلاج موضوع الاراضي والاعتراف بالظلم التاريخي للمصادرات.
الاعتراف بالظلم هو فقط خطوة أولى. يمكن ومن المهم الدفع نحو المساواة والعلاقة بين المجموعتين السكانيتين بواسطة عدد من الخطوات العملية. يمكن بدء العملية عن طريق إعادة أراض تمت مصادرتها، وهي غير مستخدمة حاليا، اقامة بلدات عربية جديدة وتوسيع حدود الاختصاص القضائي للبلدات القائمة، تسريع اجراءات التخطيط والبناء وتطوير البنى التحتية في البلدات العربية، والاعتراف بالقرى غير المعترف بها في النقب، وتنفيذ وعود الحكومة وقرار المحكمة العليا بالسماح لسكان اقرث وبرعم بالعودة إلى قراهم.
الشعبان اللذان يعيشان في البلاد سيعملان في هذه السنة وفي نفس اليوم في شأن يتعلق بعلاقتهما بوطنهما وشعبهما وحريتهما. وجهة النظر في الاعتصام في عرابة وعلى مائدة عيد الفصح ستكون في أغلب الحالات متعاكسة. النزاع بين اليهود والعرب يتركز بدرجة كبيرة على الارض وهو بعيد عن الحل، لكن حان الوقت كي تتصرف الغالبية اليهودية بصورة أكثر عدالة تجاه المواطنين الفلسطينيين وأن تعترف بالظلم التاريخي الذي وقع عليهم وأن تقوم بتحريك خطوات من أجل إصلاحه. هذا ليس فقط أمر يتعلق بالعدالة، بل أيضاً بالمصالح، خطوات كهذه ستمهد الطريق لمستقبل جيد لكل مواطني الدولة، العرب واليهود على حد سواء.

رونق ناطور ورون غيرلتس
هآرتس 28/3/2018

 700 بلدة لليهود وصفر للعرب
الظلم لا يتمثل في أن الدولة أقامت المستوطنات لليهود وحسب ولكن في تجاهل حقوق الفلسطينيين
صحف عبرية

ملاسنة بين روحاني وشمخاني حول الاتفاق النووي الإيراني

Posted: 28 Mar 2018 02:26 PM PDT

لندن «القدس العربي»: حصل شجار حاد بين الرئيس الإيراني حسن روحاني، وممثل الولي الفقيه وأمين مجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، خلال اجتماع المجلس لمناقشة تداعيات تعيين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جون بولتون لمنصب مستشاره لشؤون الأمن القومي حول ضرورة استباق إيران الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي.
فيما أكد أحد منظري وقادة جناح المحافظين والمقرب من مكتب المرشد الأعلى الإيراني حسن رحيم بور أزغدي، بأن اعتذار علي خامنئي للشعب الإيراني قبل شهرين بسبب سوء إدارة البلاد يعني بأنه يجب إقالة المسؤولين غير الكفوئين ومحاكمة الفاسدين، بالإشارة إلى حكومة حسن روحاني.
وحسب موقع «إيران نيوز» نقلاً عن مصادر مطلعة مقربة من حكومة روحاني، انتقد علي شمخاني بشدة خلال اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الاتفاق النووي، وأكد أن المرشد الأعلى الإيراني أوصى باستباق خروج ترامب من الاتفاق النووي بانسحاب إيران منه.
وقال شمخاني مخاطباً روحاني «تعيين جون بولتون كان مفاجئاً لكم، لكنه لم يكن كذلك بالنسبة لنا، ويجب أن نتخلص من عار الاتفاق النووي قبل انسحاب ترامب».
وشدد على أن خامنئي يرى الحل في تفويض الحرس الثوري بإدارة الملفات الحساسة.
وأغضبت هذه التصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي رد على شمخاني بسخرية «ماذا نتوقع من أمين المجلس الأعلى للأمن القومي حينما يلبس زي الشرطة خلال لقائه مع وزير الخارجية الفرنسي»، بالإشارة إلى لقاء الوزير الفرنسي وشمخاني في طهران الذي كان الأخير يرتدي فيه ملابس عسكرية ورفض مقترح باريس حول برنامج إيران الصاروخي ودورها الإقليمي لتفادي انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
وعلى الصعيد ذاته، حضر رئيس مكتب المرشد الأعلى الإيراني، محمد محمدي كلبايكاني، اجتماع رؤساء السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وقال للمجتمعين بأن الأوضاع في البلاد لا تزال غير مستقرة بعد الاحتجاجات الواسعة التي عمت البلاد مطلع هذا العام، وإن واشنطن ستحاول استغلال الظروف الراهنة في إيران.
وأكد للقادة الإيرانيين بأن التغييرات في الحكومة الأمريكية ستستمر، وأنها لن تتوقف عند تعيين جون بولتون، مشدداً على أنه يجب اتخاذ ترتيبات طارئة لمنع فقدان سيطرة النظام على الأوضاع داخلياً وخارجياً، وأنه يجب على رؤساء السلطات الثلاثة أن يعملوا بالتنسيق مع قادة الحرس الثوري.
ومن المتوقع أن يجتمع رؤساء السلطات الثلاثة مع المرشد الأعلى الإيراني خلال الأيام القليلة المقبلة لاعتماد استراتيجية طارئة لمواجهة سياسات الإدارة الأمريكية التصعيدية.
وكان مستشار الرئيس الأمريكي في شؤون الأمن القومي، جون بولتون، قد صرح بأنه لا فائدة من تعديل الاتفاق النووي، وأنه يجب إلغاؤه.

ملاسنة بين روحاني وشمخاني حول الاتفاق النووي الإيراني
طهران تتوقع المزيد من التغييرات في حكومة ترامب
محمد المذحجي

إسرائيل تسارع الخطوات لصدّ «مسيرة العودة» وتضع سيناريوهات تشمل «اعتقالات جماعية»

Posted: 28 Mar 2018 02:26 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: تسارعت وتيرة الإجراءات والاجتماعات الإسرائيلية خشية من تطورات دراماتيكية قد تحدث بعد يوم غد الجمعة، مع أول أيام انطلاق فعاليات «مسيرة العودة الكبرى»، من بينها تنفيذ «اعتقالات جماعية» على حدود غزة، وذلك في ظل استمرار نجاح شبان فلسطينيين في اختراق الحدود الفاصلة، حيث عقد المجلس الوزاري المصغر «الكابينيت» اجتماعا هو الثالث منذ مطلع الأسبوع الجاري.
وفي عملية جديدة أظهرت ضعف المنظومة الإسرائيلية على الحدود الفاصلة مع غزة، التي تستعد لأن تشهد احتجاجات سلمية واسعة النطاق، تبدأ يوم الجمعة المقبل، ويخطط لها أن تشهد لاحقا اختراق الحدود ضمن «مسيرة العودة الكبرى»، تمكن شبان من اختراق السياج الحدودي الفاصل عن شرق مدينة غزة، وإشعال النيران في حفار إسرائيلي يشارك في عمليات إقامة «الجدار الإسمنتي» على الحدود، قبل العودة من جديد إلى القطاع، قبل وصول الجيش الإسرائيلي.
وهذه هي الحالة الثالثة التي يتمكن خلالها شبان من اجتياز الحدود، خلال الأسبوع الجاري، والثانية التي تشهد إشعال النار في أحد الحفارات، حيث أحرق أربعة شبان حفارا آخر السبت الماضي شرق مدينة خانيونس، قبل أن يتسلل أول أمس ثلاثة شبان إلى داخل إسرائيل، حيث جرى القبض عليهم بعد ساعات من التسلل.
وشاهدت «القدس العربي»، دخانا يتصاعد من الجانب الإسرائيلي من الحدود، قبل وصول تعزيزات إسرائيلية، أطلقت النار قبل أن تشرع باستهداف مدفعي لنقاط رصد للمقاومة الفلسطينية قريبة من مكان الحدث، ولم يسفر القصف الإسرائيلي عن وقوع إصابات، غير أنه أحدث أضرارا مادية.
وتوجد في تلك المنطقة حفارات إسرائيلية كبيرة، وآليات وجرافات تشارك في أعمال بناء «الجدار الإسمنتي، الذي تبينه إسرائيل على طول الحدود، لصد «الأنفاق الأرضية الهجومية».
وشكلت الحوادث وآخرها يوم أمس حرجا كبيرا لمنظومة الأمن الإسرائيلية، التي تستعد لسيناريوهات أسوأ، تقوم على مشاركة حشود كبيرة من القطاع، في عملية اجتياز لتلك الحدود الممتدة على طول حدود القطاع الشمالية والشرقية، لتثبيت «حق العودة»، وهو ما أمر أربك حسابات قادة تل أبيب العسكريين قبل السياسيين.
ومن المقرر أن تتواصل اليوم في عدة نقاط خصصت لتجمع «مسيرة العودة الكبرى»، التجهيزات النهائية الخاصة بعملية «التخييم»، خاصة في المناطق التي لم تجهز بعد للغرض، وذلك من خلال نصب خيام جديدة مخصصة للمبيت، وأخرى كبيرة لإقامة الفعاليات اليومية.
وفي إسرائيل واستعدادا لتلك الفعالية الكبيرة التي تقلق كافة المستويات، عقد المجلس الوزاري المصغر أمس اجتماعه الثالث هذا الأسبوع، لمناقشة أفكار تهدف إلى التصدي إلى الفعالية الفلسطينية، التي تعمل على إقرار «حق العودة» سلميا.
جاء ذلك بعد مشاورات وعمليات تقييم سياسية وأمنية وعسكرية للمرحلة المقبلة، شهدت طرح الكثير من الأفكار على طاولة المجلس الإسرائيلي، وجرى خلالها مناقشة خطة جيش الاحتلال العسكرية لصد المتظاهرين، والتي شملت الدفع بقوات إضافية ونشر القناصة على طول الحدود.
وفي هذا السياق حمل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مسؤولية إرسال سكان قطاع غزة إلى الحدود، ونقل عنه القول «إن الجيش سيتخذ جميع الإجراءات الممكنة من أجل منع دخول المتظاهرين إلى إسرائيل عبر السياج الفاصل».
وأكد أن إسرائيل «أمام مواجهة عسكرية حتمية» خلال هذا العام، مبينا أن إمكانية التصعيد والمواجهة العسكرية مسألة وقت، وخاصة على الساحة الفلسطينية، وقد عبر الجنرال الإسرائيلي عن قلقه من حالة الإحباط التي وصل إليها السكان في قطاع غزة، نتيجة الأوضاع الإنسانية الصعبة.
وأكد في الوقت ذاته أن تل أبيب تسعى لـ «عدم تفجير الأوضاع والحفاظ على الواقع الأمني القائم في قطاع غزة لنهاية العام، من أجل استغلال الوقت للقضاء على جميع الأنفاق».
وكان أيزنكوت قام بجولة على حدود غزة أول أمس، برفقة وزير الجيش أفيغدور ليبرمان، للاطلاع على استعدادات جيش الاحتلال لمسيرة العودة، المزمع تنظيمها يوم الجمعة المقبل، حيث عبر وزير الجيش عن أمله بألا يرتكب الفلسطينيون «أي حماقة»، وكان بذلك يشير إلى نوايا اختراق الحدود.
وترافق ذلك مع تهديد الناطق باسم جيش الاحتلال سكان غزة من خطر اختراق الحدود، حيث قال «لن نسمح باجتياز جماعي وجماهيري للجدار الأمني مع قطاع غزة يوم الجمعة المقبل (..) أنصح بعدم اختبار قوة ردنا، سنأتي إلى هذه الأحداث من منطلق قوة».
وأكد أن قوات جيشة أقامت كافة الاستعدادات اللازمة لذلك، ومن بينها تعزيز وجودها، واصفا المسيرة المنوي تنظيمها بأنها «استفزاز وفوضى تقف خلفها حركة حماس لصرف النظر عن المشاكل التي يعاني منها القطاع».
وفي هذا سياق الاستعدادات الإسرائيلية كشف النقا عن قيام جيش الاحتلال بوضع سيناريوهات مختلفة، من بينها استعداد مصلحة السجون لاستقبال «اعتقالات جماعية»، ينفذها الجيش في صفوف المتظاهرين الذين يحاولون عبور السياج الفاصل، مع بحث إمكانية تفعيل حالة الطوارئ لتجاوز قرارات المحكمة الإسرائيلية العليا في ما يتعلق بظروف الاعتقال.
ولأجل ذلك جرت مناقشات بين وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان ، وكبار المسؤولين في دائرة السجون الإسرائيلية وقادة الوحدة الخاصة» نخشون» ، بحثت الطرق التي يمكن من خلالها نقل مئات المعتقلين إلى السجون الإسرائيلية.
وقالت القناة العاشرة الاسرائيلية ان القضية الرئيسية التي أثيرت في الاجتماع هي المكان الذي سيتم فيه إيواء هؤلاء المعتقلين، بسبب الاكتظاظ الموجود داخل السجون الإسرائيلية، حيث القدرة الاستيعابية في سجون الاحتلال الإسرائيلية تقدر بنحو 426 أسيرًا إضافيًا، وإذا زاد عدد المعتقلين الفلسطينيين، يوم الجمعة، أو في الأحداث اللاحقة، عن هذا العدد، ينوي إردان اللجوء للحكومة وطلب الحصول على إذن خاص لاستخدام قوانين الطوارئ التي تسمح بالتحايل على توجيهات المحكمة العليا بشأن ظروف الاعتقال.
وفي قطاع غزة أعلنت وزارة الصحة عن رفع «حالة الجهوزية والاستعداد» في كافة مرافقها الصحية استعداداً لمسيرة الجمعة. وأوضح أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة، أن الوزارة رفعت حالة الجهوزية والاستعداد في المستشفيات والمراكز الصحية والنقاط الطبية في محافظات قطاع غزة لـ «مواكبة فعاليات مسيرة العودة التي ستنطلق الجمعة المقبل».
ومن المقرر أن تبدأ عملية تجميع فعاليات «مسيرة العودة» قبل ظهر يوم الجمعة المقبل، حيث سيتم نقل المشاركين لأداء صلاة الظهر في عدة أماكن خصصت للغرض، لتكون بداية الفعاليات التي لم يُحدد لانتهائها موعد زمني.
وفي هذا السياق قال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم إن «مسيرة العودة الكبرى» تأتي لـ «فرض معادلة جديدة في مشوار الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، لنقل القضية الفلسطينية وحق العودة إلى مراحل متقدمة، تحول دون تمرير أية مشاريع من شأنها المساس بحقوق شعبنا وتقطع الطريق على كل مخططات العدو ومشاريعه».

إسرائيل تسارع الخطوات لصدّ «مسيرة العودة» وتضع سيناريوهات تشمل «اعتقالات جماعية»
المجلس الوزاري اجتمع مجددا لتقييم الوضع… وشبان من القطاع نفذوا عملية تسلل ناجحة لإحراق حفّار
أشرف الهور:

برلمان كتالونيا يتحدى مدريد ويتبنى قراراً لتعيين بويغدمونت رئيساً للحكومة رغم ملاحقته بتهمة التمرد

Posted: 28 Mar 2018 02:25 PM PDT

 مدريد – «القدس العربي» : منذ اعتقال رئيس كتالونيا المقال كارلس بويغدمونت في المانيا منذ أيام بطلب من القضاء الإسباني دخلت قضية كتالونيا منعطفا حساسا للغاية يتميز بالتحدي، حيث صوّت برلمان هذا الاقليم أمس على حق بويغديمونت الترشح لتولي رئاسة حكومة كتالونيا رغم وجوده رهن الاعتقال.
ومنذ قرار البرلمان الكتالاني السابق نهاية أكتوبر/تشرين الاول الماضي تبني الجمهورية والاستقلال عن الصحراء، والتطورات السياسية الحساسة تتوالى في هذا البلد ومنها اعتقال عدد من قادة حكومة الحكم الذاتي السابقين ولجوء آخرين الى دول أوروبية مثل اسكوتلندا وسويسرا وبلجيكا وحتى اعتقال بويغدمونت منذ أيام في المانيا.
وتعيش كتالونيا على إيقاع توتر بين تظاهرات وقطع الطرق السيارة، حيث خلفت نهاية الأسبوع قرابة مئة جريح وعدد من المعتقلين خاصة في مدينة برشلونة عاصمة الاقليم، ومن المحتمل جداً تنظيم تظاهرات نهاية الأسبوع للرد على الاعتقال والضغط على المانيا لمنع تسليم بويغدمونت الى القضاء الإسباني.
وفي تحد حقيقي، صوّت البرلمان الكتالاني أمس الأربعاء على قرار هام للغاية يسمح لعدد من السياسيين الكتالانيين المعتقلين في سجون اسبانيا وأوروبا حق الترشح لرئاسة حكومة كتالونيا وعلى رأسهم كارلس بويغدمونت المعتقل حاليا في المانيا. ومن شأن هذا القرار الذي حظي بالغالبية بحكم سيطرة الأحزاب القومية على برلمان الاقليم أن يمنح الحصانة لبويغدمونت ويضع القضاء الألماني في موقف حرج للغاية. وكان هذا القضاء قد اعتقل بويغدمونت عندما كان عائداً من فلندا ودخل من الدنمرك الى المانيا للمرور نحو بلجيكا. ولم يبت بعد في شأن تسليمه الى اسبانيا.
وهناك تدخلات أوروبية لدى مدريد تطالبها بتبني استراتيجية التهدئة في ملف كتالونيا في انتظار إيجاد حل يرضي ساكنة الاقليم والحكومة المركزية. وتأتي هذه التدخلات التي تبقى سرية، وفق الصحافة الإسبانية، خوفا من ارتفاع تعاطف الحركات القومية الاقليمة مع كتالونيا والسير على منهجها.
وتطالب بالتهدئة حتى كبريات الصحف العالمية، وقد كتبت جريدة نيويورك تايمز الأمريكية في افتتاحيتها أمس الأربعاء عن ضرورة قيام ألمانيا بخطوة إيجابية في هذا الملف بعدما اعتقل قضاؤها بويغدمونت بطلب من اسبانيا. ومن ضمن مطالبها أنه في حالة تسليم رئيس حكومة كتالونيا السابق هو اشتراط عدم محاكمته بتهمة التمرد التي تصل عقوبتها الى ثلاثين سنة. وترى نيويورك تايمز في افتتاحيتها أن دخول قضاء ألمانيا يجعل ملف كتالونيا أكثر عرضة للتدويل رغم مساعي اسبانيا لاحتواء أي تدويل.
وجاء في مقال رأي نشرته الجريدة نفسها يوم الثلاثاء الماضي من توقيع بيتر كودمان أن تحديات القوميات مثل كتالونيا تهدد الأسس التي قام عليها الغرب في بناء نفسه بعد الحرب العالمية الثانية، ويطالب بحلول ذكية لتفادي الأسوأ في ظل التطورات الدولية الحالية.

برلمان كتالونيا يتحدى مدريد ويتبنى قراراً لتعيين بويغدمونت رئيساً للحكومة رغم ملاحقته بتهمة التمرد

حسين مجدوبي

موريتانيا: آلام مخاض التناوب على الرئاسة تبدأ وخلافة ولد عبد العزيز مشكلة معقدة

Posted: 28 Mar 2018 02:25 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: بدأت موريتانيا تشعر بآلام مخاض التناوب على الرئاسة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل والتي يلزم فيها الدستور الرئيس محمد ولد عبد العزيز بمغادرة كرسي الرئاسة وانتخاب خلف له.
وتكتسي الانتخابات الرئاسية المقبلة أهمية خاصة لكونها ثاني انتخابات تنظم من دون أن يترشح لها الرئيس المغادر، وهي بذلك تعتبر امتحاناً كبيراً للتناوب السلمي على الحكم في بلد لم تتداول فيه السلطة على مدى أربعة عقود إلا عبر الانقلابات العسكرية.
وتطرح خلافة الرئيس محمد ولد عبد العزيز إشكالاً كبيراً حيث أن أنصاره متمسكون به وباستمراره في السلطة مهما كلف ذلك، بينما يرى معارضوه «أن مغادرته للسلطة ضرورة وطنية لكونه، حسب رأيهم، لم ينجز شيئاً يذكر على مدى عشر سنوات من الحكم المطلق».
ومع أن الرئيس، أكد أنه لن يعدل الدستور ليبقى في السلطة، فقد لمّح بأنه سيدعم الشخص الذي سيخلفه وهو ما اعتبرته المعارضة توجهاً نحو «إعادة إنتاج نظام ولد عبد العزيز بحيث يغادر الجنرال الكرسي، لكن يبقى مع ذلك، المتحكم في شؤون البلد».
وبدأ كبار الكتّاب والمراقبين من طرفي السلطة والمعارضة وخارجهما، يهتمون بقضية التناوب على السلطة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويناقشون الإشكالات المعقدة التي تطرحها خلافة الرئيس محمد ولد عبد العزيز في رئاسة البلاد.
وضمن المقالات التي تناولت هذه الأيام إشكالية التناوب، كتب الدكتور هيبتنا ولد سيدي هيبه وزير الإعلام الأسبق تحت عنوان «تحدي التناوب على السلطة»، مؤكداً في مقال تحليلي مطول «أن إشكالية التناوب على السلطة هي أكثر من أي وقت مضى في قلب تطور الدمقرطة الجارية منذ التسعينات في غالبية الدول الإفريقية، بما فيها موريتانيا، بل إنها أصبحت شديدة الإلحاح في الفترة الأخيرة داخل هذا الفضاء الجيو- استراتيجي الذي تجري فيه التحولات العميقة في كل المجالات».
وقال: «نظرة سريعة على خريطة القارة الإفريقية تظهر بجلاء حضوراً لا سابق له لهذه الظاهرة، التي تحدد إيقاع الحياة السياسية على مستويات مختلفة بشكل شبه كامل لكل هذه البلدان، فبعض هذه الدول نجح نسبيا في أقلمة هذه الموجة السياسية والمؤسسية العارمة، في حين أن البعض الآخر لا يزال يعيش آلام هذا المخاض العسير».
وأضاف ولد سيدي هيبه، متحدثاً عن الرؤساء الأفارقة الذين قبلوا التناوب،: «هؤلاء الرؤساء الذين خرجوا من السلطة من الباب الواسع والذين عزفوا عن التدخل في اللعبة السياسية المحلية، أصبحوا في الغالب بعد ذلك شخصيات مرجعية عند الاتحاد الأفريقي وغيره من المنظمات، كوسطاء في العديد من الأزمات السياسية، وعلى عكس ذلك ثمة رؤساء آخرون، منتخبون بشكل مشتبه فيه أرغموا على مغادرة المشهد السياسي، لكونهم يصرون على الاستدامة في السلطة باللجوء الى حيل مثل تغيير الدستور».
«في الحقيقة، يضيف الوزير، بهذا السلوك انما يخترق هؤلاء الرؤساء، القانون ويخونون شعوبهم، كما يجعلون الرأي العام المحلي والدولي ضدهم، فعمى البصيرة والأنانية والجشع والجبن عوامل تتغلب لديهم على كل الاعتبارات الأخرى وبالخصوص ضرورة إعطاء الفرصة لبلادهم في الإقلاع ووضعها على سكة الديمقراطية والحرية».
وعن الحالة الموريتانية طرح ولد سيدي هيبه عدة أسئلة منها «ما هي وضعية موريتانيا اليوم؟ الى أين تتجه؟ هل هي قابلة للتصنيف في إحدى المجموعتين الآنفتي الذكر؟ أم أنه يوجد استثناء موريتاني؟».
وتتوزع الساحة السياسية الموريتانية حالياً بين موالاة متمسكة بالرئيس الحالي، ومعارضة ترى «أن نهاية مأموريات ولد عبد العزيز عام 2019، فرصة تاريخية سانحة للتغيير، ولإعادة الديموقراطية الموريتانية إلى وضعها الطبيعي بعد سنوات من الانحراف».
وتحت عنوان «لماذا ولد عبد العزيز هو الرجل الذي تحتاجه موريتانيا؟، أكد الداه صهيب وهو أحد كتّاب الموالاة، في مقال له أمس «أن حاجة البلد لمحمد ولد عبد العزيز باقية غير زائلة، فما في كنانتها مثله، وعلى عقلاء موريتانيا فهم ذلك، ومعرفة طريقة التعامل مع هذه الحقيقة.»
وأضاف: «اليوم يتدفق المواطنون بالآلاف على حملة الانتساب لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية لأن محمد ولد عبد العزيز هو رئيسه المؤسس، ولأن أعمال الرجل تقدم الحزب، وتقربه من المواطنين، وتمنحه تأشيرة عبور إلى القلوب، ليمنح هو البلاد تأشيرة عبور إلى المستقبل».
وتنشغل المعارضة الموريتانية بالطريقة التي ستتعامل بها مع انتخابات 2019 في مواجهة مرشح ترى أنه «مرشح السلطة»، حيث بدأت تدعو لتشاور وطني لا يعيره النظام أي اهتمام، والحقيقة أن المعارضة الموريتانية توجد اليوم في وضه لا تحسد عليه، فهي أمام خيارين أحلاهما المر: فإما أن تقاطع الانتخابات ويجد الرئيس الفرصة لتنفيذ مخطط خلافته بشكل مريح، وإما أن تشارك في انتخابات لا تتوافر فيها على ضمانات الحرية والشفافية، وتعوزها فيها وحدة الصف، ووحدة البرامج، وتنقصها فيه الوسائل المادية الضرورية لبلد يتحكم المال السياسي في استحقاقاته.
وتنتظر المعارضة هذه الأيام تقرير لجنة سياسية مكلفة باقتراح خطة التعامل مع الانتخابات الرئاسية المقبلة، والمتوقع هو أن تقترح هذه اللجنة مرشحاً موحداً للمعارضة.
لكن المرشح الموحد يطرح إشكالاً كبيراً أمام المعارضة الموريتانية، حيث أنها بين خيارين إما أن ترشح شخصاً من خارج أحزابها وسيكون هذا المرشح ضعيفاً إذا هو فاز، أو تتفق على أكثر زعمائها قوة وتنتظم خلفه وهذا خيار بالغ الصعوبة لعدم استعداد أي من زعمائها لذلك إلا إذا دفع إليه الحرص على هزيمة «مرشح السلطة»، وعدم تكرار غلط الترشيحات المتفرقة في الانتخابات السابقة.
وقد حسم الوزير محمد فال ولد بلال السياسي المخضرم هذا الإشكال في تدوينة له أكد فيها أمس قوله: «يشاع بأنّ المعارضة تتجِه إلى ترشيح شخصية مستقلة من خارج أحزابها، لو سئلتُ عن رأيي المتَواضع، لنصحتُ بغير ذلك».
وقال: «يا جماعة الخير، إنّ أيّ مستَقل «تُـفَـبْـرِكُـونَـهُ» لن يأتي بأحسن مما تأتون به أنتم لأنفسكم بأنفسكم، متى كان المُنتَج أفضل من المنتِج !؟؛ إعلموا أنّ أي مرشح من هذا النوع سيكون لقمة سائغة في حلق مرشح الموالاة والمرشحين المستقلين الحقيقيّين، ولن يحصل على جهد وحماس مناضليكم وقواعدكم كما لو كان أحدكم».
«صحيحٌ، يضيف، أنّ الساحة في حاجَة إلى مرشّح مستقل، وصحيحٌ كذلك أنّ أي مرشّح مستقل «فعلاً» سيكون رقما صعبا في مقابل مرشح السلطة، ولكن عن أي استقلاليّة نتحَدَّث؟ نتحدّث عن استقلاليّة «حقيقيّة» يخرُجُ صاحبها كثائر أو منتَفِض أو مارِد على الطبقة السياسية التقليدية عموما ويُقنِع النّاخب أنّه قادِمٌ كبديل عن الجميع، وليس «منتَجا مصطنعا» لحاجة آنِيّة، أعتقد أنّ المعارضة، بَدَلاً من أن تُورِّط نفسها في «صَكِّ» مرشح من خارج أحزابها، عليها أن تُرشح نفسها وتتَفاوض بعد ذلك مع المرشحين المستقلين حَول الدّعم المتبادَل في الشوط الثاني 2019».
واختصر الوزير بلال اقتراحه على المعارضة قائلاً: «إنّ أفضل ما يمكن للمعارضة فعله الآن هو أن تتفق على برنامج رئاسي وحكومي مُوَحّد، وتجتهد وتختار أوفَر رؤساء أحزابها حظّاً، وتوَحِّد صفوفها وترمي بقواها كاملة خلفَه، وتتخلّى نهائيا عن فكرة المستقل «المُفَبْرَك»، وتفتح باب التحالفات في الشوط الثاني، وتضغط لفرض انتخابات شفافة ونزيهة».

موريتانيا: آلام مخاض التناوب على الرئاسة تبدأ وخلافة ولد عبد العزيز مشكلة معقدة
أنصاره متمسكون به وتحذيرات من مرشح «مفبرك» موحد للمعارضة

رئيس حكومة كردستان: سنستخدم جميع الإجراءات لمنع الشغب في المدن

Posted: 28 Mar 2018 02:25 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أكد رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، أمس الأربعاء، أن أطرافا سياسية كردية حاولت تضليل رئيس الوزراء حيدر العبادي، بخصوص صرف رواتب موظفي الإقليم، عبر معلومات غير دقيقة، موضحاً أن : «بعد التواصل والتباحث أطلعت الحكومة على الحقيقة وصرفت جزء من المستحقات».
وشكر، في مؤتمر صحافي عقده بعد انتهاء اجتماع حكومة الإقليم، «رئیس الوزراء ومجلس النواب، لصدور قرار نيابي بموافقة الحكومة على توحيد ضوابط صرف رواتب الشهداء «، معتبراً ذلك «خطوة بناءة وإيجابية».
وتابع: «لا توجد اتفاقات سرية بين حكومة الإقليم وبين الحكومة الاتحادية»، مبيناً أن المحادثات بين أربيل وبغداد اتسمت بـ «الشفافية والعلنية».
وأشار إلى «قرب إلغاء نظام إدخار الرواتب بشكل نهائي». وزاد: «قطعنا خطوة مهمة لإلغاء نظام الإدخار، ونشكر الموظفين على ما عانوه طيلة 3 سنوات». ورغم أن رئيس حكومة الإقليم لم يخض كثيرا بالتفاصيل، لكنه أكد أن «مشروعا جديدا للرواتب سيقر قريبا».
وتابع: «الدستور ينظم علاقتنا مع بغداد ويفتح الآفاق للمباحثات، وحل مشاكلنا العالقة لا يرتبط بالانتخابات والمستجدات الوقتية»، لافتاً إلى أن «إقليم كردستان تعرض لظلم كبير في الميزانية، لكن بغداد أطلقت جزءاً من مستحقاتنا وفق قاعدة 12/1».
وفيما يتعلق بالتظاهرات ضد نظام إدخار الرواتب، أكد بارزاني، ان «السلطة الحالية في إقليم كردستان جاءت عبر الانتخابات وتذهب بالاقتراع العام للناخبين، وسنستخدم جميع الإجراءات الضرورية لمنع الشغب في المدن». وأشار إلى أن «حكومة الإقليم لن تقبل بالشغب تحت أي ظرف ومن يتظاهر فعليه أخذ الموافقات الأصولية، ونتعامل مع المتظاهرين برفق طالما حافظوا على الهدوء وسنستخدم القوة إن لجأوا إلى العنف واستعمال السكاكين».
وختم قائلا إن «إعادة الرواتب المدخرة والمؤجلة لموظفي الإقليم مرهون بدخل حكومة الإقليم».
وتأتي تصريحات بارزاني بالتزامن مع إعلان وزير المالية في إقليم كردستان، ريباز حملان، أن نسبة الاستقطاعات من رواتب موظفي الإقليم ستتراوح بين 10 ٪ إلى 30 ٪ وقال، في مؤتمر صحافي: «قررنا تعديل نظام الرواتب وفقا لزيادة الإيرادات المستحصلة، وستكون نسبة الاستقطاع من الرواتب ستتراوح بين 10٪ و30٪، وهذا التعديل يشمل فقط الموظفين العاديين ويستثنى منه ذوو الدرجات الخاصة، الذين سيتقاضون رواتبهم وفقاً لنظام الاستقطاع الساري حالياً». وأضاف أن «نظام الادخار سيلغى للموظفين الاعتياديين فقط، والموظفون الذين رواتبهم 400 ألف دينار (نحو 350 دولارا) فما دون سيتلقون رواتب كاملة من دون اي استقطاع».
وتابع أن «الموظف الذي يبلغ راتبه 840 ألف دينار (400 دولار) ستكون نسبة الادخار 18٪، بينما للموظفين الذين تتراوح رواتبهم بين مليون إلى مليون ونصف دينار ستكون نسبة الادخار 23٪، والادخار بنسبة 30٪ سيكون للموظف بدرجة مدير عام فما فوق». في الأثناء، اتهم محافظ أربيل نوزاد هادي، كلا من حركة التغيير، والجماعة الإسلامية الكردستانية، باستغلال التظاهرات، لإذكاء العنف وخلق الفوضى في عاصمة إقليم كردستان.
وقال في تصريح، إن «التظاهرات لم تكن لترافقها أي أعمال عنف لولا استغلال التغيير والجماعة الإسلامية لها».
وواصل: «لم يكن ليعتقل متظاهر أو يمنع أحد عن الاحتجاجات لو تم ابعاد المسؤولين الحزبيين عنها»، لافتاً إلى أن «التغيير والجماعة الإسلامية ساندوا التظاهرات علنا».
وتابع : «لم يتم اعتقال أي متظاهر باستثناء شخصين الذين ضربوا قوات الأمن (الأسايش) بالسلاح الأبيض».

رئيس حكومة كردستان: سنستخدم جميع الإجراءات لمنع الشغب في المدن
أربيل تتهم «التغيير» و«الجماعة الإسلامية» باستغلال التظاهرات

محيسن يطالب مصر بـ«الضغط» على حماس لإتمام المصالحة… ويشير لـ «صراعات» داخل الحركة تهدد بـ«عمليات تصفية»

Posted: 28 Mar 2018 02:24 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: طلب مسؤول كبير في حركة فتح من مصر الوسيط في ملف المصالحة مع حركة حماس «الضغط» على الأخيرة، من أجل «طي صفحة الانقسام»، وقال إن هناك «صراعا داخليا» بين قيادات حماس، قد تنجم عنه «عمليات تصفية»، في الوقت الذي وعد فيه جهاز الأمن الداخلي في غزة، بالكشف قريبا عن ملابسات حادثة اغتيال رئيس الوزراء، التي فجرت خلافا داخليا حادا.
وقال جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في تصريحات للإذاعة الفلسطينية «المطلوب الآن تعزيز الجبهة الداخلية والعمل على طي صفحة الانقسام»، داعيا في الوقت ذاته مصر لـ «الضغط على حماس لتسلم كل أمور القطاع لحكومة الوفاق، أو ان تتحمل حماس مسؤولية اختطاف غزة».
يشار إلى أن الخلاف بين فتح وحماس تأجج أخيرا على خلفية حادثة التفجير التي طالت موكب رئيس الحكومة الدكتور رامي الحمد الله، ومدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، يوم 13 من الشهر الجاري، في مستهل زيارة إلى قطاع غزة، لافتتاح مشروع بنى تحتية.
واتهم الرئيس محمود عباس وحركة فتح، منذ وقوع الحادثة، حركة حماس بالمسؤولية عنها، وهو أمر نفته الأخيرة، التي قامت قبل أسبوع بتوجيه أصابع الاتهام لأحد الشبان من شمال غزة بتنفيذ العملية، حيث قتل في اشتباك مع عناصر أمن غزة خلال مهاجمة مكان تحصن فيه.
وأمس نشر جهاز «الأمن الداخلي» في غزة الذي تديره حركة حماس مقطعا مصورا قصيرا، ظهر فيه الدكتور الحمد الله لحظة وصول غزة، تلاه شاب يستقل دراجة نارية، وكذلك عملية الاشتباك التي أدت إلى مقتل المتهم الرئيس في الحادثة، أنس أبو خوصة، وكتب الجهاز على المقطع الذي نشره على صفحته على موقع «فيسبوك»، «ترقبوا للحديث بقية». وكان الوفد الأمني المصري الذي يشرف على عملية المصالحة و«تمكين» الحكومة وفق اتفاق 12 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، غادر قطاع غزة قبل أسبوعين، ولم يعد منذ ذلك الوقت لمباشرة عمله من جديد. إلى ذلك فقد تطرق محيسن إلى «مواصلة تحريض حماس ضد القيادة والاعتقالات في صفوف كوادر فتح»، وقال إن ذلك «يدلل على مسؤولية حماس لما جرى في القطاع».
وأشار إلى أن الأمر قد يكون عائدا إلى «صراع داخلي بين قيادات حماس»، مضيفا «قد تشهد تصفية بعض الشخصيات وتوجيه تهم لآخرين».
وفي ملف آخر، قال محيسن إن الرئيس عباس أطلع وفدا من مفوضية المنظمات الشعبية، ومفوضية التعبئة والتنظيم وأمناء سر الأقاليم، والشبيبة الفتحاوية على آخر المستجدات السياسية.
واضاف أن الوفد أكد دعمه الكامل للرئيس بخصوص «آليات مواجهة» سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
واكد محيسن أن الإدارة الأمريكية «أخرجت نفسها من رعاية عملية السلام، وأنها ليست منحازة لإسرائيل فقط وإنما تشن عدوانا على الشعب الفلسطيني وحقوقه».
وأشار إلى أن القيادة تريد عقد مؤتمر دولي للسلام تنبثق عنه آلية دولية متعددة الأطراف لحل القضية الفلسطينية.
يشار إلى أن القيادة الفلسطينية أعلنت في وقت سابق بعد قرارات ترامب، التي اعترف خلالها بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال، ونقل سفارة بلاده إليها بدلا من تل أبيب، أعلنت أن واشنطن لم تعد وسيطا نزيها في عملية السلام، ودعت إلى إيجاد «ائتلاف دولي» يقود العملية، على أن تنتهي بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود عام 67، تكون القدس الشرقية عاصمة لها.

محيسن يطالب مصر بـ«الضغط» على حماس لإتمام المصالحة… ويشير لـ «صراعات» داخل الحركة تهدد بـ«عمليات تصفية»
أمن حماس يعلن قرب الكشف عن ملابسات حادثة تفجير موكب الحمد الله في غزة

وزير العدل الجزائري يؤكد أن بلاده لا تسلّم رعاياها المطلوبين لدى القضاء الفرنسي

Posted: 28 Mar 2018 02:24 PM PDT

الجزائر- «القدس العربي»: قال الطيب لوح وزير العدل الجزائري إن التعاون القضائي بين بلاده وفرنسا بلغ مستويات مرضية بالنسبة للطرفين، وأن هذا التعاون يشمل عدة مجالات، خاصة في ما يتعلق بتبادل المعلومات بخصوص الأشخاص المطلوبين أو المبحوث عنهم، مؤكدا أن هناك بعض المعلومات لا يمكن تسليمها إلى الطرف الفرنسي أو غيره، من دون إعطاء تفاصيل أكثر حول المعلومات التي ترفض الجزائر منحها إلى فرنسا في إطار التعاون الاقتصادي القائم بينهما.
وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في مقر البرلمان أمس الأربعاء عقب المصادقة على مشروعي القانونين المتعلقين بالإجراءات الجزائرية ومعالجة المعطيات الشخصية، أن المسؤولين الفرنسيين يتجاوبون مع الطلبات التي يتقدم بها الطرف الجزائري في ما يتعلق بتبادل المعلومات، والشيء نفسه بالنسبة للسلطات القضائية الجزائرية التي تتجاوب بدورها مع طلبات الطرف الفرنسي، وأن تبادل المعلومات يتم وفق قوانين الجمهورية وفي إطار احترام الدستور، لكن هناك بعض المعلومات التي لا يمكن تبليغها إلى الطرف الفرنسي.
وأوضح الوزير أن الجزائر وفرنسا يعملان على تطوير التعاون في ما بينهما في المجال القضائي والقانوني، مشيراً إلى أن هناك اتفاقيات يتم التحضير لها، خاصة في مجال القضاء المدني و التجاري، وكذا في مجال ترحيل المجرمين، مفضلا عدم تقديم معلومات مفصلة عنه، لكنه أصر على التأكيد أن الجزائر لا تسلم رعاياها إلى فرنسا أو غيرها.
من جهة أخرى شدد على أن الحكومة تحضر لمشروع قانون يتعلق بالجرائم الالكترونية من أجل مواجهة الإشادة بالإرهاب والأعمال الإجرامية على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي الظاهرة التي انتشرت بكثرة في الفترة الأخيرة، مع التطور الحاصل في مجال تكنولوجيا الاتصالات، وانتشار الانترنت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، خاصة مع دخول خدمتي الجيل الثالث والرابع للهاتف المحمول التي سمحت بوصول الانترنت لأيدي ملايين الجزائريين الذين كانوا محرومين من هذه الخدمة بسبب التخلف الذي تعاني منه خدمة الانترنت الثابت، التي مازالت الدولة تحتكرها.
وكان البرلمان قد صادق بالغالبية على مشروعي قانوني الإجراءات الجزائية ومعالجة المعطيات الشخصية ، إذ اعتبر الوزير أن الإجراءات الجديدة التي تضمنها قانون الإجراءات الجزائية جديدة ترمي إلى تعزيز الحريات الفردية التي يضمنها الدستور، وذلك من خلال إعادة النظر في أحكامه المتعلقة بصحيفة السوابق القضائية، وأثرها على المحكوم عليهم ورد الاعتبار القانوني والقضائي لهم، وكذا الأحكام المتعلقة بالإكراه البدني.
وذكر أن إعادة النظر في بعض أحكام هذا القانون تأتي في إطار مواصلة مسعى إصلاح القضاء، بإدراج عقوبات بديلة لم تكن موجودة من قبل، وذلك بغرض تحيين وتكييف هذه المحاور مع التعديلات التي عرفها المنظومة القانونية الوطنية في مجال حماية وتعزيز حقوق الدفاع، خاصة التي تخص مجال حقوق الإنسان.
ويتعلق المحور الثاني بمراجعة الأحكام المتعلقة بصحيفة السوابق القضائية، باقتراح مجموعة من التعديلات بخصوص «إنشاء صحيفة السوابق القضائية للأشخاص المعنويين»، وتحيين أحكام الصحيفة بإدراج عقوبة العمل للنفع العام و الأمر الجزائي ضمن هذه الوثيقة، فضلا عن إمكانية تسليمها إلكترونيا و تسليمها لغير المعني بالوكالة، مع «إمكانية الحصول عليها على مستوى المراكز الدبلوماسية والقنصلية بالخارج».
أما مشروع القانون المتعلق بحماية الأشخاص الطبيعيين في مجال معالجة المعطيات الشخصية، فسيتم بموجبه إنشاء سلطة وطنية تقوم بمنح تراخيص لمعالجة هذا النوع من المعطيات لفائدة مختلف الهيئات، وهي الهيئة التي تخضع لوصاية رئيس الجمهورية مباشرة، والتي ستعمل على مراقبة عملية معالجة المعطيات الشخصية وتنظيمها.
وستكون هذه الهيئة مشكلة من 16 عضواً لمدة تمتد لخمس سنوات، ويعين رئيس الجمهورية ثلاثة منهم، بالإضافة إلى ثلاثة قضاة يعينهم المجلس الأعلى للقضاء ينتمون إلى المحكمة العليا ومجلس الدولة، ويعين البرلمان بغرفتيه عضوين، بالإضافة إلى ممثل واحد عن كل من وزارات: الدفاع والخارجية والداخلية والعدل والصحة والعمل والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة.
ويتضمن هذا القانون الجديد جملة من الضمانات بغرض حماية البيانات الشخصية، وعدم المساس بالحياة الخاصة، في إطار جميع عمليات «جمع أو تسجيل أو حفظ أو تغيير أو استغلال أو إرسال أو نشر أو إتلاف» هذا النوع من المعطيات الشخصية.

وزير العدل الجزائري يؤكد أن بلاده لا تسلّم رعاياها المطلوبين لدى القضاء الفرنسي

منسق أممي: عندما تتحدث الأسلحة يدفع المدنيون الثمن

Posted: 28 Mar 2018 02:23 PM PDT

نيويورك (الأمم المتحدة) – «القدس العربي» : قال مارك لوكوك، منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، في إحاطته عبر الدائرة التلفزيونية من جنيف لمجلس الأمن الدولي إن الأشهر القليلة الماضية كانت من بين أسوأ الفترات التي يشهدها الكثيرون داخل سوريا… «فعندما تتحدث الأسلحة يدفع المدنيون الثمن».
وقال: «سأبدأ بالوضع في الغوطة الشرقية، فمنذ اعتماد القرار 2401 في 24 شباط/فبراير أدت العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية، وخاصة القصف الجوي، إلى مقتل أكثر من 1700 شخص وفق التقارير وأصيب الآلاف بجراح. وأؤكد أيضاً أن الهجمات على البنية الأساسية المدنية الحيوية، مثل المنشآت الطبية ما زالت مستمرة».
وأشار لوكوك إلى نزوح عشرات آلاف المدنيين من أنحاء الغوطة الشرقية خلال الأيام والأسابيع الماضية. وتشير التقارير إلى نقل نحو 80 ألف شخص إلى مناطق في مدينة دمشق وريفها، كما نقل ما يقرب من 20 ألف مقاتل ومدني إلى مواقع في شمال غربي سوريا. ويقيم نحو 52 ألف مدني من الغوطة الشرقية في مراكز إيواء جماعية في ريف دمشق. وقال لوكوك إن هؤلاء النازحين عانوا، على مدى شهور، من نقص الغذاء والرعاية الصحية وغير ذلك من الإمدادات الأساسية.
وأشار المسؤول الدولي إلى أن معظم مراكز الإيواء غير مجهزة لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة، وقال إن الأمم المتحدة ليست مسؤولة عن إدارة تلك المراكز ولكنها حشدت الجهود مع شركائها بشكل عاجل لتوفير الدعم الأساسي للنازحين، بالتنسيق مع الهلال الأحمر العربي السوري وغيره من الشركاء المحليين.
وحول الوضع في شمال غرب سوريا، وخصوصاً في عفرين، قال لوكوك إن أكثر من 183 ألف شخص قد نزحوا خلال الأسابيع الأخيرة بسبب تصاعد القتال في محيط عفرين، بما يضع عبئا على المجتمعات المحلية المثقل كاهلها بالفعل. وأضاف: «في محافظة إدلب، لا يزال الوضع كارثياً، حيث نزح قرابة 400 ألف شخص منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر. القدرات المحلية على المساعدة استنفدت طاقتها، مع وفود آلاف الأشخاص الإضافيين من الغوطة الشرقية الآن، ولا توجد مواقع أو ملاجئ متاحة للغالبية العظمى منهم».
ولا يزال ما بين 50 و70 ألف شخص في مدينة عفرين، التي يمكن الوصول إليها والمناطق المحيطة بها من خلال العمليات عبر الحدود. وأشار المنسق إلى أن رد الحكومة التركية كان التعاون الإيجابي في هذا الصدد، وأعلن لوكوك عن خطط لإرسال قوافل مساعدات للمنطقة في المستقبل القريب.
وتحدث منسق الإغاثة الطارئة عن استمرار الضربات الجوية في أنحاء البلاد، مشيراً إلى غارات جوية في 20 آذار/مارس ضربت ملجأ للمشردين داخلياً في ضواحي قرية حاس جنوبي محافظة إدلب، مما أدى إلى مقتل عشرة نازحين على الأقل وإصابة 15 آخرين. بالإضافة إلى غارات جوية في اليوم التالي على قرية كفر بطيخ، في ريف إدلب الجنوبي أيضا، قيل إنها قتلت العشرات. وفي 22 مارس، تعرض السوق المركزي في بلدة حارم لضربة جوية أدت إلى مقتل 35 شخصاً، بينهم العديد من النساء والأطفال.
وأضاف: «استؤنفت الغارات الجوية في جنوب سوريا في 12 آذار/مارس، حيث تم الإبلاغ عن وقوع هجمات على مدينة درعا وحولها. لم تكن هناك غارات جوية في هذه المناطق منذ تم التوصل إلى اتفاق العام الماضي لإنشاء مناطق التهدئة في أجزاء من جنوب البلاد. وبالتالي يبدو أن هذا تطور كبير غير مرحب به».
وتطرق وكيل الأمين العام في إحاطته كذلك إلى توسيع عمل الوكالات الإنسانية في سوريا، حيث وصل فريق أممي نهاية الأسبوع الماضي إلى مدينة الرقة لتقييم الأوضاع الأمنية. ووجد الفريق المدينة لا تزال ملوثة للغاية بالألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب.
وأعرب لوكوك عن أمله في إمكانية الوصول إلى مدينة الرقة لتوصيل المساعدات الإنسانية عبر القامشلي ومنبج وحلب وحماة وحمص. وفي هذه الأثناء تقوم الأمم المتحدة وشركاؤها الآن بإعداد بعثة للتقييم الإنساني، من المحتمل أن تتم في الأسبوع المقبل. أما بالنسبة لمنطقة الركبان، على الحدود السورية الأردنية، فأشار إلى حصول الأمم المتحدة وشركائها على إذن من السلطات السورية لتسيير قافلة إنسانية من دمشق إلى المحتاجين على طول الحدود السورية الأردنية. وهي عملية استغرقت عدة أشهر للحصول على موافقة الجانبين الأردني والسوري.
وأضاف أن الأمم المتحدة تمكنت من الوصول إلى حوالي 137 ألف شخص بحاجة إلى المساعدة، من خلال قوافل مشتركة بين الوكالات إلى تل رفعت والدار الكبيرة ودوما. ولكن ذلك لا يمثل سوى الفتات لنحو 5.6 مليون سوري في حاجة ماسة إلى المساعدة، ولا يمكنهم العيش على الفتات، حسبما قال منسق الإغاثة الطارئة.
واختتم لوكوك إحاطته قائلا: «الأمم المتحدة وشركاؤها يصلون، في المتوسط، إلى 7.5 مليون شخص كل شهر بمساعدات إنسانية منقذة للحياة في جميع أنحاء سوريا. ومن الواضح أنه بدون هذه المساعدة، سيكون الوضع أكثر كارثية مما هو عليه الآن، كما ستكون هناك خسائر أكبر في الأرواح».

منسق أممي: عندما تتحدث الأسلحة يدفع المدنيون الثمن
أشار إلى مقتل 1700 ونزوح عشرات الآلاف من الغوطة
عبد الحميد صيام

لبنان: تصويب على وزارات التيار العوني وسخرية من تجربة فاشلة لوزير مكافحة الفساد

Posted: 28 Mar 2018 02:23 PM PDT

بيروت – «القدس العربي» : على مسافة أيام من مؤتمر «سيدر» الذي يعقد في باريس في 6 نيسان/أبريل المقبل لدعم لبنان بقروض ميسّرة تصل إلى 17 مليار دولار، استعجل البرلمان اللبناني مناقشة وإقرار موازنة 2018 لأن اقرارها مرفقة بإصلاحات وتخفيضات بالارقام هي أحد الشروط الدولية للوقوف إلى جانب لبنان.
واللافت أن انطلاق المناقشات ترافق مع دعوة إلى اعلان حالة طوارئ اقتصادية ومع حديث عن «رشى انتخابية» من خلال إدراج تعديلات قانونية ضمن مشروع الموازنة تعفي الكثير من الشركات من الضرائب ما دفع بنائب حزب الله نواف الموسوي إلى انتقاد هذه التسوية الضريبية داعياً رئيس الحكومة سعد الحريري إلى سحب هذه المادة من الموازنة والاتفاق على سحبها سياسياً من دون اللجوء إلى التصويت عليها. فيما قدّر زميله النائب علي فياض خسائر الخزينة من التهرب الضريبي بـ6300 مليار ليرة.
واستهلت الجلسة بتنويه رئيس مجلس النواب نبيه بري بعمل لجنة المال والموازنة ورئيسها ابراهيم كنعان معتبراً أنه يستحق الدخول في كتاب غينيس على سرعة مناقشة واقرار المشروع.
أول المتكلمين بعد تلاوة تقرير لجنة المال والموازنة من قبل النائب كنعان كان الرئيس فؤاد السنيورة الذي ألقى كلمته الأخيرة تحت قبّة البرلمان كونه لم يترشح مجدداً إلى النيابة. وقد أثار السنيورة مسألة الكهرباء والاتصالات منتقداً بشكل ضمني فريق التيار الوطني الحر ومشيراً إلى «أن عجز الكهرباء مسؤول عن 42% من الدين العام». ورأى أن «الحديث عن ان لبنان افلس غير صحيح وهناك فرص كبيرة من صنع أيدينا». وأكد « أن حجم الاعباء على الدولة بات أكبر من قدرة الدولة وأنه لم يعد بامكان تلك السيارة ان تجر تلك المقطورة فليس هناك من بديل غير المسارعة بالتقدم على المسارات الاصلاحية الموازنة».واعتبر أنه «علينا أن نعيد الاعتبار للوظيفة العامة والمطلوب رفع يد الأحزاب والميليشيات عنها».ودعا إلى «العمل على ترشيق الدولة وتأمين مقتضيات التعاون ليقوم القطاع الخاص بدوره في تطوير الاقتصاد «.
ثم تحدث عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، الذي اشار إلى أنّ «الموازنة تُبحث تحت ضغط الوقت وهي «سلق بسلق» وهناك خلل فاضح في الحسابات والقيود»، قائلاً: «موازنة 2018 هي موازنة مستعجلة بسبب مؤتمر باريس والحكومة «نيّمت» الموازنة شهرين ونصف الشهر». ودعا إلى «إتمام المناقصات عبر إدارة المناقصات وأيّ مناقصة في الدولة تتم خارجها تكون مشبوهة حتى لو ادّعى من يفعلها أنه يدفع من جيبه». وغمز فضل الله من قناة السنيورة قائلاً «طيلة الحقبة الماضية مُنعت الإدارة من إنجاز حسابات الدولة المالية إلى أن وُجد القرار في الوزارة الحالية وتمّ إنجاز الحسابات»، وتابع: «نريد أن نعرف كيف تمّ صرف الأموال وهذا يتطلّب أن نقوم كنواب بدورنا»، لافتاً إلى أنّ «التعطيل لم يكن بسبب الأوضاع السياسيّة وملفّ الحسابات كبير جداً ونتمنى ألا يضيع بالدهاليز والحسابات والمحسوبيات السياسية».
وأضاف إلى أنّ «أهمّ دور بعد التشريع هو الرقابة على الحكومة وهذه الأخيرة لا تخاف من الرقابة و»ما بتعمل حساب لأحد»، وتابع: «التفتيش المركزي يقول إنّه يُمنع من قبل الوزارات من الدخول إلى بعض الإدارات فكيف تكون الرّقابة إذاً؟».وتابع «لم يتمكّن أحد من أخذ فاسدٍ إلى السجن لأنّ الدولة من خلال مؤسساتها غير منتظمة والتربية في البلد لطالما كانت على أساس أنّ المحسوبيّة تبرّئ أكبر فاسد في الدولة»، متسائلاً: «أين جماعة الانترنت غير الشرعي؟ يعملون ويقولون إنّهم أقوى من الدولة لأنّهم مدعومون من القوى السياسيّة».
وأكد نائب القوات اللبنانية أنطوان زهرا «أننا فعلياً دولة مفلسة، وما توجّسنا منه من النزوح السورية تحوّل إلى نعمة لنا بالتمسك بإستقرار لبنان ومساعدته من قبل المجتمع الدولي خوفاً من تداعيات هذا النزوح عليه». وقال «هناك ناس بتكهرب بس نجيب سيرة الكهربا، فردّ عليه بري بالقول «كهربن!». وأضاف «تحديداً القانون الصادر في 2011 الذي أقر 4 بنود والذي كان من المفترض إعادة إعمار معمل دير عمار واستجرار الطاقة من الجية والذوق والبواخر للدعم على 4 سنوات، بأي شروط يمدد لهذه البواخر وعلى مسؤولية من؟».
وقال: «8 سنوات وانتهت المناقصة وما زال معمل دير عمار لم يبن، هل هذا هو الحل للكهرباء الذي وعدنا به؟ هل هذه هي خطة 2010 خطة المن والسلوى بالكهرباء؟. لم نر الشفافية ولا خطة إصلاحية ولا كهرباء».
وأمل عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور أن «تكون الموازنة رغم الملاحظات عليها فجراً جديداً دستورياً ومالياً للجمهورية اللبنانية بعد سنوات طويلة من الإنقطاع عن إقرار الموازنات». وواصل ابو فاعور انتقاد التيار الوطني الحر معتبراً «أنّ تجربة وزارة الدولة لشؤون مكافحة الفساد هي تجربة فاشلة وبائسة بكلّ المعايير ومآلها مآل حزين جداً». ولفت إلى أنّ «المطلوب إلغاء تكليف وزارة الدولة لشؤون مكافحة الفساد أو تفويضه إلى جهة سياسيّة أخرى لا تكون لديها نفس الإحراجات التي لدى الجهة السياسية التي فوّضت هذا الملف وربما يصبح بالامكان الذهاب إلى وزارة الطاقة».
وكانت جلسة مناقشة الموازنة انعقدت على وقع احتجاجات من قدامى القوات المسلحة واعتكاف من قبل القضاة احتجاجاً على تخفيض مساهمة الدولة في صندوق التعاضد اضافة إلى تلويح معلمي القطاع الخاص بالإضرارب وتعطيل العام الدراسي اعتراضاً على صيغة قدمها وزير التربية مروان حمادة لتقسيط الدرجات الاستثنائية الست على 3 سنوات اعتباراً من 1102018 في وقت تربط ادارات المدارس تسديد الدرجات بزيادة الاقساط المدرسية أو بأن تتولى الدولة دعم المدارس.

لبنان: تصويب على وزارات التيار العوني وسخرية من تجربة فاشلة لوزير مكافحة الفساد

سعد الياس

هيئة «الحقيقة والكرامة» مستمرة في عملها رغم معارضة البرلمان والنهضة تؤكد دعمها لمسار العدالة الانتقالية

Posted: 28 Mar 2018 02:23 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قالت سهام بن سدرين رئيسة هيئة «الحقيقة والكرامة» إن الهيئة ستواصل عملها لاستكمال مسار العدالة الانتقالية، مشيرة إلى أنها غير معنية بتصويت البرلمان الأخير ضدها، فيما عبرت حركة النهضة عن مساندتها لمسار العدالة الانتقالية كخيار أساسي لتواصل المسار الديمقراطي في البلاد.
وخلال ندوة صحافية عقدتها في العاصمة التونسية، إن الهيئة ستستكمل المسار وفق القانون الأساسي للعدالة الانتقالية، وأشارت إلى أنها غير معنيّة بالجدل الذي رافق الجلستين المخصصتين للتصويت على التمديد داخل البرلمان التونسي، مضيفة: «نحن منتخبون من المجلس التأسيسي.. ورئيس الهيئة منتخب وأعضاء الهيئة هم الطرف الوحيد المُخوّل له بتنحيته وتعويضه».
كما تحدثت عن وجود «حسابات حزبيّة تحاول التأثير على قرار الأعضاء»، لافتة إلى وجود «من يرغب في ليّ ذراع القانون والتأثير على إرادة أعضاء الهيئة»، مشيرة إلى أن الهيئة تحترم القانون والمؤسسات وستُكمل أعمالها في الآجال القانونية المحدّدة.
وحول الانتقادات التي طاولت عمل الهيئة، أكدت بن سدرين أنها تلقت 62 ألف ملف يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، واستمعت إلى حوالي 50 ألف من ضحايا هذه الانتهاكات، مشيرة إلى أنها سابقة من نوعها في العالم، مشيرة إلى أن الهيئة أحالت 14 شخصا من ولاية «قابس» ممن نسبت إليهم انتهاكات ورفضوا الاعتذار، على القضاء التونسي، مشيرة إلى أن الأيام المقبلة ستشهد إحالة عشرات الملفات المرتبطة بمتهمين بارتكاب انتهاكات في البلاد.
كما أشارت إلى عدم تعاون عدد من الأطراف الحكومية معها، مشيرة إلى أن الهيئة عرضت 21 ألف ملف انتهاك على المكلف العام بنزاعات الدولة بطلب من الضحايا الراغبين في الصلح، يتعلق أغلبها بوزارة الداخلية وانتهاكات حقوق الإنسان، إلا أن وزير أملاك الدولة رفض التعاطي مع هذه الملفات.
وأشارت إلى تعرّض الهيئة لعدة عراقيل تسببت في عدم استكمال مهامها وطلبها التمديد في أعمالها، فضلاً عن امتناع رئاسة الحكومة وعدة وزارات و محاكم والبرلمان عن تطبيق القانون في ما يتعلق بعمل الهيئة.
وحذرت من أنّ الإفلات من العقاب سيؤدي إلى تواصل الإستبداد والظلم والأحقاد، مشيرة إلى أن الهيئة «ملزمة قانونا باستكمال أعمالها وجبر ضرر الضحايا وكشف الحقائق واقتراح الإصلاحات التي تضمن عدم تكرار الإنتهاكات، وإحالة ما يمكن إحالته على القضاء المتخصص».
من جهة أخرى، نفت بن سدرين وجود أي ملف لدى الهيئة يتعلق بارتكاب انتهاكات ضد رئيس البرلمان محمد الناصر، مشيرة إلى أن وحدات التقصي في الهيئة لم تسجل أي ملف ضده.
وكانت النائبة مُنية إبراهيم دخلت في مشادّة كلامية مع رئيس البرلمان بعد اتهمت بالانحراف في مسار الجلسة للتصويت ضد التمديد لهيئة «الحقيقة والكرامة»، على اعتبار أن لديه ملفات تتعلق بقضايا تعذيب وقتل، وهو ما نفاه الناصر كليا.
على صعيد آخر، عبرت حركة «النهضة» عن تمسّكها بمسار العدالة الانتقالية «خياراً وطنياً وعنواناً أساسياً من عناوين الديمقراطية في تونس وجزءاً من الرأسمال الرمزي لبلادنا هدفه كشف الحقيقة وإنصاف الضحايا بما يمكّن من طَيّ صفحة الماضي وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة بعيداً عن منطق الثأر والانتقام والتشفي وانتصاراً لقيم العفو والتسامح».
واستنكرت في بلاغ لها «الأجواء التي سجلتها الجلسة العامة حول العدالة الانتقالية، وقالت إنها اتسمت بإخلالات اجرائية ونقص في الترتيب والتحضير مما دفع الى منزلقات ردود الفعل والتشنج والتوتر»، معتبرة أن «العدالة الانتقالية استحقاقاً وطنيّاً متعدّد المسارات يجب توفير شروط استكماله وإنجاحه بقطع النظر عن من يدير هذا الملف». وأكدت التزامها الكامل باحترام مؤسسات الدولة ورموزها ورفضها لكلّ أشكال المسّ منها أيّاً كانت المبرّرات والذرائع.

هيئة «الحقيقة والكرامة» مستمرة في عملها رغم معارضة البرلمان والنهضة تؤكد دعمها لمسار العدالة الانتقالية

حسن سلمان:

الخبير الدستوري قيس سعيّد: تصويت البرلمان التونسي ضد هيئة «الحقيقة والكرامة» محاولة لاغتيال القانون

Posted: 28 Mar 2018 02:22 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قال قيس سعيّد أستاذ القانون الدستوري إن تصويت البرلمان ضد تمديد عمل هيئة «الحقيقة والكرامة» هو عبارة عن «اغتيال» للقانون، مشبهاً ما حصل في الجلسة المخصصة لهذا الأمر بـ»مسرحية» دبّرتها أطراف تسعى إلى إخفاء الحقيقة عن الشعب التونسي وإعادة البلاد إلى زمن الاستبداء فـ»لا قرار مكتب المجلس قانوني ولا الجلسة شرعية ولا الذين صوتوا ضد التمديد بلغ عددهم الغالبية المطلقة التي نص عليها قرار المكتب».
وكان البرلمان التونسي صوّت، ليل الاثنين، ضد تمديد عمل هيئة «الحقيقة والكرامة» لعام آخر، حيث رفض 68 نائبا (أقل من الثلث) ضد «طلب التمديد» الذي تقدمت به الهيئة، فيما تحفظ اثنان فقط، بعد امتناع نواب «النهضة» والمعارضة عن التصويت وانسحابهم من الجلسة.
وقال الخبير الدستوري قيس سعيد لـ«القدس العربي»: «ما حصل يوم السبت وتواصل الاثنين (جلسة مناقشة تمديد عمل الهيئة من عدمه) هو بمثابة الاحتيال على القانون الذي لم يتوافر فيه حتى النصاب (المطلوب لعقد الجلسة)، وهو «اغتيال» للقانون وليس مجرد خرق له وفي نفس المكان (البرلمان) الذي ولد فيه هذا القانون، وما كان لهذه الجلسة العامة أن تنعقد أصلا، لأن التمديد من عدمه في عمل هيئة الحقيقة والكرامة هو قرار تتخذه الهيئة وحدها كما هو واضح وصريح في الفصل الثامن عشر من القانون الأساسي عدد 53 لسنة 2013 والمتعلق بالعدالة الانتقالية، وهذا القرار (التمديد) يُرفع إلى المجلس التشريعي لإعلامه فقط بقرار التمديد قبل ثلاثة أشهر من نهاية السنوات الأربع المخصصة لعمل الهيئة».
وأضاف: «هناك من أراد أن يجد في مطلع «الرّفع» مطية للقول بأن التمديد يعود إلى المجلس التشريعي، فالرافع عندهم هو دون الذي سيُرفع إليه الأمر، وما دام دونه فليس له الحق في القرار، وهذا عكس ما ورد صراحة في نص قانون العدالة الانتقالية، إذ ليس للرفع أي معنى سوى إحالة القرار من جهة إلى أخرى وليس أكثر من ذلك، مشيرة إلى أن الأمر لا يعدو كونه «مسرحية» أعدها من يرغب بإخفاء الحقيقة عن الشعب التونسي و»كان من المفترض ألا تخصص جلسة أصلاً للنظر في قرار الهيئة تمديد عملها».
وأوضح سعيد أكثر بقوله: «حين يُرفع الأذان يجب على المصلين – إن كانوا قد تهيأوا للصلاة – المسابقة على الأذان ووقت الصلاة، وعليهم أن يراعوا فوارق التوقيت إن كانت هناك فوارق، ولكن يبدو أن الفوارق في الزمن في تونس هي من صنف آخر، فما حصل خلال هذه الجلسة التي انقسمت إلى نصفين، يعكس أن هناك في تونس من يحن إلى زمن ولى وانقضى، وهناك من يريد أن يوقف عقارب الساعة ومسار التاريخ، كما أن هناك في الداخل والخارج على السواء من لا يريد للتونسيين ولغيرهم من شعوب العالم معرفة الحقيقة أو حتى جزء منها».
وتابع: «إن هذا القرار دُبّر في ليل واتخذ في ليل ومنذ وقت طويل، ولكن لا قيمة قانونية له، فلا قرار مكتب المجلس قانوني ولا الجلسة شرعية ولا الذين صوتوا ضد التمديد بلغ عددهم الغالبية المطلقة (109) التي نص عليها قرار المكتب، كما أنهم قلبوا صيغة السؤال لتصيح «من مع التمديد حتى يمر هذا القرار»، وهذا نصب قانوني لا نصاب فيه وسؤال غير بريء وقرار لا يقبل حتى الطعن فيه، فلو كان قانوناً لكان قابلاً للطعن أمام الهيئة المكلفة بمراقبة دستورية القوانين. هكذا تمت عملية القسمة التي ليس فيها للشعب التونسي ولتاريخه ولحقيقة الأوضاع التي عاشها وما زال، سوى كسرٌ مقنّع للعظام، وبقية باقية من كسور».
يُذكر أن المحكمة الإدارية في تونس رفضت الطعن الذي تقدم به حزب «آفاق تونس» بعدم حق «هيئة الحقيقة والكرامة» التمديد لنفسها، حيث أكدت المحكمة أن قرار الهيئة صدر فى نطاق الصلاحيات المخولة لها وفق قانون العدالة الانتقالية، ولا يشكل تعدياً على اختصاص البرلمان المُكلّف بالتشريع والذى يحتفظ بكامل صلاحياته بـ«النظر» فى قرار مجلس الهيئة التمديد فى مدة عملها.

الخبير الدستوري قيس سعيّد: تصويت البرلمان التونسي ضد هيئة «الحقيقة والكرامة» محاولة لاغتيال القانون
تحدث لـ«القدس العربي» عن «مسرحية» دبّرتها أطراف تسعى لإخفاء الحقيقة والعودة لحقبة الاستبداد

انتخابات العراق: شراء أصوات في نينوى وبابل… وكتل سياسية توقّع «ميثاق شرف» برعاية أممية

Posted: 28 Mar 2018 02:22 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أقر ائتلاف دولة القانون، بزعامة نائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، بخرق عددٍ من المرشحين والكيانات السياسية الموعد الرسمي لانطلاق الدعاية الانتخابية المقرر في 10 نيسان/ أبريل المقبل، مبيناً إن ائتلاف «الفتح» بزعامة هادي العامري، تصدر الخروقات.
وانتقد ما وصفها «ظاهرة الدعاية الانتخابية المبكرة»، التي تمارسها كتل وأحزاب وشخصيات سياسية مرشحة في الانتخابات المقررة في أيار/ مايو المقبل.
عضو الائتلاف، سعد المطلبي، قال لـ«القدس العربي»، إن «هذا تجاوز واضح على القانون»، مطالباً المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بـ«اتخاذ موقف بهذا الشأن».
وتابع: «في مثل هذا التوقيت في عام 2014، اتخذت المفوضية السابقة موقفا بحق المتجاوزين، ممن وضعوا صوراً ولافتات توضح مباركة بعض العشائر ترشيح شخصيات محددة، واعتبرتها مخالفة، في حين لم تتخذ المفوضية الحالية أي إجراء».
وطبقاً للمصدر فإن أول جهة سياسية خالفت ضوابط الدعاية الانتخابية هي «ائتلاف الفتح ـ بزعامة العامري، ومن ثم ائتلاف النصر ـ بزعامة العبادي، وتلاه تحالف سائرون ـ بمباركة التيار الصدري».
وكشف في الوقت ذاته، عن تلقي مرشحي ائتلاف دولة القانون توجيه مباشر المالكي، يقيد بـ«عدم مخالفة قوانين وتعليمات مفوضية الانتخابات»، وأيضاً «وضع الصور أو توزيع الكارتات الدعائية للمرشحين، لحين انطلاق الحملة الدعائية».
كذلك، أقرّ ائتلاف دولة القانون بوجود «حديث» يجري عن شراء أصوات وبطاقات انتخابية، لكن من دون أي دليل.
عضو الائتلاف، سعد المطلبي رجّح «حدوث عمليات تزوير في مخيمات النازحين، في حال لم يتخذ الجيش والقوات الأمنية المعنية بحماية العملية الانتخابية هناك، موقفاً حازماً تجاه من يحاول التأثير على إرادة الناخبين في المخيمات».
وتابع: «التخوف من التزوير يتمثل بأن يكون هناك ضغط على موظفي المفوضية، باعتماد أوراق اقتراع غير صحيحة على أنها صحيحة، وإجبار الموظفين على قبول كميات من الأوراق الانتخابية»، لافتاً إلى أن «هناك اجهزة الكترونية لفحص الأوراق الانتخابية، وتشخيص الصحيحة منها وغير الصحيحة، وقد يتعرض الموظف لضغط أو إجبار على اعتماد أوراق غير صحيحة».
ورأى أن «في حال تمكنت القوات الأمنية من حماية الموظف، عند ذاك لا يمكن لأي أحد إجباره أو الضغط عليه».
كذلك، نفى حصول السياسيين الشيعة على أصوات من المكون السني أو العكس، لكنه أقرّ بأن «عدداً كبيراً من السياسيين السنة فقدوا جمهورهم في مناطقهم، بسبب العمليات العسكرية وما تعرض له المكون من أوضاع صعبة طوال الفترة الماضية، غير إن ذلك لا يعني إن الجمهور السني سيعزف عن المشاركة في الانتخابات، أو سيقرر انتخاب شخصيات شيعية، بل سيشارك ويبحث عن شخصيات سنية أيضاً لكن جديدة، شاركتهم معاناتهم، وتواجدت في المخيمات معهم».
النائبة عن محافظة نينوى نورا البجاري، أكدت أن «الدعاية الانتخابية بدأت مبكراً».
وبينت لـ«القدس العربي»، أن «هذه الانتخابات تشهد حملة دعائية كبيرة جداً، وبدأت الأموال تضخ لشراء الأصوات والترويج الدعائي».
وأقرت أنه «من أصعب المحافظات التي ستجري فيها الانتخابات هي محافظة نينوى»، كاشفة عن «صراع كبير جدا لكتل سياسية في داخل نينوى».
وحذّرت من «جهات محسوبة على نينوى ـ لكنها من خارج المحافظة، بدأت تستغل الأوضاع الهشة والصعبة لدى الأهالي، لممارسة عملية بيع وشراء الأصوات، عبر إغراء المواطنين بأمور غير واقعية، في محاولة لحصد أكبر عدد من الأصوات على حساب أبناء المحافظة والدمار الذي لحق بنينوى».
وأيضاً، كشف النائب عن محافظة بابل علي العلاق، عن سعي بعض المرشحين للدورة المقبلة شراء أصوات الناخبين مقابل مبالغ مالية في المحافظة، لافتا إلى أن بعض المرشحين اشتروا أصوات الناخبين بـ50 الف دينار فقط.
وبين أن «بعض المرشحين لخوض الانتخابات المقبلة في محافظة بابل قاموا بشراء أصوات الناخبين مقابل مبالغ مالية تصل إلى الـ50 ألف دينار»، مبينا أن «ظاهرة تزوير الانتخابات وشراء أصوات الناخبين تزايدت في اغلب المحافظات مع قرب موعد الانتخابات النيابية».
وأضاف أن «المفوضية يقع على عاتقها رصد حالات شراء الذمم الانتخابية للحد من ظاهرة التزوير الانتخابي»، فيما دعا إلى «ضرورة منع المرشحين المخالفين لضوابط مفوضية الانتخابات خوض السباق الانتخابي المقبل».

المرشحون يزاحمون «الشهداء»

أما تيار الحكمة الوطني ـ بزعامة عمار الحكيم، فقد انتقد ما وصفه «الإعلام الطرقي»، في إشارة إلى وضع الصور واللافتات الدعائية للمرشحين في الطرق والشوارع العامة، مبيناً أن هذا النوع من الدعاية «سيأخذ حيزاً كبيراً في هذه الانتخابات».
وقال النائب عن التيار، حسن خلاطي، لـ«القدس العربي»، إن «صور الدعايات الانتخابية ستزاحم صور الشهداء التي تزين الشوارع والأعمدة»، مضيفاً: «نشعر بالخجل من ذلك، بكون إن تلك الصور قد تختفي نتيجة الدعاية المبالغ فيها».
وتزخر شوارع العاصمة بغداد وعموم المحافظات العراقية بصور المقاتلين، سواء من الجيش أو الشرطة أو «الحشد الشعبي»، الذين سقطوا خلال العمليات العسكرية ضد «الدولة الإسلامية» أو في العمليات التي يتبناها التنظيم بين الحين والآخر داخل المدن الآمنة.
وحسب خلاطي: «الدعاية الانتخابية مهمة ومطلوبة في التعريف عن المرشحين وتسلسلهم في القوائم الانتخابية، لكن يمكن أن يتم ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي»، لافتاً إلى أن «الصور واللافتات الكبيرة التي يضج بها الشارع تعدّ أمراً غير لائق».
في الموازاة، حمّل تيار الإصلاح، بزعامة إبراهيم الجعفري، المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، مسؤولية خرق الموعد الرسمي للدعاية الانتخابية.
وقال النائب عن التيار، زاهر العبادي، قال لـ«القدس العربي»، «لاحظنا انتشار الدعاية الانتخابية والصور واللافتات لمرشحين وكتل سياسية في العاصمة بغداد، فضلا عن انتشارها في مواقع التواصل الاجتماعي»، معتبراً أن «ضعف إجراءات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وراء ذلك».
وطالب، العبادي المفوضية بـ«اتخاذ إجراءات عقابية بحق الشخصيات التي تجاوزت على الموعد المحدد لانطلاق الدعاية الانتخابية»، موضّحاً إن «عدم اتخاذها أي إجراء يتيح الفرصة للآخرين بالقيام بالفعل ذاته، بكون إنه من غير الممكن تطبيق القانون على جهة دون أخرى».

24 بنداً

في الأثناء، وقعّ عددٌ من ممثلي الكتل السياسية، على «وثيقة الشرف الانتخابي» في العراق، بحضور أممي، فيما من المقرر أن يتم الإعلان عن هذه الوثيقة التي تضم 24 بنداً، في الأسبوع الأول من الشهر المقبل.
ووقع على الوثيقة ممثلون عن كتل سياسية سنية وشيعية وكردية ومدنية، أبرزها الكتل التي يرأسها نوري المالكي وسليم الجبوري وفؤاد معصوم وعمار الحكيم ومقتدى الصدر وهادي العامري وصالح المطلك وإياد علاوي وهمام حمودي وجمال الكربولي.
ومن أبرز بنود الوثيقة، إدانة أي خطاب طائفي أو عرقي يستهدف أياً من مكونات الشعب العراقي، ومحاسبة أي جهة تقوم بذلك، ورفض العنف بكل أشكاله والتأكيد على المرشحين بالتصرف كرجال دولة، واحترام المتنافسين في الانتخابات وعدم توظيف النزعة الطائفية أو العرقية أو الإثنية، في البرامج الانتخابية.
وفي ما يتعلق بنتائج الانتخابات، دعت الوثيقة إلى القبول بنتائج الانتخابات بعد إقرارها رسمياً من جانب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والمحكمة الاتحادية العليا، والالتزام بالأطر الزمنية الدستورية في تداول السلطة، والانخراط بشكل فوري في الإعداد لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة وفقاً للأطر الدستورية، واستناداً إلى نتائج الانتخابات.
وفور التوقيع على الوثيقة، قال ممثل الأمين العام للامم المتحدة يان كوبيتش، في مؤتمر صحافي، عقده على هامش توقيع الوثيقة، «أنا سعيد لهذا التوقيع، وهذه الخطوة تعدّ دليلاً على أن العراق على طريق الديمقراطية»، معتبراً أن «ذلك خطوة للتقدم إلى الأمام».
وأضاف أن «هذه الوثيقة تبعث برسالة قوية للشعب العراقي مفادها (إذهبوا للانتخابات)»، مشيراً إلى أن «الشعب العراقي يتوقع من السياسيين أن يفوا بالتزاماتهم التي وقعوها في هذه الاتفاقية».
وأعرب عن أمله بأن «يتحول هذا الميثاق إلى قانون»، لافتاً إلى أن «الأمم المتحدة ملتزمة بتقديم كامل الدعم، ونحن على استعداد للعمل لوضع هذا الميثاق على أرض الواقع».

توجيهات للأحزاب الكردية

في إقليم كردستان العراق، أصدرت رئاسة حكومة الإقليم توجيهات بشأن الحملة الانتخابية لمجلس النواب العراقي، مؤكدة على حماية حقوق جميع المرشحين والقوائم للأطراف السياسية الكردستانية والعراقية.
وقالت، في بيان، إن «حكومة الإقليم تؤكد على حماية حقوق جميع المرشحين والقوائم والأطراف السياسية الكردستانية والعراقية المسجلة في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في ممارسة أنشطتهم وحملاتهم الانتخابية بكل حرية وفي أطار القوانين والتعليمات».
وحسب الرئاسة، «يحق لأي مرشح وأي قائمة انتخابية أو حزب سياسي مشارك في الانتخابات أن يلجأ للجهات المعنية حال حصول أي تجاوز أو إعتداء بحقها من قبل أي طرف كان».
ودعت، الأطراف السياسية إلى «إدارة الحملات الانتخابية وفقاً لمبدأ قبول واحترام الرأي الآخر، ومراعاة مبادئ حقوق التعبير عن الرأي، والابتعاد عن كافة أنواع العنف والتشهير والتصرفات اللاقانونية»، مشددة على ضرورة «الالتزام بتعليمات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وقوانين وتعليمات حكومة إقليم كردستان».
وطالبت، «المؤسسات والدوائر الحكومية والأمنية بالتعاون بشكل كامل مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والجهات المعنية لإدارة الحملات الانتخابية وإجراء الإنتخابات بالاعتماد على مبادئ حقوق الإنسان وحماية حقوق المصوتين والمرشحين والمواطنين».

انتخابات العراق: شراء أصوات في نينوى وبابل… وكتل سياسية توقّع «ميثاق شرف» برعاية أممية
ائتلاف المالكي يتهم تحالفات العامري والعبادي بخرق قواعد الدعاية
مشرق ريسان

أوضاع سيئة يعيشها نازحو جرف الصخر في مخيمات عامرية الفلوجة

Posted: 28 Mar 2018 02:20 PM PDT

الفلوجة ـ «القدس العربي»: لايزال عشرات الآلاف من نازحي بلدة جرف الصخر، السنّة، يعانون من التهجير، إذ يتخذون من مخيمات النزوح وحقول الدواجن في عامرية الفلوجة غرب العاصمة العراقية بغداد مأوى لهم، بسبب ضعف إمكانية السلطات الحكومية اإعادتهم إلى بيوتهم، رغم استتباب الأوضاع الأمنية في البلدة المنكوبة شمال محافظة بابل العراقية على بعد حوالي 60 كلم جنوب غرب بغداد.
هؤلاء يواجهون ظروفا معيشية قاسية، تتمثل بقلّة المياه الصالحة للشرب وانقطاع التيار الكهرباء بصورة مستمرة، فضلاً عن تفشي الأمراض الجلدية، وانعدام المراكز الصحية ودورات المياه، وكذلك، النقص الحاد في المواد الإغاثية وانقطاعها منذ شهور.
أوس صالح الجنابي، أحد نزلاء مخيمات الفلوجة، يعاني وأسرته المكونة من 13 فرداً، أوضاعا معيشية صعبة بسبب العيش في مخيم النزوح الذي يشكو من شح تقديم المساعدات، وفق ما قال لـ«القدس العربي».
وأضاف، أن «معظم المقيمين داخل المخيم باتوا معزولين تماماً، وكأنهم معتقلون يتعرضون لعقوبة جماعية بعد أن حوّلت القوّات الأمنية المخيم إلى سجن كبير». وزاد: «تُمنع العديد من العائلات المغادرة، والعودة إلى مدنهم المحررة بالكامل من أيدي مسلّحي تنظيم الدولة الإسلامية، رغم كثرة المناشدات للمسؤولين بإدعاتهم لمنازلهم».
المخيم، حسب المصدر»يفتقر للمراكز الصحية الجيدة، ويعاني نقصا كبيرا في الأدوية والمسلتزمات الطبية الضرورية وهي غير متوفرة أصلاً، علاوة على ذلك فإن الكثير من أطفال المخيمات ما زالوا منقطعين عن الدراسة بسبب غياب الكوادر التعلمية وفقدان المدارس».
أما أبو سعد العويسي، النازح هو الآخر من بلدة جرف الصخر، فقد كل ممتلكاته، بعد أن تم تفجير بيته، ومزرعته تعرضت للحرق والتجريف، ونهبت مواشيه من الأغنام والماعز عقب سيطرة ميليشيا كتائب «حزب الله» مباشرة على البلدة، ليستقر به الحال مع أولاده الثامنة وزوجته الخمسينة للسكن في حقل لتربية الدواجن مع مجموعة من العائلات النازحة، وأغلبهم من مدن أقصى الأنبار.
وأشار، أبو سعد، 71 عاماً، والذي لا يستطيع بعد الآن العودة إلى مدينته لأن المليشيات تمنعه من ذلك، إلى أن «قرب فصل الصيف سيضاعف من مأساتنا بسبب ارتفاع درجات الحرارة وسط قاعات حقول الدواجن ونقص وسائل التبريد كالمبردات ومكيفات الهواء والمراوح الهوائية السقفية منها والأرضية».
وتابع : «نحن على هذا الحال مثل ثلاث سنوات».
وواصل: «مضطرون للتأقلم مع هذا الوضع لأننا لا نجد مكانا بديلا نلجأ إليه»

أوضاع سيئة يعيشها نازحو جرف الصخر في مخيمات عامرية الفلوجة

أحمد الفراجي

مفوض «الأونروا» يحذر من «تدهور دراماتيكي خطير» في غزة

Posted: 28 Mar 2018 02:20 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»:جدد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» تحذيراته من صعوبة الأوضاع التي يعيشها قطاع غزة، ووصفها بأنها «خطيرة وغير مسبوقة» بسبب الحصار المفروض على السكان، وأكد على ضرورة التحرك في الوقت المناسب.
وقال بيير كريبنول الذي تعاني منظمته التي تقدم خدمات صحية وتعليمية واجتماعية لأكثر من 70% من سكان قطاع غزة، من عجر مالي كبير، خلال مؤتمر صحافي، إن هناك «تدهورا دراماتيكيا خطيرا» في أوضاع السكان.
وأشار خلال المؤتمر الذي اختار له مركزا لتوزيع المساعدات الغذائية في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وتعاني «الأونروا» من نقص حاد في التمويل، سببه الرئيس تقليص الإدارة الأمريكية للمساعدات التي كانت تقدمها لهذه المنظمة، بعد أن ربطت تراجعها عن القرار بتقديم الفلسطينيين «تنازلات سياسية».
ورغم جمع مبلغ 100 مليون دولار خلال مؤتمر عقد قبل عدة أيام في العاصمة الإيطالية روما، لصالح «الأونروا» في مسعى لسد العجز المالي، إلا أن الأزمة المالية لا تزال قائمة، حيث عمل الدعم المقدم إلى تأجيل وقوع الأزمة وشل خدمات «الأونروا» إلى نهاية الصيف الجاري بدلا من بدايته.
وشدد على ضرورة العمل بشكل كبير من أجل تأمين النقص الحاصل في الموازنة، مؤكدا أن توفير الـ 100 مليون دولار كان أمرا جديا، لكنه لم ينه الأزمة.
وأوضح كريبنول أن منظمته الدولية تعمل من أجل حماية التفويض الممنوح لها من الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين.

مفوض «الأونروا» يحذر من «تدهور دراماتيكي خطير» في غزة

ايزنكوت: فرص حدوث تصعيد أمني هذا العام تتزايد

Posted: 28 Mar 2018 02:19 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: يقدر رئيس أركان جيش الاحتلال غادي ايزنكوت أن فرص حدوث تصعيد أمني خلال العام الجاري، ازدادت في ضوء الأحداث على عدة حلبات، وفي مقدمتها الحلبة الفلسطينية.
في لقاء مع صحيفة «هآرتس»، سينشر كاملا غدا الجمعة، قال إن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية حاليا، يثير لديه قلقا عاليا في الوقت الحالي. وعلى غرار مراقبين ومسؤولين كثر يعتقد ايزنكوت أن إسرائيل لا تلاحظ لدى أعدائها نية للمبادرة إلى حرب، ولكن التطورات المحلية يمكن أن تقود إلى التصعيد غير المخطط.
ويستند ايزنكوت في تقديراته للحراك الشعبي الفلسطيني عشية يوم الأرض المصادف غدا والذكرى السبعين للنكبة وتدشين السفارة الأمريكية في القدس المحتلة في مايو/أيار المقبل. كما يشير لحساسية ما يسميه « الاقتراب من نهاية عهد أبو مازن، وعملية المصالحة العالقة وحقيقة أن حماس في غزة تواجه ضائقة صعبة «. وقال إن «الشرق الأوسط يشهد تطورات مشحونة وحساسة، وخاصة لدى الفلسطينيين. وتابع « سنواجه تحديات كبيرة جدا في فترة احتفالات الاستقلال السبعين». ويصف الواقع الاقتصادي والمدني في غزة بأنه صعب جدا، زاعما أن الأمر لم يصل بعد إلى أزمة إنسانية. ووفقا لأقواله «نحن نبذل جهدا كبيرا لتحسين ذلك مشيرا لوجود مصلحة إسرائيلية واضحة بأن لا يصل وضع غزة إلى الانهيار وتابع « منسق أعمال الحكومة يتجول في العالم من أجل تجنيد الموارد للقطاع».

1000 عملية خارج الحدود

وفي لقاء آخر مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، قال ايزنكوت، إن إسرائيل في عامها السبعين في حالة توازن استراتيجي محسّن مع وجود فجوات ضخمة بينها وبين أعدائها. ورغم تحذيرات إسرائيلية من احتمال تفكك إسرائيل نتيجة تهديدات داخلية (تصدعات وفوارق اجتماعية وتهديدات ديموغرافية فلسطينية) يزعم ايزنكوت ان «إسرائيل ابنة 70 عاما، هي دولة لا تقهر». ويوضح رئيس أركان جيش الاحتلال أن «العدو الرئيسي لإسرائيل اليوم هو العدو الإيراني وهو يتصرف من خلال رسله وبشكل مباشر. وضمن توقعاته لمواجهة قريبة قال الذي تبقى له عام واحد لنهاية ولايته انه «من المحتمل قيادته الجيش خلال حرب مقبلة، لكنني أبذل جهودًا كبيرة لمنع ذلك». وردا على سؤال هل ازدادت الفرص بشكل أكبر هذه السنة مقارنة بالعام الماضي قال ايزنكوت ان فرص حدوث ذلك هذا العام أكبر مما كانت عليه في السنوات الثلاث الأولى من ولايتي، وهناك العديد من التوجهات السلبية في المنطقة التي تدفع باتجاه المواجهة، وهناك الكثير من الأمور التي تعتمد علينا.»ويشير قائد جيش الاحتلال إلى حالة التأهب على حدود غزة، في ضوء التوتر في الأسابيع الأخيرة والتحضيرات لـ «مسيرة العودة».
ووفقا لأيزنكوت فإن «قسما كبيرا من الجيش سيوجد هناك عشية عيد الفصح اليهودي تحسبا لأي طارئ ولتنفيذ إجراءات القبض على المشبوهين». وكشف أن جيشه وضع أكثر من 100 قناص تم تجنيدهم من جميع وحدات الجيش، خاصة من الوحدات الخاصة من أجل فتح النار إذا كان هناك تهديد للحياة. ايزنكوت الذي يتعرض جيشه لانتقادات واسعة بعد تسلل شباب من غزة وتوغلهم في عمق اراضي 48 أول أمس تابع مهددا « لن نسمح بالتسلل الجماعي إلى إسرائيل وإلحاق الضرر بالسياج، وبالتأكيد عدم الوصول إلى المستوطنات. المبادئ التوجيهية هي تفعيل الكثير من القوة».
وأشار إلى النشاط السري للجيش الإسرائيلي والجهاز الأمني، ويكشف في اللقاء أنه «خلال فترة ولايته كرئيس للأركان، تم تنفيذ أكثر من 1000 عملية خارج الحدود». واصفا إياها بعمليات خلاقة يفوق فيها الواقع الخيال. وتابع « نحن لا ننشر عنها لأن ما يهمنا هو ليس تسجيل نقاط أو تبجيل اسم غادي ايزنكوت، وإنما ما هو مدى إسهامها لدولة إسرائيل». وفيما يتعلق بمستقبل الجيش، يقول: «سيكون أكثر احترافاً ومناسباً للاحتياجات. أولئك الذين يساهمون بقدر أقل، سيتم تسريحهم في وقت مبكر. من الصواب تسريح عشرات آلاف الجنود الذين يعملون في الإدارات والمقرات بشكل مبكر، دون أن يؤثر ذلك على مبدأ جيش الشعب».

القوات البرية غير جاهزة للحرب

يشار إلى أن « مراقب الجهاز الأمني « حدد في تقرير له من أن القوات البرية، وخاصة سلاح الدبابات والمدرعات ليست مستعدة للحرب. ووفقا لما كشفته الإذاعة العامة تم تقديم هذا التقرير، قبل أربعة أشهر، وهو يحدد، ضمن أمور أخرى، أن الجيش يعاني من فقدان الانسجام بين المنظومات القتالية، عدم توافق الخطة التشغيلية مع الخطة اللوجستية. كما أشار التقرير لنقص في القوى العاملة في المقرات الرئيسية وقد وكتب هذا التقرير السري 20 ضابطا رافعا في جيش الاحتياط، برئاسة عميد. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ردا على ذلك أن «النتائج الواردة في التقرير تستند إلى المراقبة التي جرت منذ عام ونصف عام، وتم التعامل مع معظمها خلال هذه الفترة».

وضع الحماية إشكالي للغاية

وفي هذا السياق كشف أمس أنه مع ارتفاع درجة حرارة الوضع في الجنوب، يشعر قادة الشمال بالقلق من أن يتم تسخين الوضع لديهم، أيضا، ويحذرون من أن وضع الحماية إشكالي للغاية ويحتاج إلى تحسين فوري من أجل منع وقوع كارثة في لحظة الحقيقة. وقال غيورا زلاتس، رئيس المجلس الإقليمي في الجليل الأعلى، لصحيفة «يديعوت أحرونوت» «إن أخطر منطقة في البلاد وفقا لتعريفات الحكومة، هي البلدات على طول الحدود اللبنانية، ولكنها ليست مستعدة لحالة طوارئ أمنية». كما قال إنه رغم إدراك الحكومة لهذا الخطر، إلا أنها لا تتعامل مع استعدادات الجبهة الداخلية المدنية. وحذر من أن «الثمن سيدفعه عشرات الآلاف من سكان الشمال». وقال إن 12000 من سكان الجليل الأعلى، وبعضهم يعيشون على الحدود، لا يملكون ملاجئ، وإنه في حالة وقوع هجوم صاروخي، سيضطرون للجوء إلى الملجأ العام البعيد عن منازلهم، ما سيعرضهم للخطر الكبير. كما تجند عضو الكنيست حاييم يلين (يوجد مستقبل) في الآونة الأخيرة إلى جانب سكان الشمال. وقال: «طالما لم يسقط 500 كيلوغرام من المتفجرات على منزل أحد المدنيين في المطلة، لن يتحرك أي شيء في الحكومة». وتنطوي هذه التحذيرات على قلق بالغ في ضوء التقييمات التي أجراها اللواء في الاحتياط النائب إيال بن رؤوفين (المعسكر الصهيوني) الذي يعتقد أن الحرب على الجبهة الشمالية أمر لا مفر منه. ووفقا له، فإن البنية التحتية المدنية ليست مستعدة لذلك. من جهته حاول روني الشيخ، المفتش العام لشرطة الاحتلال تخفيف وطأة القلق من مواجهات في الساحة الفلسطينية بالقول إنه «لا يجب التخوف من الحدث المسمى يوم الأرض في الضفة الغربية». وأضاف خلال جولة قام بها في القدس الشرقية: «بالنسبة لغزة هذا ليس تخصصنا. في هذه المسألة، نحن نلازم الجيش ونتغذى بالمعلومات منه ومن الاستخبارات العسكرية، وجاهزون لأي سيناريو قد يتطور». وزار وزير الأمن الداخلي، جلعاد إردان، وحدة «نحشون» المكلفة بمرافقة سجناء مصلحة السجون الإسرائيلية، وذلك في ضوء السيناريو الذي يحاكي احتمال قيام الجيش الإسرائيلي والشرطة بتنفيذ اعتقالات جماعية في «مسيرة العودة» المرتقبة. وتسود المستوطنات الخمسين المحيطة بالقطاع حالة ذعر بعد نجاح تسلل الفلسطينيين للحدود.
التصدع في جدار غلاف غزة
واكد المحلل العسكري في «هآرتس» عاموس هرئيل، أن سلسلة من الأخطاء التكتيكية على حدود قطاع غزة تثير، في الأيام الأخيرة، عدم الارتياح الكبير في الجهاز الأمني، في خضم الاستعدادات للاختبار المتوقع يوم الجمعة القريب وقال إنها تكشف التصدع في جدار غلاف غزة.

ايزنكوت: فرص حدوث تصعيد أمني هذا العام تتزايد
كشف عن 1000 عملية إسرائيلية خارج الحدود
وديع عواودة:

بعثة برلمانية تطّلع على انتهاكات إسرائيل في النقب وتعد بمتابعتها في الاتحاد الأوروبي

Posted: 28 Mar 2018 02:19 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: قام وفد برلماني أوروبي رفيع المستوى بزيارة النقب داخل أراضي 48 لتقصي الحقائق حول سياسة اسرائيل تجاه السكان الأصليين الذين يواجهون عمليات تطهير عرقي وتهويد.
جاءت الزيارة بدعوة من لجنة العلاقات الدولية في القائمة المشتركة وبالتنسيق مع المجلس الإقليمي للقرى البدوية غير المعترف بها. وشملت الزيارة الميدانية قرى منطقة ابو تلول وأم الحيران بالتعاون مع جمعيات سدرة ونساء اللقية واللجنة المحلية في قرية أم الحيران.
وفي ختام جولتهم الميدانية قال أعضاء الوفد الأوروبي إنهم سيتابعون القضية في مؤسسات الاتحاد الأوروبي. وقد عبّر اعضاء الوفد الأوروبي عن صدمتهم للواقع الذي تعيشه قرى النقب غير المعترف فيها، في ظل مشاهد المعاناة وسماع قصة استشهاد المربي يعقوب ابو القيعان وهدم بيوت عديدة في القرية ومشاهدتهم لمعاناة زوجة الشهيد رابعة ابو القيعان وأولاده وعائلته.
وشارك في زيارة الوفد الأوروبي كل من النواب د. يوسف جبارين ود. احمد طيبي وطلب ابو عرار وجمعة الزبارقة، كما واستمع الوفد الى شرح من عطية الأعسم رئيس المجلس الإقليمي. وقال النائب يوسف جبارين، رئيس لجنة العلاقات الدولية في القائمة المشتركة، ان هذا التواصل الدولي يحمل أهمية استراتيجية. لافتا لواجب فضح سياسات التمييز والاقتلاع أمام الرأي العام الدولي والأوروبي من أجل حماية حقوق أهالينا وحماية اراضينا».
وقال النائب أبو عرار ابن النقب ان «جولة الوفد مثمرة، حيث نقلنا الرواية العربية الصحيحة الى مسامع وأنظار الوفد، والتي نأمل ان تنقل كما سمعت وشوهدت للأوساط الأوروبية، علما ان إسرائيل تسوق رواية كاذبة بخصوص النقب، وأهله العرب». واوضح زميله ابن النقب ايضا النائب جمعة الزبارقة ان «العمل في المرافعة الدولية وتحديدًا في الزيارة الحالية ينصب على طرح قضايانا على طاولة البحث في البرلمان الأوروبي ومطالبة البرلمانيين بالضغط في قضايا التبادل التجاري والثقافي، لا سيما ان اسرائيل موقعة على اتفاقيات تعاون مع الاتحاد الأوروبي».
وقال النائب الطيبي: « كنا قد طرحنا هذه القضايا أمام البرلمان في بروكسل والآن نتابع ذلك ميدانيًا كي تصل الصورة مباشرة للنواب واحزابهم حول الهدم وانعدام البنى التحتية والإقصاء والتمييز الى جانب عرضنا لسيل القوانين العنصرية التي تستهدف المواطن العربي الفلسطيني في الداخل». وقال جعفر فرح ان هذه الزيارة الميدانية هي نتيجة للتعاون بين المؤسسات الشعبية والأهلية والأحزاب السياسية التي تمثل فلسطينيي الداخل وتشكل تطويرا لشبكة العلاقات والتضامن الدولية مع مجتمعنا الفلسطيني. وتابع « نتوقع من الوفد مطالبة المفوضية الأوروبية بالعمل على منع سياسة هدم منازل العرب وتفريغهم من أرضهم».
وتأتي هذه الزيارة استمرارًا للزيارة التي قام بها وفد المشتركة ومركز مساواة الى مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل في نهاية العام الماضي، وكذلك الجلسة الخاصة التي عقدتها لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي حول قضايا المواطنين العرب. وتتكون بعثة البرلمان الأوروبي من ممثلين من ست دول، هي ألمانيا، بريطانيا، إسبانيا، إستراليا، السويد وبلجيكا، وتقوم البعثة بزيارة لإسرائيل وللأراضي الفلسطينية. وتشمل البعثة الأوروبية عضوية كل من: إلينا ڤلنسيانو، رئيسة البعثة ونائبة رئيسة الكتلة الإشتراكية-الديموقراطية في البرلمان الأوروبي، ماريا أرنا، المسؤولة عن العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية في لجنة التجارة الدولية في البرلمان الأوروبي، أويچن فرويند، عضو لجنة الخارجية في البرلمان الأوروبي، ليندا مكابن، رئيسة لجنة الاتحاد الأوروبي لشؤون التنمية، نوربيرت نويزر، عضو لجنة الاتحاد الأوروبي لشؤون التنمية، وسورايا پوست، عضو لجنة حقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي.

بعثة برلمانية تطّلع على انتهاكات إسرائيل في النقب وتعد بمتابعتها في الاتحاد الأوروبي

رئيس الأركان القطري يبحث في المغرب تعزيز التعاون بين البلدين

Posted: 28 Mar 2018 02:18 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: استقبل الجنرال عبد الفتاح الوراق، المفتش العام للقوات المسلحة المغربية الثلاثاء رئيس الأركان القطري غانم بن شاهين الغانم، الذي يقوم بزيارة للمغرب، وتم التباحث في عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى بحث عدد من المجالات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها لا سيما تعزيز التعاون الثنائي في المجال العسكري.
وتأتي زيارة الغانم للمغرب في وقت غاب فيه المغرب هذه السنة عن مناورات «درع الخليج المشترك 1»، التي تعد أضخم المناورات العسكرية في منطقة الخليج، برعاية وزارة الدفاع السعودية، والتي تشارك فيها قوات عسكرية من 23 دولة إلى جانب القوات السعودية.
وانطلقت الأسبوع الماضي، المناورات التي تستمر عمليات التمرين فيها لفترة شهر كامل، وتعد أضخم التمارين العسكرية في المنطقة على الإطلاق سواء من حيث عدد القوات والدول المشاركة، أو من ناحية تنوع خبراتها ونوعية أسلحتها، ورفع الجاهزية العسكرية للدول المشاركة، وتحديث الآليات والتدابير المشتركة للأجهزة الأمنية والعسكرية، وتعزيز التنسيق والتعاون والتكامل العسكري والأمني المشترك.
ويغيب المغرب عن المشاركة في هذه التمارين، بعد أن كان ضمن المشاركين في عدد منها، آخرها مناورة «رعد الشمال» التي شاركت فيها 20 دولة عربية وإسلامية، منها المغرب بقيادة السعودية، في مناورات اعتبرت الكبرى من نوعها في تاريخ المنطقة، ومناورة «علم الصحراء»، في الإمارات العربية المتحدة.

رئيس الأركان القطري يبحث في المغرب تعزيز التعاون بين البلدين

مخاوف أمريكية من قدرة «الدولة الإسلامية» على إنشاء مقر جديد للتنظيم وسط الجزر الاستوائية في الفلبين

Posted: 28 Mar 2018 02:18 PM PDT

واشنطن ـ «القدس العربي»: حقق التحالف الدولي الذى تقوده الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» نجاحات ساحقة في سوريا والعراق ولكن المفاجأة غير المتوقعة كانت في ظهور عناصر الجماعة مرة أخرى في مناطق بعيدة مثيرة للدهشة، مثل الفلبين، مما يفسر مسارعة وزارة الخارجية الأمريكية إلى اضافة (داعش) وست مجموعات إرهابية اخرى في تلك البلاد إلى القائمة الأمريكية للإرهابيين.
لماذا الفلبين؟ أوضح المحللون الأمريكيون أن العديد من مقاتلي (داعش) قد اشاروا إلى إخوانهم بالذهاب إلى منطقة ميندانوا في جنوب الفلبين كملجأ بعد ان استعادت القوات الأمريكية وقوات التحالف مدينة الموصل في العراق مع حلول شهر تشرين الثاني / نوفمبر.
وقال المراقبون ان مقاتلي ( داعش ) من الشرق الاوسط انضموا بالفعل إلى المتطرفين في منطقة مينداناو، ووفقا لتقارير متعددة، فقد تعرض الجيش الفلبيني لهجمات في مدينة مارواوي من قبل الإرهابيين، وتم أخذ المدنيين كرهائن، وفرر الالاف منهم، وتم اخلاء المدينة باكملها تقريبا.
وتعود المعركة بين القوات الفلبينية والجماعات الجهادية التى تحاول انشاء دولة خلافة إلى عقود، وفي التسعينيات، كانت جماعة أبو سياف تسيطر على عناوين الأخبار، وكانت مسؤولة عن هجمات مرعبة، من بينها حادث تفجير عبارة عام 2004 اسفر عن مقتل 116 شخصا.
وزعم المراقبون الأمريكيون ان حالات الخطف والمعارك وخطر الإرهاب في الفلبين في تصاعد مستمرلدرجة انه لا يمكن للسياح والسكان المحليين الحركة دون الخوف من خطفهم من قبل الجماعات الإرهابية التى تحاول الحصول على أموال عن طريق الفدية.
وبدأت الولايات المتحدة والدول الغربية في التركيز على ما يحدث في الفلبين بسبب مخاوف من قدرة التنظيمات المتطرفة على انشاء مقرات جديدة لها وسط الجزر الاستوائية والشواطئ العذراءلاستخدامها كنقطة انطلاق للعنف عبر جنوب شرق اسيا.
واشار المراقبون إلى الرئيس الفلبيني دويترت كشخصية مثيرة للجدل، وقال المحامون ان إدارته مسؤولة عن قتل أكثر 10 الاف مواطن في السنة الأولى من ولايته ضمن حملة قمع عنيفة ضد تجار وزبائن المخدرات، ومع ذلك يتمتع دويترت بشعبية لا تصدق، ووفقا لاعتقاد العديد من المحللين الأمريكين، فإن هذه الشعبية تعود إلى موقفه من الإرهابيين المتطرفين وقالوا ان نهجه ضد جرائم المخدرات يعتبر ضروريا وفعالا في التعامل مع العدو الإرهابي الذى يحاول خلق الفوضى.

مخاوف أمريكية من قدرة «الدولة الإسلامية» على إنشاء مقر جديد للتنظيم وسط الجزر الاستوائية في الفلبين

رائد صالحة

الاتحاد الافريقي ينظم تشاورا استراتيجيا حول تنمية وتأمين منطقة الساحل

Posted: 28 Mar 2018 02:17 PM PDT

نواكشوط-«القدس العربي»: أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أمس «أن منطقة الساحل الإفريقي تحظى باهتمام دولي كبير من شأنه أن يمكنها من تجاوز العراقيل التي تعترض استقرارها وتنميها».
وأكد في كلمة افتتح بها أمس لقاء تشاوريا استراتيجيا ينظمه الاتحاد الإفريقي بالتعاون مع مجموعة دول الساحل الخمس «أن منطقة الساحل تتعرض منذ سنوات لتحديات كبيرة في مجالات الأمن والتنمية فاقمتها التداعيات السلبية لصراعات إقليمية ودولية من جهة والتأثيرات المأساوية للتغيرات المناخية من جهة أخرى».
«ولمواجهة هذه التحديات، يضيف الرئيس الموريتاني، تم اعتماد العديد من الاستراتيجيات والمبادرات على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية والدولية، الشيء الذي مكن على وجه الخصوص، من تطويق الخطر الإرهابي واحتوائه وتحقيق نتائج إيجابية على صعيد تجفيف مصادر تمويل الإرهاب من خلال التصدي لمصاعب تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية».
وقال «لقد أخذنا في موريتانيا خطر الإرهاب في وقت مبكر، على محمل الجد، واتخذنا الإجراءات المناسبة بهذا الخصوص عبر إعداد استراتيجية وطنية متعددة القطاعات ضد الإرهاب والتطرف العنيف، مكنت من الوصول إلى نتائج معتبرة في مجال تأمين ترابنا الوطني ومحاربة التشدد خصوصا في صفوف الشباب وخلق مزيد من فرص العمل للطبقات الأكثر هشاشة في مجتمعنا».
وأضاف «لقد أطلقنا على المستوى الإقليمي إلى جانب عشر دول أخرى من دول الساحل والصحراء، مسار نواكشوط سنة 2013، الذي يهدف إلى ترقية التعاون والتنسيق الأمني بين الدول الـ 11 الأعضاء، كما أنشأنا على مستوى شبه المنطقة، ضمن دول شقيقة في الساحل هي بوركينا فاسو ومالي والنيجر واتشاد، مجموعة الخمس في الساحل لرفع تحديات انعدام الأمن والتنمية التي تواجهها هذه الدول، وقد أصبحت مجموعة الخمس في الساحل اليوم إطارا ناجعا لدولنا ومحاورا متميزا حول جميع القضايا ذات الصلة بالأمن والتنمية في المنطقة».
وعبر الرئيس ولد عبد العزيز عن «ارتياح مجموعة دول الساحل الخمس للاهتمام والدعم الذي حظيت به القوة العسكرية المشتركة لمجموعة الخمس في الساحل من طرف المنظومة الدولية وشركائها في التنمية وكذلك لبرنامج الاستثمار ذي الأولوية الخاص بالمجموعة».
وأكد «أن اللقاء التشاوري سيفضي إلى مقاربة شاملة من شأنها تجاوز العوائق التي تعترض التنفيذ السلس والأنجع للاستراتيجيات ذات الصلة.
وينظم هذا الاجتماع من طرف الاتحاد الإفريقي بالتعاون مع مجموعة الخمس في الساحل وبمشاركة الأمم المتحدة والشركاء الفنيين والماليين للاتحاد الإفريقي، وهو ثاني سلسلة لقاءات ينظمها الاتحاد الإفريقي شملت حتى الآن منطقة القرن الإفريقي، وينتظر أن تشمل في وقت لاحق منطقة البحيرات الكبرى ومناطق ساخنة أخرى في القارة.
وسيناقش الخبراء المشاركون في الاجتماع حاضر ومستقبل منطقة الساحل والتحديات التي تواجهها، مع اقتراح تنسيق الدعم الموجه لمجموعة دولها الخمس والتصديق على خارطة طريق تتناول كافة القضايا ذات الصلة.

الاتحاد الافريقي ينظم تشاورا استراتيجيا حول تنمية وتأمين منطقة الساحل

المرصد المغاربي لمناهضة التطبيع يدين فتح الأجواء السعودية لرحلات بين الهند وإسرائيل

Posted: 28 Mar 2018 02:16 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: أدان ناشطون مغاربة في مناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني «إصدار وزارة الطيران السعودية تصريح فتح الأجواء للطيران الهندي في رحلات بين الهند والكيان الصهيوني عبر أراضي الحرمين الشريفين».
وقال المرصد المغاربي لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني ودعم المقاومة، الذي يجمع الهيئات الوطنية في دول المغرب العربي المناهضة للتطبيع ودعم المقاومة، في بلاغ أُرسل لـ«القدس العربي» أن «هذه الرحلات التي بدأت من يوم الخميس 22/3/2018، يوم الخزي والعار وبداية الفجور التطبيعي بين المملكة السعودية وكيان الاحتلال العنصري».
وأضاف البلاغ أن «العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية يعتبران أنه اختبار لردة فعل القوى الحية في هذه الأمة، التي تعاني من تقطيع أوصالها والإمعان في تدمير بنيتها الأساسية، قد خارت تماماً وأنه قد حان قطاف ثمار مخطط تدمير هذه الأمة».
واستنكر «بكل عبارات الشجب والاستنكار هذه الخطوة السعودية الإجرامية في حق فلسطين والأمتين العربية والإسلامية وفي حق الضمير الإنساني ككل».

المرصد المغاربي لمناهضة التطبيع يدين فتح الأجواء السعودية لرحلات بين الهند وإسرائيل

التشكيلية المغربية خديجة طنانة تطالب وزير الثقافة بالكشف سبب منع لوحتها «كاماسوترا»

Posted: 28 Mar 2018 02:15 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: في تطور جديد لمنع الفنانة التشكيلية خديجة طنانة من عرض لوحتها «كاماسوترا» من المعرض المنظم في مركز الفن الحديث في تطوان، بعثت طنانة برسالة مفتوحة لوزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، من أجل طلب توضيح حول أسباب منع اللوحة، قالت فيها إن منع لوحتها من العرض في مركز الفن الحديث في مدينة تطوان، أثار ردور فعل ونقاشات حول «الرقابة على الإبداع المتمثلة في إقصاء الطاقات المبدعة من المساهمة في تطوير المجتمع وإخراجه من بوتقة التخلف.إن لوحة «كاماسوترا»، التي منعت من العرض هي عمل فني في الدرجة الأولى مستوف لجميع المقاييس الجمالية والفنية.بالإضافة أنه عمل له هدف تحسيسي».
وأضافت في رسالتها «أنا لا أشتغل بفكرة «الفن من أجل الفن».أنا مناضلة وأشارك في مظاهرات في مدينة تطوان للمطالبة بالحرية مذ كان سني لا يتجاوز 6 سنوات.ومنذئذ وأنا سائرة على هذا المنوال.فلا العنف ولا التهديد ولا المنع سيحول بيني وبين إصراري على الدفاع عن أفكاري والتصدي للفكر الظلامي، الذي ما فتئ يزيح كل ما هو ابداع وخلق، محاولا الرجوع بالمجتمع نحو الوراء إلى القرون الوسطي».
وسحبت مندوبية وزارة الثقافة في تطوان لوحة طنانة بعد عرضها كونها بالنسبة للمسؤولين خادشة للحياء.وقال مسؤول مغربي في الوزارة لـ»القدس العربي» إن اللوحة التي سحبت لم تكن ضمن اللوحات المقرر عرضها.
واعتبرت الفنانة التشكيلية المغربية أن «العمل الفني هو خيال الفنان يفسر عبره رؤيته للعالم، على أن يظل حرا، لا يخضع لأية رقابة.لأن الفنان إذا مورست عليه الرقابة تتبخر طاقته الإبداعية ويصاب بالعطب.فإذا كان العمل مثيرا للجدل فيجب اخضاعه للنقاش لا للحظر. والحرية في الفن لا حدود لها.إن قرار المنع يعد نكسة حقيقية كشفت عن هشاشة حرية التعبير في بلدنا. وكل ما قيل عن المغرب أنه حقق قفزة نوعية وأصبح النمودج في العالم العربي، المرشح للإلتحاق بعالم الانفتاح والحداثة، يعد وهما ليس إلا. فالمغرب الآن يجني ثمرة تلك السياسة، التي نهجها في السنوات الماضية بتشجيعه للتيار الظلامي على زرعه بذور الحقد والكراهية للحد من انتشار الأفكار المتنورة.ها هو الآن يقف عاجزا عن الحد منها».
وأضافت أن السؤال الذي يفرض نفسه، هو الآتي: ما الذي أزعجهم في العمل علما بأن اللوحة تخاطب العقل، تحاول تصحيح بعض المفاهيم المغلوطة التي انتشرت في مجتمعنا المغربي وتكسير التابوهات القائمة على «الحياء المفتعل»؟ إنها تريد إثارة النقاش حول موضوع التربية الجنسية وضرورتها في المرحلة الحالية، بالنظر إلى التوسع الكبير لظاهرة التحرش الجنسي، الذي تعانيه المرأة المغربية، وما يترتب عليه من عنف، بسبب الكبت الذي آل إليه الشباب بفعل الصمت، وعدم تبني الدولة أسلوب الترشيد والتوجيه المعقلن في مراحل عمرية معينة من حياة المغاربة، ذكورا كانوا أم إناثا. ويبقي الأسلوب الفني هو ما أملكه للتعبير عن هذه الفكرة».
وأوضحت أن «كاماسوترا» ليست عملا استفزازيا، كان على هؤلاء المتعصبين اعطاء قراءة أكثر ذكاء. إن الغرض من استعمالي للجسد كسند في لوحاتي لا يتمثل في إثارة الشهوانية، بل في التعبير عن إحساسي وموقفي إزاء القضايا العامة السياسية والإجتماعية. أما عن ذلك التبرير الذي اعتمده المسؤول عن المركز، والذي لم يقدم بشأنه أي قرار رسمي مكتوب بل وصلني عبر الصحافة فقط هو أن تطوان مدينة محافظة ولا يمكن عرض مثل هذه اللوحة التي فيها صور «إباحية» تخدش مشاعره.
إن هذا الحكم هو حكم ذاتي لا يقوم على أي دليل. فمدينة تطوان كجميع المدن المغربية خضعت لمجموعة من التغيرات من بينها نوعية الساكنة، إذ توجد بها الآن شرائح متنوعة من السكان: محافظون، حداثيون، ليبراليون ..الخ»، مضيفة أن «ما يثير الإنتباه في كلامه هو أنه نصب نفسه محاميا على المجتمع التطواني، يخاف عليه من أن تخدش مشاعره، وأصدر حكمه على العمل على أساس أنه إباحي بالمعنى السلبي للكلمة.هنا يتعين مساءلته: ألم يكن عليه أن يميز بين الجنس الميكانيكي، الذي يثير الشهوة الجنسية الخالية من أي شعور روحاني وبين الأوضاع «الإروتيكا»، التي تتميز بجمالية الصور وتشكل متعة للبصر ولا علاقة لها بإثارة الشهوة؟!».
وتساءلت «أليس من يخدش المشاعر ذلك التحرش اللفظي، الذي تتعرض له النساء عند خروجهن من عتبة البيت إلى غاية الرجوع إليه؟ وأليس الكبت الجنسي والإغتصابات بجميع أشكاله والذي يصل إلى ما يعرف الآن بالجريمة المشروعة التي يمارسها الزوج على زوجته بسبب جهل قواعد الحب؟ وعدم معرفة الرجال التعامل مع أجسادهم وأجساد شريكاتهم ؟ أليس الإستفزاز الحقيقي هو تلك الآفات والأمراض المتفشية في المجتمع مما يسبب العنف ضد الآلاف من الضحايا كل عام؟.
واضافت «السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو ما الذي سنعرض في المراكز الفنون إذا استثنينا فنانين يعملون في الجسد أو السياسة أو الدين أو المجتمع، وبالتالي حرمان الجمهور من المواضيع الأساسية لفهم عالمنا».

التشكيلية المغربية خديجة طنانة تطالب وزير الثقافة بالكشف سبب منع لوحتها «كاماسوترا»

سيرة مختصرة لعلاقة ملتبسة: تركيا… أمريكا وحزب العمال الكردستاني

Posted: 28 Mar 2018 02:14 PM PDT

يبدو أن عملية «غصن الزيتون»، التركية ـ السورية، حققت، بعد شهرين على انطلاقها، أهدافها العسكرية. بذلك، انتهت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، على منطقة عفرين. بالرغم من البلاغات عالية النبرة في مطلع العملية، أظهرت وحدات حماية الشعب التابعة للاتحاد الديمقراطي مقاومة متواضعة في قرى عفرين وبلداتها. وما إن اقتربت القوات التركية وقوات الجيش السوري الحر من مشارف عفرين، حتى ذابت عناصر الحزب المسلحة في جموع المدنيين وفرت من المدينة. القول بأن وحدات حماية الشعب انسحبت من المدينة حرصاً على أرواح المدنيين، لا ينسجم وتاريخ الحزب وسلوكه، لا في عفرين ولا غيرها من مناطق الشمال السوري وجنوب شرقي تركيا. هذا حزب فاشي شق طريقه نحو الهيمنة، خلال ربع القرن الماضي، في مناطق الأغلبية الكردية من تركيا وسوريا، بقوة السلاح وسفك دماء الأكراد المعارضين له قبل الأتراك والعرب.
في تركيا، استباح حزب العمال الكردستاني دماء مواطنيه الأكراد من الإسلاميين، واغتال المدرسين وأصحاب المخابز والمخاتير ومالكي محطات الوقود، الذين لم يستجيبوا لتوجهاته، تماماً كما وضع السيارات المتفجرة في شوارع المدن التركية. وفي سوريا، اغتال حزب الاتحاد الديمقراطي، أو سجن أو هجر، منذ اندلاع الثورة السورية، قادة ونشطي القوى المنضوية في المجلس الوطني الكردي. وعندما أتاحت له الظروف السيطرة على قرى ومدن عربية، حيث عاش الأكراد والتركمان والعرب في جوار متداخل منذ عشرات السنين، لم يتورع الحزب عن تهجير السكان العرب والتركمان وطردهم. أهالي تل رفعت، الذين تظاهروا يوم الجمعة 23 آذار/مارس، مطالبين تركيا والجيش السوري الحر بتحرير منطقتهم من وحدات الاتحاد الديمقراطي المسلحة، هجر منهم ما يزيد عن مائتي ألف مواطن بعد سيطرة الحزب على المنطقة في مطلع 2016، بمساعدة من نظام دمشق. هذا حزب لا يعني المدنيون له الكثير؛ وتكشف التحصينات التي أعدها في عفرين عن تخطيط مسبق للقتال في المدينة. ولكن سرعة انهيار دفاعات الحزب في جوار عفرين وريفها، أصاب عناصره في المدينة بالذعر، وأظهر، كما في عشرات المرات السابقة، عجز قادته في جبال قنديل عن إجراء تقدير صحيح للموقف.
قبل خمسة أعوام، في 21 آذار/مارس 2013، احتشد عشرات الآلاف من السكان في مدينة ديار بكر للاحتفال بعيد النوروز والاستماع لرسالة قائد حزب العمال الكردستاني، المسجون في جزيرة ببحر مرمرة، عبد الله أوجلان. حملت رسالة أوجلان، مؤسس العمال الكردستاني وزعيمه التاريخي، دعماً صريحاً لمشروع رئيس الحكومة آنذاك، طيب رجب إردوغان، لحل نهائي للمسألة الكردية في تركيا. كانت الاتصالات بين حكومة إردوغان والحزب بدأت بصورة سرية منذ 2010، ولكن العمل الملموس على مشروع الحل انطلق في خريف 2012. وقد شهدت تركيا، بالفعل، وقفاً لإطلاق النار في الصراع الدموي وباهظ التكاليف طوال الفترة من خريف 2012 إلى خريف 2014. أخذت الحكومة سلسلة من الإجراءات، التي عبرت عن الاستجابة للحقوق المشروعة للأكراد، ووفرت تسهيلات لقادة حزب الشعوب الديمقراطية، الذراع السياسي لحزب العمال الكردستاني، سواء للاتصال بأوجلان أو مع قادة الحزب في جبال قنديل. وبدأت عملية تنمية اقتصادية غير مسبوقة لجنوب شرقي تركيا، تعهدتها أجهزة الدولة وكبريات شركات القطاع الخاص، على السواء. كما انطلق حوار واسع النطاق، شارك فيه سياسيون وأكاديميون وقادة رأي، من أجل الإعداد لتعديلات قانونية ودستورية، تضع البلاد على طريق إنهاء الصراع والانتقال بالجمهورية التركية إلى دولة المواطنين.
في تشرين الأول/اكتوبر 2014، فاجأ حزب العمال الكردستاني حكومة العدالة والتنمية بإثارة حركة تظاهر وهجمات شوارع دموية في جنوب شرقي البلاد للاحتجاج على حصار داعش لعين العرب/ كوباني السورية، سقط خلالها زهاء الأربعين قتيلاً. في كانون الأول/يناير 2015، قتل ثلاثة من الجنود الأتراك على يد مسلحي الحزب. وفي تموز/يوليو 2015، أعلن الحزب نهاية العملية السلمية وانسحابه كلية من الشراكة مع الحكومة التركية للتوصل إلى حل للمسألة الكردية. خلال الشهور القليلة التالية، اكتشفت أجهزة الأمن التركية أن الحزب مارس سياسة خداع منهجية للدولة طوال ما يزيد عن عامين من التهدئة. بدلاً من أن يسحب السلاح والمجموعات المسلحة من البلاد، طبقاً للاتفاق مع الحكومة التركية، كان الحزب في الحقيقة يعيد بناء خلاياه المسلحة ويكدس السلاح والمتفجرات في كافة أنحاء تركيا. وبين أيلول/سبتمبر 2015 وآذار/مارس 2016، خاض الحزب حرباً حقيقية في شوارع مدن الأغلبية الكردية، سيما نصيبين وجزره (جزيرة ابن عمر) ومدينة ديار بكر القديمة، ضد الدولة التركية، أطلق عليها اسم «انتفاضة الخنادق والتحصينات». أوقعت حرب المدن تلك خسائر فادحة بالأحياء والسكان، كما بقوات الأمن والجندرمة التركية.
فما الذي حدث لتنتقل تركيا، بتلك الصورة المفاجئة، من مبادرة تسوية تاريخية إلى ما يشبه الحرب الأهلية؟
صنع مناخ الحل والتهدئة متغيرين رئيسيين في مناطق الأغلبية الكردية: حالة من الازدهار الاقتصادي المتسارع، وبروز قادة حزب الشعوب الديمقراطية كزعماء مؤهلين للحديث باسم الحركة القومية الكردية. كلا المتغيرين لم يبعث على اطمئنان قادة العمال الكردستاني في جبال قنديل، الذين خشوا من أن حل المسألة الكردية سيؤدي في النهاية إلى خسارة الحزب للمتعاطفين معه، وتهميش قيادة الحزب لصالح حزب الشعوب وقادته. ولكن متغيراً آخر في الجنوب السوري لم يقل أثراً على حسابات قادة العمال الكردستاني في جبال قنديل. قدم الأمريكيون دعماً كبيراً لمسلحي الحزب في سوريا منذ بداية معركة عين العرب/ كوباني؛ ومع الإعلان عن تحرير المدينة من سيطرة داعش في كانون الثاني/يناير 2015، كان ضباط القيادة المركزية الأمريكية، بتأييد من إدارة أوباما، قد استقروا على خيار التحالف مع حزب الاتحاد الديمقراطي، واستخدام قوات حماية الشعب بديلاً عن المشاة الأمريكيين، سواء في المعركة ضد داعش أو لتعزيز النفوذ الأمريكي في شرق سوريا، وحرمان الإيرانيين من تأمين ممر استراتيجي يصل إلى ساحل المتوسط.
ولم تكن العلاقة المستجدة مع الأمريكيين وحدها من أوقع قيادة العمال الكردستاني في حساباتهم الخاطئة. ولكن الحزب أخطأ أيضاً قراءة نتائج انتخابات يونيو/ حزيران 2014، التي خسر فيها حزب العدالة والتنمية أغلبيته البرلمانية المطلقة للمرة الأولى منذ 2002، وحسب أن أحمد داوود أغلو، رئيس الحكومة، أصبح من الضعف بحيث يسهل الضغط عليه. خلال الشهور القليلة التالية، ظهر خطأ حسابات قادة قنديل كما لم يظهر قط من قبل. أخذ داوود أغلو قراراً سريعاً بمواجهة تمرد الخنادق والتحصينات بالقوة، تراجعت شعبية حزب الشعوب الديمقراطية بصورة كبيرة، واستعاد العدالة والتنمية أغلبيته في انتخابات نوفمبر/ تشرين ثاني الطارئة. ولكن قيادة العمال الكردستاني لم تتعلم الدرس، وظنت أن تحالف فروعها السورية مع الولايات المتحدة سيساعد الحزب على تلافي خسائره التركية. ما فاقم من السكرة كان نجاح حزب الاتحاد الديمقراطي في السيطرة على منبج، تل رفعت، والرقة، التي هي جميعاً مناطق أغلبية عربية.
ليس من المتوقع أن يصحو قادة العمال الكردستاني سريعاً من سكرتهم. فبالرغم من خيبة آمالهم الأمريكية في عفرين، يبدو أنهم مستمرون في الاعتقاد بأن الحلفاء الأمريكيين سيوفرون حماية لهم في منبج وتل رفعت والرقة وعين العرب. الذي اعتاد خطأ التقدير يصعب عليه غالباً تمييز الخطأ من الصواب. ثمة مسألة كردية في المشرق، بلا شك، تماماً كما أن هناك مسألة فلسطينية، وأخرى سورية وثالثة عراقية. بعد مئة عام على ولادته، لم تزل شعوب المشرق تناضل من أجل التحرر من ميراث نظام ما بعد الحرب الأولى الإقليمي. ولكن المؤكد أن حزب العمال الكردستاني ليس مؤهلاً لقيادة المسألة الكردية إلى بر الأمان.

٭ كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث

سيرة مختصرة لعلاقة ملتبسة: تركيا… أمريكا وحزب العمال الكردستاني

د. بشير موسى نافع

العراق: خرافة الأغلبيات ثانية

Posted: 28 Mar 2018 02:13 PM PDT

مرة اخرى، وفي سياق البروباغاندا الانتخابية، يتصاعد الحديث عن حكومة أغلبيات مفترضة ستتشكل بعد الانتخابات! فقد تحدث رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي عن حكومة «أغلبية سياسية» تتشكل بعد الانتخابات، وهي الدعوة التي لم يتوقف عن إطلاقها منذ العام 2009 عندما أبدى تحفظه على «الديمقراطية التوافقية» المفترضة في العراق التي يعدها تكريسا للطائفية، وما تسببت به من إشكاليات مفترضة أيضا على مستوى العمل الوزاري، وأعلن دعوته لمبدأ الديمقراطية الذي تمنح «الأكثرية» حق تشكيل الحكومة. وقد تحول هذا الحديث لاحقا إلى برنامج سياسي معلن لائتلاف دولة القانون الذي شكله المالكي في انتخابات 2010، وقد شرح البرنامج مفهوم الأغلبية السياسية: «أن يتولى رئيس وزراء العراق المقبل مسؤولية تشكيل حكومته بما يضمن انسجام أعضائها على أساس المهنية و الكفاءة بعيدا عن المحاصصة»!
في الوقت نفسه تحدث السيد عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة، المنشق عن المجلس الأعلى، عن ضرورة «التخلص من قيود التوافقية غير المجدية»، ودعا إلى تشكيل حكومة «اغلبية وطنية»! وهذه ليست الدعوى الأولى بالنسبة له، فقد طرح البرنامج السياسي للائتلاف الوطني العراقي الذي تشكل من المجلس الأعلى الإسلامي والتيار الصدري في انتخابات 2010 إلى «ديمقراطية الأغلبية السياسية التي تفرزها صناديق الاقتراع والتي تقوم على أساس المشاركة الشعبية في صنع القرار السياسي، وليست الديمقراطية التوافقية التي أنتجت المحاصصة»!
في مقابل هاتين الدعوتين، كانت هناك دعوى ثالثة أطلقها رئيس مجلس الوزراء السيد حيدر العبادي يدعو فيها إلى حكومة «توافقية»، على الرغم من أنه كان عضوا في تحالف دولة القانون في العام 2010 الذي دعا صراحة إلى حكومة اغلبية سياسية حينها!
لا يتبادر إلى الذهن أن ثمة اختلافات حقيقية في هذه الدعوات الثلاث خارج إطار اللغة المستخدمة! فبالنسبة للجميع هذه الأغلبيات يجب أن تكون ممثلة للمكونات جميعا، تحديدا المكونات الرئيسية الثلاثة؛ الشيعة والسنة والكرد! ولكنها لا تشترط أن يكون هذا التمثيل نسبيا، او وفقا لوزن هذه المكونات السياسية داخل مجلس النواب على الأقل، بعيدا عن الوزن الديمغرافي. فهذا النوع من التمثيل النسبي يعد «محاصصة» سيئة الصيت لا بد من تجاوزها! فالتمثيل المطلوب يجب ان يكون تمثيلا «انتقائيا» يحدده الطرف الأقوى في المعادلة السياسية في الوقت الحاضر، وهو الفاعل السياسي الشيعي!
ففي ظل الفشل الذريع في مأسسة العمل الحزبي في العراق على أسس عابرة للهويات الفرعية! وفي ظل الفشل الذريع في انتاج قوائم انتخابية عابرة للهويات الفرعية استجابة للبروباغاندا الصاخبة بهذا الشأن طوال السنة الماضية على الأقل! وفي ظل المحاولة البراغماتية لتأطير هذه الطائفية السياسية المتجذرة عبر «تزويق» بعض القوائم لنفسها من خلال إضافة بضعة أسماء مفردة، كما في تحالفي النصر (العبادي) والفتح (ميليشيا الحشد الشعبي)، أو تأطير قوائم سنية بإطار شيعي كما في تحالف الوطنية (أياد علاوي)، كنا في النهاية، عمليا، أمام تحالفات قائمة على أسس طائفية سياسية صريحة (مذهبية و قومية)! هذا فضلا عن أن السلوك الانتخابي للناخب العراقي ظل سلوكا طائفيا سياسيا بحتا كما أثبتت ذلك الانتخابات الستة الماضية على المستويين الوطني (انتخابات مجلس النواب)، والمحلي (انتخابات مجالس المحافظات).
خرافة الاغلبيات الثلاثة التي أشرنا اليها لن تعني في ظل هذا الواقع السياسي، وبعيدا عن المجازات اللغوية المقصودة والمتعمدة، سوى ديكتاتورية اغلبية هوياتية تستخدم بعض الأفراد او الكيانات «المدجنة» سياسيا لإضفاء نوع من الشرعية الديمقراطية المزيفة عليها! فبالتأكد لن يستطيع احد في العراق، أن يغير العرف الذي لم يستقر بعد، بان تكون الرئاسات الثلاثة موزعة بين المكونات الرئيسية، مع إمكانية التبادل بين رئيسي الجمهورية والنواب كرديا وسنيا، في ظل الهيمنة المطلقة للفاعل السياسي الشيعي على منصب رئيس مجلس الوزراء. وبالتأكيد سيكون هناك تمثيل للمكونات في مجلس الوزراء، ولكن من سيحدد الممثل، وطبيعة التمثيل، ليس «المكون» نفسه، او الحجم السياسي للممثلين في مجلس النواب، بل الفاعل السياسي الشيعي هذه المرة! خاصة وان آليات التصويت في مجلس النواب على هذه المواقع تحددها «الأغلبية» العددية هنا. فرئيس مجلس النواب يتم انتخابه بالأغلبية المطلقة لعدد الأعضاء، أي 165 صوتا من مجموع 329 صوتا (المادة 55 من الدستور). أما رئيس الجمهورية فيتم انتخابه في الجولة الأولى بأغلبية الثلثين، ولكنه لا يحتاج في الجولة الثانية سوى لأكثرية الأصوات من دون أي تحديد (المادة 70/ اولا وثانيا). أما رئيس مجلس الوزراء فيحوز على الثقة بالأغلبية المطلقة (المادة 76/رابعا). وهذا يعني عمليا ان أي تحالف سياسي يحظى بأكثر من 165 صوتا يمكنه ان يفرض الممثل (بكسر الثاء) الذي يريده بمعزل عن موقف المكون الممثل (بفتح الثاء)! كما يمكنه أن يمنح الثقة للوزراء الممثلين (بكسر الثاء) للمكونات بمعزل عن موقف المكون الممثل (بفتح الثاء)! وهذه الوصفة لا يمكن لها إلا ان تزيد من حدة الازمة السياسية في العراق. فلن يعود السؤال هنا عن حجم التمثيل، او القدرة على التمثيل، بل عن إشكالية التمثيل نفسها!
طوال عمر الدولة العراقية الحديثة، ظل الكرد والشيعة ممثلين في الدولة، وممثلين في الحكومات العراقية المتتالية، بل وصل بعضهم إلى رئاسة الجمهورية نفسها (تشكل المجلس الرئاسي بعد انقلاب/ ثورة 1958 من ثلاثة: سني وشيعي وكردي)! كما وصل بعضهم إلى رئاسة مجلس الوزراء نفسها. ولكن لا احد كان ينظر إلى هذا التمثيل على أنه كان تمثيلا حقيقيا. وبالتأكيد لن ينظر أحد إلى التمثيل المزيف الذي يريده الفاعل السياسي الشيعي اليوم على أنه يعكس تمثيلا حقيقيا. ففي المجتمعات التعددية، مثل المجتمع العراقي، ليس ثمة خيار إلا من خلال نظام سياسي يضمن الشراكة الحقيقية في السلطة والثروة، وعبر آليات دستورية وقانونية، وعبر تمثيل يحدده المكون نفسه. وليس عبر صفقات سياسية يطلق عليها عبثا «توافقات»، ويتم توصيفها زيفا بأنها «توافقية سياسية» أثبتت فشلها الذريع في ضمان ذلك، وأوصلتنا إلى الكارثة.
ينهي آرنست ليبهارت كتابه «الديمقراطية التوافقية» بالقول إن الخيار الواقعي بالنسبة إلى الكثير من المجتمعات التعددية في العالم غير الغربي ليس خيارا بين النموذج المعياري البريطاني للديمقراطية والنموذج التوافقي، بل بين النموذج التوافقي للديمقراطية وبين انعدام الديمقراطية تماما. بكلام آخر لا خيار أمام النظام السياسي العراقي إلا الاختيار بين الديمقراطية التوافقية الحقيقية التي تتيح للمكونات جميعا المشاركة الحقيقية في السلطة، وليس الشكل الهجين الذي وجدناه منذ العام 2005، أو احتكار مكون ما للسلطة، وتهميش الآخر، ومن ثم انعدام الديمقراطية. لسنا هنا في إطار التنظير، فالصيغة المقترحة للحكم بالأغلبيات المزيفة لن تنتج سوى احتكار أحاديا للسلطة، وهذا الاحتكار سيفرض على «الآخر» أن يواجهه بأية وسيلة ممكنة، ومن بينها العنف، وما أسهل التحشيد باسم «المظلومية»!

٭ كاتب عراقي

العراق: خرافة الأغلبيات ثانية

يحيى الكبيسي

حروب التغيير الديموغرافي في سوريا

Posted: 28 Mar 2018 02:13 PM PDT

ما بدأ في بلدة القصير على الحدود اللبنانية، في ربيع 2013، تحول، بمرور السنوات إلى سياسة منهجية لم تعد خافية على أحد، ولا لمزاعم «محاربة الإرهاب» أن تغطي عليها، وأصبحت قوافل الباصات الخضراء الشهيرة رمزاً لإفراغ سوريا من «وزن ديموغرافي زائد» يعكر صفو «المجتمع المتجانس» الذي يحلم به بشار الكيماوي وقاعدته الاجتماعية المتجانسة. وهو الأمر الذي فشلت دولة إسرائيل في تحقيقه بالتخلص من فلسطينييها ـ أصحاب الأرض الأصليين ـ للوصول إلى «الدولة اليهودية» الصافية المأمولة لدى الإسرائيليين الأشد تطرفاً.
فهل ينجح نظام الأسد الكيماوي فيما فشلت فيه شقيقتها اليهودية؟ هذا سؤال للمستقبل، يتوقف الجواب عليه على تحولات سيالة يشهدها الميدان السوري والمناخ الدولي غير المستقر معاً.
كان الكاتب الأردني المرحوم ناهض حتر سباقاً وفصيحاً في تعبيره عن الرغبة في إفراغ سوريا من كم سكاني بلا فائدة وصفه بأنه «غير قابل للتعددية الحضارية» الموجودة في سوريا حسب زعمه، تلك «الزيادة» التي تم التخلص منها بالتهجير، بواقع نحو سبعة ملايين لاجئ تشتتوا بين دول الجوار والدول الأبعد في أوروبا وكندا، ومثلهم أولئك المهجرون داخل سوريا. المقالة التي ورد فيها هذا الكلام لم تحتملها جريدة الأخبار اللبنانية الممولة من إيران، فكفت قلمه المسموم عن الكتابة فيها بسبب فضائحية النفس الطائفي الأقلوي المبثوث فيها. مع العلم أن حزب الله الذي تنطق جريدة الأخبار بلسان حاله كان رأس الحربة في معركة القصير، كما في المعارك الأخرى التي سلكت المسار نفسه: حصار خانق، تجويع، قصف يومي، وصولاً إلى استسلام الفصائل المسلحة المتمركزة في المدينة أو البلدة، ثم ترحيل السكان المدنيين مع المقاتلين في الباصات الخضراء. فالحزب الطائفي الذي يتباهى بشيعيته كما بولائه لإيران، مارس التغيير الديموغرافي عملياً، لكنه لا يريد أن يقر علناً بهدفه هذا، أو أن يتحدث أحد عن ذلك. لذلك تعامل مع حالة الكاتب الأردني الممانع كما لو كان «مجنون القرية» الذي تبرأ الحزب من فصاحته الطائفية الفاضحة.
صحيح أن الشيعة في سوريا أقلية ميكروسكوبية بالمعيار العددي والنسبي، وفشلت إيران في تكبيرها عبر حملات التشييع مدفوعة الثمن، طوال سنوات ما قبل الثورة والحرب، ولا يمكنها الآن أيضاً الوصول إلى الهدف ذاته مهما بلغت حملة تجنيس شيعة متعددي الجنسية، إيرانيين وأفغان وباكستانيين ولبنانيين وعراقيين (لا نعرف، بعد، حجم هذا التجنيس)، وتوطينهم في مناطق أفرغت من سكانها، وعلى رغم تشكيل «حزب الله سوري» يقاتل في مختلف المناطق.. لكن الرهان الإيراني يتجاوز هذا الاستبدال الطائفي المباشر إلى التعويل على ما يفعله غيرها أيضاً. وهنا لا بد من الحديث عن عمليات تغيير ديموغرافي في الشمال بعيداً عن سيطرة النظام الكيماوي وحلفائه من قوات الأممية الشيعية.
فقد مارست «وحدات حماية الشعب» الكردية عمليات تهجير قسري لسكان قرى عربية في مناطق الجزيرة وتل أبيض وريف حلب الشمالي، ولم تسمح بعودتهم إلى بيوتهم بذرائع مختلفة. والآن تمارس تركيا والفصائل الإسلامية الملتحقة بها التهجير نفسه لسكان منطقة عفرين الذين تبدو فرص عودتهم إلى قراهم ضئيلة إلى الآن. فالمسؤولون الأتراك يتحدثون عن نسب المكونات العرقية في عفرين بصورة بعيدة عن الواقع، بما يقلل من نسبة الأكثرية الكردية الساحقة بالمقارنة مع العرب، ويضيفون التركمان غير الموجودين أصلاً في منطقة عفرين. وهذا مما يثير مخاوف جدية من النوايا التركية بشأن مصير عفرين وسكانها.
تتضافر عمليات التهجير المذكورة هذه مع التهجير الأول الذي يقوم به النظام والقوات الشيعية، لتنتج نوعاً من تطبيع التغيير الديموغرافي وإضفاء «مشروعية» متبادلة في نظر كل جماعة ومؤيديها، من جهة أولى، ولخلق توازنات ديموغرافية نسبية لمصلحة إيران.
وعلى أي حال لا تحتاج إيران لتحويل الشيعة في سوريا إلى أكثرية مستحيلة، بل يكفيها تحجيم الأكثرية العددية السنية مقابل مجموع الأقليات الدينية والمذهبية، إضافة إلى الكرد وأقليات عرقية أخرى، وهو هدف قد تحقق إلى حد كبير بالنظر إلى أن الغالبية الساحقة ممن فروا خارج البلاد هم من العرب السنة.
أضف إلى ذلك أن هناك نسبة كبيرة من السنة المتبقين الموالين للنظام ممن لا يشوشون التجانس السياسي، وهو التجانس الوحيد المطلوب من النظام على أي حال، بسبب استحالة إحداث تجانس طائفي في بلد متنوع كسوريا.
تهجير أهالي الغوطة الشرقية شكل نوعاً من الذروة في الخط الصاعد لسياسة التغيير الديموغرافي، بمشاركة نشطة من روسيا التي كان لقصف طائراتها دور رئيسي في كسر مقاومة الفصائل والأهالي معاً. وذلك بسبب عدم اكتراث الأمريكيين و«المجتمع الدولي» بهذه المنطقة الملاصقة للعاصمة. في حين تتغير حسابات الدول المنخرطة في الصراعات على الأرض السورية في مناطق أخرى. فمحافظة إدلب التي كثرت التكهنات بشأنها، بات لتركيا فيها نقاط مراقبة في إطار «منطقة خفض تصعيد» بما يعني أن لها كلمة في تحديد مصيرها. فإذا انفتحت الشهية الروسية، بعد اجتياح الغوطة الشرقية، على «انتصارات» إضافية، وبخاصة أن جبهة النصرة المجمع دولياً على تصنيفها في خانة المنظمات الإرهابية هي القوة الأكبر هناك، سيكون على موسكو إقناع أنقرة بإنهاء كل الفصائل المسلحة في إدلب، أو ينتهي «تحالف آستانة» إلى التفكك، في حال قدم الأمريكيون حوافز مرضية لتركيا على حساب «قوات الحماية» الكردية. وهذه احتمالات لا يمكن استبعادها بالنظر إلى اضطراب موازين القوى وأهواء الدول الفاعلة، وبصورة خاصة ما تشهده الإدارة الأمريكية من تغيرات كبيرة باتجاه تدعيم مواقع الصقور ضد إيران، وبالنظر إلى العزلة المتفاقمة التي باتت تحكم الطوق على روسيا بوتين بعد فضيحة مقتل العميل المزدوج سيرغي سكريبال وابنته.
ويمكن الحديث عن المنطقة الجنوبية أيضاً التي يحميها من الأحلام الإيرانية ـ الأسدية بشأن التجانس، فيتو إسرائيلي ـ أمريكي ـ أردني لا تنقصه الأنياب.

٭ كاتب سوري

حروب التغيير الديموغرافي في سوريا

بكر صدقي

القدس وسيلة!

Posted: 28 Mar 2018 02:12 PM PDT

دعونا نلّخص المقال في مقدمته:
إن أكبر جناية في حق القضايا العادلة أن تستغلها الأنظمة الظالمة.
هذه حقيقة الحقائق التي نجربها كل يوم مع من يرفعون شعارات وقضايا دينية ووطنية وقومية وإنسانية وسياسية مختلفة. وهذا بالضبط ما حدث للقضية الفلسطينية تحديداً على يد الكثير من الأنظمة العربية والتنظيمات الفلسطينية في الماضي، وما يحدث لها اليوم على يد النظام الديني الحاكم في طهران، ذلك النظام الذي استغل فلسطين ضمن غيرها من القضايا والشعارات لخدمة أطماعه التوسعية المعروفة، حتى أصبحت فلسطين، تمثل اليوم «حصان طروادة» طهران للنفاذ إلى عمق النسيج الاجتماعي العربي لتفتيته، ولإحداث المزيد من الصراعات بين الأنظمة العربية المختلفة.
كُتب الكثير عن استغلال طهران للقدس، والانتهازية الإيرانية في تبني خطاب مخاتل يقوم على دغدغة مشاعر الجماهير العربية، عن طريق فعاليات وأنشطة تجمل صورة نظام إيران في الشارع العربي، وتحاول التغطية على ما يقوم به هذا النظام من تسييس لـ»التشيع العربي»، باختصاره في ميليشيات طائفية تستعمل كسكين لتمزيق السلم الاجتماعي، والمنظومات السياسية في المنطقة العربية.
لقد بات ذلك التكتيك الإيراني واضحاً للعيان، لكن واحدة من أهم الجنايات التي نتجت عن هذا التكتيك، في حق فلسطين، هي إسهامه في نقل الاهتمام المركزي في الوعي الجمعي العربي اليوم من فلسطين إلى بلدان أخرى، يمارس فيها الإيرانيون هوايتهم في نشر الفتنة الطائفية، وإنشاء ودعم ميليشيات مرتبطة – آيديولوجياً-بنظامهم، ولأغراض هذا النظام المذكورة.
يلحظ في السنوات الأخيرة عدم خروج التظاهرات الشعبية الضخمة تضامناً مع الفلسطينيين، كما كان في الماضي، يلحظ وجود نوع من الانشغال – ليس السياسي وحسب ولكن الشعبي- عن فلسطين، وذلك مؤشر خطير، على تغيب القضية الفلسطينية عن مركزية الوعي العربي، ليس على مستوى الأنظمة السياسية ولكن على مستوى الوعي الشعبي، وهذا هو الأخطر.
ولكن، لماذا حدث ما حدث؟
الجواب بكل بساطة يكمن في انشغال كل شعب عربي بجرحه النازف في البلدان التي كان لنظام إيران دور كبير في تفجير جراحاتها، بالإضافة إلى انشغال شعوب البلدان العربية الأخرى بالمعاناة الحقيقية لتلك الشعوب التي عبثت طهران وغيرها بأمنها، ناهيك عن انشغال المواطن العربي – عموماً- بلقمة عيشه، بعد أن رأى بأم عينه انهيار أحلامه القومية الكبرى.
ونقطة أخرى مهمة وهي أن شعوب المنطقة أصبحت تدرك مدى توظيف إيران للقضية الفلسطينية لخدمة مصالح نظامها وأطماعه التوسعية، وبالتالي أصبحت تلك القضية التي تمثل غاية مقدسة في الوعي الجمعي العربي، أصبحت- في نظر الكثيرين للأسف- مجرد وسيلة في يد الانتهازيين السياسيين من الفلسطينيين والعرب والإيرانيين، وهو الأمر الذي أفقدها الكثير من قداستها ومركزيتها.
وبالعودة إلى التوظيف السياسي الإيراني للقدس: يمكن القول إن النظام في طهران يعرف أن المزاج العربي سريع الانفعال، ويعرف أن الشخصية العربية شخصية عاطفية بامتياز، ويعرف أن المواطن العربي محب لفلسطين، ولذا استعمل ذلك النظام فلسطين وسيلة لصرف أنظار العرب عن عداوته الحقيقية لهم، بالاختباء وراء مزاعم عداوة إسرائيل، تماماً كما نجح في توظيف «أهل البيت» والتشيع لصالح مشروعه الإمبراطوري القومي القائم على الهوية الفارسية التي لا علاقة لها بالقدس ولا بأهل البيت أو التشيع لا من قريب ولا من بعيد.
إن حكاية «طريق الخميني إلى القدس» قد انكشفت لكل ذي عينين، بعد أن مر هذا الطريق على أجمل المدن العربية في العراق وسوريا واليمن فدمرها، دون أن يصل إلى القدس، التي لن يصل إليها لسبب بسيط، وهو أن عينه ربما كانت على مكة والمدينة بعد أو ضع يده على النجف وكربلاء دون أن يفكر في القدس وغزة.
انكشاف التكتيك الإيراني ليس الجدير بالملاحظة هنا، هذه مسألة مفروغ منها، لكن المهم هو أن استمرار هذا التكتيك هز من مركزية القدس ومحوريتها لدى الكثيرين.
ومما زاد الطين بلة أن كثيراً من التنظيمات الفلسطينية- بدلاً من تكريس جهودها لصالح مشاريع التحرير والعودة- انشغلت بالصراعات العربية العربية، وبعضها تخندقت بشكل واضح مع المشروع الإيراني الذي ظنت- هذه التنظيمات- أنه يمكن أن يساعد في مشروعها للتحرر الوطني. وهذا بدوره لم يؤد إلى مزيد من التشظيات الفلسطينية وحسب، ولكنه أثر على النظرة العربية التقليدية لفلسطين وقضيتها، ولمنظومة الكفاح الفلسطيني برمتها.
والحقيقة أن بعض التنظيمات والشخصيات الفلسطينية يمكن أن تدافع عن توجهاتها في التساوق مع السياسة الإيرانية، بالحديث عن الخذلان العربي. وهذا القول على وجاهته لا يلغي حقيقة أن فلسطين خسرت الكثير بسبب التوظيف الإيراني للقضية، فيما كسب نظام إيران الكثير من خلال هذا التوظيف.
إن المواطن العربي اليوم في اليمن أو سوريا، على سبيل المثال، يؤذيه أن يسمع فصيلاً أو قيادياً فلسطينيا يشيد بإيران التي يراها ذلك العربي في البلدين والغة في دمه، إن هذا العربي يتأذى من ذلك تأذي شقيقه الفلسطيني من سماع الإطراء لإسرائيل والثناء على سياساتها في المنطقة.
وهنا مطب آخر وقعنا فيه، وهو أن من يراه السوري- مثلاً- عدوه اللدود الذي سفك دمه لمدة سبع سنوات، قد يراه الفلسطيني صديقاً مخلصاً يساعده على إنجاز مهمة تحرير وطنه المحتل. هذه هي الكارثة، حيث لم يصبح لكل عربي «فلسطينه الخاصة»، أو «نكبته الفلسطينية الخالصة» وحسب، ولكن أصبح خصم عربي ما في سوريا- مثلاً – صديقاً لعربي آخر في فلسطين، أو هكذا يترآى.
إن استمرار متواليات التوظيف السياسي الإيراني للقدس أدى -للأسف- إلى عمليات تشويش متواصلة، وربما مدروسة، لإخراج القضية الفلسطينية من مكانتها المركزية في شعور وتفكير العرب اليوم أنظمة وشعوبا، ذلك أن الغاية النبيلة عندما تتحول إلى وسيلة، تفقد مكانتها كغاية نبيلة، وتتحول إلى وسيلة فاشلة في تحقيق تلك الغاية النبيلة.
ومع ذلك تظل القدس غاية الغايات لدى مئات ملايين العرب والمسلمين، لمكانتها الدينية غير الخاضعة للأمزجة السياسية، ولئن وظفت سياسياً، فلابد أن الوعي بمخاطر التوظيف كفيل بإسقاط كل من يتخذها شعاراً لأغراض، ولو بعد حين.
ويحسن الختام بما استهل به: إن أكبر جناية في حق القضايا العادلة أن تستغلها الأنظمة الظالمة.
كاتب من أسرة «القدس العربي»

القدس وسيلة!

د. محمد جميح

مشهد دولي وإقليمي مضطرب… وكفى ولولة!

Posted: 28 Mar 2018 02:12 PM PDT

ربما سيسجل التاريخ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب علامة فارقة في توتير الأجواء السياسية الدولية. فمنذ أن جاء إلى السلطة بدأت حالة من الغليان البطيء يشهدها العالم من خلال أحداث سياسية عديدة. من الواضح أن وراء ترامب قوى يمينية متشددة من المحافظين تهيء له نوعا من الانزلاق تجاه قرارات تميل إلى التشدد، فيسارع الرئيس إلى اتخاذها. مثلما يقال «بجرة ّقلم» أقال وزير الخارجية تيلرسون وبطريقة مهينة يخجل مسؤول صغير من ممارساتها، فكيف برئيس دولة عظمى؟ لم يستطع ترامب التصديق أن انتقاله من إدارة رأسمال إلى إدارة دولة يفرض عليه تغيير ممارساته وأسلوبه. المهم أن كل الذين أقالهم كانوا قادرين على ترميم هفواته! هل هذه صدفة؟ بالطبع ،لا ! فالتغييرات كانت مقصودة من قوى تقف خلف الرئيس، وتحديدا المجمع الصناعي العسكري واللوبي الصهيوني بالتأكيد، فالأول لا يستطيع العيش دون توتر دولي وحروب إقليمية، والثاني تدفعه إسرائيل دفعا لإقناع الرئيس بفرض التسوية للقضية الفلسطينية على الفلسطينيين والعرب والإتيان بمسؤولين صهيونيي التوجهات.
إن بين آخر ثلاثة عينهم ترامب: بومبيو كوزيرللخارجية، بولتون كمستشار للأمن القومي، وجينا هاسيل كمديرة للمخابرات المركزية قواسم مشتركة كثيرة: الوقوف بحزم ضد روسيا، توجيه ضربة عسكرية إلى كل من كوريا الشمالية وإيران، والانفكاك من الاتفاق النووي الإيراني، عشق الصهيونية وتأييد إسرائيل الأعمى، إجبار الفلسطينيين والعرب على قبول ما تمليه عليهم، الكره الشديد للعرب والمسلمين، الحد من الهجرة إلى الولايات المتحدة، وقف الدعم عن الفلسطينيين، التخلص من مفهوم اللاجئين الفلسطينيين.التمسك بالتواجد الأمريكي في سوريا.
أما بالنسبة للسيدة هاسبل، فمعروف عنها ممارسة التعذيب الشديد للسجناء العراقين في سجن «أبو غريب». وقد سبق أن أدارت هاسبل سجنًا سريًا للوكالة في تايلاند يطلق عليه اسم «عين القط» عام 2002. وكان يضم عددًا من عناصر تنظيم القاعدة، وكان تقرير للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ حول أساليب التعذيب،التي ارتكبتها (سي آي إيه)، كشف عن أن المعتقلين في ذلك السجن السري قد تعرضوا لأساليب تعذيب منها «الإيهام بالغرق»، فضلًا عن استخدام أساليب غير مصرح بها. كما تتحدث تقارير عن مسؤوليتها عن إصدار أوامر بتدمير فيديوهات خاصة باستجواب السجناء في سجن الوكالة ذاتها. وفي 8 فبراير/شباط 2017، دعا العديد من أعضاء لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، الرئيس ترمب إلى إعادة النظر في تعيين هاسبل نائبة لمدير الوكالة بسبب تاريخها في التعذيب، حسب صحيفة «ذا هيل» الأمريكية. ووفقًا لصحيفة «واشنطن بوست»، فإن الإعلان عن تعيينها مديرة لـ (سي آي إيه) لاقى معارضة على الفور من جانب عدد من المشرعين الأمريكيين، وجماعات حقوقية بسبب دورها البارز في ممارسات التعذيب المنسوبة للوكالة. أيضاً، بالنسبوة لبولتون فقد صرّح شاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق (منذ بضعة أيام) أن بولتون حاول مرارا إقناعه بمهاجمة إيران عسكريا، في مرحلة وجوده مندوبا لأمريكا في الأمم المتحدة. بشكل عام هناك شبه استياء دولي وإقليمي وعربي وفلسطيني من التغييرات الأمريكية الأخيرة، الوحيد الذي رّحب بخطوة ترامب، هو وزير الخارجية السعودية، بل على العكس أشاد بكفاءاتهم العالية!
بالفعل، إننا نعيش أجواء حربٍ باردة، فقضية تسميم العميل الروسي المزدوج وابنته في بريطانيا، أثارت ردود فعل شديدة من قبلها و14 دولة أوروبية غربية ، إضافة إلى أمريكا وكندا وأوكرانيا، فقامت هذه الدول بطرد 107 من الدبلوماسيين الروس من أراضيها، وهذا النمط من ردود الفعل يحدث لأول مرّة من قبل هذا الكمّ من الدول ضد روسيا، الأمر الذي يذكّر بأجواء ما قبل انهيار الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية. هذا التوتر سيسبب مزيدا من تسميم العلاقات بين روسيا من جهة وبين أوروبا وأمريكا من جهة أخرى. لطالما هددت الولايات المتحدة من خلال ترامب والمندوبة الأمريكية في مجلس الأمن نيكي هايلي بضرب قواعد الجيش السوري، ذلك، بعد كل حادثة استعمال أسلحة كيماوية، حتى قبل التحقيق في من الذي استعملها! من ناحية أخرى كان الصحافي الأمريكي الشهير سيمور هيرش قد كشف عن خطة الاستخبارات المركزية الأمريكية في سوريا، وقد تلخصت الخطة في مشروع للولايات المتحدة وحلفائها يقتضي تدمير سوريا خدمة لأهدافها، حتى وإنْ أغرقت سوريا ومعها المنطقة بالدماء، وهو ما يؤكده الصحافي المحقق سيمور هيرش الذي أكد أن واشنطن عملت على شن هجوم كيماوي في سوريا لتحميل المسؤولية لدمشق، تمهيدا لشن عملية عسكرية ضدها على غرار الضربة، التي وجهت إلى قاعدة الشعيرات الجوية. من جهته هدد رئيس هيئة الأركان النائب الأول لوزير الدفاع الروسي فاليري غيراسيموف بأن روسيا لن تضرب فقط الصواريخ التي ستحاول مهاجمة سوريا بل حتى المنصات التي انطلقت منها. في السياق ذاته كان إعلان بوتين عن صواريخ حديثة تملكها روسيا في خطاب له قبيل الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي فاز فيها بنسبة 76%، وهي نسبة لم يفز فيها مطلقا لا رئيس أمريكي ولا غربي سابقا، ما يعني أن الشعب الروسي يقف وراء سياسات بوتين.
بالنسبة للصراع العربي – الصهيوني تحديدا، فكاتب هذه السطورمثلما يتحفظ على وجود صقور وحمائم في إسرائيل، فإنه يتحفظ على الظاهرة ذاتها في الولايات المتحدة، فمنذ إنشاء الدولة الصهيونية فإن كل رئيس أمريكي يحاول إثبات أنه الأخلص لها. لقد وافق ترومان في عام 1948 على تشكيل إسرائيل على 78% من مساحة فلسطين بالرغم من أنّ اليهود امتلكوا 7% من أراضيها فقط، وبالرغم من تجاوزها نسبة 57.3% من الأرض التي خصصها لها قرار التقسيم رقم 181 (29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947) وبالرغم من رفضها لقرار الأمم المتحدة 194 (11 ديسمبر/كانون الأول 1948) بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وبالرغم من ربط الأمم المتحدة قرار الاعتراف بدولتها بموافقتها على إعادة اللاجئين، لم يجر تنفيذ أي قرار! تكرر تأييد إسرائيل الأعمى من كل من الرؤساء أيزنهاور، كينيدي، جونسون، نيكسون، فورد، كارتر، ريغان، بوش الأب، كلينتون، بوش الابن، أوباما وترامب.
لقد قدّمت الولايات المتحدة لإسرائيل منذ عام 1948 حتى عام 2017 ما مجموعه 147 مليار دولار بحسب التقديرات الرسمية، إلا أن تقديرات أخرى تقول إنه وصل إلى نحو 270 مليار دولار. وفي العقد الذي سيبدأ ابتداء من عام 2019 قررت الولايات المتحدة تقديم 38 مليار دولار لإسرائيل على مدى عشر سنوات. لقد استعملت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) 42 مرّة في مجلس الأمن لصالح إسرائيل. كما تحرص واشنطن على استمرار تفوّق تل أبيب عسكرياً واقتصادياً في الشرق الأوسط. وبفضل الدعم الأمريكي أصبحت صناعة الأسلحة الإسرائيلية واحدة من أقوى الصناعات في العالم، فبين عامي 2001 و2008، كانت تل أبيب سابع أكبر مصدّر للأسلحة عالمياً، حيث باعت معدّات بقيمة 9.9 مليار دولار، وفي عام 2016 باعت إسرائيل بما قيمته 5.7 مليار دولار من البضائع العسكرية إلى دول أخرى. وبنظرة أخرى فإن دافعي الضرائب الأمريكيين يمنحون إسرائيل 11 مليون دولار في اليوم. ثم لا تنسوا ورقة الضمانات الاستراتيجية الأمريكية التي قدمها جورج بوش الابن عام 2004 لإسرائيل.
من جهته أشاد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بتمرير الحكومة الأمريكية قانوناً يعلق المساعدات المالية للفلسطينيين على خلفية المكافآت والرواتب التي تدفع لعائلات الأسرى والشهداء الفلسطينيين وأدرج قانون تايلورفورس، ووصف نتنياهو القانون «بالإشارة القوية التي تغير القواعد من قبل الولايات المتحدة عن طريق قطع 300 مليون دولارعن السلطة الفلسطينية التي تستثمر في تشجيع «الإرهاب». باختصار، أمريكا وحليفها الصهيوني وداعموهما يريدون لعائلات الشهداء والأسرى الموت جوعا! جدير ذكره أن أمريكا خفضت من حجم المساعدات التي تقدمها لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا». في الختام كفاكم ولولة حين يتم تعيين صقر جديد في الإدارة الأمريكية، فهذه هي حقيقة أمريكا!.
كاتب فلسطيني

مشهد دولي وإقليمي مضطرب… وكفى ولولة!

د. فايز رشيد

إشكالية اللغة أمام تجديد الثقافة

Posted: 28 Mar 2018 02:11 PM PDT

في الأسبوع الماضي بيًّنا المأزق التاريخي والثقافي الذي يعيشه العقل الجمعي العربي، وبالتالي انعكاس ذلك على الأزمات السياسية والحضارية التي تعيشها الأمة العربية في عصرها الحالي. وذكرنا بأن إصلاح الخلل ذاك سيحتاج إلى إصلاحين جذريين، بل وثورتين عميقتين، في الحياتين السياسية والثقافية العربيًّتين.
دعنا نركًّز اليوم على بعض جوانب المدخل الثقافي لمواجهة وتصحيح نقاط الضعف في فكر وممارسات العقل العربي الجمعي.
مشكلة الثقافة العربية أنها منذ منتصف القرن التاسع عشر تراوح في مكانها مشدودة بين تمركزين : الأول هو الحفاظ على الهوية والذاتية العربية والثاني هو الانخراط في الحداثة والعصرنة.
فالإبقاء على الذاتية العربية، وجزء كبير منه يتعلق بالاتفاق على هوية الأمة الجامعة، يتطلب موقفاً واضحاً من موضوع التراث العربي الإسلامي: ما الذي يجب أن يحلًل وينتقد ويتجاوز وما الذي يجب أن يبقى ليضمن التواصل بين الماضي والحاضر، أي بين التراث والحداثة.
والانخراط في الحداثة يتطلب، لكي تكون الحداثة ذاتية مستقلة، نقد حداثة الغرب المهيمنة وتجنًب الذًوبان فيها. لكن ذلك يتطلب ذاتية عربية غير سلفية وغير متزمتة وغير منغلقة على نفسها.
والنتيجة هي عيش الأمة في صراعات ثقافية عبثية بينما المنطق الموضوعي الهادئ يفرض السًير في الطريقين: طريق بناء الذات الحرة المبدعة وطريق الانفتاح على الحداثة غير الخائف والمتردًد. والواقع أن هناك كتابات كثيرة ومحاولات عديدة تتفق مع هذا الرأي وتوكًد ضرورة السًير في إعادة بناء الذات من خلال تعامل إبداعي مع التراث، وفي ولوج الحداثة من خلال تعامل إبداعي مع متطلباتها.
إذا اتفقنا على ذلك يبقى سؤال مفصلي يحتاج إلى جواب حاسم: من سيقوم بجعل نتائج ذلك الجهد الفكري جزءاً من واقع الحياة العربية اليومية؟ حتى الآن فشلت محاولات الحكومات العربية في حل ذلك الإشكال، كما فشلت محاولات بعض قوى المجتمع المدني العربي التي حاولت أن تقوم بهذه المهمة.
اليوم والحكومات العربية مشغولة بقضايا الإرهاب والوسائل الأمنية لمواجهة تلك القضايا، ومشغولة بمحاولة السباحة في بحور دولية متلاطمة وهائجة، وأمام الضًعف والوهن الذي وصلت إليه مؤسسات المجتمعات المدنية العربية عبر الوطن العربي كلًه، لم تبق إلا ساحة جيل الشباب العربي لإقناعه بجدوى ذلك الفكر وبتحمل مسؤولية تحويله إلى جزء من الواقع الحياتي العربي.
هنا سنواجه مشكلات حادة تتعلق بمدى تهيُؤ جيل الشباب العربي لقراءة وفهم أدبيات ذلك الفكر وبالتالي تحمُل مسؤوليته التاريخية لقلب ذلك الفكر إلى واقع. مشكلة المشاكل هي تراجع الإمكانات اللغوية، للًغة العربية الأم، عند الملايين من أطفال وشباب العرب. فالتراجع الكبير في مستويات التعليم العام، بسبب شح الموارد المالية والأخذ بمنطق العولمة الرأسمالية المتوحشة الداعي لتقليص الإنفاق على الخدمات الاجتماعية، والتوسع الهائل في خصخصة التعليم، بما يستتبعه من إهمال اللغة الأم لحساب لغات العولمة الأجنبية. هذا التراجع في إتقان اللغة الأم قاد ويقود إلى انفصال الجيل الجديد عن تراثه الفكري والثقافي وعن متابعة نتاج الحقل الثقافي العربي الحالي.
ولذلك فان عدم حل إشكالية التعليم العام والخاص، المتعلقة باللغة العربية وبكميات ومستوى مقررات التاريخ والأدب والفلسفة والدين التراثية والعصرية، التي تقدم للطلبة العرب كجزء من ثقافتهم العامة وبناء هويتهم الذاتية العروبية، سيجعل من المستحيل الاعتماد على جيل الشباب العرب لتحمل المسؤولية التي نتكلم عنها.
إذا أضفنا إلى ذلك انشغال الشباب الجنوني بوسائل الاتصال الاجتماعية التي تأخذ الكثير من وقته، والتي قسم كبير منها باللغات الأجنبية وعن ثقافة الآخرين وهمومهم ، فإننا أمام إشكالية معقدة.
هنا يأتي دور الأنظمة السياسية العربية، وهنا نواجه محدودية إمكانياتها أو عجزها أو لامبالاتها أو عيشها في عوالم بعيدة عن عوالم الثقافة، بعد السماء عن الأرض.
ليس الهدف تثبيط الهمم والقول بأننا أمام حائط مسدود. الهدف هو أن نعي جميعاً بأن حل إشكالية التضاد المصطنع بين التراث والحداثة، والذي طال عليه الأمد، وبالتالي حل إشكاليات العقل الجمعي العربي، يحتاج إلى جيل شباب عربي متمكًن من لغته القومية وقادر على الانخراط في ثقافته العروبية، بشقًيها التاريخي التراثي والعصري الحالي البالغ الغنى والتنوًع.
مطلوب من كل المعنيين، على المستوى الرسمي وعلى مستوى المجتمع المدني، أن يمكًنو جيل الشباب العربي من حمل مسؤوليته التاريخية في نقل العقل الجمعي العربي من حالته الحالية المتخلفة إلى حالة أكثر عقلانية وأكثر تحرراً وإبداعاً وإنسانية.
كاتب بحريني

إشكالية اللغة أمام تجديد الثقافة

د. علي محمد فخرو

الدولة الأمنية «العلمانية» كدافع للأسلمة

Posted: 28 Mar 2018 02:11 PM PDT

كانت بعض أجهزة الأمن في دولة عربية أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق تعمد إلى إهانة معتقليها وشتم مقدساتهم ومعتقداتهم الدينية بما فيها الرموز الإسلامية المعروفة، وبالطبع فإن رد الفعل الطبيعي لهؤلاء المعتقلين هو اندماج بتلك المقدسات والمعتقدات ومبالغة في التشبث بها، وهو رد فعل نفسي مفهوم في أجواء الاعتقال يمكن أن يتعرض له حتى غير المتدينين الذين يتعاطفون آليا وتلقائيا مع أي شيء ينكره ويكرهه أو يشتمه المحقق والجلاد…
حدث هذا في سوريا والعراق في العقد الأول من هذا القرن وحدث كذلك في مصر زمن عبد الناصر وهو كان أمر وأدهى. وأنتج ما يسمى بالجهاد الإسلامي لهول ما تعرض له المعتقلون المصريون لاسيما أولئك المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين حيث قيل إن جلاوزة النظام استخدموا ما سماه الشيخ كشك بكلاب المضاجعة لإذلال المعتقلين من جماعة الإخوان وحيث كان حمزة البسيوني الجلاد يقول « مفيش هنا جنه ونار، هنا فيه جنة عبد الناصر ونار عبد الناصر.»
لم تكن علمانية الأنظمة الديكتاتورية بأمر مزعج للجماهير العربية المحكومة يوم كانت تلك الجماهير مأخوذة بوهج الأيديولوجيتين الشيوعية والقومية العربية، لوجود تقاطعات مفهومية بين تلك الأيديولوجيات وبين الإسلام الشعبي البسيط، ففي الشيوعية والقومية العربية مفاهيم «علمانية» تطال المستوى الاجتماعي، تسمح بحرية المرأة وحرية الفرد بحدود دنيا لا تتجاوز الشكليات المنضبطة اجتماعيا في مجتمع إسلامي معتدل كمجتمع سـوريا أو مصـر في عقد السـبعينيات مثـلا.
لكن حين سقطت كل من هاتين الأيديولوجيتين، أي الشيوعية والقومية العربية ظهرت مفاهيم الأنظمة الحاكمة بما يخص الحرية، كمفاهيم مخالفة للعادات الاجتماعية العربية، وبدت كما لو أنها مفاهيم علمانية قسرية في المستوى الاجتماعي تركز على حرية شكلية للمرأة تتعلق بلباسها خصوصا دون حريتها الداخلية ككائن، ودون منح أي حرية سياسية أو فكرية أو ثقافية للمجتمع وهو الأمر الذي تجاهله أو غفل عنه معظم دعاة ومناصري تحرير المرأة التابعين أو الموالين لتلك الأنظمة…
الغريب أن الأنظمة الديكتاتورية القومية العربية الاشتراكية العلمانية التي كانت تقصي الدين في خطابها الديماغوجي، بل تصف المتدينين بالرجعيين وتصف الأحزاب الإسلامية السنية بالأحزاب اليمينية، هي نفسها التي عادت لتعدل سياساتها وتدفع الجماهير العربية دفعا إلى أحضان التدين والمذهبية، فقد وجدت تلك الأنظمة أنه لا بد من وجود بديل إيديولوجي إيماني عن الشيوعية والقومية بعد سقوطهما المدوي، وهذا البديل لا بد أن يكون شيئا يشبه القومية والشيوعية من حيث طوباويته وسحره وتخديره للنفوس.
بالطبع لن تجد تلك الأنظمة العلمانية أفضل من الدين والمذهبية الدينية بديلا يمنع النخب والجماهير من السقوط في جاذبية الحداثة أو العلمانية الحقيقية أوالليبرالية وأفكار المجتمع المدني… الخ
لم يكن غياب الشيوعية وفشل القومية العربية هو الدافع الأساسي للتدين والتطرف الديني إنما ارتفاع مستوى وتعمق منسوب القمع السلطوي ودخول فنون وأجهزة جديدة إليه وهذا ما نعتقد أنه كان متقصدا ضمن سيناريو شامل وضع للمنطقة العربية كلها…
كانت العودة إلى الدين أو إلى المذهبيات بفعل فاعل، بمثابة تعويض أو بديل عن العلمانية أو الحداثة أو الليبرالية، فحين تسقط القومية والشيوعية معا لا بد للجماهير و النخب العربية معا من البحث عن بديل أيديولوجي أو سياسي فكري.. هذا البديل قدمته الأنظمة الحاكمة على طبق من ذهب.
كان الانقلاب الخميني في إيران بداية التحول الأيديولوجي السياسي في عقل النخب العربية المنتمية أو النخب المؤدلجة، والتقى الانقلاب الخميني مع صعود التبشير بالوهابية والسلفية التي قادته السعودية عبر رجال أعمال ومتمولين وأجهزة. فالنظام السعودي وجد أن أبلغ رد على التمدد الأيديولوجي الإيراني تحت غطاء التشيع يكون ببضاعة من النوع نفسه.
دخل النظام السوري على الخط وبدأ يلعب لعبة التوازن التي اشتهر، بها فكان بعض ضباطه يقبضون من السعوديين مقابل غض النظر عن التبشير الوهابي في دمشق، وفي أوساط طلاب كلية الشريعة، وكان بعض مسؤوليه الرسميين يقبضون المال من الإيرانيين ويغضون النظر عن موجة تشيع في حوران والرقة، وبدأ النظام نفسه بالنفاق والمزاودة على السعوديين والإسلاميين معا بافتتاح معاهد الأسد لتحفيظ القرآن الكريم وأخيرا وليس آخرأ سمح لبرجوازية دمشق التجارية بنشاط نسائي غريب من نوعه في تاريخ سوريا هو النشاط الإسلامي النسائي تحت اسم القبيسيات وهي حركة دينية تشبه الأخويات المسيحية مضمونها مزيج من سلوك تصوفي وأفكار تراوح بين السلفية المعتدلة غير التكفيرية والوسطية الإسلامية التي ازدهرت على يد دعاة ومجتهدين أمثال الشيخين البوطي وكفتارو…
لم يقتصر التوجيه إلى التدين على النظام السوري، بل عمل عليه كل من نظام مبارك في مصر وعلي عبدالله صالح في اليمن ومحمد الخامس في المغرب وكذلك في سائر بلاد المشرق العربي والخليج.
هكذا تتناغم أجهزة الدولة الأمنية «العلمانية» العميقة في تمثيل مسرحية تتقاسم أدوارها وشخوصها، ما بين واجهة رسمية وخلفية أمنية، ففي العلن تدعو وزارات الإعلام إلى العلمنة، وفي الظل تعمل وزارات الأوقاف على افتتاح آلاف المساجد ومعاهد تحفيظ القرآن، وفي السر وظلام الأقبية تعمد أجهزة الأمن على إهانة المقدسات الدينية للمعتقلين، دافعة إياهم عن عمد إلى مزيد من التدين ثم التطرف ثم التكفير، ليتم تجهيز عدد منهم ليكونوا قادة تكفيريين تطلق سراحهم ليعيثوا دمارا وخرابا في البلاد ولتخوض تلك الأجهزة معهم حربا معلنة ضد الإرهاب وتظهر تلك الأنظمة الفاشية كقوى خير تحارب الشر، وتظهر أيضا كأنظمة علمانية متنورة تحارب الظلامية والتخلف…..
ماجرى في سوريا ابتداء من إطلاق معتقلين إسلاميين في حزيران/يونيو2011 بمرسوم جمهوري قبل أن ينهوا أحكامهم أبلغ دليل على ما ذكرناه، وما جرى لاحقا بين أولئك والنظام وحتى اللحظة دليل أقوى حيث التزم الطرفان بمسرحية «عسكر وإرهابيين» جرى عن طريقها الالتفاف على ثورة الشعب السوري السلمية وأخذها إلى حرب الإمارات الإسـلامية مع النظام الذي يحارب الإرهاب، الأمر الذي أنقذ النظام ومنعه من السقوط وأبقاه حتى اللـحظة نظاما علمانيا يحـارب الإرهـاب..

كاتب سوري

الدولة الأمنية «العلمانية» كدافع للأسلمة

فادي آدم

ما بعد عفرين… سيناريو الهجوم المباغت

Posted: 28 Mar 2018 02:11 PM PDT

بعد أن بسط الجيش التركيّ وحلفاؤه من المعارضة السوريّة المسلحة سيطرتهم على مدينة عفرين شمال غرب سوريا، وذلك بعد سنوات من حكم وحدات حماية الشعب (الكُرديّة) لها، فقد آنَ الأوان لفتح صفحة ما بعد عملية «غصن الزيتون»، فالحرب التي استمرت قرابة الشهرين لم تكن سوى بداية بنك أهداف الحكومة التركيّة.
التفاهمات الدوليّة التي سبقت بدء «العملية» كانت قد أنهت نتيجة المعركة قبل بدايتها، فجولات «أستانه» المتكررة بين كُلّ من روسيا وتركيا وإيران وضعت النقاط على حروف الكثير من مناطق الاشتباك بين أطراف الحرب السوريّة التي لم يكن للسوريّ فيها سوى القتل والتشريد.
تنازلات «مؤلمة» من جميع الأطراف رسمتْ خريطة تحالفات جديدة لم يكن بالإمكان تخيّلها في السنوات الأولى للأزمة السوريّة الممتدة منذ آذار/مارس العام 2011.
تركيا التي أسقطتْ مقاتلة السوخوي الروسيّة في أواخر العام 2015 أصبحتْ الآن الشريك فوق العادة لكل قرارات موسكو المتعلقة بمناطق التوتر بين حلفاء الطرفين في الأرض السوريّة.
وإيران التي جاهرت بالعداء لأنقرة هي اليوم تنسق مواقفها لتصل إلى حدّ التطابق مع الرئيس التركيّ رجب طيب أردوغان، والذي كان يتّهم طهران بأنّها سبب بلاء الشرق الأوسط عبر دعمها لحركات إسلاميّة شيعيّة، وسعيها لإنشاء هلال شيعيّ.
ولكن ما التالي؟
تركيا تعيش نشوة الانتصار في عفرين فهي كسبت مرتين، أولها بدقّ إسفين في حلم كرد سوريا بإنشاء إقليم فيدراليّ متصل، يمتدّ من ديريك (المالكية) شرقاً إلى عفرين غرباً، وربما كان الطموح أنْ يصل إلى البحر المتوسط ليصبح كياناً قابلاً للحياة.
وثانيها هو ضرب عدوّه الرئيسيّ حزب العمال الكردستانيّ، والذي يخوض معه صراعاً دموياً منذ ثمانينيات القرن الماضي، ويعتقل زعيمه عبد الله أوجلان الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد داخل سجن مرمرة الواقع في جزيرة إيمرالي.
الأتراك يتهمون حزب الاتحاد الديمقراطيّ بأنّه الفرع السوريّ للـ «العمال الكردستاني»، وبالتالي يعتبرون السيطرة على عفرين هي ضربة للمشروع الأوجلاني ككل.
الهدف التالي سيكون مدينة منبج، وهي منطقة التواجد الأمريكيّ الوحيدة في غرب الفرات، وتسعى أنقرة بكل ما لها من تأثير لإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة لإخراج مقاتلي «الوحدات» منها، واقترحت مؤخراً أن تكون الإدارة العسكريّة مشتركة بينهما. وهي بذلك تريد أن يكون الاتفاق تمهيداً لاتفاقات لاحقة تتعلّق بشرق نهر الفرات.
وكانت قد أعلنت عن الصيغة النهائيّة لما أسمته اتفاقاً منجزاً، لكن تغيير وزير الخارجيّة الأمريكيّة أجّلَ من ظهوره للعلن.
لكنّ الأكيد هو إنّ الهدف التركيّ لن يقف عند هذا الحدّ، فالقيادة التركيّة أعلنت غير مرّة أنّها ستطرد مقاتلي وحدات حماية الشعب من غرب الفرات وشرقها، كما تهدف إلى تحطيم صورة المقاتل الكرديّ الموسوم بالشجاعة وذلك خلال سنوات قتاله تنظيم «الدولة الإسلاميّة» (داعش) وحتى انتزاع عاصمتهم الرقة.
وقد تشكل الأهميّة الاستثنائية للحرب الكرديّة التركيّة في عفرين سبباً إضافياً لمقاتلي «الوحدات» للانتقال من حالة الدفاع المنظّم عن المدينة إلى الهجوم المباغت في أماكن متعددة، وعدم التسليم بالهزيمة الكاملة.
مصير سكان عفرين ربما يكون أهمّ القضايا وسيبنى عليه مصير المدينة التي آوَت آلاف النازحين من مناطق الصراع السوريّة القريبة منها؛ ومع حالات التوحّش التي رافقت دخول الكثير من القرى والبلدات، والهجرة الكبيرة التي تلت تلك الممارسات سيكون مصير هؤلاء مجهولاً.
عفرين تضمّ خليطاً إثنيّاً ودينيّاً وطائفيّاً كبيراً، من علويين إلى موارنة وإيزيديين، وغيرهم، وبعد انتشار عدد من المقاطع المصوّرة التي تبيّن تمثيل عدد من عناصر المعارضة السوريّة المسلحة بجثث مقاتلي «الوحدات» والاستهزاء بمعتقدات الكثيرين منهم يكون التخوّف كبيراً على مستقبل هذه الأقليّات، وعلى مستقبل النازحين منهم، وكل ما مِن شأنه تغيير التركيبة السكانيّة لهذه المناطق.
الصفقات التي عُقدت بين القوى المتصارعة في الأزمة السوريّة غالباً ما نتج عنها تغيير كبير في الخارطة الميدانيّة، كالتي حدثت أواخر العام 2016 حين قايضت روسيا وتركيا ما بين مدينة حلب لتكون من حصّة الحكومة السوريّة، وبين مدن جرابلس والباب والراعي، أي ما اصطلح على تسميتها بمناطق «درع الفرات» حين سيطر الجيش التركي وحلفاؤه من المعارضة السوريّة المسلحة على هذه المناطق، قاطعة الطريق على «قوات سوريا الديمقراطيّة» لربط إقليمي كوباني (عين العرب) وعفرين.
وكذلك الصفقة الجديدة بين موسكو وأنقرة، والتي تخلّت بموجبها أنقرة عن دعمها للفصائل المسلحة المقاتلة في الغوطة الشرقية، مقابل دعم روسيّ لعمليتها العسكريّة في عفرين والمسماة «غصن الزيتون».
وفي كل الصفقات التي تمّت، والتي ستتمّ، يكون السوريّ وحده الذي يدفع ثمن حرب الآخرين على أرضه، وتُستخدّم قضيته العادلة في المحافل الدوليّة فقط حين يريد الآخرون تحقيق مصالحهم في بلده.
كاتب سوري

ما بعد عفرين… سيناريو الهجوم المباغت

آلان حسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق