Translate

التوقيت العالمي

احوال الطقس

تحيه

islammemo

سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ

الْوَصِيَّةُ الثَّامِنَةُ وَالأَرْبَعُونَ « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ » عَنْ شدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِي لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِ مَا صَنَعْتُ ، أَبْوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ ، وَأَبُوءُ بَذَنْبِي ، فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ » مَنْ قَالَهَا في النَّهَارِ مُوقِنَاً بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَومِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » . 1- أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُـلكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير ، رَبِّ أسْـأَلُـكَ خَـيرَ ما في هـذا اليوم وَخَـيرَ ما بَعْـدَه ، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ هـذا اليوم وَشَرِّ ما بَعْـدَه، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَـلِ وَسـوءِ الْكِـبَر ، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنْ عَـذابٍ في النّـارِ وَعَـذابٍ في القَـبْر. 2- اللّهُـمَّ بِكَ أَصْـبَحْنا وَبِكَ أَمْسَـينا ، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمـوتُ وَإِلَـيْكَ النِّـشور . 3- اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك ، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت ، أَعـوذُبِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَـعْت ، أَبـوءُ لَـكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّـهُ لا يَغْـفِرُ الذُّنـوبَ إِلاّ أَنْتَ . 4- اللّهُـمَّ إِنِّـي أَصْبَـحْتُ أَُشْـهِدُك ، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك ، وَمَلائِكَتِك ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك ، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك ، وَأَنَّ ُ مُحَمّـداً عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك .(أربع مرات ) 5- اللّهُـمَّ ما أَصْبَـَحَ بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك ، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك ، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر . 6- اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي ، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي ، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) اللّهُـمَّ إِنّـي أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكُـفر ، وَالفَـقْر ، وَأَعـوذُبِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر ، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ . (ثلاثاً) 7- حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم . ( سبع مَرّات حينَ يصْبِح وَيمسي) 8- أَعـوذُبِكَلِمـاتِ اللّهِ التّـامّـاتِ مِنْ شَـرِّ ما خَلَـق . (ثلاثاً إِذا أمسى) 9- اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي ، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي ، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي ، وَمِن فَوْقـي ، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي . 10- اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه ، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت ، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِـرْكِه ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءاً أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. 11- بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم . (ثلاثاً) 12- رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـاً وَبِالإسْلامِ ديـناً وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـاً . (ثلاثاً) 13- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه ، وَرِضـا نَفْسِـه ، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه ، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه . (ثلاثاً) 14- سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ . (مائة مرة) 15- يا حَـيُّ يا قَيّـومُ بِـرَحْمَـتِكِ أَسْتَـغـيث ، أَصْلِـحْ لي شَـأْنـي كُلَّـه ، وَلا تَكِلـني إِلى نَفْـسي طَـرْفَةَ عَـين . 16- لا إلهَ إلاّ اللّهُ وحْـدَهُ لا شَـريكَ لهُ، لهُ المُـلْكُ ولهُ الحَمْـد، وهُوَ على كُلّ شَيءٍ قَدير . (مائة مرة) 17- أَصْبَـحْـنا وَأَصْبَـحْ المُـلكُ للهِ رَبِّ العـالَمـين ، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ خَـيْرَ هـذا الـيَوْم ، فَـتْحَهُ ، وَنَصْـرَهُ ، وَنـورَهُ وَبَـرَكَتَـهُ ، وَهُـداهُ ، وَأَعـوذُ بِـكَ مِـنْ شَـرِّ ما فـيهِ وَشَـرِّ ما بَعْـدَه . أخرجه البخاري

موقع قراء القران الكريم

قناه الرحمه

نصرة النبي صلى الله عليه وسلم

الأربعاء، 28 مارس 2018

Alquds Editorial

Alquds Editorial


أيهما المغوار: بالستي الحوثي أم باتريوت بن سلمان؟

Posted: 27 Mar 2018 02:27 PM PDT

تزامناً مع الذكرى الثالثة لبدء عمليات «التحالف العربي» ضد ميليشيا «أنصار الله» في اليمن، أطلق الحوثيون سبعة صواريخ بالستية استهدفت مدن نجران وجيزان وخميس مشيط في جنوب المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى قصر اليمامة الملكي في العاصمة الرياض. وقبل أيام كانت فرقاطة سعودية راسية قبالة ميناء الحديدة قد تعرضت لقصف حوثي، كما استُهدف مطار الملك خالد بصواريخ هذه الميليشيات مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
واعتادت السلطات السعودية الإعلان عن اعتراض هذه الصواريخ بأنظمة «باتريوت» وإفشال وصولها إلى أهدافها، الأمر الذي لا ينفي الأضرار البشرية والمادية التي يسببها سقوط مخلفات الصاروخ على الأرض. كذلك اعتادت الرد بعمليات قصف ثأرية مكثفة ضد مواقع الحوثيين، تنتهي غالباً إلى إنزال أفدح الخسائر في أرواح وممتلكات المدنيين العزل أولاً. ومن جانبها تقوم الميليشيات الحوثية بالرد على الرد، بل تهدد باستخدام المزيد من الصواريخ والأسلحة الجديدة، فيكون المواطن اليمني البريء هو الضحية في كل الأحوال.
وإذ تنقضي ثلاثة أعوام على بدء العمليات العسكرية، لا يلوح أن التحالف السعودي ـ الإماراتي يقترب من ساعة نصر تتيح مخرجاً يحفظ ماء الوجه، بل يبدو العكس هو المسار الملموس للوقائع. صحيح أن الحوثي لا يحرز أيضاً أي انتصار واضح، ولكنه من جانب آخر لا يُمنى بهزائم نكراء يمكن أن تبشر باقتراب ساعة اندحاره. وقد يكون هذا هو بعض السبب في أن الإمارات أخذت تتبع سياسة مستقلة وطويلة الأمد في جنوب اليمن، عمادها المطامع في ثروات الأرض واحتلال الموانئ الاستراتيجية. أما الرياض فإنها تواصل دفع أثمان التخبط بين التآمر على ثورة الشعب اليمني واسترضاء المخلوع صالح وأفواجه العسكرية، وبين السكوت عن تغلغل الحوثي بذريعة تحجيم الإخوان المسلمين وضرب حزب «الإصلاح».
ومن جانب آخر فإن الاتهامات السعودية لإيران بتسليح الحوثي ومدّه بالصواريخ البالستية تبدو تحصيل حاصل في منطق مصالح الدول والسياسات الواقعية، إذ ما الذي كانت الرياض تنتظره من طهران سوى مساندة الحوثي عسكرياً، ولأسباب تتجاوز التضامن المذهبي وتبدأ أولاً من محاولة اختراق خاصرة الخليج العربي، ووضع موطئ قدم في قلب الصراع اليمني ـ اليمني، أسوة بما فعلته وتفعله في العراق وسوريا ولبنان؟
والغريب أكثر أن تعلن الرياض أن إقدام طهران على تزويد الحوثي بالصواريخ البالستية «يمثل عدواناً عسكرياً إيرانياً على المملكة»، وأن السعودية «تحتفظ بحق الرد على إيران في الوقت والشكل المناسبين»، وكأن عمليات القصف في اليمن لا تستهدف الحوثي بوصفه ذراع إيران في اليمن، أو أن صواريخ الحوثي البالستية لا تواصل حرب الإنابة بين الجمهورية الإسلامية والمملكة!
الثابت في كل هذا هو مأساة الشعب اليمني حيث تسبب النزاع في سقوط قرابة 10 آلاف قتيل، ويواجه ملايين المواطنين كوارث المجاعة والأوبئة، ويحتاج 75٪ من السكان إلى الإغاثة الإنسانية وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، ويعيش البلد جائحة كوليرا هي الأسوأ في التاريخ الحديث. وفي غضون ذلك، يتبارى عبد الملك الحوثي ومحمد بن سلمان في أيهما المغوار أكثر: البالستي أم الباتريوت!

أيهما المغوار: بالستي الحوثي أم باتريوت بن سلمان؟

رأي القدس

مصائر الكتابة بين الفيسبوك والورشة الإبداعية

Posted: 27 Mar 2018 02:27 PM PDT

كيف نكتب؟ وعن ماذا نكتب؟ ومن يحق له أن يكتب؟ أسئلة تخترق اليوم زمناً عربياً صعباً، وربما عالمياً أيضاً، أصبحت فيه الكتابة عملاً سهلاً، وأحياناً مبتذلاً يدفع بالكتابة نحو الانتفاء، أي نحو اللاكتابة.
كثرة المكتوب، مع غياب مفجع للمتابعة النقدية؟ وقلة الجودة، وتصنيع ذائقة جديدة للاستقبال الأدبي، كثيراً ما تكون هزيلة لدرجة أن تصبح هي حكماً في التقبل والرفض.
ونرى أن الكثير من الكتابات وجدت في مساحات الفيسبوك وسيلتها التواصلية وحققت مقروئية واسعة، تعد اليوم بالآلاف. قبل أن يتحول الكتاب إلى عمل ورقي متداول بين الأيدي في المعارض أو في غيرها، يكون قد اخترق كل الحيطان والحواجز التقليدية معتمداً على الوسائط الحديثة، لدرجة أن حتى منتقديه يندفعون نحو شرائه، ولو فضولاً.
ربما كان لدمقرطة وسائل الكتابة والانتشار الجديدة، الفيسبوك تحديداً، دور مهم في انتشار الظاهرة وتفشيها. كيف يمكن مجابهة هذا التحدي الذي تحول إلى حقيقة ملموسة وموضوعية، بمعنى سوسيولوجية؟ بالإهمال، وكأن الظاهرة غير موجودة؟ أم نحاول أن نكون إيجابيين باتجاه المزيد من التطوير والمزيد من الحرفية؟ الظاهرة بدل رفضها ببلادة جملة وتفصيلاً، وكأنها نزلت من كوكب آخر، تستحق منا تأملاً عميقاً لفهمها عن قرب. فهي جزء من المناخ الثقافي العربي العام، حتى ولو كان حالة مرضية، أو غير طبيعية. الذي يكتب ويقرأه الآلاف، من هم في سنه أو قريبون منه، يستحق منا قليلاً من التأمل والتفكير في تطوير الفعل الكتابي وإخراجه من الهواية والضعف، بسب غياب التكوين الأدبي حتى ولو توافر التخييل والموهبة الكتابية، باتجاه حرفية حقيقية.
انتشرت في السنوات القليلة الأخيرة الكثير من ورشات الإبداع الفني والكتابي، وأصبح الاقتناع بها مسألة مهمة، بعدما ظل الكثير من المثقفين يعتبرونها مضيعة للوقت، فالورشة لا تصنع الموهبة، ولا تمنحها ما لا تملك، لكنها هبة ثقافية وطبيعية. كم من المواهب ماتت وانطفأت لأنها لم تجد من يأخذ بيدها؟ كم من موهبة ظنت نفسها أنها وصلت، وليست في حاجة لمن ينبهها في أخطائها التي يمكن تداركها بسهولة؟ وكم من موهبة انتشرت ووصلت سقفاً عالياً وجوهرها ضعيف. في الأدب والشهرة أيضاً الكثير من الصدف والظلم أحياناً.
لكن المثابرة والجدية والاقتناع بجدوى الكتابة تمنح فرصاً كثيرة للنجاح. الورشة لا تخلق الموهبة، لكنها توجهها عندما تتوافر وتمنحها فرصاً كبيرة للتطور على أسس حقيقية وصلبة. وتجعل من الكتابة فعلاً واعياً بتقنيات دقيقة لا مكان فيها للصدفة. هناك مراهنة حقيقة على جيل آت بقوة وعنف أحياناً، يحتاج إلى وعي بالظاهرة من أجل فهمها وتطويرها ومنحها فرص التجلي الحقيقي والمساهمة في تنمية الأدب العربي من خلال الثيمات الجديدة وحتى الأشكال الروائية التعبيرية. من المؤكد بأننا نصطدم بكتاب اخترقوا الغشاوة بوسائل وهمية قد لا تمشي بعيداً إذ يمكنها أن تنكسر في أول اصطدام مع الوقت. لأن الوقت يكشف ضعفها المميت.
اختبار الإبداعية وتحسينها وتطويرها من خلال الورشات، ليس عملاً ضافياً، ولكن ضرورياً، بل وحيوياً. هذه الورشات لا تحل معضلات الكتابة، لكنها تجعل مسؤولية الكاتب كبيرة، وأفق الانتظار أوسع. في كل الأحوال، فالورشات لا تخلق كتاباً، لكنها تساعد الذين يرغبون، من الموهوبين، أن يتعرفوا على تقنيات الكتابة واختبارها عن قرب. للكتابة، كما لكل العلوم، قوانين حية تتطلب منا معرفتها. الشخصيات مثلاً ليست انعكاسات لأحلامنا وأشجاننا ولكنها بنى تحتاج إلى تشييدها بانفصال شبه كلي عن الحياة الخاصة للكاتب، وإن ظلت على تماس معها. يحتاج الأمر إلى تأسيس حقيقي لا تكفي فيه الموهبة. بقدر ما يكون المعيش غنيا، وزاوية النظر واعية، يستطيع الكاتب أن ينفصل عن الذات بمعناها الضيق.
هذا كله يخضع لآليات معقدة، يحتاج الكاتب الشاب الذي يتهيأ للكتابة، أن يعرفها ويجربها. الاكتفاء الذاتي الذي نراه اليوم طاغياً عند الكثير من كتاب الفيسبوك، يؤذي إذا لم يكن وراءه شخص يريد أن يتعلم، ورغبته كبيرة في ترميم تجربته الكتابية اليافعة. حتى الخيارات الموضوعاتية تخضع لنفس لضوابط. أن تكون الموضوعة المختارة مدروسة بشكل جيد، إذ عليها تنبني الجزئية الأهم من الكتابة ومؤدياتها. تقنية التوصيل ليست أقل قيمة من الموضوعة. دورها مهم جداً، لأنها الجسر الذي ير بط الكتابة بالقارئ ويشده إلى النص. المشكلة ليست في الخيارات المدرسية، فكلها صالحة، يجب فقط إدراك خصوصية كل واحدة ومتطلباتها الجمالية.
يمكنني أن اختار الوسيط الكلاسيكي الخطي الذي يفرض عليّ نظام الانفتاح والنشاط السردي قبل فك العقدة وإيصال النص إلى النهاية. وقد يختار الكاتب وسيطاً جمالياً حداثياً يمنح النص حرية كبيرة، لكنه يفرض عليه بالضرورة قدرة على الإقناع، فالقارئ جزء من فاعلية الكتابة. اللغة الروائية ليست موضوعاً هيناً.
فهي خاضعة أيضا لطبيعة النص الذي نكتبه. من اللغة الوظيفية المباشرة والمجردة من كل الزوائد، إلى اللغة الشعرية الفضفاضة التي تعوض فيها خطابات الكاتب أفعال الشخصيات. فتختفي دقة الموضوعة، وينفلت المعنى نهائياً. هذه الظاهرة طغت في السنوات الأخيرة. إلى اللغة التي يتم قياسها في العمل المخبري اللغوي، حيث ندرك بالضبط متى تضفي اللغة الجافة وضوحاً على النص، ومتى تصبح عائقاً وعاجزة عن أداء وظيفتها؟ وكيف يمكن الاستنجاد بلغة الداخل والشعر التي يمكنها أن تصعِّد من الحالة الدرامية للكتابة. يظل التخييل ركناً كتابياً أساسياً. تُنجزُ الروايات لغواية قارئ محتمل من خلال تخييل يشده. لا يمكن أن تلغي أية رواية فعل التخييل إذ هو الوسيلة الحية التي تُخرج النص من دائرة الارتداد الاجتماعي المباشر، وتمنحه قابليته الأدبية والجمالية.
الكتابة في النهاية ليست عبثاً حتى لو تخيلنا الأمر كذلك أحياناً، لكنها مسؤولية أمام الكتابة نفسها بوصفها نشاطاً فردياً واجتماعياً له خصوصيته وتمايزه. ومسؤولية أيضا أمام المجتمع والتاريخ. كلما فتحنا أعيننا على مكتباتنا الفردية، رأينا أن التاريخ لم يحفظ في النهاية من الإبداعات إلا النصوص التي اندرجت ضمن الصيرورة التاريخية، لا بوصفها حقيقة مطلقة ولكن بوصفها وجهاً حياً ومهماً للتجربة البشرية في مواجهتها لدراما الحياة ومأسوية الإنسان في صراعه المستميت مع المصائر الأكثر قسوة.

مصائر الكتابة بين الفيسبوك والورشة الإبداعية

واسيني الأعرج

انتاج درامي كوميدي إسمه «الانتخابات الرئاسية المصرية» و«رزق الهبل على المجانين»

Posted: 27 Mar 2018 02:27 PM PDT

لو اتحد منتجو العالم مع مخرجيه المبدعين في «هوليوود» و«بوليوود» و«عرب وود»، لما استطاعوا إبداع كوميديا ساخرة مترفة الإنتاج والضحك، كما أبدعت القنوات المصرية في الإنتاج السينمائي المسرحي الدرامي الضخم المسمى «الانتخابات الرئاسية في مصر».
ولو قيض لنا أن نقنع لجنة الأوسكار المكونة من عدد غفير من صناع السينما لما أقنعناهم بغير الأوسكار عن مجمل الجوائز للسيد الرئيس الفنان عبدالفتاح السيسي على هذا الإبداع التاريخي غير المسبوق في تحويل مصر كلها من جغرافيا وطن إلى «لوكيشن» واحد موحد لهذا الإنتاج المنفرد.
لكن، وبصراحة فإنني أجد نفسي متفقا جدا مع ما أورده السيسي من نقد لاذع (ليس أول مرة) تجاه الاعلام المصري خصوصا في حديثه أمام المخرجة ساندرا نشأت عن برامج «التوك شو» المصرية وتساؤله عن كل هذا الاستنزاف في الحديث لمدة ثلاث ساعات، وأتساءل مثله عما يتحدث هؤلاء في تلك الساعات؟
ما تحدث به أعلى سلطة رئاسية في مصر (اتفقت أم اختلفت على وجوده) في نقد لاذع لإعلام الفضائيات المصري بل واختياره مخرجة من خارج الوسط الإعلامي للحوار الصحافي معه، مستثنيا كل هذا الكم الهائل من مطبلي الفضاء المصري المحترفين في التزمير والمتشوقين لمسحة البركة من لدن الرئاسة، يشكل أكبر صفعة واضحة المعالم على وجه هذا الإعلام الفضائي المنهمك في تدمير كل ما هو محترم في مفهوم الإعلام.
أي توضيح أبلغ من ذلك، وموضوع التطبيل نفسه والقائد الملهم في نظر هذا الإعلام، قاده إلهامه إلى نقد كل هذه السفسطات الإعلامية بكل نجومها ثقيلي الوزن والظل؟
باقي ما بقي من كل حواره مع المخرجة في هذا الظهور بكل خلفيته الخضراء والوجه المتخم بالبودرة ليس أكثر من لزوميات ما لا يلزم في انتخابات محسومة ينتصر فيها السيسي بمشقة على نفسه، وهذه المليارات التي تصرف على حملة انتخابية لا حاجة لها مطلقا وهي تطعم الشعب لاشهر بدل تبديدها على مرشح واحد فائز بها قبل ثلاث سنوات من اجرائها.

«ثورة الشك الفيسبوكية»

تضج الأخبار بما يفيد بان موقع الفيسبوك يتعرض لهزة عنيفة تضرب مصداقيته المعلوماتية والخصوصية التي يفترض أننا متعاقدون عليها معه.
لقد غير الفيسبوك العالم، وأهميته (من أهمية الثورة المعلوماتية) تشبه أهمية الآلة البخارية، ولا شك أن الثورة التقنية التي جعلت الفيسبوك في حجم راحة اليد بحيث يصبح التواصل حول الكوكب على مسافة ضغطة بالإصبع على شاشة زادت من سيطرة الموقع الأزرق على حياتنا إلى درجة أن العالم كله تقريبا صار جزءا من القبيلة الزرقاء.
وعلى سيرة فضايح الفيسبوك في التضليل المعلوماتي، أتذكر أنه في زمن مضى قبل الثورة المعلوماتية كانت هناك مجلدات المعرفة.. والبريتانيكا للبحث عن معلومة او تأكيدها وعليك البحث في الكتب أو تأخذها على ذمة كاتب يخشى على سمعته في مجلة تخشى على مصداقيتها.
لقد كانت المعلومة متاحة لمن يسعى بالبحث الجاد عنها.. مرة أردت أن أتحقق من معلومة ما عن علاقة نابليون بجوزفين… فاضطررت لقراءة كتابين عن نابليون وحروبه، وعدة مقالات عن الفترة النابليونية، وتحققت من المعلومة، كما وازددت معرفة.
حقبة الفيسبوك، حقبة خطيرة يحدث فيها الآن تمييع المعرفة وتلاشي البحث المعرفي.
البلهاء والسخفاء والتافهين قادرون بسهولة على أن يحصلوا على امتيازات نخبوية في هذا العالم الافتراضي.. والدفق المعلوماتي يختلط فيه الحقيقي بالمزيف.. والتضليل سيد الثورة المعلوماتية.
نسبة الأقوال المنقولة وتزييفها أسهل وأخطر ما يتم، ويكفي لمغمور ما أن ينسب قولا لعلم من الاعلام التاريخية فينتشر كمسلمات معرفية… بدون اي تحقيق أو تحقق.
و فعلا… كما قال الروسي ليونيد بروتينسوف: «الحقيقة يتيمة في ملجأ بلا سقف».
(طبعا.. لا يوجد أي شخص في التاريخ اسمه ليونيد بروتينسوف.. والعبارة المنسوبة اختلقتها ارتجالا.. وهي اتفه ما يمكن سماعه).

«فهلوة التنمية البشرية»

في حلقة من حلقاته مؤخرا، استضاف برنامج «يوم جديد» على التلفزيون الأردني، سيدة تم وصفها بأنها «مدربة حياة»، ولم تقصر السيدة على هواء الفضاء الأردني في الحديث عن الحياة، هكذا، الحياة كلها في فقرة من برنامج صباحي، وبكل ثقة تتحدث السيدة بلغة الخبير لتقدم الحياة معلبة جاهزة بأقوال وكليشيهات مفرطة في المثالية والتعبئة الجيدة المعلبة بغلاف براق من المفردات المصاحبة لابتسامات الثقة، طبعا مع إسنادها كل حديثها بعبارات مثل «اتفق العلماء» وأكتشفت الأبحاث العلمية» دون ذكر إسم واحد من هؤلاء العلماء او أي عنوان وفهرسة لبحث علمي ممن ذكرتهم.
السيدة جزء من «صنعة فهلوة» ظهرت في بدايات الألفية اسمها «التنمية البشرية»، كان من روداها دكتور مصري اسمه إبراهيم الفقي، رحمه الله وقد قضى في حادث حريق.
هذه الصنعة، وجدت طريقها إلى التلفزيون والفضائيات بحكم أن التلفزيون جاذب لكل ما هو «ترفيه» لمشاهديه.
وتحولت الفهلوة إلى فقرات تلفزيونية شبه ثابتة، حتى أن سيدة مسكينة تحتاج علاجا مثل مريم نور، صارت نجمة تلفزيون بتقليعاتها الغريبة التي وفرت مادة ترفيه فائقة الامتياز على الفضائيات.
الأنكى أن تلك الصنعة صارت توفر دخلا جيدا لكل من أتقن الفهلوة بها، فهناك شهادات تدريب معتمدة (لا أعرف من اعتمدها فعلا)، وصارت لها برامج وورشات عمل، وبرامج تلفزيونية متخصصة لا فقرات عابرة في برامج وحسب.
بل أن فضائيات محددة في عالمنا العربي صارت متخصصة في هذا النوع وتستقطب جماهيرا من اليائسين البائسين بحثا عن طريقة للتنمية البشرية.
وهذا ما تنطبق عليه مقولة «رزق الهبل على المجانين».

إعلامي أردني يقيم في بروكسل

انتاج درامي كوميدي إسمه «الانتخابات الرئاسية المصرية» و«رزق الهبل على المجانين»

مالك العثامنة

جيل بلا بوصلة (3/3)

Posted: 27 Mar 2018 02:27 PM PDT

ابتدأ نفض الذهن عن البنيوية ليس بالحديث عما بعدها، ولكن عن طريق تغيير مسار البوصلة في اتجاه «النقد الثقافي» باعتباره بديلا ليس فقط عن البنيوية، ولكن عن «النقد الأدبي» أيضا. وقدم النقد الثقافي باعتبارها «البوصلة» التي يمكن بواسطتها تجديد دراسة العمل الأدبي، بالالتفات إلى الأنساق «المضمرة» الثاوية في النص؟ وليس النقد الثقافي، كما يسلم بذلك كل مؤرخيه والمشتغلين به أيضا سوى مظلة كبرى تختبئ وراءها كل المقاربات أيا كان نوعها أو اتجاهها. وجاءت ترجمة كتاب تودوروف عن «الأدب في خطر» لتكرس الاتجاه نفسه ولتكنس أوراق خريف البنيوية المتساقطة على الأرضية العربية المجدبة. فصار الحماس للدراسات الثقافية، والنقد الثقافي، وما بعد الاستعمار، وتكاثرت محاور الاهتمام التي تدور حول السياق والدلالة والتأويل والأنساق والجنوسة والهوية والنسوية والذات والآخر، والحجاج، إلى جانب ما تبقى من «البنيوية» عند البعض الآخر الذي وصل متأخرا، فظل يعالج مصطلحية السيميائيات والعلامات والسرد والسرديات والراوي بالمرجعيات التي تحققت في الستينيات أو السبعينيات، دون العمل على مواكبة التطورات التي تحققت مع السرديات ما بعد الكلاسيكية أو مع التطويرات التي عرفتها السيميائيات الجديدة.
لا تقف المعضلة عند حد الاشتغال بالنص والعلامة بمعناهما اللغوي الذي كان مهيمنا خلال المرحلة البنيوية، بل تعدتها بسبب بروز النص الرقمي إلى بداية الانخراط لدى البعض في الاهتمام بالثقافة الرقمية، والوسائط الاجتماعية، والإشهار، فصارت البوصلة التي كان يسترشد بها في تحليل النص المكتوب هي نفسها المعتمدة في البحث عن النص المرقوم، فكان الوعي والممارسة وليدي التصورات الجاهزة الموروثة عن ذهنية الاشتغال بما وُجد وتيسّر. وكانت النتيجة أمشاجا جديدة من الاشتغال بالأدب، وبالعلامات المختلفة، وبالإبداع التفاعلي بدون تمييز أو تفريق. وما هذا الغصن إلا من تلك الشجرة.
إن الشروط التي توفرت مع ما بعد البنيوية على المستوى العربي مختلفة جدا. فالذين بدأوا ينتجون دراساتهم الأدبية وجدوا من جهة التربة مهيأة مرجعيا. لقد ترجمت الكثير من الأعمال التي تنسب إلى بعض رواد البنيوية وما بعدها كما تقدمها الدراسات الأنغلوساكسونية: من ألتوسر وفوكو وديريدا إلى بول ريكور مرورا برايموند وليامز وإدوار سعيد وهومي بهابها وسواهم. كما أن التمييز بين الثقافة العالمة والشعبية الذي يقدمه أصحاب النقد الثقافي ميزة يتميزون بها كان قد تحقق مع البنيوية نفسها. إننا نجد العدد الثامن من «تواصلات» 1966 الذي دشن بداية تشكل الدراسات السردية بنيويا تعامل مع ما كان يعتبر خارج نطاق الأدب، مثل الرواية البوليسية، والسينما،،، بل إن دراسات بروب المورفولوجية حول الحكايات العجيبة ابتدأت مع بداية القرن العشرين. والأمثلة لا حصر لها. ويمكن قول الشيء نفسه عن الاهتمام بالوسائط الجماهيرية والعلامات وغيرها. لقد كانت البنيوية بداية حقيقية لتغيير النظر في الأدب وفي الثقافة أيضا. وتركيزها على الجانب «البنيوي» في مستواه الشكلي كان مع «البويطيقيين» فقط. أما السيميائيون فقد انشغلوا بالدلالات والمعاني. وبالنظر إلى السرديين نجد ميك بال على سبيل المثال لا الحصر، ابتدأت مشتغلة بالسرديات البنيوية ثم انفتحت على جوانب أخرى في المرحلة ما بعد البنيوية، من المنظور السردي نفسه، على النقد النسائي والثقافي وعلى الثقافة الشعبية.
كانت هجرة النقد الثقافي إلى الفضاء العربي محاولة لفصل ما تراكم، عربيا، من أدبيات خلال المرحلة البنيوية لدى بعض الباحثين، مع المرحلة الحالية. فلم ينجم عن ذلك سوى القطيعة مع مرحلة مهمة من الدراسة الأدبية العربية. لم يحدث نقاش حول البنيوية في صيغتها العربية بهدف الوقوف على منجزاتها وحدودها ومشاكلها بهدف إقامة الجسور مع ما يليها. بضربة لازب ألصقت بها تهمة أنها كانت «جمالية»، و«أدبية»، وأن ذلك ليس هو الجانب الذي يمكن الالتفات إليه في النص الأدبي وغيره من النصوص التي لم تكن تعتبر أدبية حسب التقليد العربي. فجاءت كلمة «الأنساق» لتحل محل «البنيات». وكما أننا خلال المرحلة البنيوية لم ندقق في «البنيات» صرنا فيما بعدها نتحدث عن «أنساق» نقوم بإسقاطها على نصوصنا التي لم نتعرف على بنياتها.
إن الانتقال من إبدال معرفي إلى آخر يتطلب معرفة إكراهات الإبدال السابق وحدوده، بهدف إنجاز مرحلة جديدة تنبني على ما تأسس في مرحلة سابقة. أما تحريف مجرى التطور فليس سوى ممارسة القطيعة التي تجعلنا لا نطور معرفتنا ولكن نجرِّب سبيلا آخر نتوهم أنه يمكننا من حل مشاكل قراءتنا للنص. إن البنيوية جاءت، أدبيا، لتؤسس علما لدراسة الأدب. والعلم يتطور لأنه لا يطرح إلا الأسئلة التي يمكنه الجواب عنها. ومتى أجاب عن أسئلة طرح غيرها ليفتح مجالات جديدة للبحث. وتلك هي البوصلة. أما خلق مسارات جديدة ومتعددة ومختلفة فليس سوى التيهان، والتشتت.
أفرح لأن لهذا الجيل إنجازات مهمة وواعدة. لقد تحققت له شروط كثيرة غابت في زماننا، مثل المراجع، والنشر، والجوائز، والمحفزات، وتراجع الحساسيات. لكن الغائب الأكبر لديه هو الحوار والعمل الجماعي. اتخاذ زوايا منعزلة قد يخلق ناقدا لا معرفة علمية وثقافية.

٭ كاتب مغربي

جيل بلا بوصلة (3/3)

سعيد يقطين

الأردن: ترقب لسيناريو أمريكي يهدد باستبدال عباس وعودة لأوراق التشبيك مع «الضفة الغربية»

Posted: 27 Mar 2018 02:26 PM PDT

عمان- «القدس العربي» : يواصل الأردن مناورته السياسية بكل اتجاه بخصوص التركيز على انقاذ ما يمكن إنقاذه مما سمي يوما بـ «مسيرة السلام» وسط تراجع ملموس ومرصود في لهجة المسؤولين عند التحدث عن الأمل في حل حاسم للقضية الفلسطينية وانخفاض كبير في سقف التوقعات بعد اكتمال ثلاثي الصقور في البيت الأبيض.
القضية الفلسطينية عادت وبقوة على لسان المسؤولين الأردنيين خلال اليومين الماضيين ومباشرة بعد الرؤية المرعبة التي تترك أثرها على المصالح والثوابت الأردنية عند التدقيق في التعيينات الجديدة في عمق إدارة الرئيس دونالد ترامب. هنا حصرياً ركز العاهل الأردني الملك عبدالله شخصياً على ان بلاده لن تقبل بإلغاء دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأردنيين «الأونروا» داعياً وفي لقاء مع المفوض العام للوكالة بيير كرينبول المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته في حماية خاصة في مجال تمويل الخدمات.
قبل ذلك كانت قد صدرت توجيهات لوزير الخارجية أيمن الصفدي بتدشين حملة دبلوماسية شاملة على المستوى الثنائي مع كل الدول المؤثرة في اطار التصدي لخطة نتيناهو- ترامب المعنية بمحاولة تجميد عمل الوكالة المعنية باللاجئين الفلسطينيين بسبب المخاطر والدلالات السياسية الناتجة عن ذلك.
عمان وفي الإطار الدبلوماسي ترى أن إنقاذ الاونروا من براثن مخطط الرئيس ترامب التصعيدي على هامش القضية الفلسطينية أولوية اساسية للجانب الأردني وان الهمس السياسي يتفاعل حول الاعتبارات التي تربط بين تهديد ترامب بوقف دعم الوكالة وتمويلها وبين السعي لتطويع المؤسسات الفلسطينية وإجبارها على تسوية غير منصفة ويمكن ان تشكل خطراً على الأمن الإقليمي والقومي الأردني.
هنا يمكن النظر لخطوة من طراز دخول شخصية متخصصة جداً بملف اللاجئين وخبراتها صلبة وتراكمية في ملف الاونروا من وزن الوزير السابق وجيه عزايزة لمجلس الاعيان باعتباره العضو الجديد الذي تم تعيينه بالمجلس قبل ايام فقط.
بعيداً عن «الاونروا» وفي بعض مستويات وكواليس البوصلة الدبلوماسية الأردنية ثمة معطيات هامسة جديدة برزت خلال الاسبوعين الاخيرين عند التطرق لأسوأ السيناريوهات المفترضة بعد حالة الترقب التي دخلت فيها المنطقة وهي تنتظر الصفقة المؤجلة التي تحمل اسم الرئيس دونالد ترامب ضمن ترتيبات عملية السلام التي يرى الوزير الصفدي ورفاقه انها علقت في عمق زوايا القضية الإشكالية الابرز وهي الملف الايراني والنفوذ الروسي في سوريا.
أهم ما التقطته مجسات بعض الأوساط في الأروقة الأردنية ولادة نغمة تؤشر على ان مغادرة الرئيس محمود عباس للحديقة الأمريكية تماماً ووجود سيناريو للبحث أمريكياً عن «بديل له» وصعوبة تعامل إدارة ترامب معه مرحلياً وهي مسألة قد تقفز بخيارات بديلة في اي وقت بالنسبة للتقييم الأردني خصوصاً وان الاحتمالات كلها واردة.
عمان وبوضوح لم تتفق مع عباس على فكرة إعلان التمرد تماماً على مقاطعة «الرعاية الأمريكية» لعملية السلام وقدرت مسبقاً بان العملية ستكون صعبة جدا عند محاولة إيجاد بديل عن المظلة الأمريكية على طريقة الرئيس عباس.
رغم ذلك بقيت عمان قريبة إلى حد كبير من الرئيس عباس ولا تزال تحاول مساعدته وإن كانت السيناريوهات التي تسمع في بعض أروقة عمان اليوم تتوقع ولادة تيار نافذ في الإدارة الأمريكية يعمل ضد عباس ويؤيد البحث عن بديل له خصوصاً وأن تل ابيب تقيم الافراح حالياً بالتعيينات العليا الجديدة في البيت الأبيض والمؤسسة على محوري الصداقة والتحالف مع إسرائيل والعداء الشديد لإيران.
هنا يهتم الأردنيون بصفة خاصة بمحاولة تأسيس حالة تقييم اعمق لتعيين جون بولتون العنصر الأكثر اثارة في التيار الصقوري الأمريكي مستشاراً للأمن القومي الأمريكي وهو خبر كتب باحث أردني هو الدكتور حسن البراري انه «سيئ جداً» للأردن ويمكن ان يكون من الاخبار الجيدة في أحد الجوانب في حال توفر الكفاءة للاستثمار فيه.
السيئ بالنسبة للأردنيين في تعيين بولتون يتمثل في أنه الرجل الذي ينادي بعودة سريعة وبدون لف ودوران للضفة الغربية للأردن وعلى أساس إدارة أمنية ورغم ان عمان كانت متهيئة اصلًا لدور غامض في الضفة الغربية بموجب ترتيبات صفقة ترامب التي تم تأجيلها إلا ان وجود بولتون المتشدد في دعم إسرائيل في اهم مواقع القرار ضمن طاقم ترامب وبهذه العقلية من شأنه أن يضغط وبقوة على العصب الحيوي الأردني عبر القفز دفعة واحدة إلى خيار التخلص من حلم أقامة دولة فلسطينية من حيث المبدأ.
الأسوأ هو انضمام أشخاص خبراتهم بائسة في المنطقة والشرق الأوسط مثل بولتون إلى العملية الادارية مع وجود جارد كوشنر المبعوث الخاص للشرق الأوسط والذي يرى وزير البلاط الأسبق مروان المعشر انه «جاهل تماماً» في التفاصيل. طبعاً أي دور للأردن في الضفة الغربية يمكن أن يقترحه بولتون أو غيره من صقور ترامب الجدد يعني تلميع الدور الإقليمي لعمان وضخ مساعدات مالية ولو عن طريق الأصدقاء العرب لواشنطن الذين يتجاهلون عمليًا دعم الأردن اقتصادياً ويمكن ان يأمرهم الطاقم الصقوري الجديد في واشنطن باتجاه معاكس في أي توقيت يتقرر فيه اللعب مع الأردن والسلطة بورقة اسمها «الضفة الـغربية».
الأردن هنا جاهز للمساهمة في أي لعبة بما يحافظ على توازن مصالحه وإن كانت إستراتيجية التموقع بخندق «دولة فلسطينية مستقلة» يمكن ان تتغير الآن وبصورة يتخلل فيها الأمن الإقليمي في المنطقة ايضا خصوصا وان أخطر ما تحسبه عمان أمنيا وسياسيا هو ذلك التأثير المعقد للملفين الإيراني والسوري على القضية الفلسطينية أولا وعلى مسألة»الإرهاب» ثانيا.

الأردن: ترقب لسيناريو أمريكي يهدد باستبدال عباس وعودة لأوراق التشبيك مع «الضفة الغربية»
يحاول القراءة بعد «طاقم صقور ترامب»
بسام البدارين

النظام المصري يفشل في رفع نسبة المشاركة في انتخابات الرئاسة

Posted: 27 Mar 2018 02:26 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: لم يختلف اليوم الثاني المخصص للتصويت في الانتخابات الرئاسية المصرية عن اليوم الأول، من حيث ضعف مشاركة المواطنين واستمرار دعوات الحشد من قبل النظام، وأجواء الرقص أمام اللجان.
وأغلقت في التاسعة من مساء أمس، عمليات التصويت في اليوم الثاني، من الانتخابات التي تستمر ثلاثة أيام، وتبدو نتائجها «محسومة» بعد استبعاد مرشحين وإجبار آخرين على الانسحاب، واقتصار المنافسة على الرئيس المصري المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي ورئيس حزب «الغد» الليبرالي موسى مصطفى موسى الذي تتهمه المعارضة بلعب دور «الكومبارس» في انتخابات «هزلية».
ويبلغ إجمالي عدد الناخبين المقيدين في قاعدة البيانات 59 مليونا و78 ألفا و138 ناخبًا، موزعين على 13 ألفا و706 لجان فرعية على مستوى الجمهورية، و367 لجنة عامة في الداخل.
ووفقا لبيانات الهيئة الوطنية للانتخابات، يتولى 18 ألف قاضٍ، يعاونهم حوالى 110 آلاف موظف مهمة الإشراف على عملية الاقتراع.
من المقرر إعلان نتائج الانتخابات في الثاني من أبريل/ نيسان المقبل، وإذا لم يفز أي من المرشحين بنسبة 50+1 ستجرى جولة إعادة في 24 من شهر إبريل/ نيسان المقبل. وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، انتظام العمل في جميع اللجان، وإلغاء ساعة راحة القضاة بعد تلقيها شكاوى من موظفين بإن ساعة الراحة تتزامن مع موعد خروجهم من عملهم ما يعوق تصويتهم في الانتخابات.
المستشار محمود الشريف المتحدث باسم الهيئة الوطنية للانتخابات هاجم، خلال مؤتمر صحافي، أمس، الداعين لمقاطعة الانتخابات، قائلاً، إن «المقاطعة والعزوف عن الانتخابات لا يحوي أي مكاسب سوى لمن لا يريد خيرا لهذا الوطن».
وحثّ المصريين على المشاركة في التصويت، قائلا: «المشاركة هي معنى الديمقراطية وجوهرها، وروح العملية الانتخابية».
وأضاف: «عدم وجود أي شكاوى تتعلق بالتصويت حتى الآن في ثاني أيام الانتخابات».

حزب شفيق

وفي تلميح لرفض أعضاء حزب الحركة الوطنية، الذي أسسه الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء مصر الأسبق والمرشح الرئاسي السابق التصويت في الانتخابات بسبب إجبار الأخير على الانسحاب من المنافسة الانتخابية، نشرت صفحة الحزب الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» دعوة للأعضاء للمشاركة، على لسان رضوى مصطفى، عضو الهيئة العليا للحزب.
وقالت إنها «تعلم عن قُرْب أن كثيرين من أعضاء وعضوات حزب الحركة الوطنية المصرية ومُحبي الفريق أحمد شفيق يشعرون بالحرج من النزول للانتخابات».
وزادت: «أريد أن أقول لهم كلمتين من القلب الفريق أحمد شفيق فوق رؤوسنا وفي قلوبنا حتى آخر العمر وهذا ثابت ولن تُغيره الأحداث، لكن موضوع المشاركة في العملية الانتخابية حق دستوري لا بد من ممارسته كي يكون لنا الحق في ممارسة حقوقنا ومطالبنا من الدولة والحكومة والرئيس، وهذا جزء من واجبنا السياسي».
واعترف الإعلامي عمرو أديب المقرب من النظام بعزوف الشباب عن المشاركة في الانتخابات.
وقال خلال برنامجه «كل يوم» عبر قناة «أون أي»، إن «نسبة مشاركة الشباب في الانتخابات في كل دول العالم تكون أقل من الشرائح العمرية الأخرى».
وأضاف أن «الشباب لديه حالة تمرد سياسي، ويرون أن هذا ليس زمنهم أو مجتمعهم ويرفضون العملية السياسية». وتفقد الفريق محمد فريد، رئيس أركان القوات المسلحة، واللواء أركان حرب على عادل العشماوي، قائد المنطقة الشمالية العسكرية، والفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية، عددا من اللجان الانتخابية في الإسكندرية، أمس الثلاثاء، في ثاني أيام الانتخابات الرئاسية.
وشملت الجولة التفقدية لجان مدرستي عبد الله النديم ورشدي الواقعتين في شرق الإسكندرية.
رئيس الأركان قال في تصريحات عقب تفقده اللجان، إن «الإسكندرية من المحافظات التي لها طابع خاص وأهلها لديهم إصرار وتحد ويحبون جيشهم وشرطتهم».
وأعتبر أن «الاقبال ازداد في اليوم الثاني»، معربا عن توقعه بارتفاع نسبة المشاركة في اليوم الثالث.
ووجه رسالة إلى العالم قال فيها، إن «الجيش كله على قلب رجل واحد ويقوم بدوره بالتوازي، فجزء منه يحارب لحماية الحدود والبعض يحافظ على الأمن وسير العملية الانتخابية التي يشهد لها الجميع بالانضباط».
وتابع أن «ما يؤديه الجيش المصري من تأمين للانتخابات الرئاسية وحماية الحدود دين في أعناقهم للشعب المصري»، قائلا «القوات المسلحة أولاد الشعب المصري وما نؤديه حق البلد علينا، وستجدون الجيش في كل مكان».
وتعليقاً على التفجير الأخير الذي شهدته مدينة الإسكندرية قبيل الانتخابات، قال: «ما حدث لم يؤثر على أهالي الاسكندرية وهم على وعي كبير وترجموا حبهم لبلدهم عبر النزول للانتخابات».

«وطن مقهور»

مكتب جماعة «الإخوان المسلمين» المعبر عن تيار الشباب، انتقد ما وصفها بـ«المظاهر الزائفة في انتخابات مزعومة».
وقال على لسان عباس قباري، المتحدث باسمه، إن «رقصات العجائز المنتشرة تحت تهديد السلاح في إخفاء وجه الانقلاب الحقير الذي يرتكب جرائم جديدة لم تعرفها أحلك فترات التاريخ سواداً».
وتابع: «بينما تجري الانتخابات الرئاسية، تتعرض (الرضيعة) عالية عبد الله مضر، وأمها، وأبوها، وخالها للإخفاء القسري دون جريرة سوى أنهم مصريون، قدرهم أنهم يعيشون في حقبة سوداء لحكم عسكري مجرم قاتل».
وزاد: «عالية، الرضيعة المسكينة تقبع الآن في محبس سري في ظروف احتجاز مزرية، كالتي يعيشها كل الأبرياء في وطن يقوده مجرم منقلب يفتعل انتخابات هزلية ليكتمل معها مشوار الخيانة والبيع والتدنيس».
وواصل: «يعتقلون عالية ويخفونها، ويؤكدون أحكام الإعدام على شبابٍ أبرياء، ويقتلون آخرين دون أن يطرف لهم جفن، تحت بصر العالم الذي يتشدق بالحرية وحقوق الإنسان».
وحسب عباس: «في مصر رضيعة تعتقل، وتخفى مع عائلتها، مصر الآن أضحت وطناً مقهورًا لن ينتصر بتعدد المظالم واجترار المحن، ولكن بالعمل وتصحيح المسار واستعادة الثورة».

النظام المصري يفشل في رفع نسبة المشاركة في انتخابات الرئاسة
الإخوان وصفوها بـ«المظاهر الزائفة»… وإعلامي موال أقرّ بعزوف الشباب

«واشنطن بوست»: دعوى برويدي على قطر تهدف إلى صرف الأنظار عن حقيقة ما يقوم به

Posted: 27 Mar 2018 02:26 PM PDT

لندن ـ «القدس العربي»: علقت صحيفة «واشنطن بوست» على قرار أحد جامعي التبرعات لحملة دونالد ترامب البارزين وهو إليوت برويدي وتقدمه بدعوى قضائية ضد دولة قطر التي اتهمها بالوقوف وراء عملية قرصنة على «سيرفر» جهاز كمبيوتره وقامت من خلال جماعة ضغط في واشنطن بتسريب محتويات الملفات المحفوظة على جهازه إلى الصحافة الأمريكية والأجنبية.
وفي تقرير مشترك أعده كل من إلين ناكاشيما وتوم هامبرغر وكارين دي يونغ، جاء أن التحرك من برويدي هو لمواجهة تيار من الأخبار السلبية التي اعتمدت على إيميلات مقرصنة للكشف عن نشاطاته وجهوده في التأثير على سياسة دونالد ترامب الخارجية ولتوسيع مصالحه الخارجية.
وقال برويدي: «نؤمن أن هناك دليلاً واضحاً عن دولة تقوم بحرب تضليل متفوقة ضدي ولإسكاتي، من خلال رسائل إلكترونية مقرصنة، ووثائق مزورة وعمليات تجسس ونشاطات اخرى غير قانونية». وقال إنه مستهدف بسبب أرائه ضد قطر التي زعم أنها تدعم الإرهاب وتتصرف بازدواجية.
وتقول الصحيفة إنه يقوم بتأطير القضية من خلال» عملية استخباراتية معادية»، قامت بها دولة أجنبية على أراض أمريكية ضد مواطنين أمريكيين أي نفسه وزوجته روبن روزينويغ التي اتهمت قطر برعاية الإرهاب. وفي بيان أصدره الملحق الإعلامي في السفارة القطرية بواشنطن، جاسم آل ثاني جاء فيه أن الدعوى القضائية «لا تقوم على حقائق أو ذات قيمة». وجاء فيه إنه «محاولة واضحة لحرف نظر التقارير الإعلامية عن نشاطاته». واتهمت السفارة برويدي بالقيام بحملة شائنة للتأثير على الكونغرس والسياسة الخارجية للولايات المتحدة وليس على قطر. وأكدت السفارة أنه «مهما حاول برويدي إلا أن ما يقوله لن يصبح حقائق». وتقول الصحيفة إن الدعوى القضائية لا تكشف عن الكيفية التي تخوض فيها الدول حرب المعلومات ولكن كيف يتم استخدامها من الدول ضد أفراد وأنها غزت العالم السياسي الأمريكي العكر واللوبيات.
وقدم برويدي الدعوى في لوس أنجليس حيث مقر شركته «برويدي كابيتال مانجمينت». ويتهم برويدي قطر بدعم الإرهاب، وبأنها شنت في العام الماضي حملة علاقات عامة أنفق عليها ملايين الدولارات لمواجهة الاتهامات بأنها دعمت طالبان والإخوان المسلمين وحركة حماس وحاولت تغيير صورتها في الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن محاميه لي ولوسكي، قوله: «نعتقد أن قطر متورطة في حرب ألكترونية موجهة ضد مواطنين أمريكيين وعلى الأراضي الأمريكية بسبب مواقفهم العلنية ضد دعم قطر ورعايتها للإرهاب».
وأضاف أن «عائلة برويدي هي ضحية لجهود متقنة لتدمير سمعتها وعلاقاتها». وقدم الزوجان أيضا دعوى ضد نيكولاس موزين وشركته « ستونينغتون ستراتيجيز» التي يقولان إنها تعمل لصالح قطر. وعمل موزين، الطبيب والحاصل على شهادة قانون لصالح حملة السناتور الجمهوري تيد كروز، وكان مديرا لطاقم السناتور تيم سكوت. وتزعم الدعوى أن موزين، وهو يهودي أرثوذكسي استأجرته قطر لتحسين موقفها داخل المجتمع اليهودي الأمريكي. وتعلق الصحيفة أن الدعوى القضائية من المحامين وشركات العلاقة العامة واللوبي تأتي وسط تنافس مكلف يجري منذ العام الماضي في واشنطن، فمن جهة هناك قطر التي أستأجرت اسطولا كبيرا لتمثيل مصالحها.

لوبيات إماراتية مصرية سعودية

ومن جهة أخرى هناك السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين. ولدى هذا الرباعي مجموعته المكلفة من اللوبيات الأمريكية، ويتهم قطر بزعزعة الاستقرار في المنطقة ودعم الإرهاب وهي اتهامات ترفضها قطر. ويعلق تشارلي بلاك أحد العاملين في مجال اللوبي: «لم أر شيئاً مثل هذا» من ناحية الكلفة والقسوة والأساليب التي تم استخدامها.
وتقول الصحيفة إن السعودية والإمارات رفضتا ولسنوات موقف قطر من تمويل وإيواء جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس واستعدادها لفتح علاقات مع إيران، التي تشترك معها بحقل غاز طبيعي ضخم في مياه الخليج. وأكثر من هذا اتهمت الدولتان قناة «الجزيرة» بأنها منحت صوتا للمعارضة السعودية والإماراتية.
وتعلق «واشنطن بوست» أن السعوديين والإماراتيين وضعوا المنطقة وسط عاصفة سياسية ودبلوماسية لا تزال تهدد مصالح وأهداف السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. وتقول إن معظم اتهامات برويدي تقع ضمن عمليات اللوبي، فهو يزعم أن موزين حاول إقناع قادة المجتمع اليهودي الأمريكي بزيارة قطر.

مزاعم برويدي

ويزعم برويدي أن تميزه داخل المجتمع الأمريكي اليهودي وفي إدارة ترامب والكونغرس جعله تهديدا لقطر التي يقوم بحملات مستمرة ضدها. ويزعم أن قطر دمرت وشوهت سمعته التجارية بما في ذلك ما قيل عن حصوله على عقود بقيمة 200 مليون دولار من الإمارات العربية المتحدة. ويزعم برويدي وروزنويغ أن بريدهما الإلكتروني تعرض للقرصنة في نهاية العام الماضي. وتلقت زوجته في 27 كانون الأول (ديسمبر) رسالة ظهرت وكأنها تحذيرا من بريد جيميل وعندما نقرت عليها ووضع كلمة السر اكتشفت أنها تتخلى عن معلوماتها السرية. وهو ما سمح للقراصنة الدخول إلى حساباتها على غوغل والتي تحتوي على اسمها السري للدخول إلى حساباتها بما ذلك شركة برويدي. واستخدم القراصنة اسلوبا متشابها لإخفاء مكانهم والقرصنة على «سيرفر» من أماكن أخرى مثل بريطانيا وهولندا.
وكشفت وكالة «أنباء أسوسيتدس برس»أن برويدي تلقى 2.5 مليون من خلال شركة كندية من جورج نادر، مستشار ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد والذي يتعاون مع المحقق الخاص روبرت موللر، الذي يحقق في التدخل الروسي بالحملة الإنتخابية عام 2016.
وأشارت إلى أن الأموال انفقت على نشاطات معادية لقطر مثل تنظيم مؤتمر بمعهد بواشنطن وساهم فيه ساسة أمريكيون معادون لقطر. وقال شخص مقرب من برويدي رفض الكشف عن هويته إن الأموال جاءت من نادر ولكنه نفى علاقة الإمارات العربية بها. وبناء على القانون الأمريكي فإن الدول ذات السيادة لا يمكن تقديمها للمحاكمة إلا في حالات معدودة. وقدم برويدي عريضته بناء المسؤولية التقصيرية غير التجارية والذي يسمح للمتقدم بالمطالبة بتعويضات بسبب أضرار شخصية أو وفاة أو دمار وفقدان أملاك حدثت في الولايات المتحدة نتيجة أعمال مقصودة من دولة أجنبية. ولا يوجد في القانون ما يشمل القرصنة الألكترونية ولكن محكمة فيدرالية في كولومبيا قررت الحكم لصالح إثيوبيا ضد شخص زعم انها قامت بالقرصنة عليه لأن القرصنة تمت خارج الولايات المتحدة. ويرى بول كريغر، المدعي العام السابق في قضايا القرصنة الالكترونية في نيويورك يرى أن أي حكم يعتبر تحد لقضية برويدي لأنه يزعم أن القرصنة حدثت من قطر.

«واشنطن بوست»: دعوى برويدي على قطر تهدف إلى صرف الأنظار عن حقيقة ما يقوم به
تلقى 2.5 مليون دولار من خلال شركة مرتبطة بمستشار ولي عهد أبوظبي
إبراهيم درويش

السيطرة على «تل رفعت» ذات أهمية كبرى سياسياً وعسكرياً لتركيا والمعارضة السورية

Posted: 27 Mar 2018 02:25 PM PDT

إسطنبول – «القدس العربي» : كشفت التطورات المتلاحقة التي شهدتها الأيام الأخيرة الأهمية الكبيرة لمنطقة تل رفعت لدى الجانب التركي على المستويين السياسي والعسكري، ولدى المعارضة السورية سياسياً وعسكرياً أيضاً، على الرغم من أنها تعتبر منطقة صغيرة جداً مقارنة بمنطقة عفرين التي جرى السيطرة عليها بشكل كامل من قبل الجيشين التركي والسوري الحر.
على المستوى السياسي التركي، شكلت تل رفعت تحدياً غير مسبوق لمصداقية تركيا والثقة فيها عند أنصار المعارضة السورية لا سيما على المستوى الشعبي في مناطق شمالي سوريا، حيث تفجرت حالة من الغضب غير المسبوقة ضد تركيا عقب الإعلان عن اكتمال السيطرة على مدينة عفرين، وهو الإعلان الذي فسره أنصار المعارضة التركية بأنه بمثابة الإعلان رسمياً عن عدم شمول مناطق تل رفعت ومحيطها ضمن أهداف عملية «غصن الزيتون».
هذا الغضب الذي ظهر بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، تطور ليتحول إلى مظاهرات كبيرة في مناطق أعزاز ومحيطها وصل حد قطع الطرق أمام قوافل إمداد الجيش التركي في مناطق درع الفرات وعفرين ورفع شعارات تطالب الجيش التركي بتحرير مناطقهم في تل رفعت ومحيطها.
لكن التحدي الأبرز تمثل في وصول هذا الغضب والتململ إلى عناصر الجيش السوري الحر الذين قاتلوا إلى جانب الجيش التركي في عملية «غصن الزيتون» حيث تسربت أنباء عن رفض عناصر الاستجابة إلى أوامر قادتهم في عفرين والحديث عن إمكانية انسحاب كتائب من الجيش الحر من العمل إلى جانب تركيا في هذه المناطق.
وتولد الغضب الشعبي بالدرجة الأولى من قبل قرابة 250 ألف سوري من أصول عربية هجرتهم وحدات حماية الشعب من مناطق سكنهم في تل رفعت ومحيطها وما زالوا يعيشون التهجير بظروف صعبة جداً سواء في مناطق أعزاز ومحيطها أو حتى على الجانب التركي من الحدود، وهم بالتالي من أبرز شرائح المهجرين السوريين المعنيين بالعودة إلى منازلهم في أسرع وقت.
هذا الغضب وصل صداه إلى أعلى المستويات السياسية في تركيا، ودفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تقديم وعد واضح بالسيطرة على تل رفعت «خلال وقت قصير جداً»، ودافع بقوة عن «بطولات الجيش السوري الحر وتضحياته إلى جانب التركي»، حيث كشف عن أن 302 من عناصر الجيش الحر قتلوا خلال عملية «غصن الزيتون».
ومباشرة، تسربت أنباء عن أن أنقرة كثفت مباحثاتها مع روسيا وضغطت عليها بقوة من أجل سرعة إغلاق ملف تل رفعت وإنهاء تواجد وحدات حماية الشعب الكردية في هذه المنطقة، والثلاثاء، تضاربت الأنباء عن انسحاب الوحدات الكردية وعناصر الشرطة العسكرية الروسية وسيطرة الجيشين التركي والسوري الحر على المنطقة.
وتل رفعت سيطرت عليها الوحدات الكردية عام 2016، بغطاء جوي روسي، مستغلة الأزمة التي كانت متصاعدة آنذاك بين موسكو وأنقرة، وقامت الوحدات الكردية بتهجير الغالبية العظمى من سكان المنطقة العرب ذات الأصول العربية، وجلب مجموعات من الأكراد للسكن في المنطقة.
وسعى أردوغان من خلال هذا التحرك إلى الحفاظ على الثقة التي يحظى بها لدى شريحة مهمة من الشارع السوري في الشمال، من خلال التأكيد للسوريين أن عمليات الجيش التركي وتضحيات الجيش السوري تصب لصالح السوريين وتساعدهم في التخلص من تنظيم «ب ي د» والعودة إلى منازلهم في أقرب وقت.
كما أن السيطرة على «تل رفعت» تحول إلى أبرز مطالب سكان مناطق درع الفرات وأعزاز الذين تعرضوا لهجمات صاروخية وبالسيارات المفخخة من مناطق سيطرة تنظيم «ب ي د» في تل رفعت ومحيطها، وهي المناطق التي ينحدر منها جزء مهم من مقاتلي الجيش السوري الذي يقاتل إلى جانب تركيا.
وعلى الجانب التركي، تعتبر السيطرة على الجيب الكردي المتبقي ما بين مركز عفرين ومناطق سيطرة النظام السوري في نبل والزهراء خطوة هامة جداً على طريق بسط الأمن بشكل كامل في عفرين ومناطق درع الفرات وذلك من خلال إنهاء تواجد الوحدات الكردية في هذه المنطقة بشكل عام.
لكن الأهم في هذا الإطار، هو أن إنهاء الجيب الكردي في محيط عفرين يعني الإعلان رسمياً عن موت فكرة وصل مناطق سيطرة الوحدات الكردية في منبج بمناطق السيطرة السابقة في عفرين وتل رفعت ومحيطها، وبالتالي توجيه ضربة أخرى لحلم وصل مناطق الأكرد في شرقي وغربي نهر الفرات لإقامة كانتون كردي انفصالي، وذلك بانتظار نتائج مساعي تركيا لإنهاء تواجد الوحدات الكردية في منبج سواء بالطرق السياسية أو العسكرية، لتكون أنقرة بذلك قد تمكنت فعلياً من إنهاء تواجد الوحدات الكردية في غربي نهر الفرات.
وتسعى تركيا من خلال إكمال السيطرة على المناطق المتبقية ما بين مركز عفرين ونبل والزهراء إلى الإعلان رسمياً عن إتمام عملية «غصن الزيتون» وتمكين قرابة 500 ألف سوري من العودة إلى منازلهم وتقديم الخدمات العامة لهم وهو سيدعم روايتها للرأي العام العالمي ولدول المنطقة بأنها تسعى لإنهاء خطر التنظيمات الإرهابية وتمكين السوريين من العودة إلى منازلهم والتقليل من أزمة اللاجئين وتبعاتها على العالم وأوروبا بشكل خاص.

السيطرة على «تل رفعت» ذات أهمية كبرى سياسياً وعسكرياً لتركيا والمعارضة السورية

إسماعيل جمال

حادثة اختراق أمني على حدود غزة تكشف ضعف المنظومة الإسرائيلية لصدّ «مسيرة العودة»

Posted: 27 Mar 2018 02:25 PM PDT

غزة ـ «القدس العربي»: شكلت حادثة «اختراق أمني» جديدة للحدود الفاصلة بين قطاع غزة وإسرائيل، حرجا كبيرا لجيش الاحتلال، الذي ينتشر بشكل كثيف في تلك المناطق، استعدادا لصد حشود كبيرة من السكان تنوي اجتياز الحدود سلميا ضمن «مسيرة العودة الكبرى»، خاصة وأن هذه الحادثة التي انتهت باعتقال ثلاثة شبان، كانت الثانية منذ مطلع الأسبوع، فيما تواصلت الاستعدادات الفلسطينية على قدم وساق لإنجاح الفعالية المنوي انطلاقها الجمعة المقبلة.
وفي حادثة أمنية جديدة أثبتت هشاشة الوضع الأمني الإسرائيلي على حدود غزة، رغم قيام جيش الاحتلال بمضاعفة أعداد جنوده مع اقتراب انطلاق «مسيرة العودة الكبرى» يوم الجمعة المقبل، تمكن ثلاثة شبان من تمضية ساعات في تلك المنطقة، بعد تمكنهم من التسلل إلى ما بعد السياج الفاصل، قام خلالها الجيش بإغلاق المنطقة وإقامة الكثير من الحواجز، والشروع بعملية تفتيش وبحث واسعتين.
وحسب مصادر إسرائيلية فإنه جرى العثور بحوزة الشبان الثلاثة على سكاكين وقنابل يدوية، مشيرة إلى أنه جرى العثور عليهم قرب قاعدة «تساليم» العسكرية بالنقب.
وأثبتت حادثة التسلل من جديد ضعف المنظومة الأمنية الإسرائيلية في مناطق «غلاف غزة» خاصة وأنها ثاني عملية تسلل تسجل منذ مطلع الأسبوع، حيث سبقها السبت الماضي قيام أربعة شبان بقص السياج والوصول إلى حفار إسرائيلي قريب، يعمل ضمن الفرق الهندسية التي تقيم «جدارا إسمنتيا» على طول الحدود، حيث أشعلوا النيران به، قبل العودة مجددا للقطاع.
وتأتي عملية التسلل الجديدة، في ظل استعدادات إسرائيل الكبرة لصد «مسيرة العودة الكبرى» التي ينوي الفلسطينيين تنظيمها بدءا من الجمعة المقبلة، من خلال إقامة ست مخيمات على الحدود، ضمن مخطط ينتهي بقيام المشاركين باختراق الحدود الفاصلة، لإقرار «حق العودة».
إلى ذلك فقد تواصلت الفعاليات المساندة لـ»مسيرة العودة الكبرى» ولفعاليات «التخييم التي ستشهدها حدود غزة. وشارك أمس حشد كبير من اللاجئين في تظاهرة استباقية على الحدود الشرقية لمدينة غزة، القريبة من الحدود الفاصلة عن إسرائيل، رفعوا خلالها أعلاما فلسطينية، ولافتات تنادي بـ «حق العودة».
وترافق ذلك مع استمرار الاستعدادات التي تقيمها الجهات المشرفة على المسيرة، في ست مناطق جرى اختيارها من أجل «التخييم» الذي قد يستمر لعدة أيام قبل اتخاذ قرار اجتياز الحدود سلميا.
وتقرر أن تقام صلاة ظهر يوم الجمعة في مناطق «التخييم» الست التي اختيرت لتجمع سكان غزة، قبل انطلاق المسيرة صوب الحدود، حيث ستبدأ حافلات عند الساعة العاشرة صباحا بنقل المشاركين إلى تلك الأماكن.
إلى ذلك فقد واصلت عربات تحمل مكبرات صوت السير في شوارع قطاع غزة، تدعو السكان للمشاركة يوم الجمعة القادم في أولى فعاليات «مسيرة العودة الكبرى»، والتأكيد على أن «حق العودة حق مقدس».
وطالبت اللجنة التنسيقية الدولية لـ «مسيرة العودة الكبرى» الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بضرورة دعم المسيرة، باعتبارها «تطبيقا لقرارات الأمم المتحدة حول حق اللاجئين بالعودة إلى أراضيهم المهجرة».
وأكدت في رسالة بعثتها اللجنة لغوتيريش أن الفعالية المنوي تنظيمها تعد «مسيرة سلمية شعبية فلسطينية»، سينطلق المشاركون فيها رجالا ونساء وأطفالا وعائلات باتجاه بيوتهم وديارهم التي تم تهجيرهم منها.
ودعت إلى إلزام الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بعودة اللاجئين الفلسطينيين، ومنها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 لعام 1967، والقرارات الداعية لاعتبار حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتصرف.
إلى ذلك طالب النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، رؤساء البرلمانات العربية والإسلامية، وأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، وأمين عام جامعة الدول العربية، بضرورة المبادرة بـ «دعم مسيرات العودة الكبرى»، وذلك خلال برقية عاجلة وجهها إلى هؤلاء المسئولين، طالبهن أبضا خلالها بتوفير «الدعم والغطاء السياسي والإعلامي والمعنوي» للمسيرة.
ونوه في برقيته إلى مركزية القضية الفلسطينية، وندد باستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، واعتبره «جريمة كبرى بحق الإنسانية ومخالفة صريحة لقرارات الأمم المتحدة».
وفي إسرائيل ذكرت العديد من التقارير إن قيادة جيش الاحتلال، أنهت استعداداتها للتعامل مع المسيرة المتوقع أن يشارك فيها حشود كبيرة من سكان غزة، وذلك في ظل خشيتها من حدوث العيديد من السيناريوهات، وفي مقدمتها اقتحام الفلسطينيين للحدود ومحاولة الوصول إلى المدن المجاورة.
وحسب ما يتردد فإنه الخطة الإسرائيلية العسكرية للتعامل مع المسيرة شملت تعيين قائد المنطقة الجنوبية الجنرال ايال زامير، مسؤولاً عن جميع القوات التي تتمركز حول قطاع غزة، كما تشمل الخطة نشر كتيبة كاملة من قوات الجيش وهي كتيبة 162 مجهزة بكل عتادها لجانب وحدة عسكرية من «لواء جفعاتي».
وستكون من ضمن الاستعدادات لمواجهة المسيرة أيضا نشر «وحدة 401» التابعة للواء المشاة، على أن يتم خلال الساعات المقبلة أيضا نشر «وحدات القناصة» و»حدات الكلاب البوليسية» في مناطق الحدود.
وتشير التقارير التي كشفت خطة التعامل، أنها تشمل تولي سلاح الجو الاحتلال مهمة تفعيل الطائرات صغير الحجم والتي سيكون دورها التصوير ومتابعة المسيرة ونقل الاحداث لغرفة العمليات، على أن يتم نشر قوات شرطية أخرى لمساندة قوات الجيش، وتزويد تلك القوات بكميات كبيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المظاهرات لتفادي القوات استخدام الرصاص الحي.
وتعهدت قيادة جيش الاحتلال العليا بعدم السماح بخرق الحدود، من خلال استهداف كل من يحاول المس بالأمن في المناطق الحدودية، ويعتزم جيش الاحتلال استخدام «نيران القناصة» لتفريق المظاهرات، حال وصولهم إلى معابر القطاع الرئيسة، وكذلك استخدام المدفع الرشاش الذي يطلق المواد النتنة والغاز المسيل للدموع.
وكان قائد هيئة الاركان الإسرائيلي الجنرال غادي ايزنكوت، أجرى جلسة تقيم للوضع مع قادة الوحدات المتمركزة حول قطاع غزة للاطلاع حول الاستعدادات لمواجهة «مسيرة العودة»، حيث نقل عنه القول أن احتمالية الانفجار في الحلبة الفلسطينية «عالية جدا».

حادثة اختراق أمني على حدود غزة تكشف ضعف المنظومة الإسرائيلية لصدّ «مسيرة العودة»
قيادة الجيش الإسرائيلي وضعت خطة التعامل النهائية مع المسيرة بمشاركة وحدات متنوعة
أشرف الهور:

أنقرة تنفي الاتفاق مع بغداد لضرب «الكردستاني» في سنجار والعبادي يؤكد السيطرة على الحدود

Posted: 27 Mar 2018 02:25 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: تراجعت تركيا عن تصريحاتها الأخيرة بشأن إطلاق عملية عسكرية لمطاردة عناصر حزب «العمال الكردستاني» في قضاء سنجار شمال غرب مدينة الموصل العراقية، مؤكدة إنها لن تقدم على مثل هذه الخطوة «من دون موافقة بغداد».
وتلقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً، من نظيره التركي بن علي يلدريم، حسب بيان لمكتب العبادي.
وطبقاً للبيان فإن يلدريم «بارك الانتصارات التي حققها العراق على تنظيم داعش الإرهابي، مشيدا بقرارات الحكومة الاتحادية بفتح مطاري أربيل والسليمانية في إقليم كردستان ودفع رواتب موظفي الاقليم».
ونقل البيان عن رئيس الحكومة التركية قوله إن بلاده «نفذت قرار الحكومة الاتحادية الخاص بعودة الرحلات إلى المطارين»، فيما أشار إلى «عدم وجود اتفاق بين الحكومة العراقية والتركية بخصوص القيام بعمليات في الأراضي العراقية لمطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني».
وأضاف: «ما حصل كان عدم دقة في النقل، حيث أردنا القول أننا لن نقوم بأي عمليات دون موافقة الحكومة العراقية ولم نقصد أننا اتفقنا معها»، مبيناً أن «تركيا تحترم السيادة العراقية ولن تقوم بأي عمل فيه تجاوز عليها».
العبادي قال إن: «القوات الأمنية العراقية تفرض سيطرتها على كامل الأراضي العراقية»، ولفت إلى أن العبادي وجه القوات العراقية الاتحادية خلال زيارته الأخيرة إلى الموصل بـ«السيطرة الكاملة على الحدود، ومنع أي مقاتلين أجانب، وقد حصل هذا الأمر والحدود حالياً مسيطر عليها من قبل قواتنا، ونحن نرفض أي تجاوز على تركيا من خلال أراضينا».
وبحث الجانبان، وفق البيان «عددا من الملفات المتعلقة بالاقتصاد والطاقة والتجارة وغيرها من الملفات المشتركة وأهمية اجتماع المسؤولين في الحكومتين لحلها.
في الموازاة، وصل رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن عثمان الغانمي، برفقة عدد من القادة العسكريين، إلى قضاء سنجار، وفقاً لبيان لوزارة الدفاع، الذي أكد إن سبب الزيارة يأتي لـ«تفقد قطعات الفرقة 15 في الجيش العراقي، والحشد الايزيدي وشريط الحدود بين العراق وتركيا».
رفض رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إدراج فقرة في جدول أعمال جلسة أمس الثلاثاء، لمناقشة ملف «التوغل» التركي في الأراضي العراقية.
النائبة الايزيدية فيان دخيل، قالت لـ«القدس العربي»، إن «سنجار مدينة عراقية، ومواطنوها من هذا البلد وليسوا من خارجه»، مضيفة: «قدمنا إلى رئاسة مجلس النواب طلباً موقعاً من عدد كبير من النواب، لطرح التدخل التركي للمناقشة والخروج بقرارات تلزم الحكومة بتنفيذها، لكن رئيس المجلس سليم الجبوري قال بالنص؛ لا أقبل بطرح هذا الموضوع على جدول الأعمال».
وتابعت: «كتبنا بياناً وطلبنا بقراءته في الجلسة، لإدانة واستنكار التدخل العسكري التركي في سنجار، لكن الجبوري رفض ذلك أيضاً».

« حفظ السيادة»

واعربت عن استغرابها من «موقف الجبوري حيال موضوع يمس السيادة العراقية التي لا يختلف عليها اثنان»، مطالبة الحكومة العراقية بـ«اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحفظ سيادة العراق وامن حدوده ومواطنيه».
وكشف النائب أحمد الأسدي، عن اتخاذ الحكومة العراقية إجراءات دبلوماسية، بشأن الموقف التركي في سنجار.
وقال الأسدي، وهو المتحدث الرسمي باسم تحالف الفتح بزعامة العامري، لـ«القدس العربي»، إن «القوات العراقية متواجدة في قضاء سنجار، وهي مسيطرة على الحدود العراقية الممتدة من جنوب سنجار حتى ربيعة (في نينوى)»، موضّحاً إن «هذه المنطقة ممسوكة من قبل الجيش العراقي واللواءين 40 و36، في الحشد الشعبي». وتابع: «حتى الآن لم تصل أي قطعات تركية إلى الحدود العراقية، أو تقتحم باتجاه سنجار (…) الامر لا يزال تصريحات فقط، والحكومة الاتحادية بدأت باتخاذ خطوات دبلوماسية لمنع وقوع هذا الحادث»، فيما أشار إلى إن «القوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي على أهبة الاستعداد» في حال دخلت القوات التركية إلى سنجار.

رفض الحل الدبلوماسي

ورغم توجه العراق نحو الحل الدبلوماسي، غير أن ائتلاف «دولة القانون» بزعامة نائب رئيس الجمهورية، نوري المالكي، رفض التعامل مع تركيا بالطرق الدبلوماسية.
وقال النائب عن الائتلاف، منصور البعيجي، في بيان، إن على «الحكومة العراقية أن تتعامل مع الجانب التركي بالمثل، وأن تبتعد عن الطرق الدبلوماسية بالتعامل مع أردوغان لأنه لا يفهم غير منطق القوة».
وأضاف: «الحلم العثماني لا يفارق أحلام الرئيس التركي وهو يحاول فرض نفوذه والسيطرة على المنطقة مستغلاً الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها دول الجوار وهو يحاول فرض نفوذه من خلال فرض الامر الواقع ونشر القوات التركية».
وتابع: «يجب التعامل مع أية قوة تركية على أنها قوات غازية لا تقل خطورة عن عصابات داعش الإرهابية ويجب أن يفهم أردوغان أن العراق ليس ضعيفا ويستطيع الدفاع عن أرضه وسمائه من أي عدو يحاول المساس به».
وأشار إلى أن «القوات التركية المتواجدة على الأراضي العراقية يجب أن تخرج بأسرع وقت وعلى الحكومة العراقية أن تتعامل مع هذه القوات على أنها قوات غازية لا يمكن أن تبقى على أراضينا بعد اليوم».
وبين أن «على أردوغان أن يدرك جيداً بأن أية محاولة بالتجاوز على السيادة العراقية لن نسمح بها وسندافع عن بلدنا كما دافعنا وحررناه من عصابات داعش الإرهابية خصوصا وأن أردوغان وداعش وجهان لعملة واحدة».
وسبق للائتلاف أن اعتبر، اعلان الرئيس التركي انطلاق عملية عسكرية في سنجار ودخول قواته لها بـ«اعلان حرب واحتلال».
وقال المتحدث الرسمي باسم الائتلاف عباس الموسوي، في بيان له، أن «أي عمليات عسكرية لتركيا في العراق يعد عدوانا واحتلالا»، مبيناً أن «رؤية ائتلاف دولة القانون مع الحفاظ على السيادة العراقية ورفض التدخلات الخارجية، لأن السيادة العراقية خط أحمر ولا يجوز المساس بها». واعتبر ائتلاف المالكي المواقف التركية بأنها «تتنافى مع أحكام القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار»، لافتاً إلى أن «أردوغان مازال يحلم بعودة الدولة العثمانية للتوسع في العراق وسوريا».
ودعا «الحكومة العراقية لمواجهة تركيا بالورقة التجارية، لاسيما ان التبادل التجاري بين العراق وتركيا يبلغ نحو 12 مليار دولار وجميعها لصالح تركيا، حيث أن العراق يمثل سوقا اساسيا للبضائع التركية».
كذلك، عد مجلس محافظة نينوى التهديدات التركية الأخيرة حول سنجار «تجاوز على سيادة البلاد»، داعيا الحكومة المركزية إلى اتخاذ موقف رسمي لمنع تكرار هذه الخطابات التي وصفتها بـ«الأردوغانية». وقالت عضو المجلس هيام الهام لـوكالة «المعلومة» إن «تهديد أردوغان مرفوض ويمس السيادة العراقية وستبقى سنجار عراقية بحماية القوات المسلحة العراقية».
ودعت، الحكومة، إلى «اتخاذ موقف رسمي وعاجل لمنع تكرار هذه البيانات والخطابات الأردوغانية»، مطالبة دول الجوار بـ«احترام سيادة الدول الأخرى واحترام حق السيادة والحدود مع العراق».

أنقرة تنفي الاتفاق مع بغداد لضرب «الكردستاني» في سنجار والعبادي يؤكد السيطرة على الحدود
الجبوري يرفض التنديد بـ«التوغل التركي»… وائتلاف المالكي يعوّل على «القوة»
مشرق ريسان

انتخابات مصر: مشاركة واسعة للنساء ومتوسطة للرجال وعدلي منصور يطالب المعارضة بالتصويت لمصطفى موسى

Posted: 27 Mar 2018 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: اعتبر أن إعداد هذا التقرير كان صعبا جدا بالنسبة إلي رغم أنني أعده منذ ثمانية وعشرين عاما لقلة عدد الموضوعات والقضايا في الصحف وسيادة الصور والعناوين بسبب انتخابات رئاسة الجمهورية، ولأن معظم التعليقات والمقالات كانت تأييدا للرئيس السيسي، ولم يكن هناك ما يقابلها من وجهات نظر مضادة أنقلها لإحداث توازن موضوعي خاصة التركيز على الحضور الكبير للناخبين والتصويت له.
وكانت المفاجأة هي إقبال الناخبين في شمال سيناء بما يعني أن الإرهاب في النزع الأخير، وأن العملية الشاملة «سيناء 2018 « التي كانت وتقوم بها الشرطة أدت إلى نتائج كبيرة، وأصبحت القبائل تتعاون مع الشرطة والجيش في الإبلاغ عن الإرهابيين وأسمائهم وأماكن تواجدهم بعد أن كشر النظام عن أنيابه لهم واعتبار كل متستر مثله مثل الإرهابي وستتم معاملته على هذا الاساس، وفي الوقت نفسه تقديم مغريات كبيرة مثل توزيع السلع الغذائية مجانا وبيعها بأسعار مخفضة للغاية.
وإلى ما عندنا…

التكفير كذب وافتراء

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على انتخابات الرئاسة التي بدأت يوم الاثنين والثلاثاء وتنتهي اليوم الأربعاء وأولها من جريدة «عقيدتي» الدينية الأسبوعية. ففي تحقيق لجمال سالم وإيهاب نافع جاء عن مرصد الافتاء تحت عنوان « تكفير التنظيمات الإرهابية للمشاركين في الانتخابات كذب وافتراء»، وعن فيديو أخر لوجدي غنيم، القيادي في جماعة الإخوان: إن الفيديو الأخير لغنيم حاول ترويج عدد من الأكاذيب والافتراءات بحق كل من يشارك في العملية الانتخابية مستخدما في ذلك أداة التدليس في تفسير النصوص الدينية من القرآن الكريم وإسقاطها على الواقع المصري عنوة واختلاق قصص ومظلوميات لا وجود لها على الأرض. وقد تنوع التدليس ما بين استخدام الأحاديث النبوية والآيات القرآنية في غير سياقها أو تأويلها بشكل خاطئ بما يعضد من روايته المشوهة عن المشاركة في الاستحقاقات الديمقراطية المختلفة. كما تطرَّق الإرهابي الهارب غنيم إلى الإخوة المسيحيين متهما الدولة المصرية بمحاباتهم على حساب المسلمين ووصل الأمر إلى اتهام رموز الدولة المصرية بالكفر؛ نظرا للعلاقة الطيبة مع الإخوة المسيحيين داعيا إلى معاداة الكنائس والرهبان وكل المصريين المسيحيين في مصر. ومن جانبه أكد مرصد الفتاوى التابع لدار الإفتاء المصرية على أن هذا الإصدار المرئي يأتي في سياق الدعوات المتكررة من الجماعات التكفيرية «القاعدة ـ داعش ـ الإخوان» لمقاطعة الانتخابات والإعراض عن الذهاب إلى المقار الانتخابية حيث وردت فى الإصدار الأخير لتنظيم «أنصار بيت المقدس» تحت عنوان «المجابهة الفاشلة» تحذيرات متكررة من المشاركة فى العملية الانتخابية أو الاقتراب من مقار الانتخاب؛ نظرا لكونها أهدافا محتملة للتنظيم الإرهابي. كما جاء الخطاب الصوتي لزعيم تنظيم القاعدة تحت عنوان «رسالة لأمة منتصرة … بشرى لأهلنا في مصر» دعوة إلى إسقاط النظام المصري بجميع الوسائل الإرهابية والعنيفة وذلك قبيل أيام من الانتخابات الرئاسية؛ مما يجعل الجماعات الإرهابية الثلاثة متحدة في الأهداف والوسائل والغايات.
والمظهر المحرج لوجدي هو نزول أنصار جمعية الدعوة السلفية وحزب النور للتصويت للسيسي، الرجال بلحاهم وجلابيبهم وبنطلوناتهم ونساؤهم وبناتهم المنتقبات، فهل هؤلاء كفرة؟

صورنا يا زمان

وعموما من رد الإفتاء على غنيم بالآيات والأحاديث إلى الرد بكلمات الأغاني أيام عبد الناصر بعد تحويرها وهو ما تكفل به عصام السباعي في «الأخبار» بقوله في بروازه اليومي «بوكس»: «يا زمان صورنا يا زمان هنقرب من بعض كمان واللي هيبعد عن اللجان عمره ما هيبان في الصورة. انزل وشارك بصوتك، خليك معانا في أجمل صورة للبلد وهو يلبي نداء الوطن وينتخب الرئيس. و«صور يا زمان» من أغنية «صورة» للفنان الراحل عبد الحليم حافظ وكلمات صلاح جاهين.
وفي «المساء» نظر أبو الحديد بشماتة وغضب إلى عملية الإخوان الأخيرة لتفجير سيارة مدير أمن الإسكندرية اللواء مصطفى النمر لإثارة خوف المواطنين وعدم النزول للتصويت وقال:
وهي رسالة سوف يكون لها مفعول السحر على موقف كل مصري ومصرية من الانتخابات الرئاسية وسلوكهم الانتخابي أمس واليوم وغدا. كل من قرر النزول والتوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بصوته سوف يتأكد من صحة موقفه وتزداد ثقته بأنه يلبي نداء وطنه عندما يحتاج وطنه إليه وكل من تردد في النزول سيحسم أمره وسيصر على المشاركة، فالعبوة بقدر ما كانت ناسفة كانت أيضا كاشفة. هذا ما يتعلق بحجم المشاركة ولسنا في حاجة إلى أكثر من ذلك فكل صوت في الصندوق هو بمثابة رصاصة في صدر الإرهاب ردا على جريمته وإصرارا على هزيمته.

«ما يصحش كده»

أما الجديد فهو ما قاله الرئيس السابق المستشار عدلي منصور الذي كان رئيسا للمحكمة الدستورية العليا وتولى الرئاسة بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي عام 2013 لمدة عام تحدث إلى لميس الحديدي على قناة «اكسترا نيوز» مساء الاثنين وقالت عنه «المصري اليوم» تحت عنوان «منصور للمعارضة صوتوا لموسى أو أبطلوا أصواتكم»: المشاركة هي دعم للوطن وللدولة وليست لمرشح دون آخر، وأن الهدف منها هو ممارسة الحق الدستوري والقانوني في اختيار الأجدر بقيادة سفينة الوطن لمدة أربع سنوات مقبلة، مشيرا إلى وجود بعض المعارضين للرئيس السيسي وهذا حقهم الذي يحترم إلا أن تقاعسهم عن أداء واجبهم الوطني لن يفيد، داعيا إياهم إلى التصويت سواء بمنح أصواتهم لموسى مصطفى موسى منافس الرئيس في الانتخابات أو إبطال أصواتهم، معتبرا أن إبطال الأصوات رسالة للرئيس بأن قطاعا من المواطنين لديه بعض الملاحظات على الأداء فى الفترة الأولى، معربا عن ثقته في أن الرئيس سيتلقى الرسالة ويوليها أهمية خاصة. إن مؤيدي سياسات الرئيس عليهم المشاركة أيضا وألا يركنوا لفكرة أنه سيفوز.
وكان غريبا جدا أن تخبرنا دعاء العدل في عدد «المصري اليوم» نفسه أنها شاهدت على قناة تلفزيونية مقدمة برامج تسأل موسى مصطفى: كمرشح رقم 2 تحب تقول أيه للناس اللي هاتنتخبك؟ فارتبك وقال لها: أقولهم ما ما ما يصحش كده.
وفي «الشروق» قال رئيس تحريرها عماد الدين حسين عن التصويت الكبير لأهالي شمال سيناء: حينما يتم فتح لجان للتصويت في شمال سيناء وتأمينها فهذا خبر مفرح وتطور إيجابي، وحينما يذهب البعض إلى هذه اللجان فهو خبر أكثر من إيجابي، ىوالمعنى الرئيسي أن كل ــ أو معظم ــ ما فعله الإرهابيون والمتطرفون أو حاولوا أن يفعلوه طوال سنوات قد ذهب أدراج الرياح خصوصا أنهم يتعاملون مع الانتخابات باعتبارها بدعة. بالطبع ما كان ممكنا أن يذهب الناخبون في شمال سيناء إلى 11 لجنة أساسية و61 لجنة فرعية فها 49 مركزا انتخابيا من دون الشعور بالأمن. وما كان يمكن تحقيق هذا الأمن لولا جهود الجيش والشرطة وأهالي سيناء منذ سنوات خصوصا منذ بدء عملية «سيناء 2018» .

أهم من الديمقراطية

وإلى «الوفد» حيث قالت فيها عضو الهيئة العليا لحزب الوفد الدكتورة عزة أحمد هيكل:
هذا الجيل الواعي أدرك أن الانتخابات حتى وإن كانت بلا منافسة حقيقية، وحتى وإن كانت في الظاهر منافسة غير متكافئة وغير واقعية وأن النتيجة محسومة منذ البداية في شخص الرئيس، إلا أن هذا الجيل يعي جيدا أن الاستقرار والأمن والأمان وعدم دخول الوطن في منعطف التمزق أو منزلق الفتنة أو منحدر الحرب الأهلية أو بئر الإرهاب الأسود أهم بمراحل من الديمقراطية التي يرغب فيها الجيل الحالي من الشباب والذي لديه مطالب مشروعة من حق في العمل والتعليم والسكن والمواصلات والرعاية الصحية ومظاهر الحياة الكريمة. ذلك الجيل الشاب الذي يريد أن يحقق مطالب ثورته من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية فينظر إلى الانتخابات بصورة سلبية لأنه كان يريد منافسة سياسية وبرامج اقتصادية لمرشحين تمكنه من الاختيار وممارسة الديمقراطية كما يراها وكما يريدها ذلك الجيل الشاب الذي يخشى أن يدخل في منعطف الديكتاتورية وسياسة الفرد وألا تقوم المؤسسات بدورها السياسي في الفصل بين السلطات. ولهذا فإن هؤلاء الشباب قد يرفضون ويقاطعون الانتخابات وهم بهذا يتخلون عن واجبهم الدستوري والقومي.
ومن «الوفد إلى آخر محطة لنا في هذه القضية وستكون عند جريدة «المساء» ورئيس تحريرها الأسبق خالد إمام الذي خرج من اللجنة بعد أن أدلى بصوته وصرخ: يا خوارج العصر، ويا كل من يدعمونكم وحتى أحرق دمكم أكثر لقد أهملنا دعواتكم وألقيناها في صناديق القمامة ولم يرهبنا إرهابكم ونزلنا بالملايين وانتخبنا رئيسنا وحافظنا على أم الدنيا التي تريدون إسقاطها ولن نسمح بإسقاطها.

معارك وردود

وإلى المعارك والردود وأولها للأستاذ في جامعة الإسكندرية الدكتور إبراهيم السايح الذي قال في «الوطن» عن الإعلام الحزبي: الإعلام الحزبى انتقل إلى رحمة الله تعالى مع فقيدة الشباب ثورة 25 يناير/كانون الثاني، ولكنه لم يكن على قيد الحياة في السنوات القليلة التي سبقت الرحيل ففي حزب التجمع ـ مثلا ـ تخلصت قيادة الحزب قبل ثورة يناير/كانون الثاني من كل الصحافيين أصحاب الرأي والكفاءة في جريدة «الأهالي» التي تحولت حاليا إلى جريدة رمزية تعبّر عن حزب افتراضي.
وفي الحزب الناصري قضت الخلافات الشخصية على جريدة «العربي» التي تحولت قبل الثورة إلى جريدتين بالاسم نفسه والشكل نفسه، وتصدر كل منهما في اليوم نفسه. ثم انتقلت الصحيفتان وحزبهما إلى الرفيق الأعلى في ظروف غامضة. وفى حزب «الأحرار» توفي الحزب أولا ثم تبعته الجريدة رغم ازدهارها المفاجئ في عهد الأستاذ محمود عوض. ولم يتبقَّ حاليا من الإعلام الحزبي سوى جريدة «الوفد» التي تقدم كل يوم أفضل عرض لمواقيت الصلاة في القاهرة والإسكندرية ودرجات الحرارة الصغرى والكبرى في شتى المحافظات، فضلا عن مقالات الأستاذ عباس الطرابيلي والأستاذ سليمان جودة وبعض الأشياء الأخر من الإعلام المكتوب أو المرئي أو الإذاعي من الهواة والمتطوعين يسهل التخلص منهم حال عدم درايتهم بخريطة المناطق الخضراء والحمراء والرمادية في هذا المجال.
المشكلة في المحترفين الذين ينبغي أن تفكر كليات الإعلام في طرق علمية لإعداد الأجيال المقبلة منهم تمنعهم من الوقوع في أخطاء جسيمة قد يفقدون بسببها وظائفهم أو حريتهم. وأقترح في هذا الصدد استحداث مادة تحت اسم «جغرافيا إعلامية» في أقسام الصحافة والإذاعة والتليفزيون يدرس فيها الطالب مواقع الموضوعات الإعلامية الآمنة ودرجات الخطورة في الموضوعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وكيفية التعامل مع الشؤون السيادية ومهارة الابتعاد عن حقول الألغام في شتى جوانب التناول الإعلامي فضلا عن آداب الحديث مع أو عن أي صاحب شأن في هذا البلد والبلدان الأخرى.

لا مجال للمزايدين

وإلى معركة أخرى مختلفة خاصة بالتعليق على مباراة المنتخب المصري لكرة القدم مع البرتغال وذلك من جانب عدد من المعلقين وهم مجدي عبد الغني وأحمد حسام الشهير بميدو وحازم إمام وسيف زاهر على المباراة. وأثناء الاستراحة تلفظوا بألفاظ وأوصاف قبيحة قام بتسجيلها أحدهم وسربها وهاجت الدنيا وماجت في صحف الاثنين ومع ذلك وجدنا الدكتور محمود خليل في «الوطن» يستنكر ما قالوه ولكنه اعتبرها ظاهرة متكررة من كثيرين استخدام مثل هذه الألفاظ. ووجه الهجوم ضد من قام بالتسريب. كما دافع عنهم في «المصري اليوم» علاء الغطريفي لكن عبد الناصر سلامة في العدد نفسه لم يعجبه هذا وذاك وقال تحت عنوان «السفالة الكروية»:لا مجال لعديمى التربية، لا مجال للمزايدينن لا مجال لأنصاف المتعلمين ولا أنصاف الموهوبين، ولا حتى أنصاف الرجال، يجب ألا نستمع مرة أخرى إلى مذيع أو معلق غير مقنع أو ضعيف أو يخلط الحابل بالنابل أو اعتاد السفسطة واللت والعجن فيما هو خارج الموضوع، أو يخلط بين الشأن العام والكروي على طريقة النفاق والمزايدة أو يرى في بلدان مستحدثة أنها الشقيقة الكبرى لأم الدنيا إلى آخر ذلك من هراء أصبح حديث الشارع الآن إن بالنقد العلني وإن بالامتعاض والاستنكار. لا يجب أبدا أن تكون ضمن الوفد الرسمي للمونديال أو ضمن الاستديو التحليلي مستقبلا هذه العينة التي شاهدنا تسريباتها البكابورتية من داخل الاستديو، تلك التسريبات التي وصلت بيوتا محترمة وآذانا نقية وأطفالا في عمر الزهور.
بالتأكيد هناك في هذا المجال خبرات محترمة من أمثال حسن شحاتة وعصام عبدالمنعم وغيرهما، خبرات نالت قسطا وافيا من التربية. أمر التحليل يجب ألا يُترك لمافيا الفضائيات ولا لمن لديهم القدرة على الهرتلة فقط. نحن أمام ميكروفونات تدخل كل البيوت وتخاطب كل الفئات بالتالي يجب أن يكون القائمون عليها من ذوي الأخلاق الحميدة أولا وأخيرا من نوعية محمد صلاح ومحمد أبوتريكة وغيرهم كثير. أتصور أن القناة التليفزيونية المعنية يجب أن يكون لها موقف كما الهيئة الوطنية للإعلام كما وزير الشباب والرياضة .سمعنا من المذيع مرات عديدة أن اللاعب الأول في العالم رونالدو «بيغل» من اللاعبين المصريين.
وعبد الناصر سلامة يقصد مدحت شلبي لأنه الذي كان يصف رونالدو بأنه يغل في نفسه، أي يكتم غيظه ويكاد ينفجر، من محمد صلاح.

مشاكل وانتقادات

وإلى المشاكل والانتقادات وأولها في «الأخبار» لمحمد الهواري الذي أشاد يوم الاحد بمشروع شهادة أمان وقال عنها: شهادة أمان تنقذ ملايين الأسر المصرية من عمال اليومية وحراس المنازل والباعة الجائلين والعمالة الزراعية من العوز وضمان استقرار أسرهم خاصة أن لهم أبناء في مراحل التعليم المختلفة يحتاجون للرعاية. إن الملايين الذين يعملون دون تغطية تأمينية من عمالة غير منتظمة يستحقون النظر إلى أوضاعهم حماية للأسرة المصرية لذا فإن طرح شهادة أمان ومشاركة هؤلاء في التأمينات يساعد على استقرارهم وتأمين مستقبل أبنائهم من أجل حياة كريمة تسعى لها الدولة من خلال مشروعات أخرى مماثلة مثل الضمان الاجتماعي ومشروع تكافل وكرامة استجابة لأهداف ثورتين شهدتهما مصر ثورة 25 يناير/كانون الثاني وثورة 30 يونيو/حزيران وحتى لا يكون المواطن المصري تحت رحمة الحصول على مساعدات من القادرين لذا يجب أن توجه هذه المساعدات في جانب منها إلى مشروع شهادة أمان تحمي المواطن في الحاضر والمستقبل.
وظهرت مشكلة أخرى تهم ملايين المواطنين الذين يستخدمون سيارات شركتي «أوبر» و«كريم» بعد أن أصدرت محكمة القضاء الاداري في مجلس الدولة حكما بوقف نشاطهما بعد الدعوى التي رفعها أصحاب التاكسيات وهو ما دفع جمال نافع في «الأهرام» إلى أن يقول يوم الاثنين: يبدو أننا اعتدنا أن نغمض أعيننا على بعض الظواهر حتى تصبح حقيقة واقعة وقد ترتبت عليها حقوق ثم نصحو من غفوتنا ولنعلن أنها غير قانونية ويجب وقفها. ولعل أحدث مثال على ذلك وقف نشاط شركتي أوبر وكريم والشركات المماثلة لهما بحكم محكمة القضاء الإداري وهو حكم ليس نهائيا وباتا ولكن يجوز الطعن عليه أمام المحكمة الإدارية العليا.
ووجود أوبر وكريم ليس سرا بل كان أمام الجميع حتى أصبح واقعا وحقق انتشارا كبيرا كونه يقدم خدمات أفضـــل وأكثر أمنا وأرخص من التاكسي، كما أنه حقـــــق فرص عمل للشباب في ظل بطالة كبيرة. فوجىء الجميع بهذا الحكم الذي أغضب مستخدمي هذه الشركات من المواطنين كما صرخ أصحاب السيارات بأنهم اشتروها بالتقسيط. ولم يفرح للحكم سوى أصحاب التاكسي الذين اعترفوا في آخر مظاهرة لهم ضد هاتين الشركتين أنهم أساءوا استغلال الركاب ومعاملتهم.
ويبدو أننا سندخل في جدل قضائي حيث طعن أحد المحامين رسميا على الحكم للمطالبة بإصدار حكم قضائي بوقف تنفيذ القرار السلبي بامتناع الجهة الإدارية عن اتخاذ ما يلزم قانونا فىيتقنين وضع شركتي أوبر وكريم وجميع السيارات التابعة لهما حفاظا على حقوق العاملين فيهما وجمهور المتعامين معهما. وأنسب حل لهذه القضية هو تقنين هذه الشركات بحيث تدفع حقوق الدولة من ضرائب ورسوم وبما يتفق مع قانون المرور حفاظا على حقوق العاملين بهما ولحماية جمهور المتعاملين معهما. ولعل السماح لهاتين الشركتين بالعمل يفتح مجالا للعمل للشباب وسيجد «التاكسي» منافسا شرعيا له عسى أن يقدم خدمات أفضل. وبعد أوبر وكريم ليت المسؤولين ينتبهون إلى «سرطان» يجري في شوارع مصر اسمه «التوك توك» فيجدون له حلا.

وأنا مالي

وفي «المصري اليوم» قالت أمينة خيري في اليوم نفسه:
صحيح أن الأوضاع يجب تقنينها لكن ماذا عن التاكسى الأبيض الذي بات ينافس مملكة الميكروباص في البلطجة وإمبراطورية التكاتك في العشوائية وسلطنة «الثُمناية» في الهمجية؟ ألا يعلم المناط بهم تطبيق القانون أن غالبية التاكسي الأبيض خارجة تماما عن القوانين؟ عدادات لا تعمل، سيارات قذرة، سائقون منفلتون، تدخين أثناء العمل، أغنيات مسفّة، وألفاظ خارجة، حديث في المحمول أثناء القيادة. إمارة وتحكم في خط السير ووجهة الرحلة وقائمة السفه طويلة جدا ولا مجال للحديث عن اللجوء إلى الشرطة لأن رد الفعل يأتي دائما في إطار «وأنا مالي» .
وإلى مشكلة أخرى أو مشاكل أخرى تغلبت عليها الحكومة وما سبقها من حكومات حدثنا عنها وزير الصحة الأسبق في عهد مبارك أمام إحدى جلسات مؤتمر إطلاق طاقات المصريين الذي افتتح أعماله الرئيس السيسي يوم السبت وقدمت لنا أميرة فكري عرضا لها في «الوطن» يوم الاثنين بقولها: قال الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق ومقرر مجلس البحوث الطبية إن الدولة المصرية بكل أجهزتها نجحت خلال السنوات الماضية في القضاء على مرض «البلهارسيا» الذي كان مرضا خطيرا وبلغت نسبة الإصابة به 39٪ من تعداد السكان وأدى إلى انخفاض عمر المصابين به إلى 40 عاما في المتوسط، مشيرا إلى أننا «نجحنا في مكافحة هذا المرض وأنتجنا علاجا مصريا. وكشف تاج الدين عن أن «من أبرز نتائج التطور الصحي في مصر رفع متوسط أعمار المصريين إلى 72 عاما بعدما كان المتوسط في الثمانينات ما بين الأربعينيات والخمسينيات، وأنا أفتخر كوزير صحة قضيت على مرض شلل الأطفال بوسائل ابتكارية غير أننا لا نزال نعاني من أمراض العصر ومنها الضغط والسكر ونعد خريطة للأورام في مصر، كما نعد حملات للتشخيص المبكر لسرطان الثدي من شأنها أن ترفع نسب الشفاء من هذا المرض العضال».

القمة العربية وفلسطين

وعن مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في السعودية قال الدكتور محمد السعيد إدريس في «الأهرام» أمس:
بعد أن أكدت الأطراف العربية المعنية أمر انعقاد القمة العربية الدورية المؤجلة وقررت أن انعقادها سيكون في العاصمة السعودية الرياض يوم 15 أبريل/نيسان المقبل أضحى واجبا التساؤل عن مضمون وأجندة هذه القمة في وقت بلغت فيه الأزمات العربية ذروتها، وبعضها أضحى مرشحا لتفجير صدام مروع قد يحدث بين القوى الدولية والإقليمية على النحو الذي تتدافع إليه تطورات الأزمة السورية. وفي وقت وصل فيه حال النظام العربي، وعلى الأخص من منظور محدودية دوره في توجيه وحل هذه الأزمات، ذروة مأساويته هل سيبقى العرب مغيبين سواء بإرادتهم أو بدون إرادتهم عن مخططات تصفية القضية الفلسطينية لمصلحة تمكين الكيان الصهيوني من السيطرة والهيمنة وفرضه حليفا للعرب؟ وهل سيبقى العرب على تناقضاتهم في الأزمة السورية التي باتت تهدد المستقبل العربي كله في ظل مشاهد الاندفاع الأمريكى والروسي نحو حرب باردة جديدة قد لا تبقى باردة كثيرا مع عودة مظفرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا للمرة الرابعة مدعوما بتأييد شعبي غير مسبوق، ومع إدارة أمريكية باتت متخمة بكبار الجنرالات ورموز وعتاة تيار المحافظين والمحافظين الجدد عقب إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون واستبداله برئيس المخابرات المركزية الجنرال مايك بومبيو وإقالة مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر واستبداله بجون بولتون اليميني المتشدد المتباهي بـ «صهيونيته» والمصنف بأنه «سلاح إسرائيل السري» .

ذكرى أحمد زكي

وإلى ذكرى الفنان أحمد زكي في السابع والعشرين من شهر مارس/آذار سنة 2005 وقال عنه سعيد الشحات في «اليوم السابع» أمس:
أثناء تصوير فيلم «معالي الوزير» كان بطله الفنان أحمد زكى يضع أمامه أربع علب سجائر من أنواع مختلفة حسب تأكيد صديقه الماكيير محمد عشوب وأمام غرابة المنظر سأله عشوب عن السبب فأجاب: «عشان السرطان يخش بسرعة» وبالفعل مع نهاية تصوير الفيلم هاجمه المرض» «العربية نت 27 مارس/آذار 2017». ربما نفسر هذه الرواية على أنها رغبة من «زكي» في مغادرة الحياة التي غادرها بالفعل يوم 27 مارس/آذار مثل هذا اليوم 2005». غير أن سيرة هذا الممثل الاستثنائي فيها ألف شاهد وشاهد على حبه للحياة. يذكر الدكتور تامر النحاس أحد أطبائه: «كان نوعية مختلفة من المرضى الذين قليلا ما نجدهم حاليا لأنه قاوم المرض بشكل يتعجب له الجميع لدرجة إنني تفاءلت في بعض اللحظات وتوقعت أن تغلب إرادته المرض وهذا ضد الواقع والعلم والطبيعة». واجه زكي الألم بالأمل وإصراره أن يكون لبقائه معنى مختلف فصار هذا «الاستثنائي» الذي قدم للسينما 56 فيلما وللتليفزيون «الأيام» و«هو وهي». كان حاصل ذلك في رأى المخرج محمد خان الذي أخرج له «زوجة رجل مهم» و«أحلام هند وكاميليا»: «أحمد من أهم النجوم الموهوبين الذين عملت معهم على الإطلاق كان غولا أمام الكاميرا ونجح فى أن يعايش كل الشخصيات من دون أن تكون هناك أي مشكلة تواجهه. كان بديعا في تناوله للشخصية، ماهرا في السطو على القلوب» «جريدة الخليج ـ الإمارات 28 مارس/آذار 2005». وتوقع الناقد اللبناني إبراهيم العريس في نعيه له أن السينما المصرية والعربية ستحتاج إلى سنوات كي تعوضه «الحياة ـ لندن 28 مارس/آذار 2005». واعتبره طارق الشناوى: «الأول والأروع بين نجوم التمثيل بشهادة العديد من زملائه».

انتخابات مصر: مشاركة واسعة للنساء ومتوسطة للرجال وعدلي منصور يطالب المعارضة بالتصويت لمصطفى موسى

حسنين كروم

رواد مواقع التواصل يرشحون الابن العاق الرافض للسيسي رئيسا لمصر

Posted: 27 Mar 2018 02:24 PM PDT

القاهرة ـ «القدس العربي»: وليد الشريف، اسم ارتبط بالانتخابات الرئاسية المصرية، رغم أنه ليس مرشحاً أو حتى أحد قيادات الأحزاب المعارضة أو المؤيدة للرئيس المصري المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي.
فاسمعه ورد في لافتة غريبة، مؤيدة للسيسي من عائلة الشريف، التي استثنت (في اللافتة) أحد أفرادها ويدعى وليد، ونعتته بـ«العاق».
ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ رابطة محبي وليد الشريف، وطالبوا بترشحه في انتخابات الرئاسة.
غردت تسنيم عكاشة ساخرة من اللافتة: «ادعوا لأخيكم وليد الشريف فإنه الآن يُسأل».
واختارته سلوى زعيماً لمصر، وكتبت: : «مطلب شعبي فين وليد الشريف.. حد يقوله أنت الرئيس.. نحن تويتر مصر ننتخب وليد الشريف زعيم شرفي للأمة». أما ريم فقالت: «عائلة الشريف لا يوجد فيها شريف غير العاق وليد».
محمد خالد، علّق بالقول:» كلنا العاق وليد.. وكلهم عائلة الشريف»، في إشارة إلى معارضته للسيسي.
وسخرت هبة حمدي من اللافتة وكتبت :» تخطينا مرحلة انتخابات فوق السن ودخلنا على مرحلة انتخابات الإسعاف والعناية المركزة». أشرف فرغلي، قال: «وليد أشرف من أنجبت عائلة شريف».
في السياق، أدلى الممثل الكوميدي عادل إمام بصوته في الانتخابات. وقال خلال وجوده في لجنته الانتخابية، في مدرسة في حي الدقي في محافظة الجيزة، قائلا: «هو مفيش حد غيري هنا ولا إيه؟»، فسألته الموظفة ماذا تقول؟ فأجاب «لا مفيش حاجة». فيما هاجم رواد موقع «فيسبوك» انتشار صورتين للفنان المعروف حسين فهمي، من مواقع اخبارية في أوقات مختلفة، تشير إلى إدلائه بصوته في الانتخابات ضمن المصريين في الخارج وذلك في أبوظبي قبل أسبوع، وظهوره كذلك للإدلاء بصوته في التصويت الداخلي في مصر.
واتهم فهمي في بيان أمس الثلاثاء، جماعة «الإخوان المسلمين» بالوقوف وراء ما وصفها بـ«الشائعات»، مشيرا إلى أن وجوده في دولة الإمارات كان يوم 18 من مارس/أذار الجاري للمشاركة في فعاليات الأولمبياد الخاص بصفته سفيرا دوليا.
وأوضح أنه زار مقر السفارة المصرية في أبوظبي لتشجيع المصريين على المشاركة في الانتخابات، وقام بجولة بصحبة السفير المصري وائل جاد على مراكز الاقتراع، وتخلل الجولة مناقشة مع المقترعين والتقاط الصور التذكارية.

رواد مواقع التواصل يرشحون الابن العاق الرافض للسيسي رئيسا لمصر
عادل إمام يسخر من ضعف المشاركة… وحسين فهمي ينفي التصويت مرتين

البرلمان التونسي «يرفض» التمديد لهيئة الحقيقة والكرامة… و«النهضة» والمعارضة يشككان في صحة قراره

Posted: 27 Mar 2018 02:24 PM PDT

تونس – «القدس العربي» : أثار قرار البرلمان التونسي «رفض» تمديد عمل هيئة «الحقيقة والكرامة»، جدلاً كبيراً داخل البلاد، فبينما «احتفل» الحزب الحاكم وشركاؤه بـ»إسقاط هيئة سهام بن سدرين» وكشف عن إعداده لمشروع «بديل» للعدالة الانتقالية، شككت حركة «النهضة» والمعارضة بصحة قرار البرلمان على اعتبار غياب النصاب القانوني المطلوب.
وكان البرلمان التونسي صوّت، ليل الاثنين، ضد تمديد عمل هيئة «الحقيقة والكرامة» لعام آخر، حيث رفض 68 نائبا (أقل من الثلث) ضد «طلب التمديد» الذي تقدمت به الهيئة، فيما تحفظ اثنان فقط، بعد امتناع نواب «النهضة» والمعارضة عن التصويت وانسحابهم من الجلسة.
وإثر القرار «احتفل» نواب حزب «نداء تونس» الحاكم بالقرار، فيما أصدر الحزب بياناً أكد فيه «احترامه لمسار العدالة الانتقالية كمسار جوهري متكامل لا يمكن اختزاله أو تلخيصه في هيئة الحقيقة والكرامة ولا في الدور المختل والمشوه الذي لعبته رئيسة الهيئة التي تتحمل مسؤولية فشل عمل هيئتها»، مشيراً إلى أنه سيتقدم بـ»مشروع قانون أساسي لمواصلة مسار العدالة الإنتقالية بعد أن زالت عنها الانحرافات وذلك احتراما لمبادئ الدستور والعدل والإنصاف وحقوق الإنسان، كل ذلك لغاية تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة في اقرب الأوقات».
كما أكدت حركة «مشروع تونس» (من المصوتين ضد التمديد) «تمسّكها التام بمسار العدالة الانتقالية والعمل على مواصلته وتطويره بما يضفي عليه الحد الأدنى من الحيادية والمسؤولية والشفافية»، مشيرة إلى «إصرارها على التقدم بمشروع قانون جديد يمكّن من مواصلة مسار العدالة الانتقالية على أساس الحيادية والكفاءة والشفافية والسرعة في حسم هذا الملف، مع التأكيد على تجنب الثغرات القانونية والإجرائية التي جعلت الهيئة السابقة فوق القانون والمحاسبة والمؤسسات بما عطّل المسار برمته وأضرّ به وجعل من الهيئة إحدى أدوات ومواضيع الصراع السياسي عوض أن تكون منطلقاً للمصالحة والوئام الوطني».
فيما اعتبرت كل من حركة «النهضة» وأحزاب المعارضة أن عملية التصويت التي تمت ضد «طلب» التمديد غير قانونية، حيث كتب الحبيب خضر النائب عن حركة «النهضة» والمقرر العام السابق للدستور على صفحته في موقع «فيسبوك»: «عند مناقشة الموضوع (تمديد عمل الهيئة) في مكتب المجلس، تم لفت الانتباه الى أن ذلك مخالف لمقتضيات القانون ولكن تم «المرور بقوة» مما استدعى لاحقا انسحاب ممثلي كتلة النهضة من اجتماع المكتب. وعُقدت الجلسة العامة يوم السبت وعند الافتتاح الاول لم يتوافر النصاب (109) فتم الانتظار، وعند الافتتاح الثاني كان عدد الحاضرين المسجّلين أيضا أقل من النصاب الثاني ( 73 نائبا) وهو ما يعني عدم المواصلة عملا بالفصل 109 من النظام الداخلي للمجلس ولكن رئيس المجلس قرر التغاضي عن ذلك ومواصلة الجلسة».
وأضاف: «يوم الاثنين واصل رئيس المجلس الجلسة من دون تسجيل جديد للحضور وهو ما يعني أن الخلل المسجّل في جلسة السبت انسحب على جلسة الاثنين، لأن عملية التصويت لا أساس لها في القانون فقد كان تحديد الغالبية المطلوبة وصيغة السؤال محل خلاف. وقد اختار رئيس المجلس أن يكون التصويت على الموافقة على التمديد وهو ما يعني أن أصحاب رأي الموافقة مطالبون بالحرص على بلوغ 109 أصوات. لكن الخلل الذي لم يتحسب له رئيس المجلس هو أنه لا معنى لتصويت لا يشارك فيه أصلاً إلا أقل من العدد الأدنى الكافي لاتخاذ القرار. لقد حصل سابقا في المجلس أكثر من مرة اعتبار التصويت الذي يشارك فيه أقل من 73 في قانون عادي أو أقل من 109 في قانون أساسي كأن لم يكن. وفي صورة الحال لم يشارك في التصويت الا 65 أي أقل من نصاب الحضور وأقل من الغالبية المطلوبة وهو ما يجعل هذا التصويت في حكم المعدوم. أي أن المجلس لم يقرر شيئا بشأن موضوع التمديد».
وأضاف عماد الدائمي النائب عن «حراك تونس الإرادة»: «المتحيّل محمد الناصر مرّ (بالغدرة) للتصويت، وسقطت عملية التصويت لانه لم يشارك فيها سوى 65 نائباً أي دون ثلث النواب، وبالتالي فالعملية غير شرعية. قطيع السبسي صفق بعد التصويت ثم احبِطوا بعد تبين الكارثة. أكبر فضيحة في تاريخ مجلس النواب منذ عهد الجلولي فارس (رئيس برلمان خلال حكم بورقيبة)».
ودوّن غازي الشوّاشي النائب عن حزب «التيار الديمقراطي»: «بالرغم من الماكينة الجهنمية التي تم توظيفها لضرب هيئة الحقيقة والكرامة ومنعها من استكمال اعمالها، فشل حزب نداء تونس وحلفاؤه من الانقلاب على مسار العدالة الإنتقالية، ويحقق بذلك الشعب التونسي انتصاراً جديداً أمام قوى الردة في انتظار ارجاع الحقوق لأصحابها وتفكيك منظومة الفساد والإستبداد وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة».
وتابع «لا تصدقوا إفتراءاتهم وأكاذيب أبواقهم إن التصويت على قرار التمديد الليلة في مجلس نواب الشعب لا يعتد به لأن الاصوات المصرح بها دون الحد الأدني المطلوب وهو 73 صوتا و بالتالي هو تصويت باطل في جلسة باطلة من أساسها».
ويحدد القانون المُنظم لمسار العدالة الانتقالية (الفصل 18) مدة عمل هيئة «الحقيقة والكرامة» ـ المشرفة على المسار ـ بأربع سنوات قابلة للتمديد مرة واحدة لمدة سنة «بقرار مُعلل من الهيئة يُرفع إلى المجلس المكلف بالتشريع (البرلمان) قبل ثلاثة أشهر من نهاية مدة عملها».

البرلمان التونسي «يرفض» التمديد لهيئة الحقيقة والكرامة… و«النهضة» والمعارضة يشككان في صحة قراره

حسن سلمان:

نصرالله يتحدث عن لقاء سعودي – سوري لقطع العلاقة بإيران ولن ينجرّ للرد على «استفزاز الحريري»

Posted: 27 Mar 2018 02:23 PM PDT

بيروت – «القدس العربي»: يستكمل « تيار المستقبل « التحضيرات للمعركة الانتخابية في كل المناطق ويركّز جهده على عكار وطرابلس لمنع اي خرق كبير من قبل اللواء أشرف ريفي أو الرئيس نجيب ميقاتي.وبعد جولة الرئيس سعد الحريري قام الأمين العام للتيار احمد الحريري بجولة واسعة على القرى والبلدات الشمالية وتوجّه إلى المناصرين بالقول « ورد الحريري بالقول: «ألف تحية لكم أنتم المناضلون والمناضلات، أنتم من حملتم رفيق الحريري في قلبكم وأنتم من حميتم سعد الحريري بقلبكم. نقول لكم هذه اللائحة تمثلكم ومرشحوها منكم ومن أوجاعكم ومن معاناتكم هنا في جرد القيطع، لذلك اختار الرئيس سعد الحريري من يفتح قلبه لكم، ومن يفتح بيوته لكم، ويقوم بخدمتكم، ويكون إلى جانبكم، وبأمركم وليس أنتم في أمرها».
وأضاف: «سمعنا في الآونة الأخيرة محاولات لتطويق تيار المستقبل، هؤلاء الناس ظرفاء، يريدون تطويقنا في مكان نؤمن فيه الحاصل الانتخابي لوحدنا. ولهم أقول: لا أحد يستطيع تطويقنا، بقوة ربنا وقوتكم، لا هم ولا من هو أكبر منهم يستطيع تطويقنا في هذا البلد. لن نساير في الحق، وكل من حاول أو يحاول إلغاءنا وصل إلى حائط مسدود لونه أزرق». وتابع: «نحن في أخلاقنا وتربيتنا لا نعمل كما هو يعمل لأنه لا يشبهنا، نحن من مدرسة مشروع وطني يحميك ويحمي غيرك، يسعك ويسع غيرك، ولأجل ذلك لم يستطع أحد أن يلغينا، وكل اللوائح شكلناها من أجل مصلحة تيار المستقبل وجمهور تيار المستقبل».

لقاء سعودي – سوري

وتعليقاً على الخطاب العالي السقف على لسان رئيس الحكومة تجاه حزب الله لفت الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله إلى عدم الانجرار للرد على الحريري وقال «ستلاحظون في المرحلة المقبلة تصاعداً في الخطاب الطائفي. ولن تسمعوا من ‏تيار المستقبل وغيره سوى خطاب شدّ العصب الانتخابي، وشتمنا لإرضاء السعوديين والأمريكيين، لأن ليس ‏لديهم ما يقدمونه لجمهورهم لا عن سلاح المقاومة ولا عن المحكمة الدولية». وشدّد على «أن الحزب لن ينجرّ إلى ‏الرد على الحملات ضدنا بخطاب مستفزّ، لأن جمهورنا تعوّد على الانتصارات، وقد شاهدها بأم العين، وإن ‏شاء الله سيشهدها في المعركة‎ ‎الانتخابية» .
ونقلت صحيفة «الاخبار» أن نصرالله قال «إن الأمريكيين والسعوديين ‏يتدخلون في الانتخابات بامكانات هائلة ووسائل قذرة لاستهداف المقاومة». وكشف «عن لقاء سعودي ـــ سوري رفيع المستوى عُقد أخيراً في مكان ما، وطرح السعوديون فيه على ‏السوريين قطع علاقتهم بإيران والمقاومة في مقابل وقف دعم الإرهابيين في سوريا ودعم إعادة إعمارها بمئات ‏مليارات الدولار». وقال «إن هذا العرض قُدم للسوريين مرتين، في عهدَي عبدالله وسلمان، وهذا دليل على أن أصل ‏المعركة هو استهداف المقاومة‎».
وفي لقاء، عبر الشاشة، «مع المجاهدين والمجاهدات حول الانتخابات» في منطقة بيروت، شدّد نصرالله ‏على أن «معركتنا اليوم هي معركة وجود وعزة وكرامة، ونوابنا هم صوت المقاومة، ووجودهم في المجلس ‏يعطينا مكاناً في الحكومة لحماية ظهر المقاومة»، مشيراً إلى «أن السعودية حاولت اسقاط الحكومة في الرابع من ‏تشرين الثاني الماضي عبر احتجاز رئيسها سعد الحريري وإجباره على الاستقالة، لأنهم يريدون إخراج حزب ‏الله من الحكومة». وأضاف: «لو كانت لديهم القدرة لأخذوا البلد إلى حرب أهلية، لكنهم يخشون هزيمة نكراء». وأكّد «‏ان المشروع السعودي هو أخذ الدولة إلى صدام مع المقاومة»، مشيراً إلى « أن الملك السعودي الراحل عبدالله بن عبد ‏العزيز قيل لي إنه طلب شخصياً من بعض‎ ‎نواب في تيار المستقبل وجماعة 14 آذار في اول جلسة انتخاب ‏رئاسية قبل أكثر من سنتين ونصف سنة انتخاب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع رئيساً للجمهورية. كان ‏المطلوب سعودياً وأمريكياً الذهاب إلى المواجهة مع حزب الله‎».
‎ وأدرج نصرالله مشاركة وزراء حزب الله في الحكومة في سياق حمايتها لأنه «نتيجة عدوان تموز وما بعدها ‏هناك توازن ردع مع العدو الإسرائيلي، والتهديد الأخطر هو من الداخل. والهدف من وجودنا في الحكومة اليوم هو ‏منع اتخاذ اي قرار يمسّ المقاومة». وذكّر بأنه «قبل 2005، كان الوجود السوري يشكل ضمانة لعدم الصدام مع ‏الدولة ولم نكن في حاجة للدخول إلى الحكومة، وبعد 2005 دخلنا على خلفية شرعية هي حماية المقاومة لأن ‏هناك من كان يعمل على تسخير امكانات الدولة لضربها، وهو ما ثبتت صحته عام 2006، حين كان قتالنا في ‏الحكومة أشد قساوة في بعض الأحيان من قتالنا على الجبهة العسكرية. فقد وافق الإسرائيلي على وقف القتال ‏متخلياً عن شرط إقامة منطقة منزوعة السلاح جنوب الليطاني، لكن الحكومة اللبنانية لم تقبل بما قبل به ‏الإسرائيلي، وكان موقفها أسوأ من موقفه». وأكد أنه لو كان وزراء حزب الله موجودين في حكومة فؤاد السنيورة، ‏‏»لما كان أحد تجرأ على أخذ القرارات التي اتخذت في 5 ايار 2008» والتي «كان الهدف منها ان يحصل صدام ‏بين حزب الله والجيش اللبناني‎».
وفي ما يتعلق ببعلبك ـــ الهرمل، قال « إن التركيز على هذه الدائرة سببه أن القانون النسبي يعطيهم مقعداً أو مقعدين، ‏‏وما أعطيناهم إياه بالنسبي يريدون أن يستفيدوا منه إعلامياً للقول إن حزب الله ضعف نتيجة قتاله في سوريا. ‏كما يحاولون أن يأكلوا رأسنا بموضوع الخدمات والانماء. أي أمر لم نفعله للمنطقة لم يكن لعدم رغبتنا وانما لعدم ‏استطاعتنا. هذا الحزب قدّم أقصى ما يستطيع، وكما حمى لبنان بدمه ولحمه فهو يدفع من لحمه ودمه لإنماء لبنان. ‏فيما من يتحمل مسؤولية الاهمال في هذه المنطقة هو تيار المستقبل القابض على رئاسة الوزراء ووزارة المال ‏ومجلس الانماء والاعمار منذ عام 1992». ودعا «الى عدم التأثر بالتضخيم الإعلامي للخرق في بعلبك لأن هذه ‏طبيعة القانون الانتخابي»، مشيراً إلى أن الحزب «سينظّم التصويت التفضيلي. وإذا شدّينا الهمّة يمكننا الحصول ‏على تسعة من المقاعد العشرة». وقال: «سأعيدها للمرة الثالثة: اذا استدعت المعركة الانتخابية أن أذهب شخصيًا ‏الى بعلبك الهرمل… عم قلكن من هلق، وبلا خيرة، ومن دون ما اعمل حساب لشي. انا طالع لفوق، ورح ابرم ‏ضيعة ضيعة. أنا لا أمزح، وكلامي ليس من باب التـشجيع‎».

إضراب الأسير

وفي موازاة الانتخابات ، وفي ظل الحديث عن اقرار قانون للعفو العام في مجلس النواب يستثني من قاتل الجيش اللبناني أي الموقوفين الاسلاميين، أعلن الشيخ أحمد الأسير إضرابه عن الطعام والدواء في تسجيل صوتي جاء فيه «بعدما تبيّن الظلم الكبير الذي وقع علينا في معركة عبرا، وفي ظلّ ما يتردد من محاولة لإقرار قانون العفو العام بصيغته الحالية، أعلن الإضراب عن الدواء عن الطعام، حتى رفع المظلومية». وحمّل الأسير «جميع الأطراف الصامتة والمشاركة في عملية الظلم، مسؤولية أيّ أذى يلحق به».
وتعليقاً على إضراب الاسير قال وزير حزب الله محمد فنيش « لا يعنيني هذا الشخص وأمثاله وما يعنيني ألا يكون العفو العام فرصة للتشجيع على الإرهاب والانضمام إلى تنظيمات رأينا مساوئها على الأمن الوطني».

نصرالله يتحدث عن لقاء سعودي – سوري لقطع العلاقة بإيران ولن ينجرّ للرد على «استفزاز الحريري»
«المستقبل» يواصل حشد الناخبين… والأسير يضرب عن الطعام مطالباً بالعفو العام
سعد الياس

فرنسا وألمانيا اعتذرتا في صمت عن قيادة «إئتلاف سلام دولي» بدون واشنطن ووعدتا الفلسطينيين بتغييرات في «صفقة القرن»

Posted: 27 Mar 2018 02:22 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: أكدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ»القدس العربي»، أن إشارات قوية وصلت القيادة الفلسطينية تفيد بأن القوتين السياسيتين في القارة الأوروبية «فرنسا وألمانيا»، لا تستطيعان تشكيل «إئتلاف دولي» لإدارة عملية السلام، بمعزل عن الإدارة الأمريكية، حيث ظهر الأمر جليا في زيارة وزيري خارجية الدولتين إلى رام الله، حيث قدما «حلولا وسطية» تمثلت بإقناع واشنطن بتأجيل «صفقة القرن» والعمل على تلبية المطالب الفلسطينية.
وقالت المصادر إن سبب الزيارة التي قام بها وزيرا خارجية فرنسا الفرنسي جان إيف لودريان، والألماني هايكو ماس، هو «تخفيف الاحتقان» القائم بين القيادة الفلسطينية والإدارة الأمريكية، ومنع أي تصاعد للخلاف، قد يؤدي إلى تعقيد الموقف في المرحلة المقبلة.
ومن المقرر أن تعقد القمة العربية المقبلة في السعودية الشهر المقبل، وتردد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيطلب من نظرائه العرب، إقرار «خطة السلام الفلسطينية» التي طرحها أخيرا أمام مجلس الأمن، والتي تشمل إقامة مؤتمر دولي للسلام منتصف العام الجاري، وتشكيل «إئتلاف دولي» لإدارة المفاوضات، وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67.
وأوضحت المصادر المطلعة أن زيارة رؤساء الدبلوماسية الفرنسية والألمانية لرام الله، أكدت عدم قدرة الاتحاد الأوروبي وخاصة محركيه الأساسيين على تشكيل «ائتلاف دولي» للإشراف على عملية السلام، كما يرغب الجانب الفلسطيني، وأن الدولتين «اعتذرتا بصمت» بعد محاولتهما القيام بالمهمة، لاصطدامهما بالإدارة الأمريكية.
وذكرت أن الوزيرين قدما بسبب ذلك حلولا أخرى، تمثلت في الطلب من الإدارة الأمريكية بشكل رسمي تأجيل طرح «صفقة القرن»، على أن تتوليا حسب ما أبلغتا الرئيس عباس، خلال الفترة المقبلة، مهمة التوسط لإحداث «تغيير جوهري» في الخطة، لتلائم المطالب الفلسطينية التي تستند بالأساس إلى «حل الدولتين»، بما في ذلك تأجيل موضوع نقل سفارة واشنطن إلى القدس. وبما يشير إلى ذلك كان وزير الخارجية الألماني ماس، قال خلال المؤتمر الصحافي عقب لقاء الرئيس عباس «نحن نعلم بأهمية المسؤولية الدولية تجاه القضية الفلسطينية، لذلك يجب أن يكون هناك تقدم في السلام، وهو صعب بدون أمريكا، ونأمل أن لا تغلق الأبواب».
وأكد على ضرورة إيجاد طرق على المستوى الدولي لتحريك عملية السلام ومتابعتها، مضيفا «نحن في أوروبا سنساعد في تحقيق السلام، ولمساعدة الناس بشكل مباشر».
وكان الرئيس الفلسطيني أطلع الوزيرين في لقاءات منفردة على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والمأزق الذي وصلت إليه العملية السياسية جراء الإجراءات الإسرائيلية، ومواقف الإدارة الأمريكية، مشيرا إلى ان الإدارة الأمريكية بقراراتها الخاصة بالقدس، والتهديد بقطع المساعدات أخرجت نفسها كـ «وسيط نزيه للعملية السياسية».
وعقد الفلسطينيون في الفترة السابقة آمالا كبيرة على قدرة الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الصديقة على تشكيل «ائتلاف دولي» تشارك فيه أيضا دول عربية، ليكون بديلا عن «الرعاية الحصرية الأمريكية» للمفاوضات، بعد إصدار الرئيس ترامب قراراته الخاصة بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل سفارة بلاده إلى المدينة المقدسة بدلا من تل أبيب، خاصة وأن مسودة «صفقة القرن» شملت إخراج ملفي القدس واللاجئين من طاولة المفاوضات.
وخلال الفترة الماضية ركز الرئيس عباس مجهوداته على إقناع تلك الدول على تشكيل الائتلاف، وطرح من أجل ذلك مبادرته الخاصة بالسلام أمام مجلس الأمن الشهر قبل الماضي، وأجرى عدة اجتماعات مع زعماء دول غربية وآسيوية، دعاها خلالها ليكونوا جزءا من الائتلاف، وأعلن في أحد المرات من العاصمة الفرنسية باريس أن واشنطن لم تعد وسيطا في عملية السلام.
وفي السباق رجح الدكتور نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الخارجية، أن يجري تأجيل الإدارة الأمريكية لطرح « صفقة القرن « لمدة عام.
ونقلت مواقع محلية عن شعث قوله إن هناك توجها أمريكيا لتأجيل الصفقة «بسبب الرفض الفلسطيني القاطع لها»، رافضا في الوقت ذاته عمليات «الضغط والابتزاز الأمريكي» التي تمارسها إدارة ترامب ضد الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن الرئيس عباس بحث العملية السلمية مع وزيري خارجية فرنسا وألمانيا، لافتا إلى أن القيادة الفلسطينية «لا تريد استبعاد الولايات المتحدة من عملية السلام، وإنما تريد أن تكون جزءا من الإطار الدولي»، وقال أن الأمر يتطلب مزيدا من الوقت للاتفاق على صيغة للرعاية الدولية لعملية السلام.
إلى ذلك أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ان القرارات الأمريكية الأخيرة، خاصة قرار الكونغرس الذي يدعو إلى وقف المساعدات المباشرة للسلطة الفلسطينية، وإضافة 700 مليون دولار لصالح جيش الاحتلال الاسرائيلي، والتهديد المستمر بقطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني، تمثل «إعلان حرب على الشعب الفلسطيني، ودعما لسياسة الاحتلال والعدوان».
وأكد في تصريح صحافي أن الولايات المتحدة الأمريكية «لا تستطيع أن تكون وسيطا نزيها لصنع السلام»، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، ومن خلفها الشعب الفلسطيني «ستواجه هذه التحديات بكل صلابة وقوة»، وأنها «لن تسمح بتمرير أية مشاريع مشبوهة».
وأكد أن تقديم مساعدات أمريكية لجيش الاحتلال مقابل قطع المساعدات عن «الأونروا» سيساهم في «توتير الأجواء، وتوريط الإدارة الأمريكية بمواقف ستضر بمصالحها ومصالح الجميع»، مشيرا إلى أن تلك المواقف «تشكل انتهاكا واضحا للقوانين والشرائع الدولية، وستخلق مناخات سلبية ستؤثر على المنطقة والعالم».

فرنسا وألمانيا اعتذرتا في صمت عن قيادة «إئتلاف سلام دولي» بدون واشنطن ووعدتا الفلسطينيين بتغييرات في «صفقة القرن»
أبو ردينة انتقد القرارات الأمريكية بقطع المساعدات ودعم إسرائيل واعتبرها «إعلان حرب»

دعم أمريكي لحكومة عراقية «غير طائفية» بعد الانتخابات النيابية وخطر «الدولة» لا يزال قائماً

Posted: 27 Mar 2018 02:22 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي» ـ وكالات: قال السفير الأمريكي لدى العراق، دوغلاس سيليمان، أمس الثلاثاء، إن بلاده تدعم أية حكومة عراقية قادمة «غير طائفية»، محذرا في الوقت نفسه من أن خطر تنظيم «الدولة الإسلامية» لا يزال قائما في البلاد رغم هزيمته عسكريا.
وقال، في مؤتمر صحافي في مقر السفارة في بغداد: «لا نساند أي حزب أو شخص بعينه.. نود أن نرى حكومة معتدلة غير طائفية تخدم حاجات العراق من مختلف مكوناته».
وتقود العراق حاليا، حكومة بقيادة ائتلاف شيعي برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي، ومن المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية بالبلاد في 12 أيار/مايو المقبل. ‎‎
وأضاف السفير أن «المفوضية العليا للانتخابات في العراق طلبت بشكل متأخر الاعتماد على مراقبين دوليين لمراقبة الانتخابات».
وبين أنه «سيكون هناك مراقبون دوليون لكن لا نعرف كم سيكون عددهم وأين سيتوزعون؟».
وأشار إلى أن «الأمم المتحدة ترى أن نظام التصويت الإلكتروني المعتمد في الانتخابات (لأول مرة) أكثر أمنا».
ونوه إلى أنه «من الصعب جداً التلاعب والتزوير في الانتخابات لأن النظام الجديد المستعمل على درجة عالية من الدقة ولا يسمح بأي عملية تلاعب».
وبشأن تأمين الانتخابات ميدانيا، قال السفير الأمريكي، إن «التحالف الدولي (بقيادة أمريكا) أبلغنا بأن القوات العراقية لديها خطة جيدة لتأمين الانتخابات»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة والتحالف الدولي لن يشاركا في عملية توفير الأمن للانتخابات».
وجدد قلق بلاده من تزايد النفوذ الإيراني في العراق، قائلا: «نحن قلقون من التدخلات الإيرانية التي تضعف السيادة العراقية، ونعتقد أن إيران تستعمل العراق ضمن مخططاتها لإضعاف الحكومات غير الصديقة لها».
وتقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا مكونا من نحو 60 دولة يوفر الإسناد الجوي والتدريب والمشورة للقوات العراقية في الحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.
واستعاد العراق كامل أراضية من تنظيم «الدولة الإسلامية» نهاية العام الماضي، والتي كانت تقدر بثلث مساحة البلاد سيطر عليها التنظيم في صيف 2014، وذلك إثر معارك طاحنة استمرت ثلاث سنوات.
لكن لا يزال التحالف يؤمن تغطية جوية للقوات العراقية في ملاحقة فلول وخلايا التنظيم في المناطق الصحراوية والنائية.
وفي هذا الصدد، قال السفير الأمريكي إن «هزيمة تنظيم الدولة كخلافة مزعومة تنتشر في العراق لا يعني أن الأفكار والتمرد الذي تريد خلقه قد انتهى».
وأضاف: «نحن نعمل عن كثب مع القوات العراقية لمساعدتها في المرحلة القادمة وهو إلحاق الهزيمة بالتنظيم على الأمد الطويل، والتي لا تتطلب فقط عمليات عسكرية بل عمليات مصالحة اجتماعية وسياسية والأهم تنمية اقتصادية».
وتعليقاً على تصريحات سيليمان وتحديداً حول طلب المفوضية العليا للانتخابات الاعتماد على مراقبين دوليين لمراقبة عملية الاقتراع، أكدت اللجنة القانونية النيابية، أن «الحكومة مسؤولة عن إدارة ملف الانتخابات وليست واشنطن»، معتبرة طلب مفوضية الانتخابات الدعم من الولايات المتحدة «غير منطقي» دون العودة إلى الحكومة المركزية.
وقال عضو اللجنة، زانا سعيد إن «المفوضية يقتصر عملها على إدارة ملف الانتخابات المقبلة وإنجاح العملية الديمقراطية الرابعة في البلاد وليس عقد الاتفاقات الدولية ولا يحق لها أن تطالب واشنطن بالدعم دون العودة إلى الحكومة المركزية». وبين أن «الحكومة المركزية هي المسؤولة عن توفير مستلزمات عملية الانتخابات المقبلة وإن كانت هنالك حاجة إلى الولايات المتحدة فتقتصر على الجانب الفني فقط دون الاشتراك بحماية الانتخابات»، لافتاً إلى أن «المناطق التي حررت من عناصر داعش الإرهابي هي تحت سيطرة القوات الاتحادية ولا داعي لوجود أمريكي بذريعة حماية الانتخابات في المناطق المحررة».
وابدى استغرابه من «طلب المفوضية العليا للانتخابات دعم واشنطن دون عودتها إلى الحكومة»، واصفاً إياه بـ«الأمر غير المنطقي»
في السياق، طالب رئيس الوزراء، حيدر العبادي، ، مفوضية الانتخابات بوضع ضوابط لمنع أي تلاعب في الانتخابات، داعياً إياها كذلك، إلى الإسراع في تنفيذ الآليات الخاصة بإجراء الانتخابات.
وقال، خلال مؤتمره الأسبوعي الذي يعقده في مكتبه في بغداد إن «الانتخابات ستجرى في موعدها المحدد في الثاني عشر من أيار/مايو المقبل ولا يوجد أي نية لتأجيلها».
إلى ذلك، أكد محافظ كركوك وكالة، راكان سعيد الجبوري، أن اقتراب موعد إجراء الانتخابات سيربك المشهد السياسي في كركوك ويطيل عملية انعقاد جلسات مجلس المحافظة، مشيراً إلى أن هناك مناطق واسعة جبلية في المحافظة لازالت غير مسيطر عليها او غير ممسوكة من القوات الامنية.
وأضاف، في تصريحات تلفزيونية، أن «الانتخابات ستجري في كركوك بصورة نزيهة اذا تمكنت القوات الأمنية الحد من نشاطات تنظيم الدولة»، مشيرا إلى أن «اقتراب موعدها سيربك المشهد السياسي في كركوك».
وبين أن «هناك مناطق واسعة جبلية في المحافظة غير مسيطر عليها يمكن أن يستغلها تنظيم الدولة ويستخدمها كملاذ آمن ليقوم بعمليات تعرضية على القوات الأمنية».
وأكد «الحاجة إلى قوات عسكرية اضافية للقضاء على ملاذات تنظيم الدولة وضبط خط التماس مع قوات البشمركه لمنع التسلل وتداخل الصلاحيات بهدف إنجاح العملية الانتخابية في كركوك».

دعم أمريكي لحكومة عراقية «غير طائفية» بعد الانتخابات النيابية وخطر «الدولة» لا يزال قائماً
قلق في كركوك… ولجنة نيابية تنتقد طلب بغداد مراقبين دوليين

أمير قطر عن زيارته روسيا: ناجحة ومعمقة وستمنح دفعة جديدة لعلاقات بلدينا

Posted: 27 Mar 2018 02:22 PM PDT

الدوحة ـ «القدس العربي»: بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبل توطيد علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في عدة مجالات، من بينها الدفاع والطاقة والاقتصاد والاستثمار والتبادل التجاري والبحث العلمي، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون في مجال تنظيم بطولة كأس العالم وتبادل الخبرات لاسيما التي ستستضيفها روسيا 2018 وقطر 2022، حسب ما نقلته وكالة الأنباء القطرية(قنا) كما بحث الزعيمان خلال لقائهما بالكرملين مختلف القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.
ونوه الأمير إلى تطور العلاقات بين البلدين منذ زيارته الأخيرة لموسكو العام 2016، مؤكدا أن التواصل بين البلدين مستمر بشكل دائم.
وأكد الشيخ تميم أن العلاقات الثنائية تطورت بشكل كبير خلال السنتين الماضيتين منذ آخر لقاء له بالرئيس الروسي، مضيفا أن طموح البلدين في التعاون أكبر مما هو عليه الآن، رغم قوة العلاقات والثقة المتبادلة بين الطرفين، مؤكدا على ضرورة تطويرها في المجالات الأخرى لاسيما في حجم التبادل التجاري.
وأشار إلى أهمية العام 2018 بالنسبة لقطر وروسيا باعتباره العام الثقافي المشترك بينهما، منوها سموه بالتعاون الكبير بين البلدين في مجال الثقافة.
وأوضح أن قطر تعول على الأصدقاء في روسيا بالتعاون معهم لأهمية روسيا، ولعلاقاتها التاريخية مع العالم العربي، ولدورها أيضا في حل بعض القضايا في العالم العربي.
كما أعرب عن تعازيه للرئيس والشعب الروسي في ضحايا حريق المركز التجاري في مدينة كيميروفو الروسية، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين. وقال الرئيس الروسي إن العلاقات بين قطر وروسيا أكملت عامها الثلاثين مع حلول العام 2018، موضحا أن حجم التبادل التجاري والاستثماري في ازدياد، خاصة في السنة الماضية، لكنها لا تزال دون طموح البلدين متطلعا إلى تطورها وتنميتها».
وحضر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مأدبة العشاء التي أقامها الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية تكريما له والوفد المرافق، بقصر الكرملين في العاصمة موسكو.
وناقش الأمير والرئيس الروسي خلال المأدبة نتائج عمل اللجنة القطرية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والفني وآفاق تعزيزها، إضافة إلى بحث سبل تطوير التعاون العسكري بين البلدين.
كما تبادلا الأحاديث حول فعاليات العام الثقافي قطر وروسيا 2018.
حضر المأدبة من الجانب الروسي عدد من الوزراء وكبار المسؤولين.
وفي ختام زيارته إلى موسكو، غرد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عبر حستبه الرسمي في «تويتر»، قائلا إن المباحثات التي أجراها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كانت ناجحة ومعمقة، مشيرا إلى أن تلك المحادثات «ستمنح علاقات بلدينا دفعة جديدة».
وقال في تغريدته :»سعدت بزيارتي إلى موسكو اليوم وبمحادثاتي مع الرئيس بوتين، التي ستمنح علاقات بلدينا دفعة جديدة.كانت محادثات ناجحة ومعمقة تناولت العلاقات الثنائية وتحديات إقليمية ودولية».

أمير قطر عن زيارته روسيا: ناجحة ومعمقة وستمنح دفعة جديدة لعلاقات بلدينا
توافق على زيادة المبادلات التجارية لترقى إلى مستوى العلاقات الثنائية
إسماعيل طلاي

مفاوضات «دوما» تتعثر بين إدلب والقلمون… وأنباء عن حشود عسكرية حول المدينة

Posted: 27 Mar 2018 02:21 PM PDT

دمشق ـ «القدس العربي» : قالت مصادر ميدانية في الغوطة الشرقية لـ «القدس العربي» إن قيادة العمليات العسكرية التابعة للجيش السوري في الغوطة الشرقية أعطت الأوامر والتعليمات للضباط وقادة الوحدات هناك بالتأهب الميداني للتوجه نحو أطراف دوما استعداداً لاحتمال القيام بهجوم واسع النطاق على مواقع تنظيم جيش الإسلام في مدينة دوما في حال فشلت المفاوضات التي يخوضها ممثلون عن قاعدة حميميم الروسية وممثلون عن الحكومة السورية من جهة، مع قادة ميدانيين في تنظيم جيش الإسلام من جهة أخرى.
المصادر أضافت أن معظم الوحدات المقاتلة في عدد من بلدات الغوطة الشرقية التي سيطر عليها الجيش السوري مؤخراً تلقى ضباطها أوامر بالاستعداد لإرسال تعزيزات من وحداتهم نحو مدينة دوما. وقال جنود هناك لـ «القدس العربي» إن عدداً غير قليل من سلاح الدبابات التابع لقوات الحرس الجمهوري تحركت من بلدات في غوطة دمشق متجهة إلى أطراف مدينة دوما الشرقية والشمالية من جهة بلدة الريحان للاشتراك في المعركة المحتملة حالما فشلت المفاوضات التي تجري لإجلاء آلاف المقاتلين من تنظيم جيش الإسلام إلى خارج المدينة.
وشهدت مدينة دوما توقفاً ملحوظاً للاشتباكات وإيقافاً للعمليات العسكرية التي كان ينفذها الجيش السوري على مواقع جيش الإسلام داخلها منذ أيام بعد ظهور بوادر إيجابية وتقدم في المفاوضات التي تسعى من خلالها الحكومة السورية لاستعادة السيطرة على دوما دون قتال.
المصادر أضافت أن ابرز نقاط الخلاف التي عطلت المفاوضات وجعلت الاتفاق بين جيش الاسلام والحكومة السورية مهدداً بالفشل هي النقطة المتعلقة بوجهة انتقال مقاتلي تنظيم جيش الاسلام وعائلاتهم، فالتنظيم يرغب بالتوجه إلى منطقة القلمون الشرقي ويرفض التوجه إلى ريف محافظة إدلب نظراً للخلافات الشديدة بينه وبين هيئة تحرير الشام وقلق جيش الاسلام من انتقام الهيئة منه هناك في إدلب بعد وصول مقاتليه.
أما الحكومة السورية فتقول المصادر إنها تُصر على إرسال مقاتلي جيش الإسلام إلى إدلب وترفض فكرة توجههم نحو القلمون الشرقي نظراً لقرب هذه المنطقة من مناطق استراتيجية تسيطر عليها الحكومة السورية أبرزها مطار الضمير ومطار السين العسكريان.
ومن نقاط الخلاف وفق ما كشفته المصادر الميدانية لـ «القدس العربي» هو تمسك جيش الاسلام بمطلب السماح لمقاتليه بأن يأخذوا معهم أسلحتهم المتوسطة فيما تصر الحكومة السوري على السماح فقط باصطحاب المقاتلين لأسلحتهم الفردية الخفيفة (الكلاشينكوف) فقط مع عدد طلقات يكفي لمخزنين فقط.

مفاوضات «دوما» تتعثر بين إدلب والقلمون… وأنباء عن حشود عسكرية حول المدينة

كامل صقر

يوم صدق محمد بن سلمان

Posted: 27 Mar 2018 02:21 PM PDT

في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة «واشنطن بوست» ونشرتها قبل خمسة أيام، وهو أمر نوّهت به «القدس العربي» قبل يومين، ردّ وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان بطريقة ملفتة للنظر حقاً على سؤال حول نشر المملكة للتزمّت الديني. فلنسترجع ما جاء في المقال الذي لخّصت به المقابلة معاونة رئاسة التحرير، الصحافية المعروفة كارِن دي يونغ:
«عندما سُئل عن التمويل السعودي لنشر الوهّابية، العقيدة المتزمّتة التي تسود في المملكة والتي يتهمها بعض الناس بأنها أحد مصادر الإرهاب العالمي، قال محمد [كذا] أن توظيف الأموال في المساجد والمدارس القرآنية عبر العالم كان يجد أساسه في الحرب الباردة، في الزمن الذي كان فيه الحلفاء يطلبون من العربية السعودية أن تستخدم مواردها للحؤول دون تقدم نفوذ الاتحاد السوفييتي في البلدان المسلمة».
إنها لحقيقة جليّة، لكن أن يتفوّه بها وليّ عهد سعودي فأمرٌ غير معتاد. والحال أن المملكة السعودية كانت قد أصبحت منذ خمسينيات القرن المنصرم قاعدة الارتكاز بامتياز للحرب الأيديولوجية التي خاضتها واشنطن في مناطق الانتشار الإسلامي ضد كافة التيارات اليسارية، من شيوعية وقومية عربية وسواها، المناهضة لما كانت تجمع هذه التيارات على تسميته «الإمبريالية الأمريكية». وقد بلغ التعاون بين المملكة والأجهزة الأمريكية المشرفة على خوض «الحرب الباردة» في بُعديها الأيديولوجي والسياسي ذروة أولى في الستينيات. كان ذلك إزاء تجذّر حكم جمال عبد الناصر في مصر واعتناقه «الاشتراكية»، الأمر الذي ترافق مع تكثيف وتوثيق علاقاته بموسكو. فباتت المملكة تحتضن شتى التيارات السلفية والأصولية الإسلامية من كافة أمصار العالم. وكان أبرز التيارات التي احتضنتها الرياض في ذلك الوقت جماعة الإخوان المسلمين، التي شكّل الحكم الناصري عدوّاً لدوداً لها وللحكام السعوديين على حد سواء.
هذا وقد بلغ التعاون بين واشنطن والرياض في «الحرب الباردة» ذروة ثانية في دعمهما المشترك للجماعات الإسلامية المتشددة في الحرب التي دارت في الثمانينات ضد الاحتلال السوفييتي لأفغانستان. والكل يعلم كيف انقلب السحر على الساحرَين في نهاية المطاف، فاستحالت أفغانستان ساحة تدريب لجماعات سلفية جهادية وتكفيرية ما لبثت أن ارتدّت على الدولتين اللتين دعمتاها. وقد كان أبرز تلك الجماعات تنظيم «القاعدة» الذي أسّسه وتزعّمه ابن المملكة الشرعي، أسامة بن لادن، الذي ما لبث أن أعلن الحرب على واشنطن والرياض إثر انتشار القوات الأمريكية وحليفاتها على أرض المملكة، تمهيداً لانقضاضها على القوات العراقية في الكويت واجتياحها لقسم من أراضي العراق. وفي ذلك الارتداد لتنظيم كان أصلاً وليد المملكة وربيبها، كمن سرّ المفارقة التي شكّلها كون خمسة عشر من الرجال التسعة عشر الذين قاموا بتنفيذ عمليات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001، كونهم من رعايا المملكة السعودية.
لا بدّ من تذكير العالم باستمرار بتلك الحقائق التي يغفلها أو يتغافل عنها من يطيب لهم في البلدان الغربية أن يعزو الدور الكبير والمتميّز الذي يقوم به التزمّت الديني في دائرة الإسلام إلى الديانة الإسلامية ذاتها، وهم يزعمون تفوّقهم الثقافي والأخلاقي عليها. لا بدّ من تذكير العالم باستمرار بأن الولايات المتحدة نفسها، زعيمة الإمبريالية الغربية التي طالما ادّعت أنها حاملة مشعل الحرية وحقوق الإنسان في العالم، إنما هي التي رعت داخل محميتها السعودية أكثر أنظمة العالم تزمّتاً دينياً وعملت مع ذلك النظام على نشر التزمّت الإسلامي وتحفيزه في شتى أنحاء المعمورة، مع تسخير الدولتين لموارد طائلة في محاربة التنوير وبثّ الظلامية.
إن الكوارث التي تعاني منها دائرة الإسلام من جرّاء ذلك التاريخ والمتمثلة برواج التزمّت الديني والتخلّف الثقافي وحدّة قهر النساء وتعاقب الجماعات الإرهابية بصورة تصاعدية بلغت مع جماعة «داعش» حدّاً في «التوحّش» فاق التصوّر، إنما هي حقاً وبالدرجة الأولى إرث «الحرب الباردة» والتعاون الوثيق الذي قام خلالها بين الولايات المتحدة الأمريكية ومحميتها العربية الإسلامية المتزمتة، المملكة السعودية. وفي ذلك وجه رئيسي من أوجه لعنة النفط التي أصابت منطقتنا منذ أوائل القرن العشرين.
ولا بدّ من أن نذكر في هذا الصدد دور المخابرات المركزية الأمريكية في الإطاحة بحكومة محمد مصدّق في إيران في عام 1953 عقاباً على تجرؤها تأميم النفط، وما تلا ذلك من سحق نظام الشاه للقوى التقدّمية الإيرانية بما فسح المجال أمام احتلال التزمّت الديني لساحة المعارضة في ذلك البلد. وقد أفضى الأمر إلى سيطرة التزمّت الديني في طهران بعد الرياض، وباتت منطقتنا مسحوقة اليوم بين فكّي تلك الكمّاشة الكارثية. ولن ينتهي كابوسنا سوى بزوال التزمّت عن الدولتين اللتين تصدّرانه مثلما تصدّران النفط. أما ظنّ وليّ العهد السعودي أنه يستطيع محاربة التزمّت الديني بالاستناد إلى التطرّف اليميني الإمبريالي الذي يمثّله بامتياز دونالد ترامب، حليف التطرّف الصهيوني، فكمن يعتقد أنه يستطيع أن يطفئ النار بسكب مزيد من النفط فوقها.

٭ كاتب وأكاديمي من لبنان

يوم صدق محمد بن سلمان

جلبير الأشقر

الديموغرافيا لا تكذب

Posted: 27 Mar 2018 02:20 PM PDT

المعطيات التي أفاد بها أمس نائب الادارة المدنية ـ ذراع دولة إسرائيل ـ لجنة الخارجية والامن لإسرائيل، وبموجبها يسجل في أراضي يهودا والسامرة وقطاع غزة نحو 5 ملايين فلسطيني قريبة جدا من الواقع.
يجدر التقليل من هذا الرقم نحو 300 ألف فلسطيني، الذين وان كانوا مسجلين كسكان المناطق، ولكنهم يسكنون عمليا في دول أخرى، في الشرق الاوسط وفي الغرب.
بعد هذا التعديل المتواضع، فإن عدد السكان اليهود وعدد السكان العرب بالفعل يتساويان إلى هذا الحد أو ذاك في حجمهما في كل أراضي بلاد إسرائيل من شاطىء البحر المتوسط وحتى نهر الاردن. بالاجمال، يعيش هنا أكثر من 13 مليون نسمة، منهم أكثر من 6.5 مليون يهودي، نحو 400 ألف أبناء عائلات يهودية ليسوا يهوداً حسب الحاخامية، أكثر من 1.8 مليون عربي مواطن أو مقيم في الدولة، بما في ذلك 350 ألفاً في القدس، 26 مليوناً في يهودا والسامرة (بدون القدس) واكثر من 1.8 مليون في غزة.
غالبية يهودية طفيفة لا تزال موجودة هنا، ولا سيما حسب تعريف اليهود وفقاً لقانون العودة وليس وفقاً للفقه اليهودي.
هذه الغالبية الطفيفة ستتقلص أكثر من ذلك بل وستختفي في السنوات القادمة، بسبب معدل الزيادة الطبيعية الأعلى للفلسطينيين. ولا ينبع هذا فقط بالزيادة الأعلى للخصوبة العربية، بل أساساً لمعدل الوفيات الاقل، مما يعكس تركيبة العمر الاكثر شبابا للجمهور العربي في الدولة وفي المناطق. فمعدلات النمو في عدد السكان اليهود متعلقة بقدر كبير بالزيادة الطبيعية في الوسط الاصولي اليهودي (الحريديم).
ولا أمل للمشككين: فللادعاء أان التوقعات الديموغرافية تخطىء دوماً لا يوجد أي أساس. فمثلا التوقع الذي أجريناه لبلدية القدس حتى العام 2020 على أساس معطيات 1995، يبين أنه حتى العام 2015 لاح خطأ عام بنسبة 1 في المئة. واذا كان لا بد من الخطأ، فالمعطى السكاني اليهودي الحقيقي أدنى قليلا مما هو في التوقعات. ومعطى السكان العرب أعلى قليلا.
يلعب الميزان الديموغرافي وسيلعب دوراً حرجاً في تعريف الهوية القومية لدولة إسرائيل. ويكمن الجواب في تعريف المنطقة التي في نهاية المطاف ستكون تحت سيادة إسرائيل. مزيد من الاراضي، معناه هوية يهودية أقل، مزيد من الهوية اليهودية، معناه أراض أقل.

سيرجيو دي لا فرغولا
معاريف 27/3/2018

الديموغرافيا لا تكذب
هناك توازن سكاني بين اليهود والعرب في الأراضي بين النهر والبحر
صحف عبرية

نائبة عن حركة «التغيير»: حكومة عائلة بارزاني ستسقط كما حصل في مصر وليبيا

Posted: 27 Mar 2018 02:20 PM PDT

بغداد ـ «القدس العربي»: قرر مجلس النواب العراقي، إعادة مشروع قانون الموازنة المالية الاتحادية لعام 2018 إلى رئاسة الجمهورية، وفقاً لمصدر في الدائرة الإعلامية للبرلمان، الذي سبق له أن صوت على الموازنة مطلع آذار/ مارس الماضي، بمقاطعة النواب الأكراد، احتجاجاً على تقليل حصة الإقليم من 17٪ إلى 12٪.
غير إن رئيس الجمهورية فؤاد معصوم قرر أواسط الشهر ذاته إعادة الموازنة إلى البرلمان، وعدم المصادقة عليها، بغيّة تدقيقها «شكلاً ومضموناً» من الناحية الدستورية والقانونية والمالية، مبيناً أن هناك نحو 31 نقطة في الموازنة «تتقاطع مع التشريعات النافذة».
وتأتي موازنة هذا العام، في ظل أزمة اقتصادية يعيشها إقليم كردستان، بسبب الرواتب المتأخرة، ونظام «الإدخار الإجباري» الذي تعتمده الحكومة هناك في آلية توزيع الرواتب، الأمر الذي أثار موجة احتجاجات واسعة في عموم مناطق الإقليم.
حركة التغيير الكردية، توقعت «سقوط» حكومة كردستان مع تزايد الاحتجاجات الشعبية المنددة بالفساد وسرقة رواتب الموظفين وتكرار سيناريو ما حصل مع الزعيمين المصري حسني مبارك والليبي معمر القذافي، مشيرة إلى أن استمرار التظاهرات لليوم الثالث على التوالي أدخل كردستان بـ«الربيع الكردي».
وقالت النائبة عن الحركة، شيرين عبد الرضا، في تصريح لها، إن «الحياة العامة في إقليم كردستان دخلت في شلل تام بعد اضراب الموظفين حيث أغلقت جميع المدارس والمستشفيات والدوائر الخدمية ابوابها». وفقا لموقع «المعلومة».
وأضافت: «استمرار التظاهرات في إقليم كردستان لليوم الثالث على التوالي سيؤدي في نهاية المطاف إلى إسقاط حكومة عائلة البارزاني (رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في الإقليم) كما حصل في إسقاط الأنظمة القمعية في مصر وليبيا وغيرها»، على حدّ قولها، مبينة أن «الشعب الكردي في الوقت الحالي يمر في الربيع كردي، سيما بعد اتساع رقعة الاحتجاجات ووصولها إلى اربيل ودهوك والتلويح بتحويل الاعتصام إلى عصيان مدني».
في السياق، اقترح النائب هوشيار عبد الله، عن «التغيير» أيضاً، أن تقوم الحكومة الاتحادية بالإيعاز إلى حكومة إقليم كردستان بإيقاف سياسة «الإدخار الإجباري» بشكل فوري، مشيراً إلى أن حصة الإقليم من الموازنة تكفي لتوزيع الرواتب دون الحاجة للادخار.
وقال في بيان: «في يوم 25 آذار/ مارس كانت هناك تظاهرات حاشدة في جميع مدن إقليم كردستان ـ وبضمنها أربيل، رغم ما تشهده عادة من إجراءات أمنية قمعية مشددة، احتجاجا على عدم صرف رواتب موظفي الإقليم، كما حصلت حملات اعتقال طالت المئات من الناشطين، كما أن أهم قطاعين في المجتمع التعليم والصحة معطلان عن الدوام، والوضع اليوم في الإقليم قلق للغاية ولا يبشر بخير، وقد ينفجر في أية لحظة».
وواصل: «منذ عام 2015 ولغاية اليوم، يعاني موظفو إقليم كردستان من عدم قيام حكومة الإقليم بصرف رواتبهم واستمرارها باستخدام سياسة الإدخار الإجباري، ويشعرون بالقلق بشأن مصير الرواتب التي لم توزع عليهم والمبالغ المستقطعة والمدخرة إجباريا فيما إذا كانت ستصرف لهم أم لا».
وأضاف: «من هنا يتوجب على الحكومة الاتحادية أن تقوم بواجباتها تجاه المواطنين في كردستان وأن تثبت حسن نيتها تجاههم سيما وأنهم باتوا يتهمونها بالاصطفاف إلى جانب حيتان الفساد بالإقليم، كما يتوجب عليها أن تحافظ على اليمين الدستوري بالحفاظ على سلامة الشعب العراقي، علما بأن هناك رواتب لـ 8 ـ 9 أشهر بالكامل بذمة حكومة الاقليم منذ 2015 ليومنا هذا، بالإضافة إلى توزيع ربع راتب لمدة 23 شهرا ضمن سياسة الادخار الإجباري، أما المتقاعدون فلم يتسلموا رواتبهم لمدة 12 شهرا، والمدة المتبقية منذ 2015 وإلى يومنا هذا تسلموا خلالها ربع راتب شهريا ضمن نظام الادخار الاجباري الذي جاء بقرار فردي من قبل رئيس حكومة الإقليم ونائبه، واليوم هناك مبالغ كبيرة مترتبة بذمة حكومة الإقليم».
وتابع: «حصة الإقليم من الموازنة تكفي لتوزيع الرواتب دون الحاجة للادخار، إلى جانب واردات النفط والموارد الداخلية، وأن تتكفل الحكومة الاتحادية بإلزام حكومة الاقليم بالإقرار بأن الرواتب المدخرة والأموال المستقطعة من رواتب الموظفين هي ديون مقيدة بذمتها بشكل رسمي، بدلاً من ترك الأمور مبهمة، وأن تقوم الحكومة الاتحادية بوضع اليد على أموال وأرصدة من جمعوا المال الحرام على حساب الشعب في الإقليم ممن لديهم أرصدة ضخمة في البنوك الأوروبية، ثم يتمّ استخدام أرصدتهم في حلّ مشكلة رواتب موظفي الإقليم».
وشدد على «ضرورة أن تقوم الحكومة الاتحادية بإرسال لجنة فنية مختصة لجرد وإحصاء كل هذه المبالغ المدخرة للحيلولة دون التلاعب بها من قبل أي جهة»، متابعاً «نأمل بأن تتحرك الحكومة الاتحادية بشكل عاجل لحل هذا الملف المهم جدا، وبدورنا سنشكل هيئة موسعة للدفاع عن حقوق الموظفين ونتحرك على كافة الصعد وخصوصا على الصعيد القانوني».

نائبة عن حركة «التغيير»: حكومة عائلة بارزاني ستسقط كما حصل في مصر وليبيا
قالت إن استمرار التظاهرات لليوم الثالث أدخل كردستان في «الربيع الكردي»

اليمن: الحوثيون يسعون إلى إفشال مهمة مبعوث الأمم المتحدة الجديد منذ الأسبوع الأول لتسلمه مهام عمله

Posted: 27 Mar 2018 02:20 PM PDT

تعز ـ «القدس العربي»: يسعى الانقلابيون الحوثيون في اليمن عبر التصعيد العسكري لهم ضد المملكة العربية السعودية إلى إفشال مهمة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث منذ الأسبوع الأول لتسلمه مهام عمله في اليمن، بعد أن تمكنوا من إفشال المبعوثَين السابقَين وثلاث جولات من مفاوضات السلام.
وذكرت مصادر سياسية لـ(القدس العربي) ان قيام جماعة الحوثي بإطلاق الصواريخ البالستية بعيدة المدى على المدن السعودية ومنها العاصمة الرياض، عشية الاثنين الماضي، لا شك ستؤثر بشكل كبير على مهمة المبعوث الأممي لليمن، خاصة وأن عملية إطلاق هذه الصواريخ تمت أثناء تواجده في صنعاء والذي لم يتمكن من إعلان أي استنكار أو التصريح بأي تعليق على ما جرى، ربما واقع تحت الضغط الحوثي، أو لخشيته من انقطاع حبل التواصل بينه وبين الانقلابيين الحوثيين من الاسبوع الأول لمهمته التي بدأها منتصف الأسبوع الماضي.
وبدأ غريفيتث السبت الماضي زيارة لصنعاء، ومن المقرر أن يغادرها السبت المقبل، وفق جدول زمني لزيارته حدده له الحوثيون بشكل مقصود أثناء إحيائهم للذكرى الثالثة للحرب وأيضا قصفهم للعاصمة السعودية الرياضة، لإظهار حضورهم الشعبي على الأرض وقدرتهم العسكرية الكبيرة، في محاولة لإيصال رسالة قوية للمبعوث الأممي بضرورة التعامل معهم كأصحاب سلطة أمر واقع.
وكان الحوثيون أفشلوا مهمة المبعوثين السابقين للأمم المتحدة إلى اليمن، المغربي جمال بن عمر والموريتاني اسماعيل ولد الشيخ أحمد، وتم تعيين البريطاني مارتن غريفتث في شباط (فبراير) الماضي بعد أن أوقف الحوثيون التعامل مع ولد الشيخ، وطالبوا بتغييره بعد أن أفشلوا ثلاث جولات من مفاوضات السلام في اليمن برعاية الأمم المتحدة.
وقوبل هذا التصعيد العسكري الحوثي على السعودية بتصعيد مماثل من الرياض بتكثيف الغارات الجوية لقوات التحالف على أهداف حوثية في محافظة صعده الحدودية مع السعودية وفي العديد من المحافظات اليمنية خلال اليومين الماضيين، والتي أسفرت عن تدمير العديد من المواقع الحوثية ومنصات إطلاق الصواريخ.
وأكد مجلس الوزراء السعودي في اجتماعه أمس برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ان إطلاق الميليشيا الحوثية صواريخ بالستية باتجاه المملكة «يبين الدور التدميري الذي تلعبه إيران في اليمن من خلال تهريب الصواريخ للميليشيا الإرهابية لاستخدامها ضد المدنيين في اليمن والمملكة».
وأعلن الملك السعودي في هذا الاجتماع عن تصدي السعودية «بكل حزم لأي محاولات عدائية تستهدف أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أرضها».
وكان المتحدث الرسمي لقوات التحالف في اليمن العقيد الركن تركي المالكي قال»ستقوم قوات التحالف المشتركة باتخاذ كافة الإجراءات لوقف الاعتداءات الوحشية والهمجية على المدن والقرى السعودية».
وأضاف في مؤتمر صحافي عقده بالرياض خصص للرد على هذا التصعيد العسكري الحوثي ضد السعودية ان «لدول التحالف حق الدفاع المشروع وفق ما نصت عليه المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة واحتفاظ المملكة بحق الرد في الوقت والشكل المناسب الذي يكفله القانون الدولي والحق الأصيل في الدفاع عن أراضيها وشعبها ومصالحها بموجب المواثيق الدولية بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة».
وتلعب جماعة الحوثي بكل الأوراق لاظهار قوتها العسكرية والسياسية لفك الحصار الدبلوماسي عنها مع رفض المجتمع الدولي الاعتراف بسلطاتها في صنعاء والاكتفاء بالاعتراف بحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، كحكومة شرعية للبلاد، رغم تراجع قوتها مع الاختلافات المتصاعدة في المناطق التي تسيطر عليها مع القوات المحلية المدعومة من دولة الإمارات وبالذات في المحافظات الجنوبية، والتي رفعت راية الانفصال عبر المجلس الانتقالي الجنوبي.
وهي تستخدم كل الأدوات العسكرية بمافيها المحرمة دوليا للضغط على السعودية وعلى الحكومة اليمنية، ومن بين تلك الأدوات استخدامها المكثف لزراعة الألغام الأرضية في المناطق التي تصل اليها الميليشيا الحوثية، حيث أصبحت تلك المناطق تعاني كثيرا من مخاطر الألغام التي أصبحت تهدد مستقبل الأجيال القادمة.
وأعلنت القوات الحكومية اليمنية أمس عن نزع الفرق الهندسية التابعة لقوات الجيش الوطني قرابة ألفي لغم من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية في مواقع متفرقة بمديرية برط العنان شمالي غرب محافظة الجوف، الحدودية مع السعودية، قبل أن تنسحب منها في مواجهات سابقة مع القوات الحكومية.
وقال مصدر عسكري حكومي «إن الفرق الفنية التابعة لقوات الجيش الوطني تمكنت خلال اليومين الماضيين من انتزاع وتفكيك أكثر من 1900 لغم أرضي وعبوة ناسفة زرعتها مليشيا الحوثي في التباب والمواقع والمرتفعات الجبلية وفي سلبة والعقيف بمدرية برط العنان بالجوف».
وأوضح المصدر «أن الألغام والمتفجرات التي انتزعتها قوات الجيش تنوعت بين الألغام المضادة للأفراد والألغام المضادة للدروع والعربات والعبوات الناسفة محلية الصنع وبأحجام مختلفة».
وأضاف أن الفرق الهندسية التابعة لقوات الجيش تمكنت أيضاً من تفكيك صواريخ تحكم عن بعد كانت تهدف لقصف مواقع الجيش الوطني في برط، وبعضها موجه نحو التجمعات السكنية في مديريتي برط وخب والشعف بمحافظة الجوف.

اليمن: الحوثيون يسعون إلى إفشال مهمة مبعوث الأمم المتحدة الجديد منذ الأسبوع الأول لتسلمه مهام عمله
قصف للتحالف على صعدة ردا على صواريخ الميليشيا
خالد الحمادي

18 ألف مدني هجّروا من غوطة دمشق شمالاً… وجيش الإسلام يرفض الخروج من دوما

Posted: 27 Mar 2018 02:19 PM PDT

دمشق – «القدس العربي»: أمام تسليم فصائل المعارضة السورية معاقلها للنظام السوري، وخسارتها مساحات جغرافية واسعة في محيط العاصمة دمشق، بعدما تركت الغوطة الشرقية وانتقلت الى شمالي سوريا بانتظار مصير مجهول، قوبلت عمليات تهجير 18 ألف شخص من أهالي ريف دمشق الشرقي بينهم نحو 10 آلاف مدني خلال خمسة أيام، بصمت دولي وإقرار أممي بالموافقة عليها، مما جعل المجتمع الدولي في رأي معارضين للنظام السوري، أحد اهم الأسباب التي عرّضتهم لجرائم التهجير من بلداتهم المناوئة لحكم النظام، الواحدة تلو الأخرى.
يتجهز مئات المدنيين والعسكريين ضمن القافلة الرابعة لمهجري القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية، للاجلاء الى مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا، فيما كانت قد وصلت الدفعة الثالثة من غوطة دمشق الشرقية إلى شمال غربي سوريا، بعد ظهر أمس الثلاثاء، وحسب مصادر أهلية لـ «القدس العربي» فإن 105 حافلات أقلت نحو 6768 شخصاً، وصلت الى مدينة قلعة المضيق بسهل الغاب في ريف حماة الغربي، فيما بلغ تعداد المهجرين عموماً، من حرستا والقطاع الأوسط 18000 مهجر، خلال الأيام الفائتة، حسب إحصائيات منسقي الاستجابة في الشمال السوري، وذلك في اطار الضغط على المعارضة المسلحة من اجل ابرام اتفاق مع النظام السوري برعاية روسية، يقضي بتسليم بلداتهم ومناطق سيطرتهم مقابل اجلائهم مع عائلاتهم والمدنيين الرافضين لعقد مصالحة مع النظام السوري.
وسائل إعلام موالية للنظام السوري قالت ان نحو 40 حافلة جديدة تقل نحو 2000 شخص بينهم 500 مقاتل من جوبر وزملكا وعربين وعين ترما في الغوطة الشرقية يستعدون ضمن القافلة الرابعة تمهيداً لنقلهم إلى إدلب.

مجتمع متجانس

وإزاء مواصلة عمليات التهجير، فسر محللون سوريون الصمت الدولي تجاه قضيتهم وكأنه تصريح مفتوح لموسكو وايران وادواتهما المتمثلة بالنظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد، للسماح لهم بقتل السوريين وإبادتهم ثم تهجير المتبقيين منهم، متسائلين عما اذا ما كانت قد اتمت هندسة الخارطة السورية المبنية على اسس طائفية وسياسية وصولاً الى خريطة «سوريا المفيدة» والتي يعيش فيها المجتمع المتجانس المنشود الذي صرح به بشار الأسد أمام المواليين لحكمه في أواخر صيف 2017 ، والذي يضم كل مرتزقة العالم وأفراد وعائلات الجنود من الجيش الروسي وميليشيات إيران من أفغان وباكستان والعرق ولبنان وغيرهم.
المتحدث الرسمي باسم اركان جيش الإسلام حمزة بيرقدار اوضح لـ»القدس العربي» عقبات المفاوضات الجارية مع الجانب الروسي لتحديد مصير مدينة دوما، وقال ان الروس لم يقدموا بعد أي قرار حول ما قدمته اللجنة من بنود للنقاش، وأجّلوا الاجتماع للبت في القرار النهائي الى اللقاء المزمع عقده اليوم الأربعاء.
من جهتها أعلنت تصريحات روسية انتهاء مهلة المفاوضات، ونقلت القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية مساء امس الثلاثاء ان موسكو «لن تسمح على الإطلاق ببقاء أي قوة مسلحة خارج سلطة الحكومة السورية في محيط العاصمة دمشق، الآن وبكل وضوح نعلن أن انتهاء المهلة الروسية الممنوحة للمسلحين غير الشرعيين ستكون الأخيرة».
وأضاف بيرقدار أن هناك مساعي من قبل النظام والروس لتطبيق سياسة التغيير الديموغرافي في دوما استكمالاً لمشروعهم في القطاع الأوسط، اما من جانبنا فقرارنا قدمناه وهو البقاء، وهذا ليس قراراً على مستوى جيش الإسلام فقط وإنما على مستوى المؤسسات والفعاليات والشخصيات الثورية كافة في مدينة دوما، عازياً السبب الى ان «سياسة التغيير الديمغرافي مرفوضة جملة وتفصيلاً».
وحول التصريحات الصادرة عن الجانب الروسي قال المتحدث باسم اركان جيش الإسلام «كثيراً ما تكون من باب الحرب النفسية والتي يستخدمها نظام الأسد وحلفاؤه، بعد فشلهم العسكري استخدموا الحرب النفسية والتهويل الإعلامي».
وخرج مقاتلو «هيئة تحرير الشام» البالغ عددهم نحو 240 مقاتلاً، من الغوطة الشرقية الى شمالي سوريا، في اطار اتفاق بين «فيلق الرحمن» والنظام السوري بضمانة روسية، توصلا إليه يوم الجمعة الفائت، ويقضي بتسليم مناطق سيطرة المعارضة للنظام مقابل السماح لهم بالخروج في اتجاه الشمال السوري، ووقف اطلاق النار في المنطقة.
ودعت الأمم المتحدة، النظام السوري الي احترام القانون الإنساني الدولي وتوفير الحماية للمدنيين المحاصرين في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، حسب وكالة الاناضول، حيث جاء ذلك في حديث لنائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق للصحافيين في مقر المنظمة في نيويورك، وقال ان «الأمم المتحدة تدعو إلى الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، خاصة في دوما، وضمان حماية جميع المدنيين في الغوطة الشرقية، ووصول المساعدات إلى المحتاجين».

55 ألف نازح

وأوضح أن «ما يقرب من 55 ألفاً من المدنيين الذين تم نقلهم من الغوطة الشرقية تتم حاليًا استضافتهم في 7 مراكز إيواء جماعية في ريف دمشق، وأردف قائلًا «في الوقت الذي يبذل فيه العاملون في المجال الإنساني قصارى جهدهم لتوفير حاجات الأشخاص الذين نزحوا، فإنهم يحتاجون أيضاً إلى الوصول للأشخاص المحاصرين في دوما حيث يتواصل الحصار والقتال».
وحسب معلومات من الدفاع المدني «الخوذ البيضاء»، فإن أكثر من 1000 شخص لقوا مصرعهم جراء هجمات النظام وداعميه الجوية والبرية على الغوطة الشرقية، التي يقطنها 400 ألف مدني منذ 19 شباط/ فبراير الماضي، فيما كان قد أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً بالإجماع، في 24 شباط/فبراير الماضي، بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا ورفع الحصار، غير أن النظام لم يلتزم بالقرار. وفي مقابل قرار مجلس الأمن، أعلنت روسيا، في 26 من الشهر نفسه، «هدنة إنسانية» في الغوطة الشرقية، تمتد 5 ساعات يوميًا فقط، وهو ما لم يتم تطبيقه بالفعل مع استمرار القصف على الغوطة.

جرائم حرب

الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت في تقرير لها إنَّ 871 مدنياً بينهم 179 طفلاً قتلوا في الغوطة الشرقية في غضون شهر من صدور قرار مجلس الأمن رقم 2401.
وجاءَ في التَّقرير أنَّ صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401 في 24/ شباط/ 2018 لم يمنع وقوع أي نوع من الانتهاكات التي ارتكبها التَّحالف الروسي الإيراني السوري، التي شكَّل كثير منها جرائم ضدَّ الإنسانية وجرائم حرب، بل واستخدمت الأسلحة الكيميائية، وتشرَّد قسرياً عشرات آلاف الأشخاص من معظم بلدات ومدن الغوطة الشرقية بعد أن دُمِّرت بلدات ومناطق ومُسحت من الوجود بشكل شبه شامل.
وأشارَ التقرير إلى ما نتجَ عن القصف العنيف الذي تعرضت له بلدات ومدن الغوطة الشرقية، من اجتياح لقوات الحلف البري السوري الإيراني التي سيطرت على قرابة 80% من مساحة الغوطة الشرقية المحاصرة في غضون 3 أسابيع بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي.
وذكرَ أنَّ هذا الاجتياح ترافقَ مع حركة نزوح داخلي كثيفة للأهالي إلى المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة فصائل في المعارضة المسلحة، وأضافَ التّقرير أنَّه مع استمرار القصف وتقلُّص تلك المناطق شرعَ الأهالي بالخروج إلى مخيم الوافدين الذي أعلن النظام عن فتحه في 27 شباط حسب التَّقرير.

18 ألف مدني هجّروا من غوطة دمشق شمالاً… وجيش الإسلام يرفض الخروج من دوما
بيرقدار: النظام يعمل على تغيير ديموغرافي و«مجتمع متجانس»
هبة محمد

بوتين يحاول الاستفادة من سلبية ترامب لتقليص النفوذ الأمريكي شمالي سوريا

Posted: 27 Mar 2018 02:19 PM PDT

واشنطن – «القدس العربي» : تطمح الادارة الأمريكية لاستخدام قوتها العسكرية الصغيرة في سوريا كوسيلة ضغط في المفاوضات الدولية حول مستقبل البلاد، ووفقاً للعديد من المحللين، فان بعض المسؤولين الامريكيين، مثل وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، كانت لديهم آمال مفرطة في الاتساع باعتبار ان هذا النفوذ يمكن ان يساعد على اسقاط نظام الاسد.
الواقع يبدو اكثر محدودية بالنسبة لهذه الطموحات ولكن رؤية واشنطن المقبلة مهمة، ايضاً، اذ تحتوي المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا التي يسيطر عليها حلفاء الولايات المتحدة من الأكراد على معظم نفط البلاد، وهي منطقة معروفة بالتربة المنتجة للحبوب مما قد يعطي واشنطن والأكراد صوتاً في التريبات السورية الاخيرة، بما في ذلك دور إيران المستقبلي.
إذ يصل عدد القوات الامريكية في سوريا الى 2000 جندي، معظمهم من افراد القوات الخاصة، وليس هناك نية لرحيلهم، وفقاً لتعليقات البيت الابيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع، وهناك شبه اتفاق بين الخبراء وصناع السياسة في واشنطن على ان انسحاب القوات الامريكية سيشجع عناصر تنظيم «الدولة» على العودة كما أن الانسحاب سيؤدي الى ترك الحدود السورية مفتوحة مع تركيا أمام حركة الجهاديين.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدوره متلهف لدفع الولايات المتحدة الى حافة الخسائر عبر تشجيعه الدائم لسلبية الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي لا يملك سياسة واضحة في سوريا، وهو يلعب لعبة متطورة للغاية لإخراج الامريكيين من سوريا بالتعاون مع ايــران.
الاستنتاج الذي توصل إليه خبراء يشير إلى إمكانية نجاح بوتين اذ اجتاحت تركيا الكانتونات الكردية التي تتمركز فيها القوات الامريكية لأهداف منفصلة عن اهداف الروس ولكنها تصب في النهاية في خندق واحد من المصالح مع موسكو، وهناك اعتقاد بأن تحركات الاتراك في عفرين جاءت بعد ضوء أخضر من بوتين اذ كانت روسيا تسيطر على اجواء المنطقة مع تواجد العديد من مراقبيها على الأرض ولكنها تخلت عن الغطاء الجوي وتركت تركيا لتتقدم في محاولة لاحراج الولايات المتحدة امام حليفتها في حلف الناتو.
ما الذي حققه بوتين؟ تجيب المحللة الامريكية ترودي روبين من منصة فيلادلفيا انكويرر الإعلامية ان بوتين أضعف التحالف الامريكي مع الأكراد بالتظاهر ان واشنطن لن تساعد القوات الكردية التي واجهت الخطر في عفرين كما انه تمكن من اظهار حلف شمال الاطلسي في موقف ضعيف من خلال مشهد الصراع المحتمل بين القوات التركية والقوات الامريكية.
المصالح الامريكية والروسية في سوريا متباعدة بشكل كبير، ووفقا لمزاعم العديد من المراقبين الامريكيين، فان اهتمام الروس بتنظيم (داعش) قليل جدًا في حين ان تشـبثهم بالتحـالف مـع إيران كبـير جداً.
وحرض المحللون ترامب على التشدد في التعامل مع بوتين في الشأن السوري وقالوا انه يجب ان يتعلم من تجربة يوم 7 شباط/ فبراير حينما هاجم المرتزقة الروس القوات الامريكية والقوات الكردية بالقرب من بلدة دير الزور فما كان من القوات الامريكية الا الرد بقوة حيث أصيب أو قتل 300 من المرتزقة الروس، ولم يحدث منذ ذلك الحين أي هجوم روسي جديد. والاجهزة الاستخبارية الامريكية لديها قناعة بان المرتزقة لديهم اتصال وثيق مع الكرملين قبل الهجوم، وقد كشفت هذه الاجهزة ان يفغيني بريجوزين الذي يسيطر على قوات المرتزقة هو الرجل نفسه الذي يدير مصنع القوارب الشهيرة في سان بطرسبرغ.

بوتين يحاول الاستفادة من سلبية ترامب لتقليص النفوذ الأمريكي شمالي سوريا

رائد صالحة

منصف المرزوقي: «نداء تونس» يسعى لإيهام داعميه بنجاحه في تدجين الإسلام السياسي

Posted: 27 Mar 2018 02:19 PM PDT

تونس – «القدس العربي»: قال الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي إن الحزب الحاكم في تونس وحلفاؤه يحاولون التخلص من منظومة العدالة الانتقالية كي لا تبقى سيفاً مسّلطاً عليهم، وبناء ديمقراطية «شكلية»، وإيهام داعميهم من الخارج بنجاحهم في «تدجين» الإسلام السياسي واستيعاب «صدمة» الثورات.
وكتب على صفحته الرسمية في موقع «فيسبوك» في إشارة إلى الحزب الحاكم «أهدافهم: الانتهاء من العدالة الانتقالية حتى لا تبقى سيفاً مسلطاً على مموّلي النظام، وتسمية محكمة دستورية ليس فيها إلا جماعتهم حتى لا تفاجئهم بنقض قانون أو انتخابات مدلسة، ومواصلة بناء ديمقراطية شكلانية عبر الحدّ التدريجي من الحريات ورفض أي خطوة نحو التشاركية والحكم المحلي، والتمويه على الخارج بنجاج «النموذج التونسي «في تدجين الاسلام السياسي واستيعاب صدمة الثورات، وتحقيق « الاصلاحات « المملاة عليهم من الدائنين الخارجيين ولا يهمّ تكلفة التبعات الاجتماعية أو تكلفة قمع الاحتجاجات التي ستؤدي إليها، ومواصلة التداين للتغطية على توقف آلة الانتاج نتيجة الجوّ المتعفّن ولا يهمّ أن تؤدي إلى إفلاس الدولة وغرق المجتمع في الفقر والخصاصة أو ارتهان مستقبل الأجيال القادمة».
وأضاف: «واقتسام السلطة محليا ووطنيا بين مكينات انتخابية من دون روح أو رؤيا تراهن على إحباط الشباب وقدرة شراء البعض بالمال أو بالوعود المزيفة، والإعداد لانتخابات مضمونة في 2019 عبر المال الفاسد والاعلام الفاسد وبركة بعض السفارات. كل هذا للعودة لدولة الغطرسة (خرافة الرجل القوي) وشعب الرعايا السعيد بـ»الاستقرار» ولو كان استقرار المستنقعات. بالطبع من أين لهؤلاء الناس التفكير في مخطّط للخمسين سنة المقبلة لحماية أطفالنا وأحفادنا من أخطار التغيير المناخي أو التفكير في التغييرات العلمية والتكنولوجية الهائلة التي تقلب العالم رأساً على عقب. هم منشغلون فقط بمصالحهم التافهة أحزابا أو أشخاصا».
وتابع المرزوقي: «أهدافنا نحن: غلق قوس الثورة المضادة ومواصلة مسيرة شعب المواطنين التي بدأها الآباء والأجداد. كيف ؟ بالذي مكّننا من الإطاحة بالدولة الاستبدادية: النضال فالنضال ثم النضال، إلى أن يلين لماضغه الحجر.
وكان حزب «نداء تونس وحلفاؤه احتفلوا أخيرا بقرار البرلمان «رفض» تمديد عمل هيئة الحقيقة والكرامة، فيما اعتبرت حركة «النهضة» وأحزاب المعارضة أن القرار غير قانوني، على اعتبار غياب النصاب القانوني اللازم لإقراره.

منصف المرزوقي: «نداء تونس» يسعى لإيهام داعميه بنجاحه في تدجين الإسلام السياسي

جماعة يهودية متطرفة تطالب بـ«إفراغ» الأقصى يوم الجمعة.. والسلطة تحذر من مخطط التقسيم الزماني والمكاني

Posted: 27 Mar 2018 02:18 PM PDT

رام الله ـ «القدس العربي»: طالبت جماعة يهودية متطرفة الفلسطينيين بتفريغ المسجد الأقصى يوم الجمعة المقبل، بذريعة إقامة «ذبح قرابين الفصح»، مستندة بذلك إلى قرارات غير مسبوقة أصدرتها إحدى محاكم الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، ووافقت عليها الشرطة الإسرائيلية،
جاء ذلك من خلال ملصقات وضعتها «منظمات الهيكل المزعوم» المتطرفة، في عدة أماكن محيطة بالمسجد الأقصى، فجر يوم أمس، تطالب فيها السكان المسلمين بعدم التواجد في الحرم في يوم «الإبكار التوراتي»، الذي يسبق «عيد الفصح العبري».
وجاءت هذه المطالبات على وقع القرارات غير المسبوقة التي أقرتها إسرائيل خلال اليومين الماضيين، والتي تسمح للمستوطنين المتطرفين بإقامة «صلوات تلمودية» وذبح «قرابين الفصح اليهودي» على أبواب المسجد الأقصى، وذلك بأمر من محكمة إسرائيلية وموافقة من شرطة الاحتلال على ذلك.
ولم تكن مثل هذه القرارات موجودة من قبل، غير أنه لوحظ أن عمليات «ذبح قرابين الفصح» بدأت تقترب شيئا فشيئا من المسجد الأقصى خلال السنوات الأخيرة.
وشهدت الأيام الماضية قيام مجموعة من المستوطنين بأداء «صوات تلمودية» تلقوا خلالها تدريبات خاصة بـ «عيد الفصح»، بعد قرار السماح بعملية «ذبح القرابين» على مقربة من المسجد الأقصى، بمشاركة عضو الكنيست المتطرف يهودا غليك، وبمشاركة عدد من الفرق الموسيقية، وبحراسات مشددة من قوات الاحتلال.
ومن شأن هذه القرارات أن تفجر موجة غضب شديدة في أوساط الفلسطينيين، الذين دخلوا سابقا في مواجهات كثيرة من الاحتلال رفضا للإجراءات ضد القدس والمناطق المقدسة.
وفي السياق انطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، بادر إليها شبان من مدينة القدس، تدعو لوقف هذه المخططات الإسرائيلية، من خلال «الزحف المبكر» الى المسجد الأقصى يوم الجمعة المقبل.
ويتوقع أن يقوم المستوطنون المتطرفون بتنفيذ سلسلة عمليات اقتحام لباحات المسجد الأقصى، خلال الاحتفال بـ «عيد الفصح».
من جهتها حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية «من مغبة تمادي اليهود المتطرفين ومنظماتهم وعصاباتهم الاستعمارية في المس والاستهداف المتواصل للمسجد الأقصى المبارك بطريقة تدريجية»، مؤكدة أن الهدف منها «تكريس تقسيمه الزماني، ريثما تتم عملية تقسيمه مكانيا».
وأدانت الوزارة الجهات الحكومية والعسكرية والشرطية والقضائية الإسرائيلية التي قالت إنها «ساندت ودعمت هذا الزحف الاستيطاني التهويدي باتجاه أبواب المسجد الأقصى»، بعدما أعطت الشرطة الإسرائيلية الضوء الأخضر لإقامة تدريبات «قرابين عيد الفصح اليهودي» في منطقة القصور الأموية جنوب القدس المحتلة، وسط مشاركة العديد من الحاخامات المتطرفين.
وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية «المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج ممارساتها وسياساتها الاستفزازية، وتداعيات عدوانها المتواصل على المقدسات المسيحية والإسلامية»، وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بـ «سرعة التحرك والدفاع» عن ما تبقى من مصداقية لهما في حماية الشعب الفلسطيني عامة، ومقدساته بشكلٍ خاص.
وكان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، أكد أنه «لا يحق لغير المسلمين أن يصلّوا في المسجد الأقصى، أو أن يمارسوا شعائرهم الدينية»، وذلك في رده على القرارات الإسرائيلية الأخيرة، رافضا الاعتراف بقرارات محاكم الاحتلال، وأكد أن عملية «ذبح القرابين «مرفوضة، معتبرا أن أي عمل من هذا القبيل يمثل «عدوانا».
في السياق حذر مجلس الوزراء، خلال جلسته الأسبوعية أمس من خطورة ما تصدره وتفرضه سلطات الاحتلال من إجراءات تتصل بالمسجد الأقصى المبارك، كإجازة إقامة المستوطنين طقوسهم التلمودية على بوابات المسجد الأقصى، واعتبر الأمر «سابقة خطيرة تنذر بأسوأ العواقب».

جماعة يهودية متطرفة تطالب بـ«إفراغ» الأقصى يوم الجمعة.. والسلطة تحذر من مخطط التقسيم الزماني والمكاني
بزعم إقامة «صلوات تلمودية» في يوم «الإبكار التوراتي»

موريتانيا: استنكار لأساليب الترغيب والترهيب في حملة الانتساب للحزب الحاكم

Posted: 27 Mar 2018 02:18 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: أثارت أساليب حملة الانتساب الكبرى التي يبدأها اليوم الأربعاء حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم في موريتانيا والتي أكد خصوم النظام أنها «تجمع بين الترغيب والترهيب»، احتجاجات واسعة داخل أوساط المعارضة.
وتتحدث وسائل الإعلام الموريتانية المحلية منذ أيام عن حملة كبرى يقوم بها نشطاء حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في أحياء العاصمة لجمع بطاقات التعريف والتعويض عنها من رجال أعمال يسعون لإظهار شعبيتهم وقدرتهم على تأسيس أقسام وفروع جديدة للحزب الحاكم ضمن حملة الانتساب التي تنطلق اليوم.
ورد سيدي محمد ولد محمد رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية على هذه الاحتجاجات بتغريدة على حسابه في تويتر، قال فيها: «حملات تشويه لا حد لها بحق حزبنا، تصدر عن عقول لا تملك ذرة من ثقافة ديمقراطية ولا تقيم وزناً للآخر، الانتساب لحزب الاتحاد، إخوتنا، هو عمل شخصي وحضوري، يلزم فيه حضور المنتسب شخصيا إلى مكتب التسجيل، ولا تقبل وكالته في ذلك، تلك هي مقتضيات النظام الداخلي ودليل الحملة وبشكل صارم».
واحتجت أحزاب في معارضة الوسط وأخرى في معارضة التشدد على إسناد تنفيذ حملة الانتساب للوزراء وكبار مسؤولي الدولة، وعلى فرض تمويل الحملة على رجال الأعمال، كما احتجت على جمع بطاقات التعريف مقابل مبالغ مالية لتسجيل أصحابها في قوائم الانتساب التابعة لهذا الحزب.
وتحدث منتدى المعارضة الموريتانية الذي يجمع أحزابها ونقاباتها وشخصياتها المرجعية في بيان وزع أمس عن «إرغام عمال الدولة والوجهاء ورجال الأعمال، بالترغيب والترهيب، على الانخراط في حزب السلطة وخدمة مشروعها في فرض نفسها وإسكات كل الأصوات التي تطالب بالتغيير الديمقراطي في البلد».
كما توقف المنتدى المعارض عند ما سمّته «الحملة الواسعة والمكشوفة التي يقوم بها أنصار السلطة لجمع بطاقات تعريف المواطنين عن طريق الضغط والرشوة وشراء الذمم، وابتزاز رجال الأعمال لتحصيل مئات الملايين لتمويل حملة حزب السلطة، في الوقت الذي يخضع فيه كل من يساهم في تمويل نشاطات المعارضة الديمقراطية للمتابعة وتوجه له تهمة الرشوة وارتكاب الجرائم العابرة للحدود».
واحتج حزب التحالف الشعبي التقدمي بزعامة مسعود ولد بلخير رئيس البرلمان السابق وهو من أحزاب معارضة الحوار بشدة في بيان وزعه أمس على أساليب حملة الحزب الحاكم، مؤكداً «إدانته لما وصفه «بالتصرفات المشينة، غير الديمقراطية، والمؤذنة بالإصرار على التحكم في الانتخابات القادمة، وتكريس ثقافة الغش والتحايل والتزوير».
ودعا «الناشطين في مؤسساته وبخاصة منظمتي الشباب والنساء، والمنسقيات والأقسام والفروع، وأطر الحزب وكافة المناضلين للتصدي لهذا النهج وفضح مراميه، وتحصين المواطنين من العبث بأوراقهم المدنية، التي نالوا ما نالوا منها بشق الأنفس، وحماية حقهم في الإدلاء بأصواتهم بحرية، واحترام حقهم في الاختيار، ومحاربة شراء الذمم وأساليب الغش والتزوير».
ودعا الحزب «الشعب الموريتاني إلى رفض الرضوخ والانصياع لهذه المحاولات الرخيصة»، حسب تعبيره، وإلى حماية ما تم قطعه من خطوات خجولة، في المسار الديمقراطي ورفض الاستهانة بكرامته والاستهتار بحقوقه وقيمه».
وحث «النظام وحزبه الحاكم على الكف عن مثل هذه التصرفات، المعيقة للممارسة الديمقراطية، والمخلة بجميع الاتفاقات والتعهدات التي التزموا بها»، محذراً «من مغبة الاستمرار في هذا النهج بما يعنيه من استهانة بالمواطنين، واستهتار بالقوانين».
وأكد الحزب «أن مدينة نواكشوط، تشهد هذه الأسابيع، نشاطا مكثفا لنشطاء يسعون لجمع بطاقات التعريف، وتتواتر الأخبار أن الشيء ذاته عرفته كل الحواضر في داخل البلاد، وأن الحملة لا تستهدف غير من هم في سن الاقتراع، وخصوصا المواطنين من الفئات الأكثر هشاشة، والذين هم أقل حظاً في التعليم».
«واللافت للانتباه، يضيف حزب التحالف الشعبي التقدمي، أن الفاعلين الممارسين لهذا السلوك إما أن يكونوا منتسبين إلى حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، أو موظفين في الإدارة العامة أو في قطاع التعليم، أو جنوداً أو رجال أمن عام، وفي كل الحالات يكون التذرُّع في هذه الحملة بتحقيق المصلحة الشخصية، أو التعهد بمقابل مادي من غذاء أو منفعة أخرى».
«إن هذه الحملة المبكرة التي جُنّد لها خلق كثير ووعود ووسائل غير محددة، يضيف حزب التحالف، لتنذر بأن النهج التقليدي الذي عهدناه قبل كل الاستحقاقات الانتخابية الماضية، والرغبة في توجيه الناخبين، ونزعة التحكم في اللوائح الانتخابية، وما يقود إليه ذلك من إضاعة حق الاختيار السليم، كلها تدل على أن تطوُّر الديمقراطية وتعافي الانتخابات مما كانت تعاني منه من اختلالات قاتلة، ليس إلا مجرد أوهام».
ودعا الدكتور محمد محمود ولد سيدي رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح (معارض ومحسوب على الإخوان)، في تدوينة له أمس «الجميع لمواصلة التعبئة ضد سياسات النظام ومحاولاته الهادفة الى إعادة انتاج منظومته، والوقوف بحزم في وجه حملات تزوير الانتساب بعد تزوير الاستفتاء، وعدم إتاحة الفرصة لاستمرار نظام ثبت تجاهله لهموم ومشاغل السكان خلال السنوات العجاف العشر الأخيرة».
وتأتي هذه التجاذبات مقدمة لمعارك ما قبل الانتخابات النيابية والبلدية المقررة في النصف الأخير من السنة الجارية، بين نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز ومعارضيه.
ويتوقع أن تكون هذه المعارك ضارية بالنظر لتوجه الحكومة نحو تنظيم الاستحقاقات القادمة على أساس ما تمخض عنه حوار 2016 الذي قاطعته المعارضة المتشددة ورفضها لأي حوار جديد مع خصومها في الساحة، وهو ما تعتبره المعارضة إقصاء ممنهجاً لها.
ودعت المعارضة الموريتانية قبل يومين «نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز للتشاور مع القوى السياسية الفاعلة حول تنظيم مسار انتخابي توافقي يطمئن الجميع ويضمن حياد الدولة، وخاصة السلطة التنفيذية، ومساواة الفرص أمام جميع الفرقاء لتحقيق تناوب حقيقي على السلطة على أعتاب استحقاقات نيابية وبلدية وجهوية فاصلة، وانتخابات رئاسية حاسمة في نهاية آخر ولاية لرئيس الدولة الحالي».
وحثت المعارضة «القوى الوطنية وكل المواطنين على الوقوف بقوة من أجل فرض مسار انتخابي توافقي يضمن حياد السلطة وتكافؤ الفرص أمام كل الفرقاء ويفتح الطريق أمام التناوب السلمي على السلطة، وفرض الوقف الفوري لعمليات الابتزاز والإكراه وجمع بطاقات التعريف وتسخير الدولة وموظفيها ووسائلها لصالح حزب السلطة».
وشددت المعارضة في بيانها على «فرض رقابة جادة وكاملة من لدن الهيئات الدولية ذات المصداقية والتجربة في رقابة الانتخابات، على غرار رقابة الانتخابات الرئاسية لسنة 2007، تلكم الرقابة التي ظل النظام يتهرب من طلبها، مكتفيا بالحضور الرمزي لمراقبين من هيئات محابية».

موريتانيا: استنكار لأساليب الترغيب والترهيب في حملة الانتساب للحزب الحاكم

خبير ديموغرافي: التطورات السكانية ستؤدي لتفكك إسرائيل

Posted: 27 Mar 2018 02:17 PM PDT

الناصرة ـ «القدس العربي»: تسبّب الكشف عن معطيات ديموغرافية داخل الكنيست بجدل متجدد حول مستقبل إسرائيل بين أنصار تسوية الدولتين وبين معارضيها، فيما حذر أهم خبير ديموغرافيا يهودي من تفككها نتيجة الأغلبية الفلسطينية لاحقا. والحديث عن معطيات طرحتها «الإدارة المدنية» للضفة الغربية التابعة لجيش الاحتلال خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أول أمس الاثنين، حول التوازن الديموغرافي بين العرب واليهود بين النهر والبحر، في فلسطين التاريخية.
واعتبر مؤيدو حل الدولتين أن هذه المعطيات تؤكد ضرورة «الانفصال عن الفلسطينيين» وبقاء أغلبية يهودية كبيرة في إسرائيل، بينما رفضها اليمين الإسرائيلي، معتبرا أنها معطيات خاطئة ولا تعكس الواقع الديموغرافي. في إطار هذا الجدل المستمر منذ سنوات يتوقع الخبير السكاني البروفسور سيرجيو ديلا فيرغولا، أهم خبير في الديموغرافيا اليهودية، أنه «سيكون هنا عرب أكثر بقليل ويهود أقل بقليل». وأضاف في حديث لإذاعة جيش الاحتلال أمس أنه يحذر من ذلك منذ 15 عاما.
وتفيد معطيات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية لعام 2016، أنه يوجد في إسرائيل 6.44 مليون يهودي و1.52 مليون عربي، فيما قالت معطيات «الإدارة المدنية» إنه يوجد في الضفة الغربية وقطاع غزة خمسة ملايين فلسطيني. ويعني ذلك أنه مقابل 6.44 مليون يهودي يوجد 6.5 مليون عربي فلسطيني في فلسطين التاريخية، لكن أوساطا يمينية شككت بالمعطيات كون مصادرها فلسطينية. لكن ديلا فيرغولا أكد خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي على أن المعطيات حول الفلسطينيين في الضفة وغزة هي للجيش الإسرائيلي، وهي أكيدة. وقال إن «المعطيات التي نُشرت هي من السجل المستقل للجيش وهي صحيحة باستثناء قيد واحد، هو أنها تشمل عمليا أشخاصا موجودين خارج البلاد لكنها أقلية تتكون من بضعة آلاف، ولا تؤثر على الصورة العامة».
وحذر ديلا فيرغولا اليمين الإسرائيلي من أنه «بوجود أغلبية يهودية مؤلفة من 80% أو أقل بقليل، مثلما هو الوضع اليوم (داخل الخط الأخضر)، بالإمكان وصف إسرائيل دولة الشعب اليهودي أو دولة يهودية. وتابع بتحذيراته « لكن إذا أضفنا الضفة، فإن الأغلبية تتراجع إلى 60%، وإذا أضفنا غزة فإن الأغلبية اليهودية تنخفض إلى 50%، وهذه لم تعد أغلبية ولن تكون هناك دولة يهودية ولا يكون هناك وجود لدولة إسرائيل التي فكرنا فيها». وفي حال عدم احتساب قطاع غزة في هذا الميزان الديموغرافي، بادعاء أن إسرائيل انسحبت منه، قال ديلا فيرغولا إن «النسبة هي 60 إلى 40 وهذا لا يسمح ببقاء إسرائيل. لا توجد دولة في العالم مع نسب كهذه بين شعبين». وتابع « دول كهذه ستتفكك. هذا ما حدث في قبرص. النسب هناك 82 إلى 18 وتفككت، والأمر نفسه حدث في تشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا. لذلك هذا وضع غير قابل للحياة. هناك معسكر في الكنيست يصف هذه التوقعات بأنها هراء، ويدعي أن المعطيات غير صحيحة. لقد رأيت تعقيب عضو الكنيست يهودا غيليك. حسنا، بإمكانهم الاختباء خلف الإصبع الصغير، لكن هذه هي الحقائق وهي تتقدم رويدا رويدا ومن دون انحراف». موضحا أن إسرائيل تعيش اليوم في واقع الدولة الثنائية القومية. وقال إنه تبين من معطيات دائرة الإحصاء اليوم أن التغييرات المستقبلية لن تكون كبيرة من حيث حجم السكان، لا لدى اليهود ولا لدى العرب». إلا أن ديلا فيرغولا لفت إلى أن «ما سيحدث في المستقبل سيكون مختلفا. سيزداد عدد اليهود الأصوليين (الحريديم) بين السكان اليهود، ولكن مجموع اليهود لن يتغير بصورة دراماتيكية. لافتا إلى أن الزيادة لدى السكان اليهود هي قضية مختلفة، لكنها الشرط للحفاظ على المعطيات الحالية. وتابع في حديث لموقع « واينت « وإذا كان هناك عدد أقل من الحريديم، فإن عدد اليهود سيقل ونسبة العرب سترتفع أكثر. وهذه حقائق ولا يمكن التهرب منها». وتابع «صحيح أن الفرق بين اليهود والعرب تقلص بالولادات لأن اليهود ينجبون أكثر والعرب ينجبون أقل. ورغم ذلك، ينسون دائما، ويبدو عن قصد، أن الأفراد يموتون، وعندها ينبغي النظر إلى الفرق في الوفيات، إذ أن نسبة الوفيات بين السكان العرب أقل بكثير من النسبة بين السكان اليهود، لأن أعمارهم (أعمار العرب) قصيرة أكثر «.
وقال إن الإسرائيليين « مسنون « أكثر ولذلك لديهم وفيات أكثر وهكذا، بينما الفرق في الولادات لم يعد كما كان في الماضي، فإن الفرق في الوفيات يعمل كله لصالح العرب ولذلك فإنه لا يغير الصورة العامة. وأضاف « الأمر اللافت اليوم هو أنه لسنا « نحن « من يقول ذلك، وإنما الجيش الإسرائيلي. وهذه هيئة رسمية وليست، واعذروني على التهكم، « مجموعة مهووسة من اليساريين». وأشار ديلا فيرغولا إلى أن «كل هذه هي تحولات بطيئة والمسألة المهمة بنظره هي أن لهذه التحولات تبعات سياسية كبيرة جدا. ويتوقع أن تسكن في الحدود المختلفة لدولة إسرائيل مجموعات سكانية مختلفة والمسألة المصيرية هي مسألة الأغلبية اليهودية». وخلص ديلا فيرغولا للقول إن 58% من يهود الولايات المتحدة انصهروا في المجتمع الأمريكي والوضع في كندا أخطر». ومصطلح «انصهار» في المفهوم اليهودي هو أن المنصهر الذي تزوج من غير يهودي، لم يعد يهوديا. ويتوقع خبراء يهود في الديموغرافيا أنه خلال 300 عام لن يبقى يهود في الولايات المتحدة، أما الوضع في روسيا فهو ليس واعدا أما الحريديم، فهم برأيه ينقذون وضع يهود الشتات.

خبير ديموغرافي: التطورات السكانية ستؤدي لتفكك إسرائيل

وديع عواودة:

هل يكون الجنوب السوري ميدان التصعيد المقبل… بينما إدلب محطة مؤجلة؟

Posted: 27 Mar 2018 02:17 PM PDT

درعا – «القدس العربي»: يفرض اقتراب النظام السوري من تحقيق الحسم العسكري في الغوطة الشرقية أسئلة عن وجهة المعارك المقبلة. وانطلاقاً من الأولوية الاستراتيجية للنظام السوري ولروسيا، في تأمين العاصمة السورية، واستناداً إلى أن درعا تشكل الخاصرة الجنوبية لدمشق، إضافة إلى التنسيق مع روسيا الذي يجعل من إدلب، مركز تجميع فصائل المعارضة، محطة مؤجلة أقل تهديداً، فإن الاحتمال بأن يكون الجنوب السوري ميدان التصعيد المقبل ليس مستبعداً.
ويدعم ذلك الترويج الذي تقوم به وسائل إعلام موالية لمعركة درعا إلى جانب الحشودات المتبادلة على الأرض من الطرفين (النظام المعارضة)، ما يبدو أن الأوضاع تشير إلى مزيد من التصعيد، فما هي الحسابات التي تؤخر إشعال جبهات الجنوب؟
الكاتب الصحافي طه عبد الواحد، يقول لـ «القدس العربي» إن الوضع في جنوب سوريا معقد أكثر بكثير من أي منطقة أخرى في سوريا حتى من منطقة التنف وغيرها من مناطق تديرها الولايات المتحدة لوحدها، وأشار إلى سيناريوهات متعددة ومتنوعة ومعقدة، في مقدمتها الحفاظ على الوضع كما هو، أو أن يفتح النظام بدفع من الإيرانيين المعركة هناك.
ويضيف عبد الواحد « لكن حتى اللحظة تقول التفاهمات والمواقف بأن روسيا ستحاول ضبط الوضع وعدم السماح بتصعيد عسكري التزاماً منها بالاتفاقيات مع تل أبيب حول ضمان أمن المنطقة، لكن في سياق هذا الالتزام نفسه قد يتم التفاهم بين موسكو ودمشق وتل أبيب على معركة بضمانات روسية». وأوضح أن الضمانات الروسية قد تعيد سيطرة النظام وحده على الحدود مع إسرائيل في معركة تستثنى منها إيران وأتباعها، وتكون السيطرة روسية مع قوات النظام بذريعة أن النظام يتعهد بإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل 2011 وأن يتكفل بضمان أمن الحدود مع إسرائيل. وعن إيران ودورها في كل ذلك، قال عبد الواحد «باعتقادي الروس بحاجة لنفوذ إيراني في سوريا ليكون هذا النفوذ ورقة بيدهم خلال التفاوض مع تل أبيب وواشنطن حول مستقبل سوريا وكذلك مع السعودية وقطر».
واعتبر المحلل السياسي الدكتور محمود الحافظ، أن لأهمية معركة الجنوب ومفصليتها دور كبير في تأجيلها لغاية الآن، مشيراً إلى دور أمريكي واضح في منع اندلاع المعارك في الجنوب.
وأضاف الحافظ لـ»القدس العربي» أن الولايات المتحدة عندما تفعل ذلك فليس حباً بالفصائل وإنما حرصاً على أمن حدود إسرائيل، ومنعاً من اقتراب المليشيات الإيرانية إلى خطوط التماس مع إسـرائيل.
ورغم ذلك لم يستبعد المحلل السياسي أن تعمد الولايات المتحدة إلى منح الوقت للنظام ولإيران لاستنزاف النظام والمليشيات الإيرانية وفصائل المعارضة في الجنوب من خلال معارك بعيدة نسبياً عن الشريط الحدودي مع إسرائيل، ومن ثم التدخل في وقت متأخر، مستفيدة من ذلك الاستنزاف. وفي تموز/يوليو العام الماضي تم الإعلان عن تطبيق اتفاق «خفض التصعيد» في جنوب سوريا، وجاء على خلفية مباحثات أردنية – روسية -أمريكية أجريت في العاصمة الأردنية عمان.

هل يكون الجنوب السوري ميدان التصعيد المقبل… بينما إدلب محطة مؤجلة؟
استناداً إلى أن درعا خاصرة دمشق الجنوبية وقريبة من الحدود مع إسرائيل

وزير العدل المغربي: اتخذنا مقاربات استباقية للتصدي للفكر الإرهابي

Posted: 27 Mar 2018 02:16 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قال وزير العدل المغربي إن بلاده حرصت على وضع إستراتيجية لمكافحة الإرهاب، تجعل المواثيق التي وقّعت عليها مرجعا أساسيا في تصورها، مع مراعاة خصوصية المجتمع المغربي، موضحا أن المملكة اتخذت مقاربات استباقية للتصدي للفكر الإرهابي؛ لأن السلوك يبدأ دون متفجرات ولا أسلحة، ويتسرب عبر أحدث الوسائل التكنولوجية الحديثة.
وتحدث الوزير محمد أوجار، في زيارة دراسية نظمها المعهد الدولي للعدالة وسيادة القانون في الرباط حول تعزيز قدرات القضاة في القضايا المتعلقة بالإرهاب، عن مجموعة من البرامج التي تعتمدها المملكة لصد الإرهاب وتقويم سلوك مرتكبيه، أبرزها العفو الملكي الذي مكّن العديد من المعتقلين السلفيين في قضايا التطرف من مراجعة أفكارهم والتصالح مع المجتمع، إضافة إلى برنامج «مصالحة» الذي دشنته المنـدوبية العامة لإدارة السجـون وإعادة الإدماج في محاولة لفهم الظاهرة الإرهابية، ودفع المسجونين في قضايا التطرف إلى مراجعة مواقفهم ومباشرة حياة جديدة.
وأوضح أن برنامج «مصالحة» يقوم أساسا على إعادة تأهيل قدرة السجناء الذاتية كي يتمكنوا من الاندماج بسرعة، واطلاعهم عبر أشرطة فيديو مصورة للاعتداءات وعائلات الضحايا على حجم الأذى الذي تسببوا به للوطن بسبب التفجيرات الإرهابية.
وقال أن التغيرات السياسية الدولية والإقليمية تستدعي تكثيفا للجهود من أجل التصدي للإرهاب، عبر سَنِّ سياسات داخلية ووقائية تنسجم مع مقررات القانون الدولي، وتعتمد على أطر مدربة تلقت تكوينات على أعلى مستوى، إضافة إلى خلق شراكات ثنائية ومتعددة الأطراف، تسمح بتبادل التجارب والخبرات.

وزير العدل المغربي: اتخذنا مقاربات استباقية للتصدي للفكر الإرهابي

متابعة قيادي في جماعة «العدل والإحسان» بتهمة نشر أخبار زائفة أخلت بالنظام العام

Posted: 27 Mar 2018 02:15 PM PDT

الرباط – «القدس العربي»: قررت النيابة العامة لدى محكمة ابتدائية طنجة، متابعة قيادي جماعة «العدل والإحسان»، وعضو الأمانة العامة لدائرتها السياسية، محمد بن مسعود، في حالة سراح، بتهم «نشر ونقل خبر وادعاءات ووقائع غير صحيحة ومستند مدلس فيه منسوبة للغير أخلت بالنظام العام وأثارت الفزع بين الناس، وإهانة هيئات منظمة» وحددت المحكمة تاريخ 17 نيسان/ أبريل المقبل، لأول جلسة محاكمته.
وقالت الجماعة، وهي شبه محظورة وأقوى الجماعات المغربية ذات المرجعية الاسلامية ان متابعة محمد بن مسعود، «يؤكد التوظيف السياسي الممنهج للقضاء لتصفية الحسابات السياسية مع المعارضة، والتضييق على حرية الرأي والتعبير عموما، وفي مواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص لما أصبحت تتيحه من مساحة لإسماع صوت يفضح مظاهر السلطوية والظلم وخنق الحقوق والحريات بعيدا عن تضليل وتعتيم الإعلام الموجه». وأفادت الجماعة في بيان أُرسل لـ «القدس العربي» إن «الخروقات الفجة التي رافقت اعتقال بن مسعود ترسخ هيمنة المقاربة الأمنية والدوس على القانون وعلى كل ادعاء للحقوق والحريات والديمقراطية، حيث تم اعتقاله من داخل مقر عمله بمركز تكوين الأساتذة وأمام طلبته، مع كل ما يشكله ذلك من اعتداء سافر على حرمة المؤسسات التربوية، وهو ما أثار استهجانا واسعا لدى الجسم التربوي والنقابي».
وسجلت «ان هذا السلوك (المتابعة) ليس غريبا عن سلطة ألفت خرق القانون والتعسف على الحقوق لخنق كل صوت يرفع دفاعا عن المظلومين والمهمشين في بلادنا، كما هي حال بن مسعود الذي عبر عن رأيه تجاه ما يعانيه سكان جرادة وشجبه للمقاربة الأمنية التي تنتهجها الدولة ضد سلمية الاحتجاجات وعدالة مطالبها، في الوقت الذي يتم التغاضي عما يروجه كثير من المواقع المشبوهة من أخبار زائفة وتشهير ومس بأعراض الناس بشكل مستمر».

متابعة قيادي في جماعة «العدل والإحسان» بتهمة نشر أخبار زائفة أخلت بالنظام العام

الحكومة المغربية توافق على إطلاق التفاوض مع النقابات لزيادة أجور الموظفين من خلال ضوابط محددة

Posted: 27 Mar 2018 02:14 PM PDT

الرباط – «القدس العربي» : قررت الحكومة المغربية الموافقة على رفع أجور الموظفين وذلك في إطار الحوار الاجتماعي القائم حالياً مع النقابات المركزية الأكثر تمثيلية، وفي سياق الإجراءات الاقتصادية والاجتماعية التي تعتزم الحكومة المغربية العمل عليها، وعلى رأسها القيام بمراجعة مدونة الشغل وفق مقاربة تشاركية مع جميع المتدخلين، من معارضة ونقابات مركزية ومجتمع مدني.
وأفادت مصادر نقابية، أن الحكومة لم تعترض على مبدأ الرفع من أجور الموظفين، لكنها اشترطت أن تشمل الأجور الدنيا، التي لا تتجاوز 500 دولار، من دون الحسم في الموضوع بصفة نهائية.
وتواصل لجان الحوار الاجتماعي بين الحكومة، والنقابات اجتماعاتها، في أفق التوصل إلى اتفاق ثلاثي السنوات المقبلة. وعقدت لجنة تحسين الدخل اجتماعها، امس الثلاثاء، لبحث سبل تحسين الدخل لدى الموظفين، والأجراء، من خلال الاتفاق على عدد من الآليات. حيث تم التداول في إمكانية الزيادة في أجور الموظفين، وأيضاً في موضوع التعويضات العائلية، حيث ترغب الحكومة في زيادتها بقيمة 20 دولاراً، بالإضافة إلى الرفع من منحة الولادة لتصل إلى 100 دولار، ثم إحداث درجة جديدة في سلك الوظيفة العمومية.
وقال عبد الحق العربي، مستشار رئيس الحكومة: إن «مطلب الزيادة في الأجور يجب أن يشمل فقط موظفي الفئات الدنيا، مشيراً إلى أن الحكومة عبرت عن استعدادها للرفع من أجور الموظفين التي لا تتجاوز 550 دولاراً، وذلك في إطار جولات الحوار الاجتماعي مع النقابات». وأوضح أنه تم خلال الاجتماع التداول في إمكانية الزيادة في أجور الموظفين، وأيضاً في موضوع التعويضات العائلية، إذ ترغب الحكومة في زيادتها بقيمة 20 دولاراً، بالإضافة إلى الرفع من منحة الولادة لتصل إلى 100 دولار، مع رصد تعويضات عن المناطق النائية».
وكشف مستشار رئيس الحكومة، أن مطالب لجنة تحسين الدخل لم تتغير بالمقارنة مع الحكومة السابقة، إذ كانت ردت عليها وزارة المالية آنذاك، وقالت إنها ميزانية ضخمة، قبل أن يعود إلى اتفاق 26 أبريل/ نيسان 2011 ، وكان له أثر على التوازن المالي للمغرب، متوقفا عند الهوة الكبيرة بين الحد الأدنى من الأجور في الوظيفة العمومية الذي يصل إلى 300 دولار، والحد الأعلى الذي يقدر بـ15 ألف دولار.
وعقدت جولة جديدة من الحوار الاجتماعي، في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، بين رئيس الحكومة، والنقابات الأكثر تمثيلية، خلصت إلى التوافق على توقيع اتفاق يمتد إلى ثلاث سنوات، سيتم الإعداد له خلال الأسابيع المقبلة، في أفق اعتماده، خلال شهر أبريل / نيسان المقبل. وتم خلالها الاتفاق على إطلاق تفاوض بين الحكومة، والنقابات حول مضامين الاتفاق، وذلك في أقرب الآجال. كما تم الاتفاق على إحداث لجنة تحضيرية، تضم ممثلين عن مختلف المكونات الاجتماعية، والاقتصادية، والقطاعات الحكومية المعنية، لوضع جداول أعمال اللجان الموضوعاتية.
ومن المنتظر أن يتم الاتفاق على كل نقاط اللجنة منتصف الشهر المقبل، ورفع جميع الملاحظات والأمور الشائكة إلى اللجنة الوطنية التي تضم رئيس الحكومة والوزراء المعنيين إلى جانب الأمناء العامين للنقابات.
وكشف تقرير صادر عن المجلس الأعلى للحسابات، أن ميزانية الدولة المخصصة للوظيفة العمومية تفوق قدراتها الاقتصادية، في حين لا يظهر ارتفاع كلفة أجور الموظفين العموميين على مستوى تحسن نظرة المواطن للإدارة العمومية.
وأكد تقرير مجلس الحسابات، وهو مؤسسة ذات صبغة قضائية مكلفة بمراقبة تدبير المال العام بالمغرب، خلال الفترة ما بين 2008 و2016، ارتفاع كتلة أجور الموظفين العموميين بنسبة 2.59 بالمئة، بينما ارتفع عدد الموظفين المدنيين بنسبة 5 بالمئة فقط خلال الفترة نفسها. وربط التقرير هذا الارتفاع، الذي وصفه بالقوي لكتلة أجور الموظفين، بالزيادات المترتبة عن الترقية السريعة لهم، إضافة إلى القرارات المختلفة للزيادة في الأجور والتي تم اتخاذ جلها في ظروف استثنائية، في إشارة إلى إقدام حكومة عباس الفاسي، إبان حراك 20 فبراير/شباط، على زيادة استثنائية في أجور الموظفين.

الحكومة المغربية توافق على إطلاق التفاوض مع النقابات لزيادة أجور الموظفين من خلال ضوابط محددة

فاطمة الزهراء كريم الله

لقاء تشاوري لإقرار خريطة طريق عسكرية وأمنية لمجموعة الساحل

Posted: 27 Mar 2018 02:14 PM PDT

نواكشوط – «القدس العربي»: أعلن موسى فاكي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي الذي يزور نواكشوط حاليا، عن «تنظيم لقاء تشاوري اليوم الأربعاء في نواكشوط بين الاتحاد الإفريقي ومجموعة دول الساحل الخمس لإقرار خارطة طريق منسقة لتنفيذ استراتيجية الساحل الشاملة للمجالات التنموية والأمنية والعسكرية».
وأكد فاكي في تصريحات أدلى بها أمس بعد مقابلته للرئيس الموريتاني «أن هذا اللقاء يُعقد تنفيذاً لاستراتيجية الاتحاد الإفريقي المقرة سنة 2014 ضمن التنسيق بين الاتحاد وشركائه ثنائيي ومتعددي الأطراف».
وقال: «سنعمل معاً في ضوء الاستراتيجية المعدة من طرف مجموعة الخمس في الساحل لضمان نشر القوة العسكرية المشتركة للمجموعة في أقرب وقت، وقد وجدنا أن من الضروري بالتعاون مع شركائنا، وضع النقاط على الحروف بشكل منسق، من أجل مساعدة الساحل على مواجهة المخاطر التي تهدده وبشكل خاص على صعيد الأمن والتنمية ومتلازماتهما والانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية، وأجد أن من الضروري تنسيق تدخل مختلف الأطراف ضماناً للنجاعة وتحقيقا للنتيجة المطلوبة».
وقال: «سنقوم بما يلزم ضمن خريطة طريق واضحة وواقعية تصهر تجارب الكل وتؤتي أكلها في الوقت المناسب لصالح أمن الساحل واستقرار القارة».
وجدّد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي «التزام الاتحاد بالوقوف إلى جانب مجموعة الخمس في الساحل، ووقوفه معها، لمواجهة التحديات التي تتهدد المنطقة.»
ويأتي تنظيم اللقاء التشاوري حول استراتيجية الساحل أياما بعد توقيع الاتحاد الإفريقي ومجموعة دول الساحل الخمس على اتفاق يتعلق بدعم الاتحاد لعملية نشر القوة العسكرية المشتركة لمجموعة الساحل الذي يجري التحضير له حاليا.
وينص الاتفاق على الطرق التي سيقدم عبرها الاتحاد دعمه المالي واللوجستي لتنفيذ الاستراتيجية التنموية والأمنية لمجموعة الساحل بما فيها نشر القوة العسكرية المشتركة.
ويأتي التنسيق بين مجموعة الساحل والاتحاد الافريقي تنفيذاً للقمة الطارئة للمجموعة التي عقدت في باماكو يوم السادس شباط / فبراير الماضي، وتطبيقاً لتوصية مجلس السلم والأمن الافريقي الصادرة عقب دورته التي عقدت في أديس ابابا في نيسان / أبريل 2017، والتي أقر المجلس فيها التوجه الاستراتيجي لعمليات القوة المشتركة لدول الساحل، كما تأتي تنفيذا لتوصية مجلس الأمن الدولي رقم 2359 الصادرة في حزيران / يونيو 2017 والتي أكد المجلس فيها ترحيبه بتشكيل ونشر القوة المشتركة لدول الساحل من أجل تثبيت السلم والأمن في المنطقة الساحلية.

لقاء تشاوري لإقرار خريطة طريق عسكرية وأمنية لمجموعة الساحل

43 ألف زائر لمهرجان «بحيرة أسباير الثاني» في الدوحة خلال يومين

Posted: 27 Mar 2018 02:13 PM PDT

الدوحة – «القدس العربي»: أُسدِل الستار في الدوحة، على مهرجان «بحيرة أسباير الثاني» بعد يومَين من العروض الساحرة تزينت فيها سماء حديقة أسباير وبحيرتها بأروع الألوان والألعاب النارية الخلابة. وشهد مهرجان هذا العام إقبالًا جماهيريًا ملحوظًا بحضور ما يزيد عن 43 ألف زائر خلال اليومَين.
وقالت مؤسسة «أسباير زون» المنظمة للمهرجان إن الإقبال فاق التوقعات، وسجلت منافذ بيع صغار المستثمرين القطريين المنتشرة في محيط المهرجان عوائد تقدر بما يزيد عن مليون ريال قطري.
ونظمت مؤسسة «أسباير زون» المهرجان بالشراكة مع «أوريدوو» والخطوط الجوية القطرية، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، وكتارا، وأخرج المهرجان الفنان الفرنسي العالمي، ساحر الألعاب النارية، كريستوف بيرتونو.
وامتلأت المدرجات المحيطة ببحيرة أسباير عن آخرها بآلاف المشاهدين الشغوفين لمتابعة العرض الأول لمهرجان بحيرة أسباير الثاني «رحلة من الخيال» الذي تنظمه المؤسسة خلال عطلة نهاية الأسبوع يومي 23 و24 الشهر الجاري بالشراكة مع «أوريدو» والخطوط الجوية القطرية، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، وكتارا.
واستقطبت الليلة الأولى للمهرجان ما يزيد عن 20 ألفًا من المشاهدين ومن زوار الحديقة الذين توزعوا على المدرجات ومحيط بحيرة أسباير للاستمتاع بالحدث الفني الضخم.
وللوهلة الأولى، بدا للزوار أنهم على موعد مع عرض تقليدي للألعاب النارية، إلا أن المهرجان فاجأ المشاهدين بحبكته الدرامية الأسطورية التي كسرت سكون الليل محولًا سطح بحيرة أسباير لشاشة عرض ثلاثية الأبعاد فيما وصفه بعض الحضور من هواة السياحة والسفر بالعرض الأروع على الإطلاق في حياتهم.
وتدور حبكة العرض الأسطورية حول شاب عربي يجوب محيطات العالم بحثًا عن سر من أسرار السعادة والسلام الكامنة في لؤلؤة أسطورية في قاع أحد البحار أسطورية لا يعرف طريق الوصول إليها إلا كبير الكهنة «بودريان» والذي لم يستطع هذا الفتى استرضاءه إلا بجمع ضوء آلاف النجوم لترقص في ظلمة الليل. ولم يجد الفتى بدًا إلا أن يخوض رحلة من الخيال عبر قارات ومحيطات هذا العالم الشاسع ليشكل عرضًا كونيًا آملًا أن يجد السعادة الحقيقية خلال مغامراته.
وتحولت ميمنة البحيرة لكرة كونية ضخمة تعكس خريطة تلك الرحلة الأسطورية، التي بدأها الشاب من على شواطئ دولة قطر ليجوب قارات العالم مواجها حيوانات أسطورية كالتنين الصيني ووحوش السافانا في أفريقيا، وثعابين الأمازون العملاقة.
وتمكن مخرج العرض ونجومه من سلب ألباب الجماهير، التي تعالت آهات إعجابها بالعرض منذ الوهلة الأولى عبر جمع عناصر الحياة المتضادة كالماء والنار وتزينت سماء بحيرة أسباير بألعاب نارية مصممة بعناية مع كل نغمة من أنغام الموسيقى تتسارع تارة لتضخ بحماستها الدماء في العروق ترقبًا للمواجهة بين الوحوش والبحار، وتارة أخرى في شكل معارك ومطاردات مثيرة يتغلب فيها البطل العربي في كل مرة على الصعاب بحثًا عن هدفه المنشود، ومر العرض الذي تواصل لمدة 40 دقيقة وكأنه ثوان معدودة، ليعثر هذا البطل العربي أخيرًا على سر السعادة في دوحة العز والخير، والتي كان طريق الوصول للسر الدفين عبر السير بين شطآنها والغوص في أعماق مياهها.

خلود الهيل: نقلة نوعية في العروض العالمية

وقالت خلود الهيل، رئيسة اللجنة المنظمة للمهرجان إن مؤسسة «أسباير زون» ومن خلال استضافة هذا العرض الساحر تمكنت من تحقيق نقلة نوعية وفي وقت لا يذكر وتحولت المؤسسة من حاضنة لكبرى البطولات الرياضية العالمية إلى وجهة سياحية مثلى تتوافر فيها كافة العناصر لأفراد العائلة والجماهير للاستمتاع بتجربة متكاملة في ظل ما تمتلكه المؤسسة من إمكانات بشرية مميزة وقدرة تنظيمية يعتد بها، بما يؤكد على أن هذه المنشآت والتي تأسست كمدينة رياضية قادرة على أن تترك إرثًا مستدامًا عبر حسن التخطيط».
وأضافت: «هذه النقلة النوعية تعد خطوة للأمام على طريق تحقيق أهداف دولة قطر بالدمج بين السياحة الرياضية والترفيهية والتي تعد أحد الصناعات الهامة في عالمنا الحاضر، ونستطيع بالفعل تنفيذ ذلك عبر استغلال الإمكانات الجبارة المتاحة لدى المؤسسة بما تمتلكه من بحيرة فريدة من نوعها في دولة قطر، وحديقة مترامية الأطراف يسهل الوصول إليها من كافة الأماكن في الدولة، وفريق عمل احترافي، تلك العناصر مجتمعة مع البحث المتأني عما نقدمه من فعاليات سيدعم اتجاه الدولة نحو تحقيق التنمية الذاتية بما يتوافق مع عاداتنا وتقاليدنا».

كريستوف بيرتونو: سر الإبداع

وقال مخرج العرض الفرنسي العالمي «كريستوف بيرتونو» الملقب بساحر الألعاب النارية إن سر تميز هذا العرض يكمن في تكامل العناصر بين مكوناته كافة وإبداعات أعضاء فريقه وقال إن السر يكمن في ذكاء الاختيار وعدم الاسترسال في بعض الأحيان فيما قد يكون مضجرًا لبعض المشاهدين مستشهدًا بطريقة الفنانين الذين يعرضون أعمالهم في الشارع أمام الجماهير.
وتابع قائلاً: «نحاول دائما التركيز على منتصف المشهد تمامًا وتختلف التقنية باختلاف طبيعة العرض، فهناك العديد من التعقيدات الفنية في مثل هذه العروض تكمن في الخروج بالمستوى المطلوب من الإضاءة لتحقيق عرض فني يعجز خيال المشاهد عن تصديقه بالجمع بين عناصر الأناقة والجمال وهما أمران أساسيان لفـهم القـصة التي تقـدمها للجـماهير».
ويحفل سجل بيرتينو بتصميم وتنفيذ العديد من العروض الفنية والرياضية العالمية من بينها بطولة كأس العالم لكرة القدم في فرنسا في عام 1998، ومرورًا بالحفل الافتتاحي والختامي لأولمبياد ريو دي جانيرو في عام 2016، والأعياد الوطنية لفرنسا لأعوام عدة، ومهرجان بحيرة جنيف الدولي السنوي، وله ذكريات في وجدان الدوحة في عام 2008 خلال حفل افتتاح متحف الفن الإسلامي، وفي 2011 بالإشراف على تنظيم الألعاب النارية المصاحبة لافتتاح وختام بطولة كأس آسيا لكرة القدم.

43 ألف زائر لمهرجان «بحيرة أسباير الثاني» في الدوحة خلال يومين

إسماعيل طلاي

بوتين حين يتحدث عن سوريا

Posted: 27 Mar 2018 02:13 PM PDT

هل عادت موسكو إلى «النغمة الأولى» التي عزفت عليها عند بدء تدخلها العسكري في سوريا قبل ثلاث سنوات؟؟ ربما، فقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل يومين إن «موسكو لم تتخذ قرارها بشأن سوريا من أجل التباهي بالأسلحة أو لعرض قوتنا، بل انطلقنا من البيانات التي كنا نملكها والتي أثارت قلقنا، والمتمثلة بوجود 2000 شخص من روسيا كانوا ضمن صفوف داعش وجبهة النصرة بالإضافة إلى 4500 شخص من آسيا الوسطى».
كان هذا فعلا هو التبرير الروسي في البداية قبل أن تتعقد الأمور ويتجلى بوضوح أن المسألة أبعد من ذلك بكثير. وقد روى الدكتور برهان غليون أنه مع بداية إرسال القوات الروسية إلى بلاده التقى في سفارة موسكو في باريس بميخائيل بوغدانوف المبعوث الرئاسي الخاص لمنطقة الشرق الأوسط بناء على طلبه فكان أن قال له إن هذا التدخل إنما جاء فقط لتصفية هؤلاء المقاتلين الجهاديين من الشيشانيين وغيرهم قبل أن يعودوا إلى البلاد ويسببوا فيها الكوارث وأن المسألة برمتها لن تستغرق أكثر من شهرين أو ثلاث.
ابتسم الدكتور غليون لهذا الكلام وقد كان محقا في ذلك. يبدو اليوم أن ما دعا موسكو إلى التعلل من جديد بهذه الحجة هو هذه الهجمة الدبلوماسية الغربية الكبيرة ضد موسـكو وتصعيد الضغوطات عليها عبر طرد الدبلوماسيين وزيادة العقوبات وما صاحب ذلك من تأكيد الاتهام عن استعمال أسلحة كيمياوية على التراب الأوروبي لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية. لقد جعلت القيادة الروسية تفضل العودة من جديد إلى مربع الحديث عن «محاربة الإرهاب» في سوريا، من أضيق أبوابه، أي الدفاع عن روسيا من إرهاب محتمل سيعود إليها عبر أبنائها المنخرطين في النزاع هناك.
بوتين، وفي مقابلته مع قناة روسية وردت ضمن البرنامج الوثائقي «النظام العالمي 2018»، لم يكتف بذلك وإنما أضاف محذرا أن «انهيار الدولة في سوريا محفوف بمخاطر ظهور بؤر إرهابية واسعة ستمتد لعقود طويلة، ولو لم تقدم روسيا على ضرب الإرهابيين ولم تساهم في إعادة بناء هياكل الدولة لكانت العواقب سيئة للغاية ولكنا أمام حالة شبيهة بأفغانستان».
هذه الإشارة إلى أفغانستان لا تبدو عبثية ففيها تلميح واضح المعالم من أنه لولا روسيا لتورطت الدول الغربية، وأساسا الولايات المتحدة، في مستنقع لا يقل بؤسا ودموية عما حصل لها هناك. وحتى لا يكتفي الروسي بإشارات تبريرية وأخرى تحذيرية، ها هو بوتين يبدي في نفس المقابلة تفهما «غاية في البراءة» للمصالح المتشابكة الإقليمية والدولية في المنطقة. لقد قال في ذات المقابلة إن «لكل دولة في الشرق الأوسط مصالحها، وأعني هنا إيران والسعودية وتركيا ومصر وإسرائيل، والأردن، كما أن هناك مصالح اللاعبين الدوليين، كالولايات المتحدة والصين والهند وروسيا، لذا ينبغي التعامل باحترام مع مصالح الجميع علما بأن العملية صعبة».
ولا يقف بوتين عند هذا الاعتراف بل ويذكر الجميع أنه «مهما كانت درجة صعوبة العلاقات بين دول المنطقة، إلا أننا جلسنا إلى طاولة واحدة مع تركيا وإيران ولعبنا دور الضامن للاتفاقيات في سوريا». إنها إشارة إلى أنه لا غنى عن روسيا في مثل هذا السياق، إنها الوحيدة القادرة اليوم على الجلوس على نفس الطاولة مع لاعبين أساسيين في سوريا، تركيا وإيران، فمن قادر غيرها على أن يفعلها؟!!
و سواء جاء كلام الرئيس الروسي حديثا، و بالتالي مراعيا للوضع الحالي الصعب لبلاده في علاقاتها مع الولايات المتحدة و معظم الدول الغربية التي يبدو و كأنها اجتمعت عليه كنوع من «الشيطنة المنظمة» كما تراها موسكو، أو أن كلامه مسجل قبل فترة، خاصة و أنه قيل في برنامج وثائقي، فإن الكلام في كلتا الحالتين عبارة عن رسالة واحدة مفادها أن ما تفعله موسكو في سوريا هو تقريبا دفاع شرعي عن النفس يجب أن نشكر عليه، لا أن تنتقد، لأنه جنبكم ويلات عدة و نحن، مع ذلك، مستعدون لتفهم هواجسكم و مخاوفكم و قادرون على تسوية الأمور مع أنقرة و طهران و لا أحد أقدر منا على ذلك.
يأتي كل هذا الكلام الروسي عن سوريا في وقت يعيش فيه أهالي الغوطة الشرقية مذلة الاعتقالات والتجنيد الانتقامي وتقسيم العائلات وتشريدها، بعد أسابيع من القصف المتوحش عليهم من الطيران الروسي وطيران النظام معا بذريعة أن إرهابيين يوجدون هناك وهو كلام على افتراض صحته الكاملة أو المنقوصة لا يعطي لأحد الحق في تدمير ممنهج للمباني وقتل للمدنيين وبالأسلحة المحظورة دوليا لمجرد أن ما قيل هو فعلا كذلك.
ربما لو حصلت روسيا من العرب، أو بعضهم على الأقل، على معاملة مماثلة لما يفعله الغرب بها الآن لما تجرأت على السوريين كما تجرأت، ولما واصلت كما تواصل، سواء على الأرض أو في تصريحات قيادييها الذين يبدون كمن يحركون السكين في الجرح بعد رشه بالماح أيضا.

٭ كاتب وإعلامي تونسي

بوتين حين يتحدث عن سوريا

محمد كريشان

غزلان الأردن… بأي ذنب سرقت؟

Posted: 27 Mar 2018 02:12 PM PDT

قد لا يحفل كثيرون في دوائر القرار الاردنية بحادثة فقدان 100 غزال شاب اختفت من محمية طبيعية في عهدة الحكومة.
لن يفتقد الساسة والبرلمانيون في بلادي الغزلان عندما تغيب او تخطف او تسرق او حتى تذبح وتطبخ تحت التراب.
كيف لمن لا يحفل بالأحلام المفقودة أو بقتل الطيور أن يعتبر ضياع الغزلان المئة من الموبقات؟.
بكل حال الخبر لطيف لكنه مخيف: اكتشفت تقارير رسمية عملية فساد نادرة وتتجاوز ما ألفته البشرية حتى فيما يتبقى عادة من أخلاقيات اللصوص.
100 غزال اختفت مع بعضها البعض من محمية متخصصة بالغزلان.
الغزلان تبخرت…هكذا وبدون تبرير وعند ممارسة العد للقطيع الجميل تبين للمفتشين المعنيين بالرقابة المالية على المؤسسات أن الأوراق تتحدث عن 100 غزال في المحمية غير موجودة.
طبعا لا يمكن توقع مصير الغزلان..يمكن أنها تحولت إلى شاورما التهمها مغامرون.. يمكن أنها أودعت في حدائق وقصور وفلل خاصة لمترفين ومن الصعب تصديق انها تاهت بين الجبال او غرقت في مياه السد أو أنها ارتكبت ذنبا تستحق عليه مغادرة المحمية.
اغلب التقدير أن لصوصا بينهم معنيون بحلقات بيروقراطية سرقوا الغزلان وباعوها لمن يهتم بلحمها او بضمها إلى قفصه من اصحاب النعمة الذين لا تتوقف طموحاتهم الاستعراضية بالعادة عند اي حد اخلاقي.
الشارع الاردني مصدوم ووسائط التواصل تناست كل قضايا الفساد الكبيرة والصغيرة واصبحت شغوفة بمعرفة وتحديد مصير الغزلان المسروقة التي حرر بشأنها محضر رسمي واصبحت قضية قابلة للتحقيق فليس سهلا اصلا مشاهدة غزال حر في مجتمع كالأردني لا يحترم كل اصناف الحيوانات إلا حين يلتهمها وبدون تعميم مطلق بكل الاحوال.
ما يقلقني وطنيا وسياسيا في جريمة سرقة 100 غزال هو المستوى المنحدر لتدني النفس البشرية التي يمكن ان تصل إليها اللصوصية حيث اشخاص في المجتمع والسلطة يمكنهم بيع وشراء اي شيء وكل شيء.
المسألة في بعدها العميق أخلاقية ووطنية وعندما أكتشف كمواطن اردني ان أحد اقاربي او ابناء بلدي سرق غزالا وباعه في اي سوق او تلهى به ينبغي ان اقف متأملا وبعمق ولفترة طويلة.
إلى اين انهارت أخلاق السراق والحرامية في بلدي ؟..ما الذي يدفع شخصا ما للاعتقاد اصلا بانه يستطيع سرقة غزال من محمية طبيعية ممولة اصلا من أصدقاء أجانب ؟…ولماذا اخفق «السيستم» في مراقبة القطيع بعد فقدان الغزال الاول.
لابد من معرفة الاسباب والخلفيات ولابد من الحفر في اعماق البنية الاخلاقية الاجتماعية خلافا للموظفين المعنيين في كل المؤسسات لأن من سرق غزالا واجه من شاهده وعلم بأمره وساهم في نقل الحيوان المسروق وتسويقه وقد يكون ساهم في التهامه.
بأمانة وارجو أن لا نتهم بالمبالغة…هذه مسألة ينبغي أن لا تمر ببساطة ليس فقط لأن الأردنيين بدماثتهم المجروحة المعتادة حولوا الأمر إلى نكتة اجتماعية سياسية تطرح تساؤلات في غاية الاهمية ولكن ايضا لأن من سمح لنفسه بسرقة غزال او التواطؤ على سرقة غزال يمكنه أن يسرق الوطن والمستقبل ويبيع ويتاجر بكل شيء وبدون استثناء.
سمعت في الخمسين عاما الماضية عن سرقات في غاية الطرافة لا علاقة لها بالافتقاد للبنية القانونية ولا بالدولة ومؤسساتها بل بالمجتمع والناس والأخلاق قبل اي اعتبار آخر لكن سرقة غزلان وبعدد كبير وبصورة منهجية هذا جديد تماما وفكرته أنه لا يوجد جهاز رقابي في الدولة يمكنه ان يهتم اصلا بإحصاء غزلان داخل محمية طبيعية والتوصل لاستنتاج حول فقدانها.
اعلم بان البلديات مثلا تعاني من سرقة «المناهل» وهي الغطاء المعدني للحفر الامتصاصية مع التقدير لمشاعر وأذن القارئ الكريم.
واعلم أن الكهرباء تنقطع في عدة مناطق لأن بعض الفتية وصغار اللصوص يقطعون الاسلاك النحاسية لبيعها بالكيلو والأخطر في الانهيار الأخلاقي أن هؤلاء يجدون دوما وابدا شيوخ عشائر واهلا واحيانا نوابا وموظفين يتوسطون من اجل التغطية على فضيحتهم.
سمعنا سابقا عن سرقات في غاية الغرابة مثل سرقة مخطوطات ومسكوكات نقدية تاريخية خلافا لقطع آثار.
سرقت ادوية وعلاجات من مستودعات رسمية وسرقت أعمدة خشبية ومجددا لا اريد أن اسمع النغمة التي تعتبر مثل هذا الانهيار الاجتماعي الاخلاقي مسؤولية الدولة.
إن كان لابد من تبرير وجهة مسؤولة فهي ثنائية الاستبداد والفساد..ببساطة لا اثق بالحكومة التي تسكت عن سرقة غزلان أو طيور او حتى حبة دواء من مستشفى.
ما اشعر به هو أن تمرير الفساد الأكبر قد يتطلب احيانا التعامل مع سرقات لتراث الاردنيين وثقافتهم ووعيهم وكأنها عرس عند الجيران حيث تقارير بيروقراطية تصرخ وسرعان ما يخمد صوتها في مواجهة شعب بلا ذاكرة وعملية تمويت على اعتاب الرقابة البيروقراطية يرافقها برلمان» غائب ومتغيب» عن مسار الاحداث وصحافة غير مستنيرة ونخب ورموز ضحلة لا معنى لها تتاح لها فرص تحصل عليها بالعادة أعتى الكفاءات في اعتى الانظمة الديموقراطية.
نعم لابد من القول إن من يصمت عن سرقات من هذا النوع لا يريد أن يفتح المجال امام الحديث عن سرقات أخطر وأهم.
لكن برأيي لا يوجد أخطر من حالة السخرية الوطنية العامة التي اجتاحت الاردنيين وهم يتابعون قصة الغزلان المسروقة…تلك اقسى واصعب من السرقة نفسها وهي بكل حال قصة أخرى تماما.

٭ إعلامي أردني من أسرة «القدس العربي»

غزلان الأردن… بأي ذنب سرقت؟

بسام البدارين

العراق: مجلس الإعمار… حلول الأمس وهموم الغد

Posted: 27 Mar 2018 02:12 PM PDT

ربما مَثّل عقد خمسينيات القرن العشرين حقبة ذهبية قائمة على نجاح خطط التنمية في العراق، تنمية انطلقت مع بداية الخمسينيات منهية ثلاثة عقود من التخبط وغياب التخطيط المركزي في أداء الدولة. وقد وقفت خلف هذا النجاح ظروف سياسية واقتصادية، منها تغير الجو السياسي العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، وبدء حقبة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي وانعكاس ذلك على منطقة الشرق الأوسط عبر تشكيل التحالفات والتكتلات الدولية التي توجت في منتصف الخمسينيات وتحديدا عام 1955 بتشكيل حلف السانتو (الحلف المركزي) الذي تحول لاحقا إلى حلف بغداد بدعم أمريكي وتعهد اقتصادي وسياسي قدمه الأمريكان للدول التي ستشكل طوق مواجهة ضد الاتحاد السوفيتي وهي المملكة المتحدة راعية الحلف والدول المشتركة فيه باكستان وإيران وتركيا والعراق.
منذ تأسيس المملكة العراقية عام 1921 والدولة تحاول أن تضع أطرا حديثة لإدارة وتطوير العمل في العراق، إلا أن نمط نظام الحكم وعدم وجود قواعد راسخة للعمل السياسي أدى إلى سيطرة التكوينات الاجتماعية القديمة على الحياة السياسية فامتلأ البرلمان وهو السلطة الأعلى في مملكة دستورية بممثلي الأحزاب من الشيوخ القبليين الأميين وبعض رجال الدين، ومجموعة صغيرة من تجار وأثرياء المدن، بالإضافة إلى شريحة الضباط العثمانيين السابقين الذين التفوا حول الحكم الملكي الوليد ورأس العائلة المالكة الجديدة الملك فيصل الأول. لذلك كان نظام الحكم غير مستقر ومعرضا لهزات مستمرة ، ولم تكمل أي وزارة من وزارات العهد الملكي مدتها القانونية الممثلة بأربع سنوات. وكانت صفة التبدل السريع هي السمة الطاغية على الوزارات التي لم يعش بعضها سوى أسابيع، ونتيجة ذلك حدث غياب شبه تام للتخطيط المركزي بسبب قصر عمر الوزارات.
وفي محاولة من الدولة العراقية لوضع حل لهذه المشكلة التمست في نوفمبر/تشرين الثاني 1950 رسميا من بنك الإعمار الدولي مساعدة العراق في حل مشاكله عبر إرسال بعثة إلى العراق لدراسة إمكاناته الاقتصادية ووضع توصيات من شأنها مساعدته على وضع برامج تنمية لإعمار البلد. وفعلا تم الاتفاق بين العراق وبنك الإعمار الدولي وتم أرسال البعثة في 25 شباط/فبراير 1951 برئاسة «ايفا روث» وقد ضمت اللجنة خبراء ومستشارين في ميادين الاقتصاد والري والسيطرة على الفيضانات التي كانت تمثل الهم الأول والخطرالأكبر الذي يهدد العراق كل عام، بالإضافة إلى خبراء في مجالات الزراعة والصناعة والتعليم والصحة والإسكان. وقد عملت هذه اللجنة في العراق على مدى أربعة أشهر لتقدم بعد ذلك توصياتها في تقرير تفصيلي للحكومة العراقية في 27 حزيران /يونيو 1951.
وكانت توصية اللجنة ضرورة إقامة هيكلية موازية للحكومة العراقية وغير خاضعة لها، تمكنها من العمل باستقلالية ومهنية ولا ترتبط بالحكومة سوى بإشراف رئيس الوزراء وعضوية وزير المالية. الهيئة الجديدة أطلق عليها تسمية «مجلس الإعمار»، ويجب على العراق أن يضع كل الدخل المتحقق من بيع النفط في خزينة «مجلس الإعمار» لتنفيذ الخطط التنموية التي تتقدم بها الوزارات المختلفة للمجلس، الذي يقوم بدوره برسم خطط بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى لتنفيذ الخطط المطلوبة ومن ثم يقوم بتسليم المشاريع المنجزة للوزارات المختلفة لإدارتها وصيانتها.
ومن الأسباب المهمة التي ساعدت على نجاح «مجلس الإعمار» القفزة الهائلة التي تحققت من تعديل اتفاقية البترول التي حققتها حكومة نوري السعيد الحادية عشرة التي تولت الحكم من ايلول /سبتمر 1950 إلى تشرين الاول /اكتوبر 1952 إذ تفاوضت حكومة السعيد مع شركة نفط العراق (IPC) الاحتكارية ونتيجة للضغوط العراقية والتخوف من تكرار تجربة مصدق في إيران تم تعديل حصة العراق إلى ما عرف باتفاقية «مناصفة الحصص «، أي حصول العراق على نصف أرباح البترول المباع من قبل شركة البترول مما وفر مبالغ كانت تعتبر كبيرة جدا حينها، فقد ارتفعت واردات العراق من مبيعات النفط من 3 ملايين دينار عام 1949 إلى 50 مليون دينارعام 1953، مما حقق وفرة مالية ساعدت في تنفيذ مشاريع «مجلس الإعمار» التي ابتدأت بالمشاريع الكبرى أولا ووفق خطة طويلة الأمد تم تنفيذ المشاريع الوطنية الاستراتيجية مثل سد وبحيرة الثرثار وسد وبحيرة الحبانية اللذين حميا بغداد من خطر الفيضان، ومن ثم ألحقت بهذين المشروعين سدود أخرى في دوكان ودربندخان للحماية من الفيضانات وتوفير الطاقة وتطوير الزراعة، ليتم بعدها التحول إلى قطاع الطرق والجسور في خطط متوسطة الأمد تمثلت في تعبيد آلاف الكيلومترات لربط مدن العراق بشبكة طرق وجسور حديثة، وألحقت بعدها بالمشاريع قصيرة الأمد التي تميزت بكونها على تماس مباشر مع حياة المواطن مثل مشاريع التنمية في قطاع الإسكان حيث تم بناء آلاف الوحدات السكنية لذوي الدخل المحدود، وتطوير قطاع الصحة إذ بنيت عشرات المستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية في مختلف مدن العراق. كما حدث توسع كبير في بنية التعليم الأساسي والتعليم العالي إذ بنيت المدارس والمعاهد والكليات وتم ابتعاث عشرات الطلبة في بعثات دراسية إلى خارج العراق لتوفير كوادر متعلمة وحاصلة على الخبرة اللازمة لإدامة خطط التنمية. كل ذلك أتى ثماره في قفزة الحداثة التي تحققت في الستينيات والسبعينيات.
لكن ما حدث بعد انقلاب 14تموز/يوليو 1958 وإطاحة تنظيم الضباط الأحرار بالنظام الملكي وتأسيس الجمهورية العراقية أن القائمين على النظام «الثوري» الجديد رأوا في وجود هيكلية «مجلس الإعمار» خارج سيطرة الحكومة نوعا من اضطراب أطر العمل البيروقراطي وازدواجية القرار غير المرغوب فيها بالنسبة لهم. ولأن المشاركين في الحكومة الجديدة من الأحزاب الثورية كان لهم موقف ايديولوجي مسبق من مجلس الإعمار الذي كانوا يطلقون عليه اسم «مجلس الاستعمار» باعتباره تدخلا من القوى الدولية في اقتصاد العراق لأنهم اعتبروا وضع عائدات النفط تحت تصرف صندوق إعمار سيادي يدار من ستة خبراء ثلاثة منهم عراقيون وثلاثة أجانب يمثلون إدارة «مجلس الإعمار» أمرا مرفوضا، بل يمثل نوعا من انتهاك الاستقلال الاقتصادي والتفريط بثروات البلد، علما أن قرارا بتخفيض حصة خزينة مجلس الإعمار كان قد تم اتخاذه عام 1957 إذ تم تخفيض تخصيصات مجلس الإعمار من عائدات البترول من 100% لتصبح 70% فقط ، ليذهب الباقي للموازنة التشغيلية لوزارات الحكومة. لكن حكومة الجنرال قاسم ارتأت أن تنشئ وزارة الإسكان والتعمير وأن تدمج مجلس الإعمار في بنية الحكومة. والنتيجة ومنذ ستينيات القرن الماضي والحكومات المتتابعة تبتلع ريع العراق النفطي مع غياب خطط التنمية الحقيقية إذا استثنينا الانتعاش النسبي الذي شهده عقد السبعينيات نتيجة قفزة أسعار البترول وقرار التأميم.
بعد إطاحة نظام صدام حسين عام 2003 وشيوع موجة من الفرح الشعبي المنفلت نتيجة الحصول على هامش حرية غيبها الحكم الشمولي لعقود طويلة، لم تنتبه قوى المجتمع للكوارث التي تقوم بها الحكومات «الديمقراطية» المتتابعة. ومع انفجار أسعار البترول منتصف العقد الماضي، وصل ريع البترول إلى أرقام فلكية حيث لم تدخل خزينة العراق عبر كل تاريخه ما يماثلها، لكن مافيات الفساد والتخبط الاقتصادي أفرغت خزينة العراق بدون تنفيذ مشروع خدمي واحد. وتركت البنية التحتية المهترئة لتصل إلى اسوأ المستويات حتى غدت بغداد وللسنة الثامنة أسوأ مدينة للعيش في العالم من حيث معايير جودة الخدمات والصحة والتعليم والأمن وجاذبية الاستثمار.
ابتدأ عدد من الخبراء ومراكز الدراسات والباحثين الاقتصاديين منذ 2014 بالمطالبة بإقامة مجلس إعمار جديد تحدد أطره القانونية وفق معطيات وظروف العراق الجديدة. فبعد هدر ما قيمته حوالي 500 مليار دولار من عائدات البترول بين عامي 2004 و2014 أصبح العراق أمام كارثة حقيقية. وقد ذكر الخبير الاقتصادي ووزير التخطيط الاسبق د. مهدي الحافظ في تصريح له عام 2014 أن «إنشاء مجلس للإعمار خطوة مهمة لتحقيق التنمية في العراق، ولكن إنشاء هذا المجلس يحتاج إلى حكومة فاعلة ولديها رؤية اقتصادية موّحدة». وأضاف أن «العراق منذ عشر سنوات لا يمتلك أي رؤية اقتصادية وهذا الأمر يؤخر الاستثمار وإنجاز المشاريع والسبب في ذلك هو أن المؤسسات الاقتصادية ليست متفاعلة مع التطورات الاقتصادية كما أنها لا تعي حجم المسؤولية التي يفترض اضطلاعها بها».
ونتيجة ضغوط الشارع ومطالبته بالإصلاح والخدمات والأمن، نصت المادة 27 من الموازنة العامة للعام 2015 على أن « لمجلس الوزراء إنشاء المجلس الأعلى للإعمار على أن ينظم ذلك بقانون خلال ثلاثة أشهر». لكن يبدو أن إنشاء هذا المجلس الذي تمت التوصية بإنشائه ومر عليه ثلاث سنوات وليس ثلاثة أشهر من مستحيلات الزمن العراقي السيء، ولن يتم تأسيس «مجلس الإعمار» إلا بعد تشكيل حكومة رشيدة تعمل لصالح الوطن بشكل حقيقي.
كاتب عراقي

العراق: مجلس الإعمار… حلول الأمس وهموم الغد

صادق الطائي

آخر «سوالف» الأمير الأمريكاني

Posted: 27 Mar 2018 02:12 PM PDT

تأخذه جولته الخارجية الأولى كولي للعهد إلى مصر فتعزف له جوقة التطبيل مقطوعاتها المعهودة. ويفوق تمسح وتملق البعض كل الحدود، ويدفع رئيس تحرير إحدى الصحف القاهرية لأن يكتب مثلا على صدر الصفحة الأولى وبالمانشيت العريض «عقل الأمير … كيف استرد محمد بن سلمان الله من أيدي المتطرفين»، معتبرا أن عنوانه العبقري سيكسر الدنيا وسيرضي حتما غرور وكبرياء الأمير. ثم يحط الرجل بعدها بأيام قليلة في لندن فتشتعل هاشتاغات التنديد والاستهجان لزيارته العجيبة والمريبة، ويحتدم الجدل داخل وخارج مجلس العموم البريطاني حول دوافعها الخفية، وتخرج صحيفة «الغارديان» بتحذير بائن وصريح من بيع ما تصفه القيم البريطانية للثري القادم من قلب الصحراء. وحتى عندما ينزل ضيفا جليلا على صديقه ملياردير البيت الأبيض فلا تقف عبارات الإشادة والترحيب ومظاهر الاحتفاء الرسمية حائلا بدون أن يسمع ويرى بعضا من المختصر المفيد من وقاحة وفجاجة الرئيس الأمريكي وهو يقول له في مأدبة الغداء الرسمية: «شرف لنا أن نستضيف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والوفد المرافق له الذي أعرف الكثير منهم والتقيتهم في مايو/ ايار الماضي خلال زيارتي للرياض عندما وعدتنا السعودية بأربعمئة مليار دولار لشراء معداتنا العسكرية وأشياء أخرى… والعلاقة بين البلدين في أقوى درجاتها على الإطلاق ونفهم بعضنا البعض. والسعودية دولة ثرية جدا، وسوف تعطي الولايات المتحدة بعضا من تلك الثروة، كما نأمل في شكل وظائف وفي شكل شراء معدات عسكرية». ومن كل تنقلاته وتصريحاته لا يخرج المتابع بأي استنتاج حقيقي حول ما يدور في ذهن وعقل الشاب الثلاثيني أو في أذهان وعقول مستقبليه ومضيفيه بقدر ما يزداد ضياعا وتوهانا بين لغة الحسابات والأرقام الفلكية التي يعرض بها مشاريعه العملاقة وبين الحديث الهامس والمسرب غالبا عما سيدفعه تلبية لنزقه ونزواته أوترضية لجشعهم وأطماعهم. ولعل ذلك هو ما جعل المسؤول البارز يتمكن حتى من قبل أن يقفل عامه الأول في ولاية العهد من أن يحطم رقما قياسيا فيما يسميه الخليجيون بـ «السوالف» أي تلك القصص والحكايات الغريبة والعديدة التي نسجت في وقت قصير حول شخصيته، وباتت تشبه الخرافات والأساطير الأغريقية عدا أن أبطالها وبطولاتها لا تدور حول محور آخر عدا المال والمال وحده. والمثير ان كل سالفة من تلك السوالف باتت تجب وتنسي سابقاتها. وفيما يحاول صاحب الثروة السعودي تجاهل الرد عليها أو مواجهتها فإن موقفه منها قد لا يختلف إلا في بعض التفصيلات عن موقف صاحب الثروة الأمريكي ترامب من السوالف الأمريكية التي تلاحقه يمينا وشمالا وهجمات وافتراءات الصحافة عليه. لكن فرضا أنه رد يوما، إن ْ رأى بالطبع أن هناك حاجة وضرورة لذلك، فكل ما سيقوله على الأرجح أنه تماما مثل صديقه التاجر الأمريكاني رجل نظيف وشريف أمكنه فقط بكده وعرق يمينه أن يكسب ما كسبه من أموال، أو ما سماها المضيف مازحا: «حبات الفول السوداني» أو «الفستق». وربما سيزيد ويقول إنه سليل أسرة عريقة وأصيلة، وإنه شخص موهوب يملك قدرات خارقة وجبارة تجعله قادرا حتى على أن يضع صهر ترامب في جيبه كما نقل عنه بعض المغرضين. إن باستطاعته أن يقول ويفعل ذلك وأكثر. لكن هل يمكن للأمير بن سلمان أن يقوم بأشياء أخرى تبدو سهلة وبسيطة جدا ولا تتطلب نفقات خرافية أو إهدارا لإي حبة «فول سوداني» من خزائنه الثقيلة كأن يكون يوما ما مثلا غاندي أو مانديلا أو جيفارا أو سيمون بوليفار؟ من يعرفون طبعه وحقيقة طموحاته سيؤكدون على الفور أن أمرا مماثلا لن يستهويه ولن يكون أبدا محط تطلعه واهتمامه لأنه ببساطة لن يفيده في شيء في ترسيخ موقعه وتثبيت أقدامه في السلطة والتهيؤ للتربع القريب على عرش المملكة. وربما سيكون من قبيل الغباء والجهل أن يحاول أحد، ولو من باب التندر والتسلية، أن يشبهه بأي واحد من تلك الشخصيات التاريخية المهمة، فالجميع يعرف أن لا وجود لاحتمال ولو واحد في الألف للمقارنة بين الرجل القوي في السعودية وبين أب الأمة الهندية أو بينه وبين ماديبا أو أيضا بينه وبين محرر أمريكا الجنوبية. لكن ملك السعودية المقبل فاجأ الجميع وبادر من تلقاء نفسه قبل أيام للتبرؤ التام من أن يكون غاندي أومانديلا، وقال في مقابلة أجرتها معه قناة «سي بي أس» الأمريكية مدافعا عن بذخه وإسرافه إنه شخص غني و» فرد من العائلة الحاكمة الموجودة مند مئات السنوات قبل تأسيس السعودية تمتلك مساحات كبيرة جدا من الأراضي». ولحسن حظه وحظ السعودية أيضا فإن تصريحاته تلك لم تثر غضبا أو استياء في الهند أو في جنوب افريقيا ولم تستفز سلطات البلدين وتدفعهما لإصدار مذكرتي احتجاج أو استنكار رسمية على استهانة المسؤول السعودي الكبير واستخفافه برمزين عظيمين في تاريخهما المعاصر. لكن تخيلوا مثلا ما الذي كان سيحصل لو أن الرجل الغني، كما وصف نفسه، قال في المقابلة نفسها إنه ليس جورج واشنطن أو ابراهام لنكون مثلا! هل كان مثل ذلك الأمر سيمر بسلاسة وسهولة، ومن دون أي تداعيات أو انعكاسات سلبية في أمريكا التي تستقبله على مدى أسبوعين كاملين؟
من دون أن نضخم كلامه أو نتسقط زلاته أو نعتبر ما صدر عنه كارثة اتصالية كبرى ألم يكن الأجدى به أن ينأى بنفسه عن عرض تشبيهات ومقارنات قد لا تصب في النهاية في صالحه بقدر ما تضعف حجته وتجعله في موقف مهتز وضعيف؟
لنعد لتصريحه. لقد كان بن سلمان يبرر للصحافية التي سألته بشكل ديبلوماسي لطيف عن سوالف سمع بها العالم كله من قبيل شرائه لأغلى قصر وأغلى يخت وأغلى لوحة بأن الموضوع على علاقة بحياته الشخصية التي قال إنها لم تتغير من عشرين سنة. فهو غني ومن سلالة غنية، وينفق بحسب تقديراته التي لا يعلم صحتها إلا الله والراسخون في العلم واحدا وخمسين في المئة من ثروته على الناس ويتصرف بالباقي لأغراضه الخاصة التي قد يكون من ضمنها شراء اليخت والقصر واللوحة. ومادامت التسعة والأربعون في المئة من ثورته التي لن يكشف عنها هي من حلاله المحلل فليس لأحد إذن أن يحاسبه عليها أو أن يحدثه عن التبذير أو عن الفساد، والعياذ بالله، أو أن يقول له قبل ذلك أيضا كيف ومن أين حصل عليها ولمن تعود ملكيتها في الأصل؟ أما الباقي وهو الواحد والخمسون في المئة من ثروة الأمير التي قال إنه يتبرع بها للناس فهو ما يمكننا أن نجرؤ على سؤاله عنه. سنقول له فقط هل إن المعنيين بذلك «الفول السوداني» أو «الفستق» هم رعاياه وأبناء جلدته السعوديون أم أحبابه وأصدقاؤه الأمريكان؟ ولن ننتظر منه جوابا لأننا نعرف مسبقا أنه اعترف بأنه ليس غاندي أو مانيلا حتى يكون رده بأنها من حق السعوديين!
كاتب وصحافي تونسي

آخر «سوالف» الأمير الأمريكاني

نزار بولحية

من تيلرسون إلى بومبيو: أي مستقبل للاتفاق النووي؟

Posted: 27 Mar 2018 02:11 PM PDT

خلال الأيام الماضية أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزير خارجيته ريكس تيلرسون بشكل مفاجئ. لم تكن المفاجأة تكمن في طبيعة القرار حيث كان متوقعاً بسبب العلاقة الغريبة التي كانت تجمع الرجلين والتي وصلت حد استخدام عبارات غير لائقة في وصف بعضهما البعض، بل كانت المفاجأة تكمن في الطريقة التي تم بها ذلك عبر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» المفضل كثيراً لدى الرئيس الأمريكي.
بالحديث عن هذه العلاقة الغريبة يمكننا أن نذكّر فقط بالمقال الذي كانت صحيفة «نيوزويك» الأمريكية نشرته بتاريخ 24/7/ 2017 حين تحدثت عن نية وزير الخارجية تقديم استقالته خلال الفترة المقبلة وذلك بسبب «عدم احترافية» الرئيس ترامب، وهو التعبير نفسه الذي كان اثنان من المقربين لتيلرسون قد نقلاه لقناة «سي أن أن» الإخبارية. الرئيس ترامب كان يتعامل باستخفاف علني هو الآخر مع وزير خارجيته لدرجة عدم الموافقة على بعض مرشحيه الذين قدمهم لشغل مناصب في وزارته.
هناك الكثير مما قيل حول هذه الخطوة ومدى تأثيرها على مستقبل السياسة الأمريكية الخارجية التي تمر بمنعطفات مهمة سواء على صعيد احتواء التوتر مع كوريا الشمالية أو على صعيد التعاطي الأمريكي مع قضايا المنطقة العربية أو العلاقة مع الصين أو مع الحلفاء الأوروبيين.
إلا أن أهم المنعطفات المرتبطة بهذا القرار كانت تكمن في مصير الاتفاق النووي مع إيران، فبناءً على تصريحات الرئيس ترامب رأى المعلقون على هذا القرار أن أحد أسباب الإقالة تكمن في موقف تيلرسون من إيران والذي وصف بأنه موقف لين لا يتماشى مع منطق وطريقة عمل الرئيس الأمريكي الذي أطلق وعوداً وتعهدات كثيرة تجاه تمزيق الاتفاق أو تجاه إيران التي كان وما يزال يرى أن من الواجب معاقبتها على ما تقوم به.
هناك في الواقع أسئلة عدة تبرز هنا: فهل كان تيلرسون فعلاً متعاطفاً مع إيران على النحو الذي يوصف به في الكثير من وسائل الإعلام؟ وهل ظهر ذلك بأي شكل خلال تعاطيه مع الملف الإيراني إبان شهور عمله؟ بعبارة أخرى: هل كان السبب في العجز عن تعطيل الاتفاق النووي يكمن في السياسة الخارجية الأمريكية التي كان يقودها؟ وإذا كانت الإجابة نعم، فإلى أي حد يمكننا أن نتوقع أن نشهد تغيرات درامية مع استلام بومبيو لمنصبه كقائد جديد للدبلوماسية الأمريكية؟
إن الإجابة عن هذه الأسئلة لا يمكن أن تتم من دون فهم لطبيعة الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في العام 2015 والذي يدلل اسمه الكامل «خطة العمل الشاملة»على مدى التعقيد المتعلق به لجهة مناقشته الكثير من الموضوعات وارتباطه بالكثير من الجهات التي لا تعد الولايات المتحدة، على الأهمية التي تمثلها، إلا مجرد طرف منها.
الحقيقة هي أن الفشل في تحقيق رغبة الرئيس ترامب المتمثلة في الانسحاب الأمريكي الأحادي من الاتفاق النووي لم يكن يعود لرغبة الخارجية الأمريكية أو وزيرها في ذلك، بقدر ما كان يعود لطبيعة الاتفاق نفسه والذي تمت صياغته في عهد الرئيس السابق باراك أوباما بشكل يجعله غير قابل للتجاوز. أما السبب في الربط بين هذا الموضوع والتغيير في الهرم الدبلوماسي الأمريكي فقد يعود إلى كونه الملف الذي يشغل بال الكثير من الحلفاء في المنطقة وحول العالم.
هذه الإقالة تبدو متسقة من ناحية أخرى مع سياق الارتباك الذي عانت منه الإدارة الأمريكية منذ تسلم الرئيس دونالد ترامب مقاليد الحكم. ارتباك كان من مظاهره تعدد الأصوات داخل هياكل الإدارة المختلفة والكثير من الإقالات والتغييرات التي لم نجد لها تفسيرات منطقية حتى اليوم. على سبيل المثال فإن المحللين ما يزالون يبدعون في اكتشاف الأسباب الحقيقية وراء استبدال مايكل فلين مستشار الأمن القومي والشخصية المقربة من الرئيس الجديد بالجنرال ماكمساتر، كما أن الجدل وسوق التحليل ما يزال مفتوحاً لمحاولة فهم أسباب استبدال ذلك الأخير بالدبلوماسي جون بولتون.
فيما يتعلق بالاتفاق النووي كان تيلرسون يمثّل الصوت الدبلوماسي للسياسة الأمريكية. صوت يسعى لأن يكون مقبولاً وواقعياً في مقابل الصوت الاستفزازي والصادم أحياناً للرئيس الأمريكي.
في مقابل الرئيس، الذي كان يتحدث عن تمزيق الاتفاق ورميه، وهي العبارات التي كانت تلقى قبولاً كبيراً عند منتقدي الاتفاق، كان تيلرسون يقول أن ذلك غير واقعي وأنه من الواجب العودة مرة أخرى إلى الحوار حول الاتفاق.
فسّر كثيرون هذا الرأي بأنه انحياز لإيران، لكن تصريحات الرجل ومواقفه المتعددة كانت تؤكد إيمانه بدور إيران التخريبي في المنطقة وإن كان، وبحكم الكثير من الخبرة، ينظر للأمور بعين مختلفة.
حاول تيلرسون، على سبيل المثال، أن يشرح للمتحمسين أن هذا الاتفاق ليس اتفاقاً ثنائياً بين الولايات المتحدة وإيران، وإن كانت الأولى هي الطرف الأعلى صوتاً في الحديث عنه، بل هو في حقيقته اتفاق بين إيران ومجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبي. بهذا المنطق يكون الحديث عن إلغاء الاتفاق أو تمزيقه مجرد حديث للاستهلاك الشعبوي أما واقعياً، فلا يملك الأمريكيون أي تفويض للحديث عن ذلك نيابة عن الآخرين. هذا الفهم هو ما جعل تيلرسون يخصص الكثير من الوقت للتفاوض والنقاش مع الحلفاء الأوروبيين حول إمكانية إيجاد نسخة جديدة من الاتفاق وهو ما كان يعد بالنسبة للرئيس ترامب وعدد من المتشددين في إدارته مجرد ضياع للوقت.
في الواقع فإن هذا الرأي العقلاني ليس شيئاً خاصاً بالوزير تيلرسون بل هو رأي الكثير من الفاعلين داخل الإدارة الأمريكية كوزير الدفاع جيمس ماتيس مثلاً الذي لا يمكن أن يوصف بأي حال بالانحياز إلى إيران.
استناداً على ذلك دعمت الدبلوماسية الأمريكية مقاربة عملية ومختلفة فيما يتعلق بالمسألة الإيرانية وهي مقاربة تستند على محورين: المحور الأول، هو محور المواجهة الذي تعمل فيه الولايات المتحدة بشكل لصيق مع جيران إيران المتضررين من سياساتها ونواياها من أجل إجبارها على التراجع عن ميادينها ومكتسباتها الاستراتيجية على الأرض وهو ما مثله بشكل واضح لقاء الرياض الشهير الذي ضم عدداً كبيراً من الدول العربية والخليجية والإسلامية. أما المحور الثاني فهو محور تصعيد العقوبات بإضافة أفراد ومجموعات جديدة وبحجز الملايين من الدولارات التي كانت في طريقها لإنعاش الاقتصاد ورد العافية إليه.
هذه المقاربة أثبتت فشلها اليوم، ليس لأسباب تعود لمنطقها، بل بسبب التغيرات الواسعة التي لم تكن بالحسبان على خارطة الأحداث في المنطقة وعلى رأسها الأزمة الخليجية التي ولّدت موجات غير مسبوقة من الارتباك في مقابل التهديدات الإيرانية.
عن المرحلة المقبلة يقول المنطق أننا لن نشهد أي تغيير جذري في طبيعة العلاقة الأمريكية الإيرانية، وأن التلويح بالحرب لا يبدو خياراً متاحاً وذلك بسبب الفوضى التي يمكن أن يقود إليها في عموم المنطقة. هذا بحسابات المنطق، لكن المشكلة أننا لا نعيش في عصر هذه الحسابات بقدر ما نعيش، على حد تعبير هنري كسينجر، في زمن تتراجع فيه الدبلوماسية لحساب المؤسسة العسكرية وأجهزة الاستخبارات.
كاتب سوداني

من تيلرسون إلى بومبيو: أي مستقبل للاتفاق النووي؟

د. مدى الفاتح

ساركوزي غيت

Posted: 27 Mar 2018 02:11 PM PDT

استدعاء الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي من قِبل الضابطة القضائية الفرنسية وإخضاعه للحراسة النظرية من أجل استجوابه حول اتهامات بتلقيه أموالا لحملته الرئاسية من حاكم ليبيا الأسبق معمر القذافي ليس حدثا فرنسيا فقط، ويؤشر من خلال عملية الاستماع إلى تحول في الملف الذي سال حوله مداد كثير، ولغط في مختلف وسائل الإعلام والأوساط السياسية. كان موقع ميديا بارت الذي يديره للصحافي إيدي بلينقد نشر قبل ست سنوات معلومات عن تلقي ساركوزي أموالا من ليبيا في حملته الرئاسية. ولم يكن أحد يتوقع أن تتناسل الأحداث، ولا أن تفضي إلى تنصت وتتبع أديا إلى متابعة قضائية.
تتخذ القضية أبعادا متداخلة تتجاوز فضيحة الرئيس الأمريكي نيكسون المعروفة بـ «واتر غيت» التي كانت سببا في إقالته ومتابعته. تتداخل في قضية ساركوزي الجوانب القانونية والأخلاقية والسياسية وما يرتبط بها من أخلاقيات الدولة، وتداعيات تمويل من قبل دولة أجنبية في سباق رئاسي، و التأثير في القرار السياسي وتوجيهه، والمساس بالتبعية بسيادة الدولة. لكن القضية لا تتوقف عن هذا الشق، لأن لها تداعيات تتجاوز فرنسا، منها ما هو ظاهر يهم أحد فصول الربيع العربي، أو لنقل التدخل العسكري الفرنسي البريطاني لقصف القوات الليبية وهي قاب قوسين من إحكام قبضتها على بنغازي. هل كانت دواعي الرئيس الفرنسي الأسبق نبيلة، تقوم على معانقة مد شعبي، أم أن مردها الإجهاز على شاهد ثقيل وقبر سره معه؟
في العاشر من ديسمبر/كانون الأول، أي ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، من سنة 2007 حل القائد الليبي السابق القذافي بالإليزيه حلول الأبطال، وفرض شروطه البروتوكولية، ومنها نصب خيمة في ساحة فندق مارينيي على مرمى حجر من الإليزيه. كان حدثا غير عادي لشخص كان منبوذا من قِبل الغرب، ضُرب على بلادة الحصار عقب تفجير طائرة بانام أو القضية المعروفة بـ «لوكربي»، أن يحل بعاصمة الأنوار وبلد حقوق الإنسان في مظاهر احتفائية. لم يكن من حديث عن ليبيا آنذاك والذي استأثر باهتمام السفارات والإعلام سوى الحكم بالإعدام على ممرضتين بلغاريتين بتهمة تلويث الدم المحقن.
كانت حجة الرئيس الفرنسي ساركوزي لاستقبال القذافي أنه ينبغي الحديث مع الجميع، وينبغي إنقاذ الممرضتين البلغاريتين. كان الظاهر من زيارة القذافي صفقات مالية، منها طائرات مدنية من طراز إيرباص، ومنها طائرات حربية من طراز رافال. أما الباطن، أي عمولات وتمويل تحت الطاولة، فلم يكن ليظهر آنذاك.
كان صاحب «المكرمة» في التقارب الليبي الفرنسي هو الفرنسي اللبناني زياد تقي الدين، وهو شخص له سجل حافل من الوساطات ما بين فرنسا والسعودية، أيام شيراك. كان هو من ارتبط بمسؤول المخابرات الليبية عبد الله السنوسي. كانت ليبيا في مسيس الحاجة لتلميع صورتها وقد استخلصت العبرة مما وقع في العراق وما حدث لصدام حسين. ولم تكن تود أن تبقى في قائمة الدول المنبوذة، وكانت قد خرجت للتو من حصار أثّر سلبا على الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتسبب في تأخير برامجها التنموية، مثلما كان القائد الليبي مهووسا في شأن خلافته، وكسب الغربيين لنقل المشعل لابنه سيف الإسلام.
من تلك الوساطة التي أبرمها زياد تقي الدين تمخض أول سفر لساركوزي سنة 2005 إلى طرابلس وهوإذاك وزيرا للداخلية. وتواترت بعدها الأسفار إلى ليبيا من قِبل مقربين من ساركوزي، هم الآن موضع متابعة قضائية.
وجرت مياه تحت الجسر ودخل وسيط آخر على الخط، فرنسي جزائري، يسمى جوهري، ويلقب بألكسندر، على علاقات وطيدة مع أقطاب اليمين الفرنسي، وصداقة مع مدير ديوان الرئيس الفرنسي، كلود كيان، وعلاقة وطيدة مع نظيره الليبي بشير صالح. سيصبح زياد تقي الدين متجاوزا، وهو ما سيحدو به لا حقا، إلى أن يفضح العلاقة المشبوهة، ما بين المسؤولين الليبيين والفرنسيين في خضم التنافس الرئاسي الفرنسي لسنة 2012.
قبل ذلك بسنة، وفي أوج الثورة الليبية التي اندلعت بتاريخ 17 فبراير/شباط 2011، وقد تقدمت قوات القذافي نحو بنغازي، حيث كان يتأهب لارتكاب مجزرة ضد الثوار، صرح ابن القائد الليبي، سيف الإسلام لقناة «أورونيوز»، بأن ليبيا مولت الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي. تم وقف تقدم القوات الليبية من قبل قوات التحالف الدولي الذي أقرته الأمم المتحدة. في تلك الأثناء تم إخراج بشير صالح، برعاية من الوسيط ألكسندر الذي يتوفر على علاقات وطيدة على مستوى أصحاب القرار الفرنسي، وترحيله إلى النيجر، ومنه إلى جنوب افريقيا، حيث سيتعرض لمحاولة اغتيال.
هل كان الرئيس الفرنسي ساركوزي يتصرف انطلاقا من مبادئ، وتطبيقا لقرارات دولية أم انطلاقا من مصلحة شخصية بغطاء أممي؟
المعلومات التي تم تسريبها إلى الصحافة الفرنسية مقصودة، بناء على معطيات دقيقة فهي نتاج تحر وتتبع استخدم فيه التنصت بأمر من القضاء. وكان عسيرا على القضاة التأكد من التمويل لأن التحويلات تمت من خلال أموال سائلة، إلا أن العنصر الجديد هو تسلم السلطات الفرنسية من لدن السلطات النرويجية دفترا كُتبت عليه بيانات بخط اليد، من قِبل من كان وزيرا للبترول شكري غانم، يشير فيه إلى اللقاءات التي تمت في ضيعة بشير صالح بضواحي طرابلس مع مسؤولين فرنسيين، وعلى تمويل الحملة الرئاسية الفرنسية. دقة الوزير في تقييد مجريات الأمور لم تنفعه لأنه سيلقى حتفه غارقا في نهر الدانوب في ظروف غامضة.
لا يستبعد أن تأخذ القضية أبعادا جنائية حول «غرق» وزير البترول الليبي شكري غانم، وإطلاق النار على سيارة بشير صالح في جنوب افريقيا في محاولة اغتياله.
إنه فصل خطير في العلاقات الدولية سيقلب كثير من التوجهات على أكثر من صعيد في فرنسا ويؤثر بالتبعية في علاقاتها مع العالم أو علاقات مسؤوليها بكثير من دول العالم الثالث حيث تختلط الشؤون العامة بالمصالح الشخصية.
كاتب مغربي

ساركوزي غيت

حسن أوريد

هل يهدد التواجد الصهيوني في البحر الأحمر الأمن القومي العربي؟

Posted: 27 Mar 2018 02:10 PM PDT

ركزت إسرائيل في نظرية أمنها القومى على البحر الأحمر على الرغم من قصر ساحلها عليه والذى يبلغ طوله سبعة أميال.
وركزت جهودها باعتباره من مقتضيات أمنها القومي بوصفه يقع ضمن اتجاهها الاستراتيجى الجنوبي ليشمل الدول العربية المشاطئة له ودول القرن الأفريقي المتحكمة في مدخله الجنوبي بالإضافة إلى منطقة البحيرات العظمى ومنابع نهر النيل. لذلك خططت إسرائيل منذ نشأتها للسيطرة على البحر الأحمر بجميع منافذه وإقامة ما يسمى بإسرائيل الكبرى الممتدة حسب زعمهم من النيل إلى الفرات.
وفي إطار المنظور الإسرائيلي فالبحر الأحمر ممر مائي دولي ينبغي أن يظل مفتوحا ًلسفن الدول جميعاً بما فيها إسرائيل وهم يقولون إنه لا حق للعرب في السيطرة أو تقييد حرية الملاحة فيه.
توجد مهددات للأمن القومي العربي كونه منطقة الصراع العربي الإسرئيلي وبؤر الصراع الأخرى في المحيط الهندي والخليج العربي.
وبعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 حيث عززت الولايات المتحدة الأمريكية بثقلها في منطقة البحر الأحمر بحجة حماية طرق الملاحة الدولية في إطار حملتها الدولية على ما يعرف بالحرب على الإرهاب. ويمكن القول إن إسرائيل هي المستفيد الأول من ذلك حيث ألقت بكل ثقلها في الحرب ضد الإرهاب. وأصبح هناك تمركز إسرائيلي إلى جانب التمركز الأمريكي في أرض الصومال وجيبوتي خصوصاً بعد تفجير الفندق المملوك لإسرائيل في مومباسا في كينيا، مما أعطى لإسرائيل الذريعة في البقاء في البحر الأحمر والقرن الأفريقي. ربما قادت إلى تدويل مسألة أمن البحر الأحمر، خاصة إذا وجدت علاقة بين ظاهرة القرصنة والشبكات الإرهابية، إذ أن ظاهرة القرصنة قبالة السواحل الصومالية وخليج عدن قد أثارت مخاوف دول العالم من تعرض طرق الملاحة العابرة بالبحر الأحمر إلى الخطر.
قال كانستلون قائد البحرية الصهيونية ( نحن نملك أسطولاً بحرياً يعمل في كافة موانئ العالم وسيرتفع عدده مستقبلا، ولهذا فعلينا أن نعد العُدة لمستقبل تستطيع فيه أساطيلنا البحرية والحربية أن تحطم الحصار المفروض علينا وأن نفرض الحصار بدورنا على بعض الدول العربية بشكل أقوى مما فرضوه علينا أي : – بإختصار – مطلوب منا أن تكون لدينا خطة نستطيع عن طريقها أن نحول البحر الأحمر إلى بحيرة يهودية بالتدريج ) من هنا كانت السيطرة على البحر الأحمر هدفاً للسياسة الصهيونية.
وبدأت منذ وقت مبكر الإهتمام الصهيوني بأفريقيا خاصة إريتريا فمنذ سنة 1920م خلال فترة الإستعمار الإيطالي حيث أقامت شركة زراعية صهيونية تدعى SIAبرؤوس أموال يهودية في منطقة القاش بما يسمى اليوم مشروع ( على قدر ) غرب إريتريا ثم اخترقت الثورة الإريترية عن طريق شخص أسياسي أفورقي عام 1970م بواسطة القاعدة الأمريكية ( كانيوا ستيشن ) في أسمرا للحيلولة دون انتصار الثورة الإريترية ذات التوجه الإسلامي والمدعومة من بعض الدول العربية، وذلك خوفاً من أن يصبح البحر الأحمر بحيرة عربية وضمان السماح لإسرائيل ببناء القواعد الصهيونية وإبعاد إريتريا عن الإنضمام لجامعة الدول العربية.
واحتلت مرفأ إيلات ( أم الرشراش المصرية ) في آذار/مارس 1949م بعد توقيع اتفاقية رودس ليكون مدخلها لخليج العقبة والبحر الأحمر لإقامة العلاقات مع الدول الأفريقية والآسيوية. ونجحت في استثمار علاقتها مع أثيوبيا(قبل إنفصال إريتريا عنها) في الحصول على جزيرة دهلك في البحر الأحمر عام 1975م لتُقيم عليها أول قاعدة عسكرية وتلا ذلك استئجار جزيرتي حالب وفاطمة ثم سنشيان ودميرا وأكدت مصادر دبلوماسية غربية في أسمرا وأديس أبابا وجود طائرات إسرائيلية مجهزة بمعدات تجسس متطورة في دهلك مما يحقق لها الإشراف على حركة الملاحة في البحر الأحمر ومراقبتها من الجنوب حتى إيلات وتأمين التحرك التجاري الإسرائيلي وضمان إغلاق باب المندب في وجه العرب في أي الوقت.

باحث وكاتب في التاريخ الحديث والعلاقات الدولية

هل يهدد التواجد الصهيوني في البحر الأحمر الأمن القومي العربي؟

د. صالح محروس محمد

صلاح فضل… عقل يتسع للعالم وروح للجميع

Posted: 27 Mar 2018 02:07 PM PDT

قام المجلس الأعلى للثقافة في مصر بتكريم الدكتور صلاح فضل أستاذ الأدب والأدب المقارن والناقد الأدبي الكبير، بمناسبة بلوغه سن الثمانين .
كنت خارج القاهرة لكني ابتسمت وسألت نفسي كيف يعترف صلاح فضل ببلوغه الثمانين ؟ ودارت الأسئلة في رأسي عن النقد والنقاد والأدب والأدباء . تذكرت أول كتاب قرأته لصلاح فضل . والحقيقة أني لم أنسه أبدا لسببين . إنه كان الأول في موضوعه في مصر، والثاني إني كنت أعمل في المملكة العربية السعودية عام 1978 وأخذت الكتاب معي ضمن زادي في الغربة التي لم تتكرر ولم تستمر طويلا . الكتاب هو « نظرية البنائية في النقد الأدبي الحديث «، كان هو الأول في موضوعه في مصر كما قلت، حيث نشر عام 1978 فكانت أهميته بما يطرحه من جديد ساعد عليه أن كاتبه يجيد اللغة الإسبانية ومن ثم قراءاته للأصول الأوروبية مترجمة إلى الإسبانية أو بالإسبانية كان معيار الصدق في الكتاب . للأسف كثيرون ممن كتبوا عن ذلك في مصر أو عن النظريات النقدية الحديثة من البنائية الى الحداثة وما بعد الحداثة لا يقرأون الأصول الأجنبية بلغاتها الأصلية بل أن الكثيرين يعتمدون على ترجمات عربية كثيرا ما تكون ركيكة ولا أنسى يوما جاء فيه جاك دريدا إلى مصر وفي ندوة له في المجلس الأعلى للثقافة كان يندهش كثيرا من أسئلة عن أشياء لم يقلها أو لم يقلها بهذا المعنى الذي يُسأل فيه، وكان السبب طبعا هو قراءة المقالات عنه وعن انتاجه كما نقلتها بعض الترجمات الخاطئة . صلاح فضل من البداية يقرأ بلغة أجنبية فيكون وصوله إلى نظريات النقد الأدبي الحديثة والمعاصرة أسهل وأدق . وأذكر إني ذلك الوقت قدمت عرضا للكتاب في مجلة اليمامة السعودية ـ وهنا اتوقف قليلا وأشكرالشاعر الكبير سعد الحميدين الذي أتاح لي انا الشاب المغترب ذلك الوقت بعيدا عن الرياض صفحة أخيرة أسبوعية بالمجلة بعنوان «أسئلة ثقافية تحتاج الى إجابات» كذلك الأستاذ طه علوي الصافي أول رئيس تحرير لمجلة الفيصل الذي أتاح لي أيضا كل شهرين تقريبا تقديم عرض لأحد الكتب بالمجلة ـ كانت هذه أول معرفتي بصلاح فضل التي لم تنقطع والتي قوامها قراءة ما يكتبه هذا المفكر والناقد الكبير من كتب أو مقالات . مؤكد فاتني بعضها كما يفوتني كثير من الكتب لكن استقر في روحي إني أمام ناقد أدبي ينتمي الى جيل الكبار رغم أنه بعدهم . الكبار الذين علمونا الكثير رغم أني لم أرهم مثل الدكتور محمد مندور والدكتور محمد غنيمي هلال أو من رأيتهم مثل الدكتور علي الراعي أو الدكتور شكري عياد . لم أتوقف أبدا عند مناصب تولاها صلاح فضل في وزارة الثقافة وإن كان طبعا هو في الجامعة أستاذ لأجيال . مناصب وزارة الثقافة لا يستمر فيها إلا من يظلمون قدراتهم الإبداعية ! وهو لم يفعل هذا . أكثر من عشرين كتابا كتبها صلاح فضل بعضها مقالات نقدية مجمعة تحت عناوين مختلفة للكتب ولقد تميز دائما إنه في كتبه التي تتجمع فيها بعض مقالاته لا تكون مجرد ذاكرة أو تذكار لكنها تجمع ما يجعلها توكد نظرة من نظراته ورؤيته النقدية واكتفي منها هنا بكتاب «التمثيل الجمالي للحياة» أو «اساليب السرد في الرواية العربية» أو «عين النقد علي الرواية العربية « أو «انتاج الدلالة الأدبية» أو «ظواهرالمسرح الإسباني» وغيرها كثير لا تشعر أبدا أن الكتاب مجرد وعاء لمقالات منشورة لكنه اختيار لما يكوِّن موضوعا واحدا من شتي جوانبه . وكذلك قدم الدكتور صلاح فضل كتبا هامة يكون اختيار موضوعاتها هو تجسيد لعنوانها من البداية مثل «مناهج النقد المعاصر» الذي هو خريطة للمشهد النقدي عالميا وعربيا أو قراءة الصورة وصورة القراءة» أو «علم الإسلوب مبادئه وإجراءاته « أو «مناهج النقد المعاصر» أو «تكوينات نقدية ضد موت المؤلف» أو «شفرات النص ـ بحوث سيميولوجية» أو»تأثير الثقافة الإسلامية في الكوميديا الإلهية» . وصلاح فضل ليس ناقدا فقط للرواية لكنه ناقد للشعر والمسرح والنقد نفسه ومدارسه وما وراء النقد من علوم كالفلسفة وعلم النفس وغيرها . ومعرفته بالمسرح كانت سابقة في الظهور في حياتنا المصرية والعربية حين ترجم مبكرا مسرحيات عن اللغة الاسبانية مثل «الحياة حلم» لكالديرون دي لاباركا عام 1978 و«نجمة اشبيلية» تأليف لوب دي فيجا عام 1979 و«القصة المزدوجة للدكتور بالمي» لبويرو باييخو عام 1974 و«حلم العقل ودون كيشوت» لبويرو باييخو أيضا عام 1975»
وغيرها . ولقد شهد المسرح القومي المصري في السبعينيات تمثيل بعضها . كتب صلاح فضل كثيرة وتستحق دائما القراءة والدراسة فدوره التنويري كان حافزه ومن ثم تعددت القضايا التي ناقشها فنيا وأدبيا تفتح المسالك لمن يريد المعرفة الحقيقية بمعني وقيمة الإبداع في مصر والعالم العربي والعالم . كذلك كان يفعل جيل الرواد الكبير . الإحساس بأن دورهم يمتد ليشمل كل جوانب الروح في الحياة وهي الجوانب التي تصنع بعد ذلك الحركة العقلية للبشر وتجلياتها المادية التي يكون شعارها البحث عما هو أفضل . بالطبع تولي صلاح فضل مناصب كثيرة سواء كأستاذ جامعي أو لكونه مفكرا وناقدا كبيرا مثل عمله كمستشار ثقافي لمصر في إسبانيا ومديرا للمعهد المصري للدراسات الإسلامية في مدريد أو عميدا للمعهد العالي للنقد الفني في أكاديمة الفنون في مصر وبالطبع بسبب القدرة العلمية والثقافة المنفتحة علي العالم صار استاذا زائرا لكثير من الجامعات العربية وشارك في لجان ثقافية وعلمية كثيرة في مصر وخارجها وفي تأسيس والمشاركة في تاسيس مجلات هامة مثل مجلة «فصول» المصرية . الحديث عن ذلك يطول والمعني الوحيد منه انه وهو يكتب كان لا يتواني عن العمل في نشر وانتشار الثقافة الجديدة والمعاصرة ويفتح أبواب التاريخ بالدراسات والمؤتمرات علي ما يضيف إلى العقل العربي . طبيعيا جدا أن يتم اختياره عضوا بالمجمع العلمي المصري وقبله مجمع اللغة العربية .
بعد ثورة يناير عام 2011 ظهر اسم الدكتور صلاح فضل ضمن لجان حملت اسماء مثل الحكماء أو تجديد الخطاب الديـــــني كنت أعرف وأشعر أن صلاح فضل الذي دائما دائرته في العلوم النقدية والفكرية يمكن أن يكون إضافة، لكن ما يحدث هو سياسة وكنت أدرك أن طاقته الروحية سوف تترك هذا و تبتعد عنه . كان وما زال ما يهمني ويسعدني دائما من صلاح فضل هو دراساته ومقالاته المنفتحة علي العالم ومتابعته التي لا تنقطع لأصوات كثيرة جدا من الأدباء عبر الأجيال . طبيعي جدا ان يسقط منه اسم أو اكثر لكن ذلك من كثرة الأدباء لا موقفا من أي منهم . كما أن الكاتب الذي يتمتع بحرية اختيار موضوعات رواياته أو قصائده أو تجليات فنه عموما عليه أن يعترف بحرية الناقد في اختيار من يكتب عنه . وأعود الى البداية كيــــف حقا يعــترف صلاح فصل ببلوغه سن الثمانين ؟ وأدعو له بالصحة وطول العمر.

روائي مصري

صلاح فضل… عقل يتسع للعالم وروح للجميع

إبراهيم عبد المجيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق