Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الجمعة، 30 مارس 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


فلسطين في يوم الأرض: الديموغرافيا لترويض العنصرية؟

Posted: 29 Mar 2018 02:29 PM PDT

ظريفة حقّا كانت فذلكات الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تعليقه على «مسيرات العودة» التي ينظمها الفلسطينيون اليوم الجمعة إحياء لذكرى يوم الأرض، فاتساقاً مع أهواء «الوحدة مع العرب ضد إيران» التي لفحت بنيامين نتنياهو وحكومته قرّر أدرعي الاستغناء عن رطانة الاحتلال التقليدية في مواجهة نضال الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي مستخدما هذه المرة فتاوى لفقهاء السلاطين السعوديين من أمثال فوزان الفوزان ومحمد بن صالح العثيمين، التي هدفها تحريم أي تحركات شعبية ضد سلطات الحكم السعودية وتوظيفها ضد النضال الفلسطيني السلمي باعتبار فعاليات يوم الأرض «مسيرات فوضى تعرض أرواح البشرية للإزهاق»، لأن «المظاهرات والاعتصامات ليست من عمل المسلمين وهي من أمور الكفار»! وإذا كان لتصريحات أدرعي أثر الفكاهة السمجة، فإن تصريحات السفير الأمريكي في تل أبيب، دافيد فريدمان، كان لها وقع التهديد المباشر ضد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (الذي كان قد نعته قبل أيام بابن الكلب)، بقوله إنه إذا لم يقبل أبو مازن العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل فإنه «سيأتي من يقبل بها»، وهو تصريح خطير لأنه يعني، من ضمن ما يعنيه، أن الولايات المتحدة الأمريكية تهدد عباس بإزاحته سياسيا (أو فيزيائيا؟) إذا لم يتجاوب مع أجندة واشنطن وتل أبيب.
اجتماع الغطرسة والصلافة والتجبر في قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتصريحات سفيره المنفلت من عقاله، مع عنصرية الاحتلال الإسرائيلي وممارساته المتصاعدة ضد أصحاب الأرض الأصلاء، مضافا إليها الانحطاط السياسي العربيّ الهائل، وتواطؤ بعض دول الخليج مع مصر في موضوع ما يسمى «صفقة القرن»، وانشغالها بحصار قطر، وفوق كل ذلك الخلافات الحادة بين حركتي «فتح» و«حماس»، وهي أمور يفترض أن تدفع عموم الفلسطينيين إلى الإحساس بانقفال الأفق واشتداد الأزمة وافتقاد الصديق.
لكنّ كثيرين، وبينهم عرب وفلسطينيون وديمقراطيون إسرائيليون، رأوا أن هذا التأزم وانسداد الآفاق العالمية والعربية لا يغلق الطريق أمام إمكانية حلّ عادل للقضية الفلسطينية.
منطق هؤلاء يقول إن محاولة الاتجاه الفاشي في إسرائيل إلغاء حلّ الدولتين سيلغي عملياً فكرة دولة «الديمقراطية اليهودية» ويحوّلها إلى دولة ثنائية القومية، وبهذه الحال، فإن الثقل الديمغرافي للفلسطينيين، الذين تساوت أعدادهم مع أعداد الإسرائيليين، سيغيّر، عبر نضال سلميّ وانتخابيّ، طبيعة الدولة العنصرية ويدفع الفلسطينيين إلى رأس السلطة. وقد عبر أحمد الطيبي، العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، عن هذه الفكرة بجلاء حين قال إنه سينافس رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو على منصبه وسيهزمه في حال أقيمت «الدولة الواحدة». منطوق كلام الطيبي أن سعي نتنياهو وليبرمان وأشباههما لخنق الدولة الفلسطينية سيؤدي إما لدولة فصل عنصري تشبه دولتي جنوب أفريقيا وروديسيا المنقرضتين، أو تتحول إلى دولة ديمقراطية واحدة، وهو ما دفع الساسة الإسرائيليين، بمن فيهم زعيم المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ إلى وصف فكرة الدولة الواحدة بين البحر والأردن بـ»الخطيرة» و«المفزعة».
المفروغ منه هو أن الفلسطينيين باقون على أرضهم، وهم يتزايدون عددياً بصورة مطردة وأسرع من الإسرائيليين، وأن خيارات دولة إسرائيل معهم محدودة وتنتهي كلّها بانتصار الديمقراطية على العنصرية.

فلسطين في يوم الأرض: الديموغرافيا لترويض العنصرية؟

رأي القدس

عنب

Posted: 29 Mar 2018 02:28 PM PDT

قبل أيام ثارت زوبعة في الكويت على إثر خطبة يوم الجمعة التي قال فيها خطباء وزارة الأوقاف ما معناه أن سفور المرأة هو نوع من أنواع الإنحلال. على إثر ذلك، نشطت الكويتيات في إحياء «هاشتاغ» على تويتر لمحاربة الفكرة وللتأكيد على مفهوم حرية المرأة التي لا يجب ربطها بأي نوع من أنواع الإنحلال أو صبغها بالتبرج. يدعو هذا النشاط الإعلامي للتفكر حقيقة في موضوع الحرية ومدى حقيقيتها في حياتنا نساءً ورجالاً نحيا في ظل مفاهيم وتفسيرات دينية لا مجال حقيقياً فيها للحرية ولفضيلة الإختيار.
بادئ ذي بدئ، لا تعرف الغالبية العظمى من النساء النشأة التاريخية لمفهوم الحجاب ولا الظروف التي أحاطت بهذا اللباس، قبل وإبان وبعد الدعوة الإسلامية، السواد الأعظم من النساء مثلاً لا يعرفن أن الحجاب كان يستخدم في المرحلة التاريخية الأولى من الدعوة الإسلامية للتفرقة بين الحرة والعبدة، وأن الجاريات كن يضربن بالعصاة، كما ورد عن الخليفة عمر بن الخطاب، ليخلعن الحجاب والذي كان يرى الخليفة أن لبسه يعد «تشبهاً بالحرائر».
هذه المعلومات مهمة جداً في تحري الموقف من الحجاب، فمن خلال فهم صيغته التاريخية وظروفه الأيديولوجية يمكن تكوين رأي أوضح حول مبدئية حرية إرتدائه.
هذا ولا تسائل الكثيرات من النساء حقيقة مساهمة إرادتهن الحرة في إختيار الحجاب، معتقدات أنه إذا ما إتخذن هن بأنفسهن هذا القرار من دون ضغط من آخرين، فتلك تعتبر حرية إختيار. الا أن الواقع يقول أن الحرية تنتفي في ظل التهديد، فأن تهدد المرأة بأنواع عذاب سيريالي مرعب في القبر وفي جهنم إذا ما ظهر طرف من جسدها أو إذا ما تعطرت أو تجملت، ثم تترك لها «حرية الإختيار» بين هذا العذاب أوإتقائه، فلا وجود حقيقياً هنا لحرية الإختيار، إلا لربما بين قسر النفس على الحجاب أو الحياة في ظل خوف ورعب مستمرين من القادم ما بعد الموت.
لا يمكن للحرية كمفهوم أن تتوازى والتهديد والوعيد، لا يمكنها حتى أن تتوازى والإغراء والتسويق، الحرية الحقيقية تتبدى عندما تتحقق للإنسان ملكات الحكم العقلانية المنطقية الكاملة غير المعترضة بتهديد أو إغراء. وعليه، ليس للمرأة المسلمة واقعياً، تحت المفاهيم والتفسيرات الدينية الحالية، حرية إختيار بالمفهوم الحقيقي، لربما يتبدى لها وهم الحرية قائماً في إعتقادها أن قرار لبس الحجاب من عدمه هو قرارها، إلا أن الحقيقة هي أن ما يقرر لها هو خوفها أو رغبتها أو حتى يأسها من توازن هذين.
لذلك، أنا لا أعتقد أن المشكلة تكمن في خطيب إتهم إمرأة سافرة بالفجور، أنا لا أعتقد أن هذا الخطيب، طبقاً لفهمه العقائدي، قد باعد عن الحقيقة في الواقع، لا أرى أن له حرية قول غير ذلك في الحقيقة، أو أنه هو ليس الملام في النهاية. إذا كان الهدف هو صيانة حق المرأة وحريتها وإنسانيتها، فإن الحاجة ملحة لتغيير الفهم والتفسير العقائديين، لتطوير الفكر الديني ليواكب المفاهيم الإنسانية الحديثة التي تعدت منذ عقود فكــــرة التمييـــز بين البشـــر على أساس الجنس، تلك المفاهيم التي ترفض اليوم كل تهديد أو وعيد لتسويق أي فكرة فلسفية أيديولوجية مهما بلغت قداستها.
ليس الهدف ببعيد حقيقة عن مفاهيم الشريعة الإسلامية والقابلة جداً للتطوير وللمواءمة مع المفاهيم الحالية للحقوق الإنسانية وحتى مع مفاهيم الفكر الديني الحديث والتي منها مفهوم علاقة الإنسان بالرب والتي تخلت، منذ عقود كذلك، عن قاعدة الخوف وعن سلاحي الثواب والعقاب، لتشكيلها وتدعيم قواعدها.
الفكر الإسلامي قابل جداً لهذا التطوير، والنساء هن الأحوج لهذا التغيير والذي من دونه سيبقين منشغلات بالأعراض من دون المرض الحقيقي، سيبقين يتسابقن على العنب ويتركن الناطور.

عنب

د. ابتهال الخطيب

معتز مطر يجلد «الأخ الأكبر» ثأرا للمغاربة… وعمرو أديب يرقص في عرس السيسي… و«سي إن إن» تبحث عن المعارضة!

Posted: 29 Mar 2018 02:28 PM PDT

كرة القدم ليست شأنا رياضيا خالصا، بل هي وجه من أوجه الصراع السياسي، حيث يميل البعض إلى الاصطفاف في خندق معين ضد البعض الآخر. كما يلعب الوجه الاقتصادي دوره الأساس في تلك المسألة، بالإضافة إلى الوجه الإعلامي، لكون مباريات كرة القدم تعدّ بمثابة مادة تلفزيونية مُغرية للمشاهدين وللمُعلنين في الوقت نفسه.
ملف ترشيح المغرب لاستضافة كأس العالم في كرة القدم لعام 2026، كان آخر تجليات ذلك الصراع السياسي الذي تفجّر بين الإخوة العرب للأسف الشديد، إذ لم يرُقْ لحُكّام السعودية الجدد الموقف الحيادي الذي اتخذه المغرب إزاء الأزمة الخليجية الحالية، فاستغلّ أحدهم فرصة الملف المغربي المقدم من أجل استضافة القمة الكروية للمز والهمز في المغرب، وهو ما أسماه الإعلامي معتز مطر «التعريض المستمر»، المتمثل في تدوينات تركي آل الشيخ (رئيس الهيئة العامة للرياضة في السعودية) التي أثارت زوبعة من الرفض والاستهجان من لدن المغاربة.
معتز الذي خصص إحدى حلقاته الأخيرة للموضوع في برنامجه على قناة «الشرق» المعارضة، وَصف محاولات المغرب الدؤوبة لاستضافة كأس العالم بالحلم المشروع، وقال: نحن جميعا في وطننا العربي الكبير مطالبون بدعم هذا الحلم، مشيرا إلى أنه من حق المغاربة أن يستاؤوا من تغريدات آل الشيخ الذي يمـثل ولي الـعهد السـعودي في المجـال الرياضـي، في رأي معـتز. واستحضر هذا الأخير واقعة سابقة، برز فيها موقف سعودي مغاير بالاتجاه الإيجابي نحو المغرب؛ ففي عام 2010، كان المغرب قدّم ترشيح لاستضافة «المونديال»، وكذلك فعلت مصر. وحين اتصل الرئيس المصري السابق حسني مبارك بالملك عبد الله بن عبد العزيز طالبا دعم طلب بلاده، أجابه العاهل السعودي: سنصوت لصالح المغـرب.
ويأتي تركي آل الشيخ، اليوم، ليحاول لعب دور «الأخ الأكبر» ـ على حد وصف معتز مطر ـ وليسعى إلى إلحاق الإهانة بالمواطنين العرب، مثلما فعل مع المطربة المصرية آمال ماهر التي اتهمته بالاعتداء عليها، دون أن تجد من يقف إلى جانبها، بمن فيهم نقابة الفنانين التي يبدو أنها صدّقت التهديد السعودي المبطّن الذي أطلقه أحد إعلاميي الرياض قبل ثلاث سنوات، حينما قال: لولا الأرز السعودي لسقطت مصر!
أي عجرفة هذه وأي غرور!؟

رقّصني يا سيسي!

الرياضة سياسة كما ذُكِـر آنفا، والسياسة نفسها نوع من اللعب، لعب بواقع الناس وبمشاعرهم وأحلامهم.
كانت أرض الكنانة، هذا الأسبوع، فضاء للعبة اسمها «الانتخابات الرئاسية»، برز فيها «عبد الفتاح» منافسا «للسيسي»، ومحاولا إقناع العالم بأنه فاز بالضربة القاضية على خصمه المفترض (هو)، والحال أن الضربة القاضية كانت موجهة إلى حلم الديمقراطية والكرامة والحرية، ذلك أن المرشح الوحيد الذي كان منافسا للسيسي «طلع» مؤيدا للسيسي نفسـه!
ومن أجل إضفاء طابع «كرنفالي» على المشهد الانتخابي، جُنّدتْ وسائل الإعلام المحلية ـ ولاسيما القنوات التلفزيونية ـ لنقل صور حشود الناس متجهة إلى مراكز التصويت، فرحة مهللة، وهي تخرج من تلك المراكز لتقيم أمامها حلقات رقص على أنغام الموسيقى الشعبية، وانخرط عمرو أديب ـ لسان النظام الحاكم في قناة «أون إي» ـ في الجو الكرنفالي، حيث أطلق يديه للتصفيق بحرارة أثناء بث أحد التقارير، ولولا خشيته من انكسار ديكور البرنامج، لصعد فوق الطاولة الموضوعة أمامه، ولجسّد بالملموس مبايعته لزعيمه وولي نعمته عبر حصة معتبرة من الرقص. ولمَ لا؟ وقد دعا بقطع اللسان على من يتحدث عن «ستات مصر» اللواتي حملن على عاتقهن نجاح العرس الديمقراطي، فكان من حقهن أن يرقصن ويرقصن ويرقصن!
لكن، هل حقا كان الرقص تعبيرا تلقائيا؟
وهل تلك السيدة المسكينة التي انتشرت صورها إعلاميا، في حالة رقص أمام أحد المكاتب الانتخابية، فعلت ذلك من تلقاء نفسها، قبل أن تسلم الروح لبارئها، وهي على تلك الحال؟
أم صحيح ما قاله معتز مطر إنّ ضغوطا قوية مورست على المواطنين والمدارس الحكومية والمصانع والشركات، كما مورست كل أشكال الإغراء، دون أن يعطي ذلك النتيجة المرجوة؟
روى الإعلامي المذكور أنه قرأ في إحدى شبكات التواصل الاجتماعي فتيات مصريات أنشأن مجموعة سمينها «لازم نرقص على شان نغيظ معتز» (أي معتز مطر)، فقال إنه فعلا مغتاظ وحزين على بنات بلده. ولأن الرقص لم يصل إلى المستوى المطلوب، أنزلوا لهم فيفي عبدو، لكي يكتمل المشهد!
وبما أن الرقص كان بفعل الترغيب أو الترهيب ـ حسب الرواة ـ فإن ضغطا آخر مورس على الكثير من الناس من أجل القدوم إلى مكاتب التصويت والإدلاء بأصواتهم، وقدمت قناة «الشرق» حالة أحد الطلبة الذي قال إن رجال أمن اعترضوا سبيله حين كان متجها إلى الجامعة، وأجبروه على امتطاء سيارتهم والتوجه نحو مكتب الانتخابي، وهناك كتب في ورقة التصويت «حسبي الله ونِعم الوكيل».
وقبل انطلاق الكرنفال الراقص، راحت قناة «سي. إن. إن» الأمريكية تبحث عن المعارضة الرسمية في مصر، فكانت كمن يفتش عن إبرة وسط كومة قش، ذلك أن الشخصيات التي كانت تود ترشيح نفسها لمنافسة السيسي في الانتخابات الرئيسية وجدت نفسها أمام تهديدات حقيقية. ويبقى المواطن المعارض هو ذلك الذي مكث في بيته، أو أدلى بورقة تصويت فارغة أو كُتبت عليها عبارة الطالب المصري المشار إليه: «حسبي الله ونعم الوكيل»!

كاتب من المغرب

معتز مطر يجلد «الأخ الأكبر» ثأرا للمغاربة… وعمرو أديب يرقص في عرس السيسي… و«سي إن إن» تبحث عن المعارضة!

الطاهر الطويل

مجتمع الغوطة الشرقية: بين الشيخ العميل والثائرة المحجبة

Posted: 29 Mar 2018 02:28 PM PDT

ليست آخر أحزان أهل الغوطة الشرقية حكايةُ الشيخ بسام ضفدع، العضو السابق في المكتب الشرعي لـ»فيلق الرحمن» الجهادي، والذي اتضح أنه كان عميلاً للنظام السوري منذ 2011، وأسهمت مجموعته المقاتلة («لجان المصالحة» في تسمية الشيخ العميل لها، و»الضفادع» حسب التسمية الشعبية) في مساعدة قوات النظام على اقتحام كفربطنا والسيطرة عليها. وكان إجراءً مفروغاً منه أن يسجّل ضفدع، فور خروجه، شريطاً خاطب فيه بشار الأسد هكذا: «سيدي الرئيس المناضل الكبير»، و»كنّا نعرف أنكم على الحق، وأنّ النصر سيكون حليفكم»، ومثلكم يا سيدي يكون درع الأمّة وحصناً لها وقائداً ومرشداً وموجهاً وحامياً».
أم لعلّ حكاية هذا العميل الشيخ ليست البتة ضمن أحزان أهل الغوطة الشرقية، أو لا يتوجب أن تكون؛ بالنظر، أوّلاَ، إلى الأهوال الكبرى الأعظم التي حاقت بهم طوال سبع سنوات، نصفها على الأقلّ تحت وطأة أمثال ضفدع من الجهاديين والشرعيين، الذين تباروا مع النظام في ممارسة العسف والتسلط والقمع والقهر والاختطاف. وبالنظر، ثانياً وتالياً، إلى صَغار نفوس هؤلاء «المشايخ» العملاء، ومقدار ما ينطوي عليه سلوكهم من دناءة وخسة وغدر، وتلاعب بمشاعر بسطاء المؤمنين تحت ستار الإسلام والجهاد؟ ثمّ بالنظر، ثالثاً، إلى حقيقة أنّ عمالة غالبية الجهاديين في الغوطة الشرقية كانت قائمة في كلّ حال؛ إنْ لم يكن لصالح الأسد وأجهزته على مستوى الأفراد، فإنها على مستوى المجموعات لصالح هذا الجهاز الخارجي أو ذاك، وهذه العاصمة أو تلك، ولا اختلاف في جوهر التبعية وطبائع الولاء.
في الغوطة الشرقية مئات الحكايات الأخرى، الملحمية بامتياز، والتي واصلت صناعة الحياة في قلب الأنواء المفتوحة على كلّ الويلات، من حصار التجويع والدواء إلى القصف بالأسلحة الكيميائية، ومن طائرات فلاديمير بوتين إلى قذائف علي خامنئي وتابعه حسن نصر الله؛ فضلاً، بالطبع، عن تصارع زعامات الجهاديين والسلفيين، وبينهما تجّار التحكم بحليب الطفل والخبز كفاف اليوم، ورجالات السمسرة والتهريب والتحكم بالأسعار وفرض الأتاوات. سبع سنوات لم يكنّ عجافاً بأي معنى يخص البقاء البشري البسيط، في وجه وحوش الخارج واستطالاتها في الداخل؛ وذلك رغم الأثمان الفادحة التي توجّب أن تسددها مدن الغوطة الشرقية وبلداتها وقراها، شجرها وزرعها وضرعها، وحقولها التي زنّرت بالخضرة تاريخ دمشق العتيقة مثل جغرافيتها.
صحيفة الـ»غارديان» االبريطانية استطابت اقتباس شريط بالعربية، متوفر على «يوتيوب»، لا تتحدث فيه طبيبة الأطفال أماني بلور، مديرة مشفى الغوطة الشرقية، عن المشاق الهائلة التي تواجهها في عملها كطبيبة، فحسب؛ بل تروي، أيضاً، معاناتها مع مواقف اجتماعية ذات صلة بمكانة المرأة في شرط الحصار. تقول بلور (وننقل بالفصحى ما أوردته بالعامية في الشريط): «أنا أسمع الكثير من الأصوات الناقدة، التي تتساءل مثلاً لماذا لا يكون أطباء رجال هم الذين يستلمون إدارة المشفى. ويحدث أحياناً أن يرفض البعض الكلام معي، كوني مديرة أنثى. نحن النساء في الغوطة أكثر عدداً من الرجال بكثير، وقدّمنا تضحيات من أجل الثورة، وأكثر مما قدّم الرجال. حين بدأ العنف ضد الغوطة وضد الناس، القصف والقتل اليومي، اخترت أن أبقى في الغوطة، كان هناك جرحى كثر ومصابون دائماً، ومرضى بحاجة إلى أطباء. هنالك مجتمع لديه نظرة معينة، وسوف يبقى هكذا إذا بقينا خائفين وملتزمين ببيوتنا ونخضع لقرارات المجتمع التي ليست منطقية غالبية الأحيان. ينبغي على المرأة المشاركة في كل هذه المجالات، وأرى أننا نحن اللواتي نستطيع تغيير هذا الواقع».
للمرء أن يرجّح، بادئ ذي بدء، أنّ تحرير الـ»غارديان» وقع تحت جاذبية مفردات الصمود الإنساني والأخلاقي، ثمّ المهني بالطبع، التي ينطوي عليها خطاب طبيبة الأطفال؛ التي تتحدث من قلب الحصار، تحت القصف ساعة بساعة، وفي ظلّ أخطار موت محدقة من كلّ حدب وصوب. ليس للمرء ذاته أن يستبعد احتمال جاذبية أخرى، تنطلق من نبرة التحرر النسوي، الاجتماعي ـ السياسي على نحو أو آخر، التي يتصف بها حديث الطبيبة عن تمكين المرأة؛ وتنطلق كذلك من روحية استنهاض الثورة على المواقف الاجتماعية غير المنطقية، والتشديد على مفاضلة موقع المرأة في سلّم التضحية مع الرجال، بل أكثر منهم أيضاً. ويبقى احتمال ثالث، لعلّ الطبيبة ـ التي ترتدي غطاء الرأس، أو المحجبة بالأحرى ـ قد استثارته في ذهنية تحرير الـ»غارديان»؛ من زوايا لا تنأى كثيراً عن تنميطات الاستشراق الغائرة في الضمائر، ودهشة/ بهجة الغرب في أن تظهر على الملأ، عبر «يوتيوب»، امرأة سورية محجبة، في قلب الغوطة المحاصرة، على هذا القدر من الحسّ الثوري والتفاني الميداني. وكما كان الشيخ العميل، ضفدع، يدرك أنه سوف يلاقي رؤساءه في أجهزة النظام ذات يوم، وسيلقى من إعلام النظام عبارات الترحيب والتهنئة بالسلامة؛ كذلك كانت الطبيبة المحجبة تدرك أنها تخوض معركة يومية ضدّ أشكال الموت المختلفة، وأنّ سلوكها وأعمالها وتصريحاتها سوف تُخزّن لدى أجهزة الرصد التابعة للنظام، وقد تدفع باهظاً ثمن شجاعتها الثورية في أيّ يوم، وشيك أو بعيد. وتلك حال تتجاوز مستوى تحصيل الحاصل المنطقي، في أنها تكشف، أو تساعد على استكشاف، أنماط العلاقة الاجتماعية مع مقدّرات الانتفاضة الشعبية ومتغيراتها وأقدارها؛ ليس قياساً على الموقع المهني (بين الطبيبة الميدانية والشيخ عضو «المكتب الشرعي») فقط، بل قياساً أيضاً على البُعد الأخلاقي من مسائل الدين والتديّن. وليست مبالغة، كما يقول المنطق البسيط، أن يكون الشيخ في طليعة أولئك الذين اعترضوا على تسليم مشفى الغوطة الشرقية إلى طبيبة أنثى، إذْ أنّ هذه وظيفة معلنة مناطة به كـ»شرعيّ» يزعم العلم بالشريعة والفتوى فيها؛ كما أنها وظيفة مضمرة يتوجب أن يمارسها من موقعه كعميل، يتوجب أن يخدم أغراض النظام في افتعال كلّ شقاق كفيل بتأزيم المجتمع.
هي كذلك حال تتجاوز تحصيل الحاصل في أنها تعيد التذكير بالمعضلات الخَلْقية والتكوينية التي اقترنت بصعود التيارات الجهادية، وسيطرتها العسكرية على مناطق واسعة في ريف دمشق، وأشكال الهيمنة السياسية والاجتماعية والأمنية التي مارستها ضدّ مواطني تلك المناطق؛ وصولاً، بالطبع، إلى انهياراتها العسكرية المتعاقبة، وما ترافق معها من صراعات داخلية ومواجهات عسكرية، كان معظمها ينقل المياه إلى طواحين النظام. وإذا كان من نافل القول التشديد على أنّ أرجحية النظام العسكرية صنعها التدخل العسكري الروسي في مستوى عمليات القصف الوحشية غير المسبوقة، وأسهمت فيها كتائب «حزب الله» والميليشيات المذهبية العديدة، دون نكران الدور الخاصّ الذي لعبته «داعش» في اهتزاز الكفّة مراراً؛ فإنّ من نافل القول، على قدم المساواة، تحميل تنظيمات سلفية مثل «جيش الإسلام» و»جبهة النصرة» و»أحرار الشام» و»فيلق الرحمن» و»سرايا الجهاد» وسواها، مسؤولية مباشرة عن المآلات الكارثية التي انتهت إليها خياراتها العسكرية والجهادية ذاتها، إذا وضع المرء جانباً خياراتها الأمنية والبوليسية البغيضة في إدارة ما سًمّي بـ»المناطق المحررة».
وإذْ يُهجّر أمثال الطبيبة المحجبة ضمن حشود أبناء الغوطة الشرقية إلى عراء سوري مفتوح على كلّ المخاطر، طال الزمن أم قصر؛ ويعود أمثال الشيخ العميل إلى أحضان سادته في أجهزة النظام، ضحايا المخاطر ذاتها، شاؤوا أم أبوا؛ فإنّ مجتمع الغوطة الشرقية كان، وهكذا يظلّ، صورة واحدة من عشرات الصور التي تشكّل بانوراما اجتماع سوريا الذي انتفض ضدّ نظام الاستبداد والفساد والوراثة والتبعية؛ والذي لن يرتدّ البتة إلى وراء، وباتت إعادة إنتاجه إلى ما قبل 2011 ضرباً من محال مطلق.

كاتب وباحث سوري يقيم في باريس

مجتمع الغوطة الشرقية: بين الشيخ العميل والثائرة المحجبة

صبحي حديدي

سعر الصوت بين 50 و100 جنيه… ورشاوى غذائية ونقل مجاني

Posted: 29 Mar 2018 02:27 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي» ـ وكالات: كان سعر بعض الأصوات في انتخابات الرئاسة المصرية يتراوح بين 50 و100 جنيه (ثلاثة وخمسة دولارات)، لكن في بعض الأحيان كان الذهاب إلى اللجنة الانتخابية يعني أيضاً كيساً من السلع الغذائية، أو حتى تذكرة بنصف الثمن للملاهي.
وسعت السلطات بقوة لتحقيق نسبة مشاركة عالية في الانتخابات لمنح الرئيس عبد الفتاح السيسي نصراً كاسحاً في ظل غياب منافسة حقيقية. وحث الرئيس الحالي، الناس على المشاركة أملا في أن يمنحه الإقبال الكبير تفويضاً قوياً خلال فترته الرئاسية الثانية.
ولا يوجد دليل على وجود دور للسلطات في شراء الأصوات أو غير ذلك من المحفزات.
وسجلت عدة وقائع لمشاركة أجهزة في الدولة ومشرعين ورجال أعمال وشخصيات مؤيدة للسيسي في مكافأة الناخبين، أو في محاولة تصوير الإقبال على أنه أعلى بكثير مما كان عليه في الحقيقة.
ولم ينكر ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات وجود هذه الوقائع، لكنه قال إنها لن تؤثر على نتائج الانتخابات، مضيفاً أنها «غير ممنهجة» وقام بها أفراد وليس الدولة. وفي مقر شركة مقاولات في منطقة عزبة الورد الشعبية في القاهرة، كان موظفون يجمعون البطاقات الشخصية من مجموعة ناخبين ويخبرون الناس بأماكن لجانهم الانتخابية. وبعدها نقلت عربات توكتوك ذات الثلاث عجلات الناخبين إلى اللجان. وبعد الإدلاء بأصواتهم أعادت العربات نفسها الناخبين إلى شركة المقاولات ليحصل كل منهم على المقابل: 50 جنيها. وقال سائق توكتوك: «أنا أوصل الناس للجان وبانتظرهم ثم أرجعهم كي يقبضوا».
وثلاث ناخبات مصريات قلن إنهن حصلن على أموال. وتحدثن جميعا شريطة عدم نشر أسمائهن.
وأكد إسلام مصطفى (25 عاما) تلقيه عرضا للحصول على 100 جنيه مقابل التصويت، لكنه رفض.
وأضاف «لن انتخب، انتخب مين السيسي سيكسب بكل الأحوال. هذه ليست انتخابات حقيقية. ماذا ستفعل لي 100 جنيه؟». رشوان بيّن أن تقديم أو تلقي رشا انتخابية جريمة قد تصل عقوبتها إلى السجن لمدة عام، مضيفا أن السلطات ستسجن أي شخص يضبط وهو يرتكب هذا الفعل.

أكياس السلع الغذائية

نسوة في أحياء شعبية في القاهرة قلن إنهن تلقين وعودا بالحصول على أكياس مملوءة بالمواد الغذائية مقابل أصواتهن.
وقالت إحداهن إن رجلا جاب منطقتها وطرق أبواب البيوت ومنح سكانها كوبونات (بطاقات ورقية)، وطلب الذهاب للتصويت والعودة بهذه الكوبونات لاستبدالها بكيس من السلع الغذائية.
ورفضت المرأة نشر اسمها، وقالت إنها لا تعرف الرجل. وشوهد رجل في حي حلمية الزيتون الشعبي في شرق القاهرة وهو يجمع صور البطاقات الشخصية من نساء ويعطيهن أوراقا عليها صورة السيسي.
وقالت إحداهن : «لا بد أن يختم أفراد داخل اللجان هذه الورقة لإثبات أنها أدلت بصوتها، قبل أن تعيدها إلى الرجل الذي وزعها كي يمنحها صندوقا به أرز وزيت وسكر».
وشجع مديرو المصالح والهيئات الحكومية الموظفين على التصويت وفعلت شركات خاصة الشيء نفسه.
وعرضت ملاهي دريم بارك الشهيرة في القاهرة خصما قدره 50 % على ثمن التذاكر لمن شاركوا في التصويت.
وقالت في ورقة إعلانية «العرض مخصص للمشاركين في الحدث الانتخابي ومشروط بضرورة وجود الحبر الدال على المشاركة في العملية الانتخابية».

غناء ورقص

في حي مدينة نصر تجمع عشرات النساء وبضعة رجال يرتدون ملابس ريفية خارج مقر انتخابي، وأخذوا يلوحون بأعلام مصر، ويرددون الأغاني لنحو عشر دقائق.
بعد ذلك ركبوا حافلات وغابوا لنحو ربع ساعة قبل أن يعودوا مرة أخرى ويكرروا المشهد نفسه. وشوهدوا وهم يكررون العملية نفسها على مدى خمس ساعات. وكانت الحافلات بلا لوحات أرقام.وفي كل مرة، لم يكن عدد الناخبين في طابور الانتظار يتجاوز عشرة أفراد.وتكرر المشهد نفسه في مقار انتخابية أخرى.
وقال رشوان إن هذه الوقائع ليست مخالفة للقانون ولا تؤثر على نسب الإقبال الفعلية أو نتائج الانتخابات. وفي حي إمبابة الشعبي في الجيزة، على الضفة الأخرى لنيل القاهرة، جلس إيهاب الخولي، عضو مجلس النواب، وسط مجموعة من معاونيه ومؤيديه خارج مجمع يضم عدة لجان انتخابية قبل أن يشارك في وصلة رقص مع مجموعة من مؤيدي السيسي، أغلبهم نساء. ونفى تنظيم عملية نقل الناخبين في حافلات إلى اللجان، لكنه شوهد في وقت لاحق، وهو يساعد بنفسه البعض على ركوب الحافلات.
رشوان رد على ذلك بأن «توفير النواب لوسائل نقل للناخبين لا يخالف القانون»، مبيناً: «أنهم يقدمون خدمة لأبناء دوائرهم الانتخابية».
وقال محمد محمود، أمين تنظيم حزب المصريين الأحرار المؤيد للسيسي في محافظة بني سويف جنوبي القاهرة، إن حزبه اختار «طريقا آخر» لحشد الناخبين من خلال توعيتهم بأهمية المشاركة بدلا من اللجوء إلى مثل هذه الأساليب.

طلب إحالة

التجاوزات التي شهدتها الانتخابات الرئاسية، دفعت النائب هيثم الحريري عضو تكتل «25 -30» المعارض، إلى التقدم بطلب إحاطة لرئيس الوزراء ووزير التنمية المحلية، بشأن ما جاء على لسان محافظ البحيرة ومحافظ الوادي الجديد ومحافظ كفر الشيخ ومحافظ القليوبية.
وقال في طلب الإحاطة، إن «محافظ كفر الشيخ أهان قطاعا من الشعب المصري على الهواء مباشرة وقد تناسى تماما أنه مثلنا جميعا نعمل لخدمة هذا الشعب العظيم ونسعى لراحته، واحترامنا الكامل لكل المصريين حق أصيل لكل فئات الشعب المصري بدون تمييز». وتابع أن «ما ذكره محافظ البحيرة، ومحافظ الوادي الجديد ومحافظ القليوبية من تقديم امتيازات لقرى دون الأخرى هو أمر مخالف للدستور والقانون ويستوجب المحاسبة».
وزاد أن «صمت الحكومة أمام هذه التصريحات قد يفهم لدى البعض أنه موافقه، أو أن هذا توجه لدى الحكومة، كما أن تمرير مجلس النواب وأعضائه لمثل هذا التصريحات يسيء للأغلبية قبل المعارضة لأنه يعني رضاءنا جميعا عن مثل هذه التصريحات المسيئة». إلى ذلك، تلقت لجنة الشكاوى التابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، شكوى ضد جريدة «المصري اليوم»، تتعلق بمانشيت الصحيفة في عدد أمس «الدولة تحشد الناخبين». واتهمت الشكوى «المصري اليوم» بأنها «حملت في المانشيت تدليسا على القارئ ، حيث لم يحدد الفارق بين الدولة والحكومة ولم يشرح المقصود، هل المجتمع بمؤسساته ومن بينها الإعلام أم هل الحكومة بإمكانياتها؟ ».
وتابعت أن «العنوان حمل تدليسا أيضاً فيما يخص كلمة الحشد هل يقصد بها تشجيع وتحفيز الناخبين على المشاركة السياسية أم يقصد بها التوجيه لاختيار مرشح معين؟». وأكد جمال شوقي مقرر لجنة الشكاوى في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن «اللجنة ستجتمع لمناقشة الشكوى والتحقيق فيها، ورفع تقرير بشأنها إلى المجلس».

سعر الصوت بين 50 و100 جنيه… ورشاوى غذائية ونقل مجاني

فريدمان يكشف عن مخطط لـ «استبدال» عباس

Posted: 29 Mar 2018 02:27 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: وجهت الرئاسة الفلسطينية انتقادات حادة إلى السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، على خلفيه تصريحاته التي توعد خلالها بـ «استبدال» الرئيس محمود عباس في حال مواصلة رفضه استئناف مسيرة التسوية السلمية وقطيعته مع الإدارة الأمريكية. وحملت هذه التهديدات إشارات على وجود نوايا لدى واشنطن لتجاوز الرئيس الفلسطيني في المرحلة المقبلة. ووصفت الرئاسة هذه التصريحات بـ«الشائنة».
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في تصريح صحافي ردا على فريدمان «إن التفوهات التي صدرت عن سفير أمريكا لدى إسرائيل، تدخل سافر ومستهجن وغير مقبول في الشأن الداخلي الفلسطيني». وأكد أن الشعب الفلسطيني «لن يسمح لأية جهة خارجية، أيا كانت، أن تقرر مصيره»، مضيفا «يبدو أن فريدمان يتحدث باسم إسرائيل أكثر ما يتحدث باسم أمريكا، وينصب نفسه مدافعا عنها وعن المستوطنين».
وأشار إلى أن السفير الأمريكي بتصريحاته الجديدة «لا يمثل مصالح الولايات المتحدة الامريكية، وإنما يمثل عقلية لا تريد سوى توتير الأجواء والإساءة إلى الشعب الأمريكي». وأضاف أن «هذه العقلية التي لا تخدم سوى مصالح المتطرفين والمستوطنين، هي التي خلقت (داعش) والتطرف والعنف». وطالب الإدارة الأمريكية، بوضع حد لهذه «التصرفات الشائنة»، التي تسيء إلى الشعب الأمريكي أكثر ما تسيء للشعب الفلسطيني، مضيفا «على هذه الإدارة أن توضح موقفها من التفوهات المستمرة لسفيرها، التي تخرج عن الأعراف الدبلوماسية».
جاء ذلك بعدما نقلت إحدى الصحف الإسرائيلية عن السفير الأمريكي تهديده بإزاحة الرئيس عباس، وقال فريدمان في تصريحاته «الوقت لا يتوقف عند أحد»، مضيفا «إذا لم يكن عباس مستعدا للتفاوض، أنا متأكد من أن شخصا آخر يود فعل ذلك، وإذا أحدث غياب عباس فراغا ما، أنا متأكد من أن شخصا ما سوف يملأه، ثم نمضي قدما (في عملية السلام)». وتطرق فريدمان إلى القانون الذي سنه الكونغرس الأمريكي مؤخرا، الذي يشترط دفع الأموال الأمريكية لقاء وقف دفع رواتب الأسرى والشهداء، وقال «ليس بالإمكان إظهار العداء ضد المصالح الأمريكية والحصول في الوقت نفسه على المساعدات كما لو لم أنه يحدث شيء».
وفي رده على وصفه من قبل الرئيس عباس بـ «ابن الكلب» قال إنه لا يأخذ التصريحات «على محمل الجد»، وقال «هكذا تصريحات تضر بمكانة عباس بين أبناء شعبه».
وهذه هي أولى التصريحات العلنية لأحد المسؤولين الأمريكيين التي تظهر عدم رغبة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ببقاء الرئيس عباس في منصبه، وهو ما قد يمهد لمرحلة جديدة تعمل فيها واشنطن على تجاوز الرئيس الفلسطيني لاحقا.
وفي هذا السباق قالت وزارة الإعلام الفلسطينية إن تهديدات السفير الأمريكي ضد الرئيس عباس «تتضمن دعوة واضحة لاستهدافه إذا لم يفاوض إسرائيل»، لافتا إلى أن فريدمان «يخرج على كل القواعد الدبلوماسية المتبعة، وينتقل من دور السياسي الممثل لبلاده، إلى محامي الدفاع عن المستوطنين». وطالبت الأمم المتحدة ووزراء خارجية الدول المدافعة عن قيم الديمقراطية والحرية والعدالة بـ «اتخاذ موقف حازم ضد فريدمان وداعميه»، وطالبت كذلك بعدم المرور على «تهديداته الخطيرة والمتكررة» مر الكرام.
وتعتبر هذه التصريحات سابقة خطيرة  في تاريخ العلاقات الدولية، وتثبت أن الإدارة الأمريكية الراهنة تمارس الانحياز الأعمى لإسرائيل، وتنقلب على القانون الدولي، وتتنكر لحقوق شعبنا المشروعة.
وجاءت تصريحات السفير الأمريكي في ظل القطيعة بين السلطة الفلسطينية والبيت الأبيض، بعد أن أوقف الرئيس عباس كامل الاتصالات مع إدارة ترامب، بعد قراراته الأخيرة التي اتخذها يوم السادس من كانون الأول/ ديسمبر واعتبر خلالها مدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال، وقرر نقل سفارة بلاده إليها. وعقب ذلك أعلنت القيادة الفلسطينية أن الإدارة الأمريكية لم تعد «وسيطا نزيها» في المفاوضات، ودعت لتشكيل «ائتلاف دولي» يقود العملية، ورفضت بشدة المخطط الأمريكي للسلام المعروف باسم «صفقة العصر».
يشار إلى أن السفير فريدمان معروف بقربه من الحكومة الإسرائيلية ويدعم سياسات التوسع الاستيطاني في المناطق الفلسطينية، وقد أعلن عن مواقفه بشكل علني في أكثر من مناسبة.
وفي خطاب ألقاه الرئيس عباس قبل عدة أيام، رد فيه على موقف فريدمان الداعم للاستيطان باعتبار أن المستوطنين يبنون على أرضهم بوصفه «ابن كلب».

فريدمان يكشف عن مخطط لـ «استبدال» عباس
تحذيرات فلسطينية ترى في التصريحات دعوة صريحة لاستهداف الرئيس

الشيخ عمر رحمون: «النصرة» والحركات الوهابية دمرت الثورة والتيار الصوفي ليس له خيار إلا إكمال الطريق مع النظام الذي حماه ومنحه امتيازات

Posted: 29 Mar 2018 02:27 PM PDT

إنطاكيا – «القدس العربي» : يثير انضمام معظم مشايخ التيار الصوفي في سوريا للنظام السوري، الكثير من الأسئلة والانتقادات من قبل الحركات والفصائل المعارضة، آخر المشايخ الذين اثاروا الرأي العام بترحيبه بدخول الجيش السوري للغوطة الشرقية هو بسام ضفدع، من كفر بطنا، ورغم انه لم يسبق له الانضمام للثورة السورية أو فصائلها إلا ان حماسته الفائقة وتعاونه مع قوات النظام سلطت الاضواء مجدداً على هذه القضية.
وقد التقت «القدس العربي» بالشيخ عمر رحمون أحد أبرز الشخصيات الصوفية، الذي كان منخرطاً في الثورة السورية وفصائلها المسلحة في حماة وإدلب، ثم اتخذ قرارا ليس بترك الثورة فحسب، بل بالانضمام للنظام، واشتهر بدوره في التنسيق لاتفاق التسوية بين المعارضة والنظام في حلب.
ورغم تصدره للمشهد الثوري في البدايات، وفقدانه لاحد إخوته تحت التعذيب في معتقلات النظام، الا انه عاد ادراجه ليعلن تأييده للنظام وينشط في ابرام تسويات عديدة مع الفصائل المعارضة.
ينتمي الشيخ عمر رحمون إلى بلدة حلفايا في الريف الحموي وهي من أولى البلدات التي خرجت في مظاهرات ضد النظام السوري، واضافة لاعتقال شقيقه سليمان، فان شقيقه الآخر الملقب بـ «ابو العلمين» كان احد قيادات المجموعات المسلحة المعارضة في ريف حماة، وكنا قد التقيناه خلال مشاركته في الهجوم على مدرسة المشاة في ريف حلب الشمالي، وهي المعركة التي قتل فيها القائد العسكري البارز في لواء التوحيد «ابو فرات» ، وهكذا فإن العائلة انخرطت بشكل كامل في الثورة السورية.
الشيخ رحمون يوضح بنفسه ملابسات عودته من صفوف الثورة لـ «حضن النظام» ، فيشرح الشيخ بداياته مع الصوفية بالقول «الدكتور البوطي استاذي، درست على يديه مادة العقيدة بكلية الشريعة جامعة دمشق، وهو الاب الروحي لمعظم طلاب العلم الشرعي في سوريا، والشيخ البوطي عالم جليل وهو ليس صوفياً بالمعنى الحرفي للصوفي، فهو لم يلتزم بطريقة معينة او يأخذ عهداً على شيخ كما جرت عادة الصوفية، كما انتقدهم في الكثير من تصرفاتهم وانكر عليهم الكثير من أفعالهم وهذا يدل ان الرجل ليس متعصباً لمنهج التصوف، وموقف الشيخ البوطي الأخير لم يكن حباً بالنظام او كرهاً بالمعارضة انما هو موقف الرجل العارف بمخططات الغرب الاستعمارية، رغم خلافنا معه بادئ الامر».
ويعرج الشيخ رحمون على طبيعة علاقته بالنظام قبل الثورة السورية، «منعت من الخطابة في سوريا قبل الثورة مرتين عام 2004 وعام 2008 ، والذي منعني هو العميد محمد مفلح رئيس فرع الامن العسكري آنذاك، والسبب هو النشاط الديني وجمع الناس في المسجد بدون موافقة أمنية، وفي عام 2011 كنت من مؤسسي الثورة في حماة، فانا لم انضم اليها بل الناس اتبعوني وانضموا لي، انا بطبيعتي رجل اعارض الفساد والظلم واحب العدل، هذه الاشياء دفعتني للقيام بالثورة والعمل على دعمها، ولكنني لم اقم بالثورة لأسباب دينية او مذهبية او طائفية ابدًا، ‏انخراطي بالثورة كان غرضه الإصلاح الاداري والسياسي. ولكن اشتداد الصراع الطائفي والمذهبي جعلني ازهد بالحراك، اما تشكيلي لـ «احرار الصوفية» فهو لقناعتي بان الحركات الوهابية التي سيطرت على مفاصل المعارضة، ستؤدي إلى تدمير الثورة وهذا ما وقع فعلاً، فخطر لي ان اقوم بتشكيل صوفي، يكون موازيا للحركات الوهابية ليكون هناك شيء من التوازن، لكن للاسف لم استطع تحصيل الدعم له، وبالتالي انتهى الحلم»

«ملابسات اعتقال أخي»

ويتحدث الشيخ رحمون عن ملابسات اعتقال شقيقه، قائلاً «قام النظام باعتقال شقيقي سمير عام 2011 ، كنت اظن يومها انه اعتقله ضغطا علي، وبعد عودتي تبين لي بان النظام اعتقله بسبب اعترافات، اميرين بالنصرة تم توقيفهما ثم اخلي سبيلهما لاحقاً، وهما خالد حسن النجيب «أس الصراع « ومحمد قرمز « ابو يوسف الحموي» وبسبب اعترافاتهما عليه تم توقيفه، وتوقيف اخي كان أحد أسباب عودتي، قلت لعلي اخرجه من السجن، وكان أخي هذا أحب الي من كل أهلي، إلا انني وجدته قد توفي في المعتقل قبل عودتي بتسعة اشهر».
وينفي رحمون وجود أي علاقة له مع القيادي المعارض السابق جمال معروف، ويصفها بعلاقة الصداقة، دون وجود أي ارتباط أو تنسيق فصائلي بينهما، ولكنه يهاجم النصرة والتنظيمات السلفية بالقول «النصرة لديها فكرة التغلب على كل الفصائل في ادلب، واول فصيل عدت عليه عام 2014 هو فصيلنا، وكانت تختلق الاعذار لكل فصيل عندما تريد اجتثاثه، وهي اعذار متنوعة ومختلقة على حسب الفصيل، إلى ان هجمت على الفصائل الوهابية التي تشاركها الفكر والمنهج».
وعن اسباب عودته للنظام ، يقول «‏السبب المباشر، عندما قاتلتنا جبهة النصرة وطردتنا من ادلب، وصل بي الدرب إلى عفرين، وعملت فترة مع جيش الثوار، الا ان المشروع الانفصالي الكردي لم يعجبني، وصرت في حيرة من أمري، فلم يعد في مقدوري الذهاب إلى تركيا، بسبب كرهها لوحدات الحماية الكردية ومن يعمل معها، كما انني لا استطيع الرجوع إلى ادلب بسبب جبهة النصرة، فكانت العودة إلى النظام هي الحل الامثل أمامي، كما انني أكره الفكر الانفصالي والتقسيمي، وهذا ايضا دفعني لأن اعود للنظام بمشروع محاربته، وقد فعلت وكنت احد اسباب ضرب هذا المشروع، بالتنسيق بين اطراف عدة ليس الان محل ذكرها» حسب تعبيره.
ويختم الشيخ عمر رحمون حديثه لـ «القدس العربي» بالتأكيد ان ‏ «التيار الصوفي ليس له خيار الا اكمال الطريق مع النظام، لان الامتيازات التي حصل عليها بظل النظام لا يمكن ان يحصل عليها في ظل أي نظام آخر» . ويعكس هذا الرأي مدى عمق النزاع في صفوف الحركات الإسلامية السنية التي تشكلت منها اغلب الفصائل المعارضة وانعكست خلافاتها الفكرية على ادائها، بحيث بات بعضها يفضل الانضمام لنظام تحكمه نخبة علوية على الخضوع لحركات إسلامية سنية منافسة.
الشيخ رحمون يضيف موضحاً عمق هذا الخلاف وإرهاصاته بالقول «كيف يتمرد الصوفية على نظام يحميهم ليأتوا بالحركات الوهابية التي قتلتهم وقصت رقابهم وفجرت مراقد شيوخهم، هل يفعلها عاقل؟! الكل يعلم ما فعلته داعش والنصرة ومعظم الحركات الوهابية بالصوفية ومشايخهم، هذه المقاربة التي لا يريد الكثيرون فهمها».

هل النظام ابتزه بقضية اعتقال شقيقه؟

يستعرض الناشط والصحافي السوري سهيل المصطفى، بدايات الشيخ عمر رحمون في الدراسة الشرعية في دمشق، بحكم معرفته الشخصية به وبشقيقه الذي اعتقل لاحقاً، منذ ايام دراسته الشرعية فيقول «درس عمر رحمون في مدارس الصوفية بريف حماة، ثم حصل على الثانوية العامة وذهب لدراسة الشريعة في الجامعة وحصل على الماجستير في هذا التخصص، وهو على علاقة وطيدة بالشيخ البوطي والشيخ بسام ضفدع وكل مشايخ الصوفية في سوريا، وكان لعمر رحمون ثقل لا يُستهان به في حماة وريفها منذ عام 2002، وقد ظهر ذلك حين حضر رؤوس مشايخ الصوفية في سوريا كالبوطي حفل زفافه ورقصوا في عرسـه».
ويتحدث الصحافي المصطفى عن شقيقه سمير الذي لعب دورًا بارزًا ومؤثرًا في حياة شقيقه عمر، قبل ان يموت تحت التعذيب في اقبية النظام السوري، «لم تكن علاقتي الشخصية مباشرة مع عمر رحمون بل كانت مع شقيقه سمير، الذي تعرفت عليه في دمشق أثناء تأديته الخدمة العسكرية في الغوطة الشرقية في عام 1999، وكان شاباً ملتزماً وعلى خلق كبير، ومن أهل المساجد، وقمت بزيارته في مدينته (حلفايا) في حماة والتقيت بعمر رحمون في منزل سمير وكان مايزال طالباً في إحدى المدارس الشرعية الصوفية في ريف حماة، وكان سمير يحضه على الدراسة ويقول له لا تهتم للمصاريف سأساعدك بكل إمكانياتي، كان سمير تاجراً ميسور الحال، ثم تكررت زيارتي له في (حلفايا) وإحداها عام 2004.
والتقيت بعمر للمرة الثانية وكان قد أنهى دراسته الجامعية ويعمل خطيباً في أحد مساجد ريف حماة، وعلمت بأنه كان ينوي الذهاب للعراق للقتال فيه، ولكن حصل له حادث أثناء قيادة دراجته النارية وكُسرت قدمه ولم يستطع الذهاب حينها، ‏وفي زيارة أخرى لاحظت بأن للشيخ رحمون مكانة مميزة لدى المسؤولين في حماة، ولديه الصلاحية للدخول إلى أي مسؤول مدني أو أمني لحل مشاكل الناس، وقد أذهلني هذا الصعود للشيخ عمر ولم أعرف سببه حينها، وقد فسرت الأمر بأنه بسبب علاقته الوطيدة مع الشيخ البوطي والتيار الصوفي الذي يتمتع بحظوة مميزة عند النظام ومؤسساته، ولكن الغريب ان الشيخ عمر رحمون منع من الخطابة والامامة في حماة عام 2007، بسبب تجاوزه الخطوط الحمراء».
وبعد انطلاق الثورة السورية، يروي الصحافي السوري سهيل المصطفى ما حصل مع الشيخ رحمون وشقيقه، « نهاية عام 2012 غادرت دمشق وغوطتها هارباً من الملاحقة الأمنية إلى مدينتي ديرالزور التي كانت شبه محررة وتحت سيطرة الثوار والفصائل الجهادية، لأغادرها في نهاية 2014 إلى تركيا وهناك فاجأني عمر رحمون حين تواصل معي عبر الفيسبوك وتبادلنا ارقام الهواتف وتكلمنا مع بعضنا، كان آل رحمون منخرطين في الثورة بكل إمكانياتهم المالية والبشرية، وشكل عمر رحمون فصيلاً اسمه (أحرار الصوفية) ، وعلمت أن شقيقه سمير، معتقل لدى النظام منذ عام 2012 وأن الشيخ عمر منخرط في معسكر تدريبي للجيش الحر في تركيا برعاية أمريكية».

تحول موقف الشيخ

ويعتقد سهيل المصطفى ان اهم اسباب انتقال رحمون من معسكر الثورة إلى النظام، هو قضية اعتقال شقيقه، ويوضح « كان عمر يبحث عن طريقة لإطلاق سراح شقيقه ( سمير ) من سجون النظام، وقد ساومه حينها النظام على إطلاق سراح سمير مقابل عودة عمر وتسليم نفسه ولكن عمر رفض العرض آنذاك، وبعدها انتشر خبر مقتل شقيقه سمير في المعتقل، لكن ما زالت لدي شكوك في ذلك، في عام 2015 تواصل معي حساب باسم (المكتب الإعلامي لثوار سوريا) الذي يقوده جمال معروف، وكان المتحدث يقول لي أنا أعرفك جيداً ونحن أصدقاء ! كيف حالك ؟ هل ما زلت تناصر الحركات الجهادية؟! شككت في أنه عمر رحمون ! وعند استطلاعي واستفساري من أبناء حلفايا والمقربين منه، عرفت بأنه انخرط مع فصيل «جمال معروف» الذي كان على علاقة وطيدة مع الأكراد وميليشياتهم المرتبطة بأمريكا، وأن عائلته في خلاف حاد معه بسبب انخراطه مع فصيل ثوار سوريا ! حينها كان شقيقه الآخر (سامي رحمون) معتقلاً لدى جبهة النصرة التي كانت في حالة خصام مع جمال معروف وفصيله ثم تطور الأمـر لاغتـيالات واقتـتال».
ويعتقد سهيل المصطفى ان النظام ابتز الشيخ رحمون بقضية اعتقال شقيقه سمير، ويرجح أنه لم يتوف تحت التعذيب كما اشيع، ويضيف «تفاجأت بعودة عمر لحضن النظام وأن عائلته أعلنت تبرؤها منه، ‏المفاجأة الثانية كانت في ظهور عمر كممثل للنظام في مفاوضات تسليم حلب وخروج المسلحين والمدنيين منها ، وتساءلت أيعود من قُتل أخوه وأقاربه و أصدقاؤه لحضن النظام دون ثمن؟ لم أجد جواباً منطقياً إلا أن شقيقه سمير لم يُقتل، وربما تم الإفراج عنه بصفقة ما بين عمر و أجهزة النظام الأمنية»
ترجيح المصطفى لعدم وفاة شقيقه في المعتقل، فرضية يستبعدها الكثيرون ممن يعتقدون بان شقيقه سمير قد توفي بالفعل في معتقلات النظام، ولكنه يضيف سببًا اخر لعودة رحمون لصفوف النظام «عمر كان مستاء جداً من ظهور التيار السلفي الجهادي في الثورة السورية، ومعروف موقف السلفيين من التيار الصوفي، ومن يعرف عمر عن قُرب يعرف كم هو صوفي ومتعصب لصوفيته، وهكذا اجتمعت الأسباب والمبررات المقنعة لعودة عمر رحمون للنظام»!
هكذا يختم الصحافي والناشط السوري سهيل المصطفى روايته، وهو الذي عرف الشيخ عمر وعائلته عن قرب منذ سنوات.

الشيخ عمر رحمون: «النصرة» والحركات الوهابية دمرت الثورة والتيار الصوفي ليس له خيار إلا إكمال الطريق مع النظام الذي حماه ومنحه امتيازات
أحد شيوخ الصوفية في سوريا يتحدث لـ «القدس العربي» عن أسباب تركه الثورة
وائل عصام

مظاهرات في الأحواز احتجاجا على برنامج عنصري مسيء للعرب بثه التلفزيون الرسمي الإيراني

Posted: 29 Mar 2018 02:26 PM PDT

لندن – «القدس العربي» : شهدت الأحواز مظاهرة شعبية واسعة احتجاجاً على بث التلفزيون الرسمي الإيراني برنامجين عنصريين مسيئين ظهر في أحدهما 4 أشخاص مرتدين الزي العربي مرسوماً عليه شكل النخلة، وهم يطلقون صوت القطة لتمثيل جزء من لعبة أطفال.
وأفادت وكالة «دويتشه فيله» للأنباء الألمانية بأن الآلاف من المواطنين العرب تجمعوا أمام مبنى فرع منظمة الإذاعة والتلفزيون الرسمي الإيراني في مدينة الأحواز، وأنهم عبروا عن احتجاجهم على بث القناة الثانية للتلفزيون الرسمي برنامجاً خاص بالأطفال باسم «كلاه قرمزي (القبعة الحمراء)» بمناسبة عيد النوروز ورأس السنة الإيرانية، فضلاً عن بث قناة «نسيم» للأطفال برنامجاً فكاهياً آخراً ظهر فيه 4 أشخاص بالزي العربي وهم يطلقون صوت القطة.
وتضمن برنامج «كلاه قرمزي (القبعة الحمراء)» فقرة عرضت خريطة إيران دون الإشارة إلى الوجود العربي في الأحواز، وتم عرض دمية بزي القومية اللورية الذين تم نقلهم لإقليم الأحواز بهدف تغيير التركيبة السكانية خلال العقود الماضية.
وأظهرت الفيديوهات التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أن القوات الأمنية أطلقت رصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، دون أن تنشر أي تفاصيل عن الإصابات حتى لحظة إعداد التقرير.
واعتقلت القوات الأمنية ما لا يقل عن 12 شخصاً من المتظاهرين.
وانتقلت المظاهرات إلى الشوارع المركزية، وهتف المتظاهرون «الأحواز لنا وما نعطيها، لا للعنصرية».
وحضر بعض مسؤولي الإذاعة والتلفزيون المحليين في محل المظاهرات، وأكدوا على متابعة مطالب عرب الأحواز، واعتبروها بأنها مطالب محقة وشرعية.
ووجه أحد مندوبي الأحواز في مجلس خبراء القيادة عباس كعبي، إنذاراً حاداً لرئيس منظمة الإذاعة والتلفزيون الإيراني عبد العلي عسكري، وطالبه بتقديم الاعتذار للأحوازيين بسبب بث هكذا برامج من التلفزيون.
وأكد على ضرورة منع تكرار ذلك لأنه يأجج النعرات القومية، وأنه يعرض الأمن القومي الإيراني إلى مخاطر لا تحسب عقباها، واصفاً ذلك بأنه محاولات معادية للثورة الإسلامية.
ولا تقتصر الإساءة للعرب والإسلام على ذلك في إيران، وكان موقع «ساجو» المختص بالألعاب الكمبيوترية المرخص من وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيرانية، عرض لعبة عنصرية ومهينة للعرب على الشبكة العنكبوتية باسم «اضرب واشتم العرب»، معلناً أن المستخدمين يستطيعون استخدام اللعبة بالمجان، وأن اللعبة هي على مرحلتين «إطعام العرب» و«ضرب وشتم العرب». وسق أن أمطر الشاعر الإيراني الشهير، مصطفى بادكوبه ئي، العرب بوابل من الشتائم والعبارات المسيئة في مقطوعة شعرية ألقاها في جامعة همدان الحكومية غربي إيران، يقول مخاطباً الله، «خذني إلى أسفل السافلين أيها الإله العربي شريطة ألا أجد عربياً هناك. أنا لست بحاجة لجنة الفردوس لأنني وليد الحب، فجنة حور العين والغلمان هدية للعرب».
وكان مغني الراب الإيراني بهزاد بكس قد نشر أغنية «قتّال العرب» المليئة بالألفاظ والتعابير العنصرية والمسيئة للعرب، للتمجيد بقائد فليق القدس اللواء قاسم سليماني.

مظاهرات في الأحواز احتجاجا على برنامج عنصري مسيء للعرب بثه التلفزيون الرسمي الإيراني

محمد المذحجي

قائد القيادة المركزية الأمريكية: لا خطط لنقل قاعدة «العديد» من قطر ونأمل حل التوترات الراهنة وأن لا تؤثر على المنطقة

Posted: 29 Mar 2018 02:26 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي» : قال الجنرال جوزيف إل فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية إنه لا توجد أي خطط لنقل القاعدة الأمريكية الجوية من قطر، مشيداً في الوقت ذاته بدعم قطر لجهود التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.
وخلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف من مقر القيادة في دبي، شارك فيها صحافيون من دول خليجية، قال الجنرال إنه «لا توجد أي خطط لنقل القاعدة الأمريكية الجوية من قطر ولا نناقش أو نفكر في هذا الأمر، ولا أعرف من أين تأتي تلك التقارير التي تتحدث عن نقل القاعدة».
وثمّن الجنرال فوتيل دعم دولة قطر لجهود التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أن واشنطن مشيرا تتطلع لمواصلة الشراكة مع قطر.
وصرّح قائلاً: «قطر من الشركاء الجيدين للولايات المتحدة في المنطقة.. ونحن نشكرها على الدعم الذي تقدمه لنا.. ونحن نتطلع لمواصلة هذه الشراكة مع قطر، ونتمنى حل التوتر والمشكلات الحالية التي نأمل ألا يكون لها أي تأثير على الأمن.. ونحن نواصل هذه الشراكة مع قطر من أجل حماية المنطقة واستقرارها».
على الجانب الآخر، أكد قائد القيادة المركزية الأمريكية أن تركيا من الداعمين الكبار لعمليات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، نافيا أن يتم غلق قاعدة «إنجرليك» في تركيا، وقال «إنها من الجهات التركية الداعمة لنا في الحرب على «داعش» وسنواصل عملياتنا من هناك «.
وبشأن العمليات التركية في الشمال السوري قال: «تلك الأمور قيد المناقشة بين حكومة الولايات المتحدة والحكومة التركية وهذه المناقشات مستمرة على المستوى الدبلوماسي».
وخلال رده على أسئلة الصحافيين، ذكر الجنرال فوتيل أنه زار عدة دول خلال جولته الأخيرة في المنطقة شملت أفغانستان وسلطنة عمان والعراق وسوريا والمملكة المتحدة وغيرها، بهدف الاطلاع على كافة العمليات وتطبيق السياسات والاستراتيجيات الجديدة .
وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية إن العراق قام بتحرير أراضيه بشكل ناجح من تنظيم «داعش» وهو الآن ينتقل إلى مرحلة جديدة هناك، لكي يتم الاستفادة من هذه الإيجابيات.
وعن زيارته القصيرة إلى سوريا، أوضح الجنرال فوتيل أنها كانت بهدف لقاء بعض قوات الحلفاء هناك وتقييم الوضع بشكل فعلي من خلال وجهات نظرهم الخاصة.. وقال إنّ الولايات المتحدة تأخذ تهديدات استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا على محمل الجد، لافتاً إلى أن هناك رقابة صارمة على استخدام هذه الأسلحة، خاصة إذا كان هناك مستهدفون من المدنيين ولذا يجب التزام كافة المعنيين بقواعد القانون الدولي ذات الصلة.
وأكد أنّ المهمة الأساسية لقوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب هي التركيز على دحر تنظيم «داعش»، لافتاً إلى أنه مع الوضع المعقد في سوريا فإن النية هي التركيز على عناصر أخرى لـ«داعش» يجب التعامل معها.
وتابع قائلاً: «هناك الكثير من اللاعبين على الأرض الذين يقومون بالكثير من المهام والأنشطة في سوريا ونطالب الجهات المعنية بوقف إطلاق النار ومراعاة الوضع الإنساني وإيجاد مساعٍ دبلوماسية لإحداث تغيير دبلوماسي بدل الخيار العسكري ويجب أن تركز قواتنا للتحالف على المهام التي أوليت لنا وهي دحر تنظيم «داعش» .
وحول دور قوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب في منطقة «سيناء» المصرية، قال الجنرال فوتيل: «إن قوات التحالف لا تشارك بشكل مباشر في العمليات التي يخوضها الجيش المصري في سيناء»، مضيفا «نحن على تواصل جيد مع شركائنا في مصر وندرك العمليات التي يتم شنها وتنفيذها في سيناء.
هم يحاولون التعامل مع تهديد «داعش» ونأمل أن يكون مسعاهم ناجحاً وموفقاً ولكننا لا نشارك بشكل مباشر بهذه العمليات ولكن نقوم بعدة طرق بتقديم الدعم والمساعدة لمصر في الاستفادة من الخبرات والدروس للتعامل مع هذا العدو».

قائد القيادة المركزية الأمريكية: لا خطط لنقل قاعدة «العديد» من قطر ونأمل حل التوترات الراهنة وأن لا تؤثر على المنطقة

إسماعيل طلاي

الانتخابات ليست «فرح العمدة» على إيقاع الأغاني الوطنية… ومكان الرقص ليس لجان الاقتراع

Posted: 29 Mar 2018 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: أغلقت اللجان الانتخابية أبوابها وبدا الرئيس عبد الفتاح السيسي مهيئاً لولاية جديدة بأغلبية كاسحة وفق ماهو مخطط له سلفاً ليزداد وقع الهجوم على السلطة رغم سجونها المفتوحة على مدار الساعة لكل من يضبط بشبهة معارضة أو حتى تبرم. وبدت كلمات أنور الهواري رئيس تحرير «المصري اليوم» الأسبق أكثر دلالة حينما أكد أن الانتخابات بدأت بإكراه المرشحين على عدم الترشح، وانتهت بإكراه الناخبين على التصويت، الإكراه في السياسة ديكتاتورية محضة. وتابع قائلا: السيسي لم يتورع عن شيء في سبيل الوصول إلى السلطة، ولن يتورع عن شيء في سبيل البقاء في السلطة.
وجلب الإعلامي عماد الدين أديب لنفسه وعائلته المزيد من الأذى حينما دافع عن رقص بعض السيدات والرجال أمام اللجان الانتخابية، واصفا هذا السلوك بأنه «شبه تعبير الصحابة أثناء خروجهم لاستقبال الرسول». وأضاف: «أقول هذا مع الفارق في التشبيه بطبيعة الحال حتى لا يصطاد البعض في الماء العكر».
وقال: «الرقص جين متوارث في الشعب المصري منذ أيام الفراعنة، ولو تابعت الجداريات ستجد أن الرقص كان إحدى الوسائل للتعبير عن السعادة، والخبير زاهي حواس يؤكد ذلك». واستدرك : «طبعا نرفض الرقص المبتذل الذي يستهدف الإثارة ويكون على موسيقى فجة». وحفلت صحف أمس الخميس بسيل من الثناء على الرئيس ونظامه من قبل كتاب آثروا السلامة فيما وضع آخرون أرواحهم على أكفهم ومضوا مندددين بالسلطة وجبروتها وإلى التفاصيل:

تعالوا نرقص

«الرقص على واحدة ونص» أمام اللجان إبداع حصري للانتخابات المصرية بدأ في انتخابات عام 2014. ويقال إن أغنية «بشرة خير» هي الأساس وبعدها صار هز الأرداف والصدور علامة المرحلة! كما يؤكد طه خليفه في «المصريون» لا توجد أي انتخابات في العالم تشهد هذه الظاهرة التي يفسرها البعض بأنها انعكاس للفرحة والسعادة. ولكن أليس التعبير عن الفرحة له طرق أخرى وقورة حتى لا تنقل الكاميرات للعالم أننا نهز الوسط بدلا من أن ننتخب بعقولنا واختيارنا الحر. بدا المشهد الانتخابي أننا نخرج إلى اللجان لنرقص على الأغاني التي تنطلق من مكبرات الصوت هناك، وكأننا في درس عملي للتدرب على الرقص من ذلك الذي بشرت به المخرجة إيناس الدغيدي في فيلمها «ما تيجي نرقص»! مفهوم الانتخاب أن تقترع بصوتك وتسجله في البطاقة المخصصة وتعود إلى بيتك أو عملك، أو تمارس سعادتك بطريقة أكثر إتزانا ووقارا وجمالا. وإذا كان لابد من الرقص فهذا له مكانه المناسب الذي قطعا ليس هو الشارع. حتى عام 2014 لم تكن الظاهرة موجودة ولا أدرى كيف تشجعت أول فتاة أو سيدة لترقص أمام لجنة انتخابية وعن طريقها صار هذا الإبداع ماركة مسجلة. العالم كله يتابع عبر السوشيال ميديا فيديوهات راقصة تستدعي التنكيت علينا، خصوصا أن الأمر لم يقتصر على النساء فقط بل انضم إليه الرجال. البعض سيرد: ولماذا تستكثر على الناس الرقص بسبب فرحتهم بالأمن والاستقرار؟ الحقيقة أنني لا أريد تعريضهم لسخرية السوشيال ميديا العالمية التي امتلأت بالقفشات والتعليقات طوال اليومين الماضيين، والتذكير بأنها انتخابات رئاسية وليس فرح العمدة!

ليست حرة

المطالع للصور المنشورة أمام اللجان يؤكد أن معظم من احتشد للإدلاء بصوته قد ذهب من أجل «اللقطة» وحب الظهور. وقد لفت اهتمام سليمان الحكيم في «مصر العربية» الراقصة فيفي عبده التي حرصت على الوقوف أمام الكاميرا لالتقاط الصورة وسط حشد من الجماهير أمام الصندوق ممسكة ببطاقة التصويت وهي تؤكد أنها اختارت المرشح عبدالفتاح السيسي. وكان المفروض أن تقوم اللجنة بإبطال صوتها لأنها خرقت شرطا قانونيا بسرية التصويت التي نص عليها القانون والدستور، فضلا عن تصويرها داخل اللجنة. وما فعلته فيفي عبده فعله الكثير من الفنانين ورجال الأعمال بل والرئيس السيسي نفسه خرقا للقانون دون أن تلفت اللجنة نظر أحد منهم بالمخالفة القانونية التي ارتكبها داخل اللجنة. وليتهم اكتفوا بذلك فقط بل خرقوا الصمت الانتخابي الذي فرضه القانون قبل الانتخابات وأثناءها بالقيام بحث المواطنين على انتخاب مرشح بعينه بل وإكراه المواطنين على ذلك مما يتنافى مع شرط «الانتخابات الحرة» كما وصفها القانون والدستور تأكيدا لصحتها. فلا إكراه لمواطن على الإدلاء بصوته لمرشح معين، كما أن إذاعة الأغاني عبر ميكرفون أمام اللجنة وقيام البعض بالمجاهرة باسم السيسي ودفع المواطنين أو تحريضهم على التصويت له أمام اللجان ورفع صوره وتعليق اللافتات له على حوائط مقرات اللجان الانتخابية وتوزيع المواد التموينية والرقص والهتاف، كل ذلك يبطل التصويت داخل تلك اللجان لارتكاب البعض مثل تلك الأعمال المخلة بسلامة الانتخابات وصحتها. فإذا رصدنا كل ذلك فإنه يعني أنها ليست انتخابات وليست حرة!

سوريون هتفوا باسمه

مجموعة من الشباب في مدينة 6 أكتوبريحضون المواطنين على ضرورة التصويت في الانتخابات الرئاسية، لهجتهم تؤكد أنهم غير مصريين. اقترب منهم محمد أبو الفضل الكاتب في «الأهرام» واكتشف أنهم من سوريا. سأل أحدهم عن السبب الذي دفعهم للقيام بهذا التصرف، وهل يقومون بهذا العمل لحساب أحد؟ يقول أبو الفضل: أكد من سألته وزملاءه أنهم أحبوا مصر وشعروا فيها بالأمان، ورأوا أن زيادة نسبة التصويت في الانتخابات تمثل ردا قويا على من شككوا في الاستقرار الحاصل في البلاد. برروا دعوتهم الناس للتصويت بأنها أقل شيء يقدمونه اعترافا بجميل بلد وناس قدموا لهم المأوى في وقت بخلت عليهم دول أو تاجرت بمعاناتهم. موقف الشباب السوري يمكن قراءته بعيون كثيرة، فهناك من يرى فيه تعبيرا عن ولادة جديدة لمواطني دولة لم تنجرف مصر وراء من شاركوا في ذبحها، ومن يرى فيه نفاقا أو إيثارا لسلامة تنشد البقاء. غير أن الرسالة المهمة تكمن في الفعل التلقائي الذي ينطوي على اندماج وأمان ومودة لن تمحي من ذاكرة المصريين والسوريين القصص التي يمكن أن تسمعها من سوريين وغيرهم من دول عربية مختلفة تؤكد أنهم بدأوا حياة ملهمة في مصر، حياة أنستهم جانبا من المعاناة القاسية، بعيدة عن الخوف وأصوات الصواريخ وأزيز الطائرات واستقطاب الطوائف وعنف الميليشيات. لم يحشروا في مخيمات ومعسكرات لاجئين، أو يواجهوا إهانة لمجرد أنهم هاجروا قسرا من بلدهم. غالبية من تقابلهم من أشقاء عرب جاءوا من سوريا وليبيا والعراق واليمن، تعايشوا مع المجتمع وانخرطوا فيه بسهولة. لا تستطيع التفرقة بين مصري وعربي.

هل يثور على نظامه؟

السؤال يطرحه عبد الله السناوي في «الشروق»: هناك مساران افتراضيان لليوم التالي الذي تبدأ به الولاية الثانية. الأول يشوبه شيء من الأمل في إصلاح ما اختل وتصحيح الصورة في الداخل قبل العالم بتحسين ملف الحريات العامة وحقوق الإنسان والبيئة السياسية والإعلامية ورفع أي مظالم خلف قضبان السجون وإعادة النظر في السياسات والأولويات، التي استدعت عدم مشاركة قطاعات ممن لهم حق الاقتراع كأنه احتجاج صامت. هناك تسريبات متواترة تزكي ذلك المسار لكنها غير ممسوكة وغير مؤكدة، كما يصعب المضي فيه بالنظر إلى مراكز قوى تمركزت في بنية الدولة صادرت السياسة والإعلام وكل ما يتحرك في البلد. مثل هذا المسار الافتراضي يقتضي أن يثور الرئيس على نظامه ويستجيب لمطالب مجتمعه وحقائق عصره. في مطلع عهده دعاه الأستاذ محمد حسنين هيكل ـ حريصا على نجاح تجربته ـ إلى الثورة على نظامه، ولم تكن هناك أي استجابة أو بحث في الفرص المتاحة. والثاني مزعج بقدر ما ينذر كأن يضيق المجال العام بأكثر مما هو حادث وتتسع سطوة الدولة على مؤسسات المجتمع المدني وتدخل مصر كلها إلى حالة ترويع يضرب في الاستقرار وفرصه، والأمن وضروراته ويساعد الإرهاب على التمركز ويسحب على المفتوح من أي أمل في المستقبل. ذلك ضد النظام السياسي الحالي بقدر ما يزيد الهوة مع شعبه بدلا من الانفتاح على مكوناته والحوار معها بندية واحترام. في اليوم التالي للانتخابات هناك منزلقان ماثلان: تأسيس حزب سلطة جديد من داخل «ائتلاف دعم مصر» باسم توفير «غطاء سياسي» يفتقده الرئيس وتعديل الدستور بما يفتح فترات الرئاسة بغير سقف. لم يكن لنواب الائتلاف أدوار يعتد بها في حشد المواطنين إلى لجان الانتخابات، فالأدوار كلها احتكرتها أجهزة الدولة الأمنية والإدارية والمحلية.

«علشان خاطر عيونه»

الأيام الثلاثة الماضية شهدنا ما نقلته شاشات الفضائيات وصفحات «السوشيال ميديا» من وصلات رقص على أنغام الأغاني الوطنية وموسيقى المهرجانات… محمد سعد عبد اللطيف في «مصر العربية» نقل بعضا مما لم ينقل لك من وصلات «الحنجلة» الوطنية: أمام لجنة من لجان دائرة العجوزة أصطف في اليوم الثاني من الانتخابات العشرات من مهندسي وموظفي وعمال أحد فروع شركة بترول حكومية، يحملون أعلام مصر وصورا للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، كما منع مدير مديرية الإسكان في محافظة في شمال الصعيد موظفيه من التوقيع في دفاتر الحضور والانصراف إلى إظهار الحبر الفسفوري الدال على القيام بالواجب الوطني. وهو ما تكرر مع المصالح والهيئات التي تشرف عليها المحافظة بشكل مباشر. أعلنت محافظة القليوبية عن مشاركة رجال الأعمال من أبناء المحافظة بـ 22 رحلة عمرة سيتم منحها للمشاركين في الانتخابات الرئاسية عن طريق القرعة العلنية. وعندما أثار الخبر حفيظة الإخوة الأقباط في المحافظة لأن قرعة العمرة إلى بيت الله الحرام لن تشملهم أعلن اللواء محمود عشماوي، محافظ القليوبية، منح 100 ألف جنيه لأعلى ايبارشية تصويتا في الانتخابات الرئاسية، أو أكثر من 40 ٪ من ايبارشيات الأقباط الثلاث في المحافظة و100 ألف جنيه للكنيسة الإنجيلية. ووعدت محافظ البحيرة نادية عبده بمكافأة القرى والمراكز التي ستشهد إقبالا كبيرا على اللجان الانتخابية بحل مشاكلهم سواء في المياه أو الصرف الصحي. وأعلن الدكتور حسن راتب، رئيس مجلس أمناء جامعة سيناء، عن تبرع الاتحاد التعاوني بـ 4 ملايين جنيه لأعلى قرية ومركز ومدينة في نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية لاستنهاض الهمم. أما أنصار المقاطعة والداعين لها فلهم السجون، وهو ما حدث بالفعل، حيث تم القبض على رجل وزوجته في الغربية لقيامهما بدعوة المواطنين إلى عدم المشاركة في الانتخابات.

«جتكم ستين نيلة»

كثفت أجهزة ومؤسسات الدولة ونواب ورجال أعمال وأحزاب الجهود لحشد الناخبين في آخر أيام التصويت في الانتخابات الرئاسية، أمس، إذ تبارت بعض المصالح والهيئات في نقل منتسبيها إلى اللجان، ومنحت هيئات أخرى موظفيها إجازة بأجر كامل، ولوحت الهيئة الوطنية للانتخابات بتوقيع غرامة عدم التصويت، ورصدت «المصري اليوم» توزيع أموال وهدايا عينية أمام بعض اللجان، فضلا عن تنظيم أنصار الرئيس عبدالفتاح السيسي، مسيرات تصاحبها فرق موسيقية أمام اللجان لحث الناخبين على التصويت، وانتشرت سيارات غير معروفة التبعية تحمل مكبرات صوت للهدف ذاته. وكثف حزب النور، السلفي، تحركاته لحشد الناخبين. ونفت الهيئة الوطنية للانتخابات ما تردد عن تحصيل غرامة عدم التصويت (500 جنيه وفقا للقانون) على فواتير الكهرباء، لكنها أعلنت، عبر متحدثها الرسمي، عزمها حصر المتخلفين عن الاقتراع وإرسال أسمائهم إلى النيابة العامة لتحديد آلية التحصيل. كما نفت ما تردد حول مد فترة التصويت إلى اليوم، وهو ما نفته غرفة عمليات مجلس الوزراء أيضاً. وفي كفر الشيخ، قال المحافظ للمقاطعين، في لقاء تليفزيوني بثته قناة العاصمة على الهواء: «اقعدوا في بيوتكم وشوفوا اللي هيطبطب على قفاكم من ورا.. جتكم ستين نيلة».

منع الانتشار الإخوانى

نحن أمام تغيير جذري فى السعودية تجاه جماعة الإخوان كما يؤكد يوسف أيوب في «اليوم السابع»، المملكة شريكة لمصر والإمارات والبحرين في خطوات مكافحة الإرهاب المدعوم والممول من قطر، وعلى رأسهم جماعة الإخوان. وأدرجت الرياض الإخوان ضمن الكيانات الإرهابية. لكن هذه هي المرة الأولى التي تعلن السعودية عن إجراءات لمنع الانتشار الإخوانى داخل المملكة، وتحديداً في التعليم الذي كان لفترة طويلة المنفذ الذي دخلت من خلاله الجماعة إلى عقول أبناء الخليج، لذلك فإن التحرك السعودي لتنقية المناهج التعليمية وأيضاً إبعاد الشخصيات التي لها علاقة بالجماعة هي خطوة تزيد من خنق الجماعة الإرهابية التي بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة، وهو ما نستطيع اكتشافه من ملاحظات عدة، أهمها أن قيادات الإخوان المتواجدين في الولايات المتحدة حاولوا تنظيم وقفات احتجاجية فب واشنطن ونيويورك خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان لأمريكا لكنهم فشلوا في مسعاهم، ولم ينضم لهذه الدعوة المشبوهة إلا ما يقرب من 20 شخصا فقط. الأمر الآخر كان في ظهور زعيم تنظيم القاعدة الإرهابب أيمن الظواهري في تسجيل مرئي جديد، بثته مؤسسة «السحاب» الذراع الإعلامية للقاعدة الأسبوع الماضي، للدفاع عن الإخوان بعد تصريحات الأمير محمد، وهو الأمر الذي يعد إشارة هامة إلى عمق الارتباط والاتصال القائم، ما بين جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة، ومدى تأثير ما قاله ولي العهد السعودي وما تبعه من إجراءات على مستقبل الجماعة الإرهابية، وإلا لماذا خرج الظواهري في هذا التوقيت منتقداً الإجراءات السعودية ومدافعا عن الإخوان. ولا ننسى هنا أن الظواهري سبق أن وصف نفسه بأحد التلاميذ النجباء لـسيد قطب، المنظر الأدبي لجماعة الإخوان.

حذار من الإرهاب

لا ينبغي التهوين من العملية الإرهابية الفاشلة التي استهدفت موكب مدير أمن الإسكندرية اللواء مصطفى النمر قبل أيام، ولكن في الوقت نفسه يرفض مرسي عطا الله في «الأهرام» التهويل واندفاع البعض إلى تحميل هذه العملية الفاشلة بأكثر مما تحمل حقائقها الموضوعية والمكانية والزمنية باعتبارها فرارا من التحدي الذي لم يعد بمقدور فصائل الإرهاب تحمل تبعاته على أرض سيناء. ينبغى أن ننظر إلى جريمة الإسكندرية باعتبارها محاولة يائسة للتغطية على الهزائم المتلاحقة للإرهابيين في سيناء وإخفاء وجه الحقيقة التي تؤكد كل شواهدها أنهم في النزع الأخير. ومع ذلك فإن علينا حتى بعد انتهاء حملة سيناء 2018 وتحقيق كامل أهدافها ألا نستبعد من حساباتنا في الغد أن الإرهاب يظل خطرا محتملا ينبغي التحسب له داخل وخارج مصر. إن مثل هذه العمليات الطائشة تستهدف إحداث قدر من الرعب والفزع بغية تكريس شلل في الفكر والحركة خصوصا عندما يصاحب مثل هذه العمليات ترويج للأكاذيب والشائعات. ولكن من حسن الحظ أن الشعب المصري بات يمتلك وعيا وإدراكا يمكّنه من تجنب الوقوع في أسر هذه الدعايات السوداء التي سرعان ما تتحول إلى أسلحة فاسدة ترتد إلى صدور وعقول من يطلقون قذائفها ويكتشفون بعد فوات الأوان أنهم يصنعون الكذبة بأفواههم ولا يجدون أحدا يصدقها سواهم. وأكبر دليل على ذلك هو خروج الملايين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية بكل مشاعر الثقة في الحاضر والمستقبل! إن في سجل العمليات الإرهابية الطائشة وقائع لا تنتهي، واحتمال تكرارها وارد وغير مستبعد، ولكن المهم هو كيف نتعامل معها.

«قالوا إيه علينا»

الكاتب في صحيفة «المصري اليوم» حمدي رزق متشوق جدا لمطالعة تقرير الوفد الأمريكي لمراقبة الانتخابات الرئاسية: يسمونه صحافيا الوفد الراقص، رقص في المنوفية بالعصي على أغنية قالوا إيه علينا.. وقالوا إيه، كما أنه ضرب أنفاسا ساخنة من معسل قص البرج بعد أكلة فطير مشلتت بالعسل الأبيض والجبنة القديمة، الوفد عمل دماغ عالية قوي، ربنا يعلي مراتبك يا خواجة. تسلم إيدين الست اللي عملت الفطير، لهلوبة، الفطير المنوفي لا يقاوم، ريحته تهب من ع الزراعية، ويغنون للحبيب في لهفة الفطير، ع الزراعية يا رب أقابل حبيبي.
وصلنا حيث ترامب إذ رصد مصطفى عبد الرازق في «الوفد» مدى تراجع هيبة ووقار المنصب الذي يحتله وهبط به إلى الحضيض، ورغم أن ترامب أتى إلى منصبه على أسس ديمقراطية إلا أنه يطيح بأبسط قواعدها، إنه رئيس شعبوي فج في عباراته ومواقفه بشكل يدعو للخجل. فلا هي من قواعد الدبلوماسية في العلاقات بين الدول ولا هي من قواعد اللباقة في العلاقات بين الأشخاص. ما تمنيت يوما أن أشهد انقلابا على الديمقراطية مثلما تمنيت أن أشهد انقلابا على ترامب، دعك من أن يكون ذلك بسبب مواقفه من القضية الفلسطينية ونقل عاصمة إسرائيل إلى القدس، وابتزازه للعرب واعتبارهم بقرة حلوبا، فهذه كلها سمات أو سلوكيات ربما مارسها غيره من الرؤساء من قبل، وإنما أنا أنظر له هنا من منظور سلوكياته في سياق النظام السياسي الأمريكي. ورغم أن الكثيرين تحدثوا عن ملامح تراجع القوة الأمريكية وبدء انهيارها وهو حديث مضت عليه عقود إلا أننى أرى في مواقف الرئيس الأمريكي تجسيدا لهذه التوقعات بشكل يمكن أن تمثل معه فصلا من فصول هذا الانهيار والتراجع. كل ذلك رغم أن الأمريكيين انتخبوه بإرادتهم الحرة ودون أن يفرض عليهم أحد هذا الاختيار. ولعل ذلك يؤكد فرضية أن الديمقراطية قد لا تأتي في كل الأحوال بالأصلح. هذا رغم إشارة البعض الى تدخلات روسية ساهمت في تعزيز فرص نجاح ترامب. وهو أمر أكدت التحقيقات صحة جانب كبير منه. من بين السلوكيات التي يمكن رصدها للرئيس الأمريكي وتمثل تجاوزا لأسلوب العمل مثلا إدارة السياسة الأمريكية داخلية أو خارجية من خلال شبكة التواصل الاجتماعي بتغريداته على «تويتر»، وهو أسلوب غير مؤسسي ويمثل تحولا في آليات عمل النظام الأمريكي.

حتى أنت يا ناديه

قالت المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة «إن المحافظة ستكافئ القرى والمراكز التي ستشهد إقبالا كبيرا على اللجان الانتخابية بحل مشاكلهم سواء في المياه أو الصرف الصحي» فردت كريمة كمال غاضبة في «المصري اليوم»: لم تتردد المحافظ للحظة فيما تدلي به لتدرك أن ما تقول به كمكافأة هو في الواقع واجب المحافظة حيال كل القرى والمراكز سواء كانت الأكثر تصويتا أو الأقل تصويتا. لم تدرك السيدة المحافظ أن الانتخاب حق للمواطن يمارسه متى أراد استخدام الحق المكفول له وليس بابا للحصول على مكافأة أو طريقا لحل المشاكل المستعصية من مياه وصرف صحي. وليتها كانت الوحيدة بالتلويح بالرشاوى للحث على النزول للانتخاب. لقد انضم إليها محافظون آخرون مثل محافظ أسوان اللواء مجدي حجازي إذ يعلن عن جوائز مالية للوحدات الأعلى تصويتا. وها هو محافظ مطروح اللواء علاء أبوزيد يعلن عن جوائز رحلات للعمرة للمناطق الأعلى تصويتا، وصار الأمر مزادا للرشاوى كلٌّ وما يتفتق ذهنه عنه من أفكار لشكل وطريقة هذه الرشاوى التي يرى أنها ستدفع المواطنين دفعا للنزول للتصويت! المشكلة الحقيقية في أداء هؤلاء المحافظين أنهم كمسؤولين اندفعوا لتنفيذ رغبة السلطة في حث المواطنين على النزول بكثافة للمشاركة في الانتخابات أملا في الوصول لنسبة مشاركة عالية فتفننوا في تقديم المكافآت غير مدركين أنها لا تخرج عن كونها رشاوى انتخابية، وأننا لو كنا في بلد ديمقراطي يفعّل القانون لتمت محاسبتهم على ذلك.

قنابل بشرية موقوتة

كيف يمكن جذب الشباب للعملية السياسية عموما وليس فقط مجرد التصويت في الانتخابات؟ الإجابة على لسان عماد الدين حسين في «الشروق»: إن ذلك لن يتم بقرار جمهوري أو وزاري، ناهيك بالطبع عن المناشدات من الشخصيات العامة. الحل هو توفر مناخ عام يقنع غالبية الشباب بالمشاركة. لن نستطيع أن نقنع الجميع، لكن على الأقل ضرورة توفير بيئة تبعث برسالة إلى الشباب بأن ذهابهم إلى التصويت له معنى وقيمة وآثار إيجابية على مستقبلهم.
من أسوأ التصورات أن يكتفي البعض بانتقاد الشباب، وهو غير مدرك أنهم كل المستقبل. واجبنا، نحن كبار السن، أن نبذل كل الجهود لتوفير الأجواء التي تقنع الشباب، ليس فقط بالمشاركة في العملية السياسية ولكن بأن هناك أملا في هذا الغد، بدلا من أن تكون كل أحلامهم هي الهجرة للخارج حتى لو كانت غير شرعية عبر مراكب متهالكة تغرق في مياه البحر المتوسط! كانت هناك رسائل إيجابية عديدة من الدولة تجاه الشباب في العامين الأخيرين، خصوصا من مؤتمرات الشباب، وإطلاق سراح بعض المسجونين من الشباب. نرجو أن تتسع هذه المبادرات حتى لا توفر للمتطرفين والإرهابيين الخزان البشري لتجنيد القنابل البشرية الموقوتة.

فساد بعلم الحكومة

أحبطت سلطات مطار القاهرة عملية تهريب كميات كبيرة من فرس النهر، أخفاها ركاب متجهون إلى المملكة العربية السعودية في حقائبهم! فرس النهر، كما يعرفه عمرو حسني في «التحرير»، حيوان فقاري آكل للعشب يفوق حجمه ميكروباص يتسع لدستة من الركاب. ضحكت، يضيف عمرو، فهمت على الفور أن المقصود بالطبع هو فرس البحر، ذلك الحيوان القشري الصغير الذى يجففه العطارون وينصحون بتناول مسحوقه كمادة لتقوية القدرة الجنسية للذكور. كنت أتمنى ألا يمر ذلك الخطأ الضخم مرور الكرام دون أن ينتبه له أحد. كلما تطرق الأمر دائمًا في صحافتنا العربية غير العلمية إلى الحديث حول ما يسمى بالثقوب السوداء، تدور خزعبلات يقينية حول التوقعات، غير المثبتة حتى الآن، التي كان يرجحها عالم الفيزياء الشهير ألبرت إينشتاين، والتي تتعلق بقدرة الثقوب السوداء على نقل الأشياء التي تمر من خلالها عبر الزمان والمكان، دون أن يبذل من يكتبون عنها الآن أي محاولة جادة لفهم طبيعتها الفيزيائية، باعتبارها شموسا قديمة انطفأت بعد انتهاء وقودها النووي، وتحولت إلى مادة خاملة غير قادرة على الانشطار، تقزمت بفعل قوة الاندماج النووي خلال ملايين السنين، وتحولت كل شمس منها بعد انطفائها إلى كتلة فقدت فراغها الداخلي الهائل الذي يصنع حجمها الكبير، لتصير بحجم ثمرة برتقال صغيرة لها كثافة شمس عملاقة وقوة جذبها المخيفة. تلك البرتقالات السوداء تنتشر في الفضاء كفخاخ لا تراها العين، تجذب كل ما يقترب من مجالها لكي يندمج معها، ويصير جزءًا منها مهما بلغ حجمه. وفكرة عبور كل ما تجذبه ليمر من خلالها إلى أمكنة وأزمنة مختلفة في الكون لم يتم إثباتها حتى الآن ولو رياضيا، ولا تعدو أكثر من مجرد تكهنات.

صفقة صلح

نتحول بالحرب نحو أحد رموز المخلوع مبارك الذين لا ينساهم محمود خليل في «الوطن»: أعلنت الحكومة المصرية التصالح رسمياً ونهائياً مع أحمد عز، أمين التنظيم السابق للحزب الوطني نظير دفع مليار و700 مليون جنيه، منها 600 مليون جنيه تم استردادها من الخارج. المرجح أن المقصود بها الـ34 مليون دولار التي أعادتها لنا سويسرا. قد ينظر البعض إلى صفقة الصلح كواحدة من الصفقات المفيدة للدولة المصرية، إذ أدت إلى حصولها على ما يزيد على مليار جنيه حصل عليها أحمد عز دون وجه حق. وقد يتبنى آخرون وجهة نظر نقيضة تذهب إلى أن ما حصلت عليه الدولة لا يشكل نسبة ذات بال مما «كوّش» عليه ملياردير الحزب الوطني. وقد يتساءل أصحاب وجهة النظر تلك كيف تأتى لرجل واحد أن يجمع هذه الأرقام التي تعد بالنسبة لكثير من المصريين أرقاماً خزعبلية؟ واضح أن الحديد بيكسب كتير، خصوصاً في ظل احتكام السوق إلى قواعد احتكارية. وبمناسبة الحديث عن سعر الحديد، فالمؤكد أنك تتابع الارتفاعات الملحوظة في سعر طن الحديد التي شهدها شهر مارس/آذار الحالي، أي عقب توقيع صفقة التصالح مع أحمد عز. وتشير الأرقام إلى أن سعر الطن من حديد عز يقترب من الـ13 ألف جنيه. تداعيات ارتفاع أسعار الحديد معلومة بالضرورة. أبرزها زيادة أسعار العقارات وكل المنتجات الأخرى التي يدخل الحديد في صناعتها. الأخطر أن ارتفاع أسعار الحديد يمكن أن يكون له مردود سلبي على المشروعات القومية التي تبنتها الدولة عبر السنوات الأربع الماضية. ومن المفترض أن تستكمل مشوارها فيها خلال السنوات المقبلة. الحديد على سبيل المثال مهم للغاية بالنسبة لمشروع العاصمة الإدارية الجديدة، ومشروعات المدن التى يتم إنشاؤها في الظهير الصحراوي.

الانتخابات ليست «فرح العمدة» على إيقاع الأغاني الوطنية… ومكان الرقص ليس لجان الاقتراع

حسام عبد البصير

عقب وعد ترامب لاردوغان بإتمام صفقة صواريخ «باتريوت»… هل تفكر تركيا في التخلي عن اتفاقية «إس 400» مع روسيا؟

Posted: 29 Mar 2018 02:25 PM PDT

إسطنبول ـ «القدس العربي» : خلال الاتصال الهاتفي الأخير الذي جرى الشهر الحالي بين الرئيسين الأمريكي والتركي أعاد دونالد ترامب طرح مسألة بيع تركيا منظومة الدفاع الجوي والصاروخي «باتريوت» على أردوغان بقوة، فاتحاً الباب أمام تساؤلات واسعة حول مصير صفقة شراء أنقرة منظومة الدفاع «إس 400» من روسيا.
وحسب ما كشفه المسؤولين ووسائل الإعلام التركية عن فحوى الاتصال الذي جرى بين الزعيمين، فإن ترامب ألمح بقوة إلى اعتراض بلاده على لجوء تركيا إلى شراء منظومة دفاعية إستراتيجية من روسيا رغم أنها أحد أبرز دول حلف شمال الأطلسي «الناتو».
يقول الناطق باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ: «ترامب طرح خلال الاتصال، موضوع منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الروسي إس 400»، مضيفاً: «أردوغان أبلغ ترامب، بأن تركيا طلبت من الولايات المتحدة شراء منظومة باتريوت، إلا أن الطلب قوبل بالرفض ما دفع أنقرة إلى سد احتياجاتها من مكان آخر»، وتابع: «ترامب عرض على أردوغان، بيع بلاده المنظومة، ورد أردوغان على العرض بأن بلاده مستعدة لتنويع منظومات دفاعها الجوية».
هذه التصريحات كشفت عن نية تركيا «تنويع» منظومات دفاعها الجوية، وهي إشارة واضحة إلى أن تركيا لا تنظر إلى صفقة «باتريوت» كبديل عن صفقة «إس 400» مع روسيا، في المقابل صرح وزراء في الحكومة التركية بشكل أوضح مؤكدين أن إلغاء تركيا لصفقة «إس 400» مع روسيا «أمر غير مطروح». المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي آق صوي، أكد مواصلة بلاده المحادثات مع الولايات المتحدة من أجل شراء «باتريوت»، لكنه أشار إلى أن «تركيا منذ 10 سنوات تتواصل مع حلفائها وعلى رأسهم واشنطن من أجل شراء منظومة دفاع جوي، إلا أنها لم تحصل على أي نتائج»، ولفت إلى أن «روسيا قدمت عرضا مغريا لبيع تركيا منظومة إس-400 الصاروخية»، وأعاد التأكيد على أن المنظومة الروسية لن يتم إدماجها ضمن قوات حلف شمال الأطلسي، وأنها ستعمل منفردة.
وفي مقالاتهم الأسبوع الحالي، رأى الكثير من المحللين الأتراك أن بلادهم ترغب بقوة في الحصول على المنظومة الأمريكية، ولكن ليس على حساب التخلي عن تعاونهم مع روسيا، مستبعدين بشكل كبير لجوء أنقرة إلى إلغاء صفقة «إس 400» مع روسيا، والتي وصلت إلى مراحل متقدمة.
وخلال السنوات الأخيرة، ومع تصاعد التهديدات المقبلة من سوريا والعراق، كثفت تركيا مساعيها بشكل غير مسبوق من أجل الحصول على منظومة دفاعية متقدمة، وأجرت مفاوضات مع الصين وروسيا والناتو للحصول على منظومة دفاعية، كما وقعت اتفاقيات مع شركة إيطالية فرنسية لصناعة منظومة دفاعية وطنية، إلى جانب منظومات محلية متوسطة يجري العمل على تطويرها حالياً.
وعقب أشهر طويلة من المباحثات، أعلن وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي، نهاية العام الماضي أن بلاده أنهت الاتفاق مع روسيا بشكل كامل من أجل شراء 4 بطاريات «إس-400» للدفاع الجوي، حيث تعتبر هذه المنظومة مضادة لطائرات الإنذار المبكر، وطائرات التشويش، وطائرات الاستطلاع، ومضادة أيضًا للصواريخ البالستية متوسطة المدى، وذلك بعد أن اتهمت أنقرة واشنطن و»الناتو» بـ»المماطلة» في بيعها منظومة «باتريوت».
وعلى هامش القمة التركية الروسية الإيرانية المقرر انعقادها في إسطنبول في الرابع من الشهر المقبل حول سوريا، يتوقع أن يطرح أردوغان على نظيره الروسي فلاديمير بوتين مسألة تسريع عملية تسليم أول وحدة من منظومة «إس 400» إلى أنقرة.
وبينما لمس المسؤولين الأتراك جدية مختلفة هذه المرة لدى الإدارة الأمريكية من أجل بيع أنقرة المنظومة الأمريكية، رأى محللون أن هذا التوجه يأتي في إطار رغبة ترامب في عقد مزيد من الصفقات العسكرية التجارية على غرار ما فعل مع دول الخليج وغيرها من الدول مؤخراً.
والأربعاء، وقع وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشاك في وارسو عقد شراء منظومة صواريخ باتريوت الأمريكية بقيمة 4,75 مليار دولار.
وبعد أيام فقط من وعد ترامب لأردوغان ببيع تركيا منظومة «باتريوت»، وصل إلى العاصمة التركية أنقرة، وفد من وزارة الدفاع الأمريكية، للبحث في تفاصيل الملف، حيث قالت وسائل الإعلام التركية إن «الوفد وصل وفي جعبته عرض مغرٍ» سيتم طرحه على المسؤولين الأتراك.
وتزامن وصول الوفد، مع اجتماع موسع ترأسه أردوغان، الخميس، لـ»مستشارية الصناعات الدفعية التركية»، لبحث جهود تطوير قدرات القوات المسلحة التركية، وتعزيز الصناعات الدفاعية، حيث يتوقع أن يتصدر ملف «باتريوت» و»إس 400» المباحثات، كما يأتي الطرح الأمريكي مع دعوة ترامب لتعزيز التعاون مع تركيا في الملف السوري ومباحثات الجانبين الأمريكي والتركي حول سوريا، حيث يصل اليوم الجمعة، وفداً من وزارة الخارجية التركية إلى واشنطن لبحث ملف سحب الوحدات الكردية من مدينة منبج.

عقب وعد ترامب لاردوغان بإتمام صفقة صواريخ «باتريوت»… هل تفكر تركيا في التخلي عن اتفاقية «إس 400» مع روسيا؟

إسماعيل جمال

الأردن: أقطاب وزارة الملقي ومشاريع «تَملُّص» من رفع الأسعار… والرئيس «تغيب» بعد «خطاب الجينز»

Posted: 29 Mar 2018 02:25 PM PDT

عمان- «القدس العربي»: يبلغ وزير المالية الأردني عمر ملحس رسمياً البرلمان بأن الحكومة لن تتراجع عن الضريبة التي فرضتها على سيارات الكهرباء المختلطة بالرغم من ملامح القضاء التام على تجارة هذه السيارات بسبب زيادة سعرها بعد التصعيد الضريبي في الاسواق المحلية.
آخر المعطيات تقول أن الربع الأول من العام الحالي انتهى بتسجيل 10 سيارات فقط من فئة الهايبرد الكهربائية مما يؤدي إلى تراجع كبير في واردات الخزينة من الرسوم على فئة من السيارات. وبالرغم من ضعف عوائد الخزينة إلا ان الوزير ملحس يصر على ان القرار المتخذ لن يتم التراجع عنه.
سياسياً لا تستطيع الحكومة التراجع عن اي قرار اتخذته وسط الإيحاء بأنها تقر بحصول خطأ في الحسابات.. ففي اجتماعات مغلقة للتقييم يبلغ ملحس زملاء له بأن كلفة أي تراجع ستكون كبيرة والحسابات التي أجراها ماليا مبنية على إجراءات صحيحة وبدون تشكيك. وفي الاجتماعات نفسها بدأت الجهات الخبيرة تتوقع تراجعا في تحصيل واردات الخزينة بسبب الركود بنسبة قد تصل إلى 10 %.
مسؤول بارز أبلغ «القدس العربي» بأن توقعاته الشخصية ان تتقلص الواردات بنسبة قد تبلغ رقماً كبيراً داعياً إلى عدم الاستهانة برقم مثل 10 % تقلص في الواردات.
لكن الوزير ملحس يعتبر هذا الرقم وهمياً ويصر على ان حسابات خطته المالية مبنية على اساس المجازفة بان تتقلص واردات الخزينة بنسبة لا تزيد عن 4 % في أسوأ الأحوال داعياً إلى الثبات في مستوى الإجراء الصحيح مالياً وإقتصادياً وعدم التراجع. وحتى مع بعض اعضاء البرلمان المتفهمين لإجراءات الحكومة الأخيرة المرفوضة شعبياً يرفض الوزير ملحس اي إيحاء بالتراجع ولا يقبل التحدث عن مؤثرات اجتماعية مشيراً إلى ان الجانب الاجتماعي ليس شأنه.
في الاجتماعات الخاصة بالطاقم الوزاري والتنموي والتي تنظم برئاسة نائب رئيس الوزراء جعفر حسان يحاول الطاقم إجراء تقييم فني له علاقة بترسيم نسبة التراجع التي لا تضر بأرقام الحكومة في مجال تقلص الإيرادات جراء ركود السوق وارتفاع كلفة التضخم وتلك التقارير الميدانية التي تتحدث عن إغلاق المئات من المصالح التجارية وتضرر الكثير من القطاعات بسبب «انكماش» سيولة الأردنيين المالية. وفي الأثناء يستفسر الدكتور حسان عن الخلفيات التي تبرر الهجوم الحاد عليه شخصياً حتى قبل مشاركته في أي قرار أو اتجاه قبل انضمامه مؤخراً للحكومة. حسان أطلق تصريحاً غريباً في احد الاجتماعات مؤخراً التقطته التقارير الصحافية عندما اعتبر ان الطاقم الاقتصادي يتولى مجرد «التنفيذ» للخطة الاقتصادية الموضوعة من قبل المؤسسات الدستورية.
عنصر الغرابة في هذا التصريح المستعجل والمبكر ناتج عن البرامج الاقتصادية كان اصلاً ينتج من قبل حسان حصرياً قبل انضمامه للحكومة وبصفته مديراً بارزاً في الديوان الملكي وبخلفية اقتصادية.

نغمة «شخصانية»

لا يمكن الان بصورة محددة معرفة مقاصد الوزير حسان من وراء التركيز فجأة على انه يقود فريقاً تنفيذياً فقط بمعنى يتولى تطبيق التعليمات والخطط ولا يصنعها. تلك نغمة شخصانية وزارية تحاول مخاطبة الرأي العام ومشاعر الشارع الذي انتقل من الهتاف ضد رفع الاسعار والضرائب إلى الخطاب المنادي بإسقاط»النهج الاقتصادي».
ثمة شكوك في الرأي القائل بأن الدكتور حسان يحاول التملص من مسؤوليته المباشرة قبل الوزارة وبعدها عن «صناعة الخطط الاقتصادية» لكن بعض الإيحاءات بدأت تصدر عن الرجل الذي يقود المطبخ الاقتصادي عملياً وضمن منهجية»دفاعية» تبريرية.
الحكومة على الأرجح لا تريد مخالفة قواعد العمل الدستوري التي تجعلها مسؤولة أمام البرلمان والشعب والقصر الملكي عن وضع الخطة وتنفيذها وتعليق الدكتور حسان يتنافس مع اصرار الوزير ملحس على عدم التراجع بشأن سيارات الهايبرد في إنتاج المزيد من الإثارة داخل الطاقم الوزاري وصناعة المزيد من المساحات غير الجماعية.
ومؤخرا يبدو ان بعض الوزراء من الفاعلين في المسألة الاقتصادية والمالية تحديداً في سياق الدفاع عن انفسهم. خبير مهم في الدولة تحدث لـ «القدس العربي» عن عدم شعور وزراء القرار الاقتصادي تحديداً بـ «الأمان الوطني والاجتماعي» وتشكل مخاوف عند بعضهم من تركهم لقواعد اللعبة في الشارع وهو تفسير من المبالغة الاعتماد عليه فقط في محاولة فهم الاسباب التي دفعت الوزير حسان إلى الاسترسال في التحدث عن «مهام تنفيذية « له ولطاقمه مع انه تحديدًا أبرز راسمي وواضعي الوصفات والإتجاهات على الاقل في مرحلة ما قبل إنضمامه للوزارة حيث لا حماية لا من الشارع ولا من البرلمان ولا من الإعلام، الأمر الذي شعر به على الأغلب مبكراً حسان ودفعه للسؤال: ما الذي قررته او فعلته حتى يهاجمني الجميع بهذه القسوة؟
وهو ما لا يشعر به النائب الأول لرئيس الحكومة جمال صرايره الذي يتحرك في فضاءات اجتماعية معزولة عن الخط الاقتصادي للحكومة ويحاول التصرف كعنصر «مترفع» وصلب في الحكومة وكرئيس محتمل للوزراء لاحقاً بخلفية اجتماعية وسياسية. وتبرز هذه النغمات عند نائبي الرئيس فيما تغيب الدكتور الملقي مؤخراً عن المشهد والاضواء والاشتباك الايجابي مع التفاصيل حيث كانت إطلالته الأخيرة عبر لقاء «الجينز» الشهير الذي أثار ضجة غير معهودة عندما طالب الأردنيين بالتخفيف من الاستهلاك واقترح عليهم بأن الوظيفة العامة عبارة عن «معونة وطنية».
وفي كل حال أي محاولة من قبل اي وزير للتملص من المسؤولية وتأسيس وهم في هذا الاتجاه ستخفق على الأرجح والشارع المتحرك في الأردن يهتف ضد رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي وحكومته ولا يهتف ضد وزراء محددين باعتبارهم «الحلقات الأضعف» في الهيكل ورغم ذلك يمكن القول واقعياً بأن وزير المالية قد يكون الوحيد حتى اللحظة الذي يقول «كلمة واحدة» ولا يبدل بلهجته ويظهر جرأة في مواجهة كل النتائج.

الأردن: أقطاب وزارة الملقي ومشاريع «تَملُّص» من رفع الأسعار… والرئيس «تغيب» بعد «خطاب الجينز»
تصريح غامض للدكتور حسان وتشدد عند ملحس ومسافة يصنعها الصرايره
بسام البدارين

اليمن: «المؤتمر الشعبي» يعلن تمسكه بمنصور هادي رئيساً للحزب في محاولة لاستعادة لحمته التنظيمية

Posted: 29 Mar 2018 02:25 PM PDT

تعز-صنعاء ـ «القدس العربي» : أعلن حزب المؤتمر الشعبي العام تمسكه بالرئيس عبدربه منصور هادي رئيساً للحزب خلفا للرئيس الراحل علي عبدالله صالح الذي أعدمته الميليشيا الانقلابية الحوثية في صنعاء في 4 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
جاء ذلك في اللقاء التنظيمي الموسع الثالث لقيادات حزب المؤتمر في المحافظات الجنوبية اليمنية، حيث أكد تمسكه بالرئيس هادي رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي العام وفقا للنظام الداخلي للمؤتمر، وشدد على أهمية الوحدة التنظيمية لحزب المؤتمر والعمل على تجاوز ما يوجهه من صعوبات.
وأكد البيان الختامي الصادر عن اللقاء الحزبي الموسع الذي عقد أمس بعدن بمشاركة أكثر من 1173 عضو، تحت شعار (معا لتعزيز شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام) على ضرورة الاستمرار في دعم مخرجات الحوار الوطني وتقديم الدعم اللامحدود للمقاومة الشعبية والجيش الوطني المدعوم من التحالف العربي في مختلف جبهات القتال و بناء دولة المؤسسات في جميع المناطق المحررة ضمن النظام والقانون.
وأعلن عن موقف حزب المؤتمر من القضية الجنوبية الذي وصفه بـ(الثابت) وعن الشراكة مع مكونات الحراك الجنوبي السلمي والقوى السياسية الأخرى «والعمل سويا لما فيه مصلحة الجنوب دون تفريط أو إفراط».
وأشاد بدور التحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية بقيادة السعودية مع اليمن ووصفه (بالموقف التاريخي) لما لعبه من دور «في مساندة الشعب والقضاء على الانقلابيين وعودة الشرعية ومؤسسات الدولة بقيادة رئيس الجمهورية الذي حمل راية الشعب في التصدي للمشروع الفارسي الدخيل على الوطن».
وأدان المشاركون في اللقاء الموسع لحزب المؤتمر «الاعمال الإرهابية الإجرامية لأذناب فارس في إطلاقهم الصواريخ على التجمعات السكانية في المملكة العربية السعودية وأعمال قتل أئمة المساجد والدعاة والناشطين والضباط التي تتم معظمها في عدن».
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، احمد الميسري، ان «حزب المؤتمر الشعبي العام حاضر في مجمل القضايا التي تمر بها البلاد، وقدم الكثير من الشهداء الذي شاركوا إلى جانب الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تحرير أراضيه من قوى الانقلاب باعتبارهم شركاء مسؤولين على هذا الوطن».
وكانت قيادات حزب المؤتمر في محافظتي مأرب وتعز عقدت في وقت سابق لقاءات عامة، أكدت على تمسكها بالرئيس هادي رئيسا للحزب وفقا للنظام الداخلي لحزب لمؤتمر، كما أصدرت قيادات فروع المحافظات الأخرى بيانات سابقة أكدت فيها على تمسكها بقيادة هادي رئيسا لحزب المؤتمر.
وتسعى الحكومة اليمنية التي تحتل قيادة الحزب أعلى المواقع الحكومية فيها إلى لم شتات حزب المؤتمر ومحاولة دمج الفصائل والأجنحة في إطار حزبي موحد يجمع الجميع، بحيث يستعيد الحزب عافيته ويظهر من جديد كحزب سياسي فاعل ومؤثر في الحياة السياسية اليمنية.
وقال مصدر حزبي لـ(القدس العربي) إنه بعد انهيار الشراكة بين حزب المؤتمر والانقلابيين الحوثيين نهاية العام المنصرم شن المسلحون الحوثيون حملة اعتقالات واسعة في اوساط قيادات حزب المؤتمر بصنعاء وأجبروهم على ممارسة العمل السياسي باسم حزب المؤتمر من صنعاء ولكن بما يخدم التوجه الحوثي.
إلى ذلك، أكدت لقاءات المبعوث الأممي الجديد لليمن، البريطاني» مارتن غريفيث»، في صنعاء أن ثمة تحولاً حقيقياً سيشهده مسار التسوية السياسية للأزمة اليمنية في الفترة المقبلة.
ومنذ وصوله صنعاء في 24 اذار/ مارس التقى المبعوث الجديد بعددٍ من قيادات سلطة الانقلاب بما فيهم رئيس وزراء ما يعرف بحكومة الإنقاذ ورئيس مجلس النواب ووزيري النقل وحقوق الانسان ووزير الخارجية ونائبه بالإضافة إلى قوى سياسية مثل ما يعرف بمكون الحراك الجنوبي في صنعاء وقيادات أحزاب اللقاء المشترك المؤيدة للحوثيين بالإضافة إلى لقاء المبعوث لزعيم جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) عبدالملك الحوثي (الأربعاء) وفق ما تداولته أخبار محلية غير رسمية نقلا عن تغريدة للقيادي الحوثي محمد علي الحوثي.
واعتبر متابعون لقاء المبعوث بزعيم حركة الحوثيين في ظل توقف التحالف عن قصف العاصمة صنعاء خلال أيام زيارة المبعوث لصنعاء يؤكد مدى حرص الطرفين على ابداء نوايا إيجابية باتجاه مساعدة تحركات المبعوث الجديد لحل الأزمة.
وكان المبعوث أوضح أن لقاءاته تأتي في إطار حرصه على الاستماع لجميع الأطراف والقوى السياسية في الساحة اليمنية.
وقال مصدر سياسي يمني لـ»القدس العربي» إن اللقاءات التي عقدها المبعوث الجديد خلال زيارته لصنعاء تؤشر إلى أن تحولاً جديداً سيشهده مسار تسوية الأزمة اليمنية في الفترة المقبلة، حيث يحرص المبعوث على الاستماع للجميع على الأرض في سياق حرصه على استيعاب واقع المشكلة واستعادة ثقة الحوثيين بالمنظمة الدولية بالإضافة إلى معرفة المطالب الملحة وبخاصة ذات العلاقة بالجانب الإنساني.
وهو ما أكده مراقبون رأوا في لقاءات المبعوث الجديد في صنعاء ما يعبر عن أن ثمة توجه دولي واضح نحو تسوية سياسية للأزمة في اليمن لاسيما بعدما أثبت العمليات العسكرية فشلاً على كل المستويات علاوة على تسببت به في تعميق وتوسيع المأساة الإنسانية في هذا البلد بالإضافة إلى ظهور مشاكل على الأرض تزيد من تعقيد الأزمة ما يضاعف من مخاطرها وتهديداتها لأمن المنطقة وطريق الملاحة الدولية…وهو ما أصبح معه البحث عن حل سياسي حقيقي مساراً وحيداً لتجاوز الوضع الراهن في اليمن وإنهاء الحرب وبدء مرحلة جديدة في البلاد.

اليمن: «المؤتمر الشعبي» يعلن تمسكه بمنصور هادي رئيساً للحزب في محاولة لاستعادة لحمته التنظيمية

خالد الحمادي وأحمد الأغبري

أنباء عن اتفاق أولي لخروج قسم من «جيش الإسلام» من مدينة دوما… وتساؤلات حول الجهة؟

Posted: 29 Mar 2018 02:24 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: في الوقت الذي يجتمع فيه كل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا في موسكو من اجل بحث آخر تطورات الوضع في سوريا، وأبرزها عمليات التهجير وتأمين حزام العاصمة من معارضي النظام السوري، تواصل موسكو إجراء مفاوضات تتعثر مع جيش الإسلام من اجل تحديد مصير مدينة دوما، آخر معاقل المعارضة المسلحة شرقي دمشق، في حين يأمل الأخير أن تثمر المفاوضات بتحويل مدينة دوما إلى منطقة مصالحة يسمح فيها بالإبقاء على جيش الإسلام وحاضنته داخل المدينة، وسط رفض قاطع بإجلاء مقاتليه باتجاه الشمال السوري التي تفرض «هيئة تحرير الشام» سيطرتها على مناطق واسعة هناك، بالنظر إلى المعارك التي قادها جيش الإسلام ضدها في ريف دمشق بهدف استئصالها من المنطقة، بيد ان موسكو أعلنت مراراً أنها لن نسمح على الإطلاق ببقاء أي قوة مسلحة في محيط العاصمة دمشق خارج سلطة النظام السوري.
مصادر إعلامية روسية أفادت بالتوصل إلى صيغة أولية للاتفاق مع جيش الإسلام، وسط استمرار للمفاوضات، حيث ذكرت قناة «روسيا اليوم» أن المفاوضات لا تزال مستمرة بين ممثلي النظام ومركز المصالحة الروسي وقيادة «جيش الإسلام» بخصوص خروجه من دوما، وكشف الموقع أن الأطراف المتفاوضة تمكنت من التوصل إلى صيغة غير نهائية للاتفاق المقبل، موضحاً أنه من المفترض أن تتبلور نتائج المفاوضات في وقت لاحق، وتحدث المصدر عن أن قيادة «جيش الإسلام» طلبت أثناء المفاوضات السماح لمقاتليها بالانسحاب إلى منطقة القلمون عند الحدود السورية اللبنانية، أو إلى محافظة درعا جنوبي البلاد، مع احتمال تسوية أوضاع عشرات المقاتلين للبقاء في دوما بعد عودة مؤسسات النظام إليها.
فيما أوضحت «اللجنة المدنية» المشاركة في المفاوضات عن مدينة دوما ان المباحثات لازالت قائمة، في ظل الاقتراب من حل النقاط الخلافية بين الطرفين، وأشار المتحدث إلى ان اهم النقاط العالقة هي تحديد وجهة خروج قسم من «جيش الإسلام» من مدينة دوما، بينما سيبقى القسم الأكبر في المدينة، إضافة إلى بحث ملف تسليم الأسلحة الثقيلة للنظام، وملفا الأسرى والجرحى. نائب وزير الخارجية الروسيّ ميخائيل بوغدانوف قال ان مفاوضات حول خروج مسلحي «جيش الإسلام» من الغوطة الشرقية مستمرة وهنالك فرصة حقيقية لتحقيق تقدم في هذه المسألة.

موقف علوش

ونفى القيادي مدير المكتب السياسي لجيش الإسلام محمد علوش في تصريحات صحافية الأخبار التي تتردد عن فشل المفاوضات التي يجريها فصيله مع الجانب الروسي برعاية أممية، مشدداً على أن المفاوضات قائمة ولا تتضمن بأي حال فكرة خروج الجيش بشكل كامل من دوما، ولا تتضمن أيضا تسليم السلاح. وقال علوش في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية ان المفاوضات قائمة من اجل البقاء أو الخروج بحل وسط مضيفاً «لا نريد أن نهجر أرضنا، وفي نفس الوقت نحن منفتحون سياسياً، نحن أبناء البلد وأبناء المنطقة وموجودون فيها قبل أي تدخل روسي أو إيراني يريد الآن الدخول لمناطقنا وإحداث عمليات تهجير وتغيير ديموغرافي».
مشيراً إلى ان الاتفاق لم يبرم بعد مع الجانب الروسي كما انه لا يوجد اتفاق على تسليم سلاح جيش الإسلام «سلاحنا هو الضمانة الوحيدة في هذا العالم، لا يمكننا الاعتماد على ضمانة دولة غربية أو حتى ضمانة الأمم المتحدة، الضامن الوحيد مع هذا النظام الغادر هو السلاح الذي بأيدينا وتسليم السلاح يعني تسليمنا لأنفسنا، لقد لاحظنا أنه عندما تصالحت بعض البلدات في القطاع الأوسط بالغوطة كبلدتي سقبا وكفربطنا بالقرب من دمشق، وتم تسليم السلاح بهما دخلت قوات الأمن العام للمدينة في اعقاب خروج جيش النظام منها، واعملت سلاح القتل والتدمير والاعتقال بالأهالي هناك، لا يمكننا إلا أن نأخذ حذرنا بعد هذا الدرس الذي شاهدناه بأعيننا».
ونفى علوش استعداد فصيله للبقاء في الغوطة مع السماح بوجود رمزي لمؤسسات النظام، ورد على الانباء التي تتحدث عن تحول بعض مقاتليه إلى قوات شرطة، مع التخلص من السلاح الثقيل وإيجاد صيغة للتعاطي مع الخدمة الإلزامية للشباب بدوما بحماية روسية، قائلاً «لا يوجد مصدر آخر لمثل تلك الأخبار أو السيناريوهات غير النظام أو المقربين منه».
وفيما يتعلق بالخروج باتجاه الشمال السوري قال «أولًا نحن لا نفكر بالخروج، وعلاقتنا بفصائل درع الفرات جيدة وعلاقتنا بفصائل الجنوب وبالقلمون ممتازة، وننسق معهم ولدينا غرف مشتركة، علاقتنا بفصائل الشمال في العموم جيدة باستثناء جبهة النصرة، عندنا مشكلة كبيرة مع هؤلاء كونهم خونة، تلك الجبهة تقاتل لصالح إيران وسبق وحاربتنا وحاربت فصائل الشمال، ولا نعتبر النصرة فصيلاً ثورياً بل هي فصيل وُجد بالأساس لهدم الثورة وطعنها بالظهر».
وحول اعلان النظام عن تجهيز حملة ضد مدينة دوما في حال فشلت المفاوضات قال علوش «لسنا خائفين لقد قاتلنا منذ بداية الثورة بمفردنا، وقتها كانت دوما بالأساس تحت سيطرة النظام وقمنا بتحريرها، وتوسعنا وكانت إمكانياتنا أقل مما هي عليه الآن».

رحلة التهجير

ووصل عدد مهجري غوطة دمشق الوافدين إلى مناطق المعارضة شمالي سوريا خلال الأسبوع الفائت حوالي 28 ألف شخص، حسب آخر إحصائية موثقة لمنسقي الاستجابة في الشمال السوري، وتضم الإحصائية الدفعة الخامسة لمهجري الغوطة القادمين من القطاع الأوسط.
فقد وصلت امس الخميس الدفعة الخامسة من مهجري القطاع الأوسط بريف دمشق، إلى ريف حماة، ووفقاً لمصادر مطلعة لـ»القدس العربي» فإن 5286 شخصاً من مهجري الغوطة الشرقية مقسمين على قافلتين، وصلوا إلى مدينة قلعة المضيق في منطقة سهل الغاب، حيث ضمت القافلة الأولى، 3086 مهجراً استقلوا 53 حافلة برفقة 7 سيارات إسعاف، بينما ضمت القافلة الثانية 2194 مهجراً ضمن 37 حافلة برفقة 5 سيارات إسعاف، وذلك في اطار الاتفاق الأخير المبرم بين فصائل المعارضة «حركة احرار الشام وفيلق الرحمن» والنظام السوري بضمانة روسية، بعد حوالي شهر من الهجمات العنيفة بمختلف أنواع الأسلحة من المقاتلات الحربية الروسية والسورية التي استهدفت تجمعات المدنيين بالغازات السامة وقنابل الفوسفور الحارق، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1600 مدني بينهم نساء وأطفال، وخلّفت عشرات العالقين تحت انقاض ابنيتهم، الامر الذي حال دون تمكن فرق الدفاع المدني من انتشال الجثث، حيث أجبرت فصائل المعارضة والمدنيين الرافضين للتسوية باتفاق تهجير، يقضي بتسليم بلدات الغوطة الشرقية للنظام مقابل السماح للمقاتلين وعائلاتهم والمدنيين الرافضين مصالحة النظام، بالاجلاء إلى الشمال السوري.

… وتفاهمات لاستقبالهم في عفرين

قالت مصادر عسكرية مطلعة لـ«القدس العربي» ان القيادة فيلق الرحمن تجري اتصالات مع الجانب التركي من أجل استقبال مهجري القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية لريف دمشق في مدينة عفرين التي تسيطر عليها فصائل الجيش الحر المدعوم من تركيا، بعد عمليات «غصن الزيتون».
وأفاد المصدر ان الانباء تفيد بوجود موافقة أولية من قبل انقرة لتهيئة المدينة واستقبال أهالي الغوطة الشرقية منها، فيما برز تصريح للمتحدث الرسمي باسم فيلق الرحمن «وائل علوان» قال فيه «فيما يخص التواصل مع أشقائنا الأتراك حكومة ومنظمات فإننا كما جميع الفصائل نفخر بتواصلنا المباشر مع أكبر حليف ومناصر لثورة هذا الشعب العظيم، وإن هذا التواصل مستمر لما يخص استقبال الناس وتأمين ضرورياتهم وحمايتهم دون التطرق إلى ما سواه».

أنباء عن اتفاق أولي لخروج قسم من «جيش الإسلام» من مدينة دوما… وتساؤلات حول الجهة؟
بينما علوش يؤكد البقاء في الغوطة… وقوافل التهجير منها مستمرة
هبة محمد

هناك شريك فلسطيني وإسرائيل هي من يَتهرّب من السلام

Posted: 29 Mar 2018 02:24 PM PDT

الناصرة – «القدس العربي» :أبدى ستة رؤساء سابقين لجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي «الموساد»، قلقا كبيرا على مستقبل إسرائيل، عشية الذكرى السبعين لتأسيسها، وكشفوا عن الخطر الوجودي الأول الذي يواجهها، مؤكدين معاناتها من أزمة قيادة ومن مشاكل حساسة أخرى.
جاء ذلك في حديث مطول وجماعي لهم مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» التي  كشفت بعض مضمونه قبل ثلاثة أيام، وتنشر الحديث كاملا معهم اليوم الجمعة ضمن ملحقها الأسبوعي. وتستهل الصحيفة الحديث معهم بالسؤال كيف ينظرون لإسرائيل وهي تستعد للاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيسها. عنهم قال رئيس  الموساد الأسبق  شبتاي شافيط (1989-1996) إن شعورا سيئا يلازمه وهو يرقب ما تشهده اليوم، لافتا لاستشراء الفساد بشكل شامل وعميق وسط فقدان للخطوط الحمر. كما لفت للتصدعات الاجتماعية ولتآكل المناعة الوطنية بالكامل، وكشف أنه لا يعرف كيف يجيب على السؤال أي دولة سيترك لأحفاده؟…
ويتفق معه زميله تسفي زامير رئيس أسبق آخر ( 1968-1974) الذي يقول إنه قلق مما تشهده الدولة ومما تتعرض له القيادة السياسية. وتابع متوافقا مع مراقبين ومحللين ومع رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين من ناحية تصدع الإسرائيليين «إسرائيل بحالة طبية ميؤوس منها فقد تسلمها بنايمين نتنياهو مع عوارض لكنه دفعها نحو حالة مرضية خطيرة. فساد وانقسام الإسرائيليين. لقد تحولنا لمجتمع فاسد ومتشظ». ويبدو داني ياتوم ( 1996-1998) الذي فشل الموساد برئاسته عام 1997 في اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحماس خالد مشعل في عمان، يبدو أكثر قلقا من التنكيل بـ «حراس العتبة»  من قبل المستوى السياسي وفقدان الفعل في المجال السياسي مما سيقود برأيه لدولة ثنائية القومية الذي يعني نهاية إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية».
ويبدي رئيس الموساد الأسبق إفرايم هليفي ( 1998-2002) قلقا مما يسميه «تفكك المجموعات اليهودية» ، مشيرا إلى أن مشروع انصهار الفوارق بين المهاجرين اليهود ينبغي أن يكون قد انتهى منذ سنوات طويلة. وتابع «هذا لم يتم لعدة أسباب منها وجود قيادة تفرق لا تجمّع». وأشار لازدياد الفوارق بين متدينين وبين علمانيين وللتمييز بين الشرقيين والغربيين. ويهاجم هليفي عدم فصل الدين عن الدولة وهيمنة المؤسسة الحاخاماتية، ويرى بتديين الواقع مشكلة خطيرة لأنها تقود للتطرف.

أخطر التهديدات

وردا على سؤال ما هو الخطر الأكبر الذي يهدد إسرائيل يتجه الرئيس السابق للموساد تمير باردو (2011-2016) من الناحية الديموغرافية، وقال إنه قلق من تساوي اليهود والعرب بين النهر والبحر. ويتابع بنقد صريح «مشكلتنا منذ 1967 لم يقرر المستوى السياسي أي دولة يريد. نحن الدولة الوحيدة في العالم التي لم تعرّف حدودها وتهربت حكوماتها من ذلك. وفي حال لم تفعل إسرائيل ماذا تريد فإنها ستتحول لدولة ثنائية القومية وهذه هي نهاية الحلم الصهيوني».
ويتوافق معه ياتوم بالقول إن إسرائيل ستنزلق نحو دولة أبرتهايد أو دولة غير يهودية في حال واصلنا السيطرة على «المناطق»( الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967) وهذا خطر وجودي. وأضاف «هذه ليست الدولة التي قاتلت من أجلها. هناك من سيقول إننا فعلنا كل ما يلزم ولا يوجد شريك فلسطيني لكن هذا غير صحيح. هناك شريك. رغبنا أم لا، الفلسطينيون ومن يمثلهم هم الشريك وعلينا التعاون معهم» .ويذهب هليفي في هذا السياق إلى ما هو أبعد بانتقاداته فقال «نحن المهيمنون وكي ننجز تسوية ما  علينا أولا التعامل مع الطرف الآخر بقدر من المساواة».

حماس صمدت

وكرر هليفي دعوته للتفاوض مع حركة حماس بالقول «علينا عدم التردد بالتحدث مع حماس. تشكلت حماس قبل 31 عاما وقد استخدمنا ضدها كل ما بحوزتنا  لكنها لم تتبخر وما زالت هنا. لذلك لا يمكن تجاهل هذا والاكتفاء بالقول إنهم إرهابيون. كما أن حماس شهدت تغييرا معينا فهي تعترف بحدود 1967 كحدود مؤقتة للدولة وهذا تغيير كبير».
وردا على سؤال لأي مدى السلام حيوي لوجود إسرائيل اعتبر زمير أن السلام حيوي جدا وأنه لا بد من إيجاد صيغة تشكل أساسا لحوار مع الفلسطينيين. أما باردو فيجيب على هذا السؤال بالقول إن إسرائيل بحاجة لسلام كي تبقى مدة طويلة، فيما يرى هليفي ذلك بصورة أوضح «أقول هذا بشكل أشد خطورة : بدون سلام بقاء إسرائيل ووجودها سيكون حوله علامة استفهام».
وبعكس ما قالت إسرائيل رسميا حتى الآن يؤكد ياتوم أنه لولا اغتيال اسحق رابين في 1995 لتحقق السلام مع الفلسطينيين منذ سنوات وربما مع السوريين أيضا. كدولة هي الأقوى في الشرق الأوسط علينا أن نعود لمسار الحوار مع الأخذ بالحسبان مخاطر محسوبة «.

السلام مصلحة عليا لإسرائيل

أما شافيط فيسجل اعترافا قاطعا ويؤكد أن سلاما يستند لفكرة الدولتين هو مصلحة مهمة لليهود أكثر مما هو للفلسطينيين. وتابع «حالتنا الراهنة هي نتيجة إصرارنا على عدم التوصل للسلام. والزعم بعدم وجود شريك هو افتراء. لا نحن ولا الفلسطينيون سنصنع السلام طواعية ففي الحالة الراهنة ستأتي جهة من الخارج، قوية وكبيرة ومؤثرة لفرض السلام إذا ما اقتضت الحاجة».
ويشير إلى أهمية قبول المبادرة العربية لأنها تنص على استعداد 22 دولة عربية لإعلان نهاية الصراع وبنائها هي و 30 دولة إسلامية علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. ويتابع «عندئذ ستكون الدول الاسكندنافية خلف إسرائيل من ناحية التطور لكن للأسف ما يشغلنا اليوم متى ندخل غزة أو لبنان في المرة المقبلة. ينبغي كسر هذه الدائرة المفرغة فما هي غايتنا بالحياة هنا؟… هل كي يواصل الأحفاد الحروب؟… ما هذا الجنون وهل الأرض أغلى من حياة الإنسان؟.
ويتطابق معه باردو ويقول إنه لا يمكن أن يكون داخل دولة واحدة نوعان من المواطنين «أ» و «ب». ويضيف «من يعتقد أنه يمكن لمدة طويلة وجود مواطنين، مع حقوق ومواطنين بلا حقوق فهو يورث لأحفادنا محنة لن يقووا على مواجهتها  وممكن جدا أن يغادروا البلاد».
ويبدي زمير قلقا من عدم مشاركة المتدينين الأصوليين (الحريديم) بالأعباء الأمنية. لا توجد وحدة بالقلق ولا اتفاق على الأهداف الوطنية».

حظ أكثر منه عقل.. وقلة مسؤولية الجانب السوري

وتوافق الرؤساء السابقون على أن الاكتشاف المتأخر للمفاعل السوري في دير الزور شكّل فشلا استخباراتيا وانتقدوا الاعتراف الاحتفالي بتدميره، وحذروا من «الثرثرة الزائدة». وذهب هليفي للقول إن إسرائيل حازت على معطيات سرية بعدما حالفها الحظ ونتيجة أن أحدا في الجانب السوري تصرف بقلة مسؤولية. وربما كان هليفي يلمح إلى اصطحاب مدير المخطط النووي السوري عثمان رئيس منظمة الطاقة النووية السورية إبراهيم عثمان أمين سر بشار الأسد، للمعلومات والخرائط الخاصة به في حاسوبه الذي سرق معلوماته وكلاء للموساد في فينيا قبيل تدمير المفاعل. كما اعترف أن إلقاء القبض على الجاسوس النووي الإسرائيلي مردخاي فعنونو عام 1986 تم صدفة وبفضل الحظ نافيا، ما يشاع حتى اليوم من أن الموساد تمكن منه من خلال «ساندي» فتاة شقراء استدرجته من لندن الى روما حيث جرى نقله الى اسرائيل بتابوت. وتابع «الصحيح أن فريقا للموساد التقى به في مجمع تجاري في لندن صدفة، وهو بمبادرته اقترب من ساندي وأخذ يغازلها ولاحقا استدرجته إلى روما حيث قمنا بخطفه».
ويعارض هليفي موقف إسرائيل الرسمي وتلويح نتنياهو المفرط بالفزاعة الإيرانية ويرى أن التهديد الأمني الأكبر على إسرائيل في السنوات الخمس أو السبع المقبلة يكمن بإلغاء اتفاق فيينا مع إيران لأن ذلك سيتيح لها التحرر منها والسير بسرعة نحو تطوير سلاح نووي. كما ينفي تصريحات نتنياهو بأن إسرائيل تواجه خطرا وجوديا من جهة إيران ويقول إنها عاجزة عن تدميرها. لافتا إلى أن ما يقلقه هي روسيا التي تعزز من قوتها ونفوذها في المنطقة وتتعاون مع جهات معادية لإسرائيل. واعتبر أنه من الصحيح استبدال القيادة في إسرائيل وسط فتح المجال أمام الشباب بدلا من  هبوط جنرالات للسياسة.
وتابع «أرغب برؤية ماكرون إسرائيلي وهذا سيحدث بالنهاية، فنحن اليوم في مرحلة انتقالية مظلمة جدا وعشية الذكرى السبعين لتأسيس إسرائيل لا بد من إنعاشها» .
وفي معرض حديثه كشف شافيط عن قيام الموساد ببناء مزرعة وحظيرة أبقار إسرائيلية لرئيس أندونيسيا في ستينيات القرن الماضي احمد سوكارنو مقابل تعاون بلاده مع إسرائيل.
يشار الى أن هؤلاء شاركوا في تحذيرات مشتركة بهذه الروح في فيلم وثائقي قبل ثلاث سنوات بعنوان «حراس العتبة، « وشاركهم خريجون آخرون من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

هناك شريك فلسطيني وإسرائيل هي من يَتهرّب من السلام
ستة رؤساء موساد سابقون يحذرون بصوت عال:
وديع عواودة:

لمياء الخميري: استكمال مسار العدالة الانتقالية يجنّبنا سيناريو الفوضى والانتقام في تونس

Posted: 29 Mar 2018 02:24 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قالت لمياء الخميري الناطقة باسم حزب «حراك تونس الإرادة» إن تونس تعيش مرحلة مفصلية تتضمن إعادة فرز حقيقي ما بين قوى الثورة والثورة المضادة، مشيرة إلى تهديد حقيقي لمسار العدالة الانتقالية من قبل أحزاب السلطة، لكنها استبعدت نجاح المعارضين لهذا المسار من «الانقلاب» على المسار الديمقراطي في ظل وجود مؤسسات شرعية قوية في البلاد على غرار البرلمان والقضاء، مشيرة إلى ضرورة استكمال مسار العدالة الانتقالية بالكشف عن الحقيقة وتعويض الضحايا والمصالحة ، أو انتظار الفوضى والثأر والعمليات الانتقامية ضد الجُناة.
وكان الرئيس السابق ورئيس حزب «حراك تونس الإرادة» الدكتور منصف المرزوقي، اتهم في مؤتمر صحافي عقده الأربعاء، رافضي التمديد لعمل هيئة «الحقيقة والكرامة» بمحاولة تعطيل مسار «العدالة الانتقالية»، وعبّر عن دعم حزبه لاستمرار الهيئة في عملها في إطار القانون، وضد قرار البرلمان الأخير رفض التمديد لها والذي اعتبر أنه «خرق» لقانون العدالة الانتقالية الذي يمكن الهيئة من التمديد لنفسها مدة عامل كامل في حال لم تستكمل أعمالها.
وقالت لمياء الخميري الناطقة باسم الحزب في حوار خاص مع «القدس العربي»: «تونس تعيش مرحلة مفصلية تتضمن إعادة فرز حقيقي ما بين قوى الثورة والثورة المضادة، واليوم نجد أن هناك تهديدا مباشرا لمسار العدالة الانتقالية والمسار الديمقراطي برمته في تونس، ورئيس الحزب أراد التأكيد مجدداً أننا متمسكون بمسار العدالة الانتقالية والدولة الحديثة التي تقوم على احترام المؤسسات والقانون ومتمسكون بالمسار الديمقراطي وفق الدستور الذي جاء بهيئة الحقيقة والكرامة، ولا سبيل إلى عدالة انتقالية «موازية» (تم اقتراحها من الحزب الحاكم)، فهناك عدالة انتقالية انطلقت وفق الدستور وتتمثل بهيئة الحقيقة والكرامة والتي على رأسها سهام بن سدرين والأعضاء المنتخبون من قبل البرلمان، وهذه الهيئة مُلزمة حسب القانون باستكمال عملها إلى آخر يوم في مدتها القانونية».
وكان حزب «نداء تونس» الحاكم عبّر (قبل التصويت في البرلمان) عن قبوله بتمديد عمل هيئة الحقيقة والكرامة في حال استقالة رئيستها سهام بن سدرين، لكنه أكد لاحقا أنه يعتزم، بالاتفاق مع حزب «مشروع تونس»، تقديم مشروع قانون جديد «لمواصلة مسار العدالة الإنتقالية بعد أن زالت عنها الانحرافات وذلك احتراماً لمبادئ الدستور والعدل والإنصاف وحقوق الإنسان، بهدف تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة في اقرب الأوقات».
وقالت الخميري إن محاولة «شخصنة» الخلاف وحصره في رئيسة الهيئة هي عبارة عن عملية «احتيال» ضرب مسار العدالة الانتقالية، مشيرة إلى أن هذا الأسلوب اتبعه نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي مع منصف المرزوقي حين كان رئيسا للرابطة التونسية لحقوق الإنسان «حيث قال إنه ليس ضد استمرار هذه المنظمة في عملها ولكنه يعارض استمرار المرزوقي على رأسها، وهذا الأسلوب ذاته يتكرر مع هيئة الحقيقة والكرامة، فهم يرغبون بضرب مسار العدالة الانتقالية تحت مسمى الشخصنة».
وأضافت: «نحن لا نتمسك بشخص سهام بن سدرين بل بالهيئة التي انتخبت من قبل أعضاء البرلمان، حيث انتخب أعضاء الهيئة بن سدرين رئيسة لها، وهم يرغبون باللعب على وعلي الشعب، عبر القول إنه ليست لنا مشكلة مع العدالة الانتقالية بل مع سهام بن سدرين، هذه شخصنة مقيتة لا تليق بدولة لديها مسار ديمقراطي ومستمرة ببناء دولة المؤسسات». وقال سالم الأبيض النائب عن الكتلة «الديمقراطية» إن «الدولة في حالة الضعف التي تعانيها، لا يمكنها إيقاف أعمال هيئة الحقيقة والكرامة وتنفيذ قرار مجلس نواب الشعب في حال عدم تصويته لصالح قرار التمديد لعمل الهيئة»، محذراً من محاولة الدولة اللجوء إلى «القوة» لإغلاق مقر الهيئة، فيما دعا مصطفى بن أحمد رئيس «الكتلة الوطنية» سهام بن سدرين إلى الاستقالة من منصبها «تفادياً للتصعيد الذي قد يتحول إلى صدامات في الشوارع».
وعلّقت الخميري على ذلك بقولها: «نحن موجودون في دولة مؤسسات وفي حال أرادوا الاعتراض أو اغلاق مقر الهيئة لا بد أن يمروا عبر المؤسسات الشرعية وخاصة مجلس النواب والقضاء، وهم بالفعل ذهبوا إلى مجلس النواب إلا أنهم لم يحصلوا على الغالبية التي تخولهم لذلك، رغم أنهم خالفوا – أصلا- قانون العدالة الانتقالي لأنه ليس من صلاحية المجلس النظر في تمديد عمل الهيئة، كما أن المحكمة الإدارية أكدت أن التمديد هو من صلاحيات الهيئة فقط، إلا إذا أرادوا استخدام وسائل غير شرعية أي تحريك السلطة التنفيذية أو القوة العامة (لإغلاق الهيئة) من دون أن يكون لديهم حكم قضائي أو قرار شرعي من مجلس النواب، فإذا تم هذا فهو انقلاب على الديمقراطية التونسية، ولكن هذا الأمر مستبعد على كل حال».
واستدركت بقولها: «قد يكون هناك هزات في المسار الديمقراطي ومحاولات انقلابية على شرعية مؤسسات الدولة، لكن هذا الأمر سنعالجه بالرجوع إلى المؤسسات الديمقراطية، هم يحاولون أن يطوّعوا القانون عبر العمل على تحويل الأمر إلى جدل قانوني عقيم وإخفاء الموضوع الأساسي هو «الانقلاب على المؤسسات»، ويعرفون أنهم سيفشلون في جميع الحالات في محاولة تطويع القانون، فما يحدث حاليا هي مجرد إلهاء الناس ومغالطتهم، لا أكثر ولا أقل».
وتابعت الخميري: «المعارضة مازالت متمسكة بالمسار الديمقراطي والعدالة الانتقالية ومؤسسات الدولة (البرلمان والمحكمة الإدارية) والتي قالت كلمتها في الجانب القانوني لعمل هيئة الحقيقة والكرامة، لكن مجرد التلميح بمحاولة إيقاف مسار العدالة الانتقالية هو أمر خطير جداً، لأن لا بد من استكمال هذا المسار عبر كشف الحقيقة وتعويض الضحايا والمصالحة، وإلا فالبديل هو الفوضى والثأر والعمليات الانتقامية، وهذا مستبعد حالياً في ظل مؤسسات ديمقراطية قوية في تونس، كما أسلفت».
وكانت سهام بن سدرين رئيسة هيئة «الحقيقة والكرامة» أكدت أن الهيئة ستواصل عملها لاستكمال مسار العدالة الانتقالية، مشيرة إلى أنها غير معنية بتصويت البرلمان الأخير ضدها، مضيفة: «نحن منتخبون من المجلس التأسيسي. ولدينا رئيس الهيئة منتخب، وأعضاء الهيئة هم الطرف الوحيد المُخوّل له بتنحيته وتعويضه».

لمياء الخميري: استكمال مسار العدالة الانتقالية يجنّبنا سيناريو الفوضى والانتقام في تونس
قال إن البلاد تعيش مرحلة مفصلية تتضمن إعادة فرز حقيقي ما بين قوى الثورة والثورة المضادة
حسن سلمان:

كركوك… إحباط تفجير حسينية للشيعة و«ترحيل قسري» يطال التركمان

Posted: 29 Mar 2018 02:23 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي» : في وقت نجت فيه محافظة كركوك، من تفجير داخل حسينية قيد الإنشاء كان أحد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» ينوي تنفيذه قبل أن تتمكن القوات العراقية من قتله، جرى الكشف عن عملية « ترحيل قسري» بحق سكان من التركمان.
وأكدت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق، أمس الخميس، تنفيذ الحكومة المحلية في كركوك إجراءات «ترحيل قسري» لأهالي أحد الأحياء في المدينة (تركمان) بذريعة «التجاوز» على أراضي الدولة.
وقال المتحدث الرسمي باسم المفوضية، علي البياتي لـ«القدس العربي»، إن المفوضية «تطالب الحكومة المركزية بالتدخل العاجل لرفع الظلم والحيف الذي يتعرض له أهالي مجمع حي تسعين في محافظة كركوك، ووقف إجراءات الترحيل القسري التي تنفذها المحافظة بحقهم».
وأضاف: «المفوضية تلقت من خلال مكتبها في محافظة كركوك شكاوى بإقدام المحافظ على إصدار أوامر للجهات المختصة لترحيل أهالي حي تسعين بشكل قسري، وهدم منازلهم، باعتبار أنهم متجاوزون على أراضي الدولة»، مبيناً أن «حسم موضوع تجاوز أهالي الحي من عدمه، هو مازال محل نزاع قائم أمام هيئة نزاعات الملكية، وكان على المحافظ التريث في إصدار أوامره لحين حسم القضية».
وطبقاً للمصدر، فإن «أهالي منطقة تسعين عانوا الأمرين، وتعرضوا لانتهاكات جسيمة سواءً على يد عصابات داعش أو القاعدة الإرهابية، وقدموا الكثير من الشهداء بسبب رفضهم تواجد هذه العصابات في مناطقهم»، مشدداً على أهمية «مراعاة الظروف الإنسانية لهذه العائلات، لأن تلك الإجراءات ستعود بالضرر المادي والمعنوي الكبيرين على الأهالي، فضلاً عن أن ضمان تأمين سكن ملائم للمواطن مسؤولية تقع على عاتق الدولة كونه أحد الحقوق الأساسية التي نص عليها الدستور في المادة (30) منه وكذلك كفلته المواثيق الدولية التي صادق عليها العراق».

تصريحات «عنصرية»

لكن تصريح البياتي لم يرق للمجلس العربي في كركوك، الذي عدّ تلك التصريحات بأنها «سياسية وعنصرية بامتياز»، وخالية من «الدقة والمصداقية ومخالفة للحقائق».
وقال، في بيان له، إن «قرار إدارة محافظة كركوك بإزالة التجاوزات رسمي ومبني على أسس قانونية، ولا يحق لأي مؤسسة حكومية أن تعارض تطبيق القانون بأي صورة»، معتبراً تصريح المتحدث باسم المفوضية بأنه «تحريض ضد إجراءات الدولة الرسمية».
وأضاف: «البياتي افتعل موضوع منطقة تسعين (التركمانية) بناءً على المعلومات المغلوطة والمفتعلة من مكتب كركوك، بينما كتاب إجراءات المحافظة حول ازالة التجاوزات المرقم 2729 في 27 آذار/ مارس الجاري، لم يحدد منطقة في مدينة كركوك، وإنما القواطع البلدية كافة وتحديداً بالمحاور التجارية والخدمية فقط»، متسائلاً «لا نعلم ما علاقة المنشآت والأبنية التجارية بحقوق الإنسان؟». وخاطب البيان، المفوضية قائلاً: «أين مواقف وتقارير المؤسسة حول انتهاكات حقوق الإنسان في كركوك قبل 16 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي (عمليات فرض القانون في المناطق المتنازع عليها)، ولماذا لم يتكلم بكلمة واحدة عن هدم 116 قرية في عموم أقضية المحافظة من قبل البيشمركه». وطالب المجلس، وفقاً للبيان، رئيس الوزراء ورئاسة مجلس النواب العراقي، ولجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي، بـ»فتح تحقيق رسمي حول تصريحات البياتي، كونها مخالفة قانونية ودعوة للفتنه والتحريض في مدينتنا الآمنة». كما طالب المفوضية بـ«استبدال مدير المكتب، كونه تم تعيينه دون علم إدارة المحافظة او مجلس المحافظة، وهذه مخالفة قانونية، وعليها أن تنصرف بجهودها المستقلة نحو كشف الحقائق وانصاف آلاف الشهداء المغدورين والمغيبين، وانصاف عائلاتهم بدلا من الدخول في السجالات السياسية الانتخابية».
محافظ كركوك، راكان الجبوري، أكد أن إجراءات الحكومة المحلية بـ«التعامل مع المتجاوزين لأغراض تجارية وفقاً للقانون»، مبيناً أن لجنة التجاوزات في المحافظة «لن تقوم بإخراج المواطنين المتجاوزين على الأراضي لأغراض السكن». وقال، في مؤتمر صحافي عقده في كركوك، إن «لجنة التجاوزات ليست ضد حي معين، وسيكون التعامل في المناطق دون أي تمييز، وستتم ملاحقة المتجاوزين على المواقع التجارية»، مضيفاً: «أما التجاوز لأغراض السكن فسيكون التعامل معه وفق التعليمات الحكومية التي سترد إلى كركوك، ولن يتم إخراج المواطنين من دورهم السكنية التي يشغلونها».
وأضاف، أن «التجاوز لأغراض تجارية ليس لصالح المواطن أو بهدف السكن، فالمواطن بحاجة إلى سكن وليس بناء عمارة تجارية على أرض متجاوز عليها»، مشيراً إلى أن «تعاملنا سيكون وفق القانون والتعليمات الحكومية وبجميع القواطع، وستكون مكافحة الإرهاب هي الحامية والداعمة لعمل لجنة التجاوزات مع الشرطة وعناصر غير مسلحة من الحشد الشعبي».
لكن «الحشد الشعبي» نفى أن يكون جزءاً من لجنة رفع التجاوزات، فضلاً عن تأكيده بأن مهامه، في أطراف كركوك، وليس داخل المدينة. وقال القيادي في «الحشد» أبو ثائر البشيري، في بيان له: «تداولت مواقع التواصل الاجتماعي كتاباً صادراً من ديوان محافظة كركوك وبتوقيع المحافظ وكالة راكان سعيد، عن القيام برفع التجاوزات في الأحياء ومناطق المدينة، وقد أشير في الكتاب أو القرار الصادر أن قطعات الحشد ستكون ضمن القوات المكلفة للقيام بهذا الواجب». وأضاف «نود أن نُعلم الجميع ومحافظ كركوك بالوكالة، مع جل احترامنا له، إننا لم نحضر أي اجتماع للجنة الأمنية في المحافظة ولا نعلم طبيعة ما يتم تداوله بتلك الاجتماعات»، موضحاً أن «الحشد واجباته ليست داخل المدينة وإنما في الاطراف». وتابع: «طبيعة واجباتنا تختلف عن القوات الأخرى»، مؤكدا «أننا نذرنا أنفسنا للدفاع عن العراقيين في أي نقطة كانت ونتمنى أن تهتم إدارة المدينة بالأمن».

قتل عنصر بـ«الدولة»

على الرغم من فرض السلطات الأمنية الاتحادية سيطرتها على كركوك منذ نحو ستة أشهر، لكن المدينة لم تشهد استقراراً أمنياً مطلقاً، وتتعرض لهجمات مسلحة بين الحين والآخر. قائد العمليات الخاصة الثانية (قائد خطة فرض القانون) في المحافظة اللواء الركن معن السعدي، أعلن، أمس الخميس، مقتل «إرهابي» كان يروم تفجير حسينية (مسجد للشيعة) قيد الإنشاء في ساحة الاحتفالات وسط المحافظة. وقال في بيان، إن «الخلية الاستخبارية لأبطال جهاز مكافحة الإرهاب، وبمساندة التشكيلات الأمنية في مدينة كركوك وبعد متابعة دقيقة تمكنوا فيها من ملاحقة أحد عناصر داعش الإرهابي، والذي كان يروم زرع عبوة ناسفة في حسينية قيد الإنشاء في ساحة الاحتفالات، وتم الإشتباك معه بعد رفضه تسليم نفسه مما إدى إلى مقتله».
وأشار إلى أن «معلوماتنا الاستخبارية تؤكد بأن الإرهابي الذي تم قتله هو مسؤول عن زرع عبوة ناسفة أمام كشك في حي تسعين قبل أيام، فضلاً عن استهداف المواطن مسعود الكرم زنكنة قبل أيام بعبوة لاصقه قرب مبنى المحافظة».
وجدد قائد العمليات الخاصة الثانية، تأكيده لمواطني كركوك، أن «أبطال جهاز مكافحة الإرهاب والتشكيلات الامنية تعمل لأجل حماية كركوك ومواطنيها، ولن تسمح لمن يسعى لضرب جهود الاستقرار والسلام التي تشهدها المدينة بعد نجاح تطبيق خطة فرض القانون».

إنزال أعلام كردستان

تصريح المسؤول العسكري، جاء في وقت أفادت تقارير إعلامية كردية، بأن جهاز مكافحة الإرهاب، أصدر بلاغا للأسر الكردية بإنزال أعلام كردستان الموضوعة على أضرحة ذويهم في مقبرة «الشهداء» الواقعة في منطقة إمام قاسم جانب التكية الطالبانية في مدينة كركوك.
وتضم المقبرة أضرحة العديد من عناصر قوات البيشمركه، و الأسايش (قوات أمنية خاصة كردية) ممن قتلوا في مواجهة تنظيم «الدولة» خلال الهجمات التي كان ينفذها طيلة السنوات الثلاث الماضية على محافظة كركوك.
عضو مجلس محافظة كركوك، بابكر صديق، طالب رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتدخل لايقاف ما وصفها «الممارسات الممنهجة ضد الكرد» في المحافظة.
وقال في تصريح له، إن «قضية مطالبة ذوي الضحايا برفع علم كردستان من قبور أبنائهم هي ليست الوحيدة، بل هناك ممارسات مستفزة عديدة من قبل القوات الممسكة في الأرض تجاه الكرد».
حسب موقع «شفق نيوز».
وأضاف «هناك عدم وضوح في طبيعة عمل تلك القوات، ولا نعلم من هي بالضبط قوات مكافحة الإرهاب أو سوات أو الحشد، فجميعها تتبع سلوكا مماثلا وترتدي الأزياء ذاتها».
وحذر من تبعات هذه الممارسات على «النسيج الاجتماعي وسلب حقوق الناس من ممارسة حقوقهم الطبيعية»، مبيناً أن «هناك أهدافاً مستمرة لتخويف الكرد وإبعادهم عن المشاركة في الانتخابات أو التأثير عليهم بشكل سلبي على أقل تقدير».

كركوك… إحباط تفجير حسينية للشيعة و«ترحيل قسري» يطال التركمان

مشرق ريسان

الصحافي المغربي بوعشرين يتهم القنوات التلفزيونية الوطنية بالتشهير به

Posted: 29 Mar 2018 02:23 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: قال محامون ان الصحافي المغربي توفيق بوعشرين مدير نشر «أخبار اليوم» و «اليوم 24» المعتقل بتهم اعتداءات جنسية واغتصاب والاتجار بالبشر، قرر مقاضاة قنوات القطب العمومي (القنوات الرسمية المغربية) بسبب انتهاك قرينة براءته .
وأوضحت مصادر هيئة الدفاع عن بوعشرين صباح أمس الخميس وقبيل مثوله للمرة الثالثة أمام محكمة الاستئناف في الدار البيضاء أن بوعشرين، قرر رفع دعوى قضائية ضد القنوات التلفزيونية الوطنية، وتقديم شكاية للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري «الهاكا»، بسبب التشهير الذي تعرض له.
وقال موقع اليوم 24 ان قنوات القطب العمومي لم تتوان، بعد 24 ساعة على نشر «الهاكا»، لقرار جديد حول احترام قرينة البراءة، في الجريدة الرسمية، عن خرق ذلك القرار ببثها خبر اعتقال مدير نشر صحيفة «أخبار اليوم»، وموقع «اليوم 24».
واضاف أن مسؤولي قنوات القطب العمومي ضربوا عرض الحائط بالقرار، الذي أصدرته «الهاكا»، ونشر في الجريدة الرسمية، يوم 22 من شهر شباط/ فبراير الماضي، وهو القرار الذي يفرض على متعهدي القنوات والإذاعات «احترام مبدأ قرينة البراءة عند تقديم تصريحات أو بلاغات صادرة عن أطراف معنية بالبحث، أو التحقيق أو غيرها في قضايا ذات الصلة بالجريمة»، و»الامتناع عن وصف شخص موضع بحث قضائي بالجاني، أو المجرم، واستعمال بدل ذلك عبارة المشتبه فيه، أثناء مرحلة البحث، والظنين أثناء مرحلة التحقيق الإعدادي، والمتهم بعد تجاوز هاتين المرحلتين».

الصحافي المغربي بوعشرين يتهم القنوات التلفزيونية الوطنية بالتشهير به

لا عقوبات على المستوطنين في اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين

Posted: 29 Mar 2018 02:22 PM PDT

الفيلم القصير كان واضحاً جداً. فقد ظهر فيه شخص بملابس مدنية، لكن مع سترة عسكرية يكمن خلف الصخور. بوجود جنود تم توثيقه وهو يطلق النار على الفلسطينيين الذين رشقوا الحجارة، بعد عدة دقائق تم تصوير شخص يقف بجانب الجنود والى جانبهم شباب اسرائيليون يرشقون الحجارة على الفلسطينيين. والجنود ما زالوا يقفون في الجهة المقابلة.
رغم أن الحادثة وثقت بالفيديو، التي حدثت قبل بضعة أسابيع، إلا أن أحداً لم يعتقل، والمتهم ما زال مجهولاً. في الجيش يؤكدون على أنه لم يكن جندياً، وفي الشرطة لا يعرفون عن الحادثة وأيضاً المستوطنون في المنطقة لم يشخصوه.
هذه الحادثة التي صورت من قبل باحث «يوجد حكم» حدثت في قرية بورين في نابلس قرب مستوطنات وبؤر استيطانية، وهناك مستوطنون قالوا إن الأمر ربما يتعلق بأحد الحراس لبؤرة اخرى في المنطقة، لكن حتى لو أن الامر يتعلق بمسؤول الامن الجاري العسكري، فإن الحادثة تثير التساؤل. إن مسؤول الامن الجاري ربما مطلوب منه تنظيم الحراسة وتوجيه الجنود، لكن أن يطلق النار من بعد كهذا من البؤرة الاستيطانية فهذا ليس من مهمته.
الاستغراب لا يثور في هذه الحادثة، التي حسب سكان المنطقة ليست حادثة استثنائية. في الأشهر الأخيرة يبلغ الفلسطينيون عن عدد من المرات في كل اسبوع في قرى بورين وعوريف وعينبوس (قرب يتسهار وهار براخا وجفعات رونين) عن الاحتكاكات. مرة تلو الاخرى يقول الفلسطينيون إن المستوطنين ينزلون من المستوطنات والبؤر الاستيطانية نحو قراهم ويرشقونهم بالحجارة. ومرة تلو الاخرى، يقولون إن الجيش يأتي بعد فترة قصيرة ويقف جانبا وفي نهاية الامر يبعد الفلسطينيين. ورغم أن هذه الامور مدعومة بأفلام فيديو، فإن الشرطة لم تعتقل أي أحد بشأن رشق حجارة في هذه الاحداث. وزيادة على ذلك، معظم هذه الاحداث لا تعرف عنها الشرطة.
في 9 آذار /مارس الماضي توافر فيلمان، إحدهما في بورين والآخر في عينبوس. هناك لوحظت مجموعة اسرائيليين وهي ترشق الحجارة على البيوت بحضور الجنود الذين لم يفعلوا أي شيء. وما تم القيام به في بورين وُثّق أيضاً قبل يومين من ذلك حيث كان هناك اسرائيليون رشقوا الحجارة على مزارع، والجنود كانوا يقفون. القائمة طويلة، في إحدى المرات كانت المهاجمة في منطقة يتسهار، وفي مرة أخرى كان الضحية راعياً للأغنام الذي عدد من أغنامه ذبحت. الحادثة الاخيرة لم توثق بالفيديو، لكن الجنود وصلوا بسرعة وقاموا باستدعاء الشرطة التي لم توقف المهاجمين. الاحصائيات تتضخم، لكن عدد من جاؤوا الى غرف التحقيق بقي ضئيلا. حتى الآن فقط تم التحقيق في حادثتين، وليس هناك أي معتقل.

نشطاء من اليمين يعرضون أفلاماً يرشق فيها الفلسطينيون الحجارة على المستوطنة

لا يوجد أي جديد في أن المنطقة الواقعة في مدخل مدينة نابلس يوجد فيها الكثير من الاضطرابات، لكن في الاسابيع الاخيرة الوضع ازداد شدة. «هم يريدون منع أي فلسطيني من الوصول الى أرضه»، قال للصحيفة رئيس المجلس البلدي في حوارة، ناصر عودة. «اليوم هم ينزلون بشكل اكثر، ليس فقط الى قرية واحدة». وحسب اقواله «أحياناً كانوا يهاجمون فلسطينياً قرب المستوطنة، والآن بدأوا بمهاجمة حتى البيوت ومناطق داخل مناطق ج».
هذا الادعاء يتساوق مع الافلام التي وثقتها «يوجد حكم»، لكن حدثت في مرات كثيرة في مناطق غير محاذية للمستوطنات وأقرب الى القرى. زخاريا سادا من منظمة «حاخامات من اجل حقوق الانسان» الذي يعيش في المنطقة قال إن «الاحداث بدأت في ان تصبح اكثر خطورة ومتكررة». السبب حسب أقواله هو أنه «لا يوجد عقاب، وطالما أنه لا يوجد عقاب فأنت تشعر بحرية في أن تهاجم».
أيضاً هناك للمستوطنين غضب على ما يجري في المنطقة، وهم يطرحون ادعاءات مشابهة بشأن مهاجمة الفلسطينيين اليومية تقريبا لهم. فهؤلاء حسب أقوالهم يصعدون نحو البؤر الاستيطانية ويرشقون الحجارة والزجاجات الحارقة. أيضاً المستوطنون يعرضون توثيقاً بالفيديو، الذي يشمل أفلاماً قصيرة صورها رجال «قوة يهودية» بقيادة سكرتير عام الحزب تسفي سوخوت، التي يظهر فيها فلسطينيون يرشقون الحجارة باتجاه مستوطنة يتسهار. هم أيضاً يقولون إن فلسطينيين في المنطقة يشقون طرقاً بمحاذاة المستوطنة بشكل متعمد. «لقد بدأت عدة حالات من الاختراق الى داخل المحمية الطبيعية «بئر الطيور» (المحاذية ليتسهار)»، قال ناشط يميني من المستوطنة، «اليوم وصلوا تماما تحت المستوطنة وبدأوا بحراثة أرض لم تفلح منذ عشرات السنين، هذا منحدر جبلي ولا يوجد هناك أي عنصر زراعي». وحسب اقواله «يوجد خرق للوضع القائم».
الفلسطينيون بدأو، قال هذا الناشط، «صحيح أنه اذا كانت هناك حادثة يصعد فيها العرب عندها وبعد ذلك هناك أشخاص ينزلون، خاصة شباب، لكن ليس هم فقط وتحدث الاحتكاكات، هذا صحيح»، قال وأضاف: «لكن هذا دائما بمستوى الرد، هكذا نحن نرى الامور».
سؤال من بدأ وأين بالضبط ما زال في مركز الخلاف. «ليس الفلسطينيون هم الذين يصعدون نحو المستوطنات»، قال الحاخام سادا، «بل المستوطنون هم الذين ينزلون ويهاجمون الفلسطينيين داخل المناطق ب ويتسببون بالضرر للممتلكات الفلسطينية. 90 في المئة من الحوادث جرت في مناطق ب».
المناطق ب تحولت الى كلمة مفتاحية، وهي منطقة صحيح أنه لا يسكن فيها اسرائيليون، لكنها تقع تحت السيطرة الامنية الاسرائيلية. هنا تدخل الى الصورة الاجهزة الامنية الاسرائيلية وقلة الحيلة وعدم القدرة على فعل أي شيء، أيضاً على ضوء التوثيق بالفيديو الذي يضم في مرات كثيرة صوراً للمهاجمين وهم مكشوفو الوجوه بالضبط قرب الجنود الذين لا يقومون بمنعهم. في الجيش يقولون إنه لا توجد لديهم صلاحيات لاعتقال الاسرائيليين وأن الشرطة التي من صلاحيتها التحقيق، لا تأتي في الوقت المناسب، لذلك فإن تطبيق القانون ليس ناجعاً.
ولكن زيف شتهل، مديرة قسم البحث في «يوجد حكم» تعرض صورة مختلفة قليلا. حسب قولها، «توجد صلاحيات للجنود للتوقيف الى حين مجيء الشرطة… الجنود لا يعرفون ولا يعملون من أجل القيام بذلك. هم أيضاً ملزمون بالدفاع عن الفلسطينيين». وتضيف أنه في التقرير الذي نشره هذا الشهر مراقب الدولة والذي تطرق الى التنسيق بين الجيش وشرطة منطقة شاي (السامرة والقدس)، ظهر استنتاج تمت كتابته في تقارير سابقة. «جنود الجيش الاسرائيلي يصلون على الأغلب أولاً الى منطقة الحدث، النشاطات التخريبية أو الاحداث الجنائية. إجراءات الجيش تقول إنه يجب على القوة العسكرية اعتقال المتورطين في الحادثة والفصل بينهم وإغلاق المنطقة ومناطق ثانوية وأن يحظر عليهم تحريك أي شيء أو المس به».
عملياً، الجنود لا يمنعون والشرطة لا تعتقل. دليل آخر على ذلك تقدمه شرطة منطقة شاي المسؤولة عن التحقيق في رشق الحجارة. هناك يقولون إنهم لم يعتقلوا متهمين برشق الحجارة ومعظم الاحداث لم يعرفوا عنها. رغم أنهم في منطقة شاي لا يعرفون، إلا أنهم في الجيش أصروا على أن عدداً من المخلين بالنظام تم اعتقالهم. ولكن أسماءهم ومكان اعتقالهم والاجراءات التي اتخذت لم تقدم لنا.
في قوات الامن يتحدثون عن عملية أخرى تم القيام بها. قبل أكثر من أسبوع وازاء تزايد الاحداث في المنطقة، تم اصدار أمر منطقة عسكرية مغلقة على المناطق في محيط يتسهار في محاولة للتخفيف في إلقاء القبض على مستوطنين يأتون الى هذه المناطق الواقعة بين المستوطنات والقرى. الجهات الاكثر رسمية في المستوطنات أثنت على هذا الامر، بالطبع ليس باسمهم. على الاقل مستوطن واحد اعتقل في أعقابه، لكن تم اطلاق سراحه من قبل المحكمة. باطلاق سراحه أُلغيت الشروط المقيدة التي فرضتها الشرطة عليه.
ربما لا يبدو ذلك بهذه الصورة من الخارج، لكن في الاجهزة الامنية يتحدثون عن وضع مقلق. «بسبب تزايد الاحداث في منطقة يتسهار، هناك تعزيز لقوات الشرطة في المنطقة»، قال للصحيفة مصدر أمني. وحسب أقواله منذ بداية هذا العام اعتقل في السامرة حوالي 17 ناشطاً يمينياً متطرفاً، 10 منهم من يتسهار. «معظم المعتقلين هم الذين يحثون، ينزلون، وليس فقط الذين رشقوا الحجارة»، حسب أقواله، «هناك علاقة بين قوات الامن والجهات المؤثرة في يتسهار في محاولة للعمل ضد العنف، مع التأكيد على شباب التلال الذين يتجولون هناك».
في هذه الأثناء «المستوطنة نفسها، بما في ذلك مركزا الشباب والحاخامات، لا تنجح في صد النشاطات العنيفة ويتم فحص امكانية زيادة قوات الشرطة ووضع قوة دائمة في يتسهار».
المحامون الذين يمثلون نشطاء اليمين قالوا إنه حتى لو كان صحيحا أن عدد المعتقلين 17 شخصاً منذ بداية السنة، فهم لا يعرفون أي أحد اتخذت ضده أي اجراءات بسبب هذه الاحداث. «هم يعتقلون عدداً لا بأس به من الاشخاص»، قال المحامي ايتمار بن غبير، لكن حسب قوله، فإنه بسبب رشق الحجارة لا يصلون الى المحكمة.
«البيّنات الموجودة لديهم تتعلق بمجال التشويش على الجنود، ويصعب جداً توقيف شخص في المعتقل على أمر كهذا»، هذه الاقوال تتساوق مع إدعاء الشرطة بأنه لا يتم الاعتقال بسبب الاحداث الموثقة.
«في الفترة الاخيرة كان هناك عدد من المواجهات بين سكان يتسهار والفلسطينيين الذين يعيشون في القرى المجاورة، وفي عدد من الحالات جرى إخلال بالنظام في المنطقة»، جاء عن المتحدث بلسان الجيش. «في مجمل الاحداث وصلت قوات الجيش الى المكان وعملت على تفريق المخلين بالنظام. في بعض الحالات تم استخدام وسائل تفريق التظاهرات من أجل إنهاء الاحتكاك. على ضوء تقدير الوضع تم الاعلان عن المنطقة منطقة عسكرية مغلقة، في المنطقة المحيطة بيتسهار، من أجل الحفاظ على الامن والنظام العام في المنطقة».
كما جاء أيضاً أن «عدداً من المخلين بالنظام، اليهود والفلسطينيين، اعتقلوا من قبل قوات الامن، التي ستواصل العمل على حفظ الامن والنظام العام في المنطقة. الجيش الاسرائيلي يعمل بالتعاون مع حرس الحدود وشرطة اسرائيل».

يوتم بيرغر
هآرتس 29/3/2018

لا عقوبات على المستوطنين في اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين
رغم وجود أفلام تكشف وجوه المهاجمين وتظهر تواجد الجنود في منطقة الحدث
صحف عبرية

تقرير الخبراء الفرنسيين يكشف أن رهبان تيبحيرين لم يقتلوا في قصف للجيش الجزائري!

Posted: 29 Mar 2018 02:22 PM PDT

الجزائر ـ «القدس العربي»: قالت تقارير إعلامية فرنسية إن النتائج الأولية للخبرة التي تم إجراؤها في باريس بخصوص مقتل رهبان تيبحيرين في الجزائر سنة 1996، كشفت عدم وجود أي شظايا في جثث الرهبان، وأن فرضية مقتلهم عن طريق الخطأ في قصف للجيش الجزائري لمعاقل الجماعة الإرهابية التي قامت بخطفهم أضحت مستبعدة في ظل نتائج الخبرة، ما يعزز الرواية الرسمية للسلطات الجزائرية التي طالما طعن فيها، الأمر الذي جعل القضاء الفرنسي يعيد فتح الملف سنة 2009 بعد تصريحات لدبلوماسي فرنسي سابق عمل في الجزائر خلال الفترة التي وقعت فيها جريمة اختطاف واغتيال رهبان دير تيبحيرين بمنطقة المدية جنوبي العاصمة.
وذكرت إذاعة فرانس انتير أن التقرير المبدئي بخصوص مقتل رهبان تيبحريين يشير إلى عدم وجود أي إصابات بشظايا في جماجم رهبان تيبحيرين، التي تم استخراجها قبل ثلاث سنوات من أجل إخضاعها للتحليل، بعد أن وافقت السلطات الجزائرية أخيراً على طلب القضاء الفرنسي بغية وضع حد لهذا الملف، الذي كان ومازال موضوع جدل واسع ومزايدات كثيرة، مشيرة إلى أنه لا يوجد حتى الآن ما يعزز فرضية مقتل الرهبان السبعة في قصف للجيش الجزائري ضد معاقل الجماعة الإسلامية المسلحة «الجيا» التي قامت بخطفهم، وهي الرواية التي ظهرت سنة 2009، بعد تصريحات للملحق العسكري السابق في السفارة الفرنسية في الجزائر فرانسوا بوشوالتر، الذي قال إن الرهبان قضوا في قصف للجيش الجزائري، وأن رؤوسهم فصلت عن أجسادهم بعد ذلك ووضعت على جانبي الطريق في منطقة المدية للتستر على ما وقع، وهي الرواية التي رفضتها السلطات الجزائرية، لكن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي أمر بفتح تحقيق حول القضية، وطالب برفع السرية عن الوثائق التي تتعلق بالملف سواء كانت على مستوى وزارة الدفاع أو وزارة الخارجية، قبل أن يصل التحقيق القضائي إلى توجيه طلب إلى السلطات الجزائرية من أجل استخراج جماجم الرهبان المدفونة في تيبحرين، علما أن أجسادهم لم يتم العثور عليها حتى الآن.
وأوضحت التقرير أن التحاليل التي أجريت بينت أن الرهبان قتلوا عدة أسابيع قبل أن يتم العثور على رؤوسهم، وأن التحاليل كشفت أيضاً أن رؤوس الرهبان كانت قد دفنت قبل ذلك، وأعيد استخراجها من تحت التراب، لتوضع على جانبي الطريق حيث عثر عليها يوم الـ30 مايو/أيار 1996، وأن التقرير يشير إلى أن الرهبان يكونون قد قتلوا ما بين 25 و27 أبريل/ نيسان، وأن الرؤوس قد فصلت على أجسادهم ما بعد مقتلهم.
وذكر الخبراء الذين أعدوا التقرير، بحسب الإذاعة، أن النتائج التي تم التوصل إليها حتى الآن مبدئية، وأنه ربما قد تكون أجهزة الكشف التي تم استخدامها لم تبين آثار طلقات، لكن قد تكشف تحاليل أخرى أشياء لم يتم اكتشافها بعد.
جدير بالذكر أن قضية اختطاف واغتيال رهبان تيبحيرين من أكثر القضايا التي سممت العلاقات الجزائرية ـ الفرنسية لأكثر من عشرين عاماً، خاصة وأنها كانت تعود لتطرح في كل مرة، في ظل الروايات العديدة والمتضاربة، فبالرغم من أن الجماعة الإسلامية المسلحة أعلنت يوم 23 مايو/ أيار 1996 أنها هي من قامت باختطاف واغتيال رهبان تيبحيرين، إلا أن بعض الروايات التي يرددها بعض الضباط الفارين من الجيش الجزائري تتحدث عن أن مقتل الرهبان تم بتدبير من الاستخبارات الجزائرية، وحتى داخل هذه الرواية توجد روايتان: الأولى تقول إن الرهبان خطفوا واغتيلوا بسبب مساعدتهم للجماعات الإرهابية، ورواية ثانية تشير إلى أن عملية الاختطاف كان الغرض منها تخويف الرهبان والسلطات الفرنسية لدفعهم إلى الرحيل عن دير تيبجيرين ثم خرجت العملية عن السيطرة بعد أن وقع الرهبان في أيدي جماعة إرهابية لم تكن الاستخبارات قد اخترقتها، من دون الحديث عن الاتصالات التي وقعت بين الجماعة الخاطفة والسفارة الفرنسية في الجزائر، والتسابق الذي وقع بين أجهزة الأمن الفرنسية نفسها، والذي يرى البعض أنه كان السبب في مقتل الرهبان، بعد أن أحست جماعة جمال زيتوني بغدر من طرف السلطات الفرنسية، قبل أن تظهر رواية مقتل الرهبان عن طريق الخطأ حسب رواية الدبلوماسي الفرنسي السابق، لكن السلطات الجزائرية ظلت متسمكة بروايتها، وقالت إن موافقتها على استخراج جماجم الرهبان وإخضاعها للتحليل، دليل على حسن نيتها، ورغبتها في وضع حد للجدل والمزايدات حول هذا الملف.

تقرير الخبراء الفرنسيين يكشف أن رهبان تيبحيرين لم يقتلوا في قصف للجيش الجزائري!
سمّمت العلاقات الجزائرية ـ الفرنسية لأكثر من عشرين عاماً في ظل روايات عديدة متضاربة
كمال زايت:

محكمة مغربية ترجئ النظر في «ملف منجب ورفاقه» للمرة العاشرة

Posted: 29 Mar 2018 02:21 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: يتواصل تأجيل محاكمة ناشطين وباحثين وصحافيين مغاربة المتابعين بما يعرف بـ«ملف منجب ورفاقه» وتنظر المحكمة الابتدائية في الرباط في الملف منذ عام 2015.
وقررت المحكمة مساء الأربعاء، للمرة العاشرة، إرجاء والى 27 حزيران/ يونيو 2018 محاكمة المؤرخ والحقوقي المعطي منجب رئيس مركز ابن رشد للدراسات والتواصل، وكل من الصحافية مارية مكريم، والنشطاء: رشيد طارق، وهشام المنصوري، وعبد الصمد أيت عائشة، وهشام خريبشي، ومحمد الصبر، المتابعون بتهم «المس بسلامة أمن الدولة والحصول على تمويلات أجنبية غير شرعية».
ونظمت اللجنة الوطنية للتضامن مع المعطي منجب والنشطاء الستة، وقفة احتجاجية بالتزامن مع عقد جلسة المحاكمة، أمام باب المحكمة الابتدائية في الرباط، وسبقتها ندوة صحافية في المقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الانسان، حضرها عدد من المراقبين الدوليين.
وبدأت القضية عام 2015 في أعقاب الدورات التدريبية التي نظمها هؤلاء النشطاء في إطار أنشطة الجمعية المغربية للصحافة الاستقصائية، وذلك في علاقة باستخدام تطبيق «ستوري ميكر» وتقرير جمعية الحقوق الرقمية عن المراقبة عبر الإنترنت.
وأكد المعطي منجب، مؤرخ ورئيس جمعية «الحرية الآن» للدفاع عن حرية التعبير في المغرب، أن القضاة الذين يتولون البت في الملفات والقضايا السياسية في وضعية لا يحسدون عليها، وأن الملف الذي يتابع على خلفيته إلى جانب 6 نشطاء، ملف سياسي بامتياز تقف وراءه أسباب سياسية.
وقال: «يجب أن نتضامن مع القضاة لأنهم لا يملكون من أمرهم شيئا»، وإنه في غير ما مرة طلب القضاة منهم تحديد موعد جلساتهم بأنفسهم، مشدداً على أن هناك جهات تشوّه صورة المغرب وتجعل القضاة في ورطة كبيرة. وأضاف أن الملف الذي استمر لثلاث سنوات و10 جلسات محاكمة «فارغ»، ولا يستطيع القضاة إصدار البراءة أو الإدانة فيه، مرجعا ذلك إلى وقوف جهات لم يذكرها بالاسم وراءه.
وأكد النقيب عبد الرحيم الجامعي عضو اللجنة الوطنية للتضامن مع المعطي منجب ومن معه، «إننا نعيش لحظات الستينيات في القرن الـ21″، متسائلاً: «هل نحن في دولة القانون؟»، «هل يؤدي المعطي منجب والنشطاء الستة ثمن الحرية» وأن «ممارسة الحرية أصبحت تهمة في المغرب».
وقال إن تبرئة المعطي منجب، مؤرخ وصحافي، ومن معه يعني إدانة جهات أخرى لم يذكرها بالإسم، موضحا أن مؤسسة القضاء لم تستطع حسم ملف المعطي منجب ومن معه بجرأة القضاة والمسطرة وتركت الملف رائجاً أمام المحكمة لمدة 3 سنوات. ووجّه المصطفى الرميد، وزير الدولة المغربي المكلف بحقوق الإنسان، انتقادات حادة للمشككين في استقلال السلطة القضائية، وقال إن المغرب أَسَّسَ لاستقلال تام ونهائي ووفق المعايير الدولية للسلطة القضائية، ولا يمكن بأي شكل أن يسمح بالتشكيك في نزاهة القضاء، داعيا إلى فتح نقاش حول الأمر يكون طرفا فيه.
وقال إبان نظر المحكمة في ملف منجب ومن معه، في لقاء نُظِمَ أول من أمس الأربعاء بكلية الحقوق في سلا، من أجل تقديم خطة العمل الوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان 2018-2021 : «لا يمكن أن نخلط بين استقلالية القضاء وبين قاض يبيع نفسه، وهي الحالة التي تنطبق على مجالات أخرى، حيث عملت الدولة على ضمان الاستقلالية، من خلال سَنِّ القوانين، لكن الممارسين لهم سلوكات أخرى».
وأكد الرميد أن «المغرب، ومنذ بداية تسعينيات القرن الماضي، راكم تطوراً كبيراً في مجالات حقوق الإنسان» و»رغم وجود اختلالات لا يمكن إنكارها، إلا أن رَصْدَ الخط البياني لحقوق الإنسان يُحِيْلُنَا على تطور كبير، زكاه إنشاء المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان والمحاكم الإدارية وبأن «الفترة المتقاربة بين دستوري 1992 و1996 توضح بالملموس أن المغرب كان يبحث عن تعزيز الديمقراطية، لتأتي بعدهما حكومة التناوب التوافقي، وتأسس لدينامية، تلاها بعد ذلك تكثيف كبير لمنسوب احترام وتعزيز حقوق الإنسان».
واستنكر «الأصوات المتشائمة التي تصور المغرب مثل جحيم يعيش فيه الناس». وقال: «المغرب ليس جنة، لكنه تمكن من تحقيق تقدم في عدة مجالات، مثل المرأة وإمكانية تقديم الملتمسات والعرائض بالنسبة للمواطنين، فضلاً عن دستور 2011 الذي سيمكننا من الانتقال الديمقراطي».
وسجّل أن «خطة العمل الوطنية ليست ابتكاراً مغربياً، بل استجابة لتوصيات أممية تلت مؤتمر فيينا لسنة 1993، الذي أوصى بوسيلة يمكن أن تكون ناجعة في حماية حقوق الانسان، واقترح اعتماد التخطيط الإستراتيجي، ليكون المغرب الدولة 39 التي استجابت للمقترح منذ سنة 2010». وقال إن الخطة «تحتضن طموحات المجتمع المدني والأحزاب والنقابات بشكل كبير، والتقت فيها الإرادة الحكومية مع الشعب»، وأنها «وُضِعَتُ في وقت سابق، لكن دستور 2011 جعل لها رهانات أخرى، وبالتالي تطلب الأمر التشاور في مجموعة من القضايا الخلافية المتعلقة بالأسرة والإعدام والإجهاض».

محكمة مغربية ترجئ النظر في «ملف منجب ورفاقه» للمرة العاشرة

محمود معروف

«الائتلاف» المعارض: اجتماع طارئ لبحث الأوضاع في الغوطة وعفرين

Posted: 29 Mar 2018 02:21 PM PDT

غازي عنتاب – «القدس العربي»: عقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة اجتماعاً طارئاً لبحث الأوضاع الميدانية في الغوطة الشرقية وحال المهجرين منها، إضافة إلى آخر التطورات المحيطة بمدينة عفرين وذلك برئاسة رئيس الائتلاف عبد الرحمن مصطفى، في مدينة غازي عنتاب التركية.
تناول الاجتماع الأول أوضاع المهجرين الذين وصلوا إلى ريفي إدلب وحماة خلال الأيام القليلة الماضية، وعرض رئيس الحكومة تقرير عمل «لجنة الطوارئ الحكومية» المشكلة برئاسة وزير الصحة محمد فراس الجندي، لإيواء المهجرين من الغوطة والذين هجروا بشكل قسري على يد ميليشيات الأسد وروسيا. وبيّن التقرير أنه تم استقبال نحو سبعة آلاف مهجر، مع توقع ازدياد الأعداد لتصل إلى نحو 20 ألفاً في الأيام القادمة.
وأكد جواد أبو حطب رئيس الحكومة السورية المؤقتة المنبثقة عن الائتلاف أن الحكومة ووحدة التنسيق والدعم تعدان سجلات خاصة بالمهجرين، في حين يجري الائتلاف الوطني عدداً من الاتصالات مع الاتحاد الأوروبي وممثلي الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا والسعودية وقطر لتوفير الإغاثة العاجلة للمهجرين.
وأشار رئيس الائتلاف عبد الرحمن مصطفى إلى أهمية الإسراع في تقديـر الاحتياجات اللازمة لاستيعاب مهجري الغوطـة وتوفير كافة المستلزمات لهم، وجرى الاطمئنان على ذلك عبر اتصال مباشر مع وزير الصحة المسؤول عن لجنة الطوارئ، وعبر مصطفى عن شكر الائتلاف للمؤسسات الإغاثية التركية، وذلك لمساهمتها في توفير الاستجابة السريعة لإغاثة المهجرين من الغوطة الشرقية.
وكان الائتلاف الوطني قد شدد على أن العجز الدولي كان بمثابة الضوء الأخضر للنظام للقيام بعمليات إبادة جماعية في الغوطة الشرقية وفي مناطق متفرقة أخرى، حيث انتهج النظام السوري سلوك الحصار والتجويع ضد المناطق الثائرة منذ عدة سنوات، وارتكب ضد المدنيين جرائم حرب واسعة النطاق، طالب على إثرها الائتلاف الوطني بنقل الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة مجرمي الحرب كافة.
في السياق ذاته، اجتمع رئيس الائتلاف ورئيس الحكومة المؤقتة، بحضور نائب رئيس هيئة الأركان العقيد هيثم عفيسي، وأعضاء في الهيئة السياسية للائتلاف، وممثلين عن القطاعات المدنية والسياسية في عفرين، امس الخميس في مدينة غازي عنتاب التركية، وناقش المجتمعون تشكيل مجالس للإدارة المحلية في عفرين تضم ممثلين عن النواحي والبلدات كافة ، ولفت عضو الهيئة السياسية عقاب يحيى إلى أن هذه المجالس المؤقتة ستعمل على توفير الأمن والاستقرار، وعودة النازحين، إضافة إلى تهيئة الأجواء لإجراء انتخابات لمجالس محلية بإشراف الحكومة السورية المؤقتة. وأكد رئيس الائتلاف الوطني عبد الرحمن مصطفى على دعم الائتلاف الوطني لأن تكون عفرين مثالاً للتعايش والأمن والاستقرار، كما أكد على حرص الائتلاف الوطني على دعم الجهود المبذولة كافة لإعادة النازحين إلى مناطقهم.

«الائتلاف» المعارض: اجتماع طارئ لبحث الأوضاع في الغوطة وعفرين

الأجهزة الأمنية المغربية تعلن «تفكيك خلية لتنظيم الدولة»

Posted: 29 Mar 2018 02:20 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: تمكنت الأجهزة الأمنية المغربية أمس الخميس من تفكيك خلية تتكون من 8 أفراد تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية كانت تنشط في مدينتي وادي زم/ وسط المغرب ومدينة طنجة.
وقالت وزارة الداخلية االمغربية في بيان أُرسل لـ«القدس العربي» إنه في إطار التصدي الاستباقي للتهديدات الإرهابية ذات الصلة بما يسمّى بتنظيم الدولة الإسلامية، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية DST)، من إجهاض مخطط إرهابي خطير كان يستهدف زعزعة أمن واستقرار البلاد، من خلال تفكيك خلية إرهابية بتاريخ 29/03/2018، تنشط في مدينتي واد زم وطنجة، مكونة من 8 عناصر تتراوح أعمارهم بين 21 و31 سنة، متشبعين بالفكر المتطرف والنهج الدموي لـ»داعش».
وأضاف البلاغ أن التحريات الدقيقة أظهرت أن المشتبه فيهم كانوا بصدد البحث عن المواد الأولية المتعلقة بصناعة العبوات والأحزمة الناسفة، لتنفيذ عمليات إرهابية على درجة كبيرة من الخطورة تستهدف بعض المواقع الحساسة بعدد من مدن المملكة، وذلك تنفيذاً للأجندة التخريبية لـ»الدولة الإسلامية».
وكشف البلاغ أن البحث والتتبع أكدا أن أفراد هذه الخلية كانوا يعتزمون تصفية أحد معارفهم بعد أن شكّكوا في ولائه لتنظيم الدولة الإسلامية وتبنيه منهجاً عقائدياً مخالفاً لهذا التنظيم الإرهابي وأن عملية التفتيش أسفرت عن حجز بندقية صيد وخراطيش وأسلحة بيضاء وبذل شبه عسكرية، بالإضافة إلى مجموعة من المعدات الإلكترونية ومخطوطات تمجد لما يسمّى بتنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال ان إيقاف هذه العناصر المتطرفة يندرج في إطار الجهود المتواصلة للمصالح الأمنية المغربية لدرء الخطر الإرهابي المتنامي من طرف مناصري تنظيم «الدولة» وإفشال مخططاتهم التخريبية الرامية لإثارة الفوضى وزرع الفتنة في المغرب.

الأجهزة الأمنية المغربية تعلن «تفكيك خلية لتنظيم الدولة»

السيسي يضمن الولاية الثانية… ومؤيدوه يمهدون للثالثة عبر دعوات لتعديل الدستور

Posted: 29 Mar 2018 02:20 PM PDT

القاهرة ـ « القدس العربي» ـ وكالات: أظهرت مؤشرات أولية لنتائج رئاسيات مصر، أمس الخميس، تقدم نسبة الأصوات الباطلة على نسبة المصوتين للمرشح موسى مصطفى موسى، الذي خاض الانتخابات أمام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وحسب تجميعات للنتائج نشرتها وسائل إعلام محلية استنادا إلى نتائج الفرز المعلنة من جانب القضاة المشرفين على مراكز الاقتراع في أنحاء البلاد، تجاوزت نسبة الأصوات الباطلة حاجز الـ6%، بينما لم تصل نسبة المصوتين لموسى إلى 3%.
واختتم، مساء الأربعاء، التصويت في الانتخابات الرئاسية التي تضم مرشحين فقط هما السيسي الذي يسعى لفترة ولاية ثانية من 4 سنوات، وموسى رئيس حزب الغد (ليبرالي)، الذي أعلن سابقًا تأييده للأول.
وفور اختتام التصويت، بدأت عملية فرز الأصوات، التي تنتهي في وقت لاحق الخميس.
ووفق صحيفة «الأهرام» الحكومية، فإن المؤشرات الأولية تبين أن السيسي حصل على نسبة تتجاوز الـ92% من أعداد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بإجمالي تقريبا 23 مليون صوت صحيح، بينما حصل المرشح الآخر موسى على نسبة لا تتجاوز 3% من إجمالي الأصوات (دون ذكر أعداد المصوتين له).
وفي انتخابات 2014، حصل السيسي على 23 مليونًا و780 ألفاً و104 أصوات بواقع 96% من إجمالي عدد الناخبين، آنذاك، في حين حصل منافسه حمدين صباحي على 757 ألفًا و511 صوتًا بواقع 3.9% من إجمالي عدد المصوتين.
وبخصوص نسبة المشاركة في الانتخابات الحالية، تفيد المؤشرات الأولية بأن قرابة 25 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم، من إجمالي من لهم حق التصويت في الانتخابات، البالغ عددهم نحو 59 مليونا داخل البلاد؛ أي بنسبة 42.37 %.
وفي رئاسيات 2014، بلغت نسبة المشاركة نحو 47%، فيما تعد رئاسيات 2012 – التي فاز بها محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر- أكثر انتخابات شهدت مشاركة حتى الآن بنسبة 52%.
ولم تعلّق الهيئة الوطنية للانتخابات (مستقلة) عن صحة المؤشرات المعلنة لنتائج الانتخابات، لكنها ستعلن رسميًا النتائج النهائية الإثنين المقبل، بعد الطعن في أي طعون قد يتم تقديمها، وإضافة أرقام تصويت الناخبين المصريين في الخارج (لم يتم الإعلان عنها).
وجرى الاقتراع الرئاسي بدءًا من الإثنين وحتى الأربعاء، وسط حديث رسمي عن إقبال كثيف، مقابل «تشكيك» من قبل المعارضة.
موسى قال إن «تقديرات غرفة عمليات حملته الانتخابية حول المؤشرات الأولية لفرز الأصوات فى الانتخابات تشير لحصوله على نحو مليون ونصف مليون صوت، بعد إضافة أصوات المصريين في الخارج».
ووصف المؤشرات الأولية للنتيجة والأرقام التى حصل عليها بـ»الممتازة»، مشيراً إلى أن «عنصر الزمن لم يكن في صالحه، نظرا لأنه اتخذ قرار خوض الانتخابات متأخرا، ولم ينظم حملة دعائية كبيرة بسبب ضعف الإمكانيات المالية، ولم يتمكن من الحركة بشكل كبير لضيق التوقيت».
وأوضح أن «نسبة الأصوات التى سيحصل عليها لم تكن تشغله، وإنما ما كان يشغله هو الواجب الوطني والرد على أعداء مصر، نظرا لأنه لم يكن مقبولا أن يخوض الرئيس عبد الفتاح السيسي الانتخابات منفرداً» معتبرا أن «نسبة التصويت تؤكد أن المصريين كسبوا التحدي». وزاد أن «الخبرة اللي اكتسبها في الانتخابات الرئاسية 2018 تؤهله لأن يفكر ويستعد للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في عام 2022، وأنه سيرسل رسالة تهنئة وشكر للرئيس السيسي عقب إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات النتائج النهائية للتصويت».

سخرية على مواقع التواصل

وأثارت مؤشرات الفرز وتصريحات موسى موجة سخرية واسعة على موافع التواصل الاجتماعي.
وكتبت أسماء عبد الله:»النتائج الأولية تشير إلى تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتقدم موسى مصطفى موسى لابنة خالته في المنصورة ورفضته».
أحمد همام قال «من منح صوته للسيسي معروف، ومن أبطل صوته أجبر على ذلك بعد انحسار المنافسة بين السيسي وموسى، لكن من ذلك الذي اعطى صوته للمرشح الكومبارس». وكتب جمال الدوني:»لا يغضبني سوى المواطنين الذين منحوا صوتهم لموسى مصطفى موسى، رغم أن موسى نفسه منح صوته للسيسي».
وتتهم المعارضة رئيس حزب «الغد» الليبرالي بلعب دور «الكومبارس» في الانتخابات ، خاصة أنه ترشح قبل دقائق من إغلاق باب الترشح، وسبق ودشن حملة لتأييد السيسي لولاية ثانية.
لم يكن ينتهي إعلان النتائج الأولية حتى خرجت أصوات موالية للنظام تمهد الطريق لتعديل الدستور لزيادة عدد المدد الرئاسية، أو على أقل تقدير زيادة المدة الرئاسية الواحدة من 4 إلى 6 سنوات.
ومن المفترض أن تكون الولاية الثانية التي تبدأ عقب إعلان نتائج الانتخابات في الثاني من إبريل/ نيسان المقبل، هي الأخيرة للسيسي طبقا للدستور المصري الذي جرى الاستفتاء عليه عام 2014.
وحسب الدستور المصري، «يُنتخب رئيس الجمهورية لمدة أربع سنوات ميلادية، تبدأ من اليوم التالي لانتهاء مدة سلفه، ولا يجوز إعادة انتخابه إلا لمرة واحدة، وتبدأ إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء مدة الرئاسة بمئة وعشرين يومًا على الأقل، ويجب أن تعلن النتيجة قبل نهاية هذه المدة بثلاثين يوما على الأقل. ولا يجوز لرئيس الجمهورية أن يشغل أي منصب حزبي طوال مدة الرئاسة».
دعوات تعديل الدستور خرجت على لسان مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية الذي قال في تصريحات متلفزة، إن «جعل مدة الرئيس في الدستور 8 سنوات على فترتين رئاسيتين، قصيرة جدًا ولا بد من زيادتها».
وأضاف أن «السيسي سيسعى خلال السنوات الأربع المقبلة لإيقاظ الأحزاب السياسية وإعطائها مساحة من الحركة، حتى تستطيع تقديم كوادر سياسية يمكن الانتقاء منها لشغل العديد من المناصب، إلى جانب الدور الذي ستقوم به الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب».
الممثلة المصرية وفاء عامر، دعت هي الأخرى لتعديل الدستور، ليسمح بانتخاب رئيس الجمهورية مدى الحياة، وليس لولايتين فقط.
وزعمت أنها لمست «مشاركة واسعة من مختلف الأعمار خاصةً من جيل الشباب في الانتخابات الرئاسية».
وقالت إن «التعديل الدستوري مطلب جماهيري لثقة المواطنين في الرئيس عبد الفتاح السيسي».
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تشهد مصر حديثا عن تعديلات دستورية تسمح للسيسي بالبقاء أكثر من 8 سنوات، فسبق وقدم النائب اسماعيل نصر الدين اقتراحاً لتعديل الدستور قبل أشهر، وعاد وأكد خلال فترة الانتخابات الرئاسية نيته إعادة تقدم الاقتراح الذي ينص على زيادة المدة الرئاسية الواحدة إلى 6 سنوات خلال الفترة المقبلة.

«الحشد الجبري»

إلى ذلك، تواصلت المواقف المعارضة المنددة بالانتخابات. مكتب جماعة «الإخوان المسلمين» المعبر عن تيار شباب أصدر بيانا حمل عنوان «انتخابات الحشد الجبري سقطت تحت أقدام المصريين»، تحدث فيه عن التجاوزات التي شهدتها الانتخابات. وقال المكتب في بيانه:»بالقتل، والاعتقال، والإخفاء القسري، والحشد الجبري، انتهت انتخابات هزلية بكل ما تحمله من معنى». وتابع:» انتخابات هزلية امتنع عنها غالبية المصريين رغم محاولات الترهيب، والتهديد بالفصل من العمل، أو بمنع الإعانات المالية من البسطاء، أو بغرامات لمقاطعي الهزلية الانتخابية».
وزاد:«ثلاثة أيام من الفشل المتجدد يسطرون هزيمة متكررة للسلطة العسكرية الانقلابية، انتخابات بطعم الدم، والطائفية، والكراهية لن تعطي شرعية لأحد سوى مزيد من الغضب الذي يقسم الوطن ويجعله لقمة سائغة لأعدائه».
واختتم بيانه:»الثورة كالبركان لا ينطفىء، وستأتي اللحظة التي تتفجر حممه وتصيب كل الخونة الذين باعوا الوطن ودمروه، إن غياب الشباب والجماهير عن هذه الهزلية الانتخابية يصب في صالح الوطن والثورة، وستحين اللحظة التي يجتمع فيها الشرفاء لإنقاذ الوطن من هؤلاء الشرذمة العسكرية المسلحة، وبطانتها العفنة، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».
القيادي اليساري، أمين إسكندر، كتب على صفحته الرسمية على «الفيسبوك»، أن «كافة المواطنين المصريين يعلمون أن جهاز الأمن الوطني والمباحث العامه لعبوا الدور الكبير في الحمله الإعلامية التي جاءت عبر التهديد والوعيد والإجبار لكل اصحاب المحلات بتعليق اللافتات المؤيدة للسيسي وجمع التبرعات لصالح حملته».
وحسب إسكندر «وصل الأمر إلى أن حملات المباحث في الأقسام كانت بغرض إجبار رواد المقاهي على التصويت للسيسي». وتابع أن «الانتخابات شهدت تدخلاً سافرا من الكنيسة والأزهر، وفي النهاية يقولون إن الشعب يرد الجميل للسيسي». وسخر من شعار رد الجميل قائلاً، هل «رد الجميل بسبب تفريطه في جزيرتي تيران وصنافير، وتعهده بألف كيلو متر مربع لمشروع نيوم السعودي، والفشل المحقق في مفاوضات سد النهضه الاثيوبي، وإصرار السيسي على عدم احترام الشعب المصري حيث يصدر قراراته الكبرى دون التشاور مع أحد مثل قرار إنشاء العاصمة الجديدة وتعويم العملة».

السيسي يضمن الولاية الثانية… ومؤيدوه يمهدون للثالثة عبر دعوات لتعديل الدستور

«أجراس العودة فلتقرع… اليوم تنطلق «مسيرة العودة الكبرى»

Posted: 29 Mar 2018 02:19 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: عقب المحاولات الفاشلة التي قامت بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمنع «مسيرة العودة الكبرى»، التي تنطلق اليوم أولى فعالياتها على  أكثر من محور على حدود قطاع غزة الشرقية والشمالية، طالب الجيش الإسرائيلي سكان بلدات ما يعرف بـ»غلاف غزة» بحمل السلاح ابتداء من اليوم، وتوعد باستهداف قادة حماس وجناحها العسكري إذا خرجت الأمور عن السيطرة، في الوقت الذي أنهى فيه القائمون على الفعالية كافة التجهيزات اللازمة لانطلاق المسيرة، ونظموا فعاليات استباقية قرب الحدود.
وبعد وضع الخطط العسكرية لمواجهة المسيرة، ومن بينها الدفع بتعزيزات عسكرية إضافية، ونشر وحدات القناصة وأخرى خاصة في مخيط غزة، وما تلى ذلك من تحذير السلطات الإسرائيلية لأصحاب شركات النقل في غزة، من مغبة نقل المتظاهرين إلى المناطق الحدودية كما هو مخطط، طالب جيش الاحتلال كافة سكان البلدات القريبة من حدود قطاع بحمل السلاح تحسبا لدخول الفلسطينيين من القطاع في ذكرى «يوم الارض» التي تشهد انطلاق مسيرة العودة.
ووفق ما جرى الكشف عنه، فإن تعليمات وصلت ضباط أمن بلدات «غلاف غزة» تقضي بحملهم للسلاح الشخصي والحفاظ على أعلى درجات اليقظة، تحسباً من خروج الأمور عن السيطرة.
جاء ذلك بعدما أنهت اللجنة التنسيقية العليا لـ»مسيرة العودة الكبرى» كامل الاستعدادات اللازمة، للفعالية التي تبدأ عند الساعة العاشرة من صباح اليوم الجمعة، دون أن يحدد موعد لانتهائها، ويوجد تخطيط لم يوضع له موعد محدد، يقوم على اجتياز المتظاهرين في وقت لاحق السياح الفاصل، ضمن خطوة سلمية لتطبيق وانتزاع «حق العودة».
ويوم أمس اكتملت بشكل تام عمليات نصب الخيام، إضافة إلى تجهيز الملحقات الخاصة، من خزانات مياه للشرب، وتوفير دورات المياه، للمقيمين في المكان، حيث من المتوقع أن تشارك حشود كبيرة في التظاهرة، من بينهم أعداد كبيرة قررت المبيت في المكان.
جاء ذلك بعد عملية تمهيد وتسوية للأرض التي أقيمت عليها مخيمات المسيرة، في جنوب ووسط قطاع غزة، وكذلك على حدود مدينة غزة الشرقية، وعلى الحدود الشمالية للقطاع، حيث رفعت في تلك الأماكن أعلام فلسطينية.
ومن المخيم الذي أقيم على حدود مدينة غزة الشرقية، يظهر جليا السياج الفاصل بين حدود القطاع والجانب الإسرائيلي.
وقال مشرفون على المخيم لـ «القدس العربي «إنهم لاحظوا منذ أيام حركة نشطة للآليات العسكرية الإسرائيلية، إلى جانب الحفارات المستخدمة من قبل سلطات الاحتلال في بناء الجدار الإسمنتي، على طول الحدود. ويمكن أيضا ملاحظة تحركات الآليات العسكرية الإسرائيلية في تلك المنطقة، التي تبعد عن المخيم المخصص لفعاليات مدينة غزة نحو 700 متر فقط، ومن المتوقع أن تنتشر اليوم قوات إسرائيلية إضافية في تلك المناطق، تحسبا لـتطورات مفاجئة ودراماتيكية قد تحدث في أي لحظة».

تطبيق سلمي

ويريد القائمون على الفعالية تطبيق «حق العودة» سلميا، من خلال زحف اللاجئين بعد اجتياز الحدود الفاصلة إلى أراضيهم التي هجروا منها على أيدي العصابات الصهيونية عام 1948. وطالبت اللجنة التنسيقة للفعالية الأمين العام للأمم المتحدة توفير الحماية للمسيرة، كونها سلمية وتهدف إلى تطبيق أحد قرارات المنظمة الدولية.
وفي داخل مدن وقرى ومخيمات القطاع، ازداد حجم التفاعل الشعبي مع الفعالية، حيث بات الكثير منهم يرغب بالمشاركة في فعاليات المسيرة، بينهم شيوخ كبار في السن، ممن عاشوا زمن «النكبة» وهجروا قسرا من قراهم على أيدي العصابات الصهيونية عام 1948، كما أبدى الأطفال والشباب والنساء رغبتهم في المشاركة.
وفي إطار التحضيرات للمسيرة، قام شبان وشابات يوم أمس بإطلاق طائرات ورقية في الهواء، على مقربة من السياج الفاصل مع إسرائيل، في عدة مناطق تقع على الحدود الشرقية للقطاع. وقالت فاطمة عبد الله الناشطة الشبابية لـ «القدس العربي»، خلال فعالية شرق مدينة غزة، إن فعالية الطائرات الورقية تحمل رسائل إلى الاحتلال، تؤكد تمسك الشباب بحق العودة، مشيرة إلى أن تلك الطائرات ستحلق خلف الحدود الفاصلة. وشهدت الفعالية عرضا لـ»الدبكة الشعبية»، وأغاني تراثية وأخرى تؤكد على تمسك الفلسطينيين بحق العودة ورفض أي عمليات توطين.
واستمرت النداءات التي أطلقها القائمون على الفعالية، لدعوة السكان للمشاركة في المسيرات الضخمة التي ستنطلق اليوم الجمعة، قبل صلاة الظهر، مؤكدين أن الفعالية ستكون «سلمية وغير مسلحة».

اتصالات أوروبية

وفي السياق كشف الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عن تلقيه اتصالات من مسؤولين أوروبيين، طالبوه خلالها بوقف «مسيرة العودة الكبرى». وكتب على حسابه في موقع «تويتر» يقول «اتصل بي أكثر من مسؤول غربي ناصحا بوقف مسيرة العودة لعدم زيادة التوتر والتصعيد على حدود قطاع غزة»، لكنه أضاف «أشواق أبناء فلسطين في العودة لديارهم تغلب كل التحذيرات والتهديدات».
ورغم التأكيدات الفلسطينية بسلمية الفعالية، إلا أن حالة القلق الشديد تصاعدت خلال الساعات الماضية في الجانب الإسرائيلي، خشية من تكريس الفعالية لـ «نظام مقاومة جديد»، فدفعت الخشية الكبيرة من المسيرة جيش الاحتلال لتوجيه تهديد مباشر باغتيال قادة حركة حماس، ونقل عن الناطق باسم جيش الاحتلال قوله إن جيشه لن يسمح لقادة حماس وكتائب القسام بإرسال الجموع للسياج «وهم مختبئون داخل القطاع»، مشيراً إلى أنه «وفي حال الحاجة سيرد الجيش باستهدافهم».
أما وزير البناء والإسكان الإسرائيلي الجنرال يوآف غالانت، وهو قائد سابق في الجيش، فقد هدد بشكل علني باستهداف قائد حماس في غزة يحيى السنوار «إذا ما تدهورت الأمور وخرجت عن السيطرة ووصلت الى مواجهة شاملة». وأشار في الوقت ذاته الى أن دولة الاحتلال غير معنية بأي عملية تصعيد في غزة، حال بقيت الأمور تحت السيطرة.
ومن المقرر أن تبدأ صباح اليوم حالة الاستنفار الكامل في صفوف قوات جيش الاحتلال الموجودة على طول الحدود الفاصلة مع قطاع غزة، خاصة وأن قادة إسرائيل تعهدوا باستهداف كل شخص يحاول اجتياز الحدود. وكانت تقارير أكدت أن حالة الاستنفار الإسرائيلية ستستمر  حتى منتصف أيار/مايو المقبل، الذي يصادف ذكرى النكبة. وردا على التهديدات الإسرائيلية للمسيرة، قال المتحدث باسم حركة فتح عاطف أبو سيف، إن محاولة ثني الجماهير عن المشاركة في المسيرة وتهديدات رئيس أركان جيش الاحتلال بإطلاق النار وبكثافة باتجاه المشاركين يعد «تفويضا مفتوحا بالقتل، وامتدادا لعقلية الاحتلال والعنصرية القائمة على الارهاب المنظم».

«أجراس العودة فلتقرع… اليوم تنطلق «مسيرة العودة الكبرى»
الاستعدادات اللازمة لإقامة أماكن «التخييم» اكتملت… وشبان غزة اجتازوا الحدود بطائرات ورقية
أشرف الهور:

مسؤول في حزب العدالة والتنمية المغربي: صلاحيات للملك حالت دون إنجاز الانتقال الديمقراطي

Posted: 29 Mar 2018 02:19 PM PDT

الرباط ـ «القدس العربي»: قال مسؤول في الحزب المغربي الرئيسي في الحكومة المغربية إن صلاحيات منحت للملك في الدستور حالت دون إنجاز الانتقال الديمقراطي الذي تسير به البلاد منذ 1998.
واعتبر عبد العزيز أفتاتي، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، أن نص دستور 2011 كان سيسمح بإنجاز الانتقال الديمقراطي، لولا الفقرة التي تعطي الصلاحية للملك لإقالة الوزراء في الفصل 74. وقال أن الدستور ضمّ فصولاً وعبارات حاسمة في الانتقال الديمقراطي من الناحية النظرية، لكن الأمر على المستوى الواقعي يتعلق بالسياق العام للبلد.
وأضاف فتاتي في ندوة «تأويل دستور 2011 وسؤال الانتقال الديمقراطي»، في المنتدى الوطني الـ20 للحوار والإبداع الطلابي في القنيطرة، أن أي تهرب اليوم من صياغة اجتماعية لأطروحة الانتقال الديمقراطي هو تهرب بوعي من المتطلبات الوطنية، مشددا على أنه «لم يعد من الممكن الاشتغال اليوم بطريقة ضبابية»، وواضعا على عاتق حزب العدالة والتنمية مسؤولية صياغة الأطروحة التي تهم الانتقال الديمقراطي. وقال أفتاتي إن «ما يجري في الآونة الأخيرة محاولة للانزياح عن المسار الإصلاحي للبلاد». واتهم «جهات بالسعي إلى بعثرة تراكمات الإصلاح»، مطالباً النخبة السياسية بالوقوف ضدهم، وأكد أن «أي تحرك من دون صياغة أطروحة للانتقال الديمقراطي هروب بوعي من متطلبات الواقع».
وقالت الناشطة الحقوقية لطيفة البوحسيني، إن دستور 2011 حقق تقدما في الجوانب المتعلقة بالحريات وحقوق الإنسان، لكنه لم يُحدث تغييرات كبيرة على النظام.
وقالت إن ربط الدستور بسؤال الانتقال الديمقراطي هو ربط واكب الحياة السياسية المغربية منذ الاستقلال، متسائلة بالمقابل إن كان المغرب لم يتقدم منذ ذلك الحين إلى الأمام. واعتبرت البوحسيني أن حكومة عبد الله ابراهيم في 1959، وبعدها حكومة عبد الرحمان اليوسفي في 1998، إضافة إلى حكومة عبد الإله بنكيران في 2011، تمثل النخب التي كان لها مشروع البناء الديمقراطي بعد الاستقلال، وأن ما دونها من الحكومات هي مجرد تمثيليات للنظام السياسي.
ونوّهت بحيوية الشعب المغربي واستعداده للتضحية، معتبرة أن حراك 20 فبراير/شباط هو أبرز مثال على ذلك، إذ طرح من جديد سؤال الإصلاح الدستوري وأكدت أن الشعب المغربي اليوم في حاجة لأحزاب حقيقية، لها أجندات جاهزة للإصلاح والإقلاع الديمقراطي ودعت الى تأسيس «جبهة وطنية عريضة» للدفاع عن الانتقال الديمقراطي بالمغرب.

مسؤول في حزب العدالة والتنمية المغربي: صلاحيات للملك حالت دون إنجاز الانتقال الديمقراطي

موريتانيا: تجمع الناشرين يطالب بإلغاء متابعة أعضائه المشمولين بملف الرشوة

Posted: 29 Mar 2018 02:18 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: طالب تجمع الناشرين الموريتانيين أمس «بإلغاء المتابعة التي يفرضها القضاء على أربعة صحافيين مشمولين بملف الرشوة الخارجية، وبرفع الرقابة القضائية المعيقة لتحركاتهم لضمان أدائهم لواجبهم المهني من دون أية مضايقات.»
وجدّد التجمع في بيان وزعه أمس «استنكاره لإقحام الصحافيين في ملف الرشوة، ضمن خطوات سلبية عديدة مسجلة تجاه حرية الإعلام والإعلاميين».
وأكد التجمع «أنه بعد سبعة أشهر من منع الصحافي موسى صمب سي المدير الناشر لصيحفة «لوكتيدين دي نواكشوط» من السفر، ومصادرة أوراقه، مع صحافيين آخرين، في الملف الذي تم إقحامهم فيه منذ شهر أغسطس/آب الماضي، وخلافا لواجب السلطة في وضع حد للملف غير المستند لأي أساس، وبعد أن فاز الصحافي موسى صمب سي في قرعة الحجاج لهذا العام، كما حصل على إذن من قاضي التحقيق، وأكمل بناء عليه الاستعداد النفسي واللوجستي لأداء فريضة الحج، تدخلت السلطات من خلال النيابة العامة لإلغاء كل هذه الإجراءات، ومنع الصحافي موسى من الحج، ومن استعادة وثائق سفره».
وطالب التجمع «بإعادة جواز سفر الصحافي موسى صمب سي إليه، والسماح له بأداء فريضة الحج بعد أن أكمل كل استعداداته له، وكذا إعادة وثائق سفر الإعلاميين الآخرين إليهم وهم: أحمد الشيخ وجدنا ديده، ورلا باه».
وجدّد التجمع «الدعوة لحماية الحريات الصحافية، ولضمان الأجواء التي تضمن استمرار الصحافيين في أداء هذه الرسالة الضرورية في حماية الحريات العامة، وحقوق الإنسان، وترسيخ الشفافية والديمقراطية».
ومدّد القضاء الموريتاني مؤخراً، لمدة شهرين إضافيين، الرقابة القضائية المفروضة منذ سبتمبر/أيلول الماضي في نواكشوط على إثني عشر شيخاً من أعضاء مجلس الشيوخ المنحل وأربعة صحافيين ونقابيين اثنين.
وتتهم النيابة العامة هذه المجموعة بتلقي رشاوي من رجل الأعمال محمد بوعماتو مقابل التصويت ضد التعديلات الدستورية التي استطاع الرئيس محمد ولد عبد العزيز أن يمررها عبر استفتاء شعبي في الخامس من أغسطس/آب الماضي، بعد أن أسقطها في مارس/آذار 2017، مجلس الشيوخ المنحل.
وبموجب هذه الإجراءات، يفرض على الشيوخ والصحافيين والنقابيين المشمولين بملف «بوعماتو وآخرين» أن يواصلوا حضورهم وتوقيعهم كل يوم اثنين عند شرطة الجرائم الاقتصادية، كما أنهم ممنوعون من السفر للخارج لأن جوازاتهم محجوزة عند الشرطة، بل إن سفر أحدهم خارج العاصمة يتطلب إذناً من القاضي.

موريتانيا: تجمع الناشرين يطالب بإلغاء متابعة أعضائه المشمولين بملف الرشوة

فلسطينيو الداخل يحيون اليوم الذكرى الـ 42 ليوم الأرض

Posted: 29 Mar 2018 02:17 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: يحيي الفلسطينيون في الداخل والأراضي المحتلة وغزة والشتات، اليوم الجمعة، الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض بمسيرات شعبية وسط حالة استنفار أمنية إسرائيلية . وفي الداخل الفلسطيني اعتبرت لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل هذه الذكرى التاريخية، العنوان الأكبر لمسيرتهم الكفاحية، من أجل البقاء، والصمود في الوطن، الذي لا وطن لهم سواه. ونوهت لجنة «المتابعة العليا « إلى أن فلسطينيي الداخل ما زالوا يخوضون معارك من أجل الحفاظ على القليل المتبقي من أرضهم. داعية للمشاركة في المسيرة الشعبية المركزية اليوم في مدينة عرابة البطوف، وفي مهرجانين الأول في النقب والثاني سيقام غدا السبت في أراضي الروحة.
وستبدأ مراسم إحياء الذكرى بزيارة أضرحة شهداء يوم الأرض الأول الستة عام 1976. وقالت لجنة المتابعة «إن ذكرى يوم الأرض تحل في ظل استمرار معركتنا على ما تبقى من ارض مهددة بالمصادرة. والمعركة على توسيع مناطق نفوذ مدننا وبلداتنا لنستعيد بعضا من أراضينا المصادرة» .
وأكدت في بيانها على أن المعركة مستمرة لإنقاذ مقبرتي عز الدين القسام في حيفا، وطاسو في يافا، وإنقاذ ما تبقى من مقابر ومساجد وكنائس في القرى الفلسطينية المدمّرة. وشدد البيان «على أن المعركة الأكبر من حيث حجم المؤامرة والمساحة، هي في النقب، الذي تواجه فيه جماهيرنا منذ عشرات السنين مؤامرات المصادرة والاقتلاع من الأراضي، وتدمير البلدات لغرض إقامة المستوطنات». وتابعت «فإن كانت السلطات قد أعلنت عن تجميد مشروع برافر رسميا، إلا أن هذا المشروع الخطير قائم فعليا على الأرض، فها هي قرية العراقيب، تسجل الذروة بعد الذروة في عدد جرائم الهدم، فيما خطر التدمير والتهجير يداهم قرية أم الحيران. والخطر يتفاقم على قرية الفرعة وجوارها». ونوهت إلى أن منطقة الروحة، في المثلث الشمالي، تشهد اشتداد المؤامرة، على ثلث المساحة المتبقية بأيدي أصحاب الأراضي.
يشار إلى أن يوم الأرض الأول صادف في 30 مارس/ آذار 1976 الذي استشهد خمسة شبان وفتاة من الداخل خلال مواجهات دامية نجمت عن اجتياح القوات العسكرية الإسرائيلية للبلدات الفلسطينية لقمع مظاهرات احتجاجا على مصادرة ما تبقى من أرض. وكانت الصدامات التي تسببت بإصابة مئات من المتظاهرين أكبر صدام لفلسطينيي الداخل مع قوات الاحتلال منذ نكبة 1948 ولذا فهو علامة فارقة في مسيرتهم وحدث تاريخي ساهم في بلورة هويتهم ورفع مكانتهم.
وتنادت الفعاليات السياسية والأهلية من أجل إشراك فئات شعبية واسعة في الذكرى الوطنية التي صارت تقليدا سنويا لدى كل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات. وجاء في بيان للنائب يوسف جبارين أمس «يجسد يوم الأرض الذكرى الّتي أعلنت فيها الجماهير العربية الفلسطينية تحديها للسلطة الحاكمة وتصديها لمخططات مصادرة أراضي البطوف وتهويد الجليل، وأعلنت فيه القيادة الوطنية للجماهير العربية، وعلى رأسها الحزب الشيوعي، الإضراب العام والشامل لاول مرة بتاريخ جماهيرنا. في مجزرة كفر قاسم فهمت حكومة اسرائيل أننا صامدون ولن نرحل، وفي يوم الأرض فهموا أننا سنتصدى للتمييز ولن نرضخ».
وفي سياق متصل بارك وزير الشرطة الاسرائيلية قرار المحكمة المركزية في حيفا برفض حكم قرار محكمة الصلح من أمس بالافراج عن الشيخ رائد صلاح والإبقاء عليه خلف القضبان حتى نهاية الإجراءات القضائية. ومضى الوزير اردان محرضا على صلاح: ان مكان هذا الإرهابي هو خلف القضبان وهذه المرة أتمنى ان يسجن لسنوات طويلة.
اردان الذي سبق وحرض على فلسطينيي الداخل بفظاظة يوم احتراق الكرمل ويوم استشهاد المربي يعقوب ابو القيعان في أم الحيران أضاف «أكاذيب وتحريض رائد صلاح سبق وتسببت بالعنف وللقتل وهو يستحق ان يسدد ثمن أفعاله. «
يشار الى ان الشيخ رائد صلاح متهم بالتحريض والحض على العنف خلال خطبة قدمها يوم تم تشييع الشبان الثلاثة من مدينتهم أم الفحم الذين نفذوا عملية داخل الأقصى ضد قوات الاحتلال قبل سبعة شهور.

فلسطينيو الداخل يحيون اليوم الذكرى الـ 42 ليوم الأرض
«صمدنا بعد مجزرة كفر قاسم ولن نرضخ في «المعركة على الأرض»

نائب الرئيس الأمريكي سيفتتح السفارة في القدس

Posted: 29 Mar 2018 02:17 PM PDT

نيويورك ـ «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس سيرأس الوفد الرئاسي الأمريكي الرسمي لافتتاح السفارة الأمريكية المؤقتة في القدس المحتلة، المقرر في 14 أيار/ مايو المقبل، ذكرى قيام دولة الاحتلال إسرائيل، الذي يصادف الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أعلن أنه لن يشارك شخصياً بالافتتاح، علما بأنه كان قد صرح الشهر الماضي أنه قد يحضر تدشين السفارة بعد القرار بتسريع نقلها من تل أبيب إلى القدس من عدة سنوات لعدة أسابيع. ولكنه، كما يقول المصدر سيوجه رسالة عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة يخاطب بها الشعبين الإسرائيلي والأمريكي، مبيناً التزامه بوعده الذي تقدم به أثناء حملته الانتخابية، ومشيرا إلى العلاقة التاريخية المتجذرة بين القدس والشعب اليهودي.
لكن الرئيس ترامب يحتفظ بحقه في تغيير رأيه والتوجه بنفسه إلى القدس للمشاركة ليكون حضوره مفاجئا، فهو الرئيس الذي اتخذ مثل هذا القرار تحت حجة تنفيذ قرار الكونغرس الأمريكي عام 1995؛ هو يشعر أنه إنجاز بالغ الأهمية وتاريخي وسيتفاخر به لسنوات مقبلة، كما يقول المصدر.
يذكر أن بنس شخصية مهمة وقوة حقيقية في مساندة إسرائيل تاريخياً، وسيرافقه وفد كبير من المسؤوليين من إدارة ترامب لتقديم رسالة واضحة في دعم إسرائيل، وهو ما يثلج صدور الإسرائيليين وصدور قاعدته المهووسة بتأييد إسرائيل من جماعة الإنجيليين التبشيريين، كما أنها ترسل رسالة واضحة لدول العالم يحثهم من خلالها نقل سفاراتهم من تل أبيب وإلى القدس أسوة بالولايات المتحدة.
وبالنسبة لوزارة الخارجية فسيمثلها الوزير الجديد مايكل بومببيو في حالة ما تم المصادقة عليه من قبل مجلس الشيوخ مع حلول ذلك الوقت، وإلا سيذهب بومبيو كمدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي.آي.إيه)، كما سيذهب نائب وزير الخارجية جون سوليفان، ومستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي الجديد، جون بولتون وهو صديق حميم لإسرائيل، وعشرات من المسؤوليين الكبار في الإدارة.
وقال المصدر المطلع لـ «القدس العربي» إن وفداً كبيراً جداً من الكونغرس الأمريكي بشقيه الشيوخ والنواب سيحضر الاحتفالات بافتتاح السفارة يضم في عضويته كلا من رئيس الكونغرس بول رايان ورئيس الأغلبية في مجلس الشيوخ متش مكونال ورئيس الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر والعشرات.
ويقول: «أعتقد أن معظم أعضاء الكونغرس ، شيوخ ونواب، يرغبون بحضور الافتتاح ولكن توفير التسهيلات اللوجستية قد يكون عقبة في تلبية طلبات جيمع الراغبين في حضور الاحتفال، وهناك الآن تنافس على من منهم سيرافق بينس على طائرته». إضافة إلى ذلك فسيتوجه المئات من أعضاء وزعماء اللوبي الإسرائيلي بمنظماته المتعددة مثل «إيباك»، و»منظمة الدفاع عن الديمقراطيات» وهي واجهة للجيش الإسرائيلي في واشنطن، «والمنظمة الصهيونية الأمريكية» و «منظمة مؤتمر رؤساء المنظمات الأمريكية اليهودية» ومنظمة «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» وأكثر من 20 منظمة أخرى للاحتفال بهذا الحدث.
ويقول المصدر: «لا أتخيل أن أحدا سيعزف عن الذهاب إن توفرت له الفرصة، أنا أتحدث عن المئات وربما الآلاف من المسيحيين الصهاينة والإنجيليين التبشيريين الذين يرون في ذلك استكمالا لتنبؤات موجودة في الكتاب المقدس».
كما سيشارك في الاحتفال كبار مؤيدي إسرائيل الأثرياء مثل شيلدون آديلسون الذي تبرع بتحمل تكلفة بناء السفارة في القدس وعشرات آخرين يقومون الآن بترتيب التعاقد مع العشرات من الطائرات العملاقة التي ستقلهم إلى هناك.

نائب الرئيس الأمريكي سيفتتح السفارة في القدس

عبد الحميد صيام:

اختطاف رئيس بلدية طرابلس يثير جدلاً في ليبيا

Posted: 29 Mar 2018 02:16 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: أثار اختطاف رئيس بلدية طرابلس جدلاً في ليبيا، حيث طالب عدد من السياسيين والحقوقيين بإطلاق سراحه، فيما أشارت بعض المصادر إلى أن المجموعة المسلحة التي اختطفته تابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق، فيما لم تعلق الحكومة حتى الآن على هذا الأمر.
وكان مسلحون اختطفوا فجر أمس الخميس عبد الرؤوف بيت المال رئيس بلدية طرابلس من منزله في منطقة «خلة الفرجان» واقتادوه إلى جهة مجهولة.
وأصدر المجلس البلدي بياناً حمّل فيه كامل المسؤولية عن سلامة بيت المال الذي قال إنه يمثل رمزية كبيرة في العاصمة، محذراً من أن هذا الأمر قد يتسبب بفوضى كبيرة في المدينة.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر أمني (لم يتحدد هويته) قوله إن الخاطفين هم مجموع تابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق، مشيراً إلى وجود مفاوضات لإطلاق سراح بيت المال.
وكانت «الإدارة العامة للمباحث « في ليبيا أعلنت إعتقال عميد بلدية طرابلس المركز بشأن تهم تتعلق بالفساد ‏الإداري. ونفت الإدارة ، في بيان بثته «وكالة الصحافة الليبية» اليوم الخميس، ما ورد في بيان مجلس بلدية طرابلس المركز ‏بشأن توصيف الاعتقال بأنه اختطاف.‏
وقالت الإدارة إن عميد بلدية طرابلس المركز عبد الرؤوف بيت المال تم اعتقاله، بعد استيفاء جمع المعلومات والاستدلالات ‏بشأن تهم تتعلق بالفساد الإداري. وأشارت الوكالة إلى انه سيتم نشر المستندات المتعلقة بالقضية في وقت لاحق.‏
وكتب عبد الرحمن الشاطر عضو المجلس الأعلى للدولة على صفحته في موقع «تويتر»: «اختطاف عميد بلدية طرابلس عبد الرؤوف بيت المال والاعتداء على أبنائه عمل مرفوض، المجلس الرئاسي لم يقم بواجبه بالنسبة للترتيبات الامنية. أوصلنا هذا المجلس بضعفه الى ان العاصمة غير آمنة على الاطلاق وان الخارجين على القانون هم المسيطرون وانه لا يملك من أمره شيئا».
فيما أصدرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بيانا استنكرت فيه عملية الاختطاف وتجدد اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، وطالبت حكومة الوفاق الوطني ومكتب النائب العام بالتحرك العاجل لإطلاق سراح عبد الرؤوف بيت المال، والعمل على كشف مصير المدعي العام العسكري في حكومة الوفاق الوطني اللواء مسعود أرحومة «الذي تعرض للاختطاف منذ صباح يوم الخميس 15 مارس/آذار 2018 من قبل مسلحين مجهولين من أمام بيته في منطقة صلاح الدين جنوب غربي طرابلس، ومازال مصيره غامضا حتى الآن».
وأشارت إلى تصاعد وتيرة حوادث الاختطاف والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري التي تقوم بها بعض المجموعات والتشكيلات المسلحة في العاصمة طرابلس التابعة لوزارة الداخلية والدفاع في حكومة الوفاق الوطني، و»التي تستهدف شرائح عديدة من المجتمع والذين من بينهم المحامون والإعلاميون والصحافيون والنشطاء المدنيون والمدافعون عن حقوق الإنسان وأعضاء الهيئات القضائية والمسؤولون والمواطنون».

اختطاف رئيس بلدية طرابلس يثير جدلاً في ليبيا
السلطات الليبية أعلنت إعتقاله بتهم الفساد

الفلسطينيون يغلقون مساجد القدس ويتجهون لحماية الأقصى والمفتي يحذر إسرائيل من تأجيج «نار الكراهية والحقد»

Posted: 29 Mar 2018 02:16 PM PDT

رام الله – غزة – «القدس العربي»: في إطار التصدي لمخططات الجماعات اليهودية المتطرفة، الهادفة إلى اقتحام المسجد الأقصى اليوم الجمعة، وطرد المصلين المسلمين منه، قررت القوى الوطنية والإسلامية في مدينة القدس المحتلة، إغلاق مساجد بلدة العيسوية في المدينة، والتوجه بالمصلين للرباط في المسجد الأقصى، بدءا من صلاة فجر اليوم، فيما تواصلت حملات الاعتقالات والمواجهات في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأكدت قيادة الفصائل في بيان أصدرته، أن ذلك يهدف إلى التصدي للمستوطنين الذين يهددون بـ «ذبح قرابين الفصح اليهودي» على بوابات الأقصى.
جاء ذلك في الوقت الذي تشهد فيه الأوضاع في المدينة المقدسة سخونة كبيرة، بعد حصول المستوطنين المتطرفين على قرار من محكمة إسرائيلية، وإذنا من الشرطة، بـ»ذبح القرابين» وإقامة «صلوات تلمودية» عند أسوار المسجد الأقصى، في سابقة خطيرة.
وكانت «جماعات الهيكل المزعوم» قد ألصقت منشورات على أبواب المسجد الأقصى، طالبت فيها أهالي القدس بإفراغ المسجد اليوم الجمعة لإحياء فعاليات خاصة بما يسمى «يوم الابكار التوراتي»، الذي يسبق «عيد الفصح».
وأكد المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين، أن استفزازات الاحتلال ومستوطنيه في المسجد الأقصى «تزيد من نار الكراهية والحقد في المنطقة وتؤججها، وتنذر بحرب دينية لا يمكن تخيل عواقبها». وجدد دعوته لكل من يستطيع الوصول إلى القدس والمسجد الأقصى، إلى «التحرك إليهما فورا، من أجل الوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي، ومستوطنيه». وأكد أن دعوات المتطرفين والمستوطنين اليهود لـ «إفراغ» المسجد الاقصى المبارك، وتقديم «قرابين» على أبوابه، وأداء «صلوات تلمودية» تعد «دعوات خطيرة تمس عقيدة المسلمين في العالم أجمع»، محملا سلطات الاحتلال المسؤولية.
وكانت عدة شخصيات دينية فلسطينية قد طالبت أهالي المدينة وأي شخص يستطيع الوصول إليها، بـ «شد الرحال» لحماية المسجد الأقصى من هجمات المتطرفين اليهود، ودعت لتدخل عربي وإسلامي عاجل. وأكد مفتي القدس في وقت سابق، أنه لا يحق لغير المسلمين الصلاة في المسجد الأقصى.
ويتوقع أن تشهد المدينة تظاهرات رفضا لقرارات الاقتحامات والذبح وإقامة الصلوات الخاصة بالمتطرفين، خاصة وأن دعوات الاقتحام اليوم الجمعة، تترافق مع إحياء الفلسطينيين لـ «يوم الأرض».
وفي السياق اقتحم مستوطنون متطرفون صباح أمس باحات المسجد الأقصى، من جهة «باب المغاربة» تحت حراسة أمنية مشددة من شرطة الاحتلال، حيث حاول المستوطنون إداء طقوس وشعائر «تلمودية» في باحات الأقصى.
وجاءت عملية الاقتحام في الوقت الذي شددت فيه سلطات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية على الأرض في مدينة القدس، ورفعت حالة التأهب تحسبا من اندلاع المواجهات خاصة اليوم الجمعة. إلى ذلك واصلت سلطات الاحتلال هجماتها ضد مناطق متفرقة في الضفة الغربية وقطاع غزة، نفذت خلالها عمليات اقتحام ومداهمات أسفرت عن اعتقال عدد من الشبان، فيما شهدت الكثير من مناطق التماس والحدود مواجهات شعبية.
وشنت قوات الاحتلال فجرا حملات مداهمة وتفتيش في كثير من مدن وبلدات الضفة الغربية، انتهت باعتقال 26 فلسطينيا. وتخلل عمليات الاقتحام والتفتيش، قيام قوات الاحتلال بمصادرة أجهزة كمبيوتر خاصة بالمعتقلين.
وأغلقت سلطات الاحتلال المدخل الشمالي لقرية دير نظام الواقعة إلى الغرب من رام الله وسط الضفة الغربية بالمكعبات الإسمنتية، ما أدى إلى تقييد حركة تنقلات السكان، كذلك أغلق مستوطنون طريقا زراعيا في أراضي بلدة الخضر جنوب بيت لحم، بهدف التضييق على المزارعين ومنعهم من الوصول اليها لإجبارهم على تركها.
وفي قطاع غزة أصيب طفل عندما أطلقت قوات الاحتلال النار صوب مجموعة من الفلسطينيين كانوا يشاركون في فعالية إطلاق طائرات ورقية على الحدود الشرقية لمدينة غزة، حيث شهدت المنطقة مواجهات شعبية رشق خلالها الشبان جنود الاحتلال بالحجارة.
واعتقل جيش الاحتلال فتيين فلسطينيين، بعدما اجتازا السياج الأمني المحيط بجنوب القطاع. وذكرت تقارير إسرائيلية أن الفتيين اعتقلا بالقرب من مكان اجتيازهما وبحوزتهما قطاعتان للأسلاك وسكين.
وهذه هي المرة الرابعة التي تقع عمليات اختراق لحدود إسرائيل من جهة قطاع غزة هذا الأسبوع، حيث أحرجت عمليات سابقة جيش الاحتلال، الذي لم يتمكن من كشف عمليات التسلل التي شهدت اثنتان منها تسلل مجموعة من الشبان خلف الحدود، وإحراق حفارات تعمل ضمن فرق هندسية تبنى الجدار الإسمنتي، والعودة بعد ذلك من جديد إلى قطاع غزة، خاصة وأن العمليات هذه تمت رغم الاستعدادات الجديدة التي اتخذها جيش الاحتلال لمواجهة مسيرة العودة.

الفلسطينيون يغلقون مساجد القدس ويتجهون لحماية الأقصى والمفتي يحذر إسرائيل من تأجيج «نار الكراهية والحقد»
الاحتلال واصل حملة الاعتقالات والأراضي المحتلة وغزة تشهد مواجهات عدة

الرئيس العراقي يمرر موازنة 2018 «تغليباً للمصلحة العامة وحماية لحقوق المواطنين»

Posted: 29 Mar 2018 02:15 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: أعلنت رئاسة الجمهورية في العراق، أمس الخميس، تراجعها عن موقفها من الموازنة العامة، ووجهت كتاب إلى وزارة العدل لنشرها في الجريدة الرسمية (الوقائع).
وذكرت، في بيان، إن «رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، وجه الجهات المعنية في رئاسة الجمهورية، باستكمال الإجراءات الأصولية لنشر قانون الموازنة العامة الاتحادية للسنة المالية 2018 في الجريدة الرسمية».
وشددت على «اتخاذ هذا الإجراء جاء تغليباً للمصلحة العامة وحماية لحقوق المواطنين وإلتزامات العراق الدولية، فضلاً عن السعي لتسهيل عمل مؤسسات الدولة في كافة أنحاء البلاد».
وأكدت أن «معصوم لم يصادق على القانون وذلك لوجود عدد مهم من المخالفات الواضحة والصريحة»، مبينة أن «رئاسة الجمهورية لن تتخلى مطلقا عن حقها الدستوري البات بالتصدي لأي مخالفات دستورية في نصوص القوانين مستقبلاً ضمانا لعدم التشجيع على مزيد من تجاوزات تهدد بتحويل الدستور إلى مجرد وثيقة غير ملزمة لأحد».
وأعتبرت أن «إهمال معالجة تلك المخالفات من قبل مجلس النواب ومحاولة الايعاز بنشر القانون في الوقائع العراقية الرسمية، تمثل تجاوزات على صلاحيات رئيس الجمهورية»، مؤكداً «تحريك شكاوى جزائية ضد الجهة المتجاوزة»، من دون تسميتها. وجددت، التأكيد على ان «الأعتراض وإبداء الملاحظات على قانون الموازنة العامة الاتحادية للسنة المالية 2018 المصوت عليه من قبل مجلس النواب (…) جاء بعد قيام خبراء ومستشارين قانونيين وماليين بتشخيص مخالفات دستورية وقانونية ومالية في عدد مهم من المواد أو البنود او الفقرات، ما اقتضى معالجتها ومعالجة أي خلل في صياغتها الشكلية قبل التصديق على القانون من قبل رئيس الجمهورية».
وفور صدور البيان الرئاسي، أعلنت وزارة العدل، أنها في المراحل النهائية لإعداد الطبعة الخاصة للجريدة الرسمية التي ستتضمن نشر قانون موازنة المالية لعام 2018 دون مصادقة رئيس الجمهورية، مبينةً أن دائرة الوقائع العراقية أنهت جميع التدقيقات النصية اللازمة للنشر.
وقالت، في بيان، إنها «في المراحل النهائية لإعداد الطبعة الخاصة للجريدة الرسمية (الوقائع العراقية) والتي سيتم نشر قانون موازنة عام 2018 فيها بمضي المدة القانونية ومن دون مصادقة رئيس الجمهورية، حيث أن دائرة الوقائع العراقية تصدر وفي كل عام طبعة خاصة لقانون الموازنة».
وأضافت أن «دائرة الوقائع العراقية في الوزارة أنهت جميع التدقيقات النصية اللازمة للنشر»، مشيرةً إلى «عقد اجتماع مشترك مع ممثلي وزارة المالية لتدقيق الجداول المدرجة في القانون وحسب ضوابط نشر قانون الموازنة في كل عام».

الرئيس العراقي يمرر موازنة 2018 «تغليباً للمصلحة العامة وحماية لحقوق المواطنين»

احتجاجات كردستان تتواصل والأمم المتحدة تدعو لاحترام حق التظاهر

Posted: 29 Mar 2018 02:14 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: استمر موظفو كردستان العراق، أمس الخميس، بالتظاهر في عددٍ من محافظات الإقليم، للمطالبة بالغاء قرار إدخار رواتب الموظفين.
مصادر صحافية وشهود عيان، قالت إن المعلمين والموظفين جددوا تظاهراتهم، في مدن السليمانية وحلبجة وكوية وكلار، للمطالبة بالغاء قرار الادخار الاجباري لرواتب الموظفين، وأكدوا مواصلة الاحتجاجات لحين الاستجابة لمطالبهم.
وطبقاً للمصادر، فإن المتظاهرين أعلنوا رفضهم لقرار الحكومة القاضي بتخفيض نسبة الادخار الاجباري للرواتب، وطالبوا بالغاء قرار الادخار الاجباري لرواتب الموظفين «نهائياً».
وفي الموازاة، أعلنت نقابة المعلمين في محافظة دهوك عن إنهاء التظاهرات بعد صدور قرار حكومة كردستان بتخفيض نسبة من الإدخار للرواتب، معتبرة القرار خطوة إيجابية باتجاه إنهاء إلغاء قرار الإدخار للرواتب.
لكن المعلمين في بقية محافظات ومدن الإقليم، أكدوا استمرار احتجاجتهم.
وقالوا، في بيان لهم، إن «قرار حكومة الإقليم بتخفيض نسبة من الادخار الاجباري لرواتب الموظفين والمعلمين جاء تحت ضغط اتساع رقعة المظاهرات والاحتجاجات»، مؤكدين أن «القرار صدر للحد من اتساع غضب الشارع الكردستاني».
وأضافوا أن «قرار الادخار الإجباري للرواتب غير قانوني»، مطالباً بـ«إلغاء قرار الادخار الاجباري للرواتب بالكامل».
وشددوا على «مواصلة الفعاليات المدنية»، داعياً مختلف الفئات الاجتماعية إلى «استمرار الاحتجاجات».
وأثارت موجة الاحتجاج في إقليم كردستان، وما تخللها من استعمال قوات الأمن الكردية للقوة في تفريق المتظاهرين، قلق بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي). وقالت البعثة في بيان لها، إن «الحق في الاحتجاج السلميّ هو من حقوق الإنسان الأساسية وهو حجر الزاوية للديمقراطية»، إضافة إلى إنه يعتبر «أحد الطرق الهامة المتاحة للجمهور للتعبير عن رأيهم».
وأضاف البيان إن «السلطات مسؤولةٌ عن ضمان أن يكون هذا الحق محترماً ومحمياً، وأن تكون ممارستُه متاحةً للمواطنين في أمان وكرامة مع حماية القانون والنظام». ورأت البعثة الأممية، أن المسؤولية تقع أيضاً على المواطنين «في ضمان ممارسة هذا الحق بمسؤوليةٍ وقانونية، عن طريق الامتناع عن العنف وتدمير الممتلكات العامة والخاصة»، لافتة في الوقت ذاته إلى أنه «ترحب بإعلان حكومة إقليم كردستان عن التحقيق في هذه المزاعم».
في الأثناء، استمرت حركة التغيير الكردستانية في انتقاد حكومة كردستان، وإجراءاتها في إدارة الإقليم، معتبرة إياها بأنها «غير شرعية».
وقالت النائبة سروة عبد الواحد، في بيان إن «أبناء شعبنا في الاقليم يمرون بأسوأ الظروف المعيشية بسبب عصابات نصبوا أنفسهم حكاما على البلاد والعباد»، موضحة أن «منذ ايّام خرج الموظفون والتدريسيون في تظاهرات سلمية مطالبين بابسط حقوقهم ومستحقاتهم المالية».
واشارت إلى أن «حكومة الإقليم ورئيسها، الذي لا يعرف الخجل، يتحدث عن هذه الحقوق بلا أهمية ويتحدث عن هجومهم الوحشي وحملة الاعتقالات التي طالت المعلمين والموظفين والصحافيين والنساء والشباب وكبار السن بأن ذلك أمر طبيعي». وتساءلت ، «هل تناسى بارزاني (…) عندما أهمل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي شرارة البو عزيزي ماذا حصل له، أم القذافي الذي كان يطارد شعبه (…) كما تفعلون فكان مصيره القتل».
وخاطبت ، عائلة بارزاني قائلة: «كفاكم غرورا مع هذا الشعب الذي خدمكم عندما كُنتُم في ايران وخدمكم عندما عدتوا فلا تستهينوا بكرامتهم وإمكانياتهم بقلب الطاولة على رؤوسكم»، مطالبة رئيس الوزراء بأن «يقوم بدوره في حماية المواطنين في الإقليم». وشددت على ضرورة أن «لا تتعامل الحكومة الاتحادية ورئيس وزرائها حيدر العبادي مع رئيس حكومة الإقليم ونائبه لحين إجراء الانتخابات في الإقليم، لأن هذه الحكومة غير شرعية، وهي عدوة للشعب الكردي»، داعية العبادي إلى «التعامل مع المحافظات في دفع رواتب الموظفين».

احتجاجات كردستان تتواصل والأمم المتحدة تدعو لاحترام حق التظاهر

غوايةُ الكونيِّ وجبروته

Posted: 29 Mar 2018 02:14 PM PDT

بالنظر إلى تجذر حالة الهوس الحداثي في دواخل النخب العربية، سيكون من الطبيعي أن تهيمن خلال العقود الأخيرة، ظاهرةُ الحلم بالاندماج في فضاء الكوني على حركية الخطابات السياسية والاقتصادية والثقافية، باعتبار أن تبني الرؤية الكونية هو المفتاح السحري الذي يتيح لهذه النخب إمكانية ولوج الصالون العالمي، الذي توجد فيه المقولات والأنساق الكبرى المتحكمة في تأطير هوية الكائن، وفي توجيه ما يتنازعه من مصائر، حيث تتوقف مصداقية ما يطرحه من أسئلة، على مباركة أعضاء المنتدى الكوني، الذين يتولون أمر تكريسها بالنفخ فيها من شواظ أرواحهم المعتدَّةِ بتفردها و تعاليها، تمهيدا لتعميمها في دوامة صخب إعلامي، يشمل مختلف الجغرافيات البشرية، مهما تعددت لغاتها، أو أعراقها، ولا شك في أن كل الخطابات/النصوص، ومعها القيم التي تحلم بتزكية أعضاء منتدى الكونيّ لها، ستكون مجبرة على الالتزام بكافة المعايير والمقومات، التي يمكن تلخيصها في شرط الارتقاء بإشكالاتها الثقافية أو الإبداعية، من خصوصيتها الضيقة و المنغلقة على قناعاتها المحلية الصنع، إلى مستوى ما يعتبر في نظر الرؤية الكونية، أسئلة جوهرية متمحورة حول «الاهتمامات الذهنية، والحضارية « للذات البشرية، و هي رؤية أمست حاليا بمثابة مِحكٍّ فِعْليٍّ و موضوعي، تُختَبر على ضوئه وبشكل حاسم، مشروعية ما تنجزه المجتمعات من مخططات، كما تختبر على ضوئه حدود ما يتميز به مُنجزها من قُدرات تفاعلية، تخول لها إمكانية التواجد في المواقع الأمامية من المشهد الحضاري.
و بموازاة ذلك، يجب التنبيه إلى ما توحي به كلمة الكوني من دلالاتٍ، تفيد خاصية الانصهار الساذج في صلب مفاهيم مخملية، يتعزز بها أفق حداثةٍ، منزهةٍ عن بؤس تناقضاتها، فضلا عن كون التصريح بالانتماء للكوني، يتضمن عمليا ذلك الحرصُ العنيد على التموضع في الواجهة الأمامية للمشهد الحضاري، التي هي بمعنىً ما، الحدُّ الفاصل بين مستقبل حداثي واعدٍ في انتظاراته- مهما كانت هذه الانتظارات غارقة في ضحالة الأوهام – وبين ماض تقليدي يعتبر من وجهة الرؤية الكونية متقادما، ومثقلا بسجلات ومدونات اجتماعية وأخلاقية وسلوكية «تتخبط في ظلماتها»، بفعل تموقعها خارج حركية وجدلية الصيرورة.
من هنا يمكن القول، إن نداء الانتماء إلى الكوني، لا يعدو في حد ذاته أن يكون دعوة للانتماء إلى فضاء استيهامي، يتيح لشعوب الهامش، إمكانية الانفلات من كوابيس أعطابها، كي تحظى ولو على سبيل التمني، بالتعايش في رحاب الأزمنة المستقبلية، المتفردة بقوانين اشتغالها المستمدة من جماليات اليوتوبيا المتعالية، والواعدة بقيمها المثالية.
بهذا المعنى تكون فكرة الكوني صالحة لأن توظف بوصفها فضاء تجريبيا، من قبل القوى النافذة، لاختبار ما تعتبره هي- ولا أحد سواها- مشتركا بين مختلف الجغرافيات الثقافية والحضارية، و قابلا لأن يُعتمد كفضاء افتراضي مصغر، تجرب فيه إمكانيات تعايشات ممكنة أو مستحيلة، بين ألوان وأصوات، تبدو ظاهريا غير مهيأة للانتظام في أي نسق مشترك، على أمل أن يسعفها هذا الفضاء الافتراضي والنموذجي، بما تيسر من عناصر الائتلاف أو الاختلاف، التي يمكن أن تساعدها على قراءة ما يموج به العالم ككل من اختلالات وتناقضات، وهو ما يتيح للأخر وبشكل مباشر، إمكانية تشريع وأجرأة القوانين الكفيلة بتنظيم العلاقات القائمة بين الشعوب، من خلال استكناه أسباب غرقها المزمن في مستنقعات خصوصياتها، والنظر مقابل ذلك، في إمكانيات تقويم هذه الأسباب، كي تتفاعل هذه الشعوب تلقائيا أو ضدا على إرادتها، مع توجهات الكوني، الذي لا يتردد في الكشف عن أنيابه كلما دعت «الضرورة الحضارية» لذلك.
من هنا يمكن القول، إن الرؤية الكونية في أبعادها العامة، و بانسجام تام مع نزعتها المركزية، الموغلة في تسلطها المضمر أو المعلن، معنيةٌٌ بإخضاع هوية العالمِ، لقوانينَ منفصلةٍ تماما عن قوانين الخصوصية اللصيقة بهويات الشعوب، بمعنى أن تكون مجبرة على تأسيس منهجية عملها، على فرضيات منقطعة الصلة عن فرضياتها الذاتية، حيث لا مجال لاقتراح قوانين نظرية مضادة لقوانينها، وحيث لا خيار للراغبين في الانتماء إلى المنتدى، سوى الامتثال لما تراه هي حقيقيا وموضوعيا. إن الأمر حتما سيكون شبيها بسرير بروكوست، حيث ليس لقدمَيِّ الخصوصية الممددة عليه أن تتجاوز بأقدامها حافته الحديدية.هكذا إذن ستكون القوانين المملاة من فوق، جاهزة للاستجابة لامتياز القوة الغالبة، وليس لِهوَى ذواتٍ هاربةٍ من عِوز مساكنها المعرفية، كما أنها ستكون مستجيبة ومنسجمة مع إرادة المتحكمين في ارتياد المنتدى، اقتصاديا وتكنولوجيا و ثقافيا. بمعنى أنها ستكون تبعا لنزوعها الانتقائي، عدوانية و إقصائية ومنزوعة الفؤاد.
لذلك فإن القول بتعميم قوانين الكوني، بغاية اعتمادها أرضية للعمل المشترك الذي تنتظم به حركية العالم، سيكون له تداعياته الكارثية على الهوامش المستبعدة من حظوة التملي بطلعة المراكز الحضارية الكبرى، والإقامة الآمنة في حدائقها، وذلك بالنظر إلى نسبية المشترك الذي لا يخلو من طابعه الرومانسي والمثالي، حيث تُستحضر دلالة الرومانسية والمثالية هنا مقابِلها الموضوعي، مجسدا في الخطإ الجسيم الذي ترتكبه الذات لحظةَ تقييمها لعلاقتها بمختلِفٍ، لا يتوانى عن المجاهرة بشراسته وعنفه، كلما ألحت خصوصية ما، على التلويح باحتمال إفسادها لهواء الكوني، الذي لا يكف عن التمحور حول ذاته المتوجسة من خطر مزاحمة هوامش تبدو له مثقلة ببؤسها التاريخي والحضاري. وهي المفارقة التي رسخت لدينا الاعتقاد بأن جمالية الكوني ليست في نهاية المطاف، سوى حجابٍ يصرف انتباهنا عن معاينة شراسة وعنف هذا المختلِف، المستبدِّ بمهمة توزيع المقامات و الاعتبارات، استبدادَهُ بمهمة توزيع الوظائف المنوطة بالشرائح الجغرافية، كل منها على حدة، من أجل أن يظل الكوني، شبيها بمنتدىً محروس بكائناته الأسطورية. وهو الاعتقاد ذاته الذي يحاصر المؤتلف في أفق شاحب ذي إطلالة مؤجلة إلى أمد لا شمس تَعِدُ بالإشراق في سمائه، إنْ على المدى القريب أو البعيد. وهو التنابذ الصارخ القائم بين معادلة ملتبسة، تتشكل من طرفين متضادين يناصب كل منهما العداء للآخر، حيث ينحفر ذلك الحد الصارخ بين مختلِفٍ متعالٍ، لا قِبَلَ له بفتح أي حوار محتملٍ مع مؤتلِفٍ غير جدير بأي جوار.أيضا هو التنابذ الذي يتحول معه الكوني في عين الخصوصيات المحاصرة بتغريبتها التاريخية، إلى نار يوتوبية تنجذب لشراراتها الحارقة فراشاتٌ الإبداع المسكونة بأحلامها القزحية، والمتهيبة من ضوء أي يقظة محتملة. الغريب في الأمر، أن مبدعي الهوامش المنبوذة، إما على المستوى اللغوي، الاثني أو العقدي، هم الأكثر هوسا بالانتماء إلى جنة الكوني، مقارنة بساكنته الفعليين، وهو هوس يتضمن إشارتين بارزتين، تفيد أولاهما الإصرارَ على فك الارتباط بالمحيط الذاتي الذي يطاردهم كوَبَاء، يزري بخطاباتهم، ويحيل على خصوصيةٍ أقصى ما تتميز به، إشعاعُها المحاصرُ بفرجته الأنثروبولوجية.
وبالتالي، هل يمكن القول، إن الكوني هو في نهاية المطاف، ليس أكثر من أكذوبة مزدوجة الحدين، دأبت المراكز على تلفيقها أوَّلاً قصد إقناع الهوامش بحتمية سلطها، في أفق ممارستها لاستقطابات انتقائية وغير مشروعة، كي تتهافت ثانيا، نُخَبُ الهوامش على ادعائها، طمعا في اعتراف، يظل هو أيضا مجرد أكذوبة بيضاء، لا تستحق أن تنال ولو حظا بسيطا من التفنيد.
لكن، ومع ذلك، وعلى سبيل عناد أعمى أو يكاد، سنحاول نحن أيضا، ما في وسعنا ألا نكون عدميين تماما، كي ندلي قليلا بما تيسر من دلونا، في تمجيد المشهد الكوني، متوجسين من قسوة تلك الغربة القاتلة المتربصة بأجسادنا وأرواحنا فيه.

٭ شاعر وكاتب من المغرب

غوايةُ الكونيِّ وجبروته

رشيد المومني

الهاربون من السلام

Posted: 29 Mar 2018 02:13 PM PDT

صدرت في مطلع الشهر الحالي، آذار/مارس 2018، النسخة العبرية من كتاب «لا مكان للاحلام الصغيرة»، وهو الكتاب الاخير للرئيس الاسرائيلي السابق، شمعون بيرس، وطلب نشره بعد وفاته. وكان الكتاب قد نشر في أمريكا، بالانكليزية قبل اشهر.
فقرات كثيرة في كتاب بيرس هذا استوقفتني ولفتت انتباهي. لكن الفقرة التي دفعتني لتخصيص هذا المقال لها، هي فقرة تتحدث عن عقيدة سياسية اسرائيلية/صهيونية غير معلنة، بل ان المعلن هو عكسها تماما.
يروي بيرس في تلك الفقرة قصة اول لقاء له مع دافيد بن غوريون، «مهندس» دولة اسرائيل. اذ بعد اربع سنوات من هجرة بيرس الى فلسطين سنة 1934، وهو في الحادية عشرة من عمره، تم ارساله الى مدرسة داخلية في قرية/معسكر بن شيمن التابع لحركة «الشبيبة العاملة»، وبعد سنتين قضاهما هناك، انتخب عضوا في «السكرتارية القُطرية» لتلك الحركة. وبعد اشهر من ذلك كلّف بالسفر الى حيفا، التي خطط الوصول اليها بالحافلة في احد ايام الاسبوع التالي. وعند ابلاغه ذلك لبيرل كتسينلسون، (احد الكتاب والمنظرين الاوائل للحركة الصهيونية، ومن مؤسسي نقابة العمال اليهودية «الهستدروت»، ومن ابرز مؤسسي «حركة العمل» اليهودية في فلسطين، والتي تطورت لتصبح لاحقا حزب «مباي» الذي اصبح بدوره «حزب العمل» الاسرائيلي حاليا)، اقترح عليه كتسينلسون الاستغناء عن ركوب الحافلة، والسفر في سيارة صديق له سيسافر الى حيفا في ذلك اليوم. فرح بيرس بالعرض، واستفسر عن اسم ذلك الصديق، فقال له كتسينلسون انه دافيد بن غوريون. يقول بيرس ان بن غورين لم يكن بالنسبة له مجرد انسان او قائد، كان بالنسبة له «اسطورة»، وانه لم يَنَم في تلك الليلة كعادته، جراء قلقه وانشغاله وحصر أفكاره في ما يمكن لبن غوريون ان يثيره من مواضيع للنقاش، وفي اعداده للرد عليها، على أمل ان تضمن له تلك الرحلة، قضاء ساعتين برفقة بن غوريون، يتصرف خلالهما بشكل يضمن له تكوين بن غوريون لانطباع ايجابي عنه، مع امل مضمر ان يفتح ذلك بابا له للتقدم في سُلّم المسؤولية والقيادة لاحقا.
لكن أملَ بيرس قد خبا. إذ بعد استقراره في المقعد الخلفي للسيارة تم فتح الباب، ودخل بن غوريون وجلس بجواره، والقى نظرة متفحّصة على «الشاب» بيرس، ثم القى بجسمه نحو زجاج شُبّاك السيارة، وغطّ بعد لحظات في نوم عميق، ودون ان ينطق بأي كلمة.
يقول بيرس: «لقد نام طوال الرحلة تقريبا. ولكن عندما اقتربنا من حيفا، فان اهتزازات السيارة على طريق غير معبّد جيدا ايقظته، ولحظت بطرف عيني انه يتململ ويفرك عينيه ويعتدل في جلسته. بدا لي عندها احتمال ان الفرصة قد تسنح لي الآن. عندها، وبدون انذار مسبق، التفت إليّ وصرخ: «هل تعرف؟ تروتسكي ليس رجل سياسة». (ليون تروتسكي هو احد زعماء الحزب الشيوعي الروسي، ومن كبار قادة الثورة البلشفية ومقيمي الاتحاد السوفييتي، واقرب اعضاء المكتب السياسي الى لينين، واول وزير خاجية للاتحاد السوفييتي، اصطدم بخلاف حاد مع ستالين، وفرّ الى البرازيل، وارسل ستالين من اغتاله هناك يوم 21 آب/اغوستوس 1940).
يتابع بيرس: «لم اعرف بماذا افكر، ولا بماذا أُجيب. لم اعرف كيف وصلنا الى هذا الموضوع اساسا، او لماذا يعتقد هو (بن غوريون) بامكانية ان يكون لي اهتمام بتروتسكي اصلا، بل ولم اعرف الى ماذا يشير. لكن، كيف لي ان لا احاول الاستطلاع؟. ولذلك سألته: لماذا؟.
سنة 1918، بعد الثورة في روسيا اصبح تروتسكي اول وزير خارجية للاتحاد السوفييتي. وترأّس الوفد السوفييتي لمفاوضات انهاء مشاركة روسيا السوفييتية في الحرب العالمية الاولى. لقد سئم تروتسكي من مطالبات المانيا بتنازلات جغرافية آخذة بالاتساع، وقرر انهاء المفاوضات بالكامل. لكنه اعلن بدلا من ذلك، ومن طرف واحد، ودون توقيع اتفاقية مع المانيا، عن انهاء الاعمال العدائية. ووصف تروتسكي خطوته تلك بانها «لا حرب ولا سلام»… أي سياسة «لا حرب ولا سلام» هذه؟ صرخ بن غوريون بوجه عابس. ما هذا؟ انها ليست استراتيجية. هذا اختراع يهودي. إمّا سلام، وعندها يتم دفع الثمن الباهظ الذي يتطلبه ذلك احيانا؛ او حرب، وتحمّل امكانية مخاطر رهيبة تتضمنها.
وهنا ايضا لم اكن اعرف بماذا أُجيب. لكن لم يكن للامر قيمة هذه المرة، إذ قبل ان احاول صياغة أي رد، اغمض بن غوريون عينيه وعاد الى السهو، دون ان يضيف كلمة واحدة».
هذه الفقرة من كتاب بيرس، تكشف لنا بوضوح كامل نظرة وتقييم اسرائيل والحركة الصهيونية لـ»السلام». فالسلام بالنسبة لهم ليس مطلبا مرغوبا. انه عبء يتطلب «دفع ثمن باهظ.. احيانا»، حسب قول بن غوريون. هذه العقيدة السياسية الاسرائيلية/الصهيونية لم تتغير منذ انشاء الحركة الصهيونية، ومنذ اعلان بن غوريون إقامة دولة اسرائيل، وحتى الآن.
يحضرني في هذا السياق، ما سجلته في مقال سابق كاقتباس من مذكرات دافيد بن غورين التي ثبتها بخط يده في يومياته. ففي صفحة يوم 14.7.1949، أي خلال فترة انعقاد «مؤتمر لوزان»، (باشراف الامم المتحدة، وشاركت فيه مصر وسوريا والاردن ولبنان من جهة، واسرائيل من جهة اخرى، وحضره ممثلون عن امريكا وبريطانيا وفرنسا وتركيا، ولم يسفر عن أي اتفاقية سلام). استمر ذلك المؤتمر خمسة اشهر، (من نيسان/ابريل حتى ايلول/سبتمبر 1949)، يقول بن غوريون في صفحة يومياته تلك، ودون اضافة أي تعليق او ملاحظة: «جاءني ابا إيبان. انه لا يرى ضرورة أن نسعى لاحراز اتفاقية سلام.. الهدنة تكفينا. إذا سعينا لإحراز سلام فإن العرب سيطلبون منّا ثمنا لذلك، ربما تعديلا في الحدود أو إعادة لاجئين، او ربما كليهما». هذا هو الموقف الاسرائيلي/الصهيوني من «السلام». انهم يعتبرونه «بضاعة باهظة الثمن»، وليس هدفا ساميا وقيمة انسانية واخلاقية، هذا عيب وخلل ومرض في العقلية الاسرائيلية/الصهيونية.
من هنا، فإن كل توقف فلسطيني عن مواصلة كافة انواع الاشتباك مع اسرائيل، وعلى كافة الاصعدة والمستويات، وفي جميع الساحات والميادين دون اي استثناء، هو سياسة فلسطينية خاطئة، تخدم مصالح الاحتلال والاستعمار الاسرائيلي، الذي يسعى لإدامة الوضع الراهن، والاكتفاء بـ»إدارة الصراع» الفلسطيني الاسرائيلي، وليس حلّه.

كاتب فلسطيني

الهاربون من السلام

عماد شقور

بعد التسييس… هل بلغت الجامعة الجزائرية سن اليأس؟

Posted: 29 Mar 2018 02:12 PM PDT

نسمع، من حين لآخر، ونقرأ، كلاماً في الظلّ، عن «الانهيار المديد»، الذي وصلت إليه الجامعة في الجزائر. البعض يتحدّث عن ضعف المناهج، وآخرون يُشيرون بالإصبع إلى الأساتذة، إلى ضعفهم وعدم كفاءتهم، والجميع يتّفق على أن الضّحية الأسمى هم خريجو هذه الجامعة، هم أشبه بطبخة غير مُكتملة النّضج، مع ذلك، كلّ عام، يُكمل هؤلاء الخريجون – الضّحايا دورة التّحولات الطّبيعية، ويصِرون ـ بدورهم – أساتذة، يدرّسون ويقذفون من قاعاتهم ومدرجاتهم ضحايا جُدد، الحلقة باتت تتكرّر، ومشاكل الجامعة الدّاخلية اتّسعت، وصارت رائحة «الحريق» تُشمّ، في كلّ مكان. في دراسة له، نشرها، قبل أيّام، لا يلوك الباحث هواري تواتي(مدير الدّراسات في مدرسة العلوم الاجتماعية بباريس) الكلام، بل يستخدم لغة واضحة ومُباشرة: «الجامعة الجزائرية وصلت درجة التّعفن». والسّبب: «عدم الكفاءة، الفساد، المحسوبية، المُحاباة، التعسّف، الجهوية، اللا أخلاقية، التّمييز الجنسي، وقائمة الانحرافات تبقى طويلة» يُضيف الباحث نفسه.
في السّنوات الأولى لوصوله إلى الحكم، اتّخذ الرّئيس عبد العزيز بوتفليقة من الرقم «مليون» رقماً سحرياً له، رقم الحظّ، وراح يردّده في أكثر من مكان، ويُبشّر الشّعب بإنجازات قادمة: توفير مليون سكن جديد، مليون منصب شغل، والوصول إلى رقم مليون طالب. في مجالي السّكن والشّغل، لم يتحقّق الشّيء الكثير، لكنه أوفى بوعده بخصوص الجامعة، أوصلها إلى رقم مليون طالب وأكثر، وهي اليوم تكتظ بقرابة مليون ونصف مليون طالب جامعي، هو رقم «ضخم» في بلد تعداده السّكاني لا يتجاوز 40 مليون نسمة. من مُقارنة بسيطة، سنجد أن عدد الطّلاب، في البلد، كان يتصاعد، تاريخياً، بشكل منتظم وهادئ، إلى غاية، بداية الألفية الجديدة، حيث حصلت طفرة مفاجئة. حصل ما يُشبه «تسونامي طلابي»، لم يخطّط له. عند استقلال البلد(1962)، لم يكن عدد الطّلاب يتجاوز 2750 طالباً، تضاعف عددهم بمعدل 500% في ظرف نصف قرن. هذه الطّفرة الديمغرافية، والتّزايد، غير الطّبيعي، لعدد الطّلبة، يستوجب – منطقياً – تزايداً في أعداد الأساتذة والمؤطّرين، لقد ارتفع عددهم من حوالي 1800 أستاذ، في أوائل السّبعينيات، من القرن الماضي، إلى قرابة 45 ألف أستاذ اليوم. غداة الاستقلال، لم تكن توجد سوى جامعة واحدة، مع ملحقتين اثنتين لها، واليوم، تتوفّر البلاد على قرابة مئة مؤسسة جامعية، هذا الواقع يبدو إيجابياً، من المُعاينة السّطحية، ومن نظرة سريعة، قد يقول أحدهم إن الجزائر تمكّنت من توفير تعليم عالٍ للمجتمع، لكن الحقيقة غير ذلك، فالحكومة تشهر – في كلّ مرةّ، خصوصا مع كلّ استحقاقات انتخابية – ورقة الأرقام، وتتجاهل – عمداً – النّتائج السّلبية، التي أورثتها للجيل الجديد، من طلبة الجامعات، فارتفاع عدد الطّلبة، ومعه رقم المؤسسات، ألزم الإدارة توظيف عدد كبير من الأساتذة، ومهمّ هنا استخدام كلمة: توظيف، لأن الجامعة الجزائرية لم تخلق تقاليد لها، ولا ثقافة أكاديمية تميّزها، وبات من السّهل على الكثيرين، تجاوز أطوارها الثّلاثة، ودخول مسابقات التّوظيف، والنّجاح فيها – نظراً لحاجة الجامعة إلى مؤطّرين – دون أن تكون لهم الكفاءة الكافية، وهذا ما سينعكس على التّعليم وعلى مستوى الطّلبة، الذين باتت تهمّهم الشّهادة، لا التّحصيل ولا البحث العلمي. حين كان الرّئيس بوتفليقة يبشّر برفع أعداد الطّلبة، إلى مليون طالب، في وقت قيّاسي، كان – فقط – يؤكد فرضية، أغمضنا أعيننا عنها، وهي أن التّعليم العالي، صار قضية سياسية لا علمية، بات في يد السّلطة، لا في يد أهله وأصحابه، فالجزائر هي واحدة من الدّول القليلة في العالم، حيث أن عمداء الكليات والجامعات، لا يتمّ تعيينهم من طرف «المنظومة الجامعية»، بل يصلون إلى مناصبهم العليا بحسابات سياسية، مع ذلك لا أحد يحتجّ على هذا التّدخل في الشّأن الجامعي، كما لو أن الجميع متواطئ مع ما يحدث، بالتّالي، فإن السّقوط الحرّ للجامعة هو مسؤولية الجامعيين أنفسهم، الذين لا يفوّتون فرصة للاحتجاجات والإضراب، لرفع رواتبهم (التي تعتبر الأضعف في المنطقة العربية)، لكنهم أبداً لا يحتجّون إزاء تقليص صلاحياتهم، وتدخّل السّياسة في عملهم اليومي. حين كانت السّلطة تفكّر في تنصيع صورتها، والظّهور في عباءة «البطولة»، أمام الشّعب، برفع أعداد الطّلبة، في الجامعة، وبالتالي رفع معدلات النّجاح في البكالوريا(الثّانوية العامة) ـ التي انتقلت من حدود 20 في المائة إلى قرابة 50 في المائة ـ كانت البلاد تمرّ، قبل عشرين سنة، بانتعاش مالي، بفضل ارتفاع أسعار المحروقات، في السّوق الدّولية، ولكن بمجرد تراجع سعر البرميل، تراجع الإنفاق الحكومي على التّعليم العالي، وظهرت النّتائج العكسية لسياسة الارتجال، التي تبنّتها السّلطة. لقد استثمرت الدّولة المليارات في الجامعات، في تشييد أسوار وقاعات وحيطان ومبانٍ وساحات، لكن هذه الاستثمارات، لم تتحوّل – لحدّ السّاعة – إلى أرباح، فالجامعة ما تزال خارج الدّعامات الاقتصادية، هي فضاء اجتماعي بامتياز، لا أكثر. تكتّل فيه طبقات اجتماعية، مختلفة، لكنها ليست فضاءً منتجاً، والمشروع، الذي تُراهن عليه الحكومة، هو كيفية إصلاح الجامعة، وتحويلها إلى فضاء منتج. هو رهان ـ بحسب هواري تواتي ـ فاشل، فكلّ مشروع لإصلاح الجامعة لن يأتي بنتيجة، لأنه ببساطة متأخّر، وقد فات اوان تعديل ما اعوجّ. «ليس من الممكن الإصلاح وليس من الممكن التّوقف عن توظيف بكثافة وسرعة أساتذة رديئي التّكوين كطلبتهم. كلّ سياسة تُنتهج لا يمكنها في أحسن الأحوال القضاء نهائيًا على هذه الظّاهرة التّي بقدر فوضويتها الشّاملة الضّخمة بقدر ضررها على أمن المجتمع والدّولة» يُضيف. فالجامعة بلغت حافّة الانفجار. ترتيب الجامعة الجزائرية، في التّصنيفات الدّولية، تحوّل، مع الوقت، إلى نكتة، فالجميع يعلم أن الجامعات المحلية، تدور حول نفسها، لا تُنافس سوى بعضها بعضاً، وأوّل جامعة، في الجزائر (سواء جامعة سيدي بلعباس أو جامعة العلوم والتّكنولوجيا هواري بومدين)، تتقهقر في التّصنيفات الدّولية، إلى أسفل المراتب بعد الألفين. هذا السّقوط المُقلق للجامعة في الجزائر يبدو أنه لا يُزعج أحداً، لا موظّفي السّلطة، ولا نواب الشّعب في المجالس النيابية، فهو محصلة طبيعية لسياسات الجهة الحاكمة وأي نقد للوضع من الممكن أن ينظر إليه كنقد «للسّياسة الرّشيدة»، التي ما تزال، منذ حوالي العقدين، تجرّ البلاد إلى الخلف.

كاتب من الجزائر

بعد التسييس… هل بلغت الجامعة الجزائرية سن اليأس؟

سعيد خطيبي

القدس تبحث عن «مسيحها»

Posted: 29 Mar 2018 02:11 PM PDT

دانت معظم الهيئات القيادية الفلسطينية قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مطلع الأسبوع الجاري بالاعتداء على بعض المشاركين في مسيرة «أحد الشعانين» التقليدية في مدينة القدس. وجاء في الأخبار أنّ قوات شرطة الاحتلال حاولت، في منطقة باب الأسباط، منع  بعض الشباب المشاركين من رفع علم فلسطين، في حين سمحت لمجموعات حجّاج أجانب برفع أعلام دولهم.    
وأشار أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات في معرض إدانته الاعتداء على الشبان وعلى العائلات المسيحية، إلى أنّ: «استفزاز قوات الاحتلال ومنعها لرفع العلم الفلسطيني في العاصمة الفلسطينية ذات السيادة، والردّ على الهتافات والصلوات بالاعتداء بالضرب على المشاركين الآمنين يؤكد سياسة الاحتلال الرافضة لكون مدينة القدس
مدينة حرة ومقدسة ومفتوحة للديانات الثلاث».

القضية صليب وعلم

هناك محاولة فلسطينية لتحميل الحادث معاني لا يعكسها، على الرغم من خطورته كما سأبين لاحقًا، فسلطات الاحتلال تتصدّى منذ أعوام عديدة لمحاولات رفع العلم الفلسطيني في احتفالات شعبية مختلفة، وتحظر إقامة أي نشاط في حدود مدينة القدس الشرقية، كما تعرفّها السياسة الإسرائيلية، إذا شارك فيه ممثلون عن السلطة أو تحت مظلتها أو رعايتها.
لقد بدأت إسرائيل بتنفيذ هذه السياسة منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، وصعّدتها بعد عام 2000، خاصة بعد رحيل فيصل الحسيني، حين أغلقت «بيت الشرق» ومعه عشرات الجمعيات والمؤسسات المدنية الفلسطينية، وذلك من خلال اعتمادها على قانون تطبيق اتفاقيات أوسلو، الذي شرّعته في العام 1997 خصيصًا لهذه الغايات، وحظرت بموجبه نشاط كل جمعية أو مؤسسة فلسطينية داخل مدينة القدس إذا ثبت أن لها أي نوع من العلاقة أو الارتباط مع منظمة التحرير أو مع السلطة الفلسطينية.    
في الواقع رضخت الإرادة الفلسطينية، الرسمية والشعبية، لإملاءات الاحتلال الإسرائيلي، وما بدأ كاختبار للجاهزية الفلسطينية المقاوِمة انتهى كواحد من أهم نجاحات السياسة الإسرائيلية في القضاء على مفاعلات تحصين وتعزيز هوية المقدسيين السياسية/الوطنية، وسلخ الصراع عن جبهته العريضة وحصره في بعده الديني الضيق ومحوَرته حول ماذا قالت السماء ولمَن أعطت وعودها : لليهود أم للمسيحيين أم للمسلمين! 
ومن هذه الرؤية يجب تحميل اعتداء قوات الأمن الإسرائيلية على الشباب المسيحي أثناء تقدُّم المحتفلين نحو طريق الآلام، ووسط تلاوة الهتافات الكنسية والصلوات، دلالات أبعد من استهداف العلم، ومن أهمّها في هذه الحادثة، إنكار «أسياد» عناصر الشرطة المعتدين لوجود علاقة مسيحية مشروعة مع المدينة، بمفهومها الأشمل، لأن التهجّم على مسيرة تتقدّمها الصلبان والكهنة، وفي طليعتهم ممثل الفاتيكان، يتعدّى كونه برهانًا على عدم اعتراف إسرائيل «بالقدس كمدينة حرة ومقدسة ومفتوحة للأديان الثلاث» ، ويؤكد موقف غلاة المتطرفين المتدينين اليهود وحلفائهم على أن القدس لهم وحدهم ولا يوجد فيها مكان للآخرين، كل الآخرين.

أحد الشعانين

لا أعرف كم من العرب يهمّهم ماذا يكون أحد الشعانين هذا في العقيدة المسيحية وما علاقته بالقدس وبتاريخ روابط المسيحيين العرب بالمدينة وأبعادها. ولست متأكدًا كم انكشف منهم على الموروث الثقافي الذي خلّد، في القصائد وغيرها، مشاعر تلك القبائل العربية المسيحية تجاه هذا التراب سواء في آحاد شعانينه أو في أيام الفصح التي تلتها، فما حفظ من هذا الموروث في خزائن الأدب يزخر بقصائد لعشرات شعراء القبائل العربية المسيحية الذين وصفوا تفاصيل تلك الأيام وتداعياتها. ويكفي أن نستذكر  أحد فحولهم كالنابغة الذبياني، وهو ليس وحيدًا، حين أكد لنا، رغم «ليله بطيء الكواكب» أن  أباءه وأجداده كانوا «يحيون بالريحان يوم السباسب» وهو عيد الشعانين عند العرب. 
 لم يعنينا هذا العيد إلا عندما كنا أطفالًا. كنا نلبس جديدنا ونحمل مع «شعنينتنا» التي هي عبارة عن شمعة يتفاوت طولها من بيت  لآخر ومن ذوق  لذوق، وكان أهلونا يتفنّون بتزيينها بالورود وبأغصان الزيتون وبسعف النخيل الصغيرة. 
فالشعانين هو نهاية فرح المؤمنين في دورة أبدية، وبداية أسبوع الآلام  وجمعته العظيمة، ساعة سيصلب «فاديهم»، في كل عام، على أصوات تصرخ  «أصلبه، أصلبه ليس لنا ملكٌ إلا قيصر». إنه، في الواقع، فصل في سيرة فلسطين التي لم تنته.
لن يقبل يهودي متزمّت رسالة الشعانين المسيحية ولا مغازي الفصح كما أوردتها الكتب، فالمسيحيون المتدينون يؤمنون أنّ المسيح دخل القدس راكبًا على حمار تحقيقًا لنبوءة نبيّ يهودي «صغير» يدعى زكريا بن برخيا الذي قال: «لا تخافي يا ابنة صهيون، فإن ملكك قادم إليك راكبًا على جحش ابن اتان» وذلك في إشارة  لتواضع شخصه وإلى أنه الملك المقبل. وعندما وصل المسيح مشارف القدس استقبلته الجموع كما يُستقبل الملوك وهتفت أمامه «هوشعنا/خلّصنا مبارك الآتي باسم الرب..» وهذا ما أغاظ قادة يهود المدينة وحكامها.

القدس تفتش عن «مسيحها»

لقد عبّرت في الماضي عن قناعتي بأن فلسطين ستكون الخاسرة الكبرى من تحويل الصراع على القدس وحصره في بعده الديني فقط.
 ويبدو أننا على أعتاب تحقيق هذه الخسارة، فلقد تلاقت إرادات ثلاثة عوامل متناقضة لكنها فاعلة في الاتجاه نفسه ومن أجل الهدف ذاته من جهة نجح التيار المتديّن الصهيوني بموضعة قضية القدس (وكل أرض فلسطين عمليًا) تحت قبة الكنيست والسماء وإرادتها المطلقة، ومن جهة أخرى تحاول التيارات الإسلامية السياسية فرض موقفها القاضي بجعل القدس عاصمة للخلافة الإسلامية بعيدًا عن مقتضيات مشروع التحرر الفلسطيني الوطني، وإلى جانب ذينك الموقفين نجد أن السيد ترامب ومسيحيين مثله قد «برشتوا» علينا مؤخرًا موقفًا معلبًا برؤية «مسيحية» هجينة أفضت إلى تسليمه مفاتيح القدس لإسرائيل وذلك من منطلقات إيمانية مشوهة.
قد يكون ما شاهدناه عند باب الأسباط مجرد مفارقة قاسية وتذكار، فلقد كان ذلك الأحد البعيد فاتحة لأهم الأسابيع في تاريخ البشرية وأكثرها التباسًا، وأخالني أن عصي شرطة إسرائيل وهي تنهال على المصلين تذكّرنا، بعد ألفي عام بأن القدس ما زالت تبكي وتصرخ من أجل خلاص أبنائها وخلاصها، كما جاء ، حسب انجيل التلميذ «لوقا» في خطبة المسيح قبل صلبه الذي قال: «إنكِ لو علمتِ أنت أيضًا، حتى في يومك هذا ما هو لسلامك! ولكن الآن أُخفي عن عينيك. فإنه ستأتي أيام ويحيط بك أعداؤك بمترسة ويحدقون بك من كل جهة، ويحاصرونك من كل جهة، ويهدمونك وبنيك فيك، ولا يتركون فيك حجرًا على حجر، لأنك لم تعرفي زمانَ افتقادك». 
ما زالت نهاية ذلك الأسبوع الصاخب موضع خلاف بين الأمم، لكن المسيحيين يؤمنون بأن «مسيحهم» صلب وقام وصعد إلى السماء، وتبقى هذه في حكم العقيدة التي يؤمن بها من يشاء ولا يؤمن من يشاء. أما الحقيقة التي لا نزاع حولها هي أن مسيح «ترامب» ومن «يؤمن» مثله هو ليس مسيح «النابغة الذبياني» ولا مسيح أكثرية أحفاده العرب، وهو ليس مسيح جميع من يصلون في كنائسهم من أجل فلسطين ولا مَن يصرخون من أجل أهلها  وسلامة قدسها، ويدعمون  قضيتها في العالم من على جميع المنابر.  
فعسى أن تكون العبرة  في هذه الأيام الفصحية أن للقدس أعداء يتوحدون ضدها حسب مصالحهم وليس بسبب دياناتهم، ولها، في المقابل، حلفاء وأصدقاء وبينهم من يحملون صليبهم ويسعون في سبيل حريتها ومن أجل «قيامتها» وانعتاقها من نير احتلال «قيصر». 
كاتب فلسطيني

القدس تبحث عن «مسيحها»

جواد بولس

قضية كشمير: جرح مفتوح بين دولتين نوويتين

Posted: 29 Mar 2018 02:11 PM PDT

كثيرا ما يردد بعض القادة الفلسطينيين عبارة أن فلسطين هي آخر احتلال في الدنيا. وهذا القول يدل على قلة معرفة بالقضايا الدولية والأراضي المتنازع عليها أو المحتلة في قارات الأرض جميعا. وحبذا لو قيل بدلا عن ذلك إن احتلال فلسطين هو آخر احتلال إستيطاني كولونيالي اقتلاعي استبدالي عنصري توسعي مدعوم من كل الدول الاستعمارية والإمبريالية قديمها وحديثها. أما أنه الاحتلال الوحيد فذاك خطأ بـيّن. ونود هنا أن نصحح هذه المعلومة بسرد بعض الاحتلالات والمناطق المتنازع عليها، وسأسلط بعض الضوء على احتلال شبيه باحتلال فلسطين وحدث في الوقت نفسه تقريبا وهو احتلال الهند لكشمير على الحدود مع باكستان والذي أدى إلى إندلاع ثلاث حروب بين الجارين النووين، والجرح ما زال مفتوحا وقد يؤدي إلى تجدد النزاع في أي وقت؛ فلا الهند تريد أن تخضع للقانون الدولي فتمنح سكان الإقليم حق تقرير المصير عن طريق استفتاء حر ونزيه ولا باكستان قابلة أن تظل الهند تمسك بها من خاصرتها الأضعف في ذاك الوادي الجميل تحت قدمي جبال الهملايا والذي حبته الطبيعة بكل أنواع الجمال وتنحدر من ينابيعه ثلاثة أنهر باتجاه باكستان.
وللتذكير فقط نود أن نسرد عينة من الاحتلالات وقضايا التنازع على الأرض ابتداء باحتلال إيران عام 1971 لثلاث جزر إماراتية هي طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وجزر الفولكلاند (المالفيناس) التي تحتلها بريطانيا من الأرجنتين ومدينتي سبتة ومليلة المغربيتين اللتين تحتلهما اسبانيا منذ قرون إضافة إلى عدد من الجزر والأشرطة الريفية الصغيرة وجبل طارق الاسباني الذي تحتله بريطانيا وجزرسينكاكو اليابانية في المحيط الهادي التي تحتلها الصين كما أن الصحراء الغربية ما زالت رسميا تعتبر أرضا متنازعا عليها لم يعترف أحد بضم المغرب لها، وما زالت منطقة أبيي متنازعا عليها بين السودانين شماله وجنوبه، وما زال إقليم أوغادين الصومالي محتلا من إثيبويا قهرا وظلما بمساعدة بريطانية عام 1954 . وتسعى الجبهة الوطنية لتحريرأوغادين إلى طرد الاحتلال الإثيوبي كما تسعى إريتريا لطرد الاحتلال الإثيوبي من منطقة بادمي الحدودية التي احتلتها في الحرب بين عامي 1998-2000. كما أن إقليم ناغورنو كراباخ داخل أذربيجان تحتله أرمينيا منذ عام 1994. وهذا غيض من فيض الاحتلالات والمناطق المتنازع عليها. وأود الآن أن أعرج على وادي جامو وكشمير.

تشابه كبير

هناك تشابه كبير بين احتلال وتقسيم منطقة كشمير التي تسكنها غالبية مسلمة تزيد عن الـ 90 في المئة وما جرى من تمزيق لفلسطين. فإقليم كشمير مقسم بين الهند وباكستان والصين. ويصل عدد الكشميريين إلى نحو 20 مليون. ويخضع 70 في المئة منهم لاحتلال هندي دموي منذ عام 1947 رغم أن هناك قرارات دولية تدعم حقهم في تقرير المصير عن طريق استفتاء حر عادل ونزيه. وكشمير أصبح خاضعا للسلاطين المسلمين منذ القرن الرابع عشر وقد قاوم الاستعمار البريطاني الذي وصل غازيا عام 1820 ولم يسيطر على الهند إلا بعد 27 سنة. حكمت بريطانا الهند بالقوة المسلحة أحيانا وبالدهاء أحيانا أخرى بإعطاء حكم ذاتي للأقاليم وتقوم بتعيين حكام موالين لها. وقد قامت بتأجير كشمير لحاكم من السيخ لمدة مئة عام. وعند انتهاء العقد عام 1946 كان المهراجا الهندي حاكم الإقليم قد اتفق مع الزعيم المحلي الشيخ عبد الله الانضمام للهند بدل الاستقلال، وأقنع السلطات الهندية أن الغالبية من السكان تريد البقاء تحت سيطرة الهند. لكن سكان الإقليم أطلقوا موجة احتجاجات ومظاهرات وبدأوا يقاومون الضم بالقوة فقامت القوات الهندية بإرسال قوات محمولة لإخماد حركة الاحتجاج ما دعا إلى تدخل قوات قبلية وباكستانية لنصرة الكشميريين. من هنا بدأ النزاع وأدى إلى تمزق الإقليم فالهند تسيطر على 43 في المئة من المساحة و 70 في المئة من السكان وباكستان تسيطر على 37 في المئة وأما الصين فضمت المناطق المحاذية لها وتقدر بـ 20 في المئة من الإقليم.

الأمم المتحدة واستفتاء تقرير المصير

اتفقت القيادات الباكستانية والهندية عند قرار التقسيم بأن تكون الولايات ذات الأغلبية المسلمة تابعة للدولة الجديدة باكستان بشقيها الغربي والشرقي الذي انفصل عام 1971 تحت اسم بنغلاديش. وقد سرى مفعول القرار إلا على منطقة واحدة وحيدة هي «وادي جامو وكشمير» فقد قرر الحاكم الهندي المهراجا ضم المنطقة للهند وعدم الرضوخ للتقسيم فانطلقت المظاهرات من الغالبية المسلمة ضد هذا القرار. دخلت قوات باكستانية ومتطوعون من أبناء قبائل الباشتو في نيسان/أبريل 1947 لنصرة إخوتهم وبعث نهرو قوات الأمن الهندية لإخماد التمرد بالقوة وهم ما أدى إلى وقوع مواجهات كبرى بين الدولتين اللتين ولدتا للتو عام 1947. تدخلت الأمم المتحدة وأعلنت وقف إطلاق النار واعتمدت القرار 39 بتاريخ 20 يناير/كانون الثاني 1948 والذي شكل لجنة ثلاثية للنظر في شكاوى باكستان والهند ضد بعضهما. لكن اللجنة لم تنشأ وظل الوفد الإنجليزي يحاول أن يتوسط مع الهند لإيجاد إدارة محايدة للإقليم إلى أن يتم بحث القضية بتفاصيلها. لكن المجلس عاد واعتمد بالإجماع يوم 21 أبريل/نيسان 1948 القرار 47 والذي وسع عضوية اللجنة ووسع مهماتها كالإشراف على إنسحاب العناصر الباكستانية وأفراد قبائل الباشتو التي تدفقت للقتال في كشمير وفي الوقت نفسه إنسحاب القوات الهندية والعمل على القيام باستفتاء بأسرع وقت ممكن تحت إشراف لجنة خاصة كما نصت الفقرة السابعة من القرار. ويقوم الأمين العام بتعيين مدير إداري للإشراف على الاستفتاء. وطلب القرار من الهند سحب قواتها والأفراد الهنود الذين لا يعيشون أصلا في المنطقة وإطلاق سراح المعتقلين والسماح لكل من هم من مواليد المنطقة أن يعودوا إلى ديارهم. يجري بعد ذلك الاستفتاء العادل والنزيه ويعلن الأمين العام نتائج الاستفتاء الذي سيقرر فيها سكان جامو وكشمير مصيرهم بحرية فيما إذا كانوا يريدون الاستقلال أو الانضمام للهند أو لباكستان. لكن الهند لم تلتزم بعقد الاستفتاء وتراجعت عنه تماما فاندلعت الحرب الأولى بين باكستان والهند والتي استمرت إلى نهاية عام 1948 أنشأت بعدها الأمم المتحدة «فريق مراقبي الأمم المتحدة العسكريين بين الهند وباكستان» (أونموغيب) والذي ما زال يراقب وقف إطلاق النار ليومنا هذا.
أضيف إلى الفريق بعد الحرب الثانية بين البلدين عام 1965 بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة. واستمرت الحروب بين الطرفين كان آخرها ما وقع عام 1999 أما المناوشات والاشتباكات الحدودية فلا يكاد يمر عام أو شهر دون وقوع مثل هذه الحوادث الخطيرة وخاصة عامي 2014 – 2015 والتي وصلت إلى تهديد الهند المباشر لباكستان.

الدور الدولي الغائب

غابت قضية كشمير عن المجتمع الدولي ولا يكاد يتكلم بها أحد إلا مندوب باكستان رغم أن هناك شعبا حيا ما زال يناضل من أجل تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 47 الذي أعطاهم حق تقرير المصير عبر استفتاء حر ونزيه. الجهة الدولية الوحيدة التي تذكر كشمير هي المفوضية العليا لحقوق الإنسان التي تنتقد ممارسات الهند التي تشمل الاعتقالات التعسفية والقتل خارج نطاق القانون واستخدام القوة المفرطة وتغيير التركيبة السكانية والتعذيب. وقد طالب مؤتمر الأحزاب الكشميرية الذي يمثل كل التنظيمات التي تسعى إلى حل النزاع سلميا، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن يتدخل في الأمر وألا يتجاهل قضية قد تؤدي إلى حرب نووية بين الجارين الكبيرين. وتقول رسالة رئيس المؤتمر، الدكتور غلام نبي فاي، للأمين العام إن نزاعا استمر أكثر من 70 سنة وأدى إلى مقتل أكثر من مئة ألف كشميري وتمزيق وحدة كشمير وتشتيت 20 مليون لا يمكن أن يتم تجاهله. والحل لا يمكن أن يكون إلا عن طريق إشراك الشعب الكشميري في مفاوضات مع الهند وباكستان لأن الأمر ليس خلافا إقليميا على حدود بين الدولتين بل يتعلق بمصير شعب اعترفت الأمم المتحدة بحقه في تقرير مصيره عن طريق الاستفتاء الحر والنزيه.
وأنت تقرأ عن ممارسات الهند في كشمير وممارسات إسرائيل في فلسطين تجد كثيرا من التشابه ولا نعرف من يتعلم من الآخر لكن بالتأكيد تحاول إسرائيل أن تتعلم من الهند وتتعامل مع العالم وكأن القضية الفلسطينية غير موجودة ولم تعد أولوية لأحد كما هو الحال بالنسبة لكشمير. وقد يكون هذا التوجه أحد الأسباب التي قوت العلاقات بشكل غير معهود بين البلدين.
محاضر في مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة رتغرز بولاية نيوجرسي

قضية كشمير: جرح مفتوح بين دولتين نوويتين

د. عبد الحميد صيام

تجربة في الأمل… الربيع العربي وفصل جديد من الهزائم

Posted: 29 Mar 2018 02:10 PM PDT

لحقت هزائم موجعة بالثورات العربية إلا أنه من المبكر أن تعتبر هذه الثورات أمراً منتهياً، وحظيت الثورات بسمعة سيئة، إلا أن صكاً باللعنة المبرمة ما زال بعيداً عن المساس بتجربتها، أكلت أبناءها وتواتر عليها الانتهازيون والمرتزقة، إلا أن وميضاً من الايمان ما زال يخطف الأبصار ولو من بعيد.
سيجد المؤرخون أنفسهم أمام جملة من المفارقات المضحكة المبكية لدى تصديهم لأحوال العالم العربي في هذه الحقبة الزمنية، وأحدثها إعلان سيف الإسلام القذافي ترشحه لرئاسة ليبيا بعد عودته بعفو عام من حكم صدر بإعدامه بترسانة من التهم وصلت إلى الإبادة الجماعية. وأعيد تقديم سيف الإسلام من جديد بعد عفو ملتبس وغامض لا يعني بأي حال براءته من التهم التي نسبت له، ولكن لم يكن لأحد أن يتوقع أن يصل العبث في المشهد الليبي ليمثل الابن المدلل لقائد (ثورة الفاتح) جزءاً من الحلول المطروحة في ليبيا.
ومع ذلك، فلا عودة سيف القذافي للحكم، ولا حتى جمال مبارك، أو أحمد علي عبد الله صالح، تعني أن يلحق اليأس بملايين الثوار الذين احتشدوا في الميادين، فالثورة لا تنتهي بمجرد سقوط النظام، والثورة الفرنسية استمرت عملياً لقرابة القرن حتى استقرار الجمهورية الثالثة، ورحلة الجدل بين الثورة والثورة المضادة من شأنه أن يستمر عقوداً من الزمن، ولكن الثورات العربية أعطت للتاريخ درساً جديداً بإلقائها بتعقيدات المجتمع الأبوي على شكل الدولة وفعل الثورة.
مع انطلاقة الثورة السورية ببعض المظاهرات العفوية في درعا وسوق الحميدية بدمشق وقف كثير من المثقفين العرب مع الثورة، واعتبروها امتداداً لرياح ثورة ميادين التحرير في القاهرة وصنعاء، ولكن الوقوع في مأزق اختزال الثورة في شخص الرئيس بشار الأسد أدى إلى نتائج عكسية، جعلت حتى المتحمسين للثورة يعودون أدراجهم أما بالتزام الصمت أو الحياد أو الانقلاب لمؤيدين للنظام السوري. وأمام خبرة دمشق العميقة تاريخياً في التلاعب باللغة والصورة والمصطلح والشعار استطاعت الحلقة الضيقة حول الرئيس أن تلغي الحاجز المنطقي والتصوري بينه وبين سوريا، فسقوط بشار الأسد يعني سقوط سوريا، ومن يسعى للمحافظة على سوريا ووحدتها ودورها أن يناضل من أجل بقاء الرئيس الرمز والضرورة.
هذه الحالة من الفوضى وجدت لها ما يعززها في تجربة العراق القريبة، فالنظام البعثي أوحى لأتباعه أن مصيراً مماثلاً لبعث العراق في الاجتثاث والمطاردة. ولم تكن مصائر القذافي أو مبارك لتشكل أي إغراء لتصديق فكرة المخرج الآمن بالنسبة للرئيس الأسد، كما أن أرتالاً من الانتهازيين وأصحاب المصالح الذي تسلقوا أكتاف الثورة وقدموا أنفسهم عرابين للتغيير لم يكتسبوا الحد الأدنى من الإجماع بالنسبة للسوريين، ولأن سوريا تحولت إلى ساحة عالمية للحرب بالوكالة وتصفية الحسابات فإن شيئاً لم يكن ليضع الحل السياسي على الطاولة، فايقاع الحرب وأحداثها ارتبط بأحداث كثيرة وراء الحدود وفي أماكن لم يعلم السوريون بأن جزءاً من مصيرهم يتحدد على أساس وقائع وفصول الأزمة الأوكرانية والصراع على شبه جزيرة القرم.
يعاود الحديث عن فاروق الشرع لقيادة مرحلة انتقالية الظهور في الأوساط بين وقت وآخر، وتفضل روسيا أن تبقي على الرجل ضمن مسافة معقولة ليكون ورقة للمساومة ليس أكثر. وفي المقابل فإن الحلقة الضيقة حول الرئيس الأسد تراه حلاً مقبولاً، الذي خرج من خانة الأبناء المدللين دون أن يصبح ابناً عاقاً مثل عبد الحليم خدام أو مناف طلاس. ومع ذلك فإن بقاء النظام السوري، مع الرئيس أو بدونه، أصبح أمراً مؤكداً بعد كل هذه السنوات من الخراب التي لم تكن مبررة خاصة وأن النظام كان بدأ يترنح بعد فترة وجيزة من الثورة بطرح تعديل المادة الثامنة من الدستور السوري في أيار/ مايو 2011 مع التلويح بتعديلات أخرى يمكن أن تشمل كامل الدستور، وبات المتوقع وقتها أن تتابع الخطابات خلال فترة وجيزة لتصل إلى لحظة (الآن فهمتكم) أو (الأشهر المتبقية من ولايتي الحالية) والتي لقيت رفض المتظاهرين في تونس ومصر. ولكن دمشق كانت ذات مزاج مختلف فالجيش في سوريا تكبد جراحاً طائفيةً بعيداً عن أي طرح ليكون رمانة للميزان في مرحلة انتقالية يمكن إلقاء عبء الثورة عليها.
استدعت الثورة السورية بمجرد دخولها في طور المواجهات العسكرية ذاكرة 1982 ومذابح حلب وحماة، ولم يكن للطائفة العلوية المتنفذة في سوريا أن تغامر ولو بنسبة ضئيلة باتخاذ موقف يعبر عن الوطن السوري بحلمه التاريخي لأن الصبغة الإسلاموية التي اتخذتها الثورة جعلت العلويين يستعيدون أشباح الثارات القديمة. وبين ليلة وضحاها تحولت مدينة اللاذقية من أحد الحواضن الواعدة للثورة إلى حصن منيع لمناصري بقاء الوضع على ما هو عليه، بمعنى المحافظة على الدولة السورية وتقاليدها القائمة لأن البديل لم يكن مطمئناً على الإطلاق.
أن يستمر الأسد أو يرحل ليس للأمر صلة بأن يكون قراراً سورياً خالصاً، ولكن النظام سيستمر لأنه استطاع أن يعيد انتاج نفسه في صورة الدولة من جديد، واستغل  فشل الثورة في أن تنتج البديل (المتجسد) الذي يمكن أن تمنحه الثقة وأن تعطيه فرصة (المنازلة) مع النموذج القائم، والبديل هو قيادة تمتلك الكاريزما يمكن أن تتحدث وأن تصافح الناس كما يمكن أن تقتل وتسحل في الشوارع في حالة الفشل والإخفاق لتتحول إلى صنم برسم الانتظار لأجيال مقبلة، وكل ما قدمته الثورة في سوريا مجموعة من الأكاديميين في فروع الفلسفة والعلوم السياسية وتسويات طائفية وعرقية هشة وصحافيين يتجولون بحقائب لا تشبع.
هذه ثورات بلا آباء أو خطباء أو مشاريع شهادة، ولكنها تبقى الرهان الوحيد الذي يمكن الانتماء له طالما أن أسباب الثورة باقية ومتفشية سواء من ظلم اجتماعي يسحق المواطنين في إطار طبقات مغلقة أو اعتداء صارخ على الحريات واستهانة فاجرة بالحقيقة والحق. والربيع العربي يبقى ربيعاً لأنه لا يمكن لأحد أن يشكك في الضمير الجمعي للملايين التي هتفت ضد بن علي وصالح ومبارك والقذافي، ولا في فكرة الثورة في سوريا أو العراق أو السودان ومشروعيتها. ويبقى أن النفس الثوري حتى لو لم يتحقق عملياً على الأرض بمكتسبات سريعة إلا أنه يمكن في حالة أبقينا على احترامه أن يضغط على أنظمة مترنحة تجاه الإصلاح من الداخل، يمكنه وحده أن يحسن من شروط الإصلاح ويسرع من وتيرته.
لا يمكن للربيع العربي أن يتحول لموضوع متقادم، فكثير من دروسه ما زالت مفتوحة لقراءات كثيرة، ولا يمكن لفكرة الثورة أن تسفه وتشوه بهذه الطريقة الفجة والمكشوفة، فالثورة لا تقهرها الأنظمة مهما بلغت قوتها، ولكن يشوهها الـ(نشطاء) و(ثوار الشنطة) الذين تبخروا فجأة ويعرضون من فترة لأخرى أطرافاً من حياتهم الجديدة المرفهة وأطباقهم المتخمة، بينما يحفظها في الصدور من ما زالت حاجاتهم من (عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية) مفتوحة دون اجابة أو استجابة.
كاتب أردني

تجربة في الأمل… الربيع العربي وفصل جديد من الهزائم

 سامح المحاريق

العولمة وواقع المجموعة العربية في ظلّ النظام الدولي الجديد

Posted: 29 Mar 2018 02:10 PM PDT

لقد برزت خلال السّنوات الأخيرة ملامح أنموذج جديد للعولمة مبنيّ على تخوّفات الغرب من تقلّص الطاقة النفطية أو الموارد الطبيعية مثل المياه. وكلّ هذه التخوّفات أفرزت سلوكيات عنيفة في الوقت الذي تأسّست العولمة في تشكّلاتها الأولى على التجارة الحرّة وتنقّل البضائع المصنّعة وفق منطق آليات السوق الذي ينظّم نفسه بنفسه وهي عشوائية رأس المال الذي لا رحمة له والأفضلية فيه للربح. ومثل هذه السياسات الليبرالية ارتبطت بلغة النفوذ وظهور مؤسّسات اقتصادية عابرة للقارّات لها قدرات مالية وتكنولوجية عالية جعلت الحكومات مجرّد مجالس زبائنية تؤمّن الأموال والتسهيلات برفع الحواجز الجمركية والقضاء على القطاع العام شيئا فشيئا والدفع باتّجاه استقطاب الأموال بيد مجموعة قليلة ساهمت في تكريس الخيارات الرأسمالية وأفضى الأمر إلى حكومات  تقوم بالدّور الأمني ولا تُؤْمن بحقوق الإنسان، وهو ما خلّف انعدام التوازن الاجتماعي الذي ولّد العنف والغضب والإرهاب.
 وفي سياق هذا النفوذ الليبرالي المطلق أصبحت العديد من المكاسب الاجتماعية والحقوق الإنسانية مهدّدة، فلم يعُد العمل حقّا مكتسبا لكل فرد بل أصبح عرضيا في ظل الخوصصة وانفتاح رؤوس الأموال على البورصة ومضارباتها. وأصبحت القوانين الهادفة إلى حماية المكاسب الاجتماعية تُطوّع باستمرار ويتمّ تحويرها بما يلائم مصالح أصحاب رؤوس الأموال الباحثين عن قوانين مرنة تُخوّل لهم تأسيس نظام جديد للشغل لهم فيه الكلمة الأولى والأخيرة وفق منطق ديكتاتورية الكارتيل الحاكم : عائلة حاكمة، رجال أعمال متنفذون وجنرالات أمنية وعسكرية خادمة، مطيعة ومستفيدة. وأصبح طرد العمّال يتمّ تحت مبرّرات إعادة هيكلة المؤسّسة، وأضحى العامل مطالبا بالتكيّف باستمرار مع كلّ جديد تكنولوجي  طارئ على مهنته حتّى لا يكون عرضة لفقدان عمله. وهكذا تزايدت معدّلات البطالة وما يرتبط بها من تقليص في قدرة المستهلكين واتّساع دائرة المحرومين. فتحت تأثير الركض المحموم وراء الأرباح المرتفعة التي أصبحت تتحقّق في الأسواق النقدية والمالية أصبح هناك تنافس بين جميع القطاعات من أجل خفض كلفة الإنتاج والوصول ببند الأجور إلى أدنى مستوى ممكن. ولم يعد الأمر يقتصر على ذوي الياقات الزرقاء الذين اُبعدوا عن أعمالهم بعد أن حلّت الآلات الحديثة والمتطوّرة مكانهم في مواقع الإنتاج المادّي، بل امتدّ الأمر ليشمل أيضا ذوي الياقات البيضاء بتعبير «هانس بيتر مارتن» و»هارالد شومان» أي مهن الطبقة الوسطى حيث تولّت عمليات إعادة هندسة عنصر العمل والاستخدام الموسّع لأجهزة الكمبيوتر مهمّة الاستغناء عن عشرات الآلاف من الوظائف والمهن التي كان يقوم بها هؤلاء وكانت «مذبحة العمالة» قاسية جدّا في البنوك وشركات التأمين.
التحوّلات الاقتصادية والاجتماعية التي تجري الآن في مختلف بلاد العالم في ضوء السياسات الليبرالية الجديدة التي تستند إليها العولمة ويجري في سياقاتها الحديث عن الديمقراطية والدفاع عنها هي في الحقيقة تحمي مصالح الأثرياء وتضرب الطبقة الوسطى وتضرّ بالعمال والكادحين، فالشاب الباحث عن عمل، وإن وجده، فهو في الأغلب دون ضمانات أو أجر ثابت أو ساعات عمل محدودة والأمر الأقرب إلى الحقيقة هو تعارض الديمقراطية ومنطق السوق الذي سمح بالتخفيض المستمرّ في الأجور وزيادة ساعات العمل ضمن المنافسة المعولمة وأيديولوجية الليبرالية الجديدة التي استكانت لها أكثر الأنظمة السياسية التسلّطية وعملت بتوجّهاتها انطلاقا من إملاءات البنك الدولي ووصفات صندوق النقد الدولي وغيره من المؤسّسات المانحة التي تدخّلت في شؤون الاقتصاد والسياسة والتعليم والثقافة للدول المغلوبة على أمرها والتي تحكمها نخب مهترئة تبنّت مثل هذه المسارات كأيديولوجيا حزبية وأصبحت تردّدها ضمن أدبيّاتها السياسية معتبرة أن لا حلّ غير الاندماج في السوق العالمي. وهي سياسة الأمر الواقع يريدون أن يجعلوا من هذا النظام الدولي الجديد الذي يشغّل أغلبهم، كبارونات حكومية  وكمبرادورية، بمثابة الحتمية التي لا مفرّ منها. ومثل هذا الانسجام مع مطالب العولمة غيّب سؤال مصير الأمّة ومطالبها الوطنية والقومية بفعل نخب سياسية حاكمة حرصت على القطيعة بين الثقافي والسياسي بكيفية نفعية انتهازية وبقيت مثل هذه الهواجس الفكرية المتفاعلة مع التحوّلات العالمية الجديدة بالنقد والسؤال ضمن دوائر نخبوية ضيقة جدّا تغيب عنها التصوّرات الفكرية والاستراتيجية المتكاملة. وبالمحصّلة النهائية تعيش المجموعة العربية وضعا متردّيا في ظلّ دكتاتورية السوق والعولمة التي مسّت بنية الفكر العربي وجعلته كسيحا مهزوما لم تستطع الأصوات الحرّة، على قلّتها، إعادة الروح إليه أو تنشيطه من جديد ليكون فاعلا لا مُنفعلا ومؤثّرا لا مُتأثّرا رغبة في تقليص تأثير المتغيّرات الحادثة التي تدهورت بفعلها مستويات المعيشة وتقلّصت الخدمات الاجتماعية التي تقدّمها الدولة وتفاقمت مستويات التفاوت في توزيع الدخل والثروة بين المواطنين وتلك ملامح الحياة الاقتصادية والاجتماعية في أغلب الدول العربية.
كاتب تونسي

العولمة وواقع المجموعة العربية في ظلّ النظام الدولي الجديد

لطفي العبيدي

غادة السمان لفيروز 1988: الأسود يليق بكِ

Posted: 29 Mar 2018 02:10 PM PDT

لطالما أثار هذا العنوان جدلاً واسعاً، وسحرت هذه الجملة الكثيرين منذ تصدرها واجهة رواية الجزائرية أحلام مستغانمي، والصادرة عام 2012، وحققت شهرة واسعة، ومبيعات كبيرة، وهذا الشيء يحسب للاستاذة أحلام مستغانمي فهي كاتبة تجيد فن التسويق.
منذ سنوات قليلة وجهت لمستغانمي عدة اتهامات «بالسرقة «، ونسب العنوان للأديبة غادة السمان وغيرها وظلت الاتهامات توجه من دون أدلة.
تجاهلت صاحبة «ذاكرة الجسد «كل تلك التصريحات، ورددت كما في أي هجوم عليها «ليس من عادة الكبار أن يهاجموا، وإن هوجموا لا يردون «. تلك الكلمات التي علمها إياها نزار قباني حسب تعبيرها.
من وقتها وأنا أبحث عن مقالة غادة السمان، والتي يقال أنها أول من قال «الأسود يليق بك «.. تصفحت «الأعمال غير الكاملة «التي تضم حواراتها الصحافية، وبعض مقالاتها، ولم أجد لها أثرا، وحتى على شبكة الإنترنت لا يوجد نص لتلك المقالة، فكان الحل أن أبحث عن مجلة «الحوادث»، وهي مهمة صعبة خاصة مع عدم علمي برقم عدد المجلة، والسنة التي صدرت فيها، واعتقدت أنها ضمن» لحظة حرية «اسم المقال الأسبوعي الذي كانت تكتبه السيدة غادة في مجلة الحوادث اللبنانية آنذاك.
في رحلة طويلة من البحث حصلت عن طريق صديق يمني يهوى الرسم وتجميع المجلات القديمة والنادرة، وبالذات تلك التي تتصدرها صور فاتن حمامة وعمر الشريف الذي زار ضريحه في زيارته الأخيرة إلى مصر، وقد حصل على حوار بين فيروز وغادة السمان في مجلة الحوادث عام 1988، وعنوانه «فيروز: أنا وحيدة على قمة جبل»، وكان عبارة عن زيارة غادة السمان المقبلة من باريس إلى بيروت ملبية نداء المدينة على طريقة سيد درويش «زوروني كل سنة مرة «، وهو يعانق صوت جارة القمر التي تصادف زيارتها هذه المرة ليس مع الحرب الأهلية فقط بل مع رحيل «ليال الرحباني «ابنة صديقتها السيدة فيروز، أو كما تحب أن تناديها «نهاد» وتقول واصفه:
ها هي فيروز… قامة كالزنبق يلفها السواد… حدادا على ابنتها الشابة المرحومة ليال… جميلة بحزنها الذي يحيطها كهالة من ضوء.
تركض كهاربة من أطراف غابات الكستناء الحار في شعرها… كم يليق الحداد بفيروز كأنها طفلة الحزن المرصودة له….
كم يتأجج ضوء عينيها خلف سحب الكآبة المكتومة بإتقان… قلت لها ببساطة:
كم أنـت جميلة في السـواد… ونـددت فتـابعت:
أتمنى ألا ترتديه حدادا… لن أعزيك لأن الكلمات هراء لا يجدي الغرفة ذاتها التي ضمتنا في العام الماضي. اخترت المقعد ذاته ولم أنس تحيـة الضـيف الذي جـلس إلى جانب فيروز في (الـكنباية) الخشبية وـكان اسـمه السيد الحـزن.
لم أجرؤ على سؤالهما عن ليال كان حضورهما يملأ جمجمة فيروز ويطل من عينيها…
وتختم:
ودعتني أمام الباب.
وكررت غادة ببساطة: الأسود يليق بك
فيروز: «قد ماشفتيني بالأسود».
اليوم أصبح في متناول أيدينا وثيقة تاريخية تؤشر لحالة أدبية مهمة، وتقطع الشك باليقين عن حقيقة الأسود يليق بك.. العبارة التي سبقت الرواية بأربعة وعشرين عاما، وبدوري قمت بإرسال اللقاء إلى السيدة غادة السمان عن طريق الصديقة الأديبة اللبنانية عفيفة حلبي، وسبق أن وجهت السمان نداء إلى كل من بين يديه بعض من أرشيفها الذي حرق في الحرب أو تاه بين المطارات أن يرسله لها.
لا أتهم الكاتبة أحلام بالسرقة فهي في النهاية مثل العديد من الكاتبات خريجة مدرسة غادة السمان، وكما تقول تعلمت من لغتها، وربما تكون باللاوعي علقت هذه الجملة في رأسها، ولكن عندما تعلم أن هناك استاذة سبقتها بالفكرة من الأفضل ألا تتجاهل ذلك، وهي التي رفعت قضية على الكاتبة مريم العقاد المنصوري صاحبة رواية «كنت سأنجب منك قبيلة» بسبب العنوان المأخوذ من قصيدة لها، وهددت بمقاضاة الكاتبة روان بن حسين بسبب عنوان روايتها «كما لم تحب امرأة «وهي أيضا عبارة مأخوذة من أحد كتب الأستاذة مستغانمي، وأعترفت الكاتبات بأقتباس جمل مستغانمي، ولم يكابرن على تلك الحقيقة، فهل الكاتبات المبتدئات كانت لديهن شجاعة الاعتراف التي لم تملكها أحلام؟

كاتب من سلطنة عمان

 

غادة السمان لفيروز 1988: الأسود يليق بكِ

عمرو مجدح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق